تهذيب الآثار - الجزء المفقود

الطبري، أبو جعفر

تتمة مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

(تَتِمَّة مُسْند عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ)

لم يشهد حلف المطيبين ولا أدركه وإنما شهد حلف الفضول الذي عقد في دار عبد الله بن جدعان التيمي الذي روي عن رسول الله

ابْن عَوْف، وَبِخِلَاف اللَّفْظ الَّذِي ذكره ابْن عدي عَن مُحَمَّد بن جُبَير. وَالثَّالِثَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يشْهد حلف المطيبين، وَلَا أدْركهُ، وَإِنَّمَا شهد حلف الفضول الَّذِي عقد فِي دَار عبد الله بن جدعَان التَّيْمِيّ الَّذِي رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " لقد شهِدت فِي دَار عبد الله بن جدعَان حلفا، مَا أحب أَن لي بِهِ حمر النعم، وَلَو دعيت إِلَيْهِ الْيَوْم فِي الْإِسْلَام لَأَجَبْت ". قَالُوا: وَهَذَا الْحلف - أَعنِي حلف الفضول - شهده رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل أَن يبْعَث نَبيا، وَهُوَ الْحلف الَّذِي تعاقده بَنو هَاشم، وَبَنُو الْمطلب، وَبَنُو أَسد بن عبد الْعُزَّى، وَبَنُو زهرَة، وَبَنُو تيم بن مرّة على أَن لَا يدعوا بِمَكَّة مظْلمَة إِلَّا ردوهَا. قَالُوا: وَأما حلف المطيبين، فَإِنَّهُ جرى بَين بني مَخْزُوم، وجمح، وَسَهْم، وعدي، وَبني عبد الدَّار على نصْرَة بني عبد الدَّار إِذْ نازعتهم بَنو أعمامهم من بني عبد منَاف اللِّوَاء، والحجامة، والندوة، وَقَالُوا: نَحن أَحَق بذلك مِنْكُم. فحالفت بَنو عبد الدَّار من ذكرنَا من الْقَبَائِل، وحالفت بَنو عبد منَاف. بني أَسد، وزهرة - وهما الْحَارِث بن فهر - على نصْرَة عبد منَاف على عبد الدَّار، قَالُوا: فَهَذَا حلف جرى بَين الْقَوْم على حَرْب على أَمر من أُمُور الْجَاهِلِيَّة، وَلم يكن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَو كَانَ شهده ليقول: " لَو دعيت إِلَيْهِ الْيَوْم لَأَجَبْت ".

في الإسلام أنه لو دعي إلى ذلك لأجاب

قَالُوا: وَإِنَّمَا شهد حلف الفضول الَّذِي تعاقده الْقَوْم على أَن لَا يدعوا بِمَكَّة مظْلمَة إِلَّا ردوهَا، فَأخْبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْإِسْلَام أَنه لَو دعِي إِلَى ذَلِك لأجاب.

ذكر من روى هذا الخبر عن جبير بن مطعم فلم يجعل بينه وبين رسول الله

(" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن جُبَير بن مطعم، فَلم يَجْعَل بَينه وَبَين رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا وَخَالف فِي مَعْنَاهُ مَعْنَاهُ، وَفِي لَفظه لَفظه ") 1 - حَدثنَا أَبُو كريب وَعَبدَة بن عبد الله الصفار، قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر، قَالَ: حَدثنَا زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة، قَالَ حَدثنِي سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أَبِيه، عَن جُبَير بن مطعم، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا حلف فِي الْإِسْلَام، وَأَيّمَا حلف كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، فَلم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة ".

ذكر الخبر الوارد عن رسول الله

(" ذكر الْخَبَر الْوَارِد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: لقد شهِدت فِي دَار عبد الله بن جدعَان حلفا هُوَ أحب إِلَيّ من حمر النعم ") 2 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ حَدثنَا سَلمَة بن الْفضل، عَن ابْن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن زيد بن المُهَاجر بن قنفذ [التَّيْمِيّ، أَنه سمع طَلْحَة بن عبد الله بن عَوْف الزُّهْرِيّ يَقُول] قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لقد شهِدت فِي دَار عبد الله بن جدعَان حلفا، هُوَ أحب إِلَيّ من حمر النعم، وَلَو دعيت إِلَيْهِ الْيَوْم فِي الْإِسْلَام لَأَجَبْت ".

حلف الفضول

قَالُوا: وَمن الدَّلِيل على أَن الْحلف الَّذِي شهده النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حلف الفضول: 3 - مَا حَدثنَا بِهِ ابْن حميد، قَالَ حَدثنَا سَلمَة، عَن ابْن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي يزِيد بن عبد الله بن أُسَامَة بن الْهَاد اللَّيْثِيّ، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم قَالَ: " كَانَ بَين الْحُسَيْن بن عَليّ، وَبَين الْوَلِيد بن عتبَة بن أبي سُفْيَان مُنَازعَة فِي مَال كَانَ بَينهمَا بِذِي الْمَرْوَة. قَالَ: فَكَانَ الْوَلِيد تحامل على الْحُسَيْن بن عَليّ فِي حَقه لسلطانه.

ثم لأدعون بحلف الفضول فقال عبد الله بن الزبير وهو عبد الوليد حين قال الحسين ما قال وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك وبلغت

فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْن: أقسم بِاللَّه لتنصفن لي من حَقي، أَو لآخذن سَيفي، ثمَّ لأقومن فِي مَسْجِد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ لأدعون بِحلف الفضول؟ فَقَالَ عبد الله بن الزبير - وَهُوَ عبد الْوَلِيد حِين قَالَ الْحُسَيْن مَا قَالَ -: وَأَنا أَحْلف بِاللَّه لَئِن دَعَا بِهِ لآخذن سَيفي، ثمَّ لأقومن مَعَه حَتَّى ينصف من حَقه أَو نموت جَمِيعًا. فبلغت الْمسور بن مخرمَة بن نَوْفَل الزُّهْرِيّ فَقَالَ: مثل ذَلِك. وَبَلغت عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن عبد الله التَّيْمِيّ فَقَالَ مثل ذَلِك. فَلَمَّا بلغ الْوَلِيد بن عتبَة أنصف حُسَيْنًا من حَقه ". (" القَوْل فِيمَا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الدَّلِيل على أَن كل حلف كَانَ عقد فِي الْجَاهِلِيَّة قبل الْإِسْلَام، أَن على أَهله الْوَفَاء بِهِ؛ وَذَلِكَ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي الْحلف الَّذِي شهده مَعَ أَعْمَامه من بني هَاشم، وَبني الْمطلب قبل الْإِسْلَام: " مَا أحب أَن لي حمر النعم وَأَنِّي أنكثه ". وَذَلِكَ نَظِير الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " لَا حلف فِي الْإِسْلَام، وَمَا كَانَ من حلف فِي الْجَاهِلِيَّة فَلم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة ".

ذكر الأخبار الواردة بذلك عنه

(" ذكر الْأَخْبَار الْوَارِدَة بذلك عَنهُ ") 4 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن شريك، عَن سماك، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا حلف فِي الْإِسْلَام، وَمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة فَلم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة ". 5 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُصعب بن الْمِقْدَام، عَن إِسْرَائِيل بن يُونُس، عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن مولى آل طَلْحَة، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا حلف فِي الْإِسْلَام، وكل حلف كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، فَلم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة، وَمَا يسرني أَن لي حمر النعم، وَأَنِّي أنقض الْحلف الَّذِي كَانَ فِي دَار الندوة ".

عن الحلف قال فقال ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف في الإسلام

6 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هَيْثَم، قَالَ: أخبرنَا مُغيرَة، عَن أَبِيه، عَن شُعْبَة بن التوأم الضَّبِّيّ، عَن قيس بن عَاصِم أَنه سَأَلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْحلف؟ قَالَ: فَقَالَ: " مَا كَانَ من حلف فِي الْجَاهِلِيَّة فَتمسكُوا بِهِ، وَلَا حلف فِي الْإِسْلَام ".

عن الحلف فقال لا حلف في الإسلام ولكن تمسكوا بحلف الجاهلية

7 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، عَن أَبِيه، عَن شُعْبَة بن التوأم الضَّبِّيّ، أَن قيس بن عَاصِم سَأَلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْحلف؟ فَقَالَ: " لَا حلف فِي الْإِسْلَام، وَلَكِن تمسكوا بِحلف الْجَاهِلِيَّة ". 8 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن دَاوُد بن أبي عبد الله، عَن ابْن جدعَان، عَن جدته، عَن أم سَلمَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا حلف فِي الْإِسْلَام، وَمَا كَانَ من حلف فِي الْجَاهِلِيَّة لم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة ". فَإِن قَالَ لنا قَائِل: فَإِن كَانَ الْأَمر فِي الْحلف فِي الْإِسْلَام كَمَا قلت من أَنه غير جَائِز عقده، فَمَا أَنْت قَائِل فِيمَا: 9 - حَدثكُمْ بِهِ ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن عَاصِم، عَن أنس قَالَ: " حَالف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَين

آخى بين المهاجرين والأنصار وكانوا يتوارثون بذلك العقد وكانت الجاهلية في جاهليتها تفعل ذلك فنسخ الله تعالى ذكره ذلك بقوله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ورد المواريث إلى القرابات بالأرحام والحرمة بقوله

الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فِي دَاري الَّتِي بِالْمَدِينَةِ "؟ قيل: هَذَا أَمر كَانَ فِي أول الْإِسْلَام، كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آخى بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، وَكَانُوا يتوارثون بذلك العقد، وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة فِي جَاهِلِيَّتهَا تفعل ذَلِك، فنسخ الله - تَعَالَى ذكره - ذَلِك بقوله: {وَأولُوا الْأَرْحَام بَعضهم أولى بِبَعْض فِي كتاب الله} . ورد الْمَوَارِيث إِلَى الْقرَابَات بالأرحام، وَالْحُرْمَة بقوله: {يُوصِيكُم الله فِي أَوْلَادكُم للذّكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ} الْآيَتَيْنِ. فَإِن قَالَ: وَهل من دَلِيل على صِحَة مَا قلت؟ 10 - قيل: حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن أبي بشر، عَن سعيد بن جُبَير فِي قَول الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَالَّذين عاقدت أَيْمَانكُم} قَالَ: " كَانَ الرجل يعاقد الرجل فيرثه، وعاقد أَبُو بكر مولى فورثه ".

حينئذ أوفوا بحلف الجاهلية فإنه لم يزده الإسلام إلا شدة

11 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، عَن الْحُسَيْن بن وَاقد، عَن يزِيد النَّحْوِيّ، عَن عِكْرِمَة وَالْحسن الْبَصْرِيّ فِي قَوْله: {وَالَّذين عقدت أَيْمَانكُم، فآتوهم نصِيبهم} . قَالَ: " كَانَ الرجل يحالف الرجل لَيْسَ بَينهمَا نسب، فيرث أَحدهمَا الآخر، فنسخ ذَلِك فِي الْأَنْفَال فَقَالَ: {وأولو الْأَرْحَام بَعضهم أولى بِبَعْض فِي كتاب الله} . فَكَانَ هَذَا هَكَذَا إِلَى أَن فتحت مَكَّة، فَلَمَّا فتحت مَكَّة نسخ ذَلِك فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حِينَئِذٍ: " أَوْفوا بِحلف الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهُ لم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة ". 12 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة الشَّامي، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن الْمعلم، وَحدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن. 13 - وحَدثني حَاتِم بن بكر الضَّبِّيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الْأَعْلَى بن حُسَيْن الْمعلم، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي خطْبَة يَوْم فتح مَكَّة: " أَوْفوا بِحلف الْجَاهِلِيَّة، فَإِنَّهُ لَا يزِيدهُ الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة، وَلَا تحدثُوا حلفا فِي الْإِسْلَام ".

مكة عام الفتح قام خطيبا في الناس فقال يا أيها الناس ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة ولا حلف في الإسلام

14 - وَحدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر، قَالَ: أخبرنَا يزِيد قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده قَالَ: " لما دخل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَكَّة عَام الْفَتْح، قَامَ خَطِيبًا فِي النَّاس فَقَالَ: " يَا أَيهَا النَّاس! : مَا كَانَ من حلف فِي الْجَاهِلِيَّة، فَإِن الْإِسْلَام لم يزده إِلَّا شدَّة، وَلَا حلف فِي الْإِسْلَام ". 15 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن بكير، قَالَ: حَدثنَا

بنحوه فإن قال لنا أو جائز في الحلف الذي أمر النبي

مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. 16 - وَحدثنَا أَبُو كريب قَالَ: حَدثنَا أَسد بن عَمْرو، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. 17 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن مخلد، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن بِلَال، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ. فَإِن قَالَ لنا: أَو جَائِز فِي الْحلف الَّذِي أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

بالوفاء به من ذلك هو ما لم يفسخه الإسلام ولم يبطله حكم القرآن وهو التعاون على الحق والنصرة على الأخذ على يد الظالم الباغي فإن قال فإن هذا حق لكل مسلم على كل مسلم فما المعنى الذي خص به في الجاهلية حتى وجب من أجله الوفاء به ونهى عن

بِالْوَفَاءِ بِهِ من حلف الْجَاهِلِيَّة، وَقد علمت أَن الْقَوْم إِنَّمَا كَانُوا يتعاقدون بَينهم على أَن يَرث بَعضهم بَعْضًا، وَيكون بَعضهم عونا لبَعض على من أرادوه بظُلْم أَو أَرَادَهُم بذلك أَن يُوفي بِشُرُوطِهِ الَّتِي كَانُوا تعاقدوه عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّة؟ قيل: إِن الَّذِي أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْوَفَاءِ بِهِ من ذَلِك هُوَ مَا لم يفسخه الْإِسْلَام، وَلم يُبطلهُ حكم الْقُرْآن، وَهُوَ التعاون على الْحق، والنصرة على الْأَخْذ على يَد الظَّالِم الْبَاغِي. فَإِن قَالَ: فَإِن هَذَا حق لكل مُسلم على كل مُسلم فَمَا الْمَعْنى الَّذِي خص بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة حَتَّى وَجب من أَجله الْوَفَاء بِهِ، وَنهى عَن مثله فِي الْإِسْلَام استئنافه؟ وَهل على مُسلم من حرج فِي معاقدة إخْوَان لَهُ من أهل الْإِسْلَام على التناصر إِن بغى أحدا مِنْهُم أحد بظُلْم أَو قَصده بِسوء؟ قيل: إِن ذَلِك من معنى مَا ذهب إِلَيْهِ بعيد. وَإِنَّمَا معنى قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا كَانَ من حلف فِي الْجَاهِلِيَّة، فَتمسكُوا بِهِ " إِنَّمَا هُوَ الْحلف على النُّصْرَة من بَعضهم لبَعض فِي الْحق، وَذَلِكَ، وَإِن كَانَ وَاجِبا على كل مُسلم لكل مُسلم، فَإِن على الحليف من ذَلِك لحليفه من وجوب حق نصرته على من بغاه بظُلْم دون سَائِر النَّاس غَيره مَا يجب للقريب على قَرِيبه، والنسيب على نسيبه، دون سَائِر النَّاس غَيره. وَإِن نابته نائبة من عَدو لَهُ قَصده بظُلْم من الدفاع عَنهُ، فَلهُ من استصراخه عَلَيْهِ بِمَا قد نهي عَن استصراخ عشيرته وقبيلته بِمثلِهِ، وَذَلِكَ أَن الْأَخْبَار متظاهرة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " من تعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة، فأعضوه بِهن أَبِيه وَلَا تكنوا ".

المظلوم عن الاعتزاء بما ذكرنا وأمر من ظلم فاستصرخ على ظالمه أن يقول يا لعباد الله ويا للمسلمين ثم أطلق له من الاستصراخ بحليفه مما نهى عن الاستصراخ بمثله بنسيبه من قبيلته وعشيرته فأجاز للرجل من أهل حلف الفضول أو غيره أن يقول

والتعزي بعزاء الْجَاهِلِيَّة: هُوَ أَن يُنَادي من ركب بظُلْم: يال بني فلَان كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (فَلَمَّا الْتَقت فرساننا ورجالهم ... دعوا: يَا لكعب {واعتزينا بعامر) فَنهى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمَظْلُوم عَن الاعتزاء بِمَا ذكرنَا وَأمر من ظلم فاستصرخ على ظالمه أَن يَقُول: يَا لعباد الله} وَيَا للْمُسلمين. ثمَّ أطلق لَهُ من الاستصراخ بحليفه مِمَّا نهى عَن الاستصراخ بِمثلِهِ بنسيبه من قبيلته وعشيرته. فَأجَاز للرجل من أهل حلف الفضول أَو غَيره أَن يَقُول: يَا لحلف الفضول {أَو يَا لحلف المطيبين} وَمَا أشبه ذَلِك. أوما تسمعه يَقُول فِي الْخَبَر الَّذِي ذكرت عَن عبد الله بن طَلْحَة التَّيْمِيّ: " وَلَو دعيت إِلَيْهِ الْيَوْم فِي الْإِسْلَام لَأَجَبْت "؟ أوما ترى الْحُسَيْن بن عَليّ قَالَ للوليد بن عتبَة: أقسم بِاللَّه لتنصفن لي من حَقي أَو لآخذن سَيفي، ثمَّ لأقومن فِي مَسْجِد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ لأدعون بِحلف الفضول؟

أنه قال شهدت مع عمومتي حلف المطيبين أحد من أهل النقل في روايته قيل أما بإسناد متصل فلا نعلمه ولكن

فَذَلِك هُوَ الْخُصُوص الَّذِي خص بِهِ الحليف بِالْحلف الَّذِي كَانَ عقده فِي الْجَاهِلِيَّة من حليفه دون سَائِر النَّاس غَيره. فَإِن قَالَ لنا قَائِل: هَل وَافق الزُّهْرِيّ فِيمَا روى من هَذَا الْخَبَر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " شهِدت مَعَ عمومتي حلف المطيبين " أحد من أهل النَّقْل فِي رِوَايَته؟ . قيل: أما بِإِسْنَاد مُتَّصِل فَلَا نعلمهُ، وَلَكِن: 18 - حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا عَليّ، عَن يحيى، عَن أبي سَلمَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ - وَهُوَ على الْمِنْبَر -: " مَا شهِدت لقريش قسَامَة إِلَّا حلف المطيبين، وَمَا يسرني أَن لي حمر النعم وَأَنِّي نكثته ".

ذكر ما صح عندنا من خبر ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي

(" ذكر مَا صَحَّ عندنَا من خبر ابْن عَبَّاس، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِمَّا لم يمض ذكره ") 19 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة بن الْفضل، عَن ابْن إِسْحَاق، عَن مَكْحُول، عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد عمر، فَقَالَ: هَل سَمِعْتُمْ فِيمَا سَمِعْتُمْ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الرجل إِذا أوهم فِي صلَاته، فَلَا يدْرِي أزاد أَو نقص؟ . قلت: لَا. فَأتى علينا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ: فيمَ أَنْتُمَا؟ فَقَالَ عمر: سَأَلته هَل سَمِعْتُمْ فِيمَا سَمِعْتُمْ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الرجل إِذا أوهم فِي صلَاته، فَلَا يدْرِي أزاد أم نقص، كَيفَ يصنع؟ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ عبد الرَّحْمَن: فَأَنا أحدثكُم. فَقَالَ عمر: هَات فحدثنا فَأَنت الصَّادِق الْمُسلم. فَقَالَ: سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته، فَلَا يدْرِي أصلى اثْنَتَيْنِ أَو وَاحِدَة فليجعلها وَاحِدَة، وَإِذا شكّ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلَاث فليجعلها ثِنْتَيْنِ، وَإِذا شكّ فِي الثَّلَاث والأربع فليجعلها ثَلَاثًا، حَتَّى يكون الشَّك فِي الزِّيَادَة،

قال إذا صلى أحدكم فشك في صلاته فإن شك في الواحدة والثنتين فليجعلها واحدة وإن شك في الثنتين والثلاث فليجعلها ثنتين وإن شك في الثلاث والأربع فليجعلها ثلاثا حتى يكون الوهم في الزيادة ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم يسلم

فَإِذا فرغ من صلَاته فليسجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ يسلم ". 20 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي مَكْحُول أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فَشك فِي صلَاته، فَإِن شكّ فِي الْوَاحِدَة والثنتين فليجعلها وَاحِدَة، وَإِن شكّ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلَاث فليجعلها ثِنْتَيْنِ، وَإِن شكّ فِي الثَّلَاث والأربع فليجعلها ثَلَاثًا، حَتَّى يكون الْوَهم فِي الزِّيَادَة، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم، ثمَّ يسلم ". قَالَ مُحَمَّد: قَالَ لي حُسَيْن بن عبد الله: هَل أسْندهُ لَك؟ فَقلت: لَا. قَالَ: وَلكنه حَدثنِي أَن كريبا مولى ابْن عَبَّاس حَدثهُ، عَن ابْن عَبَّاس

يقول هذا الحديث

قَالَ: جَلَست مَعَ عمر بن الْخطاب فَقَالَ: يَا ابْن عَبَّاس {أَرَأَيْت إِذا اشْتبهَ على الرجل فِي صلَاته، فَلَا يدْرِي أزاد أم نقص؟ قلت: وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أَدْرِي. مَا سَمِعت فِي ذَلِك شَيْئا. فَقَالَ: وَالله مَا أَدْرِي. قَالَ: فَبينا نَحن على ذَلِك، إِذْ جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تذكران؟ فَقَالَ لَهُ عمر: ذكرنَا الرجل يشك فِي صلَاته؟ كَيفَ يصنع؟ فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول هَذَا الحَدِيث. 21 - وحَدثني سعيد بن عُثْمَان التنوخي، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن خَالِد الْوَهْبِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مَكْحُول، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: جَلَست إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ: يَا ابْن عَبَّاس} هَل سَمِعت عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الرجل إِذا نسي من صلَاته، فَلَا يدْرِي أزاد أم نقص مَا أَمر بِهِ فِيهِ؟ قَالَ: قلت: أما سَمِعت أَنْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ قَالَ: لَا. قلت: لَا وَالله مَا سَمِعت فِيهِ شَيْئا، وَلَا سَأَلت عَنهُ. إِذْ جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ: فيمَ أَنْتُمَا؟ فَأخْبرهُ عمر. قَالَ: سَأَلت هَذَا الْفَتى عَن كَذَا وَكَذَا فَلم أجد عِنْده علما؟ فَقَالَ عبد الرَّحْمَن: لَكِن عِنْدِي. لقد سَمِعت ذَاك من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فَقَالَ عمر: فَأَنت عندنَا الْعدْل الرِّضَا، فَمَاذَا سَمِعت؟ قَالَ: سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فَشك فِي الْوَاحِدَة والثنتين، فليجعلها وَاحِدَة وَإِذا شكّ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلَاث، فليجعلها اثْنَتَيْنِ، وَإِذا شكّ فِي الثَّلَاث والأربع

يقول إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلى أو اثنتين فليبن على واحدة فإن لم يدر ثنتين صلى أو ثلاثا فليبن على ثنتين فإن لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا فليبن على ثلاث وليسجد سجدتين قبل أن يسلم

فليجعلها ثَلَاثًا، حَتَّى يكون الْوَهم فِي الزِّيَادَة، ثمَّ ليسجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم ثمَّ يسلم ". 22 - وَحدثنَا ابْن بشار وَابْن الْمثنى قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد بن عَثْمَة، قَالَ: حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن سعد، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مَكْحُول، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا سَهَا أحدكُم فِي صلَاته، فَلم يدر وَاحِدَة صلى أَو اثْنَتَيْنِ؟ فليبن على وَاحِدَة؛ فَإِن لم يدر ثِنْتَيْنِ صلى أَو ثَلَاثًا؟ فليبن على ثِنْتَيْنِ. فَإِن لم يدر ثَلَاثًا صلى أَو أَرْبعا؟ فليبن على ثَلَاث، وليسجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر عندنَا صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب

مرسلا وبعضهم يقول عن ابن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن مكحول عن كريب عن ابن عباس والثانية أن حسين بن عبد الله عندهم ممن لا يجوز الاحتجاج بنقله في الدين والثالثة أن محمد بن إسحاق عندهم غير مرتضى

الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: اضْطِرَاب نقلته فِي سَنَده، فبعضهم يَقُول فِيهِ: عَن ابْن إِسْحَاق، عَن مَكْحُول، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس. وَبَعْضهمْ يَقُول: عَن ابْن إِسْحَاق، عَن مَكْحُول، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُرْسلا. وَبَعْضهمْ يَقُول: عَن ابْن إِسْحَاق، عَن حُسَيْن بن عبد الله، عَن مَكْحُول، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس؟ وَالثَّانيَِة: أَن حُسَيْن بن عبد الله عِنْدهم مِمَّن لَا يجوز الِاحْتِجَاج بنقله فِي الدّين؟ وَالثَّالِثَة: أَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عِنْدهم غير مرتضى؟ (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان عَن صِحَة قَول الْقَائِلين فِي الشاك فِيمَا صلى من صَلَاة هُوَ فِيهَا من عَددهَا؟ أَنه يَبْنِي على مَا استيقن أَنه قد صلى مِنْهَا، وَيتم على ذَلِك بَاقِي صلَاته، وَأَن عَلَيْهِ إِذا فعل ذَلِك سَجْدَتي السَّهْو، إِذْ كَانَ مُمكنا أَن يكون قد ألحق فِي صلَاته مَا لَيْسَ مِنْهَا، كَالَّذي يسلم فِيهَا سَاهِيا، قبل إِتْمَامه جَمِيعهَا. وَقد وَافق عبد الرَّحْمَن فِي معنى رِوَايَته عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هَذَا الْخَبَر، وَأَن على الشاك فِيمَا صلى من عدد رَكْعَات صَلَاة هُوَ فِيهَا أَن يَبْنِي على الْيَقِين: جمَاعَة من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نذْكر مَا صَحَّ من ذَلِك عندنَا بِسَنَدِهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله.

ذكر ذلك

(" ذكر ذَلِك ") 23 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود الجحدري، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زُكَيْرٍ يحيى بن مُحَمَّد، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا شكّ أحدكُم فَلم يدر كم صلى: ثَلَاثًا أم أَرْبعا؟ فَليصل رَكْعَة تَامَّة، ثمَّ ليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس، فَإِن كَانَت تِلْكَ الرَّكْعَة خَامِسَة شفع بهَا السَّجْدَتَيْنِ، وَإِن كَانَت رَابِعَة كَانَت ترغيما للشَّيْطَان ". 24 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن مخلد، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن

أنه قال إذا صلى أحدكم فلم يدر أثلاثا صلى أم أربعا فليبن على اليقين ويدع الشك ثم يسجد سجدتين فإن كانت صلاته نقصت فقد أتمها وكانت السجدتان ترغيما للشيطان وإن كانت صلاته تامة كان ما زاد والسجدتان نافلة

يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ. 25 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْحَكِيم الْمصْرِيّ، قَالَ: أخبرنَا أَبُو زرْعَة وهب الله بن رَاشد، قَالَ: أخبرنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن العجلان، أَن زيد بن أسلم حَدثهُ، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فَلم يدر أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ فليبن على الْيَقِين، ويدع الشَّك، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ، فَإِن كَانَت صلَاته نقصت فقد أتمهَا، وَكَانَت السجدتان ترغيما للشَّيْطَان، وَإِن كَانَت صلَاته تَامَّة كَانَ مَا زَاد والسجدتان نَافِلَة ". 26 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون، عَن زيد بن أسلم، عَن

قال إذا لم يدر أحدكم ثلاثا صلى أو أربعا فليصل ركعة ثم يسجد سجدتين وهو جالس فإن كان صلى خمسا شفعتا له صلاته وإن كان صلى أربعا كانتا ترغيما للشيطان

عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا لم يدر أحدكُم ثَلَاثًا صلى أَو أَرْبعا، فَليصل رَكْعَة، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس، فَإِن كَانَ صلى خمْسا شفعتا لَهُ صلَاته، وَإِن كَانَ صلى أَرْبعا كَانَتَا ترغيما للشَّيْطَان ". 27 - وحَدثني أَبُو يُونُس الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن يزِيد، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، عَن أَخِيه، عَن سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن عمر بن مُحَمَّد عَن سَالم بن عبد الله، عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فَلَا يدْرِي كم صلى ثَلَاثًا أم أَرْبعا؟ فليركع رَكْعَتَيْنِ يحسن ركوعهما وسجودهما ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ ". فَإِن قَالَ: قَائِل: فَمَا أَنْت قَائِل - إِن كَانَت هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي ذكرتها

عندك صحاحا فيما

عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنْدك صحاحا - فِيمَا: 28 - حَدثَك بِهِ يحيى بن طَلْحَة الْيَرْبُوعي قَالَ: حَدثنَا فُضَيْل بن عِيَاض، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا سَهَا أحدكُم فِي صلَاته، فليتحر، وليسجد سَجْدَتَيْنِ ". 29 - وَحدثنَا ابْن بشار وَابْن بزيغ، قَالَا: حَدثنَا أَبُو أَحْمد، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور قَالَ: سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن الشَّك فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: أما أَنا، فَإِن كَانَت فَرِيضَة اسْتقْبلت، وَإِن كَانَت تَطَوّعا سلمت وسجدت سَجْدَتَيْنِ. قَالَ: فَذَكرته لإِبْرَاهِيم؟ فَقَالَ:

قال إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر وليسجد سجدتين

وَمَا تصنع بقول سعيد بن جُبَير، حَدثنِي عَلْقَمَة، عَن عبد الله بن مَسْعُود، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته، فليتحر وليسجد سَجْدَتَيْنِ ". 30 - وحَدثني مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأحمسي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد، قَالَ: حَدثنَا مسعر بن كدام أَبُو سَلمَة، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِنَّمَا أَنا بشر أنسى كَمَا تنسون، فَأَيكُمْ شكّ فِي صلَاته، فَلْينْظر أَحْرَى ذَلِك للصَّوَاب، فليتم عَلَيْهِ، ثمَّ ليسجد سَجْدَتَيْنِ ". 31 - وَحدثنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي، قَالَ: حَدثنَا حَفْص، عَن مسعر، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته، فليتحر وليسجد سَجْدَتَيْنِ ". 32 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، قَالَ:

فذكر نحو حديث ابن بشار

سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن الرجل يشك فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: أما أَنا، فَإِذا كَانَ ذَلِك فِي النَّافِلَة، فأتحرى الصَّوَاب، ثمَّ أَسجد سَجْدَتَيْنِ، وَإِذا كَانَ فِي الْمَكْتُوبَة، فَإِنِّي أُعِيد. فَذَكرنَا لإِبْرَاهِيم؟ فَقَالَ: مَا تصنع بقول سعيد: وَقد سمعنَا فِيهِ: حَدثنِي عَلْقَمَة، عَن عبد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكر نَحْو حَدِيث ابْن بشار؟ 33 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي عَن سعيد، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن سُلَيْمَان الْيَشْكُرِي، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: يتحَرَّى فِي الْوَهم. فَقَالَ رجل لعَمْرو بن دِينَار، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ عَمْرو: عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيمَا أعلم. قيل: قد اخْتلف السّلف قبلنَا فِي ذَلِك، فَنَذْكُر اخْتلَافهمْ فِيهِ، ثمَّ نتبع ذَلِك الْبَيَان عَن الصَّوَاب لدينا من القَوْل فِيهِ، إِن شَاءَ الله ذَلِك. فَقَالَ بَعضهم فِي ذَلِك بِنَحْوِ القَوْل الَّذِي روينَا عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أَنه إِذا شكّ الرجل فِي صلَاته فَلم يدر كم صلى؟ بنى على الْيَقِين. وَقَالَ بَعضهم: يتحَرَّى فيبني على الْأَغْلَب عِنْده. وَقَالَ بَعضهم: يسْتَقْبل صلَاته. وَقَالَ بَعضهم: إِن كَانَ ذَلِك فِي تطوع تحرى، فَبنى على الْأَغْلَب

ذكر من قال يبني على اليقين ويتم صلاته

عِنْده، وَإِن كَانَ فِي فَرِيضَة اسْتقْبل الصَّلَاة. وَقَالَ بَعضهم: يَبْنِي على أتم ذَلِك وَأَكْثَره عِنْده. (" ذكر من قَالَ يَبْنِي على الْيَقِين وَيتم صلَاته ") 34 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن الحكم، عَن عَليّ قَالَ: " إِذا شَككت فِي التَّمام وَالنُّقْصَان، فصل رَكْعَة، فَإِن الله تبَارك وَتَعَالَى لَا يعذب أحدا بِزِيَادَة فِي الصَّلَاة، وَلَكِن ينظر، فَإِن كَانَ تَمامًا كَانَ لَهُ، وَإِن كَانَ فضلا كَانَ لَهُ " 35 - وَحدثنَا ابْن بشار قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن زِيَاد بن فياض، عَن أبي عِيَاض قَالَ: " كَانَ عمر بن الْخطاب ينْهَى أَن تُعَاد الصَّلَاة ". 36 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: " كَانَ سُفْيَان يصنعه: أَنه إِذا شكّ بنى على الْيَقِين ". 37 - حَدثنِي سعيد بن عُثْمَان التنوخي، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن خَالِد قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن زِيَاد بن أبي زِيَاد مولى ابْن

عَيَّاش قَالَ: كَانَ الْحَارِث بن عبد الله يَأْمُرنَا بِهَذَا إِذا شككنا فِي الصَّلَاة مثله، يَعْنِي: " إِذا شكّ فِي الْوَاحِدَة والثنتين أَن يَجْعَلهَا وَاحِدَة، وَإِذا شكّ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلَاث أَن يَجْعَلهَا ثِنْتَيْنِ، وَإِذا شكّ فِي الثَّلَاث والأربع أَن يَجْعَلهَا ثَلَاثًا، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم، ثمَّ يسلم ". 38 - وحَدثني ابْن البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو، عَن سعيد، عَن مَكْحُول قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فَلم يدر أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ فليركع رَكْعَة، حَتَّى تكون صلَاته إِلَى الزِّيَادَة أقرب مِنْهَا إِلَى النُّقْصَان ". 39 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا حجاج بن رشدين، قَالَ: حَدثنَا عبد الْجَبَّار بن عمر، عَن يحيى بن سعيد، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ: " إِذا شكّ الْإِنْسَان فِي شَيْء من الصَّلَاة طرح الشَّك، وَبنى على الْيَقِين، فَإِذا فرغ من التَّشَهُّد سلم، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ تشهد بعْدهَا، وَسلم "، قَالَ الْقَاسِم: " كَانَ ابْن عمر يفعل ذَلِك ".

40 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا سعيد، عَن أبي بشر، عَن سعيد قَالَ: " سَأَلَهُ رجل من قُرَيْش: فَقَالَ: صليت فَلم أدر زِدْت أَو نقصت؟ فَقَالَ سعيد: لِأَن أَزِيد أحب إِلَيّ من أَن أنقص ". 41 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب قَالَ: سَمِعت يحيى بن سعيد قَالَ: " سَأَلت سَالم بن عبد الله. قلت: كَيفَ يصنع الرجل إِذا شكّ فِي صلَاته؟ قَالَ: إِذا شَككت فِي صَلَاتك طرحت الشَّك، وَصليت على مَا استيقنت، ثمَّ سجدت سَجْدَتَيْنِ بعد ذَلِك، وَأَنت جَالس ". 42 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، عَن يحيى بن سعيد، عَن سَالم قَالَ: " إِذا لم يدر أحد كم صلى؟ قَالَ: قَالَ سَالم: أما أَنا فأطرح الشَّك، وأبني على الْيَقِين ". قَالَ: وَقَالَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد: " وَأَنا أفعل ذَلِك ". 43 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن سعيد قَالَ: " سَأَلت سَالم بن عبد الله: كَيفَ تصنع إِذا شَككت فِي الصَّلَاة؟ قَالَ: فَقَالَ: إِذا شَككت طرحت الشَّك،

ذكر من قال يتحرى فيبني على الأغلب عنده

وَصليت على مَا أستيقن، وأسجد سَجْدَتَيْنِ ". قَالَ يحيى: " فَذَكرته للقاسم بن مُحَمَّد فَقَالَ الْقَاسِم: وَأَنا أصنع مثل ذَلِك ". 44 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، قَالَ: " سَمِعت يُونُس يذكر أَن الْحسن كَانَ يَقُول فِي الرجل يسهو يرى أَنه قد صلى أَرْبعا، وَإِنَّمَا صلى ثِنْتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، أَن يتم الَّذِي بَقِي عَلَيْهِ، ثمَّ يسلم، ثمَّ يسْجد سَجْدَتي السَّهْو، ثمَّ يسلم ". (" ذكر من قَالَ يتحَرَّى فيبني على الْأَغْلَب عِنْده ") 45 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد الْعَبْدي، قَالَ: حَدثنَا خصيف بن عبد الرَّحْمَن الْجَزرِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عُبَيْدَة بن عبد الله قَالَ: قَالَ عبد الله بن مَسْعُود: " إِذا شكّ الرجل فِي صلَاته، وَهُوَ جَالس، بنى على أكبر ظَنّه، إِن كَانَ أكبر ظَنّه أَنه صلى أَرْبعا، تشهد ثمَّ سلم، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ تشهد، ثمَّ سلم. وَإِن كَانَ أكبر ظَنّه أَنه صلى ثَلَاثًا، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَة، ثمَّ تشهد، ثمَّ سلم، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ تشهد، ثمَّ سلم ".

46 - وحَدثني سلم بن جُنَادَة السوَائِي، وَسَعِيد بن يحيى بن سعيد الْأمَوِي، قَالَا: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن خصيف، عَن أبي عُبَيْدَة، عَن عبد الله بن مَسْعُود مثله. 47 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم، عَن الحكم بن عتيبة، عَن أبي وَائِل، عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: " إِذا سَهَا أحدكُم فِي صلَاته، فليتحر الْكَمَال، ثمَّ ليسجد سَجْدَتي السَّهْو ". 48 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم قَالَ: سَمِعت أَبَا وَائِل يحدث عَن عبد الله أَنه قَالَ: " إِذا أوهم أحدكُم فِي صلَاته، فليتحر الصَّوَاب، ثمَّ ليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ قَاعد بعد الْفَرَاغ ". 49 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة الشَّامي، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور قَالَ: سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن الرجل يشك فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: " أما أَنا فَإِذا كَانَ ذَلِك فِي النَّافِلَة، فأتحرى الصَّوَاب، ثمَّ أَسجد سَجْدَتَيْنِ، وَإِذا كَانَ فِي

ذكر من قال يأخذ في ذلك بالأكثر والأتم ثم يسجد سجدتين في آخر صلاته

الْمَكْتُوبَة، فَإِنِّي أُعِيد ". 50 - حَدثنَا ابْن بشار وَابْن بزيغ قَالَا: حَدثنَا أَبُو أَحْمد، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور قَالَ: سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن الشَّك فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: " أما أَنا، فَإِن كَانَ تَطَوّعا سلمت، ثمَّ سجدت سَجْدَتَيْنِ، وَإِن كَانَت فَرِيضَة اسْتقْبلت ". 51 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عوَانَة عَن دَاوُد قَالَ: سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن رجل لم يدر كم صلى؟ قَالَ: " أما الْمَكْتُوبَة فلتعد حَتَّى تحفظ، وَأما التَّطَوُّع فاسجد سَجْدَتَيْنِ ". (" ذكر من قَالَ: يَأْخُذ فِي ذَلِك بِالْأَكْثَرِ والأتم، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ فِي آخر صلَاته ") 52 - حَدثنَا ابْن بشار وَابْن الْمثنى قَالَا: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن أنس: فِي الَّذِي لَا يدْرِي ثَلَاثًا صلى أَو أَرْبعا؟ قَالَ: " يَنْتَهِي إِلَى وهمه، وَيسْجد سَجْدَتَيْنِ ". 53 - حَدثنِي مخلد بن مُحَمَّد المهلبي، قَالَ: حَدثنَا قَالَ: سَمِعت أنسا يَقُول فِي الَّذِي يسهو فَلَا يدْرِي زَاد أَو نقص؟ قَالَ:

" يسْجد سَجْدَتي الْوَهم ". 54 - حَدثنِي الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن قَتَادَة، عَن أنس بن مَالك وَالْحسن أَنَّهُمَا قَالَا: " إِن شكّ فِي ثَلَاث أَو أَربع؛ فَإِنَّهُ يسْجد سَجْدَتي الْوَهم ". 55 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن محَارب بن دثار قَالَ: سَمِعت ابْن عمر، وَسَأَلَهُ رجل فَقَالَ: أُعِيد إِذا شَككت؟ فَقَالَ: " إحص مَا اسْتَطَعْت، وَلَا تعد ". 56 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: " إِذا خطر الشَّيْطَان بَين قلب أحدكُم وَبَين صلَاته فَلم يدر كم صلى؟ فليسجد سَجْدَتَيْنِ ". 57 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن سعيد، عَن أبي معشر، عَن النَّخعِيّ: فِي الَّذِي لَا يدْرِي ثَلَاثًا صلى أَو أَرْبعا؟ قَالَ: " يَنْتَهِي إِلَى أتم ذَلِك وَأَكْثَره، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ بعد التَّسْلِيم ".

قال إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع الأذان فإذا

58 - وحَدثني أَحْمد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ قَالَ: حَدثنَا أبي، قَالَ: حَدثنَا أَشْعَث، عَن الْحسن أَنه قَالَ فِيمَن لم يدر أدْرك من صَلَاة الإِمَام رَكْعَة أَو ثِنْتَيْنِ؟ قَالَ: " هما ثِنْتَانِ، وَيسْجد للوهم، إِذا سلم الإِمَام، وَإِن لم يدر أدْرك صلَاته كلهَا أَو فَاتَهُ بَعْضهَا؟ فقد أدْركهَا كلهَا، وتمت لَهُ، وَيسْجد للوهم، وَكَذَلِكَ إِن كَانَ وَحده، وَكَذَلِكَ إِن شكّ فِي ثَلَاث أَو أَربع أَو أقل من ذَلِك: قَالَ: كَانَ عظم قَوْله الَّذِي يُفْتِي بِهِ ويقوله: أَنَّهَا لَهُ أَربع الْأَكْثَر أبدا، وَيسْجد للوهم. وَرُبمَا قَالَ: وَذَاكَ مِنْهُ قَلِيل ينظر أكبر ظَنّه، فيبني عَلَيْهِ، ثمَّ يسْجد للوهم، وَقد سُئِلَ مرّة عَن رجل شكّ فِي صَلَاة الصُّبْح، فَلم يدر صلى رَكْعَة أَو ثِنْتَيْنِ؟ قَالَ: يُصَلِّي رَكْعَة أُخْرَى، ثمَّ يسْجد للوهم ". قَالَ أَبُو هاني: وَهَذَا غير قَوْله الَّذِي كَانَ يُفْتِي بِهِ ويقوله. وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة من الْأَثر: 59 - مَا حَدثنَا بِهِ ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن يحيى بن أبي كثير قَالَ: حَدثنَا أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا هُرَيْرَة حَدثهمْ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا نُودي بِالْأَذَانِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع الْأَذَان، فَإِذا

إذا لم يدر أحدكم أثلاثا صلى أم أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس

قضي الْأَذَان، أقبل، فَإِذا ثوب بهَا، أدبر، فَإِذا قضي التثويب أقبل يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه يَقُول: اذكر كَذَا، وَكَذَا لما لم يكن يذكر حَتَّى يظل الرجل إِن يدْرِي كم صلى؟ فَإِذا لم يدر أحدكُم كم صلى، فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 60 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا لم يدر أحدكُم أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 61 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد العذري، قَالَ: أخبرنَا أبي، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: حَدثنِي يحيى بن أبي كثير، قَالَ حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا نَادَى الْمُنَادِي أدبر الشَّيْطَان وَله ضراط، فَإِذا قضى أقبل، فَإِذا ثوب بهَا أدبر، فَإِذا قضى أقبل حَتَّى يخْطر

إذا لبس الشيطان على أحدكم صلاته فلا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس

بَين الرجل وَنَفسه، يَقُول: اذكر كَذَا وَكَذَا لما لم يكن يذكر، حَتَّى لَا يدْرِي أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ فَإِذا لم يدر أحدكُم أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 62 - حَدثنِي الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: حَدثنَا الزُّهْرِيّ، وَيحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا لبس الشَّيْطَان على أحدكُم صلَاته فَلَا يدْرِي أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 63 - وحَدثني ابْن البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ يحدث، قَالَ: حَدثنِي الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، وَيحيى عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا سَهَا أحدكُم فَلم يدر أزاد أَو نقص، فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 64 - وَحدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان، قَالَ: حَدثنَا شُعَيْب، قَالَ: حَدثنَا اللَّيْث، عَن جَعْفَر بن ربيعَة، عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز أَنه قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أذن بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع التأذين، فَإِذا سكت الْمُؤَذّن

قال إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فليسجد سجدتين وهو جالس

أقبل، فَإِذا ثوب أدبر، فَإِذا سكت أقبل فَلَا يزَال بِالْمَرْءِ يَقُول لَهُ: أذكر لما لَا يذكر، حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى ". فَقَالَ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن: " إِذا فعل أحدكُم ذَلِك فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ قَاعد ". وسَمعه أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن من أبي هُرَيْرَة. 65 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الشَّيْطَان يَأْتِي أحدكُم فِي صلَاته، فيلبس عَلَيْهِ، حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى؟ فَإِذا وجد أحدكُم من ذَلِك شَيْئا، فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس ". 66 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا عبد الْأَعْلَى، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَحوه. 67 - وحَدثني بَحر بن نصر الْخَولَانِيّ، قَالَ: قريء على شُعَيْب، أخْبرك أَبوك، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَأْتِي

يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فيلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس

الشَّيْطَان أحدكُم فِي صلَاته، فيلبس عَلَيْهِ حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى، فَإِذا وجد ذَلِك، فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 68 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا لَيْث، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَأْتِي أحدكُم الشَّيْطَان فِي صلَاته، فيلبس عَلَيْهِ حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى، فَإِذا وجد ذَلِك، فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 69 - وَحدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: حَدثنَا عمي عبد الله بن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس وَمَالك، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا قَامَ أحدكُم يُصَلِّي جَاءَهُ الشَّيْطَان، فَلبس عَلَيْهِ صلَاته حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى، فَإِذا وجد ذَلِك أحدكُم فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس ". 70 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ الْبَاهِلِيّ، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم فَلم يدر أزاد أم نقص، فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس، ثمَّ

إذا صلى أحدكم فلم يدر أثلاثا صلى أم ثنتين فليسجد وهو جالس

يسلم ". 71 - وحَدثني الْحسن بن مدرك الطَّحَّان، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن حَمَّاد، قَالَ: أخبرنَا أَبُو عوَانَة، عَن عمر بن أبي سَلمَة، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم فَلم يدر أَثلَاثًا صلى أم ثِنْتَيْنِ؟ فليسجد، وَهُوَ جَالس ". 72 - وَحدثنَا عبيد الله بن سعد الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا عمي، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي سَلمَة بن صَفْوَان بن سَلمَة الْأنْصَارِيّ ثمَّ الزرقي، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أذن الْمُؤَذّن خرج الشَّيْطَان من الْمَسْجِد، وَله حصاص؛ فَإِذا سكت رَجَعَ حَتَّى يَأْتِي الْمَرْء الْمُسلم فِي صلَاته فَيدْخل بَينه وَبَين نَفسه حَتَّى لَا يدْرِي أزاد فِي صلَاته أم نقص، فَإِذا وجد ذَلِك أحدكُم فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس قبل أَن يسلم ثمَّ يسلم ".

قال إن الشيطان إذا ثوب بالصلاة ولى وله ضراط فإذا فرغ منها رجع يلتمس الخلاط ومناه ومناه وذكره من حاجاته ما لم يكن يذكر حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس أو نحو هذا من الكلام

73 - وَحدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: حَدثنَا عمي، قَالَ: أَخْبرنِي: عَمْرو بن الْحَارِث، عَن عبد ربه بن سعيد، عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الشَّيْطَان إِذا ثوب بِالصَّلَاةِ ولى، وَله ضراط؛ فَإِذا فرغ مِنْهَا رَجَعَ يلْتَمس الخلاط، ومناه ومناه وَذكره من حاجاته مَا لم يكن يذكر حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى، فَإِذا وجد ذَلِك أحدكُم فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس " أَو نَحْو هَذَا من الْكَلَام. 74 - حَدثنِي زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبان الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو صَالح، قَالَ: حَدثنِي الهقل، قَالَ: حَدثنِي الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن عِيَاض بن أبي زُهَيْر قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا سَهَا أحدكُم فِي صلَاته، فَلَا يدْرِي أزاد أَو نقص فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ".

فأتاه رجل فسلم عليه ثم قال يا نبي الله إني صليت فلم أدر أشفعت أم أوترت ثلاث مرات فأجابه النبي

75 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن يحيى بن أبي كثير قَالَ: حَدثنَا عِيَاض أَنه سَأَلَ أَبَا سعيد قَالَ: أَحَدنَا يُصَلِّي فَلَا يدْرِي كم صلى؟ فَذكر نَحوه. 76 - حَدثنِي زِيَاد بن أَيُّوب، قَالَ: حَدثنَا سوار بن عمَارَة، قَالَ: حَدثنَا مَسَرَّة بن معبد - يَعْنِي اللَّخْمِيّ - قَالَ: صلى بِنَا يزِيد بن أبي كَبْشَة الْعَصْر ثمَّ انْصَرف إِلَيْنَا عِنْد سَلَامه، فَقَالَ: إِنِّي صليت خلف مَرْوَان بن الحكم، فَسجدَ بِنَا سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ انْصَرف إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّه صلى وَرَاء عُثْمَان بن عَفَّان فَسجدَ مثل هَاتين السَّجْدَتَيْنِ، فَقَالَ: إِنِّي كنت عِنْد نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأَتَاهُ رجل فَسلم عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: يَا نَبِي الله! إِنِّي صليت فَلم أدر أشفعت أم أوترت - ثَلَاث مَرَّات - فَأَجَابَهُ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " أَيْن يتلعب بكم الشَّيْطَان فِي صَلَاتكُمْ؟ من صلى فَلم يدر أشفع أم أوتر؟ فليسجد سَجْدَتَيْنِ فَإِنَّهُ تَمام صلَاته ".

قال من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس

77 - حَدثنِي عبد الله بن أبي زِيَاد الْقَطوَانِي، قَالَ: حَدثنَا روح بن عبَادَة، قَالَ: حَدثنَا ابْن جريج قَالَ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن يُوسُف مولى عَمْرو بن عُثْمَان، عَن أَبِيه، عَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من نسي شَيْئا من صلَاته فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ".

قال قال ابن أبي زياد في حديثه من شك في صلاته وقال ابن إسحاق الناقد في حديثه من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس

78 - وحَدثني عبد الله بن أبي زِيَاد وَعبد الله بن إِسْحَاق النَّاقِد قَالَا: حَدثنَا روح، قَالَ: حَدثنَا ابْن جريج قَالَ: أَخْبرنِي عبد الله بن مسافع أَن مُصعب بن شيبَة أخبرهُ، عَن عقبَة بن مُحَمَّد بن الْحَارِث، عَن عبد الله بن جَعْفَر أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: قَالَ ابْن أبي زِيَاد فِي حَدِيثه: - " من شكّ فِي صلَاته " - وَقَالَ ابْن إِسْحَاق النَّاقِد فِي حَدِيثه -: " من نسي شَيْئا من صلَاته ": فليسجد سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالس ". 79 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا حَفْص بن بشر، قَالَ: حَدثنَا حَكِيم بن نَافِع، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " سجدتا السَّهْو تجزئان من كل زِيَادَة ونقصان ".

من أمره الشاك فيما صلى من عدد ركعات صلاته فإنه أمر منه

وَالصَّوَاب من القَوْل عندنَا فِي كل هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي ذَكرنَاهَا أَنَّهَا صِحَاح، وَلَيْسَ مِنْهَا شَيْء مُخَالف غَيره، بل لكل ذَلِك وَجه مَفْهُوم، وَمعنى غير معنى مَا سواهُ: فَأَما خبر عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَمن وَافقه فِي رِوَايَته عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أمره الشاك فِيمَا صلى من عدد رَكْعَات صلَاته؛ فَإِنَّهُ أَمر مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَهُ بِالْأَخْذِ بِالِاحْتِيَاطِ ليَكُون على يَقِين من أَنه لم يبْق عَلَيْهِ من صلَاته شَيْء إِذا فعل ذَلِك، لَا إِعْلَام مِنْهُ أَنه إِن بنى على الْأَغْلَب عِنْده أَنه قد صلى أَو على مَا يرى أَنه قد قضى من صلَاته أَنَّهَا لَا تُجزئه حَتَّى تلْزمهُ إِعَادَتهَا إِن خرج مِنْهَا، وَقد بنى على الْأَغْلَب عِنْده، أَو على مَا يرى أَنه قد صلى وَسجد سَجْدَتَيْنِ، فَإِن احتاط الشاك فِي ذَلِك فَعمل بِالَّذِي روى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأَبُو سعيد وَمن روى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أمره إِيَّاه بِالْبِنَاءِ على الْيَقِين وَالسُّجُود لسَهْوه بعد فَرَاغه من صلَاته، فَهُوَ أحب إِلَيْنَا وَأفضل وَعمل بالأحوط لدينِهِ، والأسلم. وَإِن هُوَ بنى على أَكثر رَأْيه متحريا فِي ذَلِك الْأَغْلَب عَلَيْهِ فِي نَفسه أَنه قد صلى على مَا روى عبد الله بن مَسْعُود، وَمن روى ذَلِك عَنهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن مخطئا فِي فعله؛ لِأَن كل مصل فَإِنَّمَا كلف أَن يعْمل فِيهَا بِمَا عِنْده من علمه بهَا فِي حَالَة عمله، لَا على إحاطة الْعلم بِيَقِين ذَلِك.

بالصلاة في السترة الطاهرة ومتطهرين بالمياه الطاهرة إذا وجدوها وغير ذلك من الأمور التي يكثر عددها وعليهم في كل ذلك من أداء الواجب عليهم فيه مثل الذي عليهم من فرض عدد ركعات الصلاة ولا خلاف بين الجميع من سلف علماء الأمة وخلفها

وَلَو كَانَ مُكَلّفا الْيَقِين من الْعلم دون الظَّاهِر، لم يكن لأحد صَلَاة؛ لِأَنَّهُ لَا سَبِيل لأحد إِلَى الْوُصُول إِلَى يَقِين الْعلم بذلك. وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى ذكره قد أَمر عباده الْمُؤمنِينَ على لِسَان رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالصَّلَاةِ فِي الستْرَة الطاهرة، ومتطهرين بالمياه الطاهرة، إِذا وجدوها. وَغير ذَلِك من الْأُمُور الَّتِي يكثر عَددهَا. وَعَلَيْهِم فِي كل ذَلِك من أَدَاء الْوَاجِب عَلَيْهِم فِيهِ، مثل الَّذِي عَلَيْهِم من فرض عدد رَكْعَات الصَّلَاة، وَلَا خلاف بَين الْجَمِيع من سلف عُلَمَاء الْأمة وَخَلفهَا أَنهم لم يكلفوا فِي شَيْء من ذَلِك إحاطة الْعلم بيقينه، لَا المَاء الَّذِي يطهر، وَلَا الثِّيَاب الَّتِي يصلونَ فِيهَا. وَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كلفوا الْعلم الظَّاهِر عِنْدهم فِي ذَلِك كُله. وَكَذَلِكَ القَوْل فِي عدد الصَّلَاة الَّتِي يكون فِيهَا الْمُصَلِّي، إِنَّمَا كلف الْعلم الَّذِي هُوَ عِنْده، فَإِن بنى على الْعلم الظَّاهِر عِنْده أَجزَأَهُ، وَلم يكن عَلَيْهِ غير ذَلِك. وَإِن أَخذ بِالِاحْتِيَاطِ فَبنى على الْيَقِين الَّذِي لَا شكّ فِيهِ، فَهُوَ أفضل إِذا كَانَ لَهُ السَّبِيل إِلَى الْوُصُول إِلَى يَقِين علم ذَلِك. وَإِن لم يكن لَهُ السَّبِيل إِلَى يَقِين علم ذَلِك لغَلَبَة وَسْوَسَة الشَّيْطَان عَلَيْهِ، مضى فِيهَا على مَا عِنْده فِي علمه كَمَا على من عرض لَهُ شكّ فِي صلَاته فِيمَا عَلَيْهِ من الستْرَة: هَل هِيَ طَاهِرَة أم لَا؟ فَإِن كَانَ لَهُ السَّبِيل إِلَى معرفَة ذَلِك بالإحاطة فَعَلَيهِ تعرف ذَلِك، وَإِن لم يكن لَهُ السَّبِيل إِلَى ذَلِك عمل بالأغلب عَلَيْهِ من ظَاهر علمه فِيهِ. فَكَذَلِك القَوْل فِي جَمِيع أَحْكَام الدّين. وَمن أَبى ذَلِك أَو شَيْئا مِنْهُ، سُئِلَ عَن القَوْل فِي الْمُصَلِّي فِي مَوضِع لَا يُعلمهُ طَاهِرا وَلَا نجسا، إِلَّا علما ظَاهرا، لَا على إحاطة يَقِين الْعلم بطهره؟ وَعَن الْمُصَلِّي متوضئا بِمَا لَا يُعلمهُ إِلَّا كَذَلِك؟ فَإِن زعم أَن عَلَيْهِ الْإِعَادَة، خرج من قَول جَمِيع الْأمة!

في الشاك فيما صلى من عدد ركعات صلاة هو فيها على ما رويناها عنه الدلالة الواضحة على سبيل العمل في كل ما شك فيه شاك من الفرائض الواجبة عليه لله هل أداه أم لا وذلك كالشاك من رماة الجمار من الحاج في عدد ما رماها به من الحصى والشاك من

وَإِن قَالَ: صلَاته مَاضِيَة. سُئِلَ الْفرق بَينه وَبَين الشاك فِي عدد صلَاته الْبَانِي فِيهَا على الْأَغْلَب من علمه عَلَيْهِ فِيمَا صلى من عَددهَا؟ فَلَنْ يَقُول فِي شَيْء من ذَلِك قولا إِلَّا ألزم فِي الآخر مثله! وَكَذَلِكَ الْبَانِي على الْأَقَل من رَأْيه، إِذا كَانَ عِنْده أَنه قد عمل فَبنى عَلَيْهِ، كالشاك مِنْهَا فِي اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث يَبْنِي على ثَلَاث، وَهُوَ يرى أَنه قد صلى ثَلَاثًا، غير أَنه شَاك فِي الثَّالِثَة: هَل صلاهَا أم لَا؟ فَإِنَّهُ غير جَائِز أمره بِإِعَادَة صلَاته إِذْ كُنَّا لَا نعلمهُ ضيع من صلَاته شَيْئا. وَإِن كَانَ قد ترك الَّذِي نَخْتَار لَهُ فِي ذَلِك إِلَى غير الَّذِي نختاره لَهُ، وسبيله سَبِيل رجل شكّ بَعْدَمَا سلم من صَلَاة وَاجِبَة عَددهَا أَربع رَكْعَات فَلم يدر أَثلَاثًا صلاهَا أم أَرْبعا؟ فِي أَنه إِن قضى الرَّكْعَة الَّتِي شكّ فِيهَا، كَانَ أفضل لَهُ، وأحوط لدينِهِ. وَإِن هُوَ لم يقضها لم يجز لنا أَن نأمره بِإِعَادَة صلَاته، وَلَا الشَّهَادَة عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قد ضيع فرضا عَلَيْهِ وَاجِبا. وَفِي هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي رويناها عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الشاك فِيمَا صلى من عدد رَكْعَات صَلَاة هُوَ فِيهَا على مَا رويناها عَنهُ، الدّلَالَة الْوَاضِحَة على سَبِيل الْعَمَل فِي كل مَا شكّ فِيهِ شَاك من الْفَرَائِض الْوَاجِبَة عَلَيْهِ لله: هَل أَدَّاهُ أم لَا؟ وَذَلِكَ كالشاك من رُمَاة الْجمار من الْحَاج فِي عدد مَا رَمَاهَا بِهِ من الْحَصَى، والشاك من الطائفين بِالْبَيْتِ من الْحَاج فِي عدد مَا طَاف بِهِ من الأشواط، والشاك من الساعين بَين الصَّفَا والمروة فِي عدد مَا سعى بَينهمَا من الطّواف، والشاك فِي شهر رَمَضَان فِي يَوْم مِنْهُ: هَل أكل بعد طُلُوع الْفجْر أم لَا؟ أَو هَل أفطر قبل غرُوب الشَّمْس أم لَا؟ والشاك بعد التطهر للصَّلَاة هَل أحدث حَدثا نقض طهره أم لَا؟ والمستحاضة يلتبس عَلَيْهَا أَيَّام طهرهَا من أَيَّام حَيْضهَا، وَوقت ذَلِك. وَالرجل يجب عَلَيْهِ زَكَاة فِي مَاله، فيعطيها من يرَاهُ فَقِيرا، تحل لَهُ

الواردة عنه بالمعاني الثلاثة في حكم الشاك فيما قضى وفيما بقي عليه من عدد صلاة هو فيها على ما رويناها عنه فإن قال قائل فما أنت قائل فيما على من شك في عدد صلاة هو فيها فبنى على اليقين أو تحرى فبنى على أكثر رأيه فيها أو بنى على

الصَّدَقَة، ثمَّ يلتبس عَلَيْهِ أمره، وَأُمُور كَثِيرَة غير ذَلِك من أُمُور الدّين. وَأَن الْعَمَل فِي كل ذَلِك وَاحِد فِي أَنه إِن أعَاد، وَقضى فبالاحتياط أَخذ، وَإِن هُوَ عمل بالأغلب من علمه فِيهِ متحريا بذلك الصَّوَاب، فقد أصَاب، وَإِن تساهل فِيهِ وَتَركه قضى مَا يرى أَنه قد عمله مِمَّا هُوَ على غير يَقِين من تضييعه، فمعذور غير ملوم، وَإِن كَانَ تَارِكًا الِاحْتِيَاط وَالِاخْتِيَار، للْأَخْبَار الَّتِي ذَكرنَاهَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْوَارِدَة عَنهُ بالمعاني الثَّلَاثَة فِي حكم الشاك فِيمَا قضى، وَفِيمَا بَقِي عَلَيْهِ من عدد صَلَاة هُوَ فِيهَا على مَا رويناها عَنهُ. فَإِن قَالَ قَائِل: فَمَا أَنْت قَائِل فِيمَا على من شكّ فِي عدد صَلَاة هُوَ فِيهَا، فَبنى على الْيَقِين أَو تحرى، فَبنى على أَكثر رَأْيه فِيهَا، أَو بنى على أَكثر ذَلِك، مَتى يجب عَلَيْهِ أَن يسْجد لشكه فِي ذَلِك وسهوه؟ . فقد علمت أَن خبر عبد الرَّحْمَن وَارِد بِأَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَمر فِيهَا بِالسُّجُود قبل السَّلَام، وَالْبناء على الْيَقِين لَا شكّ أَنه إِن لم يكن زِيَادَة فِي صَلَاة الْبَانِي، فَغير نُقْصَان مِنْهَا؟ وَمن قَوْلك أَن السُّجُود قبل السَّلَام إِنَّمَا يجب فِي نُقْصَان مِنْهَا لَا فِي زِيَادَة؟ وَأَن خبر ابْن مَسْعُود وَارِد بِأَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَمر بِالسُّجُود فِي ذَلِك بعد السَّلَام؟ قيل: القَوْل فِي ذَلِك عندنَا نَظِير القَوْل فِيمَا بَينا من أَمر الشاك فِي صلَاته على مَا قد بَينا، وَهُوَ أَن ذَلِك إِعْلَام من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن للزائد فِي صلَاته سَاهِيا الْخِيَار فِي سُجُوده لسَهْوه بَين أَن يسجده قبل السَّلَام، وَبَين أَن يسجده بعد السَّلَام، لَا إِيجَاب مِنْهُ سُجُوده قبل السَّلَام. وَذَلِكَ أَنه لما كَانَ صَحِيحا عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْأَمْرَانِ كِلَاهُمَا - أَعنِي سُجُوده فِي السَّهْو فِي الصَّلَاة فِي الزِّيَادَة بعد السَّلَام، فِي حَال، وَأمره بِالسُّجُود فِيهَا فِي الزِّيَادَة بعد السَّلَام وَقَبله فِي أُخْرَى؛ علم

ذكر ذلك

من ذَلِك - إِذْ لم يكن أَحدهمَا نَاسِخا للْآخر - أَنه على الْإِذْن مِنْهُ لأمته فِيهِ بِأَيّ ذَلِك شاؤوا أَن يعملوا. فَإِن قَالَ قَائِل: فَلَعَلَّ أَحدهمَا نَاسخ للْآخر؟ قيل: غير جَائِز كَون ذَلِك كَذَلِك؛ لِأَن ذَلِك لَو كَانَ على وَجه النّسخ لَكَانَ الْبَيَان بناسخ ذَلِك من منسوخه واردا مَعَ وُرُود الْخَبَرَيْنِ للعلل الَّتِي قد بَينا فِي ذَلِك فِي مَوْضِعه. فَإِن قَالَ: فَهَل من مُخَالف لَك فِي هَذَا القَوْل الَّذِي قلت فِي مَعَاني هَذِه الْأَخْبَار وَالْأَحْكَام الَّتِي فِيهَا؟ قيل: أما على مَا بَينا من التَّلْخِيص وَالتَّفْسِير، فَلَا نعلم، وَلَكِن لنا فِي ذَلِك مخالفين مُجمل من القَوْل. فَإِن قَالَ: فاذكر لنا بعض ذَلِك. قيل: أما الِاخْتِلَاف فِيمَا يَنْبَغِي للشاك فِي عدد مَا صلى أَن يعْمل؟ فقد مضى ذَكرْنَاهُ. وَأما الِاخْتِلَاف فِي الْحَال الَّتِي يَنْبَغِي لَهُ أَن يسْجد فِيهَا؛ فَإِن ذكر الْمُخْتَلِفين فِي ذَلِك بتقصيه وتقصي عللهم يطول، وَله مَوضِع غير هَذَا نأتي عَلَيْهِ بتقصيه، إِذا انتهينا إِلَيْهِ إِن شَاءَ الله، غير أَنا نذْكر بعض مَا حَضَرنَا ذكره من اخْتِلَاف بعض السّلف فِي الْحَال الَّتِي يَنْبَغِي للشاك السُّجُود فِي صلَاته لشكه فِيهَا. (" ذكر ذَلِك ") اخْتلف السّلف من أهل الْعلم فِي الْحَال الَّتِي يَنْبَغِي للشاك فِي عدد مَا صلى من صلَاته أَن يسْجد لسَهْوه، وشكه؟ وَهل فِي ذَلِك سُجُود أم لَا؟ فَقَالَ بَعضهم يسْجد فِيهَا قبل السَّلَام. (" ذكر من فعل ذَلِك أَو قَالَه ") 80 - حَدثنِي يُونُس، قَالَ: أخبرنَا عَليّ بن معبد، عَن عبيد الله بن

الذي ذكرناه قبل وقال آخرون إذا بنى على اليقين في ذلك فإنه يسجد فيها بعد السلام

عَمْرو، عَن عبد الْكَرِيم، عَن سعيد بن الْمسيب وَأبي عُبَيْدَة أَنَّهُمَا " كَانَ إِذا أوهما فِي صلاتهما فَلم يدريا أَثلَاثًا صليا أم أَرْبعا؟ سجدا سَجْدَتي السَّهْو قبل تسليمهما ". 81 - حَدثنِي سعيد بن عَمْرو السكونِي، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن خَالِد، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن زِيَاد بن أبي زِيَاد مولى ابْن عَيَّاش قَالَ: " كَانَ الْحَارِث بن عبد الله يَأْمُرنَا إِذا شككنا فِي الصَّلَاة فَلم ندر أَثلَاثًا صلينَا أم أَرْبعا أَن نَجْعَلهَا ثَلَاثًا حَتَّى نَكُون من الْوَهم فِي الزِّيَادَة، ثمَّ نسجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن نسلم ثمَّ نسلم ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة لقَولهم هَذَا من الْأَثر: خبر عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الَّذِي ذَكرْنَاهُ قبل. وَقَالَ آخَرُونَ: إِذا بنى على الْيَقِين فِي ذَلِك، فَإِنَّهُ يسْجد فِيهَا بعد السَّلَام. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 82 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا حجاج بن رشدين، قَالَ: حَدثنَا عبد الْجَبَّار بن عمر، عَن ربيعَة، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ: " إِذا شكّ الْإِنْسَان فِي شَيْء من الصَّلَاة طرح الشَّك وَبنى على الْيَقِين، فَإِذا فرغ من التَّشَهُّد سلم ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ ثمَّ تشهد بعدهمَا، وَسلم ". قَالَ الْقَاسِم: كَانَ ابْن عمر يفعل ذَلِك.

أنه سجد يوم ذي اليدين بعدما سلم قالوا وكان تسليم النبي

وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة أَن الْبَانِي على الْيَقِين لَا شكّ أَنه إِمَّا زَائِد فِي صلَاته مَا لَيْسَ مِنْهَا، أَو متم لَهَا، وَأَنه لم ينقص مِنْهَا شَيْء. والصحاح من الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه سجد يَوْم ذِي الْيَدَيْنِ بَعْدَمَا سلم. قَالُوا: وَكَانَ تَسْلِيم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي صلَاته تِلْكَ وَكَلَامه فِيهَا نَاسِيا، زِيَادَة فِيهَا من غير عمل صلَاته. قَالُوا: فَالْوَاجِب على من بنى على الْيَقِين فِي صلَاته أَن يسْجد للسَّهْو فِيهَا بعد كَلَامه إِذْ كَانَ زَائِدا فِيهَا لَا نَاقِصا أَو متمما. وَقَالَ آخَرُونَ: إِذا بنى على الْيَقِين فَلَا سُجُود عَلَيْهِ للسَّهْو فِي ذَلِك. 83 - حَدثنِي ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، عَن سعيد - يَعْنِي ابْن عبد الْعَزِيز - عَن مَكْحُول قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فَلم يدر أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ فليركع رَكْعَة حَتَّى تكون صلَاته إِلَى الزِّيَادَة أقرب مِنْهَا إِلَى النُّقْصَان، وَلَا يسْجد لذَلِك؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بالسهو ". 84 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ يَقُول فِي الَّذِي يسهو فِي صلَاته فَلَا يدْرِي أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا؟ قَالَ: " إِن بنى على الْيَقِين، فَلَيْسَ عَلَيْهِ سَجْدَتَانِ، وَإِن لم يبن فليسجد سَجْدَتَيْنِ ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة: أَن الْبَانِي على الْيَقِين لم ينقص من صلَاته شَيْئا، وَلم يزدْ فِيهَا عِنْده شَيْئا لَيْسَ مِنْهَا، وَالشَّكّ فِيهَا غير زِيَادَة فِيهَا وَلَا نُقْصَان، والسجدتان اللَّتَان تسجدان للسَّهْو إِنَّمَا هما تَكْفِير نُقْصَان فِيهَا أَو زِيَادَة، فَلَا معنى للسُّجُود فِيهَا لغير زِيَادَة وَلَا نُقْصَان. وَقَالَ آخَرُونَ: إِذا بنى على الْيَقِين؛ فَإِن شَاءَ سجد فِيهَا وَإِن شَاءَ لم يسْجد.

ذكر من قال ذلك

(" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 85 - حَدثنِي الْعَبَّاس بن الْوَلِيد العذري، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: " سَأَلت سعيد بن عبد الْعَزِيز عَن الرجل يَبْنِي على تَمام أيسجد سَجْدَتي السَّهْو؟ قَالَ: إِن شَاءَ سجد، وَإِن شَاءَ لم يسْجد ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة: أَن الشَّك فِي الصَّلَاة غير سَهْو فِيهَا، وَإِنَّمَا السُّجُود للسَّهْو، لَا للشَّكّ. فَإِن لم يسْجد فَلَا شَيْء عَلَيْهِ، وَإِن سجد فِيهَا فَلَا شَيْء عَلَيْهِ أَيْضا. لِأَن السُّجُود عِنْده فِيهَا بعد السَّلَام. وَإِذا سلم فقد تمت صلَاته، وَخرج مِنْهَا، فَلَا يضرّهُ مَا سجد بعد ذَلِك من سُجُود كَانَ قد سَهَا فِي صلَاته أَو لم يسه، شكّ فِيهَا أَو لم يشك. وَأما الَّذين قَالُوا يتحَرَّى الشاك الْأَغْلَب عَلَيْهِ فِي نَفسه، فَيتم عَلَيْهِ. وَالَّذين قَالُوا: يَأْخُذ فِي ذَلِك بِالْأَكْثَرِ وَيتم عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُم قَالُوا يسْجد للسَّهْو فِي ذَلِك بعد السَّلَام. وَقد ذكرنَا قَوْلهم فِيمَا مضى قبل، وعللهم فِي ذَلِك. (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول عمر: هَل سَمِعْتُمْ فِيمَا سَمِعْتُمْ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الرجل إِذا أوهم فِي صلَاته - يَعْنِي بقوله: أوهم - أسقط، يُقَال مِنْهُ: أوهم الرجل فِي الْحساب: إِذا أسقط مِنْهُ شَيْئا. وأوهم فِي صلَاته إِذا أسقط مِنْهَا رَكْعَة أَو أَكثر أَو أقل، فَهُوَ موهم إيهاما. فَأَما قَوْلهم: وهمت: بِفَتْح الْوَاو، وَكسر الْهَاء، فَإِنَّهُ معنى غير ذَلِك، وَمَعْنَاهُ غَلطت، يُقَال فِيهِ: وهمت، فَأَنا أوهم وهما. وَأما قَوْلهم: وهمت إِلَى كَذَا، فَأَنا أهم - بِفَتْح الْهَاء - فَمَعْنَى غير هذَيْن. وَمَعْنَاهُ: ذهب وهمي إِلَيْهِ.

في الحديث الذي ذكرناه عن ابن مسعود عنه أنه قال إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر وليسجد سجدتين فإنه يعني بقوله فليتحر فليتعمد ومنه قول امرئ القيس بن حجر ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر يعني بقوله تحرى

يُقَال فِيهِ: وهمت إِلَى كَذَا، فَأَنا أهم إِلَيْهِ وهما. وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الحَدِيث الَّذِي ذَكرْنَاهُ عَن ابْن مَسْعُود عَنهُ أَنه قَالَ: " إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فليتحر وليسجد سَجْدَتَيْنِ "، فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: فليتحر: فليتعمد. وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس بن حجر: (دِيمَة هطلاء فِيهَا وَطف ... طبق الأَرْض تحرى وتدر) يَعْنِي بقوله: تحرى: تعمد. وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَنهُ: " إِذا نَادَى الْمُنَادِي بِالْأَذَانِ أدبر الشَّيْطَان، وَله حصاص، فَإِذا سكت أقبل، فَإِذا ثوب أدبر ". يَعْنِي بقوله: وَله حصاص: وَله ضراط. وَأرى أَن أَصله من قَوْلهم: قد انحص شعر فلَان. إِذا ذهب. وَمن ذَلِك قَول أبي قيس بن الأسلت: (قد حصت الْبَيْضَة رَأْسِي فَمَا ... أطْعم نوما غير تهجاع) يَعْنِي بقوله: قد حصت الْبَيْضَة رَأْسِي: قد ذهب شعر رَأْسِي، فَأرى أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَرَادَ بذلك أَن كَثْرَة مَا يكون مِنْهُ ذَلِك يستفرغ مَا فِي جَوْفه مِنْهُ، كالرأس المنحص شعره. وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَإِذا ثوب: فَإِنَّهُ يَعْنِي

ذكر خبر آخر من أخبار ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي

بقوله: ثوب صرخَ بِالْإِقَامَةِ مرّة بعد مرّة، وَرجع. وكل مردد صَوتا بِشَيْء، فَهُوَ مثوب. وَلذَلِك قيل للمرجع صَوته فِي الْأَذَان بقوله: الصَّلَاة خير من النّوم مثوب. وَأَصله - إِن شَاءَ الله - من ثاب فلَان إِلَيْنَا. إِذا رَجَعَ. وَمِنْه قَول الله تَعَالَى ذكره: {وَإِذ جعلنَا الْبَيْت مثابة للنَّاس} بِمَعْنى أَنهم: إِذا انصرفوا عَنهُ رجعُوا إِلَيْهِ. يُقَال مِنْهُ: ثوب فلَان بِكَذَا، فَهُوَ يثوب بِهِ تثويبا. وَالرجل مثوب. وَذَلِكَ إِذا صرخَ، وَكرر الصُّرَاخ. وَمِنْه قَول الفرزدق بن غَالب: (وبهن ندفع كرب كل مثوب ... وَترى لَهَا خددا بِكُل مجَال) يَعْنِي بالمثوب: المستغيث المكرر صَوته مرّة بعد مرّة. (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار ابْن عَبَّاس عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 86 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس، وَمَالك، عَن ابْن شهَاب قَالَ: أَخْبرنِي عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب، أَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل أخبرهُ، أَن عبد الله بن عَبَّاس أخبرهُ، أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ - يَعْنِي الطَّاعُون - فِي أَرض، فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم

القول في علل هذا الخبر

فِيهَا، فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا فِرَارًا مِنْهُ ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر عندنَا صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: اضْطِرَاب نقلته فِيهِ: فَمن قَائِل يَقُول فِيهِ عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {وَمن قَائِل يَقُول فِيهِ: عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن أَبِيه، عَن عبد الرَّحْمَن، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -} وَمن قَائِل يَقُول فِيهِ: عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَامر بن سعد، عَن أُسَامَة،

والثانية أنه قد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يستغفر الله من رجوعه بالناس من سرغ إذ وقع الطاعون بالشام قالوا ولو كان عبد الرحمن حدثه عن رسول الله

عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -! وَالثَّانيَِة: أَنه قد رُوِيَ عَن عمر بن الْخطاب أَنه كَانَ يسْتَغْفر الله من رُجُوعه بِالنَّاسِ من سرغ، إِذْ وَقع الطَّاعُون بِالشَّام. قَالُوا: وَلَو كَانَ عبد الرَّحْمَن حَدثهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِهَذَا الحَدِيث لما كَانَ يتندم على فعله ذَلِك، ويستغفر الله مِنْهُ؟ وَالثَّالِثَة: أَنه قد رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " الفار من الطَّاعُون كالفار من الزَّحْف ". قَالُوا: وَلم يكن عمر يفر من أَمر يكون الْفِرَار مِنْهُ كالفرار من الزَّحْف؟ . (" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن الزُّهْرِيّ فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه ") 87 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن نَافِع، عَن هِشَام، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه عبد

يقول إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا فرارا منه فرجع عمر عن حديث عبد الرحمن بن عوف

الرَّحْمَن بن عَوْف، أَن عمر بن الْخطاب خرج إِلَى الشَّام فَسمع بالطاعون، فتكركر عَن ذَلِك. فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: أشهد لسمعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلَا تدْخلُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع وَأَنْتُم بِأَرْض فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ". فَرجع عمر عَن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف. (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث عَن الزُّهْرِيّ فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ، عَن سَالم، عَن أَبِيه، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ") 88 - حَدثنِي عمرَان بن بكار الكلَاعِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْمُغيرَة، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم، قَالَ: حَدثنَا الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن ابْن عمر، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن كَانَ الوباء بِبَلَد وَأَنْتُم بِهِ، فَلَا تخْرجُوا مِنْهُ، وَإِن كَانَ بِبَلَد ولستم فِيهِ فَلَا تدخلوه ".

ذكر من حدث هذا الحديث فقال فيه عن الزهري عن عامر بن سعد عن أسامة عن النبي

(" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث فَقَالَ فِيهِ: عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَامر بن سعد، عَن أُسَامَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 89 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، قَالَ: أَخْبرنِي عَامر بن سعد بن أبي وَقاص، عَن أُسَامَة بن زيد، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن هَذَا الوجع أَو السقم رجز عذب بِهِ بعض الْأُمَم قبلكُمْ، ثمَّ بَقِي بعد فِي الأَرْض، فَيذْهب الْمرة وَيَأْتِي الْأُخْرَى، فَمن سمع بِهِ بِأَرْض فَلَا يقدمن عَلَيْهِ، وَإِن وَقع بِأَرْض وَهُوَ بهَا فَلَا يخرجنه الْفِرَار مِنْهُ ". (" ذكر من قَالَ: نَدم عمر - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - على رُجُوعه بِالنَّاسِ واستغفر الله مِنْهُ ") 90 - حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد الأدمِيّ، قَالَ: حَدثنَا معن بن عِيسَى،

عَن أُسَامَة بن زيد، عَن أَبِيه، عَن جده، أَن عمر قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي رجعتي من سرغ ". 91 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن لَيْث، عَن عمْرَة قَالَ: " مَاتَ عمر وَهُوَ يَقُول: " أَتُوب إِلَى الله من ثَلَاث: من فراري من الطَّاعُون، وَمن إحلالي الطلاء، وَمن رجوعي حِين أرسل إِلَيّ أَبُو بكر، وَأَنا فِي جَيش أُسَامَة بن زيد ".

ذكر الخبر عن رسول الله

(" ذكر الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: الفار من الطَّاعُون كالفار من الزَّحْف ") 92 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن لَهِيعَة وَسَعِيد بن أبي أَيُّوب، عَن عَمْرو بن جَابر الْحَضْرَمِيّ، عَن جَابر بن عبد الله، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " الصابر فِي الطَّاعُون كالصابر يَوْم الزَّحْف، والفار مِنْهُ كالفار يَوْم الزَّحْف ". 93 - حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنَا مَنْصُور بن سَلمَة الْخُزَاعِيّ، قَالَ: أخبرنَا بكر بن مُضر، عَن عَمْرو بن جَابر الْحَضْرَمِيّ أَنه سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول فِي الطَّاعُون: " الفار مِنْهُ كالفار يَوْم الزَّحْف، وَمن صَبر فِيهِ كَانَ لَهُ أجر شَهِيد ". وَقد وَافق عبد الرَّحْمَن فِي رِوَايَته هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه، نذْكر مَا صَحَّ عندنَا من ذَلِك سَنَده، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله.

يقول إن هذا الطاعون عذاب أو رجز أرسل على أناس أو طائفة من بني إسرائيل يجيء أحيانا ويذهب أحيانا فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه

94 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو بن دِينَار سمع عَامر بن سعد: جَاءَ رجل إِلَى سعد يسْأَله عَن الطَّاعُون؟ فَقَالَ أُسَامَة: أَنا أحدثه: سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِن هَذَا الطَّاعُون عَذَاب أَو رجز أرسل على أنَاس أَو طَائِفَة من بني إِسْرَائِيل، يَجِيء أَحْيَانًا، وَيذْهب أَحْيَانًا، فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلَا تدخلوها عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ". 95 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن شُعْبَة، عَن حبيب بن أبي ثَابت، قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فبلغني أَن الطَّاعُون قد وَقع بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ لي عَطاء بن يسَار وَغَيره: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا كنت بِأَرْض قد وَقع بهَا فَلَا تخرج مِنْهَا، وَإِذا بلغك أَنه بِأَرْض فَلَا تدْخلهَا " قَالَ: قلت: عَن من؟ قَالُوا: عَن عَامر بن سعد يحدث بِهِ. قَالَ: فَأَتَيْته، فَقَالُوا: غَائِب. فَلَقِيت أَخَاهُ: إِبْرَاهِيم بن سعد فَسَأَلته؟ فَقَالَ: شهِدت أُسَامَة بن زيد يحدث سَعْدا قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِن هَذَا الوجع رجز وَعَذَاب أَو بَقِيَّة عَذَاب عذب بِهِ أنَاس من قبلكُمْ، فَإِذا كَانَ بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا، وَإِذا بَلغَكُمْ أَنه بِأَرْض فَلَا تدخلوها ". قَالَ حبيب: فَقلت لإِبْرَاهِيم: أَنْت سَمِعت أُسَامَة يحدث سَعْدا، وَهُوَ لَا يُنكر؟ قَالَ: نعم ".

إن هذا الطاعون رجز وعذاب عذب به من كان قبلكم فإذا كان بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها

96 - حَدثنِي جَعْفَر بن مُحَمَّد الْكُوفِي، قَالَ: حَدثنَا يعلى، عَن الْأَجْلَح، عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن إِبْرَاهِيم بن سعد، عَن أُسَامَة بن زيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن هَذَا الطَّاعُون رجز وَعَذَاب عذب بِهِ من كَانَ قبلكُمْ، فَإِذا كَانَ بِأَرْض فَلَا تدخلوها، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم فِيهَا، فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا ". 97 - حَدثنِي يحيى بن إِبْرَاهِيم المَسْعُودِيّ، قَالَ: حَدثنَا أبي، قَالَ: كَانَ سعد بن أبي وَقاص وَأُسَامَة بن زيد جالسين يتحدثان، فَذكرُوا الطَّاعُون؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الطَّاعُون بَقِيَّة عَذَاب عذب بِهِ قوم من قبلكُمْ، فَإِذا وَقع فِي أَرض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا، وَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرض فَلَا تدخلوها ". 98 - حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَبْسِي، قَالَ: حَدثنَا عمر بن حَفْص، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن ريَاح بن عُبَيْدَة، عَن عَامر بن سعد بن مَالك قَالَ: شهِدت أُسَامَة بن زيد عِنْد سعد بن مَالك يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الطَّاعُون رجز

قال ذكر الطاعون عنده فقال إنه رجز أو رجس عذبت به أمة من الأمم وقد بقيت منه بقايا

أنزل على من قبلكُمْ أَو على بني إِسْرَائِيل، فَإِذا أَخذ بِأَرْض فَلَا تدخلوها، وَإِذا أَخذ بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا ". 99 - وحَدثني إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْعَبْسِي، قَالَ: حَدثنَا عمر بن حَفْص، قَالَ حَدثنَا أبي، عَن الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: حَدثنِي حبيب بن أبي ثَابت، عَن إِبْرَاهِيم بن سعد أَنه قَالَ ذَلِك، يحدث بِمثل ذَلِك. 100 - حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن عبد الله، قَالَ: حَدثنَا عمر بن حَفْص، قَالَ: حَدثنِي عمر بن عبد الرَّحْمَن، عَن عَامر بن سعد مثل ذَلِك: كلهم يذكرهُ عَن أُسَامَة بن زيد. 101 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أبي، وَشُعَيْب بن اللَّيْث، عَن اللَّيْث، عَن ابْن الْهَاد. 102 - وحَدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زرْعَة وهب الله قَالَ: أخبرنَا حَيْوَة، عَن ابْن الْهَاد، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن عَامر بن سعد بن أبي وَقاص، عَن أُسَامَة بن زيد، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: ذكر الطَّاعُون عِنْده، فَقَالَ: " إِنَّه رجز أَو رِجْس عذبت بِهِ أمة من الْأُمَم، وَقد بقيت مِنْهُ بقايا،

عن الطاعون أنه قال إنه رجز وعذاب عذبت به الأمم قبلكم فلا تدخلوا عليه إذا وقع بأرض ولا تخرجوا فرارا منه لا يخرجكم إلا ذلك

فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرض فَلَا تدْخلُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع وَأَنْتُم فِيهَا فَلَا تَفِرُّوا مِنْهُ " قَالَ لي مُحَمَّد: فَحدثت هَذَا الحَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ لي: هَكَذَا حَدثنِي عَامر بن سعد. 103 - وحَدثني عمرَان بن بكار الكلَاعِي، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن صَالح، قَالَ: حَدثنَا ابْن عَيَّاش، قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن عقبَة، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، وَأبي الزبير، عَن عَامر بن سعد، عَن أُسَامَة بن زيد، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الطَّاعُون أَنه قَالَ: " إِنَّه رجز وَعَذَاب عذبت بِهِ الْأُمَم قبلكُمْ، فَلَا تدْخلُوا عَلَيْهِ إِذا وَقع بِأَرْض، وَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ، لَا يخرجكم إِلَّا ذَلِك ". 104 - وحَدثني حَاتِم بن بكر الضَّبِّيّ، قَالَ: حَدثنَا عُمَيْر بن عبد الْمجِيد، قَالَ: حَدثنَا عبد الحميد، عَن دَاوُد بن عَامر بن سعد، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا

قال في الطاعون إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا كان بأرض ولستم بها فلا تدخلوها

سَمِعْتُمْ بالطاعون فِي أَرض فَلَا تدْخلُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم فِيهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ". 105 - وحَدثني الْقَاسِم بن بشر بن مَعْرُوف، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا سليم بن حَيَّان، قَالَ: حَدثنَا عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي، عَن يحيى بن سعد بن أبي وَقاص، عَن أَبِيه، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي الطَّاعُون: " إِذا كَانَ بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا، فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا، وَإِذا كَانَ بِأَرْض ولستم بهَا فَلَا تدخلوها ". 106 - وحَدثني عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن بِلَال، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، قَالَ: أخبرنَا عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي،

قال في غزوة تبوك إذا كان الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإن لم تكونوا بها فلا تقدموها

عَن أَبِيه، عَن عَمه، عَن جده، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي غَزْوَة تَبُوك: " إِذا كَانَ الطَّاعُون بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا، فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا، وَإِن لم تَكُونُوا بهَا فَلَا تقدموها ". 107 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا الطفَاوِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج الصَّواف، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن الْحَضْرَمِيّ،

إذا كان الطاعون بأرض ولست بها فلا تحضرنها وإن كان بأرض وأنت بها فلا تفرن منه

عَن سعيد بن الْمسيب، عَن سعد بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا كَانَ الطَّاعُون بِأَرْض وَلست بهَا، فَلَا تحضرنها، وَإِن كَانَ بِأَرْض وَأَنت بهَا فَلَا تفرن مِنْهُ ". 108 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن يحيى بن أبي كثير، قَالَ: حَدثنِي الْحَضْرَمِيّ بن إِسْحَاق، أَن سعيد بن الْمسيب حَدثهُ، عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ بالطاعون فِي أَرض فَلَا تهبطوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا، فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا ". 109 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن هِشَام، عَن يحيى، قَالَ: حَدثنِي الْحَضْرَمِيّ بن لَاحق، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن سعد بن أبي وَقاص، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله.

يقول إذا وقع الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإن كنتم بها فلا تخرجوا منها فرجع عمر ولم يدخلها وقال مكر ابن أبي سفيان

110 - وحَدثني أَحْمد بن عُثْمَان بن حَكِيم الأودي، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن شريك، قَالَ: حَدثنِي أبي، قَالَ: حَدثنَا عَامر بن شَقِيق، عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة قَالَ: انطلقنا مَعَ عمر بن الْخطاب إِلَى الشَّام وَعَلَيْهَا مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، وَقد وَقع الوباء بهَا والطاعون، فَقَالَ مُعَاوِيَة لعمر: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ {ألم تسمع نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا وَقع الطَّاعُون بِأَرْض فَلَا تدخلوها وَإِن كُنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا ". فَرجع عمر، وَلم يدخلهَا وَقَالَ: مكر ابْن أبي سُفْيَان} (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهَا من ذَلِك: الدّلَالَة على أَن على الْمَرْء توقي المكاره قبل وُقُوعهَا، وتجنب الْأَشْيَاء المخوفة قبل هجومها. وَأَن عَلَيْهِ الصَّبْر بعد نُزُولهَا، وَترك الْجزع بعد وُقُوعهَا. وَذَلِكَ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى عَن دُخُول الأَرْض ذَات الوباء - بعد وُقُوعه فِيهَا - من لم يكن فِيهَا قبل وُقُوعه فِيهَا. وَنهى من هُوَ فِيهَا عَن الْخُرُوج مِنْهَا فِرَارًا مِنْهُ بعد وُقُوعه فِيهَا. فَكَذَلِك الْوَاجِب أَن يكون حكم كل متقى من الْأُمُور المخوفة غوائلها سَبيله فِي ذَلِك سَبِيل الطَّاعُون الَّذِي رويت الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي أمره على سَبِيل مَا رويناها عَنهُ. وَهَذَا الَّذِي رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي

في لقاء العدو لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية وإذا لقيتموهم فلا تفروا فإن قال قائل فإن كان الأمر في ذلك كالذي ذكرت فما أنت قائل فيما

الطَّاعُون من نَهْيه عَن الدُّخُول أَرضًا هُوَ بهَا: ظَاهر، وَنَهْيه عَن الْخُرُوج من أَرض هُوَ بهَا وَاقع نَظِير قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي لِقَاء الْعَدو: " لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو، وسلوا الله الْعَافِيَة، وَإِذا لقيتموهم فَلَا تَفِرُّوا ". فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن كَانَ الْأَمر فِي ذَلِك كَالَّذي ذكرت، فَمَا أَنْت قَائِل فِيمَا: 111 - حَدثكُمْ بِهِ ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا سعيد، عَن يزِيد بن أبي زِيَاد، عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو بن الْأَحْوَص، " أَن أَبَا مُوسَى بعث بنته إِلَى الْأَعْرَاب من الطَّاعُون ". 112 - وحَدثني الْعَبَّاس بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا مُسلم، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن يزِيد بن أبي زِيَاد، عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو بن الْأَحْوَص " أَن أَبَا مُوسَى كَانَ يبْعَث بنته إِلَى الْأَعْرَاب من الطَّاعُون ". 113 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن قيس بن مُسلم، عَن طَارق بن شهَاب قَالَ: " كُنَّا نتحدث إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، قَالَ: فَقَالَ لنا ذَات يَوْم: لَا عَلَيْكُم أَن تجفوا؛ فَإِن هَذَا الوجع قد وَقع فِي أهلنا، فَمن شَاءَ مِنْكُم أَن يتنزه فليتنزه. واحذروا أَن يَقُول رجل: خرج رجل فَعُوفِيَ! وَجلسَ رجل فأصيب، لَو كنت جَلَست كَمَا جلس آل فلَان أصبت كَمَا أُصِيب آل

فلَان. وَأَن يَقُول: إِن جلس فأصيب: لَو كنت خرجت كَمَا خرج آل فلَان عوفيت كَمَا عوفي آل فلَان؛ فَإِنِّي سأحدثكم فِي الطَّاعُون: إِن عمر كتب إِلَى أبي عُبَيْدَة فِي الطَّاعُون الَّذِي وَقع بِالشَّام أَنه عرضت لي حَاجَة لَا غنى بِي عَنْك فِيهَا؛ فَإِذا أَتَاك كتابي، فَإِنِّي أعزم عَلَيْك إِن أَتَاك لَيْلًا أَلا تصبح حَتَّى ترد، وَإِن أَتَاك نَهَارا أَلا تمسي حَتَّى ترد إِلَيّ. فَلَمَّا قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَة الْكتاب قَالَ: قد عرفت حَاجَة أَمِير الْمُؤمنِينَ: أَرَادَ أَن يستبقي من لَيْسَ بباق {ثمَّ كتب: إِنِّي قد عرفت حَاجَتك الَّتِي عرضت لَك فحللني من عزمتك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ} فَإِنِّي فِي جند الْمُسلمين وَلنْ أَرغب بنفسي عَنْهُم. قَالَ: فَلَمَّا قَرَأَ عمر الْكتاب بَكَى {قَالَ: فَقيل لَهُ: توفّي أَبُو عُبَيْدَة؟ قَالَ: لَا وَكَانَ قد قَالَ. فَكتب إِلَيْهِ عمر: إِن الْأُرْدُن أَرض عمقة، وَإِن الْجَابِيَة أَرض نزهة، فاظهر بِالْمُسْلِمين إِلَى الْجَابِيَة. قَالَ: فَلَمَّا قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَة الْكتاب قَالَ: هَذَا نسْمع فِيهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ، ونطيعه. قَالَ: فَأمرنِي أَن أركب فأبوئ النَّاس مَنَازِلهمْ. قَالَ: فَقلت إِنِّي لَا أَسْتَطِيع} قَالَ: فَقَالَ لي: لَعَلَّ الْمَرْأَة طعنت؟ قَالَ: قلت: أجل. قَالَ: فَذهب ليركب فَوجدَ وخزة فطعن، وَتُوفِّي أَبُو عُبَيْدَة، وانكشف الطَّاعُون ". 114 - وحَدثني إِسْحَاق بن شاهين الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن عبد الله، عَن أبي سِنَان، عَن عبد الله بن أبي الْهُذيْل قَالَ: " وَقع الطَّاعُون بِالشَّام، وَبِه جَيش من الْمُسلمين. قَالَ: فجَاء رجل مِنْهُم

حَتَّى دخل على عمر فَأخْبرهُ. فَقَالَ: مَا جئتني بِكِتَاب؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي قد أَخْبَرتك الْخَبَر. قَالَ: فَدخل عمر، ثمَّ خرج إِلَى الرجل فَوَجَدَهُ نَائِما، قَالَ: فَضَربهُ، ثمَّ قَالَ لَهُ: نمت لَا أَنَام الله عَيْنك؟ قُم فَانْطَلق. قَالَ: فَحَمله على بعير لَهُ، يُقَال لَهُ: محسر. قَالَ: اكْتُبْ معي. قَالَ: لَا أكتب إِلَى من لم يكْتب إِلَيّ، وَلَكِن انْطلق، فاعزم على من اسْتَطَاعَ الْخُرُوج أَن يخرج ". 115 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الْأَشْعَث قَالَ: شُعْبَة: " سَأَلته: هَل كَانَ أَبوك يفر من الطَّاعُون؟ قَالَ: كَانَ إِذا اشْتَدَّ الطَّاعُون فر هُوَ وَالْأسود بن هِلَال وَرجل آخر من أَصْحَاب عبد الله ". 116 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: حَدثنَا الحكم، " أَن مسروقا كَانَ يفر من الطَّاعُون ". 117 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، عَن شُعْبَة، عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر قَالَ: سَمِعت أبي يسْأَل: " كَانَ مَسْرُوق يفر من الطَّاعُون؟ قَالَ: فَقَالَ: مَا كَانَ يفر مِنْهُ. قَالَ

فإن قال فاذكر لنا من خالفهم

شُعْبَة: فَلَقِيت مولى لمسروق فَسَأَلته؟ فَقَالَ: كَانَ مَسْرُوق بداء "؟ قيل: قد خَالف هَؤُلَاءِ من أهل الْقدْوَة مثلهم {وَإِذا اخْتلف فِي أَمر من الْأُمُور كَانَ أولى ذَلِك بِالْحَقِّ مَا كَانَ مُوَافقا أَمر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَإِن قَالَ: فاذكر لنا من خالفهم؟ 118 - قيل: حَدثنَا ابْن الْمثنى؛ قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن يزِيد بن خمير، عَن شُرَحْبِيل بن شُفْعَة قَالَ: " وَقع الطَّاعُون. فَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ: إِنَّه رجز فَتَفَرَّقُوا عَنهُ. فَبلغ ذَلِك شُرَحْبِيل بن حَسَنَة، فَقَالَ: لقد صَحِبت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَمْرو أضلّ من بعير أَهله} إِنَّه دَعْوَة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرَحْمَة ربكُم، وَمَوْت الصَّالِحين قبلكُمْ. فَاجْتمعُوا لَهُ، وَلَا تفَرقُوا عَنهُ. فَبلغ ذَلِك عَمْرو بن الْعَاصِ، فَقَالَ: صدق ". 119 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الْأَعْلَى قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن شهر بن حَوْشَب " أَن عمر بن الْخطاب اسْتعْمل معَاذ بن جبل على دمشق وحمص، وَاسْتعْمل عَمْرو بن الْعَاصِ على الْأُرْدُن وفلسطين. فَوَقع الطَّاعُون بِالشَّام، فَقَامَ معَاذ بن جبل خَطِيبًا فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس! هَذَا رَحْمَة ربكُم، ودعوة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمَوْت

اللهم أعط معاذا وأهله نصيبهم من رحمتك فطعن في كفه قال أبو قلابة فكنت أقول لقد عرفت الشهادة والرحمة وكنت لا أدري ما دعوة نبيكم

الصَّالِحين قبلكُمْ. ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أعْط آل معَاذ النَّصِيب الأوفى. قَالَ ثمَّ نزل فَجَاءَهُ الرَّسُول فَقَالَ: إِن عبد الرَّحْمَن قد طعن. قَالَ: فَانْطَلق حَتَّى دخل عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَيفَ تجدك؟ قَالَ: {الْحق من رَبك فَلَا تكونن من الممترين} قَالَ: {ستجدني إِن شَاءَ الله من الصابرين} . قَالَ: ثمَّ تتَابع أَهله فِيهِ. قَالَ: ثمَّ إِن معَاذًا طعن. قَالَ: ثمَّ قَامَ عَمْرو بن الْعَاصِ فِي حزبه أَو فِي جنده فَقَالَ: إِن هَذَا الرجز قد وَقع، فَتَفَرَّقُوا عَنهُ فِي هَذِه الشعاب والأودية. فَقَامَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة فَقَالَ: لقد أسلمت وأميركم هَذَا أضلّ من جمل أَهله. فَقَالَ عَمْرو: صدق {لقد أسلم وَأَنا أضلّ من جمل أَهلِي، فانظروا مَا يَقُول لكم فَاتَّبعُوهُ ". 120 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب، وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة: " أَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: تفَرقُوا عَن هَذَا الرجز فِي الشعاب والأودية، ورؤوس الْجبَال. فَبلغ ذَلِك معَاذ بن جبل فَقَالَ: بل هُوَ شَهَادَة وَرَحْمَة ودعوة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. اللَّهُمَّ} أعْط معَاذًا وَأَهله نصِيبهم من رحمتك، فطعن فِي كَفه. قَالَ: أَبُو قلَابَة فَكنت أَقُول: لقد عرفت الشَّهَادَة، وَالرَّحْمَة، وَكنت لَا أَدْرِي مَا دَعْوَة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى سَأَلت عَنْهَا، فَأخْبرت

كان يقول في صلاته ذات ليلة فحمى إذا وطاعونا فحمى إذا وطاعونا قالها مرتين فقال رجل يا رسول الله لقد سمعتك البارحة تدعو بدعاء ما سمعته منك قط فقال أوسمعته قال إني استجرت الله لأمتي ألا يهلكهم بسنة بعامة فأعطانيها

أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يَقُول فِي صلَاته ذَات لَيْلَة: فحمى إِذا وطاعونا، فحمى إِذا وطاعونا. قَالَهَا مرَّتَيْنِ. فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله {لقد سَمِعتك البارحة تَدْعُو بِدُعَاء مَا سمعته مِنْك قطّ؟ فَقَالَ: أوسمعته؟ قَالَ: إِنِّي استجرت الله لأمتي أَلا يُهْلِكهُمْ بِسنة بعامة، فَأَعْطَانِيهَا. وَسَأَلته أَن لَا يُسَلط عَلَيْهِم عدوا من غَيرهم فيستحييهم، فَأَعْطَانِيهَا. وَسَأَلته أَن لَا يلْبِسهُمْ شيعًا وَلَا يُذِيق بَعضهم بَأْس بعض فَمَنَعَنِي أَو قَالَ: فَأبى عَليّ. فَقلت: فحمى إِذا وطاعونا ". 121 - وحَدثني عبد الحميد بن بَيَان الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن يزِيد، عَن إِسْمَاعِيل، عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن: " أَن الوباء وَقع بِالشَّام واستعر حَتَّى قَالَ النَّاس: مَا هَذَا إِلَّا الطوفان غير أَنه لَيْسَ مَاء} فَبلغ ذَلِك معَاذ بن جبل، فَقَالَ: اجْمَعُوا النَّاس. فَجمعُوا. قَالَ: أَيهَا النَّاس قد بَلغنِي الَّذِي خِفْتُمْ من هَذَا الوباء. زعمتم أَنه الطوفان،

وقبض الصالحين قبلكم ولكن أخاف عليكم سوى ذلك أخاف أن يغدو الرجل منكم من بيته لا يدري أمؤمن هو أو منافق

وَلَيْسَ كَالَّذي تخافون {وَلكنه رَحْمَة ربكُم، ودعوة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَقبض الصَّالِحين قبلكُمْ، وَلَكِن أَخَاف عَلَيْكُم سوى ذَلِك: أَخَاف أَن يَغْدُو الرجل مِنْكُم من بَيته لَا يدْرِي أمؤمن هُوَ أَو مُنَافِق ". 122 - حَدثنِي سلم بن جُنَادَة، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، قَالَ: سَمِعت دَاوُد بن أبي هِنْد يذكر عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ: " لما وَقع الطَّاعُون بِالشَّام قَامَ معَاذ بن جبل فِي أَصْحَابه خَطِيبًا فَقَالَ: أَيهَا النَّاس} هَذَا الطَّاعُون - أرَاهُ قَالَ - رَحْمَة ربكُم، ودعوة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وميتة الصَّالِحين قبلكُمْ. اللَّهُمَّ {اقْسمْ لآل معَاذ نصِيبهم الأوفى قَالَ: فَلَمَّا نزل أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: إِن عبد الرَّحْمَن قد أُصِيب. قَالَ: فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا بني} {الْحق من رَبك فَلَا تكونن من الممترين} . فَقَالَ: {ستجدني إِن شَاءَ الله من الصابرين} . فَمَاتَ عبد الرَّحْمَن، وَمَات أَهله، حَتَّى كَانَ آخِرهم معَاذ. وَقَامَ عَمْرو بن الْعَاصِ فِي أَصْحَابه، فَقَالَ: أَيهَا النَّاس {إِن هَذَا الطَّاعُون رجز فَتَفَرَّقُوا فِي الشعاب والأودية. فَقَامَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة فَقَالَ: أَيهَا النَّاس} وَالله لقد أسلمت وأميركم هَذَا أضلّ من جمل أَهله. إِن هَذَا الطَّاعُون رَحْمَة ربكُم، ودعوة نَبِيكُم، وميتة الصَّالِحين قبلكُمْ. فَقَالَ: عَمْرو: صدق، فَاسْمَعُوا، وَأَطيعُوا، فَإِنَّهُ أعلم مني ".

وموت الصالحين قبلكم اللهم اقسم لآل معاذ نصيبهم الأوفى منه ثم ذكر نحوه

123 - وَحدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن دَاوُد بن أبي هِنْد، عَن شهر بن حَوْشَب، عَن الْحَارِث بن عميرَة الزبيدِيّ، قَالَ: " وَقع الطَّاعُون فِي الشَّام، وَمُعَاوِيَة يَوْمئِذٍ بحمص، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: إِن هَذَا الطَّاعُون رَحْمَة ربكُم، ودعوة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمَوْت الصَّالِحين قبلكُمْ. اللَّهُمَّ اقْسمْ لآل معَاذ نصِيبهم الأوفى مِنْهُ ". ثمَّ ذكر نَحوه. 124 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن جَعْفَر بن كيسَان، عَن عمْرَة ابْنة قيس قَالَت: سَأَلت عَائِشَة عَن الْفِرَار من الطَّاعُون؟ فَقَالَت: " الْفِرَار من الطَّاعُون كالفرار من الزَّحْف ".

وقبض الصالحين قبلكم اللهم أعط آل معاذ حظهم من هذا الأمر فنزل فوجد ابنه بالموت فقال يا أبت الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فقال معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين

125 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أخبرنَا عَمْرو بن الْحَارِث، عَن عمر بن عبد الله، عَن صَفْوَان بن سليم، عَن كثير بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن الصنَابحِي أَنه قَالَ: " من فر من الطَّاعُون، فَكَأَنَّمَا فر من الزَّحْف ". 126 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن عَاصِم، عَن أبي منيب الجرشِي قَالَ: " خَطَبنَا معَاذ حِين وَقع الطَّاعُون فَقَالَ: إِن هَذَا رَحْمَة ربكُم، ودعوة نَبِيكُم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقبض الصَّالِحين قبلكُمْ. اللَّهُمَّ {أعْط آل معَاذ حظهم من هَذَا الْأَمر. فَنزل فَوجدَ ابْنه بِالْمَوْتِ. فَقَالَ: يَا أَبَت} {الْحق من رَبك فَلَا تكونن من الممترين} . فَقَالَ معَاذ: {ستجدني إِن شَاءَ الله من الصابرين} . 127 - حَدثنِي عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا زيد بن أبي الزَّرْقَاء، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَان عَن الرجل يخرج أَيَّام الوباء على غير تِجَارَة مَعْرُوفَة؟ قَالَ: لم يَكُونُوا ليفعلوا ذَلِك. أَو قَالَ: مَا أحب ذَلِك ". وكالذي ذكرنَا من اخْتِلَاف من ذكرنَا اختلافه من الصَّحَابَة وَغَيرهم فِي الْفِرَار من الطَّاعُون، كَانَ اخْتلَافهمْ فِي الدُّخُول عَلَيْهِ أَرضًا هُوَ بهَا.

ذكر ما حضرنا ذكره من الأخبار الواردة عنهم بذلك

(" ذكر مَا حَضَرنَا ذكره من الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَنْهُم بذلك ") 128 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس وَمَالك، عَن ابْن شهَاب، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب، أَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل أخبرهُ، أَن عبد الله بن عَبَّاس أخبرهُ، " أَنه كَانَ مَعَ عمر بن الْخطاب حِين خرج إِلَى الشَّام، فَرجع بِالنَّاسِ من سرغ، فَلَقِيَهُ أمراؤه على الأجناد، ولقيه أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَأَصْحَابه، وَقد وَقع الوجع بِالشَّام، فأخبروه أَن الوباء قد وَقع بِالشَّام، فَقَالَ عمر: أدع لي من كَانَ هَا هُنَا من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين. قَالَ: فدعوتهم، فاستشارهم، فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعضهم: إِنَّمَا هُوَ قدر الله، وَقد خرجت لأمر، فَلَا نرى أَن ترجع عَنهُ. وَقَالَ بَعضهم: مَعَك بَقِيَّة النَّاس، وَأَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ارْجع بِالنَّاسِ، وَلَا تقدمهم على هَذَا الوباء. فَأَمرهمْ أَن يرتفعوا. ثمَّ قَالَ: ادْع لي الْأَنْصَار، فدعوتهم. فاستشارهم، فسلكوا سَبِيل الْمُهَاجِرين، وَاخْتلفُوا كاختلافهم، فَأَمرهمْ أَن يرتفعوا ثمَّ قَالَ: ادْع لي من كَانَ هَا هُنَا من مشيخة مهاجرة الْفَتْح. فدعوتهم، فاستشارهم، فَمَا اخْتلف عَلَيْهِ رجلَانِ مِنْهُم، وَأجْمع رَأْيهمْ على أَن يرجع بِالنَّاسِ، فَأذن عمر فِي النَّاس: إِنِّي مصبح على ظهر فَأَصْبحُوا عَلَيْهِ، فَإِنِّي مَاض لما أرى. فانظروا مَا أَمرتكُم بِهِ، فامضوا لَهُ. قَالَ: فَأصْبح على ظهر، فَركب عمر ثمَّ قَالَ للنَّاس: إِنِّي رَاجع. فجَاء أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح فَقَالَ: أفرارا من قدر الله؟ وَكَانَ عمر يكره أَن يُخَالِفهُ أَبُو عُبَيْدَة. فَغَضب عمر ثمَّ قَالَ: لَو كَانَ غَيْرك قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة} وَقَالَ عمر: نعم أفر من قدر الله إِلَى قدر الله! أَرَأَيْت لَو كَانَت لَك إبل فَهَبَطت وَاديا لَهُ عدوتان: إِحْدَاهمَا خصبة، وَالْأُخْرَى جدبة. أَلَيْسَ إِن رعيت الخصبة رعيتها بِقدر الله؟ وَإِن رعيت الجدبة رعيتها بِقدر الله؟ ثمَّ

يقول إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا يخرجكم منها فرار منه قال فكبر عمر وحمد الله وانصرف أحدهما يزيد الكلمة

خلا بِأبي عُبَيْدَة فتراجعا سَاعَة، قَالَ: فَبينا هم على ذَلِك جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَكَانَ متغيبا فِي بعض حَاجته، فجَاء وَالْقَوْم مُخْتَلفُونَ. فَقَالَ: عِنْدِي من هَذَا علم. فَقَالَ عمر: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرض فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم فِيهَا فَلَا يخرجكم مِنْهَا فرار مِنْهُ ". قَالَ: فَكبر عمر، وَحمد الله وَانْصَرف. - أَحدهمَا يزِيد الْكَلِمَة -. 129 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، قَالَ: أَخْبرنِي سَالم، أَن عبد الله بن عمر وَعبد الله بن عَامر بن ربيعَة قَالَا: " إِن عمر بن الْخطاب إِنَّمَا رَجَعَ بِالنَّاسِ من سرغ، عَن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف ". 130 - حَدثنِي يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي هِشَام بن سعد، عَن ابْن شهَاب، عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن: " أَن عمر بن الْخطاب حِين أَرَادَ الرُّجُوع من سرغ وَاسْتَشَارَ النَّاس، فَقَالَت طَائِفَة - مِنْهُم أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح - أَمن الْمَوْت نفر؟ إِنَّمَا نَحن بِقدر، وَلنْ يصيبنا إِلَّا مَا كتب الله لنا. فَقَالَ عمر: يَا أَبَا عُبَيْدَة! أَرَأَيْت لَو كَانَ بواد إِحْدَى عدوتيه مخصبة، وَالْأُخْرَى مُجْدِبَة أَيَّتهمَا كنت ترعى؟ قَالَ:

تدخلهم أرضا بها الطاعون الذين هم أئمة يقتدى بهم قال فقال له عمر يا أبا عبيدة شككت فقال يا أمير المؤمنين أشاكا كان يعقوب صلوات الله عليه إذ قال لبنيه لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة قال فقال عمر

المخصبة. قَالَ: فَإنَّا إِن تقدمنا فبقدر، وَإِن تأخرنا فبقدر، وَفِي قدر نَحن ". 131 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن الرّبيع، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم عبيد الله بن عبد الله، عَن عَليّ بن زيد بن جدعَان قَالَ: " انْطلق عمر إِلَى الشَّام، وَمَعَهُ أنَاس من أَصْحَابه، حَتَّى إِذا دنا من الشَّام استقبله أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ {جِئْت بأصحاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تدخلهم أَرضًا بهَا الطَّاعُون - الَّذين هم أَئِمَّة يقْتَدى بهم؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عمر: يَا أَبَا عُبَيْدَة شَككت؟ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ} أشاكا كَانَ يَعْقُوب صلوَات الله عَلَيْهِ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ: {لَا تدْخلُوا من بَاب وَاحِد، وادخلوا من أَبْوَاب مُتَفَرِّقَة} . قَالَ: فَقَالَ عمر: وَالله لأدخلنها. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَالله لَا ندْخلهَا. قَالَ: فَرده ". فَإِن قَالَ: فَهَل أحد ميت إِلَّا بعد اسْتِيفَائه مُدَّة الْأَجَل الَّذِي كتب لَهُ؟ قيل: لَا. فَإِن قَالَ: فَإِن كَانَ كَذَلِك، فَمَا وَجه النَّهْي عَن دُخُول أَرض بهَا الطَّاعُون أَو عَن الْخُرُوج من أَرض هُوَ بهَا؟ وَقد علمت أَن الله - جلّ وَعز - عَابَ أَقْوَامًا جَلَسُوا عَن مشْهد شهده رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقتل مَعَه جمَاعَة مِمَّن شهده مَعَه؟ فَقَالَ الَّذين جَلَسُوا عَنهُ للَّذين قتلوا مَعَه؛ وَكَانُوا قد نهوهم أَن يشْهدُوا ذَلِك المشهد مَعَه: لَو أطاعونا مَا قتلوا مَعَه. فَقَالَ لنَبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - موبخهم

إذ قالوا لو أطاعونا في الجلوس عن القتال ما قتلوا فكره رسول الله

بقيلهم مَا قَالُوا من ذَلِك قل: يَا مُحَمَّد لقائلي ذَلِك: {فادرؤوا عَن أَنفسكُم الْمَوْت إِن كُنْتُم صَادِقين} معلمهم - جلّ جَلَاله - بذلك أَن الْمَوْت والحياة بِيَدِهِ. قيل: إِن الْأَمر - وَإِن كَانَ - كَذَلِك، فَإِنَّهُ لم ينْه المريد دُخُول أَرض بهَا الطَّاعُون عَن دُخُولهَا، وَلَا الْخَارِج من أَرض هُوَ بهَا عَن الْخُرُوج مِنْهَا، حذارا على الدَّاخِل عَلَيْهِ من أَن يُصِيبهُ بِدُخُولِهِ عَلَيْهِ غير مَا كتب عَلَيْهِ، وَغير مَا قد مضى بِهِ حكم الله فِيهِ. أَو أَن يهْلك بهبوطه عَلَيْهِ قبل الْأَجَل الَّذِي مضى فِي سَابق علم الله أَن إِذا جَاءَ لم يسْتَأْخر عَنهُ سَاعَة، وَلم يَسْتَقْدِم. وَلَكِن حذار الْفِتْنَة على الْحَيّ من أَن يظنّ بِأَن من هَبَط أَرضًا هُوَ بِهِ، فَهَلَك أَنه إِنَّمَا كَانَ هَلَاكه من أجل هُبُوطه عَلَيْهِ، وَأَن من خرج من أَرض هُوَ بهَا، فنجا من الْمَوْت أَن نجأه مِنْهُ إِنَّمَا كَانَ من أجل خُرُوجه عَنهُ؟ فَنَقُول كَمَا قَالَ الَّذين عَابَ الله تَعَالَى ذكره قَوْلهم فِي الَّذين قتلوا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ قَالُوا: لَو أطاعونا فِي الْجُلُوس عَن الْقِتَال، مَا قتلوا، فكره رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لِكِلَا الْفَرِيقَيْنِ الَّذين ذكرت فِي أَمر الطَّاعُون مَا كره، لما وصفت. وَنَهْيه ذَلِك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَظِير نَهْيه عَن الدنو من المجذوم. وَقَوله: " فر من المجذوم فرارك من الْأسد ". مَعَ إِعْلَامه

أمته ألا عدوى ولا صفر وقد تقدم بيان ذلك كله قبل فيما مضى من كتابنا هذا

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمته " أَلا عدوى وَلَا صفر ". وَقد تقدم بَيَان ذَلِك كُله قبل فِيمَا مضى من كتَابنَا هَذَا. (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن هَذَا الوجع: رجز عذب بِهِ من قبلكُمْ ". يَعْنِي بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " رجز ": عَذَاب. وَمِنْه قَول الله تَعَالَى ذكره: {أُولَئِكَ لَهُم عَذَاب من رجز أَلِيم} . يُقَال: هُوَ رجز، ورجس - بالزاي وَالسِّين - وَمِنْه قَول رؤبة بن العجاج: (كم رامنا من ذِي عديد مبز ... حَتَّى وقمنا كَيده بالرجز) يَعْنِي بقوله: " وقمنا كَيده بالرجز ": رددنا مكره بِالْعَذَابِ. وَأما قَول أبي مُوسَى: " إِن هَذَا الوجع قد وَقع فِي أهلنا، فَمن شَاءَ أَن يتنزه فليتنزه ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: فَمن شَاءَ أَن يتنزه: فَمن شَاءَ أَن يتَنَحَّى عَنهُ، فيبعد مِنْهُ، فليتنح وليبعد مِنْهُ. وَمِنْه؛ قيل: خرج فلَان متنزها إِذا خرج إِلَى بُسْتَان أَو صحراء. يُرَاد بذلك: أَنه خرج متنحيا عَن مجمع النَّاس، ومتباعدا عَن منزله، وَأَهله. وَمِنْه قَوْلهم للموضع المتنحي عَن النَّاس: مَكَان نزه. وَمِنْه قَول رؤبة بن العجاج:

(سبحن واسترجعن من تألهي ... أَن كَاد أخلاقي من التَّنَزُّه) يَعْنِي بقوله: " أَن كَاد - أخلاقي من التَّنَزُّه ": أَن تقترب أخلاقي من الترفع عَمَّا يكره من الْأُمُور. يُقَال مِنْهُ: تنزه فلَان عَن هَذَا الْأَمر: إِذا تنحى عَنهُ وارتفع. وَأما قَول أبي مُوسَى: " فَكتب إِلَيْهِ عمر أَن الْأُرْدُن أَرض غمقة، وَأَن الْجَابِيَة أَرض نزهة ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: إِن الْأُرْدُن أَرض غمقة: أَنَّهَا أَرض ندية كَثِيرَة الندى والطل. يُقَال: قد غمقت هَذِه الأَرْض، فَهِيَ تغمق غمقا، وَهِي أَرض غمقة. وَمِنْه قَول رؤبة فِي صفة حمر: (جوازيا يخبطن أنداء الغمق ... من باكر الوسمي نصاح البوق) وَأما قَوْله: " وَإِن الْجَابِيَة أَرض نزهة " فَإِنَّهُ يَعْنِي: أَنَّهَا بعيدَة من الغمق. وَإِنَّمَا وصفهَا بذلك؛ لِأَنَّهَا عَن الْبَحْر أَشد تنحيا من الْأُرْدُن. وَمَا قرب من الْبَحْر من الْبِلَاد فَهِيَ أندى وأطل وَأكْثر بلة مِمَّا بعد مِنْهَا مِنْهُ. وَأما قَول أبي مُوسَى: " فَأمرنِي أَن أركب فأبوئ النَّاس مَنَازِلهمْ " فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: " فأبوئ النَّاس مَنَازِلهمْ ": فأتخذ لَهُم منَازِل ينزلونها، وأرتاد ذَلِك لَهُم. وَمِنْه قَول الله تَعَالَى ذكره: {وَإِذ غَدَوْت من أهلك تبوئ الْمُؤمنِينَ مقاعد لِلْقِتَالِ} . يَعْنِي: تتَّخذ لَهُم مقاعد، وترتادها لَهُم، يُقَال: مِنْهُ بوأت الْقَوْم مَنَازِلهمْ، وبوأت لَهُم مَنَازِلهمْ كَمَا يُقَال: ردفتك، وردفت لَك. ونقدت لَهَا صَدَاقهَا، ونقدتها، فَأَنا أبوئهم تبوئة. ومسموع من الْعَرَب: أبأت الْقَوْم منزلا، فَأَنا أبيئها إباءة. وَيُقَال مِنْهُ: أبأت الْإِبِل: إِذا رَددتهَا إِلَى المباءة. والمباءة: المراح

إذ قال فناء أمتي بالطعن والطاعون فقيل أما الطعن فقد عرفناه فما الطاعون فقال وخز أعدائكم من الجن ومنه قول رؤبة بن العجاج والحرب عسراء اللقاح المغزي بالمشرفيات وطعن وخز وأما قول عمرو بن العاص فتفرقوا

الَّذِي تبيت فِيهِ. وَمِنْه قَول الطرماح بن حَكِيم: (طرف التأنف مَا يبن مباءة ... حَوْلَيْنِ طيب بنة الأبعار) وَأما قَول أبي مُوسَى قَالَ: فَذهب ليركب، فَوجدَ وخزة، فَإِنَّهُ يَعْنِي بالوخزة: النخسة. وَقيل: الوخزة: أَن يجمع الرجل أَطْرَاف أَصَابِع يَده، ثمَّ يدْفع بهَا فِي صدر الرجل أَو غَيره من جسده. وَهِي الفعلة من قَوْلهم: وخزت فلَانا، فَأَنا أخزه وخزا: إِذا نخسته بمنخسة. وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ قَالَ: " فنَاء أمتِي بالطعن والطاعون. فَقيل: أما الطعْن فقد عَرفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُون؟ فَقَالَ: وخز أعدائكم من الْجِنّ ". وَمِنْه قَول: رؤبة بن العجاج: (وَالْحَرب عسراء اللقَاح المغزي ... بالمشرفيات وَطعن وخز) وَأما قَول عَمْرو بن الْعَاصِ: " فَتَفَرَّقُوا فِي هَذِه الشعاب والأدوية ". فَإِن: الشعاب: الْأَنْهَار الصغار الَّتِي تَأْخُذ من الأودية الْعِظَام. وَإِنَّمَا أَرَادَ عَمْرو بذلك: جدوا فِي هَذِه الطّرق الَّتِي تتشعب من الطَّرِيق الْأَعْظَم، هرابا من الطَّاعُون فتنحوا عَنهُ. وَأما قَول طَارق بن عبد

وسألته ألا يلبسهم شيعا فإنه عنى بقوله شيعا فرقا يقول سألته ألا يجعلهم متفرقي الأهواء ومنه قول الله تعالى ذكره إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا يعني فرقا ومنه قول رؤبة لو أن يأجوج ومأجوج معا والناس

الرَّحْمَن: " إِن الوباء وَقع بِالشَّام، واستعر " فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: " استعر ": اتقد وحمي. وَهُوَ افتعل من السعير. وَمِنْه قَول الله تَعَالَى ذكره: {وَإِذا الْجَحِيم سعرت} . وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَسَأَلته أَلا يلْبِسهُمْ شيعًا ". فَإِنَّهُ عَنى بقوله: شيعًا: فرقا. يَقُول: سَأَلته أَلا يجعلهم متفرقي الْأَهْوَاء. وَمِنْه قَول الله تَعَالَى ذكره: {إِن الَّذين فارقوا دينهم، وَكَانُوا شيعًا} . يَعْنِي: فرقا. وَمِنْه قَول رؤبة. (لَو أَن يَأْجُوج وَمَأْجُوج مَعًا ... وَالنَّاس أخلافا علينا شيعًا) وَأما قَول عمر لأبي عُبَيْدَة: " أَرَأَيْت لَو كَانَت لَك إبل، فَهَبَطت وَاديا لَهُ عدوتان ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالعدوتين: شفيري الْوَادي، وجانبيه. وفيهَا لُغَتَانِ: عدوتان - بِكَسْر الْعين - وعدوتان: بضَمهَا - وينشد فِي كسرهَا بَيت الرَّاعِي: (وعينان حم مآقيهما ... كَمَا نظر العدوة الجؤذر) بِكَسْر الْعين. وينشد فِي ضمهَا بَيت أَوْس بن حجر:

ذكر خبر آخر من أخبار عبد الرحمن بن عوف عن النبي

(وَفَارِس لَا يحل الْحَيّ عدوته ... ولوا سرَاعًا وَمَا هموا بإقبال) وَيُقَال للرجل إِذا أَمر بِلُزُوم نَاحيَة الطَّرِيق: الزم أَعدَاء الطَّرِيق. (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 132 - حَدثنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن التِّرْمِذِيّ، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن كثير بن عفير، قَالَ: حَدثنَا مفضل بن فضَالة، عَن يُونُس بن يزِيد، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنِي أخي الْمسور بن إِبْرَاهِيم، عَن أَبِيه، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا أقيم على السَّارِق الْحَد فَلَا غرم عَلَيْهِ ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر عندنَا صَحِيح سَنَده وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج يَصح عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ عِنْدهم مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ { وَالثَّانيَِة: أَن الْمَعْرُوف من هَذَا الْخَبَر عَن رُوَاته: عَن مفضل بن فضَالة، عَن يُونُس بن يزِيد، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أَخِيه: الْمسور بن إِبْرَاهِيم، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير إِدْخَال أَبِيه فِيهِ بَينه وَبَين عبد الرَّحْمَن} قَالُوا: وَإِذ كَانَ ذَلِك الْمَعْرُوف من نقل رُوَاته، والمسور بن إِبْرَاهِيم لَا يعلم لَهُ سَماع من جده، لم يكن جَائِزا الِاحْتِجَاج بِهِ فِي الدّين! قَالُوا: وَالثَّالِثَة: أَنه قد حدث بِهِ عَن ابْن عفير غير أَحْمد بن الْحسن فَوَافَقَ فِي رِوَايَته عَنهُ سَائِر من حدث بِهِ عَن مفضل بن فضَالة. فَذَلِك دَلِيل

ذكر من حدث هذا الحديث عن مفضل فلم يجعل فيه بين المسور بن إبراهيم وعبد الرحمن بن عوف أحدا

على وهائه عِنْدهم! (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث عَن مفضل، فَلم يَجْعَل فِيهِ بَين الْمسور بن إِبْرَاهِيم، وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف أحدا ") 133 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زنجوية، قَالَ: حَدثنَا أَبُو صَالح الْحَرَّانِي عبد الْغفار بن دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا الْمفضل بن فضَالة، عَن يُونُس بن يزِيد، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أَخِيه، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يغرم السَّارِق إِذا أقيم عَلَيْهِ الْحَد ". 134 - وَحدثنَا أَبُو همام السكونِي: الْوَلِيد بن شُجَاع، قَالَ: حَدثنِي أَبُو نعيم إِسْحَاق بن الْفُرَات، قَالَ: حَدثنَا الْمفضل بن فضَالة العتباني، عَن يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أَخِيه الْمسور بن إِبْرَاهِيم، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " لَا يغرم صَاحب السّرقَة إِذا أقيم عَلَيْهِ الْحَد ".

ذكر من روى هذا الحديث عن ابن عفير فوافق في روايته إياه عنه سائر من ذكرنا ممن حدث به عن مفضل بن فضالة

(" ذكر من روى هَذَا الحَدِيث عَن ابْن عفير فَوَافَقَ فِي رِوَايَته إِيَّاه عَنهُ سَائِر من ذكرنَا مِمَّن حدث بِهِ عَن مفضل بن فضَالة ") 135 - حَدثنِي زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبان الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا ابْن عفير، قَالَ: حَدثنَا الْمفضل بن فضَالة، عَن يُونُس بن يزِيد، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أَخِيه الْمسور بن إِبْرَاهِيم، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا أقيم على السَّارِق الْحَد فَلَا غرم عَلَيْهِ ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان الْبَين عَن صِحَة قَول الْقَائِلين: إِن السَّارِق إِذا أَخذ وَقد اسْتهْلك مَا سرق، فَقطعت يَده، أَنه لَا سَبِيل للمسروق مِنْهُ عَلَيْهِ بِسَبَب السّرقَة الَّتِي سَرَقهَا مِنْهُ فِي اتِّبَاعه بغرم قيمَة ذَلِك، وَفَسَاد قَول من زعم أَن عَلَيْهِ مَعَ الْقطع ضَمَان قيمَة مَا اسْتهْلك من السّرقَة لصَاحبه وَبِذَلِك من القَوْل قَالَ جمَاعَة من سلف عُلَمَاء الْأمة وخلفهم. وَإِن كَانَ قد خالفهم فِي ذَلِك مخالفون، نذْكر اخْتلَافهمْ فِي ذَلِك، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان عَن الْمُجْتَبى من القَوْل فِيهِ عندنَا، وَالدّلَالَة على صِحَّته إِن شَاءَ الله.

ذكر من قال القول الذي رويناه عن رسول الله

(" ذكر من قَالَ القَوْل الَّذِي روينَاهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 136 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: سَمِعت عَامِرًا يَقُول: " السَّارِق يقطع، وَلَا يتبع بِشَيْء أهلكه ". 137 - حَدثنَا أَبُو همام الْوَلِيد بن شُجَاع، قَالَ: حَدثنَا حَفْص، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ، قَالَ: " إِذا قطع السَّارِق، لم يتبع بِشَيْء، هُوَ ثمن يَده ". 138 - حَدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، قَالَ: حَدثنَا الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ قَالَ: " إِذا قطع فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء ". 139 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ، قَالَ: " إِن كَانَ استهلكها، فَقطعت يَده، وَلَا ضَمَان عَلَيْهِ ". 140 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ، أَنه قَالَ ذَلِك.

141 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا عَن ابْن سِيرِين: مثل قَول الشّعبِيّ. 142 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن مُغيرَة، عَن إِبْرَاهِيم، أَنه قَالَ مثل قَول الشّعبِيّ. 143 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ قَالَ: " لَا يغرم السَّارِق إِلَّا أَن يُوجد شَيْء بِعَيْنِه ". 144 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ قَالَ: " إِذا قطع السَّارِق فَلَيْسَ عَلَيْهِ تبعة سوى قطع يَمِينه، إِلَّا أَن يُوجد شَيْء بِعَيْنِه ". 145 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، عَن شُعْبَة، عَن سُفْيَان، عَن رجل، عَن الشّعبِيّ قَالَ: أَنْتُم الَّذين تضمنون السَّارِق! ؟ يَعْنِي لَا ضَمَان عَلَيْهِ ". 146 - وَحدثنَا حميد بن مسْعدَة الشامري، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان بن حبيب الْجرْمِي، عَن ابْن جريج قَالَ: قَالَ عَطاء: " لَيْسَ على السَّارِق غرم إِلَّا أَن يُوجد بِعَيْنِه ". 147 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا

سُفْيَان، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء؛ قَالَ: " لَا يغرم السَّارِق ". 148 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء قَالَ: " إِذا قطع لم يتبع فِي السّرقَة، وَإِن كَانَ مُوسِرًا ". 149 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن الْحَارِث الهُجَيْمِي، قَالَ: حَدثنَا الْأَشْعَث، عَن الْحسن، أَنه " كَانَ لَا يضمن السَّارِق ". 150 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء، عَن سعيد، عَن قَتَادَة قَالَ: " لَا يغرم إِلَّا أَن تُوجد بِعَينهَا أَو قَالَ: لَا يتبع ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة مَعَ الْأَثر الَّذِي ذكرنَا الْقيَاس على إِجْمَاع الْجَمِيع على أَن المحكمة إِذا حَاربُوا أهل الْعدْل بعد نصب إِمَام لَهُم، فَأَصَابُوا من أَمْوَالهم، ثمَّ ظهر عَلَيْهِم أهل الْعدْل، أَنهم لَا يتبعُون بغرم مَا كَانُوا قد استهلكوا من أَمْوَالهم، وهم لَا شكّ أَنهم فِيمَا أَصَابُوا من أَمْوَالهم فاستهلكوها عَلَيْهِم لَهُم ظلمَة! قَالُوا: فَكَذَلِك حكم كل مستهلك مَالا لغيره على وَجه الْحَرْب لَهُ مثل جمَاعَة اجْتمعت من قطاع الطَّرِيق، وَغَيرهم مِمَّن يجب لله عَلَيْهِ بِفِعْلِهِ ذَلِك حد من الْحُدُود. قَالُوا: فالسارق المستخفي بِسَرِقَة حكمه فِي ذَلِك حكم قطاع الطَّرِيق الَّذين يسْقط عَنْهُم الْحَد الَّذِي يُقَام عَلَيْهِم غرم مَا استهلكوا من أَمْوَال النَّاس إِذا قطع.

ذكر من قال ذلك

وَقَالَ آخَرُونَ: على السَّارِق غرم قيمَة مَا اسْتهْلك: قطعت يَده أولم تقطع. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 151 - حَدثنَا ابْن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَاحِد، قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، أَن إِبْرَاهِيم قَالَ: " يتبع بهَا - يَعْنِي فِي السَّارِق تقطع يَده، وَقد اسْتهْلك مَا سرق ". 152 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، عَن شُعْبَة، عَن سُفْيَان، عَن حَمَّاد " أَنه قَالَ فِي السَّارِق يضمن مَا سرق " 153 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن حَمَّاد فِي السَّارِق تقطع يمنيه، وَقد اسْتهْلك مَا سرق؟ قَالَ: " يتبعهُ كَمَا يتبع بِالدّينِ ". 154 - وَحدثنَا أَبُو همام الْوَلِيد بن شُجَاع، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن حَمَّاد قَالَ: " يتبع كإتباع الدّين ". 155 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا الْأَشْعَث، عَن الْحسن " أَنه كَانَ يضمن السَّارِق ". 156 - حَدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن خَالِد، عَن الْحسن قَالَ: سمعته يَقُول: " يتبع بِهِ ".

ذكر من قال ذلك

157 - حَدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن يُونُس، عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: " يتبع بِهِ ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة الْقيَاس على إِجْمَاع الْجَمِيع على أَن رجلا لَو غصب مَالا لرجل فاستهلكه، ثمَّ قَامَت لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَة مِمَّا أتلف عَلَيْهِ من مَاله أَنه مقضي عَلَيْهِ بِهِ. قَالُوا: فالسارق فِي سَرقته مَال من سرق مَاله لن يعدو أَن يكون فِي استهلاكه مَا سرق من مَال من سرق مَاله فِي معنى الْغَاصِب الْمُسْتَهْلك مَال من غصب مَاله فِي أَنه لَهُ ضَامِن. قَالُوا: وحدود الله تَعَالَى ذكره لن تضع عَمَّن لَزِمته حُقُوق بني آدم. وَقَالَ آخَرُونَ: إِذا قطع السَّارِق نظر فِيمَا اسْتهْلك من السّرقَة، فَإِن كَانَ مَلِيًّا بِقِيمَتِه غرمها، وَإِن كَانَ معدما لم يتبع بهَا. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 158 - حَدثنِي يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب قَالَ: قَالَ مَالك: " الْأَمر عندنَا أَن السَّارِق إِذا سرق الْمَتَاع أَنه إِن وجد صَاحب الْمَتَاع مَتَاعه بِعَيْنِه أَخذه، وَإِن اسْتَهْلكهُ أَخذ مِنْهُ قيمَة ذَلِك الْمَتَاع يَوْمئِذٍ إِن وجد لَهُ مَال يُؤْخَذ مِنْهُ، ويقام عَلَيْهِ الْحَد، وَإِن لم يُوجد لَهُ مَال، لم يكن عَلَيْهِ دينا يتبع بِهِ. فَإِن قَالَ قَائِل: كَيفَ يغرم، وَيقطع! فَإِنَّهُ إِذا وجد الْمَتَاع عِنْده بِعَيْنِه أَخذ مِنْهُ، وأقيم عَلَيْهِ الْحَد ". وَالصَّوَاب من القَوْل فِي ذَلِك عندنَا قَول من قَالَ: إِذا قطع السَّارِق لم يتبع بِضَمَان قيمَة السّرقَة إِن كَانَ قد استهلكها مُوسِرًا كَانَ بِقِيمَتِهَا أَو مُعسرا؛ لقَوْل الله تَعَالَى ذكره: {وَالسَّارِق والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا جَزَاء بِمَا كسبا نكالا من الله} .

وفي تركه تعريفهم وجوب ذلك عليه ببعض ما ذكرنا الدلالة الواضحة على أن ذلك عليه غير واجب فإن ظن ظان أن في بيان الله تعالى ذكره على لسان رسوله

فَأوجب - جلّ ثَنَاؤُهُ - على الْمُسلمين قطع يَده، وَلم يَأْمُرهُم بتغريمه قيمَة مَا سرق مِمَّا قد اسْتهْلك مِنْهُ، وَلَو كَانَ ذَلِك لَهُ لَازِما لَكَانَ قد عرف عباده لُزُومه ذَلِك، كَمَا عرفهم وجوب الْقطع عَلَيْهِ: إِمَّا بِنَصّ التَّنْزِيل أَو بِحكم الرَّسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَفِي تَركه تعريفهم وجوب ذَلِك عَلَيْهِ بِبَعْض مَا ذكرنَا الدّلَالَة الْوَاضِحَة على أَن ذَلِك عَلَيْهِ غير وَاجِب. فَإِن ظن ظان أَن فِي بَيَان الله - تَعَالَى ذكره - على لِسَان رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حكم الْغَاصِب مَال أَخِيه الْمُسلم المستهلكه عَلَيْهِ الْكِفَايَة من بَيَان الحكم فِي السَّارِق الْمُسْتَهْلك مَا سرق، إِذا قطعت يَده، إِذْ كَانَ الله - جلّ ثَنَاؤُهُ - قد جعل مَا أوضح بَيَانه بِالنَّصِّ الْمُحكم دَلِيلا على نَظَائِره مِمَّا خَفِي فقد أغفل. وَذَلِكَ أَن ذَلِك لَو كَانَ كَمَا ظن لوَجَبَ أَن يكون حكم المحكمة من أهل الْإِسْلَام إِذا غلبوا على مَال العدلى فاستهلكوه، ثمَّ ظهر عَلَيْهِم أهل الْعدْل مَضْمُونا على مستهلكه مِنْهُم؛ لِأَن أَخذهم مَا أخذُوا من ذَلِك واستهلاكهم مَا استهلكوا مِنْهُ بِغَيْر حق أوجب ذَلِك لَهُم، بل كَانَ ذَلِك مِنْهُم على وَجه التَّعَدِّي وَالظُّلم. وَفِي إِجْمَاع الْجَمِيع على أَنهم بذلك غير متبعين وَلَا مظلومين بِهِ فِي عَاجل الدُّنْيَا، الدَّلِيل الْوَاضِح على أَن الْأَمر فِيمَا ظن من أَن حكم السَّارِق فِي لُزُومه ضَمَان قيمَة مَا اسْتهْلك من سَرقته بعد قطع يَده حكم الْغَاصِب الْمُسْتَهْلك مَال غَيره، إِلْحَاقًا مِنْهُ حكمه بِحكمِهِ. وَيُقَال للمعتل بِمَا ذكرنَا فِي تضمين السَّارِق بعد قطع يَده قيمَة مَا اسْتهْلك من السّرقَة من حكم الْغَاصِب الْمُسْتَهْلك مَال غَيره مَا قلت فِي حَرْبِيّ غلب مُسلما على مَال لَهُ فِي حَال حربه ثمَّ أسلم، وَفِي يَده مِمَّا غلب الْمُسلم عَلَيْهِ بعض، وَبَعض قد اسْتَهْلكهُ، أيتبع مِمَّا كَانَ قد اسْتهْلك مِنْهُ قبل حَال إِسْلَامه أم لإتباعه للْمُسلمِ قبله فِي ذَلِك؟ ". وَقد علمت أَنه لَا ظَالِم وَلَا غَاصِب أظلم مِمَّن جمع مَعَ غصبه

مَا غصب الْكفْر، وَالْحَرب لله، وَلِرَسُولِهِ، وللمسلمين. فَإِن زعم أَنه يتبعهُ مَا اسْتهْلك من مَاله ذَلِك فِي حَال حربه، فاد قَوْله، وَخرج من قَول أهل الْإِسْلَام. وَإِن زعم أَنه بذلك غير مُتبع، وَلكنه يُؤْخَذ مِنْهُ مَا وجد قَائِما فِي يَده مِنْهُ؟ قيل لَهُ: فقد تركت الِاسْتِدْلَال بِمَا زعمت أَن فِي الِاسْتِدْلَال بِهِ من حكم الله فِي الْغَاصِب الْكِفَايَة على حكم السَّارِق الْمُسْتَهْلك مَا سرق فِي تَضْمِينه قِيمَته مَعَ قطعه؟ فَهَلا إِن كَانَ الحكم فِي الْغَاصِب دَلِيلا على الحكم فِي السَّارِق الَّذِي وَصفنَا أمره، استدللت بِحكم الْغَاصِب فِيمَا ألزمته من ضَمَان قيمَة مَا اسْتهْلك مِمَّا غصب على حكم الْحَرْبِيّ الَّذِي وَصفنَا أمره؟ . أم إِن قلت: إِن الحكم فِي الْحَرْبِيّ الْمُسْتَهْلك مَال من غلب على مَاله من الْمُسلمين، فاستهلكه، ثمَّ أسلم أصل فِي أَنه لَا يتبع بِقِيمَتِه مُخَالف حكم الْغَاصِب جعلت حكم السَّارِق الْمُسْتَهْلك مَا سرق، إِذا قطع لَهُ نظيرا فِي أَنه غير مُتبع دون إِلْحَاق حكم السَّارِق الَّذِي وَصفنَا أمره بِحكم الْغَاصِب الَّذِي قلت أولى من إِلْحَاق حكمه بِحكم الْحَرْبِيّ الَّذِي وَصفنَا حَاله. فَإِن اعتل بِأَن الْجَمِيع لما كَانُوا مُجْمِعِينَ على أَنه إِذا قطعت يَده وَالسَّرِقَة الَّتِي سَرَقهَا قَائِمَة فِي يَده، أَنَّهَا مَأْخُوذَة مِنْهُ، كَانَ فِي ذَلِك دَلِيل على أَنه غَارِم، وَإِن كَانَ قد استهلكها. قيل: لَهُ: فَمَا قلت فِي حَرْبِيّ أسلم، وَفِي يَده مَال لمُسلم غَلبه عَلَيْهِ فِي حَال الشّرك وَالْحَرب: أتحكم عَلَيْهِ برده على الْمُسلم أم لَا؟ فَإِن قَالَ: لَا أحكم بذلك عَلَيْهِ، ترك قَوْله فِيهِ، وَإِن قَالَ: بل أحكم عَلَيْهِ برده عَلَيْهِ. قيل لَهُ: أفتحكم عَلَيْهِ بِمَا كَانَ اسْتَهْلكهُ لَهُ فِي حَال كفره وحربه للْمُسلمين؟ .

قال إذا أقيم على السارق الحد فلا غرم عليه والغرم إنما هو غرم ما استهلكه أو قيمته وذلك أنه لا يقال غرم فلان لفلان شيئا بمعنى رد عليه ما أخذه منه بعينه وإنما يقال غرم له ما استهلكه عليه فإذ كان

فَإِن قَالَ: نعم. خَالف بذلك من قَوْله قَول جَمِيع عُلَمَاء الْأمة. وَإِن قَالَ: لَا. قيل لَهُ: فقد فرقت بَين حكم مَا كَانَ مَوْجُودا من ذَلِك فِي يَده بعد إِسْلَامه، وَمَا كَانَ مُسْتَهْلكا مِنْهُ! فَمَا أنْكرت أَن يكون كَذَلِك حكم مَا كَانَ من السّرقَة مَوْجُودا فِي يَد السَّارِق بعد قطع يَده مُخَالفا حكم مَا كَانَ مِنْهُ مُسْتَهْلكا بِأَن يكون مَا كَانَ مِنْهُ مَوْجُودا فِي يَده مأخوذا مِنْهُ، وَمَا كَانَ مِنْهُ مُسْتَهْلكا فَلَا غرم عَلَيْهِ فِيهِ. ثمَّ سُئِلت الْفرق بَين ذَلِك من أصل أَو قِيَاس؟ فَمَا يَقُول فِي شَيْء من ذَلِك قولا إِلَّا ألزم فِي غَيره مثله. وَفِي هَذَا الْخَبَر أَيْضا الدّلَالَة الْوَاضِحَة على أَن الْقَائِم من السّرقَة فِي يَد السَّارِق مَأْخُوذ مِنْهُ، وَإِن قطع؛ وَذَلِكَ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا أقيم على السَّارِق الْحَد فَلَا غرم عَلَيْهِ ". وَالْغُرْم إِنَّمَا هُوَ غرم مَا اسْتَهْلكهُ أَو قِيمَته؛ وَذَلِكَ أَنه لَا يُقَال: غرم فلَان لفُلَان شَيْئا. بِمَعْنى: رد عَلَيْهِ مَا أَخذه مِنْهُ بِعَيْنِه. وَإِنَّمَا يُقَال: غرم لَهُ مَا اسْتَهْلكهُ عَلَيْهِ. فَإذْ كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّمَا أَزَال عَنهُ بِالْقطعِ الْغرم فمعلوم أَن مَا لَا يسْتَحق أَن يُقَال: إِذا أَخذ مِنْهُ من مَال الْمَسْرُوق مِنْهُ الْمَوْجُود قَائِما فِي يَده غرمه أَنه مَأْخُوذ مِنْهُ. وَبِالَّذِي قُلْنَا من ذَلِك قَالَ السّلف من أهل الْعلم، وَأجْمع عَلَيْهِ مِنْهُم الْخلف. (" ذكر بعض من حَضَرنَا ذكره مِمَّن قَالَ ذَلِك من السّلف ") 159 - حَدثنَا ابْن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَاحِد، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: سَمِعت عَامِرًا يَقُول: " السَّارِق يقطع، وَيُؤْخَذ مَا وجد عِنْده من الْمَتَاع بِعَيْنِه ". 160 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا

قال إذا أقيم على السارق الحد فلا غرم عليه فأزال عنه غرم ما استهلكه بالحد الذي يقام عليه فإذا لم يقم عليه الحد ولم يكن عليه واجبا فلا شك أن عليه الغرم وبذلك من القول قال الجميع من سلف علماء هذه الأمة وخلفها وفي هذا الخبر

الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ أَنه كَانَ يَقُول فِي السَّارِق: " إِن وجدت السّرقَة عِنْده بِعَينهَا أخذت مِنْهُ، وَقطعت يَده ". 161 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، والمحاربي عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن الشّعبِيّ أَنه قَالَ ذَلِك. 162 - حَدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء أَنه قَالَ ذَلِك. 163 - وَحدثنَا أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: قَالَ مُغيرَة، عَن إِبْرَاهِيم أَنه قَالَ ذَلِك. وَفِي هَذَا الْخَبَر - أَيْضا - الدّلَالَة الْوَاضِحَة على أَن السَّارِق إِذا سرق مَالا يجب عَلَيْهِ فِيهِ قطع أَو مَا يجب فِي مثله الْقطع إِلَّا أَنه زَالَ عَنهُ الْقطع بِسَبَب شُبْهَة أَو غَيرهَا، أَنه يلْزمه غرم مَا كَانَ قد اسْتهْلك من السّرقَة لصَاحبه الْمَسْرُوق مِنْهُ، وَيُؤْخَذ مِنْهُ مَا وجد مِنْهَا قَائِما فِي يَده، وَذَلِكَ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا أقيم على السَّارِق الْحَد فَلَا غرم عَلَيْهِ ". فأزال عَنهُ غرم مَا اسْتَهْلكهُ بِالْحَدِّ الَّذِي يُقَام عَلَيْهِ. فَإِذا لم يقم عَلَيْهِ الْحَد، وَلم يكن عَلَيْهِ وَاجِبا، فَلَا شكّ أَن عَلَيْهِ الْغرم. وَبِذَلِك من القَوْل قَالَ الْجَمِيع من سلف عُلَمَاء هَذِه الْأمة وَخَلفهَا. وَفِي هَذَا الْخَبَر أَيْضا: الدّلَالَة على أَن قَول الله - تَعَالَى ذكره - {وَالسَّارِق والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا} : مُرَاد بِهِ بعض السراق دون بعض؛ وَذَلِكَ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا أقيم على السَّارِق الْحَد " أَن من السراق من لَا يُقَام عَلَيْهِ الْحَد؛ وَإِنَّمَا لَا يُقَام ذَلِك عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ، وَلَو كَانَ عَلَيْهِ لأقيم عَلَيْهِ.

وَفِيه - أَيْضا - الدّلَالَة الْبَيِّنَة على أَن السَّارِق إِذا سرق من جمَاعَة شَتَّى سرقات مفترقة أَو من وَاحِد مَرَّات، فاستهلك بعض ذَلِك، أدْرك بعضه قَائِما فِي يَده ثمَّ قطعت يَده فِي آخر ذَلِك، أَنه لَا يتبع بغرم شَيْء كَانَ اسْتهْلك قبل؛ ذَلِك لإِجْمَاع الْجَمِيع على أَنه إِذا أَخذ وَقد سرق مَرَّات كَثِيرَة فِي كل مرّة من ذَلِك مَا يجب فِي مثله الْقطع، ثمَّ أَخذ بعد ذَلِك أَنه لَا يجب إِلَّا قطع يَده الْيُمْنَى إِن كَانَت مَوْجُودَة، فمعلوم بذلك أَن ذَلِك الْقطع قطع للمرات الْكَثِيرَة الَّتِي سلفت مِنْهُ قبل ذَلِك الَّتِي سرق فِي كل مرّة مِنْهَا مَا يجب فِي مثله الْقطع، فَسقط عَنهُ بذلك غرم كل مَا اسْتَهْلكهُ من السرق قبل الْقطع. وَلَو كَانَ ذَلِك قطعا لسرقته مَا سرق مَا يجب فِي مثله الْقطع لمرة وَاحِدَة، لوَجَبَ عَلَيْهِ الْقطع لسَائِر المر الَّتِي سرق فِيهَا مثل ذَلِك، لقطع حَتَّى يُؤْتى على الْأَعْضَاء الَّتِي يجب قطعهَا فِي السرق يعودهُ فِيهَا مرّة بعد مرّة، وظفر الإِمَام بِهِ فِي كل مرّة من ذَلِك. وَفِي إِجْمَاع الْجَمِيع على أَنه غير وَاجِب ذَلِك عَلَيْهِ، وَأَن الَّذِي يقطع مِنْهُ إِذا ظفر بِهِ، وَقد سرق مائَة مرّة أَو أقل أَو أَكثر فِي كل ذَلِك مَا يجب فِي مثله الْقطع عُضْو وَاحِد من الْأَعْضَاء الَّتِي أَمر الله - جلّ ثَنَاؤُهُ - بقطعها من السَّارِق الدَّلِيل الْوَاضِح على أَن ذَلِك قطع لجَمِيع المر الَّتِي سرق فِيهَا قبل ذَلِك. فَكَانَ بِكَوْنِهِ كَذَلِك زائلا عَنهُ غرم كل مَا اسْتهْلك مِمَّا كَانَ سرق قبل ذَلِك الْقطع، بِالْقطعِ الَّذِي قطعه؛ إِذْ كَانَ ذَلِك قطعا لجَمِيع المر الَّتِي تقدّمت قبل ذَلِك وَيُقَال لمن أنكر مَا قُلْنَا فِي ذَلِك فَزعم أَن السَّارِق إِذا قطعت يَده بعد سرق مَرَّات كَثِيرَة تقدّمت، فَإِنَّمَا هُوَ قطع للسرق رفع فِيهِ. فَإِن كَانَ مَا سرق فِي تِلْكَ الْمرة قَائِما فِي يَده مَوْجُودا، فَإِنَّهُ يُؤْخَذ مِنْهُ وتقطع يَده، وَيغرم كل مَا كَانَ اسْتهْلك من سَرقَة سَرَقهَا قبل ذَلِك مِمَّا لم يكن قطع فِيهِ.

وَإِن كَانَ مَا قطع فِيهِ من السّرقَة قد اسْتَهْلكهُ مَعَ سَائِر مَا سرق قبل ذَلِك؛ فَإِنَّهُ لَا يتبع بغرم مَا قطع فِيهِ، وَيغرم سَائِر مَا سرق قبل ذَلِك مِمَّا لم يقطع فِيهِ، وَإِن كَانَ قد اسْتَهْلكهُ. مَا الْبُرْهَان على صِحَة مَا قلت من أَن الْقطع الَّذِي قطعه السَّارِق الَّذِي وَصفنَا أمره قطع لما رفع فِيهِ إِلَى السُّلْطَان من الْمرة الْوَاحِدَة، دون أَن يكون قطعا لجَمِيع المر الَّتِي سرق قبل الْقطع؟ وَمَا قلت فِي شَارِب من الْمُسلمين وجد يشرب خمرًا، فَشهد عَلَيْهِ عَدْلَانِ من الْمُسلمين أَنهم رَأَوْهُ شرب عشرَة أقداح مِنْهَا فِي مجْلِس وَاحِد، وَاحِدًا بعد وَاحِد؟ أَو شَهدا عَلَيْهِ أَنَّهُمَا رأياه شرب قدحا وَاحِدًا فِي أنفاس متقطعة: عشرَة يتحساها فِي كل مرّة، ثمَّ يقطع، ثمَّ يعود، فتحساها حَتَّى فعل ذَلِك مَرَّات عشرا: أحد وَاحِد عَلَيْهِ أم عشرَة حُدُود؟ فَإِن قَالُوا: حد وَاحِد. قيل لَهُم: فأخبرونا عَن ذَلِك الْحَد الْوَاحِد: أحد لجَمِيع الشّرْب فِي الأنفاس والأقداح الْعشْرَة أم ذَلِك حد لأوّل جرعة تجرع مِنْهَا؟ فقد علمْتُم أَن الْحَد قد وَجب عَلَيْهِ بِأول جرعة مِنْهَا؛ فَإِن زَعَمُوا أَن ذَلِك حد لشربه مَا شرب من ذَلِك فِي أول نفس، وَأول قدح {قيل لَهُم: فَمَا شَأْن شربه فِي الأنفاس والأقداح الْأُخَر؟ أموضوع عَنهُ فِيهِ الْحَد، فَلَا حد عَلَيْهِ فِيهِ، أم عَلَيْهِ لكل جرعة تجرع من ذَلِك حد غير الْحَد فِي الجرعة الْأُخْرَى؟ فَإِن زعم أَن عَلَيْهِ لكل جرعة تجرع من ذَلِك حدا غير الْحَد فِي الجرعة الْأُخْرَى غَيرهَا} خرج من قَول جَمِيع الْأمة، وناقض فِي قَوْله فِي السَّارِق: أَن عَلَيْهِ إِذا رفع، وَقد سرق مَرَّات كَثِيرَة، فِي كل مرّة من ذَلِك مَا يجب فِي مثله الْقطع، قطع يَد وَاحِدَة! وَقيل: فَهَلا أوجبت - أَيْضا - على السَّارِق لكل مرّة سرق قبل الرّفْع إِلَى الإِمَام مَا يجب فِي مثله الْقطع، قطعا غير الْقطع الَّذِي أوجبته لغَيْرهَا؟

ثمَّ نعكس عَلَيْهِ القَوْل فِي ذَلِك، فَلَنْ يَقُول فِي أَحدهمَا قولا إِلَّا ألزم فِي الآخر مثله! وَإِن قَالَ: بل الْحَد عَنهُ لكل جرعة تجرعها، وَلكُل شربة شربهَا فِي الأنفاس والأقداح الْعشْرَة مَوْضُوع إِذا هُوَ حد فِي جرعة من ذَلِك، زعم أَلا حد على شَارِب جابية من خمر بعد تجرعه مِنْهَا جرعة وَاحِدَة فِي أول حَال شربه مِنْهَا تِلْكَ الجرعة، فَيُقَال لَهُ حِينَئِذٍ: فَمَا جعل الْحَد إِذا أقيم عَلَيْهِ بِأَن يكون حدا لأوّل جرعة من ذَلِك بِأولى من أَن يكون حدا للجرعة الْخَامِسَة أَو الْعَاشِرَة أَو لآخر شربة مِنْهَا. وَسُئِلَ الْفرق بَين ذَلِك؟ وَسُئِلَ - أَيْضا - كَذَلِك فِي السَّارِق الَّذِي رفع، وَقد سرق مَرَّات عشرا إِذا قطع فِي آخر ذَلِك، فَيُقَال لَهُ: مَا جعل ذَلِك الْقطع بِأَن يكون قطعا فِيمَا رفع فِيهِ من السرق بِأولى مِنْهُ بِأَن يكون قطعا فِيمَا سرق قبل ذَلِك. وَيُقَال لَهُ: أَرَأَيْت الْمَسْرُوق مِنْهُم - الْعشْرَة - لَو حَضَرُوا جَمِيعًا وَأقَام كل وَاحِد مِنْهُم الْبَيِّنَة العادلة على سَرقَة، مِنْهُ مَا يجب فِيهِ الْقطع، أَلَسْت تقطعه قطعا وَاحِدًا، وَتبين مِنْهُ عضوا وَاحِدًا؟ فَإِن قَالَ: نعم. قيل لَهُ: أفلبعضهم تقطعه أم لجميعهم؟ . فَإِن قَالَ: لبَعْضهِم. قيل لَهُ: لأيهم تقطعه؟ الأول من سرق مِنْهُ أَو لأوسطهم أَو لآخرهم؟ فَإِن قَالَ: لأولهم أَو لأوسطهم؟ قيل لَهُ: فَمَا جعله أَحَق بِأَن يقطع لَهُ من الآخرين غَيره، وَقد سرق من كل وَاحِد مِنْهُم مَا يجب فِي مثله الْقطع، وكل قد اسْتهْلك مَا سرق مِنْهُ؟ وكل يَقُول: أُرِيد الْغرم وَقِيمَة مَا سرق مني، وَلَا أُرِيد قطعه؟ مَا أَنْت صانع أتضمنه قيم جَمِيع مَا سرق مِنْهُم، وتدرأ عَنهُ الْقطع؟ أم تقطعه، وتضمنه قيمَة كل مَا سرق من كل وَاحِد مِنْهُم.

السارق إذا أقيم عليه الحد فلا غرم عليه كل سارق البيان البين أن ذلك حكم المحارب وغيره من السراق

فَإِن قَالَ: لَا أقطعه، وأضمنه قيمَة كل مَا سرق من كل إِنْسَان مِنْهُم؟ خرج من قَول جَمِيع الْأمة، وَخَالف نَص كتاب ربه فِي دراءة الْقطع عَن السَّارِق الَّذِي لَا خلاف بَين الْأمة فِي وجوب الْقطع عَلَيْهِ. وَإِن قَالَ: أقطعه، وأضمنه قيمَة كل مَا سرق لكل إِنْسَان مِنْهُم مِمَّا هُوَ مستهلك؟ نَاقض فِي ذَلِك من قَوْله؛ لِأَن من قَوْله: إِن السَّارِق إِذا قطع لم يلْزمه غرم مَا قد اسْتَهْلكهُ مِمَّا سرق، فَقطع فِيهِ. وَهُوَ لَا شكّ إِنَّمَا قطع فِي بعض السرقات الَّتِي رفع فِيهَا أَو فِي جَمِيعهَا، وَفِي غَيرهَا؟ وَأي ذَلِك كَانَ فِيهِ الْقطع، فقد وَجب على قَوْله سُقُوط غرم مَا قطع فِيهِ من ذَلِك، وَفِي تَضْمِينه قيمَة جَمِيعه الْبَيَان الْبَين أَنه قد نَاقض وَترك قَوْله بإلزامه غرم قيمَة مَا قد استهكله، مَعَ قطعه إِيَّاه فِيهِ. وَفِي خُرُوج قَوْله من الصِّحَّة بِمَا ذكرنَا الدَّلِيل الْوَاضِح على أَن قطعه لجَمِيع السرقات الَّتِي سرق قبل الْقطع، وَألا ضَمَان عَلَيْهِ لشَيْء اسْتَهْلكهُ من سرقاته الَّتِي سَرَقهَا قبل ذَلِك. وَكَذَلِكَ القَوْل فِي شرب الْخمر، وَسَائِر مَا يجب فِيهِ الْحَد الَّذِي هُوَ من حُدُود الله تَعَالَى ذكره الَّتِي لَا حق فِيهَا لآدَمِيّ. وَفِي هَذَا الْخَبَر - أَيْضا - الدّلَالَة الْبَيِّنَة على صِحَة قَول الْقَائِلين: إِن الْمُحَارب من أهل الْإِسْلَام إِذا أقيم عَلَيْهِ حد الله الَّذِي أوجب على الْأَئِمَّة إِقَامَته عَلَيْهِ فِي نَفسه، أَنه لَا يتبع بِشَيْء مِمَّا اسْتهْلك فِي حَال حرابته وتلصصه من مَال من قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق؛ فَأخذ مَاله، وَذَلِكَ أَن الْمُحَارب الَّذِي وَصفنَا أمره لص، كَمَا السَّارِق مَال غَيره مستخفيا بسرقته لص سَارِق. وَفِي عُمُوم قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " السَّارِق إِذا أقيم عَلَيْهِ الْحَد فَلَا غرم عَلَيْهِ "؛ كل سَارِق: الْبَيَان الْبَين أَن ذَلِك حكم الْمُحَارب، وَغَيره من السراق.

فَإِن قَالَ لنا قَائِل: فَإِن كَانَ الْأَمر فِي السَّارِق كَالَّذي وصفت من أَنه إِذا قطع فِيمَا سرق، لم يُكَلف غرم مَا اسْتهْلك من السّرقَة؟ فَمَا وَجه إلزامك الْغَاصِب امْرَأَة نَفسهَا حَتَّى يَزْنِي بهَا؛ مهر مثلهَا مَعَ الْحَد الَّذِي توجبه عَلَيْهِ فتجمع عَلَيْهِ - مَعَ الْحَد - الْغرم؟ قيل لَهُ: إِن الْجَانِي عَلَيْهِ لَهَا صدَاق مثلهَا مَعَ الْحَد الَّذِي ألزمهُ، غير مشبه الْجَانِي على السَّارِق مَعَ الْحَد غرم مَا اسْتهْلك من قيمَة السّرقَة لَو كنت بِهِ قَائِلا. وَذَلِكَ أَنِّي إِذا تركت تغريم السَّارِق قيمَة مَا اسْتَهْلكهُ بقطعي إِيَّاه فِي سَرقَة لم أوجب على الْمَسْرُوق بِهِ شَيْئا فِي حَال من الْأَحْوَال. وَأَنا إِذا تركت تغريم الزَّانِي للَّتِي زنى بهَا مهر مثلهَا، أَقمت عَلَيْهَا الْحَد فِي بعض الْأَحْوَال - بِإِجْمَاع الْأمة جَمِيعهَا - وَتلك حَال مطاوعتها إِيَّاه حَتَّى تكون زَانِيَة كَمَا هُوَ زَان. فَلَمَّا كَانَت الْمَرْأَة إِذا نكحت لَا تَخْلُو من إِحْدَى حالتين: من أَن تكون زَانِيَة عَلَيْهَا الْحَد، وَإِذا كَانَت كَذَلِك لم يكن لَهَا مهر مثلهَا فِي قَول الْجَمِيع. أَو غير زَانِيَة، لَا حد عَلَيْهَا، وَإِذا لم يكن عَلَيْهَا الْحَد، كَانَ لَهَا مهر مثلهَا، كالموطوءة بِالنِّكَاحِ الْفَاسِد، وعَلى وَجه الشُّبْهَة، ثمَّ كَانَت الْمَغْصُوبَة نَفسهَا مَوْطُوءَة لَا حد عَلَيْهَا، كَانَ لَهَا مهر مثلهَا، وَإِن حددت الزَّانِي بهَا فَلم يبطل حَقّهَا الَّذِي باستحقاقها إِيَّاه أدرأ عَنْهَا الْحَد بإقامتي الْحَد على واطئها فجورا. وَهُوَ بعد ذَلِك غير مستهلك لَهَا ملكا، فَيُقَال لنا إِذا فعلنَا ذَلِك: قد جمعت عَلَيْهِ مَعَ الْحَد فِي الْفِعْل الَّذِي فعله غرم قيمَة مَا اسْتهْلك على الْمَرْأَة بِفِعْلِهِ الَّذِي اسْتوْجبَ بِهِ الْحَد فَبين بذلك افْتِرَاق حكمهمَا، وَبعد اشْتِبَاه أَمرهمَا، وَأَنه غير جَائِز تَمْثِيل حكم أَحدهمَا بِحكم الآخر.

ذكر خبر آخر من أخبار عبد الرحمن بن عوف عن النبي

(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 164 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي فديك قَالَ: حَدثنِي ابْن أبي ذِئْب، عَن مُسلم بن جُنْدُب، عَن نَوْفَل بن إِيَاس الْهُذلِيّ، أَنه قَالَ: " كَانَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف لنا جَلِيسا، وَكَانَ نعم الجليس. وَإنَّهُ انْقَلب بِنَا ذَات يَوْم حَتَّى إِذا دَخَلنَا بَيته دخل بَيته، فاغتسل ثمَّ خرج، فَجَلَسَ مَعنا، وأتانا بِصَحِيفَة فِيهَا خبز وَلحم فَلَمَّا وضعت بَكَى عبد الرَّحْمَن فَقلت: يَا أَبَا مُحَمَّد {مَا يبكيك؟ فَقَالَ: هلك رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم يشْبع هُوَ وَأهل بَيته من خبز الشّعير، فَلَا أرانا أخرنا لهَذَا لما هُوَ خير لنا} ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَن نَوْفَل بن إِيَاس غير مَعْرُوف عِنْدهم فِي نقلة الْعلم والْآثَار { وَالثَّانيَِة: أَن ابْن أبي فديك عِنْدهم غير مرضِي فِي نَقله} وَالثَّالِثَة: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عِنْدهم مخرج عَن عبد الرَّحْمَن، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ {وَهَذَا خبر قد مضى قبل فِي كتَابنَا هَذَا نَظَائِره، وَبَيَان مَا فِي ذَلِك كُله من الْفِقْه والمعاني، فكرهنا إِعَادَته} (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 165 - حَدثنِي مُحَمَّد بن خَالِد بن خلي الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا بشر بن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة، عَن أَبِيه، عَن الزُّهْرِيّ، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، أَنا أَبَا رداد اللَّيْثِيّ، أخبرهُ عَن عبد الرَّحْمَن بن

يقول قال الله تبارك وتعالى أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته

عَوْف، أَنه سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: أَنا الرَّحْمَن، وَأَنا خلقت الرَّحِم، واشتققت لَهَا من اسْمِي، فَمن وَصلهَا وصلته، وَمن قطعهَا بتته ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج يَصح عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَنه خبر قد حدث بِهِ - عَن الزُّهْرِيّ -، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن - جمَاعَة، فَلم يدخلُوا بَينه وَبَين أَبِيه - أَبَا الرداد، وَجعلُوا الْخَبَر مُرْسلا عَنهُ، عَن أَبِيه! وَالثَّالِثَة: أَنهم قَالُوا: لَا يعرف أَبُو الرداد فِي حَملَة الْعلم، وَلَا تثبت بِمَجْهُول حجَّة. وَالرَّابِعَة: أَنه خبر قد حدث - عَن أبي سَلمَة - غير الزُّهْرِيّ، فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَذَلِكَ دَلِيل - عِنْدهم - على وهائه.

ذكر من روى هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة فأرسله عنه عن أبيه ولم يجعل بينه وبين أبيه أبا الرداد

(" ذكر من روى هَذَا الحَدِيث عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، فَأرْسلهُ عَنهُ، عَن أَبِيه، وَلم يَجْعَل بَينه وَبَين أَبِيه أَبَا الرداد ") 166 - حَدثنَا عَمْرو بن عبد الحميد الإملي قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، أَن أَبَا رداد اشْتَكَى، فعاده عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، فَقَالَ: خَيرهمْ وأوصلهم - مَا علمت - أَبُو مُحَمَّد. فَقَالَ عبد الرَّحْمَن: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: أَنا الله، وَأَنا الرَّحْمَن، خلقت الرَّحِم، وشققت لَهَا من اسْمِي، فَمن وَصلهَا وصلته، وَمن قطعهَا قطعته ". 167 - وحَدثني جَابر بن الْكرْدِي الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سُفْيَان الْحميدِي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان بن حُسَيْن، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَن أَبَاهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَاد أَبَا الرداد اللَّيْثِيّ، فَقَالَ أَبُو الرداد: خَيرهمْ، مَا علمت أَبُو مُحَمَّد! فَقَالَ عبد الرَّحْمَن: أما إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " قَالَ الله عز وَجل: إِنِّي أَنا الله الَّذِي خلقت الرَّحِم، وشققت لَهَا شُعْبَة أَو شقة - قَالَ أَبُو جَعْفَر: أَنا أَشك - من اسْمِي، وَأَنا الرَّحْمَن، وَهِي

ذكر من روى هذا الخبر عن أبي سلمة فقال فيه عنه عن أبي هريرة عن النبي

الرَّحِم، فَمن وَصلهَا وصلته، وَمن قطعهَا بتته ". (" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن أبي سَلمَة فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 168 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: أَنا الرَّحْمَن، وَهِي الرَّحِم، شققت لَهَا من اسْمِي، فَمن يصلها أَصله، وَمن يقطعهَا أقطعه فأبته ".

يقول قال الله تبارك وتعالى إني أنا الرحمن وهي الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه ومن يبتتها أبتته

فَإِن قَالَ قَائِل: فَهَل حدث هَذَا الحَدِيث عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، غير أبي الرداد؟ قيل: قد رَوَاهُ عَنهُ بعض من لم يسم لنا اسْمه على اضْطِرَاب من نقلته فِي سَنَده! وَذَلِكَ: 169 - مَا حَدثنِي مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا سعد بن حَفْص الطلحي، قَالَ: حَدثنَا شَيبَان، عَن يحيى، عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن قارظ، أَن رجلا أخبرهُ، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَنه سمع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: إِنِّي أَنا الرَّحْمَن، وَهِي الرَّحِم، وشققت لَهَا من اسْمِي، فَمن يصلها أَصله، وَمن يقطعهَا أقطعه، وَمن يبتتها أبتته ". 170 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا بشر بن بكر، عَن الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي يحيى بن أبي كثير، عَن عبد الله بن مُحَمَّد، قَالَ: أقبل قريب لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف يعودهُ، فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن: وصلتك رحم؛ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

يقول قال الله تبارك وتعالى أنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي

يَقُول: " قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: أَنا الرَّحْمَن خلقت الرَّحِم، واشتققت لَهَا من اسْمِي، فَمن يصلها أَصله، وَمن يقطعهَا أقطعه ". 171 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد الغدري، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن أبي كثير، عَن عبد الله بن مُحَمَّد، قَالَ: دخل قريب لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف يعودهُ، فَقَالَ: وصلتك رحم، إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: أَنا الرَّحْمَن، خلقت الرَّحِم، واشتققت لَهَا من اسْمِي، فَمن يصلها أَصله، وَمن يقطعهَا أقطعه ". وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِغَيْر هَذِه الْأَلْفَاظ غير أَن فِي إِسْنَاده بعض من لَا يعْتَمد على رِوَايَته! (ذكر ذَلِك) 172 - حَدثنِي مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا كثير بن عبد الله الْيَشْكُرِي، قَالَ: حَدثنِي الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْقرشِي، عَن أَبِيه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ثَلَاثَة تَحت الْعَرْش يَوْم الْقِيَامَة:

الْقُرْآن يحاج الْعباد، لَهُ ظهر وبطن، وَالْأَمَانَة، وَالرحم تنادي: أَلا من وصلني وَصله الله، وَمن قطعني قطعه الله ".

جماعة من أصحابه نذكر ما حضرنا من ذلك ذكره مما صح عندنا سنده

وَقد وَافق عبد الرَّحْمَن فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه، نذْكر مَا حَضَرنَا من ذَلِك ذكره، مِمَّا صَحَّ عندنَا سَنَده. (" ذكر ذَلِك ") 173 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة، عَن ابْن إِسْحَاق، عَن عَطاء بن السَّائِب، عَن أبي عبد الرَّحْمَن، عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الرَّحِم شجنة آخذة بحجزة الرَّحْمَن يَوْم الْقِيَامَة: لَهَا لِسَان ذلق تَقول: يَا رب! صل من وصلني، واقطع من قطعني ".

أنه كان يقول إن هذه الرحم شجنة من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة

174 - حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: أخبرنَا أَبُو الْيَمَان، قَالَ: أخبرنَا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة، قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن أبي حُسَيْن، قَالَ: حَدثنَا نَوْفَل بن مساحق، عَن سعيد بن زيد، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ يَقُول: " إِن هَذِه الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن، فَمن قطعهَا حرم الله عَلَيْهِ الْجنَّة ". 175 - حَدثنِي إِسْحَاق بن سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا زَكَرِيَّا بن عدي، قَالَ: حَدثنَا حَاتِم، عَن مُعَاوِيَة بن أبي مزرد، عَن يزِيد بن رُومَان، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن، فَمن وَصلهَا وَصله، وَمن قطعهَا قطعه ".

الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله

176 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدثنَا عبد الْغفار، عَن لَيْث، عَن ابْن الْهَاد، عَن مُعَاوِيَة، عَن يزِيد بن رُومَان، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. 177 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مُعَاوِيَة بن أبي مزرد، عَن يزِيد بن رُومَان، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الرَّحِم معلقَة بالعرش تَقول: من وصلني وَصله الله، وَمن قطعني قطعه الله ". 178 - وحَدثني يُونُس؛ قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن مُعَاوِيَة بن أبي مزرد، عَن يزِيد بن رُومَان، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الرَّحِم شجنة من الله، من وَصلهَا وَصله الله، وَمن قطعهَا قطعه ". 179 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر وَسليمَان بن بِلَال قَالَا: حَدثنَا مُعَاوِيَة بن

أنه قال خلق الله الخلق فلما فرغ منهم تعلقت الرحم بحقوي الرحمن فقال مه فقالت هذا مقام عائذ بك من القطعية قال فما ترضين أن أقطع من قطعك وأصل من وصلك قالت بلى قال فذلك لك قال سليمان في حديثه قال أبو هريرة

أبي المزرد الْمَدِينِيّ، عَن سعيد بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " خلق الله الْخلق، فَلَمَّا فرغ مِنْهُم، تعلّقت الرَّحِم بحقوي الرَّحْمَن، فَقَالَ: مَه؟ فَقَالَت: هَذَا مقَام عَائِذ بك من القطعية {قَالَ: فَمَا ترْضينَ أَن أقطع من قَطعك، وأصل من وصلك؟ قَالَت: بلَى} قَالَ: فَذَلِك لَك ". قَالَ سُلَيْمَان فِي حَدِيثه: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: اقرأوا إِن شِئْتُم: {فَهَل عسيتم إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض، وتقطعوا أَرْحَامكُم} . 180 - حَدثنِي أَبُو عَاصِم الْأنْصَارِيّ: عمرَان بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا عبد الْكَبِير بن عبد الْمجِيد، قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة بن أبي مزرد الْمدنِي، قَالَ: حَدثنِي عمي سعيد أَبُو الْحباب، قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يخبر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الله - جلّ وَعز - خلق الْخلق حَتَّى فرغ من خلقه، فَقَامَتْ الرَّحِم، فَأخذت بحقوي الرَّحْمَن، فَقَالَ: مَه؟ قَالَت: هَذَا مقَام العائذ من القطيعة؟ قَالَ: نعم.

إن الله حين خلق الخلق قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطعية فقال تبارك وتعالى ترضين أن أقطع من قطعك وأصل من وصلك قالت نعم واقرؤا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم

أما ترْضينَ أَن أصل من وصلك، وأقطع من قَطعك ". اقرأوا إِن شِئْتُم: {فَهَل عسيتم إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض} إِلَى أقفالها. 181 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن مُعَاوِيَة بن أبي مزرد، عَن رجل لم يسمه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الله حِين خلق الْخلق، قَامَت الرَّحِم فَقَالَت: هَذَا مقَام العائذ بك من القطعية فَقَالَ تبَارك وَتَعَالَى: " ترْضينَ أَن أقطع من قَطعك، وأصل من وصلك؟ قَالَت: نعم ". واقرؤا إِن شِئْتُم: {فَهَل عسيتم إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض وتقطعوا أَرْحَامكُم} . 182 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أخبرنَا سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن مُعَاوِيَة بن أبي مزرد، عَن أبي الْحباب سعيد بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " خلق الله الْخلق، فَلَمَّا فرغ مِنْهُ، قَامَت الرَّحِم، فَقَالَ الله: مَه؟ فَقَالَت: هَذَا مقَام العائذ من القطعية؟ فَقَالَ: نعم. أَلا ترْضينَ أَن أصل من وصلك، وأقطع من قَطعك؟ قَالَت: بلَى! قَالَ: فَذَلِك لَك ". ثمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فاقرؤوا إِن شِئْتُم: {فَهَل عسيتم إِن توليتم

يقول الرحم شجنة آخذة بحقو الرحمن يوم القيامة تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني

أَن تفسدوا فِي الأَرْض وتقطعوا أَرْحَامكُم} . 183 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن بكير، قَالَ: حَدثنِي ابْن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر، عَن يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، عَن ابْن حزم، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " الرَّحِم شجنة آخذة بحقو الرَّحْمَن يَوْم الْقِيَامَة، تَقول: اللَّهُمَّ {صل من وصلني، واقطع من قطعني ". 184 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار، قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ، يحدث عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الرَّحِم شجنة من الله، تَقول: رب} إِنِّي قطعت {إِنِّي أُسِيء إِلَيّ} فَيَقُول: أما ترْضينَ أَن أصل من وصلك، وأقطع من قَطعك؟ ".

فذكر نحوه

185 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار، قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بن كَعْب، قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكر نَحوه. 186 - حَدثنِي مُوسَى بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا آدم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن بشير بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن تعلّقت بحقوي الرَّحْمَن، تَقول: اللَّهُمَّ! صل من وصلني، واقطع من قطعني ". 187 - وحَدثني أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد النُّور، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، قَالَ: حَدثنَا ابْن جريج، قَالَ: أَخْبرنِي زِيَاد بن سعد، عَن صَالح مولى التَّوْأَمَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصلته ومن قطعها بتته

: " الرَّحِم شجنة آخذة بحجزة الرَّحْمَن، يصل من وَصلهَا، وَيقطع من قطعهَا ". 188 - حَدثنِي سُلَيْمَان بن ثَابت الجزار الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا سُفْيَان، عَن عَمْرو، عَن أبي قَابُوس، عَن عبد الله بن عَمْرو - يبلغ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الراحمون يرحمهم الرَّحْمَن، ارحموا أهل الأَرْض، يَرْحَمكُمْ أهل السَّمَاء، الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن من وَصلهَا وصلته، وَمن قطعهَا بتته ".

قال الرحم شجنة من الرحمن

189 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ سَمِعت سُفْيَان بن عُيَيْنَة يحدث عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي قَابُوس، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ. 190 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي قَابُوس، عَن عبد الله بن عَمْرو - يرفعهُ - قَالَ: " إِن الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن، فَمن وَصلهَا وَصله الله، وَمن قطعهَا قطعه الله ". 191 - حَدثنِي أَحْمد بن عبد الصَّمد الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عَمْرو، عَن أبي قَابُوس، عَن عبد الله بن عَمْرو - يبلغ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن ". 192 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا فطر، عَن مُجَاهِد، عَن عبد الله بن عَمْرو، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الرَّحِم معلقَة بالعرش، وَلَيْسَ الْوَاصِل بالمكافئ، وَلَكِن الْوَاصِل الَّذِي إِذا قطعت رَحمَه وَصلهَا ".

الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها

193 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع ويعلى، عَن فطر، عَن مُجَاهِد، عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الرَّحِم معلقَة بالعرش، وَلَيْسَ الْوَاصِل بالمكافئ، وَلَكِن الْوَاصِل الَّذِي إِذا قطعت رَحمَه وَصلهَا ". 194 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن، عَن زَائِدَة، عَن فطر، عَن مُجَاهِد، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ فِي حَدِيثه: عَن حُسَيْن: " وَلَكِن الْوَاصِل الَّذِي إِذا انْقَطَعت رَحمَه وَصلهَا ". 195 - حَدثنَا ابْن بشار وَابْن سِنَان الْقَزاز - وَاللَّفْظ لِابْنِ بشار - قَالَا: حَدثنَا الْحجَّاج بن الْمنْهَال، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن قَتَادَة، عَن أبي ثُمَامَة الثَّقَفِيّ، عَن عبد الله بن عَمْرو، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

قَالَ - قَالَ ابْن بشار فِي حَدِيثه " تَجِيء الرَّحِم ". وَقَالَ ابْن سِنَان فِي حَدِيثه " تُوضَع الرَّحِم " يَوْم الْقِيَامَة لَهَا حجنة كحجنة المغزل، فَتكلم بألسنة طلق ذلق، فتصل من وَصلهَا، وتقطع من قطعهَا ". 196 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنِي مهنا أَبُو شبْل، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن قَتَادَة، عَن أبي ثُمَامَة الثَّقَفِيّ، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثلِهِ.

إن الرحم معلقة بالعرش لها لسان ذلق تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني

197 - وحَدثني ابْن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك، قَالَ: حَدثنَا فائد أَبُو الورقاء، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الرَّحِم معلقَة بالعرش، لَهَا لِسَان ذلق، تَقول: اللَّهُمَّ! صل من وصلني، واقطع من قطعني ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَن مَعَاني هَذِه الْأَخْبَار ") إِن قَالَ لنا قَائِل: مَا معنى هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي رويتها عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ وَكَيف يصل العَبْد ربه إِذا هُوَ وصل رَحمَه؟ أم كَيفَ يقطعهُ إِذا هُوَ قطعهَا؟ وَكَيف يكون العَبْد قَاطعا رَحمَه؟ وَكَيف يكون لَهَا واصلا؟ . قيل: أما وصل الله - تَعَالَى ذكره - عَبده؛ فَإِنَّهُ يعطفه عَلَيْهِ بفضله: إِمَّا فِي عَاجل دُنْيَاهُ وآجل آخرته - إِن كَانَ من أهل الْإِيمَان بِهِ وَالطَّاعَة لَهُ -

فيما مضى من كتابنا هذا أنه قال من سره أن ينسأ في أجله ويوسع عليه في رزقه فليصل رحمه وأنه قال إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة للمال منسأة في الأثر وإن كان من أهل الكفر به والمعصية له ففي عاجل دنياه

وَإِمَّا فِي آجل آخرته دون عَاجل دُنْيَاهُ، كَالَّذي روينَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيمَا مضى من كتَابنَا هَذَا، أَنه قَالَ: " من سره أَن ينسأ فِي أَجله، ويوسع عَلَيْهِ فِي رزقه، فَليصل رَحمَه " وَأَنه قَالَ: " إِن صلَة الرَّحِم محبَّة فِي الْأَهْل، مثراة لِلْمَالِ، منسأة فِي الْأَثر ". وَإِن كَانَ من أهل الْكفْر بِهِ، وَالْمَعْصِيَة لَهُ، فَفِي عَاجل دُنْيَاهُ؛

فيما مضى من كتابنا هذا أنه قال إن الله تبارك وتعالى ليعمر بالقوم الديار ويكثر لهم في الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم قيل وكيف ذاك يا رسول الله قال بصلتهم أرحامهم وأنه

كَالَّذي روينَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيمَا مضى من كتَابنَا هَذَا أَنه قَالَ: " إِن الله تبَارك وَتَعَالَى ليعمر بالقوم الديار، وَيكثر لَهُم فِي الْأَمْوَال، وَمَا نظر إِلَيْهِم مُنْذُ خلقهمْ بغضا لَهُم. قيل: وَكَيف ذَاك يَا رَسُول الله؟ ! قَالَ: بصلتهم أرحامهم ". وَأَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن أعجل الطَّاعَة ثَوابًا صلَة الرَّحِم، حَتَّى إِن أهل الْبَيْت ليكونون فجارا: تنمى أَمْوَالهم، وَيكثر عَددهمْ إِذا وصلوا الرَّحِم ".

فَإِن قَالَ: وَمَا هَذَا الَّذِي وصفت من معنى الْوَصْل، وَقد علمت أَن الْوَصْل فِي كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا هُوَ وصل شَيْء بِشَيْء، كالحبل يُوصل بآخر، وَنَحْو ذَلِك. والإيصال من الله - عز ذكره - على عَبده بِمَا ذكرت - بعيد الشّبَه من وصل الْحَبل بالحبل، وَالسَّبَب بِالسَّبَبِ؟ قيل: إِن الْعَرَب لَا تمْتَنع أَن تَقول: إِذا تفضل رجل على آخر بِمَال، فَأعْطَاهُ أَو وهب لَهُ هبة: وصل فلَان فلَانا بِكَذَا - يَعْنِي بذلك: وهبه لَهُ وَأَعْطَاهُ. وَتسَمى تِلْكَ الْعَطِيَّة صلَة. فَتَقول: وصلت إِلَى فلَان صلَة فلَان. وَكَذَلِكَ معنى قَول الله تَعَالَى ذكره فِي الرَّحِم: " من وَصلهَا وصلته " إِنَّمَا مَعْنَاهُ وصلتها بفضلي ونعمي تعطفا مني بذلك عَلَيْهِ. وَأما صلَة العَبْد رَحمَه، فشبيهة الْمَعْنى بِمَا ذكرت: من تعطفه على ذَوي أرحامه من قبل أَبِيه أَو أمه بنوافل فَضله. وَمِمَّا يبين صِحَة مَا قُلْنَا فِي ذَلِك مَا: 198 - حَدثنِي بِهِ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن يُونُس، عَن الْحسن، قَالَ: قَالَ عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ: " لَوْلَا أَن أصل رحما مَا ابْتَغَيْت درهما بدرهم {قَالَ: فولي بني أَخ لَهُ أيتاما أَرْبَعَة، حَتَّى إِذا أدركوا، ثمَّ أجَاز كل رجل مِنْهُم بِأَرْبَعِينَ ألفا ". فقد بَين عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ بقوله: " لَوْلَا أَن أصل رحما مَا ابْتَغَيْت درهما بدرهم ": أَن ابتغاءه مَا يَبْتَغِي من المَال، إِنَّمَا هُوَ ليتعطف بِهِ على ذَوي أرحامه صلَة مِنْهُ بذلك رَحمَه الَّتِي بَينه وَبينهمْ. فَإِن قَالَ: أفما يكون الْمَرْء واصلا رَحمَه إِلَّا بتعطفه عَلَيْهِم بِفُضُول أَمْوَاله أَو إِن كَانَ الْأَمر كَذَلِك، فَكل من لم يتعطف على ذَوي أرحامه بِفُضُول أَمْوَاله، فَهُوَ لرحمه قَاطع}

بلوا أرحامكم ولو بالسلام

قيل: لَيْسَ الْأَمر فِي ذَلِك كَالَّذي ذهبت إِلَيْهِ { وَلَكِن الْبر بالأرحام مَرَاتِب} وَفِي منَازِل، كَمَا منَازِل الْفضل مَرَاتِب! وَلَيْسَ كل من لم يبلغ أَعلَى تِلْكَ الْمَرَاتِب يسْتَحق اسْم قَاطع. كَمَا لَيْسَ كل من لم يبلغ أَعلَى منَازِل الْفضل يسْتَحق اسْم الذَّم. فواصل رَحمَه بتعطفه على أَهلهَا بِفُضُول مَاله، وتعاهده إيَّاهُم بنصرته، ومعونته مُسْتَحقّ اسْم وَاصل. وواصلها بتعطفه عَلَيْهِم بِفُضُول مَاله، دون تعاهده إيَّاهُم بالنصرة، والمعونة بِالنَّفسِ إِذا لم يكن لَهُم مُهَاجرا، وَلَا قاليا: مُسْتَحقّ اسْم وَاصل. وواصلها بتعطفه عَلَيْهِم، وبمعونته إيَّاهُم بِنَفسِهِ، ونصرته إيَّاهُم دون التعطف عَلَيْهِم بِفُضُول مَاله مُسْتَحقّ اسْم وَاصل. وَقد بَين ذَلِك: الْخَبَر الْوَارِد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الَّذِي: 199 - حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا هَيْثَم بن خَارِجَة، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، عَن مجمع بن جَارِيَة، عَن عَمه، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " بلوا أَرْحَامكُم وَلَو بِالسَّلَامِ ".

بلوا أرحامكم ولو بالسلام فأعلم

200 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، قَالَ: حَدثنَا سفين، عَن مجمع، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " بلوا أَرْحَامكُم وَلَو بِالسَّلَامِ ". فَأعْلم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن المتعاهد لأهل رَحمَه بِالسَّلَامِ خَارج من معنى قاطعيها، وداخل فِي معنى واصلها. فواصلها إِنَّمَا هُوَ أَعلَى من ذَلِك، وَأكْثر، وَأولى، وأحق بِأَن يكون خَارِجا من مَعَاني القطيعة. فَإِن قَالَ لنا قَائِل: مَتى يسْتَحق الْمَرْء اسْم قَاطع، إِذْ كَانَ المتعاهد

لا يدخل الجنة قاطع

لأهل رَحمَه بِأَدْنَى الْبر بهم: كالسلام وَنَحْوه غير مُسْتَحقّ اسْم قَاطع، مَعَ مَنعه إيَّاهُم فضول مَاله، ونوافل فَضله، ومعروفه، وَتَركه معونتهم عِنْد نَوَائِب تنوبهم: بِنَفسِهِ وَمَاله، وَذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف عِنْد النَّاس من الْقطع؟ قيل: إِن ذَلِك، وَإِن كَانَ غير حميد من الْأَفْعَال، وَلَا رشيد من الْأَخْلَاق، فَغير الْقطع الَّذِي توعد الله عَلَيْهِ الْعقَاب صَاحبه بقوله: {فَهَل عسيتم إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض، وتقطعوا أَرْحَامكُم} . ووردت الْأَخْبَار فِيهِ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الَّتِي: 201 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي مخلد الوَاسِطِيّ، وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى، وَسَهل بن مُوسَى الرَّازِيّ، قَالُوا جَمِيعًا: أخبرنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن مُحَمَّد بن جُبَير، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ". 202 - وَحدثنَا حميد بن مسْعدَة، وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى قَالَا: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم، عَن أَبِيه، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ".

يقول لا يدخل الجنة قاطع

203 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي أَبُو الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: أَخْبرنِي سُفْيَان بن حُسَيْن وَمُحَمّد قَالَ ابْن الْمثنى: قلت لأبي الْوَلِيد: من مُحَمَّد؟ قَالَ: أرَاهُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق - قَالَا: سمعنَا الزُّهْرِيّ، يحدث عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم، عَن أَبِيه سمع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ". 204 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن بكير، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا الزُّهْرِيّ، عَن مُحَمَّد بن جُبَير، عَن أَبِيه جُبَير بن مطعم، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع " 205 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبان، عَن أبي أويس عبد الله بن أويس، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن مُسلم، أَن مُحَمَّد بن جُبَير أخبرهُ، أَن أَبَاهُ سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ". 206 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

يقول لا يدخل الجنة قاطع قال يريد الرحم

قَالَ: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ". 207 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس بن يزِيد، عَن ابْن شهَاب، قَالَ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم، عَن أَبِيه، أَنه سمع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ". قَالَ: يُرِيد: الرَّحِم. 208 - حَدثنَا الرِّفَاعِي أَبُو هِشَام، قَالَ: حَدثنَا ابْن يمَان، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن ابْن جُبَير قَالَ: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ". 209 - وحَدثني مُحَمَّد بن الْحَارِث الْقَنْطَرِي، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن أبي بكير، قَالَ: حَدثنَا منْدَل بن عَليّ الْعَنزي، قَالَ: حَدثنِي الْأَعْمَش، عَن سعد الطَّائِي، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع ". وَقَالَ فِيهِ الْعلمَاء القَوْل الَّذِي:

وإن كان في إسناده نظر

210 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن نشيط، عَن عبد الرَّحْمَن بن حجيرة الْخَولَانِيّ أَنه قَالَ: " من قَامَ ليله، وَصَامَ نَهَاره، وَقطع رَحمَه، سيق إِلَى جَهَنَّم على وَجهه ". 211 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي سعيد بن أبي أَيُّوب، عَن عبد الله بن الْوَلِيد، عَن ابْن حجيرة الْأَكْبَر " أَن رجلا أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي نذرت أَلا أكلم أخي. فَقَالَ: إِن الشَّيْطَان ولد لَهُ ولد فَسَماهُ نذرا، وَإنَّهُ من قطع مَا أَمر الله بِهِ أَن يُوصل حلت عَلَيْهِ اللَّعْنَة ". وَالْحَال الَّتِي يسْتَحق فِيهَا الْمَرْء اسْم قَاطع رَحمَه - عندنَا - هِيَ الْحَال الَّتِي يقطع فِيهَا أَهلهَا بِالْهِجْرَةِ مِنْهُ لَهُم، والمعاداة مَعَ مَنعه إيَّاهُم معروفه ومعونته. وَهِي الْحَال الَّتِي سَمَّاهُ فِيهَا السّلف - قبلنَا - قَاطعا. وَلذَلِك ورد الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَإِن كَانَ فِي إِسْنَاده نظر -. (" ذكر ذَلِك ") 212 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى، قَالَ: أخبرنَا سُلَيْمَان بن زيد أَبُو إدام الْمحَاربي، عَن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جَالِسا عَشِيَّة عَرَفَة فِي حَلقَة، فَقَالَ: " لَا يحل لمن أَمْسَى قَاطع رحم إِلَّا قَامَ عَنَّا ".

ما لك لم يقم أحد غيرك قال كانت لي خالة مصارمتي فلما سمعت الذي قلت أتيتها فقالت ما الذي جاء بك ما هذا عن أمرك فأخبرتها الذي قلت فاستغفرت لي واستغفرت لها قال أحسنت إجلس ألا إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع

فَلم يقم أحد إِلَّا رجل من أقْصَى الْحلقَة، فَمَكثَ غير بعيد، ثمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا لَك لم يقم أحد غَيْرك؟ " قَالَ: كَانَت لي خَالَة مصارمتي {فَلَمَّا سَمِعت الَّذِي قلت أتيتها. فَقَالَت: مَا الَّذِي جَاءَ بك؟ مَا هَذَا عَن أَمرك؟ فَأَخْبَرتهَا الَّذِي قلت. فاستغفرت لي، واستغفرت لَهَا. قَالَ: " أَحْسَنت، إجلس. أَلا إِن الرَّحْمَة لَا تنزل على قوم فيهم قَاطع رحم، أَلا إِن الرَّحْمَة لَا تنزل على قوم فيهم قَاطع رحم "} (" ذكر الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَن السّلف بِمَا قُلْنَا فِي ذَلِك ") 213 - حَدثنِي سلم بن جُنَادَة السوَائِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن ضرار، عَن محَارب، عَن كَعْب قَالَ: " بَيْنَمَا هُوَ جَالس إِذْ قَالَ: لَا يجالسنا قَاطع رحم ". فَانْطَلق شَاب إِلَى عمته، فكلمها، وأخبرها بِمَا سمع من كَعْب. فَقَالَت: ارْجع إِلَيْهِ، فسله عَن ذَلِك؟ فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: قلت قبل وَأَنا لست أكلم عَمَّتي، فأتيتها، فكلمتها، وأخبرتها بِمَا سَمِعت مِنْك فَقَالَت: ارْجع فسله عَن ذَلِك؟ فَقَالَ: عَمَّتك أفقه مِنْك. فَقَالَ: إِن الرَّحِم شجنة فِي منْكب الله، فَمن قطعهَا قطعه الله، وَمن وَصلهَا وَصله الله ".

214 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، وَعبد الْوَهَّاب، عَن عَوْف، عَن أبي الْمنْهَال، عَن حبيب بن أبي فضَالة، قَالَ: حَدثنِي رجل من أهل الْكُوفَة، " أَن كَعْبًا كَانَ يحدث كل عَشِيَّة خَمِيس لَيْلَة جُمُعَة مَعْلُوم ذَلِك لَهُ فَكَانَ يجْتَمع إِلَيْهِ نفر، وَإنَّهُ أَتَاهُم ذَات عَشِيَّة من تِلْكَ العشيات، فَقَامَ عَلَيْهِم، فَقَالَ: أحرج على كل رجل مِنْكُم قَاطع للرحم، أَن يجالسنا. وَفِي الْقَوْم رجل شَاب مصارم لعمة لَهُ. قَالَ: فَقَامَ الرجل، فَانْطَلق فَدخل على عمته، فَلَمَّا رَأَتْهُ مُقبلا، قَالَت: مَهيم؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنِّي سَمِعت كَعْبًا قَالَ لنا: كَذَا وَكَذَا. قَالَت: فَمَا مَنعك أَن تستفهم الرجل؟ فَرجع بعد ذَلِك إِلَى كَعْب فَقَالَ: إِنَّك حرجت علينا أَن يجالسك قَاطع رحم، وَأَنه كَانَ بيني وَبَين عَمَّتي صرم، وَإِنِّي أتيتها فحدثتها الحَدِيث، فَقَالَت عَمَّتي: مَا مَنعك أَن تستفهم الرجل؟ فَقَالَ كَعْب: عَمَّتك أفقه مِنْك! إِن أَعمال بني آدم تعرض كل جُمُعَة مرَّتَيْنِ يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس، فَمَا رفع مِنْهَا على يَقِين وصلَة رحم تقبل، وَمَا رفع مِنْهَا على بغي وَقَطِيعَة رحم أرجئ، وَمَا رفع مِنْهَا على سوى ذَلِك بار ".

تعرض الأعمال عشية الخميس ليلة الجمعة فيغفر لكل أحد إلا لقاطع رحم

215 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا زيد العكلي، عَن خزرج بن عُثْمَان، قَالَ: سَمِعت أَبَا أَيُّوب قَالَ: " كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يجلس عَشِيَّة الْخَمِيس، قبل الْجُمُعَة، فَيَقُول: أحرج على كل قَاطع رحم أَن يقْعد إِلَيْنَا! حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَامَ شَاب قد صرم عمَّة لَهُ، فكلمها، فَقَالَت: مَا جَاءَ بك؟ فَأَخْبرهَا بقول أبي هُرَيْرَة، فَقَالَت: قل لَهُ، وَلم قلت ذَلِك؟ فَقَالَ لَهُ. فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تعرض الْأَعْمَال عَشِيَّة الْخَمِيس، لَيْلَة الْجُمُعَة، فَيغْفر لكل أحد إِلَّا لقاطع رحم ".

وذلك هو الذي تصرم ذوي رحمه على وجه العداوة لهم كما ذكر عن الفتى الذي وصف خبره في الأخبار التي رويناها من مصارمته عمته أو خالته فكان خروجه من قطعه رحمها عنده وعند من ذكرنا مراجعته وصالتها بالكلام دون بذل فضل ماله لها ونصرته

فقد بيّنت هَذِه الْأَخْبَار صِحَة مَا قُلْنَا فِي معنى قطع الرَّحِم الَّذِي لصَاحبه الْوَعيد من الله - تَعَالَى ذكره - على لِسَان رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي تصرم ذَوي رَحمَه على وَجه الْعَدَاوَة لَهُم، كَمَا ذكر عَن الْفَتى الَّذِي وصف خَبره فِي الْأَخْبَار الَّتِي رويناها من مصارمته عمته أَو خَالَته، فَكَانَ خُرُوجه من قطعه رَحمهَا عِنْده، وَعند من ذكرنَا مُرَاجعَته وصالتها بالْكلَام دون بذل فضل مَاله لَهَا، ونصرته، ومعونته لَهَا. فَكَذَلِك القَوْل - عندنَا - فِيمَن تعاهد ذَوي رَحمَه بِالسَّلَامِ وَالْكَلَام، وَإِن لم يصرف إِلَيْهِم فضول مَاله، ونوافل فَضله، فَهُوَ خَارج من معنى الْقَاطِع رَحمَه، الَّذِي يسْتَحق الْعقُوبَة من الله على قطعه إِيَّاهَا. (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخبرا عَن ربه - تبَارك وَتَعَالَى - أَنه قَالَ فِي الرَّحِم: " فَمن وَصلهَا وصلته، وَمن قطعهَا بتته ". يَعْنِي: تَعَالَى ذكره: بقوله: بتته: قطعته قطعا بَينا. والبت: أَشد الْقطع. يُقَال مِنْهُ: بت فلَان الْحَبل، فَهُوَ يبته بتا، وَهُوَ حَبل مبتوت - يَعْنِي بِهِ - مَقْطُوع. وَمِنْه قَول كَعْب بن زُهَيْر. (ديار الَّتِي بتت حبالي وصرمت ... وَكنت إِذا مَا الْحَبل من خلة صرم) يَعْنِي بقوله: بتت حبالي: قطعتها قطعا شَدِيدا. وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْقُرْآن: " إِنَّه يحاج الْعباد يَوْم الْقِيَامَة، لَهُ ظهر وبطن ": فَإِنَّهُ يخْتَلف فِي مَعْنَاهُ، وَقد بيّنت

ذَلِك فِي كتَابنَا الْمُسَمّى: " جَامع الْبَيَان عَن تَأْوِيل آي الْفرْقَان ". غير أَنا نذْكر فِي هَذَا الْموضع بعض ذَلِك: فَقَالَ بَعضهم: ذَلِك كَمَا تَقول الْعَرَب: قلبت الْأَمر ظهرا لبطن: إِذا تدبره، وفكر فِيهِ، وتأمله. وَقَالَ آخَرُونَ: الظّهْر: هُوَ مَا سمي تِلَاوَة، والبطن: المُرَاد بِهِ. وَقَالَ آخَرُونَ: الظّهْر: مَا جَاءَ مِنْهُ خَبرا، والبطن: الْمَعْنى المُرَاد بِهِ. وَذَلِكَ كَخَبَر الله تَعَالَى ذكره عَمَّن أهلك من الْأُمَم. وَمَعْنَاهُ: تحذير المخبرين بِهِ. وَمَا جَاءَ أمرا، وَالْمرَاد بِهِ الْوَعيد، والتهديد، كَقَوْل الله تَعَالَى ذكره: {ذرهم يَأْكُلُوا ويتمتعوا ويلههم الأمل، فَسَوف يعلمُونَ} . وَكَقَوْلِه: {ليكفروا بِمَا آتَيْنَاهُم، وليتمتعوا فَسَوف يعلمُونَ} . وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ كل آيَة جَاءَت عَاما فِي نوع أَو جنس، وَمَعْنَاهَا: الْخُصُوص. وَأولى الْأَقْوَال فِي ذَلِك - عندنَا - بِالصَّوَابِ فِي هَذَا الْموضع: أَن يُقَال: معنى الظّهْر فِيهِ: مَا فِيهِ من الْأَمر وَالنَّهْي اللَّذين امتحن الله بهما عباده. والبطن: ثَوَاب الله - تَعَالَى ذكره - الْعَامِل بِطَاعَتِهِ فِيمَا أمره بِهِ فِيهِ، وعقابه على الْعَمَل بِمَا نَهَاهُ الله عَنهُ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ لَا امتحان فِي الْآخِرَة، فَتكون بالعباد حَاجَة - هُنَاكَ - إِلَى معرفَة ظَاهره، وَعلم تَأْوِيله، أَو عَامه وخاصه، أَو وعده ووعيده؛ لِأَنَّهَا دَار جَزَاء، لَا دَار عمل، وَإِنَّمَا حَاجَة

الرحم شجنة فإن الشجنة الفعلة من قولهم شجن فلان على فلان إذا حزن عليه فهو يشجن عليه شجنا ومنه قول زهير بن أبي سلمى فقلت والدار أحيانا يشطط بها صرف الأمير على من كان ذا شجن يعني بقوله على من كان ذا شجن على

الْعباد إِلَى ذَلِك فِي الدُّنْيَا ليعلموا مَا عَلَيْهِم لرَبهم من الْفُرُوض والحقوق الَّتِي ألزمهم الْعَمَل بهَا مِمَّا أنزل فِيهِ؛ فيعملوا بِهِ. وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الرَّحِم شجنة ". فَإِن الشجنة: الفعلة من قَوْلهم: شجن فلَان على فلَان: إِذا حزن عَلَيْهِ، فَهُوَ يشجن عَلَيْهِ شجنا. وَمِنْه قَول زُهَيْر بن أبي سلمى: (فَقلت وَالدَّار أَحْيَانًا يشطط بهَا ... صرف الْأَمِير على من كَانَ ذَا شجن) يَعْنِي بقوله: على من كَانَ ذَا شجن: على من كَانَ ذَا حزن. وَمِنْه - أَيْضا - قَول رؤبة بن العجاج: (مَا بَال عَيْني كالشعيب الْعين ... وَبَعض أَعْرَاض السجون الشجن) وَإِنَّمَا عَنى بذلك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهَا حزنة مستعيذة بِاللَّه من القطعية. وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الرَّحِم أَنَّهَا آخذة بحقوي الرَّحْمَن؛ فَإِن الحقو فِي كَلَام الْعَرَب: الْإِزَار يجمع: حقيا. وَمِنْه خبر أم عَطِيَّة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه ألْقى إِلَى النسْوَة اللَّاتِي غسلن ابْنَته حقوه، وَقَالَ: " أشعرنها إِيَّاه ".

إني آخذ بحجزتكم عن النار وأنتم تتقاحمون فيها وأما قوله

وَأما قَوْله: آخذة بحجزة الرَّحْمَن " فَإِن الحجزة - أَيْضا - فِي كَلَام الْعَرَب حجزة إِزَار المؤتزر. وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِنِّي آخذ بحجزتكم عَن النَّار، وَأَنْتُم تتقاحمون فِيهَا ". وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي صفة الرَّحِم: " لَهَا لِسَان ذلق ". فَإِن الذلق من الألسن هُوَ الفصيح الْحسن اللهجة الْبَين الْمنطق. يُقَال للسان إِذا كَانَ كَذَلِك: لِسَان ذلق، وذليق. وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تُوضَع الرَّحِم يَوْم الْقِيَامَة لَهَا حجنة ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالحجنة: العطفة. وكل شَيْء مَعْطُوف الرَّأْس مثل الصولجان، فَإِن الْعَرَب تسميه محجنا. وَمن ذَلِك قيل للرجل إِذا أمال الشَّيْء إِلَى نَفسه: حجنه، واحتجنه وَمِنْه قيل للصولجان: محجن. وَمِنْه قَول الطرماح بن حَكِيم: (لَهَا تفرات تحتهَا، وقصارها ... على مشرة لم تعتلق بالمحاجن) يَعْنِي بالمحاجن: الصوالجة: وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " بلوا أَرْحَامكُم، وَلَو بِالسَّلَامِ ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: بلوا: ندوا، وصلوا. أشبه النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلَة الرَّحِم بِالْمَعْرُوفِ، وَلَو بالشَّيْء البائس يندى فيرطب، وَذَلِكَ أَن الْعَرَب تصف الرجل إِذا

لبني عبد المطلب إذ أنزلت عليه وأنذر عشيرتك الأقربين يا بني عبد المطلب إني لا أغني عنكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها ومنه قول أعشى بن ثعلبة بالخيل شعثا ما تزال جيادها حسرى تغادر بالطريق سخالها

وَصفته باللؤم وَالْبخل بجمود الْكَفّ، فَتَقول: إِنَّه لجامد الْكَفّ، وَمَا يندى كَفه بِخَير، وَإنَّهُ لحجر صلد - تَعْنِي بِهِ - أَنه لَا يُرْجَى نائله، وَلَا يطْمع فِي معروفه، كَمَا لَا يُرْجَى من الْحجر الصلد مَا يشرب. يُقَال من ذَلِك - إِذا وصل الرجل رَحمَه بمعروفه - بل فلَان رَحمَه، فَهُوَ يبلها بِلَا وبلالا. وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لبني عبد الْمطلب - إِذْ أنزلت عَلَيْهِ {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} : " يَا بني عبد الْمطلب، إِنِّي لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا، غير أَن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا ". وَمِنْه قَول أعشى بن ثَعْلَبَة: (بِالْخَيْلِ شعثا مَا تزَال جيادها ... حسرى تغادر بِالطَّرِيقِ سخالها) (أما لصَاحب نعْمَة طرحتها ... ووصال رحم قد نضحت بلالها) وَقَالَ بَعضهم: إِنَّمَا عني بقوله: " بلوا أَرْحَامكُم، وَلَو بِالسَّلَامِ ": صلوها وَلَو بِالسَّلَامِ. قَالَ: وَإِنَّمَا ذَلِك تَشْبِيه من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلَة الرجل رَحمَه بالنَّار يصب عَلَيْهَا المَاء فتطفأ. قَالَ: فَكَذَلِك بر الرجل بِأَهْل رَحمَه، منع مِنْهُ رَحمَه من الْقطع. وَالصَّوَاب - عِنْدِي - مَا يثبت من أَن مَعْنَاهُ: صلوها بمعروفكم وَلَو أَن تصلوها بِالسَّلَامِ. والبل: هُوَ الترطيب، والتندية بِالْمَعْرُوفِ. وَأما قَول كَعْب: " أحرج على كل رجل مِنْكُم " فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: أحرج: أضيق. وَأَصله من الحرجة، وَهِي: الشّجر الْكثير الملتف بعضه بِبَعْض يمثل الْعَرَب بِهِ كل شَيْء ضيق.

وَمِنْه قَول الله تَعَالَى ذكره: {وَمَا جعل عَلَيْكُم فِي الدّين من حرج} . يَعْنِي بقوله: " من حرج ": من ضيق. وَأما قَول الَّذِي حدث عَن كَعْب بذلك، وَفِي الْقَوْم رجل شَاب مصارم لعمة لَهُ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بالمصارم: المُهَاجر كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه، الْقَاطِع مَا بَينهمَا من السَّبَب. وأصل الصرم: الْقطع. ثمَّ تستعمله الْعَرَب فِي كل سَبَب قطع من رحم، وصداقة، وخلالة، وَحُرْمَة، وَغير ذَلِك. وَمن ذَلِك قَول أبي دَاوُد الْإِيَادِي: (أصرمت حبلك من لميس ... الْيَوْم أم طَال المواعد) يَعْنِي بقوله: أصرمت حبلك من لميس: أقطعت سَبَب مَا بَيْنك وَبَينهَا من الْمَوَدَّة. وَأما قَول عمَّة الْفَتى لَهُ: مَهيم: فَإِنَّهَا تَعْنِي بِهِ مَا شَأْنك؟ وَمَا أَمرك؟ وَأما قَول كَعْب: وَمَا رفع مِنْهَا على بغي وَقَطِيعَة رحم أرجيء: فَإِن الإرجاء: التَّأْخِير، وَمِنْه قَول الله تعال ذكره: {قَالُوا أرجه وأخاه} فِي قِرَاءَة من قَرَأَ ذَلِك بِالْهَمْز. بِمَعْنى: أَخّرهُ. يُقَال مِنْهُ: أرجأ فلَان هَذَا الْأَمر، فَهُوَ يرجئه إرجاء. وَأما قَول كَعْب: وَمَا رفع مِنْهَا على سوى ذَلِك بار: فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله بار: بَطل وَهلك. يُقَال مِنْهُ: بار الشَّيْء يبور بورا: إِذا هلك،

ذكر خبر آخر من أخبار عبد الرحمن بن عوف عن النبي

وَهُوَ شَيْء بائر وبور. وَرجل بور وَقوم بور. الْوَاحِد والجميع فِيهِ بِلَفْظ وَاحِد. وَمن البور بِمَعْنى الْجَمِيع قَول حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ: (لَا ينفع الطول من نوك الْقُلُوب وَقد ... يهدي الْإِلَه سَبِيل المعشر البور) وَمِنْه أَيْضا قَول الله جلّ ثَنَاؤُهُ: {وكنتم قوما بورا} . وَأما بِمَعْنى الْوَاحِد من ذَلِك فَقَوْل أبي سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب: (يَا رَسُول المليك إِن لساني ... راتق مَا فتقت إِذْ أَنا بور) (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 216 - حَدثنَا زَكَرِيَّا بن يحيى، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى، عَن طَلْحَة بن جبر، عَن الْمطلب بن عبد الله، عَن مُصعب بن عبد الرَّحْمَن، عَن عبد الرَّحْمَن قَالَ: " لما افْتتح النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَكَّة انْصَرف إِلَى الطَّائِف، فَحَاصَرَهُمْ سبع عشرَة أَو ثَمَانِي عشرَة، فَلم يفتتحها، ثمَّ أغار غدْوَة أَو رَوْحَة، ثمَّ نزل، ثمَّ هجر،

القول في علل هذا الخبر

فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس {إِنِّي فرط لكم، فأوصيكم بعترتي خيرا، إِن مَوْعدكُمْ الْحَوْض، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليقيمن الصَّلَاة، وليؤتين الزَّكَاة، أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْهِم رجلا مني أَو كنفسي، فليضربن أَعْنَاق مُقَاتلَتهمْ، وليسبين ذَرَارِيهمْ ". قَالَ: فَرَأى النَّاس أَنه يَعْنِي أَبَا بكر أَو عمر رضوَان الله عَلَيْهِمَا. قَالَ: فَأخذ بيد عَليّ بن أبي طَالب - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - فَقَالَ: هَذَا. فَقلت: مَا حمل عبد الرَّحْمَن على مَا صنع؟ قَالَ: من ذَاك أعجب} (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلتين.

ذكر خبر آخر من أخبار عبد الرحمن بن عوف عن رسول الله

إِحْدَاهمَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج إِلَّا من هَذَا الْوَجْه { وَالثَّانيَِة: أَنه من نقل طَلْحَة بن جبر، وَطَلْحَة - عِنْدهم - مِمَّن لَا تثبت بنقله فِي الدّين حجَّة} وَقد مَضَت نَظَائِر هَذَا الْخَبَر قبل، فكرهنا إِعَادَتهَا فِي هَذَا الْموضع. (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 217 - حَدثنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي مُحَمَّد بن يزِيد، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حَمْزَة الثمالِي، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا صلى على جَنَازَة قَالَ: اللَّهُمَّ {اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، وَذكرنَا وأنثانا، اللَّهُمَّ} من أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان ".

إذا صلى على جنازة قال اللهم اغفر لأحيائنا وأمواتنا ولصغيرنا وكبيرنا ولذكرنا ولأنثانا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان ومن توفيته فتوفه على الإسلام

218 - وحَدثني سُلَيْمَان بن عبد الْجَبَّار، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، عَن ثَابت الثمالِي، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا صلى على جَنَازَة، قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا ولصغيرنا وَكَبِيرنَا ولذكرنا ولأنثانا، اللَّهُمَّ من أحييته منا فأحيه على الْإِيمَان، وَمن توفيته فتوفه على الْإِسْلَام ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى لَا يَصح لَهُ - عِنْدهم - من عبد الرَّحْمَن سَماع. وَالثَّالِثَة: أَن أَبَا حَمْزَة الثمالِي - عِنْدهم - مِمَّن لَا يعْتَمد على نَقله وَرِوَايَته. وَقد وَافق عبد الرَّحْمَن فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أَصْحَابه جمَاعَة، نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك سَنَده، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان، إِن شَاءَ الله.

ذكر ذلك

(" ذكر ذَلِك ") 219 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن المتَوَكل الْأَشْجَعِيّ - من أهل حمص - قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، وَذكرنَا وأنثانا. اللَّهُمَّ من أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان ". 220 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا حسن بن ربيع، عَن مُحَمَّد بن كثير، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الصَّلَاة على الْجِنَازَة: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، اللَّهُمَّ} من أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان ". 221 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عَبدة، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ، عَن أبي سَلمَة - أرَاهُ - عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا صلى على الْجِنَازَة يَقُول: " اللَّهُمَّ اغْفِر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وَكَبِيرنَا

كان يدعو للميت يقول اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان

وَذكرنَا وأنثانا اللَّهُمَّ من توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان وَمن أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام ". 222 - حَدثنَا الْمقدمِي قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يَدْعُو للْمَيت يَقُول: " اللَّهُمَّ اغْفِر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وَذكرنَا وأنثانا وصغيرنا وَكَبِيرنَا: من أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان ". 223 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عمر بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا عِكْرِمَة بن عمار، قَالَ: حَدثنِي يحيى بن أبي كثير، قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، قَالَ: " سَأَلت عَائِشَة كَيفَ كَانَت صَلَاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الْمَيِّت؟ قَالَت: كَانَ يَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لحينا وميتنا، ولصغيرنا وَكَبِيرنَا، وَذكرنَا وأنثانا، ولغائبنا وشاهدنا. اللَّهُمَّ! من أحييته منا، فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان ". 224 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم، قَالَ:

يصلي على جنازة يقول اللهم اغفر لأولنا وآخرنا وحينا وميتنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا وشاهدنا وغائبنا اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده قال يحيى وحدثني أبو سلمة عن النبي

حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، أَن يحيى حَدثهُ عَن أبي إِبْرَاهِيم - رجل من بني عبد الْأَشْهَل - حَدثهُ أَن أَبَاهُ حَدثهُ أَنه سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي على جَنَازَة يَقُول: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لأولنا وآخرنا، وحينا وميتنا، وَذكرنَا وأنثانا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، وشاهدنا وغائبنا، اللَّهُمَّ} لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده ". قَالَ يحيى: وحَدثني أَبُو سَلمَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثلِهِ، وَزَاد فِيهِ: " وَمن أحييته فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته فتوفه على الْإِيمَان ". 225 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد العذري، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: حَدثنِي يحيى بن أبي كثير، قَالَ: حَدثنِي أَبُو أَبُو إِبْرَاهِيم - رجل من بني عبد الْأَشْهَل - قَالَ: حَدثنِي أبي، أَنه سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ! اغْفِر لحينا وميتنا، وغائبنا وشاهدنا، وَذكرنَا وأنثانا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا " قَالَ: وحَدثني يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بِهَذَا الحَدِيث قَالَ: " وَمن أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان ". 226 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيغ، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا هِشَام الدستوَائي، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن

يقول في الصلاة على الميت اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا

أبي إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، عَن أَبِيه، أَنه سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وَذكرنَا وأنثانا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا ". 227 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن هِشَام، عَن يحيى، قَالَ: حَدثنِي أَبُو إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، أَن أَبَاهُ حَدثهُ، أَنه سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وَذكرنَا وأنثانا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا ". 228 - وحَدثني أَحْمد بن مُحَمَّد الطوسي، قَالَ: حَدثنَا عبيد بن جناد، قَالَ: حَدثنَا عَطاء بن مُسلم، عَن الْعَلَاء بن الْمسيب، عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ إِذا صلى على الْمَيِّت قَالَ: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، اللَّهُمَّ} من أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان، اللَّهُمَّ! عفوك، عفوك ".

علمهم الصلاة على الميت فقال اللهم اغفر لأحيائنا وأمواتنا وأصلح ذات بيننا اللهم هذا عبدك فلان بن فلان لا نعلم إلا خيرا وأنت أعلم به فاغفر لنا وله فقلت وأنا أصغر القوم فإن لم أعلم خيرا قال فلا تقل إلا ما

229 - وحَدثني هِلَال بن الْعَلَاء الرقي، قَالَ: حَدثنَا حَفْص بن عمر الحوضي، قَالَ: حَدثنَا همام، عَن لَيْث، عَن عَلْقَمَة بن مرْثَد، عَن عبد الله بن الْحَارِث، عَن أَبِيه، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علمهمْ الصَّلَاة على الْمَيِّت، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا، وَأصْلح ذَات بَيْننَا، اللَّهُمَّ} هَذَا عَبدك فلَان بن فلَان، لَا نعلم إِلَّا خيرا، وَأَنت أعلم بِهِ، فَاغْفِر لنا وَله ". فَقلت - وَأَنا أَصْغَر الْقَوْم -: فَإِن لم أعلم خيرا؟ قَالَ: " فَلَا تقل إِلَّا مَا تعلم ". 230 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا

كان إذا صلى على ميت قال اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا قال يحيى وحدثني بهن أبو سلمة بن عبد الرحمن وزاد مع هؤلاء الثماني الكلمات كلمتين أخريين من أحييته منا فأحيه على

همام بن يحيى، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن أبي كثير، عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة، عَن أبي قَتَادَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا صلى على ميت قَالَ: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، وَذكرنَا وأنثانا ". قَالَ يحيى: وحَدثني بِهن أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، وَزَاد مَعَ هَؤُلَاءِ الثماني الْكَلِمَات، كَلِمَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ: " من أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته فتوفه على الْإِيمَان ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَن هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي ذَكرنَاهَا ") إِن قَالَ لنا قَائِل: إِنَّك قلت: إِن هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي رويتها عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت صِحَاح؛ فَمَا أَنْت قَائِل فِيمَا: 231 - حَدثكُمْ بِهِ ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير، عَن أَبِيه، عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي على ميت، ففهمت من صلَاته عَلَيْهِ: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لَهُ، وارحمه، واغسله بالبرد، واغسله كَمَا يغسل الثَّوْب ".

على جنازة فسمعته يقول اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه

232 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن حبيب بن عبيد، أَنه سمع جُبَير بن نفير يَقُول: سَمِعت عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ، أَنه صلى مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على جَنَازَة، فَسَمعته يَقُول: " اللَّهُمَّ! اغْفِر لَهُ، وارحمه، واعف عَنهُ، وعافه، وَأكْرم نزله، وأوسع مدخله، واغسله بِمَاء وثلج وَبرد، ونقه من الْخَطَايَا كَمَا ينقى الثَّوْب من الدنس، وأبدله دَارا خيرا من دَاره، وَأهلا خيرا من أَهله، وزوجا خيرا من زوجه، وَأدْخلهُ الْجنَّة، وقه فتْنَة الْقَبْر، وَعَذَاب الْقَبْر ". 233 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَة: وحَدثني عبد الرَّحْمَن بن جُبَير، عَن أَبِيه، عَن عَوْف بن مَالك، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِ ذَلِك أَيْضا.

وصلى على جنازة ثم ذكر نحوه إلا أنه قال كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وزاد أيضا قال عوف فتمنيت أني لو كنت ذلك الميت لدعاء رسول الله

234 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا عبد الله بن وهب قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن الْحَارِث، عَن أبي حَمْزَة بن سليم، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير، عَن أَبِيه، عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَصلى على جَنَازَة ... ثمَّ ذكر نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ: " كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس ". وَزَاد أَيْضا: قَالَ عَوْف: فتمنيت أَنِّي لَو كنت ذَلِك الْمَيِّت لدعاء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. 235 - حَدثنِي إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حَمْزَة الْحِمصِي، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير الْحَضْرَمِيّ، عَن أَبِيه، عَن عَوْف بن مَالك، قَالَ: صليت مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على جَنَازَة رجل من الْأَنْصَار، فَكَانَ مِمَّا حفظت من دُعَائِهِ فِي الصَّلَاة: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لَهُ، وارحمه، واعف عَنهُ، وعافه، وَأكْرم نزله، ووسع مدخله، وغسله بِمَاء وثلج وَبرد، ونقه من الْخَطَايَا كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس. اللَّهُمَّ} أبدله دَارا خيرا من دَاره، وَأهلا خيرا من أَهله، وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتْنَة الْقَبْر، وَعَذَاب الْقَبْر، وَعَذَاب النَّار ". قَالَ عَوْف: فتمنيت لَو أَنِّي كنت أَنا الْمَيِّت.

على جنازة رجل من الأنصار فسمعته يقول اللهم صل عليه واغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ومنقلبه ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وقه فتنة القبر وعذاب

236 - وحَدثني عبيد بن إِسْمَاعِيل الْهَبَّاري، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم، عَن حبيب، عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ، قَالَ: صلى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على جَنَازَة رجل من الْأَنْصَار، فَسَمعته يَقُول: " اللَّهُمَّ {صل عَلَيْهِ، واغفر لَهُ، وارحمه، وعافه، واعف عَنهُ، وَأكْرم نزله ومنقلبه، ونقه من الْخَطَايَا كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، وأبدله دَارا خيرا من دَاره، وَأهلا خيرا من أَهله، وقه فتْنَة الْقَبْر، وَعَذَاب الْقَبْر، وَعَذَاب النَّار ". قَالَ: قَالَ عَوْف بن مَالك: فَلَقَد رَأَيْتنِي أَتَمَنَّى أَن أكون مَكَان ذَلِك الْأنْصَارِيّ، لما سَمِعت من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. 237 - وَحدثنَا أَبُو كريب،، قَالَ: حَدثنَا مُصعب بن الْمِقْدَام، عَن زَائِدَة، عَن يحيى بن أبي سليم، قَالَ: سَمِعت الْجلاس قَالَ: سَأَلَ مَرْوَان أَبَا هُرَيْرَة: كَيفَ سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي على الْجِنَازَة؟ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ} أَنْت خلقتها، وَأَنت هديتها لِلْإِسْلَامِ، وَأَنت قبضت روحها، تعلم سرها وعلانيتها، فَاغْفِر لَهَا ".

يقول إذا صلى على الجنازة فذكر عن النبي

238 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن، عَن زَائِدَة، عَن يحيى بن أبي سليم، عَن الْجلاس، قَالَ: سَأَلت أَبَا هُرَيْرَة: مَا كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول إِذا صلى على الْجِنَازَة؟ فَذكر عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. 239 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر؟ قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الْجلاس، قَالَ: سَمِعت عُثْمَان بن شماس، قَالَ: " كَانَ مَرْوَان أَمِيرا على الْمَدِينَة، فَمر بِأبي هُرَيْرَة وَهُوَ يحدث، فَقَالَ: بعض حَدِيثك يَا أَبَا هُرَيْرَة { قَالَ: ثمَّ مضى، ثمَّ رَجَعَ، فَقُلْنَا نفع بِهِ} فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَة! كَيفَ سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي على الْجِنَازَة؟ قَالَ: قَالَ: " خلقتها أَو قَالَ: أَنْت خلقتها - شُعْبَة الَّذِي شكّ - وهديتها إِلَى الْإِسْلَام، وَأَنت قبضت روحها، تعلم سرها وعلانيتها، جِئْنَا شُفَعَاء فَاغْفِر لَهَا ".

يصلي على الجنازة فذكر نحوه

240 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ حَدثنِي عبد الصَّمد قَالَ: سَمِعت أبي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْجلاس عقبَة بن السيار، قَالَ: حَدثنِي عَليّ بن شماخ، قَالَ: سَمِعت مَرْوَان سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَة: كَيفَ سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي على الْجِنَازَة؟ فَذكر نَحوه. 241 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: حَدثنَا زِيَاد بن مِخْرَاق، عَن عقبَة بن سيار، عَن رجل، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا مَعَ أبي هُرَيْرَة، فجَاء مَرْوَان فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَة {مَا تزَال تحدث أَحَادِيث مَا نعرفها؟ ثمَّ انْطلق، ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَة كَيفَ الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ فَقَالَ: هَذَا مَعَ مَا قلت آنِفا؟} قَالَ: نعم. قَالَ: كُنَّا نقُول: " اللَّهُمَّ أَنْت رَبهَا، وَأَنت خلقتها، وَأَنت هديتها لِلْإِسْلَامِ، وَأَنت قبضتها، وَأَنت أعلم بسرها وعلانيتها، جِئْنَا شُفَعَاء فَاغْفِر لَهَا ". 242 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن فضل، عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم، عَن أبي هَاشم، عَن يحيى بن عباد، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ إِذا صلى على جَنَازَة قَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْت خلقته، وَأَنت هديته لِلْإِسْلَامِ، وَأَنت قبضت روحه، وَأَنت أعلم بسره وعلانيته، جِئْنَا نشفع لَهُ فَاغْفِر لَهُ ".

في القول على الميت اللهم عبدك أنت خلقته وأنت قبضت روحه وأنت هديته للإسلام وأنت أعلم بسره وعلانيته وجئنا نشفع له فاغفر له

243 - حَدثنَا الْفضل بن الصَّباح، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سُفْيَان المعمري، عَن سُفْيَان، عَن أبي إِسْحَاق، عَن رجل من مزينة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي القَوْل على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ عَبدك، أَنْت خلقته، وَأَنت قبضت روحه، وَأَنت هديته لِلْإِسْلَامِ، وَأَنت أعلم بسره وعلانيته، وَجِئْنَا نشفع لَهُ فَاغْفِر لَهُ ". 244 - وحَدثني أَحْمد بن مُحَمَّد الطوسي، قَالَ: حَدثنِي يحيى بن يزِيد بن عبد الْملك بن الْمُغيرَة بن نَوْفَل النَّوْفَلِي، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو عبَادَة عِيسَى بن فَرْوَة الزرقي، عَن ابْن شهَاب، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن عبد الله بن عَبَّاس: قَالَ: " أُتِي بسهل بن عتِيك الْأنْصَارِيّ، وَكَانَ أول من صلي عَلَيْهِ مَوضِع الْجَنَائِز، فَقَامَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسَمعته لما كبر الثَّالِثَة دَعَا للْمَيت وَقَالَ: " اللَّهُمَّ أعظم أجره، وأتمم لَهُ نوره، وأضيء لَهُ فِي قَبره، وألحقه بِنَبِيِّهِ، واغفر لنا وَله " ثمَّ كبر الرَّابِعَة واستغفر للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات، ثمَّ سلم.

على رجل من المسلمين فأسمعه قال اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فأعذه من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم قيل أما أسانيد بعضها فصحاح وفي بعضها

245 - وحَدثني أَبُو شُرَحْبِيل الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم، عَن مَرْوَان بن جنَاح قَالَ: حَدثنِي يُونُس بن ميسرَة بن حَلبس، عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على رجل من الْمُسلمين، فأسمعه قَالَ: " اللَّهُمَّ {إِن فلَان بن فلَان فِي ذِمَّتك وحبل جوارك، فأعذه من فتْنَة الْقَبْر، وَعَذَاب النَّار، وَأَنت أهل الْوَفَاء وَالْحق، اللَّهُمَّ} فَاغْفِر لَهُ، وارحمه، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم "؟ قيل: أما أَسَانِيد بَعْضهَا فصحاح، وَفِي بَعْضهَا نظر، غير أَنا - وَإِن كَانَ الْأَمر فِي ذَلِك كَذَلِك، غير منكري شَيْء مِنْهُ أَن يكون رَسُول الله

قد كان فعله في بعض الأحوال إذ كانت الصلاة على الجنائز دعاء للميت واستغفارا له ولا شيء في ذلك من الدعاء مؤقت لا يجوز للمصلي تجاوزه فأي نوع من الدعاء الذي روينا عن رسول الله

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد كَانَ فعله فِي بعض الْأَحْوَال، إِذْ كَانَت الصَّلَاة على الْجَنَائِز دُعَاء للْمَيت واستغفارا لَهُ، وَلَا شَيْء فِي ذَلِك من الدُّعَاء مُؤَقّت لَا يجوز للْمُصَلِّي تجاوزه، فَأَي نوع من الدُّعَاء الَّذِي روينَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه دَعَا فِي صلَاته على الْجَنَائِز للْمَيت دَعَا بِهِ مصل عَلَيْهَا فَحسن جميل، وَإِن خَالف ذَلِك - أَيْضا - إِلَى مَا كَانَ السّلف الصالحون من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ يدعونَ بِهِ عَلَيْهَا فَحسن جميل - وَإِن أَحْبَبْت لَهُ الِاقْتِصَار فِي ذَلِك على بعض مَا ذكرت أَن الرِّوَايَة بِهِ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صَحِيحَة - لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أولى من اؤتسي بِهِ، واقتفي أَثَره، فِيمَا لم يخْطر على أمته الائتساء بِهِ فِيهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِك قَالَت الْأَئِمَّة الراشدون، وَعمل بِهِ من بعدهمْ الخالفون، يدل على حَقِيقَة مَا قُلْنَا فِي ذَلِك: اخْتلَافهمْ فِي الدُّعَاء لَهُ عِنْد صلَاتهم عَلَيْهِ. (" ذكر من قَالَ فِي ذَلِك نَحْو الَّذِي قُلْنَا فِيهِ وَعمل بِالَّذِي قُلْنَا إِنَّهُم عمِلُوا بِهِ فِيهِ ") 246 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا حسن بن عَطِيَّة، قَالَ: حَدثنَا أَبُو معشر، عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ، قَالَ: " كَانَ عَليّ - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - يَقُول فِي الْجِنَازَة: إِنَّمَا دعيتم لتشفعوا لَهُ، فاجتهدوا فِي الدُّعَاء ".

247 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: قَالَ عبد الله: " ادْع يَا حُسَيْن مَا تقدر عَلَيْهِ، لَيْسَ فِيهِ شَيْء مُؤَقّت " { 248 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا أَبُو تُمَيْلة، قَالَ: حَدثنَا فليح بن سُلَيْمَان، عَن قيس بن عبد الْملك، عَن عبد الله بن الْعَلَاء بن أبي نبقة قَالَ: " سَأَلت أَبَا هُرَيْرَة عَن الصَّلَاة على الْجِنَازَة، فَقلت: إِن النَّاس اخْتلفُوا فِي ذَلِك؟ فَقَالَ: يَا ابْن أخي} إِنَّمَا هُوَ دُعَاء، فأخلص لَهُ الدُّعَاء {قل أحسن مَا تعلم ". 249 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن الشّعبِيّ وَسَعِيد بن الْمسيب قَالَا: " لَيْسَ على الْمَيِّت دُعَاء مُؤَقّت "} . 250 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن سعيد بن الْمسيب مثله. 251 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد بن أبي هِنْد، عَن عَامر؛ فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " ادْع بِمَا تيَسّر ".

252 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى وَابْن بشار، قَالَا: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، قَالَ: سَأَلت سعيد بن الْمسيب: " مَا يُقَال فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ قَالَ: مَا علمنَا يُقَال فِيهِ شَيْء مُؤَقّت " { 253 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت " قَالَ: مَا علمنَا فِيهَا قِرَاءَة، وَلَا دُعَاء مؤقتا ". 254 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن أبي سَلمَة، قَالَ: سَمِعت الشّعبِيّ يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " لَيْسَ فِيهِ شَيْء مُؤَقّت "} 255 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا الصَّباح بن محَارب، قَالَ: حَدثنَا مُوسَى الْجُهَنِيّ، قَالَ: سَأَلت مُجَاهدًا وَعَطَاء وَالشعْبِيّ وَالْحكم: " هَل فِي الْجِنَازَة شَيْء مُؤَقّت؟ قَالُوا: لَا نعلم فِيهِ شَيْئا مؤقتا، وَلَكِنَّك شَفِيع، فاشفع لَهُ بِأَحْسَن مَا تعلم ". 256 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، عَن الشّعبِيّ " أَنه كَانَ لَا يؤقت على الْمَيِّت شَيْئا من الدُّعَاء: إِنَّمَا هُوَ الاسْتِغْفَار لَهُ ".

257 - وحَدثني سعيد بن الرّبيع الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان؛ قَالَ: " سَأَلت ابْن طَاوُوس: مَا كَانَ أَبوك يَقُول فِي الصَّلَاة على الْجِنَازَة؟ قَالَ: كَانَ يَقُول أفضل مَا يدعى: الاسْتِغْفَار ". 258 - وحَدثني سلم بن جُنَادَة السوَائِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: " ادْع على الْجِنَازَة بِأَحْسَن مَا تعلم، لَيْسَ فِيهِ شَيْء مُؤَقّت " { 259 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور قَالَ: قلت لإِبْرَاهِيم: " الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَيْء مُؤَقّت "} 260 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا معقل بن عبيد الله الْجَزرِي، قَالَ: " قلت لميمون بن مهْرَان: على الْجِنَازَة قِرَاءَة أَو دُعَاء مَعْلُوم؟ قَالَ: مَا أعلم " { 261 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون بن الْمُغيرَة، قَالَ: قَالَ سُفْيَان: " لَيْسَ فِيهِ شَيْء مُؤَقّت. يَعْنِي فِي الدُّعَاء على الْمَيِّت "} 262 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا

ذكر ما حضرنا ذكره من اختلاف من ذكرنا أنهم اختلفوا فيه من الدعاء على الميت

حَمَّاد، عَن حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: " لَيْسَ فِيهِ دُعَاء مُؤَقّت ". (" ذكر مَا حَضَرنَا ذكره من اخْتِلَاف من ذكرنَا أَنهم اخْتلفُوا فِيهِ من الدُّعَاء على الْمَيِّت ") (" ذكر مَا رُوِيَ فِي ذَلِك عَن عمر بن الْخطاب - رَحْمَة الله عَلَيْهِ ") 263 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن طَارق، عَن سعيد بن الْمسيب، " أَن عمر كَانَ إِذا صلى على الْمَيِّت قَالَ: أصبح عَبدك أَو أَمْسَى عَبدك قد تخلى من الدُّنْيَا وَتركهَا لأَهْلهَا، وافتقر إِلَيْك، واستغنيت عَنهُ، كَانَ يشْهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك فَاغْفِر لَهُ، وَتجَاوز عَنهُ ". 264 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: سَأَلت سعيد بن الْمسيب عَن الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ فَقَالَ: " إِن شِئْت حدثتك بِكَلِمَات كَانَ يقولهن عمر، كَانَ يَقُول: اللَّهُمَّ! أصبح عَبدك فلَان قد تخلى من الدُّنْيَا، وَتركهَا لإهلها، وافتقر إِلَيْك، واستغنيت عَنهُ، كَانَ يشْهد أَلا إِلَه إِلَّا أَنْت، وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك، فَاغْفِر لَهُ، وَتجَاوز عَنهُ ".

265 - وَحدثنَا عبد الحميد بن بَيَان القناد، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن يزِيد، عَن إِسْمَاعِيل، عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن، عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: قلت: " أَلا تُخبرنِي عَن الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ فَقَالَ: كَانَ عمر إِذا صلى على جَنَازَة - إِن كَانَ صباحا - قَالَ: اللَّهُمَّ {أصبح عَبدك هَذَا، قد تخلى من الدُّنْيَا، وَتركهَا لأَهْلهَا، وافتقر إِلَيْك، واستغنيت عَنهُ، كَانَ يشْهد أَلا إِلَه إِلَّا أَنْت، وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك، فَاغْفِر لَهُ، وَتجَاوز عَنهُ - وَإِن كَانَ مسَاء - قَالَ: مثل ذَلِك ". 266 - وحَدثني عبيد بن إِسْمَاعِيل الْهَبَّاري، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَمَالك بن مغول، عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن الأحمسي، قَالَ: سَأَلت سعيد بن الْمسيب عَن الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ فَقَالَ: " كَانَ عمر إِذا صلى على الْمَيِّت قَالَ: اللَّهُمَّ} أصبح عَبدك قد تخلى من الدُّنْيَا " ثمَّ ذكره نَحْو حَدِيث عبد الحميد، عَن مُحَمَّد بن يزِيد. 267 - وحَدثني يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن [وهب] ، قَالَ: أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: سَأَلت سعيد بن الْمسيب: مَا يُقَال على الْمَيِّت؟ فَقَالَ: " إِن شِئْت أَخْبَرتك مَا كَانَ عمر بن الْخطاب يَقُول؟ كَانَ يَقُول: - إِن كَانَ صباحا أَو مسَاء -: اللَّهُمَّ! أصبح عَبدك أَو أَمْسَى عَبدك قد تخلى من الدُّنْيَا وَتركهَا لأَهْلهَا، وافتقر إِلَيْك، واستغنيت عَنهُ، وَكَانَ يشْهد أَلا إِلَه إِلَّا أَنْت، وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك، فَاغْفِر لَهُ، وَتجَاوز عَنهُ ".

268 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس بن يزِيد، عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي، عَن سعيد بن الْمسيب " أَن عمر بن الْخطاب كَانَ إِذا صلى على الْمَيِّت يَقُول: اللَّهُمَّ {عَبدك أصبح قد تخلى من الدُّنْيَا وَتركهَا لأَهْلهَا، وافتقر إِلَيْك، واستغنيت عَنهُ، وَكَانَ يشْهد أَلا إِلَه إِلَّا أَنْت، فَاغْفِر لَهُ، وَتجَاوز عَنهُ ". 269 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الصَّمد، قَالَ: حَدثنَا همام، قَالَ: حَدثنَا قَتَادَة، عَن خَالِد البَجلِيّ قَالَ: " سَأَلت سعيد بن الْمسيب عَن الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ فزبرني} فَلَمَّا أَدْبَرت دَعَاني فَقَالَ: أما عمر بن الْخطاب، فَكَانَ يَقُول: اللَّهُمَّ {عَبدك هَذَا تفرغ من الدُّنْيَا، وَتركهَا لأَهْلهَا، وأفضى إِلَيْك، وَأصْبح فَقِيرا إِلَى مَا عنْدك، وأصبحت عَنهُ غَنِيا جِئْنَا شُفَعَاء، فَاغْفِر لَهُ ". وَإِن كَانَ مسَاء قَالَ: " أَمْسَى ... جِئْنَا شُفَعَاء فَاغْفِر لَهُ ". 270 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون، عَن عَنْبَسَة، عَن أبي هَاشم الوَاسِطِيّ، قَالَ: " لقِيت رجلا بِمصْر يُقَال لَهُ: منقذ، زمن عبد الْملك بن مَرْوَان، يزْعم أَن عمر بن الْخطاب أعتق أَبَاهُ، فَقَالَ: إِنَّه رأى أَبَا بكر أَو عمر قَرَأَ على الْجِنَازَة بِفَاتِحَة الْكتاب، ثمَّ قَرَأَ: {إِنَّك من تدخل النَّار فقد أخزيته، وَمَا للظالمين من أنصار} . {رَبنَا إِنَّك جَامع النَّاس ليَوْم لَا ريب فِيهِ، إِن الله لَا يخلف الميعاد} . اللَّهُمَّ} اغْفِر لهَذِهِ النَّفس الَّتِي كَانَت تشهد أَلا إِلَه إِلَّا أَنْت، وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك.

ذكر ما روي عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في ذلك

اللَّهُمَّ {أبدلها بدارها خيرا من دارها، وأوسع لَهَا فِي الْمدْخل ". (" ذكر مَا رُوِيَ عَن عَليّ بن أبي طَالب - رضوَان الله عَلَيْهِ فِي ذَلِك - ") 271 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، قَالَ: كَانَ عَليّ بن أبي طَالب يَقُول إِذا صلى على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا، وَألف بَين قُلُوبنَا، وَأصْلح ذَات بَيْننَا، وَاجعَل قُلُوبنَا على قُلُوب أخبارنا. اللَّهُمَّ {اغْفِر لَهُ اللَّهُمَّ} ارحمه، اللَّهُمَّ {أرجعه إِلَى خير مَا كَانَ فِيهِ، اللَّهُمَّ} عفوك عفوك ". 272 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن عَليّ أَنه كَانَ إِذا صلى على الْجِنَازَة قَالَ: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا، وَألف بَين قُلُوبنَا، وَأصْلح ذَات بَيْننَا، وَاجعَل قُلُوبنَا على قُلُوب أخيارنا، اللَّهُمَّ} اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ {ارحمه، اللَّهُمَّ} أرجعه إِلَى خير مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ {عفوك عفوك ". 273 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْحَارِث، أَن عليا قَالَ فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا، وَألف بَين قُلُوبنَا،

وَأصْلح ذَات بَيْننَا، وَاجعَل قُلُوبنَا على قُلُوب خيارنا " قَالَ شُعْبَة: وَكَانَ أَبُو إِسْحَاق يزِيد عَن عَليّ - وَلَيْسَ من حَدِيث الْحَارِث -: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لَهُ ذَنبه، وأرجعه إِلَى خير مَا كَانَ عَلَيْهِ ". 274 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْحَارِث، عَن عَليّ بِمثلِهِ إِلَى: " وَاجعَل قُلُوبنَا على قُلُوب أخيارنا ". 275 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، قَالَ: وَكَانَ عَليّ يَقُول: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لَهُ ذَنبه، وأرجعه إِلَى خير مَا كَانَ عَلَيْهِ ". 276 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عمر بن عبيد، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْحَارِث، عَن عَليّ: أَنه كَانَ يَقُول على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا، وَألف بَين قُلُوبنَا، وَأصْلح ذَات بَيْننَا، وَاجعَل قُلُوبنَا على قُلُوب أخيارنا ". 277 - حَدثنَا سوار بن عبد الله الْعَنْبَري، قَالَ: حَدثنَا عبد الْملك بن الصَّباح، عَن عمرَان بن حدير، عَن أبي مجلز، قَالَ فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " إِن عَرفته فسمه، وَإِن لم تعرفه تَقول: اللَّهُمَّ} هَذَا عَبدك أَو هَذِه أمتك كَانَ لَا يُشْرك بك شَيْئا، أَنْت ولي الْعَذَاب وَالْمَغْفِرَة، إِن تعذب فبذنب، وَإِن تغْفر، فَإنَّك غَفُور رَحِيم. اللَّهُمَّ! ارْفَعْ دَرَجَته فِي المهديين، واخلف على عقبه فِي الغابرين، واغفر لنا وَله

ذكر ما روي في ذلك عن عبد الله بن مسعود

رب الْعَالمين. اللَّهُمَّ {لَا تَحْرِمنَا أجره وَلَا تضلنا بعده ". قَالَ: فسمعني مُحَمَّد بن وَاسع، وَأَنا أحدث بِهَذِهِ، فَقَالَ: هَذِه صَلَاة عَليّ} 278 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، قَالَ: سَمِعت عمرَان، عَن أبي مجلز فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت قَالَ: " قل اللَّهُمَّ {- إِن عَرفته فسمه، وَإِن لم تعرفه فَقل: اللَّهُمَّ} هَذَا عَبدك - وَإِن كَانَت امْرَأَة قلت: هَذِه أمتك: كَانَ لَا يُشْرك بك شَيْئا، أَنْت أعلم بِهِ، وَأَنت ولي الْعَذَاب وَالْمَغْفِرَة، فَإِن تعذب فبذنب، وَإِن تغْفر، فَإنَّك الغفور الرَّحِيم، ارْفَعْ دَرَجَته فِي المهديين، واخلف على عقبه فِي الغابرين، واغفر لنا وَله رب الْعَالمين ". (" ذكر مَا رُوِيَ فِي ذَلِك عَن عبد الله بن مَسْعُود ") 279 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا هِشَام، عَن قَتَادَة. 280 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة عَن الْحسن، عَن عبد الله بن مَسْعُود أَنه كَانَ يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لعبدك فلَان بن فلَان، اللَّهُمَّ} أضيء لَهُ فِي قَبره، وَعظم نوره، اللَّهُمَّ! لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده ".

281 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن عَليّ الرِّفَاعِي، عَن الْحسن قَالَ: " كَانَ ابْن مَسْعُود رجلا يكلم النَّاس، وَكَانَ يَقُول: " إِذا صلى أحدكُم على الْمَيِّت فليكبر، وليقرأ بِفَاتِحَة الْكتاب، ثمَّ يَقُول: اللَّهُمَّ {اغْفِر لعبدك - فَإِن كَانَ يعلم اسْمه، وَإِلَّا قَالَ - اللَّهُمَّ} اغْفِر لعبدك هَذَا، اللَّهُمَّ {اغْفِر لَهُ ذَنبه، وألحقه بِنَبِيِّهِ، وأضيء لَهُ فِي قَبره، عظم نوره وأجره، اللَّهُمَّ} لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده ". 282 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن رَافع، قَالَ: حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " كَانَ عبد الله إِذا صلى على الْجِنَازَة قَالَ: " اللَّهُمَّ {عَبدك، وَابْن عَبدك، وَابْن أمتك، أَنْت خلقته، وَأَنت هديته لِلْإِسْلَامِ، وَأَنت قبضت روحه، وَأَنت أعلم بسريرته وعلانيته، جِئْنَا نشفع لَهُ، اللَّهُمَّ} إِنَّا نستجيره بِحَبل جوارك، إِنَّك ذُو وَفَاء، وَذمَّة، فقه فتْنَة الْقَبْر وَعَذَاب النَّار، اللَّهُمَّ {إِن كَانَ محسنا فزد فِي إحسانه، وَإِن كَانَ مسيئا فَتَجَاوز عَن سيئاته، اللَّهُمَّ} نور لَهُ فِي قَبره، وألحقه بِنَبِيِّهِ. يَقُول ذَلِك فِي كل تَكْبِيرَة، حَتَّى إِذا كَانَ فِي الْآخِرَة قَالَ ذَلِك، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ {صل على مُحَمَّد، وعَلى آل مُحَمَّد، وَبَارك على مُحَمَّد، وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت وباركت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد. اللَّهُمَّ} اغْفِر لأسلافنا، وأفراطنا، اللَّهُمَّ! اغْفِر للْمُسلمين وَالْمُسلمَات، وَالْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات، الْأَحْيَاء مِنْهُم والأموات، ثمَّ ينْصَرف ".

ذكر ما روي في ذلك عن سائر الصحابة والتابعين

(" ذكر مَا رُوِيَ فِي ذَلِك عَن سَائِر الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ") 283 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، قَالَ: حَدثنَا جرير بن حَازِم، قَالَ: سَمِعت نَافِعًا يحدث قَالَ: كَانَ عبد الله بن عمر يَدْعُو لَهُ - يَعْنِي للْمَيت دُعَاء كثيرا، لم أحفظ مِنْهُ إِلَّا: " اللَّهُمَّ {صل عَلَيْهِ، واغفر لَهُ، وَبَارك فِيهِ، وَأوردهُ حَوْض رَسُولك ". 284 - وَحدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: أخبرنَا جرير بن حَازِم، قَالَ: سَأَلت نَافِعًا: هَل كَانَ ابْن عمر يقْرَأ على الْجِنَازَة؟ فَقَالَ: لَا. كَانَ ابْن عمر إِذا كبر على الْجِنَازَة، روح يَده، وَإِذا دَعَا قَالَ هَكَذَا: وَأَشَارَ بإصبعه السبابَة، وَكَانَ يَدْعُو بِدُعَاء كثير لم يحفظه نَافِع، أرى فِيهِ: " اللَّهُمَّ} صل عَلَيْهِ، واغفر لَهُ، وارحمه، وَأوردهُ حَوْض نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَدُعَاء كثيرا لم يحفظه نَافِع ". 285 - وحَدثني يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أخبرنَا أَيُّوب، عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ يُصَلِّي على الْمَيِّت يَقُول: " اللَّهُمَّ! صل عَلَيْهِ، واغفر لَهُ. وَبَارك فِيهِ، وَأوردهُ حَوْض نبيك أَو قَالَ: حَوْض رَسُولك ". قَالَ: وَكَانَ يَدْعُو بِأَكْثَرَ من هَذَا.

في دعاء خفي علي

286 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي مَالك وَيُونُس، وَجَرِير، وَاللَّيْث بن سعد، أَن نَافِعًا أخْبرهُم: أَن ابْن عمر كَانَ إِذا صلى على الْجِنَازَة يَقُول: " اللَّهُمَّ {بَارك فِيهِ، وصل عَلَيْهِ، وَأوردهُ حَوْض رَسُولك - فِي حَدِيث يُونُس وَجَرِير - فِي كَلَام كثير، وَقيام طَوِيل لم يفقهه مِنْهُ نَافِع ". 287 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن لَهِيعَة، عَن بكر بن سوَادَة، عَن زِيَاد بن نعيم الْحَضْرَمِيّ، قَالَ: " صليت إِلَى جنب عبد الله بن عمر على جَنَازَة، فَسَمعته يَقُول: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لي ولوالدي ". 288 - حَدثنَا خلالد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن نَافِع مولى ابْن عمر، قَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس، وَهُوَ يُصَلِّي على جَنَازَة، وَهُوَ يَقُول: " اللَّهُمَّ! اغْفِر لَهُ، وارحمه، وَبَارك فِيهِ، وَأوردهُ حَوْض رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " فِي دُعَاء خَفِي عَليّ. 289 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، قَالَ: سَمِعت يحيى بن سعيد يَقُول: أَخْبرنِي سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، أَن رجلا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَة: كَيفَ أُصَلِّي على الْجِنَازَة؟ فَقَالَ: " أَنا - لعمر

ثم أقول اللهم عبدك أو أمتك كان يعبدك لا يشرك بك شيئا وأنت أعلم به إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مخطئا فتجاوز عنه اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده

الله - أخْبرك {أكبر، ثمَّ أُصَلِّي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ أَقُول: اللَّهُمَّ} عَبدك أَو أمتك، كَانَ يعبدك لَا يُشْرك بك شَيْئا، وَأَنت أعلم بِهِ، إِن كَانَ محسنا فزد فِي إحسانه، وَإِن كَانَ مخطئا فَتَجَاوز عَنهُ، اللَّهُمَّ {لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده ". 290 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يزِيد، قَالَ: أخبرنَا يحيى بن سعيد، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، أَن رجلا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَة، قَالَ: كَيفَ تكبر على الْمَيِّت؟ فَقَالَ: " أَنا - لعمر الله - أخْبرك} أكبر، ثمَّ أُصَلِّي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثمَّ أَقُول: اللَّهُمَّ {هَذَا عَبدك أَو أمتك، كَانَ يعبدك لَا يُشْرك بك شَيْئا " ثمَّ ذكر نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: " وَلَا تفتنا أَو لَا تضلنا بعده ". 291 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا مُسلم بن خَالِد، عَن الْعَلَاء، عَن أَبِيه، قَالَ: " كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يشْهد الْجِنَازَة، فنقوم إِلَى جنبه، فَيَقُول أَبُو هُرَيْرَة: إمرأة أم رجل؟ فَإِن كَانَت امْرَأَة قَالَ: اللَّهُمَّ} إِن كَانَت هَذِه النَّسمَة وَإِن كَانَ رجلا قَالَ: اللَّهُمَّ {إِن كَانَ هَذَا النسم زاكيا فزكه، وصل عَلَيْهِ. وَإِن كَانَ مسيئا، فَتَجَاوز عَنهُ، وارحمه، اللَّهُمَّ} اغْفِر لَهُ، وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان - إِلَى آخرهَا - يَقُول هَذَا فِي كل تَكْبِيرَة من الْأَرْبَع! ".

292 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن الْأَزْرَق بن قيس، قَالَ: سَأَلَ مَرْوَان بن الحكم أَبَا هُرَيْرَة عَن الدُّعَاء للْمَيت؟ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ {أَنْت خلقته، وَأَنت أحييته، وَأَنت أمته، وَأَنت أعلم بِهِ، جئْنَاك شُفَعَاء لَهُ، فَاغْفِر لَهُ ". 293 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن عبد الله بن سَلام، أَنه كَانَ يَقُول: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وَذكرنَا وأنثانا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا. من أحييته منا فأحيه على الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه على الْإِيمَان ". 294 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون بن الْمُغيرَة، عَن عَمْرو، عَن الْحجَّاج، عَن الْوَلِيد أبي مَالك: " أَنه صلى خلف وَاثِلَة بن الْأَسْقَع على جَنَازَة، فَلم يقْرَأ فِيهَا، وَجعل يَقُول: اللَّهُمَّ! اغْفِر لَهُ ".

295 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عبد الْملك، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: أَخْبرنِي زيد الْعمي، قَالَ: سَمِعت أَبَا الصّديق، عَن أبي سعيد، أَنه قَالَ: " كُنَّا إِذا صلينَا على الْمَيِّت قُلْنَا: اللَّهُمَّ {رَبنَا وربه} خلقته، ورزقته، وكفيته، فَاغْفِر لنا وَله، وَلَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده ". 296 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا أَبُو تُمَيْلة، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن أبي إِسْحَاق، عَن أَبِيه، قَالَ: سَمِعت حَبَّة بن جُوَيْن العرني يَقُول لِلْحَارِثِ: يَا أَبَا زُهَيْر {كَيفَ الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ قَالَ: تَقول: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا، وَألف بَين قُلُوبنَا. وَاجعَل قُلُوبنَا على قُلُوب أخيارنا، فَقَالَ لَهُ مُجَاهِد: أما نَحن، فَنَقُول: اللَّهُمَّ {عَبدك، أَنْت خلقته، وَأَنت هديته لِلْإِسْلَامِ، وَأَنت قبضت روحه، وَأَنت أعلم بسره وعلانيته، وَجِئْنَا لنشفع فَاغْفِر لَهُ. فَإِنَّمَا صَلَاتك شَفَاعَة للْمَيت، وَدُعَاء لَهُ ". 297 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، عَن مُحَمَّد بن مُسلم، عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة، قَالَ: " سَأَلت طاووسا عَن الصَّلَاة على الْجَنَائِز؟ فَقَالَ: لَا أعلم شَيْئا خيرا من أَن تَقول: اللَّهُمَّ} اغْفِر لَهُ وارحمه ".

298 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، عَن حَمَّاد، قَالَ: قلت لإِبْرَاهِيم: " يُقَال على الْمَيِّت: اللَّهُمَّ {ألحقهُ بِنَبِيِّهِ، وافسح لَهُ فِي قَبره، وَلَا تضلنا بعده، وَلَا تَحْرِمنَا أجره؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيم: واغفر لنا وَله ". 299 - وحَدثني يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا أَيُّوب وَابْن عون، عَن مُحَمَّد: " أَنه كَانَ يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: اللَّهُمَّ} اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا الْمُسلمين، اللَّهُمَّ {اغْفِر للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات، وَالْمُسْلِمين وَالْمُسلمَات، وَأصْلح ذَات بَينهم، وَألف بَين قُلُوبهم، وَاجعَل قُلُوبهم على قُلُوب خيارهم. اللَّهُمَّ} اغْفِر لعبدك فلَان - إِن علم اسْمه سَمَّاهُ - اللَّهُمَّ {ارْفَعْ دَرَجَته فِي المهديين، واخلفه فِي عقبه فِي الغابرين، واغفر لنا وَله رب الْعَالمين، اللَّهُمَّ} لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده. قَالَ أَيُّوب: وَكَانَ مُحَمَّد يقْرَأ على الْمَيِّت ". 300 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا يزِيد، قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بن سِيرِين يَقُول فِي الصَّلَاة على الْجِنَازَة: " اللَّهُمَّ {اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا الْمُسلمين، اللَّهُمَّ} اغْفِر للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات، وَالْمُسْلِمين وَالْمُسلمَات، وَأصْلح ذَات بَينهم، وَألف بَين قُلُوبهم، وَاجعَل قُلُوبهم على قُلُوب أخيارهم، اللَّهُمَّ {اغْفِر لعبدك فلَان، وَلِأُمَّتِك فُلَانَة، اللَّهُمَّ} اخلفه فِي عقبه فِي الغابرين، اللَّهُمَّ! لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده ".

301 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن ابْن عون، قَالَ: " سَأَلت الشّعبِيّ عَن الدُّعَاء على الْمَيِّت؟ قَالَ: قلت: مَا تَقول؟ قَالَ: مَا أَقُول {؟ أَقُول: اللَّهُمَّ} كرمه بمقامنا، وشفعنا فِيهِ، قَالَ: فظننته اقتضبه ساعتئذ ". 302 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا قُرَّة، عَن الْحسن، أَنه قَالَ فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت؟ قَالَ: " تقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب. قلت: تسميه؟ قَالَ: نعم {قلت: وتنسبه إِلَى أَبِيه؟ قَالَ: لَا. حَسبك أَن تَقول: اللَّهُمَّ} اغْفِر لَهُ ذَنبه، وَأعظم لَهُ أجره، وَنور وأضيء لَهُ قَبره، اللَّهُمَّ {لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تضلنا بعده ". 303 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن إِبْرَاهِيم، عَن الْحسن، أَنه كَانَ يَقُول فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " تكبر، ثمَّ تقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب، ثمَّ تَقول: اللَّهُمَّ} اغْفِر لعبدك فلَان بن فلَان، اللَّهُمَّ {اغْفِر لَهُ ذَنبه، وأضيء لَهُ فِي قَبره، وألحقه بِنَبِيِّهِ، وَيسلم فِي الرَّابِعَة ". 304 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن قيس، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت: " اللَّهُمَّ} اغْفِر لأحيائنا وأمواتنا، وَألف بَين قُلُوبنَا، وَاجعَل قُلُوبنَا على قُلُوب أخيارنا. اللَّهُمَّ! اغْفِر لَهُ، وارحمه، واجعله أخير يَوْم أَتَى عَلَيْهِ، واجعله فِي خير مِمَّا كَانَ فِيهِ، ووسع عَلَيْهِ مداخله، وَلَا تَحْرِمنَا أجره،

والتابعين لهم بإحسان والخالفين بعدهم في الصلاة على الجنازة واختلافهم في الدعاء فيها عليه أن رسول الله

وَلَا تضلنا بعده ". فقد تبين بِالَّذِي روينَا من الْأَخْبَار عَن أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان، والخالفين بعدهمْ فِي الصَّلَاة على الْجِنَازَة. وَاخْتِلَافهمْ فِي الدُّعَاء فِيهَا عَلَيْهِ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يحصر فِي الدُّعَاء فِيهَا أمته على شَيْء مُؤَقّت، وَأَن الَّذِي مضى من فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَيَّام حَيَاته فِي ذَلِك على النَّحْو الَّذِي رُوِيَ عَنهُ من الدُّعَاء على قدر مَا كَانَ يحضرهُ، وعَلى ذَلِك من منهاجه فِي ذَلِك، مضى الْخِيَار من أمته، وَقد روينَا عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " إِذا صليتم على الْجِنَازَة، فأخلصوا لَهُ الدُّعَاء - يَعْنِي الْمَيِّت - ". (" ذكر الرِّوَايَة الْوَارِدَة بذلك عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 305 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة بن الْفضل، عَن ابْن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صليتم على الْجِنَازَة فأخلصوا لَهُ الدُّعَاء ".

يقول إذا صليتم على الجنازة فأخلصوا له الدعاء فالذي ينبغي لكل مصل صلى على جنازة أن يخلص للميت الدعاء بأحسن ما حضره مما قد ذكرناه فإن تعدى ذلك إلى بعض ما روي فيه عن بعض الصحابة والتابعين أو دعا بغير ذلك مما حضره من الدعاء

306 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن بكير، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن سعيد بن الْمسيب وسلمان الْأَغَر مولى جُهَيْنَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا صليتم على الْجِنَازَة فأخلصوا لَهُ الدُّعَاء ". فَالَّذِي يَنْبَغِي لكل مصل صلى على جَنَازَة، أَن يخلص للْمَيت الدُّعَاء بِأَحْسَن مَا حَضَره، مِمَّا قد ذَكرْنَاهُ، فَإِن تعدى ذَلِك إِلَى بعض مَا رُوِيَ فِيهِ عَن بعض الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، أَو دَعَا بِغَيْر ذَلِك مِمَّا حَضَره من الدُّعَاء لَهُ وَالِاسْتِغْفَار، فَجَائِز صَوَاب، وَلَا شَيْء فِي ذَلِك من الدُّعَاء مَحْصُور، لَا يجوز لمصل عَلَيْهِ تجاوزه. (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول خَالِد البَجلِيّ: سَأَلت سعيد بن الْمسيب عَن الصَّلَاة على الْجِنَازَة فزبرني - يَعْنِي بقوله: فزبرني: فَانْتَهرنِي، وَأَصله: الضَّرْب

على الزبرة والزبرة: أَعلَى الْكَاهِل من كل إِنْسَان، ونهيمه: وَهُوَ مَوضِع مُجْتَمع الشّعْر من أَعلَى كَاهِل الْأسد، وَلذَلِك قيل للأسد: مزبراني، كَمَا قَالَ أَوْس بن حجر: (كالمزبراني عِيَال بأوصال ... ) يُقَال مِنْهُ: زبر فلَان فلَانا يزبره زبرا: إِذا ضربه على ذَلِك الْموضع، ثمَّ اسْتعْمل ذَلِك وَكثر حَتَّى قيل لكل منتهر غَيره وزاجره عَن شَيْء: زبره. أما قَول ابْن عون: فظننته اقتضبه ساعتئذ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: اقتضبه: افتعله إبتداء، واقتطعه من الدُّعَاء. وأصل القضب الْقطع. وَمن ذَلِك قيل للقضيب: قضيب؛ لِأَنَّهُ عود قطع من الشّجر. وَإِنَّمَا هُوَ مقضوب بِمَعْنى: مَقْطُوع، صرف إِلَى فعيل. كَمَا قيل للمقتول: قَتِيل، وللمجروح: جريح. يُقَال مِنْهُ: قضب فلَان كَذَا، فَهُوَ يقضبه قضبا، واقتضبه يقتضبه اقتضابا. وَمِنْه قَول ذِي الرمة: (كَأَنَّهُ كَوْكَب فِي إِثْر عفرية ... مُسَوَّم فِي سَواد اللَّيْل منقضب) يَعْنِي بالمنقضب: الْمُنْقَطع من سَائِر الْكَوَاكِب وَغَيره: وَمِنْه قَول الآخر: (لم تدر مَا نسج اليرندج قبله ... وقضاب أعوص دارس متخدد)

ذكر خبر آخر من أخبار عبد الرحمن بن عوف عن النبي

(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 307 - حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَاصِم الْمعَافِرِي، قَالَ: حَدثنَا الْمفضل بن فضَالة، عَن يُونُس بن يزِيد، عَن ابْن شهَاب، عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن أَبِيه، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَيْسَ على مختلس قطع ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلتين: إِحْدَاهمَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ: وَالثَّانيَِة: أَن رَاوِيه مُحَمَّد بن عَاصِم الْمعَافِرِي، وَهُوَ غير مَعْرُوف فِي أهل النَّقْل وَقد وَافق عبد الرَّحْمَن فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول

بعض أصحابه نذكر ما صح عندنا من ذلك بسنده

الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعض أَصْحَابه نذْكر مَا صَحَّ عندنَا من ذَلِك بِسَنَدِهِ. (" ذكر ذَلِك ") 308 - حَدثنَا ابْن بشار وَابْن سِنَان الْقَزاز، قَالَا: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، قَالَ: أخبرنَا ابْن جريج، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو الزبير، قَالَ: قَالَ جَابر: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَيْسَ على منتهب قطع، وَلَا على الخائن، وَلَا على المختلس قطع ". 309 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا مُؤَمل، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن أبي الزبير، عَن جَابر بن عبد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَيْسَ على المختلس، وَلَا على المنتهب،

القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه

وَلَا على الخائن قطع ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: تَحْقِيق قَول من قَالَ: لَا قطع على مختلس بَالِغَة مَا بلغت قيمَة خلسته. وَبِذَلِك من القَوْل عَامَّة عُلَمَاء السّلف وَالْخلف يَقُولُونَ: وَهُوَ الصَّوَاب لدينا من القَوْل، وَإِن كَانَ قد رُوِيَ عَن بعض السّلف الْأَمر بِقطعِهِ. (" ذكر من قَالَ من السّلف: لَا قطع على مختلس ") 310 - حَدثنَا ابْن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، قَالَ: قَرَأت على فُضَيْل، عَن أبي حريز " أَن عَامِرًا حَدثهُ فِي الخلسة، أَن عمار بن يَاسر كتب إِلَى عمر فِي رجل من الأزد يُقَال لَهُ أَيُّوب بن ربقة: اختلس طوقا، فَأدْرك الطوق مَعَه، فَكتب عمر: ذَلِك

عادي الظهيرة لَيْسَ عَلَيْهِ قطع استودعه السجْن، فاستودعه حَتَّى مَاتَ فِيهِ "! 311 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا فُضَيْل أَبُو معَاذ، عَن أبي حريز، عَن الشّعبِيّ: " أَن رجلا اختلس من رجل طوقا نَهَارا، فَرفع ذَلِك إِلَى عمار بن يسَار، قَالَ: فَكتب فِيهِ إِلَى عمر بن الْخطاب قَالَ: فَكتب إِلَيْهِ عمر: إِنَّه العادي ظهرا، فعاقبه، وَلَا تقطعه ". 312 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا بكير بن أبي السميط، عَن قَتَادَة، عَن خلاس بن عَمْرو، أَن عليا قَالَ: " لَا قطع فِي الخلسة، وَلَا فِي الْخِيَانَة ". 313 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن خلاس بن عَمْرو: " أَن عليا رفع إِلَيْهِ رجل قد اختلس، فَلم يقطعهُ ". 314 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، عَن شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن خلاس؛ وَمُحَمّد بن جَعْفَر ومعاذ بن معَاذ، عَن عَوْف بن أبي جميلَة، عَن خلاس، قَالَ: " كَانَ عَليّ لَا يقطع فِي

الدغرة، إِنَّمَا يقطع فِي السّرقَة المستخفى بهَا ". 315 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن يمَان، عَن سُفْيَان، عَن سماك، عَن ابْن الأبرص، عَن عَليّ قَالَ: " لَيْسَ فِي الخلسة قطع ". 316 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن سماك، عَن دثار بن عبيد بن الأبرص، قَالَ: " أُتِي عَليّ بِرَجُل قد سرق من رجل ثوبا، قَالَ: أَكنت تعرفه؟ قَالَ: نعم. فَلم يقطعهُ ". 317 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن سماك بن حَرْب، عَن ابْن عبيد بن الأبرص، قَالَ: " أُتِي عَليّ بِرَجُل استلت ثوب رجل، فَقَالَ: إِنِّي كنت أعرفهُ؟ فخلى عَنهُ ". 318 - وَحدثنَا الرِّفَاعِي أَبُو هِشَام، قَالَ: حَدثنَا يحيى، عَن شُعْبَة، عَن سماك بن حَرْب، عَن ابْن عبيد بن الأبرص: " أَن عليا لم يقطعهُ ". 319 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي

سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن سماك بن حَرْب، عَن ابْن عبيد بن الأبرص، أَن عَليّ بن أبي طَالب، قَالَ: " لَا قطع فِي الخلسة ". 320 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي جرير بن حَازِم، أَنه سمع قَتَادَة يخبر عَن خلاس، عَن عَليّ بن أبي طَالب، أَنه قَالَ: " لَا قطع فِي الخلسة ". 321 - وَحدثنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي، قَالَ: حَدثنَا يحيى، عَن حجاج، عَن الحكم، قَالَ: قَالَ عَليّ: " لَيْسَ على مختلس قطع ". 322 - وَحدثنَا أَبُو هِشَام، قَالَ: حَدثنَا أَبُو خَالِد، عَن عُبَيْدَة، عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: " القفاف والمختلس لَا يقْطَعَانِ ". 323 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا حميد الطَّوِيل: " أَن رجلا اختلس طوقا نَهَارا، فَأتي بِهِ عدي بن أَرْطَأَة، قَالَ: فَأرْسل إِلَى إِيَاس بن مُعَاوِيَة فَسَأَلَهُ: مَا ترى؟ قَالَ: فَقَالَ: اقطعه! قَالَ: فَأرْسل إِلَى الْحسن، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لَا تقطعه، فَإِنَّهُ عادي الظهيرة. قَالَ: فَكتب عدي إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز فِي ذَلِك. قَالَ: فَكتب إِلَيْهِ عمر: إِنَّه عادي الظهيرة، فعاقبه، وَلَا تقطعه ".

وأن المختلس معناه معنى الغاصب ولا قطع على غاصب في قول أحد من أهل العلم وقال آخرون على المختلس ما يجب في مثله القطع القطع

324 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، عَن سعيد - يَعْنِي ابْن عبد الْعَزِيز - عَن رجل اختلس شَيْئا جهارا: هَل تقطع يَده؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِن عُقُوبَة ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة: الْخَبَر الَّذِي ذَكرْنَاهُ قبل، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَأَن المختلس مَعْنَاهُ، معنى الْغَاصِب، وَلَا قطع على غَاصِب فِي قَول أحد من أهل الْعلم. وَقَالَ آخَرُونَ: على المختلس مَا يجب فِي مثله الْقطع: الْقطع { (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 325 - حَدثنَا هناد بن السّري، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن سماك، عَن ابْن عبيد بن الأبرص، قَالَ: " اختلس رجل من رجل رِدَاءَهُ، فَقَامَتْ عَلَيْهِ الشُّهُود. فَقَالَ عَليّ: اقطعوه. فَقَالَ الرجل: إِنَّمَا كنت أَلعَب؟ فَقَالَ: وَكنت تعرفه؟ قَالَ: نعم} فخلى سَبيله ". 326 - وحَدثني يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ أخبرنَا حميد الطَّوِيل " أَن رجلا اختلس طوقا نَهَارا، فَأتي بِهِ عدي بن أَرْطَأَة. قَالَ: فَأرْسل إِلَى إِيَاس بن مُعَاوِيَة، فَسَأَلَهُ. قَالَ: قَالَ: اقطعه ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة: أَن المختلس لص! وَذَلِكَ أَنه يختلس مَا يختلس مِمَّن يختلسه مِنْهُ مستغفلا لَهُ فِي اختلاسه مِنْهُ، فَهُوَ نَظِير الْآخِذ

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب

مَال غَيره مستخفيا بِأَخْذِهِ إِيَّاه، وَذَلِكَ أَن استخفاءه بِأَخْذِهِ ذَلِك استغفال مِنْهُ رب المَال، فَمثله الأخذة اختلاسا. (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول جلاس بن عَمْرو: " كَانَ عَليّ لَا يقطع فِي الدغرة ". والدغرة: هِيَ الخلسة. وَأَصلهَا: الدّفع، وَهُوَ أَن يدْفع المختلس صَاحب الْمَتَاع، فَيَرْمِي بِهِ، ثمَّ يستلب مِنْهُ مَا مَعَه. يُقَال مِنْهُ: دغر فلَان فلَانا فَهُوَ يدغره دغرا. وَمِنْه خبر أم قيس بنت مُحصن، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ للنِّسَاء: " لَا تعذبن أَوْلَادكُنَّ بالدغر ". يَعْنِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالدغر دفع الْمَرْأَة بأصبعها نغانغ الصَّبِي إِذا عذرته، كَمَا قَالَ جرير بن عَطِيَّة: (غمز ابْن مرّة - يَا فرزدق - كينها ... غمز الطَّبِيب نغانغ الْمَعْذُور) آخر حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

مسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

(مُسْند طَلْحَة بن عبيد الله رَضِي الله عَنهُ)

ذكر ما صح عندنا سنده من أخبار طلحة بن عبيد الله عن النبي

(" ذكر مَا صَحَّ عندنَا سَنَده من أَخْبَار طَلْحَة بن عبيد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") (" ذكر مَا رُوِيَ من ذَلِك عَن ابْنه مُوسَى ") 327 - حَدثنِي عَبدة بن عبد الله الصفار وَمُحَمّد بن هَارُون الْقطَّان وَعلي بن حَرْب الْموصِلِي، قَالَ: عَبدة: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشر، وَقَالَ مُحَمَّد بن هَارُون وَعلي بن حَرْب: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر قَالَ: حَدثنَا مجمع بن يحيى الْأنْصَارِيّ، عَن عُثْمَان بن موهب، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله! كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد. وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ".

فقال سمعت الله يقول إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فكيف الصلاة عليك فقال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد

328 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي الحكم بن مَرْوَان، قَالَ: حَدثنَا إِسْرَائِيل، عَن عُثْمَان بن موهب، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله {قد علمنَا السَّلَام عَلَيْك، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد، وعَلى آل مُحَمَّد، وَبَارك على مُحَمَّد، وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت وباركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". 329 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون بن الْمُغيرَة، عَن عَنْبَسَة، عَن عُثْمَان بن موهب، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " أَتَى رجل إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: سَمِعت الله يَقُول: {إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا} . فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ فَقَالَ: " قل اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب

إلا من هذا الوجه والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه والثانية أنه خبر قد حدث به عن موسى بن طلحة غير عثمان بن موهب فقال فيه عن موسى بن طلحة عن زيد بن خارجة الأنصاري عن النبي

الآخرين سقيما، غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن طَلْحَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ { وَالثَّانيَِة: أَنه خبر، قد حدث بِهِ عَن مُوسَى بن طَلْحَة، غير عُثْمَان بن موهب، فَقَالَ فِيهِ: عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن زيد بن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم يقل عَن أَبِيه} وَالثَّالِثَة: اضْطِرَاب الروَاة فِي أَلْفَاظه، وَزِيَادَة بَعضهم على بعض فِيهَا، مَعَ نقلهم ذَلِك جَمِيعًا، عَن رجل وَاحِد {وَذَلِكَ - عِنْدهم - من بَين الدَّلِيل على وهائه} (" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن مُوسَى بن طَلْحَة فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ عَن زيد بن خَارِجَة ") 330 - حَدثنِي مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا هِشَام المَخْزُومِي، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَاحِد، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن حَكِيم، قَالَ: حَدثنِي خَالِد بن سَلمَة، قَالَ: سَمِعت مُوسَى بن طَلْحَة - وَسَأَلَهُ عبد الحميد -: كَيفَ الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: سَأَلَهُ زيد بن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ؟ فَقَالَ: سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقلت: يَا رَسُول الله! كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " صلوا، ثمَّ قُولُوا: اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد، وَآل مُحَمَّد كَمَا باركت على

وقولوا اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد وقد شارك في رواية هذا الخبر عن رسول الله

إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". قَالَ أَبُو جَعْفَر: 331 - وَوجدت فِي كتابي، عَن الْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار - وَلَا أذكر سَمَاعا - عَن مَرْوَان بن مُعَاوِيَة، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن حَكِيم الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدثنِي خَالِد بن سَلمَة المَخْزُومِي، قَالَ: حَدثنِي مُوسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله، عَن زيد بن خَارِجَة - أخي بني فهر - قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله {قد عرفنَا كَيفَ السَّلَام عَلَيْك، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " صلوا على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقُولُوا: اللَّهُمَّ} بَارك على مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد ". وَقد شَارك فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر - عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طَلْحَة - جمَاعَة من الصَّحَابَة نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك بِسَنَدِهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه: الْبَيَان إِن شَاءَ الله.

ذكر ذلك

(" ذكر ذَلِك ") 332 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا الحكم بن بشير، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو - يَعْنِي ابْن قيس - عَن الحكم بن عتيبة، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن كَعْب قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله {قد علمنَا كَيفَ نسلم عَلَيْك، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ فَقَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد. وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، وَالسَّلَام عَلَيْهِ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ".

فقلنا قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

333 - حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، قَالَ: سَمِعت ابْن أبي ليلى، قَالَ: لَقِيَنِي كَعْب بن عجْرَة، فَقَالَ: أَلا أهدي إِلَيْك هَدِيَّة؟ " خرج علينا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقُلْنَا: قد عرفنَا كَيفَ نسلم عَلَيْك، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: قُولُوا: " اللَّهُمَّ {صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد. اللَّهُمَّ} بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". 334 - حَدثنَا هَارُون بن إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن يزِيد بن أبي زِيَاد، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن كَعْب بن عجْرَة، قَالَ: " لما نزلت: {إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي} . قَالُوا: كَيفَ نصلي عَلَيْك يَا نَبِي الله {؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد. وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". قَالَ: وَنحن نقُول: وعلينا مَعَهم قَالَ يزِيد: فَلَا أَدْرِي، شَيْء زَاده ابْن أبي ليلى من قبل نَفسه، أَو شَيْء رَوَاهُ عَن كَعْب؟ .

فقال يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال تقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم

335 - وحَدثني مُحَمَّد بن خلف، قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر، عَن مُجَاهِد، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن كَعْب بن عجْرَة، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله {هَذَا السَّلَام عَلَيْك قد عَرفْنَاهُ، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ فَقَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم. وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد ". 336 - وحَدثني مُحَمَّد بن خلف، قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة، عَن سُفْيَان، عَن يزِيد بن أبي زِيَاد، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن كَعْب بن عجْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ. 337 - وحَدثني زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبي زَائِدَة، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي، عَن مَالك بن مغول، عَن الحكم بن عتيبة، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى: " أَن كَعْب بن عجْرَة، قَالَ لَهُ، وَهُوَ يطوف بِالْبَيْتِ: أَلا أهدي لَك هَدِيَّة؟ قلت: بلَى {قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا رَسُول الله} هَذَا السَّلَام عَلَيْك قد عَرفْنَاهُ، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " تَقول: اللَّهُمَّ! صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم،

قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد

إِنَّك حميد مجيد ". 338 - وحَدثني جَعْفَر بن مُحَمَّد الْكُوفِي - بياع البرود - قَالَ: حَدثنَا يعلى، عَن الْأَجْلَح، عَن الحكم بن عتيبة، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن كَعْب بن عجْرَة؛ قَالَ: " لما نزلت: {إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي، يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا} . قُمْت إِلَيْهِ؛ فَقلت: السَّلَام عَلَيْك قد عَرفْنَاهُ، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك يَا رَسُول الله {؟ " قَالَ: قل: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد. وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". 339 - وحَدثني ابْن شَيبَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن قيس بن سعد، عَن الحكم بن عتيبة، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن كَعْب بن عجْرَة، " أَن أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالُوا: يَا رَسُول الله! هَذَا السَّلَام عَلَيْك قد

علمناه، فَكيف الصَّلَاة؟ قَالَ: قُولُوا: " اللَّهُمَّ {صل على آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد. وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". 340 - وحَدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زرْعَة وهب بن رَاشد، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة، قَالَ: حَدثنِي ابْن الْهَاد، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن خباب، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله} هَذَا التَّسْلِيم عَلَيْك، كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ {صل على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم. وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم ". 341 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: أخبرنَا أبي وَشُعَيْب بن اللَّيْث، عَن اللَّيْث، عَن يزِيد بن الْهَاد، عَن عبد الله بن خباب، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله} هَذَا السَّلَام عَلَيْك، كَيفَ نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ! صل [على]

رجل فقال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال فغضب رسول الله حتى وددنا أن الرجل الذي سأله لم يسأله قال إذا صليتم علي فقولوا اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم

مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم. وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم ". 342 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن مخلد، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر، عَن يزِيد بن عبد الله بن الْهَاد، عَن عبد الله بن خباب، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله {هَذَا السَّلَام عَلَيْك قد عرفنَا، فَكيف الصَّلَاة؟ فَقَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم، وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم ". 343 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن خَالِد، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد، قَالَ: حَدثنِي عقبَة بن عَمْرو، قَالَ: أَتَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله {أما السَّلَام عَلَيْك فقد عَرفْنَاهُ، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: فَغَضب رَسُول الله، حَتَّى وَدِدْنَا أَن الرجل الَّذِي سَأَلَهُ، لم يسْأَله. قَالَ: " إِذا صليتم عَليّ فَقولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ".

حتى جلس بين يديه فقال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فما الصلاة فأخبرنا كيف نصلي عليك فصمت رسول الله

344 - حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا زُهَيْر، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث، عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد، عَن عقبَة بن عَمْرو، قَالَ: أَتَى رجل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى جلس بَين يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله {أما السَّلَام عَلَيْك، فقد عَرفْنَاهُ، فَمَا الصَّلَاة؟ فَأخْبرنَا كَيفَ نصلي عَلَيْك؟ فَصمت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى وَدِدْنَا أَن الرجل الَّذِي سَأَلَهُ لم يسْأَله، ثمَّ قَالَ: " إِذا صليتم عَليّ، فَقولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد ". 345 - وحَدثني عبيد الله بن يُوسُف الجبيري، قَالَ: أخبرنَا عُثْمَان بن عمر، قَالَ: أخبرنَا مَالك، عَن نعيم المجمر، عَن مُحَمَّد،

فقال له بشير بن سعد يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال فسكت حتى جاءه الوحي قال فتربد له وجهه فقال تقولون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما

عَن أبي مَسْعُود، قَالَ: قيل يَا رَسُول الله {كَيفَ نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". 346 - وحَدثني أَبُو حَفْص الجبيري، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن مسعد، عَن مَالك بن أنس، عَن نعيم بن عبد الله المجمر، عَن مُحَمَّد بن زيد، عَن أَبِيه، قَالَ: كُنَّا عِنْد سعد بن عبَادَة، فَأَتَانَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ لَهُ بشير بن سعد: يَا رَسُول الله {كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: فَسكت حَتَّى جَاءَهُ الْوَحْي، قَالَ: فتربد لَهُ وَجهه، فَقَالَ: " تَقولُونَ: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، اللَّهُمَّ {بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم فِي الْعَالمين إِنَّك حميد مجيد، وَالسَّلَام قد علمْتُم ". 347 - وحَدثني أَحْمد بن الْفرج الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي فديك، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد بن قيس، عَن نعيم بن عبد الله المجمر، عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سُئِلَ كَيفَ نصلي عَلَيْك يَا رَسُول الله} ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ! صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت وباركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، وَالسَّلَام قد علمْتُم ".

من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم شهدت له يوم

348 - حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء، قَالَ: حَدثنَا إِسْحَاق بن سُلَيْمَان، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن عبد الرَّحْمَن - مولى سعيد بن الْعَاصِ - قَالَ: أَخْبرنِي حَنْظَلَة بن عَليّ، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من قَالَ: اللَّهُمَّ {صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، وترحم على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا ترحمت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، شهِدت لَهُ يَوْم الْقِيَامَة بِشَهَادَة، وشفعت لَهُ بشفاعة ". 349 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب الْموصِلِي، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن يزِيد الْعَدوي، عَن عمر بن صهْبَان، عَن زيد بن أسلم، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله} قد علمنَا السَّلَام عَلَيْك، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ! صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، وَبَارك

القول في البيان عن معاني هذه الأخبار

على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم ". 350 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن أبي دَاوُد، عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله {قد علمنَا كَيفَ السَّلَام عَلَيْك، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} اجْعَل صلواتك، ورحمتك، وبركاتك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا جَعلتهَا على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". 351 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل، عَن أبي دَاوُد، عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله {هَذَا السَّلَام عَلَيْك قد عَرفْنَاهُ، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَن مَعَاني هَذِه الْأَخْبَار ") إِن قَالَ لنا قَائِل: قد علمت اخْتِلَاف أَلْفَاظ هَذِه الْأَخْبَار، وَزِيَادَة بعض رواتها فِي رِوَايَته مَا روى من ذَلِك على بعض، وتقصير بَعضهم

فمحسن وإنما اختلاف الرواة في رواياتهم ما رووا عن رسول الله

مَا روى مِنْهُ عَن رِوَايَة غَيره: فَمَا الصَّوَاب من ذَلِك عنْدك، وَالصَّحِيح من الرِّوَايَة فِيهِ؟ . قيل: كل ذَلِك - عندنَا - صَوَاب صَحِيح ( {) وَأي ذَلِك اسْتَعْملهُ مُسْتَعْمل فِي الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فمحسن (} ) وَإِنَّمَا اخْتِلَاف الروَاة فِي رواياتهم مَا رووا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَظِير اخْتلَافهمْ فِي رواياتهم مَا رووا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي دُعَائِهِ للْمَيت فِي الصَّلَاة على الْجِنَازَة، إِذْ كَانَ الْمُصَلِّي عَلَيْهَا مُخَيّرا فِي دُعَائِهِ لَهُ حِينَئِذٍ أَن يتَخَيَّر مَا شَاءَ وَأحب من الدُّعَاء بعد أَن يَدْعُو للْمَيت بِخَير. وَإِن كَانَ أحب ذَلِك - إِلَيْنَا - أَن يَدْعُو لَهُ بِهِ: أفضله وأبلغه، فَكَذَلِك الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دُعَاء لَهُ، فَأَحبهُ - إِلَيْنَا - أفضله وأبلغه فِي الدُّعَاء لَهُ، وَالْمَسْأَلَة. وَإِن كَانَ أدناه مجزئا، إِذْ كَانَ الْمُسلمُونَ غير مَحْصُورين من ذَلِك على دُعَاء لَا يتَجَاوَز فِيهِ، وَلَا يقصر عَنهُ. وَلما قُلْنَا: من أَن الْمُسلمين غير مَحْصُورين فِي ذَلِك على أَمر لَا يُزَاد فِيهِ، وَلَا ينقص مِنْهُ: اخْتلفت الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِيهِ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والْآثَار المنقولة عَن الصَّحَابَة { فَإِن قَالَ لنا قَائِل: فاذكر لنا بعض الْآثَار المنقولة عَن الصَّحَابَة باختلافهم فِي ذَلِك؛ لنعلم بذلك حَقِيقَة مَا وصفت: أَن الْمُسلمين غير مَحْصُورين فِي ذَلِك على دُعَاء بِعَيْنِه دون غَيره من الدُّعَاء} قيل: 352 - حَدثنَا مُحَمَّد بن وَزِير بن قيس الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا نوح بن قيس، عَن سَلامَة الْكِنْدِيّ، قَالَ: " كَانَ عَليّ بن أبي طَالب - رضوَان الله عَلَيْهِ - يعلم النَّاس الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: قُولُوا اللَّهُمَّ! داحي المدحوات، وباريء المسموكات،

وجبار الْقُلُوب على فطرتها: شقيها، وسعيدها {اجْعَل شرائف صلواتك، ونوامي بركاتك، ورأفة تحننك على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك، الْخَاتم لما سبق، والفاتح لما أغلق، والمعلن الْحق بِالْحَقِّ، والدامغ جيشات الأباطيل، كَمَا حمل فاضطلع بِأَمْرك لطاعتك مستوفزا فِي مرضاتك. لغير نكل فِي قدم، وَلَا وَهن فِي عزم، واعيا لوحيك، حَافِظًا لعهدك، مَاضِيا على نَفاذ أَمرك حَتَّى أورى قبسا لقابس. آلَاء الله تصل بأَهْله أَسبَابه، بِهِ هديت الْقُلُوب بعد خوضات الْفِتَن وَالْإِثْم، موضحات الْأَعْلَام، ومنيرات الْإِسْلَام، وثائرات الْأَحْكَام، فَهُوَ أمينك الْمَأْمُون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يَوْم الدّين، وبعيثك نعْمَة، وَرَسُولك بِالْحَقِّ رَحْمَة، اللَّهُمَّ} أفسح لَهُ مفتسحا فِي عدلك واجزه مضاعفات الْخَيْر من فضلك، لَهُ مهنيات غير مكدرات، من فوز ثوابك الْمَعْلُول، وجزل عطائك المحلول، اللَّهُمَّ! عل على بِنَاء البنائين بناءه، وَأكْرم مثواه لديك ونزله، وأتمم لَهُ نوره، واجزه من ابتعاثك لَهُ مَقْبُول الشَّهَادَة، مرضِي الْمقَالة، ذَا منطق عدل، وخطة فضل، وَحجَّة وبرهان عَظِيم ".

فأحسنوا عليه الصلاة قالوا علمنا قال قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك على سيد المسلمين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به

353 - حَدثنَا نصر بن عبد الرَّحْمَن الأودي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو قطن، عَن المَسْعُودِيّ، عَن عون بن عبد الله، عَن أبي فَاخِتَة، عَن الْأسود، عَن عبد الله، قَالَ: " إِذا صليتم على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأحْسنُوا عَلَيْهِ الصَّلَاة {قَالُوا: علمنَا} قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ {اجْعَل صلواتك، وبركاتك، ورحمتك على سيد الْمُسلمين، وَإِمَام الْمُتَّقِينَ، وَخَاتم النَّبِيين، مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك، إِمَام الْخَيْر، وقائد الْخَيْر، وَرَسُول الرَّحْمَة. اللَّهُمَّ} ابعثه مقَاما مَحْمُودًا، يغبطه بِهِ الْأَولونَ وَالْآخرُونَ، صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد، وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ".

مخير في الصلاة عليه بأي هذه الصلوات التي جاءت بها الآثار وقالتها العلماء من الصحابة وغير ذلك مما شاء المصلي عليه أن يصلي عليه بعد أن يكون ذلك دعاء له بما يثبت فهل الصلاة عليه فرض واجب أم هي نافلة فضل فإن قلت هي فرض واجب

فَإِن قَالَ: قد علمنَا صِحَة مَا ذكرت من أَن الْمُصَلِّي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُخَيّر فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ بِأَيّ هَذِه الصَّلَوَات الَّتِي جَاءَت بهَا الْآثَار، وقالتها الْعلمَاء من الصَّحَابَة، وَغير ذَلِك مِمَّا شَاءَ الْمُصَلِّي عَلَيْهِ أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ، بعد أَن يكون ذَلِك دُعَاء لَهُ بِمَا يثبت: فَهَل الصَّلَاة عَلَيْهِ فرض وَاجِب، أم هِيَ نَافِلَة فضل؟ فَإِن قلت: هِيَ فرض وَاجِب. فَفِي أَي حَال هِيَ لَازِمَة الْمَرْء الْمُسلم؟ وَإِن قلت: هِيَ نَافِلَة فضل. فَمَا الْبُرْهَان على صِحَة ذَلِك؟ فَظَاهر التَّنْزِيل بذلك ظَاهر مر. وَمن قَوْلك إِن مَا كَانَ فِي كتاب الله أَو خبر عَن رَسُول الله. - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أَمر، فَهُوَ على الْفَرْض دون النّدب إِلَّا أَن تقوم حجَّة للْعُذْر قَاطِعَة بِأَنَّهُ على النّدب دون الْفَرْض؟ قيل: الصَّلَاة الَّتِي أَمر الله - جلّ ذكره - بهَا عباده الْمُؤمنِينَ على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي كِتَابه بقوله: {إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي، يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا} : ندب من الله - جلّ ثَنَاؤُهُ - عباده الْمُؤمنِينَ إِلَيْهَا، ونافلة فضل من فاعلها، إِذا فعلهَا، وَلَا حَال من الْأَحْوَال هِيَ أولى بِالصَّلَاةِ فِيهَا عَلَيْهِ من غَيرهَا، بل من الْحق أَن يصلى عَلَيْهِ فِي كل حَال، وَإِن كَانَ قد رُوِيَ عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَخْبَار بِأَنَّهُ كَانَ يَأْمر بذلك فِي بعض أَحْوَال الْمَرْء أَكثر مِمَّا كَانَ يَأْمر بِهِ فِي غَيره من الْأَحْوَال، وَذَلِكَ حَال ذكر اسْمه أَو سَمَاعه ذكر اسْمه من غَيره، وَفِي يَوْم الْجُمُعَة: فِي أسانيدها نظر، وَذَلِكَ مَا:

أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة وإن أحدا لا يصلي علي إلا عرضت صلاته علي حتى يفرغ منها قال قلت وبعد الموت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء

354 - حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب، قَالَ: حَدثنَا عمي عبد الله بن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، عَن سعيد بن أبي هِلَال، عَن زيد بن أَيمن، عَن عبَادَة بن نسي، عَن أبي الدَّرْدَاء، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَكْثرُوا عَليّ الصَّلَاة يَوْم الْجُمُعَة؛ فَإِنَّهُ يَوْم مشهود، تشهده الْمَلَائِكَة، وَإِن أحدا لَا يُصَلِّي عَليّ إِلَّا عرضت صلَاته عَليّ حَتَّى يفرغ مِنْهَا، قَالَ: قلت: وَبعد الْمَوْت؟ قَالَ: إِن الله حرم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء ". 355 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن أبي حرَّة، عَن الْحسن، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:

قال قال لي جبريل شقي عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين

" أَكْثرُوا الصَّلَاة عَليّ يَوْم الْجُمُعَة ". 356 - حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الضراري، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن نَافِع، قَالَ: حَدثنَا عِصَام، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر بن عبد الله، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " قَالَ لي جِبْرِيل: شقي عبد ذكرت عِنْده، فَلم يصل عَلَيْك، فَقلت: آمين ". 357 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا أَبُو حرَّة، عَن الْحسن، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

من ذكرت عنده فلم يصل علي قال أحدهما فقد خطيء طريق الجنة وقال الآخر فقد نسي طريق الجنة

: " كفى بِهِ شحا أَن أذكر عِنْد الرجل، فَلَا يُصَلِّي عَليّ ". 358 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا الْقَاسِم بن عَمْرو الْعَبْدي، عَن أبي جَعْفَر وَأَيوب، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي جَعْفَر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ - قَالَ أَحدهمَا: فقد خطيء طَرِيق الْجنَّة، وَقَالَ الآخر: فقد نسي طَرِيق الْجنَّة ".

في كتابه بمعنى الندب لإجماع جميع المتقدمين والمتأخرين من علماء الأمة على أن ذلك غير لازم فرضا أحدا حتى يكون تاركه من ذلك في حال أخرى ولو كان ذلك فرضا في حال كسائر الفروض أثم بتركه فيها تاركه ولزمه قضاؤه في حال أخرى كما يلزم

فِي نَظَائِر لهَذِهِ الْأَخْبَار كرهنا استيعابها، اسْتغْنَاء بِمَا ذكرنَا، من ذَلِك عَمَّا لم يذكر مِنْهُ. وَإِنَّمَا قُلْنَا الْأَمر الَّذِي أَمر الله بِهِ - جلّ ثَنَاؤُهُ - من الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي كِتَابه بِمَعْنى النّدب، لإِجْمَاع جَمِيع الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين من عُلَمَاء الْأمة، على أَن ذَلِك غير لَازم فرضا أحدا، حَتَّى يكون تَاركه من ذَلِك فِي حَال أُخْرَى. وَلَو كَانَ ذَلِك فرضا فِي حَال، كَسَائِر الْفُرُوض أَثم بِتَرْكِهِ فِيهَا تَاركه، وَلَزِمَه قَضَاؤُهُ فِي حَال أُخْرَى، كَمَا يلْزم تَارِك الصَّلَاة فِي وَقتهَا أَدَاؤُهَا فِي وَقت آخر، وَإِن خرج وَقتهَا، وتارك صَوْم يَوْم من شهر رَمَضَان قَضَاؤُهُ فِي يَوْم آخر، وَغير ذَلِك من سَائِر الْفُرُوض الَّتِي أوجبهَا الله على عباده، وألزمهم الْعَمَل بهَا، فَلَمَّا كَانَ إِجْمَاعًا من جَمِيع الْأمة: أَن الْعَمَل بذلك غير فرض على أحد من النَّاس فِي حَال إِذا أَخّرهُ عَنْهَا لزمَه قَضَاؤُهُ،

وهو يعلم أنه لم يصل عليه أن صلاته فاسدة عليه استقبالها وأنه إن سلم ناسيا الصلاة عليه فعليه إن كان قريبا أن يعود فيجلس فيصلي على النبي

وَكَانَ تَأْخِيره إِيَّاه عَنْهَا مضيعا فرضا لله عَلَيْهِ، علم أَن الْأَمر من الله - تَعَالَى ذكره - بِهِ على مَا بَينا من وَجه النّدب لَا على وَجه الْفَرْض والإلزام. فَإِن قَالَ: وَكَيف يدعى من الْأمة إِجْمَاعًا على مَا قلت، وَقد علمت أَن بعض الْمُتَأَخِّرين كَانَ يزْعم أَن ذَلِك فرض وَاجِب فِي الصَّلَاة، وَأَن من تشهد التَّشَهُّد الآخر من صلَاته، ثمَّ سلم عَامِدًا قبل أَن يُصَلِّي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يعلم أَنه لم يصل عَلَيْهِ، أَن صلَاته فَاسِدَة عَلَيْهِ استقبالها، وَأَنه إِن سلم نَاسِيا الصَّلَاة عَلَيْهِ، فَعَلَيهِ إِن كَانَ قَرِيبا أَن يعود، فيجلس فَيصَلي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَيسْجد سَجْدَتي السَّهْو، وَعَلِيهِ إِن كَانَ قد تبَاعد من مَوْضِعه أَن يبتديء صلَاته، وَيسْتَقْبل قضاءها. وَقد علمت - مَعَ ذَلِك - مَا: 359 - حَدثكُمْ بِهِ ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حَمْزَة، عَن جَابر، عَن أبي جَعْفَر، عَن أبي مَسْعُود، قَالَ: " لَو صليت صَلَاة لم أصل فِيهَا على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ظَنَنْت أَن صَلَاتي لم تتمّ ". قيل لَهُ: أما الَّذِي ذكرت قَوْله من الْمُتَأَخِّرين، فَإِنَّهُ لن يَخْلُو أمره فِيمَا قَالَ من ذَلِك من أحد أَمريْن: إِمَّا أَن يكون قَالَ ذَلِك، وَهُوَ عَالم بالأخبار الْوَارِدَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِخِلَاف مَا قَالَ، وعارف بِمَا مضى عَلَيْهِ

وما مضى عليه السلف وأجمع عليه الخلف واستفاض به نقل الأمة في ذلك وراثة عن نبيها

السّلف من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، وَمن بعدهمْ من الخالفين من تخطئتهم مَا قَالَ من ذَلِك، وَأَن الْأمة على تخطئتها مَا قَالَ بأجمعها مجمعون، فَاسْتقْبل ذَلِك كُله بِالرَّدِّ، وتلقاه بالنكير، واخترع لنَفسِهِ قولا لذَلِك كُله مُخَالفا؛ فَإِن يكن أمره فِي ذَلِك كَذَلِك، فَلَا يخفى سوء اخْتِيَاره مَا اخْتَار من القَوْل الَّذِي ذكرت فِي ذَلِك إِلَّا على جَاهِل بِحكم الله، وَحكم رَسُوله فِيهِ، أَو على مسلوب عقله، قد رفع عَنهُ الْقَلَم، أَو يكون قَالَ ذَلِك، وَهُوَ غير عَالم بِمَا ذكرت من أَخْبَار رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمَا مضى عَلَيْهِ السّلف، وَأجْمع عَلَيْهِ الْخلف، واستفاض بِهِ نقل الْأمة فِي ذَلِك وراثة عَن نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذَلِك أعظم عَلَيْهِ فِي البلية، وأجسم فِي الْمُصِيبَة؛ لِأَن من جهل مثل ذَلِك من أَمر الدّين لم تسعه الْفتيا فِيهِ، وَلَا الْعَمَل فِيمَا نابه فِي نَفسه من أَحْكَام أَمر الله، وَأَحْكَام رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا تقليدا لغيره من عُلَمَاء الْأمة، واتباعا لبَعض الْأَئِمَّة على نَحْو مَا يعْمل فِي ذَلِك بعض الْعَامَّة من فزعه فِيمَا نابه من ذَلِك إِلَى بعض الْخَاصَّة ليعرفه الْوَاجِب عَلَيْهِ فِيهِ، فَيعْمل بِهِ. فَإِن قَالَ لنا: فاذكر بعض مَا حضرك من الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَن أَصْحَابه، وَغَيرهم من الْأَئِمَّة الماضين الَّذين ذكرت أَن قَائِل الْمقَالة الَّتِي ذَكرنَاهَا لَك خالفهم فِي ذَلِك، لنعرف بذلك صِحَة مَا قلت؟ قيل: فِي إِجْمَاع عُلَمَاء الْأَمْصَار على نَكِير ذَلِك كِفَايَة كَافِيَة من ذكر غَيره، والاستشهاد على خطئه بِشَيْء سواهُ، وَلَكنَّا نذْكر بعض ذَلِك احتسابا منا فِيمَا عظمت غباوته، واشتدت حيرته، وَكَانَ مغفلة فِي دينه وَمَا نابه فِيهِ جهالته، لَعَلَّ الله أَن ينقذه من هَلَكته! 360 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن شَقِيق، عَن عبد الله بن مَسْعُود، قَالَ: " كُنَّا نقُول فِي الصَّلَاة خلف النَّبِي

السلام على الله السلام على فلان فقال لنا النبي

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: السَّلَام على الله، السَّلَام على فلَان {فَقَالَ لنا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَات يَوْم: " إِن الله هُوَ السَّلَام، فَإِذا قعد أحدكُم فِي الصَّلَاة، فَلْيقل: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله، وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين. فَإِذا قَالَهَا أَصَابَت كل عبد صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض: أشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. قَالَ: ثمَّ ليتخير من الْمَسْأَلَة، مَا شَاءَ ". 361 - حَدثنَا مُحَمَّد بن مقَاتل الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا يعلى بن عبيد، قَالَ: حَدثنَا الْأَعْمَش، عَن شَقِيق بن سَلمَة، عَن عبد الله بن مَسْعُود، قَالَ: " كُنَّا إِذا صلينَا خلف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قُلْنَا: السَّلَام على الله قبل عباده، السَّلَام على فلَان وَفُلَان، فَأقبل علينا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " إِن الله هُوَ السَّلَام؛ فَإِذا جلستم فِي الصَّلَاة، فَقولُوا: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي} وَرَحْمَة الله، وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين - فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمُوهَا أَصَابَت كل عبد صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض - أشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، ثمَّ ليتخير مَا شَاءَ ".

في الصلاة قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على جبريل السلام على ميكائل السلام على فلان السلام على فلان يعني الملائكة فانصرف إلينا رسول الله فقال إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله

362 - حَدثنَا ابْن مقَاتل، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زُهَيْر عبد الرَّحْمَن بن مغراء، عَن الْأَعْمَش، عَن شَقِيق بن سَلمَة، قَالَ: قَالَ عبد الله بن مَسْعُود: " كُنَّا إِذا جلسنا خلف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الصَّلَاة، قُلْنَا: السَّلَام على الله قبل عباده، السَّلَام على جِبْرِيل، السَّلَام على ميكائل، السَّلَام على فلَان، السَّلَام على فلَان - يَعْنِي الْمَلَائِكَة - فَانْصَرف إِلَيْنَا رَسُول الله، فَقَالَ: " إِن الله هُوَ السَّلَام، فَإِذا جلس أحدكُم فِي الصَّلَاة، فَلْيقل: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي {وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته؛ السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين - فَإِنَّهُ إِذا قَالَ ذَلِك أصَاب كل عبد صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض - أشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، ثمَّ يتَخَيَّر لنَفسِهِ مَا شَاءَ من الدُّعَاء ". 363 - حَدثنِي مُحَمَّد بن يحيى الْقطعِي، قَالَ: حَدثنَا عبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود، عَن أَبِيه، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن مَسْعُود، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علمه التَّشَهُّد فِي الصَّلَاة، قَالَ: كُنَّا نَحْفَظهُ عَن عبد الله بن مَسْعُود، كَمَا نَحْفَظ حُرُوف الْقُرْآن، قَالَ: جلس على وركه الْيُسْرَى، قَالَ: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي} وَرَحْمَة الله، وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين، أشهد أَلا إِلَه إِلَّا [الله] ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده

في وسط الصلاة وفي آخرها عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال علمني رسول الله

وَرَسُوله، ثمَّ يَدْعُو لنَفسِهِ، ثمَّ يسلم وينصرف ". 364 - وحَدثني عبيد الله بن سعد الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا عمي، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن ابْن إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبرنِي عَن تشهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي وسط الصَّلَاة، وَفِي آخرهَا: عبد الرَّحْمَن بن الْأسود بن يزِيد النَّخعِيّ، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن مَسْعُود، قَالَ: " عَلمنِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي وسط الصَّلَاة، وَفِي آخرهَا: إِذا جلس على وركه الْيُسْرَى: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي! وَرَحْمَة الله، وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا، وعَلى عباد الله الصَّالِحين، أشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. قَالَ: ثمَّ إِن كَانَ وسط الصَّلَاة، نَهَضَ حِين يفرغ من تشهده، وَإِن كَانَ فِي آخرهَا دَعَا بِمَا شَاءَ أَن يَدْعُو بِهِ، ثمَّ يسلم ". 365 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا إِسْحَاق يحدث، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله بن مَسْعُود، أَنه قَالَ: " أَلا وَإِنَّا كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نقُول فِي كل

علم فواتح الخير وجوامعه وخواتمه فقال إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا

رَكْعَتَيْنِ، غير أَن نُسَبِّح، ونكبر، وَنَحْمَد رَبنَا، وَإِن مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علم فواتح الْخَيْر، وجوامعه وخواتمه، فَقَالَ: " إِذا قعدتم فِي كل رَكْعَتَيْنِ، فَقولُوا: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي {وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين، أشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. ثمَّ ليتخير أحدكُم من الدُّعَاء أعجبه إِلَيْهِ، فَليدع بِهِ ربه ". 366 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن حجاج، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَحوه. 367 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر، عَن عَاصِم، عَن الْمسيب بن رَافع، عَن عبد الله، قَالَ: " كُنَّا نسلم على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الصَّلَاة، قَالَ: فَسلمت عَلَيْهِ، فَلم يجبني} وَقَالَ: إِن الله تبَارك وَتَعَالَى يحدث فِي أمره مَا يَشَاء، وَإنَّهُ قد أحدث أَن لَا تكلمُوا فِي الصَّلَاة، ثمَّ علمنَا التَّشَهُّد: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي! وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين - فَإِذا قلت ذَلِك: لم تدع لله عبدا فِي السَّمَاء وَالْأَرْض إِلَّا قد - يَعْنِي دَعَوْت لَهُ -: أشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. ثمَّ يتَخَيَّر أحدكُم مَا أحب من الْكَلَام ".

إذا تشهد أحدكم فليقل اللهم إني أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال

368 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة. وَعَن حسان بن عَطِيَّة، عَن مُحَمَّد بن أبي عَائِشَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا تشهد أحدكُم، فَلْيقل: اللَّهُمَّ {إِنِّي أعوذ بك من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ". 369 - وحدثناه - مرّة أُخْرَى - أَبُو كريب - زَاد فِيهِ -: " فليستعذ بِاللَّه من أَربع يَقُول: اللَّهُمَّ} إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن شَرّ فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ". 370 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: حَدثنَا حسان بن عَطِيَّة، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي عَائِشَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا فرغ أحدكُم من التَّشَهُّد، فليتعوذ من هَذِه الْأَرْبَع: من عَذَاب الْقَبْر، وَمن عَذَاب النَّار، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ". 371 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، قَالَ: حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي حسان بن عَطِيَّة، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي عَائِشَة، أَنه قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا فرغ أحدكُم من التَّشَهُّد، فليتعوذ بِاللَّه من أَربع: من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن شَرّ فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ". قَالَ ابْن البرقي: قَالَ

لأعرابي ما تقول إذا جلست في الصلاة قال فذكر التشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار ولا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ قال عليهما أدندن أنا ومعاذ

عَمْرو: قَالَ الْأَوْزَاعِيّ: " ثمَّ يَدْعُو بعد بِمَا بدا لَهُ " 372 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن أبي صَالح، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأعرابي: مَا تَقول: إِذا جَلَست فِي الصَّلَاة؟ قَالَ: فَذكر التَّشَهُّد، وَأَقُول: اللَّهُمَّ {إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة، وَأَعُوذ بك من النَّار، وَلَا أَدْرِي مَا دندنتك ودندنة معَاذ؟ قَالَ: " عَلَيْهِمَا أدندن أَنا ومعاذ ". 373 - حَدثنِي مُحَمَّد بن الْهَيْثَم قَالَ: حَدثنَا سعيد بن حَفْص، قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن أعين، عَن يُونُس، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي سُفْيَان، عَن جَابر، قَالَ: " قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لرجل: كَيفَ تشهد حِين تفرغ من صَلَاتك؟ فَأخْبرهُ، قَالَ: أَقُول: اللَّهُمَّ} إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة، وَأَعُوذ بك من النَّار، وَلست أحسن دندنتك وَلَا دندنة معَاذ؟ فَقَالَ رَسُول الله: " حولهَا ندندن ".

ذكر الأخبار الواردة في ذلك عن الصحابة وغيرهم

(" ذكر الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي ذَلِك عَن الصَّحَابَة وَغَيرهم ") 374 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا زَائِدَة، عَن الْأَعْمَش، عَن عُمَيْر بن سعيد النَّخعِيّ قَالَ: قَالَ: عبد الله: " إِذا جلس أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلْيقل: التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي {وَرَحْمَة الله، وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين: أشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. اللَّهُمَّ} إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم، وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم. اللَّهُمَّ {إِنِّي أَسأَلك من خير مَا سَأَلَك مِنْهُ عِبَادك الصالحون، وَأَعُوذ بك من شَرّ مَا استعاذ مِنْهُ عِبَادك الصالحون. رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار. رَبنَا إننا آمنا فَاغْفِر لنا ذنوبنا، وَكفر عَنَّا سيئاتنا، وتوفنا مَعَ الْأَبْرَار، وَلَا تخزنا يَوْم الْقِيَامَة، إِنَّك لَا تخلف الميعاد ". 375 - وَحدثنَا هَارُون بن إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن الْأَعْمَش، عَن عُمَيْر بن سعيد، قَالَ: كَانَ عبد الله بن مَسْعُود يعلمنَا التَّشَهُّد فِي الصَّلَاة، ثمَّ يَقُول: إِذا فرغ أحدكُم من التَّشَهُّد فِي الصَّلَاة، فَلْيقل: اللَّهُمَّ} إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله، مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم، وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا علمت مِنْهُ، وَمَا لم أعلم. اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسأَلك من خير مَا سَأَلَك مِنْهُ عِبَادك الصالحون، وَأَعُوذ بك من شَرّ مَا عاذ مِنْهُ عِبَادك الصالحون. رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة، وَفِي

الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار، وتوفنا مَعَ الْأَبْرَار. رَبنَا وآتنا مَا وعدتنا على رسلك وَلَا تخزنا يَوْم الْقِيَامَة، إِنَّك لَا تخلف الميعاد ". 376 - وحَدثني عَليّ بن سعيد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن غراب، عَن الْأَعْمَش، عَن عُمَيْر بن سعيد، عَن عبد الله مثله، إِلَّا أَنه قَالَ: " فَإِذا فرغ أحدكُم من التَّشَهُّد، فَلْيقل: اللَّهُمَّ {إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم. وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم. اللَّهُمَّ} إِنِّي أَسأَلك مِمَّا سَأَلَك عِبَادك الصالحون، وَأَعُوذ بك مِمَّا عاذ مِنْهُ عِبَادك الصالحون. رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار، رُبمَا وآتنا مَا وعدتنا ... إِلَى آخرهَا. رَبنَا إننا آمنا، فَاغْفِر لنا ذنوبنا ... إِلَى آخر الْآيَة ". 377 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن الْحجَّاج، عَن عُمَيْر بن سعيد النَّخعِيّ، قَالَ: " أَخذ عبد الله بن مَسْعُود بيَدي، وَأَنا مَعَ عمي، فعلمني التَّشَهُّد؛ قَالَ: وَعَلمنِي دعوات بعد التَّشَهُّد، فَقَالَ: وَإِذا فرغت من التَّشَهُّد، فَقل: اللَّهُمَّ {إِنِّي أَسأَلك من خير مَا سَأَلَك مِنْهُ عِبَادك الصالحون، وَأَعُوذ بك من شَرّ مَا عاذ مِنْهُ عِبَادك الصالحون. اللَّهُمَّ} آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة، وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار ". 378 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن سُفْيَان، عَن الْأَعْمَش، عَن عُمَيْر بن سعيد، قَالَ: كَانَ عبد الله بن مَسْعُود يَدْعُو بَعْدَمَا يفرغ من التَّشَهُّد، فَذكر نَحوه.

379 - وَحدثنَا ابْن مقَاتل، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زُهَيْر عبد الرَّحْمَن بن مغراء، عَن الْأَعْمَش، عَن عُمَيْر بن سعيد، قَالَ: " كَانَ عبد الله يَقُول بعد التَّشَهُّد: اللَّهُمَّ {إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله، مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم، وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله، مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم. اللَّهُمَّ} إِنِّي أَسأَلك من خير مَا سَأَلَك مِنْهُ عِبَادك الصالحون، وَأَعُوذ بك من شَرّ مَا عاذ مِنْهُ عِبَادك الصالحون. اللَّهُمَّ {آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة، وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار. رَبنَا إننا آمنا، فَاغْفِر لنا ذنوبنا، وَكفر عَنَّا سيئاتنا، وتوفنا مَعَ الْأَبْرَار. رَبنَا وآتنا مَا وعدتنا على رسلك، وَلَا تخزنا يَوْم الْقِيَامَة، إِنَّك لَا تخلف الميعاد ". 380 - وَحدثنَا ابْن مقَاتل، قَالَ: حَدثنَا الْحَارِث بن مُسلم، عَن سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن الْأَعْمَش، عَن عُمَيْر، أَن ابْن مَسْعُود، قَالَ: " إِذا تشهد أحدكُم، فَلْيقل: اللَّهُمَّ} إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله، ثمَّ ذكر مثل حَدِيث أبي زُهَيْر، غير أَنه قَالَ: رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار. رَبنَا إننا آمنا، فَاغْفِر لنا ذنوبنا. . إِلَى آخر الدُّعَاء ". 381 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: أخبرنَا شُعْبَة، عَن زِيَاد بن فياض، قَالَ: سَمِعت مُصعب بن سعد يحدث عَن سعد: " أَنه كَانَ إِذا تشهد قَالَ: سُبْحَانَ الله، ملْء السَّمَوَات، وملء الأَرْض، وملء مَا بَينهُنَّ، وَمَا تَحت الثرى. قَالَ شُعْبَة: لَا أَدْرِي: الله أكبر أَو الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ، لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ على كل شَيْء قدير. اللَّهُمَّ!

إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله، مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم، وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم. ثمَّ يسلم ". 382 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " إِذا عجلت بِرَجُل حَاجَة - وَهُوَ فِي الصَّلَاة - فَلَا يدع أَن يَقُول فِي أثر التَّشَهُّد: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله، مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم، وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا عملت مِنْهُ وَمَا لم أعلم ". 383 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " كَانُوا يدعونَ بعد التَّشَهُّد بِخمْس كَلِمَات جَوَامِع. قلت: الصَّلَاة على النَّبِي؟ قَالَ: مَا كَانُوا يزِيدُونَ عَلَيْهِنَّ ". 384 - وحَدثني يحيى بن إِبْرَاهِيم المَسْعُودِيّ، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: التَّشَهُّد كَاف ". 385 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " كَانُوا يَقُولُونَ: التَّشَهُّد يكفيهم من الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ". 386 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا

بالتخطئة الزاعم أن صلاة كل من صلى قبل إحداثه القول الذي قاله كانت فاسدة إلا أن يكون صلاها على ما حكينا عنه من قوله فأحد الأقوال الأربعة التي ذكرنا أنه لا خامس لهن قول من قال إذا رفع المصلي رأسه من السجود من آخر ركعة من صلاته

حَمَّاد، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الْكَرِيم وَعمارَة بن مَيْمُون، عَن إِبْرَاهِيم، " أَنه كَانَ إِذا تشهد دَعَا بدعوات، ثمَّ سلم ". 387 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن أبي عمرَان الْجونِي، قَالَ: " كَانَ أَصْحَاب ابْن مَسْعُود فِي الصَّلَاة يتشهدون، ثمَّ يدعونَ بعد التَّشَهُّد بدعوات خفاف، ثمَّ يَنْصَرِفُونَ ". وَبعد: فَإِن الِاخْتِلَاف بَين السّلف من أهل الْعلم فِي انْقِضَاء صَلَاة الْمُصَلِّي، وتمامها إِنَّمَا كَانَ على أَقْوَال أَرْبَعَة لَا خَامِس لَهُنَّ، حَتَّى حدث الَّذِي وصفت مقَالَته، الْمُعْتَرض قَول أمة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالتخطئة، الزاعم أَن صَلَاة كل من صلى قبل إحداثه القَوْل الَّذِي قَالَه: كَانَت فَاسِدَة، إِلَّا أَن يكون صلاهَا على مَا حكينا عَنهُ من قَوْله { فأحد الْأَقْوَال الْأَرْبَعَة - الَّتِي ذكرنَا أَنه لَا خَامِس لَهُنَّ - قَول من قَالَ: إِذا رفع الْمُصَلِّي رَأسه من السُّجُود من آخر رَكْعَة من صلَاته، فقد تمت صلَاته تشهد أَو لم يتَشَهَّد} جلس قدر التَّشَهُّد أَو لم يجلس! سلم أَو لم يسلم. وَالْقَوْل الآخر: قَول من قَالَ: لَا تتمّ صَلَاة الْمُصَلِّي إِذا رفع رَأسه من آخر سَجْدَة من آخر رَكْعَة مِنْهَا، حَتَّى يتَشَهَّد أَو يقْعد قدر التَّشَهُّد، وَإِن لم يتَشَهَّد. فَإِذا فعل ذَلِك، فقد تمت صلَاته سلم أَو لم يسلم. وَالْقَوْل الثَّالِث: قَول من قَالَ: لَا تتمّ صَلَاة الْمُصَلِّي حَتَّى يتَشَهَّد فِي آخر رَكْعَة مِنْهَا، فَإِذا تشهد تمت حِينَئِذٍ صلَاته، سلم أَو لم يسلم. وَالْقَوْل الرَّابِع: قَول من قَالَ: لَا تتمّ صَلَاة الْمُصَلِّي، حَتَّى يتَشَهَّد، وَيسلم، فَإِذا سلم تمت صلَاته.

ويسلم سئل البرهان على قوله من أصل أو نظير ويقال له هل بينك وبين آخر اجترأ جرأتكم على خلاف الأمة فزعم أن صلاة المصلي لا تتم إلا أن يصلي بعد التشهد في آخر ركعة منها على نوح أو على إبراهيم وإسحاق ويعقوب أو غيرهم من أنبياء الله

فَمن ادّعى قولا خَامِسًا، فَزعم أَن صَلَاة لَا تتمّ إِلَّا أَن يتَشَهَّد فِي آخر رَكْعَة مِنْهَا، بعد مَا يرفع رَأسه من آخر سَجْدَة مِنْهَا، وَيُصلي على النَّبِي مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَيسلم {سُئِلَ الْبُرْهَان على قَوْله من أصل أَو نَظِير. وَيُقَال لَهُ: هَل بَيْنك وَبَين آخر اجترأ جرأتكم على خلاف الْأمة، فَزعم أَن صَلَاة الْمُصَلِّي لَا تتمّ إِلَّا أَن يُصَلِّي بعد التَّشَهُّد فِي آخر رَكْعَة مِنْهَا على نوح أَو على إِبْرَاهِيم، وَإِسْحَاق، وَيَعْقُوب، أَو غَيرهم من أَنْبيَاء الله وَرُسُله صلوَات الله عَلَيْهِم، وَأَنه إِن لم يفعل ذَلِك لم يكن لَهُ صَلَاة، وَأَن صلَاته إِذا صلى عَلَيْهِم مَاضِيَة جَائِزَة، وَإِن لم يصل على مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فرق من أصل أَو نَظِير. فَإِن زعم أَن الْفرق بَينه وَبَينه، أَن الله - تَعَالَى ذكره - أَمر بِالسَّلَامِ على مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: {وسلموا تَسْلِيمًا} . وَقد أَجمعُوا أَن ذَلِك تَسْلِيم على مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي التَّشَهُّد دون سَائِر الْأَنْبِيَاء غَيره، فَكَذَلِك الصَّلَاة صَلَاة عَلَيْهِ دون غَيره من الْأَنْبِيَاء وَالرسل. قيل: وَمَا الْبُرْهَان على صِحَة مَا قلت من أَن ذَلِك أَمر بِالتَّسْلِيمِ على مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دون أَن يكون أمرا بِالتَّسْلِيمِ على سَائِر الْأَنْبِيَاء، إِذْ كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد علم أمته من التَّسْلِيم عَلَيْهِم فِي التَّشَهُّد بقوله: " السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين " مثل الَّذِي علمهمْ فِيهِ من السَّلَام عَلَيْهِ بقوله: " السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي} وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ". فَإِن قَالَ: إِن الْأَمر - وَإِن كَانَ كَذَلِك - فقد صحت الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه إِذْ قيل لَهُ: " قد علمنَا كَيفَ السَّلَام عَلَيْك، فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك؟ " قَالَ لَهُم: " قُولُوا: اللَّهُمَّ! صل على مُحَمَّد ... " الْكَلِمَات الَّتِي قد ذَكرنَاهَا، فَعلمنَا بذلك أَنه المعني بقوله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ} . قيل لَهُ: فَمَا تنكر أَن يكون - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجَاب الَّذين سَأَلُوهُ

وحده بقوله إن الله وملائكته يصلون على النبي فعلم بذلك أنه إنما عنى به نبي الذين خاطبهم بقوله يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه قيل له ما تنكر أن يكون إنما خرج ذلك بلفظ الواحد والمراد به جميع الأنبياء كما قيل

عَن صفة الصَّلَاة عَلَيْهِ بِمَا ذكرت، وَلم يذكر لَهُم صفة الصَّلَاة على سَائِر الْأَنْبِيَاء غَيره، لعلمه بِأَنَّهُم قد علمُوا ذَلِك أَو لأَنهم لم يسألوه عَنْهَا. وَبعد: فَلَو سوغناك ذَلِك، وَقُلْنَا: القَوْل مَا قلت فِي تَأْوِيل الْآيَة: مَا كَانَت حجتك على أَن ذَلِك أَمر من الله - تَعَالَى ذكره - عباده بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، بعد التَّشَهُّد فِي آخر رَكْعَة من صَلَاة الْمُصَلِّي، دون أَن يكون أمرا بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فِي كل أَحْوَال العَبْد؟ أَو أمرا بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ بعد الْفَرَاغ من الْقِرَاءَة فِي الرَّكْعَة الأولى قبل الرُّكُوع، وَغير ذَلِك من أَعمال الصَّلَاة؟ . وَإِن زعم أَنه علم أَن قَوْله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا} . أَمر من الله - جلّ ثَنَاؤُهُ - عباده الْمُؤمنِينَ بِالصَّلَاةِ على مُحَمَّد دون سَائِر الْأَنْبِيَاء غَيره؛ لِأَن الله - تَعَالَى ذكره - إِنَّمَا ذكر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَحده بقوله: {إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي} . فَعلم بذلك أَنه إِنَّمَا عَنى بِهِ نَبِي الَّذين خاطبهم بقوله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ} {قيل لَهُ: مَا تنكر أَن يكون إِنَّمَا خرج ذَلِك بِلَفْظ الْوَاحِد، وَالْمرَاد بِهِ جَمِيع الْأَنْبِيَاء. كَمَا قيل: {وَالْعصر، إِن الْإِنْسَان لفي خسر} . فَأخْرج الْإِنْسَان بِلَفْظ الْوَاحِد، وَالْمرَاد بِهِ جَمِيع النَّاس. فَإِن قَالَ: وَمن أَيْن يعلم أَن ذَلِك كَذَلِك؟ قيل: نعلم ذَلِك بقوله: {إِلَّا الَّذين آمنُوا، وَعمِلُوا الصَّالِحَات} : إِذْ اسْتثْنى الَّذين آمنُوا، وَعمِلُوا الصَّالِحَات مِنْهُم، وهم جَمِيع. فَلم يسْتَثْن الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات مِنْهُم إِلَّا وَقد دخل فِي قَوْله: {إِن الْإِنْسَان لفي خسر} : كل إِنْسَان. فَلذَلِك جَازَ استثناؤهم مِنْهُم. وكما قَالَ: {يَا أَيهَا الْإِنْسَان} مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم} ، فَلَنْ يَقُول فِي شَيْء مِمَّا عارضناه بِهِ قولا، إِلَّا ألزم فِي خِلَافه مثله.

ذكر من قال إذا رفع المصلي رأسه من السجدة الآخرة من آخر ركعة من صلاته فقد مضت صلاته وتمت تشهد أو لم يتشهد سلم أو لم يسلم جلس قدر التشهد أو لم يجلس

فَإِن قَالَ: فاذكر لنا الرِّوَايَة عَمَّن ذكرت أَقْوَاله مِمَّن قلت: إِن صَاحب القَوْل الَّذِي حكيت قَوْله، تلقى قَوْلهم بالنكير، وَخرج تنكيره مَا نكر من قَوْلهم، فِيمَا وصفت من قَول الْجَمِيع من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، وَمن بعدهمْ من الخالفين، ليعلم بذلك حَقِيقَة مَا وصفت قبل، نذْكر من ذَلِك مَا حَضَرنَا ذكره إِن شَاءَ الله: (" ذكر من قَالَ: إِذا رفع الْمُصَلِّي رَأسه من السَّجْدَة الْآخِرَة من آخر رَكْعَة من صلَاته فقد مَضَت صلَاته، وتمت تشهد أَو لم يتَشَهَّد، سلم أَو لم يسلم، جلس قدر التَّشَهُّد أَو لم يجلس ") 388 - حَدثنِي عبيد بن إِسْمَاعِيل الْهَبَّاري، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن نمير، عَن حجاج، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْحَارِث، عَن عَليّ قَالَ: " إِذا أتم الرجل الرُّكُوع وَالسُّجُود، فأحدث فقد تمت صلَاته " { 389 - حَدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن بِلَال، عَن حَمَّاد، عَن الْحجَّاج، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْحَارِث، عَن عَليّ قَالَ: " إِذا رفع الْمُصَلِّي رَأسه من آخر السُّجُود، ثمَّ أحدث، فقد مَضَت صلَاته "} 390 - حَدثنَا ابْن بشار وَابْن الْمثنى، قَالَا: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، قَالَ: قَالَ عَليّ بن أبي طَالب: " إِذا رفع رَأسه من آخر السَّجْدَة، فقد مَضَت صلَاته "!

391 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا دَاوُد، عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي وَسَعِيد، عَن قَتَادَة: " أَن أَبَا الدَّرْدَاء انْتهى إِلَى السَّجْدَة، وهم يصلونَ، فصلى مَعَهم، وَهُوَ يرى أَنَّهَا الْمغرب، فَإِذا هِيَ الْعشَاء، فَقَامَ فصلى رَكْعَة، فَجعل ثَلَاثًا الْمغرب، وثنتين بعْدهَا " { 392 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة، قَالَ: حَدثنَا قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب، أَنه قَالَ: " إِذا رفع رَأسه من آخر سَجْدَة، ثمَّ أحدث، فقد قضى صلَاته، لَا إِعَادَة عَلَيْهِ "} 393 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: " إِذا رفع رَأسه من آخر سُجُوده، فقد قضى صلَاته " { 394 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الصَّمد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب، قَالَ: " إِذا رفع رَأسه من آخر السُّجُود، فقد مَضَت صلَاته ". 395 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا عمرَان، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب، قَالَ: " إِذا قضى الرُّكُوع وَالسُّجُود، ثمَّ أحدث فقد فرغ "} 396 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا

سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد، قَالَ: " إِذا قضى الرُّكُوع وَالسُّجُود، فقد قضى صلَاته ". 397 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، قَالَ: " سَأَلت إِبْرَاهِيم، عَن رجل قعد فِي آخر رَكْعَة من صلَاته، فأحدث قبل أَن يتَشَهَّد قَالَ: تُجزئه صلَاته ". 398 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " إِذا رفع الرجل رَأسه من آخر سَجْدَة، أَجْزَأَ عَنهُ ". 399 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " سَأَلته عَن رجل رفع رَأسه من آخر سُجُوده، ثمَّ أحدث؟ قَالَ: " قد تمت صلَاته " { 400 - وَحدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا أَبُو معشر، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " إِذا رفع رَأسه من آخر سُجُوده، ثمَّ أحدث، فقد قضى صلَاته، وَلَا إِعَادَة عَلَيْهِ "} 401 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، عَن أَبِيه، عَن النَّخعِيّ وَابْن الْمسيب: " أَنَّهُمَا قَالَا فِي الرجل يُصَلِّي أَرْبعا ثمَّ يحدث قبل أَن يسلم، فقد قضى صلَاته ". واعتل قائلو هَذِه الْمقَالة من الْأَثر بِمَا:

إذا أحدث الإمام بعدما يرفع رأسه من آخر السجدة واستوى جالسا تمت صلاته وصلاة من خلفه ممن ائتم به ممن أدرك معه أول الصلاة

402 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع بن الْجراح، عَن سُفْيَان، عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد، عَن بكر بن سوَادَة الجذامي، عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أحدث الإِمَام بَعْدَمَا يرفع رَأسه من آخر السَّجْدَة واستوى جَالِسا، تمت صلَاته وَصَلَاة من خَلفه، مِمَّن ائتم بِهِ، مِمَّن أدْرك مَعَه أول الصَّلَاة " {. 403 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد عمر بن سعد، عَن سُفْيَان، عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد، عَن بكر بن سوَادَة وَعبد الله بن يزِيد، عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا رفع الإِمَام رَأسه من الرَّكْعَة الرَّابِعَة وأحدث، فقد تمت صَلَاة من خَلفه "}

إذا جلس الإمام في آخر صلاته ثم أحدث فقد تمت صلاته وصلاة من خلفه

404 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا يعلى، قَالَ: حَدثنَا الإفْرِيقِي، عَن عبد الله بن يزِيد، عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا جلس الإِمَام فِي آخر صلَاته، ثمَّ أحدث فقد تمت صلَاته، وَصَلَاة من خَلفه " { 405 - وَحدثنَا ابْن حميد وَمُحَمّد بن عِيسَى الدَّامغَانِي قَالَا: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم، عَن عبد الرَّحْمَن بن رَافع وَبكر بن سوَادَة، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من رفع رَأسه من السُّجُود فِي آخر صلَاته، ثمَّ أحدث قبل أَن يسلم، فقد جَازَت صلَاته "} وَأما علتهم من جِهَة النّظر: فَالْقِيَاس على مَا صَحَّ بِهِ الْخَبَر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنه قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين فِي مَوضِع الْجُلُوس فَمضى فِي صلَاته، وَلم ير ذَلِك مُفْسِدا صلَاته "!

ذكر من قال إذا جلس قدر التشهد تمت صلاته وإن لم يتشهد

فَكَذَلِك: حكم الْجُلُوس فِي الرَّابِعَة، إِذا تَركه، لم يكن ذَلِك مُفْسِدا صلَاته، وَأَن التَّسْلِيم خُرُوج من الصَّلَاة، فَكيف خرج فسبيله وَاحِد {} (" ذكر من قَالَ إِذا جلس قدر التَّشَهُّد تمت صلَاته وَإِن لم يتَشَهَّد ") 406 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، عَن حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " إِذا قعد الرجل فِي آخر رَكْعَة، ثمَّ أحدث أَو رعف بعد مَا تقار الصَّلَاة فِي آخر رَكْعَة، وَجلسَ بَعْدَمَا فرغ من صلَاته، فليسلم، ثمَّ ليقمْ، فَإِن كَانَ مَعَ الإِمَام - أَيْضا - فليسلم، ثمَّ ليقمْ، وَإِن كَانَ قبل أَن يسلم الإِمَام ". 407 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: " سَأَلت الحكم وحمادا عَن رجل لم يتَشَهَّد؟ فَقَالَ: أوكل النَّاس يحسن التَّشَهُّد؟ تمت صلَاته ". 408 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَحْمد، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن شُعْبَة، عَن الحكم قَالَ: " إِذا قعد مِقْدَار التَّشَهُّد، فقد مَضَت صلَاته ". 409 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: " سَأَلت الحكم وحمادا عَن رجل قَامَ وَلم يتَشَهَّد؟ فَقَالَا: أكل النَّاس يحسن التَّشَهُّد؟ أَي: لَا بَأْس بِهِ ". 410 - وحَدثني: بَحر بن نصر الْخَولَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا ابْن

ذكر من قال لا تتم صلاة المصلي إلا بتشهد

وهب، قَالَ: حَدثنِي مُعَاوِيَة، قَالَ: أَخْبرنِي من سمع ربيعَة يَقُول: " إِذا قعد الرجل قدر مَا يتَشَهَّد، وَإِن لم يتَشَهَّد، فقد تمت صلَاته ". وَقَالَ أَبُو حنيفَة، وَأَبُو يُوسُف، وَمُحَمّد: " إِذا قعد مِقْدَار التَّشَهُّد فِي الرَّابِعَة، وَلم يتَشَهَّد، فقد تمت صلَاته، وَإِن لم يقْعد مِقْدَار التَّشَهُّد، وَقَامَ عَامِدًا فَسدتْ صلَاته "! وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة: أَن الْقعُود فِي الرَّابِعَة: نَظِير الْقيام فِي بعض الْأَمَاكِن الَّتِي يجب فِيهَا الْقيام فِي الصَّلَاة. وَقد أَجمعُوا على أَن من ترك الْقيام فِي الْموضع الَّذِي يجب فِيهِ الْقيام عَامِدًا، أَن صلَاته تفْسد، فَكَذَلِك: الْقعُود فِي الرَّابِعَة، إِذْ كَانَ مُخْتَلفا فِي حكمه. (" ذكر من قَالَ لَا تتمّ صَلَاة الْمُصَلِّي إِلَّا بتشهد ") 411 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا النَّضر قَالَ: سَمِعت حَملَة بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول: " لَا تجوز صَلَاة إِلَّا بتشهد ". 412 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي زَائِدَة، قَالَ: أخبرنَا شُعْبَة، عَن مُسلم أبي النَّضر، عَن حَملَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن عمر: مثله.

413 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، قَالَ: حَدثنَا صَدَقَة، عَن النُّعْمَان، عَن مَكْحُول، أَنه قَالَ: " لَا صَلَاة مَكْتُوبَة، وَلَا تطوع إِلَّا بتشهد، فَمن نسي فليتشهد إِذا ذكر، فَإِنَّهُ لَا بُد من التَّشَهُّد ". 414 - وحَدثني أَحْمد بن الْمُغيرَة الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن سعيد - يَعْنِي الْعَطَّار - قَالَ: حَدثنَا أَرْطَأَة، عَن ابْن عون قَالَ: " لَا صَلَاة إِلَّا بتشهد ". 415 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: قَالَ: حَدثنَا عَمْرو، قَالَ: حَدثنَا أَبُو معيد، قَالَ: " سَأَلت سُلَيْمَان بن مُوسَى: هَل يُقَال: لَا صَلَاة إِلَّا بتشهد؟ فَقَالَ: نعم ". 416 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا يُونُس، عَن الْحسن، أَنه كَانَ يَقُول: " حَتَّى يتَشَهَّد "! يَعْنِي الرجل يحدث بَعْدَمَا يرفع رَأسه من آخر صلَاته. 417 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، قَالَ: حَدثنَا يُونُس، عَن الْحسن، قَالَ: " إِذا تشهد، لم يضرّهُ الْحَدث ".

418 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر، عَن أَبِيه، قَالَ: قَالَ الْحسن: " إِذا تشهد، فقد قضى صلَاته ". 419 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا الصَّباح بن محَارب، عَن الْمثنى، عَن عَطاء، قَالَ: " إِذا تشهد فِي الصَّلَاة ثمَّ أحدث، فقد أَجزَأَهُ، وَإِن لم يكن سلم ". 420 - حَدثنَا هَارُون بن إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن عمر بن ذَر، عَن عَطاء، قَالَ: " من قضى التَّشَهُّد، ثمَّ أحدث، فَإِن صلَاته تَامَّة ". 421 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ حَدثنَا سُفْيَان، عَن قيس بن مُسلم، عَن عَطاء فِي الرجل يحدث بَعْدَمَا يرفع رَأسه من السُّجُود؟ قَالَ: إِذا تشهد ". 422 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، عَن حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: " إِذا رفع رَأسه من آخر رَكْعَة، ثمَّ أحدث؟ قَالَ: بعد التَّشَهُّد {". 423 - حَدثنِي سلم بن جُنَادَة السوَائِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " التَّشَهُّد يَكْفِي من التَّسْلِيم "} 424 - وَحدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا إِسْحَاق، عَن شريك، عَن لَيْث، عَن طَاوس قَالَ: " التَّشَهُّد فرَاغ من الصَّلَاة ".

أمته وأمرهم به في صلاتهم كما أمرهم بقراءة القرآن فمن تركه كان في حكم من ترك القراءة في صلاته في أن صلاته لا تجزئه

425 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن شُعْبَة، قَالَ: " سَأَلت الحكم وحمادا عَن الرجل يحدث بعد مَا يرفع رَأسه من آخر الصَّلَاة؟ فَقَالَ: " لَا حَتَّى، يتَشَهَّد أَو يقْعد قدر التَّشَهُّد ". 426 - حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زرْعَة وهب الله بن رَاشد، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس، قَالَ: " قَالَ ابْن شهَاب فِيمَن نسي التَّشَهُّد، حَتَّى قضى صلَاته، وَتكلم فِي مَجْلِسه أَو لم يتَكَلَّم، نرى أَن يتَشَهَّد إِذا ذكر، فَإِن التَّشَهُّد من ذكر الله. قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت} . 427 - وحَدثني عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا زيد بن أبي الزَّرْقَاء، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَان عَن إِمَام ضحك بعد التَّشَهُّد؟ قَالَ: مَضَت صلَاته، وَيتَوَضَّأ لما يسْتَقْبل ". وَعلة من قَالَ هَذِه الْمقَالة: أَن التَّشَهُّد مِمَّا علم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمته وَأمرهمْ بِهِ فِي صلَاتهم، كَمَا أَمرهم بِقِرَاءَة الْقُرْآن فَمن تَركه كَانَ فِي حكم من ترك الْقِرَاءَة فِي صلَاته، فِي أَن صلَاته لَا تُجزئه! (" ذكر من قَالَ لَا تتمّ صَلَاة الْمُصَلِّي حَتَّى يتَشَهَّد وَيسلم ") 428 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا زَائِدَة، عَن أبي إِسْحَاق،

عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله، قَالَ: " مِفْتَاح الصَّلَاة التَّكْبِير، وتحليلها التَّسْلِيم ". 429 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى، عَن سُفْيَان، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله، قَالَ: " حد الصَّلَاة التَّكْبِير، وانقضاؤها التَّسْلِيم ". 430 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله، قَالَ: " مِفْتَاح الصَّلَاة التَّكْبِير، وانقضاؤها التَّسْلِيم ". 431 - وَحدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله مثله. وَزَاد فِيهِ: " إِذا سلم الإِمَام فَقُمْ إِن شِئْت ". 432 - حَدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر، قَالَ: أخبرنَا إِسْحَاق، عَن شريك، عَن أبي حُصَيْن، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله، أَنه قَالَ: " حد الصَّلَاة التَّكْبِير، وقضاؤها التَّسْلِيم ". 433 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد، قَالَ: " إِذا قضى الرُّكُوع وَالسُّجُود، فقد قضى صلَاته - وَقَالَ عَطاء -: " حَتَّى يسلم، إِن أول الصَّلَاة التَّكْبِير، وانقضاؤها التَّسْلِيم ". 434 - حَدثنَا ابْن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر، عَن أَبِيه،

قال مفتاح الصلاة الوضوء وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم

قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين وَعَطَاء: " لم تمض صلَاته حَتَّى يسلم ". 435 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن سعيد بن أبي صَدَقَة، قَالَ: " سُئِلَ مُحَمَّد بن سِيرِين عَن الرجل يحدث فِي صلَاته؟ فَقَالَ: هَل كَانَ سلم؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أحب إِلَيّ أَن يُعِيد ". 436 - وحَدثني عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زرْعَة، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس، قَالَ: " سَأَلت ابْن شهَاب، عَن رجل نسي السَّلَام بعد أَن صلى أَرْبعا؟ قَالَ: يجلس حَتَّى يقْضِي تَسْلِيمه، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم، ثمَّ يسلم بعد ذَلِك ". 437 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم، قَالَ: أخبرنَا نَافِع بن يزِيد، قَالَ: " سَأَلت يحيى بن سعيد، عَن الَّذِي يحدث، وَقد صلى مَعَ الإِمَام أَربع رَكْعَات، ويتشهد؟ قَالَ: تنْتَقض صلَاته. حَتَّى يسلم ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة من الْأَثر مَا: 438 - حَدثنَا بِهِ: ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، عَن عَليّ - رَفعه إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " مِفْتَاح الصَّلَاة الْوضُوء، وتحريمها التَّكْبِير، وتحليلها التَّسْلِيم ".

مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم وعلى كل ركعتين تسليمة

439 - وَحدثنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سُفْيَان، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور، وتحريمها التَّكْبِير، وتحليلها التَّسْلِيم، وعَلى كل رَكْعَتَيْنِ تَسْلِيمَة ". 440 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا مَرْوَان، قَالَ: أخبرنَا أَبُو سُفْيَان طريف العطاردي، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَان: " لَا أَشك أَنه قد رَفعه - قَالَ: " مِفْتَاح الصَّلَاة: الطّهُور، وحرمتها التَّكْبِير وحلها التَّسْلِيم ".

الوضوء مفتاح الصلاة والتكبير تحريمها والتسليم تحليلها فهذا ما في ذلك عن الصحابة والتابعين والسلف الصالح وأما الخبر الذي روي عن أبي مسعود أنه قال لو صليت صلاة لم أصل فيها على النبي

441 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن مقَاتل الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حنيفَة، عَن أبي سُفْيَان، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْوضُوء مِفْتَاح الصَّلَاة، وَالتَّكْبِير تَحْرِيمهَا، وَالتَّسْلِيم تحليلها ". فَهَذَا مَا فِي ذَلِك عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالسَّلَف الصَّالح. وَأما الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَن أبي مَسْعُود، أَنه قَالَ: " لَو صليت صَلَاة لم أصل فِيهَا على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ظَنَنْت أَن صَلَاتي لم تتمّ ". فَإِنَّهُ خبر مُرْسل؛ وَذَلِكَ أَن أَبَا جَعْفَر لم يدْرك أَبَا مَسْعُود، وَلَا رَآهُ، وَلَو كَانَ قد أدْركهُ، وَرَآهُ لم يجز لنا تَصْحِيحه عَنهُ؛ إِذْ كَانَ رَاوِيه جَابر الْجعْفِيّ، وَفِي نقل جَابر الْجعْفِيّ مَا فِيهِ، مِمَّا تقدم بياني بعضه، وَلَو كَانَ ذَلِك خَبرا مُتَّصِلا، عَن أبي مَسْعُود، وَكَانَ لَا مطْعن فِي إِسْنَاده لطاعن لم يكن فِيهِ - أَيْضا - وفَاق لقَوْل من ذكرنَا قَوْله مِمَّن زعم أَن صَلَاة من لم يصل على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد التَّشَهُّد فِي صلَاته حَتَّى خرج مِنْهَا، فَاسِدَة عَلَيْهِ الْإِعَادَة؛ وَذَلِكَ أَن الَّذِي حُكيَ، عَن أبي مَسْعُود فِي الْخَبَر الَّذِي ذكرنَا عَنهُ، إِنَّمَا هُوَ أَنه قَالَ: " لَو صليت صَلَاة لم أصل فِيهَا على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ظَنَنْت أَن صَلَاتي لم تتمّ ": وَلم يقل كَانَت صَلَاتي فَاسِدَة ". وَقد يظنّ الظَّان الْأَمر، ثمَّ تكون حَقِيقَته بِخِلَاف مَا ظن، وَهَذَا من ذَلِك. وَبعد: فَلَو كَانَ أَبُو مَسْعُود، قَالَ: " لم تتمّ صَلَاتي " أَو قَالَ: " كَانَت صَلَاتي فَاسِدَة ": كَانَ القَوْل فِي ذَلِك خلاف مَا قَالَ؛ إِذْ كَانَ مُنْفَردا بِمَا قَالَ من ذَلِك، وَالْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

إذ كان هو المتبوع لا التابع فهذا هذا لو صح الخبر عن أبي مسعود بما روي عنه في ذلك وكيف وعزيز تصحيحه فإن قال لنا قائل فهل ترى للمصلي أن يصلي على النبي

بِخِلَافِهِ، وَالْأمة مجمعة على غَيره، وَكَانَ عَلَيْهِ، وعَلى جَمِيع الْخلق: اتِّبَاع مَا صَحَّ بِهِ الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ كَانَ هُوَ الْمَتْبُوع، لَا التَّابِع. فَهَذَا هَذَا، لَو صَحَّ الْخَبَر، عَن أبي مَسْعُود، بِمَا رُوِيَ عَنهُ فِي ذَلِك، وَكَيف وعزيز تَصْحِيحه {؟ فَإِن قَالَ لنا قَائِل: فَهَل ترى للْمُصَلِّي أَن يُصَلِّي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي صلَاته؟ فَإنَّك إِن قلت: نعم} قيل لَك: فَفِي أَي أثر أَو خبر: وجدت أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ علم أمته الصَّلَاة، علمهمْ الصَّلَاة عَلَيْهِ فِيهَا، وَقد علمت أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدع شَيْئا مِمَّا بأمته الْحَاجة إِلَيْهِ فِي أَمر دينهم، إِلَّا وَقد بَينه لَهُم، إِمَّا بِنَصّ، وَإِمَّا بِدلَالَة. وَإِنَّمَا حجتك على من أنْكرت قَوْله مِمَّن أفسد صَلَاة الْمُصَلِّي بِتَرْكِهِ الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد التَّشَهُّد فِي آخر صلَاته أَنه خَالف بقوله ذَلِك: الْأَخْبَار المأثورة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمَا أَجمعت عَلَيْهِ الْأمة، ورأته عَن نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَفِي إذنك للْمُصَلِّي أَن يُصَلِّي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيهَا، وَإِن لم تفسدها بِتَرْكِهِ ذَلِك: دُخُول فِي مثل الَّذِي عبت على من أنْكرت قَوْله مِمَّن أفسدها بترك الصَّلَاة عَلَيْهِ فِيهَا. وَإِن قلت: لَا. قيل لَك: وَمَا وَجه حظرك ذَلِك، وَقد رويت عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ - إِذْ علم أمته التَّشَهُّد فِي الصَّلَاة -: " فَإِذا قُلْتُمُوهَا، فليتخير أحدكُم من الدُّعَاء مَا أحب "؟ وَالصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أفضل الدُّعَاء؟ قيل لَهُ: إِنَّا - وَإِن رَأينَا - أَن من فَاضل الْأَعْمَال: الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واخترناها على كثير من نوافل الْفضل، فَإنَّا لَا نحب لأحد أَن يتَقرَّب إِلَى الله - تَعَالَى ذكره - فِي شَيْء من أَعماله

ولم نجد في كتاب الله ولا في خبر صح عن رسول الله

الصَّالِحَة إِلَّا على الْوَجْه الَّذِي أمره بالتقرب بهَا إِلَيْهِ: إِمَّا فِي كِتَابه، وَإِمَّا على لِسَان رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم نجد فِي كتاب الله، وَلَا فِي خبر صَحَّ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمرا بِالصَّلَاةِ على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي شَيْء من صَلَاة الْمُصَلِّي، وَلَا ندبا إِلَيْهَا؟ بل الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَارِدَة بِمَا قد ذكرنَا قبل. وَعمل الْأمة وَقَوْلها مَوْجُود بِمَا قد بَينا! وَلَا نرى لأحد أَن يزِيد فِي صلَاته الْمَكْتُوبَة والنافلة على مَا علم نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمته من القَوْل وَالْعَمَل فِيهَا. وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ علم أمته التَّشَهُّد فِي آخر الصَّلَاة -: " فَإِذا قُلْتُمْ ذَلِك، فليتخير أحدكُم من الدُّعَاء مَا شَاءَ ": فَإِنَّهُ إِنَّمَا قَالَ: " فليتخير أحدكُم من الدُّعَاء لنَفسِهِ مَا شَاءَ ". كَذَلِك ورد الْخَبَر عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. غير أَنا - وَإِن اخترنا - مَا بَينا من الدُّعَاء وَالْقَوْل بعد التَّشَهُّد، فَلَا نرى صَلَاة مصل فَاسِدَة بِصَلَاتِهِ على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي وسط صلَاته، وأولها وَآخِرهَا، كَمَا لَا تفْسد بدعائه فِيهَا لنَفسِهِ، ووالديه، وَغَيرهمَا؛ لما قد بَينا قبل فِي أول كتَابنَا هَذَا، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ندب إِلَى ذَلِك أمته، وَقَالَ لَهُم: " إِذا رَكَعْتُمْ فَعَظمُوا الرب، وَإِذا سجدتم فاجتهدوا فِي الدُّعَاء، فَإِنَّهُ قمن أَن يُسْتَجَاب لكم ". وَمَا أشبه ذَلِك من الْأَخْبَار الَّتِي قد مضى ذكرنَا لَهَا، فأغنى ذَلِك عَن إِعَادَتهَا. فَإِن قَالَ: فَهَل وجدت أحدا من سلف الْأمة ندب إِلَى الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الصَّلَاة؟ .

ثم يسأل حاجته

قيل: نعم {وَقَلِيل عدد قائليه} فَإِن قَالَ: فاذكر لنا بعض قائليه لنعرفه؟ قيل: 442 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان، قَالَ: سَمِعت إِسْحَاق بن سُوَيْد، قَالَ: سَمِعت مطرف بن عبد الله بن الشخير، يَقُول: " كُنَّا نعلم التَّشَهُّد؛ فَإِذا قَالَ: وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله: يحمد ربه بِمَا يَشَاء، ويثني عَلَيْهِ، ثمَّ يُصَلِّي على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ يسْأَل حَاجته ". 443 - حَدثنَا مُحَمَّد بن حميد، قَالَ: حَدثنَا مهْرَان، قَالَ: قَالَ سُفْيَان: " أستحب إِذا فرغ من التَّشَهُّد أَن يَقُول: اللَّهُمَّ {صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد إِلَى آخر ذَلِك ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك: قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ علم أمته الصَّلَاة عَلَيْهِ -: " قُولُوا: اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد " وَقد بَينا معنى قَوْله: " اللَّهُمَّ! " فِيمَا مضى من كتَابنَا هَذَا، وَذكرنَا اخْتِلَاف الْمُخْتَلِفين من أهل الْعَرَبيَّة فِيهِ، وَبينا الصَّوَاب - لدينا - من القَوْل فِيهِ. وَأما الصَّلَاة: فَإِنَّهَا فِي كَلَام الْعَرَب: الدُّعَاء. يُقَال: صلى فلَان على فلَان: إِذا دَعَا لَهُ بِخَير. وَمن ذَلِك قَول أعشى بن ثَعْلَبَة فِي صفة خمر:

وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم يعني بقوله وصل عليهم ادع لهم بخير فإن قال قائل فإن كانت الصلاة دعاء كما قلت فقد وجب أن يكون قولنا اللهم صل على محمد مسألة منا ربنا أن يدعو لمحمد

(لَهَا حارس لَا يبرح الدَّهْر بَيتهَا ... وَإِن ذبحت صلى عَلَيْهَا وزمزما) يَعْنِي بقوله: صلى عَلَيْهَا: دَعَا لَهَا. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره - لنَبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {وصل عَلَيْهِم، إِن صَلَاتك سكن لَهُم} . يَعْنِي بقوله: وصل عَلَيْهِم: ادْع لَهُم بِخَير. فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن كَانَت الصَّلَاة دُعَاء كَمَا قلت؛ فقد وَجب أَن يكون قَوْلنَا: اللَّهُمَّ {صل على مُحَمَّد مَسْأَلَة منا رَبنَا، أَن يَدْعُو لمُحَمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَذَلِكَ من الْمحَال؛ لِأَن الله - جلّ ذكره - هُوَ المرغوب إِلَيْهِ، والمدعو غير الرَّاغِب إِلَى أحد} قيل: إِن ذَلِك بِخِلَاف مَا توهمت {وَإِنَّمَا معنى ذَلِك: من دُعَاء الدَّاعِي ربه مَسْأَلته إِيَّاه أَن يرحم مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويبارك عَلَيْهِ. وَذَلِكَ أَن صَلَاة الله على عَبده: رَحمته إِيَّاه. وَصَلَاة الْعباد بَعضهم لبَعض: دُعَاء بَعضهم لبَعض. فالعباد يرغبون إِلَى الله - جلّ ثَنَاؤُهُ - بقَوْلهمْ: " اللَّهُمَّ} صل على مُحَمَّد ". فِي أَن يرحمه، ويبارك عَلَيْهِ. وَالله - تَعَالَى ذكره - يُصَلِّي عَلَيْهِ برحمته إِيَّاه، وبركته عَلَيْهِ. وَأما معنى قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " وَآل مُحَمَّد ": فَإِن أصل " آل " فِي كَلَام الْعَرَب: " أهل " أبدلت الْهَاء همزَة، كَمَا قَالُوا: مَاء. فأبدلوا الْهَاء همزَة. يدل على أَن ذَلِك كَذَلِك: قَوْلهم فِي التصغير: " مويه " فيردون الْهَاء الَّتِي كَانُوا جعلوها همزَة فِيهِ. وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ فِي الْآل إِذا صغروه، قَالُوا: " أهيل ". فيردون الْهَاء الَّتِي كَانُوا جعلوها همزَة فِيهِ. وَقد حُكيَ سَمَاعا من الْعَرَب فِي تَصْغِير آل: أويل. وَأكْثر

وآل عباس وآل عقيل وقل ما يستعملونه مع المجهول من الأسماء لا يكادون يقولون رأيت آل الرجل وآل المرأة وقد يقال للرجل الذي يطلب النساء ويريدهن ويهواهن هو من آل النساء ومن ذلك قول الشاعر فإنك من آل النساء وإنما يكن

مَا يسْتَعْمل الْعَرَب " آل " مَعَ الْأَسْمَاء الْمَعْرُوفَة الْمَشْهُورَة. كَقَوْلِهِم: آل مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَآل عَبَّاس، وَآل عقيل. وَقل مَا يستعملونه مَعَ الْمَجْهُول من الْأَسْمَاء، لَا يكادون يَقُولُونَ: رَأَيْت آل الرجل، وَآل الْمَرْأَة. وَقد يُقَال للرجل الَّذِي يطْلب النِّسَاء، ويريدهن، ويهواهن: هُوَ من آل النِّسَاء. وَمن ذَلِك قَول الشَّاعِر: (فَإنَّك من آل النِّسَاء وَإِنَّمَا ... يكن لأدنى لَا وصال لغَائِب) وَقد قَالَ الله - تَعَالَى ذكره -: {كدأب آل فِرْعَوْن} ؛ يعْنى بآل فِرْعَوْن: قومه الَّذين كَانُوا على دينه، وَفِي طَاعَته. وَأما قَول عَليّ - رَحْمَة الله عَلَيْهِ -: " اللَّهُمَّ! داحي المدحوات ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: " داحي المدحوات ": باسط المبسوطات. وَيَعْنِي بباسط المبسوطات: الْأَرْضين السَّبع. وَذهب فِي ذَلِك إِلَى قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها} . يُقَال مِنْهُ: دحوت الثَّوْب، إِذا بسطته ومددته، أدحوه دحوا ودحا الصَّبِي الجوزة: إِذا دحرجها. وَمِنْه قيل لمداح الصّبيان: مداح. وفيهَا لُغَة أُخْرَى، وَهِي: دحيته أدحاه دحيا. وَمن ذَلِك قَول أُميَّة بن أبي الصَّلْت: (دَار دحاها ثمَّ أعمرنا بهَا ... وَأقَام بِالدَّار الَّتِي هِيَ أمجد) وَأما قَوْله: " وباريء المسموكات ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالباريء: الْخَالِق: يُقَال مِنْهُ: برأَ الله الْخلق، فَهُوَ يبرؤهم برءا. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره - {مَا أصَاب من مُصِيبَة فِي الأَرْض، وَلَا فِي أَنفسكُم إِلَّا فِي كتاب من قبل أَن نبرأها} يَعْنِي من قبل أَن نخلقها.

وَأما المسموكات: فَإِنَّهَا المرفوعات بِنَاء. يُقَال مِنْهُ: سمك فلَان بناءه. فَهُوَ يسمكه سمكًا. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {رفع سمكها} . وَمِنْه قَول الفرزدق بن غَالب: (إِن الَّذِي سمك السَّمَاء بنى لنا ... بَيْتا دعائمه أعز وأطول) وَأما قَوْله: " وجبار الْقُلُوب على فطرتها ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: وجبار الْقُلُوب على فطرتها: مهيئها ومنشئها. وَيَعْنِي بقوله: على فطرتها: على مَا هيأها عَلَيْهِ، وأنشأها من شقاء وسعادة. والفطرة: الْخلقَة. من قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {الْحَمد لله فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض} بِمَعْنى خَالِقهَا. وَأما قَوْله: " ورأفة تحننك "؛ فَإِن الرأفة: رقة الرَّحْمَة. يُقَال مِنْهُ: قد رأف فلَان بفلان، فَهُوَ يرأف بِهِ رأفة. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره - {وَلَا تأخذكم بهما رأفة فِي دين الله} . وَيُقَال لمن وصف بذلك: هُوَ رجل رؤوف، ورؤف. وَمن الرؤف قَول الْوَلِيد بن عقبَة: (وَشر الطالبين فَلَا تكنه ... تقَاتل عَمه الرؤف الرَّحِيم) وَأما التحنن: فَإِنَّهُ التفعل من الحنان، وَهُوَ الرَّحْمَة. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {وَحَنَانًا من لدنا وَزَكَاة} بِمَعْنى: وَرَحْمَة. وَمِنْه قَول طرفَة بن العَبْد: (أَبَا مُنْذر أفنيت فَاسْتَبق بَعْضنَا ... حنانيك بعض الشَّرّ أَهْون من بعض) وَأما قَوْله: " والدامغ جيشات الأباطيل ". فَإِن الجيشات: جمع جيشة. والجيشة: الفعلة. من قَول الْقَائِل: جَاشَتْ الْفتية: إِذا هَاجَتْ

من الإسلام وشرائعه والقرآن وحكمه مثلا للقبس يقتبسه المقتبس فجعل ذلك في نوره وبرهانه وضيائه لمن

واشتدت. وجاشت الْقدر: إِذا هِيَ فارت غليا، فَهِيَ تجيش جَيْشًا، وجيشة. والجيشة: الْمرة الْوَاحِدَة. مثل الغلية. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (تجيش علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عَنَّا إِذا حميها غلا) وَأما قَوْله: " كَمَا حمل فاضطلع ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: " فاضطلع ": فأطاق حمله، واستقل بِهِ، وَقَوي عَلَيْهِ. يُقَال مِنْهُ: إِن فلَانا مضطلع بِهَذَا الْأَمر: إِذا كَانَ قَوِيا عَلَيْهِ. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى فِي مدح هَوْذَة بن عَليّ الْحَنَفِيّ: (قد حملوه حَدِيث السن مَا حملت ... ساداتهم فأطاق الْحمل واضطلعا) يَعْنِي بقوله: اضطلع: احْتمل، وَقَوي عَلَيْهِ. وَأما قَوْله: " حَتَّى أورى قبسا لقابس ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: أورى: أظهر، وأوضح، وأنار، وأضاء. من قَوْلهم: أورى فلَان من زنده النَّار: إِذا أظهرها، فَهُوَ يوريها إيراء. وَمِنْه قَول أعشى بني ثَعْلَبَة: (وَلَو رمت فِي ظلمَة قادحا ... حَصَاة بنبع لأوريت نَارا) يَعْنِي بقوله: لأوريت: لأظهرت. وَأما القبس: فَإِنَّهُ الشعلة من النَّار. وَأما القابس: فَإِنَّهُ المستشعل. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره - مخبرا عَن قَول مُوسَى صلوَات الله عَلَيْهِ لأَهله: {لعَلي آتيكم مِنْهَا بقبس} . وَإِنَّمَا جعل عَليّ - رضوَان الله عَلَيْهِ - الْحق الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبينَا مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْإِسْلَام وشرائعه، وَالْقُرْآن وَحكمه مثلا للقبس يقتبسه المقتبس. فَجعل ذَلِك فِي نوره، وبرهانه، وضيائه لمن

استنار بِهِ، واستضاء بضوئه، مثل القبس من النَّار لقابسه. وَمن القبس والقابس أَيْضا، قَول الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي: (لما أجابت صفيرا كَانَ آيتها ... من قابس شيط الوجعاء بالنَّار) وَأما قَوْله: " آلَاء الله تصل بأَهْله أَسبَابه ": فَإِن الآلاء هِيَ النعماء. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ} . بِمَعْنى: فَبِأَي نعماء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ. وَأما قَوْله: " من فوز ثوابك الْمَعْلُول ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بالمعلول: المضاعف. وَأَصله: من الْعِلَل فِي الشّرْب: وَهُوَ الشّرْب الثَّانِي. يُقَال مِنْهُ: شرب فلَان علا بعد نهل. فالنهل: الشّرْب الأول، والعلل: الشّرْب الثَّانِي. ثمَّ يسْتَعْمل الْعِلَل فِي كل شَيْء تكَرر مرّة بعد مرّة، فَيُقَال للثوب إِذا صبغ صبغا بعد صبغ، وأعيد عَلَيْهِ الصَّبْغ مرّة بعد مرّة: عل بالصبغ. وَمِنْه قَول أبي دَاوُد الْإِيَادِي فِي صفة لون فرس: (خيفانة تهدي الخبار كَأَنَّهَا ... غب الوجيف تعل بالإجساد) يَعْنِي بقوله: تعل بالأجساد: يُعَاد عَلَيْهِ الصَّبْغ بالإجساد. وَهِي جمع جساد. والجساد: الزَّعْفَرَان، وَدم الْأَخَوَيْنِ! وَأما قَوْله: " وجزل عطائك المحلول ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بالمحلول: المبذول. وَهُوَ مفعول من قَوْلهم: حللت العقد. وَأما قَوْله: " عل على بِنَاء البنائين بناءه ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله؛ عل: ارْفَعْ.

ولا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ وقول النبي

من قَول الْقَائِل: على فلَان بناءه: إِذا رَفعه، فَهُوَ يعليه تعلية. وَأما قَوْله: " وَأكْرم مثواه ": فَإِن المثوى: الْمنزل. وَهُوَ المفعل من قَوْلهم: ثوى فلَان بِموضع كَذَا: إِذا أَقَامَ بِهِ. وَمِنْه قَول سحيم عبد بني الحسحاس: (فَإِن تثو لَا تملل وَإِن تصح غاديا ... تزَود وَترجع عَن عميرَة رَاضِيا) يَعْنِي بقوله: تثو: تقيم. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره {لنثوينهم من الْجنَّة غرفا} : يَعْنِي بقوله: لنثوينهم: لننزلنهم، ولنجعلن لَهُم مَوضِع مقَام. وَأما قَول الْأَعرَابِي للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَلَا أَدْرِي مَا دندنتك وَلَا دندنة معَاذ "، وَقَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للأعرابي: " حولهَا أدندن أَنا ومعاذ ": فَإِن الدندنة: هُوَ الْكَلَام الْخَفي الَّذِي يسمع من الْمُتَكَلّم بِهِ صَوته، وَلَا يفهم مَعْنَاهُ، مثل الهينمة. وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي التَّشَهُّد: " قُولُوا: التَّحِيَّات لله ". فَإِن التَّحِيَّات: جمع تَحِيَّة. والتحية فِي كَلَام الْعَرَب: الْملك. وَمِنْه قَول زُهَيْر بن جناب الْكَلْبِيّ: (أبني إِنِّي فاعلموا ... أورثتكم مجدا بنيه) (وتركتكم سَادَات أَقوام ... زنادكم وريه) (من كل مَا نَالَ الْفَتى ... قد نلته إِلَّا التَّحِيَّة)

ذكر خبر آخر من أخبار موسى بن طلحة عن أبيه عن النبي

يَعْنِي بالتحية: الْملك. وَمِنْه قَول عَمْرو بن معد يكرب الزبيدِيّ: (أَسِير إِلَى أبي قَابُوس حَتَّى ... أُنِيخ على تحيته بجندي) يَعْنِي بقوله: على تحيته: على ملكه. وَقد رُوِيَ عَن أنس بن مَالك أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك، فَقَالَ: مَعْنَاهُ الْحَيَاة الدائمة لله! وَالَّذِي ذكرت أَن الْعَرَب تَقوله فِي معنى التَّحِيَّة، هُوَ الْمَعْرُوف عِنْد أهل الْعلم بِكَلَام الْعَرَب. (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 444 - حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَمُحَمّد بن عبيد الْمحَاربي وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن حبيب بن الشَّهِيد قَالُوا: حَدثنَا عمر بن عبيد الطنافسي، عَن سماك بن حَرْب، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " كُنَّا نصلي وَالدَّوَاب تمر بَين أَيْدِينَا، فسألنا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: مثل مؤخرة الرحل " - وَقَالَ مُحَمَّد بن عبيد: " يكون بَين أَيْدِيكُم ". وَقَالَ أَبُو كريب فِي حَدِيثه: " مثل مؤخرة الرحل يكون بَين يَدي أحدكُم ". وَلم يقل شَيْئا من ذَلِك: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، وَقَالُوا جَمِيعًا فِي حَدِيثهمْ: " ثمَّ لَا يضرّهُ مَا مر بَين يَدَيْهِ ".

فقال إذا كان بين يدي أحدكم مثل مؤخرة الرحل فلا يضره من مر بين يديه

445 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنَا أَسْبَاط، عَن سماك، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " كُنَّا نصلي فيمر بَين أَيْدِينَا: الدَّوَابّ. فَذَكرنَا ذَلِك لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ [فَقَالَ] : " إِذا كَانَ بَين يَدي أحدكُم مثل مؤخرة الرحل، فَلَا يضرّهُ من مر بَين يَدَيْهِ ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما، غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن طَلْحَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه {وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ} وَالثَّانيَِة: أَنه خبر قد حدث بِهِ عَن سماك غير من ذكرنَا، فَأرْسلهُ عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم يقل فِيهِ " عَن أَبِيه "! وَالثَّالِثَة: أَن سماك بن حَرْب - عِنْدهم - مِمَّن لَا يعْتَمد على نَقله.

ذكر من روى هذا الحديث فأرسله عن موسى بن طلحة عن النبي

(" ذكر من روى هَذَا الحَدِيث فَأرْسلهُ عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم يقل فِيهِ: عَن أَبِيه ") 446 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن سماك بن حَرْب، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يستر الرجل، قدر مؤخرة الرحل ". وَقد وَافق طَلْحَة بن عبيد الله - فِي رِوَايَة معنى هَذَا الْخَبَر - عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه، نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك بِسَنَدِهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان، إِن شَاءَ الله. (" ذكر ذَلِك ") 447 - حَدثنِي عبد الله بن أبي زِيَاد الْقَطوَانِي، قَالَ: حَدثنَا الْمُقْرِئ عبد الله، عَن سعيد بن أبي أَيُّوب، عَن الْأسود، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سُئِلَ فِي غَزْوَة تَبُوك، عَمَّا يستر الْمُصَلِّي؟ فَقَالَ: " مثل مؤخرة الرحل ". قَالَ سعيد: " فِي مثل دقة الْخَيط "!

إذا قام أحدكم يصلي فإنما يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل

448 - حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن يُونُس، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن صَامت، عَن أبي ذَر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا قَامَ أحدكُم يُصَلِّي، فَإِنَّمَا يستره إِذا كَانَ بَين يَدَيْهِ مثل آخِرَة الرحل ". 449 - وحَدثني إِسْحَاق بن شاهين الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن عبد الله، عَن يُونُس، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم؛ فَإِن سترته بَين يَدَيْهِ مثل آخِرَة الرحل ". 450 - وحَدثني مُحَمَّد بن خَالِد بن خِدَاش الْأَزْدِيّ، قَالَ: حَدثنِي سلم بن قُتَيْبَة، عَن عمر بن أبي زَائِدَة، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْأَبْطح فِي قبَّة حَمْرَاء من أَدَم، فَأخْرج بِلَال عنزة، فركزها، ثمَّ خرج رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى صلى إِلَى العنزة، ومارة الطَّرِيق من وَرَائِهَا ".

خرج في حلة حمراء فركز عنزة يصلي إليها يمر من ورائها الكلب والمرأة والحمار

451 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خرج فِي حلَّة حَمْرَاء، فَرَكزَ عنزة يُصَلِّي إِلَيْهَا، يمر من وَرَائِهَا: الْكَلْب، وَالْمَرْأَة، وَالْحمار ". 452 - وَحدثنَا الْحسن بن شَاذان الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا إِسْحَاق الْأَزْرَق، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " جَاءَ بِلَال فَرَكزَ بَين يَدي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنزة، يمر وَرَاءَهَا: الْكَلْب، وَالْمَرْأَة، وَالْحمار، لَا تمنع. قَالَ: فصلى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الظّهْر ".

صلى بهم بالبطحاء وبين يديه عنزة الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه المرأة والحمار

453 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، قَالَ: سَمِعت أبي، يحدث أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بهم بالبطحاء وَبَين يَدَيْهِ عنزة: الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، وَالْعصر رَكْعَتَيْنِ، وَبَين يَدَيْهِ: الْمَرْأَة، وَالْحمار ". 454 - وحَدثني مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقي، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن الْجعْفِيّ، عَن زَائِدَة، قَالَ: حَدثنَا مَالك بن مغول، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " دفعت إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ بِالْأَبْطح فِي قبَّة، فَلَمَّا كَانَ بالهاجرة، خرج بِلَال، فَنَادَى بِالصَّلَاةِ، ثمَّ دخل بِلَال، فَأخْرج العنزة، فَخرج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص سَاقيه، فَرَكزَ العنزة، وَأقَام الصَّلَاة، قَالَ: فصلى بِنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، وَالْعصر رَكْعَتَيْنِ، ويمر بَين يَدَيْهِ: الْمَرْأَة، وَالْحمار ". 455 - وحَدثني الْقَاسِم بن بشر بن مَعْرُوف، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن عمر، قَالَ: حَدثنَا مَالك بن مغول، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " دفعت إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فصلى بِنَا الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، وَالْعصر رَكْعَتَيْنِ إِلَى عنزة - قَالَ الْقَاسِم: أَظُنهُ قَالَ: - يمر من وَرَائِهَا الْمَرْأَة، وَالْحمار ". 456 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا جَعْفَر بن عون، عَن أبي العميس، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " كَانَ النَّبِي

بالأبطح فجاء بلال فأذنه بالصلاة قال فدعا بوضوء فتوضأ ثم أخذ بلال العنزة فمشى بها مع رسول الله

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْأَبْطح، فجَاء بِلَال، فأذنه بِالصَّلَاةِ. قَالَ: فَدَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ، ثمَّ أَخذ بِلَال العنزة، فَمشى بهَا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَلَمَّا قَامَ للصَّلَاة ركزها بَين يَدَيْهِ، والظعن تمر بَين يَدَيْهِ، وَالْحمار، وَالْبَعِير، وَالْمَرْأَة ". 457 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مسعر، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " صلى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى عنزة أَو شبهها، وَالطَّرِيق من وَرَائِهَا ". 458 - وَحدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد، قَالَ: أخبرنَا المَسْعُودِيّ، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه: " أَنه رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بِالْأَبْطح، قد ركز بَين يَدَيْهِ العنزة، يمر بَين يَدَيْهِ: الْحمار، وَالْمَرْأَة ". 459 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن نمير وَيزِيد بن هَارُون قَالَا: أخبرنَا الْحجَّاج، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه، قَالَ:

بالأبطح فركز عنزة بين يديه

صلى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْأَبْطح، فَرَكزَ عنزة بَين يَدَيْهِ ". 460 - وَحدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا إِسْحَاق، عَن شريك، عَن أبي إِسْحَاق، عَن وهب السوَائِي أبي جُحَيْفَة، قَالَ: " صليت مَعَ نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْعَصْر بِالْأَبْطح رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَت مَعَه عنزة يركزها بَين يَدَيْهِ، يُصَلِّي ". قَالَ: قُلْنَا: مثل من كنت يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: كنت أبري وأريش. 461 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، عَن سُفْيَان بن حُسَيْن، عَن الحكم بن عتيبة، عَن أبي جُحَيْفَة قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قدم مَكَّة فَنزل الأبطح، فَلَمَّا زَالَت الشَّمْس خرج، فَرَكزَ عنزة، فصلى إِلَيْهَا رَكْعَتَيْنِ ". 462 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، قَالَ: سَمِعت أَبَا جُحَيْفَة، قَالَ: " خرج رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالهاجرة إِلَى الْبَطْحَاء، فَتَوَضَّأ

كانت تركز له الحربة فيصلي إليها فسئل عبيد الله فقال في العيدين

فصلى الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، وَالْعصر رَكْعَتَيْنِ، وَبَين يَدَيْهِ عنزة " قَالَ شُعْبَة: وَزَاد فِيهِ: عون بن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه: " وَكَانَ تمر من وَرَائِهَا: الْمَرْأَة، وَالْحمار ". 463 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، قَالَ: وَذكر شُعْبَة، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن يحيى بن الجزار - مثل حَدِيث الحكم " فِي شَأْن الْحمار الَّذِي مر بَين يَدي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ". 464 - وحَدثني أَبُو مَسْعُود الجحدري، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن الْحَارِث، عَن عبيد الله بن عمر، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَت تركز لَهُ الحربة، فَيصَلي إِلَيْهَا، فَسئلَ عبيد الله؟ فَقَالَ: فِي الْعِيدَيْنِ ". 465 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر، قَالَ: سَمِعت عبيد الله، عَن نَافِع، عَن عبد الله، عَن النَّبِي

أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها قال قلت أرأيت إذا هبت الرحال قال يأخذ الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته أو مؤخرته

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَنه كَانَ يعرض رَاحِلَته، فَيصَلي إِلَيْهَا، قَالَ: قلت: أَرَأَيْت إِذا هبت الرّحال؟ قَالَ: يَأْخُذ الرحل، فيعدله، فَيصَلي إِلَى آخرته، أَو مؤخرته ". 466 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا مُعْتَمر، قَالَ: سَمِعت عبيد الله، عَن نَافِع، أَن عبد الله " كَانَ يفعل ذَلِك ". 467 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن نمير، قَالَ: أخبرنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يَأْمر بالحربة، فَيخرج يَوْم الْعِيد، فَيصَلي إِلَيْهَا، وَالنَّاس وَرَاءه. وَكَانَ يفعل ذَلِك فِي السّفر، فَمن ثمَّ اتخذتها الْأُمَرَاء ". 468 - حَدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر، قَالَ: أخبرنَا ابْن نمير، قَالَ: أخبرنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا خرج إِلَى الْعِيد أَمر بالحربة، فتوضع لَهُ " ثمَّ ذكر سَائِر الحَدِيث نَحْو حَدِيث ابْن الْمثنى ". 469 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنه كَانَ يركز الحربة قدامه يَوْم الْفطر، والنحر، فَيصَلي إِلَيْهَا ". 470 - وَحدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس،

كان إذا خرج إلى المصلى أخرج بالعنزة حتى تركز بين يديه فيصلي إليها وذاك أن المصلى كان فضاء ليس فيه شيء يستتر به

عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا خرج إِلَى الْمصلى، أخرج بالعنزة حَتَّى تركز بَين يَدَيْهِ، فَيصَلي إِلَيْهَا، وَذَاكَ أَن الْمصلى كَانَ فضاء لَيْسَ فِيهِ شَيْء يسْتَتر بِهِ ". 471 - وحَدثني مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز وَسَعِيد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَا: حَدثنَا حَفْص بن عمر الْعَدنِي، عَن الحكم، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " ركزت العنزة بَين يَدي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِعَرَفَات، فصلى إِلَيْهَا، وَالْحمار من وَرَاء العنزة ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهَا من ذَلِك: الْإِبَانَة عَمَّا يُجزئ الْمُصَلِّي بفضاء من الأَرْض، أَن يسْتَتر بِهِ مِمَّا يمر بَين يَدَيْهِ، وَأَن ذَلِك قدر مؤخرة الرحل. فَإِن سَأَلنَا سَائل عَن قدر ذَلِك، وَكَيف وَجه الاستتار بِهِ، إِذا صلى إِلَيْهِ الْمُصَلِّي؟ قيل: قد اخْتلف السّلف من أهل الْعلم فِي قدر مبلغ ذَلِك من الذرع؛ فَنَذْكُر قَوْلهم، ثمَّ نبين عَن الصَّوَاب - لدينا - من أَقْوَالهم. فَقَالَ بَعضهم: قدر مبلغ ذَلِك من الذرع: ذِرَاع أَو نَحْوهَا.

ذكر من قال ذلك

(" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 472 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن عمر، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَنه كَانَ يُصَلِّي إِلَى مؤخرة رَحْله، وَهِي ذِرَاع أَو قدر ذِرَاع ". 473 - وَحدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء، قَالَ: حَدثنَا الْأَشْجَعِيّ، عَن سُفْيَان، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء، قَالَ: " قدر مؤخرة الرحل ذِرَاع ". 474 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء: " قيد آخِرَة الرحل: ذِرَاع وَنَحْوه ". 475 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن شُرَحْبِيل، عَن ابْن لَهِيعَة، عَن ابْن أنعم، عَن عتبَة بن حميد، عَن عبَادَة بن نسي، عَن رجل، قَالَ: سَأَلت معَاذ بن جبل، عَمَّا يسترني إِذا صليت؟ قَالَ: " قدر عظم الذِّرَاع، أجل أَو أدق ". 476 - وحَدثني عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا زيد بن أبي الزَّرْقَاء، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَان، عَن قدر مؤخرة الرحل؟ قَالَ: قدر ذِرَاع ".

ذكر من قال ذلك

477 - وحَدثني عَليّ، قَالَ: حَدثنَا زيد، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَان: هَل يُجزئ الْحَبل الْمَمْدُود الْمُعْتَرض؟ قَالَ: لَا ". وَقَالَ آخَرُونَ: قدر مبلغ ذَلِك ثَلَاثَة أَسْتَار. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 478 - حَدثنِي ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، قَالَ: سُئِلَ الْأَوْزَاعِيّ عَن الستْرَة، كم تَكْفِي؟ قَالَ: " قدر مؤخرة الرحل: ثَلَاثَة أَسْتَار ". وَالصَّوَاب من القَوْل فِي ذَلِك - عندنَا - قَول من قَالَ: قدر ذَلِك: ذِرَاع وَنَحْوهَا؛ وَذَلِكَ أَن ذَلِك كَذَلِك يتَّخذ للرواحل. وَإِن زَاد على قدر ذَلِك لم نكرهه؛ وَذَلِكَ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّمَا أخبر السَّائِل عَن حد مَا يستره، وَلم يحظر عَلَيْهِ الزِّيَادَة على قدر مَا بَين لَهُ أَنه يُجزئهُ { وَفِي الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَنهُ أَنه كَانَ تحمل لَهُ الحربة، والعنزة، فتركزان لَهُ، فَيصَلي إِلَى هَذِه مرّة، وَإِلَى هَذِه أُخْرَى: أوضح الْبَيَان عَن أَن مَا كَانَ - أبدا - على قدر مؤخرة الرحل من الستْرَة للْمُصَلِّي - إِن لم يكن أحسن - لم يكن أقبح. وَقد رُوِيَ عَن جمَاعَة من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَغَيرهم من سلف الْعلمَاء، أَنهم كَانُوا يستترون فِي صلَاتهم بِمثل آخِرَة الرحل، وَعَن بَعضهم أَنه كَانَ يسْتَتر بأطول مِنْهَا، وَعَن بَعضهم بأصغر مِنْهَا} نذْكر مَا رُوِيَ عَنْهُم فِي ذَلِك، ثمَّ نتبعه الْبَيَان عَن سَبِيل الْعَمَل فِيهِ، إِن شَاءَ الله.

ذكر من روي عنه من السلف أنه كان يصلي إلى مثل مؤخرة الرحل أو كان يأمر بذلك

(" ذكر من رُوِيَ عَنهُ من السّلف أَنه كَانَ يُصَلِّي إِلَى مثل مؤخرة الرحل أَو كَانَ يَأْمر بذلك ") 479 - حَدثنَا الرِّفَاعِي أَبُو هِشَام، قَالَ: حَدثنَا حَفْص، عَن مسعر، عَن الْوَلِيد بن أبي مَالك، عَن أبي عبيد الله، عَن أبي هُرَيْرَة - رَفعه - قَالَ أَبُو هِشَام: هَذَا وهم من حَفْص! - قَالَ: " يُجزئ الْمُصَلِّي مثل مؤخرة الرحل " - قَالَ أَبُو جَعْفَر: أَحْسبهُ قَالَ: فِي مثل دقة السَّوْط. 480 - حَدثنَا أَبُو هِشَام، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا مسعر، عَن الْوَلِيد بن أبي مَالك، عَن أبي عبيد الله، عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا مثله. 481 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون بن الْمُغيرَة، عَن الْحجَّاج بن أَرْطَأَة، عَن أبي إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي الْمُهلب بن أبي صفرَة، عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم وَبَين يَدَيْهِ مثل آخِرَة الرحل، فَلَا يضرّهُ مَا مر بَين يَدَيْهِ ". 482 - وَحدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان، قَالَ: حَدثنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي أُسَامَة بن زيد، عَن نَافِع قَالَ: " لم أر ابْن عمر يُصَلِّي إِلَى أقصر من مؤخرة الرحل ".

أنه قال يجزئ المصلي مثل آخرة الرحل

483 - وحَدثني ابْن البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو، قَالَ: " سُئِلَ الْأَوْزَاعِيّ عَن الستْرَة، كم يَكْفِي؟ قَالَ: قدر مؤخرة الرحل ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة: الْأَخْبَار الَّتِي ذَكرنَاهَا - قبل - عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " يُجزئ الْمُصَلِّي مثل آخِرَة الرحل ". (" ذكر من كَانَ يُصَلِّي إِلَى أطول من ذَلِك ") 484 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع، قَالَ: حَدثنَا عبد الْمُؤمن، قَالَ: " مَرَرْنَا بأنس بن مَالك - وَهُوَ عِنْد قصره - وَهُوَ يُصَلِّي، وَبَين يَدَيْهِ زج مثل طول أنس ". 485 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم الدِّمَشْقِي، قَالَ: حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي يحيى بن أبي كثير، قَالَ: " رَأَيْت أنس بن مَالك دخل الْمَسْجِد الْحَرَام، فَرَكزَ شَيْئا أَو هيأ شَيْئا، فصلى إِلَيْهِ ". 486 - وحَدثني عَليّ بن سعيد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، قَالَ: " رَأَيْت أنس بن مَالك فِي الْمَسْجِد الْحَرَام، قد نصب عَصا يُصَلِّي إِلَيْهَا ".

أنه كان يأمر بالعنزة أن تركز له فيصلي إليها

487 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُصعب، عَن يحيى، قَالَ: " أَخْبرنِي مخبر أَنه رأى أنس بن مَالك يركز عَصَاهُ، يُصَلِّي إِلَيْهَا يسْتَتر بهَا بَينه وَبَين النَّاس عِنْد الْكَعْبَة ". 488 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور وَالْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، قَالَ: " كَانَت تركز العنزة بَين يَدي عمر بن الْخطاب، والظعن تمر بَين يَدَيْهِ، فَلَا يقطع صلَاته ". 489 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن لَيْث بن أبي سليم، عَن الْمُغيرَة، عَن أبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن مَسْعُود، عَن أَبِيه، قَالَ: " لَا تصلين وَبَيْنك وَبَين الْقبْلَة فجوة! تقدم إِلَى الْقبْلَة أَو استتر بِسَارِيَة ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة: الْأَخْبَار الَّتِي ذَكرنَاهَا - قبل - عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ يَأْمر بالعنزة أَن تركز لَهُ، فَيصَلي إِلَيْهَا. (" ذكر من قَالَ يجزيء الْمُصَلِّي من الستْرَة كل مَا استتر بِهِ ") 490 - حَدثنِي يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: حَدثنَا شُعَيْب بن الحبحاب، عَن أبي الْعَالِيَة الريَاحي، قَالَ: " كَانَ يُقَال يستر

لا تصلوا إلا إلى سترة ولا يدع أحدكم أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين

الْمُصَلِّي مَا وارى حرف الْقَلَم ". 491 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن شُعَيْب بن الحبحاب، عَن أبي الْعَالِيَة، أَنه قَالَ: " يستر الْمُصَلِّي مَا يواري حرف الْقَلَم ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة مَا: 492 - حَدثنَا بِهِ: ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر الْحَنَفِيّ، قَالَ: حَدثنَا الضَّحَّاك بن عُثْمَان، قَالَ: حَدثنِي صَدَقَة بن يسَار، قَالَ: سَمِعت ابْن عمر يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تصلوا إِلَّا إِلَى ستْرَة، وَلَا يدع أحدكُم أحدا يمر بَين يَدَيْهِ، فَإِن أَبى، فليقاتله؛ فَإِن مَعَه القرين ". 493 - حَدثنِي أَحْمد بن الْفرج، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك، قَالَ: حَدثنَا الضَّحَّاك بن عُثْمَان، عَن صَدَقَة بن يسَار، عَن عبد الله بن عمر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ يَقُول: " إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي فَلَا يدع أحدا يمر بَين يَدَيْهِ، فَإِن أَبى فليقاتله؛ فَإِن مَعَه القرين ".

وغير ما ذكرت لنا أن الأخبار صحت به عن رسول الله

قَالُوا: وكل مَا استتر بِهِ الْمُصَلِّي، فَهُوَ ستْرَة: صغر ذَلِك أَو كبر، عظم أَو دق {فَإِن قَالَ لنا قَائِل: فَهَل يجزيء من الستْرَة فِي الصَّلَاة: الْخط؟ وَمَا أَنْت قَائِل فِي صَلَاة من صلى إِلَى غير ستْرَة: أتراها فَاسِدَة؟ أم هَل يقطعهَا عَلَيْهِ بعض من يمر بَين يَدَيْهِ؟ أم هِيَ عَنهُ مجزئة؟ فَإنَّك إِن قلت: هِيَ عَنهُ مجزئة، وَجعلت للْمُصَلِّي أَن يخط فِي الأَرْض، ثمَّ يُصَلِّي إِلَى الْخط؟ قيل لَك: فَهَذَا من قَوْلك خلاف الْخَبَر الَّذِي رويت عَن طَلْحَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -} وَغير مَا ذكرت لنا أَن الْأَخْبَار صحت بِهِ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أمره الْمُصَلِّي بالاستتار {وَأَنه صلى إِلَى العنزة، وَمَا أشبههَا} وَإِن قلت: لَا تُجزئه صلَاته إِلَّا أَن يُصليهَا مستترا بسترة على مَا وَردت بِهِ الْأَخْبَار، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -! قيل لَك: فَمَا وَجه الْخَبَر الَّذِي: 494 - حدثكموه: أَبُو كريب وسُفْيَان بن وَكِيع قَالَا: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن حجاج، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " صلى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي فضاء لَيْسَ بَين يَدَيْهِ شَيْء ".

يصلي في الناس بعرفة فمررنا على بعض الصف فنزلنا عنها ودخلنا الصف وتركناها ترتع فلم يقل لنا رسول الله

495 - وَحدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَأحمد بن حَمَّاد الدولابي قَالَا: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " جِئْت أَنا وَالْفضل - وَنحن على أتان - وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي فِي النَّاس بِعَرَفَة، فمررنا على بعض الصَّفّ، فنزلنا عَنْهَا، ودخلنا الصَّفّ، وتركناها ترتع، فَلم يقل لنا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شَيْئا ". 496 - وحَدثني عبد الله بن أبي زِيَاد، قَالَ: حَدثنَا حجاج، قَالَ: قَالَ ابْن جريج، أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ، عَن عَبَّاس بن عبيد الله بن عَبَّاس، عَن الْفضل بن عَبَّاس، قَالَ: " زار رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عباسا فِي بادية لنا، وَلنَا كليبة وحمارة ترعى، فصلى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْعَصْر، وهما بَين يَدَيْهِ، فَلم تؤخرا، وَلم تزجرا ".

العباس في بادية لنا ولنا كليبة وحمار فصلى النبي

497 - وَحدثنَا أَحْمد بن الْحسن التِّرْمِذِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن ابْن جريج، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر، عَن الْعَبَّاس بن عبيد الله بن عَبَّاس، عَن الْفضل بن عَبَّاس، قَالَ: " زار النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْعَبَّاس فِي بادية لنا، وَلنَا كليبة، وحمار فصلى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْعَصْر، وهما بَين يَدَيْهِ، لم يزجرا وَلم يؤخرنا ". قيل: قد اخْتلف السّلف من أهل الْعلم - قبلنَا - فِي كل ذَلِك، فَنَذْكُر مَا قَالُوا فِيهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه - إِن شَاءَ الله - الْبَيَان. وَكَانَ بَعضهم يَقُول: يُجزئ الْخط فِي الأَرْض، إِذا صلى إِلَيْهِ الْمُصَلِّي من الستْرَة { (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 498 - حَدثنِي ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم، قَالَ: أخبرنَا يحيى بن أَيُّوب، عَن حميد بن قيس، قَالَ: " سَأَلت عَطاء بن أبي رَبَاح عَن الْخط، يخط للسترة من الصَّلَاة؟ فَقَالَ: أدْركْت النَّاس يَفْعَلُونَ ذَلِك، وَلَا أَدْرِي عَمَّن ذَلِك} ".

ذكر من قال ذلك

499 - وحَدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زرْعَة، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة قَالَ: حَدثنَا أَبُو يُوسُف صَالح بن عَطاء الْمَكِّيّ " أَنه رأى عَطاء بن أبي رَبَاح خطّ بَين يَدَيْهِ خطا فِي الأَرْض، ثمَّ صلى، وَالنَّاس يَمرونَ بَين يَدَيْهِ ". وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يقطع صَلَاة الْمَرْء الْمُسلم شَيْء، صلى إِلَى ستْرَة أَو غير ستْرَة، وَلَكِن يَنْبَغِي لَهُ أَن يدْرَأ من مر بَين يَدَيْهِ مَا اسْتَطَاعَ { (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 500 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عمر بن عبيد، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْحَارِث، عَن عَليّ، قَالَ: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء، وادرأ عَن صَلَاتك مَا اسْتَطَعْت ". 501 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون، عَن عَنْبَسَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْحَارِث، عَن عَليّ، قَالَ: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء، وَلَكِن ادرأ مَا اسْتَطَعْت "} 502 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الصَّمد، قَالَ: حَدثنَا همام، قَالَ: حَدثنَا قَتَادَة، عَن سُلَيْمَان بن يسَار، عَن عَليّ وَعُثْمَان قَالَا: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء وادرؤوا مَا اسْتَطَعْتُم "!

503 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن عَليّ وَعُثْمَان أَنَّهُمَا قَالَا: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء، وادرؤوا مَا اسْتَطَعْتُم " { 504 - حَدثنَا ابْن الْمثنى وَابْن بشار قَالَا: حَدثنَا ابْن أبي عدي: 505 - وحَدثني يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية - جَمِيعًا - عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن عَليّ وَعُثْمَان بِمثلِهِ} 506 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن هِشَام وَشعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب بِمثلِهِ { 507 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب، أَن عليا وَعُثْمَان قَالَا: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء، وادرؤوا مَا اسْتَطَعْتُم "} 508 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أَبِيه، قَالَ: " كنت أُصَلِّي فَمر إِنْسَان بَين يَدي، فمنعته {فَأبى، فَمر، قَالَ: فَأتيت عُثْمَان، فَسَأَلته؟ فَقَالَ: يَا ابْن أُخْت} لَا يَضرك ". 509 - وَحدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، قَالَ: " سَأَلت سعيد بن الْمسيب: مَا يقطع صَلَاة

الرجل الْمُسلم؟ قَالَ: يقطعهَا الْفُجُور، ويسترها التَّقْوَى ". 510 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن شُعْبَة بِنَحْوِهِ. 511 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن شُعْبَة بِمثلِهِ. 512 - وَحدثنَا عمرَان بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَارِث، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، قَالَ: " سُئِلَ سعيد بن الْمسيب: مَا يستر الْمُصَلِّي؟ قَالَ: التَّقْوَى {قَالَ: فَمَا يقطعهما؟ قَالَ: الْفُجُور ". 513 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، عَن شُعْبَة، عَن عبيد الله، عَن سَالم، عَن ابْن عمر، قَالَ: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء، وادرأ مَا اسْتَطَعْت ". 514 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن أبي عبد الله الْعَسْقَلَانِي، عَن يزِيد بن عبد الله بن قسيط: " أَنه رأى ابْن عمر يُصَلِّي على جَنَازَة، وحمار يمر بَين أَيْديهم، فناداه رجل: الْحمار} فَلَمَّا انْصَرف ابْن عمر، قَالَ: أَيهَا الصَّارِخ! إِن الصَّلَاة لَا يقطعهَا شَيْء، وَلكنه أَذَى، فادرؤوا الْأَذَى عَنْكُم مَا اسْتَطَعْتُم ".

515 - حَدثنَا يُونُس وَأحمد بن حَمَّاد الدولابي، قَالَا: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، قَالَ: " قيل لِابْنِ عمر: إِن عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة يَقُول: يقطع الصَّلَاة الْكَلْب، وَالْحمار! ؟ فَقَالَ ابْن عمر: لَا يقطع صَلَاة الْمُسلم شَيْء ". 516 - وَحدثنَا سعيد بن يحيى الْأمَوِي، قَالَ: حَدثنِي أبي، قَالَ: حَدثنَا ابْن جريج، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أبي عمار، قَالَ: " رَأَيْت ابْن الزبير يُصَلِّي، فمرت امْرَأَة بَين يَدَيْهِ تَطوف بِالْبَيْتِ، فَوضع جَبهته فِي مَوضِع قدمهَا ". 517 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنَا حَنْظَلَة، عَن سَالم، قَالَ: " صليت مَعَ عبد الله بن الزبير بِمَكَّة، فمرت بَين يَدي الصَّفّ: امْرَأَة، فَمَا بالوها ". 518 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن سماك، عَن عِكْرِمَة، قَالَ: " قَالُوا عِنْد ابْن عَبَّاس: يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْمَرْأَة، وَالْحمار ". فَقَالَ: {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب، وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ} : أَي شَيْء يقطع هَذَا؟ وَلكنه يكره ".

519 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر، قَالَ: سَمِعت يُونُس، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، قَالَ: " قلت لعبيدة: مَا يستر الْمُصَلِّي، وَمَا يقطع صلَاته؟ قَالَ: يَسْتُرهَا الْإِيمَان، ويقطعها الْفُجُور ". 520 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، قَالَ: " سَأَلت شريحا: مَا يقطع الصَّلَاة؟ قَالَ: تَمامهَا التَّقْوَى، ويقطعها الْفُجُور ". قَالَ: مُحَمَّد: " فَذكرت ذَلِك لعبيدة السَّلمَانِي، فَقَالَ: صدق شُرَيْح. كَانَ يُقَال: فِي آخِرَة الرحل ". 521 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، قَالَ: سَمِعت هشاما، عَن ابْن سِيرِين، عَن شُرَيْح، قَالَ: " سُئِلَ: مَا يستر الْمُصَلِّي؟ قَالَ: يستره التَّقْوَى، ويقطعها الْفُجُور، وَأَن يكون بَين يَديك شَيْء أطيب لنَفسك. وَقد ذكر آخِره الرحل ". وَعَن عُبَيْدَة: نَحوه. 522 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن أَيُّوب، عَن مُحَمَّد، قَالَ: " قلت لعبيدة: مَا يستر الْمُصَلِّي، وَمَا يقطع الصَّلَاة؟ قَالَ: يستره التَّقْوَى، وَيقطع الصَّلَاة الْكفْر أَو قَالَ: الْفُجُور، وَقد ذكر قيد آخِرَة الرحل، قَالَ: وَقَالَ شُرَيْح: قد ذكر قيد آخِرَة الرحل، وَأَن يكون بَين يَديك مَا يسترك أطيب لنَفسك ". 523 - حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة الضَّبِّيّ، قَالَ: أخبرنَا سليم بن أَخْضَر، قَالَ: أخبرنَا ابْن عون، عَن مُحَمَّد، قَالَ: " قلت لعبيدة: مَا يقطع الصَّلَاة، وَمَا يَسْتُرهَا؟ قَالَ: يَسْتُرهَا التَّقْوَى، ويقطعها

الْفُجُور ". 524 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن عمر، عَن نَافِع، قَالَ: قَالَ ابْن عمر: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء، وذبوا مَا اسْتَطَعْتُم ". 525 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم، قَالَ: أخبرنَا يحيى بن أَيُّوب، قَالَ: أَخْبرنِي حميد، قَالَ: " رَأَيْت عَطاء بن أبي رَبَاح وَعبد الله بن عبيد بن عُمَيْر يصليان، وَالنَّاس يَمرونَ بَين أَيْدِيهِمَا ". 526 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: أخبرنَا خَالِد بن نزار، عَن نَافِع بن عمر، قَالَ: " رَأَيْت عَطاء بن أبي رَبَاح يُصَلِّي بِمَكَّة، وَالنَّاس يَمرونَ بَين يَدَيْهِ - يَعْنِي بِغَيْر ستْرَة - قَالَ: نَافِع: وَرَأَيْت ابْن أبي مليكَة، يفعل ذَلِك ". 527 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن الْحجَّاج بن أَرْطَأَة، قَالَ: " سَأَلت عَطاء عَن الرجل يُصَلِّي، وَالنِّسَاء يطفن أَمَامه، فَقَالَ: لَا بَأْس ". 528 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، عَن مُجَاهِد وَإِبْرَاهِيم قَالَا: " لَا بَأْس أَن تمر الْمَرْأَة بحذائك، وَأَنت تصلي ". 529 - وَحدثنَا أَبُو كريب وَأَبُو السَّائِب قَالَا: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس،

عَن هِشَام قَالَ: " كَانَ أبي يُصَلِّي فِي الصَّحرَاء، لَيْسَ بَين يَدَيْهِ شَيْء ". 530 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنَا حَنْظَلَة، قَالَ: " سُئِلَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد: هَل يقطع الصَّلَاة شَيْء؟ قَالَ: لَا. الله دون كل شَيْء ". 531 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا أَبُو بشر، عَن سعيد بن جُبَير، قَالَ: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء، وادرأ عَن صَلَاتك مَا اسْتَطَعْت ". 532 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا مُغيرَة، عَن إِبْرَاهِيم وزَكَرِيا، عَن الشّعبِيّ مثل ذَلِك. 533 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن حُذَيْفَة قَالَ: " سُئِلَ الشّعبِيّ: مَا يقطع الصَّلَاة؟ قَالَ: سوؤها ". 534 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الْوَلِيد بن قيس، عَن سعيد بن جُبَير، قَالَ: " لَا يقطع الصَّلَاة إِلَّا السَّهْو والغفلة ".

535 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، قَالَ: سَمِعت يحيى، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا بكر بن مُحَمَّد قَائِما يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَة، وَالنَّاس يطوفون بَين يَدَيْهِ ". 536 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: أَخْبرنِي يحيى، قَالَ: رَأَيْت أَبَا بكر يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَة، وَالنَّاس يطوفون بَين يَدَيْهِ ". 537 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن صَالح بن رستم، قَالَ: " رَأَيْت عَطاء بن أبي رَبَاح يُصَلِّي قَاعِدا بَين ساريتين، وَالنَّاس يَمرونَ بَين يَدَيْهِ ". 538 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، عَن هِشَام، عَن الْحسن قَالَ: " لَا بَأْس أَن يُصَلِّي الرجل، وَالنِّسَاء يطفن أَمَامه ". 539 - وَحدثنَا عمرَان بن مُوسَى الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَارِث، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، قَالَ: " سُئِلَ سعيد بن الْمسيب: مَا يستر الْمُصَلِّي؟ قَالَ: التَّقْوَى. قيل: فَمَا يقطعهَا؟ قَالَ: الْفُجُور ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة من الْأَثر مَا: 540 - حَدثنِي سُلَيْمَان بن عبيد الله الغيلاني، قَالَ: حَدثنَا أَبُو

وهو يصلي فما نهانا ولا ردنا

قُتَيْبَة، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي ذِئْب، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " مَرَرْت أَنا وَالْفضل بن عَبَّاس على حمَار بَين يَدي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يُصَلِّي، فَمَا نَهَانَا، وَلَا ردنا ". 541 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن صُهَيْب، عَن ابْن عَبَّاس: " أَنه كَانَ على حمارة، هُوَ وَغُلَام من بني هَاشم، فَمر بَين يَدي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يُصَلِّي فَلم ينْصَرف. وَجَاءَت جاريتان من بني عبد الْمطلب فأخذتا بركبتي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَفرج بَينهمَا أَو فَفرق بَينهمَا، وَلم ينْصَرف ". 542 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن

يصلي بالناس في أرض خلاء فتركنا الحمار بين أيديهم ثم جئنا حتى دخلنا معهم فما بالى ذلك ولقد كان رسول الله

شُعْبَة، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن صُهَيْب رجل من أهل الْبَصْرَة، عَن ابْن عَبَّاس: " عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ. 543 - وَحدثنَا ابْن حميد وَابْن وَكِيع قَالَا: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن أبي الصَّهْبَاء، قَالَ: " كنت عِنْد ابْن عَبَّاس، فَذَكرنَا مَا يقطع الصَّلَاة فَقَالُوا: الْحمار، وَالْمَرْأَة. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: لقد جِئْت أَنا وَغُلَام من بني عبد الْمطلب، مرتدفين على حمَار، وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي أَرض خلاء، فتركنا الْحمار بَين أَيْديهم، ثمَّ جِئْنَا حَتَّى دَخَلنَا مَعَهم، فَمَا بالى ذَلِك. وَلَقَد كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَجَاءَت جاريتان من بني عبد الْمطلب تشتدان اقتبلتا، فَأَخذهُمَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَنزع إِحْدَاهمَا من الْأُخْرَى، فَمَا بالى ذَلِك ". 544 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن الْجعْفِيّ، عَن زَائِدَة، عَن مَنْصُور، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن أبي الصَّهْبَاء، عَن ابْن عَبَّاس: " عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَحوه. 545 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن شُعْبَة، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن رجل يُقَال لَهُ صُهَيْب، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " خرجت أَنا وَرجل من بني هَاشم، وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

في الصلاة وتركنا الحمار فلم ينصرف النبي

فِي الصَّلَاة، وَنحن على حمَار لنا، فنزلنا، فَدَخَلْنَا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الصَّلَاة، وَتَركنَا الْحمار، فَلم ينْصَرف النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَجَاءَت جاريتان من بني عبد الْمطلب، حَتَّى أخذتا بركبتيه، فَفرج بَينهمَا ". 546 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، عَن شُعْبَة، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن صُهَيْب، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " جِئْت أَنا وَغُلَام على حمَار وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي فمررنا بَين يَدَيْهِ، ثمَّ نزلنَا، فَدَخَلْنَا مَعَه الصَّلَاة، وَجَاءَت جاريتان تسعيان، حَتَّى أخذتا بركبتيه، وَهُوَ يُصَلِّي، فَفرق بَينهمَا، وَمضى فِي صلَاته ". 547 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، عَن ابْن أبي ليلى، عَن الحكم، عَن يحيى بن الجزار، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " جَاءَت جاريتان تمشيان فِي الْقبْلَة وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي حَتَّى أخذتا فَخذيهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يرْكَع فرق بَينهمَا ثمَّ ركع ". 548 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة، عَن ابْن أبي ذِئْب، عَن شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس، قَالَ: " مَرَرْت بَين يَدي النَّاس، وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بهم بِعَرَفَة، وَأَنا وَالْفضل على أتان مرتدفين، فَلم يُنكر علينا ذَلِك ".

يصلي بعرفة فمررنا ببعض الصف فنزلنا وتركناها ترتع فلم يبال النبي

549 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " جِئْت أَنا وَالْفضل على أتان، وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بِعَرَفَة، فمررنا بِبَعْض الصَّفّ، فنزلنا وتركناها ترتع، فَلم يبال النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شَيْئا ". 550 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا عبد الْأَعْلَى، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " كنت ردف الْفضل على أتان، فَجِئْنَا وَنَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بِالنَّاسِ بمنى، فنزلنا فوصلنا الصَّفّ وَمَرَّتْ الأتان بَين يَدي النَّاس، فَلم تقطع عَلَيْهِم الصَّلَاة ". 551 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيغ الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله بن عبيد، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " أَقبلت أَسِير على أتان، وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بِالنَّاسِ بمنى، فمررت بهَا بَين يَدي بعض الصَّفّ، ثمَّ نزلت عَنْهَا، فتركتها ترعى، فَأَقْبَلت فَصليت مَعَ النَّاس، فَلم يعب ذَلِك عَليّ أحد ".

يصلي بالناس بمنى فسرت على الأتان بين يدي بعض الصف ثم نزلت فأرسلتها ودخلت في الصف مع الناس فلم ينكر ذلك علي أحد

552 - حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس بن يزِيد، عَن ابْن شهَاب، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " كنت رَاكِبًا على أتان، وَقد ناهزت الْحلم، فَإِذا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي بِالنَّاسِ بمنى، فسرت على الأتان بَين يَدي بعض الصَّفّ، ثمَّ نزلت فأرسلتها، وَدخلت فِي الصَّفّ مَعَ النَّاس، فَلم يُنكر ذَلِك عَليّ أحد ". 553 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة بن الْفضل، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن دَاوُد بن الْحصين، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " مَرَرْت أَنا وَالْفضل بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب بَين يَدي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يُصَلِّي فِي حجَّة الْوَدَاع، فَمَا قَالَ لنا شَيْئا ". 554 - حَدثنِي مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا عبد ربه بن عَطاء الله الْقرشِي، قَالَ: حَدثنِي أَبُو سُفْيَان بن عبد الرَّحْمَن بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة، عَن أَبِيه، عَن جده: " أَنه رأى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي، وَلَيْسَ بَينه وَبَين الَّذين يطوفون بِالْبَيْتِ ستْرَة ".

بالبيت ثم صلى في حاشية المطاف ليس بينه وبين الطواف أحد

555 - حَدثنِي عَليّ بن سعيد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن ابْن جريج، عَن كثير بن كثير، عَن أَبِيه، عَن الْمطلب بن أبي ودَاعَة، قَالَ: " طَاف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْبَيْتِ، ثمَّ صلى فِي حَاشِيَة المطاف لَيْسَ بَينه وَبَين الطّواف أحد ".

يصلي مما يلي باب بني سهم والناس يمرون بين يديه ليس بينه وبين الكعبة سترة

556 - وحَدثني يُونُس وَأحمد بن حَمَّاد قَالَا: حَدثنَا سُفْيَان، عَن كثير بن كثير، عَن بعض أَهله، قَالَ: سَمِعت الْمطلب يَقُول: " رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَاب بني سهم، وَالنَّاس يَمرونَ بَين يَدَيْهِ لَيْسَ بَينه وَبَين الْكَعْبَة ستْرَة ". 557 - وحَدثني ابْن البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، عَن زُهَيْر، عَن كثير بن كثير، عَن أَبِيه، قَالَ: حَدثنِي الْمطلب بن أبي ودَاعَة، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي حذاء الرُّكْن الْأسود، وَالرِّجَال وَالنِّسَاء يطوفون بَين يَدَيْهِ، مَا بَينه وَبينهمْ ستْرَة ". 558 - وَحدثنَا سعيد بن يحيى الْأمَوِي، قَالَ: حَدثنِي أبي، قَالَ: حَدثنَا ابْن جريج، قَالَ: أَخْبرنِي كثير بن كثير بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي، عَن أَبِيه، عَن جده، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا فرغ من طَوَافه السَّبْعَة، أَتَى مَوضِع الفسقينة، فصلى عِنْدهَا، عِنْد الرُّكْن فِي حَاشِيَة المطاف لَيْسَ بَينه وَبَين الطّواف أحد ". قَالَ أَبُو جَعْفَر: يَعْنِي بالفسقينة: البشكينة، والبشك، هُوَ البعر. وَقَالَ آخَرُونَ: إِذا صلى مصل، وَلَيْسَ بَين يَدَيْهِ شَيْء يستره، فَإِنَّهُ يقطع صلَاته مَا مر بَين يَدَيْهِ: رجلا كَانَ الْمَار أَو امْرَأَة أَو غَيرهمَا.

ذكر من قال ذلك

(" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 559 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا قبيصَة، قَالَ: أخبرنَا يُوسُف بن صُهَيْب، عَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه أَو عَن عبد الله قَالَ: " إِذا مر الرجل بَين يَدي الرجل ليقطع صلَاته، فليوميء إِلَيْهِ بِيَدِهِ، فَإِن هُوَ رَجَعَ، وَإِلَّا فليلهز فِي صَدره، فَإِن رَجَعَ، وَإِلَّا فليأخذ بِيَدِهِ حَتَّى يرجع، فَإِنَّهُ قد قطع صلَاته ". 560 - حَدثنِي الْعَبَّاس بن الْوَلِيد، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن عبد الْعَزِيز، قَالَ: أَخْبرنِي مولى ليزِيد، عَن يزِيد بن نمران، قَالَ: " رَأَيْت رجلا يتبول مقْعدا، فَسَأَلته عَن إقعاده؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي، فمررت بَين يَدَيْهِ، وَكنت على أتان أَو حمَار، فَقَالَ: قطع صَلَاتنَا قطع الله أَثَره {قَالَ: فأقعدت ". 561 - حَدثنِي يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي مُعَاوِيَة، عَن سعيد بن غَزوَان، عَن أَبِيه: " أَنه نزل تَبُوك، وَهُوَ حَاج، فَإِذا هُوَ بِرَجُل مقْعد، فَسَأَلَهُ عَن أمره؟ فَقَالَ لَهُ: سأحدثك حَدِيثا فَلَا تحدث بِهِ مَا سَمِعت أَنِّي حَيّ} : - إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

ذكر من قال ذلك

نزل تَبُوك إِلَى نَخْلَة، فَقَالَ: هَذِه قبلتنا. ثمَّ صلى إِلَيْهَا، فَأَقْبَلت أَنا وَغُلَام أسعى حَتَّى مَرَرْت بَينه وَبَينهَا، فَقَالَ: قطع صَلَاتنَا، قطع الله أَثَره! قَالَ: فَمَا قُمْت عَلَيْهَا إِلَى يومي هَذَا ". وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يقطع صَلَاة مصل إِلَى غير ستْرَة إِلَّا الْمَرْأَة، وَالْكَلب، وَالْحمار. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 562 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَعبد الصَّمد قَالَا: حَدثنَا شُعْبَة، عَن عبيد الله بن أبي بكر، قَالَ: سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول: " يقطع الصَّلَاة الْكَلْب، وَالْمَرْأَة، وَالْحمار ". 563 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة بن الْحجَّاج، عَن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مَالك، مثله.

564 - وَحدثنَا يحيى بن حبيب بن عَرَبِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، قَالَ: " سَأَلت يُونُس عَن الْقَوْم يصلونَ، فيمر بَين أَيْديهم الشَّيْء الَّذِي يقطع الصَّلَاة؟ فَزعم أَن رجلا صلى بهم فِي الْمَسْجِد الْجَامِع خَارِجا من السَّوَارِي، فَمر بَين أَيْديهم كلب؟ فَسئلَ الْحسن عَن ذَلِك؟ فَقَالَ: من كَانَ من الصَّفّ الْمُقدم لَيْسَ بَين يَدَيْهِ شَيْء يستره، فليعد {قلت: أَرَأَيْت إِن كَانَ الإِمَام لَيْسَ بَين يَدَيْهِ شَيْء يستره، فَمر الْكَلْب، وَقد صلى رَكْعَة أَو رَكْعَتَيْنِ: كَيفَ يصنعون؟ قَالَ: يعيدون جَمِيعًا: المستور، وَغير المستور ". " وَقد صلى الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ بِأَصْحَابِهِ، فَمر بَين أَيْديهم حمَار، فَلَمَّا قضى صلَاته أعَاد بِمن لم يكن بَين يَدَيْهِ شَيْء يستره ". 565 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا مبارك بن فضَالة، قَالَ: حَدثنَا حميد بن هِلَال الْعَدوي، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الله بن الصَّامِت، قَالَ: " كُنَّا مَعَ الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ وَهُوَ يُصَلِّي بِنَا صَلَاة الصُّبْح، وَبَين يَدَيْهِ: عنزة. فَمر حماران بَين يَدي الصُّفُوف، يطرد أَحدهمَا الآخر. قَالَ: فَأَعَادَ بهم الصَّلَاة} قَالَ: فَقَالَ نَاس: صلى صَلَاة الصُّبْح أَربع رَكْعَات {هَذِه صَلَاة المعيطي} قَالَ: فَكثر ذَلِك، فَأَدْرَكته، قَالَ: قلت: ثكلتك أمك {شبهوك بِابْن أبي معيط، صلى صَلَاة الصُّبْح أَربع رَكْعَات} قَالَ: وَقد فعلوا؟ قَالَ: قلت: نعم، وَالله لقد فعلوا! قَالَ: ردوا عَليّ أَوَائِل النَّاس. قَالَ:

صلى بأصحابه فمر حمار بينه وبين الصف فأعاد الصلاة فقالوا أميرنا صلى الصبح أربع ركعات فقال اللهم أرحني منهم وأرحهم مني فما جمع الجمعة الثانية حتى مات

فردوهم عَلَيْهِ. فَقَالَ: " إِنَّا كُنَّا نؤمر إِذا كَانَ أَحَدنَا يُصَلِّي، وَلَيْسَ بَين يَدَيْهِ مَا يستره، فَمر بَين يَدَيْهِ الْكَلْب، أَو الْحمار، أَو الْمَرْأَة أَن نعيد الصَّلَاة ": فَمر بَين أَيْدِيكُم: حماران يطرد أَحدهمَا الآخر، وَقد كَانَ بَين يَدي مَا يسترني - يَعْنِي العنزة - وَلَكِنِّي إِنَّمَا أعدت الصَّلَاة بِمن لم يكن بَين يَدَيْهِ مَا يستره، لتكمل صَلَاتكُمْ، فشبهتموني بِابْن أبي معيط، فَإِنَّهُ صلى الصُّبْح أَربع رَكْعَات { أحسن الله صحبتكم، وَأحسن عافيتكم، ونصركم على عَدوكُمْ، وَعجل الْفِرَاق بيني وَبَيْنكُم} قَالَ: فَأَصَابُوا ظفرا، كَمَا دَعَا لَهُم، ثمَّ هلك عِنْد ذَلِك ". 566 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن أبي طَالب الضبعِي: " أَن الحكم الْغِفَارِيّ - وَكَانَت لَهُ صُحْبَة مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بِأَصْحَابِهِ، فَمر حمَار بَينه وَبَين الصَّفّ فَأَعَادَ الصَّلَاة، فَقَالُوا: أميرنا صلى الصُّبْح أَربع رَكْعَات {فَقَالَ: اللَّهُمَّ} أرحني مِنْهُم، وأرحهم مني فَمَا جمع الْجُمُعَة الثَّانِيَة حَتَّى مَاتَ ". 567 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن زِيَاد بن فياض، عَن أبي الْأَحْوَص، قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْحمار، وَالْمَرْأَة ". 568 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر، عَن

أَبِيه، عَن بكر: " أَن جروا مر بَين يَدي عبد الله بن عمر، وَهُوَ يُصَلِّي فَقطع صلَاته ". 569 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ، عَن أبي مرّة - رجل من أهل الْبَادِيَة -: " أَن ابْن عمر صلى مرّة، ثمَّ قَامَ فَأَعَادَهَا، فَقيل لَهُ: لم تعيد؟ قَالَ: إِنَّه مر بَين يَدي جرو كلب، فَأَعَدْت، وَلم يَأْمُرهُم أَن يُعِيدُوا، كَأَنَّهُ مر بَين يَدي ابْن عمر وَحده ". 570 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، قَالَ: حَدثنَا بكر بن عبد الله، عَن أبي مرّة: " أَنه كَانَ بِجنب ابْن عمر يُصَلِّي، فَمر جرو كلب بَين يَدي ابْن عمر، وَهُوَ يُصَلِّي، ثمَّ أثلج بَين يَدي أبي مرّة وَابْن عمر، فَقَامَ ابْن عمر، فَأَعَادَهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مرّة: لأي شَيْء أعدت؟ قَالَ: أما رَأَيْت جرو كلب مر بَين يَدي! ". قَالَ: قَتَادَة: " وأحسبهما كَانَا يصليان خلف مَرْوَان بن الحكم ". 571 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا سهل بن يُوسُف، قَالَ: حَدثنَا حميد، عَن بكر، قَالَ: " صلى ابْن عمر وَإِلَى جنبه رجل فَمر جرو كلب بَين ابْن عمر، وَبَين الرجل حَتَّى مر بَين يَدي ابْن عمر، فَلَمَّا سلم

الإِمَام، قَامَ ابْن عمر يقْضِي، وَقَامَ الرجل فَجَذَبَهُ ابْن عمر، وَقَالَ: إِنَّمَا مر بَين يَدي {". 572 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا حجاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن حميد، عَن بكر بن عبد الله، قَالَ: " كنت أُصَلِّي إِلَى جنب ابْن عمر، فَدخل جرو كلب بيني وَبَينه، فَمر بَين يَدي، فَقَالَ: أما أَنْت، فأعد الصَّلَاة، وَأما أَنا فَلَا أُعِيد؛ لِأَنَّهُ لم يمر بَين يَدي ". 573 - وَحدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا الْحسن، عَن الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ: " أَنه صلى بِأَصْحَابِهِ صَلَاة الصُّبْح، قَالَ: فَمر حماران بَين أَيْديهم، يطرد أَحدهمَا الآخر، فَلَمَّا انْصَرف، أعَاد بهم الصَّلَاة، فَقَالَ نَاس: فعلت كَمَا فعل فلَان} قَالَ: فَخَطب فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس {إِنِّي - وَالله - مَا فعلت كَمَا فعل فلَان} وَلَكِنِّي لما صليت الصُّبْح مر حماران بَين أَيْدِينَا، يطرد أَحدهمَا الآخر، وَإِنِّي إِنَّمَا أعدت بالصف الأول ". 574 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا يُونُس، قَالَ: " كَانَ مُوسَى بن أنس يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي صحن الْمَسْجِد الْجَامِع، فَكَانَ كلب يمر بَين يَدي النَّاس، فَسئلَ الْحسن؟ فَقَالَ: أما من كَانَ خلف سَارِيَة أَو خلف الصَّفّ الْمُقدم، فَإِنَّهُ لَا يُعِيد. وَمن كَانَ بَين ذَلِك، فَإِنَّهُ يُعِيد ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة مَا:

لا يقطع الصلاة إلا الكلب أو الحمار أو المرأة

575 - حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر وَعَبدَة وجعفر بن عَوْف، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن عبد الله بن الْمُغَفَّل، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يقطع الصَّلَاة إِلَّا الْكَلْب، أَو الْحمار، أَو الْمَرْأَة "! 576 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن معَاذ وَسَعِيد بن عَامر قَالَا: حَدثنَا سعيد، عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن عبد الله بن مُغفل: أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْمَرْأَة، وَالْحمار ". 577 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن زُرَارَة بن أوفى، عَن سعد بن هِشَام، عَن أبي هُرَيْرَة: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب وَالْحمار وَالْمَرْأَة ". 578 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن هِشَام، عَن قَتَادَة، عَن زُرَارَة بن أوفى، عَن سعد بن هِشَام، عَن أبي هُرَيْرَة: " عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثلِهِ ". 579 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ حَدثنَا معَاذ بن معَاذ وَابْن أبي

قال يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة فقلنا يا أبا سعيد ما يستر المصلي قال السهم والحجر والرحل

عدي، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن زُرَارَة بن أوفى، عَن أبي هُرَيْرَة: بِمثلِهِ، وَلم يرفعهُ سعيد بن أبي عرُوبَة. 580 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: حَدثنَا هِشَام الدستوَائي، عَن قَتَادَة، عَن زُرَارَة بن أوفى، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْحمار، وَالْمَرْأَة ". قَالَ هِشَام: وَلَا أعلمهُ إِلَّا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. 581 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن أبي هَارُون الْعَبْدي، قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْحمار وَالْمَرْأَة ". فَقُلْنَا: يَا أَبَا سعيد! مَا يستر الْمُصَلِّي؟ قَالَ: " السهْم، وَالْحجر، والرحل ". 582 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا حميد بن خوار، عَن ابْن جريج، عَن نَافِع وَعَمْرو بن شُعَيْب، عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: " بَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِبَعْض الْوَادي، نُرِيد أَن

فلم يكبر وجرى إليه يعقوب بن زمعة أخو بني أسد حتى رده وقال آخرون يقطعها إذا صلى كذلك الكلب والحمار والمرأة والخنزير والكافر

نصلي، قَالَ: فَقَامَ، وقمنا إِذْ خرج حمَار من الشّعب، فَأمْسك رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَلم يكبر، وَجرى إِلَيْهِ: يَعْقُوب بن زَمعَة - أَخُو بني أَسد - حَتَّى رده ". وَقَالَ آخَرُونَ: يقطعهَا - إِذا صلى - كَذَلِك: الْكَلْب، وَالْحمار وَالْمَرْأَة، وَالْخِنْزِير، وَالْكَافِر {. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 583 - حَدثنَا عمرَان بن مُوسَى الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَارِث بن سعيد، قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب، قَالَ: نبئت أَن عِكْرِمَة قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْحمار، وَالْمَرْأَة، وَالْخِنْزِير، واليهودي، وَالنَّصْرَانِيّ. فَإِن مروا بَين يَديك قذفة حجر أوكان فَوْقك أَو تَحْتك أَو بَين يَديك لم يقطع صَلَاتك ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة مَا: - 584 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْمُغيرَة، قَالَ: حَدثنَا صَفْوَان بن عَمْرو، عَن رَاشد بن سعد، عَن عَائِشَة، قَالَت: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يقطع صَلَاة الْمُسلم إِلَّا: الْحمار، وَالْكَافِر، وَالْكَلب، وَالْمَرْأَة. فَقَالَت عَائِشَة: يَا رَسُول الله} لقد قرنا بدواب سوء! ".

قال يقطع صلاة الرجل الكلب والحمار والمرأة الحائض واليهودي والنصراني والمجوسي والخنزير قال ويكفيك ما كانوا منكم قدر رمية بحجر ألا تقطع صلاتك وقال آخرون إنما يقطع الصلاة الكلب والسنور دون غيرهما

585 - حَدثنَا صَالح بن مِسْمَار الْمروزِي، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: - وَأَحْسبهُ ذكر ذَلِك عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يقطع صَلَاة الرجل: الْكَلْب، وَالْحمار، وَالْمَرْأَة الْحَائِض، واليهودي، وَالنَّصْرَانِيّ، والمجوسي، وَالْخِنْزِير. قَالَ: وَيَكْفِيك مَا كَانُوا مِنْكُم: قدر رمية بِحجر، أَلا تقطع صَلَاتك ". وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، والسنور، دون غَيرهمَا { (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 586 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن حميد، عَن طلق بن حبيب، عَن صَفِيَّة ابْنة شيبَة، قَالَت: " كنت أُصَلِّي فمرت عَائِشَة بَين يَدي، فمنعتها} فَقَالَت: ألم أقل لَك: إِنَّه لَا يقطع الصَّلَاة إِلَّا الْكَلْب، والسنور "! . 587 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ:

ذكر من قال ذلك

حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن سعيد، قَالَ: سَمِعت صَفِيَّة ابْنة شيبَة، قَالَت: " كَانَت امْرَأَة تصلي عِنْد الْبَيْت إِلَى مرفقة، فمرت عَائِشَة بَينهَا وَبَين المرفقة، وَقَالَت عَائِشَة: إِنَّمَا يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، والهر الْأسود " {. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب الْأسود، وَالْمَرْأَة الْحَائِض} (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 588 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، عَن أَبِيه، عَن عِكْرِمَة وَجَابِر بن زيد، عَن ابْن عَبَّاس، أَنه قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْمَرْأَة الْحَائِض، وَالْكَلب الْأسود " {. 589 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا بهز بن أَسد، قَالَ: حَدثنَا همام، عَن قَتَادَة، عَن صَالح أبي الْخَلِيل، عَن جَابر بن زيد، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب الْأسود، وَالْمَرْأَة} قلت: فَأَيْنَ الْحمار؟ قَالَ: إِن اسْتَطَعْت أَلا يمر بَين يَديك: مُسلم، وَلَا كَافِر فافعل ".

590 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب الْأسود، وَالْحمار، وَالْمَرْأَة الْحَائِض ". 591 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن هِشَام، عَن قَتَادَة، قَالَ: قلت لجَابِر بن زيد: مَا يقطع الصَّلَاة؟ قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْمَرْأَة. قلت: فَأَيْنَ الْحمار؟ قَالَ: زيد الْحمار؟ قلت: قد كَانَ يذكر رَابِع! قَالَ: مَا هُوَ؟ قلت: العلج الْكَافِر. قَالَ: إِن اسْتَطَعْت أَلا يمر بَين يَديك كَافِر وَلَا مُسلم، فافعل ". 592 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن سعيد، قَالَ: حَدثنَا سعيد وَشعْبَة، عَن قَتَادَة، قَالَ: سَمِعت جَابر بن زيد، يَقُول: قَالَ ابْن عَبَّاس: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب، وَالْحمار ". 593 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن أبي مَرْوَان أَبُو الْعُرْيَان، قَالَ: " سَأَلت عَطاء بن أبي رَبَاح، عَمَّا يقطع الصَّلَاة؟ فَقَالَ: " الْمَرْأَة الْحَائِض، وَالْكَلب الْأسود، وَالْحمار ". 594 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا يُونُس، عَن الْحسن، أَنه كَانَ يَقُول: " الْجَارِيَة الَّتِي لم تَحض لَا تقطع الصَّلَاة ".

قال إذا صلى أحدكم فإن سترته بين يديه مثل مؤخرة الرحل فإن لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل فإنه يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود قال قلت يا أبا ذر ما بال الأسود من الأحمر من الأصفر قال يا ابن أخي

595 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان بن حبيب، قَالَ: حَدثنَا يُونُس، أَن الْحسن قَالَ: " الْجَارِيَة الَّتِي لم تَحض لَا تقطع الصَّلَاة ". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة فِي قيلهم إِن الَّذِي يقطع الصَّلَاة من الْكلاب هِيَ السود، وَمن النِّسَاء الْحيض، مَا: 596 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، 597 - وحَدثني إِسْحَاق بن شاهين الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن عبد الله جَمِيعًا عَن يُونُس، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم، فَإِن سترته بَين يَدَيْهِ مثل مؤخرة الرحل، فَإِن لم يكن بَين يَدَيْهِ مثل مؤخرة الرحل؛ فَإِنَّهُ يقطع الصَّلَاة: الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود ". قَالَ: قلت: يَا أَبَا ذَر {مَا بَال الْأسود، من الْأَحْمَر، من الْأَصْفَر؟} قَالَ: يَا ابْن أخي! سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا سَأَلتنِي؟ فَقَالَ: " الْكَلْب الْأسود شَيْطَان ". 598 - وَحدثنَا ابْن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر، قَالَ: سَمِعت يُونُس، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن الصَّامِت، عَن أبي

كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان

ذَر، قَالَ: " يستر الرجل إِذا كَانَ يُصَلِّي مثل آخِرَة الرحل، فَإِذا لم يكن بَين يَدَيْهِ مثل آخِرَة الرحل؛ فَإِنَّهُ يقطع صلَاته الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود. قَالَ: قلت لَهُ: يَا أَبَا ذَر {مَا بَال الْكَلْب الْأَحْمَر، من الْكَلْب الْأسود، من الْكَلْب الْأَصْفَر؟ قَالَ: يَا ابْن أخي} سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا سَأَلتنِي؟ فَقَالَ: " الْكَلْب الْأسود شَيْطَان ". 599 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: أخبرنَا أَبُو زرْعَة وهب الله بن رَاشد، قَالَ: أخبرنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، قَالَ: أخبرنَا حَمَّاد بن عُثْمَان، عَن يُونُس بن عبيد، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: يقطع الصَّلَاة: الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود ". فَقلت: يَا رَسُول الله {مَا بَال الْأسود، من الْأَحْمَر، والأبيض؟ فَقَالَ: " إِن الْأسود شَيْطَان ". 600 - حَدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُؤَمل، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب وحبِيب بن الشَّهِيد وَيُونُس، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن صَامت، عَن أبي ذَر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب الْأسود، وَالْمَرْأَة، وَالْحمار ". قَالَ: قلت: لأبي ذَر: مَا بَال الْأسود من الْأَحْمَر، من الْأَبْيَض، من الْأَصْفَر؟ قَالَ ابْن أخي} هَكَذَا سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " إِن الْكَلْب الْأسود شَيْطَان ".

أنه قال يقطع الصلاة إذا لم يكن بين يدي الرجل مثل آخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود فقلت ما بال الأسود من الأحمر فقال سألت رسول الله

601 - حَدثنَا الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد، عَن يُونُس بن عبيد وحبِيب بن الشَّهِيد وَأَيوب، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. 602 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن حميد بن هِلَال، عَن عبد الله بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " يقطع الصَّلَاة - إِذا لم يكن بَين يَدي الرجل مثل آخِرَة الرحل - الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود ". فَقلت: مَا بَال الْأسود من الْأَحْمَر؟ فَقَالَ: سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا سَأَلتنِي؟ فَقَالَ: " إِن الْأسود شَيْطَان ". 603 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد العذري، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن شَوْذَب، قَالَ: حَدثنِي مطر، عَن حميد بن هِلَال الْعَدوي، عَن عبد الله بن صَامت، عَن أبي ذَر، قَالَ: " سَأَلته: مَا يقطع الصَّلَاة؟ قَالَ: يقطعهَا: الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود. قلت: مَا الْأسود من الْأَحْمَر من الْأَصْفَر؟ قَالَ: ابْن أخي! سَأَلت عَمَّا سَأَلت عَنهُ: رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: " إِن الْكَلْب الْأسود البهيم شَيْطَان ". 604 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن المتَوَكل الْأَشْجَعِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير، قَالَ: حَدثنَا ابْن شَوْذَب، عَن مطر، عَن حميد بن

كما سألتني فقال الأسود شيطان وأما الخبر في المرأة الحائض فقد ذكرناه قبل وذلك حديث ابن عباس عن النبي

هِلَال، عَن عبد الله بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر، قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْكَلْب الْأسود، وَالْمَرْأَة، وَالْحمار! قَالَ: فَقيل لَهُ: مَا بَال الْأسود من الْأَبْيَض، من الْأَصْفَر؟ قَالَ: سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا سَأَلتنِي؟ فَقَالَ: " الْأسود شَيْطَان ". وَأما الْخَبَر فِي الْمَرْأَة الْحَائِض، فقد ذَكرْنَاهُ - قبل - وَذَلِكَ حَدِيث ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يقطع صَلَاة الْمُصَلِّي إِلَّا الْكَلْب الْأسود دون سَائِر الْأَشْيَاء غَيره. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 605 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، قَالَ: سَمِعت خَيْثَمَة يحدث عَن الْأسود، عَن عَائِشَة، أَنَّهَا قَالَت: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء إِلَّا الْكَلْب الْأسود ". 606 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا يُونُس، عَن مُجَاهِد، عَن عَائِشَة، قَالَت: " لَا يقطع إِلَّا الْكَلْب الْأسود البهيم ". وَالصَّوَاب فِي ذَلِك - عندنَا - من القَوْل: أَن يُقَال: كل الَّذِي ذكرنَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أمره الْمُصَلِّي فِي صلَاته أَن يسْتَتر بِمثل مؤخرة الرحل، وَصلَاته إِلَى عنزة، وَفِي فضاء من الأَرْض إِلَى غير ستْرَة، وَقَوله: " تقطع الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود ". وَصلَاته وَبَين يَدَيْهِ: الْحمار، وَالْكَلب:

المصلي بالاستتار بمثل مؤخرة الرحل فأمر ندب واختيار لا إيجاب وذلك أنه

صَحِيح غير مُفسد شَيْء من ذَلِك شَيْئا مِمَّا رُوِيَ عَنهُ مِمَّا ذكرنَا قبل { فَإِن قَالَ قَائِل: وَكَيف يجوز أَن يكون كل ذَلِك صَحِيحا مَعَ اخْتِلَاف مَعَانِيه؟} . قيل: لَيْسَ فِي شَيْء من ذَلِك - وَالْحَمْد لله - معنى يفْسد معنى شَيْء غَيره {. فَإِن قَالَ: فَبين لنا ذَلِك، وَكَيف وُجُوه مصادره} . قيل: أما أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمُصَلِّي بالاستتار بِمثل مؤخرة الرحل، فَأمر ندب وَاخْتِيَار لَا إِيجَاب {وَذَلِكَ أَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد صلى إِلَى مَا هُوَ أطول من ذَلِك؛ وَلَا خلاف بَين جَمِيع عُلَمَاء الْأمة فِي أَن مُصَليا لَو صلى إِلَى ستْرَة هِيَ أطول أَو أقصر من مؤخرة الرحل، أَن صلَاته مَاضِيَة جَائِزَة، وَأَنه غير عَاص ربه بِفِعْلِهِ ذَلِك: فمعلوم بذلك أَن ذَلِك من أمره على وَجه النّدب وَالِاخْتِيَار} . وَأما صلَاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي فضاء من الأَرْض لَيْسَ بَين يَدَيْهِ شَيْء، وَصلَاته وَبَين يَدَيْهِ حمارة، وكلبة لَا تزجران، وَلَا تؤخران؛ فَإِن ذَلِك من فعله عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ ليعلم أمته أَن الَّذِي أَمرهم بِهِ من الاستتار فِي الصَّلَاة كَانَ على النَّحْو الَّذِي ذكرت من الِاخْتِيَار والإرشاد، لَا على الْإِيجَاب { فَالَّذِي يَنْبَغِي للْمُصَلِّي إِذا صلى أَن يُصَلِّي إِلَى ستْرَة أقلهَا قدر مؤخرة الرحل، وَإِن كَانَت أقل من ذَلِك لم يضرّهُ. وَإِن لم يجد شَيْئا يسْتَتر بِهِ، فَخط فِي الأَرْض خطا، فصلى إِلَيْهِ أَجزَأَهُ، وَإِن لم يخط أَيْضا، وَصلى إِلَى غير ستْرَة، مَضَت صلَاته، وَلم تكن فَاسِدَة، يلْزمه قَضَاؤُهَا، وإعادتها} . وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِ مَا قُلْنَا من الْأَمر بالخط فِي الأَرْض، إِذا لم يجد شَيْئا يسْتَتر بِهِ خبر فِي إِسْنَاده نظر؛ غير أَن ذَلِك وَإِن كَانَ كَذَلِك؛ فَإِن النّظر يدل على صِحَة مَعْنَاهُ، وَذَلِكَ مَا:

إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يجد عصا فليخط خطا بين يديه

607 - حَدثنِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الذِّرَاع، قَالَ: حَدثنَا حميد بن الْأسود وَالْفضل بن الْعَلَاء، قَالَا: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة الْقرشِي، عَن أبي عَمْرو بن مُحَمَّد بن حُرَيْث، عَن جده، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم فليجعل تِلْقَاء وَجهه شَيْئا، فَإِن لم يجد فلينصب عَصا، فَإِن لم يجد عَصا فليخط خطا بَين يَدَيْهِ "! . 608 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن أبي عَمْرو بن مُحَمَّد بن حُرَيْث، أَنه سمع جده، يحدث عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فليجعل تِلْقَاء وَجهه شَيْئا، فَإِن لم يجد فليجعل عَصَاهُ، فَإِن لم تكن مَعَه عَصا، فليخط خطا، ثمَّ لَا يضرّهُ مَا مر بَين يَدَيْهِ ". 609 - وحَدثني مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبرنِي وهيب، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن أبي عَمْرو بن مُحَمَّد بن حُرَيْث، عَن جده حُرَيْث، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فليجعل بَين يَدَيْهِ شَيْئا، فَإِن لم يجد فلينصب عودا، فَإِن لم يجد فليخط خطا، ثمَّ لَا يضيره مَا مر أَمَامه ".

قال إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد شيئا فلينصب عصاه فإن لم يكن له عصا فليخط خطا ثم لا يضره من مر من أمامه

610 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا شهَاب بن عباد، قَالَ: حَدثنَا ذواد بن علبة، عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن أبي عَمْرو بن مُحَمَّد بن حُرَيْث بن سليم، عَن جده حُرَيْث بن سليم، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فليجعل تِلْقَاء وَجهه شَيْئا، فَإِن لم يجد شَيْئا فلينصب عَصَاهُ؛ فَإِن لم يكن لَهُ عَصا فليخط خطا، ثمَّ لَا يضرّهُ من مر من أَمَامه ". 611 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا إِسْحَاق بن سُلَيْمَان، عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان، عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن أبي عَمْرو بن حُرَيْث، عَن جده، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم فليجعل تِلْقَاء وَجهه ستْرَة، فَإِن لم يجد فلينصب عودا؛ فَإِن لم يجد فليخط خطا، ثمَّ لَا يضرّهُ مَا مر أَمَامه ". 612 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، قَالَ: حَدثنِي عَمْرو بن مُحَمَّد بن حُرَيْث، عَن جده حُرَيْث، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم فليجعل تِلْقَاء وَجهه شَيْئا، فَإِن لم يجد فلينصب عَصَاهُ، فَإِن لم يجد وَلم يكن مَعَه، فليخط خطا، ثمَّ لَا يضرّهُ مَا مر أَمَامه ". 613 - وحَدثني أَحْمد بن حَمَّاد الدولابي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان،

إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يكن معه فلينصب عصا فإن لم يجد عصا ولم يكن في يده عصا فليخطط خطا ثم لا يضره ما مر بين يديه

عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن أبي عَمْرو بن مُحَمَّد بن حُرَيْث العذري، عَن جده سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم فليجعل تِلْقَاء وَجهه شَيْئا، فَإِن لم يكن مَعَه فلينصب عَصا؛ فَإِن لم يجد عَصا وَلم يكن فِي يَده عَصا فليخطط خطا، ثمَّ لَا يضرّهُ مَا مر بَين يَدَيْهِ ". 614 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن عبد الْملك بن حُسَيْن أبي مَالك النَّخعِيّ، عَن أَيُّوب بن مُوسَى، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم فَلم يجد مَا يسْتَتر بِهِ، فليخط خطا ". فَإِن قَالَ: أوليس صَحِيحا - عنْدك - الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " يقطع الصَّلَاة: الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود "؟ قيل: بلَى! فَإِن قَالَ: فَكيف تجوز أَن يكون مُرُور هَؤُلَاءِ بَين يَدي الْمُصَلِّي إِلَى غير ستْرَة قَاطعا صلَاته، ثمَّ لَا تكون عَلَيْهِ الْإِعَادَة؟ قيل: إِن قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي هَذِه الْأَشْيَاء الثَّلَاثَة أَنَّهَا تقطع صَلَاة الْمُصَلِّي، نَظِير قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم إِلَى ستْرَة فليدن مِنْهَا، لَا يقطع الشَّيْطَان عَلَيْهِ صلَاته ":

615 - حَدثنَا بذلك: عَمْرو بن عبد الحميد الإملي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن صَفْوَان بن سليم، عَن نَافِع بن جُبَير، عَن سهل بن أبي حثْمَة، يبلغ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. 616 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَنْصُور الطوسي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن صَفْوَان، عَن نَافِع بن جُبَير، عَن سهل بن أبي حثْمَة يبلغ بِهِ قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم إِلَى ستْرَة، فليدن مِنْهَا لَا يقطعهَا الشَّيْطَان ". 617 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن صَفْوَان بن سليم، عَن نَافِع بن جُبَير، عَن سهل بن أبي حثْمَة رِوَايَة: " إِذا صلى أحدكُم إِلَى ستْرَة فليدن مِنْهَا لَا يقطع الشَّيْطَان عَلَيْهِ صلَاته ". وَمَعْلُوم أَن قطع الشَّيْطَان صَلَاة الْمُصَلِّي لَيْسَ بمروره بَين يَدَيْهِ وَحده دون إحداثه لَهُ من أَسبَاب الوسوسة وَالشَّكّ وشغل الْقلب بِغَيْر صلَاته مَا يفْسد بِهِ صلَاته ويقطعها عَلَيْهِ!

أنه عرض له وهو في صلاته شيطان حتى التبست عليه القراءة فلم يقطع لذلك صلاته

وَقد رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه عرض لَهُ، وَهُوَ فِي صلَاته شَيْطَان حَتَّى التبست عَلَيْهِ الْقِرَاءَة، فَلم يقطع لذَلِك صلَاته! 618 - حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد الطوسي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي، قَالَ: حَدثنَا مَسَرَّة بن معبد، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عبيد حَاجِب سُلَيْمَان، قَالَ: رَأَيْت عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ قَائِما، يُصَلِّي فَذَهَبت لأمر بَين يَدَيْهِ، فردني، ثمَّ قَالَ: حَدثنِي أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَامَ فصلى صَلَاة الصُّبْح، وَهُوَ خَلفه فَقَرَأَ فالتبست عَلَيْهِ الْقِرَاءَة، ثمَّ انْفَتح، فَلَمَّا فرغ من صلَاته قَالَ: " لَو رَأَيْتُمُونِي وإبليس يلوي لي حنكه، فَأَهْوَيْت بيَدي فتناولته، فَلم أزل أخنقه حَتَّى وجدت برد لعابه بَين إصبعي هَاتين - الْإِبْهَام وَالَّتِي تَلِيهَا - وَلَوْلَا دَعْوَة سُلَيْمَان لأصبح مربوطا بِسَارِيَة من سواري الْمَسْجِد، يتلعب بِهِ صبيان الْمَدِينَة، فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَلا يحول بَينه وَبَين قبلته فَلْيفْعَل ".

تقدموا إلى مصلاكم فإن الشيطان حال بيني وبين مصلاي فجعل ينكه في وجهي كنكه القرد فوضعت يدي في وذمته حتى وجدت برد لسانه على يدي فلولا دعوة أخينا سليمان أصبح موثقا يضحك منه من كان يخافه فلم يستقبل النبي

619 - وحَدثني مُحَمَّد وَعلي إبنا دَاوُد، قَالَا: حَدثنَا ابْن بكير وَابْن أبي مَرْيَم قَالَا: حَدثنَا ابْن لَهِيعَة، عَن مُوسَى بن وردان، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تقدمُوا إِلَى مصلاكم، فَإِن الشَّيْطَان حَال بيني وَبَين مصلاي فَجعل ينكه فِي وَجْهي كنكه القرد، فَوضعت يَدي فِي وذمته حَتَّى وجدت برد لِسَانه على يَدي، فلولا دَعْوَة أخينا سُلَيْمَان أصبح موثقًا يضْحك مِنْهُ من كَانَ يخافه ". فَلم يسْتَقْبل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلَاته بِعرْض الشَّيْطَان لَهُ فِيهَا، وَلم يعدها، وَقد لبس عَلَيْهِ قِرَاءَته فِيهَا؛ إِذْ أَقَامَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حُدُودهَا، وَلكنه مضى فِيهَا وأتمها، وَكَذَلِكَ معنى قطع الْمَرْأَة، وَالْكَلب الْأسود، وَالْحمار: الصَّلَاة، إِنَّمَا هُوَ بشغل قلب من مر ذَلِك بِهِ فِي صلَاته بمروره بِهِ فِيهَا، وإحداثه لَهُ فِيهَا من الشَّك، وَحَدِيث النَّفس مَا يقطع بِهِ صلَاته ويفسدها عَلَيْهِ، فَأَما من أَقَامَ حُدُودهَا، وأداها على مَا وَجَبت عَلَيْهِ، فَلَنْ يُفْسِدهَا عَلَيْهِ إفسادا تجب عَلَيْهِ مَعَه إِعَادَتهَا شَيْء مر بَين يَدَيْهِ! وَقد: - 620 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة، قَالَ: حَدثنَا

إذا ما خص من هذه الأشياء الثلاثة قيل إنه

مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود، عَن أَبِيه، قَالَ: رَأَيْت ابْن مَسْعُود يُصَلِّي، فَإِذا مر بَين يَدَيْهِ الرجل الْتَزمهُ حَتَّى رده، ثمَّ قَالَ: " إِن مُرُور الرجل بَين يَدي الرجل، وَهُوَ يُصَلِّي يضع نصف صلَاته ". فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن كَانَ الْأَمر كَمَا وصفت من أَن الْمَعْنى الَّذِي من أَجله قيل: يقطع الصَّلَاة: الْمَرْأَة، وَالْحمار، وَالْكَلب الْأسود هُوَ: مَا يحدث مُرُور ذَلِك بَين يَدي من مر بِهِ من الْمُصَلِّين من الْأَسْبَاب الَّتِي وصفت: فقد يجب أَن يكون كل مَا أحدث للْمُصَلِّي ذَلِك قَاطعا صلَاته: رجلا كَانَ أَو امْرَأَة، حمارا كَانَ أَو بغلا، كَلْبا كَانَ ذَلِك أَو هرا؟ قيل: ذَلِك كَذَلِك إِذا صَار الْمُصَلِّي بِالْحَال الَّتِي لَا يدْرِي مَعهَا مَا عمل، وَخرج من صلَاته الَّتِي هِيَ فِيهَا بِقطعِهِ إِيَّاهَا بشغله عَامِدًا بِعَمَلِهِ فِيهَا مَا لَيْسَ من عمل الصَّلَاة. فَإِن قَالَ: فَمَا وَجه خُصُوص النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا مَا خص من هَذِه الْأَشْيَاء الثَّلَاثَة؟ قيل: إِنَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد بَين السَّبَب الَّذِي من أَجله خص ذَلِك، بِأَنَّهُ يقطع الصَّلَاة؛ إِذْ سُئِلَ عَن خُصُوصِيَّة الْكَلْب الْأسود

أنه يقطع الصلاة إنما قطعه إياها بمعنى السبب الذي بينه

من بَين سَائِر الْكلاب الَّتِي يُخَالف ألوانها ألوان السود؛ بِأَن قَالَ: " إِن الْكَلْب الْأسود شَيْطَان ". فَكَذَلِك الْمَعْنى فِي سَائِر مَا أخبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه يقطع الصَّلَاة، إِنَّمَا قطعه إِيَّاهَا بِمَعْنى السَّبَب الَّذِي بَينه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْكَلْب، وَهُوَ أَنه شَيْطَان. فَإِن قَالَ: أَو شَيْطَان: الْمَرْأَة وَالْحمار؟ قيل: إِنَّه لم يعن بِهِ، أَنه من شياطين الْجِنّ، وَإِنَّمَا عَنى بِهِ فِي الْحمار أَنه: من شياطين الْبَهَائِم، وَكَذَلِكَ عَنى فِي الْمَرْأَة أَنَّهَا من شياطين الْإِنْس، وَقد قَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ: {وَكَذَلِكَ جعلنَا لكل نَبِي عدوا شياطين الْإِنْس وَالْجِنّ} . فَجعل من الْإِنْس شياطين. وَالْعرب تسمي كل متمرد من كل شَيْء شَيْطَانا، فَذَلِك - إِن شَاءَ الله، وَجه خُصُوص النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا خص من هَذِه الْأَشْيَاء بِأَنَّهَا تقطع الصَّلَاة. وَقد يتَوَجَّه ذَلِك إِلَى معنى آخر، وَهُوَ: أَن يكون معنى قَوْله فِي الْكَلْب الْأسود أَنه شَيْطَان؛ أَنه مثل الشَّيْطَان فِيمَا يحدث بمروره بَين يَدي الْمُصَلِّي لَهُ من الشّغل عَن صلَاته، فَيكون ذَلِك كَقَوْل الْعَرَب: عبد الله أَسد: يُرَاد بِهِ أَنه مثله فِي الْبَطْش والشدة، لَا أَنه هُوَ بِعَيْنِه! (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك: قَول أبي جُحَيْفَة: " ثمَّ دخل بِلَال، فَأخْرج العنزة ". والعنزة: قضيب فِي رَأسه حَدِيدَة كَهَيئَةِ سِنَان الرمْح، وَهِي الَّتِي تسميها الْعَامَّة العكازة. وَأما قَوْله: " فركزها " فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: فغرزها فِي الأَرْض، كَمَا قَالَ الفرزدق: (وصهب لحاهم راكزون رماحهم ... لَهُم درق تَحت العوالي مصفف)

وَأما قَوْله: " والظعن تمر بَين أَيْديهم ". فَإِن الظعن: هِيَ النِّسَاء فِي الهوادج واحدتهن ظَعِينَة تجمع ظعنا، وظعنا، وظعائن، وأظعانا. وَمن الظعن - بتسكين الْعين - قَول لبيد بن ربيعَة العامري: (شاقتك ظعن الْحَيّ حِين تحملوا ... فتكنسوا قطنا تصر خيامها) وَمن الظعائن قَول الطرماح بن حَكِيم: (ظعائن يستحدثن فِي كل موطن ... رهينا وَلَا يحسن فك الرهائن) وَمن الظعائن قَول الْأَعْشَى: (وشاقتك أظعان لِزَيْنَب غدْوَة ... تحملن حَتَّى كَادَت الشَّمْس تغرب) وأحسب أَن الظعينة فعيلة من الظعن، وَهُوَ الشخوص. يُقَال للْقَوْم إِذا شخصوا من الْموضع الَّذِي يكونُونَ مقيمين بِهِ. قد ظعن الْقَوْم، فهم يظعنون ظعنا، وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره - {يَوْم ظعنكم وَيَوْم إقامتكم} . وَمِنْه قَول عنترة بن شَدَّاد: (ظعن الَّذين فراقهم أتوقع ... وَجرى ببينهم الْغُرَاب الأبقع) وَأما قَول عبد الله بن مَسْعُود: " لَا يصلين أحدكُم وَبَينه وَبَين الْقبْلَة فجوة ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بالفجوة: الفضاء الفسيح، وكل فسحة بَين شَيْئَيْنِ

إن الكلب الأسود البهيم شيطان فإنه يعني بالبهيم الذي لا يخالط لونه شيء غير السواد وكل شيء أسود لم يخالط لونه غير السواد فهو أسود بهيم ومن ذلك قول الشاعر في صفة ليل سواد لا ضوء فيه تطاول ليلك الجون البهيم فما ينجاب عن

فارغة فَهُوَ فجوة. وَمِنْه قَول الله - عز وَجل -: {وهم فِي فجوة مِنْهُ} يَعْنِي فِي نَاحيَة فسيحة خَالِيَة. وَأما قَول عَليّ وَعُثْمَان " وادرأ مَا اسْتَطَعْت ": فَإِن مَعْنَاهُ: وادفع مَا اسْتَطَعْت من أَرَادَ أَن يمر بَين يَديك. يُقَال مِنْهُ: درأت عَن فلَان كَذَا، أدرأه عَنهُ دَرأ: إِذا دَفعه عَنهُ. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: " ويدرأ عَنْهَا الْعَذَاب ": يَعْنِي بِهِ: وَيدْفَع عَنْهَا الْعَذَاب. وَأما قَول ابْن عَبَّاس: " جِئْت رَاكِبًا على أتان، وَقد ناهزت الْحلم ". فَإِن معنى قَوْله: وَقد ناهزت الْحلم: دَنَوْت مِنْهُ وقاربته. وأصل النهز: التَّنَاوُل. وَمِنْه قيل للرجل يتَنَاوَل حَاجته عِنْد تمكنه مِنْهَا: انتهز فرصته. وَمِنْه قَول سُؤْر الذِّئْب: ناهزت سُؤْر الذِّئْب عَنهُ الذئبا. يَعْنِي: تناولته مِنْهُ وغلبته عَلَيْهِ. وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْكَلْب الْأسود البهيم شَيْطَان ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالبهيم: الَّذِي لَا يخالط لَونه شَيْء غير السوَاد. وكل شَيْء أسود لم يخالط لَونه غير السوَاد، فَهُوَ أسود بهيم. وَمن ذَلِك قَول الشَّاعِر فِي صفة ليل سَواد، لَا ضوء فِيهِ: (تطاول ليلك الجون البهيم ... فَمَا ينجاب عَن صبح صريم) وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَجعل ينكه فِي وَجْهي كنكه القرد ": فَإِن النكه: هُوَ مَا يظْهر من بدن الْإِنْسَان من رَائِحَة الطَّعَام أَو الشَّرَاب من قبل فِيهِ كَهَيئَةِ الجشاء. وَمِنْه قَول عبد الله بن مَسْعُود حِين أُتِي بشارب، فَقَالَ: " استنكهوه، ومزمزوه ": يَعْنِي بقوله:

فوضعت يدي في وذمته فإن أصل الوذمة الشيء المعلق بغيره كرشا كان أو كبدا أو قطعة لحم وإنما قيل للكرش وذمة لأنها معلقة وكذلك سيور الدلو يقال لها الوذم لأنها معلقة وهي طوال مقدودة وأرى أن رسول الله

استنكهوه: شموا نكهته ومروه، أَن ينكه. يُقَال مِنْهُ: نكه ينكه نكها. وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَوضعت يَدي فِي وذمته ": فَإِن أصل الوذمة: الشَّيْء الْمُعَلق بِغَيْرِهِ: كرشا كَانَ أَو كبدا أَو قِطْعَة لحم. وَإِنَّمَا قيل للكرش: وَذمَّة؛ لِأَنَّهَا معلقَة. وَكَذَلِكَ سيور الدَّلْو: يُقَال لَهَا: الوذم؛ لِأَنَّهَا معلقَة، وَهِي طوال مقدودة. وَأرى أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَرَادَ بقوله: " فَوضعت يَدي فِي وذمته ": وضعت يَدي فِي أصل أُذُنه؛ وَذَلِكَ شحمة الْأذن. وسمى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَلِك وَذمَّة، لِأَنَّهُ مُعَلّق بِهِ. (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 621 - حَدثنِي مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر الْعَقدي، قَالَ: حَدثنَا إِسْرَائِيل، عَن سماك بن حَرْب، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " مَرَرْت مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي نخل الْمَدِينَة، فَرَأى نَاسا فِي رُؤُوس النّخل، يُلَقِّحُونَ {فَقَالَ: مَا يصنع هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: يَأْخُذُونَ من الذّكر فيجعلونه فِي الْأُنْثَى؛ يُلَقِّحُونَ} قَالَ: مَا أَظن ذَلِك يُغني شَيْئا! فَبَلغهُمْ فَتَرَكُوهُ، فأزلوا عَنْهَا، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " إِنَّمَا هُوَ ظن ظننته؛ إِن كَانَ يُغني شَيْئا فليصنعوه، فَإِنَّمَا أَنا بشر مثلكُمْ، إِنَّمَا هُوَ ظن ظننته، وَالظَّن يخطيء ويصيب، وَلَكِن مَا قلت لكم: قَالَ الله، فَلَنْ أكذب على الله جلّ وَعز ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما، غير صَحِيح، لعلل: - إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن طَلْحَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ { وَالثَّانيَِة: أَنه عَن سماك، عَن مُوسَى، وَمن رِوَايَة إِسْرَائِيل عَنهُ} وَسماك - عِنْدهم - وَإِسْرَائِيل: مِمَّن لَا يثبت بنقلهما فِي الدّين حجَّة! وَالثَّالِثَة: أَنه غير جَائِز - عِنْد بَعضهم - أَن يَقُول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قولا على وَجه الظَّن؛ لِأَن الظَّن رُبمَا كَانَ غير حق، والأنبياء لَا تَقول إِلَّا حَقًا. وَقد وَافق طَلْحَة فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه، نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك بِسَنَدِهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه: الْبَيَان إِن شَاءَ الله. (" ذكر ذَلِك ") 622 - حَدثنَا مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن

سمع أصواتا في النخل فقال ما هذا قالوا يؤبرون النخل قال لو تركوه صلح قال فتركوه فشيص فقال أما ما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم بدنياكم وأما ما كان من أمر دينكم فإلي

كثير، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة، قَالَ: أخبرنَا ثَابت، عَن أنس وَهِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمع أصواتا فِي النّخل، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: يؤبرون النّخل {قَالَ: لَو تَرَكُوهُ صلح} قَالَ: فَتَرَكُوهُ، فشيص {فَقَالَ: " أما مَا كَانَ [من أَمر دنياكم] ، فَأنْتم أعلم بدنياكم، وَأما مَا كَانَ من أَمر دينكُمْ، فَإِلَيَّ ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الدّلَالَة على أَلا حرج على الْمَرْء فِي القَوْل فِي أَمر دُنْيَاهُ، بِمَا هُوَ عِنْده حق - وَإِن كَانَ الْحق فِي الَّذِي قَالَ غَيره - وَألا تبعة عَلَيْهِ فِي الرَّأْي يرَاهُ فِي أَسبَاب المعاش، فيشير بِهِ على غَيره، وَهُوَ عِنْده صَوَاب، فَيعْمل بِهِ الَّذِي أَشَارَ بِهِ عَلَيْهِ، فيصادف ذَلِك خطأ؛ وَذَلِكَ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ للْقَوْم الَّذين كَانُوا يُلَقِّحُونَ النّخل: مَا أَظن ذَلِك يُغني شَيْئا} وَكَانَ ذَلِك من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رَأيا رَآهُ فِي تَدْبِير أَمر الدُّنْيَا، وَأَسْبَاب المعاش.

لا يعمل شيئا ولا يقوله إلا عن وحي من الله به إليه كان عمله ذلك وقوله في أمر الدين أو الدنيا ودلالة على صحة قول من قال قد يجوز أن يفعل رسول الله

وَفِي ذَلِك - أَيْضا - من قَوْله إبانة عَن خطأ قَول من قَالَ: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يعْمل شَيْئا، وَلَا يَقُوله إِلَّا عَن وَحي من الله بِهِ إِلَيْهِ، كَانَ عمله ذَلِك، وَقَوله فِي أَمر الدّين أَو الدُّنْيَا. وَدلَالَة على صِحَة قَول من قَالَ: قد يجوز أَن يفعل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أفعالا كَثِيرَة، وَيَقُول أقوالا فِي غير أَمر الدّين، وَلَكِن فِي تَدْبِير أُمُور الْحَرْب، وَأَسْبَاب المعاش بِمَا يحضرهُ من الرَّأْي، صَادف ذَلِك صَوَابا أَو غَيره {. وَإِنَّمَا الَّذِي لَا يجوز أَن يكون مِنْهُ على وَجه الرَّأْي مَا كَانَ من أَمر الدّين الَّذِي يلْزم الْعباد الْعَمَل، أَو الدينونة بِهِ} وَذَلِكَ أَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِنَّمَا أَنا بشر مثلكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ ظن ظننته، وَالظَّن يخطيء ويصيب ". وَكَانَ قيله ذَلِك فِي أَمر من أَمر المعاش { وَفِيه - أَيْضا - الْإِبَانَة عَن خطأ قَول من يَقُول: إِن الْأَنْبِيَاء، قد كَانَت علمت كل مَا بالخلق إِلَيْهِ الْحَاجة فِي أَمر الدّين وَالدُّنْيَا؛ وَذَلِكَ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ أخبر بِأَمْر الْقَوْم الَّذين كَانُوا يُلَقِّحُونَ النّخل، قَالَ: مَا أَظن ذَلِك يُغني شَيْئا، فَلَمَّا تركُوا التلقيح، وَحَال نَخْلهمْ، فَبَلغهُ ذَلِك، قَالَ: إِنَّمَا هُوَ ظن ظننته، إِن كَانَ يُغني شَيْئا فليصنعوه، فَأخْبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن قَوْله ذَلِك كَانَ ظنا ظَنّه، لَا يَقِين علم مِنْهُ بِهِ. وَأَن حكمه - فِيمَا لم يكن خَبرا مِنْهُ عَن الله تَعَالَى ذكره - حكم سَائِر الْبشر فِي أَنه لَا يعلم من الْأُمُور إِلَّا مَا علمه الله تبَارك وَتَعَالَى} (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْغَرِيب ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك قَول طَلْحَة: " فَتَرَكُوهُ فأزلوا عَنْهَا ": وَيَعْنِي بقوله: فأزلوا عَنْهَا: فأزلوا عَن تَركهَا من التلقيح: فَترك ذكر التّرْك

ذكر خبر آخر من أخبار موسى بن طلحة عن أبيه عن النبي

اسْتغْنَاء بِذكر النّخل، وَدلَالَة الْكَلَام على مُرَاده مِنْهُ. وَأما معنى قَوْله: فأزلوا عَنْهَا: فضاقوا بحيال نَخْلهمْ عَامهمْ ذَلِك، وَذَهَاب ثَمَرهَا. وأصل الْأَزَل: الضّيق والشدة. وَمِنْه قَول رؤبة بن العجاج: (وأهيج الخلصاء من ذَات الْبَرْق ... وشفها اللَّوْح بمأزول ضيق) وَمِنْه - أَيْضا - قَول زُهَيْر بن أبي سلمى: (قضاعية أَو أُخْتهَا مضرية ... يحرق فِي حافاتها الْحَطب الجزل) (يَكُونُوا على مَا كَانَ فِيهَا إزاءها ... وَإِن أهلك المَال الْجَمَاعَة وَالْأَزَلُ) (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 623 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ حَدثنَا يُونُس بن بكير، قَالَ: حَدثنَا طَلْحَة بن يحيى، عَن مُوسَى وَعِيسَى ابْني طَلْحَة، عَن أَبِيهِمَا طَلْحَة: " أَن أَعْرَابِيًا أَتَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: وَكَانُوا لَا يجترئون على مَسْأَلته، فَقَالُوا للأعرابي: سل من قضى نحبه، من

القول في علل هذا الخبر

هُوَ؟ فَسَأَلَهُ، فَأَعْرض عَنهُ، ثمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرض عَنهُ، ثمَّ دخلت من بَاب الْمَسْجِد، وَعلي ثِيَاب خضر، قَالَ الْأَعرَابِي: أَنا يَا رَسُول الله {؟ قَالَ: " هَذَا مِمَّن قضى نحبه ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما، غير صَحِيح، لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن طَلْحَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ} وَالثَّانيَِة: أَنه من رِوَايَة طَلْحَة بن يحيى، وَطَلْحَة بن يحيى - عِنْدهم - مِمَّن لَا يثبت بنقله فِي الدّين حجَّة { وَالثَّالِثَة: أَنه خبر قد حدث بِهِ عَن مُوسَى بن طَلْحَة، غير طَلْحَة بن يحيى، فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ، عَن مُعَاوِيَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -} وَالرَّابِعَة: أَنه قد حدث بِهِ عَن طَلْحَة بن يحيى، غير يُونُس بن

فأرسله عن عيسى ولم يرفعه إلى طلحة ولم يذكر فيه موسى بن طلحة

بكير، فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ، عَن عِيسَى بن طَلْحَة، أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأرْسلهُ عَن عِيسَى، وَلم يرفعهُ إِلَى طَلْحَة، وَلم يذكر فِيهِ مُوسَى بن طَلْحَة. (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث عَن مُوسَى بن طَلْحَة فَقَالَ فِيهِ: عَن مُعَاوِيَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 624 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عبد الحميد الْحمانِي، عَن إِسْحَاق بن يحيى الطلحي، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، قَالَ: قَامَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " طَلْحَة مِمَّن قضى نحبه ". وَقد حدث هَذَا الحَدِيث - عَن إِسْحَاق بن يحيى - غير عبد الحميد الْحمانِي، فَوَافَقَ فِي رِوَايَته عَنهُ، طَلْحَة بن يحيى، فَقَالَ فِيهِ: عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. (" ذكر ذَلِك ") 625 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَمْرو بن تَمام الْكَلْبِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن إِسْحَاق بن يحيى بن طَلْحَة،

المنبر فخطب الناس وعزاهم وأخبرهم بما لهم فيه من الأجر ثم قرأ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية قال فقام إليه رجل فقال يا رسول الله من هؤلاء فالتفت إلي وعلي ثوبان أخضران فقال أيها السائل هذا منهم

عَن عَمه مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " لما قدمنَا من أحد، وصرنا بِالْمَدِينَةِ، صعد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمِنْبَر، فَخَطب النَّاس، وعزاهم، وَأخْبرهمْ بِمَا لَهُم فِيهِ من الْأجر، ثمَّ قَرَأَ: {رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} الْآيَة، قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله! من هَؤُلَاءِ؟ فَالْتَفت إِلَيّ وَعلي ثَوْبَان أخضران، فَقَالَ: " أَيهَا السَّائِل: هَذَا مِنْهُم ". (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث عَن طَلْحَة بن يحيى فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ عَن عِيسَى بن طَلْحَة فَأرْسلهُ عَنهُ وَلم يَجْعَل بَينه وَبَين النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا وَلم يذكر مَعَه مُوسَى بن طَلْحَة ") 626 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن طَلْحَة بن يحيى، عَن عَمه عِيسَى بن طَلْحَة: " أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسَأَلَهُ: من الَّذين قضوا نحبهمْ؟ فَأَعْرض عَنهُ، ثمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرض عَنهُ، وَدخل طَلْحَة من بَاب الْمَسْجِد، وَعَلِيهِ ثَوْبَان أخضران، فَقَالَ: هَذَا من الَّذين قضوا نحبهمْ ".

القول فيما في هذا الخبر من الغريب

(" القَوْل فِيمَا فِي هَذَا الْخَبَر من الْغَرِيب ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي طَلْحَة: " هَذَا مِمَّن قضى نحبه " يَعْنِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالنحب: النّذر. تَقول: أَوْفوا الله - تَعَالَى ذكره - بنذورهم الَّتِي نذروها، وَله أوجبوها على أنفسهم. وَذَلِكَ أَن قوما من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يَكُونُوا شهدُوا قتال الْمُشْركين مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم بدر، ببدر، فَقَالُوا: غبنا عَن أول مشْهد شهده رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من حَرْب الْمُشْركين: لَئِن أشهدنا الله قِتَالهمْ يَوْمًا لنرين الله مَا نصْنَع فِيهِ. فعاهدوا الله أَن يبلوا من أنفسهم فِي جِهَاد عدوه إِن لقوهم يَوْمًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد، وَلَقي الْمُسلمُونَ الْمُشْركين أوفى الله بعهده بَعضهم، ففرغ مِمَّا أوجب لَهُ على نَفسه، فقاتل حَتَّى قتل، فهم الَّذين قَالَ تَعَالَى ذكره: {فَمنهمْ من قضى نحبه} . لِأَنَّهُ فرغ مِمَّا أوجب على نَفسه لله تَعَالَى ذكره، مِمَّا كَانَ عاهده أَن يبلي فِي جهاده الْمُشْركين، وأبلى بَعضهم من

المشركين لئن أشهدني الله قتالا ليرين ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين فمشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال أي سعد

نَفسه، وعاش منتظرا نصر الله، وَالظفر، وهم الَّذين قَالَ فيهم - تَعَالَى ذكره -: {وَمِنْهُم من ينْتَظر} . وَبِالَّذِي قُلْنَا من ذَلِك وَردت الْأَخْبَار، عَن أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. (" ذكر من وَردت عَنهُ الْأَخْبَار بذلك مِنْهُم ") 627 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن بكر، قَالَ: حَدثنَا حميد، قَالَ: زعم أنس بن مَالك، قَالَ: " غَابَ أنس بن النَّضر عَن قتال يَوْم بدر، فَقَالَ: غبت عَن قتال رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمُشْركين {لَئِن أشهدني الله قتالا ليرين مَا أصنع} فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد انْكَشَفَ الْمُسلمُونَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ {إِنِّي أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُشْركين - وأعتذر إِلَيْك مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُسلمين - فَمشى بِسَيْفِهِ، فَلَقِيَهُ سعد بن معَاذ، فَقَالَ: أَي سعد} إِنِّي لأجد ريح الْجنَّة دون أحد، فَقَالَ سعد: يَا رَسُول الله! فَمَا اسْتَطَعْت أَن أصنع مَا صنع. قَالَ أنس: فوجدناه بَين الْقَتْلَى بِهِ بضع وَثَمَانُونَ جِرَاحَة: من ضَرْبَة بِسيف، وطعنة بِرُمْح، ورمية بِسَهْم، فَمَا عَرفْنَاهُ، حَتَّى عَرفته أُخْته ببنانه. قَالَ أنس: فَكُنَّا نتحدث أَن هَذِه الْآيَة {من الْمُؤمنِينَ

لئن رأيت قتالا ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وهزم الناس لقي سعد بن معاذ فقال والله إني لأجد ريح الجنة فتقدم فقاتل حتى قتل فنزلت فيه هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه

رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} : نزلت فِيهِ، وَفِي أَصْحَابه. 628 - حَدثنَا سوار بن عبد الله، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، قَالَ: سَمِعت حميدا يحدث عَن أنس بن مَالك أَن أنس بن النَّضر تغيب عَن قتال بدر، فَقَالَ: " تغيبت عَن أول مشْهد شهده رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {لَئِن رَأَيْت قتالا ليرين الله مَا أصنع. فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد، وَهزمَ النَّاس، لَقِي سعد بن معَاذ، فَقَالَ: وَالله} إِنِّي لأجد ريح الْجنَّة! فَتقدم، فقاتل حَتَّى قتل ". فَنزلت فِيهِ هَذِه الْآيَة: {من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ، فَمنهمْ من قضى نحبه، وَمِنْهُم من ينْتَظر} .

ذكر ما صح عندنا سنده من حديث يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن رسول الله

وَقد قيل: إِنَّه عَنى بالنحب فِي هَذَا الْموضع: الْمَوْت. وَكَأن من قَالَ ذَلِك وَجه معنى قَوْله: " فَمنهمْ من قضى نحبه " إِلَى فَمنهمْ من مَاتَ على التَّصْدِيق وَالْإِيمَان وَالْوَفَاء لله بِمَا عاهده عَلَيْهِ. وَمن النحب بِمَعْنى الْمَوْت: قَول الشَّاعِر: (قضى نحبه فِي ملتقى الْقَوْم هوبر ... ) يَعْنِي بقوله: قضى نحبه: فرغ من خُرُوج نَفسه. وللنحب - أَيْضا - معنى غير ذَلِك: وَهُوَ الْخطر الْعَظِيم. وَمِنْه قَول: جرير بن عَطِيَّة: (بطخفة جالدنا الْمُلُوك، وخيلنا ... عَشِيَّة بسطَام، جرين على نحب) يَعْنِي بقوله: على نحب: على خطر عَظِيم. وَقد كَانَ بَعضهم يَقُول: مَعْنَاهُ على نذر. وَأما التنحيب: فَإِن لَهُ مَعْنيين: أَحدهمَا: الخطار، وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (وَإِذ نحبت كلب على النَّاس أَيهمْ ... أَحَق بتاج الْمَاجِد المتكرم) وَالْآخر: الْمَدّ فِي السّير. يُقَال مِنْهُ: نحب فلَان فِي سيرة يَوْمه أجمع: إِذا مد فَلم ينزل يَوْمه وَلَيْلَته، فَهُوَ ينحب فِيهِ تنحيبا. (" ذكر مَا صَحَّ عندنَا سَنَده من حَدِيث يحيى بن طَلْحَة بن عبيد الله عَن أَبِيه عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 629 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن بكير، عَن

ببعير قد وسم في وجهه فقال لو أن أهل هذا عدلوا النار عن وجه هذه الدابة فقلت لأسمن في أبعد مكان من وجهها فوسمت في عجب الذنب حلقة

طَلْحَة بن يحيى، عَن يحيى وَعِيسَى ابْني طَلْحَة، عَن أَبِيهِمَا، قَالَ: " مر على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِبَعِير، قد وسم فِي وَجهه، فَقَالَ: " لَو أَن أهل هَذَا عدلوا النَّار عَن وَجه هَذِه الدَّابَّة. فَقلت: لأسمن فِي أبعد مَكَان من وَجههَا، فوسمت فِي عجب الذَّنب حَلقَة ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين، سقيما غير صَحِيح لعلتين: إِحْدَاهمَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن طَلْحَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَن رِوَايَة " طَلْحَة بن يحيى، وَفِي رِوَايَة طَلْحَة - عِنْدهم - نظر! وَقد وَافق طَلْحَة بن يحيى فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه نذْكر مَا صَحَّ من ذَلِك - عندنَا - سَنَده، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان، إِن شَاءَ الله. (" ذكر ذَلِك ") 630 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن سعيد، قَالَ:

عن الوسم في الوجه

حَدثنَا ابْن جريج، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو الزبير، أَنه سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الوسم فِي الْوَجْه ". 631 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، قَالَ: حَدثنِي ابْن جريج، عَن أبي الزبير، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الوسم فِي الْوَجْه، وَالضَّرْب فِي الْوَجْه ". 632 - وحَدثني مُحَمَّد بن معمر، قَالَ: حَدثنَا حميد بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنَا ابْن جريج، عَن أبي الزبير، عَن جَابر، قَالَ: " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن توسم الدَّابَّة فِي وَجههَا أَو تضرب على وَجههَا ". 633 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، 634 - وَحدثنَا يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، 635 - وحَدثني الْحسن بن الزبْرِقَان النَّخعِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو

مر بحمار يدخن منخراه قد وسم في وجهه فقال لعن الله من فعل هذا لا يوسمن الوجه ولا يضربن الوجه

أُسَامَة: جَمِيعًا، عَن سُفْيَان، عَن أبي الزبير، عَن جَابر، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر بِحِمَار يدخن منخراه، قد وسم فِي وَجهه. فَقَالَ: لعن الله من فعل هَذَا، لَا يوسمن الْوَجْه، وَلَا يضربن الْوَجْه ". 636 - وَحدثنَا يُوسُف بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، قَالَ: حَدثنِي سُفْيَان، عَن أبي الزبير، عَن جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يسمن أحد فِي الْوَجْه ". 637 - وَحدثنَا إِسْحَاق بن زيد الْخطابِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْفرْيَابِيّ، عَن سُفْيَان، عَن أبي الزبير، عَن جَابر، قَالَ: " رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حمارا قد وسم وَجهه، يدخن منخراه، فَقَالَ: لعن الله من فعل هَذَا. ألم أَنه أَلا يسم أحد الْوَجْه، وَلَا يضْرب الْوَجْه ". 638 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، قَالَ: أخبرنَا ابْن جريج، قَالَ: أخبرنَا عَمْرو بن دِينَار: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر بِحِمَار يدخن أَنفه، قد وسم فِي أَنفه! قَالَ: فلعن من

حمارا قد وسم في وجهه فقال لعن الله من فعل هذا

وسم هَذَا ". قَالَ: قلت: عَن من؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. 639 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، قَالَ: أخبرنَا معمر، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان، عَن جَابر بن عبد الله. قَالَ: " رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حمارا قد وسم فِي وَجهه، فَقَالَ: لعن الله من فعل هَذَا ". 640 - وحَدثني سعيد بن عَمْرو الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنِي صَفْوَان بن عَمْرو، قَالَ: حَدثنِي مَاعِز التَّمِيمِي، عَن جَابر بن عبد الله، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنه رأى حمارا، قد وسم فِي وَجهه، فلعن من فعل ذَلِك ". 641 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَوْف، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة، قَالَ: حَدثنَا بَقِيَّة، قَالَ: حَدثنِي صَفْوَان، عَن مَاعِز التَّمِيمِي، عَن جَابر بن عبد الله، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنه رأى حمارا، قد وسم فِي وَجهه، فلعن من فعل ذَلِك ". 642 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبيد الله بن مُوسَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن أبي ليلى، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد، قَالَ: " رأى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حمارا موسوما فِي وَجهه، فسب وَلعن

أن يضرب على الصور وقال أحدهما ونهى أن يوسم على الصور

من فعل ذَلِك بِهِ، وَنهى أَن يضْرب الْوَجْه أَو يوسم الْوَجْه ". 643 - وحَدثني سعيد بن عَمْرو السكونِي، قَالَ: حَدثنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنِي الْمعَافى بن عمرَان، عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان، عَن سَالم وَنَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ: " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يضْرب على الصُّور - وَقَالَ أَحدهمَا: وَنهى أَن يوسم على الصُّور ". 644 - وَحدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب، قَالَ: حَدثنَا عمي عبد الله بن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، أَن نَاعِمًا أَبَا عبد الله مولى أم سَلمَة، حَدثهُ، أَنه سمع ابْن عَبَّاس يَقُول: " رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حمارا مَوْسُوم الْوَجْه، فَأنْكر ذَلِك. قَالَ الرجل: وَالله لَا أُسَمِّهِ إِلَّا فِي أقْصَى شَيْء من الْوَجْه، فَأمر بِحِمَار لَهُ، فكوي فِي جَاعِرَتَيْهِ، فَهُوَ أول من كوى الْجَاعِرَتَيْنِ ".

رأى حمارا موسوم الوجه فأنكر ذلك فقال العباس لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه فأتي بحمار له فكوى جاعرتيه فهو أول من كوى الجاعرتين

645 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا رشدين بن سعد، عَن عَمْرو بن الْحَارِث وَالْحسن بن ثَوْبَان، عَن يزِيد بن أبي حبيب، أَن نَاعِمًا أَبَا عبد الله - مولى أم سَلمَة - حَدثهُ أَنه سمع ابْن عَبَّاس، يَقُول: " إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى حمارا مَوْسُوم الْوَجْه، فَأنْكر ذَلِك. فَقَالَ الْعَبَّاس: لَا أُسَمِّهِ إِلَّا فِي أقْصَى شَيْء من الْوَجْه، فَأتي بِحِمَار لَهُ فكوى جَاعِرَتَيْهِ، فَهُوَ أول من كوى الْجَاعِرَتَيْنِ ". 646 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق الْمروزِي، قَالَ: سَمِعت أبي يَقُول: أخبرنَا أَبُو حَمْزَة، عَن عبد الْكَرِيم، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعن من يسم فِي الْوَجْه ". 647 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن عمر، قَالَ: أخبرنَا عُثْمَان بن مرّة، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " كَانَ الْعَبَّاس يسير مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على بعير قد وسم خديه بحلقتين، فَقَالَ: " مَا هَذَا الميسم يَا عَبَّاس {" فَقَالَ: هَذَا ميسم كُنَّا نسمه فِي الْجَاهِلِيَّة} فَقَالَ: " لَا تسموا بالخدين ". فَقَالَ الْعَبَّاس: لَا جرم، لَا أسم إِلَّا بأقصى عظم مِنْهُ، فوسم بالجاعرتين ". 648 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ:

عن الوسم في الوجه قال لأسمن في أبعد مكان فيها قال فكان يسم في الجاعرتين

أخبرنَا أَيُّوب، عَن عِكْرِمَة، قَالَ: " كَانَ الْعَبَّاس يسم فِي الْوَجْه، فَلَمَّا نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الوسم فِي الْوَجْه. قَالَ: لأسمن فِي أبعد مَكَان فِيهَا. قَالَ: فَكَانَ يسم فِي الْجَاعِرَتَيْنِ ". 649 - وحَدثني يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا خَالِد، عَن عِكْرِمَة، قَالَ: " نهي عَن إخصاء الْبَهَائِم ووسمها فِي الْوَجْه ". 650 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون بن الْمُغيرَة، عَن عَمْرو بن أبي قيس، عَن شُعَيْب بن خَالِد البَجلِيّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس: " أَن الْعَبَّاس وسم بَعِيرًا لَهُ فِي وَجهه، فَقَالَ لَهُ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تسم فِي الْوَجْه، وَأَنت عمي! " فَقَالَ الْعَبَّاس: لأسمنه فِي أبعد مَكَان من الْوَجْه، فوسم فِي الْجَاعِرَتَيْنِ ". 651 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي ذِئْب، قَالَ: أَخْبرنِي جَعْفَر بن تَمام بن الْعَبَّاس، عَن جده الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

رأى حمارا قد وسم في وجهه فقال لعن الله من فعل هذا

نهى عَن الوسم فِي الْوَجْه. فَقَالَ الْعَبَّاس: لَا أسم إِلَّا فِي آخر عظم. قَالَ: فوسم فِي الْجَاعِرَتَيْنِ ". 652 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا إِسْحَاق بن سُلَيْمَان، عَن ابْن أبي ذِئْب، عَن جَعْفَر بن تَمام، عَن الْعَبَّاس، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثلِهِ. 653 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن الْمثنى الْأنْصَارِيّ، قَالَ: حَدثنَا ثُمَامَة، عَن أنس: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى حمارا قد وسم فِي وَجهه، فَقَالَ: لعن الله من فعل هَذَا ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: كَرَاهَة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسم الْبَهَائِم فِي وجوهها من غير تَصْرِيح مِنْهُ بِالنَّهْي عَن ذَلِك.

بأنه نهى عن الوسم في الوجه وأنه لعن من وسم في الوجه فقد بينت تصريح النبي

وَذَلِكَ أَنه قَالَ فِيمَا رُوِيَ عَن طَلْحَة، عَنهُ: " لَو أَن أهل هَذَا عدلوا النَّار عَن وَجه هَذِه الْبَهَائِم ". وَلم يقل: اعدلوا {وَلَا قَالَ: لَا تسموها فِي الْوَجْه. وَأما الْأَخْبَار الْأُخَر الَّتِي ذَكرنَاهَا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِأَنَّهُ نهى عَن الوسم فِي الْوَجْه، وَأَنه لعن من وسم فِي الْوَجْه، فقد بيّنت تَصْرِيح النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالنَّهْي عَن الوسم فِي الْوَجْه، فَغير جَائِز لأحد عرف نهي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الوسم فِي الْوَجْه، أَن يسم من بَهِيمَة من الْبَهَائِم وَجههَا. فَإِن قَالَ لنا قَائِل: فَإِن كَانَ غير جَائِز وسمها فِي وجوهها، فَأَيْنَ الْموضع الْجَائِز وسمها مِنْهَا، إِن كَانَ ذَلِك جَائِزا؟ وَمَا الْبُرْهَان على أَن وسمها جَائِز؟ وَقد علمت أَن ذَلِك لَهَا تَعْذِيب؛ إِذْ كَانَ ذَلِك إحراقا لبَعض أَجْزَائِهَا بالنَّار؟ قيل: أما الدَّلِيل على أَن وسمها جَائِز، فالأخبار المتظاهرة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَصْحَابه، وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان، أَنهم وَسموا وأجازوا وسمها. وَأما الْموضع الْجَائِز وسمها مِنْهَا، فَحَيْثُ شَاءَ مِنْهَا رَبهَا إِذا عدا بِهِ وَجههَا وَإِن كَانَ أحب الْأَمَاكِن إِلَيّ أَن يسم فِيهِ من الْإِبِل، والحمر، وَالْبِغَال، وَنَحْو ذَلِك: جاعرتاها، وَمن الْغنم آذانها. فَإِن قَالَ: فاذكر لنا الْأَخْبَار الَّتِي ذكرت أَنَّهَا وَردت عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَن أَصْحَابه، وَغَيرهم بِأَنَّهُم وَسموا} قيل: 654 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن ابْن عون، عَن مُحَمَّد، عَن أنس، قَالَ: " لما ولدت أم سليم، قَالَت: يَا أنس! أنظر هَذَا الْغُلَام، فَلَا تصيبن شَيْئا حَتَّى تغدوا بِهِ إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحنكه، قَالَ: فَغَدَوْت، فَإِذا هُوَ فِي الْحَائِط،

يحنكه فإذا النبي

وَعَلِيهِ خميصة حوتكية، وَهُوَ يسم الظّهْر الَّذِي قدم عَلَيْهِ ". قَالَ أَبُو جَعْفَر: حوتك: قَبيلَة من قبائل الْيمن. 655 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن هِشَام بن زيد، قَالَ: سَمِعت أنس بن مَالك، يحدث: " أَن أمه حِين ولدت انْطَلقُوا بِالصَّبِيِّ إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحنكه، فَإِذا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي مربد يسم غنما. قَالَ شُعْبَة: وأكبر علمي أَنه قَالَ: فِي آذانها ". 656 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، قَالَ: أخبرنَا شُعْبَة، عَن هِشَام بن زيد، عَن جده أنس بن مَالك، قَالَ: " دخلت مربدا لنا فَإِذا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يسم غنما فِي آذانها ". 657 - وحَدثني مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأنمَاطِي، قَالَ: حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمرَان ابْن ابْنة سعيد بن أبي أَيُّوب، قَالَ: حَدثنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي زيد بن الْحباب، عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، عَن ثَابت، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي المربد، وَفِي يَده ميسم ".

فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى فأمر بها أن توسم ميسم إبل الصدقة فتضم إليها

658 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا الْعَلَاء بن الْفضل بن عبد الْملك بن أبي السوية الْمنْقري، أَبُو الْهُذيْل، قَالَ: حَدثنِي عبيد الله بن عكراش، عَن أَبِيه عكراش بن ذُؤَيْب، قَالَ: " بَعَثَنِي بَنو مرّة بن عبيد بصدقات أَمْوَالهم إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقدمت عَلَيْهِ بِإِبِل كَأَنَّهَا عروق الأرطى فَأمر بهَا أَن توسم ميسم إبل الصَّدَقَة، فتضم إِلَيْهَا ". (" ذكر من رُوِيَ عَنهُ من السّلف أَنه وسم أَو أذن فِي ذَلِك ") 659 - حَدثنَا الْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار، قَالَ: حَدثنَا الحنيني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا أُسَامَة بن زيد، عَن أَبِيه، عَن جده، قَالَ: " جَاءَ عمر بن الْخطاب إِلَى أبي بكر فِي خِلَافَته، فَقَالَ: تركت خَالِدا قد أكل الشَّام {لَا يأتينك مِنْهَا دِينَار، وَلَا دِرْهَم} فَقَالَ أَبُو بكر: إِن خَالِدا قد كفاني مَا هُنَاكَ! قَالَ: فَقَالَ لَهُ عمر: لَا تفعل. اكْتُبْ إِلَيْهِ: أَن يضع ميسم الْجِزْيَة على الْجِزْيَة، وميسم الصَّدَقَة على الصَّدَقَة، وَلَا ينْفق دِينَارا وَلَا درهما إِلَّا بإذنك. أَو قَالَ بعلمك. قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر: أكتب على لساني، قَالَ: فَكتب إِلَيْهِ عمر:

أوضح بإطلاقه وسم البهائم في غير وجوهها أنه حد للوسم من أعضائها قيل نعم وقد ذكرنا الرواية عنه أنه وسم الغنم في آذانها فإن قال فهل من خبر عنه أنه وسم أو أنه أطلق وسم شيء من البهائم في غير الآذان سوى الغنم قيل نعم

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من عبد الله بن أبي بكر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد: سَلام عَلَيْك. أما بعد: فَإِذا جَاءَك كتابي هَذَا فضع ميسم الْجِزْيَة على الْجِزْيَة، وميسم الصَّدَقَة على الصَّدَقَة، وَلَا تنْفق دِينَارا وَلَا درهما إِلَّا بعلمي ". فَإِن قَالَ: فَهَل من خبر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أوضح بِإِطْلَاقِهِ وسم الْبَهَائِم فِي غير وجوهها، أَنه حد للوسم من أعضائها؟ قيل: نعم {وَقد ذكرنَا الرِّوَايَة عَنهُ أَنه وسم الْغنم فِي آذانها. فَإِن قَالَ: فَهَل من خبر عَنهُ أَنه وسم أَو أَنه أطلق وسم شَيْء من الْبَهَائِم فِي غير الآذان سوى الْغنم؟ قيل: نعم} وَلَكِن فِي أَسَانِيد بعضه نظرا؛ وَإِن كَانَ النّظر يُؤَيّدهُ ويصححه {} فَإِن قَالَ: فاذكر لنا لنعرفه على مَا فِيهِ. قيل: - 660 - حَدثنِي إِسْحَاق بن وهب الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنِي عُيَيْنَة بن عَاصِم، عَن أَبِيه، عَن جده وعمومته، عَن نقادة، قَالَ: " قلت: يَا رَسُول الله {إِنِّي أسم} قَالَ: وَلم أرك تسم فِي الْوَجْه! لَا تحرق وُجُوه الْعَجم. قَالَ: قلت: فَأَيْنَ أسم؟

بإبل قد وسمتها في آنفها فقال النبي

قَالَ: فِي مَوضِع الْجَرِير من السالفة ". 661 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ الْبَاهِلِيّ، قَالَ: حَدثنَا عون بن الحكم الْبَاهِلِيّ، قَالَ: حَدثنِي زِيَاد بن قريع - أحد بني غيلَان بن جاوة - عَن أَبِيه، عَن جُنَادَة بن جَراد - أحد بني غيلَان بن جاوة - قَالَ: " أتيت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِإِبِل قد وسمتها فِي آنفها. فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يَا جُنَادَة {أما وجدت فِيهَا عظما تسمه إِلَّا فِي الْوَجْه؟ أما إِن أمامك الْقصاص} قلت: أمرهَا إِلَيْك يَا رَسُول الله! قَالَ: إئتني مِنْهَا بِشَيْء لَيْسَ عَلَيْهِ وسم. فَأَتَيْته بِابْن لبون وحقة فَوضعت الميسم حِيَال الْعُنُق، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أخر

سم على بركت الله فوسمتها على أفخاذها وكانت صدقتها حقتين وكانت تسعين قال أبو جعفر هذا غلط لأن الحقة إنما تجب في إحدى وتسعين وبكل الذي قلنا مما أطلقنا الوسم فيه من أعضاء البهائم أو نهينا عن الوسم فيه منها قال

أخر. فَلم يزل يَقُول: أخر أخر، حَتَّى بلغ الْفَخْذ، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " سم على بَركت الله، فوسمتها على أفخاذها، وَكَانَت صدقتها حقتين، وَكَانَت تسعين ". قَالَ أَبُو جَعْفَر: هَذَا غلط؛ لِأَن الحقة إِنَّمَا تجب فِي إِحْدَى وَتِسْعين! وَبِكُل الَّذِي قُلْنَا مِمَّا أطلقنا الوسم فِيهِ من أَعْضَاء الْبَهَائِم أَو نهينَا عَن الوسم فِيهِ مِنْهَا، قَالَ جمَاعَة السّلف من الصَّحَابَة، وَالتَّابِعِينَ، وَغَيرهم من عُلَمَاء الْأمة. (" ذكر الرِّوَايَة بذلك عَمَّن حَضَرنَا ذكره مِنْهُم ") 662 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُصعب بن الْمِقْدَام، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد بن نصير الطَّائِي، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عمر، أَنه قَالَ: " لَا توسم الدَّوَابّ على الْوُجُوه، وَلَا تضرب على الْوُجُوه ".

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب

663 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ الْمُغيرَة: أخبرنَا عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " كَانُوا يكْرهُونَ أَن توسم العجماء فِي وَجههَا أَو تلطم فِي وَجههَا ". 664 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي وَسَهل، عَن حميد، عَن الْحسن: " أَنه كره أَن تضرب وُجُوه الدَّوَابّ أَو توسم فِي وجوهها ". 665 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْمُغيرَة، قَالَ: حَدثنَا صَفْوَان: " إِن الْخَيل الَّتِي حمل عَلَيْهَا عمر بن عبد الْعَزِيز فِي سَبِيل الله خرجت من عِنْده قد وسمت فِي أفخاذها عدَّة لله ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول طَلْحَة بن عبيد الله: " فوسمت فِي عجب الذَّنب حَلقَة ": يَعْنِي بعجب الذَّنب: طرف الصلب، وَهُوَ من ابْن آدم: الْعظم الَّذِي يقْعد عَلَيْهِ: وَهُوَ العصعص يُقَال لباطنه: الفحفح، ولظاهره: الْعجب، وإياه عَنى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: " يبْلى من ابْن آدم كل شَيْء غير عجب الذَّنب، وَمِنْه يركب الْخلق ".

لنقادة لا تحرق وجوه العجم فإن العجم جمع عجماء والعجماء صفة لكل بهيمة وإنما قيل ذلك لها لأنها لا تنطق فتفصح يقال للذكر أعجم وللأنثى عجماء ومنه قول النبي

وَأما قَول ابْن عَبَّاس: " فَقَالَ الْعَبَّاس: لَا أُسَمِّهِ إِلَّا فِي أقْصَى شَيْء من الْوَجْه، فَأتي بِحِمَار لَهُ فكوى جَاعِرَتَيْهِ، فَهُوَ أول من كوى الْجَاعِرَتَيْنِ ". فَإِن الجاعرة من ابْن آدم عظم طرف الورك، وَهِي من كل دَابَّة وحمار حَيْثُ يرقمه البيطار. وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس لبَعض النَّاس وحسر عَن ذِرَاعَيْهِ: " ليبلغ ذَاك مِنْك جاعرتيك " يَعْنِي ذَلِك الْموضع مِنْهُ. وَأما قَول عكراش بن ذُؤَيْب: " فَقدمت عَلَيْهِ بِإِبِل كَأَنَّهَا عروق الأرطى ". فَإِن الأرطى: جمع أَرْطَاة، وَهِي شَجَرَة تنْبت فِي الرمل لَا تكَاد تنْبت إِلَّا فِيهِ، وَهِي شَجَرَة مستطيلة الْوَرق، كالخلاف. وَإِيَّاهَا عَنى الطرماح بقوله: (وآواه جنح اللَّيْل ذرو ألاءة ... وأرطاة حقف بَين كسري سنائن) وَكَذَلِكَ الْأَعْشَى فِي قَوْله: (يلوذ إِلَى أَرْطَأَة حقف يضمه ... خريق شمال تتْرك الْوَجْه أقتما) وَأرى عكراشا إِنَّمَا شبه الْإِبِل بقوله: كَأَنَّهَا عروق الأرطى، بعروق الأرطى فِي ألوانها. وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنقادة: " لَا تحرق وُجُوه الْعَجم ". فَإِن الْعَجم: جمع عجماء، والعجماء: صفة لكل بَهِيمَة، وَإِنَّمَا قيل ذَلِك لَهَا؛ لِأَنَّهَا لَا تنطق، فتفصح: يُقَال للذّكر: أعجم، وللأنثى عجماء. وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " العجماء جرحها جَبَّار ".

لنقادة إذ قال له فأين أسم في موضع الجرير من السالفة فإن الجرير كل حبل مضفور ومنه قول الشاعر يجرره الصبي بكل سهب ويحبسه على الخسف الجرير وأما السالفة فإن السالفة من ابن آدم هو موضع متذبذب القرط من

وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنقادة - إِذْ قَالَ لَهُ: فَأَيْنَ أسم -: " فِي مَوضِع الْجَرِير من السالفة ". فَإِن الْجَرِير: كل حَبل مضفور. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (يجرره الصَّبِي بِكُل سهب ... ويحبسه على الْخَسْف الْجَرِير) وَأما السالفة: فَإِن السالفة من ابْن آدم: هُوَ مَوضِع متذبذب القرط من الْمَرْأَة، وَهِي صفحة الْعُنُق. وَمن ذَلِك قَول الراجز: (قبحت من سالفة وَمن قفا ... عبد إِذا مَا رسب الْقَوْم طفا) (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار يحيى بن طَلْحَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 666 - حَدثنِي سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد الطلحي، قَالَ: حَدثنِي أبي عبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنِي طَلْحَة بن يحيى، عَن أَبِيه، عَن طَلْحَة بن عبيد الله، قَالَ: " دخلت على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَفِي يَده سفرجلة يقلبها، فَقَالَ لي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " دونكها يَا أَبَا مُحَمَّد! فَإِنَّهَا تجم الْفُؤَاد ".

وفي يده سفرجلة فألقاها إلي أو قال رمى بها إلي وقال دونكها يا أبا محمد فإنها تجم الفؤاد

667 - وحَدثني عَليّ بن عِيسَى الْبَزَّار، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنَا طَلْحَة بن يحيى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، عَن طَلْحَة بن عبيد الله، قَالَ: " دخلت على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَفِي يَده سفرجلة، فألقاها إِلَيّ - أَو قَالَ - رمى بهَا إِلَيّ وَقَالَ: " دونكها يَا أَبَا مُحَمَّد! فَإِنَّهَا تجم الْفُؤَاد ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده (!) وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح، لعلتين: إِحْدَاهمَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج يَصح إِلَّا من رِوَايَة ولد طَلْحَة، عَنهُ. وَالثَّانيَِة: أَنه من رِوَايَة طَلْحَة بن يحيى، وَفِي نقل طَلْحَة بن يحيى - عِنْدهم - نظر. وَقد رُوِيَ هَذَا الْخَبَر عَن طَلْحَة بن عبيد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير هَذَا الْوَجْه. (" ذكر ذَلِك ") 668 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَمْرو بن تَمام الْكَلْبِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب بن عِيسَى بن مُوسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن جدي، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه طَلْحَة بن عبيد الله، قَالَ: " أتيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ فِي نفر من أَصْحَابه، وَفِي يَده سفرجلة يقلبها، فَلَمَّا جَلَست إِلَيْهِ، دحا بهَا نحوي، ثمَّ قَالَ لي:

ذكر خبر آخر من أخبار يحيى بن طلحة عن أبيه عن النبي

" دونكها أَبَا مُحَمَّد {فَإِنَّهَا تشد الْقلب، وتطيب النَّفس "} (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار يحيى بن طَلْحَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 669 - حَدثنِي أَحْمد بن مَنْصُور، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن الْخَلِيل، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن مسْهر، قَالَ: حَدثنَا مطرف، عَن الشّعبِيّ، عَن يحيى بن طَلْحَة بن عبيد الله، عَن أَبِيه، أَن عمر رَآهُ كئيبا، فَقَالَ: مَالك يَا أَبَا مُحَمَّد؟ {لَعَلَّك ساءك أَمر ابْن عمك؟ - يَعْنِي أَبَا بكر - قَالَ: لَا - وَأثْنى على أبي بكر - وَلَكِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " كلمة لَا يَقُولهَا عبد عِنْد مَوته إِلَّا فرج الله عَنهُ كربته، وأشرق لَونه " فَمَا مَنَعَنِي أَن أسأله عَنْهَا إِلَّا الْقُدْرَة عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ. فَقَالَ عمر: إِنِّي لأعلمها} فَقَالَ لَهُ طَلْحَة: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: هَل تعلم كلمة أعظم من كلمة أَمر بهَا عَمه: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ قَالَ: فَقَالَ طَلْحَة: هِيَ وَالله هِيَ ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح، لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن يحيى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالثَّانيَِة: أَنه خبر قد حدث بِهِ عَن الشّعبِيّ غير مطرف فَاخْتَلَفُوا فِيهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعضهم فِيهِ: عَنهُ، عَن يحيى بن طَلْحَة، عَن أمه سعدى المرية، عَن طَلْحَة. وَقَالَ بَعضهم فِيهِ: عَن رجل، عَن سعدى، عَن طَلْحَة. وَالثَّالِثَة: أَن بعض من روى ذَلِك، قَالَ: الَّذِي مر بطلحة وَكَلمه هَذَا الْكَلَام الَّذِي ذكر فِي هَذَا الْخَبَر عَن عمر، إِنَّمَا كَانَ أَبَا بكر لَا عمر {قَالُوا: وَفِي ذَلِك دَلِيل من اضْطِرَاب الْأَمر فِيهِ، وعَلى وهائه. وَالرَّابِعَة: أَن الْمَعْرُوف من هَذَا الْخَبَر من رِوَايَة الثِّقَات: إِنَّمَا هُوَ عَن عُثْمَان وَأبي بكر، لَا عَن طَلْحَة وَعمر - رَحْمَة الله عَلَيْهِم. وَالْخَامِسَة: أَنه خبر لم يسمعهُ يحيى بن طَلْحَة من أَبِيه، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَن أمه، عَن أَبِيه}

ذكر من حدث هذا الحديث عن الشعبي فقال فيه عنه عن يحيى بن طلحة عن أمه سعدى المرية عن طلحة

(" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث عَن الشّعبِيّ فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ عَن يحيى بن طَلْحَة عَن أمه سعدى المرية عَن طَلْحَة ") 670 - حَدثنَا هَارُون بن إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب القناد، عَن مسعر بن كدام، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن الشّعبِيّ، عَن يحيى بن طَلْحَة، عَن أمه سعدى المرية قَالَت: " مر عمر بطلحة بعد وَفَاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " مَالك مكتئبا؟ أساءك إمرة ابْن عمك؟ " قَالَ: لَا. وَلَكِن سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِنِّي لأعْلم كلمة لَا يَقُولهَا عبد عِنْد مَوته إِلَّا كَانَت نورا لصحيفته، وَإِن جسده وروحه ليجدان لَهَا روحا عِنْد الْمَوْت، فَقبض، وَلم أسأله؟ فَقَالَ: أَنا أعلمها! هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَلَيْهَا عَمه، وَلَو علم أَن شَيْئا أنجا لَهُ مِنْهَا لأَمره ". (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث فَقَالَ فِيهِ: عَن الشّعبِيّ عَن رجل عَن سعدى امْرَأَة طَلْحَة ") 671 - حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن الرّبيع أَبُو زيد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، قَالَ: سَمِعت الشّعبِيّ، عَن رجل، عَن سعدى امْرَأَة طَلْحَة، أَن عمر مر حِين اسْتخْلف أَبُو بكر - بطلحة، فَقَالَ: مَالِي أَرَاك كئيبا لَعَلَّك كرهت إمرة ابْن عمك؟

قال كلمة لم أسأله عنها حتى مات وقبض قال إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل عند موته إلا كانت له نورا في صحيفته وإن روحه وجسده ليجدان لها راحة عند موته فقال عمر إني لأعلم ما هي لا إله إلا الله هي الكلمة التي أراد عمه عليها قال لا

قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ كلمة لم أسأله عَنْهَا حَتَّى مَاتَ وَقبض {قَالَ: إِنِّي لأعْلم كلمة لَا يَقُولهَا رجل عِنْد مَوته إِلَّا كَانَت لَهُ نورا فِي صَحِيفَته، وَإِن روحه وَجَسَده ليجدان لَهَا رَاحَة عِنْد مَوته} فَقَالَ عمر: إِنِّي لأعْلم مَا هِيَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؛ هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي أَرَادَ عَمه عَلَيْهَا. قَالَ: لَا أَرَاهَا إِلَّا إِيَّاهَا ". (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَت هَذِه المحاورة بَين طَلْحَة وَأبي بكر ") 672 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن شَقِيق، قَالَ: حدثت أَن أَبَا بكر لَقِي طَلْحَة بن عبيد الله، فَقَالَ: مَالِي أَرَاك أَصبَحت واجما؟ فَقَالَ: كلمة سَمعتهَا من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يزْعم أَنَّهَا مُوجبَة! فَلم أسأله عَنْهَا. فَقَالَ أَبُو بكر: قد علمت مَا هِيَ، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله ". (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث فَجعل هَذِه الْقِصَّة خَبرا عَن أبي بكر وَعُثْمَان رَحْمَة الله عَلَيْهِمَا ") 673 - حَدثنِي هِلَال بن الْعَلَاء الرقي، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن عبد

يقول إني لأعرف كلمة لا يقولها رجل إلا دخل الجنة فلم أسأله عنها ولم يسأله عنها أحد فيخبرني فقالا نحن نعلمها قال ومن أين ولم تكونا في المجلس حين ذكرها فقالا أجل ولكنا قد علمناها قال وما هي قالا الكلمة التي

الْملك الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة، عَن أبي عبد الرَّحْمَن، عَن زيد بن أبي أنيسَة، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن أبان بن عُثْمَان، عَن عُثْمَان، قَالَ: " مر أَبُو بكر بعثمان، وَهُوَ فِي الْمَسْجِد، وَهُوَ يحدث نَفسه، فَسلم عَلَيْهِ، فَلم يرجع إِلَيْهِ السَّلَام {قَالَ: ثمَّ مر بِهِ عمر، فَسلم عَلَيْهِ، فَلم يرجع إِلَيْهِ السَّلَام} قَالَ: فَأتى عمر أَبَا بكر، فَقَالَ لَهُ: مَرَرْت قبيلا بعثمان، فَسلمت عَلَيْهِ، فَلم يرجع إِلَيّ سَلاما {قَالَ: وَبِي - وَالله} - فعل مثل ذَلِك {قَالَ: فَاذْهَبْ إِلَيْهِ، فَادعه. قَالَ: فَذهب إِلَيْهِ عمر، فَقَالَ: إِن أَخَاك يُرِيدُكَ. قَالَ: فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر: سلمت عَلَيْك، فَلم ترجع إِلَيّ سَلاما، ثمَّ مر بك عمر قبيلا، فَسلم عَلَيْك، فَلم ترجع إِلَيْهِ سَلاما} ؟ قَالَ: إِنِّي كنت أحدث نَفسِي، وَقد رددت عَلَيْهِ فِي نَفسِي بِكَلِمَة سَمعتهَا من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِنِّي لأعرف كلمة لَا يَقُولهَا رجل إِلَّا دخل الْجنَّة " فَلم أسأله عَنْهَا، وَلم يسْأَله عَنْهَا أحد، فيخبرني {فَقَالَا: نَحن نعلمها} قَالَ: وَمن أَيْن؟ وَلم تَكُونَا فِي الْمجْلس حِين ذكرهَا؟ فَقَالَا: أجل، وَلَكنَّا قد علمناها {قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَا: الْكَلِمَة الَّتِي عرضهَا على عَمه، فَأبى} : لَا إِلَه إِلَّا الله ".

وسوس ناس من أصحابه فكنت فيمن وسوس فمر علي عمر فسلم علي فلم أرد عليه فشكاني إلى أبي بكر فجاءنا فقال يسلم عليك أخوك فلم تسلم عليه فقلت ما علمت بتسليمه وإني عن ذلك لفي شغل فقال أبو بكر ولم قال قلت قبض النبي

674 - حَدثنِي أَبُو صديف الإملي عبد الله بن كثير، قَالَ: حَدثنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل أَبُو غَسَّان النَّهْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد السَّلَام بن حَرْب، عَن عبد الله بن بشر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن عُثْمَان بن عَفَّان، قَالَ: " لما قبض النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسوس نَاس من أَصْحَابه {فَكنت فِيمَن وسوس، فَمر عَليّ عمر، فَسلم عَليّ فَلم أرد عَلَيْهِ، فَشَكَانِي إِلَى أبي بكر، فجاءنا، فَقَالَ: يسلم عَلَيْك أَخُوك، فَلم تسلم عَلَيْهِ؟} فَقلت: مَا علمت بِتَسْلِيمِهِ، وَإِنِّي عَن ذَلِك لفي شغل {فَقَالَ أَبُو بكر: وَلم؟ قَالَ: قلت: قبض النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم أسأله عَن نجاة هَذَا الْأَمر} قَالَ: فقد سَأَلت عَن ذَلِك، قَالَ: فَقُمْت إِلَيْهِ فأعتنقته، فَقلت: بِأبي أَنْت وَأمي! أَنْت أَحَق بذلك. قَالَ: سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن نجاة هَذَا الْأَمر؟ فَقَالَ: من قبل الْكَلِمَة الَّتِي عرضتها على عمي فَردهَا عَليّ، فَهِيَ لَهُ نجاة ".

675 - وَحدثنَا جَعْفَر بن هَاشم، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن أبي سُلَيْمَان التَّمِيمِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن أخي الزُّهْرِيّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، عَن عُثْمَان بن عَفَّان، عَن أبي بكر الصّديق، قَالَ: " قلت: يَا رَسُول الله! مَا نجاة هَذَا الْأَمر؟ " قَالَ: " الْكَلِمَة الَّتِي أردْت عَلَيْهَا عمي: لَا إِلَه إِلَّا الله ".

ذكر خبر آخر من أخبار طلحة بن عبيد الله عن النبي

(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار طَلْحَة بن عبيد الله عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 676 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عَبدة وَعبد الرَّحْمَن قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: " جَاءَ رجلَانِ من بلي إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأَسْلمَا، فاستشهد أَحدهمَا، وَأخر الآخر بعده سنة، فَقَالَ طَلْحَة بن عبيد الله: أريت الْجنَّة، فَرَأَيْت الْمُؤخر مِنْهُمَا أَدخل الْجنَّة، قبل المستشهد! فعجبت لذَلِك، فَأَصْبَحت فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

المؤخر قد صام بعده رمضان وصلى بعده ستة آلاف وكذا وكذا ركعة لصلاة السنة

أَو ذكر ذَلِك لرَسُول الله؟ فَقَالَ: رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْمُؤخر قد صَامَ بعده رَمَضَان، وَصلى بعده سِتَّة آلَاف وَكَذَا وَكَذَا رَكْعَة، لصَلَاة السّنة ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح، لعلل: - إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن طَلْحَة بن عبيد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَمن وَجه هُوَ دونه فِي الصِّحَّة غير مرتضى، وَذَلِكَ مَا: 677 - حَدثنِي بِهِ: مُحَمَّد بن عَمْرو بن تَمام الْكَلْبِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن جدي، عَن مُوسَى بن طَلْحَة، عَن أَبِيه، قَالَ: " قدم على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجلَانِ من بلي، فأضافهما عَليّ، فاستشهد أَحدهمَا، وَبَقِي الآخر بعده سنة، ثمَّ مَاتَ، فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْمُؤخر دخل الْجنَّة قبل الأول!

فقال أبا محمد أليس قد صام بعده رمضان وصلى بعده سنة ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة السنة والثانية أنه خبر قد حدث به عن أبي سلمة غير محمد بن عمرو فقال فيه عنه عن طلحة ولم يجعل بين أبي سلمة وطلحة أبا هريرة

فَلَمَّا أَصبَحت ذكرت ذَلِك لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: " أَبَا مُحَمَّد {أَلَيْسَ قد صَامَ بعده رَمَضَان، وَصلى بعده سنة: سِتَّة آلَاف رَكْعَة، وَكَذَا وَكَذَا رَكْعَة: صَلَاة السّنة} ". وَالثَّانيَِة: أَنه خبر قد حدث بِهِ عَن أبي سَلمَة غير مُحَمَّد بن عَمْرو، فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ، عَن طَلْحَة، وَلم يَجْعَل بَين أبي سَلمَة وَطَلْحَة: أَبَا هُرَيْرَة { وَالثَّالِثَة: أَن رَاوِيه: مُحَمَّد بن عَمْرو، وَمُحَمّد بن عَمْرو فِي نَقله - عِنْدهم - نظر} . (" ذكر من حدث هَذَا الحَدِيث عَن أبي سَلمَة فَجعله عَنهُ عَن طَلْحَة وَلم يدْخل بَينهمَا أَبَا هُرَيْرَة ") 678 - حَدثنِي مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، عَن يزِيد بن عبد الله، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة، عَن طَلْحَة بن عبيد الله: " أَن رجلَيْنِ من بلي قدما على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَكَانَ إسلامهما جَمِيعًا، وَكَانَ أَحدهمَا أَشد اجْتِهَادًا من الآخر، فغزا الْمُجْتَهد مِنْهُمَا، فاستشهد، ثمَّ مكث الآخر بعده سنة، ثمَّ توفّي. قَالَ طَلْحَة: بَينا أَنا عِنْد بَاب الْجنَّة إِذْ أُتِي بهما فَخرج خَارج، فَأذن للَّذي توفّي الآخر مِنْهُمَا، ثمَّ رَجَعَ فَأذن للَّذي اسْتشْهد، ثمَّ رَجَعَ إِلَيّ فَقَالَ: ارْجع، فَإِنَّهُ لم ينأ لَك بعد! وَأصْبح طَلْحَة يحدث النَّاس عجبا لذَلِك، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

من أي ذلك تعجبون قالوا يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد في سبيل الله فدخل الآخر الجنة قبله فقال أليس قد مكث هذا بعده سنة قالوا بلى قال وأدرك رمضان وصامه وصلى كذا وكذا سجدة في السنة

وحدثه الحَدِيث، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من أَي ذَلِك تعْجبُونَ؟ {". قَالُوا: يَا رَسُول الله} هَذَا كَانَ أَشد الرجلَيْن اجْتِهَادًا، ثمَّ اسْتشْهد فِي سَبِيل الله، فَدخل الآخر الْجنَّة قبله {فَقَالَ: " أَلَيْسَ قد مكث هَذَا بعده سنة؟ " قَالُوا: بلَى} قَالَ: " وَأدْركَ رَمَضَان وصامه، وَصلى كَذَا وَكَذَا سَجْدَة فِي السّنة؟ ". قَالُوا: بلَى! قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَلَمَّا بَينهمَا أبعد مِمَّا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ".

ثم ذكر مثله غير أنه قال في حديثه ثم رجع إلي وقال ارجع فإنه لم يأن لك بعد وقد وافق طلحة في رواية معنى هذا الخبر عن رسول الله

679 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم، قَالَ: أخبرنَا يحيى بن أَيُّوب وَابْن لَهِيعَة قَالَا: حَدثنَا ابْن الْهَاد، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن طَلْحَة بن عبيد الله: " أَن رجلَيْنِ قدما على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ ذكر مثله، غير أَنه قَالَ فِي حَدِيثه: " ثمَّ رَجَعَ إِلَيّ، وَقَالَ: ارْجع؛ فَإِنَّهُ لم يَأن لَك بعد ". وَقد وَافق طَلْحَة فِي رِوَايَة معنى هَذَا الْخَبَر: عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه، نذْكر مَا صَحَّ من ذَلِك - عندنَا - سَنَده، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان، إِن شَاءَ الله. (" ذكر ذَلِك ") 680 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن عَمْرو بن مرّة الْجملِي، عَن عَمْرو بن مَيْمُون الأودي، قَالَ: كُنَّا عِنْد فلَان - وَعِنْدنَا عبد الله بن ربيعَة - فحدثنا عبد الله بن ربيعَة، عَن عبيد بن خَالِد - وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " آخى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَين رجلَيْنِ فاستشهد أَحدهمَا، وَبَقِي الآخر بعده عَاما، ثمَّ مَاتَ فاتبعنا جنَازَته، ومعنا نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَجعلنَا نَدْعُو الله ونرغب إِلَيْهِ أَن يلْحقهُ بِصَاحِبِهِ {فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَيهمَا تَعدونَ أفضل؟ فَقُلْنَا: الله وَرَسُوله أعلم} ثمَّ قُلْنَا: الشَّهِيد أفضلهما {فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَلا تَعدونَ لهَذَا فضيلته: صلَاته، وَعَمله بعد عمله} لما بَينهمَا أبعد مِمَّا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ".

القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه

(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْإِبَانَة عَن فضل صَالح الْأَعْمَال، وَأَن الْفَاضِل من النَّاس إِنَّمَا يفضل غَيره بِفضل زِيَادَة أَعماله الصَّالِحَة على عمل من فَضله. وَذَلِكَ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما ذكر لَهُ أَمر الرجلَيْن اللَّذين اسْتشْهد أَحدهمَا، وعاش الآخر بعده سنة، قَالَ فِي الَّذِي عَاشَ بعد صَاحبه: " أَلَيْسَ قد أدْرك رَمَضَان وصامه، وَصلى كَذَا وَكَذَا سَجْدَة " فَلَمَّا قَالُوا لَهُ: بلَى {قَالَ: " فَلَمَّا بَينهمَا أبعد مِمَّا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض "}

نظير الأخبار الواردة عنه أنه قال إذ قيل له أي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله

وَذَلِكَ من قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَظِير الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَنهُ: أَنه قَالَ: إِذْ قيل لَهُ: أَي النَّاس خير؟ قَالَ: " من طَال عمره وَحسن عمله ". (" ذكر الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَنهُ بذلك ") 681 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَلا أنبئكم بِخَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله {قَالَ: " خياركم: أطولكم أعمارا، وَأَحْسَنُكُمْ أعمالا ". 682 - وحَدثني عَمْرو بن مُحَمَّد بن يحيى العثماني، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، قَالَ: حَدثنِي أخي، عَن سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن ثَوْر بن زيد الديلِي، عَن ابْن عَامر، عَن ابْن الْمُنْكَدر، عَن جَابر بن عبد الله، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أَلا أخْبركُم بخياركم من شِرَاركُمْ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بلَى يَا رَسُول الله} قَالَ: " خياركم أطولكم عمرا، وَأَحْسَنُكُمْ عملا ".

إن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة

683 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَحْمد وَأَبُو عَامر، قَالَا: حَدثنَا كثير بن زيد، عَن الْحَارِث، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن من سَعَادَة الْمَرْء أَن يطول عمره، وَيَرْزقهُ الله الْإِنَابَة ".

إن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة

684 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الْملك بن عَمْرو، قَالَ: حَدثنَا كثير بن زيد، قَالَ: حَدثنِي الْحَارِث بن أبي يزِيد، قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله، يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن من السَّعَادَة أَن يطول عمر العَبْد، وَيَرْزقهُ الله الْإِنَابَة ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَوْله: " فَإِنَّهُ لم ينأ لَك "؛ يَعْنِي بذلك: لم يَأن لَك: فَقدم النُّون قبل الْهمزَة، كَمَا يُقَال: جذب وجبذ. وصقع وصعق. وَأما قَوْله: " وَيَرْزقهُ الله الْإِنَابَة "، فَإِن الْإِنَابَة: الرّجْعَة إِلَى الشَّيْء بعد الإدبار عَنهُ. يُقَال مِنْهُ: أناب فلَان من كَذَا إِلَى كَذَا، فَهُوَ ينيب إِلَيْهِ إنابة: إِذا رَجَعَ إِلَيْهِ. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {إِن إِبْرَاهِيم لحليم أَواه منيب} . يَعْنِي بقوله: منيب: رَاجع إِلَى الله، وَإِلَى مَا يُحِبهُ مِنْهُ من طَاعَته. (ذكر خبر آخر من أَخْبَار طَلْحَة بن عبيد الله عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) 685 - حَدثنِي أَبُو شُرَحْبِيل الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، عَن عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن طَلْحَة بن عبيد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

وهذا خبر عندنا صحيح سنده وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلتين

أَنه كَانَ يَقُول: " سَتَكُون فتْنَة لَا يهدأ مِنْهَا جَانب إِلَّا جاش مِنْهَا جَانب حَتَّى يُنَادي مُنَاد من السَّمَاء: أَلا إِن أميركم فلَان " {وَكَانَ سعيد بن الْمسيب يَقُول: ذَلِك الْأَمِير حَقًا} 686 - وحَدثني أَبُو شُرَحْبِيل، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، عَن ابْن أبي حُسَيْن، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن طَلْحَة بن عبيد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثل ذَلِك! (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح، لعلتين:

يصح إلا من هذا الوجه والثانية أنه من نقل إسماعيل بن عياش وفي نقل إسماعيل عن غير أهل بلده عندهم نظر وقد حدث نحو هذا الحديث عن رسول الله

إِحْدَاهمَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن طَلْحَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالثَّانيَِة: أَنه من نقل إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، وَفِي نقل إِسْمَاعِيل، عَن غير أهل بَلَده - عِنْدهم - نظر. وَقد حدث نَحْو هَذَا الحَدِيث عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَن بعض السّلف بأسانيد فِيهَا - أَيْضا - نظر، نذْكر بَعْضهَا لتعرف: (" ذكر ذَلِك ") 687 - حَدثنِي عِصَام بن رواد بن الْجراح الْعَسْقَلَانِي، قَالَ: حَدثنَا أبي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ، قَالَ: حَدثنَا مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر، عَن ربعي بن خرَاش، قَالَ: سَمِعت حُذَيْفَة بن الْيَمَان يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا كَانَ رَأس الْخمس وَالْعِشْرين والمائتين، نَادَى مُنَاد من السَّمَاء: أَلا أَيهَا النَّاس {إِن الله قد قطع مُدَّة الجبارين وَالْمُنَافِقِينَ وأتباعهم، ووليكم الجابر جبر أمة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: الحقوه بِمَكَّة؛ فَإِنَّهُ الْمهْدي، واسْمه: أَحْمد بن عبد الله ". قَالَ عمرَان بن الْحصين: صف لنا يَا رَسُول الله} هَذَا الرجل، وَمَا حَاله؟ فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " هُوَ رجل من وَلَدي، كَأَنَّهُ من رجال بني إِسْرَائِيل، يخرج عِنْد جهد من أمتِي وبلاء، عَرَبِيّ اللَّوْن، ابْن أَرْبَعِينَ سنة، كَأَن وَجهه كَوْكَب دري، يمْلَأ الأَرْض عدلا، كَمَا ملئت ظلما وجورا، يملك عشْرين سنة، وَهُوَ صَاحب مَدَائِن الْكفْر كلهَا: الْقُسْطَنْطِينِيَّة، ورومية، وَيخرج إِلَيْهِ الأبدال من الشَّام وأشباههم، كَأَن قُلُوبهم زبر الْحَدِيد، رُهْبَان بِاللَّيْلِ، لُيُوث بِالنَّهَارِ، وَعصب أهل الْمشرق، كَأَن قُلُوبهم زبر الْحَدِيد، رُهْبَان بِاللَّيْلِ، لُيُوث بِالنَّهَارِ، والنجباء من مُضر، كَأَن قُلُوبهم زبر الْحَدِيد،

رُهْبَان بِاللَّيْلِ، لُيُوث بِالنَّهَارِ، وَأهل الْيمن: حَتَّى يأتوه، فيبايعوه بَين الرُّكْن وَالْمقَام، فَيخرج من مَكَّة مُتَوَجها إِلَى الشَّام، يفرح بِهِ أهل السَّمَاء، وَأهل الأَرْض، وَالطير، وَالْحِيتَان فِي الْبَحْر " { 688 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي إِسْحَاق بن يحيى، عَن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أمه - وَكَانَت إمرأة قديمَة} - قَالَ: " قلت لَهَا لما كَانَت فتْنَة ابْن الزبير -: وَالله إِن هَذِه لفتنة يهْلك فِيهَا النَّاس {قَالَت: كلا يَا بني} وَلَكِن تكون بعْدهَا فتْنَة يهْلك النَّاس فِيهَا، لَا يَسْتَقِيم أَمرهم على أحد، حَتَّى يُنَادي مُنَاد من السَّمَاء: عَلَيْكُم بفلان بن فلَان " {}

ذكر خبر آخر من أخبار طلحة بن عبيد الله عن النبي

689 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى، قَالَ: أخبرنَا عَنْبَسَة بن سعيد، عَن شهر بن حَوْشَب، قَالَ: " يكون فِي رَمَضَان صَوت، وَفِي شَوَّال: همهمة أَو مهمهة، وَفِي ذِي الْقعدَة تحازب الْقَبَائِل، وَفِي ذِي الْحجَّة يسلب الْحَاج، وَفِي الْمحرم - وَلَو أخْبركُم بِمَا فِي الْمحرم {- قَالَ: قُلْنَا لَهُ: وَمَا فِي الْمحرم؟} قَالَ: يُنَادي مُنَاد من السَّمَاء: أَلا إِن فلَانا خيرة الله من خلقه، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا " {} (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار طَلْحَة بن عبيد الله عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 690 - حَدثنِي مُحَمَّد بن خلف، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن الصَّلْت، قَالَ: حَدثنَا الرّبيع بن مُنْذر الثَّوْريّ، عَن أَبِيه، عَن مُحَمَّد بن

عن ذلك قال فقال علي إن الجريء كل الجريء من قال على رسول الله

الْحَنَفِيَّة، قَالَ: " وَقع بَين عَليّ وَبَين طَلْحَة كَلَام، فَقَالَ لَهُ طَلْحَة: إِنَّك لجريء {جمعت بَين اسْم رَسُول الله، وكنيته} وَقد نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن ذَلِك {قَالَ: فَقَالَ عَليّ: إِن الجريء كل الجريء من قَالَ على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا لم يقل} قَالَ: ثمَّ اسْتشْهد عَليّ أُنَاسًا فَشَهِدُوا لَهُ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رخص لَهُ فِي ذَلِك. قَالَ: إِن ولد لي ولد فأسميه بِاسْمِك وأكنيه بكنيتك؟ قَالَ: فَرخص لَهُ فِي ذَلِك ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب، أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما، غير صَحِيح، لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج يَصح عَن طَلْحَة، عَن رَسُول

إلا من هذا الوجه والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه والثانية أنه قد رواه عن منذر الثوري غير ابنه فقال فيه عنه عن محمد بن الحنفية أن عليا سأل رسول الله

الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ { وَالثَّانيَِة: أَنه قد رَوَاهُ، عَن مُنْذر الثَّوْريّ، غير ابْنه، فَقَالَ فِيهِ: عَنهُ، عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، أَن عليا سَأَلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأرْسلهُ عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، وَلم يَجْعَل بَينه، وَبَين رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا} وَالثَّالِثَة: أَن مُحَمَّد بن طَلْحَة بن عبيد الله - فِيمَا ذكر - كَانَ يكنى أَبَا الْقَاسِم، وَلَو كَانَ الْخَبَر عَن طَلْحَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالنَّهْي عَن أَن يجمع بَين اسْمه وكنيته صَحِيحا، لما كَانَ طَلْحَة بِالَّذِي يفعل ذَلِك بِابْنِهِ، إِن شَاءَ الله "!

من قوله في ذلك أنه قال تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني إنما أنا قاسم أقسم بينكم فنهى عن التكني بكنيته

وَالرَّابِعَة: أَن الْمَعْرُوف عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من قَوْله فِي ذَلِك، أَنه قَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي، فَإِنِّي إِنَّمَا أَنا قَاسم أقسم بَيْنكُم " فَنهى عَن التكني بكنيته { (" ذكر من روى هَذَا الحَدِيث عَن مُنْذر الثَّوْريّ، عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة فَأرْسلهُ عَنهُ وَلم يَجْعَل بَينه وَبَين رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا ") 691 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا حجاج بن رشدين، عَن عبد الله بن وهب، عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل، عَن فطر بن خَليفَة، عَن مُنْذر الثَّوْريّ، عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة: " أَن عليا قَالَ: يَا رَسُول الله} أَرَأَيْت إِن ولد لي ولد بعْدك: أُسَمِّيهِ بِاسْمِك، وأكنيه بكنيتك؟ قَالَ: نعم. وَرخّص لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَكَانَت تِلْكَ رخصَة لَهُ دون النَّاس ".

قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله، قَالَ حجاج، قَالَ ابْن وهب: وَبَلغنِي أَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، كَانَ يكنى أَبَا الْقَاسِم. وَقد وَافق طَلْحَة فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

ذكر من وافق طلحة في رواية هذا الخبر عن رسول الله

جمَاعَة من أَصْحَابه نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك بِسَنَدِهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه: الْبَيَان إِن شَاءَ الله. (" ذكر من وَافق طَلْحَة فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله ") 692 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن جُبَير الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا صَفْوَان، عَن ابْن عجلَان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تجمعُوا بَين اسْمِي وكنيتي: أَنا أَبُو الْقَاسِم، الله يُعْطي، وَأَنا أقسم ". 693 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا حجاج بن رشدين، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، عَن مُحَمَّد بن عجلَان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنه نهى أَن يكنى الرجل: أَبَا الْقَاسِم، واسْمه: مُحَمَّد ".

قال لا تجمعوا بين اسمي وبين كنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم

694 - حَدثنِي سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: حَدثنَا طَارق بن عبد الْعَزِيز الْعَبْدي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن العجلان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تجمعُوا بَين اسْمِي وَبَين كنيتي، أَنا أَبُو الْقَاسِم، الله يُعْطي، وَأَنا أقسم ". 695 - حَدثنِي ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم، قَالَ: أخبرنَا يحيى بن أَيُّوب، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن عجلَان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تجمعُوا اسْمِي وكنيتي ". 696 - حَدثنِي عَليّ بن الْحسن الْأَزْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن يمَان، عَن هِشَام بن حسان، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تجمعُوا بَين اسْمِي وكنيتي ". 697 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مُوسَى السّديّ، قَالَ: أخبرنَا شريك، عَن سلم بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي زرْعَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من تسمى باسمي فَلَا يكتنين بكنيتي ".

قال تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي من تسمى باسمي فلا يكتنين بكنيتي

698 - وَحدثنَا ابْن جبلة، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن الْهَيْثَم، قَالَ: حَدثنَا عَوْف، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي. من تسمى باسمي فَلَا يكتنين بكنيتي ".

قال من تسمى باسمي فلا يكتنين بكنيتي ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمين باسمي

699 - وَحدثنَا يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان، قَالَ: حَدثنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا هِشَام الدستوَائي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الزبير، عَن جَابر، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من تسمى باسمي فَلَا يكتنين بكنيتي، وَمن اكتنى بكنيتي فَلَا يتسمين باسمي ". 700 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن، عَن أبي الزبير، عَن جَابر، أَن نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا اكتنيتم بِي، فَلَا تسموا بِي، وَإِذا تسميتم بِي فَلَا تكتنوا بِي ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر - أَعنِي خبر طَلْحَة - الَّذِي ذَكرْنَاهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْمعَانِي ") إِن قَالَ لنا قَائِل: مَا أَنْت قَائِل فِي هَذَا الْخَبَر - يَعْنِي خبر طَلْحَة -: أصحيح هُوَ أم سقيم؟ فَإنَّك إِن قلت: هُوَ سقيم: قيل لَك: مَا الَّذِي أسقمه؟ وَجَمِيع من بَيْنك وَبَين رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَعْرُوفَة حَالهم، غير متروكة روايتهم!

كراهته الجمع بين اسمه وكنيته أم برواية علي عن رسول الله

وَإِن قلت: هُوَ صَحِيح: قيل لَك: فَبِأَي الرِّوَايَتَيْنِ أَنْت قَائِل: أبرواية طَلْحَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَرَاهَته الْجمع بَين اسْمه وكنيته؟ أم بِرِوَايَة عَليّ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِجَازَته ذَلِك، وإباحته؟ فَإنَّك إِن قلت بِإِحْدَاهُمَا لزمك ترك القَوْل بِالْأُخْرَى مِنْهُمَا، وَفِي فعلك ذَلِك تَركك القَوْل بِأَن الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا تتدافع وَلَا تتضاد إِذا صحت مخارجها {وَأَن ذَلِك: إِذا ورد باخْتلَاف الروَاة فِيهِ: فَإِنَّمَا هُوَ على وَجه الْعُمُوم وَالْخُصُوص، أَو الْمُجْمل والمفسر أَو النَّاسِخ والمنسوخ، وَأَن ذَلِك إِذا كَانَ على وَجه النَّاسِخ والمنسوخ كَانَ غير جَائِز أَن يكون النَّاسِخ مِنْهُمَا غير مَعْلُوم من الْمَنْسُوخ} فَإلَى أَي الْوُجُوه أَنْت موجه الْخَبَر الَّذِي ذكرت، والروايتين اللَّتَيْنِ رويتا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَا رويت؟ {قيل: قد اخْتلف السّلف من أهل الْعلم قبلنَا فِي ذَلِك، وَفِي وَجه الرِّوَايَتَيْنِ اللَّتَيْنِ رويتا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَنَذْكُر مَا قَالُوا، وَمَا اعتل بِهِ كل قَائِل مِنْهُم لقَوْله فِي ذَلِك، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله} فَقَالَ بَعضهم: غير جَائِز لأحد أَن يجمع لِابْنِهِ فِي الِاسْم والكنية: اسْم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكنيته؛ فَإِن سَمَّاهُ مُحَمَّدًا لم يكن لَهُ أَن يكنيه أَبَا الْقَاسِم. وَإِن كناه أَبَا الْقَاسِم لم يكن لَهُ أَن يُسَمِّيه مُحَمَّدًا وَلَا أَحْمد! وَاعْتَلُّوا لكراهتهم ذَلِك بالأخبار الَّتِي ذَكرنَاهَا - قبل - عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأخبار أخر سنذكرها بعد إِن شَاءَ الله. وَقَالُوا: خبر عَليّ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرِوَايَته الَّتِي رَوَاهَا عَنهُ أَنه أذن فِي تَسْمِيَة ابْنه باسمه، وتكنيته بكنيته خَاص لعَلي دون غَيره من سَائِر الْأمة، وَقد ذكرت بعض من قَالَ ذَلِك فِيمَا مضى.

ذكر من لم نذكر قبل ممن قال هذا القول أو رواه عن رسول الله

(" ذكر من لم نذْكر - قبل - مِمَّن قَالَ هَذَا القَوْل أَو رَوَاهُ عَن رَسُول الله ") 701 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر، أَن أَبَاهُ مُحَمَّد بن أبي بكر، حَدثهُ أَن جده عَمْرو بن حزم ولد لَهُ: مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم، فَسَماهُ مُحَمَّدًا، وكناه أَبَا الْقَاسِم: فَبلغ ذَلِك النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " من تسمى باسمي فَلَا يتكن بكنيتي ". قَالَ: فكناه النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِأبي عبد الْملك. قَالَ: فَلَا تكَاد تَجِد فِي آل حزم أحدا تسمى مُحَمَّدًا إِلَّا يكنى بِأبي عبد الْملك ". 702 - حَدثنِي الْعَبَّاس بن الْوَلِيد، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي عَبدة بن أبي لبَابَة، قَالَ: حَدثنِي من سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يجمعا عَلَيْهِ: مُحَمَّد وَأَبُو الْقَاسِم ". 703 - حَدثنِي مطر بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عبد الْكَرِيم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة، عَن عَمه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تجمعُوا

لعلي أن يسمي ابنه محمدا ويكنيه أبا القاسم إطلاق منه ذلك لجميع أمته إذ لم يخبر أنه خص بذلك عليا دون سائر الناس غيره قالوا وقد سمى ولده باسم النبي

بَين اسْمِي وكنيتي ". وَقَالَ آخَرُونَ: إِذن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعَلي أَن يُسَمِّي ابْنه مُحَمَّدًا ويكنيه أَبَا الْقَاسِم: إِطْلَاق مِنْهُ ذَلِك لجَمِيع أمته، إِذْ لم يخبر أَنه خص بذلك عليا دون سَائِر النَّاس غَيره {قَالُوا: وَقد سمى وَلَده باسم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكناه بكنيته: جمَاعَة من أَئِمَّة السّلف بِمحضر من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، فَلم يُنكر ذَلِك عَلَيْهِم مِنْهُم مُنكر} قَالُوا: وَلَو كَانَ ذَلِك مُنْكرا - عِنْدهم - لكانوا قد أنكروه، وأبوا أَن يسموه بِهِ، ويكنوه بِتِلْكَ الكنية، فيجمعوا لَهُ اسْم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

لها ذلك لم يمتنعوا من الجمع لمن جمعوا له بين اسم النبي

وكنيته، وَلَكِن ذَلِك لما كَانَ جَائِزا - عِنْدهم - لجَمِيع الْأمة بِإِطْلَاق النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَهَا ذَلِك: لم يمتنعوا من الْجمع لمن جمعُوا لَهُ بَين اسْم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكنيته. (" ذكر بعض من جمع لَهُ اسْم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكنيته ") 704 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا مُغيرَة، عَن إِبْرَاهِيم: " أَن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث كَانَ يكنى بِأبي الْقَاسِم، وَكَانَ يدْخل على عَائِشَة، فيكنونه بِأبي الْقَاسِم. قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة يكنى أَبَا الْقَاسِم ". وَاعْتَلُّوا - أَيْضا - من الْخَبَر فِي ذَلِك مَعَ الْخَبَر الَّذِي ذَكرْنَاهُ عَن عَليّ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَا: 705 - حَدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة، عَن مُحَمَّد بن عمرَان، قَالَ: سَمِعت صَفِيَّة ابْنة شيبَة، عَن عَائِشَة، قَالَت: " جَاءَت امْرَأَة إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: يَا رَسُول الله {إِنَّه ولد لي غُلَام فسميته مُحَمَّدًا وكنيته بِأبي الْقَاسِم، فبلغني أَنَّك تكره ذَلِك} فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا حرم اسْمِي وَأحل كنيتي {أَو مَا حرم كنيتي وَأحل اسْمِي} ".

ما أحل اسمي وحرم كنيتي أو ما حرم اسمي وأحل كنيتي

706 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مُحَمَّد بن عمرَان الحَجبي، عَن صَفِيَّة ابْنة شيبَة، عَن عَائِشَة، أَنَّهَا قَالَت: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا أحل اسْمِي وَحرم كنيتي {أَو مَا حرم اسْمِي وَأحل كنيتي ". 707 - حَدثنِي أَحْمد بن الْوَلِيد الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا ابْن نفَيْل، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عمرَان الحَجبي، عَن جدته صَفِيَّة ابْنة شيبَة، عَن عَائِشَة، قَالَت: " جَاءَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: يَا رَسُول الله} إِنِّي ولدت غُلَاما وسميته مُحَمَّدًا وكنيته أَبَا

ذكر من قال ذلك

الْقَاسِم، فَذكر لي أَنَّك تكره ذَلِك؟ قَالَ: مَا الَّذِي أحل اسْمِي وَحرم كنيتي؟ أَو مَا الَّذِي أحل كنيتي وَحرم اسْمِي؟ ". وَقَالَ آخَرُونَ: غير جَائِز لأحد أَن يكني نَفسه أَو وَلَده أَبَا الْقَاسِم أَو أَن يُسَمِّيه قاسما ليكنى الْأَب: أَبَا الْقَاسِم، فَأَما أَن يُسَمِّي ابْنه مُحَمَّدًا فَإِن ذَلِك لَهُ. (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 708 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان، عَن عَاصِم، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن سِيرِين، قَالَ: " كَانَ مَرْوَان بن الحكم يُسَمِّي ابْنه: قاسما: وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار قد سمى ابْنه الْقَاسِم: فَلَمَّا بلغهما هَذَا الحَدِيث الَّذِي فِيهِ النَّهْي عَن ذَلِك سمى مَرْوَان ابْنه: عبد الْملك، فَهُوَ عبد الْملك بن مَرْوَان. وَعمد الْأنْصَارِيّ فَغير اسْم ابْنه أَيْضا ". 709 - وَحدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر، قَالَ: أخبرنَا ابْن عون، قَالَ: " سَأَلت مُحَمَّدًا عَن الرجل يكتني بكنية النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم يتسم باسمه؟ أيكره؟ قَالَ: " نعم ". 710 - حَدثنَا الْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار، قَالَ: حَدثنَا هَاشم بن

فذكر ذلك له فقال أسم ابنك عبد الرحمن

الْقَاسِم، عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة، عَن زبيد الأيامي، قَالَ: " كَانَ الرجل منا إِذا تكنى بِأبي الْقَاسِم، كنيناه بِأبي القاصم {". وَعلة قائلي هَذِه الْمقَالة من الْأَثر مَا: 711 - حَدثنِي بِهِ: يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن ابْن الْمُنْكَدر، سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: " ولد لرجل منا غُلَام فأسماه قاسما. فَقُلْنَا: لَا نكنيك أَبَا الْقَاسِم، وَلَا ننعمك عينا} فَأتى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " أسم ابْنك: عبد الرَّحْمَن ". 712 - حَدثنَا هناد بن السّري، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن حُصَيْن، عَن سَالم، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " ولد لرجل منا غُلَام فَسَماهُ مُحَمَّدًا. قَالَ: فَقُلْنَا: لَا نكنيك برَسُول الله حَتَّى تَأتيه فتستأمره! قَالَ: فَانْطَلق الرجل إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكر لَهُ الَّذِي قُلْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا

فأخبروه فقال تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني إنما أنا قاسم بعثت أقسم بينكم

باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي؛ فَإِنِّي إِنَّمَا بعثت قاسما، أقسم بَيْنكُم ". 713 - حَدثنِي أَبُو حُصَيْن عبد الله بن أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا عَبْثَر أَبُو زبيد، قَالَ: حَدثنَا حُصَيْن، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن جَابر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ. 714 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن شُعْبَة، عَن حُصَيْن، عَن سَالم، عَن جَابر، قَالَ: " ولد لبَعض الْأَنْصَار غُلَام، فأرادوا أَن يسموه مُحَمَّدًا. فَأتوا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخبروه؟ فَقَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي: فَإِنِّي إِنَّمَا أَنا قَاسم بعثت أقسم بَيْنكُم ". 715 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن سَالم، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: " ولد لرجل منا غُلَام فَسَماهُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ قومه: لَا نرضى أَن تسمي باسم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

فقال يا نبي الله ولد لي غلام فسميته محمدا فقال قومي لا نرضى أن تسمي باسم النبي

فَانْطَلق بِابْنِهِ حامله على ظَهره، فَأتى بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا نَبِي الله! ولد لي غُلَام فسميته مُحَمَّدًا، فَقَالَ قومِي: لَا نرضى أَن تسمي باسم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: " تسموا باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي، فَإِنَّمَا أَنا قَاسم أقسم بَيْنكُم ". 716 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن مَنْصُور، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن جَابر بن عبد الله: " أَن رجلا من الْأَنْصَار ولد لَهُ غُلَام فَأَرَادَ أَن يُسَمِّيه مُحَمَّدًا، فأنكروا، وَقَالُوا: لَا نرضى أَن تسميه مُحَمَّدًا حَتَّى تَأتي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. قَالَ: فَأتى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ رَسُول الله: " تسموا باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي ". 717 - حَدثنَا ابْن الْمثنى وَابْن بشار، قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن جَابر بن عبد الله: " أَن رجلا من الْأَنْصَار، ولد لَهُ ولد، فَأَرَادَ أَن يُسَمِّيه مُحَمَّدًا، فَأتى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: " أَحْسَنت الْأَنْصَار: تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي ". 718 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بكر، قَالَ: حَدثنَا سعيد، عَن قَتَادَة، عَن سُلَيْمَان الْيَشْكُرِي، عَن جَابر بن عبد الله

بمثل ذلك

عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثل ذَلِك. 719 - وحَدثني مطر بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي ". 720 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، قَالَ: سَمِعت سَالم بن الْجَعْد يحدث عَن جَابر بن عبد الله، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. 721 - وحَدثني سلم بن جُنَادَة السوَائِي وَسَعِيد بن يحيى الْأمَوِي قَالَا: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، قَالَ: حَدثنَا الْأَعْمَش، عَن سَالم، عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي، فَإِنَّمَا جعلت قاسما أقسم بَيْنكُم ". 722 - وَحدثنَا عَليّ بن سعيد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن غراب، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي سُفْيَان، عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله

تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي ". 723 - وحَدثني أَبُو الْخطاب: زِيَاد بن عبد الله الحساني، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، عَن سليم بن حَيَّان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي ". 724 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا عَوْف، عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ". 725 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمَارَة الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن عبد الحميد، قَالَ: حَدثنَا عمرَان بن خَالِد الْخُزَاعِيّ، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ".

تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي

726 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن مَيْمُون، عَن هِشَام، عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ". 727 - وَحدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنِي عبد الْوَهَّاب بن عبد الحميد الثَّقَفِيّ، عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي وَلَا تكتنوا بكنيتي ". 728 - وحَدثني عُثْمَان بن يحيى بن عُثْمَان القرقساني، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن أَيُّوب، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي وَلَا تكتنوا بكنيتي ".

تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فإني أنا أبو القاسم

729 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا إِسْحَاق بن سُلَيْمَان ووكيع وَأَبُو أُسَامَة، 730 - وحَدثني الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنِي حَمَّاد بن خَالِد، جَمِيعًا: عَن دَاوُد بن قيس، 731 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي دَاوُد بن قيس، عَن مُوسَى بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي، فَإِنِّي أَنا أَبُو الْقَاسِم ". 732 - وحَدثني ابْن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن ابْن

قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم

عجلَان، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي، أَنا أَبُو الْقَاسِم: الله يُعْطي، وَأَنا أقسم ". 733 - حَدثنِي سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن عبد الله بن يزِيد، قَالَ: سَمِعت أَبَا زرْعَة بن عَمْرو بن جرير، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ". 734 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، عَن عَوْف، عَن جلاس، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ". 735 - وحَدثني إِسْمَاعِيل بن مُوسَى السّديّ، قَالَ: أخبرنَا عَليّ بن مسْهر، عَن أَشْعَث، عَن أبي الزبير، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ".

ما تشاء فقال ليس إياك أردت فقال رسول الله

736 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن إِسْمَاعِيل، عَن أبي رَجَاء العطاردي، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " نَادَى رجل رجلا -، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِم {فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: مَا تشَاء؟ فَقَالَ: لَيْسَ إياك أردْت} فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ". 737 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا يزِيد، قَالَ: أخبرنَا حميد الطَّوِيل، عَن أنس، قَالَ: " نَادَى رجل: يَا أَبَا الْقَاسِم {فَالْتَفت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا رَسُول الله} لم أعنك! فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ".

كان بالبقيع فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت رسول الله

738 - وحَدثني زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبي زَائِدَة، قَالَ: حَدثنَا عمر بن حبيب، عَن حميد، عَن أنس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَحْوِهِ. 739 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يحيى بن أَيُّوب، عَن حميد الطَّوِيل، عَن أنس بن مَالك، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ بِالبَقِيعِ، فَقَالَ رجل: يَا أَبَا الْقَاسِم {فَالْتَفت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ الرجل: إِنِّي لم أعنك، إِنَّمَا عنيت فلَانا} فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي ". 740 - وحَدثني عبد الله بن مُحَمَّد الْهِلَالِي وَإِسْحَاق بن زِيَاد الْعَطَّار، قَالَا: حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن أنس بن فضَالة بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا جدي، عَن أَبِيه، قَالَ: " قدم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمَدِينَة، وَأَنا ابْن أسبوعين، فَأتي بِي إِلَيْهِ فَمسح على رَأْسِي، وَقَالَ: " سموهُ باسمي،

في التسمي باسمه ونهى عن التكني بكنيته قالوا فغير جائز لأحد صح عنده الخبر عن رسول الله

وَلَا تكنوه بكنيتي ". قَالُوا: فَأذن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي التسمي باسمه، وَنهى عَن التكني بكنيته. قَالُوا: فَغير جَائِز لأحد صَحَّ عِنْده الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذلك أَن يتكنى بكنيته أَو يكني ولدا بِأبي الْقَاسِم. فَأَما التسمي باسمه أَو تَسْمِيَة ابْنه باسمه فَجَائِز. وَقَالَ آخَرُونَ: غير جَائِز لأحد أَن يتسمى باسم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو أَن يُسَمِّي ابْنا لَهُ باسمه! (" ذكر بعض من رُوِيَ ذَلِك عَنهُ ") 741 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، قَالَ: " كتب عمر

تسمون محمدا ثم تسبونه

إِلَى أهل الْكُوفَة: أَلا يسموا أحدا باسم نَبِي ". وَعلة قائلي ذَلِك من الْأَثر مَا: 742 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا هِشَام أَبُو الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنَا الحكم بن عَطِيَّة، عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسمون مُحَمَّدًا ثمَّ تسبونه ". 743 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا الحكم بن عَطِيَّة، عَن ثَابت، عَن أنس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تسمون أَوْلَادكُم مُحَمَّدًا ثمَّ تلعنونهم! ". وَالصَّوَاب من القَوْل فِي ذَلِك - عندنَا - أَن يُقَال: كل هَذِه الْأَخْبَار

بما ذكرت صحيحة وليس شيء من ذلك مدافعا غيره ولا ناسخ فيه ولا منسوخ ولو كان في ذلك ناسخ أو منسوخ لقد كانت الأمة نقلت بيان ذلك كما نقلت ما روت مما ذكرنا وإنما كان نهي النبي

الَّتِي وَردت عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَا ذكرت صَحِيحَة ( {) وَلَيْسَ شَيْء من ذَلِك مدافعا غَيره، وَلَا نَاسخ فِيهِ، وَلَا مَنْسُوخ. وَلَو كَانَ فِي ذَلِك نَاسخ أَو مَنْسُوخ، لقد كَانَت الْأمة نقلت بَيَان ذَلِك كَمَا نقلت مَا رَوَت مِمَّا ذكرنَا، وَإِنَّمَا كَانَ نهي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن التكني بكنيته تكرها لَا تَحْرِيمًا وحظرا. وَكَانَ إِطْلَاقه لعَلي فِي تَسْمِيَة ابْنه باسمه، وتكنيته بكنيته إعلاما مِنْهُ أمته أَن نَهْيه عَن الْجمع بَين اسْمه وكنيته أَو التكني بكنيته كَانَ على مَا ذكرنَا من التكره، لَا على الْحَظْر وَالتَّحْرِيم. وَذَلِكَ أَن ذَلِك لَو كَانَ على الْحَظْر وَالتَّحْرِيم، لم تجْهَل الْأمة ذَلِك، وَلم يُطلق الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار التسمي باسم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتكني بكنيته لمن فعل ذَلِك، وَلَا نكروه} وَقد سمى جمَاعَة مِنْهُم وَلَده مُحَمَّدًا، وكناه أَبَا الْقَاسِم، فَلم يُنكر ذَلِك على من فعله مِنْهُم مُنكر {وَفِي تَركهم النكير على من فعل ذَلِك، ورضاهم بِمَا فعل من ذَلِك: الدَّلِيل الْوَاضِح على أَن نهي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَمَّا نهى من الْجمع بَين اسْمه وكنيته أَو التكني بكنيته، كَانَ على مَا وصفت من الْكَرَاهَة، لَا على وَجه الْحَظْر وَالتَّحْرِيم، وَأَن إِطْلَاقه لمن أطلق ذَلِك كَانَ على مَا بيّنت عَاما لجَمِيع أمته، وعَلى مَا قلت من قَصده إِلَى الْبَيَان لأمته من أَن نَهْيه كَانَ على وَجه الْكَرَاهَة، لَا على التَّحْرِيم} فَإذْ كَانَ الْأَمر فِي ذَلِك كَالَّذي وَصفنَا، فَأحب الْأُمُور إِلَيّ أَلا يتكنى أحد بِأبي الْقَاسِم تكرها لَا تَحْرِيمًا. فَإِن تكنى بذلك فَأحب إِلَيّ أَلا يتكنى بِهِ من كَانَ اسْمه مُحَمَّدًا؛ لِئَلَّا يكون جَامعا بَين اسْم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكنيته. فَإِن تكنى بعض من كَانَ اسْمه مُحَمَّدًا لم أره تقدم على مَعْصِيّة لله، وَلَا أَنه لزمَه بِفِعْلِهِ ذَلِك إِثْم، وَإِن كرهته لما قد بيّنت قبل!

ذكر خبر آخر من أخبار طلحة عن النبي

(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار طَلْحَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 744 - حَدثنَا الْحسن بن أبي يحيى بن السكن الْمَقْدِسِي، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي، عَن أبي أُميَّة بن يعلى، عَن نَافِع، عَن أسلم مولى عمر، عَن طَلْحَة بن عبيد الله، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح، لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن طَلْحَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم، مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَن رَاوِيه: أَبُو أُميَّة بن يعلى، وَأَبُو أُميَّة - عِنْدهم - مِمَّن لَا يجب بنقله حجَّة. وَالثَّالِثَة: أَن ناقله عَنهُ: سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي، وَهُوَ - عِنْدهم - غير مرضِي فِي نَقله.

جماعة نذكر ما صح عندنا من ذلك بسنده ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله

وَقد وَافق طَلْحَة فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك بِسَنَدِهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه: الْبَيَان إِن شَاءَ الله. (" ذكر ذَلِك ") 745 - حَدثنَا أَبُو كريب وَمُحَمّد بن عبيد الْمحَاربي قَالَا: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، عَن أبي حُصَيْن، عَن سَالم، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". 746 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تصلح الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".

قال لا تصلح الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي

747 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن سَالم، قَالَ: " لَا تصلح الْمَسْأَلَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". 748 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا حُصَيْن، عَمَّن حَدثهُ، عَن أبي هُرَيْرَة، أَنه قَالَ: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". 749 - حَدثنَا صَالح بن مِسْمَار الْمروزِي، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، قَالَ: أَظُنهُ منصورا، عَن أبي حَازِم، عَن أبي هُرَيْرَة، يبلغ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تصلح الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". 750 - وحَدثني عبد الرَّحْمَن بن الْأسود الطفَاوِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن ربيعَة الْكلابِي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد، عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".

751 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثلِهِ. 752 - وَحدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا إِسْحَاق، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد، عَن عبد الله بن

فذكر مثله

عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكر مثله. 753 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ابْن يزِيد العامري، عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". 754 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُعَاوِيَة، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن ريحَان بن يزِيد العامري، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. 755 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: سَمِعت ريحَان بن يزِيد، قَالَ: سَمِعت عبد الله بن عَمْرو يَقُول: " لَا تصلح الْمَسْأَلَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة قوي ". 756 - وحَدثني عَليّ بن سعد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان، عَن مجَالد، عَن عَامر، عَن حبشِي بن جُنَادَة السَّلُولي، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حجَّة الْوَدَاع، وَهُوَ وَاقِف بِعَرَفَة، إِذْ أَتَاهُ أَعْرَابِي، فَأخذ بِطرف رِدَائه، فَسَأَلَهُ إِيَّاه، فَأعْطَاهُ وَذهب! فَعِنْدَ ذَلِك حرمت الْمَسْأَلَة، وَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْمَسْأَلَة لَا تحل لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي، إِلَّا لذِي فقر مدقع أَو غرم مفظع. وَمن سَأَلَ ليثري بِهِ مَاله، كَانَ خموشا فِي وَجهه يَوْم الْقِيَامَة، ورضفا يَأْكُلهُ فِي جَهَنَّم، فَمن شَاءَ فَلْيقل وَمن شَاءَ فليكثر ".

قال لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي

757 - حَدثنِي عَمْرو بن مَالك، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، أَن بكير بن الْأَشَج حَدثهُ، أَن أَبَا ثَوْر حَدثهُ، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".

القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه

(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: إبانة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن تَحْرِيم الصَّدَقَة للغني عَنْهَا، وللصحيح الْجِسْم، الْقوي على الاحتراف، المستغني بحرفته وَكَسبه عَن الصَّدَقَة. فَإِن قَالَ قَائِل: أفكل الصَّدَقَة حرَام على الْغَنِيّ، وَذي الْمرة السوي؟ أم بَعْضهَا؟ قيل لَهُ: بل بَعْضهَا دون جَمِيعهَا. فَإِن قَالَ: فَمَا الدَّلِيل على ذَلِك، وَلَا بَيَان فِي الْخَبَر أَنه معني بِهِ، الْبَعْض من ذَلِك دون الْكل؟ وَمن قَوْلك: إِن الْخَبَر إِذا ورد بِتَحْرِيم شَيْء أَو تَحْلِيله؛ أَنه على مَا ورد بِهِ من الْعُمُوم إِلَّا أَن تخصه حجَّة يجب التسلم لَهَا! فَهَل من حجَّة يجب علينا بهَا التَّسْلِيم لما قلت من أَن الْخَبَر الَّذِي رويت لنا فِي ذَلِك معني بِهِ بعض الصَّدقَات دون بعض؟ قيل: نعم. فَإِن قَالَ: فاذكر لنا ذَلِك لنعرفه. قيل: لَا خلاف بَين الْجَمِيع من عُلَمَاء الْأمة: أَن الصَّدَقَة الْمُحرمَة الَّتِي يكون أَصْلهَا مَحْبُوسًا، وَعَلَيْهَا صَدَقَة على الْغَنِيّ وَالْفَقِير من جنس من النَّاس، وخاص مِنْهُم: أَنَّهَا جَائِزَة، وَأَن للمجعول ذَلِك لَهُ من الاغتناء: أَخذه وتملكه كَمَا يتَمَلَّك سَائِر مَا رزقه الله - تَعَالَى ذكره - من مَال تميزات أَو كسب وَهبة، وَغير ذَلِك، فمعلوم بذلك أَن التَّطَوُّع من الصَّدقَات لم يدْخل فِي معنى قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". وَأَن ذَلِك إِنَّمَا عني بِهِ الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة الَّتِي فَرضهَا الله فِي أَمْوَال الْأَغْنِيَاء لأهل سهمات الصَّدَقَة فِي بعض الْأَحْوَال. وَكَذَلِكَ أَجمعُوا على أَن غَنِيا فِي بَلَده، لَو كَانَ فِي سفر فَذَهَبت

لا تحل الصدقة لغني على الخصوص وأنه معني به من الصدقة المفروضة بعضها لما وصفنا ولأن الله تعالى ذكره قد جعل في الصدقة المفروضة حقا لصنوف من الأغنياء وهم المجاهدون في سبيل الله والعاملون عليها وأبناء السبيل الذين لهم

نَفَقَته، فَلم يجد مَا يتَحَمَّل بِهِ إِلَى مَوضِع مَاله، أَن لَهُ أَن يَأْخُذ من الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة مَا يتَحَمَّل بِهِ إِلَى مَوضِع مَاله. فمعلوم بذلك أَن قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ " على الْخُصُوص، وَأَنه معني بِهِ من الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة بَعْضهَا لما وَصفنَا؛ وَلِأَن الله - تَعَالَى ذكره - قد جعل فِي الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة حَقًا لصنوف من الْأَغْنِيَاء، وهم: المجاهدون فِي سَبِيل الله، والعاملون عَلَيْهَا، وَأَبْنَاء السَّبِيل الَّذين لَهُم ببلدهم غنى، وهم مُنْقَطع بهم فِي سفرهم. وَقد رُوِيَ بِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِك عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من جِهَة نقل الْوَاحِد خبر، وَإِن كَانَ فِي إِسْنَاده نظر، وَذَلِكَ مَا: 758 - حَدثنِي بِهِ: مُحَمَّد بن خلف الْعَسْقَلَانِي، قَالَ: حَدثنَا الْفرْيَابِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عمرَان الْبَارِقي، عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ، عَن أبي سعيد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا فِي سَبِيل الله، أَو ابْن السَّبِيل، أَو جَار فَقير يتَصَدَّق عَلَيْهِ فيهدي لَك أَو يَدْعُوك ". 759 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع،

لا تحل الصدقة لغني إلا لثلاثة في سبيل الله وابن السبيل ورجل كان له جار فتصدق عليه فأهدى له

عَن ابْن أبي ليلى، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، 760 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن عَمْرو بن قيس، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لثَلَاثَة: فِي سَبِيل الله، وَابْن السَّبِيل، وَرجل كَانَ لَهُ جَار فَتصدق عَلَيْهِ، فأهدى لَهُ ". 761 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، قَالَ: أخبرنَا ابْن أبي ليلى، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا فِي سَبِيل الله أَو ابْن السَّبِيل أَو يكون لَهُ جَار مِسْكين فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ، فيهدي لَهُ ". 762 - حَدثنَا سلم بن جُنَادَة، قَالَ: حَدثنَا حَفْص، عَن أبي ليلى، عَن عَطِيَّة، عَن أبي سعيد، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لثَلَاثَة: فِي سَبِيل الله، أَو ابْن السَّبِيل، أَو رجل تصدق عَلَيْهِ، فأهدى لِجَار لَهُ، وَهُوَ غَنِي ". 763 - حَدثنِي يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لخمسة: لعامل عَلَيْهَا، أَو لغارم، أَو لغاز فِي سَبِيل الله أَو لرجل كَانَ لَهُ جَار من أهل الصَّدَقَة، فقسم لَهُ مِنْهَا شَيْء، فأهدى لَهُ، أَو لرجل ابْتَاعَ بِمَالِه ".

قد بين في الخبر الذي روينا عنه الذي رواه حبشي بن جنادة الحال التي يحل له فيها الصدقة وذلك قوله

وَأما ذُو الْمرة السوي، فَإِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد بَين فِي الْخَبَر الَّذِي روينَا عَنهُ، الَّذِي رَوَاهُ: حبشِي بن جُنَادَة الْحَال الَّتِي يحل لَهُ فِيهَا الصَّدَقَة، وَذَلِكَ قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَلَا لذِي مرّة سوي، إِلَّا لذِي فقر مدقع أَو غرم مفظع ". فقد تبين بِمَا وَصفنَا وروينا من الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي " الْخُصُوص، وَأَن ذَلِك معني بِهِ بعض الْأَغْنِيَاء، وَبَعض ذَوي المرر السوية، ومقصود بِهِ بعض الصَّدقَات دون الْجَمِيع مِنْهَا. فَإِن قَالَ: فَهَذَا الْغَنِيّ الَّذِي وصفت أمره قد علمنَا بِمَا يثبت أَنه مَخْصُوص فِيهِ الْخَبَر الَّذِي ذكرت فِي بعض الْأَحْوَال: بعض الصَّدقَات، وَفِي جَمِيع الْأَحْوَال بَعْضهَا، فَمَا الَّذِي خص ذَا الْمرة السوي؟ قيل: نقل الْحجَّة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وراثة

في حجة الوداع والناس يزدحمون عليه يسألونه من الصدقة قالا فزاحمنا الناس حتى خلصنا إليه فسألناه منها قال فرفع البصر فينا وخفضه فرآهما رجلين جلدين فقال إن شئتما فعلت ولا حق فيها لغني ولا لقوي مكتسب

فِي الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة إباحتها لَهُ غير حَاجته إِلَيْهَا، فَأَما التَّطَوُّع مِنْهَا: فَفِي كل الْأَحْوَال { فَإِن قَالَ: فَهَل بذلك خبر مَنْقُول من رِوَايَة الْآحَاد تذكره لنا؟ قيل: إِن نقل الْحجَّة ورأيه أثبت فِي الْحجَّة وَأَصَح من نقل الْوَاحِد وَالْجَمَاعَة الَّتِي لَا يقطع الْعدَد نقلهَا، وَلَا يُوجب الْحجَّة مجيئها. وَقد رُوِيَ من الْوَجْه الَّذِي سَأَلت خبر غير مرضِي السَّنَد، غير أَن الَّذِي ذكرنَا من نقل الْحجَّة ورأيه يُؤَيّدهُ ويصححه} فَإِن قَالَ: فاذكره لنا نعرفه { قيل: 764 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو وَاللَّيْث بن سعد، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن عُرْوَة، عَن عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار، أَنه حَدثهُ رجلَانِ، قَالَا: " جِئْنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حجَّة الْوَدَاع، وَالنَّاس يزدحمون عَلَيْهِ يسألونه من الصَّدَقَة. قَالَا: فزاحمنا النَّاس حَتَّى خلصنا إِلَيْهِ، فَسَأَلْنَاهُ مِنْهَا؟ قَالَ: فَرفع الْبَصَر فِينَا وخفضه} فرآهما رجلَيْنِ جلدين، فَقَالَ: " إِن شئتما فعلت وَلَا حق فِيهَا لَغَنِيّ، وَلَا لقوي مكتسب ". 765 - وحَدثني عَليّ بن سعيد الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد

في حجة الوداع والناس يسألونه من الصدقة فزحمنا الناس حتى خلصنا إليه فسألناه من الصدقة فرفع فينا بصره وخفضه فرآنا رجلين جلدين فقال إن شئتما فعلت ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب فأخبر

الرَّحِيم بن سُلَيْمَان، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عبيد الله بن عدي، أَن رجلَيْنِ حَدَّثَاهُ قَالَا: " جِئْنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حجَّة الْوَدَاع وَالنَّاس يسألونه من الصَّدَقَة، فزحمنا النَّاس حَتَّى خلصنا إِلَيْهِ، فَسَأَلْنَاهُ من الصَّدَقَة، فَرفع فِينَا بَصَره، وخفضه فرآنا رجلَيْنِ جلدين، فَقَالَ: " إِن شئتما فعلت وَلَا حَظّ فِيهَا لَغَنِيّ، وَلَا لقوي مكتسب ". فَأخْبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اللَّذين سألاه أَنه لَا حَظّ فِي الصَّدَقَة لقوي مكتسب. وَفِي قَوْله: لَا حَظّ فِيهَا لقوي مكتسب: الدّلَالَة الْبَيِّنَة على أَن غير المكتسب لَهُ فِيهَا الْحَظ. فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن الْقوي الْقَادِر على الْكسْب مكتسب، وَلَيْسَ تَركه الْكسْب بمبيح لَهُ مَا حرم عَلَيْهِ من الصَّدَقَة { قيل: أَرَأَيْت إِن طلب الْكسْب فَلم يصبهُ، أَيكُون مكتسبا فِي حَال تعذر الْكسْب عَلَيْهِ؟ فَإِن قَالَ: نعم؛ لِأَن صفته أَنه مكتسب بقدرته على الْكسْب إِذا وجده} قيل: فقد يجب على هَذَا القَوْل أَن يكون الْغَنِيّ الَّذِي هُوَ فِي سفر مُنْقَطع بِهِ، وَله فِي بَلَده المَال الْعَظِيم الَّذِي يسْتَحق بِبَعْضِه اسْم غَنِي، غير جَائِز لَهُ أَخذ الصَّدَقَة، وحراما عَلَيْهِ أَخذهَا، وَإِن هلك جوعا { فَإِن قَالَ: ذَلِك كَذَلِك} خَالف فِي ذَلِك مَا عَلَيْهِ الْأمة، وَفَارق الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - { وَإِن قَالَ: حَلَال لَهُ الصَّدَقَة؛ لِأَن غناهُ غير كَائِن مَعَه فِي سَفَره} قيل: فَكَذَلِك المكتسب المتعذر عَلَيْهِ الْكسْب: حَلَال لَهُ الصَّدَقَة، إِذا تعذر عَلَيْهِ الْكسْب، وَإِن كَانَ من صفته أَنه قَادر على الْكسْب، إِذا وجده!

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب

(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ". يَعْنِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: " وَلَا لذِي مرّة سوي ": وَلَا لذِي بَرَاءَة من العاهات المزمنة، الْقوي على الْكسْب، وكل صَحِيح الْجِسْم بريئه من العاهات والآفات فالعرب تَدعُوهُ: ذَا مرّة سوي. وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {علمه شَدِيد القوى، ذُو مرّة فَاسْتَوَى} : ففسر قَوْله: {ذُو مرّة} بعض الْمُفَسّرين بِمَعْنى ذِي قُوَّة، وَبَعْضهمْ بِمَعْنى ذِي منظر حسن. وَالصَّحِيح من معنى ذَلِك - عِنْدِي - مَا يثبت. وَأما قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِلَّا لذِي فقر مدقع ": فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: " مدقع ": مفض إِلَى الدقعاء لاصق بهَا. والدقع: الْغُبَار اللين، يُقَال للرجل إِذا وصف بِسوء الْحَال، وشظف الْمَعيشَة. قد أدقع فلَان فَهُوَ يدقع إدقاعا، وَهُوَ رجل مدقع. وَأما قَوْله: " كَانَ خموشا فِي وَجهه "، فَإِن الْبَيَان عَن الخموش قد مضى قبل، فكرهنا إِعَادَته. آخر حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله.

مسند الزبير بين العوام رضي الله عنه

(مُسْند الزبير بَين الْعَوام رَضِي الله عَنهُ)

ذكر ما لم يمض ذكره من أخبار الزبير بن العوام عن رسول الله

(" ذكر مَا لم يمض ذكره من أَخْبَار الزبير بن الْعَوام عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") ذكر مَا روى من ذَلِك عَنهُ ابْنه: عبد الله: - 766 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس وَاللَّيْث بن سعد، عَن ابْن شهَاب، أَن عُرْوَة بن الزبير، حَدثهُ، أَن عبد الله بن الزبير، حَدثهُ عَن الزبير بن الْعَوام: " أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار قد شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي شراج من الْحرَّة، كَانَا يسقيان بِهِ - كِلَاهُمَا - النّخل. فَقَالَ الْأنْصَارِيّ: سرح المَاء يمر {فَأبى عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إسق يَا زبير} ثمَّ أرسل إِلَى جَارك. فَغَضب الْأنْصَارِيّ، وَقَالَ: يَا رَسُول الله {أَن كَانَ ابْن عَمَّتك} فَتَلَوَّنَ وَجه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثمَّ قَالَ: يَا زبير! إسق، ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر. واستوعى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير حَقه، وَكَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل ذَلِك أَشَارَ على الزبير، أَي أَرَادَ فِيهِ السعَة لَهُ، وللأنصاري، فَلَمَّا أحفظ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْأنْصَارِيّ، استوعى للزبير حَقه فِي صَرِيح الحكم. قَالَ: فَقَالَ الزبير: مَا أَحسب هَذِه الْآيَة أنزلت إِلَّا فِي

ذكر نحوه

ذَلِك {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم، ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت ويسلموا تَسْلِيمًا} . 767 - وَحدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور، قَالَ: حَدثنَا أصبغ بن الْفرج، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، عَن يُونُس بن يزِيد، عَن ابْن شهَاب، أَن عُرْوَة بن الزبير، حَدثهُ أَن عبد الله بن الزبير حَدثهُ، عَن الزبير بن الْعَوام، أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار قد شهد بَدْرًا إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ذكر نَحوه.

القول في علل هذا الخبر

768 - قَالَ أَحْمد بن مَنْصُور: قَالَ أصبغ: قَالَ لي ابْن وهب: عَن اللَّيْث مثله سَوَاء. (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل:

إلا من هذا الوجه والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه والثانية أنه خبر قد رواه عن الزهري غير من ذكرت فأرسله عنه عن عروة ولم يرفعه إلى غيره ولم يجعل بينه وبين رسول الله

إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن الزبير بن الْعَوام، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ { وَالثَّانيَِة: أَنه خبر قد رَوَاهُ عَن الزُّهْرِيّ غير من ذكرت فَأرْسلهُ عَنهُ، عَن عُرْوَة، وَلم يرفعهُ إِلَى غَيره، وَلم يَجْعَل بَينه وَبَين رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا} وَالثَّالِثَة: أَن أهل التَّأْوِيل إِنَّمَا وجهوا تَأْوِيل هَذِه الْآيَة إِلَى أَنه عَنى بهَا الْمُنَافِق الَّذِي خَاصم الْيَهُودِيّ الَّذِي دَعَاهُ إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَدعَاهُ الْمُنَافِق إِلَى كَعْب بن الْأَشْرَف أَو إِلَى الكاهن من جُهَيْنَة: اللَّذين أنزل الله - تبَارك وَتَعَالَى - فيهمَا: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت، وَقد أمروا أَن يكفروا بِهِ} . قَالُوا: وَقَوْلهمْ ذَلِك أقرب إِلَى الصِّحَّة؛ لِأَن ذَلِك فِي سِيَاق ذكرهمَا، وَلم يعْتَرض من قصتهما شَيْء يُوجب صرف الْخَبَر عَنْهُمَا إِلَى غَيرهمَا. (" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن الزُّهْرِيّ فَجعله عَنهُ عَن عُرْوَة فَأرْسلهُ وَلم يَجْعَل بَين عُرْوَة وَبَين النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحدا ") 769 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، قَالَ: " خَاصم الزبير رجلا من الْأَنْصَار فِي شراج من شراج الْحرَّة، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَا زبير {اشرب ثمَّ خل سَبِيل المَاء ". فَقَالَ الَّذِي من الْأَنْصَار من بني أُميَّة: اعْدِلْ يَا رَسُول الله} وَإِن كَانَ ابْن

حتى عرف أن قد ساءه ما قال ثم قال يا زبير إحبس الماء إلى الجدر أو إلى الكعبين ثم خل سبيل الماء قال ونزلت فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية

عَمَّتك {قَالَ: فَتغير وَجه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى عرف أَن قد سَاءَهُ مَا قَالَ. ثمَّ قَالَ: " يَا زبير} إحبس المَاء إِلَى الْجدر أَو إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ خل سَبِيل المَاء ". قَالَ: وَنزلت: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} الْآيَة. (" ذكر من قَالَ: إِنَّمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي الْمُنَافِق واليهودي اللَّذين ذكرنَا أَمرهمَا ") 770 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الْوَهَّاب، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن عَامر فِي هَذِه الْآيَة: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى

لأنه قد علم أن رسول الله

الطاغوت} . قَالَ: كَانَ بَين رجل من الْيَهُود وَرجل من الْمُنَافِقين خُصُومَة، فَكَانَ الْمُنَافِق يَدْعُو إِلَى الْيَهُود؛ لِأَنَّهُ يعلم أَنهم يقبلُونَ الرِّشْوَة {وَكَانَ الْيَهُودِيّ يَدْعُو إِلَى الْمُسلمين؛ لِأَنَّهُ يعلم أَنهم لَا يقبلُونَ الرِّشْوَة. فاصطلحا أَن يتحاكما إِلَى كَاهِن من جُهَيْنَة} فَأنْزل الله فِيهِ هَذِه الْآيَة: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك} حَتَّى بلغ: {ويسلموا تَسْلِيمًا} . 771 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الْأَعْلَى، قَالَ: حَدثنَا دَاوُد، عَن عَامر فِي هَذِه الْآيَة: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك} . فَذكر نَحوه، وَزَاد فِيهِ: " فَأنْزل الله - تبَارك وَتَعَالَى - ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك - يَعْنِي الْمُنَافِق - وَمَا أنزل من قبلك - يَعْنِي الْيَهُودِيّ - يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت - يَقُول: إِلَى الكاهن - وَقد وَقد أمروا أَن يكفروا بِهِ ": أَمر هَذَا فِي كِتَابه، وَأمر هَذَا فِي كِتَابه: أَن يكفروا بالكاهن. 772 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن دَاوُد، عَن الشّعبِيّ، قَالَ: " كَانَت بَين رجل مِمَّن يزْعم أَنه مُسلم، وَبَين رجل من الْيَهُود خُصُومَة، فَقَالَ الْيَهُودِيّ: أحاكمك إِلَى أهل دينك أَو قَالَ: إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لِأَنَّهُ قد علم أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يَأْخُذ الرِّشْوَة فِي الحكم، فاختلفا، فاتفقا

على أَن يأتيا كَاهِنًا فِي جُهَيْنَة. قَالَ: فَنزلت: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك - يَعْنِي الَّذِي من الْأَنْصَار - وَمَا أنزل من قبلك - يَعْنِي الْيَهُودِيّ - يريديون أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت - إِلَى الكاهن - وَقد أمروا أَن يكفروا بِهِ - أَمر هَذَا فِي كِتَابه، وَأمر هَذَا فِي كِتَابه - وتلا: وَيُرِيد الشَّيْطَان أَن يضلهم ضلالا بَعيدا} . وَقَرَأَ: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} إِلَى: {ويسلموا تَسْلِيمًا} . 773 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَمْرو، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن عِيسَى، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} إِلَى قَوْله: {ويسلموا تَسْلِيمًا} . قَالَ: " هَذَا الرجل الْيَهُودِيّ، وَالرجل الْمُسلم اللَّذَان تحاكما إِلَى كَعْب بن الْأَشْرَف ". 774 - حَدثنِي الْمثنى بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حُذَيْفَة، قَالَ: حَدثنَا شبْل، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد: مثله.

القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه

وَقد وَافق الزبير فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غَيره من أَصْحَابه. (" ذكر بعض من حَضَرنَا ذكره مِنْهُم ") 775 - حَدثنِي عبد الله بن عُمَيْر الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن الزبير، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن دِينَار، عَن سَلمَة - رجل من ولد أم سَلمَة -: " أَن الزبير خَاصم رجلا إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقضى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير. فَقَالَ الرجل لما قضي للزبير: وَأَن كَانَ ابْن عَمَّتك! فَأنْزل الله - تبَارك وَتَعَالَى -: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك} إِلَى: {ويسلموا تَسْلِيمًا} . (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِأَن كل مَا أحدث الله - تبَارك وَتَعَالَى - خلقه مِمَّا لَا مَالك لَهُ من: غيث

قضى للزبير في شراج الحرة أن له أن يحبس الماء حتى تروى أرضه بقوله له يا زبير احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر وإنما يرى أنه

أنزلهُ من السَّمَاء أَو مَاء فجره من حجر أَو جبل كَذَلِك أَو أَرض لَا مَالك لَهُ سوى الله - عز وَجل - فأحق النَّاس بِهِ السَّابِق إِلَيْهِ دون غَيره إِذا لم يُمكن جَمِيع من ورد عَلَيْهِ أَخذ حَاجته مِنْهُ فِي حَال وَاحِدَة، حَتَّى يَسْتَغْنِي عَنهُ السَّابِق إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ اسْتغنى عَنهُ بِأخذ حَاجته مِنْهُ، لم يكن لَهُ منع غَيره مِنْهُ؛ وَذَلِكَ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قضى للزبير فِي شراج الْحرَّة، أَن لَهُ أَن يحبس المَاء حَتَّى تروى أرضه بقوله لَهُ: يَا زبير احْبِسْ المَاء، حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر، وَإِنَّمَا يرى أَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حد للزبير مَا حد لَهُ من قدر حبس ذَلِك؛ لِأَنَّهُ إِذا جلس قدر ذَلِك رويت أرضه ثمَّ أمره بإرسال المَاء بعد ذَلِك إِلَى جَاره، فَكَذَلِك الْوَاجِب من الْعَمَل على كل وَارِد ورد على مَاء أَو مَعْدن أَو ذهب أَو فضَّة أَو قار أَو نفط أَو ملح أَو غير ذَلِك من الْمَعَادِن الطاهرة المعمولة الَّتِي لَا مَالك لَهَا غير الله - تَعَالَى ذكره - الَّذِي خلقهَا فَسبق إِلَيْهَا غَيره، فَأَرَادَ الْعَمَل فِيهَا وَأخذ حَاجته مِنْهَا، وَلم يكن مُمكنا الْعَمَل فِيهَا إِلَّا بعض وَارِد بهَا دون الْجَمِيع: أَن يعْمل السَّابِق فِيهَا حَتَّى يَأْخُذ حَاجته مِنْهَا، فَإِذا هُوَ ترك الْعَمَل فِيهَا، وَأخذ حَاجته مِنْهَا فاستغنى عَنْهَا، أَلا يمْنَع غَيره الْعَمَل فِيهَا، وَلَكِن يخليها وَمن أَرَادَ الْعَمَل فِيهَا، وَأخذ حَاجته مِنْهَا، كَمَا أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الزبير بإرسال المَاء الَّذِي أذن لَهُ فِي حَبسه حَتَّى تروى أرضه إِذا هُوَ اسْتغنى عَنهُ بري أرضه: إِلَى أَرض جَاره ليستقي مِنْهَا نَخْلَة، وتروى أرضه. فَإِن قَالَ قَائِل: وَمَا دليلك على أَن المَاء الَّذِي قضى فِيهِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَا قضى فِيهِ بَين الزبير والأنصاري كَانَ من الْمِيَاه الَّتِي لَا مَالك لَهَا إِلَّا الله - جلّ ذكره - دون أَن يكون ذَلِك كَانَ عينا استنبطها الزبير والأنصاري، فَكَانَ الزبير أولى بهَا حَتَّى يروي أرضه، إِذْ كَانَت أرضه تلقاها مَاء تِلْكَ الْعين، قبل أَن تلقى أَرض الْأنْصَارِيّ كَمَا قَالَ بعض من أغفل معنى حكم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي

في كل جماعة بينهم نهر يلقى ماؤه أرض بعضهم قبل أن تلقى غيرها من أرضي شركائه أن يكون أحق بمائه حتى تروى أرضه ثم كذلك التي تليها من الأرضين حتى ينتهي ذلك إلى آخرها فيكون أهل كل أرض هي فوق أخرى ممن له شرك في ذلك النهر أحق بمائه ممن أرضه

ذَلِك بَين الزبير والأنصاري، فَيكون ذَلِك حكما من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي كل جمَاعَة بَينهم نهر يلقى مَاؤُهُ أَرض بَعضهم قبل أَن تلقى غَيرهَا من أرضي شركائه، أَن يكون أَحَق بمائه حَتَّى تروى أرضه، ثمَّ كَذَلِك الَّتِي تَلِيهَا من الْأَرْضين حَتَّى يَنْتَهِي ذَلِك إِلَى آخرهَا، فَيكون أهل كل أَرض هِيَ فَوق أُخْرَى مِمَّن لَهُ شرك فِي ذَلِك النَّهر أَحَق بمائه مِمَّن أرضه أَسْفَل مِنْهَا؟ قيل: دليلنا على أَن ذَلِك المَاء كَانَ من عُيُون السَّمَاء، وَمن السهول الَّتِي لَا مَالك لَهَا غير محدثها، وَأَنه لم يكن من عين استنبطها نفر بنفقاتهم، فَذَلِك بَينهم على قدر حُقُوقهم فِيهِ، لَيْسَ لأحد مِنْهُم منع أحد من شركائه فِيهِ حَقه مِنْهُ فِي وَقت من الْأَوْقَات، وَلَا سَاعَة من السَّاعَات، وَلَا لَهُ الاستئثار بمائه دون شركائه فِيهِ، وَلَا دون أحد مِنْهُم بِغَيْر رضاهم بِإِجْمَاع من الْجَمِيع. وَفِي حكم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير بِحَبْس المَاء الَّذِي لَقِي أرضه قبل أَرض الْأنْصَارِيّ مَعَ مُنَازعَة الْأنْصَارِيّ إِيَّاه ذَلِك ومخاصمته إِيَّاه فِيهِ، حَتَّى يبلغ الْجدر أَو الْكَعْبَيْنِ: الْبَيَان الْبَين أَن ذَلِك كَانَ من مياه السُّيُول والأودية الَّتِي لَا مَالك لَهَا غير الله - تبَارك وَتَعَالَى - الَّتِي تحدث عَن الْعُيُون الَّتِي ينزلها الله - تَعَالَى ذكره - من سمائه أَو من دون الثلوج، لَا من الْعُيُون الَّتِي استنبطها أهل الْأَرْضين الَّتِي كَانَت مِنْهَا شربهَا؛ لِأَن ذَلِك لَو كَانَ من عين استخرجها الزبير والأنصاري أَو أَرْبَاب الْأَرْضين الَّتِي كَانَت تشرب من ذَلِك المَاء: لم يكن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليقضي للزبير بِحَبْس حق شَرِيكه فِيهِ لنَفسِهِ، وَمنع شَرِيكه فِيهِ حَقه مِنْهُ؛ لِأَن الله - تَعَالَى ذكره - كَانَ بَعثه بالإنصاف فِي الْأَخْذ للمظلوم من الظَّالِم، هُوَ الْقَائِل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا قدست أمة لَا يَأْخُذ ضعيفها من قويها حَقه، وَهُوَ غير متعتع ".

إلا العدل والإنصاف ولكن ذلك كان من المياه التي وصفت صفتها التي السابق إليها يكون أحق بها من المسبوق إليها حتى يقضي منها حاجته فإذا خلى عنها أو استغنى أطلقها لغيره ولم يكن له منع غيره منها بعد استغنائه عنها وقد ورد ببيان صحة

وَغير جَائِز أَن يُضَاف إِلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا الْعدْل والإنصاف. وَلَكِن ذَلِك كَانَ من الْمِيَاه الَّتِي وصفت صفتهَا، الَّتِي السَّابِق إِلَيْهَا يكون أَحَق بهَا من الْمَسْبُوق إِلَيْهَا، حَتَّى يقْضِي مِنْهَا حَاجته، فَإِذا خلى عَنْهَا أَو اسْتغنى: أطلقها لغيره، وَلم يكن لَهُ منع غَيره مِنْهَا بعد استغنائه عَنْهَا. وَقد ورد بِبَيَان صِحَة مَا قلت من أَن قَضَاءَهُ الَّذِي قضى بِهِ بَين الزبير والأنصاري، كَانَ فِي مياه السُّيُول: خبر يُؤَيّد مَا بَينا من الدّلَالَة على صِحَّته، وَإِن كَانَ فِي إِسْنَاده بعض النّظر وَذَلِكَ مَا: 776 - حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة الضَّبِّيّ، قَالَ: أخبرنَا الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قضى فِي سيل المهزور أَن يمسك حَتَّى يبلغ الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ يُرْسل الْأَعْلَى إِلَى الْأَسْفَل ".

قال في سيل مهزور ومذينب يمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل

777 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: حَدثنِي مَالك، عَن عبد الله بن أبي بكر، أَنه بلغه أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي سيل مهزور ومذينب: " يمسك حَتَّى الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ يُرْسل الْأَعْلَى على الْأَسْفَل ".

الزبير بإرسال الماء إلى جاره بعد بلوغه الجدر وإن كان الأمر في ذلك كالذي وصفته من أنه كان من مياه السيول والأودية قيل كان أمره

فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِن من قَوْلك أَن من سبق إِلَى مَاء سيل فحازه فِي حَوْض لَهُ أوجباه فِي وعَاء أَو بِئْر لَهُ، فَهُوَ أولى وأحق بِهِ من غَيره، وَلَيْسَ لأحد من النَّاس غلبته عَلَيْهِ، وَلَا غصبه إِيَّاه، إِذْ كَانَ تحوزه إِيَّاه فِي حَوْضه أَو وعائه قد صَار لَهُ ملكا، كَمَا يصير ملكا لَهُ مَا استخرج من الْمَعَادِن: من الْجَوَاهِر باستخراجه إِيَّاه، فَكيف أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الزبير بإرسال المَاء إِلَى جَاره بعد بُلُوغه الْجدر، وَإِن كَانَ الْأَمر فِي ذَلِك كَالَّذي وَصفته من أَنه كَانَ من مياه السُّيُول والأودية {قيل: كَانَ أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الزبير بذلك أَن الزبير لم يكن يجبي ذَلِك فِي حَوْض، وَلَا يقرنه فِي وعَاء لَهُ، وَإِنَّمَا كَانَ يسْقِي مِنْهُ نخله، ويروي أرضه، فَلم يكن بِهِ إِلَيْهِ إِذا استغنت عَنهُ أرضه، وَرُوِيَ مِنْهُ نخله: حَاجَة، فَلم يكن لَهُ - وَلَا حَاجَة بِهِ إِلَيْهِ - مَنعه جَاره - وَبِه إِلَيْهِ حَاجَة - وَهُوَ لَهُ غير مَالك؛ بل كَانَ مَنعه إِيَّاه ذَلِك - لَو كَانَ مَنعه - فَاسِدا على أرضه وَأَرْض جَاره، وضررا عَلَيْهِمَا، وتحجرا مِنْهُ مَا قد أَبَاحَهُ الله - تَعَالَى ذكره - لخلقه، فَلذَلِك أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِإِطْلَاقِهِ بعد استغنائه عَنهُ لجاره} (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر - أَعنِي خبر الزبير عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك: قَول الزبير أَنه خَاصم رجلا من الْأَنْصَار فِي شراج من شراج الْحرَّة ": يَعْنِي الزبير بقوله: فِي شراج من الْحرَّة: فِي مجاري

للزبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فإنه يعني بالجدر الجدار وأما الحرة فإنها كل أرض ملبس وجهها الحجارة وقد بينا ذلك فيما مضى قبل بشواهده وأما قول الزبير فأحفظ رسول الله

المَاء من الْحرَّة إِلَى السهل. وَوَاحِد الشراج: شرج. وَأما التلاع: فَإِنَّهَا مجاري المَاء من أعالي الأَرْض إِلَى بطُون الأودية؛ واحدتها: تلعة. وَقد قيل: إِن التلعة تكون: مَا ارْتَفع من الأَرْض، وَمَا انحدر مِنْهَا، وَكَانَ بَعضهم يَجْعَل ذَلِك من الأضداد. وَمن التلاع قَول نَابِغَة ذبيان: (عَفا حسم من فرتنى فالفوارع ... فجنبا أريك فالتلاع الدوافع) وَأما الشواجن: فَإِنَّهَا بطُون الأودية، واحدتها: شاجنة. وَمن ذَلِك قَول الطرماح بن حَكِيم: (أَمن دمن بشاجنة الْحجُون ... عفت مِنْهَا الْمنَازل مُنْذُ حِين) وَأما قَول رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير: " اسْقِ ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالجدر الْجِدَار. وَأما الْحرَّة: فَإِنَّهَا كل أَرض ملبس وَجههَا الْحِجَارَة. وَقد بَينا ذَلِك فِيمَا مضى قبل بشواهده. وَأما قَول الزبير: فأحفظ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَول الْأنْصَارِيّ؛ فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: فأحفظ: فأغضب. وَمِنْه يُقَال: عِنْد الحفائظ تهتز الكتائف، يَعْنِي بِهِ: عِنْد الْأُمُور الَّتِي تورث الْغَضَب تهتز الكتائف من ذَوي الْأَرْحَام.

ذكر خبر آخر من أخبار عبد الله بن الزبير عن أبيه عن النبي

(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 778 - حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أبوزرعة وهب الله بن رَاشد، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، عَن أبي صَخْر، أَن عبد الله بن عَطاء بن مسافع - مولى آل الزبير - أخبرهُ أَن عُرْوَة بن الزبير، أخبرهُ، أَنه طَاف بِالْبَيْتِ، هُوَ وَأَخُوهُ، فَإِذا رجال يطوفون بَين أَيْدِينَا، وهم يَقُولُونَ: بلغنَا أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ لي عبد الله بن الزبير: أَلا تسمع مَا يَقُول هَؤُلَاءِ يَا أخي؟ لقد أَخْبرنِي الزبير بن الْعَوام: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يَقُول القَوْل فيمكث الزَّمَان، ثمَّ يَقُول قولا آخر ينْسَخ قَوْله الأول كَمَا ينْسَخ الْقُرْآن بعضه بَعْضهَا، وَإِن هَؤُلَاءِ يَتَكَلَّمُونَ بِهِ جَمِيعًا ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده ( {) وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين، سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج يَصح إِلَّا من هَذَا الْوَجْه}

القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه

وَالثَّانيَِة: أَنه من رِوَايَة عبد الله بن عَطاء، عَن عُرْوَة. وَعبد الله بن عَطاء - عِنْدهم - غير مَعْرُوف فِي نقلة الْآثَار { وَالثَّالِثَة: أَن أَبَا صَخْر - عِنْدهم - مِمَّن لَا يجوز الِاحْتِجَاج بنقله} (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان الْبَين لمن غفل أَن الْوَارِد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْآثَار فِي الْحَلَال وَالْحرَام والأقضية وَالْأَحْكَام غير جَائِز لمن لم يعلم ناسخه من منسوخه: الْعَمَل بِهِ إِلَّا بعد الْعلم بِهِ { كَمَا غير جَائِز لمن قَرَأَ الْقُرْآن: الْعَمَل بِمَا فِيهِ من الْأُمُور وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام والأقضية وَالْأَحْكَام إِلَّا بعد علمه بناسخه ومنسوخه، إِذْ كَانَ الْمَنْسُوخ من ذَلِك محرما الْعَمَل بِهِ، والناسخ مِنْهُ فرضا الْعَمَل بِهِ. وَكَانَ من جهل نَاسخ ذَلِك من منسوخه مَتى عمل بِشَيْء مِنْهُ على جهل مِنْهُ بِالَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَل بِهِ، وَالَّذِي عَلَيْهِ ترك الْعَمَل بِهِ: كَانَ غير مَأْمُون مِنْهُ التَّقَدُّم على مَا الْعَمَل بِهِ لله: مَعْصِيّة، وَترك الْعَمَل بِهِ لَهُ رضَا، وَعَلِيهِ فرض} فَإِن قَالَ قَائِل: فَهَذَا كتاب الله - جلّ وَعز - قد عرفنَا ناسخه من منسوخه بِبَيَان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنا ذَلِك، فَأنى لنا بِمَعْرِِفَة نَاسخ أَحْكَام رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من منسوخه، وَذَلِكَ غير مَوْصُول إِلَى علمه إِلَّا بِنَقْل الروَاة: اخْتِلَاف أَوْقَات ذَلِك مُبينًا وَقت الْمَنْسُوخ من وَقت النَّاسِخ حَتَّى لَا يشكل على من ورد

من الآثار مع كثرة الأخبار الواردة عنه باختلاف المعاني التي سبيلها سبيل الناسخ والمنسوخ قيل إنه لا ناسخ من سنته لمنسوخ منها في شيء من الحلال والحرام والأقضية والأحكام إلا وهو مبين وإن أشكل على كثير ممن ضعفت قوى أسباب علمه بأحكام رسول

ذَلِك عَلَيْهِ أمره {وَقد علمت أَن ذَلِك كَذَلِك قَلِيل فِيمَا ورد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْآثَار مَعَ كَثْرَة الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَنهُ باخْتلَاف الْمعَانِي الَّتِي سَبِيلهَا سَبِيل النَّاسِخ والمنسوخ؟ قيل: إِنَّه لَا نَاسخ من سنته لمنسوخ مِنْهَا فِي شَيْء من الْحَلَال وَالْحرَام والأقضية وَالْأَحْكَام إِلَّا وَهُوَ مُبين - وَإِن أشكل على كثير مِمَّن ضعفت قوى أَسبَاب علمه بِأَحْكَام رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسننه وَجه مطلبه، وعزبت عَنهُ الْمعرفَة بِهِ - كَمَا إِنَّه لَا نَاسخ فِي الْقُرْآن لشَيْء من أَحْكَام الله - جلّ وَعز - فِيهِ وَلَا مَنْسُوخ إِلَّا وَهُوَ مُبين، وَإِن جهل علم ذَلِك كثير مِمَّن يتلوه ويقرأه} فَإِن قَالَ: فَبين لنا الْوَجْه الَّذِي مِنْهُ يُوصل إِلَى علم ذَلِك؟ قيل: الْوَجْه الَّذِي مِنْهُ يُوصل إِلَى علمه هُوَ الْوَجْه الَّذِي مِنْهُ يُوصل إِلَى علم نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه: وَذَلِكَ هُوَ بَيَان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَلِك لأمته، غير أَن الْأمة تنقل بَيَانه ذَلِك على سَبِيل مَا ينْقل بَيَانه: نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه؟ { فَمِنْهُ: مَا يَنْقُلهُ الْوَاحِد الْعدْل أَو الْجَمَاعَة الَّتِي لَا يُوجب مجيئها الْعلم، وَلَا يقطع وُرُودهَا الْعذر، وَإِن لزم الْوَارِد ذَلِك عَلَيْهِ بوروده التَّصْدِيق بِهِ. وَمِنْه: مَا يَنْقُلهُ من يُوجب وُرُوده - لمن ورد عَلَيْهِ - الْعلم بِمَا ورد بِهِ، وَيقطع مَجِيئه الْعذر: وَذَلِكَ نقل الْجَمَاعَة الَّتِي يَنْتَفِي عَنْهَا السَّهْو وَالْخَطَأ، وَيمْنَع من نقلهَا - فِيمَا نقلت - الْكَذِب} فَإِن قَالَ: فَهَل من قَائِل من السّلف بِمثل قَوْلك فِي أَن من أَحْكَام رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَاسِخا ومنسوخا تذكره لنا؟ قيل: نعم! 779 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، عَن أَبِيه، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْعَلَاء بن الشخير:

كان ينسخ بعضه بعضا كما ينسخ القرآن بعضه بعضا

" بِأَن حَدِيث نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ ينْسَخ بعضه بَعْضًا، كَمَا ينْسَخ الْقُرْآن بعضه بَعْضًا ". 780 - وَحدثنَا عَليّ بن مُسلم الطوسي، قَالَ: حَدثنَا ابْن أبي فديك، عَن هِشَام بن سعد، عَن نَافِع، عَن عبد الله بن عمر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خرج إِلَى فنَاء، فجَاء الْأَنْصَار يسلمُونَ عَلَيْهِ، فَقلت لِبلَال: كَيفَ رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يرد حِين سلمُوا عَلَيْهِ، وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: كَانَ يُشِير بِيَدِهِ ".

ينسخ بعضه بعضا كما أن القرآن ينسخ بعضه بعضا

781 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سَلام بن أبي مُطِيع، قَالَ: سَمِعت قَتَادَة يَقُول: " حَدِيث رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينْسَخ بعضه بَعْضًا، كَمَا أَن الْقُرْآن ينْسَخ بعضه بَعْضًا ". 782 - حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن التِّرْمِذِيّ، قَالَ: حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنَا ابْن وهب، عَن ابْن لَهِيعَة، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن سَلمَة بن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمر بِالْأَمر فنعمل بِهِ، ثمَّ يَأْتِيهِ الْوَحْي بِغَيْر ذَلِك، وَقد مضى الأول، وَكَانَ يَأْمر بِالْأَمر فِيهِ الشدَّة، ثمَّ يكون من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيهِ رخصَة بعد ذَلِك ". 783 - حَدثنِي يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن الحريث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن رجل، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، أَنه قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يسْأَل عَن الشَّيْء فيخبر بِرَأْيهِ، ثمَّ ينزل الْوَحْي بِنَقْض ذَلِك أَو بِغَيْرِهِ، فيخبر بِهِ، وَقد انْطلق الأول ".

ذكر خبر آخر من أخبار أسماء ابنة أبي بكر عن الزبير بن العوام عن رسول الله

(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار أَسمَاء ابْنة أبي بكر عَن الزبير بن الْعَوام عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 784 - حَدثنَا الزبير بن بكار الزبيرِي، قَالَ: حَدثنِي أَبُو غزيَّة مُحَمَّد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن مُصعب، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن فَاطِمَة بنت الْمُنْذر، عَن جدَّتهَا أَسمَاء ابْنة أبي بكر الصّديق: " أَن الزبير بن الْعَوام مر بِمَجْلِس من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَحسان بن ثَابت ينشدهم من شعره، وهم غير نشاط لما يسمعُونَ مِنْهُ، فَجَلَسَ الزبير مَعَهم، ثمَّ قَالَ لَهُم: مَالِي أَرَاكُم غير آذنين لما تَسْمَعُونَ من شعر ابْن الفريعة؟ فَلَقَد كَانَ يعرض بِهِ لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيعجبه، وَيحسن إسماعه، ويجزل عَلَيْهِ ثَوَابه، وَلَا يشغل عَنهُ بِشَيْء. فَقَالَ حسان فِي ذَلِك: (أَقَامَ على عهد النَّبِي وهديه ... حواريه وَالْقَوْل بِالْفِعْلِ يعدل) (أَقَامَ على منهاجه وَطَرِيقه ... يوالي ولي الْحق وَالْحق أعدل)

القول في علل هذا الخبر

(هُوَ الْفَارِس الْمَشْهُور والبطل الَّذِي ... يصول إِذا مَا كَانَ يَوْم محجل) (إِذا كشفت عَن سَاقهَا الْحَرْب حشها ... بأبيض سباق إِلَى الْمَوْت يرقل) (وَإِن امْرأ كَانَت صَفِيَّة أمه ... وَمن أَسد فِي بَيتهَا لمرفل) (لَهُ من رَسُول الله قربى قريبَة ... وَمن نصْرَة الْإِسْلَام مجد مؤثل) (فكم كربَة ذب الزبير بِسَيْفِهِ ... عَن الْمُصْطَفى وَالله يُعْطي فيجزل) (فَمَا مثله فيهم وَلَا كَانَ قبله ... وَلَيْسَ يكون الدَّهْر مَا دَامَ يذبل) (ثناؤك خير من فعال معاشر ... وفعلك يَابْنَ الهاشمية أفضل) (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده (!) وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج يَصح عَن الزبير، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَن الْمَعْرُوف من هَذَا الْخَبَر، عَن هِشَام بن عُرْوَة، إِنَّمَا هُوَ عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، وَبِغير هَذِه الْأَلْفَاظ؟ وَالثَّالِثَة: أَن عبد الله بن مُصعب - عِنْدهم - مِمَّن لَا يعْتَمد على نَقله.

ذكر من روى هذا الخبر عن هشام بن عمرو فخالفه في الإسناد واللفظ والمعنى

(" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن هِشَام بن عَمْرو فخالفه فِي الْإِسْنَاد وَاللَّفْظ وَالْمعْنَى ") 785 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مُوسَى السّديّ، قَالَ: أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضع لحسان منبرا فِي الْمَسْجِد يقوم عَلَيْهِ قَائِما يفاخر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو قَالَت ينافح عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَيَقُول رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الله يُؤَيّد حسان بِروح الْقُدس بِمَا ينافح أَو يفاخر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".

يضع لحسان بن ثابت منبرا ثم ذكر نحوه إلا أنه قال ينافح عن رسول الله

786 - وحَدثني بَحر بن نصر الْخَولَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن أبي الزِّنَاد، عَن أَبِيه وَهِشَام بن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضع لحسان بن ثَابت منبرا ". ثمَّ ذكر نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ: " ينافح عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " وَلم يشك فِيهِ. 787 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مُوسَى، قَالَ: أخبرنَا هشيم، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله. (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْبَيَان الْبَين عَن أَن للرجل أَن يُعْطي الشَّاعِر الْعَطِيَّة على ذبه عَن عرضه من تعدى عَلَيْهِ بالظلم بِشعرِهِ وتحصينا لَهُ من لِسَانه، وَذَلِكَ أَن الزبير قَالَ فِي الْخَبَر الَّذِي روينَا عَنهُ، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي شعر حسان: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُعجبهُ وَيحسن إسماعه، ويجزل عَلَيْهِ الثَّوَاب، وَلَا يشغل عَنهُ بِشَيْء ". فَأخْبر أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يجزل لحسان على شعره: الثَّوَاب، وَإِنَّمَا كَانَ إِجْزَاء لَهُ الثَّوَاب على شعره: إِمَّا فِيمَا

أنه كان يفعله بحسان وقد روي عن رسول الله

يمدحه وَالْمُؤمنِينَ بِهِ، وَإِمَّا فِيمَا يهجو بِهِ أعداءه، وأعداء الْمُؤمنِينَ من الْكفَّار. فَإِذا كَانَ ذَلِك عَنهُ صَحِيحا، فَجَائِز لمن مدحه من الشُّعَرَاء فَصدق فِي مدحه إِيَّاه، أَو هجا عدوا لَهُ فَصدق فِي هجائه إثابته على شعره على سَبِيل مَا ذكرنَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ يَفْعَله بِحسان. وَقد رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَن جمَاعَة من الْأَئِمَّة بِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِك أَخْبَار - وَإِن كَانَ - فِي إِسْنَاد بَعْضهَا نظر! (" ذكر مَا حَضَرنَا من ذَلِك ") 788 - حَدثنِي عبد الله بن أبي زِيَاد الْقَطوَانِي، قَالَ: حَدثنَا زيد بن الْحباب، قَالَ: حَدثنَا الْمسور بن الصَّلْت، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا وقى بِهِ الرجل عرضه، كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة ". قُلْنَا

فقال يا بلال اقطع عني لسانه فأعطاه أربعين درهما وحلة فقال قطعت والله لساني قطعت والله لساني

لجَابِر: وَمَا وقى بِهِ الْمَرْء عرضه؟ قَالَ: إِعْطَاء الشَّاعِر أَو ذِي اللِّسَان يتقى لِسَانه { 789 - وَحدثنَا عَمْرو بن عبد الحميد الإملي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عَمْرو، عَن عِكْرِمَة، قَالَ: " أَتَى شَاعِر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " يَا بِلَال} اقْطَعْ عني لِسَانه {" فَأعْطَاهُ أَرْبَعِينَ درهما، وحلة. فَقَالَ: قطعت - وَالله} - لساني {قطعت - وَالله} - لساني! ".

يمدحه فقال يا بلال اقطع عني لسانه فظن الأعرابي أنه قد أمر بقطع لسانه فقام يعدو فجعل يسعى خلفه ويقول أمرني رسول الله لك بخير قال فمضى الأعرابي وتركه

790 - وحَدثني إِسْمَاعِيل بن سيف الْعجلِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَارِث بن سعيد، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جحادة، عَن مُحَمَّد بن عَليّ، قَالَ: " جَاءَ شَاعِر إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يمدحه {فَقَالَ: " يَا بِلَال} اقْطَعْ عني لِسَانه {" فَظن الْأَعرَابِي أَنه قد أَمر بِقطع لِسَانه} فَقَامَ يعدو. فَجعل يسْعَى خَلفه وَيَقُول: أَمرنِي رَسُول الله لَك بِخَير {قَالَ: فَمضى الْأَعرَابِي وَتَركه} ". 791 - وحَدثني إِسْمَاعِيل بن سيف، قَالَ: حَدثنَا عبد القاهر بن

السّري السّلمِيّ، قَالَ: شهِدت عمر بن عبد الْعَزِيز - وجاءه شَاعِر - فمدحه. فَقَالَ لَهُ عمر: مَا عندنَا الْيَوْم شَيْء {فولى الشَّاعِر. فَقَالَ عمر لجلسائه: " إِن كَانَ لِسَان مثل هَذَا يتقى} عَليّ بِالرجلِ {فَأتي بِهِ فَطرح إِلَيْهِ ثَوْبه} ". 792 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عمر الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ، قَالَ: أخبرنَا شُعْبَة، قَالَ: " كَانَ سماك بن حَرْب إِذا كَانَ لَهُ إِلَى عَامل حَاجَة مدحه ببيتين، فَقضى حَاجته! ". 793 - وَحدثنَا حميد بن مسْعدَة الشَّامي، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا ابْن عون، عَن مُحَمَّد، قَالَ: " قَالَ عمر لعبد

القول في البيان عما في هذا الخبر من الغريب

بني الحسحاس - حِين أنْشدهُ - كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا: لَو قلت كُله هَكَذَا لأعطيتك عَلَيْهِ! ". 794 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، عَن ابْن عون، عَن مُحَمَّد: " أَن عمر لما بلغه قَول عبد بني الحسحاس: كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا: قَالَ: لَو كنت قلت كُله مثل هَذَا لأعطيتك عَلَيْهِ ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذَا الْخَبَر من الْغَرِيب ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: قَول الزبير: مَالِي أَرَاكُم غير آذنين لما تَسْمَعُونَ من شعر ابْن الفريعة؟ يَعْنِي بقوله: غير آذنين: غير مُسْتَمِعِينَ. وَمِنْه قَول الشَّاعِر: (إِن يسمعوا رِيبَة طاروا بهَا فَرحا ... مني وَمَا يسمعوا من صَالح أذنوا) يَعْنِي بقوله: أذنوا: اسْتَمعُوا. وَمِنْه قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا أذن الله لشَيْء كأذنه لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ". يُقَال مِنْهُ: أذن الرجل لكذا: يَأْذَن لَهُ أذنا. وَمِنْه قَول عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ: (إِن همي فِي سَماع وَأذن ... )

ذكر ما صح عندنا سنده مما لم يمض ذكره من أخبار عروة بن الزبير عن أبيه عن النبي

(" ذكر مَا صَحَّ - عندنَا - سَنَده مِمَّا لم يمض ذكره من أَخْبَار عُرْوَة بن الزبير، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 795 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم وَأحمد بن مَنْصُور قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن كناسَة، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن عُثْمَان بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن الزبير، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل:

إلا من هذا الوجه والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه والثانية أنه من نقل ابن كناسة عن هشام بن عروة وابن كناسة عندهم ممن لا يحتج بحديثه والثالثة أنه خبر قد حدث به عن ابن كناسة غير يعقوب وأحمد فجعله

إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج يَصح عَن الزبير، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَنه من نقل ابْن كناسَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة. وَابْن كناسَة - عِنْدهم - مِمَّن لَا يحْتَج بحَديثه. وَالثَّالِثَة: أَنه خبر قد حدث بِهِ عَن ابْن كناسَة: غير يَعْقُوب وَأحمد، فَجعله عَن عُثْمَان بن عُرْوَة، عَن الزبير، وَلم يدْخل بَين عُثْمَان وَالزُّبَيْر: عُرْوَة وَعُثْمَان بن عُرْوَة لم يدْرك الزبير، وَلم يره. (" ذكر من روى هَذَا الْخَبَر عَن ابْن كناسَة فَلم يدْخل بَين عُثْمَان وَالزُّبَيْر عُرْوَة ") 796 - حَدثنِي أَحْمد بن حَازِم الْغِفَارِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن كناسَة، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن عُثْمَان بن عُرْوَة، عَن الزبير قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب، وَلَا تشبهوا باليهود ".

جماعة من أصحابه نذكر ما صح عندنا من ذلك ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله

وَقد وَافق الزبير فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه، نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله. (" ذكر ذَلِك ") 797 - حَدثنِي عبيد بن إِسْمَاعِيل الْهَبَّاري، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، سمع أَبَا سَلمَة وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة - يبلغ بِهِ - النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أَنه قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ". 798 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ سمع أَبَا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة - يبلغ بِهِ - النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: " الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ". 799 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يغيرون فخالفوهم ".

إن اليهود والنصارى لا تصبغ فخالفوهم

800 - وحَدثني سعيد بن الرّبيع الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَأبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة - يبلغ بِهِ - " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ". 801 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد العذري، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسليمَان ابْن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا تصبغ فخالفوهم ". 802 - وحَدثني ابْن عبد الرَّحِيم البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ يحدث عَن الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسليمَان بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا تصبغ فخالفوهم ". 803 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة، أخبرهُ، عَن أبي

قال إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم

هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم ". 804 - وحَدثني ابْن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا عون بن عمَارَة، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود وَالنَّصَارَى ". 805 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عَبدة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو. 806 - وحَدثني عبيد بن أَسْبَاط بن مُحَمَّد الْقرشِي، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود وَالنَّصَارَى ".

إن المشركين يبيضون لحاهم فغيروا الشيب وخالفوهم

807 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْمُشْركين يبيضون لحاهم، فغيروا الشيب وخالفوهم ". 808 - وَحدثنَا عبد الحميد بن بَيَان القناد، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن عبد الله، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب وخالفوا على الْيَهُود وَالنَّصَارَى ". 809 - وَحدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنِي إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْمَاعِيل الْمُؤَدب، عَن رشدين بن كريب، عَن أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تشبهوا بالأعاجم، وغيروا اللحى ".

غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى

810 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن خَليفَة، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا الشيب، وَلَا تشبهوا باليهود وَالنَّصَارَى ". 811 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا عمر بن يُونُس اليمامي، قَالَ: حَدثنَا الْحباب، قَالَ: حَدثنِي أنس بن مَالك، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يَقُول: " غيروا الشّعْر ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَن هَذِه الْأَخْبَار ") إِن قَالَ لنا قَائِل: مَا أَنْت قَائِل فِي هَذِه الْأَخْبَار: أصحاح هِيَ أَو سقيمة؟

قال من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة إلا أن ينتفها أو يخضبها

فَإِن قلت: هِيَ سقيمة { قيل لَك: وَمَا الَّذِي أسقمها، ورواتها معروفون غير مجهولين؟ وَإِن قلت: هِيَ صِحَاح} قيل لَك: فَمَا معنى الْخَبَر الَّذِي: 812 - حدثكموه أَبُو بكر الْمُسْتَمْلِي مُحَمَّد بن يزِيد الطرسوسي، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن عَمْرو، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من شَاب شيبَة فِي الْإِسْلَام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة، إِلَّا أَن ينتفها أَو يخضبها ".

كان يكره تغيير الشيب قيل قد اختلف السلف قبلنا في تغيير الشيب

813 - حَدثنَا ابْن الْمثنى وَأحمد بن الْوَلِيد قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: حَدثنَا الركين بن الرّبيع، قَالَ: سَمِعت الْقَاسِم بن حسان يحدث، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة، عَن عبد الله بن مَسْعُود: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يكره تَغْيِير الشيب "؟ قيل: قد اخْتلف السّلف قبلنَا فِي تَغْيِير الشيب؟

بذلك ندب وأن تغييره أولى من تركه أبيض

وَمَا الِاخْتِيَار فِي ذَلِك: فَنَذْكُر اخْتلَافهمْ فِيهِ، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله. فَرَأى بَعضهم: أَن أَمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذلك ندب، وَأَن تَغْيِيره أولى من تَركه أَبيض! (" ذكر من اخْتَار تَغْيِيره فَغَيره أَو رُوِيَ عَنهُ النّدب إِلَى التَّغْيِير ") 814 - حَدثنَا هناد بن السّري، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن حُصَيْن، عَن الْمُغيرَة بن شبيل، عَن قيس بن أبي حَازِم، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخرج إِلَيْنَا، وَكَأن لحيته ضرام العرفج من الْحِنَّاء والكتم ". 815 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن حُصَيْن، عَن الْمُغيرَة بن شبيل، عَن قيس بن أبي حَازِم، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخرج إِلَيْنَا، وَكَأن رَأسه ضرام عرفج من الْحِنَّاء والكتم ".

فقال لم يبلغ ذاك إنما كان شيئا في صدغيه ولكن أبا بكر خضب بالحناء والكتم

816 - وحَدثني عبد الله بن أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا عَبْثَر أَبُو زبيد، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن قيس بن أبي حَازِم، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخرج ولحيته وَرَأسه كَأَنَّهُمَا ضرام عرفج ". 817 - حَدثنَا ابْن بشار وَابْن الْمثنى، قَالَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس " أَن أَبَا بكر خضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 818 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا همام بن يحيى، عَن قَتَادَة، قَالَ: قلت لأنس: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: لم يبلغ ذَاك! إِنَّمَا كَانَ شَيْئا فِي صدغيه، وَلَكِن أَبَا بكر خضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 819 - وَحدثنَا ابْن بشار وَابْن الْمثنى، قَالَا: حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن حميد، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: " خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم، وخضب عمر بن الْخطاب بِالْحِنَّاءِ ".

فقال لم يشنه الشيب ولكن خضب أبو بكر بالحناء والكتم وخضب عمر بالحناء

820 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن الْحَارِث، قَالَ: حَدثنَا حميد، قَالَ: " سُئِلَ أنس: أخضب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: لم يشنه الشيب، وَلَكِن خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم، وخضب عمر بِالْحِنَّاءِ ". 821 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن سُفْيَان، عَن حميد، عَن أنس، أَن أَبَا بكر وَعمر كَانَا يخضبان بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 822 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن ثَابت بن عبيد، عَن أبي جَعْفَر، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا بكر، وَكَأن رَأسه ولحيته لَهب العرفج "! 823 - وحَدثني مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو يحيى الْحمانِي، عَن الْأَعْمَش، عَن ثَابت بن عبيد، عَن أبي جَعْفَر الْأنْصَارِيّ، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا بكر كَأَن لحيته جمر الغضى ".

فكان أسن أصحابه أبو بكر الصديق رحمة الله عليه وكان يخضب بالحناء والكتم ردد ذلك حتى أقناها قال ثم لقيته من الغد فسألته فقلت حتى اسود فقال أنس لم أذكر سوادا

824 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: حَدثنَا حميد، عَن أنس، قَالَ: " خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم، وخضب عمر بِالْحِنَّاءِ بحتا ". 825 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي، قَالَ: حَدثنَا جَعْفَر بن عون، قَالَ: أخبرنَا مسعر، عَن أبي عون، عَن شيخ من بني أَسد، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا بكر فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل كَأَن لحيته لهاب العرفج، شَيخا أَبيض خَفِيفا على نَاقَة لَهُ أدماء ". 826 - حَدثنِي الْعَبَّاس بن الْوَلِيد، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عبيد حَاجِب سُلَيْمَان، قَالَ حَدثنِي عقبَة بن وساج قَالَ: حَدثنِي أنس بن مَالك، قَالَ: " قدم علينا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَكَانَ أسن أَصْحَابه أَبُو بكر الصّديق - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم، ردد ذَلِك حَتَّى أقناها. قَالَ: ثمَّ لَقيته من الْغَد، فَسَأَلته، فَقلت: حَتَّى اسود؟ فَقَالَ أنس: لم أذكر سوادا ".

المدينة وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم

827 - وحَدثني مُحَمَّد بن حَفْص الوصابي أَبُو عبيد الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن حمير، قَالَ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة، أَن عقبَة بن وساج حَدثهُ، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: " قدم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمَدِينَة، وَلَيْسَ فِي أَصْحَابه أشمط غير أبي بكر فغلفها بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 828 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا صغدي عمر بن سِنَان، عَن خَالِد، عَن مُحَمَّد، قَالَ: قلت لأنس بن مَالك: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِنَّه لم ير من الشيب إِلَّا. وَلَكِن قد خضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

من الشيب ما يخضب ولكن أبا بكر كان يخضب رأسه ويحنيه بالحناء والكتم حتى يقنو شعره

829 - وحَدثني ابْن مَرْزُوق، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سَلمَة، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَاشد، عَن مَكْحُول، عَن مُوسَى بن أنس، عَن أَبِيه، قَالَ: " لم يبلغ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الشيب مَا يخضب. وَلَكِن أَبَا بكر كَانَ يخضب رَأسه ويحنيه بِالْحِنَّاءِ والكتم، حَتَّى يقنو شعره ". 830 - حَدثنِي مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم المرءي، عَن مُحَمَّد بن رَاشد، عَن مَكْحُول، عَن مُوسَى بن أنس، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: " لم يبلغ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ثمَّ ذكر نَحوه.

831 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي وهب بن جرير، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن زِيَاد بن علاقَة، عَن رجل من قومه: " أَن أَبَا بكر كَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 832 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، قَالَ: " كَانَ أَبُو بكر يخضب ". 833 - وحَدثني إِسْحَاق بن وهب الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: أخبرنَا الْحَارِث بن عمر بن الْحَارِث الطَّاحِي، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو البخْترِي بن عبد الحميد الطَّاحِي " أَن عمر بن الْخطاب كَانَ يَأْمر بالخضاب بِالسَّوَادِ، وَيَقُول: هُوَ أسكن للزَّوْجَة، وأهيب فِي الْعَدو ". 834 - حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مُوسَى السّديّ، قَالَ: أخبرنَا سيف،

عَن فُضَيْل بن كثير، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس: " أَن عمر لما بنى بِأم كُلْثُوم، دخل عَلَيْهِ مَسْجِد الْمُهَاجِرين، فَكَانَت تحفته إيَّاهُم أَن صفر لحاهم بالملاب ". 835 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عُثْمَان - صَاحب الأكفان - قَالَ: حَدثنِي بشير بن سِبَاع، عَن ابْن أبي مليكَة: " أَن عُثْمَان بن عَفَّان، كَانَ يخضب بِالسَّوَادِ ". 836 - حَدثنِي عبد الْأَعْلَى بن وَاصل، قَالَ: حَدثنَا هدبة بن خَالِد الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي، عَن سوَاده بن حَنْظَلَة، قَالَ: " رَأَيْت عليا أصفر اللِّحْيَة ".

837 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع، عَن قيس مولى خباب، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن وَالْحُسَيْن يخضبان بِالسَّوَادِ ". 838 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن السّري بن كَعْب، قَالَ: " رَأَيْت الْحُسَيْن بن عَليّ وَاقِفًا على برذون قد خضب لحيته بالوسمة ". 839 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا إِسْحَاق يحدث عَن الْعيزَار بن حُرَيْث أَن الْحُسَيْن بن عَليّ كَانَ يخضب بالوسمة ". 840 - وحَدثني يحيى بن طَلْحَة الْيَرْبُوعي، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن زَاذَان، قَالَ: " رَأَيْت رَأس الْحُسَيْن بن عَليّ حِين أُتِي بِهِ ابْن زِيَاد،

وَهُوَ مخضوب بالوسمة ". 841 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن زَاذَان أبي مَنْصُور، قَالَ: " رَأَيْت رَأس الْحُسَيْن بن عَليّ - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - حِين أُتِي بِهِ ابْن زِيَاد، وَهُوَ مخضوب بالوسمة ". 842 - حَدثنَا سعيد بن يحيى الْأمَوِي، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق، عَن أم إِسْحَاق ابْنة طَلْحَة، قَالَت: " خضب الْحسن وَالْحُسَيْن جَمِيعًا بِالسَّوَادِ " قَالَت: " وَكَانَت عِنْد الْحسن، ثمَّ خلف عَلَيْهَا الْحُسَيْن ". 843 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن أبي إِسْحَاق، عَن الْعيزَار بن حُرَيْث، قَالَ: " رَأَيْت الْحُسَيْن بن عَليّ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 844 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا حُصَيْن، عَن الشّعبِيّ: " سَأَلت ابْن عمر، عَن الخضاب بالوسمة؟ فَلم يعرفهَا. قَالَ: قلت: فبالحناء والكتم؟ قَالَ: فَقَالَ: ذَاك خضاب أهل تهَامَة ".

يخضب بالسواد إنما كان خضابهم بالحناء وهذه الصفرة

845 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن كُلَيْب بن وَائِل، قَالَ: " رَأَيْت ابْن عمر يصفر لحيته ". 846 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا هشيم، قَالَ: أخبرنَا عبد الْملك، عَن عَطاء، قَالَ: " سَأَلته عَن الخضاب بِالسَّوَادِ؟ قَالَ: فَقَالَ: مَا رَأَيْت أحدا من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخضب بِالسَّوَادِ. إِنَّمَا كَانَ خضابهم بِالْحِنَّاءِ، وَهَذِه الصُّفْرَة ". 847 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن دَاوُد، عَن مُحَمَّد بن قيس، عَن أبي عون، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن وَالْحُسَيْن - رضوَان الله عَلَيْهِمَا - يخضبان بالوسمة ". 848 - وَحدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد، قَالَ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، قَالَ: رَأَيْت أنس بن مَالك، وَعبد الله بن أبي أوفى، وخضابهما أَحْمَر. 849 - وَحدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل،

قَالَ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: " رَأَيْت أنس بن مَالك وَعبد الله بن أبي أوفى يخضبان بِالْحِنَّاءِ ". 850 - حَدثنِي مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الْكِنْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر الْعَبْدي، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، قَالَ: " رَأَيْت عبد الله بن أبي أوفى وأنسا يخضبان بِالْحِنَّاءِ ". 851 - حَدثنِي يَعْقُوب بن ماهان، قَالَ: حَدثنَا الْقَاسِم بن مَالك، عَن شَقِيق بن أبي عبد الله، قَالَ: " رَأَيْت أنس بن مَالك يصفر لحيته بورس ". 852 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله الْعَتكِي، قَالَ: " رَأَيْت أنسا مخضوبا بِالْحِنَّاءِ ".

853 - حَدثنِي زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبي زَائِدَة، قَالَ: حَدثنَا الْمحَاربي، عَن عبد الْملك بن عُمَيْر، قَالَ: " رَأَيْت الْمُغيرَة بن شُعْبَة يخضب بالصفرة ". 854 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن، عَن عبد الْملك، قَالَ: " رَأَيْت جرير بن عبد الله البَجلِيّ والمغيرة بن شُعْبَة يصبغان لحاهما بالصفرة ". 855 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، قَالَ: حَدثنَا عُبَيْس بن مَيْمُون، قَالَ: حَدثنَا أَبُو المهزم، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: " رَأَيْته شَيخا مخضوب الرَّأْس واللحية بصفرة، عَلَيْهِ ثَوْبَان ممشقان أَو قَالَ مُمَصَّرَانِ ".

856 - حَدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد، قَالَ: أخبرنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن أم شبيب، قَالَت: " سَأَلت عَائِشَة عَن تسويد الشّعْر؟ فَقَالَت: وددت أَن عِنْدِي شَيْئا أسود بِهِ شعري "! 857 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن شُرَحْبِيل، قَالَ: حَدثنَا لَيْث بن سعد، عَن أبي عشانة، قَالَ: " رَأَيْت عقبَة بن عَامر يخضب بِالسَّوَادِ، وَيَقُول: نخضب أَعْلَاهَا وتأبى أُصُولهَا. قَالَ: وَكَانَ شَاعِرًا ". 858 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا يُوسُف بن عَمْرو التنيسِي، عَن ابْن لَهِيعَة، عَن أبي عشانة، قَالَ: " كَانَ عقبَة بن عَامر شَاعِرًا، وَكَانَ يخضب لحيته بِالسَّوَادِ، وَيَقُول: (نسود أَعْلَاهَا وتأبى أُصُولهَا ... وَلَا خير فِي فرع إِذا فسد الأَصْل)

859 - حَدثنِي عَليّ بن مُسلم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، عَن زهرَة بن معبد، عَن أَبِيه أَو عَن جده، قَالَ: " رَأَيْت عقبَة يخضب بِالسَّوَادِ ". 860 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب، قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: " رَأَيْت مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحَنَفِيَّة وَاقِفًا بِعَرَفَة عَلَيْهِ مطرف خَز مخضوب الرَّأْس واللحية بحمرة ". 861 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الْمقدمِي، قَالَ: حَدثنِي أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن وَاسع، قَالَ: " رَأَيْت مُوسَى بن أنس يخضب بِالْحِنَّاءِ ". 862 - وحَدثني مُحَمَّد بن عمر، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر، قَالَ:

" رَأَيْت بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ يصفر لحيته ". 863 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ الْبَاهِلِيّ، قَالَ: حَدثنِي معَاذ بن سقيط، قَالَ: " رَأَيْت الْحُسَيْن يصفر لحيته، وَكَانَ عطاؤه ثَمَانِي مائَة دِرْهَم ". 864 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا شبيب بن سليم الأسيدي، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن يصفر لحيته، وَلَيْسَ بِالْحِنَّاءِ "! 865 - حَدثنَا إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل، قَالَ: حَدثنَا يُوسُف بن الْحجَّاج الْحَنَفِيّ، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن يصفر لحيته ". 866 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا يُونُس، عَن الْحسن " أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا بالخضاب بِالسَّوَادِ ". 867 - وحَدثني أَحْمد بن مُحَمَّد الطوسي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي، قَالَ: حَدثنَا مَسَرَّة بن معبد، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو عبيد حَاجِب سُلَيْمَان، قَالَ: " رَأَيْت عَطاء بن يزِيد مصفرا لحيته ".

868 - وحَدثني أَبُو الْخطاب زِيَاد بن عبد الله الحساني، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن يزِيد الهدادي، قَالَ: " رَأَيْت عبد الله بن أبي مليكَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام مخضوبا بالحمرة ". 869 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، قَالَ: حَدثنَا مَيْمُون بن زيد، قَالَ: حَدثنَا أَبُو سِنَان، قَالَ: " كَانَ عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس مَعنا بِالشَّام، وَكَانَت لَهُ لحية طَوِيلَة يخضبها بِالسَّوَادِ ". 870 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي الموال، قَالَ: " رَأَيْت مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ " يحمر لحيته وَرَأسه بِالْحِنَّاءِ، يخضب بِهِ، ويحمرهما. قَالَ: لم أره قطّ إِلَّا مخضوب الرَّأْس واللحية بِالْحِنَّاءِ. قَالَ عبد الرَّحْمَن: وَرَأَيْت أَبَا بكر بن حزم يصفر لحيته قدر مَا يُغير الشيب قَلِيلا ". 871 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا حكام بن سلم، عَن عَنْبَسَة، عَن الْعَلَاء بن مَحل، قَالَ: " رَأَيْت عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى يخضب بالصفرة، حَتَّى رَأَيْت أثر الصُّفْرَة فِي صَدره ".

872 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، قَالَ: " كَانَ أَبُو وَائِل يصفر لحيته ". 873 - وحَدثني يَعْقُوب قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا ابْن عون، قَالَ: " كَانُوا يسْأَلُون مُحَمَّدًا عَن الخضاب بِالسَّوَادِ؟ فَيَقُول: لَا أعلم بِهِ بَأْسا. قَالَ: وَكَانَ يُوسُف بن عبد الله يَجِيء، وَقد سودها، فَيَقُول: يَا عوراء {تخْطب إِن خطبت فَبين لَهُم} ". 874 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، قَالَ: " رَأَيْت الضَّحَّاك يخضب بِالْحِنَّاءِ ". 875 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن قَالَ: " رَأَيْت الشّعبِيّ فِي مَسْجِد مرو أَحْمَر الرَّأْس واللحية ". 876 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عبد الحميد، قَالَ: " رَأَيْت الشّعبِيّ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 877 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا

الْحُسَيْن، قَالَ: " رَأَيْت الشّعبِيّ فِي مَسْجِد مرو شَيخا أَحْمَر الرَّأْس واللحية، عَلَيْهِ سيف محلى، وَقدم على الْبَرِيد بَعثه ابْن هُبَيْرَة إِلَى مُسلم بن سعيد ". 878 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبيد الْمحَاربي، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن نَافِع الزيات، قَالَ: " كَانَ الشّعبِيّ يخضب بِالْحِنَّاءِ ". 879 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن زِيَاد الْعجلِيّ، وَعمر بن أبي زَائِدَة، قَالَا: " رَأينَا مُوسَى بن طَلْحَة يخضب بالوسمة ". 880 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان، قَالَ: " رَأَيْت مُوسَى بن طَلْحَة يخضب بالوسمة ". 881 - وحَدثني زَكَرِيَّا بن يحيى بن أبي زَائِدَة، قَالَ: حَدثنَا الْحجَّاج بن نصير، قَالَ: قَالَ عمرَان بن زَائِدَة: " رَأَيْت مُوسَى بن طَلْحَة، وَهُوَ يخضب بِالسَّوَادِ. قَالَ: وَرَأَيْت أَبَا بردة بن أبي مُوسَى ". 882 - وَحدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل،

قَالَ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: " كَانَ قيس وشبل أَو شبيل يخضبان بصفرة ". 883 - وحَدثني يَعْقُوب، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا خَالِد الْحذاء، قَالَ: " كَانَ أَبُو قلَابَة يخضب بالوسمة، ثمَّ تَركهَا بعد ذَلِك ": 884 - وَحدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: " رَأَيْت الْأَحْنَف بن قيس يصفر لحيته ". 885 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا جَابر بن نوح، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه: " أَنه كَانَ يخضب رَأسه بِالْحِنَّاءِ والكتم ". 886 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبيد الْمحَاربي، قَالَ: سَمِعت عَمْرو بن صَفْوَان الْمُزنِيّ، وَقيل لَهُ: " رَأَيْت عُرْوَة بن الزبير يخضب بالوسمة؟ قَالَ: نعم ". 887 - وَحدثنَا الْحسن بن شبيب الْمكتب، قَالَ: حَدثنَا خلف بن خَليفَة، قَالَ: " حَملَنِي أبي على كَفه يَوْم عيد أضحى أَو فطر، فَقَالَ:

أما ترى الشَّيْخ؟ قلت: المصفر لحيته؟ قَالَ: نعم، ذَاك عَمْرو بن حُرَيْث صَاحب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. 888 - حَدثنَا ابو كريب، قَالَ: حَدثنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل، عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة، عَن حميد - رجل من قُرَيْش - قَالَ: " كَانَ طَاوس يخضب بصفرة. قَالَ: وَكَانَ طَلْحَة وزبيد يخضبان بالصفرة ". 889 - وحَدثني سلم بن جُنَادَة السوَائِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، قَالَ: حَدثنَا الْأَعْمَش، قَالَ: " رَأَيْت زيد بن وهب يصفر لحيته ". 890 - وَحدثنَا عبد الحميد بن بَيَان القناد، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، عَن مُحَمَّد بن أبي حميد، قَالَ: " رَأَيْت سعيد بن الْمسيب يخضب بصفرة ". 891 - وحَدثني مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَامر، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي حميد، قَالَ: " رَأَيْت سعيد بن الْمسيب أصفر اللِّحْيَة ".

892 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن يمَان، قَالَ: " رَأَيْت جَعْفَر بن مُحَمَّد يصفر لحيته ". 893 - وَحدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا ضَمرَة بن ربيعَة، عَن رَجَاء بن أبي سَلمَة، قَالَ: " كَانَ عبَادَة بن نسي يخضب رَأسه بِالْحِنَّاءِ، ويصفر لحيته ". 894 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى، عَن سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة " أَنه كَانَ يخضب بالوسمة ". 895 - حَدثنَا عَليّ بن مُسلم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، عَن شُعْبَة، قَالَ: " رَأَيْت عمر بن أبي سَلمَة يخضب بِالسَّوَادِ ". 896 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " فِي الخضاب بالوسمة؟ إِنَّمَا هِيَ بقلة، وَلم ير بهَا بَأْسا ". 897 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا يحيى، عَن سُفْيَان، عَن

مع الذي تقدم ذكرنا روايته عنه بما

حَمَّاد، عَن إِبْرَاهِيم، قَالَ: " إِنَّمَا هِيَ بقلة، لَا بَأْس بهَا ". 898 - وَحدثنَا الْفضل بن الصَّباح، قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب بن النجار، قَالَ: " رَأَيْت يحيى بن أبي كثير، قبض على لحيته، فَقَالَ: مَا أحب أَنِّي سودتها، وَأَن لي بِكُل شَعْرَة دِينَارا، وَكَانَ أَحْمَر اللِّحْيَة ". 899 - وحَدثني أَبُو الْخطاب الحساني، قَالَ: حَدَّثتنِي عَائِشَة ابْنة رزين، قَالَت: " رَأَيْت يحيى بن أبي كثير اليمامي مخضوبا بحمرة ". 900 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن شَقِيق، قَالَ: " رَأَيْت يحيى بن أبي كثير يصفر لحيته بالورس ". 901 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، قَالَ: " كَانَ مَنْصُور يخضب بحمرة ". 902 - وَسمعت أَبَا حُسَيْن عبد الله بن أَحْمد بن يُونُس، يَقُول: " رَأَيْت حَمَّاد بن زيد، وَذهب بِي أبي إِلَيْهِ بِمَكَّة، وَهُوَ مخضوب الرَّأْس واللحية. قَالَ: وَرَأَيْت أَبَا حُصَيْن مخضوب اللِّحْيَة بحمرة ". واعتل مغيروا الشيب، والآمرون بتغييره من الْآثَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَعَ الَّذِي تقدم ذكرنَا رِوَايَته عَنهُ بِمَا:

ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة بيضاء فقال رسول الله

903 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ الْبَاهِلِيّ وَعَمْرو بن عبد الحميد الإملي وَابْن الْمثنى، قَالُوا: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد الْعمي، قَالَ: حَدثنَا مطر الْوراق، عَن أبي رَجَاء، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: " جِيءَ بِأبي قُحَافَة إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرَأسه ولحيته، كَأَنَّهُمَا ثغامة بَيْضَاء، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بعض نِسَائِهِ حَتَّى تغيره "، فَذَهَبُوا بِهِ فحمروه ". 904 - وحَدثني مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن سعيد، قَالَ: حَدثنَا عبد الْعَزِيز الْعمي، عَن مطر، عَن أبي رَجَاء، عَن جَابر: " أَن أَبَا قُحَافَة جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرَأسه ولحيته كَأَنَّهُمَا ثغامة بَيْضَاء، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بعض نِسَائِهِ حَتَّى تغيره، فَذَهَبُوا بِهِ فحمروها ".

غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد

905 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن جريج، عَن أبي الزبير الْمَكِّيّ، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " أُتِي بِأبي قُحَافَة يَوْم فتح مَكَّة، وَرَأسه ولحيته كالثغامة بَيَاضًا. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا هَذَا بِشَيْء، وَاجْتَنبُوا السوَاد ".

يوم فتح مكة كأن رأسه ثغامة فقال النبي

906 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا الْمُغيرَة بن مُسلم، عَن أبي الزبير، عَن جَابر، قَالَ: " جِيءَ بِأبي قُحَافَة إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم فتح مَكَّة، كَأَن رَأسه ثغامة {فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " غيروا هَذَا الشيب، وَلَا تقربوه السوَاد ". 907 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن لَيْث، عَن أبي الزبير، عَن جَابر: أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أُتِي بِأبي قُحَافَة، وَكَأن رَأسه ولحيته ثغامة} فَقَالَ: " غيروا هَذَا، وجنبوه السوَاد ". 908 - حَدثنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي، قَالَ: حَدثنَا حسن بن دعامة، قَالَ: حَدثنَا عمر بن شريك، عَن أَبِيه، عَن أنس، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اختضبوا بِالْحِنَّاءِ؛ فَإِنَّهُ يسكن الزَّوْجَة، ويطيب الرّيح "!

إن أحسن ما اختضبتم به لهذا السواد أرغب لنسائكم وأهيب لكم في صدور عدوكم

909 - وحَدثني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الصَّواف، قَالَ: حَدثنَا عمر بن الْخطاب السدُوسِي، عَن دفاع بن دَغْفَل السدُوسِي، عَن عبد الحميد بن صَيْفِي، عَن أَبِيه، عَن جده صُهَيْب الْخَيْر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن أحسن مَا اختضبتم بِهِ لهَذَا السوَاد: أَرغب لنسائكم، وأهيب لكم فِي صُدُور عَدوكُمْ "

مع أبي وله لمة بها ردع من حناء

910 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، قَالَ: سَمِعت ابْن أبجر يحدث عَن إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة، قَالَ: " أتيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَعَ أبي وَله لمة بهَا ردع من حناء "! 911 - وحَدثني جَابر بن الْكرْدِي الوَاسِطِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله المخرمي، قَالَا: حَدثنَا أَبُو سُفْيَان، قَالَ: أخبرنَا الضَّحَّاك بن حمرَة، عَن غيلَان بن جَامع، عَن إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

فرأيته فإذا له وفرة بها ردع من حناء

912 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله بن إياد بن لَقِيط، قَالَ: حَدثنَا إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة، قَالَ: " انْطَلَقت مَعَ أبي نَحْو رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فرأيته، فَإِذا لَهُ وفرة بهَا ردع من حناء ". 913 - وحَدثني عَليّ بن عبد الله الدهان، قَالَ: حَدثنَا الْمفضل بن صَالح أَبُو جميلَة، عَن عبد الله بن موهب، قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: وَسَأَلَهُ رجل: " هَل خضب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: نعم، حمرا مثل الدَّم ". 914 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا سَلام بن أبي مُطِيع، عَن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب، قَالَ: " دخلت على أم سَلمَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخرجت إِلَيْنَا شعرًا من شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخضوبا بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

فرأيت الشيب أحمر

915 - وَحدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، قَالَ: حَدثنَا هشيم، عَن عبد الْملك بن عُمَيْر، عَن إياد بن لَقِيط، عَن أبي رمثة التَّمِيمِي، قَالَ: " دخلت على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَرَأَيْت الشيب أَحْمَر ". 916 - حَدثنَا خَلاد بن أسلم، قَالَ: أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل، قَالَ: أخبرنَا إِسْرَائِيل، قَالَ: أخبرنَا عُثْمَان بن عبد الله بن موهب، قَالَ: " كَانَ عِنْد أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ جلجل من فضَّة فِيهِ شَعرَات من شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَكَانَ إِذا أصَاب إنْسَانا عين أَو اشْتَكَى بعث بِإِنَاء فخضخض فِيهِ، ثمَّ شربه، وَتَوَضَّأ مِنْهُ، فَبَعَثَنِي أَهلِي بِإِنَاء، قَالَ: فَذَهَبت فاطلعت فِيهِ، فَإِذا فِيهِ شَعرَات حمر ". 917 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن أبي طَالب، قَالَ: حَدثنَا مُعلى بن أَسد، قَالَ: حَدثنَا سَلام - يَعْنِي ابْن أبي مُطِيع - عَن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب، قَالَ: " أخرجت إِلَيّ أم سَلمَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شعرًا مخضوبا بِالْحِنَّاءِ والكتم، فَقَالَت: هَذَا شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".

يصفر ويستحبها

918 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا بشر بن بكر، عَن الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن العجلان، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن ابْن جريج، قَالَ: قلت لعبد الله بن عمر: أَرَأَيْت تصفيرك لحيتك؟ فَقَالَ: " إِنِّي لم أر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يغيرها بِغَيْر ذَلِك ". 919 - حَدثنِي الْحسن بن الْجُنَيْد، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن مسلمة، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن عبيد بن جريج، قَالَ: قلت لعبد الله بن عمر: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن! رَأَيْتُك تسْتَحب أَن تصفر لحيتك؟ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر ويستحبها ".

يصفر لحيته قال أبو جعفر هذا هو عبيد بن جريج وكان روميا مولى

920 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: أخبرنَا الْمُعْتَمِر، قَالَ: سَمِعت عبيد الله، عَن سعيد بن أبي سعيد، عَن [ابْن] جريج أَنه قَالَ: " قلت لعبد الله: رَأَيْتُك تصفر لحيتك؟ فَقَالَ لَهُ عبد الله: " إِنِّي رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر لحيته {". [قَالَ أَبُو جَعْفَر: هَذَا هُوَ عبيد بن جريج، وَكَانَ روميا مولى] . 921 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبرنِي زيد بن أسلم، أَن عبد الله بن عمر كَانَ يصفر لحيته بالخلوق} فَقيل لَهُ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن {إِنَّك تصفر لحيتك بالخلوق؟} قَالَ " إِنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر لحيته، وَلم يكن شَيْء من الصَّبْغ أحب إِلَيْهِ مِنْهَا ".

كان أحب الطيب إليه الصفرة

922 - وحَدثني زَكَرِيَّا بن أبان الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو صَالح، قَالَ: حَدثنِي اللَّيْث، قَالَ: حَدثنِي هِشَام، عَن زيد بن أسلم، قَالَ: " إِن رجلا قَالَ لعبد الله بن عمر: رَأَيْتُك تحب الصُّفْرَة، وَتَصْفَر لحيتك؟ {قَالَ: إِنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ أحب الطّيب إِلَيْهِ الصُّفْرَة ". 923 - حَدثنِي الْقَاسِم بن بشر بن مَعْرُوف، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن خَالِد العثماني، قَالَ: حَدثنَا مَالك بن أنس، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخضب بالصفرة ". 924 - وحَدثني أَبُو الْخطاب الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا صَالح بن زِيَاد، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن دِينَار، قَالَ: " رَأَيْت ابْن عمر يصفر لحيته} فَقلت: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن! مَا لي أَرَاك تصفر لحيتك؟ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصفر ".

قال اخضبوه يعني أبا قحافة ولا تقربوه السواد

925 - وحَدثني إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد، عَن عبد الله بن عبد الْملك الفِهري، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن أبي بكر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اخضبوه - يَعْنِي أَبَا قُحَافَة - وَلَا تقربوه السوَاد ". 926 - وحَدثني يُونُس، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي ابْن لَهِيعَة، عَن خَالِد بن أبي عمرَان، عَن سعد بن إِسْحَاق بن كَعْب بن عجْرَة، أَنه سمع أنس بن مَالك يخبر قَالَ: " دخلت يهود على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسَأَلَ عَنْهُم؟ فَقَالُوا: يهود يَا رَسُول الله {وهم لَا يصبغون الشّعْر؟} فَقَالَ: " غيروا سِيمَا الْيَهُود، وَلَا تغيرُوا بسواد "! 927 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن عبيد، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَة يحدث: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم ".

خضب قال كان مس شيئا من حناء وكتم

928 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن يزِيد بن أبي زِيَاد، قَالَ: سَأَلت أَبَا جَعْفَر: " هَل كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خضب؟ قَالَ: كَانَ مس شَيْئا من حناء وكتم ". 929 - وحَدثني نصر بن عبد الرَّحْمَن الأودي، قَالَ: حَدثنَا هشيم بن أبي ساسان، عَن سدير بن حَكِيم، بن صُهَيْب، قَالَ: " دخلت أَنا وَأبي وجدي {الْحمام بِالْمَدِينَةِ، فَإِذا عَليّ بن الْحُسَيْن فِيهِ} فَقَالَ: يَا شيخ {مَا مَنعك أَن تخضب؟ قَالَ: قد رَأَيْت من هُوَ خير مِنْك لَا يخضب} قَالَ: وَمن ذَلِك الَّذِي هُوَ خير مني؟ {قَالَ: عَليّ بن أبي طَالب} قَالَ: قد خضب خير من عَليّ بن أبي طَالب! رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " 930 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيغ الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا كهمس، عَن ابْن بُرَيْدَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن أحسن مَا غيرتم بِهِ الشيب: الْحِنَّاء والكتم. قَالَ: فَقَالَ أَبُو مَسْعُود: هَل كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

خضب؟ قَالَ: نعم ".

مخضوبا ورأى آخرون أن ترك الشعر أبيض أولى من تغييره ورأوا أن الصحيح عن رسول الله

931 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا عمر بن سِنَان الملقب بالصغدي، قَالَ: حَدثنِي الْجريرِي، عَن أبي عَامر، زعم: " أَنه رأى شعر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخضوبا ". وَرَأى آخَرُونَ: أَن ترك الشّعْر أَبيض أولى من تَغْيِيره {وَرَأَوا أَن الصَّحِيح عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْخَبَر: نَهْيه عَن تَغْيِير الشيب} وَقَالُوا: توفّي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقد بدا فِي لحيته وعنفقته وَرَأسه الشيب، فَلم يُغَيِّرهُ بِشَيْء من الأصباغ، وَلَو كَانَ تَغْيِيره الِاخْتِيَار: كَانَ هُوَ أولى أَن يكون قد آثر الَّذِي هُوَ أفضل! (" ذكر من رُوِيَ ذَلِك عَنهُ من السّلف أَو ترك تَغْيِير الشيب ") 932 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ، عَن أبي إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: " رَأَيْت عَليّ بن أبي طَالب أَبيض الرَّأْس واللحية. قَالَ: سُفْيَان: أَو ذكر أَحدهمَا ".

933 - وَحدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا إِسْرَائِيل، عَن أبي إِسْحَاق، قَالَ: " كنت مَعَ أبي يَوْم الْجُمُعَة، فَقَالَ: أَي بني تُرِيدُ أَن ترى أَمِير الْمُؤمنِينَ؟ قَالَ: فَقُمْت قَائِما فَرَأَيْت عليا يخْطب عَلَيْهِ إِزَار ورداء أترع، ضخم الْبَطن، أَبيض الرَّأْس واللحية ". 934 - وَحدثنَا هَارُون بن إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا مُصعب بن الْمِقْدَام، قَالَ: حَدثنَا إِسْرَائِيل بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق السبيعِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق، قَالَ: " رَأَيْت عليا يخْطب على الْمِنْبَر، وَعَلِيهِ إِزَار ورداء: أَبيض الرَّأْس واللحية، أجلح، ضخم الْبَطن، ربعَة ". 935 - وحَدثني عبد الْأَعْلَى بن وَاصل الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن آدم، قَالَ: حَدثنَا إِسْرَائِيل، عَن أبي إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله الْهَمدَانِي، قَالَ: " رَأَيْت عليا أَبيض الرَّأْس واللحية، أجلح، ضخم الْبَطن، ربعَة من الرِّجَال ".

936 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب بن أبي مَنْصُور، عَن أبي إِسْحَاق الْهَمدَانِي، قَالَ: " رَأَيْت عليا أَبيض الرَّأْس واللحية ". 937 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن إِسْمَاعِيل، عَن الشّعبِيّ، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا الْحسن عليا، ولحيته بَيْضَاء، قد مَلَأت مَا بَين مَنْكِبَيْه ". 938 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا نوح، عَن أبي سعيد، قَالَ: " رَأَيْت عليا أَبيض الرَّأْس واللحية ". 939 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا خربوذان، قَالَ: " رَأَيْت عليا أَبيض اللِّحْيَة ". 940 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، عَن مُغيرَة، قَالَ: " كَانَ عمر وَعلي - رضوَان الله عَلَيْهِمَا - لَا يخضبان ".

941 - حَدثنِي عمر بن إِسْمَاعِيل الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن ربيعَة، عَن عبد الْملك مُؤذن الْمَسْجِد الْحَرَام اللَّيْثِيّ، قَالَ: " رَأَيْت الْحسن وَالْحُسَيْن قد شَابًّا، وَلم يخضبا ". 942 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا ابْن عدي، عَن عَوْف، عَن الْحسن، قَالَ: حَدثنَا عتي بن ضَمرَة، قَالَ: " قدمت الْمَدِينَة، فَلَقِيت شَيخا أَبيض الرَّأْس واللحية، فَإِذا هُوَ أبي بن كَعْب ". 943 - وَحدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، عَن شُعْبَة، عَن يُونُس، عَن الْحسن، عَن عتي، قَالَ: " رَأَيْت أبي بن كَعْب أَبيض اللِّحْيَة، أَبيض الرَّأْس ". 944 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، عَن سعيد الْجريرِي، عَن أبي نَضرة، قَالَ: قَالَ رجل منا، يُقَال لَهُ: جَابر أَو جُوَيْبِر: " قدمت الْمَدِينَة فِي خلَافَة عمر، فَأتيت عمر، فَرَأَيْت إِلَى جنبه رجلا أَبيض الثِّيَاب، أَبيض الشّعْر! فَقلت:

لا يغيرون الشيب بشيء منهم من في رأسه سواد وبياض وقال بعد ذلك رؤوسهم ولحاهم بيض كلها

يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ {من هَذَا إِلَى جَنْبك؟} قَالَ: سيد الْمُسلمين: أبي بن كَعْب ". 945 - وحَدثني عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا أَبُو نباتة يُونُس بن يحيى بن نباتة، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة بن وردان، قَالَ: " رَأَيْت أنس بن مَالك، وَمَالك بن أَوْس بن الْحدثَان النصري، وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع، وَعبد الرَّحْمَن بن أَشْيَم من بني أَنْمَار: كلهم صحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يغيرون الشيب بِشَيْء! مِنْهُم من فِي رَأسه سَواد وَبَيَاض. وَقَالَ بعد ذَلِك: رؤوسهم ولحاهم بيض كلهَا ".

946 - حَدثنِي أَبُو زيد عمر بن شبة، قَالَ: حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ، عَن مهْدي بن عمرَان، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا الطُّفَيْل أَبيض الرَّأْس واللحية ". 947 - حَدثنِي الْحُسَيْن بن عَليّ الصدائي، قَالَ: حَدثنَا أبي عَليّ بن يزِيد، قَالَ: حَدثنَا مبارك، عَن سيار بن سَلامَة قَالَ: " دخلت مَعَ أبي على أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ، وَهُوَ أَبيض الرَّأْس واللحية ".

وأنا ألعب مع الصبيان فقال لي من أنت فقلت السائب بن يزيد أخو النمر فمسح يده على رأسي وقال بارك الله فيك فهو لا يشيب أبدا

948 - حَدثنِي الْعَبَّاس بن أبي طَالب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حُذَيْفَة، قَالَ: حَدثنَا عِكْرِمَة بن عمار، عَن عَطاء مولى السَّائِب بن يزِيد، قَالَ: " كَانَ شعر السَّائِب بن يزِيد من هَا هُنَا إِلَى مقدم رَأسه أسود، وَسَائِر رَأسه ولحيته وعارضيه أَبيض. فَقلت لَهُ: يَا مولَايَ {مَا رَأَيْت أحدا أعجب شعرًا مِنْك} قَالَ: لَوْلَا تَدْرِي لم ذَاك يَا بني {مر بِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَنا أَلعَب مَعَ الصّبيان، فَقَالَ لي: من أَنْت؟ فَقلت: السَّائِب بن يزِيد أَخُو النمر} فَمسح يَده على رَأْسِي، وَقَالَ: بَارك الله فِيك {فَهُوَ لَا يشيب أبدا} ". 949 - حَدثنَا زِيَاد بن أَيُّوب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو تُمَيْلة، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الحميد بن حميد، قَالَ: " رَأَيْت مرّة الطّيب الْهَمدَانِي أَبَا إِسْمَاعِيل أَبيض الرَّأْس واللحية ".

950 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن وَاضح، قَالَ: حَدثنَا مَرْزُوق، قَالَ: " رَأَيْت سعيد بن الْمسيب أَبيض الرَّأْس واللحية ". 951 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنِي أبي، قَالَ: " رَأَيْت أَبَا مجلز أَبيض الرَّأْس واللحية ". 952 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن عبيد، قَالَ: " كَانَ عِكْرِمَة لَا يخضب ". 953 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا يحيى، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله الْعَتكِي، قَالَ: " رَأَيْت سعيد بن جُبَير أَبيض الرَّأْس واللحية ".

954 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن يمَان، عَن عُثْمَان بن الْأسود، عَن عَطاء وَسَعِيد بن جُبَير، " أَنَّهُمَا مَرضا فَلم يختضبا بحناء وَلَا كتم ". 955 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، قَالَ: " كَانَ حبيب وَأَبُو حُصَيْن وَإِبْرَاهِيم بن مهَاجر لَا يختضبون! كَانَت رؤوسهم بَيْضَاء ". 956 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا جرير، قَالَ: " كَانَ عَطاء - يَعْنِي ابْن السَّائِب - لَا يخضب ". وَكَانَت عِلّة من اخْتَار ترك تَغْيِير الشيب على تَغْيِيره من الْأَثر مَا:

لا تغيروا هذه الشيبة فمن كان مغيرا لا محالة فبالحناء والكتم

957 - حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى الْأَزْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عمر بن سعيد الدِّمَشْقِي، قَالَ: حَدثنَا وَسَعِيد بن بشير، عَن قَتَادَة، عَن أنس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تغيرُوا هَذِه الشيبة، فَمن كَانَ مغيرا لَا محَالة، فبالحناء والكتم ". 958 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن المستمر الْعرَاق، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بكار، قَالَ: أخبرنَا سعيد بن بشير، عَن قَتَادَة، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من كَانَ مغيرا لَا محَالة، فبالحناء والكتم ". 959 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا زُهَيْر، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي جُحَيْفَة، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنفقته بَيْضَاء فَقيل لَهُ: مثل من أَنْت يَوْمئِذٍ، يَا أَبَا جُحَيْفَة؟ قَالَ: أبري النبل وأريشها ".

هذه منه بيضاء ووضع زهير يده على عنفقته قلت لأبي جحيفة مثل من أنت يومئذ قال أبري النبل وأريشها

960 - حَدثنَا سُفْيَان بن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن آدم، عَن زُهَيْر، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي جُحَيْفَة، قَالَ: " رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هَذِه مِنْهُ بَيْضَاء! وَوضع زُهَيْر يَده على عنفقته. قلت لأبي جُحَيْفَة: مثل من أَنْت يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: أبري النبل وأريشها ". 961 - وحَدثني سعيد بن عُثْمَان التنوخي، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن صَالح وَمُحَمّد بن يزِيد بن سِنَان قَالَا: حَدثنَا زُهَيْر بن مُعَاوِيَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي جُحَيْفَة، قَالَ: " رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهَذِه مِنْهُ بَيْضَاء - يَعْنِي عنفقته - ". 962 - وحَدثني وَاصل بن عبد الْأَعْلَى الْأَسدي، قَالَ: حَدثنَا

أبيض قد شاب

مُحَمَّد بن فُضَيْل، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن أبي جُحَيْفَة، قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَبيض، قد شَاب ". 963 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، قَالَ: قلت لأبي جُحَيْفَة: صف لي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: " كَانَ أَبيض أشمط ". 964 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن معَاذ، قَالَ: حَدثنَا حريز بن عُثْمَان - قَالَ معَاذ: وَمَا رَأَيْت رجلا قطّ من أهل الشَّام أفضله عَلَيْهِ - قَالَ: " دَخَلنَا على عبد الله بن بسر، فَقلت لَهُ - من بَين أَصْحَابِي - رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أشيخا كَانَ؟ قَالَ: فَوضع يَده على عنفقته، وَقَالَ: قد كَانَ فِي عنفقته شعر أَبيض ".

فقال نعم فقلت كان شاب قال كان شعرات بيض وأشار إلى عنفقته

965 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْمَعْرُوف بصاعقة، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْمُنْذر، قَالَ: حَدثنَا حريز، قَالَ: " دَخَلنَا على عبد الله بن بسر، فَأَقْبَلت عَلَيْهِ من بَينهم، فَقلت: رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: نعم. فَقلت: كَانَ شَاب؟ قَالَ: كَانَ شَعرَات بيض. وَأَشَارَ إِلَى عنفقته ". 966 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، قَالَ: حَدثنَا حريز بن عُثْمَان، قَالَ: قلت لعبد الله بن بسر: " أشيخا كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ قَالَ: كَانَ فِي مقدم رَأسه شعر أَبيض ". 967 - حَدثنِي هِلَال بن الْعَلَاء الرقي، قَالَ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن عَيَّاش، قَالَ: حَدثنَا جَعْفَر بن برْقَان، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، قَالَ: " قدم أنس بن مَالك الْمَدِينَة، وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَال عَلَيْهَا. قَالَ: فأرسلني عمر إِلَى أنس، وَقَالَ: سَله: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَإنَّا نجد هَا هُنَا شعرًا، من شعره فِيهِ

كان قد متع بسواد الشعر لو عددت ما أقبل علي من رأسه ولحيته ما كنت أدري هل أعد خمس عشرة شيبة فما أرى هذا الذي تجدون إلا من الطيب الذي يطيب به شعره وهو غير لونه

بَيَاض، كَأَنَّهُ لون؟ فَقَالَ أنس: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ قد متع بسواد الشّعْر {لَو عددت مَا أقبل عَليّ من رَأسه ولحيته، مَا كنت أَدْرِي هَل أعد خمس عشرَة شيبَة؟ فَمَا أرى هَذَا الَّذِي تَجِدُونَ إِلَّا من الطّيب الَّذِي يطيب بِهِ شعره، وَهُوَ غير لَونه ". 968 - حَدثنَا ابْن الْمثنى وَابْن بشار، قَالَا: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا همام بن يحيى، عَن قَتَادَة، قَالَ: قلت لأنس: " هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ قَالَ: لم يبلغ ذَاك} إِنَّمَا كَانَ شَيْئا فِي صدغيه ". 969 - حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ وَابْن الْمثنى، قَالَا: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن خُلَيْد بن جَعْفَر، عَن أبي إِيَاس، عَن أنس بن مَالك: " أَنه سُئِلَ عَن شيب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: مَا شانه الله ببيضاء ".

قال إنه لم ير من الشيب إلا نحوا من سبع عشرة أو عشرين شعرة في مقدم لحيته وقال إنه لم يشن بالشيب فقيل لأنس أشين هو قال كلكم يكرهه

970 - حَدثنَا ابْن الْمثنى وَابْن بشار، قَالَا: حَدثنَا معَاذ بن معَاذ وَابْن أبي عدي، قَالَا: حَدثنَا حميد، عَن أنس بن مَالك: " أَنه سُئِلَ: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ قَالَ: إِنَّه لم ير من الشيب إِلَّا نَحوا من سبع عشرَة أَو عشْرين شَعْرَة فِي مقدم لحيته، وَقَالَ: إِنَّه لم يَشن بالشيب {فَقيل لأنس: أشين هُوَ؟ قَالَ: كلكُمْ يكرههُ} ". 971 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن معَاذ، عَن حميد، عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ، قَالَ: " كَانَ الشيب الَّذِي بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تسعا أَو عشر شَعرَات "! 972 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل،

قال لم يشنه الشيب

قَالَ: حَدثنَا حميد، قَالَ: " سُئِلَ أنس بن مَالك: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ قَالَ: لم يشنه الشيب ". 973 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن الْحَارِث، قَالَ: حَدثنَا حميد، قَالَ: " سُئِلَ أنس: أخضب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ قَالَ: فَقَالَ أنس: لم يشنه الشيب ". 974 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا معَاذ بن معَاذ، قَالَ: حَدثنَا حميد، عَن أنس قَالَ: " لم يكن الشيب الَّذِي بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عشْرين شَعْرَة ". 975 - حَدثنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش، قَالَ: حَدثنَا ربيعَة الرَّأْي، عَن أنس بن مَالك قَالَ: " كَانَ فِي مقدم لحية رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عشرُون شمطة ". 976 - حَدثنِي الْعَبَّاس بن الْوَلِيد العذري، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: حَدثنِي ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنِي أنس بن مَالك: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعث على رَأس أَرْبَعِينَ، وَقبض على رَأس سِتِّينَ، وَمَا فِي رَأسه ولحيته عشرُون شَعْرَة بَيْضَاء {" قَالَ ربيعَة: فَأول من سَمِعت مِنْهُ عشرُون لمن أنس بن مَالك} .

عشرون شعرة بيضاء

977 - وَحدثنَا سُلَيْمَان بن عمر بن خَالِد الرقي، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن الْمُبَارك، عَن سُفْيَان، عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن، عَن أنس بن مَالك، قَالَ: " لم يكن للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عشرُون شَعْرَة بَيْضَاء ". 978 - حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: حَدثنَا حميد، عَن أنس، قَالَ: " قيل لأنس: هَل خضب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: مَا شانه الله بالشيب! فَقَالُوا: أَو شين هُوَ يَا أَبَا حَمْزَة؟ قَالَ: كلكُمْ يكرههُ ". 979 - حَدثنَا صَالح بن مِسْمَار الْمروزِي، قَالَ: حَدثنَا مُعلى بن أَسد، قَالَ: حَدثنَا وهيب، عَن أَيُّوب، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، قَالَ: " سَأَلت أنس بن مَالك: أخضب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: إِنَّه لم ير من الشيب إِلَّا قَلِيلا ".

لم يكن يخضب إنما كان شمط في عنفقته يسير وفي الصدغين يسير وفي الرأس يسير

980 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنِي عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث، قَالَ: حَدثنَا الْمثنى بن سعيد الضبعِي، قَالَ: حَدثنَا قَتَادَة، عَن أنس " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن يخضب، إِنَّمَا كَانَ شمط فِي عنفقته يسير، وَفِي الصدغين يسير، وَفِي الرَّأْس يسير ". 981 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد الطرسوسي، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن آدم، قَالَ: حَدثنَا شريك، عَن عبيد الله بن عمر، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ: " كَانَ شيب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَحوا من عشْرين شَعْرَة ".

من الشيب إلا شعرات في مفرق رأسه كان إذا دهنه غطاهن

982 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن سماك، عَن جَابر بن سَمُرَة، قَالَ: " مَا كَانَ فِي رَأس رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الشيب إِلَّا شَعرَات فِي مفرق رَأسه، كَانَ إِذا دهنه غطاهن ". 983 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن سماك، قَالَ: " سَمِعت جَابر بن سَمُرَة سُئِلَ عَن شيب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: كَانَ إِذا دهن رَأسه لم ير مِنْهُ شَيْء، وَإِذا لم يدهن رئي مِنْهُ ".

وأنا ألعب مع الصبيان فقال لي من أنت فقلت السائب بن يزيد أخو النمر فمسح يده على رأسي وقال بارك الله فيك فهو لا يشيب أبدا

984 - وحَدثني الْعَبَّاس بن أبي طَالب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو حُذَيْفَة، قَالَ: حَدثنَا عِكْرِمَة بن عمار، عَن عَطاء مولى السَّائِب بن يزِيد، قَالَ: " كَانَ شعر السَّائِب بن يزِيد من هَا هُنَا إِلَى مقدم رَأسه أسود، وَسَائِر رَأسه، ولحيته، وعارضيه أَبيض {فَقلت لَهُ: يَا مولَايَ} مَا رَأَيْت أحدا أعجب شعرًا مِنْك؟ قَالَ: لَوْلَا تَدْرِي لم ذَاك يَا بني؟ {مر بِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَنا أَلعَب مَعَ الصّبيان، فَقَالَ لي: من أَنْت؟ فَقلت: السَّائِب بن يزِيد أَخُو النمر} فَمسح يَده على رَأْسِي، وَقَالَ: بَارك الله فِيك، فَهُوَ لَا يشيب أبدا ".

فقال لم يبلغ ذاك

985 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا همام، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب، أَنه: " سُئِلَ هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَقَالَ: لم يبلغ ذَاك ". 986 - حَدثنَا ابْن الْمثنى وَابْن بشار، قَالَا: حَدثنَا معَاذ بن هِشَام، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن سعيد بن الْمسيب بِمثل ذَلِك. 987 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَأَبُو عَامر، عَن هِشَام، عَن قَتَادَة، قَالَ: " سَأَلت سعيد بن الْمسيب: هَل خضب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ قَالَ: لم يبلغ ذَاك ". وَالَّذِي نقُول بِهِ فِي هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي رويناها، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الَّتِي فِي بَعْضهَا الْأَمر بتغيير الشيب، وَفِي بَعْضهَا النَّهْي عَن تَغْيِيره: أَن جَمِيعهَا صَحِيح (!) وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء يبطل معنى

في خبر الزبير الذي ذكرنا عنه عن رسول الله

غَيره، وَلَكِن بَعْضهَا عَام، وَبَعضهَا خَاص ( {) فَقَوْل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي خبر الزبير الَّذِي ذكرنَا عَنهُ، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعَن من وَافقه فِي رِوَايَته عَنهُ، أَنه قَالَ: " غيروا الشيب، وَلَا تشبهوا باليهود ". عَام الْمخْرج، وَالْمرَاد مِنْهُ: الْخُصُوص (} ) وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: غيروا الشيب الَّذِي هُوَ نَظِير شيب أبي قُحَافَة، الَّذِي قد صَار رَأس من بِهِ ذَلِك ولحيته كالثغامة بَيَاضًا. فَأَما من كَانَ أشمط أَو كَانَ شعره مخلسا، فَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولأمثاله: " لَا تغيرُوا هَذِه الشيبة " ( {) وَقَالَ: " من شَاب شيبَة فِي الْإِسْلَام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة، إِلَّا أَن ينتفها، أَو يخضبها " (} ) وهم الَّذين كره لَهُم تَغْيِير شيبهم. فَإِن قَالَ قَائِل: وَمَا الدَّلِيل على أَن ذَلِك مَعْنَاهُ؟ قيل لَهُ: الدَّلِيل على ذَلِك مَا قد بَينا فِي غير مَوضِع من كتبنَا: أَنه غير جَائِز أَن يكون من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَولَانِ متضادان، وأمران فِي شَيْء وَاحِد، فِي حَالَة وَاحِدَة متنافيان {وَأَن يَأْمر بأمرين، وَفِي وَقْتَيْنِ مُخْتَلفين، كل وَاحِد مِنْهُمَا مُخَالف صَاحبه، إِلَّا على وَجه نسخ أَحدهمَا صَاحبه} وَإِذ كَانَ غير جَائِز أَن يكون ذَلِك إِلَّا كَذَلِك، كَانَ غير جَائِز أَن يكون النَّاسِخ مِنْهُمَا إِلَّا مَعْلُوما عِنْد أمته من الْمَنْسُوخ { فَإذْ كَانَ الْأَمر كَذَلِك، وَكَانَت الْأَخْبَار قد وَردت عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِنَقْل الْعُدُول: أَنه أَمر بتغيير الشيب، وَأَنه نهى عَن تَغْيِيره (} ) وَكَانَ مَعْلُوما أَن الْأَمر وَالنَّهْي غير جَائِز اجْتِمَاعهمَا فِي حَال وَاحِدَة عَن شَيْء وَاحِد، وَأَن أَحدهمَا لَو كَانَ نَاسِخا صَاحبه، كَانَ ذَلِك مُبينًا أوقاتهما، ليعلم الَّذِي على النَّاس من ذَلِك، فيعملوا بِهِ، وينتهوا إِلَيْهِ، علم أَن القَوْل فِي ذَلِك كَالَّذي قلت، وَأَن الَّذين اخْتَارُوا تَغْيِير

إنما غيروا في الحال التي كان فيها شيبهم وبياض شعورهم كشيب أبي قحافة وشعره أو في حال كان منهم ذلك قريبا من ذلك وأن الذين اختاروا ترك تغيير شيبهم فلم يغيروه كان شيبهم مخالفا شيب أبي قحافة وبياض شعر رأسه ولحيته إما بالإختلاس والإشماط

الشيب فغيروه من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّمَا غيروا فِي الْحَال الَّتِي كَانَ فِيهَا شيبهم، وَبَيَاض شُعُورهمْ كشيب أبي قُحَافَة وشعره، أَو فِي حَال كَانَ مِنْهُم ذَلِك قَرِيبا من ذَلِك وَأَن الَّذين اخْتَارُوا ترك تَغْيِير شيبهم فَلم يغيروه، كَانَ شيبهم مُخَالفا شيب أبي قُحَافَة وَبَيَاض شعر رَأسه ولحيته، إِمَّا بالإختلاس والإشماط، وَإِمَّا بِغَلَبَة السوَاد عَلَيْهِ، كَالَّذي رُوِيَ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي شعره، وَأَنه مَعَ ظُهُور الشيب فِي رَأسه وعنفقته ولحيته، لم يُغَيِّرهُ لقلته فِيهَا { فَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك، فَالَّذِي نَخْتَار لمن كَانَ لَا شعر فِي رَأسه ولحيته أسود بابيضاض جَمِيعه، أَن يُغَيِّرهُ بخضاب. وَلمن كَانَ فِي شعر رَأسه ولحيته سَواد ترك تَغْيِيره بِشَيْء من الخضاب، من غير أَن أرى تَارِك تَغْيِيره - وَإِن كَانَ جَمِيع مَا فِي رَأسه ولحيته من الشّعْر قد ابيض - آثِما بترك تَغْيِيره (} ) إِذْ كَانَ الْأَمر من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بتغيير ذَلِك ندبا لَا فرضا، وإرشادا لَا إِيجَابا ( {) وَكَذَلِكَ: لَا أرى مغير ذَلِك - وَإِن كَانَ قَلِيلا مَا ابيض مِنْهُ - حرجا بتغييره؛ إِذْ كَانَ النَّهْي عَن ذَلِك، من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ تكريها، لَا تَحْرِيمًا؛ لإِجْمَاع سلف الْأمة وَخَلفهَا على ذَلِك، وَأَن النَّهْي من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن ذَلِك، لَو كَانَ على وَجه التَّحْرِيم أَو لَو كَانَ الْأَمر - فِيمَا أَمر بِهِ من ذَلِك - كَانَ على وَجه الْإِيجَاب، لَكَانَ تاركوا التَّغْيِير قد أَنْكَرُوا على المغيرين (} ) أَو كَانَ المغيرون قد أَنْكَرُوا على تاركي التَّغْيِير. وَلَكِن الْأَمر كَانَ فِي ذَلِك كَالَّذي وصفت - إِن شَاءَ الله - فَلذَلِك ترك بَعضهم النكير على بعض. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِك، كَانَ الثَّوْريّ يَقُول، وَإِن كَانَ قد خَالَفنَا من ذَلِك فِي بعض معانينا الَّذِي قُلْنَا فِيهِ. 988 - حَدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا زيد بن أبي

والقبيح ما قبحه وقد بينا الحال التي ندب إلى تغيير البياض والحال التي نهي عن تغييره فيها وسننه أولى السنن أن تتبع وأن يستن بها

الزَّرْقَاء، قَالَ: " سُئِلَ سُفْيَان عَن رجل يشيب نصف شعره أَو أَكثر أَو أقل، مَتى يسْتَحبّ لَهُ أَن يُغَيِّرهُ؟ وَهل فِي ذَلِك وَقت؟ قَالَ: أَي ذَلِك فعل فَحسن، وَلَيْسَ لذَلِك وَقت " فَالَّذِي قُلْنَا أَنه نَحْو قَوْلنَا من قَول الثَّوْريّ هَذَا، هُوَ أَنه لم يؤثم مغير الشيب من شعره: قل ذَلِك، أَو كثر، وَلَا تَارِك تَغْيِيره - وَإِن كثر - وَأما الَّذِي هُوَ خلاف قَوْلنَا مِنْهُ: قَوْله: " أَي ذَلِك فعل فَحسن "؛ وَذَلِكَ أَن الْحسن - عندنَا - مَا حسنه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والقبيح مَا قبحه. وَقد بَينا الْحَال الَّتِي ندب إِلَى تَغْيِير الْبيَاض، وَالْحَال الَّتِي نهي عَن تَغْيِيره فِيهَا، وسننه أولى السّنَن أَن تتبع، وَأَن يستن بهَا. (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول: قيس بن أبي حَازِم: " كَانَ أَبُو بكر يخرج إِلَيْنَا، وَكَأن لحيته ضرام العرفج من الْحِنَّاء والكتم "؛ يَعْنِي بقوله: ضرام العرفج: لَهب نَار العرفج فِي شدَّة الْحمرَة، من حمرَة الخضاب بِالْحِنَّاءِ والكتم! يُقَال مِنْهُ: اضطرمت النَّار فَهِيَ تضطرم اضطراما: إِذا التهبت. وَمِنْه قَول العجاج: (سفواء مرخاء تباري مغلجا ... كَأَنَّمَا يستضرمان العرفجا) يَعْنِي بقوله: يستضرمان: يستوقدان النَّار. وَمِنْه قَول حَاتِم الطَّائِي:

(عَلَيْك بهاتيك اليفاع فأوقدي ... بجزل وَلَا تستوقدي بضرام) يَعْنِي بالضرام: دقاق العيدان. وَأما العرفج: فَإِنَّهَا شَجَرَة أَضْوَأ الْأَشْجَار - فِيمَا يُقَال - نَارا. وَهِي جمع: واحدتها: عرْفجَة. وَمن ذَلِك قَول أبي الْبِلَاد الطهوي: (يَا موقد النَّار أوقدها بعرفجة ... لمن تبينها من مُدْلِج سَار) وَأما قَول الآخر: " رَأَيْت أَبَا بكر أَبيض الرَّأْس خَفِيفا، على نَاقَة لَهُ أدماء " فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: " أدماء ": بَيْضَاء تعلوها غبرة. وَبِذَلِك يُوصف أَدَم الظباء. وَمن ذَلِك قَول زُهَيْر: (بهَا الْعين والآرام والأدم خلفة ... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم) وَأما قَول أنس: " ردد ذَلِك حَتَّى أقناها " فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: أقناها: أشبعها حمرَة من الخضاب. يُقَال فِي ذَلِك إِذا وصف الشَّيْء الْأَحْمَر بالإشباع حمرَة: هُوَ أَحْمَر قاني. كَمَا يُقَال فِي الْأَبْيَض إِذا وصف بِشدَّة الْبيَاض، وصفائه: أَبيض ناصع. وَأما قَول الآخر: " قدم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمَدِينَة،

وَلَيْسَ فِي أَصْحَابه أشمط غير أبي بكر، فغلفها بِالْحِنَّاءِ والكتم ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: أشمط: أَن شعر رَأسه ولحيته قد خالط سوَاده بَيَاض. وَكَذَلِكَ تَقول الْعَرَب للرجل إِذا ابيض من شعر رَأسه ولحيته نصفه، وَنصفه أسود بعد: أشمط. وأصل الشمط: الْخَلْط. يُقَال مِنْهُ فِي شمط الشّعْر: قد شمط شعر فلَان، فَهُوَ يشمط شُمْطًا. وَإِذا جمع بَين شَيْئَيْنِ مختلفي الألوان فَذَلِك الشمط. يُقَال من الْخَلْط: شمط يشمط شُمْطًا - بِسُكُون الْمِيم - وَمن ذَلِك قيل للصبح: شميط: لاختلاط بَيَاض الْفجْر بسواد اللَّيْل. وَمن شمط الشّعْر، قَول أبي النَّجْم: (إِن يمس رَأْسِي أشمط العناصي ... كَأَنَّمَا فرقه مناص) المناص: مَا استرسل من شعر الرَّأْس. وَيُقَال من الشّعْر أَيْضا: اشماط الشّعْر، فَهُوَ يشماط اشمطاطا. وَمن ذَلِك قَول الْهُذلِيّ: (فَمَا أَنْت الْغَدَاة وَذكر سلمى ... وَأمسى الرَّأْس مِنْك إِلَى اشمطاط) وَأما قَول أبي جَعْفَر الْأنْصَارِيّ: " رَأَيْت أَبَا بكر كَأَن لحيته جمر الغضى ". فَإِن الغضى شجر مضيئة النَّار. شبه حمرَة خضاب لحيته بحمرة جمر الغضى. وَإِيَّاهَا عَنى الفرزدق بقوله:

ورأسه ولحيته كأنها ثغامة بيضاء فإن الثغامة فيما قيل شجرة بالبادية معروفة إذا يبست ابيضت تجمع ثغاما وإياه عنى الفرزدق بقوله وقالوا لنا زيدوا عليهم فإنهم لغاء وإن كانوا ثغام اللهازم يعني بالثغام جمع الثغامة

(كَأَن مفالق الرُّمَّان فِيهَا ... وجمر غضى قعدن عَلَيْهِ حام) وَأما قَول ابْن عَبَّاس لما بنى عمر بِأم كُلْثُوم: " دخل عَلَيْهِ مشيخة الْمُهَاجِرين، فَكَانَت تحفته إيَّاهُم أَن صفر لحاهم بالملاب ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالملاب: الخلوق، وَمَا أشبهه من طيب النِّسَاء. وإياه عَنى جرير بن عَطِيَّة فِي قَوْله للفرزدق: (أعدُّوا مَعَ الْحلِيّ الملاب فَإِنَّمَا ... جرير لكم بعل وَأَنْتُم حلائله) وَأما قَول جَابر بن عبد الله: " جِيءَ بِأبي قُحَافَة إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَرَأسه ولحيته كَأَنَّهَا ثغامة بَيْضَاء ". فَإِن الثغامة - فِيمَا قيل - شَجَرَة بالبادية مَعْرُوفَة إِذا يَبِسَتْ ابْيَضَّتْ، تجمع ثغاما. وإياه عَنى الفرزدق بقوله: (وَقَالُوا لنا زيدوا عَلَيْهِم فَإِنَّهُم ... لغاء وَإِن كَانُوا ثغام اللهازم) يَعْنِي بالثغام جمع الثغامة. وَأما قَول أبي رمثة: " انْطَلَقت مَعَ أبي إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَإِذا لَهُ وفرة بهَا ردع من حناء ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالردع: الْأَثر. وكل أثر من دم أَو حناء أَو زعفران، أَو خلوق، وَغير ذَلِك من صفرَة أَو حمرَة، فَإِن الْعَرَب تسميه ودعا، ولجمعه ردوعا. وَمِنْه قَول الطرماح بن حَكِيم: (تزلزل عَن فرع كَأَن متونه ... بهَا من عبيط الزَّعْفَرَان ردوع)

ذكر خبر آخر من أخبار عروة عن أبيه عن النبي

عني بالردوع: آثَار الزَّعْفَرَان. وَمِنْه قَول قبيصَة بن جَابر مخبرا عَن صَاحبه الَّذِي رمى الظبي، فَلم يخطيء حشاه: فَركب ردعه. يَعْنِي بقوله: ركب ردعه: ركب أثر الدَّم. (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 989 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور، قَالَ: حَدثنَا محَاضِر بن الْمُوَرِّع، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن الزبير، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لِأَن يَأْخُذ أحدكُم أحبلة، فَيَأْتِي بحزم من حطب فيبيعه، فيكف الله بِهِ وَجهه عَن النَّاس خير لَهُ من أَن يسْأَل النَّاس شَيْئا: أَعْطوهُ أَو منعُوهُ ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح؛ لِأَنَّهُ خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن الزبير، عَن

إلا من حديث هشام بن عروة عن أبيه عنه والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه وقد مضى ذكرنا موافقي الزبير في رواية هذا الخبر عن رسول الله

رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَنهُ. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ. وَقد مضى ذكرنَا موافقي الزبير فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أَصْحَابه، وَالْبَيَان عَن مَعْنَاهُ، وَمَا فِيهِ من الْفِقْه، فكرهنا إِعَادَته. (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 990 - حَدثنِي مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِدْرِيس، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، قَالَ: أخبرنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن الزبير بن الْعَوام، قَالَ: " أَعْطَانِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم بدر أَرْبَعَة أسْهم: سَهْمَيْنِ لفرسي، وَسَهْما لي، وَسَهْما لأمي من ذَوي الْقُرْبَى ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده، وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح، لعلل: إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ عَن الزبير، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخرج إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ.

جماعة من أصحابه نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله

وَالثَّانيَِة: أَن فِي نقل إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، عَن هِشَام بن عُرْوَة - عِنْدهم - نظر، يجب مَعَه التَّوَقُّف فِي أمره. وَالثَّالِثَة: أَن إِسْحَاق بن إِدْرِيس - عِنْدهم - مِمَّن لَا يجوز الِاحْتِجَاج بنقله. وَقد وَافق الزبير فِي رِوَايَة هَذَا الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمَاعَة من أَصْحَابه نذْكر مَا صَحَّ - عندنَا - من ذَلِك سَنَده، ثمَّ نتبع جَمِيعه الْبَيَان إِن شَاءَ الله! (" ذكر ذَلِك ") 991 - حَدثنَا حميد بن مسْعدَة الشَّامي، قَالَ: حَدثنَا سليم بن أَخْضَر، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن عبد الله: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قسم فِي النَّفْل للْفرس سَهْمَيْنِ، وللرجل سَهْما ". 992 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا سليم بن أَخْضَر، عَن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ: " قسم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْأَنْفَال يَوْم خَيْبَر: للْفرس سَهْمَيْنِ، وللرجل سَهْما ".

قسم يوم خيبر للفرس سهمين وللرجل سهما

993 - وَحدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر الوَاسِطِيّ، قَالَ: أخبرنَا عبد الله بن نمير، قَالَ: أخبرنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قسم يَوْم خَيْبَر: للْفرس سَهْمَيْنِ، وللرجل سَهْما ". 994 - حَدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا مُؤَمل، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ: " أسْهم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لرجل وفرسه: ثَلَاثَة أسْهم، للرجل سَهْما، ولفرسه سَهْمَيْنِ ". 995 - حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن التِّرْمِذِيّ، قَالَ: حَدثنَا سعيد الزنبري، قَالَ: حَدثنَا مَالك، عَن أبي الزِّنَاد، عَن خَارِجَة بن زيد، عَن أَبِيه: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أسْهم للزبير بِسَهْم، ولفرسه سَهْمَيْنِ ".

قسم لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين

996 - حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: قَالَ لي يحيى بن أَيُّوب، حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن كثير مولى بني مَخْزُوم، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قسم لمائتي فرس يَوْم خَيْبَر: سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ ".

قسم يوم خيبر لمائتي فرس لكل فرس سهمين

997 - حَدثنَا صَالح بن مِسْمَار الْمروزِي، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن خِدَاش، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن وهب، قَالَ: أخبرنَا يحيى بن أَيُّوب، عَن إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن كثير مولى بني مَخْزُوم، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس، " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قسم يَوْم خَيْبَر لمائتي فرس: لكل فرس سَهْمَيْنِ ". 998 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن فُضَيْل، عَن الْحجَّاج، عَن أبي صَالح، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " قسم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم خَيْبَر للفارس ثَلَاثَة أسْهم، وللراجل سَهْما ".

أسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهما

999 - حَدثنَا مُحَمَّد بن خلف، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنَا مجمع بن يَعْقُوب الزمعِي، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن عَمه عبد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن عَمه مجمع بن جَارِيَة: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أسْهم للْفرس سَهْمَيْنِ، ولصاحبه سَهْما ".

أعطى الفرس سهمين وأعطى الرجل سهما

1000 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن حمْرَان الحمراني، قَالَ: حَدثنَا المَسْعُودِيّ، عَن ابْن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ، عَن أَبِيه: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعْطى الْفرس سَهْمَيْنِ، وَأعْطى الرجل سَهْما ".

ونحن ثلاثة ومعنا فرس فأعطى كل رجل منا سهما سهما وأعطى الفرس سهمين فكان للفارس ثلاثة أسهم

1001 - وحَدثني مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأنمَاطِي، قَالَ: حَدثنَا مُسَدّد، قَالَ: حَدثنَا أُميَّة بن خَالِد، قَالَ: حَدثنَا المَسْعُودِيّ، عَن رجل من آل أبي عمْرَة، عَن أبي عمْرَة، قَالَ: " أَتَيْنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَنحن ثَلَاثَة، ومعنا فرس، فَأعْطى كل رجل منا سَهْما سَهْما، وَأعْطى الْفرس سَهْمَيْنِ، فَكَانَ للفارس ثَلَاثَة أسْهم ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَن هَذِه الْأَخْبَار وَعَما فِيهَا من الْفِقْه ") إِن قَالَ لنا قَائِل: مَا أَنْت قَائِل فِي هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي رويتها عَمَّن رويت، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنه أسْهم للفارس من الْغَنِيمَة ثَلَاثَة أسْهم: سَهْما لَهُ، وسهمين لفرسه ": صَحِيحَة أم سقيمة؟ فَإِن قلت: هِيَ سقيمة {قيل لَك: وَمَا الَّذِي أسقمها، ونقلتها - عنْدك ثِقَات} وَإِن قلت: هِيَ صَحِيحَة! قيل لَك: فَمَا أَنْت قَائِل فِيمَا: 1002 - حَدثَك بِهِ ابْن سِنَان الْقَزاز، قَالَ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن عبد الله بن عمر، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يقسم للفارس سَهْمَيْنِ، وللراجل سَهْما "؟

خيبر على ثمانية عشر سهما فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما

1003 - وحَدثني مُوسَى بن سهل الرَّمْلِيّ، قَالَ: حَدثنَا مجمع بن يَعْقُوب الْأنْصَارِيّ، قَالَ: سَمِعت أبي، يحدث عَن عَمه عبد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن عَمه مجمع بن جَارِيَة الْأنْصَارِيّ، قَالَ: " قسم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خَيْبَر على ثَمَانِيَة عشر سَهْما، فَأعْطى الْفَارِس سَهْمَيْنِ، وَأعْطى الراجل سَهْما "؟ 1004 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة، عَن ابْن إِسْحَاق، عَن مَكْحُول، قَالَ: " أسْهم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للفارس سَهْمَيْنِ، وللراجل سَهْما "؟

بإسهامه للفارس ثلاثة أسهم وإنكار الرواية عنه بخلاف ذلك وقال آخرون بتصحيح الرواية الواردة عنه بإسهامه للفارس سهمين وللراجل سهما وإنكار الرواية عنه بخلاف ذلك

قيل: قد اخْتلف السّلف - قبلنَا - فِي هَذِه الْأَخْبَار {فَقَالَ بَعضهم: بتصحيح الرِّوَايَة الْوَارِدَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإسهامه للفارس ثَلَاثَة أسْهم، وإنكار الرِّوَايَة عَنهُ بِخِلَاف ذَلِك} وَقَالَ آخَرُونَ: بتصحيح الرِّوَايَة الْوَارِدَة عَنهُ بإسهامه للفارس سَهْمَيْنِ، وللراجل سَهْما، وإنكار الرِّوَايَة عَنهُ بِخِلَاف ذَلِك. (" ذكر من صحّح الرِّوَايَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإسهامه للفارس ثَلَاثَة أسْهم وَقَالَ بِهِ أَو عمل بِهِ من السّلف ") 1005 - حَدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن هَانِيء بن هَانِيء، عَن عَليّ، أَنه قَالَ: " للْفرس سَهْمَان وللرجل سهم فِي الْغَنَائِم ". 1006 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن إِدْرِيس، قَالَ: سَمِعت ابْن إِسْحَاق، - قَالَ أَبُو كريب: قَالَ ابْن إِدْرِيس: وَهُوَ فِي حَدِيث - سمى الزُّهْرِيّ، وَعبد الله بن أبي بكر، وَيزِيد بن رُومَان، وَعَاصِم بن عمر: " إِن أول مَا حزب فِيهِ السِّهَام: يَوْم قُرَيْظَة، وَكَانَت السهْمَان: سِتَّة وَثَلَاثِينَ فرسا، للْفرس سَهْمَان، وللفارس سهم ".

1007 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون بن الْمغرَة، عَن إِسْمَاعِيل، عَن الْحسن، أَنه قَالَ: " يقسم للفارس ثَلَاثَة أسْهم، وللراجل سهم ". 1008 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون، عَن عَنْبَسَة، عَن النجار، عَن الْحسن وَابْن سِيرِين: " أَنَّهُمَا كَانَا يقسمان للفارس ثَلَاثَة أسْهم ". قَالَ أَبُو جَعْفَر: النجار هَذَا: هُوَ أَشْعَث النقاش، وَهُوَ الأفرق، وهوالتوابيتي. 1009 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا هَارُون، عَن عِيسَى، عَن عَمْرو، عَن الْحسن: " أَنه كَانَ يقسم للفارس وفرسه ثَلَاثَة أسْهم: سَهْمَيْنِ لفرسه، وَسَهْما لَهُ ".

أن للفرس سهمين ولصاحبه سهما

1010 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، قَالَ: أَخْبرنِي خَالِد الْحذاء، قَالَ: " لَا يخْتَلف فِيهِ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن للْفرس سَهْمَيْنِ، ولصاحبه سَهْما ". 1011 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، قَالَ: سَمِعت حبيبا يَقُول: " لَا يخْتَلف فِيهِ: للفارس ثَلَاثَة أسْهم: للْفرس سَهْمَان ولصاحبه سهم ". 1012 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب قَالَ: قَالَ مَالك: " لم أزل أسمع أَن للْفرس سَهْمَيْنِ، وللرجل سَهْما ". 1013 - وحَدثني الْعَبَّاس بن الْوَلِيد، قَالَ: أَخْبرنِي أبي، قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيّ: " أسْهم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْخَيل: للْفرس سَهْمَيْنِ ولصاحبه سَهْما، وَأخذ بذلك الْمُسلمُونَ بعد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى الْيَوْم لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ".

ذكر من صحح الرواية عن رسول الله

1014 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا وَكِيع بن الْجراح، قَالَ: قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ: " يُسهم للفارس ثَلَاثَة أسْهم ". وَقَالَ أَبُو يُوسُف: " يُسهم للفارس ثَلَاثَة أسْهم: سهم لَهُ، وسهمان لفرسه ". (" ذكر من صحّح الرِّوَايَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإسهامه للفارس سَهْمَيْنِ وللراجل سَهْما ") 1015 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: حَدثنَا بشر بن الْمفضل، قَالَ: حَدثنَا حبيب بن شهَاب، عَن أَبِيه، عَن أبي مُوسَى: " أَنه كَانَ يَجْعَل للفارس سَهْمَيْنِ، وللراجل سَهْما ". 1016 - وحَدثني مُحَمَّد بن معمر البحراني، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن مسْعدَة، عَن حبيب - يَعْنِي ابْن شهَاب الْعَنْبَري - عَن أَبِيه، قَالَ: " لما أَخذ أَبُو مُوسَى تستر، وَقتل مُقَاتلَتهمْ، قَالَ: أبي: قَالَ لي أَبُو مُوسَى: اختر لي من خير الْجند: عشرَة رَهْط، فليكونوا مَعَك على هَؤُلَاءِ السَّبي حَتَّى نرْجِع إِلَيْك. فَلَمَّا فتح مَا أَرَادَ من الْقرى رَجَعَ فقسم بَين النَّاس، فَكَانَ للفارس سَهْمَان وللراجل سهم ".

في إسهامه الفارس من الغنائم ما ورد بأنه أسهمه ثلاثة أسهم سهمين لفرسه وسهما له فأما في إسهامه الراجل فإنه لا اختلاف في أنه لا زيادة له على سهم واحد بين أهل العلم فيحتاج إلى التشاغل بأمره وأما الرواية عنه أنه أسهم للفارس

1017 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا عثام، عَن الْأَعْمَش، عَن شيخ، قَالَ: " كَانَ سِهَام الْمُسلمين يَوْم جَلُولَاء ثَمَانِيَة ألف وَثَمَانِية من الدَّوَابّ، فَكَانَ للفارس سَهْمَان، وللراجل سهم: سهم لَهُ وَسَهْم لفرسه، لَا يُزَاد على ذَلِك، ويسهم للراجل سهم وَاحِد لنَفسِهِ ". وَقَالَ أَبُو حنيفَة، وَزفر، وَمُحَمّد: " يُسهم للفارس سَهْمَان ". وَالَّذِي نقُول بِهِ فِي ذَلِك: أَن الصَّحِيح من الرِّوَايَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي إسهامه الْفَارِس من الْغَنَائِم: مَا ورد بِأَنَّهُ أسهمه ثَلَاثَة أسْهم: سَهْمَيْنِ لفرسه، وَسَهْما لَهُ. فَأَما فِي إسهامه الراجل؛ فَإِنَّهُ لَا اخْتِلَاف فِي أَنه لَا زِيَادَة لَهُ على سهم وَاحِد بَين أهل الْعلم، فَيحْتَاج إِلَى التشاغل بأَمْره. وَأما الرِّوَايَة عَنهُ: أَنه أسْهم للفارس سَهْمَيْنِ؛ فَإِن رَاوِيه إِن كَانَ عَنى أَنه قد كَانَ فِيمَا أسْهم لَهُ من الأسهم الثَّلَاثَة: السهْمَان، فقد أصَاب - وَإِن كَانَ قد قَالَ قولا لبس بِهِ على من لَا علم لَهُ بِمَعْنَاهُ فِي ذَلِك معنى حكم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيهِ -

من وجهين أحدهما من رواية عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر ولا يدفع ذو علم بآثار رسول الله

وَإِن كَانَ عَنى أَنه لم يزدْ الْفَارِس على سَهْمَيْنِ {فَذَلِك - وَالله أعلم - غلط - عِنْدِي - من بعض رُوَاته. وَإِنَّمَا قُلْنَا: إِنَّه غلط من بعض رُوَاته؛ لِأَن الرِّوَايَة بذلك مُتَّصِلَة السَّنَد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: من رِوَايَة عبد الله بن عمر الْعمريّ، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، وَلَا يدْفع ذُو علم بآثار رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من نقلة الْأَخْبَار أَن عبيد الله بن عمر أثبت وأحفظ لما روى عَن نَافِع، وَغَيره من عبد الله بن عمر الْعمريّ، وَقد روينَا عَنهُ، عَن نَافِع وَعَن ابْن عمر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه أسْهم للفارس ثَلَاثَة أسْهم. وَمن الْمحَال أَن يكون ابْن عمر قَالَ: لم يزدْ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْفَارِس من الْغَنِيمَة على سَهْمَيْنِ. ثمَّ يَقُول: أسْهم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للفارس ثَلَاثَة أسْهم؛ لِأَن ذَلِك إِذا قَالَه قَائِل لم يخل من أحد وَجْهَيْن: إِمَّا أَن يكون مُتَعَمدا قيله، وَهُوَ يعلم وَجه فَسَاده، فَيكون كَاذِبًا فِي قيله، وَالْكذب عَن ابْن عمر - رَحمَه الله - منفي غير موهوم مِنْهُ تَعَمّده} أَو يكون سَاهِيا نَاسِيا أحد قوليه، فَيكون الْقَوْلَانِ جَمِيعًا مرفوضين، إِذا لم يعلم الْخَطَأ مِنْهُمَا من الصَّوَاب { وَالْآخر مِنْهُمَا: حَدِيث مجمع بن جَارِيَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَالْقَوْل فِيهِ - أَيْضا - نَظِير القَوْل فِي خبر ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على نَحْو مَا بَينا، وَأحسن حالات عبد الله بن عمر الْعمريّ فِيمَا روى فِي ذَلِك عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن نجعله لِأَخِيهِ عبيد الله بن عمر نظيرا} وَإِن كَانَ ذَلِك عِنْد أهل الْمعرفَة بالآثار ظلما! وَأَن نجْعَل مُحَمَّد بن عِيسَى، فِيمَا روى عَن مجمع بن يَعْقُوب فِي ذَلِك ليونس بن مُحَمَّد كُفؤًا، فنسقط القَوْل

وَالْعَمَل بِرِوَايَة كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي ذَلِك؛ إِذْ كَانَا قد تعادلا فِي القناعة، وَالرِّضَا، وَالْعَدَالَة: عِنْد من جعل خبر عبد الله بن عمر، وَخبر مُحَمَّد بن عِيسَى هما الْحجَّة فِي أَلا يُزَاد الْفَارِس على سَهْمَيْنِ من جِهَة الْأَثر، إِذْ كُنَّا لَا نعلم المحق مِنْهُمَا فِيمَا روى، من الْمُبْطل، ونلتمس حجَّة يجب علينا بهَا الْعَمَل فِي سهم الْفَارِس وفرسه: إِمَّا من جِهَة الْأَثر، وَإِمَّا من جِهَة النّظر { فَأَما الَّذين جعلُوا سهم الْفَارِس وفرسه سَهْمَيْنِ، فَلم يزيدوهما عَلَيْهِمَا؛ فَإِنَّهُم إِذْ عدموا بِمَا قَالُوا - مِمَّا ذكرنَا عَنْهُم - حجَّة تؤيد قَوْلهم من جِهَة الْأَثر، إِذْ صَار مَا أدلوا بِهِ من الْحجَّة لقَولهم فِي ذَلِك من جِهَة الْأَثر إِلَى مَا بَينا: لجؤوا إِلَى أَن زَعَمُوا أَنهم قَالُوا الَّذِي قَالُوهُ من ذَلِك من جِهَة النّظر} وَقَالُوا: النّظر الَّذِي أدانا إِلَى قَول ذَلِك: هُوَ أَنه لَا خلاف بَين جَمِيع الْأمة أَن الْفَارِس إِنَّمَا لَهُ من الْغَنِيمَة مثل مَا للراجل، وَهُوَ سهم وَاحِد؛ إِذْ كَانَا متعادلين فِي الْمَعْنى الَّذِي بِهِ اسْتحق كل وَاحِد مِنْهُمَا مَا اسْتحق من الْغَنِيمَة. وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف بَينهمَا فِي سهم الْفرس، فَمن قَائِل: لَهُ سَهْمَان. وَمن قَائِل: لَهُ سهم وَاحِد { قَالُوا: فَلم يجز لنا أَن نزيد على سهم رجل مُؤمن من الْغَنِيمَة، إِذْ لم يكن أَكثر غنى عَن الْمُسلمين، وَهُوَ بَهِيمَة من رجل مجرب مِنْهُم} قَالُوا: وَلَو جَازَ لنا أَن نزيده على السهْم الْوَاحِد، فنفضل بعض مَا كَانَ لَهُ نفع وغنى عَن الْمُسلمين فِي معركة الْحَرْب: كَانَ أولى ذَلِك بِالزِّيَادَةِ الرجل الشجاع الْمَعْرُوف بالبسالة، الَّذِي يقوم مشهده فِي الْحَرْب مشْهد خلق كثير من الضُّعَفَاء والجبناء، وَلَكِن الله - تَعَالَى ذكره - سوى فِي قسْمَة مَا أَفَاء عَلَيْهِم بالإيجاف بَين أشجعهم، وأبسلهم، وأضعفهم، وأخورهم، وأجبنهم، فَلم نفضل أحدا مِنْهُم على أحد فِيهِ. قَالُوا: فَإذْ كَانَ حكم الله - تَعَالَى ذكره - فِي عباده الْمُؤمنِينَ ذَلِك،

فهل من أثر عن رسول الله

فَغير جَائِز تَفْضِيل بَهِيمَة على من ذكرنَا من فرسَان الْمُؤمنِينَ، وَذَوي شجاعتهم وبسالتهم فِي السِّهَام { وَيُقَال لقائلي ذَلِك: أَرَأَيْتُم تسويتكم بَين الرجل الشجاع الباسل المجرب من أهل الْإِيمَان، وَبَين بَهِيمَة من الْبَهَائِم الَّتِي إِنَّمَا هِيَ أَدَاة لَهُ فِي حربه، كبعض أدواته من رمحه، وسيفه، وترسه، وَغير ذَلِك من أدواته، وآلاته الَّتِي يَسْتَعِين بهَا على عدوه: فِي السِّهَام} أَمن جِهَة الْأَثر؟ أم من جِهَة النّظر؟ فَإِن زَعَمُوا أَنهم فعلوا ذَلِك من جِهَة النّظر { قيل: وَأي نظر أداكم إِلَى ذَلِك؟ وَكَيف أوجبتم لفرسه - وَهِي أَدَاة من أدواته سَهْما من الْمغنم، إِن لم يكن ذَلِك من جِهَة، الْأَثر، وَلم يوجبوا لسيفه، وسنانه، وجنته مثل الَّذِي أوجبتم لَهُ، فقد علمْتُم أَن ذَلِك فِي بعض الْأَحْوَال أغْنى عَنهُ من فرسه} وَهل بَيْنكُم وَبَين من أوجب لسيفه، وترسه من السِّهَام مثل الَّذِي أوجبتم لفرسه - إِن كَانَ وَجب ذَلِك - من جِهَة النّظر؟ فَإِن قَالُوا: إِن ذَلِك، وَإِن كَانَ كَذَلِك، فَإِن الْأمة مجمعة على أَلا سهم لشَيْء مِمَّا ذكرت فِي الْغَنِيمَة، وَأَن للْفرس سَهْما؛ فَلذَلِك فرقنا بَين أَحْكَام ذَلِك { قيل: فقد وضح لكم بِمَا ذكرْتُمْ: أَن الَّذِي جعل للْفرس من الْمغنم، لم يَجْعَل لَهُ من وَجه النّظر، وَلَا لغنائه عَن صَاحبه} وَأَن ذَلِك إِنَّمَا وَجب لَهُ بِإِيجَاب الله - تَعَالَى ذكره - على لِسَان رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فَهَل من أثر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثَابت غير مَدْخُول بِمَا قُلْتُمْ من أَن سهم الْفرس فِي الْمغنم الَّذِي لَا يُزَاد عَلَيْهِ: سهم وَاحِد دون سَهْمَيْنِ؟ فَلَنْ يقدر على دَعْوَى ذَلِك، لأَنهم إِن ادعوهُ لم يخف على ذِي الْمعرفَة أَنهم مبطلون! وَإِن سَأَلنَا مِنْهُم سَائل، فَقَالَ: فَمَا الْمَعْنى الَّذِي من أَجله أوجبتم - إِن لم تكن إِلَّا من الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِك كَالَّذي قُلْنَا - للفارس ثَلَاثَة أسْهم، أَمن جِهَة قِيَاس؟

في ذلك والرواية إذا اختلفت عنه لم يكن أحد فريقيها أولى بالتصديق من الآخر إذا تعادلا في القناعة والرضا والعدالة قيل إن فريقي نقلة سيرة النبي

فَمَا الأَصْل الَّذِي قستم ذَلِك عَلَيْهِ؟ أم من أثر، فقد علمْتُم اخْتِلَاف الروَاة فِي سيرة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي ذَلِك؟ وَالرِّوَايَة إِذا اخْتلفت عَنهُ لم يكن أحد فريقيها أولى بالتصديق من الآخر، إِذا تعادلا فِي القناعة، وَالرِّضَا، وَالْعَدَالَة؟ قيل: إِن فريقي نقلة سيرة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سِهَام الْفَارِس من الْمغنم - عندنَا - غير متعادلين {وَلَكنَّا سلمنَا مَا ادّعى من ذَلِك مخالفونا كَرَاهَة منا منازعتهم فيهم، وثقة منا بالفلج عَلَيْهِم، مَعَ تسليمنا مَا سلمنَا لَهُم} فَإِن قَالَ: وَمَا الْحجَّة الَّتِي تفلجك عَلَيْهِم إِذا أَنْت سلمت لَهُم مَا نازعوك فِيهِ من اعْتِدَال حَال الْفَرِيقَيْنِ اللَّذين ذكرت؟ قيل: قد ذكرنَا أَن اخْتِلَاف الروَاة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي ذَلِك، إِنَّمَا هُوَ من أحد وَجْهَيْن: إِمَّا من وَجه النَّقْل عَن نَافِع. وَإِمَّا من وَجه النَّقْل عَن مجمع بن يَعْقُوب الْأنْصَارِيّ على مَا ذكرنَا من إسنادهما ذَلِك إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَنحن إِذا رفضنا كلتي الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُمَا، فتساوينا وخصومنا الْقَائِلُونَ فِي سِهَام الْفَارِس - مَا عَنْهُم حكينا - وَلم نجْعَل لِأَحَدِنَا على صَاحبه إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَن نَافِع، وَلَا عَن مجمع بن يَعْقُوب حجَّة: انفردنا بالأخبار الْأُخَر الَّتِي ذَكرنَاهَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الَّتِي لَا مُخَالف لَهَا وَلَا مدافع؛ وَذَلِكَ كَخَبَر هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن الزبير، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَخبر مَالك، عَن أبي الزِّنَاد، عَن خَارِجَة بن زيد، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَسَائِر الْأَخْبَار الَّتِي ذَكرنَاهَا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي ذَلِك الَّتِي لَا خبر لِلْقَائِلين فِي سِهَام الْفَارِس: أَنَّهُمَا سَهْمَان لَا يُزَاد عَلَيْهِمَا، نَظِير شَيْء مِنْهَا؛ فَلَمَّا وَصفنَا من الْعلَّة قُلْنَا: للفارس من الْمغنم - إِذا شهد الْحَرْب وَقَاتل فِيهَا أَو حضرها مُحَاربًا - ثَلَاثَة أسْهم: سهم لَهُ، وسهمان لفرسه.

الدلالة البينة على أن من أوصى بوصية أو وقف وقفا على ذوي قرابته أن أولاد أخواته وإخوته يستوون فيما يستحقون من تلك الوصية والوقف ذلك أن الزبير ذكر أن رسول الله

وَفِي هَذَا الْخَبَر - أَيْضا - من الْفِقْه - أَعنِي خبر الزبير عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الدّلَالَة الْبَيِّنَة على أَن من أوصى بِوَصِيَّة أَو وقف وَقفا على ذَوي قرَابَته: أَن أَوْلَاد أخواته وَإِخْوَته يستوون فِيمَا يسْتَحقُّونَ من تِلْكَ الْوَصِيَّة وَالْوَقْف؛ ذَلِك أَن الزبير ذكر أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعطَاهُ أحد السِّهَام الْأَرْبَعَة الَّتِي أعطَاهُ إِيَّاهَا بِأَنَّهُ من ذَوي الْقُرْبَى، وَإِنَّمَا هُوَ رجل من بني أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي، وَكَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيمَا ذكر عَنهُ جُبَير بن مطعم - يخص بِسَهْم ذَوي الْقُرْبَى قرَابَته من بني هَاشم بن عبد منَاف بن قصي. وَكَانَ يُعْطي مَعَهم بني الْمطلب بن عبد منَاف بِسَبَب الْحلف الَّذِي كَانَ بَينهم، وَبَين بني هَاشم. وَلم يكن يُعْطي مِنْهُ بني نَوْفَل بن عبد منَاف، وَلَا بني عبد شمس بن عبد منَاف، وهم أقرب إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من ولد عبد الْعُزَّى؛ وَذَلِكَ أَنه يجمع هاشما، ومطلبا، ونوفلا، وَعبد شمس دون قصي: أَب، وَهُوَ عبد منَاف بن قصي، وَلكنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعطَاهُ ذَلِك بِأَنَّهُ من ولد عمته صَفِيَّة ابْنة عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف. فَفِي ذَلِك: دَلِيل على صِحَة مَا قلت من اسْتِوَاء حق ولد الْإِخْوَة وَالْأَخَوَات فِيمَا أوصى بِهِ الْمُوصي أَو جعله الْمُتَصَدّق الصَّدَقَة المؤبدة فِي صدقته لِذَوي قرَابَته، وَأَن ولد إخوانه، وَولد عماته - وَإِن كَانُوا ينتسبون بآبائهم إِلَى غير ذَوي قرَابَته - يسْتَحقُّونَ مِمَّا أوصى أَو تصدق الصَّدَقَة المؤبدة على ذَوي قرَابَته نَظِير مَا يسْتَحقّهُ ولد إخْوَته وبنوا أَعْمَامه. وَفِيه أَيْضا - تَصْحِيح الْخَبَر الآخر الْوَارِد عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

فيما قسم له من خمس خمس الغنيمة وهو سهم ذي القربى من بني هاشم لأنه ابن أختهم وهو رجل من ولد أسد بن عبد العزى

أَنه قَالَ: " ابْن أُخْت الْقَوْم مِنْهُم "؛ لِأَن الزبير من ولد صَفِيَّة ابْنة عبد الْمطلب. فَجعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِيمَا قسم لَهُ من خمس: خمس الْغَنِيمَة، وَهُوَ سهم ذِي الْقُرْبَى من بني هَاشم؛ لِأَنَّهُ ابْن أختهم، وَهُوَ رجل من ولد أَسد بن عبد الْعُزَّى { (" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عُرْوَة بن الزبير عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 1018 - حَدثنِي أَحْمد بن إِسْحَاق الْأَهْوَازِي، قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن الزبير، قَالَ: سَمِعت رجلا من الْيَهُود يحدث النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِحَدِيث، ثمَّ سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحدث بذلك الحَدِيث بعد} ". (" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلل. إِحْدَاهَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن الزبير، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ

أنه قال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم

- عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَن حَمَّاد بن سَلمَة - عِنْدهم - كَانَ قد اضْطربَ حفظه فِي آخر عمره فَكَانَ يكثر غلطه (!) وَالثَّالِثَة: أَن الصَّحِيح عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " إِذا حَدثكُمْ أهل الْكتاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تكذبوهم ".

القول في البيان عن معنى هذا الخبر

وَغير جَائِز أَن يَأْمر أمته بترك تصديقهم وتكذيبهم، وَيحدث هُوَ بِمَا سمع مِنْهُم من غير نِسْبَة ذَلِك الحَدِيث إِلَى من حَدثهُ مِنْهُم { (" القَوْل فِي الْبَيَان عَن معنى هَذَا الْخَبَر ") إِن قَالَ لنا قَائِل: مَا وَجه هَذَا الْخَبَر؟ أَو لَيْسَ الْخَبَر عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صَحِيحا - بنهيه أمته عَن تَصْدِيق أهل الْكتاب فِي حَدِيثهمْ أَو تكذيبهم؟ قُلْنَا: بلَى} فَإِن قَالَ: وَكَيف حَدثهُ بِمَا سَمعه من بَعضهم من غير إِضَافَته ذَلِك إِلَى من سَمعه مِنْهُ؟ قيل: إِن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّمَا نهى أمته عَن تَصْدِيق أهل الْكتاب أَو تكذيبهم فِيمَا لم يعلموهم فِيهِ صَادِقين أَو كاذبين مِمَّا يُمكن من أخبارهم أَن يكون صدقا، وَيُمكن أَن يكون كذبا { فَأَما فِيمَا علموهم فِيهِ صَادِقين أَو كاذبين، فَلم ينههم عَن تصديقهم أَو تكذيبهم. بل الْوَاجِب على كل أحد تصديقهم فِيمَا كَانُوا فِيهِ من الْأَخْبَار صَادِقين، وتكذيبهم فِيمَا كَانُوا فِيهِ مِنْهَا كاذبين، إِذا علم صدقهم فِي ذَلِك أَو كذبهمْ فِيهِ. فَإِن قَالَ: فَهَذَا هُوَ الْوَاجِب على كل سامع خبر من كل مخبر} فَمَا الَّذِي خص بِهِ أهل الْكتاب فِي أخبارهم عَمَّا أخبروا؟ قيل: لَيْسَ الْأَمر فِي ذَلِك كَذَلِك {وَذَلِكَ أَن مَعْرُوفا بِالصّدقِ فِينَا من أهل ملتنا لَو حَدثنَا بِحَدِيث عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو عَن كتاب الله، لَكَانَ علينا تَصْدِيقه فِي خَبره ذَلِك، وَإِن كَانَ من الْأَخْبَار الممكنة غير الْوَاجِبَة}

أو نبيهم عليه السلام أو كتابنا أو كتابهم مما لا نعلم حقيقته لم يكن لنا تصديقه فذلك المعنى الذي فرق بين حكم خبر الكتابي وخبر غيره من أهل الإسلام فيما أخبرا عن رسول الله

وَلَو أَن مَعْرُوفا بِالصّدقِ فِينَا من أهل الْكتاب، أخبرنَا عَن نَبيا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو نَبِيّهم عَلَيْهِ السَّلَام أَو كتَابنَا أَو كِتَابهمْ، مِمَّا لَا نعلم حَقِيقَته، لم يكن لنا تَصْدِيقه، فَذَلِك الْمَعْنى الَّذِي فرق بَين حكم خبر الْكِتَابِيّ، وَخبر غَيره من أهل الْإِسْلَام، فِيمَا أخبرا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو كتاب منزل فِي الْأَخْبَار الممكنة. فَأَما حَدِيث رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحَدِيث الَّذِي ذكره الزبير، أَنه سمع رجلا من الْيَهُود يحدثه بِهِ، ثمَّ سمع بعد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحدث بِهِ، فَإِنَّهُ مُمكن أَن يكون مِمَّا كَانَ عِنْد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من علمه مثل مَا عِنْد الْيَهُودِيّ مِنْهُ، فحدثه الْيَهُودِيّ، فَسَمعهُ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِنْهُ، ليعلم صدقه فِيهِ من كذبه {إِذْ كَانُوا أهل زيادات فِي أخبارهم عَن كتبهمْ، وتحريف لتنزيل الله - تَعَالَى ذكره - وَكذب على أَنْبِيَائهمْ، كَمَا وَصفهم الله - عز وَجل - بقوله: {من الَّذين هادوا يحرفُونَ الْكَلم عَن موَاضعه} . وَبِقَوْلِهِ: {فويل للَّذين يَكْتُبُونَ الْكتاب بِأَيْدِيهِم، ثمَّ يَقُولُونَ هَذَا من عِنْد الله، ليشتروا بِهِ ثمنا قَلِيلا، فويل لَهُم مِمَّا كتبت أَيْديهم، وويل لَهُم مِمَّا يَكْسِبُونَ} . ثمَّ حدث ذَلِك الحَدِيث بعد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على مَا كَانَ عِنْده من علمه، من غير أَن يضيفه إِلَى الْيَهُودِيّ الَّذِي حَدثهُ، لِأَنَّهُ لم يكن علم ذَلِك عِنْده من قبل خبر الْيَهُودِيّ} وممكن - أَيْضا - أَن يكون كَانَ الْيَهُودِيّ حَدثهُ بِهِ - إِذْ حَدثهُ بِهِ - وَلَا علم عِنْد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِحَقِيقَة مَا حَدثهُ بِهِ، ثمَّ أَتَاهُ من الله - تَعَالَى ذكره - الْخَبَر بِصِحَّتِهِ على النَّحْو الَّذِي كَانَ الْيَهُودِيّ حَدثهُ بِهِ { وممكن - أَيْضا - فِي ذَلِك وُجُوه غير ذَلِك، يَكْفِي من ذكرهَا مَا قد ذكرنَا من كَانَ ذَا لب وعقل}

ذكر خبر آخر من أخبار عروة عن أبيه عن النبي

(" ذكر خبر آخر من أَخْبَار عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 1019 - حَدثنِي بشر بن آدم، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن عَاصِم الْكلابِي، قَالَ: حَدثنَا جدي عبيد الله بن الْوَازِع، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، قَالَ: قَالَ الزبير: " عرض رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سَيْفا فِي يَده يَوْم أحد، فَقَالَ: " من يَأْخُذ هَذَا السَّيْف بِحقِّهِ؟ " قَالَ: " فَقُمْت؛ فَقلت: أَنا يَا رَسُول الله {قَالَ: فَأَعْرض عني، ثمَّ قَالَ: " من يَأْخُذ هَذَا السَّيْف بِحقِّهِ؟ " قَالَ: فَقُمْت؛ فَقلت: أَنا يَا رَسُول الله} قَالَ: فَأَعْرض عني، ثمَّ قَالَ: " من يَأْخُذ هَذَا السَّيْف بِحقِّهِ؟ " قَالَ: فَقَامَ أَبُو دُجَانَة سماك بن خَرشَة فَقَالَ: أَنا آخذه بِحقِّهِ {وَمَا حَقه؟ قَالَ: " حَقه: أَلا تقتل بِهِ مُسلما، وَألا تَفِر بِهِ عَن كَافِر} " قَالَ: فَدفعهُ إِلَيْهِ. قَالَ: وَكَانَ إِذا أرد الْقِتَال، أعلم بعصابة. قَالَ: فَقلت: لأنظرن الْيَوْم مَا يصنع؟ قَالَ: فَجعل لَا يرْتَفع لَهُ شَيْء إِلَّا هتكه وأفراه حَتَّى انْتهى إِلَى نسْوَة فِي سفح جبل، مَعَهُنَّ دفوف لَهُنَّ، فِيهِنَّ امْرَأَة تَقول: (نَحن بَنَات طَارق، إِن تقبلُوا نعانق ... ونبسط النمارق) (أَو تدبروا نفارق ... فِرَاق غير وامق) قَالَ: فَرفع السَّيْف ليضربها، ثمَّ كف عَنْهَا. قَالَ: قلت: كل عَمَلك قد رَأَيْت، أَرَأَيْت رفعك السَّيْف عَن الْمَرْأَة بعد مَا أهويت بِهِ إِلَيْهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: أكرمت سيف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن أقتل بِهِ امْرَأَة! ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما، غير صَحِيح، لعلتين: إِحْدَاهمَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن الزبير إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَالْخَبَر إِذا انْفَرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد، وَجب التثبت فِيهِ. وَالثَّانيَِة: أَنه من رِوَايَة عبيد الله بن الْوَازِع، عَن هِشَام بن عُرْوَة، وَعبيد الله بن الْوَازِع - عِنْدهم - غير مَعْرُوف فِي نقلة الْآثَار! (" القَوْل فِيمَا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الْإِبَانَة عَن أَنه لَا بَأْس على الرجل المجرب الَّذِي لَهُ غنى عَن الْمُسلمين فِي الْحَرْب إِذا لَقِي الْعَدو، وتزاحفت الصُّفُوف لِلْقِتَالِ: أَن يعلم نَفسه بعلامة يعرف بهَا مَوْضِعه، ومبلغ غنائه عَن الْمُسلمين، وَقدر بلائه فِي مشهده، كَمَا فعل أَبُو دُجَانَة من إِعْلَامه نَفسه بعصابة إِذْ أَخذ السَّيْف الَّذِي أعطَاهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليؤدي حَقه بِمحضر من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير إِنْكَار رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَلِك عَلَيْهِ. وَلَو كَانَ ذَلِك مَكْرُوها، لقد كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَهَاهُ

ذلك وترك رسول الله

عَن ذَلِك؛ لِأَنَّهُ غير جَائِز أَن يرى - عَلَيْهِ السَّلَام - مُنْكرا ثمَّ لَا يُغَيِّرهُ، وَهُوَ قَادر على تَغْيِيره. وَقد اخْتلف السّلف من أهل الْعلم فِي ذَلِك، فِي مثل الْموضع الَّذِي فعل ذَلِك فِيهِ أَبُو دُجَانَة، فَقَالَ بَعضهم: ذَلِك جَائِز؛ وَاعْتَلُّوا لإجازتهم ذَلِك بِفعل أبي دُجَانَة بِمحضر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَلِك، وَترك رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَكِير ذَلِك، وبأخبار غير ذَلِك، نذْكر مَا حَضَرنَا من ذَلِك ذكره - إِن شَاءَ الله. (" ذكر ذَلِك ") 1020 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة بن الْفضل، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنِي يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عَن أَبِيه، قَالَ: وحَدثني أَيْضا: عبد الله بن أبي بكر وَغَيرهمَا، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، قَالَ: " كَانَ أُميَّة بن خلف لي صديقا بِمَكَّة، وَكَانَ اسْمِي عبد عَمْرو، فسميت - حِين أسلمت -: عبد الرَّحْمَن، وَنحن بِمَكَّة. قَالَ: فَكَانَ يلقاني - وَنحن بِمَكَّة - فَيَقُول: يَا عبد عَمْرو أرغبت عَن اسْم سماكه أَبَوَاك؟ فَأَقُول: نعم. فَيَقُول: فَإِنِّي لَا أعرف الرَّحْمَن {فَاجْعَلْ بيني وَبَيْنك شَيْئا أَدْعُوك بِهِ: أما أَنْت، فَإنَّك لَا تُجِيبنِي بِاسْمِك الأول، وَأما أَنا فَلَا أَدْعُوك بِمَا لَا أعرف} قَالَ: فَكَانَ إِذا دَعَاني: يَا عبد عَمْرو؟ لم أجبه. فَقلت: اجْعَل بيني وَبَيْنك يَا أَبَا عَليّ {مَا شِئْت} قَالَ: فَأَنت عبد الْإِلَه فَقلت: نعم {قَالَ: فَكنت إِذا مَرَرْت بِهِ، قَالَ: يَا عبد الْإِلَه} فَأُجِيبَهُ، فأتحدث مَعَه، حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم بدر مَرَرْت بِهِ، وَهُوَ وَاقِف مَعَ ابْنه: عَليّ بن أُميَّة - آخِذا بِيَدِهِ - وَمَعِي أَدْرَاع قد استلبتها، فَأَنا أحملها، فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: يَا عبد عَمْرو {فَلم أجبه} فَقَالَ: يَا عبد الْإِلَه {قلت: نعم} قَالَ: هَل لَك فِي، فَأَنا خير لَك من هَذِه الأدراع الَّتِي مَعَك {قَالَ: قلت: نعم} هَلُمَّ إِذا، قَالَ: فطرحت الأدراع من

يَدي، وَأخذت بِيَدِهِ وَيَد ابْنه، وَهُوَ يَقُول: مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ قطّ. أما لكم حَاجَة فِي اللَّبن؟ قَالَ: ثمَّ خرجت أَمْشِي بهما ". 1021 - وَحدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة، عَن مُحَمَّد، قَالَ: وحَدثني عبد الْوَاحِد بن أبي عون، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن أَبِيه، عَن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: " قَالَ: لي أُميَّة بن خلف، وَأَنا بَينه وَبَين ابْنه آخِذا بأيديهما: يَا عبد الْإِلَه {من الرجل مِنْكُم الْمعلم بريشة نعَامَة فِي صَدره؟ قَالَ: قلت: ذَاك حَمْزَة بن عبد الْمطلب} قَالَ: ذَاك الَّذِي فعل بِنَا الأفاعيل! ".

1022 - وحَدثني أَحْمد بن يحيى الْأَزْدِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن شريك، قَالَ: حَدثنَا أبي، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن عبد الله بن الزبير: " أَن الزبير كَانَت عَلَيْهِ ملاءة صفراء يَوْم بدر، فاعتم بهَا، فَنزلت الْمَلَائِكَة يَوْم بدر على نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

معتمين بعمائم صفر! ".

1023 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن يمَان، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن عباد بن حَمْزَة، قَالَ: " نزلت الْمَلَائِكَة فِي سِيمَا الزبير عَلَيْهِم عمائم صفر. وَكَانَت عِمَامَة الزبير صفراء ".

1024 - حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا مُخْتَار بن غَسَّان، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الغسيل، عَن الزبير بن الْمُنْذر، عَن جده أبي أسيد - وَكَانَ بَدْرِيًّا - فَكَانَ يَقُول: " لَو أَن بَصرِي فرج مِنْهُ، ثمَّ ذهبتم معي لأخبرتكم بِالشعبِ الَّذِي خرجت مِنْهُ الْمَلَائِكَة فِي عمائم صفر، قد طرحوها بَين أكتافهم ".

1025 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة، عَن مُحَمَّد، قَالَ: حَدثنِي الْحسن بن عمَارَة، عَن الحكم بن عتيبة، عَن مقسم مولى عبد الله بن الْحَارِث، عَن عبد الله بن عَبَّاس، قَالَ: " كَانَت سِيمَا الْأَنْصَار يَوْم بدر عمائم بَيْضَاء، قد أرسلوها على ظُهُورهمْ، وَيَوْم حنين عمائم حَمْرَاء ". 1026 - وحَدثني مُحَمَّد بن سعد، قَالَ: حَدثنِي أبي، قَالَ: حَدثنِي

مسومين بالصوف فسوم محمد

عمي، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس قَوْله: " بِخَمْسَة الآلاف من الْمَلَائِكَة مسومين ". فَإِنَّهُم أَتَوا مُحَمَّدًا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسومين بالصوف، فسوم مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَصْحَابه أنفسهم وخيلهم على سِيمَاهُمْ بالصوف ". 1027 - وحَدثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدثنَا ابْن علية، قَالَ: أخبرنَا ابْن عون، عَن عُمَيْر بن إِسْحَاق، قَالَ: " إِن أول مَا كَانَ الصُّوف ليومئذ! يَعْنِي يَوْم بدر. قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: تسوموا فَإِن الْمَلَائِكَة قد تسومت ".

ذكر من قال ذلك

وَكره آخَرُونَ التسويم والإعلام فِي الْحَرْب، وَقَالُوا: فعل ذَلِك من الشُّهْرَة، وَلَا يَنْبَغِي للرجل الْمُسلم أَن يشهر نَفسه فِي شَيْء: لَا فِي خير وَلَا فِي شَرّ { قَالُوا: وَإِنَّمَا يَنْبَغِي للرجل إِذا فعل شَيْئا من الْخَيْر أَن يخفيه عَن النَّاس، ويقصد بِهِ وَجه الله - عز وَجل - فَإِن الله لَا تخفى عَلَيْهِ خافية} قَالُوا: وَإِظْهَار الْمَرْء فعله الْخَيْر فِي مشَاهد النَّاس ومجمعهم نوع من أَنْوَاع الرِّيَاء الَّذِي نهى الله - عز وَجل - عباده عَنهُ { (" ذكر من قَالَ ذَلِك ") 1028 - حَدثنِي ابْن عبد الرَّحْمَن البرقي، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن أبي سَلمَة، قَالَ: حَدثنَا أَبُو معَاذ الْخُرَاسَانِي، قَالَ: حَدثنِي مقَاتل بن حَيَّان، عَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه بُرَيْدَة بن الْحصيب الْخُزَاعِيّ، قَالَ: " شهِدت مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فتح خَيْبَر، فَكنت فِي أول من دخل مَدِينَة خَيْبَر، فقاتلت حَتَّى رئي مَكَاني، وَعلي ثوب أَحْمَر، فَمَا علمت أَنِّي ركبت فِي الْإِسْلَام، ذَنبا أعظم مِنْهُ للشهرة} ".

من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله بمعزل لأنه لم يكن قتاله لله وإنما كان ليرى مكانه وطلب الذكر به وفيه أيضا البيان عن أن قتل النساء من مشركي أهل الحرب قد كان جائزا وأن النهي عن قتلهن من رسول الله

وَالصَّوَاب من القَوْل - عِنْدِي - فِي الْإِعْلَام والتسويم فِي الْحَرْب أَن ذَلِك لَا بَأْس بِهِ، إِذا فعله الْفَاعِل من أهل الْبَأْس والنجدة فِي الْحَرْب، وَهُوَ قَاصد بِهِ شحذ النَّاس على الائتساء بِهِ فِي الْجد بِالْقِتَالِ، وَالصَّبْر لِلْعَدو، والثبات لَهُم فِي وَقت الالتقاء أَو هُوَ مُرِيد بِهِ ترهيب الْعَدو إِذا هم عرفُوا مَكَانَهُ، وأخافهم التَّقَدُّم على من مَعَه من الْمُسلمين لعلمهم بشجاعته وبأسه، وَأَنه لَا يسلم من مَعَه، وَلَا يَخْذُلهُ، وَلكنه يحميه، وينصره، أَو لغير ذَلِك من الْأَسْبَاب الَّتِي فِيهَا للْمُسلمين قُوَّة ومعونة. فَأَما إِذا لم يرد ذَلِك، وَلم يَقْصِدهُ بِهِ، وَلكنه قصد بِهِ الافتخار، وَلِأَن يُقَال: إِن كَانَ مِنْهُ هُنَالك بلَاء إِنَّه شُجَاع {فيذكر بِهِ؛ فَذَلِك هُوَ الْمَعْنى الَّذِي ذكرنَا عَن بُرَيْدَة، أَنه كرهه، وَذَلِكَ لَا شكّ: أَنه من الْمَعْنى الَّذِي قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من قَاتل لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا، فَهُوَ فِي سَبِيل الله ". بمعزل} لِأَنَّهُ لم يكن قِتَاله لله، وَإِنَّمَا كَانَ ليرى مَكَانَهُ، وَطلب الذّكر بِهِ {وَفِيه - أَيْضا - الْبَيَان عَن أَن قتل النِّسَاء من مُشْركي أهل الْحَرْب، قد كَانَ جَائِزا، وَأَن النَّهْي عَن قتلهن من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ آخرا: إِمَّا عِنْد فتح مَكَّة، وَإِمَّا قبل ذَلِك أَو بعده بِيَسِير؛ وَذَلِكَ أَن الزبير قد استنكر من أبي دُجَانَة تَركه قتل الْمَرْأَة الَّتِي رفع عَنْهَا السَّيْف بَعْدَمَا أمكنه قَتلهَا} وَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْت رفعك السَّيْف عَن الْمَرْأَة بَعْدَمَا أهويت بِهِ إِلَيْهَا؟ ! وَأَن أَبَا دُجَانَة إِذْ قَالَ لَهُ

نهى عن قتل النساء وإنما قال له أكرمت سيف رسول الله

الزبير ذَلِك، لم يقل لَهُ: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى عَن قتل النِّسَاء {وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ: أكرمت سيف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن أَن أقتل بِهِ امْرَأَة} فَفِي ذَلِك: دَلِيل وَاضح على أَن قتل النِّسَاء فِي الحروب، قد كَانَ بِأحد، وَقبل ذَلِك، جَائِزا مُبَاحا، وَأَن النَّهْي عَن قتلهن كَانَ بعد ذَلِك. فَإِن قَالَ قَائِل: فَهَل من دَلِيل على أَن النَّهْي عَن قتلهن كَانَ من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْوَقْت الَّذِي ذكرت؟ قيل: نعم. فَإِن قَالَ: فاذكر لنا بعض مَا يدل عَلَيْهِ { قيل: 1029 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي، قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن دَاوُد، عَن شريك، عَن مُحَمَّد بن زيد، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أُتِي يَوْم فتح مَكَّة بِامْرَأَة مقتولة، فَقَالَ: مَا كَانَت هَذِه تقَاتل} وَنهى عَن قتل النِّسَاء والولدان ".

رأى في بعض أسفاره امرأة مقتولة فنهى عن قتل النساء والصبيان

1030 - وَحدثنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر، قَالَ: أخبرنَا عبد الله بن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى فِي بعض أَسْفَاره امْرَأَة مقتولة، فَنهى عَن قتل النِّسَاء وَالصبيان ". 1031 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر، عَن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ: " وجدت امْرَأَة مقتولة فِي بعض الْمَغَازِي، فَنهى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن قتل النِّسَاء وَالصبيان ". 1032 - وحَدثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، قَالَ: أخبرنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد، عَن أَبِيه، قَالَ: حَدثنِي المرقع بن صَيْفِي، أَن جده رَبَاح بن ربيع أَخا حَنْظَلَة، أخبرهُ: " أَنه خرج مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي غَزْوَة غَزَاهَا كَانَ على مقدمته، فِيهَا خَالِد بن الْوَلِيد، فَمر ريَاح وَأَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على امْرَأَة مقتولة مِمَّا أَصَابَت الْمُقدمَة، فوقفوا عَلَيْهَا ينظرُونَ إِلَيْهَا ويعجبون من خلقهَا حَتَّى لحقهم رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على نَاقَة لَهُ، فانفرجوا عَن الْمَرْأَة، فَوقف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَلَيْهَا، ثمَّ قَالَ: " هَا {مَا كَانَت هَذِه تقَاتل} " ثمَّ نظر فِي وُجُوه الْقَوْم، فَقَالَ لأَحَدهم: " إلحق بِخَالِد بن الْوَلِيد: فَلَا

في غزاة فمر بامرأة مقتولة والناس عليها ففرجوا له فقال ها ما كانت هذه لتقاتل أدرك خالدا فقل له لا تقتل ذرية ولا عسيفا

يقتلن ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا ". 1033 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن أبي الزِّنَاد، عَن المرقع بن صَيْفِي، عَن حَنْظَلَة الْكَاتِب، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي غزَاة، فَمر بِامْرَأَة مقتولة، وَالنَّاس عَلَيْهَا، ففرجوا لَهُ، فَقَالَ: " هَا {مَا كَانَت هَذِه لتقاتل} أدْرك خَالِدا فَقل لَهُ: لَا تقتل ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا ". 1034 - وَحدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا أبي، عَن سُفْيَان، عَن أبي الزِّنَاد، عَن المرقع بن عبد الله بن صَيْفِي، عَن حَنْظَلَة الْكَاتِب، قَالَ: " غزونا مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فمررنا على امْرَأَة مقتولة، وَقد اجْتمع عَلَيْهَا النَّاس، ففرجوا لَهُ، فَقَالَ: " مَا كَانَت هَذِه

يأمرك ألا تقتل ذرية ولا عسيفا

تقَاتل فِيمَن يُقَاتل {ثمَّ قَالَ لرجل: انْطلق إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد فَقل لَهُ: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمُرك أَلا تقتل ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا ". 1035 - وحَدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم الْمصْرِيّ، قَالَ: أخبرنَا أَيُّوب بن سُوَيْد، عَن سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن أبي الزِّنَاد، عَن مُرَقع بن صَيْفِي، عَن حَنْظَلَة الْكَاتِب الأسيدي - قَالَ سُفْيَان: أرَاهُ كتب للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " مَرَرْنَا بِامْرَأَة مقتولة لَهَا خلق، وَالنَّاس عَلَيْهَا، فَوقف بهَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " هَا} مَا كَانَت هَذِه تقَاتل {ثمَّ قَالَ لرجل: إلحق خَالِد بن الْوَلِيد أَو قَالَ: قل لخَالِد بن الْوَلِيد: لَا يقتل ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا ". وَقد قتل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم قُرَيْظَة إِذْ نزلُوا على حكم سعد من نِسَائِهِم امْرَأَة: - 1036 - حَدثنَا ابْن حميد، قَالَ: حَدثنَا سَلمَة بن الْفضل، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، قَالَت: " لم يقتل من نِسَائِهِم - تَعْنِي من نسَاء بني قُرَيْظَة - إِلَّا امْرَأَة وَاحِدَة. قَالَت: وَالله} إِنَّهَا لعندي تحدث معي وتضحك ظهرا أَو بَطنا، وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقتل

يوم فتح مكة بقتل نسوة ثلاث منهن قينتان كانتا لعبد الله بن خطل وسارة مولاة عكرمة بن أبي جهل وكانت القينتان تعنيان بهجاء رسول الله

رِجَالهمْ بِالسوقِ، إِذْ هتف هَاتِف باسمها: ابْن فُلَانَة {قَالَت: أَنا وَالله} قَالَت: قلت: وَيلك مَالك {؟ قَالَت: أقتل} قلت: وَلم؟ قَالَت: حدث أحدثته {قَالَت: فَانْطَلق بهَا فَضربت عُنُقهَا، فَكَانَت عَائِشَة تَقول: مَا أنسى عجبي مِنْهَا} طيب نفس، وَكَثْرَة ضحك، وَقد علمت أَنَّهَا تقتل {". وَأمر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم فتح مَكَّة بقتل نسْوَة ثَلَاث مِنْهُنَّ قينتان كَانَتَا لعبد الله بن خطل، وَسَارة مولاة عِكْرِمَة بن أبي جهل، وَكَانَت الْقَيْنَتَانِ تعنيان بِهِجَاء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -} فقتلت إِحْدَاهمَا، وهربت الْأُخْرَى، فَأسْلمت، وَأسْلمت سارة! (" ذكر الْخَبَر بذلك ") 1037 - حَدثنَا أَبُو كريب وسُفْيَان، قَالَا: حَدثنَا زيد بن الْحباب، قَالَ: حَدثنِي عمر بن عُثْمَان، قَالَ: حَدثنِي جدي، عَن أَبِيه، " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ يَوْم فتح مَكَّة: أَرْبَعَة

فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى فأسلمت وهذه الرواية عند أهل العلم بالسير غلط يقولون إنما كانت القينتان اللتان كانتا تغنيان بهجاء رسول الله

لَا أؤمنهم فِي حل وَلَا حرم! وقينتين كَانَتَا لمقيس بن صبَابَة تُغنيَانِ بِهِجَاء النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقتلت إِحْدَاهمَا، وأفلتت الْأُخْرَى فَأسْلمت ". وَهَذِه الرِّوَايَة عِنْد أهل الْعلم بالسير غلط: يَقُولُونَ: إِنَّمَا كَانَت الْقَيْنَتَانِ اللَّتَان كَانَتَا تُغنيَانِ بِهِجَاء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعبد الله بن خطل: تدعى إِحْدَاهمَا فرتنى، فَأمر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقتْله وقتلهما، فَقتل هُوَ وَإِحْدَى القينتين، وَأسْلمت الْأُخْرَى وَسَارة فتركتا. فَفِيمَا ذكرنَا من هَذِه الْأَخْبَار: الدّلَالَة الْبَيِّنَة على أَن قتل نسَاء

إذ قال من يأخذ السيف بحقه وما حقه قال ألا تقتل مسلما وألا تفر به عن كافر فعم القول عليه السلام بنهيه إياه عن الفرارية من الكافر ولم يطلق له الفرارية عنه بحال فكذلك القول فيه غير جائز لمسلم الفرار عند التقاء

الْمُشْركين من أهل الْحَرْب لم يكن حَرَامًا، وَلَا مَنْهِيّا عَنهُ إِلَّا أخيرا! وَفِي هَذَا الْخَبَر - أَيْضا - الدّلَالَة الْبَيِّنَة على أَن الْحق على من لَقِي مُشْركًا من أهل الْحَرْب عِنْد التقاء الزحفين أَلا يفر مِنْهُ، وَأَن الَّذِي لَهُ - إِن أَتَاهُ أَمر لَا طَاقَة لَهُ بِهِ - الاستطراد للكرة أَو التحيز إِلَى فِئَة، كَمَا قَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم الَّذين كفرُوا زحفا فَلَا تولوهم الأدبار، وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره إِلَّا متحرفا لقِتَال أَو متحيزا إِلَى فِئَة فقد بَاء بغضب من الله، ومأواه جَهَنَّم وَبئسَ الْمصير} . وَذَلِكَ أَن أَبَا دُجَانَة لما قَالَ لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ قَالَ من يَأْخُذ السَّيْف بِحقِّهِ؟ -: وَمَا حَقه؟ قَالَ: " أَلا تقتل مُسلما، وَألا تَفِر بِهِ عَن كَافِر ": فَعم القَوْل - عَلَيْهِ السَّلَام - بنهيه إِيَّاه عَن الفرارية من الْكَافِر، وَلم يُطلق لَهُ الفرارية عَنهُ بِحَال، فَكَذَلِك القَوْل فِيهِ: غير جَائِز لمُسلم الْفِرَار عِنْد التقاء الزحوف من الْكَافِر، لَكِن لَهُ مَا ذكرت من الاستطراد والتحيز، وَذَلِكَ غير فرار، وَفِي ذَلِك من قَول النَّبِي - عَلَيْهِ السَّلَام - لأبي دُجَانَة تأييد الْأَخْبَار الْوَارِدَة عَن من ورد ذَلِك عَنهُ من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " بَايعنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أَلا نفر ". (" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ") فَمن ذَلِك قَول الزبير: " فَجعل لَا يرْتَفع لَهُ شَيْء إِلَّا هتكه وأفراه " - يَعْنِي بقوله: أفراه: شقَّه وفرقه لإفساده. والإفراء: مَا كَانَ من شقّ فِي فَسَاد. وَأما الفري: فَهُوَ الشق للإصلاح. كَمَا قَالَ الْقَائِل: (ولأنت تخلق مَا فريت وَبَعض ... الْقَوْم يخلق ثمَّ لَا يفري)

وأنا متقنع فذكر الضحاك وأصحابه قول هند يوم أحد نحن بنات طارق فقال ما طارق فقلت لهم النجم فالتفت الضحاك فقال أبا زكريا وكيف ذلك قال قلت قال الله عز وجل والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب

وَأما قَول الْمَرْأَة الَّتِي قَالَت: نَحن بَنَات طَارق: فَإِنَّهَا عنت بطارق: فِيمَا ذكر الزبير بن بكار، عَن يحيى بن عبد الْملك الهديري، قَالَ: " جَلَست لَيْلَة وَرَاء الضَّحَّاك بن عُثْمَان الْحزَامِي فِي مَسْجِد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَنا متقنع، فَذكر الضَّحَّاك، وَأَصْحَابه قَول هِنْد يَوْم أحد: نَحن بَنَات طَارق. فَقَالَ: مَا طَارق؟ فَقلت لَهُم: النَّجْم. فَالْتَفت الضَّحَّاك، فَقَالَ: أَبَا زَكَرِيَّا {وَكَيف ذَلِك؟ قَالَ: قلت: قَالَ الله عز وَجل: {وَالسَّمَاء والطارق، وَمَا أَدْرَاك مَا الطارق. النَّجْم الثاقب} . فَإِنَّمَا قَالَت: نَحن بَنَات النَّجْم} فَقَالَ: أَحْسَنت ". وَأما العسيف الَّذِي رُوِيَ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " الحقوا خَالِدا فَقولُوا لَهُ: لَا تقتل ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا ": فَإِنَّهُ قد مضى الْبَيَان عَن مَعْنَاهُ فِي كتَابنَا هَذَا فِي غير هَذَا الْموضع، وَأَنه الْأَجِير وَالتَّابِع للْقَوْم على وَجه الْخدمَة لَهُم: بشواهده، فأغنى ذَلِك عَن إِعَادَته فِي هَذَا الْموضع! (" ذكرخبر آخر من أَخْبَار الزبير عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ") 1038 - حَدثنَا ابْن بشار، قَالَ: حَدثنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث، قَالَ: حَدثنَا هِشَام الدستوَائي، عَن أبي الزبير، عَن عبد الله بن سَلمَة، عَن الزبير بن الْعَوام، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَخْطُبنَا كَأَنَّهُ مُنْذر قوم: يصبحهم الْأَمر غدْوَة، وَكَانَ إِذا

كَانَ حَدِيث عهد بِجِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لم يبتسم ضَاحِكا حَتَّى يرْتَفع عَنهُ ".

القول في علل هذا الخبر

(" القَوْل فِي علل هَذَا الْخَبَر ") وَهَذَا خبر - عندنَا - صَحِيح سَنَده. وَقد يجب أَن يكون على مَذْهَب الآخرين سقيما غير صَحِيح لعلتين: إِحْدَاهمَا: أَنه خبر لَا يعرف لَهُ مخرج عَن الزبير، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وَالْخَبَر إِذا نفرد بِهِ - عِنْدهم - مُنْفَرد وَجب التثبت فِيهِ { وَالثَّانيَِة: أَن رَاوِيه أَبُو الزبير} وَأَبُو الزبير {عِنْدهم - مِمَّن لَا يثبت بنقله فِي الدّين حجَّة} (" القَوْل فِيمَا فِي هَذَا الْخَبَر من الْفِقْه ") وَالَّذِي فِيهِ من ذَلِك: الدَّلِيل على أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا خطب أسمع من حَضَره خطبَته؛ وَذَلِكَ أَن الزبير قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَخْطُبنَا كَأَنَّهُ مُنْذر قوم ". وَمُنْذِر الْجَيْش وَالْقَوْم لَا يألو أَن يسمع أَصْحَابه - الَّذين ينذرهم صَوته بالإنذار يرفعهُ - صَوته جهد طاقته، وَذَلِكَ نَظِير الْخَبَر الآخر الَّذِي: 1039 - حدّثنَاهُ هناد بن السّري، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن سماك، قَالَ؛ سَمِعت النُّعْمَان بن بشير - وَهُوَ على مِنْبَر الْكُوفَة - يَقُول: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " يَا أَيهَا النَّاس! أنذركم النَّار حَتَّى سقط أحد عطفي رِدَائه عَن مَنْكِبه، وَإنَّهُ ليقول: أنذركم النَّار حَتَّى لَو كَانَ فِي مَكَاني هَذَا لأسْمع أهل السُّوق أَو من شَاءَ الله مِنْهُم ".

يقول أنذرتكم النار أنذرتكم النار حتى لو أن رجلا بالسوق لسمعه من مقامي هذا حتى وقعت خميصة كانت على عاقته عند رجليه

1040 - وَحدثنَا ابْن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن سماك بن حَرْب، قَالَ: سَمِعت النُّعْمَان بن بشير يخْطب، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يَقُول: " أَنْذَرْتُكُمْ النَّار أَنْذَرْتُكُمْ النَّار {حَتَّى لَو أَن رجلا بِالسوقِ لسمعه من مقَامي هَذَا، حَتَّى وَقعت خميصة كَانَت على عاقته عِنْد رجلَيْهِ ". 1041 - وحَدثني عبد الله بن أبي زِيَاد، قَالَ: حَدثنَا عُثْمَان بن عمر، قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن سماك، قَالَ: سَمِعت النُّعْمَان بن بشير يَقُول: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " أَنْذَرْتُكُمْ النَّار} فَمَا زَالَ يَقُولهَا حَتَّى لَو كَانَ فِي مقَامي هَذَا سَمعه أهل السُّوق، حَتَّى سَقَطت خميصة كَانَت عَلَيْهِ عِنْد رجلَيْهِ ". 1042 - حَدثنَا ابْن وَكِيع، قَالَ: حَدثنَا عبيد الله، عَن إِسْرَائِيل، عَن سماك، أَنه سمع النُّعْمَان بن بشير يَقُول: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنْذَرْتُكُمْ النَّار، حَتَّى لَو كَانَ رجل أقْصَى السُّوق لسمع

ما ذكرنا فالذي ينبغي لكل خاطب خطب بالناس في يوم جمعة أو عيد وما أشبه ذلك أن يجهر صوته ويسمع خطبته من حضره اقتداء في ذلك برسول الله

وَسمع أهل السُّوق صَوته، وَهُوَ على الْمِنْبَر ". فَإِذا كَانَ صَحِيحا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا ذكرنَا، فَالَّذِي يَنْبَغِي لكل خَاطب خطب بِالنَّاسِ فِي يَوْم جُمُعَة أَو عيد، وَمَا أشبه ذَلِك، أَن يجْهر صَوته، وَيسمع خطبَته من حَضَره اقْتِدَاء فِي ذَلِك برَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من فعله. وَأَن الْخَاطِب إِمَّا يخْطب ليذكر من حَضَره بخطبته، ويعظهم بهَا، أَو ليدعو، أَو ليأمر وَينْهى، فَإِذا لم يسمع خطبَته من حَضَره كَانُوا سَوَاء وَمن غَابَ عَنهُ مِمَّن لم يحضر خطبَته. وَقد بَينا الخميصة فِيمَا مضى قبل. (" آخر حَدِيث الزبير بن الْعَوام رَحْمَة الله عَلَيْهِ ") يتلوه - إِن شَاءَ الله - فِي الَّذِي يَلِيهِ: " مُسْند سعد ". ذكر مَا لم يمض ذكره من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص رَحْمَة الله عَلَيْهِ، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: الصَّحِيح مِنْهُ. ذكر مَا روى من ذَلِك عَنهُ ابْنه مُصعب. وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وصلواته وَسَلَامه على سيد الْمُرْسلين وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ. وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل

§1/1