تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة

ابن عراق

بسم الله الرحمن الرحيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (قَالَ) الْفَقِيرُ إِلَى عَفْوِ الْخَلاقِ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَرَاقٍ، الشَّافِعِيُّ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ بِتَنْزِيهِ الشَّرِيعَةِ عَنْ كُلِّ حَدِيثٍ مُفْتَرًى، وَهَتَكَ حِجَابَ الْكَاذِبِ عَلَيْهَا فَلا يُلْقَى إِلا سَاقِطًا مُزْدَرًى، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ وَأَدْعُوهُ وَأَسْتَغْفِرُهُ، وَأَلُوذُ بِهِ مُعْتَصِمًا وَمُنْتَصِرًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً لَا شَكَّ فِيهَا وَلا امْتِرَا، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْحَقِّ بشيراً ومنذراً، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ سَادَةِ الْوَرَى، وَأَئِمَّةِ الأَمْصَارِ وَالْقُرَى، مَا غَبَّرَ جُيُوشُ الْحَقِّ فِي وُجُوهِ الْمُبْطِلِينَ حَتَّى رَجَعُوا الْقَهْقَرَى (وَبَعْدُ) فَإِنَّ مِنَ الْمُهِمَّاتِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالتُّقَى، مَعْرِفَةَ الأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ لِتُتَّقَى، وَلِلإِمَامِ الْحَافِظِ أَبى الْفرج ابْن الْجَوْزِيِّ فِيهَا كِتَابٌ جَامِعٌ، إِلا أَنَّ عَلَيْهِ مُؤَاخَذَاتٍ وَمُنَاقَشَاتٍ فِي مَوَاضِعَ، وَقَدِ اعْتَنَى شَيْخُ شُيُوخِنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَن ابْن أَبِي بَكْرٍ الأَسْيُوطِيُّ بِكِتَابِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ الْمَذْكُورِ فَاخْتَصَرَهُ وَتَعَقَّبَهُ فِي كِتَابٍ سَمَّاهُ اللَّآلِي الْمَصْنُوعَةُ، فِي الأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ، ثُمَّ عَمِلَ ذَيْلا ذَكَرَ فِيهِ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً فَاتَتِ ابْنَ الْجَوْزِيِّ وَأَفْرَدَ أَكْثَرَ الْمَوَاضِعِ الْمُتَعَقَّبَةِ بِكِتَابٍ سَمَّاهُ " النُّكَتُ الْبَدِيعَاتُ " وَهَذَا كِتَابٌ لَخَّصْتُ فِيهِ هَذِهِ الْمُؤَلَّفَاتِ، بِحَيْثُ لَمْ يَبْقَ لِمُحَصِّلِهِ إِلَى مَا سِوَاهُ الْتِفَاتٌ، وَبَالَغْتُ فِي اخْتِصَارِهِ، وَتَهْذِيبِهِ، وَتَبِعْتُ اللَّآلِيَ فِي تَرَاجِمِهِ وَتَرْتِيبِهِ، وَجَعَلْتُ كُلَّ تَرْجَمَةٍ غَيْرَ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ فِي ثَلاثَةِ فُصُولٍ: (الأَوَّلُ) فِيمَا حَكَمَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بِوَضْعِهِ وَلَمْ يُخَالَفْ فِيهِ. (وَالثَّانِي) فِيمَا حَكَمَ بِوَضْعِهِ وَتُعُقِّبَ فِيهِ. (وَالثَّالِثُ) فِيمَا زَادَهُ الأَسْيُوطِيُّ عَلَى ابْنِ الْجَوْزِيِّ حَيْثُ كَانَتْ لَهُ فِي تِلْكَ التَّرْجَمَةِ زِيَادَةٌ وَقَدْ أَخَلَّ السُّيُوطِيُّ فِي زِيَادَاتِهِ بِبَعْضِ تَرَاجِمِ أَصْلِهِ، وَأَوْرَدَ فِي الْكتاب الْجَامِع آخر

الْكِتَابِ مَا حَقُّهُ أَنْ يُفْرَدَ بِالتَّرْجَمَةِ الْمَتْرُوكَةِ وَيُورَدَ فِيهَا، فَأَنَا نَقَلْتُ ذَلِكَ مِنَ الْكِتَابِ الْجَامِعِ وَأَوْرَدْتُهُ فِي التَّرَاجِمِ اللَّائِقِ بِهَا فِي ثَالِثِ فُصُولِهَا، أَمَّا كِتَابُ الْمَنَاقِبِ فَفِيهِ أَبْوَابٌ وَفِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا الْفُصُولُ الْمَذْكُورَةُ وَحَيْثُ لَمْ يَكُنْ فِي فَصْلٍ مِنْهَا شَيْءٌ قُلْتُ: وَالْفَصْلُ الْفُلانِيُّ خَالٍ؛ وَجَعَلْتُ أَوَائِلَ الأَحَادِيثِ فِي أَوَائِلِ السُّطُورِ تَسْهِيلا لِلْكَشْفِ وَالظَّفَرِ بِالْحَدِيثِ الْمَطْلُوبِ، وَإِذَا كَانَ الْحَدِيثُ مَرْفُوعًا قُلْتُ: حَدِيثُ كَذَا، وَاللَّفْظُ الْمُضَافُ إِلَيْهِ لَفْظَةُ حَدِيثٍ هُوَ اللَّفْظُ الْمَرْفُوعُ، وَبَعْدَ تَخَرُّجِهِ أَذْكُرُ صَحَابِيَّهُ الْمَنْسُوبَ إِلَيْهِ بِقَوْلِي: مِنْ حَدِيثِ فُلانٍ، إِلا أَنْ يَكُونَ فِي الحَدِيث حِكَايَة مُخَاطبَة مِنْهُ لِمُعَيَّنٍ أَوْ مُرَاجَعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ أَوْ حِكَايَةُ مُخَاطَبَةِ جِبْرِيلَ لَهُ والحاكى غير النَّبِي، أَوْ حِكَايَةُ قِصَّةٍ لَيْسَتْ مِنْ لفظ النَّبِي فَأُضِيفَ لَفْظَةُ " حَدِيثٍ " إِلَى اسْمِ الصَّحَابِيِّ أَوِ التَّابِعِيِّ الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ وَإِذَا كَانَ الْحَدِيثُ مَوْقُوفًا قُلْتُ أَثَرُ فُلانٍ وَأَتْبَعْتُهُ لَفْظَهُ، ثُمَّ أَعْقَبَ كُلا بِذِكْرِ مُخَرِّجِهِ ثُمَّ بَيَانُ عِلَّتِهِ، وَمَا فِي زِيَادَاتِ السُّيُوطِيِّ مِمَّا لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ ذَكَرْتُ عِلَّتَهُ إِنْ لاحَتْ لِي، وَمَوَادُّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ الَّتِي يُسْنِدُ الأَحَادِيثَ مِنْ طَرِيقِهَا غَالِبًا: الْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ وَالضُّعَفَاءُ لِابْنِ خبان وَلِلْعُقَيْلِيِّ وَلِلأَزْدِيِّ وَتَفْسِيرُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ وَمَعَاجِمُ الطَّبَرَانِيِّ وَالأَفْرَادُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَتَصَانِيفُ الْخَطِيبِ وَتَصَانِيفُ ابْنِ شَاهِينَ وَالْحِلْيَةُ وَتَارِيخُ أَصْبَهَانَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ مُصَنَّفَاتِ أَبِي نُعَيْمٍ وَتَارِيخُ نَيْسَابُورَ وَغَيْرُهُ مِنْ مُصَنَّفَاتِ الْحَاكِمِ وَالأَبَاطِيلُ لِلْجَوْزِقَانِيِّ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِكُلِّ عَلامَةٍ لِلاخْتِصَارِ فَلابْنِ عَدِيٍّ (عد) ، وَلابْنِ حِبَّانَ (حب) وَلِلْعُقَيْلِيِّ (عق) وَلأَبِي الْفَتْحِ الأَزْدِيِّ (فت) وَلابْنِ مَرْدَوَيْهِ (مر) وَلِلطَّبَرَانِيِّ (طب) وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ (قطّ) وَلِلْخَطِيبِ (خطّ) وَلابْنِ شَاهِينَ (شا) وَلأَبِي نُعَيْمٍ (نع) وَلِلْحَاكِمِ (حا) وَلِلْجَوْزِقَانِيِّ (قا) وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ الْكُتُبِ الْمَذْكُورَةِ سَمَّيْتُ مَنْ رَوَاهُ إِنْ عَرَفْتُهُ وَإِلا نَسَبْتُهُ لابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَمَوَادُّ السُّيُوطِيِّ هِيَ مَوَادُّ أَصْلِهِ وَزَادَ تَارِيخَ ابْنِ عَسَاكِرَ وَتَارِيخَ ابْنِ النَّجَّارِ وَمُسْنَدَ الْفِرْدَوْسِ لِلدَّيْلَمِيِّ وَتَصَانِيفَ أَبِي الشَّيْخِ، فَأَعْلَمْتُ لابْنِ عَسَاكِرَ (كرّ) وَلابْنِ النَّجَّارِ (نجا) وَلِلدَّيْلَمِيِّ (مي) وَلأَبِي الشَّيْخِ (يخ) وَإِذَا قُلْتُ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ أَوِ السُّيُوطِيُّ فَلَسْتُ أَعْنِي عِبَارَتَهُمَا بِلَفْظِهَا وَإِنَّمَا أَعْنِي مُلَخَّصَهَا وَمَحْصُولَهَا، وَإِذَا قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي حَدِيثٍ لَا يَصِحُّ أَوْ مُنْكَرٌ وَنَحْوَهُمَا أَوْرَدْتُ لَفْظَهُ فِي ذَلِكَ فَإِنْ صَرَّحَ بِكَوْنِهِ مَوْضُوعًا أَوْ بَاطِلا أَوْ كَذِبًا أَحَدٌ مِمَّن بعد ابْن

فصل

الْجَوْزِيِّ ذَكَرْتُهُ، فَإِنْ كَانَ فِي أَوَّلِهِ قُلْتُ، فَمِنْ زِيَادَتِي وَإِلا فَمِنْ مُؤَلَّفِ السُّيُوطِيِّ، فَأَمَّا إِذَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع أَولا أَصْلَ لَهُ أَوْ كَذِبٌ فَلا أَذْكُرُ ذَلِكَ غَالِبًا اخْتِصَارًا، وَلأَنَّ مَوْضُوعَ الْكِتَابِ بَيَانُ الْمَوْضُوعِ فَهُوَ كَافٍ فِي الْحُكْمِ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، إِلا أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ لَمْ يُصَرَّحْ بِوَصْفِ أَحَدٍ مِنْ رُوَاتِهِ بِكَذِبٍ وَلا وَضْعٍ فَأَذْكُرُهُ، وَرَاجَعْتُ حَالَ جَمْعِي لِهَذَا التَّلْخِيصِ مَوْضُوعَاتِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ وَالْعِلَلَ الْمُتَنَاهِيَةَ لَهُ، وَتَلْخِيصَهُمَا لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ وَتَلْخِيصَ مَوْضُوعَاتِ الْجَوْزِقَانِيِّ وَالْمِيزَانَ لِلذَّهَبِيِّ أَيْضًا، وَلِسَانَ الْمِيزَانِ وَتَخْرِيجَ الرَّافِعِيِّ وَتَخْرِيجَ الْكَشَّافِ وَالْمَطَالِبَ الْعَالِيَةِ وَتَسْدِيدَ الْقَوْسِ وَزَهْرَ الْفِرْدَوْسِ السِّتَّةَ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ، وَتَخْرِيجَ الإِحْيَاءِ لِلْحَافِظِ الْعِرَاقِيِّ وَالأَمَالِي لَهُ وَتَلْخِيصَ الْمَوْضُوعَاتِ لِلْعَلامَةِ جَلالِ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ دِرْبَاسَ، فَرُبَّمَا أَزِيدُ مِنْ هَذِهِ الْكُتُبِ وَغَيرهَا مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأمين مَا أَزِيدُهُ غَالِبًا بِقَوْلِي فِي أَوَّلِهِ، قُلْتُ، وَفِي آخِرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدَّمْتُ قَبْلَ الْخَوْضِ فِي الْمَقْصُودِ فُصُولا نَافِعَةً فِي مَعْرِفَةِ مِقْدَارِ هَذَا الْفَنِّ لِطَالِبِيهِ (وَسَمَّيْتُهُ) " تَنْزِيهَ الشَّرِيعَةِ الْمَرْفُوعَةِ، عَنِ الأَخْبَارِ الشنيعة الْمَوْضُوعَة، وَالله المسؤل أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَأَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ وَمَنْ طَالَعَهُ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَقَلْبٍ سَلِيمٍ. [فَصْلٌ] فِي حَقِيقَةِ الْمَوْضُوعِ وَأَمَارَاتِهِ وَحُكْمِهِ: الْمَوْضُوع لُغَة اسْم مفعول من وضع الشَّيْء يَضَعهُ بِالْفَتْح وضعا حطه وأسقطه، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن دحْيَة: الْمَوْضُوع الملصق وضع فلَان على فلَان كَذَا ألصقه بِهِ، وَاصْطِلَاحا هُوَ الحَدِيث المختلق الْمَصْنُوع مَأْخُوذ من الْمَعْنى الأول، لِأَن رتبته أَن يكون مطرحا ملقى لَا يسْتَحق الرّفْع أصلا، أَو من الْمَعْنى الثَّانِي لِأَنَّهُ ملصق بِالنَّبِيِّ، وَهُوَ شَرّ أَنْوَاع الضَّعِيف، وَله أَمَارَات مِنْهَا: إِقْرَار وَاضعه بِوَضْعِهِ كَحَدِيث فَضَائِل الْقُرْآن، اعْترف بِوَضْعِهِ ميسرَة بن عبد ربه، فَيرد حَدِيثه ذَلِك سَائِر مروياته، وَلَيْسَ هَذَا قبولا لقَوْله مَعَ اعترافه بالمفسق، وَإِنَّمَا هُوَ مُؤَاخذَة لَهُ بِمُوجب إِقْرَاره كَمَا يُؤَاخذ الشَّخْص باعترافه بالزنى وَالْقَتْل وَنَحْوهمَا، واستفيد من جعلنَا هَذَا أَمارَة أَنا لَا نقطع على حَدِيثه ذَلِك بِالْوَضْعِ، لاحْتِمَال كذبه فِي إِقْرَاره، نعم إِذا انْضَمَّ إِلَى إِقْرَاره قَرَائِن تَقْتَضِي صدقه فِيهِ قَطعنَا بِهِ وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ إخْبَاره لنا بذلك بعد تَوْبَته، وَمِنْهَا مَا ينزل منزلَة إِقْرَاره، ومثاله كَمَا قَالَ الْعَلامَة الزَّرْكَشِيّ والحافظ الْعِرَاقِيّ أَن يعين المتفرد

بِالْحَدِيثِ تَارِيخ مولده أَو سَمَاعه بِمَا لَا يُمكن مَعَه الْأَخْذ عَن شَيْخه أَو يَقُول إِنَّه سمع فِي مَكَان يعلم أَن الشَّيْخ لم يدْخلهُ، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي نكت ابْن الصّلاح: الأولى أَن يمثل لهَذِهِ الأمارة بِمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل بِسَنَدِهِ الصَّحِيح أَنهم اخْتلفُوا بِحُضُور أَحْمد ابْن عبد الله الجويباري فِي سَماع الْحسن من أبي هُرَيْرَة، فروى لَهُم بِسَنَدِهِ إِلَى النَّبِي: سمع الْحسن من أبي هُرَيْرَة، قلت: إِنَّمَا عرف كذب هَذَا الحَدِيث بالتاريخ، فَلَو قَالَ الزَّرْكَشِيّ والعراقي فِي الصُّورَة الأولى: كَأَن يكذبهُ التَّارِيخ لشمل هَذَا الْمِثَال وَالله أعلم، وَمِنْهَا: أَن يُصَرح بتكذيب رَاوِيه جمع كثير يمْتَنع فِي الْعَادة تواطؤهم على الْكَذِب أَو تَقْلِيد بَعضهم بَعْضًا، وَمِنْهَا قرينَة فِي حَال الرَّاوِي كقصة غياث بن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مَعَ الْمهْدي وَسَتَأْتِي، وَمِنْهَا قرينَة فِي الْمَرْوِيّ كمخالفته لمقْتَضى الْعقل بِحَيْثُ لَا يقبل التَّأْوِيل، ويلتحق بِهِ مَا يَدْفَعهُ الْحس والمشاهدة أَو الْعَادة. وكمنافاته لدلَالَة الْكتاب القطعية أَو السّنة المتواترة أَو الْإِجْمَاع الْقطعِي، قَالَ الزَّرْكَشِيّ: هَذَا إِن لم يحْتَمل أَن يكون سقط من الْمَرْوِيّ على بعض رُوَاته مَا تَزُول بِهِ الْمُنَافَاة كَحَدِيث: لَا يبْقى على ظهر الأَرْض بعد مائَة سنة نفس منفوسة. فَإِنَّهُ سقط على رَاوِيه لَفْظَة: مِنْكُم، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَتَقْيِيد السّنة بالمتواترة احْتِرَاز عَن غير المتواترة فقد أَخطَأ من حكم بِالْوَضْعِ بِمُجَرَّد مُخَالفَة السّنة مُطلقًا، وَقد أَكثر من ذَلِك الجوزقاني فِي كتاب الأباطيل. وَهَذَا إِنَّمَا يَتَأَتَّى حَيْثُ لَا يُمكن الْجمع بِوَجْه من الْوُجُوه، أما مَعَ إِمْكَان الْجمع فَلَا. وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن دَقِيق الْعِيد مُشِيرا إِلَى هَذِه الأمارة: وَكَثِيرًا مَا يحكمون بِالْوَضْعِ بِاعْتِبَار أُمُور ترجع إِلَى الْمَرْوِيّ وألفاظ الحَدِيث. وَحَاصِله يرجع إِلَى أَنه حصلت لَهُم لِكَثْرَة مزاولة أَلْفَاظ النَّبِي هَيْئَة نفسانية وملكة قَوِيَّة يعْرفُونَ بهَا مَا يجوز أَن يكون من أَلْفَاظ النُّبُوَّة وَمَا لَا يجوز، كَمَا سُئِلَ بَعضهم كَيفَ تعرف أَن الشَّيْخ كَذَّاب؟ قَالَ إِذا روى: " لَا تَأْكُلُوا الْقرعَة حَتَّى تذبحوها " علمت أَنه كَذَّاب؛ قلت وَقد استأنس بَعضهم لذَلِك بِخَبَر أبي حميد أَو أبي أسيد عَن رَسُول الله أَنه قَالَ " إِذا سَمِعْتُمْ الحَدِيث تعرفه قُلُوبكُمْ وتلين لَهُ أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ وترون أَنه مِنْكُم قريب فَأَنا أولاكم بِهِ، وَإِذا

سَمِعْتُمْ الحَدِيث عني تنكره قُلُوبكُمْ وتنفر مِنْهُ أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ وترون أَنه مِنْكُم بعيد فَأَنا أبعدكم مِنْهُ " رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَسَنَده صَحِيح كَمَا قَالَه الْقُرْطُبِيّ وَغَيره وَبِقَوْلِهِ " مَا حدثتم عني مِمَّا تُنْكِرُونَهُ فَلَا تَأْخُذُوا بِهِ فَإِنِّي لَا أَقُول الْمُنكر وَلست من أَهله " رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ، وَعَن الرّبيع بن خثيم التَّابِعِيّ الْجَلِيل أَنه قَالَ: إِن للْحَدِيث ضوءا كضوء النَّهَار يعرفهُ وظلمة كظلمة اللَّيْل تنكره، وَمن أَنْوَاع هَذِه الأمارة أَن يكون الحَدِيث خَبرا عَن أَمر جسيم تتوفر الدَّوَاعِي على نَقله بِحَضْرَة الجم الْغَفِير ثمَّ لَا يَنْقُلهُ إِلَّا وَاحِد مِنْهُم (وَمِنْهَا) أَن يكون فِيمَا يلْزم الْمُكَلّفين علمه وَقطع الْعذر فِيهِ، فينفرد بِهِ وَاحِد (وَمِنْهَا) ركة لَفظه وَمَعْنَاهُ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: والمدار على ركة الْمَعْنى فَحَيْثُ وجدت دلّت على الْوَضع سَوَاء انْضَمَّ إِلَيْهَا ركة اللَّفْظ أم لَا فَإِن هَذَا الدَّين كُله محَاسِن والركة ترجع إِلَى الرداءة فبينها وَبَين مَقَاصِد الدَّين مباينة، وركة اللَّفْظ وَحدهَا لَا تدل على ذَلِك لاحْتِمَال أَن يكون الرَّاوِي رَوَاهُ بِالْمَعْنَى فَعبر بِأَلْفَاظ غير فصيحة من غير أَن يخل بِالْمَعْنَى، نعم إِن صرح الرَّاوِي بِأَن هَذَا لفظ النَّبِي دلّت ركة اللَّفْظ حِينَئِذٍ على الْوَضع انْتهى قَالَ شيخ شُيُوخنَا الْبُرْهَان البقاعي: وَمِمَّا يرجع إِلَى ركة الْمَعْنى الإفراط بالوعيد الشَّديد، على الْأَمر الصَّغِير أَو بالوعد الْعَظِيم على الْفِعْل الْيَسِير، وَهَذَا كثير فِي حَدِيث الْقصاص، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَإِنِّي لأَسْتَحي من وضع أَقوام وضعُوا: " من صلى كَذَا فَلهُ سَبْعُونَ دَارا فِي كل دَار سَبْعُونَ ألف بَيت فِي كل بَيت سَبْعُونَ ألف سَرِير على كل سَرِير سَبْعُونَ ألف جَارِيَة، وَإِن كَانَت الْقُدْرَة لَا تعجز وَلَكِن هَذَا تَخْلِيط قَبِيح، " وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: " من صَامَ يَوْمًا كَانَ كَأَجر ألف حَاج وَألف مُعْتَمر وَكَانَ لَهُ ثَوَاب أَيُّوب، " وَهَذَا يفْسد مقادير مَوَازِين الْأَعْمَال (وَمِنْهَا) مَا ذكره الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ أَن يروي الْخَبَر فِي زمن قد استقرئت فِيهِ الْأَخْبَار ودونت فيفتش عَنهُ فَلَا يُوجد فِي صُدُور الرِّجَال وَلَا فِي بطُون الْكتب فَأَما فِي عصر الصَّحَابَة وَمَا يقرب مِنْهُ حِين لم تكن الْأَخْبَار استقرئت فَإِنَّهُ يجوز أَن يروي أحدهم مَا لَيْسَ عِنْد غَيره، قَالَ الْحَافِظ العلائى: وَهَذَا إِنَّمَا يقوم بِهِ أَي بالتفتيش عَنهُ الْحَافِظ الْكَبِير الَّذِي قد أحَاط حفظه بِجَمِيعِ الحَدِيث أَو معظمه كَالْإِمَامِ أَحْمد وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين وَمن بعدهمْ كالبخاري وَأبي حَاتِم وَأبي زرْعَة وَمن دونهم كَالنَّسَائِيِّ ثمَّ الدَّارَقُطْنِيّ، لِأَن المآخذ الَّتِي يحكم بهَا غَالِبا على الحَدِيث بِأَنَّهُ مَوْضُوع إِنَّمَا هِيَ جمع الطّرق والاطلاع على غَالب الْمَرْوِيّ فِي الْبلدَانِ المتنائية بِحَيْثُ يعرف بذلك مَا هُوَ من حَدِيث

فصل

الروَاة مِمَّا لَيْسَ من حَدِيثهمْ، وَأما من لم يصل إِلَى هَذِه الْمرتبَة فَكيف يقْضِي بِعَدَمِ وجدانه للْحَدِيث بِأَنَّهُ مَوْضُوع هَذَا مِمَّا يأباه تصرفهم انْتهى (قلت) فاستفدنا من هَذَا أَن الْحفاظ الَّذين ذكرهم وأضرا بهم إِذا قَالَ أحدهم فِي حَدِيث لَا أعرفهُ أَو لَا أصل لَهُ كفى ذَلِك فِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله أعلم (قَالَ) السُّيُوطِيّ فِي شرح التَّقْرِيب: وَمن الأمارات كَون الرَّاوِي رَافِضِيًّا والْحَدِيث فِي فَضَائِل أهل الْبَيْت (قلت) أَو فِي ذمّ من حاربهم، وَذكر بعض شيوخي أَنه روى عَن شَيْخه الْحَافِظ الْمُحدث الْبُرْهَان النَّاجِي بالنُّون أَن من أَمَارَات الْمَوْضُوع أَن يكون فِيهِ: وَأعْطى ثَوَاب نَبِي أَو النَّبِيين وَنَحْوهمَا وَالله تَعَالَى أعلم (وَهل) يثبت الْوَضع بِالْبَيِّنَةِ كَأَن يرى عَدْلَانِ رجلا يصنف كلَاما ثمَّ ينْسبهُ إِلَى النَّبِي قَالَ الزَّرْكَشِيّ: يشبه أَن يجِئ فِيهِ التَّرَدُّد فِي أَن شَهَادَة الزُّور هَل تثبت بِالْبَيِّنَةِ، مَعَ الْقطع بِأَنَّهُ لَا يعْمل بِهِ، وَحكم الْمَوْضُوع أَن تحرم رِوَايَته فِي أَي معنى كَانَ بِسَنَد أَو غَيره مَعَ الْعلم بِحَالهِ إِلَّا مَقْرُونا بالإعلام بِأَنَّهُ مَوْضُوع، وَكَذَا مَعَ الظَّن لقَوْله " من حدث عني بِحَدِيث يرى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَاذِبين " رَوَاهُ مُسلم، وَقَوله يرى هُوَ بِضَم الْيَاء بِمَعْنى يظنّ، وَفِي الْكَاذِبين راويتان فتح الْمُوَحدَة على إِرَادَة التَّثْنِيَة وَكسرهَا على إِرَادَة الْجمع. [فصل] قَالَ الْحَافِظ ابْن كثير: حكى عَن بعض الْمُتَكَلِّمين إِنْكَار وُقُوع الْوَضع بِالْكُلِّيَّةِ وَهَذَا الْقَائِل إِمَّا لَا وجود لَهُ أَو هُوَ فِي غَايَة الْبعد عَن ممارسة الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَقد حاول بَعضهم الرَّد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قد ورد عَنهُ بِأَنَّهُ قد قَالَ: سيكذب عَليّ فَإِن كَانَ هَذَا صَحِيحا فسيقع الْكَذِب عَلَيْهِ لَا محَالة، وَإِن كَانَ كذبا فقد حصل الْمَطْلُوب، وَأجِيب عَن الأول بِأَنَّهُ لَا يلْزم وُقُوعه الْآن إِذْ بَقِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة أزمان يُمكن أَن يَقع فِيهَا مَا ذكر، وَهَذَا القَوْل وَالِاسْتِدْلَال عَلَيْهِ وَالْجَوَاب عَنهُ من أَضْعَف الْأَشْيَاء عِنْد أَئِمَّة الحَدِيث وحفاظهم الَّذين كَانُوا يتضلعون من حفظ الصِّحَاح ويحفظون أَمْثَالهَا وأضعافها من المكذوبات خشيَة أَن تروج عَلَيْهِم أَو على أحد من النَّاس.

فصل

[فصل] صَحَّ عَن رَسُول الله أَنه قَالَ " من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار، " قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ رَوَاهُ من الصَّحَابَة ثَمَانِيَة وَتسْعُونَ نفسا مِنْهُم الْعشْرَة المبشرة وَابْن مَسْعُود وصهيب وعمار بن يَاسر ومعاذ بن جبل وَعقبَة بن عَامر والمقداد بن الْأسود وسلمان الْفَارِسِي وَعبد الله بن عمر بن الْخطاب وَعَمْرو بن عبسة وَعتبَة بن غَزوَان وَعتبَة بن عبد السّلمِيّ وَأَبُو ذَر الْغِفَارِيّ وَأَبُو قَتَادَة وَأبي بن كَعْب وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَحُذَيْفَة بن أسيد وَجَابِر بن سَمُرَة وَجَابِر بن عَابس الْعَبْدي وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وسفينة والمغيرة بن شغبة وَعمْرَان بن الْحصين وَأَبُو هُرَيْرَة والبراء بن عَازِب وَزيد بن ثَابت وَزيد بن أَرقم وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع وَرَافِع بن خديج وَأنس بن مَالك وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَعبد الله بن عَبَّاس وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَمُعَاوِيَة ابْن حيدة والسائب بن يزِيد وَعَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ وَأُسَامَة بن زيد وَعَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ وَبُرَيْدَة بن الْحصيب وجهجاه الْغِفَارِيّ وجندع بن ضَمرَة الْأنْصَارِيّ وَأَبُو كَبْشَة الْأَنمَارِي وواثلة بن الْأَسْقَع وَعبد الله بن الزبير وَقيس بن سعد بن عبَادَة وَعبد الله بن أبي أوفى وَعَمْرو بن حُرَيْث وَأَوْس بن أَوْس وَسعد بن المدحاس وَأَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَأَبُو مُوسَى الغافقي وَعبد الله بن يزِيد الخطمي وَأَبُو قرصافة جندرة بن خيشنة وَأَبُو رمثة واسْمه رِفَاعَة التَّيْمِيّ وَأَبُو رَافع مولى رَسُول الله وخَالِد بن عرفطة وطارق بن الأشيم وَالِد أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ وَعَمْرو بن الْحمق ونبيط بن شريط وَكَعب بن قُطْبَة ويعلى بن مرّة وَمرَّة الْبَهْزِي والعرس بن عميرَة وَسليمَان بن صرد وَيزِيد ابْن أَسد وَعبد الله بن زغب الْإِيَادِي وَعَفَّان بن حبيب وَعبد الله بن جَراد والمنقع ابْن الْحصين بن يزِيد التَّمِيمِي وَيزِيد بن خَالِد العصري ولاحق بن مَالك أَبُو عقيل

فصل

وَأَبُو مَيْمُون الْأَزْدِيّ وَرجل من أسلم صَحَابِيّ وَرجل آخر صَحَابِيّ وَعَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ وَحَفْصَة أم الْمُؤمنِينَ وَأم أَيمن حاضنة رَسُول الله، أسْند ابْن الْجَوْزِيّ أَحَادِيث هَؤُلَاءِ ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ أَيْضا أَبُو بكرَة وَسَهل بن الحنظلية ومعاذ بن أنس وَأَبُو هِنْد الدَّارِيّ وَسَهل بن سعد وَمَالك بن عتاهية وسبرة بن معبد وحبِيب بن حبَان وَخَوْلَة بنت حَكِيم وَلم يتهيأ لنا ذكر الْإِسْنَاد عَنْهُم انْتهى، وَذكر النَّوَوِيّ فِي مُقَدّمَة شرح مُسلم عَن بَعضهم: أَن عدَّة من رَوَاهُ من الصَّحَابَة مِائَتَان، قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ: وَأَنا أستبعد وُقُوع ذَلِك، وَقد جمع الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الدِّمَشْقِي طرقه فَبلغ بهَا مائَة واثنين انْتهى وروى ابْن الْجَوْزِيّ عَن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب الإِسْفِرَايِينِيّ أَنه قَالَ: " لَيْسَ فِي الدُّنْيَا حَدِيث اجْتمع عَلَيْهِ الْعشْرَة غَيره، " قَالَ الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ: وَلَيْسَ كَذَلِك فقد ذكر الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ أَن حَدِيث رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة رَوَاهُ الْعشْرَة وَقَالا: لَيْسَ حَدِيث رَوَاهُ الْعشْرَة غَيره، وَذكر أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه أَن حَدِيث الْمسْح على الْخُفَّيْنِ رَوَاهُ الْعشْرَة أَيْضا [فصل] قَالَ السَّيْف أَحْمد بن أبي الْمجد: أطلق ابْن الْجَوْزِيّ الْوَضع على أَحَادِيث لكَلَام بعض النَّاس فِي رواتها كَقَوْلِه فلَان ضَعِيف أَو لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَنَحْوهمَا، وَلَيْسَ ذَلِك الحَدِيث مِمَّا يشْهد الْقلب بِبُطْلَانِهِ وَلَا فِيهِ مُخَالفَة لكتاب وَلَا سنة وَلَا إِجْمَاع وَلَا يُنكره عقل وَلَا نقل وَلَا حجَّة مَعَه لوضعه سوى كَلَام ذَلِك الرجل فِي رُوَاته، وَهَذَا عدوان ومجازفة انْتهى نَقله شيخ شُيُوخنَا الْعَلامَة الْمُحدث شمس الدَّين السخاوي فِي شرح التَّقْرِيب، وَقَالَ عقبه: بل مُجَرّد اتهام الرَّاوِي بِالْكَذِبِ مَعَ تفرده لَا يسوغ الحكم بِالْوَضْعِ وَلذَا جعله شَيخنَا يَعْنِي الْحَافِظ ابْن حجر نوعا مُسْتقِلّا وَسَماهُ الْمَتْرُوك وَفَسرهُ بِأَن يرويهِ من يتهم بِالْكَذِبِ وَلَا يعرف ذَلِك الحَدِيث إِلَّا من جِهَته وَيكون مُخَالفا للقواعد الْمَعْلُومَة، قَالَ وَكَذَا: من عرف بِالْكَذِبِ فِي كَلَامه وَإِن لم يظْهر وُقُوعه مِنْهُ فِي الحَدِيث وَهُوَ دون الأول انْتهى، وَخرج بقوله من يتهم بِالْكَذِبِ من عرف بِالْكَذِبِ فِي الحَدِيث وروى حَدِيثا لم يروه غَيره فَإنَّا نحكم على حَدِيثه ذَلِك بِالْوَضْعِ إِذا انضمت إِلَيْهِ قرينَة تَقْتَضِي وَضعه كَمَا صرح بِهِ الْحَافِظ العلائى وَغَيره.

(فصل) الوضاعون أصناف

(فصل) الوضاعون أَصْنَاف (الصِّنْف الأول) الزَّنَادِقَة وهم السَّابِقُونَ إِلَى ذَلِك والهاجمون عَلَيْهِ، حملهمْ على الْوَضع الاستخفاف بِالدّينِ والتلبيس على الْمُسلمين، كَعبد الْكَرِيم بن أبي العوجاء وَمُحَمّد بن سعيد المصلوب والْحَارث الْكذَّاب الَّذِي ادّعى النُّبُوَّة فِي زمن عبد الْملك بن مَرْوَان، والمغيرة بن سعيد الْكُوفِي، حَتَّى قَالَ حَمَّاد بن زيد: وضعت الزَّنَادِقَة على النَّبِي أَرْبَعَة عشر ألف حَدِيث رَوَاهُ الْعقيلِيّ، وَقَالَ ابْن عدي: لما أَخذ ابْن أبي العوجاء وَأتي بِهِ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ فَأمر بِضَرْب عُنُقه قَالَ: وَالله لقد وضعت فِيكُم أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث أحرم فِيهَا الْحَلَال وَأحل فِيهَا الْحَرَام، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَقد كَانَ من هَؤُلَاءِ من يتغفل الشَّيْخ فيدس فِي كِتَابه مَا لَيْسَ من حَدِيثه فيرويه ذَلِك الشَّيْخ ظنا مِنْهُ أَنه من حَدِيثه. (الصِّنْف الثَّانِي) أَصْحَاب الْأَهْوَاء والبدع وضعُوا أَحَادِيث نصْرَة لمذاهبهم أَو ثلبا لمخالفهم، روى ابْن أبي حَاتِم فِي مُقَدّمَة كتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل عَن شيخ من الْخَوَارِج أَنه كَانَ يَقُول بعد مَا تَابَ: انْظُرُوا عَمَّن تأخذون دينكُمْ فَإنَّا كُنَّا إِذا هوينا أمرا صيرنا لَهُ حَدِيثا وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله: كَانَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطَّالقَانِي من رُؤَسَاء المرجئة يضع الحَدِيث على مَذْهَبهم، وَحكى ابْن عدي أَن مُحَمَّد بن شُجَاع الثَّلْجِي بِالْمُثَلثَةِ وَالْجِيم كَانَ يضع الْأَحَادِيث الَّتِي ظَاهرهَا التجسيم وينسبها إِلَى أهل الحَدِيث يقْصد الشناعة عَلَيْهِم لما بَينه وَبينهمْ من الْعَدَاوَة المذهبية، وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ صَاحب الْمُفْهم: استجاز بعض فُقَهَاء أهل الرَّأْي نِسْبَة الحكم الَّذِي دلّ عَلَيْهِ الْقيَاس إِلَى رَسُول الله نِسْبَة قولية فَيَقُول فِي ذَلِك: قَالَ رَسُول الله كَذَا، وَلِهَذَا ترى كتبهمْ مشحونة بِأَحَادِيث تشهد متونها بِأَنَّهَا مَوْضُوعَة لِأَنَّهَا تشبه فَتَاوَى الْفُقَهَاء وَلِأَنَّهُم لَا يُقِيمُونَ لَهَا سندا. (الصِّنْف الثَّالِث) قوم اتَّخذُوا الْوَضع صناعَة وتسوقا جَرَاءَة على الله وَرَسُوله حَتَّى إِن أحدهم ليسهر عَامَّة ليله فِي وضع الحَدِيث كَأبي البخْترِي وهب بن وهب القَاضِي وَسليمَان ابْن عَمْرو النَّخعِيّ وَالْحُسَيْن بن علوان واسحق بن نجيح الْمَلْطِي، ذكر ذَلِك الامام أَبُو حَاتِم ابْن حبَان فِي مُقَدّمَة كِتَابه الضُّعَفَاء والمجروحين.

(الصِّنْف الرَّابِع) قوم ينسبون إِلَى الزّهْد حملهمْ التدين النَّاشِئ عَن الْجَهْل على وضع أَحَادِيث فِي التَّرْغِيب والترهيب ليحثوا النَّاس بزعمهم على الْخَيْر ويزجروهم عَن الشَّرّ، وَقد جوز ذَلِك الكرامية وَكَذَا بعض المتصوفة كَمَا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر، قَالَ حجَّة الْإِسْلَام الْغَزالِيّ: وَهَذَا من نزغات الشَّيْطَان فَفِي الصدْق مندوحة عَن الْكَذِب وَفِيمَا ذكر الله وَرَسُوله غنية عَن الاختراع فِي الْوَعْظ، وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام النَّوَوِيّ: خالفوا فِي ذَلِك إِجْمَاع الْمُسلمين الَّذين يعْتد بهم على تَحْرِيم تعمد الْكَذِب على رَسُول الله وعَلى أَنه من الْكَبَائِر لخَبر " من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار " بل بَالغ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ فَكفر بِهِ (قلت) وَنقل الْحَافِظ عماد الدَّين ابْن كثير عَن أبي الْفضل الهمذاني شيخ ابْن عقيل من الْحَنَابِلَة أَنه وَافق الْجُوَيْنِيّ على هَذِه الْمقَالة، وَقَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي كتاب الْكَبَائِر لَهُ: وَلَا ريب أَن تعمد الْكَذِب على الله تَعَالَى وَرَسُول الله فِي تَحْرِيم حَلَال أَو تَحْلِيل حرَام كفر مَحْض، وَإِنَّمَا الشَّأْن فِي الْكَذِب عَلَيْهِمَا فِي مَا سوى ذَلِك وَالله أعلم، وَلَا يلْتَفت إِلَى مَا تعلقوا بِهِ من الشّبَه الْبَاطِلَة فِي تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث من أَنه إِنَّمَا ورد فِي رجل معِين ذهب إِلَى قوم وَادّعى أَنه رَسُول رَسُول الله إِلَيْهِم يحكم فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ فَبلغ ذَلِك رَسُول الله فَأمر بقتْله وَقَالَ هَذَا، أَو أَنه فِي حق من كذب عَلَيْهِ شَيْئا يقْصد بِهِ عَيبه أَو شين الْإِسْلَام وتعلقوا فِي ذَلِك بِمَا رُوِيَ عَن أبي أُمَامَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله " من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده بَين عَيْني جَهَنَّم " قَالَ: فشق ذَلِك على أَصْحَابه حَتَّى عرف فِي وُجُوههم

وَقَالُوا يَا رَسُول الله قلت هَذَا وَنحن نسْمع مِنْك الحَدِيث فنزيد وننقص ونقدم ونؤخر فَقَالَ: لم أعن ذَلِك وَلَكِن عنيت من كذب عَليّ يُرِيد عيبي وشين الْإِسْلَام، أَو: أَنه إِذا كَانَ الْكَذِب فِي التَّرْغِيب والترهيب فَهُوَ كذب للنبى لَا عَلَيْهِ أَو: أَنه ورد فِي بعض طرق الحَدِيث " من كذب عَليّ مُتَعَمدا ليضل بِهِ النَّاس فليتبوآ مَقْعَده من النَّار، " فَتحمل الرِّوَايَات الْمُطلقَة عَلَيْهِ، لأَنا نجيب عَن شبهتهم الأولى بِأَن السَّبَب الْمَذْكُور لم يثبت إِسْنَاده وَبِتَقْدِير ثُبُوته فَالْعِبْرَة بِعُمُوم اللَّفْظ لَا بِخُصُوص السَّبَب، وَعَن الثَّانِيَة بِأَن الحَدِيث بَاطِل كَمَا قَالَه الْحَاكِم وَفِي إِسْنَاده مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة اتَّفقُوا على تَكْذِيبه، وَقَالَ صَالح جزرة كَانَ يضع الحَدِيث، وَعَن الثَّالِثَة أَنه كذب عَلَيْهِ فِي وضع الْأَحْكَام فَإِن الْمَنْدُوب قسم مِنْهَا وَفِي الْإِخْبَار عَن الله عز وَجل فِي الْوَعْد على ذَلِك الْعَمَل بذلك الثَّوَاب، وَعَن الرَّابِعَة بِاتِّفَاق أَئِمَّة الحَدِيث على أَن زِيَادَة: ليضل بِهِ النَّاس ضَعِيفَة، وَبِتَقْدِير صِحَّتهَا لَا تعلق لَهُم بهَا لِأَن اللَّام فِي قَوْله ليضل لَام الْعَاقِبَة لَا. لَام التَّعْلِيل أَو هِيَ للتَّأْكِيد وَلَا مَفْهُوم لَهَا وعَلى هذَيْن الْوَجْهَيْنِ خرج قَوْله تَعَالَى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاس بِغَيْر علم} لِأَن افتراء الْكَذِب على الله محرم مُطلقًا سَوَاء قصد بِهِ الإضلال أم لَا. (الصِّنْف الْخَامِس) أَصْحَاب الْأَغْرَاض الدُّنْيَوِيَّة كَالْقصاصِ والشحاذين وَأَصْحَاب الْأُمَرَاء وأمثلة ذَلِك كَثِيرَة (فَمن) أَمْثِلَة الأول مَا أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مُقَدّمَة كِتَابه قَالَ: صنف بعض قصاص زَمَاننَا كتابا فَذكر فِيهِ أَن الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا دخلا على عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ مَشْغُول فَلَمَّا فرغ من شغله رفع رَأسه فرآهما فَقَامَ فقبلهما ووهب لكل وَاحِد مِنْهُمَا ألفا وَقَالَ لَهما: اجعلانى فِي حل، فَمَا عرفت دخولكما فَرَجَعَا وشكراه بَين يَدي أَبِيهِمَا عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله يَقُول " عمر بن الْخطاب نور فِي الْإِسْلَام سراج لأهل الْجنَّة " فَرَجَعَا فحدثاه فَدَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَكتب فِيهِ: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حَدثنِي سيدا شباب أهل الْجنَّة عَن أَبِيهِمَا المرتضى عَن جدهما الْمُصْطَفى أَنه قَالَ " عمر نور فِي الْإِسْلَام سراج لأهل الْجنَّة " وَأوصى أَن يَجْعَل فِي كَفنه على صَدره فَوضع فَلَمَّا أَصْبحُوا وجدوه على قَبره، " وَفِيه صدق الْحسن وَالْحُسَيْن وَصدق أَبوهُمَا وَصدق رَسُول الله، عمر نور الْإِسْلَام وسراج أهل الْجنَّة

(وَمن أَمْثِلَة) الثَّانِي مَا رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى جَعْفَر بن مُحَمَّد الطَّيَالِسِيّ قَالَ: صلى أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين فِي مَسْجِد الرصافة فَقَامَ بَين أَيْديهم قاص فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين قَالَا حَدثنَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: " من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله خلق الله من كل كلمة مِنْهَا طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان، وَأخذ فِي قصَّة نَحوا من عشْرين ورقة، فَجعل أَحْمد بن حَنْبَل ينظر إِلَى يحيى بن معِين وَيحيى ينظر إِلَى أَحْمد، فَقَالَ لَهُ أَنْت حدثته بِهَذَا فَيَقُول وَالله مَا سَمِعت بِهَذَا إِلَّا السَّاعَة فَلَمَّا فرغ من قصصه، وَأخذ القطيعات ثمَّ قعد ينْتَظر بقيتها قَالَ لَهُ يحيى بن معِين بِيَدِهِ تعال، فجَاء مُتَوَهمًا لنوال فَقَالَ لَهُ يحيى: من حَدثَك بِهَذَا الحَدِيث؟ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين، فَقَالَ أَنا يحيى بن معِين وَهَذَا أَحْمد بن حَنْبَل مَا سمعنَا بِهَذَا قطّ فِي حَدِيث رَسُول الله، فَقَالَ: لم أزل أسمع أَن يحيى بن معِين أَحمَق مَا تحققته إِلَّا السَّاعَة كَأَن لَيْسَ فِي الدُّنْيَا يحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل غيركما، قد كتبت عَن سَبْعَة عشر أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين، فَوضع أَحْمد كمه على وَجهه وَقَالَ دَعه يقوم فَقَامَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بهما (قلت) أقرّ ابْن حبَان ثمَّ ابْن الْجَوْزِيّ هَذِه الْحِكَايَة وَلم يطعنا فِي إسنادها وأنكرها الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْبكْرِيّ: فَقَالَ لَا أَدْرِي من ذَا أَتَى بحكاية مُنكرَة أَخَاف أَن تكون من وَضعه فَذكر الْحِكَايَة الْمَذْكُورَة وَالله تَعَالَى أعلم (وَمن) أمثلته أَيْضا مَا رَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي مُقَدّمَة كتاب الضُّعَفَاء والمجروحين عَن مُؤَمل بن إهَاب قَالَ قَامَ رجل يسْأَل النَّاس فَلم يُعْط شَيْئا فَقَالَ: حَدثنَا يزِيد بن هرون عَن شريك عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: " إِذا سَأَلَ السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يُعْط، فَكبر عَلَيْهِم ثَلَاثًا وَجعل يَقُول الله أكبر الله أكبر الله أكبر ثمَّ مر فَذكر ذَلِك ليزِيد بن هرون فَقَالَ كذب عَليّ الْخَبيث مَا سَمِعت بِهَذَا قطّ (وَمن أَمْثِلَة الثَّالِث) قصَّة غياث بن إِبْرَاهِيم مَعَ الْمهْدي ذكرهَا ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه وهى: أَنه دخل على الْمهْدي وَكَانَ الْمهْدي يحب الْحمام ويلعب بهَا فَإِذا قدامه حمام فَقيل لَهُ

حدث أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ: " حَدثنَا فلَان عَن فلَان أَن النَّبِي قَالَ لَا سبق إِلَّا فِي نصل أَو خف أَو حافر أَو جنَاح، فَأمر لَهُ الْمهْدي ببدرة فَلَمَّا قَامَ قَالَ: أشهد على قفاك أَنه قفا كَذَّاب على رَسُول الله، ثمَّ قَالَ الْمهْدي: أَنا حَملته على ذَلِك ثمَّ أَمر بِذبح الْحمام ورفض مَا كَانَ فِيهِ ". (الصِّنْف السَّادِس) قوم حملهمْ الشره ومحبة الظُّهُور على الْوَضع، فَجعل بَعضهم لذِي الْإِسْنَاد الضَّعِيف إِسْنَادًا صَحِيحا مَشْهُورا، وَجعل بَعضهم للْحَدِيث إِسْنَادًا غير إِسْنَاده الْمَشْهُور ليستغرب وَيطْلب، قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله: وَمن هَؤُلَاءِ إِبْرَاهِيم بن اليسع وَهُوَ ابْن أبي حَيَّة كَانَ يحدث عَن جَعْفَر الصَّادِق وَهِشَام بن عُرْوَة فيركب حَدِيث هَذَا على حَدِيث ذَاك لتستغرب تِلْكَ الْأَحَادِيث بِتِلْكَ الْأَسَانِيد قَالَ: وَمِنْهُم حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي وبهلول بن عبيد وأصرم بن حَوْشَب، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَهَذَا دَاخل فِي قسم المقلوب، وَقَالَ القَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الْكُبْرَى نقلا عَن السؤالات الحديثية الَّتِي سَأَلَ الْحَافِظ أَبُو سَعْدَان عَلَيْك عَنْهَا الْأُسْتَاذ أَبَا إِسْحَق الإِسْفِرَايِينِيّ: إِن من قلب الْإِسْنَاد ليستغرب حَدِيثه ويرغب فِيهِ يصير دجالًا كذابا تسْقط بِهِ جَمِيع أَحَادِيثه وَإِن رَوَاهَا على وَجههَا وَمِنْهُم من كَانَ يَدعِي سَماع مَا لم يسمع، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: حدث عبد الله بن إِسْحَق الْكرْمَانِي عَن مُحَمَّد بن يَعْقُوب فَقيل لَهُ مَاتَ مُحَمَّد قبل أَن تولد بتسع سِنِين، وَحدث مُحَمَّد بن حَاتِم الْكشِّي عَن عبد بن حميد، فَقَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم: هَذَا الشَّيْخ سمع من عبد بن حميد بعد مَوته بِثَلَاث عشرَة سنة. (الصِّنْف السَّابِع) قوم وَقع الْمَوْضُوع فِي حَدِيثهمْ وَلم يتعمدوا الْوَضع، كمن يغلط فيضيف إِلَى النَّبِي كَلَام بعض الصَّحَابَة أَو غَيرهم، وَكَمن ابْتُلِيَ بِمن يدس فِي حَدِيثه مَا لَيْسَ مِنْهُ، كَمَا وَقع ذَلِك لحماد بن سَلمَة مَعَ ربيبه عبد الْكَرِيم بن أبي العوجاء وكما وَقع لِسُفْيَان بن وَكِيع مَعَ وراقه قرطمة، ولعَبْد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث مَعَ جَاره، وَكَمن تدخل عَلَيْهِ آفَة فِي حفظه أَو فِي بَصَره أَو فِي كِتَابه فيروي مَا لَيْسَ من حَدِيثه غالطا، قَالَ ابْن الصّلاح: وَأَشد هَذِه الْأَصْنَاف ضَرَرا أهل الزّهْد لأَنهم للثقة بهم وتوسم الْخَيْر فيهم يقبل موضوعاتهم كثير مِمَّن هُوَ على نمطهم فِي الْجَهْل ورقة فِي الدَّين، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر ويلتحق بالزهاد فِي ذَلِك المتفقهة الَّذين استجازوا نِسْبَة مَا دلّ عَلَيْهِ الْقيَاس إِلَى النَّبِي

فصل

، قَالَ: وأخفى الْأَصْنَاف الصِّنْف الْأَخير الَّذين لم يتعمدوا مَعَ وَصفهم بِالصّدقِ فَإِن الضَّرَر بهم شَدِيد، لدقة اسْتِخْرَاج ذَلِك إِلَّا من الْأَئِمَّة النقاد، وَأما بَاقِي الْأَصْنَاف فَالْأَمْر فيهم أسهل لِأَن كَون تِلْكَ الْأَحَادِيث كذبا لَا تخفى إِلَّا على الأغبياء. [فصل] قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: لما لم يُمكن أحدا أَن يزِيد فِي الْقُرْآن أَخذ أَقوام يزِيدُونَ فِي حَدِيث رَسُول الله ويضعون عَلَيْهِ مَا لم يقل، فَأَنْشَأَ الله عُلَمَاء يَذبُّونَ عَن النَّقْل ويوضحون الصَّحِيح ويفضحون الْقَبِيح وَمَا يخلي الله مِنْهُم عصرا من الْأَعْصَار غير أَنهم قلوا فِي هَذَا الزَّمَان فصاروا أعز من عنقاء مغرب: (وَقد كَانُوا إِذا عدوا قَلِيلا ... فقد صَارُوا أقل من الْقَلِيل) قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ: " الْمَلَائِكَة حراس السَّمَاء وَأَصْحَاب الحَدِيث حراس الأَرْض، " وَقَالَ يزِيد بن زُرَيْع: " لكل دين فرسَان وفرسان هَذَا الدَّين أَصْحَاب الْأَسَانِيد، " وروينا عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قيل لَهُ: هَذِه الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة؟ فَقَالَ تعيش لَهَا الجهابذة (قلت) وَذكر الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ أَن الرشيد أَخذ زنديقا ليَقْتُلهُ فَقَالَ: أَيْن أَنْت من ألف حَدِيث وَضَعتهَا فَقَالَ: أَيْن أَنْت يَا عَدو الله من أَبى إِسْحَق الْفَزارِيّ وَابْن الْمُبَارك يتخللانها فيخرجانها حرفا حرفا، وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي كِتَابه اخْتِلَاف الحَدِيث يمدح أهل الحَدِيث: التمسوا الْحق من وجهته وتتبعوه من مظانه، وتقربوا إِلَى الله باتبَاعهمْ سنَن رَسُول الله وطلبهم لأخباره برا وبحرا وشرقا وغربا، وَلم يزَالُوا فِي التنقير عَنْهَا والبحث لَهَا حَتَّى عرفُوا صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، وَعرفُوا من خالفها إِلَى الرَّأْي، فنبهوا على ذَلِك حَتَّى نجم الْحق بعد أَن كَانَ عافيا، وبسق بعد أَن كَانَ دارسا، وَاجْتمعَ بعد أَن كَانَ مُتَفَرقًا، وانقاد للسّنة من كَانَ عَنْهَا معرضًا، وتنبه عَلَيْهَا من كَانَ غافلا، وَقد يعيبهم الطاعنون بحملهم الضَّعِيف وطلبهم الْغَرِيب وَفِي الغرائب الدَّاء، وَلم يحملوا الضَّعِيف والغريب لأَنهم رأوهما حَقًا، بل جمعُوا الغث والسمين وَالصَّحِيح والسقيم ليميزوا بَينهمَا ويدلوا عَلَيْهِمَا، وَقد فعلوا ذَلِك فَقَالُوا فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع: " شرب المَاء على الرِّيق يعْقد الشَّحْم، " وَحَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه " كَانَ يبصق فِي الدواة وَيكْتب مِنْهَا، " موضوعان وضعهما عَاصِم الكوزي، قَالُوا: وَحَدِيث الْحسن " أَن رَسُول الله لم يجز طَلَاق الْمَرِيض، وَضعه سهل السراج، وَسَهل روى

فى سرد أسماء الوضاعين والكذابين

" أَنه رأى الْحسن يُصَلِّي بَين سطور الْقُبُور " وَهَذَا بَاطِل، لِأَن الْحسن روى " أَن رَسُول الله نهى عَن الصَّلَاة بَين الْقُبُور، " وَقَالُوا: وَحَدِيث أنس بن مَالك رَفعه " لَا يزَال الرجل رَاكِبًا مَا دَامَ منتعلا " وَضعه أَيُّوب بن خوط، وَحَدِيث عَمْرو بن حُرَيْث: " رَأَيْت النَّبِي يسَار يَوْم الْعِيد بَين يَدَيْهِ بالحراب، " وَحَدِيث ابْن أبي أوفى " رَأَيْت رَسُول الله يمس لحيته فِي الصَّلَاة " وضعهما الْمُنْذر بن زِيَاد، وَحَدِيث يُونُس عَن الْحسن " أَن رَسُول الله نهى عَن عشر كنى، " وَضعه أَبُو عصمَة قَاضِي مرو، وَقَالُوا فِي أَحَادِيث على أَلْسِنَة النَّاس لَيْسَ لَهَا أصل، مِنْهَا: " من سَعَادَة الْمَرْء خفَّة عارضيه وَمِنْهَا: سموهم بِأحب الْأَسْمَاء إِلَيْهِم وكنوهم بِأحب الكنى إِلَيْهِم، " وَمِنْهَا: " خير تجاراتكم الْبَز وَخير أَعمالكُم، الخرز " وَمِنْهَا: " لَو صدق السَّائِل مَا أَفْلح من رده " وَمِنْهَا: " النَّاس أكفاء إِلَّا حائك أَو حجام، " مَعَ حَدِيث كثير قد رَوَوْهُ وأبطلوه انْتهى؛ وَقَالَ ابْن حبَان أَخْبرنِي الْحسن بن عُثْمَان بن زِيَاد قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور قَالَ: مر أَحْمد بن حَنْبَل على نفر من أَصْحَاب الحَدِيث وهم يعرضون كتابا لَهُم، فَقَالَ: مَا أَحسب هَؤُلَاءِ إِلَّا مِمَّن قَالَ رَسُول الله " لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي على الْحق حَتَّى تقوم السَّاعَة " قَالَ ابْن حبَان: وَمن أَحَق بِهَذَا التَّأْوِيل من قوم فارقوا الْأَهْل والأوطان وقنعوا بِالْكَسْرِ والأطمار فِي طلب السّنَن والْآثَار، يجولون البراري والقفار وَلَا يبالون بالبؤس والإقتار، متبعين لآثار السّلف الماضين وسالكين ثبج محجة الصَّالِحين، برد الْكَذِب عَن رَسُول رب الْعَالمين وذب الزُّور عَنهُ حَتَّى وضح للْمُسلمين الْمنَار. وَتبين لَهُم الصَّحِيح من الْمَوْضُوع والزور من الْأَخْبَار. [فصل] فِي سرد أَسمَاء الوضاعين والكذابين وَمن كَانَ يسرق الْأَحَادِيث ويقلب الْأَخْبَار وَمن اتهمَ بِالْكَذِبِ والوضع من رُوَاة الْأَخْبَار مُلَخصا من الْمِيزَان والمغنى وذيله

لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيّ ولسان الْمِيزَان لِلْحَافِظِ ابْن حجر مَعَ زَوَائِد من مَوْضُوعَات ابْن الْجَوْزِيّ مُرَتبا على حُرُوف المعجم، وغرضي من ذَلِك أَمْرَانِ، (أَحدهمَا) إِذا كَانَ فِي سَنَد حَدِيث من أَحَادِيث هَذَا الْكتاب أحد من الْمَذْكُورين مُتَّفق على تَكْذِيبه، فَإِنِّي أكتفى بقولى بعد تَخْرِيج الحَدِيث فِيهِ فلَان أَن من طَرِيق فلَان طلبا للاختصار، وهربا من التّكْرَار، وَإِن كَانَ غير مُتَّفق على تَكْذِيبه وَتَركه ذكرت من وَثَّقَهُ (وَثَانِيهمَا) عُمُوم النَّفْع بذلك فِي غير هَذَا الْكتاب حَتَّى إِذا مر بطالب الحَدِيث رجل من هَؤُلَاءِ فِي سَنَد حَدِيث توقف عَن الْعَمَل بِهِ حَتَّى ينظر إِلَى متابعاته وشواهده، وَلما مَرَرْت بحلب فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَتِسْعمِائَة مُتَوَجها إِلَى الْبَاب السلطاني لَا زَالَ مؤيدا بالعون الرباني، وقفت فِيهَا على كتاب لِلْحَافِظِ برهَان الدَّين الْحلَبِي سَمَّاهُ " الْكَشْف الحثيث عَمَّن رمي بِوَضْع الحَدِيث " فألحقت مِنْهُ هَهُنَا مَا ترَاهُ معزوا إِلَيْهِ، وَلم أذكر فيهم أحدا مِمَّن روى لَهُ الشَّيْخَانِ وَإِن رمي بذلك، لِأَن من رويا لَهُ فقد جَازَ القنطرة كَمَا قَالَه الإِمَام عَليّ بن الْمفضل المقدسى رَحمَه الله وَالله الْمُوفق.

حرف الهمزة

حرف الْهمزَة (1) أبان بن جَعْفَر النجيرمي عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصايغ، قَالَ ابْن حبَان: كَذَّاب وضع على أبي حنيفَة أَكثر من ثلثمِائة حَدِيث، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر صحفه ابْن حبَان وَإِنَّمَا هُوَ إباء بِهَمْزَة لَا بنُون، وخفف الْبَاء الْخَطِيب وَقَالَ ابْن مَاكُولَا هُوَ بِالتَّشْدِيدِ وَالْقصر. (2) أبان بن سُفْيَان الْمَقْدِسِي وَيُقَال أبين عَن الفضيل بن عِيَاض، قَالَ ابْن حبَان: روى أَشْيَاء مَوْضُوعَة، وَقيل أبين غير أبان قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي: وَهُوَ الصَّحِيح وَكِلَاهُمَا لَهُ بلايا (قلت) قَوْلهم فلَان لَهُ بلايا أَو هَذَا الحَدِيث من بلايا فلَان قَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي: هُوَ كِنَايَة عَن الْوَضع فِيمَا أَحسب لِأَن البلية الْمُصِيبَة انْتهى وَأما قَوْلهم: لَهُ طامات وأوابد وَيَأْتِي بالعجائب، فَلَا أَدْرِي هَل يَقْتَضِي اتهام الْمَقُول فِيهِ ذَلِك بِالْكَذِبِ أم لَا يُفِيد غير وصف حَدِيثه بالنكارة، وَقد سَأَلت بعض أشياخي عَن ذَلِك فَلم يفدني فِيهِ شَيْئا، نعم رَأَيْت الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي بعض من قيل فِيهِ ذَلِك: إِنَّه لم يتهم بكذب وَالله أعلم. (3) أبان بن أبي عَيَّاش مَتْرُوك اتهمَ بكذب. (4) أبان بن المحبر عَن نَافِع، قَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ حَتَّى لَا يشك أَنه كَانَ يعملها. (5) أبان بن نهشل، قَالَ ابْن حبَان: يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ، وَقَالَ الْحَاكِم يروي عَن الْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (6) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْحَرَّانِي الضَّرِير وَهُوَ إِبْرَاهِيم بن أبي حميد قَالَ أَبُو عرُوبَة: كَانَ يضع الحَدِيث.

(7) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعجلِيّ الإبزاري، عَن يحيى بن أبي طَالب وَغَيره، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (8) إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يسرق الحَدِيث ويقلب الْأَخْبَار. (9) إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم أَبُو أَحْمد الْبَغْدَادِيّ، اتهمه ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد. (10) إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن نخرة الصَّنْعَانِيّ عَن عبيد الله بن نَافِع اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ. (11) إِبْرَاهِيم بن الْبَراء بن النَّضر بن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ عَن شُعْبَة والحمادين، قَالَ ابْن عدي والعقيلي وَابْن حبَان وَالْحَاكِم حدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل، وَقيل فِي نسبه إِبْرَاهِيم بن حَيَّان بمثناة تحتية ابْن الْبَراء بن النَّضر بن أنس بن مَالك، وَقيل إِبْرَاهِيم بن حَيَّان ابْن النجار، وَقيل إِبْرَاهِيم بن حَيَّان البخْترِي، قَالَ الْخَطِيب فِي الموضح كثر الِاخْتِلَاف فِي نسبه لضَعْفه ووهن رِوَايَته فغيروا نسبه تدليسا. (12) إِبْرَاهِيم بن الْبَراء عَن سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي بِخَبَر بَاطِل وَالظَّاهِر أَنه غير الأول، وجعلهما ابْن حبَان وَاحِدًا. (13) إِبْرَاهِيم بن بكر الشَّيْبَانِيّ الْأَعْوَر الْكُوفِي وَيُقَال الوَاسِطِيّ عَن شُعْبَة، روى مهنا عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ رَأَيْته وَأَحَادِيثه مَوْضُوعَة، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي: قَالُوا كَانَ يسرق الحَدِيث. (14) إِبْرَاهِيم بن بيطار الْخَوَارِزْمِيّ القَاضِي، وَيُقَال لَهُ: إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن عَن عَاصِم الْأَحول، قَالَ ابْن حبَان حدث بِأَحَادِيث لَا أصُول لَهَا. (15) إِبْرَاهِيم بن جريج الرهاوي عَن زيد بن أبي أنيسَة، اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ. (16) إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن أَحْمد بن أَيُّوب الْمصْرِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل (17) إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج عَن عبد الرَّزَّاق وَعنهُ مَحْمُود بن غيلَان، نكرَة لَا يعرف، وَأكْثر الَّذِي رَوَاهُ بَاطِل وَمَا هُوَ بالشامي وَلَا بالنيلي ذَانك صدوقان.

(18) إِبْرَاهِيم بن الحكم بن ظهير الْكُوفِي شيعي جلد، قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. (19) إِبْرَاهِيم بن حميد الدينَوَرِي، روى عَن ذِي النُّون الْمصْرِيّ عَن مَالك خَبرا بَاطِلا مَتنه لم يجز الصِّرَاط أحد إِلَّا من كَانَت مَعَه بَرَاءَة بِولَايَة عَليّ بن أبي طَالب، كَذَا فِي تَارِيخ الْحَاكِم، وسمى ابْن الْجَوْزِيّ رَاوِي هَذَا الْخَبَر إِبْرَاهِيم بن عبد الله الصاعدي. (20) إِبْرَاهِيم بن حَيَّان بمثناة تحتية ابْن حَكِيم بن عَلْقَمَة بن سعد بن معَاذ الأوسي الْمدنِي قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (21) إِبْرَاهِيم بن حَيَّان بن البخْترِي تقدم. (22) إِبْرَاهِيم بن أبي حَيَّة بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة الْمُشَدّدَة، وَاسم أبي حَيَّة اليسع بن الْأَشْعَث الْمَكِّيّ قَالَ ابْن حبَان: روى عَن جَعْفَر وَهِشَام مَنَاكِير وأوابد يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُعْتَمد لَهَا انْتهى وَتقدم لَهُ ذكر فِي الصِّنْف السَّادِس من الوضاعين. (23) إِبْرَاهِيم بن خلف بن مَنْصُور الغساني اتهمه أَبُو الْحسن بن الْقطَّان بالمجازفة وَالْكذب (24) إِبْرَاهِيم بن رَاشد الأدمِيّ شيخ لمُحَمد بن مخلف قَالَ فِي الْمِيزَان اتهمه ابْن عدي وَقَالَ فِي اللِّسَان لم أر لَهُ فِي كَامِل ابْن عدي تَرْجَمَة. (25) إِبْرَاهِيم بن رَجَاء عَن مَالك، لَا يعرف وَالْخَبَر كذب. (26) إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا أَبُو إِسْحَق الْعجلِيّ الْبَصْرِيّ الضَّرِير الْمعلم وَهُوَ العبدسي وَهُوَ الوَاسِطِيّ، قَالَ ابْن عدي حدث بِالْبَوَاطِيل، وَقَالَ ابْن حبَان يَأْتِي عَن مَالك بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة وَقيل: إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الْعجلِيّ غير إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الوَاسِطِيّ العبدسي وَالْعجلِي ثِقَة، قَالَ فِي اللِّسَان: وَهُوَ الصَّوَاب. (27) إِبْرَاهِيم بن زيد التفليسي، قَالَ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ: حدث عَن مَالك وَابْن لَهِيعَة بالموضوعات.

(28) إِبْرَاهِيم بن سَلام عَن الدَّرَاورْدِي، وَعَن ابْن صاعد، قَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم: رُبمَا روى مَا لَا أصل لَهُ. (29) إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان اتهمه الذَّهَبِيّ بِحَدِيث: كَانَ على الْحسن وَالْحُسَيْن تعويذتان فيهمَا زغب جنَاح جِبْرِيل. (30) إِبْرَاهِيم بن شكر العثماني، مصري مُتَأَخّر كذبه الكتاني. (31) إِبْرَاهِيم بن أبي صَالح، كذبه إِسْحَق بن رَاهَوَيْه. (32) إِبْرَاهِيم بن صبيح الطلحي شيخ لمطين، روى عَن ابْن جريج خَبرا مَوْضُوعا هُوَ آفته. (33) إِبْرَاهِيم بن صرمة الْأنْصَارِيّ عَن يحيى بن سعيد، قَالَ ابْن معِين: كَذَّاب خَبِيث. (34) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الزبير الجُمَحِي الْكُوفِي عَن نَافِع، قَالَ الْأَزْدِيّ: مَنْسُوب إِلَى الْكَذِب. (35) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن خَالِد المصِّيصِي عَن وَكِيع، قَالَ ابْن حبَان يسرق الحَدِيث ويروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ وَقَالَ الْحَاكِم أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (36) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَيُّوب، وَرُبمَا قيل، إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب المخرمي عَن القواريري وَسَعِيد الْجرْمِي وطبقتهما قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَهُ بَوَاطِيلُ. (37) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن همام الصَّنْعَانِيّ عَن عَمه عبد الرَّزَّاق، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (38) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن السفرقع، قَالَ أَبُو الْفَتْح بن أبي الفوارس كَذَّاب وَضاع. (39) إِبْرَاهِيم بن عبد الله الصاعدي تقدم فِي إِبْرَاهِيم بن حميد. (40) إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْبكْرِيّ تقدم فِي الصِّنْف الْخَامِس من الوضاعين أَن الذَّهَبِيّ اتهمه بِوَضْع حِكَايَة الْقَاص مَعَ أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين. (41) إِبْرَاهِيم بن عقيل بن حبش الْقرشِي النَّحْوِيّ شيخ للخطيب، قَالَ ابْن الْأَكْفَانِيِّ كَانَ يركب الْإِسْنَاد. (42) إِبْرَاهِيم بن عكاشة عَن الثَّوْريّ، لَا يعرف وَالْخَبَر مُنكر، وَقَالَ ابْن أَبى حَاتِم: دلّ الْخَبَر

الَّذِي رَوَاهُ على أَنه لَيْسَ بصدوق، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَسَيَأْتِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعُكَّاشِي وكأنهما وَاحِد. (43) إِبْرَاهِيم بن عَليّ الطَّائِفِي عَن بكر بن سهل، أَتَى بموضوعات. (44) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفَتْح الْبَغْدَادِيّ عَن مُوسَى بن نصر بن جرير وَعنهُ أَحْمد بن الْقَاسِم بن مَيْمُون الْعلوِي، قَالَ الْخَطِيب: سَاقِط أَحسب شَيْخه مُوسَى بن نصر شَيخا اختلقه. (45) إِبْرَاهِيم بن على الآمدى ابْن الْفراء الْفَقِيه، قَالَ ابْن النجار: كَانَ مَشْهُورا باختلاق الحكايات المستحسنة فِي الْمجَالِس. (46) إِبْرَاهِيم بن عمر بن بكر السكْسكِي، قَالَ ابْن حبَان روى عَن أَبِيه مَوْضُوعَات. (47) إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الْقَنْطَرِي عَن أَحْمد بن أبي الْحوَاري بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته. (48) إِبْرَاهِيم بن الْفضل الْأَصْبَهَانِيّ الْحَافِظ أَبُو نصر البئار قَالَ ابْن طَاهِر: كَذَّاب وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَنه كَانَ يضع فِي الْحَال. (49) إِبْرَاهِيم بن فَهد بن حَكِيم الْبَصْرِيّ، قَالَ أَبُو الشَّيْخ: قَالَ البردعي مَا رَأَيْت أكذب مِنْهُ (50) إِبْرَاهِيم بن أبي اللَّيْث عَن عبد الله الْأَشْجَعِيّ، قَالَ إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد عَن ابْن معِين كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ صَالح جزرة: كَانَ يكذب عشْرين سنة وأشكل أمره على أَحْمد وَعلي حَتَّى ظهر بعد. (51) إِبْرَاهِيم بن مَالك الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَغَيره، قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه مَوْضُوعَة، قَالَ الذَّهَبِيّ: وَعِنْدِي أَنه إِبْرَاهِيم بن الْبَراء السَّابِق دلسوه ونسبوه إِلَى الْجد (52) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْآمِدِيّ الْخَواص الزَّاهِد، قَالَ ابْن طَاهِر: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَيْسَ هُوَ الزَّاهِد الْمَشْهُور، ذَاك اسْم وَالِده أَحْمد وَهُوَ ثِقَة كَمَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ (53) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن الأصبهانى أَبُو اسحق الطيان الملقب أَبَة، مُتَّهم.

(54) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي يحيى وَاسم أبي يحيى سمْعَان، ذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي مُقَدّمَة الموضوعات أَنه كَانَ يضع الحَدِيث جَوَابا لسائله وَنقل عَن النَّسَائِيّ أَنه قَالَ وَضاع. (55) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الزُّهْرِيّ الْمدنِي عَن أَبِيه، قَالَ ابْن عدي: لَا يشبه حَدِيثه حَدِيث أهل الصدْق. (56) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعُكَّاشِي، قَالَ أَحْمد بن صَالح وَالْفِرْيَابِي كَانَ كذابا. (57) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَبُو حَازِم الْحَضْرَمِيّ قَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان كَانَ مطين يكذبهُ. (58) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَيْمُون من أجلاد الشِّيعَة، روى عَن عَليّ بن عَابس خَبرا مَوْضُوعا. (59) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بِلَال بن أبي الدَّرْدَاء، سَاق ابْن عَسَاكِر لَهُ عَن أَبِيه عَن جده عَن أم الدَّرْدَاء قصَّة رحيل بِلَال إِلَى الشَّام ثمَّ مَجِيئه إِلَى الْمَدِينَة وأذانه بهَا وارتجاج الْمَدِينَة بالبكاء، وَهِي قصَّة بَيِّنَة الْوَضع. (60) إِبْرَاهِيم بن منقوش الزبيدِيّ، قَالَ الْأَسدي كَانَ يضع الحَدِيث. (61) إِبْرَاهِيم بن مهْدي بن عبد الرَّحْمَن الأبلي مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (62) إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْمروزِي، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي حَدِيث من رِوَايَته عَن مَالك هَذَا كذب. (63) إِبْرَاهِيم بن نَافِع الْجلاب الْبَصْرِيّ، قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب. (64) إِبْرَاهِيم بن نَافِع النَّاجِي عَن ابْن الْمُبَارك، قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب، قَالَ فِي اللِّسَان وَأَظنهُ الَّذِي قبله. (65) إِبْرَاهِيم بن نَافِع الْأمَوِي عَن فرج بن فضَالة، قَالَ أَبُو حَاتِم لَا أعرفهُ، وَالْخَبَر بَاطِل (66) إِبْرَاهِيم بن هاني قَالَ ابْن عدي: مَجْهُول أَتَى بالبواطل. (67) إِبْرَاهِيم بن هدبة أَبُو هدبة الْفَارِسِي ثمَّ الْبَصْرِيّ، قَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره كَذَّاب.

(68) إِبْرَاهِيم بن هراسة أَبُو اسحق الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي، قَالَ أَحْمد بن عبد الله بن صَالح الْعجلِيّ: كَذَّاب، وَقَالَ أَبُو عبيد يُطلق عَلَيْهِ الْكَذِب. (69) إِبْرَاهِيم بن هِشَام بن يحيى الغساني، قَالَ أَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة: كَذَّاب. (70) إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي، قَالَ ابْن عدي كذبه النَّاس فِي حَدِيث الْغَار. (71) إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي، قَالَ فِي تَهْذِيب التَّهْذِيب قَالَ البرقي كَانَ مُتَّهمًا بِالْكَذِبِ وَقَالَ ابْن حبَان روى الْمَنَاكِير الْكَثِيرَة حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا. (72) إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب شيخ لِابْنِ عدي، تَالِف مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (73) إِبْرَاهِيم الشرابي مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (74) إِبْرَاهِيم الحوات، مُتَّهم بِالْوَضْعِ وَقَالَ السَّاجِي كَذَّاب. (75) أبرد بن أَشْرَس، قَالَ ابْن خُزَيْمَة كَذَّاب وَضاع. أبين بن سُفْيَان تقدم فِي أبان. (76) أبي بن نَافِع بن عَمْرو بن معدي كرب، مَجْهُول اتهمه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ. (77) أجلح بن عبد الله أَبُو حجية الْكُوفِي، قَالَ الْجوزجَاني مفتر، وَذكر لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته حَدِيثا وَقَالَ وَضعه أجلح. (78) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْبزورِي عَن الْبَغَوِيّ وَعنهُ ابْن شاهين، مَجْهُول مُتَّهم. (79) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي عَن قُتَيْبَة وطبقته كَذَّاب. (80) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمُزنِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (81) أَحْمد بن الأحجم، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: قَالُوا كَانَ كذابا. (82) أَحْمد بن أَحْمد بن يزِيد الْمُؤَذّن الْبَلْخِي عَن الْحسن بن عَرَفَة، مُتَّهم. (83) أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط كَذَّاب حدث عَن أَبِيه عَن جده بنسخة فِيهَا بلايا. (84) أَحْمد بن أَبى اسحق عَن إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (85) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن نبيه أَبُو حذافة السَّهْمِي صَاحب مَالك، قَالَ ابْن عدي حدث بِالْبَوَاطِيل. (86) أَحْمد بن بكر وَيُقَال ابْن بكرويه البالسي، قَالَ الْأَزْدِيّ كَانَ يضع الحَدِيث.

(88) أَحْمد بن بكر بن عَليّ بن بكار المصِّيصِي، لَهُ خبر مَوْضُوع قَالَ الْمُنْذِرِيّ: لَا يعرف وَقَالَ فِي الْمِيزَان عِنْدِي أَنه الَّذِي قبله خبطوا فِي نسبه. (89) أَحْمد بن ثَابت بن عتاب الرَّازِيّ فرخويه عَن عبد الرَّزَّاق، قَالَ ابْن أبي حَاتِم لَا يَشكونَ أَنه كَذَّاب. (90) أَحْمد بن جَعْفَر بن عبد الله شيخ لأبي نعيم، قَالَ ابْن طَاهِر: مَشْهُور بِالْوَضْعِ. (91) أَحْمد بن جَعْفَر بن سعيد أَبُو حَامِد الْأَشْعَرِيّ الملحمي عَن لوين وَمُحَمّد بن عباد وَعنهُ ابْن قَانِع وَغَيره، قيل كَانَ يسرق الحَدِيث. (92) أَحْمد بن جَعْفَر بن الْفضل بن عبد الله بن يُونُس بن عبيد، روى عَنهُ الْحسن بن عَليّ بن عَمْرو الْحَافِظ وَقَالَ مَشْهُور بِالْوَضْعِ. (93) أَحْمد بن جُمْهُور الغساني، شيخ مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (94) أَحْمد بن حَامِد أَبُو سَلمَة السَّمرقَنْدِي. قَالَ ابْن طَاهِر كَذَّاب. (95) أَحْمد بن حجاج بن الصَّلْت عَن سَعْدَوَيْه وَعنهُ مُحَمَّد بن مخلد الْعَطَّار بِخَبَر بَاطِل وَهُوَ آفته. (96) أَحْمد بن الْحسن بن أبان المضري بِضَم الْمِيم وبالضاد الْمُعْجَمَة الْأَيْلِي شيخ الطَّبَرَانِيّ كذبه الدَّارَقُطْنِيّ، وَقَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث عَن الثِّقَات. (97) أَحْمد بن الْحسن بن الْقَاسِم بن سَمُرَة الْكُوفِي عَن وَكِيع، قَالَ ابْن حبَان كَذَّاب. (98) أَحْمد بن الْحسن أَبُو حَنش عَن يحيى بن معِين، اتهمه الْخَطِيب بِوَضْع الحَدِيث. (99) أَحْمد بن الْحسن الْمَكِّيّ من أهل جرجان عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان، رمي بِالْكَذِبِ. (100) أَحْمد بن الْحسن بن سهل أَبُو الْفَتْح الْحِمصِي قيل: مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث حَكَاهُ الضياء المقدسى.

(101) أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو الْحُسَيْن بن السماك الْوَاعِظ، كذبه ابْن أبي الفوارس وَغَيره. (102) أَحْمد بن الْحُسَيْن الشَّافِعِي الصُّوفِي مُتَّهم. روى عَن ابْن الْمقري حَدِيثا كذبا. (103) أَحْمد بن الْحُسَيْن القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس النهاوندي، هُوَ الْمُتَّهم بِوَضْع حِكَايَة القَاضِي واللص، وَكَانَ فِي عصر الدَّارَقُطْنِيّ. (104) أَحْمد بن حَفْص السَّعْدِيّ شيخ ابْن عدي. اتهمه الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة سعيد بن عفير من الْمِيزَان بِالْوَضْعِ. (105) أَحْمد بن خَالِد الْقرشِي لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (106) أَحْمد بن الْخَلِيل النَّوْفَلِي القومسي، قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. (107) أَحْمد بن دَاوُد بن عبد الْغفار أَبُو صَالح الْحَرَّانِي ثمَّ الْمصْرِيّ عَن أبي مُصعب، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب، وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (108) أَحْمد بن دَاوُد ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق هُوَ ابْن عبد الله بن دَاوُد يَأْتِي. (109) أَحْمد بن دهثم الْأَسدي عَن مَالك، اتهمه الذَّهَبِيّ. (110) أَحْمد بن رَاشد الْهِلَالِي، رَمَاه الذَّهَبِيّ بالاختلاق والوضع. (111) أَحْمد بن رشدين هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج بن رشدين يَأْتِي. (112) أَحْمد بن أبي روح الْبَغْدَادِيّ اتهمه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِالْوَضْعِ. (113) أَحْمد بن سَالم وَيُقَال ابْن سَلمَة بن خَالِد بن جَابر بن سَمُرَة أَبُو سَمُرَة، قَالَ ابْن حبَان روى عَن الثِّقَات الأوابد والطامات. (114) أَحْمد بن سَالم أَبُو تَوْبَة الْعَسْقَلَانِي عَن عِيسَى الْجعْفِيّ، أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع.

(115) أَحْمد بن سعيد بن فرقد الجدي، قَالَ الذَّهَبِيّ: روى عَن أبي حمة بِسَنَد الصَّحِيحَيْنِ حَدِيث الطير فَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (116) أَحْمد بن سعيد بن خيشنة الْحِمصِي عَن عبيد الله بن الْقَاسِم بِخَبَر مَوْضُوع، الآفة هُوَ أَو شَيْخه. (117) أَحْمد بن سَلمَة الْكسَائي الْكُوفِي، قَالَ ابْن عدي حدث عَن الثِّقَات بالأباطيل. (118) أَحْمد بن سَلمَة الْمَدَائِنِي عَن مَنْصُور بن عمار، مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (119) أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي عَن مَالك، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب يحدث عَن مَالك بالأباطيل. (120) أَحْمد بن أبي سُلَيْمَان القواريري عَن حَمَّاد بن سَلمَة، كَذَّاب. (121) أَحْمد بن شبويه بن يَقِين بن بشار بن حميد الْموصِلِي، مُتَّهم. (122) أَحْمد بن صَالح الشمومي عَن عبد الله كَاتب اللَّيْث، قَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الْأَثْبَات بالمعضلات وَقَالَ مرّة أُخْرَى: كَانَ بِمَكَّة يضع الحَدِيث. (123) أَحْمد بن الصَّلْت هُوَ ابْن مُحَمَّد بن الصَّلْت يَأْتِي. (124) أَحْمد بن طَاهِر بن حَرْمَلَة بن يحيى الْمصْرِيّ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره: كَذَّاب. (125) أَحْمد بن عَامر بن سليم الطَّائِي، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ هُوَ مَحل التُّهْمَة. (126) أَحْمد بن الْعَبَّاس بن حمويه أَبُو بكر الْخلال، مُتَّهم. (127) أَحْمد بن عبد الله بن حُسَيْن الضَّرِير، لَهُ عَن مُحَمَّد بن عبد الْملك الدقيقي خبر مَوْضُوع اتهمه بِهِ الْخَطِيب. (128) أَحْمد بن عبد الله بن حَكِيم الْفرْيَابِيّ الْمروزِي عَن ابْن الْمُبَارك وَغَيره، قَالَ أَبُو نعيم كَانَ وضاعا. (129) أَحْمد بن عبد الله الجويباري وَيُقَال الجوباري دجال وضع حَدِيثا كثيرا. (130) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خَالِد الْكِنْدِيّ الْخُرَاسَانِي الْمَعْرُوف باللجلاج، قَالَ ابْن عدي لَهُ بَوَاطِيلُ. (131) أَحْمد بن عبد الله بن مِسْمَار عَن أبي الرّبيع الزهْرَانِي، بِخَبَر بَاطِل فِي فضل مُعَاوِيَة وَآخر عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان كذب فَهُوَ الآفة قَالَه الذهبى.

(132) أَحْمد بن عبد الله بن ميسرَة النهاوندي الْحَرَّانِي، قَالَ ابْن حبَان وَابْن عدي: كَانَ يسرق الحَدِيث. (133) أَحْمد بن عبد الله بن دَاوُد عَن خَاله عبد الرَّزَّاق قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَذَّاب. (134) أَحْمد بن عبد الله بن يزِيد بن الْقَاسِم الطبركي، اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع حَدِيث. (135) أَحْمد بن عبد الله بن يزِيد الهشيمي الْمُؤَدب عَن عبد الرَّزَّاق، قَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث. (136) أَحْمد بن عبد الله بن فلَان أَبُو النَّصْر الْأنْصَارِيّ عَن الْفضل بن عبد الله بن مَسْعُود الْيَشْكُرِي، اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ بِالْوَضْعِ. (137) أَحْمد بن عبد الله الأبلي عَن حميد الطَّوِيل، لَا يعرف وَالْخَبَر كَأَنَّهُ عمله، قَالَه الذَّهَبِيّ (138) أَحْمد بن عبد الله البرقي، اتهمه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك بِالْوَضْعِ. (139) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الزيني ذكر فِي الْكَشْف الحثيث أَن فِي تَرْجَمَة صديق ابْن سعيد من الْمِيزَان مَا يَقْتَضِي اتهام أَحْمد الْمَذْكُور بِالْوَضْعِ، وَقَالَ يجهل حَاله. أَحْمد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ عَن عبد الله بن الزبير عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا: لَا تتخللوا بالقصب، قَالَ فِي الْكَشْف ذكره الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة عبد الله بن الزبير، وَقَالَ مَوْضُوع لَعَلَّ الآفة الشَّيْبَانِيّ (قلت) هَذَا يحْتَمل أَنه الجويباري فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ الشيبائي أَيْضا وَالله أعلم. (139) أَحْمد بن عبد الله الشَّاشِي عَن مسعر، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (140) أَحْمد بن عبد الله النهرواني اتهمه ابْن مَاكُولَا بِحَدِيث: فِي الْجنَّة نهر زَيْت. (141) أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْعَزِيز كادش مَشْهُور، من شُيُوخ ابْن عَسَاكِر اعْترف بِوَضْع حَدِيث لكنه تَابَ وأناب. (142) أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي، قَالَ مطين: كَانَ يكذب وَقَالَ الخليلي لَيْسَ فِي حَدِيثه مَنَاكِير لكنه روى عَن القدماء فاتهموه لذَلِك.

(143) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجَارُود الرقي شيخ أبي نعيم، كذبه الْخَطِيب. (144) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الكفرثوتي الملقب جحدر، قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (145) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السَّقطِي عَن يزِيد بن هرون مَجْهُول أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع. (146) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْجِرْجَانِيّ الْهَاشِمِي، قَالَ الإدريسي كَانَ يكذب. (147) أَحْمد بن عبد الرَّحِيم الْجِرْجَانِيّ عَن جرير بن عبد الحميد وَعنهُ عَن ابْن عدي حَدِيثه مَوْضُوع. (148) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو حَاتِم الْوراق، قَالَ ابْن طَاهِر: وضع حَدِيثا. (149) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الوَاسِطِيّ لَهُ حَدِيث مَوْضُوع ذكر ذَلِك الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي أثْنَاء تَرْجَمته. (150) أَحْمد بن عبد الْكَرِيم عَن خَالِد الْحِمصِي هُوَ وَشَيْخه مَجْهُولَانِ وَالْخَبَر بَاطِل (151) أَحْمد بن عُثْمَان النهرواني هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عُثْمَان يَأْتِي. (152) أَحْمد بن عصمَة النَّيْسَابُورِي أَبُو الْفضل قَاضِي نيسابور، عَن إِسْحَق بن رَاهَوَيْه مُتَّهم قَالَ الذَّهَبِيّ روى خَبرا مَوْضُوعا هُوَ آفته. (153) أَحْمد بن عَطاء الهُجَيْمِي الْبَصْرِيّ الزَّاهِد أَبُو عَمْرو قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ رَأَيْته يحدث بِمَا لم يسمع فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أرغبهم وأقربهم إِلَى الله لَيْسَ فِيهِ حكم وَلَا سنة فَقلت لَهُ: أما تخَاف الله تقرب الْعباد إِلَى الله بِالْكَذِبِ على رَسُول الله. (154) أَحْمد بن عَليّ بن الأفطح عَن يحيى بن زَهْدَم بطامات، قَالَ ابْن عدي لَا أَدْرِي الْبلَاء مِنْهُ أَو من شَيْخه. (155) أَحْمد بن عَليّ بن مهْدي بن صَدَقَة الرَّمْلِيّ عَن أَبِيه عَن عَليّ بن مُوسَى الرضى، لَهُ نُسْخَة مَوْضُوعَة. (156) أَحْمد بن على بن أُخْت عبد القدوس عَن مَالك مُتَّهم. (157) أَحْمد بن عَليّ بن حسنويه الْمقري النَّيْسَابُورِي أَبُو حَامِد شيخ الْحَاكِم، قَالَ أَبُو زرْعَة مُحَمَّد بن يُوسُف الْجِرْجَانِيّ الْكشِّي: كَذَّاب، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَقد ذكر لَهُ حَدِيثا يرْوى أَن أَبَا حَامِد رَكبه على هَذَا الاسناد.

(158) أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان أَبُو بكر الْمروزِي عَن عَليّ بن حجر، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (159) أَحْمد بن عَليّ بن مسلمة الخيوطي عَن ابْن مُبشر الوَاسِطِيّ بِخَبَر مَوْضُوع. (160) أَحْمد بن عَليّ النصيبي قَاضِي دمشق فِي الْمِائَة الْخَامِسَة، كَانَ يرْمى بِالْكَذِبِ. (161) أَحْمد بن عَليّ النصيبي شيخ كَانَ بعد الثلثمائة، وضع حَدِيثا ركيكا فافتضح بِهِ. (162) أَحْمد بن عَليّ أَبُو نصر الْهَبَّاري الْمقري، مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (163) أَحْمد بن على بن يحيى الاسد أبادى معاصر للخطيب، كذبه ابْن خيرون. (164) أَحْمد بن عَليّ الطرابلسي شيخ الْأَهْوَازِي، لَهُ خبر مَوْضُوع فِي الصِّفَات. (165) أَحْمد بن عَليّ بن زَكَرِيَّا أَبُو بكر الطريثيثي شيخ السلَفِي، كذبه ابْن نَاصِر. (166) أَحْمد بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة؛ اتهمَ بِوَضْع حَدِيث. (167) أَحْمد بن عَليّ بن صبيح، قَالَ السلَفِي كَانَ يكذب كثيرا. (168) أَحْمد بن عمر اليمامي هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عمر يَأْتِي. (169) أَحْمد بن عمرَان بن سَلمَة عَن الثَّوْريّ مَجْهُول اتهمه الذَّهَبِيّ. (170) أَحْمد بن أبي عمرَان مُوسَى الْجِرْجَانِيّ، قَالَ أَبُو سعيد النقاش وَالْحَاكِم كَانَ يضع الحَدِيث (171) أَحْمد بن عِيسَى بن أبي مُوسَى عَن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بِخَبَر بَاطِل. (172) أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عسامة الْكِنْدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الوشاء التنيسِي لَهُ أَحَادِيث بَاطِلَة. (173) أَحْمد بن عِيسَى بن عَليّ بن ماهان عَن زنيج الرَّازِيّ بِخَبَر كذب. (174) أَحْمد بن عِيسَى الخشاب قَالَ ابْن طَاهِر ومسلمة بن قَاسم كَذَّاب يضع الحَدِيث. (175) أَحْمد بن عِيسَى بن عبيد الله الْهَاشِمِي الْعلوِي عَن ابْن أبي فديك وَغَيره، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (176) أَحْمد بن الْفرج أَبُو عتبَة الْحِمصِي الْمَعْرُوف بالحجازي، كذبه مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي. (177) أَحْمد بن كَعْب الذِّرَاع الوَاسِطِيّ مُتَّهم.

(179) أَحْمد بن كنَانَة الشَّامي شيخ الطرايفي، اتهمه الذَّهَبِيّ وَابْن حجر بِالْوَضْعِ. (180) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّرِير شيخ لأبي بكر الْبَغْدَادِيّ أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (181) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْأَزْهَر السجسْتانِي، قَالَ ابْن حبَان جربت عَلَيْهِ الْكَذِب. (182) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد المراغي بِخَبَر مَوْضُوع رَوَاهُ عَنهُ أَبُو إِسْمَاعِيل الْهَرَوِيّ، قَالَ الذَّهَبِيّ وَرُوَاته ثِقَات سوى أَحْمد هَذَا وَلم أعرفهُ فَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (183) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البسطامي القَاضِي شيخ الْخَطِيب، قَالَ فِي اللِّسَان أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (184) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أنس القرمطي، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ وَكَذَا الذهبى فِي تَرْجَمَة معبد ابْن عَمْرو من الْمِيزَان. (185) أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَابر أَبُو جَعْفَر، مَجْهُول فِي خبر يشبه أَن يكون مَوْضُوعا. (186) أَحْمد بن مُحَمَّد بن جوري العكبري، عَن خَيْثَمَة بِحَدِيث مَوْضُوع. (187) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَرْب الملحمي الْجِرْجَانِيّ عَن عَليّ بن الْجَعْد وطبقته، كَذَّاب وَضاع. (188) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج بن رشدين بن سعد أَبُو جَعْفَر الْمصْرِيّ، قَالَ ابْن عدي كذبوه. (189) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن السَّقطِي، ذكرُوا أَنه وضع حَدِيثا على يحيى بن معِين. (190) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مقسم الْمقري، قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي كَذَّاب. (191) أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الصَّنْعَانِيّ أَتَى بِخَبَر لَا يحْتَمل، اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لَعَلَّه ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق فَإِنَّهُ قيل فِيهِ أَحْمد بن دَاوُد فَكَأَنَّهُ نسب إِلَى جده. (192) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو إِسْحَق الْهَرَوِيّ روى خَبرا بَاطِلا. (193) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عقدَة الْحَافِظ اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره بِالْوَضْعِ. (194) أَحْمد بن مُحَمَّد بن السّري بن يحيى بن أبي دارم أَبُو بكر الْكُوفِي، رَافِضِي كَذَّاب. (195) أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب السجْزِي أَبُو سهل عَن مُحَمَّد بن معمر البحراني بِخَبَر كذب. (196) أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن عبد ربه أَبُو الْعَبَّاس المنصوري القَاضِي عَن أبي روق الهزاني بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته.

(197) أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح التمار، قَالَ: ثَنَا ابْن وارة فَذكر خَبرا مَوْضُوعا هُوَ آفته. (198) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت بن الْمُغلس الْحمانِي وَضاع. (199) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الوقاصي عَن ابْن جريج بِخَبَر بَاطِل وَلَا يدرى من ذَا. (200) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الْجعْفِيّ الْكُوفِي اتهمه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك وَأَشَارَ فِي الْمِيزَان أَيْضا لاتهامه. (201) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الله التمار، قَالَ الْخَطِيب وَابْن طَاهِر روى أَحَادِيث بَاطِلَة. (202) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان النهرواني أَبُو الْحسن اتهمه أَبُو سعيد النقاش بِالْوَضْعِ. (203) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق الْمروزِي، قَالَ ابْن عدي يضع الحَدِيث (204) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن يُونُس اليمامي، قَالَ أَبُو حَاتِم وَابْن صاعد كَذَّاب. (205) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمرَان أَبُو الْحسن ابْن الجندي بِضَم الْجِيم وَسُكُون النُّون شيعي اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ. (206) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن مُصعب بن بشر بن فضَالة الْمروزِي المصعبي الْفَقِيه، كَذَّاب وضع شَيْئا كثيرا. (207) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن الْجراح الْمصْرِيّ الْحَافِظ اتهمه أَبُو الْحُسَيْن الْحَجَّاجِي بِالْكَذِبِ روى حديثين باطلين. (208) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو عِيسَى الْوَاعِظ عَن يُوسُف بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ بِخَبَر بَاطِل اتهمَ بِهِ. (209) أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب الْبَاهِلِيّ غُلَام خَلِيل مَعْرُوف بِالْوَضْعِ. (210) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو عقبَة الْأنْصَارِيّ، قَالَ ابْن حبَان يَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ. (211) أَحْمد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وَمَا هُوَ بِأبي عقبَة الْمَذْكُور قبله، روى عَن الْفضل بن زِيَاد حَدِيثا مَوْضُوعا. (212) أَحْمد بن مُحَمَّد بن فراس بن الْهَيْثَم الفراسي الْبَصْرِيّ الْخَطِيب ابْن أُخْت سُلَيْمَان بن حَرْب اتهمه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة بشر بن عبد الْوَهَّاب بِالْوَضْعِ. (213) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل الْقَيْسِي الْأَيْلِي عَن نصر بن عَليّ الجهضمى وَغَيره، دجال.

(214) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن مملك الْجِرْجَانِيّ، أورد لَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ خَبرا وَقَالَ أَظُنهُ مَوْضُوعا من جِهَته. (215) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْمَذْكُور أَبُو حَامِد السَّرخسِيّ، قَالَ الذَّهَبِيّ سمع مِنْهُ الْحَاكِم حَدِيثا فَقَالَ: هَذَا بَاطِل مُنكر وَلَكِن فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وَهُوَ مُتَّهم. (216) أَحْمد بن مُحَمَّد المخرمي عَن عبد الْعَزِيز بن الرماح عَن ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما قتل ابْن آدم أَخَاهُ قَالَ آدم: تَغَيَّرت الْبِلَاد وَمن عَلَيْهَا، الأبيات، قَالَ الذَّهَبِيّ الآفة المخرمي أَو شَيْخه، قَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي: الظَّاهِر قَوْلهم أَن آفته فلَان كِنَايَة عَن الْوَضع وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد آفته فِي رده أَو نكارته أَو غير ذَلِك انْتهى (وَأَقُول) إِن قَالُوا مَوْضُوع أَو بَاطِل آفته فلَان فَهُوَ كِنَايَة عَن الْوَضع وَإِن قَالُوا مُنكر آفته فلَان فمرادهم آفته فِي نكارته وَإِن قَالُوا آفته فلَان فَقَط فَهَذَا مَحل التَّرَدُّد وَالله أعلم. (217) أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَافِع، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ اتَّهَمُوهُ يَعْنِي بِوَضْع الحَدِيث بِدَلِيل أَن أَبَا سعيد النقاش اتهمه بذلك فَقَالَ بعد إِيرَاد حَدِيث من جِهَته وَضعه أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَافِع أَو حُسَيْن بن يحيى الحنائي. (218) أَحْمد بن مُحَمَّد بن هرون أَبُو جَعْفَر الرقي، قَالَ ابْن يُونُس: كَذَّاب. (219) أَحْمد بن مُحَمَّد بن ياسين أَبُو إِسْحَق الْهَرَوِيّ، كذبه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ هُوَ شَرّ من أبي بشر الْمروزِي. (220) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن حَمْزَة البتلهي الدِّمَشْقِي أَتَى بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (221) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو حَنش السَّقطِي، قَالَ فِي الْمِيزَان نكرَة لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل وَهُوَ وَشَيْخه لَا يعرفان. (222) أَحْمد بن عَليّ أَبُو نصر الْهَبَّاري مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (223) أَحْمد بن مُحَمَّد السماعي عَن عَمْرو بن زِيَاد بِخَبَر بَاطِل هُوَ وَشَيْخه لَا يعرفان. (224) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الزُّهْرِيّ عَن أبي مسْهر وَنَحْوه مُتَّهم.

(225) أَحْمد بن مُحَمَّد صَاحب بَيت الْحِكْمَة عَن مَالك، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: خَبره مَوْضُوع. (226) أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّالقَانِي لَا يعرف، روى عَن آدم بن أبي إِيَاس بِسَنَد الصَّحِيح خَبرا مَوْضُوعا. (227) أَحْمد بن مَرْوَان الدينَوَرِي صَاحب المجالسة، صرح الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك بِأَنَّهُ يضع الحَدِيث. (228) أَحْمد بن مُصعب الْمروزِي عَن عمر بن هرون الْبَلْخِي بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (229) أَحْمد بن مُعَاوِيَة بن بكر الْبَاهِلِيّ عَن النَّضر بن شُمَيْل، قَالَ ابْن عدي كَانَ يسرق الحَدِيث وَيحدث بالأباطيل. (230) أَحْمد بن مقَاتل الدهْقَان حدث بسمرقند عَن أبي حَاتِم الرَّازِيّ بِخَبَر مَوْضُوع. (231) أَحْمد بن مَنْصُور أَبُو السعادات، قَالَ يحيى بن مَنْدَه: ملحد كَذَّاب. (232) أَحْمد بن مُوسَى الْجِرْجَانِيّ، هُوَ ابْن أبي عمرَان تقدم. (233) أَحْمد بن ميثم بن أبي نعيم الْفضل بن دُكَيْن الْكُوفِي عَن جده وَعلي بن قادم، قَالَ ابْن حبَان يروي الْأَشْيَاء المقلوبة. (234) أَحْمد بن نصر الذارع صَاحب الْجُزْء الْمَعْرُوف، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ دجال. (235) أَحْمد بن هَاشم الْخَوَارِزْمِيّ، اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ وَصرح الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْعِلَل بِأَنَّهُ كَذَّاب. (236) أَحْمد بن هرون أَبُو جَعْفَر الْبَلَدِي، كَذَّاب مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث. (237) أَحْمد بن يَعْقُوب الْبَلْخِي عَن ابْن عييننة وَغَيره، لَهُ غير حَدِيث مَوْضُوع. (238) أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الْجَبَّار الْأمَوِي الْجِرْجَانِيّ، كذبه الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ يضع الحَدِيث. (239) أَحْمد بن يَعْقُوب الْحذاء، أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع، قَالَ ابْن حجر: وَعِنْدِي أَنه الْأمَوِي الْجِرْجَانِيّ. (240) أَحْمد بن يُوسُف المنبجي، لَا يعرف وأتى بِخَبَر كذب قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ آفته. (241) أَحْمد بن أبي يحيى الْأنمَاطِي أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ، قَالَ إِبْرَاهِيم بن أرومة: كَذَّاب.

(242) أَحْمد السَّمرقَنْدِي، نكرَة لَا يعرف وَخَبره كذب. (243) أَحْمد الشَّامي، هُوَ ابْن كنَانَة تقدم. (244) إِدْرِيس بن يزِيد اللَّخْمِيّ الرَّمْلِيّ عَن عبد الْعَزِيز بِخَبَر مَوْضُوع، كَذَا فِي الْمِيزَان وَقَالَ فِي اللِّسَان: كَانَ ضريرا والعهدة على شَيْخه. (245) أَرْطَاة بن أَشْعَث الْعَدوي عَن الْأَعْمَش وَغَيره، مُنكر الحَدِيث مُتَّهم أورد الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمته حَدِيثا وَقَالَ هُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (246) أَزور بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ، قَالَ الذهبى مُنكر الحَدِيث مُتَّهم. (247) إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم عَن أبي قلَابَة، مَجْهُول وَحَدِيثه فِي الْفَضَائِل كذب. (248) إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم بن أبي نَافِع، قَالَ الدارقطنى، كَذَّاب دجال. (249) إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْحِمصِي الْمَعْرُوف بِابْن زبريق، كذبه مُحَمَّد بن عون. (250) إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب بن عباد بن الْعَوام الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ عَن يزِيد بن هرون، قَالَ ابْن عدى والأزدى كَذَّاب. (251) إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ، قَالَ ابْن حبَان يَأْتِي عَن الثِّقَات بالموضوعات. (252) إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الطوسي لَا يعرف وَخَبره بَاطِل. (253) إِسْحَق ابْن إِدْرِيس الأسواري عَن همام؛ قَالَ ابْن معِين كَذَّاب يضع الحَدِيث. (254) إِسْحَق بن إِدْرِيس عَن إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء، مُتَّهم بِالْوَضْعِ فَلَعَلَّهُ الَّذِي قبله أَو آخر يجهل (255) إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل الْجوزجَاني، عَن سعيد بن عِيسَى بِخَبَر بَاطِل. (256) إِسْحَق بن بشر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم أَبُو حُذَيْفَة البُخَارِيّ صَاحب كتاب الْمُبْتَدَأ، كَذَّاب، وَقَالَ أَبُو سعيد النقاش يضع الحَدِيث. (257) إِسْحَق بن بشر بن مقَاتل الْكَاهِلِي أَبُو يَعْقُوب الْكُوفِي كَذَّاب، وَقَالَ الدارقطنى يضع الحَدِيث.

(258) إِسْحَق بن خَالِد عَن أبي دَاوُد الطيالسى، لَهُ حَدِيث مَوْضُوع. (259) إِسْحَق بن عبد الصَّمد بن خَالِد بن يزِيد الْفَارِسِي، اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ بِالْوَضْعِ. (260) إِسْحَق بن عنبر الْحَرَّانِي عَن أبي دَاوُد عَن الثَّوْريّ، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (261) إِسْحَق بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السُّوسِي، قَالَ الذَّهَبِيّ أَتَى بموضوعات سمجة فِي فَضَائِل مُعَاوِيَة فالبلاء مِنْهُ أَو من شُيُوخه المجهولين. (262) إِسْحَق بن مُحَمَّد النَّخعِيّ الْأَحْمَر، رَافِضِي مارق كَذَّاب. (263) إِسْحَق بن مُحَمَّد الْعمي، اتهمه الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان. (264) إِسْحَق بن مُحَمَّد بن خَالِد الْهَاشِمِي روى عَنهُ الْحَاكِم واتهمه. (265) إِسْحَق بن محمشاد، روى عَن أبي فضل التَّمِيمِي حَدِيثا فِي فضل مُحَمَّد بن كرام، هُوَ وَضعه بقلة حَيَاء، وَقَالَ أَحْمد بن عَليّ بن مهنا كَانَ كذابا يضع الحَدِيث على مَذْهَب الكرامية وَله مُصَنف فِي فَضَائِل مُحَمَّد بن كرام كُله كذب مَوْضُوع. (266) إِسْحَق بن مسيح اتهمه بن عبد الْبر بِوَضْع حَدِيث. (267) إِسْحَق بن نَاصح عَن قيس بن الرّبيع وطبقته، كَذَّاب مفتر. (268) إِسْحَق بن نجيح الْمَلْطِي أَبُو صَالح وَأَبُو يزِيد عَن ابْن جريج وَغَيره، كَذَّاب يضع الحَدِيث (269) إِسْحَق بن وَاصل عَن أبي جَعْفَر الباقر، فِي كَلَام الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَا يَقْتَضِي اتهامه بِالْوَضْعِ. (270) إِسْحَق بن وهب الطهرمسي عَن أبي وهب، كَذَّاب يضع الحَدِيث. (271) إِسْحَق بن ياسين الْهَرَوِيّ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب قَالَ فِي الْمِيزَان: وَالصَّوَاب أَنه أَبُو إِسْحَق أَحْمد بن مُحَمَّد بن ياسين وَقد مر.

(272) إِسْحَق بن أبي يحيى الكعبي، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا هُوَ من حَدِيث الْكَذَّابين. (273) إِسْحَق بن أبي يزِيد عَن الثَّوْريّ، لَا يدرى من ذَا؟ وَالْخَبَر بَاطِل. (274) أَسد بن إِبْرَاهِيم بن كُلَيْب السّلمِيّ الْحَرَّانِي القَاضِي صَاحب مَنَاكِير وموضوعات. (275) أَسد بن خَالِد شيخ خراساني لَا يدرى من هُوَ؟ روى خَبرا بَاطِلا. (276) أَسد بن عَمْرو أَبُو الْمُنْذر البَجلِيّ قَاضِي وَاسِط، قَالَ يحيى كذوب وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يُسَوِّي الحَدِيث على مَذْهَب أبي حنيفَة. (277) أَسد بن زيد بن نجيح الْجمال بِالْجِيم الْهَاشِمِي مَوْلَاهُم، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (278) إِسْرَائِيل بن حَاتِم الْمروزِي، قَالَ ابْن حبَان روى عَن مقَاتل بن حَيَّان الموضوعات (279) إِسْمَاعِيل بن أبان الغنوي وَهُوَ إِسْمَاعِيل الحناط، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع على الثِّقَات (280) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْأَحْوَص عَن يحيى بن يحيى، كذبه ابْن طَاهِر. (281) إِسْمَاعِيل بن إِسْحَق الْجِرْجَانِيّ، كَانَ أحد من يضع الحَدِيث. (282) إِسْمَاعِيل بن أبي إِسْحَق أَبُو إِسْرَائِيل الْملَائي الْعَبْسِي الْكُوفِي، كَانَ رَافِضِيًّا تَركه ابْن مهْدي، وَقَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث واتهمه الْعقيلِيّ بِحَدِيث. (283) إِسْمَاعِيل بن أُميَّة وَيُقَال ابْن أبي أُميَّة عَن أبي الْأَشْهب العطاردي كَذَّاب. (284) إِسْمَاعِيل بن بَحر العسكري، اتهمه الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان بِحَدِيث. (285) إِسْمَاعِيل بن بِلَال العثماني الْمقري الدمياطي، قَالَ الْخَطِيب كَانَ كذابا. (286) إِسْمَاعِيل بن أبي حَيَّة اليسع، ذكر الْعِرَاقِيّ فِي شرح ألفيته فِي المقلوب أَنه كَانَ من الوضاعين، قلت: كَذَا فِي الْكَشْف الحثيث، وَهُوَ فِي شرح الألفية كَمَا قَالَ، غير أَنه تقدم إِبْرَاهِيم بن أبي حَيَّة اليسع فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا الْتبس اسْمه على الْحَافِظ؟ أَو هُوَ أَخُوهُ وَالله أعلم. (287) إِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن مِخْرَاق عَن مَالك، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يسرق الحَدِيث. (288) إِسْمَاعِيل بن رَجَاء الحصني عَن مَالك ومُوسَى بن أعين، اتهمه ابْن عدي وَابْن حبَان. (289) إِسْمَاعِيل بن زُرَيْق السكرِي الْبَصْرِيّ، قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. (290) إِسْمَاعِيل بن زِيَاد الْبَلْخِي، قَالَ ابْن حبَان شيخ دجال.

(291) إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد السكونِي الشَّامي عَن ابْن عون وثور بن يزِيد، كَذَّاب يضع الحَدِيث. (292) إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد الشقري، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (293) إِسْمَاعِيل بن شروس الصَّنْعَانِيّ عَن عِكْرِمَة، قَالَ معمر كَانَ يضع الحَدِيث. (294) إِسْمَاعِيل بن عباد السَّعْدِيّ الْبَصْرِيّ، قَالَ ابْن حبَان لَا يَخْلُو حَدِيثه عَن المقلوب والموضوع. (295) إِسْمَاعِيل بن عبيد عَن حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان بِخَبَر فِي فضل عمر، مَوْضُوع. (296) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن عَليّ بن رزين الْخُزَاعِيّ شيخ لهِلَال الحفار، قَالَ الذَّهَبِيّ مُتَّهم يَأْتِي بأوابد (297) إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو دعامة عَن أبي الْعَتَاهِيَة مَجْهُول، وَحَدِيثه كذب. (298) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْمثنى الاستراباذي، الْوَاعِظ مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (298) إِسْمَاعِيل بن الْفضل كَذَّاب قَالَه السُّيُوطِيّ فِي ذيله على الموضوعات، وَلم أَقف على ذَلِك لغيره وَلَيْسَ فِي اللِّسَان مُسَمّى بِإِسْمَاعِيل بن الْفضل غير رجل وَاحِد قَالَ فِيهِ: إِسْمَاعِيل ابْن الْفضل بن يَعْقُوب بن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب ذكره الطوسي فِي رجال الشِّيعَة وَقَالَ: مدنِي ثِقَة من ذَوي البصيرة والاستقامة أَخذ عَن جَعْفَر الصَّادِق وروى عَن ابْنه مُحَمَّد وَمُحَمّد بن النُّعْمَان وَأَبَان بن عُثْمَان وَغَيرهم اهـ (299) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن مِلَّة الْمُحْتَسب، قَالَ ابْن نَاصِر وضع حَدِيثا (300) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْمُزنِيّ الْكُوفِي، عَن أبي نعيم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (301) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو هرون الجبريني الفلسطيني، قَالَ ابْن حبَان يسرق الحَدِيث، وَقَالَ ابْن طَاهِر كَذَّاب وَقَالَ الْحَاكِم: روى عَن سنيد وَأبي عبيد وَعَمْرو بن أبي سَلمَة أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (302) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد أَبُو اسحق الحمكي عَن الرَّمَادِي وسعدان، قَالَ الإدريسي: مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (303) إِسْمَاعِيل بن مُسلم السكونِي هُوَ ابْن أبي زِيَاد تقدم.

(304) إِسْمَاعِيل بن مُوسَى عَن عَليّ بن يزِيد الذهلي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْعِهِ. (305) إِسْمَاعِيل بن يحيى بن عبيد الله بن طَلْحَة بن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق، قَالَ صَالح جزرة كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ الْأَزْدِيّ ركن من أَرْكَان الْكَذِب (306) إِسْمَاعِيل بن يحيى الشَّيْبَانِيّ، عَن عبد الله بن عمر الْعمريّ كذبه يزِيد بن هرون. (308) الْأَشَج أَبُو الدُّنْيَا المغربي، أقل من كَذَّاب. (309) أَشْعَث بن مُحَمَّد الْكلابِي، عَن عِيسَى بن يُونُس مَجْهُول وَحَدِيثه كذب. (310) أصبغ بن خَلِيل الْقُرْطُبِيّ، مُتَّهم بِالْكَذِبِ قَالَه ابْن الفرضي. (311) أصبغ بن نباتة التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي الْكُوفِي، كَذَّاب قَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان فتن بحب عَليّ فَأتى بالطامات (312) أَصْرَم بن حَوْشَب أَبُو هِشَام قَاضِي هَمدَان، قَالَ يحيى كَذَّاب خَبِيث وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث عَن الثِّقَات. (313) أنس بن عبد الحميد أَخُو جرير كَانَ يكذب فِي كَلَامه. (314) أَيمن بن أبي خلف أَبُو هُرَيْرَة، اتهمه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ بِحَدِيث. (315) أَيُّوب بن خوط أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب وَقَالَ أَحْمد كَانَ عِيسَى بن يُونُس يرميه بِالْكَذِبِ وَقَالَ السَّاجِي أجمع أهل الْعلم على ترك حَدِيثه كَانَ يحدث بالأباطيل. (316) أَيُّوب بن زُهَيْر عَن عبد الله بن عبد الْملك عَن مَالك بِخَبَر مَوْضُوع اتهمَ بِهِ. (317) أَيُّوب بن سُلَيْمَان أَبُو اليسع المكفوف، قَالَ الْأَزْدِيّ غير حجَّة وَقَالَ ابْن الْقطَّان لَا يعرف واتهمه السُّيُوطِيّ بِحَدِيث. (318) أَيُّوب بن سيار الزُّهْرِيّ الْمدنِي عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَيَعْقُوب بن زيد، قَالَ يحيى لَيْسَ بشئ، وَقَالَ مرّة كَذَّاب وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ من الْكَذَّابين. (319) أَيُّوب بن عبد السَّلَام شيخ لحماد بن سَلمَة، قَالَ ابْن حبَان كَذَّاب. (320) أَيُّوب بن أبي علاج عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد الباقر، قَالَ الأزدى كَذَّاب.

حرف الباء

(321) أَيُّوب بن مُحَمَّد الصُّورِي عَن كثير بن عتبَة الحمضي، كذبه الدَّارَقُطْنِيّ. (322) أَيُّوب بن مدرك الْحَنَفِيّ عَن مَكْحُول، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَقَالَ مرّة كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان روى عَن مَكْحُول نُسْخَة مَوْضُوعَة وَلم يره. حرف الْبَاء (1) باذام أَبُو صَالح مولى أم هاني وَهُوَ بالكنية أشهر، أقرّ بِالْكَذِبِ فِيمَا رَوَاهُ الْكَلْبِيّ، لَكِن الكلبى لَيْسَ بشئ. (2) بَحر بن كنيز الْبَاهِلِيّ أَبُو الْفضل السقا، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ فَقَالَ فِي حَدِيث هَذَا من عمل بَحر. (3) بدر بن عبد الله أَبُو سهل المصِّيصِي عَن الْحسن بن عُثْمَان الزيَادي بِخَبَر بَاطِل. (4) بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي عَن يُوسُف بن أَسْبَاط والوليد بن مُسلم، مُتَّهم بِالْكَذِبِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (5) بَريَّة بن مُحَمَّد بن بَريَّة البيع، عَن إِسْمَاعِيل الصفار كَذَّاب مُدبر. (6) بزرج بِضَم الْبَاء وَالزَّاي بعْدهَا رَاء سَاكِنة ثمَّ جِيم ابْن خمد البَجلِيّ مَوْلَاهُم الْعَرُوضِي قَالَ ابْن درسْتوَيْه كَانَ كذابا. (7) بزيع بن حسان أَبُو الْخَلِيل الْبَصْرِيّ عَن الْأَعْمَش مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (8) بزيع بن عبيد بن بزيع الْمقري الْبَزَّاز، لَا يعرف وأتى بِخَبَر مَوْضُوع. (9) بشار بن قِيرَاط أَخُو حَمَّاد بن قِيرَاط كذبه أَبُو زرْعَة. (10) بشر بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ عَن الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ ابْن حبَان وَغَيره كَانَ يضع الحَدِيث. (11) بشر بن حُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ لَهُ عَن الزبير بن عدي عَن أنس نُسْخَة بَاطِلَة نَحْو من مائَة وَخمسين حَدِيثا. (12) بشر بن رَافع أَبُو الأسباط البحراني، قَالَ ابْن حبَان يروي أَشْيَاء مَوْضُوعَة كَأَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا. (13) بشر بن عبد الْوَهَّاب الْأمَوِي عَن وَكِيع، اتهمَ بِوَضْع حَدِيث. (14) بشر بن عبيد الدَّارِسِيُّ عَن طَلْحَة بن زيد، كذبه الأزدى.

(15) بشر بن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء الْمَازِني، قَالَ ابْن طَاهِر أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (16) بشر بن عون، قَالَ ابْن حبَان لَهُ عَن بكار بن تَمِيم عَن مَكْحُول نُسْخَة مَوْضُوعَة نَحْو مائَة حَدِيث. (17) بشر بن نمير الْقشيرِي، قَالَ يحيى بن سعيد: كَانَ من أَرْكَان الْكَذِب. (18) بشير بن زَاذَان، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع حَدِيث. (19) بشير بن مَيْمُون الْخُرَاسَانِي الوَاسِطِيّ، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات: قَالَ ابْن معِين أجمع الْأمة على طرح حَدِيثه، واتهمه البُخَارِيّ بِوَضْع الحَدِيث. (20) بَقَاء بن شَاكر الحريمي، مُتَأَخّر دجال كَذَّاب. (21) بكار بن عبد الْملك بن الْوَلِيد بن بشر بن أَرْطَاة، قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ وحفيده أَحْمد عبد الرَّحْمَن بن بكار كذابان. (22) بكر بن الْأسود وَيُقَال ابْن أبي الْأسود أَبُو عُبَيْدَة النَّاجِي، أحد الزهاد قَالَ يحيى بن أبي كثير كَذَّاب. (23) بكر بن خُنَيْس الْكُوفِي العابد، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الْكُوفِيّين والبصريين أَشْيَاء مَوْضُوعَة يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا. (24) بكر بن زِيَاد الْبَاهِلِيّ عَن ابْن الْمُبَارك، قَالَ ابْن حبَان دجال وَضاع. (25) بكر بن الشرود الصَّنْعَانِيّ عَن معمر وَمَالك، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (25) بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد القَاضِي الحبال الرَّازِيّ، قَالَ الْحَاكِم حدث بمناكير وموضوعات. (26) بكر بن مُحَمَّد أَبُو الْوَفَاء عَن الطَّبَرَانِيّ بِخَبَر بَاطِل. (27) بكر بن الْمُخْتَار بن فلفل، قَالَ ابْن حبَان: يروي عَن أَبِيه مَا لَا يشك من الحَدِيث صناعته. أَنه مَعْمُول. (28) بنوس بن أَحْمد بن بنوس الوَاسِطِيّ، وضع حَدِيثا على أبي خَليفَة الْفضل بن الْحباب الجُمَحِي. (29) بهْرَام المرغينانى عَن مُوسَى بن يَعْقُوب الحامدي عَن أَسد التركى عَن النبى، وَهَذَا إفْك مُبين فَمَا فِي الصَّحَابَة تركي والآفة مُوسَى أَو بهْرَام هَكَذَا فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة مُوسَى بن يسَار.

حرف التاء

(30) بنْدَار بن عمر الرَّوْيَانِيّ قَالَ النخشبي كَذَّاب. (31) بهلوان بن شهرمزان أَبُو الْبشر الديلمي اليزدي، دجال. (32) بهْلُول بن عبيد الْكِنْدِيّ الْكُوفِي، قَالَ الْحَاكِم وَأَبُو سعيد الْبَقَّال: روى مَوْضُوعَات (33) بوري بن الْفضل الهرمزي لَا يدرى من ذَا؟ وَخَبره بَاطِل. حرف التَّاء (1) تَمام بن نجيح، قَالَ ابْن حبَان روى أَشْيَاء مَوْضُوعَة عَن الثِّقَات كَأَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا. (2) تَمِيم بن أَحْمد بن أَحْمد الْبَنْدَنِيجِيّ، مُحدث مُتَأَخّر كذبه ابْن الْأَخْضَر. (3) تليد بن سُلَيْمَان الْكُوفِي الْأَعْرَج، أورد لَهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة دَاوُد بن عَوْف حَدِيثا ثمَّ قَالَ: آفته تليد فَإِنَّهُ مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (4) تَوْبَة بن علوان الْبَصْرِيّ، قَالَ ابْن حبَان: يروي عَن شُعْبَة وَأهل الْعرَاق مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ. حرف الثَّاء (1) ثَابت بن حَمَّاد أَبُو زيد الْبَصْرِيّ، قَالَ الْبَيْهَقِيّ: مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (2) ثَابت بن مُوسَى الضَّبِّيّ الْكُوفِي العابد، قَالَ يحيى كَذَّاب. (3) ثُمَامَة بن عُبَيْدَة أَبُو خَليفَة الْعَبْدي الْبَصْرِيّ عَن أبي الزبير الْمَكِّيّ، هذبه ابْن الْمَدِينِيّ. (4) ثَوْبَان بن إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ، وَهُوَ ذُو النُّون الْمصْرِيّ.

حرف الجيم

الصُّوفِي الْمَشْهُور كَمَا قَالَه الجوزقاني، قَالَ الْحَافِظ: ابْن حجر وَرَأَيْت على هَامِش كتاب الجوزقاني: الصَّوَاب ثَوْبَان أَخُو ذِي النُّون. (5) ثُوَيْر بن أبي فَاخِتَة سعيد بن علاقَة الْكُوفِي، كذبه الثَّوْريّ. حرف الْجِيم (1) جَابر بن سليم عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ، أورد لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته حَدِيثا وَقَالَ الْمُتَّهم بِهِ جَابر. (2) جَابر بن عبد الله اليمامي وَهُوَ الْعقيلِيّ، حدث بعد الْمِائَتَيْنِ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ فكذب، وَنفى. (3) جَابر بن مَرْزُوق الجدي عَن عبد الله الْعمريّ الزَّاهِد، مُتَّهم. (4) جَابر بن يزِيد بن الْحَارِث الْجعْفِيّ، كذبه أَبُو حنيفَة. (5) الْجَارُود بن يزِيد أَبُو عَليّ العامري النَّيْسَابُورِي عَن معمر بن حَكِيم. كذبه أَبُو أُسَامَة وَأَبُو حَاتِم، وَقَالَ الْحَاكِم روى عَن الثَّوْريّ أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (6) جَامع بن سَواد عَن آدم بن أبي إِيَاس، قَالَ الذَّهَبِيّ أَتَى بِخَبَر بَاطِل فِي الْجمع بَين الزَّوْجَيْنِ كَأَنَّهُ آفته. (7) جبارَة بن الْمُغلس الْحمانِي الْكُوفِي، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَحَادِيثه كذب. (8) جبرون بن وَاقد الإفْرِيقِي، عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (9) جِبْرِيل بن مجاعَة السَّمرقَنْدِي، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لَا أعرفهُ، حدث عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بِخَبَر بَاطِل، وَعنهُ مُحَمَّد بن الْحسن النقاش لَكِن لَا يحْتَملهُ النقاش. (10) جُبَير بن الْحَارِث، كَذَّاب ادّعى لقى النَّبِي فى سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة. (11) جحدر هُوَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن تقدم. (12) الْجراح بن منهال أَبُو العطوف الْجَزرِي، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يكذب فِي الحَدِيث وَذكره البرقي فِيمَن اتهمَ بِالْكَذِبِ. (13) جرير بن أَيُّوب البَجلِيّ الْكُوفِي، قَالَ أَبُو نعيم كَانَ يضع الحَدِيث.

(14) جَعْفَر بن عتبَة بن عبد الرَّحْمَن الحرستاني بخبرين باطلين، فالآفة هُوَ أَو أَبوهُ (15) جَعْفَر بن أبان الْمصْرِيّ عَن مُحَمَّد بن رمح، هَكَذَا سَمَّاهُ ابْن حبَان وَقَالَ كَذَّاب. (16) جَعْفَر بن أَحْمد بن عَليّ بن بَيَان أَبُو الْفضل الدقاق الغافقي رَافِضِي وَضاع، قبل هُوَ جَعْفَر بن أبان الْمصْرِيّ الْمَذْكُور قبله. (17) جَعْفَر بن أَحْمد وَقيل ابْن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْبَزَّار عَن هناد بن السّري، قَالَ ابْن عدي كَانَ يسرق الحَدِيث وَيحدث عَمَّن لم يرهم. (18) جَعْفَر بن إِدْرِيس الْقزْوِينِي، قَالَ ابْن عدي عَامَّة أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (19) جَعْفَر بن جسر بن فرقد، اتهمه بن الْجَوْزِيّ بِوَضْع الحَدِيث. (20) جَعْفَر بن الزبير عَن الْقَاسِم وَغَيره، كذبه شُعْبَة وَقَالَ: وضع على رَسُول الله أَرْبَعمِائَة حَدِيث. (21) جَعْفَر بن عَامر الْبَغْدَادِيّ عَن أَحْمد بن عمار أخي هَاشم بن عمار بِخَبَر كذب، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ. (22) جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي القَاضِي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (23) جَعْفَر بن عَليّ بن سهل الدقاق عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، قَالَ أَبُو زرْعَة مُحَمَّد بن يُوسُف كَانَ كذابا. (24) جَعْفَر بن أبي اللَّيْث عَن أبي عرُوبَة بِخَبَر كذب. (25) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو الْفضل الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس، أَشَارَ الديلمي إِلَى اتهامه وَقَالَ الجوزقاني فِي كتاب الأباطيل مَجْرُوح (26) جَعْفَر بن مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي، مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (27) جَعْفَر بن مُحَمَّد الْأَنْطَاكِي، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن زُهَيْر الموضوعات. (28) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْفضل الدقاق وَيعرف بِابْن المارستاني، كذبه الدَّارَقُطْنِيّ والصوري. (29) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هبة الله أَبُو الْفضل الْبَغْدَادِيّ الصُّوفِي، قَالَ الذَّهَبِيّ كَذَّاب.

(30) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن بكار الْموصِلِي عَن أبي خَليفَة الجُمَحِي بِخَبَر مَوْضُوع كَأَنَّهُ آفته. (31) جَعْفَر بن مُحَمَّد أَبُو يحيى الزَّعْفَرَانِي الرَّازِيّ، روى عَنهُ إِسْمَاعِيل الصفار خَبرا مَوْضُوعا. (32) جَعْفَر بن نسطور، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان لم أر لَهُ ذكرا فِي كتب الضُّعَفَاء وَهُوَ أسقط من أَن يشْتَغل بكذبه، وَقَالَ فِي التَّجْرِيد: كَذَّاب أَو لَا وجود لَهُ. (33) جَعْفَر بن نصر عَن حَمَّاد بن زيد، قَالَ ابْن عدي حدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل. (34) جَعْفَر بن هرون الوَاسِطِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير الصَّنْعَانِيّ، أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع. (35) جَمِيع بن عُمَيْر بن عبد الرَّحْمَن الْعجلِيّ أَبُو بكر الْكُوفِي، رَاوِي حَدِيث هِنْد بن أبي هَالة فِي الصّفة النَّبَوِيَّة، قَالَ أَبُو دَاوُد أخْشَى أَن يكون حَدِيثه مَوْضُوعا، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَذَّاب يضع. (36) جَمِيع بن عُمَيْر بَصرِي مُتَأَخّر عَن الَّذِي قبله، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَهْذِيب التَّهْذِيب لَهُ فِي مَوْضُوعَات ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيث بَاطِل فِي شيعَة عَليّ. (37) جَمِيع بن عُمَيْر التَّيْمِيّ الْكُوفِي تَابِعِيّ مَشْهُور، اتهمَ بِالْكَذِبِ والوضع. (38) جميل بن الْحسن الْأَهْوَازِي، قَالَ عَبْدَانِ فَاسق كَذَّاب. (39) جُنَادَة بن مَرْوَان الْحِمصِي عَن جرير بن عُثْمَان وَغَيره اتهمه أَبُو حَاتِم. (40) جُنَادَة بن الْمُغلس، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَحَادِيثه كذب. (41) جُوَيْبِر بن سعيد الْبَلْخِي صَاحب الضَّحَّاك مَتْرُوك واتهمه ابْن الْجَوْزِيّ، قلت: رَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر فِي فَوَائِد مُتَفَرِّقَة على ظهر تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: جُوَيْبِر وَالضَّحَّاك وَإِن كَانَا مجروحين لم يتهما بكذب وَالله أعلم.

حرف الحاء المهملة

حرف الْحَاء الْمُهْملَة (1) حَاتِم بن عُثْمَان العاقري أَبُو عُثْمَان الإفْرِيقِي عَن مَالك، مُتَّهم. (2) الْحَرْث بن شُرَيْح النقال عَن الحمادين وَغَيرهمَا، قَالَ مُوسَى بن هرون مُتَّهم فِي الحَدِيث وَقَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (3) الْحَرْث بن شبْل الكرميني شيخ بُخَارى، كذبه سهل بن شاذويه. (4) الْحَرْث بن عبد الله الْهَمدَانِي الْأَعْوَر، قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَذَّاب. (5) الْحَرْث بن عمرَان الْجَعْفَرِي عَن مُحَمَّد بن سوقة، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (6) الْحَرْث بن مُحَمَّد المكفوف، أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (7) الْحَرْث بن آدم الْمروزِي عَن ابْن الْمُبَارك، كذبه الْجوزجَاني وَابْن عدي وعده أَحْمد بن عَليّ السُّلَيْمَانِي فِيمَن اشْتهر بِالْوَضْعِ. (8) حَامِد بن حَمَّاد العسكرى عَن إِسْحَق بن سيار النصيبي بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته. (9) حباب بن جبلة الدقاق عَن مَالك، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (10) حبيب بن أبي حبيب الخرططي الْمروزِي، كَانَ يضع الحَدِيث. (11) حبيب بن أبي حبيب الْمصْرِيّ أَو الْمدنِي كَاتب مَالك، قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (12) حبيب بن جحدر أَخُو خصيب، كذبه أَحْمد وَيحيى. (13) حرَام بن عُثْمَان الْأنْصَارِيّ الْمدنِي، قَالَ ابْن حبَان كَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل. (14) حسان بن برهون بن حسان الثَّقَفِيّ قَاضِي سنجار عَن أَبِيه عَن جده عَن أنس بِحَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ قَالَه الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدَّين الدِّمَشْقِي فِي توضيح المشتبه. (15) حسان بن سياه، قَالَ ابْن حبَان يَأْتِي عَن الْأَثْبَات بِمَا لَا يشبه حَدِيثهمْ. (16) حسان بن غَالب، قَالَ الْحَاكِم: لَهُ عَن مَالك أَحَادِيث مَوْضُوعَة، وَقَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار ويروي عَن الْأَثْبَات الملزقات.

(17) الْحسن بن إِبْرَاهِيم القصبي الوَاسِطِيّ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: روى عَن مُحَمَّد بن وَزِير الوَاسِطِيّ خَبرا بَاطِلا وَرِجَاله معروفون بالثقة مَا خلا الْحسن فَإِنِّي لَا أعرفهُ. (18) الْحسن بن أَحْمد الْحَرْبِيّ عَن الْحسن بن عَرَفَة بِخَبَر بَاطِل، قَالَ الذَّهَبِيّ: هُوَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ. (19) الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ الْعمانِي الأطروش، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات بِوَضْع حَدِيث. (20) الْحسن بن أَحْمد بن مبارك التسترِي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يتهم بِوَضْع الحَدِيث. (21) الْحسن بن أَحْمد الْعلوِي النَّقِيب، كَذَّاب، وَقَالَ ابْن خيرون قيل وضع أَحَادِيث. (22) الْحسن بن أَحْمد الديرعاقولي عَن أبي بكر مُحَمَّد بن شُعَيْب بِخَبَر بَاطِل وهما مَجْهُولَانِ. (23) الْحسن بن أَحْمد الْهَمدَانِي عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن شَاذان، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع حَدِيث. (24) الْحسن بن الْحُسَيْن العرني الْكُوفِي عَن شريك وَجَرِير، قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بصدوق. (25) الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَاصِم الهسنجاني عَن أبي أويس كذبه أَبُو حَاتِم. (26) الْحسن بن حميد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي قَتَادَة أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ مولى عَليّ بن أبي طَالب عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن الْوَلِيد بن جماهر الْعَسْقَلَانِي بِخَبَر مَوْضُوع. (27) الْحسن بن خَارِجَة عَن يسر خَادِم النبى لَا ثِقَة وَلَا مَأْمُون وَيسر سيأتى.

(28) الْحسن بن دِينَار أَبُو سعيد التَّمِيمِي، كذبه أَبُو حَاتِم وَأَبُو خَيْثَمَة وَقَالَ السَّاجِي كَانَ يتهم. (29) الْحسن بن ركزوان الْفَارِسِي، حدث بواسط سنة ثَلَاث عشرَة وثلثمائة عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَزعم أَنه ابْن ثلثمِائة وبضع وَعشْرين سنة فروى متونا بَاطِلَة. (30) الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي كذبه ابْن معِين وَأَبُو دَاوُد وَغَيرهمَا. (31) الْحسن بن شبْل الكرميني البُخَارِيّ شيخ معاصر للْبُخَارِيّ كذبه سهل بن شاذويه وَذكره السُّلَيْمَانِي فِي جملَة من يضع الحَدِيث (قلت) كَذَا فِي الْمِيزَان وَتقدم الْحَارِث ابْن شبْل الكرميني وَفِي تَرْجَمته بعض مَا هُنَا فَلَا أَدْرِي أهوَ أَخُو هَذَا أَو هُوَ هُوَ تحرف اسْمه وَالله أعلم. (32) الْحسن بن شبيب الْمكتب عَن هشيم وَغَيره، قَالَ ابْن عدي حدث بِالْبَوَاطِيل. (33) الْحسن بن الطّيب الْبَلْخِي عَن قُتَيْبَة، اتهمه ابْن عدي وَقَالَ مطين كَذَّاب. (34) الْحسن بن عَاصِم هُوَ أَبُو سعيد الْعَدوي الْكذَّاب سَيَأْتِي فِي الْحسن بن عَليّ. (35) الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْفَزارِيّ الاحتياطي عَن ابْن عُيَيْنَة، اتهمَ وَقَالَ الْأَزْدِيّ لَو قلت كَانَ كذابا لجَاز. (36) الْحسن وَقد يُقَال الْحُسَيْن بن عبيد الله الإبزاري شيخ جَعْفَر الْخُلْدِيِّ كَذَّاب. (37) الْحسن بن عُثْمَان بن زِيَاد أَبُو سعيد التسترِي عَن مُحَمَّد بن حَمَّاد الطهراني، قَالَ ابْن عدي كَذَّاب يضع الحَدِيث. (37) الْحسن بن عُثْمَان بن زِيَاد أَبُو سعيد التسترِي عَن مُحَمَّد بن حَمَّاد الطهراني، قَالَ ابْن عدي كَذَّاب يضع الحَدِيث. (38) الْحسن بن عَلان الْخَرَّاط، اتهمه الْخَطِيب بِوَضْع حَدِيث. (39) الْحسن بن عَليّ السامري، قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ فِي الخلعيات حَدِيث مَوْضُوع. (40) الْحسن بن عَليّ أَبُو عبد الْغَنِيّ الأردني عَن مَالك وَعبد الرَّزَّاق، كَذَّاب. (41) الْحسن بن عَليّ بن زَكَرِيَّا أَبُو سعيد الْعَدْوى، كَذَّاب وَضاع.

(42) الْحسن بن عَليّ الرقي عَن مخلد بن يزِيد، اتهمه ابْن حبَان وَابْن عدي. (43) الْحسن بن عَليّ النَّخعِيّ أَبُو الأشنان، قَالَ ابْن عدي فَاحش الْكَذِب. (44) الْحسن بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد، وَقد ينْسب إِلَى جده الْقزْوِينِي عَن هِشَام بن عمار اتهمَ بِالْوَضْعِ روى فِي خلق الْورْد خَبرا بَاطِلا. (45) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو عَليّ الدِّمَشْقِي عَن أَبى إِسْحَق الهُجَيْمِي، اتهمه ابْن عَسَاكِر. (46) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْحَق بن زر الْيَمَانِيّ الدِّمَشْقِي عَن عَليّ بن بابويه الأسواري بِخَبَر كذب وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ أَو على شَيْخه فَإِنَّهُمَا مَجْهُولَانِ. (47) الْحسن بن عَليّ أَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي الْمقري، قَالَ الْخَطِيب كَذَّاب فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث جَمِيعًا، وَقَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ من أكذب النَّاس. (48) الْحسن بن عمَارَة بِضَم الْعين الْكُوفِي الْفَقِيه، قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (49) الْحسن بن عَمْرو بن سيف الْعَبْدي عَن شُعْبَة، قَالَ البُخَارِيّ وَغَيره كَذَّاب. (50) الْحسن بن غَالب أَبُو عَليّ الْمقري شيخ قَاضِي المارستان كَذَّاب. (51) الْحسن بن غفير الْمصْرِيّ الْعَطَّار عَن يُوسُف بن عدي وَغَيره، قَالَ ابْن يُونُس كَذَّاب يضع الحَدِيث. (52) الْحسن بن الْفضل بن السَّمْح عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم مُتَّهم. (53) الْحسن بن فَهد بن حَمَّاد يَأْتِي. (54) الْحسن بن الْقَاسِم أَبُو عَليّ غُلَام الهراس مقرئ وَاسِط، مُتَّهم وَقَالَ ابْن خيرون كَذَّاب. (55) الْحسن بن اللَّيْث بن حَاجِب عَن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَسدي عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل. (56) الْحسن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي قَاضِي مرو عَن حميد الطَّوِيل، مُتَّهم وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (57) الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى العلوى النسابة عَن اسحق الدبرِي وطبقته، قَالَ الذَّهَبِيّ أَتَّهِمهُ لِأَنَّهُ روى بقلة حَيَاء بِإِسْنَاد الصَّحِيحَيْنِ: على خير الْبشر، وَهُوَ مَوْضُوع. (58) الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فضل أَبُو عَليّ الْكرْمَانِي اتهمه المؤتمن السَّاجِي. (59) الْحسن بن مَحْمُود، مَجْهُول أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع. (60) الْحسن بن مدرك، قَالَ أَبُو دَاوُد كَذَّاب. (61) الْحسن بن مُسلم الْمروزِي التَّاجِر عَن الْحُسَيْن بن وَاقد أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع.

من اسمه الحسين

(62) الْحسن بن مكي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل، وَعنهُ مُحَمَّد بن إِسْحَق الصفار، وَقد وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ فانحصر الْأَمر فِي ابْن مكي. (63) الْحسن بن مقداد، اتهمه الذَّهَبِيّ وَتعقبه ابْن حجر. (64) الْحسن بن نعْمَة بن حَمَّاد شيخ لأبي عَليّ بن الصَّواف، لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل قلت كَذَا فِي اللِّسَان ابْن نعْمَة بنُون فعين ورأيته فِي الْمِيزَان بِخَط الذَّهَبِيّ ابْن فَهد بفاء فهاء فدال وَقد مرت الْإِشَارَة إِلَيْهِ. (65) الْحسن بن وَاصل هُوَ الْحسن بن دِينَار تقدم. (66) الْحسن الواقعي قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يضع الحَدِيث. (67) الْحسن بن يحيى بن الْحسن قَاضِي حصن مهْدي، أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع. (68) الْحسن بن يحيى الْخُشَنِي، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا لَا أصل لَهُ. (69) الْحسن بن يُوسُف الفحام، ذكره الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة سعيد بن معن فَقَالَ: لَا يكَاد يعرف واتهمه بَعضهم. من اسْمه الْحُسَيْن (1) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم البابي عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس بِخَبَر مَوْضُوع. (2) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم عَن الْحَافِظ ابْن طَاهِر الْمَقْدِسِي، دجال قَالَه الذَّهَبِيّ وَكَأَنَّهُ يَعْنِي بِهِ

الجوزقاني أخذا من ابْن الْجَوْزِيّ وَقد تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان. الْحُسَيْن بن أَحْمد الشماخي أَبُو عبد الله الْهَرَوِيّ الصفار، كذبه الْحَاكِم. (4) الْحُسَيْن بن أَحْمد أَبُو عَليّ القَاضِي الْكرْدِي، اتهمه ابْن عَسَاكِر. (5) الْحُسَيْن بن أَحْمد القادسي عَن أبي بكر الْقطيعِي، كذبه ابْن خيرون. (6) الْحُسَيْن بن إِسْحَق الْبَصْرِيّ عَن مُحَمَّد بن الزبْرِقَان مَجْهُول بِخَبَر بَاطِل. (7) الْحُسَيْن بن الْحسن الْأَشْقَر عَن شريك اتهمه ابْن عدي، فَقَالَ فِي خبر الْبلَاء عِنْدِي فِيهِ من الْأَشْقَر وَقَالَ أَبُو معمر الْهُذلِيّ كَذَّاب. (8) الْحُسَيْن بن حميد بن الرّبيع الْكُوفِي الخزاز قَالَ مطين كَذَّاب، وَذكره ابْن عدي واتهمه. (9) الْحُسَيْن بن خشيش العرجموسي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر مَوْضُوع. (10) الْحُسَيْن بن دَاوُد بن معَاذ أَبُو عَليّ الْبَلْخِي عَن عبد الرَّزَّاق والفضيل بن عِيَاض قَالَ الْخَطِيب حَدِيثه مَوْضُوع، وَقَالَ الْحَاكِم لَهُ عجايب يسْتَدلّ بهَا على حَاله. (11) الْحُسَيْن بن أبي سري الْعَسْقَلَانِي كذبه أَخُوهُ مُحَمَّد بن أبي السّري وَأَبُو عرُوبَة الْحَرَّانِي. (12) الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان النَّحْوِيّ عَن أَحْمد بن حَنْبَل بِثَلَاثَة أَحَادِيث مكذوبة هُوَ آفتها. (13) الْحُسَيْن بن شيرويه بن حَمَّاد بن بَحر الْفَارِسِي روى عَن مُحَمَّد بن حميد بن عِيَاض خَبرا بَاطِلا فِي فضل عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ. (14) الْحُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة بن أبي ضميرَة سعد الْحِمْيَرِي عَن أَبِيه وَعنهُ زيد بن الْحباب وَغَيره، قَالَ أَبُو حَاتِم وَابْن الْجَارُود كَذَّاب. (15) الْحُسَيْن بن عبد الأول عَن عبد الله بن إِدْرِيس، قَالَ أَبُو حَاتِم كذبه ابْن معِين.

(16) الْحُسَيْن بن عبد الْغفار الْأَزْدِيّ عَن سعيد بن عفير مُتَّهم. (17) الْحُسَيْن بن عبد الله الْعجلِيّ عَن مَالك وَعبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم كَانَ يضع الحَدِيث. (18) الْحُسَيْن بن عبيد الله بن الخصيب الْأَبْزَارِيِّ الْبَغْدَادِيّ منقار عَن هناد بن السّري وَغَيره كَذَّاب. (19) الْحُسَيْن بن عَليّ الكاشغري عَن ابْن غيلَان مُتَّهم بِالْكَذِبِ، وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ قَرَأت بِخَط وَالِدي سَمِعت أَبَا سعد مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الرَّحِيم الْعَبْدي المرزوي يَقُول. كَانَ الكاشغري يضع الْأَحَادِيث ويركب الْمُتُون. (20) الْحُسَيْن بن عَليّ الْحُسَيْنِي اتهمه ابْن عَسَاكِر فِي مُعْجَمه بِخَبَر بَاطِل. (21) الْحُسَيْن بن علوان الْكَلْبِيّ عَن الْأَعْمَش وَهِشَام بن عُرْوَة كذبه يحيى وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (22) الْحُسَيْن بن عَمْرو بن مُحَمَّد الْعَنْقَزِي، قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ لَا يصدق. (23) الْحُسَيْن بن الْفرج الْخياط عَن وَكِيع، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب يسرق الحَدِيث. (24) الْحُسَيْن بن الْقَاسِم الْأَصْفَهَانِي الزَّاهِد مَجْهُول مُتَّهم. (25) الْحُسَيْن بن قيس الرَّحبِي ولقبه حَنش، كذبه أَحْمد بن حَنْبَل. (26) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي عَن الْفضل بن مُوسَى لَا يعرف وَالْخَبَر بَاطِل، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر تقدم الْحسن بِفَتْح الْحَاء ابْن مُحَمَّد الْبَلْخِي فَلَعَلَّهُ هُوَ هَذَا. (27) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الشَّاعِر الملقب بالخالع عَن أبي عَمْرو غُلَام ثَعْلَب كَذَّاب. (28) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد البزري الصَّيْرَفِي عَن صَاحب الأغاني كَذَّاب. (29) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (30) الْحُسَيْن بن الْمُبَارك الطَّبَرَانِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش قَالَ ابْن عدي مُتَّهم. (31) الْحُسَيْن بن معَاذ عَن الفضيل بن عِيَاض قَالَ فِي الْمُغنِي مُتَّهم انْتهى وَهُوَ كَمَا فِي الْمِيزَان ابْن دَاوُد بن معَاذ الْبَلْخِي وَقد تقدم. (32) الْحُسَيْن بن يحيى الحنائي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وضع حَدِيثا، وَمر لَهُ فِي أَحْمد بن نَافِع ذكر. (33) الْحصين بن مُخَارق بن وَرقا أَبُو جُنَادَة عَن الْأَعْمَش، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (34) حَفْص بن أسلم الْأَصْفَر عَن ثَابت قَالَ ابْن عدي لَهُ عجايب، وَقَالَ ابْن حبَان يروي مَا لَا أصل لَهُ حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْوَاضِع لَهُ.

(35) حَفْص بن أبي دَاوُد وَهُوَ حَفْص بن سُلَيْمَان صَاحب الْقِرَاءَة قَالَ ابْن خرَاش كَذَّاب يضع الحَدِيث. (36) حَفْص بن سلم أَبُو مقَاتل السَّمرقَنْدِي كذبه وَكِيع وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي، وَقَالَ السُّلَيْمَانِي هُوَ فِي عداد من يضع الحَدِيث. (37) حَفْص بن دَاوُد عَن النَّضر بن شُمَيْل اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع الحَدِيث. (38) حَفْص بن عمر بن دِينَار أَبُو إِسْمَاعِيل الأبلي عَن ثَوْر بن يزِيد ومسعر بن كدام قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ شَيخا كذابا، وَقَالَ الْعقيلِيّ يحدث عَن الْأَئِمَّة بِالْبَوَاطِيل. (39) حَفْص بن عمر الحبطي الرَّمْلِيّ، قَالَ يحيى مرّة لَيْسَ بشئ، وَقَالَ مرّة أَحَادِيثه كذب. (40) حَفْص بن عمر بن حَكِيم الملقب بالْكفْر، عَن هِشَام بن عُرْوَة، قَالَ ابْن عدي حدث بِالْبَوَاطِيل. (41) حَفْص بن عمر قَاضِي حلب عَن هِشَام بن حسان وَأبي إِسْحَق وَصَالح بن حسان وَغَيرهم، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. (42) حَفْص بن عمر الْعَدنِي عَن أبي الزِّنَاد كذبه يحيى بن يحيى النَّيْسَابُورِي. (43) حَفْص بن عمر الرفا. عَن شُعْبَة قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. (44) حَفْص بن عمر الرَّازِيّ عَن ابْن الْمُبَارك كذبه أَبُو حَاتِم فِيمَا نَقله ابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ فِي الْمِيزَان إِنَّمَا كذبه أَبُو زرْعَة. (45) حَكَّامَة بنت عُثْمَان أخي مَالك بن دِينَار، قَالَ الْعقيلِيّ أحاديثها تشبه أَحَادِيث الْقصاص لَا أصل لَهَا. (46) الحكم بن ظهير وَهُوَ الحكم بن أبي ليلى وَالْحكم بن أبي خَالِد، قَالَ ابْن عدي، قَالَ يحيى كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. (47) الحكم بن عبد الله بن سعد الْأَيْلِي قَالَ السَّعْدِيّ وَأَبُو حَاتِم كَذَّاب، وَقَالَ أَحْمد أَحَادِيثه كلهَا مَوْضُوعَة. (48) الحكم بن عبد الله أَبُو مُطِيع الْبَلْخِي قَالَ أَبُو حَاتِم مرجئ كَذَّاب وَقَالَ الجوزقاني كَانَ يضع الحَدِيث. (49) الحكم بن عبد الله بن خطَّاف أَبُو سَلمَة عَن الزُّهْرِيّ، قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث.

(50) الحكم بن عَمْرو الْجَزرِي قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (51) الحكم بن مُصعب عَن مُحَمَّد بن عَليّ وَالِد الْمَنْصُور، ذكر لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيثا وَقَالَ الْمُتَّهم بِهِ الحكم. (52) الحكم بن مصقلة عَن أنس قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (53) حَكِيم بن حزَام قَالَ السَّاجِي يحدث بِأَحَادِيث بَوَاطِيلُ. (54) حَلبس بن مُحَمَّد الْكلابِي قَالَ ابْن عدي وَأَظنهُ حَلبس بن غَالب، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ. (55) حَمَّاد بن الْحُسَيْن اتهمه ابْن عَسَاكِر بِالْكَذِبِ. (56) حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي قَالَ الجوزقاني كَانَ يكذب، وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (57) حَمَّاد بن مَالك وَيُقَال الْمَالِكِي عَن الْحسن كذبه الفلاس وَغَيره. (58) حَمَّاد بن الْوَلِيد الْأَزْدِيّ الْكُوفِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ ابْن حبَان يسرق الحَدِيث وَيلْزق بالثقات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ سَاقِط مُتَّهم. (59) حَمَّاد الراوية قَالَ ثَعْلَب كَانَ مَشْهُورا بِالْكَذِبِ فِي الرِّوَايَة. (60) حَمَّاد بن يحيى بن الْمُخْتَار مَجْهُول أَتَى بخبرين مَوْضُوعَيْنِ. (61) حمدَان بن سعيد الضَّرِير عَن عبد الله بن نمير أَتَى بِخَبَر كذب، هَذَا كَلَام الذَّهَبِيّ وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان فَقَالَ لم أر من ضعفه قبل الذَّهَبِيّ وَلَا يجوز أَن يُطلق على خَبره الْكَذِب. (62) حمدَان بن عباد الْبَزَّاز الفرغاني، قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ النيسابورى حدث عَن على ابْن عَاصِم ببواطيل. (63) حَمْزَة بن إِسْمَاعِيل الطَّبَرِيّ الْجِرْجَانِيّ كذبه الدَّارَقُطْنِيّ. (64) حَمْزَة بن الْحُسَيْن الدَّلال عَن أبي عَمْرو بن السماك كذبه الْخَطِيب. (65) حَمْزَة بن أبي حَمْزَة الْجعْفِيّ النصيبي، عَن عَطاء قَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث. (66) حمويه بن حُسَيْن بن معَاذ الْقصار عَن أَحْمد بن الْخَلِيل لَا يوثق بِهِ وَخَبره بَاطِل.

حرف الخاء المعجمة

(56) حميد بن الرّبيع السَّمرقَنْدِي مَجْهُول أَتَى بِخَبَر فِي المرزنجوش بَاطِل. (68) حميد بن الرّبيع الخزاز قَالَ ابْن معِين كَذَّاب، وَقَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث وَيرْفَع الْمَوْقُوف. (69) حميد بن عَليّ بن هرون الْقَيْسِي، قَالَ ابْن حبَان أمْلى علينا أَحَادِيث بَاطِلَة، فَإِن لم يتَعَمَّد فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا يَقُول. (70) حَوْشَب بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن وَاقد بِخَبَر بَاطِل، وَفِيه جَهَالَة. (71) حَيَّان بن عبد الله أَبُو جبلة الدَّارمِيّ كذبه الفلاس. حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة (1) خَارِجَة بن مُصعب يُدَلس على الْكَذَّابين، وَيُقَال إِن ابْن معِين كذبه. (2) خَالِد أَبُو مُحَمَّد عَن عَطاء بن السايب، قَالَ أَبُو حَاتِم روى حَدِيثا بَاطِلا. (3) خَالِد بن إِسْمَاعِيل بن الْوَلِيد المَخْزُومِي الْمدنِي قَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث. (4) خَالِد بن عبد الدايم الْبَصْرِيّ، قَالَ أَبُو نعيم وَالْحَاكِم والنقاش روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (5) خَالِد بن عبيد الْعَتكِي أَبُو عِصَام عَن أنس، قَالَ ابْن حبَان روى نُسْخَة مَوْضُوعَة. (6) خَالِد العَبْد هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن يحيى رَمَاه عَمْرو بن عَليّ بِالْوَضْعِ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (7) خَالِد بن عُثْمَان العثماني الْأمَوِي عَن مَالك قَالَ ابْن حبَان يروي المقلوبات وَيحدث بالأشياء الملزقات. (8) خَالِد بن عَمْرو أَبُو الأخيل السلَفِي الْحِمصِي، كذبه جَعْفَر الْفرْيَابِيّ، واتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع حَدِيث.

(9) خَالِد بن عَمْرو الْقرشِي الْأمَوِي السعيدي عَن شُعْبَة وَاللَّيْث، قَالَ صَالح جزرة يضع الحَدِيث. (10) خَالِد بن غَسَّان بن مَالك الدَّارمِيّ، قَالَ ابْن عدي حَدثنَا عَن أَبِيه بخبرين باطلين. (11) خَالِد بن الْقَاسِم أَبُو الْهَيْثَم المدايني مَشْهُور بِوَضْع الحَدِيث. (12) خَالِد بن كلاب عَن أنس، قَالَ الْعقيلِيّ مَجْهُول وَحَدِيثه لَا أصل لَهُ. (13) خَالِد بن مفدوح وَيُقَال ابْن مجدوح، عَن أنس وَغَيره، رَمَاه يزِيد بن هرون بِالْكَذِبِ. (14) خَالِد بن نجيح الْمصْرِيّ عَن أبي صَالح كَاتب اللَّيْث وَغَيره، قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب يفتعل الْأَحَادِيث. (15) خَالِد بن هياج بن بسطَام عَن أَبِيه وَغَيره، اتهمه ابْن أبي حَاتِم فى كِتَابه الْجرْح التَّعْدِيل فِي تَرْجَمَة الْحُسَيْن بن إِدْرِيس الْأنْصَارِيّ. (16) خَالِد بن الْوَلِيد المَخْزُومِي عَن الزُّهْرِيّ هُوَ ابْن إِسْمَاعِيل تقدم. (17) خَالِد بن يزِيد الْحذاء أَبُو الْهَيْثَم الْمَكِّيّ عَن ابْن أبي ذيب، قَالَ أَبُو حَاتِم وَيحيى كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (18) خَالِد بن يزِيد بن أَسد الْقَسرِي أورد لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته حَدِيثا، وَقَالَ إِنَّه الْمُتَّهم بِهِ. (19) خرَاش بن عبد الله الطَّحَّان عَن أنس سَاقِط عدم، مَا أَتَى بِهِ غير أبي سعيد الْعَدوي الْكذَّاب، وحفيده خرَاش بن مُحَمَّد بن خرَاش. (20) خُزَيْمَة بن ماهان الْمروزِي بِخَبَر مَوْضُوع، وَعنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد الْقَطوَانِي فآفته أَحدهمَا. (21) الخصيب بن جحدر عَن عَمْرو بن دِينَار وَغَيره كذبه شُعْبَة وَالْقطَّان وَابْن معِين وَالْبُخَارِيّ، وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. (22) خطاب بن عبد الدايم عَن يحيى بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ، وَعنهُ مُحَمَّد بن فَارس بِخَبَر بَاطِل وَالثَّلَاثَة ضعفاء فآفته أحدهم. (23) خطاب بن عمر عَن مُحَمَّد بن يحيى الْمَازِني، مَجْهُول لَهُ خبر بَاطِل فالبلاء مِنْهُ أَو من شَيْخه. (24) خلف بن خَالِد بَصرِي لَا يكَاد يعرف، اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ بِوَضْع الحَدِيث.

حرف الدال المهملة

(25) خلف بن عبد الحميد السَّرخسِيّ عَن أبان بن أبي عَيَّاش بِخَبَر بَاطِل لَكِن أبان هَالك. (26) خلف بن عمر بن خلف، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو بكر الْخياط، المدايني عَن عبد الله ابْن هِلَال الْغَازِي الزنجاني بِخَبَر بَاطِل، قَالَ ابْن النجار فالآفة هُوَ أَو شَيْخه. (27) خلف بن عَمْرو الْهَمدَانِي عَن الزبير بن عبد الْوَاحِد الاسد أبادى مُتَّهم. (28) خلف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو صَالح البُخَارِيّ الْخيام، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع حَدِيث. (29) خلف بن وَاصل عَن أبي نعيم وَهُوَ عمر بن صبح مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (30) خلف بن يحيى الْخُرَاسَانِي قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. (31) الْخَلِيل بن زَكَرِيَّا الشَّيْبَانِيّ وَيُقَال الْعَبْدي الْبَصْرِيّ، قَالَ الْقَاسِم الْمُطَرز كَذَّاب، وَقَالَ الْعقيلِيّ يحدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل. حرف الدَّال الْمُهْملَة (1) دَاوُد بن إِبْرَاهِيم قَاضِي قزوين عَن شُعْبَة، قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب. (2) دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الْعقيلِيّ عَن خَالِد بن عبد الله الطَّحَّان كذبه الْأَزْدِيّ. (3) دَاوُد بن أَيُّوب الْقَسْمَلِي عَن عباد بن بشير عَن أنس بحديثين مَوْضُوعَيْنِ. (4) دَاوُد بن رَاشد الطفَاوِي أَبُو بَحر الْكرْمَانِي اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ، وَقَالَ الْعقيلِيّ حَدِيثه بَاطِل لَا أصل لَهُ. (5) دَاوُد بن الزبْرِقَان الرقاشِي، قَالَ الْجوزجَاني كَذَّاب. (6) دَاوُد بن سُلَيْمَان بن جندل الْهَمدَانِي، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع حَدِيث، وَجزم بذلك الذَّهَبِيّ. (7) دَاوُد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ الْغَازِي، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب لَهُ نُسْخَة مَوْضُوعَة على ابْن أبي مُوسَى الرضى. (8) دَاوُد بن أبي صَالح الْمدنِي عَن نَافِع، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (9) دَاوُد بن عباد عَن أنس بموضوعات قَالَ الذَّهَبِيّ وَأَحْسبهُ ابْن عَفَّان وَسَيَأْتِي. (10) دَاوُد بن عبد الْجَبَّار الْكُوفِي الْمُؤَذّن، قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ مرّة يكذب.

حرف الذال المعجمة

(11) دَاوُد بن عُثْمَان الثغري قَالَ الْعقيلِيّ يروي الأباطيل. (12) دَاوُد بن عَفَّان عَن أنس قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث عَن أنس. (13) دَاوُد بن عَمْرو وَقيل ابْن عمر النَّخعِيّ عَن أبي حَازِم قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (14) دَاوُد بن المحبر قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث على الثِّقَات. (15) دَاوُد بن الْوَلِيد قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. (16) دَاوُد بن يحيى الإفْرِيقِي عَن عبد الله بن عمر بن غَانِم، قَالَ ابْن يُونُس أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (17) دُحَيْم بن مُحَمَّد الصَّيْدَاوِيُّ عَن أبي بكر بن عَيَّاش، لَهُ حَدِيث مَوْضُوع. (18) دَلِيل بن عبد الْملك عَن السّديّ، عَن زيد بن أَرقم لَهُ نُسْخَة مَوْضُوعَة. (19) دهثم بن جنَاح عَن شَبابَة بن سوار، قَالَ الْأَزْدِيّ من معادن الْكَذِب. (20) دِينَار بن عبد الله أَبُو مكيس الحبشي مولى أنس، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن أنس الموضوعات. حرف الذَّال الْمُعْجَمَة (1) ذَاكر بن مُوسَى بن شيبَة الْعَسْقَلَانِي، أَتَى بِحَدِيث كذب بِسَنَد الصَّحِيح فاتهم. (2) ذَيَّال بتَشْديد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة الْموصِلِي، أَتَى بخرافة تشبه حَدِيث رتن ذكرهَا ابْن عبد الْملك فِي التكملة. حرف الرَّاء (1) رَاشد بن معبد عَن أنس؛ قَالَ الْحَاكِم وَابْن حبَان روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (2) الرّبيع بن مَحْمُود المارديني، دجال مفتر ادّعى الصُّحْبَة والتعمير فِي سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة. (3) ربيعَة بن مُحَمَّد أَبُو قضاعة الطَّائِي عَن ذِي النُّون الْمصْرِيّ بِخَبَر بَاطِل. (4) رتن الْهِنْدِيّ ذَلِك الْكذَّاب الْمَشْهُور. ظهر بعد الستمائة فَادّعى الصُّحْبَة. (4) رَجَاء بن سَلمَة عَن أبي مُعَاوِيَة، قَالَ ابْن الجوزى اتهمَ بِسَرِقَة الْأَحَادِيث.

حرف الزاى

(6) رَجَاء بن سهل الصَّنْعَانِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن علية، قَالَ الْأَزْدِيّ يسرق الحَدِيث. (7) رَجَاء بن أبي عَطاء عَن واهب الْمعَافِرِي، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (8) رزين الْكُوفِي الْأَعْمَى، سَاق لَهُ الْأَزْدِيّ عَن أبي هُرَيْرَة خَبرا بَاطِلا. (9) رشيد الهجري عَن أَبِيه، قَالَ أَبُو إِسْحَق الْجوزجَاني كَذَّاب. (10) رِفَاعَة الْهَاشِمِي هُوَ زيد بن عبد الله، يَأْتِي وَأنكر الْحَافِظ ذكره فِي حرف الرَّاء، وَقَالَ رِفَاعَة لقب أَبِيه أوجده. (11) ركن بن عبد الله الشَّامي عَن مَكْحُول وَغَيره، قَالَ الْحَاكِم يروي عَن مَكْحُول أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (12) روح بن جنَاح اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ، وَنقل عَن ابْن حبَان أَنه قَالَ فِيهِ يروي عَن الثِّقَات مَا إِذا سَمعه من لَيْسَ بمتجر فِي هَذِه الصِّنَاعَة شهد لَهُ بِالْوَضْعِ. (13) روح بن مُسَافر قَالَ الْحَاكِم والنقاش يروي عَن الْأَعْمَش أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (14) روح بن الْمسيب الْكَلْبِيّ عَن ثَابت، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. حرف الزَّاي (1) الزبير بن عبد الله أَبُو يحيى عَن أنس بن مَالك، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن أنس مَا لَا أصل لَهُ. (2) زرْعَة بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الزبيدِيّ عَن عَطاء وَنَافِع، قَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ يضع الحَدِيث. (3) زرْعَة بن عبد الرَّحْمَن الزبيدِيّ شيخ لبَقيَّة، مَتْرُوك وَالْخَبَر بَاطِل. (4) زَكَرِيَّا بن حَكِيم الحبطي الْبَدِيِّ قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الْأَثْبَات مَا لَا يشبه حَدِيثهمْ حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا لَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ. (5) زَكَرِيَّا بن دويد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ كَذَّاب، وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث.

(6) زَكَرِيَّا بن يحيى الْوَقار بِفَتْح الْوَاو وَتَخْفِيف الْقَاف، عَن بشر بن بكر وَغَيره كَذَّاب، وَقَالَ ابْن عدي يضع الحَدِيث. (7) زَكَرِيَّا بن يحيى بن حوثرة الْكسَائي الْكُوفِي، قَالَ ابْن معِين رجل سوء يحدث بِأَحَادِيث يستأهل أَن يحْفر لَهُ بِئْر فَيلقى فِيهَا، وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يحدث بِأَحَادِيث فِي مثالب الصَّحَابَة. (8) زَكَرِيَّا بن يحيى الكتاني عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل لَكِن الْإِسْنَاد إِلَيْهِ ظلمات. (9) زَكَرِيَّا بن يحيى بن الْحَارِث النَّسَائِيّ عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل، لَكِن رَاوِيه عَنهُ عَليّ بن مُحَمَّد الصايغ. (10) زَهْدَم بن الْحَارِث الْغِفَارِيّ الْمَكِّيّ عَن أَبِيه وَعنهُ أَبِيه يحيى بنسخة مَوْضُوعَة. (11) زُهَيْر بن الْعَلَاء عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة روى عَن أبي حَاتِم أَنه قَالَ أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (12) زِيَاد بن أبي حسان النبطي الوَاسِطِيّ، قَالَ الْحَاكِم والنقاش روى عَن أنس أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (13) زِيَاد بن أبي حَفْصَة عَن عِكْرِمَة لَا يعرف وَخَبره شبه الْمَوْضُوع. (14) زِيَاد بن عُبَيْدَة عَن أنس مَجْهُول وَحَدِيثه بَاطِل قَالَه أَبُو حَاتِم. (15) زِيَاد بن الْمُنْذر أَبُو الْجَارُود عَن أبي الطُّفَيْل وَغَيره، قَالَ ابْن حبَان رَافِضِي يضع المثالب والمناقب. (16) زِيَاد بن مَيْمُون الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ الفاكهي، عَن أنس وَيُقَال لَهُ زِيَاد بن أبي حسان وَزِيَاد ابْن أبي عمار وَزِيَاد أَبُو عمار، هَالك اعْترف بِالْكَذِبِ. (17) زِيَاد أَبُو السكن عَن الشّعبِيّ قَالَ ابْن معِين كَذَّاب، نَقله الذَّهَبِيّ فِي الكنى من الْمِيزَان. (18) زِيَاد بِفَتْح أَوله وَتَشْديد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة بن فَايِد بن زِيَاد بن أبي هِنْد، عَن أَبِيه عَن جده بِحَدِيث بَاطِل، قَالَ ابْن حبَان فالبلاء مِنْهُ أَو من أَبِيه أَو من جده. (19) زيد بن الْحسن بن زيد بن أميرك الْحُسَيْنِي كَذَّاب وَضاع، وضع أَرْبَعِينَ حَدِيثا. (20) زيد بن حَمَّاد بن سَلمَة فِي خطْبَة الموضوعات لِابْنِ الْجَوْزِيّ أَنه كَانَ يدس الْأَحَادِيث فِي كتب أَبِيه فِيمَا قيل.

حرف السين المهملة

(21) زيد بن الْحوَاري الْعمي أورد لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته حَدِيثا، وَقَالَ: قَالَ ابْن حبَان يروي أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا أصل لَهَا حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا. (22) زيد بن سعيد الواسطى عَن أَبى إِسْحَق الْفَزارِيّ بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته. (23) زيد بن عبد الله بن مَسْعُود أَبُو الْخَيْر الْهَاشِمِي الأديب، مَشْهُور بِالْوَضْعِ للْحَدِيث. (24) زيد بن مُحَمَّد بن عَليّ فِي سَنَد مَجْهُول لمتن مَوْضُوع. حرف السِّين الْمُهْملَة (1) سَالم بن عبد الْأَعْلَى عَن نَافِع وَعَطَاء قَالَ ابْن طَاهِر يضع الحَدِيث على الثِّقَات، وَقَالَ الْحَاكِم والنقاش روى عَن نَافِع أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (2) سدير بن حَكِيم الصَّيْرَفِي الْكُوفِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ ابْن عُيَيْنَة كَانَ يكذب. (3) سرباتك الْهِنْدِيّ بِفَتْح السِّين وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا مُوَحدَة وَبعد الْألف مثناة فوقية مَفْتُوحَة ثمَّ كَاف ادّعى الصُّحْبَة بعد مُدَّة وأزمنة طَوِيلَة فإمَّا كذب وَإِمَّا كذب السّري بن إِسْمَاعِيل الْكُوفِي صَاحب الشّعبِيّ قَالَ يحيى الْقطَّان استبان لي كذبه فِي مجْلِس وَاحِد. (4) السّري بن عَاصِم بن سهل الْهَمدَانِي وَقد ينْسب إِلَى جده عَن ابْن علية، كذبه ابْن خرَاش وَقد قَالَ البُخَارِيّ يذكر بِوَضْع الحَدِيث وَقَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من بلاياه حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم عَن حميد عَن أنس مَرْفُوعا لله ملك من ياقوتة على زمردة كل يَوْم يصعد قَالَ فِي اللِّسَان قَالَ النقاش فِي الموضوعات وَضعه السّري. (5) سعد بن طريف الإسكاف، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث على الْفَوْر. (6) سعد بن عَليّ القَاضِي أَبُو الوفا النسوي كَذَّاب. (7) سعيد بن جَابر بن مُوسَى الكلَاعِي الأندلسي، كَانَ خَالِد بن سعيد ينْسبهُ إِلَى الْكَذِب. (8) سعيد بن حمدون بن مُحَمَّد أَبُو عُثْمَان الْقَيْسِي الأندلسي مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (9) سعيد بن خَالِد بن طَوِيل، قَالَ الْحَاكِم روى عَن أنس أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (10) سعيد بن ذِي لعوة، قَالَ ابْن حبَان دجال.

(11) سعيد بن زَرْبِي، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (12) سعيد بن زون التغلبي الْبَصْرِيّ عَن أنس، قَالَ الْحَاكِم والنقاش روى عَن أنس أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (13) سعيد بن سَلام الْعَطَّار قَالَ أَحْمد وَابْن معِين كَذَّاب، وَقَالَ البُخَارِيّ يذكر بِوَضْع الحَدِيث. (14) سعيد بن سِنَان الْحِمصِي أَبُو مهْدي، قَالَ يحيى أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ، وَقَالَ الْجوزجَاني أَخَاف أَن تكون أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (15) سعيد بن عبد الله بن دِينَار عَن عبد الْوَاحِد بن زيد، قَالَ ابْن حبَان يَأْتِي عَن الْأَثْبَات بِمَا لَا أصل لَهُ. (16) سعيد بن عبد الْجَبَّار، قَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم يروي الْكَذِب. (17) سعيد بن عبد الْملك بن وَاقد الْحَرَّانِي روى أَحَادِيث كذبا. (18) سعيد بن عَنْبَسَة الرَّازِيّ أَبُو عُثْمَان الْحَرَّانِي عَن عباد بن الْعَوام وَبَقِيَّة كذبه ابْن معِين وَابْن الْجُنَيْد وَأَبُو حَاتِم. (19) سعيد بن عِيسَى بن معن الْمَكِّيّ روى عَن مَالك حَدِيثا مَوْضُوعا لَكِن السَّنَد إِلَيْهِ مظلم. (20) سعيد بن مُحَمَّد الْأَشَج اتهمه النقاش بِوَضْع حَدِيث، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ واتهم بِوَضْع حَدِيث آخر. (21) سعيد بن مُوسَى الْأَزْدِيّ عَن مَالك وَغَيره واتهمه ابْن حبَان بِالْوَضْعِ. (22) سعيد بن ميسرَة الْبكْرِيّ الْبَصْرِيّ كذبه يحيى الْقطَّان وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (23) سعيد بن هُبَيْرَة الْمروزِي العامري عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَغَيره قَالَ ابْن حبَان كَانَ يحدث بالموضوعات عَن الثِّقَات كَأَنَّهُ كَانَ يَضَعهَا أَو تُوضَع لَهُ. (24) سُفْيَان بن مُحَمَّد الْفَزارِيّ المصِّيصِي، قَالَ الْحَاكِم روى عَن ابْن وهب وَابْن عُيَيْنَة أَحَادِيث مَوْضُوعَة وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يسرق الحَدِيث. (25) سُفْيَان بن وَكِيع بن الْجراح قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يتهم بِالْكَذِبِ. (26) سقر وَيُقَال صقر بالصَّاد بن عبد الرَّحْمَن بن مَالك بن مغول عَن شريك، قَالَ مطين وَصَالح جزرة كَذَّاب، وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة كَانَ يضع الحَدِيث.

(27) سكين ابْن أبي سراج عَن عبد الله بن دِينَار، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (28) سَلام بن أبي خبْزَة الْعَطَّار عَن ثَابت وَغَيره، قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (29) سَلام بن رزين قَاضِي أنطاكية عَن الْأَعْمَش لَا يعرف وَحَدِيثه بَاطِل. (30) سَلام الطَّوِيل عَن حميد الطَّوِيل قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات الموضوعات كَأَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا. (31) سلم بن إِبْرَاهِيم الْوراق عَن مبارك بن فضَالة كذبه ابْن معِين. (32) سلم بن سَالم الْبَلْخِي الزَّاهِد رَمَاه أَبُو زرْعَة بِالْكَذِبِ، وَقَالَ ابْن الْمُبَارك اتَّقِ حيات سلم لَا تلسعك. (33) سلم بن عبد الله الزَّاهِد عَن الْقَاسِم بن معن قَالَ ابْن حبَان روى عَن ابْن معن مَا لَيْسَ من حَدِيثه. (34) سلمَان بن عبد الرَّحْمَن النَّخعِيّ عَن أبي زرْعَة البَجلِيّ، قَالَ فِي الْمِيزَان اتهمه بعض الْحفاظ، وَقَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ هُوَ كَذَّاب. (35) سلمَان بن عبد الله أَبُو بكر الذهلي قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات وَقَالَ عبيد كَانَ يكذب. (36) سَلمَة بن حَفْص السَّعْدِيّ عَن يحيى بن يمَان، قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (37) سَلمَة بن صَالح الْأَحْمَر قَالَ يزِيد بن هرون وَقد ذكر لَهُ بعض حَدِيثه، دَعْنَا من حَدِيث الْكَذَّابين، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يروي عَن حَمَّاد أَحَادِيث فيقلبها وَلَا يضبطها. (38) سُلَيْمَان بن أَحْمد الوَاسِطِيّ صَاحب الوليدين مُسلم كذبه يحيى، وَقَالَ صَالح جزرة كَانَ يتهم فِي الحَدِيث وَقَالَ مرّة كَذَّاب. (39) سُلَيْمَان بن أَحْمد بن يحيى الْمَلْطِي ثمَّ الْمصْرِيّ كذبه الدَّارَقُطْنِيّ. (40) سُلَيْمَان بن أَحْمد البرقي شيخ لأبي سعيد النقاش، قَالَ النقاش كَانَ يضع الحَدِيث. (41) سُلَيْمَان بن أَحْمد السَّرقسْطِي عَن أبي الْعَلَاء الوَاسِطِيّ كَذَّاب. (42) سُلَيْمَان بن بشار عَن هشيم وَغَيره اتهمَ بِالْوَضْعِ. (43) سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي، قَالَ ابْن معِين وَصَالح بن مُحَمَّد: كَانَ يكذب، وَعَن ابْن معِين أَيْضا قَالَ كَانَ يضع الحَدِيث.

(44) سُلَيْمَان بن زِيَاد الثَّقَفِيّ الوَاسِطِيّ لَا يدرى من ذَا وأتى بِخَبَر بَاطِل. (45) سُلَيْمَان بن زيد أَبُو دارم الْمحَاربي عَن ابْن أبي أوفى كذبه ابْن معِين. (46) سُلَيْمَان بن سَلمَة الخبايري قَالَ عَليّ بن الْجُنَيْد كَانَ يكذب. (47) سُلَيْمَان بن أبي سُلَيْمَان أَبُو الرّبيع بَصرِي يروي الموضوعات قَالَه ابْن حبَان. (48) سُلَيْمَان بن شُعَيْب عَن اللَّيْث بن سعد الْمصْرِيّ اتهمَ بِالْوَضْعِ. (49) سُلَيْمَان بن صلاية الْمَلْطِي مُتَّهم، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَعَلَّه ابْن أَحْمد الْمُتَقَدّم ذكره وصلاية لقب أَبِيه أَو جده. (50) سُلَيْمَان بن عبد الحميد البهراني روى عَنهُ خَيْثَمَة قَالَ النَّسَائِيّ كَذَّاب. (51) سُلَيْمَان بن عَطاء الْحَرَّانِي عَن مسلمة الْجُهَنِيّ مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (52) سُلَيْمَان بن عَمْرو أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ مَشْهُور بالكنية كَذَّاب مَعْرُوف بِالْوَضْعِ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر كذبه وَنسبه إِلَى الْوَضع فَوق ثَلَاثِينَ نفسا. (54) سُلَيْمَان بن عمرَان عَن حَفْص بن غياث قَالَ ابْن أبي حَاتِم حَدِيثه يدل على أَنه لَيْسَ بصدوق. (55) سُلَيْمَان بن عِيسَى بن نجيح السجْزِي عَن ابْن عون وَغَيره كَذَّاب مَشْهُور بِالْوَضْعِ. (56) سُلَيْمَان بن قيس بن الْمُعَلَّى بن المُهَاجر بِخَبَر مَوْضُوع. (57) سُلَيْمَان بن مُسلم الخشاب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ ثمَّ الذَّهَبِيّ. (58) سُلَيْمَان بن عُثْمَان الفوزي أَبُو عُثْمَان الْحِمصِي عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي صَاحب عجايب اتهمَ بِالْوَضْعِ. (59) سليم بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الشَّامي عَن أَبِيه لَا يعرف وَخَبره بَاطِل. (60) سمانة بنت حمدَان بن مُوسَى الْأَنْبَارِي عَن أَبِيهَا عَن عَمْرو بن زِيَاد بأباطيل، وَكَأن الْبلَاء من عَمْرو. (61) سمْعَان بن مهْدي عَن أنس لَا يكَاد يعرف ألصقت بِهِ نُسْخَة مكذوبة قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَهِي أَكثر من ثلثمِائة حَدِيث أَكثر متونها مَوْضُوعَة.

(62) سهل بن أَحْمد الديباجي عَن الْفضل بن الْحباب، رمي بالأخوين الرَّفْض وَالْكذب رَمَاه الْأَزْهَرِي وَغَيره. (63) سهل بن خاقَان عَن جَعْفَر الصَّادِق فِي قِرَاءَة يس فَذكر خَبرا بَاطِلا. (64) سهل بن صقير عَن مَالك بن أنس، قَالَ الْخَطِيب يضع الحَدِيث. (65) سهل بن عَامر البَجلِيّ عَن مَالك بن مغول كذبه أَبُو حَاتِم. (66) سهل بن عبد الله بن بُرَيْدَة قَالَ الْحَاكِم روى عَن أَبِيه أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (67) سهل بن عمار بن عبد الله الْعَتكِي النَّيْسَابُورِي عَن عبد الله بن نَافِع وَيزِيد بن هرون كذبه الْحَاكِم. (68) سهل بن عَليّ عَن عَليّ بن الْجَعْد مُتَّهم بِالْكَذِبِ قَالَه أَبُو مُزَاحم الخاقاني. (69) سهل أَو سُهَيْل بن قرين عَن ابْن أبي ذِئْب كذبه الْأَزْدِيّ. (70) سُهَيْل بن ذكْوَان أَبُو السَّنَد عَن عَائِشَة كذبه ابْن معِين. (71) سوار بن مُصعب الْهَمدَانِي مُتَّفق على تَركه وَقَالَ الْحَاكِم يروي عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ الموضوعات. (72) سيف بن عَمْرو مُتَّهم بالزندقة وَوضع الحَدِيث. (73) سيف بن مُحَمَّد بن أُخْت سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ أَحْمد وَغَيره كَذَّاب. (74) سيف بن مِسْكين عَن سعيد بن أبي عرُوبَة شيخ بَصرِي يَأْتِي بالمقلوبات والأشياء الْمَوْضُوعَة قَالَه ابْن حبَان. (75) سيف بن هرون البرجمي الْكُوفِي قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (76) سيفويه الْقَاص قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان وجدت لَهُ حِكَايَة تدل على أَنه كَانَ لَا يُبَالِي بِوَضْع الْأَسَانِيد والْحَدِيث.

حرف الشين

حرف الشين (1) شاه بن شيرماميان الْخُرَاسَانِي عَن قُتَيْبَة بن سعيد قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (2) الشاه بن القرع أَبُو بكر عَن الفضيل بن عِيَاض قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات كَانَ يضع. (3) شبيب بن سليم عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ الْعقيلِيّ كَانَ يكذب. (4) شُجَاع بن أسلم الحاسب عَن أبي بكر بن مقَاتل مَجْهُولَانِ بِخَبَر بَاطِل آفته أَحدهمَا. (5) شَرْقي بن قطامي كذبه شُعْبَة. (6) شُعَيْب بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ عَن عبد الحميد بن صَالح بِخَبَر بَاطِل. (7) شُعَيْب بن عَمْرو بن الطَّحَّان عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (8) شُعَيْب بن مُبشر الْكَلْبِيّ قَالَ ابْن حبَان ينْفَرد عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه حَدِيثهمْ. (9) شوكر قَالَ ابْن أبي شيبَة كَانَ يضع الْأَخْبَار والأشعار. (10) شيخ ابْن أبي خَالِد عَن حَمَّاد بن سَلمَة قَالَ الْحَاكِم والنقاش روى عَن حَمَّاد أَحَادِيث مَوْضُوعَة فِي الصِّفَات وَغَيرهَا. حرف الصَّاد (1) صاعد بن الْحسن الربعِي أَبُو الْعَلَاء الأديب اللّغَوِيّ قَالَ ابْن بشكوال اتهمَ بِالْكَذِبِ. (2) صَالح بن أَحْمد بن أبي مقَاتل وَيُقَال لَهُ صَالح القيراطي عَن يَعْقُوب الدَّوْرَقِي دجال. (3) صَالح بن الْأَخْضَر قَالَ الْجوزجَاني اتهمَ فِي أَحَادِيثه. (4) صَالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ مَتْرُوك اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ ثمَّ الذَّهَبِيّ. (5) صَالح بن حَيَّان قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (6) صَالح بن دغيم عَن الطَّبَرَانِيّ مُتَّهم بِالْوَضْعِ.

(7) صَالح بن الْفَتْح بن الْحَارِث أَبُو مُحَمَّد الشَّامي عَن الْفضل بن أَحْمد بن عَامر بِخَبَر مَوْضُوع وَهُوَ وَشَيْخه مَجْهُولَانِ فالحمل فِيهِ على أَحدهمَا. (8) صَالح بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ عَن مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ وَغَيره دجال من الدجاجلة. (9) صباح بن مُحَمَّد البَجلِيّ عَن مرّة قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (10) صباح بن مجَالد شيخ لبَقيَّة لَا يدرى من هُوَ وَخَبره بَاطِل وَهُوَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ. (11) صباح بن يحيى عَن الْحَارِث بن حصيرة شيعي مَتْرُوك مُتَّهم. (12) صبيح بن سعيد عَن عُثْمَان وعايشة قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة وَابْن معِين كَذَّاب خَبِيث. (13) صَخْر بن عبد الله بن حَرْمَلَة عَن اللَّيْث مُتَّهم بِالْوَضْعِ (قلت) هَكَذَا فِي بعض نسخ الْمِيزَان ورأيته فِي نُسْخَة بِخَط الذَّهَبِيّ مَضْرُوبا على " عَن اللَّيْث " إِلَى آخِره وَألْحق فِي الْهَامِش مَا ملخصه أَن ابْن الْجَوْزِيّ خبط فِي التَّرْجَمَة الْمَذْكُورَة فَإِن صَخْر بن عبد الله بن حَرْمَلَة قديم وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَأَن الَّذِي روى عَن اللَّيْث واتهم هُوَ الْآتِي بعده وَالله أعلم. (14) صَخْر بن مُحَمَّد الحاجبي الْمنْقري عَن مَالك كَذَّاب مَشْهُور بِالْوَضْعِ وَهُوَ أَبُو حَاجِب وَهُوَ صَخْر بن عبد الله وَهُوَ صَخْر بن حَاجِب. (15) صَدَقَة بن مُوسَى بن تَمِيم عَن أَبِيه قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ يقلب الْأَخْبَار وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَجْهُول وأتى بِخَبَر بَاطِل لَكِن مَا رَوَاهُ عَنهُ غير أَحْمد بن عبد الله الذارع ذَلِك الْكذَّاب. (16) صديق بن سعيد الصوباخي التركي عَن مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي بِخَبَر بَاطِل لَكِن رَوَاهُ عَنهُ مَجْهُول. (17) الصَّعق بن حبيب وَقيل الصَّقْر عَن أبي رَجَاء العطاردي قَالَ ابْن حبَان يَأْتِي عَن الْأَثْبَات بالمقلوبات. (18) الصَّقْر بن عبد الرَّحْمَن بن مَالك بن مغول تقدم فِي السِّين. (19) صلَة بن سُلَيْمَان الْعَطَّار الوَاسِطِيّ عَن ابْن جريج وَغَيره قَالَ ابْن معِين وَأَبُو دَاوُد كَذَّاب.

حرف الضاد المعجمة

حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة (1) الضَّحَّاك بن حَمْزَة أَبُو عبد الله المنبجي عَن ابْن عُيَيْنَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (2) الضَّحَّاك بن زيد الْأَهْوَازِي عَن إِسْمَاعِيل بن خَالِد قَالَ ابْن حبَان يرفع الْمُرْسل ويسند الْمَوْقُوف. (3) ضرار بن سهل عَن الْحسن بن عَرَفَة بِخَبَر بَاطِل وَلَا يدرى من ذَا الْحَيَوَان. (4) ضرار بن صرد أَبُو نعيم الطَّحَّان قَالَ ابْن معِين كَذَّاب وَأخرج لَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَنْت تبين لأمتي مَا اخْتلفُوا فِيهِ من بعدِي، يَعْنِي عليا وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ أعتقد أَنه من وضع ضرار. (5) ضرار بن مَسْعُود جَاءَ فِي إِسْنَاد مظلم بِخَبَر بَاطِل. (6) ضِيَاء بن مُحَمَّد الْكُوفِي عَن الْحسن بن مَرْزُوق بِإِسْنَاد بَاطِل لمتن مَوْضُوع. حرف الطَّاء الْمُهْملَة (1) طَاهِر بن حَمَّاد بن عَمْرو الضَّبِّيّ وَلَعَلَّه النصيبي عَن عبد الله الْعمريّ بِحَدِيث مَوْضُوع قَالَ الذَّهَبِيّ فِي ذيل الْمُغنِي أَتَّهِمهُ بِهِ. (2) طَاهِر بن رشيد عَن سيف بن مُحَمَّد عَن الْأَعْمَش بِخَبَر بَاطِل قَالَ الْأَزْدِيّ آفته هُوَ أَو سيف. (3) طَاهِر بن الْفضل الْحلَبِي عَن ابْن عُيَيْنَة وحجاج الْأَعْوَر قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث وضعا. (4) طريف بن سلمَان وَقيل بِالْعَكْسِ أَبُو عَاتِكَة وَهُوَ بالكنية أشهر قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الكنى من الْمِيزَان عده أَحْمد بن عَليّ السُّلَيْمَانِي فِيمَن عرف بِوَضْع الحَدِيث. (5) طَلْحَة بن زيد الرقي أَبُو مِسْكين قَالَ أَحْمد وَابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (6) طَلْحَة بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ الْمَكِّيّ قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ

حرف الظاء المعجمة

حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة (1) ظبْيَان بن مُحَمَّد بن ظبْيَان عَن أَبِيه عَن جده عَن عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ بِخَبَر كذب. (2) ظفر بن اللَّيْث الأسغيناكثي عَن مُحَمَّد بن خَالِد بن قرْبَان بِخَبَر بَاطِل فالآفة هُوَ أَو شَيْخه. (3) ظفر بن مُحَمَّد عَن أبي الرّبيع الزهْرَانِي بِخَبَر بَاطِل فالآفة هُوَ أَو شَيْخه فَمَا هُوَ بِأبي الرّبيع ذَاك الثِّقَة. (4) ظليم بن خطيط بِالتَّصْغِيرِ فِي الاسمين اتهمه ابْن عدي بِالْوَضْعِ. حرف الْعين الْمُهْملَة (1) عَاصِم بن سُلَيْمَان الكوزي الْبَصْرِيّ عَن هِشَام بن عُرْوَة وَجَمَاعَة قَالَ الفلاس وَغَيره كَانَ يضع الحَدِيث. (2) عَاصِم بن طَلْحَة عَن أنس قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (3) عَامر بن شُعَيْب عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ الْحَاكِم لَهُ مَوْضُوعَات. (4) عَامر بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ عَن أَبِيه عَن جده لَا يعرف وَخَبره بَاطِل. (5) عباد بن بشير عَن أنس وَعنهُ دَاوُد بن أَيُّوب الْقَسْمَلِي بِخَبَر بَاطِل. (6) عباد بن جوَيْرِية عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ أَحْمد كَذَّاب أفاك وَكذبه البُخَارِيّ أَيْضا. (7) عباد بن صُهَيْب الْبَصْرِيّ عَن هِشَام بن عُرْوَة وَالْأَعْمَش قَالَ ابْن حبَان يرْوى أَشْيَاء إِذا سَمعهَا المبتدى بِهَذِهِ الصِّنَاعَة شهد لَهَا بِالْكَذِبِ والوضع. (8) عباد بن عبد الله الْأَسدي ذكر لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته حَدِيثا وَقَالَ إِنَّه الْمُتَّهم بِهِ. (9) عباد بن عبد الصَّمد عَن أنس بنسخة أَكْثَرهَا مَوْضُوع قَالَه ابْن حبَان. (10) عباد بن كثير الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ قَالَ الإِمَام أَحْمد أَحَادِيثه كذب. (11) عباد بن كثير بن قيس الرَّمْلِيّ الفلسطيني قَالَ الْحَاكِم روى عَن سُفْيَان الثورى أَشْيَاء مَوْضُوعَة.

(12) عباد بن نمير قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته مَا يُؤذن باتهامه. (13) عبَادَة أَبُو يحيى كَانَ قَتَادَة يرميه بِالْكَذِبِ قَالَه البُخَارِيّ. (14) عبَادَة بِالْفَتْح ابْن زِيَاد الْأَسدي زعم مُحَمَّد بن عَمْرو النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ أَنه مجمع على كذبه قَالَ الذَّهَبِيّ وَهَذَا قَول مَرْدُود. (15) عَبَّاس بن أَحْمد الْمُذكر عَن دَاوُد الظَّاهِرِيّ اتهمه الْخَطِيب. (16) عَبَّاس بن بكار الضَّبِّيّ عَن خَالِد بن طليق وَأبي بكر الْهُذلِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (17) عَبَّاس بن الْحسن الْبَلْخِي قَالَ ابْن عدي كَانَ يسرق الحَدِيث. (18) عَبَّاس بن الضَّحَّاك الْبَلْخِي قَالَ ابْن حبَان دجال. (19) عَبَّاس بن عبد الله بن عِصَام عَن عَبَّاس الدوري وهلال بن الْعَلَاء قَالَ صَالح بن أَحْمد لم يكن ثِقَة وَلَا صَدُوقًا. (20) عَبَّاس بن عمر الكلوذاني عَن ابْن البخْترِي قَالَ الْخَطِيب كَذَّاب وَضاع. (21) عَبَّاس بن الْفضل أَو ابْن عون شيخ الْحُسَيْن بن عمر شيخ الدَّارَقُطْنِيّ كذبه الدَّارَقُطْنِيّ. (22) عَبَّاس بن الْفضل الأرسوفي عَن مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي بِخَبَر مَوْضُوع. (23) عَبَّاس بن مُحَمَّد الْعلوِي قَالَ ابْن حبَان يروي عَن عمار بن هرون الْمُسْتَمْلِي مَا لَا أصل لَهُ. (24) عَبَّاس بن مُحَمَّد الْمرَادِي قَالَ أَبُو حَاتِم روى أَحَادِيث كذبا عَن مَالك. (25) عَبَّاس بن الْوَلِيد بن بكار الضَّبِّيّ هُوَ عَبَّاس بن بكار الْمُتَقَدّم. (26) عَبَّاس بن الْوَلِيد نزيل أفريقية وَيعرف بِابْن الْفَارِسِي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر مَا أَدْرِي الآفة مِنْهُ أَو مِمَّن بعده. (27) عبد الله بن أبان الثَّقَفِيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ لَا يعرف وَخَبره بَاطِل. (28) عبد الله بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي عَن اللَّيْث بِخَبَر بَاطِل. (29) عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ وَيُقَال ابْن أبي عَمْرو نسبه ابْن حبَان إِلَى وضع الحَدِيث. (30) عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْمُؤَدب عَن سُوَيْد بن سعيد كذبه الدَّارَقُطْنِيّ. (31) عبد الله بن أَحْمد الدشتكي روى عَنهُ عَليّ بن مُحَمَّد بن مهرويه حَدِيثا مَوْضُوعا هُوَ آفته. (32) عبد الله بن أَحْمد بن عَامر لَهُ عَن أَبِيه عَن أهل الْبَيْت نُسْخَة بَاطِلَة مَا تنفك عَن وَضعه أَو وضع أَبِيه.

(33) عبد الله بن أَحْمد بن أَفْلح الْبكْرِيّ أَبُو مُحَمَّد الْقَاص شيخ ليوسف القواس مُتَّهم بِالْكَذِبِ وأتى بِخَبَر بَاطِل. (34) عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن حمويه عَن النجاد وَابْن قَانِع مُتَّهم. (35) عبد الله بن أَحْمد بن ربيعَة بن زبر القَاضِي عَن عَبَّاس الدوري وطبقته قَالَ مسلمة ابْن قَاسم كَانَ ضَعِيفا يزن بكذب. (36) عبد الله بن أذينة عَن ثَوْر بن يزِيد قَالَ الْحَاكِم والنقاش روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (37) عبد الله بن أَيُّوب بن أبي علاج الْموصِلِي عَن ابْن عُيَيْنَة وَغَيره مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (38) عبد الله بن جرير عَن ابْن نمير بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته. (39) عبد الله بن جَعْفَر الثَّعْلَبِيّ شيخ لأبي الْحُسَيْن بن المظفر انْفَرد بِخَبَر بَاطِل. (40) عبد الله بن الْحَارِث الصَّنْعَانِيّ عَن عبد الرَّزَّاق كَذَّاب يضع الحَدِيث. (41) عبد الله بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الْأَنْبَارِي عَن الْأَصْمَعِي بِخَبَر بَاطِل. (42) عبد الله بن الْحُسَيْن بن جَابر المصِّيصِي قَالَ ابْن حبَان يسرق الْأَخْبَار ويقلبها. (43) عبد الله بن حَفْص الْوَكِيل شيخ لِابْنِ عدي قَالَ فِيهِ ابْن عدي أمْلى عَليّ أَحَادِيث لَا أَشك أَنه واضعها. (44) عبد الله بن حَكِيم أَبُو بكر الداهري اتَّهَمُوهُ بِالْوَضْعِ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَقد ذكرُوا أَيْضا عبد الله بن داهر وَالظَّاهِر أَنَّهُمَا وَاحِد. (45) عبد الله بن حَكِيم بن جُبَير الْأَسدي الْكُوفِي قَالَ الْحَاكِم روى عَن الثَّوْريّ وَالْأَعْمَش وَابْن أبي خَالِد أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (46) عبد الله بن حيدر الْقزْوِينِي عَن زَاهِر الشحامي وطبقته اتهمه ابْن الصّلاح. (47) عبد الله بن خلف بن عِيسَى المدايني عَن عَليّ بن الْحُسَيْن الْمعدل بِخَبَر مَوْضُوع وَشَيْخه مَجْهُول. (48) عبد الله بن داهر بن يحيى بن داهر الرَّازِيّ تقدم قَرِيبا. (49) عبد الله بن دَاوُد الوَاسِطِيّ التمار اتهمه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِالْوَضْعِ وَقَالَ: قَالَ البُخَارِيّ فِيهِ نظر وَقَالَ وَإِنَّمَا يَقُول ذَلِك فِيمَن يتهمه. (50) عبد الله بن أبي رُومَان الْمعَافِرِي الإسْكَنْدراني عَن ابْن وهب أَتَى بِخَبَر بَاطِل.

(51) عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان الْمدنِي قَالَ مَالك وَغَيره كَذَّاب. (52) عبد الله بن السّري المدايني قَالَ ابْن حبَان يروي عَن أبي عمرَان الْجونِي العجايب الَّتِي لَا يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة. (53) عبد الله بن سعد بن معَاذ بن سعد بن معَاذ الْأنْصَارِيّ كذبه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ يضع الحَدِيث. (54) عبد الله بن سُفْيَان الصَّنْعَانِيّ قَالَ يحيى بن معِين كَذَّاب. (45) عبد الله بن سَلمَة الْبَصْرِيّ الْأَفْطَس عَن الْأَعْمَش وَغَيره قَالَ السَّاجِي كَانَ ينْسب إِلَى الْكَذِب. (55) عبد الله بن سُلَيْمَان الْعَبْدي عَن اللَّيْث لَهُ حَدِيث مَوْضُوع. (56) عبد الله بن السمط عَن صَالح بن عَليّ الْهَاشِمِي بِحَدِيث مَوْضُوع. (57) عبد الله بن شبيب أَبُو سعيد الربعِي قَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار ويسرقها. (58) عبد الله بن شريك العامري الْكُوفِي قَالَ الْجوزجَاني كَذَّاب. (59) عبد الله بن أبي عَامر الْقرشِي قَالَ يحيى يسرق الحَدِيث. (60) عبد الله بن عباد الْبَصْرِيّ روى عَنهُ روح بن الْفرج نُسْخَة مَوْضُوعَة. (61) عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْجَزرِي عَن الثَّوْريّ وَالْأَوْزَاعِيّ اتهمه ابْن حبَان بِالْوَضْعِ. (62) عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْكَلْبِيّ الْأَسَامِي عَن نَافِع وَغَيره، مِمَّن يضع الحَدِيث. (63) عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد قَالَ ابْن الْجُنَيْد يحدث بِأَحَادِيث كذب. (64) عبد الله بن عبد الْعَزِيز عَن مَالك بِحَدِيث كذب اتهمه ابْن حبَان بِوَضْعِهِ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَعَلَّه الَّذِي قبله. (65) عبد الله بن عبد القدوس أَبُو صَالح الْكَرْخِي اتهمه أَبُو سعيد النقاش فِي مَوْضُوعَاته بِالْوَضْعِ. (66) عبد الله بن عبد الْملك الإسْكَنْدراني هُوَ ابْن أبي رُومَان تقدم. (67) عبد الله بن عُثْمَان الْمعَافِرِي عَن مَالك مَجْهُول وَخَبره بَاطِل. (68) عبد الله بن عَطاء الإبراهيمي كذبه هبة الله السَّقطِي لَكِن السَّقطِي تَالِف. (69) عبد الله بن عَليّ الْبَاهِلِيّ الوضاحي قَالَ ابْن طَاهِر كَانَ يضع الحَدِيث.

(70) عبد الله بن عمر بن غَانِم الإفْرِيقِي قَالَ ابْن حبَان يحدث عَن مَالك بِمَا لَا يحل ذكره. (71) عبد الله بن عمر الرَّافِعِيّ عَن هِشَام بن سعد قَالَ ابْن أبي حَاتِم قَالَ أبي كَانَ يفتعل الحَدِيث. (72) عبد الله بن عَمْرو بن حسان الواقعي عَن شُعْبَة كَذَّاب يضع الحَدِيث هَكَذَا فرق ابْن أبي حَاتِم بَينه وَبَين الَّذِي قبله. (73) عبد الله بن عِيسَى الْجَزرِي عَن عَفَّان بن مُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب يضع على عَفَّان وَغَيره. (74) عبد الله بن أبي غَسَّان الإفْرِيقِي سمع مَالِكًا وأتى عَنهُ بِخَبَر بَاطِل. (75) عبد الله بن قدامَة لَا يدرى من هُوَ روى عَن عبد الله بن دِينَار مَوْضُوعَات قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَعَلَّه عبد الله بن مُحَمَّد بن ربيعَة بن قدامَة المصِّيصِي الْآتِي. (76) عبد الله بن قنبر عَن أَبِيه عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ بِخَبَر بَاطِل. (77) عبد الله بن قيس عَن حميد الطَّوِيل كذبه الْأَزْدِيّ. (78) عبد الله بن كرز الْقرشِي الفِهري أَبُو كرز عَن نَافِع قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ. (79) عبد الله بن لَهِيعَة اتهمه ابْن عدي بِالْوَضْعِ. (80) عبد الله بن الْمُحَرر الْجَزرِي قَالَ ابْن حبَان كَانَ يكذب وَلَا يعلم ويقلب الْأَخْبَار وَلَا يفهم. (81) عبد الله بن مُحَمَّد بن عجلَان الْمدنِي قَالَ ابْن حبَان روى عَن أَبِيه نُسْخَة مَوْضُوعَة وَقَالَ أَبُو نعيم صَاحب مَنَاكِير وبواطيل. (82) عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْحباب التَّمِيمِي عَن الزُّهْرِيّ قَالَ وَكِيع كَذَّاب يضع الحَدِيث. (83) عبد الله بن مُحَمَّد بن ربيعَة بن قدامَة القدامي المصِّيصِي قَالَ الْحَاكِم والنقاش روى عَن مَالك أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (84) عبد الله بن مُحَمَّد الْعَدوي شيخ الْوَلِيد بن بكير كَانَ يضع الحَدِيث.

(85) عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان الوَاسِطِيّ عَن روح بن الْقَاسِم قَالَ ابْن حبَان وَأَبُو نعيم كَانَ يضع الحَدِيث. (86) عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي عَن سُلَيْمَان بن معبد السبخي بِخَبَر بَاطِل. (87) عبد الله بن مُحَمَّد بن أُسَامَة الْأَسَامِي قَالَ ابْن حبَان روى عَن اللَّيْث وَابْن لَهِيعَة وَإِبْرَاهِيم بن سعد يضع عَلَيْهِم الحَدِيث وضعا. (88) عبد الله بن مُحَمَّد البلوي عَن عمَارَة بن زيد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَهُوَ صَاحب رحْلَة الشَّافِعِي طولهَا ونمقها وغالب مَا فِيهَا مختلق. (89) عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد بن أبي مَرْيَم شيخ الطَّبَرَانِيّ قَالَ ابْن عدي يحدث بالأباطيل فإمَّا مُغفل أَو يتَعَمَّد. (90) عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُغيرَة الْكُوفِي روى عَن الثَّوْريّ وَمَالك بن مغول مَوْضُوعَات. (91) عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن قراد بن غَزوَان أَبُو بكر الْخُزَاعِيّ عَن مَحْمُود بن خرَاش وَغَيره كَذَّاب مُتَّهم بِالْوَضْعِ وَكَذَلِكَ أَبوهُ. (92) عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي قَاضِي الرملة قَالَ ابْن يُونُس وضع أَحَادِيث فافتضح وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (93) عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن شَاذان فِي خبر بَاطِل اتهمه بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ. (94) عبد الله بن مُحَمَّد بن قَاسم شيخ يزِيد بن هرون قَالَ ابْن حبَان يرى المقلوبات والملزقات. (95) عبد الله بن مُحَمَّد بن وهب الدينَوَرِي قَالَ ابْن عدي رَمَاه عمر بن سهل بن كدو بِالْكَذِبِ وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ سَأَلت عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ كَانَ يضع الحَدِيث. (96) عبد الله بن مُحَمَّد بن اليسع الْأَنْطَاكِي قَالَ الْأَزْدِيّ لَيْسَ بِحجَّة وَمِنْهُم من يتهمه. (97) عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن عُرْوَة بن الزبير قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (98) عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْحَارِثِيّ البُخَارِيّ نقل ابْن الْجَوْزِيّ عَن أبي سعيد الرواس أَنه مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (99) عبد الله بن مُحَمَّد الصَّائِغ أحد الْكَذَّابين لَهُ ذكر فِي تَارِيخ الْخَطِيب.

(100) عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْقَاسِم ابْن الثلاج كذبه جمَاعَة وَقَالَ الْأَزْهَرِي كَانَ يضع الحَدِيث. (101) عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو عباد السراج كتب عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم مُتَّهم. (102) عبد الله بن مَحْمُود بن مُحَمَّد دجال بعد الستماية زعم أَنه لَقِي الْأَشَج المعمر بهمذان. (103) عبد الله بن مَرْوَان قَالَ ابْن حبَان يلزق الْمُتُون الصِّحَاح بطرق أخر لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ. (104) عبد الله بن مُسلم بن رشيد عَن اللَّيْث وَمَالك وَابْن لَهِيعَة مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (105) عبد الله بن مُسلم الفِهري عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم بن قعنب عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم بِخَبَر بَاطِل. (106) عبد الله بن مسعر بن كدام تَالِف أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (107) عبد الله بن الْمسور بن عون بن جَعْفَر بن أبي طَالب أَبُو جَعْفَر المدايني الْهَاشِمِي عَن التَّابِعين قَالَ أَحْمد وَغَيره أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (108) عبد الله بن معمر بَصرِي لَهُ عَن غنْدر خبر بَاطِل. (109) عبد الله بن نوح بن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة بِخَبَر بَاطِل. (110) عبد الله بن هرون الصُّورِي عَن الْأَوْزَاعِيّ لَا يعرف وَخَبره بَاطِل كذب. (117) عبد الله بن هاني بن أبي عبلة اتهمَ بِالْكَذِبِ. (118) عبد الله بن هِلَال الْغَازِي اتهمه ابْن النجار كَمَا تقدم فِي خلف بن عمر. (119) عبد الله بن وَاقد أَبُو قَتَادَة الْحَرَّانِي روى خَبرا مَوْضُوعا مهتوكا قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ آفته وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ دس فِي حَدِيثه وَكَانَ مغفلا. (120) عبد الله بن وهب النسوي عَن يزِيد بن هرون وَغَيره دجال يضع الحَدِيث. (121) عبد الله بن يحيى الْمُؤَدب عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش بِخَبَر بَاطِل وَلَا يدرى من ذَا. (122) عبد الله بن يحيى بن مُوسَى السَّرخسِيّ اتهمه ابْن عدي بِالْكَذِبِ. (123) عبد الله بن يزِيد بن آدم الدِّمَشْقِي قَالَ أَحْمد أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (124) عبد الله بن يزِيد بن محمش النَّيْسَابُورِي عَن هِشَام بن عبد الله الرَّازِيّ مُتَّهم بِالْكَذِبِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث.

(125) عبد الْأَعْلَى بن سُلَيْمَان عَن الْهَيْثَم بن جميل بِخَبَر بَاطِل لَعَلَّه آفته وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لَا إِنَّمَا الآفة مِمَّن بعده. (126) عبد الْأَعْلَى بن مُحَمَّد التَّاجِر عَن يحيى بن سعيد قَالَ الْعقيلِيّ أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ. (127) عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن عبيد الله السمسار اتهمه الحافظان الذَّهَبِيّ وَابْن حجر بِوَضْع حديثين. (128) عبد الْجَبَّار بن الْعَبَّاس الْهَمدَانِي الشبامي قَالَ أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن لم يكن بِالْكُوفَةِ أكذب مِنْهُ واتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِحَدِيث وَقَالَ من كبار الشِّيعَة كَذَّاب. (129) عبد الْجَلِيل الْمدنِي عَن حَبَّة العرني وَعنهُ أَبُو طَاهِر الْبُلْقَاوِيُّ بِخَبَر بَاطِل وَهُوَ مَجْهُول وَلَعَلَّ الآفة الْبُلْقَاوِيُّ. (130) عبد الحكم عَن سُفْيَان الثَّوْريّ لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل قَالَ الذَّهَبِيّ لَعَلَّه ابْن ميسرَة الَّذِي قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ يحدث بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَذكره النَّسَائِيّ فِي الضُّعَفَاء. (131) عبد الحميد بن بَحر الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن حبَان يسرق الحَدِيث وَيحدث عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ. (132) عبد الحميد بن السّري الغنوي عَن عبيد الله بن عمر قَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول روى حَدِيثا مَوْضُوعا. (133) عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي عَن اللَّيْث مَجْهُول وَحَدِيثه مَوْضُوع. (134) عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الرَّاسِبِي عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (135) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الموصلى عَن إِسْحَق بن عبد الْوَاحِد عَن مَالك بِخَبَر كذب وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ. (136) عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَق أَبُو شيبَة الوَاسِطِيّ صَاحب النُّعْمَان بن سعد ذكر لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته حَدِيثا وَقَالَ إِنَّه الْمُتَّهم بِهِ. (137) عبد الرَّحْمَن بن بشير الْأَزْدِيّ عَن أَبِيه بشير بن يزِيد عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل. (138) عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث الكفرتوثي قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث ولقبه جحدر

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَعَلَّه وَالِد أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمُتَقَدّم فِي الْهمزَة وَكَانَ يلقب جحدرا أَيْضا. (139) عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عبيد الْأَسدي الْهَمدَانِي كذبه الْقَاسِم بن أبي صَالح الْهَمدَانِي. (140) عبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد الطلحي قَالَ ابْن حبَان روى عَن طَلْحَة بن يحيى نُسْخَة مَوْضُوعَة. (141) عبد الرَّحْمَن بن خَالِد أَبُو عبد الله الزَّاهِد السَّمرقَنْدِي قَالَ ابْن عدي مَجْهُول واتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع الحَدِيث. (142) عبد الرَّحْمَن بن زَاذَان عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَعنهُ أَبُو بكر بن شَاذان مُتَّهم روى خبر بَاطِلا. (143) عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم الإفْرِيقِي قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات وَيُدَلس عَن مُحَمَّد بن سعيد المصلوب. (144) عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم قَالَ الْحَاكِم روى عَن أَبِيه أَحَادِيث مَوْضُوعَة لَا يخفى على من تأملها من أهل الصَّنْعَة أَن الْحمل فِيهَا عَلَيْهِ. (145) عبد الرَّحْمَن بن السّفر عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ البُخَارِيّ روى حَدِيثا مَوْضُوعا قَالَ الذَّهَبِيّ كَذَا سَمَّاهُ بَعضهم وَالصَّوَاب يُوسُف بن السّفر. (146) عبد الرَّحْمَن بن عبد الصَّمد الدِّمَشْقِي قَالَ ابْن عدي كذبه الدولابي. (147) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عمر بن حَفْص الْعمريّ قَالَ أَحْمد كَانَ كذابا فمزقت حَدِيثه. (148) عبد الرَّحْمَن بن عَفَّان أَبُو بكر الصُّوفِي عَن أبي بكر بن عَيَّاش قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (149) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن جبلة عَن صَدَقَة بن الْمثنى وَسَلام أبي مُطِيع قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (150) عبد الرَّحْمَن بن قُرَيْش بن خُزَيْمَة اتهمه السُّلَيْمَانِي بِوَضْع الحَدِيث. (151) عبد الرَّحْمَن بن قطامي الْبَصْرِيّ عَن التَّابِعين قَالَ الفلاس كَذَّاب. (152) عبد الرَّحْمَن بن قيس بن مُعَاوِيَة الزَّعْفَرَانِي قَالَ أَبُو زرْعَة وَابْن مهْدي كَذَّاب وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد كَانَ يضع الحَدِيث.

(153) عبد الرَّحْمَن بن مَالك بن مغول أَبُو بهز قَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يضع الحَدِيث. (154) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحاسب لَا يدرى من ذَا وَحَدِيثه كذب. (155) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وَهُوَ ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق عَن تَوْبَة بن علوان بِخَبَر بَاطِل. (156) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عُلْوِيَّهُ الْأَبْهَرِيّ القَاضِي حدث بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة كَانَ يتهم بهَا. (157) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد العذري عَن شريك بِخَبَر بَاطِل. (158) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحسن الْبَلْخِي قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث على قُتَيْبَة. (159) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأَسدي وَيُقَال لَهُ دُحَيْم عَن أبي بكر بن عَيَّاش بِخَبَر بَاطِل تفرد بِهِ عَن مُحَمَّد بن حَفْص الْحزَامِي فالآفة أَحدهمَا قَالَه الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن حَفْص. (160) عبد الرَّحْمَن بن مَرْزُوق أَبُو عَوْف الطرسوسي عَن عبد الْوَهَّاب بن عَطاء قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (161) عبد الرَّحْمَن بن هاني أَبُو نعيم النَّخعِيّ قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (162) عبد الرَّحِيم بن حبيب الفاريابي قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث وَلَعَلَّه قد وضع أَكثر من خمسماية حَدِيث. (163) عبد الرَّحِيم بن زيد الْعمي عَن أَبِيه وَغَيره قَالَ يحيى كَذَّاب. (164) عبد الرَّحِيم بن هرون الغساني الوَاسِطِيّ كذبه الدَّارَقُطْنِيّ. (165) عبد الرَّحِيم بن يحيى الأدمِيّ عَن عُثْمَان بن عمَارَة بِحَدِيث كذب فِي الأبدال قَالَ الذَّهَبِيّ أَتَّهِمهُ بِهِ أَو عُثْمَان. (166) عبد السَّلَام بن صَالح أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ اتهمه بِالْكَذِبِ غير وَاحِد. (167) عبد السَّلَام بن عبيد بن أبي فَرْوَة صَاحب سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ ابْن حبَان كَانَ يسرق الحَدِيث ويروي الموضوعات. (167) عبد السَّلَام بن عبد القدوس قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (168) عبد السَّلَام بن عَمْرو بن خَالِد مصري أَتَى عَن أَبِيه بموضوعات فِي فضل الْإسْكَنْدَريَّة. (169) عبد السَّلَام بن هَاشم الْأَعْوَر الْبَزَّاز قَالَ الفلاس أقطع أَنه كَذَّاب. (170) عبد الصَّمد بن مطير قَالَ ابْن حبَان شيخ يروي عَن ابْن وهب مَا لم يحدث بِهِ ابْن وهب.

(171) عبد الْعَزِيز بن أبان ابْن خَالِد الْقرشِي قَالَ يحيى كَذَّاب خَبِيث يضع الحَدِيث. (172) عبد الْعَزِيز بن بَحر الْمروزِي عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش بِخَبَر بَاطِل. (173) عبد الْعَزِيز بن بشير عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يصدق. (174) عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث أَبُو الْحسن التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ وضع حَدِيثا أَو حديثين فِي مُسْند أَحْمد وروى الْخَطِيب عَن عمر بن الْمُسلم أَن عبد الْعَزِيز هَذَا اعْترف بِحَضْرَتِهِ بِوَضْع حَدِيث. (175) عبد الْعَزِيز بن حَيَّان الْموصِلِي عَن هِشَام بن عمار بِخَبَر بَاطِل. (176) عبد الْعَزِيز بن أبي رَجَاء عَن مَالك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَهُ مُصَنف مَوْضُوع كُله. (177) عبد الْعَزِيز بن الرماح عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل. (178) عبد الْعَزِيز بن أبي رواد قَالَ ابْن حبَان يروي عَن نَافِع عَن ابْن عمر نُسْخَة مَوْضُوعَة قَالَ الذَّهَبِيّ هَكَذَا قَالَ ابْن حبَان بِغَيْر بَيِّنَة. (179) عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن البالسي عَن خصيف اتهمه الإِمَام أَحْمد وَقَالَ ابْن حبَان كتبنَا لَهُ شَبِيها بِمِائَة حَدِيث مِنْهَا مَا لَا أصل لَهُ وَمِنْهَا ملزق بِإِنْسَان. (180) عبد الْعَزِيز بن عَمْرو عَن جرير بن عبد الحميد فِيهِ جَهَالَة وَحَدِيثه مَوْضُوع وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ يسرق الحَدِيث. (181) عبد الْعَزِيز بن يحيى الْمدنِي عَن مَالك قَالَ البُخَارِيّ يضع الحَدِيث وَقَالَ الْعقيلِيّ يحدث عَن الثِّقَات بالأباطيل. (عبد الْعَظِيم بن حبيب قَالَ الذَّهَبِيّ من بلاياه حَدِيث: المطعون شَهِيد والغريق شَهِيد وَمن مَاتَ وَهُوَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله شَهِيد. (183) عبد الغافر بن جَابر عَن سُفْيَان الثَّوْريّ كذبه أَبُو حَاتِم والأزدي. (184) عبد الْغفار بن الْحسن أَبُو حَازِم عَن سُفْيَان الثَّوْريّ كذبه الْأَزْدِيّ. (185) عبد الْغفار بن الْقَاسِم أَبُو مَرْيَم الْأنْصَارِيّ رَافِضِي قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو دَاوُد كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ أَحْمد عَامَّة أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ.

(186) عبد الغفور أَبُو الصَّباح الوَاسِطِيّ عَن أبي هَاشم الرماني، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (187) عبد القدوس بن حبيب عَن عِكْرِمَة، قَالَ ابْن الْمُبَارك كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث على الثِّقَات. (188) عبد القدوس بن عبد القاهر لَهُ أكاذيب وَضعهَا على عَليّ بن عَاصِم. (189) عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد أَبُو عُمَيْر عَن سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (190) عبد الْكَرِيم التَّاجِر قَالَ أَبُو حَاتِم حَدِيثه يدل على الْكَذِب. (192) عبد الْكَرِيم بن أبي العوجاء زنديق اعْترف بِوَضْع الحَدِيث. (193) عبد الْكَرِيم بن كيسَان مَجْهُول وَحَدِيثه مَوْضُوع. (194) عبد الْكَرِيم بن أبي الْمخَارِق أَبُو أُميَّة الْمُؤَدب عَن مُجَاهِد وطبقته كذبه أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ. (195) عبد الْكَرِيم شيخ للوليد بن صَالح قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب، قَالَ الذَّهَبِيّ وَأرَاهُ عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن الخزاز. (196) عبد الْمطلب بن جَعْفَر عَن الْحسن بن عَرَفَة بِخَبَر بَاطِل. (197) عبد الْملك بن جَعْفَر السامري عَن ابْن عَرَفَة بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته. (198) عبد الْملك بن حُسَيْن عَن الْحسن بن عَرَفَة بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته. (199) عبد الْملك بن خِيَار عَن مُحَمَّد بن دِينَار عَن هشيم مَجْهُول والْحَدِيث كذب. (200) عبد الْملك بن زيد الطَّائِي عَن عَطاء بن يزِيد مولى سعيد بن الْمسيب اتهمه ابْن عبد الْبر بِوَضْع حَدِيث. (201) عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن نزيل الْبَصْرَة عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ ابْن حبَان كَانَ يسرق الحَدِيث. (202) عبد الْملك بن عبد ربه الطَّائِي قَالَ الذَّهَبِيّ مُنكر الحَدِيث وَله عَن الْوَلِيد بن مُسلم خبر مَوْضُوع. (302) عبد الْملك بن مهْرَان الرقاعي بِالْقَافِ روى أَحَادِيث بَاطِلَة.

(204) عبد الْملك بن هرون بن عنترة، قَالَ السَّعْدِيّ دجال كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (205) عبد الْملك بن يزِيد، لَا يدرى من هُوَ أَتَى عَن أبي عوَانَة بِخَبَر بَاطِل. (206) عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس قَالَ أَحْمد وَيحيى يكذب على وهب وَقَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (207) عبد الْمُنعم بن بشر أَبُو الْخَيْر الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ، اتهمه ابْن معِين وَقَالَ أَحْمد كَذَّاب وَقَالَ الخليلي وَضاع على الْأَئِمَّة. (208) عبد النُّور بن عبد الله المسمعي عَن شُعْبَة رَافِضِي مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (209) عبد الْوَاحِد بن جابار مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ. (210) عبد الْوَاحِد بن زيد الْبَصْرِيّ الْوَاعِظ قَالَ الْجوزجَاني لَيْسَ من معادن الصدْق. (211) عبد الْوَاحِد بن سليم الْبَصْرِيّ قَالَ أَحْمد أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. (212) عبد الْوَاحِد بن عُثْمَان بن دِينَار الْموصِلِي عَن الْمعَافى بن عمرَان بِخَبَر بَاطِل. (213) عبد الْوَاحِد بن عَليّ أَبُو طَاهِر المكفوف عَن عبد الله بن إِسْحَق المدايني بِخَبَر مَوْضُوع. (214) عبد الْوَاحِد بن نَافِع الكلَاعِي أَبُو الرماح، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن أهل الشَّام الموضوعات. (215) عبد الْوَارِث بن الْحسن بن عمر الْقرشِي البيسانى عَن آدم ابْن أبي إِيَاس بِخَبَر مَوْضُوع. (216) عبد الْوَهَّاب بن الضَّحَّاك أَبُو الْحَارِث السّلمِيّ مُتَّهم بِالْوَضْعِ وَالْكذب. (217) عبد الْوَهَّاب بن مُجَاهِد كذبه سُفْيَان الثَّوْريّ وَقَالَ الْحَاكِم روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (218) عبد الْوَهَّاب بن مُوسَى عَن ابْن أبي الزِّنَاد قَالَ الذَّهَبِيّ لَا يعرف ورماه بِالْكَذِبِ. (219) عبد الْوَهَّاب بن نَافِع العامري المطوعي عَن مَالك قَالَ الذَّهَبِيّ ألصق بِمَالك حَدِيثا. (220) عبد الْوَهَّاب بن هِشَام بن الْغَاز، قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب. (221) عَبْدَانِ بن سيار عَن أَحْمد بن البرقي بِخَبَر مَوْضُوع. (222) عَبدُوس بن خَلاد عَن عبد الْوَهَّاب بن عَطاء كذبه أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ. (223) عبيد الله بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي عَن عَمْرو بن عون بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته.

(224) عبيد الله بن يَعْقُوب الرَّازِيّ الْوَاعِظ عَن هِلَال بن الْعَلَاء كذبه أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي. (225) عبيد الله بن أَحْمد الأندلسي عَن الطَّبَرَانِيّ بِخَبَر مَوْضُوع مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أصلا. (226) عبيد الله بن تَمام قَالَ البُخَارِيّ عِنْده عجائب وَقَالَ السَّاجِي كَذَّاب. (227) عبيد الله بن زحر قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (228) عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير الْمصْرِيّ قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات المقلوبات. (229) عبيد الله بن سُفْيَان أَبُو سُفْيَان السعدني عَن ابْن عون قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (230) عبيد الله بن سُلَيْمَان عَن عبد الرَّزَّاق بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته. (231) عبيد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَطَّار لَا يعرف جَاءَ فِي خبر بَاطِل. (232) عبيد الله بن الْقَاسِم تقدم فِي أَحْمد بن سعيد الْحِمصِي أَنه مُتَّهم. (233) عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْعمريّ شيخ الطَّبَرَانِيّ كذبه النَّسَائِيّ. (234) عبيد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شَادَّة الْفَارِسِي عَن أبي بكر النجاد بِخَبَر بَاطِل مركب على إِسْنَاد صَحِيح. (235) عبيد الله بن إِسْحَق الْعَطَّار عَن شريك وَقيس وَنَحْوهمَا قَالَ ابْن الْجَارُود الْأَحَادِيث الَّتِي يحدث بهَا بَاطِلَة. (236) عبيد بن تَمِيم عَن الْأَوْزَاعِيّ بِخَبَر بَاطِل فِي فضل معَاذ بن جبل هُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (237) عبيد بن عبد الرَّحْمَن فِيهِ جَهَالَة روى عَنهُ أَبُو أُسَامَة الْكَلْبِيّ خَبرا مَوْضُوعا. (238) عبيد بن الْقَاسِم عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ يحيى كَذَّاب وَقَالَ صَالح جزرة وَأَبُو دَاوُد وَابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (239) عبيد بن كثير العامري الْكُوفِي التمار أَبُو سعيد أخرج لَهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه حَدِيثا وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ أَحْسبهُ مَوْضُوعا وَعبيد مَتْرُوك الآفة مِنْهُ. (240) عبيد بن مهْرَان الْعَطَّار مَجْهُول وَله حَدِيث مَوْضُوع. (241) عُبَيْدَة بِالْفَتْح ابْن حسان الْعَنْبَري السنجاري عَن الزُّهْرِيّ قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. (242) عُبَيْدَة بِالْفَتْح وَقيل بِالضَّمِّ ابْن عبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن حبَان يرْوى الموضوعات عَن الثِّقَات.

(243) عتبَة بن السكن عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ مَنْسُوب إِلَى الْوَضع. (244) عتبَة بن عبد الرَّحْمَن الحرستاني مر لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة ابْنه جرير. (245) عتيبة بنت عبد الْملك لَا تعرف رَوَت عَن الزُّهْرِيّ خَبرا بَاطِلا. (246) عُثْمَان بن جَعْفَر الدينَوَرِي اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع الحَدِيث وسرقته. (247) عُثْمَان بن الْحسن الرَّافِعِيّ من ولد رَافع بن خديج قَالَ الدراقطنى اتهمَ بِالْوَضْعِ. (248) عُثْمَان بن الْخطاب البلوي أَبُو الدُّنْيَا المغربي هُوَ الْأَشَج تقدم. (249) عُثْمَان بن عبد الله الْأمَوِي الشَّامي عَن ابْن لهعية وَحَمَّاد بن سَلمَة وَغَيرهمَا وَهُوَ فِيمَا قبل عُثْمَان بن عَمْرو بن عمر بن عُثْمَان بن عَفَّان مُتَّهم رَمَاه بِالْوَضْعِ ابْن عدي وَغَيره. (250) عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الوقاصي قَالَ يحيى مرّة يكذب وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. (251) عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُسلم الْحَرَّانِي الطرايفي كذبه ابْن نمير. (252) عُثْمَان بن عَفَّان الْقرشِي السجسْتانِي عَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان وطبقته قَالَ ابْن خُزَيْمَة أشهد أَنه كَانَ يضع الحَدِيث. (253) عُثْمَان بن عمَارَة عَن الْمعَافى بن عمرَان مرفى عبد الرَّحِيم الأدمِيّ أَن الذَّهَبِيّ اتهمه. (254) عُثْمَان بن فَايِد مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (255) عُثْمَان بن قَادر مصري روى الموضوعات عَن الثِّقَات قَالَه النقاش. (256) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خشيش القيرواني عَن عبد الله بن عمر بن غَانِم اتهمه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة عبد الله الْمَذْكُور. (257) عُثْمَان بن مطر قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (258) عُثْمَان بن مُعَاوِيَة عَن ثَابت قَالَ ابْن حبَان روى عَنهُ مَوْضُوعَات. (259) عُثْمَان بن مقسم الْبري عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ ابْن معِين من المعروفين بِالْكَذِبِ والوضع. (260) عدي بن مُحَمَّد بن حَاتِم الْبَصْرِيّ عَن مُحَمَّد بن عدي الْجِرْجَانِيّ عَن أَبِيه عَن الزُّهْرِيّ بِخَبَر مَوْضُوع. (261) عدال بن مُحَمَّد ذكره أَحْمد بن عَليّ السُّلَيْمَانِي فِيمَن يضع الحَدِيث.

(262) عَرَفَة عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (263) عصمَة بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ يحيى كَذَّاب يضع الحَدِيث. (264) عَطاء بن عجلَان الْحَنَفِيّ عَن عِكْرِمَة كذبه ابْن معِين وَالْفَلَّاس. (265) عَطِيَّة بن سعيد الأندلسي اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِسَرِقَة الحَدِيث وَوَضعه. (266) عَطِيَّة بن أَبى عَطِيَّة عَن عَطاء ابْن أبي رَبَاح لَا يعرف وأتى بِخَبَر مَوْضُوع. (267) عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ الْموصِلِي قَالَ ابْن حبَان كَانَ يقلب الْأَخْبَار وَيرْفَع الْمَرَاسِيل. (268) الْعَلَاء بن الحكم الْبَصْرِيّ يحدث بالموضوعات. (269) الْعَلَاء بن خَالِد الوَاسِطِيّ عَن قَتَادَة وَعَطَاء كذبه أَبُو سَلمَة التَّبُوذَكِي. (270) الْعَلَاء بن زيدل الثَّقَفِيّ عَن أنس قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (271) الْعَلَاء بن سُلَيْمَان الرقي أَبُو سُلَيْمَان عَن مَيْمُون بن مهْرَان وَالزهْرِيّ ذكره البرقي فِي بَاب من اتهمَ بِالْكَذِبِ. (272) الْعَلَاء بن عمر الْحَنَفِيّ الْكُوفِي مُتَّهم وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَذَّاب. (273) الْعَلَاء بن مسلمة أَبُو سَالم الرواس شيخ التِّرْمِذِيّ قَالَ ابْن طَاهِر كَانَ يضع الحَدِيث. (274) الْعَلَاء بن هِلَال الرقي قَالَ أَبُو حَاتِم عِنْده أَحَادِيث مَوْضُوعَة وَقَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَسَانِيد ويغير الْأَسْمَاء. (275) الْعَلَاء بن يزِيد الثَّقَفِيّ كذبه أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ هَكَذَا أوردهُ الْعقيلِيّ وَهُوَ الْعَلَاء بن زيدل السَّابِق وَصَوَابه ابْن زيدل لَا ابْن يزِيد. (276) عَلان بن زيد الصُّوفِي عَن الْخُلْدِيِّ بِحَدِيث مَوْضُوع اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (277) عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْجِرْجَانِيّ عَن أبي سعيد الْأَشَج قَالَ ابْن عدي روى عَن الثِّقَات الأباطيل. (278) عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي اتهمه الْخَطِيب بِالْوَضْعِ. (279) عَليّ بن أَحْمد الْمُؤَدب الْحلْوانِي روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة اتهمه الْخَطِيب بهَا.

(280) عَليّ بن أَحْمد الكعبي عَن أبي غزيَّة بَصرِي مُتَّهم. (281) عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْوَاعِظ بن الفضاض الشرواني مؤلف أَخْبَار الحلاج كَذَّاب أشر. (282) عَليّ بن أَحْمد الْبَصْرِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ لَا أعرفهُ، لَهُ حَدِيث مَوْضُوع. (283) عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن الهكاري الملقب شيخ الْإِسْلَام قَالَ ابْن النجار مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث وتركيب الْأَسَانِيد. (284) عَليّ بن أميرك الخزافي الْمروزِي مُحدث كَذَّاب. (286) عَليّ بن بشر بن عبد الله بن أبي مَرْيَم الْأمَوِي الْأَصْبَهَانِيّ رَمَاه أَبُو الْحجَّاج الفرساني بِالْكَذِبِ. (287) عَليّ بن بشري الدِّمَشْقِي الْعَطَّار قَالَ عبد الْعَزِيز الكتاني اتهمَ فِي خَيْثَمَة. (287) عَليّ بن بِلَال المهلبي قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن غَسَّان حدث عَن الثِّقَات بِمَا لَا يحتملونه. (289) عَليّ بن جميل الرقي عَن جرير بن عبد الحميد وَعِيسَى بن يُونُس كذبه ابْن حبَان وَقَالَ يضع الحَدِيث. (290) عَليّ بن الْحسن بن بنْدَار الإستراباذي عَن خَيْثَمَة اتهمه ابْن طَاهِر بِالْكَذِبِ. (291) عَليّ بن الْحسن بن يعمر السَّامِي قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ. (292) عَليّ بن الْحسن النسوي عَن مُبشر بن إِسْمَاعِيل وَغَيره قَالَ ابْن حبَان كَانَ يقلب الْأَخْبَار. (293) عَليّ بن الْحسن الْمكتب وَهُوَ عَليّ بن عَبدة عَن يحيى الْقطَّان، كَذَّاب. (294) عَليّ بن الْحسن بن كريب وَهُوَ أَبُو الْحُسَيْن الْعَطَّار المخرمي عَن الباغندى وَغَيره مُتَّهم بِالْوَضْعِ.

(295) عَليّ بن الْحسن الصفار عَن وَكِيع بن الْجراح مُتَّهم. (296) عَليّ بن الْحسن بن عَليّ الشَّاعِر عَن مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ بِخَبَر كذب اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (297) عَليّ بن الْحسن أَبُو الْحسن الجراحي القَاضِي عَن أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ قَالَ البرقاني كَانَ يتهم. (298) عَليّ بن الْحسن الخسروجردي عَن يحيى بن الْمُغيرَة بِخَبَر كذب فِي فَضَائِل عَليّ. (299) عَليّ بن حسن الْكَلْبِيّ عَن يحيى بن الضريس بِخَبَر بَاطِل لَعَلَّه هُوَ آفته. (300) عَليّ بن الْحسن وَيُقَال ابْن الْحُسَيْن الرَّازِيّ عَن أبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي قَالَ عبيد الله الْأَزْهَرِي كَذَّاب. (301) عَليّ بن الْحسن بن الصَّقْر الصايغ الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر قَالَ الْخَطِيب كَذَّاب يسرق الحَدِيث. (302) عَليّ بن الْحسن بن الْقَاسِم شيخ يروي عَن الطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي حدث ببواطيل. (303) عَليّ بن الْحسن الرصافي كَانَ فِي أَيَّام الجعابي يضع الحَدِيث. (304) عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ صَاحب الأغاني قَالَ الذَّهَبِيّ أَكثر فاتهم وَالظَّاهِر أَنه صَدُوق. (305) عَليّ بن دَاوُد الدِّمَشْقِي مَجْهُول وَحَدِيثه كذب. (306) عَليّ بن زيد بن عِيسَى عَن يَعْقُوب الْفَسَوِي بِخَبَر بَاطِل اتهمه ابْن عَسَاكِر. (307) عَليّ بن سُلَيْمَان ابْن أبي الرّقاع قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ روى عَن عبد الرَّزَّاق أباطيل. (308) عَليّ بن صَالح الْأنمَاطِي عَن يزِيد بن هرون روى حَدِيثا مَوْضُوعا وَلَا يدرى من هُوَ. (309) عَليّ بن عَابس الْأَزْرَق اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ والذهبي. (310) عَليّ بن عَاصِم نقل ابْن الْجَوْزِيّ عَن شُعْبَة وَيزِيد بن هرون وَابْن معِين أَنهم كذبوه. (311) عَليّ بن عبد الله البرداني عَن مُحَمَّد بن مَحْمُود، قَالَ الْخَطِيب لَيْسَ بشئ اتهمَ بِالْوَضْعِ. (312) عَليّ بن عبد الله بن جَهْضَم الزَّاهِد مُتَّهم بِالْوَضْعِ للْحَدِيث. (313) عَليّ بن عَبدة التَّمِيمِي عَن ابْن علية هُوَ عَليّ بن الْحسن الْمكتب تقدم. (314) عَليّ بن عُثْمَان صَاحب الديباجي شيخ لأبي الجوايز الْحسن بن عَليّ الوَاسِطِيّ اتهمه الذَّهَبِيّ بِالْوَضْعِ.

(315) عَليّ بن عُرْوَة الْقرشِي الدِّمَشْقِي قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث، وَكذبه صَالح جزرة وَغَيره. (316) عَليّ بن عَليّ اللهبي قَالَ الْحَاكِم يروي عَن ابْن الْمُنْكَدر أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (317) عَليّ بن عِيسَى الغساني عَن مَالك، مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (318) على بن غراب قَالَ ابْن حبَان حدث بأَشْيَاء مَوْضُوعَة. (319) عَليّ بن قَاسم الْكِنْدِيّ قَالَ ابْن عدي شيعي غال مُتَّهم. (320) عَليّ بن قُتَيْبَة الرِّفَاعِي عَن مَالك قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه بَاطِلَة. (321) عَليّ بن فدين بن بيهس عَن عبد الْوَارِث، قَالَ يحيى كَذَّاب خَبِيث وَقَالَ الْعقيلِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (322) عَليّ بن مبارك الربيعي عَن إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي بِخَبَر كذب هُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (323) عَليّ بن مُجَاهِد عَن مُحَمَّد بن إِسْحَق قَالَ الجوزقاني كَانَ يضع الحَدِيث. (324) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ عَن أبي يعلى الْموصِلِي كذبه الْخَطِيب وَغَيره وَوضع حَدِيثا. (325) عَليّ بن مُحَمَّد بن صافي الربعِي الدِّمَشْقِي عَن عبد الْوَهَّاب الْكلابِي، كذب فِي سَمَاعه لهواتف الجان. (326) عَليّ بن مُحَمَّد بن السّري الْوراق عَن الباغندي اتهمَ بِالْوَضْعِ وَالْكذب. (327) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو أَحْمد الحبيبي الْمروزِي قَالَ الْحَاكِم كَذَّاب. (328) عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْخياط عَن مُحَمَّد بن هِشَام السدُوسِي اتهمه ابْن يُونُس. (329) عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْموصِلِي شيخ أبي نعيم الْحَافِظ قَالَ أَبُو نعيم كَذَّاب. (330) عَليّ بن مُحَمَّد بن بكران شيخ لهناد النَّسَفِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ جَاءَ بِخَبَر سمج أَحْسبهُ بَاطِلا قلت قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَعَلَّه من وَضعه أَو وضع شَيْخه خلف بن مُحَمَّد وَالله أعلم. (331) عَليّ بن مُحَمَّد القادسي اتهمه الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة مقَاتل بن سُلَيْمَان من الْمِيزَان. (332) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الشريف الزيدي الْحَرَّانِي شيخ الْقُرَّاء اتهمه عبد الْعَزِيز الكتانى.

(333) عَليّ بن مُحَمَّد بن مَرْوَان التمار قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي قَالَ الْحسن بن عَليّ الزُّهْرِيّ كَانَ يركب الْأَخْبَار لَا أستجيز الرِّوَايَة عَنهُ. (334) عَليّ بن مزداد الْجِرْجَانِيّ وَهُوَ عَليّ بن مُحَمَّد بن مزداد الصايغ شيخ لِابْنِ عدي مُتَّهم. (335) عَليّ بن معمر الْقرشِي عَن خُلَيْد بن دعْلج لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (336) عَليّ بن مهَاجر عَن هَيْصَم بن شَدَّاخٍ بِخَبَر مَوْضُوع وَلَا يدرى من هُوَ قلت رَأَيْتهمْ إِنَّمَا اتهموا بِهِ هيصما وَهُوَ أَيْضا مَجْهُول وَالله أعلم. (337) عَليّ بن مَيْمُون الْمدنِي عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (338) عَليّ بن نَافِع عَن بهز بن حَكِيم مَجْهُول وَكَأن حَدِيثه مَوْضُوع. (339) عَليّ بن نصر الْبَصْرِيّ عَن عبد الرَّزَّاق لَا يدرى من ذَا أَتَى بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته. (340) عَليّ بن هِشَام الْكرْمَانِي عَن نصر بن حَمَّاد أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع. (341) عَليّ بن هِلَال الأحمسي كُوفِي لَا يعرف أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (342) عَليّ بن الْأَعرَابِي شيخ للخرائطي أَتَى بِخَبَر كذب على إِسْنَاد الصَّحِيحَيْنِ فَهُوَ آفته. (343) عَليّ بن يزْدَاد الْجَوْهَرِي الْجِرْجَانِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث وَهُوَ على ابْن مزداد الْمُتَقَدّم. (344) عَليّ بن يزِيد الْأَلْهَانِي اتهمه ابْن حبَان. (345) عَليّ بن يَعْقُوب الْمصْرِيّ شيخ الْحسن بن رَشِيق مُتَّهم بِالْكَذِبِ قَالَ ابْن يُونُس كَانَ يضع الحَدِيث. (346) عَليّ بن يَعْقُوب البلاذري حدث بعد السّبْعين وثلثمائة بِخَبَر بَاطِل. (347) عمار بن إِسْحَق عَن أبي سعيد بن عَامر الضبعِي مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث. (348) عمار بن زَرْبِي عَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان كذبه عَبْدَانِ الْأَهْوَازِي وَأَبُو حَاتِم. (349) عمار بن عَطِيَّة الْكُوفِي قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (350) عمار بن مطر أَبُو عُثْمَان الرهاوي قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ يكذب وَقَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ. (351) عمار بن هرون الْمُسْتَمْلِي قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (352) عمَارَة بن جُوَيْن أَبُو هرون الْعَبْدي كذبه حَمَّاد بن زيد وَابْن معِين. (353) عمَارَة بن زيد عَن أَبِيه قَالَ الْأَزْدِيّ كَانَ يضع الحَدِيث.

(354) عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَالِد الْكرْدِي، عَن عبد الْملك بن عُمَيْر وَابْن أبي ذيب وَشعْبَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب يضع الحَدِيث. (355) عمر بن أبي الحَجبي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ قَالَ الْعقيلِيّ حدث عَن ابْن جريج ببواطل. (356) عمر بن أَحْمد بن جرجه شيخ أبي نعيم قَالَ أَبُو حَاتِم وَابْن طَاهِر روى عَن الثِّقَات الموضوعات. (357) عمر بن إِسْمَاعِيل بن مجَالد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ يحيى كَذَّاب. (358) عمر بن أَيُّوب الْمُزنِيّ قَالَ الْحَاكِم وَأَبُو سعيد النقاش وَأَبُو نعيم روى عَن أنس بن عِيَاض وَمَالك أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (359) عمر بن أَيُّوب الْغِفَارِيّ الْمدنِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَقد ظهر لي بمراجعة كَلَام الدَّارَقُطْنِيّ أَنه الَّذِي قبله وَأَن الْمُزنِيّ بالزاي تصحف عَن الْمدنِي بِالدَّال. (360) عمر بن بسطَام مَجْهُول جَاءَ فِي سَنَد مظلم لخَبر مَوْضُوع فاتهم. (361) عمر بن حبيب الْعَدوي الْبَصْرِيّ القَاضِي عَن خَالِد الْحذاء وَهِشَام بن عُرْوَة كذبه ابْن معِين. (362) عمر بن الْحسن الْأُشْنَانِي القَاضِي كذبه الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا قيل. (363) عمر بن الْحسن الرَّاسِبِي عَن أبي عوَانَة لَا يكَاد يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل اتهمه الذَّهَبِيّ بِالْوَضْعِ. (364) عمر بن حَفْص الدِّمَشْقِي الْخياط المعمر قَالَ الذَّهَبِيّ أعتقد أَنه وضع على مَعْرُوف الْخياط أَحَادِيث. (365) عمر بن حَفْص بن مجبر عَن عُثْمَان بن عَطاء بِخَبَر مَوْضُوع قَالَ الذَّهَبِيّ وَلَعَلَّه مَوْقُوف والآفة فِي رَفعه من عمر. (366) عمر بن حَفْص أَبُو حَفْص الْعَبْدي قَالَ الذَّهَبِيّ من بلاياه فَذكر حَدِيثا مَوْضُوعا. (367) عمر بن دَاوُد بن سَلمُون الأنطرطوشي شيخ الاهوازى مُتَّهم يَأْتِي بالموضوعات.

(368) عمر بن رَاشد الْمدنِي الْجَارِي مولى عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ أَبُو حَاتِم وجد حَدِيثه كذبا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يتهم بِوَضْع الحَدِيث. (369) عمر بن رَاشد اليمامي، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. (370) عمر بن الرّبيع بن سُلَيْمَان الخشاب قَالَ القراب فِي تَارِيخه كَذَّاب. (371) عمر بن سعد الْخَولَانِيّ عَن أنس بن مَالك مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث. (372) عمر بن سعيد الوقاصي عَن رجل عَن الزُّهْرِيّ عِنْده بَوَاطِيلُ. (373) عمر بن سُلَيْمَان الْحَادِي هُوَ عمر بن مُوسَى بن سُلَيْمَان الشَّامي الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (374) عمر بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك مُتَّهم. (375) عمر بن صبح الْبَلْخِي عَن قَتَادَة وَغَيره كَذَّاب اعْترف بِالْوَضْعِ. (376) عمر بن عَامر أَبُو حَفْص السَّعْدِيّ التمار روى حَدِيثا بَاطِلا. (377) عمر بن أبي عمر أَبُو حَفْص الْعَبْدي وَيُقَال لَهُ عَمْرو بن ريَاح قَالَ الفلاس دجال وَقَالَ ابْن حبَان روى الموضوعات عَن الثِّقَات. (378) عمر بن عَمْرو الْعَسْقَلَانِي أَبُو حَفْص الطَّحَّان عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ ابْن عدي يضع الحَدِيث. (379) عمر بن عِيسَى الْأَسْلَمِيّ عَن ابْن جريج قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (380) عمر بن قيس الْمَكِّيّ الملقب سندل قَالَ ابْن حبَان كَانَ يقلب الْأَسَانِيد. (381) عمر بن مُحَمَّد بن السّري الْوراق وَيعرف بِأبي بكر بن أبي طَاهِر اتهمه أَبُو الْحسن ابْن الْفُرَات وَقَالَ الْحَاكِم كَذَّاب. (382) عمر بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن مَرْزُوق اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ. (383) عمر بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم ابْن الثلاج عَن الْمحَامِلِي مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (384) عمر بن مُحَمَّد بن سهل الْجند يسابورى الْوراق قَالَ ابْن الْفُرَات روى أَحَادِيث لَا أصل لَهَا، هُوَ ابْن السّري الْمُتَقَدّم. (385) عمر بن الْمُخْتَار الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن عدي روى عَن يُونُس بن عبيد أباطيل.

(386) عمر بن مُوسَى بن وجيه الميثمي الوجيهي عَن مَكْحُول قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات، وَقَالَ ابْن عدي يضع الحَدِيث إِسْنَادًا ومتنا. (387) عمر بن نسطاس عَن بكير بن الْقَاسِم بِخَبَر بَاطِل وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ. (388) عمر بن هرون الْبَلْخِي عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد وَابْن جريج قَالَ يحيى وَصَالح جزرة كَذَّاب. (389) عمر بن وَاصل الصُّوفِي شيخ روى عَن سهل بن عبد الله، اتهمه الْخَطِيب بِالْوَضْعِ. (390) عمر بن يحيى عَن شُعْبَة أَتَى بِحَدِيث شبه مَوْضُوع. (391) عمر بن يزِيد أَبُو حَفْص الرفا، عَن شُعْبَة قَالَ أَبُو حَاتِم يكذب وَقَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه تشبه الْمَوْضُوع. (364) عمرَان بن أبي الْفضل عَن نَافِع قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (365) عمرَان بن أبي عمرَان الرَّمْلِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان أَتَى عَن بَقِيَّة بن الْوَلِيد بِخَبَر كذب هُوَ آفته. (392) عمرَان بن سوار عَن أبي يُوسُف بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (393) عمرَان بن عبد الرَّحِيم بن أبي الْورْد عَن قُرَّة بن حبيب وَغَيره اتهمه السُّلَيْمَانِي وَأَبُو الشَّيْخ. (394) عمرَان بن ميثم قَالَ الْعقيلِيّ من كبار الرافضة روى أَحَادِيث سوء كذب. (395) عَمْرو بن أبي الْأَزْهَر الْعَتكِي قَاضِي جرجان عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ أَحْمد وَغَيره كَانَ يضع الحَدِيث. (396) عَمْرو بن إِسْمَاعِيل الْهَمدَانِي عَن أَبى إِسْحَق السبيعِي بِخَبَر بَاطِل. (397) عَمْرو بن بَحر الجاحظ رَمَوْهُ بِالْكَذِبِ والوضع. (398) عَمْرو بن بكر السكْسكِي اتهمه ابْن حبَان وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَحَادِيثه شبه مَوْضُوعَة. (399) عَمْرو بن ثَابت أبي الْمِقْدَام قَالَ ابْن حبَان روى الموضوعات عَن الثِّقَات. (400) عَمْرو بن جرير أَبُو سعيد البَجلِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد كذبه أَبُو حَاتِم.

(401) عَمْرو بن جَمِيع عَن الْأَعْمَش وَغَيره، كذبه ابْن معِين وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يتهم بِالْوَضْعِ. (402) عَمْرو بن حُصَيْن الْكلابِي عَن ابْن علاثة وَغَيره كَذَّاب. (403) عَمْرو بن حَمَّاد أحد المتروكين ذكر لَهُ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي شرح ألفيته حَدِيثا قلبه وَالْقلب نوع من الْوَضع. (404) عَمْرو بن حميد قَاضِي الدينور عَن اللَّيْث بن سعد ذكره السُّلَيْمَانِي فِي عداد من يضع الحَدِيث. (405) عَمْرو بن خَالِد الْقرشِي الْكُوفِي ثمَّ الوَاسِطِيّ عَن زيد بن عَليّ كذبه أَحْمد وَالنَّاس. (406) عَمْرو بن خَالِد أَبُو يُوسُف الْأَعْشَى الْأَسدي الْكُوفِي اتهمه ابْن عدي. (350) عَمْرو بن خَالِد أَبُو حَفْص الْأَعْشَى الْكُوفِي، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات، وَقيل هَذَا وَالَّذِي قبله وَاحِد. (351) عَمْرو بن خليف أَبُو صَالح شيخ لِابْنِ قُتَيْبَة قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (352) عَمْرو بن زِيَاد الْبَاهِلِيّ وَهُوَ عمر بن زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان الثوباني عَن مَالك، قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب أفاك يضع الحَدِيث. (353) عَمْرو بن سعيد الْخَولَانِيّ عَن أنس حدث بموضوعات، قلت يحرر هَل هُوَ عمر بن سعد الَّذِي تقدم أَو غَيره وَالله أعلم. (354) عَمْرو بن شمر الْجعْفِيّ الْكُوفِي، قَالَ الْجوزجَاني كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان رَافِضِي روى الموضوعات عَن الثِّقَات. (355) عَمْرو بن عبد الْغفار الْفُقيْمِي عَن الْأَعْمَش قَالَ ابْن عدي اتهمَ بِالْوَضْعِ. (356) عَمْرو بن عتاب عَن عَاصِم بن أبي النجُود لَيْسَ بشئ وَقد اتهمَ. (357) عَمْرو بن فَايِد الأسواري قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (358) عَمْرو بن فَيْرُوز أَتَى عَن عَليّ بن عَاصِم شيخ البُخَارِيّ بِخَبَر مَوْضُوع فاتهم بِهِ. (359) عَمْرو بن مَالك الوَاسِطِيّ قَالَ عَليّ بن نصر كَانَ كذابا. (360) عَمْرو بن مَالك الرَّاسِبِي الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (361) عَمْرو بن مَالك عَن جَارِيَة بن هرم الْفُقيْمِي حكى التِّرْمِذِيّ عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ هُوَ كَذَّاب قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ الراسبى الْمَذْكُور قبله.

(362) عَمْرو بن مُحَمَّد الأعسم عَن سُلَيْمَان بن أَرقم، قَالَ الْحَاكِم وَأَبُو سعيد النقاش روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (363) عَمْرو بن مخزم اللَّيْثِيّ الْبَصْرِيّ عَن يزِيد بن زُرَيْع وَابْن عُيَيْنَة بِالْبَوَاطِيل قَالَه ابْن عدي. (366) عُمَيْر بن عمرَان الْحَنَفِيّ عَن حَفْص بن غياث قَالَ ابْن عدي حدث بِالْبَوَاطِيل. (367) عَنْبَسَة بن سَالم صَاحب الألواح، قَالَ أَبُو دَاوُد لَهُ عَن عبيد الله بن أبي بكر مَوْضُوعَات. (368) عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن مَتْرُوك اتهمه أَبُو حَاتِم بِالْوَضْعِ. (369) الْعَوام بن جوَيْرِية عَن الْحسن قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (370) عوَانَة بن الحكم قيل كَانَ عثمانيا وَكَانَ يضع الْأَخْبَار لبني أُميَّة. (371) عوبد بن أبي عمرَان الْجونِي قَالَ أَبُو دَاوُد فِي سُؤَالَات الْآجُرِيّ أَحَادِيثه شبه البواطيل. (372) عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان الْهَاشِمِي اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ. (373) عِيسَى بن بشير لَا يدرى من ذَا أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (374) عِيسَى بن زيد الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ عَن الْحسن بن عَرَفَة كَذَّاب. (375) عِيسَى بن سوَادَة النَّخعِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ يحيى كَذَّاب. (376) عِيسَى بن شُعَيْب بن ثَوْبَان الْمدنِي عَن فليح الشماسي لَا يعرف روى خَبرا بَاطِلا. (377) عِيسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْقرشِي الْعَسْقَلَانِي قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (378) عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن على ابْن أبي طَالب قَالَ ابْن حبَان يروي عَن آبَائِهِ أَشْيَاء مَوْضُوعَة. (379) عِيسَى بن عبد الله العثماني مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (380) عِيسَى بن مُسلم الصفار قَالَ الذَّهَبِيّ روى عَن مَالك مَا لَيْسَ من حَدِيثه. (381) عِيسَى بن مهْرَان رَافِضِي كَذَّاب جبل، قَالَ ابْن عدي حدث بموضوعات. (382) عِيسَى بن مَيْمُون مولى الْقَاسِم بن مُحَمَّد، قَالَ ابْن حبَان يروي أَحَادِيث كَأَنَّهَا مَوْضُوعَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك: مُتَّهم.

حرف الغين المعجمة

(383) عِيسَى بن مَيْمُون أَبُو سَلمَة الْخَواص، قَالَ ابْن حبَان روى عَن السّديّ وَغَيره العجايب لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد. (384) عِيسَى بن يزِيد بن بكر بن دَاب عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ خلف الْأَحْمَر كَانَ يضع الحَدِيث. حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة (1) غَالب بن عبيد الله الْعقيلِيّ الْجَزرِي عَن عَطاء وَمَكْحُول قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب: مَعْرُوف بِوَضْع الحَدِيث. (2) غَالب بن وَزِير من أهل غَزَّة عَن ابْن وهب بِخَبَر بَاطِل. (3) غَازِي بن عَامر عَن عبد الرَّحْمَن بن مغرا قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (4) غَسَّان بن أبان أَبُو روح اليمامي الْحَنَفِيّ، مُتَّهم قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (5) غَسَّان بن ناقد عَن الْأَشْهب مَجْهُول وَخَبره بَاطِل. (6) غنيم بن سَالم وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ يغنم عَن أنس، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (7) غياث بن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ أَحْمد وَغَيره كَانَ كذوبا وَقَالَ الْجوزجَاني سَمِعت غير وَاحِد يَقُول كَانَ يضع الحَدِيث وَهُوَ صَاحب قصَّة الْحمام مَعَ الْمهْدي. حرف الْفَاء (1) فرات بن زُهَيْر قَالَ ابْن حبَان حدث عَن مَالك بِمَا لم يحدث بِهِ مَالك. (2) فرات بن السَّائِب الْجَزرِي عَن مَيْمُون بن مهْرَان، قَالَ أَحْمد هُوَ قريب من مُحَمَّد بن زِيَاد الطَّحَّان فِي مَيْمُون، يتهم بِمَا يتهم بِهِ ذَاك. (3) فرات بن سُلَيْمَان عَن عَمْرو بن عَاتِكَة قَالَ ابْن حبَان يَأْتِي بِمَا لَا يشك أَنه مَعْمُول. (4) فرات بن مُحَمَّد بن فرات الْعَبْدي القيرواني قَالَ ابْن حَارِث كَانَ مُتَّهمًا بِالْكَذِبِ أَو مَعْرُوفا بِهِ. (5) الْفرج بن فضَالة قَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَسَانِيد وَيلْزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة.

(6) فضال بن جبر أَبُو المهند الغداني صَاحب أبي أُمَامَة قَالَ ابْن حبَان: يروي أَحَادِيث لَا أصل لَهَا. (7) فضَالة بن حُصَيْن الضَّبِّيّ، قَالَ ابْن عدي: مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (8) فضَالة الشحام، اتهمه الْأَزْدِيّ بِوَضْع الحَدِيث. (9) الْفضل بن أَحْمد اللؤْلُؤِي عَن أبي حَاتِم الرَّازِيّ قَالَ أَبُو الشَّيْخ حدث عَن إِسْمَاعِيل ابْن عَمْرو بِأَحَادِيث كَثِيرَة كَانَ يسرقها ويضعها. (10) الْفضل بن حَمَّاد الوَاسِطِيّ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (11) الْفضل بن السكين بن السخيت الْقطيعِي الْأسود، وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس السندي شيخ لأبي يعلى كذبه ابْن معِين. (12) الْفضل بن شهَاب أَتَى عَن ابْن جريج بِخَبَر كذب. (13) الْفضل بن عبد الله بن مَسْعُود الْيَشْكُرِي الْهَرَوِيّ، ذكر لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيثا فِي مَوْضُوعَاته وَقَالَ أَنه يتهم بِهِ، وَقَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. (14) الْفضل بن عبيد الله الْحِمْيَرِي، عَن أَحْمد بن حَنْبَل، يرْمى بِالْكَذِبِ. (15) الْفضل بن عِيسَى الرقاشِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَذَّاب. (16) الْفضل بن مُحَمَّد الْعَطَّار وَهُوَ الْبَاهِلِيّ الْأَنْطَاكِي الأحدب، عَن مُصعب بن عبد الله، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (17) الْفضل بن الْمُخْتَار أَبُو سهل الْبَصْرِيّ، عَن ابْن أبي ذِئْب وَغَيره، قَالَ أَبُو حَاتِم يحدث بالأباطيل. (18) الفضيل بن يسَار عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ، قَالَ مُحَمَّد بن نصر: كَانَ رَافِضِيًّا كذابا. (19) فطر بن مُحَمَّد الْعَطَّار الأحدب، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب، كَذَا فِي الْمِيزَان قَالَ فِي اللِّسَان وَهُوَ وهم، إِنَّمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذَلِك فِي الْفضل بن حَمَّاد وَقد تقدم. (20) فَهد بن عَوْف العامري أَبُو ربيعَة، قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَذَّاب. (21) الْفَيْض بن وثيق، قَالَ ابْن معِين: كَذَّاب خَبِيث.

حرف القاف

حرف الْقَاف (1) قَاسم بن إِبْرَاهِيم الْمَلْطِي عَن لوين، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (2) قَاسم بن بهْرَام بن عَطاء أَبُو هَمدَان الْأمَوِي قَاضِي هيت، قَالَ ابْن النجار قَالَ ابْن معِين كَذَّاب، وَقَالَ فِي الْمِيزَان: لَهُ عجائب وهاه ابْن حبَان وَغَيره قَالَ ابْن عدي كَذَّاب، قَالَ الْحَافِظ الْحُسَيْنِي: وَصَوَابه ابْن مهْرَان أَبُو حمدَان. (3) قَاسم بن عبد الله المكفوف عَن مُسلم الْخَواص اتهمه ابْن حبَان، وَقَالَ الْحَاكِم وَأَبُو نعيم روى عَن مُسلم وَغَيره أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (4) قَاسم بن عبد الله بن مهْدي الأخميمي من شُيُوخ ابْن عدي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث. (5) قَاسم بن عبد الله بن عمر الْعمريّ عَن ابْن الْمُنْكَدر، قَالَ أَحْمد: كَانَ يكذب وَيَضَع. (6) قَاسم بن عَلْقَمَة الْأَبْهَرِيّ، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع الحَدِيث وسرقته. (7) قَاسم بن عمر بن عبد الله بن مَالك بن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ، عَن دَاوُد بن أبي هِنْد وَابْن الْمُنْكَدر، اتهمه الذَّهَبِيّ. (8) قَاسم بن غُصْن عَن دَاوُد بن أبي هِنْد ومسعر، قَالَ ابْن حبَان: يقلب الْأَسَانِيد ويسند الْمَوْقُوف. (9) قَاسم بن مُحَمَّد الفرغاني عَن أبي عَاصِم النَّبِيل، قَالَ الْحَاكِم كَانَ يضع وضعا فَاحِشا. (10) قَاسم بن مُحَمَّد أبي شيبَة الْعَبْسِي أَخُو الحافظين أبي بكر وَعُثْمَان، مُتَّهم قَالَ الذَّهَبِيّ: وَمن بلاياه فَذكر حَدِيثا. (11) قرين بن سهل بن قرين عَن أَبِيه عَن ابْن أبي ذِئْب كذبه الْأَزْدِيّ. (12) قطن بن صَالح الدِّمَشْقِي عَن ابْن جريج قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (13) قيس بن تَمِيم الطَّائِي الْمَعْرُوف بالأشج من بابة رتن حدث فِي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة بِمَدِينَة كيلان عَن النبى وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رضى الله عَنهُ.

حرف الكاف

حرف الْكَاف (1) كَادِح بن رَحْمَة الزَّاهِد عَن سُفْيَان الثَّوْريّ، قَالَ الْأَزْدِيّ وَغَيره: كَذَّاب. (2) كثير بن سليم الضَّبِّيّ، يروي عَن أنس مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَيَضَع الحَدِيث عَلَيْهِ، قَالَ الذَّهَبِيّ وهم ابْن حبَان فَجعله وَكثير بن عبد الله الأبلي الوشا وَاحِدًا وهما اثْنَان. (3) كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ، قَالَ الشَّافِعِي ركن من أَرْكَان الْكَذِب وَقَالَ ابْن حبَان لَهُ عَن أَبِيه عَن جده نُسْخَة مَوْضُوعَة. (4) كثير بن مَرْوَان أَبُو مُحَمَّد الفِهري الْمَقْدِسِي، قَالَ يحيى مرّة: كَذَّاب وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكذب فِي حَدِيثه. (5) كنَانَة بن جبلة عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان، قَالَ ابْن معِين: كَذَّاب. (6) كوثر بن حَكِيم عَن عَطاء وَمَكْحُول قَالَ أَحْمد أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ. حرف اللَّام (1) لَاحق بن الْحُسَيْن بن أبي الْورْد، كَذَّاب وَضاع، روى عَنهُ أَبُو نعيم فِي الْحِيلَة وَغَيرهَا مصايب. (2) لاهز بن عبد الله أَبُو عمر التَّمِيمِي عَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان، لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (3) لوط بن يحيى أَبُو مخنف كَذَّاب تَالِف. حرف الْمِيم (1) مَالك بن سُلَيْمَان النَّهْشَلِي بَصرِي عَن ثَابت وَغَيره قَالَ ابْن حبَان وَغَيره: يَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه حَدِيثهمْ. (2) مَالك بن غَسَّان النَّهْشَلِي اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْع الحَدِيث، وَقيل هُوَ مَالك بن سُلَيْمَان الَّذِي قبله، وَصَوَّبَهُ الْحَافِظ الْحُسَيْنِي قَالَ: وكنيته أَبُو غَسَّان. (3) مَأْمُون بن أَحْمد السّلمِيّ الْهَرَوِيّ عَن هِشَام بن عمار، كَذَّاب خَبِيث وَضاع. (4) الْمُبَارك بن حسان، قَالَ الازدى رمى بِالْكَذِبِ.

(5) الْمُبَارك بن عبد الله أَبُو أُميَّة المختط مَجْهُول مُتَّهم. (6) مُبشر بن عبيد الْحِمصِي الزُّهْرِيّ، قَالَ أَحْمد كَانَ يضع الحَدِيث. (7) مجاشع بن عَمْرو عَن عبيد الله بن عمر، قَالَ ابْن معِين أحد الْكَذَّابين، وَقَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (8) مَحْفُوظ بن بَحر الْأَنْطَاكِي، قَالَ أَبُو عرُوبَة يكذب. (9) مُحَمَّد بن أبان الرَّازِيّ عَن هِشَام بن عبيد الله، دجال كذبه أَبُو زرْعَة وَغَيره. (10) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السَّمرقَنْدِي الْكسَائي شيخ لأبي عَمْرو بن السماك، اتهمه الذَّهَبِيّ. (11) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أَحْمد بن زفر بِخَبَر مَوْضُوع وهما لَا يعرفان. (12) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي عَن الثَّوْريّ وَغَيره، أورد لَهُ الذَّهَبِيّ حَدِيثا مَوْضُوعا وَقَالَ هُوَ آفته. (13) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن زِيَاد الطَّيَالِسِيّ الرَّازِيّ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ دجال يضع الحَدِيث. (14) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء الشَّامي شيخ لِابْنِ مَاجَه، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (15) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السَّعْدِيّ الفاريابي قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (16) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفضل الْجِرْجَانِيّ الكيال، وضع على الْأَصَم حَدِيثا فافتضح. (17) مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَامِد الْمَعْرُوف بقاضي حلب كذبه عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي. (18) مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن القطراني عَن خُزَيْمَة بن ماهان اتهمه الذَّهَبِيّ. (19) مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن الْأَهْوَازِي عَن مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ عَبْدَانِ كَذَّاب. (20) مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمَّاد أَبُو الطّيب الرَّسْعَنِي، قَالَ ابْن عدي: يضع الحَدِيث. (21) مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان بن الْمُغيرَة الْقشيرِي أَبُو جُزْء قَالَ الْحسن بن عَليّ غُلَام الزُّهْرِيّ: كَانَ يضع الحَدِيث. (22) مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَجَاء الْحَنَفِيّ عَن هرون بن مُحَمَّد بن أبي الهندام قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث. (23) مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، قَالَ الذَّهَبِيّ أَتَى بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته. (24) مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُفْيَان أَبُو بكر التِّرْمِذِيّ عَن شُرَيْح بن يُونُس بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ الْمُتَّهم بِهِ.

(25) مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُهَيْل الْبَاهِلِيّ، قَالَ ابْن عدي: يضع الحَدِيث وَيسْرق أَحَادِيث الضِّعَاف ويلزقها يقوم ثِقَات. (26) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن هَاشم العامري الْمصْرِيّ، قَالَ ابْن يُونُس حدث بنسخة مَوْضُوعَة وَكَانَ يكذب. (27) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن شَاذان، دجال وضع أَحَادِيث كَثِيرَة فِي فضل عَليّ. (28) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ مُتَّهم. (29) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو بكر الجرجرائي الْمُفِيد، قَالَ الذَّهَبِيّ مُتَّهم. (30) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى أَبُو بكر الرَّازِيّ الْوراق، عَن أَبِيه وَعنهُ الْحَاكِم كذبه أَبُو بكر بن إِسْحَق. (31) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَخْزُوم أَبُو الْحُسَيْن الْمقري، اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ، وَقَالَ حَمْزَة السَّهْمِي سَأَلت أَبَا الْحسن التمار عَنهُ فَقَالَ: كَانَ يكذب. (32) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور، عَن أبي حَفْص الفلاس بِخَبَر بَاطِل. (33) مُحَمَّد بن أَحْمد بن هرون الريوندي أَبُو بكر الشَّافِعِي شيخ لأبي عبد الله الْحَاكِم، مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (34) مُحَمَّد بن أَحْمد بن يزِيد الْبَلْخِي عَن عبد الْأَعْلَى النَّرْسِي قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (35) مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَلِيمِيّ، عَن آدم ابْن أبي إِيَاس بِأَحَادِيث بَاطِلَة، قَالَ ابْن مَاكُولَا: الْحمل فِيهَا عَلَيْهِ. (36) مُحَمَّد بن أَحْمد الخالدي عَن أبي بكر بن خُزَيْمَة اتهمه أَبُو عبد الله الْحَاكِم. (37) مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الطّيب غُلَام ابْن شنبوذ اتهمه الذَّهَبِيّ بِخَبَر بَاطِل. (38) مُحَمَّد بن أَحْمد النّحاس الْعَطَّار شيخ مُتَأَخّر قَالَ ابْن السمعانى كَذَّاب. (39) مُحَمَّد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْأَهْوَازِي الملقب سكرة، قَالَ ابْن عَبْدَانِ أقرّ بِالْوَضْعِ. (40) مُحَمَّد بن إِسْحَق الْأَسدي الْعُكَّاشِي قَالَ ابْن معِين كَذَّاب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (41) مُحَمَّد بن إِسْحَق بن حَرْب اللؤْلُؤِي الْبَلْخِي، قَالَ صَالح بن مُحَمَّد جزرة: كَذَّاب.

(42) مُحَمَّد بن إِسْحَق السجْزِي وَيعرف بِابْن شبويه عَن عبد الرَّزَّاق، قَالَ ابْن عدي يقلب الْأَخْبَار ويسرقها. (43) مُحَمَّد بن إِسْحَق بن يزِيد الصيني قَالَ أَبُو عَمْرو بن عَوْف كَذَّاب. (44) مُحَمَّد بن إِسْحَق السّلمِيّ الْمروزِي عَن ابْن الْمُبَارك، مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (45) مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر أَبُو الطّيب الْبَقَّال، عَن الْحَارِث بن مِسْكين اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ. (46) مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى بن هرون أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ، مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (47) مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصرام قَالَ أَبُو زرْعَة الْكشِّي: كَانَ يكذب. (48) مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْوَسَاوِسِيُّ بَصرِي عَن زيد بن الْحباب، قَالَ أَحْمد بن عَمْرو الْبَزَّار الْحَافِظ: كَانَ يضع الحَدِيث. (49) مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْمرَادِي لَا يدرى من هُوَ؟ أَتَى بِحَدِيث بَاطِل. (50) مُحَمَّد بن أَشْرَس السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي، قَالَ الذَّهَبِيّ مُتَّهم وَتَركه ابْن الأخرم وَغَيره. (51) مُحَمَّد بن الْأَشْعَث الْكُوفِي شيخ لِابْنِ عدي، اتهمه ابْن عدي بِالْكَذِبِ. (52) مُحَمَّد بن الْأَشْقَر عَن سُفْيَان الثَّوْريّ، قَالَ ابْن مَنْدَه: روى مَوْضُوعَات. (53) مُحَمَّد بن أميل التَّمِيمِي الْموصِلِي عَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ، أَتَى بموضوعات. (54) مُحَمَّد بن أَيُّوب الرقي عَن مَالك، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث. (55) مُحَمَّد بن أَيُّوب عَن هِشَام الرَّازِيّ لَقِي الْحميدِي، قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. (56) مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُوَيْد الرَّمْلِيّ، قَالَ الْحَاكِم وَأَبُو نعيم روى عَن أَبِيه أَحَادِيث مَوْضُوعَة، وَقَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (57) مُحَمَّد بن بابشاذ الْبَصْرِيّ عَن سَلمَة بن شبيب، روى حَدِيثا مَوْضُوعا لَا يحْتَملهُ سَلمَة. (58) مُحَمَّد بن بزيع عَن مَالك، مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا أهل الْقُرْآن آل الله، قَالَ الْخَطِيب مَجْهُول. (59) مُحَمَّد بن بسطَام بن الْحسن شيخ للْحَاكِم اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ. (60) مُحَمَّد بن بشر الْبَصْرِيّ عَن أبي مُعَاوِيَة الضَّرِير، اتهمه أَبُو سعيد النقاش بِالْوَضْعِ.

(61) مُحَمَّد بن بنان بَنو نين الثَّقَفِيّ، عَن الْحسن بن عَرَفَة مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث قَالَه الْخَطِيب. (62) مُحَمَّد بن تسنيم الْوراق، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر مَا أعرف حَاله لكنه روى خَبرا بَاطِلا. (63) مُحَمَّد بن تَمِيم السَّعْدِيّ الفاريابي قَالَ ابْن حبَان وَغَيره، كَانَ يضع الحَدِيث. (64) مُحَمَّد بن جَابر الْحلَبِي عَن الْأَوْزَاعِيّ اتهمه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة تَمام بن نجيح. (65) مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ عَن مُجَاهِد بن مُوسَى، لَا يعرف وَالْخَبَر مَوْضُوع. (66) مُحَمَّد بن حَاتِم بن خُزَيْمَة الْكشِّي قَالَ الْحَاكِم كَذَّاب. (67) مُحَمَّد بن حَامِد الْقرشِي عَن دُحَيْم روى خَبرا كَاذِبًا. (68) مُحَمَّد بن الْحجَّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ عَن عبد الْملك بن عُمَيْر ومجالد، قَالَ أَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب وَقَالَ ابْن عدي هُوَ وضع حَدِيث الهريسة. (69) مُحَمَّد بن الْحجَّاج المصفر الْبَغْدَادِيّ، قريب من الَّذِي قبله فِي رِوَايَة الأباطيل. (70) مُحَمَّد بن حسان الْأمَوِي عَن عُبَيْدَة بن سُلَيْمَان قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات كَذَّاب. (71) مُحَمَّد بن حسان الْكُوفِي الخزاز عَن أبي بكر بن عَيَّاش، قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ كذابا. (72) مُحَمَّد بن الْحسن الفيومي قَالَ الذَّهَبِيّ حدث عَن أَحْمد بن عِيسَى الْحَافِظ حَدِيثا اتهمَ بِوَضْعِهِ. (73) مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْأَهْوَازِي وَيعرف بِابْن أبي عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (74) مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد أَبُو بكر الْجَوْهَرِي الْوَاعِظ، مُتَّهم وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (75) مُحَمَّد بن الْحسن، روى عَنهُ إِسْحَق بن مُحَمَّد السُّوسِي أَحَادِيث مُخْتَلفَة فِي فضل مُعَاوِيَة فَلَعَلَّهُ النقاش أَو آخر من الدجاجلة. (76) مُحَمَّد بن الْحسن الْبَاهِلِيّ أَبُو عوَانَة الْبَصْرِيّ، روى حَدِيثا مَوْضُوعا اتهمه الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان. (77) مُحَمَّد بن الْحسن بن زَاهِر الدُّعَاء العسكري وَهُوَ أَبُو بكر القطايعي الْأَصَم عَن عَبَّاس الدوري اتهمه الْخَطِيب بِوَضْع الحَدِيث. (78) مُحَمَّد بن الْحسن بن مَالك السَّعْدِيّ، عَن مُحَمَّد بن حَمْدَوَيْه كذبه أَبُو مَسْعُود الدمشقى.

(79) مُحَمَّد بن الْحسن بن رَاشد الْأنْصَارِيّ، عَن وراق الْحميدِي بِخَبَر مَوْضُوع. (80) مُحَمَّد بن الْحسن بن كوثر أَبُو بَحر البربهاري، قَالَ البرقاني كَانَ كذابا. (81) مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن زِيَاد أَبُو بكر النقاش الْمُفَسّر، رمي بِالْكَذِبِ واتهم بِالْوَضْعِ. (82) مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ شيخ السلَفِي رَافِضِي كذبه ابْن نَاصِر. (83) مُحَمَّد بن الْحسن بن زبالة المَخْزُومِي الْمدنِي، قَالَ أَبُو دَاوُد وَغَيره: كَذَّاب. (84) مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي يزِيد الْهَمدَانِي بِسُكُون الْمِيم الوَاسِطِيّ كَذَّاب قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ. (85) مُحَمَّد بن الْحسن بن يعصين الْقصار عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي كذبه ابْن نَاصِر. (85) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن بُرَيْدَة بن النُّعْمَان أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ الْحَافِظ مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (86) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن شهريار أَبُو بكر الْقطَّان الْبَلْخِي، عَن بشر بن معَاذ وَعَمْرو الفلاس كذبه عبد الله بن نَاجِية. (87) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبكْرِيّ اتهمه ابْن عَسَاكِر. (88) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حميد بن الرّبيع اللَّخْمِيّ الْكُوفِي كذبه ابْن عقدَة. . (89) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْهَمدَانِي قَالَ حَمْزَة السَّهْمِي رَأَيْت لَهُ أَحَادِيث لَا أصل لَهَا. (90) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي صَاحب حقائق التَّفْسِير وَغَيره، قَالَ مُحَمَّد بن يُوسُف الْقطَّان كَانَ يضع الحَدِيث للصوفية. (91) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر الصُّوفِي، قَالَ عبد الغافر فِي السِّيَاق كَانَ يحدث عَن الْأَصَم بالأباطيل. (92) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الْوراق وَيعرف بِابْن الْخفاف عَن أبي بكر الْقطيعِي وَغَيره قَالَ الْخَطِيب كَذَّاب وَضاع. (93) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّاشِي عَن الْأَشَج شويخ كَذَّاب. (94) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر الْمَقْدِسِي سمى نَفسه لاحقا تقدم فِي اللَّام. (95) مُحَمَّد بن حَفْص الْقطَّان عَن ابْن عُيَيْنَة بغدادي كَذَّاب. (96) مُحَمَّد بن حَفْص الخزامي تقدم فِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأَسدي اتهامه. (97) مُحَمَّد بن حَمَّاد عَن مقَاتل بن سُلَيْمَان اتهمه الذهبى بِالْوَضْعِ.

(98) مُحَمَّد بن حميد بن حبَان الرَّازِيّ قَالَ أَبُو زرْعَة كَذَّاب وَقَالَ صَالح جزرة: مَا رَأَيْت أحذق بِالْكَذِبِ مِنْهُ وَمن الشَّاذكُونِي. (99) مُحَمَّد بن حيويه بن المؤمل الكرجي الْهَمدَانِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (100) مُحَمَّد بن خَالِد الْخُتلِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات كذبوه. (101) مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ الطَّحَّان قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (102) مُحَمَّد بن خَالِد الدِّمَشْقِي عَن الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب. (103) مُحَمَّد بن خَالِد الْهَاشِمِي عَن مَالك. قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يكذب، هُوَ الَّذِي قبله. (104) مُحَمَّد بن خَالِد بن قرْبَان اتهمه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة ظفر بن اللَّيْث. (105) مُحَمَّد بن خُزَيْمَة بن مخلد أَبُو بكر الْقرشِي عَن هِشَام بن عمار بِخَبَر كذب. (106) مُحَمَّد بن خلف الْمروزِي كذبه يحيى بن معِين قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات. (107) مُحَمَّد بن خُلَيْد قَالَ أَبُو زرْعَة حدث بأباطيل. (108) مُحَمَّد بن الْخَلِيل الذهلي الْبَلْخِي عَن أبي النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث. (109) مُحَمَّد بن دَاب الْمَدِينِيّ عَن صَفْوَان بن سليم كذبه ابْن حبَان وَغَيره. (110) مُحَمَّد بن دَاوُد الْقَنْطَرِي عَن جبرون الإفْرِيقِي بحديثين باطلين. (111) مُحَمَّد بن دَاوُد بن دِينَار الْفَارِسِي روى عَنهُ ابْن عدي وَقَالَ كَذَّاب. (112) مُحَمَّد بن دَاوُد الرَّمْلِيّ عَن هَوْذَة بن خَليفَة بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته. (113) مُحَمَّد بن دِينَار العرقي عَن هشيم بِخَبَر كذب هُوَ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن دِينَار يَأْتِي. (114) مُحَمَّد بن رَجَاء عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد بِخَبَر بَاطِل فِي فضل مُعَاوِيَة اتهمَ بِوَضْعِهِ. (115) مُحَمَّد بن رزام بَصرِي حدث عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَنَحْوه مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث.

(116) مُحَمَّد بن أبي الزعيزعة عَن أبي الْمليح الرقي قَالَ ابْن حبَان دجال من الدجاجلة. (117) مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الخصيب عَن سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (118) مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي الْبَصْرِيّ الأخباري قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (119) مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن دِينَار العرقي أَتَى بِحَدِيث كذب فِي تَزْوِيج عَليّ بفاطمة وَلَا يدرى من هُوَ. (120) مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن دويد الْكِنْدِيّ عَن حميد الطَّوِيل بِخَبَر بَاطِل. (121) مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا عَن الْحميدِي بِخَبَر بَاطِل، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجران لم يكن هُوَ الْغلابِي فَلَا أعرفهُ. (122) مُحَمَّد بن زُهَيْر بن عَطِيَّة السّلمِيّ اتهمه الحافظان الذَّهَبِيّ وَابْن حجر بِوَضْع الحَدِيث. (123) مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن ابْن عجلَان، لَا يعرف وأتى بِخَبَر مَوْضُوع قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَعِنْدِي أَنه كَذَّاب وَعِنْدِي أَنه هُوَ الَّذِي بعده. (124) مُحَمَّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي الطَّحَّان الْأَعْوَر الفأفاء الْمَيْمُونِيّ عَن مَيْمُون بن مهْرَان وَابْن عجلَان، قَالَ ابْن حَنْبَل وَغَيره كَذَّاب خَبِيث يضع الحَدِيث. (125) مُحَمَّد بن سَالم السّلمِيّ عَن الْأَشَج أبي الدُّنْيَا اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع الحَدِيث (126) مُحَمَّد بن سَالم أَبُو سهل الْكُوفِي عَن الشّعبِيّ، قَالَ السَّاجِي أنكر أَحْمد أَحَادِيث رَوَاهَا وَقَالَ هِيَ مَوْضُوعَة. (127) مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ كذبه زَائِدَة وَابْن معِين وَجَمَاعَة. (128) مُحَمَّد بن السرى الرازى عَن محد بن أَحْمد بن عبد الصَّمد، لَا يعرف وأتى بِخَبَر كذب. (129) مُحَمَّد بن سعيد الدِّمَشْقِي المصلوب كَذَّاب صلب فِي الزندقة. (130) مُحَمَّد بن سعيد الْأَزْرَق عَن هدبة وَشُرَيْح بن يُونُس كَذَّاب يضع الحَدِيث. (131) مُحَمَّد بن سعيد الْمروزِي البورقي عَن سُلَيْمَان بن جَابر، كَانَ أحد الوضاعين بعد الثلثمائة.

(132) مُحَمَّد بن سعيد بن زِيَاد الكوثري الْأَثْرَم معاصر للْبُخَارِيّ مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (133) مُحَمَّد بن سَلام الْمصْرِيّ عَن يحيى بن بكير عَن مَالك بِخَبَر مَوْضُوع. (134) مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن أبي كَرِيمَة قَالَ الْعقيلِيّ روى عَن هِشَام بن عُرْوَة بَوَاطِيلُ. (135) مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دبير بِوَزْن كَبِير عَن عبد الْوَاحِد بن غياث، قَالَ ابْن حبَان يضع على الثِّقَات. (136) مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي فَاطِمَة عَن أَسد بن مُوسَى، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب يضع الحَدِيث. (137) مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن زبان شيخ كَانَ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ قيل كَانَ يضع الحَدِيث. (138) مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن هِشَام أَبُو جَعْفَر الخزاز الْمُعَرّف بِابْن بنت مطر الْوراق، اتهمه الْخَطِيب بِالْوَضْعِ وَقَالَ ابْن عدي يُوصل الحَدِيث ويسرقه. (139) مُحَمَّد بن سليم الْبَغْدَادِيّ القَاضِي عَن شريك، قَالَ ابْن معِين يكذب فِي الحَدِيث،. (140) مُحَمَّد بن سِنَان الْقَزاز لَهُ جُزْء، كذبه أَبُو دَاوُد وَابْن خرَاش. (141) مُحَمَّد بن سهل الْعَطَّار من شُيُوخ أبي بكر الشَّافِعِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (142) مُحَمَّد بن سهل العسكري عَن مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل يروي مَوْضُوعَات قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَأَنَّهُ الأول. (143) مُحَمَّد بن شُجَاع الثَّلْجِي بمثلثة وجيم، قَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الْأَحَادِيث فِي التَّشْبِيه وينسبها إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث يثلبهم بهَا. (144) مُحَمَّد بن شهمرد الْفَارِسِي شيخ لِابْنِ جَمِيع أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (145) مُحَمَّد بن صَالح الطَّبَرِيّ عَن أبي كريب اتهمَ بِالْوَضْعِ وَالْكذب. (146) مُحَمَّد بن صَالح بن فَيْرُوز الْعَسْقَلَانِي روى عَن مَالك مَوْضُوعَات. (147) مُحَمَّد بن صَخْر السجسْتانِي أَتَى بِخَبَر كذب اتهمَ بِهِ. (148) مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوْءِ بْنِ الصّلصَالِ بن الدلهمس كَانَ كذابا مجاهرا بِالْفِسْقِ.

(150) مُحَمَّد بن طريف بن عَاصِم شيخ للنقاش كَذَّاب. (151) مُحَمَّد بن الطُّفَيْل الْحَرَّانِي أَبُو الْيُسْر عَن وَكِيع، قَالَ ابْن عدي لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (152) مُحَمَّد بن عَابِد بموحدة الْبَغْدَادِيّ الْخلال الْقَنْطَرِي أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (153) مُحَمَّد بن عَامر الْخُرَاسَانِي عَن عبد الرَّزَّاق بِخَبَر بَاطِل اتهمَ بِهِ. (154) مُحَمَّد بن عَبَّاس بن سُهَيْل عَن أبي هَاشم الرِّفَاعِي، مِمَّن يضع الحَدِيث قَالَه الْخَطِيب. (155) مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو عَليّ عَن مُحَمَّد بن أبي الثَّلج بِخَبَر بَاطِل. (156) مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد البلوي عَن عمَارَة بن زيد كذبه ابْن الْجَوْزِيّ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر تقدم عبد الله بن مُحَمَّد البلوي وَهُوَ هَذَا انْقَلب. (157) مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو رَجَاء الحبطي عَن شُعْبَة قَالَ ابْن حبَان روى عَن شُعْبَة مَا لَيْسَ من حَدِيثه. (158) مُحَمَّد بن عبد الله بن الْخيام السَّمرقَنْدِي أَبُو المظفر أَتَى بنسخة من حَدِيث الْخضر والياس عَن النبى، قَالَ الذَّهَبِيّ هَذِه النُّسْخَة لَا أَدْرِي من وَضعهَا وَأَبُو المظفر لَا أَدْرِي من هُوَ. (159) مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْملك قَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ كَذَّاب وَلَا يكَاد يعرف. (160) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السَّمرقَنْدِي عَن ابْن لَهِيعَة بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته. (161) مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْخُرَاسَانِي عَن عبد الله بن يحيى الإسْكَنْدراني بِخَبَر مَوْضُوع. (162) مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن ثَابت الْعَنْبَري الْأُشْنَانِي دجال يضع الحَدِيث. (163) مُحَمَّد بن عبد الله المطماطي الْبَزَّار قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لَا أعرفهُ روى عَن مَالك خَبرا بَاطِلا. (164) مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن شَاذان أَبُو بكر الرَّازِيّ الصُّوفِي مُتَّهم. (165) مُحَمَّد بن عبد الله بن زِيَاد أَبُو سَلمَة الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن طَاهِر كَذَّاب لَهُ طامات. (166) مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمطلب أَبُو الْفضل الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي عَن الْبَغَوِيّ وَابْن جرير دجال يضع الحَدِيث. (167) مُحَمَّد بن عبد الله بن علاثة القَاضِي قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (168) مُحَمَّد بن عبد الله بن سُهَيْل أَبُو الْفرج النَّحْوِيّ روى خَبرا مَوْضُوعا كَأَنَّهُ آفته.

(169) مُحَمَّد بن عبد الله بن خَليفَة بن الْجَارُود الْمَعْرُوف بِابْن الْأَحْنَف اتهمه الْحَافِظ ابْن حجر. (170) مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن الْقَاسِم الْعمريّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يحدث عَن مَالك بأباطيل. (171) مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي سُبْرَة أَبُو بكر قَالَ أَحْمد كَانَ يضع الحَدِيث. (172) مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم الرَّازِيّ النَّحْوِيّ كَذَّاب، ويلقب جراب الْكَذِب. (173) مُحَمَّد بن عبد الله الْموصِلِي الْأَعْمَش مَجْهُول أَتَى بِخَبَر كذب. (174) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو جَابر البياضي الْمدنِي عَن سعيد بن الْمسيب، كَذَّاب. (175) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْبَيْلَمَانِي قَالَ ابْن حبَان روى عَن أَبِيه نُسْخَة كلهَا مَوْضُوعَة. (176) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بحير عَن أَبِيه عَن مَالك اتهمه ابْن عدي وَقَالَ الْخَطِيب كَذَّاب. (177) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (178) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقشيرِي الْكُوفِي عَن الْأَعْمَش، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب وَقَالَ الذَّهَبِيّ مُتَّهم وَفِيه جَهَالَة. (179) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السمرقندى بعد الثلاثمائة أَتَى بموضوعات، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَأَظنهُ مُحَمَّد بن عبد بن عَامر الْآتِي ذكره. (180) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الْحَرْث أَبُو الْفضل أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (181) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان ويلقب أَبوهُ قراد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره: كَانَ يضع الحَدِيث. (182) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن إِبْرَاهِيم بن سعد، لَا يعرف أَو هُوَ ابْن قراد جَاءَ بِخَبَر كذب. (183) مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن النُّعْمَان شيخ بَصرِي كتب عَنهُ ابْن عدي ورماه بِالْكَذِبِ. (184) مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الدينَوَرِي أَكثر عَنهُ أَحْمد بن مَرْوَان فِي المجالسة لَهُ بموضوعات. (185) مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِسْمَاعِيل بن الحكم الجارودي قَالَ أَبُو بكر بن عَبْدَانِ كَانَ يكذب. (176) مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن السماك عَن أبي طَالب بن غيلَان قَالَ ابْن نَاصِر كَذَّاب. (187) مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْمروزِي عَن وهب بن جرير كذبه أَبُو حَاتِم. (189) مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله الْمدنِي عَن عَطاء وَابْن الْمُنْكَدر وَنَافِع قَالَ أَحْمد كَانَ يضع الحَدِيث ويكذب.

(189) مُحَمَّد بن عبد الْملك الْكُوفِي القناطري شيخ لعبد الله بن مَحْمُود السَّعْدِيّ، قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي مُعْجَمه قيل لَهُ القناطري لِأَنَّهُ كَانَ يكذب قناطر. (190) مُحَمَّد بن عبد الْملك أَبُو سعد الْأَسدي الْبَغْدَادِيّ من شُيُوخ السلَفِي اتهمه ابْن نَاصِر بِالْكَذِبِ. (191) مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ اتهمَ بِوَضْع الحَدِيث. (192) مُحَمَّد بن عبد بن عَامر السَّمرقَنْدِي فى حُدُود الثلثمائة مَعْرُوف بِوَضْع الحَدِيث. (193) مُحَمَّد بن عَبدة بن حَرْب أَبُو عُبَيْدَة الله القَاضِي الْمصْرِيّ قَالَ ابْن عدي كَذَّاب. (194) مُحَمَّد بن عَبدك بن أبي بِلَال وَعنهُ عُثْمَان بن السماك بِخَبَر كذب. (195) مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع مَوْلَاهُم، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زَوَائِد الْبَزَّار مُتَّهم. (196) مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي قَالَ الْحَافِظ العلائي مُتَّهم. (197) مُحَمَّد بن عبيد الله بن إِسْحَق بن جبابة الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّار عَن أبي مُحَمَّد بن ماسي قَالَ الْخَطِيب كَذَّاب. (198) مُحَمَّد بن عبيد الله بن مَرْزُوق يروي عَن عَفَّان بن حَمَّاد حَدِيثا كذبا يُقَال إِنَّه أَدخل عَلَيْهِ. (199) مُحَمَّد بن عبيد الله أَبُو سعد الْقَرنِي شيخ لتَمام أَتَى بحديثين مَوْضُوعَيْنِ فافتضح. (199) مُحَمَّد بن عبيد بن ثَعْلَبَة عَن جَعْفَر بن زُهَيْر لَهُ خبر مَوْضُوع فِي فضل مُعَاوِيَة. (200) مُحَمَّد بن عبيد بن عُمَيْر، وَفِي الْمِيزَان مُحَمَّد بن عمر الْمحرم أَتَى عَن عَطاء عَن عَائِشَة بِخَبَر مَوْضُوع. (201) مُحَمَّد بن عبيد الْقرشِي عَن مَالك كذبه الدَّارَقُطْنِيّ. (202) مُحَمَّد بن عبيد بن آدم بن أبي إِيَاس الْعَسْقَلَانِي تفرد بِخَبَر بَاطِل. (203) مُحَمَّد بن عُبَيْدَة عَن وضع أَحَادِيث قَالَه أَبُو سعيد النقاش كَذَا فِي الْمِيزَان وبيض بعد عَن كَمَا ترى

قَالَ فِي اللِّسَان وَأَنا أَظُنهُ ابْن عُبَيْدَة بِفَتْح الْعين الْمروزِي. (204) مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحَرَّانِي وَيُقَال الْحدانِي وبالراء أصح عَن مَالك بن دِينَار بِخَبَر بَاطِل. (205) مُحَمَّد بن عُثْمَان بن حسن القَاضِي النصيبي عَن إِسْمَاعِيل الصفار وَجَمَاعَة، كَذَّاب يضع الحَدِيث. (206) مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة أَبُو جَعْفَر الْعَبْسِي الْكُوفِي الْحَافِظ، قَالَ ابْن خرَاش كَانَ يضع الحَدِيث. (207) مُحَمَّد بن عثيم الْحَضْرَمِيّ أَبُو ذَر عَن السَّلمَانِي، قَالَ ابْن معِين مرّة: هُوَ كَذَّاب. (208) مُحَمَّد بن عُرْوَة بن هِشَام بن عُرْوَة، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن جده هِشَام ماليس من حَدِيثه حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهُ، حَكَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِيهِ جَهَالَة. (209) مُحَمَّد بن عكاشة الْكرْمَانِي عَن عبد الرَّزَّاق، كَذَّاب وَقَالَ الْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. (210) مُحَمَّد بن علاثة هُوَ ابْن عبد الله بن علاثة تقدم. (211) مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن معَاذ السَّمرقَنْدِي، قَالَ الإدريسي كَانَ كذابا يضع على الثِّقَات. (212) مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن الشرابي أَبُو بكر شيخ بغدادي اتهمَ بِوَضْع الحَدِيث. (213) مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الْمُذكر، شيخ الْحَاكِم، مُتَّهم وَقَالَ الْحَافِظ الْمزي مَعْرُوف بِسَرِقَة الحَدِيث. (214) مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف الْعَطَّار عَن حُسَيْن الْأَشْقَر وَغَيره، اتهمه ابْن عدي. (215) مُحَمَّد بن عَليّ بن الشَّيْخ السبتي روى عَن وهب بن مَسَرَّة خَبرا مَوْضُوعا فِي فضل سبتة فاتهم بِسَبَبِهِ. (216) مُحَمَّد بن عَليّ بن الْوَلِيد السّلمِيّ الْبَصْرِيّ عَن مُحَمَّد بن أبي عمر الْعَدنِي وَغَيره، أَتَى بِخَبَر بَاطِل الْحمل فِيهِ عَلَيْهِ.

(217) مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن بُسْتَان الغزنوي اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع الحَدِيث. (218) مُحَمَّد بن عَليّ بن سهل الْأنْصَارِيّ الْمروزِي اتهمه الذَّهَبِيّ أَيْضا. (219) مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْعَطَّار ركب على أبي بكر بن زِيَاد النَّيْسَابُورِي خَبرا بَاطِلا فِي تَارِك الصَّلَاة. (220) مُحَمَّد بن عَليّ بن ودعان صَاحب تِلْكَ الْأَرْبَعين الودعانية قَالَ السلَفِي وَغَيره هَالك مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (221) مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْحداد شيخ ابْن الْأَكْفَانِيِّ، قَالَ عبد الْعَزِيز الكتاني كَانَ يكذب. (222) مُحَمَّد بن عَليّ القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ الْمقري، روى حَدِيثا مسلسلا بِأخذ الْيَد اتهمَ بِوَضْعِهِ. (223) مُحَمَّد بن عَليّ بن عَبدك وَاسم عَبدك عبد الْكَرِيم أَبُو أَحْمد الْجِرْجَانِيّ إِمَام أهل التَّشَيُّع فِي زَمَانه، روى لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته خَبرا، وَقَالَ إِنَّه الْمُتَّهم بِهِ. (224) مُحَمَّد بن عمر بن صَالح الكلَاعِي، قَالَ الْحَاكِم روى عَن الْحسن وَقَتَادَة حَدِيثا مَوْضُوعا. (225) مُحَمَّد بن عمر بن الْفضل الْجعْفِيّ عَن أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ اتهمَ بِالْوَضْعِ. (226) مُحَمَّد بن عمر بن غَالب شيخ لأبي نعيم، قَالَ ابْن أبي الفوارس كَانَ كذابا قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ الْجعْفِيّ الْمَذْكُور وغالب جد لَهُ. (227) مُحَمَّد بن عمر بن وَاقد الْوَاقِدِيّ قَالَ أَحْمد كَذَّاب يقلب الْأَخْبَار وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ يضع الحَدِيث. (228) مُحَمَّد بن عَمْرو الْحِمصِي، لَا يعرف أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع. (229) مُحَمَّد بن عَمْرو الحوضي عَن مُوسَى بن إِدْرِيس مَجْهُولَانِ، بِخَبَر كذب. (230) مُحَمَّد بن عَنْبَسَة بن حَمَّاد عَن أَبِيه بِخَبَر كذب.

(231) مُحَمَّد بن عِيسَى بن رِفَاعَة الأندلسي مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (232) مُحَمَّد بن عِيسَى الدهْقَان، لَا يعرف واتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع حَدِيث. (233) مُحَمَّد بن عِيسَى بن عِيسَى بن تَمِيم، عَن لوين كَذَّاب. (234) مُحَمَّد بن عِيسَى الطرسوسي، قَالَ ابْن عدي: هُوَ فِي عداد من يسرق الحَدِيث. (235) مُحَمَّد بن غَزوَان عَن الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار وَيرْفَع الْمَوْقُوف. (236) مُحَمَّد بن فَارس الْبَلْخِي عَن حَاتِم الْأَصَم، لَا يعرف أَتَى بِخَبَر بَاطِل مسلسل بالزهاد. (237) مُحَمَّد بن فَارس بن حمدَان المعبدي رَافِضِي بغيض أَتَى عَن أَبِيه عَن جده عَن شريك بِخَبَر بَاطِل فِي حب عَليّ بن أبي طَالب، وَأَبوهُ وجده لَا يعرفان. (238) مُحَمَّد بن الْفُرَات عَن أَبى إِسْحَق ومحارب بن دثار، قَالَ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة كَذَّاب وَقَالَ أَبُو دَاوُد روى عَن محَارب أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (239) مُحَمَّد بن الفرخان بن روزبه أَبُو الطّيب، قَالَ ابْن النجار كَانَ مُتَّهمًا بِوَضْع الحَدِيث. (240) مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة بن عمر الْعَبْدي مَوْلَاهُم، الْمروزِي وَقيل الْكُوفِي، رَمَوْهُ بِالْكَذِبِ. (241) مُحَمَّد بن الْفضل البُخَارِيّ الْوَاعِظ، عَن حاشد بن عبد الله بِخَبَر مَوْضُوع. (242) مُحَمَّد بن فوز بن عبد الله بن مهْدي، عَن معَاذ بن عِيسَى بِخَبَر مَوْضُوع آفته هُوَ أَو شَيْخه. (243) مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مجمع الطايكاني، قَالَ الْحَاكِم والجوزقاني كَانَ يضع الحَدِيث. (244) مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن الْحسن البزراطي، قَالَ ابْن عَبْدَانِ كَذَّاب وَأقر بِالْوَضْعِ. (245) مُحَمَّد بن الْقَاسِم الجبان عَن أَحْمد بن بديل، همداني اتهمه صَالح بن أَحْمد. (246) مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْكُوفِي، عَن عَليّ بن سِنَان بِخَبَر مَوْضُوع. (247) مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي الْكُوفِي قَالَ أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (248) مُحَمَّد بن كَامِل بن مَيْمُون الزبات عَن زيد بن الْحسن عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل.

(249) مُحَمَّد بن كثير بن مَرْوَان الفِهري قَالَ الْخَطِيب قَالَ إِدْرِيس بن عبد الْكَرِيم سَأَلت يحيى بن معِين عَنهُ فَقَالَ: إِذا مَرَرْت بِهِ فارجمه ذَاك الَّذِي يحدث عَن النبى: لَا يتْرك المصلوب على الْخَشَبَة أَكثر من ثَلَاثَة أَيَّام، وَقَالَ ابْن عدي روى أباطيل وَالْبَلَاء مِنْهُ. (250) مُحَمَّد بن كرام السجسْتانِي شيخ الطَّائِفَة الكرامية، على بدعته يروي الموضوعات. (251) مُحَمَّد بن اللَّيْث عَن مُسلم الزنْجِي لَا يدرى من هُوَ أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع. (252) مُحَمَّد بن مُجيب أَبُو همام الْقرشِي قَالَ يحيى كَذَّاب عَدو الله نَقله ابْن الْجَوْزِيّ. (253) مُحَمَّد بن مُحصن الْأَسدي عَن الْأَوْزَاعِيّ كَذَّاب قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم بن عكاشة بن مُحصن الْأَسدي وَقد تقدم. (254) مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الطرازي قَالَ الْخَطِيب يروي أباطيل. (255) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْحَق شيخ بَصرِي روى عَن سُوَيْد بن نصر الْمروزِي أَتَى بِخَبَر كذب. (256) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث الْكُوفِي أَبُو الْحسن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ آيَة من آيَات الله وضع ذَلِك الْكتاب يَعْنِي السّنَن المسندة عَن آل الْبَيْت. (257) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المعداني عَن الطَّبَرَانِيّ بِخَبَر مَوْضُوع اتهمه بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ. (258) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن شبْل الْبَاهِلِيّ طعن فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ واتهمه. (259) مُحَمَّد بن محمويه عَن أَبِيه بِخَبَر بَاطِل وَهُوَ وَأَبوهُ مَجْهُولَانِ. (260) مُحَمَّد بن مخلد أَبُو أسلم الرعيني الْحِمصِي عَن مَالك وَغَيره قَالَ ابْن عدي حدث بالأباطيل. (261) مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ قَالَ ابْن نمير كَذَّاب وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد كَانَ يضع الحَدِيث. (262) مُحَمَّد بن مزِيد بن أبي الْأَزْهَر قَالَ الْخَطِيب كَانَ يضع الحَدِيث. (263) مُحَمَّد بن مزِيد أَبُو جَعْفَر مولى بني هَاشم عَن أبي حُذَيْفَة النَّهْدِيّ عَن عبد الله بن حبيب الْهُذلِيّ بِخَبَر بَاطِل اتهمَ بِهِ.

(264) مُحَمَّد بن مسعر عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِخَبَر مَوْضُوع اتهمه بِهِ ابْن عَسَاكِر. (265) مُحَمَّد بن مسلمة الوَاسِطِيّ صَاحب يزِيد بن هرون أَتَى بِخَبَر بَاطِل اتهمَ بِهِ. (266) مُحَمَّد بن أبي مُسلم مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ الْحَافِظ ابْن حجر. (267) مُحَمَّد بن مُضر بن معن الْأنمَاطِي اتهمه الذَّهَبِيّ. (268) مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة النَّيْسَابُورِي نزيل مَكَّة كذبه ابْن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ. (269) مُحَمَّد بن معمر الشَّامي عَن يحيى بن حَفْص بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (270) مُحَمَّد بن الْمُغيرَة الشهرزوري عَن أَيُّوب بن سُوَيْد الرَّمْلِيّ قَالَ ابْن عدي كَانَ يسرق الحَدِيث وَهُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث. (271) مُحَمَّد بن الْمُغيرَة بن بسام عَن يزِيد بن مَنْصُور بِخَبَر بَاطِل قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَيظْهر لي أَنه الَّذِي قبله. (272) مُحَمَّد بن مقَاتل الفاريابي ذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي مُقَدّمَة الموضوعات عَن سهل بن السّري أَنه وَضاع. (273) مُحَمَّد بن أبي مقَاتل عَن مَالك، مَجْهُول أَتَى بِخَبَر بَاطِل. (274) مُحَمَّد بن مكرم الدِّمَشْقِي فِيهِ جَهَالَة واتهمه الْحَافِظ ابْن حجر. (275) مُحَمَّد بن مَنْدَه الْأَصْبَهَانِيّ نزيل الرّيّ قَالَ أَبُو حَاتِم لم يكن بصدوق. (276) مُحَمَّد بن الْمُنْذر بن عبيد الله عَن هِشَام بن عُرْوَة، قَالَ الْحَاكِم يروي عَن هِشَام مَوْضُوعَات. (277) مُحَمَّد بن الْمُنْذر بن ظبْيَان عَن أبي الْقَاسِم بن بَشرَان قَالَ ابْن نَاصِر كَانَ كذابا. (278) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن جيكان بجيم مَكْسُورَة التسترى قَالَ أَبُو إِسْحَق الحبال الْحَافِظ: كَذَّاب. (279) مُحَمَّد بن مَنْصُور الطرسوسي شيخ لِابْنِ جَمِيع بِحَدِيث بَاطِل هُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (280) مُحَمَّد بن مهَاجر الطَّالقَانِي الْبَغْدَادِيّ عَن وَكِيع وَأبي مُعَاوِيَة كذبه صَالح جزرة وَغَيره قَالَ ابْن حبَان والجوزقاني يضع الحَدِيث. (281) مُحَمَّد بن الْمُهلب الْحَرَّانِي عَن أبي جَعْفَر النُّفَيْلِي قَالَ أَبُو عرُوبَة كَانَ يضع الحَدِيث. (282) مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو غزيَّة القَاضِي قَالَ ابْن حبَان كَانَ يسرق الحَدِيث ويروي عَن الثِّقَات الموضوعات وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ بِالْوَضْعِ.

(283) مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الأصطخري مَجْهُول روى خَبرا مَوْضُوعا. (284) مُحَمَّد بن مُوسَى بن زِيَاد الْأَصْفَهَانِي شيخ مَجْهُول عَن مثله وَهُوَ الْحسن بن مَحْمُود عَن سُفْيَان بن وَكِيع بِخَبَر بَاطِل. (285) مُحَمَّد بن نصر بن عِيسَى الْبَاهِلِيّ اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ. (286) مُحَمَّد بن نصر بن هرون السامري لَا يعرف أَتَى بمنام حَمْزَة الزيات فِي رُؤْيَة الله تَعَالَى واتهم بِهِ. (287) مُحَمَّد بن نصر الْقطيعِي عَن جَعْفَر الْخُلْدِيِّ قَالَ الذَّهَبِيّ كذبه الْخَطِيب وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر تبع الذَّهَبِيّ فِي ذَلِك ابْن الْجَوْزِيّ وَفِيه نظر. (288) مُحَمَّد بن النَّضر الْبكْرِيّ أَبُو غزيَّة عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل. (289) مُحَمَّد بن نعيم النصيبي عَن أبي الزبير عَن جَابر بِخَبَر كذب قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَذَّاب. (290) مُحَمَّد بن أبي نعيم هُوَ ابْن مُوسَى بن أبي نعيم الوَاسِطِيّ كذبه ابْن معِين. (291) مُحَمَّد بن خير الفاريابي قَالَ الذَّهَبِيّ لَا أعرفهُ وعده السُّلَيْمَانِي فِيمَن يضع الحَدِيث. (292) مُحَمَّد بن نوح الْمُؤَذّن شيخ لمُحَمد بن مخلد الْعَطَّار بِخَبَر كذب فِي ذكر الْمهْدي. (293) مُحَمَّد بن نوح الْأَصْفَهَانِي قَالَ فِي اللِّسَان لَا أعرفهُ واتهمه القَاضِي عِيَاض بِوَضْع الحَدِيث. (294) مُحَمَّد بن نَهَار شيخ لِابْنِ نجيح أَتَى عَن الرياشي بِخَبَر بَاطِل. (295) مُحَمَّد بن هرون بن بَريَّة الْهَاشِمِي عَن الزيَادي قَالَ ابْن عَسَاكِر يضع الحَدِيث. (296) مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن أبان القلانسي الْبَغْدَادِيّ مولى بني هَاشم عَن يزِيد بن هرون قَالَ أَبُو عرُوبَة كَذَّاب وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث. (297) مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْقُرْطُبِيّ عَن الْعُتْبِي الْفَقِيه والمزني وأقرانهما كَانَ يضع الحَدِيث. (298) مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْيَشْكُرِي عَن مَالك كذبه الْأَزْدِيّ. (299) مُحَمَّد بن يحيى أَبُو غزيَّة الزُّهْرِيّ الْمدنِي اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ. (300) مُحَمَّد بن يحيى بن قيس الماربي عَن مُوسَى بن عقبَة وَعنهُ خطاب بن عمر الصفار بِخَبَر بَاطِل قَالَ الذَّهَبِيّ آفته خطاب أَو شَيْخه. (301) مُحَمَّد بن يحيى بن ضرار الْمَازِني الْأَهْوَازِي قَالَ الْحَاكِم حدث عَن أبي الرّبيع الزهْرَانِي وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة.

(302) مُحَمَّد بن يحيى بن رزين المصِّيصِي قَالَ ابْن حبَان دجال يضع الحَدِيث. (303) مُحَمَّد بن يحيى بن عِيسَى السّلمِيّ عَن عبد الْوَاحِد بن غياث أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع اتهمَ بِهِ. (304) مُحَمَّد بن يحيى الْأُشْنَانِي عَن ابْن معِين هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله الْأُشْنَانِي الْمُتَقَدّم ذكره قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ جزما وَسَبقه إِلَيْهِ الْخَطِيب احْتِمَالا. (305) مُحَمَّد بن يزِيد الْمُسْتَمْلِي أَبُو بكر الطرسوسي لَا النَّيْسَابُورِي قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث وَيزِيد فِيهِ وَيَضَع. (306) مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الله السّلمِيّ لَهُ خبر بَاطِل فِي ذكر أبي حنيفَة وَيحْتَمل أَنه الَّذِي قبله. (307) مُحَمَّد بن يزِيد بن مَنْصُور أَبُو جَعْفَر مولى بني هَاشم قَالَ الْخَطِيب كَانَ يضع. (308) مُحَمَّد بن يزِيد العابد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته. (309) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن سراج الشماخي عَن عبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء الْعَطَّار عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر مَوْضُوع. (310) مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الرَّازِيّ وضع كثيرا من الْقرَاءَات قَالَ الْخَطِيب ويتهم بِالْوَضْعِ للْحَدِيث. (311) مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب أَبُو بكر الرقي لَقِي خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان وطبقته قَالَ الْخَطِيب كَذَّاب وَقَالَ الذَّهَبِيّ وضع على الطَّبَرَانِيّ حَدِيثا. (312) مُحَمَّد بن يُوسُف الصَّابُونِي عَن مُحَمَّد بن أبي الخصيب الْأَنْطَاكِي اتهمه الْحَافِظ ابْن حجر. (313) مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي قَالَ ابْن عدي اتهمَ بِالْوَضْعِ وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع على الثِّقَات. (314) مَحْمُود بن الرّبيع الْجِرْجَانِيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ بِخَبَر كذب وَلَا يدرى من هُوَ. (315) مَحْمُود بن الْعَبَّاس عَن هشيم بِخَبَر كذب لَعَلَّه وَاضعه. (316) مَحْمُود بن عَليّ الطرازي كَذَّاب كَانَ فِي الْمِائَة السَّادِسَة قَالَ ثَنَا الْأَشَج صَاحب رَسُول الله فَذكر افكا بَينا.

(317) مَحْمُود بن مُحَمَّد القَاضِي كَذَّاب كَانَ بعد الستمائة قَالَ أَنا عبد النُّور الجني الصَّحَابِيّ فَذكر خَبرا مَوْضُوعا. (318) محمويه بن عَليّ عَن رجل عَن يزِيد بن هرون قَالَ أَبُو سعيد النقاش مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (319) الْمُخْتَار بن أبي عبيد الثَّقَفِيّ يُقَال إِنَّه الْكذَّاب الْمشَار إِلَيْهِ بقوله يخرج من ثَقِيف كَذَّاب ومبير. (320) مخلد بن عبد الْوَاحِد أَبُو الْهُذيْل الْبَصْرِيّ اتهمه الذَّهَبِيّ بِخَبَر أبي بن كَعْب الطَّوِيل فِي فَضَائِل السُّور. (321) مخلد بن عَمْرو الْحِمصِي الكلَاعِي عَن عبيد الله بن مُوسَى حَدِيثه مَوْضُوع كَذَا سَمَّاهُ ابْن حبَان وَصَوَابه خَالِد بن عَمْرو وَقد تقدم. (322) مَرْوَان بن سَالم الْجَزرِي قَالَ أَبُو عرُوبَة الْحَرَّانِي يضع الحَدِيث. (323) مَرْوَان بن مُحَمَّد السنجاري روى عَن مَالك خَبرا مَوْضُوعا. (324) مَسَرَّة بن عبد الله خَادِم المتَوَكل كَانَ يضع الحَدِيث. (325) مسروح بن عبد الرَّحْمَن أَبُو شهَاب عَن الثَّوْريّ اتهمَ بِحَدِيث نعم الْجمل جملكما. (326) مسرور بن عبد الرَّحْمَن روى لَهُ الْأَزْدِيّ خَبرا بَاطِلا اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (327) مسْعدَة بن بكر الفرغاني عَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عون بِخَبَر كذب. (328) مسْعدَة بن صَدَقَة عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن آبَائِهِ بِخَبَر كذب. (329) مسْعدَة بن اليسع الْبَاهِلِيّ سمع من متأخري التَّابِعين هَالك كذبه أَبُو دَاوُد. (330) مَسْعُود بن عَمْرو الْبكْرِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ لَا أعرفهُ وَخَبره بَاطِل. (331) مُسلم بن زِيَاد الْحَنَفِيّ عَن فليح أَتَى بِخَبَر كذب. (332) مُسلم بن عبد الله عَن الْفضل بن مُوسَى روى مَوْضُوعَات. (333) مُسلم بن عِيسَى الصفار اتهمه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك بِالْوَضْعِ. (334) مسلمة بن عبد الله الْجُهَنِيّ أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة سُلَيْمَان بن عَطاء الْحَرَّانِي إِلَى اتهامه بِالْوَضْعِ. (335) مسلمة بن عَليّ الْخُشَنِي أورد لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيثا وَقَالَ إِن الْحمل فِيهِ عَلَيْهِ. (336) الْمسيب بن عبد الْكَرِيم عَن أَيُّوب بن صَالح اتهمه الدارقطنى بِالْوَضْعِ.

(337) مُصعب بن عبد الله النَّوْفَلِي أورد لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيثا وَقَالَ قَالَ ابْن عدي الْبلَاء فِيهِ من مُصعب. (338) مطرف بن مَازِن الصَّنْعَانِيّ عَن معمر وَابْن جريج كذبه ابْن معِين. (339) مطرف بن معقل قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ عَن ثَابت الْبنانِيّ حَدِيث مَوْضُوع. (340) مطروح بن مُحَمَّد بن شَاكر عَن هاني بن المتَوَكل بأباطيل فِي فضل الْإسْكَنْدَريَّة. (341) مطر بن مَيْمُون الإسكاف قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (342) مطهر بن سُلَيْمَان الْفَقِيه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب. (343) المظفر بن عَاصِم بن أبي الْعِزّ الْعجلِيّ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ زعم أَنه لَقِي بعض الصَّحَابَة فكذب وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة هُوَ أحد الْكَذَّابين. (344) المظفر بن نظيف عَن القَاضِي الْمحَامِلِي قَالَ الْأَزْهَرِي كَذَّاب. (345) معَاذ بن عِيسَى اتهمه الذَّهَبِيّ بِالْوَضْعِ كَمَا مر فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن فوز. (346) معَاذ بن مُسلم نكرَة عَن عَطاء بن السَّائِب بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (347) مُعَاوِيَة بن عَطاء قَالَ الْعقيلِيّ روى عَن الثَّوْريّ أباطيل. (348) مُعَاوِيَة بن الْحلَبِي قَالَ أَبُو نعيم كَانَ يضع الحَدِيث كَذَا فِي الْكَشْف الحثيث. (349) معبد بن جُمُعَة أَبُو شَافِع كذبه أَبُو زرْعَة الْكشِّي. (350) معبد بن عَمْرو عَن جَعْفَر الضبعِي عَن جَعْفَر الصَّادِق بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ ثمَّ الذَّهَبِيّ. (351) معتب عَن مَوْلَاهُ جَعْفَر الصَّادِق قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب وَيُقَال اسْمه مغيث بِمُعْجَمَة ومثلثة. (352) مَعْرُوف بن أبي مَعْرُوف الْبَلْخِي عَن جرير بن عبد الحميد قَالَ ابْن عدي كَانَ يسرق الحَدِيث. (353) مُعلى بن سعيد رَاوِي حِكَايَة الْهِمْيَان اتهمَ بوضعها وفيهَا عَن ابْن جرير عَن صَاحب الْهِمْيَان عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر فَذكر خَبرا بَاطِلا. (354) مُعلى بن صبيح الْموصِلِي قَالَ ابْن عمار كَانَ يضع الحَدِيث ويكذب.

(355) مُعلى بن عبد الرَّحْمَن الوَاسِطِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَّاب وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (356) مُعلى بن هِلَال الطَّحَّان كُوفِي عَن مَنْصُور، مِمَّن يضع الحَدِيث. (357) معمر أَو معمر بن بريك دجال من نمط رتن الْهِنْدِيّ ادّعى الصُّحْبَة والتعمير. (358) معمر بِالتَّشْدِيدِ بِلَا شكّ دجال آخر لأهل الغرب من نمط الَّذِي قبله. (359) الْمُغيرَة بن سعيد أَبُو عبد الله الْكُوفِي رَافِضِي كَذَّاب ادّعى النُّبُوَّة فَقتله خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي. (360) الْمُغيرَة بن عَمْرو الْمَكِّيّ عَن الْمفضل الجندي روى خَبرا مَوْضُوعا الْحمل فِيهِ عَلَيْهِ. (361) مفرج بن شُجَاع الْموصِلِي عَن يزِيد بن هرون مَجْهُول، ووهاه الْأَزْدِيّ وَحدث عَنهُ بشر بن مُوسَى بِخَبَر بَاطِل. (362) مقَاتل بن سُلَيْمَان الْبَلْخِي الْمُفَسّر قَالَ وَكِيع وَغَيره كَذَّاب وَقَالَ النَّسَائِيّ هُوَ من المعروفين بِوَضْع الحَدِيث. (363) مقَاتل بن الْمفضل اليمامي عَن مُجَاهِد قَالَ ابْن أبي حَاتِم حَدِيثه يدل على أَنه لَيْسَ بصدوق. (364) مِقْدَام بن دَاوُد الرعيني أورد لَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك حَدِيثا شَاهدا وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَوْضُوع وآفته مِقْدَام. (365) مكلبة بن ملكان الْخَوَارِزْمِيّ زعم أَنه صَحَابِيّ فإمَّا افترى وَإِمَّا لَا وجود لَهُ. (366) مكي بن بنْدَار الزنجاني اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ بِوَضْع الحَدِيث. (367) مُنْذر بن حسان عَن سَمُرَة قَالَ الدولابي يرْمى بِالْكَذِبِ كَذَا سَمَّاهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَإِنَّمَا هُوَ مُنْذر أَبُو حسان. (368) مُنْذر بن زِيَاد الطَّائِي عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ الفلاس كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة رَمَاه أهل الحَدِيث بِالْوَضْعِ. (369) مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم القزوينى لَا شئ، سمع مِنْهُ أَبُو عَليّ بن هرون بِمصْر حَدِيثا بَاطِلا.

(370) مَنْصُور بن الحكم الفرغاني الزَّاهِد عَن جَعْفَر بن نسطور طير غَرِيب مُتَّهم بِالْكَذِبِ. (371) مَنْصُور بن عبد الله أَبُو عَليّ الذهلي الخالدي الْهَرَوِيّ قَالَ أَبُو سعد الإدريسي كَذَّاب. (372) مَنْصُور بن عبد الحميد الْجَزرِي عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ قَالَ الْحَاكِم وَغَيره روى عَن أبي أُمَامَة الأباطيل. (373) مَنْصُور بن مُجَاهِد عَن الرّبيع بن بدر قَالَ الْأَزْدِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (374) مَنْصُور بن الْمُوفق عَن يمَان بن عدي قَالَ أَبُو سعيد النقاش كَانَ يضع الحَدِيث. (375) مَنْصُور بن يزِيد عَن مُوسَى بن عبد الله الْأنْصَارِيّ لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (376) منفر بن الحكم مَجْهُول اتهمَ بِوَضْع الحَدِيث. (377) مهْدي بن هِلَال أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ عَن يُونُس بن عبيد وَغَيره قَالَ ابْن معِين وَغَيره صَاحب بِدعَة يضع الحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (378) مهلب بن عُثْمَان الشَّامي عَن نَافِع قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (379) مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن بَحر أَبُو عمرَان الْمروزِي عَن ابْن لَهِيعَة وَمَالك كذبه يحيى. (380) مُوسَى بن إِدْرِيس مر فِي مُحَمَّد بن عَمْرو الحوضي. (381) مُوسَى بن جَعْفَر بن أبي كثير الْأنْصَارِيّ عَن عَمه لَا يعرف وَخَبره مَوْضُوع. (382) مُوسَى بن دِينَار عَن سعيد بن جُبَير وَجَمَاعَة كذبه حَفْص بن غياث وَقَالَ السَّاجِي مَتْرُوك كَذَّاب. (383) مُوسَى بن سهل الرَّاسِبِي وَعنهُ دعبل الْخُزَاعِيّ بِخَبَر بَاطِل وَلَا يعرف. (384) مُوسَى بن طريف الْأَسدي الْكُوفِي كذبه أَبُو بكر بن عَيَّاش. (385) مُوسَى بن عبد الله الطَّوِيل عَن أنس قَالَ ابْن حبَان وَغَيره روى مَوْضُوعَات. (386) مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الثَّقَفِيّ الصَّنْعَانِيّ قَالَ ابْن حبَان دجال وضع على ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس كتابا فِي التَّفْسِير. (387) مُوسَى بن عَليّ الْقرشِي قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لَا يدرى من ذَا وَخَبره كذب. (388) مُوسَى بن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ عَن يزِيد بن هرون بِخَبَر كذب قَالَ الْخَطِيب هُوَ الْمُتَّهم بِهِ.

حرف النون

(389) مُوسَى بن قيس ويلقب بعصفور الْجنَّة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: من غلاة الشِّيعَة وَهُوَ إِن شَاءَ الله من حمير النَّار وَقَالَ الْعقيلِيّ روى أَحَادِيث ردية بَوَاطِيلُ. (390) مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء الدمياطي الْبُلْقَاوِيُّ عَن مَالك كذبه أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يسرق الحَدِيث. (391) مُوسَى بن مطير عَن أَبِيه وَعنهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ كذبه يحيى بن معِين وَقَالَ ابْن حبَان صَاحب عجائب لَا يشك سامعها أَنَّهَا مَوْضُوعَة. (392) مُوسَى بن نصر أَبُو عمرَان الثَّقَفِيّ قَالَ الإدريسي حدث عَن الثَّوْريّ وَمَالك وَغَيرهمَا بالطامات وَقَالَ الذَّهَبِيّ روى بِسَنَد مُسلم حَدِيثا كذبا. (393) مُوسَى بن النُّعْمَان نكرَة لَا يعرف روى عَن اللَّيْث بن سعد خَبرا بَاطِلا. (394) مُوسَى بن وصيف مَجْهُول واتهمه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات. (395) مُوسَى بن يَعْقُوب الحامدي عَن أَسد التركي وَعنهُ بهْرَام المرغيناني تقدم فِي بهْرَام أَن الذَّهَبِيّ اتهمه. (396) مُوسَى الأبني ذكره السُّلَيْمَانِي هَكَذَا فِيمَن يضع الحَدِيث، كَذَا فِي الْكَشْف الحثيث. (397) ميسرَة بن عبد ربه الْفَارِسِي ثمَّ الْبَصْرِيّ، قَالَ ابْن حبَان روى الموضوعات عَن الْأَثْبَات وَيَضَع الحَدِيث وَقَالَ أَبُو دَاوُد أقرّ بِوَضْع الحَدِيث. (398) ميناء ابْن أبي ميناء مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن مَوْلَاهُ وَعُثْمَان وَابْن مَسْعُود قَالَ أَبُو حَاتِم كَذَّاب. حرف النُّون (1) نَاصح بن عبد الله المحلمي شيعي مَتْرُوك اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ. (2) نَافِع بن عبد الله حدث عَنهُ أَبُو ضَمرَة عَن أنس، لَا يعرف وَالْخَبَر بَاطِل. (3) نَافِع بن هُرْمُز أَبُو هُرْمُز عَن أنس وَالْحسن وَعَطَاء قَالَ ابْن معِين مرّة كَذَّاب. (4) نرجس مولى الْحسن بن عَرَفَة أَتَى بِخَبَر كذب أَو لَا وجود لَهُ، اختلق اسْمه لَاحق ابْن الْحُسَيْن. (5) نزار بن حَيَّان عَن عِكْرِمَة اتهمه ابْن حبَان بِالْوَضْعِ.

(6) نسطور الرُّومِي وَقيل جَعْفَر بن نسطور كَذَّاب أَو لَا وجود لَهُ أصلا. (7) نصر بن بَاب أَبُو سهل الْخُرَاسَانِي الْمروزِي قَالَ البُخَارِيّ يرمونه بِالْكَذِبِ. (8) نصر بن حَمَّاد أَبُو الْحَارِث الْوراق كذبه يحيى بن معِين. (9) نصر بن زَكَرِيَّا البُخَارِيّ عَن يحيى بن أَكْثَم بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته. (10) نصر بن سَلام وَقيل مَالك بن سَلام عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل. (11) نصر بن طريف أَبُو جزي القصاب قَالَ يحيى: من المعروفين بِوَضْع الحَدِيث وعده الفلاس فِيمَن أجمع على أَنهم من أهل الْكَذِب. (12) نصر بن الْفَتْح السَّمرقَنْدِي العائذي شيخ ابْن حبَان اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع حَدِيث. (13) نصر بن صَفْوَان عَن حَمَّاد بن زيد قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (14) نصر بن مُزَاحم الْكُوفِي رَافِضِي جلد تَرَكُوهُ وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَة كَانَ كذابا. (15) النَّضر بن سَلمَة شَاذان الْمروزِي عَن سعيد بن عفير وطبقته قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يفتعل الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يتهم بِوَضْع الحَدِيث. (16) النَّضر بن طَاهِر قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث وَيحدث عَمَّن لم يرهم مِمَّن لَا يحْتَملهُ سنه وَقَالَ ابْن أبي عَاصِم سَمِعت مِنْهُ ثمَّ وقفت مِنْهُ على كذب. (17) النُّعْمَان بن شبْل الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ عَن أبي عوَانَة وَمَالك قَالَ مُوسَى بن هرون كَانَ مُتَّهمًا وَقَالَ ابْن حبَان يَأْتِي بالطامات وَعَن الْأَثْبَات بالمقلوبات. (18) نعيم بن الْمُوَرِّع بن تَوْبَة الْعَنْبَري عَن الْأَعْمَش قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث وَقَالَ الْحَاكِم وَأَبُو سعيد النقاش روى عَن هِشَام أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (19) نهشل بن سعيد بن وردان مَتْرُوك وَكذبه إِسْحَق بن رَاهَوَيْه. (20) نوح بن دراج الْكُوفِي القَاضِي كذبه ابْن معِين وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يضع الحَدِيث. (21) نوح بن يزِيد أَبُو عصمَة وَهُوَ نوح بن أبي مَرْيَم كَذَّاب وَضاع. (22) نَوْفَل بن سُلَيْمَان الْهنائِي قَالَ الخليلي يروي أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا، وَقَالَ السيوطى يرْوى الموضوعات.

حرف الهاء

حرف الْهَاء (1) هرون بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم الْقطَّان عَن أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ بِخَبَر مَوْضُوع. (2) هرون بن الجهم عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة أبي طَالب العشاري إِلَى اتهامه. (3) هرون بن حَاتِم الْكُوفِي اتهمه الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة يحيى بن عِيسَى بِوَضْع حَدِيث. (4) هرون بن حبيب الْبَلْخِي عَن جُوَيْبِر قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (5) هرون بن حبَان الرقي عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ الْحَاكِم كَانَ يضع الحَدِيث. (6) هرون بن زِيَاد عَن الْأَعْمَش قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع على الثِّقَات. (7) هرون بن عنترة اتهمه ابْن حبَان بِوَضْع الحَدِيث. (8) هرون بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب عَن سعيد بن أبي عرُوبَة وَالربيع بن صبيح قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. (9) هرون بن هرون بن عبد الله بن مُحرز بن هدير التَّيْمِيّ الْمدنِي عَن مُجَاهِد وَابْن الْمُنْكَدر وَنَحْوهمَا، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (10) هرون أَبُو مُحَمَّد عَن مقَاتل بن حَيَّان اتهمه الذَّهَبِيّ بِحَدِيث فِي فضل يس. (11) هبة الله بن الْمُبَارك السَّقطِي قَالَ ابْن نَاصِر لَيْسَ بِثِقَة وَظهر كذبه. (12) هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ الأخباري النسابة اتهمَ بِالْكَذِبِ. (13) هِشَام بن مُحَمَّد بن أَحْمد التَّمِيمِي اتهمه الْحَافِظ مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي بِالْكَذِبِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ روى خَبرا مَوْضُوعا هُوَ آفته. (14) هِلَال بن زيد بن يسَار أَبُو عقال قَالَ ابْن حبَان روى عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة. (15) هِلَال بن فياض الْيَشْكُرِي قَالَ ابْن حبَان كَانَ يرفع الْمَوْقُوفَات ويقلب الْأَسَانِيد. (16) هِلَال بن عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ قَالَ الْعقيلِيّ روى مَا لَا أصل لَهُ وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ. (17) همام بن مُسلم الزَّاهِد قَالَ ابْن حبَان يسرق الحَدِيث ويروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ. (18) هناد بن إِبْرَاهِيم أَبُو المظفر النَّسَفِيّ راوية للموضوعات والبلايا. (19) الْهَيْثَم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم الْمهرِي قَالَ الْحسن بن عمر البصرى كَذَّاب وَضاع.

حرف الواو

(20) الْهَيْثَم بن جماز الْحَنَفِيّ الْبكاء الْبَصْرِيّ ذكره البرقي فِي الْكَذَّابين. (21) الْهَيْثَم بن حبيب عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل فِي الْمهْدي هُوَ الْمُتَّهم بِهِ كَذَا فِي الْكَشْف الحثيث. (22) الْهَيْثَم بن خَالِد الْكُوفِي الخشاب حدث عَن مَالك بِمَا لَا أصل لَهُ. (23) الْهَيْثَم بن عبد الْغفار الطَّائِي قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَقد عرض عَلَيْهِ أَحْمد ابْن حَنْبَل حَدِيثه هَذَا يضع الحَدِيث. (24) الْهَيْثَم بن عدي الطَّائِي قَالَ البُخَارِيّ وَيحيى كَانَ يكذب وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَغَيره كَذَّاب. (25) هَيْصَم بن شَدَّاخٍ عَن الْأَعْمَش وَشعْبَة مَجْهُول مُتَّهم. حرف الْوَاو (1) الْوَازِع بن نَافِع الْعقيلِيّ الْجَزرِي قَالَ الْحَاكِم وَغَيره روى أَحَادِيث مَوْضُوعَة. (2) وثيمة بن مُوسَى قَالَ ابْن أبي حَاتِم حدث عَن سَلمَة بن الْفضل بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة. (3) وَزِير بن مُحَمَّد قَالَ فِي اللِّسَان لَا أعرفهُ جَاءَ بِخَبَر بَاطِل فِي الرِّبَاط بالإسكندرية. (4) وَزِير بن عبد الرَّحْمَن الْجَزرِي عَن غَالب بن عبيد الله الْعقيلِيّ اتهمه أَبُو حَاتِم. (5) الْوَلِيد بن سَلمَة الطَّبَرِيّ الأردني قَالَ دُحَيْم وَغَيره كَذَّاب، وَقَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث على الثِّقَات. (6) الْوَلِيد بن عِصَام الزبيدِيّ عَن أَبِيه مُتَّهم فِي رِوَايَته. (7) الْوَلِيد بن عَمْرو بن سَاج الْحَرَّانِي، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات المقلوبات حَتَّى كَأَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا. (8) الْوَلِيد بن الْفضل الْعَنزي قَالَ ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَأَبُو نعيم وَأَبُو سعيد النقاش روى مَوْضُوعَات.

حرف الياء

(9) الْوَلِيد بن مُحَمَّد الموقري قَالَ يحيى كَذَّاب. (10) الْوَلِيد بن مُوسَى الدِّمَشْقِي وَيُقَال فِيهِ الْوَلِيد بن الْوَلِيد الدِّمَشْقِي وَكَأن مُوسَى جده قَالَ الْعقيلِيّ أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا. (11) الْوَلِيد بن الْوَلِيد الْعَبْسِي قَالَ أَبُو نعيم روى عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَابت مَوْضُوعَات، وَيُقَال هُوَ الَّذِي قبله. (12) وهب بن أبان لَا يدرى من هُوَ وأتى بِخَبَر مَوْضُوع. (13) وهب بن حَفْص البَجلِيّ الْحَرَّانِي عَن أبي قَتَادَة كذبه أَبُو عرُوبَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث، وَهُوَ وهب بن يحيى بن حَفْص نسبه إِلَى جده. (14) وهب بن دَاوُد الضَّرِير المخرمي اتهمه الْخَطِيب. (15) وهب بن رَاشد الرقي وَيُقَال الْبَصْرِيّ عَن ثَابت وَمَالك بن دِينَار وفرقد قَالَ أَبُو حَاتِم حدث بِأَحَادِيث بَوَاطِيلُ. (16) وهب بن عَمْرو عَن أبي عبد الرَّحْمَن لَا يعرف وأتى بِخَبَر مَوْضُوع. (17) وهب بن وهب أَبُو البخْترِي القَاضِي قَالَ أَحْمد وَغَيره كَذَّاب وَضاع. حرف الْيَاء (1) يَاسر مولى أنس عَن أنس لَا شئ وَحَدِيثه بَاطِل قَالَ فِي اللِّسَان وَأَظنهُ يسرا يَعْنِي الْآتِي: (2) ياسين بن الْحُسَيْن بن ياسين اتهمه الْحَافِظ ابْن حجر بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث. (3) ياسين بن معَاذ الزيات قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات. (4) يحيى بن أَكْثَم القَاضِي قَالَ عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْجُنَيْد كَانُوا لَا يَشكونَ أَنه يسرق الحَدِيث. (5) يحيى بن بشار الْكِنْدِيّ شيخ لعباد بن يَعْقُوب الروَاجِنِي لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل.

(6) يحيى بن الْحُسَيْن المدايني عَن ابْن لَهِيعَة اتهمه ابْن عدي وَقَالَ إِنَّه غير مَعْرُوف. (7) يحيى بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْعلوِي رَافِضِي مُتَأَخّر اتهمَ بِوَضْع حَدِيث فى أَن أبوى النبى فِي الْجنَّة وجده. (8) يحيى بن الْحسن الْعلوِي آخر أقدم من الَّذِي قبله وَأَبوهُ بِفتْحَتَيْنِ قَالَ فِي اللِّسَان وجدت لَهُ خَبرا مَوْضُوعا فِي فضل الْبِطِّيخ. (9) يحيى بن حَفْص بن أخي هِلَال الْكَرْخِي عَن يعلى بن عبيد بِخَبَر بَاطِل اتهمه بِهِ الذَّهَبِيّ. (10) يحيى بن حَوْشَب عَن غَالب بن عبيد الله وَعنهُ مخلد بن مَالك الْحَرَّانِي بِخَبَر بَاطِل. (11) يحيى بن خَالِد، من شُيُوخ بَقِيَّة المجهولين، عَن روح بن الْقَاسِم بِخَبَر بَاطِل. (12) يحيى بن خلف الطرسوسي أَتَى عَن مَالك بِمَا لَا يحْتَمل فاتهم. (13) يحيى بن زَكَرِيَّا عَن مُوسَى بن عقبَة وجعفر الصَّادِق قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ يحيى هُوَ دجال هَذِه الْأمة وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث وَيسْرق قَالَ الحافظان الذَّهَبِيّ وَابْن حجر هُوَ ابْن سَابق الْآتِي وَصَوَابه يحيى أَبُو زَكَرِيَّا. (14) يحيى بن زَهْدَم بن الْحَارِث الْغِفَارِيّ قَالَ ابْن حبَان روى عَن أَبِيه نُسْخَة مَوْضُوعَة. (15) يحيى بن زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو سُفْيَان الثَّقَفِيّ عَن سعيد بن أبي بردة قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا لَا يشبه حَدِيثهمْ. (16) يحيى بن سَابق أَبُو زَكَرِيَّا الْمَدِينِيّ عَن أبي حَازِم وَزيد بن أسلم وَغَيرهم قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات، وَقَالَ أَبُو نعيم حدث عَن مُوسَى بن عقبَة وَغَيره بموضوعات. (17) يحيى بن سعيد التَّمِيمِي الْمدنِي قَاضِي شيراز قَالَ النَّسَائِيّ يروي عَن الزُّهْرِيّ أَحَادِيث مَوْضُوعَة، وَقَالَ ابْن عدي وَغَيره روى عَن الثِّقَات البواطيل.

(18) يحيى بن سعيد المطوعي عَن هِشَام بن عبيد الله الرَّازِيّ كذبه أَبُو حَاتِم. (19) يحيى بن شبيب اليمامي قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ بِحَال يروي عَن الثَّوْريّ مَا لم يحدث بِهِ قطّ، وَقَالَ الْخَطِيب حدث عَن حميد الطَّوِيل وَغَيره أَحَادِيث بَاطِلَة. (20) يحيى بن عباد بن هاني الْمدنِي عَن ابْن جريج قَالَ الْعقيلِيّ حَدِيثه يدل على الْكَذِب. (21) يحيى بن عبد الله شيخ مَجْهُول روى عَنهُ أَبُو عبد الله الزَّاهِد السَّمرقَنْدِي حَدِيثا فِي الْأَيَّام كذبا. (22) يحيى بن عبد الله شيخ مصري عَن عبد الرَّزَّاق بِخَبَر بَاطِل اتهمَ بِهِ. (23) يحيى عبد الله بن كُلَيْب اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع حَدِيث. (24) يحيى بن عبد الله خاقَان مَجْهُول أَتَى عَن مَالك بِخَبَر مَوْضُوع. (25) يحيى بن عبد الله الْبَابلُتِّي أورد لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته حَدِيثا وَقَالَ الآفة فِيهِ من الْبَابلُتِّي. (26) يحيى بن عبد الرَّحْمَن عَن مَحْمُود بن خَالِد الدِّمَشْقِي اتهمَ بِالْوَضْعِ. (27) يحيى بن عبد الْجَبَّار نقل عَن أبي دَاوُد أَنه قَالَ فِيهِ كَذَّاب. (28) يحيى بن عبد الحميد الْحمانِي قَالَ ابْن حبَان كَانَ يكذب جهارا مَا زلنا نعرفه يسرق الحَدِيث. (29) يحيى بن عبد الْوَاحِد الثَّقَفِيّ مَجْهُول قَالَ الْحَاكِم كَانَ يضع الحَدِيث. (30) يحيى بن عقبَة بن أبي الْعيزَار قَالَ أَبُو حَاتِم يفتعل الحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (31) يحيى بن الْعَلَاء البَجلِيّ الرَّازِيّ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَذَّاب يضع الحَدِيث وَقَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه مَوْضُوعَة وَقَالَ فِي التَّقْرِيب: رمي بِالْوَضْعِ. (32) يحيى بن عَمْرو بن مَالك النكري كَانَ حَمَّاد بن زيد يكذبهُ. (33) يحيى بن عَنْبَسَة الْقرشِي عَن حميد الطَّوِيل قَالَ ابْن حبَان وَالدَّارَقُطْنِيّ دجال وَضاع. (34) يحيى بن غَالب عَن أَبِيه عَن الْحسن، خَبره فِي فضل مُعَاوِيَة كذب. (35) يحيى بن كثير أَبُو مَالك صَاحب الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ.

(36) يحيى بن الْمُبَارك الدِّمَشْقِي الصَّنْعَانِيّ عَن مَالك بِخَبَر مَوْضُوع قَالَ الْخَطِيب وَهُوَ وَإِسْمَاعِيل بن مُوسَى الْعَسْقَلَانِي الرَّاوِي عَنهُ مَجْهُولَانِ. (37) يحيى بن مُحَمَّد بن بشير وَقد ينْسب إِلَى جده فَيُقَال يحيى بن بشير عَن أبي بكر بن عَيَّاش كذبه مطين. (38) يحيى بن مُحَمَّد بن خشيش اتهمه أَبُو سعيد النقاش بِالْوَضْعِ. (39) يحيى بن مُحَمَّد ابْن أخي حَرْمَلَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث على حَرْمَلَة. (40) يحيى بن مساور عَن جَعْفَر الصَّادِق قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (41) يحيى بن مُسلم شيخ من أَشْيَاخ بَقِيَّة لَا يعرف وَخَبره بَاطِل. (42) يحيى بن مَيْمُون أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّار عَن سعيد بن جُبَير كذبه الفلاس (قلت) هَكَذَا فِي الْمُغنِي وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب والتقريب أَنه ثِقَة ونقلا كَلَام الفلاس فِي الَّذِي بعده. (43) يحيى بن مَيْمُون أَبُو الْوَلِيد الْبَصْرِيّ التمار اتهمه ابْن عدي. (44) يحيى بن هَاشم السمسار أَبُو زَكَرِيَّا الغساني كذبه ابْن معِين، وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث. (45) يحيى من ولد يزِيد بن أبي زِيَاد الْكُوفِي قَالَ يحيى بن معِين كَانَ كذابا. (46) يزِيد بن ربيعَة الرَّحبِي الدِّمَشْقِي قَالَ الْجوزجَاني أَخَاف أَن تكون أَحَادِيثه مَوْضُوعَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة رَأَيْت دحيما وهشاما يبطلان حَدِيثه. (47) يزِيد بن سُفْيَان الْبَصْرِيّ أَبُو المهزم قَالَ شُعْبَة لَو أعطَاهُ إِنْسَان درهما لوضع لَهُ خمسين حَدِيثا. (48) يزِيد بن عِيَاض بن جعدبة اللَّيْثِيّ الْمدنِي كذبه مَالك وَغَيره. (49) يزِيد بن مَرْوَان الْخلال عَن مَالك وَأبي الزِّنَاد، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات. (50) يزِيد بن يزِيد البلوي الْموصِلِي مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (51) يزِيد أَبُو الْحسن الْمُؤَدب عَن حَازِم بن جبلة وَالْأَوْزَاعِيّ بِحَدِيث لِحُذَيْفَة طَوِيل أَوله فِي طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا وَهُوَ مَوْضُوع وَفِيه طامات من اخْتِلَاق الطَّرِيقَة.

(52) يسر مولى أنس، لَا شئ وَخَبره بَاطِل، وَهُوَ الَّذِي عناه السلَفِي فِي قَوْله فِي الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين: حَدِيث ابْن نسطور وَيسر ويغنم، وَيحْتَمل أَن يكون عني الَّذِي بعده. (53) يسر بن عبد الله عَن النبى هُوَ أحد الْكَذَّابين الَّذين ادعوا الصُّحْبَة بعد أزمنة متطاولة، وَيحْتَمل أَن لَا وجود لَهُ والآفة مِمَّن بعده فان الْإِسْنَاد إِلَيْهِ كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ ظلمات. (54) اليسع بن زيد بن سهل الزَّيْنَبِي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل. (55) يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْعَسْقَلَانِي كَذَّاب. (56) يَعْقُوب بن إِسْحَق بن تَحِيَّة الوَاسِطِيّ عَن يزِيد بن هرون، مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (57) يَعْقُوب بن الجهم الْحِمصِي عَن عَليّ بن عَاصِم اتهمه ابْن عدي بِالْوَضْعِ. (58) يَعْقُوب بن دِينَار عَن مُنَبّه بن عُثْمَان لَا يعرف واتهمه بَعضهم بِالْوَضْعِ. (59) يَعْقُوب بن الْوَلِيد الْمَدِينِيّ عَن هِشَام بن عُرْوَة كذبه أَحْمد وَالنَّاس. (60) يَعْقُوب بن يُوسُف الْأَعْشَى عَن الْأَعْمَش قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (61) يعلى بن إِبْرَاهِيم الْغَزالِيّ عَن الْهَيْثَم بن حَمَّاد قَالَ الذَّهَبِيّ لَا أعرفهُ، وَخَبره بَاطِل وَشَيْخه واه. (62) يعلى بن الْأَشْدَق الْعقيلِيّ الْجَزرِي الْحَرَّانِي، قَالَ أَبُو زرْعَة: لَيْسَ بشئ، لَا يصدق وَقَالَ ابْن حبَان وضعُوا لَهُ أَحَادِيث فَحدث بهَا وَلم يدر. (63) يعِيش بن هِشَام القرقساني، عَن مَالك، وَعنهُ أَحْمد بن جهور بِخَبَر مَوْضُوع، وَضعه يعِيش، أَو أَحْمد بن جهور. (64) يغنم بن سَالم بن قنبر مولى عَليّ بن أبي طَالب عَن أنس بن مَالك، قَالَ ابْن يُونُس حدث عَن أنس فكذب، وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الحَدِيث على أنس. (65) الْيَمَان بن عدي الْحَضْرَمِيّ، عَن الثَّوْريّ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ نسبه الإِمَام أَحْمد إِلَى وضع الحَدِيث. (66) يُوسُف بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي أَبُو شيبَة الْجَوْهَرِي، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن أنس مَا لَيْسَ من حَدِيثه , (67) يُوسُف بن اسحق الْكَلْبِيّ عَن مُحَمَّد بن حمدَان الطهراني بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته.

(68) يُوسُف بن جَعْفَر الْخَوَارِزْمِيّ، قَالَ أَبُو سعيد النقاش كَانَ يضع الحَدِيث. (69) يُوسُف بن خَالِد السَّمْتِي، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب زنديق. (70) يُوسُف بن زِيَاد الْبَصْرِيّ، عَن ابْن أنعم الإفْرِيقِي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَشْهُور بالأباطيل. (71) يُوسُف بن السّفر الدِّمَشْقِي كَاتب الْأَوْزَاعِيّ، عَن الْأَوْزَاعِيّ وَمَالك قَالَ الْجوزجَاني وَغَيره كَانَ يكذب، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هُوَ فِي عداد من يضع الحَدِيث. (72) يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن حدث عَنهُ عِيسَى بن إِبْرَاهِيم البركي بحديثين مَوْضُوعَيْنِ. (73) يُوسُف بن عَطِيَّة بن ثَابت الصفار الْأنْصَارِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ، قَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار وَيلْزق الْمُتُون الْمَوْضُوعَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة، وَذكر الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمته فِي الْمِيزَان حَدِيثا مَوْضُوعا وَقَالَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ يُوسُف. (74) يُوسُف بن عَطِيَّة الْبَاهِلِيّ وَيُقَال الْقَسْمَلِي الْكُوفِي قَالَ عَمْرو بن عَليّ الفلاس: هُوَ أكذب من الْبَصْرِيّ. (75) يُوسُف بن الْغَرق بن أبي لمازة قَاضِي الأهواز، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (76) يُوسُف بن يَعْقُوب النَّيْسَابُورِي، عَن أبي بكر بن أبي شيبَة كذبه الْحَافِظ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي. (77) يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْعَزِيز الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ عَن أَبِيه، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لَا أعرف حَاله وأتى بِخَبَر بَاطِل آفته هُوَ أَو أَبوهُ. (78) يُوسُف بن يَعْقُوب أَبُو عمرَان الْحَرَّانِي عَن ابْن جريج بِخَبَر بَاطِل طَوِيل وَعنهُ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ مَجْهُول. (79) يُوسُف بن يُونُس الْأَفْطَس الطرسوسي، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال مَا لَيْسَ من حَدِيثه. (80) يُونُس بن أَحْمد بن يُونُس عَن أبي خَليفَة الجُمَحِي بِحَدِيث اتهمَ بإلصاقه بِأبي خَليفَة. (81) يُونُس بن تَمِيم، عَن الْأَوْزَاعِيّ بِخَبَر بَاطِل. (82) يُونُس بن خباب الأسيدي مَوْلَاهُم، الكوفى رافضى كَذَّاب.

الكنى

(83) يُونُس بن عَطاء الصدائي قَالَ الْحَاكِم وَأَبُو سعيد النقاش: روى عَن حميد الطَّوِيل الموضوعات. (84) يُونُس بن هرون، عَن مَالك اتهمه ابْن حبَان. الكنى (1) أَبُو إِسْحَق شيخ حجازي من شُيُوخ بَقِيَّة، عَن مُوسَى بن أبي عايشة بِخَبَر طَوِيل مَوْضُوع. (2) أَبُو الأشرس الْكُوفِي، قَالَ ابْن حبَان روى عَن شريك الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة. (3) أَبُو أَيُّوب التمار عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ أَحْمد كَانَ يقلب الْأَخْبَار. (4) أَبُو البخْترِي شيخ كَانَ بصيدا لَا يكَاد يعرف كذبه دُحَيْم. (5) أَبُو بكر بن مقَاتل الْفَقِيه عَن مَالك مُتَّهم كَمَا مر فِي شُجَاع. (6) أَبُو بكر بن عبد الله بن أبي سُبْرَة الْمدنِي، قَالَ أَحْمد كَانَ يضع الحَدِيث. (7) أَبُو بكر بن شُعَيْب عَن مَالك، قَالَ ابْن حبَان يروي عَن مَالك مَا لَيْسَ من حَدِيثه. (8) أَبُو بكر بن عُثْمَان، ختن مهْدي بن حَفْص، روى عَن إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد عَن يحيى بن معِين أَنه قَالَ كَذَّاب، رَأَيْت لَهُ أَحَادِيث كذبا. (9) أَبُو تَوْبَة الْقَاص قَالَ السَّاجِي بَصرِي كَذَّاب. (10) أَبُو جحش المغربي، مُتَّهم أَو لَا وجود لَهُ. (11) أَبُو حبيب القراطيسي عَن يحيى بن بكير عَن مَالك بِخَبَر بَاطِل قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ. (12) أَبُو حريز مولى ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ يروي عَن مَوْلَاهُ المقلوبات والأوابد. (13) أَبُو الْحسن الْبَلَدِي، فِي إِسْنَاد حَدِيث مَوْضُوع، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر أَظُنهُ عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْمُتَقَدّم. (14) أَبُو الْحسن بن نَوْفَل الرَّاعِي، من بابة رتن الْهِنْدِيّ فلعنة الله على الْكَاذِبين. (15) أَبُو حَكِيم الْأَزْدِيّ عَن عباد بن مَنْصُور بِخَبَر بَاطِل تكلمُوا فِيهِ. (16) أَبُو خَالِد السقا، طير غَرِيب، قَالَ لَهُم فِي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ: رَأَيْت ابْن عمر وَسمعت من أنس كَذَا وَكَذَا. (17) أَبُو الْخَيْر عَن أبي البخْترِي وهب بن وهب القَاضِي كَذَّاب عَن كَذَّاب.

(18) أَبُو دَاوُد الْأَعْمَى كَذَّاب. (19) أَبُو ذكْوَان نكرَة لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (20) أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي اتهمه الذَّهَبِيّ بِالْوَضْعِ كَمَا مر فِي تَرْجَمَة ظفر. (21) أَبُو سعد خَادِم الْحسن البصرى لَا يدى من ذَا وَخَبره بَاطِل. (22) أَبُو سعد المدايني ذكره الْعِرَاقِيّ فِي شرح ألفيته فِيمَن كَانَ يضع الحَدِيث. (33) أَبُو سعد السَّاعِدِيّ عَن أنس، مَجْهُول ذكره السُّلَيْمَانِي فِيمَن يضع الحَدِيث كَذَا فِي الْكَشْف الحثيث. (34) أَبُو سُفْيَان الصَّيْرَفِي عَن ابْن عون قَالَ الْأَزْدِيّ يكذب، وَكَذَا كذبه ابْن معِين. (25) أَبُو سُفْيَان الْأَنمَارِي عَن حبيب بن أبي كَبْشَة، وعنة بَقِيَّة مَجْهُول قَالَ ابْن حبَان روى الطَّامَّات لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد. (26) أَبُو سُلَيْمَان عَن أبي المجير عَن الْأَعْمَش بِخَبَر بَاطِل وَلَا يدرى من هُوَ ذَا. (27) أَبُو صَالح عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس لَا يعرف، وأتى بِخَبَر بَاطِل، وَيُقَال هُوَ إِسْحَق ابْن نجيح. (28) أَبُو الطّيب الْحَرْبِيّ عَن ابْن أبي رواد وَمعمر، قَالَ ابْن معِين كَذَّاب خَبِيث. (29) أَبُو عَامر الصايغ عَن أبي خلف عَن أنس، قَالَ الْأَزْدِيّ كَانَ يضع الحَدِيث. (30) أَبُو عباد الزَّاهِد عَن مخلد بن الْحُسَيْن، مُتَّهم بِالْوَضْعِ. (31) أَبُو عبد الله الْمَكِّيّ لَا يعرف، لَهُ عَن ابْن جريج خبر بَاطِل. (32) أَبُو عبد الله الْقرشِي عَن ابْن عمر بِحَدِيث قَالَ فِيهِ ابْن أبي حَاتِم هَذَا شبه مَوْضُوع وَأَحْسبهُ من أبي عبد الله الْقرشِي الَّذِي لم يسم، كَذَا فِي الْكَشْف الحثيث. (33) أَبُو عبد الرَّحْمَن الشَّامي عَن عبَادَة بن نسي، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب قَالَ الذَّهَبِيّ وَلَعَلَّه المصلوب. (34) أَبُو عُثْمَان الْأَزْدِيّ عَن سعيد بن أبي عرُوبَة، لَا يعرف وأتى بِخَبَر بَاطِل. (35) أَبُو الْعَلَاء عَن نَافِع قَالَ ابْن حبَان روى عَن نَافِع مَا لَيْسَ من حَدِيثه. (36) أَبُو الْفرج مولى لعمر بن عبد الْعَزِيز، قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يكذب. (37) أَبُو ليلى عَن نَافِع وَعنهُ إِسْرَائِيل لَا يعرف وَالْخَبَر مَوْضُوع. (38) أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي عَن إِسْرَائِيل وَعنهُ مُحَمَّد بن جَهْضَم بِخَبَر بَاطِل، وَلَا يدرى من هُوَ

فى سرد أسماء الكتب

(39) أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَعنهُ زيد بن الْحباب، بِخَبَر بَاطِل. (40) أَبُو مُحَمَّد الشَّامي عَن بعض التَّابِعين قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب مَجْهُول. (41) أَبُو الْهَيْثَم الْقرشِي عَن مُوسَى بن عقبَة، قَالَ الْأَزْدِيّ كَذَّاب. (42) أَبُو يحيى النَّيْسَابُورِي صَاحب المصنفات، ذكره السُّلَيْمَانِي فِي عداد من يضع الحَدِيث. (43) أَبُو يَعْقُوب، شيخ حدث عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ ابْن معِين كَذَّاب. فصل فِي سرد أَسمَاء الْكتب الَّتِي رتبنا عَلَيْهَا هَذَا الْكتاب: كتاب التَّوْحِيد، كتاب الْإِيمَان، كتاب الْمُبْتَدَأ، كتاب الْأَنْبِيَاء والقدماء، كتاب الْعلم، كتاب فَضَائِل الْقُرْآن، كتاب السّنة، كتاب المناقب والمثالب، وَفِيه أَبْوَاب: بَاب المناقب المصطفوية؛ بَاب مَنَاقِب الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة، بَاب مَنَاقِب السبطين وأمهما وَآل الْبَيْت، بَاب فِي ذكر عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، بَاب فِي طَائِفَة من الصَّحَابَة، بَاب فِي مَنَاقِب ومثالب مُتَفَرِّقَة، بَاب فِي ذكر الْبلدَانِ وَالْأَيَّام فِي المناقب والمثالب، كتاب الطَّهَارَة، كتاب الصَّلَاة، كتاب الصَّدقَات وَالْمَعْرُوف، كتاب الصّيام، كتاب الْحَج، كتاب الْجِهَاد، كتاب الْمُعَامَلَات، كتاب النِّكَاح، كتاب الْأَحْكَام وَالْحُدُود وذم الْمعاصِي والأيمان وَالنُّذُور، كتاب الْأَطْعِمَة، كتاب اللبَاس والزينة وَالطّيب، كتاب الْأَدَب والزهد، كتاب الذّكر وَالدُّعَاء، كتاب المواعظ والوصايا، كتاب الْفِتَن، كتاب الْمَرَض والطب، كتاب الْمَوْت والقبور، كتاب الْمَوَارِيث، كتاب الْبَعْث، كتاب الْجَامِع، (وَهَذَا) مَا أردنَا تَقْدِيمه قد منح الله بفضله تتميمه، فلنشرع فِي الْمَقْصُود مستمدين من مفيض الْجُود، وَمَالك الْوُجُود لَا رب غَيره، وَلَا مرجو إِلَّا خَيره.

كتاب التوحيد

كتاب التَّوْحِيد الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّ رَبُّنَا؟ قَالَ " مِنْ مَاءٍ مَرُورٍ لَا مِنْ أَرْضٍ وَلا سَمَاءَ خَلَقَ خَيْلا فَأَجْرَاهَا فَعَرِقَتْ فَخَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ الْعَرَقِ " (عد) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الثَّلْجِيِّ وَأَبِي الْمُهَزَّمِ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الثَّلْجِيُّ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى وَاضِعِهِ، إِذْ لَا يَضَعُ مِثْلَ هَذَا مُسْلِمٌ وَلا بَسِيطٌ وَلا عَاقِلٌ. (2) [حَدِيثٌ) " مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ. (3) [حَدِيثٌ] " كُلُّ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَهُوَ مَخْلُوقٌ غَيْرَ اللَّهِ، وَالْقُرْآنِ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَلامُهُ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود وسيجئ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُولُونَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَمَنْ قَالَهُ مِنْهُمْ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَطُلِّقَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ سَاعَتِهِ، لأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنَةٍ أَنْ تَكُونَ تَحْتَ كَافِرٍ إِلا أَنْ تَكُونَ سَبَقَتْهُ بِالْقَوْلِ " (حب حَظّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيه مُحَمَّد بن يحيى ابْن رَزِينٍ الْمِصِّيصِيُّ (قَالَ) السُّيُوطِيُّ وَرَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ مِنْ طَرِيقِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الشَّافِعِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ: " الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ " (قُلْتُ) فِي سَنَدِهِ مَجَاهِيلُ وَهُوَ مَوْضُوعٌ عَلَى الرَّبِيعِ بِلا شَكٍّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ (قَالَ) وَرَوَى الدَّيْلَمِيُّ أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ: " رَفَعَهُ قُرْآنًا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ قَالَ غَيْرَ مَخْلُوقٍ " (قُلْتُ) فِي سَنَدِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد بن عُلْوِيَّهُ الْأَبْهَرِيّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (4) [حَدِيثٌ] " الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ لَا خَالِقٌ وَلا مَخْلُوقٌ وَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ كَافِرٌ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ حَيَّانَ وَآفَتُهُ ابْنُ حَرْبٍ. (5) [حَدِيثٌ] الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ فَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَافِر بِمَا أنزل على مُحَمَّد (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْهُ، وَقَالَ الْخَطِيبُ: مُنْكَرٌ جِدًّا وَفِي إِسْنَادِهِ مَجَاهِيلُ،

وَقَالَ السُّيُوطِيُّ قَالَ الذَّهَبِيُّ هُوَ مَوْضُوعٌ عَلَى مُجَالِدٍ (قُلْتُ) يَعْنِي لأَنَّ مُجَالِدًا رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (6) [حَدِيثٌ] " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ إِلَى قَفَاهُ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُعَدَّلِ عَنْ حَفْص ابْن إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْهُ، وَثَوْرٌ لَمْ يُدْرِكْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، وَالثَّلاثَةُ الَّذِينَ بَعْدَ بَقِيَّةَ لَا يُعْرَفُونَ، قَالَ السُّيُوطِيُّ وَرَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِلَفْظ سَأَلت رَسُول الله عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: هُوَ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَفِي سَنَدِهِ مَنْصُورُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ الذهبى فِيهِ لَا شئ، سمع مِنْهُ أَبُو عَليّ بن هرون حَدِيثًا بَاطِلا، قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: وَهُوَ هَذَا الْحَدِيثُ، قَالَ الْخَطِيبُ وَحَسَّانٌ لَمْ يُدْرِكْ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَلَهُ طَرِيقٌ ثَانٍ أَخْرَجَهُ الشِّيرَازِيُّ فِي الأَلْقَابِ، وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّغْلِبِيُّ مَجْهُولٌ، وَثَالِثٌ أَخْرَجَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ فِي أَمَالِيهِ (قُلْتُ) وَالْحَاكِمُ فِي شِعَارِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَفِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْخَوَّاصُ قَالَ الذَّهَبِيُّ لَهُ عَن الْوَلِيد بن مُسلم خبر مَوْضُوعٌ وَهُوَ هَذَا، وَرَابِعٌ أَخْرَجَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ (قُلْتُ) هُوَ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْخَشَّابِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَخَامِسٌ وَلَفْظُهُ: " مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ يَلْقَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ لَا يَعْرِفُنِي، " أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ (قُلْتُ) فِي سَنَدِهِ صَالِحُ بْنُ قَطَنٍ الْبُخَارِيُّ مَجْهُولٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (7) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ سَأَلْتُ رَسُول الله عَنِ الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ " (خطّ قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَدِهِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدُّورِيُّ قَالَ بَعْضُ أَشْيَاخِي وَأَظُنُّهُ الَّذِي اسْمُ جَدِّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ مَشْهُورٌ بِالْوَضْعِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ السُّيُوطِيُّ وَرَوَى مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ عَنِ الشَّافِعِيِّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْهُمْ (قُلْتُ) هُوَ بِسَنَدِ حَدِيثِ أَنَسٍ الَّذِي سَبَقَ وَهُوَ مَوْضُوعٌ عَلَى الرَّبِيعِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي حَكِيمٍ الشَّامِيِّ رَوَاهُ ابْنُ النَّجَّارِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي الْفَرَجِ الأَنْصَارِيِّ الْوَاعِظِ وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ بِحَدِيثٍ مُنْكَرٍ وَهُوَ هَذَا (قُلْتُ) وَفِي سَنَدِهِ هُبَيْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلِيحِيُّ وَغَيْرُهُ لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَاللَّهُ

تعال أَعْلَمُ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ مَعًا رَوَاهُ الشِّيرَازِيُّ فِي الأَلْقَابِ (قُلْتُ) هُوَ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَق بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي وَهُوَ النَّخَعِيُّ الأَحْمَرُ الْكَذَّابُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَمِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ رَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُدَ وَهُوَ النَّخَعِيُّ الْكَذَّابُ، وَرَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ (قُلْتُ) فِي سَنَدِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَوَيْهِ الأَبْهَرِيُّ الْقَاضِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي التَّارِيخِ مُخْتَصَرًا (قُلْتُ) فِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَجَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَوْلُهُ رَوَاهُ اللَّالَكَائِيُّ فِي السُّنَّةِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعُرْيَانِ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ قَالَ السُّلَيْمَانِيُّ فِيهِ نَظَرٌ، وَقَالَ فِي اللِّسَانِ مَجْهُولٌ، وَعَنْ أَنَسٍ قَوْلُهُ رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ مِنْ طَرِيقِ الأَزْوَرِ بْنِ غَالِبٍ وَقَالَ مُنْكَرٌ وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا لأَنَّهُ لَا يُحْفَظُ عَنِ الصَّحَابَةِ الْخَوْضُ فِي الْقُرْآنِ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الأَزْوَرِ أَتَى بِمَا لَا يَحْتَمِلُ فَكَذَبَ وَعَنْ عَلِيٍّ قَوْلَهُ رَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ (قُلْتُ) لَا، فِيهِمْ مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيُّ مَجْهُولٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ رَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ أَيْضًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ (قُلْتُ) فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْمَذْكُورُ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ضَعَّفُوهُ وَتَرَكَهُ النَّسَائِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، نَعَمْ رَوَى اللَّالَكَائِيُّ فِي السُّنَّةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " أَدْرَكْتُ تِسْعَةً مِنْ أَصْحَاب رَسُول الله يَقُولُونَ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِر، " وروى عُثْمَان الدرامى عَنْ عَمْرٍو أَيْضًا: " أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ النبى صلى الله عَلَيْهِ فَمَنْ دُونَهُمْ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ اللَّهُ الْخَالِقُ وَمَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ، وَالْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ مِنْهُ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، " فَهَذَانِ صَحِيحَانِ. (8) [حَدِيثُ] " إِنَّ كَلامَ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ بِالْفَارِسِيَّةِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَوْحَى أَمْرًا فِيهِ لِينٌ أَوْحَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَإِذَا أَوْحَى أَمْرًا فِيهِ شِدَّةٌ أَوْحَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، وَمِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ وَجِيهٍ أَيْضًا بِلَفْظِ: " إِنَّ اللَّهَ إِذَا غَضِبَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِذَا رَضِيَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ بِالْفَارِسِيَّةِ " (قُلْتُ) وَفِي مَعْنَاهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ مَرْفُوعًا: " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُرْسِلَ الرَّحْمَةَ عَلَى قَوْمٍ أَرْسَلَهَا مَعَ مِيكَائِيلَ بِلِسَانِ فَارِسٍ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُرْسِلَ بَلاءً عَلَى قَوْمٍ أَرْسَلَهُ مَعَ جِبْرِيلَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ " ذَكَرَهُ الْحَلِيمِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ وَقَالَ فِيهِ وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ: مَوْضُوعَانِ بَاطِلانِ وَاللَّهُ تَعَالَى أعلم.

(9) [حَدِيثٌ] " أَبْغَضُ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ الْفَارِسِيَّةُ وَكَلامُ الشَّيَاطِينِ الْخُوزِيَّةُ وَكَلامُ أَهْلِ النَّارِ الْبُخَارِيَّةُ وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ " (فا) مِنْ حَدِيثِ أَبى هُرَيْرَة وَفِيه إِسْمَاعِيل ابْن زِيَاد الْبَلْخِي، قَالَ ابْن حبَان اتُّهِمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَهْذِيب التَّهْذِيبِ: إِسْمَاعِيلُ هَذَا مِنْ شُيُوحِ الْبُخَارِيِّ خَارِجَ الصَّحِيحِ، فَلَعَلَّ الآفَةَ فِي الْحَدِيثِ مِمَّنْ دُونَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (10) [حَدِيثُ] " لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَرَّ بِي جِبْرِيلُ بِقَبْرِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ انْزِلْ فَصَلِّ هَهُنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ مَرَّ بِي بِبَيْتِ لَحْمٍ فَقَالَ انْزِلْ فَصَلِّ هَهُنَا رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّ هَهُنَا وُلِدَ أَخُوكَ عِيسَى ثُمَّ أَتَى بِي إِلَى الصَّخْرَةِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مِنْ هَهُنَا عَرَجَ رَبُّكَ إِلَى السَّمَاءِ، " قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَذَكَرَ كَلامًا طَوِيلا أَكْرَهُ ذِكْرَهُ (حب) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ بَكْرُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ الْحَافِظُ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: وَالْمَوْضُوعُ مِنْهُ: مِنْ قَوْلِهِ " ثُمَّ أَتَى بِي إِلَى الصَّخْرَةِ، " وَأَمَّا بَاقِيهِ فَقَدْ جَاءَ فِي طُرُقٍ أُخْرَى، مِنْهَا الصَّلاةُ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَرَدَتْ فِي حَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ (قُلْتُ) وَقَالَ الْقَاضِي بدر الدَّين ابْن جَمَاعَةٍ فِي كِتَابِهِ التَّنْزِيهِ فِي إِبْطَالِ حُجَجِ التَّشْبِيهِ وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ وَحَدِيثَ وَجٌّ مُقَدَّسٌ عَرَجَ مِنْهُ الرَّبُّ إِلَى السَّمَاءِ هَذَانِ حَدِيثَانِ ضَعِيفَانِ جِدًّا، وَلَوْ ثَبُتَا كَانَ مَعْنَاهُمَا الْقَصْدَ إِلَى السَّمَاءِ بِالتَّسْوِيَةِ بَعْدَ خَلْقِ الأَرْضِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (11) [حَدِيثُ] " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ وَانْتَهَيْتُ رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حجاب نَار فَرَأَيْت كل شئ مِنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ تَاجًا مُخَوَّصًا مِنْ لُؤْلُؤٍ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أنس، وَفِيه قَاسم ابْن إِبْرَاهِيمَ الْمَلْطِيُّ. (12) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا مِنَ الْيَهُودِ أَتَى النبى فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلِ احتجب الله من خلقه بشئ غَيْرَ السَّمَوَاتِ؟ قَالَ نَعَمْ: بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ سَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ نَارٍ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ظُلْمَةٍ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ رَفَارِفِ السُّنْدُسِ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ رَفَارِفِ الاسْتَبْرَقِ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ دُرٍّ أَحْمَرَ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ در أصفر وَسَبْعُونَ

حِجَابًا مِنْ ضِيَاءٍ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ثَلْجٍ وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تُوصَفُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ مَلَكِ اللَّهِ الذى يَلِيهِ، فَقَالَ النبى: أَصَدَقْتُ فِيمَا أَخْبَرْتُكَ يَا يَهُودِيُّ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَإِنَّ الْمَلَكَ الَّذِي يَلِيهِ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ جِبْرَائِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ " (نع طب) فِي الأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِيسَ. (13) [حَدِيثُ] " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ أَنَا الْعَزِيزُ فَمَنْ أَرَادَ عِزَّ الدَّارَيْنِ فَلْيُطِعِ الْعَزِيزَ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقَيْنِ وَلا يَصِحُّ، فِي إِحْدَى الطَّرِيقَيْنِ دَاوُدُ بْنُ عَفَّانَ وَفِي الأُخْرَى سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْعَامِرِيُّ. (14) [حَدِيثُ] " إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فى سِتّمائَة أَلْفِ مَلَكٍ فَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ نُورٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ لَوْحٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِيهَا أَسْمَاءُ مَنْ يُثْبِتُ الرُّؤْيَةَ وَالْكَيْفِيَّةَ وَالصُّورَةَ من أمة مُحَمَّد فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَؤُلاءِ عَبِيدِي الَّذِينَ لَمْ يجحدونى وَأَقَامُوا سنة نبى وَلَمْ يَخَافُوا فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ أُشْهِدُكُمْ يَا مَلائِكَتِي وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُدْخِلَنَّهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (قا) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي السَّعَادَاتِ بْنِ مَنْصُورٍ وَهُوَ وَضَعَهُ وَرَكَّبَ لَهُ إِسْنَادًا، قَالَ السُّيُوطِيُّ قَالَ الذَّهَبِيُّ فَهَذَا هُوَ الشَّيْخُ الْمُجَسَّمُ الَّذِي لَا يَسْتَحِي اللَّهُ مِنْ عَذَابِهِ إِذْ كَيْفَ وَافْتَرَى. (15) [حَدِيثُ] " إِنَّ نزُول الله تَعَالَى إِلَى الشئ إِقْبَالُهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ نُزُولٍ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَفِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَقَّالُ، وَبَحْرُ بْنُ كَثِيرٍ السَّقَّا، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ رَوْحٍ (قُلْتُ) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِ الْمَوْضُوعَاتِ هُمْ ظُلُمَاتٌ مَتْرُوكُونَ وَقَالَ فِي الْمِيزَانِ إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ وَمَتْنٌ مُخْتَلَقٌ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (16) [حَدِيثُ] " إِذَا كَانَ عَشِيَّةُ يَوْمِ عَرَفَةَ هَبَطَ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَطَّلِعُ عَلَى أَهْلِ الْمَوْقِفِ فَيَقُولُ مَرْحَبًا بِزُوَّارِي وَالْوَافِدِينَ إِلَى بَيْتِي وَعِزَّتِي لأَنْزِلَنَّ إِلَيْكُمْ وَلأُسَاوِيَنَّ مَجْلِسَكُمْ بِنَفْسِي فَيَنْزِلُ إِلَى عَرَفَةَ فَيَعُمُّهُمْ بِمَغْفِرَتِهِ وَيُعْطِيهِمْ مَا يَسْأَلُونَ إِلا الْمَظَالِمَ وَيَقُولُ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ وَيَكُونَ أَمَامَهُمْ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ وَلا يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَإِذَا أَسْفَرَ الصُّبْحُ وَوَقَفُوا عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ غُفِرَ لَهُمْ حَتَّى الْمَظَالِمُ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْصَرِفُ النَّاسُ إِلَى مِنًى " (أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ) أَحَدُ الْكَذَّابين

الفصل الثانى

فِي كِتَابِهِ فِي الصِّفَاتِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَقَالَ الذَّهَبِيُّ إِسْنَادُهُ ظُلُمَاتٌ وَأَخْرَجَهُ الأَهْوَازِيُّ بِجَهْلٍ. (17) [حَدِيثُ] " رَأَيْتُ رَبِّي يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ إِزَارَانِ وَهُوَ يَقُولُ قَدْ سَمَحْتُ قَدْ غَفَرْتُ إِلا الْمَظَالِمَ فَإِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى إِذَا وَقَفُوا عِنْدَ الْمَشْعَرِ قَالَ غَفَرْتُ حَتَّى الْمَظَالِمَ ثُمَّ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْصَرِفُ النَّاسُ إِلَى مِنًى " (الأَهْوَازِيُّ) أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ فَقَبَّحَ اللَّهُ وَاضِعَهُ. (18) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ إِذَا غَضِبَ انْتَفَخَ عَلَى الْعَرْشِ حَتَّى يَثْقُلَ عَلَى حَمَلَتِهِ " [قُلْتُ] أَخَلَّ بِهِ السُّيُوطِيُّ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ اسْتِطْرَادًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَالَ: إِنَّ ابْنَ حِبَّانَ ذَكَرَهُ فِي تَرْجَمَةِ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ وَاتُّهِمَ بِهِ أَيُّوبُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. الْفَصْلُ الثَّانِي (19) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفِ عَامٍ فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالُوا طُوبَى لأَمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهِمْ وَطُوبَى لأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا وَطُوبَى لأَلْسُنٍ تَكَلَّمَ بِهَذَا " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ مَتْرُوكُهُ (تَعَقَّبَهُ) الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي أَطْرَافِ الْعَشَرَةِ فَقَالَ: لَيْسَ بِمَوْضُوعٍ، وَإِبْرَاهِيمُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي التَّوْحِيدِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَقَدْ قَالَ إِنَّهُ لَا يُخَرِّجُ فِي مُصَنَّفَاتِهِ خَبَرًا يَعْلَمُهُ مَوْضُوعًا، وَمُسْنَدُ الدَّارِمِيِّ أَطْلَقَ جَمَاعَةٌ عَلَيْهِ اسْمَ الصَّحِيحِ، وَالْحَدِيثُ جَاءَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ (قلت) فى سَنَده مُحَمَّد ابْن سَهْلِ بْنِ الصَّبَّاحِ فَإِنْ يَكُنْ هُوَ الْعَطَّارُ شَيْخُ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ كَمَا ظَنَّهُ بَعْضُ أَشْيَاخِي فَقَدْ مَرَّ فِي الْمُقَدِّمَةِ أَنَّهُ وَضَّاعٌ، وَإِلا فَمَجْهُولٌ، وَعَنْهُ عَلِيُّ بن جَعْفَر بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَعَنْ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ الْخَطِيبُ فِيهِ نَظَرٌ، وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَزَّاهُ الْعِرَاقِيُّ فِي تَخْرِيجِ الإِحْيَاءِ إِلَى مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ وَقَالَ ضَعِيفٌ وَقَالَ الْقَاضِي بَدْرُ الدَّين ابْن جَمَاعَةٍ: وَإِنْ ثَبُتَ الْخَبَرُ فَمَعْنَاهُ ثُبُوتُهُمَا وَوُجُودُهُمَا صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِهِ الذَّاتِيَّةِ عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِذَلِكَ وَالله أعلم.

(20) [حَدِيثٌ] " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ وَحْيٍ قَطُّ عَلَى نَبِيٍّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ إِلا بِالْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يَكُونُ هُوَ بَعْدُ يُبَلِّغُهُ قَوْمَهُ بِلِسَانِهِمْ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكٌ لَيْسَ بشئ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الزَّرْكَشِيَّ قَالَ فِي نُكَتِهِ عَلَى ابْنِ الصَّلاحِ بَيْنَ قَوْلِنَا مَوْضُوعٌ وَقَوْلِنَا لَا يَصِحُّ بَوْنٌ كَبِيرٌ فَإِنَّ الأَوَّلَ إِثْبَاتُ الْكَذِبِ وَالاخْتِلاقِ وَالثَّانِي إِخْبَارٌ عَنْ عَدَمِ الثُّبُوتِ وَلا يَلْزَمُ مِنْهُ إِثْبَات الْعَدَم، وَهَذَا يجِئ فِي كُلِّ حَدِيثٍ قَالَ فِيهِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ لَا يَصِحُّ أَوْ نَحْوَهُ (قُلْتُ) وَكَانَ نُكْتَةَ تَعْبِيرِهِ بِذَلِكَ حَيْثُ عَبَّرَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَلُحْ لَهُ فِي الْحَدِيثِ قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوعٌ، غَايَةُ الأَمْرِ أَنَّهُ احْتُمِلَ عِنْدَهُ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا لأَنَّهُ مِنْ طَرِيقِ مَتْرُوكٍ أَوْ كَذَّابٍ فَأَدْخَلَهُ فِي الْمَوْضُوعَاتِ لِهَذَا الاحْتِمَالِ، وَهَذَا إِنَّمَا يَتِمُّ عِنْدَ تَفَرُّدِ الْكَذَّابِ أَوِ الْمُتَّهَمِ، عَلَى أَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ خَصَّ هَذَا فِي النُّخْبَةِ بِاسْمِ الْمَتْرُوكِ وَلَمْ يَنْظُمْهُ فِي سِلْكِ الْمَوْضُوعِ، وَوَافَقَ فِي الْقَوْلِ الْمُسَدَّدِ عَلَى أَنَّهُ يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْمَوْضُوعِ وَسَتَعْرِفُ فِي الأَحَادِيثِ الْمُتَعَقَّبَةِ عَلَى ابْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّ كَثِيرًا مِنْهَا لَمْ تَتَفَرَّدْ بِهَا رُوَاتُهَا الَّتِي أَعَلَّهَا بِهِمْ فَإِنْ كَانَ تَعْبِيرُهُ بِلا يَصِحُّ وَنَحْوِهِ لِلنُّكْتَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا فَهُوَ اصْطِلاحٌ حَسَنٌ، وَقَدْ نَبَّهَ عَلَيْهِ الذَّهَبِيُّ فِي أَوَاخِرِ الْمُغْنِي فَقَالَ فِي الْكَلامِ عَلَى الْمُتَّفَقِ عَلَى تَرْكِهِمْ لِكَذِبِهِمْ مَا نَصُّهُ إِذَا انْفَرَدَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُول الله فَلا تَحِلُّ رِوَايَتُهُ إِلا بِشَرْطِ أَنْ يَهْتِكَ رَاوِيَهُ وَيُبَيِّنَ سُقُوطَهُ وَأَنَّ خَبَرَهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ، فَإِنْ حُفَّتْ بِمَتْنِهِ قَرَائِنُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوعٌ نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ وَحَذَّرَ مِنْهُ انْتَهَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَسُلَيْمَانُ وَإِنْ كَانَ مَتْرُوكًا لَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ وَقَدْ أَخْرَجَ لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ جِبْرِيلُ يُوحَى إِلَيْهِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَيَنْزِلُ هُوَ إِلَى كُلِّ نَبِيٍّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ " وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: " لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا إِلا بِلُغَةِ قَوْمِهِ، " وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ جِبْرِيلُ يُوحَى إِلَيْهِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَيَنْزِلُ هُوَ إِلَى كُلِّ نَبِيٍّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ، " وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ خَالِدٍ فِي قَوْلِهِ " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَان قومه " قَالَ بِلُغَةِ قَوْمِهِ إِنْ كَانَ عَرَبِيًّا فَعَرَبِيًّا وَإِنْ كَانَ عَجَمِيًّا فَعَجَمِيًّا وَإِنْ كَانَ سُرْيَانِيًّا فَسُرْيَانِيًّا لِيَتَبَيَّنَ لَهُمُ الَّذِي أُرْسِلَ بِهِ إِلَيْهِمْ لِيَتَّخِذَ بِذَلِكَ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ، وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَضَّلَ اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَعَلَى الأَنْبِيَاءِ، الْحَدِيثَ وَفِيهِ: إِن الله يَقُول

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَان قومه} ، وَقَالَ لِمُحَمَّدٍ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّة للنَّاس} ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجِنِّ وَالإِنْسِ، " وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ لَمْ يَنْزِلْ وَحْيٌ إِلا بِالْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يُتَرْجِمُ كُلُّ نَبِيٍّ لِقَوْمِهِ بِلِسَانِهِمْ. (21) [حَدِيثٌ] " لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى يَوْمَ الطُّورِ كَلَّمَهُ بِغَيْرِ الْكَلامِ الَّذِي كَلَّمَهُ بِهِ يَوْمَ نَادَاهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا رَبِّ هَذَا كَلامُكَ الَّذِي كَلَّمْتَنِي بِهِ؟ قَالَ يَا مُوسَى إِنَّمَا كَلَّمْتُكَ بِقُوَّةِ عَشَرَةِ آلافِ لِسَانٍ وَلِي قُوَّةُ الأَلْسُنِ كُلِّهَا وَأَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالُوا يَا مُوسَى صِفْ لَنَا كَلامَ الرَّحْمَنِ، قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِذَنْ لَا أَسْتَطِيعُهُ قَالُوا: فَشَبِّهْ لَنَا قَالَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى أَصْوَاتِ الصَّوَاعِقِ الَّتِي تَقْتُلُ فَإِنَّهُ قَرِيبٌ مِنْهُ وَلَيْسَ بِهِ " (شا) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ فِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ مَتْرُوكٌ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْفَضْلَ مِنْ رِجَالِ ابْنِ مَاجَهْ وَلَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَقَدْ قَدَّمْنَا قَرِيبًا عَنِ الْبَيْهَقِيِّ مَا اشْتَرَطَهُ فِي مُصَنَّفَاتِهِ (قُلْتُ) نَعَمْ ضَعَّفَهُ، وَقَالَ فِيهِ الْفَضْلُ جَرَّحَهُ أَحْمد ابْن حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ وَقَدِ الْتَزَمَ فِيهِ أَنْ يُخَرِّجَ فِيهِ أَصَحَّ مَا وَرَدَ وَلَمْ يُخَرِّجْ فِيهِ حَدِيثًا مَوْضُوعًا الْبَتَّةَ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ كَعْبٍ مَوْقُوفًا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَغَيْرِهِمَا، وَلِبَعْضِهِ شَاهِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ مَوْقُوفًا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ (قُلْتُ) هَذَا الْحَدِيثُ أَعَلَّهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بِالْفَضْلِ وَبِرَاوِيه عَنْهُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَنَقَلَ عَنْ يَزِيدَ بن هرون أَنَّهُ قَالَ فِي عَلِيٍّ: " مَا زِلْنَا نَعْرِفُهُ بِالْكَذِبِ وَاقْتَصَرَ " السُّيُوطِيُّ عَلَى إِعْلالِهِ بِالْفَضْلِ وَتَعَقَّبَهُ وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِلآخَرِ، وَاقْتَصَرَ الذَّهَبِيُّ فِي التَّخْلِيصِ عَلَى إِعْلالِهِ بِعَلِيٍّ، وَذَكَرَ كَلَام ابْن هرون فِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (22) [حَدِيثٌ] " لَوْ أَنَّ الإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالشَّيَاطِينَ وَالْمَلائِكَةَ مُنْذُ خُلِقُوا إِلَى يَوْمِ فَنَائِهِمْ صُفُّوا صَفًّا وَاحِدًا مَا أَحَاطُوا بِاللَّهِ أَبَدًا " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ،} وَلا يَصِحُّ فِيهِ بِشْرُ بْنُ عِمَارَةَ الْمُكْتِبُ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَقَدْ وَضَّعُوهُ، وَكَانَ سَمِعَ مِنَ الْخُدْرِيِّ ثُمَّ جَالَسَ الْكَلْبِيَّ فَصَارَ يُكَنِّيهِ أَبَا سَعِيدٍ فَيُظُنُّ الْخُدْرِيَّ وَأَظُنُّ هَذَا مِنْ عَمَلِ الْكَلْبِيِّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ قَضِيَّةَ مَا ذَكَرَهُ أَنَّهُ ضَعِيفٌ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ وَقَدْ عَرَفْتُ مَا الْتَزَمَهُ فِيهِ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِهِ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَا يُعْرَفُ إِلا بِبِشْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ فَثَبُتَ أَنه ضَعِيف لَا مَوْضُوع.

(23) [حَدِيثٌ] " إِنَّ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ الْخَلْقِ سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ وَأَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَإِنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَرْبَعَةُ حُجُبٍ حِجَابٌ مِنْ نَارٍ وَحِجَابٌ مِنْ ظُلْمَةٍ وَحِجَابٌ مِنْ غَمَامٍ وَحِجَابٌ مِنَ الْمَاءِ " (قطّ) مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَفِيهِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ تَفَرَّدَ بِهِ. (24) [وَحَدِيثً] " دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ وَمَا تَسْمَعُ مِنْ نَفْسٍ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلا زَهَقَتْ نَفْسُهَا " (عق) مِنْ حَدِيثِ سَهْلٍ وَعَبْدِ الله عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَفِيهِ مُوسَى بن عُبَيْدَة لَيْسَ بشئ، وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ ذَاهِبَ الْحَدِيثِ (تُعُقِّبَ) فِي الْحَدِيثَيْنِ بِأَنَّ حَبِيبًا لَيْسَ هُوَ الْوَضَّاعُ إِنَّمَا هَذَا حُبَيْبٌ بِالتَّصْغِيرِ ابْنُ حَبِيبٍ بِالتَّكْبِيرِ وَهُوَ أَخُو حَمْزَةَ الريات، وَهُوَ إِن كَانَ ضَعِيفًا لَمْ يُتَّهَمْ بِوَضْعٍ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ وَلا وَضْعٍ، وَأَخْرَجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ تَابِعِيٌّ مِنْ رِجَالِ مُسْلِمٍ، وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَضَعَّفَهُ وَلَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ وَمُتَابَعَاتٍ تَقْضِي بِأَنَّ لَهُ أَصْلا، وَيُتَعَذَّرُ مَعَهَا الْحُكْمُ عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ أَكْثَرُهَا عَنْ أَبِي الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ (قُلْتُ) سَبَقَ الذَّهَبِيُّ إِلَى تَعَقُّبِهِ فَقَالَ فِي تَلْخِيصِ مَوْضُوعَاتِ الْجَوْزِقَانِيِّ: يَنْبَغِي أَنْ يُحَوِّلَ مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ إِلَى الْوَاهِيَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (25) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ لَوْحًا أَحَدُ وَجْهَيْهِ دُرَّةٌ وَالآخَرُ يَاقُوتَةٌ قَلَمُهُ النُّورُ فَبِهِ يَخْلُقُ وَبِهِ يَرْزُقُ وَبِهِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ (فت) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَرَّانِيُّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّهُ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَلَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ، وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَان ابْن أَبِي شَيْبَةَ فِي كِتَابِ الْعَرْشِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا، وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ وَالأَرْبَعَةُ وَفِيهِ ضَعْفٌ يَسِيرٌ مِنْ سُوءِ حِفْظِهِ. (26) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى بِي جِبْرِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَغَمَسَنِي فِي النُّورِ غَمْسَةً ثُمَّ تَنَحَّى عَنِّي فَقُلْتُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَحْوَجُ مَا كُنْتُ إِلَيْكَ تَدَعُنِي وَتَتَنَحَّى، قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ فِي مَوْقِفٍ لَا يَكُونَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ يَقِفُ هَهُنَا، أَنْتَ مِنَ اللَّهِ أَدْنَى مِنَ الْقَابِ إِلَى الْقَوْسِ، فأتانى الْملك

فَقَالَ إِنَّ الرَّحْمَنِ يُسَبِّحُ نَفْسَهُ فَسَمِعْتُ الرَّحْمَنَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعْظَمَ اللَّهِ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِمَنْ قَالَ هَذَا قَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا تَخْرُجُ رُوحُهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى يَرَانِي أُرِيهِ مَوْضِعَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ صُفُوفًا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْض وَلَا يكون شئ إِلا يَسْتَغْفِرُ لَهُ تَمَامَ عُمْرِهِ وَإِذَا مَاتَ وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ ويعظمون الله ويكبرونه اللَّهَ كُلَّمَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ لَهُ فِي صَحِيفَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا لَا يَحْزُنُهُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُ الْمَلائِكَةُ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ " (خطّ) وَقَالَ مُنْكَرٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلا إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الْقَنْطَرِيَّ فَمَجْهُولٌ (قُلْتُ) قَالَ الذَّهَبِيُّ وَهُوَ الآفَةُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَرَوَى بَعْضَهُ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " لما أسرى بالنبى إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قَالَ جِبْرِيلُ رُوَيْدًا فَإِنَّ رَبَّكَ يُصَلِّي قَالَ وَهُوَ يُصَلِّي قَالَ نَعَمْ قَالَ وَمَا يَقُولُ قَالَ يَقُولُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي " (خطّ) وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلا أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى عَطَاءٍ فَلَعَلَّهُ سَمِعَهُ مِمَّنْ لَا يُوثَقُ بِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْمَجْدَ الشِّيرَازِيَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ الصِّلاتِ وَالْبِشْرِ: الْعَجَبُ مِنَ ابْنِ الْجَوْزِيِّ كَيْفَ أَخْرَجَهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ يَعْنِي الْمَوْضُوعَاتِ مَعَ هَذَا الْقَوْلِ مِنْهُ، وَبِأَنَّهُ جَاءَ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى مَوْقُوفَةٍ وَمَوْصُولَةٍ بِذِكْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي طَرِيقٍ، وَبَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ فِي أُخْرَى وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أخرجه ابْن مرْدَوَيْه وَفِيه سندل عمر بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ، وَشَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ الْمَجْدُ الشِّيرَازِيُّ رِجَالُهُ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ فِيهِ عِلَّةٌ إِلا أَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ عِنْدَ الأَكْثَرِينَ، وَقَوْلُ ابْنِ الْجَوْزِيِّ إِنَّ رِجَالَ الْمَوْقُوفِ عَلَى عَطَاءٍ ثِقَاتٌ فِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّ فِيهِمْ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْحَفَّارَ قَالَ فِي الْمِيزَانِ لَا يُدْرَى مَنْ ذَا. (28) [حَدِيثٌ] " لَمَّا تَجَلَّى اللَّهُ لِلْجَبَلِ طَارَتْ لِعَظَمَتِهِ سِتَّةُ أَجْبُلٍ، فَوَقَعَتْ ثَلاثَةٌ بِمَكَّةَ وَثَلاثَةٌ بِالْمَدِينَةِ، فَوَقَعَ بِالْمَدِينَةِ أُحُدٌ وَوَرْقَانُ وَرَضْوَى، وَوَقَعَ بِمَكَّة ثَبِيرٌ وَحِرَاءُ وَثَوْرٌ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ مَتْرُوكٌ. (28) [وَحَدِيثٌ] " إِنَّ مِنَ الْجِبَالِ الَّتِي تَطَايَرَتْ يَوْمَ مُوسَى سَبْعَةُ أَجْبُلٍ لَحِقَتْ بِالْحِجَازِ وَبِالْيَمَنِ مِنْهَا بِالْمَدِينَةِ أُحُدٌ وَوَرْقَانُ وَبِمَكَّةَ ثَوْرٌ وَثَبِيرٌ وَحِرَاءُ وَبِالْيَمَنِ صَبِرٌ وَحَصُورٌ " (شا) من

حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو مَتْرُوكٌ (تُعُقِّبَ) فِي الْحَدِيثَيْنِ بِأَنَّ الأَوَّلَ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ وَقَدِ مَرَّ أَنَّهُ لَمْ يُخَرِّجْ فِيهِ مَوْضُوعًا، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَلَمْ يُتَّهَمْ بِالْكَذِبِ، وَطَلْحَةُ وَإِنْ ضَعَّفُوهُ فَلَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ ابْنِ مَاجَهْ وَلِعَبْدِ الْعَزِيزِ مُتَابَعٌ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّد بن الْحسن بن زبالة وَهُوَ مَتْرُوكٌ (قُلْتُ) بَلْ كَذَّابٌ فَلا يَصْلُحُ تَابِعًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْقُوفًا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ (قُلْتُ) وَشَاهِدٌ آخَرُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ: غَرِيبٌ مُنْكَرٌ، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: غَرِيبٌ مَعَ إِرْسَالِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (29) [حَدِيثٌ] " أَشَارَ بِأُصْبُعِهِ فَمِنْ نُورِهَا جَعَلَهُ دَكًّا " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ للجبل،} وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ، فِيهِ أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْكَذِبِ وَقَدْ تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَنَاهِيكَ بِهِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي السُّنَّةِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ، وَتَابَعَهُ أَيْضًا هَمَّامٌ بِنَحْوِهِ أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي تَفْسِيرِهِ (قُلْتُ) قَوْلُهُ فِي أَيُّوبَ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْكَذِبِ هُوَ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ وَقَدْ رَمَاهُ غَيْرُهُ بِالْكَذِبِ كَمَا مَرَّ فِي الْمُقَدِّمَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (30) [حَدِيثٌ] " أَخْرَجَ خِنْصَرَهُ فَضَرَبَ عَلَى إِبْهَامِهِ فَسَاخَ الْجَبَلُ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَلَمَّا تَجَلَّى ربه للجبل جعله دكا} ، وَلا يَثْبُتُ فَإِنَّهُ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَكَانَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ رَبِيبُهُ يَدُسُّ فِي كُتُبِهِ هَذِهِ الأَحَادِيثَ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الرُّؤْيَةِ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ وَقَالَ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ وَصَحَّحَهُ وَقَدْ قَالَ الزَّرْكَشِيُّ فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الرَّافِعِيِّ: إِنَّ تَصْحِيحَهُ أَعْلَى مِنْ تَصْحِيحِ الْحَاكِمِ وَأَنَّهُ قَرِيبٌ مِنْ تَصْحِيحِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ حِبَّانَ، وَقَدْ تَابَعَ حَمَّادًا عَنْ ثَابِتٍ شُعْبَةُ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ وَقَالَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (قُلْتُ) وَتَابَعَهُ أَيْضًا عَنْ حَمَّادٍ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي السُّنَّةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَأَخْرَجَ ابْنُ مَنْدَهْ أَيْضًا الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيره من طَرِيق الْأَعْمَش

عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَنَسٍ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الرُّؤْيَةِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا، وَلَمَّا أَوْرَدَ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ حَدِيثَ أَنَسٍ قَالَ عَقِبَهُ: وَفِي الْبَابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (قُلْتُ) وَفِي تَلْخِيصِ مَوْضُوعَاتِ الْجَوْزِقَانِيِّ لِلذَّهَبِيِّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَلا يَحِلُّ أَنْ يُذْكَرَ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (31) [حَدِيثٌ] " رَأَيْتُ رَبِّي فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ شَابًّا مُوَفَّرًا رَجُلا فِي خُضْرَةٍ عَلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى وَجْهِهِ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أُمِّ الطُّفَيْلِ امْرَأَةِ أَبِي وَفِيهِ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَمَرْوَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَعِمَارَةُ بْنُ عَامِرٍ مَجْهُولانِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ عِمَارَةَ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ، وَسَمَّاهُ الطَّبَرَانِيُّ، فَقَالَ: عِمَارَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمَرْوَانُ رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمَا وُسِمَ بِكَذِبٍ، فَانْتَفَتِ الْجَهَالَةُ عَنْهُمَا، وَأَمَّا نُعَيْمٌ فَأَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذَا بَلْ تَابَعَهُ جَمَاعَةٌ، أَخْرَجَ أَحَادِيثَهُمُ الطَّبَرَانِيُّ فِي السُّنَّةِ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاس من طرق راوها الطَّبَرَانِيُّ أَيْضًا (قُلْتُ) وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ أَنَّهُ صَحَّحَهُ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ أَيْضًا من حَدِيث معَاذ بن عَفْرَاءَ وَمِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ مُعَلَّقًا، وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الأَفْرَادِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ (قُلْتُ) وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ وَعَائِذٍ الْحَضْرَمِيِّ وَثَوْبَانَ، أَخْرَجَهَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي السُّنَّةِ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: رُوِيَ مِنْ أَوْجُهٍ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ وَيَكْفِي فِي التَّعْقِيبِ عَلَى ابْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ ذَكَرَهُ فِي الْوَاهِيَاتِ، وَمَا كَانَ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ غَيْرُ مُقَيَّدٍ بِالْمَنَامِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ لِتَتَّفِقَ الرِّوَايَاتُ وَيَزُولَ الإِشْكَالُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (32) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ لَيَغْضَبُ، فَإِذَا غَضِبَ سَبَّحَتِ الْمَلائِكَةُ لِغَضَبِهِ فَإِذَا اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَنَظَرَ إِلَى الْولدَان يقرؤن الْقُرْآنَ تَمْلأُ رَبَّنَا رِضًى، (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عِلاجٍ وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ ابْنَ أَبِي عِلاجٍ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ بل تَابعه هرون بْنُ هَزَارِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ صَاحِبُ الْمسند

الفصل الثالث

وزَكَرِيا بن يحيى، رَوَاهَا الشيزارى فى الألقاب، وهرون قَالَ الْخَلِيلِيُّ فِيهِ: ثِقَةٌ زَاهِدٌ أَمِينٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثِقَةٌ جَلِيلٌ حَافِظٌ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ الذَّهَبِيُّ صَدُوقٌ وَلَمْ يَسْتَحْضِرِ الْحَافِظَانِ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ هَذِهِ الْمُتَابَعَاتِ فَقَلَّدَا ابْنَ عَدِيٍّ فِي دَعْوَاهُ تَفَرَّدَ ابْنُ أَبِي عِلاجٍ بِهِ وجزما مَا بِكَذِبِ الْحَدِيثِ، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيقٌ آخَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ. (33) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَجْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْقَنْطَرَةِ الْوُسْطَى بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ " (عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ لَيْسَ بشئ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ عُثْمَانَ رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُد ابْن مَاجَهْ وَنَسَبَهُ دُحَيْمٌ إِلَى الصِّدْقِ، وَقَالَ أَحْمَدُ لَا بَأْسَ بِهِ وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ مَرْفُوعًا: يُقْبِلُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُثْنِي رِجْلَهُ عَلَى الْجِسْرِ فَيَقُولُ: " وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَا يُجَاوِزُنِي الْيَوْمَ ظُلْمُ ظَالِمٍ فَيَنْصِفُ الْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُنْصِفُ الشَّاةَ الْجَلحَاءَ مِنَ الْعَضْبَاءِ بِنَطْحَةٍ نَطَحَتْهَا ". أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ (قُلْتُ) قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ: فِيهِ يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ ضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي كِتَابِ الْعَرْشِ فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ: إِسْنَادُهُ وَسَطٌ وَاللَّهُ أَعَلُم. الْفَصْلُ الثَّالِثُ (34) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ عَلَيْهِ رِدَاءٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا، يَقِفُ فِي قِبْلَةِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُقْبِلا عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَفْرَغَ مِنْ صَلاتِه، لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَبْدٌ تِلْكَ السَّاعَةِ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ، فَإِذَا سلَّمَ الإِمَامُ مِنْ صَلاتِهِ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ " (كرّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَلِيٍّ الأَهْوَازِيِّ وَهُوَ الْمُتَّهَمُ بِهِ. (35) [حَدِيثٌ] " رَأَيْتُ رَبِّي بِمِنًى يَوْمَ النَّفْرِ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جُبَّةٌ صُوفٌ أَمَامَ النَّاسِ " (كرّ) مِنْ حَدِيثِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ طَرِيقِ الأَهْوَازِيِّ أَيْضًا. وَقَالَ فِيهِ وَفِي الَّذِي قَبْلَهُ: كَتَبَهُمَا الْخَطِيبُ عَنِ الأَهْوَازِيِّ تَعَجُّبًا من نكارتهما وهما باطلان.

(36) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ لَيَنْظُرُ إِلَى عباده كل يَوْم ثلثمِائة وَسِتِّينَ نَظْرَةٍ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَذَلِكَ مِنْ حُبِّهِ إِلَى خَلْقِهِ " (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (37) [حَدِيثٌ] " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَنْزِلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا يَنْزِلُ عَنْ عَرْشِهِ بِذَاتِهِ " (نع) فِي التَّارِيخِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الطَّرَسُوسِيِّ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ لَيْثِ ابْن أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ بِشْرٍ عَنْ أَنَسٍ، وَنُعَيْمٌ يَأْتِي بِالطَّامَّاتِ فَلا يُدْرَى الْبَلاءُ مِنْهُ أَوْ مِنَ الطَّرَسُوسِيِّ (قُلْتُ) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي كِتَابِ الْعَرْشِ: وَبِشْرٌ لَا يُدْرَى مَنْ هُوَ وَلَعَلَّ هَذَا مَوْضُوعٌ انْتَهَى، وَأَنَا أَظُنُّهُ يُسْرًا بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ مَوْلَى أَنَسٍ فَإِنْ يَكُنْ هُوَ فَالْبَلاءُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (38) [حَدِيثٌ] قَالَ اللَّهُ عز وَجل: " لَا إِلَه اللَّهُ، كَلِمَتِي وَأَنَا هُوَ، مَنْ قَالَهَا أَدْخَلْتُهُ حِصْنِي، وَمَنْ أَدْخَلْتُهُ حِصْنِي فَقَدْ أَمِنَ وَالْقُرْآنُ كَلامِي وَمِنِّي خَرَجَ " (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ خَالِد عَن هرون بْنِ رَاشِدٍ عَنْ فَرْقَدٍ عَنْ أَنَسٍ، قُلْتُ: وَأَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ فَرْقَدٍ عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ إِنَّ رَبِّي يَقُولُ " نُورِي هُدَايَ وَلا إِلَهَ إِلَّا الله كَلمته، وَمَنْ قَالَهُ أَدْخَلْتُهُ حِصْنِي " وَكُنْتُ جوزت أَن يكون هرون بْنُ رَاشِدٍ وَوَهْبَ بْنَ رَاشِدٍ وَاحِدًا، غَيَّرَ اسْمَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ، ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّهُمَا غَيِّرَانِ، لِأَن وهبا مَعْرُوف مُتَّهم، وهرون جَهَّلُوهُ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَوَقَعَ أَيْضًا فِي حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ نُسْطُورٍ الدَّجَّالِ الْمَشْهُورِ يَقُولُ اللَّهُ: " لَا إِلَهَ إِلا الَّلِه حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي، " وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (39) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " لَا إِلَهَ إِلا الَّلِه حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ مِنْ عَذَابِي " (كرّ) مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي تَخْرِيجِ الإِحْيَاءِ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِ نَيْسَابُورَ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَالْقُضَاعِيُّ فِي مُسْنَدِ الشِّهَابِ مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَى عَنْ آبَائِهِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا، قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ فِي الْكَشْفِ عَنْ أَخْبَارِ الشِّهَابِ: رَاوِيهِ عَنْ عَلِيٍّ الرِّضَى فِي الْحِلْيَةِ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ، وَرَاوِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عِنْدَ الْقُضَاعِيِّ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَدَقَةَ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ، وَأَمَّا قَوْلُ صَاحِبِ الْفِرْدَوْسِ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ ثَابِتٌ مَشْهُور

فَمَرْدُودٌ عَلَيْهِ انْتَهَى، وَقَوْلُهُ فِي أَبِي الصَّلْتِ: مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ، فِيهِ نَظَرٌ كَمَا سَيُعْلَمُ مِنَ الْفَصْلِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ الإِيمَانِ، فَطَرِيقُهُ هِيَ أَشْبَهُ طُرُقِ الْحَدِيثِ، قَالَ الشَّيْخُ رُكْنُ الدِّينِ ابْنُ الْقَوْبَعِ: وَقَوْلُهُ " فَقَدْ أَمِنَ مِنْ عَذَابِي " يَعْنِي بِهِ الْعَذَابَ الَّذِي يُوجِبُهُ الْكُفْرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (40) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ: " لَا إِلَهَ إِلا أَنَا، كَلِمَتِي مَنْ قَالَهَا أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي وَمَنْ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي فَقَدْ أَمِنَ، وَالْقُرْآنُ كَلامِي وَمِنِّي خَرَجَ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بن عِيسَى الشدائى وَقَالَ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، قَالَ السُّيُوطِيُّ وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ: مَوْضُوعٌ. (41) [حَدِيثِ] " عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنى رَسُول الله وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي قَالَ، حَدَّثَنِي الصَّادِقُ النَّاطِقُ بِالْحَقِّ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ جِبْرِيلُ وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي سَمِعْتُ إِسْرَافِيلَ سَمِعْتُ اللَّوْحَ سَمِعْتُ اللَّهَ مِنْ فَوق الْعَرْش يَقُول للشئ كُنْ فَلا تَبْلُغُ الْكَافُ النُّونَ إِلا يَكُونُ ذَلِكَ الَّذِي يَكُونُ " (مي) مُسَلْسَلا يُحَدِّثُنِي فُلانٌ وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي: وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى وَلَعَلَّهُ الْجُرْجَانِيُّ أَحَدُ الْوَضَّاعِينَ (قلت) وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي كِتَابِ الْعَرْشِ مُسَلْسَلا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيِّ، وَزَادَ بَيْنَ إِسْرَافِيلَ وَاللَّوْحِ سَمِعْتُ الْقَلَمَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَأَحْمَدُ الْمَكِّيُّ كَذَّابٌ، رَوَيْتُهُ لِلتَّحْذِيرِ مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (42) [حَدِيثٌ] " التَّفَكُّرُ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَنَّتِهِ وَنَارِهِ سَاعَةٌ، خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ، وَخَيْرُ النَّاسِ الْمُتَفَكِّرُونَ فِي ذَاتِ اللَّهِ " (يخ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيهِ نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ. (43) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُول الله: " يُوشِكُ الْكُفْرُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ، وَمِنْ رَبْعٍ إِلَى رَبْعٍ، وَمِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، وَمِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، فَقِيلَ وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يَحُدُّونَ لِلَّهِ حَدًّا فَيَصِفُونَهُ بِذَلِكَ الْحَدِّ " (مي) وَسَنَدُهُ ظُلُمَاتٌ، فِيهِ ضُعَفَاءُ وَكَذَّابُونَ. (44) [حَدِيثٌ] " كُنْتُ كَنْزًا لَا يُعْرَفُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعْرَفَ فَخَلَقْتُ الْخَلْقَ وَتَعَرَّفْتُ لَهُمْ فَبِي عَرَفُونِي، " قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ: مَوْضُوعٌ. (45) [حَدِيثٌ] " مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي بَلْ وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ ". (46) " [وَحَدِيثٌ] الْقَلْبُ بَيْتُ الرَّبِّ، " قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةِ: مَوْضُوعَانِ.

كتاب الايمان

كتاب الايمان الْفَصْل الأَوَّلُ (1) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ وَفد ثَقِيف سَأَلُوا النبى عَنِ الإِيمَانِ هَلْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ فَقَالَ: لَا، زِيَادَتُهُ كُفْرٌ وَنُقْصَانُهُ شِرْكٌ " (حا) وَفِيهِ أَبُو الْمُهَزَّمِ وَأَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ، وَرَوَاهُ أَيْضًا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ، وَالْمُتَّهَمُ بِوَضْعِهِ أَبُو مُطِيعٍ وَسَرَقَهُ مِنْهُ عُثْمَانُ. (2) [حَدِيثٌ] " الإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ " (عد) من حَدِيث ابْن عَمْرو، وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ. (3) [حَدِيثٌ] " الإِيمَانُ قَوْلٌ وَالْعَمَلُ شَرَائِعُهُ، لَا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ " (قا) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ الْجُوَيْبَارِيِّ وَعَنْهُ مَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَةِ مَأْمُونٍ: غَيْرُ مَأْمُونٍ، وَمِمَّا وَضَعَ عَلَى الثِّقَاتِ أَنَّهُ روى عَن عبد الله بن مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله قَالَ: " الإِيمَانُ قَوْلٌ وَالْعَمَلُ شَرَائِعُهُ، " وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (4) [حَدِيثٌ] " مَنْ زَعَمَ أَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَزِيَادَتُهُ نِفَاقٌ وَنُقْصَانُهُ كُفْرٌ، فَإِنْ تَابُوا، وَإِلا فَاضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ بِالسَّيْفِ، أُولَئِكَ أَعْدَاءُ الرَّحْمَنِ فَارَقُوا دِينَ اللَّهِ وَانْتَحَلُوا الْكُفْرَ، وَخَاصَمُوا فِي اللَّهِ طَهَّرَ اللَّهُ الأَرْضَ مِنْهُمْ أَلا فَلا صَلاةَ لَهُمْ، أَلا فَلا زَكَاةَ لَهُمْ، أَلا فَلا صَوْمَ لَهُمْ أَلا فَلا حَجَّ لَهُمْ أَلا فَلا دِينَ لَهُمْ هُمْ بُرَآء من رَسُول الله وَرَسُول الله برِئ مِنْهُمْ " (حب) مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّايكَانِيُّ. (5) [حَدِيثٌ] " مَنْ لَمْ يُمَيِّزْ ثَلاثَةً فَلَيْسَ لَهُ فِي الْجَمَاعَةِ نَصِيبٌ مَنْ لَمْ يُمَيِّزِ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمَانِ وَالرِّزْقَ مِنَ الْعَمَلِ وَالْمَوْتَ مِنَ الْمَرَضِ " (قا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، وَفِيهِ الْجُوَيْبَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمَتْرُوكِينَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الْجُوَيْبَارِيُّ، وَهُوَ كَلامٌ رَكِيكٌ لَا مَعْنَى لَهُ وَالْكَاذِبُ لَا يُوَفَّقُ.

الفصل الثانى

(6) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " صنفان من أمتى لاتنالهما شَفَاعَتِي الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنِ الْقَدَرِيَّةُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَقُولُونَ لَا قَدَرٌ؟ قِيلَ فَمَنِ الْمُرْجِئَةُ قَالَ: قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا سُئِلُوا عَنِ الإِيمَانِ يَقُولُونَ نَحْنُ مُؤْمِنُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " (قا) مِنْ طَرِيقِ مَأْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ. (7) [حَدِيثٌ] " إِنَّ أُمَّتِي عَلَى الْخَيْرِ مَا لَمْ يَتَحَوَّلُوا عَنِ الْقِبْلَةِ وَلَمْ يَسْتَثْنُوا فِي إِيمَانِهِمْ " (قا) عَنْ أَنَسٍ وَفِيهِ سِمْعَانُ بْنُ مَهْدِيٍّ وَعنهُ جَعْفَر بن هرون. (8) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ: " إِنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَلَيْسَ لَهُ فِي الإِسْلامِ نَصِيبٌ " (رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَهُوَ مِنْ وَضْعِ مُحَمَّدِ بْنِ تَمِيمٍ. (9) [حَدِيثٌ] " مَنْ شَكَّ فِي إِيمَانِهِ فَقَدْ أُحْبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (حب) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيُّ وَغُنَيْمُ بْنُ سَالِمٍ أَثَرُ) " عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَرَفْتَ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ أَوْ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا بِاللَّهِ فَقَالَ مَا احْتَجْتُ إِلَى رَسُول الله وَلَكِنَّ اللَّهَ عَرَّفَنِي بِنَفْسِهِ بِلا كَيْفٍ كَمَا شَاءَ، وَبَعَثَ مُحَمَّدًا رَسُولا لِتَبْلِيغِ الْقُرْآنِ وَالإِيمَانِ وَتَثْبِيتِ الْحُجَّةِ وَتَقْوِيمِ النَّاسِ عَلَى مِنْهَاجِ الإِسْلامِ فَصَدَّقْتُ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لَمْ يَجِئْ بِخِلافٍ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ وَلا بِخِلافِ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ، جَاءَ بِالْهُدَى وَالْوَعِيدِ وَتَصْدِيقِ مَنْ قَبْلَهُ " (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يحيى النيمى وَعنهُ مُحَمَّد بن سعيد الهروى. الْفَصْل الثَّانِي (10) (حَدِيثٌ) " الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ. (11) (وَحَدِيثٌ) " الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَعَلَيْكُمْ بِالسُّنَّةِ فَالْزَمُوهَا " (عد) مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَفِيهِ مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ وَهُوَ آفَتُهُ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ قَالَ الذَّهَبِيُّ إِنَّمَا آفَتُهُ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، لأَنَّ مَعْرُوفًا قَلَّمَا رَوَى، وَأَكْثَرُ مَا عِنْدَهُ أُمُورٌ مِنْ أَفْعَالِ وَاثِلَةَ مَوْلاهُ.

(12) [وَحَدِيثٌ] " الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ " (قطّ) مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَفِيهِ عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ (تُعُقِّبَ) بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَدِيثِ مُعَاذٍ، بِأَنَّهُ لَا مَدْخَلَ لِعَمَّارٍ فِيهِ فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ جَيِّدٍ عَنْ مُعَاذٍ، وَسَكَتَ عَلَيْهِ أَبُو دَاوُدَ فَهُوَ صَالِحٌ عِنْدَهُ (قلت) عَلَى أَنَّ عَمَّارًا وَثَّقَهُ بَعْضُهُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الثَّلاثَةِ جَمِيعًا بِأَنَّ لَهَا شَوَاهِدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَعُمَيْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ الأَنْصَارِيِّ مَوْقُوفَةً عَلَيْهِمْ، أَخْرَجَهَا الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ (قلت) وَأَخْرَجَ أَحَادِيثَ الثَّلاثَةِ الأَوَّلِينَ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدَيْنِ ضَعِيفَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا أَخْرَجَهُ الْجَوْزِقَانِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الأَعْرَجِ نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَتَفَرَّدَ بِهِ عَنْ نَافِعٍ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ صَدُوقٌ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ. (13) [حَدِيثٌ] " الإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ " (طب) مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَفِيهِ أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ الْهَرَوِيُّ، وَتَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْبَجَلِيُّ وَدَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ الْغَازِيُّ وَهُمَا مَجْهُولانِ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلا مَنْ سَرَقَهُ مِنْ أَبِي الصَّلْتِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ أَبَا الصَّلْتِ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ: لَيْسَ مِمَّنْ يَكْذِبُ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْدُودٌ فِي الزُّهَّادِ وَقَالَ فِي الْمِيزَانِ: صَالِحٌ إِلا أَنَّهُ شِيعِيٌّ وَلَمْ يَكُنْ غَالِيًا (قلت) وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ أَبُو الصَّلْتِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ لَكِنِ اعْتَرَضَهُ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فَقَالَ: كَيْفَ يَلْتَئِمُ هَذَا مَعَ قَوْلِهِ يَعْنِي الْحَاكِمَ فِي الْمَدْخَلِ إِنَّ أَبَا الصَّلْتِ هَذَا رَوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ وَعَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ وَغَيْرِهِمْ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ أَخْرَجَ الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِهِ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يُدَلِّسُ وَمَا أَرَاهُ إِلا كَانَ صَدُوقًا وَرَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ الْخَطِيبُ تُكُلِّمَ فِيهِ لأَنَّهُ كَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ وَأَمَّا رِوَايَاتُهُ فَوَصَفُوهُ بِالصِّدْقِ (قلت) وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ: أَفْرَطَ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَضْعِيفِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَمِثْلُ هَذَا يَصْلُحُ فِي الْمُتَابَعَةِ، وَقَالَ الْمِزِّيُّ فِي التَّهْذِيبِ: تَابَعَ أَبَا الصَّلْتِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْعَلَوِيُّ انْتَهَى وَهَذَانِ الْمُتَابِعَانِ عِنْدَ تَمَّامٍ فِي فَوَائِدِهِ، وَتَابَعَهُ أَيْضًا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السَّيِّدُّ الْمَحْجُوبُ رَوَاهُ الشِّيرَازِيُّ فِي الأَلْقَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ السَّهْمِيُّ رَوَاهُ الصَّابُونِيُّ فِي الْمِائَتَيْنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بن

جَعْفَرٍ رَوَاهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي كِتَابِ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي مُعْجَمِهِ وَقَالَ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ: لَمَّا دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَى نَيْسَابُورَ خَرَجَ عُلَمَاءُ الْبَلَدِ فِي طلبه: يحيى بن يحيى وَإِسْحَق بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، فَتَعَلَّقُوا بِلِجَامِ بغلته وَقَالَ لَهُ إِسْحَق: بِحَقِّ آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ فَقَالَ (حَدثنَا) الْعَبْدُ الصَّالِحُ أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَلَهُ شَاهِدَانِ أَحَدُهُمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهَ وَأَنَّ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَذَلَّ بِهَا لِسَانُهُ وَاطْمَأَنَّ بِهَا قَلْبُهُ لَمْ تَطْعَمْهُ النَّارُ، " أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، وَثَانِيهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ " الإِيمَانُ بِاللَّهِ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ، " أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ وَالشِّيرَازِيُّ فِي الأَلْقَابِ. (14) (حَدِيثٌ) " إِنَّ مِنْ تَمَامِ إِيمَانِ الْعَبْدِ الاسْتِثْنَاءُ أَنْ يَسْتَثْنِيَ فِيهِ " (الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ مَتْرُوكٌ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْجَوْزِقَانِيَّ أَوْرَدَهُ عَلَى أَنَّهُ ثَابِتٌ وَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى بُطْلانِ الأَحَادِيثِ السَّابِقَةِ الْمُتَضَمِّنَةِ ذَمَّ الاسْتِثْنَاءِ وَقَالَ عَقِبَهُ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَالاسْتِثْنَاءُ فِي الإِيمَانِ سُنَّةٌ فَمَنْ قَالَ أَنَا مُؤْمِنٌ فَلْيَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَيْسَ هَذَا بِاسْتِثْنَاءِ شَكٍّ وَلَكِنَّ عَوَاقِبَ الْمُؤْمِنِينَ مُغَيَّبَةٌ عَنْهُمْ. (15) (حَدِيثٌ) " لَا يكمل عبدا الإِيمَانَ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللَّهِ وَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ وَالرِّضَى بِقَضَاءِ اللَّهِ وَالصَّبْرُ عَلَى بَلاءِ اللَّهِ إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ زَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الْهَاشِمِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَقَالَ الْخَطِيبُ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَابْنُ الْمُعْتَزِّ لَمْ يُدْرِكْ عَفَّانَ وَأَرَاهُ صَنْعَةَ زَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ أَوَّلَهُ عِنْدَ الْبَزَّارِ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ بِلَفْظِ: " خَمْسٌ مِنَ الإِيمَانِ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شئ مِنْهَا فَلا إِيمَانَ لَهُ التَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ وَالرِّضَى بِقَضَاءِ اللَّهِ وَالتَّفْوِيضُ لأَمْرِ اللَّهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَالصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى "، وَأَعَلَّهُ الْبَزَّارُ بِسَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، وَآخِرُهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ: " مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ "، وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلَهُ.

(16) (حَدِيثٌ) " كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ الشّرك شئ كَذَلِكَ لَا يَضُرُّ مَعَ الإِيمَانِ شئ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ وَهُوَ مِنْ عَمَلِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: " لَا يَضُرُّ مَعَ الإِسْلامِ ذَنْبٌ كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ الشِّرْكِ عَمَلٌ، " وَفِي لَفْظٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ: " مَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله لَمْ يَضُرَّهُ مَعَهَا خَطِيئَةٌ كَمَا لَوْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ لَمْ تَنْفَعْهُ مَعَهَا حَسَنَةٌ، " رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَالطَّبَرَانِيُّ وَقَالا: هَكَذَا قَالَ يحيى ابْن الْيَمَانِ عَنْ مَسْرُوقٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ فَقَالَ: " نَزَلَ رَجُلٌ عَلَى مَسْرُوقٍ فَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَذَكَرَهُ " (قلت) أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الرَّجُلِ الْمُبْهَمِ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي الْمَجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ مَا خَلا التَّابِعِيَّ فَإِنَّهُ لَمْ يُسَمَّ، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ: يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِحَدِيثٍ: " لَا يَضُرُّ مَعَ الإِيمَانِ شئ " قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ، وَقَالَ شَيْخُنَا فِي الذَّيْلِ: عِلَّةُ الْخَبَرِ إِمَّا حَجَّاجٌ وَإِمَّا الْمُنْذِرُ انْتَهَى وَفِي اللِّسَانِ أَيْضًا فِي تَرْجَمَةِ مُنْذِرِ بْنِ زِيَادٍ: أَعَلَّ عَبْدُ الْحَقِّ فِي الأَحْكَامِ هَذَا الْحَدِيثَ بِحَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ فَعَابَ عَلَيْهِ ابْنُ الْقَطَّانِ ذَلِكَ فَأَصَابَ فَإِنَّ عِلَّتَهُ مِنْ مُنْذِرٍ هَذَا وَحَجَّاجٌ لَا يَحْتَمِلُ مِثْلَ هَذَا الْمَوْضُوعِ الْمَكْشُوفِ انْتَهَى وَكُلُّ هَذَا غَفْلَةٌ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ شَاهِدٌ جَيِّدٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (17) [حَدِيثٌ] " يُبْعَثُ الإِسْلامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى صُورَةِ الرَّجُلِ عَلَيْهِ رِدَاؤُهُ فَيَأْتِي الرَّبَّ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مِنْكَ خَرَجْتُ وَإِلَيْكَ أَعُودُ فَشَفِّعْنِي الْيَوْمَ فِيمَنْ شِئْتَ فَيَقُولُ شَفَّعْتُكَ فَيَبْسُطُ رِدَاءَهُ فَيَتَسَبَّبُ إِلَيْهِ النَّاسُ فَمَنْ تَسَبَّبَ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ تَفَرَّدَ بِهِ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ قَالَ: رِشْدِينُ ضَعِيفٌ وَلَمْ يَبْلُغْ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يُحْكَمَ عَلَى حَدِيثِهِ بِالْوَضْعِ انْتَهَى وَهُوَ مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ، وَقَالَ فِيهِ أَحْمَدُ أَرْجُو أَنَّهُ صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: عَابِدٌ صَالح سيء الْحِفْظِ. (18) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (طب) مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، وَقَالَ الْخَطِيبُ: يُقَالُ لَا أَصْلَ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَإِنَّمَا يُرْوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَوْلُهُ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ بَعْضَهُمْ نَقَلَ عَنْ أَحْمَدَ تَوْثِيقَ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَة

الفصل الثالث

وَقَالَ فِيهِ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ شَيْخًا صَالِحًا إِلا أَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا لُقِّنَ يَتَلَقَّنُ، وَتَابَعَهُ الإِمَامُ الْجَلِيلُ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ أَخْرَجَهُ الْقُضَاعِيُّ فِي مُسْنَدِ الشِّهَابِ. الْفَصْلُ الثَّالِثُ (19) [حَدِيثٌ] " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مِنِّي وَلا أَنَا مِنْهُ بُغْضُ عَلِيٍّ، وَنَصْبُ أَهْلِ بَيْتِي وَمَنْ قَالَ الإِيمَانُ كَلامٌ " (نع) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ رَافِضِيٌّ دَاعِيَةُ (قلت) عَبَّادٌ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ ثُمَّ الْمِزِّيُّ وَالذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ هُوَ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ بَالغ ابْنُ حِبَّانَ فَقَالَ يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ، نَعَمْ شَيْخُ عَبَّادٍ أَبُو يَزِيدَ الْعُكْلِيُّ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (20) [حَدِيثٌ] " إِنَّ مِنْ تَمَامِ إِيمَانِ الْعَبْدِ أَنْ يَسْتَثْنِيَ فِي كُلِّ حَدِيثِهِ " (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: بَاطِلٌ قَدْ يَحْتَجُّ بِهِ الْمَرَازِقَةُ الَّذِينَ لَوْ قِيلَ لأَحَدِهِمْ أَنْتَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ لَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ انْتَهَى وَهَذَا غَيْرُ الْحَدِيثِ الْمُتَعَقَّبِ السَّابِقِ فِي الْفَصْلِ الثَّانِي. (21) [حَدِيثٌ] " مَنْ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا حَقًّا فَهُوَ كَافِرٌ حَقًّا " (نجا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ سِمْعَانَ بْنِ مَهْدِيٍّ. (22) [حَدِيثٌ] " الْمُؤْمِنُ فِي ضَمَانِ اللَّهِ " (قطّ) فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَة وَفِيه إِسْحَق بن بشر بن مقَاتل الْكَاهِلِي.

كتاب المبتدأ

كتاب الْمُبْتَدَأ الْفَصْل الأَوَّلُ (1) [حَدِيثٌ] " لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ فِيهَا أَعَاجِيبَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ وَمِنْ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ دِيكٌ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ وَرِيشٌ أَبْيَضُ بَيَاضُ رِيشِهِ كَأَشَدِّ بَيَاضٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَزَغَبُهُ تَحْتَ رِيشِهِ أَخْضَرُ كَأَشَدِّ خُضْرَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ وَإِذَا رِجْلاهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَرَأْسُهُ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ ثَانِي عُنُقِهِ تَحْتَ الْعَرْشِ لَهُ جَنَاحَانِ فِي مَنْكِبَيْهِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ فَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ وَخَفَقَ بِجَنَاحَيْهِ وَصَرَخَ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ يَقُولُ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِيكَةُ الأَرْضِ كُلُّهَا وَخَفَقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَأَخَذَتْ فِي الصُّرَاخِ فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّيكُ فِي السَّمَاءِ سَكَنَتِ الدِّيكَةُ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ إِذَا كَانَ بَعْضُ اللَّيْلِ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ فِي إِزَاءِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَخَفَقَ بِهِمَا، وَصَرَخَ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ تَعَالَى وَيَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْقَهَّارِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِي الْعَرْشِ الرَّفِيعِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِيكَةُ الأَرْضِ كُلُّهَا بِمِثْلِ قَوْلِهِ، وَخَفَقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَأَخَذَتْ فِي التَّصْرِيخِ فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّيكُ سَكَنَتِ الدِّيكَةُ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ إِذَا هَاجَ ذَلِكَ الدِّيكُ هَاجَتِ الدِّيكَةُ فِي الأَرْضِ يُجَاوِبْنَهُ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ تَعَالَى يَقُلْنَ مِثْلَ قَوْلِهِ فَلَمْ أَزَلْ مُنْذُ رَأَيْتُ ذَلِكَ مُشْتَاقًا إِلَى أَنْ أَرَاهُ الثَّانِيَةَ ثُمَّ مَرَرْتُ بِخَلْقٍ عَجِيبٍ مِنَ الْعَجَبِ رَأَيْتُ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ نِصْفُ جَسَدِهِ مِمَّا يَلِي رَأْسَهُ ثَلْجٌ وَالآخَرُ مُكَوَّنٌ نَارًا مَا بَيْنَهُمَا رِيقٌ، فَلا النَّارُ تُذِيبُ الثَّلْجَ وَلا الثَّلْجُ يُطْفِي النَّارَ، وَهُوَ قَائِمٌ يُنَادِي بِصَوْتٍ لَهُ رَفِيعٌ جِدًّا: سُبْحَانَ رَبِّيَ الَّذِي كَفَّ بَرْدَ هَذَا الثَّلْجِ فَلا يُطْفِي حَرَّ هَذِهِ النَّارِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الَّذِي كَفَّ حَرَّ هَذِهِ النَّارَ فَلا تُذِيبُ هَذَا الثَّلْجَ، اللَّهُمَّ مُؤَلِّفًا بَيْنَ الثَّلْجِ وَالنَّارِ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَكَّلَهُ اللَّهُ بِأَكْنَافِ السَّمَوَاتِ وَأَطْرَافِ الأَرَضِينَ وَهُوَ مِنْ أَنْصَحِ الْمَلائِكَةِ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، يَدْعُو لَهُمْ بِمَا تَسْمَعُ فَهَذَا قَوْلُهُ مُنْذُ خُلِقَ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِمَلَكٍ آخَرَ جَالِسٍ عَلَى كُرْسِيٍّ فَإِذَا جَمِيعُ الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ لَوْحٌ مِنْ نُورٍ مَكْتُوبٌ يَنْظُرُ فِيهِ لَا يَلْتَفِتُ عَنْهُ يَمِينًا وَلا شِمَالا مُقْبِلٌ عَلَيْهِ فَقُلْتُ مَنْ

هَذَا يَا جِبْرِيلُ فَقَالَ: هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ دَائِبٌ فِي قَبْضِ الأَرْوَاحِ، وَهُوَ أَشَدُّ الْمَلائِكَةِ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ إِنَّ كُلَّ مَنْ مَاتَ مِنْ ذَوِي الأَرْوَاحِ أَوْ هُوَ مَيِّتٌ فِيمَا بَعْدُ هَذَا يَقْبِضُ رُوحَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَفَيَرَاهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا وَيَشْهَدُهُمْ بِنَفْسِهِ، قَالَ: نَعَمْ: قُلْتُ: كَفَى بِالْمَوْتِ طَامَّةً فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَطَمُّ وَأَعْظَمُ، فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا جِبْرِيلُ قَالَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ يَأْتِيَانِ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنَ الْبَشَرِ حِينَ يُوضَعُ فِي قَبْرِهِ وَيُتْرَكُ وَحِيدًا فَقُلْتُ: أَرِنِيهِمَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنِّي أَرْهَبُ أَنْ تَفْزَعَ مِنْهُمَا وَتُهَالَ أَشَدَّ الْهَوْلِ وَلا يَرَاهُمَا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ آدَمَ إِلا بَعْدَ الْمَوْتِ وَلا يَرَاهُمَا أَحَدٌ مِنَ الْبَشَرِ إِلا مَاتَ فَزَعًا مِنْهُمَا وَهُمَا أَعْظَمُ شَأْنًا مِمَّا تَظُنُّ، قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ صِفْهُمَا لِي، قَالَ: نَعَمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَذْكُرَ لَكَ طُولَهُمَا وَذِكْرُ ذَلِكَ مِنْهُمَا أَفْظَعُ غَيْرَ أَنَّ أَصْوَاتَهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ وَأَعْيُنَهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَأَنْيَابَهُمَا كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ، يَخْرُجُ لَهَبُ النَّارِ مِنْ أَفْوَاهِهِمَا وَمَنَاخِرِهِمَا وَمَسَامِعِهِمَا يَكْسَحَانِ الأَرْضَ بِأَشْعَارِهِمَا وَيَحْفُرَانِ الأَرْضَ بِأَظْفَارِهِمَا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ جَمِيعُ مَنْ فِي الأَرْضِ مَا حَرَّكُوهُ، يَأْتِيَانِ الإِنْسَانَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُرِكَ وَحِيدًا يُسَلَّطَانِ عَلَيْهِ، فَتُرَدُّ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ يُقْعِدَانِهِ فى قَبره، وينتهزانه انْتِهَارًا يَتَقَعْقَعُ مِنْهُ عِظَامُهُ وَتَزُولُ أغظاؤه مِنْ مَفَاصِلِهِ فَيَخِرُّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ثُمَّ يُقْعِدَانِهِ فِي قَبْرِهِ فَيَقُولانِ: يَا هَذَا إِنَّكَ فِي الْبَرْزَخِ فَاعْقِلْ ذَلِكَ، وَاعْرِفْ مَكَانَكَ وَيَنْتَهِرَانِهِ ثَانِيَةً وَيَقُولانِ بِهَذَا قَدْ ذَهَبْتَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَفْضَيْتَ إِلَى مَعَادِكَ، أَخْبِرْنَا مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ وَمَنْ نَبِيُّكَ فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا لَقَّنَهُ اللَّهُ حُجَّتَهُ، فَيَقُولُ: رَبِّيَ الله وَنَبِي مُحَمَّد وَدِينِي الإِسْلامُ فَيَنْتَهِرَانِهِ عِنْدَ ذَلِكَ انْتِهَارًا يَرَى أَنَّ أَوْصَالَهُ قَدْ تَفَرَّقَتْ وَعُرُوقَهُ قَدْ تَقَطَّعَتْ، فَيَقُولانِ تَثَبَّتْ يَا هَذَا وَانْظُرْ مَا تَقُولُ، فَيُثَبِّتُ اللَّهُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ، وَيَلْقَاهُ الأَمْنُ وَيُدْرَأُ عَنْهُ الْفَزَعُ حَتَّى لَا يَخَافَهُمَا فَإِذَا فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ اسْتَأْنَسَ إِلَيْهِمَا، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا بِالْخُصُومَةِ يُخَاطِبُهُمَا وَيَقُولُ تُهَدِّدَانِي كَيْمَا أَشُكُّ فِي دِينِي أَتُرِيدَانِ أَنْ أَتَّخِذَ غَيْرَهُ وَلِيًّا فَاشْهَدَا أَنْ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبِّي وربكما وَرب كل شئ، وَنَبِي مُحَمَّدٌ وَدِينِي الإِسْلامُ، فَيَنْتَهِرَانِهِ وَيَسْأَلانِهِ الثَّالِثَةَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَإِيَّاهُ كُنْتُ أَعْبُدُ لَمْ أُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَلَمْ أَتَّخِذْ غَيْرَهُ وَلِيًّا، أَتُرِيدَانِ أَنْ تَرُدَّانِي عَنْ مَعْرِفَةِ رَبِّي وَعِبَادَتِي إِيَّاهُ، وَاللَّهِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ ربى وَرب كل شئ وَنَبِي مُحَمَّدٌ وَدِينِي الإِسْلامُ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مُجَاوَبَةً لَهُمَا تَوَاضُعًا حَتَّى يَسْتَأْنِسَ إِلَيْهِمَا أَحْسَنَ مَا يَكُونُ فِي الدُّنْيَا إِلَى أهل وده

وَقَرَابَتِهِ، وَيَقُولانِ صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ وَفَّقَكَ اللَّهُ وَثَبَّتَكَ أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ وَكَرَامَةِ اللَّهِ، ثُمَّ يَرْفَعَانِ قَبْرَهُ فَيَتَّسِعَ لَهُ مَدَّ الْبَصَرِ فَيَفْتَحَانِ لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ وَطِيبِ نَسِيمِهَا وَنُورِهَا مَا يُعْرَفُ بِهِ كَرَامَةُ اللَّهِ فَإِذَا رَأَى ذَلِكَ اسْتَيْقَنَ الْفَوْزَ وَحَمِدَ اللَّهَ فَيَفْرِشَانِ لَهُ فِرَاشًا مِنْ إِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ وَيَضَعَانِ لَهُ مِصْبَاحًا مِنْ نُورٍ عِنْدَ رَأْسِهِ وَمِصْبَاحًا مِنْ نُورٍ عِنْدَ رِجْلَيْهِ يُزْهِرَانِ لَهُ فِي قَبْرِهِ بِأَضْوَءَ مِنَ الشَّمْسِ لَا يُطْفَآنِ عَنْهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُبْعَثَ مِنْ قَبْرِهِ ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنَ الْجَنَّةِ رِيحٌ فَحِينَ يَشُمُّهَا يَغْشَاهُ النُّعَاسُ فَيَقُولانِ لَهُ: ارْقُدْ رَقْدَةَ الْعَرُوسِ قَرِيرَ الْعَيْنِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكَ وَلا حَزَنٌ، ثُمَّ يُمَثِّلانِ لَهُ عَمَلَهُ الصَّالِحَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَطْيَبِ رِيحٍ فَيَكُونُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَيَقُولانِ: هَذَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ وَكَلامُكَ الطَّيِّبُ، قَدْ مَثَّلَهُ اللَّهُ فِي أَحْسَنِ مَا تَرَى مِنْ صُورَةٍ يُؤْنِسُكَ فِي قَبْرِكَ، فَلا تَكُونُ وَحِيدًا وَيَدْرَأُ عَنْكَ هَوَامَّ الأَرْضِ، وَكُلَّ أَذًى وَلا يَخْذُلُكَ فِي قَبْرِكَ وَلا فى شئ مِنْ مَوَاطِنِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُدْخِلَكَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ رَبِّكَ فَنَمْ سَعِيدًا طُوبَى لَكَ وَحُسْنُ مَآبٍ، ثُمَّ يُسَلِّمَانِ عَلَيْهِ وَيَنْصَرِفَانِ عَنْهُ، قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ لَقَدْ شَوَّقْتَنِي إِلَى الْمَوْتِ مِنْ حُسْنِ حَدِيثِكَ فَادْنُنِي مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ أُكَلِّمُهُ فَأَدْنَانِي مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ هَذَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ فِي الْعَرَبِ رَسُولا نَبِيًّا، فَرَحَّبَ بِي وَحَيَّانِي بِالسَّلامِ، وَأَنْعَمَ بَشَاشَتِي وَأَحْسَنَ بُشْرَايَ، ثُمَّ قَالَ أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّ لَكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي أُمَّتِكَ فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَنَّانِ بِالنِّعَمِ، ذَلِكَ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّي بِي وَنِعْمَتِهِ لَدَيَّ، ثُمَّ قُلْتُ مَا هَذَا اللَّوْحُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، قَالَ مَكْتُوبٌ فِيهِ آجَالُ الْخَلْقِ قُلْتُ أَفَلا تُخْبِرُنِي عَمَّنْ قَبَضْتَ رُوحَهُ فِي الدُّهُورِ الْخَالِيَةِ، قَالَ: تِلْكَ الأَرْوَاحُ فِي أَلْوَاحٍ أُخْرَى قَدْ عَلَّمْتُ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ أَصْنَعُ بِكُلِّ ذِي رُوحٍ إِذَا قَبَضْتُ رُوحَهُ عَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ فَكَيْفَ تَقْدِرُ عَلَى أَرْوَاحِ جَمِيعِ مَنْ فِي الأَرْضِ أَهْلِ بِلادِهَا وَكُورِهَا وَمَا بَيْنَ مَشَارِقِهَا وَمَغَارِبِهَا قَالَ: أَلا ترى أَن الدِّينَا كُلَّهَا بَيْنَ رُكْبَتَيَّ وَجَمِيعَ الْخَلائِقِ بَيْنَ عَيْنَيَّ وَيَدَايَ تَبْلُغَانِ الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ وَخَلْفَهُمَا بَعِيدًا، فَإِذَا نَفِدَ أَجَلُ عَبْدٍ نَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا أَبْصَرَ أَعْوَانِي مِنَ الْمَلائِكَةِ نَظَرِي إِلَى عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ عَرَفُوا أَنَّهُ مَقْبُوضٌ، فَعَمِدُوا إِلَيْهِ وَبَطَشُوا بِهِ يُعَالِجُونَ مِنْ نَزْعِ رُوحِهِ، فَإِذَا بَلَغَتِ الرُّوحُ الْحُلْقُومَ، عَلِمْتُ ذَلِكَ وَلا يَخْفَى عَلَيَّ من أمره شئ، مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْهِ فَانْتَزَعْتُ رُوحَهُ مِنْ جَسَدِهِ وَأَقْبِضُهُ، فَذَلِكَ أَمْرِي وَأَمْرُ ذَوِي الأَرْوَاحِ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ فَأَبْكَانِي حَدِيثُهُ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُ فَمَرَرْتُ بِمَلَكٍ عَظِيمٍ مَا رَأَيْتُ خَلْقًا مِنَ الْمَلائِكَةِ مِثْلَهُ كَالِحَ الْوَجْهِ كَرِيهَ الْمَنْظَرِ شَدِيدَ الْبَطْشِ ظَاهِرَ الْغَضَبِ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ رعبت فَقلت: يَا جِبْرِيل

مَنْ هَذَا؟ فَإِنِّي قَدْ رُعِبْتُ مِنْهُ رُعْبًا شَدِيدًا قَالَ: لَا تَعْجَبْ أَنْ تُرْعَبَ مِنْهُ يَا مُحَمَّدُ، فَكُلُّنَا بِمَنْزِلَتِكَ مِنَ الرُّعْبِ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، لَمْ يَتَبَسَّمْ قَطُّ وَلَمْ يَزَلْ مُنْذُ وَلاهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ غَضَبًا وَغَيْظًا عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ مَعْصِيَتِهِ، لِيَنْتَقِمَ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ وَكَلَّمْتُهُ فَأَجَابَنِي وَبَشَّرَنِي بِالْجَنَّةِ، قلت لَهُ منذكم أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَى جَهَنَّمَ؟ قَالَ: مُنْذُ خُلِقْتُ حَتَّى الآنَ، وَكَذَلِكَ حَتَّى السَّاعَةَ، قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مُرْهُ فَلْيَفْتَحْ بَابًا مِنْهَا فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ فَفَعَلَ فَخَرَجَ مِنْهَا لَهَبٌ سَاطِعٌ أَسْوَدُ مَعَهُ دُخَانٌ كَدِرٌ مُظْلِمٌ امْتَلأَتْ مِنْهُ الآفَاقُ وَسَطَعَ اللَّهَبُ فِي السَّمَاءِ لَهُ قَصِيفٌ وَمَعْمَعَةٌ فَرَأَيْتُ مِنْهُ هَوْلا فَاظِعًا وَأَمْرًا عَظِيمًا أَعْجَزُ عَنْ صِفَتِهِ فَكَادَ يُغْشَى عَلَيَّ وَتَزْهَقُ نَفْسِي، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مُرْهُ فَلْيَرْدُدْهُ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ فَفَعَلَ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُ وَمَرَرْتُ بِمَلائِكَةٍ كَثِيرَةٍ لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ الَوْاحِدُ الْمَلِكُ الْقَهَّارُ، مِنْهُمْ مَنْ لَهُ وُجُوهٌ كَثِيرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِعَدَدِهَا ثُمَّ وُجُوهٌ كَثِيرَةٌ فِي صَدْرِهِ وَفِي كُلِّ وَجْهٍ مِنْ تِلْكَ الْوُجُوهِ أَفْوَاهٌ وَأَلْسُنٌ، وَهُمْ يَحْمَدُونَ اللَّهَ وَيُسَبِّحُونَهُ بِتِلْكَ الأَلْسُنِ كُلِّهَا فَرَأَيْتُ مِنْ خَلْقِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ لِلَّهِ أَمْرًا عَظِيمًا. فَجَاوَزْنَاهُمْ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ حَتَّى بَلَغْنَا بِقُوَّةِ اللَّهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَإِذَا خَلْقٌ كَثِيرٌ فَوْقَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ، يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ كَثْرَةً، وَإِذَا كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ مُمْتَلِئُ مَا بَيْنَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وُجُوهٌ وَأَجْنِحَةٌ وَلَيْسَ مِنْ فَمٍ وَلا رَأْسٍ وَلا وَجْهٍ وَلا عَيْنٍ وَلا لِسَانٍ وَلا أُذُنٍ وَلا جَنَاحٍ وَلا يَدٍ وَلا رِجْلٍ وَلا عُضْوٍ وَلا شَعْرٍ إِلا يُسَبِّحُ اللَّهَ بِحَمْدِهِ وَيَذْكُرُ مِنْ آلائِهِ وَثَنَائِهِ بِكَلامٍ لَا يَذْكُرُهُ الْعُضْوُ الآخَرُ. رَافِعِينَ أَصْوَاتَهُمْ بِالْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَالتَّحْمِيدِ لَهُ وَعِبَادَتِهِ، لَوْ سَمِعَ أَهْلُ الأَرْضِ صَوْتَ مَلَكٍ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لَمَاتُوا فَزَعًا مِنْ شِدَّةِ هَوْلِهِ، قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلاءِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلاءِ الْكُرُوبِيُّونَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ لِلَّهِ وَتَسْبِيحِهِمْ لَهُ وَبُكَائِهِمْ مِنْ خَشْيَتِهِ خُلِقُوا كَمَا تَرَى لَمْ يُكَلِّمْ مَلَكٌ وَاحِدٌ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ إِلَى جَنْبِهِ قَطُّ؛ وَلَمْ يَرَ وَجهه، وَلم يرفعوا رُؤْسهمْ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مُنْذُ خُلِقُوا وَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى مَا تَحْتَهُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ خُشُوعًا فِي جِسْمِهِمْ وَخَوْفًا مِنْ رَبِّهِمْ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِمْ بِالسَّلامِ فَجَعَلُوا يَرُدُّونَ عَلَيَّ إِيمَاء برؤسهم وَلا يُكَلِّمُونَنِي وَلا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ مِنَ الْخُشُوعِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ جِبْرِيلُ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ فِي الْعَرَبِ نَبِيًّا وَهُوَ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ وَسَيِّدُ الْبَشَرِ، أَفَلا تُكَلِّمُونَهُ؟ فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ جِبْرِيلَ وَذِكْرَهُ أَمْرِي بِمَا ذَكَرَ، أَقْبَلُوا عَلَيَّ بِالتَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ فَأَحْسَنُوا بِشَارَتِي وَأَكْرَمُونِي وَبَشَّرُونِي بِالْخَيْرِ لأُمَّتِي، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى عِبَادَتِهِمْ كَمَا كَانُوا فَأَطَلْتُ الْمكْث عِنْدهم وَالنَّظَر إِلَيْهِم

تَعَجُّبًا مِنْهُمْ لِعِظَمِ خَلْقِهِمْ وَفَضْلِ عِبَادَتِهِمْ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُمْ فَحَمَلَنِي جِبْرِيلُ فَأَدْخَلَنِي السَّمَاءَ السَّابِعَةَ فَأَبْصَرْتُ فِيهَا خَلْقًا وَمَلائِكَةً مِنْ خَلْقِ رَبِّهِمْ لَمْ يُؤْذَنْ لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْهُمْ ثُمَّ جَاوَزْنَاهُمْ فَأَخَذَ جِبْرِيلُ بِيَدِي فَرَفَعَنِي إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى أَشْرَافِ الْمَلائِكَةِ وَعُظَمَائِهِمْ وَرُؤَسَائِهِمْ فَنَظَرْتُ إِلَى سَبْعِينَ صَفًّا مِنَ الْمَلائِكَةِ مِنْهُمْ صَفٌّ خَلْفَ صَفٍّ وَقَدِ امْتَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تُخُومَ الأَرَضِينَ السَّابِعَةِ، وَجَاوَزَتْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ حَتَّى اسْتَقَرَّتْ عَلَى السُّهُومِ، يَعْنِي حِجَابًا فى الظلمَة وامترقت رُؤْسهمْ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ الْعُلْيَا وَنَفِدَتْ فِي عِلِّيِّينَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ فِي الْهَوَاء وَإِذا من وسط رُؤْسهمْ إِلَى مُنْتَهَى أَقْدَامِهِمْ وُجُوهٌ وَنُورٌ وَأَجْنِحَة وُجُوه شَتَّى لَا تُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَنُورُهُمْ شَتَّى لَا يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَأَجْنِحَتُهُمْ شَتَّى لَا تُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا، تَحَارُ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ دُونَهُمْ فَنَبَتْ عَيْنَايَ عَنْهُمْ لِمَا نَظَرْتُ مِنْ عَجَائِبِ خَلْقِهِمْ وَشِدَّةِ هَوْلِهِمْ وَتَلأْلُؤِ نُورِهِمْ، فَخَالَطَنِي مِنْهُمْ فَزَعٌ شَدِيدٌ حَتَّى اسْتَعْلَتْنِي الرِّعْدَةُ فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيلَ، فَقَالَ: لَا تَخَفْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَكْرَمَكَ كَرَامَةً لَمْ يُكْرِمْهَا أَحَدًا قَبْلَكَ وَبَلَغَ بِكَ مَكَانًا لَمْ يَبْلُغْ إِلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَكَ، وَأَنَّكَ سَتَرَى أَمْرًا عَظِيمًا وَخَلْقًا عَجِيبًا مِنْ خَلْقِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَثَبَّتْ يُقَوِّيكَ اللَّهُ، وَتَجَلَّدْ فَإِنَّكَ سَتَرَى أَعْجَبَ مِنَ الَّذِي رَأَيْتَ كُلَّهُ وَأَعْظَمَ أَضْعَافًا كَثِيرَةً، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى فَصَعِدَ بِي إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى ارْتَفَعْنَا فَوْقَهُمْ مَسِيرَةَ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ لِغَيْرِنَا، وَلَكِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ لَنَا سُرْعَةَ جَوَازِهِ فِي سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ فَانْتَهَيْنَا أَيْضًا إِلَى سَبْعِينَ صَفًّا مِنَ الْمَلائِكَةِ صَفًّا خَلْفَ صَفٍّ، قَدْ ضَاقَ كُلُّ صَفٍّ مِنْهُمْ بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، فَرَأَيْتُ مِنْ خَلْقِهِمُ الْعَجَبَ الْعَجِيبَ مِنْ تَلأْلُؤِ نُورِهِمْ وَكَثْرَةِ وُجُوهِهِمْ وَأَجْنِحَتِهِمْ وَشِدَّةِ هَوْلِهِمْ وَدَوِيِّ أَصْوَاتِهِمْ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ قُدْرَتِهِ وَكَثْرَةِ عَجَائِبِ خَلْقِهِ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى مُتَصَعِّدِينَ إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى أَشْرَفْنَا فَوْقَهُمْ مَسِيرَةَ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ بِقُوَّةِ اللَّهِ وَإِسْرَائِهِ بِنَا فِي سَاعَةٍ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى سَبْعِينَ صَفًّا مِنَ الْمَلائِكَةِ صَفًّا خَلْفَ صَفٍّ ثُمَّ كَذَلِكَ إِلَى سَبْعِ صُفُوفٍ مَا بَيْنَ

كُلِّ صَفَّيْنِ مِنَ الصُّفُوفِ السَّبْعَةِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ، قَدْ مَاجَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، وَقَدْ ضَاقَ كُلُّ صَفٍّ مِنْهُمْ بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ فَهُوَ طَبَقٌ وَاحِدٌ مُتَرَاصُّونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَبَعْضُهُمْ خَلْفَ بَعْضٍ، فَلَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ إِنِّي قَدْ نَسِيتُ كُلَّ مَا رَأَيْتُ مِنْ عَجَائِبِ خَلْقِ اللَّهِ الَّذِينَ دُونَهُمْ وَلَمْ يُؤْذَنْ لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْهُمْ، وَلَوْ كَانَ أُذِنَ لِي فِي ذَلِكَ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَصِفَهُمْ لَكُمْ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ أَنْ لَوْ كُنْتُ مَيِّتًا قَبْلَ أَجَلِي فَزَعًا من شئ لَمِتُّ عِنْدَ رُؤْيَتِهِمْ وَعَجَائِبِ خَلْقِهِمْ وَدَوِيِّ أَصْوَاتِهِمْ وَشُعَاعِ نُورِهِمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَوَّانِي لِذَلِكَ بِرَحْمَتِهِ وَتَمَامِ نِعْمَتِهِ وَمَنَّ عَلَيَّ بِالثَّبَاتِ عِنْدَمَا رَأَيْتُ مِنْ شُعَاعِ نُورِهِمْ وَسَمِعْتُ مِنْ دَوِيِّ أَصْوَاتِهِمْ بِالتَّسْبِيحِ وَحَدَّدَ بَصَرِي لِرُؤْيَتِهِمْ كَيْلا يُخْطَفَ مِنْ نُورِهِمْ، هُمُ الصَّافُّونَ حَوْلَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَالَّذِينَ دُونَهُمُ الْمُسَبِّحُونَ فِي السَّمَوَاتِ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنَ الْعَجَائِبِ فِي خَلْقِهِمْ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ مُتَصَعِّدِينَ إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى ارْتَفَعْنَا فَوْقَ ذَلِكَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَحْرٍ مِنْ نُورٍ يَتَلأْلأُ لَا يُرَى لَهُ طَرَفٌ وَلا مُنْتَهًى، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ حَارَ بَصَرِي دُونَهُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ كُلَّ شئ مِنْ خَلْقِ رَبِّي قَدِ امْتَلأَ نُورًا وَالْتَهَبَ نَارًا. فَكَادَ بَصَرِي يَذْهَبُ مِنْ شِدَّةِ نُورِ ذَلِكَ الْبَحْرِ، وَتَعَاظَمَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ تَلأْلُؤِهِ وَأَفْزَعَنِي حَتَّى فَزِعْتُ مِنْهُ جِدًّا، فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْبَحْرِ وَعَجَائِبِهِ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُ بِإِذْنِ اللَّهِ مُتَصَعِّدِينَ إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَحْرٍ أَسْوَدَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا ظُلُمَاتٌ مُتَرَاكِبَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ فِي كَثَافَةٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلا اللَّهُ، وَلا أَرَى لِذَلِكَ الْبَحْرِ مُنْتَهًى وَلا طَرَفًا، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ اسْوَدَّ بَصَرِي وَغُشِيَ عَلَيَّ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ خَلْقَ رَبِّي قَدِ اسْوَدَّ وَاغْتَمَمْتُ فِي الظَّلامِ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا وَظَنَنْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ قَدْ فَاتَنِي وَفَزِعْتُ وَتَعَاظَمَنِي جِدًّا، فَلَمَّا رَأَى جِبْرِيلُ مَا بِي أَخَذَ بِيَدِي وَأَنْشَأَ يُؤْنِسُنِي وَيُكَلِّمُنِي وَيَقُولُ لَا تَخَفْ يَا مُحَمَّدُ، أَبْشِرْ بِكَرَامَةِ اللَّهِ وَاقْبَلْهَا بِقَبُولِهَا، هَلْ تَدْرِي مَا تَرَى وَأَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ إِنَّكَ ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ، فَتَثَبَّتْ لِمَا تَرَى مِنْ عَجَائِبِ خَلْقِهِ يُثَبِّتْكَ اللَّهُ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا بَشَّرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ وَعَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ عَجَائِبِ ذَلِكَ الْبَحْرِ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهُ بِإِذْنِ اللَّهِ مُتَصَعِّدِينَ إِلَى عِلِّيِّينَ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَحْرٍ مِنْ نَارٍ يَتَلَظَّى نَارًا وَيَسْتَعِرُ اسْتِعَارًا، وَيَمُوجُ مَوْجًا وَيَأْكُلُ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَلِنَارِهِ شُعَاعٌ وَلَهَبٌ سَاطِعٌ، وَفِيهِ دَوِيٌّ وَمَعْمَعَةٌ وَهَوْلٌ هَائِلٌ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ امْتَلأْتُ هَوْلا وَخَوْفًا وَرُعْبًا، وَظَنَنْتُ أَن كل شئ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ قَدِ امْتَلأَ نَارًا وَغُشِيَ عَلَى بَصَرِي، حَتَّى رَدَدْتُ يَدَيَّ عَلَى عَيْنَيَّ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ هَوْلِ تِلْكَ النَّارِ، فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيلَ فَعَرَفَ مَا بِي مِنَ الْخَوْفِ فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ لَا تَخَفْ تَثَبَّتْ وتجلد بِقُوَّة الله تَعَالَى

وَاعْرِفْ فَضْلَ مَا أَنْتَ فِيهِ، وَإِلَى مَا أَنْتَ سَائِرٌ وَخُذْ مَا يُرِيكَ اللَّهُ مِنْ آيَاتِهِ وَعَجَائِبِ خَلْقِهِ لِتَشْكُرَ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ عَجَائِبِ تِلْكَ النَّارِ، ثُمَّ جَاوَزْنَاهَا بِإِذْنِ اللَّهِ مُتَصَعِّدِينَ إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى جِبَالِ الثَّلْجِ بَعْضُهَا خَلْفَ بَعْضٍ، لَا يُحْصِيهَا إِلا اللَّهُ، شَوَامِخُ مَنِيعَةُ الذُّرَى فِي الْهَوَاءِ وَثَلْجُهَا شَدِيدُ الْبَيَاضِ لَهُ شُعَاعٌ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ يُرْعِدُ كَأَنَّهُ مَاءٌ يَجْرِي، فَحَارَ بَصَرِي مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهِ وَتَعَاظَمَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ كَثْرَةِ الْجِبَالِ وَارْتِفَاعِ ذُرَاهَا فِي الْهَوَاءِ، حَتَّى نَبَتْ عَيْنَايَ عَنْهَا، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ لَا تَخَفْ يَا مُحَمَّدُ وَتَثَبَّتْ لِمَا يُرِيكَ اللَّهُ مِنْ عَجَايِبِ خَلْقِهِ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ عِظَمِ تِلْكَ الْجِبَالِ ثُمَّ جَاوَزْنَاهَا بِإِذْنِ اللَّهِ مُتَصَعِّدِينَ إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَحْرٍ آخَرَ مِنْ نَارٍ تَزِيدُ نَارُهُ عَلَى الْبَحْرِ الأَوَّلِ أَضْعَافًا وَتَلَظِّيًا وَأَمْوَاجًا وَدَوِيًّا وَمَعْمَعَةً وَهَوْلا، وَإِذَا جِبَالُ الثَّلْجِ بَيْنَ النَّارِ وَلا يُطْفِئُهَا فَلَمَّا وُقِفَ بِي عَلَى ذَلِكَ الْبَحْرِ وَهَوْلِ تِلْكَ النَّارِ، اسْتَحْمَلَنِي مِنَ الْخَوْفِ وَالْفَزَعِ أَمْرٌ عَظِيمٌ وَاسْتَقْبَلَتْنِي الرِّعْدَةُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ كُلَّ شئ مِنْ خَلْقِ رَبِّي قَدِ الْتَهَبَ نَارًا، لَمَّا تَفَاقَمَ أَمْرُهَا عِنْدِي وَرَأَيْتُ مِنْ فَظَاعَةِ هَوْلِهَا وَنَظَرَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِي مِنَ الْخَوْفِ وَالرِّعْدَةِ قَالَ: سُبْحَانَ الله يَا مُحَمَّد مَالك أَتَظُنُّ أَنَّكَ مُوَاقِعُ هَذِهِ النَّارِ، فَمَا كل هَذِه الْخَوْفُ إِنَّمَا أَنْتَ فِي كَرَامَةِ اللَّهِ وَالصُّعُودِ إِلَيْهِ لِيُرِيَكَ مِنْ عَجَائِبِ خَلْقِهِ وَآيَاتِهِ الْكُبْرَى فَاطْمَئِنَّ بِرَحْمَةِ رَبِّكَ وَاقْبَلْ مَا أَكْرَمَكَ بِهِ فَإِنَّكَ فِي مَكَانٍ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ آدَمِيٌّ قَبْلَكَ قَطُّ فَخُذْ مَا أَنْتَ فِيهِ بِشُكْرٍ وَتَثَبَّتْ لِمَا تَرَى مِنْ خَلْقِ رَبِّكَ وَدَعْ عَنْكَ مِنْ خَوْفِكَ فَإِنَّكَ آمِنٌ مِمَّا يُخَافُ وَإِنْ كُنْتَ تَعْجَبُ مِمَّا تَرَى فَمَا أَنْتَ رَاءٍ بَعْدَ هَذَا أَعْجَبُ مِمَّا رَأَيْتَ فَأَفْرَخَ رُوعِي وَهَدَأَتْ نَفْسِي فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ عَجَايِبِ آلائِهِ ثُمَّ جَاوَزْنَا تِلْكَ النَّارَ مُتَصَعِّدِينَ إِلَى عِلِّيِّينَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَحْرٍ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ بَحْرُ الْبُحُورِ لَا أُطِيقُ صِفَتَهُ لَكُمْ غَيْرَ أَنِّي لَمْ آتِ عَلَى مَوْطِنٍ مِنْ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ الَّتِي حَدَّثْتُكُمْ كُنْتُ فِيهِ أَشَدَّ فَزَعًا وَلا هَوْلا مِنْ حِينِ وُقِفَ بِي عَلَى ذَلِكَ الْبَحْرِ مِنْ شِدَّةِ هَوْلِهِ وَكَثْرَةِ أَمْوَاجِهِ وَتَرَاكُمِ أَوَاذِيِّهِ وَالآذِيُّ هُوَ الْمَوْجُ الْعَظِيمُ كَالْجِبَالِ الرَّوَاسِي بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مَحْبُوكٌ بِغَوَارِبَ، يَعْنِي طَرَائِقَ وَهِيَ الأَمْوَاجُ الصِّغَارُ فَتَعَاظَمَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ ذَلِكَ الْبَحْرِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لم يبْق شئ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلا قَدْ غَمَرَهُ ذَلِكَ الْمَاءُ فَنَظَرَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَا تَخَفْ فَإِنَّكَ إِنْ رُعِبْتَ مِنْ هَذَا فَمَا بَعْدَ هَذَا أَرْوَعُ وَأَعْظَمُ هَذَا خَلْقٌ وَإِنَّمَا تَذْهَبُ إِلَى الْخَالِقِ رَبِّي وَرَبِّكَ وَرَبِّ كل شئ فَجُلِّيَ عَنِّي مَا كَانَ اسْتَعْمَلَنِي مِنَ الْخَوْفِ وَاطْمَأْنَنْتُ بِرَحْمَةِ رَبِّي، فَنَظَرْتُ فِي ذَلِكَ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ خَلْقًا عَجِيبًا فَوْقَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ

قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ أَيْنَ يَنْتَهِي هَذَا الْبَحْرُ وَأَيْنَ قَعْرُهُ قَالَ جَاوَزَ قَعْرُهُ الأَرْضَ السَّابِعَةَ السُّفْلَى إِلَى حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ شَأْنُ هَذَا الْبَحْرِ وَمَا فِيهِ مِنْ خَلْقِ رَبِّكَ أَعْظَمُ وَأَعْجَبُ مَا تَرَى فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي فِي نَوَاحِيهِ فَإِذَا أَنَا بِمَلائِكَةٍ قِيَامٍ قَدْ غَمَرُوا بِخَلْقِهِمْ خَلْقَ جَمِيعِ الْمَلائِكَةِ وَبَذُّوا بِنُورِهِمْ نُورَ جَمِيعِ الْمَلائِكَةِ، لِعِظَمِ أَنْوَارِهِمْ وَكَثْرَةِ أَجْنِحَتِهِمْ فِي اخْتِلافِ خَلْقِهَا نَاشِرَةً خَلْفَ أَطْرَافِ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ، خَارِجَةً فِي الْهَوَاءِ تَخْفِقُ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ قَدْ جَاوَزَ الْهَوَاءَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، لَهُمْ مِنْ دُونِهِمْ وَهَجٌ مِنْ تَلأْلُؤِ نُورِهِمْ كَوَهَجِ النَّارِ، فَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ أَيَّدَنِي بِقُوَّتِهِ وَمَنَّ عَلَيَّ بِالثَّبَاتِ وَأَلْبَسَنِي جَنَّةً مِنْ رَحْمَتِهِ فَكَلأَنِي بِهَا، لَتَخَطَّفَ نُورُهُمْ بَصَرِي، وَلَحَرَقَتْ وُجُوهُهُمْ جَسَدِي، وَلَكِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ وَتَمَامَ نِعْمَتِهِ عَلَيَّ دَرَأَ عَنِّي وَهَجَ نُورِهِمْ وَحَدَّدَ بَصَرِي لِرُؤْيَتِهِمْ؛ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ فِي مَقَامِهِمْ فَإِذَا مَاءُ الْبَحْرِ وَهُوَ بَحْرُ الْبُحُورِ فِي كَثَافَتِهِ وَكَثْرَةِ أَمْوَاجِهِ وَأَمْوَاجِ أَوَاذِيِّهِ لَمْ تُجَاوِزْ رُكَبَهُمْ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا الْبَحْرُ الَّذِي غَمَرَ الْبُحُورَ كُلَّهَا وَقَدْ كِدْتُ أَنْسَى مِنْ شِدَّةِ هَوْلِهِ وَكَثْرَةِ مَائِهِ كُلَّ عَجَبٍ رَأَيْتُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، مَعَ بُعْدِ قَعْرِهِ لَمْ يُجَاوِزْ رُكَبَهُمْ فَأَيْنَ مُنْتَهَى أَقْدَامِهِمْ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ أَخْبَرْتُكَ عَنْ عِظَمِ شَأْنِ هَذَا الْبَحْرِ، وَعَنْ عَجَائِبِ الْخَلْقِ الَّذِي فِيهِ، مُنْتَهَى أَقْدَامُهُمْ عِنْدَ أَصْلِ هَذَا الْمَاءِ الَّذِي فِي قَعْرِ هَذَا الْبَحْر ومنتهى رُؤْسهمْ عِنْدَ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ، وَإِذَا لَهُمْ دَوِيٌّ بِالتَّسْبِيحِ لَوْ سَمِعَ أَهْلُ الأَرْضِ صَوْتَ مَلَكٍ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لَصَعِقُوا أَجْمَعِينَ وَمَاتُوا، وَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؛ سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْقُدُّوسِ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ عَجَائِبِ ذَلِكَ الْبَحْرِ، وَمَنْ فِيهِ ثُمَّ جَاوَزْنَاهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ إِلَى عِلِّيِّينَ حَتّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَحْرٍ مِنْ نُورٍ قَدْ عَلا نُورُهُ وَسَطَعَ فِي عِلِّيِّينَ فَرَأَيْتُ مِنْ شُعَاعِ تَلأْلُؤِهِ أَمْرًا عَظِيمًا، لَوْ جَهِدْتُ أَنْ أَصِفَهُ لَكُمْ مَا اسْتَطَعْتُ ذَلِكَ غَيْرَ أَنَّ نُورَهُ بَدَّدَ كُلَّ نُورٍ وَغَمَرَ كُلَّ نُورٍ فَلَمَّا رَأَى جِبْرِيلُ مَا بِي، قَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ بِرَحْمَتِكَ وَأَيِّدْهُ بِقُوَّتِكَ وَأَتْمِمْ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، فَلَمَّا دَعَا لِي بِذَلِكَ جُلِّيَ عَنْ بَصَرِي وَحَدَّدَهُ اللَّهُ لِرُؤْيَةِ شُعَاعِ ذَلِكَ النُّورِ، وَمَنَّ عَلَيَّ بِالثَّبَاتِ لِذَلِكَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَلَّبْتُ بَصَرِي فِي نَوَاحِي ذَلِكَ الْبَحْرِ؛ فَلَمَّا امْتَلأَتْ عَيْنِي مِنْهُ ظَنَنْتُ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرضين السَّبع وكل شئ

مُتَلأْلِئٌ نُورًا وَمُتَأَجِّجٌ نَارًا، ثُمَّ حَارَ بَصَرِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ نُورَهُ يَتَلَوَّنُ عَلَى مَا بَيْنَ الْحُمْرَةِ وَالصُّفْرَةِ وَالْبَيَاضِ وَالْخُضْرَةِ، ثُمَّ اخْتَلَطَتْ وَالْتَبَسَتْ جَمِيعًا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ أَظْلَمَ مِنْ شِدَّةِ وَهَجِهِ وَشُعَاعِ تَلأْلُؤِهِ وَإِضَاءَةِ نُورِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيلَ فَعَرَفَ مَا بِي فَأَنْشَأَ يَدْعُو لِي الثَّانِيَةَ بِنَحْوٍ مِنْ دُعَائِهِ الأَوَّلِ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي بِرَحْمَتِهِ وَحَدَّدَهُ لِرُؤْيَةِ ذَلِكَ النُّورِ، وَأَيَّدَنِي بِقُوَّتِهِ حَتَّى تَثَبَّتُّ وَقُمْتُ لَهُ وَهَوَّنَ ذَلِكَ عَلَيَّ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ حَتَّى جَعَلْتُ أُقَلِّبُ بَصَرِي فِي أَدْنَى نور ذَلِك الْبَحْر فادا فِيهِ مَلائِكَةٌ قِيَامٌ صَفًّا وَاحِدًا مُتَرَاصِّينَ كُلُّهُمْ، مُتَصَافِّينَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ قَدْ أَحَاطُوا بِالْعَرْشِ وَاسْتَدَارُوا حَوْلَهُ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ وَرَأَيْتُ عَجَائِبَ خَلْقِهِمْ كَأَنِّي أُنْسِيتُ كُلَّ شئ كَانَ قَبْلَهُمْ مِمَّا رَأَيْتُ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَمِمَّا وَصَفْتُ لَكُمْ قَبْلَهُمْ لِعَجَبِ خَلْقِ أُولَئِكَ الْمَلائِكَةِ وَقَدْ نُهِيتُ أَنْ أَصِفَهُمْ لَكُمْ، وَلَوْ كَانَ أُذِنَ لِي فِي ذَلِكَ فَجَهِدْتُ أَنْ أَصِفَهُمْ لَكُمْ لَمْ أَطِقْ ذَلِكَ، وَلَمْ أُبَلِّغْ جُزْءًا وَاحِدًا مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْخَلاقِ الْعَظِيمِ الْعَلِيِّ شَأْنُهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ أَحَاطُوا بِالْعَرْشِ وَغَضُّوا أَبْصَارَهُمْ دُونَهُ لَهُمْ دَوِيٌّ بِالتَّسْبِيحِ كَأَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَالْجِبَالَ الرَّوَاسِيَ يَتَضَامُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، بَلْ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَأَعْجَبُ فَوْقَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ فَأَصْغَيْتُ إِلَى تَسْبِيحِهِمْ كَيْ أَفْهَمَهُ فَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ذُو الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، فَإِذَا فَتَحُوا أَفْوَاهَهُمْ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ خَرَجَ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ نُورٌ سَاطِعٌ كَأَنَّهُ لَهَبَانُ النَّارِ، لَوْلا أَنَّهَا بِتَقْدِيرِ اللَّهِ تُحِيطُ بِنُورِ الْعَرْشِ لَظَنَنْتُ يَقِينًا أَنَّ نُورَ أَفْوَاهِهِمْ كَانَ يَحْرِقُ مَا دُونَهُمْ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كُلِّهِمْ، فَلَوْ أَمَرَ اللَّهُ وَاحِدًا مِنْهُمْ أَنَّهُ يَلْتَقِمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ وَمَنْ فِيهِنَّ مِنَ الْخَلائِقِ بِلُقْمَةٍ وَاحِدَةٍ لَفَعَلَ ذَلِكَ وَلَهَانَ عَلَيْهِ، لِمَا شَرَّفَهُمْ وَعَظَّمَهُمْ مِنْ خَلْقِهِمْ، وَمَا يوصفون بشئ أَعْجَبَ إِلا وَجَاءَ أَمْرُهُمْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلاءِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْقَهَّارِ فَوْقَ عِبَادِهِ يَا مُحَمَّدُ مَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْلَمَ مَنْ هَؤُلاءِ أَرَأَيْتَ أَهْلَ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلَى هَؤُلاءِ وَمَا رَأَيْتَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَلَمْ تَرَ أَعْظَمَ وَأَعْجَبَ فَهُمُ الْكُرُوبِيُّونَ أَصْنَافٌ شَتَّى وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي جَلالِهِ وَتَقَدَّسَ فِي أَفْعَالِهِ مَا تَرَى وَفَضَّلَهُمْ فِي مَكَانِهِمْ وَخَلْقِهِمْ وَجَعَلَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ وَصَوَّرَهُمْ وَنَوَّرَهُمْ كَمَا رَأَيْتَ وَمَا لَمْ تَرَ أَكْثَرَ وَأَعْجَبَ فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْ شَأْنِهِمْ ثُمَّ جَاوَزْنَاهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى مُتَصَعِّدِينَ فِي جَوِّ عِلِّيِّينَ أَسْرَعَ مِنَ السَّهْمِ وَالرِّيحِ، بِإِذْنِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ حَتَّى وَصَلَ بِي إِلَى عَرْشِ ذِي الْعِزَّةِ الْعَزِيزِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَى الْعَرْشِ فَإِذَا مَا رَأَيْتُهُ مِنَ الْخَلْقِ كُلِّهِ قَدْ تَصَاغَرَ ذِكْرُهُ وَتَهَاوَنَ أَمْرُهُ وَاتَّضَعَ خَطَرُهُ عِنْدَ الْعَرْشِ، وَإِذَا السَّمَوَاتُ السَّبع

وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَأَطْبَاقُ جَهَنَّمَ وَدَرَجَاتُ الْجَنَّةِ وَسُتُورُ الْحُجُبِ وَالنُّورِ وَالْبِحَارِ وَالْجِبَالِ الَّتِي فِي عِلِّيِّينَ وَجَمِيعُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ إِلَى عَرْشِ الرَّحْمَنِ؛ كَحَلَقَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ حَلَقِ الدِّرْعِ فِي أَرْضِ فَلاةٍ وَاسِعَةٍ فَيْحَاءَ لَا يُعْرَفُ أَطْرَافُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا، وَهَكَذَا يَنْبَغِي لِمَقَامِ رَبِّ الْعِزَّةِ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا لِعَظِيمِ رُبُوبِيَّتِهِ وَهُوَ كَذَلِكَ وَأَجَلُّ وَأَعْظَمُ وَأَعَزُّ وَأَكْرَمُ وَأَفْضَلُ وَأَمَرْهُ فَوْقَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ وَمَا تَلْهَجُ بِهِ أَلْسُنُ النَّاطِقِينَ فَلَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى الْعَرْشِ وَحَاذَيْتُ بِهِ وَدُلِّيَ لِي رَفْرَفٌ أَخْضَرُ لَا أُطِيقُ صِفَتَهُ لَكُمْ فَأَهْوَى بِي جِبْرِيلُ فَأَقْعَدَنِي عَلَيْهِ ثُمَّ قَصَّرَ دُونِي وَرَدَّ يَدَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ مَخَافَةً عَلَى بَصَرِهِ أَنْ يَلْتَمِعَ مِنْ تَلأْلُؤِ نُورِ الْعَرْشِ، وَأَنْشَأَ يَبْكِي بِصَوْتٍ رَفِيعٍ وَيُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى وَيَحْمَدُهُ وَيُثْنِي عَلَيْهِ فَرَفَعَنِي ذَلِكَ الرَّفْرَفُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ إِيَّايَ وَتَمَامِ نِعْمَتِهِ عَلَيَّ إِلَى قُرْبِ سَيِّدِ الْعَرْشِ إِلَى أَمْرِ عَظِيمٍ، لَا تَنَالُهُ الأَلْسُنُ وَلا تَبْلُغُهُ الأَوْهَامُ، فَحَارَ بَصَرِي دُونَهُ حَتَّى خِفْتُ الْعَمَى فَغَمَّضْتُ عَيْنَيَّ وَكَانَ تَوْفِيقًا مِنَ اللَّهِ فَلَمَّا غَمَّضْتُ بَصَرِي رُدَّ إِلَيَّ بَصَرِي فِي قَلْبِي فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ بِقَلْبِي نَحْوَ مَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ بِعَيْنَيَّ نُورًا يَتَلأْلأُ نُهِيتُ أَنْ أَصِفَهُ لَكُمْ مِنْ جَلالِهِ فَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُكْرِمَنِي بِالثَّبَاتِ لِرُؤْيَتِهِ بِقَلْبِي كَيْ أَسْتَتِمَّ بِهَا نِعْمَتَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَبِّي وَأَكْرَمَنِي بِهِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِقَلْبِي حَتَّى أَثْبَتُّهُ وَأَثْبَتُّ رُؤْيَتَهُ فَإِذَا هُوَ حِينَ كَشَفَ عَنْهُ حُجُبَهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ فِي وَقَارِهِ وَعِزِّهِ وَمَجْدِهِ وَعُلُوِّهِ، وَلَمْ يَأْذَنْ لِي فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صِفَتِهِ لَكُمْ سُبْحَانَهُ بِجَلالِهِ وَكَرِيمِ فِعَالِهِ فِي مَكَانِهِ الْعَلِيِّ وَنُورِهِ الْمُتَلأْلِئِ، فَمَالَ إِلَيَّ مِنْ وَقَارِهِ بَعْضَ الْمَيْلِ فَأَدْنَانِي، مِنْهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي كِتَابِهِ يُخْبِرُكُمْ فِعَالَهُ بِي وَإِكْرَامَهُ إِيَّايَ {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قوسين أَو أدنى} يغنى حَيْثُ مَالَ إِلَيَّ فَقَرَّبَنِي مِنْهُ قَدْرَ مَا بَيْنَ طَرَفَيِ الْقَوْسِ، بَلْ أَدْنَى مِنَ الْكَبِدِ إِلَى السِّيَةِ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أوحى، قَضَى مَا قَضَى مِنْ أَمْرِهِ الَّذِي عَهِدَ إِلَيَّ، {مَا كَذَبَ الْفُؤَاد مَا رأى} يَعْنِي رُؤْيَتِي إِيَّاهُ بِقَلْبِي، {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ، فَلَمَّا مَالَ إِلَيَّ مِنْ وَقَارِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَلَقَدْ وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ عَلَى فُؤَادِي حِينًا وَوَجَدْتُ عِنْدَ ذَلِكَ حَلاوَتَهُ وَطِيبَ رِيحِهِ وَبَرْدَ لَذَاذَتِهِ وَكَرَامَةَ رُؤْيَتِهِ، وَاضْمَحَلَّ كُلُّ هَوْلٍ كُنْتُ لَقِيتُ وَتَجَلَّتْ عَنِّي رَوْعَاتِي وَاطْمَأَنَّ قَلْبِي وَامْتَلأْتُ فَرَحًا وَقَرَّتْ عَيْنَايَ وَوَقَعَ الاسْتِبْشَارُ وَالطَّرَبُ عَلَيَّ حَتَّى جَعَلْتُ أَمِيلُ وَأَتَكَفَّأُ يَمِينًا وَشِمَالا وَيَأْخُذُنِي مِثْلُ السُّبَاتِ وَظَنَنْتُ أَنَّ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ مَاتُوا كُلُّهُمْ لأَنِّي لَا أَسْمَعُ شَيْئًا مِنْ أَصْوَاتِ الْمَلائِكَةِ وَلَمْ أَرَ عِنْدَ رُؤْيَةِ رَبِّي أَجْرَامَ ظُلْمَةٍ، فَتَرَكَنِي إِلَهِي كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَدَّ إِلَيَّ ذِهْنِي فَكَأَنِّي كُنْتُ مستوسنا

وَأَفَقْتُ فَثَابَ إِلَيَّ عَقْلِي وَاطْمَأْنَنْتُ بِمَعْرِفَةِ مَكَانِي وَمَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْكَرَامَةِ الْفَائِقَةِ وَالإِيثَارِ الْبَيِّنِ فَكَلَّمَنِي رَبِّي سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ يَا رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ وَبِكُلِّ شئ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، فَقَالَ: اخْتَصَمُوا فِي الدَّرَجَاتِ وَالْحَسَنَاتِ هَلْ تَدْرِي يَا مُحَمَّدُ مَا الدَّرَجَاتُ وَالْحَسَنَاتُ قلت يارب أَنْتَ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ، فَقَالَ الدَّرَجَاتُ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ وَالْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وَالْحَسَنَاتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلامِ وَالتَّهَجُّدُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ فَمَا سَمِعْتُ شَيْئًا قَطُّ أَلَذُّ وَلا أَحْلَى مِنْ نَغَمَةِ كَلامِهِ فَاسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ مِنْ لَذَاذَةِ نَغَمَتِهِ حَتَّى كَلَّمْتُهُ بِحَاجَتِي فَقُلْتُ يَا رَبِّ إِنَّكَ اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيمًا وَرَفَعْتَ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا وَآتَيْتَ سُلَيْمَانَ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَتَيْتَ دَاوُدَ زَبُورًا فمالى يَا رَبِّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ اتَّخَذْتُكَ خَلِيلا كَمَا اتَّخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا وَكَلَّمْتُكَ كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى تَكْلِيمًا وَأَعْطَيْتُكَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَكَانَتْ مِنْ كُنُوزِ عَرْشِي وَلَمْ أُعْطِهَا نَبِيًّا قَبْلَكَ، وَأَرْسَلْتُكَ إِلَى أَبْيَضِ أَهْلِ الأَرْضِ وَأَسْوَدِهِمْ وَأَحْمَرِهِمْ وَجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ، وَلَمْ أُرْسِلْ إِلَى جَمَاعَتِهِمِ نَبِيًّا قَبْلَكَ، وَجَعَلْتُ الأَرْضَ بَرَّهَا وَبَحْرَهَا لَكَ وَلأُمَّتِكَ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأَطْعَمْتُ أُمَّتَكَ الفئ وَلَمْ أُطْعِمْهُ أُمَّةً قَبْلَهَا وَنَصَرْتُكَ بِالرُّعْبِ حَتَّى إِنَّ عَدُوَّكَ لَيَفْرَقُ مِنْكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ سَيِّدَ الْكُتُبِ كُلِّهَا وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهَا قُرْآنًا فَرَقْنَاهُ وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ حَتَّى قَرَنْتُهُ بِذِكْرِي، فَلَا أذكر بشئ مِنْ شَرَائِعِ دِينِي إِلا ذُكِرْتَ مَعِي ثُمَّ أَفْضَى إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ هَذَا بِأُمُورٍ لَمْ يَأْذَنْ لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهَا، فَلَمَّا عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدَهُ وَتَرَكَنِي مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ سُبْحَانَهُ بِجَلالِهِ وَوَقَارِهِ وَعِزِّهِ نَظَرْتُ فَإِذَا قَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَإِذَا دُونَهُ حِجَابٌ مِنْ نُورٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا لَا يَعْلَمُ مسافته إِلَّا الله لوهتك فِي مَوْضِعٍ لأَحْرَقَ خَلْقَ اللَّهِ كُلَّهُمْ، وَدَلانِي الرَّفْرَفُ الأَخْضَرُ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ فَجَعَلَ يَخْفِضُنِي وَيَرْفَعُنِي فِي عِلِّيِّينَ فَجَعَلْتُ أَرْتَفِعُ مَرَّةً كَأَنَّهُ يطاربى وَيَخْفِضُنِي مَرَّةً كَأَنَّهُ يُخْفَضُ بِي إِلَى مَا هُوَ أَسْفَلُ مِنِّي فَظَنَنْتُ أَنِّي أَهْوِي فِي جَوِّ عِلِّيِّينَ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ الرَّفْرَفُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِي خَفْضًا وَرَفْعًا حَتَّى أُهْوِيَ بِي إِلَى جِبْرِيلَ فَتَنَاوَلَنِي مِنْهُ وَارْتَفَعَ الرَّفْرَفُ حَتَّى تَوَارَى عَنْ بَصَرِي فَإِذَا إِلَهِي قَدْ ثَبَّتَ بَصَرِي فِي قَلْبِي وَإِذَا أَنَا أُبْصِرُ بِقَلْبِي مَا خَلْفِي كَمَا أُبْصِرُ بِعَيْنِي مَا أَمَامِي فَلَمَّا أَكْرَمَنِي رَبِّي بِرُؤْيَتِهِ احْتَدَّ بَصَرِي، فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيلَ فَلَمَّا رَأَى مَا بِي قَالَ لَا تَخَفْ يَا مُحَمَّدُ وَتَثَبَّتْ بِقُوَّةِ اللَّهِ، أَيَّدَكَ اللَّهُ بِالثَّبَاتِ لِرُؤْيَةِ نُورِ الْعَرْشِ وَنُورِ الْحُجُبِ وَنُورِ الْبِحَارِ وَالْجِبَالِ الَّتِي فِي عِلِّيِّينَ وَنُورِ الْكُرُوبِيِّينَ وَمَا تَحْتَ

ذَلِكَ مِنْ عَجَائِبِ خَلْقِ رَبِّي إِلَى مُنْتَهَى الأَرْضِ أَرَى ذَلِكَ كُلَّهُ بَعْضَهُ مِنْ تَحْتِ بَعْضٍ بَعْدَ مَا كَانَ يَشُقُّ عَلَيَّ رُؤْيَةُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَيَحَارُ بَصَرِي دُونَهُ، فَسَمِعْتُ فَإِذَا أَصْوَاتُ الْكُرُوبِيِّينَ وَمَا فَوْقَهُمْ وَصَوْتُ الْعَرْشِ وَصَوْتُ الْكُرْسِيِّ تَحْتَ الْعَرْشِ وَأَصْوَاتُ سُرَادِقَاتِ النُّورِ حَوْلَ الْعَرْشِ وَأَصْوَاتُ الْحُجُبِ قَدِ ارْتَفَعَتْ حَوْلِي بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ وَالتَّقْدِيسِ لِلَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ فَسَمِعْتُ أَصْوَاتًا شَتَّى مِنْهَا صَرِيرٌ وَمِنْهَا زَجَلٌ وَمِنْهَا هَمِيرٌ وَمِنْهَا دَوِيٌّ وَمِنْهَا قَصِيفٌ مُخْتَلِفَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَرُوِّعْتُ لِذَلِكَ رَوْعًا عَظِيمًا لِمَا سَمِعْتُ مِنَ الْعَجَائِبِ فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ لِمَ تَفْزَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَ عَنْكَ الرَّوْعَاتِ وَالْمَخَاوِفَ كُلَّهَا وَاعْلَمْ عِلْمًا يَقِينًا أَنَّكَ خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَصَفْوَتُهُ مِنَ الْبَشَرِ، حَبَاكَ بِمَا لَمْ يُحْبِهِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَقَدْ قَرَّبَكَ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ قَرِيبًا مِنْ عَرْشِهِ مَكَانًا لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ وَلا قُرِّبَ مِنْهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ قَطُّ لَا مِنْ أَهْلِ السَّمَوَاتِ وَلا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَهَنَاكَ اللَّهُ كَرَامَتَهُ وَمَا احْتَبَاكَ بِهِ وَأَنْزَلَكَ مِنَ الْمَنْزِلَةِ الأَثِيرَةِ وَالْكَرَامَةِ الْفَائِقَةِ فَجَدِّدْ لِرَبِّكَ شُكْرًا فَإِنَّهُ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ وَيَسْتَوْجِبُ لَكَ الْمَزِيدَ مِنْهُ عِنْدَ الشُّكْرِ مِنْكَ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا اصْطَفَانِي بِهِ وَأَكْرَمَنِي، ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ انْظُرْ إِلَى الْجَنَّةِ حَتَّى أريك مَالك فِيهَا وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا فَتَعْرِفَ مَا يَكُونُ مِنْ مَعَادِكَ بَعْدَ الْمَوْتِ فَتَزْدَادَ فِي الدُّنْيَا زَهَادَةً إِلَى زَهَادَتِكَ فِيهَا وَتَزْدَادَ فِي الآخِرَةِ رَغْبَةً إِلَى رَغْبَتِكَ فِيهَا، فَقُلْتُ نَعَمْ فَسِرْتُ مَعَ جِبْرِيلَ بِحَمْدِ رَبِّي مِنْ عِلِّيِّينَ يَهْوِي مُنْقَضًّا أَسْرَعَ مِنَ السَّهْمِ وَالرُّمْحِ، فَذَهَبَ رَوْعِي الَّذِي كَانَ قَدِ اسْتَحْمَلَنِي بَعْدَ سَمَاعِ الْمُسَبِّحِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَثَابَ إِلَيَّ فُؤَادِي فَكَلَّمْتُ جِبْرِيلَ وَأَنْشَأْتُ أَسْأَلُهُ عَمَّا كُنْتُ رَأَيْتُ فِي عِلِّيِّينَ، قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الْبُحُورُ الَّتِي رَأَيْتُ مِنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ وَالثَّلْجِ وَالنُّورِ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ تِلْكَ سُرَادِقَاتُ رَبِّ الْعِزَّةِ الَّتِي أَحَاطَ بِهَا عَرْشَهُ، فَهِيَ سُتْرَةٌ دُونَ الْحُجُبِ السَّبْعِينَ الَّتِي احْتَجَبَ بِهَا الرَّحْمَنُ من خلقه، وَتلك السرداقات سُتُورٌ لِلْخَلائِقِ مِنْ نُورِ الْحُجُبِ، وَمَا تَحْتَ ذَلِكَ كُلِّهِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ مَا رَأَيْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى مَا غَابَ مِمَّا لَمْ تَرَهُ مِنْ عَجَائِبِ خَلْقِ رَبِّكَ فِي عِلِّيِّينَ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ مَا أَكْثَرَ عَجَائِبَ خَلْقِهِ وَلا أَعْجَبَ مِنْ قُدْرَتِهِ عِنْدَ عَظِيمِ رُبُوبِيَّتِهِ ثُمَّ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَنِ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ رَأَيْتُ فِي الْبُحُورِ وَمَا بَيْنَ بَحْرِ النَّارِ إِلَى بَحْرِ الصَّافِّينَ وَالصُّفُوفُ بَعْدَ الصُّفُوفِ، كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ مُتَضَامِّينَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، ثُمَّ مَا رَأَيْتُ خَلفهم نحوهم

صَافِّينَ صُفُوفًا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الآخَرِينَ مِنَ الْبُعْدُ وَالأَمَدِ وَالنَّأْيِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَسْمَعُ رَبَّكَ يَقُولُ فِي بَعْضِ مَا نُزِّلَ عَلَيْكَ {يَوْمَ يَقُومُ الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا} وَأَخْبَرَكَ عَنِ الْمَلائِكَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون} ، فَالَّذِينَ رَأَيْتَ فِي بُحُورِ عِلِّيِّينَ هُمُ الصَّافُّونَ حَوْلَ الْعَرْشِ إِلَى مُنْتَهَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، وَمَا دُونَ ذَلِكَ هُمُ الْمُسَبِّحُونَ فِي السَّمَوَاتِ وَالرُّوحُ رَئِيسُهُمُ الأَعْظَمُ كُلِّهِمْ ثُمَّ إِسْرَافِيلُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ فَمَنِ الصَّفُّ الأَعْلَى فَوْقَ الصُّفُوفِ كُلِّهَا الَّذِينَ أَحَاطُوا بِالْعَرْشِ وَاسْتَدَارُوا حَوْلَهُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْكُرُوبِيِّينَ هُمْ أَشْرَاف الْمَلَائِكَة وعظماؤهم ورؤساهم وَمَا يَجْتَرِي أَحَدٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَلَكٍ مِنَ الْكُرُوبِيِّينَ، وَلَوْ نَظَرَتِ الْمَلائِكَةُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَى مَلَكٍ وَاحِدٍ مِنَ الْكُرُوبِيِّينَ لَخُطِفَ وَهَجُ نُورِ أَبْصَارِهِمْ وَلا يَجْتَرِئُ مَلَكٌ وَاحِدٌ مِنَ الْكُرُوبِيِّينَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَلَكٍ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الصَّفِّ الأَعْلَى الَّذِينَ هُمْ أَشْرَافُ الْكُرُوبِيِّينَ وَعُظَمَاؤُهُمْ وَهُمْ أَعْظَمُ شَأْنًا مِنْ أَنْ أُطِيقَ صِفَتَهُمْ لَكَ، وَكَفَى بِمَا رَأَيْتَ فِيهِمْ ثُمَّ سَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَنِ الْحُجُبِ وَمَا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ تَسْبِيحِهَا وَتَمْجِيدِهَا وَتَقْدِيسِهَا لِلَّهِ تَعَالَى، فَأَخْبَرَنِي عَنْهَا حِجَابًا حِجَابًا وَبَحْرًا بَحْرًا وَأَصْنَافِ تَسْبيحِهًا بِكَلامٍ كَثِيرٍ فِيهِ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّحْمِيدِ لَهُ، ثُمَّ طَافَ بِي جِبْرِيلُ فِي الْجَنَّةِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَمَا تَرَكَ مَكَانًا إِلا رَأَيْتُهُ، وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ، فَلأَنَا أَعْرَفُ بِكُلِّ دَرَجَةٍ وَقَصْرٍ وَبَيْتٍ وَغُرْفَةٍ وَخَيْمَةٍ وَشَجَرَةٍ وَنَهْرٍ وَعَيْنٍ مِنِّي بِمَا فِي مَسْجِدِي هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ يَطُوفُ بِي حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْكَ فَقَالَ: {عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى} ، لأَنَّهَا كَانَ يَنْتَهِي إِلَيْهَا كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَنَبِيٍّ مُرْسَلٍ، لَمْ يُجَاوِزْهَا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَطُّ غَيْرَكَ، وَأَنَا فِي سَبِيلِ مَرَّتِي هَذِهِ، وَأَمَّا قَبْلَهَا فَلا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي أَمْرُ الْخَلائِقِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ ثُمَّ يَقْضِي اللَّهُ فِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا سَاقُهَا فِي كَثَافَةٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلا اللَّهُ وَفَرْعُهَا فِي جَنَّةِ الْمَأْوَى وَهِيَ أَعْلَى الْجِنَانِ كُلِّهَا فَنَظَرْتُ إِلَى فَرْعِ السِّدْرَةِ فَإِذَا عَلَيْهَا أَغْصَانٌ نَابِتَةٌ أَكْثَرُ مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ وَثَرَاهَا وَعَلَى الْغُصُونِ وَرَقٌ لَا يُحْصِيهَا إِلا اللَّهُ تَعَالَى وَإِذَا الْوَرَقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ وَرَقِهَا مُغَطِّيَةً الدُّنْيَا كُلَّهَا وَحَمْلُهَا مِنْ أَصْنَافِ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ضُرُوبٌ شَتَّى وَأَلْوَانٌ شَتَّى وَطَعْمٌ شَتَّى عَلَى كُلِّ غُصْنٍ مِنْهَا مَلَكٌ وَعَلَى كُلِّ ثَمَرَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بِأَصْوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَبِكَلامٍ شَتَّى، ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ لأَزْوَاجِكَ وَلِوَلَدِكَ وَلِكَثِيرٍ مِنْ أُمَّتِكَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ مُلْكًا كَبِيرًا وَعَيْشًا غَضِيرًا، فِي أَمَانٍ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فِيهِ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا نهر يجرى من أصل

الشَّجَرَةِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَمَجْرَاهُ عَلَى رَضْرَاضٍ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ، حَافَتَاهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ فِي بَيَاضِ الثَّلْجِ، فَقَالَ أَلا تَرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْكَ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. وَهُوَ تَسْنِيمٌ وَإِنَّمَا سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى تَسْنِيمًا لأَنَّهُ يَتَسَنَّمُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ إِلَى دُورِهِمْ وَقُصُورِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ وَغُرَفِهِمْ وَخِيَمِهِمْ فَيَمْزُجُونَ بِهِ أَشْرِبَتَهُمْ مِنَ اللَّبَنِ وَالْعَسَلِ وَالْخَمْرِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} ، أى يقودنها قَوْدًا إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَهِيَ مِنْ أَشْرَفِ شَرَابٍ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي يَطُوفُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى شَجَرَةٍ لَمْ أَرَ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهَا، فَلَمَّا وَقَفْتُ تَحْتَهَا رَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا لَا أَرَى شَيْئًا مِنْ خَلْقِ رَبِّي غَيْرَهَا لِعَظَمَتِهَا وَتَفَرُّقِ أَغْصَانِهَا وَوَجَدْتُ مِنْهَا رِيحًا طَيِّبَةً لَمْ أَشُمَّ فِي الْجَنَّةِ أَطْيَبَ مِنْهَا رِيحًا، فَقَلَّبْتُ بَصَرِي فِيهَا فَإِذَا أَوْرَاقُهَا حُلَلٌ مِنْ طَرَائِفِ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، مَا بَيْنَ الأَبْيَضِ وَالأَحْمَرِ وَالأَصْفَرِ وَالأَخْضَرِ، وَثِمَارُهَا أَمْثَالُ الْقِلالِ مِنْ كُلِّ ثَمَرَةٍ خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، مِنْ أَلْوَانٍ شَتَّى وَطَعْمٍ شَتَّى وَرِيحٍ شَتَّى، فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ حُسْنِهَا، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الشَّجَرَةُ فَقَالَ هَذِهِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِيمَا نَزَّلَ عَلَيْكَ وَهُوَ قَوْلُهُ {طُوبَى لَهُم وَحسن مآب} ، فَهَذِهِ طُوبَى لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِكَ وَأُمَّتِكَ فِي ظِلِّهَا أَحْسَنُ مُنْقَلَبٍ وَنَعِيمٌ طَوِيل، ثمَّ انْطلق بن جِبْرِيلُ يَطُوفُ بِي فِي الْجَنَّةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لَا آفَةٌ فِيهَا وَلا صَدْعٌ، فِي جَوْفِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ ألف بَيت فِي كل بَيت مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ سَرِيرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَهَا أَرْبَعَةُ آلافِ بَابٍ يُرَى بَاطِنُ تِلْكَ الْخِيَامِ مِنْ ظَاهِرِهَا وَظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا مِنْ شِدَّةِ ضَوْئِهَا وَفِي جَوْفِهَا سُرُرٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي ذَلِكَ الذَّهَبِ شُعَاعٌ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ تَحَارُ الأَبْصَارُ دُونَهَا لَوْلا مَا قَدَّرَ اللَّهُ لأَهْلِهَا وَهِيَ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ عَلَيْهَا فُرُشٌ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَظَاهِرُهَا دُرٌّ مُنَضَّدٌ يَتَلالأُ فَوْقَ السُّرُرِ وَرَأَيْتُ عَلَى السُّرُرِ حُلِيًّا كَثِيرًا لَا أُطِيقُ صِفَتَهُ لَكُمْ فَوْقَ صِفَاتِ الأَلْسُنِ وَأَمَانِيِّ الْقُلُوبِ حُلِيُّ النِّسَاءِ عَلَى حِدَةٍ، وَحُلِيُّ الرِّجَالِ عَلَى حِدَةٍ، قَدْ ضُرِبَتِ الْحِجَالُ عَلَيْهَا دُونَ السُّتُورِ وَفِي كُلِّ قَصْرٍ مِنْهَا وَكُلِّ دَارٍ وَكُلِّ بَيْتٍ وَكُلِّ خَيْمَةٍ شَجَرٌ كَثِيرٌ سُوقُهَا ذَهَبٌ وَغُصُونُهَا جَوْهَرٌ وَوَرَقُهَا حُلَلٌ وَثَمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلالِ الْعِظَامِ فِي أَلْوَانٍ شَتَّى وَرِيحٍ شَتَّى وَطَعْمٍ شَتَّى وَمِنْ خِلالِهَا أَنْهَارٌ تَطَّرِدُ مِنْ تَسْنِيمٍ وَعَيْنِ كَافُورٍ وَعَيْنِ زَنْجَبِيلٍ طَعْمُهَا فَوْقَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ، وَرِيحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ فِي كُلِّ بَيْتٍ فِيهَا خيمة لِأَزْوَاج من الحورالعين لَوْ دَلَّتْ إِحْدَاهُنَّ كَفَّهَا مِنَ السَّمَاء

لَبَذَّ نُورُ كَفِّهَا ضَوْءَ الشَّمْسِ فَكيف وَجههَا وَلَا يوصفن بشئ إِلا مِنْ فَوْقِ ذَلِكَ جَمَالا وَكَمَالا لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ خَادِمًا وَسَبْعُونَ غُلامًا مِنْ خُدَّامِهَا خَاصَّةً سِوَى خُدَّامِ زَوْجِهَا أُولَئِكَ الْخَدَمُ فِي النَّظَافَةِ وَالْحُسْنِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا رَأَيْتَهُمْ حسبتهم لُؤْلُؤ منثورا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ مِنَ الْخَيْرِ وَالنَّعِيمِ وَالْغَضَارَةِ وَالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ وَالنَّضْرَةِ وَالشَّرَفِ وَالْكَرَامَةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، مِنْ أَصْنَافِ الْخَيْرِ وَالنَّعِيمِ كُلُّ ذَلِكَ مَفْرُوغٌ مِنْهُ يَنْتَظِرُ بِهِ صَاحِبَهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَتَعَاظَمَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ عَجَبِ ذَلِكَ الْقَصْرِ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ هَلْ فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ مِثْلُ هَذَا، قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ قُصُورِ الْجَنَّةِ مِثْلُ هَذَا وَفَوْقَ هَذَا قُصُورٌ كَثِيرَةٌ أَفْضَلُ مِمَّا تَرَى يُرَى بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَأَكْثَرُ خَيْرًا، فَقُلْتُ لِمِثْلِ هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ، وَفِي نَحْوِ هَذَا فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ، فَمَا تَرَكْتُ مِنْهَا مَكَانًا إِلا رَأَيْتُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ فَلأَنَا أَعْرَفُ بِكُلِّ قَصْرٍ وَدَارٍ وَبَيْتٍ وَغُرْفَةٍ وَخَيْمَةٍ وَشَجَرَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، مِنِّي بِمَسْجِدِي هَذَا، ثُمَّ أَخْرَجَنِي مِنَ الْجَنَّةِ فَمَرَرْنَا بِالسَّمَوَاتِ نَنْحَدِرُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، فَرَأَيْتُ أَبَانَا آدَمَ وَرَأَيْتُ أَخِي نُوحًا ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ رَأَيْتُ مُوسَى ثُمَّ رَأَيْتُ أَخَاهُ هَارُونَ وَإِدْرِيسَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى دِيوَانِ الْخَلائِقِ الَّذِي فِيهِ أُمُورُهُمْ، ثُمَّ رَأَيْتُ أَخِي عِيسَى فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ وَتَلَقَّوْنِي بِالْبِشْرِ وَالتَّحِيَّةِ، وَكُلُّهُمْ سَأَلَنِي مَا صَنَعْتَ يَا نَبِيَّ الرَّحْمَةِ وَإِلَى أَيْنَ انْتُهِيَ بِكَ، وَمَا صُنِعَ بِكَ، فَأُخْبِرُهُمْ فَيَفْرَحُونَ وَيَسْتَبْشِرُونَ وَيَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ وَيَدْعُونَ رَبهم ويسألون لى الْمَزِيد والرحة وَالْفَضْلَ، ثُمَّ انْحَدَرْنَا مِنَ السَّمَاءِ وَمَعِي صَاحِبِي وَأَخِي جِبْرِيلُ، لَا يَفُوتُنِي وَلا أَفُوتُهُ حَتَّى أَوْرَدَنِي مَكَانِي مِنَ الأَرْضِ الَّتِي حَمَلَنِي مِنْهَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ، فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، فَأَنَا بِنِعْمَةِ اللَّهِ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَنَا عَبْدٌ مَقْبُوضٌ عَنْ قَلِيلٍ، بَعْدَ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ آيَاتِ رَبِّيَ الْكُبْرَى، وَلَقِيتُ إِخْوَانِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدِ اشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي وَمَا رَأَيْتُ مِنْ ثَوَابِهِ لأَوْلِيَائِهِ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ اللُّحُوقَ بِرَبِّي وَلِقِيَّ إِخْوَانِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ رَأَيْتُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى (حب) قِطْعَة مِنْهُ " (مر) فِي تَفْسِيره بِطُولِهِ كِلَاهُمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه واتهم بِهِ، إِلَّا أَن ابْن مرْدَوَيْه أخرجه من طَرِيق آخر دلّ على أَن الآفة فِيهِ من غير ميسرَة وَأَنَّهَا من شَيْخه عمر بن سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي.

(2) [حَدِيثٌ] " لِلَّهِ ثَلاثَةُ أَمْلاكٍ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْكَعْبَةِ، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِمَسْجِدِي هَذَا، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى، فَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِالْكَعْبَةِ فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ فَرَائِضَ اللَّهِ خَرَجَ مِنْ أَمَانِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِمَسْجِدِي هَذَا فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ سُنَّةَ مُحَمَّدٍ لَمْ يَرِدِ الْحَوْضَ وَلَمْ تُدْرِكْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ، وَأَمَّا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ كَانَتْ طُعْمَتُهُ حَرَامًا كَانَ عَمَلُهُ مَضْرُوبًا بِهِ حُرَّ وَجْهِهِ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود، وَقَالَ: مُنكر، وَرِجَاله ثِقَات سوى أَحْمد بن رَجَاء بن عُبَيْدَة وَمُحَمّد ابْن مُحَمَّد بن إِسْحَق الْبَصْرِيّ فمجهولان، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر كذب. (3) [حَدِيثٌ] " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى شَيَاطِينَ فِي الْبَرِّ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْبَرِّ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي اللَّيْلِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي النَّهَارِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي النَّهَارِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي اللَّيْلِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الظُّلْمَةِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي النُّورِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي النُّورِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الظُّلْمَةِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْمَنَامِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْيَقَظَةِ سُلْطَانٌ وَشَيَاطِينَ فِي الْيَقَظَةِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْمَنَامِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْجُمُوعِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْوَحْدَةِ سُلْطَانٌ وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالنِّسَاءِ دُونَ الرِّجَالِ، وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالْمُلُوكِ دُونَ الْمَمْلُوكَ، وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالضُّعَفَاءِ دُونَ الْكِبَارِ، وَشَيَاطِينَ مُوَكَّلُونَ بِالْكِبَارِ دُونَ الضُّعَفَاءِ وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالْمَسَاجِدِ يَطْرُدُونَ النَّاسَ طَرْدًا عَنِيفًا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَنِ الصَّلاةِ يَطْرُدُونَهُمْ إِلَى الشَّهَوَاتِ وَحُبِّ الدُّنْيَا وَإِلَى اللَّذَّاتِ وَإِلَى الأَسْوَاقِ وَالْجَمَاعَاتِ وَيُشَهُّونَ إِلَيْهِمْ وَيُحَبِّبُونَ إِلَيْهِمُ الْجُلُوسَ عَلَى الْمَعَاصِي الَّتِي لَا يَعْصِمُهُمْ مِنْهَا إِلا اللَّهُ فَمَنْ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ وَذَكَّرَ بِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسَ ثُمَّ صَلَّى أَرْبَع رَكَعَاتٍ لَمْ يضرّهُ شئ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مِنْ سَاعَتِهِ تِلْكَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْغَدِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه الْعَلَاء بن عمر وَعبد الْمُنعم بن إِدْرِيس، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَأخرجه الديلمي من طَرِيق لَيْسَ فِيهَا الْعَلَاء، فبرئ مِنْهُ وانحصر الْأَمر فِي عبد الْمُنعم. (4) [حَدِيثٌ] " الأَرْوَاحُ فِي خَمْسَةِ أَجْنَاسٍ فِي الإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ وَالْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ وَسَائِرُ الْخَلْقِ لَهَا أَنْفاسٌ وَلَيْسَتْ لَهَا أَرْوَاحٌ " (التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم) من حَدِيث بُرَيْدَة وَلَا يَصح، فِيهِ صَالح بن حَيَّان

(5) [حَدِيثٌ] " قُلُوبُ بَنِي آدَمَ تَلِينُ فِي الشِّتَاءِ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ وَالطِّينُ يَلِينُ فِي الشِّتَاءِ " (نع) من حَدِيث معَاذ، من طَرِيق مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الغزال عَن عمر بن يحيى الْقرشِي عَن شُعْبَة عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان عَن معَاذ، وَلَا يَصح إِنَّمَا هُوَ مَحْفُوظ من قَول خَالِد بن معدان، وَالْمُتَّهَم بِرَفْعِهِ عمر بن يحيى أَو تِلْمِيذه مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث شبه مَوْضُوع وَلَا نعلم لشعبة عَن ثَوْر رِوَايَة، وَقَالَ فِي طَبَقَات الْحفاظ: هَذَا حَدِيث غير صَحِيح مركب على شُعْبَة، وَعمر بن يحيى لَا أعرفهُ تَركه أَبُو نعيم وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: أَظُنهُ عمر بن يحيى بن عمر بن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقد ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَالله أعلم. (6) [حَدِيثٌ] " لَا تَضْرِبُوا أَوْلادَكُمْ عَلَى بُكَائِهِمْ فَبُكَاءُ الصَّبِيِّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله، وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ دُعَاءٌ لِوَالِدَيْهِ " (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر، وَقَالَ: مُنكر جدا وَرِجَاله ثِقَات سوى أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْبَلَدِي، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر مَوْضُوع بِلَا ريب وَأخرجه ابْن النجار والديلمي من طَرِيق أبي مقَاتل السَّمرقَنْدِي، وَهُوَ واه (قلت) بلَى مَنْسُوب إِلَى الْكَذِب والوضع كَمَا مر فَلَا يصلح تَابعا وَالله أعلم، وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق مُحَمَّد بن خُزَيْمَة عَن هِشَام بن عمار عَن مَعْرُوف الْخياط عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع " مَرْفُوعا بكاء الصَّبِي إِلَى سنتَيْن يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله، وَمَا كَانَ بعد ذَلِك فاستغفار لِأَبَوَيْهِ وَمَا عمل من حَسَنَة فَلَا بويه، وَمَا عمل من سَيِّئَة لم تكْتب عَلَيْهِ وَلَا على أَبَوَيْهِ حَتَّى يجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَم، " قَالَ ابْن عَسَاكِر غَرِيب جدا (قلت) رَاوِيه عَن هِشَام بن عمار لَا أَدْرِي أهوَ مُحَمَّد بن خُزَيْمَة بالزاي أَو ابْن خريم بالراء، فَإِن كَانَ الأول فقد كفانا الذَّهَبِيّ همه فَقَالَ مُحَمَّد بن خُزَيْمَة عَن هِشَام ابْن عمار بِخَبَر كذب وَلَا يعرف، لَكِن تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي قَوْله لَا يعرف فَقَالَ بل هُوَ مَعْرُوف تَرْجمهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَقَالَ: أَحَادِيثه تدل على ضعفه وَإِن كَانَ الثانى

فقد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: ترْجم لَهُ ابْن عَسَاكِر أَيْضا وَهُوَ مَشْهُور بالرواية عَن هِشَام بن عمار وَلم أر فِيهِ تضعيفا انْتهى، فيراجع تَارِيخ ابْن عَسَاكِر ليعرف عَن أَي الرجلَيْن أخرج هَذَا الحَدِيث، وليعرف حَال رَاوِيه عَنهُ أبي الْفرج الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن حَيَّان الدِّمَشْقِي فَإِنِّي لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة وَالله أعلم. (7) [حَدِيثُ] " جَابِرٍ كُنَّا عِنْد النبى فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ إِنَّ ابْنًا لِي دَبَّ مِنْ سَطْحٍ إِلَى مِيزَابٍ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهَبَهُ لأَبَوَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ قُومُوا قَالَ جَابِرٌ فَنَظَرْتُ إِلَى أَمر هائل، فَقَالَ النبى ضَعُوا لَهُ صَبِيًّا عَلَى السَّطْحِ، فَوَضَعُوا لَهُ صَبِيًّا فَنَاغَاهُ، فَدَبَّ الصَّبِيُّ حَتَّى أَخَذَهُ أَبُوهُ، فَقَالَ رَسُول الله: هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ لَهُ، قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: لَمْ تُلْقِ نَفْسُكَ فَتُتْلِفَهَا، قَالَ إِنِّي أَخَافُ الذُّنُوبَ قَالَ فَلَعَلَّ الْعِصْمَةُ أَنْ تُلْحِقَكَ، قَالَ: وَعَسَى فَدَبَّ إِلَى السَّطْحِ " (عد) وَقَالَ حَدِيث عَجِيب، وَفِيه أَبُو الْيُسْر مُحَمَّد بن الطُّفَيْل الْحَرَّانِي، وَلَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ فَلَا أَدْرِي الْبلَاء مِنْهُ أَو من غَيره وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث كذب. (8) [حَدِيثٌ] " مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةٌ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا فَهُوَ مِنَ الْجَفَاءِ وَإِذَا سَمَّيْتُمُوهُ مُحَمَّدًا فَلا تَسُبُّوهُ وَلا تَجْبَهُوهُ وَلا تُعَنِّفُوهُ وَلا تَضْرِبُوهُ وَشَرِّفُوهُ وَعَظِّمُوهُ وَكَرِّمُوهُ وَبِرُّوا قَسَمَهُ " (عد) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه خَالِد بن يزِيد أَبُو الْهَيْثَم الْعمريّ الْمَكِّيّ. (9) [حَدِيثُ] " سَعْدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: هَلِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِكُمْ حَامِلٌ فَقَالَ رَجُلٌ أَظُنُّ امْرَأَتِي حَامِلا فَقَالَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِكَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى بَطْنِهَا وَسَمِّهِ مُحَمَّدًا فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ رَجُلا " (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ لَا يَصح فِيهِ عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن (قلت) قَالَ شيخ شُيُوخنَا السخاوي فِي الْأَجْوِبَة المرضية: روينَا فِي جُزْء أبي شُعَيْب عبد الله بن الْحسن الْحَرَّانِي عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي أَنه قَالَ: " مَا سمي مَوْلُود فِي بطن أمه مُحَمَّدًا إِلَّا ذكر انْتهى، وَهَذَا لَهُ حكم الرّفْع لِأَنَّهُ لَا يُقَال مثله من قبل الرَّأْي فَيكون مُرْسلا، وليته ذكر السَّنَد إِلَى عَطاء حَتَّى عرفنَا حَال رِجَاله، " وَأما مَا رَوَاهُ ابْن النجار عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: من كَانَ لَهُ حمل فَنوى أَن يُسَمِّيه مُحَمَّدًا حوله الله ذكرا وَإِن كَانَ أُنْثَى، فَهُوَ من طَرِيق وهب فَلَا يصلح شَاهدا، " وَقد ذكره السُّيُوطِيّ فِي ذيله وَسَيَأْتِي وَالله أعلم.

(10) [حَدِيثٌ] " لَا يَدْخُلُ الْفَقْرُ بَيْتًا فِيهِ اسْمِي " (عد) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ. (11) [حَدِيثٌ] " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَشُورَةٍ فِيهِمْ رَجُلٌ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي مَشُورَتِهِمْ إِلا لَمْ يُبَارَكْ لَهُمْ فِيهِ " (عد) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عُثْمَان الطرائفي (قلت) عُثْمَان الطرائفي وَثَّقَهُ ابْن معِين، وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق أَكثر من الرِّوَايَة عَن الضُّعَفَاء والمجهولين فضعف بِسَبَب ذَلِك، والْحَدِيث قَالَ الحافظان الذَّهَبِيّ وَابْن حجر: إِنَّه كذب، لكنهما ذكرَاهُ فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن كنَانَة الشَّامي شيخ الطرائفي وَقَضيته اتهام أَحْمد بِهِ، لَا الطرائفي وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء من حَدِيث عَليّ مَرْفُوعا: " مَا من قوم كَانَت لَهُم مشورة فَحَضَرَ مَعَهم من اسْمه أَحْمد أَبُو مُحَمَّد فشاوروه إِلَّا خير لَهُم، " أخرجه الديلمي لكنه من طَرِيق أبي بكر الْمُفِيد فَلَا يصلح شَاهدا، قلت وَأخرجه ابْن بكير من طَرِيق أَحْمد بن عَامر، فَلَا يصلح أَيْضا شَاهدا وَالله أعلم. (12) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَحَدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ وَلَدًا ذَكَرًا فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَعَلَّمَهُ {تَبَارَكَ الذى بِيَدِهِ الْملك} إِلا حَشَرَهُ اللَّهُ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةِ الْجَنْبَيْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطِبِ عَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ مِنْ نُورٍ وَإِكْلِيلٌ يُفْتَخَرُ بِهِ فِي الْجَنَّةِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ لَا يصلح فِيهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المعداني وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: مَوْضُوع [حَدِيثٌ] " يُوقَفُ عَبْدَانِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى فَيَأْمُرُ بِهِمَا إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولانِ رَبَّنَا بِمَ اسْتَأْهَلْنَا الْجَنَّةَ وَلَمْ نَعْمَلْ عَمَلا تُجَازِينَا بِهِ، فَيَقُولُ لَهُمَا عَبْدَيَّ ادْخُلا الْجَنَّةَ فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا يَدْخُلَ النَّارَ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَلا أَحْمَدُ " (ابْن بكير) فِي جُزْء من اسْمه مُحَمَّد وَأحمد من حَدِيث أنس، وَفِيه صَدَقَة بن مُوسَى، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ والآفة فِيهِ من شيخ ابْن بكير، وَهُوَ الدارع رَاوِيه عَن صَدَقَة بن مُوسَى وَصدقَة وَأَبوهُ لَا يعرفان، وَمثله مَا رَوَاهُ صَاحب مُسْند الفردوس من طَرِيق أبي نعيم عَن اللكي عَن أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم

ابْن نبيط بن شريط مَرْفُوعا: " يَا مُحَمَّد لَا أعذب بالنَّار من سمي بِاسْمِك، " وَهِي نُسْخَة قَالَ الذَّهَبِيّ سمعناها من طَرِيق أبي نعيم عَن اللكي عَنهُ، لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ لِأَنَّهُ كَذَّاب انْتهى وَأقرهُ فِي اللِّسَان، قَالَ الأبي: لم يَصح فِي فضل التَّسْمِيَة بِمُحَمد حَدِيث، بل قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس تَقِيّ الدَّين الْحَرَّانِي: كل مَا ورد فِيهِ فَهُوَ مَوْضُوع أهـ قَالَ شَيخنَا الْحلَبِي: لَكِن قَالَ بعض الْحفاظ وأصحها أَي أقربها إِلَى الصِّحَّة حَدِيث " من ولد لَهُ مَوْلُود وَسَماهُ مُحَمَّدًا حبا لي وتبركا باسمي كَانَ هُوَ ومولوده فِي الْجنَّة " انْتهى رَوَاهُ الرَّافِعِيّ عَن أبي أُمَامَة كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير. (14) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَنَا مِنْ زَوْجَتِهِ وَهُوَ يَنْوِي إِنْ حَمَلَتْ مِنْهُ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا إِلا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى ذَكَرًا، وَمَا كَانَ اسْمُ مُحَمَّدٍ فِي بَيْتٍ إِلا جَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ بَرَكَةً " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث مسور بن مخرمَة وَقَالَ لَا يَصح فِيهِ سُلَيْمَان بن دَاوُد مَجْرُوح وَشَيْخه عَبْثَر بن الْحسن مَجْهُول، وَيحيى بن سليم الطايفي لَا يحْتَج بِهِ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه حَدِيث مَوْضُوع وَسَنَده مظلم وَالله أعلم. (15) [حَدِيثٌ] " لَا تَقُولُوا مُسَيْجِدٌ وَلا مُصَيْحِفٌ وَنَهَى عَنْ تَصْغِيرِ الأَسْمَاءِ وَأَنْ يُسَمَّى الصَّبِيُّ عُلْوَانَ أَوْ حَمْدُونَ أَوْ يَغْمُوشَ وَقَالَ هَذِهِ أَسْمَاءُ الشَّيَاطِينِ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ وَضعه إِسْحَق بن نجيح، نعم صَدره مَحْفُوظ من قَول سعيد بن الْمسيب: " لَا تَقولُوا مصيحف وَلَا مسيجد، مَا كَانَ لله فَهُوَ عَظِيم حسن جميل " أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية. (16) [حَدِيثٌ] " عَلَيْكُمْ بِالْوُجُوهِ الْمِلاحِ وَالْحِدَقِ السُّودِ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ وَجْهًا مَلِيحًا بِالنَّارِ " (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن عَليّ الْعَدوي قَالَ السُّيُوطِيّ وَتَابعه كَذَّاب مثله، وَهُوَ لَاحق بن الْحُسَيْن أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب، وَقَالَ: وروى الديلمي عَن أنس مَرْفُوعا: " إِن الله لَا يعذب حسان الْوُجُوه سود الحدق " (قلت) فِي سَنَده جَعْفَر ابْن أَحْمد الدقاق وَهُوَ آفته فِيمَا أَظن وَالله أعلم.

(17) [حَدِيثٌ] " لَنْ يَعْدَمَ الْمُؤْمِنُ إِحْدَى خُلَّتَيْنِ دَمَامَةٌ فِي وَجْهِهِ أَوْ قِلَّةٌ فِي مَالِهِ، " ابْن الْجَوْزِيّ من حَدِيث ابْن عمر، وقَالَ لَا يَصح فِيهِ هرون بن مُحَمَّد. (18) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ طَهَّرَ قَوْمًا مِنَ الذُّنُوبِ بِالصَّلْعَةِ فِي رُؤْسهمْ وَإِنَّ عَلِيًّا لأَوَّلُهُمْ، " (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه أَحْمد بن عبد الرَّحِيم أَبُو جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء أَيْضا من حَدِيث معَاذ أخرجه الديلمي، قلت فِي سَنَده ضعفاء ومجاهيل وَالله أعلم. (19) [حَدِيثٌ] " إِنَّ لِكُلِّ شئ مَعْدِنًا وَمَعْدِنُ التَّقْوَى قُلُوبُ الْعَاقِلِينَ " (خطّ) من حَدِيث عمر ابْن الْخطاب، وَلَا يَصح فِيهِ وثيمة بن مُوسَى وَابْن سمْعَان، قَالَ السُّيُوطِيّ واتهم بِهِ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان ابْن سمْعَان خَاصَّة، وَقَالَ إِن ابْن يُونُس لم يذكر فِي وثيمة جرحا، وَإِن مسلمة بن قَاسم الأندلسي قَالَ: لَا بَأْس بِهِ، وَإِن الْعقيلِيّ قَالَ فَارسي سكن مصر صَاحب أغاليط روى عَن كل، وَإِن الْبَيْهَقِيّ أخرج الحَدِيث فِي الشّعب من طَرِيقه عَن سَلمَة بن الْفضل عَن رجل ذكره عَن الزُّهْرِيّ، وَقَالَ: هَذَا مُنكر وَلَعَلَّ الْبلَاء وَقع من الرجل الَّذِي لم يسم انْتهى، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر إِلَّا أَنه قَالَ قُلُوب العارفين (قُلْتُ) فِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ بن رَجَاء مُتَّهم بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (20) [حَدِيثٌ] " قَسَّمَ اللَّهُ الْعَقْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ، وَمَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلا عَقْلَ لَهُ، حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لِلَّهِ وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ " (نع) من حَدِيث أبي سعيد، من طَرِيق سُلَيْمَان بن عِيسَى بن نجيح السجْزِي، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق عبد الْعَزِيز بن أبي رَجَاء، وَرَوَاهُ الْحَارِث فِي مُسْنده من طَرِيق دَاوُد بن المحبر وتابع سُلَيْمَان ابْن عِيسَى، مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل الْحَرَّانِي أخرجه التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم، وَمَنْصُور قَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع على حَدِيثه، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ (قلت) فِي سَنَده مهْدي بن عَامر وَالْحسن ابْن حَازِم لم أَعْرفهُمَا وَالله أعلم. (21) [حَدِيثٌ] " إِنَّ الْجَاهِلَ لَا تَكْشِفُهُ إِلا عَنْ سُوءَةٍ وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ وَالْعَاقِلَ لَا تَكْشِفُهُ إِلا عَنْ فَضْلٍ وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ " (الْحَارِث بن أبي أُسَامَة) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء، وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه.

(22) [حَدِيثٌ] " مَنْ كَانَتْ لَهُ سَجِيَّةٌ مِنْ عَقْلٍ وَغَرِيزَةُ يَقِينٍ لَمْ تَضُرَّهُ ذُنُوبُهُ شَيْئًا لأَنَّهُ كُلَّمَا أَخْطَأَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتُوبَ تَوْبَةً تَمْحُو ذُنُوبَهُ وَبَقِيَ لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ فَالْعَقْلُ نَجَاةٌ لِلْعَاقِلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَحُجَّةٌ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ " (عق) من حَدِيث أنس، وَفِيه ميسرَة قَالَ السُّيُوطِيّ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم من طَرِيق سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي وتابع ميسرَة عَلَيْهِ مَنْصُور ابْن إِسْمَاعِيل أخرجه التِّرْمِذِيّ (قلت) هُوَ بالسند السَّابِق قَرِيبا أَن فِيهِ من لم أعرفهُ وَالله أعلم. (23) [حَدِيثُ] " عَطَاءٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ الرَّجُلُ يَقِلُّ قِيَامُهُ وَيَكْثُرُ رُقَادُهُ، وَآخَرُ يَكْثُرُ قِيَامُهُ وَيَقِلُّ رُقَادُهُ، أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ فَقَالَتْ سَأَلْتُ رَسُول الله كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: أَحْسَنُهُمَا عَقْلا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُكَ عَنْ عِبَادَتِهِمَا، فَقَالَ يَا عَائِشَةُ إِنَّمَا يُسْئَلانِ عَنْ عُقُولِهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَعْقَلَ كَانَ أَفْضَلَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " (الْحَارِث) وَفِيه دَاوُد بن المحبر، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كتاب الْعقل وَضعه أَرْبَعَة أَوَّلهمْ ميسرَة ثمَّ سَرقه مِنْهُ دَاوُد بن المحبر فَرَكبهُ بأسانيد غير أَسَانِيد ميسرَة ثمَّ سَرقه عبد الْعَزِيز بن أبي رَجَاء فَرَكبهُ بأسانيد أخر ثمَّ سَرقه سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي فَرَكبهُ بأسانيد أخر. (24) [حَدِيثٌ] " الْوَلَدُ سَيِّدٌ سَبْعَ سِنِينَ وَخَادِمٌ سَبْعَ سِنِينَ وَوَزِيرٌ سَبْعَ سِنِينَ فَإِنْ رَضِيتَ مَكَانَتَهُ لإِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَإِلا فَاضْرِبْ عَلَى جَنْبِهِ فَقَدْ أَعْذَرْتَ إِلَى اللَّهِ فِيهِ " (حا) فِي الكنى من حَدِيث أَبى جبيرَة ابْن الضَّحَّاك وَفِيه مَجَاهِيل، وَقَالَ السُّيُوطِيّ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، وبيض لَهُ (قلت) إِخْرَاج الطَّبَرَانِيّ لَهُ لَا يَنْفِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ، وَكَانَ الشَّيْخ بيض لينْظر فِي حكمه فَلم يتَّفق لَهُ، وَقد راجعت الْمجمع للهيثمي فرأيته قَالَ: قَالَ الطَّبَرَانِيّ لَا يرْوى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَفِيه زيد بن جبيرَة بن مَحْمُود مَتْرُوك انْتهى وَزيد هَذَا أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقد اقْتصر الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة على تَضْعِيف الحَدِيث وَالله أعلم. (25) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَكْرَمَ ذَا سِنٍّ فِي الإِسْلامِ كَانَ قَدْ أَكْرَمَ نُوحًا وَمَنْ أَكْرَمَ نُوحًا فِي قَوْمِهِ فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ " (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ يَعْقُوب بن تَحِيَّة الوَاسِطِيّ وَبكر بن أَحْمد الوَاسِطِيّ مَجْهُولَانِ، قَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ وَيَعْقُوب بن إِسْحَق بن تَحِيَّة

هُوَ الْمُتَّهم بِهَذَا الحَدِيث. وَقَول ابْن الْجَوْزِيّ: إِنَّه وَبكر بن أَحْمد مَجْهُولَانِ مَمْنُوع، فقد ترجمهما الْخَطِيب فِي تَارِيخه. (قلت) : وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على حَاشِيَة مُخْتَصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: بكر لَيْسَ بِمَجْهُول الْعين، فقد روى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم والحافظ أَبُو يعلى الوَاسِطِيّ وَلم أر من تكلم فِيهِ بِجرح وَلَا تَعْدِيل انْتهى وَالله أعلم. (26) [حَدِيثٌ] " الْحَسَدُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ فِي الْعَرَبِ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ. وَالْحَيَاءُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ فِي النِّسَاءِ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ. وَلَوْلا ذَلِكَ مَا قَوِيَ الرِّجَالُ عَلَى النِّسَاءِ وَالْحِدَّةُ وَالْعُلُوُّ وَقِلَّةُ الْوَفَاءِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ فِي الْبَرْبَرِ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ. وَالْبُخْلُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي فَارِسٍ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ " (قطّ) فِي الأَفْرَادِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيه طَلْحَة بن زيد قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء من طرق أُخْرَى فِي كل مِنْهَا من اتهمَ بِالْوَضْعِ، فَعِنْدَ أبي الشَّيْخ فِي العظمة من مُرْسل خَالِد بن معدان من طَرِيق مَرْوَان بن سَالم، وَعند الْخَطِيب فِي كتاب البخلاء من مُرْسل مُحَمَّد بن مُسلم من طَرِيق سيف بن عَمْرو، وَعند الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عقبَة بن عَامر: الْخبث سَبْعُونَ جُزْءا للبربر تِسْعَة وَسِتُّونَ جُزْءا وللجن وَالْإِنْس جُزْء وَاحِد. (قلت) قَالَ الهيثمي: فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم لَا أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات، وَفِي بَعضهم ضعف انْتهى. وَعبد الرَّحْمَن هَذَا أَظُنهُ ابْن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ أحد رجال التَّهْذِيب، وَإِنَّمَا الآفة شَيْخه وهب بن رَاشد، فقد قَالَ فِيهِ ابْن حبَان: لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقدمنَا عَن أبي حَاتِم أَنه قَالَ: مُنكر الحَدِيث حدث ببواطيل وَالله أعلم. (27) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سُئِلَ عَنِ الْمَمْسُوخِ فَقَالَ اثْنَا عَشَرَ: الْفِيلُ وَالدُّبُّ وَالْخِنْزِيرُ وَالْقِرْدُ وَالأَرْنَبُ وَالضَّبُّ وَالْوَطْوَاطُ وَالْعَقْرَبُ وَالْعَنْكَبُوتُ وَالدُّعْمُوصُ وَسُهَيْلٌ وَالزُّهْرَةُ، فَقِيلَ مَا سَبَبُ مَسْخِهِمْ؟ فَقَالَ: أَمَّا الْفِيلُ فَكَانَ جَبَّارًا لُوطِيًّا، وَأَمَّا الدُّبُّ فَكَانَا رَجُلا مُؤَنَّثًا يَدْعُو الرِّجَالَ إِلَى نَفْسِهِ، وَأَمَّا الْخِنْزِيرُ فَكَانَ مِنْ قَوْمٍ نَصَارَى سَأَلُوا رَبَّهُمْ نُزُولَ الْمَائِدَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مَا كَانُوا كُفْرًا وَتَكْذِيبًا، وَأَمَّا الْقِرْدُ فَيَهُودُ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ، وَأَمَّا الأَرْنَبُ فَكَانَتِ امْرَأَةً لَا تَطَهَّرُ مِنْ حَيْضٍ وَلا غَيْرِهِ، وَأَمَّا الضَّبُّ فَكَانَ أَعْرَابِيًّا يسرق الْحَاج بِمِحْجَنِهِ، وَأما

الْوَطْوَاطُ فَكَانَ يَسْرِقُ الثِّمَارَ مِنْ رُؤُوس النَّخْلِ، وَأَمَّا الْعَقْرَبُ فَكَانَ رَجُلا لَدَّاغًا لَا يَسْلَمُ عَلَى لِسَانِهِ أَحَدٌ، وَأَمَّا الْعَنْكَبُوتُ فَكَانَتِ امْرَأَةً سَحَرَتْ زَوْجَهَا، وَأَمَّا الدُّعْمُوصُ فَكَانَ نَمَّامًا يُفَرِّقُ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، وَأَمَّا سُهَيْلٌ فَكَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ، وَأَمَّا الزُّهْرَةُ فَكَانَتْ نَصْرَانِيَّةً وَهِيَ الَّتِي فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ وَكَانَ اسْمُهَا أَنَاهِيدَ " (شا) من طَرِيق معتب مولى جَعْفَر الصَّادِق. (قلت) تَابعه أَبُو ضَمرَة أنس بن عِيَاض، وناهيك بِهِ ثِقَة أخرجه الزبير بن بكار فِي الموفقيات وَالله أعلم. (28) [حَدِيثٌ] " خُلِقَتِ الزَّنَابِيرُ من رُؤْس الْخَيل، وخلقت النَّحْل من رُؤْس الْبَقَرِ "، (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ لَا يَصح، وَأكْثر رِجَاله مَجْهُولُونَ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه: سَنَده مظلم وَمُحَمّد بن حجاج هَالك وَالله أعلم. (29) [حَدِيثٌ] " إِذَا انْكَسَفَ الْقَمَرُ فِي الْمُحَرَّمِ كَانَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ الْبَلاءُ وَالْقِتَالُ وَشُغْلُ السُّلْطَانِ وَفِتْنَةُ الْكُبَرَاءِ وَانْتِشَارٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي صَفَرٍ كَانَ نَقْصٌ مِنَ الأَمْطَارِ حَتَّى يَظْهَرَ النُّقْصَانُ فِي الْبَحْرِ وَهُوَ الْغَايَةُ مِنْ نَقْصِ الأَمْطَارِ وَالْقُحُوطِ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ كَانَ مَجَاعَةٌ وَمَوْتٌ مَعَ أَمْطَارٍ وَحَرْبٌ وَتَحَوُّلُ مُلْكٍ بِمَوْتٍ كَبِيرٍ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي جُمَادَى الأُولَى كَانَ بَرْدٌ وَثُلُوجٌ وَأَمْطَارٌ مَعَ مَوْتٍ ذَرِيعٍ وَهُوَ الطَّاعُونُ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ فَهُوَ زَرْعٌ كَثِيرٌ وَخِصْبٌ وَسَعَةٌ مَعَ قِتَالٍ بَيْنَ النَّاسِ وَيَكُونُ جَرَادٌ وَالأَسْعَارُ تَزْدَادُ رُخْصًا وَكَسَادًا، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي رَجَبٍ فَهُوَ أَمْطَارٌ وَسَمَكٌ كَثِيرٌ، وَذكر حَدِيثا طَويلا من هَذَا النمط " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس من طَرِيق الجويباري وَهُوَ من وَضعه. أَثَرُ ابْنِ عَبَّاسٍ: " إِن لكل شئ سَبَبًا. وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَفْطُنُ لَهُ وَلا سَمِعَ بِهِ، وَإِنَّ لأَبِي جَاد لَحَدِيثًا عَجِيبًا، أَمَّا أَبُو جَاد فَأَبَى آدَمُ الطَّاعَةَ وَجَدَّ فِي أَكْلِ الشَّجَرَةِ وَأَمَّا هَوَّز فَهَوَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ وَأَمَّا حُطِّي فَحُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ، وَأَمَّا كَلَمُنْ فَأَكْلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَمُنَّ عَلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ وَأَمَّا سَعفَصُ فَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَأُخْرِجَ مِنَ النَّعِيمِ إِلَى النَّكَدِ، وَأَمَّا قَرَشَتْ فَأَقَرَّ بِالذَّنْبِ وَسَلِمَ مِنَ الْعُقُوبَةِ " (خطّ) وَفِيه مَجَاهِيل، والفرات بن السَّائِب لَيْسَ بشئ قَالَ السُّيُوطِيّ: وَرَاوِيه عَن الْفُرَات عبد الرَّحِيم بن وَاقد، قَالَ أَبُو جَعْفَر ابْن جرير: مَجْهُول

الفصل الثانى

غير مَعْرُوف لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَالظَّاهِر أَنه غير عبد الرَّحِيم ابْن وَاقد الْخُرَاسَانِي يَعْنِي فَإِن ذَاك وَإِن ضعفه الْخَطِيب فقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات. (31) [حَدِيثٌ] " النَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ يَجْلُو الْبَصَرَ وَالنَّظَرَ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْقَبِيحِ يُورِثُ الْكَلَحَ " (خطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَبُو سعيد الْعَدوي وخراش الطَّحَّان. (32) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ الْقَوْسُ مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ فَهُوَ عَامٌ خَصِيبٌ وَإِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّنَةِ فَهُوَ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ " (يخ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح، فِيهِ مَجَاهِيل وضعفاء (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ إِسْنَاده مظلم وَفِيه من يتهم وَالله أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (33) [حَدِيثُ] " الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلِيٍّ وَحُذَيْفَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ الْعَجَبَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالا يَتَحَدَّثُونَ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، فَقَالَ: وَمَا كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ: قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يُجَاءُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فَيُقْذَفَانِ فِي جَهَنَّمَ، فَقَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَحُذَيْفَةُ: كَذَبُوا، اللَّهُ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعَذِّبَ عَلَى طَاعَتِهِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْس وَالْقَمَر دائبين} ، يَعْنِي دَائِبَيْنِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، فَكَيْفَ يُعَذِّبُ اللَّهُ عَبْدَيْنِ يُثْنِي عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا دَائِبَانِ فِي طَاعَتِهِ، فَقَالُوا لِحُذَيْفَةَ حَدِّثْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ، 15 فَقَالَ حُذَيْفَةُ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَبْرَمَ خَلْقَهُ إِحْكَامًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرَ آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ فَأَمَّا مَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنَّهُ يَدَعُهَا شَمْسًا فَإِنَّهُ خَلَقَهَا مِثْلَ الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِهَا وَأَمَّا مَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنْ يَطْمِسَهَا وَيُحَوِّلَهَا قَمَرًا فَإِنَّهُ خَلَقَهَا دُونَ الشَّمْسِ فِي الضَّوْءِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَرَى النَّاسُ صِغَرَهُمَا لِشِدَّةِ ارْتِفَاعِ السَّمَاءِ وَبُعْدِهَا مِنَ الأَرْضِ، وَلَوْ تَرَكَهُمَا اللَّهُ شَمْسَيْنِ كَمَا خَلَقَهُمَا فِي بَدْءِ الأَمْرِ لَمْ يُعْرَفِ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ وَلا النَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ، وَلَكَانَ الأَجِيرُ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ يَعْمَلُ فِيهِ وَلا وَقْتٌ يَأْخُذُ أَجْرَهُ، وَلَكَانَ الصَّائِمُ لَا يَدْرِي إِلَى مَتَى يَصُومُ وَمَتَى يُفْطِرُ، وَلَكَانَتِ الْمَرْأَةُ لَا تَدْرِي كَيْفَ تَعْتَدُّ، وَلَكَانَ الدُّيَّانُ لَا يَدْرُونَ مَتَى تَحِلُّ دُيُونُهُمْ، وَلَكَانَ النَّاسُ

لَا يَدْرُونَ أَحْوَالَ مَعَايِشِهِمْ وَلا يَدْرُونَ مَتَى يَسْكُنُونَ لِرَاحَةِ أَجْسَامِهِمْ، وَلكَانَتِ الأَمَةُ الْمُسْتَظْهَرَةُ وَالْمَمْلُوكُ الْمَقْهُورُ وَالْبَهِيمُ الْمُسَخَّرُ لَيْسَ لَهُمْ وَقْتُ رَاحَةٍ، فَكَانَ اللَّهُ أَنْظَرَ لِعِبَادِهِ وَأَرْحَمَ بِهِمْ فَأَرْسَلَ جِبْرِيلَ فَأَمَرَّ بِجَنَاحِهِ عَلَى الْقَمَرِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَمْسٌ فَمَحَا عَنْهُ الْوضُوء وَبَقَّى فِيهِ النُّورَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارِ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَار مبصرة} ، فَالسَّوَادُ الَّذِي تَرَوْنَهُ فِي الْقَمَرِ شِبْهَ الْخُطُوطِ إِنَّمَا هُوَ أَثَرُ ذَلِكَ الْمَحْوِ، قَالَ: وَخَلَقَ اللَّهُ الشَّمْسَ عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ ضَوْءِ نور الْعَرْش لَهَا ثلثمِائة وَسِتُّونَ عُرْوَةٍ، وَخَلَقَ اللَّهُ الْقَمَرَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَوَكَّلَ بِالشَّمْسِ وَعَجَلَتِهَا ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ ملكا مِنْ مَلائِكَةِ أَهْلِ سَمَاءِ الدُّنْيَا قَدْ تَعَلَّقَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِعُرْوَةٍ مِنْ تِلْكَ الْعُرَى، وَالْقَمَرُ مِثْلُ ذَلِكَ وَخَلَقَ لَهَا مَشَارِقَ وَمَغَارِبَ فِي قُطْرَيِ الأَرْضِ وَكَنَفَيِ السَّمَاءِ، ثَمَانِينَ وَمِائَةِ عَيْنٍ فِي الْمَشْرِقِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةِ عَيْنٍ فِي الْمَغْرِبِ، فَكُلُّ يَوْمٍ لَهَا مَطْلَعٌ جَدِيدٌ وَمَغْرِبٌ جَدِيدٌ مَا بَيْنَ أَوَّلِهَا مَطْلَعًا وَأَوَّلِهَا مَغْرِبًا، فَأَطْوَلُ مَا يَكُونُ مِنَ النَّهَارِ فِي الصَّيْفِ إِلَى آخِرِهَا مَطْلَعًا وَآخِرِهَا مَغْرِبًا، وَأَقْصَرُ مَا يَكُونُ مِنَ النَّهَارِ فِي الشِّتَاءِ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المغربين} يَعْنِي آخِرَهَا هَهُنَا وَهَهُنَا، ثُمَّ تَرَكَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ عِدَّةِ الْعُيُونِ ثُمَّ جَمَعَهَا بَعْدُ فَقَالَ {رب الْمَشَارِق والمغارب} فَذَكَرَ عِدَّةَ تِلْكَ الْعُيُونِ كُلِّهَا. قَالَ: وَخَلَقَ اللَّهُ بَحْرًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ مِقْدَارُ ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ وَهُوَ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ فِي الْهَوَاءِ لَا يَقْطُرُ مِنْهُ قَطْرَةٌ، وَالْبِحَارُ كُلُّهَا سَاكِنَةٌ وَذَلِكَ الْبَحْرُ جَارٍ فِي سُرْعَةِ السَّهْمِ، ثُمَّ انْطِبَاقُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَتَجْرِي الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ الْخُنَّسُ فِي ذَلِكَ الْبَحْرِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ الشَّمْسَ دَنَتْ مِنْ ذَلِكَ الْبَحْرِ لأَحْرَقَتْ كل شئ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ حَتَّى الصُّخُورُ وَالْحِجَارَةُ، وَلَوْ بَدَا الْقَمَرُ مِنْ ذَلِكَ الْبَحْرِ حَتَّى يُعَايِنَهُ النَّاسُ كَهَيْئَتِهِ لافْتُتِنَ بِهِ أَهْلُ الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعْصِمَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَقَالَ، حُذَيْفَةُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ مَا ذَكَرْتَ مَجْرَى الْخُنَّسِ فِي الْقُرْآنِ إِلا مَا كَانَ مِنْ ذِكْرِكَ الْيَوْمَ، فَمَا الْخُنَّسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا حُذَيْفَةُ هِيَ خَمْسَةُ كَوَاكِبَ الْبَرْجِيسُ وَعُطَارِدُ وَبُهْرَامُ وَالزَّهْرَةُ وَزُحَلُ فَهَذِهِ الْخَمْسَةُ الطَّالِعَاتُ الْغَارِبَاتُ الْجَارِيَاتُ مِثْلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَأَمَّا سَائِرُ الْكَوَاكِبِ فَإِنَّهَا مُعَلَّقَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تَعْلِيقَ الْقَنَادِيلِ مِنَ الْمَسَاجِدِ فِي تُخُومِ السَّمَاءِ، لَهُنَّ دَوَرَانٌ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ، فَإِذَا أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَسْتَبِينُوا ذَلِكَ فَانْظُرُوا إِلَى دَوَرَانِ الْفُلْكِ مَرَّةً هَهُنَا وَمَرَّةً هَهُنَا، فَإِنَّ الْكَوَاكِبَ تَدُورُ مَعَهَا وَكُلُّهُا تَزُولُ سِوَى هَذِهِ الْخَمْسَةُ، قَالَ رَسُولُ الله: وأعجب من خلق

الرَّحْمَنِ وَمَا بَقِيَ مِنْ قُدْرَتِهِ فِيمَا لَمْ نَرَ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ وَأَعْجَبَ، وَذَلِكَ قَوْلُ جِبْرِيلَ لِسَارَّةَ {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} ، وَذَلِكَ أَن الله مَدِينَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَالأُخْرَى بِالْمَغْرِبِ عَلَى كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْهَا عَشَرَةُ آلافِ بَابٍ بَيْنَ كُلِّ بَابَيْنِ فَرْسَخٌ يَنُوبُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ تِلْكَ الْمَدِينَتَيْنِ عَشَرَةُ آلافٍ فِي الْحِرَاسَةِ عَلَيْهِمُ السِّلاحُ وَمَعَهُمُ الْكُرَاعُ ثُمَّ لَا تَنُوبُهُمْ تِلْكَ الْحِرَاسَةُ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، اسْمُ إِحْدَاهُمَا جَابِرْسَا وَالأُخْرَى جَابِلْقَا، وَمِنْ وَرَائِهِمَا ثَلاثُ أُمَمٍ مَنْسِكُ وَتَارِيسُ وَتَأْوِيلُ وَمِنْ وَرَائِهِمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ انْطَلَقَ بِي لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى فَدَعَوْتُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ إِلَى دِينِ اللَّهِ فَأَنْكَرُوا مَا جِئْتُهُمْ بِهِ فَهُمْ فِي النَّارِ " ثُمَّ انْطُلِقَ بِي إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَتَيْنِ فَدَعَوْتُهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ تَعَالَى وَعِبَادَتِهِ فَأَجَابُوا وَأَنَابُوا فَهُمْ إِخْوَانُنَا فِي الدِّينِ، مَنْ أَحْسَنَ مِنْهُمْ فَهُوَ مَعَ الْمُحْسِنِينَ مِنْكُمْ وَمَنْ أَسَاءَ مِنْهُمْ فَهُوَ مَعَ الْمُسِيئِينَ مِنْكُمْ، فَأَهْلُ الْمَدِينَةِ الَّتِي بِالْمَغْرِبِ مِنْ بَقَايَا ثَمُودَ مِنْ نَسْلِ مُؤْمِنِيهِمُ الَّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِصَالِحٍ ثُمَّ انْطُلِقَ بِي إِلَى الأُمَمِ الثَّلاثَةِ فَدَعَوْتُهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ تَعَالَى فَأَنْكَرُوا مَا دَعَوْتُهُمْ إِلَيْهِ فَهُمْ فِي النَّارِ مَعَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ مِنْ بَعْضِ تِلْكَ الْعُيُونِ عَلَى عَجَلَتِهَا وَمَعَهَا ثلثمِائة وَسِتُّونَ مَلَكًا يَجُرُّونَهَا فِي ذَلِكَ الْبَحْر الْغمر فَإِذا أرد اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُرِيَ الْعِبَادَ آيَةً مِنَ الآيَاتِ يَسْتَعْتِبُهُمْ رُجُوعًا عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَإِقْبَالا إِلَى طَاعَتِهِ خَرَّتِ الشَّمْسُ عَنْ عَجَلَتِهَا فَتَقَعُ فِي غَمْرِ ذَلِكَ الْبَحْرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَظِّمَ الآيَةَ وَيُشَدِّدَ تَخْوِيفَ الْعِبَادِ خَرَّتِ الشَّمْسُ كُلُّهَا عَنِ الْعَجَلَةِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا على العجلة شئ فَذَلِكَ حِينَ يُظْلِمُ النَّهَارُ وَتَبْدُو النُّجُومُ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُحَوِّلَ آيَةً دُوَن آيَةٍ خَرَّ مِنْهَا النِّصْفُ أَوِ الثُّلُثُ أَوْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ فِي الْمَاءِ وَيَبْقَى سَائِرُ ذَلِكَ عَلَى الْعَجَلَةِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ صَارَتِ الْمَلائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِالْعَجَلَةِ فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً يَقْلِبُونَ الشَّمْسَ وَيَجُرُّونَهَا نَحْوَ الْعَجَلَةِ، وَفِرْقَةً يَقْلِبُونَ الشَّمْسَ عَنِ الْعَجَلَةِ يَجُرُّونَهَا نَحْوَ الْبَحْرِ وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَقُودُونَهَا عَلَى مِقْدَارِ سَاعَاتِ النَّهَارِ لَيْلا كَانَ ذَلِكَ أَوْ نَهَارًا حَتَّى لَا يَزِيدَ فِي طُلُوعِهَا فَإِذَا حَمَلُوا الشَّمْسَ فَوَضَعُوهَا عَلَى الْعَجَلَةِ حَمِدُوا اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا قَوَّاهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ جَعَلَ لَهُمْ تِلْكَ الْقُوَّةَ وَأَفْهَمَهُمْ عِلْمَ ذَلِكَ، فَهُمْ لَا يُقَصِّرُونَ عَنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ يَجُرُّونَهَا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَبْلُغُوا بِهَا إِلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ يُدْخِلُونَهَا بَابَ الْعَيْنِ الَّتِي تَغْرُبُ مِنْهَا فَتَسْقُطُ مِنْ أُفْقِ السَّمَاءِ خَلْفَ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرْتَفِعُ فِي سُرْعَةِ طَيَرَانِ الْمَلائِكَةِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا فَتَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ مِقْدَارَ اللَّيْلِ ثُمَّ تُؤْمَرُ بِالطُّلُوعِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَتَطْلُعُ مِنَ الْعين الَّتِى وَقت

اللَّهُ لَهَا فَلا تَزَالُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ كَذَلِكَ مِنْ طُلُوعِهِمَا إِلَى غُرُوبِهِمَا وَقَدْ وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِاللَّيْلِ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ وَخَلَقَ اللَّهُ حُجُبًا مِنْ ظُلْمَةٍ مِنَ الْمَشْرِقِ بِعَدَدِ اللَّيَالِي فِي الدُّنْيَا عَلَى الْبَحْرِ السَّابِعِ فَإِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ أَقْبَلَ ذَلِكَ الْمَلَكُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ ظُلْمَةِ ذَلِكَ الْحِجَابِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْمَغْرِبَ فَلا يَزَالُ يُرَاعِي الشَّفَقَ وَيُرْسِلُ تِلْكَ الظُّلْمَةَ مِنْ خِلالِ أَصَابِعِهِ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى إِذَا غَابَ الشَّفَقُ أَرْسَلَ الظُّلْمَةَ كُلَّهَا ثُمَّ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ فَيَبْلُغَانِ قُطْرَيِ الأَرْضِ وَكَنَفَيِ السَّمَاءِ ثمَّ يَسُوق الظلمَة فى اللَّيْلِ بِجَنَاحَيْهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْمَغْرِبَ انْفَجَرَ الصُّبْحُ مِنَ الْمَشْرِقِ ثُمَّ ضَمَّ الظُّلْمَةَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهَا بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ نَحْوَ قَبْضَتِهِ إِذَا تَنَاوَلَهَا مِنَ الْحِجَابِ مِنَ الْمَشْرِقِ ثُمَّ يَضَعُهَا عِنْدَ الْمَغْرِبِ عَلَى الْبَحْرِ السَّابِعِ فَإِذَا نَقَلَ تِلْكَ الظُّلْمَةَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ نُفِخَ فِي الصُّورِ وَانْصَرَفَتِ الدُّنْيَا فَلا تَزَالُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَ الْوَقْت الدى ضُرِبَ لِتَوْبَةِ الْعِبَادِ، فَتَفْشُو الْمَعَاصِي فِي الأَرْضِ وَتَكْثُرُ الْفَوَاحِشُ، وَيَذْهَبُ الْمَعْرُوفُ فَلا يَأْمُرُ بِهِ أَحَدٌ وَيَظْهَرُ الْمُنْكَرُ فَلا يَنْهَى عَنْهُ أَحَدٌ وَيَكْثُرُ أَوْلادُ الْخُبَثَاءِ وَيَلِي أُمُورَهُمُ السُّفَهَاءُ وَيَكْثُرُ أَتْبَاعُهُمْ مِنَ السُّفَهَاءِ وَيَظْهَرُ فِيهِمُ الأَبَاطِيلُ وَيَتَعَاوَنُونَ عَلَى رَيْبِهِمْ وَيَتَزَيَّنُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَيَعِيبُونَ الْعُلَمَاءَ مِنْ أُولِي الأَلْبَابِ وَيَتَّخِذُونَهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى يَصِيرَ الْبَاطِلُ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَقِّ وَيَصِيرَ الْحَقُّ بِمَنْزِلَةِ الْبَاطِلِ وَيَكْثُرُ فِيهِمْ ضَرْبُ الْمَعَازِفِ وَاتِّخَاذُ الْقَيْنَاتِ وَيَصِيرُ دِينُهُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَتَصْغُو قُلُوبُهُمْ إِلَى الدُّنْيَا، يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيَصِيرُ الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ بِالتَّقِيَّةِ وَالْكِتْمَانِ، وَيَسْتَحِلُّونَ الرِّبَا بِالْبَيْعِ وَالْخَمْرَ بِالنَّبِيذِ وَالسُّحْتَ بِالْهَدِيَّةِ وَالْقِيلَ بِالْمَوْعِظَةِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ قَلَّتِ الصَّدَقَةُ حَتَّى يَطُوفَ السَّائِلُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلا يُعْطَى دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَيَبْخَلُ النَّاسُ بِمَا عِنْدَهُمْ حَتَّى يَظُنَّ الْغَنِيُّ أَنَّهُ لَا يَكْفِيهِ مَا عِنْدَهُ. وَيَقْطَعُ كُلُّ ذِي رَحِمٍ رَحِمَهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَاجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِيهِمْ حُبِسَتِ الشَّمْسُ تَحْتَ الْعَرْشِ مِقْدَارَ لَيْلَةٍ كُلَّمَا سَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ مِنْ أَيْنَ تُؤْمَرُ أَنْ تَطْلُعَ فَلا تُجَابُ حَتَّى يُوَافِيَهَا الْقَمَرُ فَيَكُونُ لِلشَّمْسِ مِقْدَارَ ثَلاثِ لَيَالٍ وَلِلْقَمَرِ مِقْدَارَ لَيْلَتَيْنِ، وَلا يَعْلَمُ طُولَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلا الْمُجْتَهِدُونَ وَهُمْ حَنِيفِيَّةٌ عِصَابَةٌ قَلِيلَةٌ فِي ذِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ وَهَوَانٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَضِيقٍ مِنْ مَعَايِشِهِمْ، فَيَقُومُ أَحَدُهُمْ بَقِيَّةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُصَلِّي مِقْدَارَ وِرْدِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ فَلا يَرَى الصُّبْحَ، فَيَسْتَنْكِرُ ذَلِكَ ثُمَّ يَقُولُ: لَعَلِّي قَدْ خَفَّفْتُ قِرَاءَتِي وَقُمْتُ قَبْلَ حِينِي، فَيَخْرُجُ فَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِاللَّيْلِ كَمَا هُوَ، وَالنُّجُومُ قَدِ اسْتَدَارَتْ مَعَ السَّمَاءِ فَصَارَتْ مَكَانَهَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَأْخُذُ مَضْجَعَهُ فَلا يَأْخُذُهُ النّوم فَيقوم

فَيُصَلِّي الثَّانِيَةَ مِقْدَارَ وِرْدِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ فَلا يَرَى الصُّبْحَ فَيَزِيدُهُ ذَلِكَ إِنْكَارًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَنْظُرُ إِلَى النُّجُومِ فَإِذَا هِيَ قَدْ صَارَتْ كَهَيْئَتِهَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَأْخُذُ مَضْجَعَهُ الثَّالِثَةَ فَلا يَأْخُذُهُ النَّوْمُ فَيَقُومُ أَيْضًا فَيُصَلِّي مِقْدَارَ وِرْدِهِ، فَلا يَرَى الصُّبْحَ فَيَخْرُجُ فَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَسْتَخِفَّهُمُ الْبُكَاءُ فَيُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيَخْرُجُ الْمُجْتَهِدُونَ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ بِحَضْرَتِهِمْ وَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ كَانُوا يَتَوَاصَلُونَ وَيَتَعَارَفُونَ، فَلا يَزَالُونَ يَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللَّهِ بَقِيَّةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَالْغَافِلُونَ فِي غَفْلَتِهِمْ، فَإِذَا تَمَّ لِلشَّمْسِ مِقْدَارَ ثَلاثِ لَيَالٍ وَلِلْقَمَرِ مِقْدَارُ لَيْلَتَيْنِ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا جِبْرِيلَ فَقَالَ لَهُمَا إِنَّ الرَّبَّ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَرْجِعَا إِلَى الْمَغْرِبِ فَتَطْلُعَا مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا ضَوْءَ لَكُمَا عِنْدَنَا الْيَوْمَ وَلا نُورٌ، فَيَبْكِيَانِ عِنْدَ ذَلِكَ وَجَلا مِنَ اللَّهِ، فَتَبْكِي الْمَلائِكَةُ لِبُكَائِهِمَا مَعَ مَا يُخَالِطُهُمَا مِنَ الْخَوْفِ فَيَرْجِعَانِ إِلَى الْمَغْرِبِ فَيَطْلُعَانِ مِنَ الْمَغْرِبِ فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ أَلا إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ قَدْ طَلُعَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَيَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهِمَا فَإِذَا هُمَا أَسْوَدَانِ كَهَيْئَتِهِمَا فِي حَالِ كُسُوفِهِمَا قَبْلَ ذَلِكَ لَا ضَوْءَ لِلشَّمْسِ وَلا نُورَ لِلْقَمَرِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجل {إِذا الشَّمْس كورت،} وَقَوْلُهُ {وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَر} قَالَ: فَيَرْتَفِعَانِ يُنَازِعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ حَتَّى يَبْلُغَا سَهْوَةَ السَّمَاءِ وَهُوَ نِصْفُهَا فَيَحْبِسُهُمَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَأْخُذُ بِقَرْنَيْهِمَا وَيَرُدُّهُمَا إِلَى الْمَغْرِبِ فَلا يُغْرِبُهُمَا فِي تِلْكَ الْعُيُونِ وَلَكِنْ يُغْرِبُهُمَا فِي بَابِ التَّوْبَةِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا بَابُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: يَا عُمَرُ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْفَ الْمَغْرِبِ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَيْنِ بِالْجَوْهَرِ لِلتَّوْبَةِ فَلَنْ يَتُوبَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ تَوْبَةً نَصُوحًا إِلا وَلَجَتْ تَوْبَتُهُ فِي ذَلِكَ الْبَابِ، ثُمَّ يُرْفَعُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ بِأُمِّي وَأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا التَّوْبَةُ النَّصُوحُ؟ قَالَ النَّدَمُ مِنَ الذَّنْبِ عَلَى مَا فَاتَ مِنْهُ فَلا يَعُودُ إِلَيْهِ كَمَا لَا يَعُودُ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْعِ. قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ بَعْدَ ذَلِكَ. وَكَيْفَ بِالنَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ يَا حُذَيْفَةُ أَمَّا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَإِنَّهُمَا يَعُودَانِ فَإِذَا أَغْرَبَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ الْبَابِ رَدَّ الْمِصْرَاعَيْنِ فَالْتَأَمَ مَا بَيْنَهُمَا كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا صَدْعٌ قَطُّ، {فَلا يَنْفَعُ نَفْسًا بَعْدَ ذَلِكَ إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كسبت فى إيمَانهَا خيرا} ، وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْ عَبْدٍ حَسَنَةٌ إِلا مَنْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنًا، فَإِنَّهُ يَجْرِي لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ، فَتَطْلُعُ الشَّمْسُ عَلَيْهِمْ وَتَغْرُبُ كَمَا كَانَتْ قَبْلُ فَأَمَّا النَّاسُ فَإِنَّهُمْ بَعْدَ مَا يَرَوْنَ مِنْ فَظِيعِ تِلْكَ الآيَةِ وَعِظَمِهَا يُلِحُّونَ عَلَى الدُّنْيَا حَتَّى يَغْرِسُوا فِيهَا الأَشْجَارَ وَيُشَقِّقُوا فِيهَا الأَنْهَارَ وَيَبْنُوا فَوْقَ ظَهْرِهَا الْبُنْيَانَ، وَأَمَّا الدُّنْيَا فَلَوْ أنتج رجل

مُهْرًا لَمْ يَرْكَبْهُ مِنْ لَدُنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ لأَسْرَعُ مَرًّا مِنَ السَّحَابِ لَا يَدْرِي الرَّجُلُ مَتَى يُمْسِي وَمَتَى يُصْبِحُ، ثُمَّ تَقُومُ الْقِيَامَةُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْتِيَنَّهُمْ وَإِنَّ الرَّجُلَ قَدِ انْصَرَفَ مِنْ لَبَنِ لَقْحَتِهِ مِنْ تَحْتِهَا فَلا يَذُوقُهُ وَلا يَطْعَمُهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ فِي فِيهِ اللُّقْمَةُ فَمَا يُسِيغُهَا، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} قَالَ: وَأَمَّا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَإِنَّهُمَا يَعُودَانِ إِلَى مَا خَلَقَهُمَا اللَّهُ مِنْهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {إِنَّهُ هُوَ يبدئ وَيُعِيد} فَيُعِيدُهُمَا إِلَى مَا خَلَقَهُمَا مِنْهُ. قَالَ حُذَيْفَةُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ قِيَامُ السَّاعَةِ وَكَيْفَ النَّاسُ فِي تِلْكَ الْحَال. فَقَالَ رَسُول الله: بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ أَسَرَّ مَا كَانُوا بِدُنْيَاهُمْ وَأَحْرَصَ مَا كَانُوا عَلَيْهَا فَبَيْنَ كَيَّالٍ يَكِيلُ وَوَزَّانٍ يَزِنُ وَبَيْنَ مُشْتَرٍ وَبَائِعٍ إِذْ أَتَتْهُمُ الصَّيْحَةُ فَخَرَّتِ الْمَلائِكَةُ صَرْعَى مَوْتَى عَلَى خُدُودِهِمْ وَخَرَّ الآدَمِيُّونَ مَوْتَى عَلَى خُدُودِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أهلهم يرجعُونَ} قَالَ: فَلا يَسْتَطِيعُ أَحَدُهُمْ أَنْ يُوصِيَ صَاحِبَهُ وَلا يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَتَخِرُّ الْوُحُوشُ عَلَى جُنُوبِهَا مَوْتَى وَتَخِرُّ الطُّيُورُ مِنْ أَوْكَارِهَا وَمِنْ جَوِّ السَّمَاءِ مَوْتَى وَتَمُوتُ السِّبَاعُ فِي الْغِيَاضِ وَالآجَامِ وَالْفَيَافِي، وَتَمُوتُ الْحِيتَانُ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ وَالْهَوَامُّ فِي بُطُونِ الأَرْضِ فَلا يَبْقَى مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ إِلا أَرْبَعَةٌ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِجِبْرِيلَ مُتْ فَيَمُوتُ، ثُمَّ يَقُولُ لإِسْرَافِيلَ مُتْ فَيَمُوتُ، ثُمَّ يَقُولُ لِمِيكَائِيلَ مُتْ فَيَمُوتُ، ثُمَّ يَقُولُ لِمَلَكِ الْمَوْتِ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ مَا مِنْ نَفْسٍ إِلا وَهِيَ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ فَمُتْ فَيَصِيحُ مَلَكُ الْمَوْتِ صَيْحَةً ثُمَّ يَخِرُّ مَيِّتًا ثُمَّ يُنَادِي السَّمَوَاتِ فَتَنْطَوِي عَلَى مَا فِيهَا كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ مَعَ مَا فِيهِنَّ لَا يَسْتَبِينُ فِي قَبْضَةِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ كَمَا لَوْ أَنَّ حَبَّةً مِنْ خَرْدَلٍ أُرْسِلَتْ فِي رِمَالِ الأَرْضِ وَبُحُورِهَا لَمْ تَسْتَبِنْ، فَكَذَلِكَ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ مَعَ مَا فِيهِنَّ لَا تَسْتَبِينُ فِي قَبْضَةِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ الْجَبَابِرَةُ، لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى نَفْسِهِ: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، ثُمَّ يَقُولُهَا الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ لِلسَّمَوَاتِ فَيَتَمَسَّكْنَ كَمَا كُنَّ وَيَأْذَنُ لِلأَرَضِينَ فَيَنْسَطِحْنَ كَمَا كُنَّ ثُمَّ يَأْذَنُ لِصَاحِبِ الصُّورِ فَيَقُومُ فَيَنْفُخُ نَفْخَةً فَتَقْشَعِرُّ الأَرْضُ مِنْهَا. وَتَلْفِظُ مَا فِيهَا، وَيَسْعَى كُلُّ عُضْوٍ إِلَى عُضْوِهِ، ثُمَّ يُمْطِرُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الْحَيَوَانُ، وَهُوَ تَحت الْعَرْش فيمطر

عَلَيْهِ شَبِيهًا بِمَنِيِّ الرِّجَالِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، حَتَّى تَنْبُتَ اللُّحُومُ عَلَى أَجْسَادِهَا كَمَا تَنْبُتُ الطَّرَاثِيثُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ثُمَّ يُؤْذَنُ بِالنَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ فَيَنْفُخُ بِالصُّورِ فَيُخْرِجُ الأَرْوَاحَ فَيَدْخُلُ كُلُّ رُوحٍ فِي الْجَسَدِ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ، قَالَ حُذَيْفَةُ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ تَعْرِفُ الرُّوحُ الْجَسَدَ، قَالَ نَعَمْ يَا حُذَيْفَةُ إِنَّ الرُّوحَ لأَعْرَفُ بِالْجَسَدِ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ مِنْ أَحَدِكُمْ بِمَنْزِلِهِ، فَيَقُومُ النَّاسُ فِي ظُلْمَةٍ لَا يُبْصِرُ أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ فَيَمْكُثُونَ بِمِقْدَارِ ثَلاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ تَنْجَلِي عَنْهُمُ الظُّلْمَةُ وَتُفَجَّرُ الأَنْهَارُ وَتُضْرَمُ النَّارُ وَيُحْشَرُ كُلُّ شئ فَوْجًا لَفِيفًا لَيْسَ يَخْتَلِطُ الْمُؤْمِنُ بِالْكَافِرِ وَلا الْكَافِرُ بِالْمُؤْمِنِ، وَيَقُومُ صَاحِبُ الصُّورِ عَنْ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلا مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ طَحْلَبَةٌ، وَقَدْ دَنَتِ الشَّمْسُ فَوْقَ رُؤْسهمْ، بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهَا بِمِقْدَارِ سَنَتَيْنِ وَقَدْ أُمِدَّتْ بِحَرِّ عَشْرِ سِنِينَ فَيُسْمَعُ لأَجْوَافِ الْمُشْرِكِينَ غَقْ غَقْ فَيَنْتَهُونَ إِلَى أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا السَّاهِرَةُ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ تَسَعُ النَّاسَ وَتَحْمِلُهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَقُومُ النَّاسُ عَلَيْهَا، ثُمَّ جَثَا رَسُول الله عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: لَيْسَ قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَلَكِنْ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ لَا يَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ يَمِينًا وَلا شِمَالا وَلا خَلْفًا، وَقَدِ اشْتَغَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا آتَاهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فَيَقُومُونَ مِقْدَارَ مِائَةِ سَنَةٍ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ تِلْكَ الْمِائَةَ سَنَةٍ كَقَوْمَةٍ فِي صَلاةٍ وَاحِدَةٍ، فَإِذَا تَمَّ مِقْدَارُ سَنَةٍ انْشَقَّتْ سَمَاءُ الدُّنْيَا وَهَبَطَ سُكَّانُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ فَيُحِيطُونَ بِالْخَلْقِ ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ وَيَهْبِطُ سُكَّانُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِمَّا هَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَمِنْ أَهْلِ الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ، وَلا يَزَالُ تَنْشَقُّ سَمَاءً سَمَاءً وَيَهْبِطُ سُكَّانُهَا حَتَّى تَنْشَقَّ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ وَيَهْبِطَ سُكَّانُهَا أَكْثَرَ مِمَّا أُهْبِطَ مِنْ سِتِّ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ أَهْلِ الأَرْض مرَّتَيْنِ ثمَّ يجِئ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتعَالَى فِي ظُلَلٍ من الْغَمَام وَأول شئ يُكَلِّمُ الْبَهَائِمُ فَيَقُولُ: يَا بَهَائِمِي إِنَّمَا خَلَقْتُكُمْ لِوَلَدِ آدَمَ، فَكَيْفَ كَانَتْ طَاعَتُكُمْ لَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ. فَتَقُولُ الْبَهَائِمُ: رَبَّنَا خَلَقْتَنَا لَهُمْ فَكَلَّفُونَا مَا لَمْ نُطِقْهُ وصبرنا لطلب

مَرْضَاتِكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَدَقْتُمْ يَا بَهَائِمِي إِنَّمَا طَلَبْتُمْ رِضَائِي فَأَنَا عَنْكُمْ رَاضٍ، وَمِنْ رِضَائِي عَنْكُمُ الْيَوْمَ إِنِّي لَا أُرِيكُمْ أَهْوَالَ جَهَنَّمَ، فَكُونُوا تُرَابًا رَمَدًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ يَا ليتنى كنت تُرَابا. ثُمَّ تَذْهَبُ الأَرْضُ السُّفْلَى وَالثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ وَالرَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأَرْضُ فَتُكْفَأُ بِأَهْلِهَا كَمَا تُكْفَأُ السَّفِينَةُ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ إِذَا خَفَقَتْهَا الرِّيَاحُ، فَيَقُولُ الآدَمِيُّونَ أَلَيْسَ هَذِهِ الأَرْضُ الَّتِي كُنَّا نَزْرَعُ عَلَيْهَا وَنَمْشِي عَلَى ظَهْرِهَا، وَنَبْنِي عَلَيْهَا الْبُنْيَانَ فَمَا لَهَا الْيَوْمَ لَا تَقَرُّ، فَتُجَاوِبُهُمْ فَتَقُولُ: يَا أَهْلاهُ أَنَا الأَرْضُ الَّتِي مَهَّدَنِي الرَّبُّ لَكُمْ، كَانَ لِي مِيقَاتُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ. فَأَنَا شَاهِدَةٌ عَلَيْكُمْ بِمَا فَعَلْتُمْ عَلَى ظَهْرِي ثُمَّ عَلَيْكُمُ السَّلامُ فَلا تَرَوْنِي أَبَدًا وَلا أَرَاكُمْ فَتَشْهَدُ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ، ثُمَّ تَذْهَبُ هَذِهِ الأَرْضُ وَتَأْتِي أَرْضٌ بَيْضَاءُ لَمْ تُعْمَلْ عَلَيْهَا الْمَعَاصِي وَلَمْ تُسْفَكْ عَلَيْهَا الدِّمَاءُ، فَعَلَيْهَا يُحَاسَبُ الْخَلْقُ، ثُمَّ يُجَاءُ النَّارُ مَزْمُومَةً بِسَبْعِينَ أَلْفِ زِمَامٍ يَأْخُذُ بِكُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ لَوْ أَنَّ مَلَكًا مِنْهُمْ أُذِنَ لَهُ لالْتَقَمَ أَهْلَ الْجَمْعِ، فَإِذَا كَانَتْ مِنَ الآدَمِيِّينَ مَسِيرَةُ أَرْبَعمِائَة سَنَةٍ زَفَرَتْ زَفْرَةً فَيَتَجَلَّى النَّاسَ السُّكْرُ وَتَطِيرُ الْقُلُوبُ إِلَى الْحَنَاجِرِ، فَلَا يسْتَطع أَحَدٌ مِنْهُمُ النَّفَسَ إِلا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ، ثُمَّ يَأْخُذُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْغَمِّ حَتَّى يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ فِي مَكَانِهِمْ فَتَسْتَأْذِنُ الرَّحْمَن فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا، فَتَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي أَنْتَقِمُ لِلَّهِ مِمَّنْ عَصَاهُ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي آدَمِيًّا فَيَنْتَقِمَ مِنِّي ثُمَّ تُزَيَّنُ الْجَنَّةُ فَإِذَا كَانَتْ مِنَ الآدَمِيِّينَ عَلَى مسيرَة خَمْسمِائَة سَنَةٍ يَجِدُ الْمُؤْمِنُونَ رِيحَهَا وَرَوْحَهَا فَتَسْكُنُ نُفُوسُهُمْ وَيَزْدَادُونَ قُوَّةً عَلَى قُوَّتِهِمْ فَتَثْبُتُ عُقُولُهُمْ وَيُلَقِّنُهُمُ اللَّهُ حُجَجَ ذُنُوبِهِمْ ثُمَّ تُنْصَبُ الْمَوَازِينُ وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ، وَيُنَادَى أَيْنَ فُلانُ ابْن فُلانٍ قُمْ إِلَى الْحِسَابِ فَيَقُومُونَ وَيَشْهَدُونَ لِلرُّسُلِ أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ، فَأَنْتُمْ حُجَّةُ الرُّسُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنَادَى رَجُلٌ رَجُلٌ فَيَا لَهَا مِنْ سَعَادَةٍ لَا شَقَاوَةَ بَعْدَهَا، وَيَا لَهَا مِنْ شَقَاوَةٍ لَا سَعَادَةَ بَعْدَهَا فَإِذَا قُضِيَ بَيْنَ أَهْلِ الدَّارَيْنِ وَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَدَخَلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلائِكَةً إِلَى أُمَّتِي خَاصَّةً وَذَلِكَ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مَعَهُمُ التُّحَفُ وَالْهَدَايَا مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ فَيَقُولُونَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ إِنَّ رَبَّكُمْ رَبَّ الْعِزَّةِ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكُمْ أَرَضِيتُمُ الْجَنَّةَ مَنْزِلا وَقَرَارًا؟ فَيَقُولُونَ: هُوَ السَّلامُ وَمِنْهُ السَّلامُ وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ السَّلامُ، فَيَقُولُ إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَذِنَ لَكُمْ فِي الزِّيَارَةِ إِلَيْهِ فَيَرْكَبُونَ نُوقًا صُفْرًا وَبِيضًا رِحَالاتُهَا وَأَزِمَّتُهَا الْيَاقُوتُ تَخْطُرُ فِي رِمَالِ الْكَافُورِ، أَنَا قَائِدُهُمْ وَبِلالٌ على مقدمتهم وَوجه

بِلالٍ أَشَدُّ نُورًا مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالْمُؤَذِّنُونَ حَوْلَهُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، وَأَهْلُ حَرَمِ اللَّهِ أَدْنَى النَّاسِ مِنِّي ثُمَّ أَهْلُ حَرَمِي الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ بَعْدَهُمُ الأَفْضَلُ فَالأَفْضَلِ يَسِيرُونَ وَلَهُمْ تَكْبِيرٌ وَتَهْلِيلٌ لَا يَسْمَعُ سَامِعٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْوَاتَهُمْ إِلا اشْتَاقَ إِلَى النَّظَرِ إِلَيْهِمْ فَيَمُرُّونَ بِأَهْلِ الْجِنَانِ فِي جِنَانِهِمْ فَيَقُولُونَ مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ مَرُّوا بِنَا آنِفًا قَدِ ازْدَادَتْ جِنَانُنَا حُسْنًا عَلَى حُسْنِهَا وَنُورًا عَلَى نُورِهَا، فَيَقُولُونَ: هَذَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ يَزُورُونَ رَبَّ الْعِزَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ وَالْكَرَامَةِ، ثُمَّ يُعَايِنُونَ وَجْهَ رَبِّ الْعِزَّةِ فَيَا لَيْتَنَا كُنَّا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى شَجَرَةٍ يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ طُوبَى وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ نهر الْكَوْثَر، وهى لمُحَمد لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ مِنْ قُصُورِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ إِلا وَفِيهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، فَيَنْزِلُونَ تَحْتَهَا، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اكْسُ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيُكْسَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ حُلَّةٍ لَوْ أَنَّهَا جُعِلَتْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ لَوَسِعَتْهَا مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، يَا جِبْرِيلُ عَطِّرْ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَسْعَى الْوِلْدَانُ بِالطِّيبِ فَيُطَيَّبُونَ، ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ فَكِّهْ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَسْعَى الْوِلْدَانُ بِالْفَاكِهَةِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ارْفَعُوا الْحُجُبَ عَنِّي حَتَّى يَنْظُرَ أَوْلِيَائِي إِلَى وَجْهِي، فَإِنَّهُمْ عَبَدُونِي وَلَمْ يَرَوْنِي وَعَرَفَتْنِي قُلُوبُهُمْ وَلَمْ تَنْظُرْ إِلَيَّ أَبْصَارُهُمْ، فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ سُبْحَانَكَ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ وَنَحْنُ حَمَلَةُ عَرْشِكَ لَمْ نَعْصِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ لَا نَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ الآدَمِيُّونَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا مَلائِكَتِي طَالَمَا رَأَيْتُ وُجُوهَهُمْ مُعَفَّرَةً بِالتُّرَابِ لِوَجْهِي وَطَالَمَا رَأَيْتُهُمْ صُوَّامًا لِوَجْهِي فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الظَّمَإِ، وَطَالَمَا رَأَيْتُهُمْ يَعْمَلُونَ الأَعْمَالَ ابْتِغَاءَ رَحْمَتِي وَرَجَاءَ ثَوَابِي، وَطَالَمَا رَأَيْتُهُمْ يَزُورُونَ إِلَى بَيْتِي مِنْ كُلِّ فَجٍّ عميق، وطالما رَأَيْتهمْ وعيونهم بِالدُّمُوعِ مِنْ خَشْيَتِي، يَحِقُّ لِلْقَوْمِ عَلَيَّ أَنْ أُعْطِيَ أَبْصَارَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَسْتَطِيعُونَ بِهِ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِي فَتُرْفَعُ الْحُجُبُ فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا، فَيَقُولُونَ سُبْحَانَكَ لَا نُرِيدُ جِنَانًا وَلا أَزْوَاجًا وَلا نُرِيدُ إِلا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ ارْفَعُوا رؤسكم يَا عِبَادِي فَإِنَّهَا دَارُ جَزَاءٍ وَلَيْسَتْ بِدَارِ عِبَادَةٍ وَهَذَا لَكُمْ عِنْدِي مِقْدَارُ كُلِّ جُمُعَةٍ كَمَا كُنْتُمْ تَزُورُونَنِي فِي بَيْتِي (أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُنَادِي) فِي كتاب الْمَلَاحِم، وَفِي إِسْنَاده عمر بن صبح وَغَيره من مَجَاهِيل وضعفاء (تعقب) بِأَن ابْن الْمُنَادِي قَالَ عقب إِخْرَاجه: قد تَأَمَّلت هَذَا الحَدِيث قَدِيما، فَإِذا مَتنه قد أَتَى مُتَفَرقًا عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة الَّذين رووا ذَلِك مُسْندًا قَالَ: وَقد ألفيت رِوَايَة ابْن عَبَّاس المسندة يَرْوِيهَا بِإِسْنَاد لَهُ صَلَاح فِي الْحَال أَبُو فَرْوَة

يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان الرهاوي عَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن أبي عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْمَعْرُوف بالطرائفي أَنه حَدثهمْ، ثَنَا مُحَمَّد بن عمر عَن مقَاتل بن حَيَّان عَن عِكْرِمَة قَالَ بَيْنَمَا ابْن عَبَّاس ذَات يَوْم إِذْ جَاءَهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عَبَّاس سَمِعت الْيَوْم من كَعْب الحبر حَدِيثا ذكر فِيهِ الشَّمْس وَالْقَمَر وَزعم أَن ابْن عَمْرو قَالَ فيهمَا قولا، فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: ذكر عَن ابْن عَمْرو أَنه يُؤْتى بالشمس وَالْقَمَر يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا ثوران فيقذفان فِي جَهَنَّم قَالَ عِكْرِمَة فاحتقن ابْن عَبَّاس وَكَانَ مُتكئا وَغَضب وَقَالَ: إِن الله أجل وَأكْرم من يعذب على طَاعَته أحدا ثمَّ قَالَ: قَالَ الله تَعَالَى {وَسَخَّرَ لكم الشَّمْس وَالْقَمَر دائبين} يَعْنِي أَنَّهُمَا فِي طَاعَته دائبان فَكيف يعذب عَبْدَيْنِ خلقهما لطاعته؟ فَأثْنى عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا لَهُ مطيعان ثمَّ إِن ابْن عَبَّاس اسْترْجع مرَارًا وَأخذ عودا من الأَرْض فَجعل ينكت بِهِ الأَرْض سَاعَة ثمَّ رفع رَأسه وَقَالَ أَلا أحدثكُم حَدِيثا سمعته من رَسُول الله فِي الشَّمْس وَالْقَمَر وَابْتِدَاء خلقهما، قُلْنَا لَهُ بلَى رَحِمك الله، فَقَالَ: إِن رَسُول الله سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ الله عز وَجل لما أبرم خَلْقَهُ إِحْكَامًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرَ آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ من نور عَرْشه، فَذكر الحَدِيث الَّذِي أوردهُ عمر بن صبح عَن مقَاتل ابْن حَيَّان عَن عِكْرِمَة بِهِ، على تَمام حَدِيث شهر بن حَوْشَب عَن حُذَيْفَة انْتهى كَلَام بن الْمُنَادِي. وَهَذَا الْإِسْنَاد مَا فِيهِ مُتَّهم قلت هَذَا مَمْنُوع فعثمان الطرائفي كذبه ابْن نمير غير أَنه قد وثق كَمَا مر فَحَدِيثه يصلح فِي المتابعات وَالله أعلم، وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير إِلَى قَوْله {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وهم لَا يَشْعُرُونَ} وَفِيه عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس، وَأخرجه أَيْضا هُوَ وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة إِلَى قَوْله {إِنَّهُ هُوَ يبدئ وَيُعِيد} وَفِيه أَبُو عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم، وَأما بَاقِيه فَمَا من جملَة مِنْهُ إِلَّا وَقد وَردت فِي حَدِيث أَو أَحَادِيث وَهُوَ أشبه شئ بِحَدِيث الصُّور الطَّوِيل الَّذِي رَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن رَافع، وَتَكَلَّمُوا فِيهِ. وَقَالَ بعض الْحفاظ إِنَّه وَردت أجزاؤه مفرقة فِي عدَّة أَحَادِيث فجمعها إِسْمَاعِيل وساقها سياقا وَاحِدًا ". ولقصة الشَّمْس والمحو شَوَاهِد عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَابْن مرْدَوَيْه فى تَفْسِيره، ولقصة الْأُمَم

الثَّلَاثَة شَوَاهِد عِنْد عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث ولقصة طُلُوع الشَّمْس مَعَ الْقَمَر من الْمغرب شَاهد عِنْد الْفرْيَابِيّ فِي تَفْسِيره عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا بِإِسْنَاد على شَرط الشَّيْخَيْنِ، ولقصة طول اللَّيْلَة عِنْد طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا شَوَاهِد عِنْد ابْن مرْدَوَيْه وَأبي الشَّيْخ فِي العظمة. (34) [حَدِيثٌ] " إِنَّ لِلَّهِ دِيكًا عُنُقُه مُنْطَوِيَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ تَحْتَ التُّخُومِ فَإِذَا كَانَتْ هَدَّةٌ مِنَ اللَّيْلِ صَاحَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ فَصَاحَتِ الدِّيكَةُ " (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه على ابْن أبي عَليّ اللهبي، تعقب بِأَنَّهُ لم يتهم بِوَضْع والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهَذَا الْإِسْنَاد على ابْن أبي عَليّ اللهبي وَكَانَ ضَعِيفا قَالَ وروى عَن زَهْدَم بن الْحَرْث عَن الْعرس ابْن عميرَة عَن النبى أتم مِنْهُ (قلت) قَوْله لم يتهم بِوَضْع فِيهِ نظر فقد قدمنَا فِي الْمُقدمَة نقلا من لِسَان الْمِيزَان عَن الْحَاكِم أَنه قَالَ فِيهِ: يروي عَن ابْن الْمُنْكَدر أَحَادِيث مَوْضُوعَة وَالله أعلم. (35) [حَدِيثٌ] " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى وَعُرْفُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ يَصْرُخُ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَاة وتصرخ لَهُ ديك السَّمَاوَات سَمَاءً سَمَاءً ثُمَّ يَصْرُخُ بِصُرَاخِ دِيكِ السَّمَاءِ دِيكَةُ الأَرْضِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ " (عد) من حَدِيث الْعرس بن عميرَة، وَفِيه يحيى بن زَهْدَم بن الْحَرْث، تعقب بِأَن ابْن حبَان خُولِفَ فِي اتهامه يحيى بِالْوَضْعِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ وَأَرْجُو أَن يكون صَدُوقًا. (قلت) فيصلح حَدِيثه فِي المتابعات وَإِلَى هَذَا أَشَارَ الْبَيْهَقِيّ كَمَا مر فِي الَّذِي قبله وَالله أعلم وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد من طرق مُتعَدِّدَة، فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأبي الشَّيْخ فِي العظمة من حَدِيث عَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس، وَأخرج الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَعند أبي الشَّيْخ من حَدِيث ثَوْبَان وَابْن عمر، وَعند الديلمي من حَدِيث أم سعد امْرَأَة من الْمُهَاجِرين (قلت) فِي لِسَان الْمِيزَان عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِي حَدِيث الديكة: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَتْن حَدِيث يثبت وَالله أعلم. (36) [حَدِيثُ] جَابِرٍ: " قَلَّ الْجَرَادُ فِي سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّ عُمَرَ الَّتِي وُلِّيَ فِيهَا فَسَأَلَ عَنْهُ فَلَمْ يخبر بشئ فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ فَأَرْسَلَ رَاكِبًا إِلَى الْيَمَنِ وَرَاكِبًا إِلَى الشَّامِ وَرَاكِبًا إِلَى الْعرَاق يسْأَل هَل

رؤى من الْجَرَاد شئ أَمْ لَا؟ فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ مِنْ قَبْلَ الْيَمَنِ بِقَبْضَةٍ مِنْ جَرَادٍ فَأَلْقَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا رَآهَا كَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ألف أمة، مِنْهَا سِتّمائَة فى الْبَحْر وَأَرْبَعمِائَة فى الْبر، فَأول شئ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الأُمَمِ الْجَرَادُ فَإِذَا هَلَكَ تَتَابَعَتْ مِثْلُ النِّظَامِ إِذَا وَقَعَ سِلْكُهُ " (أَبُو يعلى) وَفِيه مُحَمَّد بن عِيسَى بن كيسَان الْهُذلِيّ روى عَن ابْن الْمُنْكَدر الْعَجَائِب (تعقب) بِأَنَّهُ لم يتهم بكذب بل وَثَّقَهُ بَعضهم فِيمَا نَقله الذَّهَبِيّ. وَقَالَ ابْن عدي أنكر عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث آخر. والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَاقْتصر الْحفاظ على تَضْعِيفه (قلت) : وَذكره الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نوادره وَقَالَ إِنَّمَا صَار الْجَرَاد أول هَذِه الْأُمَم هَلَاكًا لِأَنَّهُ خلق من الطينة الَّتِي فضلت من خلقَة آدم وَإِنَّمَا تهْلك الْأُمَم بِهَلَاك الْآدَمِيّين لِأَنَّهَا سخرت لَهُم وَالله أعلم. (37) [حَدِيثٌ] " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ " (قطّ) من حَدِيث أنس، وَلَا يَصح، فِيهِ درست بن زِيَاد قَالَ يحيى لَا شئ (تعقب) بِأَنَّهُ لم يتهم بكذب بل قَالَ فِيهِ ابْن عدي أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ. وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَتَابعه حَمَّاد بن سَلمَة عَن يزِيد الرقاشِي أخرجه أَبُو الشَّيْخ بِسَنَد رِجَاله ثِقَات، وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث، وَأَصله فِي صَحِيح البُخَارِيّ بِاخْتِصَار وَلَفظه: الشَّمْس وَالْقَمَر مكوران يَوْم الْقِيَامَة (قلت) : وَابْن الْجَوْزِيّ نَفسه ذكر الحَدِيث فِي الواهيات فناقض وَالله أعلم. قَالَ الْخطابِيّ: وَلَيْسَ المُرَاد بكونهما فِي النَّار تعذيبهما بذلك وَلَكِن تبكيت لمن كَانَ يعبدهما فِي الدُّنْيَا ليعلموا أَن عِبَادَتهم لَهما كَانَت بَاطِلا، وَقيل إنَّهُمَا خلقا من النَّار فأعيدا فِيهَا. (38) [حَدِيثٌ] " لَا يَتِمُّ شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا ". (قطّ) من حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب، وَفِيه إِسْحَق بن إِدْرِيس (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ، وَله شَاهد عِنْد الطَّبَرَانِيّ وَأبي نعيم فِي الْمعرفَة من حَدِيث الْقَاسِم ابْن أبي عبد الرَّحْمَن بن أبي عميرَة المزنى، وعِنْد الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي أُمَامَة. (39) [حَدِيثٌ] " إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِنْ سَأَلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ " (عق) من حَدِيث معَاذ بن جبل، وَقَالَ: غير مَحْفُوظ، فِيهِ

سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي وَفِيه عبد الْأَعْلَى بن حَكِيم مَجْهُول، وَأَبُو بكر بن أبي سُبْرَة مَتْرُوك (عد عق) من حَدِيث جَابر بِنَحْوِهِ، وَفِيه الْفضل بن الْمُخْتَار مُنكر الحَدِيث. (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان فِي حَدِيث معَاذ: إِسْنَاد مظلم وَمتْن لَيْسَ بِصَحِيح، وَهَذَا صَادِق بضعفه وَبِأَن لَهُ طرقا أُخْرَى عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأبي الشَّيْخ فِي العظمة وَبِأَن حَدِيث جَابر شَاهد لَهُ. (قلت) كَيفَ يكون شَاهدا وَفِيه الْفضل بن الْمُخْتَار، وَقد قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات يجهل وَله مَوْضُوعَات (قلت) : أما لَهُ مَوْضُوعَات فَمُسلم، وَأما يجهل فَلَا، فقد قَالَ ابْن يُونُس حدث عَنهُ سعد بن عُمَيْر وَغَيره وَآخر من حدث عَنهُ بِمصْر خَالِد بن عبد السَّلَام وَالله أعلم. وَمن شواهده مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو مَوْقُوفا: إِن الْعَرْش لمطوق بحية (قلت) رِجَاله ثِقَات وَالله أعلم. (40) [حَدِيثٌ] " أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ قَوْسُ قُزَحَ، وَأَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الاخْتِلافِ الْمُوَالاةُ لِقُرَيْشٍ، وَإِذَا خَالَفَ قُرَيْشًا قَبِيلَةٌ صَارَتْ مِنْ حِزْبِ إِبْلِيسَ " (فت) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه خُلَيْد بن دعْلج ضَعَّفُوهُ، وَعنهُ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي مُنكر الحَدِيث، وَعَن مُحَمَّد وهب بن حَفْص، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، تعقب بِأَن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَهُوَ وتلميذه وهب بريئان من الحَدِيث فقد أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَابْن عَسَاكِر من غير طريقهما عَن خُلَيْد، وخليد روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح لَيْسَ بالمتين، وَقد أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ، لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ واه فِي إِسْنَاده ضعيفان إِسْحَق بن الأركون وخليد، ولصدره شَاهد عَن سعيد بن جُبَير أَن هِرقل كتب إِلَى مُعَاوِيَة يسْأَله عَن الْقوس فَكتب إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله فَكتب إِلَيْهِ ابْن عَبَّاس إِن الْقوس أَمَان لأهل الأَرْض من الْغَرق، أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه بِسَنَد صَحِيح. (41) [حَدِيثٌ] . " لَا تَقُولُوا قَوْسُ قُزَح فَإِنَّ قُزَحَ هُوَ الشَّيْطَانُ، وَلَكِن قُولُوا قَوس

اللَّهِ فَهُوَ أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ ". (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق زَكَرِيَّا ابْن حَكِيم الحبطي (تعقب) بِأَن النَّوَوِيّ قَالَ الْأَذْكَار: يكره أَن يُقَال قَوس قزَح، وَاسْتدلَّ بِهَذَا الحَدِيث، وَهَذَا يدل على أَنه عِنْده غير مَوْضُوع، وزَكَرِيا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات (قلت) إِن يكن كَذَلِك فقد نَاقض لِأَنَّهُ ذكره فِي الْمَجْرُوحين بِمَا مر فِي الْمُقدمَة، وَيُؤَيِّدهُ أَن أَحْمد وَيحيى قَالَا: لَيْسَ بشئ، وَابْن الْمَدِينِيّ قَالَ هَالك وَالله أعلم. (42) [حَدِيثُ] " ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُثْمَان سَأَلَ النبى عَنْ تَفْسِيرِهِ {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض} ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، تَفْسِيرُهَا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ على كل شئ قَدِيرٌ. يَا عُثْمَانُ مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى عَشْرَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ سِتَّ خِصَالٍ، أَمَّا أَوَّلُ خَصْلَةٍ فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الأَجْرِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَيُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَيُزَوِّجُهُ تَعَالَى مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا، وَأَمَّا السَّادِسَةُ فَفِيهَا مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ، وَلَهُ يَا عُثْمَانُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ، فَقُبِلَ حَجُّهُ وَتُقُبِّلَتْ عُمْرَتُهُ، فَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ خُتِمَ لَهُ بِطَابِعِ الشُّهَدَاءِ، " (عق) وَفِيه الْأَغْلَب بن تَمِيم السعودي، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ عَن مخلد أبي الهزيل، قَالَ ابْن حبَان: مُنكر الحَدِيث، عَن عبد الرَّحْمَن الْمدنِي وَهُوَ ضَعِيف (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَقد الْتزم أَن لَا يخرج فِي كتبه حَدِيثا يعلم أَنه مَوْضُوع، وَله طَرِيق أُخْرَى عِنْد ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والحرث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده (قلت) ذكره الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي ترغيبه، وَقَالَ أخرجه ابْن أبي عَاصِم وَأَبُو يعلى وَابْن السّني، وَهُوَ أَصْلحهم إِسْنَادًا وَغَيرهم وَفِيه نَكَارَة، وَقيل مَوْضُوع وَلَيْسَ بِبَعِيد انْتهى. وَذكره الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة مخلد من الْمِيزَان وَقَالَ: مَوْضُوع فِيمَا أرى انْتهى، وَأقرهُ الْحَافِظ ابْن حجر وأكده بِأَن النباتي قَالَ لَا يعرف من وَجه يَصح وَمَا أشبهه بِالْوَضْعِ، قَالَ وَتقدم قَرِيبا مخلد بن عبد الْوَاحِد أَبُو الهزيل وَهُوَ هَذَا فِيمَا يظْهر انْتهى. وَهَذَا يُؤَكد ظن الْوَضع لِأَن مخلد بن عبد الْوَاحِد اتهمه الذَّهَبِيّ، غير أَنِّي رَأَيْت عَن فَتَاوَى الْحَافِظ ابْن حجر أَنه قَالَ عِنْدِي أَنه مُنكر من جَمِيع طرقه، وَأما الْجَزْم بِكَوْنِهِ مَوْضُوعا

فأتوقف عَنهُ إِذْ لم أر فِي رُوَاته من وصف بِالْكَذِبِ انْتهى. وَقَالَ فِي لِسَان الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة أغلب، قَالَ ابْن عدي: أَحَادِيثه عامتها غير مَحْفُوظَة، إِلَّا أَنه مِمَّن يكْتب حَدِيثه وَالله أعلم. (43) [حَدِيثُ] " جَابِرٍ جَاءَ بستانى اليهودى إِلَى النبى فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ سَاجِدَةً لَهُ مَا أَسْمَاؤُهَا، فَلَمْ يُجِبْهُ بشئ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَأَخْبَرَهُ فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا تُسْلِمُ، قَالَ أَخْبِرْنِي، قَالَ: خرثَانُ وَطَارِقٌ وَالذَّيَّالُ وَذُو الْكَنَفَاتِ وَذُو الْفَرْعِ وَوَثَّابٌ وَعَمُودَانِ وَقَابِسٌ وَضُروُحٌ وَالْمُصَبِّحُ وَالْفَيْلَقُ وَالضِّيَا وَالنُّورُ. قَالَ يَعْنِي أَبَاهُ وَأُمَّهُ رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ سَاجِدَةً لَهُ، فَلَمَّا قَصَّ رُؤْيَاهُ عَلَى أَبِيهِ قَالَ: أَرَى أَمْرًا مُشَتَّتًا يَجْمَعُهُ اللَّهُ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ هَذِهِ وَاللَّهِ أَسْمَاؤُهَا (سعيد بن مَنْصُور) ". وَمن طَرِيقه (عق) . وَفِيه السّديّ، وَعنهُ الحكم ابْن ظهير. (تعقب) بِأَن السّديّ الْمَذْكُور فِي هَذَا الْإِسْنَاد لَيْسَ هُوَ الْكذَّاب، ذَاك مُحَمَّد ابْن مَرْوَان السّديّ الصَّغِير، وَهَذَا إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن السّديّ الْكَبِير أحد رجال مُسلم وتابع الحكم عَن السّديّ أَسْبَاط بن نصر أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ على شَرط مُسلم. وَله طَرِيق ثَالِث عَن السّديّ فِي تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه فَزَالَتْ تُهْمَة الحكم (قلت)

وَفِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ " أَن النَّبِي قَالَ لِلْيَهُودِيِّ: إِن أَخْبَرتك بهَا تسلم؟ قَالَ: نعم قَالَ، فَأخْبرهُ فَأسلم ". وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة بِأَن الحَدِيث فِي مُسْند أبي يعلى وَغَيره، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر إِسْلَامه، قَالَ: وبستاني أوردهُ ابْن فتحون فِي الْبَاء الْمُوَحدَة ورأيته فِي نُسْخَة من تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه بِضَم الْيَاء التَّحْتَانِيَّة وَبعدهَا سين مُهْملَة ثمَّ مثناة ثمَّ ألف ثمَّ نون مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء تَحْتَانِيَّة وَلَعَلَّه أصوب انْتهى وَالله أعلم. (44) [حَدِيثٌ] " فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بَيْتٌ يُقَالُ لَهُ الْمَعْمُورُ بِحِيَالِ هَذِهِ الْكَعْبَةِ وَفِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ الْحَيَوَانُ يَدْخُلُ فِيهِ جِبْرِيلُ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْغَمِسُ فِيهِ انْغِمَاسَةً ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَنْتَفِضُ انْتِفَاضَةً فَيَخْرُجُ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَطْرَةٍ، فَيَخْلُقُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكًا، ثُمَّ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَأْتُوا الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فَيُصَلُّونَ فِيهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ فَلا يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا، فَيُوَلِّي عَلَيْهِمْ أَحَدَهُمْ ثُمَّ يُؤْمَرُ أَنْ يَقِفَ بِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَوْقِفًا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ". (عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ روح بن جنَاح. (تعقب) بِأَن الْعقيلِيّ قَالَ عقب إِخْرَاجه: لَا يحفظ من حَدِيث الزُّهْرِيّ إِلَّا عَن روح بن جنَاح وَفِيه رِوَايَة من غير هَذَا الْوَجْه بِإِسْنَاد صَالح انْتهى، وَبِأَن روحا وَثَّقَهُ دُحَيْم وَلم يتهم بكذب. (قلت) كَونه لم يتهم مَمْنُوع كَمَا يعلم من تَرْجَمته فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم. وَقد ورد فِي عدَّة أَحَادِيث " أَن الْبَيْت الْمَعْمُور بحيال الْكَعْبَة وَأَنه يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك يصلونَ فِيهِ ثمَّ لَا يعودون إِلَيْهِ أبدا، " وَإِنَّمَا المستغرب فِي هَذَا الحَدِيث قصَّة جِبْرِيل وتولية أحدهم وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَا يُنكر لَا عقلا وَلَا شرعا. على أَن لقصة جِبْرِيل شَاهدا عِنْد أبي الشَّيْخ فِي العظمة من حَدِيث أبي سعيد، قلت: أورد الْحَافِظ ابْن حجر حَدِيث أبي هُرَيْرَة هَذَا فِي أثْنَاء بَاب الْمَلَائِكَة من فتح الْبَارِي وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف. وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات: لَا يَنْبَغِي أَن يدْخل هَذَا فِي الموضوعات وَالله أعلم.

(45) [حَدِيثٌ] " أُحُدٌ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْجَنَّةِ ". (عد) من حَدِيث سهل بن سعد، تفرد بِهِ عبد الله بن جَعْفَر وَهُوَ مَتْرُوك. (تعقب) بِأَن ابْن جَعْفَر الْمَذْكُور هُوَ وَالِد عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَلم يتهم بِالْكَذِبِ، وَقَالَ فِيهِ الْحَافِظ ابْن حجر: ضَعِيف، وَلم يَبْلُغْ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يُحْكَمَ على حَدِيثه بِالْوَضْعِ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهد عِنْد ابْن مَاجَه من حَدِيث أنس بن مَالك وَعند الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي عِيسَى بن جبر. (46) [حَدِيثٌ] " أَرْبَعَةُ أَجْبُلٍ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ وَأَرْبَعَةُ مَلاحِمَ مِنْ مَلاحِمِ الْجَنَّةِ، فَالأَجْبُلُ أُحُدٌ، يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَطُورٌ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ وَلُبْنَانُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، قَالَ الرَّاوِي، وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّابِعَ. وَالأَنْهَارُ: النِّيلُ وَالْفُرَاتُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، والملاحم بدر وَأحد وَالْخَنْدَق وجيبر " (عد) من حَدِيث عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ، وَلَا يَصح فِيهِ كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ روى لَهُ حَدِيثا وَصَححهُ. (قلت) وَهَذَا مِمَّا أنكر على التِّرْمِذِيّ كَمَا قَالَه الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ وَالله أعلم. وروى لَهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه أَرْبَعَة أَحَادِيث، وروى لَهُ الدَّارمِيّ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عدَّة أَحَادِيث كلهَا من النُّسْخَة الَّتِي رَوَاهَا عَن أَبِيه عَن جده، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَطْرَافه: وَالْأَشْبَه أَن كثيرا فِي دَرَجَة الضُّعَفَاء الَّذين لَا ينحط حَدِيثهمْ إِلَى دَرَجَة الْوَضع. وَقد ثَبت أَن الْأَنْهَار الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة من أَنهَار الْجنَّة فِي عدَّة أَحَادِيث، وَحَدِيث سهل السَّابِق شَاهد لقصة الأجبل فَبَان أَنه لَيْسَ فِي الحَدِيث مَا يُنكر وَله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط. (47) [حَدِيثٌ] " الْيَدَانِ جَنَاحَانِ، وَالرِّجْلانِ بَرِيدَانِ، وَالأُذُنَانِ قمْعٌ، وَالْعَيْنَانِ دَلِيلٌ، وَاللِّسَانُ تَرْجُمَانُ، وَالطِّحَالُ ضَحِكٌ، وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، وَالْكِلْيَتَانِ مَكْرٌ، وَالْكَبِدُ رَحْمَةٌ، وَالْقَلْبُ مَلِكٌ، فَإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَ جُنُودُهُ، وَإِذَا صَلُحَ صَلُحَ جُنُودُهُ " (عد) من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، وَفِيه عَطِيَّة الْعَوْفِيّ كَانَ يُدَلس فِي الْكَلْبِيّ بِأبي سعيد فيظن الخدرى،

وَعنهُ الحكم بن فُضَيْل قَالَ ابْن عدي: تفرد بِهِ، وَمَا تفرد بِهِ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ الثِّقَات، وسُويد بن سعيد كَانَ يحيى يحمل عَلَيْهِ وَيَقُول، لَو قدرت لغزوته (طب) من حَدِيث عَائِشَة بِنَحْوِهِ وَفِيه طَلْحَة بن نَافِع لَيْسَ بشئ، وَعتبَة بن أبي حَكِيم ضَعِيف (تعقب) بِأَن عَطِيَّة لم ينْتَه أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يُحْكَمَ عَلَى حَدِيثه بِالْوَضْعِ، بل التِّرْمِذِيّ يحسن لَهُ. وَالْحكم وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو دَاوُد، وَله متابع أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وسُويد وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهم، وَاحْتج بِهِ مُسلم فِي صَحِيحه، وَكفى بذلك، غَايَة أمره أَنه عمر وَعمي فاختل حفظه. وَطَلْحَة وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهمَا وَاحْتج بِهِ مُسلم فِي صَحِيحه وروى لَهُ البُخَارِيّ مَقْرُونا بِغَيْرِهِ وَبَقِيَّة السِّتَّة. وَعتبَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ: وَهُوَ متوسط حسن الحَدِيث، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَآخر عَنهُ مَوْقُوفا أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (48) [حَدِيثٌ] . " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي تَشْبِيكِ رَأْسِهِ خَمْسُ آيَاتٍ مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ التَّغَابُنِ " (حب) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَفِيه الْوَلِيد بن الْوَلِيد الْعَبْسِي. (تعقب) بِأَن ابْن أبي حَاتِم قَالَ فِي الْوَلِيد صَدُوق وَبِأَن ابْن حبَان ذكره فِي الثِّقَات ثمَّ غفل فَذكره فِي الضُّعَفَاء، قلت: قَضِيَّة هَذَا تَأَخّر كتاب الضُّعَفَاء لِابْنِ حبَان عَن كِتَابه فِي الثِّقَات، وَرَأَيْت فِي كَلَام الْحَافِظ الْبُرْهَان الْحلَبِي مَا يَقْتَضِي الْعَكْس فَإِنَّهُ قَالَ فِي رجل ذكره ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء ثمَّ غفل فَذكره فِي الثِّقَات، وَالله أعلم، والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه من وَجه آخر عَن ابْن عَمْرو مَوْقُوفا وَهُوَ أشبه، وَأخرج ابْن جرير وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تفاسيرهم عَن أبي ذَر، قَالَ: " إِن الْمَنِيّ يمْكث فِي الرَّحِم أَرْبَعِينَ لَيْلَة فيأتيه ملك النُّفُوس فيعرج بِهِ إِلَى الْجَبَّار فَيَقُول يَا رب عَبدك ذكر أم أُنْثَى فَيَقْضِي الله مَا هُوَ قَاض ثمَّ يَقُول أشقي أم سعيد فَيكْتب مَا هُوَ لَاق بَين يَدَيْهِ ". وتلا أَبُو ذَر من فَاتِحَة سُورَة التغابن إِلَى قَوْله {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صوركُمْ وَإِلَيْهِ الْمصير} وَهُوَ شَاهد حسن مُبين للمعنى المُرَاد.

(49) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ فِيهِمُ اسْمُ نَبِيٍّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ مَلَكًا يُقَدِّسُهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ " (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح. فِيهِ أصبغ بن نباتة وَمُحَمّد بن حميد الرَّازِيّ (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن حميد، حَافظ روى لَهُ أَبُو دَاوُد التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، نعم أصبغ مُتَّفق على ضعفه، وَلَكِن لَهُ شَاهد سَيَأْتِي فِي الَّذِي بعده. (50) [حَدِيثٌ] " إِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الطَّعَامِ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ " (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عمر، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رزين، وَإِسْمَاعِيل بن يحيى وزَكَرِيا بن حَكِيم (تعقب) بِأَن ابْن عدي روى من طَرِيق عُثْمَان الطرائفي عَن أَحْمد الشَّامي عَن ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر مَرْفُوعا: " مَا أطْعم طَعَام على مائدة وَلَا جلس عَلَيْهَا وفيهَا اسْمِي إِلَّا قدسوا كل يَوْم مرَّتَيْنِ، " قَالَ ابْن عدي: غير مَحْفُوظ، وَأحمد الشَّامي عِنْدِي هُوَ ابْن كنَانَة، مُنكر الحَدِيث، وَقد أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَنقل كَلَام ابْن عدي وَزَاد: وَعُثْمَان الطرائفي عِنْده عجائب ويروي عَن مجهولين، وَهَذَا يَقْتَضِي أَن الحَدِيث عِنْده ضَعِيف لَا مَوْضُوع فيصلح شَاهدا للحديثين الْمَذْكُورين (قلت) الْحق أَنه لَا يصلح شَاهدا لِأَن الطرائفي وَإِن وثق فَأَحْمَد بن كنَانَة مُتَّهم، وَقد جزم الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات بِأَنَّهُ حَدِيث بَاطِل، وَكَذَا فِي الْمِيزَان وَأقرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، واتهما بِهِ أَحْمد بن كنَانَة فَإِنَّهُمَا ذكرَاهُ فِي تَرْجَمته، وَالله أعلم. وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر لَيْسَ فِيهِ أَحْمد الشَّامي وَلَا عُثْمَان الطرائفي أخرجه أَبُو سعيد النقاش الأصبهانى فى مُعْجم شَيْخه بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا الْعَبَّاس بن يزِيد البحراني، فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي رِوَايَة عَنهُ: ثِقَة. وَفِي أُخْرَى تكلمُوا فِيهِ، وَهُوَ من رجال ابْن مَاجَه. (51) [حَدِيثٌ] " مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا فَقَدْ جَهِلَ " (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ تَركه أَحْمد وَغَيره (تعقب) بِأَن ليثا لم يبلغ أمره أَن يحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ، فقد روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة، وَبِأَن الحَدِيث عِنْد الْحَارِث فِي مُسْنده عَن النَّضر بن شفي مُرْسلا، وَهُوَ يعضد حَدِيث ابْن عَبَّاس ويدخله فِي قسم المقبول (قلت) وَجَاء من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع، وَمن حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جده، وَمن حَدِيث عبد الْملك بن هَارُون بن عنزة عَن أَبِيه عَن جده،

أخرجهَا ابْن بكير فِي جزئه فِي فضل من اسْمه أَحْمد وَمُحَمّد؛ وَهَذَا الطَّرِيق الْمَذْكُور هُنَا أصلح مِنْهَا لِأَن فِي طَرِيق الأول عمر بن مُوسَى الوجيهي، وَفِي الثَّانِي عَمْرو بن جَمِيع وَعبيد الله ابْن داهر، وَفِي الثَّالِث عبد الْملك بن هرون وَالله أعلم. (52) [حَدِيثٌ] " مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَبَرُّكًا كَانَ هُوَ وَمَوْلُودُهُ فِي الْجَنَّةِ " (ابْن بكير) فِي جزئه فِي فضل من اسْمه أَحْمد وَمُحَمّد من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِي إِسْنَاده من تكلم فِيهِ (تعقب) بِأَنَّهُ أمثل حَدِيث ورد فِي الْبَاب وَإِسْنَاده حسن (قلت) : لَا، فَإِن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي تلخيصه: الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ حَامِد بن حَمَّاد بن الْمُبَارك العسكري شيخ ابْن بكير، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة حمادا وَقد ذكر هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ آفته وَأقرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، لكني وجدت لَهُ طَرِيقا أُخْرَى أخرجه مِنْهَا ابْن بكير أَيْضا وَالله أعلم. (53) [حَدِيثُ] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " وُلِدَ لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلامٌ فَسَمَّوْهُ بِالْوَلِيدِ، فَقَالَ النبى: سَمَّيْتُمُوهُ بِأَسْمَاءِ فَرَاعِنَتِكُمْ لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَليِدُ لَهُوَ شَرٌّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ " (الإِمَام أَحْمد) فِي مُسْنده، قَالَ ابْن حبَان: خبر بَاطِل، وَفِيه إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش كثير الْخَطَأ وَلم يقلهُ رَسُول الله وَلَا عمر وَلَا سعيد وَلَا الزُّهْرِيّ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي تأليفه القَوْل المسدد فِي الذب عَن مُسْند أَحْمد، فَقَالَ مَا ملخصه: قَول ابْن حبَان إِنَّه خبر بَاطِل دَعْوَى لَا برهَان عَلَيْهَا، وَقَوله: إِن رَسُول الله لم يقلهُ وَلَا وَلَا إِلَى آخِره، شَهَادَة نفي صدرت من غير استقراء تَامّ فَهِيَ مَرْدُودَة، وَكَلَامه فِي إِسْمَاعِيل غير مَقْبُول، فَإِنَّهُ إِنَّمَا ضعف فِي رِوَايَته عَن غير أهل الشَّام، وَرِوَايَته عَن الشاميين قَوِيَّة عِنْد الْجُمْهُور وَهَذَا مِنْهَا، بل وَثَّقَهُ بَعضهم مُطلقًا ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه عَلَيْهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ الْوَلِيد بن مُسلم الدِّمَشْقِي، وَمن طَرِيقه أخرجه يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه لَكِن عَن ابْن الْمسيب مُرْسلا، وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَصَححهُ، لَكِن قَالَ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة بدل عمر؛ وَبشر بن بكر التنيسِي، وَمن طَرِيقه أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل لكنه أرْسلهُ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا مُرْسل حسن، وَمُحَمّد بن كثير، والهقل بن زِيَاد كَاتب الْأَوْزَاعِيّ، وَمن طريقهما أخرجه الذهلي فِي الزهريات وَابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه، لَكِن عَن الزُّهْرِيّ مُرْسلا، وتابع الْأَوْزَاعِيّ عَن الزهرى، معمر

ابْن رَاشد الْبَصْرِيّ فِي الْجُزْء الثَّانِي من أمالي عبد الرَّزَّاق، وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الزبيدِيّ فِي بعض الْأَجْزَاء، وَله شَاهد من حَدِيث أم سَلمَة أخرجه إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث بِسَنَد حسن، وَآخر من حَدِيث معَاذ بن جبل بِلَفْظ. الْوَلِيد اسْم فِرْعَوْن، هَادِم شرائع الْإِسْلَام أخرجه الطَّبَرَانِيّ، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر أَيْضا فِي تَعْجِيل الْمَنْفَعَة بِرِجَال الْأَرْبَعَة مُسْند أَحْمد ادّعى قوم فِيهِ الصِّحَّة وَكَذَا فِي شُيُوخه، وصنف الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي ذَلِك تصنيفا، وَالْحق أَن أَحَادِيثه غَالِبا جِيَاد والضعاف مِنْهَا إِنَّمَا أوردهَا للمتابعات وَفِيه الْقَلِيل من الضِّعَاف الغرائب الْأَفْرَاد، أخرجهَا ثمَّ صَار يضْرب عَلَيْهَا شَيْئا فَشَيْئًا، وَبَقِي مِنْهَا بعده بَقِيَّة. وَقد ادّعى قوم أَن فِيهِ أَحَادِيث مَوْضُوعَة وَأورد ابْن الْجَوْزِيّ مِنْهَا نَحْو الْعشْرين، وَقد تعقبت كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ فِيهَا حَدِيثا حَدِيثا وَظهر من ذَلِك أَن غالبها جِيَاد وَأَنه لَا يَتَأَتَّى الْقطع بِالْوَضْعِ فى شئ مِنْهَا، بل وَلَا الحكم بِكَوْن وَاحِد مِنْهَا مَوْضُوعا إِلَّا الْفَرد النَّادِر مَعَ الِاحْتِمَال الْقوي فِي دفع ذَلِك. (54) [حَدِيثٌ] " بَادِرُوا أَوْلادَكُمْ بِالْكُنَى لَا تَغْلِبُ عَلَيْهِمُ الأَلْقَابُ " (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح فِيهِ حُبَيْش بن دِينَار يروي عَن زيد بن أسلم الْعَجَائِب لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ أوردهُ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة بشر بن عبيد، وَقَالَ إِنَّه غير صَحِيح وَبِأَن ابْن حجر قَالَ فِي كتاب الألقاب: سَنَده ضَعِيف، وَالصَّحِيح عَن ابْن عمر قَوْله، وَله طَرِيق آخر عَن أنس أَخْرَجَهُ الشِّيرَازِيُّ فِي الأَلْقَابِ وَفِيهِ إِسْمَاعِيل بن أبان مَتْرُوك وجعفر بن زِيَاد الْأَحْمَر مُتَكَلم فِيهِ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الكاشف: صَدُوق شيعي (قلت) إِسْمَاعِيل بن أبان كَانَ يضع كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم. (55) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَتَاهُ اللَّهُ وَجْهًا حَسَنًا وَجَعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ شَائِنٍ لَهُ فَهُوَ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ ". (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح، فِيهِ سليم بن مُسلم وَعنهُ خلف بن خَالِد، وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ لَا على سليم. (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ: فِيهِ ضعف، وَبِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث جَابر عِنْد أبي نعيم فِي الْحِلْية، وَفِي سَنَده عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ مَتْرُوك، (قلت) بل مُتَّهم بِالْوَضْعِ كَمَا مر فِي الْمُقدمَة فَلَا يصلح شَاهدا وَالله أعلم. وَورد عَن عون بن عبد الله قَوْله، أخرجه أَبُو نعيم فى الْحِلْية (قلت)

وَسَنَده جيد كَمَا أَفَادَهُ بعض شيوخي، ورأيته فِي الْغرَر لوكيع بِسَنَدِهِ إِلَى عون بن عبد الله، قَالَ: كَانَ يُقَال: فَذكره بأطول من هَذَا وَالله أعلم. (56) [حَدِيثٌ] " إِذَا بَعَثْتُمْ إِلَيَّ رَسُولا فَابْعَثُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الاسْمً ". (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح، فِيهِ عمر بن رَاشد اليمامي (تعقب) بِأَن عمر مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ، وَقَالَ الْعجلِيّ: لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ أَبُو زرْعَة وَالْبَزَّار: لين، والْحَدِيث جَاءَ من حَدِيث بُرَيْدَة أخرجه الْبَزَّار بِإِسْنَاد صَحِيح كَمَا قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع، وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه. (قلت) فِيهِ النَّضر بن سَلمَة الْمروزِي مُتَّهم بِالْوَضْعِ وَالله أعلم وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن النجار أَيْضا والديلمي (قلت) وَسَنَده جيد كَمَا أَفَادَهُ بعض شُيُوخنَا وَالله أعلم. وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب، وَمن حَدِيث الْحَضْرَمِيّ بن لَاحق أخرجه ابْن أبي عمر فِي مُسْنده، وَمن حَدِيث عمر أَشَارَ إِلَيْهِ الديلمي فَقَالَ: وَفِي الْبَاب عَن عمر، وَقد قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك إِذا كثرت الرِّوَايَات فِي حَدِيث ظهر أَن للْحَدِيث أصلا. (57) [حَدِيثٌ] " الزُّرْقَةُ فِي الْعَيْنِ يُمْنٌ " (حب) من حَدِيث عَائِشَة (الْحَارِث) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: " الزرقة يمن، " وَلَا يصحان فِي الأول عباد بن صُهَيْب وَمُحَمّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَالْمُتَّهَم بِهِ الْكُدَيْمِي. وَفِي الثَّانِي إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل الْمُؤَدب وَسليمَان بن أَرقم مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن لحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيقا أُخْرَى عِنْد الْحَاكِم فِي تَارِيخه، بِلَفْظ: " الزرقة فِي الْعين يمن، " وَكَانَ دَاوُد أَزْرَق، قلت: فِي سَنَده الْحُسَيْن بن علوان، وَضاع فَلَا يصلح تَابعا وَالله أعلم، وَبِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث الزُّهْرِيّ مُرْسلا: الزرقة يمن، أخرجه أَبُو دَاوُد فِي مراسيله. إِلَّا أَن فِي سَنَده مَجْهُولا، (قلت) وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة من الطَّرِيق الْمَذْكُور هُنَا يصلح شَاهدا لحَدِيث عَائِشَة وَالله أعلم. (58) [حَدِيثٌ] " ثَلاثٌ يَزِدْنَ فِي قُوَّةِ الْبَصَرِ، النُّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ وَإِلَى الْمَاءِ الْجَارِي وَإِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ " (حا) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه وهب بن وهب، وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّافِعِي الريوندي. (تعقب) بِأَن لَهُ طرقا أُخْرَى، فَعِنْدَ الْحَاكِم فِي تَارِيخه من حَدِيث ابْن عمر وَعند ابْن السّني فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ من حَدِيث بُرَيْدَة، وَعَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا، وَعند أَبى

الْحسن الفرا فِي فَوَائده تَخْرِيج السلَفِي من حَدِيث بُرَيْدَة أَيْضا، بِلَفْظ: " ثَلَاثَة يزدن فِي قُوَّة الْبَصَر: الْكحل بالإثمد وَالنَّظَر إِلَى الخضرة وَالنَّظَر إِلَى الْوَجْه الْحسن، " وَعند الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. (قلت) وَسَنَده جيد كَمَا قَالَ بعض شُيُوخنَا وَالله أعلم. وَعند أبي نعيم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ من حَدِيث عَائِشَة لَكِن فِي سَنَده سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ، وَعِنْده أَيْضا وَعند الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من حَدِيث جَابر " النّظر فِي وَجه الْمَرْأَة الْحَسْنَاء والخضرة يزيدان فِي الْبَصَر "؛ وَعند الديلمي من حَدِيث عَائِشَة أَيْضا: " النّظر إِلَى الْوَجْه الْحسن وَإِلَى الخضرة وَالْمَاء هُوَ مِمَّا يحيي الْقلب ويجلو عَن الْبَصَر الغشاوة "، ومجموع هَذِه الطّرق يرقى الحَدِيث عَن دَرَجَة الْوَضع. (59) [حَدِيثٌ] . " مَا حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ أَحَدٍ وَخُلُقَهُ فَأَطْعَمَ لَحْمَهُ النَّارَ ". (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عمر. (عد) من حَدِيثه أَيْضا. وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة (خطّ) من حَدِيث أنس، وَلَا يثبت، فِي الأول عَاصِم بن على، لَيْسَ بشئ، وَفِي الثَّانِي: أَبُو سعيد الْعَدوي، وَفِي الثَّالِث أَبُو دَاوُد بن فَرَاهِيجَ، ضعفه شُعْبَة وَيحيى. وَفِي الرَّابِع خرَاش. وَعنهُ الْعَدوي. (تعقب) بِأَن عَاصِمًا هُوَ أَبُو الْحُسَيْن الوَاسِطِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وَكَانَ يحضر مَجْلِسه أَكثر من مائَة ألف إِنْسَان، وَوَثَّقَهُ النَّاس أَحْمد وَأَبُو حَاتِم وَابْن عدي وَغَيرهم، فَكيف يعل الحَدِيث بِهِ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات: وضع على عَاصِم ابْن عَليّ، وَقَالَ فِي الْمِيزَان: لَعَلَّ آفته عَمْرو بن فَيْرُوز يَعْنِي رَاوِيه عَن عَاصِم بن عَليّ وَالله أعلم؛ وَدَاوُد لم يتهم بكذب بل وَثَّقَهُ يحيى الْقطَّان وَغَيره، وروى لَهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه. وَحَدِيثه هَذَا أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب فَالْحَدِيث إِمَّا ضَعِيف أَو حسن، وَلِحَدِيث أنس طَرِيقَانِ آخرَانِ أَحدهمَا مسلسل بالاتكاء رَوَاهُ الْحَافِظ السلَفِي وَرِجَاله ثِقَات والثانى أخرجه أَبُو إِسْحَق الْمُسْتَمْلِي فِي مُعْجم شُيُوخه وَمن طَرِيقه ابْن النجار فِي تَارِيخه بِلَفْظ: " من حسن الله خلقه وَحسن خلقه ورزقه الْإِسْلَام أدخلهُ الْجنَّة ". (قلت) هَذِه الزِّيَادَة الَّتِي فِي هَذِه الرِّوَايَة تبين المُرَاد وترفع الْإِشْكَال وَالله أعلم. وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَائِشَة أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب، وَمن حَدِيث الْحسن بن عَليّ أخرجه الْخَطِيب وَفِيه من لم يسم وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيق آخر أخرجه أَبُو الشَّيْخ لكنه من طَرِيق أبي المهزم. وَعنهُ شَرْقي بن قطامى.

(60) [حَدِيثٌ] " مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ ". (عد خطّ وَأَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظ: " إِن رَأس الْعقل التحبب إِلَى النَّاس وَإِن من سَعَادَة الْمَرْء خفَّة لحيته " وَلَا يَصح، فِي الأول أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ، وَفِي الثَّانِي الْمُغيرَة بن سُوَيْد مَجْهُول، وسكين ابْن أبي سراج ويوسف بن الْغَرق شَيْخه، وَفِي الثَّالِث سُوَيْد بن سعيد ضعفه يحيى وَبَقِيَّة مُدَلّس، وَأَبُو الْفضل وَهُوَ بَحر بن كنيز السقاء لَيْسَ بشئ، وَفِي الرَّابِع وَرْقَاء لَا يُسَاوِي شَيْئا وَالْحُسَيْن بن الْمُبَارك حدث بمناكير (تعقب) بِأَن الْمُغيرَة وَثَّقَهُ ابْن حبَان، وورقاء هُوَ الْيَشْكُرِي روى لَهُ السِّتَّة. (قلت) أشبه طرق الحَدِيث طَرِيق سُوَيْد بن سعيد، وَقَول ابْن الْجَوْزِيّ فِي أبي الْفضل إِنَّه بَحر بن كنيز فِيهِ نظر، فقد نقل الذَّهَبِيّ عَن أبي حَاتِم أَنه مَجْهُول، وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فآفته فِيمَا يظْهر الْحُسَيْن بن الْمُبَارك فقد اتهمه ابْن عدي، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي حَدِيثه الْمَذْكُور هَذَا كذب وَالله تَعَالَى أعلم. (61) [حَدِيثٌ] . " نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". (عد) من حَدِيث جَابر من طَرِيقين فِي إِحْدَاهمَا شيخ بن أبي خَالِد، وَفِي الْأُخْرَى حَمْزَة النصيبي، وَمن حَدِيث أنس من طَرِيق دِينَار مولى أنس بِلَفْظ: الشّعْر فِي الْأنف وَالْأُذن أَمَان من الجذام، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق رشدين بِلَفْظ: " الشّعْر فِي الْأنف أَمَان من الجذام ". وَمن حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظِهِ الأول من طَرِيق أبي الرّبيع السمان وَهُوَ مَتْرُوك. (عق عد) من حَدِيثهَا أَيْضا من طَرِيق نعيم بن مورع بن تَوْبَة الْعَنْبَري (حب) من حَدِيثهَا أَيْضا من طَرِيق يحيى بن هَاشم السمسار، قَالَ ابْن عدي: هَذَا الحَدِيث يعرف بِأبي الرّبيع السمان سَرقه مِنْهُ نعيم وَيحيى السمسار وَسَرَقَهُ أَيْضا يَعْقُوب بن الْوَلِيد (تعقب) بِأَن الْأَشْبَه أَنه ضَعِيف لَا مَوْضُوع، وأمثل طرقه طَرِيق رشدين، وَقد مر أَنه لم ينْتَه حَاله إِلَى أَنْ يُحْكَمَ عَلَى حَدِيثِهِ بِالْوَضْعِ، وَطَرِيق أبي الرّبيع السمان واسْمه أَشْعَث بن سُلَيْمَان، فَإِنَّهُ روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ البُخَارِيّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ، سمع مِنْهُ وَكِيع وَلَيْسَ بمتروك، وَحَدِيثه هَذَا أخرجه

الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو يعلى فِي مُسْنده وَأَبُو نعيم وَابْن السّني كِلَاهُمَا فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ وَتَابعه عَن هِشَام جمَاعَة من الضُّعَفَاء مِنْهُم أَيُّوب بن وَاقد أخرجه أَبُو الْحسن الْحذاء فِي فَوَائده، وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقشيرِي أخرجه تَمام فِي فَوَائده. (62) [حَدِيثٌ] " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ وَمِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَمِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَمَا يُجْزَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا على قدر عقله ". (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَا يَصح. فِيهِ مَنْصُور بن صقير اتهمه ابْن معِين بِأَنَّهُ أسقط من سَنَده إِسْحَق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة، وَإِسْحَق لَيْسَ بشئ. (تعقب) بِأَن منصورا روى لَهُ ابْن مَاجَه. وَقَالَ الْعقيلِيّ: " فِي حَدِيثه بعض الْوَهم ". وَإِسْحَق قَالَ فِيهِ الْبَيْهَقِيّ: ضَعِيف. وَقد روى عَنهُ الأكابر، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب ثمَّ قَالَ: وروى عَن مُعَاوِيَة ابْن قُرَّة مُرْسلا، فَذكره من طَرِيق خُلَيْد بن دعْلج بِلَفْظ: " النَّاس يعْملُونَ بِالْخَيرِ وَإِنَّمَا يُعْطون أُجُورهم على قدر عُقُولهمْ، " وروى الْبَيْهَقِيّ أَيْضا من طَرِيق إِسْحَق بن أبي فَرْوَة عَن ابْن عمر مَرْفُوعا: " لَا يعجبنكم إِسْلَام الْمَرْء حَتَّى تعلمُوا مَا عقدَة عقله ". (قلت) وتابع إِسْحَق مَالك ابْن أنس بِلَفْظ: " إِن الرجل ليُصَلِّي ويحج وَمَا يعْطى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا بِقدر عقله ". رَوَاهُ (قطّ) فِي الغرائب من طَرِيق شُجَاع بن أسلم الحاسب عَن أبي بكر بن مقَاتل عَن مَالك، وَقَالَ: لَا يَصح، وَأَبُو بكر مَجْهُول، وشجاع صَاحب تصنيف فِي الْحساب وتدقيق فِيهِ وَفِي حُدُوده، وَلَا أعلم لَهُ حَدِيثا مُسْندًا غير هَذَا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (63) [حَدِيثُ] أَبِي الدَّرْدَاءِ: " كَانَ رَسُول الله إِذَا بَلَغَهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ شِدَّةُ عِبَادَةٍ سَأَلَ كَيْفَ عَقْلُهُ؟ فَإِنْ قَالُوا: حَسَنٌ، قَالَ: أَرْجُوهُ، وَإِذَا قَالُوا غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ: لَنْ يَبْلُغَ صَاحِبُكُمْ حَيْثُ تَظُنُّونَ " (شا) وَلَا يَصح. فِيهِ مَرْوَان بن سَالم الْجَزرِي مَتْرُوك لَيْسَ بشئ (تعقب) بِأَنَّهُ من رجال ابْن مَاجَه، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهِ مَرْوَان وَهُوَ ضَعِيف. (64) [حَدِيثٌ] " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ: قُمْ فَقَامَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْعُدْ فَقَعَدَ، فَقَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَلا أَفْضَلُ مِنْكَ. وَلا أَحْسَنَ مِنْكَ وَلا أَكْرَمَ مِنْكَ، بِكَ آخُذُ وَبِكَ أعْطى وَبِك أعرف لَك الثَّوَاب عَلَيْك

الْعِقَابُ، " (عد قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (عق) من حَدِيث أبي أُمَامَة بِنَحْوِهِ، وَفِي الأول حَفْص بن عمر قَاضِي حلب، وَفِي الثَّانِي سيف بن مُحَمَّد، وَفِي الثَّالِث سعيد بن الْفضل عَن عمر ابْن أبي صَالح الْعَتكِي وهما مَجْهُولَانِ (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق ابْن عدي وَمن طَرِيق آخر، وَقَالَ: هَذَا إِسْنَاد غير قوي، وَهُوَ مَشْهُور من قَول الْحسن، وَرَوَاهُ أَبُو نعيم من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق سهل بن الْمَرْزُبَان عَن الْحميدِي عَن ابْن عُيَيْنَة عَن مَنْصُور عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة، وَقَالَ: لَا أعلم لَهُ رَاوِيا عَن الْحميدِي إِلَّا سهلا، وَأرَاهُ واهما فِيهِ، وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد بِسَنَد جيد عَن الْحسن مُرْسلا، وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيق آخر أخرجه ابْن عدي من طَرِيق الرّبيع الجيزي عَن مُحَمَّد بن وهب الدِّمَشْقِي عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن مَالك بن أنس عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ: بَاطِل مُنكر آفته مُحَمَّد بن وهب لَهُ غير حَدِيث مُنكر، وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب وَقَالَ: غير مَحْفُوظ عَن مَالك وَلَا عَن سمي: والوليد ثِقَة وَمُحَمّد بن وهب وَمن دونه لَيْسَ بهم بَأْس، وأخاف أَن يكون دخل على بَعضهم حَدِيث فِي حَدِيث، وَطَرِيق آخر أخرجه التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم وَابْن عَسَاكِر (قلت) فِيهِ الْحسن بن يحيى الْخُشَنِي وَالله أعلم. وَجَاء من حَدِيث عَليّ أخرجه الْخَطِيب. (قلت) وَبِالْجُمْلَةِ فقد قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات بعد ذكر طرق الحَدِيث الْمَذْكُورَة فِي الأَصْل: وَله طرق أُخْرَى لم تصح انْتهى، وَقَالَ ابْن حبَان: لَيْسَ عَن رَسُول الله خبر صَحِيح فِي الْعقل، وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يثبت فِي هَذَا الْبَاب شئ وَالله أعلم. (65) [حَدِيثٌ] . " تَعَبَّدَ رَجُلٌ فِي صَوْمَعَتِهِ فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ فَأَعْشَبَتِ الأَرْضُ فَرَأَى حِمَارًا لَهُ يَرْعَى فَقَالَ: يَا رَبِّ لَوْ كَانَ لَكَ حِمَارٌ رَعَيْتُهُ مَعَ حِمَارِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ إِنَّمَا أُجَازِي الْعِبَادَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ ". (عد) من حَدِيث جَابر، وَقَالَ: مُنكر تفرد بِهِ أَحْمد بن بشير، وَهُوَ كَمَا قَالَ يحيى مَتْرُوك. (تعقب) بِأَنَّهُ من رجال البُخَارِيّ فِي صَحِيحه، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَقَالَ وَقد روى من وَجه آخر عَن جَابر بِمَعْنَاهُ مَوْقُوفا. (66) [حَدِيثٌ] . " قَالَ اللَّهُ إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي، يَشِيبُ رَأْسُ أَمَتِي وعبدى

فى الْإِسْلَام ثمَّ أعذبها فِي النَّارِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلأَنَا أَعْظَمُ عَفْوًا مِنْ أَنْ أَسْتُرَ عَلَى عَبْدِي ثُمَّ أَفْضَحُهُ وَلا أَزَالُ أَغْفِرُ لِعَبْدِي مَا اسْتَغْفَرَنِي ". (67) [وَحَدِيثُ] أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَوَحْدَانِيَّتِي وَارْتِفَاعِ مكانى وَالله وَفَاقَةِ خَلْقِي إِلَيَّ، وَاسْتِوَائِي عَلَى عَرْشِي إنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي الإِسْلامِ ثُمَّ أُعَذْبِهُمَا، قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله يَبْكِي عِنْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: بَكَيْتُ إِلَى مَنْ يَسْتَحِي اللَّهُ مِنْهُ وَلا يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (حب) . وَالْأول من حَدِيث أنس أَيْضا، وَفِيه سُوَيْد بن سعيد ضعفه يحيى، ونوح بن ذكْوَان مُنكر الحَدِيث، وَأَخُوهُ أَيُّوب لَا يُتَابع على حَدِيثه، وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن عبد الله بن زِيَاد أَبُو سَلمَة الْأنْصَارِيّ. (تعقب) بِأَن الحَدِيث الثَّانِي أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد، وَالْأول أخرجه الْعقيلِيّ، ثمَّ قَالَ: وَقد روى من غير هَذَا الْوَجْه بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ بِسَنَد أصلح من هَذَا، وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى عِنْد ابْن النجار فِي تَارِيخه وَأبي الشَّيْخ وَابْن أبي الْفُرَات فِي جزئه والشيرازي فِي الألقاب، وَكلهَا ضَعِيفَة، وَفِي بَعْضهَا من اتهمَ بِالْوَضْعِ، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث جرير أخرجه الْخَطِيب بِسَنَد ضَعِيف، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِمَعْنَاهُ أخرجه الديلمي، وَمن حَدِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان وَعبد الله بن عمر أخرجهُمَا زَاهِر بن طَاهِر الشحامي فِي الإلهيات، وَمن حَدِيث سلمَان أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْعُمر. (68) [حَدِيثٌ] . " مَنْ أَتَى عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ سَنَةً فَلَمْ يَغْلِبْ خَيْرُهُ شَرَّهُ فَلْيَتَجَهَّزْ إِلَى النَّارِ. " (فت) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح، فِيهِ جُوَيْبِر أَجمعُوا على تَركه، ورباح بن أَحْمد ضَعِيف جدا (تعقب) بِأَن قَضِيَّة هَذَا أَن يكون ضَعِيفا وَله شَوَاهِد، أخرج ابْن الْجَوْزِيّ فِي الحدائق بِسَنَد ضَعِيف عَن عبَادَة بن الصَّامِت: " جَاءَ جِبْرِيل إِلَى النبى فَقَالَ: إِن الله أَمر الحافظين فَقَالَ لَهما ارفقا بعبدي فِي حداثته حَتَّى إِذا بلغ الْأَرْبَعين فاحفظا وحققا، وَقَالَ مَسْرُوق: إِذا بلغت الْأَرْبَعين فَخذ حذرك، " أخرجه ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم، وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز: " لقد تمت حجَّة الله تَعَالَى على ابْن الْأَرْبَعين، " أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية، وَقَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ: " كَانُوا يَقُولُونَ إِذا بلغ الرجل أَرْبَعِينَ سنة على خلق لم يتَغَيَّر عَنهُ حَتَّى يَمُوت، " قَالَ: " وَكَانَ يُقَال لصَاحب الْأَرْبَعين: احتفظ بِنَفْسِك، " أخرجه

ابْن سعد فِي الطَّبَقَات، وَقَالَ بعض تلامذه الْمبرد: " كَانَ الرجل فِيمَا مضى إِذا بلغ أَرْبَعِينَ سنة قيل لَهُ خُذ حذرك من الله، " وينشدون: (إِذا مَا الْمَرْء قصر حِين مرت ... عَلَيْهِ الْأَرْبَعُونَ عَن الرِّجَال) (وَلم يلْحق بصالحهم فَدَعْهُ ... فَلَيْسَ بلاحق إِحْدَى اللَّيَالِي) (69) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ أَنْوَاعًا مِنَ الْبَلاءِ: الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللُّه الإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ قَبِلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشَفَعَ لأَهْلِ بَيْتِهِ، " (الإِمَام أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أنس، وَفِيه يُوسُف بن أبي درة، لَا يحْتَج بِهِ، وَعَن أنس مَوْقُوفا وَفِيه الْفرج بن فضَالة عَن مُحَمَّد بن عَامر عَن مُحَمَّد بن عبيد الله الْعَرْزَمِي. (أَحْمد بن منيع) من حَدِيث أنس أَيْضا وَفِيه عباد بن عباد المهلبي، كَانَ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتحقَّ التّرْك. (الْبَغَوِيّ) من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان، وَفِيه عزْرَة بن قيس الأودي ضَعِيف عَن أبي الْحسن الْكُوفِي مَجْهُول، وَرَوَاهُ عَائِذ بن بشير عَن عَطاء عَن عَائِشَة مَرْفُوعا، وعائذ ضَعِيف فَلَا يَصح هَذَا الْخَبَر مَرْفُوعا وَلَا مَوْقُوفا. (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا الحَدِيث مَوْضُوعا فَإِن لَهُ طرقا عَن أنس وَغَيره يتَعَذَّر مَعَ مجموعها الحكم على الْمَتْن بِأَنَّهُ مَوْضُوع، وَأطَال الْكَلَام فِي ذَلِك، فَمن أَرَادَهُ فليراجعه، وَكَذَلِكَ أَطَالَ الْكَلَام عَلَيْهِ أَيْضا فِي كِتَابه " الْخِصَال المكفرة للذنوب الْمُتَقَدّمَة والمتأخرة " بِذكر طرقه وَبَيَان أَحْوَال رجالها. (70) [حَدِيثُ] عَائِشَة. " كَانَ رَسُول الله يُكْثِرُ هَذَا الدُّعَاءَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي وَانْقِطَاعِ عُمْرِي ". (عد) وَلَا يَصح، فِيهِ أَحْمد بن بشير وَعِيسَى بن مَيْمُون مَتْرُوكَانِ. (تعقب) بِأَن أَحْمد بن بشير من رجال الصَّحِيح كَمَا مر، ثمَّ إِنَّه تَابعه سعيد بن سُلَيْمَان عَن عِيسَى بن مَيْمُون بِهِ، أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ إِسْنَاده حسن والمتن غَرِيب. (قلت) تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك بِأَن عِيسَى مُتَّهم وَالله أعلم.

(71) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ مِنْ حَقِّ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْعَبْدِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَرِعَايَةَ الْقُرْآنِ لِمَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ وَطَاعَةَ الإِمَامِ ". (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث جَابر بِلَفْظ: إِن من إجلال الله إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم؛ وَلَا يَصح، فِي الأول سلم وَيُقَال مُسلم بن عَطِيَّة الْفُقيْمِي، ينْفَرد عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه حَدِيثهمْ، وَفِي الثَّانِي عبد الرَّحِيم بن حبيب الفاريابي، وَقَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ. (تعقب) بِأَن سلم بن عَطِيَّة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَحَدِيثه هَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَبِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ: لم يصب ابْن حبَان وَلَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي قَوْلهمَا لَا أصل لهَذَا الحَدِيث، بل لَهُ الأَصْل الْأَصِيل من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بِهَذَا اللَّفْظ عِنْد أبي دَاوُد بِسَنَد حسن، واللوم فِيهِ على ابْن الْجَوْزِيّ أَكثر، لِأَنَّهُ خرج على الْأَبْوَاب انْتهى، وَحَدِيث جَابر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيقين لَيْسَ فيهمَا عبد الرَّحِيم فَزَالَتْ تهمته، وَلِلْحَدِيثِ طرق وشواهد كَثِيرَة، فجَاء من حَدِيث أبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه، وَمن حَدِيث أنس بن مَالك أخرجه الخليلي فِي الْإِرْشَاد " وَقَالَ: لم يروه غير مُحَمَّد بن سعيد الْكَاتِب، وَهُوَ حَدِيث فَرد مُنكر،، وَمن حَدِيث بُرَيْدَة أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد، وَقَالَ: غَرِيب من حَدِيث عَلْقَمَة عَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه، تفرد بِهِ الحكم بن ظهير، وَمن حَدِيث طَلْحَة ابْن عبيد الله بن كريز أخرجه هناد فِي الزّهْد وَهُوَ من مُرْسل قَتَادَة، وَعَن أبي مُوسَى مَوْقُوفا أخرجهُمَا ابْن الضريس فِي فَضَائِل الْقُرْآن، وَمن شواهده حَدِيث أبي أُمَامَة: " ثَلَاثَة لَا يستخف بحقهم إِلَّا مُنَافِق. ذُو الشيبة فِي الْإِسْلَام، والعالم، وَإِمَام مسْقط، " أخرجه ابْن أبي الْفُرَات فِي جزئه بِسَنَد ضَعِيف، وَعند الْخَطِيب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِمَعْنَاهُ. (72) [حَدِيثٌ] " بَجِّلُوا الْمَشَايِخَ فَإِنَّ تَبْجِيلَ الْمَشَايِخِ مِنْ تَبْجِيلِ اللَّهِ " (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه صَخْر بن مُحَمَّد الحاجبي. (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَلَا يخفى أَن الْأَحَادِيث الَّتِي قبله شاهدة لَهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (73) [حَدِيثٌ] . " الشَّيْخُ فِي قَوْمِهِ كَالنَّبِيِّ فِي أُمَّتِهِ ". (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عبد الله بن عمر بن غَانِم الإفْرِيقِي. (تعقب) بِأَن ابْن غَانِم روى لَهُ أَبُو دَاوُد، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الكاشف مُسْتَقِيم الحَدِيث (قلت) : وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب: وَثَّقَهُ ابْن يُونُس

وَغَيره، وَلم يعرفهُ أَبُو حَاتِم، وأفرط ابْن حبَان فِي تَضْعِيفه انْتهى، وَذكر الْحَافِظ الزين الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء كَلَام ابْن يُونُس وَغَيره فِي تَوْثِيق ابْن غَانِم، ثمَّ قَالَ: وَمَعَ ذَلِك فَالْحَدِيث بَاطِل وَلَعَلَّ الآفة فِيهِ من الرَّاوِي لَهُ عَن ابْن غَانِم وَهُوَ عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خشيش فَإِنِّي لم أجد من تَرْجمهُ وَعرف بِحَالهِ انْتهى. قَالَ الشَّمْس السخاوي: وَكَذَا جزم بِكَوْنِهِ مَوْضُوعا شَيخنَا يَعْنِي الْحَافِظ ابْن حجر وَالله أعلم، وَبِأَن الحَدِيث جَاءَ أَيْضا من حَدِيث أبي رَافع أخرجه الديلمي فِي مُسْند الفردوس وَابْن النجار فِي تَارِيخه بِلَفْظ: الشَّيْخ فِي أَهله كالنبي فِي قومه، قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء: إِسْنَاده ضَعِيف (قلت) . كَذَا فِي الصَّغِير لكنه قَالَ فِي الْكَبِير، فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الْملك القناطري، قَالَ ابْن عَسَاكِر قيل لَهُ القناطري لِأَنَّهُ كَانَ يكذب قناطر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمته إِنَّه حَدِيث بَاطِل وَالله أعلم. (74) [حَدِيثٌ] " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَن يخلق لِلْخِلافَةِ مَسَحَ نَاصِيَتَهُ بِيَدِهِ " (عد عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه مُصعب بن عبد الله النَّوْفَلِي، وَقَالَ ابْن عدي: هَذَا حَدِيث مُنكر وَالْبَلَاء فِيهِ من مُصعب وَلَا أعلم لَهُ شَيْئا آخر، وَقَالَ الْعقيلِيّ مُصعب مَجْهُول وَلَا يُتَابع على حَدِيثه وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ (قلت) : وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي اتهمَ بِهِ وَالله أعلم. (خطّ) من حَدِيث أنس بِلَفْظ: " إِن الله إِذا أَرَادَ أَن يَجْعَل عبدا للخلافة مسح يَده على جَبهته، " وَفِيه ميسرَة بن عبد الله مولى المتَوَكل (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث كَعْب بن مَالك بِلَفْظ: " مَا اسْتخْلف الله تَعَالَى خَليفَة حَتَّى يمسح ناصيته بِيَمِينِهِ، " وَفِيه عبد الله بن شبيب لَيْسَ بشئ (تعقب) بِأَن ابْن شبيب أخباري عَلامَة إِلَّا أَنه واه، وَفِي اللِّسَان عَن ابْن أبي حَاتِم أَنه قَالَ فِي تَرْجَمَة ابْن شبيب: كَانَ رَفِيق أبي فِي الرحلة وَسمع مِنْهُ أبي وَلم يذكر فِيهِ جرحا وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن ابْن عَبَّاس أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ: رُوَاته هاشميون معروفون بشرف الأَصْل، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْأَطْرَاف: إِلَّا أَن شيخ الْحَاكِم أَبَا بكر بن دارم ضَعِيف وَهُوَ من الْحفاظ (قلت) قَالَ فِي الْمِيزَان: رَافِضِي كَذَّاب انْتهى، وَوجدت لَهُ مُتَابعًا وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصَّواف أخرجه أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي فِي جزئه فِي فَضَائِل الْعَبَّاس، وَمَا عرفت مُحَمَّد بن الصَّواف الْمَذْكُور فَليُحرر حَاله، وتابع مصعبا النَّوْفَلِي يحيى الْقطَّان أخرجه الديلمى فى مُسْند الفردون وَالله أعلم.

(75) [حَدِيثٌ] " أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ فَضْلَةِ طِينَةِ آدَمَ وَلَيْسَ مِنْ شَجَرَةٍ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَجَرَةٍ وَلَدَتْ تَحْتَهَا مَرْيَم بنت عمرَان، فاطعموا نِسَائِكُم الْوُلَّدُ الرُّطَبَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبٌ فَتَمْرٌ " (نع) من حَدِيث عَليّ (عد) من حَدِيث ابْن عمر بأخصر من هَذَا وَلَا يَصح؛ تفرد بِالْأولِ مسرور بن سعيد التَّيْمِيّ وَهُوَ غير مَعْرُوف، مُنكر الحَدِيث وَفِي الثَّانِي جَعْفَر بن أَحْمد الغافقي (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن أبي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ وَقَدِ الْتَزَمَ فِيهِ أصح مَا ورد، ولأوله شَاهد من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه، ولآخره شَاهد من حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه ابْن السّني وَأَبُو نعيم كِلَاهُمَا فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ بِإِسْنَاد على شَرط مُسلم وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الطِّبّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: مَا للنفساء عِنْدِي شِفَاء مثل الرطب، وَلَا للْمَرِيض مثل الْعَسَل، قلت: وأخرح وَكِيع فى الفرر هَذَا من حَدِيث عَائِشَة، لكنه من طَرِيق أَصْرَم بن حَوْشَب وَالله أعلم. (76) [حَدِيثٌ] " إِنَّ الْمَلائِكَةَ قَالَتْ يَا رَبِّ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى بَنِي آدَمَ فِي الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ قَالَ: إِنِّي ابْتَلَيْتُهُمْ وَعَافَيْتُكُمْ، قَالُوا: لَوْ كُنَّا مَكَانَهُمْ مَا عَصَيْنَاكَ قَالَ فَاخْتَارُوا مَلَكَيْنِ مِنْكُمْ، فَلَمْ يَأْلُوا أَنْ يَخْتَارُوا، فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ، فَنَزَلا فَأَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمَا الشَّبَقَ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا الزَّهْرَةُ، فَوَقَعَتْ فِي قُلُوبِهِمَا، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُخْفِي عَنْ صَاحِبِهِ مَا فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: هَلْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مَا وَقَعَ فِي قَلْبِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَطَلَبَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ لَا أُمَكِّنُكُمَا حَتَّى تُعَلِّمَانِي الاسْمَ الَّذِي تَعْرُجَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَتَهْبِطَانِ، فَأَبَيَا ثُمَّ سَأَلاهَا أَيْضًا فَأَبَتْ، فَفَعَلا فَلَمَّا اسْتُطِيرَتْ طَمَسَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا وَقَطَعَ أَجْنِحَتَهَا، ثُمَّ سَأَلا التَّوْبَةَ مِنْ رَبِّهِمَا فَخَيَّرَهُمَا فَقَالَ إِنْ شِئْتُمَا رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَذَّبْتُكُمَا وَإِنْ شِئْتُمَا عَذَّبْتُكُمَا فِي الدُّنْيَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا يَنْقَطِعُ وَيَزُولُ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا عَلَى عَذَابِ الآخِرَةِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَنِ ائْتِيَا بَابِلَ، فَانْطَلَقَا إِلَى بَابِلَ فَخُسِفَ بِهِمَا فَهُمَا مَنْكُوسَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مُعَذَّبَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (سنيد بن دَاوُد) ، " وَمن طَرِيقه (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه قصَّة لنافع مَعَ ابْن عمر وَلَا يَصح، فِيهِ الْفرج بن فضَالة، وسنيد ضعفه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ: أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من وَجه آخر، وَله طرق كَثِيرَة جمعتها فِي جُزْء مُفْرد يكَاد

الْوَاقِف عَلَيْهَا لكثرتها وَقُوَّة مخارج أَكْثَرهَا يقطع بِوُقُوع هَذِه الْقِصَّة، انْتهى قَالَ السُّيُوطِيّ: وجمعت أَنا طرقها فِي التَّفْسِير الْمسند وَفِي التَّفْسِير الْمَأْثُور فَجَاءَت نيفا وَعشْرين طَرِيقا مَا بَين مَرْفُوع وَمَوْقُوف، وَلِحَدِيث ابْن عمر بِخُصُوصِهِ طرق مُتعَدِّدَة. (77) [حَدِيثٌ] " كَانَ سُهَيْلٌ عَشَّارًا يَظْلِمُهُمْ وَيَغْصِبُهُمْ أَمْوَالَهُمْ فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا فَعَلَّقَهُ حَيْثُ تَرَوْنَ (ابْن السّني طب) " من حَدِيث ابْن عمر (عد) من حَدِيث أَيْضا بِاخْتِصَار (قطّ) عَن ابْن عمر مَوْقُوفا وَلَا يَصح مَرْفُوعا وَلَا مَوْقُوفا، فِي الأول إِبْرَاهِيم الخوزي مَتْرُوك، وَعَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن، وَفِي الثَّانِي مُبشر بن عبيد وَفِي الْمَوْقُوف إِبْرَاهِيم الخوزي أَيْضا وَعنهُ بكر بن بكار لَيْسَ بشئ (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم الخوزي روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَبكر وَثَّقَهُ أَبُو عَاصِم النَّبِيل وَابْن حبَان، وهما وَعُثْمَان لم يتهموا بكذب فَالْحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع (قلت) كَون عُثْمَان لم يتهم بكذب غير مُسلم وَالله أعلم (78) [حَدِيثٌ] " لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلا كَانَ رَجُلا عَشَّارًا يَبْخَسُ النَّاسَ فِي الأَرْضِ بِالظُّلْمِ، فَمَسَخَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شِهَابًا " (قطّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه جَابر الْجعْفِيّ، ومداره عَلَيْهِ وَاخْتلف على عَليّ فِي رَفعه وَوَقفه وَالصَّحِيح وَقفه (تعقب) بِأَن جَابِرا وَثَّقَهُ شُعْبَة وَطَائِفَة، وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه فَهُوَ يصلح شَاهدا للَّذي قبله، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي الطُّفَيْل أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة، وَأخرج أَيْضا عَن ابْن عمر أَنه قَالَ فِي سُهَيْل كَانَ عشارا وَفِي الزهرة هِيَ الَّتِي فتنت هاروت وماروت (قلت) وَذكر الْعقيلِيّ أَن حَمَّاد بن عبيد الْكُوفِي روى عَن جَابر عَن عِكْرِمَة، قَالَ: " ذكر سُهَيْل عِنْد ابْن عَبَّاس فلعنه وَقَالَ إِنَّه كَانَ عشارا، " قَالَ الْعقيلِيّ: وَالرِّوَايَة فِي سُهَيْل لينَة، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَحَمَّاد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ كَانَ يُخطئ وَالله أعلم. (79) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ نَهَى رَسُول الله عَنْ قَتْلِ الْخَطَاطِيفِ وَكَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْعَنْكَبُوتِ وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهُ مَسْخٌ (فت) وَفِيه عَمْرو بن جَمِيع وَقد روى أَبُو سعيد مسلمة بن على الخشنى بِإِسْنَادِهِ لَهُ أَن رَسُول الله قَالَ: العنكبوت شَيْطَان مسخه الله فَاقْتُلُوهُ، وَهَذَا مَوْضُوع، وَلَا يجوز قتل العنكبوت، وَأَبُو سعيد لَيْسَ بشئ مَتْرُوك ". (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا عَن عباد بن إِسْحَق عَن أَبِيه، نهى رَسُول الله

الفصل الثالث

عَن الخطاطيف عوذ الْبَيْت، وَعَن يزِيد بن مزِيد قَالَ رَسُول الله: " العنكبوت شَيْطَان فَاقْتُلُوهُ ". أخرجهُمَا أَبُو دَاوُد فِي مراسيله، وَعَن عبد الرَّحْمَن ابْن مُعَاوِيَة أبي الْحُوَيْرِث الْمرَادِي " عَن النبى أَنه نهى عَن قتل الخطاطيف وَقَالَ لَا تقتلُوا هَذِه العوذ إِنَّهَا تعوذ بكم من غَيْركُمْ ". أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَقَالَ هَذَا وَحَدِيث عباد بن إِسْحَق عَن أَبِيه كِلَاهُمَا مُنْقَطع، وَقد روى حَمْزَة النصيبي فِيهِ حَدِيثا مُسْندًا إِلَّا أَنه كَانَ يرْمى بِالْوَضْعِ انْتهى. (قلت) والْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْخُشَنِي هُوَ من حَدِيث ابْن عمر أخرجه ابْن عدي، وَقَالَ الدَّمِيرِيّ فِي حَيَاة الْحَيَوَان: هُوَ حَدِيث ضَعِيف وَالله أعلم. الْفَصْل الثَّالِث (80) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: " سَأَلْتُ رَسُول الله عَنْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَقَالَ: سَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَنْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَقَالَ: سَأَلْتُ مِيكَائِيلَ عَنْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَقَالَ: سَأَلْتُ إِسْرَافِيلَ عَنْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَقَالَ، سَأَلْتُ الرَّفِيعَ عَنْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَقَالَ: سَأَلْتُ اللَّوْحَ عَنْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَقَالَ: سَأَلْتُ الْقَلَمَ عَنْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّة فَقَالَ، إِن للعرش ثلثمِائة أَلْفٍ وَسِتِّينَ أَلْفِ قَائِمَةٍ، كُلُّ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِهِ كَأَطْبَاقِ الدُّنْيَا سِتِّينَ أَلْفِ مَرَّةٍ، تَحْتَ كُلِّ قَائِمَةٍ سِتُّونَ أَلْفَ مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ سِتُّونَ أَلْفَ صَحْرَاءَ فِي كُلِّ صَحْرَاءَ سِتُّونَ أَلْفَ عَالَمٍ كُلُّ عَالَمٍ مِثْلُ الثَّقَلَيْنِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ سِتِّينَ أَلْفِ مَرَّةٍ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ وَلا إِبْلِيسَ، أَلْهَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ " (نجا) فِي تَارِيخه مسلسلا بسألت فلَانا عَن عرش رب الْعِزَّة وَفِيه مُحَمَّد بن النَّضر الْموصِلِي، قَالَ البرقاني كَانَ واهيا، وَقَالَ أَيْضا لم يكن ثِقَة (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي فَتَاوِيهِ هَذَا كذب ظَاهر لَا يرتاب فِيهِ من لَهُ إِلْمَام بالأحاديث النَّبَوِيَّة وَالله تَعَالَى أعلم. (81) [حَدِيثٌ] . " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمَاءَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً خَضْرَاءَ غلظُهَا كَغلْظِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُنَّ، ثُمَّ دَحَاهَا، فَلَمَّا أَنْ سَمِعَتْ كَلامَ اللَّهِ ذَابَتِ الْيَاقُوتَةُ فَرَقًا حَتَّى صَارَتْ مَاءً فَهُوَ يَرْتَعِدُ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَذَلِكَ

إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ رَاكِدًا أَوْ جَارِيًا يَرْتَعِدُ، وَكَذَلِكَ يَرْتَعِدُ فِي الآبَارِ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ خَلَقَ الرِّيحَ فَوَضَعَ الْمَاءَ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ فَوَضَعَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَكَانَ عَرْشه على المَاء} فَلا يُدْرَى كَمْ لَبِثَ عَرْشُ الرَّبِّ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ كَانَ خَلْقُ الْعَرْشِ قَبْلَ الْكُرْسِيِّ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَخَلَقَهُ وَلَهُ أَلْفُ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى بِكُلِّ لِسَانٍ أَلْفُ لَوْنٍ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ، فَكَتَبَ فِي قُبَالَةِ عَرْشِهِ: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا وَحْدِي لَا شَرِيكَ لِي وَمُحَمَّدٌ عَبْدِي وَرَسُولِي، فَمَنْ آمَنَ بِرُسُلِي وَصَدَّقَ بِوَعْدِي أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ خَلَقَ الْكُرْسِيَّ وَالْكُرْسِيُّ أَعْظَمُ مِنْ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ، وَإِنَّ الْعَرْشَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُرْسِيِّ كالكرسى من كل شئ، وَإِنَّ الْكُرْسِيَّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمِرْبَضِ الْعَنْزِ وَجَمِيعَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَحَلَقَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ حَلَقِ الدِّرْعِ فِي أَرْضٍ فَيْحَاءَ " (يخ) . فِي العظمة من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيهِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَأَبُو عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم. (82) [حَدِيث] " أول شئ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّهُ مَنِ اسْتَسْلَمَ لِقَضَائِي وَرَضِيَ بِحُكْمِي وَصَبَرَ عَلَى بَلائِي بَعَثْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الصِّدِّيقِينَ ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَإِسْنَاده ظلمات، فِيهِ سُلَيْمَان بن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ، وَإِسْمَاعِيل بن بشر مَجْهُول، وجويبر مَتْرُوك وَالضَّحَّاك لم يسمع من ابْن عَبَّاس. (83) [حَدِيثُ] . " أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ أَنَسِ بْنِ عَامِرٍ السُّلَمِيُّ شَرِيكًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي النَّبِيِّ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ إِنَّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيَ أَرْسَلَنِي إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ شِدَادٍ إِلَى سَبْعٍ غِلاظٍ، يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ إِلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ بِمَا قَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَكَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعًا شِدَادًا وَسَبْعًا غِلاظًا؟ وَلِمَ خَلقهنَّ؟ فَقَالَ رَسُول الله: خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَجَعَلَهَا سَقْفًا مَحْفُوظًا وَجَعَلَ فِيهَا حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا، سَاكِنُهَا مِنَ الْمَلائِكَةِ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعٍ فِي صُورَةِ الْبَقَرِ، مِثْلُ عَدَدِ النُّجُومِ، شَرَابُهُمُ النُّورُ وَالتَّسْبِيحُ، لَا يَفْتُرُونَ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ فَسَاكِنُهَا عَدَدُ الْقَطْرِ فِي صُورَةِ الْعُقْبَانِ لَا يَسْأَمُونَ

وَلا يَفْتُرُونَ وَلا يَنَامُونَ، مِنْهَا يَنْشَأُ السَّحَابُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ الْخَافِقَيْنِ فَيَنْتَشِرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَعَهُ مَلائِكَةٌ يُصَرِّفُونَهُ حَيْثُ أُمِرُوا بِهِ، أَصْوَاتُهُمُ التَّسْبِيحُ وَتَسْبِيحُهُمْ تَخْوِيفٌ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ فَسَاكِنُهَا عَدَدُ الرَّمْلِ فِي صُوَرِ النَّاسِ مَلائِكَةٌ يَنْفُخُونَ فِي الْبُرُوجِ كَنَفْخِ الرِّيحِ يَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ كَمَا يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ فَإِنَّهُ بَحْرٌ يَدْخُلُهَا كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى عَدَنٍ، سَاكِنُهَا عَدَدُ أَلْوَانِ الشَّجَرِ صَافُّونَ مَنَاكِبُهُمْ مَعًا فِي صُورَةِ الْحُورِ الْعِينِ، مِنْ بَيْنِ رَاكِعٍ وَسَاجِدٍ تَبْرُقُ وُجُوهُهُمْ بِسَبُحَاتٍ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَالأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الْخَامِسَةُ فَإِنَّ عَدَدَهَا يَضْعُفُ عَلَى سَايِرِ الْخَلْقِ فِي صُورَةِ النُّسُورِ مِنْهُمُ الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ وَالْعُلَمَاءُ السَّفَرَةُ، إِذَا كَبَّرُوا اهْتَزَّ الْعَرْشُ مِنْ مَخَافَتِهِمْ وَصَعِقَ الْمَلائِكَةُ، يَمْلأُ جَنَاحَ أَحَدِهِمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ السَّادِسَةُ فَحِزْبُ اللَّهِ الْغَالِبُ وَجُنْدُهُ الأَعْظَمُ لَوْ أُمِرَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَقْلَعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَحَدِ جَنَاحَيْهِ اقْتَلَعَهُنَّ، فِي صُورَةِ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَفِيهَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ الَّذِينَ يَرْفَعُونَ الأَعْمَالَ فِي بُطُونِ الصُّحُفِ وَيَحْفَظُونَ الْمِيزَانَ فَوْقَهَا، حَمَلَةُ الْعَرْشِ الْكُرُوبِيُّونَ، كُلُّ مَفْصِلٍ مِنْ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُونَ سَنَةً فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبَّ الْعَالَمِينَ " (يخ) فِي العظمة وَفِيه نصر بن بَاب. (84) [أَحَادِيث] فِي الْعقل أخرجهَا دَاوُد بن المحبر فِي كتاب الْعقل، وَمن طَرِيقه الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده، وَكلهَا مَوْضُوعَة كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة. (85) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: " أَثْنَى قَوْمٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْد رَسُول الله حَتَّى أَبْلَغُوا الثَّنَاءَ فِي خِلالِ الْخَيْر، فَقَالَ رَسُول الله. كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ؟ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرُكَ عَنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ وَأَصْنَافِ الْخَيْرِ، وَتَسْأَلُنَا عَنْ عَقْلِهِ؟ قَالَ إِنَّ الأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ، وَإِنَّمَا يَرْتَفِعُ الْعِبَادُ غَدًا فِي الدَّرَجَاتِ وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ ". (86) [وَحَدِيثٌ] . " مَا اكْتَسَبَ رَجُلٌ مِثْلَ فَضْلِ عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى وَيَردهُ عَنِ الرَّدَى، وَمَا تَمَّ إِيمَانُ عَبْدٍ وَلا اسْتَقَامَ دِينُهُ حَتَّى يَكْمُلَ عَقْلُهُ، " أخرجه من حَدِيث عمر.

(87) [وَحَدِيثٌ] " يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ وَتَوَاصَوْا بِالْعَقْلِ، تَعْرِفُوا بِهِ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَجْدُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَإِنْ كَانَ دَمِيمَ الْمَنْظَرِ حَقِيرَ الْخَطَرِ دَنِئَ الْمَنْزِلَةِ رَثَّ الْهَيْئَةِ، وَإِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَإِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ عَظِيمَ الْخَطَرِ شَرِيفَ الْمَنْزِلَةِ حَسَنَ الْهَيْئَةِ فَصِيحًا نَطُوقًا؛ وَالْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ أَعْقَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنْ عَصَاهُ، وَلا تَغْتَرُّوا بِتَعْظِيمِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِيَّاهُمْ فَإِنَّهُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ ". أخرجه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة. (88) [وَحَدِيثُ] " أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَحُجُّ الْبَيْتَ وَيَعْتَمِرُ وَيَتَصَدَّقُ وَيَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَتَّبِعُ الْجَنَائِزَ وَيَقْرِي الضَّيْفَ حَتَّى عَدَّ هَذِهِ الْعَشْرَةَ خِصَالٍ فَمَا مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ، إِنَّمَا ثَوَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ ". (89) [وَحَدِيثٌ] . " إِنَّ مِنْ عَقْلِ الرَّجُلِ اسْتِصْلاحَ مَعِيشَتِهِ ". أخرجه من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء، وَفِيه قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: " رَأَيْت الْمَعيشَة صَلَاح الدَّين، وَمن صَلَاح الدَّين حسن الْعقل ". (90) [وَحَدِيثٌ] . " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَلا يَتِمُّ لِرَجُلٍ حُسْنُ خُلُقِهِ حَتَّى يَتِمُّ عَقْلُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَمَّ إِيمَانُهُ وَأَطَاعَ رَبَّهُ وَعَصَى عَدُوَّهُ يَعْنِي إِبْلِيسَ ". أخرجه مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو. (91) [وَحَدِيثُ] " جَابِرٍ إِنَّ النَّبِيَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالمُونَ} وَقَالَ: الْعَالِمُ الَّذِي عَقَلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ واجتنب سخطه ". (92) [وَحَدِيث] . " يَا ابْن آدَمَ اتَّقِ رَبَّكَ وَبِرَّ وَالِدَيْكَ وَصِلْ رَحِمَكَ، يُمَدَّ لَكَ عُمْرُكَ وَيُيَسَّرْ لَكَ يُسْرُكُ وَيُجَنَّبْ عُسْرُكَ ويبسط لَك فى رزقك، يَا ابْن آدَمَ أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّى عَاقِلا، وَلا تَعْصِ رَبَّكَ فَتُسَمَّى جَاهِلا، " أخرجه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وأبى سعيد الخدرى

(93) [وَحَدِيث] " لكل شئ دِعَامَةٌ وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ، فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ يَكُونُ عِبَادَةُ رَبِّهِ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفَاجِرِ عِنْدَ نَدَامَتِهِ، {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} أخرجه من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ. (94) [وَحَديثٌ] " اسْتَرْشِدُوا الْعَاقِلُ وَلا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا ". أَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قُلْتُ: أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْغَرَائِبِ بِلَفْظِ، " اسْتَشِيرُوا ذَوِي الْعُقُوِل تَرْشُدُوا وَلا تَعْصُوهُمْ فَتَنْدَمُوا، " وَقَالَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (95) [وَحَدِيثُ] " أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ: مَا السُّؤْدَدُ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، قَالَ: صَدَقْتَ. سَأَلْتَ رَسُول كَمَا سَأَلْتُكَ فَقَالَ: كَمَا قُلْتُ، ثُمَّ قَالَ: سَأَلْتُ جِبْرِيلَ مَا السُّؤْدَدُ فِي النَّاسِ قَالَ: الْعَقْلُ ". (96) [وَحَدِيثُ] الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. " كَثُرَتِ الْمسَائِل على رَسُول الله ذَات يَوْم، فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ لِكُلِّ سَبِيلٍ مَطِيَّةً وَثِيقَةً، وَمَحَجَّةً وَاضِحَةً، وَأَوْثَقُ النَّاسِ مَطِيَّةً وَأَحْسَنُهُمْ دَلالَةً وَمَعْرِفَةً بِالْمُحَجَّةِ الْوَاضِحَةِ أَفْضَلُهُمْ عَقْلا ". (97) [وَحَدِيثٌ] . " كَمْ مِنْ عَاقِلٍ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ. وَهُوَ حَقِيرٌ عِنْدَ النَّاسِ دَمِيمُ الْمَنْظَرِ يَنْجُو غَدًا، وَكَمْ مِنْ ظَرِيفِ اللِّسَانِ جَمِيلِ الْمَنْظَرِ عِنْدَ النَّاسِ يَهِلُك غَدًا فِي الْقِيَامَةِ ". أخرجه من حَدِيث ابْن عمر. (98) [وَحَدِيثٌ] . " قِوَامُ كَلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ ". أخرجه من حَدِيث جَابر. (99) [وَحَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُول الله مِنْ غَزْوَةِ أُحُدٍ سَمِعَ النَّاسَ يَقُولُونَ: كَانَ فُلانٌ أَشْجَعَ مِنْ فُلانٍ، وَكَانَ فُلانٌ أَجْرَأَ مِنْ فُلانٍ، وَفُلانٌ أَبْلَى بِمَا لَمْ يُبْلِ غَيْرُهُ، وَنَحْوَ هَذَا يُطْرُونَهُمْ، فَقَالَ النبى: أَمَّا هَذَا فَلا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ. قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُمْ قَاتَلُوا عَلَى قَدْرِ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَقْلِ، فَكَانَ بَصِيرَتُهُمْ وَنِيَّتُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأُصيِبَ مِنْهُمْ مَنْ أُصِيبَ عَلَى مَنَازِلِ شَتَّى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ اقْتَسَمُوا الْمَنَازِلَ عَلَى قَدْرِ حُسْنِ نياتهم وَقدر عُقُولهمْ ".

(100) [وَحَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ. " كَانَ رَجُلٌ نصرانى من أهل جرشى تَاجِرًا، فَكَانَ لَهُ بَيَانٌ وَوَقَارٌ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِيَّ، فَزَجَرَ الْقَائِلَ، فَقَالَ: مَهْ إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ ". (101) [وَأَثَرُ] عُمَرَ. " لَمَوْتُ أَلْفِ عَابِدٍ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ أَهْوَنُ مِنْ مَوْتِ رَجُلٍ عَاقِلٍ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ، فَعَلِمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ، وَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِ فَانْتَفَعَ بِعِلْمِهِ وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ وَإِنْ كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْفَرَائِضِ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَبِيرَ زِيَادَةٍ ". (102) [وَحَدِيثُ] سَعِيدِ بْنِ الْمسيب مُرْسلا: " أشرف النبى عَلَى خَيْبَرَ فَقَالَ خَرِبَتْ خَيْبَرُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ أَحْبَارِهِمْ لَهُ فَصَاحَةٌ وَبَلاغَةٌ وَجَمَالُ هَيْئَةٍ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْلَقَ هَذَا أَنْ يَكُونَ عَاقِلا، فَإِنِّي أَرَى لَهُ هَيْئَةً وَنُبْلا، فَقَالَ: إِنَّمَا الْعَاقِلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَصَدَّق رُسُلَهُ وَعَمِلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ ". [وَحَدِيثٌ] : " إِنَّ لِلَّهِ خَوَاصَّ يُدْخِلُهُمُ الرَّفِيعَ مِنَ الْجِنَانِ، كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ؟ قَالَ: كَانَ نَهْمَتَهُمُ الْمُسَابَقَةُ إِلَى رَبِّهِمْ وَالْمُسَارَعَةُ إِلَى مَا يُرْضِيهِ، وَزَهِدُوا فِي فُضُولِهَا وَرِيَاشِهَا وَنَعِيمِهَا وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ. فَصَبَرُوا قَلِيلا وَاسْتَرَاحُوا طَوِيلا، " أخرجه من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب. (104) [وَحَدِيثٌ] " صِفَةُ الْعَاقِلِ أَنْ يَحْلُمَ عَمَّنْ يَجْهَلُ عَلَيْهِ وَيَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَيَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ وَيُسَابِقَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَكَّرَ، فَإِذَا كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، وَإِذَا كَانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ، فَإِذَا عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ تَعَالَى وَأَمْسَكَ يَدَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا، لَا يُفَارِقُهُ الْحَيَاءُ وَلا يَبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ، فَتِلْكَ عَشَرَةُ خِصَالٍ يُعْرَفُ بِهَا الْعَاقِلُ، وَصِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ يُخَالِطُهُ وَيَعْتَدِي عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ وَيَتَطَاوَلُ عَلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ وَكَلامُهُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ، فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ، وَإِنْ سَكَتَ سَهَا، وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ، وَإِنْ رَأَى فَضِيلَةً أَعْرَضَ وَأَبْطَأَ عَنْهَا، لَا يَخَافُ ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ وَلا يَرْتَدِعُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ من الذُّنُوب، يتوانى عَن

الْبِرِّ وَيُبْطِئُ عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ، فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلَ " أخرجه من حَدِيث ابْن عَبَّاس. (105) [وَحَدِيثٌ] " يَا عُوَيْمِرُ ازْدَدْ عَقْلا تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ قُرْبًا. قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: اجْتَنِبْ مَحَارِمَ اللَّهِ وَأَدِّ فَرَائِضَ اللَّهِ تَكُنْ عَاقِلا، وَتَنَفَّلْ بِالصَّالِحَاتِ مِنَ الأَعْمَالِ تَزْدَدْ بِهَا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا رِفْعَةً وَكَرَامَةً وَتَنَلْ بِهَا مِنْ رَبِّكَ الْعِزَّةَ وَالْقُرْبَ ". أخرجه من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء. (106) [وَحَدِيثُ] " جَابِرٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى مَا يَنْتَهِي النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ إِلَى أَعْمَالهم، {من يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يره} . قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا؟ قَالَ: أَحْسَنُهُمْ عَقْلا، قُلْتُ: هَذَا فِي الدُّنْيَا فَأَيُّهُمْ أَفْضَلُ فِي الآخِرَةِ، قَالَ أَحْسَنُهُمْ عَقْلا إِنَّ الْعَقْلَ سَيِّدُ الأَعْمَالِ ". (107) [وَحَدِيثٌ] " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ تبَارك وَتَعَالَى بشئ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الْعَقْلِ، وَلا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ تَعَالَى صَوْمَ عَبْدٍ وَلا صَلاتَهُ وَلا حَجَّهُ وَلا عُمْرَتَهُ وَلا صَدَقَتَهُ وَلا جِهَادَهُ وَلا شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعَقْلٍ، وَلَوْ أَنَّ جَاهِلا فَاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ ". أخرجه من حَدِيث ابْن عَبَّاس. (108) [وَحَدِيث] " ابْن عمر أَنه تَلا {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حَتَّى إِذَا بَلَغَ {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عملا} فَقَالَ: أَيّكُم أحسن عملا أَحْسَنُ عَقْلا وَأَوْرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ أَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ". (109) [وَحَدِيث] " سُوَيْد غُفْلَةَ. إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ فَقَالَ لَهُ: بِمَ بُعِثْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ بِالْعَقْلِ. قَالَ فَبِمَ أُمِرْتَ قَالَ بِالْعَقْلِ، قَالَ فَبِمَ يُجَازَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ بِالْعَقْلِ، قَالَ فَكَيْفَ لَنَا بِالْعقلِ؟ فَقَالَ النبى: إِنَّ الْعَقْلَ لَا غَايَةَ لَهُ وَلَكِنْ مَنْ أَحَلَّ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ سُمِّيَ عَاقِلا، فَإِنِ اجْتَهَدَ بَعْدَ ذَلِكَ سُمِّيَ عَابِدًا، فَإِنِ اجْتَهَدَ بَعْدَ ذَلِكَ سُمِّيَ جَوَّادًا. فَمَنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَسَبَّحَ فِي مَرَاتِبِ الْمَعْرُوفِ بِلا حَظٍّ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّ عَلَى اتِّبَاع أَمر الله وَاجْتنَاب

مَا نَهَى عَنْهُ {فَأُولَئِكَ الأَخْسَرُونَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يحسنون صنعا} ". (110) [وَحَدِيثُ] سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ " أَنَّ عُمَرَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالُوا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ؟ قَالَ الْعَاقِلُ. قَالُوا فَمَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ قَالَ: الْعَاقِلُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَلَيْسَ الْعَاقِلُ مَنْ تَمَّتْ مُرُوءَتُهُ وَظَهَرَتْ فَصَاحَتُهُ وَجَادَتْ كَفُّهُ وَعَظُمَتْ مَنْزِلَتُهُ، فَقَالَ {إِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ وَإِنَّ الْعَاقِلَ الْمُتَّقِي وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا خَسِيسًا قَصِيًّا دَنِيًّا. (111) [وَحَدِيثٌ] " جَدَّ الْمَلائِكَةُ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بِالْعَقْلِ، وَجَدَّ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ. فَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ أَوْفَرُهُمْ عَقْلا " أخرجه من حَدِيث الْبَراء بن عَازِبٍ. (112) [وَحَدِيثُ] " أَبِي قَتَادَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ {أَيّكُم أحسن عملا} مَا عُنِيَ بِهِ، قَالَ أَيُّكُمْ أحسن عقلا، ثمَّ قَالَ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلا أَشَدُّكُمْ خَوْفًا وَأَحْسَنُكُمْ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وَنُهِيَ عَنْهُ نَظَرًا، وَإِنْ كَانُوا أَقَلَّكُمْ تَطَوُّعًا ". (113) [وَحَدِيثُ] " أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ رَسُول الله إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَوَجَّهَانِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّيَانِ وَيَنْصَرِفُ أَحَدُهُمَا وَصَلاتُهُ أَوْزَنُ مِنْ أُحُدٍ، وَيَنْصَرِفُ الآخَرُ وَمَا تَعْدِلُ صَلاتُهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ إِذَا كَانَ أَحْسَنَهُمَا عَقْلا، قَالَ وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ إِذَا كَانَ أَوْرَعَهُمَا عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَحْرَصَهُمَا عَلَى الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي التَّطَوُّعِ " (قلت) أخرجه دون سُؤال أبي حميد وَجَوَابه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير، وَقَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ مُحَمَّد بن رَجَاء السجسْتانِي لم أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات انْتهى. وَفِي الْمِيزَان مُحَمَّد بن رَجَاء روى عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد، خَبرا بَاطِلا فِي فضل مُعَاوِيَة، اتهمَ بِوَضْعِهِ فَلَعَلَّهُ هُوَ هَذَا وَالله أعلم. (114) [وَحَدِيثٌ] . " يُحَاسَبُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، " أخرجه من حَدِيث أبي قلَابَة مُرْسلا.

(115) [وَحَدِيثُ] " عَائِشَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بأى شئ يَتَفَاضَلُ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: بِالْعَقْلِ قُلْتُ فَفِي الآخِرَةِ قَالَ بِالْعَقْلِ، قُلْتُ إِنَّمَا يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ يَا عَائِشَةُ، وَهَلْ عَمِلُوا إِلا بِقَدْرِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ مِنَ الْعَقْلِ فَبِقَدْرِ مَا أُعْطَوْا مِنَ الْعَقْلِ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ وَبِقَدْرِ مَا عَمِلُوا يُجْزَوْنَ ". (116) [وَحَدِيثٌ] . " لِكُلِّ شئ آلَةٌ وَعُدَّةٌ. وَإِنَّ آلَةَ الْمُؤْمِنِ وعدته الْعقل، وَلكُل شئ مَطِيَّةٌ وَمَطِيَّةُ الْمَرْءِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شئ دِعَامَةٌ وَدِعَامَةُ الدِّينِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ غَايَةٌ وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ دَاعٍ وَدَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وَبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وَعِمَارَةُ الآخِرَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ عَقِبٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَيُذْكَرُ بِهِ، وَعَقِبُ الصِّدِّيقِينَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِمْ وَيُذْكَرُونَ بِهِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ سُفَّرٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ وَفُسْطَاطُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَقْلُ ". أخرجه من حَدِيث ابْن عَبَّاس. (117) [وَحَدِيثٌ] " أَنَسٍ جَاءَ ابْنُ سَلامٍ إِلَى رَسُول الله فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ خِصَالٍ لَمْ يُطْلِعِ اللَّهُ عَلَيْهَا غَيْرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهَا فَهُوَ ذَاك وَإِلَّا فَهُوَ شئ خَصَّ اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: يَا بن سَلامٍ إِنْ شِئْتَ فَسَلْنِي وَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ أَخْبِرْنِي، فَقَالَ رَسُول الله: إِنَّ الْمَلائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ الْعَرْشِ وَلا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ وَلا حَمَلَتُهُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَهُ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ رَبَّنَا هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ؟ قَالَ: نَعَمْ الْبِحَارُ قَالُوا هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْبِحَارِ، قَالَ: نَعَمْ الْعَرْشُ، قَالُوا: وَهَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْعَرْشِ قَالَ: نَعَمْ الْعَقْلُ، قَالُوا: رَبَّنَا وَمَا بَلَغَ مِنْ قَدْرِ الْعَقْلِ وَعِظَمِ خَلْقِهِ قَالَ هَيْهَاتَ لَا يُحَاطُ بِعِلْمِه هَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمْلِ، قَالُوا: لَا، قَالَ فَإِنِّي خَلَقْتُ الْعَقْلَ أَصْنَافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ حَبَّةً وَاحِدَةً، وَبَعْضُهُمُ الْحَبَّتَيْنِ وَالثَّلاثَ وَالأَرْبَعَ، وَبَعْضُهُمْ أُعْطِيَ فِرَقًا، وَبَعْضُهُمْ أُعْطِيَ وَسْقًا وَبَعْضُهُمْ وَسْقَيْنِ، وَبَعْضُهُمْ أَكْثَرَ، ثُمَّ كَذَلِكَ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ التَّضْعِيفِ، قَالَ ابْنُ سَلامٍ: فَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: الْعمَّال

بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ وَجَدِّهِمْ وَيَقِينِهِمْ، وَالنُّورِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَيِّمُهُمْ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ الْعَقْلُ الَّذِي أَتَاهُمُ اللَّهُ، فَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَعْمَلُ الْعَامِلُ مِنْهُمْ، وَيَرْتَفِعُ فِي الدَّرَجَاتِ فَقَالَ ابْنُ سَلامٍ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا خَرَمْتَ وَاحِدًا مِمَّا وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ، وَإِنَّ مُوسَى لأَوَّلُ مَنْ وَصَفَ هَذِهِ الصِّفَةَ وَأَنت الثانى، فَقَالَ صدقت يَا ابْن سَلامٍ ". [أَحَادِيث] أُخْرَى فِي الْعقل أخرجهَا سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي فِي كِتَابه فِي الْعقل وَهِي من وَضعه. (118) [حَدِيثٌ] " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْحَقَ بِذَوِي الأَلْبَابِ وَالْعُقُولِ فَلْيَصْبِرْ عَلَى الأَذَى وَالْمَكَارِهِ فَذَلِكَ آيَةُ الْعَقْلِ وَكَمَالُ التَّقْوَى، وَآيَةُ الْجَهْلِ الْجَزَعُ وَمَنْ جَزِعَ صَيَّرَهُ جَزَعُهُ إِلَى النَّارِ وَمَا نَالَ الْفَوْزَ فِي الْقِيَامَةِ إِلا الصَّابِرُونَ " أخرجه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة. (119) " [وَحَدِيثٌ] هَلِ الْعَاقِلُ إِلا مَنْ يُطِيعُ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ، وَهَلْ وَرَدَ النَّارَ إِلا مَنْ عَانَدَ الْعَقْلَ وَجَانَبَهُ؟ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُقَيِّضْ لَهُ عَاقِلا يُرْشِدُهُ إِذَا جَهِلَ وَيُعِينُهُ إِذَا عَقَلَ ". أخرجه من حَدِيث عَائِشَة. (120) [وَحَدِيثٌ] " تُقَسَّمُ الْجَنَّةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عَشَرَةِ آلافِ جُزْءٍ، فَتِسْعَةُ آلافٍ وَتِسْعمِائَة وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ جُزْءٍ لأَهْلِ الْعَقْلِ، وَيَقْتَسِمُونَ الْمَنَازِلَ كَذَلِكَ، وَجُزْءٌ وَاحِدٌ لِسَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ وَصَعَالِيكِ الْمُهَاجِرِينَ ". أخرجه من حَدِيث أبي سعيد. (121) [وَحَدِيثٌ] " يَا عَلِيُّ إِذَا اكْتَسَبَ النَّاسُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ لِيَتَقَرَّبُوا بِهَا إِلَى رَبِّهِمْ فَاكْتَسِبْ أَنْتَ أَنْوَاعَ الْعَقْلِ تَسْبِقْهُمْ بِالزُّلْفَى وَالْقُرْبَةِ وَالدَّرَجَاتِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ". أخرجه من حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. (122) [وَحَدِيثٌ] " مَا اكْتَسَبَ الْعِبَادُ أَزْيَنَ من الْعقل وَلكُل شئ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ ثَوَابٌ وَأَفْضَلُ الثَّوَابِ الْعَقْلُ ". أخرجه من حَدِيث أَبى هُرَيْرَة.

(123) [وَحَدِيث] يحيى ابْن أَبِي كَثِيرٍ مُرْسَلا: " بَعَثَ النَّبِيُّ سَرِيَّةً فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلا مِنْ هُذَيْل فَقَالُوا يارسول اللَّهِ إِنَّ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشْرَفُ وَأَنْكَى فِي الْحُرُوبِ وَأَعْلَمُ. فَقَالَ النبى تَفَرَّسْتُ، فَوَجَدْتُهُ عَاقِلا وَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ وَأَفْضَلَهُمْ أَعْقَلُهُمْ ". (124) [وَحَدِيثُ] " مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ بُعِثْتَ؟ قَالَ بِالْعَقْلِ. قَالَ وَبِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ بِالْعَقْلِ، قَالَ فَعَمَّ نُسْأَلُ؟ قَالَ عَنِ الْعَقْلِ، قَالَ فَبِمَ نُثَابُ؟ قَالَ بِالْعَقْلِ ". (125) [وَحَدِيثٌ] " تُوشِكُ الدُّنْيَا أَنْ تَنْصَرِمَ وَيَنْقَلِبَ أَهْلُهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِيَجْزِيَ كُلَّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَأَحْسَنُ النَّاسِ غِبْطَةً يَوْمَئِذٍ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ الَّذِينَ عَقَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ ". أخرجه من حَدِيث أنس وَالْحسن. (126) [وَحَدِيثُ] زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: " شَهِدْتُ عُمَرَ وَأَتَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ يَوْمًا وَعِنْدَهُ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: يَا ابْن أُمِّ عَبْدٍ هَلْ سَمِعْتَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ؟ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَظَرَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا وَزْنُهُ وَلَرُبَّ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْ أُمَّتِي الْحَرْفُ الْوَاحِدُ مِنْ تَسْبِيحِهِ وَتَحْمِيدِهِ وَزْنُهُ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ ثُمَّ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ يَتَفَاضَلُ عَمَلُهُ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَكُونَ عمله يَوْمًا وَاحِدًا أثقل من السَّمَوَات وَالْأَرْض قَالَ فَكيف ذَلِك، قَالَ إِن الله قسم الْأَشْيَاء لِعِبَادِهِ على قدر مَا أحب وَإنَّهُ لما خلق الْعقل أقسم بعزته أَنه أحب خلقه إِلَيْهِ وأعزهم عَلَيْهِ، وأفضلهم عِنْده، وأرجح عباده عملا أحْسنهم عقلا، وَأَحْسَنهمْ عقلا من كَانَت فِيهِ ثَلَاث خِصَال: صدق الْوَرع وَصدق الْيَقِين وَصدق الْحِرْص على الْبر وَالتَّقوى، فَبكى عمر عِنْد ذَلِك ". (127) [وَحَدِيثٌ] " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَلْقَى غَايَةَ الْمَنَازِلِ الَّتِى يعجز عَنْهَا الصَّوْم الْقُوَّامُ فَلْيَثْبُتْ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَهَلْ يَعْمَلُ ذَلِكَ إِلا مَنْ عَقَلَ ". أخرجه من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء. (128) [وَحَدِيثٌ] " أَحَبُّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى اللَّهِ مَنْ نَصِبَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَنَصَحَ لِعِبَادِ اللَّهِ وَكَمُلَ يَقِينُهُ فَأَبْصَرَ، وَعَقَلَ وَعَمِلَ ". أخرجه من حَدِيث ابْن عمر.

(129) [وَحَدِيثٌ] " الْمُؤْمِنُ يُسْلِمُهُ عَمَلُهُ إِلَى عَقْلِهِ فَإِنْ كَانَ عَاقِلا حُمِدَ عَمَلُهُ وَإِنْ كَانَ جَاهِلا فَهُوَ مَذْمُومٌ ". أخرجه من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب. (130) [وَحَدِيثٌ] " اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ أَهْلُ الْعَقْلِ وَالنَّصِيحَةِ وَاسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ أَهْلُ الْجَهْلِ وَالتَّفْرِيطِ ". أخرجه من حَدِيث عمر بن الْخطاب. (131) [وَحَدِيثُ] عُمَرَ أَيْضًا: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَفَاضَلُونَ فِي الدَّرَجَاتِ وَالْمَنَازِلِ وَالْقُرْبِ مِنْ رَبِّهِمْ، فَبِمَ فُضِّلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ بِحُسْنِ الْعَقْلِ يَا عُمَرُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلِ الْعَاقِلُ إِلا الْعَامِلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، قَالَ حَسْبُكَ يَا أَبَا حَفْصٍ ". (132) [وَحَدِيثُ] " عَائِشَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْضَلُ مَا أُعْطِيَ الْعِبَادُ فِي الدُّنْيَا قَالَ: الْعَقْلُ، قُلْتُ وَفِي الآخِرَةِ، قَالَ: رِضْوَانُ اللَّهِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْعَاقِلُ أَفْضَلُ أَمِ الْقَائِمُ لَيْلَهُ، الصَّائِمُ نَهَارَهُ، الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ يَا عَائِشَةُ وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلا الْعَاقِلُونَ ". (133) [وَحَدِيثُ] " عَائِشَةَ أَيْضا: قَالَ رَسُول الله: إِنَّ دِعَامَةَ الْبَيْتِ أَسَاسُهُ، وَدِعَامَةَ الدِّينِ وَأَسَاسَهُ الْمَعْرِفَةُ بِاللَّهِ وَالْيَقِينُ، وَالْعَقْلُ النَّافِعُ، فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي مَا الْعَقْلُ النَّافِعُ، قَالَ الْكَفُّ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَالْحِرْصُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ". (134) [وَحَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْجِبَالَ وَالرِّمَالَ وَالْبِحَارَ وَزَنَهَا جَمِيعًا بِالْعَقْلِ، قكان الْعَقْلُ أَرْجَحَ مِنْهُنَّ وَأَفْضَلَ، ثُمَّ لَمَّا خَلَقَ الْجِنَّ وَالإِنْسَ وَالطَّيْرَ وَالْوُحُوشَ وَالسِّبَاعَ وَالْهَوَامَّ وَسُكَّانَ الأَرْضِ وَسُكَّانَ الْبِحَارِ وَجَمِيعَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَاسَ ذَلِكَ بِالْعَقْلِ، فَكَانَ الْعَقْلُ أَرْجَحَ مِنْهُمْ وَأَفْضَلَ، ثُمَّ قَاسَ ذَلِكَ أَجْمَعَ وَجَمِيعَ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَوَاتِ وَمَا لِلَّهِ مِنْ مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا مِنَ الْخَلْقِ وَالْبَرِيَّةِ فَكَانَ الْعَقْلُ أَرْجَحَ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ، فَقَالَ الرَّبُّ لِلْعَقْلِ وَعِزَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكَ. ثُمَّ قَالَ: أَكْرَمُ خَلْقِي عَلَيَّ وَأَفْضَلُهُمْ عِنْدِي أَحْسَنُهُمْ عَقْلا وَأَحْسَنُهُمْ عَقْلا أَحْسَنُهُمْ عَمَلا ". أخرجه من حَدِيث أبي أُمَامَة.

(135) [وَحَدِيثٌ] " مَا قَسَمَ اللَّهُ شَيْئًا لِلْعِبَادِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ، وَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ قايما وَرَاكِعًا وَسَاجِدًا، وَإِفْطَارُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ الْجَاهِلِ طُولَ الدَّهْرِ سَرْمَدًا، وَإِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ حَاجًّا وَمُعْتَمِرًا، وَتَخَلُّفُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَفَرِ الْجَاهِلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَازِيًا، وَضَحِكُ الْعَاقِلُ أَفْضَلُ مِنْ بُكَاءِ الْجَاهِلِ وَرُقَادُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنَ اجْتِهَادِ الْجَاهِلِ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا وَلا رَسُولا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ، وَكَانَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ عَقْلِ أُمَّتِهِ، يَكُونُ فِي أُمَّتِهِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ اجْتِهَادًا بِبَدَنِهِ وَجَوَارِحِهِ وَمَا يُضْمِرُ فِي عَقْلِهِ وَنِيَّتِهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْمُجْتَهِدِينَ، فَمَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ وَلا انْتَهَى عَنْ مَحَارِمِه، حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ، وَلا بَلَّغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ مِنَ الْفَضَائِلِ فِي عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَّغَ الْعَاقِلُ عَنْ رَبِّهِ، وَهُمْ أُولُو الأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِي حَقِّهِمْ {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أولُوا الْأَلْبَاب} " أَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. (136) [وَحَدِيثُ] " عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنه أَتَى النبى فَأَطْرَى أَبَاهُ وَذَكَرَ مِنْ سُؤْدَدِهِ وعقله وشرفه، فَقَالَ النبى: إِنَّ الشَّرَفَ وَالسُّؤْدَدَ وَالْعَقْلَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لِلْعَامِلِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، فَقَالَ عَدِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ يَقْرِي الضَّيْفَ وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ وَيَصِلُ الأَرْحَامَ وَيُعِينُ فِي النَّوَائِبِ وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ فَهَلْ بَلَغَ ذَلِكَ شَيْئًا، قَالَ: لَا، إِنَّ أَبَاكَ لَمْ يَقُلْ قَطُّ رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ". (137) [وَحَدِيثٌ] " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ ". أخرجه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (138) [وَحَدِيثٌ] " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مَدِينَةً مِنْ نُورٍ لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ جَمِيعُ مَا فِيهَا مِنَ الْقُصُورِ وَالْغُرَفِ وَالأَزْوَاجِ وَالْخَدَمِ مِنَ النُّورِ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْعَاقِلِينَ وَإِذَا مَيَّزَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، مَيَّزَ أَهْلَ الْعَقْلِ فَجَعَلَهُمْ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ، فَيَجْزِي كُلَّ قَوْمٍ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ فَيَتَفَاوَتُونَ فِي الدَّرَجَاتِ كَمَا بَيْنَ مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا بِأَلْفِ ضِعْفٍ " أخرجه من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب (آثَار فِي الْمَعْنى) أخرجهَا سبيمان السجْزِي أَيْضا. . (139) [أَثَرُ] " عَبْدِ اللَّهِ: دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ وَيَقْتَسِمُونَ الدَّرَجَاتِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، وَأَحْسَنُهُمْ عَقْلا أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَةِ الله، "

(140) [أَثَرُ] عَلِيٍّ: " وَاللَّهِ لَقَدْ سَبَقَ إِلَى جِنَانِ عَدْنٍ أَقْوَامٌ مَا كَانُوا أَكْثَرَ صَلاةً وَلا صِيَامًا وَلا حَجًّا وَلا اعْتِمَارًا وَلَكِنْ عَقَلُوا عَنِ اللَّهِ فَحَسُنَتْ طَاعَتُهُمْ وَصَحَّ وَرَعُهُمْ وَكَمُلَ يَقِينُهُمْ، فَفَاتُوا غَيْرَهُمْ بِالْحَظْوَةِ وَرَفْعِ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَعِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ، " (141) [أَثَرُ] " أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ ألف جُزْء لَا قوام لشئ مِنْهَا إِلا بِالْعَقْلِ، كَمَا أَنَّ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ اللُّحْمَانِ لَوْ عَمِلْتَهُ ثُمَّ لَمْ تَسْتَعِنْ بِالْمِلْحِ فَأَيُّمَا لَوْنٍ مِنَ اللُّحْمَانِ أَخْطَأَهُ الْمِلْحُ صَارَ مُنْتِنًا مَكْرُوهًا، وَكَذَلِكَ كُلُّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ إِذَا أَخْطَأَهُ الْعَقْلُ كَانَ مَرْدُودًا عَلَى صَاحِبِهِ ". (142) [أَثَرُ] أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَحْسَنُ النَّاسِ مُرُورًا عَلَى الصِّرَاطِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلا وَأَرْجَحُ النَّاسِ مَوَازِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلا، قِيلَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا أَحْسَنُ الْعَقْلِ؟ قَالَ الْمُتَنَكِّبُ عَنْ مَسَاخِطِ اللَّهِ، وَاتِّبَاعِ مَرْضَاةِ اللَّهِ ". (143) [أَثَرُ] " إِبْرَاهِيمَ. قُلْتُ لِعَلْقَمَةَ مَا أَعْقَلُ النَّصَارَى فِي دُنْيَاهُمْ. قَالَ مَهْ فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَنْهَانَا أَنْ نُسَمِّيَ الْكَافِرَ عَاقِلا ". (144) [أَثَرُ] " ابْنِ عُمَرَ. سَادَاتُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْقَلُهُمْ عَنِ اللَّهِ، وَأَعْقَلُهُمْ أحْسنهم عملا بِطَاعَة الله، " وأكفهم عَنِ الْمَعَاصِي. (145) [أَثَرُ] " أَبِي سَعِيدٍ. رَكْعَتَانِ مِنَ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنَ الْجَاهِلِ وَلَوْ قلت سَبْعمِائة رَكْعَةٍ لَكَانَ كَذَلِكَ ". (146) [حَدِيثٌ] " مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي الأَرْضِ شَيْئًا أَقَلَّ مِنَ الْعَقْلِ وَإِنَّ الْعَقْلَ فِي الأَرْضِ أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الأَحْمَرِ ". (كرّ) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل. (147) [حَدِيثٌ] " لَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ " (النَّسَائِيّ) فِي الكنى من حَدِيث مجمع بن جَارِيَة عَن عَمه، وَقَالَ النَّسَائِيّ بَاطِل مُنكر.

(148) [حَدِيثُ] أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: " كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ جُلُوسًا إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ طَوِيلُ اللِّحْيَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ فِي طُولِ اللِّحْيَةِ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَكِنِّي أَحْفَظُهُ فَلَمَّا جَلَسَ الرَّجُلُ، قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: أَمَّا اللِّحْيَةُ فَلَسْنَا نُسْأَلُ عَنْهَا، سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ: اعْتَبِرُوا عَقْلَ الرَّجُلِ فِي طُولِ لِحْيَتِهِ وَنَقْشِ خَاتَمِهِ وَكُنْيَتِهِ، فَمَا كنيتك؟ قَالَ أَبُو كَوْكَب الدُّرِّي، قَالَ فَمَا نقش خاتمك قَالَ {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ من الغائبين} فَقَالَ وجدنَا حَدِيث رَسُول الله حَقًا ". (كرّ) من طَرِيق عُثْمَان الطرائفي. (قلت) تقدم أَن عُثْمَان الطرائفي وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره، وَالْمَرْفُوع مِنْهُ رَوَاهُ الديلمي فِي مُسْند الفردوس من حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ من طَرِيق الطرائفي أَيْضا، وَفِيه أَيْضا من لم يسم وَالله أعلم. (149) [حَدِيثٌ] " مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ وَطَالَ صَمْتُهُ وَسَلِمَ النَّاسُ مِنْ شَرِّهِ فَذَلِكُمُ الْعَاقِلُ وَإِنْ كَانَ لَا يَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَثِيرًا، أَلا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعَاقِبُ الْعَاقِلَ مَا لَمْ يُعَاقِبِ الأَبْكَمَ وَيُثِيبُ الْعَاقِلَ مَا لَمْ يُثِبِ الأَبْكَمَ، وَالأَبْكَمُ الْجَاهِلُ الْخَائِضُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَإِنْ كَانَ قَارِئًا كَاتِبًا، وَمَا تَزَيَّنَ الْعِبَادُ بِزِينَةٍ هِيَ أَجْمَلُ مِنَ الْعَقْلِ وَلا تَزَيَّنَ النَّاسُ بِزِينَةٍ هِيَ أَقْبَحُ مِنَ الْجَهْلِ " (سُلَيْمَان السجْزِي) فِي كِتَابه الَّذِي وَضعه فِي الْعقل (ابْن لال) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق دَاوُد بن المحبر. (150) [حَدِيثٌ] " لِلْعَاقِلِ خَمْسُ خِصَالٍ يُعْرَفُ بِهَا يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَيَتَوَاضَعُ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ وَيُسَابِقُ إِلَى الْخَيْرَاتِ مَنْ فَوْقَهُ، فَإِنْ رَأَى بَابَ بِرٍّ انْتَهَزَهُ وَلا يُفَارِقُهُ الْخَوْفُ وَيَتَدَبَّرُ، ثُمَّ يَتَكَلَّمُ، فَإِنْ تَكَلَّمَ غَنِمَ، وَإِنْ سَكَتَ سَلِمَ، وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ وَسَكَتَ وَلِلْجَاهِلِ خِصَالٌ يُعْرَفُ بِهَا يَظْلِمَ مَنْ يُخَالِطُهُ وَيَعْتَدِي عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ وَيَتَطَاوَلُ عَلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ وَلا يُنْصِفُ مِنْ نَفْسِهِ وَيَتَكَلَّمُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ وَيَنْدَمُ فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ وَإِنْ سَكَتَ بَهَرَ، وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ أَرْدَتْهُ وَإِنْ رَأَى بَابَ فَضِيلَةٍ أَعْرَضَ عَنْهَا " (نع) من حَدِيث نبيط ابْن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط. (151) [حَدِيثٌ] " اسْتَوْصُوا بِالْكُهُولِ خَيْرًا وَارْحَمُوا الشَّبَابَ ". (حا) من حَدِيث أبي سعيد، وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله القرشى.

(152) [حَدِيثٌ] " مَنْ كَانَ لَهُ حَمْلٌ فَنوى أَن يُسَمِّيه مُحَمَّدًا حوله الله ذكرا وَإِن كَانَ أُنْثَى، وَمَنْ كَانَ لَهُ ابْنٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَلْيُكْرِمْهُ وَلا يَضْرِبْهُ، أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُولَ يَا مُحَمَّدُ ثُمَّ يَضْرِبُهُ " (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه وهب بن وهب. (153) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: يَا مُحَمَّدُ قُمْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَيَقُومُ كُلُّ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَيَتَوَهَّمُ أَنَّ النِّدَاءَ لَهُ، فَلِكَرَامَةِ مُحَمَّدٍ لَا يُمْنَعُونَ " (أَبُو المحاسن عبد الرَّزَّاق ابْن مُحَمَّد الطبسي) فِي الْأَرْبَعين بِسَنَد معضل سقط مِنْهُ عدَّة رجال ". (قلت) قَالَ بعض أشياخي: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ وَالله أعلم. (154) [حَدِيثٌ] " أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلاليِ لَا أُعَذِّبُ أَحَدَا يُسَمَّى بِاسْمِكَ يَا مُحَمَّدُ بِالنَّارِ ". (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط. (155) [حَدِيثٌ. " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ لِلْمَسْجِدِ مُسَيْجِدٌ فَإِنَّهُ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُصَيْحِفٌ فَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُصَغَّرَ، وَلا يَقُولُ لِلرَّجُلِ رُوَيْجِلُ وَلا لِلْمَرْأَةِ مُرَيْئَةَ " (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. (قُلْتُ) لم يبين علته، وَفِيه عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي، وَفِي تَرْجَمته من الْمِيزَان أورد الذَّهَبِيّ هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم. (156) [حَدِيثٌ] " تَعَلَّمُوا أَبْجَدَ وَتَفْسِيِرَهَا، وَيْلٌ لِعَالِمٍ جَهِلَ تَفْسِيرَهَا، فِيهَا الأَعَاجِيبُ أَمَّا الأَلِفُ فَإِنَّهُ إِلا اللَّهُ، وَحَرْفٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَالْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ، وَالْجِيمُ جَنَّةُ اللَّهُ، وَالدَّالُ دِينُ اللَّهِ، وَذكر لكل حرف شَيْئا ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) : لم يبين علته، وَفِيه مُحَمَّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي. وَمن طَرِيقه أَيْضا أخرجه ابْن فَنْجَوَيْهِ فِي كتاب المعلمين، إِلَّا أَنه جعله من حَدِيث أنس. (157) [حَدِيثٌ] " النُّطْفَةُ الَّتِي يَخْلُقُ اللَّهُ مِنْهَا الْوَلَد ترْعد لَهَا الْأَعْضَاء والعروف كُلُّهَا إِذَا خَرَجَتْ وَوَقَعَتْ فِي الرَّحِمِ " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نهشل.

(158) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَتَى عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً فِي الإِسْلامِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الرَّجَاءِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (كرّ) فِي أَمَالِيهِ من حَدِيث أنس وَفِيه إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْأَحْوَص، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان. هَذَا حَدِيث بَاطِل. (159) [حَدِيثٌ] جَاءَتْهُمْ طَيْرٌ أَبَابِيلُ أَمْثَالُ الْحِدَاءِ فِي صُورَةِ السِّبَاعِ، وَإِنَّهَا أَحْيَاءٌ إِلَى الْيَوْمِ تُعَشِّشُ فِي الْهَوَاءِ " (مي) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه عِيسَى بن عبد الله بن عمر بن عَليّ ابْن أَبى طَالب.

كتاب الأنبياء والقدماء

كتاب الْأَنْبِيَاء والقدماء الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] " مَرَّ نُوحٌ بِأَسَدٍ رَابِضٍ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ فَرَفَعَ الأَسَدُ رَأْسَهُ فَخَمَشَ سَاقَهُ فَلَمْ يَبِتْ لَيْلَتَهُ مِمَّا جَعَلَتْ تَضْرِبُ عَلَيْهِ. وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ كَلْبُكَ عَقَرَنِي، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِليه إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَرْضَى بِالظُّلْمِ أَنْتَ بَدَأْتَهُ " (عد) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَر الغافقي وَعَمْرو بن ثَابت، وَقَالَ بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقَالَ أَبُو عبد الله الصُّورِي هُوَ مَحْفُوظ عَن مُجَاهِد قَوْله، قَالَ السُّيُوطِيّ: أخرجه عَنهُ ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ فِي تفسيريهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (2) [حَدِيثٌ] " قَالَ يَعْقُوبُ: إِنَّمَا أَشْكُو مِنْ وَجْدِي إِلَى اللَّهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي، فَجَعَلَ يَعْقُوبُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَذْكُرَ يُوسُفَ، فَبَيْنَمَا هُوَ سَاجِدٌ فِي صَلاتِهِ سَمِعَ صَائِحًا يَصِيحُ: يَا يُوسُفُ، فَأَنَّ فِي سُجُودِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ قَدْ عَلِمْتُ مَا تَحْتَ أَنِينِكَ، فَوَعِزَّتِي لأَجْمَعَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حَبِيبِكَ، وَلأَجْمَعَنَّ بَيْنَ كُلِّ حَبِيبٍ وَحَبِيبِهِ، إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا فِي الآخِرَةِ " (أَبُو بكر النقاش) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أبي غَالب ابْن بنت مُعَاوِيَة بن عَمْرو، والنقاش أَيْضا مُتَّهم. (3) [حَدِيثٌ] . " كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى يَوْمَ كَلَّمَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ صُوفٌ وَكِسَاءٌ صُوفٌ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعَبْرَانِيُّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: أَنَا اللَّهُ " (ابْن بطة) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح، فَإِن كَلَام الله لَا يشبه كَلَام المخلوقين وَفِيه حميد الْأَعْرَج وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، وَاسم أَبِيه عَليّ وَقيل عَطاء وَقيل عمار، وَلَيْسَ بحميد ابْن قيس الْأَعْرَج صَاحب الزُّهْرِيّ فَذَاك من رجال الصَّحِيح،، وَهَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيهِ مَتْرُوك، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر كلا وَالله بل حميد برِئ من هَذِه الزِّيَادَة، فقد جَاءَ من طرق عَن خلف بن خَليفَة عَنهُ بِدُونِهَا، مِنْهَا عِنْد الترمذى عَن على ابْن حجر عَن خلف بِدُونِهَا، وَمَا أَشك أَن إِسْمَاعِيل الصفار يَعْنِي شيخ ابْن بطة لم يحدث بهَا

قطّ، وَمَا أَدْرِي مَا أَقُول فِي ابْن بطة بعد هَذَا؟ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه: تفرد بهَا ابْن بطة وَإِلَّا فَهُوَ فِي نُسْخَة الصفار عَن الْحسن بن عَرَفَة عَن خلف بِدُونِهَا. انْتهى وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على حَاشِيَة مُخْتَصر الموضوعات لِابْنِ درباس: هَذَا الحَدِيث فِي نُسْخَة الْحسن بن عَرَفَة رِوَايَة إِسْمَاعِيل الصفار عَنهُ، وَلَيْسَ فِيهِ هَذِه الزِّيَادَة الْبَاطِلَة الَّتِي فِي آخِره وَالظَّاهِر أَن هَذِه الزِّيَادَة من سوء حفظ ابْن بطة انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك ظنا مِنْهُ أَن حميد الْأَعْرَج هُوَ حميد بن قيس الْمَكِّيّ الثِّقَة وَهُوَ وهم مِنْهُ انْتهى (قلت) سبقه إِلَى التَّنْبِيه على هَذَا. الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك وَالله تَعَالَى أعلم. (4) [حَدِيثٌ] . " لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى فِي الأَرْضِ كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهِ بِحُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَبِكْرُسِيٍّ مُرَصَّعٍ بِالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ وَيَرْفَعُهُ الْكُرْسِيُّ إِلَى حَيْثُ شَاءَ وَيُكَلِّمُهُ حَيْثُ شَاءَ ". (شا) من حَدِيث أنس، وَفِيه سُلَيْمَان بن سَلمَة الخبايري، قَالَ ابْن عدي: هَذَا الحَدِيث من بلاياه. (5) [حَدِيثٌ] . " قَالَ اللَّهُ لِدَاوُدَ يَا دَاوُدُ ابْنِ لِي فِي الأَرْضِ بَيْتًا فَبَنَى دَاوُدُ بَيْتًا لِنَفْسِهِ قَبْلَ الْبَيْتِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا دَاوُدُ بَنَيْتَ بَيْتَكَ قَبْلَ بَيْتِي، قَالَ: أَيْ رَبِّي هَكَذَا قُلْتَ فِيمَا قَضَيْتَ: مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَلَمَّا تَمَّ سُورَ الْحَائِطَ سَقَطَ فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ تَبْنِيَ لِي بَيْتًا، قَالَ أَيْ رَبِّي وَلِمَ؟ قَالَ لِمَا جَرَى عَلَى يَدَيْكَ مِنَ الدِّمَاءِ، قَالَ أى ربى أَو لم يَكُنْ ذَلِكَ فِي هَوَاكَ وَمَحَبَّتِكَ، قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّهُمْ عِبَادِي وَإِمَائِي وَأَنَا أَرْحَمُهُمْ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ لَا تَحْزَنْ فَإِنِّي سَأَقْضِي بِنَاءَهُ عَلَى يَدَيِ ابْنِكَ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَ دَاوُدُ أَخَذَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَائِهِ، فَلَمَّا تَمَّ قَرَّبَ الْقَرَابِينَ وَذَبَحَ الذَّبَائِحَ وَجَمَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَوْحَى اللَّهِ إِلَيْهِ: قَدْ أَرَى سُرُورَكَ بِبُنْيَانِ بَيْتِي فَسَلْنِي أُعْطِكَ، قَالَ أَسْأَلُكَ ثَلاثَ خِصَالٍ، حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَكَ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، وَمَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ لَا يُرِيدُ إِلا الصَّلاةَ فِيهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ". (حب) من حَدِيث رَافع بن عُمَيْر من طَرِيق مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُوَيْد الرَّمْلِيّ والموضوع مِنْهُ قصَّة دَاوُد وَأما سُؤال سُلَيْمَان الْخِصَال الثَّلَاثَة فورد من طَرِيق أُخْرَى. (قلت) رَوَاهُ

أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرطهمَا وَالله أعلم. (6) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله ذَاتَ يَوْمٍ صَلاةَ الْفَجْرِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ حَدَّثْتَنَا حَدِيثًا فِي سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ الرِّيحِ. فَقَالَ النبى: بَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدًا إِذْ دَعَا بِالرِّيحِ فَقَالَ لَهَا الْزَقِي بِالأَرْضِ، ثُمَّ دَعَا بِزِمَامٍ فَزَمَّ بِهِ الرِّيحَ ثُمَّ دَعَا بِبُسَاطٍ فَبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الرِّيحِ، ثُمَّ دَعَا بِأَرْبَعَةِ آلافِ كُرْسِيٍّ فَوَضَعَها عَنْ يَمِينِهِ وَأَرْبَعَةِ آلافِ كُرْسِيٍّ فَوَضَعَها عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُلِّ كُرْسِيٍّ مِنْهَا قَبِيلَةً مِنْ قَوْمِهِ ثُمَّ قَالَ لِلرِّيحِ أَقِلِّي، فَلَمْ تَزَلْ تَسِيرُ فِي الْهَوَاءِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ فِي الْهَوَاءِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ لَا يُرَى تَحت قَدَمَيْهِ شئ وَلَا هُوَ مستمسك بشئ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَلِيِّ الأَعْلَى، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: يَا هَذَا مِنَ الْمَلائِكَةِ أَنْتَ، قَالَ اللَّهُمَّ لَا. قَالَ فَمِنَ الْجِنِّ أَنْتَ. قَالَ اللَّهُمَّ لَا، قَالَ فَمِنْ وَلَدِ آدَمَ أَنْتَ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ فَبِمَ نِلْتَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ مِنْ رَبِّكَ، قَالَ إِنِّي كُنْتُ فِي مَدِينَةٍ يَأْكُلُونَ رِزْقَ اللَّهِ وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ فَدَعَوْتُهُمْ إِلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَأَرَادُوا قَتْلِي، فَدَعَوْتُ اللَّهَ بِدَعْوَةٍ فَصَيَّرَنِي فِي هَذَا الْمَكَانِ الَّذِي تَرَى، كَمَا دَعَوْتَ رَبَّكَ أَنْ يُعْطِيَكَ مُلْكًا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا قَبْلَكَ وَلا يُعْطِيهِ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: فمذكم أَنْتَ فِي هَذَا الْمَكَان؟ قَالَ: مُذْ ثَلاثِ حِجَجٍ، قَالَ: وَمَا طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: إِذا عَلِمَ اللَّهُ جَهْدَ مَا بِي مِنَ الْجُوعِ أَوْحَى إِلَى طَيْرٍ مِنْ هَذَا الْهَوَاءِ وَفِي فِيهِ شئ مِنَ الطَّعَامِ فَيُطْعِمُنِي فَإِذَا شَبِعْتُ أَهْوَيْتُ إِلَيْهِ بِيَدِي فَيَذْهَبُ، فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ جَهْدَ مَا بِي مِنَ الْعَطَشِ أَوْحَى إِلَى سَحَابٍ فَيُظِلُّنِي فَيَسْكُبُ الْمَاءَ فِي يَدَيَّ سَكْبًا فَإِذَا رَوِيتُ أَهْوَيْتُ إِلَيْهِ بِيَدِي فَيَذْهَبُ. فَبَكَى سُلَيْمَانُ حَتَّى بَكَتْ لَهُ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ مَا أَكْرَمَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ إِذْ جَعَلْتَ الْمَلائِكَةَ وَالْمَطَرَ وَالسَّحَابَ خَدَمًا لِوَلَدِ آدَمَ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا سُلَيْمَانُ، مَا خَلَقْتُ فِي السَّمَوَاتِ خَلْقًا وَلا فِي الأَرْضِ خَلْقًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِ آدَمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنْ أَطَاعَنِي أَسْكَنْتُهُ جَنَّتِي وَمَنْ عَصَانِي أَسْكَنْتُهُ نَارِي " (الْإِسْمَاعِيلِيّ) فِي مُعْجَمه، وَأكْثر رُوَاته مَجْهُولُونَ وَفِيه عبد الرَّحْمَن بن قيس المكى.

(7) [حَدِيث] " إِن عِيسَى بن مَرْيَمَ لَمَّا أَسْلَمَتْهُ أُمُّهُ إِلَى الْكُتَّابِ لِيُعَلِّمَهُ، قَالَ لَهُ الْمُعَلِّمُ اكْتُبْ بِسْمِ، قَالَ لَهُ عِيسَى: وَمَا بِسْمِ؟ قَالَ الْمُعَلِّمُ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: الْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ، وَالسِّينُ سَنَاؤُهُ، وَالْمِيمُ مُلْكُهُ، وَاللَّهُ إِلَهُ الآلِهَةِ وَالرَّحْمَنُ رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالرَّحِيمُ رَحِيمُ الآخِرَةِ، أَبْجَدُ الأَلِفِ آلاءُ اللَّهِ، الْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ، الْجِيمُ جَلالُ اللَّهِ، الدَّالُ اللَّهُ الدَّائِمُ. هَوَّزُ. هَاءٌ الْهَاوِيَةُ، وَاوٌ. وَيْلٌ لأَهْلِ النَّارِ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، زَايٌ زِيُّ أَهْلِ الدُّنْيَا، حُطِّي حَاءٌ اللَّهُ الْحَكِيمُ، طَاءُ اللَّهُ الطَّالِبُ لِكُلِّ حَقٍّ حَتَّى يُؤَدِّيَهُ، يَاءٌ آيُ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ الْوَجَعُ، كَلَمُنْ كَافٌ اللَّهُ الْكَافِي، لامٌ اللَّهُ الْعَلِيمُ، مِيمٌ اللَّهُ الْمَلِكُ، نُونٌ الْبَحْرُ، صَعْفَصْ صَادٌ اللَّهُ الصَّادِقُ، الْعَيْنُ اللَّهُ الْعَالِمُ، الْفَاءُ اللَّهُ الْفَرْدُ، صَادٌ اللَّهُ الصَّمَدُ، قَرَشَتْ قَافٌ الْجَبَلُ الْمُحِيطُ بِالدُّنْيَا الذى اخضرت مِنْهُ السَّمَاوَات، الرَّاءُ رُؤْيَا النَّاسِ لَهَا، السِّينُ سَتْرُ اللَّهِ، تَاءٌ تَمَّتْ أَبَدًا " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ وَفِيه إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ وَالْبَلَاء مِنْهُ، وَلَا يضع مثل هَذَا إِلَّا ملحد أَو جَاهِل. (8) [حَدِيثُ] أَنَسٍ. " بَيْنَمَا نَحْنُ نطوف مَعَ رَسُول الله إِذْ رَأَيْنَا بُرْدًا وَيَدًا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْبُرْدُ وَالْيَدُ، فَقَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: ذَلِكَ عِيسَى بن مَرْيَمَ سَلَّمَ عَلَيَّ ". (عد) وَلَيْسَ بِصَحِيح، فِيهِ هِلَال بن زيد أَبُو عقال. (9) [حَدِيثُ] جَابِرٍ: " كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْجِنِّ تَأْتِي النَّبِيَّ فِي نِسَاءٍ مِنْ قَوْمِهَا، فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَتْهُ، فَقَالَ لَهَا: مَا بَطُؤَ بِكِ؟ قَالَتْ: مَاتَتْ لَنَا بِنْتٌ بِأَرْضِ الْهِنْدِ فَذَهَبْتُ فِي تَعْزِيَتِهِمْ، وَإِنِّي أُخْبِرُكَ بِعَجِيبٍ رَأَيْتُ فِي طَرِيقِي، قَالَ وَمَا رَأَيْتِ؟ قَالَتْ رَأَيْتُ إِبْلِيسَ قَائِمًا يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ إِبْلِيسُ؟ قَالَ نَعَمْ، قُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَضْلَلْتَ بَنِي آدَمَ وَفَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: دَعِي هَذَا عَنْكِ، قُلْتُ: تُصَلِّي وَأَنْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا فَارِعَةُ بِنْتَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ، إِنِّي لأَرْجُو مِنْ رَبِّي إِذَا أَبَرَّ قَسَمَهُ فِي أَنْ يَغْفِرَ لِي، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله ضَحِكَ كَذَلِكَ الْيَوْمِ " (عد) وَهُوَ حَدِيث محَال وَفِيه ابْن لَهِيعَة لَا يوثق بِهِ يُدَلس عَن ضعفاء وَكَذَا بَين، قَالَ السُّيُوطِيّ. قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: فِيهِ منفر بن الحكم لَا يدرى من ذَا وَلَعَلَّه وضع هَذَا. (10) [حَدِيثٌ " لَيْلَةَ عُرِجَ بِي أُوحِيَ إِلَيَّ مَا أُوحِيَ، فَقَالَ: واسأل من أرسلنَا؟ فَقلت

الفصل الثاني

يَا رَبِّ أَيْنَ أَبَوَايَ؟ قَالَ: أَنَا أَبْعَثُهُمَا إِلَيْكَ فَأنْشَرَهُمَا لِي، فَدَعَوْتُهُمَا إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمَا، فَنُقِلا مِنْ حُفَرِ النَّارِ إِلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ ". من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْخَواص، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَمَا أبله من وضع هَذَا؟ فَإِن الْإِيمَان بعد الْإِعَادَة لَا ينفع. (قلت) هَذَا الحَدِيث فِي بعض نسخ الموضوعات وَفِي مختصري جلال الدَّين ابْن درباس وقطب الدَّين الكومي، وَلم أره فِي مؤلفات السُّيُوطِيّ، فَكَأَنَّهُ لم يكن فِي نسخته، وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (11) [حَدِيثٌ] " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرْبَةِ الْجَابِيَةِ وَعَجَنَهُ بِمَاءِ الْجَنَّةِ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح، فِيهِ إِسْمَاعِيل بن رَافع ضعفه أَحْمد وَيحيى، وَصَحَّ أَن آدم خلق من قَبْضَة قبضهَا الْملك من جَمِيع الأَرْض (تعقب) بِأَن إِسْمَاعِيل روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ هُوَ ثِقَة مقارب الحَدِيث (12) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَتَأْتُونَ فى ناديكم الْمُنكر} قَالَ الضُّرَاطُ رَوَاهُ روح بن غطيف وَلَا يَصح: قَالَ ابْن حبَان: لَا يحل كتب حَدِيث روح، (تعقب) بِأَن روحا لم يتهم بِوَضْع، وَبِأَن الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم من هَذَا الطَّرِيق عَن عَائِشَة مَوْقُوفا، وَله شَاهد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد أَنه سُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} مَاذَا كَانَ الْمُنكر الَّذِي يأْتونَ؟ قَالَ: " كَانُوا يتضارطون فِي مجلسهم يضرط بَعضهم على بعض ". رَوَاهُ عبد بن حميد (قلت) وَسَنَده جيد وَالله أعلم.

(13) [حَدِيثٌ] " إِنْ كَانَتِ الْحُبْلَى لَتَرَى يُوسُفَ فَتَضَعُ حَمْلَهَا ". (فت) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي، وجعفر بن الزبير وَأَبُو الْفضل الْأنْصَارِيّ متروكون؛ تعقب) بِأَن الْقَاسِم روى لَهُ الْأَرْبَعَة، وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا، وَأَبُو الْفضل روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ ابْن عدي أنْكرت من رواياته عدَّة أَحَادِيث، وَمَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه، وجعفر روى لَهُ ابْن مَاجَه أَيْضا وَهُوَ أوهاهم (14) [حَدِيثُ] عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ. " أَنَّ رَسُولَ الله كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَ كَلامًا مِنْ وَرَائِهِ فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مَا يُنَجِّينِي مِمَّا خَوَّفْتَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ، أَلا يَضُمُّ إِلَيْهَا أُخْتَهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَوْقَ الصَّالِحِينَ إِلَى مَا شَوَّقْتَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَكَانَ مَعَهُ اذْهَبْ يَا أَنَسُ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي، فَجَاءَ أَنَسٌ فَبَلَّغَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَنَسُ أَنْت رَسُول رَسُول الله إِلَيَّ؟ فَقَالَ كَمَا أَنْتَ فَرَجَعَ فاستثبت فَقَالَ رَسُول الله قُلْ لَهُ نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَقل لرَسُول الله إِنَّ لِلَّهِ فَضَّلَكَ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِمِثْلِ مَا فَضَّلَ رَمَضَانَ عَلَى الشُّهُورِ وَفَضَّلَ أُمَّتَكَ علَى الأُمَمِ بِمِثْلِ مَا فَضَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ فَإِذَا هُوَ الْخَضِرُ " (عد) وَفِيه كثير بن عبد الله حفيد عَمْرو وراوى الحَدِيث وَله نُسْخَة مَوْضُوعَة عَن أَبِيه عَن جده، وَفِيه أَيْضا عبد الله بن نَافِع مَتْرُوك (تعقب) بِأَن كثيرا فِي دَرَجَة الضُّعَفَاء الَّذين لَا ينحط حَدِيثهمْ إِلَى دَرَجَة الْوَضع كَمَا مر فِي كتاب الْمُبْتَدَأ وَحَدِيثه هَذَا أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَقَالَ: إِسْنَاده ضَعِيف. (15) [حَدِيثُ] أَنَسٍ. " خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي أَحْمِلُ الطَّهُورَ مَعَ النبى فَسَمِعَ مُنَادِيًا يُنَادِي فَقَالَ لِي يَا أَنَسُ صَهٍ، فَسَكَتَ فَاسْتَمَعَ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مَا يُنَجِّينِي مِمَّا خَوَّفْتَنِي مِنْهُ فَقَالَ رَسُول الله. لَوْ قَالَ أُخْتَهَا مَعَهَا فَكَأَنَّ الرَّجُلَ لُقِّنَ مَا أَرَادَ النَّبِيُّ، فَقَالَ وَارْزُقْنِي شَوْقَ الصَّالِحِينَ إِلَى مَا شَوَّقْتَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ يَا أَنَسُ ضَعْ لِي الطَّهُورَ وَائْتِ هَذَا الْمُنَادِي فَقُلْ لَهُ. ادْع لرَسُول الله أَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا ابْتَعَثَهُ بِهِ، وَادْعُ لأُمَّتِهِ أَنْ يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ بِالْحَقِّ، قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ ادْعُ اللَّهَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَن يُعينهُ

عَلَى مَا ابْتَعَثَهُ بِهِ، وَادْعُ لأُمَّتِهِ أَنْ يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ بِالْحَقِّ، فَقَالَ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ وَلَمْ استأمر رَسُول الله، فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ وَمَا يَضُرُّكَ مَنْ أَرْسَلَنِي ادْعُ بِمَا قُلْتُ لَكَ، فَقَالَ لَا أَوْ تُخْبِرَنِي بِمَنْ أَرْسَلَكَ، قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبَى أَنْ يَدْعُوَ بِمَا قُلْتُ لَهُ حَتَّى أُخْبِرَهُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ وَبِرَسُولِهِ أَنَا كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ آتِيَهُ اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْخَضِرُ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَيَقُولُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَضَّلَكَ عَلَى النَّبِيِّينَ كَمَا فَضَّلَ شَهْرَ رَمَضَانَ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ، وَفَضَّلَ أُمَّتَكَ عَلَى الأُمَمِ كَمَا فَضَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ، قَالَ فَلَمَّا وليت سمعته يَقُول: الله اجْعَلنِي من هَذِه الْأمة المرشدة المرحومة المتاب عَلَيْهَا ". (الْحُسَيْن) بن الْمُنَادِي من طَرِيق وضاح بن عباد الْكُوفِي وَقَالَ: واه بالوضاح وَغَيره وَهُوَ مُنكر الْإِسْنَاد سقيم الْمَتْن وَلم يراسل الْخضر نَبينَا وَلم يلقه. (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي الْإِصَابَة: قد جَاءَ الْخَبَر من وَجْهَيْن آخَرين عَن أنس أَحدهمَا عِنْد ابْن عَسَاكِر، وَالْآخر عِنْد ابْن شاهين وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الله، قَالَ الْحَافِظ وَلَيْسَ هُوَ شيخ البُخَارِيّ قَاضِي الْبَصْرَة ذَاك ثِقَة وَهَذَا أَبُو سَلمَة الْأنْصَارِيّ واهي الحَدِيث جدا. (قلت) بل مُتَّهم بِالْوَضْعِ وَالْكذب. وَقَالَ بعض شيوخي: فِي طَرِيق ابْن عَسَاكِر أَبُو دَاوُد. وَالظَّاهِر أَنه النَّخعِيّ سُلَيْمَان بن عَمْرو الْكذَّاب الوضاع فَلَا يصلح وَاحِد من الطَّرِيقَيْنِ تَابعا وَالله تَعَالَى أعلم. (16) [أَثَرُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ يَلْتَقِي الْخَضِرُ وَإِلْيَاسُ كُلَّ عَامٍ وَيَتَفَرَّقَانِ عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلا اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلا اللَّهُ، مَا شَاءَ اللَّهُ مَا يَكُونُ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. قَالَ ابْن عَبَّاس من قَالَهَا حِين يصبح ويمسي كل يَوْم ثَلَاث مَرَّات عوفي من الْغَرق والحرق والسرق ". (أَبُو إِسْحَق الْمُزَكي) فِي فَوَائده تَخْرِيج الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق الْحسن بن رزين وَقد تفرد بِهِ وَهُوَ مَجْهُول وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ. (تعقب) بِأَن ابْن عدي أخرجه من هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ: هُوَ بِهَذَا الْإِسْنَاد مُنكر: وَبِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي الْإِصَابَة: جَاءَ من غير طَرِيق الْحسن، لَكِن من وَجه واه جدا أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات من طَرِيق أَحْمد بن عمار ومهدي بن

هِلَال وهما مَتْرُوكَانِ. (قلت) بل مهْدي يضع كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم. (17) [حَدِيثٌ] " يَجْتَمِعُ فِي كُلِّ عَرَفَةَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَالْخَضِرُ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ مِيكَائِيلُ مَا شَاءَ اللَّهُ كُلُّ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ إِسْرَافِيلُ مَا شَاءَ اللَّهُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِ اللَّهِ، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ الْخَضِرُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلا اللَّهُ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُونَ عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَلا يَجْتَمِعُونَ إِلَى قَابِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَقُولُ هَذِهِ الأَرْبَعَ مَقَالاتٍ حِينَ يَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمِهِ إِلا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَرْبَعَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ يَحْفَظُونَهُ، صَاحِبَ مَقَالَةِ جِبْرِيلَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَصَاحِبَ مَقَالَةِ مِيكَائِيلَ عَنْ يَمِينِهِ وَصَاحِبَ مَقَالَةِ إِسْرَافِيلَ عَنْ يَسَارِهِ وَصَاحِبَ مَقَالَةِ الْخَضِرِ مِنْ خَلْفِهِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، وَعَاهَةٍ وَعَدُوٍّ وَظَالِمٍ وَحَاسِدٍ وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَقُولُهَا فِي يَوْمِ عَرَفَةَ مِائَةَ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلا نَادَاهُ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ أَيْ عَبْدِي قَدْ أَرْضَيْتَنِي وَقَدْ رَضِيتُ عَنْكَ فَسَلْنِي مَا شِئْتَ فَبِعِزَّتِي حَلَفْتُ لأُعْطِيَنَّكَ " (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عدَّة مَجَاهِيل (تعقب) بِأَن ذَلِك لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَله طَرِيق آخر أخرجه مِنْهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات. (18) [أَثَرُ] عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. " بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذَا رَجُلٌ مُعَلَّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ يَا مَنْ لَا تَغْلَطُهُ الْمَسَائِلُ يَا مَنْ لَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ، فَقُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَعِدِ الْكَلام، قَالَ وَسَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ الْخَضِرِ بِيَدِهِ وَكَانَ هُوَ الْخَضِرَ، لَا يَقُولُهُنَّ عَبْدٌ دُبُرَ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ إِلا غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجَ وَعَدَدَ الْمَطَرِ وَوَرَقِ الشَّجَرِ ". (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن الْهَرَوِيّ مَجْهُول، وَعبد الله بن مُحَمَّد مَتْرُوك. (تعقب) بِأَن ابْن عَسَاكِر رَوَاهُ من طَرِيق آخر (قلت) هُوَ من طَرِيق الدينَوَرِي صَاحب المجالسة. وَقد مر أَن الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يتهمه بِالْوَضْعِ إِلَّا أَن ابْن أبي الدُّنْيَا تَابعه فَزَالَتْ تهمته لَكِن فِي السَّنَد مَجَاهِيل وَالله أعلم.

(19) [أثر] ريَاح بن عُبَيْدَة. " رَأَيْت رجلا يماشي عمر بن عبد الْعَزِيز مُعْتَمدًا على يَده فَقلت فِي نَفسِي إِن هَذَا الرجل جَاف، فَلَمَّا صلى قلت: من الرجل الَّذِي كَانَ مَعَك مُعْتَمدًا على يدك آنِفا. قَالَ: وَقد رَأَيْته؟ يَا ريَاح قلت نعم. قَالَ إِنِّي لأرَاك رجلا صَالحا، ذَاك أخي الْخضر بشرني أَنِّي سألي وَأَعْدل (يَعْقُوب بن سُفْيَان) فِي تَارِيخه، وَقَالَ ابْن الْمُنَادِي حَدِيث ريَاح كَالرِّيحِ ". (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ: حَدِيثه هُوَ أصح مَا ورد فِي بَقَاء الْخضر. (قلت) ورياح وَإِن كَانَ قد تكلم فِيهِ ابْن الْمُبَارك فقد وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَالله تَعَالَى أعلم. (20) [حَدِيثُ] أَنَسٍ. " غزونا مَعَ رَسُول الله حَتَّى إِذَا كُنَّا بِفَجِّ النَّاقَةِ عِنْدَ الْحَجَرِ، إِذَا نَحْنُ بِصَوْتٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْمَرْحُومَةِ الْمَغْفُورِ لَهَا الْمُتَابِ عَلَيْهَا الْمُسْتَجَابِ لَهَا، فَقَالَ لِي رَسُول الله: يَا أَنَسُ انْظُرْ مَا هَذَا الصَّوْتُ فَدَخَلْتُ الْجَبَلَ فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاض، طوله أَكثر من ثلثمِائة ذِرَاعٍ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ قَالَ أَنْت رَسُول النبى، فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَاقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، فَقُلْ هَذَا أَخُوكَ إِلْيَاسُ، يُرِيدُ لِقَاءَكَ فَجَاءَ النبى وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا قَرِيبا مِنْهُ تقدم النبى وَتَأَخَّرْتُ فَتَحَدَّثَا طَوِيلا فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمَا مِنَ السَّمَاءِ شِبْهُ السُّفْرَةِ، فَدَعَوَانِي فَأَكَلْتُ مَعَهُمَا، فَإِذَا فِيهِ كَمْأَةٌ وَرُمَّانُ وَكَرَفْسُ، فَلَمَّا أَكَلْتُ قُمْتُ فَتَنَحَّيْتُ وَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَاحْتَمَلَتْهُ أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ ثِيَابِهِ فِيهَا تَهْوِي بِهِ قِبَلَ الشَّامِ، فَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَكَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ نَزَلَ عَلَيْك؟ فَقَالَ النبى: سَأَلْتَ عَنْهُ، فَقَالَ أَتَانِي بِهِ جِبْرِيلُ وَلِي فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَكْلَةٌ وَفِي كُلِّ حَوْلٍ شَرْبَةٌ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ عَلَى الْجُبِّ يَمُدُّ بِالَّدْلِو فَيَشْرَبُ وَرُبَّمَا سَقَانِي ". (ابْن أبي الدُّنْيَا) . وَفِيه يزِيد البلوي الْموصِلِي وَأَبُو إِسْحَق الجرشِي وَلَا يعرفان، قد سَرقه بعض المجهولين فَرَوَاهُ من حَدِيث وَاثِلَة ابْن الْأَسْقَع أخرجه. (شا) من طَرِيق خير بن عَرَفَة مَجْهُول ثَنَا هاني بن المتَوَكل ثَنَا بَقِيَّة عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن مَكْحُول قَالَ: سَمِعت وَاثِلَة، فَذكره بأطول من حَدِيث أنس (تعقب) بِأَن حَدِيث أنس أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك إِلَّا أَن الذَّهَبِيّ تعقبه فِي تلخيصه وَنسب الْحَاكِم إِلَى الْجَهْل فِي تَصْحِيحه، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن الْحَاكِم، وَقَالَ

هَذَا الَّذِي روى فِي هَذَا الحَدِيث فِي قدرَة الله جَائِز، وَمَا خص الله بِهِ رَسُوله من المعجزات يُثبتهُ إِلَّا أَن إِسْنَاد الحَدِيث ضَعِيف بِمرَّة. (قلت) وَقَوله فِي خير بن عَرَفَة مَجْهُول، مَمْنُوع بل هُوَ مَعْرُوف. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تبصير المنتبه: خير بن عَرَفَة بن عبد الله ابْن كَامِل مولى الْأَنْصَار مَشْهُور، وَقَالَ فِي الْإِصَابَة: مُحدث مصري مَشْهُور، روى عَنهُ أَبُو طَالب الْحَافِظ شيخ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره انْتهى. نعم بَقِيَّة مُدَلّس، وَقد عنعن فَيحْتَمل أَنه سَمعه من غير ثِقَة فدلسه عَن الْأَوْزَاعِيّ وَالله أعلم. (21) [حَدِيثٌ] . " كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ". (عد) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ شَيْخه ابْن أبي خَالِد. (تعقب) بِأَن ابْن عدي والعقيلي اقتصرا على وَصفه بالنكارة، نعم قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا من أباطيل شَيْخه، وَبِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت عِنْد الطَّبَرَانِيّ، بِلَفْظ: " كَانَ فص خَاتم سُلَيْمَان بن دَاوُد سماويا فألقي إِلَيْهِ فَأَخذه فَوَضعه فِي خَاتمه وَكَانَ نقشه، أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا أَنا مُحَمَّد عَبدِي ورسولي ". (قلت) قَالَ الهيثمي بعد إِيرَاده فِي مجمع الزَّوَائِد: فِيهِ مُحَمَّد بن مخلد الرعيني ضَعِيف جدا انْتهى. وَقدمنَا فِي الْمُقدمَة عَن ابْن عدي أَنه قَالَ فِيهِ: روى أباطيل وَالله أعلم. (22) [حَدِيثٌ] . " سَأَلت رَسُول الله عَنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ قَالَ يَأْجُوجُ أُمَّةٌ وَمَأْجُوجُ أُمَّةٌ كُلُّ أُمَّةٍ أَرْبَعمِائَة أَلْفِ أُمَّةٍ لَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى أَلْفِ ذَكَرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ صُلْبِهِ، كُلٌّ قَدْ حَمَلَ السِّلاحَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ هُمْ ثَلاثَةُ أَصْنَافٍ مِنْهُمْ أَمْثَالُ الأَرْزِ قُلْتُ وَمَا الأَرْزُ قَالَ الصُّنُوبَرُ شَجَرٌ بِالشَّامِ طُولُ الشَّجَرَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ ذِرَاعٍ فِي السَّمَاءِ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ عَرْضُهُ وَطُولُهُ سَوَاءٌ عِشْرُونَ وَمِائَةُ ذِرَاعٍ فِي السَّمَاءِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَقُومُ لَهُمْ لَا جَبَلٌ وَلا حَدِيدٌ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ يَفْتَرِشُ إِحْدَى أُذُنَيْهِ وَيَلْتَحِفُ بِالأُخْرَى، لَا يَمَرُوُّنَ بِقَلِيلٍ وَلا كَثِيرٍ وَلا جَمَلٍ، وَلا خِنْزِيرٍ إِلا أَكَلُوهُ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ أَكَلُوهُ، مُقَدِّمَتُهُمْ بِالشَّامِ وَسَاقَتُهُمْ بِخُرَاسَانَ يَشْرَبُونَ أَنْهَارَ الْمَشْرِقِ وَبُحَيْرَةَ طَبَرِيَّةَ " (عد) وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَهُوَ الْعُكَّاشِي (تعقب) بِأَن ابْن أبي حَاتِم أخرجه فِي تَفْسِيره وَقد عرف مَا الْتَزمهُ فِيهِ. (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين القلقشندي على حَاشِيَة الموضوعات لِابْنِ الْجَوْزِيّ مَا نَصه: لم ينْفَرد بِهِ الْعُكَّاشِي إِلَّا من حَدِيث حُذَيْفَة، وَقد رَوَاهُ ابْن حبَان

فِي صَحِيحه، من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَفعه: " إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج أقل مَا يتْرك أحدهم لصلبه ألفا، " رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر مَرْفُوعا: " إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج من ولد آدم وَلنْ يَمُوت الرجل مِنْهُم إِلَّا ترك من ذُريَّته ألفا فَصَاعِدا " رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث عَمْرو بن أَوْس عَن أَبِيه مَرْفُوعا: " إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج يُجَامِعُونَ مَا شاؤا وَلَا يَمُوت الرجل مِنْهُم إِلَّا ترك من ذُريَّته ألفا فَصَاعِدا " انْتهى وَالله أعلم. (23) [حَدِيثُ] " ابْنِ عُمَرَ بَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ مَعَ رَسُول الله عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ، إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ فِي يَدِهِ عَصًى فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، فَقَالَ: نَغَمَةُ الْجِنِّ وَهَمْهَمَتُهُمْ، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ الْهَيْمِ بْنِ لاقِيسَ بْنِ إِبْلِيسَ، قَالَ وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلا أَبَوَانِ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَكَمْ أَتَى لَكَ مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عُمْرَهَا إِلا قَلِيلا. قَالَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ ابْنُ أَعْوَامٍ، أَفْهَمُ الْكَلامَ وَأَمُرُّ بِالآكَامِ وَآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ، فَقَالَ رَسُولُ الله بِئْسَ لِعَمْرِ اللَّهِ عَمَلُ الشَّيْخِ الْمُتَوَسِّمِ أَوِ الشَّابِّ الْمُتَلَوِّمِ، قَالَ ذَرْنِي مِنَ التَّعْدَادِ إِنِّي تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مَسْجِدِهِ وَمَع مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي، وَقَالَ: لَا جَرَمَ أَنِّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ، أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قُلْتُ: يَا نُوحُ إِنِّي مِمَّنِ اشْتَرَكَ فِي دَمِ السَّعِيدِ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ عِنْدَ رَبِّكَ؟ قَالَ: يَا هَامَةُ هِمَّ بِالْخَيْرِ وَافْعَلْهُ قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ تَابَ إِلَى اللَّهِ بَالِغًا ذَنْبُهُ مَا بَلَغَ إِلا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقُمْ وَتَوَضَّأْ وَاسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَتَيْنِ قَالَ فَفَعَلْتُ مِنْ سَاعَتِي عَلَى مَا أُمِرْتُ بِهِ فَنَادَانِي، ارْفَعْ رَأْسَكَ قَدْ أُنْزِلَتْ تَوْبَتُكَ مِنَ السَّمَاءِ، فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِدًا، وَكُنْتُ مَعَ هُودٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ، حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي، وَقَالَ لَا جَرَمَ أَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَكُنْتُ مَعَ صَالِحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ. فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى وَأَبْكَانِي، وَكُنْتُ زَوَّارًا لِيَعْقُوبَ وَكُنْتُ مَعَ يُوسُفَ بِالْمَكَانِ الْمَكِينِ، وَكُنْتُ أَلْقَى إِلْيَاسَ فى الْأَدْوِيَة وَأَنَا أَلْقَاهُ الآنَ وَإِنِّي لَقِيتُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَعَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ وَقَالَ إِنْ لَقِيتَ عِيسَى بن مَرْيَمَ فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلامَ، وَإِنِّي لقِيت عِيسَى بن مَرْيَمَ، فَأَقْرَأْتُهُ مِنْ مُوسَى السَّلامَ. وَإِن

عِيسَى قَالَ لِي: إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلامَ، فَأَرْسَلَ رَسُول الله عَيْنَيْهِ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: عَلَى عِيسَى السَّلامُ مَا دَامَتِ الدُّنْيَا وَعَلَيْكَ يَا هَامَةُ بِأَدَائِكَ الأَمَانَةَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، افْعَلْ بِي مَا فَعَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فَإِنَّهُ عَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ، فَعلمه رَسُول الله سُورَة المرسلات وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت والمعوذتين وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقَالَ ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ يَا هَامَةُ فَقبض رَسُول الله وَلم ينعه إِلَيْنَا ". (عق) من طَرِيق إِسْحَق بن بشر الْكَاهِلِي وَجَاء من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلمَة مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ بِنَحْوِهِ، هَكَذَا قَالَ الْعقيلِيّ بِنَحْوِهِ وَلم يسقه، ثمَّ قَالَ وَلَيْسَ للْحَدِيث أصل. (تعقب) بِأَن الْكَاهِلِي قد تَابعه مُحَمَّد بن أبي معشر نَحوه رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَقَالَ عقب إِخْرَاجه: أَبُو معشر. روى عَنهُ الْكِبَار إِلَّا أَن أهل الحَدِيث ضَعَّفُوهُ، قَالَ: وَقد روى من وَجه آخر هَذَا أقوى مِنْهُ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عمر أخرجه أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل من طَرِيق عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن ابْن عَبَّاس عَن عمر، وَأخرجه الفاكهي فِي أَخْبَار مَكَّة عَن ابْن عَبَّاس لم يذكر عمر وَأخرجه أَبُو جَعْفَر المستغفري فِي الصَّحَابَة عَن سعيد ابْن الْمسيب، قَالَ قَالَ عمر، وَلِحَدِيث أنس طَرِيق ثَان لَيْسَ فِيهِ أَبُو سَلمَة الْأنْصَارِيّ أخرجه أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل، وَجَاء عَن عَائِشَة مَرْفُوعا: " إِن هَامة بن هيم بن لاقيس فِي الْجنَّة " أخرجه عَليّ بن الْأَشْعَث أحد المتروكين المتهمين فِي كتاب السّنَن. (24) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: " كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ بِالْقَادِسِيَّةِ أَنْ سَرِّحْ نَضْلَةَ بْنَ جَعُونَةَ إِلَى حُلْوَانَ، فَلْيُغِرْ عَلَى ضَوَاحِيهَا، قَالَ فَوجه سعد نَضْلَة فى ثلثمِائة فَارِسٍ فَخَرَجُوا حَتَّى أَتَوْا حُلْوَانَ الْعِرَاقَ، وَأَغَارُوا عَلَى ضَوَاحِيهَا فَأَصَابُوا غَنِيمَةً وَسَبْيًا، فَأَقْبَلُوا يَسُوقُونَ الْغَنِيمَةَ وَالسَّبْيَ حَتَّى أَرْهَقَهُمُ الْعَصْرُ، وَكَادَتِ الشَّمْس أَن تؤوب فَأَلْجَأَ نَضْلَةُ الْغَنِيمَةَ إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ، ثُمَّ قَامَ فَأَذَّنَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِذَا مُجِيبٌ مِنَ الْجَبَلِ يُجِيبُهُ، كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ، قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ: كَلِمَةُ الإِخْلاصِ يَا نَضْلَةُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: هُوَ النَّذِيرُ وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَنَا بِهِ عِيسَى بن مَرْيَمَ وَعَلَى رَأْسِ أُمَّتِهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، قَالَ طُوبَى لِمَنْ يَمْشِي إِلَيْهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا، قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، قَالَ أَفْلَحَ مَنْ أَجَابَ مُحَمَّدًا وَهُوَ الْبَقَاءُ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ أَخْلَصْتَ الإِخْلاصَ كُلَّهُ يَا نَضْلَةُ فَحَرَّمَ اللَّهُ بِهَا جَسَدَكَ عَلَى النَّارِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ قُمْنَا، فَقُلْنَا لَهُ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمك الله

أَمَلَكٌ أَنْتَ أَمْ سَاكِنٌ مِنَ الْجِنِّ أَمْ طَائِفٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ؟ أَسْمَعْتَنَا صَوْتَكَ، فَأَرِنَا صُورَتَكَ، فَإِنَّا وَفْدُ اللَّهِ وَوَفْدُ الرَّسُولِ لله وَوَفْدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَانْفَلَقَ الْجَبَلُ عَنْ هَامَةٍ كَالرَّحَا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ طِمْرَانِ مِنْ صُوفٍ، فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قُلْنَا وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ أَنَا زُرَيْبُ بْنُ بَرْثَمْلا وصّى العَبْد الصَّالح عِيسَى بن مَرْيَمَ، أَسْكَنَنِي هَذَا الْجَبَلَ وَدَعَا لِي بِطُولِ الْبَقَاءِ إِلَى نُزُولِهِ من السَّمَاء فَيقْتل الْخِنْزِير وبكسر الصَّلِيبَ وَيَتَبَرَّأُ مِمَّا نَحَلَتْهُ النَّصَارَى، فَأَمَا إِذْ فَاتَنِي لِقَاءُ مُحَمَّدٍ فأقرؤا عُمَرَ مِنِّي السَّلامَ وَقُولُوا لَهُ: يَا عُمَرُ سَدِّدْ وَقَارِبْ فَقَدْ دَنَا الأَمْرُ، وَأَخْبِرُوهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِي أُخْبِرُكُمْ بِهَا، يَا عُمَرُ إِذَا ظَهَرَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِي أمة مُحَمَّد فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَانْتَسَبُوا فِي غَيْرِ مَنَاسِبِهِمْ، وَانْتَمَوْا إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِمْ، وَلَمْ يَرْحَمْ كَبِيرُهُمْ صَغِيرَهُمْ وَلَمْ يُوَقِّرْ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ، وَتُرِكَ الْمَعْرُوفُ فَلَمْ يُؤْمَرْ بِهِ وَتُرِكَ الْمُنْكَرُ فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ وَتَعَلَّمَ عَالِمُهُمُ الْعِلْمَ لِيَجْلِبَ بِهِ الدَّنَانِيرَ، وَاسْتَخَفُّوا بِالدِّمَاءِ وَقُطِّعَتِ الأَرْحَامُ وَبِيعَ الْحُكْمُ وَأُكِلَ الرِّبَا فَخْرًا وَصَارَ الْغِنَى عِزًّا وَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَكِبَ النِّسَاءُ السُّرُوجَ ثُمَّ غَابَ عَنَّا، قَالَ: فَكَتَب بِذَلِكَ نَضْلَةُ إِلَى سَعْدٍ فَكَتَب سَعْدٌ إِلَى عُمَر فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ: لِلَّهِ أَبُوكَ سِرْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ حَتَّى تَنْزِلَ هَذَا الْجَبَلَ فَإِنْ لَقِيتَهُ فَاقْرِئْهِ مِنِّي السَّلامَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَعْضَ أَوْصِيَاءِ عِيسَى بن مَرْيَمَ نَزَلَ ذَلِكَ الْجَبَلَ نَاحِيَةَ الْعِرَاقِ، فَخرج سعد فِي أَرْبَعَة آلَاف من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار حَتَّى نزلُوا ذَلِك الْجَبَل، أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُنَادى الْأَذَان فِي كل وَقت صَلَاة فَلَا جَوَاب " (خطّ) من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الرَّاسِبِي عَن مَالك بن أنس عَن نَافِع عَن ابْن عمر (ابْن أبي الدُّنْيَا) من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن مَالك بن الْأَزْهَر عَن نَافِع بِنَحْوِهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا أَيْضا) عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن ابْن عَليّ، قَالَ: " لما ظهر سعد على حلوان، بعث جَعونَة بن نَضْلَة فِي الطّلب قَالَ فأتينا على غَار ونقب فَحَضَرت الصَّلَاة، قَالَ فَأَذنت فَقلت: الله أكبر، فَأَجَابَنِي مُجيب من الْجَبَل كَبرت كَبِيرا، وَذكره بِطُولِهِ وَفِيه عبد الله بن عَمْرو مَجْهُول " (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الدَّلَائِل من الطَّرِيق الأول، وَقَالَ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَافِظ: كَذَا قَالَ عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم

الرَّاسِبِي عَن مَالك بن أنس وَلم يُتَابع عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يعرف هَذَا الحَدِيث لمَالِك بن الْأَزْهَر عَن نَافِع وَهُوَ مَجْهُول، لم يسمع بِذكرِهِ فِي غير هَذَا الحَدِيث ثمَّ سَاق الحَدِيث بِإِسْنَادِهِ من طَرِيق ابْن الْأَزْهَر ثمَّ قَالَ هُوَ بِهَذَا الْإِسْنَاد أشبه وَهُوَ ضَعِيف بِمرَّة، قلت وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يثبت عَن مَالك وَلَا عَن نَافِع وَقَالَ أَبُو نعيم فِي الرَّاسِبِي فِيهِ ضعف ولين وَالله أعلم، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر أخرجه أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل، وَآخر أخرجه الْوَاقِدِيّ وَآخر أخرجه الباوردي فِي الصَّحَابَة، وَآخر أخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك من طَرِيق ابراهيم بن رهاء وَآخر أخرجه معَاذ بن الْمثنى: فِيمَا زَاده على مُسْند مُسَدّد، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر عقب إِيرَاده فِي المطالب الْعَالِيَة: هَذَا مَوْقُوف غَرِيب من هَذَا الْوَجْه مَا رَأَيْته بِطُولِهِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد. (26) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ الله فَقَالَ أَيُّكُمْ يَعْرِفُ الْقُسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الإِيَادِيَّ قَالُوا كُلُّنَا نَعْرِفُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ فَمَا فَعَلَ قَالُوا هَلَكَ قَالَ مَا أَنْسَاهُ بِعُكَاظَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَاتَ وَمَنْ مَاتَ فَاتَ وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَرًا، مِهَادٌ مَوْضُوعٌ وَسَقْفٌ مَرْفُوعٌ، وَنُجُومٌ تَمُورُ، وَبِحَارٌ لَا تَغُورُ، أَقْسَمَ قُسُّ قَسَمًا حَقًّا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَرْضِ رِضًى لَيَكُونَنَّ سَخَطٌ، إِنَّ لِلَّهِ لَدِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ مالى أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ وَلا يَرْجِعُونَ، أَرَضُوا فَأَقَامُوا أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا ثمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُنْشِدُ شِعْرَهُ فَأَنْشَدُوهُ. (فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ ... مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بصاير) (لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا ... لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ) (وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا ... تَمْضِي الأَكَابِرُ وَالأَصَاغِرْ) (لَا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ ... وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ) (أَيْقَنْتُ إِنِّي لَا مَحَالَةَ ... حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ) الْبَغَوِيّ " (فِي مُعْجَمه) [وَحَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى رَسُول الله قَالَ لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا فَعَلَ قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ، قَالَ مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ

رحم الله قساكأنى أَنْظُرُ إِلَيْهِ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ تَكَلَّمَ بِكَلامٍ لَهُ حَلاوَةٌ لَا أَحْفَظُهُ، فَقَالَ أَبُو بكر أَنا أحفظه. قَالَ اذكره، فَذكره وَفِيه الشّعْر، فَقَالَ رجل من الْقَوْم رَأَيْت من قس عجبا، كنت على جبل بِالشَّام يُقَال لَهُ سمْعَان فِي ظلّ شَجَرَة إِلَى جنبها عين مَاء، فَإِذا سِبَاع كَثِيرَة وَردت المَاء لتشرب فَكلما زأر مِنْهَا سبع على صَاحبه ضرب قس بَعْضًا وَقَالَ كف حَتَّى يشرب الَّذِي سبق فداخلني لذَلِك رعب فَقَالَ لي لَا تخف لَيْسَ عَلَيْك بَأْس " (فت) فِي الأول مُحَمَّد بن الْحجَّاج اللَّخْمِيّ الوَاسِطِيّ وَفِي الثَّانِي الْكَلْبِيّ، وَأَبُو صَالح مولى أم هاني (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَقَالَ: هَذَا ينْفَرد بِهِ مُحَمَّد بن الْحجَّاج اللَّخْمِيّ عَن مجَالد وَمُحَمّد بن الْحجَّاج مَتْرُوك، قَالَ: وَجَاء أَيْضا من وَجه آخر فَذكره بِزِيَادَة على مَا سبق، لكنه من طَرِيق أَحْمد بن سعيد بن فرضخ وَشَيْخه الْقَاسِم بن عبد الله، قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا: روى من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس بِزِيَادَات كَثِيرَة فَذكره: لَكِن قَالَ السُّيُوطِيّ بعد إِيرَاده، آثَار الْوَضع لائحة على هَذَا الْخَبَر. قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَجَاء من حَدِيث أنس فَذكره، لكنه من طَرِيق سعيد بن هُبَيْرَة، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة قد أفرد بعض الروَاة طرق حَدِيث قس بن سَاعِدَة وَهُوَ فِي الطوالات للطبراني وَغَيرهَا، وطرقه كلهَا ضَعِيفَة، وَمِنْهَا عِنْد عبد الله بن أَحْمد فِي زيادات الزّهْد عَن خلف بن أعين مُرْسلا لما قدم وَفد بكر بن وَائِل على رَسُول الله قَالَ لَهُم مَا فعل قس؟ فَذكره، وَقَالَ الجاحظ فِي الْبَيَان إِن لقس وَقَومه فَضِيلَة لَيست لأحد من الْعَرَب لِأَن رَسُول الله روى كَلَامه وموقفه على جمله بعكاظ وموعظته وَعجب من حسن كَلَامه وَأظْهر تصويبه، وَهَذَا شرف تعجز عَنهُ الْأَمَانِي وتنقطع دونه الآمال " (قلت) كَأَن السُّيُوطِيّ ذكر هَذَا إِشَارَة إِلَى أَن الحَدِيث كَانَ مَشْهُورا فِي الأقدمين وَالله أعلم. قَالَ السُّيُوطِيّ ثمَّ وقفت عَلَيْهِ من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص أخرجه الإِمَام مُحَمَّد ابْن دَاوُد الظَّاهِرِيّ فِي كتاب الزهرة لَهُ، فَقَالَ ثَنَا أَحْمد بن عبيد النَّحْوِيّ ثَنَا عَليّ بن مُحَمَّد المدايني ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن سعد فَذكره وَهُوَ أمثل طرق الحَدِيث، فَإِن ابْن أخي الزُّهْرِيّ وَمن فَوْقه من رجال الصَّحِيحَيْنِ. وعَلى المدايني ثِقَة وَأحمد بن عبيد، قَالَ فِيهِ ابْن عدي صَدُوق لَهُ مَنَاكِير، فَلَو وقف الْحَافِظ ابْن حجر على هَذِه الطَّرِيق لحكم للْحَدِيث بالْحسنِ لما تقدم من الطّرق خُصُوصا الطَّرِيق

الفصل الثالث

الَّذِي فِي زيادات الزّهْد لِابْنِ حَنْبَل، فَإِنَّهُ مُرْسل قوي الْإِسْنَاد، فَإِذا ضم إِلَى هَذِه الطَّرِيق الموصولة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا واه وَلَا مُتَّهم حكم بحسنه بِلَا توقف. الْفَصْل الثَّالِث (1) [حَدِيثٌ] " قَالَ أَخِي مُوسَى يَا رَبِّ أَرِنِي الَّذِي كُنْتَ أَرَيْتَنِي فِي السَّفِينَةِ فَأَتَاهُ الْخَضِرُ وَهُوَ فَتًى طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ بَيَاضِ الثِّيَابِ مُشَمِّرُهَا، فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ قَالَ مُوسَى: هُوَ السَّلامُ وَإِلَيْهِ السَّلامُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذي لَا أُحْصِي نِعَمَهُ وَلا أَقْدِرُ عَلَى أَدَاءِ شُكْرِهِ إِلا بِمَعُونَتِهِ ثُمَّ قَالَ مُوسَى أُرِيدُ أَنْ تُوصِينِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا بَعْدَكَ، قَالَ الْخَضِرُ يَا طَالِبُ الْعِلْمِ إِنَّ الْقَائِلَ أَقَلُّ مَلالَةً مِنَ الْمُسْتَمِعِ فَلا تُمِلَّ جُلَسَاءَكَ إِذَا حَادَثْتَهُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلْبَكَ وِعَاءٌ فَانْظُرْ مَاذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ، وَاعْزِفْ عَنِ الدُّنْيَا وَانْبُذْهَا وَرَاءَكَ فَإِنَّهَا لَيْسَت لَكَ بِدَارٍ وَلا لَكَ فِيهَا مَحِلُّ قَرَارٍ، وَإِنَّمَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ وَالتَّزَوُّدُ مِنْهَا لِلْمَعَادِ، وَرُضْ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ تَخْلُصْ مِنَ الإِثْمِ، يَا مُوسَى تَفَرَّغْ لِلْعِلْمِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُهُ فَإِنَّمَا الْعِلْمُ لِمَنْ تَفَرَّغَ لَهُ، وَلا تَكُنْ مِكْثَارًا، بِالْمَنْطِقِ مهذار فَإِنَّ كَثْرَةَ الْمَنْطِقِ تَشِينُ الْعُلَمَاءَ وَتُبْدِي مَسَاوِيَ السُّخَفَاءِ، لَكِنْ عَلَيْكَ بِالاقْتِصَادِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ التَّوْفِيقِ وَالسَّدَادِ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجُهَّالِ. وَبَاطِلِهِمْ، وَاحْلُمْ عَنِ السُّفَهَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ فِعْلُ الْحُكَمَاءِ وَزَيْنُ الْعُلَمَاءِ وَإِذَا شَتَمَكَ الْجَاهِلُ فَاسْكُتْ عَنْهُ حِلْمًا وَجَانِبْهُ حَزْمًا، فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنْ جَهْلِهِ عَلَيْكَ وَسَبِّهِ إِيَّاكَ أَكثر وَأعظم، يَا ابْن عِمْرَانَ وَلا تَرَى إِنَّكَ أُوتِيتَ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا فَإِنْ إِلَّا ندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف، يَا ابْن عِمْرَانَ لَا تَفْتَحَنَّ بَابًا لَا تَدْرِي مَا غَلْقُهُ وَلا تُغْلِقَنَّ بَابًا لَا تَدْرِي مَا فَتْحُهُ يَا ابْن عِمْرَانَ مَنْ لَا تَنْتَهِي مِنَ الدُّنْيَا نَهْمَتُهُ وَلا تَنْقَضِي مِنْهَا رَغْبَتُهُ كَيْفَ يَكُونُ عَابِدًا، وَمَنْ يَحْتَقِرُ حَالَهُ وَيَتَّهِمُ اللَّهَ فِيمَا قَضَى لَهُ كَيْفَ يَكُونُ زَاهِدًا أَيَكُفُّ عَنِ الشَّهَوَاتِ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ هَوَاهُ أَوْ يَنْفَعُهُ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْجَهْلُ قَدْ حَوَاهُ لأَنَّ سَعْيَهُ إِلَى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ، يَا مُوسَى تَعَلَّمْ مَا تَعَلَّمْتَ لِتَعْمَلَ بِهِ وَلا تَعَلَّمْهُ لِتُحَدِّثَ بِهِ فَيَكُونَ عَلَيْكَ بَوَارُهُ وَلِغَيْرِكَ نُورُهُ، يَا مُوسَى ابْن عِمْرَانَ اجْعَلِ الزُّهْدَ وَالتَّقْوَى لِبَاسَكَ وَالْعِلْمَ وَالذِّكْرَ كَلامَكَ وَاسْتَكْثِرْ مِنَ الْحَسَنَاتِ فَإِنَّكَ مُصِيبٌ السَّيِّئَاتِ، وَزَعْزِعْ بِالْخَوْفِ قَلْبَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُرْضِي رَبك واعمل خيرا

فَإنَّك لابد عَامِلٌ سُوءًا، قَدْ وُعِظْتَ إِنْ حَفِظْتَ، قَالَ فَتَوَلَّى الْخَضِرُ وَبَقِيَ مُوسَى حَزِينًا مَكْرُوبًا يَبْكِي " (كرّ) من حَدِيث عمر وَفِيه زَكَرِيَّا الْوَقار. (2) [حَدِيثٌ] . " حَقًّا لَمْ يَكُنْ لُقْمَانُ نَبِيًّا وَلَكِنْ كَانَ عَبْدًا صِمْصَامَةً كَثِيرَ التَّفَكُّرِ حَسَنَ الظَّنِّ أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ وَمَنَّ عَلَيْهِ بِالْحِكْمَةِ، كَانَ نَائِمًا نِصْفَ النَّهَارِ إِذْ جَاءَ النِّدَاءُ يَا لُقْمَانُ هَلْ لَكَ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ تَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ؟ فَانْتَبَهَ فَأَجَابَ الصَّوْتَ فَقَالَ إِنْ يَجْبُرْنِي رَبِّي قَبِلْتُ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ فَعَلَ بِي ذَلِكَ أَعَانَنِي وَعَلَّمَنِي وَعَصَمَنِي، وَإِنْ خَيَّرَنِي رَبِّي قَبِلْتُ الْعَافِيَةَ وَلَمْ أَقْبَلِ الْبَلاءَ. فَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ بِصَوْتٍ لَا يَرَاهُمْ: لِمَ يَا لُقْمَانُ، قَالَ لأَنَّ الْحَاكِمَ بِأَشَدِّ الْمَنَازِلِ وَأَكْدَرِهَا يَغْشَاهُ الظُّلْمُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، يَنْجُو وَيُعَانُ بِهَا يَجْزِي إِنْ يَنْجُ، وَإِنْ أَخْطَأَ أَخْطَأَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا خَلِيلا خَيْرٌ مِنْ أَيْن يَكُونَ شَرِيفًا وَمَنْ يَخْتَرِ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ تَفْتِنْهُ الدُّنْيَا وَلا يُصِيبُ مُلْكَ الآخِرَةِ، قَالَ فَعَجِبَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ حُسْنِ مَنْطِقِهِ فَنَامَ نَوْمَةً فَغُطَّ بِالْحِكْمَةِ غَطًّا، فَانْتَبَهَ فَتَكَلَّمَ بِهَا ثُمَّ نُودِيَ دَاوُدُ بَعْدَهُ فَقَبِلَهَا، وَلَمْ يَشْتَرِطْ شَرْطَ لُقْمَانَ فَهَوَى فِي الْخَطِيئَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَكُلُّ ذَلِكَ يَصْفَحُ اللَّهُ وَيَتَجَاوَزُ وَيَغْفِرُ لَهُ، وَكَانَ لُقْمَانُ يُؤَازِرُهُ بِالْحِكْمَةِ وَيُعَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ طُوبَى لَكَ يَا لُقْمَانُ أُوتِيتَ الْحِكْمَةَ وَصُرِفَتْ عَنْكَ الْبَلِيَّةُ، وَأُوتِيَ دَاوُدُ الْخِلافَةَ وَابْتُلِيَ بِالرَّزِيَّةِ أَوِ الْفِتْنَةِ ". (كرّ) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه نَوْفَل بن سُلَيْمَان الْهنائِي. [حَدِيثٌ] . " إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ كَانَ يَمْشِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي الطَّرِيقِ فَنَادَاهُ الْجَبَّارُ. يَا مُوسَى فَالْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَرَ أَحَدًا وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ، ثُمَّ نُودِيَ الثَّالِثَةَ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا، فَقَالَ لَبَّيْكَ وَخَرَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَاجِدًا، فَقَالَ ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ يَا مُوسَى إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَسْكُنَ فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلِّي فَكُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ وَكُنْ لِلأَرْمَلَةِ كَالزَّوْجِ الْعَطُوفِ يَا مُوسَى ارْحَمْ تُرْحَمْ، يَا مُوسَى كَمَا تَدِينُ تُدَانُ، يَا مُوسَى نَبِّئْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَنْ لَقِيَنِي وَهُوَ جَاحِدٌ بِمُحَمَّدٍ أَدْخَلْتُهُ النَّارَ وَإِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي أَوْ مُوسَى كَلِيمِي، قَالَ إِلَهِي وَمَنْ مُحَمَّدٌ قَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْهُ كَتَبْتُ اسْمَهُ فِي الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ السَّمَوَاتِ بِأَلْفَيْ أَلْفِ سنة ". (ابْن أَبى

عَاصِم) فِي السّنة من حَدِيث أنس، وَفِيه سعيد بن مُوسَى وَأَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن أبي سَلمَة الخبائري وَقد صرح الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِأَنَّهُ مَوْضُوع. (قلت) كَلَام السُّيُوطِيّ يشْعر بِأَن هَذَا هُوَ الحَدِيث كُله، وَقد أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِلَى أَن هَذَا لَيْسَ هُوَ جَمِيع الحَدِيث، فَقَالَ بعد مَا ذكره، وَذكر حَدِيثا طَويلا، وَقد راجعت كتاب السّنة فَوَجَدته ذكر بعد مَا مر: " وَعِزَّتِي وَجَلَالِي إِن الْجنَّة لمحرمة على جَمِيع خلقي حَتَّى يدخلهَا مُحَمَّد وَأمته، قَالَ مُوسَى وَمن أمة مُحَمَّد؟ قَالَ أمته الْحَمَّادُونَ يحْمَدُونَ صعُودًا وهبوطا وعَلى كل حَال، يشدون أوساطهم ويطهرون أَطْرَافهم صائمون بِالنَّهَارِ رُهْبَان بِاللَّيْلِ، أقبل مِنْهُم الْيَسِير وأدخلهم الْجنَّة بِشَهَادَة أَن لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ: إلهي اجْعَلنِي نَبِي تِلْكَ الْأمة، قَالَ نبيها مِنْهَا، قَالَ اجْعَلنِي من أمة ذَلِك النَّبِي، قَالَ: استقدمت واستأخر يَا مُوسَى وَلَكِن سأجمع بَيْنك وَبَينه فِي دَار الْجلَال " وَالله أعلم. (4) [حَدِيثٌ] . " لَمَّا وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى الطُّورَ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ سُرَادِقَ رَعْدٍ وَبَرْقٍ أَرْبَعَةَ فَرَاسِخَ فِي مِثْلِهَا، فَأَقْبَلَ مُوسَى فِي زُرْمَانِقَةٍ صُوفٍ، مُوثِقٌ وَسَطَهُ بِحَبْلٍ وَهُوَ يُنَادِي لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ أَنَا عَبْدُكَ أَنَا لَدَيْكَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الطُّورِ وَهُوَ يَمِيدُ يَمِينًا وَشمَالًا يُنَادى: مالى وَلَك يَا ابْن عِمْرَانَ، يَا لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ". (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه الْكُدَيْمِي. (5) [حَدِيث] . " قَالَ عِيسَى بن مَرْيَمَ لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، لَا تُقِيمَنَّ فِي دَارٍ تَخَافُ عَلَى نَفْسِكَ فِيهَا الْفِتْنَةَ وَلا تَدْنُ مِنَ الشَّرِّ ". (مي) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِيه مجاشع ابْن عَمْرو وميسرة بن عبد ربه. (6) [حَدِيثٌ] . " قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ لَيْلَةَ النَّارِ أَيْ رَبِّ، مَاذَا تُعْطِي عَبْدًا صُدِعَ لَيْلَةً فَصَبَرَ، قَالَ: ابْنَ عِمْرَانَ، أَيُّمَا عَبْدٍ صُدِعَ لَيْلَةً فَصَبَرَ وَرَضِيَ بِقَضَائِي لَمْ أَعْرِفْ لَهُ جَزَاءً. غَيْرَ مُرَافَقَتِكَ فِي الْفِرْدَوْسِ ". (مي) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَحْمد بن صَالح الشمومى.

(7) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ فَلَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، وَكَانَ لَهُمْ عِيدٌ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَاتَّبَعَهُمْ ذَلِكَ النَّبِيُّ فِي ذَلِكَ الْعِيدِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، فَقَالُوا لَهُ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا طَعَامًا عَلَى لَوْنِ ثِيَابِنَا، وَكَانَتْ ثِيَابُهُمْ صَفْرَاءَ وَأَعْلامُهُمْ صَفْرَاءَ، فَدَعَا النَّبِيُّ بِقَضِيبٍ يَابِسٍ وَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ الْعُودُ وَأَوْرَقَ وَجَاءَ بِالْمِشْمِشِ مِنْ سَاعَتِهِ، فَمَنْ أَكَلَهُ مِنْهُمْ وَنَوَى أَنْ يُسْلِمَ خَرَجَ نَوَى الْمِشْمِشُ مِنْ فِيهِ حُلْوًا، وَمَنْ نَوَى أَنْ لَا يُسْلِمَ خَرَج نَوَى الْمِشْمِشِ مِنْ فِيهِ مُرًّا ". (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه هناد النَّسَفِيّ وَزِيَاد بن الْمُنْذر. (8) [حَدِيثُ] " حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِأَرْضِ الْهِنْدِ وَعَلَيْهِ ذَلِكَ الْوَرَقُ الَّذِي كَانَ لِبَاسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، يَبُسَ بِأَرْضِ الْهِنْدِ فَعَبِقَ مِنْهُ شجر الْهِنْد فلفح فَهَذَا الْعُودُ وَالصَّنْدَلُ وَالْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ وَالْكَافُورُ مِنْ ذَلِكَ الْوَرَقِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّما الْمِسْكُ هُوَ مِنَ الدَّوَابِّ، قَالَ أَجَلْ إِنَّمَا هِيَ دَابَّةٌ تُشْبِهُ الْغَزَالَ رَعَتْ مِنْ ذَلِكَ الشَّجَرِ فَصَيَّرَ اللَّهُ الْمِسْكَ فِي سُرَرِهَا، فَإِذَا رَعَتِ الرَّبِيعَ جَعَلَهُ اللَّهُ مِسْكًا فَتَسَاقَطَ فَيَنْتَفِعُ بِهِ الآدَمِيُّونَ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ يَقَعُ؟ قَالَ: قَالَ لِي جِبْرِيلُ فِي ثَلاثِ كُوَرٍ لَا يَكُونُ فِي شئ مِنَ الأَرْضِ إِلا فِيهَا أَرْضِ الْهِنْدِ وَأَرْضِ الصَّفَدِ وَأَرْضِ تِبِتَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْعَنْبَرُ إِنَّمَا هِيَ دَابَّةٌ فِي الْبَحْرِ قَالَ أَجَلْ، كَانَتْ هَذِهِ الدَّابَّةُ فِي أَرْضِ الْهِنْدِ تَرْعَى فِي الْبَرِّ ". (الشِّيرَازِيّ) فِي الألقاب من طَرِيقين فى أَحدهمَا إِبْرَاهِيم ابْن عكاشة وَفِي الآخر سيف ابْن أُخْت سُفْيَان الثَّوْريّ. (9) [حَدِيثٌ] . " عَبَدَ اللَّهَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ لَمْ يَقَرَّ فِيهَا وَلَمْ يَسْتَرِحْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَاخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ عَجَبٌ، فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُرِيَهُ ذَلِكَ، فَمَرَّ مُوسَى عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ فَإِذَا بِضُفْدُعٍ يُكَلِّمُهُ مِنَ الْبَحْرِ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ أَعْجَبَتْكَ عِبَادَةُ لَيْلَةٍ وَأَنَا عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ مُنْذُ أَرْبَعمِائَة عَامٍ أُسَبِّحُ اللَّهَ وَأُقَدِّسُهُ وَأُمَجِّدُهُ لَمْ آمَنْ أَنْ يَهُبَّ رِيحٌ أَوْ يَضْرِبَ مَوْجٌ فَأَقَعُ مِنْ هَذَا الْبَرْدِ عَلَى مِنْخَرِي فِي جَهَنَّمَ فَحَقَّرَ مُوسَى نَفْسَهُ وَعَمَلَهُ، فَقَالَ لَهُ بِالَّذِي أَنْطَقَكَ مَا تَسْبِيحُكَ؟ قَالَ يَا مُوسَى تَسْبِيحِي سُبْحَانَ مَنْ يُسَبَّحُ لَهُ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ، سُبْحَانَ مَنْ يُسَبَّحُ لَهُ فِي الأَرْضِ الْقِفَارِ، سُبْحَانَ من يسبح لَهُ فى رُؤْس الْجِبَالِ، سُبْحَانَ مَنْ يُسَبَّحُ لَهُ

بِكُلِّ شَفَةٍ وَلِسَانٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُول الله: مَنْ سَبَّحَ بِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً أَوْ فِي كُلِّ سَنَةٍ مُرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كَمَنْ أَعْتَقَ أَلْفَ نَسَمَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ أَوْ حَجَّ أَلْفَ حَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ ". (مي) من حَدِيث أنس (قلت) بيض السُّيُوطِيّ للْحكم عَلَيْهِ ولوائح الْوَضع عَلَيْهِ ظَاهِرَة وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد البيع عَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الفامي. عَن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد عَن بَشرَان بن عبد الْملك عَن مُوسَى بن الْحجَّاج، وَلم أَقف لوَاحِد مِنْهُم على تَرْجَمَة وَالله أعلم، [حَدِيث] " جَاءَ عَزِيز لِبَابِ مُوسَى بَعْدَ مَا مُحِيَ اسْمُهُ مِنْ دِيوَانِ النُّبُوَّةِ فَحُجِبَ فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ: مِائَةُ مَوْتَةٍ أَهْوَنُ مِنْ ذُلِّ سَاعَةٍ " (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه عمر بن حَفْص أَبُو حَفْص الْعَبْدي، قَالَ فِي الْمِيزَان وَهُوَ من بلاياه (قلت) أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، وَالله تَعَالَى أعلم. (11) [حَدِيثٌ] " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَيُّوبَ: تَدْرِي مَا كَانَ جُرْمُكَ إِلَيَّ حَتَّى ابْتَلَيْتُكَ، قَالَ لَا يَا رَبِّ، قَالَ: لأَنَّكَ دَخَلْتَ عَلَى فِرْعَوْنَ فَأَدْهَنْتَ بِكَلِمَتَيْنِ " (نجا) من حَدِيث عقبَة ابْن عَامر وَفِيه الْكُدَيْمِي. (12) [حَدِيثٌ] " مُؤَذِّنٌ أَهْلِ السَّمَوَاتِ جِبْرِيلُ وَإِمَامُهُمْ مِيكَائِيلُ يَؤُمُّ بِهِمْ عِنْدَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فَيَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ السَّمَوَاتِ فَيَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَتُصَلِّي وَتَسْتَغْفِرُ فَيَجْعَلُ اللَّهُ ثَوَابَهُمْ وَاسْتِغْفَارَهُمْ وَتَسْبِيحَهُمْ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ " (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه السّري بن عبد الله السّلمِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان لَا يعرف وأخباره مُنكرَة (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على خَبره بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (13) [أَثَرُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ يَمِينَ مَلائِكَةِ السَّمَاءِ: وَالَّذِي زَيَّنَ الرِّجَالَ بِالِّلَحى وَالنِّسَاءَ بِالذَّوَائِبِ " (كرّ) وَقَالَ مُنْكرا لَا أصل لَهُ. (14) [حَدِيثٌ] " مَلائِكَةُ السَّمَاءِ يَسْتَغْفِرُونَ لِذَوَائِبِ النِّسَاءِ وَلِحَى الرِّجَالِ يَقُولُونَ سُبْحَانَ الَّذِي زَيَّنَ الرجل بِاللِّحَى وَالنِّسَاءِ بِالذَّوَائِبِ " (حا) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الْحُسَيْن بن دَاوُد ابْن معَاذ البلخى.

(15) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: " كَانَ النَّبِيُّ يُقَسِّمُ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى جَنْبِهِ فَجَاءَ مَلَكٌ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَكَ بِكَذَا وَكَذَا، فَخَشِيَ النَّبِيُّ أَنْ يَكُونَ شَيْطَانًا، فَقَالَ لِجِبْرِيلَ تَعْرِفُهُ، فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ وَمَا كُلُّ مَلائِكَةِ رَبِّكَ أَعْرِفُ " (عد) من طَرِيق الْحُسَيْن بن الْحسن الْأَشْقَر، وَقَالَ مُنكر وَمَا أعلم رَوَاهُ غير حُسَيْن وَالْبَلَاء عِنْدِي مِنْهُ، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ حُسَيْن كَذَّاب (قلت) إِنَّمَا كذبه أَبُو معمر الْهُذلِيّ وَقد قَالَ فِيهِ ابْن معِين صَدُوق وَقَالَ أَحْمد: لم يكن عِنْدِي مِمَّن يكذب، وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَأخرج لَهُ النَّسَائِيّ وَقَضِيَّة إِيرَاد ابْن الْجَوْزِيّ لَهُ فِي الواهيات أَنه لَا يبلغ رُتْبَة الْوَضع وَالله أعلم. (16) [حَدِيث] " إِن الله تَعَالَى مَلَكًا نِصْفُ جَسَدِهِ الأَعْلَى ثَلْجٌ وَنِصْفُهُ الأَسْفَلُ نَارٌ. يُنَادِي بِصَوْتٍ رَفِيعٍ: اللَّهُمَّ يَا مُؤَلِّفًا بَيْنَ الثَّلْجِ وَالنَّارِ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى طَاعَتِكَ، سُبْحَانَ الَّذِي كَفَّ حَرَّ هَذِهِ النَّارَ فَلا تُذِيبُ هَذَا الثَّلْجَ وَكَفَّ بَرْدَ هَذَا الثَّلْجِ فَلا يُطْفِي حَرَّ هَذِهِ النَّارِ " (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيهِ عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس (قلت) أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ والعرباض بن سَارِيَة بِسَنَد ضَعِيف، وَأخرجه أَيْضا عَن خَالِد بن معدان وَزِيَاد بن أبي حبيب قَوْلهمَا وَالله تَعَالَى أعلم. (17) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاء كلهَا} ، قَالَ: بالقلم مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، شُقَّ كَمَا تُشَقُّ الأَقْلامُ فَخَرَجَتِ الأَسْمَاءُ مِنْ ذَلِكَ الشَّقِّ بِيَدِ مَلَكٍ يُقَالُ لَهُ قَرْمُوطَرُ حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِ فَحَفِظَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا " (نع) من طَرِيق مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي (قلت) وَلِلْحَدِيثِ بَقِيَّة، وَلَكِن لَهَا شَوَاهِد فَلَعَلَّ السُّيُوطِيّ لهَذَا ترك ذكرهَا وَالله أعلم. (18) [حَدِيثُ] " عُمَرَ، أَنَّهُ أَتَى النبى وَهُوَ يَلْعَنُ قَالَ، فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِي حَلَلْتَ لَهُ اللَّعْنَةَ؟ قَالَ " ذَلِكَ اللَّعِينُ إِبْلِيسُ " قلت فدَاك

أَبِي وَأُمِّي أَهْلُ ذَاكَ هُوَ، فَزِدْهُ قَالَ فَهَلْ تَدْرِي مَا صَنَعَ السَّاعَةَ يَا عُمَرُ. قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ فَإِنَّهُ أَدْخَلَ ذَنَبَهُ فِي دُبُرِهِ فَأَخْرَجَ سَبْعَ بَيْضَاتٍ فَأَوْلَدَهَا سَبْعَ أَوْلادٍ، فَأَوَّلُهُمْ وَأَكْبَرُهُمُ الْمُذْهِبُ وَهُوَ الْمُوَكَّلُ بِفُقَهَاءِ النَّاسِ وَعُلَمَائِهِمْ فَيُنَسِّيهِمُ الذِّكْرَ وَيُعِيقُهُمْ بِالْحَصَا وَيُولِعُهُمْ بِكَثْرَةِ الْوُضُوءِ، وَالثَّانِي هُوَ الْمُوَكَّلُ بِالنُّعَاسِ فِي الْمَسَاجِدِ، يَأْتِي الرَّجُلَ فَيُلْقِي عَلَيْهِ النُّعَاسَ فَيُنِيمُهُ، فَيُقَالُ يَا فُلانُ قَدْ نِمْتَ فَيَقُولُ لَا، فَيُعَادُ عَلَيْهِ فَيَحْلِفُ يَمِينًا كَاذِبَةً أَنَّهُ لَمْ يَنَمْ، وَالثَّالِثُ اسْمُهُ ثَوْبَانُ وَهُوَ الْمُوَكَّلُ بِالأَسْوَاقِ فَيَنْصِبُ فِيهَا رَايَةً بِنَقْصِ الْكَيْلِ وَالْمِيزَانِ حَتَّى لَا يُؤْتُونَ مَا يُوفُونَ فِيهَا حَتَّى يَغُلُّوا وَالرَّابِعُ لَغْوٌ وَهُوَ الْمُوَكَّلُ بِالْوَيْلِ وَالْعَوِيلِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ وَنَتْفِ الشُّعُورِ وَلَطْمِ الْخُدُودِ وَنَعِيقِ الرَّانِ وَسَائِرِ ذَلِكَ مِنَ الصِّيَاحِ عَلَى الْمَيِّتِ، وَالْخَامِسُ مَشْوَانُ وَهُوَ الْمُوَكَّلُ بِأَعْجَازِ النِّسَاءِ وَأَحْلِلَةِ الرِّجَالِ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَ الْفَاجِرَيْنِ عَلَى فُجُورِهِمَا. وَالسَّادِسُ مَشُوطُ وَهُوَ الْمُوَكَّلُ بِالْهَمْزِ وَاللَّمْزِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْكَذِبِ وَالْغِشِّ. وَالسَّابِعُ غَرُورٌ وَهُوَ الْمُوَكَّلُ بِقَتْلِ النُّفُوسِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ وَانْتِهَاكِ الْمَحَارِمِ، يَأْتِي الرَّجُلَ فَيَقُولُ لَهُ أَنْتَ أَحْوَجُ أَمْ فُلانٌ، كَانَ أَحْوَجَ مِنْكَ ارْتَكَبَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَحَارِمِ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَحَسُنَ حَالُهُ، فَدَلاهُ بِغُرُورٍ فَتِلْكَ ذُرِّيَّتُهُ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} فَتِلْكَ ذُرِّيَّتُهُ الْبَاقِيَةُ مَعَهُ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي وُقِّتَ لَهُمْ لَا يَمُوتُونَ، وَلا يَنْتَهُونَ عَنْ حَدِيدِ الأَرْضِ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ " (كرّ) وَقَالَ: مُنكر، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: ظَاهر الْوَضع. (19) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَشْرَكَ إِبْلِيسُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، قَالَ لَا، وَلَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِثَمَانِينَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَكَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ غَيْرُ رَضِيٍّ " (مي) وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ، وَفِيه أَيْضا الْهَيْثَم ابْن جميل، لَهُ مَنَاكِير. (20) [حَدِيثٌ] " غَزَا طَاهِرُ بْنُ أَسْمَايُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسَبَاهُمْ وَأَحْرَقَ الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ وَحَمَلَ فى الْبَحْر ألفا وَتِسْعمِائَة سَفِينَةٍ مَلأَى حَتَّى أَوْرَدَهَا الرُّومِيَّةَ " (مي) من حَدِيث حُذَيْفَة (قلت) لم يذكر السُّيُوطِيّ علته وَفِيه عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْحَرَّانِي الطرائفي لكنه وثق كَمَا مر. وَفِيه من بعده جمَاعَة لم أَقف لَهُم على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثٌ] " أَنَّ نَمْلَةً تَجُرُّ نِصْفَ شِقِّهَا أَهْدَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ نَبْقَةً حَلَوِيَّةً فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَرفعت رَأسهَا فَقَالَت.

(أَلا كُلُّنَا نُهْدِي إِلَى اللَّهِ مَالَهُ ... وَإِنْ كَانَ عَنْهُ ذَا غِنًى فَهُوَ قَابِلُهُ) (وَلَوْ كَانَ يُهْدَى لِلْجَلِيلِ بِقَدْرِهِ ... لَقَصَّرَ أَعْلَى الْبَحْرِ مِنْهُ مَنَاهِلُهُ) (وَلَكِنَّنَا نُهْدِي إِلَى مَنْ نُحِبُّهُ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِنَا مَا يُشَاكِلُهُ) (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود. وَقَالَ غَرِيب مُنكر (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (22) [حَدِيثٌ] " ذَكَرَهُ السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قِيلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ حَدَّثَكَ أَبُوكَ عَنْ جَدِّكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ سَفِينَةَ نُوحٍ طَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّتْ خَلْفَ الْمَقَامِ فَقَالَ نعم " (مي قلت) لم يبين السُّيُوطِيّ علته، وعلته عبد الرَّحْمَن بن زيد، قَالَ: السَّاجِي مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ ابْن عبد الحكم، سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول: ذكر رجل لمَالِك حَدِيثا مُنْقَطِعًا فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى عبد الرَّحْمَن بن زيد يحدثك عَن أَبِيه عَن نوح، وَكَأن الشَّافِعِي إِنَّمَا روى حَدِيثه هَذَا مُتَعَجِّبا من نكارته، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَجمعُوا على ضعفه، وَقَالَ الْحَاكِم وَأَبُو نعيم روى عَن أَبِيه أَحَادِيث مَوْضُوعَة وَالله أعلم. (23) [حَدِيثٌ] " عِلْمُهُ بِحَالِي يُغْنِي عَنْ سُؤَالِي. حِكَايَة عَن الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ". (قَالَ ابْن تَيْمِية) مَوْضُوع. (24) [حَدِيثُ] " أَبِي ذَرٍّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ بِمَ أُرْسِلَ، قَالَ بِكِتَابٍ مُنْزَلٍ، قُلْتُ أَيُّ كِتَابٍ أُنْزِلَ عَلَى آدَمَ قَالَ، كِتَابٌ مُعْجَمٌ أب ث ج إِلَى آخِرِهَا، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ حَرْفًا، قَالَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَدَدْتُ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ، فَغَضِبَ رَسُول الله فَقَالَ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ إِلا تِسْعَةً وَعِشْرِينَ حَرْفًا، قُلْتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ فِيهَا لامُ أَلِفٍ، قَالَ لامُ أَلِفٍ حَرْفٌ وَاحِدٌ، قَدْ أُنْزِلَ عَلَى آدَمَ فِي صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَنْ خَالَفَ لامَ أَلِفٍ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ وَمَنْ لَمْ يَعُدَّ لامَ أَلِفٍ مِنَ الْحُرُوفِ فَهُوَ مِنِّي برِئ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْحُرُوفِ وَهِيَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ لَا يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ أَبَدًا " (سُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي) فَقَالَ: لَا أصل لَهُ ولوائح الْوَضع عَلَيْهِ ظَاهِرَة وَلَا سِيمَا فِي آخِره فَهُوَ كذب قطعا.

كتاب العلم

كتاب الْعلم الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] " أَكْثَرُ النَّاسِ عِلْمًا أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَقَلُّهُمُ انْتِفَاعًا بِهِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح. فِيهِ الْمسيب بن شريك مَتْرُوك، وَشَيْخه جَعْفَر ابْن الْعَبَّاس مَجْهُول (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَالْمُسَيب لم يتهم بكذب. بل قَالَ عبد الله ابْن أَحْمد قلت لأبي ترى الْمسيب كَانَ يكذب قَالَ معَاذ الله وَلكنه كَانَ يُخطئ، وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ مَا أَقُول إِنَّه كَذَّاب وَالله أعلم. (2) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ كُنَّا جُلُوسًا فِي مَسْجِدِ النبى مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَمَرَّتْ جَنَازَةٌ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَقَامَ مَعَهَا فَقُلْنَا يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ خَلَعْتَ نَعْلَيْكَ؟ حَيْثُ يَلْبَسُ النَّاسُ، قَالَ نعم سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ: الْمَاشِي الْحَافِي فِي طَاعَةِ اللَّهِ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ يُطَالِبُهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا " (شا) من حَدِيث أبي بكر، وَفِيه سيف بن مُحَمَّد ومُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي مَتْرُوك، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء أَيْضا من غير طَرِيق سيف أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الله بن مُعَاوِيَة الْحذاء عَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ بعد إِيرَاده، وَمُحَمّد وَشَيْخه لم أر من ذكرهمَا. (3) [حَدِيثٌ] " إِذَا سَارَعْتُمْ إِلَى الْخَيْرِ فَامْشُوا حُفَاةً، فَإِنَّ اللَّهَ يُضَاعِفُ أَجْرَهُ عَلَى الْمُنْتَعِلِ " (طب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي قلت أقره السُّيُوطِيّ هُنَا وَذكره وَمن قبله الْجلَال البُلْقِينِيّ، فِيمَن يُؤْتى أجره مرَّتَيْنِ، وَلم يحكما عَلَيْهِ بِوَضْع وَالله تَعَالَى أعلم. (4) [حَدِيثٌ] " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَخَفِّ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ، الْمُسَارِعُ إِلَى الْخَيْرَاتِ مَاشِيًا عَلَى قَدَمَيْهِ حَافِيًا، أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ نَاظِرٌ إِلَى عَبْدٍ يَمْشِي حَافِيًا فِي طَلَبِ الْخَيْرِ " (حا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه سُلَيْمَان بن عِيسَى أَيْضا فالخبران من عمله.

(5) [حَدِيثٌ] " مَنْ يَمْشِي إِلَى خَيْرٍ حَافِيًا فَكَأَنَّمَا يَمْشِي عَلَى أَرْضِ الْجَنَّةِ تَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلائِكَةُ وَتُسَبِّحُ أَعْضَاؤُهُ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث جَعْفَر بن نسطور الرُّومِي، وَفِي سَنَده مَجْهُولُونَ، وَلَا يعرف جَعْفَر بن نسطور فِي الصَّحَابَة، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رَأينَا من طلبة الْعلم من يمشي حافيا عملا بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة الَّتِي تنزه عَنْهَا الشَّرِيعَة، فَإِن الْمَشْي حافيا يُؤْذِي الْعين والقدم وَلَا يُمكن مَعَه توقي النَّجَاسَات، وَلَو علمُوا أَنَّهَا لَا تصح صلَاتهم وَأَنه يحتوي على شهرة زهد لم يَفْعَلُوا فَللَّه در الْعلم. (6) [حَدِيثٌ] " الْمُعَلِّمُونَ خَيْرَ النَّاسِ كُلَّمَا خَلِقَ الذِّكْرُ جَدَّدُوهُ، أَعْطُوهُمْ وَلا تَسْتَأْجِرُوهُمْ فَتُحْرِجُوهُمْ فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ إِذَا قَالَ لِلصَّبِيِّ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَقَالَ الصَّبِيُّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَتَبَ اللَّهُ بَرَاءَةً لِلصَّبِيِّ وَبَرَاءَةً لِوَالِدَيْهِ وَبَرَاءَةً لِلْمُعَلِّمِ مِنَ النَّارِ ". (مر) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الجويباري. (7) [حَدِيثٌ] " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُعَلِّمِينَ ثَلاثًا وَأَطِلْ أَعْمَارَهُمْ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي كَسْبِهِمْ " (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيقين. فِي الأول أَصْرَم بن حَوْشَب ونهشل بن سعيد. وَفِيه مُحَمَّد بن عَليّ شيخ مَجْهُول أَحَادِيثه مُنكرَة، وَالضَّحَّاك وَلم يلق ابْن عَبَّاس، وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن الفرخان، وَلَفظه: اللَّهُمَّ اغْفِر للمعلمين وأطل أعمارهم وأظلهم تَحت ظلك يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظلك فَإِنَّهُم يعلمُونَ كتابك الْمنزل، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه افتراه ابْن الفرخان وألصقه بالْحسنِ بن عَرَفَة بِسَنَد صَحِيح (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ مَعَ أَنه أوردهُ فِي كِتَابه تمهيد الْفرش فِي الْخِصَال الْمُوجبَة لظل الْعَرْش بِاللَّفْظِ الثَّانِي، وَقَالَ بعد أَن نقل عَن الْخَطِيب أَنه قَالَ مُحَمَّد بن الفرخان غير ثِقَة. قلت لَهُ شَوَاهِد (قَالَ) جَامعه: وتابع نَهْشَلَا عَن الضَّحَّاك سعيد بن سِنَان أخرجه ابْن فَنْجَوَيْهِ فِي كتاب المعلمين، غير أَن فِي سَنَده من لم أعرفهُ، وَسَعِيد مُتَّهم أَيْضا وَالله تَعَالَى أعلم. (8) [حَدِيثٌ] " مُعَلِّمُ الصِّبْيَانِ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمْ كُتِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الظَّلَمَةِ " (مر) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ عبد الرَّحْمَن بن الْقطَامِي وَأَبُو المهزم. وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من قَول مَكْحُول قَالَ السُّيُوطِيّ: وَرَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْعِيَال عَن الْحسن قَوْله (قلت) وَرَوَاهُ الْحُسَيْن بن فَنْجَوَيْهِ فِي كتاب المعلمين عَن مجاهل قَوْله، وَعَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا

بِلَفْظ: " إِن الْمعلم إِذا لم يعدل كتب من الظلمَة، " وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْأمَوِي مُتَّهم، وروى أَيْضا عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا: " أبعد الْخلق من الله عز وَجل رجلَانِ رجل يُجَالس الْأُمَرَاء فَمَا قَالُوا من جور صدقهم عَلَيْهِ، ومعلم الصّبيان لَا يواسي بَينهم وَلَا يراقب الله فِي الْيَتِيم، وَفِيه مُحَمَّد بن أَيُّوب النصيبي وَأَظنهُ الرقي، " وَعنهُ أَحْمد بن عبد الْملك وَأَظنهُ الرَّاوِي عَن مَالك، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَجْهُول، ورجلان آخرَانِ لم أَعْرفهُمَا، وروى أَيْضا عَن أنس مَرْفُوعا: " أَيّمَا مؤدب ولي تَعْلِيم ثَلَاثَة صبيان من أمتِي ثمَّ لم يعلمهُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَلم يعدل بَينهم حشر يَوْم الْقِيَامَة مَعَ قتلة الْأَنْفس إِلَى نَار جَهَنَّم ". وَفِيه دَاوُد بن المحبر، فَلَيْسَ ينجبر مَرْفُوعا وَالله تَعَالَى أعلم. (9) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اجْتَمِعُوا وَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَاجْتَمَعْنَا وَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُعَلِّمِينَ كَيْلا يَذْهَبَ الْقُرْآنُ وَأَعِنِ الْعُلَمَاءَ كَيْلا يَذْهَبَ الدِّينُ " (عد) وَفِيه مُحَمَّد بن دَاوُد بن دِينَار الْفَارِسِي، وَفِيه أَحْمد بن إِسْحَاق وسعدان ابْن عَبدة مَجْهُولَانِ، قَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَلَعَلَّ هَذَا من وضع مُحَمَّد بن دَاوُد (قلت) جعله فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن دَاوُد الرَّمْلِيّ من مصائبه ثمَّ قَالَ: وَقيل بل هُوَ من وضع مُحَمَّد بن دَاوُد بن دِينَار وَالله أعلم. (10) [حَدِيثٌ] " شِرَارُكُمْ مُعَلِّمُوكُمْ. أَقَلُّهُمْ رَحْمَةً عَلَى الْيَتِيمِ وَأَغْلَظُهُمْ عَلَى الْمِسْكِينِ " (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيهِ سيف بن عَمْرو وَسعد بن طريف، وَسعد هُنَا أقوى تُهْمَة لِأَن سَيْفا قَالَ. " كنت جَالِسا عِنْد سعد بن طريف إِذْ جَاءَ ابْن لَهُ يبكي فَقَالَ مَالك؟ قَالَ ضَرَبَنِي الْمعلم فَقَالَ: وَالله لأخزينهم الْيَوْم، " حَدثنِي عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، فَذكره. (11) [حَدِيثُ] . " عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا حَضَرَتْ جَنَازَةٌ وَحَضَرَ مَجْلِسُ عِلْمٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَنْ أَشْهَدَ؟ فَقَالَ إِنْ كَانَ لِلْجَنَازَةِ مَنْ يَتْبَعُهَا وَيَدْفِنُهَا فَإِنَّ حُضُورَ مَجْلِسِ عَالِمٍ خَيْرٌ مِنْ حُضُورِ أَلْفِ جَنَازَةٍ تُشَيِّعُهَا وَمِنْ حُضُورِ أَلْفِ مَرِيضٍ تَعُودُهُ وَمِنْ قِيَامِ أَلْفِ لَيْلَةٍ لِلصَّلاةِ وَمِنْ أَلْفِ يَوْمٍ تَصُومُهَا وَمِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ تَتَصَدَّقُ بِهِ وَمِنْ أَلْفِ حَجَّةٍ سِوَى الْفَرْضِ وَمِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ سِوَى الْوَاجِبِ، وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ الْمَشَاهِدُ مِنْ مَشْهَدِ عَالِمٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُطَاعُ بِالْعلمِ

وَيُعْبَدُ بِالْعِلْمِ، وَخَيْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنَ الْعِلْمِ، وَشَرُّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنَ الْجَهْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ؟ قَالَ وَيْحَكَ وَمَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَمَا الْحَجُّ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَمَا الْجُمُعَةُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ السُّنَّةَ تَقْضِي عَلَى الْقُرْآنِ وَأَنَّ الْقُرْآنَ لَا يَقْضِي عَلَى السُّنَّةِ " (مُحَمَّد ابْن عَليّ الْمُذكر) . وَهُوَ مَتْرُوك من طَرِيق الجويباري، وَإِسْحَاق بن نجيح وَالْمُتَّهَم بِهِ فِيمَا ذكره ابْن الْجَوْزِيّ والذهبي هُوَ الجويباري، قلت أوردهُ الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء من حَدِيث أبي ذَر مُخْتَصرا، وَقَالَ الْعرَاق الشَّافِعِي فِي تَخْرِيجه: لم أَجِدهُ وَإِنَّمَا أعرفهُ من حَدِيث عمر. وَهُوَ مَوْضُوع كَمَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ وَالله تَعَالَى أعلم. (12) [حَدِيثٌ] . " لَا تَسْتَشِيرُوا الْحَاكَةَ وَلا الْمُعَلِّمِينَ ". (خطّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة من طَرِيق غُلَام خَلِيل، وَجَاء أَيْضا من طَرِيق عبيد الله بن زحر بِزِيَادَة: فَإِن الله تَعَالَى سلبهم عُقُولهمْ، وَنزع الْبركَة من أكسابهم، وآفته ابْن زحر، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَلَيْسَ كَذَلِك، فَإِن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان: ابْن زحر أخرج لَهُ أَصْحَاب السّنَن وَأحمد فِي مُسْنده، وَقَالَ النَّسَائِيّ الشَّافِعِي لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق، وَإِنَّمَا الآفة فِيهِ أَحْمد بن يَعْقُوب الْحذاء وَمن طَرِيقه أخرجه الديلمي انْتهى. وَجَاء أَيْضا من طَرِيق الصلصال بن الدلهمس، رَوَاهُ حفيده مُحَمَّد بن ضوء ابْن صلصال عَن أَبِيه عَن جده، بِلَفْظ: " لَا تشاوروا الحاكة وَلَا الحجامين وَلَا المعلمين فَإِن الله سلبهم عُقُولهمْ ومحق أكسابهم، " وَمُحَمّد بن ضوء كَانَ كذابا مجاهرا بِالْفِسْقِ، قَالَ الأسيوطي الشَّافِعِي: وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ، وَقَالَ حَدِيث مُنكر. (13) [حَدِيثُ] . " ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَإِذَا أَنا بعلى ابْن أَبِي طَالِبٍ وَحَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَسْعَى حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الآخَرِ، فَقَالَ على: على بِالرجلِ، فجِئ بِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ إِلَى أَيْنَ تُرِيدُ، قَالَ الْبَصْرَةَ، قَالَ وتَعْمَلُ مَاذَا؟ قَالَ أَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، عَلِيٌّ بِالْحَضْرَةِ وَأَنْتَ تَذْهَبُ إِلَى الْبَصْرَةِ تَطْلُبُ الْعِلْمَ، أَيُّهَا الرَّجُلُ مَا حِرْفَتُكَ؟ قَالَ أَنَا رَجُلٌ نَسَّاجٌ، قَالَ عَلِيٌّ: اللَّهُ أَكْبَرُ، يَقُولُهَا ثَلَاثًا، سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ: مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ زَمَانًا تَطْلُبُ فِيهِ الْحَاكَةُ الْعِلْمَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يُحَدِّثُ فَقَالَ: من اطلع فى طراز

حَائِكٍ خَفَّ دِمَاغُهُ. وَمَنْ كَلَّمَ حَائِكًا بَخُرَ فَمُهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَ حَائِكٍ ارْتَفَعَ رِزْقُهُ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَيْسُوا إِخْوَانَنَا فِي الإِسْلامِ وَشُرَكَاءَنَا فِي الدِّينِ، قَالَ هُمُ الَّذِينَ بَالُوا فِي الْكَعْبَةِ وَسَرُقُوا غَزْلَ مَرْيَمَ وعِمَامَةَ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا وَسَمَكَةَ عَائِشَةَ مِنَ التَّنُّورِ، وَاسْتَدَلَّتْهُمْ مَرْيَمُ عَلَى طَرِيقٍ فَدَلُّوهَا عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ ". (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق عُثْمَان ابْن أَحْمد بن سماك أَبُو عَمْرو الدقاق، قَالَ وجدت فِي كتاب: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الصُّوفِي حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن الْكُوفِي، حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن جده، وَهَؤُلَاء عدم لَا يعْرفُونَ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: لَا يخفى على الصّبيان الجهلة أَنه مَوْضُوع، وَكَونه فِي كتاب لَا عَن راو يَكْفِي فِي أَنه لَيْسَ بشئ. (14) [حَدِيثٌ] . " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حَائِكٍ " (عد) من حَدِيث ابْن مَسْعُود، وَفِيه آفَات: مُحَمَّد بن تَمِيم بن عبد الرَّحِيم عَن حبيب عَن إِسْمَاعِيل بن يحيى ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض، لَكِن قَالَ ابْن عدي: الْحمل فِيهِ على إِسْمَاعِيل، قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي: وَرَوَاهُ الديلمي من حَدِيث عَليّ: (قلت) فِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله أعلم. (15) [حَدِيثٌ] . " مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلَمْ يُعَوِّرِ الْهَاءَ الَّتِي فِي اللَّهِ كَتَب اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَى عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ". (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه الْعَبَّاس بن الضَّحَّاك. (16) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: " مر رَسُول الله بِمِرْدَاسٍ الْمُعَلِّمِ فَقَالَ إِيَّاكَ وَحَطَبَ الصِّبْيَانِ وَخُبْزَ الرِّقَاقِ وَالشَّرْطَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ". (ق) بِسَنَد فِيهِ مَجْهُولُونَ، وَقَالَ: بَاطِل مُنكر. (17) [حَدِيثٌ] " أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَجْرِ ثَلاثَةٍ، أَجْرُ الْمُعَلِّمِينَ وَالْمُؤَذِّنِينَ وَالأَئِمَّةِ حَرَامٌ ". (حُسَيْن بن مُحَمَّد التفليسي) فِي كتاب الْأَعْدَاد من حَدِيث أنس، بِسَنَد فِيهِ مَجَاهِيل وَزِيَاد ابْن أبي زِيَاد مَتْرُوك. (18) [حَدِيثٌ] . " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَجْوَدِ الأَجْوَدِينَ، اللَّهُ تَعَالَى أَجْوَدُ الأَجْوَدِينَ وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ، فَيُبْعَثُ يَوْم الْقِيَامَة

أُمَّةً وَحْدَهُ كَمَا يُبْعَثُ النَّبِيُّ أُمَّةً وَحْدَهُ " (حب) من حَدِيث أنس، وَقَالَ: مُنكر بَاطِل. وَفِيه نوح بن ذكْوَان عَن أَخِيه أَيُّوب وحديثهما مُنكر، قلت: وَفِيه أَيْضا سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز مَتْرُوك وَالله أعلم. (19) [حَدِيثٌ] . " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ فِضَّةٍ مُفَصَّصَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ مُكَلَّلَةٍ بِالدِّيبَاجِ وَالسُّنْدُسِ وَالاسْتَبْرَقِ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي الرَّحْمَنِ: أَيْنَ مَنْ حَمَلَ إِلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عِلْمًا يَحْمِلُهُ إِلَيْهِمْ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ؟ اجْلِسُوا عَلَيْهَا ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ " (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر، فِيهِ إِسْمَاعِيل بن يحيى (قلت) نَاقض ابْن الْجَوْزِيّ، فَذكره فِي الواهيات وَالله أعلم. (20) [حَدِيثٌ] . " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلَّهِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَابًا إِلا ازْدَادَ بِهِ فِي نَفْسِهِ ذُلا وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا وَفِي الدِّينِ اجْتِهَادًا، فَذَلِكَ الَّذِي يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ، فَيَتَعَلَّمُهُ، وَمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلدُّنْيَا وَالْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ وَالْحَظْوَةِ عِنْدَ السُّلْطَانِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَابًا إِلا ازْدَادَ بِهِ فِي نَفْسِهِ عَظَمَةً وَعَلَى النَّاسِ اسْتِطَالَةً وَبِاللَّهِ اغْتِرَارًا وَفِي الدِّينِ جَفَاءً، فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَكُفَّ عَنِ الْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ وَالنَّدَامَةِ وَالْخِزْيِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (مر) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عمر بن صبح. (21) [حَدِيثٌ] . " اسْتَوْدِعُوا الْعِلْمَ الأَحْدَاثَ إِذَا رَضِيتُمُوهُمْ ". (خطّ) من حَدِيث زيد ابْن ثَابت، وَفِيه الْوَلِيد الموقري، وَأَبُو طَاهِر الْبُلْقَاوِيُّ، قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي: قَالَ الذَّهَبِيّ: والآفة الْبُلْقَاوِيُّ وَإِن كَانَ الْوَلِيد مجمعا على ضعفه وَالله أعلم. (22) [حَدِيثٌ] . " إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْمًا فَلا بُورِكَ لِي فِي طُلُوعِ شَمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ " (طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه الحكم بن عبد الله الْأَيْلِي (قلت) اقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء الصَّغِير على تَضْعِيفه وَالله أعلم. (23) [حَدِيثٌ] . " لَا تَجْلِسُوا مَعَ كُلِّ عَالِمٍ إِلا عَالِمًا يَدْعُوكُمْ مِنْ خَمْسٍ إِلَى خَمْسٍ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ، وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ، وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الإِخْلاصِ وَمِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ ". (نع) من حَدِيث جَابر، من طَرِيق أبي سعيد الْبَلْخِي عَن شَقِيق

الْبَلْخِي الزَّاهِد الْمَشْهُور عَن عباد بن كثير عَن أبي الزبير عَن جَابر (قلت) وَمن حَدِيث أنس من طَرِيق يحيى بن خَالِد المهلبي، عَن شَقِيق عَن عباد، عَن أبان عَن أنس وَالله أعلم. وَهَذَا كَلَام كَانَ شَقِيق كثيرا مَا يعظ بِهِ أَصْحَابه وَالنَّاس، فَوَهم فِيهِ الروَاة فَرَفَعُوهُ. (قلت) جعل فِي اللِّسَان الواهم فِيهِ رَاوِيه عَن شَقِيق وَالله أعلم. قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي: وَرَوَاهُ العسكري فِي المواعظ عَن عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَى عَنْ آبَائِهِ مَرْفُوعا بِنَحْوِهِ فَذكره (قلت) هُوَ من طَرِيق الْحسن بن عَليّ بن عَاصِم، وَهُوَ أَبُو سعيد الْعَدوي الْكذَّاب عَن الْهَيْثَم بن عبد الله، وَهُوَ كَمَا قَالَه ابْن عدي مَجْهُول وَالله أعلم. (24) [حَدِيثٌ] " إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ فَلا يَكْتُبْ عَلَيْهِ بَلَغَ، فَإِنَّ بَلَغَ اسْمُ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنْ يَكْتُبُ عَلَيْهِ لِلَّهِ " (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُسلم بن عبد الله وَهُوَ آفته. (25) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَاءَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ بِأَيْدِيهِمُ الْمَحَابِرُ، فَيَأْمُرُ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَيَسْأَلَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، فَيَقُولُ مَنْ أَنْتُمْ، فَيَقُولُونَ نَحْنُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكُمْ، طَالَمَا كُنْتُمْ تُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ فِي دَارِ الدُّنْيَا " (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بن يَعْقُوب الرقي وَقَالَ الْحمل فِيهِ على الرقي، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وضع هَذَا الحَدِيث على الطَّبَرَانِيّ، قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي: وَأخرجه الديلمي والنميري فِي الْإِعْلَام من طَرِيق آخر فِيهِ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مَالك الإسْكَنْدراني وَهُوَ مَجْهُول (قلت) اقْتصر شيخ شُيُوخنَا الْعَلامَة السخاوي الشَّافِعِي فِي كِتَابه القَوْل البديع على تَضْعِيف الحَدِيث من الطَّرِيقَيْنِ، قَالَ فِي الأول أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَمن طَرِيقه ابْن بشكوال، وَنقل عَن طَاهِر بن أَحْمد النَّيْسَابُورِي أَنه قَالَ: مَا أعلم حدث بِهِ غير الطَّبَرَانِيّ وَالله تَعَالَى أعلم. (26) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَرَادَ بِرَّ وَالِدَيْهِ فَلْيُعْطِ الشُّعَرَاءَ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَوْف بن مَالك الأشجعى وَفِيه إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي كَانَ يقلب الْأَخْبَار وَيسْرق الحَدِيث، قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي وَجَاء من طَرِيق آخر أخرجه الديلمي (قلت) فِيهِ أَحْمد بن عبد الله بن زِيَاد الديباجي، قَالَ ابْن الْقطَّان مَجْهُول عَن مُحَمَّد بن خَالِد الْأَهْوَازِي وَلم أعرفهُ، قَالَ بعض شيوخي: مَجْهُول وَالله أعلم.

الفصل الثانى

(27) [حَدِيثٌ] " يَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ يَحْسُدُ الْفُقَهَاءُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَيَغَارُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ كَتَغَايُرِ التُّيُوسِ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيه إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم (قلت) فِي المتهمين بِالْوَضْعِ إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم جمَاعَة، وَلَا أَدْرِي أَيهمْ هَذَا وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (28) [حَدِيثٌ] " اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ (عد عق) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو عَاتِكَة طَرِيق بن سُلَيْمَان مُنكر الحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ، (تعقب) بِأَن أَبَا عَاتِكَة من رجال التِّرْمِذِيّ وَلَا يجرح بكذب وَلَا تُهْمَة، وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب الحَدِيث من طَرِيقه، وَقَالَ: متن مَشْهُور وَإسْنَاد ضَعِيف انْتهى (قلت) كَونه لم يجرح مَمْنُوع كَمَا يعلم من تَرْجَمته فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم. وَله متابع أخرجه أَبُو يعلى وَابْن عبد الْبر فِي الْعلم من طَرِيق كثير بن شنظير عَن ابْن سِيرِين عَن أنس، وَأخرجه ابْن عبد الْبر من طَرِيق يَعْقُوب بن إِسْحَق الْعَسْقَلَانِي عَن عبيد بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ، عَن ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس، لَكِن يَعْقُوب رمي بِالْكَذِبِ وَوَثَّقَهُ مسلمة بن الْقَاسِم وَحكى توثيقه عَن بَعضهم، وَنصفه الثَّانِي أخرجه ابْن مَاجَه، قَالَ الْحَافِظ الْمزي الشَّافِعِي: وَله طرق كَثِيرَة عَن أنس يصل مجموعها إِلَى مرتبَة الْحسن، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ (قلت) وَأخرجه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي فِي أَمَالِيهِ من حَدِيث أنس من غير طَرِيق ابْن مَاجَه، ثمَّ قَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه، قَالَ وَهُوَ مَشْهُور من حَدِيث أنس، روينَاهُ من رِوَايَة عشْرين رجلا من التَّابِعين عَنهُ، قَالَ وَقد ضعف جمَاعَة من الْأَئِمَّة طرقه كلهَا، فَقَالَ أَحْمد لَا يثبت عندنَا فِي هَذَا الْبَاب شئ، وَكَذَا قَالَ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي الشَّافِعِي وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عبد الْبر، وَذكره ابْن الصّلاح فِي عُلُوم الحَدِيث مثلا للْحَدِيث الْمَشْهُور غير الصَّحِيح انْتهى. وَفِي تَلْخِيص الواهيات للذهبي: روى عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَأنس وَأبي سعيد وَبَعض طرقه أَو هى من بعض وَبَعضهَا صَالح وَالله أعلم.

(29) [حَدِيثٌ] " مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَهُوَ شَابٌّ كَانَ بِمَنْزِلَةِ وَسْمٍ فِي حَجَرٍ، وَمَنْ تَعَلَّمَهُ بَعْدَ مَا كَبَرَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ كِتَابٍ عَلَى ظَهْرِ الْمَاءِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ لَا يَصح فِيهِ هناد النَّسَفِيّ الشَّافِعِي وَفِيه أَيْضا بَقِيَّة وَهُوَ مُدَلّس (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من مُرْسل إِسْمَاعِيل بن رَافع أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل. وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ الشَّافِعِي بِسَنَد ضَعِيف وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: " من تعلم الْقُرْآن فِي شبابه اخْتَلَط الْقُرْآن بِلَحْمِهِ وَدَمه، وَمن تعلمه فِي كبره فَهُوَ يتفلت مِنْهُ وَلَا يتْركهُ لَهُ أجره مرَّتَيْنِ، أخرجه المرهبي فِي فضل الْعلم وَابْن عدي من طَرِيق عمر بن طَلْحَة، وَقَالَ ابْن عدي: عمر لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتهى. لَكِن قَالَ أَبُو حَاتِم: عمر مَحَله الصدْق، " وَأخرجه ابْن عدي أَيْضا عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن آبَائِهِ مُتَّصِلا، لَكِن ابْن الْأَشْعَث مَتْرُوك. (30) [حَدِيثٌ] " لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَلَقُ إِلا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ " (عد) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِيه الخصيب بن جحدر، وَالْحسن بن وَاصل، وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عمر بن مُوسَى الوجيهي، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: " لَا حسد وَلَا ملق إِلَّا فِي طلب الْعلم، وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن علاثة ". (تعقب) بِأَن ابْن علاثة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره، وَاعْترض الْخَطِيب قَول الْأَزْدِيّ فِيهِ: حَدِيثه يدل على كذبه فَقَالَ: أفرط الْأَزْدِيّ وَأَحْسبهُ وَقعت إِلَيْهِ رِوَايَات عَمْرو بن الْحصين عَنهُ فكذبه لأَجلهَا، وَإِنَّمَا الآفة من ابْن الْحصين، فَإِنَّهُ كَذَّاب، وَأما ابْن علاثة فقد وَصفه يحيى بالثقة وَلم أحفظ لأحد من الْأَئِمَّة خلاف مَا وَصفه بِهِ يحيى انْتهى ". ثمَّ هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث معَاذ أخرجهُمَا البيهقى والشافعى فِي الشّعب وَضعفهمَا، ثمَّ قَالَ: وروى من أوجه كلهَا ضَعِيفَة انْتهى، وَأخرج الديلمي من طَرِيق ابْن السّني، ثَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان عَن عَامر بن سيار، عَن أبي الصَّباح بن عبد الْعَزِيز بن سعيد عَن أَبِيه عَن النبى: " من غض صَوته عِنْد الْعلمَاء كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الَّذين امتحن الله قُلُوبهم للتقوى من أَصْحَابِي، وَلَا خير فِي التملق والتواضع إِلَّا مَا كَانَ مِنْهُ فِي الله أَو طلب الْعلم، " قلت: قَالَ ابْن عدي فِي تَرْجَمَة أبي الصَّباح: عبد الغفور بن عبد الْعَزِيز أَبُو الصَّباح الوَاسِطِيّ ضَعِيف مُنكر الحَدِيث، حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان بالسند الْمَذْكُور بِعَيْنِه، فَذكر حَدِيثا مَتنه: " لَا يجْتَمع الْإِيمَان وَالْبخل فِي قلب رجل وَمن أُوتِيَ السماحة وَالْإِيمَان فقد أُوتِيَ أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء، " ثمَّ

قَالَ: وَبِهَذَا السَّنَد اثْنَان وَعِشْرُونَ حَدِيثا حَدثنَا بهَا ابْن الْقطَّان انْتهى. وَقد قدمنَا فِي الْمُقدمَة عَن ابْن حبَان أَنه قَالَ: كَانَ يضع الحَدِيث، وَقد تنبه السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي لهَذَا فَذكر الحَدِيث فِي زيادات الموضوعات وَأعله بِأبي الصَّباح، فَتبين أَنه لَا يصلح شَاهدا: وَذكر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء أَنه جَاءَ من حَدِيث ابْن عمر قَالَ وروى من طَرِيق هشيم وأزهر السمان، عَن عبد الله بن عون، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن ابْن عمر. قَالَ ابْن طَاهِرٍ فِي الْكَشْفِ عَنْ أَخْبَارِ الشهَاب: وَهُوَ مُنكر عَن ابْن عون وَالْحمل فِيهِ على من قبل هشيم فَإِنَّهُم إِلَى الْجَهَالَة أقرب انْتهى وَالله أعلم. (31) [حَدِيثٌ] " مَنْ رَفَعَ قِرْطَاسًا مِنَ الأَرْضِ فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم إِجْلالا لِلَّهِ أَنْ يُدَاسَ، كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَخُفِّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وَإِنْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ، وَمَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَجَوَّدَهُ تَعْظِيمًا لِلَّهِ غَفَرَ لَهُ " (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان وَأَبُو حَفْص الْعَبْدي وَأَبُو سَالم الرواس، (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد، وَمن طَرِيقه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات (قلت) فِي سَنَد كل مِنْهُمَا من كذب فَلَا يصلحان شَاهدا وَالله أعلم، وَبِأَن للجملة الْأَخِيرَة مِنْهُ طَرِيقا أُخْرَى عَن أنس عِنْد الديلمي فِي مُسْند الفردوس، وَلها شَاهد قوي عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب على عَليّ مَوْقُوفا بِلَفْظ: " تنوق رجل فِي بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فغفر لَهُ، وَله حكم الرّفْع ". (32) [حَدِيثٌ] " مَنْ كَتَبَ عَنِّي عِلْمًا فَكَتَبَ مَعَهُ صَلاةً عَلَيَّ لَمْ يَزَلْ فِي أَجْرٍ مَا قُرِئَ ذَلِكَ الْكِتَابُ أَوْ عُمِلَ ذَلِكَ الْعِلْمُ " (عد والمرهبي) كِلَاهُمَا من حَدِيث أبي بكر الصّديق، وَفِيه أَبُو دَاوُد وَالنَّخَعِيّ (تعقب) بِأَنَّهُ لم ينْفَرد بِهِ، بل تَابعه نصر بن بَاب، أخرجه الْحَاكِم (قلت) : نصر تَركه جمَاعَة وَوَثَّقَهُ أَحْمد، وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثه وَالله أعلم. (33) [حَدِيثٌ] " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَاكَ الْكِتَابِ " (طب) فِي الْأَوْسَط مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِسْحَق بن وهب العلاف وَيزِيد بن عِيَاض. (تعقب) بِأَنَّهُ الْتبس عَلَيْهِ اسحق بن وهب العلاف باسحق بن وهب الطهرمسي والكذاب هُوَ الطهرمسي لَا العلاف، فَإِنَّهُ ثِقَة لَيْسَ بِكَذَّابٍ وَلَا ضَعِيف وَيزِيد

ابْن عِيَاض أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَهُوَ ضَعِيف، والذهبي إِنَّمَا أَعلَى الحَدِيث ببشر ابْن عبيد وَقَالَ: كذبه الْأَزْدِيّ. وَقَالَ ابْن عدي: مُنكر الحَدِيث، لَكِن قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: ذكره ابْن حبَان فِي النقاب، وَقد تَابع يزِيد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الثَّقَفِيّ، أخرجه أَبُو الشَّيْخ والديلمي، وتابع بشرا عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان، أخرجه النميري فِي الْإِعْلَام وَابْن سمْعَان فى تَارِيخه، وتابع إِسْحَق مُحَمَّد بن عبد الله بن حميد الْبَصْرِيّ، أخرجه الْخَطِيب فِي شرف أَصْحَاب الحَدِيث، فَالْحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع (قلت) وعَلى تَضْعِيفه اقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء وَالله أعلم، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْأَصْبَهَانِيّ فِي ترغيبه بِسَنَد واه (قلت) : فِيهِ كَادِح بن رَحْمَة ونهشل بن سعيد كذابان، فَلَا يصلح شَاهدا، قَالَ ابْن قيم الجوزية، وروى من كَلَام جَعْفَر بن مُحَمَّد وَهُوَ أشبه وَالله أعلم. (34) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ سَأَلْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْمُعَلِّمِينَ فَقَالَ إِنَّ أَحَقَّ مَا أُخِذَ عَلَيْهِ الأَجْرُ كِتَابُ اللَّهِ " (عد) من طَرِيق عمر بن مخرم، وَله مَنَاكِير عَن ثَابت الحفار: وَلَا يعرف. والْحَدِيث مُنكر (تعقب) . بِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ مُنكر من هَذَا الطَّرِيق، لهَذِهِ الْقِصَّة وَإِلَّا فَهُوَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الطِّبّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ: إِن أَحَق مَا أَخَذْتُم عَلَيْهِ أجرا كتاب الله. (35) [حَدِيثٌ] " يَا إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ وَلا يَكْتُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيه عبد القدوس الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق أبي سعد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ الهيثمي: رِجَاله موثقون، وَأَبُو سعد هُوَ الْبَقَّال سعد بن الْمَرْزُبَان، صَدُوق مُدَلّس، وَأخرجه أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ طَرِيقِ يحيى بن سعيد الْحِمصِي عَن إِبْرَاهِيم بن الْمُخْتَار عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس، وَيحيى ابْن سعيد، قَالَ ابْن مصفى ثِقَة، وَضَعفه ابْن معِين وَغَيره وَإِبْرَاهِيم بن مُخْتَار، روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: صَالح الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو دَاوُد: لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِذَاكَ.

(36) [حَدِيثٌ] " لَا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ فِي أَعْنَاقِ الْخَنَازِيرِ " (خطّ) من حَدِيث أنس وَفِي رِوَايَة لَهُ أَيْضا: " لَا تطرحوا الدّرّ فِي أَفْوَاه الْكلاب، " وَكِلَاهُمَا من طَرِيق يحيى بن عقبَة ابْن أبي الْعيزَار. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بن يحيى. (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه شُعْبَة أخرجه الخليلي فِي الْإِرْشَاد من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، ثَنَا يزِيد بن هرون عَن شُعْبَة، وَقَالَ: لَا يعرف من حَدِيث شُعْبَة إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَإِنَّمَا يعرف من حَدِيث يحيى ابْن عقبَة، وَيحيى ضَعِيف. (قلت) وَرَوَاهُ عَن يزِيد عَن شُعْبَة أَيْضا عَليّ بن سعيد بن شهريار الرقي، وَنسبه ابْن حبَان فِي ذَلِك إِلَى الْوَهم وَقَالَ لم يروه يزِيد وَلَا شُعْبَة قطّ إِنَّمَا هُوَ من حَدِيث يحيى بن عقبَة بن أبي الْعيزَار انْتهى، وَقد ظهر من مُتَابعَة الْجَوْهَرِي أَن الرقي لم يهم وَالله أعلم. وَله شَاهد من حَدِيث أنس طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم وَوَاضِع الْعلم عِنْد غير أَهله كمقلد الْخَنَازِير الْجَوْهَر واللؤلؤ وَالذَّهَب، أخرجه ابْن مَاجَه بِسَنَد ضَعِيف. (37) [حَدِيثٌ] " إِنَّ الصَّفَاءَ الزُّلالَ لأَهْلِ الْعِلْمِ الطَّمَعُ " (عد) من حَدِيث أُسَامَة بن زيد، فِيهِ خَارِجَة بن مُصعب وَمُحَمّد بن مسلمة وهما ضعيفان جدا (تعقب) بِأَن قَضِيَّة هَذَا أَن يكون ضَعِيفا (قلت) لَكِن مر فِي الْمُقدمَة أَن خَارِجَة كذبه ابْن معِين فِيمَا قيل وَالله أعلم. وَجَاء من طَرِيق معضل أخرجه ابْن الْمُبَارك فِي الزّهْد بِلَفْظ: إِن الصفاء الزلَال الَّذِي لَا يثبت عَلَيْهِ أَقْدَام الْعلمَاء الطمع. (38) [حَدِيثٌ] . " أَرْبَعٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعٍ، أَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ، وَأُنْثَى مِنْ ذَكَرٍ، وَعَيْنٌ مِنْ نَظَرٍ، وَعَالِمٌ مِنْ عِلْمٍ ". (نع) حا (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِي طَرِيق الْأَوَّلين مُحَمَّد بن الْفضل، وَفِي طَرِيق الثَّالِث مُحَمَّد بن زبالة (عد) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه عبد السَّلَام بن عبد القدوس، وَعنهُ عَبَّاس بن الْوَلِيد الْخلال يروي عجائب. (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن الْفضل روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَابْن زبالة روى لَهُ أَبُو دَاوُد.

(قلت) هَذَا مَمْنُوع، فقد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَهْذِيب التَّهْذِيب: لم يرو أَبُو دَاوُد لِابْنِ زبالة إِنَّمَا أخرج عَنهُ قَوْله، لَا لَهُ وَكَيف يخرج لَهُ وَقد صرح بكذبه انْتهى. قَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ مُنكر الحَدِيث وَلَيْسَ بمتروك انْتهى: وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مُتَّفق على تَضْعِيفه وَالله أعلم، وَلم يعل الْعقيلِيّ الحَدِيث بِابْن زبالة بل بشيخه عبد الله بن عجلَان فَإِنَّهُ ذكر هَذَا الحَدِيث فِي تَرْجَمته وَقَالَ: مدنِي مُنكر الحَدِيث لَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث، وعباس ابْن الْوَلِيد روى لَهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ. (قلت) وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَالله أعلم، وَقد توبع عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن هِشَام بن عبد الْملك عَن عبد السَّلَام. (قلت) وَعبد السَّلَام أخرج لَهُ ابْن مَاجَه، فَالظَّاهِر أَن الحَدِيث لَا يبلغ رُتْبَة الْمَوْضُوع. ولبعضه شَوَاهِد كَحَدِيث: " منهومان لَا يشبعان، طَالب علم وطالب دنيا، " وَحَدِيث: " لَا يشْبع عَالم من علم حَتَّى يكون منتهاه الْجنَّة " وَالله أعلم. (39) [حَدِيثٌ] . " ارْحَمُوا ثَلاثَةً، عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلَّ، وَغَنِيًّا افْتَقَرَ، وَعَالِمًا تَتَلاعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ ". (حب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه وهب بن وهب. (خطّ) من حَدِيث أنس بِنَحْوِهِ وَفِيه سمْعَان بن مهْدي. (حب) من حَدِيث أنس أَيْضا، وَفِيه عِيسَى بن طهْمَان ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من كَلَام الفضيل بن عِيَاض. (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: " بَكت السَّمَوَات السَّبع وَمن فِيهِنَّ وَمن عَلَيْهِنَّ لعزيز ذل وغني افْتقر وعالم تلعب بِهِ الْجُهَّال، " أخرجه الديلمي. (قلت) فِي سَنَده جمَاعَة لم أَقف لَهُم على تَرْجَمَة لَا فِي الْمِيزَان وَلَا فِي اللِّسَان وَلَا فِي غَيرهمَا بعد التتبع الشَّديد، ثمَّ هُوَ من رِوَايَة الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَمْ يسمع مِنْهُ على الصَّحِيح. وأجود طرق هَذَا الحَدِيث طَرِيق عِيسَى بن طهْمَان فَإِنَّهُ من رجال الصَّحِيحَيْنِ وَنقل توثيقه عَن أَحْمد وَابْن معِين

وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وَأبي دَاوُد وَغَيرهم، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: أفرط فِيهِ ابْن حبَان والذنب فِيمَا استنكره من حَدِيثه لغيره وَالله أعلم. (40) [حَدِيثُ] . " جَابِرٍ أَنَّ رَسُول الله قَالَ: مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ فِي الْعَالِمِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلُ بَيْتِهِ، قَالَ: لَا، جِيرَانُهُ ". (عد) وَفِيه الْمُنْذر بن زِيَاد. (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا أُخْرَى أخرج أَبُو نعيم من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء: " أزهد النَّاس فِي الْعَالم أَهله وجيرانه، " وَأخرجه الديلمي أَيْضا وَقَالَ: وَفِي الْبَاب عَن أُسَامَة بن زيد وَأبي هُرَيْرَة. (قلت) حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فِي سَنَده عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي، قَالَ الذَّهَبِيّ: لَا يدرى من ذَا وَلَا حدث عَنهُ غير مُحَمَّد بن سوقة، وَبَقِيَّة رِجَاله مُحْتَج بهم وَالله أعلم. (41) [حَدِيثٌ] . " إِذَا حَدَّثْتُمْ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُوَافِقُ الْحَقَّ فَخُذُوا بِهِ، حَدَّثْتُ بِهِ أَوْ لَمْ أُحَدِّثْ ". (عق) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ أَشْعَث بن برَاز، لَهُ غير حَدِيث مُنكر، وَقَالَ يحيى: هَذَا الحَدِيث وَضعه الزَّنَادِقَة، وَقَالَ الْخطابِيّ: لَا أصل لَهُ، وروى من طَرِيق يزِيد بن ربيعَة عَن أبي الْأَشْعَث عَن ثَوْبَان، وَيزِيد مَجْهُول وَأَبُو الْأَشْعَث لَا يروي عَن ثَوْبَان. (تعقب) بِأَن يزِيد غير مَجْهُول، لَهُ تَرْجَمَة فِي الْمِيزَان وَقد ضعفه الْأَكْثَر، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ، وَقَوله أَن أَبَا الْأَشْعَث لَا يروي عَن ثَوْبَان مَمْنُوع، فقد روى أَبُو النَّضر، ثَنَا يزِيد بن أبي ربيعَة، ثَنَا أَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ، " قَالَ سَمِعت ثَوْبَان يحدث عَن النَّبِي فَذكر حَدِيث يقبل الْجَبَّار فيثني رجله على الجسر، " وَيشْهد لهَذَا الحَدِيث خبر أبي هُرَيْرَة: " لَا أَعرفن أحدا مِنْكُم أَتَاهُ حَدِيث عني وَهُوَ متكئ على أريكته يَقُول اتْلُوا عَليّ بِهِ قُرْآنًا، مَا جَاءَكُم عني من خير قلته أم لم أَقَله فَإِنِّي أقوله، وَمَا أَتَاكُم من شَرّ فَإِنِّي لَا أَقُول الشَّرّ، " أخرجه الإِمَام أَحْمد، وَأخرجه ابْن مَاجَه من وَجه آخر بِلَفْظ: " لَا أَعرفن مَا يحدث أحدكُم عني الحَدِيث وَهُوَ متكئ على أريكته فَيَقُول اقْرَأ قُرْآنًا، " مَا قيل من قَول حسن فَأَنا قلته، وَأخرج الْخَطِيب عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: " إِذا حدثتم عني حَدِيثا تعرفونه وَلَا تُنْكِرُونَهُ فصدقوا بِهِ وَإِذا حدثتم عَنى

حَدِيثا تُنْكِرُونَهُ فَكَذبُوهُ، " وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار عَن أبي حميد وَأبي أسيد مَرْفُوعا. " إِذا سَمِعْتُمْ الحَدِيث عني تعرفه قُلُوبكُمْ الحَدِيث وَقد مر فِي الْمُقدمَة ". (42) [حَدِيثٌ] . " مَنْ بلغه عَن الله شئ فِيهِ فَضِيلَةٌ، فَأَخَذَ بِهِ إِيمَانًا بِهِ وَرَجَاءَ ثَوَابِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ". (الْحسن بن عَرَفَة) فِي جزئه من حَدِيث جَابر ابْن عبد الله (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ: " من بلغه عَن الله فضل شئ من الْأَعْمَال يُعْطِيهِ عَلَيْهَا ثَوابًا فَعمل ذَلِك الْعَمَل رَجَاء ذَلِك الثَّوَاب أعطَاهُ الله ذَلِك الثَّوَاب وَإِن لم يكن مَا بلغه حَقًا ". (حب) من حَدِيث أنس بِلَفْظ: " من بلغه عَن الله أَو عَن النَّبِي فَضِيلَة كَانَ مني أَو لم يكن فَعمل بهَا رَجَاء ثَوَابهَا أعطَاهُ الله ثَوَابهَا ". وَلَا يَصح، فِي الأول أَبُو جَابر البياضي، وَفِي الثَّانِي إِسْمَاعِيل بن يحيى وَفِي الثَّالِث بزيع أَبُو الْخَلِيل. (تعقب) بِأَن حَدِيث أنس طَرِيقا آخر أخرجه الْبَغَوِيّ وَابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم، من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد عَن أنس، وَقَالَ ابْن عبد الْبر عقبه: إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث ضَعِيف، لِأَن أَبَا معمر عباد ابْن عبد الصَّمد انْفَرد بِهِ وَهُوَ مَتْرُوك. وَأهل الْعلم بجماعتهم يتساهلون فِي الْفَضَائِل فيروونها عَن كل، وَإِنَّمَا يتشددون فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام. وَلِحَدِيث ابْن عمر طَرِيق آخر أخرجه المرهبي فِي فضل الْعلم. (قلت) فِيهِ الْوَلِيد بن مَرْوَان، وَهُوَ مَجْهُول، وَقَالَ شيخ شُيُوخنَا الشَّمْس السخاوي: أخرج أَبُو يعلى بِسَنَد ضَعِيف من حَدِيث أنس: " من بلغه عَن الله فَضِيلَة فَلم يصدق بهَا لم ينلها، " قَالَ: وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُم وَالله تَعَالَى أعلم. (43) [حَدِيثٌ] . " ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمَلِّي " (التِّرْمِذِيّ) من حَدِيث زيد بن ثَابت وَلَا يَصح، فِيهِ عَنْبَسَة مَتْرُوك، عَن مُحَمَّد بن زَاذَان، لَا يكْتب حَدِيثه.

(تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ لما أخرجه قَالَ عقبه: إِسْنَاد ضَعِيف، عَنْبَسَة وَمُحَمّد بن زَاذَان يُضعفَانِ، وَبِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث أنس بِلَفْظ: " إِذا كتبت فضع قلمك على أُذُنك فَإِنَّهُ أذكر لَك، " أخرجه الديلمي وَابْن عَسَاكِر (قلت) فِيهِ عَمْرو بن الْأَزْهَر الْعَتكِي أحد الْكَذَّابين، فَلَا يصلح شَاهدا وَالله تَعَالَى أعلم. (44) [حَدِيثٌ] " لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ من أَن يتملئ شعرًا هجيب بِهِ " (عق) من حَدِيث جَابر بن عبد الله، وَفِيه النَّضر بن مُحرز قَالَ الْعقيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحْتَج بِهِ (تعقب) بِأَن الْعقيلِيّ قَالَ إِنَّمَا يعرف هَذَا الحَدِيث بالكلبي عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس، والعقيلي يضعف بِمُجَرَّد الْمُخَالفَة أَو الإغراب كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، وأصل الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (قلت) وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن عمر، وَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَمن حَدِيث أبي سعيد وَالله أعلم، والمستغرب مِنْهُ زِيَادَة: هجيت بِهِ، فَلَا يُطلق على الحَدِيث مَوْضُوع، وَقد أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي أَمَالِيهِ من مُسْند أبي يعلى، إِلَّا أَنه وَقع فِيهِ: أَحْمد بن مُحرز، وَقَالَ رُوَاته موثقون إِلَّا أَحْمد بن مُحرز، فَمَا عرفت حَاله فلست أَدْرِي هَل هُوَ أَخُو النَّضر أَو هُوَ هُوَ وتحرف اسْمه على بعض الروَاة (قلت) بَقِي من حَال النَّضر شئ آخر ذكره القَاضِي تَاج الدَّين ابْن السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فَقَالَ: قَالَ الْعقيلِيّ النَّضر بن مُحرز هُوَ الْمروزِي، وَأَنا لَا أعرف الْمروزِي إِلَّا النَّضر بن مُحَمَّد لَا ابْن مُحرز، وَكِلَاهُمَا يروي عَن ابْن الْمُنْكَدر، وروى الْحَافِظ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ الشَّافِعِي فِي خطْبَة الذيل الحَدِيث من رِوَايَة النَّضر بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَالنضْر بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر مَا عَرفته، فإمَّا أَن يكون تصحف على نَاسخ وَمَا هُوَ الْأَزْدِيّ بل الْمروزِي كَمَا ذكر الْعقيلِيّ، أَو غير ذَلِك انْتهى، وَالطَّرِيق الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا الْعقيلِيّ أخرجهَا ابْن عدي والطَّحَاوِي من طرق عَن الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: " قَالَ رَسُول الله: لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شعرًا فَقَالَت عَائِشَة لم يحفظ إِنَّمَا قَالَ رَسُول الله: خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شعرًا هجيت بِهِ " وَالله أعلم. (45) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الأَخِيرَةِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاتُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ (عَن) من حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس، وَفِيه قزعة بن سُوَيْد مُضْطَرب الحَدِيث كثير الْخَطَأ، "

عَن عَاصِم بن مخلد مَجْهُول (تعقب) بِأَن الحَدِيث فِي مُسْند أَحْمد من هَذَا الْوَجْه، وَقَالَ الهيثمي فِي الْمجمع: قزعة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَضَعفه غَيره وَبَقِيَّة رِجَاله وثقوا، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد: لَيْسَ فى شئ مِمَّا ذكره أَبُو الْفرج مَا يقْضِي بِالْوَضْعِ، وَعَاصِم لَيْسَ بِمَجْهُول بل ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه عبد القدوس بن حبيب أخرجه الْبَغَوِيّ فِي الجعديات (قلت) لَا عِبْرَة بمتابعة عبد القدوس لِأَنَّهُ رمي بِالْكَذِبِ والوضع وَالله أعلم، وقزعة حَاصِل كَلَامهم فِيهِ أَن حَدِيثه فِي مرتبَة الْحسن، وَورد من حَدِيث ابْن عمر أوردهُ ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَل من طَرِيق مُوسَى بن أَيُّوب عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْوَلِيد بن أبي السَّائِب قَالَ: سَمِعت أَبَا الْأَشْعَث قَالَ سَمِعت عبد الله بن عمر فَذكره، وَنقل عَن أَبِيه أَن الصَّوَاب وَقفه، وَأَن مُوسَى أَخطَأ فِي رَفعه انْتهى مُلَخصا وَذكر فِي اللِّسَان أَن حَدِيث ابْن عمر الْمَوْقُوف أخرجه مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي فِي كتاب الصَّلَاة، عَن إِسْحَق وَهُوَ ابْن رَاهَوَيْه عَن الْوَلِيد بن مُسلم بِسَنَدِهِ السَّابِق. (46) [حَدِيثٌ] " الْمُتَعَبِّدُ بِغَيْرِ فِقْهٍ كَالْحِمَارِ فِي الطَّاحُونَةِ " (نع) من حَدِيث وَاثِلَة، وَلا يَصِحُّ، فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم الشَّامي (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه نعيم بن حَمَّاد أخرجه الطبسي فِي ترغيبه. (47) [حَدِيثٌ] " الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ عَلَى الْعِبَادِ مَا لَمْ يُخَالِطُوا السُّلْطَانَ وَيَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا فَإِذَا دَخَلُوا فِي الدُّنْيَا وَخَالَطُوا السُّلْطَانَ فَقَدْ خَانُوا الرُّسُلَ فَاعْتَزِلُوهُمْ " (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو حَفْص الْعَبْدي مَتْرُوك، وَعنهُ إِبْرَاهِيم بن رستم مَجْهُول، وَتَابعه مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة وَهُوَ كَذَّاب. (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم بن رستم مَعْرُوف مروزي جليل وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو حَاتِم، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَشْهُور وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ، وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ يُخطئ، وَأَبُو حَفْص الْعَبْدي من رجال السّنَن وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ عبد الصَّمد: هُوَ فَوق الثِّقَة وَضَعفه آخَرُونَ بِكَلَام هَين، وَقد حسن لَهُ التِّرْمِذِيّ وَصحح لَهُ الْحَاكِم (قلت) هَذَا أَبُو حَفْص عمر بن إِبْرَاهِيم وَالْأَمر فِيهِ كَمَا قَالَ السُّيُوطِيّ، وَلَيْسَ هُوَ الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث، هَذَا أَبُو حَفْص عمر بن ريَاح وَهُوَ مَتْرُوك كَمَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ، وَقيل فِيهِ مَا هُوَ أَطَم من ذَلِك، كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَلم يوثق أصلا وَالله أعلم. وَقد ورد هَذَا الحَدِيث من حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب، أخرجه العسكري (قلت) بِسَنَد ضَعِيف كَمَا قَالَ الشَّمْس

السخاوي الشَّافِعِي وَالله أعلم، وَورد مَوْقُوفا على جَعْفَر بن مُحَمَّد، أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية، وَله شَوَاهِد كَثِيرَة صَحِيحَة وحسنة فَوق الْأَرْبَعين حَدِيثا فَهَذَا الحَدِيث بِمُقْتَضى الصِّنَاعَة حسن وَالله أعلم. (48) [حَدِيثٌ] " يَبْعَثُ اللَّهُ الْعُلَمَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ إِنِّي لَمْ أَضَعْ عِلْمِي فِيكُمْ إِلا لِعِلْمِي بِكُمْ وَلَمْ أَضَعْ عِلْمِي فِيكُمْ لأُعَذِّبَكُمُ، انْطَلِقُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَا تَحْتَقِرُوا عَبْدًا آتَيْتُهُ عِلْمًا فَإِنِّي لَمْ أُحَقِّرْهُ حِينَ عَلَّمْتُهُ " (عد) من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَفِيه طَلْحَة بن زيد وَشَيْخه مُوسَى بن عُبَيْدَة قَالَ أَحْمد: لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ، وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وواثلة بن الْأَسْقَع مَعًا بِنَحْوِهِ، وَفِيه عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي (قلت) وَهُوَ الْحَرَّانِي وَنسب إِلَى قُرَيْش، لِأَنَّهُ مَوْلَاهُم وَالله أعلم. قَالَ ابْن عدي مُنكر لم يُتَابع عُثْمَان عَلَيْهِ الثِّقَات (تعقب) بِأَن مُوسَى من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يتهم بكذب (قلت) وَاقْتصر الْمُنْذِرِيّ فِي ترغيبه على وصف حَدِيث أبي مُوسَى هَذَا بالضعف وَالله أعلم. وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من حَدِيث ثَعْلَبَة بن الحكم أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِسَنَد رِجَاله موثقون كَمَا قَالَه الهيثمي فِي الْمجمع (قلت) وَكَذَلِكَ قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي ترغيبه رِجَاله ثِقَات وَالله أعلم، وَقَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره: إِسْنَاده جيد، قلت فِيهِ الْعَلَاء بن مسلمة الرواس فَكيف يكون جيدا وَالله أعلم. وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَجَابِر أخرجهُمَا الطبسي فِي ترغيبه (قلت) الأول من طَرِيق أبي الصَّلْت الْهَرَوِيّ لكنه مُخْتَلف فِيهِ، وَالثَّانِي من طَرِيق عبد القدوس بن حبيب وَالله أعلم. وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه ابْن صصرى فِي أَمَالِيهِ (قلت) هُوَ من طَرِيق حَفْص بن عَمْرو بن دِينَار، وَمَا كَانَ من طَرِيق وَضاع لَا يصلح شَاهدا، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أنس أخرجه ابْن فَنْجَوَيْهِ فِي كتاب المعلمين إِلَّا أَنه من طَرِيق كثير بن سليم الضَّبِّيّ وَالله أعلم. (49) [حَدِيثٌ] " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ عَلِّمِ النَّاسَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ وَأَنْتَ كَذَلِكَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَكَ كَمَا يُزَارُ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ، وَعَلِّمِ النَّاسَ سُنَّتِي وَإِنْ كَرِهُوا ذَلِكَ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لَا تُوقَفَ عَلَى الصِّرَاطِ طَرْفَةِ عَيْنٍ فَلا تُحْدِثْ فِي دِينِ اللَّهِ حَدَثًا بِرَأْيِكَ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَبُو همام الْقرشِي، وَهُوَ مُحَمَّد بن مُجيب (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا

آخر عِنْد أبي نعيم (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أبي شبيب، لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، وَشَيخ أبي نعيم عبد الله بن جَعْفَر أَظُنهُ الْقزْوِينِي وَهُوَ وَضاع كَمَا مَرَّ فِي الْمُقَدِّمَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (50) [حَدِيثٌ] " إِنَّ مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ أَنْ يَكُونَ الْكَلامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الاسْتِمَاعِ، وَفِي الْكَلامِ تَنْمِيقٌ وَزِيَادَةٌ، وَلا يُؤْمَنُ عَلَى صَاحِبِه فِيهِ الْخَطَأُ، وَفِي الصَّمْتِ سَلامَةٌ وغنم، وَمن الْعلمَاء مِمَّن يَخْزِنُ عِلْمَهُ وَلا يُحِبُّ أَنْ يُوجَدَ عِنْدَ غَيْرِهِ، فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ الأَوَّلِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَكُونُ فِي عِلْمِهِ بِمَنْزِلَةِ السُّلْطَانِ، فَإِنْ رُدَّ عَلَيْهِ شئ مِنْ قَوْلِهِ غَضِبَ فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ الثَّانِي مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَجْعَلُ حَدِيثَهُ، وَغَرَائِبَ عِلْمِهِ فِي أَهْلِ الشَّرَفِ وَالْيَسَارِ مِنَ النَّاسِ، وَلا يَرَى أَهْلَ الْحَاجَةِ لَهُ أَهْلا، فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ الثَّالِثِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَسْتَفِزُّهُ الزَّهْوُ وَالْعُجْبُ فَإِنْ وُعِظَ أَنِفَ، فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الرَّابِعِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ لِلْفُتْيَا فَيُفْتِي بِالْخَطَإِ وَاللَّهُ يَبْغَضُ الْمُتَكَلِّفِينَ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الْخَامِسِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَتَعَلَّمُ مِنْ عِلْمِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى لِيُغَزِّرَ عِلْمَهُ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ السَّادِسِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَتَّخِذُ عِلْمَهُ مُرُوءَةً وَنُبْلا وَذِكْرًا فِي النَّاسِ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ، عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ فَبِهِ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ وَإِيَّاكَ أَنْ تَضْحَكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ أَوْ تَمْشِي فِي غَيْرِ أَرَبٍ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِيه خَالِد بن يزِيد أَبُو الْهَيْثَم، عَن جبارَة بن مغلس وَعَن منْدَل بن عَليّ وَهَذَانِ ضعيفان. قلت عَن أبي نعيم الشَّامي عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن معَاذ، وَأَبُو نعيم مَجْهُول، وَمُحَمّد بن زِيَاد لم يدْرك معَاذًا وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء عَن معَاذ مَوْقُوفا أخرجه (مر) وَفِيه طَلْحَة بن زيد (تعقب) بِأَن خَالِد بن يزِيد توبع عَلَيْهِ فَزَالَتْ تهمته، أخرجه المرهبي فِي فضل الْعلم فَقَالَ: أخبرنَا أبي قِرَاءَة عَلَيْهِ، ثَنَا جبارَة بِهِ. وَأخرجه الديلمي من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ، حَدثنَا جبارَة بِهِ فَزَالَتْ تهمته خَالِد (قلت) وجبارة روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ ابْن نمير صَدُوق، وَقَالَ مسلمة بن قَاسم: ثِقَة إِن شَاءَ الله، وَقَالَ نصر بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ، جبارَة فِي الأَصْل صَدُوق إِلَّا أَن ابْن الْحمانِي أفسد عَلَيْهِ كتبه، وَقَالَ ابْن عدي فِي بعض حَدِيثه مَالا يُتَابِعه عَلَيْهِ أحد، غير أَنه كَانَ لَا يتَعَمَّد الْكَذِب إِنَّمَا كَانَت غَفلَة فِيهِ، ومندل روى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ، وَلم يتهم بكذب. وَنقل عَن ابْن معِين أَنه قَالَ: " لَيْسَ بِهِ بَأْس يكْتب حَدِيثه، " وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات، فِيهِ ضعف وَمِنْهُم من يَشْتَهِي حَدِيثا

ويوثقه، وَكَانَ خيرا فَاضلا، وَقَالَ ابْن عدي: لَهُ غرائب وأفراد، وَهُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه، وَبِالْجُمْلَةِ فَالْحَدِيث ضَعِيف، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء: هَذَا الْكَلَام مَعْرُوف من قَول يزِيد بن أبي حبيب، رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي الرَّقَائِق والزهد وَالله أعلم. (51) [حَدِيثٌ] " لَلزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ مِنْهُمْ إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَيَقُولُونَ يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَيُقَالُ لَهُمْ لَيْسَ مَنْ عَلِمَ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ " (طب) من حَدِيث أنس من طَرِيق عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم الجدي (قا) من طَرِيق جَابر بن مَرْزُوق، وَهُوَ مُتَّهم وَلَعَلَّ عبد الْملك أَخذ مِنْهُ (تعقب) بِأَن عبد الْملك لَا ذكر لَهُ فِي الْمِيزَان، وَلَا فِي اللِّسَان، والْحَدِيث اقْتصر أَبُو نعيم على وَصفه بالغرابة، وَله طَرِيق آخر أخرجه المرهبي عَن عَليّ بن الْحُسَيْن مُرْسلا، لكنه من طَرِيق عَمْرو بن جَمِيع، وروى الديلمي من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا: يدْخل فسقة حَملَة الْقُرْآن النَّار قبل عَبدة الْأَوْثَان بألفي عَام (قلت) عبد الْملك ثِقَة من رجال البُخَارِيّ. وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَرِجَال الطَّبَرَانِيّ كلهم موثقون مَا خلا شَيْخه مُوسَى بن مُحَمَّد بن كثير السيريني، وَقد أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِلَى أَن النكارة فِي الحَدِيث من قبله، وَفِي سَنَد حَدِيث ابْن عَبَّاس مُحَمَّد بن مخلد وَأَظنهُ الرعيني الْحِمصِي فَإِن يكنه فَلَا يصلح حَدِيثه شَاهدا. وَرَأَيْت على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات فِي هَذَا الْمحل بِخَط الْعَلامَة الْمُحدث الشهَاب الأبوصيري مَا نَصه: قَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ لهَذَا الحَدِيث شَاهد مَعَ غرابته، وَهُوَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي مُسلم وَغَيره: " إِن أول من يَدْعُو الله بِهِ يَوْم الْقِيَامَة رجل جمع الْقُرْآن ليقال قَارِئ، الحَدِيث. وَفِي آخِره: أُولَئِكَ الثَّلَاثَة أول خلق الله تسعر بهم النَّار يَوْم الْقِيَامَة وَالله أعلم. (52) [حَدِيثُ] " ابْنِ عمر نهى رَسُول الله عَنِ التَّعْلِيمِ وَالأَذَانِ بِالأُجْرَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (قا) وَفِيه صَالح بن بَيَان، والفرات ابْن السَّائِب مَتْرُوكَانِ (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ: وَفِيه انْقِطَاع وَالله أعلم.

الفصل الثالث

(تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد، فَمِنْهَا فِي التَّعْلِيم، مَا أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عبَادَة ابْن الصَّامِت قَالَ " علمت نَاسا من أهل الصّفة الْكِتَابَة وَالْقُرْآن، فأهدى إِلَيّ رجل مِنْهُم قوسا، فَأتيت النبى فَأَخْبَرته، فَقَالَ: إِن كنت تحب أَن تطوق طوقا من نَار فاقبلها، وَفِي الْأَذَان مَا أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن مَاجَه عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ قَالَ: إِن آخر مَا عهد إِلَيّ رَسُول الله أَن اتخذ مُؤذنًا لَا يَأْخُذ على أَذَانه أجرا، " وَفِي أَذَان الْمُحْتَسب أَحَادِيث كَثِيرَة، الْفَصْل الثَّالِث (53) [حَدِيثٌ] " حَمَلَةُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا خُلَفَاءُ الأَنْبِيَاءِ وَفِي الآخِرَةِ مِنَ الشُّهَدَاءِ " (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر، وَقَالَ مُنكر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل (قلت) : وَقَالَ فِي تَلْخِيص الواهيات، كذب وضعوه على أبي مُصعب، حَدثنَا مَالك بن نَافِع عَن ابْن عمر، وَقَالَ فِي الْمِيزَان أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البسطامي القَاضِي أَتَى بِخَبَر كذب. فَذكر هَذَا الحَدِيث وَقَضيته اتهام البسطامي بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (54) [حَدِيثُ] " أَبِي حَنِيفَةَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي وَلِي سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، فَمَرَرْنَا بِحَلَقَةٍ فَإِذَا رَجُلٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا عبد الله بن الْحَرْث بْنِ جُزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ، فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ تَفَقَّهَ مِنْ دِينِ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى هَمَّهُ وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ". (حا) من طَرِيق أَحْمد بن الصَّلْت الْحمانِي حَدثنَا مُحَمَّد بن سَمَّاعَة عَن أبي يُوسُف عَن أبي حنيفَة. قَالَ فِي الْمِيزَان: هَذَا كذب فَابْن جُزْء مَاتَ بِمصْر، وَلأبي حنيفَة سِتّ سِنِين، والآفة من أَحْمد بن الصَّلْت، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: وَقد وَقع لنا هَذَا الحَدِيث من وَجه آخر أخرجه ابْن النجار وَهُوَ بَاطِل أَيْضا فَذكره، ثمَّ قَالَ: وَقَالَ حَمْزَة السَّهْمِي: سَمِعت الدَّارَقُطْنِيّ يَقُول: لم يلق أَبُو حنيفَة أحدا من الصَّحَابَة، إِنَّمَا رأى أنسا بِعَيْنِه وَلم يسمع مِنْهُ. (قلت) تَابع أَحْمد بن الصَّلْت أَبُو عَليّ عبد الله بن جَعْفَر الرَّازِيّ، أخرجه الْخَطِيب فِي التَّارِيخ، وَأَبُو عمر ابْن عبد الْبر، وَلَفظه " حججْت مَعَ أبي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ولي سِتّ عشرَة سنة، " فَإِذا شيخ، فَذكره،

أوردهُ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء وَقَالَ: إِسْنَاده ضَعِيف، وَقد توفى عبد الله ابْن الْحَارِث قبل سنة تسعين بِلَا خلاف، فَالْمَشْهُور أَنه توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقيل سنة خمس وَقيل سنة سبع وَقيل ثَمَان وَقيل تسع انْتهى. (وَنقل) شمس الْأَئِمَّة الكردري فِي مَنَاقِب أبي حنيفَة الحَدِيث، وَنقل مَا تعقب بِهِ كنحو مَا هُنَا، ثمَّ نقل عَن الْحَافِظ أبي بكر الجعابي وبرهان الْإِسْلَام الغزنوي أَنَّهُمَا حكيا أَن عبد الله بن الْحَارِث مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين، قَالَ الكردري وعَلى هَذَا فَتمكن الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة. (قلت) وَهَذَا يُعَكر على قَول الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ: إِنَّه مَاتَ قبل سنة تسعين بِلَا خلاف وَالله أعلم. (55) [حَدِيثٌ] . " مَا اسْتَرْذَلَ اللَّهُ عَبْدًا إِلا حَظَرَ عَلَيْهِ الْعِلْمَ وَالأَدَبَ ". (نجا) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. مِنْ طَرِيقِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن حَمْزَة التيلهى، وَهُوَ آفته كَمَا قَالَه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان. (56) [حَدِيثٌ] . " مَنْ تَعَلَّمَ مَسْئَلَةً وَاحِدَةً قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِلادَةً مِنْ نُورٍ وَغَفَرَ لَهُ أَلْفَ ذَنْبٍ وَبَنَى لَهُ مَدِينَةً مِنْ ذَهَبٍ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى جَسَدِهِ ثَوَابَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ " (نجا) من حَدِيث عَوْف بن مَالك من طَرِيق الجويباري وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (57) [حَدِيثٌ] " مَنْ زَارَ عَالِمًا فَكَمَنْ زَارَنِي، وَمَنْ صَافَحَ عَالِمًا فَكَمَنْ صَافَحَنِي، وَمَنْ جَالَسَ عَالِمًا فَكَمَنْ جَالَسَنِي، وَمَنْ جَالَسَنِي فِي دَارِ الدُّنْيَا أَجْلَسَهُ اللَّهُ مَعِي غَدًا فِي الْجَنَّةِ ". (نجا) من حَدِيث أنس فِي قصَّة بَيِّنَة الْكَذِب. (58) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَدِينَةً تَحْتَ الْعَرْشِ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ عَلَى بَابِهَا مَلَكٌ يُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ: أَلا مَنْ زَارَ الْعُلَمَاءَ فَقَدْ زَارَ الأَنْبِيَاءَ، وَمَنْ زَارَ الأَنْبِيَاءَ فَقَدْ زَارَ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ زَارَ الرَّبَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ " (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْبَلْخِي يسرق الحَدِيث. (قلت) إِنَّمَا اتهمه ابْن عدي بِالسَّرقَةِ فِي حَدِيث وَاحِد أوردهُ لَهُ عَن الثَّوْريّ، ثمَّ قَالَ وَسَائِر أَحَادِيثه غير مُنكرَة، وَقَالَ الْحَاكِم: مَحَله الصدْق، وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد، صَدُوق، نعم الرَّاوِي عَنهُ عمرَان بن سهل لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة فَلَعَلَّ الْبلَاء مِنْهُ وَالله أعلم. (59) [حَدِيثٌ] . " مَنْ زَارَ الْعُلَمَاءَ فَكَأَنَّمَا زَارَنِي، وَمَنْ صَافَحَ الْعُلَمَاءَ فَكَأَنَّمَا صَافَحَنِي، وَمَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ فَكَأَنَّمَا جَالَسَنِي، وَمَنْ جَالَسَنِي فِي الدُّنْيَا أُجْلِسَ إِلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

وَفِي لفظ أجلسه رَبِّي معي فِي الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة (نع) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ حَفْص ابْن عمر الْعَدنِي. (60) [حَدِيثُ] " سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مُرْسَلا: ارْحَمُوا طَالِبُ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ مَتْعُوبُ الْبَدَنِ، لَوْلا أَنَّهُ يَأْخُذُ بِالتَّجَبُّرِ لَصَافَحَتْهُ الْمَلائِكَةُ مُعَايَنَةً، وَلَكِنْ يَأْخُذُ بِالْعُجْبِ وَيُرِيدُ أَنْ يَقْهَرَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ " (حا) من طَرِيق مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الرَّازِيّ، قَالَ الذَّهَبِيّ: لَا أعرفهُ أَتَى بِخَبَر بَاطِل هُوَ آفته قلت: الْخَبَر الَّذِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِيهِ أَنه آفته غير هَذَا، وَالرجل قد عرف، تَرْجمهُ الْحَاكِم فِي تَارِيخه، وَقَالَ لم ننكر عَلَيْهِ، إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا جمع فِيهِ بَين أَبى الْعَبَّاس بن حَمْزَة بن وَمُحَمّد بن نعيم وسنه كَانَ يحْتَمل لَقِي شُيُوخ الرّيّ حكى ذَلِك الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، وَحكى أَيْضا عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِيهِ ضَعِيف، نعم شيخ مُحَمَّد الْمَذْكُور، الْحسن بن أبي زيد، لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، فَلَعَلَّ الْبلَاء مِنْهُ وَالله أعلم. (60) [حَدِيثٌ] " سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عُلَمَاءُ يُرَغِّبُونَ النَّاسَ فِي الآخِرَةِ وَلا يَرْغَبُونَ، وَيُزَهِّدُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَلا يَزْهَدُونَ، وَيَنْبَسِطُونَ عِنْدَ الْكُبَرَاءِ وَيَنْقَبِضُونَ عِنْدَ الْفُقَرَاءِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ غِشْيَانِ الأُمَرَاءِ وَلا يَنْتَهُونَ، أُولَئِكَ الْجَبَّارُونَ أَعْدَاءُ الرَّحْمَنِ " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نوح بن أبي مَرْيَم. (61) [حَدِيثٌ] " يُؤْتَى بِعِصَابَةٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمُ الْقُرَّاءُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: إِيَّاكَ رَبَّنَا، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُمْ تَسْأَلُونَ؟ قَالُوا: إِيَّاكَ رَبَّنَا، قَالَ: فَمَنْ كُنْتُمْ تَسْتَغْفِرُونَ؟ قَالُوا: إِيَّاكَ رَبَّنَا، فَيَقُولُ: كَذَبْتُم عَبَدْتُمُونِي بِالْكَلامِ، وَاسْتَغْفَرْتُمُونِي بِالأَلْسُنِ، وَأَصْرَرْتُمْ بِالْقُلُوبِ. فَيُنْظَمُونَ فِي سِلْسِلَةٍ ثُمَّ يُطَافُ بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ، فَيُقَالُ هَؤُلاءِ كَانُوا قُرَّاءَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ". (يخ) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبان. (62) [حَدِيثٌ] " طُوبَى لِمَنْ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجَوْفُهُ مَحْشُوٌّ بِالْقُرْآنِ وَالْفَرَائِضِ وَالْعِلْمِ " (مي) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بن أبي زِيَاد. (63) [حَدِيثٌ] " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ جَهْلُ الْفَرَائِضِ وَالسُّنَنِ وَيَحِلُّ لَهُ جَهْلُ مَا سِوَى ذَلِكَ، " (حا) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي.

(64) [حَدِيثٌ] " لَا يَسْتَحِي الشَّيْخُ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْعِلْمَ كَمَا لَا يَسْتَحِي أَنْ يَأْكُلَ الْخُبْزَ ". (نع) من حَدِيث الحكم بن عُمَيْر، وَفِيه عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي. (65) [حَدِيثٌ] " لَا يَسْتَحِي الشَّيْخُ أَنْ يَجْلِسَ إِلَى جَانِبِ الْغُلامِ فَيَتَعَلَّمَ مِنْهُ ". (الشِّيرَازِيّ) فِي الألقاب من طَرِيق عِيسَى الْمَذْكُور أَيْضا من حَدِيث عَليّ. (66) [حَدِيثٌ] " مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ حَفَّتْهُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ فِي السَّمَاءِ، وَالْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ، وَنَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَنَازِلَ سَبْعِينَ مِنَ الشُّهَدَاءِ، " (خطّ) فِي رُوَاة مَالك، من حَدِيث أنس، وَفِيه الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْمَلْطِي، وَعنهُ الْقَاسِم ابْن اليسع. (67) [حَدِيثٌ] " إِذَا جَلَسْتُمْ إِلَى الْمُعَلِّمِ أَوْ فِي مَجْلِسِ الْعِلْمِ فَادْنُوا، أَوْ لِيَجْلِسْ بَعْضُكُمْ خَلْفَ بَعْضٍ وَلا تَجْلِسُوا مُتَفَرِّقِينَ كَمَا يَجْلِسُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ ". (نع) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه الْمُعَلَّى بن هِلَال. (68) [حَدِيثٌ] " مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ، لَوْ قُسِّمَتْ بَيْنَ الْعِبَادِ لَوَسِعَتْهُمْ وَإِنْ أَخْطَأَ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم. (69) [حَدِيثٌ] " مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ فَلْيُعِدْ وُضُوءَهُ ". (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ عُثْمَان بن مطر. (70) [حَدِيثٌ] " مَنْ وَقَّرَ عَالِمًا فَقَدْ وَقَّرَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ اسْتَوْجَبَ الثَّوَابَ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ". (مي) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف. (71) [حَدِيثٌ] " مَنْ بَاهَى بِعِلْمِهِ فَاخْصِمُوهُ، وَمَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ فَاضْرِبُوهُ، وَمَنْ ضَرَبَهُمَا فَاقْتُلُوهُ ". (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ الْحُسَيْن بن علوان.

(72) [حَدِيثٌ] " مَنْ تَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَعَلَّمَهَا وَأَحَلَّ حَلالَهَا وَحَرَّمَ حَرَامَهَا كَانَ كَمَنْ جَهَّزَ نَاقَةً عَشْرَاءَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أَقف على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم. (73) [حَدِيثٌ] " مَنْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ وَعَمِلَ بِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْمُتَقَدِّمِينَ الأَخْيَارِ الأَبْرِيَاءِ الأَتْقِيَاءِ، وَلَهُ فِي الْجَنَّةِ سَبْعُونَ قَهْرَمَانًا بِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِثْلُ الدُّنْيَا، مسيرَة ألف عَام وخمسماية عَامٍ عَرْضًا وَطُولا " (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه الْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي. (74) [حَدِيثٌ] " مَنْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ لِيُعَلِّمَهُ النَّاسَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ، أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ سَبْعِينَ نَبِيًّا ". (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود، وَفِيه الْجَارُود بن يزِيد. (75) [حَدِيثٌ] " شِرَارُ النَّاسِ. فَاسِقٌ قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ وَتَفَقَّهَ فِي دِينِ اللَّهِ ثُمَّ بَذَلَ نَفْسَهُ لِفَاجِرٍ إِذَا بَسَطَ تَفَكَّهَ بِقِرَاءَتِهِ وَمُحَادَثَتِهِ، فَيَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قَلْبِ الْقَائِلِ وَالْمُسْتَمِعِ ". (مي) من حَدِيث أَبُو عمر وَفِيه عَمْرو بن بكر السكْسكِي. (76) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ كِتَابٍ يُلْقَى بِمَضِيعَةٍ مِنَ الأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَيَرْفَعُهُ " (حا) من حَدِيث عَليّ بن أَبى طَالب، وَفِيه أَحْمد ابْن نصر الدارع (قطّ) . من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه همام بن سَلمَة. (77) [حَدِيثٌ] " هَدِيَّةُ الْمُعَلِّمِينَ وَكَرَامَةُ الْعُلَمَاءِ وَحُبُّ أَصْحَابِي مِنْ أَفْعَالِ الأَنْبِيَاءِ ". (مي) من حَدِيث عَليّ ابْن أبي طَالب. (قلت) لم يبين علته، وَالْبَلَاء فِيهِ من عَليّ بن عُثْمَان المغربي الْأَشَج المكني بِأبي الدُّنْيَا الْكذَّاب الْمَشْهُور وَالله أعلم. (78) [حَدِيثٌ] " أَكْرِمُوا الْعُلَمَاءَ فَإِنَّهُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، مَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ". (مي) من حَدِيث جَابر وَفِيه الضَّحَّاك بن حَجْوَةَ، قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث من مصائبه. (79) [حَدِيثٌ] " أَكْرِمُوا الْعُلَمَاءَ وَوَقِّرُوهُمْ، وَأَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ وَجَالِسُوهُمْ، وَارْحَمُوا الأَغْنِيَاءَ: وَعِفُّوا عَنْ أَمْوَالِهِمْ ": (مي) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء، وَفِيه السرى بن عَاصِم.

(80) [حَدِيثٌ] " أَكْرِمُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ، أَلا فَلا تَنْقُصُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنُ حُقُوقَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ، كَادَ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، إِلا أَنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيْهِمْ ". (مي) من حَدِيث عبد الله بن عمر، وَفِيه خلف بن عَامر الضَّرِير الْبَغْدَادِيّ، قَالَ فِي الْمِيزَان فِيهِ جَهَالَة. وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: روى حَدِيثا مُنْكرا وَلَعَلَّه هَذَا الحَدِيث. قلت: قَالَ بعض شيوخي: رِجَاله ثِقَات سوى خلف، فالحمل فِيهِ عَلَيْهِ انْتهى: وَهَذَا كُله لَا يَقْتَضِي الحكم على الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (81) [حَدِيثٌ] " اتْبَعُوا الْعُلَمَاءَ فَإِنَّهُمْ سِرَاجُ الدُّنْيَا وَمَصَابِيحُ الآخِرَةِ ". (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْمَلْطِي. (82) [حَدِيثٌ] " الْعِلْمُ مِيرَاثِي وَمِيرَاثُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، فَمَنْ كَانَ يَرِثُنِي فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ " (نع) من حَدِيث أم هَانِئ وَفِيه أَبُو مقَاتل السَّمرقَنْدِي. (83) [حَدِيثٌ] " الْعِلْمُ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا بِمَكَّةَ وَفَرْعُهَا بِالْمَدِينَةِ. وَأَغْصَانُهَا بِالْعِرَاقِ وَثَمَرُهَا بِخُرَاسَانَ وَوَرَقُهَا بِالشَّامِ، " (مي) من حَدِيث عمر (قلت) لم يبين علته وَهُوَ من طَرِيق إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي، عَن عبد الرَّزَّاق، وَله عَن عبد الرَّزَّاق مَنَاكِير لَكِن لَا يبلغ حَدِيثه أَنْ يُذْكَرَ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَاللَّهُ أعلم. (84) [حَدِيثٌ] " لَوْ أَعْلَمُ إِنِّي أَسِيرُ شَهْرًا فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى أَعْرِفُهَا لَسِرْتُ فِيهَا " (مي) من حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه عبد الْملك بن حُسَيْن النخعى. قَالَ يحيى لَيْسَ بشئ وَالظَّاهِر أَنه وهم فِي رَفعه. فَإِن مثل هَذَا مَنْقُول عَن بعض الصَّحَابَة. (85) [حَدِيثٌ] " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَحْتَاجُونَ إِلَى الْعُلَمَاءِ فِي الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَزُورُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. فَيَقُولُ تَمَنَّوْا عَلَيَّ مَا شِئْتُمْ. فَيَلْتَفِتُونَ إِلَى الْعُلَمَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَاذَا نَتَمَنَّى عَلَى رَبِّنَا، فَيَقُولُونَ تَمَنَّوْا كَذَا وَكَذَا، فَهُمْ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ فِي الْجَنَّةِ كَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا ". (مي) من حَدِيث جَابر، وَفِيه مجاشع بن عَمْرو، قَالَ الذَّهَبِيّ فى الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع.

(86) [حَدِيثِ] " عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله ذَكَرَ فَضْلَ الْعُلَمَاءِ فَقَالَ: قُلُوبُهُمْ مَلأَى مِنَ الدَّاءِ وَالدَّوَاءِ، وَلا دَاءَ أَشَرُّ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا، وَلا دَوَاءَ أَكْثَرُ مِنْ تَرْكِهَا، فَاتْرُكُوا الدُّنْيَا تَصِلُوا إِلَى رُوحِ الآخِرَةِ، " (مي) وَفِيه بكر الأعتق، وَلَا يَصح حَدِيثه، وبكار بن مُحَمَّد بن شُعْبَة قَالَ ابْن الْقطَّان: لَا يعرف. (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ، وَعبارَة الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة بكر فِي الْمِيزَان. بكر الأعتق يكنى أَبَا عتبَة، روى عَن ثَابت الْبنانِيّ، لم يَصح حَدِيثه: يَا أنس صل الضُّحَى قَالَ البُخَارِيّ لَا يُتَابع عَلَيْهِ، رَوَاهُ عَنهُ النَّضر بن كثير، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَأَنه يروي عَن عَطاء وَعنهُ يزِيد بن هَارُون وَعبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث. وَقَالَ: رُبمَا أَخطَأ انْتهى وَالله أعلم. (87) [حَدِيثٌ] " سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ فَيَنْقِلُونَهُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ لِيَسْتَطْعِمُوا بِهِ النَّاسَ، أُولَئِكَ هُمُ اللُّصُوصُ فَاحْذَرُوهُمْ ". (خطّ) فِي رُوَاة مَالك من حَدِيث ابْن عمر، من طَرِيق مُحَمَّد بن الشاه الْمروزِي، عَن مُحَمَّد بن النَّضر، وَقَالَ: بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وَمُحَمّد بن النَّضر وَمُحَمّد بن الشاه مَجْهُولَانِ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وَبِغَيْرِهِ. (88) [حَدِيثٌ] . " مَا عَزَّتِ النِّيَّةُ فِي الْحَدِيثِ إِلا لِشَرَفِهِ. " (خطّ) فِي المدرج من حَدِيث أبي هُرَيْرَة؛ وَقَالَ: لَا يحفظ عَن النَّبِي بِوَجْه من الْوُجُوه، وَإِنَّمَا هُوَ قَول يزِيد بن هَارُون، وَقد وهم فِيهِ شَيخنَا ابْن التوزي، وَذَلِكَ أَنه دخل عَلَيْهِ حَدِيث فِي حَدِيث انْتهى، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، أَحْمد بن عَليّ بن التوزي شيخ الْخَطِيب، مُحدث مَشْهُور وَلَيْسَ بِقَوي، رفع حَدِيثا من قَول يزِيد بن هَارُون فَوَهم. (89) [حَدِيثُ] . " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ مُرْسَلا: أَنَّ رَجُلا أَتَى النبى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ. قَالَ مَا فَعَلْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ فَتَطْلُبُ الْغَرَائِبَ، قَالَ: وَمَا رَأْسُ الْعِلْمِ قَالَ هَلْ عَرَفْتَ الرَّبَّ، قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَمَا صَنَعْتَ فِي حَقِّهِ، قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ عَرَفْتَ الْمَوْتَ، قَالَ نَعَمْ، قَالَ مَا أَعْدَدْتَ لَهُ، قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ انْطَلِقْ فَأَحْكِمْ مَا هَهُنَا، ثُمَّ تَعَالَ أُعَلِّمْكَ غَرَائِبَ الْعِلْمِ ". (نع) وَعبد الله بن الْمسور كَانَ يضع. (قلت) أوردهُ الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيجه: أخرجه ابْن السنى

وَأَبُو نعيم فِي كتابي الرياضة لَهما، وَابْن عبد الْبر وَهُوَ مُرْسل ضَعِيف جدا، وَالله تَعَالَى أعلم. (90) [حَدِيثٌ] . " طَلَبُ الْعِلْمِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ، وَطَلَبُ الْعِلْمِ يَوْمًا خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. " (يخ) من حَدِيث ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ نَهْشَلُ بْنُ سعيد. (91) [حَدِيثٌ] . " مَنْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ. كَانَ أَفْضَلَ مِنْ صَلاةِ أَلْفِ رَكْعَةٍ، فَإِنْ هُوَ عَمِلَ بِهِ أَوْ عَلَّمَهُ كَانَ لَهُ ثَوَابُهُ وَثَوَابُ مَنْ عَمِلَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (نجا) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيهِ مُحَمَّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي. (92) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ، قَالَ الْعِلْمُ بِاللَّهِ، قَالَهُ ثَلاثًا. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُكَ عَنِ الْعَمَلِ وَتُخْبِرُنِي عَنِ الْعِلْمِ، فَقَالَ قَلِيلُ الْعَمَلِ يَنْفَعُ مَعَ الْعِلْمِ، وَكَثِيرُ الْعَمَلِ لَا يَنْفَعُ مَعَ الْجَهْلِ ". (حب مي) من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد. (93) [حَدِيثٌ] . " مَنْ أَذَلَّ عَالِمًا بِغَيْرِ حَقٍّ أَذَلَّهُ اللَّهُ يَوْم الْقِيَامَة على رُؤْس الْخَلائِقِ " (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه سمْعَان بن مهْدي. (94) [حَدِيثٌ] . " احْبِسُوا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ضَالَّتَهُمُ الْعِلْمَ. " (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه زِيَاد بن أبي حسان، وَفِيه أَيْضا بكر بن خُنَيْس، وَعَمْرو بن حكام مَتْرُوكَانِ. (95) [حَدِيثٌ] . " قِوَامُ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ، بِعَالِمٍ لَا يَبْخَلُ بِعِلْمِهِ، وَبِجَاهِلٍ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَبِجَوَّادٍ لَا يَمُنُّ بِعَطَائِهِ، وَبِفَقِيرٍ لَا يَشْكُو فَقْرَهُ. " (نجا) عَن عَليّ بن جُمْهُور، عَن النبى وَهُوَ معضل (قلت) : وَمَعَ إعضاله، فعلي بن جُمْهُور لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، وَفِي سَنَده جمَاعَة لم أعرفهم أَيْضا وَالله تَعَالَى أعلم. (96) [حَدِيثٌ] . " لَا خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ إِلا بِتَدَبُّرٍ، وَلا فِي عِبَادَةٍ إِلا بِفِقْهٍ، وَمَجْلِسُ فَقِيهٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً. " (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَفِيهِ عبد الله بن أذينة، وَفِيه أَيْضا عبد الْوَهَّاب بن مُجَاهِد مَتْرُوك. (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، لكنه قَالَ خير من عبَادَة سنة، وَفِيه عَمْرو بن بكر السكسكى.

(97) [حَدِيثٌ] . " يَا حَبَّذَا كُلُّ نَاطِقٍ عَالِمٍ، وَمُسْتَمِعٍ وَاعٍ " (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه دِينَار بن عبد الله، وَعنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد غُلَام خَلِيل، أخرجه الرامَهُرْمُزِي فِي الْمُحدث الْفَاصِل من طَرِيق آخر وَالله أعلم. (98) [حَدِيثٌ] . " إِيَّاكُمْ وَالْقُصَّاصَ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ وَيُؤَخِّرُونَ وَيَخْلِطُونَ وَيَغْلَطُونَ " (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه يُوسُف بن عَطِيَّة. (99) [حَدِيثٌ] . طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه مُحَمَّد بن نميم. (100) [حَدِيثٌ] . " مَنْ غَدَا يَطْلُبُ الْعِلْمَ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَبُورِكَ لَهُ فِي مَعِيشَتِهِ، وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْ رِزْقِهِ، وَكَانَ مُبَارَكًا عَلَيْهِ " (عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَفِيه إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ الْكُوفِي الْأَحول، وَقَالَ الْعقيلِيّ بَاطِل لَيْسَ لَهُ أصل، وَإِسْمَاعِيل مُنكر الحَدِيث، وَلَيْسَ مِمَّن يقيمه، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات. (101) [حَدِيثُ] . " ابْنِ عَبَّاسٍ. جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبى فَقَالَ، مَا تَقُولُ فِي حِرْفَتِي، قَالَ وَمَا حِرْفَتُكَ، قَالَ أُعَلِّمُ الصّبيان، فَقَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ مَلائِكَةً لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُعَلِّمِينَ وَالصِّبْيَانِ. وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ نَفَقَةُ الضَّيْفِ وَنَفَقَةُ الْمُتَعَلِّمِ وَنَفَقَةُ الْمُعَلِّمِ وَنَفَقَةُ الْحَجِّ وَنَفَقَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ لَا يُحَاسِبُ اللَّهُ الْعَبْدَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ خِدْمَةُ الْعُلَمَاءِ زَيْنٌ، وَمُجَالَسَتُهُمْ كَرَمٌ، وَالنَّظَرُ إِلَيْهِمْ عِبَادَةٌ، وَالْمَشْيُ مَعَهُمْ فَخْرٌ، وَمُخَالَطَتُهُمْ دَوَاءٌ، تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ثَلاثُونَ رَحْمَةً وَعَلَى غَيْرِهِمْ رَحْمَةٌ وَاحِدَةٌ، هُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، طُوبَى لِمَنْ خَالَطَهُمْ، خَلَقَهُمُ اللَّهُ شِفَاءً لِلنَّاسِ، فَمَنْ حَفِظَهُمْ لَمْ يَنْدَمْ وَمَنْ خَذَلَهُمْ نَدِمَ. " (نجا) وَقَالَ حَدِيث مُنكر، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: هَذَا ظَاهر الْبطلَان، يدْرك ذَلِك من لَهُ أدنى فهم فِي هَذَا الشَّأْن، وَفِي السَّنَد غير وَاحِد من المجهولين. (102) [حَدِيثٌ] . " مَنْ أَكْرَمَ عَالِمًا فَقَدْ أَكْرَمَ سَبْعِينَ نَبِيًّا، وَمَنْ أَكْرَمَ مُتَعَلِّمًا فَقَدْ أَكْرَمَ سَبْعِينَ شَهِيدًا، وَمَنْ أَحَبَّ الْعِلْمَ وَالْعُلَمَاءَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ أَيَّامَ حَيَاته "

(ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ: فِيهِ مُحَمَّد بن عَمْرو؛ قَالَ يحيى ابْن معِين: مَا زَالَ النَّاس يَتَّقُونَ حَدِيثه انْتهى، وَمَا أَظن مُحَمَّد بن عَمْرو يحْتَمل مثل هَذَا (قلت) : يَعْنِي لِأَنَّهُ من رجال الْأَرْبَعَة وَالله تَعَالَى أعلم. وَالظَّاهِر أَن الْبلَاء مِمَّن دونه. (قلت) : قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات هَذَا من وضع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي شيخ لِابْنِ رزقويه وَالله أعلم. (103) [حَدِيثٌ] " أَشَدُّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَمْكَنَهُ طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَطْلُبْهُ، وَرَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَانْتَفَعَ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ عَنْهُ دُونَهُ ". (كرّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَقَالَ مُنكر وَلَا أَدْرِي على من الْحمل فِيهِ. (قلت) : هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا وَالله أعلم. (104) [حَدِيثٌ] . " مَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ لِيَنْتَفِعَ بِهِ وَيُعَلِّمَهُ غَيْرَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ. " (عد) من حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن، وَفِيه أبين بن سُفْيَان قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هُوَ من بلايا أبين. (105) [حَدِيثٌ] . " عِلْمُ الْبَاطِنِ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحُكْمٌ مِنْ حُكْمِ اللَّهِ يَقْذِفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات، " من حَدِيث على ابْن أبي طَالب. وَقَالَ: لَا يَصح وَعَامة رُوَاته لَا يعْرفُونَ. (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، هَذَا بَاطِل وَالله أعلم. (106) [حَدِيثُ] " الْحَسَنِ سَأَلْتُ حُذَيْفَةَ عَنْ عِلْمِ الْبَاطِنِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عِلْمِ الْبَاطِنِ مَا هُوَ، فَقَالَ: سَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَنْ عِلْمِ الْبَاطِن ماهو، فَقَالَ سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عِلْمِ الْبَاطِنِ مَا هُوَ، فَقَالَ. يَا جِبْرِيلُ هُوَ سِرٌّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّابِي وَأَوْلِيَائِي وَأَصْفِيَائِي أُودِعُهُ فِي قُلُوبِهِمْ، لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ " (مي) من طَرِيق عبد الْوَاحِد بن زيد، وَعنهُ أَحْمد بن غَسَّان، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي زهر الفردوس: هَذَا مَوْضُوع، وَالْحسن مَا لَقِي حُذَيْفَة أصلا. (107) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ وَيَتْرُكُ وَرَقَةً مِنَ الْعِلْمِ، إِلا تَقُومُ تِلْكَ الْوَرَقَةُ سِتْرًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ، وَإِلا بَنَى اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي تِلْكَ الْوَرَقَةِ مَكْتُوبٍ مَدِينَةً فى الْجنَّة

أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا سَبْعَ مَرَّاتٍ " (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (السلَفِي) فِي فَوَائِد أبي الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عمر الموصلى الفرا من حَدِيث أنس. (قلت) لم يبين علتهما، وَفِي الأول جمَاعَة لم أعرفهم، وَفِي الثَّانِي مُوسَى بن عِيسَى وَأَظنهُ الْبَغْدَادِيّ مُتَّهم بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (108) [حَدِيثٌ] . " مَنْ نَظَرَ نَظْرَةً إِلَى وَجْهِ عَالِمٍ فَفَرِحَ بِهِ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ تِلْكَ النَّظْرَةِ وَالْفَرَحِ مَلَكًا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِصَاحِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. ". (كرّ) من حَدِيث أبي سعيد (قلت) لم يبين علته، وَهُوَ من طَرِيق إِسْحَق الدبرِي، عَن عبد الرَّزَّاق، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ، وَفِيه أَيْضا مَجَاهِيل وَالله أعلم. (109) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ لِلَّهِ قُبَّةً يُقَالُ لَهَا الْفِرْدَوْسُ، فِي وَسَطِهَا دَارٌ يُقَالُ لَهَا دَارُ الْكَرَامَةِ، وَفِيهَا جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ جَبَلُ النَّعِيمِ، وَعَلَيْهِ قَصْرٌ يُقَالُ لَهُ قَصْرُ الْفَرَحِ. وَفِي الْقَصْرِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفِ بَابٍ، من بَاب إِلَى بَاب خَمْسمِائَة عَامٍ، لَا يُفْتَحُ مِنْهَا بَابٌ إِلا لِصَرِيرِ قَلَمِ عَالِمٍ أَوْ لِصَوْتِ طَبْلٍ غَازٍ، وَإِنَّ صَرِيرَ الْقَلَمِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا مِنْ طَبْلٍ غَازٍ " (كرّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْحَنْظَلِي السجسْتانِي، عَن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الله النَّيْسَابُورِي، وَقَالَ: مُنكر وَالْحمل فِيهِ على أَحدهمَا فَإِنَّهُمَا مَجْهُولَانِ. (110) [حَدِيثٌ] . " صَرِيرُ الأَقْلامِ عِنْدَ الأَحَادِيثِ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ التَّكْبِيرَ الَّذِي يُكَبَّرُ فِي رِبَاطِ عَسْقَلانَ وَعَبَّادَانَ، وَمَنْ كَتَبَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، أُعْطِيَ ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا بِعَبَّادَانَ وَعَسْقَلانَ " (مي) من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، وَفِيه بوري بن الْفضل، وَعنهُ مُحَمَّد بن مُضر بن معن الْأنمَاطِي فأحدهما وَضعه، قَالَه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان. (111) [حَدِيثٌ] . " تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ لِلَّهِ خَشْيَةٌ، وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَمُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ، وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وَتَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لأَهْلِهِ قُرْبَةٌ، لأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ، وَمَنَارُ سُبُلِ الْجَنَّةِ، وَالأُنْسُ فِي الْوَحْشَةِ، وَالصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالسِّلاحُ عَلَى الأَعْدَاءِ، وَالْقُرْبُ عِنْدَ الْغُرَبَاءِ، وَالزَّيْنُ عِنْدَ الأَخِلاءِ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَامًا فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً يُقْتَدَى بِهِمْ، وَأَئِمَّةً فِي الْخَيْرِ تُقْتَفَى آثَارُهُمْ، وَتُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ وَيُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ، تَرْغَبُ الْمَلائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ وَبِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ،

وَفِي صَلاتِهَا تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، حَتَّى كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ وَهَوَامَّهُ، وَسِبَاعَ الْبَرِّ وَأَنْعَامَهُ، وَالسَّمَاءَ وَنُجُومَهَا، إِنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقَلْبِ مِنَ الْجَهْلِ، وَمَصَابِيحُ الأَبْصَارِ فِي الظُّلَمِ، وَقُوَّةُ الأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ، يَبْلُغُ بِهِ الْعَبْدُ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، وَمَجَالِسُ الْمُلُوكِ، وَالدَّرَجَاتُ الْعُلَى فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالْفِكْرُ فِيهِ يُعْدَلُ بِالصِّيَامِ، وَمُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ، بِهِ يُطَاعُ اللَّهُ، وَبِهِ يُعْبَدُ، وَبِهِ يُعْمَلُ الْخَيْرُ، وَبِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ، وَبِهِ يُعْرَفُ الْحَلالُ وَالْحَرَامُ، يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِيَاءُ " (المرهبي) فِي الْعلم من حَدِيثِ أَنَسٍ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيم السَّعْدِيّ وَهُوَ آفته. (قلت) وَجَاء من حَدِيث معَاذ بن جبل، أخرجه ابْن عبد الْبر فِي الْعلم من رِوَايَة مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء قَالَ: ثَنَا عبد الرَّحِيم بن زيد الْعمي، عَن أَبِيه، عَن الْحسن عَن معَاذ فَذكره. وَقَالَ: حَدِيث حسن، وَلَكِن لَيْسَ لَهُ إِسْنَاد قوي، قَالَ ورويناه مَوْقُوفا على معَاذ، فَذكره من طَرِيق أبي عصمَة عَن رَجَاء ابْن حَيْوَة، عَن معَاذ، وَأَبُو عصمَة أحد الْكَذَّابين، ورجاء لم يسمع من معَاذ، قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء وَقَوله فِي الأول حسن أَرَادَ حسن مَعْنَاهُ لَا الْحسن المصطلح عَلَيْهِ عِنْد الْمُحدثين، بِدَلِيل قَوْله لَيْسَ لَهُ إِسْنَاد قوي، فَإِن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء الْبُلْقَاوِيُّ، نسب إِلَى الْكَذِب والوضع، وَعبد الرَّحِيم مَتْرُوك، ووالده مُخْتَلف فِيهِ، وَالْحسن لم يدْرك معَاذًا. قَالَ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْخَطِيب فِي كتاب الْفَقِيه والمتفقه بِإِسْنَاد ضَعِيف، وَمن حَدِيث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، أخرجه المظفر الغزنوي فِي فَضَائِل الْقُرْآن، وَقَالَ: " تعلمُوا الْقُرْآن بدل الْعلم، " وَهُوَ مُنكر جدا وَالله تَعَالَى أعلم. (112) [حَدِيثٌ] . " مَنْ بَثَّ بَابَ فِقْهٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أُعْطِيَ بِكُلِّ حَرْفٍ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجَ حَسَنَاتٍ، وَكَانَ لَهُ كَأَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ مَنْ أَنْشَأَ بَابًا مِنَ الْخَيْرِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكَذَلِكَ ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس. (قلت) : لم يبين علته، وَفِيه مُسلم ابْن عبد الله بن الْحَرْث رَاوِيه عَن ابْن عَبَّاس، وَمن بعده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله أعلم.

(113) [حَدِيثٌ] . " اكْتُبُوا هَذَا الْعِلْمَ مِنَ الْفَقِيرِ كَمَا تَكْتُبُونَ مِنَ الْغَنِيِّ، فَإِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ كَمَثَلِ الْقُرْآنِ فِيهِ سُوَرٌ طُوَالٌ وَقِصَارٌ، فَكَذَلِكَ الْعُلَمَاءُ، وَلا تَسْمَعُوا قَوْلَ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه مُحَمَّد بن الْأَشْعَث. (114) [حَدِيثٌ] . " اغْتَنِمُوا الْعَمَلَ وَبَادِرُوا الأَجَلَ وَاغْتَنِمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ يُدْفَعُ بِهِ عَنِ الرَّجُلِ وَأَهْلِهِ وَقَوْمِهِ وَمِصْرِهِ وَمَعَارِفِهِ، فَكَأَنَّهُ قَدْ رَحَلَ وَجَهِدَ حَتَّى يُعَيَّرَ بِهِ كَمَا يُعَيَّرُ بِالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ، " (مي) من حَدِيث عَائِشَة. وَفِيه الحكم بن عبد الله. (115) [حَدِيثٌ] " إِذَا جَلَسَ الْمُتَعَلِّمُ بَيْنَ يَدَيِ الْعَالِمِ فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الرَّحْمَةِ وَلا يَقُومُ مِنْ عِنْدِهِ إِلا كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ؛ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ثَوَابَ سِتِّينَ شَهِيدًا، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَدِيثٍ عِبَادَةَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَبُنِيَ لَهُ بِكُلِّ وَرَقَةٍ مَدِينَةٌ، كُلُّ مَدِينَةٍ مِثْلُ الدُّنْيَا عَشْرَ مَرَّاتٍ ". (مي) من حَدِيث جَابر. وَفِيه أَبُو بكر بن حبيب، عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي، وَالْحمل فِيهِ على أَحدهمَا (قلت) : الباغندي وَثَّقَهُ ابْن حبَان والخطيب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مرّة لَا بَأْس بِهِ، وَمرَّة ضَعِيف، وَمَا رَأَيْت أحدا كذبه إِلَّا ابْنه وَلَا عِبْرَة بِهِ لِأَنَّهُ هُوَ أَيْضا كذب ابْنه، وَأَبُو بكر بن حبيب مَا عَرفته وَالله أعلم. (116) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ يَجْلِسُ الْعُلَمَاءُ وَالْفُقَهَاءُ فِي الْبُيُوتِ وَتَظْهَرُ النِّسَاءُ، وَيَقُلْنَ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَأَحْرِقُوهُنَّ بِالنَّارِ ". (مي) من حَدِيث عَائِشَة (قلت) : لم يبين علته، وَفِيه مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد ابْن المعتصم الْهَاشِمِي، قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي ذيله على الْمِيزَان: هَذَا حَدِيث مُنكر رِجَاله ثِقَات سوى الْهَاشِمِي فَهُوَ آفته، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَلم أر لَهُ ذكرا فِي تَارِيخ بَغْدَاد وَلَا ذيوله وَالله أعلم. (117) [حَدِيثٌ] " كَلِمَةُ حِكْمَةٍ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ، وَجُلُوسُ سَاعَةٍ عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ ". (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق جَعْفَر الحسينى

صَاحب كتاب الْعَرُوس، (قلت) ذكر صَدره الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء وَاقْتصر على تَضْعِيفه وَالله أعلم. (118) [حَدِيثٌ] " يَا عَلِيُّ اتَّخِذْ لَكَ نَعْلَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَأَفْنِهِمَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ " (قَالَ ابْن تَيْمِية) مَوْضُوع. (119) [حَدِيثٌ] . " مَنْ عَلَّمَ أَخَاهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ مَلَكَ رِقَّهُ ". (قَالَ ابْن تَيْمِية) مَوْضُوع

كتاب فضايل القرآن

كتاب فضايل الْقُرْآن الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ الْفَاتِحَةَ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ كَذَا، فَذكر سُورَة سُورَة وثواب تَالِيهَا إِلَى آخرالقرآن " (عق) من حَدِيث أبي بن كَعْب، وَفِيه بزيغ بن حسان أَبُو الْخَلِيل الْبَصْرِيّ (ابْن أبي دَاوُد) من حَدِيث أبي أَيْضا بأطول من الأول، وَفِيه مخلد بن عبد الْوَاحِد. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ والآفة فِيهِ من مخلد، وَفِي الأول من بزيع، ثمَّ روى ابْن الْجَوْزِيّ عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ: أَظن الزَّنَادِقَة وَضعته. وروى أَيْضا من طَرِيق أبي الْحسن الحمامي الْمقري، عَن مَحْمُود بن غيلَان قَالَ سَمِعت مؤملا يَقُول حَدَّثَنى شيخ بفضايل سور الْقُرْآن الَّذِي يرْوى عَن أبي بن كَعْب، فَقلت للشَّيْخ من حَدثَك فَقَالَ: حَدثنِي شيخ بواسط وَهُوَ حَيّ، فصرت إِلَيْهِ فَقَالَ حَدثنِي شيخ بِالْبَصْرَةِ، فصرت إِلَيْهِ فَقَالَ: " حَدثنِي شيخ بعبادان، فصرت إِلَيْهِ فَأخذ بيَدي فَأَدْخلنِي بَيْتا، فَإِذا فِيهِ قوم من المتصوفة وَمَعَهُمْ شيخ، فَقَالَ هَذَا الشَّيْخ حَدثنِي. فَقلت يَا شيخ من حَدثَك؟ قَالَ لم يحدثني أحد وَلَكنَّا رَأينَا النَّاس قد رَغِبُوا عَن الْقُرْآن فَوَضَعْنَا لَهُم هَذَا الحَدِيث ليصرفوا قُلُوبهم إِلَى الْقُرْآن ". قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَقد فرق هَذَا الحَدِيث أَبُو إِسْحَق الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره، فَذكر عِنْد كل سُورَة مِنْهُ مَا يَخُصهَا، وَتَبعهُ أَبُو الْحسن الواحدي، فِي ذَلِك وَلم أعجب مِنْهُمَا لِأَنَّهُمَا ليسَا من أَصْحَاب الحَدِيث، وَإِنَّمَا بَيت من أبي بكر بن أبي دَاوُد كَيفَ فرقه فِي كِتَابه الَّذِي صنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَهُوَ يعلم أَنه حَدِيث محَال، وَلكنه شَره جُمْهُور الْمُحدثين، فَإِن من عَادَتهم تَنْفِيقِ حَدِيثهمْ وَلَو بِالْبَوَاطِيل، قَالَ السُّيُوطِيّ، وَله طَرِيق آخر بَاطِلَة أخرجهَا ابْن عدي فِي كَامِله. (2) [حَدِيثٌ] " لَوْ تَمَّتِ الْبَقَرَة ثلثماية آيَةٍ لَتَكَلَّمَتِ الْبَقَرَةُ مَعَ النَّاسِ ". (مي) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه يَعْقُوب بن الْوَلِيد الْمدنِي. (قلت) : جزم الذَّهَبِيّ بِأَنَّهُ من وَضعه وَالله أعلم.

(3) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، خَرَقَتْ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فَلَمْ يَلْتَئِمْ خَرْقُهَا حَتَّى يُنْظَرَ إِلَى قَائِلِهَا فَيُغْفَرَ لَهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ وَيَمْحُو سَيِّئَاتِهِ إِلَى الْغَدِ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ " (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ (4) [حَدِيثٌ] " مَنْ سَمِعَ سُورَةَ يس، عَدَلَتْ لَهُ عِشْرِينَ دِينَارًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ قَرَأَهَا عَدَلَتْ لَهُ عِشْرِينَ حَجَّةً وَمَنْ كَتَبَهَا وَشَرِبَهَا أَدْخَلَتْ جَوْفَهُ أَلْفَ يَقِينٍ، وَأَلْفَ نُورٍ، وَأَلْفَ بَرَكَةٍ، وَأَلْفَ رَحْمَةٍ وَأَلْفَ رِزْقٍ، وَنَزَعَتْ مِنْهُ كُلَّ غِلٍّ وَدَاءٍ " (خطّ) من حَدِيث عَليّ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، وَرَوَاهُ أَيْضا أَحْمد بن هرون من طَرِيق آخر، لَكِن أَحْمد ابْن هرون كَذَّاب مُتَّهم بِالْوَضْعِ كَمَا مر قلت حَدِيث أبي بكر الْآتِي فِي الْفَصْل الثَّانِي: سُورَة يس تدعى المعمة شَاهد لهَذَا الحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم. (5) [حَدِيثُ] " ابْنِ عُمَرَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خلق، قَالَ رَسُول الله لِمُعَاذٍ اكْتُبْهَا يَا مُعَاذُ، فَأَخَذَ مُعَاذٌ اللَّوْحَ وَالْقَلَمَ وَالنُّونَ وَهِيَ الدَّوَاةُ، فَكَتَبَهَا فَلَمَّا بَلَغَ {كَلا لَا تطعه واسجد واقترب} اللَّوْح وَسجد اللَّوْح وَسَجَدَتِ النُّونُ، قَالَ مُعَاذٌ فَسَمِعْتُ اللَّوْحَ وَالْقَلَمَ وَالنُّونَ وَهُمْ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ارْفَعْ بِهِ ذِكْرًا اللَّهُمَّ احْطُطْ بِهِ وِزْرًا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ بِهِ ذَنْبًا، قَالَ مُعَاذٌ فَسَجَدْتُ وأخبرت رَسُول الله فَسَجَدَ " (خطّ) من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْخَواص، وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْآجُرِيّ. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَأَنا أتهم بِهِ إِسْمَاعِيل. قَالَ السُّيُوطِيّ وَالَّذِي ذكره الْخَطِيب ثمَّ ابْن مَاكُولَا ثمَّ الْحَافِظ ابْن حجر. أَن إِسْمَاعِيل ثِقَة وَأَن الْحمل فِي هَذَا الحَدِيث على الْخَواص، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَلَيْسَ هُوَ بالزاهد الْمَشْهُور، ذَاك ثِقَة وَاسم أَبِيه أَحْمد (قلت) : وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات، وَضعه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْخَواص وَالله أعلم. (6) [حَدِيثُ] . " أَنَسٍ لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ التِّينِ على رَسُول الله فَرِحَ بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا، حَتَّى بَانَ لَنَا شِدَّةُ فَرَحِهِ، فسألنا ابْن عَبَّاس بعد ذَلِك عَن تَفْسِيرهَا فَقَالَ: أما قَوْله وَالتِّينِ فبلاد الشَّام، وَالزَّيْتُون فبلاد فلسطين، وطور سنيين الَّذِي كلم الله عَلَيْهِ مُوسَى، وَهَذَا الْبَلَد الْأمين مَكَّة، لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أحسن تَقْوِيم، مُحَمَّد، ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين، عباد اللات والعزى، إِلا الَّذِينَ آمنُوا وَعمِلُوا

الفصل الثانى

الصَّالِحَات أَبُو بكر وَعمر، فَلَهُمْ أَجْرٌ غير ممنون عُثْمَان بن عَفَّان، فَمَا يُكَذِّبُكَ بعد بِالدّينِ، عَليّ بن أبي طَالب، أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين إِذْ بَعثك فيهم نَبيا وجمعك على التَّقْوَى يَا مُحَمَّد ". (خطّ) وَقَالَ رُوَاته أَئِمَّة، غير مُحَمَّد بن بنان الثَّقَفِيّ ونرى الْعلَّة من جِهَته وَلَا عِبْرَة بتوثيق ابْن الشخير لَهُ، لِأَن من أورد مثل هَذَا الْمَتْن بِهَذَا الْإِسْنَاد قد أغْنى أهل الْعلم أَن ينْظرُوا فِي أمره. (7) [حَدِيثٌ] . " مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ ثُمَّ شَكَى الْفَقْرَ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْفَقْرَ وَالْفَاقَةَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (عق) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه دَاوُد بن المحبر. (8) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَهُ مِائَتَا دِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يُعْطَهَا فِي الدُّنْيَا أُعْطِيَهَا فِي الآخِرَةِ " (عد) . من حَدِيث عَليّ وَفِيه جُوَيْبِر، وَعنهُ عَمْرو بن جَمِيع (قلت) : قَالَ السُّيُوطِيّ فِي اللآلي متعقبا. إعلال الحَدِيث بِعَمْرو، قد قَالَ أَبُو حَاتِم، مَا بحَديثه بَأْس، وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، استدركه فِي اللِّسَان انْتهى وَهَذَا إِنَّمَا وَقع فِي اللِّسَان فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن أبي جُنْدُب، وَهِي بعقب تَرْجَمَة عَمْرو بن جَمِيع، فَلَعَلَّ السُّيُوطِيّ سبق نظره، أَو وَقع فِي نسخته إخلال بِذكر عَمْرو بن أبي جُنْدُب فاتصل مَا ذكره بترجمة عَمْرو بن جَمِيع وَالله تَعَالَى أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَرُوِيَ مَوْقُوفا على عَليّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب إِلَّا أَن فِيهِ عبد الْملك بن هَارُون بن عنترة، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث سليك الْغَطَفَانِي، أخرجه الديلمي، إِلَّا أَن فِي سَنَده كَذَّابين الْعَبَّاس بن الضَّحَّاك وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان. الْفَصْل الثَّانِي (9) [حَدِيثٌ] " إِنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَالآيَتَيْنِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ ( {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} وَقل اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ) إِلَى {وَتَرْزُقُ من تشَاء بِغَيْر حِسَاب} ، مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ، وَمَا بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ، يَقُلْنُ يَا رَبِّ تُهْبِطُنَا إِلَى أَرْضِكَ، وَإِلَى مَنْ يَعْصِيكَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إنى حَلَفت لَا يقْرَأ كن أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ إِلا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ، عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ؛ وَإِلا أسكتته حَظِيرَةَ الْقُدْسِ، وَإِلا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِي الْمَكْنُونَةِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ نَظْرَةً، وَإِلا قَضَيْتُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ حَاجَةً، أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَةُ، وَإِلَّا نصرته

عَلَى كُلِّ عَدُوٍّ وَأَعَذْتُهُ مِنْهُ (ابْن السّني) فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة، من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْحَارِث ابْن عُمَيْر. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات وَقد تفرد بِهِ (تعقب) بِأَن الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي، سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ. رجال إِسْنَاده وثقهم المتقدمون، وَتكلم فِي بَعضهم الْمُتَأَخّرُونَ، وَلَيْسَ فيهم مَحل نظر إِلَّا مُحَمَّد بن زنبور والْحَارث بن عُمَيْر، فَأَما ابْن زنبور فوثقه النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَقَالَ ابْن خُزَيْمَة ضَعِيف، وَأما الْحَارِث فوثقه حَمَّاد بن زيد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَيحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَاسْتشْهدَ بِهِ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه. وَاحْتج بِهِ أَصْحَاب السّنَن، وَضَعفه ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: مَا أرَاهُ إِلَّا بَين الضعْف انْتهى مُلَخصا. وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ نَحوه وَنسب ابْن حبَان فِي توهِينه الْحَارِث إِلَى الإفراط، ثمَّ قَالَ إِلَّا أَن فِي إِسْنَاده انْقِطَاعًا. وَقد أفرط ابْن الْجَوْزِيّ فَذكره فِي الموضوعات. وَلَعَلَّه استعظم مَا فِيهِ من الثَّوَاب. وَإِلَّا فحال رُوَاته كَمَا ترى انْتهى. وَقد جَاءَ أَيْضا من حَدِيث أبي أَيُّوب. أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ (قلت) فِي سَنَده ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم. (10) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا الْمَوْتُ وَمَنْ قَرَأَهَا حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ أَمَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى دَارِهِ وَدَارِ جَارِهِ وَدُوَيْرَاتٍ حَوْلَهُ " (حا) من حَدِيث عَليّ (قطّ) صَدره من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَلَا يَصح، فِي الأول حَبَّة العرني لَا يعرف، وَفِيه أَيْضا نهشل بن سعيد، وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن حمير، وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ تفرد بِهِ عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي. (تعقب) فِي الأول بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيق الْحَاكِم وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف، وَفِي الثَّانِي بِأَن ابْن حمير من رجال البُخَارِيّ. والْحَدِيث على شَرطه. وَقد أخرجه النَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه، والضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الْمشكاة: غفل ابْن الْجَوْزِيّ فأورد هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات، وَهُوَ من أسمج مَا وَقع لَهُ، (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ، ابْن حجر على هَامِش مُخْتَصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: حَدِيث أبي أُمَامَة هَذَا أخرجه النَّسَائِيّ وَلم يعلله، وَذَلِكَ يَقْتَضِي صِحَّته، وَأخرجه الْحَاكِم أَيْضا وَصَححهُ وَالله أعلم، وَقَالَ الْحَافِظ الدمياطي فِي تَقْوِيَة هَذَا الحَدِيث فِي جُزْء جمعه فِي فضل آيَة الْكُرْسِيّ وأذكار أدبار الصَّلَاة: مُحَمَّد بن حمير وَمُحَمّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي احْتج بهما البُخَارِيّ فى صَحِيحه

وَقد تَابع أَبَا أُمَامَة عَليّ بن أبي طَالب، وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ. والمغيرة بن شُعْبَة، وَجَابِر وَأنس، فَرَوَوْه عَن النبى وَذكرهَا، ثمَّ قَالَ وَإِذا انضمت هَذِه الْأَحَادِيث بَعْضهَا إِلَى بعض أخذت قُوَّة. (11) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ أُعْطِيَ قُلُوبَ الشَّاكِرِينَ وَثَوَابَ النَّبِيِّينَ وَأَعْمَالَ الصِّدِّيقِينَ، وَبَسَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ يُمْنَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث جَابر وَقَالَ وَفِيه مَجَاهِيل، (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن أبي سُلَيْمَان الحوشبي عَن أنس وَجَابِر. وَأخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ عَن أبان عَن أنس، وَأخرجه الديلمي عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، أخرجه الديلمي، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن النجار (قلت) فِي إِسْنَاد كل من هَذِه الطّرق، ضعفاء ومجاهيل، وحديثا جَابر وَأنس هما اللَّذَان أَشَارَ إِلَيْهِمَا الدمياطي فِي كَلَامه السَّابِق آنِفا وَالله أعلم. (12) [حَدِيثٌ] " سُورَةُ يس تُدْعَى فِي التَّوْرَاةِ الْمُعِمَّةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمُعِمَّةُ قَالَ: تَعُمُّ صَاحِبَهَا بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَتُكَايِدُ عَنْهُ بَلْوَى الدُّنْيَا، وَتَدْفَعُ أَهَاوِيلَ الآخِرَةِ، وَتُدْعَى الْقَاضِيَةَ الدَّافِعَةَ تَدْفَعُ عَنْ صَاحِبِهَا كُلَّ سُوءٍ، وَتَقْضِي لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا عَدَلَتْ لَهُ عِشْرِينَ حَجَّةً، وَمَنْ سَمِعَهَا عَدَلَتْ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ كَتَبَهَا وَشَرِبَهَا أَدْخَلَتْ جَوْفَهُ أَلْفَ نُورٍ وَأَلْفَ يَقِينٍ وَأَلْفَ بَرَكَةٍ وَأَلْفَ رَحْمَةٍ، وَنَزَعَتْ مِنْهُ كُلَّ غِلٍّ وَدَاءٍ ". (خطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه مُحَمَّد بن عبد بن عَامر السَّمرقَنْدِي، وَمن حَدِيث أبي بكر الصّديق من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الجدعاني عَن سُلَيْمَان بن مرقاع، قَالَ الْخَطِيب لَا أعلمهُ يرْوى إِلَّا من طَرِيق الجدعاني، وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد من المجهولين، وَقد سرق مَتنه مُحَمَّد بن عبد، وَوضع لَهُ الْإِسْنَاد الَّذِي تقدم. (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي بكر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. وَقَالَ تفرد بِهِ الجدعاني عَن سُلَيْمَان، وَهُوَ مُنكر انْتهى، والجدعاني لم يتهم بكذب بل وثق، فَقَالَ فِيهِ أَحْمد وَأَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ فغاية حَدِيثه أَن يكون ضَعِيفا.

(13) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ وَمَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ (ابْن أبي دَاوُد) " مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي (تعقب) بِأَن لَهُ طرقا كَثِيرَة عَن أبي هُرَيْرَة، بَعْضهَا على شَرط الصَّحِيح أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من عدَّة طرق. (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش مُخْتَصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: قلت أخرج ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث جُنْدُب البَجلِيّ مَرْفُوعا: من قَرَأَ يس فِي لَيْلَة ابْتِغَاء وَجه الله غفر الله لَهُ وَالله أعلم. (14) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ. " (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عمر بن رَاشد. (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: غَرِيب، وَعمر بن أبي خثعم يضعف، قَالَ مُحَمَّد هُوَ مُنكر الحَدِيث انْتهى. وَقَول ابْن الْجَوْزِيّ، فِيهِ عمر بن رَاشد تبع فِيهِ ابْن حبَان، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عمر بن رَاشد غير عمر بن أبي خثعم، ذَاك عمر بن عبد الله وَهُوَ صَاحب حَدِيث سُورَة الدُّخان انْتهى، وَلم يجرح بكذب فَلَا يكون حَدِيثه مَوْضُوعا. (15) [حَدِيث] . " من قَرَأَ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، عَلَى طَهَارَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَطُهْرِهِ لِلصَّلاةِ يَبْدَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَبُنِيَ لَهُ مِائَةُ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَرُفِعَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ مِثْلُ عَمَلِ نَبِيٍّ، وَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ مَرَّةً، وَهِيَ بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ وَمُحْضِرَةٌ لِلْمَلائِكَةِ وَمُنَفِّرَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَلَهَا دَوِيٌّ حَوْلَ الْعَرْشِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا حَتَّى يَنْظُرَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا. وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ خَطِيئَةَ خَمْسِينَ سَنَةً إِذَا اجْتَنَبَ خِصَالا أَرْبَعًا: الدِّمَاءَ وَالأَمْوَالَ وَالْفُرُوجَ وَالأَشْرِبَةَ " (عد) . من حَدِيث أنس، وَفِيه الْخَلِيل بن مرّة، قَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث عَن الْمَشَاهِير، كثير الرِّوَايَة عَن المجاهيل (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب، وَقَالَ تفرد بِهِ الْخَلِيل بن مرّة، وَهُوَ من الضُّعَفَاء الَّذين يكْتب حَدِيثهمْ انْتهى، وَهُوَ من رجال ابْن مَاجَه، وَقَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة: شيخ صَالح، وَقَالَ ابْن عدي لَيْسَ بمتروك، وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من الصَّالِحين، وَهَذَا أنكر مَا رَوَاهُ وَأنكر لفظ فِيهِ قَوْله مثل عمل نَبِي وَهُوَ فِي بعض نسخ الشّعب

بِلَفْظ: مثل عمل بني آدم، فَكَأَنَّهُ سقط آدم وتصحف بني بِنَبِي، وَجَاء من طَرِيقين آخَرين أَحدهمَا عِنْد ابْن عَسَاكِر، وَالْآخر عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُعْجَمه. (16) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَتَيْ مَرَّةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ألفا وَخَمْسمِائة حَسَنَةٍ، إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ ". (خطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه حَاتِم بن مَيْمُون لَا يحْتَج بِهِ بِحَال. (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ أخرجه من طَرِيقه، وَله طرق أُخْرَى عِنْد ابْن الضريس فِي فَضَائِل الْقُرْآن، وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَغَيرهمَا. (قلت) : وَابْن الْجَوْزِيّ نَفسه نَاقض فَذكره فِي الواهيات وَالله تَعَالَى أعلم. (17) [حَدِيثٌ] . " لَا تَقُولُوا سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَلا سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ، وَلا سُورَةُ النِّسَاءِ، وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ، وَلَكِنْ قُولُوا السُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الْبَقَرَةُ، وَالسُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا آلُ عِمْرَانَ، وَكَذَا الْقُرْآنُ كُلُّهُ ". (ابْن قَانِع) . من حَدِيث أنس، وَفِيه عُبَيْس بن مَيْمُون، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: حَدِيث مُنكر، وعبيس مُنكر الحَدِيث (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ، فَقَالَ أفرط ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِيرَاده فِي الموضوعات، وَلم يذكر مُسْتَنده إِلَّا قَول أَحْمد فِي تَضْعِيف عُبَيْس، وَهَذَا لَا يَقْتَضِي وضع الحَدِيث، وَقد قَالَ فِيهِ الفلاس: صَدُوق يُخطئ كثيرا انْتهى. وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ لَا يَصح وَإِنَّمَا يرْوى فِيهِ عَن ابْن عمر قَوْله، فَذكره بِسَنَدِهِ على شَرط الشَّيْخَيْنِ. (18) [حَدِيثٌ] . " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ، فَإِنَّهُ يَطْرُدُ بِقِرَاءَتِهِ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ فِي الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ لَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ وَيَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ أَوْصَتِ اللَّيْلَةَ الْمُسْتَأْنَفَةَ، فَتَقُولُ نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ، وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَ الْقُرْآنُ فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ، فَإِذَا فَرَغُوا مِنْهُ جَاءَ الْقُرْآنُ فَدَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ، فَإِذَا دُفِنَ وَجَاءَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ خَرَجَ حَتَّى صَارَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولانِ إِلَيْكَ عَنَّا فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُفَارِقِهِ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، فَإِنْ كنتما أمرتما فِيهِ بشئ فَشَأْنَكُمَا. ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ وَأُظْمِئُ نَهَارَكَ وَأَمْنَعُكَ شَهْوَتَكَ وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ، فَسَتَجِدُنِي مِنَ الأخلاء خَلِيل صدق

وَمِنَ الإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ فَأَبْشِرْ فَمَا عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلا حَزَنٍ، ثُمَّ يَعْرُجُ الْقُرْآنُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَسْأَلُهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا، فَيَأْمُرُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَقِنْدِيلٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ ياسمين الْجنَّة، فيحمله أَله مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي مَلائِكَةِ السَّمَاءِ فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ، فَيَقُولُ هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ حَتَّى أَمَرَ لَكَ اللَّهُ تَعَالَى بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ وَقِنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسمِيَن مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَحْمِلُونَهُ ثُمَّ يَفْرِشُونَهُ ذَلِكَ الْفِرَاشَ، وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ، ثُمَّ يُضْجِعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ عَنْهُ فَلا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَلِجُوا فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُرْفَعُ لَهُ الْقُرْآنُ فِي قِبْلَةِ الْقَبْرِ فَيُوسَعُ لَهُ مَسِيرَةَ خَمْسمِائَة عَامٍ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ فَيَضَعُهُ عِنْدَ مِنْخَرِهِ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ وَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ وَالثَّوَابِ، فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبَ سُوءٍ أَتَاهُمْ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَبَكَى عَلَيْهِمْ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ". (أَبُو بكر الْأَنْبَارِي) فِي كتاب الْوَقْف والابتداء، من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت وَلَا يَصح، فِيهِ الْكُدَيْمِي. وَدَاوُد بن رَاشد الطفَاوِي. (تعقب) بِأَن الْكُدَيْمِي برِئ مِنْهُ. فقد أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده، وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي التَّهَجُّد، وَابْن الضريس فِي فَضَائِل الْقُرْآن، وَابْن نصر فِي كتاب الصَّلَاة، كلهم من حَدِيث دَاوُد من غير طَرِيق الْكُدَيْمِي. (قلت) وَدَاوُد أخرج لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ، وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان وَأدْخلهُ الْحَافِظ بن حجر فِي التَّقْرِيب فِي طبقَة من لم يثبت فِيهِ مَا يتْرك حَدِيث لأَجله وَالله أعلم، وَله شَاهد من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِيه انْقِطَاع، قَالَ الْبَزَّار خَالِد لم يسمع من معَاذ. (19) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ أُعْطِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَيْهِ أُعْطِيَ ثُلُثَيِ النُّبَوَةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ كُلَّهَا، وَيُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقْرَأْ وَارْقَهْ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يُنْجَزَ مَا وَعَدَهُ الْقُرْآنُ، وَيُقَالُ لَهُ اقْبِضْ فَيَقْبِضُ بِيَدِهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْبِضْ فَيَقْبِضُ بِيَدِهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ أَتَدْرِي مَا فِي يَدَيْكَ فَإِذَا فِي يَدِهِ الْيُمْنَى الْخُلْدُ وَفِي الأُخْرَى النَّعِيمُ (ابْن الْجَوْزِيّ) " من حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ بشير بن نمير (تعقب) بِأَن بشيرا من رجال ابْن مَاجَه (قلت) قَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب مَتْرُوك مُتَّهم وَالله أعلم، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَقد ورد مثله

من حَدِيث ابْن عمر، أخرجه الْخَطِيب إِلَّا أَنه من طَرِيق قَاسم بن إِبْرَاهِيم الْمَلْطِي، وَله شَوَاهِد من مُرْسل الْحسن، أخرجه الْبَيْهَقِيّ، وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو: " من قَرَأَ الْقُرْآن فقد استدرج النُّبُوَّة بَين جَنْبَيْهِ، غير أَنه لَا يُوحى إِلَيْهِ، " أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ: يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ جمع فِي صَدره مَا أنزل على النبى غير أَنه لَا يُوحى إِلَيْهِ فيدعى إِلَيْهِ نَبيا، وَمن شَوَاهِد وَسطه حَدِيث ابْن عَمْرو، " يُقَال لصَاحب الْقُرْآن يَوْم الْقِيَامَة اقْرَأ وارقه، ورتل كَمَا كنت ترتل فِي الدُّنْيَا فَإِن منزلتك عِنْد آخر آيَة تقرؤها ". أخرجه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وصححاه وَالنَّسَائِيّ، وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة نَحوه أخرجه ابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم، وَحَدِيث بُرَيْدَة " إِن الْقُرْآن يلقى صَاحبه يَوْم الْقِيَامَة فَيعْطى الْملك بِيَمِينِهِ والخلد بِشمَالِهِ، ثمَّ يُقَال اقْرَأ واصعد فِي درج الْجنَّة وغرفها فَهُوَ فِي صعُود مَا دَامَ يقْرَأ هَذَا وترتيلا، " أخرجه أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح، وَمن شَوَاهِد آخِره حَدِيث بُرَيْدَة الْمَذْكُور، وَحَدِيث أبي أُمَامَة " إِن الْقُرْآن يَأْتِي أَهله يَوْم الْقِيَامَة أحْوج مَا كَانُوا إِلَيْهِ، فَيقدم بِهِ على ربه فَيعْطى الْملك بِيَمِينِهِ والخلد بِشمَالِهِ " أخرجه الطَّبَرَانِيّ. (20) [حَدِيثٌ] . " حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". (خطّ) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ، وَفِيه فَايِد الْمدنِي مَتْرُوك. (تعقب) بِأَنَّهُ روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ، وَقَالَ فِي الْمِيزَان وَثَّقَهُ ابْن معِين، وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ، والمتن صَحِيح، أخرج ابْن جَمِيع فِي مُعْجَمه من حَدِيث أنس: " الْقُرَّاء عرفاء أهل الْجنَّة، صَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فَأخْرجهُ فِي المختارة ". (21) [حَدِيثٌ] . " الأُنْبِيَاءِ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالْعُلَمَاءُ قَوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". (قطّ) من حَدِيث أنس وَفِيه مجاشع بن عَمْرو (تعقب) بِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية بِسَنَد ضَعِيف، وَأخرجه ابْن النجار لَكِن من طَرِيق مجاشع الْمَذْكُور، وَورد من حَدِيث عَليّ، أخرجه ابْن النجار لكنه من طَرِيق مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَشْعَث. (22) [حَدِيثٌ] . " مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ نَظَرًا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ أَبَوَيْهِ الْعَذَابَ وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ " (حب) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه مُحَمَّد بن المُهَاجر الطَّالقَانِي. (تعقب) بِأَن لَهُ

الفصل الثالث

شَاهدا من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء: " وَمن قَرَأَ مِائَتي آيَة فِي كل يَوْم نظرا، شفع فِي سبع قُبُور حول قَبره، وخفف الله الْعَذَاب عَن وَالِديهِ وَإِن كَانَا مُشْرِكين أخرجه ابْن أبي دَاوُد فِي الْمَصَاحِف " (قلت) هُوَ من طَرِيق خلف بن يحيى أحد الْكَذَّابين فَلَا يصلح شَاهدا وَالله أعلم. وَأخرج ابْن أبي دَاوُد عَن اللَّيْث بن سعد عَن بعض شُيُوخ أهل الْمَدِينَة، قَالَ كَانَ يُقَال: " كلما قَرَأَ الرجل فِي الْمُصحف خفف عَن أَبَوَيْهِ فِي قبورهما، " وَعَن سُفْيَان قَالَ: " من أدام النّظر فِي الْمُصحف متع ببصره وخفف عَن وَالِديهِ الْعَذَاب ". (23) [حَدِيثُ] . " ابْنِ مَسْعُودٍ بَينا أَنا والنبى فى بعض طرقات الْمَدِينَة، إِذْ بِرَجُلٍ قَدْ صُرِعَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَقَرَأْتُ فِي أُذُنِهِ فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ النبى مَاذَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ؟ قُلْتُ قرأن {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا ترجعون} ، فَقَالَ النبى وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ قَرَأَهَا مُوقِنٌ عَلَى الْجَبَلِ لَزَالَ " (عق) وَفِيه سَلام بن رزين، قَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل حدثت أبي هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: مَوْضُوع هَذَا حَدِيث الْكَذَّابين (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو يعلى بِسَنَد رِجَاله رجال الصَّحِيح سوى ابْن لَهِيعَة، وحنش الصَّنْعَانِيّ وحديثهما حسن. الْفَصْل الثَّالِث (24) [حَدِيثٌ] . " الْقُرْآنُ أَفْضَلُ من كل شئ دُونَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدْ وَقَّرَ اللَّهَ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ الْقُرْآنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ، وَحُرْمَةُ الْقُرْآنِ فِي التَّوْرَاةِ وَقَارُ اللَّهِ، وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ الْمَخْصُوصُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَمَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، يُدْفَعُ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ بَلاءُ الدُّنْيَا، وَيُدْفَعُ عَنْ قَارِئِ الْقُرْآنِ بَلاءُ الآخِرَةِ. يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ يَدْعُونَكُمْ، وَذكر حَدِيثا طَويلا ". (كرّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه على ابْن الْحسن الشَّامي. (25) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَمْ يَتَوَلَّ قَبْضَ نَفْسِهِ إِلا اللَّهُ تَعَالَى " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو، وَفِيه مُحَمَّد بن كثير بن مَرْوَان الفِهري (قَالَ الشَّيْخ)

تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي: هَذَا الحَدِيث مُنكر وَيُشبه أَن يكون مَوْضُوعا، وَالْحمل فِيهِ على مُحَمَّد بن كثير. (26) [حَدِيثٌ] . " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي، {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} لَعَطَّلُوا الأَهْلَ وَالْمَالَ. وَتَعَلَّمُوهَا، لَا يَقْرَؤُهَا مُنَافِقٌ أَبَدًا وَلا عَبْدٌ فِي قَلْبِهِ شَكٌّ فِي اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ الْمَلائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَيَقْرَؤنَهَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَمَا يفترون من قرآتها، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْرَؤُهَا إِلا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلائِكَةً يَحْفَظُونَهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَيَدْعُونَ اللَّهَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ". (خطّ) فِي رُوَاة مَالك مر حَدِيث أبي الدَّرْدَاء، وَفِيه الْهَيْثَم بن خَالِد الخشاب (يخ) من حَدِيثه أَيْضا، وَفِيه إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي. (27) [حَدِيثُ] . " ابْنِ مَسْعُودٍ اشْتَكَى ضرسى فَأتيت النبى، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي اقْرَأْ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ، وَكُلْ عَلَيْهَا التَّمْرَ ففعلته فبرأ ". (حا) فِي مُعْجم شُيُوخه مسلسلا بشكاية الضرس، وَالْأَمر بِقِرَاءَة الْقُرْآن، وَأكل التَّمْر. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي اللِّسَان هَذَا خبر مَوْضُوع وَرِجَاله كلهم ثِقَات غير عبد الْوَاحِد ابْن عَليّ شيخ الْحَاكِم انْتهى. وَتَابعه عَليّ بن عَتيق بن يُوسُف الْعَطَّار. أخرجه السلَفِي فِي الطيوريات فَلْينْظر فِي حَال فِي هَذَا المتابع. (28) [حَدِيثُ] . ابْنِ عَبَّاسٍ اشْتَكَى رَجُلٌ ضِرْسَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله، ضَعْ أُصْبُعَكَ السَّبَّابَةَ عَلَى ضِرْسِكَ ثمَّ اقْرَأ: أَو لم يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَة الْآيَة. (مي) وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان. وَعمر بن صبح. (29) [حَدِيثُ] . " ابْنِ مَسْعُودٍ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى رَسُول الله فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} ، قَالَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ لَمَّا نَزَلَ بِهَا إِلَيَّ قَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ،، فَإِنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامُ، والسام الْمَوْت " (نع) من طَرِيق أبي الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد غُلَام ابْن شنبوذ، عَن الْأَعْمَش مسلسلا بِجَمِيعِ رُوَاته يَقُول " ضع يدك على رَأسك فَإِنِّي قَرَأت الْقُرْآن على فلَان فَلَمَّا بلغت هَذِه الْآيَة، " قَالَ الذَّهَبِيّ: حَدِيث بَاطِل وَمَا فِي إِسْنَاده مُتَّهم إِلَّا شيخ أبي نعيم أَبُو الطّيب فَهُوَ الآفة انْتهى، وَأخرجه الديلمي من طَرِيقين عَن حَمْزَة عَن

الْأَعْمَش (قلت) وَقع فِي إحديهما عَن الْأَعْمَش فَإِنِّي قَرَأت على عَليّ بن أبي طَالب إِلَى آخِره، قَالَ الديلمي عقب إِخْرَاجه: قَوْله قَرَأت على عَليّ بن أبي طَالب لَا يَصح، لِأَنَّهُ إِنَّمَا قَرَأَهُ على يحيى بن وثاب، وَهُوَ قَرَأَهُ على عَلْقَمَة، وَهُوَ قَرَأَهُ على ابْن مَسْعُود، وَهُوَ قَرَأَهُ على رَسُول الله انْتهى، ثمَّ الرَّاوِي لَهُ عَن حَمْزَة فِي الطَّرِيق الأولى عَليّ بن الْفضل لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة، وَفِي الطَّرِيق الثَّانِيَة سُلَيْمَان بن عِيسَى. وَأَظنهُ السجْزِي الْكذَّاب وَالله أعلم. (29) [حَدِيثٌ] " جَاءَنِي جِبْرِيلُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا، قَالَ يَا مُحَمَّدُ: الْعَلِيُّ الأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ إِنَّ لكل شئ نَسَبًا وَنَسَبِي قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَمَنْ أَتَانِي مِنْ أُمَّتِكَ قَارِئًا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ مِنْ دَهْرِهِ أَلْزَمْتُهُ لِوَائِي، وَإِقَامَةَ عَرْشِي، وَشَفَّعْتُهُ فِي سَبْعِينَ مِمَّنْ وَجَبَتْ عُقُوبَتُهُ، وَلَوْلا إِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي كُلُّ نفس ذائقة الْمَوْت لَمَا قَبَضْتُ رُوحَهُ " (نجا) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَبُو الْحسن الْبَلَدِي ومجاشع بن عَمْرو. (30) [حَدِيثٌ] " قرآة الْقُرْآنِ مُقَطِّعَةٌ لِلْبَلْغَمِ " (مي) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي وَشَيْخه السّري بن خَالِد، قَالَ فِي الْمِيزَان مدنِي لَا يعرف وَقَالَ الْأَزْدِيّ لَا يحْتَج بِهِ. (31) [حَدِيثٌ] " حَامِلُ الْقُرْآنِ حَامِلُ رَايَةِ الإِسْلامِ، مَنْ أَكْرَمَهُ فَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهَ، وَمَنْ أَهَانَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ " (مي) من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَفِيه الْكُدَيْمِي. (31) [حَدِيث] " اقرؤا يس فَإِنَّ فِيهَا عَشْرَ بَرَكَاتٍ، مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلا شَبِعَ، وَمَا قَرَأَهَا عَارٍ إِلا كُسِيَ، وَمَا قَرَأَهَا مُسَافِرٌ إِلا أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ، وَمَا قَرَأَهَا رَجُلٌ ضَلَّتْ عَلَيْهِ ضَالَّةٌ إِلا وَجَدَهَا، وَمَا قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إِلا خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا قَرَأَهَا عَطْشَانُ إِلا رُوِيَ، وَمَا قَرَأَهَا مَرِيضٌ إِلا بَرِئَ " (مي) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه مسْعدَة بن اليسع (قلت) : لَهُ شَاهد، أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أبي قلَابَة: " من قَرَأَ يس غفر لَهُ، وَمن قَرَأَهَا وَهُوَ جَائِع شبع، وَمن قَرَأَهَا وَهُوَ ضال هدي، وَمن قَرَأَهَا وَله ضَالَّة وجدهَا، وَمن قَرَأَهَا عِنْد طَعَام خَافَ قلته كَفاهُ، وَمن قَرَأَهَا عِنْد ميت هون عَلَيْهِ؛ وَمن قَرَأَهَا عِنْد امْرَأَة عسرت عَلَيْهَا وِلَادَتهَا يسر عَلَيْهَا، وَمن قَرَأَهَا فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن إِحْدَى عشرَة مرّة، وَلكُل شئ قلب وقلب.

الْقُرْآن يس "، قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا نقل إِلَيْنَا عَن أبي قلَابَة، وَهُوَ من كبار التَّابِعين، وَلَا يَقُول ذَلِك إِن صَحَّ عَنهُ إِلَّا بلاغا وَالله أعلم. (23) [حَدِيثٌ] " إِنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِي قِرَاءَةَ يس كُلَّ لَيْلَةٍ، فَمَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا " (يخ) فِي الثَّوَاب من حَدِيث أنس، وَفِيه سعيد بن مُوسَى (قلت) . أخرج آخِره بِلَفْظ: " من داوم على قِرَاءَة يس كل لَيْلَة إِلَى آخِره، " الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير، وَابْن مرْدَوَيْه والخطيب من حَدِيث أنس بِسَنَد ضَعِيف كَمَا قَالَه السُّيُوطِيّ فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور. (34) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ دُرَّةً بَيْضَاءَ، وَخَلَقَ مِنَ الدُّرَّةِ الْعَنْبَرَ الأَشْهَبَ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْعَنْبِر آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَحَلَفَ بِعِزَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ مَنْ تَعَلَّمَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَعَرَفَ حَقَّهَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته، وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم وَالله أعلم. (35) [حَدِيثٌ] " تَعَلَّمُوا: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} ، تَعَلَّمُوا {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، تَعَلَّمُوا: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} ، تَعَلَّمُوا {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} ، {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ، فَإِنَّكُمْ لَوْ عَلِمْتُمْ مَا فِيهِنَّ لَعَطَّلْتُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ، تَعَلَّمُوهُنَّ وَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ بِهِنَّ كُلَّ ذَنْبٍ إِلا الشِّرْكَ " (مي) من حَدِيث أَبى الدَّرْدَاء، وَفِيه إِسْحَق بن بشر الْكَاهِلِي. (36) [حَدِيثٌ] " عَجَّتْ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَتْ إِنَّ أُمَّةَ مُحَمَّد يقلون قرآتى وَلَا يقرؤنى إِلا فِي الْفَرَطِ. فَقَالَ اللَّهُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي، لَا يَقْرَؤُكِ أَحَدٌ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا إِلا غَفَرْتُ لَهُ وَأَسْكَنْتُهُ حَظِيرَةَ قُدْسِي " (مي) من حَدِيث أبي قرصافة (قلت) لم يبين علته وَفِيه من لم أعرفهم وَالله أعلم. (37) [حَدِيث] " لكل شئ قَائِمَةٌ، وَقَائِمَةُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الأَحْزَابِ، " (مي) من حَدِيث أنس. وَفِيه هدبة أحد أَصْحَاب النّسخ المكذوبة. (38) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا لَقِيَ اللَّهَ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ فِيهِ لَحْمٌ، وَزَخَّ الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ، حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي النَّارِ فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ يَهْوِي

" (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْن عَبَّاس وَفِيه دَاوُد بن المجر، وميسرة بن عبد ربه. (39) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ عَلَى أَثَرِ وُضُوئِهِ، أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ أَرْبَعِينَ عَالِمًا، وَرَفَعَ لَهُ أَرْبَعِينَ دَرَجَةً، وَزَوَّجَهُ أَرْبَعِينَ حَوْرَاءَ " (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَفِيهِ مقَاتل بن سُلَيْمَان وَعنهُ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي، وَفِيه كَلَام (قلت) قدمنَا فِي الْكتاب الَّذِي قبل هَذَا، أَن الباغندي لم يكذبهُ غير وَلَده، وَأَنه لَا عِبْرَة بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (40) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَة} ، إِلَى عِنْد {لله الْإِسْلَام} عِنْدَ مَنَامِهِ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (نع) من حَدِيث أنس، وَفِيه مجاشع بن عَمْرو. (41) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ يس وَالصَّافَّات لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ سَأَلَ اللَّهَ أَعْطَاهُ سُؤْلَهُ " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه نهشل. (42) [حَدِيثٌ] " مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلٌّ قَدْ أُوجِبَ النَّارَ " (خطّ) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن السَّقطِي، اتهمه بِهِ الْخَطِيب (قلت) هَذَا الحَدِيث أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن الْحُسَيْن أبي حَنش السَّقطِي وَقَالَ اتهمه الْخَطِيب بِوَضْع هَذَا الحَدِيث ثمَّ أَعَادَهُ الذَّهَبِيّ فى تَرْجَمَة أَحْمد ابْن الْحُسَيْن السَّقطِي، قَالَ ذكرُوا أَنه وضع حَدِيثا فَذكر الحَدِيث بالسند بِعَيْنِه، ثمَّ قَالَ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَضعه السَّقطِي، وَزَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان تَرْجَمَة عَليّ بن الْحُسَيْن السَّقطِي وَذكر فِيهَا الحَدِيث بِسَنَدِهِ بِعَيْنِه، ثمَّ قَالَ: قَالَ الْخَطِيب هَذَا حَدِيث مُنكر، فَلَا أَدْرِي أَهَؤُلَاءِ السقطيون جمَاعَة تواردوا على هَذَا الحَدِيث بِسَنَد وَاحِد أم وَاحِد خبط فِي اسْمه وَنسبه، وَلم أر من تعرض لذَلِك فَليُحرر وَالله أعلم. (43) [حَدِيثٌ] " لَيْسَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِالْحِدَّةِ مِنْ حَامِلِ الْقُرْآنِ لِعِزَّةِ الْقُرْآنِ فِي جَوْفِهِ " (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن. (50) [حَدِيثٌ] " الْحِدَّةُ لَا تَكُونُ إِلا فِي صَالِحِي أُمَّتِي وَأَبْرَارِهَا، وأتقيائها ثمَّ تفئ " (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيه بشر أَيْضا: (قلت) لَهُ شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس: الحدة تعترى

خِيَار أمتِي، أخرجه أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ، وَمن حَدِيث أبي مَنْصُور الْفَارِسِي وَله صُحْبَة: " إِن الحدة تعتري خِيَار أمتِي، " أخرجه الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده، وَالْبَغوِيّ فِي مُعْجم الصَّحَابَة من جِهَة اللَّيْث عَن ذويد بن نَافِع، عَن أبي مَنْصُور. وَأخرجه المستغفري من طَرِيق اللَّيْث أَيْضا، لكنه قَالَ عَن يزِيد بن أبي مَنْصُور، وَكَانَت لَهُ صُحْبَة وَأَشَارَ إِلَى الِاخْتِلَاف على اللَّيْث فِيهِ. وَالْأول كثر وَالله أعلم. (51) [حَدِيثٌ] " الْحِدَّةُ تَعْتَرِي جُمَّاعَ الْقُرْآنِ، قِيلَ لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: لِعِزَّةِ الْقُرْآنِ فِي أَجْوَافِهِمْ " (مي) مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَفِيه وهب بن وهب. قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا كذب آفته وهب. (52) [حَدِيثٌ] " نَزَلَتِ الْحَوَامِيمُ جَمِيعًا " (مي) : من حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب وَفِيه السّري بن سهل وَهُوَ السّري بن عَاصِم بن سهل، كَمَا قَالَه الْبَيْهَقِيّ احْتِمَالا، وَجزم بِهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي. (53) [حَدِيثٌ] " أَكْرِمُوا الْقُرْآنَ وَلا تَكْتُبُوهُ عَلَى حَجَرٍ وَلا مَدَرٍ وَاكْتُبُوهُ فِي مَاءٍ يُمْحَى، وَلا تَمْحُوهُ بِالْبُصَاقِ وَامْحُوهُ بِالْمَاءِ " (مي) من حَدِيث عايشة، وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف. (54) [حَدِيثٌ] . " لَا يَحْفَظُ مُنَافِقٌ سُورَةَ هود وَبَرَاءَة وَيس وَالدُّخَان وَعم يَتَسَاءَلُونَ " (نع) من حَدِيث عَليّ، وَفِيهِ نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ. (55) [حَدِيثُ] . " لَا يَخْرَفُ قَارِئُ الْقُرْآنِ " (نع) من حَدِيث أنس، وَفِيه لَاحق ابْن الْحُسَيْن. (56) [حَدِيثٌ] " إِذَا خَتَمَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي فِي قَبْرِي، " (حا) من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَفِيه الجويباري. (57) [حَدِيثٌ] . " إِذَا خَتَمَ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ صَلَّى عَلَيْهِ عِنْدَ خَتْمِهِ سِتُّونَ أَلْفَ مَلَكٍ " (مي) من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَفِيه الْحسن بن عَليّ أَبُو سعيد الْعَدوي، وَعبد الله بن سمْعَان.

(58) [حَدِيث] . " يَا ابْن عَبَّاسٍ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَرَتِّلْهُ ترتيلا، وَبَينه تيينا، لَا تَنْثُرْهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَلا تَهُذُّهُ هَذَّ الشَّعَرِ: قِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ، وَلا يَكُونَنَّ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ " (مي) . من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه أَرْبَعَة كذابون أَبُو اسحق الطيان، عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم الزَّاهِد، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد الشَّامي عَن جُوَيْبِر. (59) [حَدِيثٌ] . " يَا ابْن عَبَّاسٍ، مَثَلُ الْهَاذِّ بِالْقُرْآنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ جَاءَ مُسْرِعًا، فَقِيلَ لَهُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ لَا أَدْرِي ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، بالسند الْمَذْكُور قبله. (60) [حَدِيثٌ] . " يَا عَايِشَةُ مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَة {بألم تَنْزِيل الْكتاب} {وَيس} {واقتربت السَّاعَة} {وتبارك الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ، كُنَّ لَهُ نُورًا وَحِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ وَالشِّرْكِ، وَرُفِعَ لَهُ فِي الدَّرَجَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (مي) من حَدِيث عايشة، وَفِيه الحكم بن عبد الله. (61) [حَدِيثٌ] . " يُنَادِي مُنَادٍ: يَا قَارِئَ سُورَةَ الأَنْعَامِ هَلُمَّ إِلَى الْجَنَّةِ بِحُبِّكَ إِيَّاهَا، وَتِلاوَتِهَا " (مي) من حَدِيث أنس من طَرِيقين، فِي أَحدهمَا مُحَمَّد بن الْفضل عَن أبان، وَفِي الْأُخْرَى زِيَاد بن مَيْمُون. (62) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ يَتَأَكَّلُ بِهِ النَّاسَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ، قُرَّاءُ الْقُرْآنِ ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ قَرَأَهُ فاتخذه بضَاعَة فاستجربه الْمُلُوكَ وَاسْتَمَالَ بِهِ النَّاسَ، وَرَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَقَامَ حُرُوفَهُ وَضَيَّعَ حُدودَهُ، كَثُرَ هَؤُلاءِ مِنْ قُرَّاءِ الْقُرْآن لاكثرهم اللَّهُ تَعَالَى، وَرَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَوَضَعَ دَوَاءَ الْقُرْآنِ عَلَى دَاءِ قَلْبِهِ فَأَسْهَرَ بِهِ لَيْلَهُ وَأَظْمَأَ بِهِ نَهَارَهُ فَأَقَامُوهُ فِي مَسَاجِدِهِمْ، فَهَؤُلَاءِ يدْفع الله وَيُزِيلُ الأَعْدَاءَ وَيُنَزِّلُ غَيْثَ السَّمَاءِ، فَوَاللَّهِ لَهَؤُلاءِ مِنَ الْقُرَّاءِ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الأَحْمَرِ " (حب) . من حَدِيث بُرَيْدَة وَقَالَ: لَا أصل لَهُ من حَدِيث رَسُول الله، وَفِيه أَحْمد بن ميثم يروي الْأَشْيَاء المقلوبة والمناكير، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ إِنَّمَا يرْوى نَحوه عَن الْحسن. (63) [أَثَرُ] " عَلِيٍّ. أُنْزِلَ الْقُرْآنُ خَمْسًا خَمْسًا، " وَمَنْ حَفِظَهُ هَكَذَا لَمْ يَنْسَهُ إِلا سُورَةَ الأَنْعَامِ فَإِنَّهَا نَزَلَتْ جُمْلَةً فِي أَلْفٍ، فَشَيَّعَهَا مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ سَبْعُونَ مَلَكًا حَتَّى آووها إِلَى النبى، مَا قُرِئَتْ عَلَى عَلِيلٍ قَطُّ إِلا شَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " (خطّ) من طَرِيق سليم بن عِيسَى، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: مَوْضُوع على سليم، وَفِيه بزيع بن عُبَيْدَة لَا يعرف.

(64) [حَدِيثٌ] . " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ يَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَيَجْعَلُ ثَوَابَهَا لأَهْلِ الْقُبُورِ إِلا لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَبْرٌ إِلا أَدْخَلَ اللَّهُ فِيهِ نُورًا، فَوَسَّعَ قَبْرَهُ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَكَتَبَ لِلْقَارِئِ ثَوَابَ سَبْعِينَ شَهِيدًا، الحَدِيث بِطُولِهِ " (مي) من حَدِيث عَليّ، من طَرِيق عَليّ بن عُثْمَان الْأَشَج. (65) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا، وَمَنْ قَرَأَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ فِي صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه أَحْمد بن عمر اليمامي. قلت ورد صَدره إِلَى قَوْله أبدا من حَدِيث ابْن مَسْعُود. أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ: قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا حَدِيث مُنكر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فِيهِ شُجَاع لَا يدرى من هُوَ وَالله أعلم. (66) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ وَتَعَلَّمَهَا لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَلَمْ يَفْتَقِرْ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ " (يخ) من حَدِيث أنس، وَفِيه عبد القدوس بن حبيب. (67) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ {وَالْفَجْرِ وليال عشر} ، فى لَيَال الْعَشْرِ غُفِرَ لَهُ " (يخ) من حَدِيث أنس، وَفِيه عبد القدوس. (68) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَسورَة آلِ عِمْرَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَنَاحَيْنِ مَنْظُومَيْنِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ يَطِيرُ بِهِمَا عَلَى الصِّرَاطِ أَسْرَعَ مِنَ الْبَرْقِ " (يخ) من حَدِيث عايشة، وَفِيه أَبُو الْعَلَاء عبد الله بن زِيَاد، وَهُوَ مُنكر الحَدِيث قَالَه البخارى، وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث على أَنه من مَنَاكِيره، (قلت) وَأوردهُ السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور مَنْسُوبا إِلَى تَخْرِيج أبي أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى ثمَّ قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمد هَذَا حَدِيث مُنكر انْتهى وَإِذا لم يُوصف إِلَّا بالنكارة فَقَط فَلَا يَنْبَغِي أَن يدْخل فِي الموضوعات وَالله أعلم. (69) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أُعْطِيَ نُورًا مِنْ حَيْثُ قَرَأَهَا إِلَى مَكَّةَ وَغُفِرَ لَهُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، وَفَضْلِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك

حَتَّى يُصْبِحَ، وَعُوفِيَ مِنَ الدَّاءِ وَالدُّبَيْلَةِ وَذَاتِ الْجَنْبِ وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْجُنُونِ وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطيان، عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم عَن إِسْمَاعِيل بن زِيَاد، ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض (قلت) أوردهُ الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة، وَعَزاهُ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيجه الْكَبِير إِلَى الديلمي من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَأعله بِمن ذكر، وَأما فِي الصَّغِير فَقَالَ: لم أَجِدهُ من حَدِيثهمَا، وللبيهقي نَحوه من حَدِيث أبي سعيد انْتهى. وَالْمرَاد نَحْو صَدره، وَلَفظه ": من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف فِي يَوْم الْجُمُعَة أَضَاء لَهُ من النُّور مَا بَينه وَبَين الْبَيْت الْعَتِيق، وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ: من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف فِي يَوْم الْجُمُعَة سَطَعَ لَهُ نور من تَحت قدمه إِلَى عنان السَّمَاء يضئ لَهُ يَوْم الْقِيَامَة، وَغفر لَهُ مَا بَين الجمعتين، " أخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد ابْن خَالِد الْخُتلِي، وَجَاء ذكر مغْفرَة مَا بَين الجمعتين وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام، من حَدِيث عَائِشَة وَلَفظه: " من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف يَوْم الْجُمُعَة غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام وَمن قَرَأَ الْخمس الْأَوَاخِر مِنْهَا عِنْد نَومه بَعثه الله أَي اللَّيْل شَاءَ، " أخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد ضَعِيف، وَقد صَحَّ الحَدِيث فِي الْعِصْمَة من الدَّجَّال بِحِفْظ بعض سُورَة الْكَهْف من غير تَقْيِيد بِيَوْم الْجُمُعَة. رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فالمستنكر من الحَدِيث مَا سوى ذَلِك وَالله تَعَالَى أعلم. (70) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ فِي جُمُعَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِائَةَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسْعَى بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ " (مي) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه عَليّ بن غراب (قلت) تقدم فِي كتاب الْإِيمَان فِي عَليّ بن غراب مَا يَقْتَضِي أَن لَا يحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ، وَالله تَعَالَى أعلم. (71) [حَدِيثٌ] " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاحِدًا لَا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِائَتَيْ أَلْفِ أَلْفِ غُرْفَةٍ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ فِي الْجَنَّةِ (أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي) فِي فَضَائِل قل هُوَ الله أحد " من حَدِيث أبي

هَاشم. هُوَ الرماني واسْمه يحيى بن دِينَار تَابِعِيّ صَغِير ثِقَة مُرْسلا. وَفِيه أَبُو الصَّباح عبد الغفور الوَاسِطِيّ. (72) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي رَكْعَتَيْنِ اثْنَتَيْ عَشَرَ مَرَّةً فِي كُلِّ رَكْعَةٍ سِتَّ مَرَّاتٍ بَعْدَ أُمِّ الْقُرْآنِ يُحْسِنُ رُكُوعَهُمَا وَسُجُودَهُمَا بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ وَهُوَ فِي سُوقِهِ أَوْ فِي حَاجَتِهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَصْفَرَ، فِيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفِ غُرْفَةٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ عمر: يَا رَسُول الله. إِذن نَسْتَكْثِر من الْقُصُور، فَأقبل عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَهُوَ يَقُول: الله أَكثر وَأطيب يَا عمر يَقُول ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فَقَالَ عمر وَالله يَا رَسُول الله مَا أردْت بذلك إِلَّا أَن لَا يتكل النَّاس، فَقَالَ صدقت يَا عمر " (السَّمرقَنْدِي) أَيْضا وَفِيه عبد الْمُنعم بن بشير الْأنْصَارِيّ. (73) [حَدِيثُ] " أنس قَالَ رَسُول الله: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ فِي خَلاءٍ لَا يُخْبِرُ بِهَا أَحَدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ خَمْسِينَ سَنَةً إِلا الدِّمَاءَ وَالأَمْوَالَ وَبُنِيَ لَهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ طُولُهُ فَرْسَخٌ وَعَرْضُهُ فَرْسَخٌ ارْتِفَاعُهُ فى السَّمَاء مائَة (سَقَطت كلمة بعده) أَرْبَعَة آلافِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ، فِي كُلِّ مِصْرَاعٍ سَرِيرٌ، مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ حِجْلَةٌ مِنْ حَرِيرٍ أَخْضَرَ، فِي كُلِّ حِجْلَةٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ غُلامًا وَسَبْعُونَ خَادِمًا، يضئ وَجْهُ أَحَدِهِمْ كَضَوْءِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِذًا نَسْتَكْثِرُ مِنَ الْبُيُوتِ وَالأَزْوَاجِ وَالْخَدَمِ، فَقَالَ رَسُول الله: اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ " (السَّمرقَنْدِي) أَيْضا، وَفِيه مقَاتل ابْن سُلَيْمَان وَغَيره من الضُّعَفَاء (كرّ) وَقَالَ مثل مَا هُنَا. سَقَطت كلمة بعده. (74) [أَثَرُ] " عَلِيٍّ مَنْ قَرَأَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} سَبْعَ مَرَّاتٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ عَافَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ يَنْزِلُ بِهِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك،

وَدَعَوْا لَهُ بِالْجَنَّةِ، وَشَيَّعَهُ مِنْ قَبْرِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى الْمَوْقِفِ يَزُفُّونَهُ زَفًّا وَيُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى عَنْهُ رَاضٍ غَيْرُ غَضْبَانَ، وَمَنْ قَرَأَهَا بَعْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ إِحْدَى عَشَرَ مَرَّةً نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ نَظْرَةً وَرَحِمَهُ سَبْعِينَ رَحْمَةً. وَقَضَى لَهُ سَبْعِينَ حَاجَةً أَوَّلُهَا الْمَغْفِرَةُ لَهُ وَلأَبِيهِ وَلأُمِّهِ وَلأَهْلِهِ وَجِيرَانِهِ. وَمَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ الزَّوَالِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مَرَّةً نَهَتْهُ مِنْ جَمِيعِ الْعِصْيَانِ، حَتَّى يَكُونَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ: وَمَنْ قَرَأَهَا أَلْفَ مَرَّةٍ نُودِيَ فِي السَّمَاءِ: الْمُؤْمِنُ الْغَلابُ. وَمَنْ كَتَبَهَا وَشَرِبَهَا لَمْ يَرَ فِي جَسَدِهِ شَيْئا يكرههُ أبدا وَلكُل شئ ثَمَرَةٌ وَثَمَرَةُ الْقُرْآنِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} . وَلكُل شئ بُشْرَى وَبُشْرَى الْمُتَّقِينَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} . وَمَنْ حَافَظَ عَلَى قِرَاءَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَنْزِلَ إِلَيْهِ رِضْوَانُ فَيَسْقِيَهُ شَرْبَةً مِنَ الْجَنَّةِ فَيَمُوتُ وَهُوَ رَيَّانُ وَيُبْعَثُ وَهُوَ رَيَّانُ وَيُحَاسَبُ وَهُوَ رَيَّانُ. فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى أَلْفَ مَلَكٍ يَزُفُّونَهُ إِلَى قُصُورِ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ. وَمَنْ حَافَظَ عَلَى قِرَاءَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ عُصِمَ لِسَانُهُ مِنَ الْكَذِبِ وَبَطْنُهُ وَفَرْجُهُ مِنَ الْحَرَامِ. وَأَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ الصَّائِمِينَ الْقَانِتِينَ الصَّابِرِينَ، وَجَعَلَهُ يَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ. وَيُحْفَظُ فِي أَهْلِهِ وَفِي مَالِهِ وَفِي وَلَدِهِ وَفِي جِيرَانِهِ. وَصَافَحَتْهُ الْمَلائِكَةُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ فَتُبَشِّرُهُ بِأَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى عَنْهُ رَاضٍ غَيْرُ غَضْبَانَ وَيُفَرِّجُ عَنْهُ وَيَمْحِي الْفَقْرَ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْهِ. وَكُتِبَ مِنَ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. وَمَا كَانَ رَجُلٌ يجِئ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ يَشْكُو إِلَيْهِمْ هَمًّا أَوْ غَمًّا أَوْ ضِيقَ صَدْرٍ أَوْ كَثْرَةَ دَيْنٍ. إِلا قَالُوا لَهُ عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} فَإِنَّهَا مُنَجِّيَةٌ فِي الْقِيَامَةِ وَمَنْ قَرَأَهَا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً وَهُوَ على طَهَارَة كَانَ لَهُ نور فى قَبره. وَنور على الصِّرَاط وَنور عِنْد الْمِيزَان وَنور فِي الْمَوْقِفِ إِلَى الْجَنَّةِ. وَمَنْ قَرَأَهَا وَمَضَى فِي حَاجَتِهِ. رَجَعَ مَسْرُورًا بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ. وَمَنْ قَرَأَهَا لَيْلا اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ. وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَكِتَابُهُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَه إِلا اللَّهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ رَيَّانُ. وَلا يُرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدٌ أَكْثَرَ حَسَنَاتٍ مِنْهُ وَمَنْ قَرَأَهَا بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِشْرِينَ مَرَّةً كَأَنَّمَا حَجَّ الْبَيْتَ أَلْفَ أَلْفِ حَجَّةٍ وَغَزَا أَلْفَ أَلْفِ غَزْوَةٍ، وَكَسَى أَلْفَ أَلْفِ عُرْيَانَ، وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يَقْرَأُهَا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، فَعَلَيْكُمْ بِهَا يَا أَهْلَ الذُّنُوبِ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ قَبْلَ الْوِتْرِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَبَعْدَ الْوِتْرِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَكَتَبَتِ الْحَفَظَةُ لَهُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَبَعْدَ الصَّلاةِ ثَلاثَ مَرَّات كتب لَهُ

حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْجُمُعَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةِ فَرِيضَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ رُفِعَتْ صَلاتُهُ تَامَّةً غَيْرَ نَاقِصَةٍ. وَلا يَكُونُ لِلدُّودِ إِلَى قَبْرِهِ سَبِيلٌ، وَهِيَ نُورٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ قَرَأَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ عَشْرَ مَرَّاتٍ يُعْطَى مِنَ الثَّوَابِ مَا يُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤَذِّنَ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ شئ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ وَلا امْرَأَةٍ ضَلَّتْ لَهُ ضَالَّةٌ فَقَرَأَهَا إِلا رَدَّهَا اللَّهُ، وَمَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ عِشْرِينَ مَرَّةً بَعَثَ اللَّهُ مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ من يَوْم قَرَأَهَا يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ. وَلا يَجِدُوا طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى يَقْرَءُوا {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} . وَمَنْ قَرَأَهَا وَبِهِ حَاجَةٌ اسْتَغْنَى، وَمَنْ قَرَأَهَا وَهُوَ مَرِيضٌ شَفَاهُ اللَّهُ. وَمَنْ قَرَأَهَا وَهُوَ مَحْبُوسٌ يُخْلَى سَبِيلُهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ غَائِبٌ فَلْيَقْرَأْهَا فَإِنَّهُ يُكْلأُ وَيُحْفَظُ، وَيَرْجِعُ سَالِمًا. وَمَنْ أَدْمَنَ عَلَى قِرَاءَتِهَا. أَمِنَ مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. وَمَا قَرَأَهَا عَبْدٌ فِي بُقْعَةٍ إِلا أَسْكَنَ اللَّهُ تِلْكَ الْبُقْعَةَ مَلَكًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَإِنَّ قَارِئَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} يُسَمَّى فِي السَّمَاءِ الْمُؤْمِنَ الْعَابِدَ، وَإِنَّ قِرَاءَتَهَا نُورٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا تَنْسَوْا قِرَاءَةَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} فِي لَيْلِكُمْ وَلا نَهَارِكُمْ، يَا مَعْشَرَ الْكُهُولِ عَلَيْكِمْ بِقِرَاءَةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} تَقْوَوْنَ بِهَا عَلَى ضَعْفِكُمْ، وَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً لَمْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ إِلا مَغْفُورًا لَهُ، تُبَدَّلُ سَيِّئَاتُهُ حَسَنَاتٍ، وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يَضْحَكُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مَعَ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ. وَكُنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ نُوَاظِبُ عَلَى قِرَاءَتِهَا، وَإِنَّ قَارِئَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} لَا يَفْرَغُ مِنْ قِرَاءَتِهَا حَتَّى يُكْتَبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَلأُمِّهِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، أَتْعِبُوا الْحَفَظَةَ بِقِرَاءَةِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} فَإِنَّ مَنْ قَرَأَهَا إِذَا تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ كُتِبَ لَهُ عِبَادَةُ أَلْفِ أَلْفِ سَنَةٍ، صِيَامُ نَهَارِهَا وَقِيَامُ لَيْلِهَا فَعَلَيْكُمْ بِهَا فَفِيهَا الرَّغَائِبُ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةِ فَرِيضَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ طُولُهُ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ. وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لأَعْرَفُ بِقُرَّاءِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} مِنْ أَحَدِكُمْ إِذَا مَضَى إِلَى مَنْزِلِهِ، وَمَنْ قَرَأَهَا وَهُوَ عَلِيلٌ عَدَلَتْ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الأَوْجَاعِ وَالذُّنُوبِ بِهَا. وَإِنْ نَزَلَ بِكُمْ قَحْطٌ أَوْ غَلاءٌ فَعَلَيْكُمْ بِقِرَاءَتِهَا فَإِنَّهَا تَصْرِفُ الْهُمُومَ وَالأَحْزَانَ. مَا شكا رجل قطّ هما أَو حزنا أَو غما إِلَى أبي بكر أَو عمر أَو عُثْمَان أَو عَليّ إِلَّا قَالُوا لَهُ: يَا هَذَا عَلَيْك بِقِرَاءَة {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} فَإِنَّهَا تورث الْبركَة فِي الْبَيْت وَتصرف الهموم وَالْأَحْزَان، وَتَأْتِي بالفرج من عِنْد الله تَعَالَى.

من قَرَأَهَا يَوْم الْجُمُعَة قبل الزَّوَال عشْرين مرّة رأى النبى فِي مَنَامه. وَمن قَرَأَهَا وَمضى فِي حَاجَتِهِ رَجَعَ مَسْرُورًا بِقَضَاءِ حَاجته مفرجا عَنهُ، يقْضِي لَهُ كل حَاجَة. وَمن قَرَأَهَا يَوْم الْجُمُعَة قبل أَن تغرب الشَّمْس خمسين مرّة ألهم الْخَيْر وَالطَّاعَة وَالْعِبَادَة، وَرفع الْفقر عَن أهل بَيت ذَلِك الْمنزل ووهب الله لَهُ قُلُوب الشَّاكِرِينَ وَيُعْطى مَا يعْطى أَيُّوب على بلائه. وَلَو علم النَّاس مَا فِي قِرَاءَة {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} عشر مَرَّات مَا تركوها، وَمن قَرَأَهَا عصم من الدَّجَّال إِذا خرج، ويوقى ميتَة السوء مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا، وَلَا سُلْطَان يخافه وَلَا لص يهابه، وَإِن قرَاءَتهَا لتطرد الشَّيْطَان من دُوركُمْ. فَعَلَيْكُم بهَا فَيكْتب لِقَارِئِهَا إِذا قَرَأَهَا بِكُل حرف عشرَة آلَاف حَسَنَة، ويمحى عَنهُ عشرَة آلَاف سَيِّئَة، وَمن قَرَأَهَا قبل الْمغرب وَبعد الْمغرب ثَلَاث مَرَّات قبل أَن يحول ركبته فتحت لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيهَا شَاءَ، وَمن خَافَ جبارا أَو سُلْطَانا أَو ظَالِما إِذا استقبله يكون طوع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ. وَمن قَرَأَهَا إِذا دخل منزله عشر مَرَّات كَانَ لَهُ أَمَان من الْفقر واستجلب الْغَنِيّ، وَلم ير من مُنكر وَنَكِير إِلَّا خيرا. وَمن صَامَ وَقرأَهَا قبل إفطاره مرّة وَاحِدَة قبل الله صَوْمه وَصلَاته وقيامه وبشرته الْمَلَائِكَة حِين يخرج من قَبره بِالْعِتْقِ من النَّار. وَمن قَرَأَهَا عِنْد ميت هون الله عَلَيْهِ نزع روحه، وَيغسل وَهُوَ رَيَّان، وَيحمل على النعش وَهُوَ رَيَّان وَيدخل الْقَبْر وَهُوَ رَيَّان وَيُحَاسب وَهُوَ رَيَّان وَيدخل الْجنَّة وَهُوَ رَيَّان ضَاحِك " (أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْعَزِيز بن يزِيد بن الصَّباح) فِي جزئه. (قلت) . لم يبين علته، وَفِيه مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الطّيب المخرمي، فَإِن يكن هُوَ الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي الْمَذْكُور فِي الْمِيزَان وَلسَانه بِأَنَّهُ نزل الْمغرب وَأظْهر الاعتزال فنفوه فَذَاك، وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ، عَن مُحَمَّد بن حميد الخزاز ضَعِيف، عَن الْحسن بن عَليّ أبي سعيد الْعَدوي كَذَّاب، عَن مُحَمَّد بن صَدَقَة لَا يعرف وَالله أعلم. (74) [أَثَرُ] " عُمَرَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الزُّخْرُفِ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ، وَلأَبِيهِ بَرَاءَةٌ وَلأُمِّهِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ. وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحُجُرَاتِ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يَقْرَؤُهَا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَالنَّاسِ فِي الْحِسَابِ، " (أَبُو مَنْصُور) أَيْضا. قلت لم يذكر علته؛ وَفِيه حَاتِم بن مَيْمُون، قَالَ فِي الْمُغنِي: قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَفِيه أَيْضا مُحَمَّد بن أَحْمد

ابْن إِبْرَاهِيم أَبُو الطّيب المخرمي، عَن مُحَمَّد بن حميد الخزاز عَن أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُد الزهْرَانِي لَا أعرفهُ، وَقد مر الْكَلَام فيهمَا قَرِيبا. (75) [حَدِيثُ] " ابْنِ عُمَرَ: كَانَ عُثْمَانُ يَكْتُبُ بَيْنَ يدى النبى فَرَآهُ يُخَفِّفُ خَطَّهُ وَلا يُبَيِّنُ حُرُوفَهُ، فَقَالَ لَهُ يَا عُثْمَانُ أَيُّمَا عَمَّيْتَ وَأَخْفَيْتَ مِنَ الْحُرُوفِ فَلا تُعَمِّ وَلا تُخْفِ اسْمَ رَبِّكَ، فَإِنِّي ضَامِنٌ لِمَنْ بَيَّنَهُ وَجَوَّدَهُ وَعَظَّمَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ ". (نجا) . وَفِيه عبد الله بن مُوسَى السلَامِي. مُنكر الحَدِيث. (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ، وَقد قَالَ الْحَاكِم الشَّافِعِي فِيهِ: صَحِيح السماعات إِلَّا أَنه كتب عَمَّن دب ودرج من المجهولين وَأَصْحَاب الزوايا، وَكَانَ أَبُو عبد الله بن مَنْدَه سيء الرَّأْي فِيهِ. وَمَا أرَاهُ كَانَ يتَعَمَّد الْكَذِب فِي فَضله انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم. (76) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ سَجْدَةً نَافِلَةً، فَقَالَ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتي بِيَدِكَ، أَتَقَلَّبُ فِي قَبْضَتِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، نَافِذٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ وَأُصَدِّقُ بِلِقَائِكَ، وَأُومِنُ بِوَعْدِكَ أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُ، وَنَهَيْتَنِي فَأَتَيْتُ، هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا ". (مي) من حَدِيث ابْن عمر. وَفِيه نهشل. (77) [حَدِيثٌ] . " مَنْ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَقَدْ أَدَّى مِنْ حَقِّ الْجُمُعَةِ مَا أَدَّتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ مِنْ حَقِّ الْعَرْشِ، وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ أَلْفَ مَرَّةٍ، أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا سَأَلَ " (يخ) ، من حَدِيث ابْن عمر (قلت) : لم يذكر علته، وَفِيه ابْن وهب، قَالَ فِي اللِّسَان لَا يعرف، وَفِيه غَيره من لم أَقف لَهُ على حَال أصلا وَالله أعلم. (78) [حَدِيثٌ] . " مَنْ كَتَبَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ بِزَعْفَرَانٍ عَلَى رَاحَتِهِ الْيُسْرَى بِيَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَيَلْحَسُهَا بِلِسَانِهِ لَمْ يَنْسَ شَيْئًا أَبَدًا " (حا) . من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه أَحْمد ابْن خَالِد، وَهُوَ الجويبارى. (79) [حَدِيث] . " يَا ابْن عَبَّاسٍ أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً، عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ لِلْحِفْظِ: تَكْتُبُ عَلَى قرطاس بالزعفران فَاتِحَة الْكتاب والمعوذتين وَسورَة الْإِخْلَاص وَسورَة يس

والواقعة وَالْجُمُعَة وَالْملك، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهِ مَاءَ زَمْزَمَ أَوْ مَاءَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَشْرَبُهُ عَلَى الرِّيقِ عِنْدَ السَّحَرِ بِثَلاثَةِ مَثَاقِيلَ مِنْ لِبَانٍ وَعَشَرَةِ مَثَاقِيلَ مِنْ سُكَّرِ طَبَرْزَدَ وَعَشَرَةِ مَثَاقِيلَ عَسَلٍ، ثُمَّ تُصَلِّي بَعْدَ الشُّرْبِ رَكْعَتَيْنِ بِمِائَةِ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ خَمْسِينَ مَرَّةً، ثُمَّ تُصْبِحَ صَائِمًا يَا ابْن عَبَّاسٍ، فَلا يَأْتِي عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا إِلا تَصِيرُ حَافِظًا. وَهَذَا لِمَنْ دُونَ سِتِّينَ سَنَةً " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي: هَذَا كذب بَين. (80) [حَدِيثٌ] . " مَنْ دَعَا صَاحِبَ الْقُرْآنِ إِلَى طَعَامِهِ وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهِ لِفَضْلِ الْقُرْآنِ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي جَوْفِهِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّايَ أَكْرَمْتَ وَكَفَى بِي مُثِيبًا " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه سلم بن سَالم. (81) [حَدِيث] . " عبد الله بن مَسْعُود رَمَدْتُ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ الله فَقَالَ لِي: أَدِمِ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ فَإِنِّي رَمَدْتُ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى جِبْرِيلَ فَقَالَ لِي أَدِمِ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ " (الْبَيْهَقِيّ) فِي الشّعب مسلسلا هَكَذَا بشكاية الرمد وَالْأَمر بإدامة النّظر إِلَى الْمُصحف. وَقَالَ هَذَا مُنكر، وَلَعَلَّ الْبلَاء فِيهِ من مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ (قلت) هَذَا عجب من السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي، هُوَ يتعقب كثيرا على أَحَادِيث ذكرهَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجهَا فِي الشّعب أَو فِي غَيره. وَأَنه الْتزم أَن لَا يذكر فِي كتبه حَدِيثا يُعلمهُ مَوْضُوعا، وَهَذَا قد أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَاقْتصر على وَصفه بالنكارة، وَمُحَمّد بن حميد مُخْتَلف فِيهِ، لَكِن لوائح الْوَضع ظَاهِرَة على الحَدِيث، فَأَيْنَ كَانَ فِي الْعَهْد النَّبَوِيّ مصحف حَتَّى يُؤمر وَيَأْمُر بإدامة النّظر فِيهِ، وَالله أعلم. (82) [حَدِيثٌ] . " فَضْلُ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ عَلَى الَّذِي لَمْ يَحْمِلْهُ، كَفَضْلِ الْخَالِقِ عَلَى الْمَخْلُوقِ ". (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي زهر الفردوس: هَذَا كَذَّاب. (83) [حَدِيثٌ] . " حَمَلَةُ الْقُرْآنِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ وَمَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ " (نع) فِي تَارِيخ أَصْبَهَان، من حَدِيث ابْن عمر، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي اللِّسَان: هَذَا خبر مُنكر، وآفته دَاوُد بن المحبر.

(84) [حَدِيثٌ] " يُدْفَعُ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ بَلْوَى الدُّنْيَا وَيُدْفَعُ عَنْ قَارِئِ الْقُرْآنِ شَرُّ الآخِرَةِ. وَاسْتِمَاعُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ مِنْ كَنْزِ الذَّهَبِ، وَلَقِرَاءَةُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِمَّا تَحْتَ الْعَرْشِ، لأَنَّهُ كَلامُ اللَّهِ، تَكَلَّمَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ أَلْحَدَ فِيهِ أَوْ قَالَ فِيهِ بِرَأْيِهِ فَقَدْ كَفَرَ، وَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسَّرَهُ عَلَى أَلْسُنِ الْبَشَرِ، لَمَا قَدَرَ أَحَدٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلامِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد يسرنَا الْقُرْآن للذّكر فَهَل من مدكر} ". (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه عباد بن عبد الصَّمد. (85) [حَدِيثٌ] . " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَرَأْتُ على رَسُول الله (أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ) فَقَالَ لِي قُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى جِبْرِيلَ (أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ) فَقَالَ لِي قُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثمَّ قَالَ جِبْرِيل هَكَذَا أخذت عَن مِيكَائِيل " (نجا) ، من طَرِيق هناد النَّسَفِيّ الشَّافِعِي مسلسلا هَكَذَا: " قَرَأت على فلَان أعوذ بِاللَّه السَّمِيع الْعَلِيم فَقَالَ لِي قُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ من الشَّيْطَان الرَّجِيم ". (86) [حَدِيثٌ] " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْيُبَكِّرْ فِي طَلَبِهَا يَوْمَ الْخَميِسِ، وَلْيَقْرَأْ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ آخِرَ سُورَةِ آل عمرَان وَآيَة الكرسى {وَإِنَّا أَنزَلْنَاهُ فى لَيْلَة الْقدر} وَأم الْكِتَابِ. فَإِنَّ فِيهَا قَضَاءَ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ". (ابْن السَّمْعَانِيّ) فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد. من حَدِيث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَفِيهِ عبد الله بن أَحْمد بن عَامر. وَهُوَ من نسخته الْمَوْضُوعَة على عَليّ بن مُوسَى الرضى وآبائه. (87) [حَدِيثٌ] . " يَا حَامِلَ الْقُرْآنِ كَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِالْبُكَاءِ إِذَا ضَحِكَ الْبَطَّالُونَ، وَقُمِ اللَّيْلَ إِذَا نَامَ النَّائِمُونَ، وَصُمْ إِذَا أَكَلَ الآكِلُونَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَلا تَحْقِدْ فِيمَنْ يَحْقِدُ، وَلا تَجْهَلْ فِيمَنْ يَجْهَلُ ". (مي) من حَدِيث أنس، وَفِي إِسْنَاده أَرْبَعَة كذابون، الطيان عَن الْحُسَيْن الزَّاهِد، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد عَن أبان. (88 - 89) [حَدِيثٌ] . " آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ". (وَحَدِيثٌ) " مَنْ عَلَّمَ أَخَاهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ مَلَكَ رِقَّهُ، " (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان وَالله أعلم.

كتاب السنة

كتاب السّنة الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] . " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى سَبْعِينَ أَوْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ إِلا فِرْقَةً وَاحِدَةً الزَّنَادِقَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ ". (عق) من حَدِيث أنس من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أبرد بن أَشْرَس، وَعنهُ معَاذ بن ياسين مَجْهُول، وَفِي الآخر ياسين الزيات. (قطّ) . من حَدِيث أنس أَيْضا، وَفِيه حَفْص بن عمر الْأَيْلِي، وَعنهُ عُثْمَان بن عَفَّان الْقرشِي، قَالَ الْعلمَاء هَذَا الحَدِيث وَضعه الْأَبْرَد، وَسَرَقَهُ ياسين فَقلب إِسْنَاده وخلط، وَسَرَقَهُ عُثْمَان بن عَفَّان، وَالْمَحْفُوظ عَن رَسُول الله مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالب، وَسعد بن أبي وَقاص، وَابْن عمر وَأبي الدَّرْدَاء، وَمُعَاوِيَة، وَابْن عَبَّاس، وَجَابِر، وَأبي هُرَيْرَة، وَأبي أُمَامَة، وواثلة، وعَوْف بن مَالك، وَعَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ: كلهَا فِي النَّار إِلَّا وَاحِدَة، قَالُوا وَمَا تِلْكَ الْفرْقَة قَالَ: مَا أَنا عَلَيْهِ الْيَوْم وأصحابي. (2) [حَدِيثٌ] " الأَمْرُ الْمُفْظِعُ وَالْحَالُ الْمُضْلِعُ وَالشَّرُّ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ ظُهُورُ الْبِدَعِ، " (حا) من حَدِيث الحكم بن عُمَيْر الثمالِي، وَلَا يَصح. فِيهِ عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان الْهَاشِمِي. (3) [حَدِيثٌ] . " إِيَّاكُمْ وَالرُّكُونَ إِلَى أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، فَإِنَّهُمْ بَطِرُوا النِّعْمَةَ، وَأَظْهَرُوا الْبِدْعَةَ، وَخَالَفُوا السُّنَّةَ، وَنَطَقُوا بِالشُّبْهَةِ، وَتَابَعُوا الشَّيْطَانَ، قَوْلُهُمُ الإِفْكُ، وَأَكْلُهُمُ السُّحْتُ، وَدِينُهُمُ النِّفَاقُ وَالرِّيَاءُ، يَدْعُونَ لِلْخَيْرِ إِلَهًا وَلِلشَّرِّ إِلَهًا، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (عد) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن ابْن شَقِيق الْمروزِي (قلت) . رَوَاهُ أَبُو إِسْمَاعِيل الْهَرَوِيّ فِي ذمّ الْكَلَام من طَرِيقين، من حَدِيث مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق، لَا من حَدِيث وَلَده أَحْمد، وَمُحَمّد من رجال التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ، قَالَ فِي التَّقْرِيب ثِقَة، صَاحب حَدِيث انْتهى، لَكِن الراويين عَنهُ، مُحَمَّد بن معن بن سميدع الْمروزِي، وَمُحَمّد بن أبي سهل الرباطي، لم أعرف حَالهمَا فَلْينْظر فيهمَا، فَإِنِّي أخْشَى أَن يَكُونَا سوياه، وَالله تَعَالَى أعلم.

(4) [حَدِيثٌ] . " إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ وَاخْتَلَفَ الأَهْوَاءُ. فَعَلَيْكُمْ بِدِينِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَالنِّسَاءِ " (حب) من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ، وَلا يَصِحُّ، فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَيْلَمَانِي، وَعنهُ مُحَمَّد بن الْحَارِث الْحَارِثِيّ، لَيْسَ بشئ، وَإِنَّمَا يعرف نَحْو هَذَا من قَول عمر بن عبد الْعَزِيز (قلت) ذكر رزين فِي جَامعه عَن عمر بن عبد الْعَزِيز ينميه لعمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: تركْتُم على الْوَاضِحَة لَيْلهَا كنهارها كونُوا على دين الْأَعْرَاب والغلمان فِي الْكتاب وَالله أعلم. (5) [حَدِيثٌ] . " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَجَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فَالسَّعِيدُ مَنْ وَجَدَ لِقَدَمِهِ مَوْضِعًا، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحت الْعَرْش، أَلا من برأَ رَبُّهُ مِنْ ذَنْبِهِ وَأَلْزَمَهُ نَفْسَهُ فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ، " (عق) . من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَفِيه جَعْفَر بن جسر بن فرقد، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ لِأَنَّهُ قدري فَوضع لمذهبه. (قلت) أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر يحْتَج بِهِ القدري انْتهى. وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على حَاشِيَة مُخْتَصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: قَوْله وَالْمُتَّهَم بِهِ جَعْفَر بن جسر عَجِيب، فَإِن أَبَاهُ أَشد ضعفا مِنْهُ، وَمَعَ ذَلِك فقد قَالَ الذَّهَبِيّ بعد أَن أخرج حَدِيثا من طَرِيقه، هَذَا حَدِيث شبه الْمَوْضُوع، وَمَا يحْتَملهُ جسر انْتهى. فَكيف يحكم على حَدِيث ابْنه جَعْفَر بِالْوَضْعِ، وَقد قَالَ ابْن عدي بعد أَن ذكر لَهُ عدَّة أَحَادِيث ولجعفر مَنَاكِير سوى مَا ذكرت، وَلَعَلَّ ذَلِك من قبل أَبِيه. وَكَانَ ابْن الْجَوْزِيّ وقف على كَلَام الْعقيلِيّ فِيهِ فَظن أَنه وَضعه، فَإِنَّهُ قَالَ فِي حفظه اضْطِرَاب شَدِيد، كَانَ يذهب إِلَى الْقدر وَحدث بمناكير، ثمَّ سَاق لَهُ هَذَا الحَدِيث، ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر انْتهى، وَهَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (6) [حَدِيثُ] . " أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَعَنَ أَرْبَعَةً عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا: الْقَدَرِيَّةَ وَالْجَهْمِيَّةَ، وَالْمُرْجِئَةَ وَالرَّوَافِضَ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقَدَرِيَّةُ قَالَ الَّذِينَ يَقُولُونَ الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ، أَلا إِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الْجَهْمِيَّةُ، قَالَ الَّذِينَ يَقُولُونَ إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، أَلا إِنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْمُرْجِئَةُ، قَالَ الَّذِينَ يَقُولُونَ الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عمل.

قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الرَّوَافِضُ، قَالَ الَّذِينَ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، أَلا مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ". (ابْن الْجَوْزِيّ) . وَقَالَ لَا يشك فِي وَضعه. فِيهِ مُحَمَّد بن عِيسَى، وَمُحَمّد ابْن أَحْمد بن مَنْصُور الْحَرْبِيّ مَجْهُولَانِ. (قلت) : هَذَا لَا شكّ فِي وَضعه كَمَا قَالَ، لَكِن روى الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب، والخطيب فِي رُوَاة مَالك، عَن ابْن عمر رَفعه: لعنت الْقَدَرِيَّة والمرجئة على لِسَان اثْنَيْنِ وَسبعين نَبيا، أَوَّلهمْ نوح وَآخرهمْ مُحَمَّد، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ رِجَاله مَجْهُولُونَ وَلَا يَصح، وَقَالَ الْخَطِيب مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد. قَالَ الذهبى وَفِيه يحيى ابْن مُحَمَّد بن حشيش مُتَّهم، وروى الْحسن بن سُفْيَان فِي الْأَرْبَعين من طَرِيق سُوَيْد بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: " مَا بعث الله نَبيا فَاسْتَجْمَعَ لَهُ أَمر أمته إِلَّا كَانَ فيهم المرجئة والقدرية يشوشون عَلَيْهِ أَمر أمته، أَلا وَإِن الله لعن المرجئة والقدرية على لِسَان سبعين نَبيا أَنا آخِرهم، " وَرَوَاهُ الْهَرَوِيّ فِي ذمّ الْكَلَام، وَقَالَ سَمِعت أَبَا يَعْقُوب الْحَافِظ يُقَوي هَذَا الحَدِيث، وروى مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة وَمن طَرِيقه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات من حَدِيث عَليّ مَرْفُوعا: " لعنت الْقَدَرِيَّة على لِسَان سبعين نَبيا وَالله أعلم ". (7) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ يَهُودًا وَيَهُودُ أُمَّتِي الْمُرْجِئَةُ ". (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيهِ سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة، وَعَمْرو بن هَاشم، وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى، قَالَ ابْن عدي فِي الأول والأخير يرويان الْمَنَاكِير، وَقَالَ ابْن حبَان فِي الْأَخيرينِ لَا يحْتَج بهما. (قلت) عَمْرو بن هَاشم من رجال أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي: قَالَ أَحْمد صَدُوق وَلينه، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ: لين الحَدِيث أفرط فِيهِ ابْن حبَان. وَسليمَان بن أبي كَرِيمَة روى لَهُ الْبَزَّار حَدِيثا، وَقَالَ فِيهِ لَيْسَ مَعْرُوفا بِالنَّقْلِ وَإِن كَانَ مَعْرُوفا بِالنّسَبِ، وَقَالَ ابْن عدي بعد مَا مر عَنهُ: وَلم أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما انْتهى. فَبِهَذَا لَا يحكم على حَدِيثهمَا بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (8) [حَدِيثٌ] . " لَعَنَ اللَّهُ الْمُرْجِئَةَ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ عَلَى الإِيمَانِ بِغَيْرِ عَمَلٍ وَيَقُولُونَ إِنَّ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ، فَإِنْ عَمِلَ فَحَسَنٌ وَإِنْ لم يعْمل فَلَيْسَ عَلَيْهِ شئ، " (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد. وَهُوَ الْأَزْرَق. (9) [حَدِيثٌ] . " لَوْ أَنَّ مُرْجِئًا أَوْ قَدَرِيًّا مَاتَ فَدُفِنَ ثُمَّ نُبِشَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ لَوُجِدَ وَجْهُهُ إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ ". (عد) من حَدِيث وَاثِلَة، من طَرِيق عمر بن حَفْص، عَن مَعْرُوف

الفصل الثانى

ابْن عبد الله الْخياط، وَقَالَ حَدِيث مَعْرُوف مُنكر جدا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِن البلية من عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، لأَنَّ مَعْرُوفًا قل مَا روى وَأكْثر مَا عِنْدَهُ أُمُورٌ مِنْ أَفْعَالِ وَاثِلَةَ وَكَانَ مَوْلَاهُ انْتهى. (10) [حَدِيثٌ] . " الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ وَالرَّوَافِضُ وَالْخَوَارِجُ يُسْلَبُ مِنْهُمْ رُبُعُ التَّوْحِيدِ، فَيَلْقَوْنَ اللَّهَ كُفَّارًا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ فِي جَهَنَّمَ ". (حب) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَبُو عباد الزَّاهِد، وَعنهُ مُحَمَّد بن يحيى بن رزين فأحدهما وَضعه. (11) [حَدِيثٌ] " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يزِيغ عبدا أعي عَلَيْهِ الْحِيَلَ ". (قطّ) من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان، وَفِيه الْحسن بن عَليّ، وَهُوَ أَبُو سعيد الْعَدوي الوضاع الْكذَّاب. (قلت) لَهُ شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا، إِذا أحب الله أَن يزِيغ عبدا عمي عَلَيْهِ بَاب الحذر. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم العاقري، واستنكره، وَقد سَأَلت شَيخنَا الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عتاب، عَن العاقري فَقَالَ: كَانَ ضَعِيفا وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (12) [حَدِيثٌ] . " إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، خَرَجَ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، كَانَ حيسهم سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَذَهَبَ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ يُجَادِلُونَهُمْ، وَعَشْرٌ بِالشَّامِ (عق عد) . وَقَالَ فِي جزائر الْبَحْر، وَقَالَ يجادلونهم بِالْقُرْآنِ، كِلَاهُمَا من حَدِيث أبي سعيد، وَفِيه الصَّباح بن مجَالد. قَالَ الْعقيلِيّ شَامي مَجْهُول لَا يعرف إِلَّا بِهَذَا، وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْن عدي من شُيُوخ بَقِيَّة الَّذين لَا يروي عَنْهُم غَيره، وَلَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ الصَّباح. (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَن سُلَيْمَان بن دَاوُد أوبق شياطينا فِي الْبَحْر، فَإِذا كَانَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ خَرجُوا فِي صُدُور النَّاس وأبشارهم، فجالسوهم

فِي الْمَسَاجِد والمجالس، ونازعوهم الْقُرْآن والْحَدِيث، أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب بِسَنَد لَا بَأْس بِهِ. (قلت) وَرَوَاهُ مُسلم فِي مُقَدّمَة صَحِيحَة مَوْقُوفا، وَله حكم الرّفْع إِذْ مثله لَا يُقَال من قبل الرَّأْي، وَرَوَاهُ أَبُو إِسْمَاعِيل الْهَرَوِيّ، فِي ذمّ الْكَلَام عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا وَالله أعلم. وَأخرج الطَّبَرَانِيّ أَيْضا حَدِيث ابْن عَمْرو من طَرِيق آخر. (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ الطَّحَّان، فَلَا يصلح مُتَابعًا وَالله أعلم. (13) [حَدِيثٌ] . " مَنْ أَعْرَضَ عَنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ بِوَجْهِهِ بُغْضًا لَهُ فِي اللَّهِ مَلأَ اللَّهُ تَعَالَى قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا، وَمَنِ انْتَهَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ أَمَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ وَلَقِيَهُ بِالْبُشْرَى وَاسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَسُرُّ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ " (نع) من حَدِيث ابْن عمر، من طَرِيق عبد الْعَزِيز بن أبي رواد، وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث عبد الْعَزِيز، لَا يُتَابع عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يحدث على التَّوَهُّم فَسقط الِاحْتِجَاج بِهِ (تعقب) بِأَن عبد الْعَزِيز وَثَّقَهُ يحيى وَغَيره، وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة، وَذكر الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان قَول ابْن حبَان فِيهِ، روى عَن نَافِع عَن ابْن عمر نُسْخَة مَوْضُوعَة، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا قَالَ ابْن حبَان بِغَيْر سَنَد، وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَن الْحمل فِي هَذَا الحَدِيث على الْحُسَيْن بن خَالِد، يَعْنِي رَاوِيه عَن عبد الْعَزِيز. وَأَن الْخَطِيب قَالَ إِنَّه تفرد بِهِ وَغَيره أوثق مِنْهُ، لَكِن تَابعه عَن عبد الْعَزِيز مُحَمَّد ابْن مَنْصُور الزَّاهِد، أخرجه أَبُو نعيم أَيْضا وَابْن عَسَاكِر، وَتَابعه أَيْضا عبد الْمجِيد ابْن عبد الْعَزِيز. أخرجه أَبُو نصر السجْزِي فِي كتاب الْإِبَانَة، بِلَفْظ: " من أعرض بِوَجْهِهِ عَن صَاحب بِدعَة رَفعه الله فِي الْجنَّة مائَة دَرَجَة، وَمن سلم على صَاحب بِدعَة أَو رحب بِهِ بالبشرى فقد استخف بِمَا أنزل الله على مُحَمَّد ". (قلت) فِي سَنَده أَبُو الْفضل قَاضِي نيسابور، وَهُوَ أَحْمد بن عصمَة النَّيْسَابُورِي وَالله أعلم. (14) [حَدِيثٌ] . " مَنْ وَقَّرَ أَهْلَ الْبِدَعِ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ ". (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه بهْلُول بن عبيد، وَمن حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه الْحسن بن يحيى الخشنى

(نع) من حَدِيث عبد الله بن بشر، وَفِيه أَحْمد بن مُعَاوِيَة. (تعقب) بِأَن الْخُشَنِي من رجال ابْن مَاجَه، وَقَالَ دُحَيْم لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق سئ الْحِفْظ، وَقَالَ ابْن عدي تحْتَمل رواياته. وَقد تَابعه على هَذَا الحَدِيث عَن هِشَام بن عُرْوَة اللَّيْث بن سعد أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه (قلت) وَلَيْسَ فِي إِسْنَاده من تكلم فِيهِ، كَمَا قَالَ بعض أشياخي وَالله أعلم، وَجَاء من حَدِيث معَاذ بن جبل، أخرجه الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده من طَرِيق بَقِيَّة ". (قلت) وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، بِلَفْظ: " من وقر قدريا فقد أعَان على هدم الْإِسْلَام. أخرجه أَبُو إِسْمَاعِيل الْهَرَوِيّ فِي ذمّ الْكَلَام وَالله أعلم ". وَجَاء عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس مَوْقُوفا عَلَيْهِمَا. أخرجه أَبُو نصر السجْزِي فِي الْإِبَانَة. (14) [حَدِيثٌ] . " بُعِثْتُ دَاعِيًا وَمُبَلِّغًا وَلَيْسَ إِلَيَّ من الْهدى شئ، وَجُعِلَ إِبْلِيسُ مُزَيِّنًا وَلَيْسَ إِلَيْهِ من الضَّلَالَة شئ ". (عق) من حَدِيث عمر بن الْخطاب، وَفِيه خَالِد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْهَيْثَم، عَن سماك بن حَرْب، قَالَ الْعقيلِيّ: وخَالِد لَيْسَ بِمَعْرُوف بِالنَّقْلِ، وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ وَلَا يعرف لَهُ أصل. (تعقب) بِأَن ابْن عدي أخرجه، وَقَالَ عقب إِخْرَاجه: فِي قلبِي مِنْهُ شئ، وَلَا أَدْرِي سمع خَالِد من سماك أم لَا، وَلَا أَشك أَن خَالِدا هَذَا هُوَ الْخُرَاسَانِي فكأنى الحَدِيث مُرْسل عَنهُ عَن سماك انْتهى، وخَالِد الْخُرَاسَانِي روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ، وَوَثَّقَهُ ابْن معِين، فَحِينَئِذٍ لَيْسَ فِي الحَدِيث الْإِرْسَال، (قلت) فرق الْحفاظ الدَّارَقُطْنِيّ والمزي والذهبي وَابْن حجر بَين الْخُرَاسَانِي وَالَّذِي فِي هَذَا الْإِسْنَاد. وَقَالُوا إِن هَذَا هُوَ الْعَبْدي الْعَطَّار الْكُوفِي، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن حجر إِنَّه مَجْهُول وَالله أعلم. (16) [حَدِيثُ] . " جَابِرٍ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ فِي مَلإٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ بَعْضِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَعَهُمَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ يَتَمَارَوْنَ، وَقَدِ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ يَرُدُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى النَّبِيِّ، فَقَالَ: مَا الَّذِي كُنْتُمْ تُمَارُونَهُ، وَقَدِ ارْتَفَعَتْ فِيهِ أَصْوَاتُكُمْ وَكَثُرَ لَغَطُكُمْ، فَقَالُوا فِي الْقَدَرِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ يُقَدِّرُ اللَّهُ الْخَيْرَ وَلا يُقَدِّرُ الشَّرَّ، فَقَالَ عُمَرُ يُقَدِّرُهُمَا جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَلا أَقْضِي بَيْنَكُمَا فِيهِ بِقَضَاءِ إِسْرَافِيلَ بَيْنَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ جِبْرِيل ومكائيل، فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُمَا لأوّل الْخَلَائق تكلما فِيهِ،

فَقَالَ جِبْرِيلُ مَقَالَةَ عُمَرَ، وَقَالَ مِيكَائِيلُ مَقَالَةَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ جِبْرِيلُ أَمَا إِنِ اخْتَلَفْنَا اخْتَلَفَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ، فَهَلْ لَكَ فِي قَاض بينى وَبَيْنك، فتحا كَمَا إِلَى إِسْرَافِيلَ فَقَضَى بَيْنَهُمَا قَضَاءً هُوَ قَضَائِي بَيْنَكُمَا، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا كَانَ قَضَاؤُهُ، قَالَ أَوْجَبَ الْقَدَرَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ، وَضَرَّهُ وَنَفْعَهُ، وَحُلْوَهُ وَمُرَّهُ، فَهَذَا قَضَائِي بَيْنَكُمَا، ثمَّ ضرب على كتف أبي بكر، فَقَالَ يَا أَبَا بكر إِن الله لَو لم يَشَأْ أَن يعْصى مَا خلق إِبْلِيس، فَقَالَ أَبُو بكر أسْتَغْفر الله، كَانَت مني يَا رَسُول الله زلَّة أَو هفوة لَا أَعُود لشئ من هَذَا أبدا، قَالَ فَمَا عَاد حَتَّى لَقِي الله تَعَالَى ". (بيبي الهرثمية) فِي جزئها من طَرِيق يحيى بن زَكَرِيَّا وَهُوَ آفته، قَالَ ابْن معِين هُوَ دجال هَذِه الْأمة (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي لِسَان الْمِيزَان: مَا نَقله ابْن الْجَوْزِيّ عَن ابْن معِين فِي حق يحيى بن زَكَرِيَّا لم نجده عَنهُ، وَلم يذكر ابْن الْجَوْزِيّ يحيى بن زَكَرِيَّا فِي الضُّعَفَاء، وَلَا رَأَيْته فِي كتاب ابْن عدي وَلَا فِي الضُّعَفَاء لِابْنِ حبَان، وَلَا فِي الضُّعَفَاء للعقيلي، وَينظر فِي حكمه على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ. وَقد وجدت لَهُ شَاهدا أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عَمْرو انْتهى. (قلت) وَذكر الذَّهَبِيّ أَنه وجد حَدِيث جَابر فِي الأول من أمالي أبي الْقَاسِم بن بَشرَان، إِلَّا أَنه قَالَ يحيى بن سَابق بدل يحيى بن زَكَرِيَّا، وَهُوَ هُوَ، غير أَنه تحرف فِي تِلْكَ الرِّوَايَة. وَصَوَابه يحيى أَبُو زَكَرِيَّا وَالله أعلم. وروى الْجُمْلَة الْأَخِيرَة مِنْهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات، وَرَوَاهَا أَبُو نعيم أَيْضا فِي الْحِلْية من حَدِيث ابْن عمر. (17) [حَدِيثٌ] . " مَا كَانَتْ زَنْدَقَةٌ قَطُّ إِلا بَدْؤُهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ ". (عد) من حَدِيث سهل بن سعد، وَفِيه بَحر بن كنيز. وَهَذَا من عمله (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه بَحر أَيْضا. (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد من حَدِيث أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد لَا بَأْس بِهِ، وَمن حَدِيث ابْن عمر، وَابْن عَمْرو، أخرجهُمَا ابْن أبي عَاصِم فِي السّنة. (18) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَإِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ، فَلا تَعُودُوهُمْ إِذَا مَرِضُوا، وَلا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ إِذَا مَاتُوا " (عد) و (خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه جَعْفَر بن الْحَارِث أَبُو الْأَشْهب النَّخعِيّ، وَلَيْسَ بشئ (قطّ) بِسَنَد فِيهِ مَجَاهِيل (تعقب) بِأَن جعفرا وَثَّقَهُ ابْن عدي، فَقَالَ لم أر فِي أَحَادِيثه

حَدِيثا مُنْكرا وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ البُخَارِيّ فِي حفظه شئ يكْتب حَدِيثه. (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر مَا نَصه: لم يتهم جَعْفَر بكذب وَلَا وضع وَالله أعلم. ثمَّ إِن الحَدِيث ورد من حَدِيث ابْن عمر أخرجه أَبُو دَاوُد، وَقَالَ الْحَافِظ العلائي إِسْنَاده على شَرط الصَّحِيحَيْنِ لكنه مُنْقَطع، لِأَنَّهُ من رِوَايَة أبي حَازِم عَن ابْن عمر، وَأَبُو حَازِم لم يسمع من ابْن عمر، بل ذكر أَنه لم يسمع من أحد الصَّحَابَة غير سهل بن سعد، لَكِن رَوَاهُ جَعْفَر الْفرْيَابِيّ فِي كتاب الْقدر، عَن أبي حَازِم، عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَفِيه زَكَرِيَّا ابْن مَنْظُور، ضَعَّفُوهُ، وَقَالَ يحيى بن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس. وَقَالَ ابْن عدي ضَعِيف يكْتب حَدِيثه. فَالَّذِي يغلب على الظَّن أَن زِيَادَة نَافِع فِي رِوَايَته مُعْتَبرَة، وَتبين بِهِ السَّاقِط فِي رِوَايَة أبي دَاوُد انْتهى وَلِحَدِيث ابْن عمر طرق أُخْرَى فِي أمالي ابْن بَشرَان، وَالسّنة لِابْنِ أبي عَاصِم وَغَيرهمَا، وَورد أَيْضا من حَدِيث عَائِشَة. أخرجه ابْن أبي عَاصِم فِي السّنة، وَمن حَدِيث جَابر أخرجه ابْن مَاجَه، وَهُوَ وَإِن كَانَ من طَرِيق بَقِيَّة بالعنعنة يصلح للشواهد، وَمن حَدِيث حُذَيْفَة أخرجه أَبُو دَاوُد، وَفِيه مَجْهُول، وَفِيه عمر مولى غفرة ضعفه ابْن معِين وَغَيره، وَوَثَّقَهُ بَعضهم، وَمن حَدِيث سهل بن سعد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، واللالكائي فِي السّنة، وَمن حَدِيث أنس أخرجه الطَّبَرَانِيّ والعقيلي، وَقَالَ: الرِّوَايَة فِي هَذَا الْبَاب فِيهَا لين، وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق بَقِيَّة، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه اللالكائي، قَالَ العلائي: فإخراج ابْن الْجَوْزِيّ الحَدِيث فِي الموضوعات لَيْسَ بجيد، وَكَذَلِكَ إِخْرَاجه لَهُ فِي الواهيات، لِأَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِك بل يَنْتَهِي بِمَجْمُوع طرقه إِلَى دَرَجَة الْحسن الْجيد. المحتج بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى انْتهى. (19) [حَدِيثٌ] " هَلاكُ أُمَّتِي فِي ثَلاثٍ: فِي الْقَدَرِيَّةِ وَالْعَصَبِيَّةِ وَالرِّوَايَةِ مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ " (عق) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِنْ طَرِيق عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان، عَن مُجَاهِد. وَجَاء فِي رِوَايَة عَن هَارُون بن هَارُون، عَن مُجَاهِد. وَإِنَّمَا يرويهِ هارن عَن سمْعَان، فَأرْسلهُ فِي هَذِه الرِّوَايَة عَن مُجَاهِد، وَترك ذكر ابْن سمْعَان لِأَنَّهُ كَذَّاب. (تعقب) بِأَن الطَّبَرَانِيّ أخرجه من حَدِيث أبي قَتَادَة بِسَنَد فِيهِ سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ، مُخْتَلف فِيهِ، وَمِمَّنْ حسن أمره ابْن حبَان، فَقَالَ يقرب من الثِّقَات، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يعْتَبر بِهِ، فَزَالَتْ تُهْمَة ابْن سمْعَان (قلت) . لَكِن الرَّاوِي لَهُ عَن سُوَيْد مُحَمَّد

الفصل الثالث

ابْن إِبْرَاهِيم الشَّامي، وَهُوَ كَذَّاب فَخرج عَن الاستشهاد بِهِ وَالله أعلم. (20) [حَدِيثٌ] " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهَا فِي الإِسْلامِ نَصِيبٌ، الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ " (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ السُّيُوطِيّ فِي اللآلي، وَلَا فِي النكت، وَلَيْسَ فِي النّسخ الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات، لَكِن ذكر العلائي فِي أجوبته عَن الْأَحَادِيث الَّتِي انتقدت على المصابيح، أَن ابْن الْجَوْزِيّ ذكره فِي الموضوعات، مِنْ طَرِيقِ مَأْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ، وَفِي الواهيات من طَرِيق سَلام بن أبي عمَارَة، عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، وَمن طَرِيق على ابْن نزار بن حَيَّان، عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة، وَقَالَ: سَلام لَيْسَ بشئ، وَعلي بن نزار واه، ثمَّ تعقبه العلائي بِأَن حَدِيث عَليّ بن نزار رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَقَالَ حسن غَرِيب، وَلم ينْفَرد بِهِ، بل تَابعه الْقَاسِم بن حبيب التمار وَعبد الله بن مُحَمَّد اللَّيْثِيّ، رَوَاهُمَا ابْن مَاجَه، وَالقَاسِم ابْن حبيب، وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَغَيره، وَعبد الله اللَّيْثِيّ لم أر من تكلم فِيهِ. قَالَ التِّرْمِذِيّ وَفِي الْبَاب عَن عمر وَابْن عمر وَرَافِع بن خديج. فَهَذِهِ المتابعات، وتحسين التِّرْمِذِيّ لَهُ تخرجه عَن أَن يكون مَوْضُوعا، أَو واهيا انْتهى. وَمِمَّنْ حكم بِوَضْع هَذَا الحَدِيث الإِمَام رَضِي الدَّين الصغاني، وَتعقبه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فَقَالَ: هَذَا حَدِيث حسن أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَأخرجه ابْن مَاجَه أَيْضا من حَدِيث جَابر، وَابْن عَبَّاس مَعًا. وَقد ضعفه ابْن عدي من الطَّرِيقَيْنِ مَعًا وذكرته لتحسين التِّرْمِذِيّ لَهُ، وَلَا دَلِيل على كَونه مَوْضُوعا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّالِث (21) [حَدِيثُ] " أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَمِعْتُ وَاللَّهِ النَّبِيَّ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ جِبْرِيلَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ مِيكَائِيلَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ إِسْرَافِيلَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ الرَّفِيعَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ اللَّوْحَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ الْقَلَمَ يَقُولُ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ الرَّبَّ جَلَّ جَلالُهُ يَقُولُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا خَالِقُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ فَلْيَلْتَمِسْ رَبًّا غَيْرِي، فَلَسْتُ لَهُ بِرَبٍّ " (السجْزِي) فِي الْإِبَانَة هَكَذَا مسلسلا بِالْحلف بِاللَّه، وَفِيه مُحَمَّد بن عكاشة الكرمانى.

(22) [حَدِيثٌ] . " إِذَا رَأَيْتُمْ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَاكْفَهِرُّوا فِي وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ كُلَّ مُبْتَدِعٍ لَا يَجُوزُ أَحَدٌ مِنْهُمُ الصِّرَاطُ، وَلَكِنْ يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ مِثْلُ الْجَرَادِ وَالذِّبَّانِ ". (كرّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بن هدبة. (23) [حَدِيثُ] . " ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوه وَتسود وُجُوه} فَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ، أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَهْلُ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ ". (قطّ) وَقَالَ مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على أبي النَّضر أَحْمد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ (خطّ) ، فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق أبي النَّضر. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْقَيْسِي، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ الأول نسب إِلَى جده، وَيحْتَمل أَن يكون آخر. (24) [حَدِيثٌ] : " مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ الْعِبَادَ إِلَى مَا هُمْ صَائِرُونَ فَقَدْ أَخْرَجَ اللَّهَ مِنْ مُلْكِهِ " (مي) من حَدِيث عبد الله عَمْرو. قلت بيض لَهُ السُّيُوطِيّ، وَفِيه عِيسَى بن شُعَيْب، فَإِن يكن هُوَ الْبَصْرِيّ فقد قَالَ فِيهِ ابْن حبَان فحش خَطؤُهُ فَاسْتحقَّ التّرْك، وَنقل البُخَارِيّ عَن الفلاس أَنه قَالَ فِيهِ صَدُوق، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: صَدُوق لَهُ أَوْهَام، فَهُوَ لَا يحْتَمل أَن يكون حَدِيثه مَوْضُوعا، فَينْظر حَال أبي نصر بن سمير شيخ وَالِد صَاحب الفردوس، وَالله أعلم. (25) [حَدِيثٌ] " إِذَا مَاتَ مُبْتَدِعٌ فَإِنَّهُ قَدْ فُتِحَ عَلَى الإِسْلامِ فَتْحٌ ". (خطّ) من حَدِيث أنس، وَقَالَ: الْإِسْنَاد صَحِيح والمتن مُنكر. قَالَ وَقد كنت أَظن أَحْمد بن روح تفرد بروايته حَتَّى وجدت لَهُ مُتَابعًا، فَذكره بِسَنَد فِيهِ مُحَمَّد بن السّري التمار، وَكَانَ كَمَا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان مختلطا. وَأخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ مدَار الطَّرِيقَيْنِ على عمرَان الْقطَّان، قَالَ يحيى لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف الحَدِيث. وَأما عَمْرو بن مَرْزُوق يَعْنِي الرَّاوِي لَهُ عَن عمرَان. وَشَيخ أَحْمد بن روح. فَكَانَ يحيى بن سعيد لَا يرضاه انْتهى. قلت قد صرح الْخَطِيب بِأَن الْإِسْنَاد صَحِيح فَهَذَا تَوْثِيق مِنْهُ لعمران. وَقد وَثَّقَهُ أَيْضا الْعجلِيّ وَابْن حبَان وَابْن شاهين. وَقَالَ البُخَارِيّ صَدُوق يهم. وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثه. فَكَأَن السُّيُوطِيّ إِنَّمَا ذكره فِي الموضوعات لقَوْل الْخَطِيب إِنَّه مُنكر الْمَتْن. وَلَيْسَ بجيد إِذْ لَا يلْزم من ذَلِك أَن يكون مَوْضُوعا وَالله أعلم.

(26) [حَدِيثٌ] " لَوْ أَنَّ صَاحِبَ بِدْعَةٍ ومكذبا بِقدر قتل مَظْلُوما مَا صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي شئ مِنْ أَمْرِهِ حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ، " (ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات من حَدِيث أنس، وَأعله بِكَثِير بن سليم، قلت جزم الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات بِأَنَّهُ حَدِيث بَاطِل وَالله أعلم. (27) [حَدِيثٌ] " كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ إِلا بِدْعَةً فِي عِبَادَةٍ " (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه الْهَيْثَم بن عدي، وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن النقاش. (28) [حَدِيثٌ] . " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ نِسْطُورُ صَاحِبُ النَّصَارَى، وَنُوَاسُ صَاحِبُ الْيَهُودِ، وَفِرْعَوْنُ الَّذِي قَالَ أَنَا ربكُم الْأَعْلَى، وَمُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ " (عق) من حَدِيث جَابر، وَفِيه عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْأَصَم، قَالَ الْعقيلِيّ مَجْهُول بِالنَّقْلِ لَا يُتَابع على حَدِيثه. قلت لم ينف الْعقيلِيّ الْمُتَابَعَة مُطلقًا، وَإِنَّمَا قَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ من وَجه يثبت، والْحَدِيث أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات. وَقَالَ فِيهِ عبد الْمُؤمن بن عُثْمَان، بَصرِي مَجْهُول، وَعبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْأَصَم واه انْتهى. وَعبد الْمُؤمن بن عُثْمَان، قيل هُوَ عبد الْمُؤمن بن عباد الْعَبْدي، فَإِن يكن هُوَ فقد ضَعَّفُوهُ، وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان. وَبِالْجُمْلَةِ فَالْحَدِيث واه كَمَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ. لَا مَوْضُوع وَالله أعلم. (29) [حَدِيثٌ] . " يَا ابْن عَبَّاسٍ، لَا تَمُوتُ حَتَّى تَسْمَعَ بِفِرْقَةٍ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، يَحْمِلُونَ الذُّنُوبَ عَلَى الْعِبَادِ، اشْتَقُّوا قَوْلَهُمْ مِنْ قَوْلِ النَّصَارَى فَابْرَءُوا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ " (خطّ) . من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه عبد الله بن زِيَاد، وَعنهُ الْحسن بن قُتَيْبَة مَتْرُوك. (30) [حَدِيثٌ] " أَحِبَّ آلَ مُحَمَّدٍ وَلا تَكُنْ رَافِضِيًّا، وَأَرْجِ الأُمُورَ إِلَى اللَّهِ، وَلا تَكُنْ مُرْجِئًا، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ مِنَ اللَّهِ، وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا، وَاسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ عَبْدًا حَبَشِيًّا وَلا تَكُنْ خَارِجِيًّا، " من حَدِيث عمر بن الْخطاب. (31) [حَدِيثٌ] ، " لَا تُفْشُوا الْكَلامَ فِي الْقَدَرِ، فَإِنَّهُ سِرُّ اللَّهِ، وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْبِدَعِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ بِكُمُ الْغَيَّ. وَاللَّهُ يُرِيدُ بِكُمُ الْخَيْرَ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّد بن عبد، وَقَالَ لَا أصل لَهُ، وَضعه مُحَمَّد بن عبد. (22) [حَدِيثٌ] . " سَبُّ أَصْحَابِي ذَنْبٌ لَا يُغْفَرُ ". (قَالَ ابْن تَيْمِية) مَوْضُوع.

كتاب المناقب والمثالب

كتاب المناقب والمثالب وَفِيه أَبْوَاب بَاب فِيمَا يتَعَلَّق بالنبى الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] . " أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ". (قا) من حَدِيث أنس، وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد المصلوب أحد الزَّنَادِقَة، والموضوع مِنْهُ الِاسْتِثْنَاء (قلت) قَالَ الشَّيْخ سراج الدَّين ابْن الملقن فِي كِتَابه الْمقنع بعد أَن ذكر هَذَا الحَدِيث وَتكلم عَلَيْهِ: وَعجب من ابْن عبد الْبر كَيفَ ذكر هَذَا الحَدِيث فِي تمهيده وَلم يتَكَلَّم عَلَيْهِ. بل أول الِاسْتِثْنَاء على الرُّؤْيَا وَالله أعلم. (2) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيْنَ كُنْتَ وَآدَمُ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ كُنْتُ فِي صُلْبِهِ، وَأُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ، وَأَنَا فِي صُلْبِهِ، وَرَكِبْتُ السَّفِينَةَ فِي صُلْبِ أَبِي نُوحٍ، وَقُذِفَ بِي فِي النَّارِ، فِي صُلْبِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَلْتَقِ لِي أَبَوَانِ قَطُّ عَلَى سِفَاحٍ، لَمْ يَزَلْ يَنْقِلُنِي مِنَ الأَصْلابِ الطَّاهِرَةِ إِلَى الأَرْحَامِ النَّقِيَّةِ، مُهَذَّبًا لَا تَتَشَعَّبُ شُعْبَتَانِ إِلا كُنْتُ فِي خَيْرِهِمَا، فَأَخَذَ اللَّهُ لِي بِالنُّبُوَّةِ مِيثَاقِي، وَفِي التَّوْرَاةِ بَشَّرَ بِي، وَفِي الإِنْجِيلِ شَهَرَ اسْمِي، تُشْرِقُ الأَرْضُ لِوَجْهِي وَالسَّمَاءُ لِرُؤْيَتِي، وَرَقَى بِي فِي سَمَائِهِ، وَشَقَّ لِي اسْمًا مِنْ أَسْمَائِهِ، فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَفِي ذَلِك يَقُول حسان بن ثَابت. (من قبلهَا طبت فِي الظلال وَفِي ... مستودع حَيْثُ يخصف الْوَرق) (ثمَّ هَبَطت الْبِلَاد لَا بشر ... أَنْت وَلَا مُضْغَة وَلَا علق) الأبيات، قَالَ فحشت الْأَبْصَار فمَه دنانيرَ " (ابْن الْجَوْزِيّ) . وَفِيه هناد النَّسَفِيّ وعَلى ابْن مُحَمَّد بن بكران، وَأَبُو صَالح خلف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، والأبيات للْعَبَّاس بِلَا خلاف.

(3) [حَدِيثٌ] " هَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيَّ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ: إِنِّي حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ، وَبَطْنٍ حَمَلَكَ، وَحِجْرٍ كَفَلَكَ، أَمَّا الصُّلْبُ فَعَبْدُ اللَّهِ، وَأَمَّا الْبَطْنُ فَآمِنَةُ، بِنْتُ وَهْبٍ، وَأَمَّا الْحِجْرُ فَعَبْدٌ، يَعْنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، وَفَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه أَبُو الْحسن يحيى بن الْحُسَيْن الْعلوِي، وَفِيه غير وَاحِد من المجهولين. (4) [حَدِيثٌ] " شُفِّعْتُ فِي هَؤُلاءِ النَّفَرِ، فِي أَبِي وَعَمِّي أَبِي طَالِبٍ وَأَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، يَعْنِي ابْنَ السَّعْدِيَّةِ لِيَكُونُوا مِنْ بَعْدِ الْبَعْثِ هَبَاءً " (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس. وَفِيه أَبُو بكر مُحَمَّد بن فَارس المعبدي، وَفِيه غَيره من مَجَاهِيل وضعفاء (قلت) وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر مَرْفُوعا: " إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة شفعت لأبي وَأمي وَعمي أبي طَالب وَأَخ لي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، " أخرجه تَمام فِي فَوَائده، وَفِي سَنَده الْوَلِيد بن سَلمَة، قَالَ تَمام مُنكر (قلت) بل كَذَّاب كَمَا قَالَ غير وَاحِد من الْحفاظ، وأظن هَذَا من أباطيله، مَعَ أَنه لَو ثَبت حمل على الشَّفَاعَة، فِي تَخْفيف الْعَذَاب كَمَا صَحَّ فِي أبي طَالب وَالله أعلم. (5) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعُونَ رَجُلا مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالُوا انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الْكَاهِنِ حَتَّى نُوَبِّخَهُ فِي وَجْهِهِ، وَنُكَذِّبَهُ فَإِنَّهُ يَقُولُ، إِنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَحْسَنَ ظَنَّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ، وَأَكْثَرَ شُكْرَهُ لِمَا أَعْطَاهُ، فَسَمِعَتِ الْيَهُودُ هَذَا الْكَلامَ مِنْ عُمَرَ، فَقَالُوا مَا ذَاكَ مُحَمَّدٌ وَلَكِنْ ذَاكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ كَلَّمَهُ اللَّهُ، فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ إِلَى شَعْرِ الْيَهُودِيِّ، وَجَعَلَ يَضْرِبُهُ فَهَرَبَتِ الْيَهُودُ، فَقَالُوا مُرُوا بِنَا نَدْخُلْ عَلَى مُحَمَّدٍ فَنَشْكُو إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ. قَالُوا يَا مُحَمَّدُ نُعْطِي الْجِزْيَةَ وَنُظْلَمُ، قَالَ: مَنْ ظَلَمَكُمْ، قَالُوا: عُمَرُ، قَالَ مَا كَانَ عُمَرُ لِيَظْلِمَ أَحَدًا حَتَّى يَسْمَعَ مُنْكَرًا، فَقَالَ: يَا عُمَرُ لِمَ ظَلَمْتَ هَؤُلاءِ، فَقَالَ لَوْ أَنَّ بِيَدِي سَيْفًا لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: وَلِمَ، قَالَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَأَنَا أَقُولُ مَا أَحْسَنَ ظَنَّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ وَأَكْثَرَ شُكْرَهُ لِمَا أَعْطَاهُ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ مَا ذَاكَ مُحَمَّدٌ وَلَكِنْ ذَاكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، فَأَغْضَبُونِي فَوَيْلُ نَفْسِي أَمُوسَى خَيْرٌ مِنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ الله: مُوسَى أَخِي وَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ قَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: هَذَا أَرَدْنَا، فَقَالَ مَا ذَاكَ، قَالُوا آدَمُ خَيْرٌ مِنْكَ، وَنُوحٌ خَيْرٌ مِنْكَ، وَمُوسَى خَيْرٌ مِنْكَ، وَعِيسَى خَيْرٌ مِنْكَ، وَسُلَيْمَانُ خَيْرٌ مِنْكَ، قَالَ كَذَبْتُمْ بَلْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلاءِ أَجْمَعِينَ، وَأَنَا أَفْضَلُ مِنْهُمْ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ أَنْتَ. قَالَ أَنَا، قَالُوا: هَاتِ بَيَان ذَلِك فى التَّوْرَاة

فَقَالَ: ادْعُ لِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ، وَالتَّوْرَاةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. قَالُوا: نَعَمْ آدَمُ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ فَلِمَ قَالُوا لأَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَنَفَخ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، فَقَالَ: آدَمُ أَبِي لَقَدْ أُعْطِيتُ خَيْرًا مِنْهُ إِنَّ الْمُنَادِي يُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَلا يُقَالُ آدَمُ رَسُولُ اللَّهِ. وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَلَيْسَ بِيَدِ آدَمَ، قَالُوا: صَدَقْتَ وَهَذَا مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ. قَالُوا هَذِهِ وَاحِدَةٌ. قَالَتِ الْيَهُودُ مُوسَى خَيْرٌ مِنْكَ، قَالَ وَلِمَ؟ قَالُوا لأَنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعين كلمة، وَلم يكلمك بشئ قَالَ: لَقَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ. قَالُوا وَمَا ذَاكَ، قَالَ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} حَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَى بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. وَجَاوَزْتُ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى عِنْدَ جَنَّةِ الْمَأْوَى حَتَّى تَعَلَّقْتُ بِسَاقِ الْعَرْشِ، فَنُودِيَ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ يَا مُحَمَّدُ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا وَرَأَيْتُ رَبِّي بِقَلْبِي. فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ ذَاكَ قَالُوا صَدَقْتَ وَهَذَا مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ، قَالَ هَاتَانِ اثْنَتَانِ. قَالُوا: وَنُوحٌ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ وَلِمَ. قَالُوا لأَنَّ سَفِينَتَهُ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ. فَقَالَ لَقَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ، قَالُوا وَمَا ذَاكَ، قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر، فَالْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مَجْرَاهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، عَلَيْهِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ. حَشِيشَتُهُ الزَّعْفَرَانُ وَرَضْرَاضُهُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ. وَتُرَابُهُ الْمِسْكُ الأَبْيَضُ لِي وَلأُمَّتِي، قَالُوا صَدَقْتَ. هَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ. قَالَ هَذِهِ ثَلاثٌ. قَالُوا إِبْرَاهِيمُ خَيْرٌ مِنْكَ قَالَ وَلِمَ؟ قَالُوا لأَنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلا فَقَالَ. إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ وَأَنَا حَبِيبه، وتدرون لأى شئ سُمِّيتُ مُحَمَّدًا. لأَنَّهُ اشْتَقَّ اسْمِي مِنَ اسْمِهِ الْحَمِيدِ وَأَنَا مُحَمَّدٌ. وَأُمَّتِي الْحَمَّادُونَ قَالُوا صَدَقْتَ. هَذَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ هَذِهِ أَرْبَعٌ قَالُوا عِيسَى خَيْرٌ مِنْكَ قَالَ وَلِمَ. قَالُوا صَعِدَ ذَاتَ يَوْمٍ عَقَبَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَجَاءَتِ الشَّيَاطِينُ لِتَحْمِلَهُ. فَأَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ الأَيْمَنِ وُجُوهَهُمْ فَأَلْقَاهُمْ فِي النَّارِ. قَالَ لَقَدْ أُعْطِيتُ خَيْرًا مِنْهُ انْقَلَبْتُ مِنْ قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَنَا جَائِعٌ شَدِيدُ الْجُوعِ فَاسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ عَلَى رَأْسِهَا جَفْنَةٌ وَفِي الْجَفْنَةِ جَدْيٌ مَشْوِيٌّ وَفِي كُمِّهَا سُكَّرٌ. فَقَالَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَلَّمَكَ، لَقَدْ كُنْتُ نَذَرْتُ اللَّهَ نَذْرًا إِنِ انْقَلَبْتَ مِنْ هَذَا الْغَزْوِ لأَذْبَحَنَّ هَذَا الْجَدْيَ لِتَأْكُلَهُ. فَضَرَبْتُ يَدِي فِيهِ فَاسْتَنْطَقَ الْجَدْيُ. فَاسْتَوَى عَلَى أَرْبَعٍ قَائِمًا. فَقَالَ لَا تَأْكُلْ مِنِّي فَإِنِّي مَسْمُومٌ. قَالُوا صَدَقْتَ هَذِهِ خَمْسٌ. وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ. وَنَقُولُ سُلَيْمَانُ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ وَلِمَ؟ قَالُوا: سَخَّرَ اللَّهُ لَهُ الشَّيَاطِينَ وَالْجِنَّ وَالإِنْسَ وَالرِّيَاحَ وَعَلَّمَهُ كَلَام الطير والهوام

قَالَ لَقَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ. . سَخَّرَ لِي الْبُرَاقَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا. وَأَنَّهُ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ. وَجْهُهُ كَوَجْهِ آدَمِيٍّ وَحَوَافِرُهُ كَحَوَافِرِ الْخَيْلِ وَذَنَبُهُ كَذَنَبِ الْبَقَرِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ سَرْجُهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَرِكَابُهُ مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ. مَزْمُومٌ بِسَبْعِينَ أَلْفِ زِمَامٍ مِنَ الذَّهَبِ لَهَا جَنَاحَانِ مُكَلَّلانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالُوا صدقت نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك عَبده وَرَسُوله (مُحَمَّد بن السّري التمار) فِي جزئه، وَفِيه أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد غُلَام خَلِيل وَهُوَ آفته. (6) [حَدِيثُ] سَلْمَانَ. " حَضَرْتُ النَّبِيَّ ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا أَنَا بِأَعْرَابِيٍّ جَافٍ، رَاجِلٍ بَدَوِيٍّ، قَدْ وَقَفَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلامَ، فَقَالَ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ النبى أَنَا، قَالَ لَقَدْ أَيْقَنْتُ بِكَ قَبْلَ أَنْ أَرَاكَ، فَأَجَبْتُكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَلْقَاكَ. وَصَدَّقْتُ بِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَرَى وَجْهَكَ، وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ خِصَال. قَالَ سل عَمَّا بدالك. قَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، أَلَيْسَ اللَّهُ كَلَّمَ مُوسَى؟ قَالَ بَلَى. قَالَ وَخَلَقَ عِيسَى مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ، قَالَ بَلَى، قَالَ وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَاصْطَفَى آدَمَ، قَالَ بَلَى. قَالَ بِأَبِي وَأُمِّي أَيُّ شئ أُعْطِيتَ مِنَ الْفَضْلِ، فَأَطْرَقَ النَّبِيُّ وَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ. إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَهُوَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ بِهِ أَعْلَمُ مِنْكَ، يَقُولُ يَا حَبِيبِي لِمَ أَطْرَقْتَ؟ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَرُدَّ عَلَى الأَعْرَابِيِّ جَوَابَهُ، قَالَ أَقُولُ مَاذَا يَا جِبْرِيلَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: إِنْ كُنْتُ اتَّخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا فَقَدِ اتَّخَذْتُكَ مِنْ قَبْلُ حَبِيبًا، وَإِنْ كَلَّمْتَ مُوسَى فِي الأَرْضِ فَقَدْ كَلَّمْتُكَ وَأَنْتَ مَعِي فِي السَّمَاءِ وَالسَّمَاءُ أَفْضَلُ مِنَ الأَرْضِ، وَإِنْ كُنْتَ خَلَقْتُ عِيسَى مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ فَقَدْ خَلَقْتَ اسْمَكَ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَلَقَدْ وَطِئْتُ فِي السَّمَاءِ مَوْطِأً لَمْ يَطَأْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، وَلا يَطَأُهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ، وَإِنْ كُنْتُ قَدِ اصْطَفَيْتُ آدَمَ فَقَدْ خَتَمْتُ الأَنْبِيَاءَ بِكَ، وَلَقَدْ خَلَقْتُ مِائَةَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفِ نَبِيٍّ مَا خَلَقْتُ أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْكَ، وَمَنْ يَكُونُ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكَ، وَلَقَدْ أَعْطَيْتُكَ الْحَوْضَ وَالشَّفَاعَةَ وَالنَّاقَةَ وَالْقَضِيبَ وَالْمِيزَانَ وَالْوَجْهَ الأَقْمَرَ وَالْجَمَلَ الأَحْمَرَ وَالتَّاجَ وَالْهُرَاوَةَ وَالْحَجَّةَ وَالْعُمْرَةَ وَالْقُرْآنِ وَفَضْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَالشَّفَاعَةَ كُلَّهَا لَكَ. حَتَّى ظَلَّ عَرْشِي فِي الْقِيَامَةِ على رَأسك مَمْدُود، وَتَاجُ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِكَ مَعْقُودٌ، وَلَقَدْ قَرَنْتُ اسْمَكَ مَعَ اسْمِي فَلا أَذْكُرُ فِي مَوْضِعٍ حَتَّى تَذَكَّرَ مَعِي وَلَقَدْ خَلَقْتُ الدُّنْيَا وَأَهْلهَا لأعرفهم

كَرَامَتَكَ عَلَيَّ، وَمَنْزِلَتَكَ عِنْدِي، وَلَوْلاكَ يَا مُحَمَّدُ مَا خَلَقْتُ الدُّنْيَا (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق يحيى الْبَصْرِيّ، وَفِيه أَيْضا مَجْهُولُونَ وضعفاء. (7) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ أَعْطَى مُوسَى الْكَلامَ، وَأَعْطَانِي الرُّؤيَا وَفَضَّلَنِي بِالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ، وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، وَفِيه مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي. (8) [حَدِيثٌ] " هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ: حَبِيبِي إِنِّي كَسَوْتُ حُسْنَ يُوسُفَ مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ، وَكَسَوْتُ حُسْنَ وَجْهِكَ مِنْ نُورِ عَرْشِي، وَمَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحْسَنُ مِنْكَ يَا مُحَمُّد ". (خطّ) من حَدِيث جَابر وَأبي هُرَيْرَة وَابْن مَسْعُود الثَّلَاثَة من طَرِيق أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأُشْنَانِي. وَالثَّلَاثَة من عمله. (9) [حَدِيثُ] " زَيْدِ بن أَرقم أَتَى النبى أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ شَادٌّ عَلَيْهِ رَدَنَهُ أَوْ قَالَ عَبَاءَةً، فَقَالَ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ، قَالُوا صَاحِبُ الْوَجْهِ الأَزْهَرِ، فَقَالَ إِنْ تَكُنْ نَبِيًّا فَمَا مَعِي، قَالَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ فَهَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ، قَالَ نَعَمْ، قَالَ: إِنَّكَ مَرَرْتَ بِوَادِي بَنِي فُلانٍ وَإِنَّكَ بَصُرْتَ فِيهِ بِوَكْرِ حَمَامَةٍ فِيهِ فَرْخَانِ لَهَا، وَإِنَّكَ أَخَذْتَ الْفَرْخَيْنِ مِنْ وَكْرِهَا، وَإِنَّ الْحَمَامَةَ أَتَتْ وَكْرَهَا، فَلَمْ تَرَ فَرْخَيْهَا فَصَفَّقَتْ فِي الْبَادِيَةِ فَلَمْ تَرَ غَيْرَكَ فَرَفْرَفَتْ عَلَيْكَ، فَفَتَحْتَ لَهَا رَدَنَكَ فَانْقَضَّتْ فِيهِ فَهَا هِيَ نَاشِرَةٌ جَنَاحَيْهَا مُقْبِلَةٌ عَلَى فَرْخَيْهَا، فَفَتَحَ الأَعْرَابِيُّ رَدَنَهُ، فَكَانَ كَمَا قَالَ لَهُ النبى، فَعجب أَصْحَاب رَسُول الله مِنْهَا، وَإِقْبَالِهَا عَلَى فَرْخَيْهَا، فَقَالَ أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا وَإِقْبَالِهَا عَلَى فَرْخَيْهَا، فَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا وَأَشَدُّ إِقْبَالا عَلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ حِينَ تَوْبَتِهِ مِنْ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا، ثُمَّ قَالَ الْفَرُّوخُ فِي أَسْرِ اللَّهِ مَا لَمْ تَطِرْ، فَإِذَا طُيِّرَتْ وَفَرَّتْ فَانْصِبْ لَهَا فَخَّكَ أَوْ حَبْلَكَ ". (خطّ) من طَرِيق أبي الطّيب مُحَمَّد بن الفرخان، مسلسلا لَهُ بِمن اسْمه زيد. وَقَالَ الْخَطِيب: مُنكر جدا. وَمَا أبعد أَن يكون من وضع ابْن الفرخان. (10) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَضَّلَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى الْمُقَرَّبِينَ، لَمَّا بَلَغْتُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ لَقِيَنِي مَلَكٌ مِنْ نُورٍ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ نُورٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ، فَأوحى الله إِلَيْهِ أيسلم

عَلَيْك صفي وَنَبِي فَلَمْ تَقُمْ لَهُ، وَعِزَّتِي وَجَلالِي لتقومن فَلَا تقعد إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع وَرِجَاله ثِقَات سوى مُحَمَّد بن مسلمة الوَاسِطِيّ وَرَأَيْت هبة الله الطَّبَرِيّ يضعف ابْن مسلمة، وَكَذَا سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الْخلال يَقُول: هُوَ ضَعِيف جدا. (11) [حَدِيثُ] " أَبِي مَنْظُورٍ: لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ على نبيه خيبرا أَصَابَهُ مِنْ سَهْمِهِ أَرْبَعَةُ أَزْوَاجٍ خِفَافٍ، عَشَرَةُ أَوَاقٍ ذَهَبًا وَفِضَّةً؛ وَحِمَارٌ أَسْوَدُ، فَقَالَ لِلْحِمَارِ مَا اسْمُكَ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ شِهَابٍ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ نَسْلِ جَدِّي سِتِّينَ حِمَارًا كُلُّهُمْ لَمْ يَرْكَبْهُ إِلا نَبِيٌّ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ نَسْلِ جَدِّي غَيْرِي، وَلا مِنَ الأَنْبِيَاءِ غَيْرَكَ، وَقَدْ كُنْتُ قَبْلَكَ لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ وَكُنْتُ أَعْثَرُ بِهِ عَمْدًا، وَكَانَ يُجِيعُ بَطْنِي وَيَضْرِبُ ظَهْرِي، فَقَالَ قَدْ سَمَّيْتُكَ يَعْفُورَ؛ أَتَشْتَهِي الإِنَاثَ قَالَ لَا، وَكَانَ النَّبِيُّ يَبْعَثُ بِهِ إِلَى بَابِ الرَّجُلِ، فَيَأْتِي الْبَابَ فَيَقْرَعُهُ بِرَأْسِهِ، فَإِذَا خَرَجَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الدَّارِ أَوْمَأَ إِلَيْهِ، أَنْ أَجِبْ رَسُول الله، فَلَمَّا قبض رَسُول الله، جَاءَ إِلَى بِئْرٍ كَانَتْ لأَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ فَتَرَدَّى فِيهَا جَزَعًا " (حب) من طَرِيق مُحَمَّد بن مزِيد أبي جَعْفَر مولى بني هَاشم. وَقَالَ لَا أصل لَهُ، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: لعن الله وَاضعه (قلت) ذكره السُّيُوطِيّ فِي كتاب المعجزات والخصائص معزوا إِلَى تَخْرِيج ابْن عَسَاكِر، وَقد قَالَ إِنَّه نزهه عَن الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة، فَلَا أَدْرِي أغفل عَن كَلَام هذَيْن الحافظين فِيهِ، أم تبين لَهُ أَنه غير مَوْضُوع فَغَفَلَ عَن التعقب عَلَيْهِمَا وَالله أعلم. (12) [حَدِيثُ] " سُفَيْنَةَ: تَعَبَّدَ رَسُولُ الله قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ حَتَّى صَارَ كَالْحِلْسِ الْبَالِي، " (ابْن فيل) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن الْحجَّاج مولى بني هَاشم مَتْرُوك. (قلت) لم يتعقبه فِي اللآلي. لكنه بيض لَهُ فِي النكت البديعات. وَمُحَمّد هَذَا كَأَنَّهُ هُوَ المصفر الْبَغْدَادِيّ. وَقد ذكرنَا فِي الْمُقدمَة أَنه يروي أباطيل وَالله أعلم.

(13) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَ مُحَمَّدٌ: يَا جِبْرِيلُ نَفْسِي قَدْ نُعِيَتْ إِلَى، قَالَ جِبْرِيل {الْآخِرَة خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى. وَلَسَوْفَ يعطيك رَبك فترضى} ، فَأمر رَسُول الله بِلالا أَنْ يُنَادِي بِالصَّلاةِ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ إِلَى مَسْجِدِ رَسُول الله فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَبَكَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ نَبِيٍّ كُنْتُ لَكُمْ. فَقَالُوا جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ خَيْرًا، فَلَقَدْ كُنْتَ لَنَا كَالأَبِ الرَّحِيمِ. وَكَالأَخِ النَّاصِحِ الْمُشْفِقِ. أَدَّيْتَ رِسَالاتِ اللَّهِ. وَأَبْلَغْتَنَا وَحْيَهُ وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ فَقَالَ لَهُمْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ. أَنَا أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَبِحَقِّي عَلَيْكُمْ، من كَانَت لَهُ قلبى مَظْلَمَةً فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي، فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّالِثَةَ: مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةً فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ الْقِصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ فَقَامَ مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ شَيْخٌ كَبِيرٌ يُقَالُ لَهُ عُكَّاشَةُ، فَتَخَطَّى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ النبى فَقَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي لَوْلا أَنَّكَ نَاشَدْتَنَا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى مَا كُنْتُ بِالَّذِي أَتَقَدَّمُ عَلَى شئ مِنْكَ. كُنْتُ مَعَكَ فِي غَزَاةٍ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا وَنَصَرَ نَبِيَّهُ، وَكُنَّا فِي الانْصِرَافِ حَاذَتْ نَاقَتِي نَاقَتَكَ، فَنَزَلَتْ عَنِ النَّاقَةِ وَدَنَوْتُ مِنْكَ لأُقَبِّلَ فَخِذَكَ فَرَفَعْتُ الْقَضِيبَ فَضَرَبْتَ خَاصِرَتِي فَلا أَدْرِي أَكَانَ عَمْدًا مِنْكَ أَمْ أَرَدْتَ ضَرْبَ النَّاقَةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله أُعِيذُكَ بِجَلالِ اللَّهِ أَنْ يَتَعَمَّدَكَ رَسُولُ اللَّهِ بِالضَّرْبِ، يَا بِلالُ انْطَلِقْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ وَائْتِنِي بِالْقَضِيبِ الْمَمْشُوقِ، فَخَرَجَ بِلالٌ مِنَ الْمَسْجِدِ وَيَدُهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ يُنَادى هَذَا رَسُول الله، يُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ، فَقَرَعَ عَلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ نَاوِلِينِي الْقَضِيبَ الْمَمْشُوقَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ يَا بِلالُ وَمَا يَصْنَعُ أَبِي بِالْقَضِيبِ، وَلَيْسَ هَذَا يَوْمَ حَجٍّ وَلا يَوْمَ غَزْوَةٍ، فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ مَا أَغْفَلَكِ عَمَّا فِيهِ أَبُوكِ، إِنَّ رَسُولَ الله يُوَدِّعُ النَّاسَ وَيُفَارِقُ الدُّنْيَا وَيُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ يَا بِلالُ وَمَنْ ذَا الَّذِي تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْ رَسُول الله: يَا بِلالُ أَذِّنْ فَقُلْ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ يَقُومَانِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَيَقْتَصُّ مِنْهُمَا وَلا يَدَعَانِهِ يَقْتَصُّ من رَسُول الله. فَدَخَلَ بِلالٌ الْمَسْجِدَ وَدَفَع الْقَضِيبَ إِلَى رَسُول الله

فَدفع رَسُول الله الْقَضِيبَ إِلَى عُكَّاشَةَ، فَلَمَّا نَظَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَى ذَلِكَ قَامَا، فَقَالا يَا عُكَّاشَةُ هَذَانِ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَاقْتَصَّ مِنَّا، وَلا تَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهما النبى امْضِ يَا أَبَا بَكْرٍ وَأَنْتَ يَا عُمَرُ فَامْضِ، فَقَدْ عَرَفَ اللَّهُ مَكَانَكُمَا وَمَقَامَكُمَا، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا عُكَّاشَةُ أَنَا فِي الْحَيَاةِ بَيْنَ يدى رَسُول الله لَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ تَضْرِبَ رَسُول الله، فَهَذَا ظَهْرِي وَبَطْنِي اقْتَصَّ مِنِّي وَاجْلِدْنِي مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَقْتَصَّ من رَسُول الله. فَقَالَ النبى يَا عَلِيُّ اقْعُدْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهُ مَقَامَكَ وَنِيَّتَكَ، فَقَامَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَالا يَا عُكَّاشَةُ أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنَّا سِبْطَا رَسُولِ اللَّهِ، فالقصاص منا كَالْقصاصِ من رَسُول الله، فَقَالَ لَهَا النبى اقْعُدَا يَا قُرَّةَ عَيْنِي وَلا يُنْسَى لَكُمَا هَذَا الْمَقَامُ. فَقَالَ النبى اضْرِبْ إِنْ كُنْتَ ضَارِبًا، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ضَرَبْتَنِي وَأَنَا حاسر عَن بطنى، فكشف فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ وَصَاحَ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ، وَقَالُوا أَتَرَى عُكَّاشَةَ ضَارِبٌ رَسُول الله، فَلَمَّا نَظَرَ عُكَّاشَةُ إِلَى بَيَاضِ بطن رَسُول الله كَأَنَّهُ الْقُبَاطِيُّ لَمْ يَمْلِكْ أَنْ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ بَطْنَهُ، وَهُوَ يَقُولُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، وَمَنْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ النبى إِمَّا أَنْ تَضْرِبَ وَإِمَّا أَنْ تَعْفُوَ، فَقَالَ عَفَوْتُ عَنْكَ رَجَاءَ أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنِّي فِي الْقِيَامَة، فَقَالَ النبى مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ. فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْ عُكَّاشَةَ، وَيَقُولُونَ طُوبَاكَ طُوبَاكَ نِلْتَ الدَّرَجَاتِ العلى، ومرافقة النبى، فَمضى رَسُول الله مِنْ يَوْمِهِ فَكَانَ مَرِيضًا ثَمَانِيَةَ عَشْرَةَ يَوْمًا يَعُودُهُ النَّاسُ. وَكَانَ وُلِدَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَبُعِثَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَقُبِضَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ ثَقُلَ فِي مَرَضِهِ فَأَذَّنَ بِلالٌ بِالأَذَانِ، ثُمَّ وَقَفَ بِالْبَابِ فَنَادَى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، الصَّلاةَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَسَمِعَ رَسُول الله صَوْتَ بِلالٍ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ يَا بِلَال إِن رَسُول الله الْيَوْمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ، فَدَخَلَ بِلالٌ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا أَسْفَرَ الصُّبْحُ قَالَ وَاللَّهِ لَا أُقِيمُهَا أَوْ أَسْتَأْذِنُ سيدى رَسُول الله. فَرَجَعَ وَقَامَ بِالْبَابِ وَنَادَى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الصَّلاةُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَوْتَ بِلالٍ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ إِنَّ

رَسُول الله الْيَوْمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ مُرْ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَخَرَجَ وَيَدُهُ عَلَى رَأْسِهِ يَصِيحُ وَاغَوْثَاهُ بِاللَّهِ، وَانْقِطَاع رجاه، وانقصام ظهرى لَيْتَنِي لَمْ تَلِدْنِي أُمِّي، وَإِذْ وَلَدَتْنِي لَمْ أَشْهَدْ مِنْ رَسُولِ الله هَذَا الْيَوْمَ، ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا إِنَّ رَسُولَ الله أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ وَكَانَ رَجُلا رَقِيقًا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى خُلُوِّ الْمَكَان من رَسُول الله لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، وَصَاحَ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ، فَسَمِعَ رَسُول الله ضَجِيجَ النَّاسِ فَقَالَ مَا هَذِهِ الضَّجَّةُ، فَقَالُوا ضَجَّةُ الْمُسْلِمِينَ لِفَقْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَدَعَا رَسُولُ الله عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ. فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْمَلِيحِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اسْتَوْدَعْتُكُمُ اللَّهَ أَنْتُم فِي رَجَاءِ اللَّهِ وَأَمَانِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ، مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحِفْظِ طَاعَتِهِ مِنْ بَعْدِي، فَإِنِّي مُفَارِقٌ الدُّنْيَا، هَذَا أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ وَآخِرُ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا. فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ اشْتَدَّ بِهِ الأَمْرُ وَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنِ اهْبِطْ إِلَى صفي وَحَبِيبِي مُحَمَّدٍ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَرْفِقْ بِهِ فِي قَبْضِ رُوحِهِ. فَهَبَطَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَوَقَفَ بِالْبَابِ شِبْهُ أَعْرَابِيٍّ، فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرسَالَة ومختلف الْمَلَائِكَة. أأدذخل؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ أَجِيبِي الرَّجُلَ، فَقَالَ فَاطِمَةُ آجَرَكَ اللَّهُ فِي مَمْشَاكَ، يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ رَسُولَ الله الْيَوْمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. فَنَادَى الثَّانِيَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ أَجِيبِي الرَّجُلَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ آجَرَكَ اللَّهُ فِي مَمْشَاكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ رَسُول الله الْيَوْمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ، ثُمَّ دَعَا الثَّالِثَةَ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكُم يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسَالَةِ ومختلف الْمَلَائِكَة، أَأدْخل؟ فلابد مِنَ الدُّخُولِ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَوْتَ مَلَكِ الْمَوْتِ. فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ مَنْ بِالْبَابِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رَجُلا بِالْبَابِ يَسْتَأْذِنُ فِي الدُّخُولِ فَأَجَبْنَاهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى، فَنَادَى فِي الثَّالِثَةِ صَوْتًا اقْشَعَرَّ مِنْهُ جِلْدِي وَارْتَعَدَتْ فرائصى. فَقَالَ لَهَا النبى، يَا فَاطِمَة أتدرى مَنْ بِالْبَابِ، هَذَا هَاذِمُ اللَّذَّاتِ وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ، هَذَا مُرَمِّلُ الأَزْوَاجِ وَمُيَتِّمُ الأَوْلادِ، هَذَا مُخَرِّبُ الدُّورِ، وعامر الْقُبُور، هدأ مَلَكُ الْمَوْتِ ادْخُلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، فَدَخَلَ مَلَكُ الْمَوْت على رَسُول الله

فَقَالَ رَسُول الله: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ جِئْتَنِي زَائِرًا أَمْ قَابِضًا، قَالَ جِئْتُكَ زَائِرًا وَقَابِضًا، وَأَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلا بِإِذْنِكَ وَلا أَقْبُضُ رُوحَكَ إِلا بِإِذْنِكَ، فَإِنْ أَذِنْتَ وَإِلا رَجَعْتُ إِلَى ربى، فَقَالَ رَسُول الله يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَيْنَ خَلَّفْتَ جِبْرِيلَ، قَالَ خَلَّفْتُهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالْمَلائِكَةُ يُعَزُّونَهُ فِيكَ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعِ أَنْ أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله يَا جِبْرِيلُ، هَذَا الرَّحِيلُ مِنَ الدُّنْيَا، فمالى عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أُبَشِّرُكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ إِنِّي تَرَكْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ، وَالْمَلائِكَةَ قَدْ قَامُوا صُفُوفًا بَالتَّحِيَّةِ، وَبِالرَّيْحَانِ يُحَيُّونَ رُوحَكَ، يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ، فَقَالَ أُبَشِّرُكَ أَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ قَدْ فُتِحَتْ وَأَنْهَارَهَا قَدِ اطَّرَدَتْ، وَأَشْجَارَهَا قَدْ تَدَلَّتْ، وَحُورَهَا قَدْ تَزَيَّنَتْ لِقُدُومِ رُوحِكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ، قَالَ أَنْتَ أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي، قَالَ جِبْرِيلُ يَا مُحَمَّدُ عَمَّنْ تَسْأَلُنِي قَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ غَمِّي وَهَمِّي، مَنْ لِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ مِنْ بَعْدِي، مَنْ لِصُوَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ بَعْدِي، مَنْ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ مِنْ بَعْدِي، مَنْ لأُمَّتِي الْمُصْطَفَاةِ مِنْ بَعْدِي، قَالَ أَبْشِرْ يَا حَبِيبَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: قَدْ حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ الآنَ طَابَتْ نَفْسِي، ادْنُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ. فَانْتَهِ إِلَى مَا أُمِرْتَ، فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا أَنْتَ قُبِضْتَ فَمَنْ يُغَسِّلُكَ وَفِيمَ نُغَسِّلُكَ وَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ وَمَنْ يَدْخُلُ الْقَبْرَ؟ فَقَالَ أَمَّا الْغُسْلُ فَغَسِّلْنِي أَنْتَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ يَصُبُّ عَلَيْكَ الْمَاءَ، وَجِبْرِيلُ ثَالِثُكُمَا، فَإِذَا أَنْتُمْ فَرَغْتُمْ مِنْ غَسْلِي فَكَفِّنُونِي فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ، وَجِبْرِيلُ يَأْتِينِي بِحَنُوطٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنْتُمْ وَضَعْتُمُونِي عَلَى السَّرِيرِ فَضَعُونِي فِي الْمَسْجِد، واخرجو عَنِّي فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ. ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلَ. ثُمَّ الْمَلائِكَةُ زُمَرًا زُمَرًا، ثُمَّ ادْخُلُوا فَقُومُوا صُفُوفًا صُفُوفًا لَا يَتَقَدَّمْ عَلَيَّ وَاحِدٌ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ الْيَوْمَ الْفِرَاقُ فَمَتَى أَلْقَاكَ، فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيَّةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْحَوْضِ، وَأَنَا أَسْقِي مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ. قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أُلاقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ تَلْقَيْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ، وَأَنَا أَشْفَعُ لأُمَّتِي قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ قَالَ تَلْقَيْنِي عِنْدَ الصِّرَاطِ، وَأَنَا أُنَادِي رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ، فَدَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ فَعَالَجَ قَبْضَ رَسُولِ اللَّهِ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ، قَالَ النبى أَوْهِ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى السُّرَّة نَادَى النبى

وَاكَرْبَاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ كَرْبِي لِكَرْبِكَ يَا أَبَتَاهُ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى الثندوة. قَالَ النبى مَا أَشَدَّ مَرَارَةِ الْمَوْتِ. فَوَلَّى جِبْرِيلُ وَجْهَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ النبى، يَا جِبْرِيلُ كَرِهْتَ النَّظَرَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ يَا حَبِيبِي وَمَنْ تُطِيقُ نَفْسُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ تُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، فَقُبِضَ رَسُولُ الله. فَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَجِبْرِيلُ مَعَهُمَا. فَكُفِّنَ بِثَلاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ وَحُمِلَ عَلَى سَرِيرٍ، ثُمَّ أَدْخَلُوهُ الْمَسْجِدَ، وَوَضَعُوهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَخَرَجَ النَّاسُ، فَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ الرَّبُّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ. ثُمَّ جِبْرِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ إِسْرَافِيلَ ثُمَّ الْمَلائِكَةُ زُمَرًا زُمَرًا، قَالَ عَلِيٌّ لَقَدْ سَمِعْنَا فِي الْمَسْجِدِ هَمْهَمَةً وَلَمْ نَرَ لَهُمْ شَخْصًا، فَسَمِعْنَا هَاتِفًا وَهُوَ يَقُولُ: ادْخُلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَصَلُّوا عَلَى نَبِيِّكُمْ. فَدَخَلْنَا وَقُمْنَا صُفُوفًا كَمَا أمرنَا رَسُول الله، فَكَبَّرْنَا بِتَكْبِيرِ جِبْرِيلَ وَصَلَّيْنَا عَلَى رَسُول الله بِصَلاةِ جِبْرِيلَ، مَا تَقَدَّمَ مِنَّا أحد على رَسُول الله، وَدَخَلَ الْقَبْرَ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَدُفِنَ رَسُولُ الله. فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ قَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ يَا أَبَا الْحَسَنِ دَفَنْتُمْ رَسُول الله، قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ كَيْفَ طَابَتْ نُفُوسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا التُّرَابَ عَلَى رَسُول الله، أَمَا كَانَ فِي صُدُورِكُمْ لِرَسُولِ الله رَحْمَةٌ، أَمَا كَانَ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ، قَالَ بَلَى يَا فَاطِمَةُ، وَلَكِنَّ أَمْرَ اللَّهِ لِلنَّاسِ لَا مَرَدَّ لَهُ؛ فَجَعَلَتْ تَبْكِي وَتَنْدُبُ وَهِيَ تَقُولُ يَا أَبَتَاهُ الآنَ انْقَطَعَ عَنَّا جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَأْتِينَا جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ مِنَ السَّمَاءِ ". (نع) فِي الْحِلْية من طَرِيق عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (14) [حَدِيث] . " عبد الله بن مَسْعُود. عَن النبى عَنْ جِبْرِيلَ عَنْ مِيكَائِيلَ عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنِ الرَّفِيعِ عَنِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ أَظْهَرَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَنْ يُخْبِرَ الرَّفِيعَ، وَأَنْ يُخْبِرَ الرَّفِيعُ إِسْرَافِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ إِسْرَافِيلُ مِيكَائِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ مِيكَائِيلُ جِبْرِيلَ، وَأَنْ يُخْبِرَ جِبْرِيلُ مُحَمَّدًا أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ أَلْفَ صَلاةٍ، وَتُقْضَى لَهُ أَلْفُ حَاجَةٍ. أَيْسَرُهَا أَنْ يَعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ ". (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الْخفاف، عَن عبد الله بن مُحَمَّد الصايغ، قَالَ حَدثنَا بشر بن مُوسَى، ثَنَا الْمقري عَن المَسْعُودِيّ، عَن عَاصِم عَن أبي وَائِل عَن

الفصل الثانى

عبد الله، فَذكره. قَالَ الْخَطِيب بَاطِل وَرِجَاله معروفون سوى الصَّائِغ. ونرى ابْن الْخفاف اختلق اسْمه وَركب الحَدِيث عَلَيْهِ. ونسخة بشر بن مُوسَى عَن الْمقري مَعْرُوفَة، وَلَيْسَ هَذَا فِيهَا. وَقد روى عَن الْمقري من وَجه مظلم، وَمِنْه أَخذ مُحَمَّد بن الْحسن، وألصقه بالصائغ. وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع الْمَتْن والإسناد. الْفَصْل الثَّانِي (15) [حَدِيثُ] . " ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَلا إِنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي، فَجَثَا رَجُلٌ، فَقَالَ مَا نَسَبُكَ قَالَ الْعَرَبُ. قَالَ فَمَا سَبَبُكَ. قَالَ: الْمَوَالِي يَحِلُّ لَهُمْ مَا يَحِلُّ لِي وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمْ مَا حَرُمَ عَلَيَّ. إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ لَا أَخْرُجَ فِي سَرِيَّةٍ إِلا وَعَنْ يَمِينِي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَمِنَ الْمَوَالِي فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَالنَّاسُ فِئَامٌ لَا خَيْرَ فِيهِمْ. يَا سَلْمَانُ لَيْسَ لَكَ أَنْ تَنْكِحَ نِسَاءَهُمْ وَلا تَأْمُرَهُمْ. إِنَّمَا أَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ وَهُمُ الأَئِمَّةُ وَلَوْ أَنَّ اللَّهَ عَلِمَ شَجَرَةً خَيْرًا مِنْ شَجَرَتِي لأَخْرَجَنِي مِنْهَا وَهِيَ شَجَرَةُ الْعَرَبِ ". (قطّ) وَفِيه خَارِجَة بن مُصعب تفرد بِهِ (تعقب) بِأَنَّهُ من رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَقَالَ ابْن عدي: هُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه. (16) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ نَزَلَ إِلَى الْحُجُونِ كَئِيبًا حَزِينًا، فَأَقَامَ بِهِ مَا شَاءَ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ رَجَعَ مَسْرُورًا، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَزَلْتَ إِلَى الْحجُون كئيبا حَزِين فَأَقَمْتَ بِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَجَعْتَ مَسْرُورًا. قَالَ سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَأَحْيَا لِي أُمِّي فَآمَنَتْ بِي، ثُمَّ رَدَّهَا (شا) فِي النَّاسِخ والمنسوخ، " من طَرِيق مُحَمَّد بن الْحسن ابْن زِيَاد النقاش عَن أَحْمد بن يحيى الْحَضْرَمِيّ، عَن أبي غزيَّة مُحَمَّد بن يحيى الزُّهْرِيّ؛ وهما مَجْهُولَانِ (خطّ) فِي السَّابِق واللاحق، من طَرِيق مُحَمَّد بن يحيى الزُّهْرِيّ الْمَذْكُور بِنَحْوِهِ (تعقب) بِأَن الصَّوَاب الحكم عَلَيْهِ بالضعف لَا بِالْوَضْعِ، وَقد أَشَارَ إِلَى ذَلِك الْحَافِظ شمس الدَّين ابْن نَاصِر الدَّين الدمشقى قَوْله. (حبا الله النَّبِي مزِيد فضل ... على فضل، وَكَانَ بِهِ رءوفا) (فأحيا أمه وَكَذَا أَبَاهُ ... لإيمان بِهِ، فضلا لطيفا) (فسل فالإله بذا قدير ... وَإِن كَانَ الحَدِيث بِهِ ضَعِيفا)

وَأحمد بن يحيى وَمُحَمّد بن يحيى ليسَا بمجهولين كَمَا يعرف ذَلِك بمراجعة الْمِيزَان وَلسَانه، ومدار الحَدِيث على أبي غزيَّة مُحَمَّد بن يحيى، وَمَا رمي بكذب (قلت) هَذَا مَمْنُوع، فقد قَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي اللِّسَان: إِن الدَّارَقُطْنِيّ رَمَاه بِالْوَضْعِ وَقَالَ فِي أَحْمد بن يحيى لم يظْهر لي من سَنَد النقاش مَا يتَمَيَّز بِهِ، وَفِي طبقته جمَاعَة كل مِنْهُم أَحْمد بن يحيى، أقربهم إِلَى هَذَا السَّنَد أَحْمد بن يحيى بن زُكَيْرٍ، فَإِنَّهُ مصري وَرُوَاته عَنهُ عَليّ الكعبي مصري، كَمَا قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ. وَالله أعلم. وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف: وَالله قَادر على كل شئ وَلَيْسَ تعجز رَحمته وَقدرته عَن شئ، وَنبيه أهل أَن يخْتَص بِمَا شَاءَ من فَضله، وينعم عَلَيْهِ بِمَا شَاءَ من كرامته، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة: لَا تعَارض بَين أَحَادِيث إحْيَاء الْأَبَوَيْنِ، وَأَحَادِيث عدم الْإِذْن فِي الاسْتِغْفَار، لِأَن إحياءهما مُتَأَخّر عَن الاسْتِغْفَار لَهما، بِدَلِيل أَن حَدِيث عَائِشَة فِي حجَّة الْوَدَاع، وَلِهَذَا جعله ابْن شاهين نَاسِخا لما ذكر من الْأَخْبَار انْتهى. وللحافظ أَبى الْفَتْح ابْن سيد النَّاس فِي السِّيرَة نَحوه (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَان: وجدت لحَدِيث عَائِشَة شَاهدا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَآخر من حَدِيث ابْني مليكَة الجعفيين، وَآخر من حَدِيث أبي رزين الْعقيلِيّ انْتهى. وَقَالَ تِلْمِيذه الشَّيْخ شمس الدَّين السخاوي فِي الْأَجْوِبَة المرضية وَفِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة. الَّذِي أرَاهُ الْكَفّ عَن التَّعَرُّض لهَذَا إِثْبَاتًا ونفيا. وَالله تَعَالَى أعلم. (17) [حَدِيثٌ] " اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا وَمُوسَى نَجِيًّا. وَاتَّخَذَنِي حَبِيبًا ثُمَّ قَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُوثِرَنَّ حَبِيبِي عَلَى خَلِيلِي وَنَجِيِّي " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة. وَلَا يَصح. تفرد بِهِ مسلمة بن عَليّ الْخُشَنِي. وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب، وَضَعفه. والخشني وَإِن ضعف فَلم يجرح بكذب وَهُوَ من رجال ابْن مَاجَه. (18) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاس كَانَ لرَسُول الله سَيْفٌ مُحَلَّى قَائِمَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ؛ وَنَعْلُهُ مِنْ فِضَّةٍ، وَفِيهِ حَلَقٌ مِنَ فِضَّةٍ، وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْفَقَارِ، وَكَانَتْ لَهُ قَوْسٌ تُسَمَّى ذَا السَّدَادِ، وَكَانَتْ لَهُ كِنَانَةٌ تُسَمَّى ذَا الْجَمْعِ. وَكَانَتْ لَهُ دِرْعٌ مُوَشَّحَةٌ بِنُحَاسٍ تُسَمَّى ذَاتُ الْفَضَولِ وَكَانَتْ لَهُ حَرْبَةٌ تُسَمَّى النَّبْعَاءَ. وَكَانَتْ لَهُ مِجَنٌّ تُسَمَّى الذَّقَنَ وَكَانَتْ لَهُ فَرَسٌ أَشْقَرُ تُسَمَّى الْمُرْتَجِزَ. وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ أَدْهَمُ يُسَمَّى السَّكْبَ. وَكَانَ لَهُ سَرْجٌ يُسَمَّى الرَّاجِ. وَكَانَتْ لَهُ بغلة شهباء تسمى دُلْدُل. وَكَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ تُسَمَّى الْقَصْوَى. وَكَانَ لَهُ

حِمَارٌ يُسَمَّى يَعْفُورَ. وَكَانَ لَهُ بِسَاطٌ يُسَمَّى الْكَزَّ. وَكَانَتْ لَهُ عَنْزَةٌ تُسَمَّى النِّمِرَ. وَكَانَتْ لَهُ رِكْوَةٌ تُسَمَّى الصَّادِرَ. وَكَانَتْ لَهُ مِرْآةٌ تُسَمَّى الْمُدِلَّةَ. وَكَانَ لَهُ مِقْرَاضٌ يُسَمَّى الْجَامِعَ. وَكَانَ لَهُ قَضِيبٌ شَوْحَطٌ يُسَمَّى الْمَمْشُوقَ ". (حب) وَفِيه ثَلَاثَة متروكون. عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان، وَعلي بن عُرْوَة، وَعُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن (تعقب) . بِأَن عبد الْملك روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: هُوَ أحد الثِّقَات الْمَشْهُورين تكلم فِيهِ شُعْبَة لِتَفَرُّدِهِ عَن عَطاء بِخَبَر الشُّفْعَة للْجَار، وَقَالَ أَحْمد حَدِيثه فِي الشُّفْعَة مُنكر وَهُوَ ثِقَة. وَعلي بن عُرْوَة روى لَهُ ابْن مَاجَه وضعفوه. وَأورد الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث فِي تَرْجَمته. وَقَالَ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ هَذَا مَوْضُوع (قلت) : لَا، هَذَا لفظ الذَّهَبِيّ. (19) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي زَوَّجْتُ ابنتى وَأحب أَن تعيننى بشئ، قَالَ مَا عندى شئ وَلَكِنِ الْقَنِي غَدًا فِي وَقْتٍ تَجِئْنِي وَقَدْ أَجَفْتُ الْبَابَ، وَجِئْنِي مَعَكَ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرٍ، فَجَاءَ فَجَعَلَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، حَتَّى امْتَلأَتِ الْقَارُورَةُ. ثُمَّ قَالَ خُذْهَا وَأْمُرْ أَهْلَكَ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَتَطَيَّبَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ فَتَطَّيَّبُ بِهِ، قَالَ فَكَانَت إِذا تطيبت شم أهل الْمَدِينَة ريحًا طيبَة. فسموا بَيت المطيبين (عد خطّ) كِلَاهُمَا من طَرِيق حَلبس بن غَالب الْكَلْبِيّ، وَهُوَ مِمَّا عملت يَدَاهُ " (تعقب) بِأَن أَكثر مَا قيل فِي حَلبس أَنه مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بعد أَن أورد الحَدِيث: هَذَا مُنكر جدا. وَذَلِكَ لَا يَقْتَضِي الحكم بِوَضْعِهِ. (20) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَنَسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النبى بِقِطْفٍ، فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَبَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَذَا الْقِطْفِ لِتَأْكُلَهُ ". (حب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قطّ) من حَدِيث أنس كِلَاهُمَا من طَرِيق حَفْص بن عَمْرو الدِّمَشْقِي. قَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ، وَحَفْص لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه من الطَّرِيقَيْنِ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، هَذَا خبر مُنكر. وَقَالَ البُخَارِيّ لَا يُتَابع حَفْص بن عَمْرو الدِّمَشْقِي على هَذَا الحَدِيث. وَقَالَ ابْن يُونُس كَانَ يعرف بحفص صَاحب القطف. (قلت) إِخْرَاج الطَّبَرَانِيّ لَهُ لَا يُخرجهُ عَن الموضوعية، نعم مَا ذكر بعد. يَقْتَضِي أَن الحَدِيث مُنكر لَا مَوْضُوع. وَمَا ذكر من

التعقب هُوَ مَا فِي اللآلي المصنوعة. وَأما فِي النكت البديعات. فبيض لَهُ وَلم يبد شَيْئا وَالله أعلم. (21) [حَدِيثٌ] " مَنْ صَلَّى على عندى قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا وَكَّلَ اللَّهُ بِهَا مَلَكًا يُبَلِّغُنِي، وَكُفِيَ أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَكُنْتُ لَهُ شَهِيدًا وَشَفِيعًا " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح، فِيهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان وَهُوَ السّديّ الصَّغِير، وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا أصل لهَذَا الحَدِيث. (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق، وتابع السّديّ عَن الْأَعْمَش فِيهِ أَبُو مُعَاوِيَة، أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب. (قلت) وَسَنَده جيد كَمَا نَقله السخاوي عَن شَيْخه الْحَافِظ ابْن حجر وَالله أعلم، وَله شَوَاهِد من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة، أخرجهَا الْبَيْهَقِيّ، وَمن حَدِيث أبي بكر الصّديق أخرجه الديلمي. وَمن حَدِيث عمار أخرجه الْعقيلِيّ من طَرِيق عَليّ بن قَاسم الْكِنْدِيّ. وَقَالَ: عَليّ بن الْقَاسِم شيعي فِيهِ نظر، لَا يُتَابع على حَدِيثه انْتهى. وَفِي لِسَان الْمِيزَان أَن ابْن حبَان ذكر على ابْن الْقَاسِم فِي الثِّقَات، وَقد تَابعه عبد الرَّحْمَن بن صَالح وَقبيصَة بن عقبَة. أخرجهُمَا الطَّبَرَانِيّ. (22) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ فَيُقِيمُ فِي قَبْرِهِ إِلا أَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى تُرَدَّ إِلَيْهِ رُوحُهُ، " (حب) من حَدِيث أنس، وَفِيه الْحسن بن يحيى الْخُشَنِي مُنكر الحَدِيث جدا (تعقب) بِأَن الْخُشَنِي من رجال ابْن مَاجَه. ضعفه الْأَكْثَر وَلم ينْسب إِلَى وضع وَلَا كذب. وَقَالَ دُحَيْم وَأَبُو دَاوُد لَا بَأْس بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق سيء الْحِفْظ. وَقَالَ ابْن عدي تحْتَمل رواياته، وَمن هَذِه حَالَته لَا يحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ، ولحديثه هَذَا شَوَاهِد يرتقي بهَا إِلَى دَرَجَة الْحسن، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ: قد ألف الْبَيْهَقِيّ جُزْءا فِي حَيَاة الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم. وَأورد فِيهِ عدَّة أَحَادِيث تؤيد هَذَا. (قلت) مِنْهَا حَدِيث أنس: " الْأَنْبِيَاء أَحيَاء فِي قُبُورهم يصلونَ ". أخرجه من طرق وَصَححهُ من بَعْضهَا وَالله أعلم وَقَالَ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة: " الْأَنْبِيَاء أَحيَاء عِنْد رَبهم كالشهداء ". وَقَالَ فِي كتاب الِاعْتِقَاد. " الْأَنْبِيَاء بعد مَا قبضوا ردَّتْ إِلَيْهِم أَرْوَاحهم، فهم أَحيَاء عِنْد رَبهم كالشهداء " انْتهى.

الفصل الثالث

الْفَصْل الثَّالِث (23) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: " أَقْبَلَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ صِفْ لَنَا صَاحِبَكُمْ. فَقَالَ مَعَاشِرَ الْيَهُودِ لَقَدْ كنت مَعَ النبى فِي الْغَارِ كَأُصْبُعَيِّ هَاتَيْنِ، وَلَقَدْ صَعِدْتُ مَعَهُ جَبَلَ حِرَاءَ. وَإِنَّ خنصرى لفى خنصر النبى. وَلَكِن الحَدِيث عَن النبى شَدِيدٌ. وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأْتُوا عَلِيًّا. فَقَالُوا يَا أَبَا الْحَسَنِ، صِفْ لَنَا ابْنَ عَمِّكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ لَمْ يَكُنْ حَبِيبِي رَسُولُ اللَّهِ بِالطَّوِيلِ الذَّاهِبِ طُولا، وَلا بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ. كَانَ فَوْقَ الرَّبْعَةِ أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ، جَعْدًا لَيْسَ بِالْقَطَطِ، تَضْرِبُ شعرته إِلَى أُذُنه، وَكَانَ حجبى مُحَمَّد وَاضِحَ الْخَدَّيْنِ، أَدْعَجَ الْعَيْنِ، رَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ بَرَّاقَ الثَّنَايَا، أَقْنَى الأَنْفِ، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، كَأَنَّ الذَّهَبَ يَجْرِي فِي تَرَاقِيِّهِ، وَكَانَ لحبيبى شَعَرَاتٍ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ كَأَنَّهُ قَضِيبُ مِسْكٍ أَسْوَدُ لَمْ يَكُنْ فِي جَسَدِهِ وَلا صَدْرِهِ شَعَرَاتٌ غَيْرَهُنَّ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَدَارَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، مَكْتُوبٌ بِالنُّورِ سَطْرَانِ فِي السَّطْرِ الأَعْلَى لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي السَّطْرِ الأَسْفَلِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. وَكَانَ حبيبى مُحَمَّد شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ. وَإِذَا انْحَدَرَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ. وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ بِمَجَامِعِ بَدَنِهِ. وَإِذَا قَامَ غَمَرَ النَّاسَ. وَإِذَا قَعَدَ عَلا عَلَى النَّاسِ. وَإِذَا تَكَلَّمَ أَنْصَتَ لَهُ النَّاسُ. وَكَانَ حبيبى مُحَمَّد أَرْحَمَ النَّاسِ. كَانَ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ وَلِلأَرْمَلَةِ كَالزَّوْجِ الْكَرِيمِ وَكَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ النَّاسِ قَلْبًا. وَأَبْذَلَهُمْ كَفًّا. وَأَصْبَحَهُمْ وَجْهًا. وَأَطْيَبَهُمْ رِيحًا. وَأَكْرَمَهُمْ حَسَبًا. لَمْ يَكُنْ مِثْلَهُ وَلا مِثْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ فِي الأَوَّلِينَ وَلا فِي الآخِرِينَ. كَانَ لِبَاسُهُ الْعَبَاءَ. وَكَانَ طَعَامُهُ خُبْزَ الشَّعِيرِ. وَوِسَادُهُ الأُدْمُ مَحْشُوٌّ بِلِيفِ النَّخْلِ سَرِيرُهُ أُمَّ غَيْلانَ. مُرَمَّلٌ بشريط. كَانَ لمُحَمد عِمَامَتَانِ. إِحْدَاهُمَا تُدْعَى السَّحَابُ. وَالأُخْرَى الْعُقَابُ. وَكَانَ سَيْفَهُ ذُو الْفُقَارِ وَرَايَتَهُ الْغَبْرَاءُ. وَنَاقَتَهُ الْعَضْبَاءُ. وَبَغْلَتَهُ الدلْدل. حِمَاره يَعْفُور، فرسه مُرْتَجِزٌ. شَاتَهُ بَرَكَةٌ. قَضِيبَهُ الْمَمْشُوقُ. لِوَاؤُهُ الْحَمْدُ. إِدَامَهُ اللَّبَنُ. قِدْرَهُ الدُّبَّاءُ. تَحِيَّتَهُ الشُّكْرُ. يَا أَهْلَ الْكِتَابِ كَانَ حبيبى مُحَمَّد

يُعَقِّبُ الْبَعِيرَ، وَيَعْلِفُ النَّاضِحَ، وَيَحْلِبُ الشَّاةَ، وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ، وَيَخْصِفُ النَّعْلَ " (كرّ) وَفِيه عبد الْوَارِث بن الْحُسَيْن بن عمر الْقرشِي. قَالَ الذَّهَبِيّ: خبر مَوْضُوع. وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الْوَارِث (قلت) نَاقض السُّيُوطِيّ فَذكر هَذَا الحَدِيث بِاخْتِصَار فِي كِتَابه فِي المعجزات والخصائص، وَقد ذكر فِي ديباجته أَنه نزهه عَن الموضوعات. وَالله تَعَالَى أعلم. (24) [حَدِيثُ] " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. مَا مَاتَ النبى حَتَّى قَرَأَ وَكَتَبَ " (طب) من طَرِيق مجَالد، وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر، ومعارض لكتاب الله عز وَجل (قلت) قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ: مَا الْمَانِع من جَوَاز تعلم النبى الْكِتَابَة بعد أَن كَانَ أُمِّيا لَا يدْرِي مَا الْكِتَابَة. وَأما قَوْله تَعَالَى. {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} ، فَمَا علمه الله الْكِتَابَة حسما لارتياب كل مُبْطل، فَلَمَّا نزل عَلَيْهِ الْكتاب وَالْحكمَة وَبلغ مَا أنزل إِلَيْهِ، ثمَّ شَاءَ أَن يتَعَلَّم الْكِتَابَة وَهِي صفة كَمَال، فَلم لَا يتعلمها؟ وَلَعَلَّه لِكَثْرَة مَا أمْلى على كتاب الْوَحْي والكتب إِلَى الْمُلُوك وَغَيرهم، عرف الْخط وفهمه، فَكتب الْكَلِمَة والكلمتين كَمَا كتب اسْمه الشريف يَوْم الْحُدَيْبِيَة مُحَمَّد بن عبد الله. وَلَيْسَت كِتَابَته لهَذَا الْقدر مخرجة لَهُ عَن الأمية، ككثير من الْمُلُوك أُمِّيُّونَ ويكتبون الْعَلامَة، لَكِن مجَالد لَيْسَ بِحجَّة انْتهى وَالله أعلم. (25) [حَدِيثٌ] . " خَلَقَنِي اللَّهُ مِنْ نُورِهِ، وَخَلَقَ أَبَا بَكْرٍ مِنْ نُورِي، وَخَلَقَ عُمَرَ مِنْ نُورِ أَبِي بَكْرٍ، وَخَلَقَ أُمَّتِي مِنْ نُورِ عُمَرَ، وَعُمَرُ سِرَاجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (نع) فِي أَمَالِيهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق أَحْمد بن يُوسُف المسيحي عَن أبي شُعَيْب السُّوسِي، عَن الْهَيْثَم بن جميل، عَن أبي معشر، عَن المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة. وَقَالَ أَبُو نعيم هَذَا بَاطِل، أَبُو معشر والهيثم وَأَبُو شُعَيْب متروكون، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: هَذَا كذب مَا حدث بِهِ وَاحِد من الثَّلَاثَة، وَإِنَّمَا الآفة عِنْدِي من المسيحي. (26) [حَدِيثٌ] . " نُودِيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي: يَا مُحَمَّدُ سَلْ تُعْطَهْ، فَرَجَفَ وَاضْطَرَبَ كُلُّ عُضْوٍ مِنِّي، فَوَضَعَ الْمَلَكَانُ أَيْدِيَهُمَا عَلَى صَدْرِي وَبَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُثَبِّتَ شَفَاعَتِي، وَأَنْ أَلْقَاكَ، وَلا ذَنْبَ لِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} ".

(الشِّيرَازِيّ) فِي الألقاب، من حَدِيث عَليّ، وَفِيه عمر بن مُوسَى بن وحيه. وَعبد بن ثَوْر كَذَّاب (قلت) " لم أر لعبد ذكرا فِي الْمِيزَان وَلَا فِي اللِّسَان وَالله أعلم ". (27) [حَدِيثٌ] . " اسْمِي فِي الْقُرْآنِ مُحَمَّدٌ، وَفِي الإِنْجِيلِ أَحْمَدُ، وَفِي التَّوْرَاةِ أَحْيَدُ، فَإِنِّي أَحِيدُ أُمَّتِي عَنِ النَّارِ، فَأَحِبُّوا الْعَرَبَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ " (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه إِسْحَاق بن بشر (قلت) قد نَاقض السُّيُوطِيّ، فَذكر هَذَا الحَدِيث فِي كِتَابه فِي المعجزات والخصائص معزوا إِلَى تَخْرِيج ابْن عدي وَابْن عَسَاكِر. وَقد ذكر فِي أول كِتَابه الْمَذْكُور أَنه نزهه عَن الْأَخْبَار الْمَوْضُوعَة وَالله تَعَالَى أعلم. (28) [حَدِيثُ] " جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَأَيْتُ مِنْ رَسُول الله ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ لَوْ لَمْ يَأْتِ بِالْقُرْآنِ لآمَنْتُ بِهِ، أَصْحَرْنَا فِي بَرِّيَّةٍ تَنْقَطِعُ الطُّرُقُ دُونَهَا، فَأَخَذَ النبى الْوَضُوءَ، وَرَأَى نَخْلَتَيْنِ مُفْتَرِقَتَيْنِ، فَقَالَ النبى: يَا جَابِرُ اذْهَبْ إِلَيْهِمَا، فَقُلْ لَهُمَا اجْتَمِعَا، فَاجْتَمَعَتَا حَتَّى كَأَنَّهُمَا أَصْلٌ وَاحِدٌ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ، فَبَادَرْتُهُ بِالْمَاءِ، وَقُلْتُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُطْلِعَنِي عَلَى مَا خَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، فَآكُلُهُ. فَرَأَيْتُ الأَرْضَ بَيْضَاءَ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا كُنْتَ تَوَضَّأْتَ، قَالَ بَلَى، وَلَكِنَّا مَعْشَرَ النَّبِيِّينَ أُمِرَتِ الأَرْضُ أَنْ تُوَارِيَ مَا يَخْرُجُ مِنَّا مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ. ثُمَّ افْتَرَقَتِ النَّخْلَتَانِ، فَبَيْنَمَا نَسِيرُ إِذْ أَقْبَلَتْ حَيَّةٌ سَوْدَاءُ ثُعْبَانٌ ذَكَرٌ، فَوَضَعَتْ رَأسهَا فى أذن النبى وَوضع النبى فَمَهُ فِي أُذُنِهَا، فَنَاجَاهَا، ثُمَّ لَكَأَنَّمَا الأَرْضُ قَدِ ابْتَلَعَتْهَا، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَشْفَقْنَا عَلَيْكَ، قَالَ هَذَا وَافِدُ الْجِنِّ نَسَوْا سُورَةً فَأَرْسَلُوهُ إِلَيَّ، فَفَتَحْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى قَرْيَةٍ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ مَعَ جَارِيَةٍ كَأَنَّهَا فَلْقَةُ الْقَمَرِ، حِينَ تَنَحَّى عَنْهُ السَّحَابُ حَسْنَاءُ مَجْنُونَةٌ، فَقَالَ أَهْلُهَا احْتَسِبْ فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَدَعَا رَسُول الله فَقَالَ لِجِنِّيِّهَا، وَيْحَكَ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ خَلَّ عَنْهَا، فَتَنَقَّبَتْ وَاسْتَحْيَتْ وَرَجَعَتْ صَحِيحَةً " (خطّ) . فِي رُوَاة مَالك من طَرِيق إِسْحَاق بن الصَّلْت وَقَالَ لم أكتبه عَن مَالك إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِسْحَاق بن الصَّلْت أَتَى عَن مَالك بِخَبَر مُنكر جدا والإسناد إِلَيْهِ مظلم. (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ، وَقد نَاقض السُّيُوطِيّ فَذكر الحَدِيث فِي كِتَابه المعجزات والخصائص وَقد ذكر إِنَّه نزهه عَن الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وَالله تَعَالَى أعلم.

(29) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا عَيَّرَ الْمُشْركُونَ رَسُول الله بِالْفَاقَةِ، وَقَالُوا مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ، حزن رَسُول الله لِذَلِكَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ مُعَزِّيًا لَهُ، فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَبُّ الْعِزَّةِ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ويمشون فى الْأَسْوَاق، وَيَبْتَغُونَ الْمَعَاشَ فِي الدُّنْيَا} ، قَالَ فَبَيْنَمَا جِبْرِيل والنبى يَتَحَادَثَانِ إِذْ ذَابَ جِبْرِيلُ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْهُرْدَةِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهُرْدَةُ، قَالَ العدسة، فَقَالَ مَالك ذُبْتَ حَتَّى صِرْتَ مِثْلَ الْهُرْدَةِ، قَالَ يَا مُحَمَّدُ فُتِحَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ لَمْ يَكُنْ فُتِحَ قَبْلَ ذَلِكَ وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُعَذَّبَ قَوْمُكَ عِنْدَ تَعْيِيرِهِمْ إِيَّاكَ بِالْفَاقَةِ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ وَجِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ يَبْكِيَانِ، إِذْ عَادَ جِبْرِيلُ إِلَى حَالِهِ، فَقَالَ أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ هَذَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ قَدْ أَتَاكَ بِالرِّضَى مِنْ رَبِّكَ، فَأَقْبَلَ رِضْوَانُ حَتَّى سَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ رَبُّ الْعِزَّةِ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَمَعَهُ سَفَطٌ يَتَلأْلأُ، وَيَقُولُ لَكَ رَبُّكَ هَذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا، وَلا يُنْتَقَصُ لَكَ مِمَّا عِنْدِي فِي الآخِرَةِ، مِثْلُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ، فَنظر رَسُول الله إِلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَضَرَبَ جِبْرِيلُ بِيَدَيْهِ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ تَوَاضَعْ لِلَّهِ، فَقَالَ يَا رِضْوَانُ، لَا حَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا، الْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَأَنْ أَكُونَ عَبْدًا صَابِرًا شَكُورًا، فَقَالَ رِضْوَانُ أَصَبْتَ أَصَابَ اللَّهُ بِكَ، وَجَاءَ نِدَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعَ جِبْرِيلُ رَأْسَهُ فَإِذَا السَّمَوَاتُ قَدْ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا إِلَى الْعَرْشِ. وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى جَنَّةِ عَدْنٍ أَنْ تُدْلِيَ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِهَا عَلَيْهِ عِذْقٌ عَلَيْهِ غَرْفَةٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ بَابٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، فَرَأَى مَنَازِلَ الأَنْبِيَاءِ وَغُرَفَهُمْ، فَإِذَا مَنَازِلُهُ فَوْقَ مَنَازِلِ الأَنْبِيَاءِ، فَضْلا لَهُ خَاصَّةً، وَمُنَادٍ يُنَادِي أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ رَضِيتُ فَاجْعَلْ مَا أَرَدْتَ أَنْ تُعْطِيَنِي فِي الدُّنْيَا ذَخِيرَةً عِنْدَكَ فِي الشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ويرون أَن هَذِه الْآيَة أنزلهَا رضوَان {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ، وَيجْعَل لَك قصورا،} " (الواحدي) فِي أَسبَاب النُّزُول، من طَرِيق إِسْحَاق ابْن بشر. (30) [حَدِيثُ] " ابْنِ عُمَرَ. بَيْنَمَا النبى جَالِسٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ هَبَطَ

عَلَيْهِ جِبْرِيلُ الرُّوحُ الأَمِينُ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّ الْعِزَّةِ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ إِنَّهُ لَمَّا أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ أَخَذَ مِيثَاقَكَ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ، فَجَعَلَكَ سَيِّدَ الأَنْبِيَاءِ وَجَعَلَ وَصِيَّكَ سَيِّدَ الأَوْصِيَاءِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ " (قطّ) فِي غرائب مَالك، وَقَالَ مَوْضُوع، وَمن بَين مَالك وَأبي طَالب يَعْنِي شيخ الدَّارَقُطْنِيّ ضعفاء، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان كَأَن الْوَاضِع لَهُ أَيُّوب بن زُهَيْر. (30) [حَدِيثُ] أَنَسٍ. " أُغْمِيَ على النبى، فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَدْخُلُ؟ فَقَالَ مَنْ حَوْلَ رَسُولِ الله إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ فَارْجِع، فَإِن رَسُول الله عَنْكَ مَشْغُولٌ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ مَنْ تَطْرُدُونَ، تَطْرُدُونَ دَاعِيَ رَبِّي، ادْخُلْ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، قَالَ وَكَانَ أَمَرَ أَنْ لَا يُدْخَلَ عَلَيْهِ إِلا بِالإِذْنِ، فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ، قَالَ جِئْتُ لأَقْبِضَ رُوحَكَ. قَالَ تَقْبِضُ رُوحِي وَلَمْ أَلْقَ حَبِيبِي يَا مَلَكَ الْمَوْتِ فَلَقِيَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ أَيْنَ يَا ملك الملوت، قَالَ إِنَّهُ سَأَلَنِي أَنْ لَا أَقْبِضُ رُوحَهُ حَتَّى يَلْقَاكَ. قَالَ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَمَا تَرَى أَبْوَابَ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ لِحَبِيبِهِ مُحَمَّدٍ، أَمَا تَرَى أَبْوَابَ الْجَنَّةِ قَدْ فُتِحَتْ لِحَبِيبِهِ، أَمَا تَرَى الْمَلائِكَةَ قَدْ نَزَلُوا لِحَبِيبِهِ مُحَمَّدٍ، فَأَقْبَلا جَمِيعًا حَتَّى دَخَلا عَلَيْهِ فسلما، فَقَالَ رَسُول الله، يَا جِبْرِيل مابد مِنَ الْمَوْتِ، قَالَ يَا مُحَمَّدُ ( {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخلد} كل نفس ذائقة الْمَوْت) . قَالَ يَا جِبْرِيلُ فَمَنْ لأُمَّتِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغرُور} . فَقَبَضَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَإِنَّ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ جِبْرِيلَ فَلَمَّا قبض قَالَت فَاطِمَة واأبتاه إِلَى جِبْرِيل ننعاه، من ربه مَا أدناه، أهل السَّمَوَات بالبشرى تَلقاهُ. وَالرسل بِهِ تحظى، فِي جنان الْخلد مَأْوَاه، ثمَّ إِنَّهَا قعدت فَقَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. ثمَّ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. انْقَطع الْخَبَر من السَّمَاء، وَمَا جِبْرِيل عَن الله تبَارك وَتَعَالَى بنازل علينا أبدا ". (كرّ) وَفِيه أَصْرَم بن حَوْشَب. قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. (31) [حَدِيث] . " أَن النبى لَا يبْقى بعد وَفَاته للقيامة ألف سنة " (سُئِلَ النَّوَوِيّ) عَنهُ فَأجَاب بِأَنَّهُ بَاطِل لَا أصل لَهُ.

باب مناقب الخلفاء الأربعة

(32) [حَدِيثٌ] . " كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ. وَكُنْتُ نَبِيًّا وَلا آدَمُ وَلا مَاءٌ وَلا طِينٌ، " قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ مَوْضُوعٌ. (33) [حَدِيثٌ] " إِذَا ذُكِرَ الْخَلِيلُ. وَذُكِرْتُ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ ثُمَّ عَلَيَّ، وَإِذَا ذُكِرَ الأَنْبِيَاءُ فَصَلُّوا عَلَيَّ ثُمَّ عَلَيْهِمْ، " قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع. بَاب مَنَاقِب الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثُ] " حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ. صلى بِنَا رَسُول الله صَلاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ، قَالَ أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَأَجَابَهُ أَبُو بَكْرٍ مِنْ آخِرِ الصُّفُوفِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ افْرِجُوا لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَأَجَابَهُ ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا بَكْرٍ، لَحِقْتَ مَعِي التَّكْبِيرَةَ الأُولَى؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ مَعَكَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، فَكَبَّرْتَ وَكَبَّرْتُ فَاسْتَفْتَحْتَ بِالْحَمْدِ فقرأتها فوسوس إِلَى شئ مِنَ الطُّهُورِ، فَخَرَجْتُ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِي وَهُوَ يَقُولُ، وَرَاءَكَ، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِقَدَحٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ مَاءٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَعْذَبُ مِنَ الشَّهْدِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، عَلَيْهِ مِنْدِيلٌ أَخْضَرُ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذْتُ الْمِنْدِيلَ فَوَضَعْتُهُ عَلَى مَنْكِبِي، وَتَوَضَّأْتُ لِلصَّلاةِ وَأَسْبَغْتُ الْوُضُوءَ، وَرَدَدْتُ الْمِنْدِيلَ عَلَى الْقَدَحِ، وَلَحِقْتُكَ وَأَنْتَ رَاكِعٌ الرَّكْعَةَ الأُولَى فَتَمَّتْ صَلاتِي مَعَكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النبى يَا أَبَا بَكْرٍ أَبْشِرْ، الَّذِي وَضَّأَكَ لِلصَّلاةِ جِبْرِيلُ، وَالَّذِي مَنْدَلَكَ مِيكَائِيلُ، وَالَّذِي مَسَكَ رُكْبَتِي حَتَّى لَحِقْتَ الصَّلاةَ إِسْرَافِيلُ " (أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه، فِي فَوَائده) من طَرِيق مُحَمَّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَالظَّاهِر أَن الآفة غَيره، ففى الْمِيزَان: على ابْن دَاوُد، عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَيْمُونِيّ، وَعنهُ جَعْفَر بن أبي عُثْمَان الطَّيَالِسِيّ، بِخَبَر مُنكر (قلت) وَفِي الْمُغنِي عَليّ بن دَاوُد الدِّمَشْقِي بعد الْمِائَتَيْنِ مَجْهُول وَحَدِيثه كذب انْتهى وَهِي أحسن من عبارَة الْمِيزَان لجزمها بكذب حَدِيثه، لكنه جزم فِي تَلْخِيص الموضوعات، بِأَن الْمُتَّهم بِهِ مُحَمَّد بن زِيَاد وَالله أعلم. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَقد قلبوا هَذَا وجعلوه لعَلي، فَرَوَوْه بِسَنَد فِيهِ كذبة وَمَجْهُولُونَ.

(2) [حَدِيثُ] " عَايِشَةَ. كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُول الله، فَلَمَّا ضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْفِرَاشُ قُلْتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْتُ أَكْرَمَ أَزْوَاجِكَ عَلَيْكَ، قَالَ بَلَى، قُلْتُ فَحَدِّثْنِي عَنْ أَبِي بِفَضِيلَةٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ، فَجَعَلَ تُرَابَهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاءَهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَجَعَلَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، مَقَاصِيرُهَا مِنْهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَسْلُبَهُ حَسَنَةً وَلا يَسْأَلَهُ عَنْ سَيِّئَةٍ، وَإِنِّي ضَمَنْتُ كَمَا ضَمَنَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَكُونَ لِي ضَجِيعٌ فِي حُفْرَتِي، وَلا أَنِيسٌ فِي وَحْدَتِي، وَلا خَلِيفَةٌ فِي أُمَّتِي، مِنْ بَعْدِي، إِلا أَبُوكِ بَايَعَ عَلَى ذَلِكَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَعُقِدَتْ خِلافَتُهُ بِرَايَةٍ بَيْضَاءَ، وَعُقِدَ لِوَاؤُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلائِكَةِ أَرَضِيتُمْ مَا رَضِيتُ لِعَبْدِي، فَكَفَى بِأَبِيكِ فَخْرًا أَنْ يُبَايِعَ لَهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَمَلائِكَةُ السَّمَاءِ. وَطَائِفَةٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ يَسْكُنُونَ الْبَحْرَ، فَمَنْ لَمْ يَقْبَلْ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَبَّلْتُ أَنْفَهُ وَمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. فَقَالَ حَسْبُكِ يَا عَائِشَةُ فَمَنْ لَسْتِ بِأُمِّهِ فِي اللَّهِ. مَا أَنَا بِنَبِيِّهِ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي فَلْيَتَبَرَّأْ مِنْكِ يَا عَائِشَةُ " (خطّ) وَقَالَ لَا يثبت وَرُوَاته ثِقَات إِلَّا هرون بن أَحْمد الْقطَّان، وَلَعَلَّ الآفة مِنْهُ. أَو أَدخل عَلَيْهِ مَعَ أَنه قد رَأَيْته من حَدِيث مُحَمَّد بن بابشاذ الْبَصْرِيّ، عَن سَلمَة بن شبيب، عَن عبد الرَّزَّاق. وَابْن بابشاذ يروي مَنَاكِير عَن الثِّقَات. وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة هرون: الإسنادان باطلان، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة ابْن بابشاذ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ، لكنه أَتَى بطامة لَا تتطبب فَذكره وَعَزاهُ إِلَى تَخْرِيج الْحَافِظ أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ فِي تَارِيخ جرجان، ثمَّ قَالَ وَالظَّاهِر أَنه دس على ابْن بابشاذ (قلت) . وَقد قَالَ فِي تَلْخِيص الموضوعات: هَذَا من أسمج الْكَذِب وَالله أعلم. ثمَّ سَاقه ابْن الْجَوْزِيّ بِسَنَد آخر ثمَّ قَالَ وَهُوَ لَا يتَعَدَّى أَبَا الْقَاسِم عمر بن عبد الله الترمذى. أوجده أَبَا بكر بن مَرْزُوق (قلت) جزم الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه بِأَنَّهُ من عمل ابْن مَرْزُوق وَالله أعلم. قَالَ السُّيُوطِيّ وَوجدت لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو الْعَبَّاس الزوزني فِي كتاب شَجَرَة الْعقل. (قلت) فِيهِ أَحْمد، وَأَبُو هرون الْأنْصَارِيّ لَا يعرفان، فَلَعَلَّ أَحدهمَا سَرقه وَالله أعلم. (3) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَ مُوسَى وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا إِنِّي لأُحِبُّكَ فَلَمْ يَرْفَعْ أَبُو بَكْرٍ بِهِ رَأْسَهُ تَهَاوُنًا بِالْيَهُودِيِّ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ وَقَالَ يَا مُحَمَّد،

إِنَّ الْعَلِيَّ الأَعْلَى يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ: قُلْ لِلْيَهُودِيِّ الَّذِي قَالَ لأَبِي بَكْرٍ إِنِّي أُحِبُّكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَحَادَ عَنْهُ فِي النَّارِ خُلَّتَيْنِ، لَا تُوضَعُ الأَنْكَالُ فِي عُنُقِهِ، وَلا الأَغْلالُ فِي عُنُقِهِ، لِحُبِّهِ أَبَا بَكْرٍ، فَأخْبرهُ فَقَالَ أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّك رَسُول الله، وَمَا ازددت لأبي بكر إِلَّا حبا، فَقَالَ هَنِيئًا لَك أحاد الله عَنْك النَّار بحذافيرها، وأدخلك الْجنَّة لحبك أَبَا بكر " (عد) من طَرِيق الْحسن بن عَليّ الْعَدوي (مُحَمَّد بن السّري التمار) من طَرِيق غُلَام خَلِيل وَآخر مَجْهُول. (4) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ لأَبِي بَكْرٍ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ قُبَّةً مِنْ يَاقُوتَةٍ بَيْضَاءَ، مُعَلَّقَةً بِالْقُدْرَةِ تَخْتَرِقُهَا رِيَاحُ الرَّحْمَةِ، لِلْقُبَّةِ أَرْبَعَةُ آلافِ بَابٍ، كُلَّمَا اشْتَاقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى اللَّهِ انْفَتَحَ مِنْهَا بَابٌ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى " (خطّ) من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب، من طَرِيق مُحَمَّد ابْن عبد الله الْأُشْنَانِي قَالَ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر، من طَرِيق الذارع، عَن صَدَقَة ابْن مُوسَى، وَعبد الله بن حَمَّاد الْقطيعِي، وَقَالَ لَا أعلم رَوَاهُ سوى الذارع عَن هذَيْن، وهما مَجْهُولَانِ، وَالْحمل فِيهِ على الذارع، وَهُوَ مِمَّا صنعت يَدَاهُ، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَكَأن الذارع بلغه عَن الْأُشْنَانِي فسرقه، وَركب لَهُ إِسْنَادًا. قَالَ: السُّيُوطِيّ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أخرجه أَبُو الْعَبَّاس الزوزني (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة، وَقَالَ عبد الله ابْن أَحْمد بن حَنْبَل: كَذَّاب، وَقَالَ ابْن خرَاش يضع الحَدِيث، وَقَالَ مطين: عصى مُوسَى تلقف مَا يأفكون، وَعنهُ حَمْزَة بن الْقَاسِم، وَعمر بن عمرويه الْبَزَّار، وعنهما عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ، وَعنهُ عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ لم أَقف لَهُم على حَال. وَالله أعلم. (5) [حَدِيثٌ] " هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ وَعَلَيْهِ طِنْفِسَةٌ وَهُوَ مُتَخَلِّلٌ بِهَا، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا نَزَلْتَ إِلَيَّ فِي مِثْلِ هَذَا الزِّيِّ، قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ تَتَخَلَّلَ فِي السَّمَاءِ، كَتَخَلُّلِ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَرْضِ " (خطّ) . من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق أبي بكر الْأُشْنَانِي، وَهُوَ مِمَّا عملت يَدَاهُ. (6) [حَدِيثٌ] " لَمَّا وُلِدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَقْبَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى جَنَّةِ عَدْنٍ، فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَا يَدْخُلُكِ إِلا مَنْ يُحِبُّ هَذَا الْمَوْلُودَ، يَعْنِي أَبَا بكر " (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أَحْمد بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ، وَفِيه أَيْضا مَجَاهِيل، وتابع الهروى أَحْمد بن

عصمَة، وَعنهُ مُحَمَّد بن السّري التمار. وميسرة بن عبد الله الْخَادِم، وهما ضعيفان هـ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، وَتَبعهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: أَحْمد بن عصمَة النَّيْسَابُورِي عَن اسحق بن رَاهَوَيْه مُتَّهم هَالك، روى خَبرا مَوْضُوعا هُوَ آفته، فَذكر هَذَا الْخَبَر وَالله أعلم. وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْخَطِيب من طَرِيق الْأُشْنَانِي، وَلَعَلَّه من عمله. (7) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ، قُمْ بِنَا إِلَى رَسُول الله، فَصَارَا إِلَيْهِ فَسَأَلاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَتِي عَلَى دِينِ اللَّهِ، وَوَحْيِهِ فَاسْمَعُوا لَهُ تُفْلِحُوا، وَأَطِيعُوهُ تَرْشُدُوا وَقَالَ الْعَبَّاس فأطاعوه وَالله فرشدوا " (خطّ) وَلَا يَصح، فِيهِ عمر بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي، قَالَ السُّيُوطِيّ، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان ويبطله حَدِيث الصَّحِيح، أَن الْعَبَّاس قَالَ لعَلي أَلا تدخل بِنَا إِلَى رَسُول الله فنسأله، الحَدِيث. (8) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ، بَيْنَمَا جِبْرِيل مَعَ النبى إِذْ مَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ هَذَا أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ أَتَعْرِفُهُ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ لَفِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ فِي الأَرْضِ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتُسَمِّيهِ حَكِيمَ قُرَيْشٍ، وَإِنَّهُ وَزِيرُكَ فِي حَيَاتِكَ وَخَلِيفَتُكَ بَعْدَ مَوْتِكَ " (حب) وَفِيه إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يُوسُف الجبريني. قَالَ السُّيُوطِيّ وَرَوَاهُ أَيْضا أَبُو الْعَبَّاس الْيَشْكُرِي فِي الأول من فوايده، وَفِيه أَحْمد بن الْحسن بن أبان الْمصْرِيّ. (9) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ ذُكِرَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَسُولِ الله فَقَالَ وَمَنْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، كَذَّبَنِي النَّاسُ وَصَدَّقَنِي، وَآمَنَ بِي وَزَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَأَنْفَقَ مَالَهُ وَجَاهَدَ مَعِي فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ. أَلا إِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ، قَوَائِمُهَا مِنَ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَرَحْلُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ وَزِمَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطِبِ. عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ، يُحَاكِّنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأُحَاكِّهِ، فَيُقَالُ هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ " (عد) من طَرِيق إِسْحَق بن بشر بن مقَاتل.

(10) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لإِبْرَاهِيمَ مِنْبَرٌ أَمَامَ الْعَرْشِ، وَنُصِبَ لِي مِنْبَرٌ أَمَامَ الْعَرْشِ وَنُصِبَ لأَبِي بَكْرٍ كُرْسِيٌّ، فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ فينادى مُنَاد يالك مِنْ صِدِّيقٍ بَيْنَ خَلِيلٍ وَحَبِيبٍ " (خطّ) من حَدِيث معَاذ بن جبل، من طَرِيق أبي عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد الضَّرِير عَن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَلِيمِيّ، وَلَا يَصح، الضَّرِير قدم بَغْدَاد وَمَعَهُ كتب طرية غير أصُول، وَكَانَ مكفوفا فَلَعَلَّهُ أَدخل هَذَا فِي حَدِيثه، والحليمي لَا يعرف، قَالَ السُّيُوطِيّ: بل عرف بالضعف، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان روى بن آدم بن أبي إِيَاس أَحَادِيث مُنكرَة بل بَاطِلَة، قَالَ ابْن مَاكُولَا الْحمل عَلَيْهِ فِيهَا، مِنْهَا هَذَا الحَدِيث (قلت) وَفِي الْمِيزَان أَيْضا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّرِير شيخ لِابْنِ بكير الْبَغْدَادِيّ. أَتَى بِحَدِيث بَاطِل وَأَظنهُ هُوَ هَذَا وَالله أعلم. وَجَاء من حَدِيث عبد الله بن أَوْس. بِلَفْظ: " إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة يَأْمر الله عز وَجل فينصب لإِبْرَاهِيم الْخَلِيل مِنْبَر، ولي مِنْبَر وَلَك يَا أَبَا بكر مِنْبَر، فيتجلى الرب جلّ جَلَاله مرّة فِي وَجه إِبْرَاهِيم ضَاحِكا، وَمرَّة فِي وَجْهي ضَاحِكا. وَمرَّة فِي وَجهك ضَاحِكا، ثمَّ قَرَأَ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ، وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمنُوا،} " قَالَ: أَبُو بكر، أخرجه أَبُو الْعَبَّاس الزوزني فِي كتاب شَجَرَة الْعقل (قلت) فِيهِ أَبُو دَاوُد، وَهُوَ سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ الْكذَّاب، كَمَا أَفَادَهُ بعض أشياخي، وَفِيه عَليّ بن يُونُس، وَعنهُ ابْنه الْحسن. وَعنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْعَنْبَري، لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (11) [حَدِيثٌ] " لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ قُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَارْتَجَّتِ السَّمَوَاتُ، وَهَتَفَ بِي الْمَلائِكَةُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. يَا مُحَمَّدُ اقْرَأ {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} ، قَدْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْدِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ " (أَبُو بكر الجوزقي) من حَدِيث أبي سعيد، وَفِيه يُوسُف بن جَعْفَر الْخَوَارِزْمِيّ، قَالَ أَبُو سعيد النقاش: وَهَذَا من وَضعه، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء من طَرِيق آخر أخرجه الديلمي (قلت) فِيهِ الدبرِي، وَعنهُ عَليّ بن جَعْفَر الْخَوَارِزْمِيّ، وَأَظنهُ يُوسُف هَذَا، دلّس بتسميته عليا، وَإِلَّا فمجهول، وَفِيه مَجْهُولُونَ آخَرُونَ وَالله أعلم.

(12) [حَدِيثُ] . " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ، كُنَّا عِنْد رَسُول الله، فَأُتِيَ بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ ثُمَّ قَالَ: يَرْكَبُ هَذَا الْفَرَسَ مَنْ يَكُونُ الْخَلِيفَةَ بَعْدِي، فَرَكبهُ أَبُو بكر ". (هَارُون بن مُحَمَّد الْمُسْتَمْلِي) . وَفِيه يعلى بن الْأَشْدَق لَيْسَ بشئ، قَالَ ابْن حبَان: لما كبر وَاجْتمعَ عَلَيْهِ من لَا دين لَهُ فوضعوا لَهُ نُسْخَة فَحدث بهَا، لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ، وَقَالَ ابْن عدي: روى عَن عَمه عبد الله بن جَراد أَحَادِيث كَثِيرَة مُنكرَة، وَزعم أَن لِعَمِّهِ صُحْبَة، وَهُوَ وَعَمه غير معروفين وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة عبد الله بن جَراد ابْن مُعَاوِيَة بن فرج بن خفاجة الَّذِي يروي عَنهُ يعلى بن الْأَشْدَق لَا صُحْبَة لَهُ. قَالَ البُخَارِيّ فِيهِ: واه، ذَاهِب الحَدِيث. (13) [حَدِيثٌ] . " أَوَّلُ مَنْ يُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَلَهُ شُعَاعٌ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ، قِيلَ فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ تَزِفُّهُ الْمَلائِكَةُ إِلَى الْجِنَانِ " (خطّ) من حَدِيث زيد بن ثَابت، وَفِيه عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَالِد الْكرْدِي، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (14) [حَدِيثٌ] . " أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ، قَالَ يَا مُحَمَّدُ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ، مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا، مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ " (الْحسن بن عَرَفَة) ، من حَدِيث عمار بن يَاسر، وَفِيه إِسْمَاعِيل بن عبيد بن نَافِع الْبَصْرِيّ، وَجَاء من حَدِيث أَبى ابْن كَعْب من طَرِيقين أخرج أَحدهمَا (ابْن بطة) . وَفِيه عبد الله بن عَامر الأسلمى لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَسَانِيد والمتون (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي لِسَان الْمِيزَان: لَيست الآفة مِنْهُ: وَفِي السَّنَد ابْن بطة والنقاش الْمُفَسّر وَفِيهِمَا مقَال صَعب انْتهى وَالله أعلم، وَأخرج الآخر تَمام فِي فَوَائده وَفِيه حسان بن غَالب (قلت) وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من طَرِيق حسان، وَقَالَ مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث زيد بن ثَابت وَأبي سعيد أخرجهُمَا ابْن عَسَاكِر، الأول من طَرِيق الْكُدَيْمِي، وَالثَّانِي من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان، قَالَ الْأَزْدِيّ خراساني ضَعِيف جدا، وَفِيه غَيره مِمَّن ينظر فِي حَاله، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَائِشَة أخرجه الْخَطِيب، وَفِيه أَبُو الْقَاسِم بريه بن مُحَمَّد بن بريه البغدادى.

(15 [حَدِيثٌ] . " لَمَّا أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ خَيْلا مَوْقُوفَةً مُسْرَجَةً مُلْجَمَةً، لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ وَلَا تعرق، رؤسها مِنَ الْيَاقُوتِ الأَحْمَرِ وَحَوَافِرُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ الأَخْضَرِ وَأَبْدَانُهَا مِنَ الْعِقْيَانِ الأَصْفَرِ، ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ، فَقُلْتُ لِمَنْ هَذِهِ، فَقَالَ جِبْرِيلُ هَذِهِ لِمُحِبِّي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، يَزُورُونَ اللَّهَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". (خطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَبُو الْقَاسِم عمر بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ، عَن جده لأمه أبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن مَرْزُوق، وَلَا يتَعَدَّى أَحدهمَا، وَيحْتَمل أَن يكون أَدخل على أَحدهمَا، وَقَالَ الأسيوطي مَا حَاصله: إِن قَضِيَّة كَلَام الْخَطِيب والذهبي فِي الْمِيزَان انحصار التُّهْمَة بِهِ فِي ابْن مَرْزُوق. (16) [حَدِيثٌ] . " تَفَاخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ لِلْجَنَّةِ أَنَا أَعْظَمُ مِنْكِ قَدْرًا، لأَنَّ فِيَّ الْفَرَاعِنَةَ وَالْجَبَابِرَةَ وَالْمُلُوكَ وَأَبْنَاءَهَا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ أَنْ قُولِي بَلْ لِي الْفَضْلُ، إِذْ زَيَّنَنِي بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش ومهدي بن هِلَال الرَّاسِبِي، ثمَّ هُوَ من رِوَايَةِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحسن لم يسمع من أبي هُرَيْرَة. (17) [حَدِيثُ] . " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبى أوفى. رَأَيْت النبى مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيٍّ، وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَقْبَلا، فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَحِبَّهُمَا فَبِحُبِّهِمَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ ". (خطّ) من طَرِيق أبي بكر الْأُشْنَانِي، وَهُوَ من عمله، وَرَوَاهُ مرّة أُخْرَى فَركب لَهُ إِسْنَاد آخر، فَقَالَ ثَنَا سري بن مغلس السَّقطِي، سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن علية، عَن أَيُّوب، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر. قَالَ الْخَطِيب: لَو لم يذكر التَّارِيخ كَانَ أخْفى لبليته وأستر لفضيحته، لِأَن سريا مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْخَطِيب لَكِن تفرد بِهِ الْحسن بن مكي، قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد وجدت لَهُ مُتَابعًا، وَهُوَ عمر بن حَفْص الْبَصْرِيّ، أخرجه ابْن عَسَاكِر. قلت رَاوِيه عَن عمر بن حَفْص مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد بن فرقد مُؤذن جده أبي عَمْرو المَخْزُومِي. قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ مَنَاكِير يتَأَمَّل حَاله انْتهى وَالله أعلم. (18) [حَدِيثٌ] . " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِائَةَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، إِلا رَجُلَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَدْخُلانِ فِي أُمَّتِي وَلَيْسَا مِنْهُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَعْتِقُهُمَا فِيمَنْ أَعْتَقَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِر

فِي طَبَقَتِهِمْ مُصَفَّدِينَ، مَعَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ مُبْغِضِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَيْسَ هُمَا دَاخِلِينَ فِي الإِسْلامِ وَإِنَّمَا هُمَا يَهُودُ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مُبْغِضِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ". (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ ميسرَة بن عبد الله، خَادِم المتَوَكل وَهُوَ آفته. (19) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ آخى النبى بَيْنَ كَتِفَيْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ لَهُمَا أَنْتُمَا وَزِيرَايَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمَا فِي الْجَنَّةِ إِلا كَمَثَلِ طَائِرٍ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ، فَأَنَا جُؤْجُؤُ الطَّائِرِ وَأَنْتُمَا جَنَاحَاهُ، وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَزُورُ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَقْعُدُ فِي مَجَالِسِ الْجَنَّةِ، قَالا أَوَ فِي الْجَنَّةِ مَجَالِسُ؟ قَالَ نَعَمْ فِيهَا مَجَالِسُ وَلَهْوٌ، فَقَالا أى شئ لَهْوُ الْجَنَّةِ، قَالَ لَهَا آجَامٌ مِنْ قَصَبٍ مِنْ كِبْرِيتٍ أَحْمَرَ. وَحَمْلُهَا الدُّرُّ الرَّطِبُ، فَتَخْرُجُ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ سَاقِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهَا الطَّيِّبَةُ، فَتَثُورُ تِلْكَ الآجَامُ فَيَخْرُجُ صَوْتٌ يُنْسِي أَهْلَ الْجَنَّةِ أَيَّامَ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ فِيهَا ". (حب) من طَرِيق زَكَرِيَّا ابْن ذويد. (20) [حَدِيثٌ) " إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفِ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعَالَى لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ ألف ملك يلعنون من أبغص أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ " (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ: وَضعه أَبُو سعيد الْعَدوي على كَامِل بن طَلْحَة. وَإِنَّمَا يرويهِ عبد الرَّزَّاق بن مَنْصُور عَن أبي عبد الله الزَّاهِد عَن ابْن لَهِيعَة، وَلَيْسَ مَحْفُوظًا من حَدِيث ابْن لَهِيعَة، وَأَبُو عبد الله الزَّاهِد مَجْهُول، فألزقه الْعَدوي فِي كَامِل، وكامل ثِقَة وَقد وضع لَهُ الْعَدوي، إِسْنَادًا آخر. فَقَالَ ثَنَا طالوت بن عباد الجحدري، ثَنَا الرّبيع بن مُسلم الْقرشِي، عَن مُحَمَّد بن زِيَاد، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: هَذَا الْإِسْنَاد صَحِيح، فقد أَتَى الْعَدوي أمرا عَظِيما بِوَضْع هَذَا، أعظم من جرأته فِي الأول انْتهى، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَأَبُو عبد الله الزَّاهِد الَّذِي جَهله الْخَطِيب سَمَّاهُ ابْن شاهين فِي كتاب السّنة فِي طَرِيق هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله السَّمرقَنْدِي الزَّاهِد، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مُحَمَّد بن عبد الله السَّمرقَنْدِي، عَن ابْن لَهِيعَة بِخَبَر مَوْضُوع هُوَ آفته، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر أخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك، وَفِيه سهل بن صفير (قلت) . وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب من طَرِيق سهل أَيْضا، وَقَالَ حَدِيث مُنكر، وَسَهل بن صفير وَمن دونه مَجْهُولُونَ

وَالله أعلم، وَله طَرِيق آخر من حَدِيث أنس، أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) فِيهِ غير وَاحِد لم أَقف لَهُم على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثٌ] " مَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّنِي قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّ عُمَرَ قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّ عُثْمَانَ جُلِدَ الْحَدَّ، وَمَنْ سَبَّ عَلِيًّا جُلِّدَ الْحَد، قيل يَا رَسُول الله، فَلم فرقت بَين أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي، قَالَ إِن الله خلقني وَخلق أَبَا بكر وَعمر من تربة وَاحِدَة، وفيهَا ندفن " (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه يَعْقُوب بن الجهم. (22) [حَدِيثٌ] " أَنَا الأَوَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْمُصَلِّي، وَعُمَرُ التَّالِي، وَالنَّاسُ بَعْدَنَا الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، " (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه أَصْرَم بن حَوْشَب (23) [حَدِيثُ] . " سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: وَصَفَ لَنَا رَسُول الله ذَاتَ يَوْمٍ الْجَنَّةَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي الْجَنَّةِ بَرْقٌ، قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ عُثْمَانَ لَيَتَحَوَّلُ مِنْ مَنْزِلٍ إِلَى مَنْزِلٍ فَتَبْرُقُ لَهُ الْجَنَّةُ ". (عد) من طَرِيق الْحُسَيْن ابْن عبد الله الْعجلِيّ، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من هَذَا الطَّرِيق، وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ، وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك، فَقَالَ بل مَوْضُوع، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا كذب (قلت) نقل الْعَلامَة شمس الدَّين الْبرمَاوِيّ الشَّافِعِي فِي تلقيب عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ بِذِي النورين أقوالا ثَلَاثَة، مِنْهَا أَنه لقب بذلك لِأَنَّهُ إِذا تحول فِي الْجنَّة من منزل إِلَى منزل تبرق لَهُ الْجنَّة برقتين، وَقَالَ ذكره الْحَافِظ عبد الْحق فِي مُخْتَصر أَنْسَاب الرشاطي، وَذكر فِيهِ حَدِيثا مَرْفُوعا، أخرجه الْمَالِينِي انْتهى وَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى هَذَا الحَدِيث؛ وليته ذكر سَنَد الْمَالِينِي لنَنْظُر فِي رِجَاله وَالله تَعَالَى أعلم. [حَدِيثُ] . " أَبِي ثَوْرٍ الْفَهْمِيِّ. قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَصَعِدَ ابْنُ عُدَيْسٍ الْمِنْبَرَ وَقَالَ: أَلا إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَنِي، أَنه سمع رَسُول الله يَقُولُ أَلا إِنَّ عُثْمَانَ أَضَلَّ مِنْ عَيْبَةٍ عَلَى قُفْلِهَا،، فَدخلت على عُثْمَان، فَقَالَ كذب وَالله ابْن عديس مَا سَمعهَا من ابْن مَسْعُود، وَلَا سَمعهَا ابْن مَسْعُود من رَسُول الله

، ابْن الْجَوْزِيّ من طَرِيق (ابْن أبي الدُّنْيَا) ". قَالَ حدثت عَن كَامِل بن طَلْحَة، حَدثنَا ابْن لَهِيعَة ثَنَا يزِيد بن عَمْرو الْمعَافِرِي أَنه سمع أَبَا ثَوْر فَذكره، وَصدق عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فِي أَن هَذَا من تخرص ابْن عديس (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات، لَا يدرى مِمَّن أَخذه ابْن أبي الدُّنْيَا، وَابْن لَهِيعَة على ضعفه قوي التَّشَيُّع، أَو قد افتراه ابْن عديس. (25) [أَثَرُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَيْت رَسُول الله فِي مَنَامِي عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ مِنْ نُورٍ مُعْتَجِرًا بِهَا، وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ خَضْرَاوَانِ، شِرَاكُهُمَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطِبٍ، بِكَفِّهِ قَضِيبٌ مِنْ قُضْبَانِ الْجَنَّةِ أَخْضَرَ، يَنْثَنِي فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِ اشْتَدَّ شَوْقِي إِلَيْكَ فَأَيْنَ أَنْتَ مُبَادِرٌ، قَالَ إِنَّ عُثْمَانَ أَصْبَحَ عَرُوسًا فِي الْجَنَّةِ، وَقَدْ دُعِيتُ إِلَى عُرْسِهِ ". (فت) من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن منقوش الزبيدِيّ. (26) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ النبى: اللَّهُمُّ اعْطِفْ عَلَى ابْنِ عَمِّي على، فَأَتَاهُ جِبْرِيل، قَالَ أوليس قَدْ فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ، قَدْ عَضَّدَكَ بِابْنِ عَمِّكَ عَلِيٍّ، وَهُوَ سَيْفُ اللَّهِ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَبِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَهُوَ رَحْمَةُ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ، وَعُمَرَ الْفَارُوقِ، فَأَعِدَّهُمْ وُزَرَاءَ، وَشَاوِرْهُمْ فِي أَمْرِكَ، وَقَاتِلْ بِهِمْ عَدُوَّكَ وَلا يَزَالُ دِينُكَ قَائِمًا حَتَّى يَثْلُبَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ " (حا) . وَفِيه زَكَرِيَّا بن يحيى بن حوثرة، وَعمر بن الْأَزْهَر الْعَتكِي، والأليق نِسْبَة هَذَا الحَدِيث إِلَى زَكَرِيَّا (قلت) يَعْنِي لِأَن زَكَرِيَّا غال فِي التَّشَيُّع، وَله أَحَادِيث وَضعهَا فِي مثالب الصَّحَابَة وَالله تَعَالَى أعلم. (27) [حَدِيثٌ] . " مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلا مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ الْفَارُوقُ وَعُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ " (طب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق عَليّ بن جميل، وَسَرَقَهُ مِنْهُ مَعْرُوف بن أبي مَعْرُوف الْبَلْخِي، أخرجه ابْن عدي، وَقَالَ مَعْرُوف هَذَا غير مَعْرُوف، وَسَرَقَهُ أَيْضا عبد الْعَزِيز بن عمر الخراسانى، أخرجه إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْخُتلِي فِي الديباج، وَعبد الْعَزِيز مَجْهُول، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَوجدت لَهُ متابعين أَحدهمَا حُسَيْن الاحتياطي، أخرجه الْخَطِيب وَذكره الذَّهَبِيّ فى الْمِيزَان، وَقَالَ

بَاطِل وَالْمُتَّهَم بِهِ الاحتياطي، وَالثَّانِي عِصَام بن يُوسُف، أخرجه ابْن بَشرَان فِي أَمَالِيهِ، وعصام وثق إِلَّا أَن رَاوِيه عَنهُ مُحَمَّد بن عبيد بن عَامر وَضاع. (28) [حَدِيثٌ] . " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ عَلَى الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله، أَبُوَ بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ، عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ يُقْتَلُ مَظْلُومًا ". (الْخُتلِي) فِي الديباج من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جده، وَفِيه أَبُو بكر عبد الرَّحْمَن بن عَفَّان، وَمُحَمّد بن مُجيب الصَّائِغ (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: الْمُتَّهم بِهِ عبد الرَّحْمَن وَالله أعلم. (29) [حَدِيثٌ] . " خُلِقْتُ أَنَا وَهَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ " (خطّ) من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جده، من طَرِيق مُحَمَّد بن خلف الْمروزِي عَن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي، عَن مُوسَى بن جَعْفَر. قَالَ السُّيُوطِيّ وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن خلف قلت كَذَا قَالَه الذَّهَبِيّ، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: لفظ ابْن الْجَوْزِيّ وَالْمُتَّهَم بِهِ الْمروزِي وَهُوَ يَعْنِي مُوسَى بن إِبْرَاهِيم لَا مُحَمَّد بن خلف، لِأَن مُوسَى كذبه ابْن معِين، وَأما مُحَمَّد بن خلف فوثقه الدَّارَقُطْنِيّ، وَقَالَ الْخَطِيب الشَّافِعِي كَانَ صَدُوقًا. فَكَانَ النُّسْخَة الَّتِي وقف عَلَيْهَا الذَّهَبِيّ من الموضوعات سقط مِنْهَا من مُوسَى إِلَى مُوسَى وَالله أعلم. (30) [حَدِيثٌ] " خُلِقْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ نُورٍ، وَكُنَّا عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فَانْقَلَبْنَا فِي أَصْلابِ الرِّجَالِ، ثُمَّ جَعَلَنَا فِي صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ اشْتَقَّ أَسْمَاءَنَا مِنَ اسْمِهِ فَاللَّهُ مَحْمُودٌ وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَاللَّهُ الأَعْلَى وَعَلِيٌّ عَلِيٌّ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي ذَر، وَفِيه جَعْفَر بن أَحْمد بن عَليّ بن بَيَان الغافقي. (31) [حَدِيثٌ] " عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي فِي الْمِيثَاقِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ، بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي حِينَ بعثت، فهدا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ (ابْن الْجَوْزِيّ) ". من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن آبَائِهِ وَفِيه أَحْمد بن نصر الذارع.

(32) [حَدِيثٌ] " يَا عَلِيُّ أَخْصِمُكَ بِالنُّبُوَّةِ وَلا نُبُوَّةَ بَعْدِي، وَتَخْصِمُ النَّاسَ بِسَبْعٍ وَلا يُحَاجِّكَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ، أَنْتَ أَوَّلُهُمْ إِيمَانًا بِاللَّهِ، وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ. وَأَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ. وَأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ. وَأَعْدَلُهُمْ فِي الرَّعِيَّةِ، وَأَبْصَرُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِيَّةً " (نع) من حَدِيث معَاذ بن جبل، من طَرِيق بشر بن إِبْرَاهِيم. قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي: وَجَاء من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أخرجه أَبُو نعيم أَيْضا (قلت) فِيهِ عصمَة بن مُحَمَّد أحد المتهمين بِالْوَضْعِ، وَالله أعلم. (33) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: كُفُّوا عَنْ عَلِيٍّ، فَلَقَدْ سَمِعْتُ من رَسُول الله فِيهِ خِصَالا لأَنْ تَكُونَ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فِي آلِ الْخَطَّابِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُول الله، فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَلِيٌّ نَائِمٌ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْنَا أردنَا رَسُول الله فَقَالَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ، فَخَرَجَ فَسِرْنَا إِلَيْهِ، فاتكأ على على ابْن أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِهِ، ثُمَّ قَالَ إِنَّكَ مُخَاصِمٌ مُخْصِمٌ، أَنْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا وأعلمهم بأيام وَالله، وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِهِ، وَأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَأَرْفَقُهُمْ بِالرَّعِيَّةِ، وَأَعْظَمُهُمْ رَزِيَّةَ وَأَنْتَ عَضُدِي وَغَاسِلِي، وَدَافِنِي، وَالْمُتَقَدِّمُ إِلَى كُلِّ شَدِيدَةٍ وَكَرِيهَةٍ، وَلَمْ تَرْجِعْ بَعْدِي كَافِرًا، وَأَنْتَ تَتَقَدَّمُنِي بِلِوَاءِ الْحَمْدِ، تَذُودُ عَنْ حَوْضِي. ثمَّ قَالَ ابْن عَبَّاس: وَلَقَد فَازَ عَليّ بصهر رَسُول الله، وبسطة فِي الْعَشِيرَة وبذل للماعون، وَعلم بالتنزيل وَفقه بالتأويل وقتلات الأقران (ابْن الْجَوْزِيّ) " من طَرِيق الْحُسَيْن بن عبد الله الْأَبْزَارِيِّ (مر) من طَرِيق عَليّ بن الْمُبَارك الربيعي، وَلَعَلَّ ابْن الْمُبَارك أَخذه من الْأَبْزَارِيِّ. (34) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ أَنْتَ وَارِثِي (ابْن الْجَوْزِيّ) " من طَرِيق الْأَبْزَارِيِّ أَيْضا. (35) [حَدِيثُ] " أَبى ذَر. أَنه، قَالَ لِعَلِيٍّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنْتَ صَدِيقِي الأَكْبَرُ، وَأَنْتَ الْفَارُوقُ تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَأَنْتَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْكُفَّارِ " (الْبَزَّار) وَفِيه عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ ابْنُ حبَان يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع، وَفِيه أَيْضا

مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع (قلت) عباد بن يَعْقُوب لَا يحْتَمل هَذَا، قَالَ فِيهِ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب: صَدُوق رَافِضِي روى لَهُ البُخَارِيّ مَقْرُونا بِغَيْرِهِ. أفرط فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ، فَقَالَ يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ انْتهى، فالآفة مُحَمَّد بن عبيد الله وَالله أعلم. (36) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاس. سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ: هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الأُمَّةِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَهُوَ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَهُوَ بَابِي الَّذِي أُوتَى مِنْهُ. وَهُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي ". (عق) وَفِيه عبد الله بن داهر بن يحيى الرَّازِيّ (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ صَالح بن مُحَمَّد فِي ابْن داهر أَنه شيخ صَدُوق، فَلَعَلَّ الآفة من غَيره وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي ليلى الْغِفَارِيّ، أخرجه أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فى الكنى، وَفِيه إِسْحَق بن بشر الْأَسدي الْكَاهِلِي مَعْدُود فِي الوضاعين. (37) [حَدِيثٌ] " إِنَّ أَخِي وَوَزِيرِي، وَخَلِيفَتِي مِنْ أَهْلِي. وَخَيْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي. يَقْضِي دَيْنِي وينجر مَوْعِدِي عَلِيٌّ: " (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه مطر بن مَيْمُون الإسكاف. (38) [حَدِيثٌ] . " مَنْ لَمْ يَقُلْ عَلِيٌّ خَيْرُ النَّاسِ. فَقَدْ كَفَرَ " (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ شِيعِيًّا. (39) [حَدِيثٌ] . " عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ، مَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ " (حا) من حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طَرِيقِ أبي أَحْمد الْجِرْجَانِيّ، إِمَام التَّشَيُّع فِي زَمَانه، وَفِيه أَيْضا مُحَمَّد بن شُجَاع الثَّلْجِي، وَحَفْص بن عمر الْكُوفِي لَكِن الْمُتَّهم بِهِ الْجِرْجَانِيّ (خطّ) من حَدِيث جَابر، من طَرِيق أبي مُحَمَّد، الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى الْعلوِي، وَقَالَ: مُنكر تفرد بِهِ الْعلوِي وَلَيْسَ بِثَابِت. قَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان روى الْعلوِي بقلة حَيَاء عَن الدبرِي هَذَا الحَدِيث بِإِسْنَاد كَالشَّمْسِ، وَهُوَ دَال على كذبه ورفضه، وَمَا الْعجب من افتراء هَذَا الْعلوِي بل الْعجب من الْخَطِيب فِي قَوْله مُنكر تفرد بِهِ الْعلوِي وَلَيْسَ بِثَابِت، فَإِنَّمَا يَقُول الْخَطِيب لَيْسَ بِثَابِت فِي مثل خبر الْقلَّتَيْنِ وَخبر الْخَال وَارِث، لَا فِي مثل هَذَا الْبَاطِل الْجَلِيّ انْتهى وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر. أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ، وَفِيه أَحْمد بن نصر الذارع، وَجَاء من

حَدِيث حُذَيْفَة أخرجه شَاذان الفضلي فِي خَصَائِص عَليّ (قلت) وَمن طَرِيق إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَان النهمي عَن الْحر بن سعيد النَّخعِيّ، وَإِبْرَاهِيم ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان فَقَالَ شيخ للدارقطني ضَعِيف لكنه توبع، أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ ثَنَا السَّيِّد أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن يحيى الْعلوِي، ثَنَا الْحسن بن عُثْمَان الشَّيْبَانِيّ، ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي قَالَ قلت للْحرّ بن سعيد النَّخعِيّ أحَدثك شريك، قَالَ حَدثنِي شريك عَن أبي إِسْحَق عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله فَذكره، وَهَذَا مِمَّا أنكر على الْحَاكِم إِخْرَاجه وَالْحر بن سعيد. قَالَ الذَّهَبِيّ لم أظفر لَهُم فِيهِ بِكَلَام، وَقَالَ الْخَطِيب هُوَ فِي عداد المجهولين وَالله أعلم. (40) [حَدِيثٌ] " عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ " (عد) من حَدِيث أبي سعيد، وَفِيه أَحْمد بن سَالم أَبُو سَمُرَة. قَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: ويروى عَن غير أَحْمد بن سَالم عَن شريك، وَهُوَ كذب وَإِنَّمَا جَاءَ عَن الْأَعْمَش عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ، عَن جَابر كُنَّا نعد عليا من خيرنا، وَهَذَا حق انْتهى. (41) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ. كُنَّا يَوْمًا مَعَ عَلِيٍّ فِي السُّوقِ فَرَأَى بِطِّيخًا، فَحَلَّ دِرْهَمًا فَدَفَعَهُ لِبِلالٍ؛ فَقَالَ اذْهَبْ فَاشْتَرِ بِهِ بِطِّيخًا، فَفَعَلَ فَأَخَذَ عَلِيٌّ وَاحِدَةً فَفَوَّرَهَا ثُمَّ ذَاقَهَا، فَإِذَا هِيَ مُرَّةٌ قَالَ يَا بِلالُ رُدَّهُ وَائْتِنَا بِالدِّرْهَمِ. إِنَّ حَبِيبِي قَالَ لِي: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخَذَ مَحَبَّتَكَ عَلَى الْبَشَرِ وَالشَّجَرِ وَالثَّمَرِ وَالْمَدَرِ، فَمَا أَجَابَ إِلَى حُبِّكَ عَذُبَ فَطَابَ، وَمَا لَمْ يُجِبْ خَبُثَ وَمَرَّ. وَإِنِّي أَظُنُّ هَذَا الْبِطِّيخَ لَمْ يُجِبْ (ابْن الْجَوْزِيّ) " وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عمرَان الْمَعْرُوف بِابْن الجندي (قلت) أوردهُ الْحَافِظ محب الدَّين الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي فِي كِتَابه ذخائر العقبي. وَقَالَ: أخرجه الْخضر الملا فِي سيرته. وَفِيه دلَالَة على أَن الْحَادِث من الْعَيْب إِذا اطلع بِهِ على عيب قديم لَا يمْنَع من الرَّد انْتهى. وَقَضيته أَن الحَدِيث لَيْسَ عِنْده مَوْضُوعا وَالله أعلم. (42) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ خَرَجْتُ مَعَ رَسُول الله ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ مَرَرْنَا بِنَخْلٍ، فَصَاحَتْ نَخْلَةٌ بِأُخْرَى هَذَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَعَلِيٌّ الْمُرْتَضَى ثُمَّ. جُزْنَاهَا فَصَاحَتْ ثَانِيَةٌ بِثَالِثَةٍ، مُوسَى وَأَخُوهُ هرون؛ ثُمَّ جُزْنَاهَا فَصَاحَتْ رَابِعَةٌ بِخَامِسَةٍ، هَذَا

نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ جُزْنَاهَا فَصَاحَتْ سَادِسَةٌ بِسَابِعَةٍ، هَذَا مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَهَذَا عَلِيٌّ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ، فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّمَا سُمِّيَ نَخْلُ الْمَدِينَةِ صَيْحَانِيًّا لأَنَّهُ صَاحَ بِفَضْلِي وَفَضْلِكَ (ابْن الْجَوْزِيّ) " من طَرِيق أَحْمد بن نصر الذارع، وَهُوَ من وَضعه، وَجَاء من حَدِيث أبي بكر الصّديق، أخرجه أَبُو زَكَرِيَّا البُخَارِيّ فِي فَوَائده. (قلت) فِيهِ حمدَان بن عبد الله الرَّازِيّ، وَمُحَمّد بن يحيى المعيطي، لم أَقف لَهما على تَرْجَمَة. وَجَاء من حَدِيث جَابر. أوردهُ السَّيِّد السمهودي فِي تَارِيخ الْمَدِينَة. وَقَالَ أسْندهُ الصَّدْر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي فِي كِتَابه فضل أهل الْبَيْت. وَلم أَقف على هَذَا الْكتاب فَلْينْظر فِي رِجَاله، وَالله أعلم. (43) [حَدِيثُ] " جَابِرٍ. أمرنَا رَسُول الله أَنْ نَعْرِضَ أَوْلادَنَا عَلَى حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، " (حب) قَالَ: روى الْحسن بن عَليّ فَذكره. بِسَنَدِهِ. وَالْحسن هُوَ الْعَدوي الوضاع. (44) [حَدِيثٌ] " حُبُّ عَلِيٍّ يَأْكُلُ السَّيِّئَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ من طَرِيق مُحَمَّد بن مسلمة الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي، وَقَالَ بَاطِل وَرِجَال إِسْنَاده ثِقَات إِلَّا الوَاسِطِيّ، قَالَ السُّيُوطِيّ. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: والراوي عَن الوَاسِطِيّ مَجْهُول، فالآفة أَحدهمَا. (45) [حَدِيثٌ] " اسْمِي فى الْقُرْآن، {وَالشَّمْس وضحيها} ، وَاسْمُ عَلِيٍّ {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} ، وَاسْمُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ {وَالنَّهَارِ إِذَا جلاها} وَاسْمُ بَنِي أُمَيَّةَ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي رَسُولا إِلَى خَلْقِهِ فَأَتَيْتُ قُرَيْشًا فَقُلْتُ لَهُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِعِزِّ الدُّنْيَا وَشَرَفِ الآخِرَةِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، فَقَالُوا كَذَبْتَ، فَأَتَيْتُ بَنِي هَاشِمٍ فَقَالُوا صَدَقْتَ، فَآمَنَ بِي مُؤْمِنُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَصَدَّقَنِي كَافِرُهُمْ، فَحَمَانِي يَعْنِي أَبَا طَالِبٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ بِلِوَائِهِ فَرَكَّزَهُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، فَلِوَاءُ اللَّهِ فِينَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَلِوَاءُ إِبْلِيسَ فِي بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَهُمْ أَعْدَاءٌ لَنَا وَشِيعَتُهُمْ أَعْدَاءٌ لِشِيعَتِنَا " (خطّ) فِي السَّابِق واللاحق من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَقَالَ مُنكر جدا، بل مَوْضُوع، وَفِي إِسْنَاده ثَلَاثَة مَجْهُولُونَ، مُحَمَّد بن عَمْرو الحوضي، ومُوسَى بن إِدْرِيس وَأَبوهُ.

(46) [حَدِيثُ] " سَلْمَانَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا بَيَّنَ لَهُ مَنْ يُلَيِّ مِنْ بَعْدِهِ. فَهَلْ بَيَّنَ لَكَ. فَقَالَ لَا ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " (عق) وَفِيه حَكِيم بن جُبَير، واه، وَالْحسن بن سُفْيَان، والأصبغ ابْن سُفْيَان الْكَلْبِيّ. مَجْهُولَانِ. (47) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ لَمَّا أَنْ عُرِجَ بِالنَّبِيِّ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَرَأَى مِنَ الْعَجَائِبِ فِي كُلِّ سَمَاءٍ. فَلَمَّا أَصْبَحَ جَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ مِنْ عَجَائِبِ رَبِّهِ. وَكَذَّبَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَنْ كَذَّبَهُ، وَصَدَّقَهُ مَنْ صَدَّقَهُ. فَعِنْدَ ذَلِكَ انْقَضَّ نَجْمٌ من السَّمَاء، فَقَالَ النبى فِي دَارِ مَنْ وَقَعَ هَذَا النَّجْمُ. فَهُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي، قَالَ فطلبوا ذَلِك النَّجْم فوجدوه فِي دَار عَليّ بن أبي طَالب، فَقَالَ أهل مَكَّة ضل مُحَمَّد وغوى وَهوى أهل بَيته وَمَال إِلَى ابْن عَمه. فَعِنْدَ ذَلِك نزلت هَذِه السُّورَة، {والنجم إِذا هوى} إِلَى قَوْله تَعَالَى {شَدِيد القوى} ، " (قا) وَفِي إِسْنَاده السّديّ والكلبي وَأَبُو صَالح وَجَاء من حَدِيث أنس أخرجه (قا) أَيْضا، وَفِيه أَبُو الْفضل الْعَطَّار، وَسليمَان بن أَحْمد مَجْهُولَانِ، وَفِيه أَبُو قضاعة ربيعَة بن مُحَمَّد الطَّائِي وثوبان بن إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ وَمَالك بن غَسَّان النَّهْشَلِي. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَهُوَ الحَدِيث الْمُتَقَدّم. وَإِنَّمَا سَرقه بعض هَؤُلَاءِ فَغير إِسْنَاده وَمن تغفيله وَضعه إِيَّاه على أنس. (48) [حَدِيثُ] " سَلْمَانَ. سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ. من وَصِيّه؟ فقا ل وَصِيِّي وَمَوْضِعُ سِرِّي وَخَلِيفَتِي فِي أَهْلِي. وَخَيْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) " من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن زِيَاد، عَن جرير بن عبد الحميد الْكِنْدِيّ، عَن أَشْيَاخ من قومه. وَجَرِير وأشياخه مَجْهُولُونَ (فت) من طَرِيق مطر بن مَيْمُون. وَعنهُ جَعْفَر بن أَحْمد مُتَكَلم فِيهِ (حب) من طَرِيق خَالِد بن عبيد الْعَتكِي (عق) من طَرِيق إِسْمَاعِيل ابْن زِيَاد وَفِيه أَيْضا قيس بن مينا، قَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع عَلَيْهِ. وَكَانَ لَهُ مَذْهَب سوء. قَالَ السُّيُوطِيّ وَلذكر الْوَصِيّ من حَدِيث سلمَان طَرِيق آخر فِي التَّلْخِيص للخطيب. (قلت) فِيهِ وهب بن كَعْب الْأَزْدِيّ لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة وَالله أعلم. (49) [حَدِيثٌ] " لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ وَإِنَّ عليا وَصِيّ وَوَارِثِي " (حا) من طَرِيق أَحْمد

ابْن عبد الله الغرياناني (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث بُرَيْدَة، من طَرِيق مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، وَعلي بن مُجَاهِد. (50) [حَدِيثٌ] " كَمَا أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ كَذَلِكَ عَلِيٌّ وَذُرِّيَّتُهُ. يَخْتِمُونَ الأَوْصِيَاءَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي ذَر. وَفِيه الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى الْعلوِي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله مَتْرُوك (قلت) إِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ ابْن همام، وَهُوَ كَذَّاب كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم. (51) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ. قَالَ لى رَسُول الله، يَا أَنَسُ اسْكُبْ لِي وَضُوءًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ يَا أَنَسُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَخَاتَمُ الْوَصِيِّينَ، فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكَتَمْتُهُ إِذْ جَاءَ عَلِيٌّ فَقَالَ مَنْ هَذَا يَا أَنَسُ، فَقُلْتُ عَلِيٌّ، فَقَامَ مُسْتَبْشِرًا فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ وَيَمْسَحُ عَرَقَ عَلِيٍّ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ شَيْئًا مَا صَنَعْتَهُ بِي قَطُّ، قَالَ وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَنْتَ تُؤَدِّي عَنِّي وَتُسْمِعُهُمْ صَوْتِي وَتُبَيِّنُ لَهُمْ مَا اخْتلفُوا فِيهِ من بعدِي " (نع) وَفِيه عَليّ بن عايس، وَتَابعه جَابر الْجعْفِيّ عَن أبي الطُّفَيْل بِنَحْوِهِ، وَجَابِر كذبوه، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَفِي الطَّرِيق الأول أَيْضا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَيْمُون، من أجلاد الشِّيعَة. وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ عِنْد الذَّهَبِيّ. (52) [حَدِيثُ] " عَطِيَّةَ مُرْسلا: مرض رَسُول الله الْمَرَضَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ، فَقَالَ لَهُمَا أَرْسِلا إِلَى خَلِيلِي، فَأَرْسَلَتَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ وَدَخَلَ فَجَلَسَ فَلم يكن للنبى حَاجَةٌ. ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ. ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ ارْسِلا إِلَى خَلِيلِي، فَأَرْسَلَتَا إِلَى عُمَرَ فَجَاءَ فَسَلَّمَ، وَدَخَلَ فَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ حَاجَةً، فَقَامَ فَخَرَجَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ ارْسِلا إِلَى خَلِيلِي، فَأَرْسَلَتَا إِلَى عَلِيٍّ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ فَلَمَّا جَلَسَ أَمَرَهُمَا فَقَامَتَا فَقَالَ يَا عَلِيُّ ادْعُ بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ، فَأَمْلَى وَكَتَبَ عَلِيٌّ، وَشَهِدَ جِبْرِيلُ، ثُمَّ طُوِيَتِ الصَّحِيفَةُ فَمن حَدثكُمْ أَنه يعلم مَا فِي الصَّحِيفَة إِلَّا الَّذِي أملاها أَو كتبهَا أَو شَهِدَهَا فَلَا تُصَدِّقُوهُ " (ابْن الْجَوْزِيّ) وَلَا يَصح، لإرساله وَضعف عَطِيَّة. وَفِيه أَيْضا نصر بن مُزَاحم.

(53) [حَدِيثُ] " أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ الْكِنَانِيِّ، كُنْتُ عَلَى الْبَابِ يَوْمَ الشُّورَى فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ بَيْنَهُمْ. فَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: بَايِعِ النَّاسَ لأَبِي بَكْرٍ وَأَنَا وَاللَّهِ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْهُ وَأَحَقُّ بِهِ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ بَايَعَ النَّاسُ عُمَرَ وَأَنَا وَاللَّهِ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْهُ وَأَحَقُّ بِهِ مِنْهُ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُبَايِعُوا عُثْمَانَ، إِذَنْ أَسْمَعُ وَأُطِيعُ، إِنَّ عُمَرَ جَعَلَنِي فِي خَمْسَةِ نَفَرٍ أَنَا سَادِسُهُمْ لَا يَعْرِفُ لِي فَضْلا عَلَيْهِمْ فِي الصَّلاحِ وَلا يَعْرِفُونَهُ لِي، كُلُّنَا فِيهِ شَرْعٌ سَوَاءٌ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ثُمَّ لَا يَسْتَطِيعُ عَرَبِيُّهُمْ وَلا عَجَمِيُّهُمْ وَلا الْمُعَاهَدُ مِنْهُمْ وَلا الْمُشْرِكُ رَدَّ خَصْلَةٍ مِنْهَا لَفَعَلْتُ، ثُمَّ قَالَ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّهَا النَّفَرُ جَمِيعًا، أَفِيكُمْ أَحَدٌ آخَى رَسُولُ اللَّهِ غَيْرِي، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا. ثُمَّ قَالَ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّهَا النَّفَرُ جَمِيعًا، أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ عَمٌّ مِثْلُ عَمِّي حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ. وَسَيِّدُ الشُّهَدَاءِ، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثْلُ أَخِي جَعْفَرٍ ذِي الْجَنَاحَيْنِ الْمُوَشَيَّيْنِ بِالْجَوْهَرِ، يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ سِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ زَوْجَةٌ مِثْلُ زَوْجَتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ أَقْتَلَ لِمُشْرِكِي قُرَيْشٍ عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ، تَنْزِلُ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنِّي، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ أَعْظَمَ غِنَاءً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ حِينَ اضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِهِ وَوَقَيْتُهُ بِنَفْسِي وَبَذَلْتُ لَهُ مُهْجَتِي وَدَمِي، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ يَأْخُذُ الْخُمُسَ غَيْرِي وَغَيْرَ فَاطِمَةَ، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ لَهُ سَهْمٌ فِي الْحَاضِرِ وَسَهْمٌ فِي الْغَائِبِ غَيْرِي، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَكَانَ أَحَدٌ مُطَهَّرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ غَيْرِي حِينَ سَدَّ النَّبِيُّ أَبْوَابَ الْمُهَاجِرِينَ وَفَتَحَ بَابِي. فَقَامَ إِلَيْهِ عَمَّاهُ حَمْزَةُ وَالْعَبَّاسُ، فَقَالا يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَدَدْتَ أَبْوَابَنَا وَفَتَحْتَ بَابَ عَلِيٍّ، فَقَالَ رَسُولُ الله مَا أَنَا فَتَحْتُ بَابَهُ وَلا سَدَدْتُ أَبْوَابَكُمْ، بَلِ اللَّهُ فَتَحَ بَابَهُ وَسَدَّ أَبْوَابَكُمْ، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أفيكم أحد تمم الله نوره من السَّمَاء غَيْرِي، حِين قَالَ {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقه} قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أحد ناجى رَسُول الله اثْنَتَيْ عشرَة مرّة غَيْرِي، قَالَ الله {يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فقدموا بَين يدى نَجوا كم صَدَقَة} ، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا، قَالَ أَفِيكُمْ أحد تولى غمض رَسُول الله غَيْرِي، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا،

قَالَ أفيكم أحد كَانَ آخر عَهده برَسُول الله حِين وَضعه فِي حفرته غَيْرِي، قَالُوا اللَّهُمَّ لَا " (عق) من طَرِيق زَافِر بن سُلَيْمَان، عَن رجل، عَن الْحَارِث بن مُحَمَّد. وَشَيخ زَافِر لَا يدرى من هُوَ، وَكَذَا الْحَارِث بن مُحَمَّد، قَالَ الْعقيلِيّ وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، فَقَالَ ثَنَا زَافِر، ثَنَا الْحَارِث بن مُحَمَّد، وَأسْقط الرجل الْمُتَّهم، وَهَذَا عمل ابْن حميد، وَلَا أصل لهَذَا الحَدِيث عَن عَليّ انْتهى وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: زَافِر مطعون فِيهِ. ثمَّ إِنَّه رَوَاهُ عَن مُبْهَم، وَلَعَلَّه الَّذِي وَضعه (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: لَعَلَّ الآفة فِي هَذَا الحَدِيث من زَافِر، وَأما الْحَارِث فَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ روى عَن أبي الطُّفَيْل إِن كَانَ سمع مِنْهُ انْتهى وَالله أعلم. (54) [حَدِيثُ] أَنَسٍ " بعثنى النبى إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، فَقَالَ لَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ، يَا أَبَا بَرْزَةَ إِنَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ عَزَّ وَجَلَّ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ إِنَّهُ رَايَةُ الْهُدَى وَمَنَارُ الإِيمَانِ، وَإِمَامُ أَوْلِيَائِي، وَنُورُ جَمِيعِ مَنْ أَطَاعَنِي يَا أَبَا بَرْزَةَ عَلِيُّ بن أَبى طَالب أمينى غدى فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى حَوْضِي وَصَاحِبُ لِوَائِي وَثِقَتِي عَلَى مَفَاتِيحِ خَزَائِنِ جَنَّةِ رَبِّي " (نع عد) من طَرِيق لاهز بن عبد الله. قَالَ السُّيُوطِيّ وَله طَرِيق آخر أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ لَا يَصح، وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل، وَذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة عباد بن سعيد الْجعْفِيّ، وَقَالَ بَاطِل والسند إِلَيْهِ ظلمات. 55 -) [حَدِيثٌ] " بَيْنَمَا رَسُولُ الله جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ قَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، إِذْ أَقْبَلَ عَلِيُّ بن أَبى طَالب، فرقف وَسَلَّمَ وَنَظَرَ مَجْلِسًا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَجْلِسَ فِيهِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ أَيُّهُمْ يُوَسِّعُ لَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ جَالِسًا عَنْ يَمِينِهِ فَتَزَحْزَحَ لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ، وَقَالَ هَهُنَا يَا أَبَا الْحَسَنِ فَجَاءَ فَجَلَسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُول الله، فَرَأَيْتُ السُّرُورَ فِي وَجْهِ رَسُولِ الله. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الْفَضْلِ ذُو الْفَضْلِ " (خطّ) من طَرِيقين فِي أحدايهما مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي، وَفِي الْأُخْرَى أَحْمد بن نصر الذارع، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَالظَّاهِر أَن الْغلابِي وَضعه، وَأَن الذارع سَرقه مِنْهُ، قَالَ السُّيُوطِيّ وَرَوَاهُ الديلمي من طَرِيق آخر من حَدِيث أبي سعيد (قلت) فِي سَنَده مَجَاهِيل وَالله تَعَالَى أعلم.

(56) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ. كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ فَرَأَى عَلِيًّا مُقْبِلا، فَقَالَ أَنَا وَهَذَا حُجَّةٌ عَلَى أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (خطّ) من طَرِيق مطر بن أبي مطر، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَالله أعلم. (57) [حَدِيثٌ] " إِنَّ حَافِظِي عَلِيٍّ لَيَفْتَخِرَانِ عَلَى جَمِيعِ الْحَفَظَةِ بِكَيْنُونَتِهِمَا مَعَ عَلِيٍّ مَعَ أَنَّهُمَا لَمْ يَصْعَدَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُ بشئ يَسْخَطُهُ " (خطّ) من حَدِيث عمار بن يَاسر. بِسَنَد قَالَ إِنَّه مظلم، وَبِسَنَد آخر وَقَالَ فِيهِ مَجْهُولُونَ، قَالَ: وَقد وَقع هَذَا الحَدِيث إِلَى أبي سعيد الْعَدوي، فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَركب لَهُ إِسْنَادًا انْتهى. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ، ورويناه من طَرِيق آخر فِيهِ أَحْمد بن نصر الذارع. (58) [حَدِيثٌ] . " مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ بُغْضٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلْيَمُتْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " (عق) من حَدِيث مُعَاوِيَة بن حيدة، وَفِيه عَليّ بن قرين، والجارود بن يزِيد، لَكِن الْوَاضِع لَهُ عَليّ بن قرين. قَالَه الْعقيلِيّ. قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي وَله طَرِيق آخر عِنْد الديلمي (قلت) فِيهِ أَحْمد بن عبد الله الْمُؤَدب وَالله أعلم. (59) [حَدِيث] " على: رَأَيْت النبى عِنْدَ الصَّفَا وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى شَخْصٍ فِي صُورَةِ الْفِيلِ وَهُوَ يَلْعَنُهُ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هَذَا الَّذِي تَلْعَنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ؛ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ، وَلأُرِيحَنَّ الأُمَّةَ مِنْكَ، فَقَالَ مَا هَذَا جَزَائِي مِنْكَ، قُلْتُ: وَمَا جَزَاؤُكَ مِنِّي يَا عَدُوَّ اللَّهِ، قَالَ وَاللَّهِ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلا شَارَكْتَ أَبَاهُ فِي رَحِمِ أُمِّهِ، " (خطّ) من طَرِيق إِسْحَق بن مُحَمَّد النَّخعِيّ، وَقد سرق مِنْهُ وَركب لَهُ إِسْنَاد آخر أخرجه " (خطّ) أَيْضا، وَرِجَاله ثِقَات غير مُحَمَّد بن يزِيد بن أبي الْأَزْهَر البوشنجي، فالحمل فِيهِ عَلَيْهِ (قلت) وَمن لطيف مَا يحْكى هُنَا مَا حَكَاهُ المَسْعُودِيّ فِي مروج الذَّهَب قَالَ " كَانَ دلف بن أبي دلف جَالِسا فِي دَار أَبِيه، وَحَوله جمَاعَة من أَصْحَاب أَبِيه، فَقَالَ لَهُم أتشكون فِي غيرَة الْأَمِير يَعْنِي أَبَاهُ وصون حريمه قَالُوا: لَا، قَالَ: فَمَا تَقولُونَ فِي حَدِيث كَذَا وَكَذَا، وَذكر هَذَا الحَدِيث فَلَا شكّ أَنه كذب، وَإِنِّي لأبغض عليا، وَكَانَ أَبُو دلف فِي مخدع من دَاره، فَسمع الحَدِيث فَخرج وَهُوَ يَقُول: وَالله مَا كذب الحَدِيث، كَانَت أمك جَارِيَة لأختي فهويتها فَوَقَعت عَلَيْهَا فَلَمَّا علمت أختى ذَلِك

وهبتها لي، وَمَا أظنها إِلَّا حملت بك من تِلْكَ الوطئة انْتهى ". بِالْمَعْنَى لِأَن المروج لَيست عِنْدِي الْآن وَالله أعلم. (60) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ مَنَعَ الْقَطْرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِسُوءِ رَأْيِهِمْ فِي أَنْبِيَائِهِمْ. وَإِنَّهُ يَمْنَعُ الْقَطْرَ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بِبُغْضِهِمْ عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق الْحسن بن عُثْمَان النسترى، قَالَ السُّيُوطِيّ وَله طَرِيق آخر عِنْد الديلمي (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن سهل عَن عبد الرَّزَّاق، وَفِي الْمِيزَان مُحَمَّد بن سهل عَن سُفْيَان الثَّوْريّ. قَالَ ابْن مَنْدَه مُنكر الحَدِيث، وَأَظنهُ هُوَ هَذَا وَعنهُ أَحْمد بن عبد الله الْعَطَّار، لم أعرفهُ وَالله أعلم. (61) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِالْقَضِيبِ الرَّطِبِ الَّذِي غَرَسَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَلْيَتَمَسَّكْ بِحُبِّ عَلِيٍّ " (فت) من حَدِيث الْبَراء، وَفِيه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم النَّحْوِيّ، وَسَرَقَهُ مِنْهُ الْحسن ابْن عَليّ الْعَدوي فَجعله من حَدِيث زيد بن أَرقم، وَوضع لَهُ إِسْنَادًا آخر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ السُّيُوطِيّ: وَله طَرِيق آخر مَوْضُوع أخرجه الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي فِي الألقاب من طَرِيق عبد الْملك بن دَلِيل عَن أَبِيه، عَن السّديّ عَن زيد بن أَرقم (قلت) أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من طَرِيق قَاسم بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة: ثَنَا يحيى بن يعلى الْأَسْلَمِيّ عَن عمار بن زُرَيْق عَن أبي إِسْحَاق عَن زِيَاد بن مطرف، عَن زيد بن أَرقم مَرْفُوعا: " من أَرَادَ أَن يدْخل جنَّة رَبِّي الَّتِي غرسها فليحب عليا، " قَالَ الذَّهَبِيّ وَهُوَ من بلايا قَاسم انْتهى. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي اللِّسَان: قَاسم وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَقَالَ يُخطئ وَيُخَالف وَالله تَعَالَى أعلم. وَجَاء من حَدِيث حُذَيْفَة: من سره أَن يحيى حَياتِي وَيَمُوت موتتي ويتمسك بالقضيب الْيَاقُوت فليتول عَليّ بن أبي طَالب من بعدِي. أخرجه أَبُو نعيم وَفِيه مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي. (62) [حَدِيثُ] " جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ يَحْمِلُ رَايَتَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ الَّذِي حَمَلَهَا فِي الدُّنْيَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " (حب) مِنْ طَرِيقِ نَاصِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المحلمى. (63) [حَدِيث] " على أَن النبى قَالَ لَهُ: مَعَكَ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَأَنْتَ تَحْمِلُهُ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق عِيسَى بن عبد الله العلوى.

(64) [حَدِيثٌ] " تَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رَايَةُ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِمَامِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، فَأَقُومُ فَآخُذُهُ بِيَدِي فَيَبْيَضُّ وَجْهُهُ وَوُجُوهُ أَصْحَابِهِ، فَأَقُولُ مَا خَلَّفْتُمُونِي فِي الثَّقَلَيْنِ بَعْدِي، فَيَقُولُونَ تَبِعْنَا الأَكْبَرَ وَصَدَّقْنَاهُ، وَوَازَرْنَا الأَصْغَرَ وَنَاصَرْنَاهُ، وَقَاتَلْنَا مَعَهُ، فَأَقُولُ رِدُوا رِدُوا مَرْوِيِّينَ، فَيَشْرَبُونَ شَرْبَةً لَا يَظْمَأُونَ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَجْهُ إِمَامِهِمْ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ، وَوُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَوْ كَأَضْوَاءِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي ذَر، وَإِسْنَاده مظلم وَفِيه مَجَاهِيل. (65) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ. قَتَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَمْرَو بْنَ وَدٍّ، وَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ فَلَمَّا رَآهُ كَبَّرَ وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعْطِ عَلِيًّا فَضِيلَةً لَمْ تُعْطِهَا أَحَدًا قَبْلَهُ، وَلا تُعْطِهَا أَحَدًا بَعْدَهُ. فَهَبَطَ جِبْرِيلُ وَمَعَهُ أُتْرُجَّةٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ حَيِّ بِهَذِهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَانْفَلَقَتْ فِي يَدِهِ فَلْقَتَيْنِ، فَإِذَا فِيهَا حَرِيرَةٌ بَيْضَاءُ مَكْتُوبٌ فِيهَا سَطْرَيْنِ: تَحِيَّةٌ مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ، إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق أَحْمد بن نصر الذارع. (66) [أَثَرُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ ثلثمِائة آيَةٍ " (خطّ) وَفِيه سَلام بن سُلَيْمَان الثَّقَفِيّ، وجويبر بن سعيد الْبَلْخِي، وهما مَتْرُوكَانِ، وَالضَّحَّاك وَهُوَ ضَعِيف قَالَ السُّيُوطِيّ سَلام روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ ابْن عدي: عَامَّة مَا يرويهِ حسان (قلت) وجويبر وَالضَّحَّاك لم يتهما بكذب كَمَا مر فِي الْمُقدمَة، فالأثر إِذن ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَالله أعلم. (67) [حَدِيثُ] " الأَصْبَغِ بْنُ نُبَاتَةَ مُرْسَلا: مَرِضَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَعَادَهُمَا رَسُول الله وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. فَقَالَ عمر لعَلي انذر لله إِن عافى الله ولديك أَن تحدث لله شكرا، فَقَالَ عَليّ إِن عافى الله وَلَدي صمت لله ثَلَاثَة أَيَّام شكرا. وَقَالَت فَاطِمَة مثل ذَلِك، وَقَالَت جَارِيَة لَهُم سَوْدَاء نوبية مثل ذَلِك، فَأَصْبحُوا قد مسح الله مَا بالغلامين فهم صِيَام، فَلَيْسَ عِنْدهم قَلِيل وَلَا كثير، فَانْطَلق عَليّ إِلَى رجل من الْيَهُود، فَقَالَ أَسْلفنِي ثَلَاثَة آصَع من شعير، وَأَعْطِنِي جزة صوف تغزلها لَك بنت مُحَمَّد، فَأعْطَاهُ فاحتمله عَليّ تَحت ثَوْبه. وَدخل على فَاطِمَة وَقَالَ دُونك فاغزلي هَذَا، وَقَامَت الْجَارِيَة إِلَى صَاع من الشّعير فطحنته وعجنته، فخبزت مِنْهُ خَمْسَة أَقْرَاص، وَصلى على

الْمغرب مَعَ النبى، فَرجع وَوضع الطَّعَام بَين يَدَيْهِ، وقعدوا لِيُفْطِرُوا وَإِذا مِسْكين بِالْبَابِ يَقُول: يَا أهل بَيت مُحَمَّد مِسْكين من مَسَاكِين الْمُسلمين على بَابَكُمْ، أَطْعمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ أطْعمكُم الله على مَوَائِد الْجنَّة، فَرفع عَليّ يَده وَأَنْشَأَ يَقُول: (فاطم يَا ذَات السداد وَالْيَقِين ... أما تَرين البائس الْمِسْكِين) (قد جَاءَ إِلَى الْبَاب لَهُ حنين ... يشكو إِلَى الله ويستكين) (حرمت الْجنَّة على الضنين ... يهوي إِلَى النَّار إِلَى سِجِّين) فأجابته فَاطِمَة: (أَمرك يَا بن الْعم سمع وطاعه ... مَا بِي من لؤم وَلَا وضاعه ... أَرْجُو إِن أطعمت من مجاعه) فدفعوا الطَّعَام إِلَى الْمِسْكِين (ابْن الْجَوْزِيّ) ". وَقَالَ: فَذكر حَدِيثا طَويلا من هَذَا الْجِنْس. فِي كل يَوْم ينشد عَليّ أبياتا. وتجيبه فَاطِمَة، من أرك الشّعْر وأفسده مِمَّا قد نزه الله عز وَجل ذَيْنك الفصيحين عَن مثله وَفِي آخِره أَن النبى علم بذلك، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أنزل على آل مُحَمَّد كَمَا أنزلت على مَرْيَم ثمَّ قَالَ ادخلي مخدعك فَدخلت فَإِذا جَفْنَة تَفُور مملؤة ثريدا وعراقا مكللة، بالجوهر. وَذكر من هَذَا الْجِنْس، وَلَا يشك فِي وَضعه. وَأصبغ قد علم حَاله. وَفِيه أَيْضا أَبُو عبد الله السمرقندى، وَمُحَمّد ابْن كثير الْكُوفِي، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول: وَمن الحَدِيث الَّذِي تنكره الْقُلُوب حَدِيث لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس، فِي قَوْله تَعَالَى {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا. وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حبه مِسْكينا ويتيما وأسيرا،} قَالَ: مرض الْحسن وَالْحُسَيْن فَعَادَهُمَا رَسُول الله فَذكر الْخَبَر بِطُولِهِ، وَلَيْسَ فِي آخِره ذكر الْجَفْنَة، ثمَّ قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث مفتعل (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي لِسَان الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة الْقَاسِم بن بهْرَام قَاضِي هيت: إِنَّه صَاحب هَذَا الحَدِيث يَعْنِي مفتعله وَالله تَعَالَى أعلم. (68) [حَدِيثٌ] . " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَرَى مُجَرَّدِي، أَوْ عَوْرَتِي إِلا عَلِيٌّ (ابْن الجوزى)

من حَدِيث السَّائِب بن يزِيد وَفِيه عبد الله بن مُوسَى وَهُوَ عمر بن مُوسَى الوجيهي قلب الرَّاوِي اسْمه تدليسا. (69) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ: إِنَّ خَلِيلِي حَدَّثَنِي إِنِّي أُضْرَبُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ تَمْضِي مِنْ رَمَضَانَ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا مُوسَى، وَأَمُوتُ لاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي رُفِعَ فِيهَا عِيسَى " (عق) وَفِيه الْأَصْبَغ بن نباتة وَسعد الإسكاف وَهُوَ والأصبغ كذابان. (70) [حَدِيثٌ] : " مَا فِي الْقِيَامَةِ رَاكِبٌ غَيْرُنَا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ أَمَّا أَنَا فَعَلَى الْبُرَاقِ وَجههَا كَوَجْهِ الإِنْسَانِ، وَخَدُّهَا كَخَدِّ الْفَرَسِ، وعُرْفُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ مَمْشُوطٍ، وَأُذُنَاهَا زَبَرْجَدَتَانِ خَضْرَاوَانِ، وَعَيْنَاهَا مِثْلُ كَوْكَبِ الزُّهْرَةِ، تُوقَدَانِ مِثْلُ النَّجْمَيْنِ الْمُضِيئَيْنِ، لَهَا شُعَاعٌ مِثْلُ شُعَاعِ الشَّمْسِ، بلقاء محجلة تضئ مَرَّةً وَتُنْمِي أُخْرَى يَتَحَدَّرُ مِنْ نَحْرِهَا مِثْلُ الْجُمَانِ، مُضْطَرِبَةٌ فِي الْخَلْقِ أَدْنَى ذَنَبِهَا مِثْلُ ذَنَبِ الْبَقَرَةِ، طَوِيلَةُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، أَظْلافُهَا كَأَظْلافِ الْبَقَرِ، مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ تَجِدُّ فِي سَيْرِهَا، مَمَرُّهَا كَالرِّيحِ، وَهِيَ مِثْلُ السَّحَابَةِ لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الآدَمِيِّينَ، تَسْمَعُ الْكَلامَ وَتَفْهَمُهُ، وَهِيَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، وَأَخِي صَالِحٌ عَلَى نَاقَتِهِ الَّتِي عَقَرَهَا قَوْمُهُ، وَعَمِّي حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَلَى نَاقَتِي، وَأَخِي عَلِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ، زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطِبٍ عَلَيْهَا مَحْمَلٌ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ قُضْبَانُهَا مِنَ الدُّرِّ الأَبْيَضِ، عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لِذَلِكَ التَّاجِ سَبْعُونَ رُكْنًا مَا مِنْ رُكْنٍ إِلا وَفِيه ياقوتة حَمْرَاء تضئ لِلرَّاكِبِ الْمُحِثِّ، عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ وَبِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَهُوَ يُنَادِي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَيَقُولُ الْخَلائِقُ. مَا هَذَا إِلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَيْسَ هَذَا مَلَكًا مُقَرَّبًا وَلا نَبِيًّا مُرْسَلا وَلا حَامِلَ عَرْشٍ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقين فِي أحدايهما ابْن لَهِيعَة، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَأعله الْخَطِيب ثمَّ ابْن الْجَوْزِيّ بِابْن لَهِيعَة، وَفِي الْمِيزَان أَن الْمُتَّهم بِهِ عبد الْجَبَّار بن أَحْمد السمسار، وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان: ابْن لَهِيعَة مَعَ ضعفه برِئ من عُهْدَة هَذَا الْخَبَر، وَلَو حَلَفت لحلفت بَين الرُّكْن وَالْمقَام أَنه لم يروه قطّ " انْتهى

وَفِي الثَّانِيَة الْأَصْبَغ بن نباتة وَغَيره من ضعفاء ومجهولين، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء من حَدِيث عَليّ أخرجه شَاذان الفضلي فِي فَضَائِل عَليّ وَفِيه أَحْمد بن عَامر بن سليم الطَّائِي. (71) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ. قَالَ رَسُول الله: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لِي مِنْبَرٌ طُولُهُ ثَلاثُونَ مِيلا؛ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَيْنَ مُحَمَّدٌ فَأُجِيبُ فَيُقَالُ لِي ارْقَ فَأَكُونُ أَعْلاهُ، ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ أَيْنَ عَلِيٌّ فَيَكُونُ دُونِي بِمَرْقَاةٍ فَيَعْلَمُ الْخَلائِقُ أَنَّ مُحَمَّدًا سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَأَنَّ عَلِيًّا سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ أَنَسٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يُبْغِضُ عَلِيًّا بَعْدَ هَذَا فَقَالَ يَا أَخَا الأَنْصَارِ لَا يُبْغِضُهُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلا شَقِيٌّ، وَلا مِنَ الأَنْصَارِ إِلا يَهُودِيٌّ، وَلا مِنَ الْعَرَبِ إِلا دَعِيٌّ، وَلا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلا شَقِيٌّ " (قطّ) من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن مُوسَى عَن عَليّ بن يزِيد الذهلي وَإِسْمَاعِيل فَاسق شيعي غال قلت: مر فِي الْمُقدمَة أَن ابْن الْجَوْزِيّ اتهمه بِخَبَر. وَهُوَ هَذَا وَشَيْخه مَجْهُول؛ وَالله تَعَالَى أعلم. (72) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ: إِنَّ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ فَيُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ ثُمَّ يُقَامُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، ثُمَّ أُدْعَى فَأُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، ثُمَّ أُقَامُ عَن يسَار الْعَرْش، ثمَّ يدعى أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَتُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، ثُمَّ تُقَامُ عَنْ يَمِينِي أَفَمَا تَرْضَى أَنْ تُدْعَى إِذَا دُعِيتُ وَتُكْسَى إِذَا كُسِيتُ، وَأَنْ تُشَفَّعَ إِذَا شُفِّعْتُ " (قطّ) من طَرِيق ميسرَة بن حبيب وَعنهُ الحكم بن ظهير تفردا بِهِ، قَالَ السُّيُوطِيّ: لَا بل تَابع ميسرَة عَمْرو بن ميثم أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، وَقَالَ الهيثمي: لَا يَصح آفته عَمْرو بن ميثم (قلت) لم أَقف لعَمْرو هَذَا على تَرْجَمَة لَا فِي الْمِيزَان وَاللِّسَان وَلَا فِي الْمُغنِي وذيله وَالله تَعَالَى أعلم. (73) [حَدِيثٌ] " مَثَلِي مَثَلُ شَجَرَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَعَلِيٌّ فَرْعُهَا وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرَتُهَا وَالشِّيعَةُ وَرَقُهَا فَأَيُّ شئ يَخْرُجُ مِنَ الطَّيِّبِ إِلا الطَّيِّبُ " (مر) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق عباد بن يَعْقُوب وَكَانَ رَافِضِيًّا دَاعِيَة يروي الْمَنَاكِير، قلت سبق قَرِيبا أَن عبادا لَا يحْتَمل مثل هَذَا فالآفة شيخ عباد يحيى بن بشار الْكِنْدِيّ أَو شيخ شَيْخه عَمْرو بن إِسْمَاعِيل الْهَمدَانِي فَفِي الْمِيزَان وَلسَانه فِي تَرْجَمَة كل مِنْهُمَا أَنه أَتَى بِخَبَر بَاطِل، وذكرا هَذَا الحَدِيث وَزَادا فِي يحيى أَنه لَا يعرف وَشَيْخه وَالله أعلم.

(74) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ قَالَ لِي رَسُولُ الله أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ " (خطّ) وَفِيه سوار بن مُصعب الْهَمدَانِي، وَجَمِيع بن عَمْرو، قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من حَدِيث أم سَلمَة قَالَت " كَانَت لَيْلَتي من رَسُول الله، فَأَتَتْهُ فَاطِمَة وَمَعَهَا عَليّ فَقَالَ لَهُ النبى أَنْت وشيعتك فِي الْجنَّة، أَلا إِن مِمَّن يحبك قوما يصفونَ الاسلام بألسنتهم يقرؤن الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم لَهُم نبز يسمون الرافضة فَإِذا لقيتهم فجاهدهم فَإِنَّهُم مشركون، قَالُوا يَا رَسُول الله مَا عَلامَة ذَلِك؟ قَالَ يتركون الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات ويطعنون فِي السّلف الأول، " أخرجه الْخَطِيب وَفِيه سوار بن مُصعب أَيْضا. (75) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ: لَمَّا حَضَرَتْ وَفَاةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ الْمُتَفَرِّسُونَ فِي النَّاسِ أَرْبَعَةٌ امْرَأَتَانِ وَرَجُلانِ، فَأَمَّا الْمَرْأَةُ الأُولَى فَصَفْرَاءُ بِنْتُ شُعَيْبٍ لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي مُوسَى {يَا أَبَت اسْتَأْجرهُ} الآيَةَ؛ وَالرَّجُلُ الأَوَّلُ الْعَزِيزُ عَلَى عَهْدِ يُوسُفَ وَالْقَوْمُ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَو نتخذه ولدا،} وَأَمَّا الْمَرْأَةُ الثَّانِيَةُ فَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي مُحَمَّدٍ وَقَالَتْ لِعَمِّهَا: قَدْ تَنَسَّمَتْ رُوحِي رُوحَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ نَبِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَزَوِّجْنِي مِنْهُ. وَأَمَّا الرَّجُلُ الآخَرُ فَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِي إِنِّي تَفَرَّسْتُ أَنْ أَجْعَلَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِي إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ لَهُ إِنْ تَجْعَلْهَا فِي غَيْرِهِ لَا نَرْضَى بِهِ. فَقَالَ سَرَرْتَنِي وَاللَّهِ لأسرنك سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ عَلَى الصِّرَاطِ عَقَبَةٌ لَا يَجُوزُهَا أَحَدٌ إِلا بِجَوَازٍ مِنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عَلِيٌّ أَفَلا أَسُرُّكَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ لِي يَا عَلِيُّ لَا تَكْتُبْ جَوَازًا لِمَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَإِنَّهُمَا سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ. قَالَ أنس فَلَمَّا أفضت الْخلَافَة إِلَى عمر قَالَ لي يَا أنس إِنِّي طالعت مجاري الْعلم عَن الله فِي الْكَوْن فَلم يكن لي أَن أرْضى بِغَيْر مَا جرى فِي سَابق علم الله وإرادته خوفًا من أَن يكون مني اعْتِرَاض على الله، وَقد سَمِعت رَسُول الله يَقُول: أَنا خَاتم النَّبِيين، وَأَنت يَا عَليّ خَاتم الْأَوْلِيَاء " (خطّ) من طَرِيق عمر بن وَاصل، وَقَالَ هَذَا من عمل الْقصاص وَضعه عمر أَو وضع عَلَيْهِ. (76) [حَدِيثٌ] " إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنُصِبَ الصِّرَاطُ على

جِسْرِ جَهَنَّمَ لَمْ يَجُزْ أَحَدٌ إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوِلايَةِ عَلِيٍّ (حا) من حَدِيث على وَفِيه عَطِيَّة ابْن سعيد الأندلسي عَن الْقَاسِم بن عَلْقَمَة الْأَبْهَرِيّ عَن عُثْمَان بن جَعْفَر الدينَوَرِي، عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الصاعدي وَأحد هَؤُلَاءِ وَضعه أَو سَرقه مِمَّن وَضعه، " وَفِيه أَيْضا انْقِطَاع قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء من طَرِيق آخر أخرجه أَبُو عَليّ الْحداد فِي مُعْجَمه (قلت) فِيهِ دَاوُد ابْن سُلَيْمَان الْغَازِي وَالله تَعَالَى أعلم. (77) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِلنَّارِ جَوَازٌ؟ قَالَ نَعَمْ، قُلْتُ وَمَا هُوَ؟ قَالَ حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " (خطّ) من طَرِيق أبي بكر مُحَمَّد ابْن فَارس بن حمدَان المعبدي، عَن أَبِيه عَن جده، وَمر فِي الْمُقدمَة أَنه أَتَى بِخَبَر بَاطِل وَهُوَ هَذَا. (78) [حَدِيث] " بِلَال بن حَمَامَةَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ بِشَارَةٌ أَتَتْنِي مِنْ عِنْدِ رَبِّي إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ عَلِيًّا فَاطِمَةَ أَمَرَ مَلَكًا أَنْ يَهُزَّ شَجَرَةَ طُوبَى فَهَزَّهَا فَنَثَرَتْ رِقَاقِا يَعْنِي صِكَاكًا وَأَنْشَأَ اللَّهُ مَلائِكَةً فَالْتَقَطُوهَا فَإِذَا كَانَتِ الْقِيَامَةُ ثَارَتْ مَلائِكَةٌ فِي الْخَلْقِ فَلا يَرَوْنَ مُحِبًّا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَحْضًا إِلا دَفَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ فَبَيْنَ أَخِي وَابْنِ عَمِّي وَابْنَتِي فَكَاكُ رِقَابِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ مِنْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ " (خطّ) بِسَنَد أَكثر رِجَاله مَجْهُولُونَ. (79) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَدْخِلا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا وَأَدْخِلا النَّارَ مَنْ أَبْغَضَكُمَا فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّم كل كفار عنيد} (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي سعيد الخدرى وَفِيه إِسْحَق بن مُحَمَّد بن أبان النَّخعِيّ وَيحيى بن عبد الحميد الْحمانِي وَالْمُتَّهَم بِهِ النَّخعِيّ. (80) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ. قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَكَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ، قَالَتْ فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَقُلْ فِي عَلِيٍّ شَيْئًا قَالَ يَا فَاطِمَةُ عَلِيٌّ نَفْسِي فَمَنْ رَأَيْتِيهِ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا (ابْن الْجَوْزِيّ) " من طَرِيق خَالِد بن إِسْمَاعِيل وَفِيه أَيْضا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مهْدي ضَعِيف جدا قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن

الْعَاصِ أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه من طرق (قلت) فِي أَحدهَا عبد السَّلَام بن صَالح وَهُوَ أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ وَفِي بَعْضهَا من لم يسم وَفِي بَعْضهَا ثَنَا أَبُو الرّبيع الْكسَائي الْحُسَيْن بن الْهَيْثَم الرَّازِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن الصَّباح الجرجرائي فِي دَار ابْن دلوقا ثَنَا هَيْثَم عَن حجاج بن أَرْطَاة عَن عَمْرو بن الْهَيْثَم الرَّازِيّ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده؛ وَقد قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة ظفر بن مُحَمَّد الْحذاء قَالَ ابْن بطة فِي إبانته حَدثنَا ظفر بن مُحَمَّد حَدثنَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي حَدثنَا مُحَمَّد بن الصَّباح فَذكر السَّنَد الْمَذْكُور والْحَدِيث بِنَحْوِهِ. ثمَّ الذَّهَبِيّ: فَهَذِهِ الزِّيَادَة يَعْنِي قَالَت فَاطِمَة إِلَى آخِره مَوْضُوعَة والآفة من ظفر أَو شَيْخه أبي الرّبيع فَمَا هُوَ بِأبي الرّبيع الثِّقَة انْتهى فَالظَّاهِر أَن أَبَا الرّبيع الْمَذْكُور فِي سَنَد ابْن النجار هُوَ هَذَا وَأَنه هُوَ الآفة لِأَن ظفرا قد توبع فَإِنَّهُ فِي طَرِيق ابْن النجار عَن أبي سهل أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زِيَاد الْقطَّان عَن أبي الرّبيع وَالله أعلم. (81) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الأَرْوَاحَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ ثُمَّ جَعَلَهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ثُمَّ أَمَرَهَا بِالطَّاعَةِ فَأَوَّلُ رُوحٍ سَلَّمَتْ عَلَيَّ رُوحُ عَلِيٍّ " (فت) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عبد الله بن أَيُّوب بن أبي علاج. (82) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ قَالَ لى رَسُول الله يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَّخِذَ أَبَا بَكْرٍ وَالِدًا وَعُمَرَ مُشِيرًا وَعُثْمَانَ سَنَدًا وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ ظَهِيرًا أَنْتُمْ أَرْبَعَةٌ أَخَذَ اللَّهُ لَكُمُ الْمِيثَاقَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَا يُحِبُّكُمْ إِلا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَلا يُبْغِضُكُمْ إِلا مُنَافِقٌ شَقِيٌّ أَنْتُمْ خُلَفَاءُ نُبُوَّتِي وَعَقْدُ ذِمَّتِي وَحُجَّتِي عَلَى أُمَّتِي " (خطّ) من طَرِيق ضرار بن سهل وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن أَحْمد الغباغبي وَقَالَ مُنكر جدا وَضِرَار والراوي عَنهُ مَجْهُولَانِ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ. وَله طَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر وَأَبُو نعيم فِي فَضَائِل الصَّحَابَة وَجَاء من حَدِيث حُذَيْفَة أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) فِي أسانيدها جمَاعَة لم أَقف لَهُم على تراجم وَالله أعلم، وَجَاء من حَدِيث عَليّ أخرجه أَبُو نعيم فِي مُعْجم شُيُوخه من طَرِيق الْكُدَيْمِي. وَشَيخ أَبى نعيم

عمر بن أَحْمد قَالَ ابْن النجار: كَانَ ضَعِيفا عَامَّة أَحَادِيثه مَنَاكِير، (قلت) مر فِي الْمُقدمَة أَنه روى عَن الثِّقَات الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم. (82) [حَدِيثٌ] " يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْش ابْن أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَيُؤْتَى بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ فَيُقَالُ لأَبِي بَكْرٍ: قِفْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَدْخِلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ، وَارْدَعْ مَنْ شِئْتَ بِعِلْمِ اللَّهِ. وَيُقَالُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: قِفْ عَلَى الْمِيزَانِ فَثَقِّلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ، وَخَفِّفْ مَنْ شِئْتَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَيُكْسَى عُثْمَانُ حُلَّتَيْنِ فَيُقَالُ لَهُ: الْبِسْهُمَا فَإِنِّي خَلَقْتُهُمَا وَادَّخَرْتُهُمَا لَكَ حِينَ أَنْشَأْتُ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَيُعْطَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَصَا عَوْسَجٍ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي غَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى بِيَدِهِ فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: ذُدِ النَّاسَ عَنِ الْحَوْضِ " (أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق أصبغ بن الْفرج، عَن اليسع بن مُحَمَّد، وَالْيَسع مُنكر الحَدِيث، وَقد رَوَاهُ أصبغ أَيْضا عَن سُلَيْمَان ابْن عبد الْأَعْلَى عَن ابْن جريج، وَرَوَاهُ أَيْضا عَن السّري بن مُحَمَّد عَن أَبى سُلَيْمَان الأبلى عَن ابْن جريج، وَهَذَا يدل على تَخْلِيط من أصبغ أَو مِمَّن روى عَنهُ، وَفِي إِسْنَاده جمَاعَة مَجْهُولُونَ (قلت) كَون اليسع مُنكر الحَدِيث لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَأصبغ ابْن الْفرج ثِقَة إِمَام فَلَعَلَّهُ عِنْده من الْوُجُوه الْمَذْكُورَة كلهَا نعم يحْتَمل أَن يكون الآفة من أحد المجهولين الواقعين فِي الْإِسْنَاد وَالله أعلم. وَسَرَقَهُ أَحْمد بن الْحُسَيْن الْكُوفِي (قلت) : يَعْنِي ابْن الْقَاسِم بن سَمُرَة الْمَعْرُوف برَسُول نَفسه وَالله أعلم، وَرَوَاهُ عَن وَكِيع عَن الثَّوْريّ عَن ابْن جريج، وَسَرَقَهُ أَيْضا إِبْرَاهِيم بن عبد الله المصِّيصِي وَرَوَاهُ عَن حجاج ابْن مُحَمَّد عَن ابْن جريج، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَرَوَاهُ أَيْضا يمَان بن سعيد المصِّيصِي وَهُوَ ضَعِيف عَن حجاج أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) يمَان بن سعيد وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَلَو لم يكن فِي الحَدِيث إِلَّا هُوَ لتمشي لَكِن رَاوِيه عَنهُ مُحَمَّد بن الْمسيب الأرغياني مَا عَرفته وَالله أعلم. (84) [حَدِيثٌ] " أَبُو بَكْرٍ وَزِيرِي وَالْقَائِمُ فِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، وَعُمَرُ حَبِيبِي يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ وَعُثْمَانُ مِنِّي، وَعَلِيٌّ أَخِي وَصَاحِبُ لِوَائِي " (عد حب) من حَدِيث جَابر، وَفِيه كَادِح بن رَحْمَة وَشَيْخه الْحسن بن أبي جَعْفَر مَتْرُوك، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَجَاء من حَدِيث أنس أخرجه ابْن النجار من طَرِيق حُسَيْن بن حميد العكي وَهُوَ مُتَكَلم فِيهِ وَمن حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ، أخرجه الْعقيلِيّ من طَرِيق سُلَيْمَان بن شُعَيْب بن اللَّيْث

ابْن سعد عَن ابْن لَهِيعَة، وَقَالَ: سُلَيْمَان حَدِيثه غير مَحْفُوظ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة سليما الْمَذْكُور عقب إِيرَاده الحَدِيث الْمَذْكُور من طَرِيقه الْمُتَّهم بِوَضْع هَذَا هُوَ هَذَا الشَّيْخ الْجَاهِل وَالله أعلم وَأخرجه أَبُو نعيم فِي فَضَائِل الصَّحَابَة والخطيب من طَرِيق مجاعَة بن ثَابت (قلت) : قَالَ الذَّهَبِيّ فى المغنى مجاعَة ابْن ثَابت عَن ابْن لَهِيعَة لَيْسَ بِثِقَة وَالله أعلم. (85) [حَدِيثُ] " أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْد رَسُول الله إِذْ هَبَطَ جِبْرِيلُ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَتْحَفَكَ بِهَذِهِ السَّفَرْجَلَةِ فَسَبَّحَتِ السَّفَرْجَلَةُ فِي كَفِّهِ بِأَصْنَافِ اللُّغَاتِ، فَقُلْنَا: تُسَبِّحُ هَذِهِ السَّفَرْجَلَةُ فِي كَفِّكَ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ فيِ جَنَّةِ عَدْنٍ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ مَقْصُورَةٍ، فِي كُلِّ مَقْصُورَةٍ أَلْفُ ألف سَرِير على كل سَرِير حَوْرَاءُ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِ كُلِّ سَرِيرٍ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ، عَلَى كُلِّ نَهْرٍ أَلْفُ أَلْفِ شَجَرَةٍ، فِي كُلِّ شَجَرَةٍ أَلْفُ أَلْفِ غُصْنٍ، فِي كُلِّ غُصْنٍ أَلْفُ أَلْفِ سَفَرْجَلَةٍ تَحْتَ كُلِّ سَفَرْجَلَةٍ أَلْفُ أَلْفِ وَرَقَةٍ. تَحْتَ كُلِّ وَرَقَةٍ أَلْفُ أَلْفِ مَلَكٍ، لِكُلِّ مَلَكٍ أَلْفُ أَلْفِ جَنَاحٍ، تَحْتَ كُلِّ جَنَاحٍ أَلْفُ أَلْفِ رَأْسٍ، فِي كُلِّ رَأْسٍ أَلْفُ أَلْفِ وَجْهٍ، فِي كُلِّ وَجْهٍ أَلْفُ أَلْفِ فَمٍ، فِي كُلِّ فَمٍ أَلْفُ أَلْفِ لِسَانٍ، يُسَبِّحُ اللَّهَ بِأَلْفِ أَلْفِ لُغَةٍ، لَا يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَثَوَابُ ذَلِكَ التَّسْبِيحِ لِمُحِبِّي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ " (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه صَدَقَة بن هُبَيْرَة يحدث عَن المجاهيل، وَمُحَمّد بن جَعْفَر ترك أَحْمد التحديث عَنهُ، ومُوسَى بن خلف مَتْرُوك (قُلْتُ) : قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِ الموضوعات: مَا أَدْرِي من افتراه؟ وَمَا أَضْعَف عقل من لَا يعْتَقد هَذَا مَوْضُوعا {} وَالله أعلم. (86) [حَدِيثُ] " جُنْدُبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ: دَخَلَ عَلِيٌّ وَالْبَيْتُ غَاصٌّ بِمَنْ فِيهِ وَعَائِشَةُ إِلَى جَنْبِ رَسُول الله، قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالْحِجَابِ. فَقَامَ عَلِيٌّ يَنْظُرُ هَلْ يَرَى مَجْلِسًا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ فَجَلَسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، فَالْتَفت إِلَيْهَا رَسُول الله فَقَالَ مَا تُرِيدِينَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ " (فت) وَفِيه عبد الْغفار بن الْقَاسِم. (87) [حَدِيثُ] " عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ أَتَيْنَا أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ عِنْدَ منصرفة من صفّين

الفصل الثانى

فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِكَذَا وَكَذَا، ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ تَضْرِبُ بِهِ أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ يَا هَذَا إِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ. وَإِن رَسُول الله أمرنَا يُقَال النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ، فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فقد قاتلناهم يَوْم الْحمل طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا مِنْ عِنْدِهِمْ يَعْنِي مُعَاوِيَةَ وَعَمْرًا. وَأَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمْ أَهْلُ الطّرفاوات وَأَهْلُ السُّعَيْفَاتِ وَأَهْلُ النُّخَيْلاتِ وَأَهْلُ النَّهْرَوَانَاتِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْن هم؟ وَلَكِن لابد مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَسمعت رَسُول الله يَقُولُ لِعَمَّارٍ يَا عَمَّارُ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَأَنت إِذْ ذَاك مَعَ الْحق وَالْحق مَعَك. يَا عمار بن يَاسر إِذا رَأَيْت عليا قد سلك وَاديا وسلك النَّاس وَاديا غَيره، فاسلك مَعَ عَليّ، فَإِنَّهُ لن يدليك فِي ردي، وَلنْ يخْرجك من هذي يَا عمار من تقلد سَيْفا أعَان بِهِ عليا على عدوه قَلّدهُ الله يَوْم الْقِيَامَة وشاحين من در، وَمن تقلد سَيْفا أعَان بِهِ عَدو على عَليّ، قَلّدهُ الله يَوْم الْقِيَامَة وشاحين من نَار، قُلْنَا لَهُ يَا هَذَا حَسبك يَرْحَمك الله، حَسبك يَرْحَمك الله " (خطّ) من طَرِيق المعي بن عبد الرَّحْمَن، وَعنهُ أَحْمد بن عبد الله الْمُؤَدب، وَقَالَ الحكم بن عتيبة أَبُو أَيُّوب لم يشْهد صفّين. الْفَصْل الثَّانِي (88) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَجَلَّى لِلْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَامَّةً وَيَتَجَلَّى لأَبِي بَكْرٍ خَاصَّةً " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بن عبد بن عَامر (ابْن الْجَوْزِيّ) بِاخْتِصَار من حَدِيث أنس أَيْضا من طَرِيق بنوس بن أَحْمد، وَمن طَرِيق آخر وَقَالَ فِيهِ مَجَاهِيل وأحدهم سَرقه من مُحَمَّد بن عبد (قلت) أعله الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات بإبراهيم بن مهْدي وَالله أعلم (نع) من حَدِيث جَابر من طَرِيق مُحَمَّد بن خَالِد الْخُتلِي (خطّ) من حَدِيث جَابر أَيْضا من طَرِيق عَليّ بن عَبدة، وَهُوَ عَليّ بن الْحسن الْمكتب، وَمن طَرِيق أبي الْقَاسِم عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله التِّرْمِذِيّ، وَمن طَرِيق أَحْمد بن عَليّ بن حسنويه عَن الْحسن ابْن عَليّ بن عَفَّان عَن يحيى بن أبي بكير وَقَالَ الْخَطِيب الْحمل فِيهِ على ابْن حسنويه ونرى أَنه وَقع لَهُ حَدِيث ابْن عَبدة فَرَكبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد مَعَ أَنا لَا نعلم أَن ابْن عفاز سمع من يحيى بن أبي بكير شَيْئا (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن

يُونُس اليمامي (ابْن بطة) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه أَبُو قَتَادَة عبد الله بن وَاقد مَتْرُوك (تعقب) بِأَن ابْن وَاقد مُخْتَلف فِيهِ، قَالَ فِيهِ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ، فَهَذَا الطَّرِيق على شَرط الْحسن، وَحَدِيث جَابر من طَرِيق الْخُتلِي، قَالَ أَبُو نعيم عقب إِخْرَاجه: هَذَا الحَدِيث ثَابت رَوَاهُ أَعْلَام تفرد بِهِ الْخُتلِي عَن كثير بن هِشَام، وَأخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ، فَقَالَ تفرد بِهِ الْخُتلِي وَأَحْسبهُ وَضعه، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَليّ أخرجه أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان فِي فَوَائده (قلت) هُوَ من حَدِيث الْحسن قَالَ قَالَ عَليّ بن أبي طَالب فَذكره وَفِي سَنَده من ينظر فِيهِ وَالله أعلم. (89) [حَدِيثٌ] " عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلا وَجَدْتُ فِيهَا اسْمِي مَكْتُوبًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ (تعقب) بِأَن الْغِفَارِيّ روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ، والْحَدِيث لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة من حَدِيث أبي سعيد، أخرجه الْخَطِيب، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن شاهين فِي السّنة، والخطيب (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان سَنَد الْخَطِيب ثِقَات وَلَا أَدْرِي من تعس فِيهِ؟ وَالله أعلم. وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الْبَزَّار: وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد والخطيب، وَمن حَدِيث أنس والبراء بن عَازِب أخرجهُمَا ابْن عَسَاكِر وَمن مُرْسل الْحسن أخرجه الْخُتلِي فِي الديباج وأسانيدها ضَعِيفَة يشد بَعْضهَا بَعْضًا فيلتحق الحَدِيث بِدَرَجَة الْحسن. (90) [حَدِيثٌ] " لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، " (عد) من حَدِيث عايشة، وَفِيه عِيسَى بن مَيْمُون، قَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث والراوي عَنهُ أَحْمد بن بشير مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ من هَذَا الطَّرِيق، وَأحمد بن بشير من رجال البُخَارِيّ وَالْأَكْثَرُونَ على توثيقه وَعِيسَى قَالَ فِيهِ يحيى مرّة: لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ حَمَّاد بن سَلمَة: ثِقَة، وَمن ضعفه لم يتهمه بكذب فَالْحَدِيث حسن (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك عِيسَى بن مَيْمُون مُتَّهم وَالله أعلم وَشَاهده الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فى تَقْدِيمه

إِمَامًا للصَّلَاة فِي مرض وَفَاته، بل قَالَ الْحَافِظ ابْن كثير فِي مُسْند الصّديق أَن لهَذَا الحَدِيث شَوَاهِد تَقْتَضِي صِحَّته، وتابع أَحْمد بن بشير يزِيد بن هرون أخرجه ابْن منيع فِي مُسْنده. (91) [حَدِيثٌ] " أَنَّ اللَّهَ يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخْطِئَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الأَرْضِ " (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِيه أَبُو الْحَارِث نصر بن حَمَّاد وَمُحَمّد ابْن سعيد المصلوب (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر عِنْد ابْن شاهين فِي السّنة (قلت) : فِيهِ مُسْرِف بن عَمْرو قَالَ ابْن الْقطَّان: لَا يعرف، وَفِيه أَيْضا أَبُو العطوف الْجراح بن منهال فَلَا يصلح شَاهدا وَالله أعلم. (92) [حَدِيثٌ] " لَوْ لَمْ أُبْعَثْ فِيكُمْ لَبُعِثَ عُمَرُ " (عد) من حَدِيث بِلَال بن رَبَاح، وَفِيه زَكَرِيَّا بن يحيى الْوَقار وَمن حَدِيث عقبَة بن عَامر وَفِيه عبد الله بن وَاقد مَتْرُوك ومشرح ابْن عاهان لَا يحْتَج بِهِ (تعقب) بِأَن زَكَرِيَّا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَابْن وَاقد قدمنَا قَرِيبا أَن أَحْمد وَثَّقَهُ وَشرح ثِقَة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من حَدِيث أبي بكر وَأبي هُرَيْرَة أخرجهُمَا الديلمي (قلت) وَمن حَدِيث عصمَة ابْن مَالك أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، وأسانيد الْكل ضَعِيفَة فيتقوى بَعْضهَا بِبَعْض وَالله أعلم. (93) [حَدِيثٌ] " كُلُّ مَوْلُودٍ يُذَرُّ عَلَى سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَتِهِ، فَإِذَا طَالَ عُمْرُهُ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى تُرْبَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ مِنْهَا وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خُلِقْنَا من تربة وَاحِدَة وفيهَا ندفن " (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح وَفِيه من طعن فِيهِ وَمَجْهُولُونَ (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر فِي تاريخي الْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَأعله بمُوسَى بن سهل، وَقَالَ: قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مُوسَى بن سهل ضَعِيف، وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه أَبُو عبد الله بن باكويه الشِّيرَازِيّ فِي جزئه، وَمن طَرِيقه ابْن عَسَاكِر، وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية والصابوني فِي الْمِائَتَيْنِ بِلَفْظ مَا من مَوْلُود إِلَّا وَقد ذَر عَلَيْهِ من تُرَاب حفرته، قَالَ أَبُو عَاصِم: مَا نجد فَضِيلَة لأبي بكر وَعمر مثل هَذِه لِأَن طينتهما من طِينَة رَسُول الله، وَمَعَهُ دفنا. فَالظَّاهِر أَن هَذَا

الْقدر من الحَدِيث مدرج فِي الأول، وَله شَوَاهِد من حَدِيث ابْن عمر: " أَن حَبَشِيًّا دفن فى الْمَدِينَة فَقَالَ النبى دفن بالطينة الَّتِي خلق مِنْهَا " أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير، وَمن حَدِيث أبي سعيد نَحوه. أخرجه الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَمن حَدِيث أنس أخرجه الديلمي، وَعَن ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا عَلَيْهِمَا أخرجهُمَا عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف وَعَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر، وَعَن عَطاء الْخُرَاسَانِي أخرجه عبد بن حميد، وَعَن هِلَال بن يسَاف أخرجه الدينَوَرِي فِي المجالسة. (94) [حَدِيثٌ] " لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَصِرْتُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَقَطَ فِي حِجْرِي تُفَّاحَةٌ فَأَخَذْتُهَا فَانْفَلَقَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ تُقَهْقِهُ، فَقُلْتُ لَهَا تَكَلَّمِي لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ لِمَقْتُولٍ شَهِيدًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ " (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر، وَقَالَ مُنكر وَرِجَاله ثِقَات سوى مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن هِشَام الْوراق وَالْحمل عَلَيْهِ فِيهِ، وَمن حَدِيث أنس وَفِيه يحيى بن شبيب وَمن حَدِيث عقبَة بن عَامر، وَقَالَ مُنكر والآفة فِيهِ من عبد الله بن سُلَيْمَان ابْن يُوسُف الجارودي (عق) من حَدِيث عقبَة وَفِيه عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي مَجْهُول بِالنَّقْلِ (حب) من حَدِيث أنس، وَفِيه الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الْعلوِي، وَقد قلبوا هَذَا وجعلوه لعَلي أخرجه الْخَطِيب من حَدِيث أبي سعيد من طَرِيق عَطِيَّة فإمَّا انْقَلب على بعض الروَاة، وَإِمَّا قلبه بعض المتعصبين، وعطية ضَعِيف قلت وَجَاء هَذَا من حَدِيث عَليّ أَيْضا وَهُوَ فِي تِلْكَ النُّسْخَة الْمَوْضُوعَة على عَليّ بن مُوسَى الرضى وَالله أعلم (تعقب) بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَدِيث عُثْمَان بِأَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان حَدِيث عقبَة واه، ويروى بِإِسْنَادَيْنِ ساقطين عَن أنس، وَوضع من طَرِيق نَافِع عَن ابْن عمر وَهَذَا الْكَلَام يعْطى أَن حَدِيث عقبَة لَا يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ، وَيُؤَيّد ذَلِك أَن الْحَافِظ ابْن حجر زَاد فِي اللِّسَان: أَن عبد الله بن سُلَيْمَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلم ينْفَرد بِهَذَا الحَدِيث بل تَابعه يحيى بن الْمُبَارك (قلت) هُوَ فِي فَضَائِل الصَّحَابَة لخيثمة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات خَيْثَمَة الأطرابلسي حَدثنَا خَلِيل بن عبد القاهر الصَّيْدَاوِيُّ حَدثنَا يحيى بن الْمُبَارك حَدثنَا لَيْث بن سعد فَذكره، وَيحيى هَذَا من ضعفاء دمشق روى عَنهُ جمَاعَة وَمَا علمت فِيهِ جرحا، والخليل الصَّيْدَاوِيُّ روى عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم ابْن قُتَيْبَة الْعَسْقَلَانِي وَأثْنى عَلَيْهِ والْحَدِيث مُنكر كَمَا ترى انْتهى كَلَام التَّلْخِيص، وَقَالَ فِي الْمِيزَان إِن يحيى بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ الدِّمَشْقِي تَالِف، وَقَالَ الْخَطِيب

مَجْهُول، وَزَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَن الدَّارَقُطْنِيّ ضعفه وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ وَتَابعه أَيْضا عَن لَيْث مُحَمَّد بن تَمام أخرجه الغسولي فِي جزئه، وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي أخرجه ابْن بطة، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أَوْس بن أَوْس الثَّقَفِيّ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير، بِسَنَد لَيْسَ فِي رِجَاله مُتَّهم وَلِحَدِيث أنس طَرِيق آخر أخرجه الْخَطِيب فِي الْمُتَّفق والمفترق إِلَّا أَن فِي سَنَده حميد بن هِلَال اللبان الوَاسِطِيّ مَجْهُول، فِي قَول الْخَطِيب، وَقَالَ ابْن لال سَأَلَني عَنهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله فَقلت: لَا أعلم إِلَّا خيرا فَجعل يتعجب ويستغرب الحَدِيث. (95) [حَدِيثُ] " جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أُتِيَ بِجَنَازَةِ رَجُلٍ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهُ مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ الصَّلاةَ عَلَى أَحَدٍ إِلا هَذَا قَالَ إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عُثْمَانَ فَأَبْغَضَهُ اللَّهُ " (عد) وَغَيره من طَرِيق مُحَمَّد بن زِيَاد (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ من هَذَا الطَّرِيق وَضَعفه. (96) [حَدِيثٌ] : " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى سَيْفًا مَغْمُودًا فِي غِمْدِهِ مَا دَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَيًّا فَإِذَا قُتِلَ جُرِّدَ ذَلِكَ السَّيْفُ فَلَمْ يُغْمَدْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (عد) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُد بن دِينَار وَعَمْرو بن فَايِد (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ اقْتصر فِي الْمِيزَان على وَصفه بالنكارة. (97) [حَدِيثُ] " جَابِرٍ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُول الله فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْؤِهِ ونهض النبى إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ قَالَ أَنْت ولى فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " (أَبُو يعلى) وَفِيه طَلْحَة بن زيد لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَعبيدَة بن حسان مَتْرُوك، وَجَاء من طَرِيق آخر أخرج الْحسن بن عَرَفَة عَن عبيد الْحِمْيَرِي قَالَ: " كنت فِيمَن حصر عُثْمَان فَأَشْرَف علينا ذَات يَوْم فَقَالَ هَهُنَا طَلْحَة قَالَ نعم قَالَ: نشدتك الله أما تعلم أَن رَسُول الله قَالَ ذَات يَوْم: ليَأْخُذ كل رجل مِنْكُم بيد جليسه ووليه، " الحَدِيث، وَفِيه خَارِجَة بن مُصعب قَالَ ابْن حبَان كَانَ يُدَلس عَن الْكَذَّابين وَوَقع فِي حَدِيثه الموضوعات (تعقب) بِأَن حَدِيث جَابر أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ صَحِيح، وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ بل ضَعِيف فِيهِ طَلْحَة بن زيد، وَهُوَ رَوَاهُ عَن عُبَيْدَة بن حسان شيخ مقل انْتهى وخارجة روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن

مَاجَه، وَقَالَ ابْن عدي: يكْتب حَدِيثه، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق أخرجه عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل فِي زَوَائِد الْمسند وَالْحَاكِم من طَرِيق الْقَاسِم بن الحكم بن إِدْرِيس الْأنْصَارِيّ حَدثنِي أَبُو عباد الزرقي عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه قَالَ: شهِدت عُثْمَان يَوْم حوصر فَذكر نَحوه، وَقَالَ الْحَاكِم. صَحِيح وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن الْقَاسِم ضَعِيف (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث جَابر الَّذِي قبله فِي الْأَحَادِيث الضعيفة لَا الْمَوْضُوعَة وَالله أعلم. (98) [حَدِيثٌ] " لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيَّ وَعَلَى عَلِيٍّ سَبْعَ سِنِينَ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ مَعِي رَجُلٌ غَيْرُهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أبي رَافع الْهَاشِمِي مَوْلَاهُم، وَلَيْسَ بشئ مُنكر الحَدِيث " (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عباد بن عبد الصَّمد (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن عبيد الله من رجال ابْن مَاجَه، وَبِأَن للْحَدِيث طَرِيقا آخر من حَدِيث أبي ذَر أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) هُوَ من طَرِيق عَمْرو بن جَمِيع لكنه يتقوى بشواهده الْآتِيَة وَالله أعلم. (99) [أَثَرُ] " عَلِيٍّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ وَأَنَا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلا كَاذِبٌ صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ " (النَّسَائِيّ) فِي الخصائص وَفِيه الْمنْهَال بن عَمْرو تَركه شُعْبَة وَفِيه عباد بن عبد الله الْأَسدي قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ ضَعِيف الحَدِيث (تعقب) بِأَن الْمنْهَال روى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين، وَعباد وَثَّقَهُ ابْن حبَان، والأثر أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ على شَرط الشَّيْخَيْنِ. لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن عبادا ضَعِيف. (100) [أَثَرُ] " عَلِيٍّ عَبَدْتُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِهِ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَمْسَ سِنِينَ أَوْ سَبْعَ سِنِينَ، " (أَبُو مُحَمَّد بن ماسي) فِي فَوَائده الَّتِي مَعَ جزؤ الْأنْصَارِيّ من طَرِيق حَبَّة بن جُوَيْن العرني وَهُوَ كَمَا قَالَ ابْن حبَان غال فِي التَّشَيُّع واه فِي الحَدِيث، وَفِيه أَيْضا الْأَجْلَح مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن حَبَّة وَإِن ضعفه الْأَكْثَرُونَ فقد قَالَ الْعجلِيّ فِيهِ تَابِعِيّ ثِقَة وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ يُقَال لَهُ رُؤْيَة، وَقَالَ ابْن عدي: مَا رَأَيْت لَهُ مُنْكرا قد جَاوز الْحَد، وَالْأَجْلَح روى لَهُ الْأَرْبَعَة، وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَالْعجلِي، وَقَالَ ابْن عدى شيعى صَدُوق،

والأثر أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِنَحْوِهِ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه بِأَن خَدِيجَة وَأَبا بكر وبلالا وزيدا آمنُوا أول مَا بعث النبى وعبدوا الله مَعَه، قَالَ: وَلَعَلَّ السّمع أَخطَأ وَيكون عَليّ قَالَ: عبدت الله مَعَ رَسُوله ولي سبع سِنِين وَلم يضْبط الرَّاوِي مَا سمع. (101) [حَدِيثُ] " ابْنِ مَسْعُودٍ كنت مَعَ النبى لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ فَتَنَفَّسَ فَقُلْتُ مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ مَنْ قُلْتُ أَبُو بَكْرٍ فَسَكَتَ ثُمَّ مَضَى سَاعَةً، فَتَنَفَّسَ، قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، قُلْتُ فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ مَنْ؟ قُلْتُ عُمَرُ. ثُمَّ مَضَى سَاعَةً ثُمَّ تَنَفَّسَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ قَالَ: نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، قُلْتُ فَاسْتَخْلِفْ قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَطَاعُوهُ لَيَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ أَجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ (طب) من طَرِيق مينا مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف (تعقب) بِأَن مينا تَابعه أَبُو عبد الله الجدلي أخرجه الطَّبَرَانِيّ أَيْضا وَقد يقوى هَذَا بِحَدِيث عَلِيٍّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: " سَأَلت الله أَن يقدمك ثَلَاثًا " فَأبى عَليّ إِلَّا تَقْدِيم أبي بكر رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد. (102) [حَدِيثٌ] " أَوَّلُكُمْ وُرُودًا عَلَيَّ الْحَوْضَ أَوَّلُكُمْ إِسْلامًا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " (عد) من حَدِيث سلمَان وَفِيه أَبُو مُعَاوِيَة الزَّعْفَرَانِي عبد الرَّحْمَن بن قيس، وَتَابعه سيف بن مُحَمَّد وَهُوَ شَرّ مِنْهُ أخرجه الْخَطِيب (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق سيف، وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن سَيْفا كَذَّاب، لَكِن لَهما متابع قوي وَهُوَ عبد الرَّزَّاق أخرجه ابْن أبي عَاصِم فِي السّنة عَن عبد الرَّزَّاق إِلَّا أَنه جعله مَوْقُوفا على سلمَان، وَلَا يضرّهُ ذَلِك لِأَن لَهُ حكم الرّفْع، وَابْن الْجَوْزِيّ نَفسه قد أخرجه فِي الواهيات من وَجه آخر وَهَذَا يدل على أَن مَتنه عِنْده لَيْسَ بموضوع وَقد عَابَ الْحفاظ هَذَا الْأَمر بِعَيْنِه، فَقَالُوا: إِنَّه يُورد حَدِيثا فِي كتاب الموضوعات ثمَّ يُورِدهُ فِي الْعِلَل، وموضوعه الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة الَّتِي لم تَنْتَهِ إِلَى أَن يحكم عَلَيْهَا بِالْوَضْعِ وَهَذَا تنَاقض. (103) [حَدِيثٌ] " أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا " (ابْن بطة) فِي الْإِبَانَة من حَدِيث عَليّ من طَرِيق مُحَمَّد بن عمر بن الرُّومِي لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَفِيه أَيْضا سَلمَة بن كهيل عَن الصنَابحِي، وَسَلَمَة لم يسمع الصنَابحِي (نع) من طَرِيق عبد الحميد بن بَحر (مر) من طَرِيق

مُحَمَّد بن قيس وَهُوَ مَجْهُول وَفِي لفظ أَنا مَدِينَة الْفِقْه وَعلي بَابهَا (ابْن بطة) وَفِي لفظ: " أَنا مَدِينَة الْعلم وَعلي بَابهَا فَمن أَرَادَ الْعلم فليأت الْبَاب " (مر) بِسَنَد فِيهِ مَجَاهِيل (طب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق أبي الصَّلْت الْهَرَوِيّ (خطّ) من طَرِيقين فِي أَحدهمَا جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ وَفِي الآخر رَجَاء بن سَلمَة (عق) من طَرِيق عمر بن إِسْمَاعِيل بن مجَالد (عد) من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أَحْمد بن سَلمَة وَفِي الآخر سعيد بن عقبَة مَجْهُول لَيْسَ بِثِقَة (مر) من طَرِيق الْحسن بن عُثْمَان (حب) من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يُوسُف (عد) من حَدِيث جَابر من طَرِيق أبي جَعْفَر الْمكتب (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وحديثا ابْن عَبَّاس وَجَابِر أخرجهُمَا الْحَاكِم، وَسُئِلَ الْحَافِظ ابْن حجر عَن هَذَا الحَدِيث فِي فتيا، فَكتب عَلَيْهَا: هَذَا الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ، وَخَالف أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فَذكره فِي الموضوعات، وَالصَّوَاب خلاف قَوْلهمَا مَعًا. وَأَن الحَدِيث من قسم الْحسن، لَا يرتقي إِلَى الصِّحَّة وَلَا ينحط إِلَى الْكَذِب، وَبَيَان ذَلِك يَسْتَدْعِي طولا، وَلَكِن هَذَا هُوَ الْمُعْتَمد. وَقَالَ فِي لِسَان الْمِيزَان: هَذَا الحَدِيث لَهُ طرق كَثِيرَة فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم أقل أحوالها أَن يكون للْحَدِيث أصل، فَلَا يَنْبَغِي أَن يُطلق عَلَيْهِ القَوْل بِالْوَضْعِ انْتهى. وللحافظ العلائي فِي أجوبته عَن الْأَحَادِيث الَّتِي تعقبها السراج الْقزْوِينِي على مصابيح الْبَغَوِيّ فصل طَوِيل فِي الرَّد على ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره مِمَّن حكم بِوَضْع هَذَا الحَدِيث وَحَاصِله الحكم على الحَدِيث بِأَنَّهُ حسن. (104) [حَدِيثُ] " أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ كَانَ رَسُول الله يُوحَى إِلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ وَلَمْ يُصَلِّ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِعَلِيٍّ أَصَلَّيْتَ؟ قَالَ: لَا قَالَ رَسُول الله اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْسَ قَالَت أَسمَاء فرأيتها غربت ثمَّ رَأَيْتهَا طلعت بعد مَا غربت " (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق فُضَيْل بن مَرْزُوق وَقد ضعفه يحيى (شا) من طَرِيق ابْن عقدَة، وَهُوَ رَافِضِي رمي بِالْكَذِبِ، وَفِيه أَيْضا عبد الرَّحْمَن بن شريك، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم: واهي الحَدِيث، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه (مر) من طَرِيق دَاوُد بن فَرَاهِيجَ وَقد ضعفه شُعْبَة (تعقب) بِأَن فضيلا ثِقَة صَدُوق احْتج بِهِ مُسلم وَالْأَرْبَعَة. وَعبد الرَّحْمَن بن شريك وَثَّقَهُ غير أبي حَاتِم. وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَابْن عقدَة من كبار الْحفاظ،

وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي ذمه ومدحه، وَكذب الدَّارَقُطْنِيّ من اتهمه بِالْوَضْعِ، وَقَالَ حَمْزَة السَّهْمِي: مَا يتهمه بِالْوَضْعِ الأطبل. وَدَاوُد وَثَّقَهُ قوم، ثمَّ الحَدِيث صرح بِتَصْحِيحِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة والحفاظ مِنْهُم الطَّحَاوِيّ. وللسيوطي جُزْء فِي تتبع طرق هَذَا الحَدِيث، وَبَيَان حَاله سَمَّاهُ: كشف اللّبْس فِي حَدِيث رد الشَّمْس وختمه بقوله: وَمِمَّا يشْهد لصِحَّة ذَلِك قَول الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَغَيره: مَا أُوتِيَ نَبِي معْجزَة إِلَّا أُوتى نَبينَا نظيرها، أَو أبلغ مِنْهَا، وَقد صَحَّ أَن الشَّمْس حبست على يُوشَع ليالى قَاتل الجبارين، فلابد أَن يكون لنبينا نَظِير ذَلِك، فَكَانَت هَذِه الْقِصَّة نَظِير تِلْكَ (قلت) وَمِمَّنْ صرح بذلك جَازِمًا بِهِ الإِمَام حَازِم القرطاجى فَقَالَ فِي مقصورته: (وَالشَّمْس مَا ردَّتْ لغير يُوشَع ... لما غزا ولعلي إِذْ غفا) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات أمْلى أَبُو الْقَاسِم الحسكاني مَجْلِسا فِي رد الشَّمْس فَقَالَ: روى ذَلِك عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس وَعلي وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد بأسانيد مُتَّصِلَة قلت لَكِنَّهَا سَاقِطَة لَيست بصحيحة، ثمَّ سَاقه من طرق مِنْهَا أَحْمد بن صَالح الْحَافِظ وَابْن برد الْأَنْطَاكِي وَغَيرهمَا عَن ابْن أبي فديك أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُوسَى الفطرمى عَن عون بن مُحَمَّد عَن أمه أم جَعْفَر عَن جدَّتهَا أَسمَاء بنت عُمَيْس " أَن رَسُول الله صلى الظّهْر ثمَّ أرسل عليا فِي حَاجَة فَرجع، وَقد صلى رَسُول الله الْعَصْر، فَوضع رَأسه فِي حجر عَليّ، وَلم يحركه حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس،. فَقَالَ رَسُول الله إِن عَبدك عليا احْتبسَ بِنَفسِهِ على نبيه فَرد عَلَيْهِ شرقها، قَالَت أَسمَاء فطلعت الشَّمْس حَتَّى وقفت على الْجبَال وَالْأَرْض فَقَامَ عَليّ وَتَوَضَّأ وَصلى الْعَصْر، " ثمَّ غَابَتْ الشَّمْس وَذَلِكَ فِي الصَّهْبَاء فِي غَزْوَة خَيْبَر، قَالَ الحسكاني أم جَعْفَر هِيَ بنت مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَابْنهَا عون بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، هَذَا حَدِيث غَرِيب عَجِيب انْفَرد بِهِ ابْن أبي فديك، وَهُوَ صَدُوق، وَشَيْخه الفطري صَدُوق، وَاعْترض على هَذَا بِمَا صَحَّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي: " أَن الشَّمْس لم تحبس إِلَّا ليوشع بن نون ليَالِي سَار إِلَى بَيت الْمُقَدّس، وَقَالَ شيعي: إِنَّمَا نفى عَلَيْهِ السَّلَام وقوفها، وحديثنا فِيهِ الطُّلُوع بعد المغيب فَلَا تضَاد بَينهمَا (قلت) لَو ردَّتْ لعَلي لَكَانَ ردهَا يَوْم الخَنْدَق للنبى

أولى، فَإِنَّهُ حزن وتألم ودعا على الْمُشْركين لذَلِك ثمَّ نقُول لَو رددت لعَلي لَكَانَ بِمُجَرَّد دُعَاء النبى، وَلَكِن لما غَابَتْ خرج وَقت الْعَصْر، وَدخل وَقت الْمغرب، وَأفْطر الصائمون وَصلى الْمُسلمُونَ الْمغرب فَلَو ردَّتْ الشَّمْس للَزِمَ تخبيط الْأمة فِي صَومهَا وصلاتها. وَلم يكن فِي ردهَا فَائِدَة لعَلي إِذْ رُجُوعهَا لَا يُعِيد الْعَصْر أَدَاء، ثمَّ هَذِه الْحَادِثَة الْعَظِيمَة لَو وَقعت لاشتهرت وتوفرت الهمم والدواعي على نقلهَا، إِذْ هِيَ فِي نقض الْعَادَات جَارِيَة مجْرى طوفان نوح، وانشقاق الْقَمَر " انْتهى كَلَام الذَّهَبِيّ (وَأَقُول) قَوْله قَالَ شيعي إِنَّمَا نفى عَلَيْهِ السَّلَام وقوفها إِلَى آخِره فِي نسبته هَذَا الْجَواب لشيعي نظر فَإِن الْمُجيب بِهِ الطَّحَاوِيّ فِي مُشكل الْآثَار، وللحافظ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي جَوَاب آخر هُوَ أَن الْحصْر مَحْمُول على مَا مضى للأنبياء قبل نَبينَا، وَقَوله " لَو ردَّتْ الشَّمْس لعَلي لَكَانَ ردهَا يَوْم الخَنْدَق للنَّبِي أولى، " قد سبقه إِلَيْهِ الجوزقاني وَجَوَابه أَن رد الشَّمْس لعَلي إِنَّمَا كَانَ بِدُعَاء النبى، وَلم يثبت أَنه دَعَا فِي وقْعَة الخَنْدَق أَن ترد عَلَيْهِ الشَّمْس، فَلم ترد، بل لم يدع على أَن القَاضِي عياضا ذكر فِي الْإِكْمَال نقلا عَن مُشكل الْآثَار للطحاوي وَنَقله عَن القَاضِي عِيَاض أَئِمَّة وأقروه مِنْهُم النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم والحافظ مغلطاي فِي الزهر الباسم والحافظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ أَن النبى دَعَا الله يَوْم الخَنْدَق أَن يرد الشَّمْس عَلَيْهِ فَردهَا حَتَّى صلى الْعَصْر، لَكِن فِي هَذَا نظر من وَجْهَيْن أَحدهمَا: أَن الَّذِي صَحَّ فِي وقْعَة الخَنْدَق أَنه صلى الْعَصْر بعد مَا غربت الشَّمْس، وَثَانِيهمَا أَن الْمَوْجُود فِي مُشكل الْآثَار إِنَّمَا هُوَ حَدِيث أَسمَاء فِي قصَّة خَيْبَر. وَقَوله: ورجوعها لَا يُعِيد الْعَصْر أَدَاء جَوَابه: أَن فِي تذكرة الْقُرْطُبِيّ مَا يَقْتَضِي أَنَّهَا وَقعت أَدَاء قَالَ رَحمَه الله. فَلَو لم يكن رُجُوع الشَّمْس نَافِعًا وَأَنه لَا يَتَجَدَّد الْوَقْت لما ردهَا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَفِي كتاب الْمُنْتَقى فِي عصمَة الْأَنْبِيَاء للْإِمَام نور الدَّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصَّابُونِي الْحَنَفِيّ مَا يَقْتَضِي ذَلِك أَيْضا فَإِنَّهُ قَالَ وَالْمَقْصُود برد الشَّمْس رد الْوَقْت حَتَّى تُؤَدّى الصَّلَاة فِي وَقتهَا انْتهى، ورأيته فِي تَعْلِيق لبَعض معاصري أشياخنا من الشَّافِعِيَّة من أهل حَضرمَوْت مَجْزُومًا بِهِ ورتب عَلَيْهِ لغزا فَقَالَ وعَلى ذَلِك يُقَال رجل أحرم بِصَلَاة قَضَاء عَالما بقوات الْوَقْت فَوَقَعت أَدَاء وَصورته أحرم بِصَلَاة الْعَصْر بعد مَا غربت الشَّمْس فطلعت قبل أَن يفرغ مِنْهَا بِرَكْعَة انْتهى. وَرَأَيْت فِي كتاب لبَعض أشياخي فِي هَذِه الْقِصَّة أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين الشافعى

ابْن دَقِيق الْعِيد حكى قَوْلَيْنِ للْعُلَمَاء فِي أَن هَذِه الصَّلَاة كَانَت أَدَاء أم قَضَاء. (تَنْبِيه) تحصل مِمَّا مر أَن الشَّمْس وقفت ثَلَاث مَرَّات إِن ثبتَتْ قصَّة الخَنْدَق وَورد وقوفها فِي ثَلَاث مَرَّات أُخْرَى فنذكرها تتميما للفائدة، (أَحدهَا) لنبينا ذكر القَاضِي عِيَاض فِي الشفا عَن زِيَادَة الْمَغَازِي ليونس بن بكير أَنه لما أسرِي برَسُول الله، وَأخْبر قومه بالرؤيا والعلامة الَّتِي فى العير، قَالُوا مَتى تجئ قَالَ: يَوْم الْأَرْبَعَاء فَلَمَّا كَانَ ذَلِك الْيَوْم أشرفت قُرَيْش ينظرُونَ وَقد ولى النَّهَار وَلم تجئ فَدَعَا رَسُول الله فزيد لَهُ فِي النَّهَار سَاعَة. وحبست عَلَيْهِ الشَّمْس حَتَّى دخلت العير، وَالثَّانيَِة: لداود عَلَيْهِ السَّلَام إِن ثَبت أخرجه الْخَطِيب فِي كتاب النُّجُوم عَن عَطاء، قَالَ: قيل لعَلي بن أبي طَالب: هَل كَانَ للنجوم أصل، قَالَ: نعم كَانَ نَبِي من الْأَنْبِيَاء يُقَال لَهُ يُوشَع بن نون فَقَالَ قومه: إِنَّا لَا نؤمن بك حَتَّى تعلمنا بَدْء الْخلق وآجاله؛ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَى غمامة فأمطرتهم واستنقع على الْجَبَل مَاء صافيا ثمَّ أوحى الله تَعَالَى إِلَى الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم أَن تجْرِي فِي ذَلِك المَاء ثمَّ أوحى إِلَى يُوشَع بن نون أَن يرتقي هُوَ وَقَومه على الْجَبَل؛ فارتقوا الْجَبَل، فَقَامُوا على المَاء حَتَّى عرفُوا بَدْء الْخلق وآجاله بمجاري الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم وساعات اللَّيْل وَالنَّهَار، فَكَانَ أحدهم يعلم مَتى يَمُوت، وَمَتى يمرض، وَمن الَّذِي يُولد لَهُ، وَمن الَّذِي لَا يُولد لَهُ، قَالَ فبقوا كَذَلِك بُرْهَة من زمَان دهرهم، ثمَّ إِن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام قَاتلهم على الْكفْر فأخرجوا إِلَى دَاوُد فِي الْقِتَال من لم يحضر أَجله، وَمن حضر أَجله خلفوه فِي بُيُوتهم، فَكَانَ يقتل من أَصْحَاب دَاوُد، وَلَا يقتل من هَؤُلَاءِ أحد، فَقَالَ دَاوُد: رب أقَاتل على طَاعَتك وَيُقَاتل هَؤُلَاءِ على معصيتك، فَيقْتل أَصْحَابِي وَلَا يقتل من هَؤُلَاءِ أحد، فَأوحى الله إِلَيْهِ إِنِّي كنت عَلَّمْتهمْ بَدْء الْخلق وآجاله وَإِنَّمَا أخرجُوا إِلَيْك من لم يحضر أَجله وَمن حضر أَجله خلفوه فِي بُيُوتهم، فَمن ثمَّ يقتل من أَصْحَابك وَلَا يقتل مِنْهُم أحد، قَالَ دَاوُد: يَا رب على مَاذَا عَلَّمْتهمْ قَالَ على مجاري الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم وساعات اللَّيْل وَالنَّهَار، قَالَ فَدَعَا الله فحبست الشَّمْس عَلَيْهِم فَزَاد فِي النَّهَار فاختلطت الزِّيَادَة بِاللَّيْلِ فَلم يعرفوا قدر الزِّيَادَة فاختلط عَلَيْهِم حسابهم، قَالَ عَليّ: فَمن ثمَّ كره النّظر فِي النُّجُوم، قَالَ الْخَطِيب فِي إِسْنَاده غير وَاحِد مَجْهُول، وَمَا ذكر فِيهِ من علم الْقَوْم بأوقات آجالهم وَغير ذَلِك من غَائِب أَحْوَالهم غير مَقْبُول وَحبس الشَّمْس على دَاوُد لَيْسَ بِصَحِيح، وَقد صَحَّ عَنهُ

أَن الشَّمْس لم تحبس على أحد إِلَّا على يُوشَع بن نون ليَالِي سَار إِلَى بَيت الْمُقَدّس انْتهى (وَالثَّالِثَة) لِسُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام روى الطَّحَاوِيّ وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ عَليّ مَا بلغك فِي قَول الله تَعَالَى حِكَايَة عَن سُلَيْمَان (ردوهَا عَليّ) فَقلت قَالَ لي كَعْب كَانَت أَرْبَعَة عشر فرسا عرضهَا فغابت الشَّمْس قبل أَن يُصَلِّي الْعَصْر، فَأمر بردهَا. فَضرب سوقها وأعناقها بِالسَّيْفِ. فَقَتلهَا فسلبه الله ملكه أَرْبَعَة عشر يَوْمًا لِأَنَّهُ ظلم الْخَيل بقتلها، فَقَالَ عَليّ: كذب كَعْب، وَإِنَّمَا أَرَادَ سُلَيْمَان جِهَاد عدوه. فتشاغل بِعرْض الْخَيل حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس، فَقَالَ الْمَلَائِكَة الموكلين بالشمس بِإِذن الله لَهُم: ردوهَا عَليّ: فردوها عَلَيْهِ حَتَّى صلى الْعَصْر فِي وَقتهَا، وَإِن أَنْبيَاء الله لَا يظْلمُونَ فَلَا يأمرون النَّاس بالظلم قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي فتح الْبَارِي: هَذَا لَا يثبت عَن ابْن عَبَّاس وَلَا غَيره، وَإِن أوردهُ جمَاعَة من الْمُفَسّرين ساكتين عَلَيْهِ جازمين بِهِ، وَالثَّابِت عَن جُمْهُور أهل الْعلم بالتفسير من الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ أَن الضَّمِير الْمُؤَنَّث فِي قَوْله ردوهَا للخيل وَالله أعلم. (105) [حَدِيثُ] " سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ وَخَلَّفَ عَلِيًّا بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: تُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْمَدِينَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا بِي أَوْ بِكَ وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " (حب) وَفِيه حَفْص بن عمر الْأَيْلِي (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ من حَدِيث عَليّ، أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فِي سَنَده عبد الله بن بكير الغنوي مُنكر الحَدِيث عَن حَكِيم بن جُبَير ضَعِيف. (106) [حَدِيثٌ] " النَّظَرُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عِبَادَةٌ (ابْن الْجَوْزِيّ) " من حَدِيث أبي بكر الصّديق من طَرِيقين فِي أَحدهمَا القَاضِي مُحَمَّد الْجعْفِيّ، وَشَيْخه أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَخْزُوم وآفته أَحدهمَا وَفِي الثَّانِي أَبُو سعيد الْعَدوي، وَمن حَدِيث عُثْمَان وَرُوَاته مَجَاهِيل، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق الْحمانِي، وَفِيه أَيْضا يزِيد بن أبي زِيَاد مَتْرُوك، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق أبي سعيد الْعَدوي (نع طب) " من حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيق يحيى بن عِيسَى الرَّمْلِيّ قَالَ ابْن معِين: مَا هُوَ بشئ (خطّ) من حَدِيث معَاذ بن جبل من طَرِيق أَيُّوب عَن هَوْذَة بن خَليفَة، وَلَا يعرف سمع من هَوْذَة وَلَا روى عَنهُ (قطّ)

من حَدِيث جَابر من طَرِيق الْعَدوي (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيقين فِي أَحدهمَا الْعَدوي، وَفِي الآخر مطر بن أبي مطر (مر) من طَرِيق مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي (عد) من حَدِيث ثَوْبَان من طَرِيق يحيى بن سَلمَة بن كهيل، وَهُوَ مَتْرُوك (مر) من حَدِيث عمرَان ابْن حُصَيْن من طَرِيق الْكُدَيْمِي، وروى من طَرِيق نوح بن دارج، وَقد كذبوه، وَمن طَرِيق خَالِد بن طليق وَقد ضَعَّفُوهُ وَمن طرق فِيهَا مَجَاهِيل (نع) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق عباد بن صُهَيْب (تعقب) بِأَن لحَدِيث أبي بكر طَرِيقا آخر أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه توبع فِيهِ الْجعْفِيّ وَشَيْخه فبرئا من عهدته (قلت) ويحي الَّذِي فِي طَرِيق حَدِيث ابْن مَسْعُود روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَلما أورد الهيثمي الحَدِيث فِي الْمجمع أعله بِأَحْمَد بن بديل اليامي وَقَالَ: ضَعِيف، ثمَّ قَالَ وَبَقِيَّة رِجَاله رجال الصَّحِيح وَالله أعلم. وتابع يحيى عَن الْأَعْمَش مَنْصُور بن أبي الْأسود أخرجه أَبُو نعيم فِي فَضَائِل الصَّحَابَة، والأسدي الَّذِي فِي سَنَد حَدِيث أنس عِنْد ابْن مرْدَوَيْه روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وروى أَحْمد ابْن أبي خَيْثَمَة عَن ابْن معِين أَنه وَثَّقَهُ، وَيحيى بن سَلمَة من رجال التِّرْمِذِيّ وَقواهُ الْحَاكِم وَحده، وَأخرج لَهُ فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ الذَّهَبِيّ: وَلم يصب؛ وَلِحَدِيث عمرَان طَرِيق آخر أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك؛ وَقَالَ: صَحِيح الْإِسْنَاد ثمَّ أخرج حَدِيث ابْن مَسْعُود من طرق يحيى بن عِيسَى وَمن طَرِيق آخر شَاهدا لَهُ، والْحَدِيث مُنكر إِذا تعدّدت طرقه ارْتقى إِلَى دَرَجَة الضَّعِيف الْقَرِيب بل رُبمَا يرتقي إِلَى الْحسن، وَهَذَا الحَدِيث ورد من رِوَايَة أحد عشر صحابيا بعدة طرق وَتلك عدَّة التَّوَاتُر فِي رأى قوم (قلت) : وَقَالَ الْحَافِظ العلائي الشَّافِعِي بعد أَن حكى عَن بَعضهم أبطال الحَدِيث: الحكم عَلَيْهِ بِالْبُطْلَانِ فِيهِ بعد، وَلكنه كَمَا قَالَ الْخَطِيب غَرِيب وَالله أعلم. (107) [حَدِيثُ] " سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِسَدِّ الأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَرَكَ بَابَ عَلِيٍّ " (الإِمَام أَحْمد) فِي مُسْنده من طَرِيق عبد الله بن شريك عَن عبد الله بن الرَّقِيب الْكِنَانِي وَهُوَ مَجْهُول (النَّسَائِيّ) من طَرِيق ابْن شريك أَيْضا عَن الْحَارِث بن مَالك وَهُوَ مَجْهُول، وَجَاء بِمَعْنَاهُ من حَدِيث ابْن عمر أخرجه (أَحْمد) أَيْضا من طَرِيق هِشَام بن سعد قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس (نع) فِي الْحِلْية وَفِيه يحيى بن عبد الحميد الْحمانِي وَفِيه أَبُو بلج يحيى بن سليم، قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يُخطئ،

وَمن حَدِيث زيد بن أَرقم (النَّسَائِيّ) وَفِيه مَيْمُون مولى عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ يحيى بن سعيد: لَا شئ. وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله (خطّ) وَفِيه مَجَاهِيل وَكلهَا بَاطِلَة وَضَعتهَا الرافضة قابلوا بهَا الحَدِيث الصَّحِيح الْمُتَّفق عَلَيْهِ فِي سد الْأَبْوَاب غير بَاب أبي بكر (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي فِي القَوْل المسدد فَقَالَ: هَذَا إقدام على رد الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِمُجَرَّد التَّوَهُّم، وَلَا مُعَارضَة بَينه وَبَين حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ، لِأَن هَذِه قصَّة أُخْرَى فقصة عَليّ فِي الْأَبْوَاب الشارعة وَقد كَانَ أذن لَهُ أَن يمر فِي الْمَسْجِد وَهُوَ جنب، وقصة أبي بكر فى مرض الْوَفَاة سد طاقات كَانُوا يستقربون الدُّخُول مِنْهَا كَذَا جمع القَاضِي إِسْمَاعِيل فِي أَحْكَامه والكلاباذي فِي مَعَانِيه. والطَّحَاوِي فِي مشكله، وَعبد الله بن شريك وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين (قلت) وَقَالَ فِي التَّقْرِيب: صَدُوق يتشيع أفرط الْجوزجَاني فكذبه وَالله أعلم، وَهِشَام بن سعد من رجال مُسلم صَدُوق تكلمُوا فِي حفظه، وَحَدِيثه يتقوى بالشواهد، وَمَيْمُون وَثَّقَهُ غير وَاحِد وَتكلم بَعضهم فِي حفظه، وَقد صحّح لَهُ التِّرْمِذِيّ حَدِيثا غير هَذَا انْفَرد بِهِ وَيحيى بن عبد الحميد لم يتفرد بِالْحَدِيثِ بل تَابعه شُعْبَة وَغَيره، وَحَدِيث زيد بن أَرقم أخرجه أَيْضا أَحْمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ، والضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة وَحَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه أَيْضا أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ والكلاباذي وَلِحَدِيث سعد طَرِيق ثَان صَحِيح أخرجه النَّسَائِيّ وَقد ورد أَيْضا مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير. انْتهى مُلَخصا قَالَ السيوطى: وَأَبُو بلح وَثَّقَهُ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهمَا وَيحيى وَثَّقَهُ ابْن معِين. (108) [حَدِيثُ] " أَبى سعيد أَن النبى قَالَ لِعَلِيٍّ: لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَجْنُبَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ " (مر) وَفِيه كثير النواء غال فِي التَّشَيُّع عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ ضَعِيف (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من طَرِيق سَالم ابْن أبي حَفْصَة عَن عَطِيَّة فَزَالَتْ تُهْمَة كثير، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب، وَقد سمع مني مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَعْنِي البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث، قَالَ النَّوَوِيّ: وَإِنَّمَا حسنه التِّرْمِذِيّ لشواهده انْتهى قلت: لم أر من اتهمَ كثيرا وَهُوَ من رجال التِّرْمِذِيّ، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق وَالله أعلم، وَقد ورد من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص

أخرجه الْبَزَّار، وَمن حَدِيث عمر بن الْخطاب أخرجه أَبُو يعلى، وَمن حَدِيث أم سَلمَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، وَمن حَدِيث عَائِشَة أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه، وَالْبَيْهَقِيّ. وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه، وَمن مُرْسل أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ أخرجه الزبير بن بكار فِي أَخْبَار الْمَدِينَة وَالله أعلم. (109) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدَمَ فِي عِلْمِهِ وَنُوحٍ فِي فَهْمِهِ وَإِبْرَاهِيمَ فِي خُلَّتِهِ وَيَحْيَى فِي زُهْدِهِ وَمُوسَى فِي بَطْشِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى عَلِيٍّ " (حا) من حَدِيث أبي الْحَمْرَاء مولى رَسُول الله، وَفِيه أَبُو عمر الْأَزْدِيّ مَتْرُوك (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ أخرجه الديلمي، وَبِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي سعيد أخرجه ابْن شاهين فِي السّنة (قلت) وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ ابْن بطة ثَنَا أَبُو ذَر أَحْمد بن الباغندي ثَنَا أبي عَن مسعر بن يحيى عَن شريك عَن أَبى اسحق عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعا: " من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى آدم فِي علمه وَإِلَى نوح فِي حكمته وَإِلَى إِبْرَاهِيم فِي خلته فَلْينْظر إِلَى عَليّ، " وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: مسعر بن يحيى النَّهْدِيّ لَا أعرفهُ وَخَبره مُنكر انْتهى، وَأَبُو الْحَمْرَاء، قَالَ البُخَارِيّ: يُقَال لَهُ صُحْبَة وَلَا يَصح حَدِيثه وَالله أعلم. (110) [حَدِيثُ] " أَبِي رَافِعٍ كَانَتْ رَايَةُ رَسُول الله يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ عَلِيٍّ، وَرَايَةُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَذَكَرَ خَبَرًا طَوِيلا، وَفِيهِ وَحَمَلَ رَايَةَ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ وَيَقْتُلُهُمْ عَلِيٌّ، فَقَالَ جِبْرِيلُ يَا مُحَمَّدُ. مَا هَذِهِ الْمُوَاسَاةُ فَقَالَ النَّبِيُّ. أَنَا مِنْهُ وَهُوَ مِنِّي، ثمَّ سمعنَا صائحا فِي السَّمَاء يَقُول: لَا سيف إِلَّا ذُو الفقار ولافتى إِلَّا عَليّ " (مر) من طَرِيق عِيسَى بن مهْرَان، وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس: صَاح صايح يَوْم أحد من السَّمَاء لَا سيف إِلَّا إِلَخ (مر) من طَرِيق يحيى بن سَلمَة بن كهيل وَهُوَ شيعي مَتْرُوك، وَمن حَدِيث أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ: " نَادَى مُنَاد من السَّمَاء يَوْم بدر يُقَال لَهُ رضوَان لأسيف إِلَى آخِره " (مر) من طَرِيق عمار ابْن أُخْت سُفْيَان وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن عَمَّا راثقة ثَبت حجَّة من رجال مُسلم وَأحد الأبدال، وَابْن الْجَوْزِيّ تبع فِي تجريحه ابْن حبَان، وَقد رد عَلَيْهِ، فَهَذَا أشبه طرق الحَدِيث غَايَة الْأَمر أَنه مُرْسل، (قلت) . قَالَ بعض أشياخي شيخ عمار، طريف الْحَنْظَلِي مَا عَرفته، وأخاف أَن يكون هُوَ الآفة وَالله أعلم.

(111) [حَدِيثُ] " حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ: خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَاطِمَةَ فَقَالَ النبى هِيَ لَكَ يَا عَلِيُّ لَسْتُ بِدَجَّالٍ " (طب عق) من طَرِيق مُوسَى بن قيس الْحَضْرَمِيّ غال فِي الرَّفْض (تعقب) بِأَنَّهُ روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَوَثَّقَهُ ابْن معِين (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب: صَدُوق رمي بالتشيع وَالله أعلم. وَقَالَ الهيثمي فِي الْمجمع بعد إِيرَاده الحَدِيث. رِجَاله ثِقَات إِلَّا أَن حجرا لم يسمع من النبى (قلت) : وَفِي الْإِصَابَة لِلْحَافِظِ ابْن حجر: اتَّفقُوا على أَن حجر بن عَنْبَس لم ير النَّبِي فَكَأَنَّهُ سمع هَذَا من بعض الصَّحَابَة وَالله أعلم، وَلما أورد الْعقيلِيّ الحَدِيث أوردهُ من وَجه آخر عَن مُوسَى ابْن قيس عَن حجر بِلَفْظ: " لما زوج النبى فَاطِمَة من عَليّ قَالَ: لقد زَوجتك غير دجال، " ثمَّ قَالَ الْعقيلِيّ: هَذِه الْأَحَادِيث من أحسن مَا يروي مُوسَى، وَهُوَ يحدث بأباطيل وَأَحَادِيث ردية. (112) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ: لما حضر رَسُول الله الْمَوْتُ قَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ حَبِيبِي فَدَعَوْتُ أَبَا بَكْرٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ حَبِيبِي، فَدَعَوْا لَهُ عُمَرَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ ادْعُوا إِلَيَّ حَبِيبِي، فَقُلْتُ: وَيْلَكُمُ ادْعُوا لَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَاللَّهِ مَا يُرِيدُ غَيْرَهُ، فَلَمَّا رَآهُ، فَرَدَ الثَّوْبَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِيهِ، فَلَمْ يَزَلْ مُحْتَضِنَهُ حَتَّى قُبِضَ " (قطّ) وَقَالَ تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بن أبان عَن عبد الله ابْن مُسلم الْملَائي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَن الدَّارَقُطْنِيّ اقْتصر على وَصفه بالغرابة، وَإِسْمَاعِيل بن أبان هَذَا هُوَ الْوراق من شُيُوخ البُخَارِيّ، وَلَيْسَ هُوَ الغنوي الْمَنْسُوب إِلَى الْكَذِب والوضع، نعم فِيهِ مُسلم بن كيسَان وَهُوَ من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، مَتْرُوك فَالْحَدِيث ضَعِيف، وَجَاء من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، وَفِي آخِره: فستره بثوبق وأكب عَلَيْهِ، فَلَمَّا خرج من عِنْده، قيل لَهُ مَا قَالَ؟ قَالَ: عَلمنِي ألف بَاب يفتح كل بَاب ألف بَاب، أخرجه ابْن عدي من طَرِيق ابْن لَهِيعَة، وَعنهُ كَامِل بن طَلْحَة (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصها: بِهَذَا وَشبهه اسْتحق ابْن لَهِيعَة التّرْك، مَعَ أَن رَاوِيه عَنهُ مضعف وَالله أعلم. (113) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَرِيضا فَدخلت عَلَيْهِ وَعِنْده أَبى بَكْرٍ وَعُمَرُ جَالِسَانِ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ، فَمَا كَانَ إِلا سَاعَةٌ حَتَّى دخل النبى

الفصل الثالث

فَتَحَوَّلْتُ عَنْ مَجْلِسِي فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ فِي مَكَانِي، وَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا نَرَاهُ مَائِتًا فَقَالَ: لَنْ يَمُوتَ هَذَا الآنَ وَلَنْ يَمُوتَ إِلا مَقْتُولا (قطّ) وَفِيه نَاصح بن عبد الله المحلمي وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن أبان (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق عبد الْعَزِيز بن الْخطاب عَن نَاصح، لكنه تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ: إِسْنَاده واه وَأخرجه ابْن عدي من طَرِيق عباد بن يَعْقُوب عَن عَليّ بن هَاشم عَن نَاصح عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة، وَأخرجه ابْن عدي أَيْضا من طَرِيق عباد بن يَعْقُوب عَن عَليّ بن هَاشم عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن جده. (114) [حَدِيثُ] " أَبِي أَيُّوبَ أَمَرَنَا بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ مَعَ عَلِيٍّ " (حب) وَفِيه أصبغ بن نباتة: وَعنهُ عَليّ بن الحزور شيعي مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ طرقا أُخْرَى غير هَذِه فَأخْرجهُ الْحَاكِم فِي الْأَرْبَعين من طَرِيقين، وَأخرجه من حَدِيث عَليّ بِلَفْظ: أمرت بِقِتَال ثَلَاثَة فَذكره، وَأخرجه من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ بِسَنَد ضَعِيف، وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود، وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ من طَرِيقين وَأخرجه أَبُو يعلى والخطيب والحافظ عبد الْغَنِيّ فِي إِيضَاح الْإِشْكَال من حَدِيث عَليّ. قَالَ الْعقيلِيّ: وأسانيدها لينَة، وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عمار (قلت) وَأخرج الْحَاكِم فِي الْأَرْبَعين شَاهدا لَهُ من حَدِيث أبي سعيد " سَمِعت رَسُول الله يَقُول: " إِن مِنْكُم من يُقَاتل على تَأْوِيل الْقُرْآن كَمَا قَاتَلت على تَنْزِيله، قَالَ أَبُو بكر: أَنا هُوَ يَا رَسُول الله قَالَ: لَا، قَالَ عمر. أَنا هُوَ يَا رَسُول الله، قَالَ: لَا وَلَكِن خاصف النَّعْل، قَالَ. وَكَانَ أعْطى عليا نَعله يخصفها، " قَالَ الْحَاكِم صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَالله أعلم. الْفَصْل الثَّالِث (115) [حَدِيثٌ] " حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَشُكْرُهُ وَحِفْظُهُ وَاجِبٌ عَلَى أُمَّتِي " (قطّ) مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ من طَرِيق عمر بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي. وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وأعلمه بعمر، وَالْحَال أَن لَهُ حَدِيثا آخر فِي مَنَاقِب أبي بكر ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَأعله بعمر، وَهَذَا من تنَاقض ابْن الْجَوْزِيّ (قلت) أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقَالَ: مُنكر جدا وَالله أعلم.

(116) [حَدِيث] " أنس: أَنه قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَطْيَبَ مَالَكَ مِنْهُ بِلالٌ مُؤَذِّنِي وَنَاقَتِي الَّتِي هَاجَرْتُ عَلَيْهَا، وَزَوَّجْتَنِي ابْنَتَكَ، وَوَاسَيْتَنِي بِمَالِكَ وَنَفْسِكَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ تَشْفَعُ لأُمَّتِي " (عد) وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش وَالْفضل بن الْمُخْتَار، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: حَدِيث بَاطِل. (117) [حَدِيثٌ] " إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ عَلَيَّ مِنَّةً أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ وَوَاسَانِي بِمَالِهِ وَصَاحِبِي بِالْغَارِ وَإِنَّ أَفْضَلَ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ مَالُ أَبِي بَكْرٍ، مِنْهُ نَاقَتِي الَّتِي هَاجَرْتُ عَلَيْهَا. وَمِنْهُ مُؤَذِّنِي بِلالٌ (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه عمر بن صبح. (118) [حَدِيثٌ] " قُلْتُ لِجِبْرِيلَ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ: يَا جِبْرِيلُ عَلَى أُمَّتِي حِسَابٌ، قَالَ: كُلُّ أُمَّتِكَ عَلَيْهَا حِسَابٌ مَا خَلا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ ادْخُلِ الْجَنَّةَ. قَالَ مَا أَدْخُلُ حَتَّى يَدْخُلَ مَعِي مَنْ كَانَ يُحِبُّنِي فِي الدُّنْيَا " (خطّ) من حَدِيث أنس من طَرِيق كثير النواء، وَعنهُ دَاوُد بن صَغِير، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ كثير ضَعِيف، وَلَا أَحسب الْبلَاء إِلَّا من دَاوُد (قلت) مر فِي الْفَصْل الَّذِي قبله أَن كثيرا وثق، وَدَاوُد لم أرهم اتَّهَمُوهُ، وَإِنَّمَا قَالَ الْخَطِيب: ضَعِيف، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مُنكر الحَدِيث فَالْحق أَن الحَدِيث من الواهيات لَا من الموضوعات وَالله أعلم. (119) [حَدِيثٌ] : " أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَائِشَةُ آلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ آلِي، وَسَيَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَ آلِهِ وَآلِي فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " (نجا) من حَدِيث حنيش بن خَالِد وَكَانَت لَهُ صُحْبَة (قلت) لم يبين علته، وَفِيه جزام بن هِشَام ومكرم بن مُحرز وَغَيرهمَا مَا عرفتهم وَالله أعلم. (120) [حَدِيثٌ] " أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ تَاجُ الإِسْلامِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُلَّةُ الإِسْلامِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِكْلِيلُ الإِسْلامِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ طِيبُ الإِسْلامِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَتَوَّجَ وَيَتَحَلَّى وَيَتَكَلَّلَ وَيَتَطَّيَب فَلْيُحِبَّ أَئِمَّةَ الْهُدَى وَمَصَابِيحَ الدُّجَى، فَإِنَّ مَثَلَ حُبِّهِمْ كَمَثَلِ الْغَيْثِ حَيْثُمَا وَقَعَ نَفَعَ " (نجا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيق خلف بن عمر ابْن خلف الْخياط عَن عبد الله بن هِلَال الْغَازِي الزنجاني، وَقَالَ: حَدِيث مُنكر مركب

على إِسْنَاد صَحِيح والآفة من خلف أَو من شَيْخه فَإِنَّهُ مَجْهُول، وَأخرجه الديلمي أَيْضا، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: هَذَا كذب. (121) [حَدِيثٌ] " مَثَلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مَثَلُ اللَّبَنِ فِي الصَّفَا وَمَثَلُ عُمَرَ كَالْمَاءِ الزُّلالِ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَمَثَلُ عُثْمَانَ كَمَثَلِ الْعَسَلِ وَمَثَلُ عَلِيٍّ كَمَثَلِ الْخَمْرِ لَذَّةً لِلشَّارِبِينَ وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ لأَهْلِ الْجَنَّةِ " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مَنْصُور بن عبد الله الْهَرَوِيّ كَذَّاب كَمَا مر فِي الْمُقدمَة، وَالْحسن بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ مَا عَرفته وَالله أعلم. (122) [حَدِيث] " لكل شئ أس وأس الْإِيمَان الْوَرع، وَلَك شئ فَرْعٌ وَفَرْعُ الإِيمَانِ الصَّبْرُ، وَلِكُلِّ شئ سِنَامٌ وَسِنَامُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْعَبَّاسُ، وَلكُل شئ سِبْطٌ وَسِبْطُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْن، وَلكُل شئ جَنَاحٌ وَجَنَاحُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو بكر وَعمر، وَلكُل شئ مِجَنٌّ وَحِصْنٌ وَمِجَنُّ هَذِهِ الأُمَّةِ وحصنها على بن أَبى الطَّالِب، " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن الحكم بن ظهير. (123) [حَدِيثٌ] " لَمَّا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي نَظَرْتُ إِلَى بُرْجٍ أَعْلاهُ مِنْ نُورٍ، وَأَوْسَطُهُ نُورٌ، وَأَسْفَلُهُ نُورٌ، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ: لِمَنْ هَذَا الْبُرْجُ؟ قَالَ: هَذَا لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ " (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه عباد بن صُهَيْب. (124) [حَدِيثُ] " أَبِي سعيد أَنه قَالَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا نَادَى مُنَادٍ يَا مُحَمَّدُ حِبَّ مَنْ أُحِبُّ فَقُلْتُ وَمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ أُحِبُّ أَبَا بكر الصّديق فَقَالَ النبى بَخٍ بَخٍ اللَّهُ يُحِبُّكَ وَأَنَا أُحِبُّكَ وَلَوْ أَحَبَّكَ أَهْلُ الأَرْضِ جَمِيعًا مَا عَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِالنَّارِ " (نجا) وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِسَنَد فِيهِ عمر بن سِنَان، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك (قلت) : لم يبين عِلّة الأول وَفِي سَنَده من لم أعرفهم، وَعمر بن سِنَان هُوَ الملقب صفدي، مَا أَظُنهُ يحْتَمل هَذَا فَإِنِّي لم أرهم اتَّهَمُوهُ بكذب، نعم بعده جمَاعَة لم أعرف حَالهم فَلَعَلَّ الْبلَاء من أحدهم، وَالله تَعَالَى أعلم. (125) [حَدِيثُ] " أَبِي أُمَامَة أَنه قَالَ لَهُ يَا أَبَا أُمَامَةَ: إِنَّ اللَّهَ شَرَّفَ أَبَا بَكْرٍ فَجَعَلَهُ فِي السَّمَاءِ صَادِقًا وَفِي الأَرْضِ صِدِّيقًا فَهُوَ خَلِيفَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ بَعْدِي " (مي) من طَرِيق عِيسَى بن مُسلم الصفار.

(126) [حَدِيثٌ] " مَنْ شَتَمَ الصِّدِّيقَ فَإِنَّهُ زنديق، وَمن شتم عمر فأواه سَقَرُ، وَمَنْ شَتَمَ عُثْمَانَ فَخَصْمُهُ الرَّحْمَن، وَمن شتم على فَخَصْمُهُ النَّبِيُّ، " (الدقاق) فِي جُزْء من اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد من حَدِيث ابْن عمر (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَليّ بن شَيبَان وَعنهُ مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطَّبَرِيّ مَا عرفتهما وَالله أعلم. (127) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فِي خُلَّتِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي سَمَاحَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى نُوحٍ فِي شِدَّتِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي شَجَاعَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى إِدْرِيسَ فِي رِفْعَتِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى عُثْمَانَ فِي رَحْمَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا فِي جِهَادِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي طَهَارَتِهِ " (كرّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ: شَاذ بِمرَّة وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد مَجْهُول (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا. وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَقَالَ لَا يَصح، وَإِسْنَاده مظلم وَالله تَعَالَى أعلم. (128) [بِحَدِيث] " قَالَ إِبْلِيسُ: سَوَّلْتُ لِبَنِي آدَمَ الْخَطَايَا فَحَطَّمُوهَا بِالاسْتِغْفَارِ فَسَوَّلْتُ لَهُمْ ذَنْبًا لَا يَسْتَغْفِرُونَ مِنْهُ شَتْمَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ " (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أبانه بن أبي عَيَّاش (قلت) وَفِيه أَيْضا عَمْرو بن خَارِجَة وَمَنْصُور بن الْحَارِث وَإِبْرَاهِيم بن النُّعْمَان مَا عرفتهم وَالله تَعَالَى أعلم. (129) [حَدِيثٌ] " مَنْ فَضَّلَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَقَدْ رَدَّ مَا قُلْتُهُ " (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن عبد بن عَامر. (130) [حَدِيثُ] " أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ رَسُولُ الله لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: إِنِّي أُحِبُّكُمَا لِحُبِّ اللَّهِ إِيَّاكُمَا إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتُحِبُّكُمَا لِحُبِّ اللَّهِ لَكُمَا أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّكُمَا وَصَلَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَكُمَا قَطَعَ اللَّهُ مَنْ قَطَعَكُمَا أَبْغَضَ اللَّهُ مَنْ أَبْغَضَكُمَا فِي دُنْيَاكُمَا وَآخِرَتِكُمَا (كرّ) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: حَدِيث مُنكر بِمرَّة، وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن يَاسر، نكرَة وَدَاوُد بن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ قَالَ الْأَزْدِيّ: ضَعِيف جدا (قلت) : مَا فِي هَذَا مَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا وَالله تَعَالَى أعلم. (131) [أَثَرُ] عَلِيٍّ: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو بَكْرٍ وَعمر، وإنى

لَمَوْقُوفٌ مَعَ مُعَاوِيَةَ لِلْحِسَابِ (عق) وَفِيه أصبغ الشَّيْبَانِيّ مَجْهُول. وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: وَهُوَ بِكِتَاب الموضوعات أولى. (132) [حَدِيثٌ] " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُثَابُ عَلَى الإِسْلامِ بَعْدِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِثَوَابِ مَا أَعْطَى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مَا بَلَّغْتُ " (مي وَابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات من حَدِيث أبي عنبة الْخَولَانِيّ من طَرِيق الْكُدَيْمِي. (133) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ كُنْتُ مَعَ رَسُول الله فَجَاءَ جَائِيٌّ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ يَا أَنَسُ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ هَذَا فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَرَجَعْتُ. فَقُلْتُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. وَأَخْبِرْهُ بِأَنَّهُ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي، ثُمَّ جَاءَ جَائِيٌّ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ: يَا أَنَسُ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ هَذَا فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ارْجِعْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَأَخْبِرْهُ بِأَنَّهُ الْخَلِيفَةُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ جَائِيٌّ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ: يَا أَنَسُ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ هَذَا، فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: هَذَا عُثْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ارْجِعْ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَأَخْبِرْهُ بِأَنَّهُ سَيَبْلُغُ مِنْهُ دَمًا يُهْرَاقُ، وَمُرْهُ عِنْدَ ذَلِكَ بِالصَّبْرِ " (حب) من طَرِيق بكر بن الْمُخْتَار بن فلفل وَتَابعه عبد الْأَعْلَى بن أبي مساور، أخرجه ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه وَعبد الْأَعْلَى واه، وَتَابعه أَيْضا عبد الله بن إِدْرِيس، أخرجه أَبُو يعلى لكنه من طَرِيق الصَّقْر بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ كَذَّاب فَالظَّاهِر أَنه سَمعه من بكر أَو عبد الْأَعْلَى فَجعله عَن ابْن إِدْرِيس، ليروج لَهُ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: قَالَ عبد الله بن عَليّ بن الْمَدِينِيّ سَأَلت أبي عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ كذب مَوْضُوع. (134) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ مَكَثَ آل مُحَمَّد أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ مَا طَعِمُوا شَيْئًا حَتَّى تَضَاغَى صِبْيَانُهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النبى، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ هَلْ أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا؟ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ إِنْ لَمْ يَأْتِنَا اللَّهُ بِهِ عَلَى يَدَيْكَ، فَتَوَضَّأَ وَخَرَجَ مُسْتَحْيِيًا يُصَلِّي هَهُنَا مَرَّةً وَهَهُنَا مَرَّةً يَدْعُو قَالَتْ: فَأَتَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَاسْتَأْذَنَ فَهَمَمْتُ أَنْ أَحْجُبَهُ فَقُلْتُ هُوَ رَجُلٌ مِنْ مَكَاثِيرِ الْمُسْلِمِينَ لَعَلَّ اللَّهَ إِنَّمَا سَاقَهُ إِلَيْنَا لِيُجْرِيَ لنا على

يَدَيْهِ خَيْرًا فَأَذِنْتُ لَهُ، فَقَالَ: يَا أُمَّاهُ أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا بُنَيَّ مَا طَعِمَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ شَيْئا. وَدخل رَسُول الله مُتَغَيِّرًا ضَامِرَ الْبَطْنِ فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ لَهَا وَمَا رَدَّتْ عَلَيْهِ، فَبَكَى عُثْمَانُ، وَقَالَ مَقْتًا لِلدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كُنْتِ بِحَقِيقَةٍ أَنْ يَنْزِلَ بِكِ مِثْلُ هَذَا ثُمَّ لَا تَذْكُرِيهِ لى، ولعَبْد الرَّحْمَن ابْن عَوْفٍ، وَلِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ. وَلِنَظَائِرِنَا مِنْ مَكَاثِيرِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ خَرَجَ فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِأَحْمَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ وَأَحْمَالٍ مِنَ الْحَطَبِ وَأَحْمَالٍ مِنَ التَّمْر ومسلوخ وثلثمائة دِرْهَمٍ فِي صُرَّةٍ ثُمَّ قَالَ: هَذَا يُبْطِئُ عَلَيْكُمْ فَأَتَانَا بِخُبْزٍ وَشِوَاءٍ فَقَالَ: كُلُوا أَنْتُمْ هَذَا واصنعوا لرَسُول الله حَتَّى يجِئ، ثُمَّ أَقْسَمَ عَلَيَّ أَنْ لَا يَكُونَ مِثْلُ هَذَا إِلا أَعْلَمْتُهُ إِيَّاه، وَدخل رَسُول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ هَلْ أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا. فَقُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَرَجْتَ تَدْعُو اللَّهَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ لَنْ يَرُدَّكَ عَنْ سُؤَالِكَ قَالَ: فَمَا أَصَبْتُمْ قُلْتُ كَذَا وَكَذَا حِمْلَ بَعِيرٍ دَقِيقًا وَكَذَا وَكَذَا حِمْلَ بَعِيرٍ حَطَبًا وَكَذَا وَكَذَا حمل بعير تَمرا وثلاثمائة دِرْهَمٍ فِي صُرَّةٍ وَمَسْلُوخٌ وَخُبْزٌ وَشِوَاءٌ، قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَخْبَرْتُهُ فَبَكَى وَذَكَرَ الدُّنْيَا بِمَقْتٍ وَأَقْسَمَ أَنْ لَا يَكُونَ مِثْلُ هَذَا إِلا أَعْلَمْتُهُ إِيَّاهُ قَالَتْ فَمَا جَلَسَ رَسُول الله حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْ عُثْمَانَ فَارْضَ عَنْهُ قَالَهَا ثَلَاثًا " (نع) فِي فَضَائِل الصَّحَابَة وَفِيه عمر بن صبح وَعبد الْكَرِيم أَبُو أُميَّة. (135) [حَدِيثٌ] " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ خَلِيلا مِنْ أُمَّتِهِ، وَإِنَّ خَلِيلِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ " (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه يزِيد بن مَرْوَان وَإِسْحَق بن نجيح، وَقَالَ فِي الْمِيزَان: هَذَا من أباطيل إِسْحَق. (136) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ جِئْتُ إِلَى النبى وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ وَنَاوَلَنِي مِنَ التَّمْرِ مِلْءَ كَفَّيْهِ فَعَدَدْتُهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ تَمْرَةً ثُمَّ مَضَيْتُ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ وَنَاوَلَنِي مِنَ التَّمْرِ مِلْءَ كَفَّيْهِ فَعَدَدْتُهُ فَإِذَا هُوَ ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ تَمْرَةً فَكَثُرَ تَعَجُّبِي مِنْ ذَلِكَ فَرَجَعْتُ إِلَى النبى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ تَمْرٌ فَنَاوَلْتَنِي مِلْءَ كفيك فعددته

ثَلاثًا وَسَبْعِينَ تَمْرَةً، ثُمَّ مَضَيْتُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ، فَنَاوَلَنِي مِلْءَ كَفَّيْهِ فَعَدَدْتُهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ تَمْرَةً فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ وَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ يَدِي وَيَدَ عَلِيٍّ فِي الْعَدْلِ سَوَاءٌ " (خطّ) وَقَالَ: بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ قَاسم الْمَلْطِي (قلت) وروى الْخَطِيب أَيْضا وَمن طَرِيقه الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عَن حبشِي بن جُنَادَة قَالَ: " كنت جَالِسا عِنْد أبي بكر فَقَالَ: من كَانَ لَهُ عِنْد رَسُول الله عدَّة فَليقمْ فَقَامَ رجل فَقَالَ. إِن رَسُول الله وَعَدَني ثَلَاث حثيات من تمر، فَقَالَ أرْسلُوا إِلَى عَليّ فجَاء فَقَالَ يَا أَبَا الْحسن إِن هَذَا يزْعم كَذَا وَكَذَا فاحث لَهُ فَحثى لَهُ، فَقَالَ أَبُو بكر: عدوها فعدوها فوجدوا كل حثية سِتِّينَ تَمْرَة كل مرّة لَا تزيد وَاحِدَة فَقَالَ أَبُو بكر صدق الله وَرَسُوله، قَالَ لى رَسُول الله لَيْلَة الْهِجْرَة فِي الْغَار كفي وكف عَليّ فِي الْعدْل سَوَاء، " قَالَ الذَّهَبِيّ: مَوْضُوع آفته أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح التمار وَالله أعلم. (137) [حَدِيثُ] " جَابِرِ بْنِ سَمُرَة أَن النبى صَلَّى ذَاتَ يَوْمٍ بِأَصْحَابِهِ الْفَجْرَ ثُمَّ أَقْبَلَ جَالِسًا فِي مِحْرَابِهِ لَا يُكَلِّمُهُ أَحَدٌ حَتَّى بَدَتْ حواجب السمس، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ على أَصْحَابه فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاسُ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامًا يَنْتَقِصُونَ صَاحِبَيَّ وَيَذْكُرُونَهُمَا بِالْقَبِيحِ مَا لَهُمْ فِي الإِسْلامِ نَصِيبٌ، وَمَا لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيُصَلُّونَ، قَالَ نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّهُمْ لَيُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيُزَكُّونَ وَيَحُجُّونَ. وَذَلِكَ وَبَالٌ عَلَيْهِمْ، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَلا تُشَاهِدُوهُمْ وَلا تُجَالِسُوهُمْ وَلا تُبَايِعُوهُمْ وَلا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ الْعَذَابَ يَنْزِلُ فِي مَجَالِسِهِمْ، وَالسَّخَطَ يَنْزِلُ فِي مَنَازِلِهِمْ وَلا يُؤْمِنُونَ أَبَدًا سَبَقَ فِيهِمْ عِلْمُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَسْمَاؤُهُمْ قَالَ: هُمُ الرَّافِضَةُ الَّذِينَ رَفَضُوا دِينِي وَلَمْ يَرْضَوْا بِخِيرَةِ رَبِّي فِي أصحابى، ثمَّ قَالَ النبى: قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ فَقَامَ فَقَالَ النبى يَا أَيهَا النَّاسُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا أَنَا الَّذِي سَمَّيْتُهُ حَتَّى سَمَّاهُ اللَّهُ صِدِّيقًا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وَأَنْزَلَ فِي ذَلِكَ قُرْآنًا فَقَالَ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ، جِئْتُ أَنَا بِالصِّدْقِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكُلُّكُمْ قَالَ كَذَبْتَ وَقَالَ لِي صَاحِبِي أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ اجْلِسْ يَا أَبَا بَكْرٍ فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ: قُمْ يَا عُمَرُ فَقَامَ فَقَالَ النَّبِيُّ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفَارُوقُ

وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَا سَمَّيْتُهُ الْفَارُوقَ لَا وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا سَمَّيْتُهُ حَتَّى سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى فَارُوقًا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سموات، فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ من الْمُؤمنِينَ، ثُمَّ قَالَ: قُمْ يَا عُثْمَانُ فَلَمَّا قَامَ وثب النبى ثُمَّ جَلَسَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُكَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمْ تَقُمْ ثُمَّ قَامَ عُثْمَان فَقُمْت، فَقَالَ: مالى لَا أستحي مِنْ رَجُلٍ اسْتَحَتْ مِنْهُ الْمَلائِكَةُ شَبِيهُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا عَمْرٍو، فَلَمْ يَزَلْ يُدْنِيهِ مَرَّةً، وَيُكَنِّيهِ مَرَّةً، وَيُسَمِّيهِ مَرَّةً، حَتَّى مست ركبتاه ركبة النبى، وَكَانَتْ إِزَارُهُ مَحْلُولَةً فَشَدَّهَا النَّبِيُّ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى وَجْهِ عُثْمَانَ فَبَكَى فَقَالَ لَهُ عُثْمَانَ: مَا يُبْكِيكَ، فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَمًا فَأَقُولُ لَكَ مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ فَتَقُولُ لِي: فُلانٌ وَفُلانٌ فَسَمَّى عَشَرَةً وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُهُمْ وَلَكِنْ أَسْتُرُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُلْقِي لَكَ رَبِّي كُرْسِيًّا مِنْ يَاقُوتَةٍ خَضْرَاءَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَتَقْعُدُ عَلَيْهِ فَتَحْكُمُ فِيمَنْ قَتَلَكَ، ثمَّ قَالَ: يَا أَيهَا النَّاسُ هَذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنِّي أَنَا سَمَّيْتُهُ ذَا النُّورَيْنِ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا سَمَّيْتُهُ حَتَّى سَمَّاهُ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وَمَا زَوَّجْتُهُ ابْنَتَيَّ إِلا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: قُمْ يَا عَلِيُّ فَقَامَ فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا الْحَسَنِ فَدَنَا مِنْهُ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَلَسَ يَتَفَرَّسُ فِي وَجْهِهِ وَيَنْظُرُ إِلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، فَبَكَى وَأَشَارَ إِلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ يَعْنِي مِنْ دَمِ رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَأَسَرَّ إِلَيْهِ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: ابْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ قَاتِلُكَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُلْجَمٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيهَا النَّاسُ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَا الَّذِي زَوَّجْتُهُ ابْنَتِي لَا وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا أَنَا زَوَّجْتُهُ حَتَّى أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُزَوِّجَ عَلِيًّا فَاطِمَةَ وَلَقَدْ كَانَ الْوَلِيَّ فِي ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَكَانَ الْخَاطِبَ جِبْرِيلُ وَحَضَرَ مِلاكَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى شَجَرَةَ طُوبَى أَنِ انْثُرِي مَا عَلَيْكِ مِنَ الدُّرِّ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ وَالْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ وَالْتَقَطَهُ الْحُورُ الْعِينُ وَهُنَّ يَتَهَادَيْنَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ هَذَا نَثَارُ فَاطِمَةَ بنت رَسُول الله ثُمَّ قَالَ: والَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا خَلَقَ اللَّهُ نَبِيًّا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنِّي، وَلا فَخْرَ عَلَى إِخْوَتِي، وَلا وَزِيرَ عَلَى اللَّهِ أَكْرَمُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلا أَصْحَابَ خَيْرٌ مِنْ أَصْحَابِي، ثُمَّ قَالَ أَبْشِرُوا فَأَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَا يُبْغِضُهُمَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخَيَّاطِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ

إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّنْ يُبْغِضُ أَصْحَابِي، قَالَهَا ثَلاثًا فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَقَدْ هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ السَّاعَةَ فَقَالَ إِنَّ لأَصْحَابِكَ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ لَنْ يَنَالُوهَا إِلا بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَجْعَلُهُمْ فِي حِلٍّ فَقَالَ لَهُ النبى يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَدْخُلْكَ فِيهِمْ رَأْفَةٌ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّهُمْ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ مِنْ نُمْرُوذِ بْنِ كَنْعَانَ، وَإِنَّ مَالِكًا أَشَدُّ عَلَيْهِمْ عَذَابًا غَدًا مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّ لِلَّهِ وَلَدًا. فَعِنْدَ ذَلِك قَالَ النبى {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كذبا} " (أَبُو الْقَاسِم الْمُنَادِي) فِي جزئه، وَفِيه أَحْمد بن زفر، وَعنهُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان لَا يعرفان وَالْخَبَر مَوْضُوع. (138) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ بَدْرٍ قَالَ رَسُول الله: مَنْ يَسْتَقِي لَنَا مِنَ الْمَاءِ فَقَامَ عَلِيٌّ فَاعْتَصَمَ الْقِرْبَةَ ثُمَّ أَتَى بِئْرًا بَعِيدَةَ الْقَعْرِ مُظْلِمَةً فَانْحَدَرَ فِيهَا فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ تَأَهَّبُوا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ وَحِزْبِهِ فَفَصَلُوا مِنَ السَّمَاءِ لَهُمْ لَفْظٌ يُذْعِرُ مَنْ سَمِعَهُمْ فَلَمَّا مَرُّوا بِالْبِئْرِ سَلَّمُوا عَلَيْهِ مِنْ آخِرِهِمْ إِكْرَامًا وَتَبْجِيلا " (نع) فِي فَضَائِل الصَّحَابَة من طَرِيق أَبى الجارو: زِيَاد بن الْمُنْذر. (139) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاس سَأَلت رَسُول الله عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتَابَ عَلَيْهِ قَالَ: سَأَلَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِلا تُبْتَ عَلَيَّ فَتَابَ عَلَيْهِ " (نجا) من طَرِيق مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف الْعَطَّار عَن حُسَيْن بن حسن الْأَشْقَر وحسين اتهمه ابْن عدي (قلت) الَّذِي فِي اللِّسَان: أَن ابْن عدي ذكر فِي تَرْجَمَة حُسَيْن الْأَشْقَر حَدِيثا من طَرِيقه وَعنهُ مُحَمَّد بن عَليّ الْمَذْكُور ثمَّ قَالَ: عِنْد مُحَمَّد بن عَليّ هَذَا من هَذَا الضَّرْب عجائب، وَهُوَ مُنكر الحَدِيث، وَالْبَلَاء فِيهِ عِنْدِي مِنْهُ لَا من حُسَيْن، وَقَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخه: قَالَ مُحَمَّد بن مَنْصُور كَانَ الْحُسَيْن ثِقَة مَأْمُونا وَفِي اللِّسَان فِي تَرْجَمَة المظفر بن سهل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِي مُحَمَّد الْمَذْكُور: مَجْهُول، وَقد أورد السُّيُوطِيّ الحَدِيث من هَذَا الطَّرِيق فِي الدّرّ المنثور، وَلم يحكم عَلَيْهِ بشئ، ثمَّ إِن الحَدِيث عِنْد ابْن الْجَوْزِيّ من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ وَسَيَأْتِي فِي مَنَاقِب السبطين فَلَا يَنْبَغِي أَن يُزَاد، وَالله أعلم.

(40) [حَدِيثُ] " أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُول الله قَالَ لِفَاطِمَةَ أَمَا عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ أَبَاكِ فَبَعَثَهُ نَبِيًّا ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِيَةَ فَاخْتَارَ بَعْلَكِ فَأَوْحَى إِلَيَّ فَأَنْكَحْتُهُ وَاتَّخَذْتُهُ وَصِيًّا " (طب) وَفِيه حُسَيْن الْأَشْقَر وَقيس بن الرّبيع لَا يحْتَج بِهِ وعباية بن ربعي شيعي غال ملحد (قلت) وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس " لما زوج النَّبِي فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا من عَليّ قَالَت فَاطِمَة يَا رَسُول الله زوجتني من رجل فَقير لَيْسَ لَهُ شئ، فَقَالَ أما ترْضينَ أَن الله اخْتَار من أهل الأَرْض رجلَيْنِ أَبَاك وزوجك " أخرجه أَبُو الشَّيْخ، وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج مَجْهُول وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقَالَ: بَاطِل وَلَيْسَ إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج بالشامي وَلَا بالنيلي ذَانك صدوقان وتابع هَذَا فِي حَدِيثه عَن عبد الرَّزَّاق عبد السَّلَام بن صَالح أحد الهلكى انْتهى وَالله أعلم. (141) [حَدِيثُ] " لَيْلَى الْغِفَارِيَّةِ كُنْتُ أخرج مَعَ رَسُول الله فِي مَغَازِيهِ فَأُدَاوِي الْجَرْحَى وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، فَلَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ خَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ عَائِشَة واقفة داخلنى شئ مِنَ الشَّكِّ فَأَتَيْتُهَا فَقُلْتُ هَلْ سَمِعت من رَسُول الله فَضِيلَةً فِي عَلِيٍّ؟ قَالَتْ نَعَمْ، دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ مَعَ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ جَرْدُ قَطِيفَةٍ فَجَلَسَ بَيْنَهُمَا فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ أَمَا وَجَدْتَ مَكَانًا هُوَ أَوْسَعُ لَكَ مِنْ هَذَا فَقَالَ النبى: يَا عَائِشَةُ دَعِي لِي أَخِي فَإِنَّهُ أَوَّلُ النَّاسِ بِي إِسْلامًا وَآخِرُ النَّاسِ بِي عَهْدًا عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَوَّلُ النَّاسِ لِي لِقَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (عق) وَقَالَ لَا يعرف إِلَّا بمُوسَى بن الْقَاسِم التغلبي الْكُوفِي، قَالَ البُخَارِيّ: وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ، وَفِيه أَيْضا أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِسْنَاده مظلم وَعبد السَّلَام مُتَّهم وَقَالَ فِي التَّجْرِيد: بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم. (142) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ جِئْتُ رَسُول الله يَوْمًا فِي مَلإٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّمَا مَثَلُكَ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ كَمثل عِيسَى بن مَرْيَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِيهِ، وَأَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِيهِ، فَضَحِك الْمَلأ الَّذين عِنْده، وَقَالُوا انْظُرُوا يشبه ابْن عَمه بِعِيسَى فَأنْزل الْقُرْآن {وَلما ضرب ابْن مَرْيَم مثلا إِذا قَوْمك مِنْهُ يصدون} " (حب) وَفِيه عِيسَى بن عبد الله العلوى.

(143) [حَدِيثُ] " جَابِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هرون مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَلَوْ كَانَ لَكُنْتَهُ " (خطّ) وَقَالَ هَذِه الزِّيَادَة: وَلَو كَانَ لكنته لَا نعلم رَوَاهَا إِلَّا مُحَمَّد بن مزِيد بن أبي الْأَزْهَر. (144) [حَدِيثُ] " سَلْمَانَ رَأَيْتُ رَسُول الله ضَرَبَ فَخِذَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَصَدْرَهُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مُحِبُّكَ مُحِبِّي، وَمُحِبِّي مُحِبُّ اللَّهِ، وَمُبْغِضُكَ مُبْغِضِي، وَمُبْغِضِي مُبْغِضُ اللَّهِ " (عد) من طَرِيق جَعْفَر بن أَحْمد بن عَليّ بن بَيَان الغافقي وَقَالَ: بَاطِل. (145) [حَدِيثٌ] " أَنَا مِيزَانُ الْعِلْمِ، وَعَلِيٌّ كِفَّتَاهُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ خُيُوطُهُ، وَفَاطِمَةُ عِلاقَتُهُ وَالأَئِمَّةُ مِنْ أُمَّتِي عَمُودُهُ، تُوزَنُ فِيهِ أَعْمَالُ الْمُحِبِّينَ لَنَا وَالْمُبْغِضِينَ لَنَا " (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَذكره السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف وَالله أعلم. (146) [حَدِيثٌ] " جَاءَنِي جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِوَرَقَةِ آسٍ خَضْرَاءَ مَكْتُوبٌ فِيهَا بِبَيَاضٍ انى افرتضت مَحَبَّةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى خَلْقِي فَبَلِّغْهُمْ ذَلِكَ عَنِّي " (مي) من حَدِيث جَابر (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى بن جَعْفَر الصَّادِق وَغَيره، وَلم أَقف لَهُم على تراجم وَالله أعلم. (147) [حَدِيثُ] " ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لِي رَسُول الله: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ سَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَى مَاذَا بُعِثُوا قُلْتُ عَلَى مَا بُعِثُوا قَالَ عَلَى وِلايَتِكَ وَوِلايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " (حا، قلت) لم يبين علته وَقد أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زهر الفردوس من جِهَة الْحَاكِم، ثمَّ قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو نعيم، وَقَالَ: تفرد بِهِ عَليّ بن جَابر عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل انْتهى وَعلي بن جَابر مَا عَرفته وَالله أعلم. (148) [حَدِيثٌ] " خَلَقَ اللَّهُ قَضِيبًا مِنْ نُورٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الدُّنْيَا بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ عَامٍ فَجَعَلَهُ أَمَامَ الْعَرْشِ حَتَّى كَانَ أَوَّلُ مَبْعَثِي فَشَقَّ مِنْهُ نِصْفًا فَخَلَقَ مِنْهُ نَبِيَّكُمْ وَالنِّصْفَ الآخَرَ خَلَقَ مِنْهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ " (خطّ) فِي المؤتلف والمختلف من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَلْخِيص مُسْند الفردوس: لوائح الْوَضع وَاضِحَة فِيهِ.

(149) [حَدِيثٌ] " حَقُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ كَحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " (مي) وَفِيه كَادِح بن رَحْمَة وَزِيَاد بن الْمُنْذر (قلت) وَجَاء من حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن حبَان لكنه من طَرِيق عِيسَى بن عبد الله الْعلوِي وَالله أعلم. (150) [حَدِيثٌ] " قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ وَحُبُّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَبُو سعيد الْحسن بن عُثْمَان التسترِي. (151) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُودِيتُ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ يَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، وَنِعْمَ الأَخُ أَخُوكَ عَلِيٌّ (الصَّابُونِي) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه أَحْمد بن عَليّ بن صَدَقَة الرقي. (152) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ نَظَرَ النَّبِيُّ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا وَسَيِّدٌ فِي الآخِرَةِ وَمَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي وَعَدُوِّي عَدُوٌّ لِلَّهِ وَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ مِنْ بَعْدِي " (خطّ) وروى بِسَنَدِهِ إِلَى أبي حَامِد الشَّرْقِي أَنه سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: بَاطِل وَالسَّبَب فِيهِ أَن معمرا كَانَ لَهُ ابْن أَخ رَافِضِي وَكَانَ معمر يُمكنهُ من كتبه فَأدْخل عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث وَكَانَ معمر رجلا مهيبا لَا يقدر عَلَيْهِ أحد فِي السُّؤَال والمراجعة فَسَمعهُ عبد الرَّزَّاق فِي كتاب ابْن أخي معمر انْتهى. وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ: هَذَا وان كَانَ رُوَاته ثِقَات فَهُوَ مُنكر لَيْسَ بِبَعِيد من الْوَضع انْتهى وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ: مَوْضُوع وَمَعْنَاهُ صَحِيح، فالويل لمن تكلّف وَضعه اذلا فَائِدَة فِي ذَلِك. (153) [حَدِيثَ] " الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِعَلِيٍّ. لَوْ أَنَّ عَبْدًا عَبَدَ اللَّهَ مِثْلَ مَا أَقَامَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ حَتَّى يَحُجَّ أَلْفَ عَامٍ عَلَى قَدَمَيْهِ، ثُمَّ قُتِلَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مَظْلُومًا، ثُمَّ لَمْ يُوَالِكَ يَا على لم يشم رايحة الْجَنَّةِ وَلَمْ يَدْخُلْهَا " (مي، قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد البلوي وَعنهُ مُحَمَّد بن سهل الْعَطَّار، وَفِي الْمِيزَان مُحَمَّد بن عبد الله البلوي كذبه ابْن الْجَوْزِيّ وَمن أباطيله فَذكر هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ فِي اللِّسَان: هُوَ عبد الله بن مُحَمَّد البلوي انْقَلب وَالله أعلم.

(154) [حَدِيثٌ] " لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى حب عَليّ بن أبي طَالب لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ " (مي) حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه أَبُو الْمفضل مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي وَالله أعلم. (155) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ خَطَبنَا رَسُول الله يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاسُ قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا. قُوَّةُ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَعْدِلُ قُوَّةَ رَجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَأَمَانَةُ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَعْدِلُ أَمَانَةَ رَجُلَيْنِ من غَيرهم، يَا أَيهَا النَّاسُ أُوصِيكُمْ بِحُبِّ ذِي قَرَابَتِهَا أخى وَابْن عمى على ابْن أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّهُ لَا يُحِبُّهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُ إِلا مُنَافِقٌ، مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَنِي عَذَّبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " (نجا) من طَرِيق مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي. (156) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ أَنَّ رَسُول الله قَالَ لَهُ أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْكَعْبَةِ تُؤْتَى وَلا تَأْتِي فَإِنْ أَتَاكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْم فمكنوا لَك هَذ الأَمْرَ فَاقْبَلْهُ مِنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَأْتُوكَ فَلا تَأْتِهِمْ " (مي) من طَرِيق مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي. (157) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ إِنِّي أُبْغِضُكَ فَقَالَ عَلِيٌّ أَنْتِ إِذًا سَلَقْلَقٌ، قَالَتْ: وَمَا السَّلَقْلَقُ، قَالَ سَمِعت النبى يَقُولُ يَا عَلِيُّ لَا يُبْغِضُكَ مِنَ النِّسَاءِ إِلا السَّلَقْلَقُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا السَّلَقْلَقُ؟ قَالَ: الَّتِي تَحِيضُ مِنْ دُبُرِهَا قَالَت صدق رَسُول الله. أَنا أحيض من دبري، وَمَا علم أبواي " (مي. قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده مَجَاهِيل، وَرَأَيْت عَن مَنَاقِب الشَّافِعِي للبيهقي عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ قيل للشَّافِعِيّ إِن نَاسا لَا يصبرون على سَماع منقبة أَو فَضِيلَة لأهل الْبَيْت، وَإِذا سمعُوا أحدا يذكرهَا، قَالُوا: هَذَا رَافِضِي، وَأخذُوا فِي حَدِيث آخر فانشأ الشَّافِعِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَقُول: (إِذا فِي مجْلِس ذكرُوا عليا ... وسبطيه وَفَاطِمَة الزكية) (فَأجرى بَعضهم ذكرى سواهُم ... فأيقن أَنه لسلقلقية) (وَقَالَ تجاوزوا يَا قوم هَذَا ... فَهَذَا من حَدِيث الرافضية)

(بَرِئت إِلَى الْمُهَيْمِن من أنَاس ... يرَوْنَ الرَّفْض حب الفاطمية) (على آل الرَّسُول صَلَاة رَبِّي ... ولعنته لتِلْك الْجَاهِلِيَّة) فَإِن صحت هَذِه الأبيات للشَّافِعِيّ، فَفِيهَا دلَالَة على أَن للْحَدِيث أصلا وَالله أعلم. (158) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ لَمَّا أُسْرِيَ بالنبى ثُمَّ هَبَطَ إِلَى الأَرْضِ مَضَى لِذَلِكَ زَمَانٌ ثُمَّ إِنَّ فَاطِمَةَ أَتَت النبى، فَقَالَتْ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي رَأَيْتَ لِي قَالَ: يَا فَاطِمَةُ أَنْتِ خَيْرُ نِسَاءِ الْبَرِيَّةِ وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَتْ يَا أَبَتِ فَمَا لِعَلِيٍّ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَتْ. يَا أَبَتِ فَمَا لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَقَالَ: سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا أَتَى النبى فَقَالَ: مَا الَّذِي رَأَيْتَ لِي فَقَالَ أَنَا وَأَنْتَ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ فِي قُبَّةٍ مِنْ دُرٍّ أَسَاسُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَأَطْرَافُهَا مِنْ نُورِ اللَّهِ وَهِيَ تَحْتَ عَرْشِ الله يَا ابْن أَبِي طَالِبٍ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ كَرَامَةِ اللَّهِ تَسْمَعُ صَوْتًا وَهَيْنَمَةً وَقَدْ أَلْجَمَ النَّاسَ الْعَرَقُ، وَعَلَى رَأْسِكَ تَاجٌ مِنْ نُورٍ قَدْ أَضَاءَ مِنْهُ الْمَحْشَرُ تَرْفُلُ فِي. حُلَّتَيْنِ حُلَّةٍ خَضْرَاءَ وَحُلَّةٍ وَرْدِيَّةٍ خُلِقْتُ وَخُلِقْتُمْ مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ " (نع) فِي فَضَائِل الصَّحَابَة (قلت) لم يبين علته، وَفِيه يَعْقُوب بن دِينَار، وَعمر بن أَحْمد شيخ أبي نعيم وَالله أعلم. (159) [حَدِيثُ] " جَابر قَالَ رَسُول الله لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ لَوْ أَنَّ أُمَّتِي أَبْغَضُوكَ لَكَبَّهُمُ اللَّهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ " (عد) وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي وَهُوَ الْأمَوِي الشَّامي. (160) [حَدِيثُ] " جَابِرٍ قَالَ رَسُول الله لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ ادْنُ مِنِّي ضَعْ خَمْسَكَ فِي خَمْسِي يَا عَلِيُّ خُلِقْتُ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَأَنْتَ فَرْعُهَا وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ أَغْصَانُهَا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ " (عد) وَفِيه عُثْمَان الْمَذْكُور فِي الَّذِي قبله (قلت) جَاءَ من حَدِيث أبي أُمَامَة مَرْفُوعا. إِن الله خلق الْأَنْبِيَاء من أَشجَار شَتَّى، وخلقني وعليا من شَجَرَة وَاحِدَة أَنا أَصْلهَا، وَعلي فرعها وَفَاطِمَة لقاحها وَالْحسن وَالْحُسَيْن ثَمَرهَا فَمن تعلق بِغُصْن من أَغْصَانهَا نجا، " أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق فضَالة بن جُبَير، وَقد أخرج لَهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الشواهد فعلى هَذَا يصلح حَدِيثه هَذَا شَاهدا للْحَدِيث الْمَذْكُور وَالله تَعَالَى أعلم.

(161) [حَدِيثٌ] " عُنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن حوري، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ لَا أصل لَهُ، وَابْن حوري يحدث عَن مَجَاهِيل، قلت: وَقَالَ الذَّهَبِيّ بَاطِل وَسَنَده مظلم وَالله تَعَالَى أعلم. (162) [حَدِيثٌ] " أُعْطِيتُ فِي عَلِيٍّ خَمْسَ خِصَالٍ لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ فِي أَحَدٍ قَبْلِي أَمَّا خَصْلَةٌ فَإِنَّهُ يَقْضِي دَيْنِي، وَيُوَارِي عَوْرَتِي، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِنَّهُ الذَّائِدُ عَنْ حَوْضِي، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّهُ مُتَّكَأَةٌ لِي فِي طَرِيقِ الْمَحْشَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِنَّ لِوَائِي مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتَحْتَهُ آدَمُ وَمَا وَلَدَ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَإِنِّي لَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ زَانِيًا بَعْدَ إِحْصَانٍ وَلا كَافِرًا بَعْدَ إِيمَانٍ " (عق) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق خلف بن الْمُبَارك عَن شريك عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَليّ، وَقَالَ الْعقيلِيّ: خلف لَا يُتَابع على حَدِيثه من وَجه وَهُوَ مَجْهُول بِالنَّقْلِ انْتهى وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَأعله بِالْحَارِثِ، وَجَاء بِنَحْوِهِ من حَدِيث أبي سعيد أخرجه أَبُو نعيم من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقشيرِي قلت: عبارَة الْعقيلِيّ فِي خلف: مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَلَا يُتَابع على حَدِيثه من وَجه يثبت وَلَيْسَ لحديثه أصل عَن أبي إِسْحَاق وَلَا عَن شريك، وَقد جَاءَ بِإِسْنَاد لين انْتهى وَقَضِيَّة هَذَا أَن الحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع، إِلَّا من هَذَا الْوَجْه الْخَاص وَالله أعلم. (163) [حَدِيثٌ] " لَمَّا عُرِجَ بِي رَأَيْتُ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ نَصَرْتُهُ بِعَلِيٍّ " (عد) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم البابي، وَقَالَ: بَاطِل وَالْحُسَيْن مَجْهُول. وَقَالَ الْحَافِظ فِي اللِّسَان مَوْضُوع بِلَا ريب لَكِن لَا أَدْرِي من وَضعه (قلت) وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة الْعَبَّاس ابْن بكار فِي الْمِيزَان فَقَالَ وَمن أباطيله عَن خَالِد بن أبي عَمْرو الْأَزْدِيّ عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " مَكْتُوب على الْعَرْش لَا إِلَه إِلَّا أَنا وحدي مُحَمَّد عَبدِي ورسولي أيدته بعلي، " وَمن العجيب أَن السُّيُوطِيّ نقل فِي حَدِيث أنس مَا تقدم وَذكره فِي كِتَابه فِي الخصائص والمعجزات مَعَ قَوْله فِي خطبَته أَنه نزهه عَن الْأَخْبَار الْمَوْضُوعَة وَالله أعلم.

(164) [حَدِيثٌ] " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرِي خَلَقْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِي مُحَمَّدٌ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ نَصَرْتُهُ بِعَلِيٍّ " (كرّ) من حَدِيث أبي الْحَمْرَاء مولى رَسُول الله، وَفِيه عمار بن معطر، وَأَبُو حَمْزَة الثمالِي رَافِضِي لَيْسَ بِثِقَة. (165) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ جَاعَ النَّبِيُّ جُوعًا شَدِيدًا فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَفِي يَدِهِ لَوْزَةٌ فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا فَفَكَّهَا فَإِذَا فِيهَا جَرِيدَةٌ خَضْرَاءُ عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ وَنَصَرْتُهُ بِهِ، مَا آمَنَ بِي مَنِ اتَّهَمَنِي فِي قَضَائِي وَاسْتَبْطَأَنِي فِي رِزْقِي " (ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات من طَرِيق مُحَمَّد بن أبي الزعيزعة. (166) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ عَلِيًّا، وَمَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فَقَدْ أَبْغَضَنِي وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْغَضَ اللَّهَ أَدْخَلَهُ النَّارَ " (خطّ) من حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْخُزَاعِيّ وَقَالَ: مَوْضُوع الْإِسْنَاد، وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على إِسْمَاعِيل بن عَليّ وَفِيه أَيْضا مُوسَى بن سهل الرَّاسِبِي مَجْهُول. (167) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: حَسْبُكَ مَا لِمُحِبِّكِ حسرة عَنهُ مَوْتِهِ، وَلا وَحْشَةٌ فِي قَبْرِهِ، وَلا فَزَعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (خطّ) وَقَالَ فِي الْمِيزَان: بَاطِل، وَقَالَ فِي اللِّسَان: والإسناد أَيْضا مختلق مَا فيهم من يعرف سوى عَائِشَة وَمَنْصُور وَالثَّوْري. (168) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ أَن رَسُول الله قَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ وَلِوَلَدِكَ وَلأَهْلِكَ وَلِشِيعَتِكَ وَلِمُحِبِّي شِيعَتِكَ، فَأَبْشِرْ فَإِنَّكَ الأَنْزَعُ الطَّلْقُ " (مي) من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي. (169) [حَدِيثُ] " عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ لِعَلِيٍّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زيَنَّكَ بِزِينَةٍ لَمْ تُزَيَّنِ الْعِبَادُ بِزِينَةٍ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهَا وَهِيَ زِينَةُ الأَبْرَارِ عِنْدَ اللَّهِ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا جَعَلَكَ لَا تَنَالُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا وَجَعَلَهَا لَا تَنَالُ مِنْكَ شَيْئًا، وَوَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ " (طب، قلت) لم يبين علته وَفِيه عَمْرو بن جَمِيع والأصبغ بن نباتة وَالله أعلم.

(170) [حَدِيثُ] " ابْنِ مَسْعُودٍ خَرَجَ رَسُولُ الله مِنْ بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَأَتَى بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ فَكَانَ يَوْمهَا من رَسُول الله فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ عَلِيٌّ، فَدَقَّ الْبَابَ دَقًّا خَفِيفًا، فَانْتَبَهَ النبى لِلدَّقِّ، وَأَنْكَرَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَ النبى قُومِي فَافْتَحِي لَهُ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِي بَلَغَ مِنْ خَطَرِهِ مَا يُفْتَحُ لَهُ الْبَابُ أَتَلَقَّاهُ بِمَعَاصِمِي، وَقَدْ نَزَلَتْ فِيَّ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِالأَمْسِ فَقَالَ لَهَا كَهَيْئَةِ الْمُغْضَبِ: إِنَّ طَاعَةَ الرَّسُولِ طَاعَةُ اللَّهِ، وَمَنْ عَصَى رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، إِنَّ بِالْبَابِ رَجُلا لَيْسَ بِفرِقٍ وَلا عَلِقٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، لَمْ يَكُنْ لِيَدْخُلَ حَتَّى يَنْقَطِعَ الْوَطْءُ قَالَتْ فَقُمْتُ وَأَنَا أَخْتَالُ فِي مِشْيَتِي وَأَنَا أَقُولُ: بَخٍ بَخٍ، مَنْ ذَا الَّذِي يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ فَأَخَذَ بِعُضَادَتَيِ الْبَابِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَسْمَعْ حِسًّا وَلا حَرَكَةً وَصِرْتُ فِي خِدْرِي اسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ فَقَالَ رَسُولُ الله: يَا أُمَّ سَلَمَةَ أَتَعْرِفِينَهُ قَالَتْ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عَليّ بن أبي طَالب قَالَ: صَدَقْتِ سَيِّدٌ أُحِبُّهُ، لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِي، وَدَمُهُ مِنْ دَمِي، وَهُوَ عَيْبَةُ بَيْتِي، اسْمَعِي وَاشْهَدِي، وَهُوَ قَاتل النَّاكِثِينَ والفاسطين وَالْمَارِقِينَ مِنْ بَعْدِي، فَاسْمَعِي وَاشْهَدِي، وَهُوَ قَاضِي عِدَاتِي فَاسْمَعِي وَاشْهَدِي، وَهُوَ وَاللَّهِ يُحْيِي سُنَّتِي فَاسْمَعِي وَاشْهَدِي، لَوْ أَنَّ عَبْدًا عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ بَعْدَ أَلْفِ عَامٍ وَأَلْفَ عَامٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ لَقِيَ اللَّهُ مُبْغِضًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعِتْرَتِي كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى مِنْخَرَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " (كرّ) من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن عباد. (171) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ الْهِلالِيِّ دَخَلْتُ عَلَى رَسُول الله فِي شَكَاتِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا فَإِذَا فَاطِمَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَبَكَتْ حَتَّى ارْتَفَعَ صَوْتُهَا، فَرَفَعَ رَسُولُ الله طَرْفَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ حَبِيبَتِي فَاطِمَةُ مَا الَّذِي يُبْكِيكِ، قَالَتْ أَخْشَى الضَّيْعَةَ مِنْ بَعْدِكَ، فَقَالَ: يَا حَبِيبَتِي أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ اطِّلاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا بَعْلَكِ فَأَوْحَى إِلَيَّ أَنْ أُنْكِحَكِ إِيَّاهُ، يَا فَاطِمَةُ وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ سَبْعَ خِصَالٍ لَمْ يُعْطِهَا أَحَدًا بَعْدَنَا أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَأَكْرَمُ النَّبِيِّينَ عَلَى اللَّهِ وَأَحَبُّ الْمَخْلُوقِينَ إِلَى اللَّهِ، وَأَنا أَبوك ووصييى خَيْرُ الأَوْصِيَاءِ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَهُوَ بَعْلُكِ، وَشَهِيدُنَا خَيْرُ الشُّهَدَاءِ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ عَمُّ أَبِيكِ وَعَمُّ بَعْلِكِ، وَمِنَّا مَنْ

لَهُ جَنَاحَانِ أَخْضَرَانِ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلائِكَةِ حَيْثُ يَشَاءُ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِيكِ، وَأَخُو بَعْلِكِ، وَمِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الأُمَّةِ. وَهُمَا ابْنَاكِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَهُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا خَيْرٌ مِنْهُمَا يَا فَاطِمَةُ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ مِنْهُمَا مَهْدِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ إِذَا صَارَتِ الدُّنْيَا هَرْجًا وَمَرْجًا وَتَظَاهَرَتِ الْفِتَنُ وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَأَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَلا كَبِيرٌ يَرْحَمُ وَلا صَغِيرٌ يُوَقِّرُ كَبِيرًا فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ مَنْ يَفْتَحُ حُصُونَ الضَّلالَةِ وَقُلُوبًا غُلْفًا يَهْدِمُهَا هَدْمًا يَقُومُ بِالدِّينِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا قُمْتُ بِهِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ يَمْلأُ الدُّنْيَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جُورًا يَا فَاطِمَةُ لَا تَحْزَنِي وَلا تَبْكِي فَإِنَّ اللَّهَ أَرْحَمُ بِكِ وَأَرْأَفُ عَلَيْكِ مِنِّي؛ وَذَلِكَ لِمَكَانِكِ مِنِّي وَمَوْقِعِكِ مِنْ قَلْبِي، وَزَوْجُكِ وَهُوَ أَشْرَفُ أَهْلِ بَيْتِكِ حَسَبًا وَأكْرمهمْ منصبا وأرحمهم بالرعية وَأعد لَهُم بِالسَّوِيَّةِ وَأَبْصَرُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ وَقَدْ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ تَكُونِي أَوَّلَ مَنْ يَلْحَقَنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، قَالَ على: فَلَمَّا قبض النبى لم تبْق فَاطِمَة ابْنَته بعده إِلَّا خَمْسَة وَسبعين يَوْمًا حَتَّى ألحقها الله بِهِ " (طب) من طَرِيق الْهَيْثَم بن حبيب قَالَ الذَّهَبِيّ: مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ الْهَيْثَم. (172) [حَدِيثُ] " عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت: حَلَفت رَسُول الله أَيُّ أَصْحَابِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ حَتَّى أُحِبَّ مَنْ تُحِبُّ، قَالَ اكْتُمْ عَلَيَّ يَا عُبَادَةُ حَيَاتِي. قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عَلِيٌّ ثُمَّ سَكَتَ، فَقُلْتُ ثُمَّ مَنْ، قَالَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ؟ الزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو طَلْحَةَ وَأَبُو أَيُّوبَ وَأَنْتَ يَا عُبَادَةُ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَوْفٍ وَابْنُ عَفَّانَ ثُمَّ هَؤُلاءِ الرَّهْطُ مِنَ الْمَوَالِي سَلْمَانُ وَصُهَيْبٌ وَبِلالٌ وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، هَؤُلاءِ خَاصَّتِي وَكُلُّ أَصْحَابِي عَلَيَّ كَرِيمٌ، إِلَيَّ حَبِيبٌ. وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا قَالَ أَبُو عبد الله الصنَابحِي قلت: لعبادة لم يذكر حَمْزَة وَلَا جعفرا فَقَالَ عبَادَة إنَّهُمَا كَانَا أصيبا يَوْم سَأَلت عَن هَذَا: إِنَّمَا كَانَ هَذَا بِأخرَة أَو كَمَا قَالَ (طب) " من طَرِيق اسحق بن إِبْرَاهِيم عَن أبي قلَابَة قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث بَاطِل (قلت) مر فِي الْمُقدمَة أَنه مَجْهُول وَأَن حَدِيثه فِي الْفَضَائِل كذب، وَهُوَ هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم. (173) [حَدِيثٌ] " لَيْلَةَ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا لَا إِلَه إِلَّا

اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ حِبُّ اللَّهِ، الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ فَاطِمَةُ أَمَةُ اللَّهِ عَلَى بَاغِضِهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ " (خطّ) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّد بن اسحق الْمقري الْمَعْرُوف بشاموخ وَقَالَ: حَدِيث مُنكر وشاموخ كثير الْمَنَاكِير، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَوْضُوع (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ عقب قَول الحَدِيث على باغضهم لعنة الله، قلت: أَي وَالله وعَلى وَاضعه، وَنقل عَن الْخَطِيب أَنه قَالَ: غَالب ظَنِّي أَن هَذَا الحَدِيث من عمل عَليّ بن أَحْمد الْحلْوانِي يَعْنِي رَاوِيه عَن شاموخ، وَجَاء من حَدِيث عَليّ نَحوه أخرجه الديلمي (قلت) . (174) [حَدِيثٌ] " إِنَّ تَحْتَ قَائِمَةِ كُرْسِيِّ الْعَرْشِ فِي وَرَقَةِ آسٍ خَضْرَاءَ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ لَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِلا أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ " (كرّ) من حَدِيث على قَالَ: مُنكر وَلَا أرى إِسْنَاده مُتَّصِلا. (175) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَمَّنْ نَأْخُذُ الْعِلْمَ بَعْدَكَ؟ قَالَ: عَنْ عَلِيٍّ وَسَلْمَانَ، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، مَوْضُوع وآفته أَحْمد بن أبي روح الْبَغْدَادِيّ قلت أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ أَحْمد بن أبي روح لَيْسَ بعمدة. (176) [أَثَرُ] " عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ من يَمُوت} قَالَ فِيَّ أُنْزِلَتْ " (عق) من طَرِيق بريد بن أَصْرَم، وَقَالَ: لَا أصل لَهُ وبريد مَجْهُول. (177) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ زُبْدٌ وَعَسَلٌ فَجَاءَ عَلِيٌّ فَجَلَسَ فقدمه النبى إِلَيْهِ فَقَالَ كُلْ يَا سَيِّدِي وَذكر الحَدِيث " (نجا) وَقَالَ: مُنكر واتهم بِهِ عبد الْملك بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن السامري. (178) [حَدِيثُ] " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: كُنَّا مَعَ رَسُول الله فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ غُرَابًا يَقُولُ قَاقْ قَاقْ، فَقَالَ: تَدْرُونَ مَا يَقُولُ الْغُرَابُ، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ. فَإِنَّهُ يَقُولُ فِي الْكِتَابِ الأَوَّلِ مَكْتُوبٌ صَدَّقَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَفِي الْكِتَابِ الثَّانِي صَدَّقَ عُمَرُ وَفِي الْكِتَابِ الثَّالِثِ صدق عُثْمَان بن ذُو النُّورَيْنِ وَفِي الْكِتَابِ الرَّابِعِ صدق على

الْهَاشِمِيُّ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ غُرَابٌ يَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: خَلُّوا عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (نجا) من طَرِيق أبي بكر النقاش وَفِيه غير وَاحِد من المجهولين. (179) [حَدِيثٌ] " إِنَّ لِحَوْضِي أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ الأَوَّلُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ وَالثَّانِي فِي يَدِ عُمَرَ وَالثَّالِثُ فِي يَدِ عُثْمَانَ وَالرَّابِعُ فِي يَدِ عَلِيٍّ فَمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَأَبْغَضَ عُمَرَ لَمْ يَسُقْهُ أَبُو بَكْرٍ وَمَنْ أَحَبَّ عُمَرَ وَأَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَسُقْهُ عُمَرُ وَمَنْ أَحَبَّ عُثْمَانَ وَأَبْغَضَ عَلِيًّا لَمْ يَسُقْهُ عُثْمَانُ وَمَنْ أَبْغَضَ عُثْمَانَ وَأَحَبَّ عَلِيًّا لَمْ يَسُقْهُ عَلِيٌّ " (نجا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن عون الْخُرَاسَانِي قَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك، وَمُحَمّد بن الصَّباح، قَالَ الْأَزْدِيّ: ضَعِيف وَفِيه غير وَاحِد لم أَقف لَهُم على تراجم وَالله أعلم، وَله طَرِيق آخر أخرجه ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَفِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن خَالِد المصِّيصِي، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ: مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ إِبْرَاهِيم، وَجَاء من حَدِيث أنس أخرجه أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات من طَرِيق عَليّ بن عَاصِم، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ: لَا يَصح وَفِيه مَجَاهِيل (قلت) : قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات: هَذَا بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم، وَجَاء مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أخرجه ابْن عَسَاكِر وَفِيه مُحَمَّد ابْن زَكَرِيَّا الْغلابِي. (180) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ حُبَّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ كَمَا فَرَضَ عَلَيْكُمُ الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَالزَّكَاةَ، فَمَنْ أَبْغَضَ وَاحِدًا مِنْهُمْ فَلا صَلاةَ لَهُ وَلا حَجَّ لَهُ وَلا زَكَاةَ لَهُ وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ إِلَى النَّارِ " (كرّ) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أَحْمد بن نصر الذارع. (181) [حَدِيثٌ] " إِنَّ أَحَبَّ أَصْهَارِي إِلَيَّ وَأَعْظَمَهُمْ عَلَيَّ مَنْزِلَةً وَأَقْرَبَهُمْ مِنَ اللَّهِ وَسِيلَةً وَأَنْجَحَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ظَنًّا أَبُو بَكْرٍ وَالثَّانِي عُمَرُ يُعْطِيهِ اللَّهُ قَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ أَلْفَ فَرْسَخٍ فِي أَلْفِ فَرسَخ قُصُورهَا ودورها ونجايها وَحُجَّابُهَا وَسُرُرُهَا وَأَكْوَابُهَا وَطَيْرُهَا مِنْ هَذِهِ اللُّؤْلُؤَةِ الْوَاحِدَةِ وَلَهُ الرِّضَى بَعْدَ الرِّضَى، وَالثَّالِثُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَلَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا لَا أَقْدِرُ عَلَى وَصْفِهِ يُعْطِيهِ اللَّهُ ثَوَابَ عِبَادَةِ الْمَلائِكَةِ أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمْ، وَالرَّابِعُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَخٍ بَخٍ مَنْ مِثْلُ عَلِيٍّ؟ وَزِيرِي عِنْدَ الْمِيزَانِ وَأَنِيسِي عِنْدَ كُرْبَتِي فِي أُمَّتِي، وَيُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِي، وَمَنْ مِثْلُ أَبِي

باب فى مناقب السبطين وأمهما وآل البيت

سُفْيَانَ لَمْ يَزَلِ الدِّينُ بِهِ مؤيدا قبل أَن يسلم وَبَعْدَمَا أَسْلَمَ، وَمَنْ مِثْلُ أَبِي سُفْيَانَ إِذَا أَقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ ذِي الْعَرْشِ أُرِيدُ الْحِسَابَ فَأَقُومُ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي سُفْيَانَ مَعَهُ كَأْسٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ يَقُولُ اشْرَبْ يَا خَلِيلِي وَلَهُ الرِّضَى بَعْدَ الرِّضَى " (كرّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق سيف بن مُحَمَّد، وَفِيه أَيْضا انْقِطَاع وَفِيه سعد بن مُحَمَّد. (182) [حَدِيثُ] " عُمَرَ كَانَ النبى يَتَكَلَّمُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا كَالزِّنْجِيِّ " (قَالَ) ابْن تَيْمِية مَوْضُوع (قلت: فَائِدَة) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات لم يرو لأحد من الصَّحَابَة فِي الْفَضَائِل أَكثر مِمَّا رُوِيَ لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهِي ثَلَاثَة أَقسَام قسم صِحَاح وَحسان، وَقسم ضِعَاف، وفيهَا كَثْرَة، وَقسم مَوْضُوعَات وَهِي كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة وَلَعَلَّ بَعْضهَا ضلال وزندقة انْتهى وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد: قَالَ بعض الْحفاظ تَأَمَّلت مَا وَضعه أهل الْكُوفَة فِي فَضَائِل عَليّ وَأهل بَيته فَزَاد على ثلثمِائة ألف وَالله أعلم. بَاب فِي مَنَاقِب السبطين وأمهما وَآل الْبَيْت الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] " إِذَا اسْتَقَرَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ قَالَتِ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَنْ تُزَيِّنَنِي بِرُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَانِكَ، قَالَ أَوَلَمْ أُزَيِّنْكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَمَاسَتِ الْجنَّة ميساكما تَمِيسُ الْعَرُوسُ " (خطّ طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَفِيه أَحْمد بن رشدين قلت قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا من أباطيله وَالله أعلم (فت) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه لوط بن يحيى عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح (حب) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الْحسن بن صابر الْكسَائي مُنكر الرِّوَايَة جدا وَقَالَ ابْن حبَان مَا لهَذَا الحَدِيث أصل، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا كذب وَجَاء من حَدِيث أنس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَقَالَ: تفرد بِهِ عباد بن صُهَيْب انْتهى وَعباد أحد المتروكين (قلت) بل كَذَّاب كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَجَاء من وَجه آخر، أخرجه عَبْدَانِ الصَّحَابَة من حَدِيث بزيع الْأَزْدِيّ مَرْفُوعا مَعْنَاهُ قَالَ عَبْدَانِ: لم يذكر بزيع سَمَاعا فَلَا أَدْرِي أهوَ مُرْسل أم لَا. وَقَالَ الذَّهَبِيّ: بَاطِل وَفِي الْإِسْنَاد مَجَاهِيل وَالله أعلم.

(2) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ كُنْتُ عِنْدَ النبى وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْسَرِ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْمَنِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ تَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا وَتَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ بِوَحْيٍ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ مِنْ رَبِّي فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: لَسْتُ أَجْمَعُهُمَا لَكَ، فَافْدِ أَحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ، فَنَظَرَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَبَكَى وَنَظَرَ إِلَى الْحُسَيْنِ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ. أُمُّهُ أَمَةٌ وَمَتَى مَاتَ لَمْ يَحْزَنْ عَلَيْهِ غَيْرِي، وَأُمُّ الْحُسَيْنِ فَاطِمَةُ وَأَبُوهُ عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي وَلَحْمِي وَدَمِي، وَمَتَى مَاتَ حَزِنَتِ ابْنَتِي وَحَزِنَ ابْنُ عَمِّي وَحَزِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ. وَأَنَا أُؤْثِرُ حُزْنِي عَلَى حُزْنِهِمَا يَا جِبْرِيلُ فَدَيْتُهُ بِإِبْرَاهِيمَ، فَقُبِضَ بَعْدَ ثَلَاث فَكَانَ النبى إِذَا رَأَى الْحُسَيْنَ مُقْبِلا قَبَّلَهُ وَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَرَشَفَ ثَنَايَاهُ وَقَالَ فَدَيْتُ مَنْ فَدَيْتُهُ بِابْنِي إِبْرَاهِيمَ " (خطّ) من طَرِيق أبي بكر النقاش والآفة مِنْهُ وَشَيْخه يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْخياط وَهُوَ ابْن مساعد وَقد دلسه وَمَا ذَاك إِلَّا لشر، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الحَدِيث بَاطِل وَأَحْسبهُ وَقع إِلَى النقاش مَوْضُوعا على أَبى مُحَمَّد ابْن صاعد فَظَنهُ من صَحِيح حَدِيثه وَأَنه سَمَاعه مِنْهُ فَرَوَاهُ. (3) [حَدِيثٌ] " يُقْتَلُ الْحُسَيْنُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً مِنْ مُهَاجَرِي " (خطّ) من حَدِيث أم سَلمَة وَفِيه سعد بن طريف وَهُوَ آفته (قلت) وَفِيه أَيْضا إِسْمَاعِيل بن أبان وَالله أعلم أَيهمَا وَضعه. (4) [حَدِيثُ] " جَابر رَأَيْت رَسُول الله وَهُوَ يُفَحِّجُ مَا بَيْنَ فَخِذَيِ الْحُسَيْنِ وَيُقَبِّلُ زَبِيبَتَهُ وَيَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ يَا رَسُول لله وَمَنْ قَاتِلُهُ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أمتِي يبغض عثرتى وَلا تَنَالُهُ شَفَاعَتِي كَأَنِّي بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ تَرْسُبُ تَارَةً وَتَطْفُو أُخْرَى وَإِنَّ جَوْفَهُ لَيَقُولُ غَقْ غَقْ " (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن مزِيد بن أبي مزِيد بن أبي الْأَزْهَر وَقَالَ مَوْضُوع إِسْنَادًا ومتنا وَلَا أبعد أَن يكون ابْن أبي الْأَزْهَر وَضعه وَرَوَاهُ عَن عَليّ بن مُسلم الطوسي عَن سعيد بن عَامر عَن قَابُوس بن أبي ظبْيَان عَن أَبِيه عَن جده عَن جَابر ثمَّ عرف اسْتِحَالَة هَذِه الرِّوَايَة فَرَوَاهُ بعد وَنقص مِنْهُ عَن جده وَذَلِكَ أَن أباظبيان قد أدْرك عَليّ بن أبي طَالب وسلمان الْفَارِسِي وَسمع مِنْهُمَا واسْمه حُصَيْن بن جُنْدُب وجندب أَبوهُ لَا نَدْرِي أَكَانَ مُسلما أم كَافِرًا فضلا عَن أَن يكون روى شَيْئا وَسَعِيد لم يدْرك قابوسا.

(5) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ احْتَفَرَ حُفَيْرَةً فَوَجَدَ فِيهَا لَوْحًا مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ ". (أَتَرْجُو أُمَّةٌ قَتَلَتْ حُسَيْنًا ... شَفَاعَةَ جَدِّهِ يَوْمَ الْحِسَابِ) وَكُتِبَ ابراهيم خَلِيل الله فجاؤا باللوح إِلَى رَسُول الله فَقَرَأَهُ ثُمَّ بَكَى وَقَالَ مَنْ آذَانِي وَعِتْرَتِي لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي " (حا) فِي أَمَالِيهِ (قلت) هَذَا فِي بعض نسخ الموضوعات وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِي نسخته قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ عقبه من وضع مثل هَذَا فقد ألْقى جِلْبَاب الْحيَاء عَن وَجهه، وَالْعجب من الْحَاكِم أبي عبد الله كَيفَ أدخلهُ فِي أَمَالِيهِ والأمالي يَنْبَغِي أَن تنتقي غير أَنه كَانَ كثير الْميل وَلما خَافَ أَن يقبح فعله قَالَ عقبه وَالْحمل فِيهِ على سُلَيْمَان بن أَحْمد بن يحيى الْحِمصِي وَهَذَا لِأَن سُلَيْمَان كَانَ كذابا وضاعا وَالله أعلم. (6) [حَدِيثٌ] " لَمَّا مَاتَ وَلَدِي مِنْ خَدِيجَةَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ أَمْسِكْ عَنْ خَدِيجَة وَكنت لَهما عَاشِقًا فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا فَأَتَى جِبْرِيلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةَ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ وَمَعَهُ طَبَقٌ مِنْ رُطَبِ الْجَنَّةِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ كُلْ مِنْ هَذَا وَوَاقِعْ خَدِيجَةَ اللَّيْلَةَ فَفَعَلْتُ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَمَا لَثَمْتُ فَاطِمَةَ إِلا وَجَدْتُ رِيحَ ذَلِكَ الرُّطَبِ وَهُوَ فِي عِتْرَتِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (أَبُو بكر الشَّافِعِي) من حَدِيث عمر وَفِيه عَمْرو بن زِيَاد الثوباني (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي التَّلْخِيص وَهُوَ الَّذِي وَضعه فافتضح العثر، فَإِن فَاطِمَة ولدت قبل المبعث وَالله أعلم. (7) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالك إِذَا جَاءَتْ فَاطِمَةُ قَبَّلْتَهَا حَتَّى تَجْعَلَ لِسَانَكَ فِي فِيهَا كُلِّهِ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَلْعَقَهَا عَسَلا قَالَ نَعَمْ يَا عَائِشَةُ إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَدْخَلَنِي جِبْرِيلُ الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي مِنْهَا تُفَّاحَةً فَأَكَلْتُهَا فَصَارَتْ نُطْفَةً فِي صُلْبِي فَلَمَّا نَزَلْتُ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَفَاطِمَةُ مِنْ تِلْكَ النُّطْفَةِ وَهِيَ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى الْجَنَّةِ قَبَّلْتُهَا " (خطّ) وَفِيه مُحَمَّد بن الْجَلِيل الْبَلْخِي (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق غُلَام خَلِيل (أَبُو طَالب بن غيلَان فِي فَوَائده) وَفِيه أَحْمد بن الأحجم (حب) وَفِيه عبد الله بن وَاقد أَبُو قَتَادَة الْحَرَّانِي مَتْرُوك (قلت) قَالَ ابْن حبَان كَانَ من عباد الجزيرة فَغَفَلَ عَن الإتقان فَوَقَعت الْمَنَاكِير فِي أخباره فَلَا يجوز أَن يحْتَج بِخَبَرِهِ وَالله أعلم (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الْحُسَيْن بن عبد الله الْأَبْزَارِيِّ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَفَاطِمَة ولدت قبل النُّبُوَّة بِخمْس سِنِين وَكَانَ الْإِسْرَاء قبل الْهِجْرَة بِسنة بعد موت خَدِيجَة فَكَانَ لفاطمة من الْعُمر لَيْلَة الْمِعْرَاج سبع عشرَة سنة

قَالَ السُّيُوطِيّ: وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان كَأَن الَّذِي وَضعه خذل وَإِلَّا ففاطمة ولدت قبل الْإِسْرَاء بِمدَّة بِالْإِجْمَاع فَإِن الصَّلَاة فرضت لَيْلَة الْإِسْرَاء وَقد صَحَّ أَن خَدِيجَة مَاتَت قبل أَن تفرض الصَّلَاة انْتهى وَبَقِي من طرق الحَدِيث طَرِيق أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ هَذَا كذب جلي وَهُوَ من وضع مُسلم الصفار لِأَن فَاطِمَة ولدت قبل النُّبُوَّة فضلا عَن الْإِسْرَاء، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْأَطْرَاف: الْوَضع عَلَيْهِ ظَاهر فَإِن فَاطِمَة ولدت قبل لَيْلَة الْإِسْرَاء بِالْإِجْمَاع وَطَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر من حَدِيث أم سليم زَوْجَة أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَليّ بن بدار الزنجاني مُتَّهم بِالْوَضْعِ كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وعصمة بن أبي عصمَة البعلبكي مَا عَرفته وَالله أعلم. (8) [حَدِيثٌ] " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَبَخْتَرَا فِي الْجَنَّةِ وَقَالا مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا أَحْسَنَ مِنَّا فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ هُمَا بِصُورَةِ جَارِيَةٍ لَمْ ير الراؤن أَحْسَنَ مِنْهَا لَهَا نُورٌ شَعْشَعَانِيٌّ يَكَادُ يُطْفِئُ الأَبْصَارَ عَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ وَفِي أُذُنِهَا قُرْطَانِ فَقَالا يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْجَارِيَةُ قَالَ: صُورَةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ وَلَدِكَ فَقَالا مَا هَذَا التَّاجُ عَلَى رَأْسِهَا قَالَ هَذَا بَعْلُهَا قَالا فَمَا هَذَانِ الْقُرْطَانِ قَالَ ابْنَاهَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وُجِدَ ذَلِكَ فِي غَامِضِ عِلْمِي قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ " (أَبُو الْحسن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه) فِي فَوَائده من حَدِيث جَابر وَفِيه الْحسن بن عَليّ العسكري لَيْسَ بشئ، وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن شَاذان وَعنهُ الْحسن بن أَحْمد الْعمانِي الأطروش وَلَعَلَّه من وضع أَحدهمَا. (9) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ فَفَعَلْتُ فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ بَنَى جَنَّةً مِنْ لُؤْلُؤٍ قَصَبٍ بَيْنَ كُلِّ قَصَبَةٍ إِلَى قَصَبَةٍ لُؤْلُؤَةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ مَشْدُودَةٍ بِالذَّهَبِ وَجَعَلَ شُقُوقَهَا زَبَرْجَدًا أَخْضَرَ وَجَعَلَ طَاقَاتٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ مُكَلَّلَةً بِالْيَاقُوتِ " (عق) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طَرِيق عبد النُّور المسمعي قَالَ الْعقيلِيّ وَذكر حَدِيثا طَويلا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ " وَتَمَامه وَجعل فِيهَا غرفا لبنة من فضَّة ولبنة من ذهب ولبنة من در ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد ثمَّ جعل فِيهَا عيُونا تنبع من نَوَاحِيهَا وحفها بالأنهار وَجعل على الْأَنْهَار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذَّهَب وحفت بأنواع الشّجر وَبنى فِي كل غُصْن قبَّة وَجعل فِي كل قبَّة أريكة من درة بَيْضَاء غشاؤها السندس

والاستبرق وفرش أرْضهَا بالزعفران والعنبر والمسك وَجعل فِي كل قبَّة حوراء والقبة لَهَا مائَة بَاب على كل بَاب جاريتان وشجرتان فِي كل قبَّة مفرش وَكتاب مَكْتُوب حول القباب آيَة الْكُرْسِيّ فَقلت يَا جِبْرِيل لمن بني هَذِه الْجنَّة قَالَ بناها الله تَعَالَى لعَلي بن أبي طَالب وَفَاطِمَة سوى جنانهما تحفة أتحفهما الله بهَا أقرّ عَيْنك يَا رَسُول الله. (10) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَجَعَلَ صَدَاقَهَا الأَرْضَ فَمَن مَشَى عَلَيْهَا مُبْغِضًا لَكَ يَمْشِي حَرَامًا " (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق الذارع وَقَالَ هُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَإِن كَانَ فِيهِ غَيره من الْمَجْرُوحين. (11) [حَدِيثُ] " أَنَسٍ بَينا أَنا عِنْد النبى إِذْ غَشِيَهُ الْوَحْيُ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ لِي يَا أَنَسُ تَدْرِي مَا جَاءَنِي بِهِ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِ الْعَرْشِ قُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي مَا جَاءَكَ بِهِ جِبْرِيلُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ انْطَلِقْ فَادْعُ لِي أَبَا بكر وَعَمْرو وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَبِعِدَّتِهِمْ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمَّا أَخَذُوا بِمَقَاعِدِهِمْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَحْمُودِ بِنِعْمَتِهِ الْمَعْبُودِ بِقُدْرَتِهِ الْمُطَاعِ بِسُلْطَانِهِ الْمَهْرُوبِ إِلَيْهِ مِنْ عَذَابِهِ النَّافِذِ أَمْرُهُ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ وَمَيَّزَهُمْ بِأَحْكَامِهِ وَأَعَزَّهُمْ بِدِينِهِ وَأَكْرَمَهُمْ بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْمُصَاهَرَةَ سَبَبًا لاحِقًا وَأَمْرًا مُفْتَرَضًا وَشَجَّ بِهَا الأَرْحَامَ وَأَلْزَمَهَا لِلأَنَامِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وصهرا وَكَانَ رَبك قَدِيرًا} وَأَمْرُ اللَّهِ يَجْرِي إِلَى قَضَائِهِ وَقَضَاؤُهُ يَجْرِي إِلَى قَدَرِهِ وَلِكُلِّ قَضَاءٍ قَدَرٌ وَلِكُلِّ قَدَرٍ أَجَلٌ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْده أم الْكتاب ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ وَأُشْهِدُكُمْ إِنِّي قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَة من على على أَرْبَعمِائَة مِثْقَالٍ فِضَّةٍ إِنْ رَضِيَ بِذَلِكَ عَلِيٌّ قَالَ وَكَانَ عَلِيٌّ غَائِبًا قد بَعثه رَسُول الله وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ (ثُمَّ) أَمَرَ رَسُول الله بِطَبَقٍ فِيهِ بُسْرٌ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا وَقَالَ انْتَهِبُوا فَبَيْنَا نَحْنُ نَنْتَهِبُ إِذْ أَقْبَلَ عَلِيٌّ فَتَبَسَّمَ إِلَيْهِ رَسُول الله فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكَ فَاطِمَةَ وَإِنِّي قد زوجتكها على أَرْبَعمِائَة مِثْقَالٍ فِضَّةً فَقَالَ قَدْ رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّ عليا خرسا جدا شُكْرًا وَلَمَّا رَفَعَ قَالَ لَهُ رَسُول الله بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا وَبَارَكَ فِيكُمَا وَأَسْعَدَ جَدَّكُمَا وَأَخْرَجَ مِنْكُمَا الْكَثِيرَ الطَّيِّبَ قَالَ أَنَسٌ وَاللَّهِ لَقَدْ أَخْرَجَ مِنْهُمَا الْكَثِيرَ الطَّيِّبَ " (خطّ) فى تَلْخِيص

الْمُتَشَابه (ابْن الْجَوْزِيّ) قَالَ السُّيُوطِيّ و (كرّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن دِينَار الْعرفِيّ وَهُوَ وَاضعه وَوَضعه أَيْضا على جَابر قَالَ: خطب النبى حِين زوج عليا من فَاطِمَة فَقَالَ الْحَمد لله الْمَحْمُود بنعمته فَذكره بِنَحْوِهِ أخرجه (ابْن الْجَوْزِيّ قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فِيهِ من الركة أَشْيَاء وَالله أعلم. (12) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ لَمَّا زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ كَانَ النبى أَمَامَهَا وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهَا وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهَا وَسَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ خَلْفَهَا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيُقَدِّسُونَهُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ " (خطّ) وَفِيه تَوْبَة بن علوان وَعنهُ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق وَأَحَدهمَا وَضعه. (13) [حَدِيثُ] " أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَطَبَ إِلَيْكَ فَاطِمَةَ ذَوُو الأَسْنَانِ وَالأَمْوَالِ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمْ تُزَوِّجْهُمْ وَزَوَّجْتَهَا هَذَا الْغُلامَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ بَعَثَ إِلَى سَلْمَانَ أَنِ ائْتِنِي بِبَغْلَتِي الشَّهْبَاءِ فَأَتَاهُ بِهَا فَحَمَلَ عَلَيْهَا فَاطِمَةَ وَكَانَ سَلْمَانُ يَقُودُهَا وَرَسُولُ الله يَسُوقُهَا إِذْ سَمِعَ حِسًّا خَلْفَ ظَهْرِهِ فَالْتَفَتَ فَإِذَا جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَجَمْعٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَقَالَ مَا أَنْزَلَكُمْ قَالُوا نَزَلْنَا نَزِفُّ فَاطِمَةَ إِلَى زَوْجِهَا فَكَبَّرَ جِبْرِيلُ ثُمَّ كَبَّرَ مِيكَائِيلُ ثُمَّ كَبَّرَ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ كَبَّرَتِ الْمَلائِكَةُ ثُمَّ كبر النبى ثُمَّ كَبَّرَ سَلْمَانُ فَصَارَ التَّكْبِيرُ خَلْفَ الْعَرَائِسِ سُنَّةً مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَجَاءَ بِهَا إِلَى عَلِيٍّ وَأَجْلَسَهَا إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ مِنِّي فَمَنْ أَكْرَمَهَا فَقَدْ أَكْرَمَنِي وَمَنْ أَهَانَهَا فَقَدْ أَهَانَنِي ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِمَا وَاجْعَلْ بَيْنَهُمَا ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (الْآجُرِيّ) من طَرِيق معبد بن عَمْرو الْبَصْرِيّ وَعنهُ أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أنس القرنبطي وَمَا يتَعَدَّى وَضعه أَحدهمَا فلعنة الله على وَاضعه، أتراها إِلَى أَيْن ركبت وَبَين الْبَيْتَيْنِ خطوَات؟ ثمَّ مَا كَفاهُ حَتَّى جعل بِسوء أدبه وجرأته سيدنَا رَسُول الله سائقا ". (14) [حَدِيثٌ] " ابْنَتِي فَاطِمَةُ حَوْرَاءُ آدَمِيَّةُ لَمْ تَحِضْ وَلَمْ تَطْمَثْ وَإِنَّمَا سَمَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى فَاطِمَةَ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَطَمَهَا وَمُحِبِّيهَا عَنِ النَّارِ " (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ لَيْسَ بِثَابِت وَفِيه غير وَاحِد من المجهولين (قلت) " وَجَاء عَن أَسمَاء قبلت فَاطِمَة بالْحسنِ فَلم أر لَهَا دَمًا فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي لم أر لفاطمة دَمًا فِي حيض وَلَا نِفَاس فَقَالَ

أما علمت أَن ابْنَتي طَاهِرَة مطهرة فَلَا يرى لَهَا دم فِي طمث وَلَا ولادَة أوردهُ " (لمحب الطَّبَرِيّ) فِي ذخائر العقبي وَهُوَ بَاطِل أَيْضا فَإِنَّهُ من رِوَايَة دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي عَن عَليّ بن مُوسَى الرضى وَالله أعلم. (15) [حَدِيثٌ] " إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَطَمَ مُحِبِّيهَا مِنَ النَّارِ " (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي وَهُوَ من عمله (قلت) وَفِيه أَيْضا بشر ابْن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ وَجَاء من حَدِيث عَليّ قلت يَا رَسُول الله لم سميت فَاطِمَة قَالَ إِن الله قد فطمها وذريتها عَن النَّار يَوْم الْقِيَامَة أخرجه ابْن عَسَاكِر وَفِي سَنَده من ينظر فِيهِ وَالله أعلم. (16) [حَدِيث] " تخسر ابْنَتِي فَاطِمَةُ وَمَعَهَا ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بِدَمٍ فَتَتَعَلَّقُ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَتَقُولُ يَا عَدْلُ احْكُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ قَاتِلِ وَلَدِي فَيَحْكُمُ لابْنَتِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " (حا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَحْمد بن عَليّ بن مهْدي الرقي وَعنهُ مُحَمَّد بن بسطَام وَأَحَدهمَا وَضعه لَا يتجاوزهما. (17) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ سَأَلت النبى عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَقَالَ قَالَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِلا تُبْتَ عَلَيَّ فَتَابَ عَلَيْهِ " (قطّ) وَفِيه عَمْرو بن ثَابت وَعنهُ حُسَيْن الْأَشْقَر تفردا بِهِ (قلت) مر هَذَا للسيوطي معزوا إِلَى تَخْرِيج ابْن النجار وَمر الْكَلَام عَلَيْهِ هُنَاكَ وَالله أعلم. (18) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ سَجَدَ النَّبِيُّ خَمْسَ سَجَدَاتٍ لَيْسَ فِيهِنَّ رُكُوعٌ فَقَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فَاطِمَةَ فَسَجَدْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فَاطِمَةَ ثَانِيًا فَسَجَدْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَسَجَدْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَسَجَدْتُ " (عد) من طَرِيق عبد الله بن حَفْص وَقَالَ هَذَا بَاطِل وَكذب بَارِد. (19) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ عَلِيًّا وَمَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَلْيُحِبَّ فَاطِمَةَ وَمَنْ أَحَبَّ فَاطِمَةَ فَلْيُحِبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَبَاشَرُونَ وَيُسَارِعُونَ إِلَى رُؤْيَتِهِمْ

يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، مَحَبَّتُهُمْ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ وَمَنْ أَبْغَضَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَقَدْ حُرِمَ شَفَاعَتِي وَإِنَّنِي نَبِيٌّ مُكْرَمٌ بَعَثَنِي اللَّهُ بِالصِّدْقِ فَأَحِبُّوا أَهْلِي وَأَحِبُّوا عَلِيًّا " (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن حَفْص. (20) [حَدِيثٌ] " إِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَآلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَمُخْتَلَفُ الْمَلائِكَةِ وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ " (عد) من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَفِيه بَحر بن كثير السقا وَفِيه أَيْضا جُوَيْبِر مَتْرُوك. (21) [حَدِيثٌ] " أَنَا شَجَرَةٌ وَفَاطِمَةُ حَمْلُهَا وَعَلِيٌّ لِقَاحُهَا وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرُهَا وَالْمُحِبُّونَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَقُهَا فِي الْجَنَّةِ حَقًّا حَقًّا (مُحَمَّد بن السّري التمار) فِي جزئه من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُوسَى بن نعيمان لَا يعرف " (عد) من حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِنَحْوِهِ وَفِيه مينا ابْن أبي مينا واتهم بِوَضْعِهِ لِأَنَّهُ كَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع قَالَ السُّيُوطِيّ وَأوردهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَتعقبه الذَّهَبِيّ وَقَالَ بعد كَلَام يتَعَلَّق بالسند أفما اسْتَحى أَن يُورد هَذِه الأخلوقات من أَقْوَال الطرقية فِيمَا يسْتَدرك على الشَّيْخَيْنِ " (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الشَّامي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَخذ حَدِيث مينا فَغَيره وَزَاد فِيهِ وَنقص وَجعله من حَدِيث جَابر. (22) [حَدِيثُ] " جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَطَبَنَا رَسُول الله فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيًّا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ قَالَ نَعَمْ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ. إِنَّمَا احْتَجَزَ بِذَلِكَ عَنْ سَفْكِ دَمِهِ وَأَنْ يُؤَدِّيَ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُوَ صَاغِرٌ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَنِي أَسْمَاءَ أُمَّتِي كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا وَمَثَّلَ لِي أُمَّتِي فِي الطِّينِ فَمَرَّ بِي أَصْحَابُ الرَّايَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِيٍّ وَشِيعَتِهِ " (عق) من طَرِيق سديف الْمَكِّيّ وَقَالَ لَا أصل لَهُ وسديف غال فِي الرَّفْض. (23) [حَدِيثٌ] " مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيًّا وَإِنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ " (خطّ) من حَدِيث جَابر وَفِيه أَحْمد الذارع وَهُوَ عمله. (24) [حَدِيثٌ] " إِنَّ أَهْلَ شِيعَتِنَا يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ على مَا بهم من

الذُّنُوبِ وَالْعُيُوبِ وَوُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَدْ فُرِّجَتْ عَنْهُمُ السَّوْءَاتُ، وَسُهِّلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ، مَسْتُورَةٌ عَوْرَاتُهُمْ، مُسْكَنَةٌ رَوْعَاتُهُمْ، قَدْ أُعْطُوا الأَمْنَ وَالإِيمَانَ، وَارْتَفَعَتْ عَنْهُمُ الأَحْزَانُ، يَخَافُ النَّاسُ وَلا يَخَافُونَ، وَيَحْزَنُ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ، شرك نعَالهمْ تلألأ، عَن نُوقٍ بِيضٍ، لَهَا أَجْنِحَةٌ قَدْ ذُلِّلَتْ مِنْ غَيْرِ مَهَانَةٍ أَعْنَاقُهَا ذَهَبٌ أَحْمَرُ أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ. لِكَرَامَتِهِمْ عَلَى اللَّهِ " (فت) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه مُحَمَّد بن سَالم، وَعنهُ مُحَمَّد بن عَليّ الْكِنْدِيّ ضعيفان (قلت) أما مُحَمَّد بن سَالم وَهُوَ أَبُو سهل الْكُوفِي فمتروك، ومتهم؛ بِالْوَضْعِ كَمَا مر فِي الْمُقدمَة على أَنه من رجال التِّرْمِذِيّ، وَأما مُحَمَّد بن عَليّ الْكِنْدِيّ فَلم يذكر فِيهِ الحافظان الذَّهَبِيّ وَابْن حجر إِلَّا قَول الْأَزْدِيّ ضَعِيف وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات بعد إِيرَاد الحَدِيث إِسْنَاد مظلم وَمتْن مَكْذُوب وَالله أعلم. (25) [حَدِيثُ] " أَبِي الزُّبَيْرِ: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ وَعَلَتْ سِنُّهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَمَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ مَنْ هَذَا قَالَ ابْنِي مُحَمَّدٌ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَبَكَى، وَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِن رَسُول الله يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، فَقِيلَ لَهُ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُول الله فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ قَالَ: يُولَدُ لابْنِي هَذَا ابْنٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَلا لِيَقُمْ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ، فَيَقُومُ هُوَ وَيُولَدُ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ إِذَا رَأَيْتَهُ يَا جَابِرُ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلامَ. وَاعْلَمْ أَنَّ بَقَاءَكَ بَعْدَ الْيَوْمِ قَلِيلٌ فَمَا لبث جَابر بعد ذَلِك إِلَّا بضعَة عشر يَوْمًا حَتَّى توفّي " (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي (26) [حَدِيثِ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: كُنَّا بِبَاب رَسُول الله أَنَا وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَسَلْمَانُ وَالْمِقدَادُ وَالزُّبَيْرُ فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ مَرْعُوبًا مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ فَقَالَ: نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَذَكَر كَلامًا طَوِيلا ثُمَّ قَالَ: يَزِيدُ لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي يَزِيدَ الطَّعَّانِ اللَّعَّانِ أَمَّا إِنَّهُ نُعِيَ إِلَيَّ حَبِيبِي حُسَيْنٌ أُتِيتُ بِتُرْبَتِهِ وَرَأَيْتُ قَاتِلَهُ، أَمَا إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ بَيْنَ ظهراني قوم وَلَا يَنْصُرُونَهُ إِلا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق الْأُشْنَانِي وَقَالَ هُوَ من عمله، قَالَ السُّيُوطِيّ وَله طَرِيق آخر أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الْفِتَن (قلت) فِيهِ كثير بن جَعْفَر الْخُرَاسَانِي وَالله أعلم، قَالَ: وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيقين

الفصل الثانى

(قلت) فِي أَحدهمَا مجاشع بن عَمْرو، وَفِي الآخر سليم بن مَنْصُور بن عمار ذَاهِب الحَدِيث وَالله أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (27) [أَثَرُ] " ابْنِ عُمَرَ كَانَ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ تَعْوِيذَتَانِ حَشْوُهُمَا مِنْ زَغَبِ جَنَاحِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ " (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق الْكُدَيْمِي واتهمه بِهِ (تعقبه) السُّيُوطِيّ بِأَن الْخَطِيب وَابْن الْأَعرَابِي فِي مُعْجَمه أَخْرجَاهُ من غير طَرِيق الْكُدَيْمِي فَزَالَتْ تهمته (قلت) وَسَبقه إِلَى ذَلِك الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ لَا ذَنْب للكديمي فقد تَابعه مطين وَرَوَاهُ عَنهُ عدَّة، وتابع شيخهما أَحْمد بن يحيى الْأَحول، إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان أخرجه ابْن الْأَعرَابِي، واتهم بِهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور، لَكِن مُتَابعَة الْأَحْوَال أزالت تهمته وَالله أعلم. (28) [حَدِيثُ] " ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّد أَنى قد قتلت بيحي بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا، " (أَبُو بكر الشَّافِعِي) فِي الغيلانيات من طَرِيق مُحَمَّد بن شَدَّاد عَن أبي نعيم، قَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ، وَابْن شَدَّاد ضَعِيف جدا وَتَابعه الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي الْكُوفِي وَهُوَ مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق سِتَّة أنفس عَن أبي نعيم. وَقَالَ صَحِيح، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَقَالَ على شَرط مُسلم. (29) [حَدِيثٌ] " أَنَا وَفَاطِمَةُ وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ فِي قُبَّةٍ بَيْضَاءَ سَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ (أَبُو بكر الشَّافِعِي) من حَدِيث عمر، وَفِيه عَمْرو بن زِيَاد الثوباني (تعقب) بِأَن عمرا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر من حَدِيث أبي مُوسَى أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف. (30) [حَدِيثُ] " ابْنِ مَسْعُودٍ أَصَابَتْ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَبِيحَةَ الْعُرْسِ رِعْدَةٌ فَقَالَ لَهَا رَسُول الله يَا فَاطِمَةُ إِنِّي زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ يَا فَاطِمَةُ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ أُمَلِّكَكِ بِعَلِيٍّ أَمر الله جِبْرِيل

فَقَامَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَصَفَّ الْمَلائِكَةَ صُفُوفًا ثُمَّ خَطَبَ عَلَيْهِمْ جِبْرِيلُ فَزَوَّجَكِ مِنْ عَلِيٍّ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتْ مِنَ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُم يَوْمَئِذٍ شَيْئًا أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ عَلَى صَاحِبَيْهِ أَوْ أَحْسَنَ فَخَرَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَت أم سَلمَة: لقد كَانَت فَاطِمَة تفتخر على النِّسَاء حِين كَانَ أول من خطب عَلَيْهَا جِبْرِيل (نع) من طَرِيق عبيد الله بن مُوسَى وَعنهُ خَالِد بن عَمْرو بن السلَفِي وآفته أَحدهمَا (تعقب) بِأَن أَبَا نعيم قَالَ: غَرِيب من حَدِيث الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش رُوَاته أَعْلَام ثِقَات، وَالنَّظَر فِي حَال خَالِد بن عَمْرو، وخَالِد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ: رُبمَا أَخطَأ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ فِي مَوضِع آخر غَيره أثبت مِنْهُ، وَقَالَ ابْن عدي: لَهُ مَنَاكِير، وَقَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخه بعد إِخْرَاج الحَدِيث: غَرِيب جدا تفرد بِهِ خَالِد بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقد تَابعه بعض النَّاس فَرَوَاهُ عَن عبيد الله كَذَلِك انْتهى (قلت) وَعبيد الله بن مُوسَى هُوَ ابْن باذام الْعَبْسِي الْكُوفِي ثِقَة روى لَهُ السِّتَّة، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي كرهه بَعضهم لفرط تشيعه وَالله أعلم. (31) [حَدِيثٌ] " إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَهَا اللَّهُ وَذُرَّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ " (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طَرِيق عمر بن غياث، وَعنهُ مُعَاوِيَة بن هِشَام، وَعمر قد ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ. كَانَ من شُيُوخ الشِّيعَة، وَقَالَ ابْن حبَان: عمر روى عَن عَاصِم مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَلَعَلَّه سَمعه فِي اخْتِلَاط عَاصِم (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ: صَحِيح، وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ: بل ضَعِيف تفرد بِهِ مُعَاوِيَة وَفِيه ضعف عَن ابْن غياث وَهُوَ واه بِمرَّة انْتهى، وَقد تَابع ابْن غياث تليد بن سُلَيْمَان أخرجه ابْن شاهين وَابْن عَسَاكِر، وَتَلِيدُ أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ لكنه رَافِضِي ضَعِيف، وَتَابعه عبد الْملك بن الْوَلِيد بن معدان وَسَلام بن سُلَيْمَان الْقَارِي، لكنهما جعلاه من حَدِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان، أخرجه الْخَطِيب فِي المهروانيات، وَقَالَ: رِوَايَة عمر ابْن غياث أشبه بِالصَّوَابِ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ رَسُول الله لفاطمة إِن الله غير معذبك وَلَا ولدك أخرجه الطَّبَرَانِيّ، قلت قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع: رِجَاله ثِقَات انْتهى وَمِمَّا يدل على أَن الحَدِيث لَيْسَ مَوْضُوعا جزما عِنْد ابْن الْجَوْزِيّ أَنه قَالَ: إِن ثَبت الحَدِيث فَهُوَ مَحْمُول على ذريتها الَّذين هم أَوْلَادهَا خَاصَّة

فَإِن الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة، وعَلى ذَلِك حمله مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الرضى، فَقَالَ: هُوَ خَاص لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن وَالله أعلم، وروى الْعقيلِيّ عَن أبي كريب أَنه قَالَ: هَذَا لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن وَلمن أطَاع الله مِنْهُم. (32) [حَدِيثٌ] " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ وَرَاء الْحجاب: يَا أهل الْجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُرَّ (تَمام) فِي فَوَائده من حَدِيث عَليّ، وَفِيه الْعَبَّاس بن الْوَلِيد (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيقه، وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ إِلَّا أَن الْعَبَّاس لم يخرجَا لَهُ، وَتَابعه عبد الحميد بن بَحر أخرجه الْحَاكِم أَيْضا وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْأَطْرَاف كعادته، نعم تعقبه الذَّهَبِيّ (قلت) قَالَ: مَوْضُوع، وَالْعَبَّاس كذبه الدَّارَقُطْنِيّ، وَعبد الحميد قَالَ ابْن حبَان: يسرق الحَدِيث وَالله أعلم، لَكِن للْحَدِيث شَوَاهِد من حَدِيث عَائِشَة أخرجه ابْن بَشرَان فِي الأول من فَوَائده من طَرِيق حُسَيْن بن معَاذ قَالَ فِي الْمِيزَان: وَقد اضْطربَ حُسَيْن فِي إِسْنَاده فَقَالَ مرّة: ثَنَا شَاذ بن فياض عَن حَمَّاد بن سَلمَة، وَقَالَ مرّة: ثَنَا الرّبيع بن يحيى الْأُشْنَانِي حَدثنِي جَار لحماد بن سَلمَة حَدثنَا حَمَّاد، وحسين ذكره الْخَطِيب وَلم يذكرهُ بِجرح وَلَا تَعْدِيل (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ فِي حَدِيثه الْمَذْكُور: إِنَّه بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم، وَتَابعه على الرِّوَايَة الثَّانِيَة أَبُو عبد الله الْأَخْفَش الْمُسْتَمْلِي أخرجه الْخَطِيب وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أخرجه أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات من طَرِيق عَمْرو بن زِيَاد الثوباني، وَأخرجه أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ فِي الضُّعَفَاء، وَفِيه عُمَيْر ابْن عمرَان، وَمُحَمّد بن عبيد الله الْعَرْزَمِي، وَمن حَدِيث أبي سعيد أخرجه الْأَزْدِيّ أَيْضا من طَرِيق دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الْعقيلِيّ، وَمن حَدِيث أبي أَيُّوب أخرجه أَبُو بكر الشَّافِعِي، وَفِيه الْأَصْبَغ بن نباتة وَسعد بن طريف، وحسين الْأَشْقَر، وَمُحَمّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي (قلت) حَدِيث أبي هُرَيْرَة من الطَّرِيق الثَّانِي وَمَا بعده لَا يصلح للاستشهاد، وَكَذَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة من الطَّرِيق الأول إِلَّا على رأى ابْن حبَان فِي عَمْرو بن زِيَاد وَالله تَعَالَى أعلم.

الفصل الثالث

الْفَصْل الثَّالِث (33) [حَدِيثٌ] " أَهْلُ بَيْتِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ " (نع) من حَدِيث نبيط ابْن شريط من طَرِيق حفيده أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط. (34) [حَدِيثٌ] " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ عِلِّيِّينَ وَخَلَقَ طِينَتَنَا مِنْهَا وَخَلَقَ طِينَةَ مُحِبِّينَا مِنْهَا وَخَلَقَ سِجِّينَ وَخَلَقَ طِينَةَ مُبْغِضِينَا مِنْهَا فَأَرْوَاحُ مُحِبِّينَا تَتُوقُ إِلَى مَا خُلِقَتْ مِنْهُ وَأَرْوَاحُ مُبْغِضِينَا تَتُوقُ إِلَى مَا خُلِقَتْ مِنْهُ ". (كرّ) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه عَليّ بن نصر الْبَصْرِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان: خبر بَاطِل، آفته عَليّ بن نصر لَا يدرى من هُوَ (قلت) وَفِي مَعْنَاهُ حَدِيث إِن فِي الفردوس لعينا أحلى من الشهد وَأطيب من الْمسك، فِيهَا طِينَة خلقنَا الله مِنْهَا وَخلق شِيعَتِنَا، وَهِي الْمِيثَاق الَّذِي أَخذ عَلَيْهِ ولَايَة عَليّ بن أبي طَالب، أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة عبيد بن مهْرَان الْعَطَّار وَقَالَ: حَدِيث مَوْضُوع وَعبيد مَجْهُول وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم. (35) [حَدِيثُ] " عَلِيٍّ بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُول الله فِي خِبَاءٍ لأَبِي طَالِبٍ أَشْرَفَ عَلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ، فَبَصُرَ بِهِ النبى فَقَالَ: يَا عَمُّ أَلا تَنْزِلُ فَتُصَلِّي مَعَنَا. قَالَ: ابْنَ أَخِي إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ عَلَى حَقٍّ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسْجُدَ فَتَعْلُونِي اسْتِي، وَلَكِنِ انْزِلْ يَا جَعْفَرُ فَصَلِّ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ، فَنَزَلَ جَعْفَرٌ فَصَلَّى عَنَ يَسَارِ النَّبِيِّ. فَلَمَّا قضى النبى صَلاتَهُ، الْتَفَتَ إِلَى جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَمَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَصَلَكَ بِجَنَاحَيْنِ تَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا وَصَلْتَ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكِ " (خطّ) مِنْ طَرِيقِ سَيْفِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا بَاطِلٌ. (36) [حَدِيثٌ] " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَ قَوْمَ نُوحٍ، أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ شُقَّ أَلْوَاحَ السَّاجِ فَلَمَّا شَقَّهَا لَمْ يَدْرِ مَا يَصنَعُ بِهَا فَهَبَطَ جِبْرِيلُ فَأَرَاهُ هَيْئَةَ السَّفِينَةِ وَمَعَهُ تَابُوتٌ فِيهِ مِائَةُ أَلْفِ مِسْمَارٍ وَتِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ مِسْمَارٍ، فَسَمَّرَ بِالْمَسَامِيرِ كُلِّهَا السَّفِينَةَ إِلَى أَنْ بَقِيَتْ خَمْسَةُ مَسَامِيرَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مِسْمَارٍ فَأَشْرَقَ فِي يَدِهِ، وَأَضَاءَ كَمَا يضئ الْكَوْكَب الدرى

فِي أُفْقِ السَّمَاءِ، فَتَحَيَّرَ مِنْ ذَلِكَ نُوحٌ فَأَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الْمِسْمَارَ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ فَقَالَ: عَلَى اسْمِ خَيْرِ الأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا جِبْرِيلُ: مَا هَذَا الْمِسْمَارُ الَّذِي مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَالَ: هَذَا بِاسْمِ خَيْرِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَسَمَّرَهُ فِي أَوَّلِهَا على جَانب السَّفِينَة الْيُمْنَى، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مِسْمَارٍ ثَانٍ، فَأَشْرَقَ وَأَنَارَ، فَقَالَ نُوحٌ: مَا هَذَا الْمِسْمَارُ؟ قَالَ: مِسْمَارُ أَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَسْمَرَهُ عَلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الْيَسَارِ فِي أَوَّلِهَا، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مِسْمَارٍ ثَالِثٍ، فَزَهَرَ وَأَشْرَقَ وَأَنَارَ، فَقَالَ: هَذَا مِسْمَارُ فَاطِمَةَ فَأسْمَرَهُ إِلَى جَانِبِ مِسْمَارِ أَبِيهَا، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مِسْمَارٍ رَابِعٍ فَزَهَرَ وَأَنَارَ، فَقَالَ: هَذَا مِسْمَارُ الْحَسَنِ، فَأَسْمَرَهُ إِلَى جَانِبِ مِسْمَارِ أَبِيهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مِسْمَارٍ خَامِسٍ فَأَشْرَقَ وَأَنَارَ وَنَدِيَ، فَقَالَ يَا جِبْرِيُل: مَا هَذِهِ النَّدَاوَةُ؟ قَالَ هَذَا مِسْمَارُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ، فَأَسْمَرَهُ إِلَى جَانِبِ مِسْمَارِ أَخِيه ثمَّ قَالَ النبى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَات أَلْوَاح ودسر} الأَلْوَاحُ خُشُبُ السَّفِينَةِ وَنَحْنُ الدُّسُرُ لَوْلانَا مَا سَارَتِ السَّفِينَةُ بِأَهْلِهَا " (نجا) من حَدِيث أنس (قلت) : لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ: وَفِي سَنَدِهِ جمَاعَة لم أَقف لَهُم على حَال وَالله أعلم. (37) [حَدِيثُ] " سَلْمَانَ قَالَ لى النبى: يَا سلمَان امضى إِلَى فَاطِمَةَ فَإِنَّ لَهَا إِلَيْكَ حَاجَةً، فَجِئْتُ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهَا. فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيَّ تَبَسَّمَتْ، فَقَالَتْ: أُبَشِّرُكَ قُلْتُ بَشَّرَكِ اللَّهُ بِخَيْرٍ يَا مَوْلاتِي، قَالَتْ صَلَّيْتُ الْبَارِحَةَ وِرْدِي فَأَخَذْتُ مَضْجَعِي فَبَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمَةِ وَالْيَقْظَانَةِ إِذْ بَصُرْتُ بِأَبْوَابِ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ، وَإِذَا ثَلاثُ جَوَارٍ قَدْ هَبَطْنَ مِنَ السَّمَاءِ لَمْ أَرَ أَجْمَلَ مِنْهُنَّ جَمَالا فَقُلْتُ لإِحْدَاهُنَّ مَنْ أَنْتِ، فَقَالَتْ أَنَا الْمَقْدُودَةُ خُلِقْتُ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ الْكِنْدِيِّ، فَقُلْتُ لِلثَّانِيَةِ مَنْ أَنْت؟ قَالَت أَنا درة خُلِقْتُ لأَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ فَقُلْتُ لِلثَّالِثَةِ مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ أَنَا سَلْمَى خُلِقْتُ لِسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ فَأَعْجَبَنِي جَمَالُهُنَّ فَقُلْتُ فَمَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِيكُنَّ زَوْجَةٌ؟ فَقُلْنُ مَهْلا إِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي مِنْكِ أَنْ يُغَيِّرَكِ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنْتِ زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَزَوْجَتُهُ فِي الآخِرَةِ (كرّ قلت) : لم يبين علته وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد الضَّرِير، وَفِي الْمِيزَان للذهبي: أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّرِير شيخ لِابْنِ بكير الْبَغْدَادِيّ، أَتَى بِخَبَر بَاطِل فَلَعَلَّهُ هُوَ هَذَا وَالله تَعَالَى أعلم. (38) [حَدِيثٌ] " أَنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ: رَبِّ إِنَّ أَخِي هَارُونَ مَاتَ فَاغْفِرْ لَهُ

باب فى ذكر عائشة رضى الله تعالى عنها

فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى لَوْ سَأَلْتَنِي فِي الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لأَجَبْتُكَ فِيهِمْ مَا خَلا قَاتِلَ الْحُسَيْن ابْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنِّي أَنْتَقِمُ مِنْهُ " (نجا) من حَدِيث طَلْحَة. (39) [حَدِيثُ] " حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَن النبى نَظَرَ يَوْمًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَبَكَى، وَقَالَ: يَا زَيْدُ زَادَكَ اللَّهُ حُبًّا عِنْدِي، فَإِنَّكَ سَمِيُّ الْحَبِيبِ مِنْ وَلَدِي الْمَظْلُومُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي (كرّ قلت) : هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله لم يذكر علتهما وَفِي سنديهما من لم أعرفهم وَالله أعلم. بَاب فِي ذكر عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثُ] " أَبِي هُرَيْرَةَ لَمَّا دخل رَسُول الله الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ أَكْثَرَ عَلَيْهِ الْيَهُودُ الْمَسَائِلَ والنبى يُجِيبُهُمْ جَوَابًا مُدَارَكًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَكَانَتْ خَدِيجَةُ مَاتَتْ بِمَكَّةَ فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ النَّبِيُّ الْمَدِينَةَ وَاسْتَوْطَنَهَا طَلَبَ التَّزْوِيجَ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْكِحُونِي فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ بِخِرْقَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ فِي عَرْضِ شِبْرٍ، فِيهَا صُورَة لم ير الراؤن أَحْسَنَ مِنْهَا فَنَشَرَهَا جِبْرِيلُ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ تَزَوَّجِ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ فَمَضَى إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُصَاهِرَكَ، وَكَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ فعرضهن على رَسُول الله فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَزَوَّجَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ وَهِي عَائِشَة فَتَزَوجهَا " (خطّ) وَقَالَ: رِجَاله ثِقَات غير مُحَمَّد بن الْحسن بن الْأَزْهَر ونراه من عمله، وَإِنَّمَا تزوج رَسُول الله عَائِشَة بِمَكَّة، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَكَذَا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث كذب. (2) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ أَسْقَطْتُ من النبى سِقْطًا فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَنَّانِي أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ (ابْن السّني) من طَرِيق مُحَمَّد بن عُرْوَة، وَعنهُ دَاوُد بن المحبر. (3) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَوَهَبْتُ لَهُمَا دِينَارًا وَشَقَقْتُ مُرْطِي بَيْنَهُمَا فَرَدَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِشُقَّةٍ فَخَرَجَا فَرِحَيْنِ مَسْرُورَيْنِ يَضْحَكَانِ فتلقاهما رَسُول

الفصل الثانى

كَفَّةَ كَفَّةَ فَقَالَ: قُرَّةَ الْعَيْنِ من كسا كَمَا بُرْدَيْنِ وَوَهَبَ لَكُمَا دِينَارًا قَالا أُمُّنَا عَائِشَةُ، قَالَ: صَدَقْتُمَا هِيَ وَاللَّهِ أُمُّكُمَا وَأُمُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ، قَالَت: فوَاللَّه إِنَّه لأحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (خطّ) وَفِيه ثَلَاثَة كذبة أسيد بن زيد الْجمال: وَعَمْرو بن شمر، وَجَابِر الجعفى. الْفَصْل الثَّانِي (4) [حَدِيثٌ] " يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لَا يُفْلِحُونَ قَائِدُهُمُ امْرَأَةٌ قَائِدُهُمْ فِي الْجَنَّةِ " (عق) من حَدِيث أبي بكرَة وَفِيه عبد الْجَبَّار بن الْعَبَّاس الشبامي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ لِأَنَّهُ من كبار الشِّيعَة كَذَّاب (تعقب) : بِأَن الْعقيلِيّ أوردهُ فِي تَرْجَمَة عمر بن الهجنع وَقَالَ: لَا يُتَابع عَلَيْهِ، وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان لَا يعرف وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَعبد الْجَبَّار من رجال التِّرْمِذِيّ وَقَالَ الْعقيلِيّ فِي تَرْجَمته إِن أَحْمد وَأَبا دَاوُد قَالَا: لَا بَأْس بِهِ، وَلكنه كَانَ يتشيع والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل. (5) [حَدِيثُ] " عَائِشَةَ قَالَ لِي رَسُولُ الله يَا عَائِشَةُ أَنْتِ أَطْيَبُ مِنْ زُبْدَةٍ بِتَمْرٍ (ابْن السّني) من طَرِيق خَالِد بن زيد، وَفِي رِوَايَة لِابْنِ السّني أَيْضا من طَرِيق زَكَرِيَّا بن مَنْظُور: أَنْت أطيب من اللبإ بِالتَّمْرِ، وخَالِد وزَكَرِيا ليسَا بشئ (تعقب) بِأَنَّهُمَا من رجال ابْن مَاجَه، وَقَالَ ابْن معِين فِي زَكَرِيَّا مَرَّات: لَيْسَ بِهِ بَأْس، وَقَالَ أَحْمد بن صَالح وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي فِي خَالِد: ثِقَة. وَقَالَ دُحَيْم، صَاحب فتيا: فَإِن لم يكن الحَدِيث على شَرط الْحسن فَهُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع. تمّ الْجُزْء الأول، ويليه الْجُزْء الثانى وأوله: بَاب فى ذكر جمَاعَة من الصَّحَابَة

باب في طائفة من الصحابة رضي الله عنهم

بَاب فِي طَائِفَة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم الْفَصْل الأَوَّلُ (1) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ الله: هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ وَمَعَهُ قَلَمٌ مِنْ ذَهَبٍ إِبْرِيزٍ فَقَالَ إِنَّ الْعَلِيُّ الأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ حَبِيبِي قَدْ أَهْدَيْتُ هَذَا الْقَلَمَ مِنْ فَوْقِ عَرْشِي إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَأَوْصِلْهُ إِلَيْهِ، وَمُرْهُ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ يَخُطُّ بِهَذَا الْقَلَمِ، وبشكله وبعجمه وَيَعْرِضُهُ عَلَيْكَ، فَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سَاعَةِ يَكْتُبُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: مَنْ يَأْتِينِي بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَمَضَى حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ، وَجَاءَا جَمِيعًا إِلَى النَّبِي فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلامَ، ثُمَّ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَدَنَا من رَسُول الله فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْقَلَمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا مُعَاوِيَةُ هَذَا قَلَمٌ قَدْ أَهْدَاهُ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ لِتَكْتُبَ بِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، بِخَطِّكَ وَتُشَكِّلَهُ وَتُعْجِمَهُ وَتَعْرِضَهُ عَلَيَّ، فَاحْمَدِ اللَّهَ وَاشْكُرْهُ عَلَى مَا أَعْطَاكَ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سَاعَةِ تَكْتُبُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَأَخَذَ الْقَلَمَ مِنْ يَدِ النَّبِيِّ فَوَضَعَهُ فَوْقَ أُذُنِهِ فَقَالَ رَسُولُ الله: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَوْصَلْتُهُ إِلَيْهِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ فَجَثَا مُعَاوِيَةُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله، فَلَمْ يَزَلْ يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مَا أَعْطَاهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَيَشْكُرُهُ حَتَّى أَتَى بِطِرْسٍ وَمَحْبَرَةٍ، فَأَخَذَ الْقَلَمَ وَلَمْ يَزَلْ يَخُطُّ بِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْخَطِّ حَتَّى كَتَبَهَا وَشَكَّلَهَا وعرضها على النَّبِي، فَقَالَ رَسُول الله: يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سَاعَةِ كَتَبْتَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) وَأَكْثَرُ رِجَالِهِ مَجْهُولُونَ، قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَاتَّهَمَ بِهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان أَحْمد بن عَبْدِ اللَّهِ الأُبَلِّيَّ، وَرَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ بِاخْتِصَارٍ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَتِهِ مُحَمَّدٌ ابْنُ وَزِيرٍ الأُبَلِّيُّ بَدَلَ أَحْمد بن عبد الله الأبلي، فَكَأَنَّهُ تَحَرَّفَ عَلَى بَعْضِ رُوَاتِهِ أَوْ دُلِّسَ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(2) [حَدِيثُ] عُمَرَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْكُرْسِيّ قَالَ رَسُول الله لمعاوية: اُكْتُبْهَا، فَقَالَ: مَالِي بِكَتْبِهَا؟ قَالَ: لَا يَقْرَؤُهَا أَحَدٌ إِلا كُتِبَ لَكَ أَجْرُهَا) (أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ) مِنْ طَرِيقِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْحِنَّائِيِّ، وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ، وَقَالَ: أَحَدُهُمَا وَضَعَهُ وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَضَعَهُ حُسَيْنٌ وَاتَّهَمُوا بِهِ أَحْمَدَ. (3) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ كَانَ ابْنُ خَطَلٍ يكْتب قُدَّام النَّبِي وَكَانَ إِذَا نَزَلَ غَفُورٌ رَحِيمٌ كَتَبَ رَحِيمٌ غَفُورٌ، وَإِذَا نَزَلَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، كَتَبَ عَلِيمٌ سَمِيعٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي يَوْمًا: اعْرِضْ عَلَيَّ مَا كُنْتَ أُمْلِي عَلَيْكَ، فَلَمَّا عَرَضَهُ قَالَ لَهُ النَّبِي: مَا كَذَا أَمْلَيْتُ عَلَيْكَ، غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَرَحِيمٌ غَفُورٌ، وَسَمِيعٌ عَلِيمٌ، وَعَلِيمٌ سَمِيعٌ، وَاحِدٌ.) فَقَالَ ابْنُ خَطَلٍ إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ نَبِيًّا فَإِنِّي مَا كُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِلا مَا أُرِيدُ، ثُمَّ كَفَرَ وَلحق بِمَكَّة، فَقَالَ النَّبِي: مَنْ قَتَلَ ابْنَ خَطَلٍ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَقُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَأَرَادَ النَّبِي أَنْ يَسْتَكْتِبَ مُعَاوِيَةَ فَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَ مِنْهُ مَا أَتَى مِنَ ابْنِ خَطَلٍ فَاسْتَشَارَ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: اسْتَكْتِبْهُ فَإِنَّهُ أَمِينٌ (عد) مِنْ طَرِيقِ أَصْرَمَ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَله طَرِيق آخر أخرجه ابْنُ عَسَاكِرَ وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ. (4) [حَدِيثٌ] الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللَّهِ ثَلاثَةٌ: أَنَا وَجِبْرِيلُ وَمُعَاوِيَةُ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ بَاطِلٌ وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى عَليّ بن عبد الله البرداني وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ سِوَاهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَلِحَدِيثِ أبي هُرَيْرَة طَرِيق آخر أخرجه ابْنُ عَدِيٍّ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بن عُثْمَان النستري، وَقَالَ هَذَا كَذِبٌ، وَآخَرَانِ أَخْرَجَهُمَا ابْنُ عَسَاكِرَ (قُلْتُ) فِي أَحَدِهِمَا مُحَمَّد بن عبد بن عَامر السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَفِي الآخَرِ مَنْ لَمْ أَقف لَهُم على حَال وَالله أَعْلَمُ، وَتَابَعَ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى أَبُو هَارُونَ الْجِبْرِينِيُّ، أَخْرَجَهُ أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِي فِي فَوَائِدِهِ (قُلْتُ) : لَا عِبْرَةَ بِمُتَابَعَتِهِ لأَنَّهُ وَضَّاعٌ وَالله أعلم، وَله طَرِيق آخر أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَيْضًا ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ عَبْدُ الله ابْن جَابِرٍ هَذَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَابِرٍ الْمِصِّيصِيُّ، نُسِبَ إِلَى جده

يَعْنِي الَّذِي مَرَّ فِي الْمُقَدِّمَةِ أَنَّهُ يَسْرِقُ الأَخْبَارَ وَيُقَلِّبُهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ (قُلْتُ) فِيهِ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، وَقَدْ عُدَّ فِي الْكَذَّابين بَين كَمَا مر، عَن مُوسَى ابْن خَاقَانَ عَنْ أَنَسٍ، وَفِي الْمِيزَانِ لِلذَّهَبِيِّ: مُوسَى بْنُ خَاقَانَ حَدَّثَ عَنْ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ بِخَبَرٍ مُنْكَرٍ تُكُلِّمَ فِيهِ فَإِنْ يَكُنْ هُوَ هَذَا فَفِيهِ انْقِطَاعٌ وَفِيهِ غير من ذكر لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَاللَّهُ تَعَالَى أعلم. (5) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ كَاتِبَكَ لأَمِينٌ (ابْنُ بطَّةَ) وَفِيهِ مَجَاهِيلُ، قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ فِطْرٍ الرَّمْلِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ وَلَمْ أَرَ مَنْ تَرْجَمَهُمَا. (6) [حَدِيثُ] عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَوْحَى الله إِلَى النَّبِي اسْتَكْتِبْ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ أَمِينٌ مَأْمُونٌ (ابْنُ بطَّةَ) وَفِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ، كَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مَجْهُولٌ، وَعَنْهُ مُحَمَّد ابْن زُهَيْرٍ السُّلَمِيُّ وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، لَيْسَ بِمُؤْتَمَنٍ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ السُّيُوطِيُّ اتَّهَمَ بِهِ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ السُّلَمِيَّ، وَأَمَّا الْحَرَّانِيُّ، فَقَالَ ابْن عدي: هُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثُهُ. (7) [حَدِيثُ] اسْتَشَرْتُ رَبِّي فِي اسْتِكْتَابِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: اسْتَكِتْبُه فَإِنَّهُ أَمِينٌ (ابْنُ بطَّةَ) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَشَيْخُهُ الْحَرَّانِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ قَاضِي هِيتَ، قَالَ السُّيُوطِيُّ وَأَخْرَجَهُ الشِّيرَازِيُّ فِي الأَلْقَابِ وَالطُّيُورِيُّ فِي الطُّيُورِيَّاتِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَالْحَرَّانِيِّ فَزَالَتْ تُهْمَتُهُمَا أَيْ وَانْحَصَرَ الأَمْرُ فِي قَاضِي هِيتَ لَكِنْ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِهِ (قُلْتُ) الْمُتَابِعُ لَهُ فِي هَذَا الطَّرِيقِ الْقَاسِمُ بْنُ عُتْبَةَ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنزِيُّ وَقَدْ مَرَّ فِي الْمُقَدِّمَةِ أَنَّهُ يَرْوِي مَوْضُوعَاتٍ، وَأَمَّا الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ فَوَقَعَ فِيهِ فِي كَلامِ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ تَنَاقُضٌ فَفِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَة الْقَاسِم بن بهْرَام أَبِي حَمْدَانَ عَنِ الْحَافِظِ الْحُسَيْنِيِّ أَنَّ الصَّوَابَ أَنَّهُ: الْقَاسِمُ بْنُ مهْرَان

أَبُو حَمْدَانَ، وَأَنَّ ابْنَ عَدِيٍّ قَالَ: إِنَّهُ كَذَّابٌ، وَلَمْ يَتَعَقَّبْهُ بل اتهمه الْحَافِظ ابْن خجر الشَّافِعِيُّ نَفْسُهُ بِالْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى يُوفُونَ بِالنَّذْرِ كَمَا مَرَّ فِي مَنَاقِبِ الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ وَفِي التَّقْرِيبِ: الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو حَمْدَانَ قَاضِي هِيتَ مَقْبُولٌ انْتَهَى وَذَكَرَهُ لِلتَّمْيِيزِ وَذَكَرَ فِي مُقَدِّمَةِ التَّقْرِيبِ أَنَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلا الْقَلِيلُ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِيهِ مَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ مِنْ أَجْلِهِ، وَأَنَّهُ تُوبِعَ عَلَى جَمِيعِ حَدِيثِهِ، يُعَبِّرُ عَنْهُ بِمَقْبُولٍ حَيْثُ يُتَابَعُ وَإِلا فَلَيِّنُ الْحَدِيثِ، وَقَضِيَّةُ هَذَا أَنَّ ابْنَ مِهْرَانَ قَاضِي هِيتَ لَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ كَذَّابٌ، وَأَنَّهُ لَا يُتْرَكُ حَدِيثَهُ، وَأَنَّهُ تُوبِعَ عَلَى جَمِيعِ حَدِيثِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (8) [حَدِيثُ] ائْتَمَنَ اللَّهُ عَلَى وَحْيِهِ ثَلاثَةً: جِبْرِيلَ فِي السَّمَاءِ، وَمُحَمَّدًا فِي الأَرْضِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد بن أَحْمد بن يزِيد الْبَلْخِيُّ. (9) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي نَاوَلَ مُعَاوِيَةَ سَهْمًا وَقَالَ: خُذْ هَذَا السَّهْمَ حَتَّى تَلْقَانِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ (خطّ) وَفِيهِ وَزِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيَّانِ لَيْسَا بِشَيْءٍ (حب) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ بِلَفْظِ: دَفَعَ إِلَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا فِي غَزْوَةِ بَنِي خُلَيْدٍ، فَقَالَ: أَمْسِكْهُ مَعَكَ حَتَّى تُوَافِيَنِي فِي الْجَنَّةِ، وَفِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: لَا أَعْرِفُ غَزْوَةَ بَنِي خُلَيْدٍ فِي الْغَزَوَاتِ، قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ غَالِبٍ الْجَزَرِيِّ قَالَ السُّيُوطِيُّ الشَّافِعِيُّ: وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَمِنْ مُرْسَلِ مَكْحُولٍ أَخْرَجَهُمَا ابْنُ عَسَاكِرَ (قُلْتُ) فِي الأَوَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرُهُمَا مِمَّنْ لَمْ أَعْرِفْهُ وَكَذَا فِي الثَّانِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُمَا وَالله أعلم. (10) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: أَهْدَى جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى النَّبِي سَفَرْجَلا فَأَعْطَى مُعَاوِيَةَ ثَلاثَ سَفَرْجَلاتٍ وَقَالَ الْقَنِي بِهِنَّ فِي الْجَنَّةِ (خطّ) فِي رُوَاة مَالك من طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ (أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ) مِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّاهِرِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيُّ وَلَفْظُهُ: أَنَّ النَّبِيَّ دَفَعَ إِلَى مُعَاوِيَةَ سَفْرَجَلَةً وَقَالَ الْقَنِي بِهَا فِي الْجَنَّةِ، قَالَ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي: وَجَاء من طَرِيق يَعِيشَ بْنِ هِشَامٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ قُلْتُ قَالَ الذَّهَبِيُّ مَوْضُوعٌ وَيَعِيشُ ضَعَّفَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَالرَّاوِي عَنهُ أَحْمد بن

جَهْوَرٍ مَجْهُولٌ فَأَحَدُهُمَا وَضَعَهُ، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي يَعِيشَ ضَعِيفٌ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مَجْهُولٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَالَ الْخَلِيلِيُّ فِي الإِرْشَادِ يَعِيشُ بْنُ الْجَهْمِ مِنْ أَهْلِ عَسْقَلانَ يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ صَاحِبُ مَنَاكِيرَ، ثُمَّ رَوَى بِسَنَدِهِ مِنْ طَرِيقِهِ حَدِيثَ السَّفَرْجَلِ ثُمَّ قَالَ: مُنْكَرٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، وَقَالَ الْحُفَّاظُ: لَا أَصْلَ لِلْحَدِيثِ انْتَهَى (قُلْتُ) وَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْغَرَائِبِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَزِيدَ وَقَدْ مَرَّ عَنِ الذَّهَبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَا يدرى من هُوَ وَالله أعلم، وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّوسِيِّ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَمِمَّا يُبَيِّنُ بُطْلانَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ إِنَّمَا أَسْلَمَ فِي الْفَتْحِ وَجَعْفَرٌ قُتِلَ بِمُؤْتَةَ قَبْلَ الْفَتْحِ. (11) [حَدِيثُ] يُبْعَثُ مُعَاوِيَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ مِنْ نُورِ الإِيمَانِ (حب) مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيِّ، قَالَ السُّيُوطِيُّ الشَّافِعِيُّ: وَرَوَاهُ جَعْفَرٌ بِسَنَدٍ آخَرَ مِنْ حَدِيث ابْن عمر أخرجه ابْن عَسَاكِرَ. (12) [حَدِيثُ] لَا أَفْتَقِدُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي غَيْرَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ لَا أَرَاهُ ثَمَانِينَ عَامًا أَوْ سَبْعِينَ عَامًا ثُمَّ يُقْبِلُ إِلَيَّ عَلَى نَاقَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، حَشْوُهَا مِنْ رَحْمَةِ الله، وقوائهما مِنَ الزَّبَرْجَدِ، فَأَقُولُ: مُعَاوِيَةُ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ، فَأَقُولُ أَيْنَ كُنْتَ مِنْ ثَمَانِينَ عَامًا فَيَقُولُ فِي رَوْضَةٍ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي يُنَاجِينِي وَأُنَاجِيهِ، وَيَقُولُ: هَذَا عَرَضٌ مَا كُنْتَ تَشْتِمُ فِي الدُّنْيَا (عد) مِنْ حَدِيث أنس من طَرِيق عبد اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ الْوَكِيلِ، وَهُوَ وَضَعَهُ كَمَا قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ والخطيب (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيصِ مَوْضُوعَاتِ الْجُوزَقَانِيِّ: هَذَا مِنْ أَسْمَجِ الْوَضْعِ فَقَبَّحَ اللَّهُ الْوَكِيلَ فَإِنَّهُ اخْتَلَقَهُ وَقَالَ الْجُوزَقَانِيُّ بِقُلَّةِ عَقْلٍ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ انْتَهَى. وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي قَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ تَعَقُّبًا عَلَى الْجُوزَقَانِيِّ فِي قَوْلِهِ الْمَذْكُورِ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَإِنَّ مُصَنِّفَ هَذَا الْكِتَابِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مَوْضُوعٌ انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم، قَالَ السُّيُوطِيُّ الشَّافِعِيُّ: لَقَدْ رُوِيَ مِنْ طَرِيقَيْنِ آخَرَيْنِ أَخْرَجَهُمَا ابْنُ عَسَاكِرَ ثُمَّ قَالَ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَفِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجَاهِيلِ (قُلْتُ) جَزَمَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ بِأَنَّهُ بَاطِلٌ، وَأَنَّ آفَتَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ، (فَائِدَةٌ) رَوَى الْحَاكِمُ وَمِنْ طَرِيقِهِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهُوَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَصِحُّ عَن النَّبِي فِي فَضْلِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ شَيْءٌ، وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ وَمِنْ طَرِيقه ابْن الْجَوْزِيّ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي مَا تَقُولُ فِي عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: أَيْشٍ أَقُولُ فِيهِمَا أَعْلَمُ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ كَثِيرَ الأَعْدَاءِ، فَفَتَشَ لَهُ أَعْدَاؤُهُ عَيْبًا فَلَمْ يَجِدُوا، فَجَاءُوا بِرَجُلٍ قَدْ حَارَبَهُ وَقَاتَلَهُ، فَأَطْرَوْهُ كِيَادًا مِنْهُمْ لَهُ انْتَهَى، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ الشَّافِعِيُّ أَصَحُّ مَا وَرَدَ فِي فَضْلِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ كَاتِبَ النَّبِيِّ فَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَبَعْدَهُ حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ: اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَةَ، وَبَعْدَهُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًّا مَهْدِيًّا. (13) [حَدِيثُ] إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَفِيهِ الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ مِنْ طَرِيقَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَفِي الآخَرِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَلَيْسَا بِشَيْءٍ (قُلْتُ) سَبَقَ لابْنِ الْجَوْزِيِّ مِثْلُ هَذَا فِي مُجَالِدٍ وَذَكَرْنَا هُنَاكَ أَنَّ مُجَالِدًا رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَأَنَّ الذَّهَبِيَّ قَالَ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ: مَوْضُوعٌ عَلَى مُجَالِدٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الأَمْرَ هُنَا كَذَلِكَ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ (عق) مِنْ مُرْسَلِ الْحَسَنِ مِنْ طَرِيقِ عمر وبن عُبَيْدٍ، وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: إِنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ أَيُّوبُ فَقَالَ كَذَبَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَقَدْ تَحَذْلَقَ قَوْمٌ لِيَنْفُوا عَنْ مُعَاوِيَةَ مَا قُذِفَ بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَمِنْهُمْ مَنْ صَرَفَهُ إِلَى غَيْرِهِ ثُمَّ رَوَى بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا مُعَاوِيَة بن السابوت نَذَرَ أَنْ يَقْذَرَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِي لَيْسَ هَذَا مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَهَذَا يَحْتَاجُ إِلَى نَقْلٍ وَمن نقل هَذَا؟ وَمِنْهُمْ مَنْ غَيَّرَ لَفْظَ الْحَدِيثِ وَزَادَ فِيهِ، ثُمَّ رَوَى مِنْ طَرِيقِ الْخَطِيبِ بِسَنَدٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ وَفِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْبَلُوهُ فَإِنَّهُ أَمِينٌ مَأْمُونٌ، قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَلِهَذَا طَرِيقٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِهِ، وَقَالَ: مَدَارُهُ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ (قُلْتُ) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِ مَوْضُوعَاتِ الْجُوزَقَانِيِّ: وَالْعَجَبُ مِنْ هَذَا الْجُوزَقَانِيّ رد هَذَا يَعْنِي حَدِيثَ ابْنِ مَسْعُودٍ الأَوَّلَ بِمَا هُوَ أسقط مِنْهُ يَعْنِي وَذَكَرَ حَدِيثَ جَابر من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ ثُمَّ قَالَ وَسَنَدُهُ ظُلُمَاتٌ انْتَهَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (14) [حَدِيثُ] الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيِّ قَالَ رَسُولُ الله لأَصْحَابِهِ: كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِذَا وُلِّيتَ قَالَ: لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَدًا قَالَ كَيْفَ بِكَ يَا عُمَرُ إِذَا وُلِّيتَ،

قَالَ حِجْرًا لَقَدْ لَقِيتُ إِذًا شرا، قَالَ فيكف بِكَ يَا عُثْمَانَ إِذَا وُلِّيتَ قَالَ آكُلُ وَأَطْعَمُ وَأَقْسِمُ وَلا أَظْلِمُ، قَالَ فَكَيْفَ بِكَ يَا عَلِيُّ إِذَا وُلِّيتَ، قَالَ آكُلُ الْقُوت وأحمي الْحمرَة وَأَقْسِمُ التَّمْرَةَ وَأُخْفِي الْعَوْرَةَ، قَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ كُلُّكُمْ سَيَلِي وَسَيَرَى اللَّهُ أَعْمَالَكُمْ، ثُمَّ قَالَ كَيْفَ بِكَ يَا مُعَاوِيَةُ إِذَا وُلِّيتَ حِقَبًا تَتَّخِذُ السَّيِّئَةَ حَسَنَةً وَالْقَبِيحَ حَسَنًا يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، أَجَلُكَ يَسِيرٌ وَظُلْمُك عَظِيمٌ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) وَقَالَ قَالَ لَنَا شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ: مَوْضُوعٌ فِيهِ مَجْهُولُونَ وَمُتَّهَمٌ. (15) [أَثَرُ] ابْنِ عَائِشَةَ عَنْ أَبِيهِ: كَانَ يَزِيدُ فِي حَدَاثَتِهِ صَاحِبَ شَرَابٍ فَأَحَسَّ مُعَاوِيَةُ بِذَلِكَ فَأَحَبَّ أَنْ يَعِظَهُ فَأَنْشَدَهُ أَبْيَاتًا يُرَخِّصُ لَهُ فِي فِعْلِ ذَلِكَ بِاللَّيْلِ يَقُولُ فِيهَا. (حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ أَتَى بِالدُّجَى ... وَاكْتَحَلَتْ بِالْغُمْضِ عَيْنُ الرَّقِيبْ) (بَاشِرِ اللَّيْلَ بِمَا تَشْتَهِي ... فَإِنَّمَا اللَّيْلُ نَهَارُ الأَرِيبْ) (كَمْ فَاسِقٍ تَحْسَبُهُ نَاسِكًا ... قَدْ بَاشَرَ اللَّيْلَ بِأَمْرٍ عَجِيبْ) (وَلَذَّةُ الأَحْمَقِ مَكْشُوفَةٌ ... يَسْعَى بِهَا كُلُّ عَدُوٍّ مُرِيبْ) وَهَذَا عَلَى انْقِطَاعِهِ كَذِبٌ آفَتُهُ الْغَلابِيُّ، وَإِنَّمَا الأَبْيَاتُ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ كَتَبَ بِهَا إِلَى وَلَدِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ أَحَبَّ مُغَنِّيَةً. (16) [حَدِيثُ] حَكِيمٍ أَبِي يَحْيَى كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَمَّارٍ فَجَاءَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: مَالِي وَلَكَ قَالَ: أَلَسْتُ أَخَاكَ قَالَ لَا أَدْرِي، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله يَلْعَنُكَ لَيْلَةَ الْجَمَلِ، قَالَ إِنَّهُ قَدِ اسْتَغْفَرَ لِي، قَالَ عَمَّارٌ: قَدْ شَهِدْتُ اللَّعْنَ وَلَمْ أَشْهَدِ الاسْتِغْفَارَ (عد) مِنْ طَرِيقِ حُسَيْنٍ الأَشْقَرِ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْعَطَّارُ وَقَالَ: الْبَلاءُ عِنْدِي فِيهِ مِنَ الْعَطَّارِ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ الْعَطَّارُ وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ قُلْتُ يَعْنِي فَالْبَلاءُ مِنْ حُسَيْنٍ. (17) [حَدِيثُ] اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَارَكْتَ لأُمَّتِي فِي صَحَابَتِي فَلا تَسْلُبْهُمُ الْبَرَكَةَ وَبَارَكْتَ لأَصْحَابِي فِي أَبِي بَكْرٍ فَلا تَسْلُبْهُ الْبَرَكَةَ وَاجْمَعْهُمْ عَلَيْهِ وَلا تَنْشُرْ أَمْرَهُ، اللَّهُمَّ وَأَعِزَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَصَبِّرْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَوَفِّقْ عَلِيًّا، وَاغْفِرْ لِطَلْحَةَ، وَثَبِّتِ الزُّبَيْرَ، وَسَلِّمْ سَعْدًا وَقَرَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأَلْحِقْ بِي السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَفِيهِ مَجَاهِيلُ وَضُعَفَاءُ، أَشَدُّهُمْ ضَعْفًا سَيْفُ بن عَمْرو قَالَ

السُّيُوطِيّ: وَله طَرِيق آخر أخرجه الْخَطِيبُ (قُلْتُ) فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ، وَفِيهِ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَجْهُولٌ، وَالله أعلم. (18) [حَدِيث] الْعَبَّاس وَصِيّ ووراثي (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيه جَعْفَر ابْن عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ (حب) مِنْ حَدِيثِ الصّلصَالِ بْنِ الدّلهمسِ بِلَفْظِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي عمي ووصي ووراثي وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوْءِ بْنِ الصّلصَالِ. (19) [حَدِيثٌ] عَمِّي الْعَبَّاسُ حَصَّنَ فَرْجَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ فَحَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ وَوَلَدَهُ اللَّهُمَّ هَبْ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَأُسَامَةَ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِي، لَيْسَ بِثِقَةٍ وَفِيهِ غَيْرُهُمَا مِمَّنْ يُجْهَلُ. (20) [حَدِيثٌ] هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ وَعَلَيْهِ قِبَاءٌ أَسْوَدُ وَعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ مَا هَذِهِ الصُّورَةُ الَّتِي لَمْ أَرَكَ هَبَطْتَ عَلَيَّ فِيهَا. قَالَ: هَذِهِ صُورَةُ الْمُلُوكِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّكَ، قُلْتُ: وَهُمْ عَلَى حَقٍّ قَالَ جِبْرِيلُ: نَعَمْ، فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ حَيْثُ كَانُوا وَأَيْنَ كَانُوا؟ قَالَ جِبْرِيلُ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِكَ زَمَانٌ يُعِزُّ اللَّهُ الإِسْلامَ بِهَذَا السَّوَادِ، قُلْتُ: رِيَاسَتُهُمْ مِمَّنْ؟ قَالَ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ قُلْتُ: وَأَتْبَاعُهُمْ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، قُلْتُ وَأَيَّ شَيْءٍ يَمْلِكُ وَلَدُ الْعَبَّاسِ؟ قَالَ: يَمْلِكُونَ الأَصْفَرَ وَالأَخْضَرَ وَالْحَجَرَ وَالْمَدَرَ وَالسَّرِيرَ وَالْمِنْبَرَ وَالدُّنْيَا إِلَى الْمَحْشَرِ وَالْمُلْكَ إِلَى الْمَنْشَرِ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ من طَرِيق أَحْمد بن عَامر الطَّائِيِّ، وَمِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ الضَّرِيرِ وَقَالَ: الْحَمْلُ فِيهِ عَلَيْهِ (حب) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ طَرِيقِ الشَّاهِ بْنِ شِينٍ بَاميانَ الْخُرَاسَانِيُّ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَلِحَدِيثِ أَنَسٍ طَرِيقٌ أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدَّقَّاقُ فِي جُزْئِهِ وَقَالَ: مُنْكَرٌ بِهَذَا الأسناد وبِغَيْرِهِ وَضَعُوهُ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ وَهِشَامٌ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. (21) [حَدِيثُ] أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ على النَّبِي وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى ذُؤَابَتَهُ مِنْ وَرَائِهِ (عد) وَفِيهِ أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ الْوَضَّاعُ وَغَيْرُهُ من الضُّعَفَاء.

(22) [حَدِيث] الْعَبَّاس أَن النَّبِي نَظَرَ إِلَيْهِ مُقْبِلا فَقَالَ: هَذَا عَمِّي أَبُو الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعِينَ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَجْمَلُهَا، مِنْ وَلَدِهِ السَّفَّاحُ وَالْمَنْصُورُ وَالْمَهْدِيُّ، يَا عَمِّ بِي فَتَحَ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ، وَيَخْتِمُهُ بِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِكَ (ابْنُ الْجَوْزِيّ) من طَرِيق مُحَمَّد ابْن زَكَرِيَّا الْغَلابِيِّ (قُلْتُ) وَجَاءَ مِنْ حَدِيث عمار بَيْنَمَا النَّبِي رَاكِبٌ إِذْ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَإِذَا هُوَ بِالْعَبَّاسِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَتَحَ بِي الأَمْرَ وَسَيَخْتِمُهُ بِغُلامٍ مِنْ وَلَدِكَ يَمْلأُهَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جُورًا، وَهُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِعِيسَى أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي التَّارِيخِ، وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْعِلَلِ: لَا بَأْسَ بِإِسْنَادِهِ وَتَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ: بل هُوَ بَاطِلٌ فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الصَّلْتِ وَفِيهِ جَهَالَةٌ وَهُوَ الآفَةُ وَمَا رَأَيْتُ لأَحَدٍ فِيهِ كَلامًا انْتَهَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (23) [أَثَرُ] عَلِيٍّ: السَّابِعُ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ يَلْبَسُ الْخُضْرَةَ (خطّ) عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ وَضَعَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ فِطْرٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ فَذَكَرَهُ. (24) [أَثَرُ] ابْنِ عَبَّاسٍ يَأْتِي مِنْ وَلَدِي السَّفَّاحُ ثُمَّ الْمَنْصُورُ ثُمَّ الْمَهْدِيُّ ثُمَّ الْجَوَادُ، ثُمَّ ذَكَرَ رِجَالا ثُمَّ يَلِي الْمُؤْمِنُ الْمُعَمَّرُ الطَّيِّبُ الْمُطَيَّبُ الشَّابُّ الأَزْهَرُ يَمْلِكُ أَرْبَعِينَ سَنَةً (خطّ) مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْحُسَيْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ الأُشْنَانِيِّ وَهُوَ مِنْ عَمَلِهِ وَأَشَارَ بِهَذَا لِلْقَادِرِ قُلْتُ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ إِسْنَادُهُ ظُلُمَاتٌ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ. (25) [حَدِيثٌ] يَلِي وَلَدُ الْعَبَّاسِ مِنْ كُلِّ يَوْمٍ يَلِيهِ بَنُو أُمَيَّةَ يَوْمَيْنِ وَلِكُلِّ شَهْرٍ شَهْرَيْنِ (عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ أَبِيهِ، وَبَكَّارٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ بَكَّارٌ رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَإِنَّمَا أَعَلَّ الْعُقَيْلِيُّ الْحَدِيثَ بِابْنِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (قُلْتُ) قَالَ حَدِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَهَذَا لَا يَقْتَضِي الْحُكْمَ عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ، بَلْ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ: مَشَّاهُ بَعْضُهُمْ ثُمَّ إِنَّهُ أَعْنِي الذَّهَبِيَّ حَكَمَ عَلَى الْحَدِيثِ بِأَنَّهُ بَاطِلٌ، فَتَأَمَّلْتُ فِي سَنَدِهِ فَرَأَيْتُ الرَّاوِيَ لَهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَسْرِيَّ وَمَا عَرَفْتُهُ وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ الْجُدِّيُّ تَصَحَّفَ، وَأَنَّ الْبَلاءَ مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (26) [حَدِيثُ] سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لَمَّا فُتِحَتْ أَدَانِي خُرَاسَانَ بَكَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: مَا يُبْكِيكَ وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِثْلَ هَذَا الْفَتْحِ، قَالَ:

وَمَالِي لَا أَبْكِي وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا مِنَ النَّارِ، سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ إِذَا أَقْبَلَتْ رَايَاتُ وَلَدِ الْعَبَّاس من أعقاب خُرَاسَان جاؤا بِنَعْيِ الإِسْلامِ، فَمَنْ سَارَ تَحْتَ لِوَائِهِمْ لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (طب) مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ مَتْرُوكٌ، وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ: زَيْدٌ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَلَمْ يُعِلَّ الْجُوزَقَانِيُّ الْحَدِيثَ إِلا بِعَمْرٍو، وَعَمْرٌو رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ (قُلْتُ) لَمَّا ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ إِعْلالَ الْحَدِيثِ بِزَيْدٍ وَعَمْرٍو، قَالَ: وَأَحْسَبُ أَنَّ وَاضِعَهُ بَعْدَهُمَا انْتَهَى وَظَاهِرُهُ اتِّهَامُ مُوسَى الْمَرْوَزِيِّ بِهِ وَمَا هُوَ بِبَعِيدٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (27) [حَدِيثُ] أَبِي شُرَاعَةَ كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ فَاسْتَوْصُوا بِالْفُرْسِ خَيْرًا، فَإِنَّ دَوْلَتَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَلا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعت من رَسُول الله؟ قَالَ: وَأَنْتَ هَهُنَا حَدِّثْ فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَإِنَّ أَوَّلَهَا فِتْنَةٌ وَأَوْسَطُهَا هَرْجٌ وَآخِرُهَا ضَلالَةٌ (خطّ) مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَبُو شُرَاعَةَ مَجْهُولٌ قُلْتُ أَبُو شُرَاعَةَ جَزَمَ الذَّهَبِيُّ بِأَنَّ اسْمَهُ سَلَمَةُ بْنُ مَجْبُونٍ وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: أَعْرِفُ فِي آخِرِ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ شَخْصًا يُقَالُ لَهُ أَبُو شُرَاعَةَ كَانَ مِنَ الْمجان لَهُ ذِكْرٌ فِي الأَغَانِي لأَبِي الْفَرَجِ فَلا أَدْرِي أَهُوَ هَذَا أَمْ غَيْرُهُ فَإِنْ يَكُنْ هُوَ فَهُوَ لَا شَيْءَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (28) [حَدِيثٌ] وَيْلٌ لأُمَّتِي مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ سَبَّعُوهَا وَأَلْبَسُوهَا السَّوَادَ، وَأَلْبَسَهُمُ اللَّهُ ثِيَابَ النَّارِ هَلاكُهُمْ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى أُمِّ حَبِيبَةَ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ وَفِيهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ مُنْكَرٌ وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ مَتْرُوكٌ قَالَ الْبُخَارِيُّ أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ وَقَالَ الصُّورِيُّ أَبَاطِيلُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مَوْضُوعَةً قُلْتُ صَرَّحَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ بِأَنَّ الْخَبَرَ كَذِبٌ. (29) [حَدِيثٌ] أَكْرِمُوا الأَنْصَارَ فَإِنَّهُمْ رَبُّوا الإِسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الْفَرْخُ فِي وَكْرِهِ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ [قلت] نَاقض ابْن الْجَوْزِيّ فَذكره فِي الْوَاهِيَاتِ لَكِنْ أَعَلَّهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ بِمُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيِّ وَقَالَ: مُتَّهَمٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

(30) [حَدِيثُ] مكلبَةَ بْنِ مَلْكَانَ غَزَوْتُ مَعَ رَسُول الله فَقَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ قِتَالا شَدِيدًا حَتَّى حَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ، وَنَزَلُوا هُمْ عَلَى الْمَاءِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ عَطْشَانَ قَدْ خَلَعَ ثِيَابَهُ وَاسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ، فَأَخَذْتُ إِدَاوَةً لِي وَمَضَيْتُ فِي طَلَبِ الْمَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ أَرْضًا ذَاتَ رَمْلٍ، فَإِذَا طَائِرٌ يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ شِبْهَ الدَّرَّاجِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَطَارَ فَنَظَرْتُ إِلَى مَوْضِعِهِ، فَإِذَا فِيهِ نَدَاوَةٌ فَحَفَرْتُ بِيَدِي فَخَرَقْتُ خَرْقًا عَمِيقًا فَنَبَعَ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ وَتَوَضَّأْتُ وَمَلأْتُ الإِدَاوَةَ، وَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِي فَلَمَّا رَآنِي قَالَ لِي: يَا مكلبَةُ أَمَعَكَ مَاءٌ، قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِي: ادْنُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَنَاوَلْتُهُ الإِدَاوَةَ فَشِرَب حَتَّى رَوِيَ وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ قَالَ لِي يَا مكلبَةُ ضَعْ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِي حَتَّى يَبْرَدَ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى فُؤَادِهِ حَتَّى بَرَدَ، ثُمَّ قَالَ لِي يَا مكلبَةُ عَرَفَ اللَّهُ لَكَ هَذَا، فَنَحَّيْتُ يَدِي عَنْ فُؤَادِهِ، فَإِذَا هِيَ تَسْطَعُ نُورًا، قَالَ الْمُظَفَّرُ بْنُ عَاصِمٍ فَكَانَ مكلبَةُ يُوَارِي يَدَهُ بِالنَّهَارِ، كَرَاهِيَة أَنْ يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَيَتَأَذَّى فَإِذَا رَآهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ حَسِبَ أَنَّهُ أَقْطَعُ، وَلَقِيتُهُ بِاللَّيْلِ فَصَافَحْتُهُ فَإِذَا يَدُهُ تَسْطَعُ نُورًا (خطّ) من طَرِيق المظفر ابْن عَاصِمٍ وَهُوَ الْمُتَّهَمُ بِهِ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ مِائَةً وَتِسْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَشْهُرًا، وَلا يُعْرَفُ فِي الصَّحَابَةِ مَنِ اسْمُهُ مكلبَةُ، وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَانِ مكلبَةُ بْنُ مَلْكَانَ الْخُوَارِزْمِيُّ زعم أَنه صَحَابِيّ فإمَّا افترى وَإِمَّا لَا وُجُودَ لَهُ، وَيَكُونُ مِنَ افْتِرَاءِ الْمُظَفَّرِ الْعِجْلِيِّ، وَفِي الإِصَابَةِ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ نَحْوُهُ، وَقَالَ الْحَافِظُ عِمَادُ الدِّينِ ابْنُ كَثِيرٍ فِي جَامِعِ الْمَسَانِيدِ: أُعْجُوبَةٌ مِنَ الْعَجَائِبِ: مكلبَةُ بْنُ مَلْكَانَ أَمِير خوارزم بعد الثلاثمائة بِقَلِيلٍ، ادَّعَى الصُّحْبَةَ وَأَنَّهُ غَزَا فِي زمَان رَسُول الله أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ غَزْوَةً فَإِنْ صَحَّ السَّنَدُ إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّعْوَى فَقَدِ افْتَرَى، وَإِنْ لَمْ يَصِحَّ وَهُوَ الأَغْلَبُ عَلَى الظَّنِّ فَقَدِ ائْتَفَكَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلا الْمُظَفَّرُ بْنُ عَاصِمٍ الْعِجْلِيُّ، وَلَسْتُ أَعْرِفُهُ، وَالْغَالِبُ أَنَّهُ نَكِرَةٌ لَا يُعْرَفُ انْتَهَى (قُلْتُ) لَيْسَ بِمَجْهُولٍ، فَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بن أَحْمد ابْن يَعْقُوبَ الْمُقْرِي فِي طَرِيقِ الْخَطِيبِ، وَمِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ فِي تَارِيخِ خُوَارِزْمَ لِمَحْمُودِ بْنِ أرسلانَ، وَمِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْمُقْرِي، ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ: أَنَّهُ سَمعه من المظفر، ومِنْهُم الْحَارِثُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْبَلْخِيُّ، وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْمُسْتَمْلِي وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ، قَالَ السُّيُوطِيُّ وَفِي تَارِيخِ ابْنِ النَّجَّارِ: أَنَّ مُصْعَبًا الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَ بِبَغْدَادَ بِحَضْرَةِ الْخَلِيفَةِ الْمُتَّقِي لِلَّهِ ابْنِ الْمُقْتَدِرِ عَنْ مكلبَةَ صَاحِبِ رَسُول الله

الفصل الثاني

بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ، (قُلْتُ) مُصْعَبٌ الْمَذْكُورُ لَمْ يُتَرْجَمْ فِي الْمِيزَانِ وَلا فِي اللِّسَانِ، وَالْغَالِبُ عَلَى ظَنِّي أَنَّهُ مُظَفَّرٌ كُتِبَ بِالضَّادِ فَتَصَحَّفَ بِمُصْعَبٌ، وَقَوَّى ظَنِّي بِذَلِكَ أَنَّ الرَّاوِيَ لَهُ فِي طَرِيقِ ابْنِ النَّجَّارِ عَنْ مُصْعَبٍ الْمَذْكُورِ هُوَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ وَهُوَ قَدْ رَوَاهُ عَنِ الْمُظَفَّرِ كَمَا قَدَّمْنَا عَنِ الذَّهَبِيِّ وَالْمُظَفَّرُ خُرَاسَانِيٌّ فَقَدْ ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ عَنْهُ من طَرِيق مُحَمَّد ابْن شَاذَانَ أَنَّهُ قَالَ: وُلِدْتُ فِي آخِرِ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَكَرَ أَنَّهُ سَقَطَتْ أَسْنَانُهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ من الْكبر ومولده بِالْكُوفَةِ ومنشأه بخراسان، وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (31) [حَدِيثُ] أَنَسٍ بَيْنَمَا عَائِشَةُ فِي بَيْتِهَا سَمِعَتْ صَوْتًا فِي الْمَدِينَةِ فَقَالَتْ مَا هَذَا؟ قَالُوا: عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ مِنَ الشَّامِ، تَحْمِلُ مِنْ كُلِّ شَيْء، قَالَ وَكَانَت سَبْعمِائة بَعِيرٍ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْن عَوْفٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَبْوًا فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ إِنِ اسْتَطَعْتُ لأَدْخُلَنَّهَا قَائِمًا فَجَعَلَهَا بِأَقْتَابِهَا وَأَحْمَالِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (الإِمَامُ أَحْمد) فِي مُسْنده من طَرِيق عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ، وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ مُنْكَرٌ، وَرَوَاهُ الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْف نَفسه بِلَفْظ يَا ابْن عَوْفٍ إِنَّكَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ، وَإِنَّكَ لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا زَحْفًا فَأَقْرِضْ رَبَّكَ يُطْلِقْ قَدَمَيْكَ، وَالْجَرَّاحُ كَانَ يَكْذِبُ (تُعُقِّبَ) فِي حَدِيثِ أَنَسٍ بِأَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ قَالَ فِي الْقَوْلِ الْمُسَدَّدِ: عُمَارَةُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ، بَلْ تَابَعَهُ أغلب

ابْن تَمِيمٍ بِلَفْظِ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أَغْنِيَاءِ أُمَّتِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّد بِيَدِهِ لم يَدْخُلَهَا إِلا حَبْوًا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، وَأَغْلَبُ شَبِيهُ عُمَارَةَ فِي الضَّعْفِ، وَلَكِنْ لَمْ أَرَ مَنِ اتَّهَمَهُ بِكَذِبٍ انْتَهَى وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِأَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ جَعَلَهُ شَاهِدًا لِحَدِيثِ أَنَسٍ، وَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الْجَرَّاحِ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْفٍ أَخْرَجَهُ السَّرَّاجُ فِي تَارِيخِهِ بِسَنَدِ رِجَالِهِ ثِقَاتٍ، وَوَرَدَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ: وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يَسْلَمْ أَجْوَدُهَا مِنْ مَقَالٍ، وَلا يَبْلُغُ شَيْءٌ مِنْهَا بِانْفِرَادِهِ دَرَجَةَ الْحَسَنِ قُلْتُ قَالَ بَعْضُ أَشْيَاخِي الْمُتَأَخِّرِينَ قَضِيَّةُ هَذَا أَنَّ الْحَدِيثَ يَبْلُغُهَا بِمَجْمُوعِ طُرُقِهِ وَفِيهِ نَظَرٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: وَالَّذِي أَرَاهُ عَدَمُ التَّوَسُّعِ فِي الْكَلامِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا شَهَادَةُ الإِمَامِ أَحْمَدَ بِأَنَّهُ كَذِبٌ وَأَوْلَى مَحَامِلِهِ أَنْ نَقُولَ هُوَ مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي أَمَرَ الإِمَامُ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهَا فَإِمَّا تُرِكَ الضَّرْبُ سَهْوًا وَإِمَّا أَخَلَّ بِهِ بَعْضُ مَنْ كَتَبَ الْمُسْنَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، كَتَبَ الْحَدِيثَ وَأَخَلَّ بِالضَّرْبِ. (32) [حَدِيثٌ] دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا خَشَفَةً بَيْنَ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا قَالَ: بِلالٌ فَمَضَيْتُ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ أَرَ فِيهَا أحد أَقَلَّ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ، قِيلَ لِي أَمَّا الأَغْنِيَاءُ فَهُمْ بِالْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُنَّ الأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا كُنْتُ بِالْبَابِ أُتِيتُ بِكِفَّةٍ فَوُضِعْتُ فِيهَا وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ، فَرَجَحْتُ بِهَا ثُمَّ أُتِيَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا فِي كِفَّةٍ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ أُتِيَ بِعُمَرَ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا فَرَجَحَ عُمَرُ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي رَجُلا رَجُلا فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ وَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الإِيَاسِ، فَقُلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا خَلُصْتُ إِلَيْكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَنْظُرُ إِلَيْكَ أَبَدًا إِلا بَعْدَ الْمَشِيبَاتِ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي أُحَاسَبُ وَأُمَحَّصُ (الإِمَامُ أَحْمَدُ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، وَعَلِيُّ ابْن زَيْدٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضُعَفَاءُ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّهُ جَاءَ مِنْ حَدِيثِ حَفْصَةَ وَجَعَلَهُ الْحَافِظُ. ابْنُ حَجَرٍ مِنْ شَوَاهِدِ حَدِيثِ أَنَسٍ السَّابِقِ، فَقَالَ: وَأَقْوَى شَاهِدٍ لَهُ مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ

فِي مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ مِنْ حَدِيثِ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ. (34) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ اسْتَشَارَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أَمْرٍ فَقَالَ أَشِيرَا عَلَيَّ فَقَالا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ ادْعُوَا لِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعمر: مَا كَانَ فِي رَسُول الله وَرَجُلَيْنِ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ مَا يُنَفِّذُونَ أَمْرَهُمْ حَتَّى يَبْعَثَ رَسُولُ الله إِلَى غُلامٍ مِنْ غِلْمَانِ قُرَيْشٍ فَقَالَ ادعو لِي مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ أَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ وَأَشْهِدُوهُ أَمْرَكُمْ فَإِنَّهُ قَوِيٌّ أَمِينٌ (طب) من طَرِيق مَرْوَان ابْن جَنَاحٍ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ مَرْوَانَ مِنْ رِجَالِ أَبِي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَهْ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ لَا بَأْسَ بِهِ، وَلَهُ شَاهِدٌ من حَدِيث ابْن عمر، أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) هُوَ من طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيِّ فَلا يَصْلُحُ شَاهِدًا وَفِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ لِلْهَيْثَمِيِّ عَقِبَ إِيرَادِهِ الْحَدِيثَ مَا نَصُّهُ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارِ اعْتِرَاضِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ وَفِي بَعْضِهِمْ خِلافٌ وَشَيْخُ الْبَزَّارِ ثِقَةٌ وَشَيْخُ الطَّبَرَانِيِّ لَمْ يُوَثِّقْهُ إِلا الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ وَلَيْسَ فِيهِ جَرْحٌ مُفَسَّرٌ، وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ انْتَهَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (35) [حَدِيثُ] أَبِي بَرزَة كُنَّا مَعَ النَّبِي فَسَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ فَقَالُ: انْظُرُوا مَا هَذَا فَصَعِدْتُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا مُعَاوِيَة وَعَمْرو بن العَاصِي يتغنيان فَجئْت فَأخْبرت النَّبِي فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الْفِتْنَة رَكْسًا اللَّهُمَّ دُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا (أَبُو يَعْلَى) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَلا يَصِحُّ يَزِيدُ كَانَ يُلَقِّنُ بِأُخْرَةَ فيتقلن (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ هَذَا لَا يَقْتَضِي وَضْعَ حَدِيثِهِ وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَلَهُ شَاهِدٌ من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيُّ، وَرَوَى ابْنُ قَانِعٍ فِي مُعْجَمِهِ مِنْ حَدِيثِ شُقْرَانَ بَيْنَمَا نَحْنُ لَيْلَةٌ فِي سَفَرٍ إِذْ سمع النَّبِي صَوْتًا فَقَالَ: مَا هَذَا فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ رَافِعٍ وَعَمْرُو بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ التَّابُوتِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ رَافِعٍ يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ: (لَا يَزَالُ جَوَادِي تَلُوحُ عِظَامُهُ ... ذَوَى الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ يَمُوت فيقبرا) فَأتيت النَّبِي، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْكُسْهُمَا رَكْسًا وَدُعَّهُمَا إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ فَمَاتَ عَمْرُو بْنُ رِفَاعَةَ قَبْلَ أَنْ يقدم النَّبِي من ذَلِك السّفر، وَهَذِه

الرِّوَايَةُ أَزَالَتِ الإِشْكَالَ، وَبَيَّنَتْ أَنَّ الْوَهْمَ وَقَعَ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ فِي قَوْلِهِ: ابْنُ الْعَاصِ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ رِفَاعَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْمُنَافِقِينَ، وَكَذَلِكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ رَافِعٍ كَانَ أَحَدَ الْمُنَافِقِينَ. (36) [حَدِيثٌ] أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهُمْ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَيْرُ أُمَّتِي وَأَكْمَلُهَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيُّ أُمَّتِي وَأَوْسَمُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْن مَسْعُودٍ أَمِينُ أُمَّتِي وَأَوْصَلُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَرَقُّهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا (عق) مِنْ حَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَفِيهِ مَجْرُوحُونَ وَاتُّهِمَ بِهِ مِنْهُمْ بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ، فَإِمَّا وَضَعَهُ، وَإِمَّا دَلَّسَهُ عَنْ بَعْضِ الضُّعَفَاءِ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ بَشِيرٍ أَيْضًا، وَفِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الْمَجْرُوحِينَ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّهُ قَدْ وَرَدَ نَحْوُ ذَلِكَ مِنْ طُرُقٍ فَأَخْرَجَ أَحَمْدُ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان ابْن عَفَّانَ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ (قُلْتُ) صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ، وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ، وَزَادَ وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ، وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ نَحْوَهُ، وَزَادَ: وَأُوتِيَ عُوَيْمِرٌ عِبَادَةً يَعْنِي أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَأَخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ من حَدِيث شَدَّاد ابْن أَوْسٍ: مُعَاوِيَةُ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا (قُلْتُ) هُوَ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِهِ السَّابِقِ فَلْيَنْظُرْ فِي سَنَدِهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (37) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَنِي خَلِيلا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ تِجَاهَيْنِ وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ (عق) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَفِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ مَتْرُوكٌ، وَسَرَقَهُ مِنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْبَاهِلِيُّ: وَمِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ. (38) [حَدِيثُ] ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِلْعَبَّاسِ وَعَلِيٌّ عِنْدَهُ: يَكُونُ الْمُلْكُ فِي وَلَدِكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِكَ (خطّ) مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بن

صَالِحِ بْنِ النَّطَّاحِ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ لَا يُحْتَجُّ بِأَفْرَادِهِ، وَفِي رِوَايَةٍ. إِذَا سَكَنَ بَنُوكَ السَّوَادَ وَلَبِسُوا السَّوَادَ وَكَانَ شِيعَتُهُمْ أَهْلَ خُرَاسَانَ لَمْ يَزَلِ الأَمْرُ فِيهِمْ حَتَّى يَدْفَعُوهَ إِلَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ (قطّ) وَفِيهِ أَبُو يَعْقُوبَ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ مَجْهُولٌ، وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: تَذَاكَرُوا الأَمْرَ عِنْدَ رَسُول الله فَتَكَلَّمَ عَلِيٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ وَلا لأَحَدٍ مِنْ وَلَدِكَ (عد) وَلا يَصِحُّ. فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى مَتْرُوكٌ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ ابْنَ النَّطَّاحِ قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ. إِخْبَارِيٌّ عَلَّامَةٌ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ. يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ يُخْطِئُ وَيَهِمُ، وَأَدْخَلْنَاهُ فِي الضُّعَفَاءِ بِمَا فِيهِ مِنَ الإِيهَامِ وَيُحْتَجُّ مِنْ أَخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ، أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَمَّا خَرَجَ زَيْدٌ أَتَيْتُ خَالَتِي فَقُلْتُ لَهَا يَا أُمَّهْ قَدْ خَرَجَ زَيْدٌ فَقَالَتْ الْمِسْكِينُ يُقْتَلُ كَمَا قُتِلَ آبَاؤُهُ كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ فَتَذَاكَرُوا الْخِلافَةَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلمَة كنت عِنْد النَّبِي وَتَذَاكَرُوا الْخِلافَةَ فَقَالُوا: وَلَدُ فَاطِمَةَ فَقَالَ رَسُول الله: لَنْ يَصِلُوا إِلَيْهَا أَبَدًا وَلَكِنَّهَا فِي وَلَدِ عَمِّي صِنْوِ أَبِي حَتَّى يُسْلِمُوَهَا إِلَى الْمَسِيحِ، وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ. لَمَّا أَرَادَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: لَا تَخْرُجْ فَإِنَّ رَسُولَ الله خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَاخْتَارَ الآخِرَةَ وَإِنَّكَ لَنْ تَنَالَهَا أَنْتَ وَلا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِكَ، وَحَدِيثُ الدَّارَقُطْنِيِّ أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ مِنْ طَرِيقِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمَنْصُورِ حَدَّثَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمَنْصُورِ، قَالَتْ حَدَّثَنِي أَبِي عَن أَبِيه عَن جده عَن ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ عَنْ عَمَّارٍ: بَيْنَا النَّبِيُّ رَاكِبٌ إِذْ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَإِذَا هُوَ بِالْعَبَّاسِ فَقَالَ يَا عَبَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ هَذَا الأَمْرَ بِي وَسَيَخْتِمُهُ بِغُلامٍ مِنْ وَلَدِكَ يَمْلأُهَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جُورًا وَهُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِعِيسَى. (39) [حَدِيثٌ] إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ فائنوها فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ (فت) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَن الْحسن عَن عُبَيْدَة

الفصل الثالث

وَلا أَصْلَ لَهُ، عَمْرٌو لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْحَسَنِ وَلا سَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ عُبَيْدَةَ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْقَوْلِ الْمُسَدَّدِ فَقَالَ: لَمْ يُصِبِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ وَأَحْمَدَ وَالْبَيْهَقِيِّ فِي الدَّلائِلِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَيْسَ فِي إِسْنَادَيْهِمَا مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ انْتَهَى وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي الْمُسْتَدْرَكِ، وَأَبِي الشَّيْخِ فِي الْفِتَنِ وَابْنِ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ. الْفَصْلُ الثَّالِثُ (40) [حَدِيثٌ] عَنْ رَجُلٍ مُبْهَمٍ قَالَ اجْتَمَعَ عَشَرَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَغَدوْا على النَّبِي فَلَمَّا انْفَضَّتِ الصَّلاةُ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ غَدَوْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَيْكَ لِنُذَاكِرَكَ بَعْضَ أُمُورِنَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ خَصَّكَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ وَهَذِهِ النُّبُوَّةِ فَشَرَّفَكَ بِهَا وَشَرَّفَنَا بِشَرَفِكَ، فَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ، وَاللَّهُ مَحْمُودٌ، وَهَذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَدْ نَحَا عَلَيْنَا بِكِتَابَةِ الْوَحْيِ فَرَأَيْنَا أَنَّ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَوْلَى فَقَالَ: نَعَمِ انْظُرُوا إِلَى رَجُلٍ، فَكَانَ الْوَحْيُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَا يَنْزِلُ بِشَيْءٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أَرْبَعِينَ هَبَطَ جِبْرِيلُ بِصَحِيفَةٍ بَيْضَاءَ. فِيهَا مَكْتُوبٌ: يَا مُحَمَّدُ لَيْسَ لَكَ أَنْ تُغَيِّرَ مَنِ اخْتَارَهُ اللَّهُ لِكِتَابَةِ وَحْيِهِ. فَأَقِرَّهُ فَإِنَّهُ أَمِينٌ، فَقَالَ رَسُول الله: أَيْنَ مُعَاوِيَةُ فَجَاءَ فَأَجْلَسَهُ وَأَثْبَتَهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابَةِ الْوَحْيِ (كرّ) وَقَالَ: مُنْكَرٌ وَفِيه غير وَاحِد من المجهولين وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ: بَلْ هُوَ مِمَّا نَقْطَعُ بِبُطْلانِهِ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي افْتَرَاهُ مَدْخُولَ الإِيمَانِ. (41) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيْ رَسُول الله أَكْتُبُ إِذْ جَاءَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ الْقَلَمَ مِنْ يَدِي فَدَفَعَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ إِذْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَهُ بِذَلِكَ (نجا) مِنْ طَرِيقِ مَيْسَرَةَ مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ وَقَالَ: مُنْكَرٌ وَأَكْثَرُ رُوَاتِهِ مَجَاهِيلُ، وَمَيْسَرَةُ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ فَلا يُقْبَلُ هَذَا مِنْهُ (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَةِ مَيْسَرَةَ: وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ حَدَّثَنَا كُرْدُوسٌ فَذَكَرَ إِسْنَادًا مَتْنُهُ هَذَا الْحَدِيثُ ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا مَتْنٌ بَاطِلٌ، وَإِسْنَادٌ مُخْتَلَقٌ وَاللَّهُ تَعَالَى أعلم.

(42) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ الله يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ قَالَ مِنَ الْغَدِ مِثْلَ ذَلِكَ فَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ قَالَ مِنَ الْغَدِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا هُوَ قَالَ: هَذَا هُوَ، ثُمَّ قَالَ أَنْتَ مِنِّي يَا مُعَاوِيَةُ وَأَنَا مِنْكَ وَلْتُزَاحِمْنِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (مي) وَ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) فِي الْوَاهِيَاتِ وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَن بن عبد الله بن دِينَارٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ كَثُرَ الْخَطَأُ فِي حَدِيثِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ فَخَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ، وعَنهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ: مَجْهُولٌ فَكَأَنَّهُ سَرَقَهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ (قُلْتُ) وَافَقَ الذَّهَبِيَّ فِي الْوَاهِيَاتِ عَلَى جَهَالَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَوَصَفَهُ بِالْمُؤَدِّبِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ بَحْرٍ يَعْنِي الَّذِي وَالِدُهُ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالرَّاءِ فِي آخِرِه وَقَالَ: مَشْهُور، وَمَا رَأَيْت أحد ضَعَّفَهُ بَلْ إِسْمَاعِيلُ صَاحِبُ عَجَائِبَ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ انْتَهَى وَنَاقَضَ ذَلِكَ فِي الْمِيزَانِ فَقَالَ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بن بَحر الْمروزِي عَن إِسْمَاعِيل بْنِ عَيَّاشٍ بِخَبَرٍ بَاطِلٍ، وَقَدْ طُعِنَ فِيهِ انْتَهَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَقَدْ رَوَى فِي ضِدِّ هَذَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: لِكُلِّ أُمَّةٍ فِرْعَوْنٌ وَفِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَهَذَا سَاقِطٌ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ شَيْئًا فَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ إِنْسَانٍ فَدَلَّسَهُ وَحَدَّثَ بِهِ. (43) [حَدِيثٌ] الأُمَنَاءُ سَبْعَةٌ اللَّوْحُ وَالْقَلَمُ وَإِسْرَافِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَجِبْرِيلُ وَمُحَمَّدٌ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ (أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ) فِي مُعْجَمِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ ابْن عَفَّانَ. (44) [حَدِيثٌ] الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعَةٌ الْقَلَمُ وَاللَّوْحُ وَإِسْرَافِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَجِبْرِيل وَأَنا

وَمُعَاوِيَةُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةُ يَقُولُ اللَّهِ لِلْقَلَمِ إِلَى مَنْ أَدَّيْتَ الْوَحْيَ فَيَقُولُ إِلَى اللَّوْحِ فَيَقُولُ لِلَّوْحِ إِلَى مَنْ أَدَّيْتَ الْوَحْيَ فَيَقُولُ إِلَى إِسْرَافِيلَ فَيَقُولُ لإِسْرَافِيلَ إِلَى مَنْ أَدَّيْتَ الْوَحْيَ، فَيَقُولُ إِلَى مِيكَائِيلَ فَيَقُولُ لِمِيكَائِيلَ إِلَى مَنْ أَدَّيْتَ الْوَحْيَ فَيَقُولُ إِلَى جِبْرِيلَ فَيَقُولُ لِجِبْرِيلَ إِلَى مَنْ أَدَّيْتَ الْوَحْيَ فَيَقُولُ إِلَى مُحَمَّدٍ فَيَقُولُ لِمُحَمَّدٍ مَنِ ائْتَمَنْتَ عَلَى الْوَحْيِ، فَأَقُولُ مُعَاوِيَةَ كَذَا أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَنْكَ يَا رَبِّ أَنَّكَ قُلْتَ إِنَّهُ أَمِينٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَيَقُولُ اللَّهِ صَدَقَ الْقَلَمُ وَصَدَقَ اللَّوْحُ وَصَدَقَ إِسْرَافِيلُ وَصَدَقَ مِيكَائِيلُ وَصَدَقَ جِبْرِيلُ وَصَدَقَ مُحَمَّدٌ، وَصَدَقْتُ أَنَا أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَمِينٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (كرّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ ابْن عبدا لله، مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِسْحَاقَ السُّوسِيِّ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ. (45) [حَدِيثٌ] يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ نُورٍ ظَاهِرُهَا مِنَ الرَّحْمَةِ وباطنها من الرضى يَفْتَخِرُ بِهَا فِي الْجَمْعِ لِكِتَابَتِهِ الْوَحْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (كرّ) مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَحُذَيْفَةَ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ. (46) [حَدِيثٌ] يَخْرُجُ مُعَاوِيَةُ مِنْ قَبْرِهِ وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ مِنَ السُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ مُرَصَّعٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ عَلَيْهُ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (كرّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ مِنَ الطَّرِيقِ الْمَذْكُورِ. (47) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ لِمُعَاوِيَةَ: الشَّاكُّ فِي فَضْلِكَ يَا مُعَاوِيَةُ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ نَار، لَهُ ثلثمِائة شُعْبَةٍ عَلَى كُلِّ شُعْبَةٍ شَيْطَانٌ يَكْلَحُ فِي وَجْهِهِ مِقْدَارَ عُمْرِ الدُّنْيَا (كرّ) مِنَ الطَّرِيقِ الْمَذْكُورِ. (48) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِي بِوَرَقَةِ آسٍ أَخْضَرَ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ حُبُّ مُعَاوِيَةَ فَرْضٌ عَلَى عِبَادِي (كرّ) مِنَ الطَّرِيقِ الْمَذْكُورِ. (49) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: دَخَلَ رَسُولُ الله بَعْدَ أَنْ صَلَّى الْعَصْرَ إِلَى بَيْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ فَقَالَ: يَا أَنَسُ صِرْ إِلَى بَيْتِ فَاطِمَةَ وَأَعْطَانِي أَرْبَعَ مَوْزَاتٍ، فَقَالَ لِي: يَا أَنَسُ وَاحِدَةٌ لِلْحَسَنِ وَوَاحِدَةٌ لِلْحُسَيْنِ وَاثْنَتَيْنِ لِفَاطِمَةَ وَصِرْ إِلَيَّ، فَفَعَلْتُ وَصِرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ؛ فَقَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: يَا رَسُولَ الله تفاضل أَصْحَابك من

قُرَيْشٍ وَافْتَخَرُوا عَلَى أَخِي بِمَا بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَقَالَ: لَا يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ؛ فَلَقْد بَايَعَ كَمَا بَايَعُوا وَخَرَجَ رَسُولُ الله وَخَرَجْتُ مَعَهُ فَقَعَدَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَسَائِرُ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُول الله لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تَحْفَظُ مَنْ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَنِي وَنَحْنُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعُمَرُ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَرَفَعَ عُثْمَانُ رَأْسَهُ فَقَالَ رَسُول الله: إِذَا غِبْتُ أَنَا فَعُثْمَانُ وَإِذَا غَابَ عُثْمَانُ فَأَنَا فَضَحِكَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ عُثْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعِيدٌ وَعبد الرَّحْمَن ابْن عَوْفٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَانُوا وَكُنَّا قَالَ: أَيْنَ مُعَاوِيَةُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مَعَنَا بِالْحَضْرَةِ فَقَالَ رَسُولُ الله: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَقَدْ بَايَعَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَمَا بَايَعْتُمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلِمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ فِي وَقْتِ مَا قَبَضَ اللَّهُ قَبْضَةً مِنَ الذَّرِّ، وَقَالَ فِي الْجَنَّةِ وَلا أُبَالِي كُنْتَ أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَسَعِيدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، تِلْكَ الْقَبْضَةَ، وَلَقَدْ بَايَعَ كَمَا بَايَعْتُمْ، ونصح كَمَا نَصَحْتُمْ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ كَمَا غَفَرَ لَكُمْ، وَأَبَاحَهُ الْجَنَّةَ كَمَا أَبَاحَكُمْ (كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ. (50) [حَدِيثُ] أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْكُرْسِيِّ استشرف لَهَا أَصْحَاب النَّبِي فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: أَنَا أَكْتُبُهَا دُونَ فُلانٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِي فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَلا أَسْتَكْتِبُ أَحَدًا إِلا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَإِنَّا مَعَ رَسُول الله جُلُوسٌ إِذْ نَزَلَ الْوَحْيُ فَغَشِيَ بِعَبَايَتِهِ الْقَطَوَانِيَّةِ فَلَمَّا سَرَّى عَنْهُ الْوَحْيُ طَفِقَ يَقُولُ: مَا فَعَلَ مُعَاوِيَةُ الْغُلامُ، فَأَتَى مُعَاوِيَةُ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِك، فَأتى النَّبِي وَعَلَى أُذُنِهِ قَلَمٌ، وَمَعَهُ كَتِفُ بعير، فَقَالَ النَّبِي: ادْنُ يَا غُلامُ، فَدَنَا حَتَّى صَيَّرَ رُكْبَتَهُ إِلَى رُكْبَةِ النَّبِيِّ، فَقَالَ اكْتُبْ يَا غُلامُ قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اكْتُبْ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْله {وَهُوَ الْعلي الْعَظِيم} ، فكتبها فَقَالَ النَّبِي: أَكَتَبْتَهَا يَا غُلامُ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا قُرِئَتْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

(كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ، وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيقين أخرج أَحدهمَا ابْن عَسَاكِرَ، وَفِيهِ زَكَرِيَّا بْنُ دُوَيْدٍ، وَأَخْرَجَ الآخَرَ الدَّيْلَمِيُّ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّهُ صَاحِبُ عَجَائِبَ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ وَهُوَ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ لأَنَّهُ هُنَا مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. (51) [أَثَرُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة دعى النَّبِي وَمُعَاوِيَةُ فَيُوقَفَانِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فيطوق النَّبِي بِطَوْقِ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَيُسَوَّرُ بِثَلاثَةِ أَسْوِرَةٍ مِنَ اللُّؤْلُؤِ فَيَأْخُذُ النَّبِيُّ الطَّوْقَ فَيُطَوِّقُهُ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ يُسَوِّرُهُ بِالثَّلاثَةِ أَسْوِرَةٍ فَيَقُولُ اللَّهِ يَا مُحَمَّدُ تَنْسَخِي عَلَيَّ وَأَنَا السَّخِيُّ، وَأَنَا الَّذِي لَا أَبْخَلُ فَيَقُولُ النَّبِي: إِلَهِي وَسَيِّدِي كُنْتُ ضَمِنْتُ لِمُعَاوِيَةَ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَأَوْفَيْتُهُ مَا ضَمِنْتُ لَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَتَبَسَّمُ الرَّبُّ إِلَيْهِمَا ثُمَّ يَقُولُ: خُذْ بِيَدِ صَاحِبِكَ، انْطَلِقَا إِلَى الْجنَّة جمتعا (كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ. (52) [حَدِيثُ] عَمْرِو بْنِ يَحْيَى السَّعْدِيِّ عَنْ جده أَن النَّبِي كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ: يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُفَرِّحُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَتَطَاوَلْتُ لَهَا فَإِذَا نَحْنُ بِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَدْ دَخَلَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ هَذَا، قَالَ نَعَمْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هُوَ، يَقُولُهَا ثَلاثًا، ثمَّ قَالَ النَّبِي: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّ فِي جَهَنَّمَ كِلابًا زُرْقَ الأَعْيُنِ عَلَى أَعْرَافِهَا شَعْرٌ كَأَمْثَالِ أَذْنَابِ الْخَيْلِ، لَوْ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى لِكُلٍّ مِنْهَا أَنْ تَبْلَعَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ فِي لُقْمَةٍ وَاحِدَةٍ لَهَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، تُسَلَّطُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ لَعَنَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ (كرّ) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورِ، وَفِيهِ أَيْضًا انْقِطَاعٌ. (53) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَيَلِيَنَّ بَعْضَ مَدَائِنِ الشَّامِ رَجُلٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ هُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: بِقَضِيبٍ

كَانَ فِي يَدِهِ فِي قَفَا مُعَاوِيَةَ، هُوَ هَذَا (عد) مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ شَبِيبٍ (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: الْحَسَنُ ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ رُبَّمَا أَغْرَبَ، وَفِي الْمِيزَانِ عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِيهِ أَخْبَارِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَفِيهِ أَيْضًا إِسْنَادٌ آخَرُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُكْتِبُ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَائِلَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ هُوَ الْمَحَامِلِيُّ، وَهُوَ شَيْخُ بَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ وَمُحَدِّثُهَا وَمِثْلُهُ يُعْتَبَرُ تَوْثِيقُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (54) [حَدِيثُ] جَابِرٍ صلى بِنَا رَسُول الله ذَاتَ يَوْمٍ صَلاةَ الْفَجْرِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْله {وَلَا الضَّالّين} قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ {آمِينَ} وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ أَقْبَلَ إِلَيْنَا وَقَالَ مَنِ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ مُعَاوِيَةُ أَنَا فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ بِعَدَدِ مَنْ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَبِعَدِدِ مَنْ قَالَ آمِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي قلت) لم يبين علته وَفِيه عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ وَأَظُنُّهُ الرَّازِيَّ الْحَافِظَ قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ تَكَلَّمُوا فِيهِ وَشَيْخُهُ سَعِيدٌ لَا أَدْرِي من هُوَ وَالله أعلم. (55) [حَدِيثٌ] ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِمُعَاوِيَةَ يَا مُعَاوِيَةُ كَسَاكَ اللَّهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَزَيَّنَكَ بِزِينَةِ الإِيمَانِ (مي) وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْغِفَارِيُّ. (56) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا فَجَعَل لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَنْتَقِصُونَهُمْ فَلا تُوَاكِلُوهُمْ وَلَا تشاربوهم وَلَا تُجَالِسُوهُمْ ولاتصلوا عَلَيْهِمْ وَلا تُصَلُّوا مَعَهُمْ (نجا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَالَ: هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ غَرِيبَةٌ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ هَذَا خَبَرٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَفِيهِ بَشِيرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَوِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا. (75) [حَدِيثُ] سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ حَكَمَانِ ضَالانِ ضَالٌّ مَنْ تَبِعَهُمَا قُلْتُ يَا أَبَا مُوسَى انُظْر لَا تَكُونُ أَحَدَهُمَا قَالَ فَوَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى رَأَيْتُهُ أَحَدَهُمَا (طب) مِن طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ

وَقَالَ: هَذَا عِنْدِي بَاطِلٌ وَجَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ شَيْخٌ مَجْهُولٌ، وَقَالَ فِي الْمِيزَانِ شَيْخُ جَعْفَرٍ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ فِيهِ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الآفَةُ انْتَهَى. (58) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةِ قَالَتْ مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ لِي يَا أُمَّ الْفَضْلِ إِنَّكِ حَامِلٌ بِغُلامٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَقَدْ تَحَالَفَ الْفَرِيقَيْنِ أَنْ لَا يَأْتُوا النِّسَاءَ قَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ فَإِذَا وَضَعْتِيهِ فائتني بِهِ قَالَتْ فَلَمَّا وَضَعْتُكَ أَتَيْتُ بِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِكَ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِكَ الْيُسْرَى وَقَالَ اذْهَبِي بِأَبِي الْخُلَفَاءِ قَالَتْ فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ فَأَعْلَمْتُهُ وَكَانَ رَجُلا جَمِيلا لِبَاسًا فَأَتَى النَّبِيَّ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ أَقْعَدَهُ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا عَمِّي فَمَنْ شَاءَ فَلْيُبَاهِ بِعَمِّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: بَعْضُ هَذَا قَالَ يَا عَبَّاس لما لَا أَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ أَنْتَ عَمِّي وَصِنْوُ أَبِي وَخَيْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِي مِنْ أَهْلِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَيْءٌ أَخْبَرَتْنِي بِهِ أُمُّ الْفَضْلِ عَنْ مَوْلُودِنَا قَالَ نَعَمْ يَا عَبَّاسُ إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فَهِيَ لَكَ وَلِوَلِدَك مِنْهُمُ السَّفَّاحُ وَمِنْهُمُ الْمَنْصُورُ وَمِنْهُمُ الْمَهْدِيُّ (خطّ) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ الْهِلالِيِّ قَالَ فِي الْمِيزَانِ وَهُوَ اخْتَلَقَهُ بِجَهْلٍ (قلت) وَقَالَ فِي تَلْخِيصِ الْوَاهِيَاتِ: بَاطِلٌ بِيَقِينٍ والآفة فِيهِ من أَحْمد ابْن رَاشِدٍ إِذْ رُوَاتُهُ مَعْرُفوَن ثِقَاتٌ سِوَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (59) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاس بعث رَسُول الله إِلَى عَمه الْعَبَّاس ابْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَإِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَيَاهُ فِي مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ فَنَهَاهُمَا عَنْ بَعْضِ الأَمْرِ وَأَمَرَهُمَا بِبَعْضِ الأَمْرِ فَاخْتَلَفَا وَامْتَرَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا وَاشْتَدَّ اخْتِلافُهُمَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا عَلِيُّ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ تَدْرِي لِمَنْ أَغْلَظْتَ؟ أَبِي وَعَمِّي وَبَقِيَّتِي وَأَصْلِي وَعُنْصُرِي وَبَقِيَّةَ نَسْلِ آبَائِي خَيْرَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ مَحْتِدًا وَأَفْضَلَ أَهْلِ الإِسْلامِ نَفْسًا وَدِينًا بَعْدِي مَنْ جَهِلَ حَقَّهُ فَقَدْ ضَيَّعَ حَقِّي أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ يُخْرِجُ مِنْ عَمِّي الْعَبَّاسَ أَوْلادًا يَجْعَلُهُمُ اللَّهُ وُلاةَ أَمْرِ أُمَّتِي يَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَ مُلُوكًا نَاعِمِينَ وَمِنْهُمْ مَهْدِيُّ أُمَّتِي يَا عَلِيُّ لَسْتُ أَنَا ذَكَرْتُهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي ذَكَرَ وَرَفَعَ أَصْوَاتَهُمْ فَيَخْذِلُ مَنْ نَاوَأَهُمْ يَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ نُورًا سَاطِعًا عَبْدًا صَالِحًا مَهْدِيًّا سَيِّدًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ حِينَ فُرْقَةٍ مِنَ الأَمْرِ وَاخْتِلافٍ شَدِيدٍ فَيُحْيِي اللَّهُ بِهِ كِتَابَهُ وَسُنَّتِي وَيُعِزُّ بِهِ الدِّينَ وَأَوْلِيَاءَهُ فِي الأَرْضِ يُحِبُّهُ اللَّهُ فِي سَمَائِهِ وَمَلائِكَتُهُ وَعِبَادُهُ الصَّالِحُونَ فِي شَرْقِ الأَرْض

وَغَرْبِهَا وَذَلِكَ يَا عَلِيُّ بَعْدَ اخْتِلافِ الأَخَوَيْنِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَيَقْتُلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ثُمَّ تَقَعُ الْفِتْنَةُ وَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ وَلَدِكَ يَا عَلِيُّ فَيُفْسِدُونَ عَلَيْهِمُ الْبُلْدَانَ وَيُعَادُونَهُمْ وَيُغِيرُونَ عَلَيْهِمْ فِي قُطْرِ الأَرْضِ وَتُفْسِدُ عَلَيْهِمْ فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشْهُرًا أَوْ تَمَامَ السَّنَةِ ثُمَّ يَرُدُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النِّعْمَةَ عَلَى وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَلا تَزَالُ فِيهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مَهْدِيٌّ، مَهْدِيُّ أُمَّتِي مِنْهُمْ شَابٌّ حَدَثُ السِّنِّ فَيَجْمَعُ اللَّهُ بِهِ الْكَلِمَةَ وَيُحْيِي بِهِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَيَعِيشُ فِي زَمَانِهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْتَمْسِكٌ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِهِ بِهِ يُنْزِلُ اللَّهُ رَحْمَتَهُ وَيُفَرِّجُ بِهِ كُلَّ كُرْبَةٍ كَانَتْ فِي أُمَّتِي يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْضِ فَلا يَزَالُ ذَلِكَ فِيهِ وَفِي نَسْلِهِ حَتَّى ينزل عِيسَى بن مَرْيَمَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَقْبِضُ ذَلِكَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلْعَبَّاسِ وَلآلِ الْعَبَّاسِ مِنَ اللَّهِ حَافِظًا أَعْطَانِي اللَّهُ ذَلِكَ فِيهِمْ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَدُوَّهُمْ مَخْذُولٌ وَوَلِيَّهُمْ مَنْصُورٌ قَالَ وَغَضب رَسُول الله غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى ذَرَّ عَرَقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ وَذَرَّتْ عُرُوقُهُ فَمَا كَادَ يُقْلِعُ فِي الْمَقَالَةِ فِي الْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ عَامَّةَ نَهَارِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ وَثَبَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَسَخَطِ رَسُولِهِ وَسَخَطِ عَمِّي فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى سكن غضب رَسُول الله ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ أَبِي وَعَمِّي وَبَقِيَّتِي وَبَقِيَّتِكَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَدْ جَهِلَ حَقِّي يَا عَليّ احفظ عنزته وَوَلَدَهُ فَإِنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ حَافِظًا يَلُمُّونَ أَمْرَ أُمَّتِي يَشُدُّ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ وَيُعِزُّ بِهِمُ الإِسْلامَ بَعْدَ مَا كُفِئَ الإِسْلامُ وَغُيِّرَتْ سُنَّتِي يَخْرُجُ نَاصِرُهُمْ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ بِرَايَاتٍ سُودٍ وَلا يَلْقَاهُمْ أَحَدٌ إِلا هَزَمُوهُ وَغَلَبُوا عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ حَتَّى تُضْرَبَ رَايَاتُهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ فَانْصَرَفَا فَلَمَّا أَدْبَرَا دَعَا لَهُمَا رَسُول الله دُعَاءً كَثِيرًا وَخَرَجَا رَاضِيَيْنِ غَيْرَ مُخْتَلِفَيْنِ (كرّ) وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ. (60) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلْتُ أَنا وَأبي على النَّبِي فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قُلْتُ لأَبِي مَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ النَّبِي مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ قَالَ لِي هُوَ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا أم النَّبِي قُلْتُ هُوَ فَارْجِعْ بِنَا فَرَجَعْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْكَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ رَأَيْتَهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ أَمَا إِنَّه حِين دخلت قَالَ

لِي يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الْغُلامُ؟ قُلْتُ ابْنُ عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمُخَيَّلٌ لِلْخَيْرِ قُلْتُ يَا رَوْحَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مِنْهُ كَثِيرًا طَيِّبًا (نجا) وَفِيه عبد الرَّحْمَن ابْن مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَهَنَّادٌ النَّسَفِيُّ. (61) [حَدِيثٌ] شَرْطٌ مِنْ شُرُوطِ رَبِّي أَنْ لَا أُصَاهِرَ إِلَى أَحَدٍ وَلا يُصَاهِرَ إِلَيَّ أَحَدٌ إِلا كَانُوا رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ فَاحْفَظُونِي فِي أَصْهَارِي وَأَصْحَابِي فَمَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ وَمَنْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ هَلَكَ (كرّ) مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَفِيهِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلَاء الدِّمَشْقِي وَعنهُ غُلَام خَلِيل.

باب في مناقب ومثالب متفرقة

بَاب فِي مَنَاقِب ومثالب مُتَفَرِّقَة الْفَصْل الأَوَّلُ (1) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي رَأَى إِبْلِيسَ حَسَنَ السِّحْنَةِ ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ نَاحِلَ الْجِسْمِ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي أَنْحَلَ جِسْمَكَ وَغَيَّرَ لَوْنَكَ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَيْتُكَ أَوَّلا قَالَ: خِصَالٌ فِي أُمَّتِكَ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ صَهِيلُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَاةِ فِي وَقتهَا وآناء اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مُحْتَسِبًا وَرَجُلٌ خَائِفٌ لِلَّهِ بِالصِّحَّةِ عَمَّالٌ لِلَّهِ مُخْلِصًا وَرَجُلٌ كَسَبَ كَسْبًا مِنْ حَلالٍ فَوَصَلَ بِهِ ذَا رَحِمٍ مُحْتَاجًا أَوْ ذَا فَاقَةٍ مُضْطَرًّا وَرَجُلٌ صَلَّى الصُّبْحَ وَجَلَسَ فِي مِحْرَابِهِ وَمَقْعَدِهِ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى الضُّحَى لِلَّهِ رَاجِيًا فَتِلْكَ الَّتِي فَعَلَتْ بِيَ الأَفَاعِيلَ (خطّ) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ وَاصِلٍ وَاتَّهَمَهُ بِهِ. (2) [حَدِيثُ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ بِالْمَدِينَةِ لَا يُدْرَى من قَتله فَقَالَ النَّبِي أَبْعَدَهُ اللَّهُ إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا (عق) مِنْ طَرِيقِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيِّ عَنْ هِلالِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيِّ وَعَبَّادٌ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ (قلت) لَمْ يَتَعَقَّبْهُ السُّيُوطِيُّ إِلا مِنْ جِهَةِ إِعْلالِهِ بِعَبَّادٍ فَقَالَ إِنَّمَا أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَةِ هِلالٍ عَلَى أَنَّهُ مِنْ مَنَاكِيرِهِ وَقَالَ لَا أَصْلَ لَهُ وَكَذَا فِي الْمِيزَان وَاللِّسَان، وَأَمَّا عَبَّادٌ فَكَانَ شَرِيفًا نَبِيلا عَاقِلا كَبِيرَ الْقَدْرِ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَرَوَى لَهُ الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ انْتَهَى وَالصَّوَابُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْضُوعٍ فَلَهُ شَوَاهِدُ، رَوَى الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ الْحَافِظِ وَفِيهِ مَقَالٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْت رَسُول الله وَقَفَ يَوْمَ حُنَيْنٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ مَقْتُولٍ فَقَالَ أَبْعَدَكَ اللَّهُ فَإِنَّكَ كُنْتَ تُبْغِضُ قُرَيْشًا وَرَوَى الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ كَمَا قَالَهُ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي كِتَابِهِ مَحَجَّةُ الْقُرْبِ فِي مَحَبَّةِ الْعَرَبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ إِنَّ فُلانًا الثَّقَفِيَّ قُتِلَ وَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ فَقَالَ أَبْعَدَهُ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ذكر لَهُ رجل

مِنْ ثَقِيفٍ مَاتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ كَافِرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَبْعَدَهُ اللَّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا رَوَاهُ السَّرَّاجُ وَمِنْ طَرِيقِه الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي الْمَحَجَّةِ وَقَالَ: هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ رِجَالُهُ مُخَرَّجٌ لَهُمْ فِي الصَّحِيحِ انْتَهَى وَفِي رِوَايَةٍ أَخْرَجَهَا ابْنُ السَّرِيِّ: أَبْعَدَهُ اللَّهُ إِنْ كَانَ لَيُبْغِضُ الْعَرَبَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (3) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْحَبَشَةَ نُجَدَاءُ أَسْخِيَاءُ وَإِنَّ فِيهِمْ لَيَمَنًا فَاتَّخِذُوهُمْ وَامْتَهِنُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَقْوَى شَيْءٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَفِيهِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ كَاتِبُ مَالِكٍ. (4) [حَدِيثٌ] لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي الْخِصْيَانِ خَيْرًا لأَخْرَجَ مِنْ أَصْلابِهِمْ ذُرِّيَّةً يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَلَكِنْ عَلِمَ أَنْ لَا خَيْرَ فِيهِمْ فَجَبَاهُمْ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه إِسْحَاق بن يحيى وَهُوَ آفتة (قلت) كَذَا فِي اللآلِئِ الْمَصْنُوعَةِ وَلَيْسَ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي عِنْدِي مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ وَلا أَدْرِي مِنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى هَذَا فَإِنَّنِي لَمْ أَرَ فِي طَبَقَتِه مُسَمًّى بِذَلِكَ مُتَّهَمًا بِالْكَذِبِ وَلَعَلَّهُ ابْنُ أَبِي يَحْيَى الْكَعْبِيُّ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (5) [حَدِيثُ] الشَّعْبِيِّ رَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ نَبَطِيًّا فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ مِنَ النَّبَطِ قَالَ تَنَحَّ عَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ قَتَلَةُ الأَنْبِيَاءِ وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ فَإِذَا اتَّخَذُوا الرِّبَاعَ وَشَيَّدُوا الْبُنْيَانَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ (عق) مِنْ طَرِيقِ عبد الرَّحْمَن بن مَالك بن مِغْوَلٍ (قلت) وَفِي مَعْنَاهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: مِنْ إِكْفَاءِ الدِّينِ تَفَصُّحُ النَّبَطِ وَاتِّخَاذُهُمُ الْقُصُورَ فِي الأَمْصَارِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ خَبَرٌ مُنْكَرٌ عِمْرَانُ بْنُ تَمَّامٍ مَسْتُورًا حَتَّى حَدَّثَ بِهِ عَنِ ابْنِ حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي فَافْتُضِحَ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (6) [حَدِيثُ] أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَخ تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضَائِلِ السِّبْطَيْنِ وَآلِ الْبَيْتِ. (7) (حَدِيثُ) جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ الْحَسَنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَلَدَتْنِي أُمِّي لَيْلَةَ الأَرْبَعَاءِ فَحَمَلُونِي إِلَى النَّبِي فَدَعَا لِي وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي وَقَالَ اللَّهُمَّ نَزِّهْهُ فِي الْعِلْمِ قَالَ جَابِرٌ وَاسْمُ أَبِي الْحَسَنِ فَيْرُوزُ وَاسْمُ أُمِّهِ سَلَمَةُ (خطّ) وَقَالَ كَانَ جَابِرٌ كَذَّابًا جَاهِلا بِمَا يَقُولُ وَكَلامُهُ بَاطِلٌ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ لَمْ يُولَدِ الْحسن فِي زمن النَّبِي وَلا خِلافَ أَنَّ اسْمَ أَبِيهِ يسَار وَاسم أمه خيرة.

الفصل الثاني

(8) [حَدِيثُ] ابْنِ عَمْرٍو تَقَدَّمَ فِي مَنَاقِبِ السِّبْطَيْنِ وَفِيهِ مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ وَذِكْرُ يَزِيدَ. (9) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ وَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي (قا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ أَحْمَدُ الْجُويْبَارِيُّ وَعَنْهُ مَأْمُونٌ السُّلَمِيُّ وَأَحَدُهُمَا وَضَعَهُ، وَذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي الْمَدْخَلِ أَنَّ مَأْمُونًا قِيلَ لَهُ أَلا تَرَى إِلَى الشَّافِعِيِّ وَمَنْ تَبِعَهُ بِخُرَاسَانَ فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ إِلَخ فَبَانَ بِهَذَا أَنَّهُ الْوَاضِعُ لَهُ فَعَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ مَا يَسْتَحِقُّهُ وَجَعَلُوهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْخَطِيب مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْزَوِيِّ الْبُورَقِيِّ، قَالَ الْحَاكِمُ وَالْخَطِيبُ: وَهُوَ مَنْ وَضَعَهُ لَعْنَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ. (10) (حَدِيثٌ) سَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ وَيُكَنَّى أَبَا حَنِيفَةَ لَيُحْيَيَنَّ دِينُ اللَّهِ وَسُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبَانٍ وَعَنْهُ أَبُو المعلي ابْن الْمُهَاجِرِ مَجْهُولٌ وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ قَيْسٍ كَذَلِكَ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يزِيد بن عبد الله السّلمِيّ مَتْرُوكٌ (عد) مِنْ طَرِيقِ الْجُويْبَارِيِّ وَنَاهِيكَ بِهِ كَذَّابًا. (11) [حَدِيثٌ] يَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كِرَّامٍ يُحْيِي السُّنَّةَ وَالْجَمَاعَةَ هِجْرَتُهُ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَهِجْرَتِي مِنْ مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة (قانجا) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ مَحْمَشَادَ وَهُوَ الْمُتَّهَمُ بِهِ. الْفَصْل الثَّانِي (12) [حَدِيثٌ] أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ لأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ (عق) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَقَالَ مُنْكَرٌ انْتَهَى وَيَحْيَى يَرْوِي الْمَقْلُوبَاتِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ، وَتَابَعَ يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا وَتَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ فِي الطَّرِيقَيْنِ بِأَنَّ يَحْيَى ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ مُتَّهَمٌ فَلا يَصْلُحُ لِلْمُتَابَعَاتِ وَلَهُ شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنَا عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَلِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَفِيهِ الشِّبْلُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَهُ مَنَاكِير، فَالْحَدِيث

ضَعِيفٌ لَا صَحِيحٌ وَلا مَوْضُوعٌ (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ فِي مَحَجَّةِ الْقُرْبِ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَشِبْلُ بْنُ الْعَلاءِ احْتَجَّ بِهِ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَقَالَ إِنَّهُ مُسْتَقِيمُ الأَمْرِ فِي الْحَدِيثِ لَكِنَّ الرَّاوِيَ لَهُ عَنْهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عِمْرَانَ الزُّهْرِيَّ مَتْرُوكٌ قَالَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ فَلا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ انْتَهَى وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (13) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ ذُكِرَ السودَان عِنْد رَسُول الله فَقَالَ دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ (خطّ) وَلا يَصِحُّ فِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدِينِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. (14) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا رَأَى رَسُولُ الله طَعَامًا فَقَالَ لِمَنْ هَذَا فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لِلْحَبَشَةِ أُطْعِمُهُمْ وَأَكْسُوهُمْ قَالَ يَا عَمِّ لَا تَفْعَلْ لأَنَّهُمْ إِن أجاعوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا (قطّ) من طَرِيق بن حَفْصٍ الْمَكِّيِّ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. (15) [وَحَدِيثٌ] إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ (عق) مِنْ حَدِيثِ أُمِّ أَيْمَنَ مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَجْهُولٌ. (16) [وَحَدِيثٌ] الزَّنْجِيُّ إِذَا شَبِعَ زَنَى وَإِذَا جَاعَ سَرَقَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَسَمَاحَةً وَنَجْدَةً (عد) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ عَنْبَسَةُ الْبَصْرِيُّ مَتْرُوكٌ (تُعُقِّبَ) فِي الأَرْبَعَةِ بِأَنَّ لَهَا شَوَاهِدَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا خَيْرَ فِي الْحَبَشِ إِذَا جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا وَإِنَّ فِيهِمْ لَخَلَّتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَبَأْسًا عِنْدَ الْبَأْسِ، وَفِيهِ عَوْسَجَةُ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمُغْنِي رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَهُوَ مَجْهُولٌ (قلت) قَالَ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ فِي التَّهْذِيبِ عَوْسَجَةُ الْمَكِّيُّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ روى عَن موالاه ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَاتَ رَجُلٌ على عهد رَسُول الله وَلَمْ يَتْرُكْ وَارِثًا إِلا عَبْدًا هُوَ أَعْتَقَهُ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ مِيرَاثَهُ، قَالَ الْبُخَارِيُّ لَا يَصِحُّ حَدِيثُهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ أَخْرَجَ لَهُ الأَرْبَعَةُ هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ انْتَهَى وَزَادَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَهْذِيب التَّهْذِيبِ نَقْلا عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ قَالَ وَالْفُقَهَاءُ عَلَى خِلافِ حَدِيثِ عَوْسَجَةَ هَذَا إِمَّا لاتِّهَامِهِمْ عَوْسَجَةَ فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا يَثْبُتُ بِهِ فَرْضٌ وَلا سُنَّةٌ وَإِمَّا لِتَحْرِيفٍ فِي التَّأْوِيلِ وَإِمَّا لِنَسْخٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ وَمِنْهَا مَا فِي مُسْند

الْحُمَيْدِيِّ عَنْ هِلالٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ الله قَالَ مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانَ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا وَمَا فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَرْفُوعًا شَرُّ الرَّقِيقِ الزَّنْجُ إِذَا شَبِعُوا زَنَوْا وَإِذَا جَاعُوا سَرَقُوا ثُمَّ إِنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَاتِ وَخَالِدٌ الزُّبَيْرِيُّ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. (17) [حَدِيثٌ] زَوِّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَزَوَّجُوا الأَكْفَاءَ وَاخْتَارُوا لِنُطَفِكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالزَّنْجَ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ (حب) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ السُّدِّيِّ وَتَابعه عَامر ابْن صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ (تُعُقِّبَ) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيقِ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَاجْتَنِبُوا هَذَا السَّوَادَ فَإِنَّهُ لَوْنٌ مُشَوَّهٌ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ زِيَادٍ الزُّهْرِيِّ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ (قلت) وَأَوْرَدَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَاهِيَاتِ وَقَالَ: مُنْكَرٌ وَفِيهِ عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَشَيْخُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى لَا أَعْرِفُهَمَا وَلِحَدِيثِ عَائِشَةَ طُرُقٌ أُخْرَى أَوْرَدَهَا ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَاهِيَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (18) [حَدِيثٌ] اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ (ابْنُ الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ وَسَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ ابْن الْأَزْهَر تَابعه إِسْحَاق ابْن أَيُّوبَ الْوَاسِطِيُّ أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي الْفِتَنِ فَزَالَتْ تُهْمَتُهُ، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيقٌ آخَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَزَادَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَسْلُبُ أُمَّتِي مَلِكُهُمْ وَمَا خَوَّلَهُمُ اللَّهُ بَنُو قَنْطُورَاءَ وَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ فِي الْمَلاحِمِ مِنْ سُنَنِهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي مَرْفُوعًا دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ، وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَمِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ. (19) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّوَرِ وَالأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمِثْلِ مَا آمَنْتَ بِهِ وَعَمِلْتَ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ بِهِ إِنِّي كَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَمَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله كَانَ لَهُ بِهَا عَهْدٌ عِنْدَ الله وَمن قَالَ

سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ كَيْفَ نَهْلِكُ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَمَلِ لَوْ وُضِعَ عَلَى جَبَلٍ لأَثْقَلَهُ فَتَقُومُ النِّعْمَةُ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ فَتَكَادُ تَسْتَنْفِدُ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلا أَنْ يَتَطَوَّلَ اللَّهُ بِرَحْمِتِه ثُمَّ نَزَلَتْ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ} إِلَى قَوْله {وملكا كَبِيرا} فَقَالَ الْحَبَشِيُّ وَإِنَّ عَيْنَيَّ لَتَرَيَانِ مَا تَرَى عَيْنَاكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ نَعَمْ فَاشْتَكَى الْحَبَشِيُّ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ (حب) وَقَالَ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَفِيهِ أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ فَاحِشُ الْخَطَإِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ بَلْ وُثِّقَ وَأَخْرَجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ فِي الْمِيزَان ضعفه أَحْمد وقَالَ مَرَّةً ثِقَةٌ لَا يُقِيمُ حَدِيثَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ كُتُبُهُ صَحِيحَةٌ وَلَكِنْ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ فَيَغْلَطُ وَقَالَ الْعِجْلِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَتَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَالْحَسَنُ مِنْ رِجَالِ البُخَارِيّ وَأبي دَاوُد والتِّرْمِذِيّ وَابْنِ مَاجَهْ فَهِيَ مُتَابَعَةٌ قَوِيَّةٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ قَوِيُّ الإِسْنَادِ أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ وَآخَرُ مِنْ مُرْسَلِ ابْنِ زَيْدٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ وَهْبٍ وَلِبَعْضِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ. (20) [حَدِيثٌ] اتَّخِذُوا السُّودَانَ فَإِنَّ فِيهِمْ ثَلاثَةً مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلالٌ (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبْيَنَ بْنِ سُفْيَانَ وَعُثْمَانَ الطَّرَايِفِيِّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الطَّرَايِفِيَّ وُثِّقَ كَمَا مَرَّ وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ مَرْفُوعًا خَيْرُ السُّودَانِ لُقْمَانُ وَبِلالٌ وَمِهْجَعٌ مولى رَسُول الله أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ، وَمِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ مُرْسَلا سَادَةُ السُّودَانِ أَرْبَعَةٌ لُقْمَانُ الْحَبَشِيُّ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلالٌ وَمِهْجَعٌ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ. (21) [حَدِيثُ] ابْن عمر بَيْنَمَا النَّبِي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِكَ رَجُلٌ يُشَفَّعُ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِي عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْ مِنْهُ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِكَ فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ مَا اسْمُهُ وَمَا صِفَتُهُ فَقَالَ أَمَّا اسْمُهُ فَأُوَيْسٌ وَأَمَّا صِفَتُهُ وَقَبِيلَتُهُ فَمِنَ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ وَهُوَ رَجُلٌ أَصْهَبُ مَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ بِكَفِّهِ الْيُسْرَى وَضَحٌ أَبيض فَلم يزل النَّبِي يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَلَمَّا احْتضرَ النَّبِي

أَوْصَى أَبَا بَكْرٍ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ فِي أُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ وَقَالَ فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْهُ الشَّفَاعَةَ لَكَ وَلأُمَّتِي فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَوْصَى بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُول الله وَقَالَ يَا عُمَرُ إِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْهُ الشَّفَاعَةَ لِي وَلَكَ وَلأمة مُحَمَّد رَسُول الله فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يَطْلُبُهُ حَتَّى كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَيَا رِفَاقَ الْيَمَنِ فَنَادَى عُمَرُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا مَعْشَرَ النَّاسِ هَلْ فِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ أَعَادَ مَرَّتَيْنِ فَقَامَ شَيْخٌ مِنْ أَقْصَى الرِّفَاقِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَعَمْ هُوَ ابْنُ أَخٍ لِي هُوَ أَخْمَلُ أَمْرًا وَأَهْمَلُ ذِكْرًا مِنْ أَنْ يَسْأَلَ مِثْلُكَ عَنْ مِثْلِهِ فَأَطْرَقَ عُمَرُ طَوِيلا حَتَّى ظَنَّ الشَّيْخُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ ابْنَ أَخِيهِ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ أَيُّهَا الشَّيْخُ ابْنُ أَخِيكَ فِي حَرَمِنَا هَذَا قَالَ الشَّيْخُ هُوَ فِي وَادِي أَرَاكِ عَرَفَاتٍ فَرَكِبَ عُمَرُ وَعَلِيٌّ حَتَّى أَتَيَا وَادِيَ عَرَفَاتٍ فَإِذَا هُمَا بِرَجُلٍ كَمَا وَصَفَهُ جِبْرِيل للنَّبِي أَصْهَبُ مَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ رَامٍ بِذَقْنِهِ عَلَى صَدْرِهِ شَاخِصٍ بِبَصَرِهِ نَحْوَ مَوْضِعِ سُجُودِهِ قَائِمٍ يُصَلِّي وَهُوَ يَتْلُو الْقُرْآنَ فَدَنَوَا مِنْهُ فَقَالا لَهُ لَمَّا فَرَغَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُمَا وَعَلَيْكُمَا السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ أَهْلَ السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الأَرْضِ كُلَّهُمْ عَبِيدُ اللَّهِ قَالَ أَنَا رَاعِي الإِبِلِ وَأَجِيرُ الْقَوْمِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ لَسْنَا عَنْ هَذَا سَأَلْنَاكَ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ حَرَمِنَا هَذَا إِلا أَخْبَرْتَنَا بِاسْمِكَ الَّذِي سَمَّاكَ بِهِ أَبُوكَ قَالَ أَنَا أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَا أُوَيْسُ إِنَّ رَسُول الله ذَكَرَ أَنَّ بِكَفِّكَ الْيُسْرَى وَضَحًا أَبْيَضَ فَأَوْضِحْ لَنَا فِيهِ فَأَرَاهُمَا إِيَّاهُ فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ وَعُمَرُ يُقَبِّلانِهِ فَقَالَ عَليّ يَا أَوْس إِن رَسُول الله ذَكَرَ أَنَّكَ سَيِّدُ التَّابِعِينَ وَأَنَّكَ تَشْفَعُ فَيُشَفِّعُكَ اللَّهُ فِي عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ فَقَالَ لَهُمْ أُوَيْسٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ غَيْرِي فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ قَدْ أَيْقَنَّا أَنَّك أَنْت هُوَ حَقنا يَقِينًا فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَيْنِ ابْنَا عَمِّي يُحِبَّانِّي فِيكَ فَاغْفِرْ لَهُمَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ قَالَ لَهُ أَيْنَ الْمِيعَادُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ إِنِّي أَرَاكَ رَثَّ الْحَالِ حَتَّى آتِيَكَ بِكِسْوَةٍ وَنَفَقَةٍ مِنْ رِزْقِي فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَك عَقَبَةً كؤودا لَا يُجَاوِزُهَا إِلا كُلُّ ضَامِرٍ عَطْشَانَ مَهْزُولٍ أَلا تَرَى يَا عُمَرُ أَنَّ عَلَيَّ طِمْرَيْنِ مِنْ صُوفٍ وَنَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ وَلِي نَفَقَةٌ وَلِي عَلَى الْقَوْمِ حِسَابٌ فَإِلَى مَتَى آكُلُ هَذَا وَإِلَى مَتَى يُبْلَى هَذَا، فَأَخْرَجَ عُمَرُ الدِّرَّةَ مِنْ كُمِّهِ ثُمَّ نَادَى يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَأْخُذُ الْخِلافَةَ

بِمَا فِيهَا، فَقَالَ أُوَيْسٌ: مَنْ جَدَعَ اللَّهُ أَنْفَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا نكبت مصرا ولَا ظَلَمْتُ فِيهَا ذِمِّيًّا وَلا أَكَلْتُ مِنْهَا حِمَى أَرْضٍ، فَقَالَ أُوَيْسٌ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا عُمَرُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَتَعِيشَانِ حَمِيدَيْنِ، وَتَمُوتَانِ شَهِيدَيْنِ فَقَالا لَهُ: أَوْصِنَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُمَا: أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَالصَّبْرِ عَلَى مَا أَصَابَكُمَا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ، وَأُوصِيكُمَا أَنْ تَلْقَيَا هَرَمَ بْنَ حَيَّانَ فَتُقْرِئَاهُ مِنِّي السَّلامَ وَخَبِّرَاهُ أَنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَوَدَعُوهُ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ وَعَلِيٌّ يَطْلُبَانِ هَرَمَ بْنَ حَيَّانَ فَبَيْنَمَا هُمَا مَارَّيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ وَإِذَا بِهَرَمِ بْنِ حَيَّانَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَانْتَظَرَاهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ سَلَّمَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمَا السَّلامَ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا مِنْ أَيْنَ جِئْتُمَا؟ قَالا: جِئْنَا مِنْ عِنْدَ أُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ، فَلَمْ يَزَلْ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ فَبَيْنَمَا هُوَ بِالْكُوفَةِ مَارًّا بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ أَصْهَبَ مَقْرُونِ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجِ الْعَيْنَيْنِ يَغْسِلُ طِمْرَيْنِ لَهُ مِنْ صُوفٍ فَدَنَا مِنْهُ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ يَا أُوَيْسُ فَأَجَابَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ مِنَ السَّلامِ وَقَالَ لَهُ: يَا هَرَمُ بْنَ حَيَّانَ قَالَ لَهُ هَرَمٌ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكَ؟ قَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَى رَجُلٍ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ لَا أُمْسِي، وَيُمْسِي يَقُولُ لَا أُصْبِحُ، يَا أَخَا مُرَادٍ إِنَّ الْمَوْتَ وَذِكْرَهُ لَمْ يَتْرُكْ لِلْمُؤْمِنِ فَرَحًا وَإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ يَتْرُكْ لِلْمُؤْمِنِ صَدِيقًا فَقَالَ لَهُ هِرَمٌ: يَا أُوَيْسُ أَمَّا مَعْرِفَتُكَ فَإِنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا وَصَفَاكَ لِي فَعَرَفْتُكَ بِصِفَتِهِمَا، فَأَنْتَ مِنْ أَيْنَ عَرَفْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: إِنَّ الأَرْوَاحَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا فِي اللَّهِ ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ فِي اللَّهِ اخْتَلَفَ، قَالَ لَهُ أُوَيْسٌ يَا هَرَمُ اتْلُ عَلَيَّ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَلا عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعبين} فَخَرَّ أُوَيْسٌ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ لَهُ هَرَمٌ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَصْحَبَكَ وَأَكُونَ مَعَكَ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: لَا يَا هَرَمُ وَلَكِنْ إِذَا مِتُّ لَا يُكَفِّنُنِي أَحَدٌ حَتَّى تَأْتِيَ أَنْتَ وَتُكَفِّنُنِي وَتَدْفِنُنِي ثُمَّ إِنَّهُمَا افْتَرَقَا وَلَمْ يَزَلِ ابْنُ حَيَّانَ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ حَتَّى دَخَلَ مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ الشَّامِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ فَإِذَا هُوَ بِأُوَيْسٍ قَدْ تُوُفِّيَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأسه وَقَالَ: وَا أَخَاهُ هَذَا أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ مَاتَ ضَائِعًا فَقَالُوا لَهُ مَنْ أَنْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَهَرَمُ بْنُ حَيَّانَ، وَأَمَّا هَذَا فَأُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ وَلِيُّ اللَّهِ، قَالُوا فَإِنَّا قَدْ جَمَعْنَا لَهُ ثَوْبَيْنِ نُكَفِّنُهُ فِيهِمَا فَقَالَ لَهُمْ هَرَمٌ، مَا لَهُ بِثَمَنِ ثَوْبَيْكُمْ حَاجَةٌ وَلَكِنْ يُكَفِّنُهُ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ مِنْ مَالِهِ، فَضَرَبَ هَرَمٌ بِيَدِهِ إِلَى مِزْوَدِ أُوَيْسٍ فَإِذَا هُوَ بِثَوْبَيْنِ لَمْ يَكُنْ لَهُ بهما

الفصل الثالث

عَهْدٌ عِنْدَ رَأْسِ أُوَيْسٍ عَلَى أَحَدِهِمَا مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بَرَاءَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لأُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ مِنَ النَّارِ وَعَلَى الآخَرِ مَكْتُوبٌ: هَذَا كَفَنٌ لأُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ مِنَ الْجَنَّةِ (حب) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ وَقَالَ بَاطِلٌ وَالَّذِي صَحَّ فِي أُوَيْسٍ كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ مَعْرُوفَةٌ (تَعَقَّبَهُ) السُّيُوطِيُّ فَقَالَ: عِنْدِي وَقْفَةٌ فِي الْحُكْمِ عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ فَإِنَّ لَهُ طُرُقًا عَدِيدَةٌ فَوَرَدَ هَكَذَا مُطَوَّلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَابْنُ عَسَاكِرَ وَسَنَدُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَدْ سُقْتُه فِي جَمْعِ الْجَوَامِعِ فِي مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْصَرُ مِنْهُ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ لَكِنَّهُ مِنْ طَرِيقِ نَهْشَلٍ، وَاهٍ وَمِنْ طَرِيقِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَغَيْرِهِ مُطَوَّلا وَمُخْتَصَرًا، وَقَدْ سُقْتُ جَمِيعَهَا فِي مُسْنَدِ عُمَرَ مِنْ جَمْعِ الْجَوَامِعِ. (22) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ غَيْلانُ هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ (أَبُو يَعْلَى) مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَفِيهِ الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ مَتْرُوكٌ وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْجَزَرِيُّ وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ يُدَلِّسُ التَّسْوِيَةَ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ عَبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ أَخْرَجَهُ فِي مُسْنَدِهِ فَقَالَ حَدثنِي إِسْمَاعِيل ابْن عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ عَن خَالِد بن معدان عَن عُبَادَةَ، قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ. فَزَالَ مَا يَخْشَى مِنْ تَدْلِيسِ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَذْكُرِ الأَحْوَصَ، وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلائِلِ وَقَالَ: ضَعِيفٌ تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْجَزَرِيُّ وَكَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ عَنْ عُبَادَةَ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا وَالطَّبَرَانِيُّ، وَلِذِكْرِ غَيْلانَ مِنْهُ طَرِيقٌ ثَالِثٌ مِنْ حَدِيثِ مَكْحُولٍ مُرْسَلا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ. الْفَصْلُ الثَّالِثُ (23) [حَدِيثٌ] خَيْرُ النَّاسِ الْعَرَبُ وَخَيْرُ الْعَرَبِ قُرَيْشٌ وَخَيْرُ قُرَيْشٍ بَنُو هَاشِمٍ وَخَيْرُ الْعَجَمِ فَارِسُ وَخَيْرُ السُّودَانِ النُّوبَةُ وَخَيْرُ الصَّبْغِ الْعُصْفُرُ وَخَيْرُ الْمَالِ الْعُقْرُ وَخَيْرُ الْخِضَابِ الْحِنَّاء والكثم (مي) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن.

(24) [حَدِيثٌ] لِكُلِّ نَبِيٍّ كَسْبٌ قَدْ كَثَّرَهُ لِوَلَدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَإِنِّي قَدْ أَكْثَرْتُ لِوَلِدِي وَذُرِّيَّتِي (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ عِلَّتُهُ وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (25) [حَدِيثٌ] مَنْ أَدْخَلَ بَيْتَهُ حَبَشِيًّا أَوْ حَبَشِيَّةً أَدْخَلَ اللَّهُ بَيْتَهُ بَرَكَةً (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر، وَفِيه خَالِد بن يزِيد الْحَذَّاءُ الْمَكِّيُّ قَالَ فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ: وَهُوَ مَنْ وَضَعَهُ. (ذكر جمَاعَة كَذَّابين ادعوا لِقَاء النَّبِي من بابة مكلبة بن ملكان الَّذِي ذكره ابْن الْجَوْزِيّ) فَمنهمْ: سرباتك الْهِنْدِيّ (أخرج) أَبُو مُوسَى فِي ذيل معرفَة الصَّحَابَة عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطوسي قَالَ: رَأَيْت سرباتك ملك الْهِنْد فِي بَلْدَة تسمى قنوج، فَقلت لَهُ: كم أَتَى عَلَيْك من السنين؟ قَالَ: تِسْعمائَة وَخمْس وَعِشْرُونَ سنة، وَزعم أَن النَّبِي أنفذ إِلَيْهِ حُذَيْفَة وَأُسَامَة بن زيد وسفينة وصهيبا وأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ يَدعُونَهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم وَقبل كتاب النَّبِي، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي التَّجْرِيد: هَذَا كذب وَاضح، وَقَالَ فِي الْمِيزَان: هَذَا الْخَبَر بَاطِل، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطوسي لَا يعرف (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: وَجَاء ذكره من وَجه آخر أوردهُ أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخَلِيل الْبَغَوِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مظفر بن أَسد الْحَنَفِيّ المتطبب قَالَ: سَمِعت سرباتك الْهِنْدِيّ يَقُول: رَأَيْت رَسُول الله بِمَكَّة مرَّتَيْنِ وبالمدينة مرّة، قدمت عَلَيْهِ رَسُولا من ملك الْحَبَشَة، وَكَانَ لي حِين قدمت عَلَيْهِ أَرْبَعمِائَة وَسِتُّونَ سنة، وَكَانَ ربعَة من الرِّجَال لَيْسَ بطويل باين ولَا بقصير، أحسن النَّاس وَجها. قَالَ مظفر: وَمَات سرباتك سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلثمائة وَهُوَ ابْن ثَمَانمِائَة سنة وَأَرْبَعَة وتسعين سنة، قَالَ الْحَافِظ: وَإِذا أضيف مَا ذكر من عمره عِنْد وَفَاته إِلَى الْمدَّة الَّتِي من سنة الْهِجْرَة إِلَى سنة وَفَاته ظَهرت مجازفة مظفر بن أَسد وغفلته عَن تناقضه فِي مِقْدَار عمره فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون ابْن سَبْعمِائة وبضع وَتِسْعين، فَكَأَنَّهُ غلط بِمِائَة سنة انْتهى وَالله أعلم (وَمِنْهُم جُبَير ابْن الْحَارِث) قَالَ أَبُو المكارم عبد الْكَرِيم بن الْأَمِير نصر الديلمي: كنت فِي خدمَة الإِمَام النَّاصِر لدين الله فَخرج إِلَى بعض منتزهاته بِآلَة الصَّيْد، فركض فرسه فِي إِثْر الصَّيْد وَتَبعهُ خواصه، فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَرض قفر فَإِذا هُنَاكَ بعض عرب فَاسْتقْبلنَا مشايخهم وَعرفُوا الْخَلِيفَة فقبلوا لَهُ الأَرْض، ثمَّ أَسْرعُوا بِمَا أمكنهم من الطَّعَام وَالْمَاء، ثمَّ قَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عندنَا

تحفة نتحفك بهَا، قَالَ وَمَا هِيَ؟ قَالُوا: إِنَّا كلنا أَبنَاء رجل وَاحِد وَهُوَ حَيّ يرْزق وَقد أدْرك رَسُول الله وَحضر مَعَه الخَنْدَق، قَالَ مَا اسْمه؟ قَالُوا: جُبَير بن الْحَرْث قَالَ أروني إِيَّاه فَمَشَوْا أَمَامه حَتَّى جَاءَ إِلَى خيمة من أَدَم فَإِذا فِي عَمُود الْخَيْمَة شَيْء مُعَلّق فأنزلوه فَإِذا هُوَ مثل هَيْئَة طِفْل فَتقدم شيخ الْعَرَب وكشف عَن وَجهه وتقرب من أُذُنه فَقَالَ: يَا أبتاه فَفتح عيينه فَقَالَ من هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا الْخَلِيفَة جَاءَ يزورك، فَقَالَ: حَدثهمْ بِمَا سَمِعت من رَسُول الله، فَقَالَ: حضرت مَعَ رَسُول الله الخَنْدَق فَقَالَ لي احْفِرْ يَا جُبَير جبرك الله ونفع بك، فَقلت أوصني يَا رَسُول الله فَقَالَ: عَلَيْك بالقوافل {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين، قَالَ فصافحه الْخَلِيفَة وصافحناه وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة، رَوَاهُ أَمِين الدَّين الأقشهري فِي رحلته، وَنَقله الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان عَنْهَا (وَمِنْهُم رتن الْهِنْدِيّ) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: رتن الْهِنْدِيّ وَمَا أَدْرَاك مَا رتن؟ شيخ دجال بِلَا ريب ظهر بعد الستمائة فَادّعى الصُّحْبَة وَالصَّحَابَة لَا يكذبُون، وَهَذَا جريئ على الله وَرَسُوله، وَقد ألفت فِي أمره جُزْءا وَقد قيل إِنَّه مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَمَعَ كَونه كذابا فقد كذبُوا عَلَيْهِ جملَة كَثِيرَة من أسمج الْكَذِب والمحال، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: وَقد وقفت على الْجُزْء الَّذِي أَلفه الذَّهَبِيّ بِخَطِّهِ، فَقَالَ بعد الْبَسْمَلَة: سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم. ذَكَرَ شَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ الْكَرِيمِ الْحُسَيْنِيُّ الْكَاشْغَرِيُّ وَمِنْ خَطِّهِ نُقْلُت: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ قُدْوَةُ مَهْبَطِ الأَسْرَارِ وَمَنْبَعِ الأَنْوَارِ هَمَّامُ الدِّينِ السّهركندِيُّ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ بَقِيَّةُ أَصْحَابِ سَيِّدِ الْبشر خواجارتن بْنُ مَاهُوكَ بْنِ خُلَيْدَةَ الْهِنْدِيُّ الْبَتْرَنْدِيُّ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله تَحْتَ شَجَرَةِ الْخَرِيفِ فَهَبَّتِ الرِّيحُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَيْهَا وَرَقَةٌ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى الْفَرِيضَةَ فِي الْجَمَاعَةِ تَنَاثَرَتْ عَنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا تَنَاثَرَ هَذَا الْوَرَقُ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَنْ أَكْرَمَ غَنِيًّا لِغِنَاهُ أَوْ أَهَانَ فَقِيرًا لِفَقْرِهِ لَمْ يَزَلْ فِي لَعْنَةِ اللَّهِ أَبَدَ الآبِدِينَ إِلا أَنْ يَتُوبَ وَمَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ كَافِرًا. وَقَالَ: مَنْ مَشَطَ حَاجِبَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ وَصَلَّى عَلَيَّ لَمْ تَرْمَدْ عَيْنَاهُ أَبَدًا، وَذَكَرَ عِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ، ثُمَّ قَالَ الْكَاشْغَرِيُّ وَحَدَّثَنَا الْقُدْوَةُ تَاجُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيُّ بِطيبَة سنة سبع وَسَبْعمائة قَالَ أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثًا ثُلاثِيَّاتٍ رَتَنِيَّاتٍ انْتَخَبْتُهَا مِمَّا سَمِعْتُهُ مِنَ الشَّيْخِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي الْفَتْحِ مُوسَى بْنِ مجلِيٍّ سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة بالخانقاه

السابقية بشمنان مِنَ الْهِنْدِ، عَنْ أَبِي الرِّضَى رَتَنِ بْنِ نَصْرٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ عَن النَّبِي قَالَ: ذَرَّةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْبَاطِنِ خَيْرٌ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي مِنْ أَعْمَالِ الظَّاهِرِ، وَقَالَ: الْفَقِيرُ عَلَى فَقْرِهِ أَغْيَرُ مِنْ أَحَدِكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ سَرَدَ الأَرْبَعِينَ وَخَتَمَ بِأَنْ قَالَ: قَالَ رَتَنٌ كُنْتُ فِي زِفَافِ فَاطِمَةَ عَلَى عَلِيٍّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ ثَمَّ مَنْ يُغَنِّي فَطَابَتْ قُلُوبُنَا وَرَقَصْنَا فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ سَأَلنَا رَسُول الله عَنْ لَيْلَتِنَا فَأَخْبَرْنَاهُ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْنَا وَدَعَا لَنَا وَقَالَ اخْشَوْشِنُوا وَامْشُوا حُفَاةً تَرَوُا اللَّهَ جَهْرَةً (قَالَ) الذَّهَبِيُّ: وَوَقَفْتُ عَلَى نُسْخَةٍ يَرْوِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّمَرْقَنْدِيُّ: حَدَّثَنِي صَفْوَةُ الأَوْلِيَاءِ جَلالُ الدِّينِ مُوسَى بْنُ مجلِيِّ بْنِ بُنْدَارٍ الدُّنَيْسِرِيُّ حَدَّثَنَا رَتَنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ كربال الْهِنْدِيّ عَن النَّبِي قَالَ: إِيَّاكُمْ وَأَخْذَ الرِّفْقِ مِنَ السُّوقَةِ وَالنِّسْوَانِ فَإِنَّهُ يُبْعِدُ عَنِ اللَّهِ وَقَالَ: لَوْ أَنَّ لِلْيَهُودِيِّ حَاجَةً إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَطَلَبَ مِنِّي قَضَاءَهَا لَتَرَدَّدْتُ إِلَى بَابِ أَبِي جَهْلٍ مِائَةَ مَرَّةٍ (وَقَالَ) شَقُّ الْمُتَعَلِّمِ جَوْفَ الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَقِّ جَوْفِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالَ: نُقْطَةٌ مِنْ دَوَاةِ الْعَالِمِ أَوِ الْمُتَعَلِّمِ عَلَى ثَوْبِهِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَرَقِ ثَوْبِ مِائَةِ شَهِيدٍ (وَقَالَ) مَنْ رَدَّ جَائِعًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُشْبِعَهُ عَذَّبَهُ اللَّهُ وَلَوْ كَانَ نَبِيًّا مُرْسَلا (وَقَالَ) مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْكِي يَوْمَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ إِلا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، وَقَالَ الْبُكَاءُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ نُورٌ تَامٌّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ: مَنْ أَعَانَ تَارِكَ الصَّلاةِ بِكَلِمَةٍ فَإِنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ فَذَكَرَ نَحْوَ ثلثمِائة حَدِيثٍ. وَذكر أَن فِي الْجُزْء طبقَة سَمَاعه الكاشغري على أبي عبد الله أَحْمد بن أبي المحاسن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الطَّيِّبِيّ الْأَسدي بِسَمَاعِهِ لَهَا على مُوسَى بن مجلي بخوارزم سنة خمس وَسِتِّينَ قَالَ الذَّهَبِيّ: فأظن أَن هَذِه الخرافات من وضع مُوسَى هَذَا الْجَاهِل أَو وَضعهَا لَهُ من اختلق ذكر رتن، وَهُوَ شَيْء لم يخلق وَلَئِن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة سِتّمائَة، فَهُوَ إِمَّا شَيْطَان تبدى فِي صُورَة بشر فَادّعى الصُّحْبَة وَطول الْعُمر المفرط وافترى هَذِه الطَّامَّات، أَو شيخ ضال أسس لنَفسِهِ بَيْتا فِي جَهَنَّم بكذبه على النَّبِي، قَالَ: وَإسْنَاد فِيهِ هَذَا الكاشغري وَالطِّيبِي وَابْن مجلي ورتن سلسلة الْكَذِب لَا سلسة الذَّهَب، وَلَو نسبت هَذِه الْأَخْبَار لبَعض السّلف لَكَانَ يَنْبَغِي أَن ينزه عَنْهَا فضلا عَن سيد الْبشر، ثمَّ قَالَ: وَاعْلَمُوا إِن همم النَّاس ودواعيهم متوفرة على نقل نَوَادِر الْأَخْبَار فَأَيْنَ كَانَ هَذَا الْهِنْدِيّ فِي هَذِه الستمائة سنة أما كَانَ فِي قرب بَلْدَة يتسامع بِهِ ويرحل إِلَيْهِ أَيْن كَانَ لما فتح مَحْمُود بن سبكتكين الْهِنْد فِي الْمِائَة الرَّابِعَة، وَقد

صنفوا سيرته وفتوحه وَلم يتَعَرَّض أحد من أهل ذَلِك الْعَصْر لذكر هَذَا الْهِنْدِيّ، ثمَّ اتسعت الْفتُوح والهند، وَلم يسمع لَهُ ذكر فِي الرَّابِعَة وَلَا فِيمَا بعْدهَا بل تطاولت الْأَعْمَار وكرور اللَّيْل وَالنَّهَار إِلَى عَام سِتّمائَة وَلَا تنطق بِذكرِهِ رِسَالَة وَلَا عرج على أَحْوَاله تَارِيخ وَلَا نقل وجوده جوال وَلَا رحال وَلَا تَاجر سفار، فَمثل هَذَا لَا يَكْفِي فِي قبُول دَعْوَاهُ خبر وَاحِد، إِذْ لَو كَانَ لتسامع بِشَأْنِهِ كل تَاجر، وَلَو كَانَ الَّذِي زعم أَنه رَآهُ لم ينْقل عَنهُ شَيْئا من هَذِه الْأَحَادِيث لَكَانَ الْأَمر أخف ولعمري مَا يصدق بِصُحْبَة رتن إِلَّا من يُؤمن برجعة عَليّ، أَو بِوُجُود مُحَمَّد بن الْحسن فِي السرداب، وَهَؤُلَاء لَا يُؤثر فيهم علاج وَقد اتّفق أهل الحَدِيث على أَن آخر من رأى النَّبِي موتا أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة (وَثَبت) فِي الصَّحِيح أَن النَّبِي قَالَ قبل مَوته بِشَهْر: أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه فَإِن على رَأس مائَة سنة مِنْهَا لَا يبْقى على وَجه الأَرْض مِمَّن هُوَ الْيَوْم عَلَيْهَا أحد فَانْقَطع الْمقَال وماذا بعد الْحق إِلَّا الضلال (قَالَ) فِي اللِّسَان: انْتهى مَا أردْت ذكره من جُزْء كسر وثن رتن (قَالَ) وَقَدْ وَجَدْتُ قصَّته فِي تذكرة الصّلاح الصَّفَدِي نَقْلا مِنْ تَذْكَرَةِ عَلاءِ الدِّينِ الْوَدَاعِيِّ، قَالَ الْوَدَاعِيُّ: ثَنَا جَلالُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَاتِبُ بِدِمَشْقَ أَنْبَأَنَا نُورُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ قَدِمَ علينا سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة أَنْبَأَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ فِي زَمَنِ الصِّبَا سَافَرْتُ مَعَ أَبِي وَعَمِّي وَأَنَا ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى الْهِنْدِ فِي تِجَارَةٍ فَوَصَلْنَا إِلَى ضَيْعَةٍ مِنْ أَوَائِلِ الْهِنْدِ فَعَرَجَ الْقَفَلُ نَحْوَهَا فَنَزَلُوا فَضَجَّ أَهْلُ الْقَافِلَةِ فَسَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذِهِ ضَيْعَةُ الْمُعَمَّرِ الشَّيْخِ رَتَنٍ فَرَأَيْنَا بِفِنَاءِ الْقَرْيَةِ شَجَرَةً عَظِيمَةً وَتَحْتَ ظِلِّهَا جَمْعٌ عَظِيمٌ فَتَبَادَرَ أَهْلُ الْقَافِلَةِ نَحْوَ الشَّجَرَةِ نَتَلَقَّى مَنْ تَحْتَهَا فَرَأَيْنَا زِنْبِيلا كَبِيرًا مُعَلَّقًا فِي غُصْنٍ مِنَ الشَّجَرَةِ فَسَأَلْنَاهُمْ عَنْهَا، فَقَالُوا فِي هَذَا الزنبيل شيخ رتن الَّذِي رأى النَّبِي وَدَعَا لَهُ بِطُولِ الْعُمْرِ سِتَّ مَرَّاتٍ فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يُنْزِلُوهُ لِنَسْمَعَ مِنْهُ فَتَقَدَّمَ شَيْخٌ مِنْهُمْ إِلَى الزِّنْبِيلِ فَأَنْزَلَهُ مِنْ بَكْرَةٍ فَرَأَيْنَا الشَّيْخَ فِي وَسَطِ الْقُطْنِ، فَإِذَا هُوَ كَالْفَرْخِ فَحَسَرَ عَنْ وَجْهِهِ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى أُذُنِهِ فَقَالَ: يَا جَدَّاهُ هَؤُلاءِ قَوْمٌ قَدْ قَدِمُوا فِيهِمْ شُرَفَاءُ مِنْ أَوْلادِ النَّبِي وَقَدْ سَأَلُوا أَنْ تُحَدِّثَهُمْ فَتَنَفَّسَ الشَّيْخُ وَتَكَلَّمَ بِصَوْتٍ كَصَوْتِ النَّحْلِ بِالْفَارِسِيَّةِ، فَقَالَ سَافَرْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا شَابٌّ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الْحِجَازِ فَلَمَّا بَلَغْنَا بَعْضَ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ وَكَانَ الْمَطَرُ قَدْ مَلأَ الأَوْدِيَةَ فَرَأَيْتُ غُلامًا أَسْمَرَ اللَّوْنِ مَلِيحَ الْكَوْنِ حَسَنَ الشَّمَائِلِ وَهُوَ يَرْعَى إِبِلا فِي تِلْكَ الأَوْدِيَةِ، وَقد حَال

السَّيْلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبِلِهِ، وَهُوَ يَخْشَى مِنْ خَوْضِ الْمَاءِ لِقُوَّةِ السَّيْلِ، فَعَلِمْتُ حَالَهُ فَأَتَيْتُ إِلَيْهِ وَحَمَلْتُهُ وَخُضْتُ السَّيْلَ إِلَى عِنْدِ إِبِلِهِ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ سَابِقَةٍ فَلَمَّا وَضَعْتُهُ عِنْدَ إِبِلِهِ نَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ لِي بِالْعَرَبِيَّةِ: بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ فَتَرَكْتُهُ وَمَضَيْتُ إِلَى حَالِ سَبِيلِي إِلَى أَنْ دَخَلْنَا مَكَّةَ وَقَضَيْنَا مَا أَتَيْنَا لَهُ مِنَ التِّجَارَةِ وَعُدْنَا إِلَى الْمَوْطِنِ فَلَمَّا تَطَاوَلَتِ الْمُدَّةُ عَلَى ذَلِكَ كُنَّا جُلُوسًا فِي فِنَاءِ ضَيْعَتِنَا هَذِهِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ لَيْلَةِ الْبَدْرِ وَالْبَدْرُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ إِذْ نَظَرْنَا إِلَيْهِ وَقَدِ انْشَقَّ نِصْفَيْنِ فَغَرَبَ نِصْفًا بِالْمَشْرِقِ وَنِصْفًا بِالْمَغْرِبِ فَأَظْلَمَ اللَّيْلُ ثُمَّ طَلَعَ النِّصْفُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالثَّانِي مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى أَنِ الْتَقَيَا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ كَمَا كَانَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَتَعَجَّبْنَا مِنْ ذَلِكَ غَايَةَ الْعَجَبِ، وَلَمْ نَعْرِفْ لِذَلِكَ سَبَبًا فَسَأَلْنَا الرَّكْبَ عَنْ خَبَرِ ذَلِكَ وَسَبَبِهِ، فَأَخْبَرُونَا أَنَّ رَجُلا هَاشِمِيًّا ظَهَرَ بِمَكَّةَ وَادَّعَى أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى كَافَّةِ الْعَالَمِ وَأَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوهُ مُعْجِزَةً كَمُعْجِزَةِ سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَأَنَّهُمُ اقْتَرَحُوا عَلَيْهِ أَنْ يَأْمُرَ الْقَمَرَ فَيَنْشَقَّ فِي السَّمَاءِ وَيَغْرُبَ نِصْفُهُ فِي الْمَشْرِقِ وَنِصْفُهُ فِي الْمَغْرِبِ ثُمَّ يَعُودَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ، فَفَعَلَ لَهُمْ ذَلِكَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ السَّفَّارِ اشْتَقْتُ إِلَى أَنْ أَرَى الْمَذْكُورَ، فَتَجَهَّزْتُ فِي تِجَارَةٍ وَسَافَرْتُ إِلَى أَنْ دَخَلْتُ مَكَّةَ وَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ الْمَوْصُوفِ فَدَلُّونِي عَلَى مَوْضِعِه، فَأَتَيْتُ إِلَى مَنْزِلِه فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُه جَالِسًا فِي وَسَطِ الْمَنْزِلِ وَالأَنْوَارُ تَتَلأْلأُ فِي وَجْهِهِ، وَقَدِ اسْتَنَارَتْ مَحَاسِنُهُ وَتَغَيَّرَتْ صِفَاتُهُ الَّتِي كُنْتُ أَعْهَدُهَا فِي السَّفْرَةِ الأُولَى فَلَمْ أَعْرِفْهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ نَظَرَ إِلَيَّ وَتَبَسَّمَ وَعَرَفَنِي وَقَالَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ ادْنُ مِنِّي وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ فِيهِ رُطَبٌ وَحَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يُعَظِّمُونَهُ وَيُبَجِّلُونَهُ فَتَوَقَّفْتُ لِهَيْبَتِهِ فَقَالَ يَا بَابَا ادْنُ مِنِّي وَكُلِ، الْمُوَافَقَةُ مِنَ الْمُرُوءَةِ وَالْمُفَارَقَةُ مِنَ الزَّنْدَقَةِ، وَتَقَدَّمْتُ وَجَلَسْتُ وَأَكَلْتُ مَعَهُ مِنَ الرُّطَبِ وَصَارَ يُنَاوِلُنِي الرُّطَبَ بِيَدِهِ الْمُبَارَكَةِ إِلَى أَنْ نَاوَلَنِي سِتَّ رُطَبَاتٍ مِنْ سِوَى مَا أَكَلْتُ بِيَدِي ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ لِي أَلَمْ تَحْمِلْنِي فِي عَامِ كَذَا أَوْ جَاوَزْتَ بِي السَّيْلَ حِينَ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِبِلِي فَعَرَفْتُهُ بِالْعَلامَةِ وَقُلْتُ بَلَى يَا صَبِيحَ الْوَجْهِ فَقَالَ لِي امْدُدْ يَدَكَ فَمَدَدْتُ يَدِي الْيُمْنَى فَصَافَحَنِي بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَقَالَ لِي قُلْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقُلْتُ ذَلِكَ كَمَا عَلَّمَنِي فَسُرَّ بِذَلِكَ وَقَالَ لِي عِنْدَ خُرُوجِي مِنْ عِنْدِهِ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ بَارَكَ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ فَوَدَّعْتُهُ وَأَنَا مُسْتَبْشِرٌ بِلِقَائِهِ وَبِالإِسْلامِ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَ نَبِيِّهِ وَبَارَكَ فِي عُمْرِي بِكُلِّ دَعْوَةٍ مِائَةَ سَنَةٍ وَعُمْرِي الْيَوْمَ سِتّمائَة سَنَةٍ وَزِيَادَةٌ وَجَمِيعُ مَنْ فِي هَذِهِ الضَّيْعَةِ الْعَظِيمَةِ أَوْلادِي وَأَوْلادُ

أَوْلادِي وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ بِكُلِّ خَيْرٍ وَكُلِّ نِعْمَةٍ بِبَرَكَةِ رَسُول الله انْتَهَى (ثمَّ) ذكر الصَّفَدِي فصلا فِي تَقْوِيَة قصَّة رتن وَالْإِنْكَار على من ينكرها ومعوله فِي ذَلِك الْإِمْكَان الْعقلِيّ، ورد عَلَيْهِ القَاضِي برهَان الدَّين ابْن جمَاعَة فِيمَا كتب بِخَطِّهِ على حَاشِيَة التَّذْكِرَة بِأَن الْمعول فِي ذَلِك إِنَّمَا هُوَ النَّقْل، وَلَيْسَ كل مَا يجوزه الْعقل يسْتَلْزم الْوُقُوع (قَالَ) الْحَافِظ ابْن حجر: وَمِمَّنْ روى عَنهُ وَلم يذكرهُ الذَّهَبِيّ زيد بن مِيكَائِيل بن إسْرَافيل الخورقوتلي حدث عَنهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، قَالَ سَمِعت رتن بن مهادنو بن سدنو فَذكر أَحَادِيث مَوْضُوعَة مِنْهَا: من صلى الْفجْر فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا حج خمسين حجَّة مَعَ آدم. فَذكر خَبرا ظَاهر الْبطلَان وَمِنْهَا: من ترك الْعشَاء قَالَ لَهُ ربه لست رَبك فاطلب رَبًّا سواي، وَذكره عبد الْغفار القوصي فِي كتاب الوحيد فَقَالَ: حَدثنِي الشَّيْخ مُحَمَّد العجمي قَالَ صَحِبت كَمَال الدَّين الشِّيرَازِيّ وَكَانَ قد أسن وَبلغ مائَة وستنين سنة قَالَ: صَحِبت رتن الْهِنْدِيّ وَقَالَ لي إِنَّه حضر حفر الخَنْدَق انْتهى (وَقَالَ) فِي الإِصَابَةِ: قَالَ الْمُؤَرِّخُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَزَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ سَمِعْتُ النَّجِيبَ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيَّ الصُّوفِيَّ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة يَقُولُ قَدِمَ عَلَيْنَا شِيرَازَ سَنَةَ خمس وَسبعين وسِتمِائَة الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ مَحْمُودٌ وَلَدُ بَابَا رَتَنٍ فَأَخْبَرَنَا أَنَّ أَبَاهُ أَدْرَكَ لَيْلَةَ شَقِّ الْقَمَرِ، وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ هِجْرَتِهِ وَأَنَّهُ حَضَرَ حَفْرَ الْخَنْدَقِ وَكَانَ اسْتَصْحَبَ مَعُه سَلَّةَ تَمْرٍ هِنْدِيٍّ أَهْدَاهُ إِلَى النَّبِيِّ فَأَكَلَ مِنْهَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ظَهْرِ رَتَنٍ وَدَعَا لَهُ بِطُولِ الْعُمر وَله يَوْمئِذٍ سِتّ عشر سَنَةٍ فَرَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ وَعَاشَ سِتّمائَة سَنَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَوْرَدَ عَنْهُ أَحَادِيثَ ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ (قَالَ النجيب) ذكر مَحْمُود أَن عمره مائَة سنة وَسَبْعُونَ سنة، قَالَ النجيب: ثمَّ قدم إِلَيْنَا أنَاس من شيراز إِلَى الْقَاهِرَة وأخبروني أَنه حَيّ وَأَنه قد رزق أَوْلَادًا (وَقَالَ) الْجَنَدِيُّ فِي تَارِيخِ الْيَمَنِ: وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ حَسَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْحِمْيَرِيِّ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْعَالِمُ الْمُحَدِّثُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ شَبِيبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْفَقِيهُ دَاوُدُ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ حَامِدٍ الْقَفَّالُ سَمِعت المعمر رتن بن ميدون بْنِ بندِيٍّ الصَّرَّافَ السِّنْدِيَّ قَالَ كُنْتُ فِي بَدْءِ أَمْرِي أَعْبُدُ صَنَمًا فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي قَائِلا يَقُولُ لِي اطْلُبْ لَكَ دِينًا غَيْرَ هَذَا فَقُلْتُ أَيْنَ أَطْلُبُهُ قَالَ بِالشَّامِ. فَأَتَيْتُ الشَّامَ فَوَجْدُت دِينَ أَهْلِهَا النَّصْرَانِيَّةَ فَتَنَصَّرْتُ، ثُمَّ سَمِعت بِالنَّبِيِّ بِالْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُهُ وَأَسْلَمْتُ عَلَى يَدَيْهِ وَدَعَا لِي بِطُولِ الْعُمْرِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي بِيَدِهِ الْكَرِيمَةِ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لِغَزَاةِ الْيَهُودِ فَلَمَّا عدت

اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الْعَوْدِ إِلَى بَلَدِي لأَجْلِ وَالِدَتِي فَأَذِنَ لِي (قَالَ) وتواتر عِنْد أهل بَلَده أَنه بلغ من الْعُمر سَبْعمِائة سنة ببركة دُعَاء النَّبِي (وَقَالَ) الْمُحَدِّثُ جَمَالُ الدِّينِ الأقشهرِيُّ فِي فَوَائِدِ رِحْلَتِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن عَتيق الْمَعْرُوف بِابْن الْحِبَّانَ الْمَهْدُوِيُّ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عشر وَسَبْعمائة (قَالَ) سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَليّ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى التِّلِمْسَانِيَّ بِثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة يَقُولُ سَمِعْتُ الْمُعَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ الْقُدسِي وَكَانَ عمره ثلثمِائة سَنَةٍ مِنْ لَفْظِهِ بِمَسْجِدِ السُّلْطَانِ مَحْمُود ابْن سُبُكْتِكِينَ بِالْهِنْدِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة يَقُولُ حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْمُعَمَّرُ خوَاجَا رَتَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِبَلَدِهِ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: فِي آخِرِ الزَّمَانِ، لِلَّهِ تَعَالَى جُنْدٌ مِنْ قِبَلِ عَسْقَلانَ وَهُمْ تُرْكٌ مَا قَصَدَهُمْ أَحَدٌ إِلا قَهَرُوهُ (قَالَ) وَذَكَرَ الْخوَاجَا رَتَنُ أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ الله الْخَنْدَقَ وَسَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ وَرَجَعَ إِلَى بِلادِ الْهِنْدِ وَعَاشَ سَبْعمِائة سَنَةٍ، قَالَ الأقشهرِيُّ: وَهَذَا السَّنَدُ يُتَبَرَّكُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يُوثَقْ بِصِحَّتِهِ (قَالَ) وَأَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعَالِ الْكِنَانِيُّ ثُمَّ التُّونُسِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الشَّيْخَ نَجْمَ الدِّينِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ سَمِعت عبد الله ابْن بَابَا رَتَنٍ يَقُولُ سَمِعْتُ وَالِدِي بَابَا رَتَنٌ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ (قَالَ) الْحَافِظ ابْن حجر ثمَّ اجْتمعت بشيخنا مجد الدَّين الشِّيرَازِيّ صَاحب الْقَامُوس بِبَلَد الْيمن فرأيته يُنكر على الذَّهَبِيّ إِنْكَاره وجود رتن وَذكر لي أَنه دخل ضيعته لما دخل بِلَاد الْهِنْد، فَوجدَ فِيهَا من لَا يُحْصى كَثْرَة ينقلون عَن آبَائِهِم وأسلافهم قصَّة رتن ويثبتون وجوده، فَقلت هُوَ لم بجزم بِعَدَمِ وجوده، بل تردد وَهُوَ مَعْذُور (قَالَ) وَالَّذِي يظْهر أَنه كَانَ طَال عمره فَادّعى مَا ادّعى وَتَمَادَى على ذَلِك حَتَّى اشْتهر فَلَو كَانَ صَادِقا لاشتهر فِي الْمِائَة الثَّانِيَة أَو الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة أَو الْخَامِسَة وَلكنه لم ينْقل عَنهُ شَيْء إِلَّا فِي أَوَاخِر الْمِائَة السَّادِسَة ثمَّ فِي أَوَائِل الْمِائَة السَّابِعَة قبيل وَفَاته انْتهى (وَمِنْهُم معمرا وَمعمر بن بريك) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان رَأَيْت ورقة فِيهَا أَحَادِيث سُئِلت عَن صِحَّتهَا، فأجبت ببطلانها فَإِنَّهَا كذب وَاضح وفيهَا

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْبَانِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ السنجاوي (أَنا) عبد الله ابْن مُوسَى السِّنْجَارِيُّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السِّنْجَارِيَّ يَقُولُ بِسِنْجَارَ فِي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة سَمِعْتُ مَعْمَرَ بْنَ بُرَيْكٍ سَمِعَ النَّبِي يَقُولُ: يَشِيبُ الْمُؤْمِنُ وَتَشِيبُ مَعَهُ خَصْلَتَانِ الْحِرْصُ وَطُولُ الأَمَلِ، وَبِهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله أَرْبَعَةٌ يُصْلَبُونَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ الْجَائِرُ فِي حُكْمِهِ وَالْمُتَعَدِّي عَلَى رَعِيَّتِهِ وَالْمُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ وَبَاغِضُ آلِ مُحَمَّدٍ، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ الْمَذْكُورُ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَحْمُودِ الْمُؤَذِّنُ بِسِنْجَارَ (أَنا) صَدْرُ الدِّينِ عَبْدُ الْوَهَّابِ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السِّنْجَارِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ مَعْمَرَ بْنَ بُرَيْكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله مَنْ شَمَّ الْوَرْدَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَقَدْ جَفَانِي، فَهَذَا مِنْ نَمَطِ رَتَنٍ الْهِنْدِيِّ فَقَبَّحَ اللَّهُ مَنْ يَكْذِبُ (وَمِنْهُم أَبُو عبد الله معمر) رجل مغربي ادّعى أَنه صَافح النَّبِي وَأَنه دَعَا لَهُ فَقَالَ لَهُ عمرك الله يَا معمر فَعَاشَ أَرْبَعمِائَة سنة ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان والإصابة (وَمِنْهُم قيس بن تَمِيم الطَّائِي الكيلاني الْأَشَج) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة: قَرَأت فِي تَارِيخ الْيمن للجندي أَنه حدث فِي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة بِمَدِينَة كيلان عَن النَّبِي وَعَن عَليّ ابْن أبي طَالب فَسمع مِنْهُ أَبُو الْخَيْر أَحْمد بن يُوسُف الطَّالقَانِي ومحمود بن عَليّ الطرازي ومحمود بن عبيد الله بن صاعد الْمروزِي كلهم عَنهُ قَالَ خرجت من بلدي هضيمية وَكُنَّا أَرْبَعمِائَة وَخمسين رجلا للتِّجَارَة فَلَمَّا بلغنَا قَرِيبا من مَكَّة فَقدنَا الطَّرِيق فلقينا رجل فصَال علينا ثَلَاث صولات يقتل منا فِي كل مرّة أَزِيد من مائَة رجل فَبَقيَ منا ثَلَاثَة وَثَمَانُونَ رجلا فاستأمنوه فَأَمنَهُمْ فَإِذا هُوَ عَليّ بن أبي طَالب فَأتى بِنَا النَّبِي وَهُوَ يقسم غَنَائِم بدر قَالَ فأجلسني بَين يَدَيْهِ وَكنت ابْن سِتّ وَعشْرين سنة وَكَانَ الْفَصْل فصل الرّبيع وَأَوَان الْورْد فجَاء رجل إِلَى النَّبِي بورد فَأَخذه بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَشمه ثمَّ قَالَ من شم الْورْد الْأَحْمَر وَلم يصل عَليّ فقد جفاني، فَسَأَلَهُ على أَن يهبني لَهُ فوهبني لَهُ فَذهب بِي إِلَى مَكَّة ثمَّ استأذنته فِي الذّهاب إِلَى أَهلِي فَأذن لي فتوجهت ثمَّ رجعت إِلَيْهِ بعد قتل عُثْمَان فلزمت خدمته فَكنت صَاحب ركابه فرمحتني بغلته فَسَالَ الدَّم على رَأْسِي فَمسح على رَأْسِي وَهُوَ يَقُول مد الله يَا أشج فِي عمرك مدا فَرَجَعت بعده إِلَى بلدي هضيمية فَوَجَدتهَا قد خربَتْ فاشتغلت بِالْعبَادَة إِلَى أَن ملك ألب أرسلان فَسمع بِي فَأرْسل إِلَيّ فَرَأَيْت عليا،

فِي النّوم وَهُوَ ينهاني، فهربت إِلَى الْمَدِينَة، ثمَّ رجعت إِلَى طبرستان فأقمت بهَا خمْسا وَخمسين سنة ثمَّ ارتحلت إِلَى كيلان فَمَكثت هُنَاكَ تسعا وَتِسْعين سنة ثمَّ سَاق أَكثر من أَرْبَعِينَ حَدِيثا زعم أَنه سَمعهَا من النَّبِي انْتهى (وَمِنْهُم عُثْمَان بن الْخطاب أَبُو عَمْرو البلوي الْمَعْرُوف بِأبي الدُّنْيَا الْأَشَج) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: طير طَرَأَ على أهل بَغْدَاد وَحدث بقلة حَيَاء بعد الثلثمائة عَن عَليّ بن أبي طَالب فافتضح بذلك وَكذبه النقاد انْتهى وَأورد لَهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَحَادِيث، وَطول تَرْجَمته فَمن أَرَادَهُ فليراجعه (قلت وَمِنْهُم خوط بن مرّة بن عَلْقَمَة) أخرج أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة عَن ياسين بن الْحُسَيْن أَنه حج سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فلقي رجلا من الصَّحَابَة اسْمه خوط بن مرّة بن عَلْقَمَة زعم أَنه سمع رَسُول الله يَقُول: أَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بخبيص، ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، وَقَالَ: هَذَا كذب من هَذَا الرجل أَو من أحد رُوَاته وَالله تَعَالَى أعلم.

باب في ذكر البلدان والأيام في المناقب والمثالب

بَاب فِي ذكر الْبلدَانِ وَالْأَيَّام فِي المناقب والمثالب الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَفْضَلُ الرِّبَاطِ رِبَاطَ جَدَّةَ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ. (2) [حَدِيثٌ] أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ فِي الدَّنْيَا أَوَّلُهُنَّ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَعَسْقَلانُ وَقَزْوِينُ وَفَضْلُ جَدَّةَ عَلَى هَؤُلاءِ كَفَضْلِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ عَلَى سَائِرِ الْبُيُوتِ (حب) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ، وَفِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، قَالَ السُّيُوطِيُّ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ: وَالسَّنَدُ إِلَيْهِ ظُلْمَةٌ فَمَا أَدْرِي مَنِ افْتَعَلَهُ. (3) [حَدِيثٌ] رُفِعَتْ لِيَ الأَرْضُ فَرَأَيْتُ مَدِينَةً أَعْجَبَتْنِي، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ أَيُّ مَدِينَةٍ هَذِهِ قَالَ نَصِيبِينُ، فَقُلْتُ، اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَتْحَهَا وَاجعَل فِيهَا للمسين بَرَكَةً (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ لَا يعرف، وَمُحَمّد بن كثير الفِهري وَالْبَلَاء مِنْهُ (قلت) ذكر السخاوي فِي الْأَجْوِبَة المرضية أَن ابْن أبي الدُّنْيَا روى أَنه قَالَ رفعت لي نَصِيبين حَتَّى رَأَيْتهَا فدعوت الله أَن يكثر مطرها وينضر شَجَرهَا ويعذب نهرها انْتهى، وَلم يذكر سَنَد الحَدِيث وَلَا حكم عَلَيْهِ بِشَيْء فَلَا أَدْرِي هَل يصلح شَاهدا للْحَدِيث الْمَذْكُور هُنَا أم لَا وَالله أعلم. (4) [حَدِيثُ] تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ لِلرُّومِ مَدِينَةً مِثْلَ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَنْطَاكِيَةُ، وَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَطَرا مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِي: نَعَمْ وَذَلِكَ أَنَّ فِيهَا التَّوْرَاةَ وَعصى مُوسَى وَرَضْرَاضَ الأَلْوَاحِ وَمَائِدَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فِي غَارٍ مِنْ غِيرَانِهَا مَا مِنْ سَحَابَةٍ تُشْرِفُ عَلَيْهَا مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إِلا أَفْرَغَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْبَرَكَةِ فِي ذَلِكَ الْوَادِي، وَلا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَسْكُنَهَا رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقِي وَخُلُقُهُ خُلُقِي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجُورًا (حب) وَفِيه عبد الله بن السّري الْمَدَائِنِي.

(5) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ جُنْدًا فِي السَّمَاءِ وَجُنْدًا فِي الأَرْضِ فَجُنْدُهُ فِي السَّمَاءِ الْمَلائِكَةُ وَجُنْدُهُ فِي الأَرْضِ أَهْلُ خُرَاسَانَ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه محمويه بن عَليّ (قلت) هَذَا الحَدِيث وجدته فِي نُسْخَة من الموضوعات، وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ كَأَنَّهُ لم يكن فِي النُّسْخَة الَّتِي اختصر مِنْهَا وَالله تَعَالَى أعلم. (6) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: لَمَّا فُتِحَتْ خُرَاسَانُ وَتَطَاوَلَتْ إِلَيْهَا الْعَسَاكِرُ، اجْتَمَعَتْ بِأَذْرَبِيجَانَ وَالْجِبَالِ، ضَاقَ ذرع عمر، فَقَالَ: مَالِي وَلِخُرَاسَانَ وَمَا لِخُرَاسَانَ وَلِي وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ جِبَالا مِنْ بَرَدٍ وَجِبَالا مِنْ نَارٍ وَأَلْفَ سَدٍّ كُلُّ سَدٍّ مِثْلُ سَدِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَقَالَ عَلِيُّ بن أبي طَالب: مهلا يَا ابْن الْخَطَّابِ هَلْ أُتِيتَ بِعِلْمِ مُحَمَّدٍ؟ أَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى عِلْمِ مُحَمَّدٍ؟ فَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا مَرْوٌ أَسَّسَهَا أَخِي ذُو الْقَرْنَيْنِ وَصَلَّى فِيهَا عُزَيْرٌ أَنْهَارُهَا سَيَّاحَةٌ وَأَرْضُهَا فَيَّاحَةٌ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلِكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ يَدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا الآفَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الطَّالْقَانُ، وَإِنَّ كُنُوزَهَا لَا ذَهَبٌ وَلا فِضَّةٌ وَلَكِنْ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ يَقُومُونَ إِذَا نَامَ النَّاسُ وَيَنْصُرُونَ إِذَا فشل النَّاس. وَإِن لله بخراسانا لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الشَّاشُ، الْقَائِمُ فِيهَا وَالنَّائِمُ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا بُخَارَى وَأَيُّ رِجَالٍ بِبُخَارَى، آمِنُونَ مِنَ الصَّرْخَةِ عِنْدَ الْهَوْلِ إِذَا فَزِعُوا، مُسْتَبْشِرُونَ إِذَا حَزِنُوا فَطُوبَى لِبُخَارَى يَطْلَعُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ اطِّلاعَةً فَيَغْفِرُ لِمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ، وَيَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ مِنْهُمْ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا سَمَرْقَنْدُ بَنَاهَا الَّذِي بَنَى الْحِيرَةَ يَتَحَامَى اللَّهُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ، وَيَسْمَعُ ضَوْضَاءَهُمْ وَيُنَادِي مُنَادٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ طِبْتُمْ وَطَابَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ، فَهَنِيئًا لِسَمَرْقَنْدَ وَمَنْ حَوْلَهَا، آمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ أَطَاعُوا، ثُمَّ قَالَ عَليّ يَا ابْن الْكَوَّاءِ كَمْ بَيْنَ بُوشَنْجَ وَهَرَاةَ قَالَ: سِتُّ فَرَاسِخَ، قَالَ: لَا بَلْ تِسْعُ فَرَاسِخَ لَا تَزِيدُ مَيْلا وَلا تَنْقُصُ، كَذَلِكَ أَخْبَرَنِي خليلي وحبيبي مُحَمَّد ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَدِينَةً بِخُرَاسَانَ يُقَالُ لَهَا طُوسٌ وَأَيُّ رِجَالٍ بِطُوسٍ، مُؤْمِنُونَ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، يَقُومُونَ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ وَيُحِبُّونَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا خُوَارِزْمُ، النَّائِمُ فِيهَا كَالْقَائِمِ فِي أَطْوَلِ أَيَّامِ الصَّيْفِ، لَمَّا يَفْجَؤُهُمْ بَنُو قَنْطُورَاءَ وَإِنَّ لِلَّهِ لَمَدِينَةً بِخُرَاسَانَ يُقَالُ لَهَا جُرْجَانُ، طَابَ زَرْعُهَا وَاخْضَرَّ سَهْلُهَا وَجَبَلُهَا وَكَثُرَتْ مِيَاهُهَا، وَاتَّسَعَتْ بِعِبَادِ اللَّهِ مَأْكَلَتُهَا، يَتَّسِعُونَ إِذَا ضَاقَ النَّاس، ويضيقون إِذا وَسعوا

الفصل الثاني

فَهُمْ بَيْنَ أَمْرِ اللَّهِ، وَإِلَى طَاعَتِهِ يَتَسَارَعُونَ، فَطُوبَاهُمْ ثُمَّ طُوبَاهُمْ إِنْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا قُومَسُ وَأَيُّ رِجَالٍ بِقُومَسَ، وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَلِيُّ إِنَّكَ لَفَتَّانٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَوِ الْتَقَى حَجَرَانِ فِي الْجَوِّ، لَقَالَ النَّاسُ، هَذَا فِعْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عُمَرُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ بُعْدَ مَا بَيْنَ بَلْقَا (حا) مِنْ طَرِيق أبي عصمَة وَهُوَ آفته. الْفَصْل الثَّانِي (7) [حَدِيثٌ] أَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ وَدِمَشْقُ وَأَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ النَّارِ فِي الدُّنْيَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ وَالطَّبَرَانِيَّةُ وَأَنْطَاكِيَةُ الْمُحْتَرِقَةُ وَصَنْعَاءُ وَإِنَّ مَنْشَأَ الْمِيَاهِ الْعَذْبَةِ وَالرِّيَاحِ اللَّوَاقِحِ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَبْيِت الْمَقْدِسِ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه الْوَلِيد بن مُحَمَّد الموقري (تعقب) بِأَن ابْن عدي اقْتصر على وَصفه بالنكارة وَقَالَ لَا يرويهِ عَن الزُّهْرِيّ غير الموقري وَهَذَا مَمْنُوع بل تَابعه مُحَمَّد ابْن مُسلم الطايفي عَن الزُّهْرِيّ وَالْمَحْفُوظ حَدِيث الْوَلِيد بن مُحَمَّد عَن الزُّهْرِيّ (قلت) قَالَ ابْن العديم فِي تَارِيخ حلب: ذكر البلاذري أَن أنطاكيا الْمُحْتَرِقَة بِبِلَاد الرّوم أحرقها الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن عبد الْملك، وَقَالَ أَبُو عبد الله السَّقطِي: صنعاء هَذِه بِأَرْض الرّوم وَلَيْسَت صنعاء الْيمن وَالله تَعَالَى أعلم. (8) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَى مَقْبُرَةٍ فَأَكْثَرَ الصَّلاةَ عَلَيْهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ: أَهْلُ مَقْبُرَةٍ شُهَدَاءُ عَسْقَلانِ يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا (السراج) فِي فَوَائده، وَفِيه بشير بن مَيْمُون لَيْسَ بِشَيْء (حب) بِزِيَادَة، وَفِيه حَمْزَة بن أبي حَمْزَة الْجعْفِيّ. (9) [وَحَدِيثُ] عَائِشَةَ قَالَ رَسُول الله لَيْسَ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ مَقْبُرَةٌ أكْرم على الله من الَّذِي رَأَيْتُ، يَعْنِي الْبَقِيعَ، إِلا أَنْ تَكُونَ مَقْبُرَةَ عَسْقَلانَ قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ وَمَا مَقْبُرَةُ عَسْقَلانَ؟ قَالَ: رِبَاطٌ لِلْمُسْلِمِينَ يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ شَهِيدٍ (حب) وَفِيهِ نَافِع أَبُو هُرْمُز.

(10) [وَحَدِيثٌ] عَسْقَلانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يُبْعَثُ مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَيُبْعَثُ مِنْهُمْ خَمْسُونَ أَلْفًا شُهَدَاءَ وُفُودًا إِلَى الله وَبهَا صُفُوف الشُّهَدَاء رُؤْسهمْ مُقَطَّعَةٌ فِي أَيْدِيهِمْ تَثِجُّ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا يَقُولُونَ رَبنَا آتنا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تخلف الميعاد فَيَقُولُ صَدَقَ عَبِيدِي اغْسُلُوهُمْ بِنَهْرِ الْبَيْضَة فَيخْرجُونَ مِنْهَا نقيا بِيضًا فَيَسْرَحُونَ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا (الإِمَام أَحْمد) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي عقال وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ ومداره على أبي عقال (تعقب) فِي الثَّلَاثَة بِأَن الْحَافِظ بن حَجَرٍ قَالَ فِي الْقَوْلِ الْمُسَدَّدِ فِي حَدِيث أنس هُوَ فِي فَضَائِل الْأَعْمَال والتحريض على الرِّبَاط وَلَيْسَ فِيهِ مَا يحيله الشَّرْع وَلَا الْعقل فَالْحكم عَلَيْهِ بِالْبُطْلَانِ بِمُجَرَّد كَونه من رِوَايَة أبي عقال لَا يتَّجه وَطَرِيقَة الإِمَام مَعْرُوفَة فِي التسامح فِي أَحَادِيث الْفَضَائِل دون أَحَادِيث الْأَحْكَام، وَحَدِيث ابْن عمر أصلح إِسْنَادًا من طَرِيق أبي عقال لَيْسَ فِيهِ سوى بشير ضَعِيف، فَهُوَ يصلح شَاهدا لحديثي أبي عقال وَأبي هُرْمُز، وَلَهُمَا شَاهد آخر أخرجه أَبُو يعلى من حَدِيث عبد الله بن بُحَيْنَة قَالَ رَسُول الله على تِلْكَ الْمقْبرَة فسألوا بعض أَزوَاجه فَسَأَلته فَقَالَ هِيَ مَقْبرَة عسقلان الحَدِيث، وَأوردهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من هَذَا الْوَجْه وسمى الزَّوْجَة عَائِشَة (قلت) وَأَشَارَ إِلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة مسور بن خَالِد رَاوِيه عَن عَليّ بن عبد الله بن بُحَيْنَة وَقَالَ لَيْسَ بِصَحِيح وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر مسور ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَالله أعلم وَلَهُمَا شَاهد آخر من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الدولابي فِي الكنى وَآخر من مُرْسل عَطاء أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه قلت وَهَذِه شَوَاهِد لحَدِيث أبي هُرْمُز وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ وَمن شَوَاهِد فضل الرِّبَاط بعسقلان حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا أول هَذَا الْأَمر نبوة وَرَحْمَة الحَدِيث وَفِي آخِره فَعَلَيْكُم بِالْجِهَادِ وَإِن أفضل جهادكم الرِّبَاط وَأَن أفضل رباطكم عسقلان أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ (قُلْتُ) قَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي الْمجمع رِجَاله ثِقَات وَالله أعلم وَحَدِيث أنس من كَانَ بعسقلان مرابطا فَكَانَ نَائِما دهره وكل الله بِهِ فِي محرابه مَلَائِكَة يصلونَ بدله ويحشر مَعَ الْمُصَلِّين إِلَى الْجنَّة أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه وَحَدِيث ابْن عَبَّاس عَلَيْك بِالشَّام فَإِن الله قد تكفل لي بِالشَّام وَأَهله وألزم من الشَّام عسقلان فَإِنَّهَا إِذا دارت الرَّحَى فِي أمتِي كَانَ أَهلهَا فِي خير وعافية أخرجه الطَّبَرَانِيّ، وَحَدِيث أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ من رابط بعسقلان يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ مَاتَ بعد ذَلِك بستين سنة مَاتَ شَهِيدا وَإِن مَاتَ فِي أَرض الشّرك أخرجه ابْن عَسَاكِر.

(11) [حَدِيثٌ] يُحَوِّلُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَةَ قُرًى مِنْ زَبْرَجَدَةٍ خَضْرَاءَ تُزَفُّ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ عَسْقَلانَ وَالإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَقَزْوِينَ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه عمر بن صبح (تعقب) بِأَن الرَّافِعِيّ تَأَوَّلَه فِي تَارِيخ قزوين فَقَالَ يجوز أَن يُرِيد إِلَى أشكالهن من الْقُصُور الزبرجدية فِي الْجنَّة وَيجوز أَن يُرِيد تزف بعد مَا تحول زبرجدة إِلَى أَهلهَا لتقر بهَا أَعينهم انْتهى فَهَذَا يَقْتَضِي أَن الحَدِيث عِنْده لَيْسَ بموضوع. (12) [حَدِيثٌ] سَتُفْتَحُ عَلَيْكَ الآفَاقُ وَسَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَمُودٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ عَلَى كُلِّ مِصْرَاعٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ (ابْن مَاجَه) من حَدِيث أنس وَفِيه دَاوُد بن المحبر وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْمزي قَالَ فِي التَّهْذِيب حَدِيث مُنكر لَا يعرف إِلَّا من رِوَايَة دَاوُد وَالْمُنكر من قسم الضَّعِيف وَهُوَ مُحْتَمل فِي الْفَضَائِل. (13) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ بَعْدِي فَانْتَجِعُوا خَيْرَهَا وَلا تَتَّخِذُوهَا قَرَارًا فَإِنَّهُ يُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا (أَبُو سعيد بن يُونُس) من حَدِيث رَبَاح بن قصير اللَّخْمِيّ من طَرِيق مطهر بن الْهَيْثَم وَقَالَ مُنكر جدا ومطهر مَتْرُوك قَالَ: ورباح أدْرك النَّبِي وَأسلم فِي زمن أبي بكر (تعقب) بِأَن الْمُنكر من قسم الضَّعِيف ومطهر روى لَهُ ابْن مَاجَه والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَقَالَ لَهُ لَا يَصح وَأخرجه ابْن شاهين وَابْن السكن فِي الصَّحَابَة وَابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ. (14) [حَدِيثٌ] إِنَّ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْعِرَاقَ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا وَدَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ مِنْهَا حَتَّى بَلَغَ مَيْسَانَ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرَيَّهُ (فت) من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ أَحْمد ابْن أخي ابْن وهب كذبه الْخَطِيب، وَيحيى بن أَيُّوب لَيْسَ بِالْقَوِيّ، وَابْن لَهِيعَة مطروح، وَعقيل بن خَالِد يروي عَن الزُّهْرِيّ مَنَاكِير (تعقب) بِأَن أَحْمد ثِقَة، روى لَهُ مُسلم، وَقَالَ ابْن عدي: كل مَا أنكروه عَلَيْهِ فمحتمل، وَإِن لم يرو غَيره، لَعَلَّ عَمه خصّه بِهِ، وَلم ينْفَرد بِهَذَا الحَدِيث بل تَابعه عَلَيْهِ حَرْمَلَة، أخرجه الطَّبَرَانِيّ، وَيحيى بن أَيُّوب هُوَ الغافقي عَالم أهل مصر ومفتيهم روى لَهُ الشَّيْخَانِ، وَعقيل أحد الْأَثْبَات روى لَهُ الشَّيْخَانِ، وَقَالَ يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي هُوَ أعلم النَّاس بِحَدِيث

الزُّهْرِيّ، والْحَدِيث أخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيق حَرْمَلَة وَزَاد قَالَ ابْن وهب: أرى ذَلِك فِي فتْنَة عُثْمَان، لِأَن النَّاس افتتنوا فِيهِ، وَسلم أهل الشَّام، فَهَذَا يدل على ثُبُوت الحَدِيث عِنْد ابْن وهب وَيكون الحَدِيث من أَعْلَام النُّبُوَّة فَدخل فِي بَاب المعجزات، وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ عَن ابْن عمر مَرْفُوعَة وموقوفة، ولبعضه شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي ذكر الْبلدَانِ، وَفِيه: وَالشَّام مَعْدن الْأَبْرَار، ومصر عش إِبْلِيس ومستقره، وَشَاهد آخر من مُرْسل إِيَاس بن مُعَاوِيَة، أخرج الْأَرْبَعَة ابْن عَسَاكِر. (15) [حَدِيثُ] أنس أَن النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ سَيُمَصَّرُونَ أَمْصَارًا، وَيُمَصَّرُونَ مِصْرًا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ، فَإِنْ أَنْتَ أَتَيْتَهَا فَسَكَنْتَ فِيهَا فَاجْتَنِبْ مَسْجِدَهَا وَسُوقَهَا وَقَبَضَهَا وَأَحْسِبُهُ، قَالَ وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَسَيَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَمَسْخٌ، قَالَ أنس فَمن هَا هُنَا سكنت الْقصر (عد) وَلَا يَصح فِيهِ عمار بن زربى (تعقب) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ عَنْ أنس أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه، قَالَ الْحَافِظ العلائي وَإِسْنَاده من رجال الصَّحِيح كلهم، وَطَرِيق آخَرُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَله شَاهد عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا، أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الْفِتَن، وَعَن حُذَيْفَة مَوْقُوفا، أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف. (16) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ بَعْدِي بُعُوثٌ كَثِيرَةٌ، فَكُنْ فِي بَعْثِ خُرَاسَانَ ثُمَّ انْزِلْ مَدِينَةَ مَرْوٍ بَنَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَلا يُضَرُّ أَهْلُهَا بِسُوءٍ (حب) من حَدِيث بُرَيْدَة، وَفِيه سهل بن عبد الله بن بُرَيْدَة، وَعنهُ أَخُوهُ أَوْس ضَعِيف جدا (تعقب) بِأَن الإِمَام أَحْمد أخرجه، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر إِنَّه حَدِيث حسن فَإِن أَوْسًا وسهلا لم ينفردا بِهِ فقد ذكر أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل أَن حسام بن مصك رَوَاهُ عَن عبد الله ابْن بُرَيْدَة، وحسام وَإِن كَانَ فِيهِ مقَال فقد قَالَ ابْن عدي إِنَّه مَعَ ضعفه حسن الحَدِيث وَلم ينْفَرد كَمَا ترى، فَالْحَدِيث حسن بِهَذَا الِاعْتِبَار (قلت) هَذَا الحَدِيث والتعقب عَلَيْهِ نقلتهما من النكت البديعات وَلَيْسَ فِي اللآلئ المصنوعة، وَرَأَيْت على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات اسْتِدْرَاك هَذَا الحَدِيث بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين القلقشندي، وَكتب عقبه لم يذكر الْمُؤلف هَذَا، وَقد ذكر أحسن حَالا مِنْهُ، لَكِن تَابع سهلا عَن أَبِيه حسام ابْن مصك، وَفِيه مقَال أخرجه أَبُو نعيم فِي الْفَصْل الثَّامِن وَالْعِشْرين من دَلَائِل النُّبُوَّة،

وَقد حسن هَذَا الحَدِيث الْحَافِظ أَبُو الْفضل شَيخنَا لأجل الْمُتَابَعَة، وَفِيه نظر فَإِن حساما لَيْسَ من قبيل من يحسن الحَدِيث بمتابعته انْتهى وَالله أعلم. (17) [حَدِيثٌ] تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقَطَرٍ بَلْ وَالصَّرَاةِ، تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا، لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث جرير بن عبد الله من سِتَّة عشر طَرِيقا، أعل الْأَرْبَعَة الأولى، وَالثَّامِن وَالتَّاسِع وَالسَّادِس عشر مِنْهَا بِعَمَّار بن سيف، قَالَ ابْن معِين: كَانَ مغفلا، وَمَا أصَاب هَذَا الحَدِيث إِلَّا على ظهر كتاب، وأعل الْخَامِس بِسيف بن مُحَمَّد، وَالسَّادِس بِمُحَمد بن جَابر مَتْرُوك، والسَّابِع بِأبي شهَاب الْخياط، كَانَ يحيى بن سعيد لَا يرضاه، والعاشر بِإِسْمَاعِيل بن أبان، وَالْحَادِي عشر بِعَبْد الْعَزِيز بن أبان مَتْرُوك، وَالثَّانِي عشر بِإِسْمَاعِيل بن نجيح، قَالَ الْخَطِيب يروي عَن الثَّوْريّ وَغَيره مَنَاكِير، وَالثَّالِث عشر بعبيد الله بن سُفْيَان الغداني، وَالرَّابِع عشر بِأَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمر اليمامي، وَالْخَامِس عشر بِعَبْد الرَّحْمَن الْمحَاربي، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: كَانَ جَلِيسا لسيف بن مُحَمَّد وَأَظنهُ سَمعه مِنْهُ، وَمن حَدِيث عَليّ من ثَلَاث طرق أعل أَولهَا وَثَانِيها بِمُحَمد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي وَعمر بن مُحَمَّد ابْن شمر، وَثَالِثهَا بِأَن ابْن المنادى صرح بِشدَّة ضعفه وَمن حَدِيث حُذَيْفَة وَأعله بعمر ابْن يحيى مَتْرُوك الحَدِيث، وَمن حَدِيث أنس من طَرِيقين فِي أَحدهمَا همام بن مُسلم، قَالَ الْخَطِيب مَجْهُول، وَفِي الآخر صَالح بن بَيَان الثَّقَفِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن عمار بن سيف روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ يحيى وَأحمد وَالْعجلِي، وَقَالَ فِي الْمِيزَان لَهُ حَدِيث مُنكر جدا وَهُوَ هَذَا، وَبِأَن ابْن عدي قَالَ فِي حَدِيث أنس هُوَ حَدِيث مُنكر وَبِأَنَّهُ جَاءَ أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر، أخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك وَقَالَ مُنكر (قلت) حَدِيث ابْن عمر ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة جَعْفَر بن مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي، وَقَالَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك، وَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على جَعْفَر بن مُحَمَّد وَهُوَ مَجْهُول، وَحَدِيث أنس ذكره الذَّهَبِيّ أَيْضا فِي تَرْجَمَة صَالح بن بَيَان وَقَالَ هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَلما نقل الْعَلامَة ابْن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ فِي كِتَابه الْفُرُوع قَول الْخَطِيب بعد ذكر طرق الحَدِيث: كل هَذِه الْأَحَادِيث واهية الْأَسَانِيد عِنْد أهل الْعلم والنَّقْل، قَالَ: هَكَذَا قَالَ مَعَ أَنه احْتج فِي فضل الْعرَاق بأَشْيَاء من جِنْسهَا وَالله أعلم.

(18) [حَدِيثٌ] لَا تَسْكُنِ الْكُفُورَ فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ، وَلا تَأَمَّرَنَّ عَلَى عَشَرَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ تَأَمَّرَ عَلَى عَشَرَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَكَّهُ الْحَقُّ أَوْ أَوْبَقَهُ الظُّلْمُ (عد) من حَدِيث ثَوْبَان مولى رَسُول اللَّهِ (حب) من حَدِيث أنس بِلَفْظ إيَّاكُمْ والسكن فِي السوَاد، فَإِنَّهُ من سكن السوَاد يصدأ قلبه، قيل يَا رَسُول الله وَهل يصدأ الْقلب؟ قَالَ كَمَا يصدأ الْحَدِيد، وَلَا يصحان، فِي الأول سعيد بن سِنَان، وَفِي الثَّانِي إِسْمَاعِيل بن عباد (تعقب) بِأَن حَدِيث ثَوْبَان تَابع سعيد ابْن سِنَان على صَدره بَقِيَّة بن الْوَلِيد، أخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق بَقِيَّة مُخْتَصرا، وَأخرجه من طَرِيق ابْن عدي عدي بِتَمَامِهِ، وَأخرج آخِره من طَرِيق بَقِيَّة أَبُو نعيم فِي الْحِلْية، والمخلص فِي فَوَائده، فبرئ سعيد بن سِنَان من عهدته وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط وَورد آخِره أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَورد آخِره من حَدِيث عدَّة من الصَّحَابَة، فورد من حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده، وَمن حَدِيث كَعْب بن عجْرَة أخرجه أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى، وَمن حَدِيث سعد بن عبَادَة أخرجه أَحْمد وَعبد بن حميد، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، والخطيب فِي رُوَاة مَالك، والسراج فِي مُسْنده، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَبُرَيْدَة وَأبي الدَّرْدَاء أخرجهَا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَدِيث أنس وَلَا خَفَاء أَن حَدِيث ثَوْبَان وَأبي سعيد يَشْهَدَانِ لَهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (19) [حَدِيثٌ] السَّبْتُ يَوْمُ مَكْرٍ وَمَكِيدَةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا فِيهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذين كفرُوا، وَيَوْمُ الأَحَدِ يَوْمُ بِنَاءٍ وَغَرْسٍ، لأَنَّ الْجَنَّةَ بُنِيَتْ وَغُرِسَتْ فِيهِ؛ وَيَوْمُ الاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ وَتِجَارَةٍ، وَيَوْمُ الثُّلاثَاءِ يَوْمُ دَمٍ. قِيلَ وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ ابْنَ آدَمَ قَتَلَ أَخَاهُ فِيهِ، وَيَوْمُ الأَرْبَعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ وَفِيهِ أَرْسَلَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ، وَفِيهِ وُلِدَ فِرْعَوْنُ وَفِيهِ ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ، وَفِيهِ أَهْلَكَهُ اللَّهُ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ يَوْمُ دُخُولٍ عَلَى السُّلْطَانِ وَقَضَاءِ الْحَوَائِجِ، قِيلَ وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ دَخَلَ عَلَى مَلِكِ مِصْرَ فَرَدَّ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَقَضَى حَوَائِجَهُ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ خِطْبَةٍ وَنِكَاحٍ، قِيلَ وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ الأَنْبِيَاءِ يَنْكِحُونَ

وَيَخْطُبُونَ فِيهِ لِبَرَكَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه يحيى بن عبد الله مَجْهُول وَعنهُ أَبُو عبد الله السَّمرقَنْدِي الزَّاهِد (تعقب) بِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي سعيد مُخْتَصرا، أخرجه تَمام فِي فَوَائده بِسَنَد ضَعِيف، وَورد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا أخرجه أَبُو يعلى فِي مُسْنده، لَكِن فِي سَنَده يحيى بن الْعَلَاء (قلت) لم يَقع فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي اللآلئ المصنوعة تَعْلِيل يَوْم الِاثْنَيْنِ كَسَائِر الْأَيَّام، وبيض لَهُ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي عِنْدِي مِنَ الموضوعات وَكتب فِي هَامِش النُّسْخَة أَنه كَذَلِك فِي الأَصْل الْمُقَابل بنسخة المُصَنّف، وَفِي ربيع الْأَبْرَار للزمخشري من حَدِيث أنس بِغَيْر إِسْنَاد نَحْو حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ لِأَن شعيبا سَافر فِيهِ وأتجر فربح، فَلَعَلَّ هَذَا أَو نَحوه سقط من النُّسْخَة وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ شرف الدَّين الدمياطي الشَّافِعِي مَا صورته: هَذِه الأبيات تعزى إِلَى عَليّ بن أبي طَالب: (لنعم الْيَوْم يَوْم السبت حَقًا ... لصيد إِن أردْت بِلَا امتراء) (وَفِي الْأَحَد الْبناء لِأَن فِيهِ ... تبدا الله فِي خلق السَّمَاء) (وَفِي الْإِثْنَيْنِ إِن سَافَرت فِيهِ ... سترجع بالنجاح وبالثراء) (وَإِن ترد الْحجامَة فِي الثلاثا ... فَفِي ساعاته هرق الدِّمَاء) (وَإِن شرب امْرُؤ يَوْمًا دَوَاء ... فَنعم الْيَوْم يَوْم الْأَرْبَعَاء) (وَفِي يَوْم الْخَمِيس قَضَاء حَاج ... وَإِن الله يَأْذَن بِالْقضَاءِ) (وَفِي الْجُمُعَات تَزْوِيج وعرس ... ولذات الرِّجَال مَعَ النِّسَاء) (وَهَذَا الْعلم لَا يدريه إِلَّا ... نَبِي أَو وَصِيّ الْأَنْبِيَاء) (20) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ سَأَلْتُ رَسُولَ الله عَنْ أَيَّامِ الْبِيضِ فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ لَمَّا عَصَى وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ اهْبِطْ مِنْ جِوَارِي، وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِرُنِي مَنْ عَصَانِي، فَهَبَط إِلَى الأَرْضِ مُسَوَّدًا، فَبَكَتِ الْمَلائِكَةُ وَضَجَّتْ وَقَالُوا يَا رَبِّ خَلْقٌ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، وَأَسْجَدْتَ لَهُ مَلائِكَتَكَ فِي ذَنْبٍ وَاحِدٍ حَوَّلْتَ بَيَاضَهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ صُمْ لِي الْيَوْمَ يَوْمَ ثَلاثَةَ عَشَرَ فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ ثُلُثُهُ أَبْيَضَ ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ صُمْ لِي الْيَوْمَ يَوْمَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ ثُلُثَاهُ أَبْيَضَ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا آدَمُ صُمْ لِي الْيَوْمَ يَوْمَ خَمْسَةَ عَشَرَ فَصَامَهُ، فَأَصْبَحَ كُلُّهُ أَبْيَضَ فَسُمِّيَتِ

الأَيَّامَ الْبِيضَ (خطّ) فِي أَمَالِيهِ، وَفِيه مَجْهُولَانِ (تعقب) بِأَن ابْن عَسَاكِر أخرجه من طَرِيقين آخَرين، وَبِأَنَّهُ ورد من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ، أخرجه الديلمي (قلت) فِي سَنَد الديلمي مُحَمَّد بن تَمِيم وَفِي كل من الثَّلَاثَة من لم أعرفهُ وَقد صرح السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور بِأَن فِي سندي ابْن عَسَاكِر مَجَاهِيل وَالله أعلم. (21) [حَدِيثٌ] مَا أَهْلَكَ اللَّهُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ إِلا فِي آذَارَ، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا فِي آذَارَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أبي شيبَة القَاضِي، وَهُوَ مَتْرُوك، وَقَالَ الْأَزْدِيّ هَذَا كذب وَسُئِلَ أَحْمد عَن حَدِيث من بشرني بِخُرُوج آذار بَشرته بِالْجنَّةِ، فَقَالَ لَا أصل لَهُ (تعقب) فِي حَدِيث ابْن عمر بِأَن الطَّبَرَانِيّ أخرجه من طَرِيق الْمَذْكُور بِلَفْظ: مَا هلك قوم قطّ إِلا فِي آذَارَ، وَلا تَقُومُ السَّاعَة إِلَّا فِي آذار، قَالَ الطَّبَرَانِيّ مَعْنَاهُ عِنْدِي وَالله أعلم فِي وَقت آذان الْفجْر، وَهُوَ قوت الاسْتِغْفَار وَالدُّعَاء انْتهى فَالْحَدِيث ضَعِيف وَقع فِيهِ تَصْحِيف لَا مَوْضُوع. (22) [حَدِيثٌ] لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ (رَوَاهُ عُثْمَان بن مطر) وَهُوَ مُتَّهم، عَن الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن مُحَمَّد بن جحادة عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا (تقعب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه من هَذَا الطَّرِيق، وَمن طَرِيق آخر عَن نَافِع وَأخرجه الْحَاكِم من طَرِيقين آخَرين عَن مُحَمَّد بن جحادة، فبرئ عُثْمَان من عهدته (قلت) وَقَالَ الْحَاكِم صَحَّ مَوْقُوفا وَالله أعلم. (23) [حَدِيثٌ] آخِرُ أَرْبَعَاءَ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (حاخط) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ مسلمة بن الصَّلْت مَتْرُوك، وَجَاء عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا إِلَّا أَنه من طَرِيق الْأَبْزَارِيِّ تعقب بِأَن للأبزاري مُتَابعًا فِي الطيوريات (قلت) ومسلمة بن الصَّلْت لم أرهم اتَّهَمُوهُ بكذب، بل ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ روى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل، وَرَأَيْت لَهُ خَبرا مُنْكرا، فَذكر الْخَبَر الْمَذْكُور وَذكره السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور وَقَالَ سَنَده ضَعِيف انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (24) [حَدِيثٌ] يَوْمُ الْأَرْبَعَاء يَوْم نحسن مُسْتَمِرٍّ (مي) من حَدِيث جَابر، وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن أبي حَيَّة (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيقين

الفصل الثالث

فِي أَحدهمَا عباد بن يَعْقُوب وَعِيسَى بن عبد الله (قلت) وَسكت عَن إعلال الْأُخْرَى وفيهَا يحيى بن الْعَلَاء رمى بِالْوَضْعِ لكنه من رجال أبي دَاوُد وَابْن مَاجَه وَفِيه أَيْضا عبد الله بن مُحَمَّد بن سوار لم أعرفهُ وَالله أعلم (وَجَاء) من حَدِيث عَائِشَة أخرجه ابْن مرْدَوَيْه، لكنه من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن هراسة، وَمن حَدِيث أنس أخرجه ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا، إِلَّا أَنه من طَرِيق أبي الأخيل خَالِد بن عَمْرو الْحِمصِي (قلت) فَلَيْسَ فِيهَا مَا يصلح للاستشهاد غير أَنِّي رَأَيْت لَهُ شَاهدا عَن زر بن حُبَيْش قَوْله، أخرجه ابْن أبي حَاتِم وَذكر الحَدِيث الْحَلِيمِيّ فِي شعب الْأَيْمَان وأوله فَقَالَ أَي على المفسدين لَا على المصلحين، كالأيام النحسات كَانَت نحسات على الْكفَّار من قوم عَاد لَا على نَبِيّهم، وَمن آمن بِهِ مِنْهُم، قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون هَذَا هُوَ سر مَا ورد من حَدِيث جَابر أَنه دَعَا فِي مَسْجِد الْفَتْح ثَلَاثًا يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الثُّلَاثَاء وَيَوْم الْأَرْبَعَاء فاستجيب لَهُ يَوْم الْأَرْبَعَاء بَين الصَّلَاتَيْنِ، قَالَ جَابر فَلم ينزل بِي أَمر غائظ إِلَّا توخيت تِلْكَ السَّاعَة فأدعو فِيهَا فأعرف الْإِجَابَة، قَالَ فَيكون يَوْم الْأَرْبَعَاء نحسا على الظَّالِم، ويستجاب فِيهِ دَعْوَة الْمَظْلُوم عَلَيْهِ، كَمَا اسْتُجِيبَ فِيهِ دَعْوَة النَّبِي على الْكفَّار، وَفِي قَول جَابر غائظ إِشَارَة إِلَى كَونه مَظْلُوما انْتهى، وَفِيه دلَالَة على أَن الحَدِيث عِنْده لَيْسَ بموضوع (وَمِمَّا) اشْتهر على الْأَلْسِنَة فِي نقيض هَذَا حَدِيث مَا ابتدئ بِشَيْء يَوْم الْأَرْبَعَاء إِلَّا تمّ لَا أصل لَهُ وينسب لصَاحب هِدَايَة الْحَنَفِيَّة أَنه كَانَ يُوقف بداية الدُّرُوس على يَوْم الْأَرْبَعَاء، ويحتج بِهَذَا الحَدِيث، وَكَذَا كَانَ جمَاعَة من أهل الْعلم يتحرون الْبِدَايَة يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَالْأولَى أَن يلحظ فِي ذَلِك مَا فِي الصَّحِيح من أَن الله عز وَجل خلق النُّور يَوْم الْأَرْبَعَاء وَالْعلم نور فيتفاءل لتمامه ببداءته يَوْم خلق النُّور، إِذْ يأبي الله إِلَّا أَن يتم نوره كَمَا قَالَ جلّ شَأْنه وَفِي جُزْء أبي بكر بن بنْدَار الْأَنْبَارِي من جِهَة عَطاء بن ميسرَة عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: أحب الْأَيَّام أَن يخرج فِيهِ مسافري وأنكح فِيهِ واختتن فِيهِ الصَّبِي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَاللَّهُ أَعَلُم. الْفَصْلُ الثَّالِثُ (25) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ رَأْسُ السَّبْعِينَ وَالْمِائَةِ، فَالرِّبَاطُ بِجَدَّةَ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَكُونُ مِنَ الرِّبَاطِ (قطّ) فِي غرائب مَالك من حَدِيث ابْن عمر، وَقَالَ مُنكر لَا يَصح، وروا بِهِ عَن

مَالك ثَابت بن مَالك مَجْهُول (قلت) حَيْثُ اقْتصر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الحكم على الحَدِيث بِأَنَّهُ مُنكر لَا يَصح فَلَا يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (26) [حَدِيثٌ] مِصْرُ خَزَائِنُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَالْجِيزَةُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط. (27) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلْمُقِيمِ بِهَا يَعْنِي الإِسْكَنْدَرِيَّةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، مَا بَيْنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ مُنكر الْإِسْنَاد (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات هَذَا بَاطِل بتأكد الدَّارَقُطْنِيّ بإيراده فِي الْأَفْرَاد، وَقَوله مُنكر، وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر أخرجه أَبُو الشَّيْخ، وَرِجَاله مَشْهُورُونَ بالثقة إِلَّا الْوَزير بن مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن حَرْب وَجَابِر الْجعْفِيّ، وَلَا أعرف الْوَزير بن مُحَمَّد وَلَا أَظن الآفة إِلَّا مِنْهُ انْتهى وَالله أعلم. (28) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. ذُكِرَتْ مصر عِنْد رَسُول الله، فَقَالَ السَّوْدَاء تزبتها، الْمُنْتَنَةُ أَرْضُهَا الْحَلْفَا نَبَاتُهَا، الْقِبْطُ أَهْلُهَا مَنْ دَخَلَ فِيهَا وَسَكَنَ فِيهَا وَأَكَلَ فِي آنِيَتِهَا، وَغَسَلَ رَأْسَهُ بِطِينَتِهَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ الذُّلَّ وَالْهَوَانَ وَأَذْهَبَ عَنْهُ الْغَيْرَةَ وَإِنْ كَانَ ولابد مِنَ السُّكْنَى فِيهَا فَعَلَيْكُمْ بِجَبَلٍ يُقَالُ لَهُ الْمُقَطَّمُ، فَإِنَّهُ مُقَدَّسٌ، أَوْ بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا الإِسْكَنْدَرِيَّةُ فَإِنَّهُمَا أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (كرّ) وَقَالَ مُنكر وَالْحمل فِيهِ على مُحَمَّد بن معمر البحراني أَو على مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْبَغْدَادِيّ (قلت) أَشَارَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْبَغْدَادِيّ إِلَى الحَدِيث، وَنقل كَلَام ابْن عَسَاكِر الْمَذْكُور وَأقرهُ وَإِذا كَانَ مُنْكرا فَلَا يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (29) [حَدِيثٌ] إِذَا ذَهَبَ الإِيمَانُ مِنَ الأَرْضِ وُجِدَ بِبَطْنِ الأُرْدُنِّ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أَحْمد بن كنَانَة الشَّامي، وَقَالَ مُنكر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَكْذُوب، قلت أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَالله أعلم. (30) [حَدِيثٌ] الْجَفَاءُ وَالْبَغْيُ فِي الشَّامِ (عد) من حَدِيث أنس، وَفِيه أبان بن أبي

عَيَّاش، وَعنهُ الْفضل بن الْمُخْتَار (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم. (31) [حَدِيثٌ] سَتَفْتَحُونَ حِصْنًا بِالشَّامِ يُقَالُ لَهُ أَنَفَةُ، يُبْعَثُ مِنْهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ شَهِيدٍ (أوردهُ) الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَقَالَ هَذَا كذب (قلت) أوردهُ من طَرِيق جرير بن عتبَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه، وَقَالَ مَا أَدْرِي الآفة من عتبَة أَو من وَلَده وَالله أعلم. (32) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ مَحْفُوظَاتٌ وَسِتٌّ مَلْعُونَاتٌ، فَأَمَّا الْمَحْفُوظَاتُ: فَمَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَنَجْرَانُ، وَأَمَّا الْمَلْعُونَاتُ: فَبَرْدَعَةُ، وَصَعْدَةُ، وَأَتَافِثُ، وَصَهْرٌ، وَثَكْلا، وَدَلانُ (عق) من حَدِيث ابْن عمر، قَالَ ابْن عدي حَدِيث مُنكر، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَفِيه مُحَمَّد بن يحيى المأربي مَتْرُوك، وَعنهُ خطاب بن عمر مَجْهُول، وَعنهُ مُحَمَّد ابْن أبان (قلت) أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي ترجمتي خطاب بن عمر وَمُحَمّد بن يحيى المأربي، وَقَالَ بَاطِل وَمَا أَدْرِي من افتراه أهوَ خطاب أَو شَيْخه مُحَمَّد بن يحيى، وَمُحَمّد بن أبان مَا هُوَ الرَّازِيّ بل هُوَ هَذَا الْبَلْخِي كَمَا قَالَه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الواهيات، وَقَالَ إِنَّه ثِقَة وَالله تَعَالَى أعلم، وَأخرج الديلمي نَحوه من طَرِيق مُحَمَّد بن يحيى عَن مُحَمَّد بن تَمِيم عَن ابْن الْبَيْلَمَانِي (قلت) فَهَذِهِ سلسلة الْكَذِب وَالله تَعَالَى أعلم، وَأخرج أَبُو الشَّيْخ مِنْهُ ذكر الْقرى المحفوظة فَقَط، لكنه من طَرِيق ابْن الْبَيْلَمَانِي. (33) [حَدِيثٌ] إِنِّي لأَعْرِفُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ أَقْوَمُهَا قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهَا مَسَاجِدَ وَمُؤَذِّنِينَ، يُدْفَعُ عَنْهَا مِنَ الْبلَاء مَالا يُدْفَعُ عَنْ سَائِرِ الْبِلادِ (نع) من حَدِيث أبي ذَر، وَفِيه الْكُدَيْمِي، قلت أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَالله أعلم. (34) [حَدِيثٌ] قَسَّمَ اللَّهُ الأَعْمَالَ عَلَى ثَلاثَةِ أَثْلاثٍ، ثُلُثٍ بِمَكَّةَ، وَثُلُثٍ بِقَزْوِينَ، وَثُلُثٍ فِي سَائِرِ الْبِلادِ (مي) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (قلت) لم يبين علته، وَفِيه ميسرَة وَأَظنهُ ابْن عبد ربه فَإِنَّهُم قَالُوا إِنَّه وضع فِي فضل قزوين حَدِيثا كثيرا وَالله تَعَالَى أعلم. (35) [حَدِيثٌ] إِنِّي لأَعْرِفُ أَقْوَامًا يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَدِ اخْتَلَط الْإِيمَان

بِلُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ يُقَاتِلُونَ فِي بَلْدَةٍ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، تَشْتَاقُ إِلَيْهِمُ الْجنَّة وَنحن إِلَيْهِمْ كَمَا تَحِنُّ النَّاقَةُ إِلَى وَلَدِهَا (يخ) من حَدِيث جَابر وَفِيه مجاشع بن عَمْرو. (36) [حَدِيثٌ] بَابَانِ مَفْتُوحَانِ فِي الْجَنَّةِ لِلدُّنْيَا، عَبَّادَانُ وَقَزْوِينُ وَأَوَّلُ بُقْعَةٍ آمَنَتْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَزْوِينُ، وَأَوَّلُ قَرْيَةٍ آمَنَتْ بِمُحَمَّدٍ عَبَّادَانُ (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة. (37) [حَدِيثٌ] يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى أَهْلِ قَزْوِينَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، فَيَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَيُقْبِلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ (يخ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس. (38) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَبَدَنَهُ عَلَى النَّارِ فَلْيَمُتْ بِقَزْوِينَ (يخ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين السيوطني عِلّة هذَيْن الْخَبَرَيْنِ، وَفِي سنديهما جميل مولى الْمَنْصُور لم أعرفهُ، وَعنهُ الطرايفي، وَهُوَ مَعْرُوف بالرواية عَن الضُّعَفَاء، والمجهولين، وَشَيخ أبي الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحسن وَالظَّاهِر أَنه الطيان الْأَصْبَهَانِيّ وَهُوَ مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم. (39) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ بِقَزْوِينَ يُضِيءُ نُورُهُمْ لِلشُّهَدَاءِ كَمَا تضييء الشَّمْسُ لأَهْلِ الدُّنْيَا (إِسْحَاق بن كيسَان) فِي كتاب فَضَائِل قزوين، من حَدِيث أبي بن كَعْب وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه. (40) [حَدِيثٌ] إِنَّ جَبَلا مِنْ جِبَالِ فَارِسَ بِأَرْضِ الدَّيْلَمِ يُقَالُ لَهُ قَزْوِينُ نَبَّأَنِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ قَالَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ صُفُوفًا وَالْخَلائِقُ فِي الْحِسَابِ وَهُمْ يَجِدُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الْعَطَّار) فِي فَضَائِل قزوين من حَدِيث أنس، وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش وخَالِد بن يزِيد. (41) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُخْتَمَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ وَالسَّعَادَةِ فَلْيَشْهَدْ بَابَ قَزْوِينَ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء) من حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيق خَالِد بن يزِيد. (42) [حَدِيثٌ] لَوْلا أَنَّ اللَّهَ قَسَم بِيَمِينِهِ وَعَهِدَ أَنْ لَا يَبْعَثَ بَعْدِي نَبِيًّا لَبَعَثَ مِنْ

قَزْوِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ (الخليلي فِي فَضَائِل قزوين) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان وَالقَاسِم ابْن بهْرَام. (43) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ قَوْمٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ قَوْمٍ حَمَلُوا الْقُرْآنَ وَرَكَنُوا إِلَى التِّجَارَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، تُنْجِيكُمْ من عَذَاب أَلِيم: قرأوا الْقُرْآنَ وَشَهَرُوا السُّيُوفَ يَسْكُنُونَ بَلْدَةً يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُهُمْ تَقْطُرُ دَمًا، يُحِبُّهُمُ اللَّهُ وَيُحِبُّونَهُ، تُفْتَحُ لَهُمْ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوا مِنْ أَيِّهَا شِئْتُمْ (الخليلي) من حَدِيث جَابر ابْن عبد الله الْأنْصَارِيّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه جَابر بن يزِيد وَأَظنهُ الْجعْفِيّ وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد، وتدليسه مَعْرُوف وَقد رَوَاهُ بالعنعنة، وَعنهُ أُسَامَة بن بشير البَجلِيّ لم أعرفهُ وَالله أعلم، قَالَ الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي وَرَوَاهُ الْحَافِظ يحيى بن مَنْدَه فِي تَارِيخه من طَرِيق الخليلي فَقَالَ سَلمَة بن بشير بدل أُسَامَة، وَزَاد فِي السَّنَد أَبَا بهز (قلت) كَذَلِك لم أعرفهُ وَأَبُو بهز رمي بِالْكَذِبِ والوضع وَالله أعلم. (44) [حَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ لَيْلَةً بِقَزْوِينَ عَلَى قَدْرِ فُوَاقِ نَاقَةٍ، بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ دَفْتَرٌ مِنْ نُورٍ وَأَقْلامٌ مِنْ نُورٍ، يَسْتَمِدُّونَ مِنْ نَهْرٍ يَكْتُبُونَ ثَوَابَهُ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ (الخليلي) من حَدِيث معَاذ بن جبل (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الله بن أَحْمد الدشتكي، أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِلَى اتهامه بِهِ، وَصرح بذلك فِي ذيل الْمُغنِي وَقَالَ هُوَ آفته وَالله تَعَالَى أعلم. (45) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُول الله ارْحَمْ إِخْوَانِي بِقَزْوِينَ، قُلْنَا وَمَنْ إِخْوَانُكَ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: قَزْوِينُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُقَاتِلُونَ الدَّيْلَمَ، الشُّهَدَاءُ فِيهِمْ كَشُهَدَاءِ بَدْرٍ (وَحَدِيث) يكون لأمتي مَدِينَة يُقَال لَهَا قزوين السَّاكِن بهَا أفضل من سَاكن الْحَرَمَيْنِ، قَالَ الرَّافِعِيّ أمْلى الْحَافِظ أَبُو بكر الجعابي بقزوين هذَيْن الْخَبَرَيْنِ، وَفِي سنديهما عمر بن صبح وَعنهُ عمَارَة بن يزِيد. (46) [حَدِيثٌ] إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَنْزِلُونَ مَكَانًا يُقَالُ لَهُ قَزْوِينُ، يُكْتَبُ لَهُمْ فِيهِ قِتَالٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (خطّ) فِي فَضَائِل قزوين من حَدِيث أبي ذَر، وَفِيه الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي.

(47) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ الله يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْكُوفَةَ، فَيَلْحَقُهُ قَوْمٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَقَوْمٌ مِنَ الطُّورِ، وَقَوْمٌ مِنْ ذِي يَمَنٍ، وَقَوْمٌ مِنْ قَزْوِينَ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَزْوِينُ، قَالَ قَوْمٌ يَكُونُونَ بِأَخَرَةٍ يَخْرُجُونَ مِنَ الدُّنْيَا زُهْدًا فِيهَا، يَرُدُّ اللَّهُ بِهِمْ قَوْمًا مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الإِيمَانِ (خطّ) من طَرِيق الْحسن بن زِيَاد أَيْضا. (48) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ جِهَادٌ وَرِبَاطٌ بِقَزْوِينَ، يُشَفَّعُ أَحَدُهُمْ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته، وَفِيه ميسرَة ومجاشع وَالله أعلم. (49) [حَدِيثٌ] الْمُرَابِطُونَ بِقَزْوِينَ وَالرُّومِ وَسَائِرُ الْمُرَابِطِينَ فِي الْبِلادِ يُخْتَمُ لِكُلِّ مَنْ رَابَطَ مِنْهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَجْرٌ قَتِيلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مُتَشَحِّطٍ فِي دَمِهِ (خطّ) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (قلت) لم يبين علته، وَفِيه عبد الْعَزِيز بن سعيد عَن أَبِيه، وَأَيوب بن مقدم، وَعنهُ أَبُو هِشَام الحوشبي لم أعرفهم وَالله أعلم. (50) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عَلَى مَوْتَى قزوين، والبحار وَشُهَدَائِهِمْ مِائَةَ صَلاةٍ (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) وَفِي سَنَده أَيُّوب ابْن مقدم وَأَبُو هِشَام الحوشبي الْمَذْكُورَان آنِفا وَالله تَعَالَى أعلم. (51) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَلْيَشْهَدْ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْعَجَمِ، سُكَّانُهُ رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) فِي فَضَائِل قزوين، من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه. (52) [حَدِيثٌ] تَرْكُ قَزْوِينَ حَسْرَةٌ، وَإِتْيَانُهَا بَرَكَةٌ، وَالْجَنَّةُ إِلَى أَهْلِهَا مُسْرِعَةٌ (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه ميسرَة. (53) [حَدِيثٌ] صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ قزوين، بَاب فَإِنَّ اللَّهَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا فَيَرْحَمُ بِهِمْ أَهْلَ الأَرْضِ (الخليلي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه ميسرَة.

(54) [حَدِيثُ] أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْخُلَ مَعَنَا قَالَ: مَا كُنْتُ لأُقَاتِلَكَ وَلا أُقَاتِلَ مَعَكَ، فَدُلَّنِي عَلَى جِهَادٍ أَوْ رِبَاطٍ، قَالَ عَلَيْكَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَوْ بِقَزْوِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ: سَتُفْتَحَانِ عَلَى أُمَّتِي وَإِنَّهُمَا بَابَانِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، مَنْ رَابَطَ فِيهِمَا أَوْ فِي أَحَدِهِمَا لَيْلَةً وَاحِدَةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. (الخليلي) وَفِيه هَانِئ بن المتَوَكل، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يدْخل عَلَيْهِ الْمَنَاكِير وَكَثُرت فَلَا يحْتَج بِهِ بِحَال. (55) [حَدِيثٌ] قَزْوِينُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ الْيَوْمَ فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ، وَسُتْفَتُح عَلَى أَيْدِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، الْمُفْطِرُ فِيهَا كَالصَّائِمِ فِي غَيْرِهَا، وَالْقَاعِدُ فِيهَا كَالْمُصَلِّي فِي غَيْرِهَا، وَإِنَّ الشَّهِيدَ فِيهَا يركب يَوْم الْقِيَامَة على برادين مِنْ نُورٍ، فَيُسَاقُ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ لَا يُحَاسَبُ عَلَى ذَنْبٍ أَذْنَبَهُ وَلا شَيْءٍ عَمِلَهُ، وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ خَالِدًا وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُسْقَى مِنَ الأَلْبَانِ وَالْعَسَلِ وَالسَّلْسَبِيلِ، وَطُوبَى لِلشَّهِيدِ فِيهَا مَعَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمَزِيدِ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الْعَطَّار) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي. (56) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ رَحِمَ اللَّهُ إِخْوَتِي بِقَزْوِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَزْوِينُ، وَمَا إِخْوَانُكَ؟ قَالَ بَلْدَةٌ فِي آخر الزَّمَان يُقَال لَهُ قَزْوِينُ. إِنَّ الشَّهِيدَ فِيهَا يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ شُهَدَاءَ بَدْرٍ (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء) من طَرِيق دَاوُد الْغَازِي. (57) [حَدِيثٌ] صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَخِي يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ تُرْعَةٌ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، يَعْنِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، فَمَنْ أَدْرَكَهَا فَلْيُرَابِطْ بِهَا وَلْيَشْرِكْنِي فِي رِبَاطِهَا أُشْرِكْهُ فِي فَضْلِ نُبُوَّتِي (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يبين علته، وَفِيه أَبُو سعيد البحراني وَعنهُ أَبُو سَالم مَا عرفتهما وَالله تَعَالَى أعلم. (58) [حَدِيثٌ] إِنَّهَا يَعْنِي قَزْوِينَ، تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهَا جَنَاحَانِ، تَطِيرُ بِهِمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، مُجَوَّفَةٍ بِأَهْلِهَا تُنَادِي أَنَا قَزْوِينُ، قِطْعَةٌ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مَنْ دَخَلَنِي حَتَّى أَشْفَعَ لَهُ إِلَى رَبِّي (خطّ الخليلي) من حَدِيث كَعْب بن عجْرَة، وَفِيه عبد الْملك بن أبي جميلَة مَجْهُول.

(59) [حَدِيثٌ] أَفْضَلُ الثُّغُورِ أَرْضٌ سَتُفْتَحُ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، مَنْ بَاتَ بِهَا لَيْلَةً احْتِسَابًا مَاتَ شَهِيدًا وَبُعِثَ مَعَ الصِّدِّيقِينَ فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّينَ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (قلت) لم يبين علته، وَفِيه سُلَيْمَان بن عَوْف النَّخعِيّ مَا عَرفته وَالله أعلم. (60) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ بَيْنَمَا رَسُولُ الله ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدًا مَعَنَا إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ أَمْرًا، فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ إِخْوَانِي بِقَزْوِينَ، يَقُولُهَا ثَلاثًا فَقَالَتْ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا مَا قَزْوِينُ هَذِهِ وَمَا إِخْوَانُكَ الَّذِينَ هُمْ بِهَا قَالَ: قزوين بَاب من أبوب الْجَنَّةِ، وَهِيَ الْيَوْمَ فِي يَدِ الْمُشْرِكِينَ سَتُفْتَحُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى أُمَّتِي فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيَأْخُذْ نَصِيبَهُ مِنْ فَضْلِ الرِّبَاط بقزوين (الْخَلِيل ابْن عبد الْجَبَّار) وَفِيه مقَاتل بن سُلَيْمَان وَعنهُ عمر بن صبح. (61) [حَدِيثٌ] قَزْوِينُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُحْشَرُ مِنْ مَقْبُرَتِهَا كَذَا وَكَذَا أَلْفَ شَهِيدٍ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه صَالح بن أبي الْأَخْضَر. (62) [حَدِيثُ] الأَعْمَشِ عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُول الله أَنَّهُ قَالَ: سَتُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي مدينتان أَحدهمَا مِنْ أَرْضِ الدَّيْلَمِ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، وَالأُخْرَى مِنْ أَرْضِ الرُّومِ يُقَالُ لَهَا الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، مَنْ رَابَطَ فِي أَحدهمَا يَوْمًا أَوْ قَالَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، قَالَ فَجعل عمر يَقُول للرجل حَدثَك أَبوك عَنْ جَدِّكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز اللَّهُمَّ لَا تمتني حَتَّى تجْعَل لي إِحْدَاهمَا دَارا ومنزلا، ثمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَكتب الحَدِيث (الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار) وَفِيه رشدين ضَعِيف، وَثَلَاثَة لَا يعْرفُونَ مولى عمر وَالَّذِي حدث عمر وَأَبوهُ. (73) [حَدِيثٌ] تُفْتَحُ مَدِينَتَانِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، مَدِينَةٌ لِلرُّومِ، وَمَدِينَةٌ لِلدَّيْلَمِ، أَمَّا مَدِينَةُ الرُّومِ فَالإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَمَدِينَةُ الدَّيْلَمِ قَزْوِينُ، مَنْ رَابَطَ فِي شَيْءٍ مِنْهُمَا خَرَجَ مِنْ ذنُوبه

كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (يخ) فِي كتاب الْأَمْصَار، من حَدِيث مَرْوَان بن الحكم (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الله بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ عَن جده أبي عقيل وَلم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم. (74) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بَلْدَةٌ بِقُرْبِ الدَّيْلَمِ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، وَهِيَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، مَنْ عَمِلَ فِي عِمَارَةِ سُورِهَا وَلَوْ بِقَدْرِ كَفٍّ مِنْ طِينٍ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبِهِ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، (أوردهُ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين) عَن رجل مُهِمّ، قَالَ رَأَيْت فِي خبر عَن النَّبِي فَذكره. (75) [حَدِيثٌ] إِنَّ تُرْبَةَ قَزْوِينَ وَتُرْبَةَ الطَّالْقَانِ مِنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ (أوردهُ الرَّافِعِيّ) أَيْضا قَالَ: رَأَيْت فِي بعض الْأَجْزَاء العتيقة حَدِيثا غير مُسْند فَذكره. (76) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ فِي السَّمَاءِ جُنْدًا وَفِي الأَرْضِ جُنْدًا فَجُنْدُهُ فِي السَّمَاءِ الْمَلائِكَةُ وَجُنْدُهُ فِي الأَرْضِ خُرَاسَانُ (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ غَرِيب شَاذ وَإِسْنَاده مَجْهُولُونَ (مي) وَقَالَ غَرِيب، تفرد بِهِ عبد الله بن أبي الْمَرْوَة (قلت) تقدم هَذَا فِي الْفَصْل الأول عَن بعض نسخ الموضوعات معزوا إِلَى تَخْرِيج أبي سعيد النقاش وَالله تَعَالَى أعلم. (77) [حَدِيثٌ] من بَاب بِالرَّيِّ لَيْلَةً وَاحِدَةً صَلَّى فِيهَا وَصَامَ فَكَأَنَّمَا بَاتَ فِي غَيْرِهِ أَلْفَ لَيْلَةٍ صَامَهَا وَقَامَهَا، وَخَيْرُ خُرَاسَانَ نَيْسَابُورُ، وَهَرَاةُ ثُمَّ بَلْخٌ، ثُمَّ أَخَافُ عَلَى الرَّيِّ وَقَزْوِينَ أَنْ يَغْلِبَ عَلَيْهِمَا عَدُوٌّ (الرَّافِعِيّ) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن الْفضل وَأَظنهُ ابْن عَطِيَّة وَالله أعلم. (78) [حَدِيثٌ] أَجْوَدُ خُرَاسَانَ نَيْسَابُورُ (نجا) من حَدِيث قبيصَة بن الْمخَارِق، وَقَالَ مُنكر، وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان مَوْضُوع (قلت) واتهم بِهِ عبيد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شادوه الْفَارِسِي وَالله أعلم. (79) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنَ الْمَلائِكَةِ أَرْبَعَةً جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَعَزْرَائِيلَ، وَاخْتَارَ مِنَ النَّبِيِّينَ أَرْبَعَةً إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدًا، وَاخْتَارَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَرْبَعَةً: أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا، وَاخْتَارَ مِنَ الْمَوَالِي أَرْبَعَةً سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَبِلالا الأَسْوَدَ وَصُهَيْبًا الرُّومِيَّ وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَاخْتَارَ من النِّسَاء أَرْبَعَة:

خَدِيجَةَ ابْنَةَ خُوَيْلِدٍ وَمَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةَ ابْنَةَ مُزَاحِمٍ، وَاخْتَارَ مِنَ الأَهِلَّةِ أَرْبَعَةً: ذَا الْقَعْدَةِ وَذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَرَجَبًا، وَاخْتَارَ مِنَ الأَيَّامِ أَرْبَعَةً: يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَاخْتَارَ مِنَ اللَّيَالِي أَرْبَعَةً لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَلَيْلَةَ النَّحْرِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ نِصْفِ شَعْبَانَ، وَاخْتَارَ مِنَ الشَّجَرِ أَرْبَعَةً: السِّدْرَةَ وَالنَّخْلَةَ وَالتِّبْنَةَ وَالزَّيْتُونَةَ، وَاخْتَارَ مِنَ الْمَدَائِنِ أَرْبَعَةً: مَكَّةَ وَهِيَ الْبَلْدَةُ، وَالْمَدِينَةَ وَهِيَ النَّخْلَةُ، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ وَهِيَ الزَّيْتُونُ، وَدِمَشْقَ وَهِيَ التِّينُ، وَاخْتَارَ مِنَ الثُّغُورِ أَرْبَعَةً: إِسْكَنْدَرِيَّةَ مِصْرَ، وَقَزْوِينَ خُرَاسَانَ، وَعَبَّادَانَ الْعِرَاقِ، وَعَسْقلانَ الشَّامِ، وَاخْتَارَ مِنَ الْعُيُونِ أَرْبَعَةً: يَقُولُ فِي كِتَابه {فيهمَا عينان تجريان} وَقَالَ {فيهمَا عينان نضاختان} ، فَأَمَّا اللَّتَانِ تَجْرِيَانِ فَعَيْنُ بَيْسَانَ وَعَيْنُ سُلْوَانَ، وَأَمَّا النَّضَّاخَتَانِ فَعَيْنُ زَمْزَمَ وَعَيْنُ عَكَّا، وَاخْتَارَ مِنَ الأَنْهَارِ أَرْبَعَةً: سَيْحَانَ وَجَيْحَانَ وَالنِّيلَ وَالْفُرَاتَ، وَاخْتَارَ مِنَ الْكَلامِ أَرْبَعَةً: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ مُنكر بِمرَّة، وَفِيه الْعَبَّاس بن أسجور وَأَبُو مُحَمَّد المراغي مَجْهُولَانِ. (80) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الأَمْرَاضَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَفِيهِ أَنْزَلَ إِبْلِيسَ إِلَى الأَرْضِ، وَفِيهِ خَلَقَ جَهَنَّمَ، وَفِيهِ سَلَّطَ اللَّهُ مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَى أَرْوَاحِ بَنِي آدَمَ، وَفِيهِ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ، وَفِيهِ تُوُفِّيَ مُوسَى وَهَارُونُ، وَفِيهِ ابْتُلِيَ أَيُّوبُ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه إِسْمَاعِيل ابْن يحيى بن عبيد الله، وَعنهُ عبد الرَّحِيم بن حبيب. (81) [أَثَرُ] ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {فِي أَيَّام نحسات} ، قَالَ الأَيَّامُ كُلُّهَا خَلْقُ اللَّهِ لَكِنْ بَعْضُهَا سُعُودٌ وَبَعْضُهَا نُحُوسٌ، كَمَا أَنَّ الْخَلْقَ عَبِيدُ اللَّهِ لَكِنْ جَعَلَ بَعْضَهُمْ لِلْجَنَّةِ وَبَعْضَهُمْ لِلنَّارِ وَمَا مِنْ شَهْرٍ إِلا وَفِيهِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ، وَهِيَ الْيَوْمُ الثَّالِثِ قَتَلَ فِيهِ قَابِيلُ هَابِيلَ، وَالْيَوْمُ الْخَامِسُ فِيهِ أُخْرِجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَطُرِحَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ وَالْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ فِيهِ نزل الْبلَاء على أَيَّام أَيُّوبَ، وَالْيَوْمُ السَّادِسَ عَشَرَ، فِيهِ سلب ملك سُلَيْمَان، والْيَوْم الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ فِيهِ خُسِفَ بِقَوْمِ لُوطٍ، وَالْيَوْمُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ فِيهِ وُلِدَ فِرْعَوْنُ وَفِيهِ غَرِقَ، وَالْيَوْمُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ فِيهِ أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ، وَيَوْمُ الأَرْبَعَاءِ إِذَا كَانَ آخِرَ الشَّهْرِ فَذَاكَ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ لأَنَّ فِيهِ أُرْسِلَ الرِّيحُ عَلَى عَادٍ وَالصَّيْحَةُ عَلَى ثَمُودٍ (سُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر) فَقَالَ هَذَا كذب، على ابْن عَبَّاس لَا تحل رِوَايَته.

كتاب الطهارة

كتاب الطَّهَارَة الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] لَا بَأْسَ بِبَوْلِ الْحِمَارِ وَكُلِّ مَا أُكِلَ لَحْمُهُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن النَّخعِيّ عَن أَبِيه، وهما مَجْهُولَانِ وَفِيه إِسْحَاق بن مُحَمَّد النَّخعِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (2) [حَدِيثٌ] الدَّمُ قَدْرُ الدِّرْهَمِ، يُغْسَلُ وَتُعَادُ مِنْهُ الصَّلاةُ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق نوح بن أبي مَرْيَم (عق) من طَرِيق روح بن غطيف، وَقَالَ حَدثنِي آدم سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول هَذَا الحَدِيث بَاطِل (قلت) وروى الْعقيلِيّ أَيْضا عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ: رَأَيْت روح بن غطيف صَاحب الدَّم قدر الدِّرْهَم فَجَلَست إِلَيْهِ مَجْلِسا فَجعلت استحيي من أَصْحَابِي أَن يروني جَالِسا مَعَه، وَقَالَ الْبَزَّار أجمع أهل الْعلم على نكرَة هَذَا الحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم. (3) [حَدِيثٌ] غَسْلُ الإِنَاءِ وَطَهَارَةُ الْفِنَاءِ يُوَرِّثَانِ الْغِنَى (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ وَقَالَ لم أكتبه إِلَّا من حَدِيثه وَكَانَ كَاذِبًا، قَالَ السُّيُوطِيّ وَجزم الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِأَن هَذَا الزُّهْرِيّ هُوَ الَّذِي وَضعه. (4) [حَدِيثٌ] مَنْ صَافَحَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَلْيَتَوَضَّأْ أَوْ لِيَغْسِلْ يَدَهُ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن هَانِئ. (5) [حَدِيثُ] الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ جِبْرِيلَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَبَى أَنْ يَتَنَاوَلَهَا، فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْخُذَ بِيَدِي، قَالَ إِنَّكَ أَخَذْتَ بِيَدِ يَهُودِيٍّ فَكَرِهْتُ أَنْ تَمَسَّ يَدِي يَدًا قَدْ مَسَّتْهَا يَدُ كَافِرٍ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ (عد) وَفِيه عَنْبَسَة بن سعيد الْبَصْرِيّ مَتْرُوك (عق) وَفِيه عمر بن أبي عمر الْعَبْدي

(قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان لَهُ خبر بَاطِل، وَذكر هَذَا الحَدِيث، وَمن عَجِيب التَّنَاقُض أَن السُّيُوطِيّ أقرهنا ابْن الْجَوْزِيّ على الحكم بِوَضْع هَذَا الحَدِيث وَاحْتج بِهِ فِي جزئه الَّذِي ذيل بِهِ نظما ونثرا على مَا ذكره الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ وَولده من المواطن الَّتِي يسن فِيهَا الْوضُوء فَقَالَ نظما: (وَسن وضوء من مَسِيس لكَافِر ... وأبرص أَو مس للأصنام فاعدد) (وسيل دم مَعَ أكل ذِي النَّار واضممن ... للحم جزور شرب درله زد) وَقَالَ مذيلا على الشَّرْح: الصُّورَة الْحَادِيَة وَالْأَرْبَعُونَ مس الْكَافِر، فَفِي حَدِيث عَن الزبير بن الْعَوام وَذكر الحَدِيث، ثمَّ قَالَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَفِيهِ عمر بن رَبَاح مجمع على ضعفه انْتهى، فَإِن كَانَ الحَدِيث انجبر عِنْده وترقى عَن الْوَضع فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يتعقبه هُنَا، وَالظَّاهِر أَنه ينجبر بطرِيق عَنْبَسَة، فَإِنَّهُ من رجال أبي دَاوُد وَوصف بِالصّدقِ وَإِنَّمَا ترك لاختلاطه وَالله تَعَالَى أعلم. (6) [حَدِيثُ] أَنَسٍ، دَخَلْتُ الْحَمَّامَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ جَالِسًا فِي الْوَزْنِ وَعَلَيْهِ مِئْزَرٌ، فَهَمَمْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ فَقَالَ: يَا أَنَسُ إِنَّمَا حَرَّمْتُ دُخُولَ الْحَمَّامِ بِغَيْرِ مِئْزَرٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ فِي سَنَده مَجْهُولُونَ وَلم يدْخل رَسُول الله حَماما قطّ وَلَا كَانَ عِنْدهم حمام. (7) [حَدِيثٌ] الْمَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ ثَلاثًا فَرِيضَةٌ لِلْجُنُبِ (عد قطّ حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة الأول من طَرِيق يُوسُف بن أَسْبَاط، وَعنهُ بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي والآخران من طَرِيق همام بن مُسلم، قَالَ الْأَزْدِيّ لم يحدث بِهِ إِلَّا يُوسُف، وَلم يُتَابع عَلَيْهِ، وَكَانَ يحدث من حفظه بعد أَن دفن كتبه فَلَا يَجِيء حَدِيثه كَمَا يَنْبَغِي، وَهَمَّام بن مُسلم كَانَ يسرق الحَدِيث فَلَعَلَّهُ سَرقه من يُوسُف، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا الحَدِيث وَضعه بركَة أَو وضع لَهُ. قَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل، وَقد جَاءَ مُرْسلا. (8) [حَدِيثُ] مُعَاذٍ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَمَسُّ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ قَالَ نَعَمْ إِلا أَنْ تَكُونَ عَلَى الْجَنَابَةِ، قُلْنَا يَا رَسُولَ الله فَقَوله تَعَالَى {وَكتاب مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ} ،

الفصل الثاني

قَالَ يَعْنِي مَكْنُونًا مِنَ الشِّرْكِ وَمِنَ الشَّيْطَانِ، لَا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ يَعْنِي لَا يَمَسُّ ثَوَابَهُ إِلا الْمُؤْمِنُونَ (قا) وَفِيه إِسْمَاعِيل ابْن أبي زِيَاد الشَّامي وَالْحُسَيْن بن الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ الزَّاهِد وَإِبْرَاهِيم الطيان فَلَا بَارك الله فِيمَن وَضعه. (9) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ دَخَلْتُ يَوْمًا على النَّبِي وَقَدْ فَاتَ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عِنْدِ النَّبِيِّ وَكَانَ رَسُول الله مَعَ عَائِشَةَ نَائِمَيْنِ فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الْبَابَ بِيَدِهِ وَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، وَكَانَ سَاق النَّبِي مُلْتَفًّا بِسَاقِ عَائِشَةَ فَفَتَحَتْ عَائِشَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ أَبَاهَا قَائِمًا فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ مَا وَرَاءَكَ وَبَكَتْ، فَوَقَعَ دَمْعُهَا عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ فَانْتَبَهَ فَقَالَ: مَا بُكَاؤُكِ، فَقَامَ أَبُو بكر، فَقَالَ النَّبِي مَالِي أَرَاكَ هَكَذَا، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ وَفَاتَ وَقْتُ الصَّلَاة، فَقَامَ النَّبِي مِنْ مَنَامِهِ وَهَمَّ أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ وَقَالَ لَا تَغْتَسِلْ وَتَيَمَّمْ وَصَلِّ فَإِنَّهُ جَائِزٌ [قا] وَقَالَ وَضعه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَكَانَ كراميا، وصنف الْحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا ابْن مَنْدَه الشَّافِعِي جُزْءا فِي رد هَذَا الحَدِيث وَكَيْفِيَّة وَضعه وَبَيَان اسْم وَاضعه. (10) [حَدِيثٌ] مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ حَلالا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِائَةَ قَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ (دِينَار) عَن أنس وَهُوَ من وضع دِينَار. (11) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قَالَ لي رَسُول الله: يَا عَلِيُّ غَسِّلِ الْمَوْتَى، فَإِنَّهُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا غُفِرَ لَهُ سَبْعِينَ مَغْفِرَةً، لَوْ قُسِمَتْ مَغْفِرَةٌ مِنْهَا عَلَى جَمِيعِ الْخَلائِقِ لَوِسَعَتْهُمْ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَقُولُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، قَالَ يَقُولُ غُفْرَانَكَ يَا رَحْمَنُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الْغَسْلِ (شا) من طَرِيق حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي (قلت) هَذَا الحَدِيث فِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات، وَفِي تلخيصه للذهبي، وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي فِي اللآلئ المصنوعة وَالله أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (12) [أَثَرُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، مَاءَ الْبَحْرِ لَا يُجْزِئُ مِنْ جَنَابَةٍ وَلا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، لأَنَّ تَحْتَ الْبَحْرِ نَارًا وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا حَتَّى عَدَّ سَبْعَةَ أبحر وَسَبْعَة نيران.

(13) [وَأَثَرُ] أَبِي هُرَيْرَةَ مَاءَانِ لَا يُجْزِيَانِ مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ، مَاءُ الْبَحْرِ وَمَاءُ الْحَمَّامِ (قا) وَقَالَ باطلان، تفرد بهما مُحَمَّد بن المُهَاجر (تعقب) بِأَنَّهُ لَا ذَنْب لِابْنِ المُهَاجر فيهمَا، فَإِنَّهُمَا مخرجان من غير طَريقَة فِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة، وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه أثر ابْن عَمْرو. (14) [حَدِيثٌ] إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يَحْمِلَ الْخَبَثِ (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح، خلط فِيهِ الْقَاسِم بن عبد الله الْعمريّ (تعقب) بِأَن أَكثر مَا فِيهِ أَنه شَاذ أَو مُنكر، وَالقَاسِم من رجال ابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن جَابر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه، ثمَّ قَالَ عقبه وَكَذَا رَوَاهُ الْقَاسِم الْعمريّ عَن ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر وَوهم فِي إِسْنَاده، وَكَانَ ضَعِيفا كثير الْخَطَأ، وَخَالفهُ روح وَالثَّوْري وَمعمر فَرَوَوْه عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن ابْن عمر مَوْقُوفا، وَرَوَاهُ السّخْتِيَانِيّ عَن ابْن الْمُنْكَدر، قَوْله ثمَّ أسْند رواياتهم وَورد ذَلِك أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ. (15) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أسخنت لرَسُول الله مَاءً فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ (نع) فِي الطِّبّ، وَفِيه خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي (قطّ) فِي الْأَفْرَاد، وَفِيه الْهَيْثَم بن عدي، وَفِي السّنَن وَفِيه عَمْرو بن الأعسم (حب) وَفِيه وهب ابْن وهب، وَجَاء من حَدِيث أنس لَا تغتسلوا بِالْمَاءِ الَّذِي يسخن بالشمس فَإِنَّهُ يعدي من البرص (عق) من طَرِيق سوَادَة، وَقَالَ مَجْهُول بِالنَّقْلِ حَدِيثه غير مَحْفُوظ وَلَيْسَ فِي المَاء المشمس شَيْء يَصح مُسْندًا، إِنَّمَا يروي فِيهِ شَيْء من قَول عمر (تعقب) بِأَن الحَدِيث وَإِن كَانَ واهيا من جَمِيع طرقه فَقَوْل عمر شَاهد لَهُ، وَقد أخرج الشَّافِعِي فِي الْأُم قَول عمر بِسَنَد رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلا إِبْرَاهِيمَ بْنَ أبي يحيى، فَإِنَّهُ مُخْتَلف فِيهِ، وَشَيْخه صَدَقَة ابْن عبد الله ضَعِيف، وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق آخر، حسنها الْمُنْذِرِيّ وَغَيره. (16) [حَدِيثٌ] مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَسَتَرَ عَلَيْهِ وَأَدَّى الأَمَانَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً، وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا كَسَاهَ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ وَإِسْتَبْرَقِهَا، وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْرًا كَانَ كَمَنْ أُسْكِنَ بَيْتًا إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (قطّ) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ يُوسُف ابْن عَطِيَّة (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من طرق بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة، فجَاء من حَدِيث أبي رَافع أخرجه

الفصل الثالث

الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه أَبُو يعلى، وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه ابْن مَاجَه، وَمن حَدِيث عَائِشَة وَجَابِر بن عبد الله أخرجهُمَا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي على حَاشِيَة مخنصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي رَافع، وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ رُوَاته مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح، وَأخرجه الْحَاكِم أَيْضا وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّالِث (17) [حَدِيثُ] مَنْ سَمَّى فِي وُضُوئِهِ لَمْ يَزَلْ مَلَكَاهُ يَكْتُبَانِ لَهُ الْحَسَنَاتِ حَتَّى يُحْدِثَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءِ (الشِّيرَازِيّ) فِي الألقاب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق الْحُسَيْن ابْن علوان. (18) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تُحْدِثَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءِ (طب) فِي الصَّغِير، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مُنكر (قلت) إِذا كَانَ مُنْكرا فَلم يذكرهُ فِي الموضوعات، وَقد ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي فِي الْكَلَام على حَدِيث لَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ، فَقَالَ وَقد ورد الْأَمر بذلك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، فَفِي الْأَوْسَط للطبراني فَذكره ثمَّ قَالَ، قَالَ يَعْنِي الطَّبَرَانِيّ تفرد بِهِ عَمْرو بن أبي سَلمَة عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن عَليّ بن ثَابت انْتهى، وَعمر بن أبي سَلمَة صَدُوق، روى لَهُ السِّتَّة غَايَة مَا قيل فِيهِ لَهُ أَوْهَام، وَالله تَعَالَى أعلم. (19) [حَدِيثُ] أَنَسٍ دَخَلْتُ عَلَى رَسُول الله وَبَيْنَ يَدَيْهِ إِنَاءٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ لِي يَا أَنَسُ ادْنُ مِنِّي أُعَلِّمْكَ مَقَادِيرَ الْوُضُوءِ، فَدَنَوْتُ من رَسُول الله فَلَمَّا غَسَلَ يَدَيْهِ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ فَلَمَّا اسْتَنْجَى قَالَ: اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، فَلَمَّا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ قَالَ اللَّهُمَّ لَقِّنِّي حُجَّتِي وَلا تَحْرِمْنِي رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا أَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ قَالَ اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ الْوُجُوهُ، فَلَمَّا أَنْ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي، فَلَمَّا أَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ قَالَ اللَّهُمَّ

تعشنا بِرَحْمَتِكَ وَجَنِّبْنَا عَذَابَكَ، فَلَمَّا أَنْ غسل قَدَمَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَدَمِي يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَام، ثمَّ قَالَ النَّبِي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ يَا أَنَسُ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَهَا عِنْدَ وُضُوئِهِ لَمْ يَقْطُرْ مِنْ خَلَلِ أَصَابِعِهِ قَطْرَةً إِلا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكًا يُسَبِّحُ اللَّهُ تَعَالَى بِسَبْعِينَ لِسَانًا يَكُونُ ثَوَابُ ذَلِكَ التَّسْبِيحِ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (حب) وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ اتهمَ بِهِ ابْن حبَان عباد بن صُهَيْب، واتهم بِهِ الدَّارَقُطْنِيّ أَحْمد بن هَاشم وَقد نَص الشَّيْخ مُحي الدَّين النَّوَوِيّ فِي كتبه على بطلَان هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ فِي الْمِنْهَاج وحذفت دُعَاء الْأَعْضَاء إِذْ لَا أصل لَهُ، وَتعقبه الأسنوي، فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِك بل رُوِيَ من طرق مِنْهَا عَن أنس فَذكر هَذَا الحَدِيث، ثمَّ قَالَ وَعباد بن صُهَيْب قَالَ أَبُو دَاوُد قدري صَدُوق، وَقَالَ أَحْمد مَا كَانَ بِصَاحِب كذب، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ على الْأَذْكَار: لَو لم يقل فِيهِ إِلَّا ذَلِك لمشى حَاله لَكِن قد علمت مَا قَالَه ابْن حبَان فِيهِ وَلَا تنَافِي بَين قَوْله وَقَول أَحْمد وَأبي دَاوُد لِأَنَّهُ يجمع بَينهمَا بِأَنَّهُ كَانَ لَا يتَعَمَّد الْكَذِب بل يَقع ذَلِك فِي رِوَايَته من غلطه وغفلته، وَلذَلِك تَركه البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيرهم، وَأطلق عَلَيْهِ ابْن معِين الْكَذِب، وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي كَانَت كتبه ملأى من الْكَذِب والراوي لَهُ عَن عباد ضَعِيف أَيْضا، فَهَذَا حَال الحَدِيث من هَذَا الطَّرِيق، انْتهى وَجَاء من حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب أخرجه أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه فِي كتاب الْوضُوء والمستغفري فِي الدَّعْوَات والديلمي فِي مُسْند الفردوس، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ على الْأَذْكَار غَرِيب، وَرُوَاته معروفون لَكِن خَارِجَة بن مُصعب تَركه الْجُمْهُور وَكذبه ابْن معِين. (20) [أَثَرُ] عَائِشَةَ لأَنْ أَقْطِعَ رِجْلِي بِالْمُوسَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات مَوْضُوع على عَائِشَة، وَضعه مُحَمَّد بن مهَاجر الْبَغْدَادِيّ (قلت) وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ قَالَ وَقد روى الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عَائِشَة إِثْبَات الْمسْح على الْخُفَّيْنِ، وَيُؤَيّد ذَلِك حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ فِي سُؤَاله إِيَّاهَا عَن ذَلِك، فَقَالَت سل عَليّ بن أبي طَالب، وَفِي رِوَايَة أَنَّهَا قَالَت لَا علم لي بذلك انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثٌ] إِذَا اسْتَنْجَيْتُمْ فَتَنَحَّوْا عَنْ مَوْضِعِ الاسْتِنْجَاءِ، فَإِنَّهُ من تنحى عَن مَوضِع

الاسْتِنْجَاءِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ وُضُوئِهِ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَيُعْطِيهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى جَسَدِهِ مَدِينَةً مِنَ الْجَنَّةِ وَيَكْتُبُ لَهُ مَكَانَ كُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَلَكٌ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ وَآمَنَ مِنْ كُلِّ الْبَلاءِ إِلَى تِلْكَ السَّاعَةِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه أَيُّوب ابْن سُلَيْمَان وَفِي اللِّسَان أَيُّوب بن سُلَيْمَان من وَادي الْقرى. لَا يعرف، وَأَظنهُ هُوَ هَذَا وَعنهُ عَليّ بن مهْرَان فَإِن يكن هُوَ الرَّازِيّ الطَّبَرِيّ فمتكلم فِيهِ وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ، وَعنهُ أَحْمد ابْن ماهان فَإِن يكن هُوَ أَحْمد بن عِيسَى بن عَليّ بن ماهان فمتكلم فِيهِ، أَو أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن ماهان فمجهول كَمَا قَالَه أَبُو حَاتِم وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ، وَعنهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي الشَّيْخ لم أعرفهُ وَالله أعلم. (22) [حَدِيثُ] إِنَّ الأَرْضَ لَتَنْجُسُ مِنْ بَوْلِ الأَقْلَفِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي. (23) [حَدِيثُ] الْقُلْفَةُ قُلْفَتَانِ، قُلْفَةٌ فِي الْفَمِ وَقُلْفَةٌ فِي الْفَرْجِ، وَقُلْفَةُ الْفَمِ أَشَدُّ مِنْ قُلْفَةِ الْفَرْجِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الْحَجَرَ لَيَتَنَجَّسُ مِنْ بَوْلِ الأَقْلَفِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا (مي) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني. (24) [حَدِيثٌ] الْوُضُوءُ مِنَ الْبَوْلِ مَرَّةً مَرَّةً، وَمِنَ الْغَائِطِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمِنَ الْجَنَابَةِ ثَلاثًا ثَلاثًا (نع) فِي تَارِيخه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق عَمْرو بن فَايِد، قَالَ ابْن عدي مُنكر، وَقَالَ الذَّهَبِيّ بل بَاطِل. (25) [حَدِيثٌ] إِنَّ شَيْطَانًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يُقَالُ لَهُ الْوَلْهَانُ، مَعَهُ ثَمَانِيَةُ أَمْثَالِ وَلَدِ آدَمَ مِنَ الْجُنُودِ، وَلَهُ خَلِيفَةٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْعَبْدُ شَيْئًا أَخَذَهُ بِالْوُضُوءِ حَتَّى يَهْلِكَهُ، فَمَنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَإِذَا قَدِمَ الْوُضُوءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ خِنْزَبٍ وَأَشْبَاهِهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عَنْهُ وَيَكْفِيهِ مِنَ الْمَاءِ لِلْوُضُوءِ مَا يَكْفِي مِنَ الدُّهْنِ (ابْن الْجَوْزِيّ) فِي الواهيات، وَقَالَ الحَدِيث على هَذَا الْوَصْف مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ حبيب بن أبي حبيب (قلت) قَوْله على هَذَا الْوَصْف يُشِير إِلَى أَن ذكر الولهان جَاءَ فِي حَدِيث آخر على غير هَذَا الْوَجْه، وَهُوَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره عَن أبي مَرْفُوعا إِن للْوُضُوء شَيْطَانا يُقَال لَهُ الولهان، فَاتَّقُوا وسواس المَاء، وَفِي إِسْنَاده

ضعف فَإِنَّهُ من طَرِيق خَارِجَة بن مُصعب، وَلذَلِك أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَالله تَعَالَى أعلم. (26) [حَدِيثٌ] النَّوْمُ خَدَرٌ وَالْغَشَيَانُ حَدَثٌ (مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْخُتلِي وَإِبْرَاهِيم ابْن مخلد) من حَدِيث ابْن عمرن وَفِيه أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَوْضُوع، آفته أَحْمد بن سُلَيْمَان. (27) [حَدِيثُ] عمار مربى رَسُول الله وَأَنَا أُصَفِّرُ نَاقَتِي فَتَنَخَّمْتُ فَأَصَابَتْ نُخَامَتِي ثَوْبِي، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرِّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدِي، فَقَالَ النَّبِي يَا عَمَّارُ: مَا نُخَامَتُكَ وَلا دُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رِكْوَتِكَ، إِمَّا تَغْسِلُ ثَوْبَكَ مِنَ الْبَوْلِ الْغَائِطِ وَالْمَنِيَّ مِنَ الْمَاءِ الأَعْظَمِ وَالدَّمَ وَالْقَيْءَ (أَبُو يعلى) فِي مُسْنده، وَفِيه ثَابت بن حَمَّاد، قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ، وَقَالَ ابْن تَيْمِية فِي مَا نَقله عَنهُ ابْن عبد الْهَادِي فِي التَّنْقِيح هَذَا الحَدِيث كذب عِنْد أهل الْمعرفَة (قلت) وَلَا يغتر بِرِوَايَة الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ لَهُ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الْعجلِيّ عَن حَمَّاد بن سَلمَة، فإبراهيم ضَعِيف وَقد غلط فِيهِ، إِنَّمَا يرويهِ ثَابت بن حَمَّاد، نبه على ذَلِك الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ وَالله أعلم. (28) [حَدِيثٌ] ثِنْتَانِ لَا يَمُوتَانِ الإِنْفَحَةُ وَالْبَيْضُ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ مَوْضُوع وآفته بشر بن إِبْرَاهِيم. (29) [حَدِيثٌ] مَا مَاتَ أَحَدٌ إِلا يُجْنِبُ فَلِذَلِكَ يُغَسَّلُ لأَنَّهُ لَا تُنْزَعُ رُوحُ أَحَدٍ إِلا خَرَجَ مَاؤُهَا، الشَّهِيدُ وَغَيْرُهُ فِي هَذَا سَوَاءٌ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه نهشل. (30) [حَدِيثٌ] الْوُضُوءُ مُدٌّ وَالْغُسْلُ صَاعٌ، وَسَيَأْتِي أَقْوَامٌ مِنْ بَعْدِي يَسْتَقِلُّونَ ذَلِكَ، أُولَئِكَ خِلافُ أَهْلِ سُنَّتِي، وَالآخِذُ بِسُنَّتِي مَعِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ مُنْتَزَهِ أَهْلِ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أم سعيد بنت عَمْرو الجُمَحِي، وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن (قلت) فِي إِدْخَال هَذَا فِي الموضوعات نظر، وعنبسة على ضعفه واتهامه روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَرَأَيْت الْبَيْهَقِيّ وَغَيره من الْحفاظ يقتصرون على وصف حَدِيثه بالضعف،

وَقد عزى الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ الحَدِيث إِلَى كتاب الِانْتِصَار لأبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ، وَأعله بِعَنْبَسَةَ، ثمَّ قَالَ: وَفِي الْبَاب حَدِيث عبد الله بن مُغفل سَيكون قوم يعتدون فِي الطّهُور وَالدُّعَاء، وَهُوَ صَحِيح رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَغَيرهم وَالله تَعَالَى أعلم. (31) [حَدِيثٌ] لَا تتوضأوا فِي الْكَنِيفِ الَّذِي تَبُولُونَ فِيهِ، فَإِنَّ وُضُوءَ الْمُؤْمِنِ يُوزَنُ مَعَ الْحَسَنَاتِ (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا من وَضعه. (32) [حَدِيثُ] أَنَسٍ كَانَ رَسُولُ الله إِذَا اسْتَاكَ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ سِوَاكِي رِضَاكَ عَنِّي وَاجْعَلْهُ طُهُورًا وَتَمْحِيصًا وَبَيِّضْ بِهِ وَجْهِي مَا تُبَيِّضُ بِهِ أَسْنَانِي (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب البُخَارِيّ. (33) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ اغْتَسِلْ فُي كُلِّ جُمُعَةٍ وَلَوْ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَاءَ بِقُوتِ يَوْمِكَ (مي) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن حَيَّان. (34) [حَدِيثُ] أَنَسٍ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَأَنَا أُفِيضُ عَلَيَّ شَيْئًا مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ لِي يَا أَنَسُ غُسْلُكَ لِلْجُمُعَةِ أَمْ لِلْجَنَابَةِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ لِلْجَنَابَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْك بالحنيك والفنيك وَالضَّاغِطَيْنِ وَالْمسيْنِ وَالْمنسبَيْنِ وَأُصُولِ الْبَرَاجِمِ وَأُصُولِ الشَّعْرِ وَاثْنَى عَشَرَ نَقْبًا، مِنْهَا سَبْعَةٌ فِي وَجْهِكَ وَرَأْسِكَ، وَاثْنَانِ فِي سِفْلَيْكَ وَثَلاثٌ فِي صَدْرِكَ وَسُرَّتِكَ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوِ اغْتَسَلْتَ بِأَرْبَعَةِ أَنْهَارِ الدُّنْيَا سَيْحَانَ وَجَيْحَانَ وَالنِّيلِ وَالْفُرَاتِ ثُمَّ لَمْ تُنَقِّهِمْ لَلَقِيتَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَنْتَ جُنُبٌ، قَالَ أَنَسٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْحُنَيْكُ وَمَا الْفَنِيكُ وَمَا الضَّاغِطَيْنِ وَالْمسيْنِ وَمَا الْمنسبَيْنِ وَمَا أُصُولُ الْبَرَاجِمِ، قَالَ أَمَّا الْحُنَيْكُ فَلَحْيُكَ الْفَوْقَانِيُّ، وَأَمَّا الْفَنِيكُ فَفَكُّكَ السُّفْلانِيُّ، وَأَمَّا الضَّاغِطَيْنِ وَهُمَا الْمسيْنِ فَهُمَا أُصُولُ أَفْخَاذِكَ، وَأَمَّا الْمنسبَيْنِ فَتَفْرِيشُ أَذَانِكَ، وَأَمَّا أُصُولُ الْبَرَاجِمِ فَأُصُولُ أَظَافِرِكَ فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَتَأْتِي الشَّعْرَةُ كَالْبَعِيرِ الْمَزْبُونِ حق تَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، فَتَقول إلهي وسيدي خذلي بِحَقِّي مِنْ هَذَا، فَعِنْدَهَا نَهَى رَسُول الله أَن يحلق الرجل رَأسه

وَهُوَ جُنُبٌ، أَوْ يُقَلِّمَ ظُفْرًا أَوْ يَنْتِفَ حَاجِبًا وَهُوَ جُنُبٌ (كرّ) وَقَالَ مُنكر بِمرَّة وَفِيه على ابْن مُحَمَّد بَلَاغ إِمَام الْجَامِع بِدِمَشْق، وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن عَليّ المراغي، وَالْحمل فِيهِ على أَحدهمَا، وغَالب الظَّن أَن الآفة فِيهِ من أبي بكر المراغي ... وَالله أعلم. (35) [حَدِيثٌ] مَسْحُ الرَّقَبَةِ أَمَانٌ مِنَ الْغُلِّ (قَالَ النَّوَوِيّ) فِي شرح الْمُهَذّب مَوْضُوع (قلت) أخرجه أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ من تَوَضَّأ وَمسح عُنُقه لم يغل بالأغلال يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَفِيه أَبُو بكر الْمُفِيد شيخ أبي نعيم، قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَهُوَ آفته، وَقد سبق النَّوَوِيّ إِلَى إِنْكَاره ابْن الصّلاح وَقَالَ لَا يعرف مَرْفُوعا وَإِنَّمَا هُوَ قَول بعض السّلف، قَالَ الْعِرَاقِيّ نعم ورد مسح الرَّقَبَة من حَدِيث وَائِل بن حجر فِي صفة وضوء النَّبِي؛ أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَزَّار فِي الْكَبِير بِسَنَد لَا بَأْس بِهِ وَالله أعلم. (36) [حَدِيثٌ] مَنْ قَدَّمَ لأَخِيهِ إِبْرِيقًا يَتَوَضَّأُ بِهِ فَكَأَنَّمَا قَدَّمَ لَهُ جَوَادًا. (37) [وَحَدِيثٌ] أَكْرِمُوا طُهُورَكُمْ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان.

كتاب الصلاة

كتاب الصَّلَاة الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] مَنْ نَوَّرَ بِالْفَجْرِ نَوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ وَقَبْرِهِ وَقُبِلَتْ صَلاتُهُ (قطّ) من حَدِيث أنس من طَرِيق سُلَيْمَان بن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ. (2) [حَدِيث] إِذْ كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا وَنِصْفًا إِلَى ذِرَاعَيْنِ فَصَلُّوا الظُّهْرَ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أَصْرَم بن حَوْشَب، وَقَالَ ابْن حبَان بَاطِل، وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يعرف إِلَّا بأصرم، وَهُوَ كَذَّاب خَبِيث وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ أصل يثبت. (3) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا يُسَمَّى شَمْخَائِيلُ يَأْخُذُ الْبَرَاءَاتِ لِلْمُصَلِّينَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كُلَّ صَلاةٍ، فَإِذَا أَصْبَحَ الْمُؤْمِنُونَ قَامُوا فتوضؤا لِصَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلَّوْا، أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ بَرَاءَةٌ أُولَى مَكْتُوبُ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي جِوَارِي جَعَلْتُكُمْ، وَفِي ذِمَّتِي وَحِفْظِي وَتَحْتَ كَنَفِي صَيَّرْتُكُمْ، فَوَعِزَّتِي لَا أَخْذُلُكُمْ مَغْفُورٌ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ إِلَى الظُّهْرِ، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الظُّهْرِ قَامُوا فتوضؤا وَصَلَّوْا أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةٌ ثَانِيَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي بَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ، وَكَفَّرْتُ السَّيِّئَاتِ، وَتَجَاوَزْتُ لَكُمْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَأَدْخَلْتُكُمْ بِرِضَائِي عَلَيْكُمْ دَارَ الْجَلالِ، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ قَامُوا فتوضؤا وَصَلَّوْا أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةٌ ثَالِثَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي حَرَّمْتُ أَبْدَانَكُمْ عَلَى النَّارِ وَأَسْكَنْتُكُمْ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، وَدَفَعْتُ عَنْكُمْ بِرَحْمَتِي الأَشْرَارَ، فَإِذَا كَانَ وَقت الْمغرب قَامُوا فتوضؤا وَصَلَّوْا أُخِذَ لَهُمْ بَرَاءَةٌ رَابِعَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي صَعِدَتْ إِلَى ملائكتي بالرضى عَنْكُمْ وَحَقَّ عَلَيَّ رِضَاكُمْ وَأَنَا أُعْطِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمْنِيَتَكُمْ، فَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْعِشَاءِ أُخِذَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ بَرَاءَةٌ خَامِسَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي بُيُوتِكُمْ تَطَهَّرْتُمْ وَإِلَيَّ مَشَيْتُمْ، فِي ذِكْرِي خُضْتُمْ وَحَقِّي عَرَفْتُمْ وَفَرِيضَتِي أَدَّيْتُمْ اشْهَدْ يَا شَمْخَائِيلُ وَسَائِرَ مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْهُمْ، فَيُنَادِي شمخائيل كل لَيْلَة ثَلَاث أَصْوَاتٍ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لِلْمُصَلِّينَ الْمُوَحِّدِينَ، فَلا يَبْقَى مَلَكٌ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ إِلَّا اسْتغْفر للمصلين

وَدَعَا لَهُمْ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا، فَمَنْ رُزِقَ مِنْهُمْ صَلاةُ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ قَامَ لِلَّهِ مُخْلِصًا فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا سَابِغًا ثُمَّ دَنَا مِنْ مُصَلاهُ فَصَلَّى فِيهِ إِلا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْفَهُ سَبْعَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ فِي كُلِّ صَفٍّ مِنْهُم مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ تَعَالَى، أَحَدُ طَرَفَيِ الصَّفِّ فِي الْمَشْرِقِ وَالآخَرُ فِي الْمَغْرِبِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ أَمَّنَ هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةِ عَلَى دُعَائِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةِ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِعَدَدِهِمْ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِعَدَدِهْم دَرَجَاتٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه مَنْصُور بن مُجَاهِد، وَعنهُ أَحْمد بن هَاشم الْخَوَارِزْمِيّ، وَقَالَ الْأَزْدِيّ هَذَا عمل مَنْصُور. (4) [حَدِيثٌ] لَا يُؤَذِّنُ لَكُمْ مَنْ يُدْغِمُ الْهَاءَ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، قَالَ أَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَهَذَا مُنكر، وَإِنَّمَا مر الْأَعْمَش بِرَجُل يُؤذن ويدغم الْهَاء فَقَالَ لَا يُؤذن لكم من يدغم الْهَاء، وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الحَدِيث عَليّ بن جميل الرقي. (5) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ وَالْمُلَبِّينَ يخرجُون من قُبُورهم، يُؤذن المؤذون وَيُلَبِّي الْمُلَبِّي وَيُغْفَرُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ يَسْمَعُ صَوْتَهُ مِنْ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَمَدَرٍ وَرَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ يُصَلِّي مَعَهُ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ بِمِثْلِ حَسَنَاتِهِمْ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَيُعْطَى مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مَا سَأَلَ رَبَّهُ إِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا فَيُصْرَفَ عَنْهُ السُّوءُ أَوْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَيُؤْتَى فِيمَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مِنَ الأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيُكْتَبُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ أَجْرِ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ شَهِيدًا وَمِثْلُ أَجْرِ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ وَجَامِعِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ، وَمِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ النَّهَارَ الْقَائِمِ اللَّيْلَ؛ وَمِثْلُ أَجْرِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ وَالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، وَمِثْلُ مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمِثْلُ أَجْرِ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ النَّبِيُّونَ وَالرُّسُلُ ثُمَّ يُكْسَى الْمُؤَذِّنُونَ، وَتَلْقَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَجَائِبُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زُمُرُّذٍ أَخْضَرَ أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ وَرِحَالُهَا مِنْ ذَهَبٍ، حَافَّتَاهُ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّذِ، عَلَيْهَا مَيَاثِرُ السُّنْدُسِ وَمِنْ فَوْقِ السُّنْدُسِ الإِسْتَبْرَقُ وَمِنْ فَوق الإستبرق حَرِير أَخْضَر، ويحلى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلاثَةَ أَسْوِرَةٍ، سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ وَسِوَارًا مِنْ فِضَّةٍ وَسِوَارًا مِنْ لُؤْلُؤٍ، عَلَيْهِمُ التِّيجَانُ أَكَالِيلُ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّذِ، وَنِعَالُهُمْ مِنْ ذَهَبٍ شِرَاكُهَا مِنْ دُرٍّ، وَلِنَجَائِبِهِمْ أَجْنِحَةٌ تَضَعُ خطوها مد بصرها وعَلى كل

وَاحِدٍ مِنْهَا فَتًى شَابٌّ أَمْرَدُ جَعْدُ الرَّأْسِ لَهُ جُمَّةٌ عَلَى مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ، حَشْوُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ لَوِ انْتَشَرَ مِنْهَا مِثَالُ ذَرَّةٍ بِالْمَشْرِقِ لَوَجَدَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ رِيحَهُ، أَنْوَرُ الْوَجْهِ أَبْيَضُ الْجِسْمِ أَصْفَرُ الْحُلِيِّ أَخْضَرُ الثِّيَابِ، يُشَيِّعُهُمْ مِنْ قُبُورِهْم سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، يَقُولُونَ تَعَالَوْا إِلَى حِسَابِ بَنِي آدَمَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ رَبُّهُمْ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ حَرْبَةٍ مِنَ نُورِ الْبَرْقِ حَتَّى يُوَافُوا بِهِمُ الْمَحْشَرَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} (شا) من حَدِيث جَابر، وَفِيه سَلام الطَّوِيل وَعباد بن كثير فأحدهما وَضعه. (6) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَفْرُوشَةٍ بِالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ ثُمَّ يُضْرَبُ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ نُورٍ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ الْمُؤَذِّنُونَ أَيْنَ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَيَقُومُ الْمُؤَذِّنُونَ وَهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا، فَيُقَالُ لَهُمُ اجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ تَحْتَ تِلْكَ الْقِبَابِ حَتَّى يَفْرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ، فَإِنَّهُ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (خطّ) من حَدِيث أبي سعيد وَاسْتَغْرَبَهُ، وَفِيه إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ. (7) [حَدِيثٌ] يَجِيءُ بِلالٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَاحِلَةٍ رَحْلُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَزِمَامُهَا دُرٌّ وَيَاقُوتٌ، يَتَّبِعُهُ الْمُؤَذِّنُونَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَدْخُلُ مَنْ أَذَّنَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَطْلُبُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه أَبُو الْوَلِيد خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي. (8) [حَدِيثٌ] إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ بَادَرَتِ الْحُورُ إِلَى أَبْوَابِ الْجِنَانِ شَوْقًا إِلَى ذِكْرِ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ تَخْشَخَشُ ثِمَارُ الْجَنَّةِ، وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ نَادَى مُنَاد من السَّمَاء يَا ابْن آدَمَ أَفْلَحْتَ وَأَفْلَحَ مَنْ أَجَابَكَ، وَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ تَقُولُ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَوَاتٍ أَيُّهَا الْعَبْدُ كَبَّرْتَ كَبِيرًا وَعَظَّمْتَ عَظِيمًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ مِمَّا يَصِفُ الْوَاصِفُونَ، وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَقُولُ اللَّهِ صَدَقَ عَبْدِي بِهَا حَرَّمْتُ بَدَنَكَ وَبَدَنَ مَنْ أَجَابَكَ عَلَى النَّارِ (حا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه الْقَاسِم بن مُحَمَّد الفرغاني.

(9) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مَدِينَةٍ يَكْثُرُ أَذَانُهَا إِلا قَلَّ بَرْدُهَا (فت) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه عَمْرو بن جَمِيع. (10) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْرَدَ الإِقَامَةَ فَلَيْسَ مِنَّا (قا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَرِجَاله مَا بَين مَجْرُوح ومجهول، وَقَالَ السُّيُوطِيّ: وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل. (11) [حَدِيثُ] بِلالٍ. أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، ثُمَّ أَذَّنْتُ ثَانِيَةً فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، ثُمَّ أَذَّنْتُ ثَالِثَةً فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُول الله مَا لَهُمْ يَا بِلالُ، قُلْتُ كَبَدَهُمُ الْبَرْدُ، فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْسِرْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ. قَالَ بِلَال فَلَقَد رَأَيْتهمْ يتروحون فِي الصُّبْح أَو قَالَ فِي الضُّحَى (عق) من طَرِيق أَيُّوب بن سيار (قلت) وَأخرجه ابْن عدي من طَرِيق الْمَذْكُور وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من طَرِيق ابْن عدي، ثمَّ قَالَ فِيهِ مُحَمَّد بن يزِيد الْمُسْتَمْلِي وَلَيْسَ بِثِقَة انْتهى، فَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى اتهامه بِهِ، وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر بِأَن الْمُسْتَمْلِي لم ينْفَرد بِهِ فقد تَابعه دَاوُد بن مهْرَان؛ وَمن طَرِيقه أخرجه الْعقيلِيّ أَي فانحصر الْأَمر فِي أَيُّوب، لَكِن السُّيُوطِيّ أورد الحَدِيث فِي كِتَابه المعجزات والخصائص من عِنْد ابْن عدي وَأبي نعيم والْبَيْهَقِيّ، وَقد ذكر أَنه نزه كِتَابه الْمَذْكُور عَن الموضوعات وَلم يتعقبه هُنَا وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يتعقبه على عَادَته فِي التعقب بِإِخْرَاج الْبَيْهَقِيّ الحَدِيث لِأَنَّهُ الْتزم أَن لَا يخرج فِي كتبه حَدِيثا يُعلمهُ مَوْضُوعا وَالله أعلم. (12) [حَدِيثٌ] تَذْهَبُ الأَرَضُونَ كُلُّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا الْمَسَاجِدَ، فَإِنَّهَا تَنْضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ (عد) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ أَصْرَم بن حَوْشَب. (13) [حَدِيثُ] أُمِّ سَلمَة. كَانَ النَّبِي إِذا قَامَ يُصَلِّي يظنّ الظَّانُّ أَنَّهُ جَسَدٌ لَا رُوحَ فِيهِ (حب) من طَرِيق جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي. (14) [حَدِيثٌ] مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلاةِ فَلا صَلاةَ لَهُ (قا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مَأْمُون بن أَحْمد وَمن حَدِيث أنس بِلَفْظ من رفع يَدَيْهِ فِي الرُّكُوع فَلَا صلاه لَهُ، وَفِيه مُحَمَّد بن عكاشة الْكرْمَانِي (قلت) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِ الْمَوْضُوعَاتِ وَضعه مَأْمُون وَسَرَقَهُ ابْن عكاشة وَالله أعلم.

(15) [حَدِيثٌ] إِذَا رَقَدَ الْمَرْءُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَتَمَةَ وَقَفَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ يُوقِظَانِهِ يَقُولانِ الصَّلاةَ الصَّلاةَ، ثُمَّ يُوَلِّيَانِ عَنْهُ وَيَقُولانِ رَقَدَ الْخَاسِرُ وَأَبَى (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه يَعْقُوب بن الْوَلِيد الْمَدِينِيّ. (16) [حَدِيثٌ] الْوِتْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ مَسْخَطَةُ الشَّيْطَانِ، وَأَكْلُ السَّحُورِ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أبان بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ. (17) [حَدِيثُ] جَابِرٍ. قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي تَرَكْتُ الصَّلاةَ، قَالَ فَاقْضِ مَا تَرَكْتَ قَالَ كَيْفَ أَقْضِي قَالَ: صَلِّ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ صَلاةً مِثْلَهَا، قَالَ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ قَالَ لَا قَبْلَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه سلم بن عبد الله الزَّاهِد. (18) [حَدِيثٌ] مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ مِنْ غَيْرِ جَنَابَةٍ تَنَظُّفًا لِلْجُمُعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ يَبُلُّهَا مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ اغْتِسَالِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ، فِي كُلِّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَمِنْ أَصْنَافِ الْجَوْهَرِ مَا لَا يُحْصِيهِ إِلا اللَّهُ، وَكُلُّ قَصْرٍ مِنْهَا جَوْهَرَةٌ وَاحِدَةٌ لَا وَصْمَ فِيهَا ولَا قَصْمَ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ تِلْكَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَالدُّرِّ وَالْحَجَرِ والصفاف وَالْغُرَفِ وَالْبُيُوتِ وَالْخِيَامِ وَالسُّرَرِ وَالأَزْوَاجِ من الْحور الْعين وَالثِّمَار والزراري وَالْمَوَائِدِ وَالْقِصَاعِ وَأَصْنَافِ الأَطْعِمَةِ وَغُضَارَةِ النَّعِيمِ وَالْوُصَفَاءِ وَالأَنْهَارِ وَالأَشْجَارِ وَالْفَوَاكِهِ وَالْحُلَلِ وَالْحُلِيِّ مَا لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَضَاءَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ نُورًا وَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَمْشُونَ خَلْفَهُ وَأَمَامَهُ وَعَنْ يَمِنيِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَسْتَفْتِحُونَ فَإِذَا دَخَلَهَا صَارُوا خَلْفَهُ وَهُوَ أَمَامَهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى مَدِينَةٍ ظَاهِرُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ وَبَاطِنُهَا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مِنْ بَهْجَتِهَا وَغُضَارَتِهَا وَنَعِيمِهَا مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ عِلْمُ الْعِبَادِ وَيَعْجَزُونَ عَنْ وَصْفِهِ، فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَيْهَا قَالُوا لَهُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَتَدْرِي لِمَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةُ؟ قَالَ لَا. فَمَنْ أَنْتُمْ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، قَالُوا لَهُ نَحْنُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ شَهِدْنَاكَ يَوْمَ اغْتَسَلْتَ فِي الدُّنْيَا لِلْجُمُعَةِ، فَهَذِهِ الْمَدِينَةُ وَمَا فِيهَا ثَوَابٌ لَكَ لِذَلِكَ الْغُسْلِ وَأَبْشِرْ بِأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ثَوَابِ اللَّهِ لِصَلاةِ الْجُمُعَةِ تَقَدَّمْ أَمَامَكَ حَتَّى تَرَى مَا أعد الله لَك

بِصَلاةِ الْجُمُعَةِ مِنْ كَرِيمِ ثَوَابِهِ، فَرُفِعَ فِي الدَّرَجَاتِ وَالْمَلائِكَةُ خَلْفَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ مِنْ دَرَجَاتِهَا حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ فَتَلْقَاهُ صَلاةُ الْجُمُعَةِ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ يَتَلأْلأُ نُورًا عَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ، لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ رُكْنٍ فِي كُلِّ رُكْنٍ جَوْهَرَةٌ تُضِيءُ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَهُوَ يَفُوحُ مِسْكًا وَهُوَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ، هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُكَ وَلَكِنْ أَرَى وَجْهًا صَبِيحًا خَلِيقًا بِكُلِّ خَيْرٍ. مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَيَقُولُ أَنَا مَنْ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، وَيَرْتَاحُ لَهُ قَلْبُكَ وَأَنْتَ لِذَلِكَ أَهْلٌ. أَنَا صَلاةُ الْجُمُعَةِ الَّتِي اغْتَسَلْتَ لِي وَتَنَظَّفْتَ لِي وَتَجَّمْلَت لِي وَتَعَّطْرَت لِي وَتَطَّيْبَت لِي وَتَمَّشْيَت إِلَيَّ وَتَوَّقْرَت إِلَيَّ وَاسْتَمَعْتَ خُطْبَتِي وَصَلَّيْتَ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَرْفَعُهُ فِي الدَّرَجَاتِ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جزاءا بِمَا كَانُوا يعْملُونَ} ، وَذَلِكَ مُنْتَهَى الشَّرَفِ وَغَايَةُ الْكَرَامَةِ، فَيَقُولُ هَذَا ثَوَابٌ لَكَ مِنْ رَبِّكَ الْكَرِيمِ الشَّكُورِ لَمَّا صَلَّيْتَ لِي بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ عَلَى السَّبِيلِ وَسنة فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافُ هَذَا الْمَزِيدِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا مَعَ خُلُودِ الأَبَدِ فِي جِوَارِ اللَّهِ فِي دَارِهِ دَارِ السَّلامِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عمر بن صبح، قَالَ السُّيُوطِيّ وَله على وَضعه طَرِيق آخر عِنْد ابْن النجار فِي تَارِيخه (قلت) كَأَن بعض رِجَاله سَرقه وَغير إِسْنَاده وَالله تَعَالَى أعلم. (19) [حَدِيثٌ] لَوْلا الْمَنَابِرُ لاحْتَرَقَ أَهْلُ الْقُرَى (تَمام) فِي فَوَائده من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه سعيد بن مُوسَى الْأَزْدِيّ، وَعنهُ سُلَيْمَان بن سلم الخبايري، قَالَ ابْن حبَان لَا أَدْرِي وَضعه سُلَيْمَان أم سعيد (قلت) جزم الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات بِأَنَّهُ من وضع سعيد. وَالله أعلم. وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من وَجْهَيْن وَقَالَ بَاطِل مِنْهُمَا (قلت) مدارهما على أبي عبيد الله أَحْمد بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، وَفِي تَرْجَمته أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِلَفْظ الْأَمْصَار بدل المنابر، وَالله أعلم. (20) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً مُوَكَّلِينَ بِأَبْوَابِ الْجَوَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَسْتَغْفِرُونَ لأَصْحَابِ الْعَمَائِمِ الْبِيضِ (خطّ) من حَدِيث أنس وَفِيه يحيى بن شبيب الْيَمَانِيّ، وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث من وضع يحيى. (21) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ يَوْمِ جُمُعَةٍ وَلا لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلا وَيَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِالْبَهَاءِ، لِبَاسُهُ الْجَلالُ مُتَّشِحٌ بِالْكِبْرِيَاءِ مُتَرَدٍّ بِالْعَظَمَةِ، يُشْرِفُ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فَيعتق

مِائَتَيْ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ ذَلِكَ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ، ثُمَّ يُنَادِي عِبَادِي هَلْ أَجْوَدُ مِنِّي جُودًا، عِبَادِي هَلْ أَكْرَمُ مِنِّي كَرَمًا، عِبَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيهِ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبُهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرُ لَهُ، عِبَادِي اعْلَمُوا أَنِّي مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لأُخْلِيَهَا، وَلا نَشَرْتُهَا لأَطْوِيَهَا، وَإِنَّمَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَخَلْقُتُكْم لَهَا فَعَلا تَعْصُونِي عَلَى الْحَسَنِ مِنْ بَلائِي أَمْ عَلَى الْجَمِيلِ مِنْ نَعْمَائِي أَلَيْسَ قَدْ نَشَرْتُ لَكُمُ الرَّحْمَةَ نَشْرًا وألبستكم من عافيتي كنفا، وسترا أَلَيْسَ قَدْ أَضْعَفْتُ لَكُمُ الْحَسَنَاتِ مِرَارًا وَأَقَلْتُكُمُ الْعَثَرَاتِ صِغَارًا، وَقَدْ خَلَقْتُكُمْ أَطْوَارًا، فَمَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِي وَقَارًا عِبَادِي سُبْحَانِي احْتَجَبْتُ عَنْ خَلْقِي فَلا عَيْنَ تَرَانِي (خطّ) من حَدِيث أنس وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن أَفْلح الْبكْرِيّ الْقَاص، وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَفِيه أَيْضا عبيد الله الْعَبْدي وَعنهُ ابْنه الْخَلِيل وهما مَجْهُولَانِ. (22) [حَدِيثٌ] الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا (حب) من حَدِيث ابْن عمر، وَفِيه محمش النَّيْسَابُورِي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ (قلت) اقْتصر الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ على قَوْله بعد إِيرَاده الحَدِيث: هَذَا غير صَحِيح وَالله أعلم. (23) [حَدِيثٌ] إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَضَعْ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ، فَإِذَا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ بِيَمِينِهِ وَلْيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ (حب) من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير من طَرِيق أَيُّوب بن عتبَة، وَقَالَ بَاطِل وَأَيوب لَيْسَ بِشَيْء (قلت) أَيُّوب روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ ضَعِيف، وَنقل فِي التَّهْذِيب عَن أَحْمد أَنه قَالَ فِيهِ مرّة ثِقَة، وَعَن ابْن عدي أَنه قَالَ يكْتب حَدِيثه، فَمثله لَا يَنْبَغِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (24) [حَدِيثٌ] مَنْ دَاوَمَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى وَلَمْ يَقْطَعْهَا إِلا مِنْ عِلَّةٍ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ فِي زَوْرَقٍ مِنْ نُورٍ فِي بَحْرٍ مِنْ نُورٍ حَتَّى نَزُورَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه زَكَرِيَّا بن دويد الْكِنْدِيّ. (25) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ صَلَّى الضُّحَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عَشْرَ مَرَّاتٍ، و {قل يَا أَيهَا

الْكَافِرُونَ) عَشْرَ مَرَّاتٍ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ غَافِرُ الذُّنُوبِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ اللَّيْلِ وَشَرَّ النَّهَارِ وَشَرَّ أَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَشَرَّ الإِنْسِ وَشَرَّ الْجِنِّ وَشَرَّ السُّلْطَانِ الْجَائِرِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَوْ كَانَ عَاقًّا لِوَالِدَيْهِ لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَيُعْطِيهِ سَبْعِينَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، كُلُّ حَاجَةٍ يُعْطِيهِ غَيْرُ مَرْدُودَةٍ، وَأَنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً، يَعْتِقُ بِكُلِّ سَاعَةٍ فِيهَا لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللَّهِ سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنَ الْمُوَحِّدِينَ مِمَّنِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ، وَلَوْ أَنَّهُ أَتَى الْمَقَابِرَ ثُمَّ كَلَّمَ الْمَوْتَى لأَجَابُوهُ مِنْ قُبُورِهِمْ لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِكُلِّ حرف من الْحُرُوف الَّذِي قَرَأَ بِهِ فِي هَذِهِ الصَّلاةِ مَلائِكَةً يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ وَيَدْعُونَ لَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ إِذَا صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ السَّحَرَةِ سَحَرَةَ فِرْعَوْنَ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْمَلُوا فِيهِ شَيْئًا يُؤْذُونَهُ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ ثُمَّ سَأَلا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُمَا وَلَدًا لَرَزَقَهُمَا، وَمَتَى مَا صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ صَلاتِهِ وَصِيَامِهِ وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ وَإِنْ كَانَ وَقَعَ فِي النَّاسِ وَاغْتَابَهُمْ لَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ صَغِيرًا، وَكَبِيرًا سِرًّا وَعَلانِيَةً، فَإِنَّ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ حِينَ يَفْرَغُ مِنَ الصَّلاةِ يُعْطِيهِ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ كُلِّ قَطْرَةٍ نزلت من السَّمَاء وَبعد دنبات الأَرْضِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَيُكْتَبُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ ثَوَابِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، وَمُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وعِيسَى بن مَرْيَمَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُعْطِي اللَّهُ لِمَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَيَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ؟ قَالَ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بَابَ الْغِنَى وَيُغْلِقُ عَنْهُ بَابَ الْفَقْرِ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةِ لَمْ تَلْدَغْهُ حَيَّةٌ وَلا عَقْرَبٌ، وَلا يُحْرَقُ مَنْزِلُهُ وَلا يُقْطَعُ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ وَلا يُصِيبُهُ حَرَقٌ وَلا غَرَقٌ، وَقَالَ النَّبِيُّ أَنَا كَفِيلُهُ وَالضَّامِنُ عَلَيْهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه مَجَاهِيل أحدهم قد عمله، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب من طرق ولاشك فِي وَضعه وَيشْهد لذَلِك ركاكة أَلْفَاظه وَمَا فِيهِ من التراكيب الْفَاسِدَة وَمُخَالفَة مُقْتَضى الشَّرْع فِي مَوَاضِع، وَقد أخرجه أَبُو نعيم فِي كتاب قرْبَان الْمُتَّقِينَ من حَدِيث عَليّ بِسَنَدَيْنِ مُتَّصِل ومنقطع، ثمَّ قَالَ فِيهِ أَلْفَاظ مكذوبة وآثار الْوَضع عَلَيْهِ لائحة.

(26) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ عَاجِلَةٌ أَوْ آجِلَةٌ فَلْيُقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً، وَلْيَصُمِ الأَرْبَعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ، ثُمَّ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجَامِعِ فَيُصَلِّي فِيهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي عَشْرِ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيِن فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَسْأَلُ اللَّهُ حَاجَتَهُ فَلَيْسَ يَرُدُّهُ مِنْ حَاجَتِهِ عَاجِلَةً أَوْ آجِلَةً إِلا قَضَاهَا لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن عَيَّاش (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ: وَفِي سَنَده من يجهل إِلَى أبان وَالله أعلم. (27) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسًا وَعِشْرِينَ، حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ (قا) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَحْمد الجويباري وَغَيره من ضعفاء ومجهولين. (28) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ عِنْدَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةَ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ، نَهْرٌ مِنْ مَاءٍ وَنَهْرٌ مِنْ لَبَنٍ وَنَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ وَنَهْرٌ مِنْ عَسَلٍ، عَلَى شَطِّ تِلْكَ الأَنْهَارِ أَشْجَارٌ مِنْ نُورٍ، عَلَى كُلِّ شَجَرَةٍ بِعَدَدِ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَغْصَانٌ عَلَى كُلِّ غُصْنٍ بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَالثَّرَى ثِمَارٌ، غُبَارُهَا الْمِسْكُ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ مَجْلِسٌ مُظَلَّلٌ بِنُورِ الرَّحْمَنِ، مُجْتَمَعُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَحْتَ تِلْكَ الأَشْجَارِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (قا) من حَدِيث أنس بِسَنَد الَّذِي قبله. (29) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مرّة، وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَيَسْتَغْفِرُ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَأَلْفِ عَابِدٍ زَاهِدٍ، وَيُتَوَّجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِتَاجٍ مِنْ نُورٍ يَتَلأْلأُ وَلا يَخَافُ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ (قا) من حَدِيث أنس بِسَنَد الَّذِي قبله. (30) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَصِيَامَ نَهَارِهَا

وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَبَنَى اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَنَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ وَقَبْرَهُ بِأَلْفِ نُورٍ، وَأَلْبَسَهُ أَلْفَ حُلَّةٍ، وَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَهُمْ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَهُمْ، وَزَوَّجَهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَوْرَاءَ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ آيَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ثَوَابَ أَلْفِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ حَجَّةً وَعُمْرَةً (قا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه مَجْهُولُونَ، وَفِيه إِسْحَق بن يحيى مَتْرُوك (قلت) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء: رَوَاهُ جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ فِي جزئه فِي فضل صَلَاة الْأَيَّام من طَرِيق مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي وظائف اللَّيَالِي وَالْأَيَّام من وَجه آخر وَهُوَ بَاطِل مركب على الْإِسْنَاد الَّذِي رَوَاهُ، انْتهى وَالله أعلم. (31) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَخَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَعَمَلِ بِمَا فِي الْقُرْآنِ، وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهِهِ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَيُعْطِيهِ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفُ قَصْرٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ مِنَ الْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ بَيْتٍ مِنَ الْمِسْكِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ مِنْ فَوْقِ كُلِّ سَرِيرٍ حَوْرَاءُ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ وَصِيفٍ وَأَلْفُ وَصِيفَةٍ (قا) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَحْمد بن عمر اليمامي وَمَجْهُولُونَ (قلت) وَرَوَاهُ أَبُو مُوسَى فِي وظائف اللَّيَالِي وَالْأَيَّام من طَرِيق يزِيد الرقاشِي، وَعنهُ الْهَيْثَم بن جماز، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ هُوَ بَاطِل، والهيثم وَيزِيد متر وَكَانَ وَالله تَعَالَى أعلم. (40) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً، وَخَمْسِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ آمِنٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَيُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ (قا) من حَدِيث أبي سعيد من طَرِيق أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَيْضا، وَشَيْخه أَبُو الْعَبَّاس الْفَارِسِي، وَشَيخ شَيْخه أَبُو أَحْمد حَاتِم بن عبد الله بن حَاتِم مَجْهُولَانِ.

(33) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِتَسْلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً و {آمن الرَّسُول} إِلَى آخِرِهَا مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَصْرَانِيٍّ وَنَصْرَانِيَّةٍ أَلْفَ حَجَّةً وَأَلْفَ عُمْرَةٍ وَأَلْفَ غَزْوَةٍ، وَبِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ صَلاةٍ، وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ أَلْفَ خَنْدَقٍ، وَفَتَحَ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ وَقَضَى حَوَائِجَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (قا) وَفِيه مَجَاهِيل (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ وَأَبُو الْفضل الشَّيْبَانِيّ مُتَّهم، انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء رَوَاهُ جَعْفَر الْفرْيَابِيّ فِي جزئه فِي صَلَاة الْأَيَّام، وَفِي سَنَده مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي وظائف اللَّيَالِي وَالْأَيَّام من طَرِيق الْفرْيَابِيّ وَمن طَرِيق آخر، وألان الْحَافِظ أَبُو مُوسَى القَوْل فِي تَضْعِيف هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ كذب مَوْضُوع انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (34) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الاثْنَيْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً، وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} مَرَّةً، وَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَصَلَّى على رَسُول الله عَشْرَ مَرَّاتٍ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ فِي جَوْفِ الْقَصْرِ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ، طُولُ كُلِّ بَيْتٍ ثَلاثَةُ آلافِ ذِرَاعٍ وَعَرْضُهُ مِثْلُ ذَلِكَ، الْبَيْتُ الأَوَّلُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ وَالْبَيْتُ الثَّانِي مِنْ ذَهَبٍ وَالْبَيْتُ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَالْبَيْتُ الرَّابِعُ مِنْ زُمُرُّذٍ وَالْبَيْتُ الْخَامِسُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَالْبَيْتُ السَّادِسُ مِنْ دُرٍّ وَالْبَيْتُ السَّابِعُ مِنْ نُورٍ يَتَلأْلأُ، وَأَبْوَابُ الْبُيُوتِ مِنَ الْعَنْبَرِ عَلَى كُلِّ بَابٍ أَلْفُ سِتْرٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ مِنْ كَافُورٍ فَوْقَ كُلِّ سَرِيرٍ أَلْفُ فِرَاشٍ، وَفَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ، مِنْ لَدُنْ رِجْلَيْهَا إِلَى رُكْبَتَيْهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ الرَّطْبِ، وَمِنْ لَدُنْ رُكْبَتَيْهَا إِلَى ثَدْيَيْهَا مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، وَمِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهَا إِلَى عُنُقِهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ، وَمِنْ لَدُنْ عُنُقِهَا إِلَى مَفْرَقِ رَأْسِهَا مِنَ الْكَافُورِ الأَبْيَضِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُ (قا) من حَدِيث ابْن عمر (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) وَالْمُتَّهَم بِهِ الجوزقاني لِأَن الْإِسْنَاد كُله ثِقَات، وإِنَّمَا هُوَ الَّذِي وضع هَذَا وَعمل هَذِه الصَّلَوَات كلهَا، وَقد ذكر الثُّلَاثَاء وَمَا بعده فأضربت عَن سِيَاقه إِذْ

لَا فَائِدَة فِي تَضْييع الزَّمَان بِمَا لَا يخفى وَضعه، وَلَقَد كَانَ لهَذَا الرجل حَظّ من علم الحَدِيث فسبحان من يطمس على الْقُلُوب انْتهى، وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: الْعجب من ابْن الْجَوْزِيّ يتهم الجوزقاني بِوَضْع هَذَا الْمَتْن على هَذَا الْإِسْنَاد ويسوقه من طَرِيقه الَّذِي هُوَ عِنْده مركب، ثمَّ يعليه بِالْإِجَازَةِ عَن عَليّ بن عبيد الله وَهُوَ ابْن الزَّعْفَرَانِي عَن عَليّ بن بنْدَار وَهُوَ ابْن البسري، فَلَو كَانَ ابْن البسري حدث بِهِ لَكَانَ على شَرط الصَّحِيح إِذْ لم يبْق للحسين الجوزقاني الَّذِي اتهمه بِهِ مدْخل، وَهَذِه غَفلَة عَظِيمَة فَلَعَلَّ الجوزقاني دخل عَلَيْهِ إِسْنَاد فِي إِسْنَاد، لِأَنَّهُ كَانَ قَلِيل الْخِبْرَة بأحوال الْمُتَأَخِّرين وَجل اعْتِمَاده فِي كتاب الأباطيل على الْمُتَقَدِّمين إِلَى عهد ابْن حبَان، وَأما من تَأَخّر عَنهُ فيعل الحَدِيث بِأَن رُوَاته مَجَاهِيل، وَقد يكون أَكْثَرهم مشاهير ". (43) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي أول رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً وَاحِدَةً، وخمْسا وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ يَقْرَأُ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ خَمْسِينَ مَرَّةً، فَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمَنَامِ، وَيَرَى مَكَانَهُ فِي الْجَنَّةِ، أَوْ يُرَى لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ مَجَاهِيل. (44) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عِشْرِينَ رَكْعَةً بَعْدَ الْمَغْرِبِ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}

أَرْبَعِينَ مَرَّةً، صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمِنَ الصِّرَاطَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ (شا) من حَدِيثِ أَنَسٍ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ أبان بن أبي عَيَّاش ومجاهيل. (45) [حَدِيثُ] سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. قَالَ رَسُولُ الله: يَا سَلْمَانُ أَلا أُحَدِّثُكَ مِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِي، قُلْتُ بَلَى مِنْ عَلَيْنَا بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ، قَالَ نَعَمْ يَا سَلْمَانُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ فَيَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُمشط رَأسه ولحيته وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَيَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلٍّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ ثُمَّ يَقُومُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق} ، وَفِي الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} ، ويتَشَهَّد وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلٍّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَهَنَّمَ سِتَّةَ خنادق مَا يبن الْخَنْدَقِ وَالْخَنْدَقِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ سَبْعِينَ رَكْعَةً، وَمَا مِنْ شَيْءٍ فِيهِ اسْتِعَاذَةٌ إِلا وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِذْ هَذَا الْمُصْلِي مِنِّي حَتَّى أَنَّ النَّارِ تَقُولُ اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَنِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَنَجِّ هَذَا مِنِّي، وَكَانَ لَهُ كَفُلانٍ مِنَ الأَجْرِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُ فِي الْجِنَانِ فِي كُلِّ جَنَّةٍ أَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ جَوْهَرٍ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفَ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفَ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ خَيْمَةٍ فِي كُلِّ خَيْمَةٍ ألف بَيت فِي كل بَيت أَلْفُ سَرِيرٍ، وَعَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ سِمَاطَانِ مِنَ الْوُصَفَاءِ وَالْوَصَائِفِ، وَلِكُلِّ جَارِيَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَشَّاطَةٍ يُمَشِّطْنَ قُرُونَهُنَّ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ، بَيْنَ كُلِّ مَشَّاطَةٍ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، حَوَاجِبُهُنَّ كَالأَهِلَّةِ وَأَشْعَارُهُنَّ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ، وَيُعْطِي اللَّهُ فِي كُلِّ بَيْتٍ نَهْرًا مِنْ سَلْسَبِيلٍ وَنَهْرًا مِنْ كَوْثَرٍ وَنَهْرًا مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ، حَافَّتَاهُ أَشْجَارٌ مَنْثُورَةٌ، حَمْلُ تِلْكَ الأَشْجَارِ حُورٌ كُلَّمَا أَخذ لَيْلَة وَاحِدَة مِنْهَا

نَبَتَ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَيُعْطِي اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تِلْكَ الأَزْوَاجِ كُلِّهَا، وَيَأْكُلُ ذَلِكَ الطَّعَامَ وَيَشْرَبُ ذَلِكَ الشَّرَابَ وَكُلَّمَا أَتَى زَوْجَتَهُ تَعُودُ كَمَا كَانَتْ، وَكُلَّمَا أَكَلَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْهَا قَطُّ، وَكُلَّمَا شَرِبَ شَرَابًا كَأَنَّهُ لَمْ يَشْرَبْهُ قَطُّ، فَقَالَ سَلْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ حَدِيثًا أَظْرَفَ وَلا أَعْجَبَ مِنْ هَذَا، قَالَ رَسُولُ الله: هَذَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَعَظَمَتِهِ قَلِيلٌ، حَدَّثَنِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، إِذَا قَامُوا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ يُصَلُّونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا مَلائِكَتِي، أَيُّ شَجَرَةٍ رَطْبَةٍ مِنْ بَيْنِ أَشْجَارٍ يَابِسَةٍ قَامَ مِنْ نَوْمٍ طَيِّبٍ وَفِرَاشٍ لَيِّنٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهِي مَا ثَوَابُهُ، فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ أَنْتَ أَعْلَمُ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ اكْتُبُوا لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَامْحُوا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَارْفَعُوا لَهُ أَلْفَ دَرَجَةٍ وَافْتَحُوا لَهُ أَلْفَ بَابٍ فِي دَارِ الْجَلالِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِي سَنَده مَجَاهِيل. (46) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعِينَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} إِحْدَى عشر مرّة والمعوذتين خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهُ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ قُبَّةً بَيْضَاءَ فِيهَا بَيْتٌ من زمرذة خَضْرَاءَ، سَعَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ مِثْلُ الدُّنْيَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَفِي ذَلِكَ الْبَيْتِ سَرِيرٌ مِنْ نُورٍ قَوَائِمُ السَّرِيرِ مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ عَلَى ذَلِكَ السَّرِيرِ أَلْفُ فِرَاشٍ مِنَ الزَّعْفَرَانِ (قا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَهُوَ أطول من هَذَا وَكله من هَذَا الْجِنْس وَرُوَاته مَجَاهِيل. (47) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ الله مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ أَوَّل لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا عِشْرِينَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مَرَّةً، وَيُسَلِّمُ فِيهِنَّ عَشْرَ تَسْلِيمَاتٍ، أَتَدْرُونَ مَا ثَوَابُهُ؟ فَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ جِبْرِيلَ عَلَّمَنِي ذَلِكَ، قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ (قا) وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل. (48) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَصَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ

آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل، وَفِيه عُثْمَان بن عَطاء مَتْرُوك. (49) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة مِنْهَا بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَهُوَ جَالِسٌ، ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَه إِلَّا الله والله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَصْبَحَ صَائِمًا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَهُ سِتِّينَ سَنَةً، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي بُعِثَ فِيهَا مُحَمَّدٌ (قلت) هَذَا الحَدِيث ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي كِتَابه تَبْيِين الْعجب، وَعَزاهُ إِلَى مَوْضُوعَات ابْن الْجَوْزِيّ، وَأوردهُ بِسَنَدِهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ وَلَا الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، وَلَا السُّيُوطِيّ فِي اللآلئ وَلَا هُوَ فِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات، فَكَأَنَّهُ فِي بعض النّسخ دون بعض، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وروينا من حَدِيث أنس مَرْفُوعا: فِي رَجَب لَيْلَة يكْتب لِلْعَامِلِ فِيهَا حَسَنَات مائَة سنة، وَذَلِكَ لثلاث بَقينَ من رَجَب، فَمن صلى فِيهَا اثْنَي عشر رَكْعَة يقْرَأ فِي كل رَكْعَة فَاتِحَة الْكتاب وَسورَة من الْقُرْآن، يتَشَهَّد فِي كل رَكْعَتَيْنِ وَيسلم فِي آخِرهنَّ، ثمَّ يَقُول سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مائَة مرّة، ويستغفر مائَة مرّة وَيُصلي على النَّبِي مائَة مرّة، وَيَدْعُو لنَفسِهِ بِمَا شَاءَ من أَمر دُنْيَاهُ وآخرته، وَيُصْبِح صَائِما فَإِن الله يستجيب دعاءه كُله، إِلَّا أَن يَدْعُو فِي مَعْصِيّة، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَفِيه متهمان مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة وَأَبَان بن أبي عَيَّاش انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (50) [حَدِيثُ] أنس قَالَ رَسُول الله، رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلُكَ رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ، قَالَ لأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْمَغْفِرَةِ، وَفِيهِ تُحْقَنُ الدِّمَاءُ وَفِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَفِيهِ أَنْقَذَ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِ، مَنْ صَامَهُ اسْتَوْجَبَ عَلَى اللَّهُ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ، مَغْفِرَةً لِجَمِيعِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَعِصْمَةً فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ، وَأَمَانًا مِنَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْعَرْضِ الأَكْبَرِ، فَقَامَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأَعْجَزُ عَنْ صِيَامِهِ كُلِّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَأَوْسَطُ يَوْمٍ مِنْهُ، وَآخِرُ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّكَ تُعْطَى ثَوَابَ مَنْ صَامَهُ كُلَّهُ، لَكِنْ لَا تَغْفَلُوا عَنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيَها الْمَلَائِكَة

الرَّغَائِبَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ لَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فِي جَمِيعِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا وَيَجْتَمِعُونَ فِي الْكَعْبَةِ وَحَوَالَيْهَا، فَيَطْلَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ اطِّلاعَةً فَيَقُولُ مَلائِكَتِي سَلُونِي مَا شِئْتُمْ، فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا حَاجَتُنَا إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِصُوَّامِ رَجَبٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله مَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ الْخَمِيسَ أَوَّلَ خَمِيسٍ فِي رَجَبٍ ثُمَّ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالْعَتَمَةِ يَعْنِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيَمةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَعْظَمُ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ فِي السَّجْدَةِ الأُولَى، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ فَإِنَّهَا تُقْضَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةِ إِلا غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَعَدَدَ وَرَقِ الأَشْجَارِ، وَشُفِّعَ يَوْمَ الْقِيَامَة فِي سَبْعمِائة مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِذَا كَانَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ قَبْرِهِ جَاءَ ثَوَابُ هَذِهِ الصَّلاةِ فَيُحَيِّيهِ بِوَجْهٍ طَلْقٍ وَلِسَانٍ طَلْقٍ، فَيَقُولُ لَهُ حَبِيبِي أَبْشِرْ فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ، فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَجْهًا أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْلَى مِنْ كَلامِكَ، وَلا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكَ، فَيَقُولُ لَهُ يَا حَبِيبِي أَنَا ثَوَابُ الصَّلاةِ الَّتِي صَلَّيْتَهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا فِي شَهْرِ كَذَا جِئْت اللَّيْلَة لأقضي حَقك وأؤنس وِحْدَتَكَ وَأَرْفَعَ عَنْكَ وَحْشَتَكَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ أَظْلَلْتُ فِي عَرَصَةِ الْقِيَامَةِ عَلَى رَأْسِكَ، وَأَبْشِرْ فَلَنْ تَعْدَمَ الْخَيْرَ مِنْ مَوْلاكَ أَبَدًا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه عَليّ بن عبد الله بن جَهْضَم، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ اتَّهَمُوهُ بِهِ ونسبوه إِلَى الْكَذِب، وَسمعت شَيخنَا عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ يَقُول رِجَاله مَجْهُولُونَ فتشت عَلَيْهِم جَمِيع الْكتب فَمَا وَجَدتهمْ (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فَقَالَ بل لَعَلَّهُم لم يخلقوا، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب، أخرج هَذَا الحَدِيث أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز الكتاني الْحَافِظ فِي كتاب فضل رَجَب لَهُ، فَقَالَ ذكر عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْبَصْرِيّ يَعْنِي شيخ ابْن جَهْضَم ثَنَا أبي فَذكره بِطُولِهِ وَأَخْطَأ عبد الْعَزِيز فِي هَذَا فَإِنَّهُ أوهم أَن الحَدِيث عِنْده عَن غير عَليّ بن عبد الله بن جَهْضَم،

وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَخذه عَنهُ فَحَذفهُ لشهرته بِوَضْع الحَدِيث، وارتقى إِلَى شَيْخه وَهُوَ وَأَبوهُ وَشَيخ أَبِيه مَجْهُولُونَ، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ قد تساهل الْحَافِظ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر السلَامِي فِي إِيرَاده، هَذَا الحَدِيث فِي الْمجْلس الرَّابِع عشر من أمالي ابْن الْحصين، وَقَوله إِنَّه حسن غَرِيب، وَقَالَ لَا أعلم يرويهِ إِلَّا الشَّيْخ أَبُو الْحسن ابْن جَهْضَم صَاحب بهجة الْأَسْرَار، وَلم يبلغنَا إِلَّا من جِهَته وَالله أعلم. (51) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إِحْدَى عَشَرَ مَرَّةً وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُه وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَلْفِ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الأَشْجَارَ فِي الْفِرْدَوْسِ وَمَحَا عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ إِلَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةً إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ وَبُنِيَ لَهُ بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عَشَرَةُ قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ وَأُعْطِيَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرُ مَدَايِنَ فِي الْجَنَّةِ كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ (قا) من حَدِيث أنس وَرُوَاته مَجَاهِيل واتهم ابْن الْجَوْزِيّ بِهِ الجوزقاني. (52) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ إِنَّ النَّبِي قَالَ يَا عَلِيُّ مَنْ صَلَّى مِائَةَ رَكْعَةٍ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عَشْرَ مَرَّاتٍ قَالَ النَّبِيُّ يَا عَلِيُّ مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ إِلا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ طَلَبَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى جَعَلَهُ شَقِيًّا أَيَجْعَلُهُ سَعِيدًا قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا يَا عَلِيُّ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي اللَّوْحِ أَنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ خُلِقَ شَقِيًّا، يَمْحُوهُ اللَّهِ، وَيَجْعَلُهُ سَعِيدًا وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ، وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ، وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ إِلَى رَأْسِ السَّنَةِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ سبعين ألف ملك، أَو سَبْعمِائة أَلْفِ مَلَكٍ يَبْنُونَ لَهُ الْمَدَايِنَ، وَالْقُصُورَ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الأَشْجَارَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ الْمَخْلُوقِينَ، مِثْلُ هَذِهِ الْجِنَانِ فِي كُلِّ جَنَّةٍ عَلَى مَا وَصَفْتُ لكم من

الْمَدَايِنِ، وَالْقُصُورِ، وَالأَشْجَارِ فَإِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ مَاتَ شَهِيدًا وَيُعْطِيهِ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فِي لَيْلَتِهِ مِنْ ذَلِكَ سَبْعِينَ أَلْفَ حَوْرَاءَ لِكُلِّ حَوْرَاءَ وَصِيفٌ وَوَصِيفَةٌ، وَسَبْعُونَ أَلْفَ غِلْمَانٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ وِلْدَانٍ، وَسَبْعُونَ أَلْفِ قَهَارِمَةٍ، وَسَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا وَتُقْبَلُ صَلاتُهُ الَّتِي صَلاهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَيُقْبَلُ مَا صَلَّى بَعْدَهَا وَإِنْ كَانَ وَالِدَاهُ فِي النَّارِ دَعَا لَهُمَا أَخْرَجَهُمَا اللَّهُ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يُشْرِكَا بِاللَّهِ شَيْئًا وَيَدْخُلانِ الْجَنَّةَ وَيَشْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَبْعِينَ أَلْفًا إِلَى آخِرِ ثَلاثِ مَرَّاتٍ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ كَمَا خَلَقَهُ اللَّهُ أَوْ يُرَى لَهُ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْل وَالنَّهَار وَهِي أَربع وعشرُون سَاعَةً سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ويصافحونه يودعون لَهُ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ وَيُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَيَأْمُرُ الْكَاتِبِينَ أَنْ لَا تَكْتُبُوا عَلَى عَبْدِي سَيِّئَةً، وَاكْتُبُوا لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَى أَنْ يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ وَمَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلاةَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، يَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ نَصِيبًا مِنْ عِنْدِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ (ابْن الْجَوْزِيّ) ، وَقَالَ جُمْهُور رُوَاته مَجَاهِيل، وَفِيه ضعفاء قَالَ الذَّهَبِيّ إِنَّه من وضع عَليّ بن الْحسن على الشورى. (53) [حَدِيثٌ] مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَلْفَ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فِي مِائَةِ رَكْعَةٍ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي مَنَامِهِ مِائَةَ مَلَكٍ، ثَلاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَثَلاثُونَ يَعْصِمُونَهُ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ، وَعَشْرٌ يَكِيدُونَ مَنْ عَادَاهُ (قا) من حَدِيث ابْن عمر (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا وَفِي إسناديهما مَجَاهِيل، ومتهمون. (54) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثَلاثِينَ مَرَّةً لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَشْفَعَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ وَجَبْت لَهُ النَّارُ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ مَجَاهِيل. (55) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ رَأَيْتُ رَسُولَ الله لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ جلس بعد الْفَرَاغ فَقَرَأَ بِأم الْقُرْآنِ أَرْبَعَ عَشَرَ مَرَّةً، وَ {قل أعوذ

بِرَبِّ النَّاسِ) أَرْبَعَ عَشَرَ مَرَّةً وَآيَة الْكُرْسِيّ مرّة، {وَلَقَد جَاءَكُم رَسُول} الآيَةَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ سَأَلْتُهُ عَمَّا رَأَيْتُهُ مِنْ صَنِيعِهِ فَقَالَ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتَ كَانَ لَهُ كَعِشْرِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةٍ وَكَصِيَامِ عِشْرِينَ سَنَةٍ مَقْبُولَةٍ، فَإِنْ أَصْبَحَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ صَائِمًا كَانَ لَهُ كَصِيَامِ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ مَاضِيَةٍ وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ (قا) وَإِسْنَاده مظلم وَفِيه مُحَمَّد بن مهَاجر قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَقَالَ يشبه أَن يكون مَوْضُوعا. (56) [حَدِيثٌ] وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَّهُ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْفِطْرِ مِائَةَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {الْحَمْدَ} مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عَشْرَ مَرَّاتٍ وَيَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لله ولَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ، اسْتَغْفَرَ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَسْجُدُ، ثُمَّ يَقُولُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا إِلَهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَتَقَبَّلْ مِنِّي صَوْمِي وَصَلاتِي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ وَيَتَقَبَّلَ مِنْهُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَتَجَاوَزَ عَنْ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَ قَدْ أَذْنَبَ سَبْعِينَ ذَنْبًا كُلُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الدُّنْيَا وَيَتَقَبَّلَ مِنْ كُورَتِهِ شَهْرَ رَمَضَانَ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ يَتَقَبَّلُ مِنْهُ خَاصَّةً، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِهِ عَامَّةً قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّ كَرَامَتَهُ عَلَى اللَّهِ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُمْ، وَيَتَقَبَّلُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِهِ عَامَّةً، قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّ كَرَامَتَهُ عَلَى اللَّهِ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُمْ، وَيَتَقَبَّلُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ صَلاتَهُمْ وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ دُعَاءَهُمْ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَاسْتَغْفَرَ هَذَا الاسْتِغْفَارَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتَقَبَّلُ صَلاتَهُ وَصِيَامَهُ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابِهِ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غفارًا} وَقَالَ {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أجل مُسَمّى} وَقَالَ {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُور رَحِيم} وَقَالَ: {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} وَقَالَ رَسُول الله هَذِهِ هَدِيَّةٌ لأُمَّتِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه جمَاعَة لَا يعْرفُونَ. (57) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ بَعْدَ مَا يُصَلِّي عِيدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب {وَسبح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} وَفِي الثَّانِيَةِ ب {الشَّمْس وَضُحَاهَا} ، وَفِي الثَّالِثَةِ {وَالضُّحَى} وَفِي الرَّابِعَةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ كُلَّ كِتَابٍ نَزَّلَهُ الله على أنبيائه وكأنما

أَشْبَعَ جَمِيعَ الْيَتَامَى وَدَهَنَهُمْ وَنَظَّفَهُمْ وَكَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسِ وَيُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث سلمَان الْفَارِسِي وَفِيه مَجَاهِيل وَعبد الله بن مُحَمَّد قَالَ ابْن حبَان لَا يحل ذكره فِي الْكتب، وَقَالَ السُّيُوطِيّ تَابع عبد الله. سَلمَة بن شبيب وَمن طَرِيقه أخرجه الديلمي فِي مُسْند الفردوس (قلت) سَلمَة بن شبيب من رجال مُسلم وَالْأَرْبَعَة لَكِن الرَّاوِي عَنهُ الْفضل بن مُحَمَّد الجندي لم أعرفهُ فَلَعَلَّهُ سَرقه، وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد فليحزر حَاله وَالله أعلم. (58) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَةَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسِينَ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، وَيُزَوِّجُهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ حَوْرَاءَ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ خَضِرٍ بَرَدُهُ بَرَدُ الثَّلْجِ وَحَلاوَتُهُ حَلاوَةُ الْعَسَلِ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ لَمْ تَمَسَّهُ نَارٌ وَلا حَدِيدٌ يَجِدُ لآخِرِهِ طَعَامًا كَمَا يَجِدُ لأَوَّلِه ثُمَّ يَأْتِيهِمْ طَيْرٌ جَنَاحَاهُ مِنْ يَاقُوتَتَيْنِ حَمْرَاوَيْنِ وَمِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ فَيُنَادِي بِصَوْتٍ لَذِيذٍ لَمْ يَسْمَعْهُ السَّامِعُونَ بِمِثْلِه مَرْحَبًا بِأَهْلِ عَرَفَةَ وَيَسْقُطُ ذَلِكَ الطَّيْرُ فِي صَحْفَةِ الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ كُلِّ جَنَاحٍ مِنْ أَجْنِحَتِهِ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ فَيَأْكُلُ مِنْهُ وَيَنْتَفِضُ فَيَطِيرُ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَضَاءَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ نُورٌ حَتَّى يَرَى الطَّائِفِينَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ أَقِمِ السَّاعَةَ، مِمَّا يَرَى مِنَ الثَّوَابِ وَالْكَرَامَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ مَجَاهِيل ومتهمون. (59) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَةَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَبْدَأُ فِي كل مرّة بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، وَيَخْتِمُ آخِرَهَا بِ {آمِينَ} ، ثُمَّ يَقْرَأُ بِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةٍ يبْدَأ فِي كل مرّة بِبسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. إِلا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَابْن مَسْعُود، وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن أنعم. (60) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النَّحْرِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب خمس

عَشْرَةَ مَرَّةً، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ خَمْسَ عَشْرَةَ، جَعَلَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ، وَغَفَرَ لَهُ ذُنُوبَ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأَهَا حَجَّةً وَعُمْرَةً وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ سِتِّينَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَإِنْ مَاتَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى مَاتَ شَهِيدًا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ، وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب غُلَام خَلِيل. (61) [حَدِيثُ] أَبِي ذَرٍّ. قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلْمُذْنِبِ أَنْ يَتُوبَ مِنَ الذُّنُوبِ قَالَ يَغْتَسِلُ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ، وَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} مَرَّةً، وَعَشْرَ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ثُمَّ يَقُومُ وَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيُسَلِّمُ وَيَسْجُدُ، وَيَقْرَأُ فِي سُجُودِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَسْتَغْفِرُ مائَة مرّة، وَبقول مِائَةَ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِالَّلِه، وَيُصْبِحُ مِنَ الْغَدِ صَائِمًا، وَيُصَلِّي عِنْدَ إِفْطَارِهِ رَكْعَتَيْنِ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَخَمْسَ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَيَقُولُ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ نَبِيِّكَ دَاوُدَ، وَاعْصِمْنِي كَمَا عَصَمْتَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا وَأَصْلِحْنِي كَمَا أَصْلَحتَ أَوْلِيَاءَكَ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي نَادِمٌ عَلَى مَا فَعَلْتُ فَاعْصِمْنِي حَتَّى لَا أَعْصِيَكَ، ثُمَّ يَقُومُ نَادِمًا فَإِنَّ رَأْسَ مَالِ التَّائِبِ النَّدَامَةُ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَقَبَّلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ وَقَضَى حَوَائِجَهُ، وَيَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ كَمَا غُفِرَتْ لِدَاوُدَ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ إِلَى أَنْ تُفَارِقَ الرُّوحُ جَسَدَهُ، وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَقْبِضُ اللَّهُ رُوحَهُ، وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ، وَيُغَسِّلُهُ جِبْرِيلُ مَعَ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيُبَشِّرُهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ بِالْجَنَّةِ، وَفَتَحَ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ بَابَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ يُجَاوِرُ فِيهَا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِي سَنَده مَجَاهِيل. (62) [حَدِيثٌ] أُمِّ سَلَمَةَ: دَخَلَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَصَيْتُ رَبِّي وَأَضَعْتُ صَلاتِي فَمَا حِيلَتِي؟ قَالَ حِيلَتُكَ بَعْدَ مَا تُبْتَ وَنَدِمْتَ عَلَى مَا صَنَعْتَ، أَنْ تُصَلِّيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةَ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة

الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ فَقُلْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجْعَلُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِصَلَوَاتِكَ وَلَوْ تَرَكْتَ صَلاةً مِائَتَيْ سَنَةٍ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، وَكَتَبَ اللَّهُ لَكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَأَعْطَاكَ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأْتَهَا أَلْفَ حَوْرَاءَ، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنْ صَلَّى بَعْدَ مَوْتِي هَذِهِ الصَّلاةَ رَآنِي فِي الْمَنَامِ مِنْ لَيْلَتِهِ، وَإِلا فَلا تَتِمُّ لَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ الْقَابِلَةِ حَتَّى يَرَانِي فِي الْمَنَامِ، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَلَهُ الْجَنَّةُ (قا) وَفِيه مَجَاهِيل. (63) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ تَفُتْهُ رَكْعَةٌ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ (رَوَاهُ إِسْحَاق بن أبي زيد) من حَدِيث أنس، وَإِسْحَاق مَجْهُول، وَقد اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِهِ. (64) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، فَإِنَّهُ يَرَانِي فِي الْمَنَامِ، وَمَنْ رَآنِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ مَجَاهِيل. (65) [أثر] ابْن شهَاب. من اغْتسل لَيْلَة الْجُمُعَة وَصلى رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فيهمَا ب {قل هُوَ الله أحد} ألف مرّة ثمَّ نَام رأى النَّبِي، قَالَ مُحَمَّد بن عكاشة أحد رُوَاته فدمت عَلَيْهِ نَحوا من سنتَيْن أَغْتَسِل كل لَيْلَة جُمُعَة، وأصل رَكْعَتَيْنِ وأقرأ فيهمَا ب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أَلْفَ مرّة طَمَعا أَن أرى النَّبِي فرأيته وَذكر أَنه عرض عَلَيْهِ اعتقادا فِي قصَّة طَوِيلَة (ابْن الْجَوْزِيّ) وآفته ابْن عكاشة. (66) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي إِحْدَيْهِمَا مِنَ الْفُرْقَانِ مِنْ {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} ، حَتَّى يَخْتِمَ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوَّلَ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى يَبْلُغَ (فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ) ، ثُمَّ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رُكُوعِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَمِثْلُ ذَلِكَ فِي سُجُودِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عِشْرِينَ خَصْلَةً يُؤَمَّنُ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، وَيُعْطِيهِ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُعَلِّمُهُ

الفصل الثاني

الْكِتَابَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرِيصًا عَلَيْهِ وَيُنْزَعُ مِنَ الْفَقْرِ وَيُذْهَبُ عَنْهُ هَمُّ الدُّنْيَا، وَيُؤْتِيهِ اللَّهُ الْحِكَمَ وَيُبَصِّرُهُ كِتَابَهُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَيُلَقِّنُهُ حُجَّتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلُ النُّورَ فِي قَلْبِهِ وَلا يَحْزَنُ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَيَنْزِعُ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِهِ وَيُكْتَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصَّالِحِينَ، (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه يغنم بن سَالم. الْفَصْل الثَّانِي (67) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ لِلنَّبِيِّ مُؤَذِّنٌ يُطْرِبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي الأَذَانُ سَمْحٌ سَهْلٌ، فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَمْحًا سَهْلا وَإِلا فَلا تُؤَذِّنْ (حب) وَقَالَ لَا أصل لَهُ، وَفِيه إِسْحَاق بن أبي يحيى الكعبي لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ (تعقب) بِأَن ابْن حبَان رَجَعَ وَذكر إِسْحَاق فِي الثِّقَات والْحَدِيث أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه، وَله شَاهد من قَول عمر بن عبد الْعَزِيز، أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف (قلت) هَكَذَا قَالَ السُّيُوطِيّ أَن ابْن حبَان رَجَعَ فَذكر إِسْحَاق فِي الثِّقَات وَالَّذِي فِي الْمِيزَان وَاللِّسَان أَن ابْن حبَان غفل فَذكره فِي الثِّقَات، بعد أَن قَالَ فِيهِ فِي الضُّعَفَاء مَا قَالَ وَالله أعلم. (68) [حَدِيثُ] أَبِي جُحَيْفَةَ إِنَّ بِلالا أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ مَثْنَى مَثْنَى وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ (حب) من طَرِيق زِيَاد بن عبد الله البكائي وَقَالَ بَاطِل وَزِيَاد فَاحش الخطا لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ (تعقب) بِأَن زِيَاد اثقة صَدُوق روى لَهُ الشَّيْخَانِ لَكِن عد هَذَا الحَدِيث فِي مَنَاكِير وَقد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْمُنكر مِنْهُ تَثْنِيَة الْإِقَامَة لمُخَالفَته لما فِي الصَّحِيح وَلم ينْفَرد بذلك بل ورد من طَرِيق غَيره من حَدِيث عبد الله بن زيد كَانَ أَذَان النَّبِي وإقامته شفعا مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ مُنْقَطع وَقَالَ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ الرِّوَايَات عَن عبد الله بن زيد فِي هَذَا الْبَاب كلهَا مُنْقَطِعَة لِأَن عبد الله بن زيد اسْتشْهد يَوْم أحد وأسنده عَن عبيد الله بن عمر قَالَ دخلت ابْنة عبد الله ابْن زيد على عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا ابْنة عبد الله بن زيد شهد أبي بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَفِي هَذَا نظر لِأَن عبيد الله بن عمر لم يدْرك هَذِه الْقِصَّة وَقد روى الْوَاقِدِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد قَالَ توفّي أبي بِالْمَدِينَةِ سنة اثْنَتَيْنِ

وَثَلَاثِينَ وَقَالَ ابْن سعد شهد أحدا وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا وَلَو صَحَّ مَا تقدم للَزِمَ أَن تكون ابْنة عبد الله بن زيد صحابية قَالَ الْحَافِظ وروى عبد الرَّزَّاق وَالدَّارَقُطْنِيّ والطَّحَاوِي من حَدِيث الْأسود بن يزِيد أَن بِلَالًا كَانَ يثني الْأَذَان ويثني الْإِقَامَة وروى الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الخلافيات والطَّحَاوِي من رِوَايَة سُوَيْد بن غَفلَة أَن بِلَالًا كَانَ يثني الْأَذَان وَالْإِقَامَة وروى الطبرياني فِي مُسْند الشاميين من طَرِيق قَتَادَة بن أبي أُميَّة عَن بِلَال أَنه كَانَ يَجْعَل الْأَذَان وَالْإِقَامَة مثنى مثنى، وَحَدِيث ابْن أبي مَحْذُورَة فِي تَثْنِيَة الْإِقَامَة مَشْهُور عِنْد النَّسَائِيّ وَغَيره انْتهى كَلَام الْحَافِظ وَالله أعلم. (69) [حَدِيثٌ] بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ إِلا صَلاةَ الْمَغْرِبِ (الْبَزَّار) من حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه حَيَّان بن عبيد الله كذبه الفلاس (تعقب) بِأَن الْبَزَّار قَالَ بعد تَخْرِيجه لَا نعلم رَوَاهُ الأحيان وَهُوَ بَصرِي مَشْهُور لَيْسَ بِهِ بَأْس زَاد الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد فَقَالَ وَلكنه اخْتَلَط وَذكره ابْن عدي فِي الضُّعَفَاء انْتهى وحيان هَذَا غير الَّذِي كذبه الفلاس ذَاك حَيَّان ابْن عبد الله بِالتَّكْبِيرِ أَبُو جبلة الدَّارمِيّ وَهَذَا حَيَّان بن عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ أَبُو زُهَيْر الْبَصْرِيّ ثمَّ أَن الحَدِيث فِي صَحِيح البُخَارِيّ من طَرِيق كهمس عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن عبد الله بن مُغفل أَن رَسُول الله قَالَ بَين كل أذانين صَلَاة وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمغرب وَلما أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سننة حَدِيث كهمس قَالَ وَرَوَاهُ حَيَّان بن عبيد الله عَن عبد الله بن بُرَيْدَة فَأَخْطَأَ فِي إِسْنَاده وأتى بِزِيَادَة لم يُتَابع عَلَيْهَا وَسَاقه بِإِسْنَادِهِ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن خُزَيْمَة إِن حَيَّان أَخطَأ فِي هَذَا الْإِسْنَاد قَالَ وَكَأَنَّهُ لما رأى أَخْبَار ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه توهم أَن هَذَا الْخَبَر هُوَ أَيْضا عَن أَبِيه وَلَعَلَّه لما رأى الْعَامَّة لَا تصلي قبل الْمغرب توهم أَن لَا يُصَلِّي قبل الْمغرب فَزَاد هَذِه الْكَلِمَة فِي الْخَبَر قَالَ وازدد علما بِأَن هَذِه الرِّوَايَة خطأ أَن ابْن الْمُبَارك قَالَ فِي حَدِيثه عَن كهمس: فَكَانَ ابْن بُرَيْدَة يُصَلِّي قبل الْمغرب رَكْعَتَيْنِ فَلَو كَانَ ابْن بُرَيْدَة قد سمع من أَبِيه عَن النَّبِي هَذَا الِاسْتِثْنَاء الَّذِي زَاد حَيَّان فِي الْخَبَر لم يكن يُخَالف خبر النَّبِي. (70) [حَدِيثٌ] لَا صَلاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلا فِي الْمَسْجِدِ (حب) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عمر بن رَاشد الْجَارِي (تعقب) بِأَنَّهُ لم يتهم بكذب وَقد وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَغَيره وروى

لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ (قُلْتُ) قَوْله لم يتهم بكذب مَمْنُوع كَمَا يعلم مِمَّا مر فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى فَأخْرجهُ الْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف وَالْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن من حَدِيث عَليّ مَوْقُوفا بِزِيَادَة قيل من جَار الْمَسْجِد قَالَ من سمع النداء (قلت) وَمِمَّنْ حكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ الْعَلامَة رَضِي الدَّين الصغاني فِي جزئه الَّذِي جمع فِيهِ مَا وَقع فِي الشهَاب للقضاعي والنجم للأقليشي من الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة ورده الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ فِي جُزْء لَهُ تعقب فِيهِ على الصغاني فِي أَحَادِيث فَقَالَ أخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ثمَّ قَالَ وَاعْترض غير وَاحِد من الْحفاظ على الْحَاكِم فِي تَصْحِيحه بِأَن إِسْنَاده ضَعِيف ثمَّ قَالَ وَإِن كَانَ فِيهِ ضعف فَلَا دَلِيل على كَونه مَوْضُوعا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (71) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أَن النَّبِي كَانَ يُصَلِّي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَبُولُ فِيهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقُلْتُ لَهُ أَلا تَخُصُّ لَكَ مَوْضِعًا فِي الْحُجْرَةِ أَنْظَفَ مِنْ هَذَا فَقَالَ يَا حُمَيْرَاءُ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللَّهُ مَوْضِعَ سُجُودِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ (عد) وَفِيه بزيع بن حسان أَبُو الْخَلِيل (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فَقَالَ حَدثنَا مطلب بن شُعَيْب حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي اللَّيْث عَن زهرَة بن معبد عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله كَانَ يُصَلِّي حَيْثُ مادنا من الْبَيْت فَقَالَت لَهُ يَا رَسُول الله رُبمَا صليت فِي الْمَكَان الَّذِي تمر فِيهِ الحايض فَلَو اتَّخذت مَسْجِدا تصلي فِيهِ فِيهِ فَقَالَ وَاعجَبا لَك يَا عَائِشَة أما علمت أَن الْمُؤمن تطهر سجدته موضعهَا إِلَى سبع أَرضين قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن معبد إِلَّا ابْنه تفرد بِهِ اللَّيْث وَلم يرو معبد عَن عَائِشَة غير هَذَا (قلت) وَهَذَا الْمَتْن من نكارته إِسْنَاده حسن فمعبد قَالَ فِي التَّقْرِيب مَقْبُول وَابْنه زهرَة قَالَ فِي التَّقْرِيب ثِقَة عَابِد وَاللَّيْث فمعلوم إِمَامَته وجلالته وَعبد الله بن صَالح ضعفه جمَاعَة وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ وَالْمطلب قَالَ الطَّبَرَانِيّ ثِقَة مَأْمُون وَقَول الطَّبَرَانِيّ تفرد بِهِ اللَّيْث مَمْنُوع فقد رَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان فَقَالَ ثَنَا حبَان بن مُوسَى ثَنَا ابْن الْمُبَارك ثَنَا حَيْوَة بن شُرَيْح أَخْبرنِي زهرَة بن معبد أَن بكير بن الْأَشَج حَدثهُ عَن عَائِشَة فَذكره وَمن هَذَا الطَّرِيق أوردهُ الجوزقاني وَقَالَ: مُنكر مُنْقَطع وَالله أعلم. (72) [حَدِيثٌ] إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَانْتَعِلُوا (عد) من حَدِيث معَاذ بْنِ جَبَلٍ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحجَّاج اللَّخْمِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ.

(73) [وَحَدِيثٌ] خُذُوا زِينَةَ الصَّلاةِ، قِيلَ وَمَا زِينَةُ الصَّلاةِ؟ قَالَ الْبَسُوا نِعَالَكُمْ وَصَلُّوا فِيهَا (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة. (74) [وَحَدِيثُ] أنس عَن رَسُول الله فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْد كل مَسْجِد} قَالَ صَلُّوا فِي نِعَالِكُمْ (عق) وَفِيه عباد بن جوَيْرِية تفرد بِهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ (تعقب) فِي الثَّلَاثَة بِأَن لَهَا شَوَاهِد تقضي بِعَدَمِ الحكم عَلَيْهَا بِالْوَضْعِ فَأخْرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس مَرْفُوعا، مِمَّا أكْرم الله بِهِ هَذِه الْأمة لبس نعَالهمْ فِي صلَاتهم، وَأخرج أَبُو يعلى عَن عَليّ مَرْفُوعا: زين الصَّلَاة الْحذاء، وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم، وَصَححهُ عَن شَدَّاد بن أَوْس مَرْفُوعا: خالفوا الْيَهُود وصلوا فِي خفافكم ونعالكم، فَإِنَّهُم لَا يصلونَ فِي خفافهم وَلَا نعَالهمْ، وَأخرج الْبَزَّار عَن أنس نَحوه، وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا: من تَمام الصَّلَاة الصَّلَاة فِي النَّعْلَيْنِ، وَأخرج الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن أنس: أَنه سُئِلَ أَكَانَ رَسُول الله يُصَلِّي فِي نَعْلَيْه، قَالَ نعم، ثمَّ إِن لحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي تَفْسِيره وَحَدِيث أنس لم ينْفَرد بِهِ عباد بل تَابعه يحيى بن عبد الله الدِّمَشْقِي عَن الْأَوْزَاعِيّ بِهِ أخرجه الْخَطِيب. (75) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِي وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلا عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلاةِ (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن جَابر اليمامي وَهُوَ آفته (تعقب) بِأَن الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ أَخْرجَاهُ من هَذَا الطَّرِيق وَله طَرِيق آخر أخرجه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من طَرِيق عَاصِم بن كُلَيْب عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أَلا أُصَلِّي بكم صَلَاة رَسُول الله فصلى فَلم يرفع يَده إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَفِي رِوَايَة فَرفع يَدَيْهِ فِي أول مرّة قَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد فِي الْإِلْمَام وَعَاصِم بن كُلَيْب ثِقَة أخرج لَهُ مُسلم وَعبد الرَّحْمَن أخرج لَهُ مُسلم أَيْضا وَهُوَ تَابِعِيّ وَثَّقَهُ ابْن معِين وغَيره وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ هَذَا الحَدِيث حسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ ابْن حزم وَقَالَ ابْن الْمُبَارك لم يثبت عِنْدِي، وَضَعفه أَحْمد وَشَيْخه يحيى ابْن آدم وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ (قلت) والدرامي والْحميدِي الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ وَالله أعلم وَقَالَ ابْن حبَان هَذَا أحسن خبر رُوِيَ لأهل الْكُوفَة وَهِي فِي الْحَقِيقَة

أَضْعَف شَيْء يعول عَلَيْهِ لِأَن لَهُ عِلّة توهنه انْتهى وَوَقع فِي الْخُلَاصَة للنووي حِكَايَة الِاتِّفَاق على تَضْعِيف هَذَا الحَدِيث وَتعقبه الزَّرْكَشِيّ فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ بِأَنَّهُ صَححهُ ابْن حزم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن الْقطَّان وَغَيرهم وَوَافَقَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الْهِدَايَة على حِكَايَة تَصْحِيحه عَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ خلاف مَا حَكَاهُ عَنهُ فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ فَلَعَلَّ لَهُ فِيهِ قَوْلَيْنِ. (76) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ لَمَّا نَزَلَتْ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّك وانحر} قَالَ النَّبِي لِجِبْرِيلَ مَا هَذِهِ النَّحِيرَةِ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ وَلَكِنْه يَأْمُرُكَ إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلاةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ وَإِذَا رَكَعْتَ وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَإِنَّهُ مِنْ صَلاتِنَا وَصَلاةِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ زِينَةً وَزِينَةُ الصَّلاةِ رَفْعُ الأَيْدِي عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ، وَقَالَ النَّبِي رَفْعُ الأَيْدِي فِي الصَّلاةِ مِنَ الاسْتِكَانَةِ قُلْتُ فَمَا الاسْتِكَانَةُ قَالَ أَلا تَقْرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {فَمَا اسْتَكَانُوا لرَبهم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} هُوَ الْخُضُوعُ (حب) من طَرِيق إِسْرَائِيل بن حَاتِم عَن مقَاتل بن حَيَّان عَن الْأَصْبَغ بن نباتة وَقَالَ وَضعه عمر بن صبج على مقَاتل فظفر بِهِ إِسْرَائِيل فَحدث بِهِ (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ إِسْرَائِيل صَاحب عجائب لَا يعْتَمد عَلَيْهِ واصبغ شيعي مَتْرُوك عِنْد النَّسَائِيّ فحاصل كَلَامه أَنه ضَعِيف لَا مَوْضُوع وبضعفه فَقَط صرح الْبَيْهَقِيّ بعد أَن أخرجه فِي سنَنه وَكَذَلِكَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ. (77) [حَدِيثُ] أنس لعن رَسُول الله رَجُلا أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَامْرَأَةً بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَرَجُلا سَمِعَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ فَلَمْ يُجِبْ (التِّرْمِذِيّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي وَقَالَ لَا يَصح (تعقب) بِأَن ابْن معِين وثق مُحَمَّد بن الْقَاسِم وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد عديدة من حَدِيث ابْن عمر أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن مَاجَه وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه والضياء فِي المختارة وَمن حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَمن حَدِيث سلمَان أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو أخرجه الْحَاكِم وَمن حَدِيث عَمْرو بن الْحَرْث بن ضرام أخرجه الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ فِي إِيضَاح الْإِشْكَال

وَمن شَوَاهِد الْجُمْلَة الْأَخِيرَة حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا من سمع الْمُنَادِي فَلم يمنعهُ من إِتْيَانه عذر لم يقبل الله الصَّلَاة الَّتِي صلى رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَفِي رِوَايَة من سمع النداء فَلم يجب فَلَا صَلَاة لَهُ إِلَّا من عذر وَحَدِيث أبي مُوسَى مَرْفُوعا من سمع النداء فَارغًا صَحِيحا فَلم يجب فَلَا صَلَاة لَهُ أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَأخرجه الْعقيلِيّ بِهَذَا اللَّفْظ عَن جَابر مَرْفُوعا، وَابْن عدي بِهِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا، وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن معَاذ بن أنس مَرْفُوعا، الْجفَاء كل الْجفَاء وَالْكفْر والنفاق من سمع مُنَادِي الله يُنَادي إِلَى الصَّلَاة يَدْعُو إِلَى الْفَلاح فَلَا يجِيبه، وَأخرج ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده عَن يحيى بن أسعد بن زُرَارَة مَرْفُوعا من سمع نِدَاء الْجَمَاعَة ثمَّ لم يَأْتِ ثَلَاثًا ثمَّ سمع ثمَّ لم يَأْتِ ثَلَاثًا طبع على قلبه فَجعل قلبه قلب مُنَافِق، وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا: لقد هَمَمْت أَن آمُر بِلَالًا يُقيم الصَّلَاة ثمَّ انْصَرف إِلَى قوم يسمعُونَ النداء فَلَا يجيبون فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم. (78) [حَدِيثٌ] يَؤُمُّ الْقَوْمُ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا (قا) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق مُحَمَّد ابْن مَرْوَان السّديّ وَفِيه أَيْضا مَجْهُول وروى نَحوه حُسَيْن بن الْمُبَارك عَن إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَالْبَلَاء فِيهِ من حُسَيْن، قَالَ السُّيُوطِيّ أخرجه الديلمي فِي مُسْند الفردوس انْتهى. وروى عبدا لله بن فروخ عَن عَائِشَة أَنَّهَا سُئِلت من يؤمنا فَقَالَ أقرأكم لِلْقُرْآنِ فَإِن لم يكن فأصبحكم وَجها، وَابْن فروخ قَالَ: أَبُو حَاتِم مَجْهُول، وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: هَذَا حَدِيث سوء لَيْسَ بِصَحِيح (تعقب) بِأَن ابْن فروخ روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَحكى الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان قَول أبي حَاتِم ثمَّ قَالَ بل صَدُوق مَشْهُور حدث عَنهُ جمَاعَة وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَحَدِيثه هَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَقَالَ أَرَادَت فِي حسن السمت وَالْهدى وحديثها الْمَرْفُوع لَهُ طَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي البحتري عَن أَبِيه عَن جده عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة بِلَفْظ ليؤمكم أحسنكم وَجها فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يكون أحسنكم خلقا وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ وَهُوَ عَمْرو بن أَخطب مَرْفُوعا إِذا كَانُوا ثَلَاثَة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله فَإِن كَانُوا فِي الْقِرَاءَة سَوَاء فأكبرهم سنا فَإِن كَانُوا فِي السن سَوَاء فأحسنهم وَجها وَفِيه عبد الْعَزِيز بن مُعَاوِيَة غمزه أَبُو أَحْمد الْحَاكِم بِهَذَا الحَدِيث.

(79) [حَدِيثٌ] مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ (شا) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ حُسَيْن بن قيس الملقب بحنش (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَنش ضَعِيف عِنْد أهل الحَدِيث وَالْعَمَل على هَذَا عِنْد أهل الْعلم فَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن الحَدِيث اعتضد بقول أهل الْعلم وَقد صرح غير وَاحِد بِأَن دَلِيل صِحَة الحَدِيث قَول أهل الْعلم بِهِ وَإِن لم يكن لَهُ إِسْنَاد يعْتَمد على مثله وَأخرجه الْحَاكِم وَقَالَ حُسَيْن ثِقَة (قلت) تعقبه الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فَقَالَ بل واه بِمرَّة لَا نعلم أحدا وَثَّقَهُ غير حُصَيْن بن نمير وَالله أعلم وَله شَاهد من حَدِيث عمر مَوْقُوفا أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما وَمن حَدِيث أبي مُوسَى مَوْقُوفا أخرجه ابْن أبي شيبَة. (80) [حَدِيثٌ] اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَوْ كَاسًا بِدِينَارٍ (فت) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه إِبْرَاهِيم بن حَيَّان البخْترِي (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ من حَدِيث أنس مَرْفُوعا أخرجه ابْن عدي والديلمي فِي مُسْند الفردوس (قلت) فِيهِ حَفْص بن عَمْرو الْأَيْلِي؛ كَذَّاب فَلَا يَصح شَاهدا وَالله أعلم وَجَاء عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا لأغتسلن يَوْم الْجُمُعَة وَلَو كاسا بِدِينَار أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَعَن كَعْب مثله أخرجه الْخَطِيب. (81) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وملائكة يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْعَمَائِمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (طب) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه أَيُّوب بن مدرك قَالَ الْأَزْدِيّ هَذَا من وَضعه (تعقب) بِأَنَّهُ اقْتصر على تَضْعِيفه الحافظان الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء وَابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ. (82) [حَدِيثٌ] مَنْ أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا وَعَادَ مَرِيضًا وَأَطْعَمَ مِسْكِينًا وَشَيَّعَ جِنَازَةً لَمْ يَتْبَعْهُ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه عَمْرو بن حَمْزَة والخليل ابْن مرّة وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ضعفاء مجروحون (تعقب) بِأَنَّهُم لم يتهموا ووثق أَبُو زرْعَة الْخَلِيل بن مرّة فَقَالَ شيخ صَالح وَقَالَ ابْن عدي لَيْسَ بمتروك وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَأخرج الْبَيْهَقِيّ حَدِيثه هَذَا فِي الشّعب ثمَّ أخرج عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا وَعَادَ مَرِيضا وَشهد جَنَازَة وَتصدق بِصَدقَة فقد أوجب ثمَّ قَالَ الْإِسْنَاد الأول يُؤَكد هَذَا وَكِلَاهُمَا ضَعِيف انْتهى وَله شَاهد آخر من حَدِيث أبي أُمَامَة مَرْفُوعا

أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَآخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعا وَزَاد واعتق رَقَبَة أخرجه أَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (83) [حَدِيثٌ] شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه دَاوُد بن عُثْمَان الثغري وَقَالَ لَا أصل لَهُ (تعقب) بِأَن دَاوُد لم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه أَبُو الْمنْهَال حبيب بن عمر الدِّمَشْقِي طباخ الْمهْدي عَن الْأَوْزَاعِيّ، أخرجه أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات وَله شَوَاهِد فجَاء عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا بِهَذَا اللَّفْظ أخرجه مُحَمَّد بن نصر فِي كتاب الصَّلَاة، وَعَن سَمُرَة بن عَاصِم قَالَ كَانَ يُقَال شرف الْمُؤمن الصَّلَاة فِي جَوف اللَّيْل وعزه استغناؤه عَمَّا فِي أَيدي النَّاس أخرجهُمَا ابْن نصر وَفِي تَارِيخ البُخَارِيّ عَن صُهَيْب بن مهْرَان قَالَ شرف الْمُؤمن الصَّلَاة فِي سَواد اللَّيْل والإياس مِمَّا فِي أَيدي النَّاس وَمن شواهده حَدِيث سهل بن سعد الْآتِي بعده. (84) [حَدِيثُ] سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِي فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُجْزًى بِهِ وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَعِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ (خطّ) من حَدِيث سهل ابْن سعد وَفِيه زَافِر بن سُلَيْمَان لَا يُتَابع على عَامَّة مَا يرويهِ عَنهُ مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك طَرِيق عِيسَى بن صبيح عَن زَافِر وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ تفرد بِهِ زَافِر وَهُوَ شيخ بَصرِي صَدُوق سييء الْحِفْظ كثير الْوَهم والراوي عَنهُ مُحَمَّد بن حميد فِيهِ مقَال لكنه توبع قَالَ وَقد اخْتلف فِيهِ نظر حافظين فسلكا فِيهِ طرفين مُتَقَابلين صَححهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وأخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات واتهم بِهِ مُحَمَّدًا أَو زافرا وَمُحَمّد توبع وزافر لم يتهم بِالْكَذِبِ وَالصَّوَاب أَنه لَا صَحِيح وَلَا مَوْضُوع وَلَو توبع زَافِر لَكَانَ حسنا انْتهى وَقد حكم بحسنه الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب والترهيب (قلت) وَكَذَا الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي جزئه الَّذِي رد فِيهِ على الصغاني فِي أَحَادِيث من الشهَاب والنجم زعم أَنَّهَا مَوْضُوعَة فَقَالَ هَذَا حَدِيث حسن وَفِيه مُحَمَّد بن حميد وزافر وَمُحَمّد بن عُيَيْنَة مُتَكَلم فِيهِ وَابْن حميد وزافر وثقهما أَحْمد بن حَنْبَل وحيي بن معِين وَغير وَاحِد وَمُحَمّد بن عُيَيْنَة

أَخُو سُفْيَان وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَابْن حبَان وَقد تَابع مُحَمَّد بن حميد إِسْمَاعِيل بن تَوْبَة وَهُوَ ثِقَة رَوَاهُ الشيراري فِي الألقاب انْتهى وَالله أعلم وَجَاء صَدره من حَدِيث جَابر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن حَدِيث عَليّ، أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيّ وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِيلَة. (85) [حَدِيثٌ] قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَا بُنَيَّ لَا تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ تَدَعِ الرَّجُلَ فَقِيرًا يَوْمِ الْقِيَامَةِ (عق) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِيهِ يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر مَتْرُوك (تعقب) بِأَن هَذَا القَوْل فِي يُوسُف لَيْسَ مُتَّفقا عَلَيْهِ بل هُوَ قَول النَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَالح الحَدِيث وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ والْحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه فِي سُنَنِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ فعلى قَول النَّسَائِيّ هُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع وعَلى قَول أبي زرْعَة وَابْن عدي هُوَ حسن فَإِن وجد لَهُ متابع حكم بحسنه على كل قَول. (86) [حَدِيثٌ] مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث جَابر من طَرِيق ثَابت بن مُوسَى وَغَيره وَجُمْلَة مَا ذكره سِتّ طرق وَأوردهُ أَيْضا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ حَكَّامَة بنت عُثْمَان بن دِينَار وأعل الْكل ثمَّ نقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ هَذَا الحَدِيث لَا يعرف إِلَّا بثات وَهُوَ رجل صَالح فَيُشبه أَن يكون دخل على شريك وَهُوَ يملي وَيَقُول ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي فَلَمَّا رأى ثَابتا قَالَ من كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ وَقصد بِهِ ثَابتا فَظن لِغَفْلَتِه أَنه متن الْإِسْنَاد وَسَرَقَهُ مِنْهُ جمَاعَة ضعفاء (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق ثَابت وَقَالَ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب روى هَذَا الحَدِيث جمَاعَة من الْحفاظ وانتقاه الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث أبي طَاهِر الذهلي وَمَا طعن أحد مِنْهُم فِي إِسْنَاده وَلَا مَتنه وَقد أنكرهُ بعض الْحفاظ وَقَالَ إِنَّه من كَلَام شريك بن عبد الله وَنسب الشُّبْهَة فِيهِ إِلَى ثَابت بن مُوسَى الضَّبِّيّ ثمَّ روى بِسَنَدِهِ عَن أبي عبد الله الْحَاكِم نَحْو مَا نَقله ابْن الْجَوْزِيّ عَن ابْن عدي ثمَّ قَالَ وَقد روى لنا هَذَا الحَدِيث من طرق كَثِيرَة وَعَن ثِقَات غير ثَابت بن مُوسَى وَعَن غير شريك ثمَّ أسْندهُ من طرق مِنْهَا عبد الرَّزَّاق عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَابْن جريج عَن أبي الزبير

عَن جَابر وَمِنْهَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حَفْص عَن الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمِنْهَا جرير بن عبد الحميد عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَأسْندَ حَدِيث أنس من طَرِيق جبارَة بن الْمُغلس عَن كثير بن سليم عَن أنس وَله أَيْضا طَرِيق ثَالِث أخرجه ابْن عَسَاكِر. (87) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَن رَسُول الله قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلا أُعْطِيكَ أَلا أَمْنَحُكَ أَلا أَحْبُوكَ أَلا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ عَشْرَ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمْرِكَ مَرَّةً (قطّ) وَلَا يثبت فِيهِ مُوسَى بن عبد الْعَزِيز مَجْهُول وَجَاء من حَدِيث الْعَبَّاس نَفسه (قطّ) وَفِيه صَدَقَة بن يزِيد الْخُرَاسَانِي ضَعِيف وَمن حَدِيث أبي رَافع مولى رَسُول الله (قطّ) أَيْضا وَفِيه مُوسَى بن عُبَيْدَة لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَحَدِيث أبي رَافع أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقد رد الْحَافِظ على ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِيرَاده الْأَحَادِيث الثَّلَاثَة فِي الموضوعات وَأورد الْحَافِظ ابْن حجر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي كتاب الْخِصَال المكفرة وَقَالَ رجال إِسْنَاده لَا بَأْس بهم وَقد أَسَاءَ ابْن الْجَوْزِيّ بِذكرِهِ فِي الموضوعات وَقَوله أَن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز مَجْهُول لم يصب فِيهِ فَإِن ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وثقاه فَلَا يضرّهُ أَن يجهل حَاله من جَاءَ بعدهمَا وَشَاهده مَا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث الْعَبَّاس وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث أبي رَافع وَأَبُو دَاوُد من حَدِيث ابْن عمر وَله طرق أُخْرَى انْتهى وَقَالَ فِي أمالي الْأَذْكَار حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه البُخَارِيّ فِي الْقِرَاءَة خلف الإِمَام وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهم وَقَالَ ابْن

شاهين فِي التَّرْغِيب سَمِعت أَبَا بكر بن أبي دَاوُد يَقُول سَمِعت أبي يَقُول أصح حَدِيث فِي صَلَاة التَّسْبِيح هَذَا وَقَالَ: مُوسَى بن عبد الْعَزِيز وَثَّقَهُ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان وروى عَنهُ خلق وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي الْقِرَاءَة هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه وَأخرج لَهُ فِي الْأَدَب حَدِيثا فِي سَماع الرَّعْد وببعض هَذِه الْأُمُور ترْتَفع الْجَهَالَة وَمِمَّنْ صحّح هَذَا الحَدِيث أَو حسنه غير من تقدم ابْن مَنْدَه ألف فِيهَا كتابا والآجري والخطيب وَأَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَأَبُو الْحسن ابْن الْمفضل وَالْمُنْذِرِي وَابْن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات والسبكي وَآخَرُونَ وَقَالَ الديلمي فِي مُسْند الفردوس صَلَاة التَّسْبِيح أشهر الصَّلَوَات وأصحها إِسْنَادًا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أصح شَيْء فِي فَضَائِل السُّور حَدِيث قل هُوَ الله أحد وَأَصَح شَيْء فِي فضل الصَّلَاة حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح وروى الْبَيْهَقِيّ وَغَيره عَن أبي حَامِد بن الشَّرْقِي قَالَ كتب مُسلم بن الْحجَّاج مَعنا هَذَا الحَدِيث عَن عبد الرَّحْمَن بن بشير يَعْنِي حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح فَسمِعت مُسلما يَقُول لَا يرْوى فِيهَا إِسْنَاد أحسن من هَذَا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ قد رأى ابْن الْمُبَارك وَغَيره صَلَاة التَّسْبِيح وَذكروا الْفضل فِيهِ وَقَالَ الْحَاكِم وَمِمَّا يسْتَدلّ بِهِ على صِحَّته اسْتِعْمَال الْأَئِمَّة لَهُ كَابْن الْمُبَارك وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ كَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يُصليهَا وتداولها الصالحون بَعضهم عَن بعض وَفِي ذَلِك تَقْوِيَة للْحَدِيث الْمَرْفُوع قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وأقدم من روى عَنهُ فعلهَا صَرِيحًا أَبُو الجوزاء أَوْس بن عبد الله الْبَصْرِيّ من ثِقَات التَّابِعين أخرجه عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَد حسن وَقَالَ عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد وَهُوَ أقدم من ابْن الْمُبَارك من أَرَادَ الْجنَّة فَعَلَيهِ بِصَلَاة التَّسْبِيح وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الْحِيرِي الزَّاهِد مَا رَأَيْت للشدائد والغموم مثل صَلَاة التَّسْبِيح وَقد نَص على استحبابها أَئِمَّة الطَّرِيقَيْنِ من الشَّافِعِيَّة وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس هَذَا طرق فتابع مُوسَى بن عبد الْعَزِيز إِبْرَاهِيم بن الحكم وَمن طَرِيقه أخرجه ابْن رَاهَوَيْه وَابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم وَقَالَ إِنَّه أصح طرقه وتابع عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَطاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأَبُو نعيم بِسَنَد رِجَاله ثِقَات وَأَبُو الجوزاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي صَلَاة التَّسْبِيح من طَرِيقين عَنهُ وَمُجاهد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط فَهَذِهِ سِتّ طرق وَأما حَدِيث الْعَبَّاس فَأخْرجهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَابْن شاهين فِي التَّرْغِيب وَأَبُو نعيم فِي قرْبَان الْمُتَّقِينَ وَظن ابْن الْجَوْزِيّ أَن صَدَقَة الَّذِي فِيهِ: ابْن يزِيد الْخُرَاسَانِي وَلَيْسَ كَذَلِك إِنَّمَا هُوَ ابْن عبد الله الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالسمين ضعف من قبل حفظه وَوَثَّقَهُ

جمَاعَة فيصلح فِي المتابعات بِخِلَاف الْخُرَاسَانِي فَإِنَّهُ مَتْرُوك وَله طَرِيق آخر أخرجه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْخرقِيّ فِي فَوَائده وَفِي سَنَده حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي كذبوه وَأما حَدِيث أبي رَافع فَأخْرجهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَأَبُو نعيم فِي القربان وَقَول ابْن الْجَوْزِيّ إِن مُوسَى بن عُبَيْدَة عِلّة الحَدِيث مَرْدُود فَإِنَّهُ لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَعَ مَاله من الشواهد وَقد ورد حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح من حَدِيث الْفضل بن الْعَبَّاس أخرجه أَبُو نعيم فِي القربان وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو أخرجه أَبُو دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين فِي التَّرْغِيب من طرق وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات وَالدَّارَقُطْنِيّ والطبسي من طرق عَنهُ وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ والواحدي فِي الدَّعْوَات من طَرِيقين وَمن حَدِيث جَعْفَر بن أبي طَالب أخرجه عبد الرَّزَّاق وَالدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيقين وَمن حَدِيث عبد الله بن جَعْفَر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَمن حَدِيث أم سلمى أخرجه أَبُو نعيم وَمن حَدِيث الْأنْصَارِيّ أخرجه أَبُو دَاوُد بِسَنَد حسن وَهَذَا الْأنْصَارِيّ قيل هُوَ جَابر بن عبد الله حَكَاهُ الْمزي وَيحْتَمل أَن يكون أَبَا كَبْشَة الْأَنمَارِي فَتكون مِيم الْأَنمَارِي كَبرت قَلِيلا فَأَشْبَهت الصَّاد ومستندي فِي ذَلِك أَن فِي مُسْند الشاميين للطبراني حديثين بِسَنَد أبي دَاوُد بِعَيْنِه قَالَ فيهمَا حَدثنِي أَبُو كَبْشَة الْأَنمَارِي وَجَاء من مُرْسل إِسْمَاعِيل بن رَافع أخرجه سعيد بن مَنْصُور والخطيب فِي صَلَاة التَّسْبِيح انْتهى كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر الشَّافِعِي مُلَخصا وَمِمَّنْ صحّح حَدِيثهَا أَو حسنه غير من تقدم الْحَافِظ العلائي وَالشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ وَالشَّيْخ بدر الدَّين الزَّرْكَشِيّ، وناقض الْحَافِظ ابْن حجر فَقَالَ فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ وَالْحق أَن طرقه كلهَا ضَعِيفَة وَأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس يقرب من شَرط الْحسن أَلا أَنه شَاذ لشدَّة الفردية فِيهِ وَعدم المتابع وَالشَّاهِد من وَجه مُعْتَبر وَمُخَالفَة هيئتها لهيئة بَاقِي الصَّلَوَات ومُوسَى ابْن عبد الْعَزِيز وَإِن كَانَ صَادِقا صَالحا فَلَا يحْتَمل مِنْهُ هَذَا التفرد وَقد ضعفها ابْن تَيْمِية والمزي وَتوقف الذَّهَبِيّ حَكَاهُ ابْن عبد الْهَادِي فِي أَحْكَامه انْتهى (قلت) كَذَلِك اخْتلف كَلَام النَّوَوِيّ فِيهِ فحسنه فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات كَمَا مر وقوى فِي الْأَذْكَار استحبابها وَضَعفه فِي شرح الْمُهَذّب وَقَالَ فِي استحبابها عِنْدِي نظر وَالله تَعَالَى أعلم. (88) [حَدِيثٌ] إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ (قَالَ الْأَزْدِيّ) رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن يزِيد بن قديد، من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَإِبْرَاهِيم يروي عَن الْأَوْزَاعِيّ

مَنَاكِير (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان ثمَّ لَا يلْزم من كَون الحَدِيث مُنْكرا أَن يكون مَوْضُوعا، وَقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من هَذَا الْوَجْه، ثمَّ قَالَ أنكرهُ البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، ثمَّ قَالَ وَله شَاهد وَأخرج من طَرِيق آخر عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا إِذا دخلت مَنْزِلك فصل رَكْعَتَيْنِ تمنعانك مدْخل السوء، وَإِذا خرجت من مَنْزِلك فصل رَكْعَتَيْنِ، تمنعانك مخرج السوء، انْتهى، وَهَذَا الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده وَمن طَرِيقه عِنْد الْبَيْهَقِيّ، وَقَالَ الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد رِجَاله موثقون، فَالْحَدِيث إِذا حسن وَله شَاهد آخر من مُرْسل عُثْمَان ابْن أبي سَوْدَة: صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَصَلَاة الْأَبْرَار، رَكْعَتَانِ إِذا دخلت بَيْتك، وركعتان إِذا خرجت أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه. (89) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ، أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَكِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رب الْعَرْش الْعَظِيم، الْحَمد رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَة هِيَ لَك رضى إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (التِّرْمِذِيّ) من حَدِيث عبد الله بن أبي أوفى من طَرِيق فَايِد بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ غَرِيب وفايد يضعف فِي الحَدِيث، وَقَالَ أَحْمد مَتْرُوك (تعقب) بِأَن هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا، بل أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ فائد مُسْتَقِيم الحَدِيث (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ طرق أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث جَيِّدَة، وَمَتنه غَرِيب وَالله تَعَالَى أعلم، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وجدت لَهُ شَاهدا من حَدِيث أنس، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء وَسَنَده ضَعِيف، وَأخرجه الديلمي من وَجه آخر ضَعِيف أَيْضا، قَالَ وَله شَاهد آخر من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء مُخْتَصرا، أخرجه الإِمَام أَحْمد بِسَنَد حسن، وَأخرجه أَحْمد أَيْضا وَالْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ، من وَجه آخر، وَالطَّبَرَانِيّ من وَجه ثَالِث أتم مِنْهُ، لَكِن سَنَده أَضْعَف، انْتهى. (90) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ قَرَأَ فيهمَا بِفَاتِحَة الْكتاب، وَخمْس عشر مَرَّةً {إِذَا زُلْزِلَتِ} ، أَمَّنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ (رَوَاهُ

عبد الله بن دَاوُد الوَاسِطِيّ) من حَدِيث أنس، وَعبد الله مُنكر الحَدِيث جدا (تعقب) بِأَن ابْن عدي مَشاهُ، فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ إِن شَاءَ الله، وَقد مر غير مرّة أَن الْمُنكر لَا يلْزم أَن يكون مَوْضُوعا، والْحَدِيث أخرجه الديلمي فِي مُسْند الفردوس، والمظفر بن الْحُسَيْن الأرجاني فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن، وَإِبْرَاهِيم بن المظفر فِي كتاب وُصُول الْقُرْآن للْمَيت، من هَذَا الْوَجْه، وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه، أخرجه الديلمي، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ: غَرِيب، وَسَنَده ضَعِيف، فِيهِ من لَا يعرف (قلت) تَتِمَّة كَلَام الْحَافِظ وَفِيه لَيْث بن أبي سليم، وَهُوَ وَإِن كَانَ مضعفا لَا يحْتَمل هَذَا انْتهى، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي حَدِيث أنس، إِسْنَاده ضَعِيف جدا، ثمَّ ذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَقَالَ وَإِسْنَاده ضَعِيف أَيْضا، وَالله أعلم. (91) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَا رَسُولَ الله، إِن الْقُرْآن تقلت مِنْ صَدْرِي، فَقَالَ أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ، وَيَنْفَعُ مَنْ عَلَّمْتَهُ، قُلْتُ بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ صَلِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَة الأولى بِفَاتِحَة الْكتاب، وَيس وبحم الدُّخان، وَفِي الثَّالِثَة بِفَاتِحَة الْكتاب، وبآلم تَنْزِيل السَّجْدَة، وَفِي الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمَفُصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهِ وَاثْنِ عَلَيْهِ، وَصَلِّ على النَّبِي، وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي، وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَالا يَعْنِينِي، وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ، أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ، وَنُورِ وَجْهِكَ، أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ، كَمَا عَلَّمْتَنِي، وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِالْكِتَابِ بَصَرِي، وَتُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي، وَتُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي، وَتَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي، وَتَسْتَعْمِلَ بِهِ بَدَنِي، وَتُقَوِّيَنِي عَلَى ذَلِكَ وَتُعِينَنِي عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يُعِينُ عَلَى الْخَيْرِ غَيْرُكَ، وَلا يُوَفِّقُ لَهُ إِلا أَنْتَ. فافعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات جُمَعٍ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، تَحْفَظْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَا أَخْطَأَ مُؤْمِنًا قَطُّ فَأَتَى النَّبِيَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعِ جُمَعٍ، فَأَخْبَرَهُ يحفظه الْقُرْآن والْحَدِيث، فَقَالَ النَّبِي مُؤْمِنٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ عَلِّمْ أَبَا حَسَنٍ عَلِّمْ أَبَا حَسَنٍ (طب) وَلا يَصِحُّ، فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم الْقرشِي وَأَبُو صَالح إِسْحَاق بن نجيح (قطّ) فِي الْأَفْرَاد، وَقَالَ انْفَرد بِهِ هِشَام بن عمار، عَن الْوَلِيد بن

مُسلم، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ والوليد يُدَلس التَّسْوِيَة، وَلَا أتهم بِهِ إِلَّا النقاش شيخ الدَّارَقُطْنِيّ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر، فَقَالَ هَذَا الْكَلَام تهافت، والنقاش بَرِيء من عهدته، فَإِن التِّرْمِذِيّ أخرجه فِي جَامعه من وَجه آخر عَن الْوَلِيد بن مُسلم وَحسنه، وَأخرجه أَيْضا الْحَاكِم وَصَححهُ على شَرط الشَّيْخَيْنِ (قلت) تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك فَقَالَ: هَذَا مُنكر شَاذ أَخَاف أَن يكون مَوْضُوعا، وَقد حيرني وَالله جودة سَنَده، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْوَلِيد بن مُسلم، وَقد صرح بِالتَّحْدِيثِ، وَقَالَ حَدثنِي ابْن جريح، انْتهى، وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر، على حَاشِيَة مُخْتَصر الموضوعات، لِابْنِ درباس مَا ملخصه، أما قَول الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ هِشَام عَن الْوَلِيد، فَلَيْسَ كَذَلِك بل تَابعه عَلَيْهِ سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي، وَمن طَرِيقه أخرجه التِّرْمِذِيّ، وَسليمَان، وَإِن تكلم فِيهِ فقد أخرج لَهُ البُخَارِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ لَو لم يذكرهُ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء لما ذكرته فَإِنَّهُ ثِقَة مُطلقًا ثمَّ سَاق لَهُ الذَّهَبِيّ هَذَا الحَدِيث وَقَالَ عقبه حَدِيث مُنكر جدا فَلَعَلَّ سُلَيْمَان شبه لَهُ وَأدْخل عَلَيْهِ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِم لَو أَن رجلا وضع لَهُ حَدِيثا لم يفهم انْتهى وَقَالَ فِي اللِّسَان لَعَلَّ الْوَلِيد دلسه على ابْن جريج فقد ذكر ابْن أبي حَاتِم فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي أَنه روى عَنهُ الْوَلِيد بن مُسلم وَهِشَام ابْن عمار انْتهى وَقَالَ السخاوي قَالَ الْمُنْذِرِيّ طرق أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث جَيِّدَة وَمَتنه غَرِيب جدا وَالْحق أَنه لَيست لَهُ عِلّة إِلَّا أَنه عَن ابْن جريج عَن عَطاء بالعنعنة أَفَادَهُ شَيخنَا يَعْنِي ابْن حجر، وَأَخْبرنِي غير وَاحِد أَنهم جربوا الدُّعَاء بِهِ فوجوده حَقًا انْتهى وَالله أعلم. (92) [حَدِيثٌ] اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تُصَلِّيهِنَّ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَتَتَشَهَّدُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا تَشَهَّدْتَ فِي آخِرِ صَلاتِكَ فَأَثْنِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وصل على النَّبِي وَاقْرَأْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أسئلك بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَجَدِّكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، ثُمَّ سَلِّمْ يَمِينًا وَشِمَالا، وَلا تُعَلِّمُوهَا السُّفَهَاءَ فَإِنَّهُمْ يَدْعُونَ بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ (حا) فِي الْمِائَة وَغَيرهَا من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عمر بن هَارُون الْبَلْخِي (تعقب) بِأَن عمر روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَانَ من أوعية الْعلم على ضعفه وَكَثْرَة مَنَاكِيره وَمَا أَظُنهُ مِمَّن يتَعَمَّد الْبَاطِل انْتهى والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات

الفصل الثالث

الْكَبِير من هَذَا الْوَجْه، وَله طَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ الْحسن بن يحيى الْخُشَنِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي تَرَكُوهُ وَقَالَ فِي الكاشف وهاه جمَاعَة وَقَالَ دُحَيْم وَغَيره لَا بَأْس بِهِ وَذكره الْحَافِظ شمس الدَّين ابْن الْجَزرِي فِي كِتَابه الْحصن الْحصين من رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ ثمَّ قَالَ قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِنَّه قد جرب فَوجدَ سَببا لقَضَاء الْحَاجة قَالَ ورويناه فِي كتاب الدُّعَاء لِلْوَاحِدِيِّ وَفِي سَنَده غير وَاحِد من أهل الْعلم وَذكر أَنه قد جربه فَوَجَدَهُ كَذَلِك قَالَ وَأَنا قد جربته فَوَجَدته كَذَلِك على أَن فِي سَنَده من لَا أعرفهُ انْتهى وَرَوَاهُ الديلمي فِي مُسْند الفردوس مسلسلا يَقُول كل من رُوَاته جربته فَوَجَدته حَقًا إِلَى ابْن مَسْعُود وَقَالَ الديلمي وَأَنا جربته فَوَجَدته حَقًا وَقَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ، فِي الْكَلَام على إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث وَبَيَان ضعفه: وَدَاوُد بن أبي عَاصِم لم يدْرك ابْن مَسْعُود وَلَا يعرف لَهُ عَنهُ رِوَايَة والظاهران ذكر ابْن مَسْعُود فِيهِ وهم من بعض رُوَاته وَإِنَّمَا هُوَ عَن دَاوُد بن أبي عَاصِم عَن عُرْوَة بن مَسْعُود مُرْسلا فَجعل بعض رُوَاته مَكَان عُرْوَة عبد الله فَوَقع الْوَهم وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ شَاذ مُخَالف للأحاديث الصَّحِيحَة فِي نَهْيه عَن الْقِرَاءَة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود انْتهى وَنقل ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة وَالزَّرْكَشِيّ فِي الْأَدْعِيَة عَن الْحَنَفِيَّة أَنه يكره أَن يُقَال فِي الدُّعَاء اللَّهُمَّ إِنِّي أسئلك بمعاقد الْعِزّ من عرشك وَإِن جَاءَ بِهِ الحَدِيث لِأَنَّهُ لَا ينْكَشف مَعْنَاهُ لكل أحد قَالَ ابْن الْأَثِير وَحَقِيقَة مَعْنَاهُ بعز عرشك. الْفَصْل الثَّالِث (93) [حَدِيثٌ] لَا صَلاةَ فِي الْحَمَّامِ وَلا تُسَلِّمْ عَلَى بَادِي الْعَوْرَةِ بِالْحَمَّامِ (نجا) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (94) [حَدِيثٌ] مَنْ تَهَاوَنَ بِصَلاتِهِ عَاقَبَهُ اللَّهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً سِتَّةٌ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا وَثَلاثَةٌ مِنْهَا عِنْدَ الْمَوْتِ وَثَلاثَةٌ مِنْهَا فِي قَبْرِهِ وَثَلاثَةٌ مِنْهَا تُصِيبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ فَأَمَّا الَّتِي تُصِيبُهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَأَوَّلُهَا يَرْفَعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ رِزْقِهِ وَالثَّانِيَةُ يَنْزِعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ عُمْرِهِ وَالثَّالِثَةُ يَرْفَعُ اللَّهُ سِيمَا الصَّالِحِينَ مِنْ وَجْهِهِ، وَالرَّابِعَةُ لَا حَظَّ لَهُ فِي دُعَاءِ الصَّالِحِينَ، وَالْخَامِسَةُ كُلُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ لَا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ، وَالسَّادِسَةُ لَا يَرْفَعُ اللَّهُ دُعَاءَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَمَّا الَّتِي تُصِيبُهُ مِنْهَا فِي قَبْرِهِ فَأَوَّلُهَا يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا يُزْعِجُهُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة

وَالثَّانِيَةُ تَكُونُ ظُلْمَةٌ فِي قَبْرِهِ فَلا يُضِيءُ لَهُ أَبَدًا، وَالثَّالِثَةُ يُضَيِّقُ اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَمَّا الَّتِي تُصِيبُهُ مِنْهَا إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ فَأَوَّلُهَا يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا يَسْحَبُهُ عَلَى حَرِّ وَجْهِهِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ، وَالثَّانِيَةُ يُحَاسَبُ حِسَابًا طَوِيلا؛ وَالثَّالِثَةُ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَلا يُزَكِّيهِ وَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم ثمَّ تَلا النَّبِي {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غيا إِلَّا من تَابَ} (نجا) . من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ فِي الْمِيزَان حَدِيث بَاطِل رَكبه مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعَبَّاس على أبي بكر بن زِيَاد النَّيْسَابُورِي وَقَالَ فِي اللِّسَان هُوَ ظَاهر الْبطلَان من أَحَادِيث الطرقية. (95) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحِبَّ أَنْ يَشُقَّ عَلَيْكُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عَمَلٍ إِلا بِمَشَقَّةٍ فَلا يَأْتِيَنَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْمَشَقَّةَ عَنْهُ وَمَنْ صُدِّعَ لَهُ رَأْسٌ فَأَحَبَّ أَنْ يُصَلِّيَ قَاعِدًا فَلَهُ أَجْرُ قَائِمٍ (مي) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله الْأَيْلِي (قلت) وفيهَا أَيْضا أَبُو بَحر مُحَمَّد بن الْحسن وَالله أعلم أَيهمَا وَضعه. (96) [حَدِيثٌ] دَاوِمُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَهُنَّ عَلَيْكُمْ فَلا تَتْرُكُوهَا اسْتِخْفَافًا بِهَا وَلا جُحُودًا (قطّ) فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ حَدِيث ابْن عمر وَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَقَالَ هَذَا مَوْضُوع وَضعه إِسْحَاق بن عبد الصَّمد وَأوردهُ صَاحب الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة مَرْوَان السنجاري واتهمه بِهِ. (97) [حَدِيثٌ] لَا تُجْزِي صَلاةٌ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَة الْكِتَابِ إِلا أَنْ يَكُونَ وَرَاءَ الإِمَامِ (حا) فِي تَارِيخه من حَدِيثِ جَابِرٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَس. (98) [حَدِيثُ] أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى وَقَالَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ لَقَدْ حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ وَقَالَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ لَقَدْ حَدَّثَنِي مِيكَائِيلُ وَقَالَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ لَقَدْ حَدَّثَنِي إِسرَافِيلُ وَقَالَ قَالَ اللَّهُ يَا إِسْرَافِيلُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَجُودِي وَكَرَمِي مَنْ قَرَأَ بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم مُتَّصِلَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً اشْهَدُوا عَلَى أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَقَبِلْتُ مِنْهُ الْحَسَنَاتِ وَتَجَاوَزْتُ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَلا أُحْرِقُ لِسَانَهُ فِي النَّارِ وَأُجِيرُهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ وَعَذَابِ الْقِيَامَةِ وَالْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيَلْقَانِي قَبْلَ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ أَجْمَعِينَ

(أَبُو حَفْص الميانشي) فِي الْمجَالِس المكية مسلسلا بِالْحلف بِاللَّه الْعَظِيم وَإنَّهُ لكذب بَين وبهتان عَظِيم. (99) [حَدِيث] صَلَاة بسواك تعدل أَرْبَعمِائَة بِغَيْرِ سِوَاكٍ وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، وَإِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سَبِيلٌ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (100) [حَدِيثٌ] مَنْ عَلَّقَ قِنْدِيلا فِي الْمَسْجِدِ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُطْفِيَ ذَلِكَ الْقِنْدِيلَ وَمَنْ بَسَطَ فِيهِ حَصِيرًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يَنْقَطِعَ ذَلِكَ الْحَصِيرُ (يخ) من حَدِيث معَاذ وَفِيه عمر بن صبح (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ وَضعه عَاصِم بن سُلَيْمَان الكوزي يَعْنِي شيخ عمر بن صبح وَأورد أَيْضا من حَدِيث عمر مَرْفُوعا من نور فِي مَسَاجِدنَا نور الله قَبره وَمن رَاح فِيهِ رَائِحَة أَدخل الله فِي قَبره من روح الْجنَّة، وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الْبَراء مُتَّهم ذُو مَوْضُوعَات قَالَ الذَّهَبِيّ وَعلمنَا بطلَان هَذَا بِأَن النَّبِي مَاتَ وَلم يُوقد فِي حَيَاته فِي مَسْجده قِنْدِيلًا وَلَا بسط فِيهِ حَصِيرا وَلَو كَانَ قَالَ لأَصْحَابه هَذَا لبادروا إِلَى هَذِه الْفَضِيلَة وَالله أعلم وَجَاء صَدره من طَرِيق آخر أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه (قلت) فِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله أعلم. (101) [حَدِيثٌ] إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ أَنْ يَبْزُقَ فِي الْمَسْجِدِ اضْطَرَبَتْ أَرْكَانُهُ وَانْزَوَى كَمَا تَنْزَوِي الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ فَإِنْ هُوَ ابْتَلَعَهَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَاءً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) فِي سَنَده من لم أعرفهُ وَأوردهُ الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء مُخْتَصرا وَلَفظه إِن الْمَسْجِد لينزوي من النخامة كَمَا ينزوي الْجلد من النَّار وَقَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيجه لَا أصل لَهُ مَرْفُوعا وَإِنَّمَا هُوَ من قَول أبي هُرَيْرَة وَالله تَعَالَى أعلم. (102) [حَدِيثٌ] تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَسَاجِدَ بِالتَّجْصِيصِ والقناديل والسرج والريحة الطَّيِّبَةِ وَالتَّوْسِيعِ عَلَى أَهْلِيكُمْ بِالطَّعَامِ وَالإِدَامِ وَالْكِسْوَةِ فِي رَمَضَانَ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان. (103) [حَدِيثٌ] مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ الْقُرْآنَ وَمَنْ أَحَبَّ الْقُرْآن أَحبَّنِي وَمن

أَحَبَّنِي أَحَبَّ أَصْحَابِي وَقَرَابَتِي وَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ الْمَسَاجِدَ فَإِنَّهَا أَفْنِيَةُ اللَّهِ وَأَبْنِيَتُهُ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي رَفْعِهَا وَبَارَكَ فِيهَا مُبَارَكَةً مُبَارَكٌ أَهْلُهَا مَيْمُونَةٌ مَيْمُونٌ أَهْلُهَا مَحْفُوظَةٌ مَحْفُوظٌ أَهْلُهَا هُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَاللَّهُ فِي حَوَائِجِهِمْ وَهُمْ فِي صَلاتِهِمْ وَفِي ذِكْرِ رَبِّهِمْ وَاللَّهُ مُحِيطٌ مِنْ وَرَائِهِمْ وَمُتَكَفِّلٌ بِأَرْزَاقِهِمْ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُوسَى ابْن عبد الرَّحْمَن وَأَظنهُ الثَّقَفِيّ الصَّنْعَانِيّ فَإِن الذَّهَبِيّ أورد هَذَا الحَدِيث فِي تَرْجَمته فِي الْمِيزَان لكنه جعله من رِوَايَته عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَنقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ فِيهِ وَفِي حديثين آخَرين من رِوَايَته بِهَذَا السَّنَد هَذِه الْأَحَادِيث بَوَاطِيلُ وَالله أعلم. (104) [حَدِيثٌ] مَنْ كَسَحَ بَيْتًا مِنْ بيُوت الله فَكَأَنَّمَا حج أربعمائه حجَّة وغزا أَرْبَعمِائَة غَزْوَة وَأعْتق أَرْبَعمِائَة نسمَة وَصَامَ أَرْبَعمِائَة سَنَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو سَلمَة مُحَمَّد بن عبد الله بن زِيَاد الْأنْصَارِيّ (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصها أَبُو سَلمَة هَالك وَالله تَعَالَى أعلم. (105) [حَدِيث] عَائِشَة أَنه قَالَ لِبَرِيرَةَ يَا بَرِيرَةُ اكْنُسِي الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَإِنَّهُ مَنْ أَخْرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَذًى بِقَدْرِ مَا يَقْذَرُ الْعَيْنُ بِهِ كَانَ كَعَدْلِ، رَقَبَةٍ يُعْتِقُهَا (نع) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان. (106) [حَدِيثٌ] لَوْ كَانَ لأَهْلِ السَّمَاءِ مِنَ الْمَلائِكَةِ نُزُولٌ إِلَى الأَرْضِ لَمَا سَبَقَهُمْ إِلَى الأَذَانِ أَحَدٌ وَلَغَلَبُوا النَّاسَ عَلَيْهِ وَإِنَّ أَدْنَى أَجْرِ الْمُؤَذِّنِ أَنَّ لَهُ مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ أَجْرَ الشَّهِيدِ الْمَقْتُولِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ مَا شَاءَ (نع) من حَدِيث عَليّ وَفِيه إِسْحَاق بن وهب وَعمر بن صبح (قلت) إِسْحَاق الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث هُوَ العلاف وهُوَ صَدُوق وَالْمُتَّهَم بِالْكَذِبِ والوضع هُوَ الطهرمسي وَعمر بن صبح بَرِيء من عهدته فقد تَابعه ثَابت بن عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَفِي تَرْجَمته من الْمِيزَان أورد الذَّهَبِيّ الحَدِيث وَقَالَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثَابت ضَعِيف، وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي كَانَ ثِقَة صَائِما قَائِما وَالله تَعَالَى أعلم. (107) [حَدِيثٌ] مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ بِالصَّلاةِ فَقَالَ مرْحَبًا بالقائلين عدلا مرْحَبًا

بِالصَّلاةِ وَأَهْلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَيْ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه همام بن مُسلم ذكر الْحَافِظ ابْن حجر الحَدِيث فِي اللِّسَان فِي تَرْجَمته وَأعله بِهِ وبراويه عَنهُ سُلَيْمَان بن الرّبيع النَّهْدِيّ وَبَان فِيهِ انْقِطَاعًا ثمَّ قَالَ والمتن بَاطِل (قلت) وتتمة كَلَام الْحَافِظ إِنَّمَا يرْوى ذَلِك عَن عُثْمَان من فعله وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الثَّوَاب الْمَذْكُور وَالله أعلم. (108) [حَدِيثٌ] أَظْهِرُوا الأَذَانَ فِي بُيُوتِكُمْ وَمُرُوا بِهِ نِسَاءَكُمْ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَنَمَاءٌ فِي الرِّزْقِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نهشل. (109) [حَدِيثٌ] إِذَا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ وَضَعَ الرَّبُّ يَدَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ أَذَانِهِ وَإِنَّهُ لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ صَدَقْتَ عَبْدِي وَشَهِدْتَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ فَأَبْشِرْ (نع) فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث أنس وَفِيه عمر بن صبح. (110) [حَدِيثٌ] يَدُ الرَّحْمَنِ عَلَى رَأْسِ الْمُؤَذِّنِ مَا دَامَ يُؤَذِّنُ وَإِنَّهُ لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ أَيْنَ بَلَغَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه أَيُّوب أَبُو حَفْص الْعَبْدي (قلت) وَذكره ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء فِي تَرْجَمَة أبي الصَّلْت الْهَرَوِيّ قَالَ روى عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله يَد الله على الْمُؤَذّن حَتَّى يفرغ من أَذَانه قَالَ ابْن حبَان وَهَذَا أنكر شَيْء حدث بِهِ مَا رَوَاهُ حَمَّاد قطّ وَلَا ثَابت حدث بِهِ وَلَا أنس يعرف هَذَا من حَدِيثه وَلَا رَوَاهُ عَنهُ إِلَّا يزِيد الرقاشِي وَهُوَ لَا شَيْء انْتهى وَالْمُنكر من هَذَا الحَدِيث صَدره وَهُوَ الَّذِي أوردهُ ابْن حبَان وَأما آخِره وَهُوَ كَون الْمُؤَذّن يغْفر لَهُ مد صَوته فَصَحِيح لَهُ طرق رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَأحمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر وَرِجَاله رجال الصَّحِيح وَالله تَعَالَى أعلم. (111) [حَدِيثُ] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي رَزِينٍ يَا أَبَا رَزِينٍ إِذَا كَابَدَ النَّاسُ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصِيَامَ النَّهَارِ فَكَابِدِ النَّصِيحَةَ لِلْمُسْلِمِينَ يَا أَبَا رَزِينٍ إِذَا أَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ أُجُورِهِمْ فَالْزَمِ الْمَسْجِدَ تُؤَذِّنُ فِيهِ لَا تَأْخُذُ عَلَى ذَلِكَ أَجْرًا (مي) طَرِيق عَمْرو بن بكر السكْسكِي.

(112) [حَدِيثٌ] مَنْ أَذَّنَ سَنَةً بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ اشْفَعْ لِمَنْ شِئْتَ (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل. (113) [أَثَرُ] أَبِي الدَّرْدَاءِ لَمَّا دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الشَّامَ سَأَلَهُ بِلالٌ أَنْ يَقَرَّ بِالشَّامِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَنَزَلَ دَارِيَّا ثُمَّ إِنَّ بِلالا رَأَى فِي مَنَامِهِ النَّبِيَّ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ مَا هَذِهِ الْجَفْوَةُ يَا بِلالُ أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنِي يَا بِلالُ فَانْتَبَهَ حَزِينًا وَجِلا خَائِفًا فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَقَصَدَ الْمَدِينَةَ فَأَتَى قَبْرَ النَّبِي فَجَعَلَ يَبْكِي عِنْدَهُ وَيُمَرِّغُ وَجْهَهُ عَلَيْهِ وَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَجَعَلَ يَضُمُّهُمَا وَيُقَبِّلُهُمَا فَقَالا يَا بِلالُ نَشْتَهِي نَسْمَعُ أَذَانَكَ الَّذِي كُنْتَ تؤذنه لرَسُول الله فِي الْمَسْجِدِ فَفَعَلَ فَعَلا سَطْحَ الْمَسْجِدِ فَوَقَفَ مَوْقِفَهُ الَّذِي كَانَ يَقِفُ فِيهِ فَلَمَّا أَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ فَلَمَّا أَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ زَادَ تَعَاجِيجُهَا فَلَمَّا أَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ خَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِنْ خُدُورِهِنَّ فَقَالُوا أبْعث رَسُول الله فَمَا رُؤِيَ يَوْمٌ أَكْثَرَ بَاكِيًا وَلا بَاكِيَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ (كرّ) من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بِلَال ابْن أبي الدَّرْدَاء قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِيهِ جَهَالَة وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذِه قصية بَيِّنَة الْوَضع. (114) [حَدِيثٌ] مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يهديني إِلا هَدَاهُ اللَّهُ لِصَوَابِ الأَعْمَالِ وَالَّذِي هُوَ يطعمني ويسقين إِلا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا، وَإِذَا مَرضت فَهُوَ يشفين إِلا جَعَلَ مَرَضَهُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَالَّذِي يميتني ثمَّ يحيين إِلا أَحْيَاهُ اللَّهُ حَيَاةَ السُّعَدَاءِ وَأَمَاتَهُ مِيتَةَ الشُّهَدَاءِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدَّين إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ إِلا وَهَبَ اللَّهُ لَهُ وَأَلْحَقَهُ بِصَالِحِي مَنْ مَضَى وَصَالِحِي مَنْ بَقِيَ وَاجْعَلْ لِي لِسَان صدق فِي الآخرين إِلا كَتَبَهُ اللَّهُ صِدِّيقًا وَاجْعَلْنِي من وَرَثَة جنَّة النَّعيم إِلا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْمَنَازِلَ وَالقْصُورَ فِي الْجَنَّةِ (يخ) من حَدِيث سَمُرَة وَقَالَ فِي آخِره لقد سمعته من رَسُول الله عشر مرار وَقد سمته من أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان يذكرُونَهُ عَن رَسُول الله أَكثر من عشر مرار وَكَانَ الْحسن يزِيد فِيهِ واغفر لوالدي كَمَا ربياني صَغِيرا وَفِيه سلم ابْن سَالم الْبَلْخِي.

(115) [حَدِيثٌ] لَا تَتْرُكُوا الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ رَكْعَةً وَاحِدَةً فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِنْ عَشَرَةِ آلافِ رَكْعَةٍ وُحْدَانًا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله أعلم. (116) [حَدِيثٌ] فَضْلُ أَهْلِ الْمَدَائِنِ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى كَفَضْلِ أَهْلِ السَّمَاءِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ الْجُمَعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد ابْن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط. (117) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَدْعُ فِيهَا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَصَلاتُهُ خِدَاجٌ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه نوح بن ذكْوَان لَيْسَ بِشَيْء وَعنهُ سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز مَتْرُوك (قلت) سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز وَإِن ضعف فقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ ابْن حبَان أستخير الله فِيهِ فَهُوَ إِلَى الثِّقَات أقرب ونوح بن ذكْوَان من رجال ابْن مَاجَه، نعم قَالَ السَّاجِي يحدث بِأَحَادِيث بَوَاطِيلُ وَالله أعلم. (118) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ وَلا يُؤَخِّرُهَا اسْتَوْجَبَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعَة أَشْيَاءَ أَوَّلُهَا رِزْقًا مِنَ الْحَلالِ وَثَانِيهَا يَنْجُو مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَثَالِثُهَا يُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَالرَّابِعُ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله أعلم. (119) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ اعْتَكَفَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ يَقْرَأُ فِي أول رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَفِي الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} وَفِي الثَّالِثَة بِفَاتِحَة الْكتاب {وَالسَّمَاء والطارق} وَفِي الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثَلاثَ مَرَّاتٍ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعِينَ مَلَكًا مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ عَشَرَةُ أَمْلاكٍ مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَنَادِيلُ مِنَ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلُونَ تِلْكَ الصَّلاةَ عَلَى تِلْكَ الأَطْبَاقِ ثُمَ يَصْعَدُونَ بِهَا وَلا يَمُرُّونَ بِفَوْجٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا اسْتَغْفَرُوا لِصَاحِبِهَا (شا) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيه نوح بن أبي مَرْيَم. (120) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ بِعِشْرِينَ نَفْسًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ غُفِرَ لَهُ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن عبد الله الْأُشْنَانِي.

(121) [حَدِيثٌ] أَتَانِي جِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ بَعْدَ صَلاةِ الضُّحَى الحَدِيث وَهُوَ طَوِيل جدا فِي أوراق فِي فضل صَلَاة الْجَمَاعَة (نجا) من حَدِيث أبي سعيد وَهُوَ حَدِيث مُنكر وَرِجَال إِسْنَاده أَكْثَرهم مَجَاهِيل. (122) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الظُّهْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلاةً كُلُّهَا مِثْلُهَا وَسَبْعُ دَرَجَاتٍ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه بكر بن خُنَيْس مَتْرُوك (قلت) بكر روى لَهُ التِّرْمِذِيّ حَدِيثا فِي قيام اللَّيْل وَحسنه والراوي عَنهُ سَلام بن سُلَيْمَان الثَّقَفِيّ من رجال ابْن مَاجَه وَقَالَ فِيهِ ابْن عدي عَامَّة مَا يرويهِ حسان إِلَّا أَنه لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة نعم الرَّاوِي عَن سَلام عبد الله بن روح الْمَدِينِيّ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ فَلَعَلَّ الآفة مِنْهُ وَالله أعلم. (123) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى قَفَا الإِمَامِ فَلَهُ بِكُلِّ صَلاةٍ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَى يَمِينِ الإِمَامِ فَلَهُ بِكُلِّ صَلاةٍ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ حَسَنَةً وَمَنْ صَلَّى عَلَى يَسَارِ الإِمَامِ فَلَهُ بِكُلِّ صَلاةٍ خَمْسُونَ حَسَنَةً (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (124) [حَدِيثٌ] النَّافِلَةُ هَدِيَّةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى رَبِّهِ فَلْيُحْسِنْ أَحَدُكُمْ هَدِيَّتَهُ وَلْيُطَيِّبْهَا (مي) من حَدِيث عبد الله بن يرفا اللَّيْثِيّ عَن أَبِيه عَن جده (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَعبد الله بن يرفا عَن أَبِيه عَن جده مَا عَرفته وراجعت الوشي الْمعلم فِيمَن روى عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي لِلْحَافِظِ العلائي واختصاره لِلْحَافِظِ ابْن حجر فَلم أجد لَهُ فيهمَا ذكرا وَالله تَعَالَى أعلم. (125) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِأم الْكِتَابِ وَسِتَّ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُحْسِنُ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ فِيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفِ غُرْفَةٍ وَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ (أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي) فِي فَضَائِل {قل هُوَ الله أحد} من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله ابْن جليحة عَن أَبِيه عَن جده (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان صَالح الحَدِيث لكنه روى خَبرا مُنْكرا فَتكلم فِيهِ لذَلِك فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا

الْخَبَر أم غَيره وَإِسْحَاق بن عبد الله بن جليحة الفِهري عَن أَبِيه عَن جده مَا عَرفته وَلم أجد لَهُ فِي الوشي الْمعلم وَلَا فِي مُخْتَصره ذكرا وَالله أعلم. (126) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَعِشْرِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرَيْنِ فِي الْجَنَّةِ يَتَرَايَاهُمَا أَهْلُ الْجَنَّةِ (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو سُلَيْمَان دَاوُد بن عبد الْجَبَّار الْكُوفِي. (127) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَة الأولى بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَفِي الثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إِحْدَى وَثَلاثِينَ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ خَمْسِينَ عَامًا (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه سُلَيْمَان ابْن سَلمَة الخبايري. (128) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} خمس مَرَّات والمعوذتين خَمْسَ مَرَّاتٍ فَإِذَا تَشَهَّدَ اسْتَغْفَرَ وَجَعَلَ ثَوَابَ ذَلِكَ لِوَالِدَيْهِ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ وَالِدَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَبَرَّهُمَا (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عَاصِم بن مُضرس مَتْرُوك (قلت) سُبْحَانَ الله فِي الحَدِيث الْحسن بن عُثْمَان بن زِيَاد وَهُوَ وَضاع وَشَيْخه إِسْمَاعِيل ابْن عبد الله بن إِسْمَاعِيل من ولد عُثْمَان لم أَقف لَهُ على ذكر لَا فِي الضُّعَفَاء وَلَا فِي الثِّقَات فَتَركهُمَا الشَّيْخ وأعل الحَدِيث بعاصم وَغَايَة مَا قيل فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَلَا يلْزم من ذَلِك أَن يكون حَدِيثه مَوْضُوعا وَالله أعلم. (129) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى حَوْلَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فِي جَمَاعَةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً كُلُّ مَرَّةٍ مِائَةَ أَلْفٍ تَكُونُ أَلْفَيْ ألف وَخَمْسمِائة أَلْفِ صَلاةٍ وَمَنْ صَلَّى حَوْلَ الْبَيْتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ صَلاةٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه زيد الْعمي ضَعِيف وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحِيم مَتْرُوك وَعنهُ بشر بن عَطِيَّة ضَعِيف (قلت) بشر مَشاهُ ابْن عدي وَزيد روى لَهُ الْأَرْبَعَة على ضعفه وَعبد الرَّحِيم روى لَهُ ابْن مَاجَه نعم كذبه ابْن معِين على أَنه لَا يظْهر لي الحكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم فَيَنْبَغِي أَن يكون الآفة عبد الرَّحِيم وَإِن كَانَ من رجال ابْن مَاجَه لِأَن ابْن معِين قد كذبه وَالله أعلم.

(130) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَكَانَ مِمَّنْ يَشْفَعُ لَهُ مُحَمَّد (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش. (131) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عِشْرِينَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حَفِظَهُ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَأَبَوَيْهِ (طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبيد الله بن الْقَاسِم وَعنهُ أَحْمد بن سعيد بن خيشنة الْحِمصِي قَالَ فِي الْمِيزَان مَوْضُوع والآفة أَحْمد بن سعيد أَبُو شَيْخه (قلت) لم يُصَرح الذَّهَبِيّ فِي ذَلِك فِي هَذَا الحَدِيث وَإِنَّمَا قَالَ فِي تَرْجَمَة كل مِنْهُمَا أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع فالآفة فلَان أَو فلَان نعم قَالَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَة أَحْمد حَدِيثه فِي المعجم الْأَوْسَط ثمَّ ذكر لَهُ أَحَادِيث هَذَا أَولهَا ثمَّ قَالَ وأظن مُرَاد الذَّهَبِيّ الحَدِيث الأول وَالله تَعَالَى أعلم. (132) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ وَحَّدَ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ غُفِرَ لَهُ وَأُعْطِيَ أَجْرَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ (عد) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق أبي حُذَيْفَة إِسْحَاق بن بشر. (133) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أسئلك بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ وَالْمُلْكَ وَالْمَلَكُوتَ وَالْجَبَرُوتَ وَالْعِزَّةَ وَالْعَظْمَةَ عَلَى جَمِيعِ خلقك وأسئلك خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ وَخَيْرَ مَا يُقْضَى فِيهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا يُقْضَى فِيهِ الحَدِيث (خطّ) فِي رُوَاة مَالك من حَدِيث أنس من طَرِيق الْفضل بن مَنْصُور (قطّ) فِي الغرائب وَقَالَ هَذَا مُنكر وَمن دون مَالك مَجْهُول وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا مُنكر جدا وَالْفضل لَا يعرف (قلت) إِذا اقْتصر هَذَانِ الحافظان على وَصفه بالنكارة كَمَا ترى فَلَا يذكر فِي الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم. (134) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ صليت خلف النَّبِي وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَخَلْفَ عُثْمَانَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَلْفَ عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ خَمْسَ سِنِينَ فَلَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَدَهُ إِلا فِي تَكْبِيرَةِ الافْتِتَاحِ وَحْدَهَا (أصبغ بن خَلِيل الْمَالِكِي) قَالَ ابْن الفرضي فِي تَارِيخه بلغ من تعصب أصبغ لرِوَايَة ابْن الْقَاسِم عَن مَالك ترك رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة إِن افتعل هَذَا الحَدِيث وأسنده عَن الْغَازِي بن قيس عَن سَلمَة

ابْن وردان عَن ابْن شهَاب عَن الرّبيع بن خَيْثَم عَن ابْن مَسْعُود، وقف النَّاس على كذبه فِيهِ من مَوَاضِع مِنْهَا أَن سَلمَة بن وردان لم يرو عَن الزُّهْرِيّ وَمِنْهَا أَن الزُّهْرِيّ لم يرو عَن ربيع بن خَيْثَم وَلَا رَآهُ وَمِنْهَا قَوْله عَن ابْن مَسْعُود صليت خلف عَليّ خمس سِنِين وَابْن مَسْعُود مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان بِالْإِجْمَاع انْتهى وَذكر القَاضِي عِيَاض فِي المدارك مثل ذَلِك وَكَذَا الذَّهَبِيّ وَزَاد فَقَالَ وَمِنْهَا أَن ابْن مَسْعُود مَا صلى خلف عمر وَعُثْمَان إِلَّا قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ فِي غَالب دولتهما بِالْكُوفَةِ. (135) [حَدِيثٌ] إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةَ إِلا رَكْعَتَيِ الصُّبْحِ (الْبَيْهَقِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ هَذِه الزِّيَادَة لَا أصل لَهَا. (136) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي مَسْجِدِهِ ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتِ حَمِدَ اللَّهَ وَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ حَوْرَاءَ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ أَلْفِ خَادِمٍ وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الأَوَّابِينَ (شا) من حَدِيث الْحسن بن عَليّ وَفِيه إِبْرَاهِيم بن حبَان بن النجار بن أنس بن مَالك. (137) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ رَكْعَةِ الْمَغْرِبِ قَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مِنَ الصِّدِّيقِينَ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ الشُّهَدَاءِ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ النَّبِيِّينَ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ الْمَلائِكَةِ فَيَجُوزُهُمْ وَلا يُحْجَبُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى عَرْشِ الرَّحْمَنِ (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث عَليّ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا مَوْضُوع. (138) [حَدِيثٌ] قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرُونِي أَنَّكَ قُلْتَ مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ يَقْرَأُ فِيهِنَّ يس وحم الدُّخان وآلم تَنْزِيلُ وَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تُضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةُ فَقَالَ النَّبِي صَدَقَ مَنْ قَالَ هَذَا وَمَا قُلْتُ هَذَا إِلا مِنْ قَوْلِ جِبْرِيلَ إِنَّهُ قَالَ لِي مَنْ صَلَّى رَكَعَاتٍ أَرْبَعَةٍ قَرَأَ فِيهِنَّ هَذِهِ السُّوَرَ ضُمِنَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَدْرِ هَذِهِ السُّوَرَ الأَرْبَعَ وَلَمْ يَحْفَظْهُنَّ قَالَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةَ إِلا كَانَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ سِتِّينَ نَبِيًّا وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَبِكُلِّ آيَةٍ ثَوَابَ شَهِيدٍ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ حَجَّةً وَعُمْرَةً وَنَوَّرَ اللَّهُ قَبْرَهُ وَبَيَّضَ وَجْهَهُ وَسَتَرَ عَوْرَتَهُ وَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى مَكَانِهِ فِي الْجَنَّةِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ الْمَلائِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى اللَّيْلَةِ الْقَابِلَةِ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى جَسَدِهِ مَدِينَةً فَإِنْ مَاتَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَوْ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَاتَ شَهِيدًا (أَبُو مَنْصُور بن الصَّباح) فِي جزئه وَهُوَ وَاضح الْبطلَان وَفِي تَارِيخ إربل لشرف الدَّين ابْن المستوفي ذكر هَذِه الصَّلَاة من حَدِيث الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَابْن مَسْعُود وخصها بليلة الْجُمُعَة وَذكر ثَوَابهَا على وَجه آخر مَذْكُور فِي الأَصْل وَهُوَ أَيْضا ظَاهر الْبطلَان. (139) [حَدِيثٌ] إِنَّ صَلاةً بِعِمَامَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلاةً بِغَيْرِ عِمَامَةٍ وَجُمُعَةً بِعِمَامَةٍ تَعْدِلُ سَبْعِينَ جُمُعَةً بِغَيْرِ عِمَامَةٍ إِنَّ الْمَلائِكَةَ يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ مُتَعَمِّمِينَ وَلا يَزَالُونَ يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْعَمَائِمِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ (مي نجاكر) من حَدِيث ابْن عمر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان هَذَا حَدِيث مُنكر بل مَوْضُوع وَفِي سَنَده من لم أعرفهُ وَلَا أَدْرِي الآفة مِمَّن؟ (140) [حَدِيثٌ] صَلاةٌ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ يَعْدِلُ ثَوَابُهَا عِنْدَ اللَّهِ غَزْوَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن همام قَالَ فِي الْمِيزَان وَهُوَ من وَضعه. (141) [حَدِيثٌ] الصَّلاةُ فِي الْعِمَامَةِ بِعَشَرَةِ آلافِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش. (142) [حَدِيثٌ] مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ عِنْدَ الانْصِرَافِ مِنَ الْجُمُعَةِ فَلْيَقُلْ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ أَدَّيْتُمُوهَا إِلَى رَبِّكُمْ (نع) فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نهشل. (143) [حَدِيثٌ] أنس قَالَ رَسُول الله يُصْبِحُ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَإِذَا صَلَّى حَلَّ فَإِنْ مَكَثَ فِي الْجَامِعِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعَصْرَ مَعَ إِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ أَتَى بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَتَى يُتَأَهَّبُ لِلْجُمُعَةِ قَالَ يَوْمَ الْخَمِيسِ (مي) وَفِيه الْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي، وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أخرجه ابْن النجار وَفِيه أَبُو معشر مَتْرُوك.

(144) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةٍ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ الْجُمُعَةِ كَمَا أَدَّتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ مِنْ حَقِّ الْعَرْشِ (أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي) فِي فَضَائِل {قل هُوَ الله أحد} من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مَرْوَان بن مُحَمَّد السنجاري ذَاهِب الحَدِيث (قلت) كَذَا فِي الأَصْل وَأَنا أَقُول مَرْوَان وَإِن كَانَ الذَّهَبِيّ اتهمه بِحَدِيث كَمَا مر فِي هَذَا الْفَصْل فالراوي عَنهُ وَهُوَ اسحق بن عبد الصَّمد قد صرح الدَّارَقُطْنِيّ بِأَنَّهُ وضع نُسْخَة بِهَذَا الْإِسْنَاد: مَرْوَان السنجاري عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوا من عشْرين حَدِيثا فالآفة إِسْحَاق وَالله أعلم. (115) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يُجَاهِدُونَ فِي مَوْطِنَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَأَمَّا يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ تَهْبِطُ الْمَلائِكَةُ بُكْرَةً وَيَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَبْلُغُوا سَبْعِينَ فَإِذَا بَلَغُوا السَّبْعِينَ طُوِيَتِ الصُّحُفُ وَخُتِمَتْ فَكَانَ أُولَئِكَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَاخْتَارَ مُوسَى قومه سبعين رجلا لِمِيقَاتِنَا وَيَكْتُبُونَ النَّاسَ بَعْدَ السَّبْعِينَ (مي) من حَدِيث جَابر (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَمْرو بن شمر الْجعْفِيّ وَجَابِر عَن مُحَمَّد بن عَليّ وَالظَّاهِر أَنه الْجعْفِيّ وَالله أعلم (146) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيِ الضُّحَى كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه نوح بن أبي مَرْيَم. (147) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا كُتِبَ لَهُ مِائَتي حَسَنَة ومحى عَنهُ مِائَتي سَيِّئَةٍ وَرُفِعَ لَهُ مِائَتْي دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعًا كتب الله أَرْبَعمِائَة حَسَنَة ومحا عَنهُ أَرْبَعمِائَة سَيِّئَة وَرفع لَهُ أَرْبَعمِائَة دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتّمائَة حَسَنَة ومحا عَنهُ سِتّمائَة سَيِّئَة وَرَفعه سِتّمائَة دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى ثَمَان رَكْعَات كتب لَهُ ثَمَانمِائَة حَسَنَة ومحا عَنهُ ثَمَانمِائَة سَيِّئَة وَرفع لَهُ ثَمَانمِائَة دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى عَشْرَ رَكَعَاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَة وَرَفعه ألف دَرَجَة وغفر لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ

وَالْكَبَائِرَ وَمَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَكَتَبَ لَهُ أَلْفًا وَمِائَتَيْ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفًا وَمِائَتَيْ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفًا وَمِائَتَيْ دَرَجَةٍ وَغَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ كُلُّهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ وَالْكَبَائِرَ (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه صَالح بن الصَّباح الْبَغْدَادِيّ واتهم بِهِ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هَذَا كذب مختلق وَإِسْنَاده مظلم وَقد رَأَيْته فِي الثَّوَاب لآدَم ابْن أبي إباس الْعَسْقَلَانِي شيخ صَالح فبرىء صَالح مِنْهُ وَكَانَ الْبلَاء فِيهِ مِمَّن فَوق آدم من المجاهيل. (148) [حَدِيثُ] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِي قَالَ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ قُمْ فَصَلِّ وَارْفَعْ رَأْسَكَ وَيَدَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الرَّحْمَة ثَلَاثمِائَة بَابٍ فَيُغْفَرُ لِجَمِيعِ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ مُشَاحِنٍ أَوْ عَاشِرٍ أَوْ مُدْمِنِ خَمْرٍ أَوْ مُصِرٍّ عَلَى الزِّنَا فَإِنَّ هَؤُلاءِ لَا يُغْفَرُ لَهُمْ حَتَّى يَتُوبُوا فَأَمَّا مُدْمِنُ خَمْرٍ فَإِنَّهُ يُتْرَكُ لَهُ بَابًا مِنَ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحًا حَتَّى يَتُوبَ فَإِذَا تَابَ غُفِرَ لَهُ وَأَمَّا الْمُشَاحِنُ فَإِنَّهُ يُتْرَكُ لَهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الرَّحْمَةِ حَتَّى يُكَلِّمَ صَاحِبَهُ فَإِذَا كَلَّمَهُ غُفِرَ لَهُ قَالَ النَّبِيُّ يَا جِبْرِيلُ، فَإِنْ لَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى يَمْضِيَ عَنْهُ النِّصْفُ قَالَ: لَوْ مَكَثَ إِلَى أَنْ يَتَغَرْغَرَ بِهَا فِي صَدْرِهِ فَهُوَ مَفْتُوحٌ فَإِنْ تَابَ قُبِلَ مِنْهُ فَخَرَجَ رَسُول الله إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَبَيْنَا هُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلا أَبْلُغُ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي رُبُعِ اللَّيْلِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحَةٌ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ سَجَدَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ الثَّالِثِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ رَكَعَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ الرَّابِعِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ دَعَا رَبَّهُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ الْخَامِسِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِمَنْ نَاجَى رَبَّهُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ السَّادِسِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِلْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَعَلَى الْبَابِ السَّابِعِ مَلَكٌ يُنَادِي طُوبَى لِلْمُوَحِّدِينَ، وَعَلَى الْبَابِ الثَّامِنِ مَلَكٌ يُنَادِي: هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ، وَعَلَى الْبَابِ التَّاسِعِ مَلَكٌ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ، وَعَلَى الْبَابِ الْعَاشِرِ مَلَكٌ يُنَادِي هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ، ثمَّ إِن رَسُول الله، قَالَ يَا جِبْرِيلُ إِلَى مَتَى أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحَةٌ قَالَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى صَلاةِ الْفَجْرِ (كرّ قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن حَازِم مَجْهُول وَعنهُ إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْبَصْرِيّ وَعَن هَذَا حَامِد بن مَحْمُود الْهَمدَانِي لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم.

(149) [حَدِيثٌ] لَيْلَةُ الْفِطْرِ لَيْلَةُ رَحْمَةٍ يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهَا الرِّقَابَ فَمَنْ سَجَدَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ سَجْدَتَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِنَ الثَّوَابِ كَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَيُعْطِيهِ الْغَدَ ثَوَابَ مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ فِي الْجَبَّانَةِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ (مي) من حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن عَطاء وَمُحَمّد بن عَليّ بن الرّبيع لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم. (150) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْعِيدِ سِتَّ رَكَعَاتٍ إِلا شُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ كُلِّهِمْ قَدْ وَجَبَ لَهُمُ النَّارُ (مي) من حَدِيث سلمَان وَفِيه إِسْمَاعِيل بن الْفضل. (151) [حَدِيثٌ] إِذَا قُمْتَ تُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ قَلِيلا تفزع الشطيان وَتُوقِظُ الْجِيرَانَ وَتُرْضِي الرَّحْمَنَ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هدبة. (152) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ صِبْيَانَهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ فَيُنْهَوْنَ فَلا يَنْتَهُونَ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه سلم بن سَالم وَرجل لم يسم. (153) [حَدِيثٌ] لَيْسَ السَّارِقُ الَّذِي يَسْرِقُ ثِيَابَ النَّاسِ إِنَّمَا السَّارِقُ الَّذِي يَسْرِقُ الصَّلاةَ يَلْقُطُهَا كَمَا يَلْقُطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ مِنَ الأَرْضِ فَذَلِكَ السَّارِقُ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طرق أبي هدبة. (155) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى وَهُوَ طَاهِرٌ نَادَاهُ مَلَكٌ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ (مي) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (156) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يُدَاوِمْ عَلَى أَرْبَعٍ قَبْلَ الظُّهْرِ لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي (سُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر) فَقَالَ لَا أصل لَهُ. (157) [حَدِيثٌ] إِذَا قَامَ الْعَبْدُ إِلَى صَلاتِهِ قَامَ مَعَهُ سَبْعَةُ شَيَاطِينَ أَحَدُهُمْ يُسَمَّى كنعٌ وَالآخَرُ يُسَمَّى كنسٌ وَالآخَرُ يُسَمَّى تعليهم إِلَى آخِرِه (سُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر) فَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع افتراه بعض الْكَذَّابين وَنَقله عَنهُ بعض الْفُقَهَاء فِي ذمّ من يتوسوس فِي قِرَاءَته وَلَيْسَ لَهُ من حَدِيث رَسُول الله أصل.

كتاب الصدقات والمعروف

كتاب الصَّدقَات وَالْمَعْرُوف الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ ذَكَرٍ وَأُنْثَى يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ حُرٍّ وَمَمْلُوكٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَزِيَادَة يَهُودِيّ أَو نَصْرَانِيّ مَوْضُوعَة تفرد بهَا سَلام الطَّوِيل. (2) [حَدِيثٌ] أَدُّوا الزَّكَاةِ وَتَحَرَّوْا بِهَا أَهْلَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ أَبَرُّ وَأَتْقَى (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه مُحَمَّد بن مُوسَى وَالْحسن بن مَحْمُود مَجْهُولَانِ وَفِيه عبدا لله بن عَطاء الإبراهيمي اتهمه هبة الله السَّقطِي بِهَذَا الحَدِيث، قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن النجار وَضعه عبد الله بن عَطاء لَكِن قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عبد الله بن عَطاء وَثَّقَهُ يحيى بن مَنْدَه وَكذبه هبة الله السَّقطِي، والسقطي تَالِف وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان عبد الله وَثَّقَهُ المؤتمن السَّاجِي وَقَالَ شيرويه الديلمي كَانَ صَدُوقًا وَقَالَ الْحَافِظ أَيْضا فِي تَرْجَمَة الْحسن بن مَحْمُود: مَجْهُول لَا يعرف أَتَى بِخَبَر مَوْضُوع وَذكر هَذَا الحَدِيث. (3) [حَدِيثٌ] لَا يَجْتَمِعُ عَلَى مُؤْمِنٍ خَرَاجٌ وَعُشْرٌ (قطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة قَالَ ابْن حبَان وَابْن عدي بَاطِل وَإِنَّمَا حَكَاهُ أَبُو حنيفَة عَن حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم من قَوْله فوصله يحيى قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه بَاطِل وَصله وَرَفعه. (4) [حَدِيثٌ] الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ يَمْسَحُونَ بِهَا ذُنُوبَهُمْ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه عَلَاء بن زيدل. (5) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لِلْمِسْكِينِ أَبْشِرْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الْملك بن هَارُون. (6) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ عَلَى رُؤُوس الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مَنْ كَانَ خَادِمًا لِلْمُسْلِمِينَ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَلْيَقُمْ وَلْيَمْضِ عَلَى الصِّرَاطِ آمِنًا غَيْرَ خَائِف وادخلوا

الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَمَنْ شِئْتُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ حِسَابٌ وَلا عَذَابٌ، الْخَادِمُ فِي الدُّنْيَا هُوَ سَيِّدُ الْقَوْمِ فِي الآخِرَةِ (قَالَ أَبُو نعيم) حدث بِهَذَا أَحْمد بن عبد الله الفرياناني عَن شَقِيق الْبَلْخِي عَن إِبْرَاهِيم بن أدهم عَن عباد بن كثير عَن الْحسن عَن أنس مَرْفُوعا والفرياناني وَضعه وَكَانَ وضاعا مَشْهُورا بِالْوَضْعِ. (7) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ الله مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَلَهُ فِي كُلٍّ شَرْبَةٍ يُشَرِّبُهَا بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا عَشْرُ حَسَنَاتٍ تُكْتَبُ لَهُ وَعَشْرُ دَرَجَاتٍ تُرْفَعُ لَهُ وَعَشْرُ سَيِّئَاتٍ تُحَطُّ عَنْهُ وَإِنْ شَرَّبَهُ الْعَطْشَانَ فَعِتْقُ نَسَمَةٍ وَإِنْ شَرَّبَهُ الْعَطْشَانَ الَّذِي قَدْ هَجَمَ عَلَى الْمَوْتِ فَعِتْقُ سِتِّينَ نَسَمَةً وَمَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا أحيى النَّاسَ جَمِيعًا قَالَ أَنَسٌ قُلْتُ وَمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا قَالَ أَلَيْسَ إِذَا أَحْيَيْتَ نَفْسًا فَثَوَابُكَ الْجنَّة وَكَذَا من أحيى النَّاسَ جَمِيعًا ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ (خطّ) من طَرِيق صَالح ابْن بَيَان الْأَنْبَارِي الثَّقَفِيّ. (8) [حَدِيثٌ] مَنْ لَذَّذَ أَخَاهُ بِمَا يَشْتَهِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ (رَوَاهُ مُحَمَّد بن نعيم) من حَدِيث جَابر قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا بَاطِل وَمُحَمّد بن نعيم كَذَّاب. (9) [حَدِيثٌ] مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ حَسَنَةً وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ سَيِّئَةً إِلَى أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ فَارَقَهُ فَإِنْ قُضِيَتْ حَاجَتُهُ عَلَى يَدِهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَإِنْ هَلَكَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (أَبُو يعلى) وَلَا يَصح فِيهِ زيد الْعمي وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحِيم. (10) [حَدِيثُ] أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ لِي الزُّبَيْرِ مَرَرْت برَسُول الله فَجَبَذَ عِمَامَتِي بِيَدِهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ مِنْ لَدُنْ الْعَرْشِ إِلَى قَرَارِ بَطْنِ الأَرْضِ فَيَرْزُقُ اللَّهُ كُلَّ عَبْدٍ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ يَا زُبَيْرُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ السَّخَاءَ وَلَوْ بِفَلْقِ تَمْرَةٍ وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ بِقَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ عبد الله ابْن مُحَمَّد بن يحيى الزبيرِي. (11) [حَدِيثٌ] مَا جُبِلَ وَلِيُّ اللَّهِ إِلا عَلَى السَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ (قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ) رَوَاهُ أَبُو همام من حَدِيث عَائِشَة وَلَا يثبت فِيهِ يُوسُف بن السّفر.

الفصل الثاني

الْفَصْل الثَّانِي (12) [حَدِيث] فِي الركان الْعُشْرُ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل فِيهِ عبد الله بن نَافِع مولى ابْن عمر مَتْرُوك وَتَابعه يزِيد بن عِيَاض وَهُوَ مَتْرُوك أَيْضا (تعقب) بِأَن عبد الله روى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ فِي الْمِيزَانِ تفرد عَن أَبِيه بِهَذَا الحَدِيث وَيزِيد روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه. (13) [حَدِيثُ] جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ اجْتَمَعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَتَمَارَوْا فِي شَيْءٍ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله نَسْأَلُهُ فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَا نَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُمُونِي وَإِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ لَهُ قَالُوا حَدِّثْنَا عَنِ الصَّنِيعَةِ قَالَ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الصَّنِيعَةُ إِلا لِذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنِ الْبِرِّ وَمَا عَلَيْهِ الْعِبَادُ فَاسْتَنْزِلُوهُ بِالصَّدَقَةِ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنْ جِهَادِ الضَّعِيفِ وَجِهَادُ الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنْ جِهَادِ الْمَرْأَةِ جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنِ الرِّزْقِ مِنْ أَيْنَ يَأْتِي وَكَيْفَ يَأْتِي أَبَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ إِلا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ (حب) وَقَالَ مَوْضُوع آفته أَحْمد بن دَاوُد بن عبد الْغفار (تعقب) بِأَن ابْن عبد الْبر أخرجه فِي التَّمْهِيد وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك وَهُوَ حَدِيث حسن لكنه مُنكر عِنْدهم عَن مَالك لَا يَصح عَنهُ وَلَا أصل لَهُ فِي حَدِيثه وَقد حدث بِهِ أَبُو يُونُس الْمَدِينِيّ عَن هَارُون بن يحيى الْحَاطِبِيُّ عَن عُثْمَان بن عُثْمَان بن خَالِد بن الزبير عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب بِهِ وَهَذَا حَدِيث ضَعِيف وَعُثْمَان بن عُثْمَان لَا أعرفهُ وَلَا الرَّاوِي عَنهُ انْتهى نَقله عَن الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان ثمَّ قَالَ أما عُثْمَان بن عُثْمَان فَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَهَارُون ذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَأَبُو يُونُس الْمَدِينِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وَهُوَ مَعْرُوف انْتهى وتابع أَبَا يُونُس عَن هَارُون عبد الْجَلِيل ابْن عَاصِم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ وَهُوَ ضَعِيف بِمرَّة وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْحَاكِم فِي تَارِيخه عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَن سعيد بن الْمسيب عَنهُ وَقَالَ غَرِيب الْإِسْنَاد والمتن وَعبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَزِيز الحَدِيث جدا انْتهى وَقد وَردت أَجزَاء الحَدِيث مفرقة فِي أَحَادِيث بأسانيد أخر.

(14) [حَدِيثٌ] مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ فَكَتَمَهُ النَّاسُ وَأَفْضَى بِهِ إِلَى اللَّهِ فَتَحَ اللَّهُ رِزْقَ سَنَةٍ مِنْ حَلالٍ (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ بَاطِل آفته إِسْمَاعِيل بن رَجَاء الحصني (تعقب) بِأَن إِسْمَاعِيل مُخْتَلف فِيهِ نقل الْحَافِظ فِي اللِّسَان عَن أبي حَاتِم أَنه صَدُوق وَعَن الْعجلِيّ وَالْحَاكِم أَنَّهُمَا وثقاه والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيقه وَقَالَ ضَعِيف والخطيب فِي الْمُتَّفق والمفترق وَقَالَ غَرِيب وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا مَا صَبر أهل بَيت على جهد ثَلَاثًا إِلَّا أَتَاهُم الله برزق أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ ضَعِيف وَمن حَدِيث مَالك بن دِينَار بلغنَا أَن هَذِه الْأمة لَا يحمل عَلَيْهَا أَكثر من ثَلَاث حَتَّى يَأْتِيهَا الْفرج أخرجه عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد وَمن أقوى شواهده حَدِيث ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا من أَصَابَته فاقة فأنزلها بِالنَّاسِ لم يسد فاقته وَمن أنزلهَا بِاللَّه أوشك الله لَهُ بالغنى إِمَّا بِمَوْت آجل أَو غناء عَاجل أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ. (15) [حَدِيثٌ] بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاءَ لَا يَتَخَطَّى الصَّدَقَةَ (ابْن أبي الدُّنْيَا) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو يُوسُف لَا يعرف وَعنهُ بشر بن عبيد مُنكر الحَدِيث وتابع أَبَا يُوسُف سُلَيْمَان بن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ أخرجه ابْن عدي وَتَابعه أَيْضا عبد الْأَعْلَى بن أبي الْمسَاوِر وَهُوَ كَذَّاب وَتَابعه أَيْضا ابْن إِدْرِيس لكنه من رِوَايَة الصَّقْر بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ كَذَّاب (قلت) فَالظَّاهِر أَنه سَمعه من عبد الْأَعْلَى فَجعله عَن ابْن إِدْرِيس ليروج لَهُ وَقد سبق لَهُ مثل هَذَا فِي بَاب المناقب وَالله أعلم (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأَبُو يُوسُف هُوَ القَاضِي صَاحب أبي حنيفَة بَين فِي الرِّوَايَة عِنْد أبي الشَّيْخ فِي الثَّوَاب، وَبشر بن عبيد وَإِن قَالَ ابْن عدي مُنكر الحَدِيث فقد استدرك فِي اللِّسَان بِأَن ابْن حبَان ذكره فِي الثِّقَات والصقر أَيْضا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم سُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَدُوق (قلت) تساهل ابْن حبَان فِي التوثيق مَعْرُوف وَأما قَول أبي حَاتِم فقد عقبه الذَّهَبِيّ بقوله قلت من أَيْن جَاءَهُ الصدْق وَالله أعلم وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن عَليّ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد ضَعِيف. (16) [حَدِيثٌ] إِذَا رَدَدْتَ السَّائِلَ ثَلاثًا فَلا بَأْسَ أَنْ تَبَرَّهُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ تفرد بِهِ الْوَلِيد بن الْفضل الْعَنزي (أَبُو زَكَرِيَّا البُخَارِيّ) من حَدِيث عَائِشَة

وَفِيه وهب بن زَمعَة قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ هُوَ وهب بن وهب القَاضِي وَتقدم أَنه يضع (تعقب) بِأَن الحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيقا لَيْسَ فِيهِ الْوَلِيد أخرجه الديلمي قلت بِإِسْنَاد ضَعِيف وَالله أعلم وَبِأَنَّهُ ورد أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) فِيهِ حبَان بن عَليّ وَطَلْحَة ابْن عَمْرو وضعيفان وَالله أعلم. (17) [حَدِيثٌ] لَوْ صَدَقَ الْمَسَاكِينُ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ (عق) من حَدِيث عبد الله ابْن عمر وَفِيه عبد الْأَعْلَى بن حُسَيْن بن ذكْوَان مُنكر الحَدِيث وَمن حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبد الله بن عبد الْملك مُنكر الحَدِيث (عد) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عمر بن مُوسَى وَرَوَاهُ عبد الْعَزِيز بن بَحر عَن هياج بن بسطَام عَن جَعْفَر بن الزبير عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة، وَهياج وجعفر مَتْرُوكَانِ وَلَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شَيْء (تعقب) بِأَن عبد الْأَعْلَى ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَحَدِيث عَائِشَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَلِحَدِيث أبي أُمَامَة طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن جَعْفَر بن الزبير وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن الصصرى فِي أَمَالِيهِ وَمن حَدِيث أنس أخرجه الْعقيلِيّ (قلت) لَا يصلحان شَاهدا فَإِن فِي الأول عمر بن صبح وَفِي الثَّانِي بشر بن الْحُسَيْن وَالله أعلم. (18) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَائِشَة (عد) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ، فِي الأول طَلْحَة بن عَمْرو وسليم الْمَكِّيّ وَإِسْمَاعِيل الطلحي متروكون وَفِي الثَّانِي يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَا يُسَاوِي شَيْئا وَفِي الثَّالِث عبد الله بن مُحَمَّد بن زَاذَان لَهُ أَحَادِيث غير مَحْفُوظَة (تعقب) بِأَن إِسْمَاعِيل الطلحي روى لَهُ ابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ مطين وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَيَعْقُوب وَثَّقَهُ بَعضهم وَقَالَ فِي الْمِيزَان مَشْهُور مكثر (قلت) وروى لَهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق كثير الْوَهم وَالرِّوَايَة عَن الضُّعَفَاء وَالله تَعَالَى أعلم. (19) [حَدِيثٌ] اطْلُبُوا الْفَضْلَ مِنَ الرُّحَمَاءِ مِنْ عِبَادِي تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ رَحْمَتِي وَلا تَطْلُبُوهَا مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ سخطي (عق) من حَدِيث

أبي سعيد وَفِيه عبد الرَّحْمَن السّديّ مَجْهُول وَلم يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَنَّهُ إِنَّمَا فِيهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ الصَّغِير الْمَعْرُوف بِالْكَذِبِ كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ لكنه توبع عَن دَاوُد بن أبي هِنْد فتابعه عباد بن الْعَوام أخرجه الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَتَابعه عبد الْملك ابْن الْخطاب وَعبد الْغفار بن الْحسن بن دِينَار وَكِلَاهُمَا فِي مُسْند الشهَاب للقضاعي وأولهما عِنْد الخرائطي أَيْضا فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَتَابعه اللَّيْث بن سعد وناهيك بِهِ أخرجه أَبُو الْحسن الْموصِلِي فِي فَوَائده انتخاب السلَفِي وَجَاء من حَدِيث عَليّ أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء وَلَيْسَ كَمَا قَالَ. (20) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ سُئِلَ رَسُول الله مَا الْغِنَى قَالَ الْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ (قطّ) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن زِيَاد الْعجلِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن أَبَا نعيم أخرجه فِي الْحِلْية وَقَالَ غَرِيب (قلت) وَفِي اللِّسَان عَن ابْن أبي حَاتِم قَالَ سَأَلت أبي عَن إِبْرَاهِيم فَقَالَ مَجْهُول والْحَدِيث الَّذِي يرويهِ مُنكر وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثٌ] اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ من ثَلَاثَة طرق فِي أَولهَا طَلْحَة بن عَمْرو وَفِي الثَّانِي أَحْمد بن سَلمَة المدايني وَفِي الثَّالِث مُصعب ابْن سَلام ضعفه يحيى وَغَيره (عق) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عصمَة بن مُحَمَّد (عبد بن حميد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الْمُجبر لَيْسَ بِشَيْء (حب) من حَدِيثه وَفِيه الْكُدَيْمِي (طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث جَابر وَفِيه عمر بن صهْبَان مَتْرُوك وَعنهُ سُلَيْمَان ابْن ذكْوَان ضَعِيف وَعنهُ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا وَضاع (خطّ) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي وَعنهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطرازي ذَاهِب الحَدِيث (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه سُلَيْمَان بن سَلمَة (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الرَّحْمَن ابْن إِبْرَاهِيم لَيْسَ بِشَيْء وَمُحَمّد بن الْأَزْهَر (قطّ) من حَدِيثه وَفِيه عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ (أَحْمد بن منيع) عَن يزِيد الْقَسْمَلِي وَفِيه هِشَام بن زِيَاد ضَعِيف وَعنهُ عباد بن عباد يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه شيخ من قُرَيْش قيل إِنَّه سُلَيْمَان بن أَرقم مَتْرُوك (عد) من حَدِيثهَا أَيْضا وَفِيه الحكم بن عبد الله الْأَيْلِي (البُخَارِيّ) فِي التَّارِيخ وَفِيه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمليكِي مَجْهُول (تعقب) بِأَن أصلح طرقه حَدِيث عَائِشَة وَابْن عَبَّاس أما حَدِيث عَائِشَة فَإِن الْمليكِي الَّذِي أخرج البُخَارِيّ حَدِيثهَا من طَرِيقه روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يتهم بكذب بل قَالَ ابْن عدي هُوَ من جملَة من يكْتب

حَدِيثه ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَأَبُو يعلى فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَهِي مُتَابعَة جَيِّدَة وَكِلَاهُمَا يجبران الْإِبْهَام الَّذِي فِي الطَّرِيق الَّتِي عِنْد الْعقيلِيّ وَتَابعه أَيْضا خَالِد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَعبد الله بن عبد الْعَزِيز أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيّ وَله طَرِيق آخر عَن عَائِشَة فِي مُسْند الفردوس وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فطلحة بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ أخرج لَهُ النَّسَائِيّ وَمصْعَب بن سَلام روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَلابْن معِين فِيهِ قَولَانِ فيصلحان فِي المتابعات وَقد أخرج الْبَيْهَقِيّ الحَدِيث من طَرِيق عصمَة وَهِي أَوْهَى طرقه وَله عَن ابْن عَبَّاس طَرِيق خَامِس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا عبد الله بن خرَاش وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَضَعفه غَيره وَهَذِه الطَّرِيق على انفرادها على شَرط الْحسن فَكيف ولَهَا متابعان من حَدِيث ابْن عَبَّاس ومتابعان أَو ثَلَاثَة من حَدِيث عَائِشَة وَقد ورد هَذَا الْمَتْن أَيْضا من حَدِيث أبي بكرَة أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَمن حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ وَمن حَدِيث عبد الله بن جَراد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ ضَعِيف الْإِسْنَاد وَأخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَمن مُرْسل أبي مُصعب الْأنْصَارِيّ وَمن مُرْسل عطا وَمن مُرْسل الزُّهْرِيّ قَالَ السُّيُوطِيّ وَهَذَا الحَدِيث فِي نقدي حسن صَحِيح وَقد جمعت طرقه فِي جُزْء. (22) [حَدِيثٌ] اسْتَعِينُوا عَلَى إِنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ (عق) مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَفِيه سعيد بن سَلام الْعَطَّار (عد) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه حُسَيْن بن علوان (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الْحُسَيْن بن عبد الله الْأَبْزَارِيِّ (تعقب) بِأَن حَدِيث معَاذ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي معاجمه الثَّلَاثَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ أَبُو نعيم عقب إِخْرَاجه فِي الْحِلْية غَرِيب وَاقْتصر الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيفه وَسَعِيد بن سَلام وَثَّقَهُ الْعجلِيّ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِلَفْظ إِن لأهل النعم حساد فاحذروهم (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان وَأَظنهُ السّديّ وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء من حَدِيث عمر بن الْخطاب مَرْفُوعا أخرجه الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب وموقوفا أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَمن حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب أخرجه الخلعي فِي فَوَائده.

(23) [حَدِيثٌ] لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَدِينٍ كَمَا أَنَّ الرِّيَاضَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا فِي نَجِيبٍ (عق) وَفِيه يحيى بن هَاشم السمسار (تعقب) بِأَنَّهُ لم ينْفَرد بِهِ فقد تَابعه الْمسيب بن شريك عَن هِشَام بن عُرْوَة وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ: ضَعِيف وَرَوَاهُ جمَاعَة من الضُّعَفَاء عَن هِشَام وَيُقَال إِنَّه من قَول عُرْوَة انْتهى، وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَن هِشَام عبيد الله بن الْقَاسِم أخرجه الْبَزَّار وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش أخرجه ابْن عدي والمغيرة بن الْمطرف أخرجه ابْن لال وَله شَاهد من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَفظه إِن الْمَعْرُوف لَا يصلح إِلَّا لذِي دين أَو لذِي حسب أَو لذِي حلم أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ، وَأخرج الديلمي عَن جَابر مَرْفُوعا إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا جعل صنائعه ومعروفه فِي أهل الْحفاظ، وَإِذ أَرَادَ الله بِعَبْد شرا جعل صنائعه ومعروفه فِي غير أهل الْحفاظ، فَقَالَ حسان بن ثَابت. (إِن الصنيعة لَا تكون صَنِيعَة ... حَتَّى يصاب بهَا طَرِيق المصنع) فَقَالَ النَّبِي صَدَقَ. (24) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ فَيَقِفُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه يُوسُف بن يُونُس (تعقب) بِأَن ابْن الْجَوْزِيّ نَفسه نقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه وثق يُوسُف وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من قَول عَليّ، وَلَفظه إِن الْجنَّة لتشتاق إِلَى من سعى لِأَخِيهِ الْمُؤمن فِي قَضَاء حَوَائِجه ليصلح شَأْنه على يَدَيْهِ فاستبقوا النعم بذلك فَإِن الله تَعَالَى يسْأَل الرجل عَن جاهه فِيمَا بذله كَمَا يسْأَله عَن مَاله فِيمَا أنفقهُ، أخرجه الْخَطِيب وَقَالَ فِيهِ أَبُو الْحُسَيْن بن النَّحْوِيّ فِي رواياته نكرَة. (25) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَارًا يُقَالُ لَهَا دَارُ الْفَرَحِ لَا يَدْخُلُهَا إِلا مَنْ فَرَّحَ الصِّبْيَانَ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَلَا يَصح فِيهِ ابْن لَهِيعَة ضَعِيف وَأحمد بن حَفْص مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن أَحْمد بن حَفْص قَالَ فِيهِ حَمْزَة السَّهْمِي وَابْن عدي لم يتَعَمَّد الْكَذِب وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ صَدُوق وَابْن لَهِيعَة تقدم مَرَّات أَن حَدِيثه حسن والْحَدِيث جَاءَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ للجنة بَاب، فَذكره أخرجه الديلمي وَمن حَدِيث عقبَة بن عَامر بِلَفْظ إِن فِي الْجَنَّةِ دَارًا يُقَالُ لَهَا دَارُ الْفَرَحِ لَا يَدْخُلُهَا إِلا مَنْ فَرح يتامى الْمُؤمنِينَ،

أخرجه ابْن النجار (قلت) وَمن حَدِيث أنس أخرجه الْخَطِيب فِي أَمَالِيهِ من طَرِيق مُحَمَّد بن عَبدة وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقَالَ هَذَا كذب، وَالله تَعَالَى أعلم. (26) [حَدِيثٌ] إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ (خطّ) من حَدِيث أنس، وَقَالَ مُنكر جدا وَرِجَاله ثِقَات إِلَّا مُوسَى بن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ مَجْهُول وَحَدِيثه عندنَا غير مَقْبُول (تعقب) بِأَن هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَله شَاهد من حَدِيث عمر: الْيَتِيم إِذا بَكَى اهتز الْعَرْش لبكائه وَيَقُول الرَّحْمَن لملائكته من أبكى عَبدِي وَأَنا قبضت أَبَاهُ وواريته فِي التُّرَاب فَيَقُولُونَ رَبنَا لَا علم لنا فَيَقُول اشْهَدُوا أَن من أرضاه أرضيته يَوْم الْقِيَامَة، أخرجه أَبُو نعيم (قلت) فِي سَنَده مَنْ لَمْ أَقِفْ لَهُمْ عَلَى تَرْجَمَة وَالله أعلم. (27) [حَدِيثٌ] مَا قَعَدَ يَتِيمٌ عَلَى قَصْعَةِ قَوْمٍ فَيَقْرُبُ قَصْعَتَهُمْ شَيْطَانٌ (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه الْحسن بن وَاصل (تعقب) بِأَن الفلاس قَالَ فِي الْحسن مَا هُوَ عِنْدِي من أهل الْكَذِب لَكِن لم يكن بِالْحَافِظِ وَقَالَ ابْن الْمُبَارك اللَّهُمَّ لَا أعلم إِلَّا خيرا (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ الهيثمي فِي الْمجمع عقب تَخْرِيجه من المعجم الْأَوْسَط: فِيهِ الْحسن بن وَاصل ضَعِيف لسوء حفظه وَهُوَ حَدِيث حسن وَالله أعلم. (28) [حَدِيثٌ] مَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةَ مَاءٍ فِي مَوْضِعٍ يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءَ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً فَإِنْ سَقَاهُ فِي مَوْضِعٍ لَا يُوجَدُ فِيهِ مَاءً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَسَمَةً مُؤْمِنَةً (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق الْمروزِي وَهُوَ آفته وَوهم فِيهِ الْحسن بن أبي جَعْفَر وَهُوَ مَتْرُوك فَرَوَاهُ عَن عَليّ بن زيد وَهُوَ أَوْهَى مِنْهُ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة (تعقب) بِأَن ابْن مَاجَه أخرجه من طَرِيق زُهَيْر بن مَرْزُوق عَن عَليّ بن زيد بِهِ وَله طَرِيق آخر أخرجه حميد بن زَنْجوَيْه (قلت) فِيهِ شيخ ابْن عبد قيس وَعنهُ عرضي بن زِيَاد السدومي لم أَعْرفهُمَا وَعبيد بن وَاقد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم. (29) [حَدِيثٌ] مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٍ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه

زِيَاد بن أبي حسان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب، وَقَالَ تفرد بِهِ زِيَاد وَلَيْسَ كَذَلِك فقد تَابع زيادا عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن الْمَكِّيّ أخرجه ابْن عَسَاكِر وَورد من حَدِيث ثَوْبَان أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق فرقد عَن شميط مولى ثَوْبَان وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث فرقد لم نَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ (قلت) شميط لم أَقف لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (30) [حَدِيثٌ] مَنْ وَافَقَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غُفِرَ لَهُ (عق) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه عمر بن حَفْص مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَقَالَ عمر بن حَفْص لم يكن بِالْقَوِيّ وَله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من أطْعم أَخَاهُ الْمُسلم شَهْوَته حرمه الله على النَّار أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ هُوَ مُنكر بِهَذَا السَّنَد. (31) [حَدِيثٌ] مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ خُبْزًا حَتَّى يُشْبِعَهُ وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَرْوِيَهُ بَاعَدَهُ اللَّهُ عَنِ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسمِائَة عَامٍ (طب) فِي الْكَبِير من حَدِيث عبد الله بن عمر وَفِيه رَجَاء بن أبي عَطاء المغافري (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ وثق رَجَاء فَقَالَ صُوَيْلِح والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَأوردهُ فِي الْمِيزَان وَقَالَ غَرِيب مُنكر (قلت) نقل الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عَن الْحَاكِم وَابْن حبَان أَنَّهُمَا قَالَا فِي رَجَاء: صَاحب مَوْضُوعَات وَقَالَ الْحَافِظ بعد أَن ذكر ذَلِك عَن الْحَاكِم، وتخريجه الحَدِيث فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَوله صَحِيح الْإِسْنَاد مَا أَدْرِي مَا وَجه الْجمع بَين كلاميه كَمَا لَا أَدْرِي كَيفَ الْجمع بَين قَول الذَّهَبِيّ صُوَيْلِح وسكوته على تصحح الْحَاكِم فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك مَعَ حكايته عَن الحافظين أَنَّهُمَا شَهدا عَلَيْهِ بِرِوَايَة الموضوعات انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم. (32) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ إِشْبَاعِ كَبِدٍ جَائِعَةٍ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه زَرْبِي إِمَام مَسْجِد هِشَام بن حسان مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن زربيا روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، (قلت) وَأوردهُ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب وَلم يُضعفهُ وَالله أعلم وَله شَوَاهِد كَثِيرَة تقضي بحسنه مِنْهَا حَدِيث جَابر إِن من مُوجبَات الْمَغْفِرَة إطْعَام الْمِسْكِين السغبان أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.

(33) [حَدِيثٌ] مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَفِيه عَليّ بن عُرْوَة وَعنهُ سلم بن سَالم الْبَلْخِي وَمن حَدِيث أنس فِيهِ وسيلمان ابْن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَمن حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عبيد الله بن أبي حميد تدليسا وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن أبي حميد مُنكر الحَدِيث (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عبد الله بن أبان الثَّقَفِيّ وَمن حَدِيث ابْن عمر من طَرِيقين فِي أَحدهمَا مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ وَفِي الثَّانِي ثَوْر بن يزِيد وَقَالَ ابْن عدي مُنكر من حَدِيث ثَوْر، وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله وَفِيه مُحَمَّد بن أبي حميد (الْبَغَوِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه الْمُعَلَّى بن هِلَال وَتَابعه يُوسُف بن عَطِيَّة الصفار ضَعِيف (المخلص) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه نعيم بن سَالم (أَبُو يعلى) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ سلم بن سَالم (شا) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أَصْرَم بن حَوْشَب وَفِي الآخر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بحير وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه إِبْرَاهِيم بن عُمَيْر الْبَصْرِيّ ضَعِيف (عق) من حَدِيث جَابر وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الْملك (تعقب) بِأَن أصلح طرق الحَدِيث حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَإِن إِبْرَاهِيم لم يتهم بكذب على أَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي الشّعب حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق سلم وَمن طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك وثور بن يزِيد وَقَالَ فِي كل مِنْهَا إِنَّه ضَعِيف وَأخرجه أَيْضا من طَرِيق أُخْرَى لم يوردها ابْن الْجَوْزِيّ وَأخرج حَدِيث أنس من طَرِيق يُوسُف بن عَطِيَّة وَقَالَ ضَعِيف (قلت) وَلِحَدِيث أنس طَرِيق آخر أخرجه الْخَلِيل فِي الْإِرْشَاد من طَرِيق عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي عبيد الطايفي ثمَّ قَالَ: عبد الله بن مُحَمَّد الطايفي مَجْهُول والْحَدِيث مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد غَرِيب وَالله تَعَالَى أعلم. (34) [حَدِيثٌ] مَنْ رَبَّى صَبِيًّا حَتَّى يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ (عد) من حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ الشَّاذكُونِي وَعنهُ أَبُو عُمَيْر عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد قَالَ ابْن عدي وَلَعَلَّ الْبلَاء من أبي عُمَيْر قَالَ وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن الْبَراء عَن الشَّاذكُونِي وَإِبْرَاهِيم حدث بِالْبَوَاطِيل (تعقب) بِأَن الشَّاذكُونِي تَابعه أَشْعَث بن مُحَمَّد الكلَاعِي أخرجه الخلعي فِي فَوَائده وَأَشْعَث ضَعِيف (قلت) هُوَ من طَرِيق الْحسن بن عَليّ السامري الأعسم وَقَضِيَّة كَلَام الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان اتهامه بِهِ، وَأما الطَّرِيق الأول فقد اقْتصر الْحَافِظ الهيثمي فِي الْجمع بعد عزوه إِلَى المعجمين الْأَوْسَط وَالصَّغِير على إعلاله بالشاذكوني وَقَالَ هُوَ ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم.

(35) [حَدِيثٌ] السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ وَإِنَّ الْبَخِيلَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ وَالْفَاجِرُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه سعيد بن مُحَمَّد الْوراق لَيْسَ بِشَيْء (خطّ) فِي كتاب البخلاء من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه غَرِيب ابْن عبد الْوَاحِد مَجْهُول (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثهَا أَيْضا وَفِيه سعيد ابْن مُسلم لَيْسَ بِشَيْء وَمن حَدِيث أنس بِلَفْظ لما خلق الله الْإِيمَان قَالَ إلهي قوني فقواه بِحسن الْخلق ثمَّ خلق الْكفْر فَقَالَ إلهي قوني فقواه بالبخل ثمَّ خلق الْجنَّة ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش ثمَّ قَالَ ملائكتي قَالُوا لبيْك وَسَعْديك قَالَ السخي قريب مني قريب من جنتي بعيد من النَّار والبخيل بعيد مني بعيد من جنتي بعيد من ملائكتي قريب من النَّار، وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي رَوْضَة الْعُقَلَاء وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب طَرِيق سعيد الْوراق وَقَالَ ابْن حبَان غَرِيب وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ سعيد وَهُوَ ضَعِيف وانْتهى وَلم ينْفَرد بِهِ سعيد بل تَابعه عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم أخرجه الديلمي، وَحَدِيث عَائِشَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق سعيد بن مسلمة وَتَلِيدُ ابْن سُلَيْمَان وَقَالَ: سعيد وَتَلِيدُ ضعيفان فَلم ينْفَرد بِهِ سعيد على أَن سعيدا هَذَا لم يتهم بكذب بل قَالَ البُخَارِيّ ضَعِيف وَوَثَّقَهُ ابْن عدي قَالَ أَرْجُو أَنه لَا يتْرك وَقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَمثل هَذَا يحسن حَدِيثه إِذا توبع وَجَاء من حَدِيث جَابر أخرجه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق سعيد الْمَذْكُور وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه تَمام فِي فَوَائده من طَرِيق مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي وَأخرج الْخَطِيب فِي كتاب البخلاء من حَدِيث عَائِشَة: السخي الجهول أحب إِلَى الله من العابد الْبَخِيل، وَقَوله غَرِيب بن عبد الْوَاحِد أقره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عَلَيْهِ وَالَّذِي فِي كتاب البخلاء للخطيب عَنْبَسَة بن عبد الْوَاحِد. (36) [حَدِيثٌ] السَّخَاءُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الأَرْضِ فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ النَّارِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث الْحسن بن عَليّ وَفِيه سعيد بن مسلمة لَيْسَ بِشَيْء (خطّ) من حَدِيث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مسلمة الوَاسِطِيّ ضَعِيف جدا وَمن حَدِيث جَابر وَفِيه عبد الْعَزِيز ابْن خَالِد (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه دَاوُد بن الْحصين ضَعِيف (حب) من حَدِيث

عَائِشَة، وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن عباد الأرسوفي مَتْرُوك (تعقب) بِأَن حَدِيث الْحسن وَأبي هُرَيْرَة أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ وَضعفهمَا وَسَعِيد بن مسلمة قدمنَا قَرِيبا أَنه يحسن حَدِيثه إِذا توبع وَدَاوُد بن الْحصين وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وروى لَهُ السِّتَّة وَأكْثر مَا عيب عَلَيْهِ الابتداع وَأنكر ابْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو دَاوُد أَحَادِيثه عَن عِكْرِمَة خَاصَّة فَهَذِهِ الطَّرِيق على انفرادها جَيِّدَة فَكيف وَالطَّرِيق الأولى شاهدة لَهَا وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق أُخْرَى فَأخْرجهُ ابْن عَسَاكِر من حَدِيث أنس وَالْبَيْهَقِيّ والخطيب فِي كتاب البخلاء وَابْن عَسَاكِر من حَدِيث عبد الله بن جَراد وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ ضَعِيف الْإِسْنَاد. (37) [حَدِيثٌ] تَجَاوَزُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ فَإِنَّ اللَّهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ (قطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عبد الرَّحِيم بن حَمَّاد تفرد بِهِ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيقه وَاقْتصر على تَضْعِيفه (قلت) وَفِي اللِّسَان إِنَّ ابْنَ حِبَّانَ ذَكَرَهُ فِي الثِّقَات وَالله أعلم وَلم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه مُحَمَّد بن حميد الْعَتكِي أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَورد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن عَسَاكِر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية والخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَمن حَدِيث نبيط بن شريط أخرجه أَبُو نعيم لكنه من طَرِيق أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نبيط (قلت) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي جزئه الَّذِي رد فِيهِ على الصغاني: حَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد يشبه أَن يكون حسنا إِذْ لَيْسَ فِيهِ مُتَّهم بكذب فِيمَا أعلم وَلَا مَجْرُوح إِلَّا لَيْث بن أبي سليم وَمُحَمّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ شيخ الطَّبَرَانِيّ وَلَيْث روى لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا وَمُحَمّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ مطين أحد الْحفاظ الثِّقَات وَلَا الْتِفَات إِلَى كَلَام مُحَمَّد بن أبي شيبَة فِيهِ انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (38) [حَدِيثٌ] الْجَنَّةُ دَارُ الأَسْخِيَاءِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ بَقِيَّة وَعنهُ جحدر (تعقب) بِأَن جحدرا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ لم أر فِي حَدِيثه مَا فِي الْقلب مِنْهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مُنكر انْتهى (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان كَأَن ابْن حبَان مَا عرفه لِأَنَّهُ سمى أَبَاهُ عبد الله بن الْحَارِث وروى الذَّهَبِيّ الحَدِيث فِي الْمِيزَان فَوَقع فِي سَنَده (ثَنَا) عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث جحدر ثَنَا بَقِيَّة، قَالَ ابْن حجر وَذكر ابْن عدي الحَدِيث فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن وَذكر ابْن حبَان عبد الرَّحْمَن فِي الثِّقَات وَلَعَلَّه وَالِد أَحْمد بن

الفصل الثالث

عبد الرَّحْمَن وَكَانَ يلقب جحدرا أَيْضا وَالله تَعَالَى أعلم. وَقد تَابعه عَن بَقِيَّة مُحَمَّد بن عرق الْحِمصِي أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب وتابع بَقِيَّة الْبَابلُتِّي وَهُوَ واه (قلت) بَقِيَّة أحسن حَالا من هَذَا المتابع بِكَثِير وَالله أعلم. والْحَدِيث أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي المستجاد والخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الأحيا وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي المستجاد من طَرِيق آخر وَفِيه مُحَمَّد بن الْوَلِيد الموقري وَهُوَ ضَعِيف وَورد من حَدِيث أنس بِزِيَادَة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يدْخل الْجنَّة بخيل وَلَا عَاق وَالِديهِ وَلَا منان بِمَا أعْطى أخرجه الْخَطِيب فِي كتاب البخلاء وَفِيه إِبْرَاهِيم بن بكر الشَّيْبَانِيّ مَتْرُوك. الْفَصْل الثَّالِث (39) [حَدِيثٌ] يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ الصَّدَقَةُ وَاصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ تُحَوِّلُ الشَّقَاءَ سَعَادَةً وَتَزِيدُ فِي الْعُمْرِ وَتَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ (يخ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مُحَمَّد الْعُكَّاشِي. (40) [حَدِيثٌ] إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ فَيَمْسَحُ ظَهْرَهُ فيسخى نَفْسُهُ بِالزَّكَاةِ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث من سنَنه الَّتِي جمعهَا عَن آل الْبَيْت. (41) [حَدِيثٌ] لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ الْبَيْت دَار الضِّيَافَة (بيني الهرثمية) فِي جزئها من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن عبد القدوس وَعنهُ أَحْمد بن عُثْمَان النهرواني وَأوردهُ أَبُو سعيد النقاش فِي الموضوعات وَقَالَ وَضعه أَحْمد أَو شَيْخه وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَأوردهُ الجوزقاني فِي الأباطيل وَقَالَ مُنكر وَابْن عبد القدوس مَجْهُول (قلت) وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات من طَرِيق ابْن عبد القدوس ثمَّ قَالَ وَقد رَوَاهُ عبد الحميد عَن أنس مَوْقُوفا وَعبد الحميد مَجْهُول أَيْضا انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر يحْتَمل أَن يكون هُوَ ابْن قدامَة الْمُتَقَدّم وَقَالَ فِي ابْن قدامَة إِنَّه يروي عَن أنس وَأَن الْعقيلِيّ ذكره فِي الضُّعَفَاء وَابْن حبَان فِي الثِّقَات وَالله تَعَالَى أعلم. (42) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الإِيمَانَ فَحَفَّهُ بِالسَّخَاءِ وَخَلَقَ الْكفْر فحفه بالبخل (قطّ)

فِي الغرائب من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ مُنكر بَاطِل وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد السماعي وَعمْرَان ابْن زِيَاد مَجْهُولَانِ. (43) [حَدِيثٌ] الْجُودُ مَوْجُودٌ عِنْدَ اللَّهِ فَجُودُوا يَجُودُ اللَّهُ لَكُمْ إِلا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجُودَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَجَعَلَ رَأْسَهُ رَاسِخًا فِي أَصْلِ شَجَرَةِ طُوبَى الحَدِيث (أَبُو الْفرج الطناجيري) فِي أَمَالِيهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق جِبْرِيل بن مجاعَة وَعنهُ مُحَمَّد بن الْحسن النقاش قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل لَا يحْتَملهُ النقاش وَجِبْرِيل لَا أعرفهُ. (44) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْفَقَ عَلَى مَرِيضٍ حَتَّى عُوفِيَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ فِضَّةً عِبَادَةَ مِائَةِ سَنَةٍ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عباد بن كثير. (45) [حَدِيثٌ] إِذَا أَتَاكَ سَائِلٌ عَلَى فَرَسٍ بَاسِطٌ يَدَهُ فَقَدْ وَجَبَ لَهُ الْحَقُّ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ (مي) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (46) [حَدِيث] إِن الله يكافىء مَنْ يَسْعَى لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي حَوَائِجِهِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ إِلَى سَبْعَة آبَاء لَا تَمَلُّوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَقَدْ جَعَلَكُمْ لَهَا أَهْلا فَإِنْ مَلَلْتُمُوهَا حَرَمَكُمْ فَضْلَهُ (خطّ) من حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه عَبَّاس بن عمر وَقَالَ الْخَطِيب بَاطِل وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على عَبَّاس (قلت) عبارَة الْخَطِيب كَمَا فِي الواهيات لِابْنِ الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وَالله أعلم. (47) [حَدِيثٌ] مَنْ مَشَى فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَمَنْفَعَتِهِ فَلَهُ ثَوَابُ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي الْأمَوِي. (48) [حَدِيثٌ] مَنْعُ الْخَمِيرِ يُورِثُ الْفَقْرَ وَمَنْعُ الْمِلْحِ يُورِثُ الدَّاءَ وَمَنْعُ الْمَاءِ يُورِثُ الندالة وَمَنْعُ النَّارِ يُورِثُ النِّفَاقِ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن عَمْرو أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ. (49) [حَدِيثٌ] مَنْ أَوْدَعَ كَرِيمًا مَعْرُوفًا فَقَدِ اسْتَرَقَّهُ وَمَنْ أَوْلَى لَئِيمًا مَعْرُوفًا فَقَدِ اسْتَجْلَبَ عَدَاوَتَهُ أَلا وَإِنَّ الصَّنَائِعَ لأَهْلِ السَّعَادَةِ (نجا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مَجَاهِيل.

(50) [حَدِيث] من خير لأَصْحَابِهِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ بِأَلْفَيْ عَامٍ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه ومجاشع بن عَمْرو. (51) [حَدِيثُ] جَابِرٍ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِي فَقَالَ لَهُ مَا رُزِقْتُ وَلَدًا قَطُّ وَلا وَلَدَ لِي وُلِدَ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الاسْتِغْفَارِ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ يَرْزُقُ اللَّهُ بِهِمَا الْوَلَدَ فَكَانَ الرجل يكثر الصَّدَقَة وَيكثر الاسْتِغْفَار قَالَ جَابر فولد لَهُ سَبْعَة من الذُّكُور (نجا) قلت لم يبين علته وَلَا أَدْرِي مَا وَجه إِدْخَاله فِي الموضوعات وَالْقُرْآن شَاهد بِأَن للاستغفار دخلا فِي الْإِمْدَاد بالأموال والبنين وَلَا يستنكر أَن يكون للصدقة دخل فِي ذَلِك أَيْضا وَالله أعلم. (52) [حَدِيثٌ] يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ بُغَضَاءُ اللَّهِ فَيَقُومُ سُؤَّالُ الْمَسَاجِدِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه جَعْفَر بن أبان وَهُوَ وَضعه كَمَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَجَاء مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه من لم أعرفهم فَكَأَن أحدهم سَرقه من جَعْفَر بن أبان وَركب لَهُ إِسْنَادًا وَالله تَعَالَى أعلم. (53) [حَدِيثٌ] إِذَا وَقَفَ السَّائِلُ عَلَيْكُمْ فَدَعُوهُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ كَلامِهِ فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ فَأَبْلِغُوهُ إِيَّاهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقُولُوا رَزَقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ وَلا تَقُولُوا بُورِكَ فِيكَ وَاعْرِضُوا عَلَيْهِ الْمَاءَ (مي) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة. (54) [حَدِيثٌ] مَنْ سَعَى لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ (الْمُنْذِرِيّ) فِي جُزْء غفران الذُّنُوب من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ: فِيهِ أَحْمد بن بكار المصِّيصِي، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: عِنْدِي، أَنه أَحْمد بن بكر البالسي، خبطوا فِي نسبه والْحَدِيث مَوْضُوع. (55) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخَذَ بِيَدِ مَكْرُوبٍ أَخَذَ اللَّهُ بِيَدِهِ (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر مسلسلا بقول كل من رُوَاته ثَنَا فلَان وَهُوَ آخذ بيَدي، وَفِيه أَحْمد بن الْحُسَيْن الشَّافِعِي الصُّوفِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث كذب. (56) [حَدِيثُ] مَنْ سَرَّ مُؤْمِنًا فَإِنَّمَا يَسُرُّ اللَّهَ تَعَالَى وَمَنْ عَظَّمَ مُؤْمِنًا فَإِنَّمَا يُعَظِّمُ اللَّهَ وَمَنْ أَكْرَمَ مُؤْمِنًا فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ (يخ) من حَدِيث أبي بكر الصّديق، وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي (قُلْتُ) وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ من أكْرم أَخَاهُ الْمُسلم فَإِنَّمَا يكرم الله، أخرجه الْأَصْبَهَانِيّ فِي ترغيبه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم.

(57) [حَدِيثٌ] اسْقِ الْمَاءَ عَلَى الْمَاءِ فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ تَنْتَثِرْ ذُنُوبُكَ كَمَا يَنْتَثِرُ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ فِي الرِّيحِ الْعَاصِفِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ مُنكر متْنا وإسنادا. (58) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيُطَوِّلُ اللَّهُ وُقُوفَهُ حَتَّى يُصِيبَهُ مِنْ ذَلِكَ كَرْبٌ شَدِيدٌ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ ارْحَمْنِي الْيَوْمَ، فَيَقُولُ وَهَلْ رَحِمْتَ شَيْئًا مِنْ خَلْقِي مِنْ أَجْلِي فَأَرْحَمَكَ هَاتِ وَلَوْ عُصْفُورًا (كرّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ طَلْحَة بن زيد الوقي. (59) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَعَلَّقَ الْجَارُ بِالْجَارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي وَمَنَعَنِي طَعَامَهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو هدبة. (60) [حَدِيثٌ] إِذَا اصْطَنَعَ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ مَعْرُوفًا، فَقَالَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدِي أَسْدَى إِلَيْكَ أَخُوكَ مَعْرُوفًا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ مَا تُكَافِيهِ وَأَحَلْتَهُ عَلَيَّ وَالْخَيْرُ مِنِّي الْجَنَّةُ (خطّ) من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بِإِسْنَاد مظلم فِيهِ غير وَاحِد من المجهولين. (61) [حَدِيثٌ] يَشُمُّ السَّخِيُّ رِيحَ الْجَنَّةِ من مسير أَلْفِ عَامٍ وَلِلسَّخِيِّ عِنْدَ اللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثَوَابُ نَبِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ لَا تَنْقَطِعُ عَنْهُ، طَرْفَةَ عَيْنٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (62) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهِ السَّخِيُّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَإِنِّي لأَرْفَعُ عَنِ السَّخِيِّ عَذَابَ الْقَبْرِ وَشِدَّةَ الْقِيَامَةِ وَالسَّخِيُّ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَأَنَا عَنْهُ رَاضٍ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور قبله. (63) [حَدِيثٌ] يَصِيحُ صَائِحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الَّذِينَ أَكْرَمُوا الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ فِي الدُّنْيَا ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُم وَلَا أَنْتُم تَحْزَنُونَ وَيَصِيحُ صَائِحٌ أَيْنَ الَّذِينَ عَادُوا الْمَرْضَى الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ فِي الدُّنْيَا فَيَجْلِسُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يُحَدِّثُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ (كرّ) من حَدِيث عمر بن الْخطاب وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه (مي) من طَرِيق آخر فِيهِ عَمْرو بن بكر السكْسكِي. (64) [حَدِيثٌ] لَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ الْبَيْتَ صَلَّى فِي كُلِّ ركْنٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيمُ كَأَنَّكَ سَتَرْتَ عَوْرَةً أَوْ أَشْبَعْتَ جَوْعَةً. (65) [وَحَدِيثٌ] مَنْ أَشْبَعَ جَوْعَةً أَوْ سَتَرَ عَوْرَةً ضَمَنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان.

كتاب الصوم

كتاب الصَّوْم الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أُمَتِّي الصَّوْمَ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَافْتَرَضَ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ أَقَلَّ وَأَكْثَرَ وَذَلِكَ لأَنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ بَقِيَ فِي جَوْفِهِ مِقْدَارُ ثَلاثِينَ يَوْمًا فَلَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمَرَهُ بِصِيَامِ ثَلاثِينَ يَوْمًا بِلَيَالِيهَا وَافْتَرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي بِالنَّهَارِ وَمَا نَأْكُلُ بِاللَّيْلِ فَفَضْلٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُوسَى بن نصر أَبُو عمرَان الثَّقَفِيّ. (2) [حَدِيثٌ] إِذَا غَابَ الْهِلالُ قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَةٍ وَإِنْ غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ (حب) من حَدِيث ابْن عَمْرو قَالَ لَا أصل لَهُ فِيهِ حَمَّاد بن الْوَلِيد وَتَابعه من لَا يَنْفَعهُ مُتَابَعَته الْوَلِيد بن سَلمَة وَرشْدِين بن سعد. (3) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ نَادَى الْجَلِيلُ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ نَجِّدْ جَنَّتِي وَزَيِّنْهَا لِلصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَلا تَغْلِقْهَا عَنْهُمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ ثُمَّ يُنَادِي مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ يَا مَالِكُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ أَغْلِقْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَنِ الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لَا تَفْتَحْهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلَ يَا جِبْرِيلُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ انْزِلْ إِلَى الأَرْضِ فَغُلَّ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لَا يُفْسِدُوا عَلَيْهِمْ صِيَامَهُمْ وَلِلَّهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ وَقْتِ الإِفْطَارِ عُتَقَاءُ يُعْتِقُهُمْ مِنَ النَّارِ عَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَلَهُ فِي كُلِّ سَمَاءٍ مَلَكٌ يُنَادِي عُرْفُهُ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَرِجْلُهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهِرِ يُنَادِي هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ هَلْ مِنْ مَظْلُومٍ فَيُنْصَرُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ وَالرَّبُّ تَعَالَى يُنَادِي الشَّهْرَ كُلَّهُ عَبِيدِي وَإِمَائِي أَبْشِرُوا أَوْشَكَ أَنْ تُرْفَعَ عَنْكُمْ هَذِهِ الْمُؤْنَاتِ وَتُفْضُوا إِلَى رَحْمَتي وكرامتي فَإِذا

كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَى كُلِّ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ يَذْكُرُ اللَّهَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ فِطْرِهِمْ بَاهَى بِهِمْ مَلائِكَتَهُ، فَقَالَ يَا مَلائِكَتِي مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ، وَفَّى عَمَلَهُ قَالُوا رَبِّ جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ، قَالَ عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عَلَيْهِمْ ثُمَّ خَرَجُوا، يَعُجُّونَ لِي بِالدُّعَاءِ وَجَلالِي وَكِبْرِيَائِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لأُجِيبَنَّهُمُ الْيَوْمَ ارْجِعُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ فَيَرْجِعُونَ مَغْفُورًا لَهُمْ (حب) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصح فِيهِ أَصْرَم بن حَوْشَب وروى بأبسط من هَذَا من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد (قَالَ) السُّيُوطِيّ وروى أَيْضا من طَرِيق أبان بن أبي عَيَّاش، أخرجه الديلمي (قلت) أورد ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات بعض الحَدِيث من طَرِيق أَصْرَم ثمَّ قَالَ قَالَ ابْن حبَان هَذَا متن بَاطِل ثمَّ أوردهُ من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد وَأعله بِهِ ثمَّ قَالَ وَقد روى هَذَا الحَدِيث من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِأَلْفَاظ أخر من طَرِيق لَا يَصح أَيْضا فَذكره ثمَّ قَالَ فِيهِ الضَّحَّاك ضَعِيف وَعنهُ الْقَاسِم بن الحكم الْعَرَبِيّ مَجْهُول والْعَلَاء بن عَمْرو الْخُرَاسَانِي قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ (قلت) قَوْله فِي الْقَاسِم بن الحكم مَجْهُول مَمْنُوع وَالله أعلم. (4) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ الصُّيَّامِ وَإِذَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ وَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ وَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ ارْتَجَّتِ الْمَلائِكَةُ وَتَجَلَّى الْجَبَّارَ جَلَّ جَلالُهُ مَعَ أَنَهُ لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ يُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إِذَا وَفَّى عَمَلَهُ فَيَقُولُ الْمَلائِكَةُ يُوَفَّى أَجْرَهُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مَجَاهِيل وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ

(5) [حَدِيثٌ] لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لأَهْلِ السَّمَوَاتِ وَأَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بَشَّرُوا صُوَّامَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ (عق) من حَدِيث أنس وَقَالَ إِسْنَاده مَجْهُول وَهُوَ غير مَحْفُوظ (ابْن النقور) فِي خماسياته من حَدِيث أنس أَيْضا من طَرِيق أبي هدبة وَمن طَرِيق نَافِع بن هُرْمُز وَالظَّاهِر أَنه سَرقه من أبي هدبة. (6) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى الْحَفَظَةِ أَنْ لَا يَكْتُبُوا عَلَى صُوَّامِ عَبِيدِي بَعْدَ الْعَصْرِ سَيِّئَةً (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ إِبْرَاهِيم بن عبد الله المخرمي الدقاق قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَهُ أَحَادِيث بَاطِلَة هَذَا مِنْهَا. (7) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرَةٍ مِنْ حَلالٍ زيد فِي صلَاته أَرْبَعمِائَة صَلاةٍ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق مُوسَى الطَّوِيل فإمَّا وَضعه أَو وضع لَهُ فَحدث بِهِ. (8) [حَدِيثٌ] مَنْ تَأَمَّلَ خَلْقَ امْرَأَةٍ حَتَّى يَبِينَ لَهُ حَجْمُ عِظَامِهَا وَرَاءَ ثِيَابِهَا وَهُوَ صَائِمٌ فَقَدْ أَفْطَرَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي وَإِنَّمَا هَذَا كَلَام حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ رَوَاهُ اللَّيْث بن أبي سليم عَن طَلْحَة الأيامي عَن خَيْثَمَة عَنهُ. (9) [حَدِيثٌ] خَمْسٌ يُفْطِرُن الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ الْكَذِبُ وَالنَّمِيمَةُ وَالْغِيبَةُ وَالنَّظَرُ بِشَهْوَةٍ وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن سعيد وَثَلَاثَة آخَرُونَ مجروحون (قلت) وَرَوَاهُ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ فِي الضُّعَفَاء فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد ابْن الْحجَّاج الْحِمصِي وَأعله بِهِ وَقَالَ لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَل سَأَلت أبي عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ هَذَا حَدِيث كذب انْتهى وَاقْتصر الشَّيْخ الإِمَام تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ فِي شرح الْمِنْهَاج على تَضْعِيفه وَالله تَعَالَى أعلم. (10) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْحَضَرِ فَلْيُهْدِ بَدَنَةً فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُطْعِمْ ثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ لِمَسَاكِينَ (قطّ) من حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ من طَرِيق مقَاتل ابْن سُلَيْمَان (قلت) وَعنهُ الْحَارِث بن عُبَيْدَة الكلَاعِي وَعَن الْحَارِث خَالِد بن عَمْرو السلَفِي وَقد ذكر الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة خَالِد أَن الدَّارَقُطْنِيّ رَوَاهُ فِي سنَنه ثمَّ قَالَ هَذَا بَاطِل يَكْفِي فِي رده ثَلَاث خَالِد كَذَّاب وَشَيْخه ضَعِيف وَمُقَاتِل لَيْسَ بِثِقَة وَالله تَعَالَى أعلم.

(11) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا عُذْرٍ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَصُومَ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْمَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ سِتِّينَ وَمَنْ أَفْطَرَ ثَلاثَةً كَانَ عَلَيْهِ تِسْعِينَ (قطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يثبت فِيهِ عمر بن أَيُّوب وَعنهُ مُحَمَّد بن صبيح لَيْسَ بِشَيْء وَجَاء مُخْتَصرا من طَرِيق منْدَل بن عَليّ وَهُوَ ضَعِيف قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من طَرِيق آخر أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) فِيهِ من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (12) [حَدِيثٌ] صَوْمُ الْبِيضِ أَوَّلُ يَوْمٍ يَعْدِلُ ثَلاثَ آلافِ سَنَةٍ وَالْيَوْمُ الثَّانِي يَعْدِلُ عَشْرَ آلافِ سَنَةٍ وَالْيَوْمُ الثَّالِثِ يَعْدِلُ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ (شا) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه هَارُون بن عنترة وَعنهُ ابْنه عبد الْملك قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من حَدِيث أنس وَقَالَ فِي الْيَوْم الأول عشر آلَاف سنة وَفِي الثَّانِي مائَة ألف سنة وَفِي الثَّالِث ثلثماية ألف سنة أخرجه ابْن صصري فِي أَمَالِيهِ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب (قلت) بل لوائح الْوَضع عَلَيْهِ ظَاهِرَة وَفِيه من لم أعرفهم وَالله أعلم. (13) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أَنَّ شَابًّا كَانَ صَاحِبَ سَمَاعٍ وَكَانَ إِذَا هَلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ أَصْبَحَ صَائِمًا فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله فَقَالَ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى صِيَامِ هَذِهِ الأَيَّامِ فَقَالَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا أَيَّامُ الْمَشَاعِرِ وَأَيَّامُ الْحَجِّ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَشْرِكَنِي فِي دُعَائِهِمْ فَقَالَ لَكَ بِكُلِّ يَوْمٍ عَدْلُ مِائَةِ رَقَبَةٍ تُعْتِقُهَا وَمِائَةِ بَدَنَةٍ تُهْدِيهَا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَمِائَةِ فَرَسٍ تُحْمَلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَلَكَ عَدْلُ أَلْفَيْ رَقَبَةٍ وَأَلْفَيْ بَدَنَةٍ وَأَلْفَيْ فَرَسٍ تُحْمَلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَصِيَامُ سَنَتَيْنِ قَبْلَهَا وَسَنَتَيْنِ بَعْدَهَا (عد) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن عبيد الْمحرم (قلت) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَةِ الْمحرم عقب إِيرَاده الحَدِيث هَذَا كَأَنَّهُ مَوْضُوع وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هَذَا إِن لم يكن مَوْضُوعا فَمَا فِي الدُّنْيَا حَدِيث مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم. (14) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الجويباري ووهب بن وهب. (15) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ بَنَى اللَّهُ لَهُ قُبَّةً فِي الْهَوَاءِ مِيلا فِي مِيلٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل وَهُوَ آفته.

(16) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ سِتِّينَ سَنَةً بِصِيَامِهَا وَقِيَامِهَا وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ مَلكٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ شَهِيدٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَمَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَطْعَمَ جَمِيعَ فُقَرَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَأَشْبَعَ بُطُونَهُمْ وَمَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ رُفِعَتْ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى رَأْسِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالأَرْضَ كَمِثْلِهِ وَخَلَقَ الْقَلْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ واللَّوْحَ كَمِثْلِهِ وَخَلَقَ جِبْرِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَمَلائِكَتَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَلَقَ آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَنَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَفَدَى إِسْمَاعِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَرُفِعَ إِدْرِيسُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَتَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَغُفِرَ ذَنْبُ دَاوُدَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأُعْطِيَ الْمُلْكَ سُلَيْمَانُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَوُلِدَ النَّبِيُّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَاسْتَوَى الرَّبُّ عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه حبيب ابْن أبي حبيب وَهُوَ آفته. قلت وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة شرف الدَّين أبي الْفَتْح المراغي أَن الْحَافِظ أَبَا طَاهِر السلَفِي قَالَ أَنبأَنَا الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار ابْن أَحْمد الصَّيْرَفِي أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن قفر جلد الْكَاتِب حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الْوراق حَدثنِي عَليّ بن مُحَمَّد بن حمد الْفَقِيه حَدثنَا بكر بن سهل الدمياطي حَدثنَا عبد الْغَنِيّ بن سعيد الثَّقَفِيّ حَدثنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الصَّنْعَانِيّ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس. قَالَ وَحدثنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن عَن مقَاتل بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: يَوْم عَاشُورَاء يَوْم جعل الله فِيهِ خيرا كثيرا فِيهِ تَابَ الله على آدم وَفِيه رفع إِدْرِيس إِلَى السَّمَاء وَفِيه أهبط نوح من السَّفِينَة وَفِيه اتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَفِيه بشرت سارة بِإسْحَاق وَفِيه رد الله بصر يَعْقُوب عَلَيْهِ وَفِيه جمع الله بَين يُوسُف وَيَعْقُوب وَفِيه تَابَ الله على دَاوُد وَفِيه رد الله على سُلَيْمَان ملكه وَفِيه كشف الله عَن أَيُّوب الْبلَاء وَفِيه أخرج الله يُونُس من بطن الْحُوت وَفِيه قطع مُوسَى الْبَحْر وَفِيه أغرق الله فِرْعَوْن وَقَومه وَفِيه رفع عِيسَى بن مَرْيَم إِلَى السَّمَاء وَفِيه دخل النَّبِي الْمَدِينَة فَرَأى الْيَهُود تَصُوم فَقَالَ مَا هَذَا الْيَوْم قَالُوا يَوْم كَانَ

يَصُومهُ مُوسَى فَقَالَ: مُوسَى أخي وَأَنا أَحَق بمُوسَى مِنْكُم فَقَالَ لأَصْحَابه من أكل فليمسك وَمن لم يكن أكل فليصم فَإِنِّي صَائِم قَالَ ابْن عَبَّاس وَهُوَ يَوْم الْعَاشِر من الْمحرم فَمن أَرَادَ أَن يُصِيبهُ فليصم التَّاسِع والعاشر وَالْحَادِي عشر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ. أَنبأَنَا الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن الصَّيْرَفِي حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود النَّيْسَابُورِي حَدثنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحِمصِي حَدثنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن ابْن الصَّباح عَن عبد الْعَزِيز بن سعيد عَن أَبِيه وَكَانَت لَهُ صُحْبَة عَن النَّبِي قَالَ فِي يَوْم عَاشُورَاء تَابَ الله على آدم وعَلى أهل مَدِينَة يُونُس وَفِيه ولد إِبْرَاهِيم وَفِيه ولد عِيسَى بن مَرْيَم وَفِيه فرق الْبَحْر لمُوسَى وَبني إِسْرَائِيل وَجَرت السَّفِينَة وَآخر ذَلِك يَوْم العاشور لعشر مضين من الْمحرم واستوت على الجودى فصَام نوح وَأَصْحَابه والوحش مَعَه شكرا لله عز وَجل، قَالَ جَامعه وَالْحَدِيثَانِ لَا يصحان فِي الأول مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن وَفِي الثَّانِي ابْن الصَّباح وضاعان وَالله أعلم. (17) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ صَوْمَ يَوْمٍ فِي السَّنَةِ وَهُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَصُومُوهُ وَوَسِّعُوا عَلَى أَهْلِيكُمْ فِيهِ فَإِنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ مَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ فَصُومُوهُ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي تَابَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى آدَمَ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ فِيهِ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى فِيهِ إِبْرَاهِيمَ مِنَ النَّارِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ فِيهِ نُوحًا مِنَ السَّفِينَةِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَفِيهِ فَدَى اللَّهُ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ فِيهِ يُوسُفَ مِنَ السِّجْنِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَى يَعْقُوبَ بَصَرَهُ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي كَشَفَ اللَّهُ عَنْ أَيُّوبَ الْبَلاءَ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ فِيهِ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ فِيهِ الْبَحْرَ لبني إسرائبل وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي غَفَرَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ ذَنْبَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ وَفِي هَذَا الْيَوْمِ عَبَرَ مُوسَى الْبَحْرَ وَفِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْزَلَ اللَّهُ التَّوْبَةَ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ فَمَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ كَانَ لَهُ كَفَّارَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَأَوَّلُ يَوْمٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الدُّنْيَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَأَوَّلُ مَطَرٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ عَاشُورَاء وَأَوَّلُ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ وَهُوَ صَوْمُ الأَنْبِيَاءِ وَمَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهُ مِثْلَ عِبَادَةِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِالْحَمْد مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ خَمْسِينَ عَامًا مَاضِيَةً وَخَمْسِينَ عَامًا مُسْتَقْبَلَةً وَبَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْمَلإِ الأَعْلَى أَلْفَ مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ وَمَنْ سَقَى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَكَأَنَّمَا لَمْ يَعْصِ الله

طَرْفَةَ عَيْنٍ وَمَنْ أَشْبَعَ أَهْلَ بَيْتِ مَسَاكِينَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَمَنْ تَصَدَّقَ صَدَقَةً فَكَأَنَّمَا لَمْ يَرُدَّ سَائِلا قَطُّ وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ إِلا مَرَضَ الْمَوْتِ وَمَنِ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ تَرْمَدْ عَيْنَاهُ السَّنَةَ كُلَّهَا وَمَنْ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ فَكَأَنَّمَا بَرَّ يَتَامَى وَلَدِ آدَمَ كُلَّهُمْ وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا عَادَ مَرْضَى وَلَدِ آدَمَ كُلَّهُمْ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ رِجَاله ثِقَات فَالظَّاهِر أَن بعض الْمُتَأَخِّرين وَضعه وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ أَدخل على أبي طَالب العشاري فَحدث بِهِ بسلامة بَاطِن وَفِي سَنَده أَبُو بكر النجار وَقد عمى بِأخرَة وَجوز الْخَطِيب أَن يكون أَدخل عَلَيْهِ شَيْء فَيحْتَمل أَن يكون هَذَا مِمَّا أَدخل عَلَيْهِ وَالله أعلم. (18) [حَدِيثٌ] رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي فَمَنْ صَامَ رَجَب إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الأَكْبَرَ وَأَسْكَنَهُ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمَيْنِ فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ ضِعْفَيْنِ وَزْنُ كُلِّ ضِعْفٍ مِثْلُ جِبَالِ الدُّنْيَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا طُولُ مَسِيرَةِ ذَلِكَ سَنَةٌ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ عُوفِيَ مِنَ الْبَلاءِ وَمِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتَّةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ يُغْلِقُ اللَّهُ عَنْهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يُنَادِي لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ فَلا يُرَدُّ وَجْهُهُ دُونَ الْجَنَّةِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ عَشَرَةَ أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَلَى كُلِّ مِيلٍ مِنَ الصِّرَاطِ فِرَاشًا يَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا لَمْ يَرَ فِي الْقِيَامَةِ غَدًا أَفْضَلَ مِنْهُ إِلا مَنْ صَامَ مِثْلَهُ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا كَسَاهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُلَّتَيْنِ الْحُلَّةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُوضَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَائِدَةٌ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَيَأْكُلُ وَالنَّاسُ فِي شِدَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَقِفُهُ الله

تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ الآمِنِينَ فَلا يَمُرُّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلا قَالَ طُوبَاكَ أَنْتَ مِنَ الآمِنِينَ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ من طَرِيق أبي بكر النقاش وَفِيه أَيْضا الْكسَائي لَا يعرف (قلت) وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب الْكسَائي هَذَا لَا يعرف وَقَالَ الْحَافِظ ابْن نَاصِر هُوَ عَليّ بن حَمْزَة الْمقري وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ أقدم طبقَة من هَذَا بِكَثِير وَمِمَّنْ جزم بِأَنَّهُ غَيره الْحَافِظ أَبُو الْخطاب ابْن دحْيَة وَفِيه عِلّة أُخْرَى فَإِنَّهُ من رِوَايَة عَلْقَمَة عَن أبي سعيد وَلَا يعرف لعلقمة سَماع من أبي سعيد قَالَ وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق أُخْرَى واهية وَفِي رواتها مَجَاهِيل روينَاهُ فِي أمالي أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر من طَرِيق عِصَام بن طليق عَن أبي هَارُون الْعَبْدي عَن أبي سعيد فَذكره بِطُولِهِ وَفِيه زِيَادَة وَنقص وَتَقْدِيم وَتَأْخِير وَالله تَعَالَى أعلم. (19) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ شَهْرٍ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ أَغْلَقَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعَةَ أَبْوَابِ النَّارِ وَمَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَمَنْ صَامَ نِصْفَ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ وَمَنْ كَتَبَ لَهُ رِضْوَانَهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ وَمَنْ صَامَ رَجَبًا كُلَّهُ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس من طَرِيق عَمْرو بن الْأَزْهَر وَفِيه أَيْضا أبان بن أبي عَيَّاش قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه (يخ) فِي الثَّوَاب من طَرِيق حُسَيْن بن علوان. (20) [حَدِيثٌ] إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ شَهْرٌ عَظِيمٌ مَنْ صَامَ مِنْهُ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ أَلْفِ سَنَةٍ وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ صِيَامَ أَلْفَيْ سَنَةٍ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كُتِبَ لَهُ صَوْمُ ثَلاثَةِ آلافِ سَنَةٍ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُغْلِقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ، وَمَنْ صَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا بِدِّلَتْ سَيِّئَاتُهُ حَسَنَاتٍ وَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (شا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه هَارُون بن عنترة (قلت) وَفِيه أَيْضا على ابْن زيد الصدائي تَالِف نبه عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْخُتلِي واتهمه بِهِ الْحَافِظ ابْن حجر فِي كِتَابه تَبْيِين الْعجب وَقَالَ هُوَ مَوْضُوع بِلَا شكّ والله أعلم. (21) [حَدِيث] من أحيى لَيْلَةً مِنْ رَجَبٍ وَصَامَ يَوْمَهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ

الفصل الثاني

وَكَسَاهُ اللَّهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ إِلا مَنْ فَعَلَ ثَلاثًا مَنْ قَتَلَ نَفْسًا أَوْ سَمِعَ مُسْتَغِيثًا يَسْتَغِيثُ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَلَمْ يُغِثْهُ أَوْ شَكَى إِلَيْهِ أَخُوهُ حَاجَةً فَلَمْ يُفَرِّجْ عَنْهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه الْحُسَيْن بن مُخَارق وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. الْفَصْل الثَّانِي (22) [حَدِيثٌ] لَا تَقُولُوا رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَبُو معشر نجيح قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء، (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه من طَرِيقه وَاقْتصر على تَضْعِيفه، ثمَّ قَالَ وَقد قيل عَن أبي معشر عَن مُحَمَّد بن كَعْب من قَوْله وَهُوَ أشبه، ثمَّ رَوَاهُ بِسَنَدِهِ، ثمَّ قَالَ: وروى ذَلِك عَن مُجَاهِد وَالْحسن وَالطَّرِيق إِلَيْهِمَا ضَعِيف انْتهى، وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أخرجه تَمام فِي فَوَائده، وَمن حَدِيث عَائِشَة أخرجه ابْن النجار، (قلت) فِي سَنَد الأول ناشب بن عَمْرو وَمر الْكَلَام فِيهِ فِي الْفَصْل الثَّالِث من كتاب الصَّلَاة وَفِي سَنَد الثَّانِي من لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (23) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ السَّنَةَ كُلَّهَا إِنَّ الْجَنَّةَ لَتُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى رَأْسِ الْحَوْلِ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَصَفَقَتْ وَرَقَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ يَا رَبِّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا تَقَرُّ أعيينا بهم وتقر أَعْيُنُهُمْ بِنَا فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إِلا زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نَعَتَ اللَّهُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ فِيهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى وَيُعْطَى سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الآخَرِ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُوَشَّحًا بِالدُّرِّ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صُحُفٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لَا يَجِدُ لأَوَّلِه وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ من ذهب موشح بياقوتة

حَمْرَاءَ هَذَا بِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ (أَبُو يعلى) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه جرير بن أَيُّوب (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي كِتَابه من وَجْهَيْن عَن جرير، ثمَّ قَالَ، وَفِي الْقلب من جرير بن أَيُّوب شَيْء، قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَجَرِير بن أَيُّوب ضَعِيف عِنْد أهل النَّقْل انْتهى، وَجَاء من حَدِيث أبي شريك الْغِفَارِيّ، أخرجه ابْن النجار (قلت) هُوَ من طَرِيق هياج بن بسطَام وَسَيَأْتِي الْكَلَام فِيهِ فِي الْفَصْل الثَّالِث وَأوردهُ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَقَالَ عقبَة جرير بن أَيُّوب واه ولوائح الْوَضع ظَاهِرَة على هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة بعد أَن ذكر أَن ابْن خُزَيْمَة أخرجه فِي صَحِيحه، وَكَأَنَّهُ تساهل فِيهِ لكَونه من الرغائب وَابْن مَسْعُود لَيْسَ هُوَ الْهُذلِيّ الْمَشْهُور وَإِنَّمَا هُوَ آخر غفاري انْتهى، وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أَن الْجنَّة لتزخرف لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى الْحول الْمقبل فَإِذا كَانَ أول يَوْم من شهر رَمَضَان هبت ريح من تَحت الْعَرْش فشققت ورق الْجنَّة عَن الْحور الْعين، فَقُلْنَ يَا رب اجْعَل لنا من عِبَادك أَزْوَاجًا تقر أَعينهم بِنَا وتقر أعيينا بهم، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَمن طَرِيقه ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْوَاهِيَاتِ، وَفِيهِ الْوَلِيد بن الْوَلِيد الْعَبْسِي، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ وَهُوَ مُنكر الحَدِيث، (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ الْوَلِيد بن الْوَلِيد وهاه الدَّارَقُطْنِيّ وَقواهُ أَبُو حَاتِم وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (24) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ بِتَارِكٍ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ صَبِيحَةَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلا غَفَرَ لَهُ (خطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون وَعنهُ سَلام الطَّوِيل (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر عَن أنس أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَابْن الْجَوْزِيّ نَفسه أخرج هَذَا فِي الواهيات فناقض وَالله تَعَالَى أعلم. (25) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ قَالَ (ابْن الْجَوْزِيّ) روينَاهُ عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس وَإِسْنَاده لَا يثبت (قلت) هُوَ بعض حَدِيث طَوِيل أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات. وَقد قدمنَا الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي ثَالِث أَحَادِيث الْفَصْل الأول من هَذَا الْكتاب وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة الشهَاب الأبوصيري على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات هَذَا الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَفِي سَنَده ناشب بن عَمْرو وَذكر فِي ناشب عَن البُخَارِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مَا مر فِي الْفَصْل الثَّالِث من كتاب الصَّلَاة وَالله أعلم.

(26) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كل يَوْم من رَمَضَان سِتّمائَة أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه الْأَزْوَر بن غَالب مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن ابْن عدي قَالَ للأزور أَحَادِيث يسيرَة غير مَحْفُوظَة وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَجَاء من حَدِيث الْأَعْمَش عَن حُسَيْن بن وَاقد عَن أبي غَالب عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا إِن لله عِنْد كل فطر عُتَقَاء من النَّار أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ غَرِيب من رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر وَهِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن حُسَيْن بن وَاقد وَأخرج من طَرِيق ناشب بن عَمْرو عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا لله تَعَالَى عِنْد كل فطر من شهر رَمَضَان كل لَيْلَة عُتَقَاء من النَّار سِتُّونَ ألفا فَإِذا كَانَ يَوْم الْفطر أعتق مثل مَا أعتق فِي جَمِيع الشَّهْر ثَلَاثِينَ مرّة سِتِّينَ ألفا سِتِّينَ ألفا وَأخرج من مُرْسل الْحسن إِن لله تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شهر رَمَضَان سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار فَإِذا كَانَ آخر لَيْلَة أعتق الله بِعَدَد من مُضِيّ (قلت) ذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي تَرْجَمَة ناشب وَقَالَ فِيهِ زِيَادَة مُنكرَة وَالله تَعَالَى أعلم. (27) [حَدِيثُ] سَلْمَانَ قَالَ رَسُول الله مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى طَعَامٍ وَشَرَابٍ مِنْ حَلالٍ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ فِي سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَصَافَحَهُ جِبْرِيلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَصَلَّى عَلَيْهِ قَالَ سلمَان إِن كَانَ لَا يقدر على قوته قَالَ إِن فطر على كسرة خبز أَو مذقة لبن أَو شربة مَاء كَانَ لَهُ ذَلِك (عد) وَلَا يَصح فِيهِ الْحُسَيْن بن أبي جَعْفَر وَتَابعه حَكِيم بن حذام وَزَاد فِيهِ وَمن يصافحه جِبْرِيل تكْثر دُمُوعه ويرق قلبه (حب) وَقَالَ لَا أصل لَهُ وَحَكِيم مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيق حَكِيم مطولا وَقَالَ تفرد بِهِ حَكِيم هَذَا وَقد روينَاهُ من وَجه آخر بِبَعْض مَعْنَاهُ (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة الشهَاب الأبوصيري على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَقَالَ إِن صَحَّ الْخَبَر وَرَوَاهُ من طَريقَة الْبَيْهَقِيّ وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب وَالله تَعَالَى أعلم. (28) [حَدِيثٌ] إِذَا سَلَمَتِ الْجُمُعَةُ سَلَمَتِ الأَيَّامُ وَإِذا سلم رَمَضَان سَلمَة السَّنَةُ (قطّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبد الْعَزِيز بن أبان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيقه وَلم ينْفَرد بِهِ بل تَابعه عَن الثَّوْريّ يحيى بن سعيد أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث الثَّوْريّ لم نَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيث أَحْمد بن جُمْهُور وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا عَن أبي مُطِيع عَن الثَّوْريّ وَقَالَ لَا يَصح وَأَبُو مُطِيع ضَعِيف وَإِنَّمَا يعرف هَذَا

الحَدِيث من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن أبان وَهُوَ أَيْضا ضَعِيف بِمرَّة (قلت) وَيظْهر لي أَن معنى الحَدِيث إِذا سلم يَوْم الْجُمُعَة من الْمعاصِي سلمت الْأَيَّام من الْمُؤَاخَذَة وَإِذا سلم رَمَضَان من الْمعاصِي سلمت الْأَيَّام من الْمُؤَاخَذَة فيطابق حَدِيث الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة كَفَّارَة لما بَينهمَا ورمضان إِلَى رَمَضَان كَفَّارَة لما بَينهمَا وَالله أعلم. (29) [حَدِيث] عَاصِم الْأَحْوَال سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِه قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ عَمَّنْ قَالَ عَنْ رَسُول الله (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن بيطار الْخَوَارِزْمِيّ وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ يرْوى عَن عَاصِم الْمَنَاكِير (تعقب) بِأَن النَّسَائِيّ فِي الكنى وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه روياه من طَرِيق إِبْرَاهِيم وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ لَهُ شَاهد من حَدِيث معَاذ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير. (30) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ الْعَشْرَ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَوْمُ شَهْرٍ وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ سَنَةٌ وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْم عَرَفَة سنتَانِ (بن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق أبي صَالح وَعنهُ الْكَلْبِيّ (تعقب) بِأَن أَبَا الشَّيْخ أخرجه فِي الثَّوَاب من طريقهما وَله شَاهد من حَدِيث جَابر أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ (قلت) إِخْرَاج أبي الشَّيْخ لَهُ فِي الثَّوَاب لَا يرقيه عَن دَرَجَة الْوَضع وَحَدِيث جَابر لَا يصلح شَاهدا لِأَنَّهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ وَهُوَ وَضاع وَالله تَعَالَى أعلم. (31) [حَدِيثُ] أَبِي غليظِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى يَدِي صُرَدُ فَقَالَ هَذَا أَوَّلُ طَائِرٍ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ (خطّ) وَفِيه عبد الله بن مُعَاوِيَة مُنكر الحَدِيث وَلَا يعرف فِي الصَّحَابَة أَو غليظ وَوَقع فِي رِوَايَته بالغين والظاء المعجمتين وَفِي أُخْرَى بالمهملتين (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن قَانِع فِي مُعْجم الصَّحَابَة وَسمي أَبَا غليظ سَلمَة وَله شَاهد أخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي كتاب المناهي عَن مُوسَى بن أبي غليظ عَن أبي هُرَيْرَة الصرد أول طير صَامَ وَأخرج أَبُو نعيم فِي الحلبة عَن قيس بن عباد كَانَت الوحوش تَصُوم يَوْم عَاشُورَاء (قلت) وَفِي تَلْخِيص الموضوعات للذهبي بعد إِيرَاد حَدِيث أبي غليظ تفرد بِهِ عبد الله بن مُعَاوِيَة الجُمَحِي رَوَاهُ الْخَطِيب فِي

تَارِيخه بِثَلَاث طرق إِلَيْهِ وَعبد الله بن مُعَاوِيَة ثِقَة انْتهى وَقَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث مُنكر وَالله تَعَالَى أعلم. (32) [حَدِيثٌ] مَنِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ أَبَدًا (حا) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ جُوَيْبِر وَقَالَ أَبْرَأ إِلَى الله من عُهْدَة جُوَيْبِر (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب عَن الْحَاكِم وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف بِمرَّة قَالَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ بشر بن حمدَان بن بشر النَّيْسَابُورِي عَن عَمه الْحُسَيْن بن بشر وَلم أر ذَلِك فِي رِوَايَة غَيره عَن جُوَيْبِر وجويبر ضَعِيف وَالضَّحَّاك لم يلق ابْن عَبَّاس انْتهى وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن النجار وَفِيه إِسْمَاعِيل بن معمر بن قيس قَالَ فِي الْمِيزَان لَيْسَ بِثِقَة (قلت) وَجَاء من حَدِيث سلمَان رَأَيْته بِخَط الْعَلامَة أبي الْفَتْح المراغي مَنْسُوبا إِلَى تَخْرِيج الْحَافِظ السلَفِي وَفِي سَنَده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بحير، وَفِي الْجُزْء الْمُسَمّى بالمغني عَن الْحِفْظ وَالْكتاب بقَوْلهمْ لم يَصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب لِلْحَافِظِ أبي حَفْص بن بدر الْموصِلِي مَا نَصه الاكتحال يَوْم عَاشُورَاء قَالَ الْحَاكِم لم يرد فِيهِ شَيْء عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِدعَة ابتدعها قتلة الْحُسَيْن انْتهى وَفِي بعض كتب الْحَنَفِيَّة مَا نَصه يكره الْكحل يَوْم عَاشُورَاء لِأَن يزِيد أَو ابْن زِيَاد اكتحل بِدَم الْحُسَيْن وَقيل بالأثمد لتقر عينه بقتْله انْتهى وَالله أعلم. (33) [حَدِيثٌ] مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ (طب) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه هَيْصَم بن شَدَّاخٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن عبد الله مَجْهُول قَالَ الْعقيلِيّ وَالْحَدِيثَانِ غير محفوظين (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشعث وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ ورد من طرق صحّح بَعْضهَا الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَسليمَان الَّذِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَجْهُول ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات قَالَ فَالْحَدِيث حسن على رَأْي ابْن حبَان وَقد رُوِيَ من حَدِيث أبي سعيد وَجَابِر أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشعث وَقَالَ فيهمَا وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن مَسْعُود أسانيدهما ضَعِيفَة وَلكنهَا إِذا ضم بَعْضهَا إِلَى بعض أخذت قُوَّة انْتهى والْحَدِيث جَابر طَرِيق آخر غير الَّذِي أخرجه مِنْهُ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ على شَرط مُسلم أخرجه ابْن عبد الْبر فِي الاستذكار من حَدِيث شُعْبَة عَن أبي الزبير عَن جَابر فَذكره ثمَّ قَالَ قَالَ جَابر جربناه فوجدناه كَذَلِك وَقَالَ أَبُو الزبير مثله وَقَالَ شُعْبَة مثله (قلت) قَالَ الْحَافِظ

ابْن حجر مُنكر جدا وَرِجَاله موثوقون وَالظَّاهِر أَن الْغَلَط فِيهِ من أبي خَليفَة الْفضل بن الْحباب فَلَعَلَّ ابْن الْأَحْمَر سَمعه مِنْهُ بعد احتراق كتبه وَالله أعلم، وَورد من حَدِيث ابْن عمر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَقَالَ مُنكر وموقوفا على عمر أخرجه ابْن عبد الْبر فِي الاستذكار بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا أَنه من رِوَايَة ابْن الْمسيب عَن عمر وَقد اخْتلف فِي سَمَاعه مِنْهُ وَعَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر قَالَ كَانَ يُقَال فَذكره أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب قَالَ الْعِرَاقِيّ وَأما قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن تَيْمِية إِن حَدِيث التَّوسعَة مَا رَوَاهُ أحد من الْأَئِمَّة وَإِن أَعلَى مَا بلغه فِيهِ قَول ابْن الْمُنْتَشِر فَهُوَ عَجِيب مِنْهُ فَهُوَ كَمَا ذكرته فِي عدَّة من كتب الْأَئِمَّة وَقد جمعت طرقه فِي جُزْء انْتهى (وَقَالَ) عبد الْملك بن حبيب أحد أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة أوردهُ صَاحب الْمغرب: (لَا تنس لَا ينْسك الرَّحْمَن عاشورا ... واذكره لَا زلت فِي الأخيار مَذْكُورا) (قَالَ الرَّسُول صَلَاة الله تشمله ... قولا عَلَيْهِ وجدنَا الْحق والنورا) (من بَات فِي ليل عَاشُورَاء ذَا سَعَة ... يكن بعيشته فِي الْحول محبورا) (فارغب فديتك فِيمَا فِيهِ رغبنا ... خير الورى كلهم حَيا ومقبورا) وَهَذَا من هَذَا الإِمَام الْجَلِيل دَلِيل على ثُبُوت الحَدِيث عِنْده (قلت) وَقَول الإِمَام أَحْمد لَا يَصح لَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون بَاطِلا كَمَا فهمه ابْن الْقيم فقد يكون الحَدِيث غير صَحِيح وَهُوَ صَالح للاحتجاج بِهِ بِأَن يكون حسنا وَالله تَعَالَى أعلم. (34) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ عَدَلَ صِيَامَ شَهْرٍ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ غُلِّقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ السَّبْعَةُ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ بَدَّلَ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عشرَة يَوْمًا نَادَى مُنَادٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا مَضَى فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ (خطّ) من حَدِيث أبي ذَر وَفِيه الْفُرَات بن السَّائِب مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر أوردهُ فِي أَمَالِيهِ وَلم يسمه بِوَضْع بل قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب اتّفق على رِوَايَته عَن فرات بن السَّائِب وَهُوَ ضَعِيف رشدين بن سعد وَالْحكم بن مَرْوَان وهما ضعيفان أَيْضا لَكِن اخْتلف عَلَيْهِ فِي اسْم الصَّحَابِيّ فَفِي رِوَايَة رشدين عَن أبي ذَر وَفِي رِوَايَة الحكم عَن ابْن عَبَّاس فَلَا أَدْرِي الْغَلَط من أَحدهمَا أَو من شيخهما وَمَيْمُون بن مهْرَان قد أدْرك ابْن عَبَّاس وَلم يدْرك أَبَا ذَر انْتهى وَله طَرِيق آخر

الفصل الثالث

أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن عَسَاكِر (قلت) بل وسمه الْحَافِظ ابْن حجر بِالْبُطْلَانِ فِي كِتَابه تَبْيِين الْعجب فَإِنَّهُ قَالَ وَورد فِي فضل رَجَب من الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة أَحَادِيث لَا بَأْس بالتنبيه عَلَيْهَا لِئَلَّا يغتر بهَا فَمِنْهَا وَمِنْهَا وَذكر هَذَا الحَدِيث بِلَفْظ الطَّرِيق الثَّانِي الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ السُّيُوطِيّ ثمَّ قَالَ روينَاهُ فِي فَضَائِل الْأَوْقَات للبيهقي وَفِي فَضَائِل رَجَب لعبد الْعَزِيز الكتاني وَفِي التَّرْغِيب والترهيب لأبي الْقَاسِم التَّيْمِيّ من طَرِيق عُثْمَان بن مطر عَن عبد الغفور بن عبد الْعَزِيز بن سعيد عَن أَبِيه قَالَ قَالَ النَّبِي فَذكره وَعُثْمَان بن مطر كذبه ابْن حبَان وَأجْمع الْأَئِمَّة على ضعفه ثمَّ قَالَ وَمِنْهَا وَذكر حَدِيث أبي ذَر من طَرِيق رشدين أبي عبد الله عَن الْفُرَات عَن مَيْمُون بن مهْرَان عَنهُ، وَقَالَ رَوَاهُ عبد الْعَزِيز الكتاني فِي فَضَائِل رَجَب ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ الحكم بن مَرْوَان عَن فرات عَن مَيْمُون عَن ابْن عَبَّاس أخرجه الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن فَنْجَوَيْهِ وَرشْدِين وَالْحكم مَتْرُوكَانِ، فَهَذِهِ طَرِيق الْبَيْهَقِيّ قد بَان حَالهَا، وَأما طَرِيق ابْن عَسَاكِر فَفِيهَا عبد الْمُنعم ابْن إِدْرِيس فَظهر أَن الحَدِيث لَا ينجبر بِوَاحِدَة من الطَّرِيقَيْنِ وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّالِث (35) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَطَرَتِ السَّمَاءُ بَرَدًا فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ نَاوِلْنِي مِنْ هَذَا الْبَرَدِ فَنَاوَلْتُهُ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقُلْتُ لَهُ تَأْكُلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ فَقَالَ يَا ابْن أَخِي إِنَّهُ لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلا شَرَابٍ إِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تَطْهُرُ بِهِ بُطُونُنَا فَأَتَيْتُ رَسُول الله فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ خُذْ مِنْ أَدَبِ عَمِّكَ قَالَ أنس أَصمّ الله هَاتين إِن لم أكن سمعته من رَسُول الله (مي) مسلسلا بقول كل من رُوَاته أَصمّ الله هَاتين إِن لم أكن سمعته من فلَان وَفِيه عبد الله بن الْحُسَيْن المصِّيصِي (قلت) لَا ذَنْب لعبد الله ابْن الْحُسَيْن فِي هَذَا الحَدِيث فقد أخرجه أَبُو يعلى وَالْبَزَّار فِي مسنديهما دون قَول أنس أَصمّ الله هَاتين إِن لم أكن سمعته من رَسُول الله وَقد راجعت المطالب الْعَالِيَة لِلْحَافِظِ ابْن حجر فرأيته قَالَ بعد إِيرَاد إِسْنَاده: ضَعِيف ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ الْبَزَّار عَن أنس رَأَيْت أَبَا طَلْحَة فَذكره مَوْقُوفا انْتهى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم هَذَا الْفِعْل إِلَّا عَن أبي طَلْحَة فَتبين أَن هَذَا الْمَتْن لَيْسَ بموضوع وَلَعَلَّ السُّيُوطِيّ إِنَّمَا عَنى أَنه مَوْضُوع بِهَذِهِ الزِّيَادَة والتسلسل لَا مُطلقًا وَالله تَعَالَى أعلم.

(36) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ رَمَضَانَ فِي إِنْصَاتٍ وَسُكُونٍ وَكَفَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَجَوَارِحَهُ مِنَ الْحَرَامِ وَالْكَذِبِ اقْتَرَبَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَمَسَّ رُكْبَتُهُ رُكْبَةَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه السّري بن سهل (قلت) عِنْد الْحَارِث فِي مُسْنده مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ عَن ميسرَة بن عبد ربه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس خَطَبنَا رَسُول الله فَذكر الحَدِيث وَفِيه وَمن صَامَ رَمَضَان وكف عَن الْغَيْبَة والنميمة وَالْكذب والخوض بِالْبَاطِلِ وَأمْسك لِسَانه إِلَّا عَن ذكر الله تَعَالَى وكف سَمعه وبصره وَجَمِيع جوارحه عَن جَمِيع محارم الله تَعَالَى وَعَن أَذَى الْمُسلمين كَانَ لَهُ من الْقُرْبَى عِنْد الله تَعَالَى أَن تمس ركبته ركبة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة بعد إِيرَاده هَذَا حَدِيث مَوْضُوع انْتهى فَكَانَ السّري بن سهل سَرقه من ميسرَة إِلَّا أَن ابْن الْجَوْزِيّ أورد حَدِيثه هَذَا فِي الواهيات وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَلم يزدْ فِي جرح السّري على قَوْله ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ فَكَانَ عِنْده لَيْسَ مَوْضُوعا وَالله تَعَالَى أعلم. (37) [حَدِيثٌ] اتَّقُوا شَهْرَ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ جَعَلَ لكم إِحْدَى عَشَرَ شَهْرًا تَشْبَعُونَ فِيهَا وَتُرْوَوْنَ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ، فَاحْفَظُوا فِيهِ أَنْفُسَكُمْ (مي) ، من حَدِيث أبي أُمَامَة وواثلة وَعبد الله بن بسر وَفِيه إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْأَسدي. (38) [حَدِيثٌ] تَدْرُون لِمَ سُمِّيَ شَعْبَانَ لأَنَّهُ يَتَشَعَّبُ فِيهِ لِرَمَضَانَ خَيْرٌ كَثِيرٌ وَإِنَّمَا سُمِّيَ رَمَضَانَ لأَنَّهُ يَرْمُضُ الذُّنُوبَ أَيْ يُذِيبُهَا مِنَ الْحَرِّ (يخ) فِي الثَّوَاب من حَدِيث أنس وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون. (39) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُول الله: تَدْرُونَ لِمَ سُمِّيَ رَمَضَانَ لأَنَّهُ تُرْمَضُ فِيهِ الذُّنُوبُ وَإِنَّ فِي رَمَضَانَ ثَلاثَ لَيَالٍ مَنْ فَاتَتْهُ فَاتَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَيْلَةَ سَبْعَ عشر وَلَيْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَآخِرَ لَيْلَةٍ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هِيَ سِوَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ نَعَمْ، وَمَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَفِي أَيِّ شَهْرٍ يُغْفَرُ لَهُ (مي) من طَرِيق زِيَاد بن مَيْمُون. (40) [حَدِيثٌ] فَضْلُ رَجَبٍ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ كَفَضْلِ الْقُرْآنِ على سَائِر الْكَلَام

(مي) من حَدِيث أنس (قلت) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ، وَفِي سَنَدِهِ من لم أعرفهُ، وَفِي كتاب تَبْيِين الْعجب لِلْحَافِظِ ابْن حجر هَذَا الحَدِيث بِزِيَادَة وَلَفظه فضل رَجَبٍ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ كَفَضْلِ الْقُرْآن على سَائِر الْأَذْكَار؛ وَفضل شعْبَان على سَائِر الشُّهُور كفضل مُحَمَّد على سَائِر الْأَنْبِيَاء وَفضل رَمَضَان على سَائِر الشُّهُور كفضل الله على عباده، قَالَ الْحَافِظ رَوَاهُ السلَفِي وَإِسْنَاده ثِقَات إِلَّا هبة الله السقطى فَهُوَ الآفة انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم. (41) [حَدِيثُ] فِي رَجَبٍ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ مَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَقَامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ صَامَ مِائَةَ سَنَةٍ وَقَامَ مِائَةَ سَنَةٍ وَهِيَ لِثَلاثٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا مُحَمَّدًا (مي) من حَدِيث سلمَان وَفِيه خَالِد بن هياج عَن أَبِيه وَهياج تركُوا حَدِيثه (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب هياج هُوَ ابْن بسطَام النميمي الْهَرَوِيّ روى عَن جمَاعَة من التَّابِعين وَضَعفه ابْن معِين، وَقَالَ أَبُو دَاوُد تَرَكُوهُ وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد الْحَافِظ الملقب بجزرة الْهياج، لَا يكْتب من حَدِيثه إِلَّا حديثان أَو ثَلَاثَة للاعتبار وَلم أكن أعلم أَنه بِكُل هَذَا حَتَّى قدمت هراة فَرَأَيْت عِنْدهم أَحَادِيث مَنَاكِير كَثِيرَة لَهُ قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَهَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي رَآهَا صَالح من حَدِيث الْهياج الذَّنب فِيهَا لِابْنِهِ خَالِد وَالْحمل فِيهَا عَلَيْهِ، وَقَالَ يحيى بن أَحْمد بن زِيَاد الْهَرَوِيّ، كلما أنكر على الْهياج فَهُوَ من جِهَة ابْنه خَالِد انْتهى وعَلى هَذَا فالآفة فِي هَذَا الحَدِيث من خَالِد قَالَ الْحَافِظ وروينا فِي جُزْء من فَوَائِد هناد النَّسَفِيّ بِإِسْنَاد لَهُ مُنكر إِلَى الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله بعثت نَبيا فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب فَمن صَامَ ذَلِك الْيَوْم كَانَ لَهُ كَفَّارَة سِتِّينَ شهرا وروينا فِي فَوَائِد أبي الْحسن بن صَخْر بِسَنَد بَاطِل إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مثل هَذَا الْمَتْن لَكِن قَالَ فِيهِ فَمن صَامَ ذَلِك الْيَوْم ودعا عِنْد إفطاره كَانَت كَفَّارَة عشر سِنِين وروينا فِي جُزْء أبي معَاذ الشاه الْمروزِي وَفِي فَضَائِل رَجَب لعبد الْعَزِيز الكتاني من طَرِيق ضَمرَة عَن ابْن شَوْذَب عَن مطر الْوراق عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا من صَامَ يَوْم سبع وَعشْرين من رَجَب كتب الله لَهُ صِيَام سِتِّينَ شهرا وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي هَبَط فِيهِ جِبْرِيل على مُحَمَّد بالرسالة وَهَذَا أمثل مَا ورد فِي هَذَا الْمَعْنى انْتهى، وَالله أعلم. (42) [أَثَرُ] أَبِي الدَّرْدَاءِ وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ فَقَالَ سَأَلْتُ عَن شهر

كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تُعَظِّمُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا وَمَا زَادَهُ الإِسْلامُ إِلا فَضْلا وَتَعْظِيمًا، فَمَنْ صَامَ مِنْهُ يَوْمًا تَطَوُّعًا مُحْتَسِبًا بِهِ ثَوَابَ اللَّهِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ مُخْلِصًا أَطْفَأَ صَوْمُهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ غَضَبَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَغْلَقَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ وَلَوْ أُعْطِيَ مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا مَا كَانَ ذَلِكَ جَزَاءً لَهُ وَلا يَسْتَكْمِلُ أَجْرَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ وَلَهُ إِذَا أَمْسَى عَشْرُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ فَإِنْ دَعَاهُ بِشَيْءٍ مِنْ عَاجِلِ الدُّنْيَا أُعْطَاهُ وَإِلا ادَّخَرَ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ كَأَفْضَلِ مَا دَعَا دَاعٍ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَحْبَابِهِ وَأَصْفِيَائِهِ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَلَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ عَشَرَةٍ مِنَ الصِّدِّيقِينَ فِي عُمْرِهِمْ بَالِغَةٌ أَعْمَارُهُمْ مَا بَلَغَتْ وَمَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَقَالَ لَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ لَقَدْ وَجَبَ حَقُّ عَبْدِي هَذَا وَوَجَبْت لَهُ مَحَبَّتِي وَوِلايَتِي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَمَنْ صَامَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَمِثْلُ ثَوَابِ أُولِي الأَلْبَابِ التَّوَّابِينَ، وَيُعْطَى كِتَابَهُ فِي أَوَّلِ الْفَائِزِينَ وَمَنْ صَامَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهِهِ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَيُكْتَبُ لَهُ عَدَدُ رَمْلِ عَالِجٍ حَسَنَاتٍ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيُقَالُ لَهُ تَمَنَّ عَلَى اللَّهِ مَا شِئْتَ وَمَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَيُعْطَى نُورًا يَسْتَضِيءُ بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُبْعَثُ مَعَ الآمِنِينَ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَيُعَافَى مِنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَيُقْبِلُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ إِذَا لَقِيَهُ وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَيُغْلَقُ عَنْهُ سَبْعَةُ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ وَحَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ، وَمَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ وَمَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَرُفِعَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الآمِنِينَ وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ يَتَلأْلأُ وَيُشْرِقُ لأَهْلِ الْجَمْعِ حَتَّى يَقُولُوا هَذَا نَبِيٌّ مُصْطَفًى فَإِنَّ أَدْنَى مَا يُعْطَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنْ صَامَ عَشَرَةً فَبَخٍ بَخٍ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِهِ وَهُوَ مِمَّنْ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ وَيَكُونُ فِي الْمُقَرَّبِينَ الْقَوَّامِينَ لِلَّهِ بِالْقِسْطِ وَكَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ صَائِمًا قَائِمًا صَابِرًا مُحْتَسِبًا وَمَنْ صَامَ عِشْرِينَ يَوْمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَعِشْرُونَ ضِعْفًا، وَهُوَ مِمَّنْ يُزَاحِمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي قُبَّتِهِ وَيُشَفَّعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ وَمن صَامَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كملا كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَثَلاثُونَ ضِعْفًا وَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ اللَّهِ بِالْكَرَامَةِ الْعُظْمَى النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْجَلِيلِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مُرَافَقَةِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا طُوبَى لَكَ طُوبَى لَك ثَلَاث

مَرَّاتٍ غَدًا إِذَا كُشِفَ الْغِطَاءُ فَأَفْضَيْتَ إِلَى خَتْمِ ثَوَابِ رَبِّكَ الْكَرِيمِ، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ سَقَاهُ رَبُّهُ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ شَرْبَةً مِنْ حِيَاضِ الْفِرْدَوْسِ حَتَّى لَا يَجِدَ لِلْمَوْتِ أَلَمًا فَيَظَلُّ فِي قَبْرِهِ رَيَّانَ وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ رَيَّانَ وَيَظَلُّ فِي الْمَوْقِفِ رَيَّانَ حَتَّى يَرِدَ حَوْضَ النَّبِيِّ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ أَتَاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَعَهُمُ النَّجَائِبُ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَمَعَهُمْ طَرَائِفُ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ فَيَقُولُونَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ النَّجَا إِلَى رَبِّكَ الَّذِي أَظْمَأْتَ لَهُ نَهَارَكَ وَأَنْحَلْتَ لَهُ جِسْمَكَ فَهُوَ مِنْ أَوَّلِ النَّاسِ دُخُولا جَنَّاتِ عَدْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْفَائِزِينَ الَّذِينَ {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضَوْا عَنْهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمِ} فَإِنْ كَانَ لِكُلِّ يَوْمٍ يَصُومُهُ صَدَقَةٌ عَلَى قَدْرِ قُوتِهِ فَتَصَدَّقَ بِهَا فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَوِ اجْتَمَعَ جَمِيعُ الْخَلائِقِ عَلَى أَنْ يَقْدِرُوا قَدْرَ مَا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ مَا بَلَغُوا مِعْشَارَ الْعُشْرِ مِمَّا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ (شا) فِي التَّرْغِيب عَن مَكْحُول وَإِسْنَاده ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض فِيهِ دَاوُد بن المحبر وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَسليمَان بن الحكم ضَعَّفُوهُ والْعَلَاء بن كثير مجمع على ضعفه (قلت) أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب وَقَالَ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع ظَاهر الْوَضع فقبح الله من وَضعه فوَاللَّه لقد قف شعري من قِرَاءَته وَفِي حَال كِتَابَته وَالْمُتَّهَم بِهِ عِنْدِي دَاوُد بن المحبر والْعَلَاء بن خَالِد فكلاهما قد كذب وَمَكْحُول لم يدْرك أَبَا الدَّرْدَاء وَلَا وَالله مَا حدث بِهِ مَكْحُول قطّ وَقد رَوَاهُ عبد الْعَزِيز الكتاني بِطُولِهِ فِي كتاب فَضَائِل شهر رَجَب من طَرِيق الْحَارِث بن أبي أُسَامَة عَن دَاوُد بن المحبر انْتهى وَبَين الْحَافِظ ابْن حجر والسيوطي مُخَالفَة فِي وَالِد الْعَلَاء فَقَالَ ابْن حجر: بن خَالِد وَقَالَ السُّيُوطِيّ ابْن كثير فَليُحرر الله تَعَالَى أعلم. (43) [حَدِيثُ] أنس خَطَبنَا رَسُول الله قَبْلَ رَجَبٍ بِجُمُعَةٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الأَصَمُّ تُضَاعَفُ فِيهِ الْحَسَنَاتُ وَتُسْتَجَابُ فِيهِ الدَّعَوَاتُ وَتُفَرَّجُ فِيهِ الْكُرُبَاتُ لَا يُرَدُّ لِلْمُؤْمِنِ فِيهِ دَعْوَةٌ فَمَنِ اكْتَسَبَ فِيهِ خَيْرًا ضُوعِفَ لَهُ فِيهِ أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ فَعَلَيْكُمْ بِقِيَامِ لَيْلِهِ وَصِيَامِ نَهَارِهِ فَمَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ فِيهِ خَمْسِينَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ بِعَدَدِ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ وَبِعَدَدِ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهِ صِيَامَ سَنَةٍ وَمَنْ خَزَنَ فِيهِ لِسَانَهُ لَقَّنَهُ اللَّهُ حُجَّتَهُ عِنْدَ مُسَاءَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَمَنْ تَصَدَّقَ فِيهِ بِصَدَقَةٍ كَانَ بِهَا فِكَاكُ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة

وَنَصَرَهُ عَلَى أَعْدَائِهِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَمَنْ عَادَ فِيهِ مَرِيضًا أَمَرَ اللَّهُ لَهُ كِرَامَ مَلائِكَتِهِ بِزِيَارَتِهِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ وَمَنْ صَلَّى فِيهِ على جَنَازَة فَكَأَنَّمَا أحيى موؤدة وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا طَعَامًا أَجْلَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَائِدَةٍ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدٌ وَمَنْ سَقَى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ وَمَنْ كَسَا مُؤْمِنًا كَسَاهُ اللَّهُ أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ أَكْرَمَ يَتِيمًا وَرَفَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ مَسَّتْهَا يَدُهُ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ مَرَّةً وَاحِدَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ سَبَّحَ اللَّهَ تَسْبِيحَةً أَوْ هَلَّلَهُ تَهْلِيلَةً كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ {الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} وَمَنْ خَتَمَ فِيهِ الْقُرْآنَ مَرَّةً أُلْبِسَ هُوَ وَوَالِدُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَاجًا مُكَلَّلا بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَأَمِنَ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ (كرّ) من طَرِيق مَالك بن دِينَار وَأَبَان وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر بِمرَّة لم أكتبه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الكتاني فِي كتاب فضل رَجَب وَهُوَ مَوْضُوع وَإِسْنَاده مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم. (44) [حَدِيثُ] مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَقَامَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِيهِ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ وَهُوَ يُهَلِّلُ وَيُكَبِّرُ. الحَدِيث (مي) من حَدِيث جَابر من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ. (45) [حَدِيث] من أحيى لَيْلَةً مِنْ رَجَبٍ وَصَامَ يَوْمًا مِنْهُ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَكَسَاهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ (مي) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ من طَرِيق الْحصين بن مُخَارق. (46) [حَدِيثٌ] رَجَبٌ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ وَأَيَّامُهُ مَكْتُوبَةٌ عَلَى أَبْوَابِ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَإِذَا صَامَ الرَّجُلُ مِنْهُ يَوْمًا وَجَوَّدَ صَوْمَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ نَطَقَ الْبَابُ وَنَطَقَ الْيَوْمُ فَقَالا يَا رَبِّ اغْفِرْ لَهُ وَإِذَا لَمْ يُتِمَّ صَوْمَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ لَمْ يَسْتَغْفِرَا لَهُ وَقَالا خَدَعَتْكَ نَفْسُكَ (شا مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه إِسْمَاعِيل التَّيْمِيّ (قلت) وَعَزاهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَبْيِين الْعجب إِلَى كتاب فضل الصّيام لِلْحَافِظِ أبي سعيد النقاش وَأعله بِإِسْمَاعِيل الْمَذْكُور وَالله تَعَالَى أعلم. (47) [حَدِيثٌ] رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الأَصَمُّ الْمُنْبَتِرُ الَّذِي أَفْرَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِنَفْسِهِ فَمَنْ صَامَ يَوْمًا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الأَكْبَرَ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ أمتِي ترمض فِيهِ

ذُنُوبُهُمْ فَإِذَا صَامَ عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَلَمْ يَكْذِبْ وَلَمْ يَغْتَبْ وَفِطْرُهُ طَيِّبٌ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ سِلْخِهَا (حا) فِي تَارِيخه من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَفِيه أَبُو هَارُون الْعَبْدي مَتْرُوك وَعنهُ عِصَام بن طليق لَيْسَ بِشَيْء (قلت) لَعَلَّ الآفة أَبُو هَارُون فَإِنَّهُم كذبوه حَتَّى قَالَ بَعضهم هُوَ أكذب من فِرْعَوْن وَالله تَعَالَى أعلم. (48) [حَدِيثٌ] صُومُوا يَوْمَ النَّيْرُوزِ خِلافًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَلَكُمْ عِنْدِي صِيَامُ سَنَتَيْنِ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الْوَهَّاب بن إِبْرَاهِيم الْحَرَّانِي وَجَمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (49) [حَدِيثٌ] صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَصَوْمِ سِتِّينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم. (50) [حَدِيثٌ] فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَفِي تسع مِنْ ذِي الْحِجَّةِ أُنْزِلَ تَوْبَةُ دَاوُدَ فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ سِتِّينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مُحَمَّد بن سهل بن الْحُسَيْن الْعَطَّار وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود صَدره بِلَفْظ ولد إِبْرَاهِيم الْخَلِيل فِي أول يَوْم من ذِي الْحجَّة فصوم ذَلِك الْيَوْم كَصَوْم سبعين سنة (قلت) لم يبين عِلّة هَذَا وَفِي سَنَده من لم أَقف لَهُم على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم. (51) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ أَعْطَاهُ اللَّهِ مِثْلَ ثَوَابِ أَيُّوبَ عَلَى بَلائِهِ وَإِنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَ ثَوَابِ عِيسَى بن مَرْيَمَ وَإِنْ لَمْ يَأْكُلْ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يُصَلِّيَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ مَنْ صَلَّى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى ثَلاثِينَ يَوْمًا مَاتَ شَهِيدًا (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو. (52) [حَدِيثٌ] مَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (نع) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه حبيب بن أبي حبيب. (53) [حَدِيثٌ] يُسَبِّحُ لِلصَّائِمِ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْهُ وَيُوضَعُ لِلصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ مَائِدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ عَلَى مِقْدَارِ دَائِرَةِ الدُّنْيَا عَلَيْهَا من أَنْوَاع

أَطْعِمَةِ الْجَنَّةِ وَأَشْرِبَتِهَا وَثِمَارِهَا فَهُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَنْعَمُونَ وَالنَّاسُ فِي شِدَّةِ الْحِسَابِ (مي) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء من طَرِيق أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم. (54) [حَدِيثٌ] ثَلاثَةٌ لَا يُسْأَلُونَ عَنْ نَعِيمِ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ الْمُضْطَرُّ وَالْمُتَسَحِّرُ وَصَاحِبُ الضَّيْفِ وَثَلاثَةٌ لَا يُلامُونَ عَلَى سُوءِ الْخُلُقِ الْمَرِيضُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالإِمَامُ الْعَادِلُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق مجاشع بن عَمْرو. (55) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا فَلَوْ أُعْطِيَ مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا مَا وُفَّى بِأَجْرِهِ دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش مولى أنس وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي.

كتاب الحج

كتاب الْحَج الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَا ييسر لعَبْدِهِ الْحَج إِلَّا بالرضى فَإِذَا رَضِيَ عَنْهُ أَطْلَقَ لَهُ الْحَجَّ (عد) من حَدِيث الْمِقْدَاد بن الْأسود وَلَا يَصح فِيهِ سعيد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات (قلت) سعيد بن عبد الرَّحْمَن هُوَ الجُمَحِي قَاضِي بَغْدَاد من رجال مُسلم وَكَلَام ابْن حبَان فِيهِ رده ابْن عدي وَقَالَ لَهُ غرائب حسان وَالله تَعَالَى أعلم. (2) [حَدِيثٌ] مَنْ تَزَوَّجَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ فَقَدْ بَدَأَ بِالْمَعْصِيَةِ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُوَيْد الرَّمْلِيّ وَأحمد بن جُمْهُور. (3) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاءِ (رَوَاهُ يُوسُف بن عَطِيَّة) وَلَيْسَ بِشَيْء قلت هُوَ الصفار وَهُوَ مُتَّهم. الْفَصْل الثَّانِي (4) [حَدِيثٌ] مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا (ت) من حَدِيث عَليّ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من مَاتَ وَلم يحجّ حجَّة الْإِسْلَام فِي غير وجع حَابِس أَو حَاجَة ظَاهِرَة أَو سُلْطَان جَائِر فليمت أَي الْميتَتَيْنِ إِمَّا يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا (أَبُو يعلى وَابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة بِنَحْوِهِ وَلَا يَصح فِي سَنَد الأول الْحَارِث الْأَعْوَر وَفِيه هِلَال بن عبد الله مولى ربيعَة بن عَمْرو ومجهول، وَفِي الثَّانِي أَبُو المهزم وَعبد الرَّحْمَن بن قطامي، وَفِي الثَّالِث عمار بن مطر، وَفِي الرَّابِع الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن وَلَيْث بن أبي سليم مَتْرُوكَانِ وَإِنَّمَا يرْوى هَذَا من قَول عمر (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان من طَرِيق هِلَال ثمَّ قَالَ قد جَاءَ بِإِسْنَاد آخر أصلح من هَذَا وَله شَوَاهِد من حَدِيث أبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة، وَقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي أُمَامَة، وَقَالَ إِسْنَاده وَإِن كَانَ غير قوي، فَلهُ شَاهد من قَول عمر أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن عمر، قَالَ لقد هَمَمْت أَن أبْعث رجَالًا إِلَى هَذِه

الْأَمْصَار فلينظروا كل من كَانَ لَهُ جدة وَلم يحجّ فيضربو عَلَيْهِ الْجِزْيَة مَا هم بمسلمين، وَقَالَ القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة فِي مَنَاسِكه لَا الْتِفَات إِلَى قَول ابْن الْجَوْزِيّ إِن حَدِيث عَليّ مَوْضُوع وَكَيف يصفه بِالْوَضْعِ وَقد أخرجه التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه، وَقَالَ إِن كل حَدِيث فِي كِتَابه مَعْمُول بِهِ إِلَّا حديثين وَلَيْسَ هَذَا أَحدهمَا، قَالَ والْحَدِيث مؤول على من يسْتَحل تَركه وَلَا يعْتَقد وُجُوبه وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ هَذَا الحَدِيث لَهُ طرق فَأخْرجهُ سعيد بن مَنْصُور وَأحمد فِي كتاب الْإِيمَان وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ من طرق عَن شريك عَن لَيْث بن أبي سليم عَن ابْن سابط عَن أبي أُمَامَة وَلَيْث ضَعِيف وَشريك سيء الْحِفْظ وَقد خَالفه سُفْيَان الثَّوْريّ فَأرْسلهُ، أخرجه أَحْمد فِي الْإِيمَان وَابْن أبي شيبَة من طَرِيقه عَن ابْن سابط مُرْسلا وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ طَرِيق أبي أُمَامَة على مَا فِيهَا أصلح طرقه وَله طَرِيق أُخْرَى صَحِيحَة مَوْقُوفَة أخرجهَا الْبَيْهَقِيّ عَن عمر قَالَ ليمت يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا ثَلَاث مَرَّات رجل مَاتَ وَلم يحجّ، وجد لذَلِك سَعَة وخليت سَبيله، قَالَ ابْن حجر فَإِذا انْضَمَّ هَذَا الْمَوْقُوف إِلَى مُرْسل ابْن سابط علم أَن لهَذَا الحَدِيث أصلا ومحمله على من اسْتحلَّ التّرْك وَتبين لذَلِك خطأ من ادّعى أَنه مَوْضُوع (قلت) وَعَن بَعضهم أَنه على سَبِيل التَّغْلِيظ والتنفير والتحريض على الْمُبَادرَة إِلَى قَضَاء الْفَرْض وَعَن بَعضهم أَنه على سَبِيل التَّمْثِيل لِأَن الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ لَا يحجّ فَمن مَاتَ وَلم يحجّ كَانَ كاليهودي وَالنَّصْرَانِيّ، وَالله أعلم، (قَالَ) السُّيُوطِيّ وَمن شواهده مَا أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن ابْن عمر، قَالَ من كَانَ يجد وَهُوَ مُوسر صَحِيح وَلم يحجّ كَانَ سيماه بَين عَيْنَيْهِ كَافِر، ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ، وَأخرج سعيد بن مَنْصُور من وَجه آخر عَن ابْن عمر قَالَ من وجد إِلَى الْحَج سَبِيلا سنة ثمَّ سنة ثمَّ مَاتَ وَلم يحجّ لم يصل عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَا يدرى مَاتَ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا (قلت) وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر أَيْضا فِيمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ على حَاشِيَة الموضوعات لِابْنِ درباس بِأَن ابْن الْجَوْزِيّ نَفسه قد أخرج هَذِه الْأَحَادِيث بالتحقيق محتجا بهَا فَإِن كَانَت مَوْضُوعَة فَكيف جَازَ لَهُ الِاحْتِجَاج بهَا وَالله تَعَالَى أعلم. (5) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ دَعَا اللَّهُ لَيْلَةَ عَرَفَةَ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ وَهِيَ عَشْرُ كَلِمَاتٍ أَلْفَ مَرَّةٍ إِلا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِلا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَمًا، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْر سَبيله، سُبْحَانَ

الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رَوْحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لَا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْهُ إِلا إِلَيْهِ، (عق) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح فِيهِ عزْرَة بن قيس اليحمدي ضَعِيف وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ، (تعقب) بِأَن هَذَا لَا يَقْتَضِي الْوَضع، والْحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات من طرق عَن عزْرَة (قلت) وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي فَضَائِل الْأَوْقَات أَيْضا، وَقَالَ إِن بعض رُوَاته زَاد فِيهِ أَن يكون على وضوء فَإِذا فرغت من آخِره صليت على النَّبِي، واستأنف حَاجَتك وَالله تَعَالَى أعلم. (6) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ خَطَبَنَا رَسُولُ الله عَشِيَّةَ عَرَفَةَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي مَقَامِكُمْ هَذَا فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ إِلا التَّبِعَاتِ فِيمَا بَيْنَكُمْ أَفِيضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةُ النَّحْرِ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي مقامكم هَذَا، فَقيل مِنْ مُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَالتَّبِعَاتُ فِيمَا بَيْنَكُمْ ضَمِنَ عِوَضَهَا مِنْ عِنْدِهِ أَفِيضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَضْتَ بِنَا بِالأَمْسِ كَئِيبًا حَزِينًا وَأَفَضْتَ بِنَا الْيَوْمَ فَرِحًا مَسْرُورًا فَقَالَ سَأَلْتُ رَبِّي بِالأَمْسِ شَيْئًا لَمْ يَجُدْ لِي بِهِ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِالتَّبِعَاتِ (نع) وَفِيه عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد لَا يحْتَج بِهِ وَعنهُ عبد الرَّحِيم بن هَارُون وتابع عبد الرَّحِيم بشار بن بكير الْحَنَفِيّ مَجْهُول (حب) وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة (عبد الرَّزَّاق) فِي المُصَنّف وَمن طَرِيقه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عبَادَة ابْن الصَّامِت وَفِيه من لم يسم وخلاس بن عَمْرو لَيْسَ بِشَيْء (عبد الله بن أَحْمد) فِي زيادات الْمسند (عد) من حَدِيث عَبَّاس بن مرداس بِمَعْنَاهُ وَفِيه كنَانَة بن عَبَّاس مُنكر الحَدِيث جدا (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مُخْتَصرا وَفِيه أَبُو عبد الْغَنِيّ الْحسن بن عَليّ الأردني (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد وَفِي تأليفه الْمُفْرد فِي ذَلِك سَمَّاهُ قُوَّة الْحجَّاج فِي عُمُوم الْمَغْفِرَة للحجاج وَمُلَخَّص مَا فِي الْكِتَابَيْنِ أَن حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق عبد الْعَزِيز أخرجه ابْن جرير فِي تَفْسِيره وَالْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَعبد الْعَزِيز وَثَّقَهُ يحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن معِين وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالْعجلِي وَالدَّارَقُطْنِيّ

وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَحْمد كَانَ صَالحا وَلَيْسَ هُوَ فِي الثبت مثل غَيره وَتكلم فِيهِ جمَاعَة من أجل الأرجاء قَالَ الْقطَّان لَا يتْرك حَدِيثه لرأي أَخطَأ فِيهِ وَمن كَانَ هَذَا حَاله لَا يُوصف حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَأما بشار فَلم أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما وَقد توبع وَأما عبد الرَّحِيم وَيحيى بن عَنْبَسَة فجرحهما ثَابت لَكِن الِاعْتِمَاد على غَيرهمَا وَكَأن حَدِيثهمَا لم يكن وَحَدِيث الْعَبَّاس بن مرداس أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سُنَنهمَا وَصَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة وَأخرج أَبُو دَاوُد طرفا مِنْهُ وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْده صَالح وكنانة اخْتلف فِيهِ قَول ابْن حبَان فَذكره فِي الضُّعَفَاء وَفِي الثِّقَات وَقَالَ ابْن مَنْدَه فِي تَارِيخه يُقَال إِن لَهُ رؤبة وَولده عبد الله بن كنَانَة فِيهِ كَلَام لِابْنِ حبَان أَيْضا وكل ذَلِك لَا يَقْتَضِي الْوَضع وغايته أَن يكون ضَعِيفا ويعتضد بِكَثْرَة طرقه وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد إِخْرَاجه هَذَا لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة قد ذَكرنَاهَا فِي كتاب الْبَعْث فَإِن صَحَّ بشواهده فَفِيهِ الْحجَّة وَإِن لم يَصح فقد قَالَ الله تَعَالَى {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِك لمن يَشَاء وظلم بَعضهم بَعْضًا دون الشّرك} انْتهى. وَأَن حَدِيث عبَادَة رِجَاله ثِقَات وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا الرجل الْمُبْهم وَلَا يُوصف الحَدِيث بِالْوَضْعِ بِمُجَرَّد أَن رَاوِيه لم يسم وخلاس بن عَمْرو روى لَهُ الشَّيْخَانِ وَقَالَ فِيهِ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة وَقد ورد الحَدِيث أَيْضا من رِوَايَة أنس بن مَالك أخرجه ابْن منيع وَأَبُو يعلى فِي مسنديهما بِسَنَد ضَعِيف وَذكره الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب من رِوَايَة عبد الله بن الْمُبَارك عَن الثَّوْريّ عَن الزبير بن عدي عَن أنس فَإِن ثَبت سَنَده إِلَى ابْن الْمُبَارك فَهُوَ على شَرط الصَّحِيح وَمن رِوَايَة زيد جد عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن زيد أخرجه ابْن مَنْدَه فِي الْمعرفَة وَفِي رُوَاته من لَا يعرف حَاله إِلَّا أَن كَثْرَة الطّرق إِذا اخْتلفت المخارج تزيد الْمَتْن قُوَّة والمقبول عِنْد أهل الحَدِيث مَا اتَّصل سَنَده وَعدلت رِجَاله أَو اعتضد بعض طرقه حَتَّى تحصل لَهُ الْقُوَّة بالصورة الْمَجْمُوعَة وَلَو كَانَ كل طَرِيق مِنْهَا لَو انْفَرَدت غير قَوِيَّة وَبِهَذَا يظْهر عذر أهل الحَدِيث فِي تكثيرهم طرق الحَدِيث الْوَاحِد ليعتمد عَلَيْهِ، إِذْ الْإِعْرَاض عَن ذَلِك يسْتَلْزم ترك الْفَقِيه الْعَمَل بِكَثِير من الْأَحَادِيث اعْتِمَادًا على ضعف الطَّرِيق الَّتِي اتَّصَلت إِلَيْهِ انْتهى. (7) [حَدِيثٌ] لَيْسَ فِي الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ صَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ إِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ فَيَسْتَقْبِلُ الْبَيْتَ الْحَرَامَ بِوَجْهِهِ ويبسط

يَدَيْهِ كَهَيْئَةِ الدَّاعِي ثُمَّ يُلَبِّي ثَلاثًا وَيُكَبِّرُ ثَلاثًا وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهُ الْخَيْرُ يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَقُولُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ أَشْهَدُ أَنَّ اللَهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُل شَيْئا عِلْمًا يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعِ الْعَلِيمُ يَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَيَبْدَأُ فِي كل مرّة بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَفِي آخِرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ يَقُولُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ آمِينَ ثُمَّ يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَقُولُ بِسْمِ اله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِي يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ عَلَى النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَيَجْتَهِدُ فِي الدُّعَاءِ لِوَالِدَيْهِ وَلِقَرَابَتِهِ وَلإِخْوَانِهِ فِي اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَادَ فِي مَقَالِهِ هَذَا يَقُولُهُ ثَلاثًا لَا يَكُونُ لَهُ فِي الْمَوْقِفِ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ حَتَّى يُمْسِيَ غَيْرَ هَذَا فَإِذَا أَمْسَى بَاهَى اللَّهُ بِهِ الْمَلائِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي اسْتَقْبَلَ بَيْتِي وَكَبَّرَنِي وَلَبَّانِي وَسَبَّحَنِي وَحَمِدَنِي وَهَلَّلَنِي وَقَرَأَ بِأَحَبِّ السُّوَرِ إِلَيَّ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ قَبِلْتُ عَمَلَهُ وَأَوْجَبْتُ لَهُ أَجْرَهُ وَغَفَرْتُ لَهُ ذَنْبَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِيمَنْ يُشَفَّعُ وَلَوْ شُفِّعَ فِي أَهْلِ الْمَوْقِفِ شَفَّعْتُهُ فِيهِمْ (أَبُو يُوسُف الْجَصَّاص) فِي فَوَائده من حَدِيث عَليّ وَابْن مَسْعُود وَفِيه عبد الرَّحِيم بن زيد الْعمي (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث جَابر مَرْفُوعا مَا من مُسلم يقف عَشِيَّة عَرَفَة بالموقف فيستقبل الْقبْلَة بِوَجْهِهِ ثمَّ يَقُول لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قدير مائَة مرّة ثمَّ يقْرَأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مِائَةَ مَرَّةً ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد وعلينا مَعَهم مائَة مرّة إِلَّا قَالَ الله يَا ملائكتي مَا جَزَاء عَبدِي هَذَا سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وَأثْنى عَليّ وَصلى على نبيي اشْهَدُوا أَنِّي قد غفرت لَهُ وشفعته فِي نَفسه وَلَو سَأَلَني عَبدِي هَذَا لشفعته فِي أهل الْموقف كلهم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ متن غَرِيب وَلَيْسَ فِي إِسْنَاده من ينْسب إِلَى الْوَضع وَأوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وَقَالَ رُوَاته كلهم موثوقون إِلَّا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الطلحي فَإِنَّهُ مَجْهُول انْتهى. وَقد تَابع الطلحي أَحْمد بن نَاصح الْبَغْدَادِيّ أخرجه الديلمي وَابْن النجار بِزِيَادَة (قلت) والْحَدِيث المتعقب قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي أَحْكَامه أخرجه أَبُو مَنْصُور فِي جَامع الدُّعَاء الصَّحِيح وَالله أعلم.

(8) [حَدِيثٌ] مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ وَلَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ جَفَانِي (حب عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن شبْل وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الزَّرْكَشِيَّ قَالَ فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ: الحَدِيث ضَعِيف وَبَالغ ابْن الْجَوْزِيّ فَذكره فِي الموضوعات (قلت) وَأوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، فِي تَرْجَمَة النُّعْمَان بن شبْل من عِنْد ابْن عدي، وأعقبه بقوله هَذَا مَوْضُوع فأوهم أَنه من كَلَام ابْن عدي، وَقد تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، فَقَالَ لم يقل ابْن عدي هَذَا مَوْضُوع، وَإِنَّمَا هَذَا كَلَام المُصَنّف , وَقد تبع فِي ذَلِك ابْن الْجَوْزِيّ وَقد قَالَ ابْن عدي لم أر فِي حَدِيث النُّعْمَان حَدِيثا غَرِيبا جَاوز الْحَد انْتهى، وَجَاء من حَدِيث أنس بِلَفْظ مَا من أحد من أمتِي لَهُ سَعَة ثمَّ لم يزرني فَلَيْسَ لَهُ عذر، أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخ الْمَدِينَة وَالله أعلم. (9) [حَدِيثٌ] فُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَفُتِحَتِ الْمَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ، (أَبُو يعلى) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه مُحَمَّد بن الْحسن بن زبالة، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا مُنكر إِنَّمَا هَذَا قَول مَالك فرفعه (تعقب) بِأَنَّهُ روى عَن مَالك من طرق مِنْهَا، عَن ذُؤَيْب بن عِمَامَة عَن مَالك، أخرجه الْخَطِيب فِي الروَاة عَن مَالك وذؤيب، قَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق، وَقَالَ ابْن حبَان يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة شَاذان عَنهُ، وَأخرج حَدِيثه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَمِنْهَا عَن إِبْرَاهِيم بن حبيب بن الشَّهِيد عَن مَالك، وَإِبْرَاهِيم بن حبيب من رجال النَّسَائِيّ ووثقوه وَهَذَا أصلح طرق الحَدِيث. (10) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ وَقِيلَ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ (خطّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عَائِذ بن بشير الْمكتب ضَعِيف (عد) من حَدِيث جَابر، وَفِيه إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي (تعقب) بِأَن حَدِيث عَائِشَة أخرجه أَبُو يعلى والعقيلي وَابْن عدي وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، من طرق عَن عَائِذ واقتصروا على تَضْعِيفه إِذْ لم يتهم عَائِذ بكذب، بل نقل الْعقيلِيّ عَن يحيى بن معِين أَنه قَالَ فِيهِ لَيْسَ بِهِ بَأْس (قلت) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من طَرِيق جَعْفَر بن برْقَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة، وَقَالَ لم يروه عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا جَعْفَر تفرد بِهِ حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ وَالله أعلم. وَلِحَدِيث جَابر طَرِيق آخر، أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده إِلَّا أَن فِيهِ دَاوُد بن المحبر، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر من حَدِيث ابْن عمر أخرجه

أَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي تَارِيخ أَصْبَهَان (قلت) فِيهِ عَليّ بن قرين مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم. (11) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ اسْتَوْجَبَ شَفَاعَتِي وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ (شا) من حَدِيث سلمَان وَفِيه أَبُو الصَّباح عبد الغفور الوَاسِطِيّ (عد) من حَدِيث جَابر بِنَحْوِهِ دون ذكر الشَّفَاعَة، وَفِيه مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن وَعبد الله بن المؤمل أَحَادِيثه مَنَاكِير (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجهُمَا فِي الشّعب وَاقْتصر على تَضْعِيف إسنادهما وَقَالَ إِن إِسْنَاد حَدِيث جَابر أحسن من إِسْنَاد حَدِيث سلمَان، قَالَ السُّيُوطِيّ أفرط ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِيرَاد هذَيْن الْحَدِيثين فِي الموضوعات وأستخير الله وَأحكم لمتن الحَدِيث بالْحسنِ لِكَثْرَة شواهده، فقد ورد مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أخرجه الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الجندي فِي فَضَائِل مَكَّة وَمن حَدِيث أنس. أخرجه الجندي وَالْبَيْهَقِيّ، وَمن حَدِيث حَاطِب أخرجه الْبَيْهَقِيّ، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن قيس أخرجه الجندي فَهَذِهِ سبع طرق وَمن شواهده عَن ابْن عمر مَوْقُوفا من قبر بِمَكَّة مُسلما بعث آمنا يَوْم الْقِيَامَة، أخرجه الجندي وَعَن عَطاء من مَاتَ فِي الْحرم بعث آمنا بقول الله {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ، أخرجه ابْن الْمُنْذر فِي تَفْسِيره وَالْحَاكِم يصحح لأدنى رُتْبَة من هَذَا بِكَثِير. (12) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا بَعَثَهُ اللَّهُ بِلا حِسَابٍ عَلَيْهِ وَلا عَذَابٍ (حا) من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ عبد الله بن نَافِع عَن مَالك ضعفه البُخَارِيّ وَابْن معِين وَالنَّسَائِيّ (تعقب) بِأَن الرشيد الْعَطَّار قَالَ عبد الله ابْن نَافِع الَّذِي ضَعَّفُوهُ لَا أعلم لَهُ رِوَايَة عَن مَالك إِنَّمَا يروي عَن أَبِيه نَافِع، وإِنَّمَا الَّذِي روى عَن مَالك عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ، أَو عبد الله بن نَافِع بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير وَلَا أعلم فيهمَا مطعنا وَقد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الضُّعَفَاء جملَة من يَجِيء فِي الحَدِيث: عبد الله بن نَافِع سَبْعَة لم نر طَعنا سوى فِي عبد الله بن نَافِع مولى ابْن عمر (قلت) ، أخرج الحَدِيث أَبُو سعد أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمقري فِي كتاب التَّبْصِرَة والتذكرة وَمن طَرِيقه الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء الْكَبِير وَقَالَ إِسْنَاده حسن، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان سَاق ابْن الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات فَلم ينصف وَالله أعلم. (13) [حَدِيثٌ] يُدْخِلُ اللَّهُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ الْمَيِّتَ وَالْحَاجَّ وَالْمُنَفِّذَ لَهُ (عد) من حَدِيث جَابر، وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن بشر (تعقب) ، بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه وَاقْتصر على تَضْعِيفه وتابع إِسْحَاق عبد الرَّزَّاق. أخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَله شَاهد

الفصل الثالث

من حَدِيث أنس: حجَّة للْمَيت ثَلَاث حجَّة للمحجوج عَنهُ وَحجَّة للْحَاج وَحجَّة للْوَصِيّ أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ. (14) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ (قطّ) من حَدِيث الْبَراء وَلَا يَصح فِيهِ يزِيد بن أبي زِيَاد مَتْرُوك وَتفرد بِهِ عَنهُ صَالح بن عمر (تعقب) بِأَنَّهُ أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد يزِيد وَإِن ضعفه بَعضهم من قبل حفظه فَلَا يلْزم أَن يكون كل مَا يحدث بِهِ مَوْضُوعا، وَيشْهد لَهُ حَدِيث البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى يَقُولُونَ يثرب وَهِي الْمَدِينَة انْتهى، وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن ابْن عُيَيْنَة عَن يزِيد فَبَان أَن صَالحا لم ينْفَرد بِهِ. (15) [حَدِيثُ] أَنَسٍ طُفْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ فَقَالَ: اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ (حب) من طَرِيق أبي عقال، وَعنهُ دَاوُد بن عجلَان (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يَقع فِي اللآلئ المصنوعة وَلَا النكت البديعات وهُوَ فِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي من الموضوعات وعَلى هَامِش النُّسْخَة خطّ الْحَافِظ ابْن حجر: قد رَوَاهُ ابْن مَاجَه عَن ابْن أبي عمر عَن دَاوُد بن عجلَان وَالله أعلم. (16) [حَدِيثٌ] مَثَلُ الَّذِي يَحُجُّ مِنْ أُمَّتِي عَنْ أُمَّتِي كَمَثَلِ أُمِّ مُوسَى كَانَتْ تُرْضِعُهُ وَتَأْخُذُ الْكِرَاءَ مِنْ فِرْعَوْنَ (عد) من حَدِيث معَاذ وَالْخَطَأ فِيهِ من إِسْمَاعِيل بن أبي عَيَّاش (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ هَذَا إِسْنَاد صَالح وَمتْن غَرِيب لَا يَلِيق إِيرَاده فِي الموضوعات وَاللَّهُ أَعَلُم. الْفَصْلُ الثَّالِثُ (17) [حَدِيثٌ] إِذَا أَحْرَمَ أَحَدُكُمْ فَلْيُؤَمِّنْ عَلَى دُعَائِهِ إِذَا قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَلْيَقُلْ آمِينَ وَلا يَلْعَنْ بَهِيمَةً وَلا إِنْسَانًا، فَإِنَّ دُعَاءَهُ مُسْتَجَابٌ وَمَنْ عَمَّ بِدُعَائِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ اسْتُجِيبَ لَهُ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه إِسْمَاعِيل الشَّامي وَغَيره من المتهمين.

(18) [حَدِيثٌ] مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ سَبْعُونَ أَلْفِ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث عبد الله بن عمر وَفِيه من فِي الَّذِي قبله. (19) [حَدِيثٌ] لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنِّي حَاجٌّ فَإِنَّ الْحَاجَّ الْمُحْرِمُ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (20) [حَدِيثٌ] مَا أَتَيْتُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ قَطُّ إِلا وَجَدْتُ جِبْرِيلَ قَائِمًا عِنْدَهُ يَقُولُ يَا مُحَمَّدُ اسْتَلِمْ وَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكِبْرِ وَالْفَاقَةِ وَمَرَاتِبِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ لِمَاذَا قَالَ لأَنَّ بَيْنَهُمَا حَوْضًا يَلِيهِ سَبْعُونُ أَلْفَ مَلَكٍ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ هَذَا قَالُوا آمِينَ (حا) فِي تَارِيخه من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه نهشل. (21) [حَدِيثٌ] لَا يَجْتَمِعُ مَاءُ زَمْزَمَ وَنَارُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ أَبَدًا وَمَا طَافَ عَبْدٌ بِالْبَيْتِ إِلا وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ يَضَعُهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ فَإِنْ صَلَّى عُدِلَتْ صَلاتُهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ ألف حَسَنَة وَخَمْسمِائة أَلْفِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مقَاتل ابْن سُلَيْمَان. (22) [حَدِيثٌ] مَنْ حَجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَام وزار قَبْرِي وغزى غَزْوَةً وَصَلَّى فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ يَسْأَلْهُ اللَّهُ عَمَّا افْتَرَضَ عَلَيْهِ (قلت) فِي الثَّانِي فَوَائده من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه بدر بن عبد الله المصِّيصِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل وآفته بدر. (23) [حَدِيثٌ] إِذَا خَرَجَ الْحَاجُّ مِنْ بَيْتِهِ كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ فَإِنْ مَاتَ قَبْل أَنْ يَقْضِيَ نُسُكَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَإِنْفَاقُهُ الدِّرْهَمَ الْوَاحِدَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ يَعْدِلُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ (مي) من حَدِيث عَائِشَة قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زهر الفردوس هَذَا مَوْضُوع. (24) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لِلْحُجَّاجِ مِنَ الْفَضْلِ عَلَيْهِم لأثوهم حَتَّى يَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ (مي) من حَدِيث أبي سعيد (قلت) لم يبين علته وَهُوَ من طَرِيق عَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَقد مر أَن ابْن الْجَوْزِيّ اتهمه وَقَالَ إِنَّه جَالس الْكَلْبِيّ فَكَانَ يروي عَنهُ ويكنيه بِأبي سعيد تدليسا يُوهم أَنه سَمعه من الْخُدْرِيّ وَإِنَّمَا سَمعه من الْكَلْبِيّ وَالله أعلم.

(25) [حَدِيثٌ] مَنْ قَضَى مَنَاسِكَ الْحَجِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَنْ يَعُودَ فِيمَا يبلغ قبضي عَنْهُ دَيْنُهُ مَا كَانَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه وهب بن وهب. (26) [حَدِيث] من شيع حَاجا أَرْبَعمِائَة خَطْوَةٍ ثُمَّ عَانَقَهُ وَوَدَّعَهُ لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ (مي) من حَدِيث فضَالة بن عبيد وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي. (27) [حَدِيثٌ] لَمَّا نَادَى إِبْرَاهِيمُ بِالْحَجِّ لَبَّى الْخَلْقُ فَمَنْ لَبَّى تَلْبِيَةً وَاحِدَةً حَجَّ حَجَّةً وَاحِدَةً وَمَنْ لَبَّى مَرَّتَيْنِ حَجَّ حَجَّتَيْنِ وَمَنْ زَادَ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت من حَدِيث عَليّ. (28) [حَدِيثٌ] حَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِئْرَ زَمْزَمَ فَوَجَدَ فِيهَا طَشْتًا مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ عَلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا مَكْتُوبٌ سَطْرٌ، السَّطْرُ الأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أُرَخِّصُ الشَّيْءِ مَعَ قِلَّتِهِ وَالسَّطْرُ الثَّانِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أُغَلِّي الشَّيْءَ مَعَ كَثْرَتِهِ وَالسَّطْرُ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أَخْلُقُ الْحَبَّةَ وأسلط عَلَيْهَا الْأكلَة وَلَولَا ذَلِكَ لَخَزَنَتْهُ الْمُلُوكُ وَالْجَبَابِرَةُ وَمَا قَدَرَ فَقِيرٌ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ وَالسَّطْرُ الرَّابِعُ لَا إِلَهَ إِلا أَن الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أُمِيتُ الْعَبْدَ وَالأَمَةَ وَأُسَلِّطُ عَلَيْهِمُ النَّتَنَ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَنَ حَبِيبٌ حَبِيبَهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق دِينَار مولى أنس. (29) [حَدِيثٌ] الصَّخْرَةُ صَخْرَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى نَخْلَةٍ وَالنَّخْلَةُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ وَتَحْتَ النَّخْلَةِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ يُنَظِّمَانِ سُمُوطَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (أَبُو بكر الوَاسِطِيّ) فِي فَضَائِل بَيت الْمُقَدّس من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا كذب ظَاهر وَفِيه مُحَمَّد بن مخلد الرعيني الْحِمصِي يحدث بالأباطيل والإسناد إِلَيْهِ مظلم. (30) [حَدِيثٌ] مَنْ زَارَنِي وَزَارَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ ضَمَنْتُ لَهُ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ (سُئِلَ النَّوَوِيّ) عَنهُ فَقَالَ بَاطِل مَوْضُوع وَكَذَلِكَ ابْن تَيْمِية (وَسُئِلَ النَّوَوِيّ) أَيْضا عَمَّا اشْتهر بَين عوام أهل الشَّام. (31) [من قَوْلهم] من حج فليقدس حجَّته من سنته فَقَالَ لَا أصل لَهُ. (32) [حَدِيثٌ] رَحِمَ اللَّهُ مَنْ زَارَنِي وَزِمَامُ نَاقَتِهِ بِيَدِهِ (سُئِلَ الْحَافِظ ابْن حجر عَنهُ) فَقَالَ لَا أصل لَهُ.

كتاب الجهاد السفر

كتاب الْجِهَاد السّفر الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] ثَلاثٌ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِيهِنَّ مِنَ الْفَضْلِ مَا نَالَهُنَّ أَحَدٌ إِلا بِقُرْعَةٍ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ وَالأَذَانُ وَخِدْمَةُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (قلت) فِي الحكم بِوَضْع هَذَا نظر فَإِن لَهُ شَوَاهِد وَالله أعلم. (2) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ نهى رَسُول الله عَنْ ضَرْبِ الْبَهَائِمِ وَقَالَ إِذَا ضَرَبْتَ فَلا تَأْكُلُوهَا (حب) وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن يزِيد وَهُوَ الخوزي مَتْرُوك (قلت) إِبْرَاهِيم هَذَا روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَضِيَّة كَلَام الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب أَنه لم يتهم بكذب وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثه وَإِن كَانَ ينْسب إِلَى الضعْف وَالله أعلم. (3) [حَدِيثٌ] مَنِ اتَّخَذَ مِغْفَرًا لِيُجَاهِدَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَمَنِ اتَّخَذَ بَيْضَةً بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّخَذَ دِرْعًا كَانَتْ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (خطّ) من مُرْسل الْحسن الْبَصْرِيّ وَقَالَ مُنكر جدا مَعَ إرْسَاله وَالْحمل فِيهِ على من بَين بَشرَان ابْن عبد الْملك وَالْحسن فَإِنَّهُم ملطيون وَقد قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ لَيْسَ فِي الملطيين ثِقَة. (4) [حَدِيثٌ] لَا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى الْغَازِي مَا دَامَتْ حَمَائِلُ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ يحيى بن عَنْبَسَة. (5) [حَدِيثٌ] صَلاةُ الرَّجُلِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ غير المتقلد سَبْعمِائة ضِعْفٍ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِالْمُتَقَلِّدِ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَلائِكَتَهُ وَهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مَا دَامَ مُتَقَلِّدَهُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ ضرار بن عَمْرو مَتْرُوك. (6) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالأَلْوِيَةِ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه خَالِد ابْن كلاب. [حَدِيثٌ] شَكَى نَبِيٌّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى جُبْنَ قَوْمِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مُرْهُمْ فَلْيَسْتَفُّوا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْجُبْنَ وَيَزِيدُ فِي الْفُرُوسِيَّةِ (خطّ) عَن أبي العشراء الدَّارمِيّ عَن أَبِيه

وَفِيه أَبُو الْمفضل مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمطلب الشَّيْبَانِيّ قَالَ السُّيُوطِيّ لَهُ متابع فِي الألقاب للشيرازي ولشيخه وَشَيخ شَيْخه متابعان فِي الإلهيات لزاهر بن طَاهِر الشحامي فَالظَّاهِر أَن الآفة من المضاء بن الْجَارُود، فقد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان، رَأَيْت لَهُ خَبرا مُنْكرا وَسَيَأْتِي فِي الزِّيَادَات، (قلت) لَا يلْزم من كَون الْخَبَر مُنْكرا أَن يكون مَوْضُوعا ومضاء لم يتهم بكذب، بل فِي الْمِيزَان سُئِلَ عَنهُ أَبُو حَاتِم فَقَالَ مَحَله الصدْق، وَيَنْبَغِي النّظر فِي هَؤُلَاءِ المتابعين وَالله تَعَالَى أعلم. (8) [حَدِيثٌ] مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ النَّارَ فَلْيُرَابِطْ عَلَى السَّاحِلِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (حب) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بن همام. (9) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ فَنَظَرَ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حَسَنَةٌ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن سَالم وَهُوَ أَبُو سهل الْكُوفِي تفرد بِهِ. (10) [حَدِيثٌ] مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةٌ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ (قلت) وَنَحْوه حَدِيث من كبر تَكْبِيرَة عِنْد غرُوب الشَّمْس على سَاحل الْبَحْر رَافعا صَوته أعطَاهُ الله من الْأجر بِعَدَد كل قَطْرَة فِي الْبَحْر، ومحا عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عشر دَرَجَات مَا بَين الدرجتين مسيرَة مائَة عَام بالفرس المسرع (طب نع) من حَدِيث قُرَّة بن إِيَاس وَأوردهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ مُنكر جدا، وَفِي سَنَده مُتَّهم قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر كَأَنَّهُ يَعْنِي إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا العبدسي وَالله تَعَالَى أعلم. (11) [حَدِيثٌ] مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَفَّفَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مِنْ وُقُوفِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عِشْرِينَ سَنَةً (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن حَاتِم. (12) [حَدِيثٌ] الأَسِيرُ مَا كَانَ فِي إِسَارِهِ صَلاتُهُ رَكْعَتَانِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَفُكَّ اللَّهُ أَسْرَهُ (رَوَاهُ أبان بن المحبر) عَن إِسْمَاعِيل الْعَبْدي عَن أنس بن مَالك عَن عمر بن الْخطاب قَالَ ابْن حبَان بَاطِل وَأَبَان مُتَّهم كَمَا مر فِي الْمُقدمَة.

الفصل الثاني

الْفَصْل الثَّانِي (13) [حَدِيثٌ] مَوْتُ الْغَرِيبِ شَهَادَةٌ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (عد) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ الْمُسَافِر شَهِيد، وَلَا يصحان فِي الأول إِبْرَاهِيم بن بكر وَعنهُ عبيد الله بن أَيُّوب مَتْرُوكَانِ، وَفِي الثَّانِي عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُغيرَة (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم ابْن بكر تَابعه الْهُذيْل بن الحكم، أخرجه من طَرِيقه ابْن مَاجَه وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب قَالَ أَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى تفرد الْهُذيْل بِهِ وَهُوَ مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ روينَاهُ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن بكر الْكُوفِي وَزعم ابْن عدي أَنه سَرقه من الْهُذيْل انْتهى، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ وَإسْنَاد ابْن مَاجَه ضَعِيف، لِأَن الْهُذيْل مُنكر الحَدِيث وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل الْخلاف فِيهِ على الْهُذيْل هَذَا وَصحح قَول من قَالَ عَن الْهُذيْل عَن عبد الْعَزِيز عَن نَافِع عَن ابْن عمر واغتر عبد الْحق بِهَذَا فَادّعى أَن الدَّارَقُطْنِيّ صَححهُ من حَدِيث ابْن عمر وَتعقبه ابْن الْقطَّان فأجاد انْتهى، وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد فِيهِ عَمْرو بن الْحصين مَتْرُوك (قلت) بل كَذَّاب، وَالله أعلم. وَورد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أخرجه الْعقيلِيّ من طَرِيق أبي رَجَاء الْخُرَاسَانِي وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ، وَمن حَدِيث أنس أخرجه المخلص فِي فَوَائده وَفِيه من لم يسم وَمن حَدِيث عنترة أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق حفيده عبد الْملك بن هَارُون بن عنترة. (14) [حَدِيثٌ] شَرُّ الْحَمِيرِ الأَسْوَدُ الْقَصِيرُ (عق) من حَدِيث ابْن عَمْرو فِيهِ مُبشر ابْن عبيد (تعقب) بِأَن مبشرا روى لَهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث، وَحَدِيثه هَذَا من الواهيات لَا من الموضوعات، وَالله تَعَالَى أعلم. (15) [حَدِيثُ] زَاذَانَ أَنَّهُ رَأَى ثَلاثَةً عَلَى بَغْلٍ فَقَالَ لِيَنْزِلْ أَحَدُكُمْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَعَنَ الثَّالِثَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ مُنْقَطع الْإِسْنَاد وَقد صَحَّ أَن رَسُول الله، دخل الْمَدِينَة رَاكِبًا فَتلقى الصّبيان فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه فَدَخَلُوا الْمَدِينَة ثَلَاثَة على دَابَّة (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر مُتَّصِلا، أخرجه

الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث مهَاجر بن قنفذ (قلت) هُوَ من طَرِيق الْمِقْدَام بن دَاوُد، قَالَ النَّسَائِيّ فِي الكنى لَيْسَ بِثِقَة وَالله أعلم. (16) [حَدِيثُ] أَنَسٍ نَهَى رَسُولُ الله أَنْ تُسَمَّى الطَّرِيقُ السِّكَّةَ (عق) وَفِيه أَحْمد بن دَاوُد ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق (تعقب) بِأَن عبد الرَّزَّاق روى فِي المُصَنّف عَن معمر عَن لَيْث بن أبي سليم أَن عمر بن الْخطاب قَالَ لَا تسمو الطَّرِيق السِّكَّة فَهَذَا شَاهد للْحَدِيث. (17) [حَدِيثٌ] لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ الْخَيْلَ قَالَ لِرِيحِ الْجَنُوبِ إِنِّي خَالِقٌ مِنْكِ خَلْقًا أَجْعَلُهُ عِزًّا لأَوْلِيَائِي وَمَذَلَّةً عَلَى أَعْدَائِي وَجَمَالا لأَهْلِ طَاعَتِي، فَقَالَتِ الرِّيحُ اخْلُقْ فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً فَخَلَقَ فَرَسًا فَقَالَ خَلَقْتُكَ عَرَبِيًّا وَجَعَلْتُ الْخَيْرَ مَعْقُودًا بِنَاصِيَتِكَ وَالْغَنَائِمَ مُخْتَارَةً عَلَى ظَهْرِكَ وَجَعَلْتُكَ تَطِيرُ بِلا جَنَاحٍ، فَأَنْتَ لِلطَّلَبِ، وَأَنْتَ لِلْهَرَبِ وَسَأَجْعَلُ عَلَى ظَهْرِكَ رِجَالا يُسَبِّحُونِّي وَيَحْمَدُونِّي وَيُهَلِّلُونِّي وَيُكَبِّرُونِّي فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلائِكَةُ الصِّفَةَ وَخَلْقَ الْفَرَسِ قَالَتِ الْمَلائِكَةِ يَا رَبِّ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ نُسَبِّحُكَ وَنُهَلِّلُكَ فَمَاذَا لَنَا فَخَلَقَ اللَّهُ لَهَا خَيْلا بُلْقًا أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ يَمُدُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَأَرْسَلَ الْفَرَسَ فِي الأَرْضِ فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ، مَسَحَ الرَّحْمَنُ بِيَدِهِ عَلَى عُرْفِ ظَهْرِهِ، قَالَ أَذِلَّ بصهيلك الْمُشْركين أملأ مِنْهُ آذَانَهُمْ وَأَذِلَّ بِهِ أَعْنَاقَهُمْ وَأَرْعِبْ بِهِ قُلُوبَهُمْ، فَلَمَّا عَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى آدَمَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَا خَلَقَ، قَالَ لَهُ اخْتَرْ مِنْ خَلْقِي مَا شِئْتَ فَاخْتَارَ الْفَرَسَ، فَقِيلَ لَهُ اخْتَرْتَ عِزَّكَ وَعِزَّ وَلَدِكَ خَالِدًا مَا خُلِّدُوا، وَبَاقِيًا مَا بَقُوا، تُلَقِّحُ وَتُنْتِجُ مِنْهُ أَوْلادًا أَبَدَ الآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ بَرَكَتِي عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ (حا) من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْحسن بن زيد ضَعِيف يروي عَن أَبِيه معضلات ومناكير (تعقب) بِأَن الْحسن ابْن زيد وَهُوَ وَالِد السيدة نفيسة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات (قلت) فِي السَّنَد مُحَمَّد بن أَشْرَس وَبِه أعل الذَّهَبِيّ الحَدِيث فِي تلخيصه وَالله أعلم وَله شَاهد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَعَن وهب بن مُنَبّه نَحوه أخرجه أَبُو الشَّيْخ وَابْن أبي حَاتِم. (18) [حَدِيثٌ] مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ صَخْرَةً فِي مِيزَانِهِ أَثْقَلَ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا تَحْتَهُنَّ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا رِضْوَانَهُ الأَكْبَرَ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ الْجَلالِ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ

إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه أَبُو بكر الصيدلاني فِي جزئه وَمن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أخرجه الْخَطِيب (قلت) هما مَعًا من طَرِيق عباد بن كثير وَيزِيد الأول أَن فِيهِ أَيْضا أَبَا الْفَيْض وَهُوَ يُوسُف بن السّفر كَاتب الْأَوْزَاعِيّ كَذَّاب وَالله أعلم. (19) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يحْتَسب} فِي ابْنٍ لِعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ وَأَجَاعُوهُ فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنِ ائْتِ رَسُول الله فَأَعْلِمْهُ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ فَلَمَّا أَخْبَرَ رَسُولَ الله قَالَ لَهُ اكْتُبْ إِلَيْهِ وَمُرْهُ بِالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ صَبَاحِهِ وَمَسَائِهِ {لَقَدْ جَاءَكُم رَسُول الله مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عنتم حَرِيص عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رؤف رَحِيمٌ} فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم} فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ قَرَأَهُ فَأَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقَهُ فَمَرَّ بِوَادِيهِمُ الَّذِي تُرْعَى فِيهِ إِبِلُهُمْ وَغَنَمُهُمْ فَاسْتَاقَهَا فجَاء بهَا إِلَى النَّبِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي اغْتَلْتُهُمْ بَعْدَ مَا أَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقِي فَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٍ قَالَ بَلْ هِيَ حَلالٌ إِذَا نَحْنُ خَمَّسْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قدرا مِنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ أَجَلا قَالَ ابْن عَبَّاس من قَرَأَ هَذِه الْآيَة عِنْد سُلْطَان يخَاف غشمه أَو عِنْد موج يخَاف الْغَرق أَو عِنْد سبع لم يضرّهُ من ذَلِك شَيْء (خطّ) من طَرِيق الضَّحَّاك وَلم يسمع من ابْن عَبَّاس وَعنهُ جُوَيْبِر وَعَن جُوَيْبِر إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد (تعقب) بِأَن إِسْمَاعِيل وجويبر روى لَهما ابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى فَأخْرجهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ فِيهِ ابْعَثْ إِلَى ابْنك فليكثر من لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَأخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث جَابر مُخْتَصرا وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد (قلت) تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَضَعفه وَالله تَعَالَى أعلم. وَأخرج عبد بن حميد عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد وَأبي عُبَيْدَة مُرْسلا نَحوه وَأخرج الْبَيْهَقِيّ مُرْسل أبي عُبَيْدَة وَوَصله من وَجه آخر فَقَالَ عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود. (20) [حَدِيثٌ] مَنْ آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة

الفصل الثالث

(خطّ) من حَدِيث جَابر وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على الْعَبَّاس بن أَحْمد الْمُذكر فَإِنَّهُ غير ثِقَة (قلت) زَاد الْحَافِظ ابْن حجر بعد نَقله كَلَام الْخَطِيب هَذَا فَقَالَ وَلَيْسَ لَهُ راو غير أبي الْقَاسِم بن الثلاج وَهُوَ مُتَّهم بالاختلاق وَالله أعلم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَرُوِيَ عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ أَرْبَعَة أَحَادِيث تَدور عَن رَسُول الله فِي الْأَسْوَاق لَيْسَ لَهَا أصل من بشرني بِخُرُوج آذار بَشرته بِالْجنَّةِ وَمن آذَى ذِمِّيا فَأَنا خَصمه يَوْم الْقِيَامَة وَيَوْم نحركم يَوْم صومكم وللسائل حق وَإِن جَاءَ على فرس (تعقب) بِأَن الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ قَالَ فِي نُكَتِهِ عَلَى ابْنِ الصَّلاحِ لَا يَصح هَذَا الْكَلَام عَن أَحْمد فَإِنَّهُ أخرج مِنْهَا حَدِيثا فِي الْمسند وَهُوَ حَدِيث للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ على فرس وَقد ورد من حَدِيث عَليّ وَابْنه الْحُسَيْن وَابْن عَبَّاس والهرماس بن زِيَاد أما حَدِيث عَليّ فَأخْرجهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه بِإِسْنَاد جيد وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأخْرجهُ ابْن عدي وَأما حَدِيث الهرماس فَأخْرجهُ الطَّبَرَانِيّ وَكَذَلِكَ حَدِيث من آذَى ذِمِّيا هُوَ مَعْرُوف أَيْضا فروى أَبُو دَاوُد من رِوَايَة صَفْوَان بن سليم عَن عدَّة من أَبنَاء أَصْحَاب رَسُول الله عَن آبَائِهِم دنية عَن رَسُول الله قَالَ أَلا من ظلم معاهدا أَو تنقصه أَو كلفه فَوق طاقته أَو أَخذ مِنْهُ شَيْئا بِغَيْر طيب نفس فَأَنا حجيجه يَوْم الْقِيَامَة وَإِسْنَاده جيد وَإِن كَانَ فِيهِ من لم يسم فَإِنَّهُم عدَّة من أَبنَاء الصَّحَابَة يبلغون حد التَّوَاتُر الَّذِي لَا يشْتَرط فِيهِ الْعَدَالَة فقد روينَاهُ فِي سنَن الْبَيْهَقِيّ الْكُبْرَى فَقَالَ فِي رِوَايَته عَن ثَلَاثِينَ من أَبنَاء الصَّحَابَة وَأما الحديثان الْآخرَانِ فَلَا أصل لَهما انْتهى وَجَاء من حَدِيث عبد الله ابْن جَراد بِلَفْظ من ظلم ذِمِّيا مُؤديا لجزيته مقرا بذلته فَأَنا خَصمه يَوْم الْقِيَامَة أخرجه أَبُو نعيم فِي معرفَة الصَّحَابَة (قلت) فِي سَنَده من اتهمَ بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثٌ] شَرُّ الْمَالِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ الْمَمَالِيكُ (نع) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو فَرْوَة يزِيد بن سِنَان الرهاوي مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث وَهَذِه صِيغَة تَوْثِيق. الْفَصْل الثَّالِث (22) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِي حِرْفَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي أَلا وَهُمَا الْجِهَادُ وَالْفَقْرُ (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه ثَلَاثَة كذابون على نسق مُحَمَّد بن تَمِيم

عَن عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي عَن غنيم بن سَالم (مي) من حَدِيثه أَيْضا وَفِيه أبان. (23) [حَدِيثٌ] لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَجَ يُقَاتِلُ فِي عَرْضِ الْجَبَّانَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَهُوَ فِي النَّارِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ مُحَمَّد بن حميد (قلت) مُحَمَّد بن حميد تقدم الْخلاف فِيهِ وَالله أعلم. (24) [حَدِيثٌ] مَنْ مَرِضَ يَوْمًا فِي الْبَحْرِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ يُجَهِّزُهُمْ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (نع) من حَدِيث عَليّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه من لم يسم وَفِيه مُحَمَّد بن الْفضل عَن بَقِيَّة مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم. (25) [حَدِيثٌ] مَا أَذِنَ اللَّهُ لِعَبْدٍ فِي الْجِهَادِ وَلَوْ فُوَاقَ نَاقَةٍ إِلا اسْتَحَى اللَّهُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَلم يعتقهُ مِنَ النَّارِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَرْبَعَة متهمون على نسق إِبْرَاهِيم الطيان عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد عَن أبان. (26) [حَدِيثٌ] مَنْ سَمِعَ صَوْتَ نَاقُوسٍ أَوْ دَخَلَ بَيْعَةً أَوْ كَنِيسَةً أَوْ بَيت نَار أَصْنَامٍ، فَقَال لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا اللَّهَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ عَدَدَ مَنْ لَمْ يَقُلْهَا وَكُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا (طب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه عمر بن صبح. (27) [حَدِيثٌ] لَا تَقْرَبُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِمْ فَإِنَّ السَّخَطَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ، (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمُزنِيّ. (28) [حَدِيثٌ] لَوْ سَافَرَ جَبَلٌ يَوْمَ السَّبْتِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ لَرَدَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَوْضِعِهِ (ابْن قَانِع) فِي مُعْجَمه عَن بشير بن سَلمَة بن مُحَمَّد بن رداد من ولد ابْن أم مَكْتُوم عَن أَبِيه عَن جده رداد، قَالَ الْحَافِظ العلائي فِي الوشي الْمعلم هَذَا الحَدِيث مُنكر أَو مَوْضُوع وَبشير وَأَبوهُ وجده مَجْهُولُونَ (قلت) وَفِي اللِّسَان أَن العلائي قَالَ أوردهُ ابْن قَانِع فِي تَرْجَمَة رداد، ثمَّ تعقبه بِأَنَّهُ لم يره فِي مُعْجم ابْن قَانِع إِلَّا فِي تَرْجَمَة ابْن أم مَكْتُوم وَكَذَا هُوَ فِي مُسْند الفردوس من حَدِيث ابْن أم مَكْتُوم انْتهى وَالله أعلم. (29) [حَدِيثٌ] سَافِرُوا مَعَ ذَوِي الْجُدُودِ وَالْمَيْسَرَةِ (مي) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَفِيه إِبْرَاهِيم الطيان عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد

(30) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لِلْمُسَافِرِ لأَصْبَحُوا عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ إِنَّ اللَّهَ لَيَنْظُرُ إِلَى الْغَرِيبِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ (ابْن عبد الْبر) فِي التَّمْهِيد عَن وَكِيع عَن مَالك عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ لَا أصل لَهُ فِي حَدِيث مَالك وَلَا فِي حَدِيث وَكِيع وَلَيْسَ فِي الروَاة من ينظر فِي أمره غير المنبجي، وَقَالَ فِي الْمِيزَان أَحْمد بن يُوسُف المنبجي لَا يعرف وأتى بِخَبَر كذب هُوَ آفته انْتهى وَله طَرِيق آخر أخرجه الديلمي (قلت) فِيهِ بشير بن زَاذَان مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم. (31) [حَدِيثٌ] مَنْ بَلَّغَ كِتَابَ الْغَازِي إِلَى أَهْلِهِ أَوْ كِتَابَ أَهْلِهِ إِلَيْهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِيهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَكَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ (حا) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن الْحَاكِم، وَقَالَ فِيهِ الْخَلِيل بن عبد الله مَجْهُول. وَمتْن الحَدِيث مُنكر، (قلت) لَا يلْزم من كَون الحَدِيث مُنْكرا أَن يكون مَوْضُوعا، وَالشَّيْخ جلال الدَّين نَفسه هَذَا قد اعْترض على ابْن الْجَوْزِيّ مرَارًا بِأَن الحَدِيث عِنْد الْبَيْهَقِيّ، وَأَن الْبَيْهَقِيّ لم يخرج فِي كتبه حَدِيثا يُعلمهُ مَوْضُوعا فَكيف يدْخل هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات وَالله أعلم. (32) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا تَلْعَنِ الْوُلاةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَدْخَلَ أُمَّةً. جَهَنَّمَ بِوُلاتِهِمْ (يخ) من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه. (33) [حَدِيثٌ] إِذَا وَدَّعَ الْغَازِي أَهْلَهُ فَبَكَى وَبَكَوْا إِلَيْهِ بَكَتْ مَعَهُمُ الْحِيطَانُ وَعِنْدَ بُكَائِهِمْ تَغْشَاهُمُ الرَّحْمَةُ فَيُغْفَرُ لَهُمْ جَمِيعًا (يخ) فِي الثَّوَاب من حَدِيث معَاذ بن جبل، وَفِيه عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن البالسي. (34) [حَدِيثٌ] مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنْ يَوْمِ خَلَقَهَا اللَّهُ وَإِلَى يَوْمِ يُفْنِيهَا، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يَضَعَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبَاهِي مَلائِكَتَهُ بِسَيْفِ الْغَازِي وَرُمْحِهِ وَسِلاحِهِ، وَإِذَا بَاهَى اللَّهُ مَلائِكَتَهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ (قَالَ الذَّهَبِيّ) أخرجه أَبُو عمر بن حيويه فِي جزئه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن البالسي وَهُوَ آفته، (قلت) أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ لَا يَصح واعله بِعَبْد الْعَزِيز الْمَذْكُور وَقَالَ: ترك وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، وَالله أعلم.

(35) [حَدِيثٌ] الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةٌ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَنَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَتَحِلُّ عَلَيْهِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْحُلَّةِ، وَالثَّانِي رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ، وَالثَّالِثُ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يَقُولُ افْرِجُوا لَنَا فَإِنَّنَا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ تَعَالَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَنَحَّى لَهُ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهِ فَلا يَسْأَلُ اللَّهُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ وَلا يَشْفَعُ لأَحَدٍ إِلا يُشَفَّعُ فِيهِ وَيُعْطَى فِي الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ وَلا يَفْضُلُهُ فِي الْجنَّة بنى مُنَزَّلٌ وَلا غَيْرُهُ وَلَهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنَ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ أَلْفِ سَرِيرٍ كُلُّ سَرِيرٍ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ خَمْسمِائَة عَامٍ عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ بَرَزَ ظِلُّهَا مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ عِشْرُونَ مِيلا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ وَهِيَ أَرْبَعُ زَوَايَا وَأَشْفَارُ عَيْنَيْهَا كَجَنَاحِ النَّسْرِ أَوْ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ وَحَاجِبَاهَا كَالْهِلالِ عَلَيْهَا ثِيَابٌ نَبَتَتْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ سُقْيَاهَا مِنْ تَسْنِيمٍ وَزَهْرُهَا يَخْطَفُ الأَبْصَارَ دُونَهَا لَوْ بَرَزَتْ لأَهْلِ الدُّنْيَا لَمْ يَرَهَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلا فُتِنَ بِحُسْنِهَا بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مِائَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ خَدَمٌ سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا، وَبَيْنَ يَدَيْ كُلِّ سَرِيرٍ كَرَاسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ كُلَّ سَرِيرٍ طُولُهُ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَمَا بَينهُنَّ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الصِّدِّيقِينَ وَالْمُؤمنِينَ بِخَمْسِمِائَة عَامٍ يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى إِذَا دَنَا مِنَ السَّرِيرِ تَطَامَنَتْ لَهُمُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْقَاهَا مُتَعَرِّجًا حَيْثُ شَاءَ فَيَتَّكِئُ تُكَاةً مَعَ الْحُورِ الْعِينِ سَبْعِينَ سَنَةً فَتُنَادِيهِ أَبْهَى مِنْهَا وَأَجْمَلُ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَنَا مِنْكَ دُولَةٌ فَيْلَتِفُت إِلَيْهَا، فَيَقُولُ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ أَنَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {ولدينا مزِيد} ، ثُمَّ يُنَادِي بِهِ أَبْهَى مِنْهَا وأجمل مَالك فِينَا حَاجَةٌ، فَيَقُولُ مَا عَلِمْتُ مَكَانك فَتَقول أما علمت أَنا اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {فَلا تَعْلَمُ نفس

مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعين) ، فَيَقُولُ بَلَى وَرَبِّ وَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ عَامًا لَا يَشْغَلُهُ إِلا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ وَاللَّذَّةِ فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ رَكِبَ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ قَرَاقِرَ مِنْ دُرٍّ فِي نَهْرٍ مِنْ نُورٍ مَجَادِيفُهُمْ قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ مَعَهُمْ رِيحٌ تُسَمَّى الزَّهْرَاءَ فِي أَمْوَاجٍ كَالْجِبَالِ إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلأْلأُ تِلْكَ الأَمْوَاجُ فِي أَعْيُنِهِمْ أَهْوَنُ وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ وَأَمَامَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي نَحْرِ أَصْحَابِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا تَقْدَمُ قَرَاقِرُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِمْ أَلْفَ أَلْفِ سَنَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ وَيَمْنَتُهُمْ خَلْفَهُمْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ وَمَيْسَرَتُهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ وَسَاقَتُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا خَلْفَهُمْ فِي تِلْكَ الْقَرَاقِرِ مِنْ دُرٍّ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهْرِ إِذْ دَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الأَمْوَاجُ إِلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ يَدَيْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ يُضْعِفُونَ عَلَى خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حُسْنًا وَبَهَاءً وَجَمَالا وَنُورًا كَمَا يُضْعِفُونَهُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ بِمَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ فَيَهُمُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخِرُّ لِبَعْضِ خُدَّامِهِمْ مِنَ الْمَلائِكَةِ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ إِنَّمَا أَنَا خَادِمٌ لَكَ وَنَحْنُ مِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّةِ الْمَأْوَى وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْخُلْدِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ الْجَلالِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ فِي جَنَّاتِ السَّلامِ كُلُّ قَهْرَمَانٍ عَلَى مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِائَةُ أَلْفَ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ أَلْفِ بَيْتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ وَنُورٍ فِيهَا أَزْوَاجُهُ وَسُرُرُهُ وَخُدَّامُهُ لَوْ أَنَّ أَدْنَاهُمْ نَزَلَ بِهِ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَمِثْلُهُمْ مَعَهُمْ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ لَوِسَعَهُمْ أَدْنَى قَصْرٌ من قصوره بِمَا شاؤا مِنَ الْبُرِّ وَالْخَدَمِ وَالْفَاكِهَةِ وَالثِّمَارِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ كُلُّ قَصْرٌ مُسْتَغْنٍ لأَخِيهِ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ عَلَى قَدْرِ سَعَتَهِمْ جَمِيعًا لَا يَحْتَاجُ إِلَى الْقَصْرِ الآخَرِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَأَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا فَيَأْمُرُ لَهُ بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا لَمْ يَشْتَغِلْ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ الْجَمِيلِ الْكَرِيمِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (الْحَارِث) فِي مُسْنده من حَدِيث أنس وَجَابِر وَعلي وَفِيه دَاوُد بن المحبر وَغَيره من الْمَجْرُوحين قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا حَدِيث مَوْضُوع مَا أَجْهَل من افتراه وأجرأه على الله تَعَالَى. (26) [حَدِيث] كل خطورة لِلْمُرَابِطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعْدِلُ عِبَادَةَ سَنَةٍ مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكَأَنَّمَا قَاتَلَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَنَصَرَ مُوسَى وَهَارُونَ (نع) من حَدِيث عَليّ وَفِيه مُسلم بن عبد الله.

(27) [حَدِيث] من قر بِدِينِهِ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ عَلَى نَفْسِهِ وَدِينِهِ كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا فَإِذَا مَاتَ قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَهِيدًا (مي) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه مجاشع بن عَمْرو. (28) [حَدِيثٌ] مَنْ رَابَطَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ كَعَتَاقَةِ أَلْفِ رَجُلٍ كُلُّ رَجُلٍ عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ (مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عُثْمَان بن مطر. (29) [حَدِيثٌ] مَنْ رَابَطَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كَانَ خَيْرًا لَهُ من عبَادَة سِتّمائَة ألف سنة وسِتمِائَة ألف حجَّة وسِتمِائَة أَلْفِ عُمْرَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان وَعنهُ عباد بن كثير (قلت) وَجَاء من حَدِيث أبي بن كَعْب لرباط يَوْم فِي سَبِيل الله محتسبا من غير شهر رَمَضَان أفضل عِنْد الله وَأعظم أجرا من عبَادَة سنة صيامها وقيامها ورباط يَوْم فِي سَبِيل الله من وَرَاء عَورَة الْمُسلمين محتسبا فِي شهر رَمَضَان أفضل عِنْد الله وَأعظم أجرا أرَاهُ قَالَ من عبَادَة ألفي سنة صيامها وقيامها فَإِن رده الله إِلَى أَهله سالما لم تكْتب عَلَيْهِ سَيِّئَة ألف سنة وتكتب لَهُ الْحَسَنَات ويجرى عَلَيْهِ أجر الرِّبَاط إِلَى يَوْم الْقِيَامَة أخرجه ابْن مَاجَه من طَرِيق عمر بن صبح وَأوردهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي ترغيبه وَقَالَ آثَار الْوَضع ظَاهِرَة عَلَيْهِ وَلَا عجب فراويه عمر بن صبح وَلَوْلَا أَنه فِي الْأُصُول لما ذكرته انْتهى وَالله أعلم.

كتاب المعاملات

كتاب الْمُعَامَلَات الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ يُسَمَّى أَحَدُهُمَا الرَّغْبَةَ وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُغَلِّيَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرَّغْبَةَ فَحَبَسُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُرَخِّصَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرهبة فأخرجوا مَا فِي أَيّدهُم (عق) عَن أنس وَفِيه الْعَبَّاس بن بكار الضَّبِّيّ (قلت) كَذَلِك حكم الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بِأَن الحَدِيث بَاطِل واتهم بِهِ الْعَبَّاس وَفِي اللِّسَان أَن ابْن حبَان ذكر الْعَبَّاس فِي الثِّقَات وَقَالَ يغرب وَحَدِيثه هَذَا عَن عبد الله بن الْمثنى وَهُوَ ضَعِيف عِنْدهم فَبَطل حَدِيثه هَذَا حَتَّى على رَأْي ابْن حبَان فِيهِ وَالله أعلم. (2) [حَدِيثٌ] مَنْ تَمَنَّى الْغَلاءَ عَلَى أُمَّتِي لَيْلَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه (كرّ) من طَرِيق أَحْمد بن عبيد الله الشَّيْبَانِيّ وَهُوَ الجويباري وَعنهُ مَأْمُون بن أَحْمد السّلمِيّ. (3) [حَدِيثٌ] الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمَقْتَ وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ وَالْمُحْتَكِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ وَالنَّائِحَةُ وَمَنْ حَوْلَهَا مِنَ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ عَلَيْهِنَّ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (خطّ) من حَدِيث العبادلة عبد الله بن عمر وَعبد الله بن عَمْرو وَعبد الله ابْن عَبَّاس وَعبد الله بن الزبير وَلَا يَصح فِيهِ عبد الْوَهَّاب بن مُجَاهِد وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَيُّوب الْقَرنِي مَتْرُوك. (4) [حَدِيثٌ] السَّفْتَجَاتُ حَرَامٌ (عد) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَلَا يَصح فِيهِ عمر ابْن مُوسَى الوجيهي وَإِبْرَاهِيم بن نَافِع الْجلاب. (5) [حَدِيثٌ] مَنْ شَارَكَ ذِمِّيًّا فَتَوَاضَعَ لَهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضُرِبَ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَادٍ مِنْ نَارٍ وَقِيلَ لِلْمُسْلِمِ خُضْ هَذَا الْوَادِيَ إِلَى ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى تُحَاسِبَ شَرِيكَكَ (خطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ مُنكر (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي سَنَده يحيى بن حَفْص ابْن أخي هِلَال

وَعنهُ مُحَمَّد بن معمر الشَّامي وهما مَجْهُولَانِ فآفته أَحدهمَا وَقَالَ فِي تَلْخِيص الموضوعات هَذَا حَدِيث بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم. (6) [حَدِيثُ] مَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ حَرَامٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَمَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ شُبْهَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ لَا يُكْتَبُ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الْحَاكِم فِي أَمَالِيهِ من غير طَرِيق البورقي وَقَالَ مُنكر لم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد (قلت) فِيهِ مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد السامري وَمُحَمّد بن الْقَاسِم الذهلي لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم. (7) [حَدِيثٌ] مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ أَنْ تَكُونَ لَهُ فِي غَيْبَتِهِ أَفْضَلَ مِمَّا تَكُونُ فِي مَحْضَرِهِ (قطّ) فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ حَدِيثِ ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل وَمن دون مَالك ضعفاء. (8) [حَدِيثٌ] إِنَّمَا سُمِّيَ الدِّرْهَمَ لأَنَّهُ دَارُ هَمٍّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدِّينَارَ لأَنَّهُ دَارُ نَارٍ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن أبي علاج. (9) [حَدِيثٌ] أَجِيبُوا صَاحِبَ الْوَلِيمَةِ فَإِنَّهُ مَلْهُوفٌ (خطّ) من كتاب أبي الْقَاسِم ابْن الثلاج ثَنَا أَبُو عَليّ الْحسن بن عَلان الْخَرَّاط فَذكره بِسَنَدِهِ من حَدِيث أنس، قَالَ الْخَطِيب بَاطِل وَالْحمل فِيهِ على الْخَرَّاط، إِن صدق ابْن الثلاج فِي رِوَايَته عَنهُ (قلت) هَذَا الحَدِيث أوردته هُنَا تبعا للسيوطي، وَهُوَ فِي الأَصْل فِي كتاب النِّكَاح وَذَاكَ مَحَله وَالله أعلم. (10) [حَدِيثٌ] عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ. وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ (خطّ) من حَدِيث سهل بن سعد من طَرِيق أبي دَاوُد النَّخعِيّ، قَالَ السُّيُوطِيّ، وَأخرجه تَمام فِي فَوَائده من طَرِيق مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي. (11) [حَدِيثُ] أَنَسٍ كُنْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ الله بَعْدَ مَا تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ قُمْ بِنَا نَدْخُلُ السُّوقَ فَنَرْبَحُ وَيُرْبَحُ مِنَّا، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى صِرْنَا إِلَى السُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ فِي أَوَّلِ السُّوقِ بِرَجُلٍ جَزَّارٍ شَيْخٍ كَبِيرٍ قَائِمٌ عَلَى بَيْعِهِ يُعَالِجُ من

الفصل الثاني

مِنْ وَرَاءِ ضَعْفٍ فَوَقَعَتْ لَهُ فِي قلب النَّبِي رِقَّةٌ فَهَمَّ أَنْ يَقْصُدَهُ وَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَيَدْعُوَ لَهُ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ لَا تُسَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ رَسُول الله، لَا يَدْرِي أَيَّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِذْ مَنَعَهُ مِنْهُ، فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ وَلَمْ يَدْخُلِ السُّوقَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لِي قُمْ بِنَا نَدْخُلُ السُّوقَ فَنَنْظُرُ أَيَّ شَيْءٍ حَدَثَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى السُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ بِالْجَزَّارِ قَائِمًا عَلَى بَعِيرِهِ كَمَا رَأَيْنَاهُ بالْأَمْس فهم النَّبِي أَنْ يَقْصِدَهُ وَيَسْأَلَهُ أَيُّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، إِذْ مَنَعَهُ عَنْهُ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقْرِئُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ سَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَالَ لَهُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَمْسِ مَنَعْتَنِي مِنْهُ، وَالْيَوْمَ أَمَرْتَ بِهِ قَالَ نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْجَزَّارَ اللَّيْلَةَ وَعَكَتْهُ الْحُمَّى وَعَكًا شَدِيدًا فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فَاقْصُدْهُ يَا مُحَمَّدُ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَبَشِّرْهُ وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ (عد) من طَرِيق دِينَار بن عبد الله مولى أنس. الْفَصْل الثَّانِي (12) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَن النَّبِي أَتَى عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ التُّجَّارِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ اللَّهَ بَاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلا مَنْ صَدَقَ وَوَصَلَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ (حب) وَفِيه الْحَارِث بن عبيد يَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ، وَجَاء من حَدِيث أنس أَنه دخل سوق الْمَدِينَة فَقَالَ أَلا إِن التَّاجِر فَاجر أَلا إِن التَّاجِر فَاجر (قا) وَفِيه أَبُو سحيم مبارك بن سحيم مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْحَارِث روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والْحَدِيث صَحِيح، رُوِيَ من عدَّة طرق أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وصححاه وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه والضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة من حَدِيث رِفَاعَة ابْن رَافع أَنه خرج مَعَ رَسُول الله إِلَى الْمصلى بِالْمَدِينَةِ فَوجدَ النَّاس يتبايعون فَقَالَ يَا معشر التُّجَّار إِن التُّجَّار يبعثون يَوْم الْقِيَامَة فجارا إِلَّا من اتَّقى الله وبر وَصدق، وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن شبْل سَمِعت رَسُول الله يَقُول التُّجَّار هم الْفجار، قَالُوا يَا رَسُول الله أَلَيْسَ قد أحل الله البيع قَالَ بلَى وَلَكنهُمْ يحلفُونَ فيأثمون، وَأخرج مُسَدّد فِي مُسْنده عَن عَليّ قَالَ التَّاجِر فَاجر إِلَّا من أَخذ بِالْحَقِّ وَأَعْطَاهُ (قلت) وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب

أَتَانَا رَسُول الله إِلَى البقيع وَقَالَ يَا معشر التُّجَّار حَتَّى إِذا اشرأبوا قَالَ التُّجَّار يحشرون يَوْم الْقِيَامَة فجارا إِلَّا من اتَّقى وبر وَصدق، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر اغْترَّ ابْن الْجَوْزِيّ بِكَلَام ابْن حبَان فأورد الحَدِيث فِي الموضوعات وَابْن حبَان لم يقل ذَلِك إِلَّا لمُخَالفَة الْحَارِث بن عبيد فِي إِسْنَاده فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن أبي خثيم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس وَالْمَحْفُوظ عَن أبي خثيم عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد بن رِفَاعَة عَن أَبِيه عَن جده فرواية الْحَارِث شَاذَّة وَهُوَ صَدُوق أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من حَدِيثه الْمُسْتَقيم فَالْحكم على مثل هَذَا الْمَتْن بِالْوَضْعِ يدل على تهور انْتهى، قَالَ الشَّمْس السخاوي وَيدل على أَن كَلَام ابْن حبَان لَيْسَ على إِطْلَاقه إِخْرَاجه للْحَدِيث فِي صَحِيحه، قَالَ وَقَول شَيخنَا يَعْنِي ابْن حجر الْحَارِث بن عبيد سَهْو تبع فِيهِ ابْن الْجَوْزِيّ، وَإِنَّمَا هُوَ الْحَارِث بن عُبَيْدَة وَلَيْسَ هُوَ من رجال الشَّيْخَيْنِ انْتهى نعم فِي اللِّسَان أَن ابْن حبَان ذكره فِي الثِّقَات وَالله تَعَالَى أعلم. (13) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَنِي مَلْحَمَةً وَمَرْحَمَةً وَلَمْ يَبْعَثْنِي تَاجِرًا وَلا زَارِعًا وَإِنَّ شِرَارَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ التُّجَّارُ وَالزَّارِعُونَ إِلا مَنْ شَحَّ عَلَى دِينِهِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ سَلام بن سُلَيْمَان الثَّقَفِيّ مَتْرُوك وَعنهُ مُحَمَّد بن عِيسَى الْمَدِينِيّ ضَعِيف وَفِيه الْأَجْلَح بن عبد الله الْكِنْدِيّ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ عَن ابْن عَبَّاس غير هَذَا أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية ولمحمد بن عِيسَى متابع أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد. (14) [حَدِيثٌ] شِرَارُ النَّاسِ التُّجَّارُ وَالزُّرَّاعُ (قا) من حَدِيث أنس بِسَنَد فِيهِ مَجَاهِيل (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَشَاهده الحَدِيث الَّذِي عِنْد أبي نعيم الْمَذْكُور فِي التعقب قبله إِن صلح رِجَاله للاستشهاد بهم كَمَا هُوَ قَضِيَّة التعقب بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (15) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الأَرْزَاقَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَبَسَطَهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَضَرَبَتْهَا الرِّيَاحُ فَوَقَعَتْ فِي الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ فَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفَيْ مَوْضِعٍ وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفِ مَوْضِعٍ وَمِنْهُ مَا وَقَع رِزْقُهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَيْهِ أَجَلُهُ (حا) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ ضعفاء ومجاهيل (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا لَكِن جزم الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه بِوَضْعِهِ قَالَ وضع على يزِيد بن هَارُون عَن حميد عَن أنس وَالله تَعَالَى أعلم. قَالَ السُّيُوطِيّ وَله طَرِيق آخر عَن حميد

أخرجه الديلمي عَن عَليّ بن عَاصِم عَنهُ (قلت) فِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (16) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ فَذهب أَصْحَاب النَّبِي إِلَى النَّبِي فَقَالُوا غَلا السِّعْرُ فَسَعِّرْ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْمُعْطِي وَهُوَ الْمَانِعُ وَإِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا اسْمُهُ عُمَارَةُ عَلَى فَرَسٍ مِنْ حِجَارَةِ الْيَاقُوتِ طُولُهُ مَدَّ بَصَرِهِ يَدُورُ فِي الآفَاقِ وَيَقِفُ فِي الأَسْوَاقِ فَيُنَادِي أَلا ليغلو كَذَا وَكَذَا أَلا لِيَرْخُصْ كَذَا وَكَذَا (قطّ) وَأخرج (خطّ) من حَدِيث أنس نَحوه (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث أنس أَيْضا مِنْ طَرِيقَيْنِ وَلا يَصِحُّ فِي الأول أَيُّوب بن أبي علاج تفرد بِهِ وَفِي الثَّانِي أَبُو الْحسن الزُّهْرِيّ، وَفِي الثَّالِث ابْن أبي علاج وَحَمَّاد بن عَمْرو النصيبي، وَفِي الرَّابِع السّري بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ فَقَالَ أغرب ابْن الْجَوْزِيّ بذلك فَإِن الحَدِيث صَحِيح ثَابت عَن أنس أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه والدارمي وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَغَيرهم من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت وَغَيره عَن أنس وَإِسْنَاده على شَرط مُسلم وَعند ابْن مَاجَه وَالْبَزَّار نَحوه من حَدِيث أبي سعيد بِإِسْنَاد حسن وَعند أَحْمد وَأبي دَاوُد عَن أبي هُرَيْرَة بِإِسْنَاد حسن وَعند الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير عَن ابْن عَبَّاس وَفِي الْكَبِير عَن أبي جُحَيْفَة انْتهى كَلَام ابْن حجر قَالَ السُّيُوطِيّ وَمرَاده صدر الحَدِيث لَا آخِره. (17) [حَدِيثٌ] اللَّهُمَّ لَا تُطِعْ فِينَا تَاجِرًا وَلا مُسَافِرًا فَإِنَّ تَاجِرَنَا يُحِبُّ الْغَلاءَ، وَمُسَافِرَنَا يَكْرَهُ الْمَطَرَ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه أَبُو عصمَة عَن يحيى بن عبيد الله بن موهب (تعقب) بِأَنَّهُ ورد أَيْضا من حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ إِلَّا أَنه من طَرِيق يعلى بن الْأَشْدَق وَهُوَ مَتْرُوك مُتَّهم وَله شَاهد جيد عَن عمر بن الْخطاب مَوْقُوفا أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه. (18) [حَدِيثٌ] يُحْشَرُ الْحَكَّارُونَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح فِيهِ بَقِيَّة يُدَلس عَن الضُّعَفَاء والمتروكين (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فَقَالَ وَفِيه انْقِطَاع لِأَنَّهُ من رِوَايَة مَكْحُول عَن أبي هُرَيْرَة (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَله شَاهد من حَدِيث معقل بن يسَار مَرْفُوعا من دخل فِي شَيْء من أسعار الْمُسلمين يغلي عَلَيْهِم كَانَ حَقًا على الله أَن يقذفه فِي مُعظم جَهَنَّم رَأسه أَسْفَله أخرجه أَحْمد وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ

(19) [حَدِيثٌ] مَنْ حَبَسَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَطَحَنَهُ وَخَبَزَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يَقْبَلْهُ اللَّهُ مِنْهُ (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ دِينَار بن عبد الله (تعقب) بِأَنَّهُ ورد مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أخرجه ابْن عَسَاكِر وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه الديلمي (قلت) فِي الأول عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن البالسي وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ فَلَا يصلحان شَاهِدين للْحَدِيث وَالله أعلم. (20) [حَدِيثٌ] مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ أصبغ بن زيد وَلَا يحْتَج بِهِ إِذا تفرد (تعقبه) الحافظان الْعِرَاقِيّ وَابْن حجر فَقَالَ الأول فِي كَونه مَوْضُوعا نظر فَإِن أَحْمد وَابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وثقوا أصبغ وَقد أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق أصبغ وَقَالَ الثَّانِي: الْجُمْهُور على تَوْثِيق أصبغ وسمى من ذكره الْعِرَاقِيّ وَزَاد أَبَا دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ ثمَّ قَالَ وَغَيرهم قَالَ وَله شَوَاهِد مِنْهَا فِي التَّرْهِيب من الاحتكار حَدِيث أبي هُرَيْرَة: وَمن احتكر حكرة يُرِيد أَن يغلي على الْمُسلمين فَهُوَ خاطئ وَقد بَرِئت مِنْهُ ذمَّة الله أخرجه الْحَاكِم وَحَدِيث معقل بن يسَار السَّابِق وَحَدِيث عمر من احتكر على الْمُسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَرُوَاته ثِقَات وَحَدِيث معمر بن عبد الله لَا يحتكر إِلَّا خاطئ أخرجه مُسلم، وَمِنْهَا فِي ترهيب من بَات بجوارهم جَائِع حَدِيث أنس مَا آمن بِي من بَات شبعان وجاره جَائِع إِلَى جنبه وَهُوَ يعلم أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن وَحَدِيث لَيْسَ الْمُؤمن الَّذِي يبيت شبعان وجاره جَائِع إِلَى جنبه أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو يعلى من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَالْحَاكِم من حَدِيث عَائِشَة قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد وجدت لأصبغ مُتَابعًا أخرجه الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده. (21) [حَدِيث] لَا هم إِلَّا هم الدَّين وَلَا وجع إِلَّا وجع الْعين (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه سهل بن قرين (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ حَدِيث مُنكر وَله طَرِيقٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَفِيه يحيى بن عبد الله خاقَان وَأخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك وَقَالَ مُنكر وخاقان مَجْهُول وَقَول الشِّيرَازِيّ

خاقَان روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وهم فَإِن خاقَان الَّذِي روى عَنهُ البُخَارِيّ لَيْسَ بخاقان الَّذِي روى عَن مَالك خاقَان شيخ البُخَارِيّ لم يدْرك مَالِكًا كَمَا حَرَّره الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان وَلِلْحَدِيثِ شَاهد عَن عَمْرو بن الْعَاصِ مَوْقُوفا أخرجه ابْن عَسَاكِر. (22) [حَدِيثٌ] الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا كَالَّذِي يَنْكِحُ أُمَّهُ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الله بن زِيَاد وَهُوَ ابْن سمْعَان (حب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ من أكل دِرْهَم رَبًّا فَهُوَ مثل سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية وَمن نبت لَحْمه من السُّحت فَالنَّار أولى بِهِ وَفِيه حَنش الصَّنْعَانِيّ ضَعِيف (عد) من حَدِيث أنس بِلَفْظ إِن الدِّرْهَم يُصِيبهُ الرجل من الرِّبَا أعظم عِنْد الله فِي الْخَطِيئَة من سِتّ وَثَلَاثِينَ زنية وَإِن أربى الرِّبَا عرض الرجل الْمُسلم وَفِيه عبد الله بن كيسَان مَتْرُوك (قطّ) من حَدِيث أنس أَيْضا بِلَفْظ الرِّبَا سَبْعُونَ بَابا أَهْون بَاب الَّذِي يَأْتِي أمه فِي الْإِسْلَام وَهُوَ يعرفهَا وَإِن من أربى الرِّبَا خرق الْمَرْء عرض أَخِيه الْمُسلم وخرق عرض أَخِيه أَن يَقُول فِيهِ مَا يكره من مساويه والبهتان أَن يَقُول فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ تفرد بِهِ طَلْحَة بن زيد وَهُوَ مَتْرُوك (نع) من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ إِن الرِّبَا بضع وَسَبْعُونَ بَابا أصغرها كالواقع على أمه وَالدِّرْهَم الْوَاحِد من الرِّبَا أعظم عِنْد الله من سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية، وَفِي سَنَده سوار بن مُصعب (عق) من حَدِيثهَا أَيْضا وَفِيه عمرَان بن أنس لَا يُتَابع على حَدِيثه (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الله بن حَنْظَلَة غسيل الْمَلَائِكَة وَلَفظه دِرْهَم رَبًّا يَأْكُلهُ الرجل وَهُوَ يعلم أَشد من سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية وَفِيه حُسَيْن بن مُحَمَّد بن بهْرَام الْمروزِي، ضعفه أَبُو حَاتِم، وَتَابعه لَيْث، أخرجه والداقطني وَلَيْث مُضْطَرب الحَدِيث وَرَوَاهُ ابْن حَنْظَلَة عَن كَعْب مَوْقُوفا أخرجه أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ هَذَا أصح من الْمَرْفُوع (تعقب) بِأَن هَذَا مجازفة، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فِي الْكَلَام على حَدِيث عبد الله بن حَنْظَلَة: حُسَيْن أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ وَوَثَّقَهُ النَّاس كَيفَ وَلم ينْفَرد بل تَابعه لَيْث وَهُوَ وَإِن ضعف فَإِنَّمَا ضعف من قبل حفظه فَهُوَ متابع قوي وَقَول الدَّارَقُطْنِيّ إِن الْمَوْقُوف أصح من الْمَرْفُوع لَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون الْمَرْفُوع مَوْضُوعا وَلَا مَانع من أَن يكون الحَدِيث عِنْد عبد الله بن حَنْظَلَة مَرْفُوعا وموقوفا وَحَدِيث ابْن عَبَّاس شَاهد لَهُ قوي وَهُوَ عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالطَّبَرَانِيّ فِي أثْنَاء حَدِيث انْتهى كَلَام ابْن حجر مُلَخصا وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة لم ينْفَرد بِهِ عبد الله بن زِيَاد بل تَابعه النَّضر أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن

الْمُنْذر فِي تَفْسِيره وَتَابعه أَيْضا عفيف بن سَالم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأخرجه أَيْضا من طَرِيق عبد الله بن زِيَاد وَمن وَجه آخر عَن أبي هُرَيْرَة (قلت) وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه بِسَنَد رِجَاله ثِقَات إِلَّا أَبَا معشر فقد ضعفه الْأَكْثَرُونَ وَقَالَ ابْن عدي هُوَ مَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه وَلَفظه الرِّبَا سَبْعُونَ حوبا أيسرها أَن ينْكح الرجل أمه، وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات: عبد الله بن زِيَاد الْمَذْكُور لَيْسَ هُوَ ابْن سمْعَان الَّذِي كذبوه إِنَّمَا هُوَ السحيمي وَلم أر لأحد فِيهِ تَكْذِيبًا وَالله تَعَالَى أعلم وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَقد ورد من حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ (قلت) رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الْحَاكِم وَقَالَ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح والمتن مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَا أعلمهُ إِلَّا وهما وَكَأَنَّهُ دخل لبَعض رُوَاته إِسْنَاد فِي إِسْنَاد وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء أَيْضا من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) فِي سَنَده عمر بن رَاشد وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَضَعفه الْجُمْهُور وَالله أعلم وَمن حَدِيث عبد الله بن سَلام أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَفِيه انْقِطَاع لِأَنَّهُ من رِوَايَة عَطاء الْخُرَاسَانِي عَنهُ وَلم يسمع مِنْهُ. (23) [حَدِيثٌ] ثَلاثٌ فِيهِنَّ الْبَرَكَةُ الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ وَالْمُقَارَضَةُ وَإِخْلاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ لِلْبَيْتِ لَا لِلسُّوقِ (عق) من حَدِيث صُهَيْب من طَرِيقين فِي أَحدهمَا عبد الرَّحِيم بن دَاوُد وَفِي الآخر عمر بن بسطَام (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه من طَرِيق عبد الرَّحِيم وَقَالَ الذَّهَبِيّ إِنَّه حَدِيث واه وَالله تَعَالَى أعلم. (24) [حَدِيثٌ] أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ ابْن معَاذ الْأنْصَارِيّ فصافحه النَّبِي ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا هَذَا الَّذِي اكْتَسَبَتْ يَدَاكَ فَقَالَ يَا رَسُولُ اللَّهِ أَضْرِبُ بِالْمُرِّ وَالْمِسْحَاةِ فَأُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِي فَقَبَّلَ النَّبِيُّ يَدَهُ وَقَالَ هَذِهِ يَدٌ لَا تَسَمُّهَا النَّارُ أَبَدًا (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن تَمِيم الْفرْيَابِيّ ويبطله أَن سعد بن معَاذ لم يكن حَيا فِي وَقت غَزْوَة تَبُوك لِأَنَّهُ مَاتَ بعد غَزْوَة بني قُرَيْظَة بِالسَّهْمِ الَّذِي رمى بِهِ وَكَانَت غَزْوَة قُرَيْظَة سنة خمس من الْهِجْرَة وغزوة تَبُوك سنة تسع (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر ذكر فِي الْإِصَابَة أَن سعد بن معَاذ هَذَا صَحَابِيّ آخر غير ذَلِك الْمَشْهُور وَأَن الْبَغَوِيّ ذكره فِي الصَّحَابَة وَقَالَ رَأَيْته فِي كتاب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَذكر أَن

الفصل الثالث

هَذَا الْإِسْنَاد واه وَأَن لَهُ إِسْنَادًا آخر أخرجه أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي الذيل لكنه مَجْهُول وَلكَون سعد بن معَاذ هَذَا غير الْمَشْهُور أوردهَا الْخَطِيب فِي كتاب الْمُتَّفق والمفترق. (25) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى تَفَضَّلْتُ عَلَى عَبِيدِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ سَلَّطْتُ الدَّابَّةَ عَلَى الْحَبَّةِ وَلَوْلا ذَلِكَ لادَّخَرَهَا الْمُلُوكُ كَمَا يَدَّخِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَأَلْقَيْتُ النَّتَنَ عَلَى الْجَسَدِ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَنَ خَلِيلٌ خَلِيلَهُ أَبَدًا وَسَلَّطْتُ السُّلُوَّ عَلَى الْحُزْنِ وَلَوْلا ذَلِكَ لانْقَطَعَ النَّسْلُ وَقَضَيْتُ الأَجَلَ وَأَطَلْتُ الأَمَلَ وَلَوْلا ذَلِكَ لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ يَتَهَنَّ ذُو مَعِيشَةٍ فِي مَعِيشَتِهِ (خطّ) من حَدِيث الْبَراء وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن يحيى الْأُشْنَانِي وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله الْأُشْنَانِي دلسه الرَّاوِي عَنهُ (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث زيد بن أَرقم أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَله شَاهد عَن عِكْرِمَة مَوْقُوفا أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره. (26) [حَدِيثٌ] الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ (عد) من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ من هَذَا الطَّرِيق عِنْد عبد الله بن أَحْمد فِي زيادات الْمسند وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَلم ينْفَرد بِهِ إِسْحَاق فَأخْرجهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق سُلَيْمَان بن أَرقم عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عُثْمَان وَله شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه الديلمي (قلت) هُوَ من طَرِيق الْأَصْبَغ بن نَبَاته فَلَا يصلح شَاهدا وَالله تَعَالَى أعلم وَمن حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَمن حَدِيث فَاطِمَة بنت رَسُول الله أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف وَأخرجه بِمَعْنَاهُ من حَدِيث عَليّ وشواهده الْمَوْقُوفَة كَثِيرَة. الْفَصْل الثَّالِث (27) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ رَخَّصَ رَسُول الله فِي ثَمَنِ كَلْبِ الصَّيْدِ (عد) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله الْكِنْدِيّ وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْحق هَذَا الحَدِيث بَاطِل (قلت) روى الإِمَام أَحْمد وَمن طَرِيقه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِي نهى عَن ثمن الْكَلْب إِلَّا الْكَلْب الْمعلم وروى الدَّارَقُطْنِيّ وَمن طَرِيقه ابْن الْجَوْزِيّ أَيْضا عَن جَابر أَن النَّبِي نهى عَن ثمن السنور وَالْكَلب

إِلَّا كلب الصَّيْد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الأول الْحسن بن أبي جَعْفَر ضعفه أَحْمد وَغَيره وَقَالَ فِي الثَّانِي قَالَ النَّسَائِيّ مُنكر لَيْسَ بِصَحِيح وَالله تَعَالَى أعلم. (28) [حَدِيثٌ] الْعُرْبُونُ لِمَنْ عَرْبَنَ (قطّ) فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ حَدِيث ابْن عمر وَفِيه بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث بَاطِل. (29) [حَدِيثٌ] إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُم مِنَ السُّوقِ شَيْئًا فَلْيُغَطِّهِ لَعَلَّ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ يَسْتَقْبِلُهُ وَلا يُمْكِنُهُ شِرَاؤُهُ (فت) من حَدِيث جَابر (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس كِلَاهُمَا من طَرِيق إِسْحَاق بن العنبر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا حَدِيث بَاطِل (30) [حَدِيثٌ] وَيْلٌ لِلتَّاجِرِ يَحْلِفُ بِالنَّهَارِ وَيُحَاسِبُ نَفْسَهُ بِاللَّيْلِ وَيْلٌ لِلصَّائِغِ مِنْ غَدٍ وَبَعْد غَدٍ (عق) من حَدِيث أنس من طَرِيق بشر بن الْحُسَيْن. (31) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ الْقَمْحَ مِنْ ضِيَائِهِ وَالشَّعِيرَ مِنْ بَهَائِهِ فَإِذَا اسْتُخُفَّ بِهِمَا وَاسْتُذِلا عَجَّا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ وَقَالا إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا قَدِ اسْتُخُفَّ بِنَا وَاسْتُذْلِلْنَا فَأَعِزَّنَا فَيُعِزُّهُمَا اللَّهُ تَعَالَى فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَا يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلا فِي طَلَبِ الْخُبْزِ عَجَّا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَقَالا اشْتُغِلَ بِنَا عَنْ ذِكْرِكَ فَرُدَّنَا إِلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ فَيَرُدُّهُمَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الرُّخْصِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِي سَنَده جمَاعَة لم أعرفهم وَالله أعلم. (32) [حَدِيثٌ] أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ لَا يَتَّجِرُوا بِالْقَمْحِ فَمَنِ اتَّجَرَ بِالْقَمْحِ فَإِنَّمَا تَعَرَّضَ لأَرْوَاحِ خَلْقِي، فَإِنَّمَا أَرَادَ قَتْلَهُمْ وَمَنْ أَرَادَ قَتْلَهُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَاتِلٌ غَيْرِي (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ. (33) [حَدِيثٌ] مَنِ اشْتَرَى لِعِيَالِهِ شَيْئًا ثُمَّ حَمَلَهُ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ حُطَّ عَنْهُ ذَنْبُ سَبْعِينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث أبي بكر الصّديق وَفِيه الْهَيْثَم بن عدي وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي، وَسُئِلَ عَنهُ الْحَافِظ ابْن حجر فَقَالَ بَاطِل وَالله أعلم. (34) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يَقُمْ بِأَمْرِ مَعِيشَتِهِ لَمْ يَقُمْ بِأَمْرِ دِينِهِ وَالنَّفْسُ لَا تَكُونُ مُتَفَرِّغَةً لِلطَّاعَةِ حَتَّى يَكُونَ مَكْفِيًّا لِلْكِسْرَةِ الَّتِي تقوم وَالنَّفس بِهَا وَإِذَا اسْتَكْمَلَتْ أَمْرَ قُوتِهَا هَدَأَتْ عِنْدَ ذَلِكَ وَسَكَنَتْ وَتَفَرَّغَتْ لِلْعِبَادَةِ فَاغْدُوا وَرَوِّحُوا وَاطْلُبُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا تَنْظُرُوا إِلَيَّ فَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَيُّوب ابْن سُلَيْمَان أَبُو اليسع قَالَ الْأَزْدِيّ غير حجَّة وَقَالَ ابْن الْقطَّان لَا يعرف.

(35) [حَدِيثٌ] مَنْ كَسَبَ مَالا مِنْ حَلالٍ كَانَ مَعَ أَوَّلِ لُقْمَةٍ يَضَعُهَا فِي فِيهِ يُغْفَرُ لَهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش وَمُحَمّد بن نعيم. (36) [حَدِيثٌ] مَنْ جَمَعَ مَالا مِنْ مَأْثَمٍ فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ أَوْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جُمِعَ جَمِيعُهُ فَقُذِفَ بِه فِي نَارِ جَهَنَّمَ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد ابْن عبد الله الْأُشْنَانِي. (37) [حَدِيثٌ] الْحَرَّاثُ صَدِيقُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَصَدِيقُ الْمَلائِكَةِ وَصَدِيقُ الأَنْبِيَاءِ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُ الْحَرَّاثِ أَكْثَرَ مِنْ رَمْلِ عَالِجٍ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا لِدُعَاءِ الطُّيُورِ فَإِنَّهَا إِذَا أَكَلَتْ مِنْ زَرْعِ الْحَرَّاثِ دَعَتْ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَيَسْتَجِيبُ اللَّهُ دُعَاءَهَا (مي) من حَدِيث جَابر (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن عمر بن خَالِد وَآخَرُونَ وَلم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (38) [حَدِيثٌ] نَوْعَانِ أَكْرَمَهُمَا اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ فَجَعَلَهُمَا شَرَفًا لأَهْلِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ، وَزِينَةً لأَهْلِ الآخِرَةِ فِي آخِرَتِهِمْ (مي) من حَدِيث صُهَيْب وَفِيه دفاع بن دَغْفَل ضَعِيف وَعمر بن مُوسَى كَأَنَّهُ عَم الْكُدَيْمِي قَالَ ابْن عدي يسرق الحَدِيث. (39) [حَدِيثٌ] النَّوْمُ أَوَّلُ النَّهَارِ خَرْقٌ، وَالنَّوْمُ فِي سَوط النَّهَارِ خُلُقٌ، وَالنَّوْمُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ يَقْطَعُ الرِّزْقَ (مي) من حَدِيث عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ عِلَّتُهُ وَفِيه الْحسن الْعلوِي عَن جَعْفَر الصَّادِق، وَفِي اللِّسَان الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب ذكره الطوسي فِي شُيُوخ الشِّيعَة، وَقَالَ كَانَ من رجال جَعْفَر فَلَعَلَّهُ هَذَا وَالله أعلم. (40) [حَدِيثٌ] يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ يَوْمٍ أَلا إِنَّ كُلَّ دِينٍ لِلَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَهُ ضَامِنٌ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون. (41) [حَدِيثُ] الْفَاقَةُ لأَصْحَابِي سَعَادَةٌ، وَالْغِنَى لِلْمُؤْمِنِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ سَعَادَةٌ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَكُونُوا (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن يحيى الْكُوفِي وَعنهُ عبد الْوَاحِد بن الْفضل الْعرفِيّ لم أَعْرفهُمَا وَالله أعلم. (43) [حَدِيثٌ] حُسْنُ الْوَجْهِ مَالٌ، وَحُسْنُ الشَّعْرِ مَالٌ، وَحُسْنُ اللِّسَانِ مَالٌ وَالْمَالُ مَالٌ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه يحيى بن عَنْبَسَة.

(44) [حَدِيثٌ] لَا تُشَاوِرُوا الْحَجَّامِينَ وَلا الْحَاكَةَ وَلا تُسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ أَحْمَدُ بن عبد الله بن دَاوُد وَهُوَ ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق. (45) [حَدِيثٌ] مَنْ رَضِيَ رِزْقَ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا فَلهُ الرضى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ كُتِبَ مِنَ الْمُعْتَدِينَ (كرّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه بكر السكْسكِي. (46) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي اسْتَحَى مِنَ الْحَلالِ إِلا ابْتَلَيْتُهُ بِالْحَرَامِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِي سَنَده غير وَاحِد من المعروفين بِالْوَضْعِ. (47) [حَدِيثٌ] الْعَبْدُ فِي أَيِّ سَيْرِهِ سَارَ لَا تَقْوَى مُتَّقٍ بِزَائِدِهِ وَلا فُجُورَ فَاجِرٍ بِنَاقِصِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَبْدِ سِتْرٌ وَالرِّزْقُ طَالِبُهُ (أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي) فِي فَوَائده من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه أَبُو دعامة قَالَ فِي الْمِيزَان لَا يعرف وَالْخَبَر مَوْضُوع. (48) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَوَاضَعَ لِي عِنْدَ حَقِّي إِلا وَأَنَا أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي، وَمَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَكَبَّرَ عَنْ حَقِّي إِلا وَأَنَا أَدْخَلْتُهُ نَارِي. (49) [وَحَدِيثٌ] لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا دَمًا عَبِيطًا لَكَانَ قُوتُ الْمُؤْمِنِ مِنْهَا حَلالا (قَالَ) ابْن تَيْمِية موضوعان.

كتاب النكاح

كتاب النِّكَاح الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يَرْجُوهَا فَلْيَتَزَوَّجِ امْرَأَةٌ مِنْ جُهَيْنَةٍ (حب) من حَدِيث عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ، وَلَا يَصح فِيهِ ظبْيَان بن مُحَمَّد بن ظبْيَان وَقَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث كذب. (2) [حَدِيثٌ] مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي وَإِنَّمَا هَذَا من كَلَام الشّعبِيّ وَرَفعه بَاطِل. (3) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر أَن النَّبِي دَعَا لِقِبَاحِ نِسَاءِ أُمَّتِهِ بِالرِّزْقِ (عق) وَفِيه مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي. (4) [حَدِيثٌ] إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَلْيَسْأَلْ عَنْ شَعْرِهَا كَمَا يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهَا فَإِنَّ الشَّعْرَ أَحَدُ الْجَمَالَيْنِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه الْحسن بن عَليّ الْعَدوي وَابْن علاثة قَالَ السُّيُوطِيّ وَله طَرِيق آخر من حَدِيث عَليّ أخرجه الديلمي وَفِيه إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي. (5) [حَدِيثُ] مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلا يَدْخُلْ عَلَيْهَا حَتَّى يُعْطِيَهَا شَيْئًا وَلَوْ لَمْ يَجِدْ إِلا أَحَدَ نَعْلَيْهِ (عق) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا أصل لَهُ فِيهِ عصمَة بن المتَوَكل يهم وهما كثيرا قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث كذب. (6) [حَدِيث] عَائِشَة أَن النَّبِي تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ فَنَثَرُوا عَلَى رَأْسِهِ تَمْرَ عَجْوَةٍ (خطّ) وَفِيه سعيد بن سَلام. (7) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ اجْتَلَى عَائِشَةَ عِنْدَ أَبَوَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا (عد) وَفِيه الْقَاسِم بن عبد الله بن عمر الْعمريّ تفرد بِهِ. (8) [حَدِيثُ] أَبِي سَعِيدٍ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعَرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّيْهَا حِينَ تَجْلِسُ وأغسل رِجْلَيْهَا وصب

الْمَاءَ مِنْ بَابِ دَارِكَ إِلَى أَقْصَى دَارِكَ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ دَارِكَ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللُّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ، قَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَيِّ شَيْءٍ أَمْنَعُهَا هَذِهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ. قَالَ لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيُمَرَّرُ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ وَلَحَصِيرٌ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنَ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ (حب) وَقَالَ وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين وَفِيه عبد الله بن وهب النسوي وَكَأَنَّهُ اجْتمع مَعَ الجويباري واتفقا على وضع الحَدِيث فَكل حَدِيث رَأَيْته للجويباري إِلَّا ورأيته لعبد الله هَذَا. (9) [حَدِيثٌ] لَا يَصْلُحُ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ إِلا فِي النِّكَاحِ (فت) مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ عَليّ بن عُرْوَة. (10) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَمْ يدع اللَّهَ فِيهَا أَحَدٌ إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ إِلا أَنْ يَكُونَ امْرَأَةً زَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن يحيى وَقَالَ بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وآفته إِسْمَاعِيل. (11) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ ابْنَةٌ فَقَدْ فُدِحَ بِهَا وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ ابْنَتَانِ فَلا حَجَّ عَلَيْهِ وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ ثَلاثٌ فَلا صَدَقَةَ عَلَيْهِ، وَلا قِرَى ضَيْفٍ، وَمَنْ كُنَّ عِنْدَهُ أَرْبَعُ بَنَاتٍ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أَعِينُوهُ أَعِينُوهُ أَقْرِضُوهُ أَقْرِضُوهُ (حا) من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت وَفِيه مُحَمَّد بن كثير. (12) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ أَحَدٍ وُلِدَتْ لَهُ جَارِيَةً فَلَمْ يَتَسَخَّطْ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى إِلا هَبَطَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِجَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فِي سُلَّمٍ مِنْ دُرٍّ، يَدُفُّ مِنْ دَرَجَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ حَتَّى يَأْتِيَهَا فَيَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَجَنَاحَهُ عَلَى جَسَدِهَا ثُمَّ يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَبِسْمِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الَّلِه، رَبِّي وَرَبُّكِ اللَّهُ نِعْمَ الْخَالِقُ اللَّهُ ضَعِيفَةٌ خَرَجَتْ مِنْ ضَعِيفَةٍ الْمُنْفِقُ عَلَيْهَا مُعَانٌ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْيَمَان بن عدي وَعنهُ مَنْصُور بن الْمُوفق وَقَالَ النقاش وَضعه مَنْصُور وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ واليمان أَيْضا يضع قَالَ السُّيُوطِيّ وتابع منصورا خَالِد بن عمر والسلفي أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ وخَالِد يضع.

(13) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الْمَرْأَةِ تَبْكِيرُهَا بِالأُنْثَى أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُور} فَبَدَأَ بِالإِنَاثِ (الخرائطي) فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَفِيه حَكِيم بن حزَام وَعنهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من حَدِيث عَائِشَة من بركَة الْمَرْأَة على زَوجهَا تيسير مهرهَا وَأَن تبكر بالبنات أخرجه أَبُو الشَّيْخ إِلَّا أَنه من طَرِيق عباد بن عبد الصَّمد. (14) [حَدِيثٌ] زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْغَزْلِ (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق مُحَمَّد بن زِيَاد صَاحب مَيْمُون بن مهْرَان. (15) [حَدِيثٌ] تَزَوَّجُوا وَلا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلاقَ يَهْتَزُّ لَهُ الْعَرْشُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ عَمْرو بن جَمِيع. (16) [حَدِيثُ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَخِي حَلَفَ بِالطَّلاقِ أَنْ لَا يُكَلِّمَنِي فَهَلْ تَجِدُ لَهُ مَخْرَجًا قَالَ وَكَيْفَ حَلَفَ قَالَ امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثًا إِنْ كَلَّمَنِي قَالَ كَيْفَ ضَنُّهَا بِزَوْجِهَا قَالَ مَا أَضَنَّهَا بِهِ قَالَ كَيْفَ ضَنُّهُ بِهَا قَالَ مَا أَضَنَّهُ بِهَا قَالَ يَدَعُهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ثَلاثَ حِيَضٍ ثُمَّ تُكَلِّمُ أَخَاكَ فَلْيَخْطُبْهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ فَتَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَتَيْنِ (خطّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ. (17) [حَدِيث] أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يَخْطُبْ غَيْرَهَا حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ، عِبَادَةَ سَنَةٍ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَمَنْ مَشَى فِي تَفْرِيقٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَلْفِ صَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق جَامع بن سوَادَة الحمراوي وَقَالَ مَجْهُول (قلت) قدمنَا فِي الْمُقدمَة عَن الذَّهَبِيّ أَنه قَالَ فِي جَامع هَذَا أَتَى بِخَبَر بَاطِل فِي الْجمع بَين الزَّوْجَيْنِ كَأَنَّهُ آفته وَالله تَعَالَى أعلم قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَكَذَلِكَ الرَّاوِي عَن جَامع: عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْفَقِيه مَا عَرفته. (18) [حَدِيثٌ] مَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ فِي غَضَبِ اللَّهِ، وَلَعَنَهُ اللَّهُ فِي

الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ إِلا أَنْ يَتُوبَ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه الْقَاسِم بن بهْرَام. (19) [حَدِيثٌ] مَا أَفْلَحَ صَاحِبُ عِيَالٍ قَطُّ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَحْمد بن جَعْفَر السَّعْدِيّ وَأحمد بن سَلمَة الْكسَائي وَإِنَّمَا يرْوى هَذَا من قَول سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الديلمي وَقَالَ ابْن عدي مُنكر. (20) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتِ امْرَأَةٌ عَطَّارَةً يُقَالُ لَهَا الْحَولاءُ فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَفْسِي لَكِ الْفِدَاءُ إِنِّي أُزَيِّنُ نَفْسِي لِزَوْجِي كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى كَأَنِّي الْعَرُوسُ أزف إِلَيْهِ فأجئ فَأَدْخُلُ فِي لِحَافِ زَوْجِي فَأَبْتَغِي بِذَلِكَ مَرْضَاتِ رَبِّي فَيُحَوِّلُ وَجْهَهُ عَنِّي فَأَسْتَقْبِلُهُ فَيُعْرِضُ وَلا أَرَاهُ إِلا قَدْ أَبْغَضَنِي، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ لَا تَبْرَحِي حَتَّى يَجِيءَ رَسُول الله فَلَمَّا جَاءَ قَالَ إِنِّي لأَجِد رِيحَ الْحَوْلاءِ فَهَلْ أَتَتْكُمْ وَهَلِ ابْتَعْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا قَالَتْ عَائِشَةُ لَا وَلَكِنْ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا فَقَالَ مَالك يَا حَوْلاءُ فَذَكَرَتْ لَهُ نَحْوَ مَا ذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ فَقَالَ اذْهَبِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ فَاسْمَعِي وَأَطِيعِي لِزَوْجِكِ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا لِي مِنَ الأَجْرِ، فَقَالَ رَسُولُ الله لِلْحَوْلاءِ لَيْسَ مِنَ امْرَأَةٍ تَرْفَعُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا مِنْ مَكَانٍ أَوْ تَضَعُهُ مِنْ مَكَانٍ تُرِيدُ بِذَلِكَ الصَّلاحَ إِلا نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهَا وَمَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ قَطُّ فَعَذَّبَهُ، قَالَتْ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لَيْسَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَحْمِلُ مِنْ زَوْجِهَا إِلا كَانَ لَهَا كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ فَإِذَا أَرْضَعَتْهُ كَانَ لَهَا بِكُلِّ رَضْعَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ فَإِذَا فَطَمَتْهُ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ اسْتَأْنِفِي الْعَمَلَ فَقَدْ كُفِيتِ مَا مَضَى فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِلنِّسَاءِ فَمَا لِلرِّجَالِ فَقَالَ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَأْخُذُ بِيَدِ امْرَأَتِهِ يُرَاوِدُهَا إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ فَإِذَا عَانَقَهَا فَعِشْرُونَ حَسَنَةً فَإِذَا قَبَّلَهَا فَعِشْرُونَ وَمِائَةُ حَسَنَةٍ فَإِذَا جَامَعَهَا ثُمَّ قَامَ إِلَى مُغْتَسَلِهِ لَمْ يَمُرَّ الْمَاءُ عَلَى شَعْرَةٍ مِنْ جَسَدِهِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُبَاهِي بِهِ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي قَامَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الشَّدِيدِ بَرْدُهَا فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ مُؤْمِنًا أَنِّي رَبُّهُ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ (خطّ) إِلَى قَوْله أزف إِلَيْهِ وَقَالَ وَذكر الحَدِيث وَسَاقه بِتَمَامِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه زِيَاد بن مَيْمُون وَعنهُ الصَّباح بن سهل مُنكر الحَدِيث وَقد شهد عَلَيْهِ ابْن

الفصل الثاني

مهْدي أَنه رَجَعَ عَن هَذَا الحَدِيث قَالَ السُّيُوطِيّ وتابع الصَّباح حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان (قلت) فالبلاء من زِيَاد وَقد شهد عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي أَنه رَجَعَ عَن هَذَا الحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَنَّ سَلامَةَ حَاضِنَةَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِي قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُبَشِّرُ الرِّجَالَ بِكُلِّ خَيْرٍ وَلا تُبَشِّرُ النِّسَاءَ قَالَ أَصُوَيْحِبَاتُكِ دَسَسْنَكِ لِهَذَا قَالَتْ أَجَلْ هُنَّ أَمَرْنَنِي قَالَ أما ترْضى إحديكن أَنَّهَا إِذَا كَانَتْ حَامِلا مِنْ زَوْجِهَا وَهُوَ رَاضٍ عَنْهَا أَنَّ لَهَا مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ أَصَابَهَا الطَّلْقُ لَمْ يَعْلَمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ فَإِذَا وَضَعَتْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا جَرْعَةً مِنْ لَبَنِهَا وَلَمْ يَمُصَّ مَصَّةً إِلا كَانَ لَهَا بِكُلِّ جَرْعَةٍ وَبِكُلِّ مَصَّةٍ حَسَنَةٌ فَإِنْ أَسْهَرَهَا لَيْلَةً كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ سَبْعِينَ رَقَبَةً تُعْتِقُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَلامَةُ تَدْرِي لِمَنْ أَعْنِي بِهَذَا؟ الْمُتَعَفِّفَاتُ الصَّالِحَاتُ الْمُطِيعَاتُ لأَزْوَاجِهِنَّ اللاتِي لَا يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ (طب) فِي الْأَوْسَط (الْحسن بن سُفْيَان) فِي مُسْنده وَفِيه عَمْرو بن سعيد الْخَولَانِيّ (قلت) سَلامَة هَذِه لم أر لَهَا ذكرا فِي الصحابيات من الْإِصَابَة وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (22) [حَدِيثٌ] لَوْلا النِّسَاءُ لَعُبِدَ اللَّهُ حَقًّا حَقًّا (عد) من حَدِيث عمر بن الخاب وَفِيه زيد الْعمي وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحِيم (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أنس لَوْلَا الْمَرْأَة لدخل الرجل الْجنَّة أخرجه الثَّقَفِيّ فِي فَوَائده وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن مَتْرُوك (قلت) بل كَذَّاب وَضاع فَلَا يصلح حَدِيثه شَاهدا وَالله أعلم. (23) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ الله فَجَلَسَتْ إِلَيْهِ تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا وَقَامَتْ فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَقْعُدَ مَكَانهَا فَنَهَاهُ النَّبِي أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى يَبْرُدَ مَكَانُهَا (قطّ) فِي الْأَفْرَاد من طَرِيق شُعَيْب بن مُبشر (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان فِي شُعَيْب إِنَّه حسن الحَدِيث. (24) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٍ عِنْدَ رَسُولِ الله

إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ فَقَالَ رَسُول الله يَا أَعْرَابِيُّ الشَّبَقُ وَالْجُوعُ قَالَ هُوَ ذَاكَ قَالَ فَاذْهَبْ فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ قَالَ الأَعْرَابِيُّ فَدَخَلْتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِقُ فِي زَبِيلٍ فَقُلْتُ لَهَا يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ هَلْ لَكِ زَوْجٌ قَالَتْ لَا فَقُلْتُ انْزِلِي فقد زوجنيك رَسُول الله فَنَزَلَتْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا فَقَالَتْ لأَبِيهَا إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانِي وَأَنَا أَخْتَرِقُ فِي الزَّبِيلِ فَسَأَلَنِي هَلْ لَكِ زَوْجٌ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُول الله فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ مَا ذَاتُ الزَّبِيلِ مِنْكَ فَقَالَ ابْنَتِي قَالَ هَلْ لَهَا زَوْجٌ قَالَ لَا قَالَ فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى النَّبِي فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ رَسُول الله هَلْ لَهَا زَوْجٌ قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَأَحْسِنْ جَهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ فَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ الله وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا قَرُبَنَا وَلا قَرُبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ يَا أَعْرَابِيُّ مَا مَنَعَك أَنْ تَكُونَ أَلْمَمْتَ بِأَهْلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ انَصَرْفُت مِنْ عِنْدِكَ وَدَخْلُت الْمَنْزِلَ فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصَنَّعَةٌ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا فَكَانَ يَجِبُ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ قَالَ يَا أَعْرَابِيُّ أَلْمِمْ بِأَهْلِكَ (عبد بن حميد) وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحِيم بن هَارُون الوَاسِطِيّ (تعقب) بِأَنَّهُ من رجال التِّرْمِذِيّ (قلت) وَقَالَ فِي حَدِيثه حسن غَرِيب وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ يعْتَبر حَدِيثه إِذا حدث عَن الثِّقَات من كِتَابه وَالله أعلم. (25) [حَدِيثٌ] رَكْعَتَانِ مِنَ الْمُتَزَوِّجِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنَ الأَعْزَبِ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه مجاشع بن عَمْرو (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر بِلَفْظ رَكْعَتَانِ من المتأهل خير من اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَكْعَة من العزب أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَمن طَرِيقه الضياء فِي المختارة لَكِن تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَطْرَافه فَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر مَا لإخراجه معنى.

(26) [حَدِيثٌ] شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ (عد) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ خَالِد بن إِسْمَاعِيل وَله طَرِيق ثَان فِيهِ يُوسُف بن السّفر وَلَا يَصح (تعقب) بِأَنَّهُ من طَرِيق خَالِد أخرجه أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا حَدِيث مُنكر، وَورد من حَدِيث أبي ذَر بِلَفْظ إِن من سنتنا النِّكَاح شِرَاركُمْ عُزَّابُكُمْ وأراذل مَوْتَاكُم عُزَّابُكُمْ أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده بِسَنَد رِجَاله ثِقَات وَفِيه قصَّة وَمن حَدِيث عَطِيَّة ابْن بسر الْمَازِني أخرجه أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَفِيه مُعَاوِيَة بن يحيى الصَّدَفِي ضَعِيف وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الديلمي. (27) [حَدِيثٌ] مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِعِزَّهَا لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلا ذُلا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِمَالِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلا فَقْرًا؛ وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِحَسَبِهَا لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلا دَنَاءَةً، وَمَنْ تزوج امْرَأَة لم يتزجها إِلا لِيَغُضَّ بَصَرَهُ أَوْ يُحْصِنَ فَرْجَهُ أَوْ يَصِلَ رَحِمَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهَا وَبَارَكَ لَهَا فِيهِ (حب) من حَدِيث أنس من طَرِيق عبد السَّلَام بن عبد القدوس، وَعنهُ عَمْرو بن عُثْمَان مَتْرُوك وَهُوَ ضد مَا فِي الصَّحِيح: تنْكح الْمَرْأَة لمالها ولحسبها ولجاملها (تعقب) بِأَن عبد السَّلَام روى لَهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف وَعَمْرو بن عُثْمَان هُوَ الْحِمصِي كَذَا فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ وَلَيْسَ لَهُ ذكر فِي الْمِيزَان وَلَا اللِّسَان وَلَيْسَ الحَدِيث مُخَالفا لما فِي الصَّحِيح فَإِنَّهُ لَيْسَ المُرَاد بِهِ الْأَمر بذلك بل الْإِخْبَار عَمَّا يَفْعَله النَّاس، وَلِهَذَا قَالَ فِي آخِره فاظفر بِذَات الدَّين تربت يداك وَله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو أخرجه عبد بن حميد من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الأفريقي (قلت) هُوَ فِي ابْن مَاجَه فعزوه إِلَيْهِ أولى إِذْ هُوَ من الْأُصُول السِّتَّة وَعَمْرو بن عُثْمَان الْحِمصِي من رجال أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يجرح فَكيف يكون لَهُ ذكر فِي الْمِيزَان أَو اللِّسَان والموصوف بِأَنَّهُ مَتْرُوك هُوَ عَمْرو بن عُثْمَان الْكلابِي قَالَ فِيهِ النَّسَائِيّ والأزدي ذَلِك، على أَنه من رجال ابْن مَاجَه وَقَالَ ابْن عدي لَهُ أَحَادِيث صَالِحَة وَهُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَالله أعلم. (28) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِيِّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ (طب) فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (عق) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ اتَّخذُوا السراري فَإِنَّهُنَّ أَنْجَب أَوْلَادًا وَلَا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن علاثة وَعَمْرو بن الْحصين؛ وَفِي الثَّانِي حَفْص بن عمر الأبلي (تعقب) بِأَن الحَدِيث من الطَّرِيق الأول أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَالثَّانِي شَاهد لَهُ

وَله شَاهد مُرْسل أخرجه ابْن أبي عمر فِي مُسْنده، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة عقب إِيرَاده هَذَا مُرْسل لَا بَأْس بِإِسْنَادِهِ وَشَاهد آخر من مُرْسل مَكْحُول أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَآخر من مُرْسل عَليّ بن الْحُسَيْن أخرجه أَبُو زَكَرِيَّا البُخَارِيّ فِي فَوَائده وَمن شواهده حَدِيث ابْن عمر انكحوا أُمَّهَات الْأَوْلَاد فَإِنِّي أباهي بهم يَوْم الْقِيَامَة أخرجه أَحْمد وَأَبُو يعلى. (29) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ (عد) من حَدِيث أنس وَعلي وَابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِي الأول كثير بن سليم وَعنهُ سَلام بن سوار مُنكر الحَدِيث وَفِي الثَّانِي عَمْرو بن جَمِيع وجويبر وَفِي الثَّالِث نهشل وَمُحَمّد بن مُعَاوِيَة (تعقب) بِأَن حَدِيث أنس أخرجه ابْن مَاجَه. (30) [حَدِيثٌ] لَا يَنْكِحِ النِّسَاء إِلَّا الأكفا وَلا يُزَوِّجْهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشْرِ دَرَاهِمَ (عق) مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله من طَرِيق مُبشر بن عبيد (تعقب) بِأَن الدَّارَقُطْنِيّ أخرجه فِي سنَنه وَقَالَ: مُبشر مَتْرُوك الحَدِيث وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَقَالَ هَذَا حَدِيث ضَعِيف بِمرَّة وَأخرجه ابْن خُزَيْمَة وَقَالَ أَنا أَبْرَأ من عُهْدَة مُبشر (قلت) وَقَالَ الزَّيْلَعِيّ فِي تَخْرِيج الْهِدَايَة وَتَبعهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي مُخْتَصره هُوَ حَدِيث ضَعِيف وروى عَن عَليّ مَوْقُوفا أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَدَيْنِ ضعيفين ويعارضه حَدِيث سهل بن سعد فِي الواهبة التمس وَلَو خَاتمًا من حَدِيد مُتَّفق عَلَيْهِ انْتهى مُخْتَصرا، وَقَالَ شيخ شُيُوخنَا الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي فِي الْأَجْوِبَة المرضية قَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين ابْن الْهمام فِي شرح الْهِدَايَة بعد أَن ذكر كَلَام الْأَئِمَّة فِي تَضْعِيف هَذَا الحَدِيث، ثمَّ وجدنَا فِي شرح الشَّيْخ برهَان الدَّين الْحلَبِي يَعْنِي على البُخَارِيّ أَن الْبَغَوِيّ قَالَ إِنَّه حسن وَقَالَ فِيهِ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من حَدِيث جَابر من طَرِيق عَمْرو بن عبد الله الأودي بِسَنَدِهِ ثمَّ أوجدنا صُورَة السَّنَد عَن الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة الْعَسْقَلَانِي الشهير بِابْن حجر قَالَ ابْن أبي حَاتِم ثَنَا عَمْرو بن عبد الله الأودي ثَنَا وَكِيع عَن عباد بن مَنْصُور ثَنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد سَمِعت جَابِرا يَقُول قَالَ رَسُول الله وَلَا مهر أقل من عشرَة، الحَدِيث، قَالَ القَاضِي هُوَ بِهَذَا الْإِسْنَاد حسن وَلَا أقل مِنْهُ انْتهى: قَالَ السخاوي وَقد كَانَ شخص نقل لي ذَلِك عَن شَيخنَا فأنكرته، فَلَمَّا رَأَيْت كَلَام ابْن الْهمام حَار فكري فِي ذَلِك وَقد أمعنت فِي التفتيش عَلَيْهِ فَلم أظفر بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم.

(31) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ شَهِدَ إِمْلاكَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مَعَ رَسُول الله فَخَطب رَسُول الله وَأَنْكَحَ الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ عَلَى الأُلْفَةِ وَالْخَيْرِ وَالطَّيْرِ الْمَيْمُونِ دَفِّفُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ فَدُفِّفَ عَلَى رَأْسِهِ وَأَقْبَلَتِ السِّلالُ فِيهَا الْفَاكِهَةُ وَالسُّكَّرُ فَنَثَرُوا عَلَيْهِ فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ فَلَمْ ينتهبوا فَقَالَ رَسُول الله مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ أَلا تَنْتَهِبُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ نَهَيْتَنَا عَنِ النُّهْبَةِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ عَنِ نهبة العساكر لم أَنْهَكُمْ عَنْ نُهْبَةِ الْوَلائِمِ قَالَ معَاذ بن جبل فوَاللَّه لقد رَأَيْت رَسُول الله يجررنا ونجرره فِي ذَلِك النَّهَار (عق نع طب) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِي الأول بشر بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، وَفِي الثَّانِي خَالِد بن إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ، وَفِي الثَّالِث حَازِم مولى بني هَاشم ولمازة مَجْهُولَانِ (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي اللِّسَان حَدِيث معَاذ أعله ابْن الْجَوْزِيّ بِأَن حازما ولمازة مَجْهُولَانِ؛ وَقد وَقع لنا من وَجه آخر أوردهُ ابْن مَنْدَه فِي الْمعرفَة من طَرِيق عصمَة عَن حَازِم بن مَرْوَان عَن عبد الرَّحْمَن بن فلَان أَو فلَان بن عبد الرَّحْمَن عَن النَّبِي وَهَذَا معضل وَتبين لنا من هَذَا اسْم وَالِد حَازِم وَهُوَ على كل حَال لَا يعرف، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عصمَة: حَدِيث معَاذ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، وَقَالَ فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وَانْقِطَاع فَلَا يثبت وَأخرجه الطَّحَاوِيّ من طَرِيق عون بن عمَارَة عَن لمازة وَعنهُ صَالح بن مُحَمَّد الرَّازِيّ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عصمَة بن سُلَيْمَان لَا يحْتَج بِهِ وَعون بن عمَارَة عَن لمازة مَجْهُول (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش نُسْخَة من الموضوعات عِنْد قَول ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ ابْن عدي خَالِد بن إِسْمَاعِيل يضع الحَدِيث على ثِقَات الْمُسلمين مَا نَصه خَالِد الَّذِي قَالَ فِيهِ ابْن عدي هَذِه الْمقَالة هُوَ المَخْزُومِي وَهَذَا أَنْصَارِي وَقد فرق بَينهمَا الْخَطِيب فِي الروَاة عَن مَالك وَقَالَ فِي الْأنْصَارِيّ هَذَا إِنَّه مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم. (32) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: أَوَّلُ حُبٍّ فِي الإِسْلامِ حب النَّبِي لِعَائِشَةَ (قطّ) من طَرِيق الموقري تفرد بِهِ وَعنهُ مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَطاء (تعقب) بِأَن الموقري تَابعه عَن الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بن الزبير، مُؤذن حران، لكنه جعله من قَول الزُّهْرِيّ، أخرجه الْخَطِيب. (33) [حَدِيثٌ] لَا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةَ وَعَلِّمُوهُنَّ الْغَزْلَ وَسورَة

النُّورِ (خطّ) من حَدِيث عَائِشَة وَلا يَصِحُّ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم الشَّامي وَقد ذكر الْحَاكِم هَذَا الحَدِيث فِي صَحِيحه وَالْعجب كَيفَ خفى عَلَيْهِ أمره (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ لَا تعلمُوا نساءكم الْكِتَابَة وَلَا تسكنوهن العلالي، وَقَالَ خير لَهو الْمُؤمن السباحة وَخير لَهو الْمَرْأَة المغزل، وَفِيه جَعْفَر بن نصر (تعقب) بِأَن الْحَاكِم مَا أخرج الحَدِيث الأول من طَرِيق هَذَا الشَّامي الوضاع حَتَّى يتعجب مِنْهُ نعم رَوَاهُ من طَرِيق عبد الْوَهَّاب بن الضَّحَّاك وَهُوَ ضَعِيف وَلِهَذَا تعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْأَطْرَاف فَقَالَ عقب قَول الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد بل عبد الْوَهَّاب مَتْرُوك وَقد تَابعه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم رَمَاه ابْن حبَان بِالْوَضْعِ وَقد روى من حَدِيث حَفْص الْقَارِي عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس انْتهى وَجَاء عَن مُجَاهِد مُرْسلا علمُوا رجالكم سُورَة الْمَائِدَة وَعَلمُوا نساءكم سُورَة النُّور، أخرجه سعيد ابْن مَنْصُور فِي سنَنه وروى الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أبي عَطِيَّة الْهَمدَانِي كتب عمر بن الْخطاب تعلمُوا سُورَة بَرَاءَة وَعَلمُوا نساءكم سُورَة نوح، وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن أنس مَرْفُوعا نعم لَهو الْمَرْأَة مغزلها قلت هُوَ من طَرِيق مُحَمَّد بن عمر السّري الْوراق وَالله أعلم. (34) [حَدِيثٌ] إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ الْعَمَى (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق بَقِيَّة وَهُوَ مُدَلّس (فت) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ إِذا جَامع أحدكُم فَلَا ينظر إِلَى الْفرج فَإِنَّهُ يُورث الْعَمى وَلَا يكثر الْكَلَام فَإِنَّهُ يُورث الخرس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُونُس الْفرْيَابِيّ قَالَ الْأَزْدِيّ سَاقِط (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر نقل عَن ابْن الْقطَّان أَنه ذكر فِي كتاب أَحْكَام النّظر أَن بَقِي بن مخلد روى حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن هِشَام بن خَالِد عَن بَقِيَّة قَالَ حَدثنَا ابْن جريج فَصرحَ بِالتَّحْدِيثِ فَانْتفى مَا يخَاف من تدليسه وَقد خَالف ابْن الْجَوْزِيّ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح فَقَالَ إِن الحَدِيث جيد الْإِسْنَاد انْتهى والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من الطَّرِيقَيْنِ الَّتِي عنعن فِيهَا بَقِيَّة وَالَّتِي صرح فِيهَا بِالتَّحْدِيثِ وَإِبْرَاهِيم الْفرْيَابِيّ روى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ فِي الْمِيزَان قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم وَغَيره صَدُوق وَلَا يلْتَفت إِلَى كَلَام الْأَزْدِيّ فِيهِ فَإِن فِي لِسَانه فِي الْجرْح رهقا انْتهى وللجملة الْأَخِيرَة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة شَاهد من حَدِيث قبيصَة بن ذُؤَيْب أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه مراقي الزلف، وَقد ذكر الحَدِيث الأول وبكراهة النّظر أَقُول لِأَن الْخَبَر وَإِن لم يثبت بالكراهية بِالْخَيرِ

الضَّعِيف أولى عِنْد الْعلمَاء من الرَّأْي وَالْقِيَاس وَقَالَ وَقد ذكر الحَدِيث الثَّانِي وَمعنى هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم أَن يكون حَدِيثهمَا فِي أَخْبَار الدُّنْيَا والحوائج والأعمال وَالْأَمر والنَّهْي فَأَما مَا كَانَ من حَدِيث بِسَبَب الْجِمَاع ليستعين بذلك على حَاجته ولذته فَذَلِك مُبَاح لَهما فعله انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (35) [حَدِيثُ] جَابِرٍ أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِي فَقَالَ إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ يَدَ لامِسٍ قَالَ طَلِّقْهَا قَالَ إِنِّي أُحِبُّهَا قَالَ اسْتَمْتِعْ بِهَا (الْخلال) فِي الْعِلَل وَلَا أصل لَهُ وَإِن صَحَّ حمل على التَّفْرِيط فِي المَال لَا على الْفُجُور (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر سُئِلَ عَنهُ فَأجَاب بِأَنَّهُ حسن صَحِيح وَقَالَ لم يصب من قَالَ إِنَّه مَوْضُوع وَقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره إِسْنَاده صَالح وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سُنَنهمَا من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ الْحَافِظ زكي الدَّين الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصر السّنَن رجال إِسْنَاده مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيحَيْنِ على الِاتِّفَاق والانفراد وَأطَال الْحَافِظ ابْن حجر الْكَلَام على رجال الحَدِيث وطرقه فَمن أَرَادَ فليراجعه من الأَصْل وَله طَرِيق آخر مُرْسل أخرجه الشَّافِعِي فِي الْأُم وَعبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف، عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر مُرْسلا، وَوَصله الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب فَقَالَ عَن عبد الله بن عُمَيْر عَن ابْن عَبَّاس وَأخرجه عبد الرَّزَّاق أَيْضا من طَرِيق عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن رجل عَن مولى لبني هَاشم وَأخرجه ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَابْن مَنْدَه فِي معرفَة الصَّحَابَة من طَرِيق عبد الْكَرِيم عَن أبي الزبير عَن هِشَام مولى رَسُول الله. (36) [حَدِيثٌ] طَاعَةُ الْمَرْأَةِ نَدَامَةٌ (عد) من حَدِيث زيد بن ثَابت (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَلَا يَصح فِي الأول عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن وَعُثْمَان الطرائفي وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن أبي كَرِيمَة (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان توبع عَن هِشَام بن عُرْوَة فَأخْرجهُ أَبُو عَليّ الْحداد فِي مُعْجمَة من طَرِيق أبي البخْترِي عَن هِشَام بِهِ، وَأخرجه أَبُو الْحسن الحمامي فِي جزته من طَرِيق عِيسَى بن يُونُس عَن هِشَام بِهِ وَورد من حَدِيث جَابر أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَمن شواهده حَدِيث أبي بكر هَلَكت الرِّجَال حِين أطاعت النِّسَاء، أخرجه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَقَول عمر خالفوا النِّسَاء فَإِن فِي خلافهن الْبركَة، وَقَالَ مُعَاوِيَة عودوا النِّسَاء لَا فَإِنَّهَا ضَعِيفَة إِن أطعتها أهلكتك أخرجهُمَا العسكري فِي الْأَمْثَال

(37) [حَدِيثٌ] إِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَلَهَا أَجْرُ الصَّائِمِ الْمُخْبَتِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فَلا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ مَا لَهَا مِنَ الأَجْرِ فَإِذَا وَضَعَتْ فَلَهَا بِكُلِّ رَضْعَةٍ عِتْقُ نَسَمَةٍ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه الْحسن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أخرجه أَبُو الشَّيْخ (قلت) فِيهِ عبد الرَّحِيم وَأَظنهُ ابْن زيد الْعمي وَإِلَّا فمجهول وَأَنا لَا أَشك أَن هَذَا مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم. (38) [حَدِيثٌ] مَنْ حَمَلَ طُرْفَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى ولده كَانَ كحامل صَدَقَة وابدؤا بِالإِنَاثِ فَإِنَّ اللَّهَ رَقَّ لِلإِنَاثِ وَمَنْ رَقَّ لِلإِنَاثِ كَانَ كَمَنْ يَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهُ غُفِرَ لَهُ وَمَنْ فَرَّحَ أُنْثَى فَرَّحَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْحُزْنِ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وَبِأَن الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ قَالَ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء سَنَده ضَعِيف جدا وَورد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الديلمي، وَأَبُو نعيم فِي كتاب فَضِيلَة المحتسبين فِي الْإِنْفَاق على الْبَنَات، (قلت) فِي سَنَده عَليّ بن حَاتِم المكفوف عَن شريك وَفِي الْمِيزَان عَليّ بن حَاتِم أَبُو مُعَاوِيَة يجهل وأتى بمنكر من القَوْل قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى عَن إِسْرَائِيل عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد وقفوهم إِنَّهُم مسئولون عَن ولَايَة عَليّ انْتهى وَلم يذكر من اسْمه عَليّ بن حَاتِم غَيره فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره وَالله تَعَالَى أعلم. (39) [حَدِيثٌ] لأَنْ يُرَبِّي أَحَدُكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ جَرْوُ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَدًا لِصُلْبِهِ (رَوَاهُ الحكم بن مُصعب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وآفته الحكم (تعقب) بِأَن الحكم رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَه وَلابْن حبَان فِيهِ قَولَانِ وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَالطَّبَرَانِيّ لَكِن قَالَ الهيثمي فِي تَرْتِيب الْفَوَائِد لَهُ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع (قلت) وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَالله أعلم وَورد من حَدِيث حُذَيْفَة أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية (قلت) أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصها هَذَا بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم وَمن حَدِيث أنس أخرجه الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَأخرج فِي الْمُسْتَدْرك عَن منتصر بن عمَارَة بن أبي ذَر عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا إِذا اقْترب الزَّمَان كثر لبس الطيالس وَكَثُرت التِّجَارَة إِلَى أَن قَالَ ويربي الرجل جروا خير لَهُ من أَن يُربي ولدا لَهُ الحَدِيث قَالَ الْحَاكِم تفرد بِهِ سيف بن مِسْكين قَالَ الذَّهَبِيّ وَهُوَ واه منتصر وَأَبوهُ مَجْهُولَانِ (قلت)

وَله شَوَاهِد وَكلهَا ضَعِيفَة وينجبر بَعْضهَا بِبَعْض مِنْهَا حَدِيث حُذَيْفَة خير أَوْلَادكُم بعد أَربع وَخمسين وَمِائَة الْبَنَات وَخير نِسَائِكُم بعد سِتِّينَ وَمِائَة العواقر أخرجه الديلمي وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (40) [حَدِيثُ] إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَنَاهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُشْغِلْهُ بِزَوْجَةٍ وَلا وَلَدٍ (نع) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه إِسْحَاق بن وهب العلاف (طب) من حَدِيث أبي عنبة الْخَولَانِيّ بِنَحْوِهِ وَفِيه مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي وَعنهُ الْيَمَان بن عدي الْحَضْرَمِيّ (تعقب) بِأَن الْأَلْهَانِي ثِقَة أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة قَالَ فِي الْمِيزَان وَثَّقَهُ أَحْمد وَالنَّاس واليمان ابْن عدي روى لَهُ ابْن مَاجَه وَضَعفه أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق (قلت) وَإِسْحَاق بن وهب العلاف ثِقَة وَإِنَّمَا اتهمَ الذَّهَبِيّ بِالْحَدِيثِ شيخ العلاف عبد الْملك بن يزِيد فَقَالَ لَا يدرى من هُوَ وأتى بِخَبَر بَاطِل وَالله أعلم. (41) [حَدِيثٌ] الْمُؤْمِنُ يَسِيرُ الْمُؤْنَةِ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق مُحَمَّد ابْن سهل الْعَطَّار (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (42) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ كَيفَ بك يَا ابْن عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُخَبِّئُونَ رِزْقَ سَنَتِهِمْ قَالَ النَّسَائِيّ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع (تعقب) بِأَن البُخَارِيّ أخرجه فِي صَحِيحه فِي رِوَايَة حَمَّاد بن شَاكر وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي وَقع هَذَا الحَدِيث فِي رِوَايَة حَمَّاد بن شَاكر وَلَيْسَ هُوَ فِي أَكثر الرِّوَايَات وَلَا استخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ وَلَا أَبُو نعيم بل ذكره أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف وَسَاقه الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ نقلا عَن أبي مَسْعُود وَأخرجه عبد بن حميد من طَرِيق الْجراح بن منهال بِلَفْظ كَيفَ بك يَا ابْن عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُخَبِّئُونَ رِزْقَ سَنَتِهِمْ وَيَضْعُفُ الْيَقِينُ فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلا ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُم وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا وَلا اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ فَمَنْ كَنَزَهَا يُرِيدُ بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِيَدِ اللَّهِ أَلا فَإِنِّي لَا أَكْنِزُ دِينَار وَلا دِرْهَمًا وَلا أَخْبَأُ رِزْقًا لِغَدٍ. (43) [حَدِيثٌ] أَعْرُوا النِّسَاءِ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ (طب) فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث مسلمة بن مخلد (عد) أَيْضا من حَدِيث أنس بِلَفْظ اسْتَعِينُوا على النِّسَاء بالعري، وَفِي رِوَايَة

الفصل الثالث

بِلَفْظ أجيعوا النِّسَاء جوعا غير مُضر وأعروهن عريا غير مبرح لِأَنَّهُنَّ إِذا سمن واكتسبن فَلَيْسَ شَيْء أحب إلَيْهِنَّ من الْخُرُوج وَلَيْسَ شَيْء شرا لَهُنَّ من الْخُرُوج وإنهن إِذا أصابهن طرف من العري والجوع فَلَيْسَ شَيْء أحب إلَيْهِنَّ من الْبيُوت وَلَيْسَ شَيْء خيرا لَهُنَّ من الْبيُوت وَلَا يَصح شَيْء مِنْهَا فِي الأول شُعَيْب بن يحيى قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِمَعْرُوف وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل وَفِي الثَّانِي زَكَرِيَّا بن يحيى وَإِسْمَاعِيل بن عباد وَفِي الثَّالِث مُحَمَّد بن دَاوُد شيخ ابْن عدي وَفِيه سَعْدَان بن عُبَيْدَة مَجْهُول وَعبيد الله بن عبد الله الْعَتكِي عِنْده مَنَاكِير (تعقب) فِي الحَدِيث الأول بِأَن شعيبا عرفه غير أبي حَاتِم وَهُوَ التجِيبِي قَالَ ابْن يُونُس عَابِد صَالح وَقَالَ الذَّهَبِيّ مصري صَدُوق أخرج لَهُ النَّسَائِيّ فَحَدِيثه حسن (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات يَنْبَغِي أَن يخرج من الموضوعات أَكثر مَا تعلق أَبُو الْفرج فِي سَنَده على شُعَيْب بقول أبي حَاتِم لَيْسَ بِمَعْرُوف وماذا يجرح فَإِن النَّسَائِيّ احْتج بِهِ انْتهى لَكِن رَأَيْت الْحَافِظ الهيثمي فِي الْمجمع أعل الحَدِيث بمجمع بن كَعْب وَقَالَ لَا أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات انْتهى فَدخل شُعَيْب فِي الثِّقَات وَبَقِي النّظر فِي حَال بِجمع فَليُحرر وَالله تَعَالَى أعلم وَلِلْحَدِيثِ الثَّانِي شَاهد من قَول عمر بن الْخطاب أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف بِلَفْظ اسْتَعِينُوا على النِّسَاء بالعري إِن إحديهن إِذا كثرت ثِيَابهَا وَحسنت زينتها أعجبها الْخُرُوج وَأخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْإِسْرَاف بِلَفْظ اسْتَعِينُوا على النِّسَاء بالعري فَإِن الْمَرْأَة إِذا عريت لَزِمت بَيتهَا. الْفَصْل الثَّالِث (44) [حَدِيثٌ] لَا تَزَوَّجُوا الْحَمْقَاءَ فَإِنَّ فِي صُحْبَتِهَا بَلاءً وَفِي وَلَدهَا ضيَاع (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه لَاحق بن الْحُسَيْن. (45) [حَدِيثٌ] لَا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ عَلَى قَرَابَاتِهِنَّ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ الْقَطِيعَةُ (مي) من حَدِيث طَلْحَة وَفِيه سهل بن عمار الْعَتكِي. (46) [حَدِيثٌ] اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ وَلا تُجَاوِرُوا الأَنْبَاطَ فِي بِلادِهِمْ فَإِنَّهُمْ آفَةُ الدِّينِ فَإِذَا أَدَّوُا الْجِزْيَةَ فَأَذِلُّوهُمْ فَإِذا أظهرُوا الْإِسْلَام وقرؤوا الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ وَاحْتَبَوُا الْمَجَالِسَ وَرَاجَعُوا الرِّجَالَ الْكَلامَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ مِنْ بِلادِهِمْ وَلا تُنَاكِحُوا الْخَوْزَ

فَإِنَّ لَهُمْ أُصُولا تَدْعُو إِلَى غَيْرِ الْوَفَاءِ (عق يخ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عمر بن عبد الْغفار الْفُقيْمِي قَالَ الْعقيلِيّ جَاءَ أَوله بِغَيْر هَذَا الْإِسْنَاد وَأما سائره فَلَا أصل لَهُ لَهُ. (47) [حَدِيثٌ] لَا تُسَاكِنُوا النَّبَطَ وَلا تُنَاكِحُوا الْخَوْزَ فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا تَدْعُو إِلَى غَيْرِ وَفَاءٍ (عد) فِي مُعْجم شُيُوخه من حَدِيث ابْن عمر (قلت) بيض لَهُ كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يبين علته فَلم يتَّفق لَهُ وَفِي سَنَده مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى وَمُحَمّد بن بهْلُول لم أَقف لَهما على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم. (48) [حَدِيثٌ] كُلُّ كُفْءٍ ماجد مَا خلا حاكي أَو حجام والحاكي المصور الَّذِي يصور الْأَصْنَام والحجام النمام (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ غَرِيب وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي السان رُوَاته ثِقَات إِلَّا أَحْمد بن أَحْمد بن يزِيد الْمُؤَذّن الْبَلْخِي وَهُوَ مُتَّهم. (49) [حَدِيثٌ] مَنْ نَظَرَ إِلَى عَوْرَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ مُتَعَمِّدًا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق أبي الطّيب هَارُون. (50) [حَدِيثٌ] لَا تُجَالِسُوا أَوْلادَ الأَغْنِيَاءِ فَإِنَّ فِتْنَتَهُمْ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الْعَذَارَى (ابْن لال) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق عمر بن عَمْرو الْعَسْقَلَانِي الطَّحَّان (كرّ) أَيْضا من طَرِيق الْمَذْكُور بلفظين أَحدهمَا لَا تجالسوا أَوْلَاد الْمُلُوك فَإِن لَهُم فتْنَة كفتنة العذارى، وَثَانِيهمَا لَا تملؤا أعينكُم من أَبنَاء الْمُلُوك فَإِن لَهُم فتْنَة أَشد من فتْنَة العذارى قَالَ ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه هَذَا مَوْضُوع وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هُوَ من بلايا عمر بن عمر والطحان (خطّ) من حَدِيث أنس بِلَفْظ لَا تجالسوا أَبنَاء الْمُلُوك فَإِن الْأَنْفس تشتاق إِلَيْهِم مَا لَا تشتاق إِلَى الْجَوَارِي الْعَوَاتِق وَفِيه عَمْرو بن الْأَزْهَر (قلت) نعم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن الْحسن بن ذكْوَان قَوْله. وَكَأن أحد من ذكر رَفعه وَكتب لَهُ إِسْنَادًا وَالله أعلم. (51) [حَدِيثٌ] مَنْ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ وَأَعْجَبَتْهُ فَرَقَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ (يخ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَبُو الطّيب هرون الْمَذْكُور فِي الَّذِي قبله. (52) [حَدِيثٌ] مَنْ قَعَدَ مِنْ أَهْلِه مَقْعَدًا يُعْجِبُهُ فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا إِلَى قَوْله وَيجْعَل لكم أنهارأإلا جَعَلَ لَهُ غُلامًا وَأَمَدَّهُ بِالْمَالِ وَجعله فِي سَعَة

مِنَ الرِّزْقِ (مر) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَبُو إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يدْرِي من هُوَ وَالْحسن بن كثير بن يحيى بن كثير قَالَ الذَّهَبِيّ مَجْهُول وَمُحَمّد بن بنان وَالظَّاهِر أَن الْبلَاء مِنْهُ (قلت) الْحسن بن كثير الَّذِي قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيّ مَجْهُول لم يرفع نسبه زِيَادَة على قَوْله الْحسن بن كثير وَهَذَا الْحسن بن كثير بن يحيى بن كثير زَاده الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، وَنقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ تَضْعِيفه؛ ثمَّ قَالَ وَيحْتَمل أَنه الَّذِي قبله وَالله تَعَالَى أعلم. (53) [حَدِيثٌ] مَنْ أَطَاعَ امْرَأَتَهُ كَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ (قلت) بيض لَهُ كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يبين علته فَلم يتَّفق لَهُ وَأَنا لم تلح لي، إِلَّا أَن فِيهِ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الصايغ والمظفر بن الْحُسَيْن وَعلي بن مُحَمَّد بن عمر النهاوندي وَمُحَمّد بن الْحسن بن قُتَيْبَة وَالْمطلب بن شُعَيْب بن حبَان الْأَزْدِيّ لم أَقف لَهُم على تَرْجَمَة، وَالله تَعَالَى أعلم. (54) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ حُبُّكَ لِي قَالَ كَعُقْدَةِ الْحَبْلِ فَكُنْتُ أَقُولُ كَيْفَ عُقْدَةُ الْحَبْلِ فَيَقُولُ عَلَى حَالِهَا (قطّ) فِي غرائب مَالك وَقَالَ بَاطِل، وَفِي سَنَده متروكون (قلت) هَذَا الحَدِيث ذكرته هُنَا تبعا للسيوطي والأليق بِهِ كتاب المناقب فِي مَنَاقِب عَائِشَة وَالله أعلم. (55) [حَدِيثٌ] لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تَكْشِفُ شَعْرَهَا وَلا شَيْئًا مِنْ صَدْرِهَا عِنْدَ يَهُودِيَّةٍ وَلا نَصْرَانِيَّةٍ وَلا مَجُوسِيَّةٍ فَمَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ فَلا أَمَانَةَ لَهَا (قطّ) فِي الغرايب من حَدِيث عَائِشَة وَقَالَ بَاطِل وَفِي سَنَده متروكون. (56) [حَدِيثٌ] مُرُوا نِسَاءَكُمْ بِالْمِغْزَلِ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَهُنَّ وَأَزْيَنُ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن. (57) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْفَقَ عَلَى تَزْوِيجِ ابْنِهِ أَوِ ابْنَتِهِ دِرْهَمًا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ دَانِقٍ حَجَّةً وَعُمْرَةً (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم ابْن يُوسُف الْبَلْخِي، قَالَ أَبُو حَاتِم لَا تشتغل بِهِ (قلت) تعقب الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَلَام أبي حَاتِم هَذَا فَقَالَ هَذَا تحامل لأجل إرجاء فِيهِ وَقد قَالَ ابْن حبَان ظَاهره الإرجاء واعتقاده فِي الْبَاطِن بِالسنةِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَيْضا وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ، نعم الرَّاوِي عَنهُ أَبُو بكر ابْن

ابْن مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد الْبَلْخِي مَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة، فَلَعَلَّ الْبلَاء مِنْهُ، وَالله تَعَالَى أعلم. (58) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ رَجُلٍ يُدْخِلُ بَصَرَهُ فِي مَنْزِلِ قَوْمٍ إِلا قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ أُفٍّ لَكَ آذَيْتَ وَعَصَيْتَ، ثُمَّ تُوقَدُ عَلَيْهِ النَّارُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ ضَرَبَ بِهَا الْمَلَكُ وَجْهَهُ مُحْمَاةً فَمَا يَرَوْنَهُ يَلْقَى بَعْدَ ذَلِكَ (مي) من حَدِيث عمر وَفِيه أبان بن سُفْيَان. (59) [حَدِيثُ] سَمُرَةَ وَنُبَيْطُ بْنُ شريط قدم على النَّبِي وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ وَفِيهِمْ غُلامٌ ظَاهر الْوَضَاءَة فأجلسه النَّبِي خَلْفَ ظَهْرِهِ وَقَالَ كَانَ خَطِيئَةُ دَاوُدَ النَّظَرَ (مي) من حَدِيث سَمُرَة (نع) من حَدِيث نبيط قَالَ ابْن الصّلاح فِي مُشكل الْوَسِيط لَا أصل لَهُ وَقَالَ الزَّرْكَشِيُّ فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الرَّافِعِيِّ هَذَا حَدِيث مُنكر فِيهِ ضعفاء ومجاهيل وَانْقِطَاع وَقد اسْتدلَّ بَعضهم على بُطْلَانه بِخَبَر إِنِّي أَرَاكُم من وَرَاء ظَهْري. (60) [حَدِيثٌ] لَا تَسْتَشِيرُوا أَهْلَ الْعِشْقِ فَلَيْسَ لَهُمْ رأى، وَإِن قُلُوبهم محترفة وَفِكَرَهُمْ مُتَوَاصِلَةٌ وَعُقُولَهُمْ مَسْلُوبَةٌ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ دِينَار مولى أنس. (61) [حَدِيثٌ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي وَأُؤَدِّبَكُمْ لَا يُكْثِرْنَ أَحَدُكُمُ الْكَلامَ عِنْدَ الْمُجَامَعَةِ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ خَرْسُ الْوَلَدِ وَلا يَنْظُرَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَى فَرْجِ الْمَرْأَةِ إِذَا هُوَ جَامَعَهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ الْعَمَى، وَلا يُقَبِّلْهُ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ الصَّمَمُ صَمَمُ الْوَلَدِ وَلا يُدِيمَنَّ أَحَدُكُمُ النَّظَرَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ ذَهَابُ الْعَقْلِ وَلا يُكَلِّمُ أَحَدُكُمُ الأَجْذَمَ مِنْ غَيْرِ مِلَّتِهِ إِلا وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحٍ (مي) من حَدِيث عَطِيَّة بن بسر الْمَازِني وَفِيه عبد الله بن أذينة. (62) [حَدِيثٌ] يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ لامْرَأَتِهِ كَمَا يَجِبُ لَهُ عَلَيْهَا أَنْ يَتَزَيَّنَ لَهَا كَمَا تَتَزَيَّنُ لَهُ فِي غَيْرِ مَأْثَمٍ (مي) من حَدِيث معَاذ وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد وَعنهُ الْحُسَيْن الزَّاهِد وَعنهُ إِبْرَاهِيم الطيان وهم كذابون. (63) [حَدِيثُ] وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَع أَن رَسُول الله خرج إِلَى عُثْمَان ابْن مَظْعُونٍ وَمَعَهُ صَبِيٌّ لَهُ يَلْثِمُهُ فَقَالَ أَتُحِبُّهُ يَا عُثْمَانُ فَقَالَ إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّهُ قَالَ أَفَلا أَزِيدُكَ لَهُ حُبًّا قَالَ بَلَى، قَالَ إِنَّهُ مَنْ تَرَضَّى صَبِيًّا لَهُ صَغِيرًا مِنْ نَسْلِهِ حَتَّى يَرْضَى تَرَضَّاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَرْضَى (كرّ) من طَرِيق حَمَّاد بن مَالك بن بسطَام. (64) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنْ قُبَلِ أَوْلادِكُمْ فَإِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ قُبْلَةٍ دَرَجَةً فِي الْجنَّة حَتَّى إِن

الْمَلائِكَةَ لَتُحْصِي فَتَكْتُبُ لَكُمْ مِنَ الدَّرَجَاتِ عَدَدَ مَا قَبَّلْتُمْ مَا بَين الدرجتين مسيرَة مائَة عَام (حا) من حَدِيث عبد الله بن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني. (65) [حَدِيثٌ] مَنْ هَلَكَ مِنْ أُمَّتِي فَتَرَكَ خَلَفًا يُصَلِّي صَلاتَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ فَلَمْ يَمُتْ (نع) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق نهشل. (66) [حَدِيثٌ] أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَعَنَهَا كُلُّ شَيْءٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إِلا أَنْ يَرْضَى عَنْهَا زَوْجُهَا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هُرَيْرَة. (67) [حَدِيثٌ] السَّقْطُ يُثْقِلُ اللَّهُ بِهِ الْمِيزَانَ وَيَكُونُ شَافِعًا لأَبَوَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هدبة. (68) [حَدِيثٌ] الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا، إِذَا اخْتَصَمَا فِي الْبَيْتِ يَكُونُ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ شَيْطَانٌ يُصَفِّقُ يَقُولُ: فَرَّحَ اللَّهُ مَنْ فَرَّحَنِي حَتَّى إِذَا اصْطَلَحَا خَرَجَ أَعْمَى يَقُولُ أَذْهَبَ اللَّهُ نُورَ مَنْ أَذْهَبَ نُورِي (مي) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (69) [حَدِيثٌ] أَحِبُّوا الْبَنَاتِ فَأَنَا أُحِبُّ الْبَنَاتِ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ هَبَطَ مَلَكَانِ فَمَسَحَا عَلَى ظَهْرِهِا وَقَالا ضَعِيفَةٌ خَرَجَتْ مِنْ صُلْبٍ ضَعِيفٍ مَنْ أَعَانَ عَلَيْكِ لَمْ يَزَلْ مُعَانًا عَلَيْهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق حفيد ابْنه أَحْمد ابْن إِسْحَاق. (70) [حَدِيثُ] نُبَيْطِ بْنِ شُرَيْطٍ أَن النَّبِي قَالَ لِرَجُلٍ قَدْ حَمَلَ وَلَدَهُ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ أَمَا إِنِّي لَوْ قُلْتُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهِ لَفَقَدْتَهُ (نع) من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم بن نبيط. (71) [حَدِيثٌ] الأَعْزَبُ فِرَاشُهُ مِنَ النَّارِ (قَالَ ابْن تَيْمِية) مَوْضُوع.

كتاب الأحكام والحدود

كتاب الْأَحْكَام وَالْحُدُود الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] شَكَتْ مَوَاضِعُ النَّوَاوِيسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَبِقَاعُ الأَرْضِ فَقَالَتْ يَا رَبِّ لَمْ تَخْلُقْ بُقْعَةً أَقْذَرَ مِنِّي وَلا أَنْتَنَ تُلْقَى عَلَى أَهْلِ نَارِكَ وَأَهْلِ مَعْصِيَتِكَ، قَالَ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اسْكُتِي، مَوْضِعُ الْقَضَاءِ أَنْتَنُ مِنْكِ (حا) من حَدِيث عمر، وَفِيه مَجَاهِيل وأحدهم وَضعه. (2) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن نجيح الْمَلْطِي وهم الْمُتَّهم بِهِ وَرَوَاهُ سُوَيْد بن سعيد عَن ابْن أبي الرِّجَال عَن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن نَافِع عَن ابْن عمر أخرجه (خطّ) وَاعْتذر قوم لسويد فَقَالُوا: وهم أَرَادَ أَن يَقُول إِسْحَاق فَقَالَ ابْن أبي الرِّجَال وَلم يقبل ذَلِك أَكثر الْعلمَاء قيل ليحيى إِن سويدا روى هَذَا الحَدِيث عَن ابْن أبي الرِّجَال فَقَالَ يَنْبَغِي أَن يبْدَأ بِهِ فَإِنَّهُ حَلَال الدَّم وَلَو كَانَ عِنْدِي سيف ودرقة لغزوته، وَقَالَ النَّسَائِيّ سُوَيْد لَيْسَ بِثِقَة قَالَ السُّيُوطِيّ ويوضح القَوْل بالاعتذار أَن أَبَا نعيم أخرجه فِي الْحِلْية فَقَالَ حَدثنَا أَبُو عَمْرو بن حمدَان ثَنَا الْحسن بن سُفْيَان، ثَنَا سُوَيْد بن سعيد، ثَنَا إِسْحَاق بن عبيد الله، عَن عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد بِهِ. (3) [حَدِيثٌ] شَهَادَةُ الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ جَائِزَةٌ، وَلا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْعُلَمَاءِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ لأَنَّهُم حُسُدٌ (حا) من حَدِيث جُبَير بن مطعم، وَقَالَ لَيْسَ من كَلَام رَسُول الله وَإِسْنَاده فَاسد من أوجه كَثِيرَة، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مِنْهَا أَن فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء مِنْهُم أَبُو هَارُون الْعَبْدي. (4) [حَدِيثٌ] دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا ذِيبًا. فَقُلْتُ أَذِيبٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ إِنِّي أَكَلْتُ ابْنَ شُرَطِيٍّ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه قَالَ ابْن عَبَّاس هَذَا وَقد أكل ابْنه فَلَو أكله رفع فِي عليين: فِيهِ عَمْرو بن خليف الحناوي وَأَيوب بن سُوَيْد وَالْمُتَّهَم بِهِ عَمْرو.

(5) [حَدِيثٌ] رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ الْغُلامِ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَإِنْ لَمْ يَحْتَلِمْ حَتَّى يَكُونَ لَهُ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، فَإِنْ طَلَّقَ فِي مَنَامِهِ لَمْ يَقَعِ الطَّلاقُ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَصْحُوَ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْمَجْنُونُ؟ قَالَ مَنْ أَبْلَى شَبَابَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ (حا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن قَاسم الطايكاني. (6) [حَدِيثٌ] لَا يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِذَا كَانَ مُسْلِمًا، ثُمَّ تَلا {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سنة} (قا) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عَليّ بن عَاصِم، وجعفر ابْن الزبير. (7) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ فِيهِ الإِنْسَانُ إِلا اسْتَقْبَلَ الرُّوحُ الْجَسَدَ يَقُولُ: يَا جَسَدُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ الَّذِي لَا يُرَدُّ سَائِلُهُ أَنْ لَا تَعْمَلَ الْيَوْمَ عَمَلا يُورِدُنِي جَهَنَّمَ (رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن هدبة) عَن أنس قَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ وَلَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيث إِبْرَاهِيم بن هدبة. (8) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ الله: الْفَرَاعِنَةُ اثْنَا عَشَرَ، خَمْسَةٌ فِي الأُمَمِ وَسَبْعَةٌ فِي أُمَّتِي وَفِرْعَوُن ذُو الأَوْتَادِ وَاحِدٌ وَذَلِكَ أَنَّ فِرْعَوْنَ ذَا الأَوْتَادِ قَالَ أَنَا ربكُم الْأَعْلَى، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ فَرَاعِنَةِ أُمَّتِكَ قَالَ كُلُّ سَافِكِ دَمٍ قَاطِعِ رَحِمٍ جَامِعٍ فِي الْمَعَاصِي، لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ (عد) من طَرِيق جَعْفَر بن أَحْمد بن عَليّ الغافقي وَهُوَ وَضعه. (9) [حَدِيثُ] أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وُجِدَ قَتِيلٌ بَين قريتين فَأمر النَّبِي فَقِيسَ إِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَقْرَبَ فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى أَحَدِهِمَا بِشِبْرٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ رَسُولِ الله فضمن النَّبِي مَنْ كَانَتْ أَقْرَبَ إِلَيْهِ (عق) من طَرِيق أبي إِسْرَائِيل الْملَائي وَقَالَ مَا جَاءَ بِهِ غَيره وَلَا أصل لَهُ (قلت) هَذَا الحَدِيث أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده، وَالْبَزَّار وَأَبُو إِسْرَائِيل من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَكَانَ شِيعِيًّا غاليا وَأما فِي الحَدِيث فَظَاهر كَلَامهم أَنه لم يكن كذابا وَإِنَّمَا كَانَ سيئ الْحِفْظ، ذَا أغاليط وَقد قَالَ أَحْمد يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة وَالله أعلم.

(10) [حَدِيثٌ] أَوْلادُ الزِّنَا يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الْقُرُودِ وَالْخَنَازِيرِ (عق) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَليّ بن زيد بن جدعَان لَيْسَ بِشَيْء وَزيد بن عِيَاض طعن فِيهِ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ (قلت) لم أر من اتَّهَمَهُمَا بكذب وَوضع وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي زيد بن عِيَاض ذكره ابْن أبي حَاتِم مُخْتَصرا وَلم يُضعفهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (11) [حَدِيثٌ] مَنْ زَنَى بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَحْرَقَهُ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ (عَبدُوس بن خَلاد) من حَدِيث ابْن مَسْعُود قَالَ أَبُو زرْعَة وَكذب عَبدُوس وَوضع. (12) [أَثَرُ] سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ كَانَتِ امْرَأَةٌ تَدْخُلُ عَلَى آلِ عُمَرَ وَمَعَهَا صَبِيٌّ فَقَالَ مَنْ ذَا الصَّبِيُّ مَعَكِ قَالَتْ هُوَ ابْنُكَ وَقَعَ عَلَيَّ أَبُو شَحْمَةَ فَهُوَ ابْنُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَأَقَرَّ فَقَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ اجْلِدْهُ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ خَمْسِينَ، وَضَرَبَهُ عَلِيٌّ خَمْسِينَ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَبَتِ قَتَلْتَنِي، قَالَ: إِذَا لَقِيتَ رَبَّكَ فَأَخْبِرْهُ، أَنَّ أَبَاكَ يُقِيمُ الْحُدُودَ (قا) وَهُوَ مِمَّا وَضعه الْقصاص، وَفِي إِسْنَاده من هُوَ مَجْهُول، ثمَّ إِن سعيد بن مَسْرُوق من أَصْحَاب الْأَعْمَش، فَأَيْنَ هُوَ من عمر، وروى من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس مطولا، أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ، وَقَالَ مَوْضُوع فِيهِ مَجَاهِيل، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس، فِي جلد أبي شحمة لَيْسَ بِصَحِيح، وَالَّذِي ورد فِي هَذَا مَا ذكره الزبير بن بكار وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَغَيرهمَا أَن عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط من أَوْلَاد عمر ويكنى أَبَا شحمة كَانَ بِمصْر غازيا فَشرب لَيْلَة نبيذا فَخرج إِلَى السكر فجَاء إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ فقاله لَهُ أقِم عَليّ الْحَد فَامْتنعَ فَقَالَ لَهُ إِنِّي أخبر أبي إِذا قدمت عَلَيْهِ فَضَربهُ الْحَد فِي دَاره وَلم يُخرجهُ فَكتب إِلَيْهِ عمر يلومه وَيَقُول أَلا فعلت بِهِ مَا تفعل بِجَمِيعِ الْمُسلمين فَلَمَّا قدم على عمر ضربه فاتفق أَنه مرض فَمَاتَ قَالَ السُّيُوطِيّ وَفِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق أَنه لبث بعد مَا جلده أَبوهُ شهرا صَحِيحا فَمَاتَ فَحسب عَامَّة النَّاس أَنه مَاتَ من جلد عمر وَلم يمت من جلد عمر. (13) [حَدِيثٌ] لَوِ اغْتَسَلَ اللُّوطِيُّ بِمَاءِ الْبَحْرِ لم يَجِيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا جُنُبًا (خطّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ رِجَاله ثِقَات غير مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن سُهَيْل وَهُوَ الَّذِي وَضعه. (14) [حَدِيثٌ] اللُّوطِيَّانِ لَوِ اغْتَسَلا بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمْ يُجْزِهِمَا إِلا أَنْ يَتُوبَا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه روح بن مُسَافر (قلت) استدرك السُّيُوطِيّ على هَذَا بِذكر طرق أُخْرَى للْحَدِيث وَلَيْسَ فِيهَا مَا ينجبر بِهِ الحَدِيث وَقد ذكر الشَّمْس السخاوي

فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة بعض مَا استدرك السُّيُوطِيّ بِهِ ثمَّ قَالَ: بَاطِل وكَذَا كل مَا فِي مَعْنَاهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (15) [حَدِيثٌ] مَنْ قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ عَذَّبَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَنْ جَامَعَهُ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَرِيحُهَا يُوجد من مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ إِلا أَنْ يَتُوبَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس من طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَفَّانَ. (16) [حَدِيثٌ] مَنْ قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَإِنْ صَافَحَهُ بِشَهْوَةٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلاةٌ فَإِنْ عَانَقَهُ بِشَهْوَةٍ ضُرِبَ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ فَإِنْ فَسَقَ بِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ (عد) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب غُلَام خَلِيل. (17) [حَدِيثُ] اللُّوطِيُّ إِذَا مَاتَ وَلَمْ يَتُبْ مُسِخَ فِي قَبْرِهِ خِنْزِيرًا (فت) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ مَرْوَان بن مُحَمَّد السنجازي وَإِسْمَاعِيل بن أم دِرْهَم وَلَا يحْتَج بِهِ. (18) [حَدِيثٌ] لَا امْرُؤٌ أَقَلُّ حَيَاءً مِنَ امْرِئٍ أَمْكَنَ مِنْ دُبُرِهِ (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِيهِ عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ. (19) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى فِي الدُّبُرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَوَّلَ اللَّهُ شَهْوَتَهُ مِنْ قُبُلِهِ إِلَى دُبُرِهِ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق دِينَار مولى أنس وَهُوَ آفته. (20) [حَدِيثٌ] مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ (عد) مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ وَفِيهِ مُحَمَّد بن مُحصن. (21) [حَدِيثٌ] اللِّصُّ مُحَارِبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَاقْتُلُوهُ فَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ إِثْمٍ فَعَلَيَّ (حب) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه فرات بن زُهَيْر. (22) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ أَخَّرَ حَدَّ الْمَمَالِيكِ وَأَهْلَ الذِّمَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (عد) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن أبي حَيَّة (قلت) اقْتصر ابْن عدي على وَصفه بالنكارة وَأخرج عبد الله بن عَليّ بن سويدة التكريتي فِي كِتَابه الِاعْتِصَام بالحقائق عِنْد اخْتِلَاف الطرائق عَن الحكم قَالَ سَمِعت عِكْرِمَة يَقُول لَا يدْرِي أَيهمَا جعل لصَاحبه طَعَاما ابْن عَبَّاس أَو ابْن عمر فَبَيْنَمَا جَارِيَة تعْمل بَين أَيْديهم إِذْ قَالَ أحدهم يَا زَانِيَة فَقَالَ مَه إِن لم نحدك فِي الدُّنْيَا نحدك فِي الْآخِرَة قَالَ أَفَرَأَيْت إِذا كَانَت كَذَلِك قَالَ إِن الله لَا يحب الْفَاحِش الْمُتَفَحِّش. فَهَذَا

شَاهد لبَعض حَدِيث عَائِشَة وَجَاء مَا هُوَ أَشد من هَذَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس من قَالَ لمملوكه أَو مملوكته لَا لبيْك وَلَا سعديك قَالَ الله لَهُ يَوْم الْقِيَامَة لَا لبيْك وَلَا سعديك أتعس فِي النَّار أخرجه الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده لكنه من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه وَعنهُ دَاوُد بن المحبر فَلَا يحْتَج بِهِ وَالله أعلم. (23) [حَدِيثٌ] مَنْ أَبْصَرَ سَارِقًا سَرِقَةً صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَكَتَمَ عَلَيْهِ مَا سَرَقَ وَلَمْ يُنْذِرْ بِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ مِثْلُ الَّذِي عَلَى السَّارِقِ وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ وَلا يَكْتُمُ عَلَيْهِ مَنْ رَآهُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ وَيَبْرَأُ اللَّهُ مِنْهُمَا وَكِلاهُمَا فِي النَّارِ إِلا أَنَّ الَّذِي نَظَرَ إِلَيْهِ وَكَتَمَ عَلَيْهِ يُدْعَكُ بِالْعَذَابِ دَعْكًا (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه جَعْفَر ابْن أَحْمد بن عَليّ الغافقي. (24) [حَدِيثٌ] إِذَا تَنَاوَلَ الْعَبْدُ كَأْسَ الْخَمْرِ فِي يَدِهِ نَادَاهُ الإِيمَانُ نَاشَدْتُكَ اللَّهَ لَا تُدْخِلْهُ عَلَيَّ فَإِنِّي لَا أَسْتَقِرُّ أَنَا وَهُوَ فِي مَوْضِعٍ فَإِنْ شَرِبَهُ نَفَرَ مِنْهُ الإِيمَانُ نَفْرَةً لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَبَهُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا لَا يُرَدُّ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (حا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُوَيْد الرَّمْلِيّ. (25) [حَدِيثٌ] مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ سَكْرَانُ دَخَلَ الْقَبْرَ سَكْرَانَ وَبُعِثَ مِنْ قَبْرِهِ سَكْرَانَ وَأُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ سَكْرَانَ إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ سَكْرَانُ فِيهِ عَيْنٌ يَجْرِي فِيهَا الْقِيحُ وَالدَّمُ وَهُوَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي هدبة. (26) [حَدِيثٌ] مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَدْ أَشْرَكَ (رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي) عَن أبي الزبير عَن جَابر مَرْفُوعا وَإِبْرَاهِيم مَتْرُوك (قلت) لَهُ شَاهد سَيَأْتِي فِي الْفَصْل الثَّانِي وَالله أعلم. (27) [حَدِيثٌ] مَنْ حَمَلَ كَأْسَ خَمْرٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ حَرَامٌ فَقَالَ لَا بَلْ هُوَ حَلالٌ مَاتَ مُشْرِكًا وَبَانَتْ مِنْهُ امْرَأَتُهُ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عمار بن مطر. (28) [حَدِيثٌ] حَبٌّ يُحْمَلُ مِنَ الْهِنْدِ يُقَالُ لَهُ الدادي مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ (خطّ) من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن أبي بن نَافِع ابْن عَمْرو بن معدي كرب عَن جده أبي عَن أيبه نَافِع قَالَ كنت مَعَ رَسُول الله

فَقَالَ لعَائِشَة حب يحمل فَذكره إِسْحَاق دجال كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَقَالَ الْخَطِيب رُوَاته لَا يعْرفُونَ (قلت) وَنَافِع هَذَا لم يذكرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة وَالله أعلم. (29) [أَثَرُ] سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ كذب بِلَا شكّ وَسَعِيد بن ذِي لعوة شيخ كَذَّاب. (30) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُول الله سَمِعَ رَجُلا يَتَغَنَّى مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا صَلاةَ لَهُ حَتَّى مِثْلَهَا، ثَلَاث مَرَّات (نع) وَلَا يَصح فِيهِ سعيد بن سِنَان. (31) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله مَرَّ بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ وَقَدْ رَشَّ فِنَاءَ أَطَمَةٍ وَجَلَسَ أَصْحَابُ النَّبِي سِمَاطَيْنِ وَجَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا سِيرِينُ مَعَهَا مِزْهَرُهَا تَخْتَلِفُ بِهِ مَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَهِيَ تُغَنِّيهِمْ فَلَمَّا مر النَّبِي لَمْ يَأْمُرْهُمْ وَلَمْ يَنْهَهُمْ فَانْتَهَى إِلَيْهَا وَهِيَ تَقُولُ فِي غِنَائِهَا: هَل على وَيحكم إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجٍ فَضَحِكَ رَسُول الله وَقَالَ لَا حَرَجَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (قطّ) وَقَالَ تفرد بِهِ حُسَيْن ابْن عبد الله عَن عِكْرِمَة، وَتفرد بِهِ عَن حُسَيْن أَبُو أويس عبد الله بن أويس، وحسين مَتْرُوك وَأَبُو أويس ضَعِيف (قلت) الْحُسَيْن بن عبد الله من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَلم يبلغ حَدِيثه الْوَضع وَأَبُو أويس من رجال مُسلم وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق يهم وَالله تَعَالَى أعلم. (32) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ تُسْمِعُنِي فَدَخَل رَسُولُ الله وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَفَرَّتْ فَضَحِكَ رَسُولُ الله فَقَالَ عُمَرُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ حَتَّى أَسْمَعَ مَا سمع رَسُول الله فَأَسْمَعَتْهُ (خطّ) من طَرِيق أبي الْفَتْح الْبَغْدَادِيّ وَقَالَ واهي الحَدِيث سَاقِط وأحسب شَيْخه مُوسَى بن نصر بن جرير اسْما اختلقه وأصل الحَدِيث بَاطِل. (33) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاس أَنى رَسُول الله نَهَى عَنِ اللَّهْوِ كُلِّهِ حَتَّى لَعِبِ الصِّبْيَانِ بِالْكِعَابِ (عد) من طَرِيق إِسْحَاق بن نجيح. (34) [حَدِيثٌ] كُلُّ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ كَبِيرَةٌ، حَتَّى لَعِبُ الصِّبْيَانِ بِالْقِمَارِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه معَان أَبُو صَالح يحدث عَن الثِّقَات بالمنكرات (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث مُنكر فَإِن صَحَّ فَمَحْمُول على أَن رِجَالهمْ إِن لم ينكروا عَلَيْهِم وأقروهم أثموا

الفصل الثاني

وارتكبوا بذلك كَبِيرَة انْتهى، وَأقرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان غير أَنه قَالَ فِي إِطْلَاقه على ذَلِك كَبِيرَة نظر وَالله أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (35) [حَدِيثٌ] لَا تَعْزِيرَ فَوْقَ عِشْرِينَ سَوْطًا (رَوَاهُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّامي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم يضع (تعقب) بِأَن عِنْد ابْن مَاجَه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَا تعزروا فَوق عشرَة أسواط (قلت) فِي سَنَده ضعف لِأَنَّهُ من رِوَايَة عباد ابْن كثير، لَكِن لَهُ شَاهد من حَدِيث أبي بردة بن نيار فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمَذْكُور هُنَا شَاهد أخرجه ابْن الْمُنْذر عَن عمر بن الْخطاب أَنه كتب إِلَى أبي مُوسَى لَا يبلغ النكال أَكثر من عشْرين سَوْطًا وَالله أعلم. (36) [حَدِيثٌ] إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ يُوشِكُ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي لعنته فِي أَيّدهُم مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَفْلح بن سعيد، قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الثِّقَات (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ هَذَا حَدِيث صَحِيح أخرجه مُسلم وَلم أَقف على حَدِيث فِي كتاب الموضوعات حكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَهُوَ فِي أحد الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث وَإِنَّهَا لغفلة شَدِيدَة وأفلح الْمَذْكُور ثِقَة مَشْهُور من رجال مُسلم وَقد تعقب الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَلَام ابْن حبَان فِيهِ، فَقَالَ حَدِيث أَفْلح صَحِيح غَرِيب وَابْن حبَان رُبمَا ضعف الثِّقَة حَتَّى لَا يدْرِي مَا يخرج من رَأسه (قلت) وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر وَنسَاء كاسيات عاريات الحَدِيث أخرجه مُسلم شَاهد لهَذَا الحَدِيث كَمَا نبه الذَّهَبِيّ عَلَيْهِ فِي الْمِيزَان وَالله أعلم. (37) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ نَاسٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ (أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عبد الله بن بجير قَالَ ابْن حبَان يروي الْعَجَائِب الَّتِي كَأَنَّهَا معمولة لَا يحْتَج بِهِ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد، فَقَالَ هَذَا شَاهد لحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمُتَقَدّم وَقد غلط

ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَضْعِيفه لعبد الله بن بجير فَإِنَّهُ بموحدة مَضْمُومَة بعْدهَا جِيم مُصَغرًا يكنى أَبَا حمْرَان بَصرِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَغَيرهمَا وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَإِنَّمَا الَّذِي قَالَ فِيهِ ابْن حبَان مَا نَقله ابْن الْجَوْزِيّ عَنهُ عبد الله بن بجير الصَّنْعَانِيّ المكني أَبَا وايل أَبوهُ بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة، وَقد أخرج الضياء الْمَقْدِسِي هَذَا الحَدِيث فِي المختارة وَلم ينْفَرد بِهِ عبد الله الْمَذْكُور فقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من غير طَرِيقه بِسَنَد صَحِيح قلت: وَحَدِيث مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر وَنسَاء عاريات كاسيات الحَدِيث شَاهد لحَدِيث أبي هُرَيْرَة كَمَا نبه عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان، وَالله أعلم. (38) [حَدِيثٌ] يُقَالُ لِلْجِلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس تفرد بِهِ السّديّ الصَّغِير (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَيشْهد لَهُ الحَدِيث الَّذِي بعده وَالله أعلم. (39) [حَدِيثٌ] الْجَلاوِزَةُ وَالشُّرَطُ وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ كِلابُ النَّارِ (نع خطّ) من حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلَفظه عِنْد الْخَطِيب الشَّرْط كلاب أهل النَّار، وَفِي سنديهما مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي ضعفه أَحْمد جدا (تعقب) بِأَن ابْن معِين وَغَيره وثقوه وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة، وَقَالَ ابْن عدي لَهُ غرائب وَلم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا. (40) [حَدِيثٌ] لَا تُقْتَلُ الْمَرْأَةُ إِذَا ارْتَدَّتْ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ عَليّ بن عِيسَى بن عبد الله (بيض) فِي النكت البديعات للتعقب عَلَيْهِ وَلم يبد شَيْئا. (41) [حَدِيثٌ] مَنْ أَعَانَ عَلَى سَفْكِ دَمٍ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَتِي (قطّ) من حَدِيث عمر (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (خطّ) من حَدِيث أبي سعيد بِلَفْظ يَجِيء الْقَاتِل يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله وَلَا يَصح فِي الأول عَمْرو بن مُحَمَّد الأعسم، وَفِي الثَّانِي يزِيد بن أبي زِيَاد الشَّامي مَتْرُوك، وَفِي الثَّالِث عَطِيَّة ضَعِيف وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة كذبه عبد الله بن أَحْمد (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سُنَنهمَا، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ يزِيد مُنكر الحَدِيث وعطية يحسن لَهُ التِّرْمِذِيّ وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة حَافظ عَالم وَثَّقَهُ صَالح جزرة، وَقَالَ ابْن عدي لم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا وَهُوَ على مَا وصف لي عَبْدَانِ لَا بَأْس

بِهِ وَقد ورد هَذَا الحَدِيث أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر، وَمن مُرْسل الزهزي أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ الأول فِي الشّعب، وَالثَّانِي فِي السّنَن (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات فِي حَدِيث أبي سعيد سَنَده ضَعِيف، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الْكَشَّاف فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِسْنَاده ضَعِيف وَفِي حَدِيث عمر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء من رِوَايَة عَمْرو ابْن مُحَمَّد الأعسم، وَقَالَ إِنَّه مَوْضُوع لَا أصل لَهُ من حَدِيث الثِّقَات وَعَمْرو الأعسم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتهى وَإِن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مِنْ طَرِيقِ حَكِيم بن نَافِع وَهُوَ ضَعِيف، عَن خلف بن حَوْشَب عَن الحكم بن عتيبة عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر قَالَ أَبُو نعيم تفرد بِهِ حَكِيم عَن خلف وَحَكِيم ضَعِيف، قَالَ الْحَافِظ وَفِي الْبَاب أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة عبد الله بن خرَاش عَن الْعَوام ابْن حَوْشَب عَن مُجَاهِد عَنهُ انْتهى وَالله أعلم. (42) [حَدِيثٌ] مَا ضَجَّتِ الأَرْضُ مِنْ عَمَلٍ عُمِلَ عَلَيْهَا ضَجِيجَهَا مِنْ سَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر تفرد بِهِ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم وَعنهُ مسلمة الْخُشَنِي وهما مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن عبد الرَّحْمَن روى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ فِي الْمِيزَان لينه أَحْمد شَيْئا وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَهَذَا عجب أَن يروي لَهُ وَيَقُول مَتْرُوك (قلت) ومسلمة روى لَهُ ابْن مَاجَه والْحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم. (43) [حَدِيثٌ] دِيَةُ الذِّمِّيِّ دِيَةُ الْمُسْلِمِ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو كرز عبد الله بن كرز مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا أنكر مَا لَهُ فقضية هَذَا أَنه مُنكر لَا مَوْضُوع، وَقد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، قلت وَقَالَ تفرد بِهِ أَبُو كرز وَتفرد بِهِ عَنهُ عَليّ بن الْجَعْد انْتهى وَالله أعلم. (44) [حَدِيث] على أَن النَّبِي قَالَ الْمَرْأَةُ لُعْبَةُ زَوْجِهَا، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُحْسِنَ لُعْبَتَهُ فَلْيَفْعَلْ، وَقَالَ لَا تَزْنُوا فَتَذْهَبَ لَذَّةُ نِسَائِكُمْ وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ زَنَوْا فَزَنَتْ نِسَاؤُهُمْ (أَبُو بكر الشَّافِعِي) فِي الغيلانيات، وَلَا يَصح فِيهِ عِيسَى بن عبيد الله الْعلوِي (تعقب) بِأَن لأوله شَاهدا عِنْد الْحَاكِم فِي تَارِيخه بِسَنَد ضَعِيف من حَدِيث عَمْرو بن العَاصِي بِلَفْظ النِّسَاء لعب فتخيروا ولآخره شَوَاهِد ستأتي.

(45) [حَدِيث] عفوا تعفوا نِسَاؤُكُمْ. و (46) [حَدِيثٌ] مَا زَنَى عَبْدٌ قَطُّ فَأَدْمَنَ عَلَى الزِّنَا إِلا ابْتُلِيَ فِي أَهْلِهِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق إِسْحَاق بن نجيح وَلَا يصحان (قلت) لم يتعقبهما السُّيُوطِيّ وَيشْهد لَهما الحَدِيث المتعقب بعدهمَا وشواهده وَالله أعلم. (47) [حَدِيثٌ] بَرُّوا آبَاءَكُمْ تَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ، وَمَنْ تُنُصِّلَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَى الْحَوْضِ (خطّ) من حَدِيثِ جَابِرٍ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ عَليّ بن قُتَيْبَة، وَعنهُ الْكُدَيْمِي (تعقب) بِأَن الْكُدَيْمِي لَا مدْخل لَهُ فِي الحَدِيث، فقد رَوَاهُ عَن عَليّ بن قُتَيْبَة، جمَاعَة غير الْكُدَيْمِي، نعم عَليّ بن قُتَيْبَة تفرد بِهِ (قلت) وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي عَليّ بن قُتَيْبَة كَانَ ضَعِيفا وَلَا يثبت حَدِيثه هَذَا وَالله أعلم، وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك (قلت) لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ بعلي بن قُتَيْبَة وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه، أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن، وَالله أعلم؛ وَله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فِي سَنَده سويدا، وَهُوَ ضَعِيف، وَمن حَدِيث عَائِشَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، وَمن حَدِيث أنس أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي سباعياته وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) هَذَا لَا يصلح شَاهدا فَإِنَّهُ من طَرِيق عَليّ بن قُتَيْبَة أَيْضا وَكَذَلِكَ حَدِيث أنس فَإِنَّهُ من طَرِيق أبي هدبة، وَالله تَعَالَى أعلم. (48) [حَدِيثٌ] إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ أَرْبَعَ خِصَالٍ يُذْهِبُ بِالْبَهَاءِ مِنَ الْوَجْهِ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ، وَيُسْخِطُ الرَّحْمَنَ، وَالْخُلُودَ فِي النَّارِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ عَمْرو بن جَمِيع (تعقب) بِأَن الطَّبَرَانِيّ أخرجه فِي الْأَوْسَط (قلت) هَذَا لَا يمْنَع الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ، نعم أعله الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد بِعَمْرو وَقَالَ مَتْرُوك، وَقَضِيَّة هَذَا أَنه ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَيشْهد لَهُ مَا بعده وَالله تعال أعلم. (49) [حَدِيثٌ] يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ خِصَالٍ، ثَلاثًا فِي الدُّنْيَا، وَثَلاثًا فِي الآخر، فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْبَهَاءَ، وَيُورِثُ الْفَقْرَ، وَيُنْقِصُ الْعُمْرَ، وَأَمَّا الَّتِي فِي الآخِرَةِ فَإِنَّهُ يُورِثُ سَخَطَ اللَّهِ، وَسُوءَ الْحِسَابِ، وَالْخُلُودَ فِي النَّارِ. ثمَّ تَلا

{أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَاب هم خَالدُونَ} (نع) من حَدِيث حُذَيْفَة (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يصحان فِي الأول مُسلم بن عَليّ مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي كَعْب بن عَمْرو قَالَ الْخَطِيب غير ثِقَة (تعقب) بِأَن الحافظين أَبَا نعيم وَالْبَيْهَقِيّ صرحا فِي حَدِيث حُذَيْفَة بضعفه فَلَا يدْخل فِي الموضوعات وَكَذَلِكَ حَدِيث أنس لَا يبلغ حَال كَعْب أَن يدْخل حَدِيثه فِي الموضوعات (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات كَعْب مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم. (50) [حَدِيثٌ] لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ وَلا مَنَّانٌ وَلا مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَلا وَلَدُ زِنًى وَلا مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ (ابْن فيل) فِي جزئه (وَعبد الرَّزَّاق) فِي مُصَنفه من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَلَا يَصح فِي الأول عبد الْكَرِيم مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي جَابَان لَا يعرف لَهُ سَماع من عبد الله بن عَمْرو، وَقَالَ البُخَارِيّ مَجْهُول (تعقب) بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي شَيْء من ذَلِك، مَا يَقْتَضِي الْوَضع والْحَدِيث أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالنَّسَائِيّ (قلت) وَقَالَ الهيثمي فِي الْمجمع رَوَاهُ أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَفِيه جَابَان وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَبَقِيَّة رجال أَحْمد رجال الصَّحِيح، وَالله أعلم، وَأخرجه أَبُو يعلى من حَدِيث عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ بِلَفْظ لَا يدْخل الْجنَّة ولد زنا وَلَا عَاق لوَالِديهِ، وَلَا مدمن خمر (قلت) فِي سَنَده مَجْهُولُونَ، وَالله تَعَالَى أعلم. (51) [حَدِيثٌ] لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنًا، وَلا وَلَدُهُ وَلا وَلَدُ وَلَدِهِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (عد) بِلَفْظ فرخ الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة (عبد بن حميد) بِلَفْظ لَا يدْخل ولد الزِّنَا وَلَا شَيْء من نَسْله إِلَى سَبْعَة أَبنَاء الْجنَّة، وَلَا يَصح فِي الأول أَبُو إِسْرَائِيل ضَعِيف، وَفِي الثَّانِي مَجْهُولُونَ وَالثَّالِث أعله الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو نعيم بِالِاضْطِرَابِ، وَأَيْضًا فَهُوَ مُخَالف لقَوْله تَعَالَى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وزر أُخْرَى} . قلت وَلقَوْله: ولد الزِّنَا لَيْسَ عَلَيْهِ من إِثْم أَبَوَيْهِ شَيْء، أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عَائِشَة، قَالَ السخاوي وَسَنَده جيد وَالله أعلم. (تعقب) بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي ذَلِك مَا يقتصى الْوَضع وَأما مُخَالفَة الْآيَة فَالْجَوَاب عَنْهَا أَن معنى الحَدِيث كَمَا نَقله الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي فِي تَارِيخ قزوين عَن الإِمَام أبي الْخَيْر أَحْمد ابْن إِسْمَاعِيل الطَّالقَانِي أَنه لَا يدْخل الْجنَّة بِعَمَل أصليه بِخِلَاف ولد الرشدة فَإِنَّهُ إِذا مَاتَ طفْلا وَأَبَوَاهُ مُؤْمِنَانِ ألحق بهما وَبلغ درجتهما بصلاحهما على مَا قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذين آمنُوا وابتعتهم ذرياتهم بِإِيمَان ألحقنا بهم ذرياتهم} ، وَولد الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة بِعَمَل أصليه، أما

الزَّانِي فنسبه مُنْقَطع، وَأما الزَّانِيَة، فشؤم زنَاهَا، وَإِن صلحت يمْنَع من وُصُول بركَة صَلَاحهَا إِلَيْهِ انْتهى (قلت) وَأجِيب بأجوبة أُخْرَى مِنْهَا أَن يكون سبق فِي علم الله أَن ولد الزِّنَا ونسله يَفْعَلُونَ أفعالا مُنَافِيَة لدُخُول الْجنَّة فَيكون عدم دُخُولهمْ لتِلْك الْأَفْعَال، لَا لزنا أَبَوَيْهِ، وَمِنْهَا إبقاؤه على ظَاهره وَيكون المُرَاد التنفير عَن الزِّنَا وَالله أعلم. (52) [حَدِيثٌ] إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا يَهُودِيُّ فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل، وَدَاوُد بن الْحصين حدث عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم هُوَ بن أبي حَبِيبَة الأشْهَلِي قَالَ أَحْمد ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين مرّة صَالح الحَدِيث وَدَاوُد بن الْحصين ثِقَة أخرج لَهُ السِّتَّة، والْحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، وَقَالَ تفرد بِهِ إِبْرَاهِيم الأشْهَلِي وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ قَالَ وَهُوَ إِن صَحَّ مَحْمُول على التَّعْزِير. (53) [حَدِيثٌ] إِنْ لَقِيتُمْ عَشَّارًا فَاقْتُلُوهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث مَالك بن عتاهية وَفِيه مَجَاهِيل، وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث (تعقب) بِأَنَّهُ فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد، ومعجم الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد رِجَاله معروفون، وَابْن لَهِيعَة من رجال مُسلم فِي المتابعات وَفِيه كَلَام كثير وَالصَّوَاب أَنه حسن الحَدِيث. (54) [حَدِيثٌ] مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ظَلَّ يَوْمَهُ مُشْرِكًا وَمَنْ سَكِرَ مِنْهَا لَمْ تُقْبَلُ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا (قطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَفِي رِوَايَة لَهُ من شرب الْخمر لم تقبل لَهُ صَلَاة أَرْبَعِينَ لَيْلَة فَإِن مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا مَا دَامَ فِي عروقه مِنْهَا شَيْء (طب) بِلَفْظ من شرب الْخمر فَجَعلهَا فِي بَطْنه لم تقبل لَهُ صَلَاة سبعا فَإِن مَاتَ فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا فَإِذا أذهلت الْخمر عقله عَن شَيْء من الْفَرَائِض لم تقبل مِنْهُ صَلَاة أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِن مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا، وَلَا يَصح تفرد بِالْأولَى أَبُو شيبَة واسْمه إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان وَهُوَ مَتْرُوك وَتفرد بِالثَّانِيَةِ عباد بن يَعْقُوب عَن عَمْرو بن ثَابت وهما مَتْرُوكَانِ وَفِي الثَّالِثَة يزِيد بن أبي زِيَاد وَهُوَ مَتْرُوك وَقد ورد من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَطاء بن السَّائِب اخْتَلَط (تعقب) بِأَن لصدر الأول شَاهدا عِنْد ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه بِسَنَد صَحِيح عَن خَيْثَمَة قَالَ كنت قَاعِدا عِنْد عبد الله بن عَمْرو فَذكر الْكَبَائِر حَتَّى ذكر الْخمر فَكَأَن رجلا تهاون بهَا فَقَالَ عبد الله

الفصل الثالث

ابْن عَمْرو لَا يشْربهَا رجل مصبحا إِلَّا ظلّ مُشْركًا حَتَّى يُمْسِي وَأما بَاقِيَة فجَاء من طرق وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة لم يتفرد بهَا عباد وَقد تَابع شيخ شَيْخه يزِيد بن أبي زِيَاد وَمن طَرِيقه أخرجه النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَحَدِيث ابْن عمر أخرجه من طَرِيق عَطاء أَحْمد فِي مُسْنده وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه، وَله طَرِيق ثَانِيَة لَيْسَ فِيهَا عَطاء أخرجهَا النَّسَائِيّ والْحَدِيث قد جَاءَ بِدُونِ ذكر الْكفْر من طرق من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَأبي ذَر وَأبي الدَّرْدَاء وَأبي بكر وَعمر وعياض بن غنم والسائب بن يزِيد وَأَسْمَاء رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ. (55) [حَدِيثٌ] لَا تُجَالِسُوا شَرَبَةَ الْخَمْرِ وَلا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ فَإِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدًّا وَجْهُهُ مُنْدَلِعًا لِسَانُهُ عَلَى صَدْرِهِ يَسِيلُ لُعَابُهُ يَقْذَرُهُ كُلُّ مَنْ رَآهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيه ضعفاء لَيْث وجعفر بن الْحَارِث وَأَبُو مُطِيع الْبَلْخِي (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من طرق أُخْرَى عِنْد أبي عَليّ الْحداد فِي مُعْجَمه والديلمي فِي مُسْند الفردوس كِلَاهُمَا من طَرِيق لَيْث وَتَابعه مُحَمَّد بن عمرَان الْأنْصَارِيّ فَرَوَاهُ عَن نَافِع عَن ابْن عمر أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَأخرجه عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف من طَرِيق لَيْث عَن عبد الله بن عمر مَوْقُوفا قلت وَلَيْث بن أبي سليم من رجال السّنَن وَهُوَ كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي حسن الحَدِيث وَمن ضعفه فَإِنَّمَا ضعفه لاختلاطه وجعفر بن الْحَارِث مُخْتَلف فِيهِ وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَابْن حبَان وَقَالَ ابْن عدي لم أر فِي حَدِيثه حَدِيثا مُنْكرا أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ أما أَبُو مُطِيع فوضاع لَكِن جَاءَ الحَدِيث من غير طَرِيقه وَاللَّهُ أَعَلُم. الْفَصْلُ الثَّالِثُ (56) [حَدِيثٌ] أَلا مَنْ زَيَّنَ نَفْسَهُ لِلْقُضَاةِ بِشَهَادَةِ الزُّورِ زَيَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِرْبَالٍ مِنْ قَطِرَانٍ وَأَلْجَمَهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ (كرّ) من حَدِيث أنس (قلت) هُوَ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن هدبة وَهُوَ آفته وَالله تَعَالَى أعلم. (57) [حَدِيثُ] عُجَّ حَجَرٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ إِلَهِي وَسَيِّدِي عَبَدْتُكَ كَذَا وَكَذَا سَنَةً ثُمَّ جَعَلْتَنِي فِي أس كنيف فَقَالَ أَو مَا تَرْضَى أَنِّي عَدَلْتُ بِكَ عَنْ مَجَالِسِ الْقَضَاءِ (تَمام) فِي فَوَائده مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق أبي مُعَاوِيَة عبد الله بن مُحَمَّد الْغَزِّي الْمُؤَدب

قَالَ تَمام هَذَا حَدِيث مُنكر وَأَبُو مُعَاوِيَة الْغَزِّي هَذَا ضَعِيف (قُلْتُ) قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِ الواهيات وَابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم. (58) [حَدِيثٌ] شَرُّ الْبِقَاعِ دُورُ الأُمَرَاءِ الَّذِينَ لَا يَقْضُونَ بِالْحَقِّ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت من حَدِيث عَليّ. (59) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ الدِّيَةَ كَانَتْ عَلَى عهد رَسُول الله وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ دِيَةَ الْمُسْلِمِ وَالْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ سَوَاءً فَلَمَّا اسْتخْلف مُعَاوِيَة صير دِيَة الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ على النّصْف فَلَمَّا اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز رده إِلَى الْقَضَاء الأول (عد) وَقَالَ بَاطِل آفته بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي. (60) [حَدِيثٌ] يُؤْتَى بِالسَّارِقِ وَالْمُطَّلِعِ عَلَيْهِ فَتُجْعَلُ لَهُمَا السَّرِقَةُ فِي الْعَرْصَةِ السَّابِعَةِ فَيُقَالُ لَهُمَا اذْهَبَا فَخُذَاهَا فَإِذَا بَلَغَاهَا سَاخَتْ بِهِمَا النَّارُ إِلَى الدَّرَكِ الأَسْفَلِ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ من طَرِيق جَعْفَر بن أَحْمد وَهُوَ آفته. (61) [حَدِيثٌ] مَنْ زَنَى زُنِيَ بِهِ وَلَوْ بِحِيطَانِ دَارِهِ (مي نجا) من حَدِيث أنس من طَرِيق الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْمَلْطِي. (62) [حَدِيثُ] أَنَسٍ إِذَا عَلا الذَّكَرُ عَلَى الذَّكَرِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ وَقَالَتِ السَّمَوَاتُ يَا رَبِّ مُرْنَا نَحْصِبُهُ وَقَالَتِ الأَرْضُ مُرْنَا نَبْتَلِعُهُ فَقَالَ دَعُوهُ فَإِنَّ طَرِيقَهُ عَلَيَّ وَوُقُوفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) وجدته مُسْندًا على ظهر نُسْخَة من مُسْند ابْن أبي شيبَة وَتَحْته بِخَط آخر: هَذَا إِسْنَاد واه والمتن مَوْضُوع. (63) [حَدِيثٌ] مَا أَنْفَقَ عَبْدٌ دِرْهَمًا فِي زنا إِلَّا فقد سِتّمائَة دِرْهَمٍ لَا يَعْرِفُ لَهَا وَجْهًا (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه أَبُو بكر أَحْمد بن نصر الذارع. (64) [حَدِيثٌ] عَشَرَةُ أَصْنَافٍ مِنْ أُمَّتِي لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ وَلا يُكَلِّمُهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ إِلا أَنْ يَتُوبُوا وَيَتَّقُوا الْمُتَلَذِّذُونَ بِالْقَهَوَاتِ وَاللاعِبُونَ بِالشَّاهَاتِ وَالضَّارِبُونَ بِالْكُوبَاتِ وَاللاهُونَ بِالْعَرْطَبَاتِ وَالْمَانِعُونَ الزَّكَوَاتِ وَالْغَالُونَ الأَمَانَاتِ وَالنَّائِمُونَ عَنِ الْعَتَمَاتِ وَالْغَدَوَاتِ وَالْعَشَّارُونَ فِي الطُّرُقَاتِ وَالطَّالِبُونَ لِلشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ وَالرَّاضُونَ بِالْمُنْكَرَاتِ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس مَعًا من طَرِيق مَأْمُون عَن شَيْخه الجويباري.

(65) [حَدِيثٌ] لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ عَدْنٍ خَلَقَ لَبَنَهَا مِنْ ذَهَبٍ يَتَلأْلأُ وَتُرَابَهَا مِنْ مِسْكٍ مُرَوَّقٍ ثُمَّ أَمَرَهَا فَاهْتَزَّتْ فَنَطَقَتْ فَقَالَتْ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ طُوبَى لِمَنْ قَدَّرْتَ لَهُ دُخُولِي قَالَ اللَّهُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لَا يَدْخُلُكِ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا مُصِرٌّ عَلَى زِنًا وَلا قَتَّاتٌ وَهُوَ النَّمَّامُ وَلا دَيُّوثٌ وَهُوَ الَّذِي لَا يَغَارُ وَلا قَلاعٌ وَهُوَ الَّذِي يَسْعَى بِالنَّاسِ عِنْدَ السُّلْطَانِ ليهلكها ولَا خَتَّارٌ وَهُوَ الْغَدَّارُ الَّذِي لَا يُوَفِّي بِعَهْدِهِ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى بن جَعْفَر عَن أَبِيه عَن جده عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب وَهَذِه السّنَن وَضعهَا ابْن الْأَشْعَث وَكلهَا بِهَذَا السَّنَد فَمِنْهَا مَا اختلقه ابْتِدَاء وَمِنْهَا مَا سَرقه وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد. (66) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى غُلامًا فِي دُبُرِهِ فَهُوَ الْكُفْرُ بِاللَّهِ، وَمَنْ أَتَى بَيْنَ فَخِذَيْهِ فَهُوَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَمَنْ قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ جَاءَ مَصْلُوبًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى جِذْعٍ مِنْ نَارٍ حَتَّى يَفْرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْجَمْعِ، ثُمَّ يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ (مي) من حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ علته وَمَا عرفت فِيهِ من الْمَجْرُوحين غير الْحَارِث الْأَعْوَر وَمَا أَظُنهُ يحْتَمل هَذَا وَالله تَعَالَى أعلم. (67) [حَدِيثٌ] مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ بَعْدَ أَنْ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى لِسَانِي فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُزَوَّجَ إِذَا خَطَبَ وَلا يُشَفَّعَ إِذَا شَفَعَ وَلا يُصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ وَلا يُؤْتَمَنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَإِنِ اؤْتُمِنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَأَكَلَهَا أَوِ اسْتَأْكَلَهَا فَلَيْسَ لِصَاحِبِهَا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَأْجُرَهُ وَلا يُخْلِفَ عَلَيْهِ (نجا) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق مُحَمَّد بن الْفُرَات. (68) [حَدِيثٌ] يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ يَوْمٍ شَارِبَ الْخَمْرِ مَلْعُونٌ وَجَارُكَ مَلْعُونٌ وَجَلِيسُكَ مَلْعُونٌ (كرّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ بَاطِل فِيهِ صَالح بن الْفَتْح الشَّاشِي وَشَيْخه أَبُو الْفضل ابْن أَحْمد اللؤْلُؤِي مَجْهُولَانِ وآفته أَحدهمَا. (69) [حَدِيثٌ] سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُمَرَاءُ جَوَرَةٌ فَمَنْ خَافَ سِجْنَهُمْ وَسَيْفَهُمْ وَسَوْطَهُمْ فَلا يَأْمُرُهُمْ وَلا يَنْهَاهُمْ (مي) من حَدِيث زيد وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ. (70) [حَدِيثٌ] مَنِ اجْتَازَ عَلَى وَلَدِهِ وَهُوَ يَلْعَبُ بِالْجَوْزِ فَلَمْ يُعَرِّكْ أُذُنَيْهِ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَلاةَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أَقف لَهُم على تراجم وَالله تَعَالَى أعلم.

(71) [حَدِيثٌ] لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَيْئًا مِنَ الْعُقُوقِ أَدْنَى مِنْ أُفٍّ لَحَرَّمَهُ فَلْيَعْمَلِ الْعَاقُّ مَا شَاءَ فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلْيَعْمَلِ الْبَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ (مي) من حَدِيث الْحُسَيْن ابْن عَليّ وَفِيه عِيسَى بن عبيد الله وَعنهُ أَصْرَم بن حَوْشَب. (72) [حَدِيثٌ] أَنَسٍ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُقَرَاءَ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاء بِخَمْسِمِائَة عَامٍ؛ وَهُوَ نِصْفُ يَوْمٍ فَفَرِحَ رَسُول الله، فَقَالَ أَفِيكُمْ مَنْ يُنْشِدُ فَقَالَ بَدَوِيٌّ نَعَمْ فَقَالَ هَاتِ هَاتِ فَأَنْشَدَ الْبَدَوِيُّ: (قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي ... فَلا طَبِيبَ لَهَا وَلا رَاقِي) (إِلا الطَّبِيبَ الَّذِي شُغِفَتْ بِهِ ... فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي) فتواجد رَسُول الله وَتَوَاجَدَ الأَصْحَابُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِهِ فَلَمَّا فَرَغُوا أَوَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مَا أَحْسَنَ لَعِبَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَهْ يَا مُعَاوِيَةُ لَيْسَ بِكَرِيمٍ مَنْ لَمْ يَهْتَزَّ عِنْدَ سَمَاعِ ذِكْرِ الْحَبِيبِ، ثُمَّ اقْتَسَمَ رِدَاء رَسُول الله من حضر بأربعمائة قِطْعَةٍ (الْحَافِظ ابْن طَاهِر) وَهُوَ بَاطِل، قَالَ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ قد عَابَ غير وَاحِد من أهل الْعلم ابْن طَاهِر بإيراد هَذَا الحَدِيث فِي كِتَابه، وَكتب شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر الْمَقْدِسِي وَقد سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث مَا ملخصه إِن الْوَاقِف عَلَيْهِ يظْهر لَهُ أَنه مَوْضُوع لركة أَلْفَاظه ومباينة شعره لأشعار الْعَرَب فِي جزالة ألفاظها ومخالفته لما صَحَّ من النهى عَن إِضَاعَة المَال ونفرة الْقُلُوب مِنْهُ، وَكتب شيخ الْإِسْلَام النَّوَوِيّ وَقد سُئِلَ عَنهُ: بَاطِل لَا تحل رِوَايَته وَلَا نسبته إِلَى النَّبِي وَيُعَزر من رَوَاهُ عَالما تعزيرا بليغا وَلَا يغتر بِكَوْنِهِ فِي عوارف المعارف وَغَيره مَعَ أَن صَاحب العوارف قَالَ يتخالج سري أَنه غير صَحِيح ويأبى الْقلب قبُوله (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ رُوَاته ثِقَات غير عمار بن إِسْحَاق فَكَأَنَّهُ وَاضعه وَالله تَعَالَى أعلم. (73) [حَدِيثٌ] مَثَلُ هَذَا الدِّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ، الإِيمَانُ أَصْلُهَا وَالزَّكَاةُ فَرْعُهَا وَالصِّيَامُ عُرُوقُهَا وَالصَّلاةُ مَاؤُهَا وَالثَّنَاءُ فِي اللَّهِ نَبَاتُهَا وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَالْكَفُّ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ثَمَرُهَا فَكَمَا لَا تَكْمُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ إِلا بِالثَّمَرَةِ فَكَذَلِكَ لَا يَكْمُلُ الإِيمَانُ إِلا بِالْكَفِّ عَن

مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (حا) من مُرْسل حميد الطَّوِيل (قلت) لم يبين علته مَعَ إرْسَاله وَهُوَ من طَرِيق مُحَمَّد السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي وَأَظنهُ ابْن أَشْرَس وَهُوَ مَتْرُوك مُتَّهم وَشَيْخه حَمْزَة بن شَدَّاد الْجَزرِي مَا عَرفته وَالله أعلم. (74) [حَدِيثٌ] لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى عَظَمَةِ مَنْ تَعْصِي (نع) من حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات من الطَّرِيق الْمَذْكُور وَمن حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق غَالب ابْن عبيد الله وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق أبي دَاوُد النَّخعِيّ ثمَّ قَالَ: هَذَا إِنَّمَا يثبت من قَول بِلَال بن سعد وَالله تَعَالَى أعلم. (75) [حَدِيثٌ] اللاعِبُ بِالشَّطْرَنْجِ كَالآكِلِ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالنَّاظِرُ إِلَى مَنْ يَلْعَبُ الشَّطْرَنْجَ كَالْغَامِسِ يَدَهُ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق مُوسَى الطَّوِيل. (76) [حَدِيثٌ] مَنْ لَعِبَ بِالشَّطْرَنْجِ فَقَدْ قَارَفَ {شِرْكًا وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ من السَّمَاء} الْآيَة (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه أَبُو عصمَة.

كتاب الأطعمة

كتاب الْأَطْعِمَة الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] مَاؤُهَا رَحْمَةٌ وَحَلاوَتُهَا مِثْلُ حَلاوَةِ الْجَنَّةِ يَعْنِي الْبِطِّيخَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه هناد النَّسَفِيّ ومجاهيل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَأَنا أتهم بِهِ هنادا فَإنَّا سمعنَا عَنهُ أَحَادِيث كَثِيرَة مَرْفُوعَة مَوْقُوفَة فِي فَضَائِل الْبِطِّيخ لم نجدها عِنْد غَيره وَكلهَا محَال وَلَا يَصح فِي فَضَائِل الْبِطِّيخ شَيْء إِلَّا أَن رَسُول الله أكله. (2) [حَدِيثٌ] لَكُمْ فِي الْعِنَبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ حَلالٌ، تَأْكُلُونَهُ عِنَبًا وَتَشْرَبُونَهُ عَصِيرًا مَا لَمْ يُنَشَّ وَتَتَّخِذُونَ مِنْهُ زَبِيبًا وَرُبًّا وَخَلا (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن وهب وَإِسْمَاعِيل بن مُسلم السكونِي (قلت) كَذَا فِي الأَصْل السكونِي وَالَّذِي فِي لِسَان الْمِيزَان الْيَشْكُرِي نِسْبَة إِلَى بني يشْكر وَقَالَ الْعقيلِيّ إِسْمَاعِيل لَا يعرف ومسعود بن مُوسَى بن مشكان يَعْنِي شيخ إِسْمَاعِيل نَحْو مِنْهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (3) [حَدِيثٌ] رَبِيعُ أُمَّتِي الْعِنَبُ وَالْبِطِّيخُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الضَّوْء. أَقُول: قد أورد المُصَنّف هَذَا الحَدِيث فِي الْجَامِع الصَّغِير بِزِيَادَة المخرجين، وَقد قَالَ: إِنَّه صانه عَمَّا انْفَرد بِهِ وَضاع أَو كَذَّاب. (4) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ قَالَ رَسُول الله عَلَيْكُمْ بِالْمُرَازِمَةِ، قِيلَ وَمَا الْمُرَازِمَةُ قَالَ: أَكْلُ الْخُبْزِ مَعَ الْعِنَبِ فَإِنَّ خَيْرَ الْفَاكِهَةِ الْعِنَبُ، وَخَيْرَ الطَّعَامِ الْخُبْزُ (عد) من طَرِيق عَمْرو بن خَالِد الْأَسدي. (5) [حَدِيثُ] جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَنْ آبَائِهِ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى كِسْرَةٍ مُلْقَاةٍ فَقَالَ يَا سُمَيْرَاءُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكِ، فَبِالْخُبْزِ أَنْزَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَبِالْخُبْرِ أَنْبَتَ النَّبَاتَ مِنَ الأَرْضِ، وَبِالُخْبِز صُمْنَا وَصَلَّيْنَا، وَبِالْخُبْزِ حَجَجْنَا بَيْتَ رَبِّنَا، وَبِالْخُبْزِ جَاهَدْنَا عَدُوَّنَا، وَلَوْلا الْخُبْزُ مَا عُبِدَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ (حب) من طَرِيق أبي أَشْرَس الْكُوفِي (قلت) نعم عِنْد ابْن مَاجَه فِي سنَنه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَاللَّفْظ لَهُ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا دخل عَليّ رَسُول الله فَرَأى فِي بَيْتِي كسرة ملقاة

فَمشى إِلَيْهَا فمسحها ثمَّ أكلهَا فَقَالَ يَا عَائِشَة أحسني جوَار نعم الله فَإِنَّهَا قَلما نفرت عَن أهل بَيت فَكَادَتْ أَن ترجع إِلَيْهِم، وَالله أعلم. (6) [حَدِيثٌ] مَا اسْتَخَفَّ قَوْمٌ بِحَقِّ الْخُبْزِ إِلا ابْتَلاهُمُ اللَّهُ بِالْجُوعِ (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (قلت) روى الديملي من حَدِيث عبد الله بن أم حرَام: أكْرمُوا الْخبز فَإِن الله سخر لكم بِهِ بَرَكَات السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْحَدِيد وَالْبَقر وَابْن آدم، وَلَا تسندوا الْقَصعَة بالخبز فَإِنَّهُ مَا أهانه قوم إِلَّا ابْتَلَاهُم الله بِالْجُوعِ، وروى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه بِسَنَد فِيهِ من يجهل من حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِذا خَرجْتُمْ فِي حج أَو عمْرَة فنعموا أَنفسكُم لكيلا تنكلوا وأكرموا الْخبز فَإِن الله سخر لكم بِهِ بَرَكَات السَّمَاء وَالْأَرْض فَلَا تسندوا الْقَصعَة بالخبز فَإِنَّهُ مَا أهانه قوم إِلَّا ابْتَلَاهُم الله بِالْجُوعِ وَالله تَعَالَى أعلم. (7) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ بِقَدْرِهَا (قَطُّ عد) من حَدِيث عَائِشَة وَلَيْسَ بِصَحِيح، فِي الأول بكر بن عبد الله، وَفِي الثَّانِي عبد الله بن عمر الْخُرَاسَانِي مَجْهُول وتابعهما عبد الصَّمد بن مطير وَكَأَنَّهُ سَرقه وَغير إِسْنَاده (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ هَذَا بَاطِلٌ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عبد الصَّمد بن مطير هُوَ صَاحب هَذَا الحَدِيث الْبَاطِل وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا الحَدِيث أخرجه بَقِي بن مخلد فِي مُسْنده عَن زُهَيْر بن عباد، حَدثنَا عبد الله بن عمر الْخُرَاسَانِي فَذكر من فَضله حَدثنَا اللَّيْث عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فَذكره وَالله تَعَالَى أعلم. (8) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ الْقُثَّاءَ بِلَحْمٍ وُقِيَ الْجُذَامَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عَليّ ابْن معمر الْقرشِي اتهمه بِهِ ابْن عدي. (9) [حَدِيثٌ] الْجُبْنُ دَاءٌ وَالْجَوْزُ دَاءٌ فَإِذَا صَارَا فِي الْجَوْفِ صَارَا شِفَاءَيْنِ (حا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من ثَلَاثَة طرق وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه تَمام فِي فَوَائده (قلت) هُوَ من طَرِيق مُحَمَّد بن عبيد الله بن مَرْوَان بن مُحَمَّد بن هِشَام السُّلَيْمَانِي ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان وَذكر أَن تَمامًا روى عَنهُ هَذَا الحَدِيث فِي غير فَوَائده الْمَشْهُورَة وَلم يذكر فِيهِ الْحَافِظ جرحا وَلَا تعديلا وَكَأَنَّهُ رأى أَن تحديثه بِمثل هَذَا الحَدِيث

كَاف فِي جرحه فإمَّا اختلقه وَإِمَّا سَرقه وَالله أعلم، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه الْخَطِيب بِنَحْوِهِ من طَرِيق مُحَمَّد بن هَارُون بن يزِيد الْهَاشِمِي وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر (قلت) وَقَالَ ابْن عَسَاكِر هَذَا من وضع مُحَمَّد بن هَارُون إِلَّا أَن الْحَافِظ ابْن حجر تعقبه فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِك فقد تَابعه عَلَيْهِ مُحَمَّد بن مخلد الدوري الْحَافِظ. وَكَذَلِكَ شَيْخه مُحَمَّد بن عَليّ الْقزْوِينِي تَابعه مُحَمَّد بن يُونُس بن هَارُون، رَوَاهُمَا الْحَافِظ الخليلي فِي التَّارِيخ فبرئ ابْن يزِيد وَشَيْخه من عُهْدَة الحَدِيث؛ وَلَعَلَّ الْحسن بن قَحْطَبَةَ حمله عَن كَذَّاب عَن الْمَنْصُور؛ فَتوهم أَنه عَن الْمَنْصُور، انْتهى؛ وَالله تَعَالَى أعلم قَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ وَمن مَنَاكِيره حَدثنِي مسعر بن عَليّ فَذكر سندا إِلَى ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ قَالَ ابْن حجر: والشيباني يضع ومسعر شَيْخه لَا أعرفهُ انْتهى، وَأخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب من وَجه آخر (قلت) فِي سَنَده من لَمْ أَعْرِفْهُمْ؛ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (10) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ فَذُكِرَ عِنْدَهُ الأَدْهَانُ فَقَالَ فَضْلُ دُهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى سَائِرِ الْخلق، وَكَانَ النَّبِي يَدْهُنُ بِهِ وَيَسْتَعِطُ بِهِ وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْبُقُولِ، فَقَالَ فَضْلُ الْكُرَّاثِ عَلَى سَائِرِ الْبُقُولِ كَفَضْلِ الْخُبْزِ عَلَى سَائِرِ الأَشْيَاءِ، وَذُكِرَ لَهُ الجوك، وَهُوَ الْبَاذَرُوجُ، فَقَالَ: بَقْلِي وَبَقْلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، فَإِنِّي أُحِبُّهَا وَآكُلُهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شَجَرَتِهَا نَابِتَةً فِي الْجَنَّةِ، وَذُكِرَ لَهُ الْجَرْجِيرُ فَقَالَ أَكْرَهُهَا لَيْلا وَلا بَأْسَ بِهَا نَهَارًا وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شَجَرَتِهَا فِي جَهَنَّمَ، وَذُكِرَ الْهِنْدِبَا فَقَالَ: كُلُوا الْهِنْدِبَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنَفَّضَ وَيُغْسَلَ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ وَرَقَةٌ إِلا وَفِيهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَذُكِرَ الْكَمْأَةُ وَالْكَرَفْسُ فَقَالَ الْكَمْأَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ وَهُمَا طَعَامُ إِلْيَاسَ وَالْيَسَعَ يَجْتَمِعَانِ كُلَّ عَامٍ بِالْمَوْسِمِ فَيَشْرَبَانِ شَرْبَةٌ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَيَكْتَفِيَانِ بِهَا إِلَى قَابِلٍ فَيَرُدُّ اللَّهُ شَبَابَهُمَا فِي كُلِّ مِائَةِ عَامٍ مَرَّةً مِنْ طَعَامِهِمَا الْكَمْأَةَ وَالْكَرَفْسَ، وَذُكِرَ اللَّحْمُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْهُ مُضْغَةٌ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أَنْبَتَتْ مَكَانَهَا شِفَاءً، وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهُ مِنَ الدَّاءِ. وَذُكِرَ الْحِيتَانُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْهَا مِنْ مُضْغَةٍ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أَنْبَتَتْ مَكَانَهَا دَاءً وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهَا مِنَ الشِّفَاءِ وَأَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا السُّلَّ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق عبد الرَّحِيم بن حبيب الْفرْيَابِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (11) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ كُنَّا فِي وَلِيمَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَأُتِيَ بِطَعَام فِيهِ باذنجان

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْبَاذِنْجَانَ يُهِيجُ المرار. فَأكل رَسُول الله بَاذِنْجَانَةً فِي لُقْمَةٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا الْبَاذِنْجَانُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَلا دَاءَ فِيهِ، (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَرْب الملحمي، وَهُوَ آفته (قلت) تَابعه عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي، أسْندهُ من طَرِيقه الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، ثمَّ قَالَ عبد الْوَهَّاب مَا عَرفته، والمتن مَوْضُوع انْتهى، وَأسْندَ أَيْضا الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدَّين فِي جزئه، الَّذِي سَمَّاهُ الدِّرَايَة، بِمَا جَاءَ فِي حَدِيث زَمْزَم من الرِّوَايَة، وَقَالَ هَذَا الحَدِيث لم يحدث بِهِ عبد الْأَعْلَى، يَعْنِي ابْن حَمَّاد النَّرْسِي، شيخ الملحمي وَعبد الْوَهَّاب وَلَا من فَوْقه فِي السَّنَد، وَإِنَّمَا ركب مَوْضُوعا مختلقا عَلَيْهِم، وَأسْندَ مَوْضُوعا مُلَفقًا إِلَيْهِم والآفة فِيهِ، وَالله أعلم بِالْحَال، مِمَّن هُوَ دون عبد الْوَهَّاب من الرِّجَال وَقد علق الديلمي فِي الفردوس حديثين وَأسْندَ ابْنه ثَانِيهمَا، الأول عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا. كلوا الباذنجان فَإِنَّهَا شَجَرَة رَأَيْتهَا فِي جنَّة المأوى شهِدت لله بِالْحَقِّ ولي بِالنُّبُوَّةِ ولعلي بِالْولَايَةِ فَمن أكلهَا على أَنَّهَا دَاء كَانَت دَاء وَمن أكلهَا على أَنَّهَا دَوَاء كَانَت دَوَاء وَالثَّانِي عَن أنس مَرْفُوعا كلوا الباذنجان وَأَكْثرُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ أول شَجَرَة آمَنت بِاللَّه عز وَجل قَالَ ابْن نَاصِر الدَّين وليتهما لم يخرجاهما أَو بَينا وضعهما فَإِنَّهُمَا من الْمَوْضُوع الَّذِي لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَقد لفق الْحَدِيثين بعض الْكَذَّابين وجعلهما حَدِيثا وَاحِدًا بِزِيَادَة فَزعم أَن النَّبِي كَانَ يَأْكُل الباذنجان وَيَقُول من أكله على أَنه دَاء كَانَ دَاء وَمن أكله على أَنه دَوَاء كَانَ دَوَاء وَيَقُول نعم البقلة هِيَ لبنوه وزيتوه وكلوا مِنْهُ وَأَكْثرُوا فَإِنَّهَا أول شَجَرَة آمَنت بِاللَّه وَإِنَّهَا تورث الْحِكْمَة وترطب الدِّمَاغ وتقوي المثانة وتكثر الْجِمَاع وَهَذَا كذب مفترى لَا يحل ذكره مَرْفُوعا إِلَّا بكشف ستره وعده مَوْضُوعا انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (12) [حَدِيثٌ] لَا تَأْكُلُوا اللَّحْمَ (قا) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد من الْمَجْرُوحين وَقد صَحَّ أَنه كَانَ يَأْكُل اللَّحْم وَيُعْجِبهُ وَيُحِبهُ (قلت) لَهُ شَاهد عَن عمر رَضِي الله عَنهُ إيَّاكُمْ وَاللَّحم فَإِن لَهُ ضراوة كضراوة الْخمر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ وَصله بعض الضُّعَفَاء وَرَفعه وَلَيْسَ بِشَيْء وَأخرج أَيْضا عَن عمر إيَّاكُمْ والأحمرين اللَّحْم والنبيذ فَإِنَّهُمَا مفْسدَة لِلْمَالِ مرقة للدّين وَالله تَعَالَى أعلم. (13) [حَدِيثٌ] أَكْرِمُوا الْبَقَرَ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ الْبَهَائِمِ مَا رَفَعَتْ طَرْفَهَا لِلسَّمَاءِ حَيَاءً مُنْذُ عُبِدَ

الْعِجْلُ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن وهب النسوي (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَفِي تَلْخِيص الموضوعات للذهبي مَا نَصه قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ الْمُتَّهم بِهِ عبد الله بن وهب النسوي وَهَذَا وهم مِنْهُ انْتهى وَلَا أَدْرِي مَا وَجه الْوَهم وَالله تَعَالَى أعلم. (14) [حَدِيثٌ] لَا سَبْقَ إِلا فِي حَافِرٍ أَوْ نصل أَو جنَاح زِيَاد أَو جنَاح من وضع غياث بن إِبْرَاهِيم وَقد سبقت قصَّته فِي الْمُقدمَة (15) [حَدِيثٌ] إِنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ (وَضعه أَبُو البخْترِي) وهب بن وهب القَاضِي المرشيد وَهُوَ إِذْ ذَاك يطير الْحمام رَوَاهُ الْخَطِيب. (16) [حَدِيثٌ] لَا بَأْسَ بِأَكْلِ كُلِّ طَيْرٍ مَا خَلا الْبُومَ وَالرَّخَمَ (قا) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان. (17) [حَدِيثٌ] أَكْلُ السَّمَكِ يُذْهِبُ الْجَسَدَ (حا) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَقَالَ أَبُو شَافِع يَعْنِي أحد رُوَاته قلت لأبي يَعْقُوب مَا معنى هَذَا الحَدِيث قَالَ يَعْنِي أَن أكله يخرب حَتَّى لَا يذكر الْجَسَد وَلَيْسَ بِشَيْء لَا فِي سَنَده وَلَا فِي مَعْنَاهُ وَلَعَلَّه يذيب الْجَسَد فاختلط على الرَّاوِي وَفَسرهُ على الْغَلَط وَفِيه الْعَلَاء بن مسلمة الرواس وَغَيره من الْمَجْرُوحين (قلت) رَوَاهُ وَكِيع فِي الْغرَر عَن عَليّ مَوْقُوفا فِي أثر طَوِيل أَوله من ابْتَدَأَ غداءه بالملح أذهب الله عَنهُ سبعين نوعا من الْبلَاء وَلَفظه السّمك يذيب الْجَسَد وَالله تَعَالَى أعلم. (18) [حَدِيثٌ] أَوَّلُ رَحْمَةٍ تُرْفَعُ مِنَ الأَرْضِ الطَّاعُونُ وَأَوَّلُ نِعْمَةٍ تُرْفَعُ مِنَ الأَرْضِ الْعَسَلُ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَليّ بن عُرْوَة. (19) [حَدِيثٌ] عَلَيْكَ بِالْعَسَلِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ بَيْتٍ فِيهِ عَسَلٍ إِلا وَتَسْتَغْفِرُ لَهُ مَلائِكَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَإِنْ شَرِبَهُ رَجُلٌ دَخَلَ جَوْفَهُ أَلْفُ دَوَاءٍ وَيَخْرُجُ مِنْهُ أَلْفُ دَاءٍ فَإِنْ مَاتَ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ لَمْ تَمَسَّ النَّارُ جِلْدَهُ (الْإِسْمَاعِيلِيّ) فِي مُعْجَمه من حَدِيث سلمَان وَجُمْهُور رُوَاته مَجَاهِيل. (20) [حَدِيثٌ] جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِتَمْرَةٍ فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذَا فِي أَرْضِكُمْ قُلْتُ نُسَمِّيهِ تَمْرَ الْبَرْنِيِّ قَالَ كُلْهُ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ أَوَّلُهُ يُطَيِّبُ الْمَعِدَةَ وَالثَّانِي يَهْضِمُ الطَّعَامَ وَالثَّالِثُ يَزِيدُ فِي الْفَقَارِ يَعْنِي مَاءَ الظَّهْرِ وَالرَّابِعُ يَزِيدُ فِي السَّمْعِ وَالْخَامِسُ يخبل شَيْطَانه

وَالسَّادِسُ يُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ وَيُبَاعِدُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَالسَّابِعُ خَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ (عد) من حَدِيث عَليّ وَفِيه سُفْيَان بن وَكِيع وَكَانَ إِذا لقن تلقن. (21) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ قَدِمَ وَفْدُ الْبَحْرَيْنِ فَأَهْدَوْا لِلنَّبِيِّ جُلَّةً مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذَا قَالُوا هُوَ الْبَرْنِيُّ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ فِيهِ آنِفًا فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ كُلِ الْبَرْنِيَّ وَمُرْ أُمَّتِكَ بِأَكْلِهِ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ يَهْضِمُ الطَّعَامَ وَيُنَشِّطُ الإِنْسَانَ وَيَخْبُلُ الشَّيْطَانَ وَيُقَرِّبُ مِنَ الرَّحْمَنِ وَيَزِيدُ مَاءَ الظَّهْرِ وَيُذْهِبُ بِالنِّسْيَانِ وَيُطَيِّبُ النَّفْسَ وَخَيْرُ تَمْرِكُمُ الْبَرْنِيُّ (عد) من طَرِيق جَعْفَر بن أَحْمد وَقَالَ وَضعه جَعْفَر. (22) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالتَّمْرِ الْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ يُشْبِعُ الْجَائِعَ وَيُدْفِي الْعُرْيَانِ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ من طَرِيق حُسَيْن بن علوان. (23) [حَدِيثٌ] كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرِّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتُلُ الدُّودَ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ عصمَة بن مُحَمَّد. (24) [حَدِيثٌ] أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ طَعَامُهَا فِي نِفَاسِهَا التَّمْرَ خَرَجَ وَلَدُهَا ذَلِكَ حَلِيمًا فَإِنَّهُ كَانَ طَعَامَ مَرْيَمَ حِينَ وَلَدَتْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ طَعَامًا كَانَ خَيْرًا لَهَا مِنَ التَّمْرِ لأَطْعَمَهَا إِيَّاهَا (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ دَاوُد بن سُلَيْمَان الْجِرْجَانِيّ وَسليمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ قَالَ السُّيُوطِيّ دَاوُد توبع عِنْد ابْن مَنْدَه فِي أَخْبَار أَصْبَهَان وَأبي نعيم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ (قلت) يَعْنِي فانحصر الْأَمر فِي سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ لَكِن لبعضه شَوَاهِد تقدّمت فِي كتاب الْمُبْتَدَأ وَالله تَعَالَى أعلم. (25) [حَدِيثٌ] لَوْ عَلِمَ النَّاسُ وَجْدِي بِالرُّطَبِ لَعَزَّوْنِي فِيهِ إِذَا ذَهَبِ (فت) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه خَمْسَة على نسق مَا بَين ضَعِيف وَكَذَّاب (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هُوَ ظَاهر الْبطلَان والعهدة فِيهِ عِنْدِي على مُحَمَّد بن سعيد الكزبراني أَو شَيْخه مجاشع بن عَمْرو وَالله تَعَالَى أعلم. (26) [حَدِيثٌ] أَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ طَيِّبَ الطَّعَامِ فَإِنَّمَا قَوِيَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَجْرِيَ فِي الْعُرُوقِ بِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه يزيع أَبُو الْخَلِيل الْبَصْرِيّ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (27) [حَدِيثٌ] سِتٌّ يُورِثْنَ النِّسْيَانَ سُؤْرُ الْفَأْرِ وَإِلْقَاءُ الْقَمْلَةِ وَهِيَ حَيَّة وَالْبَوْل فِي المَاء

الرَّاكِدِ وَقَطْعُ الْقِطَارِ وَمَضْغُ الْعِلْكِ وَأَكْلُ التُّفَّاحِ الْحَامِضِ وَيَحِلُّ ذَلِكَ اللُّبَانُ الذَّكَرُ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله الْأَيْلِي. (28) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخَذَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً مِنْ مَجْرَى الْغَائِطِ أَوِ الْبَوْلِ فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلا نَقِيًّا، ثُمَّ أَكَلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ (أَبُو يعلى) من حَدِيث فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا وَفِيه وهب بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي وَهُوَ وهب بن وهب القَاضِي. (29) [حَدِيثٌ] إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلَمْ يَرُدَّهُ فَلا يَقُلْ هَنِيئًا فَإِنَّ الْهَنِيءَ لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَكِنْ لِيَقُلْ أَطْعَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ طَيِّبًا (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ متروكون (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات هَذَا بَاطِل فَإِن الله يَقُول {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مريئا} وَالله تَعَالَى أعلم. (30) [حَدِيثٌ] شُرْبُ المَاء على الرِّيق يعْقد الشَّحْم (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق عَاصِم بن سُلَيْمَان الكوزي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (31) [حَدِيثٌ] الْبَرَكَةُ فِي صِغَرِ الْقُرْصِ وَطُولِ الرِّشَا وَصِغَرِ الْجَدْوَلِ (قَالَ النَّسَائِيّ) هَذَا حَدِيث كذب. (32) [حَدِيثٌ] اتَّخِذُوا هَذِهِ الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّهَا تُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيه مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَيْمُونِيّ. (33) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ فَحَرَّمَ أَكْلَ الطِّينِ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ (عد) من حَدِيث عَليّ وَجَابِر بن عبد الله مَعًا وَفِيه جَعْفَر بن أَحْمد شيخ ابْن عدي وَهُوَ وَضعه. (34) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مِنَ الطِّينِ وَفَتَّهُ فَقَدْ أَكَلَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَفَتَّهُ. (35) [وَحَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مِنَ الطِّينِ وَاغْتَسَلَ بِهِ فَقَدْ أَكَلَ لَحْمَ أَبِيهِ آدَمَ وَاغْتَسَلَ بِدَمِهِ (عد) كِلَاهُمَا من حَدِيث أنس من طَرِيق عَليّ بن عَاصِم وَعنهُ عبد القدوس ابْن عبد القاهر واتهم ابْن عدي بهما عَليّ بن عَاصِم قَالَ السُّيُوطِيّ وبرأه مِنْهُمَا الذَّهَبِيّ واتهم بهما عبد القدوس. (36) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الطِّينِ يُورِثُ النِّفَاقَ (عد) من حَدِيث جَابر، من طَرِيق جَعْفَر ابْن أَحْمد وَهُوَ وَضعه. (37) [حَدِيثٌ] أَقْسَمَ رَبُّكُمْ لَيُعَذِّبَنَّ آكِلَ الطِّينِ كَعَذَابِ شَارِب الْخمر.

الفصل الثاني

(38) [وَحَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْعَبْدَ عَلَى أَكْلِ الطِّينِ لِمَا غَيَّرَ مِنْ جِسْمِهِ (رَوَاهُمَا مُحَمَّد بن عكاشة) وَهُوَ وَصَاع الأول من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَالثَّانِي من حَدِيث الْبَراء ابْن عَازِب. (39) [حَدِيثٌ] أَلا مَنْ أَكَلَ الطِّينَ حَاسَبَهُ اللَّهُ عَلَى قَدْرِ مَا نَقَصَ مِنْ لَوْنِهِ وَقُوتِهِ أَلا مَنْ أَكَلَ الطِّينَ حَشَا اللَّهُ بَطْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارًا عَلَى قَدْرِ مَا أَكَلَ مِنَ الطِّينِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه صَالح بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ وَفِيه أَيْضا عَاصِم بن زَمْزَم الْبَلْخِي وَمُقَاتِل بن الْفضل مَجْهُولَانِ. (40) [حَدِيثٌ] إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَقِلُّ طَعَامُهُمْ فَتَسْتَنِيرُ بُطُونُهُمْ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ الْحسن بن ذكْوَان، روى الْأَثْرَم عَن أَحْمد إِنَّه قَالَ أَحَادِيثه أباطيل وَعَن عبد الله بن الْمطلب الْعجلِيّ مَجْهُول (قلت) الْحسن بن ذكْوَان جَازَ القنطرة فَإِنَّهُ من رجال البُخَارِيّ وَعبد الله بن الْمطلب وصف الْعقيلِيّ حَدِيثه بالنكارة وَكَذَلِكَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فَلَا يذكر فِي الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (41) [حَدِيثٌ] الْمَعِدَةُ حَوْضُ الْبَدَنِ وَالْعُرُوقُ إِلَيْهَا وَارِدَةٌ فَإِذَا صَحَّتِ الْمَعِدَةُ صَدَرَتِ الْعُرُوقُ بِالصِّحَّةِ وَإِذَا سَقِمَتِ الْمَعِدَةُ صَدَرَتِ الْعُرُوقُ بِالسُّقْمِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ إِنَّمَا يرْوى عَن ابْن أبجر وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِرَفْعِهِ إِبْرَاهِيم ابْن جريج وَلم يسْندهُ غَيره وَكَانَ طَبِيبا فَجعل لَهُ إِسْنَادًا (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف وَذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن جريج، وَقَالَ مُنكر وَإِبْرَاهِيم لَيْسَ بعمدة وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان إِبْرَاهِيم ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ روى عَنهُ الْبَابلُتِّي خيرا مُنْكرا (قلت) وَلما أوردهُ الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد عَن المعجم الْأَوْسَط أعله بِيَحْيَى الْبَابلُتِّي وَقَالَ هُوَ ضَعِيف وَقَضيته مُوَافقَة ابْن حبَان على تَوْثِيق إِبْرَاهِيم، والبابلتي على ضعفه من رجال النَّسَائِيّ وَالله أعلم. (42) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ رُمَّانَةٍ مِنْ رُمَّانِكُمْ هَذَا إِلا وَيُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ (عد ابْن الْجَوْزِيّ)

من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن أبان، وَفِي الثَّانِي عبد السَّلَام بن عبيد (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر ذكر فِي اللِّسَان أَن ابْن حجر ذكر مُحَمَّد بن الْوَلِيد فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا أَخطَأ وَأغْرب انْتهى، ولحديثه شَاهد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) قَالَ الهيثمي رِجَاله رجال الصَّحِيح وَالله تَعَالَى أعلم، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (43) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَن النَّبِي كَانَ يَأْكُلُ الْعِنَبَ خَرْطًا (عق) مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّار (عد) من حَدِيث الْعَبَّاس وَفِيه كَادِح بن رَحْمَة (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ لَيْسَ فِي إِسْنَاد قوي وَاقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيفه. (44) [حَدِيث] عَليّ أَن النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ عَلَيْكَ بِالْمِلْحِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَقَلُّهَا الْجُذَامُ وَالْبَرَصُ وَالْجُنُونُ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَلَا يَصح فِيهِ أَحْمد بن عَامر وَعنهُ ابْنه عبد الله وآفته أَحدهمَا فَإِنَّهُمَا يرويان عَن أهل الْبَيْت نُسْخَة كلهَا بَاطِلَة (تعقب) بِأَن عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن عَليّ مَوْقُوفا من ابْتَدَأَ غداءه بالملح أذهب الله عَنهُ سبعين نوعا من الْبلَاء وَعند ابْن مَنْدَه فِي كتاب أَخْبَار أَصْبَهَان من حَدِيث سعد بن معَاذ استفتحوا طَعَامكُمْ بالملح فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّه ليرد ثَلَاثًا وَسبعين من الْبلَاء، أَو قَالَ من الدَّاء (قلت) هُوَ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن حَيَّان بن حَكِيم فَلَا يصلح شَاهدا وَأثر عَليّ ضَعِيف فِي سَنَده جُوَيْبِر مَتْرُوك وَعنهُ عِيسَى بن الْأَشْعَث مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم. (45) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالْعَدَسِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ وَإِنَّهُ يَرِقُّ لَهُ الْقَلْبُ وَيُكْثِرُ الدَّمْعَةَ وَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عبد الله بن أَحْمد بن عَامر وَأَبوهُ وآفته أَحدهمَا وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن دلهم بِلَفْظ قدس العدس على لِسَان سبعين نَبيا مِنْهُم عِيسَى بن مَرْيَم يرق لَهُ الْقلب ويسرع الدمعة، وَفِيه عِيسَى بن شُعَيْب مَتْرُوك وَابْن دلهم لَيْسَ بصحابي وَحكى عَن ابْن الْمُبَارك أَنه سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ وَلَا على لِسَان نَبِي وَاحِد وَإنَّهُ لمؤذ منفخ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي شعب الْإِيمَان من طَرِيق مخلد بن قُرَيْش قَالَ أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن دلهم عَن عَطاء أَن رَسُول الله قَالَ فَذكره ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ مُنْقَطع ثمَّ سَاق كَلَام بن الْمُبَارك انْتهى ومخلد بن قُرَيْش

ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ يُخطئ وروى الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث وَاثِلَة: عَلَيْكُم بالقرع فَإِنَّهُ يزِيد فِي الدِّمَاغ، وَعَلَيْكُم بالعدس فَإِنَّهُ قدس على لِسَان سبعين نَبيا، وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن علاثة، وَعنهُ عَمْرو بن الْحصين وهما مَتْرُوكَانِ (قلت) بل متهمان بِالْكَذِبِ والوضع كَمَا مر فِي الْمُقدمَة لَكِن ابْن علاثة روى لَهُ الْأَرْبَعَة غير التِّرْمِذِيّ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب صَدُوق يُخطئ، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي وَثَّقَهُ ابْن معِين، أما عَمْرو بن الْحصين فَتَرَكُوهُ وَعَلِيهِ اقْتصر الهيثمي فِي إعلال الحَدِيث وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ من رجال ابْن مَاجَه، وَالله تَعَالَى أعلم، وروى ابْن السّني فِي الطِّبّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن نَبيا من الْأَنْبِيَاء شكى إِلَى الله قساوة قُلُوب قومه فَأوحى الله إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مُصَلَّاهُ أَن مر قَوْمك أَن يَأْكُلُوا العدس فَإِنَّهُ يرق الْقلب، ويدمع الْعَينَيْنِ، وَيذْهب الْكبر، وَهُوَ طَعَام الْأَبْرَار، وَفِيه يحيى بن حَوْشَب مُنكر الحَدِيث (قلت) وَعنهُ مُوسَى بن مُحَمَّد الْمرَادِي، مَا عَرفته، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي عِيسَى بن شُعَيْب قَالَ الفلاس صَدُوق، قَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان: عِيسَى بن شُعَيْب نقل البُخَارِيّ عَن الفلاس أَنه صَدُوق وَأقرهُ فإلصاق الْوَهم بشيخه حجاج بن مَيْمُون أولى من إلصاقه بِهِ انْتهى، وَعبد الرَّحْمَن بن دلهم مُخْتَلف فِي صحبته وَمِمَّنْ ذكره فِي الصَّحَابَة مطين وَالْحسن بن سُفْيَان والبارودي. وَالله أعلم. (46) [حَدِيثٌ] أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ بَرَكَاتِ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْحَدِيد وَالْبَقر وَابْن آدَمَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة الْحلَبِي (المخلص) من حَدِيث عبد الله بن يزِيد عَن أَبِيه بِمَعْنَاهُ، وَفِيه طَلْحَة بن زيد الْحَضْرَمِيّ مَتْرُوك (طب) من حَدِيث عبد الله بن أم حرَام الْأنْصَارِيّ من طَرِيقين، فِي أَحدهمَا غياث بن إِبْرَاهِيم وَفِي الآخر عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن الذمارِي الشَّامي (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه نوح بن أبي مَرْيَم (تعقب) بِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي سكينَة بِلَفْظ أكْرمُوا الْخبز فَإِن الله أكْرمه فَمن أكْرم الْخبز أكْرمه الله، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ خلف بن يحيى قَاضِي الرّيّ ضَعِيف وَأَبُو سكينَة قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَا نعلم لَهُ صُحْبَة انْتهى، وَالْحق أَن أَبَا سكينَة مُخْتَلف فِي صحبته، وَقَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة الْحلَبِي ثِقَة وَتعلق أَبُو الْفرج فِي الحَدِيث عَلَيْهِ وَأورد قَول ابْن حبَان كَانَ يضع فغلط وَإِنَّمَا قَالَ ابْن حبَان ذَلِك فِي صَاحب اللَّيْث

ابْن سعد وَالله أعلم وَورد من حَدِيث الْحجَّاج بن علاط السّلمِيّ أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ (قلت) إِسْنَاده - غير الصَّحَابِيّ - مَا يبن ضَعِيف ومجهول، وَالله تَعَالَى أعلم، وَمن حَدِيث عبد الله بن عمر أخرجه تَمام فِي فَوَائده (قلت) فِيهِ طَلْحَة بن زيد وَالله أعلم وصدره أَعنِي أكْرمُوا الْخبز ورد من حَدِيث عَائِشَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ (قلت) نقل الشَّمْس السخاوي عَن شَيْخه الْحَافِظ ابْن حجر أَنه قَالَ خير طرق هَذَا الحَدِيث طَرِيق حَدِيث عبد الله بن زيد عَن أَبِيه على ضعفه وَلَا يتهيأ الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ مَعَ وجوده قَالَ السخاوي: وَهَذَا مِنْهُ رَحمَه الله، بِنَاء على أَن طَلْحَة هُوَ ابْن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ الْمَتْرُوك وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِن سبقه إِلَيْهِ ابْن الْجَوْزِيّ وَإِنَّمَا هُوَ ابْن زيد الْقرشِي الراقي الَّذِي نسبه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن الْمَدِينِيّ إِلَى وضع الحَدِيث، وَزيد وَالِد عبد الله قَالَ فِيهِ أَبُو نعيم مَجْهُول. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (47) [حَدِيثٌ] صَغِّرُوا الْخُبْزَ وَأَكْثِرُوا عَدَدَهُ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (فت) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه جَابر بن سليم (تعقب) بِأَن فِي لِسَان الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة جَابر الْمَذْكُور عَن عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه أَنه قَالَ. سَمِعت مِنْهُ وَهُوَ شيخ ثِقَة مدنِي حسن الْهَيْئَة، انْتهى وَله شَاهد من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء بِلَفْظ قوتوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ، أخرجه الْبَزَّار، وَقَالَ لَا نعلمهُ رُوِيَ مُتَّصِلا إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِسْنَاده حسن من أَسَانِيد أهل الشَّام وَقَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم يَعْنِي ابْن عبد الله بن الْجُنَيْد الْخُتلِي شيخ الْبَزَّار فِيهِ، سَمِعت بعض أهل الْعلم يفسره يَقُول هُوَ تَصْغِير الأرغفة انْتهى. وَهَذَا التَّفْسِير رَوَاهُ السلَفِي فِي الطيوريات عَن الْأَوْزَاعِيّ (قلت) وَكَذَلِكَ نَقله ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة عَنهُ ثمَّ قَالَ وَقَالَ غَيره هُوَ مثل كيلوا طَعَامكُمْ وَالله تَعَالَى أعلم. (48) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ: كَانَ رَسُول الله لَا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلا حَمِدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ فَإِذَا شَرِبَ اللَّبَنَ حَمِدَ اللَّهَ وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ (حب) وَفِيه عمر بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّيَالِسِيّ وَأحمد فِي مسنديهما وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.

(49) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لَهُمْ فِي الْحُلْبَةِ لاشْتَرَوْهَا بِوَزْنِهَا ذَهَبًا (عد) من حَدِيث معَاذ وَلَا يَصح فِيهِ بَقِيَّة مُدَلّس وَعنهُ جحدر (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ وَلَكِن فِيهِ الخبايري وَهُوَ مَتْرُوك (قلت) بل رمى بِالْكَذِبِ كَمَا مر فِي الْمُقدمَة فَلَا يصلح تَابعا وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق الْحُسَيْن بن علوان ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَلَا يصلح الآخر وَقَالَ ابْن مُفْلِح فِي الْآدَاب الشَّرْعِيَّة: هَذَا من كَلَام بعض الْأَطِبَّاء، يَعْنِي فَرفع وَركب لَهُ إِسْنَاد ثمَّ قَالَ وَيذكر عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن مُرْسلا عَن النَّبِي استشفوا بالحلبة. وَالله أعلم. (50) [حَدِيثٌ] أَحْضِرُوا مَوَائِدَكُمُ الْبَقْلَ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَعَ التَّسْمِيَةِ (حب) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَا أصل لَهُ وَفِيه الْعَلَاء بن مسلمة (تعقب) بِأَن الْعَلَاء روى لَهُ التِّرْمِذِيّ نعم روى الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان الحَدِيث من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع من طَرِيق الْحسن بن شبيب الْمكتب وَقَالَ آفته الْمكتب قَالَ فِيهِ ابْن عدي حدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثِّقَات (قلت) وَحكى الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِي الْمكتب أَخْبَارِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُعْتَبَرُ بِهِ وَفِي سِيَاق السَّنَد الَّذِي روى بِهِ الذَّهَبِيّ الحَدِيث ثَنَا الْحسن بْنُ شَبِيبٍ الْمُكْتِبُ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَائِلَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ هُوَ رَاوِيه عَنهُ أَبُو عبد الله الْمَحَامِلِيُّ، وَهُوَ شَيْخُ بَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ وَمُحَدِّثُهَا، وَمِثْلُهُ يُعْتَبَرُ تَوْثِيقُهُ، ثمَّ إِن ابْن حبَان ذكره أَيْضا فِي الثِّقَات وَقَالَ حَدثنَا عَنهُ أَبُو يعلى رُبمَا أغرب، انْتهى فَظَاهر أَن الْمكتب مُخْتَلف فِيهِ، فَلَا يحسن ذكر حَدِيثه فِي الموضوعات وَقد ذكر الْحَافِظ أَبُو عَمْرو بن الصّلاح فِي عُلُوم الحَدِيث فِي النَّوْع الرَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ، وَهُوَ رِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء، حَدِيث أبي أُمَامَة، وَلم يسمه بِوَضْع وَالله تَعَالَى أعلم. (51) [حَدِيثٌ] فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى الأَدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ عَلَى سَائِرِ الأَدْيَانِ وَمَا مِنْ وَرَقَةٍ مِنَ الْهِنْدِبَاءِ إِلا عَلَيْهَا قَطْرَةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ (نع) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَعمر بن حَفْص حرق أَحْمد حَدِيثه (تعقب) بِأَن أَبَا نعيم حكم على الحَدِيث بِأَنَّهُ غَرِيب وَلم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتهى وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق أَرْطَأَة بن الْأَشْعَث قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان وَشَيخ أَرْطَأَة بشر بن عبد الله بن عَمْرو ابْن سعيد الْخَثْعَمِي مَجْهُول والْحَدِيث مُنكر (قلت) وَقَالَ الشَّمْس السخاوي فِي الْأَجْوِبَة

المرضية عمر بن حَفْص الْمَازِني لم أَقف من حَاله إِلَّا على مَا ذكره ابْن الْجَوْزِيّ عَن أَحْمد وَيحْتَاج ذَلِك إِلَى نظر، وَوَقع عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي سَنَد الحَدِيث حَفْص بن عمر الْمَازِني فجوزت أَن يكون هُوَ عمر الْوَاقِع فِي طَرِيق ابْن الْجَوْزِيّ انْقَلب اسْمه فَإِن يكن الْأَمر كَذَلِك فقد جزم شَيخنَا يَعْنِي ابْن حجر تبعا للياسوفي بِأَنَّهُ لَا يعرف وَإِلَّا فالنظر بَاقٍ انْتهى مُلَخصا وَالله تَعَالَى أعلم. (52) [حَدِيثُ] أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ مُرْسَلا: عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنَ الْهِنْدِبَاءِ حَبَّةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ (عد) من طَرِيق مسْعدَة بن اليسع (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ هَذَا مُرْسل ومسعدة ضَعِيف بِمرَّة. (53) [حَدِيثٌ] الْهِنْدِبَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر بِلَفْظ كلوا الهندباء وَلَا تنفضوه فَإِنَّهُ لَيْسَ يَوْم من الْأَيَّام إِلَّا وقطرات من الْجنَّة تقطر عَلَيْهِ أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده بِسَنَد واه جدا وَله شَاهد عِنْد أبي نعيم فِي الطِّبّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ عَلَيْكُم بالهندباء فَإِنَّهُ مَا من يَوْم إِلَّا وَهُوَ يقطر عَلَيْهِ قَطْرَة من قطر الْجنَّة. (54) [حَدِيثٌ] بِئْسَتِ الْبَقْلَةُ الْجَرْجِيرُ مَنْ أَكَلَ مِنْهَا لَيْلا حَتَّى يَتَضَلَّعَ بَاتَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ وَيُضْرَبُ بِعِرْقِ الْجُذَامِ مِنْ أَنْفِهِ كُلُوهَا بِالنَّهَارِ وَكُفُّوا عَنْهَا لَيْلا (عد) من حَدِيث عَطِيَّة بن بسر وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل وروى مسْعدَة بن اليسع عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه مُرْسلا من أكل الجرجير ثمَّ بَات بَات الجذام يتَرَدَّد فِي جلده وَهَذَا آفته مسْعدَة (تعقب) بِأَن عِنْد أبي نعيم فِي الطِّبّ من حَدِيث أبي المُهَاجر أَن النَّبِي كره أكل الجرجير لَيْلًا وَقَالَ من أكل الجرجير لَيْلًا بَات الجذام يتَرَدَّد عَلَيْهِ حَتَّى يصبح وَعند الْحَارِث من حَدِيث وَاثِلَة: الحوك بقلة طيبَة كَأَنِّي أَرَاهَا نابتة فِي الْجنَّة والجرجير بقلة خبيثة كَأَنِّي أَرَاهَا نابتة فِي النَّار (قلت) حَدِيث أبي نعيم فِيهِ شَيْخه أَحْمد بن جَعْفَر وَضاع وَفِيه غَيره من الضُّعَفَاء والمتروكين فَلَا يصلح شَاهدا وَحَدِيث الْحَارِث فِيهِ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي قَالَ الهيثمي لم أعرفهُ وَصَوَابه عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي وَهُوَ ضَعِيف انْتهى (قلت) وَيحْتَمل أَن يكون محرفا وَإِنَّمَا هُوَ الْأَسَامِي وَهُوَ وَضاع وَشَيْخه

عمر بن مُوسَى إِن يكن هُوَ الوجيهي فمتهم بِالْوَضْعِ وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ وَالظَّاهِر أَنه غَيره فَإِنَّهُم لم يذكرُوا للوجيهي رِوَايَة إِلَّا عَن التَّابِعين وَالله تَعَالَى أعلم. (55) [حَدِيثٌ] سَيِّدُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اللَّحْمُ (حب) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء (عق) من حَدِيث ربيعَة بن كَعْب بِلَفْظ أفضل طَعَام أهل الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم وَلَا يَصح فِي الأول سُلَيْمَان بن عَطاء قَالَ ابْن حبَان يروي عَن مسلمة بن عبد الله الْجُهَنِيّ أَشْيَاء مَوْضُوعَة فَلَا أَدْرِي التَّخْلِيط مِنْهُ أَو من مسلمة وَفِي الثَّانِي عَمْرو بن بكر السكْسكِي (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أخرجه ابْن مَاجَه وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر لم يتَبَيَّن لي الحكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ فَإِن مسلمة غير مَجْرُوح وَسليمَان بن عَطاء ضَعِيف انْتهى والْحَدِيث جَاءَ أَيْضا من حَدِيث أنس بِلَفْظ خير الإدام اللَّحْم وَهُوَ سيد الإدام أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمن حَدِيث بُرَيْدَة بِلَفْظ سيد الإدام فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) قَالَ الهيثمي فِي سَنَد الطَّبَرَانِيّ سعيد بن عتبَة الْقطَّان لم أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَفِي بَعضهم كَلَام لَا يضر يَعْنِي أَبَا هِلَال الرَّاسِبِي وَشَاهده فِي الصَّحِيح حَدِيث فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام انْتهى وَقَالَ شيخ شُيُوخنَا الشَّمْس السخاوي وَمن شواهده حَدِيث على سيد طَعَام الدُّنْيَا اللَّحْم ثمَّ الْأرز أخرجه أَبُو نعيم فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ بِسَنَد ضَعِيف وَالله أعلم. (56) [حَدِيثٌ] لَا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بِالسِّكِّينِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ صُنْعِ الأَعَاجِمِ (رَوَاهُ أَبُو معشر) من حَدِيث عَائِشَة قَالَ أَحْمد لَيْسَ بِصَحِيح وَقد كَانَ النَّبِي يحتز من لحم الشَّاة وَأَبُو معشر لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من طَرِيق أبي معشر وَقَالَ لَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَذكر أَنه ورد مَا يُعَارضهُ كَمَا مر عَن أَحْمد ثمَّ قَالَ فَإِن صَحَّ حَدِيث أبي معشر فَيكون هَذَا فِي لحم لم ينعم نضجه وَحَدِيث أبي معشر فِي لحم قد تَكَامل نضجه انْتهى وَجَاء من حَدِيث أم سلمى أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق عباد ابْن كثير الثَّقَفِيّ وَهُوَ ضَعِيف (قلت) بل مَتْرُوك مُتَّهم وَالله أعلم. (57) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الْجِنِّ (حب) وَفِيه عبد الله بن أذينة (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي سنَنه عَن الزُّهْرِيّ يرفع الحَدِيث أَنه نهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ فَهَذَا شَاهد للْحَدِيث وَمعنى ذَبَائِح الْجِنّ أَن أهل الْجَاهِلِيَّة

كَانُوا إِذا اشْتَروا دَارا أَو اسْتخْرجُوا عينا ذَبَحُوا لَهَا ذَبِيحَة لِئَلَّا يصيبهم أَذَى من الْجِنّ فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك فَهَذَا يدل على أَن للْحَدِيث أصلا وَالله أعلم. (58) [حَدِيثُ] إِنَّ لِلْقَلْبِ فَرْحَةً عِنْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ وَمَا دَامَ الْفَرَحُ بِأَحَدٍ إِلا أَشَرٌ وَبَطَرٌ وَلَكِنْ مَرَّةً وَمَرَّةً (عد حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِي سَنَد الأول عبد الله بن مُحَمَّد ابْن الْمُغيرَة وَفِي سَنَد الثَّانِي أَحْمد بن عِيسَى الخشاب (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيق عبد الله بن الْمُغيرَة وَقَالَ تفرد بِهِ عَن الثَّوْريّ وَأخرج صَدره من حَدِيث سلمَان أَيْضا. (59) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَمَرَ رَسُول الله الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ وَالْفُقَرَاءَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ (عد عق) وَلَا يَصح فِي سَنَد الأول عَليّ بن عُرْوَة وَفِي سَنَد الثَّانِي غياث بن إِبْرَاهِيم (تعقب) بِأَن ابْن مَاجَه أخرجه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَزَاد وَقَالَ عِنْد اتِّخَاذ الْأَغْنِيَاء الدَّجَاج يَأْذَن الله بِهَلَاك الْقرى وَهُوَ ضَعِيف لِأَنَّهُ من طَرِيق عَليّ بن عُرْوَة الْمَذْكُور (قلت) قَضِيَّة كَلَام الْمِيزَان أَن صَالحا جزرة وَغَيره من الْحفاظ إِنَّمَا كذبُوا عَليّ ابْن عُرْوَة لروايته هَذَا الحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم. (60) [حَدِيثٌ] لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ صَدِيقِي وَأَنَا صَدِيقُهُ وَعُدُوُّهُ عَدُوِّي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ يَعْلَمُ بَنُو آدَمَ مَا فِي صَوْتِهِ لاشْتَرَوْا لَحْمَهُ وَرِيشَهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَإِنَّهُ لَيَطْرِدُ مَدَى صَوْتِهِ مِنَ الْجِنِّ (الْحسن بن سُفْيَان) فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عبد الله ابْن صَالح كَاتب اللَّيْث وَرشْدِين بن سعد وليسا بِشَيْء. (61) [وَحَدِيثٌ] الدِّيكُ الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ، يَحْرُسُ بَيْتَهُ وَسِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا مِنْ جِيرَانِهِ أَرْبَعَةٌ عَنِ الْيَمِينِ وَأَرْبَعَةٌ عَنِ الشِّمَالِ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ قُدَّامٍ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ خَلْفٍ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه الرّبيع بن صبيح ضَعِيف وَابْن أبي بزَّة مُنكر الحَدِيث. (62) [حَدِيثٌ] الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي (رَوَاهُ عبد الله بن جَعْفَر) وَالِد عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَهُوَ مَتْرُوك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة. (63) [وَحَدِيثُ] أَبِي زَيْدٍ الْأنْصَارِيّ قَالَ رَسُول الله الديك

الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوُّ اللَّهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ (أَبُو بكر البرقي) وَفِيه مُحَمَّد بن مهَاجر. (64) [وَحَدِيثُ] خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ رَسُول الله الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّ اللَّهِ يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِه وَسَبْعَ دور، وَكَانَ رَسُول الله يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ (الْبَغَوِيّ) وَهُوَ مَقْطُوع وَفِيه طَلْحَة بن زيد مَتْرُوك. (65) [وَحَدِيثُ] مَنِ اتَّخَذَ دِيكًا أَبْيَضَ فِي دَارِهِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ وَلا السَّحَرَةُ (ابْن الْجَوْزِيِّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ يحيى بن عَنْبَسَة (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ لم يتَبَيَّن لي الحكم على هَذَا الْمَتْن بِالْوَضْعِ فَإِن رشدين بن سعد ووالد عَليّ بن الْمَدِينِيّ ضعيفان، وَلَكِن لم يبلغ أَمرهمَا إِلَى أَن يحكم على حَدِيثهمَا بِالْوَضْعِ وَعبد الله بن صَالح صَدُوق فِي نَفسه إِلَّا أَن فِي حَدِيثه مَنَاكِير (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح على الصَّحِيح إِلَّا أَنه يدلسه، فَيَقُول حَدثنَا عبد الله وَلَا ينْسبهُ وَهُوَ هُوَ وَبِالْجُمْلَةِ مَا هُوَ بِدُونِ نعيم بن حَمَّاد وَلَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَلَا سُوَيْد بن سعيد وحديثهم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلكُل مِنْهُم مَنَاكِير يغْتَفر فِي كَثْرَة مَا روى انْتهى وَالله أعلم، قَالَ ابْن حجر وَالربيع بَين صبيح اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ وَابْن أبي بزَّة فِيهِ ضعف (قلت) تعقب الشَّمْس السخاوي شَيْخه ابْن حجر فِي كَلَامه الْمَذْكُور بِأَن أَكثر أَلْفَاظ الحَدِيث ركيكة وَلَا رونق لَهَا وَذَلِكَ من إمارات الْوَضع وَقد يُجَاب بِأَنَّهُ لَا عِبْرَة بركَة اللَّفْظ وَحده كَمَا مر وَالله تَعَالَى أعلم ثمَّ إِن للْحَدِيث طرقا أُخْرَى فجَاء مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر الديك الْأَبْيَض يُؤذن بِالصَّلَاةِ من اتخذ ديكا أَبيض حفظ من ثَلَاثَة من شَرّ كل شَيْطَان وساحر وكاهن أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن حَدِيث أثوب بِسُكُون الْمُثَلَّثَة وَفتح الْوَاو ابْن عتبَة الديك الْأَبْيَض صديقي قَالَ وَذكر من فَضله أخرجه ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه (قلت) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي ذيله على الْمِيزَان رجال إِسْنَاده كلهم معروفون غير جَابر بن مَالك وَهَارُون بن نجيد فآفته أَحدهمَا، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يَصح إِسْنَاده وَقَالَ ابْن مَاكُولَا لَا يثبت وَالله أعلم وَمن حَدِيث مُعَاوِيَة بن حيدة من اتخذ ديكا أَبيض فِي منزله حفظ من شَرّ ثَلَاثَة الْكَافِر والكاهن والساحر أخرجه الديلمي فِي مُسْنده. (66) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْحَمَامِ الأَحْمَرِ

وَالأُتْرُجِّ (حب) وَأخرجه (يَعْقُوب بن سُفْيَان) من حَدِيث أبي كَبْشَة (حا) من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ كَانَ رَسُول الله يحب النّظر إِلَى الخضرة وَإِلَى الأترج وَإِلَى الْحمام الْأَحْمَر وَلَا يَصح فِي الأول عِيسَى بن عبد الله الْعلوِي، وَفِي الثَّانِي أَبُو سُفْيَان الْأَنمَارِي، وَفِي الثَّالِث عَمْرو بن شمر (قلت) بيض السُّيُوطِيّ للتعقب عَلَيْهِ وَكَأَنَّهُ لم يتهيأ لَهُ، وَحَدِيث أبي كَبْشَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَابْن قَانِع وَذكره ابْن قُتَيْبَة فِي مُخْتَلف الحَدِيث وَقَالَ إعجابه بذلك مثل إعجابه بِالِاسْمِ الْحسن والفال الْحسن، وَذَلِكَ مِمَّا جعل فِي غرايز النَّاس استخفافه والأنس بِهِ انْتهى وَقَضيته أَن الحَدِيث عِنْده لَيْسَ مَوْضُوعا وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير قَالَ أَبُو مُوسَى قَالَ هِلَال بن الْعَلَاء الْحمام الْأَحْمَر التفاح قَالَ وَهَذَا التَّفْسِير لم أره لغيره وَالله تَعَالَى أعلم. (67) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ أَنَّهُ شَكَى إِلَى رَسُول الله الْوَحْشَةَ فَقَالَ لَوِ اتَّخَذْتَ زَوْجًا مِنْ حَمَامٍ فَآنَسَكَ وَأَصَبْتَ مِنْ فِرَاخِهِ أَوِ اتَّخَذْتَ دِيكًا فَآنَسَكَ وَأَيْقَظَكَ لِلصَّلاةِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر وَيحيى بن مَيْمُون التمار. (68) [وَحَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَ رَجُلٌ فَشَكَى الْوَحْشَةَ إِلَى رَسُول الله فَقَالَ اتَّخِذْ زَوْجَ حَمَامٍ يُؤْنِسْكَ بِاللَّيْلِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن زِيَاد. (69) [حَدِيث] عبَادَة بن الصَّامِت بِنَحْوِهِ (طب) فِي الْكَبِير وَلَا يَصح، قَالَ ابْن عدي لَا أعلم يرويهِ عَن ثَوْر إِلَّا الصَّلْت بن الْحجَّاج وَعَامة مَا يرويهِ مُنكر. (70) [وَحَدِيثٌ] إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ وَحْدَهُ خَالِيًا فَلْيَتَّخِذْ فِيهِ زَوْجَ حَمَامٍ (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِيهِ هَارُون بن عنترة قَالَ ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير الْكَثِيرَة وَعَاصِم بن سُلَيْمَان وَأَبَان بن سُفْيَان (تعقب) بِأَن أنسبها حَدِيث عبَادَة، والصلت وَإِن قَالَ فِيهِ ابْن عدي مَا قَالَ، فقد قَالَ فِي مَوضِع آخر فِي حَدِيثه بعض النكرَة، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات فَيكون حَدِيثه هَذَا شَاهدا للطرق الْأُخْرَى وَجَاء من حَدِيث عَائِشَة أخرجه أَبُو الْحسن ابْن الْقطَّان فِي جُزْء من حَدِيثه وَجَاء من حَدِيث معَاذ أخرجه ابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة لكنه من طَرِيق الْحُسَيْن بن علوان (قلت) وَأخرجه ابْن عَسَاكِر وَقَالَ غَرِيب جدا وَإِسْنَاده ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم. (71) [حَدِيثٌ] جَابِرٍ وَأَنَسٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْعُو على الْجَرَاد

اللَّهُمَّ اقْتُلْ كِبَارَهُ وَأَهْلِكْ صِغَارَهُ وَأَفْسِدْ بَيْضَهُ وَاقْطَعْ دَابِرَهُ وَخُذْ بِأَفْوَاهِهِ عَنْ مَعَايِشِنَا وَأَرْزَاقِنَا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْعُو عَلَى جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ اللَّهِ بِقَطْعِ دَابِرِهِ فَقَالَ رَسُول الله إِنَّمَا الْجَرَادُ نَثْرَةُ حُوتٍ فِي الْبَحْرِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن ابْن مَاجَه أخرجه فِي سنَنه (قلت) ومُوسَى لين بَعضهم القَوْل فِي تَضْعِيفه، وَأخرج الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر أَن جَرَادَة سَقَطت بَين يَدي النَّبِي فَإِذا مَكْتُوب على جناحيها بالعبرانية نَحن جند الله الْأَكْبَر وَلنَا تِسْعَة وَتسْعُونَ بَيْضَة وَلَو تمت لنا الْمِائَة لأكلنا الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا، فَقَالَ اللَّهُمَّ أهلك الْجَرَاد أقتل كِبَارهَا وأمت صغارها وأفسد بيضها وسد أفواهها عَن مزارع الْمُسلمين وَعَن مَعَايشهمْ إِنَّك سميع الدُّعَاء فجَاء جِبْرِيل فَقَالَ إِنَّه قد أستجيب لَك فِي بعضه وَالله أعلم. (72) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي فَشَكَى إِلَيْهِ قِلَّةَ الْوَلَدِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَ الْبَيْضَ وَالْبَصَلَ (حب) وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ضرار الْمَازِني وَأدْخل على أَحْمد بن الْأَزْهَرِي عَن أبي الرّبيع فَحدث بِهِ وَأدْخل على أَحْمد ابْن أبي طَاهِر الْبَلَدِي عَن أبي الرّبيع فَحدث بِهِ (تعقب) بِأَن عِنْد ابْن السّني فِي الطِّبّ من حَدِيث عَليّ أَن رجلا شكى إِلَى النَّبِي قلَّة الْوَلَد فَأمره بِأَكْل الْبيض قَالَ يَا رَسُول الله وَأي بيض قَالَ كل بيض وَلَو بيض النَّمْل وَفِيه الْفَيْض بن وثيق، لَكِن قَالَ الذَّهَبِيّ روى عَنهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَهُوَ مقارب الْحَال (قلت) زَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان فَقَالَ: وَقد ذكره ابْن أبي حَاتِم وَلم يجرحه وَأخرج لَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك محتجا بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم، وَعند ابْن مَنْدَه عَن عبد الرَّحْمَن بن دلهم قَالَ قَالَ رَسُول الله: شكى دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام قلَّة الْوَلَد، فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن خُذ الْبيض قَالَ ابْن مَنْدَه هَذَا حَدِيث مُنكر قلت وَقَالَ: عبد الرَّحْمَن بن دلهم مَجْهُول لَا نَعْرِف لَهُ صُحْبَة وَالله أعلم وَعند الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث ابْن عمر أَن نَبيا من الْأَنْبِيَاء شكى إِلَى الله عز وَجل الضعْف فَأمره بِأَكْل الْبيض (قلت) قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ ابْن الْأَزْهَر عَن أبي الرّبيع، وَهَذِه الطَّرِيق هِيَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا ابْن الْجَوْزِيّ بقوله أَدخل على أَحْمد بن الْأَزْهَر، وَالله تَعَالَى أعلم.

(73) [حَدِيث] معَاذ بن جبل: قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ أُتِيتَ مِنَ الْجَنَّةِ بِطَعَامٍ؟ قَالَ نَعَمْ أُتِيتُ بِالْهَرِيسَةِ فَأَكَلْتُهَا فَزَادَتْ فِي قُوتِي قُوَّةَ أَرْبَعِينَ، وَفِي نِكَاحِي نِكَاحَ أَرْبَعِينَ (عق) من طَرِيق مُحَمَّد بن الْحجَّاج وَهُوَ وَضعه وغالب طرقه تَدور عَلَيْهِ، وَجَاء من طَرِيقه أَيْضا من حَدِيث حُذَيْفَة (خطّ عق) وَمن حَدِيث يعلى بن مرّة (خطّ عق) وَمن حَدِيث جَابر ابْن سَمُرَة (عق) وَجَاء من حَدِيث ابْن عَبَّاس (عد) وَفِيه نهشل وَسَلام بن سُلَيْمَان مَتْرُوك وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة (فت) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف سَاقِط (تعقب) بِأَن هَذَا الطَّرِيق أمثل طرق الحَدِيث فَإِن إِبْرَاهِيم من رجال ابْن مَاجَه وَقَالَ فِي الْمِيزَان قَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره صَدُوق، وَقَالَ الْأَزْدِيّ وَحده سَاقِط وَلَا يلْتَفت إِلَى قَول الْأَزْدِيّ فَإِن فِي لِسَانه فِي الْجرْح رهقا، انْتهى وَلِحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيق آخر عِنْد أبي نعيم فِي الطِّبّ (قلت) هُوَ من طَرِيق سُفْيَان بن وَكِيع وَقد قَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة كَانَ يتهم بِالْكَذِبِ، وَقَالَ غَيره كَانَ صَدُوقًا وَإِنَّمَا ابتلى بوراقه فَأدْخل عَلَيْهِ مَا لَيْسَ من حَدِيثه، وَقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَله طَرِيق آخر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق مُحَمَّد بن أصبغ عَن أَبِيه عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ لَا يَصح عَن أصبغ وَآخر أخرجه الْخَطِيب من طَرِيق مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْخُرَاسَانِي، عَن مَالك بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور، وَقَالَ الْخَطِيب، مُوسَى مَجْهُول، والْحَدِيث بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم. (74) [حَدِيثٌ] قَلْبُ الْمُؤْمِنِ حُلْوٌ يُحِبُّ الْحَلاوَةَ (خطّ) من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن سهل (تعقب) بِأَنَّهُ ورد أَيْضا من حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ مُنكر فِي إِسْنَاده من هُوَ مَجْهُول. (75) [حَدِيثٌ] إِذَا وُضِعَتِ الْحَلْوَاءُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ فَلْيُصِبْ مِنْهَا وَلا يَرُدَّهَا (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَلَا يصبح فِيهِ فضَالة بن حُصَيْن (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب، وَقَالَ تفرد بِهِ فضَالة، وَكَانَ مُتَّهمًا بِهَذَا الحَدِيث، فَلَا وَجه للتعقب بِإِخْرَاجِهِ، وَالله تَعَالَى أعلم. (76) [حَدِيثُ] عَائِشَة. أَتَى رَسُول الله بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ وَعَسَلٌ، فَقَالَ: شَرْبَتَانِ فِي شَرْبَةٍ وَأَدَمَانِ فِي قَدَحٍ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ أَمَا إِنِّي لَا أَزْعُمُ أَنَّهُ حرَام وَلَكِن

أَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَتَوَاضَعُ فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ (قطّ) من طَرِيق نعيم بن مورع. وَقد تفرد بن (تعقب) بِأَن لأوله شَاهدا من حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله، أخرجه الْبَزَّار، وَمن حَدِيث أنس بن مَالك أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الْكَبِير بن شُعَيْب لم أعرفهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَالله أعلم وَعَن عمر بن الْخطاب مَوْقُوفا عَلَيْهِ أخرجه ابْن سعد فِي الطَّبَقَات (قلت) وَفِي سنَن ابْن مَاجَه عَن ابْن عمر أَن عمر دخل عَلَيْهِ وَهُوَ على مائدة فأوسع لَهُ عَن صدر الْمجْلس فَقَالَ بِسم الله ثمَّ ضرب بِيَدِهِ فلقم لقْمَة ثمَّ ثنى بِأُخْرَى، ثمَّ قَالَ إِنِّي لأجد طعم دسم مَا هُوَ بدسم اللَّحْم فَقَالَ عبد الله: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِنِّي خرجت إِلَى السُّوق أطلب السمين لأشتريه فَوَجَدته غاليا، فاشتريت بدرهم من المهزول وحملت عَلَيْهِ بدرهم سمنا، أردْت أَن يتزود عيالي عظما عظما، فَقَالَ عمر مَا اجْتمعَا عِنْد رَسُول الله إِلَّا أكل أَحدهمَا وَتصدق بِالْآخرِ، فَقَالَ عبد الله: خُذ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَنْ يجتمعا عِنْدِي إِلَّا فعلت ذَلِك قَالَ مَا كنت لأَفْعَل، قَالَ الْعَلامَة الشهَاب الأبوصيري إِسْنَاده حسن وَالله أعلم، ولبقية الحَدِيث شَوَاهِد كَثِيرَة. (77) [حَدِيثٌ] مَنِ ابْتَاعَ مَمْلُوكًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهُ وَلْيَكُنْ أَوَّلُ مَا يُطْعِمُهُ الْحَلْوَاءَ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِهِ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر من حَدِيث معَاذ أخرجه الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق (قلت) فِيهِ مَسْعُود بن مَسْرُوق الْبكْرِيّ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذَاهِب الحَدِيث، وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَالله تَعَالَى أعلم. (78) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَوَّلُ مَا سَمِعْنَا بِالْفَالُوذَجِ أَن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتِكَ تُفْتَحُ لَهُمُ الأَرْضُ، وَتُفَاضُ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا حَتَّى أَنهم ليأكلوا الفالوذج قَالَ النَّبِي: وَمَا الْفَالُوذَجُ قَالَ يَخْلِطُونَ السَّمْنَ بالعسل، فشهق النَّبِي شَهْقَةً (ابْن أبي الدُّنْيَا) وَفِيه عُثْمَان بن يحيى، قَالَ الْأَزْدِيّ لَا يكْتب حَدِيثه وَعنهُ مُحَمَّد بن طَلْحَة ضعفه ابْن معِين وَأَبُو كَامِل، وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش تغير حفظه لما كبر (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه، وَعُثْمَان قَالَ فِي الْمِيزَان صَدُوق إِن شَاءَ الله،

وَمُحَمّد بن طَلْحَة قَالَ فِي الْمِيزَان: صَدُوق مَشْهُور مُحْتَج بِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَإِن ضعفه الْمَذْكُورَان. (79) [حَدِيثٌ] خَيْرُ تَمْرِكُمُ الْبَرْنِيُّ يُخْرِجُ الدَّاءَ وَلا دَاءَ فِيهِ (عد) من حَدِيث عَليّ، وَفِيه إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة مَتْرُوك، وَمن حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه عقبَة بن عبد الله الْأَصَم الرِّفَاعِي ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْعَبْدي مَجْهُول (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَصَححهُ الضياء فَأخْرجهُ فِي المختارة وَلم يتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَطْرَافه، وَعقبَة من رجال التِّرْمِذِيّ وَلم يتهم بكذب، وَحَدِيث أنس أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ عُثْمَان لَا يعرف والْحَدِيث مُنكر وَأخرجه الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد، وَقَالَ أخرجناه شَاهدا يَعْنِي لحَدِيث أنس وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مزِيد بن مَالك الْعَبْدي وَأخرجه أَحْمد من حَدِيث بعض وَفد عبد الْقَيْس. (80) [حَدِيثٌ] كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآهُ غَضِبَ، وَقَالَ عَاشَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكَلَ الْجَدِيدَ بِالْخَلِقِ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَبُو زُكَيْرٍ وَعنهُ مُحَمَّد بن شَدَّاد المسمعي وَأَبُو زُكَيْرٍ قدح فِيهِ ابْن حبَان لَكِن أخرج لَهُ مُسلم فِي الصَّحِيح مُتَابعَة فَلَعَلَّ الزلل فِيهِ من مُحَمَّد بن شَدَّاد وَتَابعه نعيم بن حَمَّاد وَلَيْسَ بِثِقَة (تعقب) بِأَن مُحَمَّدًا ونعيما بريئان من عهدته فَإِن الحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ عَن عَمْرو بن عَليّ الفلاس عَن أبي زُكَيْرٍ وَأخرجه ابْن مَاجَه عَن أبي بشر بكر بن خلف عَن أبي زُكَيْرٍ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن قَاسم ابْن أُميَّة وَعبد الله بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن شَدَّاد ثَلَاثَتهمْ عَن أبي زُكَيْرٍ وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن أبي عبد الله مُحَمَّد التَّيْمِيّ وَسليمَان بن دَاوُد الْعَتكِي وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي ثَلَاثَتهمْ عَن أبي زُكَيْرٍ إِلَّا أَنه لم يُصَحِّحهُ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره إِنَّه حَدِيث مُنكر وَكَذَا قَالَ غَيره من الْحفاظ وَالْمُنكر نوع آخر غير الْمَوْضُوع (قلت) وَكَذَا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات يَنْبَغِي أَن يخرج من الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم. (81) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ قَالَ لِي رَسُولُ الله يَا عَائِشَةُ إِذَا جَاءَ الرُّطَبُ فَهَنِّينِي (أَبُو بكر الشَّافِعِي) من طَرِيق حسان بن سياه تفرد بِهِ عَن ثَابت وَهُوَ يحدث بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار وَهُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع.

(82) [حَدِيثٌ] مَنْ لَقَّمَ أَخَاهُ لُقْمَةً حُلْوَاءَ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَخَافَةً مِنْ شَرِّهِ وَلا رَجَاءً لِخَيْرِهِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ بَلْوَى فِي الْقِيَامَةِ (خطّ) من حَدِيث أنس بن مَالك وَفِيه مُحَمَّد ابْن الفرخان (نع) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ من لقم أَخَاهُ لقْمَة حلاوة لم يذقْ مرَارَة الْموقف يَوْم الْقِيَامَة، وَفِيه خَالِد الْعَبْدي وَيزِيد الرقاشِي مَتْرُوك (شا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ حَدِيث أنس وَفِيه فضَالة بن الْحصين وَعبد الله بن الْمثنى ضَعِيف وزَكَرِيا بن يحيى مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أوردهُ الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي أَحْكَامه وَقَالَ هَذَا غَرِيب يتلَقَّى بِالْقبُولِ وَيعْمل بِهِ وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَرْجَمَة فضَالة من اللِّسَان فَقَالَ مَا درى أَن فضَالة مُتَّهم بِالْوَضْعِ انْتهى وفضالة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق فِيهِ ضعف وَعِنْده مَنَاكِير فَحصل فِي اتهام فضَالة خلاف وَأما عبد الله بن الْمثنى فَمن رجال البُخَارِيّ وَإِن تكلم فِيهِ وَحَدِيث أنس جَاءَ من طَرِيق آخر أخرجه صَاحب نزهة المذاكرة وَفِيه سعد بن ضرار قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ (قلت) وَعنهُ سُلَيْمَان بن سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد السَّلَام الرَّحبِي مَا عَرفته وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (83) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنَ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ (قطّ) من حَدِيث أنس وَلا يَصِحُّ فِيهِ يَحْيَى بْنُ عُثْمَان ونوح بن ذكْوَان وكل مِنْهُمَا مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن يحيى بَرِيء من عهدته فقد تَابعه عَن بَقِيَّة هِشَام بن عمار وسُويد بن سعيد وَيحيى بن سعيد بن كثير ابْن دِينَار الْحِمصِي وَمن طريقهم أخرجه ابْن مَاجَه وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق سُوَيْد وَحده وَتَابعه أَيْضا سُلَيْمَان بن عمر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ أخرجه الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب وَهِشَام بن عبد الْملك الْيَزنِي حَكَاهُ الْمزي فِي التَّهْذِيب وَبَقِيَّة صرح بِالتَّحْدِيثِ (قلت) ونوح بن ذكْوَان صحّح لَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَحسن لَهُ غَيره وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على حَاشِيَة تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه: هَذَا الحَدِيث صَححهُ الْبَيْهَقِيّ كَمَا نَقله عَنهُ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب والترهيب وَالله أعلم. (84) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ (طب) فِي الْكَبِير من حَدِيث سلمَان من طَرِيق يحيى بن يزِيد الْأَهْوَازِي وَهُوَ كالمجهول (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الْملك بن مهْرَان مَجْهُول (تعقب) بِأَن يحيى بن يزِيد وَعبد الْملك بن مهْرَان ذكرهمَا

ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ فِي عبد الْملك يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة سهل بن عبد الله الْمروزِي عَنهُ (قلت) وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات فِي يحيى لم أر من ضعفه وَالله أعلم والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ من انهمك فِي أكل الطين فقد أعَان على نَفسه قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَفِيه عبد الله بن مَرْوَان مَجْهُول (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ ابْنُ حَجَرٍ فِي اللِّسَانِ فِي تَرْجَمَة يحيى الْأَهْوَازِي بعد نَقله عَن ابْن حبَان أَنه ذكره فِي الثِّقَات فَينْظر فِي حَال من روى عَنهُ حَدِيث الطين ثمَّ وجدته فِي المعجم الْكَبِير للطبراني قَالَ فِيهِ حَدثنَا مُحَمَّد بن نوح الجنديسابوري ثَنَا يحيى بن يزِيد الْأَهْوَازِي فَذكره انْتهى كَلَام ابْن حجر وَلم نستفد مِنْهُ حَال مُحَمَّد بن نوح وَقد فتشت عَنهُ فَلم أجد لَهُ ذكرا إِلَّا أَن الْحَافِظ ابْن حجر ذكر فِي اللِّسَان مُحَمَّد بن نوح الْأَصْبَهَانِيّ وَقَالَ لَا أعرفهُ فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره فَليُحرر وَالله تَعَالَى أعلم. (85) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَمَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ طِينٍ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ (عد) من حَدِيث أنس من طَرِيق خَالِد بن غَسَّان بن مَالك عَن أَبِيه (تعقب) بِأَن ابْن مَنْدَه أخرجه فِي جُزْء الطين ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ أَبُو عقيل حبيب بن عبد الله بن صَالح اللَّيْثِيّ عَن غَسَّان بن مَالك (قلت) يَعْنِي فَحصل لخَالِد متابع وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء من حَدِيث ابْن عمر أخرجه الديلمي من طَرِيق أبي الشَّيْخ قَالَ أخبرنَا الْفضل بن الْحباب عَن القعْنبِي عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر (قلت) خَالِد بن غَسَّان أخرج لَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه حَدِيثا ثمَّ قَالَ: خَالِد بن غَسَّان شيحى لَيْسَ من شَرط الصَّحِيح فَظهر بِهَذَا أَنه لَا يبلغ حَدِيثه أَن يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَأما حبيب بن عبد الله فَمَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة وَالله تَعَالَى أعلم. (86) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهَا يَا حُمَيْرَاءُ لَا تَأْكُلِي الطِّينَ فَإِنَّهُ يُعَظِّمُ الْبَطْنَ وَيُصَفِّرُ اللَّوْنَ وَيُذْهِبُ بِبَهَاءِ الْوَجْهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق يحيى بن هَاشم (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه عَمْرو بن موهب الْعَتكِي وَأَشْعَث السمان أخرجهُمَا أَبُو بكر الطريثيثي فِي جُزْء الطين وَتَابعه زِيَاد الأعلم أخرجه أَبُو نعيم وَأخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيق آخر وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر (قلت) وَأخرجه الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ من حَدِيث جَابر مَرْفُوعا أكل الطين يُورث النِّفَاق وَقَالَ هَذَا الحَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح وَيُشبه

أَن يكون مَوْضُوعا تداوله قوم لَيْسُوا بثقات انْتهى وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَحَادِيث تَحْرِيم الطين لَا يَصح مِنْهَا شَيْء انْتهى وَكَذَلِكَ قَالَ غَيره من الْحفاظ وَالله تَعَالَى أعلم. (87) [حَدِيثٌ] مَنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقْرَأْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إِذَا فَرَغَ (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه حَمْزَة النصيبي (تعقب) بِأَن حَمْزَة روى لَهُ التِّرْمِذِيّ (قلت) ولين القَوْل فِي تَضْعِيفه فَقَالَ ضَعِيف الحَدِيث وَالله أعلم. (88) [حَدِيثٌ] أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّلاةِ وَلا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُوَ لَهُ قُلُوبُكُمْ (عد) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أَصْرَم بن حَوْشَب وَفِي الآخر بزيع أَبُو الْخَلِيل (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من طَرِيق بزيع وَقَالَ هَذَا مُنكر تفرد بِهِ بزيع وَكَانَ ضَعِيفا وَاقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيفه (قلت) وَذكر الْبَيْهَقِيّ أَنه روى عَن عمر قَوْله إِذا أكلْتُم الطَّعَام فأذيبوه بِذكر الله فَإِن الطَّعَام إِذا أكل ونيم عَلَيْهِ يقسي الْقلب وَالله أعلم. (89) [حَدِيثٌ] النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ يُذْهِبُ الْبَرَكَةَ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عبد الله ابْن الْحَارِث الصَّنْعَانِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد أخرج أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عَبَّاس نهى رَسُول الله عَن النفخ فِي الطَّعَام وَالشرَاب وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب نَحوه وَأخرج ابْن مَاجَه عَن ابْن عَبَّاس أَيْضا لم يكن رَسُول الله ينْفخ فِي طَعَام وَلَا شراب وَلَا يتنفس فِي إِنَاء وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ نهى رَسُول الله عَن النفخ فِي الشَّرَاب (قلت) وَعَن زيد بن ثَابت أَن رَسُول الله نهى عَن النفخ فِي السُّجُود والنفخ فِي الطَّعَام رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَسَنَده مُنْقَطع وَفِيه معلي بن عبد الرَّحْمَن ضَعِيف وَمَشاهُ بَعضهم وَعَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله نهى عَن النفخ فِي الطَّعَام وَالشرَاب رَوَاهُ الْبَزَّار وَرِجَاله ثِقَات الأشيخ الْبَزَّار قَالَ الهيثمي لَا أعرفهُ وَالله أعلم. (90) [حَدِيثُ] ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ أَبِيهَا كَانَ النَّبِي يَأْكُلُ بِكَفِّهِ كُلِّهَا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ الْمَرْأَة مَجْهُولَة وأبوها لَا يعرف (تعقب) بِأَن الْمَرْأَة هِيَ بنت عَمه مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ الإِمَام الْمَشْهُور بَين ذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب فَالْحَدِيث مُرْسل.

الفصل الثالث

(91) [حَدِيثٌ] تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ خشف فَإِنَّ تَرْكَ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ (التِّرْمِذِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن وَعبد الْملك بن علاق مَجْهُول (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ لما أخرجه قَالَ هَذَا مُنكر لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَبِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث جَابر لَا تدعوا الْعشَاء وَلَو بكف من تمر فَإِن تَركه يهرم أخرجه ابْن مَاجَه (قلت) بِسَنَد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم. (92) [حَدِيثٌ] الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ (عد خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (عد عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن الْفُرَات وَفِي الثَّانِي الْهَيْثَم بن سهل وَفِي الثَّالِث جَعْفَر بن الزبير وَالقَاسِم مجروحان وَفِي الرَّابِع عمر بن مُوسَى الوجيهي (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ اقْتصر فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء على تَضْعِيفه. (93) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُتَخَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ وَقَالَ إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ (عد) من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا عَن عمر بن الْخطاب وَعمر بن عبد الْعَزِيز مَوْقُوفا عَلَيْهِمَا أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَأخرج الْخطاب فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق أَحْمد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ ثَنَا عبد الله بن الزبير ثَنَا مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا لَا تخللوا بالقصب وَلَا بالرمان فَإِنَّهُ يُحَرك عرق الجذام قَالَ الْخَطِيب عبد الله بن الزبير مَجْهُول وَقَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا مَوْضُوع وَلَعَلَّ الآفة فِيهِ الشَّيْبَانِيّ قَالَ ابْن حجر وَكنت جوزت فِي ابْن الزبير أَن يكون الْحميدِي ثمَّ ظهر لي أَن الْحميدِي مَاله رِوَايَة عَن مَالك وَالله تَعَالَى أعلم. (94) [حَدِيثٌ] إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ وَمَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ رُفِعَتْ لَهُ سَبْعُونَ دَرَجَةً وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَبْعُونَ خَطِيئَةً وَكُتِبَ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً (قطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ نوح بن أبي مَرْيَم (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه الْحسن ابْن رشيد أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان الْحسن بن رشيد فِيهِ لين. الْفَصْل الثَّالِث (95) [حَدِيثٌ] الْبِطِّيخُ يَغْسِلُ الْبَطْنَ غَسْلا وَيُذْهِبُ بِالدَّاءِ أَصْلا (كرّ) من حَدِيث بعض عمات النَّبِي وَفِيه أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الْجَبَّار الْقرشِي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.

(96) [حَدِيثٌ] تَفَكَّهُوا بِالْبِطِّيخِ وَعَظِّمُوهُ فَإِنَّ حَلاوَتَهُ مِنْ حَلاوَةِ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهُ رَحْمَةٌ فَمَنْ أَكَلَ لُقْمَةً مِنَ الْبِطِّيخِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ لأَنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ (مي) و (النوقاني) أَبُو عَمْرو فِي جُزْء الْبِطِّيخ من حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ علته وَفِي سَنَد الأول مقَاتل بن مُحَمَّد مَجْهُول عَنهُ الْعَبَّاس ابْن الضَّحَّاك وَفِي سَنَد الثَّانِي نجم بن عبد الله لم أعرفهُ وَكَذَا من بَينه وَبَين النوقاني وَذكر ابْن درباس هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصر الموضوعات وَقَالَ إِن ابْن الْجَوْزِيّ اتهمَ بِهِ هناد النَّسَفِيّ فَكَأَنَّهُ وَقع فِي بعض نسخ الموضوعات دون بعض وَفِي لِسَان الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة يحيى بن الْعلوِي مَا نَصه وجدت لَهُ حَدِيثا مَوْضُوعا رَوَاهُ عَن عقيل بن سمير عَن عَليّ بن حَمَّاد الْغَازِي عَن عَبَّاس بن حميد عَن أبي بكر عَن عَيَّاش عَن أبي إِسْحَاق عَن عَاصِم بن ضَمرَة عَن عَليّ رَفعه يَا عَليّ تفكهوا بالبطيخ وعظموه فالإماءة من الْجنَّة وَمَا من عبد أكل مِنْهُ لقْمَة إِلَّا أَدخل الله جَوْفه سبعين دَوَاء وَأخرج مِنْهُ سبعين دَاء الحَدِيث بِطُولِهِ سرده الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة وَلم يعرف علته انْتهى وَالله أعلم. (97) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاس أهْدى إِلَى النَّبِي بِطِّيخٌ مِنَ الطَّائِفِ فَأَخَذَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ وَضَعَهُ وَقَالَ عَظِّمُوا الْبِطِّيخَ فَإِنَّهُ مِنْ حُلَلِ الأَرْضِ مَاؤُهُ شِفَاءٌ وَحَلاوَتُهُ مِنَ الْجَنَّةِ (النوقاني) فِي جُزْء الْبِطِّيخ (قلت) لم يبين علته وَفِيه عَطاء ابْن مُوسَى السَّمرقَنْدِي عَن ابْن عُيَيْنَة لم أعرفهُ وَكَذَا من بَينه وَبَين النوقاني وَالله تَعَالَى أعلم. (98) [حَدِيثٌ] الأَوِزُّ فِي الطَّعَامِ كَالسَّيِّدِ فِي الْقَوْمِ وَالْكُرَّاثُ فِي الْبَقْلِ بِمَنْزِلَةِ الْخُبْزِ فِي الطَّعَامِ وَعَائِشَةُ فِي الْعَالَمِينَ كَالثَّرِيدِ فِي الطَّعَامِ وَأَنَا فِي الأَنْبِيَاءِ كَالْمِلْحِ (مي) من حَدِيث عَليّ (قلت) هُوَ من طَرِيق الْحَارِث الْأَعْوَر وَالله تَعَالَى أعلم. (99) [حَدِيثٌ] نِعْمَ الدَّوَاءُ الأَوِزُّ صَحِيحٌ سَلِيمٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش وَفِيه خَالِد بن عِيسَى وَآخَرُونَ لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (100) [حَدِيثٌ] خَيْرُ الْغَدَاءِ بَوَاكِرُهُ وَأَطْيَبُهُ أَوَّلُهُ وَأَنْفَعُهُ (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيهِ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

(101) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالرُّمَّانِ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ وَمَا مِنْ حَبَّةٍ تَقَعُ فِي جَوْفِ الرَّجُلِ إِلا أَنَارَتْ قَلْبَهُ وَحَرَسَتْهُ مِنْ شَيَاطِينِ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يبين علته وَفِيه سُلَيْمَان بن عبد الله بن عمر بن وهب وَجَمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (102) [حَدِيثٌ] مَنِ ابْتَدَأَ بِأَكْلِ الْقِثَّاءِ فَلْيَأْكُلْ مِنْ رَأْسِهَا (فت) من حَدِيث عبد الله ابْن جَعْفَر وَفِيه أَصْرَم بن حَوْشَب وَإِسْحَاق بن وَاصل وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقد ذكر الحَدِيث فِي تَرْجَمَة إِسْحَاق هَذَا من بلاياه. (103) [حَدِيثٌ] إِذَا أَكَلْتُمُ الْفُجْلَ وَأَرَدْتُمْ أَنْ لَا يُوجَدَ لَهُ رِيحٌ فَاذْكُرُونِي عِنْدَ أَوَّلِ قَضْمَةٍ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه انْقِطَاع فَإِنَّهُ من رِوَايَة أبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن مَسْعُود عَن أَبِيه وَهُوَ لم يسمع من أَبِيه وَفِيه أَيْضا عبد الله بن يحيى شيخ لبَقيَّة قَالَ فِي الْمُغنِي مَجْهُول وَكَانَ يكْتب عَمَّن دب ودرج والْحَدِيث أوردهُ الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي فِي القَوْل البديع وَقَالَ لَا يَصح وَالله أعلم. (104) [حَدِيثٌ] إِذَا أَكَلْتُمُ الْقِثَّاءَ فَكُلُوهُ مِنْ أَسْفَلِهِ وَلا تَأْكُلُوهُ مِنْ رَأْسِهِ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَأْتِي مِنْ رَأْسِهِ (مي) من حَدِيث وابصة بن معبد (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبد الْملك بن حُصَيْن قَالَ أَبُو زرْعَة لَا يكْتب حَدِيثه وَشَيْخه الْحجَّاج بن سميع لم أعرفهُ وَالله أعلم. (105) [حَدِيثٌ] لَا يَحِلُّ مِنَ اللَّحْمِ النَّيِّئِ دُونَ ثَلاثٍ إِلا أَنْ يُجَفَّفَ قَبْلَ ذَلِك أَو تصيبه بار (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه عِيسَى بن إِبْرَاهِيم مَتْرُوك وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث. (106) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالْفَوَاكِهِ فِي الإِقْبَالِ فَإِنَّهَا مَصَحَّةُ الْأَبدَان مطردَة الأحزان وَاتَّقُوهَا فِي الإِدْبَارِ فَإِنَّهَا دَاءٌ لِلأَبْدَانِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قلت) لم يبين علته وَفِيه حَفْص بن يحيى بن مسكة بن ماهويه وَغَيره لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (107) [حَدِيثٌ] عَشْرُ خِصَالٍ تُورِثُ النِّسْيَانَ أَكْلُ الطِّينُ وَأَكْلُ سُؤْرِ الْفَأْرِ وَأَكْلُ التُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ وَالْجُلْجُلانِ وَالْحِجَامَةُ عَلَى النَّقْرَةِ وَالْمَشْيُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ وَالنَّظَرُ إِلَى الْمَصْلُوبِ وَالْبَوْلُ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَإِلْقَاءُ الْقَمْلِ وَالْقِرَاءَةُ فِي الْمَقْبُرَةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم.

(108) [حَدِيثٌ] كُلُوا الْعِنَبَ حَبَّةً حَبَّةً فَإِنَّهُ أَهْنَا وَأَمَرْأُ (مي) من حَدِيث عَليّ وفِيهِ أَحْمد بن عَليّ بن مهْدي. (109) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مِنَ الْفَاكِهَةِ وِتْرًا لَمْ تَضُرَّهُ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الْفضل الغساني وَغَيره لم أعرفهم وَالله أعلم. (110) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ نَحْنُ قَوْمٌ تَمْرِيُّونَ وَأَعْدَاؤُنَا نَبِيذِيُّونَ خُلِقُوا مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ (نجا قلت) فِيهِ مُحرز الْكَاتِب وَغَيره مِمَّن لم أعرفهم وَفِي مَعْنَاهُ الْمُؤمن حلوى وَالْكَافِر خمري قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي فَتَاوَاهُ بَاطِل لَا أصل لَهُ وَالله أعلم. (111) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مَا يَسْقُطُ مِنَ الْمَائِدَةِ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٌ مِنْ رِزقِهِ (قطّ) فِي الغرائب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَيْضا بِلَفْظ من أكل مَا يسْقط من الْمَائِدَة عَاشَ فِي سَعَة وعوفي من الْحمق فِي وَلَده وَولد وَلَده، وَفِي جَاره وجار جَاره ودويرات أَهله وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ من أَكَلَ مَا يَسْقُطُ مِنَ الْمَائِدَةِ خرج وَلَده صباح الْوُجُوه وَنفي عَنهُ الْفقر وَفِيه يُوسُف بن أبي يُوسُف القَاضِي مَجْهُول (يخ) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ من أكل مَا يسْقط من الخوان والقصعة أَمن من الْفقر والبرص والجذام وَصرف عَن وَلَده الْحمق (قلت) لم يبين عِلّة هذَيْن الْأَخيرينِ، وَفِي أَولهمَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَهُوَ مخلط فِي رِوَايَته عَن غير أهل الشَّام وَهَذَا مِنْهُ فَإِنَّهُ يرويهِ عَن دَاوُد بن أبي دَاوُد الْأنْصَارِيّ الْمدنِي، وَفِي ثَانِيهمَا عبد الصَّمد بن مُوسَى الْهَاشِمِي قَالَ الْخَطِيب ضَعَّفُوهُ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان يروي مَنَاكِير وشيخته زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن عَليّ لم أَقف لَهَا على تَرْجَمَة وَكَذَلِكَ الرَّاوِي لَهُ عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد أَبُو الْقَاسِم عُثْمَان بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْوراق السامري لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (112) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِاللُّبَانِ فَإِنَّهُ يَمْسَحُ الْحُزْنَ مِنَ الْقَلْبِ كَمَا يَمْسَحُ الأُصْبُعُ الْعَرَقَ عَنِ الْجَبِينِ وَإِنَّهُ يَشُدُّ الْقَلْبَ وَيَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَيُذَكِّي الذِّهْنَ وَيَجْلُو الْبَصَرَ وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَمْرو بن

يُوسُف قَالَ ابْن مَنْدَه كَانَ صَاحب مَنَاكِير وَعنهُ عَليّ بن زَنْجوَيْه مَا عَرفته وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم. (113) [حَدِيثٌ] اللَّحْمُ يُنْبِتُ اللَّحْمَ وَمَنْ تَرَكَ اللَّحْمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا سَاءَ خُلُقُهُ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه سُلَيْمَان النَّخعِيّ (قلت) أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق مسْعدَة ابْن اليسع عَن عَليّ قَوْله وَالله تَعَالَى أعلم. (114) [حَدِيثُ] الْحَسَنِ بْنِ عَليّ أَن النَّبِي قَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ كُلِ الْكَرَفْسَ فَإِنَّهَا بَقْلَةُ الأَنْبِيَاءِ مَعْفُوٌّ عَنْهَا وَهِيَ طَعَامُ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ وَالْكَرَفْسُ يُفَتِّحُ السُّدَدَ وَيُذَكِّي الْقَلْبَ وَيُورِثُ الْحِفْظَ وَيَطْرُدُ الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ وَالْجِنَّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه عِيسَى بن سُلَيْمَان عَن الثَّوْريّ فَإِن كَانَ هُوَ أَبُو طيبَة الدَّارمِيّ فقد ضعفه ابْن معِين وَقَالَ لَا أعلم أَنه كَانَ يتَعَمَّد الْكَذِب وَلَعَلَّه شبه عَلَيْهِ وَإِن كَانَ غَيره فَلَا أعرفهُ وَعنهُ الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْأَنْطَاكِي لَا أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (115) [حَدِيثٌ] الْحَسَنِ أَيْضًا يَا بُنَيَّ نَمْ عَلَى قَفَاكَ يَخْمُصْ بَطْنُكَ وَخُذْ مِنْ شَعْرِكَ تَحْسُنْ رَقَبَتُكَ وَاكْتَحِلْ يضيء بَصَرُكَ وَادَّهِنْ غِبًّا سُنَّةُ نَبِيِّكَ وَادَّهِنْ بِالْبَنَفْسَجِ (مي قلت) هُوَ بِسَنَد الَّذِي قبله وَالله أعلم. (116) [حَدِيثٌ] مَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ شَاةٌ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ بَرَكَةٌ وَمَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ شَاتَانِ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ بَرَكَتَانِ وَمَنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهِ ثَلاثُ شِيَاهٍ اعْتَزَلَ مِنَ الْفَقْرِ وَفَرَشَتْ عَلَى بَيْتِهِ الْمَلائِكَةُ تَقُولُ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عمر ابْن دَاوُد عَن سِنَان بن أبي سِنَان وهما مَجْهُولَانِ والمعلى بن مَيْمُون مَتْرُوك (قلت) الْمُنكر من الحَدِيث آخِره وَأما صَدره فَلهُ شَوَاهِد مِنْهَا عِنْد البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي إصْلَاح المَال من حَدِيث على الشَّاة بركَة والشاتان بركتان وَالثَّلَاث شِيَاه ثَلَاث بَرَكَات وَفِي سَنَده إِسْمَاعِيل بن سُلَيْمَان مَتْرُوك وَكَون الْغنم بركَة قد جَاءَ فِي أَحَادِيث كَثِيرَة مِنْهَا حَدِيث أم هَانِئ اتخذي غنما فَإِن فِيهَا بركَة رَوَاهُ أَحْمد وَابْن مَاجَه بِسَنَد صَحِيح وَمِنْهَا حَدِيث عُرْوَة الْبَارِقي الْإِبِل عز لأَهْلهَا وَالْغنم بركَة وَالْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِسَنَد رِجَاله ثِقَات وَالله تَعَالَى أعلم. (117) [حَدِيثُ] مَنْ أَكَلَ السَّذَابَ وَنَامَ عَلَيْهِ نَامَ آمِنًا عَنِ الدَّاءِ وَالدُّبَيْلَةِ وَذَات

الْجَنْبِ وَمَنْ أَكَلَ الْهِنْدِبَا وَنَامَ عَلَيْهِ لَمْ يَحُكَّ فِيهِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ وَلا يَقْرَبْهُ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ حَيَّةٌ وَلا عَقْرَبٌ وَمَنْ أَكَلَ مِنْ بَقْلَةِ الْبَاذَرُوجِ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلائِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ حَتَّى يُصْبِحَ (مي) من حَدِيث عَائِشَة (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُوسَى بن جَعْفَر بن سَالم الْجعْفِيّ مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم. (118) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ مِنْ إِبْلِيسَ فَلْيَذُبَّ شَحْمَهُ وَلَحْمَهُ بِقُلِّ الطَّعَامِ وَالتَّفَكُّرِ فَإِنَّ مِنْ قِلَّةِ الطَّعَامِ حُضُورَ الْمَلائِكَةِ وَكَثْرَةَ التَّفَكُّرِ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بحير. (119) [حَدِيثٌ] أَبْلُوا أَجْسَامَكُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَأَفْنُوا لُحُومَكُمْ وَأَذِيبُوا شُحُومَكُمْ تُسْتَبْدَلُوا لُحُومًا طَيِّبَةً مَحْشُوَّةً بِالْمِسْكِ وَالْكَافُورِ فِي الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد الشَّامي. (120) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ زَرْعٍ عَلَى الأَرْضِ وَلا ثَمَرَةٍ عَلَى الأَشْجَارِ إِلا عَلَيْهَا بِسْمِ اللَّهِ هَذَا رِزْقُ فلَان ابْن فُلانٍ. وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا} (حا) من حَدِيث ابْن عمر قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل (قلت) هَذَا الحَدِيث ذكره ابْن درباس فِي مُخْتَصر الموضوعات وَقَالَ فِي الْكَلَام عَلَيْهِ قَالَ الْحَاكِم هَذَا حَدِيث تفرد بِهِ حمويه بن الْحُسَيْن ابْن معَاذ وَهُوَ غير مَقْبُول مِنْهُ فَإِن شَيْخه أَحْمد بن الْخَلِيل ثِقَة، قَالَ الْخَطِيب وَقد رَوَاهُ أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم عَن أَحْمد بن الْخَلِيل، وَكَانَ أَبُو عَليّ هَذَا كذابا مَعْرُوفا بِسَرِقَة الْأَحَادِيث، ونراه سَرقه من حمويه، انْتهى فَكَأَنَّهُ فِي بعض نسخ الموضوعات دون بعض وَالله تَعَالَى أعلم. (121) [حَدِيثٌ] مَا بَاتَ قَوْمٌ شِبَاعًا إِلا حَسُنَتْ أَخْلاقُهُمْ وَلا بَاتَ قَوْمٌ جِيَاعًا قَطُّ إِلا سَاءَتْ أَخْلاقُهُمْ وَمَنْ قَلَّ أَكْلُهُ قَلَّ جَسَدُهُ (الشِّيرَازِيّ) فِي الألقاب من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْحَارِث الْهَمدَانِي. (122) [حَدِيثٌ] الْمُؤْمِنُ حُلْوٌ يُحِبُّ الْحَلاوَةَ، وَمَنْ حَرَّمَهَا عَلَى نَفْسِهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، لَا تُحَرِّمُوا نِعَمَ اللَّهِ وَالطِّيِّبَاتِ (مي) من حَدِيث عَليّ (قلت) لم يبين علته وَفِيه عبيد الله المَخْزُومِي مَا عَرفته، وَقَالَ السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة حَدِيث واه وَالله تَعَالَى أعلم.

(123) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: كُنَّا عِنْدَ رَسُول الله وَأَكَلَ مُرًّا. فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الدَّوَاءِ فَقَالَ: هَذَا الإِطْرِيفَلُ، قُلْنَا وَمَا الإِطْرِيفَلُ، قَالَ: إِهْلِيلَجُ أَسْوَدُ وَبَلِيلَجُ وَأَمْلَجُ يُغْلَى بِسَمْنِ الْبَقَرِ وَيُعْجَنُ بِالْعَسَلِ (مي قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَحْمد بن الْقَاسِم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه عَن جده وَمَا عرفتهم، وَالله تَعَالَى أعلم. (124) [حَدِيثٌ] الشُّرْبُ مِنْ فَضْلِ وُضُوءِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُّ (مي) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي. (125) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ. أَن رَسُول الله أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ غُلامًا فَأَلْقَى بَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرًا فَأَكَلَ وَأَكْثَرَ، فَقَالَ النَّبِي كَثْرَةُ الأَكْلِ شُؤْمٌ وَأَمَرَ بِرَدِّهِ (عد) وَفِيه أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ، قَالَ ابْن عدي هُوَ إِبْرَاهِيم بن هراسة. وَلَا أعلم يرويهِ بِهَذَا الْإِسْنَاد غَيره كناه عَليّ بن الْجَعْد لضَعْفه (قلت) أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، من طَرِيق ابْن عدي وَنقل كَلَام ابْن عدي الْمَذْكُور، وَقد قَالَ السُّيُوطِيّ إِن الْبَيْهَقِيّ لم يخرج فِي كتبه حَدِيثا مَوْضُوعا، وَكَثِيرًا مَا يتعقب ابْن الْجَوْزِيّ فِي حكمه على الحَدِيث بِأَنَّهُ مَوْضُوع بِإِخْرَاج الْبَيْهَقِيّ لَهُ فِي بعض مؤلفاته. وعَلى هَذَا فَلَا يَنْبَغِي إِدْخَال هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم. (126) [حَدِيثُ] أَنَسٍ. جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مِسْقَامٌ، لَا يَسْتَقِيمُ بَدَنِي عَلَى طَعَامٍ وَلا شَرَابٍ فَادْعُ لِي بِالصِّحَّةِ، فَقَالَ: إِذَا أَكَلْتَ طَعَامًا أَوْ شَرِبْتَ شَرَابًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِلا لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ دَاءٌ، وَلَوْ كَانَ فِيهِ سُمٌّ (مي) من طَرِيق الْكُدَيْمِي؛ وَفِيه أَيْضا نَافِع السّلمِيّ مَتْرُوك. (127) [حَدِيثٌ] مَنْ وَجَدَ كِسْرَةً مِنْ طَعَامٍ أَوْ مِمَّا يُؤْكَلُ فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى ثُمَّ أَكَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَبْعمِائة حَسَنَةٍ وَإِنْ هُوَ أَمَاطَهَا ثُمَّ رَفَعَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه يُوسُف بن السّفر. (128) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مَائِدَةٍ عَلَيْهَا أَرْبَعُ خِصَالٍ إِلا كَمُلَتْ، إِذَا أَكَلَ قَالَ: بِسم الله

وَإِذَا فَرَغَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَكَثْرَةُ الأَيْدِي عَلَيْهَا وَكَانَ أَصْلُهَا حَلالا (أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عَمْرو بن جَمِيع (قلت) جَاءَ عَن الْأَوْزَاعِيّ أَنه قَالَ بَلغنِي أَنه لَا يتم الطَّعَام حَتَّى يكون فِيهِ أَربع: يذكر اسْم الله عَلَيْهِ حِين يوضع ويحمد الله عَلَيْهِ حِين يرفع؛ وتكثر الْأَيْدِي فِيهِ وَيكون مهنأة من طيب، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، ثمَّ قَالَ وَقد روى هَذَا بِإِسْنَاد ضَعِيف عَن النَّبِي لم أنقله لضَعْفه وَهُوَ فِي سنَن السّلمِيّ انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (129) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ الْجِرْجِيرَ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ فَبَاتَ عَلَيْهِ نَازَعَهُ الْجُذَامُ فِي أَنْفِهِ، وَمَنْ أَكَلَ الْكُرَّاثَ وَبَاتَ عَلَيْهِ فَنَكْهَتُهُ مُنْتَنَةٌ، وَبَاتَ آمِنًا مِنَ الْبَوَاسِيرِ وَاعْتَزَلَهُ الْمَلَكَانِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ أَكَلَ الْكَرْفَسَ بَاتَ وَنَكْهَتُهُ طَيِّبَةٌ، وَبَاتَ آمِنًا مِنْ وَجَعِ الأَضْرَاسِ وَالأَسْنَانِ، وَمَنْ أَكَلَ الْهِنْدِبَا بَاتَ وَلَمْ يَحُكَّ فِيهِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ وَلَمْ يَقْرَبْهُ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ حَيَّةٌ وَلا عَقْرَبٌ. وَمَنْ أَكَلَ بَقْلَةَ الْجَنَّةِ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلائِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَمَنْ أَكَلَ السَّذَابَ بَاتَ آمِنًا مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَالدُّبَيْلَةِ وَمَنْ أَكَلَ الْفُجْلَ بَاتَ آمِنًا مِنَ الْبَشَمِ وَمَنْ أَكَلَ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا هَذَا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ وَمَنْ أَكَلَ الدُّبَّاءَ بِالْعَدَسِ رَقَّ عِنْدَ ذِكْرِ اللَّهِ وَزَادَ فِي دِمَاغِهِ وَمَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ مِثْلَهَا وَمَنْ أَكَلَ الْمِلْحَ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَ الطَّعَامِ فَقَدْ أَمن من ثلثمِائة وَسِتِّينَ نوعا من الدَّوَاء، أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ وَالْبَرَصُ (الْقَاسِم الطيوري) فِي الطيوريات، من حَدِيث عَائِشَة (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم عَن هِشَام بن عُرْوَة وَمَا عَرفته وَفِي لِسَان الْمِيزَان مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الأصطخري شيخ مَجْهُول فَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره وَالله أعلم. (130) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ خِيَرَةً وَخِيَرَتُهُ فِي الْبَقْلِ الْهِنْدِبَا. وَمِنَ الْغَنَمِ النَّعْجَةُ، وَمِنْ بَنِي آدَمَ أَنَا (خطّ) عَن أبي البخْترِي مُرْسلا، وَأَبُو البخْترِي كَذَّاب، وَكَذَا رَاوِيه عَنهُ أَبُو الْخَيْر. (131) [حَدِيثٌ] مَنْ تَأَدَّمَ بِالْخَلِّ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَيْنِ يَسْتَغْفِرَانِ اللَّهَ لَهُ إِلَى أَنْ يَفْرَغَ مِنْ تَأَدُّمِهِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن عَليّ الدِّمَشْقِي (كرّ مى) من حَدِيث جَابر

كتاب اللباس والزينة والطب

بِلَفْظ إِن الله عز وَجل يُوكل بآكل الْخلّ ملكَيْنِ يستغفران الله لَهُ حَتَّى يفرغ (قلت) لم يبين عِلّة هَذَا الطَّرِيق الثَّانِي. (132) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ لُقْمَةً مِنْ حَرَامٍ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا وَكُلُّ لَحْمٍ يُنْبِتُهُ الْحَرَامُ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ، وَإِنَّ اللُّقْمَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْحَرَامِ لَتُنْبِتُ اللَّحْمَ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه الْفضل بن عبد الله بن مَسْعُود الْيَشْكُرِي الْهَرَوِيّ قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَا يُعْرَفُ إِلَّا من رِوَايَة الْفضل بن عبد الله (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (133) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ طَعَامَ مُتَّقٍ نَقَّى اللَّهُ قَلْبَهُ وَجَوْفَهُ مِنَ الْحَرَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (نع) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي هدبة. (134) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: دعى النَّبِي إِلَى وَلِيمَةٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ مُرْ بِنَا نَأْكُلُ كِسْرَةً نَسُدُّ بِهَا كَلْبَ الْجُوعِ، وَلْتُحْسِنْ مُوَاكَلَتَنَا مَعَ النَّاسِ (مي قلت) لم يبين علته، وَهُوَ من حَدِيث الْحسن عَن عَليّ وَلم يلقه وَفِيه أَبُو عَليّ الطوسي مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم. (135) [حَدِيثٌ] الأَكْلُ مَعَ الْخَادِمِ مِنَ التَّوَاضُعِ وَمَنْ أَكَلَ مَعَهُ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (136) [حَدِيثٌ] مَنْ قَتَلَ جَرَادَةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ عَقْرَبًا (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه عمر بن سعيد بن وردان قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان عمر ابْن سعيد بن وردان الْقشيرِي عَن فُضَيْل بن عِيَاض وَعنهُ أَحْمد بن حَفْص جَهله الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب انْتهى وَأحمد بن حَفْص أَظُنهُ السَّعْدِيّ شيخ ابْن عدي اتهمه الذَّهَبِيّ بالاختلاق وَالله أعلم. (137) [حَدِيثٌ] إِذَا لَعِقَ الرَّجُلُ الْقَصْعَةَ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ فَتَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَعْتَقَنِي مِنَ الشَّيْطَانِ (شا) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ سِمْعَانَ بْنِ مهْدي. (138) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الْعِنَبِ دو دو. (139) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ لَهُ قَالَ ابْن تَيْمِية موضوعان. @ 268 @ كتاب اللبَاس والزينة والطب الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِي وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ وَمِنْطَقَةٌ مُتَخَنْجِرًا فِيهَا بِخِنْجَرٍ (خطّ) من حَدِيث جَابر وَمن مُرْسل أبي جَعْفَر مُحَمَّد الباقر وَهُوَ من وضع أبي البخْترِي القَاضِي وروى شاه الْخُرَاسَانِي من حَدِيث جَابر أَتَانِي جِبْرِيل وَعَلِيهِ قبَاء أسود وشاه كَانَ يضع الحَدِيث. (2) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ اللَّهِ فَلْيَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ الصُّوفِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق الجويباري وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (3) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ مَاتَ النَّبِيُّ فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ وَمَات أَبُو بكر الصّديق فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رقْعَة بَعْضهَا من أَدَم وَمَات عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ ثَلَاثَة عشر رقْعَة وَبَعضهَا من أَدَم (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق هناد النَّسَفِيّ وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان ومجاهيل بَينهمَا. (4) [حَدِيثٌ] أَبْغَضُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ مَنْ كَانَ ثَوْبَاهُ خَيْرًا مِنْ عَمَلِهِ أَنْ تَكُونَ ثِيَابُهُ ثِيَابَ الأَنْبِيَاءِ وَعَمَلُهُ عَمَلَ الْجَبَّارِينَ (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه سليم بن عِيسَى مَجْهُول فِي النَّقْل قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث بَاطِل إِلَّا أَنه قَالَ: سليم ابْن عِيسَى الْكُوفِي الْقَارئ إِمَام فِي الْقِرَاءَة وَلَعَلَّ رَاوِي هَذَا الحَدِيث غير الْقَارئ انْتهى. (5) [حَدِيثٌ] مَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا طَوَّلَ اللَّهُ قَادِمَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَلَّطَ عَلَيْهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى شَارِبِهِ شَيْطَانًا فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ لَا يُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ وَلا تَنْزِلُ عَلَيْهِ رَحْمَةٌ وَلا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ أَطَالَ شَارِبَهُ تُسَمِّيهِ الْمَلائِكَةَ نَجِسًا وَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَاصِيًا وَقَامَ مِنْ قَبْرِهِ مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة اللَّهِ وَلا يُطَوِّلُ شَارِبَهُ إِلا مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ الْمَلائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَيَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَالأَرْضُ تَلْعَنُهُ مِنْ تَحْتِهِ وَمَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فَلا يُصِيبُ شَفَاعَتِي وَلا يَشْرَبُ مِنْ حَوْضِي وَضَيَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَمَنْ قَصَّ شَارِبَهُ فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الثَّوَابِ أَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ در وَيَاقُوت

كتاب اللباس والزينة والطب

كتاب اللبَاس والزينة والطب الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِي وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ وَمِنْطَقَةٌ مُتَخَنْجِرًا فِيهَا بِخِنْجَرٍ (خطّ) من حَدِيث جَابر وَمن مُرْسل أبي جَعْفَر مُحَمَّد الباقر وَهُوَ من وضع أبي البخْترِي القَاضِي وروى شاه الْخُرَاسَانِي من حَدِيث جَابر أَتَانِي جِبْرِيل وَعَلِيهِ قبَاء أسود وشاه كَانَ يضع الحَدِيث. (2) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ اللَّهِ فَلْيَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ الصُّوفِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق الجويباري وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. (3) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ مَاتَ النَّبِيُّ فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ وَمَات أَبُو بكر الصّديق فِي الصُّوف وَعَلِيهِ اثْنَتَا عشر رقْعَة بَعْضهَا من أَدَم وَمَات عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ ثَلَاثَة عشر رقْعَة وَبَعضهَا من أَدَم (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق هناد النَّسَفِيّ وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان ومجاهيل بَينهمَا. (4) [حَدِيثٌ] أَبْغَضُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ مَنْ كَانَ ثَوْبَاهُ خَيْرًا مِنْ عَمَلِهِ أَنْ تَكُونَ ثِيَابُهُ ثِيَابَ الأَنْبِيَاءِ وَعَمَلُهُ عَمَلَ الْجَبَّارِينَ (عق) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه سليم بن عِيسَى مَجْهُول فِي النَّقْل قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا الحَدِيث بَاطِل إِلَّا أَنه قَالَ: سليم ابْن عِيسَى الْكُوفِي الْقَارئ إِمَام فِي الْقِرَاءَة وَلَعَلَّ رَاوِي هَذَا الحَدِيث غير الْقَارئ انْتهى. (5) [حَدِيثٌ] مَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا طَوَّلَ اللَّهُ قَادِمَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَلَّطَ عَلَيْهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى شَارِبِهِ شَيْطَانًا فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ لَا يُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ وَلا تَنْزِلُ عَلَيْهِ رَحْمَةٌ وَلا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ أَطَالَ شَارِبَهُ تُسَمِّيهِ الْمَلائِكَةَ نَجِسًا وَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَاصِيًا وَقَامَ مِنْ قَبْرِهِ مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة اللَّهِ وَلا يُطَوِّلُ شَارِبَهُ إِلا مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ الْمَلائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَيَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَالأَرْضُ تَلْعَنُهُ مِنْ تَحْتِهِ وَمَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فَلا يُصِيبُ شَفَاعَتِي وَلا يَشْرَبُ مِنْ حَوْضِي وَضَيَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَمَنْ قَصَّ شَارِبَهُ فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الثَّوَابِ أَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ در وَيَاقُوت

بِلَفْظ إِن الله عز وَجل يُوكل بآكل الْخلّ ملكَيْنِ يستغفران الله لَهُ حَتَّى يفرغ (قلت) لم يبين عِلّة هَذَا الطَّرِيق الثَّانِي. (132) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ لُقْمَةً مِنْ حَرَامٍ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا وَكُلُّ لَحْمٍ يُنْبِتُهُ الْحَرَامُ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ، وَإِنَّ اللُّقْمَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْحَرَامِ لَتُنْبِتُ اللَّحْمَ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه الْفضل بن عبد الله بن مَسْعُود الْيَشْكُرِي الْهَرَوِيّ قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَا يُعْرَفُ إِلَّا من رِوَايَة الْفضل بن عبد الله (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. (133) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ طَعَامَ مُتَّقٍ نَقَّى اللَّهُ قَلْبَهُ وَجَوْفَهُ مِنَ الْحَرَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (نع) من حَدِيث أنس من طَرِيق أبي هدبة. (134) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ: دعى النَّبِي إِلَى وَلِيمَةٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ مُرْ بِنَا نَأْكُلُ كِسْرَةً نَسُدُّ بِهَا كَلْبَ الْجُوعِ، وَلْتُحْسِنْ مُوَاكَلَتَنَا مَعَ النَّاسِ (مي قلت) لم يبين علته، وَهُوَ من حَدِيث الْحسن عَن عَليّ وَلم يلقه وَفِيه أَبُو عَليّ الطوسي مَا عَرفته وَالله تَعَالَى أعلم. (135) [حَدِيثٌ] الأَكْلُ مَعَ الْخَادِمِ مِنَ التَّوَاضُعِ وَمَنْ أَكَلَ مَعَهُ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (136) [حَدِيثٌ] مَنْ قَتَلَ جَرَادَةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ عَقْرَبًا (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (قلت) لم يبين علته وَفِيه عمر بن سعيد بن وردان قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان عمر ابْن سعيد بن وردان الْقشيرِي عَن فُضَيْل بن عِيَاض وَعنهُ أَحْمد بن حَفْص جَهله الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب انْتهى وَأحمد بن حَفْص أَظُنهُ السَّعْدِيّ شيخ ابْن عدي اتهمه الذَّهَبِيّ بالاختلاق وَالله أعلم. (137) [حَدِيثٌ] إِذَا لَعِقَ الرَّجُلُ الْقَصْعَةَ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ فَتَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَعْتَقَنِي مِنَ الشَّيْطَانِ (شا) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ سِمْعَانَ بْنِ مهْدي. (138) [حَدِيثٌ] أَكْلُ الْعِنَبِ دو دو. (139) [حَدِيثٌ] مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ لَهُ قَالَ ابْن تَيْمِية موضوعان.

(10) [حَدِيثٌ] الْحِنَّاءُ سُنَّةُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ تُسَبِّحُ الْحِنَّاءُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالصَّبِيِّ وَرَكْعَتَانِ فِي الْحِنَّاءِ تَعْدِلُ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ وَإِذَا مَا تَدَلَّى الرَّجُلُ فِي الْقَبْرِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ سَلْهُ فَيَقُولُ كَيْفَ أَسْأَلُهُ وَمَعَهُ حُجَّةُ الإِسْلامِ يَعْنِي الْخِضَابِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَلَا يثبت فِيهِ يحيى بن شبيب ودينار مولى أنس وَقد رويت أَحَادِيث فِي فضل الْحِنَّاء لَيْسَ فِيهَا شَيْء صَحِيح. (11) [حَدِيثٌ] مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ وَنَقَشَ عَلَيْهِ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ وَفَّقَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِكُلِّ خَيْرٍ وَأَحَبَّهُ الْمَلَكَانِ الْمُوَكَّلانِ بِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَبُو سعيد الْحسن بن عَليّ الْعَدوي وَهُوَ من عمله. (12) [حَدِيثٌ] تَخَتَّمُوا بِالْيَاقُوتِ فَإِنَّهُ يُنْفِي الْفَقْرَ (أَبُو الْغَنَائِم النَّرْسِي) فِي كتاب أنس الغافل من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ. (13) [حَدِيثٌ] مَنِ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَصُّهُ يَاقُوتٌ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن حَكِيم الفرياناني. (14) [حَدِيثٌ] لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدُ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ (عد) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَبُو سعيد الْحسن بن عَليّ الْعَدوي. (15) [حَدِيثٌ] ادَّهِنُوا بِالْبَانِ فَإِنَّهُ أَحْظَى لَكُمْ عِنْدَ نِسَائِكُمْ (عد) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق الْعَدوي أَيْضا. (16) [حَدِيثٌ] لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ بَكَتِ الأَرْضُ فَنَبَتَ اللَّصَفُ مِنْ مَائِهَا فَلَمَّا أَنْ رَجَعْتُ قَطَرَ مِنْ عَرَقِي عَلَى الأَرْضِ فَنَبَت وَرْدٌ أَحْمَرُ أَلا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه مَجَاهِيل. (17) [حَدِيثٌ] الْوَرْدُ الأَبْيَضُ خُلِقَ مِنْ عَرَقِي لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَخُلِقَ الْوَرْدُ الأَحْمَرُ مِنْ عَرَقِ جِبْرِيلَ وَخُلِقَ الْوَرْدُ الأَصْفَرُ من عرق الْبراق (ابْن فراس) فِي كتاب الريحان من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي اتهمَ بِهِ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث عَائِشَة وَجَاء مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فليشم الْورْد ذكرهمَا ابْن فَارس فِي كِتَابه وَلَا أصل للْجَمِيع.

الفصل الثاني

(18) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِيُّ جَالِسًا فَجَاءَ رَجُلٌ فِي يَدِهِ حِزْمَةٌ مِنْ رَيْحَانٍ فَطَرَحَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَمَسَّهَا، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ بِحِزْمَةِ رَيْحَانٍ فَلَمْ يَمَسَّهَا، ثُمَّ رَجُلٌ آخَرُ بِحِزْمَةٍ مِنْ مَرْزَنْجُوشَ فَطَرَحَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَمد رَسُول الله يَدَهُ فَتَنَاوَلَهُ ثُمَّ شَمَّهُ ثُمَّ قَالَ نِعْمَ الرَّيْحَانُ نَبَتَ تَحْتَ الْعَرْشِ وَمَاؤُهُ شِفَاءٌ مِنَ الْعَيْنِ (عق) وَفِيه يحيى بن عباد. (19) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ رَيَاحِينَ شَتَّى فَرَدَّ سَائِرَهُنَّ وَاخْتَارَ الْمَرْزَنْجُوشَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَدَدْتَ سَائِرَ الرَّيَاحِينِ وَاخْتَرْتَ الْمَرْزَنْجُوشَ فَقَالَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ الْمَرْزَنْجُوشَ نَابِتًا تَحْتَ الْعَرْش (خطّ) وَفِيه حميد ابْن الرّبيع السَّمرقَنْدِي مَجْهُول وَعنهُ أَحْمد بن نصر الذارع وَقد روى بِإِسْنَاد مَجْهُول عَن حميد عَن أنس مَرْفُوعا إِن فِي الْجنَّة بَيْتا سقفه من مرزنجوش وَهَذَا كذب لَا أصل لَهُ (قلت) وزوى الْأَزْدِيّ من طَرِيق عبد الله بن نوح عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن أنس رَفعه عَلَيْكُم بالمرزنجوش فشموه فَإِنَّهُ جيد للخشام وَقَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا بَاطِل وَالله أعلم. (20) [حَدِيثٌ] فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ عَلَى سَائِرِ الأَدْيَانِ (عبد الله بن أَحْمد بن عَامر) عَن أَبِيه من حَدِيث عَليّ وآفته عبد الله الْمَذْكُور أَو أَبوهُ فَإِن لَهما نُسْخَة عَن أهل الْبَيْت بَاطِلَة (نع - ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِي طريقهما الْكُدَيْمِي (حب) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله الْقرشِي (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِدْرِيس بن جَعْفَر الْعَطَّار، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَمن حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن أَحْمد الْحَرْبِيّ شيخ مَجْهُول قَالَ السُّيُوطِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَهُوَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ. الْفَصْل الثَّانِي (21) [حَدِيثٌ] اعْتَمُّوا تَزْدَادُوا حِلْمًا (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ سعيد بن سَلام وَشَيْخه عبيد الله بن أبي حميد الْهُذلِيّ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من غير طَرِيق سعيد وَصَححهُ فبرئ سعيد من عهدته وَله طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَفِيه عمرَان بن تَمام ضعفه أَبُو حَاتِم بِحَدِيث غير

هَذَا وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَله شَاهد من حَدِيث أُسَامَة بن عُمَيْر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالطَّبَرَانِيّ (قلت) هُوَ من طَرِيق عبيد الله بن أبي حميد الْهُذلِيّ أَيْضا وَالله أعلم. وَمن شواهده حَدِيث ركَانَة فرق مَا بَيْننَا وَبَين الْمُشْركين العمائم على القلانس رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَحَدِيث خَالِد بن معدان مُرْسلا أَتَى النَّبِي بِثِيَاب من الصَّدَقَة فَقَسمهَا بَين أَصْحَابه فَقَالَ اعتموا خالفوا الْأُمَم قبلكُمْ، وَحَدِيث عبَادَة عَلَيْكُم بالعمائم فَإِنَّهَا سِيمَا الْمَلَائِكَة وأرخوا لَهَا خلف ظهوركم رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَأخرج الطَّبَرَانِيّ هَذَا الْأَخير من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ الهيثمي فِيهِ عِيسَى بن يُونُس مَجْهُول وَالله أعلم. (22) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ فِي الْبَقِيعِ فِي يَوْمِ دَجْنٍ وَمَطَرٍ فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ وَمَعَهَا مُكَارِيٌّ فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةِ الأَرْضِ فَسَقَطَ فَسَقَطَتِ الْمَرْأَة فَأَعْرض النَّبِي بِوَجْهِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ، فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُتَسَرْوِلاتِ مِنْ أُمَّتِي يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّخِذُوا السَّرَاوِيلاتِ فَإِنَّهَا مِنْ أَسَتْرِ ثِيَابِكُمْ وَحَصِّنُوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ (عد) وَفِيه إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الضَّرِير، وَجَاء من حَدِيث سعد بن طريف أخرجه (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق وَفِيه مَجْهُولُونَ، وَجعل الْخَطِيب سعد بن طريف صحابيا وَلَا أرَاهُ إِلَّا سعد بن طريف الإسكاف رَوَاهُ عَن الاصبغ بن نَبَاته عَن عَليّ فَسقط شَيْخه وَشَيخ شَيْخه (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أخرجه الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَدَب من هَذَا الطَّرِيق وَإِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا هَذَا لَيْسَ هُوَ الْمُتَّهم ذَاك الوَاسِطِيّ العبدسي وَهَذَا الْعجلِيّ الْبَصْرِيّ وَقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر أخرجه الْمحَامِلِي فِي أَمَالِيهِ، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِلَى قَوْله رحم الله المتسرولات أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وروى الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رحم الله المتسرولات من النِّسَاء، وَأما قَول ابْن الْجَوْزِيّ فِي سعد بن طريف أرَاهُ الإسكاف فقد نَقله الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة وَقَالَ عقبه كَذَا قَالَ، وَقَضيته التَّوَقُّف فِيهِ. (23) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ دَخَلْتُ يَوْمًا السُّوق مَعَ رَسُول الله فَجَلَسَ إِلَى الْبَزَّازِينَ فَاشْتَرَى سَرَاوِيلَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَكَانَ لأَهْلِ السُّوقِ وَزَّانٌ يَزِنُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله اتَّزِنْ وَأَرْجِحْ فَقَالَ الْوَزَّانُ هَذِهِ كَلِمَةٌ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ كَفَى بِكَ مِنَ الْوَهْنِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ فَطَرَحَ الْمِيزَان

ووثب إِلَى يَد النَّبِي يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهَا فَجَذَبَ رَسُولُ الله يَدَهُ مِنْهُ وَقَالَ هَذَا إِنَّمَا تَفْعَلُهُ الأَعَاجِمُ بِمُلُوكِهَا، وَلَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ فَوَزَنَ وأرجح فَأخذ رَسُول الله السَّرَاوِيلَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَذَهَبْتُ أَحْمِلُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: صَاحِبُ الشَّيْءِ أَحَقُّ بِشَيْئِهِ أَنْ يَحْمِلَهُ إِلا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا يَعْجَزُ عَنْهُ فَيُعِينُهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ قُلْتُ يَا رَسُول الله وَإنَّك لتلبس السروايل قَالَ نَعَمْ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ وَبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنِّي أُمِرْتُ بِالسَّتْرِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا أَسْتَرُ مِنْهَا (أَبُو يعلى طب) فِي الْأَوْسَط وَلَا يَصح فِيهِ يُوسُف بن زِيَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الإفْرِيقِي وَلم يروه عَنهُ غَيره (تعقب) بِأَن يُوسُف لم ينْفَرد بِهِ فقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالْأَدب من طَرِيق حَفْص بن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد، وَله شَاهد أخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن سُوَيْد بن قيس قَالَ جلبت ومخرقة الْعَبْدي بزا من هجر فأتينا بِهِ مَكَّة فَأَتَانَا النَّبِي فَاشْترى منا سَرَاوِيل وَثمّ وزان يزن بِالْأَجْرِ فَقَالَ: يَا وزان، زن وارجح (قلت) وَقَالَ الشَّمْس السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة: لَعَلَّ حَدِيث أبي هُرَيْرَة حسن وَالله أعلم. (24) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا حَلاوَةَ الإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا قِلَّةَ الأَكْلِ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَعْرِفُوا بِهِ الآخِرَةَ، وَإِنَّ لِبَاسَ الصُّوفِ يُورِثُ الْقَلْبَ التَّفَكُّرَ، وَالتَّفَكُّرَ يُورِثُ الْحِكْمَةَ، وَالْحِكْمَةَ تَجْرِي فِي الْجَوْفِ مَجْرَى الدَّمِ، فَمَنْ كَثُرَ تَفَكُّرُهُ قَلَّ طُعْمُهُ، وَكَلَّ لِسَانُهُ، وَرَقَّ قَلْبُهُ، وَمَنْ قَلَّ تَفَكُّرُهُ، كَثُرَ طُعْمُهُ وَعَظُمَ بَدَنُهُ وَقَسَا قَلْبُهُ، وَالْقَلْبُ الْقَاسِي بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ (خطّ) فِي كتاب الزّهْد مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلا يَصح فِيهِ الْكُدَيْمِي (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي الشّعب إِلَى فِي قُلُوبكُمْ وَقَالَ هَذِه الْجُمْلَة مَعْرُوفَة من غير هَذَا الطَّرِيق. وَزَاد الْكُدَيْمِي فِيهِ زِيَادَة مُنكرَة، وَيُشبه أَن يكون من كَلَام بعض الروَاة فألحقت بِالْحَدِيثِ، انْتهى وَالْجُمْلَة مَعْرُوفَة، أخرجهَا الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك والْحَدِيث المطول من المدرج لَا من الْمَوْضُوع. (25) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ، فَلْيَلْبَسِ الصُّوفَ، وَلْيَعْتَقِلْ شَاتَهُ، (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ سُلَيْمَان بن أَرقم مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث حسن بشواهده، أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة: من لبس الصُّوف، وحلب الشَّاة وَركب الأتن فَلَيْسَ فِي جَوْفه شَيْء من الْكبر، وَأخرج من حَدِيث أبي هُرَيْرَة

أَيْضا من وَجه آخر: بَرَاءَة من الْكبر لبس الصُّوف وركوب الْحمار واعتقال العنز وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: كَانَ الْأَنْبِيَاء يستحبون أَن يلبسوا الصُّوف، ويحتلبوا الْغنم، ويركبوا الْحمر، وَله شَوَاهِد أخر. (26) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: يَا أَنَسُ لِبَاسُ الْمَلائِكَةِ إِلَى أَنْصَافِ سُوقِهَا (عق) وَفِيه عبد الرَّحْمَن بن بديل، وَعنهُ الْفضل بن حَرْب مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ (تعقب) بِأَن عبد الرَّحْمَن بن بديل ضعفه يحيى وَابْن حبَان، وَقواهُ غَيرهمَا، وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو مَرْفُوعا: ائتزروا كَمَا رَأَيْت الْمَلَائِكَة تأتزر عِنْد رَبهَا إِلَى أَنْصَاف سوقها، أخرجه الديلمي وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زهر الفردوس: ضَعِيف. (27) [حَدِيثٌ] لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنْ طُولِ لِحْيَتِهِ وَلَكِنْ مِنَ الصُّدْغَيْنِ (خطّ) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم وَأحمد بن الْوَلِيد قَالَ فِيهِ ابْن مخلد لَا يُسَاوِي فلسًا (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم قَالَ فِيهِ الْخَطِيب ثِقَة ثَبت وَلَا يخْتَلف شُيُوخنَا فِيهِ، وَمَا حَكَاهُ ابْن عدي من الْإِنْكَار عَلَيْهِ لم أر أحدا من عُلَمَائِنَا يعرفهُ فَلم يُؤثر قدحا فِيهِ، وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَأحمد بن الْوَلِيد ذكره ابْن حبَان أَيْضا فِي الثِّقَات. (28) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّحَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْمُشْطِ كُلَّ لَيْلَةٍ عُوفِيَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاءِ وَزِيدَ فِي عُمْرِهِ (حب) من حَدِيث أبي بن كَعْب وَفِيه حسان بن غَالب (تعقب) بِأَن الحَدِيث حكم عَلَيْهِ أَبُو نعيم بعد أَن أخرجه فِي تَارِيخ أَصْبَهَان بالنكارة فَقَط، وَحسان وَثَّقَهُ ابْن يُونُس (قلت) وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، من طَرِيق حسان بن غَالب أَيْضا عَن مَالك عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة، وَقَالَ: مَوْضُوع وَرَاوِيه عَن حسان الْفَتْح بن نصر الْفَارِسِي مَتْرُوك. وَالله تَعَالَى أعلم. (29) [حَدِيثٌ] يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ (الْبَغَوِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِيهِ عبد الْكَرِيم وَهُوَ ابْن أبي الْمخَارِق أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ وَقد خضب جمَاعَة من الصَّحَابَة بِالسَّوَادِ، مِنْهُم الْحسن

وَالْحُسَيْن وَسعد بن أبي وَقاص وَخلق من التَّابِعين، وَيحْتَمل على تَقْدِير صِحَة الحَدِيث أَن يكون الْمَعْنى لَا يريحون ريح الْجنَّة لفعل صدر مِنْهُم أَو اعْتِقَاد، كَمَا قَالَ فِي الْخَوَارِج: سِيمَاهُمْ التحليق وَمَا حلق الشّعْر بِحرَام (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ قَالَ فِي القَوْل المسدد: أَخطَأ ابْن الْجَوْزِيّ فَإِن عبد الْكَرِيم الَّذِي هُوَ فِي الْإِسْنَاد هُوَ ابْن مَالك الْجَزرِي الثِّقَة الْمخْرج لَهُ فِي الصَّحِيح، وَقد أخرج هَذَا الحَدِيث من هَذَا الْوَجْه أَحْمد فِي مُسْنده، وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن والشعب والضياء فِي المختارة (قلت) وَسبق الْحَافِظ ابْن حجر إِلَى تخطئة ابْن الْجَوْزِيّ فِي هَذَا الحَدِيث الْحَافِظ العلائي، فَذكر نَحْو مَا مر لِابْنِ حجر وَزَاد أَن الْبَيْهَقِيّ صرح بِنِسْبَة عبد الْكَرِيم فِي هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه فِي كتاب الْأَدَب لَهُ، ثمَّ قَالَ العلائي وَلَو سلم أَنه أَبُو الْمخَارِق فقد روى عَنهُ الإِمَام أَحْمد، وَلَا يروي إِلَّا عَن ثِقَة عِنْده، وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَمُسلم فِي المتابعات، وَلَا يجوز أَن يحكم على مَا انْفَرد بِهِ بِالْوَضْعِ انْتهى، وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات: عبد الْكَرِيم مَا هُوَ ابْن أبي الْمخَارِق والْحَدِيث صَحِيح وَالله أعلم. (30) [حَدِيثٌ] سَيِّدُ رَيْحَانِ الْجَنَّةِ الْحِنَّاءُ (خطّ) من حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، تفرد بِهِ بكر بن بكار الْقَيْسِي وَلَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن بكرا وَثَّقَهُ أَبُو عَاصِم النَّبِيل وَابْن حبَان وَغَيرهمَا وَلم ينْفَرد بِالْحَدِيثِ بل تَابعه معَاذ بن هِشَام، أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَورد أَيْضا من حَدِيث بُرَيْدَة بِلَفْظ سيد ريحَان أهل الْجنَّة الفاغية أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأخرج أَيْضا من حَدِيث أنس كَانَ أحب الرياحين إِلَى رَسُول الله الفاغية. (31) [حَدِيثٌ] تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ (عق) من حَدِيث عَائِشَة، وَفِيه يَعْقُوب ابْن الْوَلِيد (عد) من حَدِيث أنس بِلَفْظ تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفقر، وَالْيَمِين أَحَق بالزينة، وَفِيه الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم البابي مَجْهُول (تعقب) بِأَنَّهُ يَعْنِي ابْن الْجَوْزِيّ نقل عَن حَمْزَة ابْن الْحُسَيْن الْأَصْفَهَانِي أَنه قَالَ فِي كِتَابه التَّنْبِيه على حُدُوث التَّصْحِيف: كثير من الروَاة يروون هَذَا الحَدِيث تختموا بالعقيق، وَإِنَّمَا هُوَ تخيموا بالعقيق، وَهُوَ اسْم وَاد بِظَاهِر الْمَدِينَة وأيده الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَلْخِيص مُسْند الفردوس بِحَدِيث البُخَارِيّ أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ: صلي فِي هَذَا الْوَادي الْمُبَارك، يَعْنِي العقيق وَقل عمْرَة فِي حجَّة، وَهَذَا يدل على أَن

للْحَدِيث أصلا، وَيَعْقُوب تَابعه خَلاد بن يحيى، أخرجه الْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر (قلت) وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَن ابْن عدي جزم بعد سِيَاقه للْحَدِيث من طَرِيق يَعْقُوب بن الْوَلِيد بِأَن يَعْقُوب الْمَذْكُور سَرقه من يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ قَالَ الْحَافِظ فأشعر ذَلِك بِأَن لَهُ أصلا من رِوَايَة يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، انْتهى وَحَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم أخرجه ابْن عدي أَيْضا وَمن طَرِيقه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَقَالَ ابْن عدي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أعرف لَهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث انْتهى وَقَالَ ابْن مُفْلِح فِي الْفُرُوع هَذَا الْخَبَر فِي إِسْنَاده يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ الْمدنِي وَلَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ فِيمَا قَالَه ابْن عدي وَبَاقِيه جيد وَمثل هَذَا لَا يظْهر كَونه من الْمَوْضُوع انْتهى وَحَدِيث تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفقر قَالَ الزَّرْكَشِيّ فِي الْأَحَادِيث المشتهرة أخرجه الديلمي من حَدِيث أنس وَعمر وَعلي وَعَائِشَة بأسانيد مُتعَدِّدَة وَفِي اليواقيت للمطرز أَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ صَحِيح انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (32) [حَدِيثٌ] أَكْثَرُ خَرَزِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَقِيقُ (حب نع) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه سلم الزَّاهِد (تعقب) بِأَن سلما إِن كَانَ هُوَ سلم بن سَالم الزَّاهِد كَمَا ظَنّه ابْن الْجَوْزِيّ فقد قَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنه يحْتَمل حَدِيثه وَقَالَ الْعجلِيّ لَا بَأْس بِهِ لَكِن أَبَا نعيم فِي الْحِلْية إِنَّمَا أخرجه فِي تَرْجَمَة سلم بن مَيْمُون الْخَواص الزَّاهِد الْمَشْهُور وَهُوَ صَدُوق من كبار الصُّوفِيَّة والعباد غير أَنه يرد فِي أَحَادِيثه مَنَاكِير قَالَ ابْن حبَان غلب عَلَيْهِ الصّلاح حَتَّى شغل عَن حفظ الحَدِيث وإتقانه (قُلْتُ) قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ لم يَقع فِي رِوَايَة أبي نعيم وَلَا رِوَايَة ابْن حبَان تَسْمِيَة وَالِد سلم وَالْعلم عِنْد الله تَعَالَى انْتهى وَالله أعلم. (33) [حَدِيثٌ] مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يزل يرني خَيْرًا (حب) من حَدِيث فَاطِمَة وَفِيه أَبُو بكر ابْن شُعَيْب (أَبُو بكر ابْن الْمقري) فِي فَوَائده من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ من تختم بالعقيق لم يقْض لَهُ إِلَّا بِالَّذِي هُوَ أسعد وَهُوَ طرف من حَدِيث وَفِيه مُحَمَّد بن أَيُّوب (تعقب) بِأَن لحَدِيث فَاطِمَة طَرِيقا آخر أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه بِلَفْظ من تختم بالعقيق لم يقْض لَهُ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحسن وَهَذَا أصل أصيل فِي الْبَاب وَهُوَ أمثل مَا ورد فِيهِ. (34) [حَدِيثٌ] شُمُّوا النَّرْجِسَ وَلَوْ فِي الْيَوْمِ مَرَّةً وَلَوْ فِي السَّنَةِ مَرَّةً وَلَوْ فِي الدَّهْرِ مَرَّةً فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ حَبَّةً مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ لَا يَقْطَعُهَا إِلا شَمُّ النَّرْجِسِ (ابْن الْجَوْزِيّ)

الفصل الثالث

من حَدِيث عَليّ وَفِيه هناد النَّسَفِيّ وَمُحَمّد بن مسلمة (تعقب) بِأَن الحافظين ابْن عَسَاكِر وَابْن النجار أَخْرجَاهُ فِي تاريخهما من غير طَرِيق هناد واقتصرا على وَصفه بالنكارة (قلت) كثيرا مَا يقْتَصر ابْن عَسَاكِر على وصف الحَدِيث بالنكارة وَهُوَ عِنْده مَوْضُوع يعرف ذَلِك بمراجعة كَلَامه وَالله تَعَالَى أعلم وَهَذَا الحَدِيث عِنْده من طَرِيق الْحُسَيْن بن أَحْمد الْكرْدِي عَن أبي الْقَاسِم عمر بن مُحَمَّد الْخلال عَن الْحسن بن يحيى القَاضِي بحصن مهْدي عَن القَاضِي أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الْأَزْدِيّ قَالَ ابْن عَسَاكِر وَالْحمل فِيهِ على الْكرْدِي أَو من بَينه وَبَين أبي عمر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَهُوَ عِنْد هناد فِي المسلسلات من غير طَرِيق هَؤُلَاءِ عَن أبي عمر بِسَنَدِهِ على وَجه غير الَّذِي وَقع فِي طَرِيق الْكرْدِي فَكَأَن الْكرْدِي سَرقه من هناد وخبط فِي الْإِسْنَاد قَالَ وَمن علل إِسْنَاد هناد أَن ربيعَة شيخ مَالك لَا رِوَايَة لَهُ عَن شُرَيْح أصلا والرواة بَين هناد وَأبي عمر لَا يعْرفُونَ قَالَ وَأما ظن ابْن الْجَوْزِيّ أَن مُحَمَّد بن مسلمة هُوَ الوَاسِطِيّ فبعيد لِأَنِّي لَا أعرفهُ فِي الروَاة عَن مَالك (قلت) الْكرْدِي قد توبع فِي طَرِيق ابْن النجار فَالظَّاهِر أَن الْبلَاء فِيهِ من قَاضِي حصن مهْدي وَأَن بعض المجهولين الَّذين فِي طَرِيق هناد سَرقه مِنْهُ وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّالِث (35) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله فَقَالَ لِي يَا عَائِشَةُ اغْسِلِي هَذَيْنِ الْبُرْدَيْنِ فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالأَمْسِ غَسَلْتُهُمَا فَقَالَ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الثَّوْبَ يُسَبِّحُ فَإِذَا اتَّسَخَ انْقَطَعَ تَسْبِيحُهُ (خطّ) وَقَالَ هَذَا مُنكر (قلت) لَو لم يقل فِيهِ إِلَّا ذَلِك لَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يدْخل فِي الموضوعات لَكِن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْمِيزَان بَاطِل وَقَالَ فِي تَلْخِيص الواهيات فِيهِ شُعَيْب بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ مَجْهُول وَهُوَ الآفة وَالله تَعَالَى أعلم. (36) [حَدِيثٌ] لُبْسُ الثَّوْبِ النَّظِيفِ يَنْفِي الْهَمَّ وَالْبُخُورُ يَنْفِي الْهَمَّ (مي) من حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يُبَيَّنْ علته وَفِيه من لم أَقف لَهُم على حَال وَالله تَعَالَى أعلم. (37) [حَدِيثٌ] مَا طَابَتْ رَائِحَةُ عَبْدٍ قَطُّ إِلا قَلَّ هَمُّهُ وَلا نُقِّيَتْ ثِيَابُ عَبْدٍ إِلا قَلَّ هَمُّهُ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه دِينَار مولى أنس. (38) [حَدِيثٌ] مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ لِيَعْرِفَهُ النَّاسُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهُ أَنْ يَكْسُوَهُ ثَوْبًا مِنْ جَرَبٍ حَتَّى يَتَسَاقَطَ (نع) من حَدِيث أنس وَفِيه عباد بن كثير.

(39) [حَدِيثٌ] نَزَلَ جِبْرِيلُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَقَعَدَ فَمَسَحْتُ يَدِي عَلَى ظَهْرِهِ فَأَصَبْتُ الشَّعْرَ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا الشَّعْرُ قَالَ الصُّوفُ لِبَاسُ الأَوْلِيَاءِ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلائِكَةُ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ قَالَ نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهُ إِنَّ لِبَاسَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ الصُّوفُ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ عبد الله بن وَاقد. (40) [حَدِيثٌ] لَا تَطْعَنُوا عَلَى أَهْلِ الصُّوفِ وَالْخِرَقِ فَإِنَّ أَخْلاقَهُمْ أَخْلاقُ الأَنْبِيَاءِ وَلِبَاسَهُمْ لِبَاسُ الأَنْبِيَاءِ (السّلمِيّ) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (41) [حَدِيثٌ] عَلامَةُ الْمُنَافِقِ تَطْوِيلُ سَرَاوِيلِهِ فَمَنْ طَوَّلَ سَرَاوِيلَهُ حَتَّى تَدْخُلَ تَحْتَ رِجْلَيْهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ وَمَنْ عَصَى اللَّهُ وَرَسُولَهُ فَلَهُ نَارُ جَهَنَّمَ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (42) [حَدِيث] عَائِشَة أَن النَّبِي مَرَّ بِرِكْوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ فِيهَا فَسَوَّى مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَقُلْتُ وَأَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ يُسَوِّيَ مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ (ابْن لال) وَفِيه أَيُّوب بن مدرك (قلت) أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَأعله بِأَيُّوب وَقَالَ تَرَكُوهُ وَبِأَنَّهُ من رِوَايَة مَكْحُول عَن عَائِشَة وَلم يُدْرِكهَا قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَقد جَاءَ مَا يُعَارضهُ روى الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن عَبَّاس لَا ينظر أحدكُم إِلَى ظله فِي المَاء لكنه من طَرِيق طَلْحَة بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ فَلَيْسَ بِحجَّة وَالله تَعَالَى أعلم. (43) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ النَّبِيِّ على يَهُودِيّ وعَلى النَّبِي قَمِيصَانِ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ يَا أَبَا الْقَاسِم اكسني فَخلع النَّبِي أَفْضَلَ الْقَمِيصَيْنِ فَكَسَاهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ كَسَوْتَهُ الَّذِي هُوَ دُونَهُ فَقَالَ يَا عُمَرُ إِنَّ دِينَنَا الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ وَلا شُحَّ فِيهَا وَكَسَوْتُهُ أَفْضَلَ الْقَمِيصَيْنِ لِيَكُونَ أَرْغَبَ لَهُ فِي الإِسْلامِ (نع) وَفِيه الْحسن بن الْحُسَيْن الهسنجاني. (44) [حَدِيث] جَابر بن عبدا لله صِيحَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِي يَا عَبْدَ اللَّهِ قُمْ فَاكْنُسْ دَارَكَ فَفَعَلْتُ وَرَجَعْتُ إِلَى فِرَاشِي فَصِيحَ بِي الثَّانِيَةَ فَفَعَلْتُ وعدت إِلَى فِرَاشِي

فَصِيحَ بِي الثَّالِثَةَ وَقِيلَ لِي يَا عَبْدَ اللَّهِ قُمْ فَاكْنُسْ دَارَكَ وَارْمِ بِالْقُمَامَةِ مِنْ مَنْزِلِكَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ قَالَ لِي ذَلِكَ الصَّائِحُ أَحْسَنَ اللَّهُ جَزَاءَكَ فَإِنَّ بَعْضَ إِخْوَانِنَا مِنَ الْجِنِّ زَارَنَا فَمَنَعَهُ الْمَرْزَنْجُوشُ مِنَ الدُّخُولِ فَذَكَرْتُ ذَلِك لرَسُول الله فَقَالَ صَدَقَ وَهُوَ مَزْرُوعٌ حَوْلَ الْعَرْشِ فَإِذَا كَانَ فِي دَارٍ لَمْ يَدْخُلْهَا الشَّيْطَانُ (خطّ) فِي تالي التَّلْخِيص. وَقَالَ بَاطِل لم أكتبه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد من طَرِيق أبي الْحسن بن سَالم وَهُوَ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بالسالمية وَلَيْسَ يعرف رِوَايَة الحَدِيث. (45) [حَدِيثٌ] أَكْثَرُ دُهْنِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْخِيرِيُّ (حب) من حَدِيث سعد وَفِيه أَبُو هَارُون الجبريني. (46) [حَدِيثٌ] ادَّهِنُوا بِالْبَانِ فَإِنَّهُ أَحْظَى لَكُمْ عِنْدَ نِسَائِكُمْ وَادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ وَحَارٌّ فِي الشِّتَاءِ وَاخْتِنُوا أَوْلادَكُمْ يَوْمَ السَّابِعِ فَإِنَّهُ أَطْهَرُ وَأَسْرَعُ نَبَاتًا لِلَّحْمِ وَأرَوْحُ لِلْقَلْبِ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عبد الله بن أَحْمد بن عَامر عَن أَبِيه وَهُوَ من النُّسْخَة الْمَوْضُوعَة على عَليّ الرضى عَن آبَائِهِ وَهِي كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ مَا تنفك عَن وَضعه أَو وضع أَبِيه. (47) [حَدِيثٌ] نَفَقَةُ الدِّرْهَمِ فِي سَبِيل الله بسبعمائة وَنَفَقَةُ دِرْهَمٍ فِي خِضَابٍ بِسَبْعَةِ آلافٍ (مي) من حَدِيث أبي ظَبْيَة وَفِيه اليسع بن عِيسَى المَخْزُومِي مَجْهُول. (48) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْوَرْدَ مِنْ بَهَائِهِ وَجَعَلَ لَهُ رِيحَ أَنْبِيَائِهِ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى بَهَاءِ اللَّهِ وَيَشُمَّ رِيحَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْوَرْدِ الأَحْمَرِ وَيَشُمَّهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بن الفرخان. (49) [حَدِيث] لما عرض بِي حَبِيبِي جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ بَكَتِ الأَرْضُ عَلَيَّ فَنَبَتَ مِنْ بُكَائِهَا الْكَبَرُ فَلَمَّا انْحَدَرْتُ تَصَبَّبْتُ بِالْعَرَقِ فَلَمَّا سَقَطَ عَرَقِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ضَحِكَتِ الأَرْضُ فَنَبَتَ مِنْ ضَحِكِهَا الْوَرْدُ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ (نجا) من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ مَوْضُوع وَفِي سَنَده مَجْهُولُونَ. (50) [حَدِيثٌ] خُذْ مِنَ الشَّارِبِ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ إِذَا تَلا الْعَبْدُ الْقُرْآنَ أَدْنَتْ أَفْوَاهَهَا مِنْهُ فَإِذَا كَانَ طَوِيلَ الشَّارِبِ لَمْ تَدْنُ مِنْهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لم يبين علته وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو وَالله تَعَالَى أعلم.

(51) [حَدِيثٌ] الْكُنْدُرُ طِيبِي وَطِيبُ الْمَلائِكَةِ وَإِنَّهَا مَنْفَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَرْضَاةٌ لِلرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ (مي قلت) لم يبين علته وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تسديد الْقوس أسْندهُ من حَدِيث يزِيد بن عبد الله بن قسيط من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَنهُ وَهُوَ معضل انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (52) [حَدِيثٌ] مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْمَنَ الْفَقْرَ وَشِكَايَةَ الْعَمَى وَالْبَرَصِ وَالْجُنُونِ فَلْيُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَلْيَبْدَأْ بِخِنْصِرِهِ الْيُسْرَى (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، (قُلْتُ) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم ثمَّ رَأَيْت الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي قَالَ فِي الْأَجْوِبَة المرضية واه جدا وَفِي سَنَده من لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (53) [حَدِيثٌ] لَا تَنْتِفُوا الشَّعْرَ الَّذِي فِي الأَنْفِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الأَكَلَةَ وَلَكِنْ قُصُّوهُ قَصًّا (مي) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بسر وَفِيه الْحُسَيْن بن علوان. (54) [حَدِيثٌ] لَا تَلْعَنُوا الْحَاكَةَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ حَاكَ أَبِي آدَمُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه سُوَيْد بن سعيد الدقاق قَالَ فِي الْمِيزَان: روى عَن عَليّ بن عَاصِم خَبرا مُنْكرا قَالَ السُّيُوطِيّ الظَّاهِر أَنه هَذَا الْخَبَر (قلت) فَإِذا كَانَ مُنْكرا فَحسب فَلَا يَنْبَغِي أَن يذكر فِي الموضوعات على أَن الْحَافِظ ابْن حجر قَالَ فِي التَّقْرِيب فِي سُوَيْد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ يخطىء ويغرب وَالله أعلم. (55) [حَدِيثٌ] اخْتَضِبُوا فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَكُلَّ مَا ذَرَأَ وَبَرَأَ حَتَّى الْحِيتَانَ فِي بِحَارِهَا وَالطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا يُصَلُّونَ عَلَى صَاحِبِ الْخِضَابِ حَتَّى يتَّصل خِضَابُهُ، (خطّ) من حَدِيث عمار بن نشيط، وَفِيه مُحَمَّد بن كثير بن مَرْوَان الفِهري. (56) [حَدِيثٌ] نِعْمَ الْفَصُّ الْبِلَّوْرُ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت.

كتاب الأدب والزهد والرقائق

كتاب الْأَدَب والزهد وَالرَّقَائِق الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ نَهَى رَسُولُ الله أَنْ تُقَصَّ الرُّؤْيَا عَلَى النِّسَاءِ (عق) وَقَالَ لَا أصل لَهُ، وَفِيه عبد الْملك بن مهْرَان صَاحب مَنَاكِير غلب على حَدِيثه الْوَهم قَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان حدث عَنهُ مُوسَى بن أَيُّوب النصيبي بِحَدِيث بَاطِل مَتنه لَا تقصوا الرُّؤْيَا على النِّسَاء. (2) [حَدِيثٌ] كَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَلامُ أَهْلِ السَّمَاءِ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَلامُ أَهْلِ الْمَوْقِفِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْعَرَبِيَّةِ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عُثْمَان بن فَايِد. (3) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ رَأَى الْهِلالَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَرَأَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلا أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْ وَجَعِ الْعَيْنِ ذَلِكَ الشَّهْرَ (خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصِحُّ فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الله. (4) [حَدِيثٌ] مَنْ حَوَّلَ خَاتَمَهُ أَوْ عِمَامَتَهُ أَوْ عَلَّقَ خَيْطًا فِي أُصْبُعِهِ لِيَذْكُرَ حَاجَتَهُ فَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّ الله بِذكر الْحَاجَاتِ (عد شا) وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن. (5) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ طَوْقٌ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ فِي عُنُقِ صَاحِبِهِ، وَالطَّوْقُ مَشْدُودٌ إِلَى سِلْسِلَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَيْثُمَا ذَهَبَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ جَذَبَتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا، وَإِنَّ الْخُلُقَ السَّيِّئَ طَوْقٌ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ حَيْثُمَا ذَهَبَ الْخُلُقُ السَّيِّئُ جَرَّتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا فَأَدْخَلَهُ فِي النَّارِ (رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحسن الْبَلْخِي) من حَدِيث أبي مُوسَى وَهُوَ من وضع عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَالله تَعَالَى أعلم. (6) [حَدِيثٌ] اسْتَوْصُوا بِالْغَوْغَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ يَسُدُّونَ الشُّقُوقَ وَيَحْفِرُونَ الْخَنَادِقَ وَيَطْفِئُونَ الْحَرِيقَ (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن الْخَلِيل الذهلي. (7) [حَدِيثٌ] إِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ الدُّعَاءَ لِلْوَالِدَيْنِ فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عَن الْوَلَد الرزق فِي

الدُّنْيَا (حا) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ أَحْمد بن خَالِد وَهُوَ الجويباري نسب إِلَى جده تدليسا. (8) [حَدِيثٌ] دُعَاءُ الْوَالِدِ لوَلَده مثل دُعَاء النَّبِي لأُمَّتِهِ (رَوَاهُ يحيى بن سعيد الْقطَّان) عَن سعيد بن حبيب الْأَزْدِيّ وَهُوَ مَجْهُول عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل حَدِيث بَاطِل مُنكر وَسَعِيد لَيْسَ بِشَيْء. (9) [حَدِيثٌ] صِلُوا قرباتكم وَلا تُجَاوِرُوهُمْ فَإِنَّ الْجِوَارَ يُورِثُ بَيْنَكُمُ الضَّغَائِنَ (عق) من حَدِيث أبي مُوسَى وَفِيه دَاوُد بن المحبر. (10) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ أَتَوَارَى بِهِ فَكُنْتَ آخِرَ مَنْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ وَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ الله أَلَكَ جِيرَانٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فِيهِمْ أَحَدٌ لَهُ ثَوْبَانِ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَيَعْلَمُ أَنْ لَا ثَوْبَ لَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَلا يَعُودُ عَلَيْكَ بِأَحَدِ ثَوْبَيْهِ قَالَ لَا قَالَ مَا ذَلِكَ بِأَخِيكَ (عق) هَكَذَا مُنْقَطِعًا لِأَن ابْن الْمسور لَيْسَ بصحابي وَهُوَ عبد الله بن الْمسور بن عون بن جَعْفَر ابْن أبي طَالب وَهُوَ الْمُتَّهم بِهَذَا الحَدِيث. (11) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِالتَّوْبَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَطْيَبِ رِيحٍ وَلا يَجِدُ رِيحَهَا إِلا مُؤْمِنٌ فَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا وَيْلَتَاهُ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ رِيحًا طَيِّبَةً وَلا يَجِدُهَا فَتُكَلِّمُهُمُ التَّوْبَةُ فَتَقُولُ لَوْ قَبِلْتُمُونِي فِي الدُّنْيَا لأَطَبْتُ رِيحَكُمُ الْيَوْمَ فَيَقُولُ الْكَافِرُ، فَأَنَا أَقْبَلُكِ الآنَ فَيُنَادِي مَلَكٌ لَوْ أَتَيْتُمْ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَكُلِّ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَكُلِّ شَيْءٍ كَانَ فِي الدُّنْيَا مَا قُبِلَ مِنْكُمْ تَوْبَةٌ فَتَتَبَرَّأُ مِنْهُمُ التَّوْبَةُ وَالْمَلائِكَةُ وَتَجِيءُ الْحِيرَةُ فَمَنْ شَمَّتْ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً تَرَكَتْهُ وَمَنْ لَمْ تَشُمَّ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً أَلْقَتْهُ فِي النَّارِ (نع) من حَدِيث عمر وَفِيه الجويباري وروى إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّيْمِيّ نَحوه وَإِسْمَاعِيل كَذَّاب. (12) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله الْعَتَمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَإِذَا امْرَأَةٌ عِنْد بَابي فسملت ثُمَّ فَتَحَتْ وَدَخَلَتْ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَسْجِدِي أُصَلِّي إِذْ نَقَرَتِ الْبَابَ فَأَذِنْتُ لَهَا فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ إِنِّي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ إِنِّي زَنَيْتُ وَوَلِدْتُ وَقَتَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهَا لَا وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ فَقَامَتْ وَهِيَ تَدْعُو بالحسرة

وَتَقُولُ وَاحَسْرَتَاهُ أَخُلِقَ هَذَا الْحُسْنُ لِلنَّارِ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيُّ الصُّبْحَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثُمَّ جَلَسْنَا نَنْتَظِرُ الإِذْنَ إِلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا ثُمَّ خَرَجَ مَنْ كَانَ مَعِي وَتَخَلَّفْتُ فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَكَ حَاجَةٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْتُ مَعَكَ الْبَارِحَةَ الْعَتَمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ مَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَ مَا قُلْتَ قُلْتُ لَا وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ فَقَالَ بِئْسَ مَا قُلْتَ لَهَا أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ {الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر} فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ بِالْمَدِينَةِ خُصًّا وَلا دَارًا إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهَا وَقُلْتُ إِنْ يَكُنْ فِيكُمُ الْمَرْأَةُ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ الْبَارِحَةَ فَلْتَأْتِ وَلْتُبْشِرْ فَلَمَّا صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِي الْعَتَمَةَ إِذَا هِيَ عِنْدَ بَابِي فَقُلْتُ لَهَا أَبْشِرِي فَإِنِّي دَخَلْتُ على رَسُول الله وَذَكَرْتُ لَهُ مَا قُلْتِ وَمَا قُلْتُ لَكِ فَقَالَ بِئْسَمَا قُلْتَ لَهَا أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فَقَرَأْتُهَا فَخَرَّتْ سَاجِدَةً وَقَالَتْ الْحَمُّد لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ لِي مَخْرَجًا وَتَوْبَةً مِمَّا عَمِلْتُ إِنَّ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَأُمَّهَا حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ وَإِنِّي قَدْ تُبْتُ عَمَّا عَمِلْتُ (عق) وَلَا يَصح انْفَرد بِهِ عِيسَى بن شُعَيْب بن ثَوْبَان وَهُوَ ضَعِيف وَفِيه عبيد بن أبي عبيد مَجْهُول (قلت) لَيْسَ فِي هَذَا مَا يَقْتَضِي الحكم على الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَعِيسَى قَالَ فِيهِ الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب فِيهِ لين واصطلاح الْحَافِظ فِي التَّقْرِيب أَن يعبر بِهَذِهِ الْعبارَة فِيمَن لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلا الْقَلِيلُ وَلَمْ يَثْبُتْ فِيهِ مَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ من أَجله وَلم يُتَابع على حَدِيثه وَعبيد بن أبي عبيد ذكر الْحَافِظ فِي لِسَان الْمِيزَان أَنه روى عَنهُ عَاصِم ابْن عبيد الله والراوي عَنهُ فِي هَذَا الْخَبَر فليح فقد زَالَت جَهَالَة عينه وَبقيت جَهَالَة حَاله فَيكون مَسْتُورا لَكِن الذَّهَبِيّ صرح فِي الْمِيزَان بِأَن الْخَبَر مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم. (13) [حَدِيثُ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَ وَكَانَ يخْدم النَّبِي فَبَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَرَأَى امْرَأَةَ الأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ فَكَرَّرَ إِلَيْهَا النَّظَرَ وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ فَأَتَى جِبَالا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فَوَلَجَهَا فَفَقَدَهُ رَسُول الله أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهِيَ الأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلاهُ ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ الله فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي فَقَالَ النَّبِي يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ انْطَلِقَا فائتياني بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَخَرَجَا فَمَرَّا بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلَقِيَا رَاعِيًا مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ ذفافة فَقَالَ لَهُ عمر

يَا ذُفَافَةُ هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَهُ ذُفَافَةُ لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ الْهَارِبُ مِنْ جَهَنَّمَ قَالَ لأَنَّهُ إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ فَقَالَ عُمَرُ إِيَّاهُ نُرِيدُ فَانْطَلَقَ بِهِمَا فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْهِمَا مِنْ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ قَالَ فَعَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ فَاحْتَضَنَهُ فَقَالَ الأَمَانُ الْخَلاصُ مِنَ النِّيرَانِ فَقَالَ عُمَرُ أَنا عمر ابْن الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا عُمَرُ هَلْ علم رَسُول الله بِذَنْبِي قَالَ لَا عِلْمَ لِي إِلا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالأَمْسِ فَأَرْسَلَنِي أَنَا وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ فَقَالَ يَا عُمَرُ لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلا وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ بِلالٌ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ قَالَ أَفْعَلُ فَأَقْبَلُوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَافَقُوا رَسُول الله وَهُوَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَة قِرَاءَة النَّبِي خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِي قَالَ يَا عُمَرُ يَا سَلْمَانُ مَا فعل ثَعْلَبَة قَالَا هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَامَ رَسُولُ الله قَائِمًا فَحَرَّكَهُ فَانْتَبَهَ فَقَالَ لَهُ يَا ثَعْلَبَةُ مَا غَيْبُكَ عَنِّي قَالَ ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ {اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار} قَالَ ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ بَلْ كَلامُ اللَّهِ أَعْظَمُ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ إِن سلمَان أَتَى النَّبِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلِ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ فَإِنَّهُ أُلِمَّ بِهِ فَقَالَ النَّبِي قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهِ فَأَزَالَ رَأسه عَن حجر النَّبِي فَقَالَ لَهُ رَسُول الله لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي فَقَالَ لأَنَّهُ مَلآنُ مِنَ الذُّنُوبِ قَالَ مَا تَجِدُ قَالَ أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي قَالَ مَا تَشْتَهِي قَالَ مَغْفِرَةُ رَبِّي فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَوْ أَنَّ عَبْدِي هَذَا لَقِيَنِي بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقِرَابِهَا مَغْفِرَةً فَأَعْلَمَهُ النَّبِي بِذَلِكَ فَصَاحَ صَيْحَةً فَمَاتَ، فَأَمَرَ النَّبِي بِغَسْلِهِ وَتَكْفِينِهِ فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ جَعَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، فَلَمَّا دَفَنَهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا قَدِرْتُ أَنْ أَضَعَ قَدَمِي على الأَرْض من كَثْرَة

أَجْنِحَةِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلائِكَةِ لِتَشْيِيعِهِ (نع) وَفِيه الْمُنْكَدر بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، لَيْسَ بِشَيْء وسليم بن مَنْصُور بن عمار تكلمُوا فِيهِ وَأَبُو بكر الْمُفِيد لَيْسَ بِحجَّة، وَقَوله تَعَالَى {مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى} إِنَّمَا نزلت بِمَكَّة بِلَا خلاف، وَرَوَاهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، عَن جده إِسْمَاعِيل بن نجيد عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي عَن سليم وَهَؤُلَاء لَا تقوم بهم حجَّة (قلت) سليم توبع فقد رَوَاهُ عُثْمَان بن عمر الدراج فِي جزئه فَقَالَ: حَدثنَا أَبُو نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن هِشَام الطَّالقَانِي حَدثنِي جدي حَدثنَا مَنْصُور بن عمار وَهَذَا الطَّالقَانِي مَا عَرفته وَتقدم فِي الْمُقدمَة أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّالقَانِي وَأَنه مَجْهُول مُتَّهم فَمَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره، والْحَدِيث أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة، وَقَالَ: رَوَاهُ ابْن مَنْدَه مُخْتَصرا وَقَالَ تفرد بِهِ مَنْصُور قَالَ الْحَافِظ قلت وَفِيه ضعف وَشَيْخه يَعْنِي الْمُنْكَدر أَضْعَف مِنْهُ، وَفِي السِّيَاق مَا يدل على وَهن الْخَبَر لِأَن نزُول {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى} كَانَ قبل الْهِجْرَة بِلَا اخْتِلَاف، انْتهى، وَقَضيته أَن الْخَبَر ضَعِيف لَا مَوْضُوع، وَالله تَعَالَى أعلم. (14) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَحَّمُونَ على المقربين عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذُّنُوبِ (عد) من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ بشر بن إِبْرَاهِيم. (15) [حَدِيثٌ] إِذَا قَالَ الْعَبْدُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ، كَتَبَهُ اللَّهُ فِي الرَّابِعَةِ مِنَ الْكَذَّابِينَ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح فِيهِ الْفضل بن عِيسَى. (16) [حَدِيثُ] أَنَسٍ. جَاءَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِي وَمَعَهُ نَاقَة فَقَالَ النَّبِي: مَا هَذِهِ النَّاقَةُ قَالَ حَمَلَنِي عَلَيْهَا عُثْمَان فَقَالَ: يَا عَلِيُّ اتَّقِ الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْ كَثُرَ سَبَبُهُ كَثُرَ شُغْلُهُ، وَمَنْ كَثُرَ شُغْلُهُ اشْتَدَّ حِرْصُهُ، وَمَنِ اشْتَدَّ حِرْصُهُ كَثُرَ هَمُّهُ، وَمَنْ كَثُرَ هَمُّهُ نَسِيَ رَبَّهُ (خطّ) وَقَالَ مُنكر وَفِيه زَكَرِيَّا بن يحيى الْكسَائي مَجْهُول (قطّ) فِي الغرائب وَقَالَ بَاطِل قَالَ السُّيُوطِيّ وَكَذَلِكَ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان لَيْسَ زَكَرِيَّا بِمَجْهُول بل مَعْرُوف بالضعف الشَّديد. (17) [حَدِيثَ] جَابِرٍ قَالَ رَسُول الله لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: كَيْفَ تَفْلَحُ وَالدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَحْنَى النَّاسِ عَلَيْكَ (خطّ) وَفِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان بن جندل

الْهَمدَانِي وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ قلت جَزَمَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضعه وَالله أعلم. (18) [حَدِيثٌ] لَوْ أَنَّ عَبْدًا أَدَّى جَمِيعَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ إِلا أَنَّهُ مُحِبٌّ لِلدُّنْيَا لَنَادَى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ فُلانًا أَحَبَّ مَا أَبْغَضَ اللَّهُ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث جَابر وَفِيه سعيد بن مُحَمَّد الْأَشَج اتهمه بِهِ النقاش (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ) وَقد اتهمَ سعيد هَذَا بِحَدِيث آخر رَوَاهُ عَن ابْن عمر مَرْفُوعا: بعث الله ملكا إِلَى رجل ليعذبه فَقَالَ أَسأَلك بِوَجْه الله أَن لَا تعذبني فَمضى فَبعث ثَلَاثَة كلهم يَقُول لَهُ ذَلِك فَلَا يعذبه فَبعث الرَّابِع فَقَالَ لَهُ ذَلِك فَعَذَّبَهُ فَلَمَّا صعد سقط جناحاه فَقَالَ يَا رب وَقد أطعتك، قَالَ: سَأَلَك بوجهي وَعِزَّتِي لَو سَأَلَني عَبدِي بوجهي أَن أَغفر لجَمِيع الْخَلَائق لغفرت لَهُم (قلت) لم أجد لسَعِيد هَذَا ذكرا فِي الْمِيزَان وَلَا فِي اللِّسَان وَلَا فِي الْمُغنِي وذيله وَالله تَعَالَى أعلم. (19) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا ابْن آدَمَ أَنَا بَدُّكَ اللازِمُ فَاعْمَلْ لِبَدِّكَ كُلُّ النَّاسِ لَكَ مِنْهُمْ بُدٌّ وَلَيْسَ لَكَ مِنِّي بُدٌّ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْجَارُود. (20) [حَدِيثٌ] لِكُلِّ شَيْءٍ مِفْتَاحٌ وَمِفْتَاحُ الْجَنَّةِ حُبُّ الْمَسَاكِينِ، وَالْفُقَرَاءِ الصُّبُرِ، وَهُمْ جُلَسَاءُ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (خطّ) فِي الروَاة عَن مَالك عَن حَدِيث عمر بن الْخطاب. وَفِيه عمر بن رَاشد (حب) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَحْمد بن دَاوُد قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُصعب حَدثنَا مَالك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا الحَدِيث وَضعه عمر بن رَاشد على مَالك وَسَرَقَهُ مِنْهُ أَحْمد ابْن دَاوُد. (21) [حَدِيثٌ] النَّاسُ عَلَى ثَلاثَةِ مَنَازِلَ، فَمَنْ طَلَبَ مَا عِنْدَ اللَّهِ كَانَتِ السَّمَاءُ ظِلالَهُ، وَالأَرْضُ فِرَاشَهُ لَمْ يَهْتَمَّ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَرَّغَ نَفْسَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَا يَزْرَعُ وَهُوَ يَأْكُلُ الْخُبْزَ وَهُوَ لَا يَغْرِسُ الشَّجَرَ وَهُوَ يَأْكُلُ الثَّمَرَ لَا يَهْتَمُّ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَطَلَبَ ثَوَابَهُ يَضْمَنُ اللَّهُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ وَجَمِيعَ الْخَلائِقِ رِزْقُهُ بِغَيْرِ حِسَابٍ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّى أَتَاهُ اللَّهُ الْيَقِينَ، وَالثَّانِي لَمْ يَقْوَ عَلَى مَا قَوِيَ عَلَيْهِ فَطَلَبَ بَيْتًا يُكِنُّهُ، وَثَوْبًا يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَزَوْجَةً يَسْتَعِفُّ بِهَا وَطَلَبَ رِزْقًا حَلالا يَطِيبُ رِزْقُهُ، فَإِنْ خَطَبَ لَمْ يُزَوَّجْ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ أُخِذَ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ لَهُ لَمْ يُعْطَهُ فَالنَّاس مِنْهُ فِي رَاحَة،

وَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، يُظْلَمُ فَلا يَنْتَصِرُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَلا يَزَالُ فِي الدُّنْيَا حَزِينًا حَتَّى يُفْضِيَ إِلَى الرَّاحَةِ وَالْكَرَامَةِ. وَالثَّالِثُ طَلَبَ مَا عِنْدَ النَّاسِ فَطَلَبَ الْبِنَاءَ الْمُشَيَّدَ وَالْمَرَاكِبَ الْفَارِهَةَ وَالْخَدَمَ الْكَثِيرَ وَالتَّطَاوُلَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ فَأَلْهَاهُ مَا بِيَدِهِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَةِ فَهُوَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ وَالثَّوْبِ اللَّيِّنِ وَالْمَرْكِبِ يَكْسِبُ مَالَهُ مِنْ حَلالِهِ وَحَرَامِهِ يُحَاسَبُ عَلَيْهِ وَيَذْهَبُ بِهَنَائِهِ غَيْرَهُ وَذَلِكَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (حب) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ إِبْرَاهِيم بن عمر السكْسكِي وَلَيْسَ هَذَا من كَلَام النَّبِي وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام الْحسن. (22) [حَدِيثٌ] أَيُّمَا امْرِئٍ اشْتَهَى شَهْوَةً فَرَدَّ شَهْوَتَهُ وَآثَرَ عَلَى نَفْسِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عَمْرو بن خَالِد الوَاسِطِيّ. (23) [حَدِيثٌ] لَعَنَ اللَّهُ فَقِيرًا تَوَاضَعَ لِغَنِيٍّ مِنْ أَجْلِ مَالِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنَ الْفُقَرَاءِ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ (فت) من حَدِيث أبي ذَر وَفِيه عمر بن صبح. (24) [حَدِيثٌ] زَوَّجَ اللَّهُ التَّوَانِي بِالْكَسَلِ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا الْفَاقَةُ (خطّ) من حَدِيث أنس، وَلَا يَصح فِيهِ حَكَّامَة بنت أخي مَالك بن دِينَار وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من قَول عَمْرو ابْن الْعَاصِ. (25) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِلا وَلَهُ وَكِيلٌ فِي الْجَنَّةِ فَإِنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ بُنِيَ لَهُ الْقُصُورُ وَإِنْ سَبَّحَ غُرِسَ لَهُ الأَشْجَارُ وَإِنْ كَفَّ كُفَّ (حا) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ الجويباري وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَن الْحسن. قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه (حا) أَيْضا من طَرِيق آخر فِيهِ مُحَمَّد بن عَليّ الْمُذكر. (26) [حَدِيثٌ] مَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يُنَشِّطَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِالصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْجِهَادِ وَالْحَجِّ يَقُولُ أَنَا صَائِمٌ وَأَنَا أَقُومُ اللَّيْلَ كَذَا وَكَذَا وَأَنَا حَاجٌّ وَقَدْ أَدَّيْتُ فَرِيضَةَ الإِسْلامِ وَأَنَا مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُرَغِّبُ أَخَاهُ أَوْ يُنَشِّطُهُ لِذَلِكَ (شا) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان ابْن أبي عَيَّاش وَعنهُ أَبُو يُوسُف مَجْهُول. (27) [حَدِيثُ] مُعَاذٍ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ وَأَنَا رَدِيفُهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ، يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِمَامُ الْخَيْرِ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ قَالَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلم تحفظه انقطت حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثمَّ قَالَ

إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ فَجَعَلَ لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ جَلَّلَهَا عِظَمًا وَجَعَلَ عَلَى بَابِ كُلِّ سَمَاءٍ مِنْهُمْ بَوَّابًا، يَكْتُبُ الْحَفَظَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَيَقُولُ الْمَلَكُ الْبَوَّابُ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنَا مَلَكُ صَاحِبِ الْغِيبَةِ مَنِ اغْتَابَ النَّاسَ لَمْ أَدَعْ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزُ إِلَى غَيْرِي وَيَلْعَنُهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَيَقُولُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ قِفْ فَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ إِنَّكَ أَرَدْتَ بِهَذَا الْعَمَلِ عَرْضَ الدُّنْيَا وَأَنَا مَلَكُ صَاحِبِ عَمَلِ الدُّنْيَا لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي وَيَلْعَنُهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ صَلاةٍ فَتُعْجِبُ الْحَفَظَةَ فَيَتَجَاوَزُهَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنَا صَاحِبُ الْكِبْرِ وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَ مُتَكَبِّرٍ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ لَهُ تَسْبِيحٌ مِنْ صَوْمٍ وَحَجٍّ فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَيَقُولُ لَهُ قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ أَنَا مَلَكُ صَاحِبُ الْعُجْبِ بِنَفْسِهِ إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ وَدَخَلَ مَعَهُ الْعُجْبُ فَإِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ لَا أَدَعَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي فَقُلْ لَهُ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَيَلْعَنُهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مَعَ الْمَلائِكَةِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ إِلَى بَعْلِهَا فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ مِنْ عَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَّلاةِ وَلِذَلِكَ الْعَمَلِ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ عَلَيْهِ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الشَّمْسِ فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ أَنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاحْمِلْهُ عَلَى عَاتِقِهِ إِنَّهُ يَحْسِدُ مَنْ يَتَعَلَّمُ وَيَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ إِذَا رَأَى الْعَبِيدَ فِي الْعَمَلِ حَسَدَهُمْ وَوَقَعَ فِيهِمْ فَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ مَا دَامَ حَيًّا وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مِنْ صَلاةٍ وَزَكَاةٍ وَحَجٍّ فَتُجَاوِزُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهَا اضْرِبُوا بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ إِنَّهُ كَانَ لَا يَرْحَمُ إِنْسَانًا قَطُّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ أَصَابَهُ بَلاءٌ، بَلْ كَانَ يَشْمَتُ بِهِ. أَنَا مَلَكُ الرَّحْمَةِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يحاوزني، وتصعد الْحفظَة بِعَمَل العَبْد بضوء تَامٍّ وَقِيَامٍ كَثِيرٍ فَيَمُرُّ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ الْمَلَكُ قِفْ أَنَا صَاحِبُ الْعَمَلِ الَّذِي لِغَيْرِ اللَّهِ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ جَوَارِحَهُ وَاقْفِلْ عَلَى قَلْبِهِ أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ غَيْرَ اللَّهِ وَأَرَادَ بِهِ الذِّكْرَ فِي الْمَجَالِسِ وَالصِّيتَ فِي الْمَدَائِنِ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ حُسْنِ خُلُقٍ وَصَمْتٍ وَذِكْرٍ كَثِيرٍ وَتُشَيِّعُهُ الْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ تُحْمَلُ عَلَيْهِ وَتَصْعَدُ الْحُجُبُ كُلُّهَا حَتَّى يَقُومُوا بَيْنَ يَدي الرب فيشهدوا عَلَيْهِ

بِعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ، فَيَقُولُ الرَّبُّ أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ إِنَّهُ لَمْ يَرِدْ بِعَمَلِهِ وَجْهِي فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا، فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي أَعْمَلُ فَقَالَ اقْتَدِ بِنَبِيِّكَ يَا مُعَاذُ فِي النَّبِيِّينَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَقَالَ النَّبِي إِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ اقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَلا تُزَكِّ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخْوَانِكَ وَلا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ وَلا تَفْحُشْ فِي مَجَالِسِكَ لِكَيْ يَحْذَرُوكَ السوء خُلُقِكَ وَلا تَتَنَاجَ مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ وَلا تَعْظُمْ عَلَى النَّاسِ فَيَنْقَطِعَ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَيُمَزِّقَكَ كِلابُ النَّارِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} أَتَدْرِي مَا هُوَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ قَالَ كِلابُ النَّارِ تَنْشِطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ قَالَ يَا مُعَاذُ إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ (حا) وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح (حب) وَفِيه الْقَاسِم بن عبد الله المكفوف (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه عبد الْوَاحِد بن زيد مَتْرُوك وَجَمَاعَة لَا يعْرفُونَ (عد) من حَدِيث عَليّ نَحوه وَفِيه الْقَاسِم ابْن إِبْرَاهِيم وَمَجْهُولُونَ (قلت) وَذكره الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي ترغيبه مخرجا من الزّهْد لِابْنِ الْمُبَارك وَأَشَارَ إِلَى بعض طرقه الْمَذْكُورَة هُنَا وَغَيرهَا ثمَّ قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فآثار الْوَضع ظَاهِرَة عَلَيْهِ فِي جَمِيع طرقه وبجميع أَلْفَاظه وَالله تَعَالَى أعلم. (28) [حَدِيثٌ] إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَمْ أَزْدَدْ فِيهِ خَيْرًا يُقَرِّبُنِي إِلَى اللَّهِ فَلا بُورِكَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ (قلت) هَذَا الحَدِيث أوردهُ ابْن درباس فِي تَلْخِيص الموضوعات من حَدِيث عَائِشَة وَقَالَ قَالَ أَبُو الْفرج لَا يَصح تفرد بِهِ الحكم بن عبد الله بن سعد الأبلي انْتهى وَلم يذكرهُ السُّيُوطِيّ فَكَأَنَّهُ فِي بعض نسخ الموضوعات دون بعض وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن عبد الْبر فِي الْعلم بِإِسْنَاد ضَعِيف هَكَذَا فِي التَّخْرِيج الصَّغِير وَأما فِي الْكبر فَذكر أَن ابْن الْجَوْزِيّ أوردهُ فِي الموضوعات وَأَنه نقل عَن الصُّورِي أَنه قَالَ مُنكر لَا أصل لَهُ وَأقرهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (29) [حَدِيثُ] أَبِي كَاهِلٍ قَالَ رَسُول الله يَا أَبَا كَاهِلٍ إِنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَخَافَةٌ وَلا تَأْكُلَ النَّارُ مِنْهُ هُدْبَةً اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَتَرَ عَوْرَتَهُ حَيَاءً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى سِرًّا وَعَلانِيَةً كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ حَلاوَةُ الصَّلاةِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى يُتِمَّ ركوعها وسجودها

الفصل الثاني

كَانَ حَقًا على الله أَن يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى لِلَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ شَهْرِ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْعَطَشِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ حَيًّا وَمَيِّتًا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْنَا كَيْفَ يَبَرُّ وَالِدَيْهِ إِذَا كَانَا مَيِّتَيْنِ قَالَ بِرُّهُمَا أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُمَا وَلا يَسُبَّ وَالِدَيْ أَحَدٍ فَيَسُبَّ وَالِدَيْهِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ عِنْدَ حُلُولِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ رُفَقَاءِ الأَنْبِيَاءِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ قَلَّتْ عِنْدَهُ حَسَنَاتُهُ وَعَظُمَتْ عِنْدَهُ سَيِّئَاتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُثَقِّلَ مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَعَى عَلَى امْرَأَتِهِ وَوَلَدِهِ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ يُقِيمُ فِيهِمْ أَمْرَ اللَّهِ وَيُطْعِمُهُمْ مِنْ حَلالٍ لَمْ يَزْدَدْ عَلَى حَقِّهِ مِنَ الْمِيرَاثِ كَانَ حَقًا على الله أَن يَجْعَلَهُ مَعَ الشُّهَدَاءِ فِي دَرَجَاتِهِمْ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حُبًّا لِلَّهِ وَلِي وَشَوْقًا إِلَيَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَذَلِكَ الْيَوْمَ، اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ مُسْتَيْقِنًا بِهِ كَانَ حَقًا على الله أَن يَغْفِرَ لَهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ ذُنُوبَ حَوْلٍ (عق طب) وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل (قلت) أَبُو كَاهِل هَذَا ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة وَقَالَ ذكره ابْن السكن فِي الصَّحَابَة وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم لَا يرْوى حَدِيثه من وَجه يعْتَمد، وَقَالَ ابْن عبد الْبر ذكر لَهُ حَدِيث طَوِيل مُنكر، انْتهى وَقَضِيَّة هَذَا أَن الحَدِيث لَا ينحط إِلَى رُتْبَة الموضوعات وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّانِي (30) [حَدِيثٌ] مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ (حب) من حَدِيث عَائِشَة (عد) من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَلَا يَصح فِي الأول خَالِد بن الْقَاسِم وَفِي الثَّانِي ابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث (تعقب) بِأَن خَالِدا وَثَّقَهُ ابْن معِين فِي رِوَايَة وَابْن لَهِيعَة من رجال مُسلم فِي المتابعات وَإِن تلكم فِيهِ فَحَدِيثه فِي مربتة الْحسن أَو الضعْف الْمُحْتَمل وَلِحَدِيث عَائِشَة طَرِيق آخر أخرجه أَبُو نعيم وَابْن السّني فِي كِتَابَيْهِمَا فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث أنس أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة فَالْحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع.

(31) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِرَجُلٍ: يَا فُلانُ، فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا فعلته، وَالنَّبِيّ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ، فَقَالَ النَّبِي: كَفَّرَ اللَّهُ ذَنْبَكَ بِصِدْقِكَ بِلا إِلَهَ إِلا هُوَ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ الْحَارِث بن عبيد أَبُو قدامَة لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه وَقَالَ لَيْسَ بِالْقَوِيّ (قلت) وَأَبُو قدامَة من رجال مُسلم قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ صَدُوق يُخطئ وَالله تَعَالَى أعلم، وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى فَأخْرجهُ أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن عمر وَأحمد وَأَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن الزبير وَمن مُرْسل الْحسن وَعبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف من مُرْسل مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِن صَحَّ هَذَا الْخَبَر فالمقصود مِنْهُ بَيَان أَن الذَّنب وَإِن عظم لم يكن مُوجبا للنار مَتى مَا صحت العقيدة، وَكَانَ مِمَّن سبقت لَهُ الْمَغْفِرَة، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا التَّعْيِين لأحد بعد النَّبِي. (32) [حَدِيثٌ] مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَادَتْ فِيهِ خَبِّهُ وَنَقَصَتْ مِنْ مُرُوءَتِهِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه طَلْحَة بن زيد الرقي (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ لَيْسَ بِصَحِيح وَإِسْنَاده واه بِمرَّة، انْتهى وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عمر من أحسن مِنْكُم أَن يتَكَلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ فَلَا يتَكَلَّم بِالْفَارِسِيَّةِ فَإِنَّهُ يُورث النِّفَاق، أخرجه الْحَاكِم أَيْضا من طَرِيق عمر بن هَارُون، وَتعقبه الذَّهَبِيّ بعمر الْمَذْكُور، فَقَالَ كذبه ابْن معِين وَتَركه الْجَمَاعَة، وَجَاء عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: لَا تعلمُوا رطانة الْأَعَاجِم، وَعنهُ أَنه سمع رجلا يتَكَلَّم بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الطّواف فَأخذ بعضديه وَقَالَ ابتغ إِلَى الْعَرَبيَّة سَبِيلا، رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ الأول فِي السّنَن وَالثَّانِي فِي الشّعب. (33) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْيَمَنِ وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا فَسَأَلَتْ رَسُول الله فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا يُرِيدُ الْجِهَادَ وَأَنَا أَمْنَعُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي فَشُغِلَ رَسُول الله بِالْمَرْأَةِ وَابْنِهَا فَجَاءَ وَقَدْ خَلَعَ ثِيَابَهُ لِيَنْحَرَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ الله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مَنْ يُوَفِّي بِالنَّذْرِ وَيَخَافُ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (الْحسن بن سُفْيَان) وَلَا يَصح فِيهِ جبارَة بن الْمُغلس ومندل بن عَليّ ضَعِيف وَرشْدِين لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن جبارَة

ومندلا بريئان مِنْهُ، فقد أخرجه عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن يحيى بن الْعَلَاء عَن رشدين وَرشْدِين قدمنَا أَن حَدِيثه لم ينْتَه إِلَى أَن يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ. (34) [حَدِيث] كَانَ النَّبِي إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ أَنْ يَنْسَاهَا رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا لِيَذْكُرَ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر (قطّ عد) من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع (قطّ) من حَدِيث رَافع بن خديج بِمَعْنَاهُ وَلَا يَصح شَيْء مِنْهَا تفرد بِالْأولِ سَالم بن عبد الْأَعْلَى وَبِالثَّانِي بشر بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ، وبالثالث غياث بن إِبْرَاهِيم (تعقب) بِأَن لحَدِيث رَافع طَرِيقا آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير. (35) [حَدِيثٌ] مَنْ أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَرَأَ ( {الْحَمْدَ لِلَّهِ وَ} قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، نُفِيَ عَنْهُ الْفَقْرُ وَكَثُرَ خَيْرُ بَيْتِهِ حَتَّى يَفِيضَ عَلَى جِيرَانِهِ (قطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح، تفرد بِهِ مُحَمَّد ابْن سَالم أَبُو سهل الْكُوفِي (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن سَالم من رجال التِّرْمِذِيّ وَلم يتهم بِوَضْع (قلت) مر فِي الْمُقدمَة مَا يُؤذن باتهامه وَالله أعلم وَلِلْحَدِيثِ شَاهد عَن ابْن عَبَّاس أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (36) [حَدِيثٌ] مَنْ عَطَسَ أَوْ تَجَشَّأَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنَ الْحَالِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ دَاءً أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ (عد خطّ) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد ابْن كثير (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا عَن عَليّ مَوْقُوفا: إِذا عطس العَبْد فَقَالَ الْحَمد لله على كل حَال لم يصبهُ وجع الْأُذُنَيْنِ وَلَا وجع الأضراس، أخرجه الخلعي فِي فَوَائده وَفِيه رجل لم يسم، وَعنهُ أَيْضا من قَالَ عِنْد كل عطسة يسْمعهَا الْحَمد لله رب الْعَالمين على كل حَال مَا كَانَ لم يجد وجع ضرس وَلَا أذن أبدا، أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه (قلت) هَذَا شَاهد لبعضه لَا لكله وَالله تَعَالَى أعلم. (37) [حَدِيثٌ] مَنْ بَدَرَ الْعَاطِسَ إِلَى مَحَامِدِ اللَّهِ عُوفِيَ مِنْ وَجَعِ الدَّاءِ وَالدُّبَيْلَةِ (خطّ) من حَدِيث أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَلَا يَصح فِيهِ عمر بن صبح وَبشير بن زَاذَان مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ طرقا فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عَليّ (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر ضعفه الْجُمْهُور ووثق وَفِيه من لم أعرفهم وَالله أعلم، وَعند ابْن عَسَاكِر من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَعند التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم من حَدِيث وَاثِلَة وَعند الْحَاكِم فِي تَارِيخه من حَدِيث ابْن عمر وَعند الديلمي من حَدِيث أنس.

(38) [حَدِيثٌ] إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي (عق) من حَدِيث أبي رَافع وَفِيه مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع (تعقب) بِأَن مُحَمَّد بن عبيد الله من رجال ابْن مَاجَه، وَلم يتهم بكذب (قلت) مر فِي الْمُقدمَة عَن الْحَافِظ ابْن حجر أَنه قَالَ مُتَّهم وَالله تَعَالَى أعلم. والْحَدِيث أخرجه ابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات، وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف (قلت) وَاحْتج بِهِ النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار لاستحباب ذَلِك عِنْد طنين الْأذن فَهُوَ عِنْده ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَذكره ابْن الْجَزرِي فِي الْحصن الْحصين، وَقد قَالَ فِي أَوله أَرْجُو أَن يكون جَمِيع مَا فِيهِ صَحِيحا وَيُؤَيِّدهُ أَن ابْن خُزَيْمَة أخرجه فِي صَحِيحَة وَهُوَ عجب، فَإِن الحَدِيث لَيْسَ على شَرط الصَّحِيح وَالله تَعَالَى أعلم. (39) [حَدِيثٌ] مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا فَعَطَسَ عِنْدَهُ فَهُوَ حَقٌّ (شا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُعَاوِيَة بن يحيى أَبُو مُطِيع وَلَيْسَ بِشَيْء وَتَابعه عبد الله بن جَعْفَر وَالِد عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيق مُعَاوِيَة الْمَذْكُور (قلت) هَذَا لَا يمْنَع أَن يكون مَوْضُوعا غير أَن الهيثمي أعله بِمُعَاوِيَة وَقَالَ ضَعِيف وَالله أعلم، وَله طَرِيق آخر فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أنس أصدق الحَدِيث مَا عطس عِنْده (قلت) قَالَ الهيثمي فِيهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد بن ماجد شيخ الطَّبَرَانِيّ لم أعرفهُ وَعمارَة بن زَاذَان وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَجَمَاعَة وَفِيه ضعف وَبَقِيَّة رجالة ثِقَات وَالله أعلم. وَله شَوَاهِد من قَول عمر بن الْخطاب وَأبي رهم المسمعي وَعَطَاء أخرجهَا الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ، وَعند الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب بِسَنَد فِيهِ ضعف من حَدِيث أنس من السَّعَادَة العطاس عِنْد الدُّعَاء، وَعند الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ بِسَنَد ضَعِيف من حَدِيث أبي وهيب السّلمِيّ: الفال مُرْسل والعطاس شَاهد وَسُئِلَ النَّوَوِيّ هَذَا الَّذِي يَقُول النَّاس عِنْد الحَدِيث إِذا عطس إِنْسَان إِنَّه تَصْدِيق للْحَدِيث هَل لَهُ أصل فَأجَاب نعم لَهُ أصل أصيل روى أَبُو يعلى فِي مُسْنده بِإِسْنَاد حسن عَن أبي هُرَيْرَة وَذكر الحَدِيث الَّذِي كلامنا فِيهِ، ثمَّ قَالَ كل إِسْنَاده ثِقَات متقنون إِلَّا بَقِيَّة فمختلف فِيهِ وَأكْثر الْحفاظ يحتجون بروايته عَن الشاميين وَهُوَ يروي هَذَا الحَدِيث عَن مُعَاوِيَة بن يحيى الشَّامي (قلت) فَهَذَا تَصْرِيح من النَّوَوِيّ بتوثيق مُعَاوِيَة بن يحيى وَهُوَ كَذَلِك فَإِنَّهُ إِن يكن أَبَا مُطِيع كَمَا صرح بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ وَمن قبله ابْن عدي فقد أخرج لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة وَصَالح

جزرة وَأَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَإِن يكن هُوَ أَبَا روح الصَّدَفِي كَمَا ظَنّه الذَّهَبِيّ وَصرح بِهِ الهيثمي فِي الْمجمع فقد أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ البُخَارِيّ وَالله تَعَالَى أعلم. (40) [حَدِيثٌ] إِنَّ السَّلامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَضَعَهُ فِي الأَرْضِ تَحِيَّةً لأَهْلِ دِينِنَا وَأَمَانًا لأَهْلِ ذِمَّتِنَا (طب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة تفرد بِهِ عصمَة بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ طرقا أُخْرَى فَأخْرجهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من وَجه آخر عَن أبي هُرَيْرَة وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي أُمَامَة وَصَححهُ الضياء فِي المختارة وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ من طرق عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا وموقوفا وَأخرجه عَن ابْن عمر مَوْقُوفا وَأخرجه الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من حَدِيث أنس. (41) [حَدِيثٌ] إِذَا صَافَحَ الْمُؤْمِنُ الْمُؤْمِنَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمَا مِائَةُ رَحْمَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لأَحْسَنِهِمَا لِقَاءً (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَكِلَاهُمَا من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الله الْأُشْنَانِي (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث عمر بن الْخطاب بِنَحْوِهِ أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (42) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ هُمْ فِيهِ ذِئَابٌ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذِئْبًا أَكَلَتْهُ الذِّئَابُ (خطّ) من حَدِيث أنس تفرد بِهِ زِيَاد وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن زيادا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا يهم والْحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط (قلت) إِخْرَاج الطَّبَرَانِيّ لَهُ لَا يمْنَع الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَلما ذكره الهيثمي فِي الْمجمع قَالَ فِيهِ من لم أعرفهم وَزِيَاد النميري مُخْتَلف فِيهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (43) [حَدِيثٌ] النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ يَرْفِدُهُ وَيَكْسُوهُ وَيَحْمِلُهُ وَلا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لَا يَرَى لَكَ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه سُلَيْمَان بن عمر (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْحسن ابْن سُفْيَان فِي مُسْند، وَأَبُو بشر الدولابي فِي الكنى من حَدِيث سهل بن سعد وَفِي سندهما بكار ابْن شُعَيْب الدِّمَشْقِي ضَعِيف لكنه تَابعه غياث بن عبد الحميد أخرجه ابْن لال (قلت) غياث الْمَذْكُور قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان يعرف بِحَدِيث مُنكر مَا أَظن لَهُ غَيره روى عَن ابْن عجلَان عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من سَابق إِلَى الصَّلَاة ليسبقها خشيَة أَن يسْبقهُ رَجَاء الله وَالدَّار الْآخِرَة أدخلهُ الْجنَّة أخرجه الْعقيلِيّ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَوجدت

لَهُ حَدِيثا آخر غَرِيبا أخرجه المستغفري فِي الصَّحَابَة فِي تَرْجَمَة أبي الْوَقَّاصِ (قلت) فَهَذَا ثَالِث وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (44) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَجم يبدأون بِكِبَارِهِمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِمْ فَإِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقشيرِي مَجْهُول وَحَدِيثه مُنكر وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا أُخْرَى فَأخْرجهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ أَنه كَانَ عَامل النَّبِي على الْبَحْرين وَكَانَ إِذا كتب إِلَيْهِ بَدَأَ بِنَفسِهِ أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَترْجم عَلَيْهِ بَاب الرجل يبْدَأ بِنَفسِهِ فِي الْكتاب وَأخرج عَن سلمَان قَالَ لم يكن أحد أعظم حُرْمَة من رَسُول الله وَكَانَ أَصْحَابه إِذا كتبُوا إِلَيْهِ يَكْتُبُونَ من فلَان إِلَى مُحَمَّد رَسُول الله، وَأخرج أَيْضا عَن أبي قَتَادَة إِن أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح وخَالِد بن الْوَلِيد كتبا إِلَى عمر بن الْخطاب فبدآ بأنفسهما. (45) [حَدِيثٌ] رَدُّ جَوَابِ الْكِتَابِ حَقٌّ كَرَدِّ السَّلامِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن الْبَلْخِي وَأحمد بن عبد الله الْفرْيَابِيّ (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا أَخْرَجَهُ ابْن أبي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمَرْفُوعًا أخرجه ابْن لال والقضاعي فِي مُسْند الشهَاب، وَنقل عَن شَيْخه الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ إِنَّه قَالَ وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ يَعْنِي إِسْنَاده. (46) [حَدِيثٌ] مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمِلَهُ (ابْن أبي الدُّنْيَا) من حَدِيث معَاذ بن جبل وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن الْحسن الْهَمدَانِي (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ من هَذَا الطَّرِيق، وَقَالَ حسن غَرِيب، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَله شَوَاهِد عَن عمر رَضِي الله عَنهُ لَا تعيروا أحدا فيفشو فِيكُم الْبلَاء أخرجه ابْن عَسَاكِر عَن يحيى بن جَابر، مَا عَابَ رجل قطّ بِعَيْب إِلَّا ابتلاه الله مثل ذَلِك الْعَيْب، وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ إِنِّي لأرى الشَّيْء أكرهه فَمَا يَمْنعنِي أَن أَتكَلّم فِيهِ إِلَّا مَخَافَة أَن أَبْتَلِي بِمثلِهِ أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَعَن الْحسن كَانُوا يَقُولُونَ من رمى أَخَاهُ بذنب وَقد تَابَ إِلَى الله مِنْهُ لم يمت حَتَّى يَبْتَلِيه الله بِهِ، أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا.

(47) [حَدِيثٌ] الْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ فَلَوْ أَنَّ رَجُلا عَيَّر رَجُلا بِرَضَاعِ كَلْبِهِ لَرَضَعَهَا (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح فِيهِ نصر بن بَاب (تعقب) بِأَن الْخَطِيب روى عَن عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ قلت لأبي سَمِعت أَبَا خَيْثَمَة يَقُول: نصر بن بَاب كَذَّاب فَقَالَ اسْتغْفر الله إِنَّمَا عابوا عَلَيْهِ أَنه حَدِيث عَن إِبْرَاهِيم الصايغ وَإِبْرَاهِيم من أهل بَلَده وَلَا يُنكر أَن يكون سمع مِنْهُ. (48) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْبَلاءَ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ مَا قَالَ عَبْدٌ لِشَيْءٍ لَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا إِلا تَرَكَ الشَّيْطَانُ كُلَّ عَمَلٍ وَوَلِعَ بِذَلِكَ مِنْهُ يُؤْثِمُهُ (خطّ) وَلَا يَصح تفرد بِهِ عبد الْملك بن هَارُون بن عنترة (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَأخرج أَيْضا صَدره من حَدِيث أنس وَقَالَ تفرد بِهِ أَبُو جَعْفَر بن أبي فَاطِمَة الْمصْرِيّ وَأخرج ابْن لال فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَا من طامة إِلَّا وفوقها طامة وَالْبَلَاء مُوكل بالْمَنْطق وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَيْبَة من مُرْسل الْحسن الْبلَاء مُوكل بالْقَوْل. (49) [حَدِيثٌ] لَوْ أَدْرَكْتُ وَالِدَيَّ أَوْ أَحَدَهُمَا وَأَنَا فِي الصَّلاةِ وَقَدْ قَرَأْتُ الْفَاتِحَةَ يُنَادِي يَا مُحَمَّدُ لأَجَبْتُهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث طلق بن عَليّ وَفِيه يس بن معَاذ (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ يس ضَعِيف (قلت) وَكَذَلِكَ أَشَارَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات إِلَى ضعفه من جِهَة يس ثمَّ استدرك فَقَالَ وَلَكِن فِي سَنَده هناد النَّسَفِيّ وَالله أعلم. (50) [حَدِيثٌ] مَنْ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أُمِّهِ كَانَ لَهُ سَتْرًا مِنَ النَّارِ (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس وَقَالَ مُنكر إِسْنَادًا ومتنا وَفِيه أَبُو مقَاتل وَهُوَ السَّمرقَنْدِي لَا يعْتَمد على رِوَايَته (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ إِسْنَاده غير قوي. (51) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ شَابًّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَدُعِيَ لَهُ رَسُولُ الله فَقَالَ لَهُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُولَهَا قَالَ وَلِمَ قَالَ كَهَيْئَةِ الْقُفْلِ عَلَى قَلْبِي إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا عِنْدَكَ فَقَالَ النَّبِي لَهُ وَالِدَانِ أَوْ أَحَدُهُمَا قَالُوا أُمٌّ فَدُعِيَتْ فَقَالَ ارْضِي عَنِ ابْنِكِ فَقَالَتْ أُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي عَنِ ابْنِي رَاضِيَةٌ فَقَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّاهُ بِي (عق) وَلَا يَصح فِيهِ دَاوُد بن إِبْرَاهِيم قَاضِي قزوين وَفِيه حَامِد الْعَطَّار مَتْرُوك (تعقب) بِأَن دَاوُد تَابعه.

فُضَيْل بن عبد الْوَهَّاب أخرجه الخرائطي فِي مساوي الْأَخْلَاق وحامد تَابعه فَايِد أَبُو الورقاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهِ فَايِد وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ. (52) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمُوتُ أَبَوَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا وَإِنَّهُ لَعَاقٌّ فَلا يَزَالُ يَدْعُو وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ بَارًّا (رَوَاهُ لَاحق بن الْحُسَيْن) من حَدِيث أنس ولاحق كَذَّاب يضع (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَله شَاهد من مُرْسل مُحَمَّد بن سِيرِين أخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَقَالَ هَذَا على إرْسَاله أصح من الأول وَقَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء هَذَا مُرْسل صَحِيح الْإِسْنَاد. (53) [حَدِيثٌ] مَا أَحْسَنَ الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ (قطّ) فِي غرايب مَالك من حَدِيث أنس وَقَالَ بَاطِل عَن مَالك وَرَوَاهُ الموقري عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس والموقري ضَعِيف وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل عَن عباد عَن شيخ عَن الزُّهْرِيّ مُرْسلا بِلَفْظ نعم الشَّيْء الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة قَالَ أَحْمد يَقُولُونَ الشَّيْخ سُلَيْمَان بن أَرقم وَسليمَان بن أَرقم مَتْرُوك وَرَوَاهُ عَمْرو بن عبد الْمُؤمن عَن فليح عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَعَمْرو وهاه ابْن حبَان (خطّ) من حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظ نعم مِفْتَاح الْحَاجة الْهَدِيَّة بَين يَديهَا وَلَا يَصح فِيهِ عَمْرو ابْن خَالِد الْأَعْشَى قَالَ الْخَطِيب حَدثنِي العتيقي قَالَ حضرت الدَّارَقُطْنِيّ وَقد جَاءَهُ أَبُو الْحُسَيْن الْبَيْضَاوِيّ بِبَعْض الغرباء وَسَأَلَهُ أَن يقْرَأ لَهُ شَيْئا فَامْتنعَ واعتل بِبَعْض الْعِلَل وسئله أَن يملي عَلَيْهِ أَحَادِيث فأملى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ من حفظه مَجْلِسا يزِيد عدد أَحَادِيثه على الْعشْرَة متون جَمِيعهَا نعم الشَّيْء الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة وَانْصَرف الرجل ثمَّ جَاءَهُ بعد وَقد أهْدى لَهُ شَيْئا فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه بضعَة عشر حَدِيثا متون جَمِيعهَا إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه (قَالَ) ابْن الْجَوْزِيّ وَاعجَبا من الدَّارَقُطْنِيّ كَيفَ يروي حديثين لَيْسَ فيهمَا مَا يَصح وَلم يبين أما الأول فقد تكلمنا عَلَيْهِ وَأما الثَّانِي فَقَالَ ابْن عدي هُوَ يعرف بشيخ يُقَال لَهُ الْخَلِيل بن مُسلم الْبَاهِلِيّ ثمَّ ظهر مُحَمَّد بن ربيعَة فَرَوَاهُ عَن أَبِيه ثمَّ سَرقه مِنْهُمَا أَبُو ميسرَة الْحَرَّانِي (تعقب) فَقيل بل وَاعجَبا مِنْك يَا ابْن الْجَوْزِيّ كَيفَ تهجم على رد الْأَحَادِيث الثَّابِتَة من غير تثبت وَلَا تتبع فَحَدِيث إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه ورد من رِوَايَة أَكثر من عشرَة من الصَّحَابَة فَهُوَ متواتر على رَأْي من يَكْتَفِي فِي التَّوَاتُر بِعشْرَة فَأخْرجهُ ابْن خُزَيْمَة وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث جرير وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك

مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله والحكيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر من حَدِيث ابْن عَمْرو الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَعبد الله بن ضَمرَة ومعاذ بن جبل، وَالْبَزَّار من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَابْن عدي من حَدِيث أبي قَتَادَة، وَابْن عَسَاكِر من حَدِيث أنس وعدي بن حَاتِم والدولابي فِي الكنى، وَابْن عَسَاكِر من حَدِيث أبي رَاشد، وَلِحَدِيث عَائِشَة فِي الْهَدِيَّة طَرِيق آخر عِنْد الْحَاكِم فِي تَارِيخه، وَجَاء أَيْضا من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ، أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير. (54) [حَدِيثٌ] إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ بِهَدِيَّةٍ فَجُلَسَاؤُهُ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا (خطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ يحيى الْحمانِي، ومندل بن عَليّ ضَعِيف (عق) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيق عبد السَّلَام بن عبد القدوس، وَمن حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الوضاح بن خَيْثَمَة لَا يُتَابع عَلَيْهِ (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس علقه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه، وَهُوَ مشْعر بِأَن لَهُ أصلا إشعارا يؤنس بِهِ ويركن إِلَيْهِ كَمَا قَالَه ابْن الصّلاح فِي تعاليق البُخَارِيّ الَّتِي بِصِيغَة التمريض وليحي الْحمانِي متابع عِنْد أبي نعيم فِي الْحِلْية، وَآخر عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه، ولمندل وَعبد السَّلَام متابع عِنْد ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه، ومندل لم يتهم بكذب بل قَالَ أَبُو زرْعَة لين، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: شيخ، وَقَالَ الْعجلِيّ جَائِز الحَدِيث يتشيع وَهَذَا من صِيغ التَّعْدِيل، فَهَذَا الحَدِيث شَاهد لحَدِيث عَائِشَة، وَله شَاهد آخر من حَدِيث الْحسن بن عَليّ، أخرجه أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي فَوَائده وَالطَّبَرَانِيّ (قلت) قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع فِيهِ يحيى بن سعيد الْعَطَّار وَهُوَ ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم. (55) [حَدِيثٌ] لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ، وَفِي لفظ سبعين حجَّة (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه إِسْحَاق بن وهب الطهرمسي، وَسَرَقَهُ مِنْهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت فَرَوَاهُ عَن يحيى بن سُلَيْمَان بن نَضْلَة عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر (تعقب) بِأَنَّهُ رَوَاهُ عَن يحيى بن سُلَيْمَان غير ابْن الصَّلْت وَهُوَ الْحُسَيْن بن الْعَبَّاس المراوحي وَمن طَرِيقه أخرجه الديلمي (قلت) الْحُسَيْن الْمَذْكُور مَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَةٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (56) [حَدِيثٌ] يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ إِلَى الْجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهَا وَنَظَرُوا إِلَيْهَا وَاسْتَنْشَقُوا رِيحَهَا وَنَظَرُوا إِلَى مَا أُعِدَّ لأَهْلِهَا. نُودُوا أَنْ أَخِّرُوهُمْ عَنْهَا لَا نَصِيبَ لَهُم فِيهَا

فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ أَحَدٌ بِمِثْلِهَا فَيَقُولُونَ لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مَا أَرَيْتَنَا مِنْ ثَوَابِكَ وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لأَوْلِيَائِكَ، كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا، قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، كُنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِّي بِالْعَظَائِمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينَ تُعْطُونَ النَّاسَ خِلافَ مَا تُعْطِونِّي مِنْ قُلُوبِكُمْ، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي أَجْلَلْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي وَتَرْكُتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمُ الْعَذَابَ مَعَ مَا حُرِمْتُمْ مِنَ الثَّوَابِ (الْحسن بن سُفْيَان) من حَدِيث عدي بن حَاتِم وَفِيه أَبُو جُنَادَة حُصَيْن بن مُخَارق (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَلم ينْفَرد بِهِ أَبُو جُنَادَة، بل تَابعه يحيى بن مَيْمُون الْحداد أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ. (57) [حَدِيثٌ] إِذَا اغْتَابَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَإِنَّهَا كَفَّارَةٌ (عد) مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَفِيه أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن عَمْرو (قطّ) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ من اغتاب رجلا ثمَّ اسْتغْفر الله لَهُ من بعد ذَلِك غفرت لَهُ غيبته، وَفِيه حَفْص بن عمر الْأَيْلِي (ابْن أبي الدُّنْيَا) من حَدِيث أنس بِلَفْظ كَفَّارَة من اغْتَبْته أَن تستغفر لَهُ، وَفِيه عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن (تعقب) بِأَنَّهُ من الطَّرِيق الثَّالِث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات والشعب وَقَالَ ضَعِيف الْإِسْنَاد وَكَذَلِكَ اقْتصر الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء على تَضْعِيفه وَله شَاهد عَن عبد الله بن الْمُبَارك قَوْله أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَاسْتشْهدَ لَهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا بِحَدِيث حُذَيْفَة كَانَ فِي لساني ذرب على أَهلِي فَسَأَلت النَّبِي فَقَالَ: أَيْن أَنْت من الاسْتِغْفَار يَا حُذَيْفَة إِنِّي لأستغفر الله كل يَوْم مائَة مرّة، قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَقَالَ: وَأَصَح مِنْهُ حَدِيث أبي هُرَيْرَة، من كَانَت عِنْده مظْلمَة لِأَخِيهِ فليستحله مِنْهَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ فَإِن صَحَّ حَدِيث حُذَيْفَة فَيحْتَمل أَن يكون النَّبِي أمره بالاستغفار رَجَاء أَن يُرْضِي الله خَصمه يَوْم الْقِيَامَة ببركة استغفاره (قلت) وَقد نَاقض ابْن الْجَوْزِيّ فَذكر حَدِيث أنس فِي كِتَابه الْحَقَائِق، وَقد قَالَ إِنَّه لَا يذكر فِيهِ إِلَّا الحَدِيث الصَّحِيح هَكَذَا قَالَه الْعَلامَة ابْن مُفْلِح فِي الْآدَاب الشَّرْعِيَّة ثمَّ نقل عَن ابْن عبد الْبر أَنه حكى فِي بهجة الْمجَالِس عَن حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: كَفَّارَة من اغْتَبْته أَن تستغفر لَهُ، ثمَّ قَالَ وبمثل قَول ابْن الْمُبَارك أفتى الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح، وَالله تَعَالَى أعلم.

(58) [حَدِيثُ] سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ - وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: يَا أُسَامَةَ عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ، قَالَ الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ، وَكَسْرُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا، يَا أُسَامَةُ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ تَرَكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ شَرَفَ الْمَنَازِلِ فِي الآخِرَةِ وَتَحُلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ وَتُفَرِّحُ الأَنْبِيَاءَ بِقُدُومِ رُوحِكَ عَلَيْهِمْ، وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ تَعَالَى، إِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَكُلَّ كَبِدٍ جَائِعٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا أُسَامَةُ إِيَّاكَ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أذابوا اللحوم بالرياح والسموم وأظمأوا الأَكْبَادَ حَتَّى غُشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ سُرَّ بِهِمْ، فَبَاهَى بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ. ثُمَّ بَكَى النَّبِي حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ مِنَ السَّمَاءِ حَدَثٌ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحٌ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مَا يَلْقَى مِنْهُمْ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيهِمْ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَطَاعَ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الإِسْلامِ قَالَ: نَعَمْ يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ، يَا عُمَرُ تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ وَلَبِسُوا اللَّيِّنَ مِنَ الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَالرُّومِ، يَتَزَيَّنُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ زِينَةَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، وَتَتَبَرَّجُ النِّسَاءُ، زِيُّهُمْ زِيُّ الْمُلُوكِ، وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى هُرْمُزَ، يَتَسَمَّنُونَ يَتَبَاهَوْنَ بِالْجَشَّاءِ وَاللِّبَاسِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ، عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ مُنْحَنِيَةٌ أَصْلابُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ، وَقِيلَ لَهُ أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلالَةِ، تُحَرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، تَأَوَّلُوا الْكِتَابَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، وَاسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا، الأَخْفِيَاءُ الأَبْرَارُ الَّذِينَ إِذَا شُهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَيَخْتَفُونَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ نَعِمَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَنَعَّمُوا هُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَلَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابِ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ؛ وَافْتَرَشُوا الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، أَلا لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الآخِرَةِ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ، بِقَاعُ الأَرْضِ بِهِمْ رَحْبَةٌ، والجبار عَنْهُم

رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلاقَهُمْ وَحَفِظُوهَا، الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمُ، الْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، وَيَسْخَطُ اللَّهِ عَلَى بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ؛ يَا أُسَامَةُ إِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَوْمًا هُمْ فِيهِمُ، اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ تنجو بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ، فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوَى فِي النَّارِ؛ حَرَّمُوا حَلالا أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُمْ طَلَبُ الْفَضْلِ فِي الآخِرَةِ تَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قدرَة لم يتكابوا على الدُّنْيَا اتكاب الْكِلابِ عَلَى الْجِيَفِ، أَكَلُوا الْعَلَقَ وَلَبِسُوا الْخِرَقَ وَتَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا يُظَنُّ بِهِمْ دَاءٌ وَمَا بِهِمْ مِنْ دَاءٍ وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ خُولِطُوا، وَمَا خُولِطُوا وَلَكِنْ خَالَطَ الْقَوْمَ الْحُزْنُ فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى أَمْرٍ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلا عُقُولٍ يَا أُسَامَةُ عَقِلُوا حِينَ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاسِ لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الأَرْضِ (خطّ) فِي كتاب الزّهْد وَهُوَ شبه لَا شَيْء فَإِنَّهُ من رِوَايَة أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ عَن سعيد وَمُحَمّد بن عَليّ لم يدْرك سعيدا وَفِيه حَيَّان الْبَصْرِيّ وَهُوَ ابْن عبد الله أَبُو جبلة وَفِيه الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْحَرَّانِي لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن ابْن عَسَاكِر أخرجه من طَرِيق الْخَطِيب، ثمَّ قَالَ وَرويت هَذِه الْقِصَّة عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلَة وَعَن ابْن عَبَّاس من وَجه آخر بأطول من هَذَا فَذكره بِسَنَدِهِ (قلت) فِيهِ عبَادَة بن يزِيد الْحِمْيَرِي، وَعنهُ أَحْمد بن يزِيد الْحِمْيَرِي لم أَعْرفهُمَا وَالله تَعَالَى أعلم. (59) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا وَطُولُ الأَمَلِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس من طَرِيقين فِي أَحدهمَا أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم الشَّامي وَفِي الآخر عبد الله بن سُلَيْمَان مَجْهُول وَعنهُ هَانِئ بن المتَوَكل كثرت الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته (تعقب) بِأَن الذَّهَبِيّ أوردهُ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة هَانِئ وَاقْتصر على وَصفه بالنكارة (قلت) وَزَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، فَقَالَ أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده، وَقَالَ: عبد الله بن سُلَيْمَان روى أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا، وَأما هَانِئ فَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ كَذَا قَالَ انْتهى، وَالله تَعَالَى أعلم. وَله طَرِيق ثَالِث أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية (قلت) فِيهِ مضعفون وَالله تَعَالَى أعلم. (60) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ غَنِيٌّ وَلا فَقِيرٌ إِلا يَوَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ أُوتِيَ

فِي الدُّنْيَا قُوتًا (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه نفيع بن الْحَارِث أَبُو دَاوُد الْأَعْمَى مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ فِي مُسْند أَحْمد وَسنَن ابْن مَاجَه من هَذَا الطَّرِيق ونفيع من رجال التِّرْمِذِيّ أَيْضا وَله شَاهد من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود أخرجه أَبُو نعيم والخطيب. (61) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ دخل رَسُول الله عَلَى بِلالٍ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ فَوَقَفَ بِالْبَابِ سَائِلٌ فَرَدَّهُ بِغَيْرِ شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ يَا بِلالُ رَدَدْتَ السَّائِلَ وَهَذَا؟ عِنْدَكَ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ صَائِمًا وَأَرَدْتُ أَنْ أُفْطِرَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَلا تَخْبَأْ شَيْئًا رُزِقْتُهُ وَلا تَمْنَعْ شَيْئًا سُئِلْتَهُ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ عمر بن رَاشد (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد فَأخْرج الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله دخل على بِلَال وَعِنْده صَبر من تمر، فَقَالَ مَا هَذَا، قَالَ أدخره لَك: قَالَ مَا تخشى أَن يكون لَهُ بخار فِي نَار جَهَنَّم، انفق يَا بِلَال وَلَا تخش إقلالا، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: إِسْنَاده حسن، وَأخرج أَيْضا وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بِلَال نَحوه وَأخرج الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن مَسْعُود نَحوه وَله غير مَا ذكر من الطّرق والشواهد ثمَّ إِن هَذِه الْأَحَادِيث كَانَت فِي صدر الْإِسْلَام حِين كَانَ الادخار مَمْنُوعًا والضيافة وَاجِبَة ثمَّ نسخ الْأَمْرَانِ، وَإِنَّمَا دخل الدخيل على كثير من النَّاس لعدم علمهمْ بالنسخ. (62) [حَدِيثٌ] مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ (خطّ) من حَدِيث حُذَيْفَة وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن بشر البُخَارِيّ (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق إِسْحَاق الْمَذْكُور وَلَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَلم ينْفَرد بِهِ إِسْحَاق فقد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق آخر وَورد مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي طَرِيقين عَنهُ، وَقَالَ فِي كل مِنْهُمَا إِسْنَاده ضَعِيف، وَمن حَدِيث أبي ذَر أخرجه الطَّبَرَانِيّ، وَمن حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرك وَتعقبه الذَّهَبِيّ. (63) [حَدِيثٌ] مَنْ أَصْبَحَ مَحْزُونًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو رَبَّهُ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَنِيٍّ فَتَضَعْضَعَ لَهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِمَّنِ اتَّخَذَ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه مُحَمَّد بن قَاسم الطايكاني (عق) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيق عبيد الله بن مُوسَى

مَجْهُول وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ، وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ وهب بن رَاشد يروي الْعَجَائِب (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيق الطايكاني وَحَدِيث أنس أخرجهُمَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَأخرج لَهما شَاهدا عَن وهب بن مُنَبّه وفرقد السبخي قَالَا قَرَأنَا فِي التَّوْرَاة فذكرا نَحوه، وَحَدِيث أنس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير، وَقَالَ لم يروه عَن ثَابت إِلَّا وهب وَكَانَ من الصَّالِحين انْتهى، وَجَاء من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء من طَرِيق وهب بن رَاشد الْمَذْكُور أخرجه الْقَاسِم بن الْفضل الثَّقَفِيّ فِي الْأَرْبَعين. (64) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ لَا يُصَبْنَ إِلا بِعَجَبٍ، الصَّمْتُ وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ وَالتَّوَاضُعُ وَذِكْرُ اللَّهِ وَقِلَّةُ الشَّيْءِ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ الْعَوام بن جوَيْرِية (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ صَحِيح، لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب. (65) [حَدِيثُ] لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ يَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ وَيُؤَدِّي بِهِ عَنْ أَمَانَتِهِ وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ (حب) من حَدِيث أنس وَفِيه الْعَلَاء بن مسلمة وَلَا أصل لَهُ إِنَّمَا يروي نَحوه عَن الثَّوْريّ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَمن طَرِيق ثَان، وَلَفظه: عَن أنس رَفعه، ثمَّ قَالَ قَالَ فِيهِ الروَاة قَالَ رَسُول الله ولكنني هِبته قَالَ وَإِنَّمَا يروي هَذَا الْكَلَام بِعَيْنِه من قَول سعيد بن الْمسيب. (66) [حَدِيثٌ] أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا اخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي وَأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ (خطّ) من حَدِيث ابْن مَسْعُود (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ يَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى مري على أوليائي وأحبائي لَا تحلو لي لَهُم فتفتنيهم واكرمي من خدمني واتعبي من خدمك ومدار الطَّرِيقَيْنِ على الْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث النُّعْمَان ابْن بشير أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ لم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَفِيهِمْ مَجَاهِيل. (67) [حَدِيثٌ] مَا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ إِلَهٌ يُعْبَدُ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ (الخرائطي) فِي اعتلال الْقُلُوب من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه الخصيب بن جحدر وَعنهُ الْحسن بن دِينَار (تعقب) بِأَن الْحسن تَابعه عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي أخرجه أَبُو نصر السجْزِي فِي الْإِبَانَة من طَرِيق ابْن لَهِيعَة، ثمَّ قَالَ أَبُو نصر: وَقد رُوِيَ بَقِيَّة هَذَا الحَدِيث عَن عِيسَى عَن رَاشد

ابْن سعيد عَن أبي أُمَامَة، وَلم يذكر الخصيب بَين عِيسَى وَرَاشِد انْتهى وَرِوَايَة بَقِيَّة هَذِه أخرجهَا الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده (قلت) عِيسَى قد اتهمه ابْن الْجَوْزِيّ فَلَا يعْتَرض عَلَيْهِ بمتابعته وَبَقِيَّة مَعْرُوف بالتدليس فَلَعَلَّهُ حذف الخصيب تدليسا وَالله تَعَالَى أعلم. (68) [حَدِيثُ] عَائِشَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله إِنْ سَرَّكِ اللُّحُوقُ بِي فَلا تُخَالِطِنَّ الأَغْنِيَاءَ وَلا تَسْتَبْدِلِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ صَالح بن حسان مَتْرُوك (تعقب) بِأَن صَالح بن حسان لم يتهم بكذب والْحَدِيث من طَرِيقه أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب والطَّحَاوِي فِي مُشكل الْآثَار. (69) [حَدِيثٌ] مَا بَالُ قَوْمٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ وَيَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، وَيَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ وَالأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ وَلا يَسْعَوْنَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلا بِالسَّعْيِ مِنَ الْخَيْرِ الْمَوْفُورِ وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ (طب) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا يَصح تفرد بِهِ عمر بن يزِيد الرفا (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر أوردهُ فِي أَمَالِيهِ، وَلم يسمه بِوَضْع بل قَالَ: هَذَا حَدِيث غَرِيب أخرجه ابْن مَنْدَه فِي غرائب شُعْبَة، والراوي عَن شُعْبَة مَجْهُول. (70) [حَدِيثٌ] اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينَ (التِّرْمِذِيّ) من حَدِيث أنس (قطّ) من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، وَلَا يَصح فِي الأول الْحَارِث بن النُّعْمَان مُنكر الحَدِيث وَفِي الثَّانِي أَبُو الْمُبَارك مَجْهُول وَعنهُ يزِيد بن سِنَان مَتْرُوك (تعقب) بِأَن مَا أعل بِهِ حَدِيث أنس لَا يَقْتَضِي الْوَضع والْحَارث لم يجرح بكذب بل قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَمن يُوصف بِهَذَا يحسن حَدِيثه بالمتابعة، وَحَدِيث أبي سعيد أخرجه ابْن مَاجَه وَيزِيد بن سِنَان قَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق، وَله طَرِيق آخر أخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَورد أَيْضا من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت، أخرجه ابْن عَسَاكِر وَالطَّبَرَانِيّ وَصَححهُ الضياء فِي المختارة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ أسرف ابْن الْجَوْزِيّ فَذكر هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات كَأَنَّهُ أقدم عَلَيْهِ لما رَآهُ مباينا للْحَال الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا النَّبِي؛ لِأَنَّهُ كَانَ مكفيا، قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَوَجهه عِنْدِي أَنه لم يسْأَل

المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا إِلَى الْقلَّة، وَإِنَّمَا سَأَلَ المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا إِلَى الإخبات والتواضع. (71) [حَدِيثٌ] فِكْرَةُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً (يخ) فِي العظمة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عُثْمَان بن عبد الله وَإِسْحَاق بن نجيح (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ اقْتصر فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء على تَضْعِيفه وَله شَاهد مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ وَعَن عَمْرو بن قيس الْملَائي بَلغنِي أَن تفكر سَاعَة خير من عمل دهر من الدَّهْر، أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة. (72) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ عَلَى لِسَانِهِ (عد) من حَدِيث أبي أَيُّوب؛ وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل مَجْهُول عَن يزِيد الوَاسِطِيّ كثير الْخَطَأ عَن حجاج مَجْرُوح عَن مَكْحُول عَن أبي أَيُّوب وَمَكْحُول لم يلق أَبَا أَيُّوب وَمن حَدِيث أبي مُوسَى؛ وَقَالَ مُنكر وَفِيه عبد الْملك بن مهْرَان الرقاعي بِالْقَافِ مَجْهُول (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه سوار بن مُصعب مَتْرُوك (تعقب) بِأَن الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ اقْتصر فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء على تَضْعِيف الحَدِيث (قلت) وَحَدِيث ابْن عَبَّاس ذكره رزين الْعَبدَرِي فِي جَامعه، وَقَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ لم أَقف لَهُ على إِسْنَاد صَحِيح وَلَا حسن؛ وَإِنَّمَا ذكر فِي كتب الضُّعَفَاء كالكامل وَغَيره وَالله تَعَالَى أعلم، وَله طَرِيق آخر عَن مَكْحُول مُرْسلا، وَلَيْسَ فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، وَلَا يزِيد أخرجه أَبُو نعيم وهناد فِي الزّهْد وَابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف، وَله شَاهد عَن صَفْوَان بن سليم مُرْسلا: من زهد فِي الدُّنْيَا أَدخل الله الْحِكْمَة فِي قلبه، أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب ذمّ الدُّنْيَا، وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ مَرْفُوعا: من أخرجه الله من ذل الْمعاصِي إِلَى عز التَّقْوَى، أغناه الله بِلَا مَال، وأعزه بِلَا عشيرة، وأمنه بِلَا مَنْعَة وَمن لم يستحيي من طلب الْمَعيشَة رخى الله باله وَنعم عِيَاله، وَمن زهد فِي الدُّنْيَا أنبت الله الْحِكْمَة فِي قلبه وأنطق بهَا لِسَانه وبصره داءها ودواءها وعيوبها وَأخرجه الله عز وَجل سالما إِلَى دَار السَّلَام، أخرجه أَبُو نعيم. (73) [حَدِيثٌ] اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ تَعَالَى (نع) من حَدِيث ابْن عمر (ابْن عَرَفَة) فِي جزئه من حَدِيث أبي سعيد (طب) من حَدِيث أبي أُمَامَة

(ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَلَا يَصح فِي الأول أَحْمد بن عمر اليمامي والفرات بن السَّائِب مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن كثير ضَعِيف جدا وَفِي الثَّالِث عبد الله بن صَالح لَيْسَ بِشَيْء وَفِي الرَّابِع سُلَيْمَان بن أَرقم مَتْرُوك وَالْمَحْفُوظ مَا أخرجه الْعقيلِيّ عَن عَمْرو بن قيس الملابي قَالَ كَانَ يُقَال اتَّقوا إِلَى آخِره (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عمر لم ينْفَرد بِهِ اليمامي بل أخرجه ابْن جرير فِي تَفْسِيره من وَجه آخر عَن الْفُرَات فبرئ اليمامي من عهدته، وَحَدِيث أبي سعيد لم ينْفَرد بِهِ مُحَمَّد بن كثير، بل تَابعه مُصعب بن سَلام وَمن طَرِيقه أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا وَمصْعَب وَثَّقَهُ ابْن معِين فِي رِوَايَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَمُحَمّد بن كثير مَشاهُ ابْن معِين وَقَالَ شيعي لَا بَأْس بِهِ فَحَدِيثه بالمتابعة حسن وَحَدِيث أبي أُمَامَة على شَرط الْحسن وَعبد الله بن صَالح ثِقَة لَا بَأْس بِهِ، وَورد أَيْضا من حَدِيث ثَوْبَان أخرجه ابْن جرير فِي تَفْسِيره وَزَاد فِي آخِره وَينظر بِتَوْفِيق الله وَمن شواهده حَدِيث أنس مَرْفُوعا: إِن لله عبادا يعْرفُونَ النَّاس بالتوسم أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَغَيرهمَا. (74) [حَدِيثٌ] خِيَارُ أُمَّتِي فِي كل قرن خَمْسمِائَة والإبدال أَرْبَعُونَ فَلَا الْخَمْسمِائَةِ يَنْقُصُونَ، وَلا الأَرْبَعُونَ، كُلَّمَا مَاتَ رجل أبدل الله من الْخَمْسمِائَةِ مَكَانَهُ وَأَدْخَلَ مِنَ الأَرْبَعِينَ مَكَانَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنَا عَلَى أَعْمَالِهِمْ قَالَ: يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ وَيَتَوَاسَوْنَ فِيمَا آتَاهُمُ اللَّهُ (طب) من حَدِيث ابْن عمر. (75) [وَحَدِيثٌ] لَنْ تَخْلُوَ الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بِهِمْ يُعَافُونَ وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ وَبِهِمْ يُمْطَرُونَ (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة. (76) [وَحَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ فِي الْخلق ثلثمِائة قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ آدَمَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ أَرْبَعُونَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مُوسَى، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ سَبْعَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ خَمْسَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ جِبْرِيلَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ ثَلاثَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مِيكَائِيلَ، وَلِلَّهِ فِي الْخَلْقِ وَاحِدٌ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيلَ، فَإِذَا مَاتَ الْوَاحِدُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلاثَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْخَمْسَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الْخَمْسَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ السَّبْعَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ السَّبْعَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الأَرْبَعِينَ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الأَرْبَعِينَ، أَبْدَلَ مَكَانَهُ من الثلثمائة، وَإِذا مَاتَ من الثلثمائة، أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْعَامَّةِ فَبِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمْطِرُ وَيَدْفَعُ الْبَلاءَ (طب) من حَدِيث ابْن مَسْعُود

(77) [وَحَدِيثٌ] الْبُدَلاءُ أَرْبَعُونَ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ بِالشَّامِ، وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ بِالْعِرَاقِ كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ، وَإِذَا جَاءَ الأَمْرُ قُبِضُوا كُلُّهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ السَّاعَةُ (عد) من حَدِيث أنس. (78) [وَحَدِيثٌ] الْبُدَلاءُ أَرْبَعُونَ رَجُلا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَةً كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلا، وَكُلَّمَا مَاتَتِ امْرَأَةٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهَا امْرَأَةً (الْحسن الْخلال) فِي كرامات الْأَوْلِيَاء، من حَدِيث أنس وَلَا يَصح مِنْهَا شَيْء، فِي الأول وَالثَّالِث وَالْخَامِس مَجْهُولُونَ، وَفِي الثَّانِي عبد الرَّحْمَن بن مَرْزُوق وَشَيْخه عبد الْوَهَّاب بن عَطاء ضَعِيف، وَفِي الرَّابِع الْعَلَاء بن زيدل (تعقب) بِأَن لحَدِيث ابْن عمر وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيقين آخَرين أخرجهُمَا الْخلال فِي كرامات الْأَوْلِيَاء، وَلِحَدِيث ابْن مَسْعُود طَرِيق آخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم، وَلِحَدِيث أنس طَرِيق آخر أخرجه ابْن لال فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق، وَآخر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَحسنه الهيثمي فِي الْمجمع، وَآخر أخرجه ابْن عَسَاكِر، وَقد جَاءَ ذكر الأبدال أَيْضا من حَدِيث عمر أخرجه ابْن عَسَاكِر من طَرِيقين، وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم من طرق أَكثر من عشرَة بَعْضهَا على شَرط الصَّحِيح، وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أخرجه أَحْمد بِسَنَد صَحِيح، وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه أَحْمد فِي الزّهْد بِسَنَد صَحِيح، وَمن حَدِيث عَوْف بن مَالك أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن، وَمن حَدِيث معَاذ بن جبل أخرجه السّلمِيّ فِي السّنَن، وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر، وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن حَدِيث أم سَلمَة أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي السخاء وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب، وَمن مُرْسل عَطاء أخرجه أَبُو دَاوُد، وَمن مُرْسل بكر بن خُنَيْس أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْأَوْلِيَاء، وَورد عَن عمر مَوْقُوفا أخرجه ابْن عَسَاكِر، وَعَن حُذَيْفَة مَوْقُوفا أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر، قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد جمعت طرق هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا فِي تأليف مُسْتَقل (قلت) وَقَالَ الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي وَمِمَّا يتقوى بِهِ هَذَا الحَدِيث وَبدل لانتشاره بَين الْأَئِمَّة قَول الشَّافِعِي فِي بَعضهم كُنَّا نعده من الأبدال، وَقَول البُخَارِيّ فِي آخر كَانُوا لَا يَشكونَ أَنه من الأبدال، قَالَ وَقد أفردت الْكَلَام عَلَيْهِ فِي جُزْء سميته نظم اللآل فِي الْكَلَام على حَدِيث الأبدال وَالله تَعَالَى أعلم.

الفصل الثالث

(79) [حَدِيثٌ] مَا يُتَخَوَّفُ عَلَى الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي يَعْمَلُ فِي السِّرِّ فَإِذَا حَدَّثَ بِهِ النَّاسَ يُنْسَخُ مِنَ السِّرِّ إِلَى الْعَلانِيَةِ فَإِذَا أُعْجِبَ بِهِ نُسِخَ مِنَ الْعَلانِيَةِ إِلَى الرِّيَاءِ فَيَبْطُلُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ أبان بن أبي عَيَّاش وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد وَإِنَّمَا يروي نَحْو هَذَا عَن الثَّوْريّ (تعقب) بِأَنَّهُ ورد من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء نَحوه أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ إِنَّه من أَفْرَاد بَقِيَّة عَن شُيُوخه المجهولين. الْفَصْل الثَّالِث (اعْلَم) أَن السُّيُوطِيّ لم يفرد فِي الزِّيَادَات كتابا فِي الْأَدَب والزهد وَالرَّقَائِق وَلكنه ذكر فِي الْكتاب الْجَامِع آخرهَا أَحَادِيث تدخل فِي هَذَا الْكتاب فأوردتها فِي هَذَا الْفَصْل. (80) [حَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِ بَيْتِهِ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ (مي) من حَدِيث أنس من طَرِيق هدبة. (81) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَة نهى رَسُول الله أَنْ تُقَصَّ الرُّؤْيَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (كرّ) وَفِيه عبد الْملك بن مَرْوَان، وَقَالَ ابْن عَسَاكِر قَالَ النَّسَائِيّ هَذَا يشبه حَدِيث الْكَذَّابين. (82) [حَدِيثٌ] شُرْبُ اللَّبَنِ مَحْضُ الإِيمَانِ مَنْ شَرِبَهُ فِي مَنَامِهِ فَهُوَ عَلَى الإِسْلامِ وَالْفِطْرَةِ، وَمَنْ تَنَاوَلَ اللَّبَنَ فَهُوَ يَعْمَلُ بِشَرَائِعِ الإِسْلامِ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَإِسْنَاده ظلمات فِيهِ إِبْرَاهِيم الطيان عَن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد. (83) [حَدِيثٌ] لَا يَفْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ أَمْرًا حَتَّى يَسْتَشِيرَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَسْتَشِيرُهُ فَلْيَسْتَشِرِ امْرَأَةً ثُمَّ يُخَالِفْهَا فَإِنَّ فِي خِلافِهَا الْبَرَكَةَ (ابْن لال) من حَدِيث أنس وَفِيه عِيسَى ابْن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي. (84) [حَدِيثٌ] مَنْ كَذَبَ فِي حَدِيثٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل.

(85) [حَدِيثُ] أَنَسٍ عَطَسَ عُثْمَانُ عِنْدَ النَّبِي ثَلاثَ عَطَسَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله: يَا عُثْمَانُ أَلا أُبَشِّرُكَ هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ عَطَسَ ثَلاثَ عَطَسَاتٍ مُتَوَالِيَاتٍ إِلا كَانَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ ثَابِتًا (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (قلت) هَذَا أوردهُ السُّيُوطِيّ اسْتِطْرَادًا وَلم يبين حكمه وَأَنا أَظُنهُ مَوْضُوعا لِأَن فِي سَنَده سُلَيْمَان بن سَلمَة الْحِمصِي وَهُوَ الخبايري فِيمَا أَظن عَن يَعْقُوب بن الجهم عَن عَمْرو بن جرير وَهَؤُلَاء ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض، وَالله تَعَالَى أعلم. (86) [حَدِيثٌ] لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ثَلاثُونَ حَقًّا يَغْفِرُ زَلَّتَهُ، وَيَرْحَمُ عَثْرَتَهُ، وَيَقْبَلُ مَعْذِرَتَهُ، وَيُلَبِّي دَعْوَتَهُ، وَيُشْبِعُ جَوْعَتَهُ، وَيَعُودُ مَرْضَتَهُ، وَيَشْهَدُ مِيتَتَهُ، وَيُشَيِّعُ جِنَازَتَهُ، وَيُدِيمُ مُصَاحَبَتَهُ، وَيَرُدُّ غَيْبَتَهُ؛ وَيَحْفَظُ حُرْمَتَهُ، وَيَرْعَى ذِمَتَهُ، وَيَقْبَلُ هَدِيَّتَهُ. وَيُكَافِي صِلَتَهُ. وَيُسْلِمُ بُغْيَتَهُ، وَيُرْشِدُ ضَالَّتَهُ، وَيَرُدُّ سَلامَهُ؛ وَيُطَيِّبُ كَلامَهُ، وَيَنْشُرُ إِنْعَامَهُ؛ وَيُصَدِّقُ إِقْسَامَهُ، وَيَكُونُ مَعَهُ وَلا يَكُونُ عَلَيْهِ، وَيُوَالِيهِ وَلا يُعَادِيهِ، وَيَنْصُرُه ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَيُحِبُّ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ كَمَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَيَكْرَهُ لَهُ مِنَ الشَّرِّ كَمَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق عبد الله بن أَحْمد بن عَامر. (87) [حَدِيثٌ] يَقُولُ اللَّهُ يَا ابْن آدَمَ مَا خَلَقْتُ هَذِهِ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلا مِحْنَةً عَلَى أَهْلِ الإِيمَانِ، مَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا إِلا بِعَيْنِ الْمَقْتِ فَلا تُوَالِهَا مَا عَادَتْكَ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو أُميَّة الْمُبَارك بن عبد الله وَعنهُ قَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَلْطِيُّ. (88) [حَدِيثُ] عَليّ. قلت يَا رَسُول الله أَخْبِرْنِي عَنِ الزُّهْدِ مَا هُوَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ مِثْلُ الآخِرَةِ فِي قَلْبِكَ وَالْمَوْتُ نُصْبُ عَيْنِكَ وَلا تَنْسَ مَوْقِفَكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكُنْ مِنَ اللَّهِ عَلَى وَجَلٍ وَاذْكُرْ نِعَمَ اللَّهِ وَاكْفُفْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَنَابِذْ هَوَاكَ وَاعْتَزِلِ الشَّكَّ وَالطَّمَعَ وَالْحِرْصَ وَاسْتَعْمِلِ التَّوَاضُعَ وَالْفِقْهَ وَحُسْنَ الْخُلُقَ وَلَيِّنَ الْكَلامِ وَاتَّبِعْ قَوْلَ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ وَرَدَ عَلَيْكَ وَاجْتَنِبِ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ وَالرِّيَاءَ وَالْعُجْبَ وَلَا تستصغر نعْمَة الله

وَجَاوِرْهَا بِالشُّكْرِ وَاذْكُرِ اللَّهَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَاحْمَدْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَلْيَكُنْ صَمْتُكَ فِكْرًا وَكَلامُكَ ذِكْرًا وَنَظَرُكَ اعْتِبَارًا وَتَحَبَّبْ مَا اسْتَطَعْتَ وَيَاسِرِ النَّاسَ الْحُسْنَى وَاصْبِرْ عَلَى النَّازِلَةِ وَلا تَسْتَوْحِشْ بِالْمُصِيبَةِ وَأَطِلِ الْفِكْرَ فِي الْمَعَادِ وَاجْعَلْ شَوْقَكَ إِلَى الْجَنَّةِ وَاسْتَعِذْ مِنَ النَّاسِ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلا تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ وَخُذْ مِنَ الْحَلالِ مَا شِئْتَ إِذَا أَمْكَنَكَ وَاعْتَصِمْ بِالإِخْلاصِ وَالتَّوَكُّلِ وَدَعِ الظَّنَّ وَابْنِ عَلَى الأَسَاسِ وَكُنْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وَمَيِّزْ مَا اشْتُبِهَ بِعَقْلِكَ فَإِنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَدِيعَةٌ فِيكَ وَبَرَكَاتُهُ عِنْدَكَ، فَذَلِكَ أَعْلامُ الزُّهْدِ وَمِنْهَاجُهُ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (مي قلت) لم يبين علته وَفِيه أَبُو إِسْمَاعِيل الْعَتكِي وَغَيره لم أعرفهم، وَالله تَعَالَى أعلم. (89) [حَدِيثٌ] تَرْكُ الدُّنْيَا أَمْرٌ مِنَ الصَّبْرِ وَأَشَدُّ مِنْ حَطْمِ السُّيُوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَتْرُكُهَا لِلَّهِ أَحَدٌ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ مَا يُعْطِي الشُّهَدَاءَ وَتَرْكُهَا قِلَّةُ الأَكْلِ وَالشِّبَعُ وَبُغْضُ الثَّنَاءِ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ الثَّنَاءَ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَنَعِيمِهَا وَمَنْ سَرَّهُ النَّعِيمَ فَلْيَدَعِ الثَّنَاءَ مِنَ النَّاسِ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْجَزرِي. (90) [حَدِيثُ] أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْكَ بِطَرِيقِ قَوْمٍ إِذَا فَزِعَ النَّاسُ لَمْ يَفْزَعُوا وَإِذَا طَلَبَ النَّاسُ الأَمَانَ لَمْ يَخَافُوا قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَحْشَرَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أَنْبِيَاءُ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ حَالِهِمْ فَأَعْرِفُهُمْ فَأَقُولُ أُمَّتِي فَيَقُولُ الْخَلائِقُ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ فَيَمُرُّونَ مِثْلَ الْبَرْقِ وَالرِّيحِ يَغْشَى مِنْ نُورِهِمْ أَبْصَارُ أَهْلِ الْجَمْعِ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ رَكِبُوا طَرِيقًا صَعْبَ الْمَدْرَجَةِ مَدْرَجَةِ الأَنْبِيَاءِ، طَلَبُوا الْجُوعَ بَعْدَ أَنْ أَشْبَعَهُمُ اللَّهُ، وَطَلَبُوا الُعْرَي بَعْد أَنْ كَسَاهُمُ اللَّهُ، وَطَلَبُوا الْعَطَشَ بَعْدَ أَنْ أَرْوَاهُمُ اللَّهُ، تَرَكُوا ذَلِكَ رَجَاءَ مَا عِنْدَ اللَّهِ تَرَكُوا الْحَلالَ مَخَافَةَ حِسَابِهِ وَجَانَبُوا الدُّنْيَا فَلَمْ تَشْتَغِلْ قُلُوبُهُمْ تَعْجَبُ الْمَلائِكَةُ مِنْ طَوَاعِيَتِهِمْ لِرَبِّهِمْ طُوبَى لَهُمْ لَيْتَ اللَّهَ قَدْ جَمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، ثُمَّ بَكَى رَسُول الله شَوْقًا إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ عَذَابًا فَنَظَرَ إِلَى مَا بِهِمْ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ كَفَّ ذَلِكَ الْعَذَابَ عَنْهُمْ، فَعَلَيْكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ بِطَرِيقِهِمْ تَقْوَ فِي شِدَّةِ الْحِسَابِ (مي) من طَرِيق الْكُدَيْمِي.

(91) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُودٍ كُنَّا عِنْدَ النَّبِي إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ حَتَّى أَنَاخَ بِالنَّبِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ عَلامَةِ اللَّهِ فِيمَنْ يُرِيدُ وَعَلامَتُهُ فِيمَنْ لَا يُرِيد فَقَالَ لَهُ النَّبِي: كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ أَصْبَحْتُ أُحِبُّ الْخَيْرَ وَأَهْلَهُ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِ وَإِنْ عَمِلْتُ بِهِ أَيْقَنْتُ بِثَوَابِهِ وَإِنْ فَاتَنِي مِنْهُ شَيْءٌ حَزِنْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِي هِيهِ هِيهِ عَلامَةُ اللَّهِ فِيمَنْ يُرِيدُ وَعَلامَتُهُ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ، وَلَوْ أَرَادَكَ بِالأُخْرَى لَهَيَّأَكَ لَهَا ثُمَّ لَمْ يُبَالِ فِي أَيِّ وَادٍ هَلَكْتَ (عق) من طَرِيق بشر مولى بني هَاشم مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَلَا يُتَابع على حَدِيثه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا مُنكر (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم. (92) [حَدِيثٌ] لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالْحَنَايَا وَصُمْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالأَوْتَارِ ثُمَّ كَانَ الاثْنَانِ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ الْوَاحِدِ لَمْ تَبْلُغُوا الاسْتِقَامَةَ (ابْن مَنْدَه) من حَدِيث عمر من طَرِيق مُحَمَّد بن فَارس الْبَلْخِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل وآفته ابْن فَارس. (93) [حَدِيثٌ] الْفَقْرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَزْيَنُ مِنَ الْعِذَارِ الْحَسَنِ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ (عد) من حَدِيث ابْن أنعم من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي قَالَ ابْن عدي وَهُوَ حَدِيث مُنكر (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا وَقد ذكره ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب اخْتِلَاف الحَدِيث وَجمع بَينه وَبَين تعوذه من الْفقر فَقَالَ الْفقر مُصِيبَة عَظِيمَة وَآفَة أليمة فَمن صَبر عَلَيْهِ ورضى بقسم الله لَهُ زانه الله بذلك فِي الدُّنْيَا وَأعظم لَهُ الثَّوَاب فِي الْآخِرَة وَإِنَّمَا مثل الْفقر والغنى مثل السقم والعافية فَمن ابْتُلِيَ بالفقر فَصَبر كَانَ كمن ابْتُلِيَ بِالسقمِ فَصَبر وَلَيْسَ مَا جعل الله فِي ذَلِك من الثَّوَاب بمانعنا من أَن نسْأَل الله الْعَافِيَة ونرغب إِلَيْهِ فِي السامة انْتهى، وَقَالَ القَاضِي جمال الدَّين الشيبي فاتح الْكَعْبَة فِي كِتَابه تِمْثَال الْأَمْثَال: سُئِلَ بعض الْعلمَاء عَن الْجمع بَين حَدِيث كَاد الْفقر أَن يكون كفرا وَحَدِيث الْفَقْرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَزْيَنُ مِنَ العذار على خد الْفرس، فَأجَاب على الْفَوْر: إِذا اتخذ الْفَقِير الْفقر آلَة كَاد أَن يكون كفرا وَإِذا اتَّخذهُ حَالَة كَانَ أزين من العذار على خد الْفرس، انْتهى، وَقَالَ الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي وَقد ذكر هَذَا الحَدِيث: أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس بِسَنَد ضَعِيف وَالْمَعْرُوف أَنه من كَلَام عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم قَالَ وَعند ابْن

خَفِيف فِي شرف الْفقر والديلمي فِي مُسْنده من حَدِيث معَاذ: تحفة الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا الْفقر وَسَنَده لَا بَأْس بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (94) [حَدِيثٌ] لَا يُشْبِهُ الزِّيُّ الزِّيَّ حَتَّى يُشْبِهُ الْخُلُقُ الْخُلُقَ وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (مي) من حَدِيث حُذَيْفَة وَفِيه أَبُو مقَاتل حَفْص بن سلم السَّمرقَنْدِي وَعنهُ أَحْمد بن نصر إِن يكن هُوَ الذارع فدجال وَإِلَّا فمجهول. (95) [حَدِيثٌ] سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، قُلُوبُهُمْ كَقَلْبِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ حُبًّا لِزِينَةِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا، أُولَئِكَ مِنِّي بَرَاءٌ وَأَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ لَعَلَّ أَحَدَهُمْ يَعْمَدُ إِلَى مَا ابْتَلاهُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ فَيَجْعَلُهُ فِي فُضُولِ شَهَوَاتِهِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ والأنعام والحرث (مي) من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَفِيه عَمْرو بن بكر السكْسكِي. (96) [حَدِيثٌ] وَجَبَتْ مَحَبَّةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أُغْضِبَ فَحَلُمَ (نع) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه أَحْمد بن دَاوُد بن عبد الْغفار وَعنهُ أَحْمد بن سعيد بن فرضخ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَوْضُوع. (97) [حَدِيثٌ] أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ أَهْلُ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ فَمَنْ آذَاهُمُ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ وَهَتَكَ سَتْرَهُ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ عَيْشَهُ مِنْ جَبِينِهِ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لم أعرفهم وَلَعَلَّ أحدهم سَرقه من الْعُكَّاشِي فَإِنَّهُ لَهُ حَدِيثا فِي هَذَا الْمَعْنى سَيَأْتِي وَالله تَعَالَى أعلم. (98) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا كَانَ زَمَانٌ يَكُونُ الأَمِيرُ فِيهِ كَالأَسَدِ الأَسْوَدِ، وَالْحَاكِمُ فِيهِ كَالذِّئْبِ الأَمْعَطِ، وَالتَّاجِرُ كَالْكَلْبِ الْهَرَّارِ وَالْمُؤْمِنُ الضَّعِيفُ مَا بَيْنَهُمْ كَالشَّاةِ الْوَلْهَى بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ، لَيْسَ لَهَا مَأْوَى كَيْفَ يَكُونُ حَالُ شَاةٍ بَيْنَ أَسَدٍ وَذِئْبٍ وَكَلْبٍ كُلٌّ يُخَبِّطُ فِيهَا إِلَى نَفْسِهِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ مِنَّا أَنْ يَفْعَلَ قَالَ أَيْسَرُ النَّاسِ رَجُلٌ انْتَهَزَ دِينَهُ بِنَوَاجِذِهِ يَفِرُّ بِهِ مِنْ حَالِقٍ إِلَى حَالِقٍ فِرَارَ الثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (خطّ) فِي الروَاة عَن مَالك، وَقَالَ مُنكر وَفِي إِسْنَاده غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان بَاطِل وَفِيه أَحْمد بن زُرَارَة لَا يعرف والسند إِلَيْهِ مظلم.

(99) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ السُّلْطَانُ كَالسَّبُعِ وَمَنْ قِبَلُهُ كَالذِّئْبِ وَمَنْ قِبَلُهُ كَالثَّعْلَبِ، وَيَكُونُ الْمُسْلِمُ كَالشَّاةِ فَمَتَى تَسْلَمُ الشَّاةُ مِنَ سَبُعٍ وَذِئْبٍ وَثَعْلَبٍ؟ قُولُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَا سَلامُ سَلِّمْ يَا سَلامُ سَلِّمْ (مي) من حَدِيث أنس قلت لم يبين علته. (100) [حَدِيثٌ] إِنِّي لأَعْرِفُ أَقْوَامًا فِي جنهم فَيُسْمَعُ لِبُطُونِهِمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ السَّيْلِ هُمُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ النَّاسَ وَيَتَّبِعُونَ عُيُوبَهُمْ (مي) من حَدِيث حُذَيْفَة وَفِيه عمر بن صبح. (101) [حَدِيثٌ] مَنْ مَشَى بِالنَّمِيمَةِ بَيْنَ الْعِبَادِ قَطَعَ اللَّهُ لَهُ نَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هدبة. (102) [حَدِيثٌ] أَلا مَنِ اغْتَابَ جَارَهُ الْمُسْلِمَ حَوَّلَ اللَّهُ قَلْبَهُ إِلَى دُبُرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (كرّ) فِي سباعياته من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (103) [حَدِيثٌ] إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَلا يَخْلَعْ نَعْلَيْهِ إِلا بِإِذْنِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد. (104) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُول الله اجْتَنَى سِوَاكَيْنِ مِنْ أَرَاكٍ أَحَدُهُمَا مُسْتَقِيمٌ وَالآخَرُ مُعْوَجٌّ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ فَأَعْطَى صَاحِبَهُ الْمُسْتَقِيمَ، وَقَالَ لَيْسَ صَاحِبٌ يُصَاحِبُ صَاحِبًا وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ إِلا سَأَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ مُصَاحَبَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَسْتَأْثِرَ عَلَيْكَ بِشَيْءٍ (نع) وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر اليمامي. (105) [حَدِيثٌ] مَا كَانَ وَلا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مُؤْمِنٌ إِلا وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ فَإِنْ صَبَرَ عَلَى أَذَاهُ أُجِرَ أَجْرًا عَظِيمًا (شا. مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي. (106) [حَدِيثٌ] مَنْ أَخَذَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ شَيْئًا كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ فَإِنْ أَرَاهُ إِيَّاهُ كَانَتْ حَسَنَتَانِ (يخ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عَمْرو بن خَالِد الوَاسِطِيّ. (107) [حَدِيثٌ] مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً لَقِيَ اللَّهَ بِخَطِيئَةِ قَابِيلَ بْنِ آدَمَ لَا يُقِيلُهُ شَيْءٌ دُونَ وُلُوجِ النَّارِ (مي) من حَدِيثه (أَي عَليّ) وَفِيه عَمْرو بن بكر السكْسكِي. (108) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ بِالدُّنْيَا ظَفَرَ بِالْجَنَّةِ الْعَالِيَة وَمن كَانَ الْفقر

أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى فَلَوِ اجْتَهَدَ عِبَادُ الْحَرَمَيْنِ أَنْ يُدْرِكُوا مَا أُعْطِيَ لَمْ يُدْرِكُوا (مي) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو من طَرِيق السكْسكِي أَيْضا. (109) [حَدِيثٌ] مَنْ صَافَحَ عَبْدًا صَالِحًا وَعَانَقَهُ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ وَكَأَنَّمَا صَافَحَ أَرْكَانَ الْعَرْشِ، فَإِنْ عَانَقَهُ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَبُو بكر أَحْمد بن سعيد بن نصر بن بكار لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة عَن مُحَمَّد بن دَاوُد، وَفِي الثِّقَات والمجروحين مُحَمَّد بن دَاوُد جمَاعَة وَلَا أَدْرِي أَيهمْ هَذَا وَالله تَعَالَى أعلم. (110) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنَ الْمَعَارِفِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ شَفَاعَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه أَصْرَم بن حَوْشَب. (111) [حَدِيث] أنس أَنه قَالَ لَهُ يَا أَنَسُ أَكْثِرْ مِنَ الأَصْدِقَاءِ فَإِنَّكُمْ شُفَعَاءُ بَعْضُكُمْ فِي بَعْضٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد بن النَّضر الْموصِلِي تقدم أَنه لم يكن ثِقَة. (112) [حَدِيثٌ] مَا جَفْوَةُ الْعَيْنِ إِلا مِنْ كَثْرَةِ الذُّنُوبِ وَمَا كَثْرَةُ الذُّنُوبِ إِلا مِنْ قِلَّةِ الْوَرَعِ وَمَا قِلَّةُ الْوَرَعِ إِلا مِنْ كَثْرَةِ الْجَفَاءِ وَمَا كَثْرَةُ الْجَفَاءِ إِلا مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا (مي) من حَدِيث أنس قلت لم يبين علته وَفِيه من لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (113) [حَدِيثٌ] لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْمُنَفِّرِينَ - ثَلاثًا - الَّذِينَ يُقَنِّطُونَ عِبَادَ اللَّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى الْمُتَكَفِّلِينَ - ثَلاثًا - الَّذِينَ يُخْبِرُونَ عِبَادَ اللَّهِ بِسَعَةِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ أَلا إِنِّي بُعِثْتُ مُبَشِّرًا وَلَمْ أُبْعَثْ مُقَنِّطًا (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل. (114) [حَدِيثٌ] مَنْ بَكَى عَلَى ذَنْبٍ فِي الدُّنْيَا حَرَّمَ اللَّهُ دِيبَاجَةَ وَجْهِهِ عَلَى جَهَنَّمَ (نع) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (115) [حَدِيثٌ] الْمُسْتَهْزِئُ بِالنَّاسِ يُجَرُّ قَصَبُهُ فِي النَّار ويستهزئ بِنَفْسِهِ كَمَا كَانَ يَسْتَهْزِئُ وَيَفْعَلُ فِي النَّاسِ فِي دَارِ الدُّنْيَا (مي) من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن آبَائِهِ مَرْفُوعا وَفِيه سهل بن أَحْمد الديباجي. (116) [حَدِيثٌ] النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الإِخْوَانِ عَلَى الشَّوْقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي.

(117) [حَدِيثٌ] مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ أَنْ تَكُونَ لَهُ فِي غَيْبَتِهِ أَفْضَلَ مِمَّا تَكُونُ فِي مَحْضَرِهِ (قطّ) فِي غرائب مَالك من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل وَمن دون مَالك ضعفاء. (118) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا تَلْعَنِ الْوُلاةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَدخل أمة جَهَنَّم. يلعنهم وُلاتَهُمْ (مي) من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه. (119) [حَدِيثٌ] إِذَا ضَاقَ الْمَجْلِسُ فَبَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ مَجْلِسٌ (مي) من حَدِيث ابْن عمر قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي زهر الفردوس هَذَا مَوْضُوع. (120) [حَدِيثٌ] هَنِيئًا لِلْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ جَنَّاتِ عَدْنٍ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُرَافِقَنِي فِيهَا فَلْيُنْصِفْ مِنْ نَفْسِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَهَمُّهُ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ مُكَاثِرًا حُشِرَ مَعَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا {مَا هِيَ إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا نموت ونحيى} (مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عَمْرو السكْسكِي. (121) [حَدِيثٌ] أَهِنْ مَنْ أَهَانَكَ وَإِنْ كَانَ حُرًّا قُرَشِيًّا وَأَكْرِمْ مَنْ أَكْرَمَكَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا (حا) من حَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ وَفِيه مُحَمَّد بن سعيد البورقي. (122) [حَدِيثٌ] عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَا عِبَادِي انْظُرُوا إِلَى الدُّهُورِ هَلِ انْقَطَعَ إِلَيَّ أَحَدُكُمْ فَلَمْ أُعِزَّهُ أَوْ تَوَكَّلَ عَلَيَّ فَلَمْ أَكْفِهِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه الْفضل بن مُحَمَّد وَعنهُ أَبُو بكر النقاش. (123) [حَدِيثٌ] لَيَأْتِيَنَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُنَافِقُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لَا يُسْلِمُ مِنْ ذَلِكَ إِلا مَنْ كَانَ جَلِيسَ بَيْتِهِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو بكر النقاش. (124) [حَدِيثٌ] مَنْ نَاصَحَ لِلَّهِ أُعْطِيَ ثَلاثَ خِصَالٍ: عِزًّا مِنْ غَيْرِ جُنْدٍ، وَغِنًى مِنْ غَيْرِ دَثْرٍ، وَأُنْسًا مِنْ غَيْرِ خَلْقٍ (أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن مخلد الْحِمصِي.

(125) [حَدِيثٌ] مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِنًا أَوْ حفره لِفَقْرِهِ وَقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَّرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ فَضَحَهُ (ابْن لال) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي. (126) [حَدِيثٌ] مَنْ آذَى فَقِيرًا مُؤْمِنًا بِغَيْرِ حَقٍّ فَكَأَنَّمَا هَدَمَ مَكَّةَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ وَكَأَنَّمَا قَتَلَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (كرّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه مُحَمَّد بن تَمِيم. (127) [حَدِيثٌ] الْفُقَرَاءُ أَصْدِقَاءُ اللَّهِ وَرَأْسُ مَالِهِمُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ فَطُوبَى لِمَنِ اتَّجَرَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ رَأْسُ مَالِهِ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (128) [حَدِيثٌ] الْفُقَرَاءُ أَصْدِقَاءُ اللَّهِ وَالْمَرْضَى أَحِبَّاءُ اللَّهِ وَمَنْ مَاتَ عَلَى التَّوْبَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَتُوبُوا وَلا تَنْسَوْا فَإِنَّ بَابَ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ لَا يَنْسَدُّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور. (129) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مِنْ رَجُلٌ لَهُ وَالِدٌ يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرَ رَحْمَةٍ إِلا كُتِبَتْ لَهُ حَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ مَبْرُورَةٌ قَالُوا وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ قَالَ نَعَمْ اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ (حا) من طَرِيق نهشل. (130) [حَدِيثٌ] لَا تَتَمَنَّوْا هَلاكَ شُبَّانِكُمْ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ عُرَامٌ فَإِنَّهُمْ عَلَى مَا كَانَ فِيهِمْ عَلَى خِلالٍ إِمَّا أَنْ يَتُوبُوا فَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَإِمَّا أَنْ تُرْدِيَهُمُ الآفَاتُ إِمَّا عَدُوٌّ فَيَقْتُلُوهُ، وَإِمَّا حَرِيقٌ فَيُطْفِئُوهُ، وَإِمَّا مَاءٌ فَيَسُدُّوهُ (نع) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه حُصَيْن ابْن مُخَارق. (131) [حَدِيثٌ] لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي سَتْرِ اللَّهِ مَا لَمْ يُبْغِضْ أَهْلَ الْجُوعِ وَقِلَّةِ الْمَطْعَمِ فَإِذَا أَبْغَضَهُمْ هَتَكَ سَتْرَهُ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعُكَّاشِي. (132) [حَدِيثٌ] إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَيْنَمَا أَذْهَبُ أُوذَى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى إِنَّ فِي عَسْكَرِكَ غَمَّازًا قَالَ يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ يَا مُوسَى إِنِّي أُبْغِضُ الْغَمَّازَ فَكَيْفَ أَغْمِزُ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.

(133) [حَدِيثٌ] إِذَا أَلِفَ الْقَلْبُ الإِعْرَاضِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى ابْتَلاهُ اللَّهُ بِالْوَقِيعَةِ فِي الصَّالِحِينَ (كرّ) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق الْأَشَج أبي الدُّنْيَا، قَالَ المؤتمن السَّاجِي هَذَا بَاطِل وَقد كتبناه من طَرِيق عَن بعض مَشَايِخ الصُّوفِيَّة، وَأما عَن رَسُول الله فَلَا أصل لَهُ. (134) [حَدِيثُ] ابْنِ عمر: حَدثنِي رَسُول الله وَهُوَ يَبْكِي قَالَ: حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ وَهُوَ يَبْكِي قَالَ يَا مُحَمَّدُ لَنْ تَصْعَدَ الْمَلائِكَةُ مِنَ الأَرْضِ بِأَفْضَلَ مِنْ بُكَاءِ الْعَبِيدِ وَنَوْحِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالأَسْحَارِ (كرّ) مسلسلا بالبكاء من طَرِيق أبي عصمَة نوح ابْن أبي مَرْيَم. (135) [حَدِيثٌ] مَنْ بَكَى عَلَى الْجَنَّةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ بَكَى عَلَى النَّارِ دَخَلَ النَّارَ يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ يَبْكِي عَلَى الآخِرَةِ وَهُوَ يَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه دَاوُد بن المحبر. (136) [حَدِيثٌ] لاقُونِي بِنِيَّاتِكُمْ وَلا تُلاقُونِي بِأَعْمَالِكُمْ. (137) [وَحَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ يَعْتَذِرُ لِلْفُقَرَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان.

كتاب الذكر والدعاء

كتاب الذّكر وَالدُّعَاء الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله فَشَكَى إِلَيْهِ فَقْرًا أَوْ دَيْنًا، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ صَلاةِ الْمَلائِكَةِ، وَتَسْبِيحِ الْخَلائِقِ فِيهَا يُنْزِلُ اللَّهُ الرِّزْقَ مِنَ السَّمَاءِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَقُلْتُ وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَاسْتَوَى رَسُولُ الله قَاعِدا وَكَانَ مُتكئا، فَقَالَ: يَا ابْن عُمَرَ تَقُولُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى صَلاةِ الصُّبْحِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَتَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ تَأْتِيكَ الدُّنْيَا رَاغِمَةً دَاخِرَةً وَيَخْلُقُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ تَقُولُهَا مَلَكًا يُسَبِّحُ، لَكَ ثَوَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (حب) وَفِيه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ وَقد ورد من طَرِيق أُخْرَى الله أعلم بهَا، قَالَ السُّيُوطِيّ: وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي تَارِيخه من طَرِيق آخر، فِيهِ الجويباري. قُلْتُ: قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي لِسَان الْمِيزَان: أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ، وَقَالَ: لَا يَصح عَن مَالك وَلَا أَظن إِسْحَاق لَقِي مَالِكًا وَقد رَوَاهُ جمَاعَة بأسانيد كلهَا ضِعَاف، ثمَّ أخرجه من وَجه آخر عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور عَن عبد الله بن الْوَلِيد الْعَدنِي عَن مَالك وَأخرجه من طَرِيق إِبْرَاهِيم ابْن جَعْفَر بن أَحْمد بن أَيُّوب عَن أَحْمد بن حَرْب عَن عبد الله بن الْوَلِيد ثمَّ ذكر أَنه روى عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن مَالك بِزِيَادَة، انْتهى، وَقَضيته أَن هَذَا الحَدِيث ضَعِيف لَا مَوْضُوع، وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء أخرجه المستغفري فِي الدَّعْوَات وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك وَلَا أعرف لَهُ أصلا فِي حَدِيث مَالك، وَلأَحْمَد من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، إِن نوحًا قَالَ لِابْنِهِ آمُرك بِلَا إِلَه إِلَّا الله الحَدِيث ثمَّ قَالَ: وبسبحان الله وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلَاة كل شَيْء وَبهَا يرْزق الْخلق؛ وَإِسْنَاده صَحِيح انْتهى، وَكَأَنَّهُ أورد حَدِيث أَحْمد شَاهدا للْحَدِيث وَالله تَعَالَى أعلم. (2) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَع مَرَّاتٍ فَإِنْ قَالَهَا الْخَامِسَةَ نَادَى مَلَكٌ مِنْ حَيْثُ لَا يُسْمَعُ صَوْتُهُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْهُ (حا) من حَدِيث عَائِشَة من طَرِيق خَارِجَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَنْهَا، وَقَالَ أَنا معجب لهَذَا الحَدِيث لخارجة وَقد كَانَ يَأْخُذ عَن الضُّعَفَاء ثمَّ يُدَلس، وَهَذَا الحَدِيث يشبه أَنه أَخذه عَن غياث ابْن إِبْرَاهِيم (قلت) وَعند الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء مَرْفُوعا، إِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله مَلَأت مَا بَين

السَّمَاء وَالْأَرْض، وَإِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله الثَّانِيَة مَلَأت مَا بَين السَّمَاء السَّابِعَة إِلَى الأَرْض وَإِذا قَالَ الْحَمد لله. الثَّالِثَة، قَالَ الله تَعَالَى سل تعطه، قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيجه غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ لم أَجِدهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (3) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ عَمُودًا مِنْ نُورٍ أَسْفَلُهُ تَحْتَ الأَرْضِ السَّابِعَةِ وَرَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اهْتَزَّ لَهُ الْعَمُودُ فَيَقُولُ اللَّهُ اسْكُنْ فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ اسْكُنْ وَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِقَائِلِهَا، قَالَ النَّبِي فَأَكْثِرُوا مِنْ هَزِّ ذَلِكَ الْعَمُودِ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه عمر بن صبح (أَبُو عمر بن حيويه) فِي جزئه مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ، وروى نَحوه يحيى بن أبي أنيسَة عَن هِشَام عَن الْحسن عَن أنس وَيحيى مَتْرُوك وَكذبه أَخُوهُ زيد بن أبي أنيسَة قَالَ السُّيُوطِيّ: وَأخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه من طَرِيق نهشل، عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا وَأخرجه زَاهِر الشحامي فِي الإلهيات من تِلْكَ النُّسْخَة المكذوبة على عَليّ بن مُوسَى الرضي عَن آبَائِهِ قَالَ وَأخرج الديلمي من حَدِيث أنس: إِذا قَالَ العَبْد الْمُسلم لَا إِلَه إِلَّا الله خرقت السَّمَوَات حَتَّى تَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيَقُول اسكني فَتَقول كَيفَ أسكن وَلم تغْفر لقائلي فَيَقُول مَا أجريك على لِسَانه إِلَّا وَقد غفرت لَهُ، وَأخرج الْخُتلِي فِي الديباج من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ (قلت) كَانَ السُّيُوطِيّ ذكر هذَيْن الْخَبَرَيْنِ للاستشهاد بهما وَفِي سنديهما من لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (4) [حَدِيثٌ] سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ (خطّ) من حَدِيث ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ أَبُو بكر النقاش، يرويهِ عَن أبي غَالب ابْن بنت مُعَاوِيَة ابْن عَمْرو عَن جده مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن زَائِدَة عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر وَمن فَوق أبي غَالب ثِقَات والنقاش مُتَّهم لَكِن تَابعه أَبُو عَليّ الكوكبي وَهُوَ ثِقَة فَزَالَتْ تُهْمَة النقاش وَلزِمَ الْعَيْب أَبَا غَالب وَكَانَ كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيفا (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَهُوَ عجب فَإِن هَذِه الْعبارَة فِي تَضْعِيف أبي غَالب لَا تَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ، ثمَّ إِن الذَّهَبِيّ نقل فِي الْمِيزَان عَن أَحْمد بن كَامِل القَاضِي أَنه قَالَ فِي أبي غَالب لَا أعلمهُ ذمّ فِي

الحَدِيث، وَزَاد الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أَن مسلمة الأندلسي قَالَ إِنَّه ثِقَة فَهَذَا يَقْتَضِي أَن يكون حَدِيثه حسنا وَالله تَعَالَى أعلم. (5) [حَدِيثُ] أَنَسٍ قَالَ رَسُول الله لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ عَلَى عِيسَى بن مَرْيَمَ لِيَقْتُلُوهُ بِزَعْمِهِمْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ أَدْرِكْ عَبْدِي فَهَبَطَ جِبْرِيلُ فَإِذَا هُوَ بِسَطْرٍ فِي جَنَاحِ جِبْرِيلَ فِيهِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ قَالَ يَا عِيسَى قُلْ قَالَ وَمَا أَقُولُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ الْوِتْرِ الَّذِي مَلأَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا إِلا فَرَّجْتَ عَنِّي مَا أَمْسَيْتُ فِيهِ فَدَعَا بِهَا عِيسَى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ أَنِ ارْفَعْ إِلَيَّ عَبْدِي، ثُمَّ الْتفت رَسُول الله إِلَى أَصْحَابِهِ: فَقَالَ يَا بَنِي هَاشِمٍ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ادْعُوا رَبَّكُمْ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا دَعَا بِهَا قَوْمٌ إِلا اهْتَزَّ لَهَا الْعَرْشُ وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ (خطّ) وَعَامة رُوَاته مَجَاهِيل. (6) [حَدِيثٌ] مَنْ دَعَا بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ وَخَالِقٌ لَا تُغْلَبُ وَبَصِيرٌ لَا تَرْتَابُ وَسَمِيعٌ لَا تَشُكُّ وَصَادِقٌ لَا تَكْذِبُ وَقَاهِرٌ لَا تُغْلَبُ وَأَبَدِيٌّ لَا تَنْفَدُ وَقَرِيبٌ لَا تَبْعُدُ وَغَافِرٌ لَا تَظْلِمُ وَصَمَدٌ لَا تُطْعَمُ وَقَيُّومٌ لَا تَنَامُ وَمُجِيبٌ لَا تَسْأَمُ وَجَبَّارٌ لَا تُقْهَرُ وَعَظِيمٌ لَا تُرَامُ وَعَالِمٌ لَا تُعَلَّمُ وَقَوِيٌّ لَا تَضْعُفُ وَعَلِيمٌ لَا يُوصَفُ وَوَفِيٌّ لَا يُخْلِفُ وَعَدْلٌ لَا يَحِيفُ وَغَنِيٌّ لَا يَفْتَقِرُ وَحَكِيمٌ لَا يَجُورُ وَمَنِيعٌ لَا يُقْهَرُ وَمَعْرُوفٌ لَا يُنْكَرُ وَوَكِيلٌ لَا يُحَقَّرُ وَغَالِبٌ لَا يُغْلَبُ وَوِتْرٌ لَا يُسْتَأْمَرُ وَفَرْدٌ لَا يَسْتَشِيرُ وَوَهَّابٌ لَا يَمَلُّ وَسَرِيعٌ لَا يَذْهَلُ وَجَوَادٌ لَا يَبْخَلُ وَعَزِيزٌ لَا يَذِلُّ وَحَافِظٌ لَا يَغْفُلُ وَقَائِمٌ لَا يَنَامُ وَمُحْتَجِبٌ لَا يُرَى وَدَائِمٌ لَا يَفْنَى وَبَاقٍ لَا يَبْلَى وَوَاحِدٌ لَا يُشْبَهُ وَمُقْتَدِرٌ لَا يُنَازَعُ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عَلَى صَفَائِحِ الْحَدِيدِ لَذَابَتْ وَلَوْ دَعَا بِهَا عَلَى مَاءٍ جَارٍ لَسَكَنَ وَمَنْ أَبْلَغَ إِلَيْهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ثُمَّ دَعَا بِهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ وَلَوْ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْضِعٍ يُرِيدُهُ جَبَلا لانْشَعَبَ لَهُ الْجَبَلُ حَتَّى يُسْلِكَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ؛ وَلَوْ دَعَا عَلَى مَجْنُونٍ لأَفَاقَ وَلَوْ دَعَا عَلَى امْرَأَةٍ قَدْ عَسِرَ عَلَيْهَا وِلادُهَا لَهُوِّنَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا وَلَوْ دَعَا بِهَا وَالْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَفِيهَا مَنْزِلُهُ لَنَجَا فَلَمْ يَحْتَرِقْ مَنْزِلُهُ، وَلَوْ دَعَا بِهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمُعَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِرٍ ثُمَّ دَعَا بِهَا قبل أَن

يَنْظُرَ السُّلْطَانُ إِلَيْهِ لَخَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْ شَرِّهِ، وَمَنْ دَعَا بِهَا عِنْدَ مَنَامِهِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِكُل حرف سَبْعمِائة أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ وُجُوهُهُمْ أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَدْعُونَ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ، وَمَنْ نَامَ وَقَدْ دَعَا بِهَا فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا وَإِنْ عَمِلَ الْكَبَائِرَ وَغُفِرَ لأَهْلِ بَيْتِهِ وَمَنْ دَعَا بِهَا قَضَى اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَاجَةٍ (ابْن مَنْدَه) من حَدِيث عمر وَعلي وَفِيه الجويباري وَتَابعه سُلَيْمَان بن عِيسَى وَالْحُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي وَاللَّفْظ مختلق وَالله يعلم أَيهمْ وَضعه أَولا ثمَّ سَرقه الْآخرَانِ وغيرا وبدلا، وَقد روى لنا بِزِيَادَة ونقصان من طَرِيق مظلم فِيهِ مَجَاهِيل، قَالَ السُّيُوطِيّ ومتابعة عِيسَى وَالْحُسَيْن رَوَاهُمَا أَبُو نعيم فذكرهما ثمَّ قَالَ: وَقَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخه وَذكر طَرِيقا آخر (قلت) فِيهِ رجال لم أعرفهم وَلَعَلَّه أوردهُ إِشَارَة إِلَى أَنه الطَّرِيق المظلم الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن الْجَوْزِيّ وَالله تَعَالَى أعلم. (7) [حَدِيثٌ] أنس: قَالَ رَسُول الله سَأَلْتُ اللَّهَ الاسْمَ الأَعْظَمَ فَجَاءَنِي بِهِ جِبْرِيلُ مَخْزُونًا مَخْتُومًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ، الْمُطَهَّرِ الطَّاهِرِ الطَّهِرِ الْمُقَدَّسِ الْمُبَارَكِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، قَالَتْ عَائِشَةُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِيهِ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ نُهِينَا عَنْ تَعْلِيمِهِ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَالسُّفَهَاءَ (عد) وَفِيه جَعْفَر بن جسر عَن أَبِيه، وجعفر قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه مَنَاكِير وَأَبوهُ قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث شبه مَوْضُوع وَمَا يحْتَملهُ جسر، أَقُول وَلَا ابْنه جَعْفَر، فقد قَالَ ابْن أبي حَاتِم كتب عَنهُ أبي وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ شيخ وَهَذِه الْعبارَة من صِيغ التوثيق وَلم يجْزم ابْن عدي بِأَن النكارة فِي حَدِيثه من قبله بل قَالَ ولعلها من قبل أَبِيه فَإِنَّهُ يضعف انْتهى، وَأَبوهُ وَإِن كَانَ الْأَكْثَرُونَ على تَضْعِيفه فقد قَالَ فِيهِ السَّاجِي: صَدُوق ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ رجلا صَالحا وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ لَكِن الرَّاوِي لَهُ عَن جَعْفَر مُحَمَّد بن زِيَاد بن مَعْرُوف، وَعنهُ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقرشِي، وَلم أَقف لَهما على تَرْجَمَةٍ؛ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (8) [حَدِيثٌ] مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الإِجَابَةِ اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه الْحسن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي.

(9) [حَدِيثٌ] يُسْتَجَابُ لِلْمُتَظَلِّمِينَ مَا لَمْ يَكُونُوا أَكْثَرَ مِنَ الظَّالِمِينَ فَإِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ فَيَدْعُونَ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ (حب) من حَدِيث جرير، وَلَا يَصح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن همام. (10) [حَدِيثٌ] مَنْ أَرَادَ أَنْ يُوَعِّيَهُ اللَّهُ حِفْظَ الْقُرْآنِ فَلْيَكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ بِعَسَلٍ مَاذِيٍّ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الأَرْضَ فَلْيَشْرَبْهُ عَلَى الرِّيقِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّهُ يَحْفَظُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَسْئُولٌ لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَمُوسَى كَلِيمِكَ وَنَجِيِّكَ وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ وَأَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَتَوْرَاةِ مُوسَى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَإِنْجِيلِ عِيسَى، وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ، وَبِكُلِّ حَقٍّ قَضَيْتَهُ وَبِكُلِّ سَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ، وَبِكُلِّ ضَالٍّ هَدَيْتَهُ وَغَنِيٍّ أَقْنَيْتَهُ وَفَقِيرٍ أَغْنَيْتَهُ وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي دَعَاكَ بِهَا أَوْلِيَاؤُكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُمْ وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَنْبَتَّ بِهِ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى اللَّيْلِ فَأُظْلِمَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الْجِبَالِ فَرَسَتْ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الأَرَضِينَ فَاسْتَوَتْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَلَّ بِهِ عَرْشُكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي مَلأَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا الظَّاهِرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُبَارَكِ الْمُقَدَّسِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ نُورِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وَأَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ بِالْحَقِّ وَنُورِكَ التَّامِّ وَبِعَظَمَتِكَ وَبِكِبْرِيَائِكَ أَنْ تَرْزُقَنِي حِفْظَ كِتَابِكَ الْقُرْآنِ وَحِفْظَ أَصْنَافِ الْعِلْمِ وَثَبِّتْهُمَا فِي قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَتُخْلِطْهُمَا بِلَحْمِي وَدَمِي وَتَسْتَعْمِلْ بِهِمَا جَسَدِي فِي لَيْلِي وَنَهَارِي فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ (عِيسَى غُنْجَار) فِي نسخته من حَدِيث ابْن مَسْعُود، وَفِيه عمر بن صبح وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، قَالَ السُّيُوطِيّ وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب من حَدِيث أبي بكر الصّديق من طَرِيق عبد الْملك ابْن هَارُون بن عنترة الشَّيْبَانِيّ الدَّجَّال مَعَ مَا فِي السَّنَد من إعضال، قَالَ وَله طَرِيق آخر أخرجه الْخَطِيب فِي الْجَامِع (قلت) فِيهِ مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْمروزِي، قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان إِن هَذَا الحَدِيث من بلاياه، فإمَّا وَضعه، أَو سَرقه مِمَّن وَضعه وَركب لَهُ إِسْنَادًا، وَالله تَعَالَى أعلم. (11) [حَدِيثٌ] مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِي الأَسْوَاقِ مَرَّةً وَاحِدَةً ذَكَرَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عمر بن رَاشد.

الفصل الثاني

الْفَصْل الثَّانِي (12) [حَدِيثٌ] مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَن مسئلتي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ (رَوَاهُ صَفْوَان بن أبي الصَّهْبَاء) من حَدِيث عمر وَصَفوَان قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ (تعقب) فَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ هَذَا حَدِيث حسن أخرجه البُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد، وَلم يصب ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِيرَاده فِي الموضوعات وَإِنَّمَا اسْتندَ إِلَى ابْن حبَان فِي ذكره لِصَفْوَان فِي الضُّعَفَاء وَلم يسْتَمر ابْن حبَان على ذَلِك بل رَجَعَ فَذكره فِي الثِّقَات وَكَذَا ذكره فِي الثِّقَات ابْن شاهين وَابْن خلفون وَقَالَ ابْن خلفون إِن ابْن معِين وَثَّقَهُ، وَذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ فَلم يحك فِيهِ جرحا وَقد ورد الحَدِيث أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه، وَمن حَدِيث جَابر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب انْتهى قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء أَيْضا من حَدِيث حُذَيْفَة أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق أبي مُسلم عبد الرَّحْمَن بن وَاقد عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مَنْصُور عَن حُذَيْفَة وَقَالَ غَرِيب تفرد بِهِ أَبُو مُسلم عَن ابْن عُيَيْنَة (قلت) أَبُو مُسلم عبد الرَّحْمَن بن وَاقد يسرق الحَدِيث كَمَا قَالَه ابْن عدي فَإِذن لَا يستشهد بحَديثه وَالله تَعَالَى أعلم. (13) [حَدِيثٌ] مَنْ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلا فقهر وبطن فجبر وَمَلَكَ فَقَدَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (حا) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه مَجَاهِيل، وَفِيه سهل بن الْعَبَّاس التِّرْمِذِيّ مَتْرُوك وَأَبُو جناب الْكَلْبِيّ كَذَلِك (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى بِلَفْظ من قَالَ عِنْد مضجعه بِاللَّيْلِ الْحَمد لله الَّذِي علا فَقدر وَالْحَمْد لله الَّذِي بطن فجبر، وَالْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ على كل شَيْء قدير مَاتَ؛ قَالَ: وَسقط آخر الحَدِيث عَليّ، قَالَ الْحَاكِم هَذَا حَدِيث مُنكر وَرُوَاته مَجْهُولُونَ (قلت) مثل هَذَا يتساهل بِهِ فِي الْفَضَائِل وَأَبُو جناب الْكَلْبِيّ من رجال أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي التَّقْرِيبِ ضَعَّفُوهُ لتدليسه، وَسَهل لم يذكرهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَلَا ابْن حجر فِي اللِّسَان نعم ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي فَقَالَ سهل بن الْعَبَّاس التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عُيَيْنَة تَركه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَضِيَّة هَذَا أَنه لَيْسَ مجمعا على تَركه وَالله أعلم.

(14) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي صَلَّى اللَّهُ عَلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ تَلْدَغْهُ عَقْرَبٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ (عد) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَا يَصح فِيهِ بشر بن نمير عَن الْقَاسِم وهما مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن بشرا لم يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ ابْن مَاجَه وَالقَاسِم روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَالتِّرْمِذِيّ والجوزجاني وَلِلْحَدِيثِ شَاهد مَوْقُوف أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَن خَالِد قَالَ لما حمل نوح فِي السَّفِينَة مَا حمل جَاءَت الْعَقْرَب فَقَالَت يَا نَبِي الله أدخلني مَعَك، قَالَ لَا أَنْت تلدغي النَّاس فَقَالَت احملني فلك عَليّ أَن لَا ألدغ من يُصَلِّي عَلَيْك اللَّيْلَة. (15) [حَدِيثُ] مُوسَى الأَنْصَارِيِّ شَكَى أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُول الله فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا الْبَارِحَةَ نَائِمٌ إِذَا فَتَّحْتُ عَيْنِي فَإِذَا عِنْدَ رَأْسِي شَيْطَانٌ فَجَعَل يَعْلُو وَيَطُولُ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَيْهِ فَإِذا جلده كلجد الْقُنْفُذ، فَقَالَ رَسُول الله لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الْعَرَبِيِّ التِّهَامِيِّ الأَبْطَحِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ صَاحِبِ التَّاجِ وَالْهِرَاوَةِ وَالْقَضِيبِ وَالنَّاقَةِ وَالْقُرْآنِ وَالْقِبْلَةِ صَاحِبِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الزُّوَّارِ وَالْعُمَّارِ إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سَعَةً فَإِنْ يَكُ عَاشِقًا مُولَعًا أَوْ مُؤْذِيًا مُقْتَحِمًا أَوْ فَاجِرًا مُجْتَرِئًا أَوْ مُدَّعِيَ حَقٍّ مُبْطِلا فَهَذَا كِتَابُ اللَهِ يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ وَعَلَيْنَا بِالْحَقِّ وَرُسُلُهُ لَدَيْنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ اتْرُكُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ إِلَى مَنِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تنتصران} فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان) {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنس وَلَا جَان} . ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ فَقَالَ ضَعْهُ عِنْدَ رَأْسِكَ فَوَضَعَهُ فَإِذَا هُمْ يُنَادُونَ النَّارَ أَحْرَقْتَنَا بِالنَّارِ وَاللَّهِ مَا أَرَدْنَاكَ وَلا طَلَبْنَا أَذَاكَ وَلَكِنْ زَائِرٌ زَارَنَا فَطَرَقَ فَارْفَعْ عَنَّا كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا أَرْفَعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ ارْفَعْ عَنْهُمْ فَإِنْ عَادُوا بِالسَّيِّئَةِ فَعُدْ عَلَيْهِمْ بِالْعَذَابِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِي سَنَده انْقِطَاع إِذْ لَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه مُوسَى أصلا وَأكْثر رِجَاله مَجْهُولُونَ (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الدَّلَائِل (قلت) يَعْنِي من طَرِيق آخر بمخالفة لهَذَا بِالزِّيَادَةِ وَالنَّقْص ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد روى فِي حرز أبي دُجَانَة حَدِيث طَوِيل وَهُوَ مَوْضُوع لَا تحل رِوَايَته انْتهى، وَنقل

الفصل الثالث

الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهم عَن ابْن عبد الْبر أَنه قَالَ حَدِيث أبي دُجَانَة فِي الْحِرْز الْمَنْسُوب إِلَيْهِ فِيهِ ضعف وَكَأَنَّهُ يَعْنِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ وَالله تَعَالَى أعلم. (16) [حَدِيثٌ] مَنْ أَنْعَمَ عَلَى أَخِيهِ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهَا فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ (خطّ عق) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح، فِي الأول جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد، وَفِي الثَّانِي نصر بن قديد عَن أبي عَمْرو بن حميد الشغافي عَن عبد الحميد بن أنس وهَذَانِ مَجْهُولَانِ عَن نصر بن سيار وَكَانَ أَمِيرا على خُرَاسَان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه من الطَّرِيق الثَّانِي فِي الشّعب وَفِي آخِره: وَقَالَ نصر بن سيار اللَّهُمَّ إِنِّي قد أَنْعَمت على آل بسام فَلم يشكروا، اللَّهُمَّ فأذقهم حر السِّلَاح فَمَا مَاتَ وَاحِد مِنْهُم إِلَّا بِالسَّيْفِ. ثمَّ قَالَ وروى ذَلِك عَن عبد الله بن الْمُبَارك عَن نصر بن سيار، ثمَّ قَالَ وَمن شواهده حَدِيث معَاذ بن أنس فِي أنَاس لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا ينظر إِلَيْهِم: وَرجل أنعم عَلَيْهِ قوم فَكفر نعمتهم وتبرأ مِنْهُم انْتهى؛ قَالَ السُّيُوطِيّ وَرِوَايَة ابْن الْمُبَارك أخرجهَا الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور ولجعفر بن عبد الْوَاحِد متابع أخرجه الْحسن بن بدر فِي جُزْء مَا رَوَاهُ الْخُلَفَاء فَزَالَتْ تهمته بل وتهمة نصر بن قديد وَشَيْخه وَشَيخ شَيْخه. الْفَصْل الثَّالِث (17) [حَدِيثٌ] لَوْ يَعْلَمُ الأَمِيرُ مَا لَهُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكَ إِمَارَتَهُ، وَلَوْ يَعْلَمُ التَّاجِرُ مَا لَهُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكَ تِجَارَتَهُ، وَلَوْ أَنَّ ثَوَابَ تَسْبِيحَةٍ قُسِّمَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ أَصَابَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْيَا (مي) من حَدِيث سهل بن سعد وَفِيه أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ. (18) [حَدِيثٌ] لَيْسَ مِنَ الْكَلامِ شَيْءٌ إِلا وَالشَّفَتَانِ تَلْتَقِيَانِ بِهِ إِلا مَا كَانَ مِنْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّ الشَّفَتَانِ لَا يَلْتَقِيَانِ بِهَا مِنْ حَلاوَتِهَا وَعِظَمِهَا فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ التَّوْحِيدِ فِي ابْتِدَاءِ كَلامِكُمْ وَآخِرِهِ (مي) من حَدِيث أنس وَإِسْنَاده ظلمات فِيهِ أَرْبَعَة كذابون. (19) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ أَسْكَنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دَارًا سَمَّى بِهَا نَفْسَهُ فَقَالَ ذُو الْجَلالِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه عباد بن كثير. (20) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَمَدَّهَا هُدِمَتْ لَهُ أَرْبَعَة آلَاف ذَنْب من

الْكَبَائِرِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه نعيم بن سَالم (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان أخرجه ابْن النجار فِي الذيل إِلَّا أَنه قَالَ نعيم بنُون فعين مُهْملَة ابْن تَمام، وَأَظنهُ يغنم بن سَالم تصحف اسْمه وَاسم أَبِيه والْحَدِيث بَاطِل انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثُ] إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى بَحْرًا مُنْ نُورٍ حَوْلَهُ مَلائِكَةٌ مِنْ نُورٍ عَلَى خَيْلٍ مِنْ نُورٍ بِأَيْدِيهِمْ حِرَابٌ مِنْ نُورٍ يُسَبِّحُونَ حَوْلَ ذَلِكَ الْبَحْرِ سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ والملكوت سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، فَمَنْ قَالَهَا فِي يَوْمٍ أَوْ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ أَوْ فِي عُمْرِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ أَوْ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ أَوْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُوسَى بن الْحجَّاج السَّمرقَنْدِي وَعنهُ نصر بن إِسْمَاعِيل بن النُّعْمَان وَعَن هَذَا عَليّ بن عَامر النهاوندي وَلم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (22) [حَدِيثٌ] التَّسْبِيحَةُ مِنَ الْغَازِي سَبْعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا (مي) من حَدِيث معَاذ (قلت) لم يبين علته وَفِيه إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ وَالله تَعَالَى أعلم. (23) [حَدِيثُ] فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ لِي رَسُول الله يَا فَاطِمَةُ إِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَقُولِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَافِي سُبْحَانَ اللَّهِ الأَعْلَى حَسْبِيَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ اللَّهُ قَضَى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَيْسَ مِنَ اللَّهِ مَلْجَأٌ وَلا وَرَاءَ اللَّهِ مَنْجَا تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ ولدا} ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِهِ ثُمَّ يَنَامُ وَسْطَ الشَّيَاطِينِ وَالْهَوَامِّ فَتَضُرُّهُ (ابْن السّني) من طَرِيق مجاشع بن عَمْرو. (24) [حَدِيث] أنس: أَن النَّبِي قَالَ: يُعَظَّمُ الرَّبَّ وَيُثْنَى عَلَيْهِ، الْعِزَّةُ لِلَّهِ وَالْجَبَرُوتُ لِلَّهِ وَالْعَظَمَةُ لِلَّهِ وَالرَّحْمَةُ لِلَّهِ وَالْكِبْرِيَاءُ لِلَّهِ وَالسُّلْطَانُ لِلَّهِ وَالْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحُكْمُ لِلَّهِ وَالنُّورُ لِلَّهِ وَالْقُدْرَةُ لِلَّهِ وَالْقُوَّةُ لِلَّهِ وَالتَّسْبِيحُ لِلَّهِ وَالتَّقْدِيسُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَأَفْخَرَ مُلْكَكَ وَأَعْلَى مَكَانك وأقربك من خَلفك وَأَلْطَفَكَ بِعِبَادِكَ وَأَرْفَعَكَ لِسِرِّكَ وَأَمْنَعَك لِعِزِّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ وَأَسْمَعُ وَأَجَلُّ وَأَبْصَرُ وَأَعْلَى وَأَكْثَرُ وَأَظْهَرُ وَأَشْكَرُ وَأَغْنَى وَأَقْدَرُ وَأَعْلَى وَأَجْبَرُ وَأَعَزُّ وَأَكْرَمُ وَأَبَرُّ وَأَرْحَمُ وَأَبْهَى وَأَحْمَدُ وأمجد

وَأَجْوَدُ وَأَنْوَرُ وَأَسْرَعُ وَأَلْطَفُ وَأَقْدَرُ وَأَوْسَعُ وَأَعْطَى وَأَقْهَرُ وَأَحْكَمُ وَأَفْضَلُ وَأَحْسَنُ وَأَكْمَلُ مِنْ أَنْ يُدْرِكَ عِبَادُكَ عَظَمَتَكَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (يخ قلت) لم يبين علته وَفِيه شيخ أبي الشَّيْخ عبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا وَشَيخ هَذَا إِسْحَاق بن الْفَيْض لم أَعْرفهُمَا وَفِيه المضاء بن الْجَارُود عَن عبد الْعَزِيز بن زِيَاد عَن أنس فَأَما المضاء فَفِي الْمِيزَان قَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَقَالَ فِي اللِّسَان لَهُ خبر مُنكر فِي تَارِيخ قزوين للرافعي فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ عَن عبد الله بن زِيَاد عَن أنس وَالْخَبَر سَيَأْتِي؛ وَأما عبد الْعَزِيز بن زِيَاد، فَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي تَخْرِيج الْإِحْيَاء فِي الْكَلَام على حَدِيث من رِوَايَة عبد الْعَزِيز هَذَا عَن أنس مَا لَفظه عبد الْعَزِيز بن زِيَاد مَجْهُول وَهُوَ مُنْقَطع بَينه وَبَين أنس انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (25) [حَدِيثُ] سُبْحَانَكَ مَا أَكْثَرَ مَا تُطْعِمُنَا سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ مَا أَحْسَنَ مَا تَبْتَلِينَا اللَّهُمَّ فَأَتِمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ وَوَسِّعْ عَلَيْنَا وَعَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ (مي) من حَدِيث أنس، وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن. (26) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَأَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ خَطِيئَةٍ وَأَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَلْفَ خَطِيئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَأَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَلْفِ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه زِيَاد بن أبي عمار (قلت) صدر الحَدِيث إِلَى وأربعا وَعشْرين ألف حَسَنَة، أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة عَامر بن كيسَان من حَدِيث ابْن عمر على أَنه من مَنَاكِير عَامر ثمَّ قَالَ: قَالَ ابْن عدي وَمَعَ ضعفه يَعْنِي عَامِرًا يكْتب حَدِيثه وَالله تَعَالَى أعلم. (27) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه خرَاش مولى أنس وَعنهُ أَبُو سعيد الْعَدوي. (28) [حَدِيثٌ] لذكر الله بِالْغَدَاةِ والْعشي خَيْرٌ مِنْ حَطْمِ السُّيُوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (مي) من حَدِيث أنس من الطَّرِيق الْمَذْكُور. (29) [حَدِيثٌ] إِذَا كَبَّرَ الْعَبْدُ سَتَرَتْ تَكْبِيرَتُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ (كرّ) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه إِسْحَاق بن نجيح الْمَلْطِي.

(30) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ كُتِبَ لَهُ خَمْسمِائَة أَلْفِ حَسَنَةٍ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة وَفِيه مُخَارق بن ميسرَة مَجْهُول. (31) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَعَزَّزَ بِالْقُدْرَةِ، نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَلَكٍ فِي الأَرْضِ (حا) من حَدِيث أنس وَفِيه سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ. (32) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَع مَرَّاتٍ، قَالَ اللَّهُ سَلْ تُعْطَهُ (يخ) من حَدِيث وَاثِلَة وَأبي أُمَامَة وَفِيه بشر بن عون. (33) [حَدِيثُ] أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: كُنْتُ عِنْد النَّبِي فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِيُّ وَأَطْلَقَ وَجْهَهُ وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ فَلَمَّا قَضَى الرَّجُلُ حَاجَتَهُ نَهَضَ فَقَالَ النَّبِي: يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا رَجُلٌ يُرْفَعُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ كَعَمَلِ أَهْلِ الأَرْضِ، قُلْتُ وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ كُلَّمَا أَصْبَحَ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَصَلاةِ الْخَلْقِ أَجْمَعَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ كَمَا أَمَرْتَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَدَدَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ كَمَا أمترنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ (قطّ) فِي الْأَفْرَاد من طَرِيق كَادِح بن رَحْمَة. (34) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: عَلَّمَنَا رَسُول الله دُعَاءً نَدْعُو بِهِ وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَدْعُوَ بِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا: اللَّهُمَّ رَبَّ الأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ وَالأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ، أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَرْوَاحِ الرَّاجِعَةِ إِلَى الأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ بِالطَّاعَةِ، وَبِطَاعَةِ الأَجْسَادِ الْمُمْتَلِئَةِ بِعُرُوقِهَا بِالْكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَأَخْذِكَ بِالْحَقِّ مِنْهُمْ وَالْخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ قَضَائِكَ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ وَيَخَافُونَ عِقَابَكَ، أَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى لِسَانِي وَعَمَلا صَالِحًا فَارْزُقْنِي (مي قلت) لم يبين علته وَهُوَ فِي الْأَفْرَاد للدارقطني وَمن طَرِيقه أخرجه الديلمي؛ وَفِيه الْفضل بن يحيى عَن أَبِيه، وَلم أَعْرفهُمَا، وَالله تَعَالَى أعلم. (35) [حَدِيثٌ] يَحْمَدُ الرَّبُّ نَفْسُهُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي إِلَى طُلُوعِ الْفجْر

وَالثَّانِي بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى أَن تصيركهيئتها مِنَ الْعَصْرِ وَالثَّالِثُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى صَلاةِ الظُّهْرِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْعَفُوُّ الْغَفُورُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، إِنِّي أَنَا الله لَا إِلَه إِلَّا أَبَا مُبْدِئُ كُلِّ شَيْءٍ ثُمَّ مُعِيدُهُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا لَمْ أَزَلْ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا خَالِقُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا خَالِقُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا السَّلامُ الْمُؤْمِنُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ فَمَنْ حَمِدَ اللَّهَ بِهَذِهِ الْمَحَامِدِ فَيَقُولُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى هَذِهِ الأَسْمَاءِ كَتَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْفَائِزِينَ الْمُخْلِصِينَ التَّائِبِينَ الْحَامِدِينَ السَّائِحِينَ الرَّاكِعِينَ السَّاجِدِينَ الْمُخْبِتِينَ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه ميسرَة بن عبد ربه (قلت) وَعنهُ عبد الْعَزِيز بن زِيَاد وَعَن عبد الْعَزِيز المضاء ابْن الْجَارُود وَهَذَا يُؤَيّد مَا مر عَن الْعِرَاقِيّ من أَن حَدِيث عبد الْعَزِيز عَن أنس مُنْقَطع بَينه وَبَين أنس وَالله أعلم. (36) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الأَرَضِينَ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ وَمِثْلِهِ؛ وَلَكِنْ وَلَهُ الْعَظَمَةُ وَمِثْلُهُ وَلَكِنْ وَلَهُ النُّورُ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ثَوَابَهَا لِوَالِدَيَّ لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ حَقٌّ إِلا أَدَّاهُ إِلَيْهِمَا، وَفِي رِوَايَة اجْعَل ثَوَابهَا للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات الْأَحْيَاء مِنْهُم والأموات لم يبْق أحد من أهل الْقُبُور إِلَّا أَدخل الله عَلَيْهِ فِي قَبره الضياء والفسحة والنور (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه بشر بن الْحُسَيْن. (37) [حَدِيثٌ] مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ ثُمَّ قَرَأَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ الْحِلِّ وَالْحَرَامِ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ تَحِيَّةً وَسَلامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَا مُحَمَّدًا فَيَقُولانِ لَهُ إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ فَأَقُولُ وَعَلَى فُلانِ بْنِ فُلانٍ السَّلَام وَرَحْمَة وَالله وَبَرَكَاتُهُ (يخ) من حَدِيث أبي قرصافة (قلت) لم يذكر عِلّة وَفِي إِدْخَاله فِي الموضوعات نظر فَإِن الضياء أخرجه فِي المختارة وَقَالَ لَا أعرفهُ إِلَّا بِهَذَا الطَّرِيق وَهُوَ غَرِيب جدا وَفِي رُوَاته من فِيهِ بعض المقالات انْتهى

وَذكر ابْن الْقيم أَنه مَعْرُوف من قَول أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ وَأَنه أشبه وَالله تَعَالَى أعلم. (38) [حَدِيثٌ] مَنْ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَحَدٌ صَمَدٌ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلا عُوفِيَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَوُكِّلَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَلَكٌ يَأْخُذُ بِيَدِهِ حَتَّى يُزَحْزِحَهُ عَنْ جَهَنَّمَ (يخ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ مُحَمَّدُ بن رزام. (39) [حَدِيثٌ] مَنْ دَعَا لأَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (مي) من حَدِيث أنس وَرِجَاله كلهم ضعفاء. (40) [حَدِيثُ] أَبِي بَكْرٍ لما خرج النَّبِي مِنْ مَكَّةَ يُرِيدُ حِرَاءً هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَقَدْ عَلَّمَنِي دُعَاءً تَدْعُو بِهِ فَيَجْعَلُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ سِتْرًا فَعلمه النَّبِي وَقَالَ جِبْرِيلُ مَنْ كَتَبَ هَذَا الدُّعَاءَ وَعَلَّقَهُ فِي مَنْزِلِهِ أَوْ دَعَا بِهِ فِي سَفَرٍ لَمْ يَخَفْ سُلْطَانًا جَائِرًا وَلا شَيْطَانًا مُرِيدًا وَيَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ آفَاتِ اللَّيْلِ وَيَزِيدُ فِي رِزْقِهِ وَيَذْهَبُ السُّوءُ مِنْ مَنْزِلِهِ، اللَّهُمَّ يَا كَبِيرُ يَا قَدِيرُ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ يَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنِيرِ يَا عِصْمَةَ الْبَائِسِ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ يَا رَزَّاقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يَا جَابِرَ الْعَظِيم الْكَسِيرِ يَا قَاسِمَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ أَسْأَلُكَ وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ كَدُعَاءِ الْمُضْطَرِّ الضَّرِيرِ أَسْأُلَك بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَبِمَفَاتِيحِ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَبِأَسْمَائِكَ الثَّمَانِيَةِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى قَرْنِ الشَّمْسِ أَنْ تَجْعَلَ كَذَا وَكَذَا (يخ) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد الله بن قيس. (41) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا لَهُ أَلْفُ رَأْسٍ فِي كُلِّ رَأْسٍ أَلْفُ وَجْهٍ فِي كُلِّ وَجْهٍ أَلْفُ فَمٍ فِي كُلِّ فَمٍ أَلْفُ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى بِكُلِّ لِسَانٍ بِأَلْفِ لُغَةٍ، فَقَالَ يَا رَبِّ هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْبَدَ مِنِّي، قَالَ نَعَمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ قَالَ يَا رب فائذن لِي أَنْ أَزُورَهُ فَأَذِنَ لَهُ فَأَتَى رَجُلا يَسْقِي حَدِيقَةً فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ عِنْدَكَ مَبِيتُ لَيْلَةٍ قَالَ نَعَمْ وَلَيَالٍ فَأَتَى مَنْزِلَهُ فَأَحْضَرَ الطَّعَامَ فَقَالَ كُلْ فَقَالَ وَالَّذِي خَلَقَكَ بَشَرًا مَا أَشْتَهِيهِ فَأَكَلَ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ فَبَقِيَ عِنْدَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَالَ يَا رَجُلُ هَلْ مِنْ عَمَلٍ غَيْرَ مَا أَرَى قَالَ لَا إِلا جلْسَة أجسلها فَأَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَضْعَافَ جَمِيعِ مَحَامِدِهِ وَخَلْقِهِ كَمَا يَنْبَغِي لِوَجْهِهِ وَعَزَّ جَلالُ رَبِّنَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ أَضْعَافَ مَا سَبَّحَ لَهُ الْمُسَبِّحُونَ وَكَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ رَبِّنَا وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلَهَا، فَقَالَ الْمَلَكُ فِي

كُلِّ يَوْمٍ كَمْ؟ قَالَ عَشْرُ مَرَّاتٍ قَالَ الْمَلَكُ بِهَذَا فُضِّلْتَ عَلَيَّ (مي) من حَدِيث أيس وَفِيه أبان بن أبي عَيَّاش ومطهر بن الْهَيْثَم مَتْرُوكَانِ وزَكَرِيا بن حَكِيم هَالك. (42) [حَدِيثٌ] مَنْ دَعَا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فِي صَلاتِهِ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً (يخ) من حَدِيث أنس قلت. (43) [حَدِيثٌ] مَنْ رَأَى جِنَازَةً فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ هَذَا مَا وَعَدَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا كُتِبَ لَهُ عشْرين حَسَنَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ يَوْمِ يَقُولُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه سُلَيْمَان بن عَمْرو أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ. (44) [حَدِيثٌ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينسأ لَهُ فِي عمره وينصره عَلَى عَدُوِّهِ وَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَيُوقَى مِيتَةَ السُّوءِ فَلْيَقُلْ حِينَ يُمْسِيَ وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ الْمِيزَانِ وَمُنْتَهَى الْعلم ومبلغ الرضى وَزِنَةَ الْعَرْشِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَذَلِكَ وَاللَّهُ أَكْبَرُ كَذَلِكَ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عَمْرو بن الْحصين. (45) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ أَرْبَعِينَ مَرَّةً مَحَا اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً فَتُقُبِّلَتْ مِنْهُ مَحَا اللَّهُ عَنْهُ ذُنُوبَ ثَمَانِينَ سَنَةً (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد بن رزام (قلت) اقْتصر الْعَلامَة الشَّمْس السخاوي فِي القَوْل البديع على تَضْعِيف الحَدِيث ولأوله شَاهد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من صلى عَليّ يَوْم الْجُمُعَة ثَمَانِينَ مرّة غفر الله لَهُ ذنُوب ثَمَانِينَ سنة قيل يَا رَسُول الله كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ تَقول اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد عَبدك وَنَبِيك وَرَسُولك النَّبِي الْأُمِّي وتعقد وَاحِدَة رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَنقل عَن أبي هُرَيْرَة فِي شرح التَّنْبِيه عَن الإِمَام أبي عبد الله بن النُّعْمَان أَنه قَالَ: فِيهِ حَدِيث حسن والله تَعَالَى أعلم. (46) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً تَعْظِيمًا لِحَقِّي جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ مَلَكًا، جَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَغْرِبِ وَرِجْلاهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ وَعُنُقُهُ مَلْوِيٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ صَلِّ عَلَى عَبدِي كَمَا صلى على نَبِي فَيُصَلِّي عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (شا) من حَدِيث أنس وَفِيه الْعَلَاء بن الحكم الْبَصْرِيّ (قلت) أوردهُ السخاوي فِي القَوْل البديع، قَالَ وَرَوَاهُ ابْن شاهين فِي التَّرْغِيب وَغَيره والديلمي فِي مُسْند الفردوس وَابْن بشكوال وَهُوَ حَدِيث مُنكر وَالله أعلم.

(47) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عد رَسُول الله فِي يَدِي وَقَالَ عَدَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي يَدِي وَقَالَ جِبْرِيلُ: هَكَذَا أُنْزِلْتُ بِهِنَّ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ وَعَزَّ، اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (حا) فِي عُلُوم الحَدِيث مسلسلا بالعد. قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ إِسْنَاده ضَعِيف جدا، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ على الْأَذْكَار: اعتقادي أَن هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع، وَفِي سَنَده عَمْرو بن خَالِد وَضاع وَيحيى بن الْمسَاوِر كذبه الْأَزْدِيّ وَحرب الطَّحَّان مَتْرُوك. (48) [حَدِيثُ] أَنَسٍ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ، هَلْ يَثْقُلُ الْعَرْشُ عَلَى حَمَلَتِهِ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَيَثْقُلُ عَلَى حَمَلَتِهِ، قَالُوا وَفِي أَيِّ وَقْتٍ ذَاكَ قَالَ إِذَا قَامَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى شِرْكِهِمْ غَضِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَثْقُلُ الْعَرْشُ عَلَى حَمَلَتِهِ حَتَّى يَنْتَبِهَ الْمُنْتَبِهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَيَسْكُنُ غَضَبُ اللَّهِ وَيَخِفُّ الْعَرْشُ عَلَى حَمَلَتِهِ وَيَقُولُ الْعَرْشُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَائِلِهَا (تَمام) فِي فَوَائده (وَابْن جَمِيع) فِي مُعْجَمه وَفِيه يَاسر مولى أنس قَالَ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث بَاطِل وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وياسر أَظُنهُ يسرا مولى أنس. (49) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: جَاءُوا بِرَجُل إِلَى رَسُول الله فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِأَنَّهُ سَرَقَ نَاقَةً لَهُم، فَأمر النَّبِي أَنْ يُقْطَعَ، فَقَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ صَلاتِكَ شَيْءٌ، وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ سَلامِكَ شَيْءٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ بَرَكَاتِكَ شَيْءٌ، فَتَكَلَّمَ الْجَمَلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ سَرِقَتِي، فَقَالَ النَّبِي: مَنْ يَأْتِينِي بِالرَّجُلِ، فَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ يَا هَذَا مَا قُلْتَ آنِفًا وَأَنْتَ مُدْبِرٌ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِي: لِذَلِكَ رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ يَتَحَدَّرُونَ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ حَتَّى كَادُوا يَحُولُوا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، ثُمَّ قَالَ لَتَرِدَنَّ عَلَى الصِّرَاطِ وَوَجْهُكَ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ (مي) من طَرِيق سعيد بن مُوسَى الْأَزْدِيّ (قلت) جَاءَ من حَدِيث زيد بن ثَابت أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَرْجَمَة

هَارُون بن يحيى الْحَاطِبِيُّ أحد رُوَاته هُوَ مُنكر ظَاهر النكارة وَقَالَ السخاوي فِي القَوْل البديع فِي حَدِيث ابْن عمر لَا يَصح وَالله أعلم. (50) [حَدِيثُ] الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا مِنَ الْعِلْمِ الْمكنون أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِّي عَنْهُ مَا أَخْبَرْتُكُمْ إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِي مَلَكَيْنِ، لَا أُذْكَرُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَيُصَلِّي عَلَيَّ إِلا قَالَ ذَانِكَ الْمَلَكَانِ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَقَالَ اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ جَوَابًا لِذَيْنِكَ الْمَلَكَيْنِ آمِينَ، وَلا أُذْكَرُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَلا يُصَلِّي عَلَيَّ إِلا قَالَ ذَانِكَ الْمَلَكَانِ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، وَقَالَ اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ جَوَابا لذَلِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ (طب) وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف. (51) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنَ الاسْتِغْفَارِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ فَإِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهُ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَدَائِنَ لَا يدخلهَا إِلَّا من صَامَ رَجَب (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق الْأَصْبَغ بن نباتة. (52) [حَدِيثٌ] مَعَاشِرَ أَصْحَابِي مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُكَفِّرُوا ذُنُوبَكُمْ بِكَلِمَاتٍ يَسِيرَةٍ تَقُولُونَ مَا قَالَ أَخِي الْخَضِرُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا أَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ وَأَسْتَغْفِرُكَ بِكُلِّ خَيْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِي فِيهِ مَا لَيْسَ لَكَ، اللَّهُمَّ لَا تُخْزِنِي فَإِنَّكَ بِي عَالِمٌ، وَلا تُعَذِّبْنِي فَإِنَّكَ عَلَيَّ قَادِرٌ (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (53) [حَدِيثٌ] أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِفَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَفَوَائِدِهِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ مَوْضِعًا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَنْ قَالَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي دَهْرِهِ مُخْلِصًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَمَا أَسَرَّ وَمَا أَعْلَنَ وَمَا أَخْفَى وَمَا أَبْدَى (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جُوَيْبِر هَالك وَالضَّحَّاك لم يلق ابْن عَبَّاس وَفِيه إِبْرَاهِيم الْبَلَدِي وَفِيه من لم أعرفهم. وَالله تَعَالَى أعلم. (54) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ إِلا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِرًا يَتَعَلَّقُ بِأَرْكَانِ الْعَرْشِ فَيَقُولُهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَيُكْتَبُ لَهُ أَجْرُهَا (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه من لَا يعرف.

(55) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْسُطُ كَفَّيْهِ دُبُرَ صَلاتِهِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِلَهِي وَإِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَإِلَهَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ دَعْوَتِي فَإِنِّي مُضْطَرٌّ وَتَعْصِمَنِي فِي دِينِي فَإِنِّي مُبْتَلًى وَتَنَالَنِي بِرَحْمَتِكَ فَإِنِّي مُذْنِبٌ وَتَنْفِيَ عَنِّي الْفَقْرَ فَإِنِّي مُتَمَسْكِنٌ، إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرُدَّ يَدَيْهِ خَائِبَتَيْنِ (يخ كرّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عبد العزبز ابْن عبد الرَّحْمَن البالسي. (56) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ عِنْدَ مَنَامِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا عَلَى كُلِّ حَالٍ بِكُلِّ أَسْمَائِكَ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَكُلُّ شَيْءٍ رَبَّنَا لَكَ عَبْدٌ، وَفِي كُلِّ شَيْءٍ رَبَّنَا لَكَ حَمْدٌ، مَنْ قَالَهَا خَتَمَ عَلَى حَمْدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ (مي) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ يُونُس بن خباب. (57) [حَدِيثٌ] عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ دُعَاءً فِي الدَّيْنِ فَقَالَ مَنْ أَصَابَهُ دَيْنٌ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَلْيَقْرَأْ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ} قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ إِلَى قَوْله بِغَيْر حِسَاب ثُمَّ يَقُولُ يَا فَارِجَ الْهَمِّ يَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ وَاقْضِ دَيْنِي، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنَهُ وَفِيهَا اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط. (58) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعْطِسُ عَطْسَةً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ عَطْسَتِهِ مَلَكًا يَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَكُونُ ثَوَابُ الْحَمْدِ لِصَاحِبِ الْعَطْسَةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْبَلَدِي. (59) [حَدِيثٌ] مَنْ عَطَسَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ على كل حَال مَا كَانَ مِنْ حَالٍ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ مِنْخَرِهِ الأَيْسَرِ طَائِرًا يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَائِلِهَا (مي) من حَدِيث أبي سعيد وَفِيه عَطِيَّة الْعَوْفِيّ (قلت) أوردهُ السخاوي فِي القَوْل البديع وَقَالَ سَنَده ضَعِيف وَعند ابْن بشكوال من حَدِيث ابْن عَبَّاس مثله إِلَى قَوْله الْأَيْسَر وَقَالَ بعده طيرا أكبر من الذُّبَاب وأصغر من الْجَرَاد يرفرف تَحت الْعَرْش يَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لقائلها وَسَنَده كَمَا قَالَ الْمجد الفيروزياذي اللّغَوِيّ: لَا بَأْس بِهِ إِلَّا أَن فِيهِ يزِيد بن أبي زِيَاد ضعفه كَثِيرُونَ وَأخرج لَهُ مُسلم مُتَابعَة انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.

(60) [حَدِيثٌ] أَكْثِرُوا مِنَ الْحَمْدِ لِلَّهِ فَإِنَّ لَهَا عَيْنَيْنِ وَجَنَاحَيْنِ تَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ تَسْتَغْفِرُ لِقَائِلِهَا إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيث عمر بن الْخطاب وَفِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمروزِي. (61) [حَدِيثٌ] اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ يَا جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ يَا مَأْمَنَ الْخَائِفِينَ يَا عِمَادَ مَنْ لَا عِمَادَ لَهُ يَا سَنَدَ مَنْ لَا سَنَدَ لَهُ يَا ذُخْرَ مَنْ لَا ذُخْرَ لَهُ يَا حِرْزَ الضُّعَفَاءِ يَا كَنْزَ الْفُقَرَاءِ يَا عَظِيمَ الرَّجَاءِ يَا مُنْقِذَ الْهَلْكَى يَا مُنْجِيَ الْغَرْقَى يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارُ يَا مُتَكَبِّرُ أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَضِيَاءُ النَّهَارِ وَشُعَاعُ الشَّمْسِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ وَدَوِيُّ الْمَاءِ وَنُورُ الْقَمَرِ يَا اللَّهُ أَنْتَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ (مي) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (قلت) لم يذكر علته وَفِيه من لم أعرفهم وَقد أوردهُ السخاوي فِي القَوْل البديع وَقَالَ ضَعِيف، قَالَ الديلمي وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (62) [حَدِيثٌ] إِنَّ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ دَعَا رَبَّهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَحُبِسَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأُلَك بِاسْمِكَ الطَّهِرِ الطَّاهِرِ الْمُقَدَّسِ الْمُبَارَكِ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ عَلَى سُرَادِقِ الْحَمْدِ وَسُرَادِقِ الْمَجْدِ وَسُرَادِقِ الْقُدْرَةِ وَسُرَادِقِ السُّلْطَانِ وَسُرَادِقِ السَّرَائِرِ أَدْعُوكَ يَا رَبِّ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ النُّورُ الْبَارُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الصَّادِقُ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَنُورُهُنَّ وَقِيَامُهُنَّ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ حَنَّانٌ نُورٌ دَائِمٌ قُدُّوسٌ حَيٌّ لَا يَمُوتُ (يخ) من طَرِيق المضاء بن الْجَارُود عَن عبد الْعَزِيز بن زِيَاد عَن أنس قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر هَذَا حَدِيث مُنكر (قلت) هَذَا هُوَ الحَدِيث الَّذِي قدمنَا فِي هَذَا الْفَصْل أَن الرَّافِعِيّ أوردهُ فِي تَارِيخ قزوين ووعدنا بمجيئه وعرفناك فِيمَا مضى أَيْضا أَن بَين عبد الْعَزِيز وَأنس انْقِطَاعًا وَالله تَعَالَى أعلم. (63) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَصُومُ فَيَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ غَيْرُكَ اغْفِرْ لِي الذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلا الْعَظِيمُ إِلا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِه كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ عَلِّمُوهَا عَقِبَكُمْ فَإِنَّهَا كَلِمَةٌ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيَصْلُحُ بِهَا أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عَمْرو بن جَمِيع ومجاهيل. (64) [حَدِيثٌ] مَنْ غَرَسَ غَرْسًا يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ أَتَتْهُ

بِأَكْلِهَا (مي) من حَدِيث جَابر وَفِيه الْعَبَّاس بن يكار. (65) [حَدِيثٌ] أَفْضَلُ الدُّعَاءِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ رَحْمَةً عَامَّةً (حا) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عمر بن الأعسم. (66) [حَدِيثٌ] السَّلامُ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَا أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَيْفَ وَجَدْتُمْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَنْ قَالَهَا إِذَا مَرَّ بِالْمَقَابِرِ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً (مي نجا) من حَدِيث عَليّ وَإِسْنَاده ظلمات وَفِيه أَرْبَعَة منسوبون إِلَى الْكَذِب. (67) [حَدِيثٌ] مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى آدَمَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ وَكَانَ فِي الْجَنَّةِ رَفِيقَ آدَمَ (مي) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (68) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ دَخَلَ غُلامٌ فَدَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ: اللَّهُمَّ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ مِنْ مَظَالِمَ كَثِيرَةٍ لِعِبَادِكَ قَبْلِي، اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ كَانَت لَهُ قبلي مظلة ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي مَالِهِ أَوْ بَدَنِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ دَمِهِ، قَدْ غَابَ أَوْ مَاتَ نَسِيتُهُ أَوْ حَفِظْتُهُ عَمْدًا أَوْ خَطَأً قَدِيمًا أَوْ حَدِيثًا لَا أَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا إِلَيْهِ وَأَتَحَلَّلُهُ مِنْهَا أَوْ أَرُدُّهَا عَلَيْهِ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ يَا سَيِّدَاهُ يَا سَيِّدَاهُ يَا سَيِّدَاهُ أَنْ تُرْضِيَهُمْ عَنِّي بِمَا شِئْتَ وَكَيْف شِئْتَ ثُمَّ تَهَبَهَا لِي مِنْ لَدُنْكَ إِنَّكَ وَاسِعٌ لِذَلِكَ كُلِّهِ وَاجِدٌ لَهُ قَادِرٌ عَلَيْهِ يَا رَبِّ وَمَا تَصْنَعُ بِعَذَابِي وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ، يَا رَبِّ وَمَا يَنْقُصُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ وَأَنْتَ وَاحِدٌ وَاجِدٌ لِكُلِّ خَيْرٍ وَإِنَّمَا أَمْرُكَ لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ، يَا رَبِّ وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِجَنَّتِكَ وَلا تُهِينُنِي بِعَذَابِكَ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ يَا رَبِّ أَعْطِنِي سُؤْلِي، وَأَنْجِزْ لِي مَوْعِدَكَ إِنَّكَ قُلْتَ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فَهَذَا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإِجَابَةُ غَيْرُ مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَنْكِفٍ بَلْ رَاغِبٌ رَاهِبٌ خَاضِعٌ خَاشِعٌ مِسْكِينٌ، مُسْتَكِينٌ، رَاجٍ لِثَوَابِكَ، خَائِفٌ مِنْ عِقَابِكَ، فَاغْفِرْ لِي إِلَهَ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ النَّبِي: لَقَدْ دَعَوْتَ بِدَعَوَاتٍ مَا دَعَا بِهِنَّ أَحَدٌ إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ (خطّ) فِي رُوَاة مَالك من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن زيد الْأَسْلَمِيّ التفليسي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل آفته إِبْرَاهِيم بن زيد.

(69) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ مُرْسلا: أَتَت فَاطِمَة أَبَاهَا وَرَضِيَ عَنْهَا تَسْأَلُهُ شَيْئًا فَقَالَ أَلا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خير لَك مَا سَأَلْتِ تَقُولِينَ حِينَ تَأْوِينَ إِلَى فِرَاشِكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الدَّائِمُ خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَلا يَخْلُقُهُ مَعَكَ خَالِقٌ وَقَدَرْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَعَلِمْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ (خطّ) وَعبد الله بن الْمسور تقدم فِي الْمُقدمَة أَنه وَضاع. (70) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تُحَوِّجْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَسَمِعَنِي النَّبِيُّ فَقَالَ لَا تَقُلْ هَكَذَا فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى النَّاسِ وَلَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تُحَوِّجْنِي إِلَى شِرَارِ خَلْقِكَ الَّذِينَ إِذَا أَعْطَوْا مَنُّوا وَإِذَا مَنَعُوا عَابُوا (أَحْمد بن سعيد بن فرضخ الأخيمي) فِي كتاب الاحتراف، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَلَا أصل لَهُ وَلابْن فرضخ فِي هَذَا الْكتاب أَحَادِيث وآثار فِي فضل التِّجَارَة لَا أصل لَهَا قَالَ السُّيُوطِيّ لَكِن هَذَا الحَدِيث أخرجه الديلمي من طَرِيق أبي نعيم بِسَنَد لَيْسَ فِيهِ ابْن فرضخ قلت: المتابع لِابْنِ فرضخ عبد الله بن عبد السَّلَام بن بنْدَار لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ وَالله تَعَالَى أعلم. (71) [حَدِيثٌ] اغْتَنِمُوا دُعَاءَ ضُعَفَاءِ أُمَّتِي فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيكُمْ وَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ (كرّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه هِشَام بن مُحَمَّد الْكُوفِي وَالْحكم بن ظهير. (72) [حَدِيثٌ] سَلُوا اللَّهَ وَلَوِ الْمِلْحَ الأَبْيَضَ وَاعْلَمُوا أَنَّ الزُّبْدَ مِنْ سِلاحِ اللَّهِ وَلَوْ شَاءَ لَقُتِلَ بِهِ (مي) من حَدِيث صَحَابِيّ مُبْهَم (قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهُ وَالله أعلم. (73) [حَدِيثٌ] مَا سَعِدَ مَنْ سَعِدَ وَلا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ إِلا بِالدُّعَاءِ (قَالَ ابْن تيمة) مَوْضُوع

كتاب المواعظ والوصايا

كتاب المواعظ والوصايا الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] يَا أَهْلَ الْخُلُودِ يَا أَهْلَ الْبَقَاءِ إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ كَمَا نُقِلْتُمْ مِنَ الأَصْلابِ إِلَى الأَرْحَامِ وَمِنَ الأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى الْخُلُودِ فِي الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ (حا) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني وَهُوَ الْمُتَّهم بِرَفْعِهِ وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام بعض السّلف (قلت) فِي تَلْخِيص الموضوعات للذهبي أَنه يرْوى من قَول عمر بن عبد الْعَزِيز وَالله أعلم. (2) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ كَانَ رَسُولُ الله يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ وَكَانَ آخِرُ خُطْبَتِهِ بِالْمَدِينَةِ قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَعْضَاءُ ثُمَّ قَالَ يَا بِلالُ نَادِ الصَّلاةُ جَامِعَةٌ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ ادْنُوا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ ثَلاثًا فَقَامَ وَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ فَذَكَرَ كَلامًا طَوِيلا إِلَى أَنْ قَالَ وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةً لِظَالِمٍ أَوْ أَعَانَهُ عَلَيْهَا نَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتُ فَبَشَّرَهُ بِاللَّعْنَةِ وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا فَمَدَحَهُ لِطَمَعِ الدُّنْيَا سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الدَّرْكِ مَعَ قَارُونَ وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَجْذُومًا مَلْعُونًا وَيُسَلِّطُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً وَعَقْرَبًا وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا حَشَرَهُ اللَّهُ أَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ وَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالنَّاسُ يَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ وَيَدْخُلُ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ مُسَمَّرٍ بِمَسَامِيرَ مِنْ حَدِيدٍ وَتُضْرَبُ عَلَيْهِ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ وَمَنْ زَنَى بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ أَوْ مُسْلِمَةٍ حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً فَتَحَ اللَّهُ عَلَى قَبْرِهِ ثلثمِائة أَلْفِ بَابٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولا ثُمَّ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللَّهُ شَرْبَةً مِنْ سُمٍّ يَتَسَاقَطُ وَجْهُهُ وَمَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ ذَا بَعْلٍ انفْجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ فَرْجِهِ وَادٍ مِنْ صَدِيدٍ يَتَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَقَالَ: وَذكر حَدِيثا

طَويلا، فِيهِ مُحَمَّد بن خرَاش مَجْهُول وَمُحَمّد بن الْحسن النقاش وَالْحسن بن عُثْمَان وَالْحمل فِيهِ على الْحسن بن عُثْمَان قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه بِطُولِهِ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده من طَرِيق ميسرَة بن عبد ربه وَعنهُ دَاوُد بن المحبر فَذكره ثمَّ قَالَ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة هَذَا الحَدِيث بِطُولِهِ مَوْضُوع على رَسُول الله وَالْمُتَّهَم بِهِ ميسرَة بن عبد ربه لَا بورك فِيهِ. (3) [حَدِيثُ] عَليّ أَن رَسُول الله قَالَ لَهُ أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإنَّك لم تَزَالَ بِخَيْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِيَّتِي يَا عَلِيُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ يَا عَليّ وللمتكلف من الرِّجَال ثَلَاثَة عَلامَاتٍ يَتَمَلَّقُ مَنْ شَهِدَهُ وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ وَيَشْمَتُ بِالْمُصِيبَةِ يَا عَلِيُّ وَلِلْمُرَائِي ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَكْسَلُ عَنِ الصَّلاةِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَيَنْشَطُ لَهَا إِذَا كَانَ النَّاسُ عِنْدَهُ وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَلِلظَّالِمِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَمَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَيُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ يَا عَلِيُّ وَلِلْمُنَافِقِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَلِلْكَسْلانِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَتَوَانَى حَتَّى يُفَرِّطَ، وَيُفَرِّطُ حَتَّى يُضَيِّعَ، وَيُضَيِّعُ حَتَّى يَأْثَمَ يَا عَلِيُّ وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصًا إِلا فِي ثَلاثِ خِصَالٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مَحْرَمٍ (أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْمُهْتَدي بِاللَّه) فِي فَوَائده وَذكر بَقِيَّة الْوَصِيَّة وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو النصيبي (قلت) وَفِيه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السَّمرقَنْدِي اتهمه الذَّهَبِيّ بِوَضْع هَذِه الْوَصِيَّة وَالله تَعَالَى أعلم قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل أَوله ثمَّ قَالَ وَهُوَ حَدِيث طَوِيل فِي الرغائب والآداب وَهُوَ حَدِيث مَوْضُوع وَالله تَعَالَى أعلم. (4) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ قَالَ لي رَسُول الله يَا عَلِيُّ لَا تَرْجُ إِلا رَبَّكَ وَلا تَخَفْ إِلا مِنْ ذَنْبِكَ يَا عَلِيُّ لَا تَسْتَحْيِ أَنْ تَتَعَلَّمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَلا تَسْتَحْيِ إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيْءٍ لَا تَعْلَمُ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ يَا عَلِيُّ إِنَّ بِمَنْزِلَة الصَّبْر من الْإِيمَان يمنزلة الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ يَا عَلِيُّ إِنَّ الصَّبْرَ ثَلاثَةُ خِصَالٍ مَنْ جَاءَ بِوَاحِدَةٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ وَمَنْ جَاءَ بِاثْنَتَيْنِ لَمْ تُقْبَلا مِنْهُ يَا عَلِيُّ الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَالصَّبْرُ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مُصِيبَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ، يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ أَعْطَاهُ الله خَمْسمِائَة دَرَجَة مَا بَين كل

الفصل الثاني

دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ، يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنهُ، أعطَاهُ الله سَبْعمِائة دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان، قَالَ السُّيُوطِيّ ولجملة الصَّبْر مِنْهُ طَرِيقَانِ آخرَانِ، أَحدهمَا عِنْد أبي الشَّيْخ وَالْآخر عِنْد الديلمي (قلت) فِي الأول مَجْهُول وَفِي الثَّانِي الْحَارِث الْأَعْوَر وَفِيه من لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (5) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تَنْبِذَهُ عَنْكَ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا غَشِيتَ أَهْلَكَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينَكَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ فَإِذَا اغْتَسَلْتَ مِنَ الْجَنَابَةِ غُفِرَ لَكَ ذُنُوبُكَ فَإِنْ كَانَ لَكَ مِنْ تِلْكَ الْوَاقِعَةِ وَلَدٌ كُتِبَ لَكَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ نَفْسِ ذَلِكَ الْوَلَدِ وَعَقِبِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٍ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ دَابَّةً فَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، تَكُنْ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى تَنْزِلَ مِنْ ظَهْرِهَا، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ السَّفِينَةَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، تَكُنْ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا لَبِسْتَ ثَوْبًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تُكْتَبُ لَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ سِلْكٍ فِيهِ (أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه) فِي فَوَائده وَذكر تَمام الْوَصِيَّة، وَفِيه حَمَّاد بن عَمْرو ومجاهيل. الْفَصْل الثَّانِي (6) [حَدِيثُ] جَابِرٍ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله عَلَى الْعَضْبَاءِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ؛ وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كَتَبَ وَكَأَنَّ مَا نُشَيِّعُ مِنَ الْمَوْتَى عَنْ قَرِيبٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ. وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ. قَدْ أَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، فَطُوبَى لِمَنْ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَلَمْ يُخَالِفْهَا إِلَى بِدْعَةٍ، وَرَضِيَ مِنَ الْعَيْشِ بِالْكَفَافِ وَقَنَعَ بِذَلِكَ (فت) من حَدِيث جَابر وَفِيه ضعفاء ومجاهيل (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه أبان وَتَابعه النَّضر بن مُحرز وَلَا يحْتَج بِهِ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أنس فَالْحَدِيث لَا يَصح وَجَاء من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ عصمَة بن مُحَمَّد وَهُوَ كَذَّاب عَن يحيى بن سعيد عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر عَن أنس

أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ (قلت) فِيهِ زَكَرِيَّا بن حَازِم الشَّيْبَانِيّ لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم، وَجَاء من حَدِيث الْحسن بن عَليّ أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية، وَقَالَ غَرِيب وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه الْقَاسِم بن الْفضل الثَّقَفِيّ فِي الْأَرْبَعين لَهُ (قلت) فِيهِ فضَالة بن جُبَير، وَالله أعلم. (7) [حَدِيثٌ] مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ؛ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ لَهَا عَلَى اللَّذَّاتِ، وَمَنْ زَهَدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر وَفِيه عبد الله بن الْوَلِيد الوصابي مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ جَاءَ من طَرِيق آخر لَيْسَ فِيهِ وَاحِد مِنْهُمَا، أخرجه تَمام فِي فَوَائده (قلت) بِسَنَد ضَعِيف وَالله أعلم وَمن طَرِيق آخر لَيْسَ فِيهِ عبد الله بن الْوَلِيد أخرجه ابْن عَسَاكِر (قلت) فِيهِ السّري بن سهل وَهُوَ السّري بن عَاصِم بن سهل وَالله أعلم والْحَارث مُخْتَلف فِيهِ وَحَدِيثه فِي السّنَن الْأَرْبَعَة وَقد أورد الحَدِيث من الطَّرِيق الأول أَبُو الْقَاسِم بن صصري فِي أَمَالِيهِ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب. (8) [حَدِيثٌ] الْمَوْتُ غَنِيمَةٌ وَالْمَعْصِيَةُ مُصِيبَةٌ وَالْفَقْرُ رَاحَةٌ وَالْغِنَى عُقُوبَةٌ وَالْعَقْلُ هَدِيَّةٌ مِنَ اللَّهِ وَالْجَهْلُ ضَلالَةٌ وَالظُّلْمُ نَدَامَةٌ وَالطَّاعَةُ قُرَّةُ الْعَيْنِ وَالْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ وَالضَّحِكُ هَلاكُ الْبَدَنِ وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الْفضل بن عبد الله الْهَرَوِيّ جرحه ابْن حبَان (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي الشّعب وَقَالَ تفرد بِهِ هَذَا النهرواني يَعْنِي أَحْمد بن عبد الله شيخ الْفضل وَهُوَ مَجْهُول (قلت) واتهمه ابين مَاكُولَا بِحَدِيث غير هَذَا كَمَا مر فِي الْمُقدمَة وَالله تَعَالَى أعلم. (9) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَن النَّبِي لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مَشَى مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ يُوصِيهِ فَقَالَ يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ وَلِينِ الْكَلامِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ وَحُبِّ الآخِرَةِ، يَا مُعَاذُ فَلا تُفْسِدَنَّ أَرْضًا وَلا تَشْتُمْ مُسْلِمًا وَلا تُصَدِّقْ كَاذِبًا وَلا تُكَذِّبْ صَادِقًا وَلا تَعْصِ إِمَامًا عَادِلا، يَا مُعَاذُ وَأُوصِيكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ يَا مُعَاذُ إِنِّي

أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي يَا مُعَاذُ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّا نَلْتَقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَقْصَرْتُ لَكَ مِنَ الْوَصِيَّةِ يَا مُعَاذُ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّتِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا (خطّ) من طَرِيق ركن بن عبد الله الدِّمَشْقِي وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد بِنَحْوِهِ (قلت) وَقَالَ بعض أشياخي سَنَده جيد لَيْسَ فِيهِ مَتْرُوك وَالله أعلم وَأَشَارَ الْبَيْهَقِيّ إِلَى طَرِيق آخر أخرجه العسكري فِي المواعظ. (10) [حَدِيث] أنس: أَن النَّبِي قَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ احْفَظْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَكُنْ فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ كَتَبَ لَهُ شَهَادَةً يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي فَصَلِّ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُصَلُّونَ عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ رَحْلِكَ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّكَ تَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِكَ قَدِ ازْدَدْتَ مِنْ حَسَنَاتِكَ، يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ رَحْلَكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ تَكُونُ بَرَكَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ؛ يَا بُنَيَّ إِنْ أَطَعْتَنِي فَلا يَكُونُ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَارْفَعْ يَدَيْكَ وَكَبِّرْ، وَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ مَكَانَهُ وَإِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ عَقِبَيْكَ مَعًا تَحْتَ إِلْيَتِكَ وَاذْكُرْ مَا بَدَا لَكَ وَأَقِمْ صُلْبَكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (حب) وَفِيه كثير بن عبد الله أَبُو هَاشم الْأَيْلِي (ابْن الْجَوْزِيّ) بِنَحْوِهِ وَزِيَادَة أَلْفَاظ وَفِيه بشر بن إِبْرَاهِيم وَعباد بن كثير (تعقب) بِأَن الْأَئِمَّة رووا أَبْعَاضه مفرقة من طرق عَن أنس فَعِنْدَ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق كثير بن عبد الله أبي هَاشم النَّاجِي جملَة الْوضُوء الْمَذْكُور إِلَى قَوْله شَهَادَة وَلم نر من اتهمَ كثيرا هَذَا بِوَضْع إِلَّا مَا اقْتَضَاهُ كَلَام ابْن حبَان وَقد نسبه الذَّهَبِيّ فِيهِ إِلَى الْوَهم، وَقَالَ مَا أرى رواياته بالمنكرة جدا وعِنْد التِّرْمِذِيّ يَا بني إِذا دخلت على أهلك فَسلم تكون بركَة عَلَيْك وعَلى أهل بَيْتك وَقَالَ حسن صَحِيح، وَعند الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من لقِيت من أمتِي فَسلم عَلَيْهِم يطلّ عمرك، وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك، وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَبْرَار، وَعِنْده أَيْضا أَكثر الصَّلَاة فِي بَيْتك يكثر خير بَيْتك وَسلم على من لقِيت من أمتِي تكْثر حَسَنَاتك، وَعِنْده أَيْضا هَذَا

الفصل الثالث

الْقدر بِزِيَادَة من طرق أُخْرَى، وَأخرجه أَبُو يعلى بِطُولِهِ من طَرِيق عباد الْمنْقري عَن عَليّ بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أنس، وَأخرجه الْخَطِيب فِي أَمَالِيهِ بِطُولِهِ من طَرِيق أَحْمد بن بكر البالسي ثَنَا الْهَيْثَم بن جميل عَن هشيم عَن يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن أنس. الْفَصْل الثَّالِث (اعْلَم) أَن السُّيُوطِيّ لم يفرد فِي الزِّيَادَات كتابا فِي المواعظ لكنه ذكر فِي الْكتاب الْجَامِع مَا يدْخل فِي هَذِه التَّرْجَمَة فأوردناه فِي هَذَا الْفَصْل. (11) [حَدِيث] أنس وعظ النَّبِي يَوْمًا فَصَعِقَ صَاعِقٌ مِنْ جَانِبِ الْمَسْجِد فَقَالَ النَّبِي مَنْ ذَا الْمُلْبِسُ عَلَيْنَا دِينَنَا إِنْ كَانَ صَادِقًا فَقَدْ شَهَرَ نَفْسَهُ وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا مَحَقَهُ اللَّهُ (ابْن لال) وَفِيه أَحْمد بن مُحَمَّد الْجعْفِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا حَدِيث بَاطِل. (12) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُول الله، فَقَالَ: أوصني وأوجز قَالَ: هيء جَهَازَكَ وَأَصْلِحْ زَادَكَ وَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ عِوَضٌ وَلا لِقَوْلِ اللَّهِ خَلَفٌ (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت. (13) [حَدِيثُ] عَليّ أَن النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ أُوصِيكَ مِنْ نَفْسِكَ بِخِصَالٍ احْفَظْهَا. أَمَّا الأُولَى فَالصِّدْقُ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ عِنْدِكَ كَذِبَةٌ أَبَدًا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَالْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَأما الثَّالِثَة كَذَا فَلَا تجتري عَلَى خِيَانَةٍ أَبَدًا، وَالرَّابِعَةُ كَثْرَةُ الْبُكَاءِ يَبْنِي اللَّهُ لَكَ بِكُلِّ دَمْعَةٍ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَالْخَامِسَةُ أَنْ تَأْخُذَ بِسُنَّتِي فِي صَلاتِي وَصَوْمِي وَصَدَقَتِي. فَأَمَّا الصَّلاةُ فَخَمْسُونَ رَكْعَةً فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَمَّا الصَّوْمُ فَثَلاثَةُ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ الْخَمِيسُ فِي الْعَشْرِ الأَوَّلِ وَالأَرْبَعَاءُ فِي وَسْطِ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ وَأَمَّا الصَّدَقَةُ فَجَهْدُكَ حَتَّى تَقُولَ قَدْ أَسْرَفْتُ وَلَمْ تُسْرِفْ وَعَلَيْكَ بِصَلاةِ اللَّيْلِ يَقُولُهَا ثَلاثًا وَعَلَيْكَ بِصَلاةِ الزَّوَالِ وَعَلَيْكَ بِرَفْعِ يَدَيْكَ فِي دُعَائِكَ وَعَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعَلَيْكَ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ وَعَلَيْكَ بِمَحَاسِنِ الأَخْلاقِ فَاطْلُبْهَا وَعَلَيْكَ بِمَسَاوِئِهَا فَاجْتَنِبْهَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ

فَلا تَلُمْ إِلا نَفْسَكَ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن نبيط بن شريط. (14) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلا وَمُنَادٍ يُنَادِي مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ يَا بَنِي آدَمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ وَيَقُولُ شَوَّقْنَاكُمْ فَلَمْ تَشْتَاقُوا وَخَوَّفْنَاكُمْ فَلَمْ تَخَافُوا وَنُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا، بِاللَّيْلِ تَنَامُونَ وَبِالنَّهَارِ تَلْعَبُونَ الْمَنْزِلَ الطَّوِيلَ مَتَى تَقْطَعُونَ يَا أَبْنَاءَ الْعِشْرِينَ جِدُّوا وَاجْتَهِدُوا يَا أَبْنَاءَ الثَّلاثِينَ لَا عُذْرَ لَكُمْ يَا أَبْنَاءَ الأَرْبَعِينَ وَالْخَمْسِينَ زَرْعٌ قَدَدْنَا حَصَادَهُ أَبْنَاءَ السِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ مَهْلا عَنِ اللَّهِ مَهْلا (مي) من حَدِيث أنس من طَرِيق إِبْرَاهِيم ابْن هدبة. (15) [حَدِيث] قَالَ الله يَا ابْن آدَمَ لَا يَغُرَّنَّكَ ذَنْبُ النَّاسِ عَنْ ذَنْبِكَ وَلا تُبْعِدِ النَّاسَ عَنْ نِعْمَةِ اللَّهِ وَلا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَأَنْتَ تَرْجُوهَا (ابْن لال) من حَدِيث عَليّ وَفِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي.

كتاب الفتن

كتاب الْفِتَن الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْكَبَ الْمَنْظُورُ وَيُلْبَسَ الْمَشْهُورُ وتبنى المدور وَيَصِيرَ النَّاسُ إِخْوَانَ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ (عق) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح، فِيهِ أَبُو مهْدي سعيد بن سِنَان تفرد بِهِ. (2) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَانَ الْغُرَبَاءُ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةً قُرْآنٌ فِي جَوْفِ ظَالِمٍ وَمُصْحَفٌ فِي بَيْتِ قَوْمٍ لَا يُقْرَأُ فِيهِ وَمَسْجِدٌ فِي نَادِي قَوْمٍ لَا يُصَلُّونَ فِيهِ وَرَجُلٌ صَالِحٌ بَيْنَ قَوْمِ سُوءٍ (حب) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيه يحيى بن عبد الله الْبَابلُتِّي يَأْتِي عَن الثِّقَات بالمعضلات، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: البلية فِي هَذَا الحَدِيث من مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي رَاوِيه عَن الْبَابلُتِّي. (3) [حَدِيثٌ] لَا يُولد بعد الْمِائَة مولو لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ (رَوَاهُ مهنا) عَن خَالِد بن خِدَاش عَن حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن الْحسن عَن صَخْر بن قدامَة الْعقيلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله فَذكره، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَيْسَ بِصَحِيح؛ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فَإِن قيل إِسْنَاده صَحِيح قلت فِيهِ العنعنة فَيحْتَمل أَن يكون أحد مِنْهُم سَمعه من ضَعِيف أَو كَذَّاب فأسقط اسْمه (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه مَا فيهم مُدَلّس سوى الْحسن وَالله أعلم، وَكَيف يكون صَحِيحا وَكثير من الْأَئِمَّة السَّادة ولدُوا بعد الْمِائَة انْتهى قَالَ السُّيُوطِيّ وأيده الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة بِأَن زَكَرِيَّا السَّاجِي حكى عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَنه كَانَ يضعف خَالِد بن خِدَاش، وَعَن يحيى بن معِين أَن خَالِدا انْفَرد عَن حَمَّاد بِأَحَادِيث وَبِأَن ابْن مَنْدَه، قَالَ صَخْر بن قدامه مُخْتَلف فِي صحبته وَلم يُصَرح بِسَمَاعِهِ من النَّبِي وَلم يُصَرح الْحسن بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَقَالَ السُّيُوطِيّ وَقَالَ ابْن قَانِع هَذَا الحَدِيث مِمَّا ضعف بِهِ خَالِد وَأنكر عَلَيْهِ (قلت) وَيُقَوِّي مَا توهمه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الحَدِيث من التَّدْلِيس أَن ابْن قُتَيْبَة رُوَاة فِي كِتَابه تَأْوِيل مُخْتَلف الحَدِيث عَن مُحَمَّد بن خَالِد بن خِدَاش عَن أَبِيه بِسَنَدِهِ قَالَ أَيُّوب: فَلَقِيت صَخْر بن قدامَة فَسَأَلته عَن الحَدِيث فَقَالَ لَا أعرفهُ انْتهى، وَأَيوب الظَّاهِر

أَنه السّخْتِيَانِيّ وَهُوَ قَضِيَّة كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ لكني رَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش مُخْتَصر الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه أَيُّوب عَن الْحسن مَجْهُول وَالله تَعَالَى أعلم. (4) [حَدِيثٌ] سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ خَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَاتُ (عد) من حَدِيث حُذَيْفَة وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْأَسدي (خطّ) من حَدِيثه أَيْضا بِزِيَادَة فَإِذا كَانَ سنة سِتِّينَ وَمِائَة فأمثل النَّاس يَوْمئِذٍ كل ذِي حاذ قُلْنَا وَمَا ذُو الحاذ قَالَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ولد خَفِيف الْمُؤْنَة وَفِي سنة كَذَا وَكَذَا خُرُوج أهل الْمغرب ونزولهم مصر وَذَلِكَ حِين قتل أهل الْمغرب أَمِيرهمْ فويل لمصر مَاذَا يلقى أَهلهَا من الذل الذَّلِيل وَالْقَتْل الذريع والجوع الشَّديد وَذكر حَدِيث طَويلا فِي الْمَلَاحِم وَفِيه سيف بن مُحَمَّد (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثه أَيْضا بِلَفْظ آخر وَفِيه عبد القدوس بن الْحجَّاج وَفِيه زَكَرِيَّا الصَّيْرَفِي مَجْرُوح وَابْن حُذَيْفَة مَجْهُول. (5) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَاحْذَرُوا التَّزْوِيجَ فَإِنَّهُ مَنْ تَزَوَّجَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ سَلَبَ اللَّهُ عَقْلَهُ وَهَدَمَ دِينَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ دُنْيَا وَلا آخِرَةٌ، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ (روى بِإِسْنَاد مظلم) كلهم مَجَاهِيل إِلَى مقَاتل عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه وَهَذَا من أفحش الْكَذِب. (6) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَتْ عَلَى أمتِي ثلثمِائة وَثَمَانُونَ سَنَةً فَقَدْ حَلَّتْ لَهُمُ الْعزبَة وَالتَّرَهُّب على رُؤُوس الْجِبَالِ (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه سُلَيْمَان بن عِيسَى قَالَ السُّيُوطِيّ وَجَاء من مُرْسل الْحسن إِذا أَتَت على أمتِي ثَمَانُون وَمِائَة سنة فقد حلت فِيهَا الْعزبَة وَالْعُزْلَة وَالتَّرَهُّب فِي رُؤُوس الْجبَال أخرجه الغسولي فِي جزئه (قلت) وعَلى إرْسَاله فِي سَنَده ضعفاء وَالله أعلم. (7) [حَدِيثُ] أَنَسٍ مَرْفُوعًا لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَقُولَ مَنْ يَبِيعُنَا دِينَهُ بِكَفِّ دَرَاهِمَ (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ السُّيُوطِيّ وَهُوَ فِي تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس وَقَالَ عقبه قَالَ أَبُو الْفرج لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ زِيَاد بن الْمُنْذر وَالله تَعَالَى أعلم.

الفصل الثاني

الْفَصْل الثَّانِي (8) [حَدِيثٌ] سَيَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَكْثَرُ وُجُوهِهِمْ وُجُوهُ الآدَمِيِّينَ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ شَيْءٌ مِنَ الرَّحْمَةِ سَفَّاكُونَ لِلدِّمَاءِ لَا يَرْعَوُونَ عَنْ قَبِيحٍ إِنْ تَابَعْتَهُمْ ضَارُّوكَ وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ صَبِيُّهُمْ عَارِمٌ وَشَيْخُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ وَطَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ وَالْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفٌ السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ لِذَلِكَ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ وَيَدْعُو خِيَارَهُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ (فِي الْمِائَة الشريحية) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة النَّيْسَابُورِي (تعقب) بِأَن الْحَافِظ أَبَا مُوسَى الْمَدِينِيّ رَوَاهُ فِي كتاب دولة الأشرار من طَرِيق أبي قَتَادَة الْحَرَّانِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن عُمَيْر عَن أبي الْمليح عَن عمر بن الْخطاب بِنَحْوِهِ وَزِيَادَة أَلْفَاظ ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب من هَذَا الْوَجْه قَالَ ويروى من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر. (9) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ وَفَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ رَسُول الله يَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهَا وَفِي شَوَّالٍ هَمْهَمَةٌ وَفِي ذِي الْقَعْدَةِ تَمَيُّزُ الْقَبَائِلِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَفِي ذِي الْحِجَّةِ تُرَاقُ الدِّمَاءُ وَفِي الْمُحَرَّمُ أَمْرٌ عَظِيمٌ وَهُوَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْكِ هَؤُلاءِ قِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ (عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ عبد الْوَاحِد بن قيس شبه لَا شَيْء (طب) من حَدِيث فَيْرُوز بِزِيَادَة وَفِيه ضعف وَانْقِطَاع وإرسال فَإِن فيروزا لم ير النَّبِي وَرَوَاهُ أَيْضا مسلمة بن عَليّ عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة ومسلمة مَتْرُوك وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن لَيْث عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي هُرَيْرَة وَإِسْمَاعِيل وَلَيْث وَشهر مضعفون (تعقب) بِأَن طَرِيق مسلمة أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ غَرِيب الْمَتْن ومسلمة لَا تقوم بِهِ حجَّة وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ بل هُوَ سَاقِط مَتْرُوك والْحَدِيث مَوْضُوع انْتهى لَكِن للْحَدِيث طرق أُخْرَى فَعِنْدَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَعند أبي الشَّيْخ فِي الْفِتَن من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَعند نعيم بن حَمَّاد فِي الْفِتَن من حَدِيث ابْن مَسْعُود أَيْضا وَعِنْده أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عبد الله

ابْن عَمْرو وَمن مُرْسل مَكْحُول وَمن مُرْسل شهر بن حَوْشَب وَعَن كَعْب وَغَيره قَوْلهم. (10) [حَدِيثٌ] عِنْدَ رَأْسِ الْمِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً يُقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ (فت) من حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه بشر بن المُهَاجر مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن الحَدِيث صَحِيح أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك والضياء فِي المختارة وَهَذِه الْمِائَة قرب السَّاعَة، وَابْن الْجَوْزِيّ ظن أَنَّهَا الْمِائَة الأولى من الْهِجْرَة وَلَيْسَ كَذَلِك وَقد ورد ذكر هَذِه الرّيح من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَعَائِشَة والنواس بن سمْعَان وَالثَّلَاثَة عِنْد مُسلم فِي صَحِيحه وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْحَاكِم وَمن حَدِيث عَيَّاش بن أبي ربيعَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ الْحَاكِم وَمن حَدِيث حُذَيْفَة بن أسيد أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَعَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا أخرجه الْحَاكِم وَكلهَا صِحَاح. (11) [حَدِيثٌ] تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ (عد) من حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَفِيه بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي، وَرَوَاهُ حبيب بن أبي حبيب عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه وحبِيب كَذَّاب (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه المخلص فِي فَوَائده من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك عَن عبد الْملك ابْن زيد عَن مُصعب بن مُصعب وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه وَأخرجه ابْن عَسَاكِر من طرق عَن ابْن أبي فديك وَقَالَ فِي بَعْضهَا قَالَ إِسْحَاق بن البهلول قلت لِابْنِ أبي فديك مَا مَعْنَاهُ قَالَ زينتها نور الْإِسْلَام وبهجته (قلت) وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق سعيد بن هَاشم المَخْزُومِي عَن مَالك بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان حَدِيث مُنكر انْتهى قَالَ جَامعه: وَفِي الحَدِيث عِلّة أُخْرَى وَهِي أَن أَبَا سَلمَة لم يسمع من أَبِيه قَالَه أَحْمد وَابْن معِين وَغَيرهمَا من الْحفاظ وَالله تَعَالَى أعلم. (12) [حَدِيثٌ] طَبَقَاتُ أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الثَّمَانِينَ أَهْلُ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّرَاحُمِ وَالتَّوَاصُلِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّقَاطُعِ وَالتَّدَابُرِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرْجِ وَالْحُرُوبِ (عبد الله ابْن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ) من حَدِيث أنس وَفِيه عباد بن عبد الصَّمد (عق) من حَدِيث أبي مُوسَى بِنَحْوِهِ

الفصل الثالث

وَفِيه عَرَفَة مَجْهُول وَرَوَاهُ يحيى بن عَنْبَسَة من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَيحيى كَذَّاب (تعقب) بِأَن حَدِيث أنس أخرجه ابْن مَاجَه من طَرِيقين آخَرين فبرئ عباد مِنْهُ قلت فِيهِ حَازِم أَبُو مُحَمَّد قَالَ الذَّهَبِيّ لَا أعرفهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِم حَدِيثه بَاطِل، وَجَاء من حَدِيث دارم التَّمِيمِي أخرجه الْحسن بن سُفْيَان وَقَالَ الْحَافِظ ابْن عبد الْبر فِي إِسْنَاده نظر (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي إِسْنَاده ضعف وَالله أعلم. (13) [حَدِيثٌ] الآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي قَتَادَة وَفِيه الْكُدَيْمِي (تعقب) بِأَن الْكُدَيْمِي برِئ مِنْهُ فقد تَابعه الْحسن بن عَليّ الْخلال وَمن طَرِيقه أخرجه ابْن مَاجَه وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ فِيهِ عون بن عمَارَة ضَعَّفُوهُ. (14) [حَدِيثٌ] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرُ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه زَكَرِيَّا الْوَقار وَشَيْخه مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن ضَعِيف (تعقب) بِأَنَّهُمَا بريئان مِنْهُ فقد ورد بِسَنَد صَحِيح أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن ابْن سِيرِين قَوْله وَله طَرِيق آخر أخرجه نعيم بن حَمَّاد فِي كتاب الْفِتَن قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد تَكَلَّمت عَلَيْهِ وعَلى تأوليه فِي كتاب المهتدى. الْفَصْل الثَّالِث (15) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ سَأَلْتُ رَسُولَ الله عَنِ الْعُزْبَةِ فَقَالَ يَا حُذَيْفَةُ خَيْرُ أُمَّتِي أَوَّلُهَا الْمُتَزَوِّجُونَ وَآخِرُهَا الْعُزَّابُ وَإِنِّي أَحْلَلْتُ لأُمَّتِي التَّرَهُّبَ إِذَا مَضَتْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ وَمِائَةِ سَنَةٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَنِ الْجَمَاعَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَدْ جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْنَا فَرِيضَةً وَاجِبَةً قَالَ يَا حُذَيْفَةُ يُوشِكُ أَنْ يَجْتَمِعُوا فِي مَسَاجِدِهِمْ وَالْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ قَلِيلٌ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يَكُونُ فِيهِمْ مُنَافِقُونَ قَالَ نَعَمْ أَظْهَرُ فِيهِمْ مِنْهُمُ الْيَوْمَ فِيكُمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِمَ يُعْرَفُ الْمُنَافِقُ فِي ذَلِكَ الزَّمَان قَالَ إِذا رَأَيْته نعاضا قاقد احتشى واكتسى من الْحَرَام يترأس فِي النَّاسِ بِالْحِلْمِ وَالْعِلْمِ إِنْ أَمَرَ الْمُؤْمِنَ الضَّعِيفَ فِيهِمْ بِأَمْرٍ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجمال أَو لَيْسَ قَدْ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فِي جُبَّةِ صُوفٍ وَقَلَنْسُوَةٍ مِنْ لَبُودٍ وَنَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ حمَار ميت أَو لَيْسَ قَدْ رَفَعَ اللَّهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَعَلِيهِ شقة قد

تَخَلَّلَ بِهَا أَلا وَإِنَّ هَذِهِ الْجُبَّةِ مِنْ صُوفٍ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ طَلَبَ مِنِّي نَفْسًا صَادِقًا وَعَمَلا صَالِحًا وَالنَّصِيحَةَ لَهُ فِي خَلْقِهِ وَلَيْسَ الْجَمِيلُ مَنْ يَتَجَمَّلُ بِالثِّيَابِ وَيَخْلُقُ دِينُهُ (كرّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الله البلوي. (16) [حَدِيثٌ] إِذَا عَبَرَ السُّفْيَانِيُّ الْفُرَاتَ وَبَلَغَ مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ عَاقِر قوفا مَحَا اللَّهُ الإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِ فَيَقْتُلُ بِهَا إِلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الدُّجَيْلُ سَبْعِينَ أَلْفًا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفًا مُحَلاةً وَمَا سِوَاهُمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَيَنْظُرُونَ عَلَى بَيْتِ الذَّهَبِ فَيَقْتُلُونَ الْمُقَاتِلَةَ الأَبْطَالَ وَيَبْقَرُونَ بُطُونَ النِّسَاءِ يَقُولُونَ لَعَلَّهَا حُبْلَى بِغُلامٍ وَتَسْتَغِيثُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ إِلَى الْمَارَّةِ مِنْ أَهْلِ السُّفَنِ يَطْلُبْنَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوهُنَّ حَتَّى يُلْقُوهُنَّ إِلَى النَّاسِ فَلا يَحْمِلُوهُنَّ بُغْضًا لِبَنِي هَاشِمٍ فَلا تُبْغِضُوا بَنِي هَاشِمٍ فَإِنَّ مِنْهُمْ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ وَمِنْهُمُ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ فَأَمَّا النِّسَاءِ فَإِذَا جَنَّهُنَّ اللَّيْلُ أَوَيْنَ إِلَى أَغْوَرِهَا مَكَانًا مَخَافَةَ الْفُسَّاقِ ثُمَّ يَأْتِيهُمُ الْمَدَدُ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى يَسْتَنْقِذُوا مَا مَعَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ مِنْ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ (نعيم بن حَمَّاد) فِي الْفِتَن وَفِيه مَجْهُولُونَ وضعفاء (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ لكنه فِيهِ ركة ظَاهِرَة وَالله تَعَالَى أعلم. (17) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن {حم عسق} ، وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ ابْن كَعْبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَعِدَّةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ حُضُورٌ فَقَالَ حُذَيْفَةُ الْعَيْنُ عَذَابٌ وَالسِّينُ سَنَةٌ وَالْقَافُ قَوْمٌ يُقْذَفُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مِمَّنْ هُمْ قَالَ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا الزَّوْرَاءُ وَيُقْتَلُ فِيهَا مَقْتَلَةً عَظِيمَةً وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَ ذَلِكَ فِينَا وَلَكِنَّ الْقَافَ قَذْفٌ وَخَسْفٌ يَكُونُ فَقَالَ عُمَرُ لِحُذَيْفَةَ أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَصَبْتَ التَّفْسِيرَ وَأَصَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمَعْنَى، فَأَصَابَ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحُمَّى حَتَّى عَادَهُ عُمَرُ وَعِدَّةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِمَّا سَمِعَ مِنْ حُذَيْفَةَ (نعيم) أَيْضا وَفِيه مقَاتل بن سُلَيْمَان وَعنهُ نوح بن أبي مَرْيَم. (18) [أَثَرُ] ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ وَعِنْدَهُ حُذَيْفَة فَقَالَ يَا ابْن عَبَّاسٍ قَوْلُهُ تَعَالَى {حم عسق} فَأَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ كَرَّرَهَا فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ أَلا أُنْبِيكَ قَدْ عَرَفْتُ لِمَ كَرِهَهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الإِلَهِ يَنْزِلُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْمَشْرِقِ تُبْنَى عَلَيْهِ مَدِينَتَانِ يَشُقُّ النَّهْرَ بَيْنَهُمَا شَقًّا يَجْتَمِعُ فِيهَا كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (نعيم) أَيْضا

من طَرِيق عبد القدوس وَأخرج الْخَطِيب هَذِه الْأَحَادِيث الثَّلَاثَة من طَرِيق نعيم وَقَالَ واهية الْأَسَانِيد ومتونها غير مَحْفُوظَة إِلَّا من هَذِه الطّرق الْفَاسِدَة. (19) [حَدِيثٌ] خَرَابُ الرَّيِّ مِنْ قِبَلِ الدَّيْلَمِ وَخَرَابُ الدَّيْلَمِ مِنْ قِبَلِ الأَرْمَنِ (مي) من حَدِيث حُذَيْفَة (قلت) لم يبين علته. (20) [أثر] حُذَيْفَة بَدْء الْمَلاحِمَ خَلِيفَتَانِ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ بِذَهِيبَةِ الزَّوْرَاءِ ابْنَا عَمِّ أَحَدِهِمَا أَسَنُّ مِنْ صَاحِبِه وَهُوَ الْمُتَأَخِّرُ فِي الْبَيْعَةِ افْتِتَاحُ أَمْرِهِ قَتْلُ جَبَّارٍ عَنِيدٍ غِيلَةً عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ فَإِذَا قُتِلَ ذَلِكَ الْجَبَّارِ اجْتَمَعَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ ذَوِي الرَّأْيِ وَالنُّهَى عَنْ بَيْعَةِ هَذَا الْخَلِيفَةِ الْعَبَّاسِيِّ فَلا يَزَالُ أَمْرُهُ فِي إِقْبَالٍ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ الْمُسْتَقْبَلَةِ هُوَ وَابْنُ عَمِّهِ فِي جَانِبٍ وَاحِدٍ وَلَيْسَ بِابْنِ عَمِّهِ الْمُخْلِصِ فَإِذَا تَعَالَى النَّهَارُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ بَرَقَتَ بَرْقَةٌ لِلْفَتَى الْمُتَقَدِّمِ فِي الْبَيْعَةِ عَلَى الْكَهْلِ فَصَيَّرَتْهُ هُوَ وَأَصْحَابَهُ حَصِيدًا لَا يَفْلِتُ مِنْهُمْ إِلا الشَّدِيدُ يَمْضُونَ كَمَا يَمْضِي أَمْسُ الدَّابِرِ وَلا يُحَسُّ لَهُمْ حَسِيسٌ أَبَدًا فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ تَتَابَعَتِ الْمَلاحِمُ كَالْخَرَزِ تسْقط إحديهن مِنَ النِّظَامِ إِذَا انْقَطَعَ ثُمَّ تَتَابَعُ أَخَوَاتُهَا حَتَّى يَظْهَرَ الدَّجَّالُ (نجا) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان هَذَا خبر مختلق فِي سَنَده من لَا يعرف وَالقَاسِم الْعمريّ ضَعِيف. (21) [حَدِيثُ] ابْنِ مَسْعُود أَن النَّبِي قَالَ لِلْعَبَّاسِ يَا عَبَّاسُ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ مِنْ وَلَدِكَ يَا عَمِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ دَوْلَتِهِمْ وَهُوَ الثَّامِنَ عَشَرَ تَكُونُ مَعَهُ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ يُقْتَلُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ آلَاف تِسْعَة آلَاف وَتِسْعمِائَة لَا يَنْجُو مِنْهَا إِلا الْيَسِيرُ وَيَكُونُ قِتَالُهُمْ بِمَوْضِعٍ مِنَ الْعِرَاقِ (نع) من طَرِيق مينا بن أبي مينا وَأحمد بن مُحَمَّد بن عمر اليمامي. (22) [حَدِيثٌ] لَا تَكْرَهُوا الْفِتَنَ فَإِنَّ فِيهَا حَصَادَ الْمُنَافِقِينَ. (23) [وَحَدِيثٌ] إِذَا كَثَرَتِ الْفِتَنُ فَعَلَيْكُمْ بِأَطْرَافِ الْيَمَنِ (قَالَ ابْن تَيْمِية) موضوعان (قلت) الحَدِيث الأول أخرجه الديلمي من حَدِيث عَليّ بِلَفْظ فَإِن فِيهَا تبين الْمُنَافِقين وَأنْكرهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي وَنقل عَن ابْن وهب أَنه سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ بَاطِل وَالله تَعَالَى أعلم.

كتتب المرض والطب

كتتب الْمَرَض والطب الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ ثَلاثِينَ سَنَةً (خطّ) فِي الْمُتَّفق والمفترق من حَدِيث عَائِشَة وَفِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الذارع (حب) من حَدِيثهَا أَيْضا بِزِيَادَة وَإِن الْمَرَض يتبع الذُّنُوب فِي المفاصل حَتَّى يسلها عَنهُ سلا فَيقوم من مَرضه قد خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمه وَفِيه أَبُو حُذَيْفَة إِسْحَاق بن بشر. (2) [حَدِيثٌ] مَثَلُ الْمَرِيضِ إِذَا بَرَأَ وَصَحَّ كَمَثَلِ الْبَرَدَةِ تَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ بِصَفَائِهَا وَلَوْنِهَا (المخلص) من حَدِيث أنس قَالَ ابْن حبَان بَاطِل إِنَّمَا هُوَ قَول الزُّهْرِيّ لم يرفعهُ إِلَّا الْوَلِيد الموقري وَلَا يحْتَج بِهِ بِحَال وَرَوَاهُ سعيد بن هَاشم بن صَالح المَخْزُومِي عَن ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ وَسَعِيد لَيْسَ بِمُسْتَقِيم الحَدِيث وَرَوَاهُ سُفْيَان بن مُحَمَّد الْفَزارِيّ عَن ابْن وهب عَن الزُّهْرِيّ وسُفْيَان يسرق الحَدِيث. (3) [حَدِيثٌ] مَنْ أَذْهَبَ اللَّهُ بَصَرَهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَهِ وَاجِبًا أَنْ لَا تَرَى عَيْنَاهُ نَارَ جَهَنَّمَ (قطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَفِيهِ حَفْص بن وهب تفرد بِهِ. (4) [حَدِيثٌ] ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَذَهَابُ السَّمْعُ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَمَا نَقَصَ مِنَ الْجَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ (خطّ) من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود وَفِيه هَارُون ابْن عنترة لَا يحْتَج بِهِ وَدَاوُد بن الزبْرِقَان لَيْسَ بِشَيْء (قلت) هَارُون من رجال أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَدَاوُد من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث وَقد أورد الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ هَذَا الحَدِيث من جِهَة الْخَطِيب، وَقَالَ غَرِيب جدا وَالله أعلم. (5) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالك أَن رَسُول الله كَانَ إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ انْتَظَرُه ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِذَا كَانَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا لَهُ وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا زَارَهُ ففقد رَسُول الله رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ فَسَأَلَ عَنْهُ

يَوْمَ الثَّالِثِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مَرِيضٌ كَأَنَّهُ الفرخ، فَقَالَ رَسُول الله لأَصْحَابِهِ بَعْدَ مَا صَلَّى وَسَأَلَ عَنْهُ انْطَلِقُوا إِلَى أَخِيكُمْ نَعُودُهُ، فَخرج رَسُول الله وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قعد رَسُول الله فَسَأَلَهُ فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْفَرْخِ لَا يَأْكُلُ شَيْئًا إِلا خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا شَأْنُكَ؛ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنْتَ تُصَلِّي قَرَأْتَ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ الْقَارِعَةُ، ثُمَّ مَرَرْتَ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجبَال كالعهن المنفوش} ، فَقُلْتُ أَيْ رَبِّ مَهْمَا كَانَ لِي مِنْ ذَنْبٍ أَنْتَ مُعَذِّبِي عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلْ لِي عُقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَأَصَابَنِي مَا تَرَى، فَقَالَ رَسُول الله بِئْسَ مَا صَنَعْتَ جَنَيْتَ لِنَفْسِكَ الْبَلاءَ، وَسَأَلْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْبَلاءَ، أَلا سَأَلْتَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَ فَمَا أَقُولُ، قَالَ تَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَة وقنا عَذَاب النَّار، ثُمَّ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ خَيْرًا وَقَامَ كَأَنَّمَا نَشَطَ مِنْ عِقَالٍ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُول الله يَا عُمَرُ إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَجَّهَ إِلَى أَخِيهِ الْمَرِيضِ يَعُودُهُ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حقوبه وَيَرْفَعُ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ دَرَجَةً وَكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ حَسَنَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةٌ، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ كَمِ احْتُبِسَ عِنْدَ عَبْدِي الْمَرِيضِ يَقُولُ الْمَلَكُ إِذَا كَانَ يُظَلَّ احْتُبِسَ عِنْدَهُ فُوَاقًا قَالَ اكْتُبُوا لَهُ عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ إِنْ عَاشَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ، وَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ وَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَلْفِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَكِ كَمِ احْتُبِسَ، فَإِنْ كَانَ أَطَالَ الْحَبْسَ قَالَ سَاعَةً يَقُولُ اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا وَالدَّهْرُ عَشَرَةُ آلافِ سَنَةٍ إِنْ عَاشَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ بَعْدَ عَشَرَةِ آلافِ سَنَةٍ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ عَشَرَةِ آلافِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنْ كَانَ صَبَاحًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى أَنْ يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى أَنْ يُصْبِحَ، (شا) من طَرِيق عباد بن كثير، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأخرجه أَبُو يعلى فِي مُسْنده، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة تفرد بِهِ عباد بن كثير وَهُوَ واه وآثار الْوَضع لائحة عَلَيْهِ. (6) [حَدِيثٌ] عِيَادَةُ الْمَرِيضِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ سَنَةً (فت) من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكُوفِي وَعبد الله بن قيس.

الفصل الثاني

(7) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ مَرَّ بِوَادِي الْمُجَذَّمِينَ فَقَالَ أَسْرِعُوا السَّيْرَ فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ يُعْدِي فَهُوَ هَذَا (ابْن الْجَوْزِيّ) وَلَا يَصح تفرد بِهِ الْخَلِيل ابْن زَكَرِيَّا (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَهُوَ عجب فالخليل من رجال ابْن مَاجَه، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: وثق وَمن أنكر مَاله حَدِيث مر نَبِي الله بوادي عسفان فَرَأى مجذمين فأسرع وَقَالَ إِن كَانَ شَيْء يعدي فَهَذَا وَحَدِيث إِن جِبْرِيل قَالَ نعم الْقَوْم أمتك لَوْلَا أَن فيهم بقايا من قوم لوط انْتهى فَظهر أَن الحَدِيث مُنكر لَا مَوْضُوع وَأَن الْخَلِيل مُخْتَلف فِيهِ فَيحسن حَدِيثه بالمتابعات والشواهد ولحديثه هَذَا شَوَاهِد مِنْهَا حَدِيث فر من المجذوم فرارك من الْأسد، وَمِنْهَا حَدِيث أَن رَسُول الله أَتَاهُ مجذوم ليبايعه بيعَة الْإِسْلَام فَأرْسل إِلَيْهِ بالبيعة وَأمره بالانصراف وَالله أعلم. (8) [حَدِيثٌ] الْمَرَضُ يَنْزِلُ جُمْلَةً وَالْبُرْءُ يَنْزِلُ قَلِيلا قَلِيلا (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ لَا يثبت مَرْفُوعا وَلَا مَوْقُوفا على صَحَابِيّ وَإِنَّمَا هُوَ قَول عُرْوَة بن الزبير وَالْمُتَّهَم يرفعهُ عبد الله بن الْحَارِث الصَّنْعَانِيّ وَالله أعلم. (9) [حَدِيثَ] عَائِشَةَ كَانَ رَسُول الله يَكْتَحِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ وَيَحْتَجِمُ كُلَّ شَهْرٍ وَيَشْرَبُ الدَّوَاءَ كُلَّ سَنَةٍ (عد) وَلَا يَصح فِيهِ سيف ابْن أُخْت سُفْيَان الثَّوْريّ. الْفَصْل الثَّانِي (10) [حَدِيثٌ] ثَلاثٌ مِنْ كُنُوزِ الْبِرِّ إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ وَكِتْمَانُ الشَّكْوَى يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي فَصَبَرَ وَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، فَإِنْ أَبْرَأْتُهُ أَبْرَأْتُهُ وَلا ذَنْبَ لَهُ، وَإِنْ تَوَفَّيْتُهُ فَإِلَى رَحْمَتِي (طب) وَلَا يَصح فِيهِ الْجَارُود بن يزِيد (تعقب) بِأَن الْجَارُود لم يتهم بِوَضْع (قلت) هَذَا مَمْنُوع كَمَا يعرف بمراجعة الْمُقدمَة الله تَعَالَى أعلم، ولأول الحَدِيث شَوَاهِد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد وَمن حَدِيث ابْن عمر أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من ثَلَاثَة طرق وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه تَمام فِي فَوَائده وَمن حَدِيث عَليّ أخرجه الْخَطِيب من طَرِيق الْحَارِث الْأَعْوَر ولبقيته شَوَاهِد ستأتي فِي الَّذِي بعده.

(11) [حَدِيثٌ] قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَبْتَلِي عَبْدِي الْمُؤْمِنَ بِالْبَلاءِ فَإِنْ لَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا وَأَطْيَبَ مِنْ دَمِهِ فَإِنْ أَطْلَقْتُهُ مِنْ أَسْرِي أَمَرْتُهُ فَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ (يخ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ عبد الله بن أبي سعيد المَقْبُري مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقين آخَرين عَن أبي هُرَيْرَة أَحدهمَا أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ على شَرط الشَّيْخَيْنِ، وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَصَححهُ أَيْضا وَقَالَ: زعم بعض الْحفاظ أَن مُسلما أخرجه فِي صَحِيحه، وَقد نظرت فِي كتاب مُسلم فَلم أَجِدهُ وَلَا ذكره أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي أَطْرَافه انْتهى، وَقد أَشَارَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي إتحاف المهرة إِلَى أَنه فِي صَحِيح مُسلم وَأَنه مِمَّا استدرك عَلَيْهِ أَي لِأَنَّهُ فِي رِوَايَته من طَرِيق أبي بكر الحنقي عَن عَاصِم بن مُحَمَّد بن زيد عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري وَقد رَوَاهُ معَاذ بن معَاذ عَن عَاصِم عَن عبد الله بن أبي سعيد عَن أَبِيه فَكَأَنَّهُ فِي صَحِيح مُسلم فِي غير الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة وَالثَّانِي أخرجه القَاضِي أَبُو الْحسن بن صَخْر فِي عوالي مَالك فَحَدِيث يُصَحِّحهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وينسبه بعض الْحفاظ إِلَى صَحِيح مُسلم لَا يَلِيق أَن يذكر فِي الموضوعات وَلَا يتتبع كَلَام النقاد فِيهِ، ثمَّ للْحَدِيث شَوَاهِد من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أخرجه ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد من طَرِيق عباد بن كثير الثَّقَفِيّ وَقَالَ كَانَ فَاضلا عابدا وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَمن مُرْسل عَطاء أخرجه مَالك فِي الْمُوَطَّإِ. (12) [حَدِيثُ] الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: قَالَ لِي جدي رَسُول الله: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِالْقَنَاعَةِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَدِّ الْفَرَائِضَ تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، يَا بُنَيَّ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا شَجْرَةُ الْبَلْوَى يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ، يُصَبُّ لَهُمُ الأَجْرُ صبا، وَقَرَأَ رَسُول الله {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} (خطّ) وَفِيه الْأَصْبَغ بن نباتة، وَسعد بن طريف والكديمي (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والأصبهاني فِي ترغيبه وَمن حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِير وَمن حَدِيث عمر أَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ. (13) [حَدِيثٌ] يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلاءِ (طب) من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحْمَن

ابْن مغرا لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ أخرجه من طَرِيقه وَكَذَا الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن والشعب وَصَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فَأخْرجهُ فِي المختارة، وَعبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن عدي: ضَعِيف يكْتب حَدِيثه وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَا بِهِ بَأْس إِن شَاءَ الله وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد ثِقَة وَجَاء عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد وَمثله لَهُ حكم الرّفْع. (14) [حَدِيثٌ] مَنْ مَرِضَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (قلت) هَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ السُّيُوطِيّ وَذكره ابْن درباس فِي تلخيصه من حَدِيث أنس وَقَالَ: قَالَ أَبُو الْفرج لَيْسَ بِصَحِيح فِيهِ إِبْرَاهِيم بن الحكم لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك (وَتعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر بِخَطِّهِ على الْهَامِش فَكتب مَا نَصه إِبْرَاهِيم لَمْ يُتَّهَمْ بِكَذِبٍ وَلا وَضْعٍ، وَمَعَ ذَلِك فقد قَالَ البُخَارِيّ سكتوا عَنهُ؛ انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (15) [حَدِيثٌ] مَنْ مَرِضَ لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بِقَبُولِهَا وَأَدَّى الْحَقَّ الَّذِي يَلْزَمُهُ فِيهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَمَا زَادَ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ (رَوَاهُ عِيسَى بن مَيْمُون) أَبُو سَلمَة الْخَواص عَن السّديّ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح عِيسَى بن مَيْمُون مَتْرُوك (تعقب) بِأَنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ بَلْ تَابَعَهُ عَن السّديّ الحكم بن ظهير أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب (قلت) الحكم ابْن ظهير رمي بِالْكَذِبِ والوضع فَلَا يصلح تَابعا على أَن الحَدِيث عِنْد ابْن النجار فِي تَارِيخه عَن عِيسَى بن مَيْمُون عَن الحكم عَن السّديّ وَالله تَعَالَى أعلم. (16) [حَدِيثٌ] لَا تَكْرَهُوا أَرْبَعَةً فَإِنَّهَا لأَرْبَعَةٍ. لَا تَكْرَهُوا الرَّمَدَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْعَمَى، وَلا تَكْرَهُوا الزُّكَامَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْجُذَامِ؛ وَلا تَكْرَهُوا السُّعَالَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْفَالِجِ، وَلا تَكْرَهُوا الدَّمَامِيلَ فَإِنَّهَا تَقْطَعُ عُرُوقَ الْبَرَصِ (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه يحيى بن زَهْدَم (تعقب) بِأَن ابْن عدي قَالَ فِي يحيى أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ فِي إِسْنَاده ضعف (قلت) وَفِي اللِّسَان فِي تَرْجَمَة يحيى بن زَهْدَم قَالَ ابْن أبي حَاتِم كتب عَنهُ أبي وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ: شيخ أَرْجُو أَن يكون صَدُوقًا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر وَكَانَ الآفة يَعْنِي فِي الحَدِيث من شَيْخه يَعْنِي أَبَاهُ زهد مَا قَالَ جَامعه: وَتقدم فِي الْمُقدمَة أَن زهد مَا مُتَّهم وَلم أر من وَثَّقَهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (17) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ أَحَدٍ إِلا وَفِي رَأْسِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ يَسْعَرُ فَإِذَا هاج سلط

عَلَيْهِ الزُّكَامُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيثِ عَائِشَةَ وَلا يَصِحُّ فِيهِ الْكُدَيْمِي (أَبُو سعيد النقاش) من حَدِيث جرير بِنَحْوِهِ وَفِيه يحيى بن مُحَمَّد بن خشيش وَمُحَمّد بن بشر وَأَحَدهمَا وَضعه (تعقب) بِأَن حَدِيث عَائِشَة أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ كَأَنَّهُ مَوْضُوع والكديمي مُتَّهم. (18) [حَدِيثٌ] لَا يُعَادُ الْمَرِيضُ إِلا بَعْدَ ثَلاثٍ (عد) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ روح بن غطيف، وَنصر بن حَمَّاد مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد أخرج ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أنس كَانَ النَّبِي لَا يعود مَرِيضا إِلَّا بعد ثَلَاث وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن عَبَّاس العيادة بعد ثَلَاث سنة وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي قَالَ عِيَادَة الْمَرِيض بعد ثَلَاث. (19) [حَدِيثٌ] مِنْ تَمَامِ الْعِيَادَةِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَى الْمَرِيضِ وَتَقُولَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ وَكَيْفَ أَمْسَيْتَ (عق) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه عبد الْأَعْلَى بن مُحَمَّد التَّاجِر وَرَوَاهُ أَيْضا عبيد الله بن زحر عَن عَليّ بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة وَابْن زحر وَشَيْخه ليسَا بِشَيْء (تعقب) بِأَنَّهُ من طَرِيق ابْن زحر أخرجه الإِمَام أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ إِسْنَاده لَيْسَ بِذَاكَ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَله شَوَاهِد فقد ورد بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث أبي رهم المسمعي أخرجه الطَّبَرَانِيّ وبنحوه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه ابْن مَاجَه (قلت) أوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أمالي الْأَذْكَار وَقَالَ حَدِيث غَرِيب أخرج ابْن مَاجَه بعضه وَأخرجه ابْن السّني بِتَمَامِهِ وَرِجَاله ثِقَات إِلَّا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم فَإِنَّهُ ضَعِيف وَالله أعلم وَمن حَدِيث عَائِشَة أخرجه أَبُو يعلى بِسَنَد رِجَاله موثوقون وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أمالي الْأَذْكَار فِي سَنَده عمر بن مُوسَى الوجيهي وَضاع وَفِيه أَيْضا ضَعِيف مَتْرُوك وَالله تَعَالَى أعلم. (20) [حَدِيثٌ] ثَلاثَةٌ لَا يُعَادُونَ صَاحِبُ الرَّمَدِ وَصَاحِبُ الضِّرْسِ وَصَاحِبُ الدُّمَّلِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مسلمة بن عَليّ الْخُشَنِي مَتْرُوك وَإِنَّمَا يروي من كَلَام يحيى بن أبي كثير (تعقب) بِأَن مسلمة لم يتهم بكذب والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَضَعفه.

(21) [حَدِيثٌ] النِّيرَانُ ثَلاثَةٌ فَنَارٌ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ وَنَارٌ تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ وَنَارٌ تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَأَمَّا الَّتِي تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فَجَهَنَّمُ وَأَمَّا الَّتِي تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ فَنَارُ الدُّنْيَا وَأَمَّا الَّتِي تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَالْحُمَّى فَإِذَا وَجَدَهَا أَحَدُكُمْ فَليقمْ إِلَى بِئْر فليستقي مِنْهَا دَلْوًا وَلْيَصُبَّهُ عَلَيْهِ وَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدَقَ رَسُولُكَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فَإِنْ ذَهَبَتْ وَإِلا يَفْعَلُ سَبْعَ غَدَوَاتٍ فَإِنَّهَا سَتَذْهَبُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ثَوْبَان وَلَا يَصح فِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء مِنْهُم سَلمَة بن رَجَاء (تعقب) بِأَن آخِره عِنْد التِّرْمِذِيّ من حَدِيث ثَوْبَان بِلَفْظ إِذا أصَاب أحدكُم الْحمى فَإِن الْحمى قِطْعَة من النَّار فليطفئها عَنهُ بِالْمَاءِ فليستنقع فِي نهر جَار وليستقبل جريته فَيَقُول بِسم الله اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدَقَ رَسُولُكَ بعد صَلَاة الصُّبْح قبل طُلُوع الشَّمْس وليغتمس فِيهِ ثَلَاث غمسات ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن لم يبرأ فسبع فَإِنَّهَا لَا تكَاد تجَاوز سبعا بِإِذن الله تَعَالَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَله شَاهد من مُرْسل مَنْصُور بن وهب الْمعَافِرِي أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَمن مُرْسل مَكْحُول أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف. (22) [حَدِيثٌ] مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ وَيَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ مَرَضٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمن حَدِيث أنس (حب) من حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ فِي الأول سُلَيْمَان بن أَرقم وَابْن سمْعَان وعنهما إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ضَعِيف وَفِي الثَّانِي حسان بن سياه حدث بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَفِي الثَّالِث عبد الله بن زِيَاد الفلسطيني تجب مجانبة حَدِيثه (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْبَزَّار وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَن سُلَيْمَان بن أَرقم وَهَذِه مُتَابعَة قَوِيَّة لإسماعيل وَأخرجه الديلمي من طَرِيق بكر بن سُهَيْل الدمياطي عَن مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي عَن شُعَيْب بن إِسْحَاق عَن الْحسن بن الصَّلْت عَن سعيد بن الْمسيب فَزَالَتْ تُهْمَة سُلَيْمَان وَابْن سمْعَان (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه حسان بن سياه لم أر من وَثَّقَهُ لَكِن مَا اتهمَ بكذب وَلَا وضع فَحَدِيثه مُنكر وَالله تَعَالَى أعلم وَقد جَاءَ من مُرْسل الزُّهْرِيّ أخرجه أَبُو مُسلم الْكَجِّي فِي سنَنه قَالَ الْحَاكِم وَهُوَ الْمَحْفُوظ وَقد كره أَحْمد الْحجامَة فِي يومي السبت وَالْأَرْبِعَاء لهَذَا الْمُرْسل وَمن طرق حَدِيث ابْن عمر مَا أخرجه ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد: الْحجامَة على الرِّيق أمثل وفيهَا شِفَاء وبركة وَهِي تزيد فِي الْعقل وتزيد

فِي الْحِفْظ فَمن كَانَ محتجما فَيوم الْخَمِيس على اسْم الله وَاجْتَنبُوا الْحجامَة يَوْم الْجُمُعَة وَيَوْم السبت وَيَوْم الْأَحَد واحتجموا يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الثُّلَاثَاء وَاجْتَنبُوا الْحجامَة يَوْم الْأَرْبَعَاء فَإِنَّهُ الْيَوْم الَّذِي أُصِيب فِيهِ أَيُّوب بالبلاء وَلَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَلَيْلَة الْأَرْبَعَاء (قلت) وَعَن عَليّ مَوْقُوفا من احْتجم يَوْم الْأَرْبَعَاء وأطلى يَوْم السبت فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق بِسَنَد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم. (23) [حَدِيثٌ] فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ يَحْتَجِمُ فِيهَا إِلا مَاتَ (رَوَاهُ يحيى بن الْعَلَاء) من حَدِيث الْحسن بن عَليّ وَيحيى مَتْرُوك (تعقب) بِأَن يحيى من رجال أبي دَاوُد وَابْن مَاجَه وَله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ إِن فِي الْجُمُعَة سَاعَة لَا يحتجم فِيهَا محتجم إِلَّا عرض لَهُ دَاء لَا يشفى مِنْهُ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَفِيه عطاف بن خَالِد ضَعِيف. (24) [حَدِيثُ] كَبْشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَيَزْعُم عَن رَسُول الله أَنَّهُ يَوْمُ الدَّمِ وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَرْقَأُ فِيهَا الدَّمُ، وَفِيه بكار ابْن عبد الْعَزِيز لَيْسَ بِشَيْء. (25) [وَحَدِيثٌ] لَا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فَإِنَّ سُورَةَ الْحَدِيدِ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ (عد) من حَدِيث جَابر وَفِيه عمر بن مُوسَى وَهُوَ الوجيهي (تعقب) بِأَن حَدِيث أبي بكرَة أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْده صَالح وبكار اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وروى لَهُ فِي الْأَدَب وَقَالَ ابْن معِين صَالح ثمَّ إِنَّه لم يتفرد بِهِ بل تَابعه عبد الله ابْن الْقَاسِم عَن ابْنة أبي بكرَة رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره (قلت) فَهَذَا الحَدِيث شَاهد لبَعض حَدِيث جَابر وَالله أعلم وَيشْهد لكله حَدِيث ابْن عمر نزلت سُورَة الْحَدِيد يَوْم الثُّلَاثَاء وَخلق الله الْحَدِيد يَوْم الثُّلَاثَاء وَقتل ابْن آدم أَخَاهُ يَوْم الثُّلَاثَاء وَنهى رَسُول الله عَن الْحجامَة يَوْم الثُّلَاثَاء أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) بِسَنَد ضَعِيف وَالله تَعَالَى أعلم. (26) [حَدِيثٌ] الْحِجَامَةُ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْرِ دَوَاءٌ لِدَاءِ سَنَةٍ (عد) من حَدِيث معقل بن يسَار (حب) من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ دخلت على رَسُول الله وَهُوَ يحتجم يَوْم الثُّلَاثَاء فَقلت هَذَا الْيَوْم تحتجم قَالَ نعم، قَالَ من وَافق مِنْكُم يَوْم الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْر فَلَا يجاوزها

الفصل الثالث

حَتَّى يحتجم وَلَا يَصح مِنْهَا شَيْء فِي الأول زيد الْعمي، وَعنهُ سَلام الطَّوِيل مَتْرُوكَانِ، وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن الْفضل، وَفِي الثَّالِث أَبُو هُرْمُز (تعقب) بِأَن حَدِيث معقل أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب: وَقَالَ ضَعِيف وَمُحَمّد بن الْفضل تَابعه هشيم أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَورد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من احْتجم لسبع عشرَة فِي الشَّهْر كَانَ لَهُ شِفَاء من كل دَاء أخرجه الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم. (27) [حَدِيثٌ] مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنَ الْبَلاءِ (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلَا يَصح، فِيهِ الزبير بن سعيد، لَيْسَ بِثِقَة (تعقب) بِأَن أَبَا زرْعَة وَأحمد وثقاه (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه الزبير بن سعيد لم يتهم فَكيف يحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَالله أعلم. والْحَدِيث من طَرِيقه أخرجه ابْن مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشّعب وَله طَرِيق آخر عَن أبي هُرَيْرَة أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب. الْفَصْل الثَّالِث وَهُوَ من الْكتاب الْجَامِع فَإِن السُّيُوطِيّ لم يفرد فِي الزِّيَادَات للطب وَالْمَرَض تَرْجَمَة. (28) [حَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ فِي شَكْوَى لَيْلَةٍ لَمْ يَدْعُ فِيهَا بِالْوَيْلِ، وَإِذَا أَصْبَحَ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى تَنَاثَرَتْ مِنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ مِنَ الشَّجَرِ (مي) من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هدبة. (29) [حَدِيثٌ] مَرَّ ذِئْبٌ بِيَعْقُوبَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ أَنْتَ أَكَلْتَ يُوسُفَ وَلَدِي فَقَالَ وَكَيْفَ آكُلُ وَلَدَكَ وَقَدْ حُرِّمَتْ لُحُومُ الأَنْبِيَاءِ عَلَى جَمِيعِ الْوُحُوشِ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ فَأَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أَرْضُ أَذْرَبِيجَانَ قَالَ وَمَا تَصْنَعُ بِهَا قَالَ أَعُودُ أَخًا لِي مَرِيضًا قَالَ وَمَالك فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ قَالَ سَمِعْتُ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ مَنْ عَادَ مَرِيضًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ قَالَ اصْبِرْ حَتَّى يَأْتِيَ أَوْلادِي لِيَسْمَعُوا هَذَا مِنْكَ قَالَ مَا كُنْتُ بِالَّذِي أَفْعَلُ وَقَدْ كَذَبُوا عَلَيَّ (نع) من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط.

(30) [حَدِيثٌ] مَنْ خَلَطَ دَوَاءً فَنَفَعَ بِهِ النَّاسَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَنْفَقَ فِي الدُّنْيَا وَأَعْطَاهُ نَعِيمَ الْجَنَّةِ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه يحى الْبكاء مجمع على ضعفه وَعنهُ عبد الْوَاحِد بن زيد. (31) [حَدِيثٌ] الأَمْرَاضُ هَدَايَا مِنَ اللَّهِ لِلْعَبْدِ فَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ أَكْثَرُهُمْ إِلَيْهِ هَدِيَّةً (مي) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه الخصيب بن جحدر وَعنهُ الْحسن بن دِينَار. (32) [حَدِيثٌ] أَطْعِمُوا حُبَالاكُمُ اللُّبَانَ فَإِنْ يَكُنْ مَا فِي بَطْنِ الْمَرْأَةِ غُلامًا خَرَجَ عَالِمًا شُجَاعًا ذَكِيَّ الْقَلْبِ سَخِيًّا، وَإِنْ يَكُنْ مَا فِي بَطْنِهَا جَارِيَةً حَسُنَ خُلُقُهَا وَعَظُمَ عَجِيزَتُهَا وَحَظِيَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا (كرّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه مُحَمَّد بن عكاشة الْكرْمَانِي. (33) [حَدِيثٌ] عَلَيْكُمْ بِالشَّمْسِ فَإِنَّهَا بِكُمْ بَرَّةٌ تَنْزِعُ الْوَجَعَ وَالصُّدَاعَ مِنَ الرَّأْسِ (أَبُو يعلى) فِي مُعْجَمه من حَدِيث صَحَابِيّ مُبْهَم وَفِيه يُونُس بن عبد ربه مُنكر الحَدِيث وَفِيه عمار الْمُسْتَمْلِي.

كتاب الموت والقبور

كتاب الْمَوْت والقبور الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] وُلِدَ لِسُلَيْمَانَ وَلَدٌ فَقَالَ لِلشَّيَاطِينِ أَيْنَ أُوَارِيهِ مِنَ الْمَوْتِ قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ، قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتِ، قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ، قَالُوا فَإِلَى الْمَشْرِقِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ قَالُوا فَنَصْعَدُ بِهِ قَالَ نعم فصعدا بِهِ وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ يَا ابْن دَاوُدَ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ فَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَمْ أُصِبْهَا فَبَيْنَا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا وَجَاءَهُ جَسَدُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثمَّ أناب} (عق) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه يحى بن كثير صَاحب الْبَصْرِيّ، وَلَا يجوز أَن ينْسب إِلَى نَبِي الله سُلَيْمَان ذَلِك. (2) [حَدِيثٌ] لَمَّا لَقِيَ إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لَهُ يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ قَالَ وَجَدْتُ جَسَدِي يُنْزَعُ بِالسُّلِّيِّ، قَالَ هَذَا وَقَدْ يَسَّرْنَا عَلَيْكَ الْمَوْتَ (حب) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه جَعْفَر بن نصير. (3) [حَدِيثٌ] إِذَا سَمِعْتُمْ بِمَوْتِ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَبَادِرُوا إِلَى الْجِنَازَةِ فَإِنَّهُ إِذَا مَاتَ مُؤْمِنٌ أَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يُنَادِيَ فِي الأَرْضِ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ جِنَازَةَ هَذَا الْعَبْدِ فَمَنْ شَهِدَهَا فَلا يَرْجِعُ إِلا مَغْفُورًا لَهُ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّةً وَعُمْرَةً وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا ثَوَابَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ شَهِيدٍ وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ رَقَبَةً وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي دَعَا بِهِ ثَوَابَ نَبِيٍّ وَأَعْطَاهُ قِنْطَارًا وَكَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَأْخُذُ السَّرِيرَ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ مَلائِكَةُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ، وَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ نَادَى مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ذَنْبُ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى مِائَةِ يَوْمٍ مَاتَ شَهِيدًا وَإِذَا حَضَرْتُمُ

الفصل الثاني

الْجِنَازَةَ فَامْشُوا خَلْفَهَا وَلا تَمْشُوا أَمَامَهَا فَإِنَّكُمْ تُشَيِّعُونَهَا وَإِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ (عد) من حَدِيث عَليّ وَفِيه الْأَصْبَغ بن نباتة وَسعد بن طريف، وَالْمُتَّهَم بِهِ سعد (قلت) واتهم بِهِ الذَّهَبِيّ: مُحَمَّد بن عَليّ بن سهل الْأنْصَارِيّ الْمروزِي شيخ ابْن عدي فَقَالَ أَخَاف أَن يكون من وضع شيخ ابْن عدي أَو أَدخل عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (4) [حَدِيثٌ] الصَّلاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءٌ تُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَتُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ (خطّ) من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَفِيه ركن الشَّامي وَأَبُو عصمَة وَإِبْرَاهِيم بن رستم. (5) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَن رَسُول الله شَيَّعَ جِنَازَةً فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا دَعَا بِثَوْبٍ فَبَسَطَ عَلَى الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطْلُعُوا فِي الْقَبْرِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ فَلَعَسَى تُحَلُّ الْعُقَدُ فَيَنْجَلِي لَهُ وَجْهٌ أَسْوَدُ وَلَعَلَّهُ تُحَلُّ الْعُقَدُ فَيَرَى فِي قَبْرِهِ حَيَّةً سَوْدَاءَ مُطَوَّقَةً فِي عُنُقِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَعَسَى أَنْ يُقَلِّبَهُ فَيَفُورَ عَلَيْهِ دُخَانٌ تَحْتَهُ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَفِيه إِبْرَاهِيم ابْن هدبة ومجاهيل. (6) [حَدِيثٌ] لَا يَزَالُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ الأَذَانَ مَا لَمْ يُطَيَّنْ قَبْرُهُ (حا) من حَدِيث ابْن مَسْعُود من رِوَايَة الْحسن عَنهُ وَلم يسمع مِنْهُ وَفِيه مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطايكاني، وَغَيره من المتروكين لَكِن الْمُتَّهم بِهِ الطايكاني (قلت) وَقد ورد مَا يُخَالِفهُ فروى أَبُو بكر النجاد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن النَّبِي رفع قَبره من الأَرْض شبْرًا وطين بطين أَحْمَر من الْعَرَصَة، وَالله تَعَالَى أعلم. (7) [حَدِيثٌ] مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ أَوْ عَمَّتِهِ أَوْ خَالَتِهِ أَوْ أَحَدٍ مِنْ قَرَابَتِهِ كُتِبَ لَهُ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ وَمَنْ كَانَ زَائِرًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه أَبُو مقَاتل حَفْص السَّمرقَنْدِي. الْفَصْل الثَّانِي (8) [حَدِيثٌ] مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فَتَّانُ الْقَبْرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ (عبد الرَّزَّاق) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أبي يحيى الْأَسْلَمِيّ

وَهُوَ مَتْرُوك (تعقب) بِأَن إِبْرَاهِيم وَثَّقَهُ الشَّافِعِي والْحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه من هَذَا الطَّرِيق وَله طَرِيق آخر أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده، وَمن طَرِيقه أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالْحق أَنه لَيْسَ بموضوع وَإِنَّمَا وهم رَاوِيه فِي لَفْظَة مِنْهُ فقد روى الدَّارَقُطْنِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَنه قَالَ حدثت ابْن جريج بِهَذَا الحَدِيث: من مَاتَ مرابطا فروى عني من مَاتَ مَرِيضا وَمَا هَكَذَا حدثته وَقَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل إِن الحَدِيث من مَاتَ مرابطا فَالْحَدِيث إِذا من نوع الْمُعَلل أَو الْمُصحف. (9) [حَدِيثٌ] مَنْ عَشِقَ فَكَتَمَ فَعَفَّ فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا (عد) من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيقِ سُوَيْد بن سعيد وَهُوَ مِمَّا أنكر عَلَيْهِ (قلت) ذكر غير وَاحِد من المصنفين أَن هَذَا الحَدِيث أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَأعله بِسُوَيْدِ بن سعيد وتعقبوه بِأَن سويدا من رجال مُسلم وَبِأَنَّهُ تَابعه المنجنيقي وَمن طَرِيقه أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يذكر السُّيُوطِيّ الحَدِيث فِي كتبه فَلَعَلَّ نسخ الموضوعات تخْتَلف وَالله تَعَالَى أعلم. (10) [حَدِيثٌ] الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (نع خطّ عق) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِي الأول أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السَّقطِي وَعنهُ أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْمُفِيد وَفِي الثَّانِي مفرح بن شُجَاع الْموصِلِي، وَفِي الثَّالِث دَاوُد بن المحبر وَفِيه نصر بن جميل وَحَفْص بن عبد الرَّحْمَن مَجْهُولَانِ وروى من طرق أُخْرَى لَا تقوم بهَا حجَّة (تعقب) بِأَن الْإِسْمَاعِيلِيّ أخرجه فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيقه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان، رُوَاته إِثْبَات إِلَّا مُحَمَّد بن صَالح شيخ الْإِسْمَاعِيلِيّ فَمَا علمت حَاله انْتهى وَصَححهُ القَاضِي أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه سراج المريدين وَجمع الْحَافِظ زين الدَّين الْعِرَاقِيّ طرقه فِي جُزْء وَقَالَ إِنَّه يبلغ رُتْبَة الْحسن وَفِي بعض طرق الحَدِيث مَا يفهم مِنْهُ أَن المُرَاد بِالْمَوْتِ الطَّاعُون وَأَنَّهُمْ كَانُوا فِي الصَّدْر الأول يطلقون الْمَوْت ويريدون بِهِ الطَّاعُون، وَقَالَ ابْن حجر فِي اللِّسَان: سبق ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى إِنْكَار هَذَا الحَدِيث الْحَافِظ ابْن طَاهِر وَالَّذِي يَصح فِي ذَلِك حَدِيث حَفْصَة بنت سِيرِين عَن أنس: الطَّاعُون كَفَّارَة لكل مُسلم أخرجه البُخَارِيّ. (11) [حَدِيثٌ] افْتَحُوا عَلَى صِبْيَانِكُمْ أَوَّلَ كلمة بِلَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلَقِّنُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ أَوَّلُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَآخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثمَّ عَاشَ

ألف سنة لَا يسئل عَنْ ذَنْبٍ وَاحِدٍ (حا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُحَمَّد بن محمويه بن مُسلم عَن أَبِيه وهما مَجْهُولَانِ وَإِبْرَاهِيم بن المُهَاجر ضعفه البُخَارِيّ (تعقب) بِأَن الحَدِيث فِي الْمُسْتَدْرك، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق الْحَاكِم وَقَالَ متن غَرِيب لم نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَأوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وَلم يقْدَح فِي سَنَده بِشَيْء إِلَّا أَنه قَالَ إِبْرَاهِيم فِيهِ لين وَقد أخرج لَهُ مُسلم فِي المتابعات (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات آفته محمويه أَو ابْنه وَالله تَعَالَى أعلم. (12) [حَدِيثُ] لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ (خطّ) من حَدِيثِ أَنَسٍ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ مُحَمَّد بن قَاسم الْبَلْخِي (تعقب) بِأَنَّهُ ورد بِهَذَا اللَّفْظ من مُرْسل عَطاء ابْن يسَار أخرجه الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده بِسَنَد جيد وَله شَوَاهِد من مُرْسل الْحسن وَالضَّحَّاك بن حَمْزَة وَعَن عَليّ بن أبي طَالب مَوْقُوفا، أخرجهَا ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب ذكر الْمَوْت. (13) [حَدِيثٌ] مَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَوَضَعَ وَصِيَّتَهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا ضَيَّعَ مِنْ زَكَاتِهِ (خطّ) من حَدِيث قُرَّة بن إِيَاس الْمُزنِيّ وَلَا يَصح فِيهِ يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزهير لَا يُسَاوِي شَيْئا (تعقب) بِأَن يَعْقُوب قد وثق فَقَالَ حجاج بن الشَّاعِر ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين مَا حدث عَن الثِّقَات فاكتبوه وَقَالَ أَبُو حَاتِم عدل وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَشْهُور مكثر ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بل تَابعه إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وناهيك بِهِ إِمَامًا جَلِيلًا أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَله طَرِيق أخرجه ابْن مَاجَه وَله شَاهد من حَدِيث ابْن مَسْعُود بِلَفْظ إِن الرجل الْمُسلم ليصنع فِي تركته عِنْد مَوته خيرا يُوفي الله بذلك زَكَاته أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) هُوَ من طَرِيق عَمْرو بن شمر الْجعْفِيّ فَلَا يصلح شَاهدا وَالله تَعَالَى أعلم. (14) [حَدِيثِ] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله فِي مَسِيرٍ فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى قُعُودٍ لَهُ فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ قَالَ أَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي أُرِيدُ مُحَمَّدًا فَقُلْنَا هَذَا رَسُول الله، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ أَقْرَرْتُ، وَقَالَ: تؤمن بِالْجنَّةِ

وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ، قَالَ أَقْرَرْتُ، فَجَعَلَ لَا يَعْرِضُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ إِلا قَالَ: أَقْرَرْتُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتْ يَدُ الْبَعِيرِ مِنْ شَبَكَةٍ فَإِذَا الْبَعِيرُ لِجَنْبِهِ، وَإِذَا الرَّجُلُ لرأسه، فَقَالَ رَسُول الله: أَدْرِكُوا صَاحِبَكُمْ، فَابْتَدَرْنَاهُ، فَسَبَقَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ مَاتَ؛ فَقَالَ رَسُول الله اغْسِلُوا صَاحِبَكُمْ فَغَسَّلْنَاهُ وَرَسُولُ اللَّهِ يَعْرِضُ عَنْهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِي فَلَمَّا فَرغْنَا قَالَ النَّبِي هَذَا الَّذِي تَعِبَ قَلِيلا وَنَعِمَ طَوِيلا هَذَا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم قُلْنَا رَأَيْنَاكَ أَعْرَضْتَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهُ قَالَ إِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ مَاتَ جَائِعًا إِنِّي رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَهُمَا تَدُسَّانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ الضَّرِير (تعقب) بِأَن الحَدِيث ورد من حَدِيث جرير بن عبد الله أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه ابْن عَسَاكِر وَمن مُرْسل بكر بن سوَادَة أخرجه ابْن أبي حَاتِم مُخْتَصرا وَمن مُرْسل إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ أخرجه عبد بن حميد فِي تَفْسِيره مُخْتَصرا. (15) [حَدِيثٌ] آجَالُ الْبَهَائِمِ كُلُّهَا مِنَ الْقَمْلِ وَالْبَرَاغِيثِ وَالْجَرَادِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالدَّوَابِّ كُلِّهَا وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ آجَالُهَا فِي التَّسْبِيحِ فَإِذَا انْقَضَى تَسْبِيحُهَا قَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَهَا وَلَيْسَ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ (عق) من حَدِيث أنس وَفِيه الْوَلِيد بن مُوسَى الدِّمَشْقِي (تعقب) بِأَن الْوَلِيد قواه أَبُو حَاتِم فَقَالَ صَدُوق الحَدِيث لين حَدِيثه صَحِيح وَقد ورد من حَدِيث ابْن عمر أخرجه الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك (قلت) وَقع فِي النكت البديعات أَن الْوَلِيد الَّذِي فِي سَنَد هَذَا الحَدِيث هُوَ الْوَلِيد بن مُسلم وَتعقبه بِأَن الْوَلِيد بن مُسلم من رجال الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ وهم فَإِنَّمَا رَاوِي هَذَا الحَدِيث الْوَلِيد بن مُوسَى وَلَيْسَ من رجال الصَّحِيحَيْنِ وَفِي تَرْجَمته فِي اللِّسَان أورد الْحَافِظ ابْن حجر الحَدِيث وَقَالَ مُنكر جدا وَالله تَعَالَى أعلم. (16) [حَدِيثٌ] مَنْ شَيَّعَ جِنَازَةً فَرَبَّعَ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً (فت) من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَفِيه كذابان إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكُوفِي وَشَيْخه عبد الله بن قيس (تعقب)

بِأَن لَهُ شَاهدا عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أنس من حمل جَوَانِب السرير الْأَرْبَع كفر الله عَنهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَة، وَفِي سَنَده عَليّ بن سارة ضَعِيف (قلت) وَفِي الواهيات من حَدِيث ثَوْبَان من أَخذ بجوانب السرير غفر لَهُ أَرْبَعُونَ كَبِيرَة، لَكِن فِي سَنَده سوار بن مُصعب وَالله تَعَالَى أعلم. (17) [حَدِيثٌ] مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ (نع) من حَدِيث ابْن مَسْعُود من طَرِيقين (خطّ) من حَدِيثه أَيْضا (عد) من حَدِيث جَابر وَلَا يَصح فِي الأول حَمَّاد بن الْوَلِيد وَفِي الثَّانِي نصر بن حَمَّاد وَفِي الثَّالِث عَليّ بن عَاصِم وَفِي الرَّابِع مُحَمَّد بن عبيد الله الْعَرْزَمِي (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ عَليّ بن عَاصِم أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ غَرِيب وَيُقَال أَكثر مَا ابْتُلِيَ بِهِ عَليّ بن عَاصِم هَذَا الحَدِيث نقموه عَلَيْهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ أبلغ مَا شنع بِهِ عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مَعَ ضعفه صَدُوق فِي نَفسه لَهُ صُورَة كَبِيرَة فِي زَمَانه وَقد وَثَّقَهُ جمَاعَة فَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة كَانَ من أهل الصّلاح وَالدّين وَالْخَيْر البارع وَكَانَ شَدِيد التوقي أنكر عَلَيْهِ كَثْرَة الْغَلَط مَعَ تماديه على ذَلِك وَقَالَ وَكِيع مَا زلنا نعرفه بِالْخَيرِ فَخُذُوا الصِّحَاح من حَدِيثه ودعوا الْغَلَط وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أما أَنا فأحدث عَنهُ كَانَ فِيهِ لجاج وَلم يكن مُتَّهمًا وَقَالَ الفلاس صَدُوق وَقد تَابعه على هَذَا الحَدِيث ضعفاء بل قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ كلهم أَضْعَف من عَليّ بن عَاصِم بِكَثِير وَلَيْسَ فِيهَا مَا يُمكن التَّعَلُّق بِهِ إِلَّا طَرِيق إِسْرَائِيل فقد ذكرهَا صَاحب الْكَمَال من طَرِيق وَكِيع عَنهُ وَلم أَقف على إسنادها بعد انْتهى (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ العلائي فِي النَّقْد الصَّحِيح ذكر الْخَطِيب أَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن مُسلم الْخَوَارِزْمِيّ عَن وَكِيع بن الْجراح عَن قيس بن الرّبيع عَن مُحَمَّد بن سوقة وَإِبْرَاهِيم بن مُسلم هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلم يتَكَلَّم فِيهِ أحد وَقيس بن الرّبيع صَدُوق تكلمُوا فِيهِ وَحَدِيثه يصلح مُتَابعًا لرِوَايَة عَليّ بن عَاصِم وَالَّذِي يظْهر أَن الحَدِيث يُقَارب دَرَجَة الْحسن وَلَا يَنْتَهِي إِلَيْهِ بل فِيهِ ضعف مُحْتَمل وَالله تَعَالَى أعلم وَمن شواهده حَدِيث أبي بَرزَة: من عزى ثَكْلَى كسي بردا فِي الْجنَّة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَرِيب وَلَيْسَ إِسْنَاده بِالْقَوِيّ وَحَدِيث ابْن عَمْرو بن حزم مَا من مُؤمن يعزي أَخَاهُ بمصيبة إِلَّا كَسَاه الله من حلل الْكَرَامَة يَوْم الْقِيَامَة أخرجه ابْن مَاجَه وَحسنه

النَّوَوِيّ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب هُوَ أصح شَيْء فِي الْبَاب. (18) [حَدِيثُ] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ أُصِيبَ مُعَاذٌ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ جَزَعُهُ عَلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ ثُمَّ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا إِلَى وَقْتٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ مَتَّعَكَ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ كَثِيرٍ: الصَّلاةُ وَالرَّحْمَةُ وَالْهُدَى إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ فَلا تَجْمَعَنَّ يَا مُعَاذُ خَصْلَتَيْنِ أَنْ يُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ فَلَوْ قَدْ قَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ وَتَنَجَّزْتَ مَوْعِدَهُ عَرَفْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَد قَصَرَتْ عَنْهُ وَاعْلَمَنَّ يَا مُعَاذُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا فَأَحْسِنِ الْعَزَاءَ وَتَنَجَّزِ الْمَوْعِدَةَ وَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ بِمَا هُوَ نَازِلٌ بِكَ فَكَأَنْ قَدْ وَالسَّلامُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من طَرِيق مُحَمَّد بن سعيد المصلوب (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طَرِيق إِسْحَاق بن نجيح (طب) فِي الدُّعَاء من حَدِيث مَحْمُود بن لبيد عَن معَاذ مثله وَفِيه مجاشع (تعقب) بِأَن الحَدِيث من طَرِيق مجاشع أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ غَرِيب حسن لكنه تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ ذَا من وضع مجاشع وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ثمَّ قَالَ وروى من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه ثمَّ قَالَ وكل هَذِه الرِّوَايَات ضَعِيفَة لَا تثبت فَإِن وَفَاة ابْن معَاذ كَانَت بعد وَفَاة رَسُول الله لِسنتَيْنِ وَإِنَّمَا كتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة فَوَهم الرَّاوِي فنسبها إِلَى النَّبِي وَلَا يعلم لِمعَاذ غيبَة فِي حَيَاة النَّبِي إِلَّا إِلَى الْيمن، وَلَيْسَ مُحَمَّد بن سعيد ومجاشع مِمَّن تعتمد رواياتهما وتفاريدهما انْتهى. (19) [حَدِيثُ] سَلْمَى أُمِّ وَلَدِ أَبِي رَافِعٍ اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ فَمَرَّضْتُهَا فَقَالَتْ لِي يَوْمًا وَخَرَجَ عَلِيٌّ يَا أُمَّاهُ اسْكُبِي لِي غُسْلا فَسَكَبْتُ ثُمَ قَامَتْ فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كُنْتُ أَرَاهَا تَغْتَسِلُ ثُمَّ قَالَتْ لِي هَاتِي ثِيَابِي الْجُدُدَ فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى الْبَيِت الَّذِي كَانَت فِيهِ فَقَالَت

قَدِّمِي لِي الْفِرَاشَ إِلَى وَسَطِ الْبَيْتِ ثُمَّ اضْطَجَعَتْ وَوَضَعَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا وَاسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَتْ يَا أُمَّاهُ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْيَوْمَ وَإِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ فَلا يَكْشِفْنِي أَحَدٌ فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ لَا يَكْشِفُهَا أَحَدٌ فَدَفَنَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ (ابْن الْجَوْزِيّ) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق مَجْرُوح وَرُوِيَ من طرق أُخْرَى وَلَا يَصح مِنْهَا شَيْء وَكَيف يَصح الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت، هَذَا لَا تصلح إِضَافَته إِلَى فَاطِمَة وَعلي بل ينزهان عَنهُ (تعقب) بِأَن الحَدِيث من طَرِيق ابْن إِسْحَاق أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد حمل ابْن الْجَوْزِيّ على ابْن إِسْحَاق لَا طائل تَحْتَهُ فَإِن الْأَئِمَّة قد قبلوا حَدِيثه وَأكْثر مَا عيب عَلَيْهِ التَّدْلِيس وَالرِّوَايَة عَن المجهولين وَأما هُوَ بِنَفسِهِ فصدوق وَهُوَ حجَّة فِي الْمَغَازِي عِنْد الْجُمْهُور والْحَدِيث رَوَاهُ أَيْضا عبد الرَّزَّاق وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيقه عَن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عقيل مُرْسلا وَهُوَ يعضد مُسْند ابْن إِسْحَاق نعم هُوَ مُخَالف لما رَوَاهُ غَيرهمَا من أَن عليا وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس غسلا فَاطِمَة وَقد تعقب هَذَا أَيْضا وَشرح ذَلِك يطول إِلَّا أَن الحكم يكون هَذَا الْخَبَر مَوْضُوعا غير مُسلم انْتهى وَأما إِنْكَار ابْن الْجَوْزِيّ الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت فَجَوَابه احْتِمَال أَن ذَلِك خصيصة لفاطمة خصها بهَا أَبوهَا ورضى عَنْهَا كَمَا خص أخاها إِبْرَاهِيم بترك الصَّلَاة عَلَيْهِ (قلت) وَقد اسْتدلَّ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الْمُهَذّب بالْخبر الْمَذْكُور على اسْتِحْبَاب إضجاع المحتضر على جنبه الْأَيْمن مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرحه إِنَّه خبر غَرِيب لَا ذكر لَهُ فِي الْكتب الْمَشْهُورَة وَفَاته أَنه فِي مُسْند أَحْمد وَاسْتدلَّ بِهِ الزَّرْكَشِيّ فِي الْكَلَام على اسْتِحْبَاب الِاغْتِسَال للمحتضر وَالله تَعَالَى أعلم. (20) [حَدِيثٌ] لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ (خطّ) من حَدِيث وَاثِلَة ابْن الْأَسْقَع وَلَا يَصح فِيهِ عمر بن إِسْمَاعِيل بن مجَالد وَتَابعه الْقَاسِم بن أُميَّة الْحذاء أخرجه ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ الْقَاسِم لَا يحْتَج بِهِ وَهَذَا لَا أصل لَهُ (تعقب) بِأَن التِّرْمِذِيّ أخرجه من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب (قلت) انْقَلب اسْم الْقَاسِم فِي سَنَد التِّرْمِذِيّ فَقَالَ أُميَّة بن الْقَاسِم وَالصَّوَاب الْقَاسِم بن أُميَّة كَمَا نبه عَلَيْهِ الْحَافِظ الْمزي وَنَقله عَنهُ تِلْمِيذه العلائي ثمَّ قَالَ وَالقَاسِم هَذَا مَعْرُوف قَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرازيان صَدُوق فبرئ عمر ابْن إِسْمَاعِيل من عُهْدَة الحَدِيث وَهُوَ حسن كَمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ لكنه غَرِيب كَمَا قَالَ لِتَفَرُّد الْقَاسِم انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم وَله طَرِيقَانِ آخرَانِ (قلت) فِي أَحدهمَا مُتَّهم وَفِي الآخر

ضَعِيف وَالله أعلم وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْخَطِيب فِي الْمُتَّفق والمفترق وَفِيه إِبْرَاهِيم بن الحكم بن أبان الْعَدنِي ضَعِيف. (21) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ نهى رَسُول الله أَنْ تُتَّبَعَ جِنَازَةٌ بِهَا صَارِخَةٌ (حب) وَقَالَ لَا أصل لَهُ فِيهِ حَمَّاد بن قِيرَاط يَجِيء عَن الْأَثْبَات بالطامات (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه ابْن مَاجَه وثان أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وثالث أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) وناقض ابْن حبَان فَذكر حمادا فِي الثِّقَات وَقَالَ يُخطئ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مُضْطَرب الحَدِيث يكْتب حَدِيثه وَالله تَعَالَى أعلم. (22) [حَدِيثٌ] أَوَّلُ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُغْفَرَ لجيمع مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ (عبد ابْن حميد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس (خطّ) من حَدِيث جَابر بِلَفْظ أول تحفة الْمُؤمن أَن يغْفر لجَمِيع من خرج فِي جنَازَته (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظ إِن أول كَرَامَة الْمُؤمن على الله أَن يغْفر لمشيعيه وَلَا يَصح فِي الأول مَرْوَان بن سَالم وَعبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد مَتْرُوكَانِ وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بن رَاشد مَجْهُول وَفِي الثَّالِث عبد الرَّحْمَن بن قيس وَعنهُ إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مَيْمُون مَتْرُوك (تعقب) بِأَن حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من هَذَا الطَّرِيق وَمن طَرِيق آخر وَأخرج أَيْضا حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ فِي الْأَسَانِيد الثَّلَاثَة ضَعِيفَة وَلِحَدِيث جَابر طَرِيق ثَانِيَة أخرجهَا ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذكر الْمَوْت وَابْن مرْدَوَيْه والديلمي فِي مُسْند الفردوس وَأَبُو الشَّيْخ وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نوادره وَمن حَدِيث سلمَان أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب (قلت) هُوَ من طَرِيق عَمْرو بن شمر الْجعْفِيّ فَلَا يصلح شَاهدا وَالله أعلم وَمن مُرْسل الزُّهْرِيّ أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سُنَنِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَمن مُرْسل أبي عَاصِم الحبطي أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا. (23) [حَدِيثٌ] إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُ لَهُمَا وَهُوَ أَعْلَمُ مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ فَيَقُولُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَاحْمَدَانِي وَهَلِّلانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ تَسْبِيحِكُمَا وَتَحْمِيدِكُمَا وَتَهْلِيلِكُمَا ثَوَابًا مِنِّي لَهُ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَافِرًا فَمَاتَ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمَا مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ وَجِئْنَاكَ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَالْعَنَاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّهُ كَذَّبَنِي وَجَحَدَنِي وَإِنِّي جعلت

لَعْنَتَكُمَا عَذَابًا أُعَذِّبُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أبي بكر وَمن حَدِيث أنس (قطّ) من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَلَا يَصح فِي حَدِيث أبي بكر وَأبي سعيد إِسْمَاعِيل ابْن يحيى التَّيْمِيّ ومدارهما عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث أنس عُثْمَان بن مطر (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرج فِي الشّعب حَدِيث أنس وَقَالَ: عُثْمَان بن مطر لَيْسَ بِالْقَوِيّ ثمَّ إِنَّه لم ينْفَرد بِهِ فقد تَابعه الْهَيْثَم بن جماز أخرجه أَبُو بكر المرزوي فِي الْجَنَائِز وَأَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَله شَوَاهِد أخر عَن أنس ثمَّ روى بِإِسْنَادَيْنِ عَنهُ مَرْفُوعا نَحوه وَالله تَعَالَى أعلم. (24) [حَدِيثُ] حُذَيْفَةَ كُنَّا مَعَ النَّبِي فِي جِنَازَةٍ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْر قعد على شفته فَجَعَلَ يُرَدِّدُ بَصَرَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا (الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده) وَلَا يَصح فِيهِ مُحَمَّد بن جَابر لَيْسَ بِشَيْء (تعقبه) الحافط ابْن حجر فِي القَوْل المسدد، فَقَالَ مُجَرّد هَذَا لَا يدل على أَن الْمَتْن مَوْضُوع فَإِن لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة لَا يَتَّسِع الْحَال لاستيفائها. (25) [حَدِيثُ] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ الله وَكَانَتِ امْرَأَةً مِسْقَامَةً فَتَبَعِهَا رَسُولُ الله فَسَاءَنَا حَالُهُ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُهُ صُفْرَةً، ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَا مِنْكَ أَمْرًا سَاءَنَا، فَلَمَّا دَخَلْتَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُكَ صُفْرَةً ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُكَ فَمِمَّ ذَلِكَ قَالَ تَذَكَّرْتُ ضَعْفَ ابْنَتِي وَشِدَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فَأُتِيتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهَا، وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةٌ سَمِعَ صَوْتَهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ (أبي أبي دَاوُد شا) وَلَا يَصح، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ مُضْطَرب (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه، ثمَّ إِن سلم الِاضْطِرَاب فِيهِ فَذَلِك لَا يَقْتَضِي الحكم على الْمَتْن بِالْوَضْعِ (قلت) أورد ابْن الْجَوْزِيّ الحَدِيث فِي الواهيات من حَدِيث أنس، ثمَّ من حَدِيث عمر من سنَن سعيد بن مَنْصُور، وَقَالَ لَا يَصح من جَمِيع طرقه وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه، فَقَالَ هَذَا دفع بِغَيْر حجَّة وَالله أعلم. (26) [حَدِيثٌ] اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَنَزَلَ الأَرْضَ لِشُهُودِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا نَزَلُوهَا قَبْلَهَا وَاسْتُبْشِرَ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ ضُمَّ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ضَمَّةً فِي قَبْرِهِ وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهَا مُعَافًى عُوفِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ (قطّ) من حَدِيث عَامر (شا)

من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ مَا من أحد من النَّاس إِلَّا وَله ضغطة فِي الْقَبْر وَلَو كَانَ منفلتا مِنْهَا أحد لانفلت مِنْهَا سعد بن معَاذ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد سَمِعت أنينه وَرَأَيْت اخْتِلَاف أضلاعه فِي قَبره (هناد بن السّري) فِي الزّهْد من مُرْسل الْحسن بِمَعْنَاهُ وَلَا يَصح فِي الأول مُحَمَّد بن صَالح لَا يحْتَج بِهِ وَفِي الثَّانِي الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن مُنكر الحَدِيث وَالثَّالِث مُرْسل وَفِيه طريف بن شهَاب مَتْرُوك (تعقب) بِأَن أصل الحَدِيث فِي ضغطة سعد صَحِيح فِي عدَّة أَحَادِيث فأخرجها النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي عَذَاب الْقَبْر من حَدِيث ابْن عمر وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَعَائِشَة بِسَنَد صَحِيح، وَسَعِيد بن مَنْصُور وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِسَنَد رِجَاله موثقون. (27) [حَدِيثٌ] فَتَّانُو الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث ضَمرَة بن حبيب (نع) عَن ضَمرَة مَوْقُوفا بِلَفْظ فتان الْقَبْر ثَلَاثَة أنكر وناكير وسيدهم رُومَان وَلَا أصل لَهُ وَالْأول مُرْسل لِأَن ضَمرَة تَابِعِيّ (تعقب) بِأَن الْحَافِظ ابْن حجر سُئِلَ هَل يَأْتِي الْمَيِّت ملك اسْمه رُومَان فَأجَاب بِأَنَّهُ ورد بِسَنَد فِيهِ لين، وَذكره الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين عَن الطوالات لأبي الْحسن الْقطَّان بِسَنَدِهِ بِرِجَال مُوثقِينَ إِلَى ضَمرَة بن حبيب قَالَ فتان الْقَبْر أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَان، وَهَذَا الْوَقْف لَهُ حكم الرّفْع إِذْ لَا يُقَال مثله من قبل الرَّأْي فَهُوَ مُرْسل. (28) [حَدِيثٌ] دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ (طب) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا يَصح فِي الأول حميد بن حَمَّاد يحدث عَن الثِّقَات بِالْمَنَاكِيرِ وَفِي الثَّانِي عرَاك بن خَالِد مُضْطَرب الحَدِيث لَيْسَ بِالْقَوِيّ عَن عُثْمَان بن عَطاء عَن أَبِيه وهما ضعيفان وتابع عراكا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة الْقرشِي أخرجه ابْن عدي وَهُوَ ضَعِيف (تعقب) بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا ذكر مَا يَقْتَضِي الْوَضع وعراك وَأَن ضعفه أَبُو حَاتِم بِمَا ذكر، فقد قَالَ فِيهِ صَاحب الْمِيزَان إِنَّه مَعْرُوف حسن الحَدِيث وَعُثْمَان بن عَطاء أخرج لَهُ ابْن مَاجَه ووثق فَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ دُحَيْم لَا بَأْس بِهِ وَمن ضعفه لم يجرحه بكذب وَأَبوهُ الْجُمْهُور على توثيقه وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ. (29) [حَدِيثٌ] لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجُ، وَأَفْضَلُهُمَا الْقَبْرُ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه خَالِد بن يزِيد وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث الْحسن

ابْن عَليّ للنِّسَاء عورات فَإِذا زوجت الْمَرْأَة ستر الزَّوْج عَورَة وَإِذا مَاتَت ستر الْقَبْر عشر عورات، أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ. (30) [حَدِيثٌ] ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ فِي وَسْطِ قَوْمٍ صَالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجِوَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الْحَيُّ بِجِوَارِ السُّوءِ (نع) من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلا يَصِحُّ فِيهِ سُلَيْمَان بن عِيسَى وَرَوَاهُ أَيْضا دَاوُد بن الْحصين، وَهُوَ الْمُتَّهم بِالْوَضْعِ (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد من حَدِيث عَليّ وَابْن عَبَّاس أخرجهُمَا الْمَالِينِي فِي الْمُخْتَلف والمؤتلف، وَمن حَدِيث أم سَلمَة أخرجه أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه فِي كتاب الْأَهْوَال وَالْإِيمَان بالسؤال، وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه (قلت) وَقواهُ الْعَلامَة السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة بِأَن عمل السّلف وَالْخلف لم يزل على ذَلِك وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه دَاوُد بن الْحصين، أخرج لَهُ أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة وَقَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَيْسَ بِهِ بَأْس، وَقَالَ عَبَّاس الدوري كَانَ دَاوُد بن الْحصين عِنْدِي ضَعِيفا فَقَالَ لي يحيى ثِقَة انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (31) [حَدِيثٌ] مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ يس غُفِرَ لَهُ (عد) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه عَمْرو بن زِيَاد (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من زار قبر أَبَوَيْهِ أَو أَحدهمَا كل جُمُعَة غفر لَهُ وَكتب بارا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالصَّغِير وَفِيه عبد الْكَرِيم بن أُميَّة وَهُوَ ضَعِيف، وَمن مُرْسل مُحَمَّد بن النُّعْمَان أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور، وَمن طَرِيقه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَجَاء من حَدِيث أبي بكر أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه وَذكره السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور وَلم يحكم عَلَيْهِ بِشَيْء وَالله تَعَالَى أعلم. (32) [حَدِيثٌ] حَسِّنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (عق) من حَدِيث أنس بِلَفْظ إِذا ولى أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه فَإِنَّهُم يبعثون فِي أكفانهم ويتزاورون فِي أكفانهم، وَلَا يَصح فِي الأول سُلَيْمَان بن أَرقم وَفِي الثَّانِي سعيد بن سَلام (تعقب) بِأَن الحَدِيث حسن صَحِيح لَهُ طرق كَثِيرَة وشواهد. جَاءَ من حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أخرجه الْحَارِث فِي مُسْنده (قلت) وأوله فَقَط فِي صَحِيح مُسلم بِلَفْظ إِذا كفن أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه وَالله تَعَالَى أعلم، وَمن حَدِيث أبي قَتَادَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَفِي كتاب الْقُبُور لِابْنِ أبي الدُّنْيَا عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا: تحْشر

الفصل الثالث

الْمَوْتَى فِي أكفانهم، وَفِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة عَن ابْن سِيرِين قَالَ: كَانَ يحب حسن الْكَفَن وَيُقَال إِنَّهُم يتزاورون فِي أكفانهم (قلت) وَفِي سنَن سعيد بن مَنْصُور عَن عمر مَوْقُوفا: أَحْسنُوا أكفان مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يبعثون فِيهَا يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يُنَافِي ذَلِك مَا ثَبت من أَنهم يحشرون عُرَاة إِذْ يُمكن الْجمع بِأَنَّهُم يبعثون من الْقُبُور بثيابهم ثمَّ يحشرون عُرَاة، وَالله تَعَالَى أعلم. الْفَصْل الثَّالِث (33) [حَدِيثٌ] النَّائِحَةُ إِذَا قَالَتْ وَاجَبَلاهُ يَقْعُدُ مَيِّتُهَا فَيُقَالُ لَهُ أَكَذَلِكَ كُنْتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ بَلْ كُنْتُ ضَعِيفًا فِي قَبْضَتِكَ فَيُضْرَبُ ضَرْبَةً فَلا يَبْقَى مِنْهُ عُضْوٌ يَلْزَمُ الآخَرَ إِلا تَطَايَرَ عَلَى حِدَتِهِ وَيُقَالُ لَهُ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ أَرْبَعَة مجروحون: الْقَاسِم صَاحب أبي أُمَامَة، وَعلي بن يزِيد، وَعبيد الله بن زحر، ومطرح بن يزِيد. (34) [حَدِيثٌ] يُتْرَكُ الْغَرِيقُ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَيُدْفَنُ (مي) من حَدِيث جَابر، وَفِيه سلم ابْن سَالم. (35) [حَدِيثٌ] تَعْسِيرُ نَزْعِ الصَّبِيِّ تَمْحِيصٌ لِلْوَالِدَيْنِ (حا) من حَدِيث أنس، وَفِيه أَبُو مقَاتل. (36) [حَدِيثٌ] يَكْفِيكَ مِنَ الْكَفَنِ مِلْحَفَتَانِ وَإِزَارٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَعُقُوبَةٌ وَنَدَامَةٌ (مي) من حَدِيث جَابر من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (37) [حَدِيثٌ] إِذَا مَاتَ وَقَدْ أَوْصَى، شَيَّعَهُ مَلَكَاهُ إِلَى الْقَبْرِ وَهُمَا يَقُولانِ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَوَصَلَ رَحِمَهُ وَالْجِيرَانَ وَالْقَرَابَةَ وَالْمَسَاكِينَ وَالْيَتَامَى وَأَنْتَ أَرْحَمُ مِنَّا بِهِ، فَارْحَمْ مَقَامَهُ فَإِنَّهُ كَانَ رَحِيمًا (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أبي هدبة. (38) [حَدِيثٌ] رَأَيْتُ امْرَأَتَيْنِ فِي الْمَنَامِ وَاحِدَةً تَتَكَلَّمُ وَالأُخْرَى لَا تَتَكَلَّمُ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقُلْتُ لَهَا أَنْتِ تَتَكَلَّمِينَ وَهَذِهِ لَا تَتَكَلَّمُ، قَالَتْ أَنَا أَوْصَيْتُ وَهَذِهِ مَاتَتْ بِلا وَصِيَّةٍ لَا تَتَكَلَّمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي هدبة. (39) [حَدِيثٌ] إِنَّ مُشَيِّعِي الْجِنَازَةِ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ مَلَكٌ وَهُمْ مَحْزُونُونَ مَهْمُومُونَ، حَتَّى

يُسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ فَإِذَا رَجَعُوا؛ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ وَرَمَاهُ خَلْفَهُمْ وَيَقُولُ: أَنْسَاكُمُ اللَّهُ مَيِّتَكُمْ (مي) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (40) [حَدِيثٌ] إِنَّ الْعَبْدَ لَيُعَالِجُ كُرَبَ الْمَوْتِ وَسَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَإِنَّ مَفَاصِلَهُ لَيُسَلِّمُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ تَقُولُ عَلَيْكَ السَّلامُ تُفَارِقُنِي وَأُفَارِقُكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (مي) من حَدِيث أنس مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ. (41) [حَدِيثٌ] إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ لَيَنْظُرُ فِي وُجُوهِ الْعِبَادِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ نَظْرَةً، فَإِذَا ضَحِكَ الْعَبْدُ بَعَثَ إِلَيْهِ يَقُولُ: يَا عَجَبَاهُ بُعِثْتُ إِلَيْهِ لأَقْبِضَ رُوحَهُ وَهُوَ يَضْحَكُ (نجا) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي هدبة. (42) [حَدِيثٌ] بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْجَنَّةِ سَبْعُ عَقَبَاتٍ أَهْوَنُهَا الْمَوْتُ وَأَصْعَبُهَا الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى إِذَا تَعَلَّقَ الْمَظْلُومُونَ بِالظَّالِمِينَ (أَبُو سعيد النقاش) فِي مُعْجَمِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق أبي هدبة. (43) [حَدِيثٌ] مَنْ سَقِمَ عِنْدَ الْمَوْتِ بَدَنُهُ فَنَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ تَرَفَّقْ بِهِ فَقَدْ ضَنَى بَدَنُهُ (مي) من حَدِيث جَابر بن عبد الله (قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَبُو زيد صَاحب الْهَرَوِيّ مَا عَرفته، وَالله تَعَالَى أعلم.

كتاب المواريث

كتاب الْمَوَارِيث الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] الْخُنْثَى يَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَبَالِهِ (عد) من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَا يَصح فِيهِ أَبُو صَالح، وَعنهُ الْكَلْبِيّ وَعَن الْكَلْبِيّ سُلَيْمَان النَّخعِيّ (قلت) قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ يُغني عَن هَذَا الحَدِيث الِاحْتِجَاج فِي هَذِه الْمَسْأَلَة بِالْإِجْمَاع فقد نَقله ابْن الْمُنْذر وَغَيره وروى ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق بِسَنَد صَحِيح عَن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه ورث خُنْثَى من حَيْثُ يَبُول وَاللَّهُ أَعْلَمُ. الْفَصْلُ الثَّانِي (2) [حَدِيثٌ] أَنَّ فَاطِمَةَ خَرَجَتْ فِي ثَلاثَةٍ مِنْ نِسَائِهَا فَتُوطَأُ ذُيُولُهَا حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَكَلَّمَتْهُ يَعْنِي فِي الْمِيرَاثِ قَالَ ابْن قُتَيْبَة كنت أرى لَهُ أصلا حَتَّى قَالَ لي بعض نقلة الْأَخْبَار: أَنا أعرف من عمله (تعقب) بِأَن فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من طرق عَن عَائِشَة أَن فَاطِمَة أَتَت أَبَا بكر تلتمس مِيرَاثهَا من رَسُول الله فَقَالَ لَهَا أَبُو بكر: إِن رَسُول الله قَالَ: لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة. (3) [حَدِيثُ] يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ، وَلا يُوَرِّثُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُسْلِمِ؛ وَيَقُول سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ: الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ (قا) وَفِيه مُحَمَّد بن المُهَاجر وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَنَّهُ بَرِيء مِنْهُ فقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من غير طَرِيقه، وَكَذَلِكَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده إِلَّا أَنه أَدخل بَين يحيى ومعاذ أَبَا الْأسود الدئلي وَكَذَلِكَ أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي الْمسند وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه. (4) [حَدِيثٌ] مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ رَجُلٌ فَلَهُ وَلاؤُهُ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَلَا يَصح فِيهِ الْقَاسِم صَاحب أبي أُمَامَة واه وَعنهُ جَعْفَر بن الزبير وتابع جعفرا مُعَاوِيَة ابْن يحيى الصَّدَفِي وَلَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ أخرجه فِي سنَنه من طَرِيقين وَقَالَ ضَعِيف وَشَاهده حَدِيثُ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قُلْتُ يَا رَسُول الله مَا السّنة فِي الرجل يسلم على يَد الرجل، قَالَ هُوَ أولى النَّاس بمحياه ومماته. أخرجه أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَغَيرهم وَصَححهُ الْحَاكِم. الْفَصْل الثَّالِث خَال

كتاب البعث

كتاب الْبَعْث الْفَصْل الأول (1) [حَدِيثٌ] إِنَّ حَظَّ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ طُولُ بَلائِهَا تَحْتَ الأَرْضِ وَإِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا وَأُمَّتِي الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه خَارِجَة بن مُصعب وَعنهُ عمرَان مَجْهُول. (2) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْقِيَامَةِ لَخَمْسِينَ مَوْقِفًا كُلُّ مَوْقِفٍ مِنْهَا أَلْفُ سَنَةٍ فَأَوَّلُ مَوْقِفٍ إِذَا خَرَجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ يَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ قُبُورِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ عُرَاةً حُفَاةً جِيَاعًا عِطَاشًا فَمَنْ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مُؤْمِنًا بِرَبِّهِ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّهِ مُؤْمِنًا بِجَنَّتِهِ وَنَارِهِ مُؤْمِنًا بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُصَدِّقًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ نَجَا وَفَازَ وَغَنِمَ وَسَعِدَ وَمَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا بَقِيَ فِي جُوعِهِ وَعَطَشِهِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيهِ بِمَا يَشَاءُ ثُمَّ يُسَاقُونَ مِنْ ذَلِكَ الْمَقَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ فَيَقُومُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ أَلْفَ عَامٍ فِي سُرَادِقَاتِ النِّيرَانِ فِي حَرِّ الشَّمْسِ وَالنَّارُ عَنْ أَيْمَانِهِمْ (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عَليّ وَقَالَ وَهُوَ طَوِيل مِقْدَار جُزْء عَلَيْهِ آثَار الْوَضع وَفِي إِسْنَاده مُحَمَّد بن حميد وَسَلام الطَّوِيل وَفِيه أَيْضا سَلمَة بن صَالح لَيْسَ بِشَيْء. (3) [حَدِيثُ] مُعَاذٍ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَثَمَّ مَوَازِينُ وَكِفَّتَانِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا ثَمَّ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ بِسَيِّئَاتِهِ فَإِنْ فَضَلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ فَضَلَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَمَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ جَازَ الصِّرَاطَ وَكَانَ عَلَى السُّورِ وَهُوَ الأَعْرَافُ حَتَّى أَشْفَعَ لَهُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرٍ وَالسَّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ مَنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشْرًا (رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الطيان) عَن الْحُسَيْن ابْن الْقَاسِم الزَّاهِد عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد عَن ثَوْر عَن خَالِد بن معدان عَن معَاذ وَلَا يَصح إِسْمَاعِيل وَالْحُسَيْن والطيان متهمون. (4) [حَدِيثٌ] أَوَّلُ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بَيْتِي ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ ثُمَّ الأَنْصَارُ

ثُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَاتَّبَعَنِي مِنَ الْيَمَنِ ثُمَّ سَائِرِ الْعَرَبِ ثُمَّ الأَعَاجِمِ وَمَنْ أَشْفَعُ لَهُ أَوَّلا أَفْضَلُ (قطّ) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه حَفْص بن أبي دَاوُد تفرد بِهِ واتهم بِهِ. (5) [حَدِيثٌ] إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَدْخُلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَيَقُولُ الْمَلَكُ كَمَا أَنْتُمْ وَمَعَهُ عَشْرُ خَوَاتِيمَ مِنْ خَوَاتِيمِ الْجَنَّةِ هَدِيَّةٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَيَضَعُهُ فِي أَصَابِعِهِمْ مَكْتُوبٌ فِي أَوَّلِ خَاتَمٍ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدين وَفِي الثَّانِي مَكْتُوبٌ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِك يَوْم الخلود وَفِي الثَّالِثِ مَكْتُوبٌ ذَهَبَ عَنْكُمُ الأَحْزَانُ وَالْغُمُومُ وَفِي الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ لِبَاسُهُمُ الْحُلِيُّ وَالْحُلَلُ وَفِي الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ زَوَّجْنَاكُمُ الْحُورَ الْعِينَ وَفِي السَّادِسِ مَكْتُوبٌ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ وَفِي السَّابِعِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ شَبَابًا لَا تَهْرَمُونَ أَبَدًا وَفِي الثَّامِنِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ آمِنِينَ لَا تَخَافُونَ أَبَدًا وَفِي التَّاسِعِ مَكْتُوبٌ رَافَقْتُمُ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءَ وَفِي الْعَاشِرِ مَكْتُوبٌ أَنْتُمْ فِي جِوَارِ مَنْ لَا يُؤْذِي الْجِيرَانَ فَلَمَّا دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحزن (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود وَفِيه الشاه بن الْفَرْع وَغَيره مَا بَين ضَعِيف ومجهول. (6) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ أَعْلاهَا الْحُلَلُ وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسَرَّجَةٌ مُلَجِمَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَتَطِيرُ بِهِمْ حَيْثُ شَاءُوا فَيَقُولُ الَّذِينَ أَسْفَلَ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ نَاصِفُونَا يَا رَبِّ مَا بَلَغَ هَؤُلاءِ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تُفْطِرُونَ وَكَانُوا يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَكُنْتُمْ تَنَامُونَ وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ (خطّ) من حَدِيث عَليّ وَفِيه سعد بن طريف وَالسُّديّ الصَّغِير وَالْمُتَّهَم بِهِ سعد وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ بأطول من هَذَا وَفِيه ابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث وَأَبُو حَنش أَحْمد بن مُحَمَّد السَّقطِي مَجْهُول (قلت) مر فِي الْمُقدمَة عَن الذَّهَبِيّ أَنه قَالَ فِي أبي حَنش نكرَة لَا يعرف وأتى بِخَبَر مَوْضُوع يَعْنِي هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم. (7) [حَدِيثٌ] إِذَا أَسْكَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ يَهْبِطُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ سَبْعَةَ آلافِ مَرَّةٍ قَالَ وَفِي وَحْيِهِ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كألف سنة مِمَّا تَعدونَ فَيَهْبِطُ إِلَى مَرْجِ الْجَنَّةِ فَيَمُدُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ حِجَابًا مِنْ نُورٍ فَيَبْعَثُ جِبْرِيلَ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَأْمُرُهُ لِيَزُورَهُمْ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ حَوْلَهُ صَفْوَةُ أهل الْجنَّة ودوي

الفصل الثاني

تسبيحهم والنور ين أَيْدِيهِمْ أَمْثَالُ الْجِبَالِ فَيَمُدُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ هَذَا الْمَجْبُولُ بِيَدِهِ الْمَنْفُوخُ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَالْمُعَلَّمُ الأَسْمَاءَ وَالْمَسْجُودُ لَهُ الْمَلائِكَةَ الَّذِي أُبِيحَ لَهُ الْجَنَّةُ هَذَا آدَمُ وَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا فِي إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَقَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ كُلُّ نَبِيٍّ وَأُمَّتِهِ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حَوْلَ الْعَرْشِ فَيَقُولُ لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نَغَمَتِهِ مَرْحَبًا بِعِبَادِي (ابْن الْجَوْزِيّ) من حَدِيث أنس وَقَالَ: وَهُوَ حَدِيث طَوِيل لَا فَائِدَة فِي ذكره وَالله منزه عَن أَن يُوصف بلذاذة الصَّوْت وحلاوة النغمة فكافأ الله من وَضعه وَفِيه يزِيد الرقاشِي وَضِرَار بن عَمْرو وَيحيى بن عبد الله الْجَوْهَرِي متروكون. (8) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَحْرًا مُظْلِمًا مُنْتَنَ الرِّيحِ يُغْرِقُ اللَّهُ فِيهِ مَنْ أَكَلَ رِزْقَهُ وَعَبَدَ غَيْرَهُ (عد خطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ أَبُو هدبة إِبْرَاهِيم بن هدبة. (9) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَن النَّبِي قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ {لِكُلِّ بَاب مِنْهُم جُزْء مقسوم} جُزْءٌ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ وَجُزْءٌ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ (خطّ) وَفِيه سَلام الطَّوِيل (قلت) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مُنكر جدا وَالله تَعَالَى أعلم. (10) [حَدِيثٌ] يَأْتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مَا فِيهَا مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا كَأَنَّهَا أَبْوَابُ الْمُوَحِّدِينَ (خطّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة وَفِيه جَعْفَر بن الزبير (قلت) رَوَاهُ الْبَزَّار عَن عَمْرو بن الْعَاصِ مَوْقُوفا عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (11) [حَدِيثٌ] كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلا قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ مِثْلَهَا مِنْ تَمْرٍ (عق) من حَدِيث ابْن عمر (عد) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِمَعْنَاهُ (قطّ) من حَدِيث أبي أُمَامَة بِمَعْنَاهُ أَيْضا وَلَا يَصح، فِي الأول أبان بن المحبر وَفِي الثَّانِي عمر بن صبح وَفِي الثَّالِث طَلْحَة بن زيد. الْفَصْل الثَّانِي (12) [حَدِيثُ] عُمَرَ الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (عد) من حَدِيث أنس وَفِيه الْعَلَاء بن زيدل (تعقب) بِأَن

لَهُ شَاهدا من حَدِيث الضَّحَّاك بن زمل الْجُهَنِيّ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَأوردهُ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَقَالَ فِي الحَدِيث وَإِن كَانَ ضَعِيفا فقد روى عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا من طرق صِحَاح قَالَ وَصحح أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ هَذَا الأَصْل وعضده بآثار. (13) [حَدِيثُ] سُوَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ رَسُولُ الله حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّبَعَنِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ نَاقَةَ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْتَلِبُهَا وَيَشْرَبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ حَتَّى يُوَافِيَ الْمَوْقِفَ وَلَهَا رُغَاءٌ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْعَضْبَاءِ، قَالَ لَا، ابْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَى الْعَضْبَاءِ وَأُحْشَرُ أَنَا عَلَى الْبُرَاقِ وَاخْتُصَّ بِهِ دُونَ الأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ يُحْشَرُ هَذَا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيَتَقَدَّمُنَا بِالأَذَانِ مَحْضًا فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ الأَنْبِيَاءُ مِثْلَهَا وَنَحْنُ نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَتِ الْخَلائِقُ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَمِنْ مَقْبُولٍ مِنْهُ وَمَرْدُودٍ عَلَيْهِ فَيَتَلَقَّى بِحُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ الشُّهَدَاءِ وَصَالِحِ الْمُؤَذِّنِينَ (عق) من طَرِيق عبد الْكَرِيم بن كيسَان (تُعُقِّبَ) بِأَنَّ لَهُ طَرِيقًا آخَرَ رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر من حَدِيث كثير بن مرّة (قلت) زَاد الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات فِي إعلال الحَدِيث فَقَالَ وَهَذَا مُنْقَطع وسُويد بن عُمَيْر لَا يدرى من هُوَ انْتهى (وَأَقُول) سُوَيْد بن عُمَيْر ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة إِلَّا أَنه سمى أَبَاهُ عَامِرًا، فَقَالَ استدركه ابْن فتحون وَأخرج من طَرِيق البارودي، ثمَّ من رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن كيسَان عَن سُوَيْد بن عَامر. قَالَ رَسُول الله حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الحَدِيث وَقد ذكر ابْن عبد الْبر سُوَيْد بن عَامر فِي الصَّحَابَة فَإِن يكن هُوَ هَذَا فقد بَينا فِي الْقسم الْأَخير أَنه لَا صُحْبَة لَهُ وَأَن حَدِيثه مُرْسل وَذكر ابْن أبي خَيْثَمَة سُوَيْد بن عَامر الْأنْصَارِيّ وَقَالَ لَا أَدْرِي هُوَ وَالِد عقبَة بن عَامر أم لَا انْتهى كَلَام الْإِصَابَة، وَكثير بن مرّة ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة، فَقَالَ لَهُ أَدْرَاك وَذكره بَعضهم فِي الصَّحَابَة وَذكره الْأَكْثَرُونَ فِي التَّابِعين انْتهى وَالله أعلم. (14) [حَدِيثٌ] يَبْعَثُ اللَّهُ الأَنْبِيَاءَ عَلَى الدَّوَابِّ، وَيَبْعَثُ صَالِحًا عَلَى نَاقَتِهِ كَيْمَا يُوَافِي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمَحْشَرَ، وَيَبْعَثُ ابْنَيْ فَاطِمَةَ الْحَسَن وَالْحُسَيْنَ عَلَى نَاقَتَيْنِ وَعَلِيَّ بن

أَبِي طَالِبٍ عَلَى نَاقَتِي وَأَنَا عَلَى الْبُرَاقِ وَيَبْعَثُ بِلالا عَلَى نَاقَةٍ فَيُنَادِي بِالأَذَانِ، وَشَاهِدُهُ حَقًّا حَقًّا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ شَهِدَ بِهَا جَمِيعُ الْخَلائِقِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَقُبِلَتْ مِمَّنْ قُبِلَتْ مِنْهُ (خطّ) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث مُنكر الحَدِيث (تعقب) بِأَن لَهُ طَرِيقا آخر أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ على شَرط مُسلم وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فِيهِ أَبَا مُسلم قَائِد الْأَعْمَش قَالَ البُخَارِيّ فِيهِ نظر، وَقَالَ غَيره مَتْرُوك، وَجَاء من حَدِيث بُرَيْدَة وَعلي أخرجهُمَا ابْن عَسَاكِر (قلت) وإسنادهما ضَعِيف وَعبد الله بن صَالح وَثَّقَهُ جمَاعَة وَهُوَ من رجال البُخَارِيّ وَلِهَذَا لم يرض الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فِي إعلال الحَدِيث بِهِ بل قَالَ إِسْنَاده مظلم وَمَا أَدْرِي من وَضعه تعلق فِيهِ ابْن الْجَوْزِيّ على كَاتب اللَّيْث، وَهَذِه الْأَحَادِيث شاهدة لحديثي سُوَيْد وَكثير السَّابِقين قَرِيبا وَالله تَعَالَى أعلم. (15) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَيَبْعَثُ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَتَطَؤُهُمُ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالدَّوَابُّ بِأَرْجُلِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فَيُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ وَيُقْذَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (عد) من حَدِيث عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ وَفِيه الخصيب بن جحدر وَالْحسن بن دِينَار (تعقب) بِأَن لَهُ شَوَاهِد، من حَدِيث جَابر أخرجه الْبَزَّار، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه الْبَزَّار مُخْتَصرا وَابْن صصري فِي أَمَالِيهِ مطولا وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بِمَعْنَاهُ أخرجه أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره. (16) [حَدِيثٌ] يَدْعُو اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ (عد) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ (تعقب) بِأَن ابْن عدي اقْتصر على وصف الحَدِيث بالنكارة وَله طَرِيق آخر من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) هُوَ من طَرِيق أبي حُذَيْفَة إِسْحَاق بن بشر وَهُوَ كَذَّاب وَضاع فَلَا يصلح شَاهدا وَقد ثَبت مَا يُخَالِفهُ فَفِي سنَن أبي دَاوُد بِإِسْنَاد جيد كَمَا قَالَه النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء مَرْفُوعا إِنَّكُم تدعون يَوْم الْقِيَامَة بأسمائكم وَأَسْمَاء آبائكم فحسنوا أسماءكم، وَفِي الصَّحِيح من حَدِيث ابْن عمر مَرْفُوعا إِذا جمع الله الْأَوَّلين والآخرين يَوْم الْقِيَامَة يرفع لكل غادر لِوَاء فَيُقَال هَذِه غدرة فلَان بن فلَان وَالله تَعَالَى أعلم.

(17) [حَدِيثٌ] تَخْتَصِمُ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ الْجَسَدُ أَنَا كُنْتُ بِمَنْزِلَةِ الْجِذْعِ مُلْقًى لَا أُحَرِّكُ يَدًا وَلا رِجْلا لَوْلا الرُّوحُ. وَتَقُولُ الرُّوحُ أَنَا كُنْتُ رِيحًا لَوْلا الْجَسَدُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا، وَضَرَبَ لَهُمَا مَثَلَ أَعْمَى وَمُقْعَدٍ، حَمَلَ الأَعْمَى الْمُقْعَدَ فَدَلَّهُ بِبَصَرِهِ الْمُقْعَدُ وَحَمَلَهُ الأَعْمَى بِرِجْلِهِ (قطّ) من حَدِيث أنس، وَفِيه سعيد بن الْمَرْزُبَان وَالْمُسَيب بن شريك مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن حَدِيثهمَا لَا يبلغ أَن يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ فَإِن ابْن الْمَرْزُبَان مِنْ رِجَالِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَثَّقَهُ بَعضهم قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ لَا يكذب وَقَالَ ابْن عدي ضَعِيف يكْتب حَدِيثه وَلَا يتْرك، وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق فِيهِ ضعف، وَالْمُسَيب بن شريك برأه أَحْمد وَابْن الْمَدِينِيّ من الْكَذِب ثمَّ للْحَدِيث شَاهد عَن ابْن عَبَّاس أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَابْن مَنْدَه. وَعَن سلمَان أخرجه عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد. (18) [حَدِيثٌ] الطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْفَعُ مَنَاقِيرَهَا وَتَرْفَعُ أَذْنَابَهَا وَتَطْرَحُ مَا فِي بُطُونِهَا وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلَبَةٌ وَلا بَائِقَةٌ (عد) من حَدِيث ابْن عمر وَلَا يَصح، فِيهِ مُحَمَّد بن الْفُرَات (تعقب) بِأَن الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ فِي سنَنه وَضَعفه بِابْن الْفُرَات. (19) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ قَوْمًا عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ بِأَجْنِحَةٍ خُضْرٍ فَيَسْقُطُونَ عَلَى حِيطَانِ الْجَنَّةِ فَتُشْرِفُ عَلَيْهِمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ لَهُمْ: مَا أَنْتُمْ أَمَا شَهِدْتُمُ الْحِسَابَ وَالْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نَحْنُ قَوْمٌ عَبَدْنَا اللَّهَ سِرًّا فَأَحَبَّ أَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ سِرًّا (أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ) فِي الْأَرْبَعين من حَدِيث أنس وَفِيه حميد بن عَليّ بن هَارُون الْقَيْسِي (تعقب) بِأَنَّهُ تَابعه أَبُو بكر مُحَمَّد بن شُعَيْب أخرجه ابْن النجار فِي تَارِيخه فانتفت تُهْمَة حميد (قلت) مُحَمَّد بن شُعَيْب لَا يعرف وَالله أعلم. (20) [حَدِيثُ] عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَأَبِي هُرَيْرَة، سُئِلَ رَسُول الله عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنَّات عدن} ، قَالَ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيفَةً وَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ الْقُوَّةَ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ (ابْن حيويه) فِي جزئه

وَفِيه جسر بن فرقد لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَنَّهُ من هَذَا الطَّرِيق أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وجسر لم يتهم بكذب وَالله تَعَالَى أعلم. (21) [حَدِيثٌ] كَنْسُ الْمَسَاجِدِ مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ (ابْن الْجَوْزِيّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَلا يَصِحُّ فِيهِ مَجَاهِيل وَعبد الْوَاحِد بن زيد مَتْرُوك (تعقب) بِأَن لَهُ شَاهدا من حَدِيث أبي قرصافة: ابْنُوا الْمَسَاجِد وأخرجوا القمامة مِنْهَا فَمن بنى لله بَيْتا بنى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ قيل يَا رَسُول الله وَهَذِه الْمَسَاجِد الَّتِي تبنى فِي الطّرق فَقَالَ نعم وَإِخْرَاج القمامة مِنْهَا مُهُور الْحور الْعين أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَصَححهُ الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة. (22) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَة} ، قَالَ: غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (خطّ) وَلَا يَصح فِيهِ جسر بن فرقد وَعنهُ ابْنه جَعْفَر وهما مَتْرُوكَانِ، وَعَن جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ (تعقب) بِأَنَّهُ صَحَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أخرجه أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه والضياء فِي المختارة. (23) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصُّوَرَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ إِنِ اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا وَإِنَّ فِيهَا لَمَجْمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ (عبد الله بن أَحْمد) فِي زَوَائِد الْمسند من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق أَبُو شيبَة الوَاسِطِيّ مَتْرُوك (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ أخرج التِّرْمِذِيّ الحَدِيث من طَرِيق ابْن إِسْحَاق الْمَذْكُور. وَقَالَ غَرِيب وَحسن لَهُ غير هَذَا الحَدِيث وَصحح الْحَاكِم من طَرِيقه حَدِيثا آخر وَأخرج لَهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه لَكِن قَالَ فِي الْقلب من عبد الرَّحْمَن، وَله شَاهد من حَدِيث جَابر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم فِي صفة الْجنَّة وَفِيه جَابر بن يزِيد الْجعْفِيّ ضَعِيف والمستغرب مِنْهُ قَوْله دخل فِيهَا وَالَّذِي يظْهر لي أَن المُرَاد أَن صورته تَتَغَيَّر فَتَصِير شَبيهَة بِتِلْكَ الصُّورَة لَا أَنه دخل فِيهَا حَقِيقَة وأصل ذكر سوق الْجنَّة من غير تعرض لذكر الصُّور فِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أنس وَفِي التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة انْتهى.

(24) [حَدِيثٌ] لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا يُدْعَى بِاسْمِهِ إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا وَهُمْ جُرْدٌ مُرْدٌ إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ (خطّ) من حَدِيث جَابر (عد) بِنَحْوِهِ من حَدِيثه أَيْضا (ابْن الْأَشْعَث) صَدره فَقَط من حَدِيث عَليّ وَلَا يَصح فِي الأول وهب بن حَفْص وَفِي الثَّانِي شيخ ابْن أبي خَالِد وَالثَّالِث الْمُتَّهم بِهِ ابْن الْأَشْعَث (تعقب) بِأَن حَدِيث عَليّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من طَرِيق ابْن الْأَشْعَث وَله شَوَاهِد مَوْقُوفَة عَن كَعْب وغالب بن عبد الله الْعقيلِيّ أخرجهُمَا ابْن عَسَاكِر وَعَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أخرجه أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة، وَلآخر الحَدِيث شَاهد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا، أَخْرَجَهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي صفة الْجنَّة (قلت) وَفِي الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن حجر من حَدِيث ابْن مَسْعُود: أهل الْجنَّة جرد مرد، إِلَّا مُوسَى فَإِن لَهُ لحية تضرب إِلَى سرته وَالله تَعَالَى أعلم. (25) [حَدِيثٌ] بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فَيَنْظُرُونَ فَإِذَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ نَظَرَ إِلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {سَلامٌ قولا من رب رَحِيم} ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَحْتَجِبَ فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَفِي دَارِهِمْ (عد) من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَفِيه الْفضل الرقاشِي (تعقب) بِأَن الحَدِيث من هَذَا الطَّرِيق أخرجه ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب (قلت) وَأوردهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن تَيْمِية فِي رسَالَته فِي أَن النِّسَاء يرين الله تَعَالَى فِي الدَّار الْآخِرَة وَأعله بِالْفَضْلِ الرقاشِي ثمَّ قَالَ وَقد روينَاهُ من طَرِيق أُخْرَى فَذكرهَا ثمَّ قَالَ وَهَذِه الطَّرِيق تَنْفِي أَن يكون الْفضل قد تفرد بِهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (26) [حَدِيثُ] أَنَسٍ أَنَّ النَّبِي قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة} قَالَ وَاللَّهِ مَا نَسَخَهَا مُنْذُ أَنْزَلَهَا يَزُورُونَ رَبَّهُمْ فَيُطْعَمُونَ وَيُسْقَوْنَ وَيُطَيَّبُونَ وَيُحَلَّوْنَ وَتُرْفَعُ الْحُجُبُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بكرَة وعشيا} (قطّ) من حَدِيث أنس وَلَا يَصح فِيهِ مَيْمُون بن سياه قَالَ ابْن حبَان لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد وَصَالح المري مَتْرُوك (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَقد تعقبه ابْن تَيْمِية فِي رسَالَته الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث قبله فَقَالَ مَيْمُون بن سياه أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم ثِقَة وحسبك بهؤلاء الثَّلَاثَة وَقَالَ ابْن معِين ضَعِيف وَلَكِن ابْن معِين

يَقُول هَذَا فِي غير وَاحِد من الثِّقَات وَأما ابْن حبَان فَفِيهِ ابتداع فِي الْجرْح مَعْرُوف انْتهى وَالله أعلم. (27) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لأَهْلِ الْجَنَّةِ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى كَثِيبِ كَافُورٍ أَبْيَضَ (خطّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد الْعَطَّار عَن جده عبد الله بن الحكم عَن عَاصِم أبي عَليّ وَالثَّلَاثَة مَجْهُولُونَ (قلت) لم يتعقبه السُّيُوطِيّ وَقد اسْتشْهد بِهِ ابْن تَيْمِية فِي رسَالَته الْمَذْكُورَة وَقَالَ قيل إِن جعفرا وجده مَجْهُولَانِ وَهَذَا لَا يمْنَع المعاضد انْتهى والنكارة فِيهِ إِنَّمَا هِيَ فِي قَوْله كل يَوْم وَلَعَلَّه سقط مِنْهُ لَفْظَة جُمُعَة وبتقديرها يُوَافق الرِّوَايَات الصَّحِيحَة فِي ذَلِك وَالله تَعَالَى أعلم. (28) [حَدِيثٌ] تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحَزَنِ أَوْ وَادِي الْحَزَنِ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ وَإِنَّ مِنْ شَرِّ الْقُرَّاءِ مَنْ يَزُورُ الأُمَرَاءَ (عق) من حَدِيث عَليّ (عد) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِنَحْوِهِ وَلَا يَصح، فِي الأول أَبُو بكر الداهري وَفِي الثَّانِي عمار بن سيف وَمَعَان بن رِفَاعَة مَتْرُوكَانِ (تعقب) بِأَن الحَدِيث من الطَّرِيق الثَّانِي أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه الطَّبَرَانِيّ (قلت) وَقد توبع عمار وَمَعَان قَرَأت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر على هَامِش تَلْخِيص الموضوعات لِابْنِ درباس مَا نَصه حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ رواد بن الْجراح عَن بكير بن مَعْرُوف عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ إِن فِي جَهَنَّم وَاديا تستعيذ مِنْهُ جَهَنَّم كل يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللَّهُ للقراء المرائين وَبُكَيْر أخرج لَهُ مُسلم وَوَثَّقَهُ بَعضهم وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ أرَجْو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ لَيْسَ حَدِيثه بالمنكر جدا وَقَالَ ابْن الْمُبَارك ارْمِ بِهِ انْتهى وَالله أعلم. (29) [حَدِيثٌ] إِنَّ فِي النَّارِ جُبًّا يُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ (عد) من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَلَيْسَ بِصَحِيح،. فِيهِ الْأَزْهَر بن سِنَان لَيْسَ بِشَيْء (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ وأزهر من رجال التِّرْمِذِيّ وَثَّقَهُ ابْن عدي فَقَالَ: لَيست أَحَادِيثه بالمنكرة جدا أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر مَا نَصه أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن وَأخرجه

التِّرْمِذِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن وَاسع قَالَ دخلت على بِلَال بن أبي بردة فَقلت إِن أَبَاك حَدثنِي عَن أَبِيه فَذكره انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم. (30) [حَدِيثُ] الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (عد) من حَدِيث ابْن عمر (طب) من حَدِيثه أَيْضا من طَرِيقين (أَبُو يعلى) من حَدِيث أنس بِلَفْظ عمر الذُّبَاب أَرْبَعُونَ يَوْمًا والذباب كُله فِي النَّار إِلَّا النَّحْل وَلَا يَصح، فِي الأول أَيُّوب بن خوط مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي الْقَاسِم بن يزِيد مَجْهُول وَفِي الثَّالِث إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْمَكِّيّ لَيْسَ بِشَيْء وَفِي الرَّابِع مِسْكين ابْن عبد الْعَزِيز لَيْسَ بِالْقَوِيّ (تعقب) بِأَنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ قَالَ فِي فتح الْبَارِي حَدِيث أنس إِسْنَاده لَا بَأْس بِهِ وَحَدِيث ابْن عمر إِسْنَاده ضَعِيف انْتهى (قلت) سبق إِلَى تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ فِي تلخيصه مَا بَال هَذَا هُنَا وَقد روى الْقَاسِم بن يزِيد الْجرْمِي صَدُوق عَن سُفْيَان عَن مُجَاهِد عَن عبيد بن عُمَيْر عَن ابْن عمر أَن النَّبِي قَالَ الذُّبَاب كُله فِي النَّار وَهَذَا إِسْنَاد جيد انْتهى وَالله أعلم وَقد ورد أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود أخرجهُمَا الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدَيْنِ جَيِّدين فَالْحَدِيث حسن أَو صَحِيح (قلت) قَالَ بعض الْعلمَاء وَكَونه فِي النَّار لَيْسَ لعذاب لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ ليعذب أهل النَّار بِوُقُوعِهِ عَلَيْهِم أعاذنا الله تَعَالَى من عَذَابه وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل وَالله تَعَالَى أَعْلَمُ. (31) [حَدِيثٌ] إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْرِجُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ حَتَّى يَمْكُثُوا فِيهَا أَحْقَابًا وَالْحُقْبُ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً كُلُّ سَنَةٍ ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (عد) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق سُلَيْمَان بن مُسلم وَقَالَ مُنكر جدا وَسليمَان شبه الْمَجْهُول (تعقب) بِأَن الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده من هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ الحافظان الهيثمي وَابْن حجر سُلَيْمَان بن مُسلم ضَعِيف جدا وَله شَوَاهِد قَالَ السُّيُوطِيّ وَقد أوردت شواهده فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور فَمن أرادها فليراجعه. (32) [حَدِيثٌ] إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ لِيُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَيَقُولُ الله لجبريل اذْهَبْ فائتني بِعَبْدِي هَذَا فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبِّينَ يَبْكُونَ فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ اذْهَبْ فائتني بِهِ فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَيَجِيءُ بِهِ ثُمَّ يَقِفُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ فَيَقُولُ يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ وَشَرَّ مَقِيلٍ فَيَقُولُ رُدُّوا عَبْدِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي

الفصل الثالث

فِيهَا فَيَقُولُ دَعُوا عَبْدِي (الإِمَام أَحْمد) فِي الْمسند من حَدِيث أنس وَلَا يَصح، فِيهِ أَبُو ظلال لَيْسَ بِشَيْء (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد بِأَن أَبَا ظلال أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وَحسن بعض حَدِيثه وعلق لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَقَالَ فِيهِ هُوَ مقارب الحَدِيث وَأخرج هَذَا الحَدِيث الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَأخرجه ابْن خُزَيْمَة فِي كتاب التَّوْحِيد من صَحِيحه إِلَّا أَنه سَاقه بطريقة لَهُ تدل على أَنه لَيْسَ على شَرطه فِي الصِّحَّة وَبِالْجُمْلَةِ فَلَيْسَ مَوْضُوعا ولبعضه شَاهد من مُرْسل الْحسن، أخرجه الْآجُرِيّ فِي جُزْء الأفك. الْفَصْل الثَّالِث (33) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ: سَأَلْتُ النَّبِي مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَقَالَ سَأَلْتُ جِبْرِيلَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ مِيكَائِيلَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ إِسْرَافِيلَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ الرّفيعَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ اللَّوْحَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ سَأَلْتُ الْقَلَمَ مَتَى يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ مَلَكًا يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَهُوَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَادًّا بِهَا صَوْتَهُ لَا يَقْطَعُهَا وَلا يَتَنَفَّسُ فِيهَا وَلا يُتِمُّهَا فَإِذَا أَتَمَّهَا أُمِرَ إِسْرَافِيلُ أَنْ يَنْفُخَ فِي الصُّورِ وَقَامَتِ الْقِيَامَةُ (مي قُلْتُ) لَمْ يُبَيِّنْ عِلَّتَهُ وَفِي سَنَده من لم أعرفهم وَالله أعلم. (34) [حَدِيثٌ] تُحْشَرُ ابْنَتِي فَاطِمَةُ وَعَلَيْهَا حُلَّةٌ قَدْ عُجِنَتْ بِمَاءِ الْحَيَوَانِ فَيَنْظُرُ الْخَلائِقُ إِلَيْهَا فَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا وَتُكْسَى أَيْضًا أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حُلَّةٍ بِخَطٍّ أَخْضَرَ أَدْخِلُوا ابْنَةَ نَبِيِّ الْجَنَّةِ عَلَى أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَحْسَنِ كَرَامَةٍ وَأَحْسَنِ مَنْظَرٍ فَتُزَفُّ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ وَتُتَوَّجُ بِتَاجِ الْعِزِّ وَيَكُونُ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِيَةٍ حُورِيَّةٍ عَيْنِيَّةٍ فِي يَدِ كُلِّ جَارِيَةٍ مِنْدِيلٌ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَقَدْ زُيِّنَّ لَهَا تِلْكَ الْجَوَارِي مُنْذُ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ (كرّ) من حَدِيث عَليّ من طَرِيق دَاوُد بن سُلَيْمَان الْغَازِي وَهُوَ من نسخته الَّتِي وَضعهَا على عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَى عَنْ آبَائِهِ. (35) [حَدِيثُ] ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُول الله قَالَ: مَا اصطحب اثْنَان

عَلَى خَيْرٍ وَلا شَرٍّ إِلا حُشِرَا عَلَيْهِ، وَتَلا {وَإِذَا النُّفُوسُ زوجت} (عد) من طَرِيق جَعْفَر ابْن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي وَقَالَ هَذَا بَاطِل. (26) [حَدِيثٌ] يَحْشُرُ اللَّهُ الْخَيَّاطَ الْخَائِنَ وَعَلَيْهِ قَمِيصُ رِدَاءٍ مِمَّا خَاطَ وَخَانَ فِيهِ (مي) من حَدِيث عَليّ وَإِسْنَاده ظلمات فِيهِ الْأَصْبَغ بن نباتة وَعنهُ سعد بن طريف وَفِيه إِسْمَاعِيل بن عباد الأرسوفي مُنكر الحَدِيث. (37) [حَدِيثٌ] شَفَاعَتِي لِلْجَبَابِرَةِ مِنْ أُمَّتِي (مي) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ الْمَأْمُون السّلمِيّ. (38) [حَدِيثٌ] الشُّعَرَاءُ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الإِسْلامِ يَأْمُرُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقُولُوا شِعْرًا يَتَغَنَّى بِهِ الْحُورُ الْعِينُ لأَزْوَاجِهِنَّ فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِينَ مَاتُوا فِي الشِّرْكِ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ فِي النَّارِ (مي) من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه لَاحق بن الْحصين. (39) [حَدِيثٌ] يَدْخُلُ سُلَيْمَانُ الْجَنَّةَ بَعْدَ دُخُولِ الأَنْبِيَاءِ بِخَمْسِينَ عَامًا بِسَبِبِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه دِينَار مولى أنس وَغُلَام خَلِيل. (40) [حَدِيثٌ] إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَشَقَّقَتِ الْقُبُورُ عَلَى قَوْمٍ وَخُلِعَ عَلَيْهِمُ الْخُلَعُ، وَقُدِّمَ لَهُمُ النَّجَائِبُ عَلَى ظَهْرِهَا قِبَابُ الدُّرِّ مَفْرُوشَةٌ بِالْعَبْقَرِيِّ فَيَقْعُدُونَ بِالْقِبَابِ قَصْدًا إِلَى الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا، أَيْ رُكْبَانًا، فَيُحَاسِبُهُمْ حِسَابًا يَسِيرًا وَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُسَلَّمُ لَهُمْ قُصُورُهُمْ، وَجَوَارِيهِمْ، وَغِلْمَانُهُمْ وَوَصَائِفُهُمْ وَبَسَاتِينُهُمْ وَأَنْهَارُهُمْ فَلا إِلَى جَوَارِيهِمْ يَنْظُرُونَ، وَلا طَعَامَهُمْ يَشْتَهُونَ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْحُورُ الْعِينُ أَيْشِ خَبَرُكُمْ فَيَقُولُونَ إِلَيْكُمْ عَنَّا فَمَا عَبَدْنَا اللَّهَ لِلدُّنْيَا وَلا لِهَذِهِ الدَّارِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ الْمَلَكَ فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكُمْ: زَوِّرُونِي فَيَرْكَبُونَ النَّجَائِبَ وَلُجُمُ النُّوقِ عقيان الذَّهَب فَإِن هموا بهَا طارت وَإِن هموا بهَا صَارَت، فَتُكْشَفُ لَهُمُ الْحُجُبُ وَالسُّرَادِقَاتُ فَيَقُولُ مَرْحَبًا بِعِبَادِي لأُقِرَّنَّ عُيُونًا كَانَتْ بِاللَّيْلِ تَتَبَاكَى، لأُقِيلَنَّ جَنُوبًا كَانَتْ بِاللَّيْلِ تَتَجَافَى، لأُجِيبَنَّ أَصْوَاتًا كَانَتْ لَدَى الْعَرْشِ، هَاكُمْ أَطْعِمُوا عِبَادِي فَيُقَدَّمُ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَائِدَةَ ذَهَبٍ عَلَى الْمَائِدَةِ مِائَةُ أَلْفِ صَحْفَةِ ذَهَبٍ، عَلَى الصَّحْفَةِ مِائَةُ أَلْفِ لَوْنٍ لَيْسَ مِنْ لَوْنَيْنِ تَجْتَمِعُ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَيَأْكُلُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا يَأْكُل فِي الدُّنْيَا

سَبْعِينَ ضِعْفًا فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا عِبَادِي أَكَلْتُمْ؟ اسْقُوا عِبَادِي فَتَدُورُ عَلَيْهِمُ الْكَاسَاتِ شَرَابًا لَمْ يَذُوقُوا فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ فَيَقُولُ أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ وَتَفَكَّهْتُمْ اخْلَعُوا عَلَى عِبَادِي فَيُخْلَعُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سَبْعِينَ حُلَّةً مَا مِنْ حُلَّةٍ إِلا تُسَبِّحُ بِأَنْوَاعِ التَّسْبِيحِ، فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ وَتَفَكَّهْتُمْ وَكُسِيتُمْ عَطِّرُوا عِبَادِي فَيَنْشُرُ اللَّهُ سَحَابًا تُمْطِرُ عَلَيْهِمُ الْمِسْكَ وَرِيحًا تُسَمَّى الْمُثِيرَةَ تُثِيرُ عَلَيْهِمُ الْعَنْبَرَ فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ يَا عِبَادِي أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ وَتَفَكَّهْتُمْ وَكُسِيتُمْ وَعُطِّرْتُمْ سَلُونِي فَيَقُولُونَ يَا مَوْلانَا سَمِعْنَا الْكَلامَ نُرِيدُ أَنْ نَرَى الْوَجْهَ فَيَقُولُ نَعَمْ يَا عِبَادِي فَتَصِيحُ الْمَلائِكَةُ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ فَيَقُولُونَ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ عَبَدْنَاكَ فِي سَمَائِكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، لَا نَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَيْكَ فَيَقُولُ يَا مَلائِكَتِي اسْكُتُوا طَالَ مَا رَأَيْتُ كِرَامَ وُجُوهِهِمْ مُعَفَّرَةً لِي فِي التُّرَابِ، وَطَالَ مَا رَأَيْتُ عُيُونَهُمْ تَتَبَاكَى فِي الظَّلامِ، وَطَالَ مَا رَأَيْتُهُمْ يَسْعَوْنَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَحَقِيقٌ عَلَيَّ أَنْ أَزْيَدَ أَبْصَارَهُمْ قُوَّةً عَلَى قُوَّةٍ، حَتَّى يَسْتَطِيعُوا النَّظَرَ إِلَيَّ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَيَقُولُ أَبْشِرُوا عِبَادِي فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ فِي سُجُودِهِمْ مَا نُرِيدُ الْيَوْمَ الْجَنَّةَ وَلا الْحُورَ فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ: ارْفَعُوا رءوسكم فانظرا إِلَى وَجْهِي، وَتَلَذَّذُوا بِكَلامِي فَمَا مِنْ شَيْءٍ أُعْطَوْهُ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى (الصَّابُونِي) فِي الْمِائَتَيْنِ من حَدِيث أنس وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْخَواص الْآمِدِيّ. (41) [حَدِيثُ] مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: كُنْتُ مَعَ رَسُول الله فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ فَتلا رَسُول الله هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّور فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ، فَرَأَيْت رَسُول الله قَدْ تَغَرْغَرَتْ عَيْنَاهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَفْسِيرُهَا {فَتَلاهَا} حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَإِذَا هُوَ يَنْتَفِضُ وَيَفِيضُ عَرَقًا، ثُمَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَوْله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ، قَالَ: يَا مُعَاذُ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَبَكَى حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ أَسَأْتُ إِلَى النَّبِي، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي عَمَّ سَأَلْتَ قُلْتُ أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَن قَوْله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} قَالَ: إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ سَأَلَنِي عَنْهَا، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةُ تُجَزَّأُ أُمَّتِي عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ يُحْشَرُونَ عَلَى عَشَرَةِ أَفْوَاجٍ صِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِير، وصفن عَلَى صُورَةِ الْكِلابِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْحُمُرِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الذَّرِّ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ الْبَهَائِمِ، وَصِنْفٌ عَلَى صُورَةِ السِّبَاعِ، وَصِنْفٌ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَصِنْفٌ رُكْبَانٌ، وصنف مشَاة،

فَأَمَّا الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْقُدْرَة فَهُمْ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يُسَمَّوْنَ الْقَدَرِيَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَهَ تَعَالَى قَدَّرَ بَعْضَ الأَشْيَاءِ وَلَمْ يُقَدِّرْ بَعْضَهَا وَأَنَّ الْمَعَاصِيَ لَيْسَتْ مَخْلُوقَةً لَهُ أُولَئِكَ مُشْرِكُو هَذِهِ الأُمَّةِ يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِيرِ، قَالَ أُولَئِكَ آفَةُ أَهْلِ الإِسْلامِ وَهَلاكِ الدِّينِ الْمُكَذِّبُونَ بِمَا جِئْتُ بِهِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الْمُرْجِئَةُ يَزْعُمُونَ أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ لَا يَضُرُّهُمْ مَعَ الْقَوْلِ كَثْرَةُ الْمَعَاصِي كَمَا لَا يَنْفَعُ أَهْلَ الشِّرْكِ كَثْرَةُ صَالِحِ الأَعْمَالِ أُولَئِكَ يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِيرِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْكِلابِ قَالَ أُولَئِكَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الدَّعْوَةِ مَرَقُوا مِنَ الدِّينِ وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَ أُمَّتِي وَاسْتَبَاحُوا حَرِيمَهُمْ وَتَبَرَّءُوا مِنْ أَصْحَابِي يسمون بالحرورية أُولَئِكَ كِلابُ النَّارِ ثَلاثًا لَوْ قُسِّمَ عَذَابُهُمْ عَلَى الثَّقَلَيْنِ لَوِسَعَهُمْ لَهُمْ فِي النَّارِ نِبَاحٌ كَنِبَاحِ الْكِلابِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْحَمِيرِ قَالَ صِنْفٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ إِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيَشْتِمُونَهُمَا لَهُمْ نَبْذٌ لَا يَرَوْنَ جُمُعَةً وَلا جَمَاعَةً أُولَئِكَ شَرُّ مَكَانًا، قُلْنَا يَا رَسُول الله أَو لَيْسَ هَؤُلاءِ الأَصْنَافُ مُؤْمِنِينَ؟ قَالَ يَا مُعَاذُ وَمَا يَمْنَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ شَيْئًا إِذَا تَرَكُوا الإِيمَانَ وَخَالَفُوا مَا جِئْتُ بِهِ أُولَئِكَ لَا تَنَالُهُمْ شَفَاعَتِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ السِّبَاعِ، قَالَ يَا مُعَاذُ زَنَادِقَةُ أُمَّتِي يُنْكِرُونَ حَوْضِي وَشَفَاعَتِي وَيَكْفُرُونَ بِفَضَائِلِي أَلا إِنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ مِنْهُمْ قَوْمًا يُحْشَرُونَ عِطَاشًا إِلَى النَّارِ عَلَى صُورَةِ السِّبَاعِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتْنَفَعُهُمْ شَفَاعَتُكَ قَالَ يَا مُعَاذُ: وَكَيْفَ تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَتِي وَلَمْ يُقِرُّوا بِشَفَاعَتِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الذَّرِّ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ الْمُتَعَاظِمُونَ مِنْ أُمَّتِي وَأَصْحَابُ الْبَغْيِ عَلَى أُمَّتِي وَأَصْحَابُ التَّطَاوُلِ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الذَّرِّ إِلَى النَّارِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى صُورَةِ الْبَهَائِمِ، قَالَ أُولَئِكَ أَكَلَةُ الرِّبَا، لَا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ من الْمس، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ قَالَ أُولَئِكَ الْمُصَوِّرُونَ وَالْهَمَّازُونَ وَاللَّمَّازُونَ بِتُقَاةِ هَذِهِ الأُمَّةِ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مُشَاةً، قَالَ أُولَئِكَ أَهْلُ الْيَمِينِ، قُلْتُ فَمَنِ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ رُكُوبًا، قَالَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ يُحْشَرُونَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ (كرّ) وَقَالَ مُنكر وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد من المجهولين، قلت هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا، وَقد ذكر السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور أَن ابْن مرْدَوَيْه أخرج عَن الْبَراء بن عَازِب أَن معَاذ بن جبل قَالَ يَا رَسُول الله مَا قَول

الله {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ، فَقَالَ يَا معَاذ سَأَلت عَن عَظِيم من الْأَمر، ثمَّ أرسل عَيْنَيْهِ، ثمَّ قَالَ عشرَة أَصْنَاف قد ميزهم الله من جمَاعَة الْمُسلمين وَبدل صورهم فَذكر الْأَصْنَاف الْعشْرَة، لَكِن على غير الْوَجْه الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ شَاهد لَهُ إِن كَانَ رجال إِسْنَاده صالحين للاستشهاد بهم فَإِن السُّيُوطِيّ لم يحكم عَلَيْهِ بِشَيْء وَلَيْسَ عِنْدِي الْآن تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه لأراجعه وأتعرف رِجَاله فليحرره من أَرَادَهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (43) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِلَّهِ عَبْدًا يُوقَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُرَدُّ فَيَقُولُ اللَّهُ عَبْدِي أَلَمْ يَكُنْ لَكَ أَخٌ وَأَخَاكَ فِيَّ فَيَقُولُ إِلَهِي وَسَيِّدِي فُلانٌ الْيَهُودِيُّ آوَانِي وَنَصَرَنِي فَيَقُولُ اللَّهِ عَبْدِي أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ جَنَّتِي مَنْ أَشْرَكَ بِي، وَلَكِنِ ابْنُوا لَهُ فِي النَّارِ بَيْتًا لَا يُصِيبُهُ مِنْ حَرِّهَا وَلا مِنْ بَرْدِهَا شَيْءٌ (أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه) من حَدِيث جَابر وَفِيه طَلْحَة ابْن زيد والْعَلَاء بن هِلَال الرقي. (43) [حَدِيثٌ] إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ فَيَتَعَلَّقُ بِهِ (نجا) من حَدِيث أنس مسلسلا بالتبسم (قلت) لم يبين علته وَفِيه رجال لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (44) [حَدِيثٌ] إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ جُهَيْنَةُ فَيَسْأَلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ يُعَذَّبُ، فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُونَ عِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ (قطّ) فِي غرائب مَالك من حَدِيث ابْن عمر وَقَالَ بَاطِل وَفِيه عبد الْملك بن الحكم وجامع بن سوَادَة ضعيفان وَالله أعلم. (45) [حَدِيثٌ] خَلَقَ اللَّهُ أَحْجَارًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ يُوقَدَ عَلَيْهَا أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى لإِبْلِيسَ وَلِفِرْعَوْنَ، وَلِمَنْ حَلَفَ بِاسْمِهِ كَاذِبًا (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه غَسَّان بن أبان قَالَ ابْن حبَان يروي عجائب، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع. (46) [حَدِيثٌ] النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ وَاجِبٌ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه عَمْرو بن خَالِد الْأَعْشَى. (47) [حَدِيثٌ] يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْمُتَقَاعِسِينَ وَالْمُبْتَذِلِينَ، أَمَّا الْمُبْتَذِلُونَ فَهُمُ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَ دِمَائِهِمْ لِلَّهِ فَهَرَقُوهَا شَاهِرِينَ سُيُوفَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا تُرَدُّ لَهُمْ حَاجَةٌ، وَأَمَّا الْمُتَقَاعِسُونَ فَهُمْ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْموقف فيتصايحون فَيَقُول

يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا الصَّوْتُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ يَا رَبِّ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْمَوْقِفُ، فَيَقُولُ أَظِلَّهُمْ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِي فَيُظِلُّهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ أَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ يَرْتَعُونَ فِيهَا فَيَسُوقُهُمْ جِبْرِيلُ فَيَتَصَايَحُونَ كَمَا تَصِيحُ الْخِرْفَانُ إِذَا عُزِلَتْ عَنْ أُمَّهَاتِهَا فَيَقُولُ يَا جِبْرِيلُ مَا شَأْنُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُ، فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ يُرِيدُونَ الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ أَدْخِلِ الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ مَعَ أَطْفَالِهِمْ جَنَّتِي بِرَحْمَتِي (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه أَرْبَعَة كذابون الطيان عَن الزَّاهِد عَن أبي زِيَاد عَن أبان (قلت) نَاقض السُّيُوطِيّ فاستشهد بِهِ فِي كِتَابه تمهيد الْفرش لحَدِيث أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَأَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات من طَرِيق ركن الشَّامي عَن مَكْحُول عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا: ذَرَارِي الْمُسلمين يَوْم الْقِيَامَة تَحت الْعَرْش فشافع وَمُشَفَّع، وَهَذَا عجب من السُّيُوطِيّ وَالْحق أَن الحَدِيث لَا يصلح شَاهدا وَالله تَعَالَى أعلم. (48) [حَدِيثٌ] لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَقُلْتُ إِلَهِي وَسَيِّدِي اجْعَلْ حِسَابَ أُمَّتِي عَلَى يَدِي لِئَلا يَطَّلِعَ عَلَى عُيُوبِهِمْ أَحَدٌ غَيْرِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنَ الْعَلِيِّ يَا أَحْمَدُ إِنَّهُمْ عِبَادِي لَا أُحِبُّ أَنْ أُطْلِعَكَ عَلَى عُيُوبِهِمْ فَقُلْتُ حَسْبِي حَسْبِي (نجا) من حَدِيث أنس وَفِيه مُحَمَّد ابْن أَيُّوب الرَّازِيّ.

الكتاب الجامع

الْكتاب الْجَامِع وَهُوَ من ذيل السُّيُوطِيّ فَقَط (1) [حَدِيثٌ] الْهَوَى وَالْبَلاءُ وَالشَّهْوَةُ مَعْجُونَةٌ بِطِينَةِ آدَمَ (رَوَاهُ أَحْمد بن الْحسن) ابْن أبان عَن عَاصِم عَن سُفْيَان وَشعْبَة عَن سَلمَة بن كهيل عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه، قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا من بلايا أَحْمد بن الْحسن. (2) [حَدِيثٌ] أَرْبَعٌ تُمِيتُ الْقَلْبَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ وَكَثْرَةُ مُنَاقَشَةِ النِّسَاءِ وَحَدِيثِهِنَّ وَمُلاحَاةُ الأَحْمَقِ تَقُولُ لَهُ وَيَقُولُ لَكَ وَمُجَالَسَةُ الْمَوْتَى كُلُّ غَنِيٍّ مُتْرَفٍ وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه دَاوُد بن المحبر. (3) [حَدِيثٌ] الظَّرِيفُ لَا يَأْخُذُ شَعْرَهُ مِنْ دُكَّانِ حَجَّامٍ وَلا يَدْخُلُ بِغَيْرِ مِئْزَرٍ الْحَمَّامَ (مي) من حَدِيث أبي هُرَيْرَة (قلت) لم يبين علته وَفِيه سعيد بن لُقْمَان قَالَ الْأَزْدِيّ لَا يحْتَج بِهِ وَعنهُ مُحَمَّد بن الْفُرَات وَالله أعلم. (4) [حَدِيثُ] عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِي قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ غَمُّ الْعِيَالِ سَتْرٌ مِنَ النَّارِ وَطَاعَةُ الْخَالِقِ أَمَانٌ مِنَ الْعَذَابِ وَالصَّبْرُ عَلَى الْفَاقَةِ جِهَادٌ وَأَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً وَغَمُّ الْمَوْتِ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ وَاعْلَمْ يَا عَلِيُّ أَنَّ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ وَغَمُّكَ لِهَمٍّ لَا يَنْفَعُ فِي الرِّزْقِ وَلا يَضُرُّ غَيْرَ أَنَّكَ تُؤْجَرُ عَلَيْهِ وَإِنَّ أَغَمَّ الْغَمِّ غَمُّ الْعِيَالِ (خطّ) فِي تَلْخِيص الْمُتَشَابه وَقَالَ هَذَا مُنكر جدا وَلَا يثبت (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَالله تَعَالَى أعلم. (5) [حَدِيثٌ] مَنْ أُلْهِمَ الصِّدْقُ فِي كَلامِهِ وَالإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَوَصَلَ رَحِمَهُ أنسىء لَهُ فِي الأَجَلِ وَوُسِّعَ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ وَمُتِّعَ بِعَقْلِهِ وَأَمِنَ الْهَرَمَ فَلَمْ يَهْرَمْ وَسَهُلَ عَلَيْهِ فِي سِيَاقِهِ وَلُقِّنَ حُجَّتُهُ فِي قَبْرِهِ وَقْتَ الْمُسَاءَلَةِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر وَفِيه إِسْحَاق ابْن كَاهِل قَالَ الْمزي لَا يعرف وَقَالَ ابْن يُونُس لَا يُتَابع، فِي حَدِيثه مَنَاكِير (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي الحكم على حَدِيثه بِالْوَضْعِ وَقد صحّح لَهُ الْحَاكِم حَدِيثا لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَالله تَعَالَى أعلم.

(6) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ مَلِكٍ طَالَ عُمْرُهُ إِلا اسْتَخَفَّ بِهِ أَهْلُهُ (مي) من حَدِيث أنس (قلت) لم يبين علته وَفِيه جمَاعَة لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (7) [حَدِيثٌ] الْمَوْتُ لِلْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنَ الْحَيَاةِ وَالْفَقْرُ لِلْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى وَالذُّلُّ خَيْرٌ مِنَ الْعِزِّ وَالرِّفْعَةِ وَاللَّهُ لَا يَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا بِالضُّعَفَاءِ (مي) من حَدِيث ابْن عمر (قلت) لم يبين علته وَفِيه مُحَمَّد بن الْأَزْهَر الْجوزجَاني نهى أَحْمد عَن الْكِتَابَة عَنهُ لكَونه يروي عَن الْكَذَّابين وَقَالَ ابْن عدي لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ وَعنهُ مُحَمَّد بن عبيد بن خَالِد لم أعرفهُ وَالله أعلم. (8) [حَدِيثٌ] الْمُرُوءَاتُ سِتٌّ ثَلاثٌ فِي السَّفَرِ وَثَلاثٌ فِي الْحَضَرِ فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَالْمُزَاحُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْحَضَرِ فَتِلاوَةُ كِتَابِ اللَّهِ وَعِمَارَةُ مَسَاجِدِ اللَّهِ وَاتِّخَاذُ الإِخْوَانِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (مي) من حَدِيث عَليّ وَفِيه أَحْمد ابْن عَليّ بن مهْدي بن صَدَقَة الرَّمْلِيّ. (9) [حَدِيثٌ] لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا يَقِينَ لَهُ وَلا يَقِينَ لِمَنْ لَا دِينَ لَهُ وَلا صَلاةَ لِمَنْ لَا إِخْلاصَ لَهُ وَلا زَكَاةَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ وَلا صَوْمَ لِمَنْ لَا وَرَعَ لَهُ وَلا حَجَّ لِعَاقِّ الْوَالِدَيْنِ وَلا جِهَادَ لِمَنْ كَانَ عَلَيْهِ حُقُوقُ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَوْبَةَ لِمُدْمِنِ الْخَمْرِ وَلا دِينَ لِمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ زَيْغٌ وَبِدْعَةٌ وَضَلالَةٌ وَلا وَفَاءَ لِلْفَاسِقِ. وَلا نُورَ لِلْكَذُوبِ وَلا رَاحَةَ لِلْحَقُودِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلا سَلامَةَ لِلْحَسُودِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (كرّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَقَالَ إسنادنه مظلم. (10) [حَدِيثٌ] مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَوَاضَعَ لِي عِنْدَ حَقِّي إِلا وَأَنَا أُدْخِلُهُ جَنَّتِي وَمَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي تَكَبَّرَ عَنْ حَقِّي إِلا وَأَنَا أُدْخِلُهُ نَارِي (كرّ) من حَدِيث أنس وَفِي إِسْنَاده غير وَاحِد من المعروفين بِوَضْع الحَدِيث. (11) [حَدِيثُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو لَعَنَ رَسُول الله أَرْبَعَةً الْكهنهلَ وَالْمهنهلَ وَالْجعدنَ وَذَا الْحِلْيَةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الْكهنهلُ النَّبَّاشُ وَالْمهنهلُ النَّمَّامُ وَالْجعدنُ الَّذِي لَا يَشْبَعُ وَذُو الْحِلْيَةِ الْمُخَنَّثُ (كرّ) (قلت) لم يذكر علته وَفِيه الْحُسَيْن ابْن سرع لم أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم.

(12) [حَدِيثٌ] مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِخَمْسٍ فَلَهُ الْجَنَّةُ أَوْ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِخَمْسٍ لَمْ يَحْجُبْهُ عَنِ الْجَنَّةِ وَالْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلا عَلَى خَمْسٍ وَالأَشْرِبَةُ مِنْ خَمْسٍ وَحَقُّ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ خَمْسٌ وَنَهَى النِّسَاءَ عَنْ خَمْسٍ فَأَمَّا مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِخَمْسٍ لَمْ يَحْجُبْهُ عَنِ الْجَنَّةِ فَالنُّصْحُ لِلَّهِ وَالنُّصْحُ لِكِتَابِ اللَّهِ وَالنُّصْحُ لِرَسُولِ اللَّهِ وَالنُّصْحُ لِوُلاةِ الأَمْرِ وَالنُّصْحُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا الْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلا عَلَى خَمْسٍ الْمَرْأَةُ وَالْمَرِيضُ وَالْمَمْلُوكُ وَالْمُسَافِرُ وَالصَّغِيرُ وَأَمَّا الأَشْرِبَةُ مِنْ خَمْسٍ مِنَ الْعَسَلِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالشَّعِيرِ وَأَمَّا حَقُّ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ خَمْسٌ لَا تُحْنِثْ لَهَا قَسَمًا وَلا تُعَطَّرُ إِلا لَهُ وَلا تَخْرُجُ إِلا بِإِذْنِهِ وَلا تُدْخِلُ عَلَيْهِ مَنْ يَكْرَهُهُ وَأَمَّا نَهَى النِّسَاءَ عَنْ خَمْسٍ عَنِ اتِّخَاذِ الْكُمَامِ وَلُبْسِ النِّعَالِ وَجُلُوسٍ فِي الْمَسْجِدِ وَخَصْرٍ بِالْقَضِيبِ وَلُبْسِ الأُزُرِ وَالأَرْدِيَةِ بِغَيْرِ دِرْعٍ (كرّ) من حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ وَفِيه حنتم بن ثَابت قَالَ الذَّهَبِيّ لَا يعرف وَالْخَبَر مُنكر. (13) [حَدِيثٌ] لَا تَزَالُ أُمَّتِي مَضْرُوبًا عَلَيْهَا حِصْنٌ مِنَ الْعَافِيَةِ وَيُدْرَأُ عَنْهَا الآفَاتُ مَا وَقَّرَتْ كُبَرَاءَهَا وَعَظَّمَتْ عُلَمَاءَهَا وَأَدَّتْ أَمَانَاتِهَا وَنَصَرَتْ ضُعَفَاءهَا فَإِذَا سَفَّهَتْ عُظَمَاءَهَا وَنَقَّصَتْ عُلَمَاءَهَا ونقصت وَخَرَّبَتْ أَمَانَاتِهَا وَأَذَلَّتْ ضُعَفَاءهَا رَمَاهُمُ اللَّهُ بِالْمُعْضِلاتِ مِنَ الدَّاءِ؛ وَفُتِحَتْ لَهُمْ خَمْسَةُ أَبْوَابٍ بَابٌ مِنَ الذُّلِّ لِلْعَدُوِّ فَلا يُنْصَرُونَ، وَبَابٌ مِنَ الْفَقْرِ فَلا يَسْتَغْنَوْنَ، وَبَابٌ مِنَ الْحِرْصِ فَلا يَقْنَعُونَ، وَبَابٌ مِنَ الْبَغْضَاءِ فَلا يَتَحَابُّونَ، وَبَابٌ مِنَ الْكِبْرِ فَلا يَرْحَمُونَ (مي) مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ (قُلْتُ) لَمْ يذكر علته، وَفِيه مُسلم بن بكار وَآخَرُونَ لم أعرفهم وَالله تَعَالَى أعلم. (14) [حَدِيثٌ] إِنَّ لِمَلَكِ الْمَوْتِ حَرْبَةً مَسْمُومَةً طَرَفٌ لَهَا بِالَمْشِرِق وَطَرَفٌ بِالْمَغْرِبِ يَقْطَعُ بِهَا عِرْقَ الْحَيَاةِ وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّ مُعَالَجَتَهُ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ، وَأَلْفِ نَشْرَةٍ بِالْمَنَاشِيرِ، وَأَلْفِ طَبْخَةٍ فِي الْقُدُورِ، وَإِنَّ الصِّرَاطَ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ آلافِ عَامٍ أَلْفٌ طَالِعٌ، وَأَلْفٌ نَازِلٌ، وَأَلْفٌ اسْتِوَاءٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَنْ أَكْرَمَ عَالِمًا مَاتَ وَلَمْ يَعْلَمْ وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ وَلَمْ يَعْلَمْ (كرّ) من حَدِيث ابْن عَبَّاس من طَرِيق جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك وَقَالَ مُنكر (قلت) هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون مَوْضُوعا غير أَن لوائح الْوَضع ظَاهِرَة

عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم. (15) [حَدِيثٌ] لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى يَتْرُكَ مَجْلِسَ قَوْمِهِ عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ (مي) من حَدِيث عَائِشَة وَفِيه الحكم بن عبد الله بن خطَّاف. (16) [حَدِيثٌ] مَنْ كَذَبَ فِي حَدِيثِ قَوْمٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (مي) من حَدِيث أنس وَفِيه مُوسَى الطَّوِيل. (17) [حَدِيثٌ] طِينَةُ الْمُعْتَقِ مِنْ طِينَةِ الْمُعْتِقِ (شا) من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم الدوري الْبزورِي لَا يعرف وَفِيه انْقِطَاع وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا بَاطِل. (18) [حَدِيثٌ] ثَلاثُ خِصَالٍ لَا يَفْعَلُهُنَّ إِلا أَهْلُ الْجَنَّةِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ وَحُبُّ الْفُقَرَاءِ (مي قلت) لم يبين علته، وَفِيه أَحْمد بن عبد الله يحْتَمل أَن يكون هُوَ أحد الْكَذَّابين الْمَار ذكره فِي الْمُقدمَة وَإِلَّا فَلَا أعرفهُ وَالله تَعَالَى أعلم. (19) [حَدِيثٌ] ذِكْرُ الأَنْبِيَاءِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَذِكْرُ الصَّالِحِينَ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ، وَذِكْرُ الْمَوْتِ صَدَقَةٌ وَذِكْرُ النَّارِ مِنَ الْجِهَادِ وَذِكْرُ الْقَبْرِ يُقَرِّبُكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَذِكْرُ النَّارِ يُبْعِدُكَ مِنَ النَّارِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ تَرْكُ الْجَهْلِ وَرَأْسُ مَالِ الْعَالِمِ تَرْكُ الْكِبْرِ وَثَمَنُ الْجَنَّةِ تَرْكُ الْحَسَدِ وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الذُّنُوبِ التَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ (مي) من حَدِيث معَاذ من طَرِيق جَعْفَر الْحُسَيْنِي صَاحب كتاب الْعَرُوس. (20) [حَدِيثٌ] الأَرْمَلَةُ الصَّالِحَةُ سُمِّيَتْ فِي السَّمَوَاتِ شَهِيدَةً وَتَشُمُّ رِيحَ الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَجَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّارِ سِتْرًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَتُجَاوِرُ فِي الْجَنَّةِ مَرْيَمَ أُمَّ عِيسَى (مي) من حَدِيث جَابر من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور. (21) [حَدِيثٌ] يَكْفِيكُمْ مِنَ الْعِظَةِ ذِكْرُ الْمَوْتُ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ التَّنَفُّلِ ذِكْرُ الآخِرَةِ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ تَرْكُ الذُّنُوبِ، وَيَكْفِيكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ النَّصِيحَةُ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ من هَذِه الخطال وَاحِدَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ مَعَ أَوَّلِ زُمْرَةِ الأَنْبِيَاءِ (مي) من حَدِيث أَسمَاء بنت أبي بكر من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور. (22) [حَدِيثٌ] الْمَشْيُ مَعَ الْعَصَا مِنَ التَّوَاضُعِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ أَلْفُ حَسَنَةٍ

وَيُرْفَعُ لَهُ أَلْفُ دَرَجَةٍ (مي) من حَدِيث أم سَلمَة من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور. (23) [حَدِيثٌ] مَنْ صَلَّى وَهُوَ مُنْتَعِلٌ نَادَاهُ مَلَكٌ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ (مي) من حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق جَعْفَر الْمَذْكُور. (24) [حَدِيثُ] ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {إِذَا لَقُوا الَّذين آمنُوا قَالُوا آمنا} قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ خَرَجُوا ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقَبَلَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله، فَقَالَ عَبْدُ اللَهِ بْنُ أُبَيٍّ انْظُرُوا كَيْفَ أَرُدَّ هَؤُلاءِ السُّفَهَاءَ عَنْكُمْ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ مَرْحَبًا بِسَيِّدِ بَنِي تَيْمٍ وَشَيْخِ الإِسْلامِ وَثَانِي رَسُولِ اللَّهِ فِي الْغَارِ الْبَاذِلِ نَفْسَهُ وَمَالَهُ لرَسُول الله، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ فَقَالَ مَرْحَبًا بِسَيِّدِ بَنِي عَدِيٍّ الْفَارُوقِ الْقَوِيِّ فِي دِينِ اللَّهِ الْبَاذِلِ نَفسه وَمَاله لرَسُول الله، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ مَرْحَبًا بِابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَتَنِهِ وَسَيِّدِ بَنِي هَاشِمٍ مَا خلا رَسُول الله ثُمَّ افْتَرَقُوا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ انْظُرُوا كَيْفَ رَأَيْتُمُونِّي فَعَلْتُ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَافْعَلُوا كَمَا فَعَلْتُ فَأَثْنُوا عَلَيْهِ خَيْرًا فَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رَسُول الله فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَأَخْبَرُوهَ بِذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ (الواحدي) فِي أَسبَاب النُّزُول من طَرِيق أبي صَالح، وَعنهُ الْكَلْبِيّ وَعنهُ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ: هَذِه سلسلة الْكَذِب لَا سلسلة الذَّهَب، وآثار الْوَضع لائحة عَلَيْهِ وَسورَة الْبَقَرَة أنزلت فِي أَوَائِل مَا قدم النَّبِي الْمَدِينَة كَمَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَعلي إِنَّمَا تزوج فَاطِمَة فِي السّنة الثَّانِيَة من الْهِجْرَة. (25) [حَدِيثُ] أَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بِن عَمْرٍو وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَمَعْقِلِ ابْن يَسَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَنَهَى أَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ وَنَهَى أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ، وَنَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمُغْتَسَلِ وَنَهَى عَنِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَنَهَى أَنْ يَبُولَ فِي الشَّارِعِ وَنَهَى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ وَفَرْجُهُ بَادٍ إِلَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَنَهَى أَنْ يَكُونَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ. وَنَهَى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ وَنَهَى أَنْ يَسْتَنِجَي بِرَوْثَةٍ أَوْ عَظْمٍ وَنَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِتُرَابٍ قَدِ اسْتَنْجَى بِهِ مَرَّةً وَنَهَى أَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ لَا ثَوْبَ بَيْنَهُمَا وَنَهَى أَنْ يَتَحَدَّثَ الرَّجُلُ بِمَا يَخْلُو بِهِ مَعَ أَهْلِهِ، وَأَنْ تُحَدِّثَ الْمَرْأَةُ بِمَا تَخْلُوُ بِهِ مَعَ زَوْجِهَا

وَنَهَى أَنْ يَقْضِيَ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ أَوْ عَلَى ضِفَّةِ نَهْرٍ أَوْ عَلَى طَرِيقٍ عَامِرٍ وَنَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ وَنَهَى أَنْ تُقْطَعَ النَّخْلَةُ الْحَامِلَةُ وَنَهَى عَنِ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ، وَعَنْ إِسْبَالِ الإِزَارِ وَنَهَى عَنِ الْجَمْعِ عَلَى الشَّرَابِ وَنَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ عَلَى خَالَتِهَا وَنَهَى عَنْ نِكَاحِ ابْنَتَيِ الْعَمِّ مِنْ أَجْلِ الْقَطِيعَةِ وَنَهَى عَنْ نِكَاحِ الشِّغَارِ وَنَهَى أَنْ يُتَزَوَّجَ وَلائِدُ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَنَهَى أَنْ يَتَوَارَثَ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ وَنَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ وَنَهَى عَنِ الْعلقَةِ وَنَهَى أَنْ يُؤَمَّ الْعَرَّافُ لِعَرَافَتِهِ أَوْ يُصَدَّقَ الْعَرَّافُ، وَقَالَ مَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَنَهَى عَنِ الرَّنَّةِ وَنَهَى عَنِ النِّيَاحَةِ وَالاسْتِمَاعِ إِلَى النِّيَاحَةِ وَنَهَى عَنِ الْجَمْعِ عِنْدَ صَاحِبِ الْمَيِّتِ وَنَهَى عَنْ طَعَامِ أَهْلِ الْمَيِّتِ وَعَنِ الإِجَابَةِ إِلَى طَعَامِ الْمَيِّتِ وَعَنْ إِرْسَالِ الطَّعَامِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَنَهَى عَنِ اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْمَيِّتَ وَنَهَى أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ لِلْمُصِيبَةِ ثُمَّ يُؤْتَى فَيُعَزَّى وَنَهَى عَنِ الْمِزْمَارِ عِنْدَ النِّعْمَةِ، وَنَهَى عَنِ الدُّفِّ وَالْكُوبَةِ وَنَهَى عَنِ الرَّقْصِ، وَنَهَى عَنْ كُلِّ ذِي وَتَرٍ، وَنَهَى عَنِ اللَّعِبِ كُلِّهِ وَنَهَى عَنِ الْكَذِبِ، وَنَهَى عَنِ الْغِيبَةِ وَعَنِ الاسْتِمَاعِ إِلَى الْغِيبَةِ، وَنَهَى عَنِ النَّمِيمَةِ وَالاسْتِمَاعِ إِلَيْهَا، وَنَهَى عَنِ النَّظْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَنَهَى عَنِ الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ، وَقَالَ مَنْ حَلَفَ يَمِينَ صَبْرٍ كَاذِبَةً لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ وَنَهَى عَنِ السِّحْرِ، وَنَهَى عَنِ الطِّيَرَةِ، وَنهى عَن الكهانة وتصديقهم، وَنَهَى عَنْ حُضُورِ اللَّعِبِ وَحُضُورِ الْبَاطِلِ، وَنَهَى عَنْ إِجَابَةِ الْفَاسِقِينَ وَمُجَالَسَتِهِمْ وَمُحَادَثَتِهِمْ، وَنَهَى عَنْ مُجَالَسَةِ الدَّعِيِّ وَمُوَاكَلَتِهِ وَمُشَارَبَتِهِ وَمُحَادَثَتِهِ، وَنَهَى عَنِ الْغِنَاءِ وَالاسْتِمَاعِ إِلَى الْغِنَاءِ، وَنَهَى عَنْ تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ الْغِنَاءَ وَعَنْ تَعْلِيمِ الْمُغَنِّيَاتِ وَعَنْ ثَمَنِ الْمُغَنِّيَةِ وَعَنْ أَجْرِ الْمُغَنِّيَةِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ وَثَمَنِهِ، وَنَهَى عَنِ الشِّعْرِ وَعَنْ مُجَالَسَةِ الشَّاعِرِ. وَنَهَى عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ لِلرِّجَالِ، وَنَهَى عَنْ لُبْسِ الْقِسِّيِّ، وَنَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالْقَزِّ وَعَنْ لُبْسِ الدِّيبَاجِ، وَعَنْ لُبْسِ الْخَزِّ وَعَنِ الرُّكُوبِ عَلَى النُّمُورِ، وَعَنِ الْجُلُوسِ عَلَى النُّمُورِ؛ وَنَهَى عَنْ تَفْلِيجِ الأَسْنَانِ وَعَنِ التَّنْمِيصِ وَعَنِ الْخِصَاءِ، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ، وَنَهَى أَنْ تَخْرُجَ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلا بِإِذْنِهِ فَإِنْ خَرَجَتْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَعَنَهَا كُلُّ ملك فِي السَّمَاء وكل شء تَمُرُّ عَلَيْهِ إِلا الإِنْسَ وَالْجِنَّ، وَنَهَى أَنْ تُطَيَّبَ الْمَرْأَةُ لِلْمَسْجِدِ فَإِنْ فَعَلَتْ لَمْ تُقْبَلْ صَلاتُهَا حَتَّى تَغْتَسِلَ اغْتِسَالَ الْجَنَابَةِ، وَنَهَى أَنْ تَتَزَيَّنَ الْمَرْأَةُ لِغَيْرِ زَوْجِهَا فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُحْرِقَهَا بِالنَّارِ، وَنَهَى أَنْ تَتَكَلَّمَ الْمَرْأَةُ مَعَ غَيْرِ زَوْجِهَا أَو

ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ إِلا خَمْسَ كَلِمَاتٍ فِيمَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَنَهَى أَنْ تَمْنَعَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى قَتَبٍ إِذَا كَانَتْ طَاهِرَةً، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ وَيَحْمَارَّ أَوْ يَصْفَارَّ، وَعَنْ بَيْعِ الْعِنَبِ حَتَّى يَسْوَدَّ، وَعَنِ الْحَبِّ حَتَّى يُفْرَكَ؛ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُطْعَمَ فِي أَكْمَامِهَا وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السَّبْيِ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْقِدْرَةِ وَعَن جُلُود الْقُدْرَة وَالْخَنَازِيرِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الشَّطْرَنْجِ وَعَنِ اللَّعِبِ بِهِ، وَقَالَ هُوَ كَأَكْلِ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَنَهَى عَنِ النَّرْدِ وَاللَّعِبِ بِهِ، وَعَنْ نِحَالَةَ اللاعِبِ بِالنَّرْدِ، وَنَهَى عَنِ الْقِمَارِ كُلِّهِ وَعَنِ اللَّعِبِ بِالْجَوْزِ لِلصِّبْيَانِ، وَنَهَى عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَعَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ وَعَنْ أَنْ يُعْصَرَ الْخَمْرُ وَعَنْ أَنْ تُشْتَرَى الْخَمْرُ وَعَنْ حُمُولَةِ الْخَمْرِ، وَنَهَى أَنْ تُسْقَى الْخَيْلُ الْخَمْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَقَالَ مَنْ شَرِبَهَا فَهُوَ كَعَابِدِ الْوَثَنِ وَكَعَابِدِ اللاتِ وَالْعُزَّى وَلا تُقْبَلُ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ وَفِي بَطْنِهِ شَيْءٍ مِنْهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، قِيلَ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ: صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الزُّنَاةِ، فَيَجْتَمِعُ ذَلِكَ فِي قُدُورِ جَهَنَّمَ فَيَصِيرُ حَمِيمًا فَتَشْرَبُهُ أَهْلُ النَّارِ وَيُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهُمْ وَالْجُلُودُ، وَنَهَى عَنْ أَكْلِ الرِّبَا وَعَنِ الشَّهَادَةِ عَلَى الرِّبَا، وَنَهَى عَنْ كِتَابَةِ الرِّبَا وَعَنْ طَعَامِ الرِّبَا، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَنَهَى عَنِ الْمُطَلَّقَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ زَوْجًا آخَرَ يُحِلُّهَا لِلأَوَّلِ، وَنَهَى الَّذِي يَتَزَوَّجُهَا لِيُحِلَّهَا لِلزَّوْجِ الأَوَّلِ، وَنَهَى زَوْجَهَا الأَوَّلَ إِذَا عَلِمَ ذَلِكَ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَعَنَ الَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ الْمُسْتَحِلُّ وَالْمُسْتَحَلُّ لَهُ وَنَهَى عَنْ بَيْعٍ وَسَلَفٍ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَنَهَى عَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ. وَنَهَى عَنِ الْجَلالَةِ وَرُكُوبِهَا وَأَلْبَانِهَا مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَقَالَ يُحْبَسُ الإِبِلُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَالْبَقَرُ كَذَلِكَ وَالْغَنَمُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَنَهَى أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ خَدَّهُ أَوْ خَدَّ غَيْرِهِ وَنَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الإِنَاءِ الَّذِي يُنْقَعُ بِهِ، وَنَهَى أَنْ يُجَامِعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَنَهَى أَنْ يُجَامِعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، وَنَهَى أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَهُوَ جُنُبٌ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ مُسَيْجِدٌ وَمُصَيْحِفٌ، وَنَهَى أَنْ يَسْتَقْبِلَ الرَّجُلُ الرِّفَاقَ مَعَهُمُ الْبُيُوعُ حَتَّى يَقْدَمُوا السُّوقَ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْكَلإِ، وَنَهَى أَنْ يُشَابَ لَبَنٌ لِبَيْعٍ؛ وَنَهَى أَنْ يُتَعَاطَى السُّيُوفُ مَسْلُولا، وَنَهَى أَنْ يُسَلَّ السَّيْفُ فِي الْمَسْجِدِ وَنَهَى أَنْ يُمَرَّ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِد وَنهى عَن رفع

الأَصْوَاتِ فِي الْمَسَاجِدِ وَأَنْ يُنْشَدَ الضَّالَّةُ وَأَنْ يُنْشَدَ الشِّعْرُ وَأَنْ يُقَامَ فِيهِ الْحُدُودُ وَأَنْ تُقَاصَّ فِيهِ الْجِرَاحَاتُ وَعَنِ الْبَيْعِ فِيهِ وَنَهَى أَنْ يُدْخَلَ الْحَمَّامُ إِلا بِمِئْزَرٍ وَنَهَى أَنْ تَدْخُلَهُ الْمَرْأَةُ وَنَهَى أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَنَهَى أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِامْرَأَةٍ غَيْرَ مَحْرَمٍ وَنَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ وَنَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ وَنَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَنَهَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصَّلاةِ وَنَهَى عَنِ الصَّلاةِ إِلَى مَوْضِعِ حَشٍّ أَوْ حَمَّامٍ أَوْ مَقْبُرَةٍ وَنَهَى عَنْ أَربع مِنَ الأَسْمَاءِ: يَسَارٍ وَنَافِعٍ وَبَرَكَةَ وَرَافِعٍ، وَنَهَى عَنْ أَرْبَعٍ مِنَ الْكُنَى عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَأَبِي الْحَكَمِ وَأَبِي الْقَاسِمِ وَأَبِي عِيسَى، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النَّمْلَةِ وَالْهُدْهُدِ وَالصُّرَدَ وَالنَّحْلِ، وَنَهَى أَنْ يُحَرَّشَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ، وَنَهَى عَنِ التَّخْنِيثِ وَعَنْ حَدِيثِ الْمُخَنَّثِ وَمُحَادَثَةِ الْمُخَنَّثِ وَعَنْ مُجَالَسَةِ الْمُخَنَّثِ وَعَنْ صُحْبَةِ الْمُخَنَّثِ وَعَنْ إِجَابَةِ دَعْوَةِ الْمُخَنَّثِ وَقَالَ لَعَنَهُ اللَّهُ وَنَهَى عَنِ الاخْتِصَارِ، وَنَهَى عَنِ التَّثَاؤُبِ فِي الصَّلاةِ وَقَالَ لِيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ فَإِنَّهُ الشَّيْطَانُ يَفُكُّ بَيْنَ لَحْيَيْهِ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لَا وَأَبِيكَ، أَوْ يَقُولَ لَا وَالْكَعْبَةِ أَوْ يَقُولَ لَا وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ فُلانٍ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لَا نَزَالِ بِخَيْرٍ مَا بَقِيتَ، وَنَهَى أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَنَهَى أَنْ يَحْلِفَ الرَّجُلُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَنَهَى أَنْ يَحْلِفَ بِسُورَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَقَالَ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ يَمِينٌ فَمَنْ شَاءَ بَرَّ وَمَنْ شَاءَ فَجَرَ، وَنَهَى أَنْ يُسَوِّمَ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ وَأَنْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ وَنَهَى أَنْ يُجَامِعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ وَعِنْدَهُ أَحَدٌ حَتَّى الصَّبِيُّ فِي الْمَهْدِ، وَنَهَى أَنْ تُحَدَّ الشَّفْرَةُ، وَالشَّاةُ تَنْظُرُ؛ وَنَهَى أَنْ يُمْحَى اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى بِالْبُزَاقِ، وَنَهَى أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ جُنُبٌ؛ وَنَهَى أَنْ يَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ يَتَّخِذُهُ طَرِيقًا، وَنَهَى أَنْ يُنْدَبَ الْمَيِّتُ وَنَهَى أَنْ يُقَالَ مَاتَ فُلانٌ فَاشْهَدُوا، وَأَنْ يُنْعَى فِي الْقَبَائِلِ، وَنَهَى عَنِ التَّعَرِّي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَنَهَى أَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ إِلا وَبَيْنَهُمَا ثَوْبٌ وَنَهَى أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ عَلَى سَطْحٍ وَلَيْسَ يَحْبِسُ قَدَمَيْهِ شَيْءٌ دُونَهُ وَنَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ وَيَوْمَ السَّبْتِ وَقَالَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ وَنَهَى عَنِ الْكَلامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ وَنَهَى عَنِ اللَّعِبِ بِالْحَصَى وَالإِمَامُ يَخْطُبُ وَقَالَ مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ أَوْ رَأْسِهِ فَقَدْ لَغَا من لَهَا فَلا جُمُعَةَ لَهُ وَنَهَى عَنِ

الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ وَنَهَى عَنِ الْجَرَسِ وَالضَّرْبِ بِهِ وَنَهَى أَنْ يُقَالُ لِلذِّمِّيِّ يَا أَبَا فُلانٍ وَنَهَى أَنْ يَتَخَتَّمَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ وَعَنْ خَاتَمِ الصُّفْرِ وَخَاتَمِ الذَّهَبِ وَنَهَى أَنْ يُنْقَشَ الْحَيَوَانُ فِي الْخَوَاتِيمِ وَنَهَى أَنْ يُنْقَشَ اسْمُ اللَّهِ عَلَى الْخَاتَمِ وَنَهَى عَنِ الصَّلاةِ فِي سَاعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْفَجْرِ وَنَهَى عَنْ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ وَيَوْمٍ يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَ النَّحْرِ وَنَهَى أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ سَفَرًا إِلا مَعَ زَوْجٍ أَوْ ذِي مَحْرَمٍ وَنَهَى أَنْ يُحْرَقَ شَيْءٌ مِنَ الْحَيَوَانِ بِالنَّارِ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ وَنَهَى أَنْ يُقَبِّلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَأَنْ يَلْتَزِمَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَنَهَى أَنْ يَنْحَنِيَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَوْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ غَيْرَ اللَّهِ وَنَهَى عَنْ شُرْبِ الْخَلِيطَيْنِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ وَنَهَى أَنْ يُذْبَحَ بِالسِّنِّ وَالظُّفْرِ وَنَهَى عَنِ الْمُثْلَةِ وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ وَنَهَى عَنِ التَّنَخُّمِ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَنَهَى عَنِ الْبُزَاقِ فِي الْبِئْرِ يُشْرَبُ مِنْهُ وَنَهَى أَنْ يُحَوَّلَ شَيْءٌ مِنْ تُخُومِ الأَرْضِ وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَنَهَى عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ وَنَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ وَقَالَ مَنْ لَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنَّا وَنَهَى عَنِ الْقَزَعِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَضَامِينِ وَالْمَلاقِيحِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ وَنَهَى أَنْ يَسْتَأْجِرَ أَجِيرًا حَتَّى يُعْلِمَهُ أَجْرَهُ وَنَهَى أَنْ يَمْنَعَ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَتَهُ فِي حَائِطِهِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الْمَوَاشِي فِي دَارِ الْحَرْبِ وَنَهَى عَنِ الْمُبَارَزَةِ بِغَيْرِ إِذْنِ الإِمَامِ وَنَهَى عَنِ الإِمَامَةِ بِالأُجْرَةِ وَنَهَى عَنْ تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ بِالأُجْرَةِ وَنَهَى عَنِ الأَذَانِ بِالأُجْرَةِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ وَنَهَى أَنْ تُنْزَى الْحُمُرُ عَلَى الْخَيْلِ وَنَهَى عَنِ الْعِرَافَةِ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الصِّبْيَانِ وَنَهَى أَنْ تُعْقَرَ الْخَيْلُ فِي الْقِتَالِ وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْفِضَّةِ نَسِيئَةً وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ إِلا وَزْنًا بِوَزْنٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ (التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم) فِي كتاب المناهي وَفِيه عباد بن كثير قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ بل هُوَ من اخْتِلَاق عباد (قلت) وَذكر النَّوَوِيّ فِي شَرحه على الْمُهَذّب من هَذَا الحَدِيث النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الشَّمْس وَالْقَمَر وَقَالَ حَدِيث بَاطِل لَا يعرف وَالله أعلم. (26) [حَدِيثٌ] الْعَبْدُ الْمُطِيعُ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُطِيعُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فِي أَعَلى عِلِيِّينَ (مي) من حَدِيث أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُدْبَةَ.

(27) [حَدِيثٌ] طَلَبُ الْجَنَّةِ بِلا عَمَلٍ ذَنْبٌ مِنَ الذُّنُوبِ وَانْتِظَارُ شَفَاعَتِي مِنْ بَعْدِي بِلا اتِّبَاعِ سُنَّتِي نَوْعٌ مِنَ الْغُرُورِ وَارْتِجَاءُ الرَّحْمَةِ مِمَّنْ لَا يُطِيعُ اللَّهَ حُمْقٌ وَجَهَالَةٌ (نع) فِي مُعْجَمه من حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هدبة وَقَالَ أَبُو نعيم أَنا أَبْرَأ من عُهْدَة هَذَا الحَدِيث. (28) [حَدِيثٌ] ثَلاثَةٌ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الرَّحْمَةُ الصَّيَّادُ وَالْقَصَّابُ وَبَائِعُ الْحَيَوَانِ. (29) [وَحَدِيثٌ] لَا خيل ألْقى مِنَ الدُّهْمِ وَلا امْرَأَةَ كَابْنَةِ الْعم. (30) [وَحَدِيث] أَربع يستأنفون الْعلم الْمَرِيضُ إِذَا بَرِئَ وَالْمُشْرِكُ إِذَا أَسْلَمَ وَالْمُنْصَرِفُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَالْحَاجُّ أخرجهَا (ابْن الْأَشْعَث) فِي سنَنه الَّتِي وَضعهَا على آل الْبَيْت من حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ. (31) [حَدِيثٌ] فَضْلُ أَهْلِ الْمَدَائِنِ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى كَفَضْلِ السَّمَاءِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ. (32) [وَحَدِيثٌ] الذِّكْرُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ فَأَدُّوا شُكْرَهَا (نع) كِلَاهُمَا من حَدِيث نبيط بن شريط من طَرِيق أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نبيط بن شريط. (33) [وَحَدِيثٌ] الدُّنْيَا خُطْوَةُ الْمُؤْمِنِ. (34) [وَحَدِيثٌ] لَوْ وُزِنَ خَوْفُ الْمُؤْمِنِ وَرَجَاؤُهُ لاعْتَدَلا. (35) [وَحَدِيثٌ] مَنْ أَحْسَنَ ظَنَّهُ بِحَجَرٍ نَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ. (36) [وَحَدِيثٌ] مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ. (37) [وَحَدِيثٌ] مَنْ بَاتَ فِي حِرَاسَةِ كَلْبٍ بَاتَ فِي غَضَبِ اللَّهِ. (38) [وَحَدِيثٌ] مَنْ كَسَرَ قَلْبًا فَعَلَيْهِ جَبْرُهُ. (39) [وَحَدِيثٌ] أَنَا مِنَ اللَّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ مِنِّي (قَالَ ابْن تَيْمِية) فِي السَّبْعَة إِنَّهَا مَوْضُوعَة (قَالَ) جَامعه الْفَقِيرُ إِلَى عَفْوِ الْخَلاقِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عراق قد انْتهى بعون الله وتوفيقه مَا أردْت جمعه من الموضوعات الَّتِي جمعهَا الحافظان ابْن الْجَوْزِيّ والسيوطي وَلم أخل بِحَدِيث مِمَّا ذكرَاهُ إِلَّا مَا زاغ عَنهُ النّظر أَو أوجبه النسْيَان الَّذِي لَا يسلم مِنْهُ الْبشر

وَقد فَاتَ الشَّيْخَيْنِ من الموضوعات جَانب كَبِير وَقد شرعت فِي جمعهَا فِي تأليف يكون كالذيل على هَذَا التَّأْلِيف إِن ساعد التَّيْسِير من اللَّطِيف الْخَبِير وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين (وَقد) نسخت هَذِه النُّسْخَة من نُسْخَة منقولة عَن خطّ مُؤَلفه وَوَافَقَ الْفَرَاغ من كتَابَتهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ أَوَاخِر شهر شَوَّال الْمُعظم سنة ألف وَمِائَتَيْنِ وَسَبْعَة وَثَمَانِينَ على يَد أفقر الْعباد إِلَى الله تَعَالَى المنان غَرِيب الدَّار والديار المشتت عَن الْأَهْل والأوطان عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله الْبَغْدَادِيّ غفر الله لَهُ ولوالديه وَعم بِلُطْفِهِ وَحفظه ووقايته من كَانَ سَببا فِي استنساخها جناب مُحَمَّد بك نجل جناب الْمُحْتَرَم وَهِي باشا حفظه الله ووالده آمين. (وَإِن تَجِد عَيْبا فسد الخللا ... فجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا) وَسَلام على الْمُرْسلين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين. انْتَهَت مُرَاجعَة هَذِه النُّسْخَة لَيْلَة غرَّة شعْبَان من سنة 1375 بَين الْفَقِير عبد الْوَهَّاب عبد اللَّطِيف، وَالشَّيْخ الْمُحدث السَّيِّد عبد الله بن مُحَمَّد بن الصّديق الغماري، هُوَ يقْرَأ وَالْفَقِير يسمع بمنزلنا 13 حارة عبد الْبَاقِي شَارِع درب الجماميز بالسيدة زَيْنَب بِالْقَاهِرَةِ بِمصْر وَالْحَمْد لله.

تقريظ

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم تقريظ الْحَمد لله الَّذِي قيض لحفظ السّنة من بَحر حفظه بعلومها ملي، وأيدها بِهِ فِي آخر الزَّمَان كأوله، فَكَانَ لَهَا فِي كل زمن سَنَد عَليّ، كَيفَ لَا وَهُوَ بَاب مَدِينَة الْعلم المتوصل مِنْهُ إِلَى خَفِي المعارف والجلي (اللَّهُمَّ) فاحفظه على السّنة كَمَا حَفظتهَا بِهِ، وَعَاد من عَادَاهُ ووال من كَانَ لَهُ ولي، فَإِنَّهُ نور الدَّين وضياء الشَّرِيعَة، الَّذِي أظهر سناه غوامض الْعُلُوم البديعة، حَتَّى نَشأ عَنْهَا تَنْزِيه الشَّرِيعَة المرفوعة، عَن الْأَحَادِيث الشنيعة الْمَوْضُوعَة (أَحْمَده) سُبْحَانَهُ أَن حرس سماءها من شياطين أهل الْبدع، وصانها من تخليطهم حَتَّى انْقَطع مِنْهُم فِي الإيضاع إِلَى الْوَضع الطمع، وَلم يسمع مِنْهُم متمن يَقُول يَا لَيْتَني فِيهَا جذع، أخب فِيهَا وأضع (وَأَشْهَدُ) أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْكَرِيم الْجواد، الَّذِي انْفَرد بِحسن نظام الْإِنْشَاء والإيجاد، وفاوت بَين خلقه بعدأن عمهم بنعمتي الإيجاد والإمداد، فَوضع من وضع من الْمُلْحِدِينَ، وَرفع من رفع من عُلَمَاء السّنة والإسناد (وَأَشْهَدُ) أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوله صَاحب الْأَخْلَاق المرضية، وَالْأَحَادِيث الْحَسَنَة القوية، وَالسّنة السمحاء الْبَيْضَاء النقية، المصونة عَن أباطيل الأكاذيب بنقادها وأسانيدها الْعلية، الْقَائِل فِيمَا يرْوى من الْأَخْبَار، عَن الروَاة الثِّقَات الْأَئِمَّة الأخيار، زجرا للملحدين المفترين الأشرار: من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار، صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَأَصْحَابه الْكِرَام، الَّذين نقلوا سنته إِلَى أمته وحفظوا عَلَيْهِم أَحَادِيث الْأَحْكَام، وَنَفَوْا عَنْهَا خبث الأكاذيب فأشرق صدق كلهَا الطّيب فِي أقطار الْإِسْلَام، صَلَاة وَسلَامًا دائمين مَا دَامَت طَائِفَة من أمته قَائِمَة بِأَمْر الله لَا يضرهم من خالفهم إِلَى يَوْم الْقيام (وَبعد) فقد وقفت على هَذَا التَّأْلِيف الَّذِي انْفَرد بِالْجمعِ، وتأملت هَذَا التصنيف الَّذِي حسن عِنْد كل من تَأمله الوقع، فَوَجَدته كَافِيا شافيا فِيمَا هُوَ بصدده حسنا فِيمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من أساليب الْوَضع، شَاهدا لمؤلفه بسعة الِاطِّلَاع، وَقُوَّة الْعَارِضَة وسلامة الطَّبْع، مُبينًا أَنه ثَالِث الرجلَيْن الَّذين أمنا أَن يعززا بثالث، وحائز مِيرَاث علمهما لم يُشَارِكهُ فِيمَا تركا سواهُ وَارِث،

ومتمم مَا أغفلاه بِمَا زَاد عَلَيْهِمَا من التعقبات بالأنقال والمباحث، فَهُوَ خَاتِمَة الْمُحَقِّقين وَمن حلف لَا يَأْتِي بِمثلِهِ كَانَ غير حانث، وَإِن من أَنْجَب بِهِ ابْن عراق غريق فِي الْعُلُوم فَلَا بدع أَن يسمو بِهن ويعتلى، ولعمر الله لَا يُنكر هَذَا الْفَيْض لمن مدده من وسمى ذَلِك الْوَلِيّ، ونوره مقتبس من تِلْكَ الشَّمْس الَّتِي عَم الْآفَاق والأقطار ضوؤها الْجَلِيّ، وَهل يرتاب أحد فِي عُلُوم مُحَمَّد، إِذا انْتَقَلت إِلَى وَصِيّه عَليّ، أما صناعَة المنثور والمنظوم، فَهِيَ عِنْده من فضلات الْعُلُوم، وفكره لم يزل يطلع من بدائعها مَا يغار مِنْهُ دراري النُّجُوم، لقد أثنت عَلَيْهِ الْأَلْسِنَة وَلَو سكتوا أثنت عَلَيْهِ الحقائب، ونوره بفضله اتَّضَح لأولي الْأَبْصَار بشريف صِفَاته والمناقب، وَشهِدت دروسه وفتاويه بِأَن رتبته فِي الْعلم تطامنت لأخمصها الشهب الثواقب، وَقَالَ الْعباب مَا أَنا إِلَّا قَطْرَة فِي بَحر هَذَا الْبَحْر الَّذِي أبرز من عويص مخبآت الْعَجَائِب، فَهُوَ مرجع الْأَئِمَّة الْإِثْبَات، فَالله تَعَالَى يجمل بِهِ الْإِسْلَام ويزيده إجلالا وإخبات، وَلما اتّفقت الْكَلِمَة على مدحه أَحْبَبْت أَن أمدحه بِأَبْيَات، وَهَذِه هِيَ الأبيات: (الله آتاك فضل الْعلم وَالْعَمَل ... وَإِن ذَلِك أقْصَى غَايَة الأمل) (يَا وَارِث الْعلم عَن خير الْأَنَام لقد ... أَحييت سنته بعد انتها الْأَجَل) (وصنت أَقْوَاله وَهِي الجديرة أَن ... تصان عَن مين أهل الزيغ والزلل) (أدْركْت فِي صونها مَا فَاتَ طَائِفَة ... مِمَّن تقدم من أعلامنا الأول) (تقدموك على تَفْضِيلهمْ وَلَقَد ... أَتَى فدا لَك لما جِئْت بالجمل) (لله فِي الْخلق آثَار تدق وَلَا ... نَكِير إِذْ جمع الْأَسْرَار فِي رجل) (مواهب لَك وَقت النَّاس قد خبئت ... فِي لوحك الْمُودع الْمَحْفُوظ بالأزل) (فَمن يساميك لَا يَنْفَكّ مستفلا ... وآنت أَنْت على رغم الحسود عَليّ) (وانت فِي الْعلم بَحر لَا انْتِهَاء لَهُ ... وَأَنت أشبه وَقت الْحلم بِالْجَبَلِ) (والخلق مِنْك حكته رَوْضَة أنف ... يفتر أكمامها عَن زهرها الخضل) (وَلم تكن عنْدك الدُّنْيَا لَهَا خطر ... فَلَيْسَ إهمالك الدُّنْيَا من الخطل) (لَو أَن زهرتها فِي الْكَفّ مِنْك وَقد ... سئلتها كنت تعطيها وَلم تسل) (عَطاء من لم يضق صَدرا بقلتها ... وَلَا بكثرتها تلفيه ذَا جذل) (وَقد صفا الْقلب مِنْهُ عَن تكدرها ... لما تولاه قطب الْوَقْت خير ولى)

(مُحَمَّد بن عراق وَهُوَ وَالِده ... فَهُوَ الغريق إِذن فِي الْعلم وَالْعَمَل) (قد كَانَ يخبر عَنهُ أَن بَاطِنه ... حشى بفيض عُلُوم جمة وملى) (كم كَانَ لِابْنِ عراق من مكاشفة ... جلية ظَهرت كَالشَّمْسِ فِي الْحمل) (وَكم لَهُ من كرامات قد اشتهرت ... فِي الشرق والغرب أَيْضا شهرة الْمثل) (أطَاع خالقه فالخلق أجمعها ... فِي طوعه لم تحل عَنهُ وَلم تزل) (أحييى الظلام إِلَى حِين الْمَمَات وَعَن ... أوراده وَصِيَام الدَّهْر لم يمل) (وَكَانَ من كل أَنْوَاع الْعِبَادَة لَا ... يمل حاشاه من عجز وَمن كسل) (رَبِّي وسلك أَقْوَامًا وقومهم ... فَصَارَ عودهم مَا فِيهِ من ميل) (وَأَصْبحُوا كلهم أَعْيَان وقتهم ... وَأَنت إِنْسَان تِلْكَ الْأَعْين النجل) (وَلم تكن بالمنى أدْركْت ذَاك بلَى ... قطعت فِيهِ اللَّيَالِي ساهر الْمقل) (ودمت بِالْعلمِ مَشْغُولًا وملتهيا ... عَمَّا يعانيه أهل اللَّهْو من شغل) (وصنعة الشّعْر والإنشاء قد حضرت ... لديك وَهِي من المستعظم الجلل) (أوضحت فِي كل نوع من فنونهما ... طرائقا لم تكن مسلوكة السبل) (وَكم فَضَائِل أشتات قد اجْتمعت ... لديك مِنْهَا الْحلِيّ عَن عطل) (أَجدت وَالله فِي هَذَا الْكتاب وَلم ... تورد بِهِ غامضا إِلَّا استبان جلى) (لله دَرك تصنيفا عرائسه ... تجلى عرائسه فِي أَفْخَر الْحلَل) (يَقُول فحواه كم فَاتَ الْأَوَائِل من ... علم وَصَارَ لمن يقفوهم وبلى) (بقيت بَحر عُلُوم من جواهره ... تبدي تصانيف قد أضحى بِهن ملى) (ودمت تحفظه علما حفظت بِهِ ... حُدُود سنة طه خَاتم الرُّسُل) (أزكى الصَّلَاة عَلَيْهِ وَالسَّلَام مَعًا ... والآل مَا عز ذُو علم وَكَانَ على) (قَالَ) ذَلِك وَكتبه الْفَقِير عبد الْعَزِيز الزمزمي الشَّافِعِي غفر الله ذنُوبه وَستر عيوبه بِمُحَمد وَآله أَجْمَعِينَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.

§1/1