تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد

أبو إسحق الحويني

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد أشرف المرسلين، وعلي آله وصحبه أجمعين أما بعد. فقد سبق لي أن نشرت جزء من هذا الكتاب يحتوي علي خمسمائة تعقب، وجعلته طليعة للجزء الرابع من كتابي ((الثمر الداني في الذب عن الألباني)) وقد أبنت فيه عن مقصدي في مقدمته، التي أثبتها في هذه الطبعة. وكنت قد أرسلت هذا الجزء إلي شيخنا أبي عبد الرحمن الألباني رحمه الله تعالي مع أحد إخواننا الكويتيين في أخر سفرة لي إليها عام (1419هـ) وإتصلت به بعدها بعدة أشهر أثناء إنعقاد أحد المؤتمرات الإسلامية بأمريكا، وكان الشيخ أيامها مريضا، فكلمته وسألته عن الكتاب. وهل قرأه، فقال: ((نعم قرأته، وهو كتاب جيد، زادك الله توفيقا)) فرحم الله شيخنا، ورفع مقامه. ثم خطر لي أن أجعله كتابا مستقلا، فجمعت مادته من مصنفاتي التي لم تطبع، ومما عرض لي أثناء تحقيقاتي وتخريجاتي، فجاء كتابا حافلا في ستة مجلدات والحمد لله. ولقد وجدتها فرصه سانحة لي أن أثبت فيه بعض مصنفاتي القديمة، والتي فقدت جزء ً منها فلم أنشط للنظر فيها، لأنها تحتاج إلى جهد جهيد، ووقت مديد، وعزم حديد لا أجد له من فراغ البال ما يمكنني من إتمام النقص الواقع فيه مثل كتابى ((إتحاف الناقم بوهم أبى عبد الله الحاكم)) . وكنت أحصيت أنواع الأواهام التي وقعت للحاكم في ((المستدرك)) فتجاوزت خمسة عشر نوعا: منها ما قال فيه: ((على شرطهما أو أحدهما ولم يخرجاه)) ويكونا قد أخرجاه. فهذه ثلاثة أنواع. ومنها ما قال فيه: ((علي شرطهما)) وهو علي شرط واحد منهما. ومنها ما قال فيه: ((علي شرط البخاري)) ويكون علي ((شرط مسلم)) والعكس. ومنها ما قال فيه: ((علي

شرطهما أو علي شرط أحدهما)) وليس كذلك، بل ليس صحيحا، وقد يكون ضعيفا أو باطلا أو موضوعا. ومنها ما يصححه مطلقا وليس بصحيح أصلا، ومنها ما قال فيه: ((أخرجاه أو أحدهما مختصرا)) ويكونا قد أخرجاه أو أحدهما بأوفي من سياقه. إلى آخر هذه الأوهام. وقد ظفرت بنحو مجلد ونصف من هذا الكتاب، فرأيت نشر ما ظفرت به. وكذلك كتابي ((الجزم بشذوذ بن حزم)) وهو من أوائل ما صنفت وقد وضعته ذبا عن رواة معروفين، زعم ابن حزم أنهم مجاهيل. ولم أتعرض فيه للرواة الذين ضعفهم ابن حزم في كتبه. وقد ظفرت بقدر صالح من هذا الجزء. فرأيت أن أنشره أيضا. هذا، وقد رفعت من المجلد الأول عدة تعقبات، إما لأنها تكررت سهوا منى، أو لأنيي أعدت النظر فيها، ورأيت وجه التعقب فيها ضعيفا، إلى غير ذلك من الأسباب، وهاك أرقامها (8، 63، 99، 110، 143، 145، 147، 177، 217، 260، 268، 295، 368، 376، 454، 485) . وقد أضفت كثيرا من الفوائد والتخريجات علي أغلب تعقبات الجزء الأول نصيحة للمسلمين، وأداءً لحق العلم وكنت أرجو ألا أثبت حديثا إلا وأتكلم عليه بالصحة أو الضعف، وقد حاولت ذلك في مواضع شتى من الكتاب، ولكن الذى أغراني بإهمال ذلك أنني وضعت كتابي لغرض آخر، ولعلى أستدرك ذلك في طبعة قادمة إن شاء الله تعالي. وأوصى أهل العلم أن يكتبوا لى ما يجدونه من تنبيهات ستكون موضع العناية والدرس مني، ولهم شكري سلفا. ثم إنني أخيرا أشكر أخانا في الله أحمد بن عطية الوكيل علي عنايته بمراجعة تجارب الكتاب ووضع فهارسه الرائقة في خاتمة كل جزء. والحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا. وكتبه: أبو إسحاق الحويني الأثري السبت 18 / ربيع الآخر / 1423 هـ - 29 / يونيو / 2002

مقدمة الطبعة الأولي

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الطبعة الأولي إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالي، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ? [آل عمران: 102] . يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? [النساء: 1] . ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا? [الأحزاب: 70، 71] أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرالأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إباهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. ((فالحمد لله الذي لا يؤدَّى شكر نعمةٍ من نعمه، إلا بنعمة منه توجب على مؤدى ماضى نعمه بأدائها: نعمةً حادثة يجبعليه شكره بها، ولا يبلغ الواصفون كُنه َ عظمته، الذي هو كما وصف نفسه، وفوق ما يصفُهُ به خلقُهُ، أحمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه عزَّ وجلَّ، وأستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة إلا به، وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه، وأستغفره لما أزولفت وأخرت، استغفار من يُقرُّ بعبوديته، ويعلم أنه لا يغفر ذنبه، ولا ينجيه منه إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله. فنسأل الله المبتدئَ لنا بنعمة قبل استحقاقها، المديمها علينا مع تقصيرنا في الإتيان عليما أوجب به من شكره بها، الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس، أن يرزقنا فهما في كتابه، ثم سنة نبيه، وقولا وعملا يؤدي به عنا حقه، ويوجب لنا نافلة مزيدة)) (¬1) . فإن الله - جل ثناؤه - لما خلق الناس، ركز في فطرهم محبة الإحسان، والخضوع له، كرِهَ لهم الكبر والعلو في الأرض بغير الحق. فقال جل ثناؤه: ? هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ? [الرحمن: 60] . يعني لا ينبغى أن يكون الإحسان إلا من حنسه، فليس لمن أحسن ¬

(¬1) اقتباس من كلام الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله ورضي عنه في مقدمته لكتابه (الرسالة) تحقيق المحدث النبيل أبي الأشبال أحمد شاكر رحمه الله.

العمل في الدنيا إلا الإحسان إليه غي الآخرة. وما أجمل فول القائل: ليس هناك حمل أثقل من البر، من برًكَ فقد اوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك. فإن أردت إسترقاق إنسان، فأحسن إليه، فيكون ذلك مانعا إياه أن يوصل السيئة إليك. ومما يدلُّك علي صحة ما أقول من أن محبة الإحسان، والخضوع لأهله مركوزٌ في فطر الناس، حتي الكافر، ما أخرجه البخاري (5/329-333) ، وأحمد (4/324، 329) وغيرهما من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه، وذكر حديثه في ((صلح الحديبية)) وفيه: ((فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثقفي، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي؟ قَالُوا: لا، قَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظَ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَيَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِي آتِهِ. قَالُوا: ائْتِهِ. فَأَتَاهُ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ (¬1) ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيْ مُحَمَّدُ! أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ، هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ؟ وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى فَإِنِّي - وَاللَّهِ! - لا أرَى وُجُوهًا، وَإِنِّي لأَرَى أَشَوابًا- وفي رواية: أوباشا - مِنَ النَّاسِ، خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. ¬

(¬1) قال النبي صلي الله عليه وسلم لبديل بن ورقاء الخزاعي: ((إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا وَإِلا فَقَدْ جَمُّوا، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي، وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ)) فَقَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: امْصُصْ بِبَظْرِ اللاتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ وَنَدَعُهُ؟ فَقَالَ عروة: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ! قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْلا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ.. الحديث)) . وأخرج بعضه: أبو داوود (2765) ، والنسائي في ((الكبرى)) . كما في ((أطراف المزي)) (8/383) . وغيرهما. فانظر - يرحمك الله من مُنصف - قول عروة لأبي بكر، فما منعه من الرد عليه وقد بالغ في عيب آلهتهم، إلا أنه كان أسير الإحسان المتقدم من أبي بكر له. وقد ورد في رواية ابن إسحاق عن الزهري في هذا الحديث أن عروة قال لأبي بكر: ((لولا يد لم أجزك بها، ولكن هذه بها)) كأنه قال له: هذه الإساءة منك إلي آلهتنا قد استوفيت بها جميلك السابق عندي، فلم يبق لك حسنة تمنعني من الرد فى قابل إذا أسأت إلىَّ. وأما من جفاك، وأساء إليك فما استودع يداً تمنعه من رد السيئة بمثلها وزيادة، لذلك كان طليقا لا يوقفه شئ. وإذ الأمر كذلك، والوفاء سجيةٌ وخُلُقٌ، فما أعلم أحد - بعد والديّ - له عليّ يد مثل شيخنا الشيخ الإمام، حسنة الأيام، وريحانة بلاد الشام، أبى عبد الرحمن محمد ناصر (¬1) الدين الألبانى، ألبسه الله حُلل السعادة وكافأه ¬

(¬1) توفي شيخنا رحمه الله ورضي عنه يوم السبت 22 / جمادي الآخرة / 1420 هـ الموافق 2/ 10/1999 بعد عصر هذا اليوم، فاللهم ارض عنه واغفر له وارحمه كفاء ما قدَّم للمسلمين من تقريب السنة والذب عنها.

بالحسني وزيادة، إذ الإطلاع علي كتبه كان فاتحة الخير العميم لي، وأبدأ الحديث أسوقه من أوًلِهِ. ففي صيف عام (1395هـ) كنت أصلي الجمعة في مسجد ((عين الحياة)) ، وكان إمام إذ ذاك، الشيخ عبد الحميد كشك (¬1) -حفظه الله تعالي -، وكان تجار الكتب يعرضون ألواناً شتى من الكتب الدينية أمام المسجد، فكنت أطوف عليهم وأنتقي ما يعجبني عنوانه، فوقعت عيني يوما علي كتاب عنوانه ((صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها)) . تأليف محمد ناصر الدين الألبانى. فراقني اسمه. فتناولته بيدي، وقلبت صفحاته، ثم أرجعته إلي مكانه، لأنه كان باهظ الثمن لمثلي، وكان إذ ذاك بثلاثين قرشا! ومضيت أتجول بين بائعي الكتب، فوقفت علي كتاب لطيف الحجم بعنوان ((تلخيص صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم)) . ففرحت به فرحة طاغية، ولم أتردد في شرائه وكان ثمنه خمسة قروش، ولم أشتري غيره، لأنه أتي علي كل ما في جيبى! ومن فرحتي وإغتباطي به قرأته وأنا أمشى في طريقي إلي مسكني مع خطورة هذا المسلك علي من يمشي في شوارع القاهرة، ولما أويت إلي غرفتي تصفحت الكتاب بإمعان، فوجدته يدق بعنف ما ورثته من الصلاة عن آبائي إذ أن كثيرا من هيئتها لا يمت إلي السنة بصلة، فندمت ندامة الكُسعِيِّ (¬2) اننى لم أشتر الأصل، وظللت ¬

(¬1) ثم توفي الشيخ رحمه الله في رجب (1417هـ) اللهم اغفر له وارحمه، وارض عنه كفاء ما نافح عن دينك، وما جاهر بكلمة الحق. (¬2) وفي " لسان العرب " (4/3876) قال: " والكسعي الذى يضرب به المثل في الندامة، وهو رجل رام رمي بعد ما أسدف الليل عيرا فأصابه، وظن أنه أخطأه فكسر قوسه، وقيل: وقطع أصبعه ثم ندم من الغد حين نظر إلي العير مقتولا وسهمه فيه، فصار مثلا لكل نادم علي فعل يفعله، واياه عني الفرزدق لما قال: = ندمت ندامة الكسعى لما ... غدت مني مطلقة نوار وقول الآخر: ندمت ندامة الكسعى لما ... رأت عيناه ما فعلت يداه " وذكر ابن منظور سببا آخر

أحلم بيوم الجمعة المقبل - وأدبِّر ثمن الكتاب طوال الأسبوع -، وأنا خائفٌ وجلٌ أن لا أجده عند البائع، وكنت أدعو الله أن يطيل في عمرى حتى أقراه، ومَنَّ الله علىَّ بشرائه فلما تصفحته؛ ألقيت الألواح، ولاح لي المصباح ُ من الصباح! وهزَّنى هزَّا عنيفاً، لكنه كان لطيفاً؛ مقدمته الرائعة الماتعة في وجوب اتباع السُّنة، ونبذ ما يخالفها تعظيماً لصاحبها صلي الله عليه وسلم، ثُمَّ نقوله الوافيه عن ائمة المسلمين، إذ تبرأوا من مخالفة السنة أحياء وأمواتا، فرضي الله عنهم جميعا، وحشرنا وإياهم مع الصادق المصدوق - بأبى هو وأمى - وقد لفت إنتباهى جدا حواشى الكتاب - مع جهلى التام آنذاك بكتب السنة المشهورة فضلا عن غيرها من المسانيد والمعاجم والمشيخات وكتب التواريخ، بل لقد ظللت فترة فى مطلع حياتى - لا أدرى طالت أم قصرت - أظن أن البخاريُّ صحابيُّ، لكثرة ترضى الناس عنه. وعلى الرغم من عدم فهمى لما فى حواشى الكتاب، إلا اننى أحسستُ بفحولة وجزالة لم أعهدها فى كل ما قرأتُهُ، فملك الكتاب على حواسّي، وصرت فى كلِّ جمعة أبحث عن مؤلفات الشيخ ناصر الدين الألبانى، ولم تكن مشهورةً عندنا في ذلك الوقت، لكساد الحركة العلمية، فوقفت بعد شهرٍ تقريبا على جزء من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " - المائة حديث الأولى، فاشتريته في الجمعة التى تليها لأتمكن من تدبير ثمنه. أمَّا هذا الكتاب فكان قاسمة الظهر التى لا شوى لها! ، وهو الذى رغَّبنى فى دراسة علوم الحديث.

قلتُ: إنَّ الحركة العلمية كانت هامدةً في ذلك الوقت، وكل من تصدَّر لوعظ الناس فهو عندنا عالمٌ، فما بالك بأشهر الواعظين عندنا في ذلك الزمان - وهو الشيخ كشك - الذي كان له بالغ التأثير في الناس بحسن وعظه، ومتانة لفظه، وجرأته في الصدع بالحق، لم ينجُ منحرفٌ من نقدهِ مهما كان منصبه، وكان فى صوته - مع جزالته - نبرة حُزن، ينتزع بها الدمع من المآقى إنتزاعاً، حتي من غلاظ الأكباد وقساة القلوب، فكان هذا الشيخ العالم الأول والأخير عندي، لا أجاوز قوله. وقد انتفعت به كثيرا في بداية حياتى، كما انتفع به خلقٌ، لكننى لما طالعت " السلسلة الضعيفة " وجدت أن كثيراً من الأحاديث التى يحتج بها الشيخ منها، حتى خيل إِلىَّ أنه يحضر مادَّة خطبه من هذه " السلسلة "، وسبب ذلك فيما أرى أن الشيخ حفظ أحاديثه من كتاب " إحياء علوم الدين " لأبى حامد الغزالى، وكان الغزالى - رحمه الله - مزجى البضاعة فى الحديث، تام الفقر فى هذا الباب! فعكَّر علىَّ كتاب الشيخ ما كنت أجدهُ من المتعة في سماع خطب الشيخ كشك حتى كان يومٌ، فذكر الشيخ على المنبر حديثا عن النبى صلي الله عليه وسلم قال: ((إن الله يتجلي يوم القيامة للناس عامة، ويتجلي لأبى بكر الصديق خاصة (¬1)) ) . فلأول مرة أشك فى حديث أسمعه، وأسأل نفسى: ترى! هل هو صحيح أم لا؟ ومع شكى هذا فقد انفعلت له وتأثرت به بسبب صراخ الجماهير من حولى، استحساناً وإعجاباً! . ولما رجعت الى منزلى، قلبت " السلسلة الضعيفة " حديثا حديثا أبحث عن الحديث الذي ذكره الشيخ كشك فلم أجده فواصلت بحثي، فبينما كنت ¬

(¬1) وهو حديث باطل كما حققته عند الرقم (1529) من هذا الكتاب والحمد لله

فى بعض المكتبات وقفت على كتاب " المنار المنيف " لابن القيم - رحمه الله - بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقى - رحمه الله - فوجدتُ الحديث فيه، وقد حكمَ الإمامُ عليهِ بالوضع فيما أذكرُ، فعزمت على إبلاغ الشيخ بذلك نصيحة لله تعالى، وقد كان رسخ عندى أن التحذير من هذه الأحاديث واجبٌ أكيدٌ. وكان للشيخ جلساتٌ فى مسجده بين المغرب والعشاء، فذهبتُ فى وقتٍ مبكرٍ لألحق بالصف الأول حتي أتمكن من لقائه فى أوائل الناس، فلما صلينا جلس الشيخُ على كرسيه فى قبلة المسجد، وكان له عادة غريبةٌ وهي أنه يمدُّ يده، فيقفُ الناس طابوراً طويلاً، فيصافحونه، ويقبِّلون يده وجبهته، ويُسُّر إليه كل واحد بما يريد، وكنت العاشرَ فى هذا الطابور، فقلت في نفسى: وما عاشر عشرة من الشيخ ببعيد! فلما جاء دوري، قبَّلتُ يده وجبهته، وقلت له: إنَّ الحديث الذى ذكرتموه في الجمعة الماضية - وسميتُه - قال عنه ابن القيم أنه موضوع. فقال لى: بل هو صحيح، فلما أعدت عليه القول، قال كلاماً لا أضبطه الأن لكن معناه أن ابن القيم لم يُصِب في حكمه هذا، ولم يكن هناك وقت للمجادلة، لأن من فى الطابور ينتظرون دورهم! ومما حزَّ فى نفسى أن الشيخ سألنى عن العلة فى وضع الحديث فلم يكن عندى جواب، فقال لى: يابنى! تعلم قبل أن تعترض، فمشيت من أمامه مستخذياً؛ كأنما ديكٌ نقرنى! وخرجت من مسجد ((عين الحياة)) ولدىَّ من الرغبة في دراسة علم الحديث ما يجلُّ عن تسطير وصفه بنانى، ويضيق عطنى، ويكُّل عن نعته لسانى،

وكان هذ العلم آنذاك شديد الغربة، ولست أبالغ اذا قلت: إنه كان أغرب من فرس بهماء بغلس!! وطفقت اسأل كل من ألقاه من إخوانى عن أحد من الشيوخ يشرح هذا العلم، أو يدلني عليه، فأشار على بعض إخوانى - وكان طالبا في كلية الهندسة - أن أحضر مجالس الشيخ محمد نجيب المطيعى رحمه الله تعالى وكان شيخنا - رحمه الله - يلقى دروسه فى (بيت طلبة ماليزيا) بالقرب من ميدان (عبده باشا) ناحية العباسية، وكان يشرح أربع كتب، وهي (صحيح البخارى) و (المجموع) للنووى، و (الاشباه والنظائر) للسيوطى، (إحياء علوم الدين) للغزالى، فوجدت في هذه المجالس ضالتى المنشودة، ودرتى المفقودة، فلزمته نحو أربع سنوات حتى توقفت دروسه بعد الإعتقالات الجماعية التى أمر بها أنور السادات وأنتهي الامر بمقتله في حادث المنصة الشهير، ورحل الشيخ - رحمه الله - إلى السودان، وظل هناك حتى توفى - رحمه الله - بالمدينه ودفن فى البقيع كما قيل لى. رحمه الله تعالي. وأتاحت لى هذه المجالس دراسة نبذ كثيرة من علمى أصول الحديث وأصول الفقه، ووالله! لا أشطط إذا قلت: إننى أبصرت بعد العمى لما درست هذين العلمين الجليلين، وأقرر هنا أن الجاهل بهذين العلمين لا يكون عالما مهما حفظ من كتب الفروع، لأن تقرير الحق في موارد النزاع لا يكون الا بهما، فعلم الحديث يصحح لك الدليل، وعلم أصول الفقه يسدد لك الفهم، فهما كجناحى الطائر. ولم يكدر علي متعتي بدروس الشيخ المطيعي رحمه الله إلا حطه علي الشيخ الالباني صاحب الفضل على بعد الله عز وجل، وكان ذلك بعد حادثة طويلة الزيل ملخصها: أمن شيخنا المطيعى - رحمه الله - كان يتكلم عن قضاء

الفوائت، وأن من لم يصل ولو لسنوات، فيجب عليه القضاء، وأطال البحث في ذلك. فقلت له - ولم يكن عندي علم بمن يقول بغير هذا المذهب من القدماء - قلت: إن الشيخ الألبانى يقول: ليس هناك دليل على وجوب القضاء. فقال لى بلهجة. علمت بعد ذلك بزمانٍ انه كان يقولها تهكماً: من الألباني؟ فقلت له: أحد علماء الحديث. قال: لعله أحد أصحابنا الشافعية؟ قلت: لا أدري، لكنه معاصر لنا، وقد علمت انه لا يزال حيا. فقال لي حينئذٍ: دعك من المعاصرين. وكانت هذه أول مرة أسمعه يتكلم عن الألباني، ثمَّ توالي السيلُ. ثم جاء الشيخ الألباني الى مصر فى حدود سنه (1396هـ) أو بعدها بقليل، وألقى محاضرة في المركز العام لجماعة أنصار السنة في عابدين، وكانت محاضرته عن تخصيص السنة لعام القرآن، وتقيدها لمطلقه، وذكر من أمثلة ذلك الذهب المحلَّق. ولم يكن عندي علم بمحاضرة الشيخ ولا وجوده، فرحل ولم أره، وكان إحدى أمانىَّ الكبار أن ألتقى به، ولم يتحقق لى ذلك إلاَّ بعد زمان طويل وذلك فى أول المحرم سنة (1407 هـ) وكان قد طبع لى بعض الكتب منها " فصل الخطاب بنقد المغنى عن الحفظ والكتاب " وكنت فى هذه الفترة أتتبع كل أخبار الشيخ فكانت تصلنى أخبارٌ عن شدته على الطلبة وقسوته عليهم، واعتذاره عن التدريس بسبب ضيق الوقت وارهاق الدوله له، فكدتُ أفقدُ الأملُ حتى قيَّض الله لى أن ألتقي بصهر الشيخ - الأخ نظام سكجّها - فى فندق بحيّ الحسين بالقاهرة، فسألتُه عن الشيخ وإمكان التتلمُذ

عليه، فأخبرنى أن ذلك متعذرٌ، ولكن تعال وجرِّبْ! فكان من خبرى أن سطَّرتُ رسالة للشيخ قلتُ له فيها: إننى علمتُ أنكم تطردون الطلبة عن بابكم، ولدىَّ أكثر من مائتى سؤال فى علل الأحاديث ومعانيها، ولا أقنع إلاَّ بجوابكم دون غيركم، فسأجمع همتى وأسافر إليكم فلا تطردونا عن بابكم، أو كلاماًَ نحو هذا. وأخبرنى الأخ نظامٌ بعد ذلك أن الشيخ تألمَّ لما قرأ حكاية " الطرد " هذه. وسافرت إلى الشيخ فى أول المحرم سنة (1407 هـ) ، واستخرجتُ تصريح العمل الذي يُخوِّل لى السفر بأعجوبةٍ عجيبةٍ، وأُمضيت ثلاثة أيامٍ فى الطريق كان هوانى فيها شديداً، ومع ذلك لم أكترث له، لما كان يحدوني من الأمل الكبير في لقاء الشيخ. ولما نزلت عمَّان استقبلنى الأخ الكريم أبو الفداء سمير الزهيري جزاه الله خيراً، إذ أعانني في غربتى، وآوانى فى داره، وبعد الوصل بقليلٍ، كلَّمنا الشيخ بالهاتف، فرحَّب بى غاية الترحيب، وقال لى: حللت أهلاً ونزلت سهلاً، ولم أصدق أذنى! ، فأنا ذاهبٌ اليه وقد هيأت نفسى تماماً على الرضا بالطرد، إذا فعل الشيخ ذلك. وقد بدأنى بالسلام، فرددتُ عليه السلام بمثل ما قال. فقال لى: ما أحسنت الردَّ! فقلتُ: لما يا شيخنا؟ فقال لى: إجعل هذا بحثاً بينى وبينك إذا التقينا غداً! وظللتُ ليلتى أُُفكر فى هذا الأمر؛ ترى: ما وجهُ إساءتى الردَّ، حتى خمنت أن الرادَّ ينبغى له أن يزيد شيئاً في ردِّه نحو: ((وعفوه، ورضوانه)) ولم أكن وقفتُ على الحديث الذى قوى الشيخ فيه زيادة ((ومغفرته)) في الرد.

وكان الشيخ يصلى الغداة فى ((مسجد الفالوجا)) بجوار منزل أبى الفداء، ولم أذق طعم النوم ليلتى بسبب تأمُّلى المسألة التي طرحها الشيخ، ولم تكتحل عينى بنومٍ إلاَّ قبيل الفجر، وراح علىَّ بسبب ذلك لقاء الفجر مع الشيخ، وكلمناه فى الصباح، فأعطانا موعداً عقب صلاة العشاء في منزل أبى الفداء. وكان لقاءً حاراًّ، بدأنى الشيخ بالعناق، لأننى لا يمكن أن أبدأه بذلك هيبةً له، وكان معنا في هذا اللقاء الأخ الفاضل أبو الحارث على الحلبى حفظه الله، وجلسنا نحو ساعةٍ ونصف الساعة نسألُ، والشيخ يجيبُ، فلما تصرمت الجلسة، وخرجنا من الدار، إنتحيتُ بالشيخ جانباً، وشرحتُ له باختصارٍ ما كابدتهُ فى السفر إليه، ولم يخرجنى من بلدى إلاَّ طلبُ العلم، فلو أذن لى الشيخ أن أخدمه وأساعده لأتمكن من ملازمته، فشكرنى واعتذر لى، نظراً لضيق وقته. فقلت له: أعطنى ساعة كل يوم أسألك فيها. فاعتذر فقلت له: أعطنى ما يسمح به وقتك ولو كان قصيراً، فاعتذر! فأحسست برغبة حارَّة ٍفى البكاء، وتمالكت نفسى بعناء بالغٍ، وأطرقتُ قليلاً ثم قلت للشيخ: قد علم الله أنه لم يكن لى مأربٌ قطُّ إلاَّ لقاؤكم والإستفادةُ منكم، فإن كنتُ أخلصتُ نيتى فسيفتح الله لى، وانْ كانت الأخرى؛ فحسبى عقاباً عاجلاً أن ارجع إلى بلدى بخفى حنين! وانا سأدعو الله أن يفتح قلبك لى. ولست أنسى هذا الموقف ما حييت. ثم التقيت بالشيخ فى صلاة الغداة من اليوم التالى، فقبلتُ يده - وهذا دأبى معه - فقال لي: لعلَّ الله استجاب دعاءك؛ وكان فاتحة الخير. وكنت أكاد

أوقن أن الله سيستجيبُ لى، وأن الشيخ سيقبلنى عنده، لا سيما بعد أن قابلت الأستاذ أحمد عطية - وكان من معظمى الشيخ قبلُ -، فاستضافنى فى داره وقال لى: لما طبع كتابك ((فصل الخطاب بنقد المغنى عن الحفظ والكتاب)) اشتريت منه نسخة وقرأته فأعجبنى أنه على طريقة الشيخ، وكان الشيخ يقول: ليس لى تلاميذ - يعنى على طريقته فى التخريج والنقد - قال: فأرسلت هذا الكتاب الى الشيخ وقلت له: وجدنا لك تلميذا، وراجعتُ الشيخ بعد ثلاثة أيام فقال: نعم. قلت: لمَّا قصَّ علىَّ الأستاذ أحمد عطية هذه الحكاية ضاعف من أملى أن يقبلنى الشيخ عنده. ووالله! لقد عاينت من لطف الشيخ بى، وتواضعه معى شيئا عظيما، حتى أنه قال لى يوماً: صحَّ لك ما لم يصحُّ لغيرك، فحمدت الله عز وجل على جسيم منته، وبالغ فضله ونعمته. فمن ذلك أننى كلما التقيتُ به قبلت يده، فكان ينزعها بشدَّة، ويأبى علىَّ، فلما أكثر قلتُ له: قد تلقينا منكم فى بعض أبحاثكم فى " الصحيحة " أن تقبيل يد العالم جائز. فقال لى: هل رأيت بعينيك عالماً قطُّ؟ قلت: نعم، أرى الآن. فقال: إنما أنا " طويلبُ علمٍ "، إنما مثلى ومثلكم كقول القائل: إن البُغَاثَ بِأَرْضنَا يَسْتَنْسِرُ!

وبدأت جلساتى مع الشيخ بعد كل صلاة غداةٍ فى سيارته، ولمدة ساعة، ثم زادت المدة حتى وصلت الى ثلاث ساعات. واستمر هذا الأمر، حتى جاء يومٌ ولم يُصلِّ الشيخ معنا صلاة الغداة، فحزنت لذلك لضياع هذا اليوم علىَّ بلا استفادة، واستشرت من أثق برأيه من إخوانى: هل أذهب الى الشيخ فى بيته أم لا؟ فكان إجماعهم أن لا أذهب، لأنك لا تعلم ما ينتظرك هناك، ولا يذهب أحد الى الشيخ فى بيته إلَّا بموعدٍ سابقٍ، فلربما ردَّك، فلا يكون بك لائقًا، لا سيما بعد المكانة التى صارت لك عند الشيخ. وتهيبتُ الذهاب، ولكن قوى من عزمى أمران: الأول: أن رفيقى آنذاك والذى كان يصحبنى بسيارته الأخ الفاضل الباذل أبو حمزة القيسى جزاه الله خيراً - قد أيدنى فى الذهاب. الثانى: أننى استحضرت قصةً لابن حبان مع شيخه ابن خزيمة ذكرها ياقوتُ بسنده إلى أبى حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابورى قال: كنا مع أبى بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فى بعض الطريق من نيسابور، وكان معنا أبو حاتم البُستى، وكان يسألُه ويؤذيه، فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة: يا بارد! تنحَّ عنى ولا تؤذينى! أو كلمة نحوها، فكتب أبو حاتم مقالته، فقيل له: تكتب هذا؟ قال: أكتب كل شىء يقوله الشيخ)) اهـ. فقلتُ فى نفسى: ومالى لا أفعل مثلما فعل ابن حبان؟ وحتى لو قال لى الشيخ مقالة ابن خزيمة لعددتها من فوائد ذلك اليوم. وانطلقنا اليه، وكان من أفضل أيامى التى أمضيتُها فى هذه الرحلة، فقد استقبلنى الشيخ استقبالا كريما، وأمضيت معه أكثر من ساعتين، وكان

يخدمُنا بنفسه، ويأتينا بالطعام يضعه أمامنا، فكلما هممت أن أساعده أبى علىَّ، ويشيُر أن أجلس، ويقول: ((الإمتثالُ هو الأدبُ بل خيرٌ من الأدبِ)) ويعنى به: أن الإمتثال لرغبته فى الجلوس خير من سلوكى الذى أظنُّه أدباً، لأن طاعتى له هى الأدب. وكان يوماً حافلا قص على الشيخ فيه ما جرى بينه وبين الشيخ محمد نسيب (¬1) الرفاعى حفظه الله. ولا يفوتنى أن أقول: كنت قابلت الشيخ نسيب الرفاعى بصحبة الأستاذ أحمد عطية المتقدم ذكره فى بيته بحى الهاشمى فى عمان البلقاء، ولقلما رأت عيناى مثله فى تواضعه وأدبه وحسن خلقه، وكان معظم كلامه عن الشيخ الألبانى، وبرغم تقاربهما فى السن الا أنه كان يبالغ فى تعظيم الشيخ، وقال لى: أنا مدينٌ بالفضل لرجلين: الأول: ابن تيمية، والثانى: الألبانى. وقال لى: لقد تآزرنا فى نشر الدعوة السلفية فى سوريا، وكان الشيخ يزورنا فى حلب، فدخلت على ابنتى " عائشة " وكانت صغيرة، فقال لى الشيخُ: لو كانت كبيرة لتزوجتها وكنت منى بمنزلة أبى بكر من محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فانظر ما كان بينى وبينه من الآصرة. وقرأ علينا أبو غزوان مقدمته لكتابه: ((التوصل الى حقيقة التوسل)) وقصَّ علىَّ أشياء ذكرتها فى ((طليعة الثمر الدانى فى الذب عن الألبانى)) . وهو القسم الخاص بترجمة الشيخ الألبانى حفظه الله تعالى. وقد أمضيت نحو شهر فى هذه الرحلة، ولما علم الشيخ بموعد سفرى دعانى ¬

(¬1) ثم توفى رحمه الله يوم الأربعاء الرابع عشر جمادى الآخرة سنة (1412هـ) فاللهم ارض عنه وتقبله.

على الغداء عنده فى يوم الرحيل، وسألنى عن حال السلفيين فى مصر، وسألته عن الطريقة المثلى لنشرة الدعوة، وكيف نواجة المخالفين لنا، وكان يوما حافلا أمضيته مع (عميد السلفيين) فى العالم الإسلامى حفظه الله وبارك فى عمره. اعلم - أيها المسترشد - أننى قدَّمت هذا الكلام لأبيِّن الدافع إلى تصنيفى كتاب (الثمر الدانى فى الذب عن الألبانى) ، وهو ذبٌّ على وجه الإنصاف، وحمية محمودة لا تعد بحمد الله من حمية الجاهلية، فإن حرب " إسقاط الرموز " قائمة على قدم وساق، وهى حرب خسيسة خبيثة، يستخدم فيها أصحابها ما لا يخطر علي بالك من الكذب، والنفاق، وسوء الأخلاق. وحرب " إسقاط الرموز " حرب قديمة وما حديث الإفك منك ببعيد. ولم يمر بالمسلمين محنة قط هى أعظم وأشد عليهم من حادث الإفك. ودعنى أبين لك الأمر. فقد أخرج البخاري فى (كتاب النكاح) (9/278 - 279) ، ومسلم في (الطلاق) (1479/ 34) من طريق الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا قَالَ: " لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ? إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ? فقال عمر فى هذا الحديث: " قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ ابْنِ زَيْدٍ، وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. . . ثم قال عمر: " وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِغَزْوِنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا

شَدِيدًا وَقَالَ أَثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هُوَ أَجَاءَ غَسَّانُ قَالَ لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ ... " إلى أن قال عمر: " فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ. . . الحديث ". قُلْتُ: فأنت تري فى هذا الحديث أن من الصحابة من كان يعتقد أن استيلاء غسَّان على المدينة أهون من تطليق النبى صلى الله عليه وسلم نساءه مع أن الطلاق مباح، بل جلس بعضهم يبكى حول المنبر لتكدُّر خاطره صلى الله عليه وسلم مع أنه لو طلقت بنت أحدهم لما بكى، فإذا كان الأمر كذلك، فكيف إذا اتهمت زوجة نبيهم صلى الله عليه وسلم بالزنى؟! وهذا يدلك على ما كان الصحابة عليه من مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغاية القصوى. فإذا نظرتَ الى ما حدث فى الإفك من رَمْى العفيفة المؤمنة أمِّ المؤمنين، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثر نسائه عنده بهذه الداهية الدهياء، والفاقرة العظيمة، علمت ما حلَّ بالمجتمع المسلم كلِّه من البلاء العظيم والخطب الفادح، حتى أن النبى صلى الله عليه وسلم كرُب له، وطفق يستشير خاصته فى أمر عائشة بعد أن استلبث الوحى فسأل أسامة بن زيد فأشار على النبى صلى الله عليه وسلم بالذى يعلم من براءة عائشة وقال: يا رسول الله! أهلُك، وما نعلمُ إلا خيراً، وأما على بن أبى طالب فقال: يا رسول الله! لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال: أى بريرةُ! هل رأيت من شىء يريبُك؟ قالت بريرة: لا والذى بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمراً

أغِمصُه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن تأكلُهُ. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبى بن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: يا معشر المسلمين! من يَعْذرُنى من رجل بلغنى أذاه فى أهل بيتى؟ فوالله ما علمتُ على أهلى إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلاَّ خيراً، وما كان يدخل بيتى إلاَّ معى. فقام سعد بن معاذ الأنصارىُّ، فقال: يا رسول الله! أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. فقام سعد بن عبادة وهو سيِّدُ الخزرج فاحتملته الحمية، فقال لسعد ابن معاذ: كذبت لعمر الله! لا تقتلُهُ، ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضيرٍ - وهو ابن عم سعد بن معاذ - فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله! لنقتلنَّهُ، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتساور الحيًّان الأوس والخزرج حتى همُّوا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخَفِّضُهم حتى سكتوا وسكت..)) . وفى حديث ابن عمر: " وقام سعد بن معاذ فسلَّ سيفه ". قُلْتُ: فهذا التوتر الشديد الذى وقع بين الصحابة حتى كادوا أن يقتتلوا - مع أنهم ضربوا أروع الأمثلة فى المحبة والوفاء والإثار- يدلك على حجم المحنة التى عانوها، ولم يكن المقصود الأوَّل فى هذه المحنة هو إتهام عائشة رضى الله عنها، بقدر ما كان طعنا على النبى صلى الله عليه وسلم، وأن تحته امرأة يزن بها، ومع أن الزنى دون الشرك فى الإثم، إلا أن الزنا عار، ولذلك لا يعير أحد بأن أباه كافر، أو ابنه، فقد كان والد إبراهيم عليه السلام كافراً، ولم يعير به، وكان ابنُ نوح وامرأته كافرين، ولم يعير بهما، وكانت امرأة لوط كافرة، ولم يعير بها، بخلاف الزنى فإنه عار وشنار على أهله فى الدنيا قبل الآخرة. إن إسقاط ((الرمز)) أقلُّ مؤنةٍ على المنافقين من إحداث الشَّغَبِ فى المجتمع كلِّه،

لأن إسقاط الرمز فيه إهدارٌ لكل المبادىء التى يدعو اليها والمثل العليا التى يدندن حولها. وبعد هذا المعنى الذى جلًّيتُه لك، تستطيع أن تدرك لما ثار علماءُ المسلمين فى تركيا لما فرض كمال أتاتورك - قاتله الله - القبعة بدلا من العمامة؟ وقد جرت محاكمات لعلماء المسلمين، فكان مما حدث أن قاضى المحكمة قال لأحد العلماء: ما أتفهكم يا علماء الدين، لم هذه الثورة؟ أمن أجل أننا استبدلنا القبعة بالعمامة؟ وما الفرق بينهما، فهذا قماش وهذا قماشٌ. فقال له العالم: أيها القاضى! إنك تحكم علىَّ وخلفك علم تركيا، فهل تستطيع أن تستبدله بعلم إنجلترا وهذا قماش، وهذا قماش؟! فبهت القاضى الظالم، ولم يُحِرْ جواباً. ولو تأملت الطواف حول الكعبة، والسعى بين الصفا والمروة ورمى الجمار، فهذا كلُّه إحياءٌ للرمز، لنأخذ منه العبرة. ومما يجدر أن نلفت النظر اليه، وهو يتعلق بقضية ((الرمز)) ، وفيه عبرةٌ - أيما عبرة - أن شيخنا الألبانى حفظه الله كان قد سئل منذ سنتين من بعض شباب فلسطين، قالوا له: إننا نلقى شدة وعنتا فى عبادة الله مع وجود اليهود فى أرضنا، حتى أن الواحد منا لا يكاد يصلى من الخوف على نفسه، فما الحلُّ؟ قال الشيخ: اخرجوا من بلادكم إلى أماكن أخرى تقيمون فيها دين الله عز وجل، وأعدوا أنفسكم لترجعوا إلى بلادكم فاتحين فاستغلَّ جماعة من أهل الأهواء هذه الإجابة وأشاعوا بين العوام الطغام أن الشيخ يوجب على أهل فلسطين من العرب المسلمين أن يخرجوا ويتركوا أرضهم لليهود، وقا مت الدنيا ولم تقعد زماناً طويلاً، وكاد الشيخ أن يطرد من " عمان " بسبب هذه الفتوى التى حرفوها، وتلقفت هذه الفتوى المحرفة إذاعة إسرائيل، فقدم المذيع ترجمة للشيخ الألبانى وذكر أنه أكبر محدث فى العالم الإسلامى وقد أفتى بكذا وكذا، فسمع بعض إخواننا ممن كنت أظنه من أهل التحرى هذا الثناء والفتوى من إذاعة إسرائيل ثم جاءنى وقال أنا عاتبٌ على الشيخ الألبانى

كيف أفتى بكذا وكذا؟ فقلت له: ومن أين سمعت الفتوى؟ قال: من إذاعة إسرائيل! قلت: سبحان الله! أيتهم الشيخ الثقة العدل عندك بنقل يهودىّ؟ ما لكم، وأين ذهبت عقولكم؟ وكان ينبغى ألاَّ تتوقف فى تكذيب اليهودى، ثم تنظر الى حقيقة الأمر، هذا هو الأصل، وقد قال الله تعالى: ? إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا? فكيف بالكافر المحارب، الذى يستغل مثل هذا التحريف الذى تولى كبره نفرٌ ممن ينتسبون إلى بعض الأحزاب الإسلامية، ليسقط ((الرمز)) ؟ وماذا يكون لو أسقطنا الشيخ الألبانى، والشيخ ابن باز ومن على شاكلتهما من العلماء العاملين، هل يريدون أن تكون أمَّتُنَا ثُلَّةً من الغلمان بلا رُءوس؟ ويرحم الله أبا حنيفة إذ مر على جماعة يتفقهون، فقال: ألهم رأسٌ؟ قالوا: لا. قال: إذن لا يفلحون أبدا. أخرجه الخطيب فى " الفقيه والمتفقه " (790) ولله درُّ القاضى عبد الوهاب بن على المالكى رحمه الله إذ يقول: متى يصلُ العِطاشُ الى ارتواءٍ ... إذا استَقَتِ البحارُ من الرَّكايَا ومن يُثْنِى الأصاغِرَ عن مُرادٍ ... إِذا جلس الأكابرُ فى الزَّوايَا وإنَّ ترفع الوضَعَاء يوماً ... على الرُّفَعَاء من إحدى الرَّزَايَا إذا استوتِ الأسافلُ والأعالى ... فقد طابت مُنَادَمَةُ المَنَايا

وأخرج قاسم بنُ أصبغُ فى " مصنفه " (¬1) بسندٍ صحيح - كما قال الحافظ فى " الفتح " (1/ 301 - 302) عن عمر بن الخطاب قال: " فسادُ الدين إذا جاء العلمُ من قبل الصغير، استعصى عليه الكبيرُ، وصلاحُ الناس إذا جاء العلم من قِبَل الكبير، تابعه عليه الصغير ". وأخرج ابن عبد البر فى " جامع العلم " (1 / 159) عن ابن مسعود قال: " إنكم لن تزالوا بخيرٍ ما دام العلم فى كباركم، فإذا كان العلم فى صغاركم سفَّه الصغير الكبير "، وجاء هذا المعنى عن غير واحد من الصحابة. وقد حدث ما توقَّعه هؤلاء الصحابة الكرام، وهاك بيان ذلك: فلقد ظلَّ علم الحديث زماناً طويلاً علماً مرغوباً عنه لصعوبته، ولأنه يحتاج الى ملكةٍ لا تستقيم لصاحبها إلا بالدربة وإدمان النظر مع إمكان الوصول إلى الأسانيد التى هى روح هذا العلم، ومن المعلوم أن رأس مال المحدث هو الإسناد، وليس له ديوانٌ جامعٌ حافظٌ، بل هو مفرقٌ فى عشرات الألوف من الصحاح، والمسانيد، والمعاجم، والمشيخات، وكتب التواريخ، والأجزاء الحديثية وغير ذلك، ولو قدرنا أن رجلاً ملك هذا العدد من الكتب فلابد من تقريبه وفهرسته على أطراف الأحاديث حتى يتسنى له الانتفاع بها، وهذا جهد على جهد، قد يستغرق عمره كله أو أكثره، فمتى يحقق ويُخرِّجُ ويوفق بين الأقوال المتعارضة؟ ، ثم يسأل الدارس نفسه سؤالا: وماذا بعد هذا، فلا وظيفة ولا كَسْبَ، ولذلك أقبل الناس على دراسة الفقه، لأن دارسه يحصل وظيفةً، فيعمل مفتياً أو واعظاً أو مدرساً، أو إمام مسجدٍ، ونحو ذلك. ¬

(¬1) وأخرجه ابن عبد البر فى " الجامع " (1055، 1056) ، والخطيب فى " الفقيه" (782)

وأما دارس الحديث فلا ينتظره شىءٌ. وتستطيع أن تدرك هذا الأمر إذا نظرت إلى غالب المدارس التى بُنيتْ فى بلاد المسلمين قديما مثل مدرسة نظام الملك فى بغداد، فتجد عنايتهم كانت بعلم الكلام والفقه وأصوله. وأنت ترى هذا الإهمال لعلم الحديث واضحا جليا فى مناهج الأزهر، وهو امتداد للمدارس القديمة التى أشرتُ إليها، فلم نر فى عصرنا ولا قبله رجلا أزهريا نبغ فى علوم الحديث إلا الشيخ أبا الأشبال أحمد شاكر رحمه الله، ولم يكن نبوغُهُ بسبب دراسته فى الأزهر، بل بسبب توجُّهه الشخصى إلى هذا العلم. وفى السنوات العشر الأخيرة حدثت نهضةٌ حديثيةٌ، من أهم سماتها طبع مئات الكتب المسندة والأجزاء الحديثية، بحيث يحق لى أن أزعم أنه طبع فى هذه السنوات العشر ما لم يطبع مثله فى مائة عامٍ مضت، وصحب ذلك نهضة أخرى فى تقريب هذه الكتب وهى عمل موسوعات لأطراف الأحاديث، فصار هذا العلم قريب المنال، سهل المأخذ لأى طالب حتى لو كان بليداً غبىًّ الذهن، أبعد الخلق من هذا العلم ‍‍‍‍‍‍‍! وكان الأمر قبْل ثلاثين سنةً مختلفًا تمام الإختلاف عنه اليوم، وخذ مثلاً: فمسند الإمام أحمد رحمه الله مطبوعٌ فى ستة أجزاء كبارٍ، وبخطٍ دقيقٍ، وهو مرتبٌ على مسانيد الصحابة وليس على الأبواب، فلو أراد أفحلُ محدِّثٍ فى الدنيا - ولا يعتمد على حفظه - أن يتأكد من عزو حديث مَّا إلى " المسند " فإن هذا يكلفُهُ مراجعة مسند الصحابىِّ راوى الحديث وقد يكون من المكثرين مثلَ أبى هريرة وابن عمر وعائشة وغيرهم، فكم من الوقت ينفقُهُ ليتأكد من عزو حديثٍ واحدٍ إلى كتابٍ واحدٍ؟ وقد لا يظفرُ بطِلْبتَه بعد هذا المجهود ويكون الإمام أدرج الحديث فى مسند صحابىِّ آخر لغرضٍ طرأ

له، مثل اتحاد المتن، أو بيان الاختلاف فى سنده (¬1) أو نحو ذلك. فلو أن هذا الحديث رواه أئمةٌ آخرون، ويريد المحدث أن ينظر فى ألفاظه، أو متابعات الرواة فكم من الوقت يحتاجه ليتم له ما يريد فى حديث واحدٍ؟ ‍‍! ولذلك فرح المشتغلون بالحديث أيَّما فرح لما طُبع كتاب " مفتاح كنوز السنة " فكتب الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله مقدمة له، أذاع فيها اغتباطه بطبعه، وكان مما قاله (ص 8) : " ولو وُجد بين يدىَّ مثل هذا المفتاح لسائر كتب الحديث، لوفر على أكثر من نصف عمرى الذى أنفقته فى المراجعة " اهـ. وقال الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر رحمه الله فى مقدمته لهذا الكتاب (ص 23 - 24) بعد أن ذكر بعض صعوبات الكشف فى الكتب عن الأحاديث قال: " وما لنا نضرب المثل بهما - يعنى: بمسند أحمد وطبقات ¬

(¬1) وانظر " مسند أحمد " (1 / 259 - زوائد) (3 / 12) (4 / 167) (6 / 203) وفيه نماذج كثيرة. ووقع هذا كثيرا فى " مسند أبي يعلي " وانظر الأرقام - 76، 623،.64 ، 1530، 1531، 1607، 1645، 1682، 2042، 2067، 2068، 2069، 2112، 2152، 2311، 2498، 506، 2507، 2628، 2629، 2632، 2633، 2636، 2637، 2638، 2639، 2640، 2641، 2642، 2643، 2646، (مرسل) ، 2653، 2706، 2710، 2717، 2731، 2747، 2748، 2957، 3389، 3480، 3616، 2645، 3626، 3225، 3235، 3236، 3237، 3238، 3985، 4007، 4066، 4181، 4464، 4567، 4692، 4710، 4720، 4742، 4762، 4767، 4818، 4907، 4915، 5055، 5109، 5395، 5560 / 2619، 2621، 2622، 2623، 2624، 2625، 2626، 2627.

ابن سعد - والصعوبات فيها معروفة؟ وأمامنا الكتب الأخرى المرتبة على الأبواب، كالكتب الستة وغيرها، فكثيراً ما يعجز الممارس لها عن الوصول إلى حديث بعينه يبغيه فيها. وها أنا اشتغل بعلوم الحديث منذ خمس وعشرون سنةً، وقد تلقيت منها سماعاً وقراءةً عن أعلام وكبار من الشيوخ، وفي مقدمتهم والدى الأستاذ الجليل السيد محمد شاكر وكيل الجامع الأزهر سابقا حفظه الله، والحافظ الكبير العلاَّمة السيد عبد الله بن إدريس السنوسى، عالم مراكش، وشيخ شيوخها رحمه الله، ومع ذلك فإنى طالما أعيانى تطلب بعض الأحاديث فى مظانها، وأغرب من هذا أنى لبثت نحو خمس سنين وانا أطلب حديثا معينا في " سنن الترمذى "، وهو كتاب تلقيته كله عن والدي سماعاً، ولى به شبهُ إختصاصٍ، وكبير عناية، فهذه الكتب كانت بين يدىْ من لم تطلْ مدارستُه لها كالصناديق المغلقة، لا يعلم من أين يصل إلى ما فيها. . .)) انتهى ولا يفوتنى أن أقول إن كتاب " مفتاح كنوز السنة " يعد الأن من الفهارس (المتواضعة) بالنسبة لما ظهر من الفهارس، فكيف بعد استخدام الحاسب الآلى " الكمبيوتر" فى هذا الأمر؟! وقد أدرك شيخنا الألباني حفظه الله هذا الإعواز، فهداه الله عز وجل إلى عمل معجمٍ لأطراف الأحاديث من الكتب المخطوطة والمطبوعة، يشى بهمةٍ عاليةٍ وصبرٍ نافذٍ، ولذلك كان له من الحظوة والشهرة في هذا العلم مالم يكن لأبى الأشبال ولا للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليمانى، وهما من نوابغ علماء الحديث فى هذا العصر. فقرَّب الشيخ الألبانى السُّنة بكثرة تخاريجه، والكلام على الأسانيد ومناقشة العلماء فى عللها، وهو صاحب مدرسة فى التخريج جمع فيها بين القديم

والحديث. ولا أعلم أحد له مساس بهذا العلم إلاَّ وللشيخ عليه فضلٌ دقَّ أو جلَّ، حتى أنَّ حاسديه يستفيدون من علمه ويحطون عليه، وأغلب تخاريجهم مسروقةٌ من كتبه، ويعلم هذه الحقيقة من له ممارسهٌ لكتب الشيخ وقد ظلَّ الشيخ مُعَظَّمَا معافى حتى انتشر هذا العلم، وكثرت فهارس الكتب، واستطاع أصغر الطلبة أن يعزو الحديث - بدلالة الفهرس - إلى كتب لم يطلع عليها كثيرٌ من الحفاظ القدامى فضلاً عن المحدثين وبان لهذه الظاهرة الإيجابية - وهى الاقبال على دراسة الحديث - وجهٌ سلبى بغيضٌ. قُلتُ قبل ذلك: إنَّ رأس مال المحدث هو الإسناد، وهو مبعثر ٌ في عشرات الألوف من الكتب والأجزاء، ومن المستحيل على رجلٍ واحدٍ أن يستحضر كلَّ ما فى هذه الكتب حال تحقيقه للحديث، فربما ضعَّف الحديث ولم يقف له علة شاهد، أو يجزم بتفرُّد أحد رواته به، ويكون له متابعون، أو يغفلُ فيُبرمُ فى موضعٍ ما ينقضه فى موضع آخر، لبعد ما بين الموضعين فى التدوين، أو يَتَغيَّرُ اجتهاده، وهذا كان يقع لكبار الحفاظ والأئمة الفضلاء الذين هم معدنُ العلم، فلما انتشرت الفهارس العلمية، وتمكن صغار الطلبة من الوصول إلى مواضع الحديث فيها، كثر تعقبهم للعلماء، مع إساءة الأدب معهم، واتهامهم بالغفلة والتقصير والجهل والتجاهل، إلى آخر هذه الألفاظ التى كثرت فى السنوات العشر الأخيرة. وقد ذكَّرنى انتشار الفهارس ومضرتها بكلمةٍ قالها التابعىُّ الجليل محمد بن سيرين رحمه الله لما انتشرت الكتابه فقال: " وددت أن الأيدى قطعت فى الكتابة " قيل له: لم؟ قال: لأنها ضيعت الحفظ! ولست أجحدُ فائدة الفهارس، وأنَّها سهَّلت على أهل العلم مهمتهم، وأشاعت بين العامة الاهتمام بالسنة، والبحث عن صحيحها وسقيمها ولكن: ((لكل شىء إذا

ما تم نقصانُ)) . فظاهرةُ التعالمُ هى التى شوهت جمالَ هذه النهضة، وأتاحت هذه الفهارسُ لكل متنفخٍ أن يتطاول على الشوامخ، وكم لهذا التعالم من مضارٍّ، من أهوانها- مع فداحته - أن يختلط العالم بشبيه العالم، ولا يميز الناس بينهما، فيستفتون شبيه العالم فيقع الخبط والخلط ومما يدل على صحة ما أقول ما أخرجه الشيخان من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه في قصة الذى قتل مائة نفس. وفى الحديث أن القاتل سأل عن أعلم أهل الأرض، فدلوه على راهب فسأله، فقال: إنى قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لى توبة؟ قال: نعم، ومن يحجب عنك باب التوبة، اخرج الى أرض كذا وكذا.. إلى آخر الحديث المشهور، فما دلت الناس القاتل على الراهب الأول إلا لأنها تظنه عالما لتشابه أزيائهم ووجوههم، وهكذا كل من لبس جبة وعمامة، وأرخى لحيته فهو عند العوام عالم. ويذكرنى هذا التشابه بين العالم وشبيهه مع البون الشاسع بينهما فى الجوهر بقصة ذكرها أبو الفرج فى " الأغانى " (8 / 211) فقد ذكر أن الشاعر ثابت بن جابر، المعروف بـ ((تأبَّط شرَّا)) لقى ذات مرة رجلا من " ثقيف" يقال له: " أبو وهب "، وكان رجلا أهوج، وعليه حُلَّةٌ جيِّدةٌ، فقال أبو وهب لتأبَّط شرا: بم تغلب الرجال يا ثابت، وأنت كما ترى دميم وضئيل؟! قال: باسمى!! إنما أقول ساعة ألقى الرَّجل: أنا تأبَّط شرًّا، فينخلع قلبه، حتى أنال منه ما أردت! فقال له الثقفى: أبهذا فقط؟! قال: قط! قال: فهل لك أن تبيعنى اسمك؟ قال: نعم، فبم تبتاعه؟ قال: بهذه الحُلَّة،

وبكنيتى. قال له: أفعلُ. ففعلا، وقال تأبط شرا: لك اسمى ولى اسمك، وأخذ حُلًّته، وأعطاه طمريه، ثم انصرف. فقال تأبط شرا يخاطب زوجة هذا الثقفى: ألا هل أتى الحسناء أن حليلَها ... تأبَّط شرًّا واكتنيتُ أبا وهبِ فَهَبْهُ تسمَّى اسمى وسمَّانى اسمَهُ ... فأين له صبرى على مُعْظَمِ الخطْبِ وأين له بأسٌ كبأسى وسَوْرتى ... وأين له فى كلِّ فادحةٍ قلْبى وقد توجع بعض الأذكياء من كثرة أشباه العلماء فى ديار المسلمين، وأطلق عليهم اسم ((المجدينات)) بدل ((المجددين)) ، فقال له سامعُهُ: وما المجددينات؟ ما هو بجمع مذكر سالم، ولا جمع مؤنث سالم؟ فقال له: هذا جمع ((مخنثٍ)) سالم!! فأقسم له سامعه أن اللغة العربية فى أمسِّ الحاجة الى هذا الجمع، خصوصا فى هذه الأيام! فإذا كان الخطأ ملازما للبشر؛ لا يعرى عنه مخلوق مهما اجتهد واحتاط لنفسه فى تحرى الحق، فليس من الإنصاف أن يعير المرء به إذا وقع منه، لا سيما إن كان أهلا للنظر، ولو أراد أحد أن لا يخطىء فى شىء من العلم، فينبغى له أن يموت وعلمه فو صدره، فليس إلى العصمة من الخطأ سبيل إلا بتفضل رب العالمين على عبده. والخطأ فى الفروع أكثر من أن ينضبط، ولا يسلمُ العالم منه، فمن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو العالمُُُُ، ومن غلب خطؤه صوابه فهو جاهلٌ وهذا ميزا نٌ عادلٌ، ويرحمُ الله ابن القيمِّ إِذ قال فى (إِعلام الموقعين) (3 / 283) : ((ومن له علم بالشرع والواقع، يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذى له فى الإسلام قدمٌ صالحٌ، وآثار حسنةٌ، وهومن الإسلام وأهله بمكانٍ، قد تكون

منه الهفوة والزلَّة، هو فيها معذورٌ بل مأجورٌ لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامتُهُ فى قلوب المسلمين)) . اهـ. وقال الذهبى رحمه الله فى ترجمة ((محمد بن نصر المروزى)) من ((سير النبلاء)) (14 / 40) : " ولو أنا كُلَّمَا أخطأ إمام فى اجتهاده فى آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قمنا عليه وبدَّعْنَاه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادى الخلْق إلى الحق وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة " اهـ. وقد وقفت على كلام جميل فى ها المعنى لابن حبان رحمه الله. فقال فى ((كتاب الثقات)) (7 / 97 - 98) فى ترجمة: ((عبد الملك ابن أبى سليمان العرزمىّ)) قال: " ربما أخطأ.. وكان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالبُ على من يحفظ ويحدِّثُ من حفظه أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخٍ ثبت، صحَّت عدالته بأوهام يهم فى روايته، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا تركُ حديث الزهرى، وابن جريج والثورىّ وشعبة، لأنهم أهل حفظٍ وإتقانٍ، وكانوا يحدثون من حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا فى الروايات، بل الاحتياطُ والأولى فى مثل هذا قبول ما يروى الثبت من الروايات، وترك ما صحَّ أنه وهم فيها، ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإن كان كذلك استحق الترك حينئذ " اهـ. قُلْتُ: وشيخنا أبو عبد الرحمن رجل من بنى آدم، يصيب كما يصيبون ويخطىء كما يخطئون، ولم يدع لنفسه عصمة من مقارفة الزلل، ولا أمنا من مواقعة الخطل، وكتبُهُ شاهدةٌ على ذلك، لا سيما ما جدَّد طبعه فى هذه

الأيام، فقد تراجع عن تصحيح أحاديث بعدما استبانت له علَّتُها، وتراجع عن تضعيف أحاديث، بعد أن وقع لها على طرق أو شواهد، والكلام فى التصحيح والتضعيف أمرٌ اجتهادى، فلا ينبغى أن يشغب على المخطىء فيه. بعد أهليته - إن ثبت أن أصوله التى يعتمد عليها منضبطةٌ. وسامح الله القائل: إذا كنت خاملاً، فتعلق بعظيم! فقد تعلق كثير من الخاملين الباحثين عن الشهرة بكتب الشيخ الألبانى، وفتشوا فيها رجاء الوقوع على أغلاط له، وظفروا ببعضها، وكانوا محقين فى تعقبها، لكنهم أضافوا إليها أشياءً أخرى عدوُّها غلطاً ووهما من الشيخ، وهم الغالطون عليه، إما لسوء فهمهم وتسرعهم فى فهم كلام الشيخ، وإما لأن الشيخ أجمل الكلام فى هذا الموضوع، فوقع الإشكال وهذا أغلب ما تعقبوا الشيخ به. فذكرنى صنيعهم هذا بما أخرجه الشيخان عن عائشة رضى الله عنها قالت: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليسوا بشىءٍ " قالوا: يا رسول الله! فإنهم يحدثون أحيانا الشىء يكون حقا؟ قال: " تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجنُّى، فيقرُّها فى أذن وليه قرَّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة " اهـ. وقد رأيت بعض الناس تدنَّى فى خصومته للشيخ، وزعم أنه وقع له على مئات الأغلاط التى تصل إلى ألوفٍ، ونشر فى ذلك أكثر من كتاب ليس فيها ما يمدح إلاَّ جودةُ طبعها وحُسنُ حرفها، ودأب على أن يكتب نسبه فى أول الكتاب، وأنه شريفٌ هاشمىٌّ، وقصده معروف لأن الشيخ الألبانى أعجمىٌّ، فهو يفخر عليه بنسبه، وهذه نعرةٌ جاهليةٌ أهدرها الإسلام، مع أننا فى زمان قل فيه العناية بالأنساب، ويستطيع كثير من الأدعياء أن ينسب نفسه إلى من يشاء بلا رقيب، ومع هذا، فإن أبا لهب كان أصح منه نساً

وأعرق، وحالُهُ معروفةٌ. ثم بعد كتابة نسبه يكتب هذا البيت: خلق الله للمعالى أناسًا وأناسًا لقصعةٍ وثريد وقصدُهُ معروف أيضا، وهو أنه من أصحاب المعالى، وأن الشيخ لا همَّ له إلا الأكل! وهذا كذبٌ وزورٌ، ولو أردنا أن نعدد رجالَ المعالى لكان الشيخ الالبانى فى طليعتهم، وهو معروفٌ بجده واجتهاده فى طلب العلم، وأذكر هنا مثالا واحدا شافهنى به الشيخٌ حفظه الله، وَزَبَرهُ فى مقدمته لـ "المنتخب من مخطوطات الحديث " يدلَّك على علو كعبه وهمته العالية. يقول الشيخ حفظه الله: ((ولم يكن ليخطر فى بالى، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصى، وليس عندى متسع من الوقت ليساعدنى عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئا هيأ أسبابه ن فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصرى، منذ أكثر من اثنى عشر عاما، فنصحنى الطبيب الختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل فى المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر. فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسى تراودنى، وتزين لى أن أعمل شيئا فى هذه لعطلة المملة، عملا لا ينافى بزعمى نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة فى المكتبة، اسمها " ذم الملاهى " للحافظ ابن أبى الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لى؟ وحتى يتم نسخها، ويأتى وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكانى يومئذ مقابلتها، وهى لا تستدعى جهدا ينافى الوضع الصحى الذى أنا فيه،

ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكى لا أشق على نفسى! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغنى أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهى منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذى أشار اليه، وأقدره بأربع صفحات فى ورقة واحدة فى منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكننى العثور عليها؟ والرسالة محفوظة فى مجلد من المجلدات الموضوعة فى المكتبة تحت عنوان (مجاميع) ، وفى كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لونا وقياسا، فقلت فى نفسى، لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهوا فى مجلد آخر من هذه المجلدات! فرأيتنى مندفعا بكل رغبة ونشاط باحثا عنها فيها، على التسلسل. ونسيت أو تناسيت نفسى، والوضع الصحى الذى أنا فيه! فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية! وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعى انتباهى عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثا لها، دارسا إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكنى كنت أجدها فى غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثانى دون الأول مثلا، فلم أندفع لتسجيلها عندى، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثا حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أنى وجدتنى فى أثناء المتابعة أخذت أسجل فى مسودتى عناوين بعض الكتب التى راقتنى، وشجعنى على ذلك، أننى عثرت فى أثناء البحث فيها على بعض النواقص التى كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.

ولما لم أعثر على الورقة فى المجلدات المذكورة، قلت فى نفسى: لعلها خيطت خطأ فى مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة فى المكتبة تحت عنوان (حديث) ، فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها! ولكنى سجلت أيضا عندى ما شاء الله تعالى من المؤلفات والرسائل. وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل فى البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة بالمكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط، دون أن أحظى بها! ولكنى لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست) ، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التى لا يعرف أصلها، فأخذت فى البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى. وحينئذ يئست من الورقة، ولكنى نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى، قد فتح لى - من ورائها - باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلا عنه كغيرى، وهو أن فى المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل فى مختلف العلوم النافعة التى خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التى قد لا توجد فى غيرها من لمكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد. فلما تبين لى ذلك، واستحكم فى قلبى، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتى السابقة التى سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدنى فى تخصصى؛ لا أترك شاردة ولا واردة، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، من كتاب أو جزء مجهول الهوية! وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدنى بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة،

وهى دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوى مع أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد. فإنى كنت فى أثناء المرحلة الثانية، التقط نتفاً من هذه الفوائد لتى أعثر عليها عفوا، فما كدت أنتهى منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً. ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوى شريف، فتجمع عندى بها نحو أربعين مجلداً، فى كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، فى كل ورقة حديث واحد، معزوًّا إلى جميع المصادر التى وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن المجلدات أغذى كل مؤلفاتى ومشاريعى العلمية، الأمر الذى يساعدنى على التحقيق العلمى، الذى لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما فى هذا الزمان الذى قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات فى علم الحديث وغيره من المطبوعات! فهذه الثروة الحديثية الضخمة التى توفرت عندى؛ ما كنت لأحصل عليها، لو لم ييسر الله لى هذه الدراسة بحثا عن الورقة الضائعة! فالحمد الله الذى بنعمته تتم الصالحات. وإن من ثمراتها المباركة أننى اكتشفت فى أثنائها بعض المؤلفات والأجزاء والكراريس القيمة التى لم يكن من المعلوم سابقًا وجودها فى المكتبة أصلا، أو كاملة، لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التى بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف، أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التى يعرفها أهل الاختصاص فى دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر فى

فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرنى الآن: ((المستخرج على الصحيحين)) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهانى الملنجى. ((مجمع البحرين فى زوائد المعجمين)) للحافظ نور الدين الهيثمى. ((الحافظ)) لأبى الفرج ابن الجوزى. ((الكلم الطيب)) لشيخ الإسلام ابن تيمية. ((إثبات صفة العلو لله تعالى)) لابن قدامة المقدسى. ((تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج)) لابن الملقن. ((السنن الكبرى)) للنسائى. ((فضائل مكة)) للجندى. وأما الأجزاء والكراريس التى اكتشفتها، وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التى كانت ناقصة، أو مجهولة الهوية فشىء كثير والحمد الله، وإليك بعضها على سبيل المثال: ((أحكام النساء)) لابن الجوزى. ((الضعفاء)) للذهبى. ((مسند الشهاب)) للقضاعى. ((الصلاة)) لعبد الغنى المقدسى. ((تاريخ أصبهان)) لابن مندة. ((الكلام على ختان النبى صلى الله عليه وسلم)) لابن العديم

((جزء بعل النبى صلى الله عليه وسلم)) لأبى اليمن ابن عساكر. ((المغازى)) لابن اسحاق. ((صحيح ابن حبان)) . هذا، وقد كان هذا الفهرس نتيجة جهد فردى، واندفاع ذاتى، من شخص غير موظف فى المكتبة، ولا مكلف منها، ولذلك لم يكن ليتيسر له ما يلزمه من التسهيلات لمراجعة المخطوطات ودراستها والبحث عن المجهولات من الأجزاء فيها، مثلما يتيسر عادة لمن كان موظفاً فى المكتبة أو مكلفا من إدارتها، فكان من الطبيعى أن ينالنى بعض المشقة فى سبيل هذه الدراسة، فقد أتى علىَّ أيام كنت أضطر فيها إلى ان أنصب السلَّم، فأرقى عليه، لأستطيع تناول الكتب المرصوفة على الرفوف العالية، فأقوم عليه ساعات فى دراستها فى موضعها دراسة سريعة، فإذا اخترت شيئاً منها لدراستها دراسة فحص وتدقيق طلبت من الموظف المختص أن ينزلها ويأتى بها إلى المنضدة، بعد تقديمى قائمة بأسمائها وأرقامها وتوقيعها! ولذلك فإنى أظن أنه فاتنى الاطلاع على عدد غير قليل من الكتب والرسائل والأجزاء مما يتعلق بمثل هذا الفهرس، فعسى الله تبارك وتعالى أن يسخر من يتابع البحث والتفتيش بدقة ويسر، فيسجل ما قد فاتنى، وما كنت تعمدت تركه مما ليس من منهجى كما سبقت الإشارة إليه، لا سيما وقد ورد إلى المكتبة بعد عملى لهذا الفهرس مجموعات أخرى من المخطوطات، فيفهرس ذلك كله، ويكون كالذيل لهذا، وبذلك يتوفر للمكتبة العامرة فهرس مفصل يحوى كل ما فيها من كتب الحديث الشريف. وقد يرى القارىء فى فهرسى هذا كثيرا من الكتب التى ليس لها علاقة عادة بعلم الحديث، مثل كتب التاريخ والسيرة، والقراءات والتفسير وغيرها،

فحقها أن تسجل فى فهارس خاصة بها، فعذرى فى تسجيلها فيه أننى كنت أحتاج الرجوع إليها كثيرا، لا سيما وأكثرها شديد الصلة بعلم الحديث الذى هو اختصاصى، فسجلتها فيه تيسيراً لعملى، وتوفيرا لوقتى)) اهـ. قلت: فهذا شىءٌ من جِدِّ الشيخ وتحصيله، أفيُرمى صاحب هذه الهمة بأن حياته: " قصعةٌ وثريدٌ "؟! إذا محاسنى اللاَّتى أٌدِلُّ بها عُدَّتْ عيوبَّا، فقل لى كيف أعتذرُ؟ ! هذا، وقد طُبعت كتبٌ فى الرد على الشيخ الألبانى، بعضها يتعلَّقُ بالحديث، وبعضها يتعلَّقُ بالفقه، ويصحب النوعين تشغيبٌ كثيرٌ، فياليتهم قصروا كلامهم على الجانب العلمى حسب، اذن لظهر إنصافهم. ولكن آلمنى وأزعجنى أن بعض هذه الكتب تجاوز أصحابها سبيل أهل العلم فى الرد بالتى هى أحسن، وكنت أحسُّ وأنا أقرؤها بحفيف أفعى تدبُّ خلف السطور، وكلما انحدرتُ مع أسطر الكتاب علا الصوت وظهر الضُباح، حتى إذا انتهيت من قراءة السطور فإذا: كَشِيشُ أَفْعَى أجمَعَتْ لِعَضِّ فَهِى تَحُكُّ بَعْضَها بِبَعْضِ وهذا كله جزء من الحرب التى أشرت إليها قبل، وسميتها: ((حرب إسقاط الرموز)) . فلما رأيتُ الأمر كذلك عزمت على تصنيف كتاب يردُّ الحق إلى نصابه، أدفع به الظلم الواقع على الشيخ الجليل، واضعا نصب عينى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قيل كيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه عن

الظلم، فإن ذلك نصره ". أخرجه البخارى والترمذى وأحمد من حديث أنس رضى الله عنه وسميت هذا الكتاب: ((الثمر الدانى في الذب عن الألبانى)) . وقسمته إلى أربعة أقسام: الأول: طليعة الثمر الدانى، وهو القسم الخاص بترجمة الشيخ، وكنت تلقيتها منه سماعًا، وقد تم هذا القسم بحمد الله تعالى. الثانى: فهو محاكمةٌ بين الشيخ وخصومه فى علوم الحديث أصولاً وتخريجاً الثالث: فهو محاكمة بين الشيخ وخصومه فى مسائل الفقه وأصوله. الرابع: فهو ما وقع من الأغلاط فى كتب الشيخ فى التخريج والتعليل والتصحيف وما وقع لى مما لم يقف عليه الشيخ، ولم أستوعب لأن هذا ما وقع لى أثناء استفادتى من كتب الشيخ، فكنت أقف على الشىء بعد الشىء وكنت أراجع نفسى لعلمى بدقة الشيخ فى عمله، فكنت أتهم نفسى، وأعيد المراجعة، حتى إذا تأكدت أنه غلط دونته، وسأطلع الشيخ حفظه الله على هذا الجزء قبل طبعه، ليرى رأيه فيه. وكان من أمرى أننى وضعت مقدمة لهذا الجزء الرابع، ذكرت فيها ما وقع لى من أوهام كبار العلماء فى كتبهم، وكان قصدى من هذا أن أقول: لم ينجُ أحد من الوهم مهما كان كبيرا فذا نسيج وحده، فيأيها الطاعنُ على الشيخ الألبانى لأنه أخطأ فى مسائل، دونك هؤلاء الفحول، قد وقع منهم ما ترى، فيلزمك الطعن فيهم، فإن اعتذرت عنهم بجوابٍ، فجوابنا فى الاعتذار عن الشيخ هو عين جوابك. وما كان هدفى قطُّ أن أجمع زلات العلماء - حاشا لله - وما تعمدت

ذلك قطٌّ، بل هى أوهام جمعتها في أثناء بحثى وكنت أدونها عندى لأستفيدها إن جائت مناسبة لها، ولم يخطر ببالى أن أجمعها فى كتابٍ. وإذا كان الخطأ من سمات بنى آدم، فأنا أولى به من كل من سميته فى كتابى هذا، ولا أبرئ نفسى من العثرة والذلة، ولكنى اجتهدت فى تحرى الحقِّ، ودرجت فى كل تعقباتى على ذكر عبارة ((رضى الله عنك)) إشارة إلى من تعقبته، لأعطى الناشئة مثلا فى التأدب مع العلماء، فإذا أخطأ الواحد منهم فقد أصاب أجراً واحداً، و? ما على المحسنين من سبيل ?، فكيف يلام من أصاب أجراً؟! وهناك أمر آخر مهم نبهت عليه قبل ذلك فى كتابى ((بذل الإحسان بتقريب سنن النسائى أبى عبد الرحمن)) رددت به فرية لبعض الناس الذين ينكرون تعقب العلماء فى غلطاتهم ويعدونها غيبةً محرمةً. وأرى من تمام الفائدة أن أذكر ما قلتُه هناك (2 / 6 - 9) : ((ولو كان تبيين الخطأ من الصواب، يعد لونًا من الاغتياب، فلا نعلم أحداً من الناس إلا جانفه، وارتكبه وقارفه، وإنما هذا مذهب لبعض الخاملين، فهو بالرد قمينٌ، فإن مناقشة العلماء من السالفين أو المعاصرين فى بعض ما ذهبوا إليه ليس حطًّا عليهم، فضلاَّ عن أن يكون غيبةً محرمةً، وكيف يكون تعقبنا لكبراء شيوخنا وأئمتنا، وعلماء سلفنا طعنا عليهم وبهم ذكرنا، وبشعاعِ ضيائهم تبصرنا، وباقتفاء واضح رسومهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا، بل من أنعم النظر وأعمل الفكر، وجد أن بيان ما أهملوا، وتسديد ما أغفلوا هو غاية الإحسان إليهم، فإن هؤلاء الأئمة يوم وضعوا الكتب، أو تكلموا فى العلم، إنما كانوا يريدون بيان وجه الحق، فإذا أخطأ الواحد منهم، كان هذا نقيض ما أحب وقصد، فالتنبيه على خطئه من أجل إعادة الأمر

إلى قصده ومحبوبه واجبٌ على كل من له حقٌّ عليه، - والعلم رحمٌ بين أهله -، إذ لم يكن أحدٌ من هؤلاء الأئمة معصوما من الزلل، ولا آمنا من مقارفة الخطل، وإن كان ما يتعقب به عليهم لا يساوى شيئا فى جنب ما أحرزوه من الصواب، فشكر الله مسعاهم، وجعل الجنة مأواهم، وألحقنا بهم بواسع إحسانه ومنِّه، وحسبنا أن نسوق على كل مسألة دليلها العلمى حتى لا نرمى بسوء القصد، أو بشهوة النقد. وأنا عندما نبهت على أشياء ركب فيها بعض المتقدمين أو المتأخرين خلاف الصواب، وتجلد بعضهم فيها، حتى ضاق عطنه عن تحرير الجواب، ما كنت بطاعن فى أحد منهم، ولا قاصد بذلك تنديدا له، وإزراءً عليه، وغضًّا منه، بل استيضاحا للصواب، واسترباحًا للثواب، مع وافر التوقير لهم والإجلال، إذ ((ما نحن فيمن مضى إلا كبقلٍ فى أصول نخلٍ طوالٍ)) (¬1) وأنا مع وضعى هذا الكتاب، ما أبرىء نفسى ولا كتابى من الخطأ الذى لا يكاد يخلو منه تصنيف، ولا يخلص من توغله تأليفٌ، وأنا أعوذ بالله - بارىء النسم-، من كل ما طغى فيه القلم، وجرى منى على الوهم وأعوذ به من كل متكلف يتتبع فيه علىَّ العثرات، ويحصى ما وقع فيه من الفلتات، وجل همه إظهار الغلطات، وطى الحسنات، مع أنه لو أراد إنسانٌ أن لا يخطىء فى شىء من العلم لما حصل مراده مهما فعل وهيهات، فليس إلى العصمة من الخطأ سبيل، إلا بتفضل رب الأرض والسموات. بل إنى أعترف فيه بكمال القصور، وأسأل الله الصفح عما جرى به القلم بهذه السطور، وأقول للناظر فى كتابى هذا: لا تأخذن فى نفسك على شيئا وجدته فيه مغايرا لفهمك، ¬

(¬1) هذا قول أبى عمرو بن العلاء، رواه عنه الخطيب فى مقدمة ((موضح الأوهام)) (1 / 5) .

فإن الفهوم تختلف، ولقلما تتفق العقول كلها وتأتلف، ولولا اختلاف الأنظار لبارت السلع، وهدمت صوامع وبيع، فإن رمت الوقوف على زلةٍ لى فى مثل هذا العمل الذى هو كالبحر العَيْلَم، فلا شك أنك واجدٌ، وليس هذا مما يستحيا منه، بل هو من المحامد، والسعيد من عدت غلطاته، وحسبت سَقَطاته، وأحصوا عليه هَنَاته لأن هذا يدل على ندرتها بجنب حسناته والجواد يكبو، والنار - بعد أَوَارِها - تخبو، والصارم ينبو، والفتى قد يصبو. ولا يخفى عليك أن التعقب على الكتب الطويلة سهلٌ بالنسبة لتأليفها، ووضعها وترصيفها، كما يشاهد فى الأبنية القديمة، والهياكل العظيمة، حيث يعترض على بانيها مَنْ عَرَى فَنَّه القوى والقدر، بحيث لا يقدر على وضع حجرٍ على حجرٍ! فهذا جوابى، عما ورد فى كتابى، فلربما كان اعتراضك بعد هذا البيان من تجاهل العارف، وإلاَّ فلا يخفاك أن الزيوف تدخل على أعلى الصيارف، أما إنكار المشار إليه أن يكون عند المتأخر ما ليس عند المتقدم، فتلك شِنْشِنَةٌ نعرفها من أخزم!! وكما يقول ابن قتيبة - رحمه الله -: ((قد يتعثر فى الرأى جلة أهل النظر، والعلماء المبرزون، الخائفون لله الخاشعون. ولا نعلم أن الله تعالى أعطى أحداً موثقا من الغلط وأمانا من الخطأ، فنستنكف له منه، بل وصل عباده بالعجز، وقرنهم بالحاجة، ووصفهم بالضعف، ولا نعلمه تبارك وتعالى خص بالعلم قوما دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن بل جعله مشتركا مقسوما بين عباده، يفتح للآخر منه ما أغلقه عن الأول، وينبه المُقِلُّ منه على ما أغفل عنه المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم، وتالٍ يعترض على ماضٍ، وأوجب على كل من علم شيئا من الحق أن يظهره وينشره، وجعل ذلك زكاة العلم، كما جعل الصدقة زكاة المال)) اهـ.

وصدق أبو العباس المبرد إذ قال فى " الكامل "، وهو القائل المحق: ليس لقدم العهد يُفَضَّل القائل، ولا لحِدْثَانه يهتضم المصيب، ولكن يعطى كل ما يستحق. اهـ. وما أحسن ما قاله الزمخشرى فى مقدمة ((المسْتَقْصى فى أمثال العرب)) : ((وكأنى بالعالم المنصف قد اطلع عليه فارتضاه، وأجال فيه نظرة ذى علقٍ، ولم يلتفت إلى حدوث عهده وقرب ميلاده، لأنه إنما يستجيد الشىء ويسترذله لجودته ورداءته فى ذاته، لا لقدمه وحدوثه، وبالجاهل المشط قد سمع به، فسارع إلى تمزيق فَرْوَته، وتوجيه المعاب إليه، ولمَاَّ يعرف نبعه من غَرَبه، ولا صَقره من خَرَبه، ولا عَجَمَ عُودَه، ولا نَفَض تَهَائِمَه ونُجُودَه، والذى غَرَّه منه أنه عمل محدثٌ لا عملٌ قديمٌ، وحسب أن الأشياء تُنْقَد أو تُبَهْرج لأنها تليدةٌ أو طارفةٌ. ولله دَرُّ من يقول: إذا رَضِيَتْ عنى كِرَامُ عشيرتى فلا زال غضباناً علىَّ لِئَامها قلت: وتعقيبى يكون على ضربين: أ - إما أن أكون مصيبًا فى قولى، فما المانع أن يقبل الصواب منى؟ ب- وإما أن أكون مخطئا، فعلى المعترض أن يبين ذلك بالدليل، فليس قويما، ولا فى ميزان العدل كريما أن يقبل القول من إنسانٍ لمجرد أنه قديم، وأن يرد على المصيب قوله لكونه حديثا! وقد أجاد ابن شرف القيروانى (ت 460 هـ) إذ قال: قل لمن لا يرى المعاصر شيئًا ويرى للأوائل التقديما

إن ذاك القديم كان حديثاً وذاك الحديث سيبقى قديماً ومع ما فتح الله تعالى به من الصواب، وأجراه على يدىَّ بين دفتى هذا الكتاب، فلا أفخر بعملى ولا أزهو به فى الآفاق، معاذ الله! وهل بقى مع الناس اليوم من العلم - إذا ذكر الأول - إلا فضل بزاقٍ؟ !)) اهـ. هذا: ولم أرتب تعقيباتى، بل سجَّلتها بحسب ما اتفق لى، وطريقتى أننى إذا وقعت على وهمٍ مَّا للطبرانى مثلا إذ يقول عن الحديث " تفرد به فلان " فإذا وقعت على متابعةٍ ذكرتها، وقد تكون المتابعة فى كتاب أشهر من الكتاب الذى ذكرته، فإنى لم أتحر ذلك، بل كان قصدى بيان أنه لم يتفرد، وإن كان الأولى أن أسجل المتابعة من الكتب حسب ترتيبها عند أهل العلم، وقد ذكرت ذلك حتى لا أتعقب به، وقد راعيت هذا الأمر فى كتابى ((عوذُ الجانى بتسديد الأوهام الواقعة فى أوسط الطبرانى)) وسأدفعه للطبع قريبا إن شاء الله تعالى. وأسأل الله تعالى أن يجزل مثوبة علمائنا، وأن يتجاوز عما أخطأوا فيه، وأن يرزق الناشئة الأدب ورعاية الحق مع أهل الفضل، وأن يردنا إلى ديننا ردًّا جميلا، والحمد الله أولا وآخرا، ظاهراً وباطناً.

تنبيه ? أكثر ما ورد فى هذه المقدمة كتبته قديما سنة (1409 هـ) وأضفت إليها شيئا يسيراً من آخرها. والحمد الله. وكتبه أبو اسحاق الحوينى الأثرى حامدا لله تعالى، ومصليا على نبينا محمد وآله وصحبه، جمادى الآخرة / 1418 هـ

1

1- أخرج ابنُ عساكر في ((تاريخ دمشق)) (ج 10 /ق199 / 1) من طريق ابن شاهين، عن أبى بكر بن أبى داود، عن أبى الطاهر أحمد بن عمرو بن السَّرْح، نا عبد العزيز بن أبى السائب، عن الأوزعي، قال: حدثني إسحاق بن أبى طلحة، عن أنس، قال: كان أبو طلحة يترس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بترس واحد، وكان أبو طلحة حسن الرميّ ... الحديث. ثم نقل ابن عساكر عن ابن شاهين قال: " تفرَّد بهذا الحديث عبد العزيز بن الوليد، عن الأو زاعىّ؛ لا أعلمُ حَدَّث به غيرُهُ، وهو حديثٌ غريبٌ حسن، وعبد العزيز رجلٌ من أهل الشام؛ عزيزُ الحديث". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد العزيز. فتابعه عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعىِّ بسنده سواء. أخرجه البخارىُّ (6 / 93) ، وأحمد (3 / 265) ، والبيهقىُّ فى "سننه " (9 / 162) ، والبغوىُّ فى " شرح السُّنة " (10 / 401) ، والقرَّاب فى " فضائل الرمى " (35) . وكذلك تابعه ابنُ سماعة؛ واسمُهُ اسماعيل، قال: نا الأوزاعىُّ به. أخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (1503 - ترتيبه) . 2- قال عبد الله بن أحمد فى " العلل ومعرفة الرجال " (573) : " قال أبى - يعنى: أحمد بن حنبل - فى حديث وكيع، عن سفيان، عن منصور،

3

عن ابراهيم فى المسلم يقتُلُ الذمىَّ خطأً؛ قال: كفارتهما سواء. قال أبى: ليس يرويهُ أحدٌ غير وكيع، ما أُراه إِلاَّ خطأً " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به وكيع ولا سفيان الثورى. فرواه عبد الرزاق فى " المصنَّف " (ج 10 / رقم 18500) عن معمر والثورىّ معاً؛ عن منصور عن ابراهيم قال: " ديةُ الذمىِّ؛ دية المسلم ". فقد تابع وكيعاً: عبد الرازق، وتابع الثورىَّ: معمرُ بن راشد. 3- قال يحيى بن معين فى " تاريخه " (4 / 28 - رواية الدورى) : " وكيع يُسند حديثاً عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، لا يُسنده أحدٌ غيرُهُ: " وأنذر عشيرتك الأقربين " وصرَّح فى (3 / 243 - منه) أنه عن عروة فقط، يعنى: مرسل. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به وكيع. فتابعه يونس بن بكير، عن هشام بن عروة به موصولاً. أخرجه مسلم (205 / 350) . وتابعه أيضاً أبو معاوية. أخرجه النسائىُّ فى " المجتبى " (6 / 250) ، وفى " التفسير " (396) ، وابن راهويه فى " مسنده " (210) ، والسرَّاج فى " مسنده " (ج 11 / ق 201 / 1) .

4

وكذلك تابعه: محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوى. أخرجه الترمذىُّ (3814) , والطبرى فى " تفسيره " (19 / 72) . وكذلك رواه: عبدة بن سليمان. أخرجه الدارقطنىُّ فى " العلل " (ج 5 / ق 38 / 1) وقال: " رواه مالك، ومفضل بن فضالة، عن عروة مرسلاً، والمرسل أصحُّ ". 4- قال بن معين فى " تاريخه " (4 / 71 - رواية الدُّورى) قال: حدثنا عبدةُ، ثنا هاشم بن عروة، عن عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: جمع لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم قريظة فقال: "ارم فداك أبى وأمى ". فقال ابنُ معين: " هكذا قال عبدة وخالف عبدة الناس فيه ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبدة. فتابعه علىُّ بن مُسهر ثنا هشام بن عروة بسنده سواء. أخرجه مسلم (2416 / 49) . 5- قال العقيلىُّ فى " الضعفاء " (2 / 92) : " زهدم بن الحارث الطائى، عن بهز بن حكيم، لا يتابع عليه ... ثم روى من طريق زهدم هذا عن بهز ابن الحكيم، عن أبيه، جدِّه أن النبىَّ صلى الله عليه وسلم لعن قاطع السدر. قال العقيلى:

6

" لا يحفظ هذا الحديث عن بهز، الاَّ عن هذا الشيخ " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به زهدم، فتابعه عبد القاهر بن شعيب، قال: نا بهز بن حكيم به أخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (1230 - ترتيبه) ، والبيهقىُّ (6 / 141) من طريق محمد بن نوح الجند يسابورى، نا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحجاب، قال: حدثنى عمى: عبد القاهر بن شعيب. وسندُهُ جيِّدٌ. 6- أخرج الدارقطنىُّ فى " الأفراد "، ومن طريقه ابنُ عساكر فى " تاريخ دمشق " من طريق محمد بن شعيب بن شابور، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أنسٍ مرفوعاً: " نضَّر الله عبداً سمع مقالتى، ثم وعاها ... الحديث ". قال الدارقطنىّ: " هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أبى أسامة؛ ويقال: أبو عبد الله زيد بن أسلم، عن أنسٍ، تفرَّد به ابنُهُ عبد الرحمن، وتفرَّد به: محمد بن شعيب بن شابور، عن عبد الرحمن " اهـ. وأخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (102) ، وابنُ عدى فى " الكامل " (4 / 1584) ، وابن شاهين فى " الأَفراد " (ج5 / ق 118 / 1) عن خثيمة الأطرابلسىِّ، وهذا فى " الفوائد " (ق 88 / 1) من طريق محمد بن شعيب ابن شابور.

7

وقال ابنُ شاهين مثل قول الدارقطنىُّ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن شعيب؛ فتابعه عطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به. أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (ج2 /ق307 /1) وقال: " لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم؛ الاَّ ابنُهُ؛ تفرَّد به: عطاف بن خالد، ومحمد بن شعيب بن شابور " اهـ. ولا يثبتُ الحديثُ من هذا الوجه، وعبد الرحمن بنُ زيدٍ تالفٌ. والله أعلم 7- أخرج مسلم (2046 / 152) ، والدارمىُّ (2/ 30) ، والترمذىُّ (1815) ، والبغوىُّ فى " شرح السنة " (11/ 322) من طريق يحيى بن حسَّان، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: " لا يجوعُ أهلُ بيتٍ عندهم التمرُ ". هكذا رواه الدارمىُّ، وعنه مسلمٌ بهذا اللفظُ. ورواه الترمذىُّ عن الدارمىّ ومحمد بن سهل بن عسكر البغدادى بلفظ: " بيتٌ لا تمر فيه، جياعٌ أهله " فكأن هذا هو لفظ ُ ابن عسكر، لأن لفظ الدارميِّ يخالفه كما مَّر بك. والله أعلم. قال الترمذىُّ: " هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث هشام بن عروة؛ إلا َّمن هذا الوجه، قال: وسألتُ البخاريَّ عن هذا الحديث، فقال: لا أعلم رواه غير يحيى بن حسان " اهـ.

8

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به يحيى بن حسَّان، فتابعه مروان بن محمد الطاطرى، فرواه عن سليمان بن بلال بسنده سواء. أخرجه أبو داود (3831) ، وابن ماجة (3327) ، وأبو عوانة (5/395) ، وأبن أبي حاتم فى " العلل " (2384) ، وأبو نعيم في "الحلية " (10/31) . ونقل ابن أبى حاتم عن أبيه أنه قال: " هذا حديثٌ منكرٌ بهذا الإسناد ". كذا قال! ولا وجه له عندي، ولم يتفرَّد به الطاطرىُّ، وانظر ما كتبتُهُ في تعليقي على " الفوائد المنتقاة " (34) لأبى عمرو السمرقندىّ. والحمد لله على التوفيق. 8- وأخرج الحاكم فى كتاب " التفسير" (2/ 417-418 المستدرك) قال: أخبرنا أبو زكريا العنبرىّ، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا اسحق بن ابراهيم، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن أبى عثمان، عن أنس بن مالك رضى الله عنه. قال: لَّما تزَّوج النبيّ صلى الله عليه وسلم زينب، بعثت أم سليم حيساً فى تور من حجارة، قال أنس: فقال لى النبى صلى الله عليه وسلم: " اذهب فادع من لقيت من المسلمين "، فذهبتُ فما رأيت أحداً الاَّ دعوته. قال: ووضع النبىّ صلى الله عليه وسلم يده فى الطعام ودعا فيه وقال ما شاء الله قال: فجعلوا يأكلون ويخرجون، وبقيت طائفة فى البيت، فجعل النبىّ صلى الله عليه وسلم يسنحي منهم وأطالوا الحديث، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وتركهم فى البيت، فأنزل الله ? يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إِناه ? يعنى

غير متحينين حتى بلغ ? ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ?. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرِّجاه" قُلْتُ: رضى الله عنك! فلا وجه لاستدراك هذا على مسلم فقد أخرجه فى " كتاب النكاح " (1428 / 95) قال: حدثنى محمد بن رافع. حدثنى عبد الرزاق. حدثنا معمر، عن أبى عثمان، عن أنس بن مالك قال: لمَّا تزوج النبى صلى الله عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حيساً فى تور من حجارة، قال أنس: فقال لىَ النبىّ صلى الله عليه وسلم: " اذهب فادعُ من لقيت من المسلمين "، فدعوتُ له من لقيت. قال: فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون، ووضع النبىّ صلى الله عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه وقال فيه ما شاء الله أن يقول، ولم أدع أحداً لقيته الا دعوته. فأكلوا حتى شبعوا. وخرجوا، وبقى طائفةٌ منهم، فأطالوا عليه الحديث، فجعل النبىّ صلى الله عليه وسلم يستحى منهم، أن يقول لهم شيئاً، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وتركهم فى البيت، فأنزل الله عزَّ وجل ? يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبىّ الاَّ أن يؤذنَ لكم الى طعام غير ناظرين إِناه ? (قال قتادة: غير متحينين طعاماً) ولكن اذا دعيتم فادخلوا. حتى بلغ ? ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ?. وأخرجه عبد الرزاق فى"تفسيره" (2/ 121) ، وعنه أحمد (3/ 163) قال: ثنا معمر بهذا الاسناد، ولم يذكر كلام قتادة. وتابعه محمد ابن ثور، عن معمر بهذا.

أخرجه النسائىُّ " تفسيره " (436) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، نا محمد بن ثور. وأخرجه البخارىٌّ فى " كتاب النكاح " (9 / 226 – 227) معلقاً، عن ابراهيم بن طهمان، عن أبى عثمان – واسمه الجعد، عن أنس نحوه. وفى أوله زيادة تفرَّد بها ابراهيم كما قال الحاكم. وقد ورد بسياق أشبع. أخرجه مسلم (1428 / 94) والنسائىُّ فى آخر " كتاب النكاح " (6 / 136 – 137 المجتبى) والترمذىّ (3218) قال ثلاثتهم: حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا جعفر – يعنى ابن أبى سليمان – عن الجعد أبى عثمان، عن أنس بن مالك قال: تزوج النبىّ صلى الله عليه وسلم، فدخل بأهله. قال: فصنعت أمى أم سليم حيساً فجعلته فى تور، فقالت يا أنس! إذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقل بعثت بهذا إليك أمي. وهى تقرئك السلام، وتقول: إنَّ هذا لك منا قليل، يا رسول الله! فقال: " ضعه " ثم قال: " إذهب فادع لى فلاناً وفلاناً وفلاناً. ومن لقيت " وسمى لىَ رجالاً. قال: فدعوت من سمى ومن لقيت. قال: قلتُ لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاءَ ثلاثمائةٍ. وقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أنس! هات التَّور " قال: فدخلوا حتى امتلأت الصُّفَّة والحجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليتحلق عشرةٌ عشرةٌ وليأكل كل إنسانٍ مما يليه. " قال: فأكلوا حتى شبعوا، قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفةٌ حتى أكلوا كلهم. فقال لى: " يا أنس! إرفع " قال: فرفعتُ. فما أدرى حين وضعت كان أكثر أم حين رفعتُ. قال: وجلست طوائفُ منهم يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط. فَثََقُلُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

9

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم على نسائه. ثمَّ رجع. فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع ظنوا أنهم قد َثََقُلُوا عليه فقال: إبتدروا الباب فخرجوا كلهم. وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل وأنا جالس فى الحجرة. فلم يلبث إلا يسيرا، حتى خرج على. وأنزلت هذه الآية. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأهن على الناس ... ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ ... إلى أخر الآية ?. قال الجعد: قال أنس بن مالك: أنا أحدثُ الناس عهداً بهذه الآية وحُجِبنَ نساء النبىّ صلى الله عليه وسلم. وسياق النسائىّ مختصر. وتابعه مسدد بن مسرهد، ثنا جعفر بن سليمان بهذا الإسناد بطوله. أخرجه الطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 24 / رقم 125) قال: حدثنا معاذ ابن مثنى. ثنا مسدَّد. قال الترمذىّ: ((هذا حديث حسن صحيح)) 9- وأخرج ابن عديٍّ فى "الكامل" (5 / 1984) فى ترجمة: ((عبد الخالق بن زيد بن واقد)) من طريقه، عن أبيه، عن ميمون بن سنباذ مرفوعاً: ((قوام أمتى بشرارها)) . قال ابن عدىّ:

10

((لا أعرف لعبد الخالق غير هذا الحديث من المسند)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد رويت أنت فى ترجمة " سليمان بن أحمد الواسطىِّ " (3 / 1140) من طريقه عن عبد الخالق بن زيد بن واقد، قال: حدثنى أبى أَّن عبد الملك ابن مروان حجَّ، فمر ببريرة (1) مُسلِّماً، فقالت له: يا عبد الملك! إحذر الدنيا، فإنى سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرجل ليدفع عن باب الجنة، بعد أن ينظر اليها بملء محجمةٍ من دمٍ يهرقه من مسلمٍ بغير حقٍّ)) . وأخرجه العقيلىُّ في " الضعفاء" (3/106) ، والطبرانىُّ فى "الكبير" (ج 24 / رقم 526) وابن عساكر فى " تاريخ دمشق " (ج 10/ ق 503) من طريق سليمان بن أحمد الواسطىِّ بسنده. ثُّم إيرادُ ابن عدى الحديث في ترجمة " سليمان بن أحمد " فيه نظرٌ، فقد تابعه الوليد بن مسلم ن عن عبد الخالق، فبرئ منه سليمان. أخرجه الخطيبُ " تاريخه " (14/29) ، والصوابُ ما صنعه العقيلى، إذ أورده فى ترجمة " عبد الخالق ". والله أعلم. وانظر رقم (504) 10- أخرج البزار فى " مسنده " (1621-كشف الأستار) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا صالح بن عمر، عن مطرِّف بن طريف، عن عطيه، عن حديث أبى سعيد الخُدْرى مرفوعاً: ((إذا بلغ بنو ابى العاص ثلاثين رجلاً، اتخذوا دين الله دغلاً، ومالهُ دُوَلاً، وعباده خَوَلاً)) .

(1) وقع فى مطبوعة " الكامل " بضريرة!! وعند العقيلى: ((ببريدة)) ! قال البزار: " لا نعلم رواه إلاَّ أبو سعيد " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد ورد مثلُه عن: أبى هريرة، ومعاوية وابن عباسٍ، وابى ذرٍّ. رضي الله عنهم. أما حديث أبى هريرة رضى الله عنه: أخرجه البيهقىُّ فى " دلائل النبوة " (6 / 507) من طريق أبى بكر بن أبى أويس، قال: حدثنى سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبى هريرة مرفوعاً فذكر مثله. وقد خولف سليمان بن بلال فى رفعه، خالفه اسماعيل بن جعفر قال: أخبرنى العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبى هريرة قال: فذكره موقوفاً أخرجه أبو يعلى (ج 11 / رقم 6523) قال: حدثنا يحيى بن أيوب والخطابى فى " غريب الحديث " (2 / 436) عن على بن حُجر، قالا: ثنا اسماعيل به وهذه الرواية أصحُّ، ورفعُ هذا الحديث عندى منكرٌ، وابو بكر ابن ابى اويس، أسمه عبد الحميد بن عبد الله، وهو ثقةٌ ولكن قال النسائىُّ: "ضعيفٌ" فلعلَّ هذا منه، وربما كان ذلك من العلاء. والله أعلم. أما حديث معاوية وابن عباس رضي الله عنهم: فأخرجه نعيم بن حماد فى " الفتن" (رقم 316) قال: حدثنا رشدين. والبيهقىُّ في " الدلائل" (6/ 507- 508) عن كامل بن طلحة كلاهما عن ابن لهيعة، عن ابى قبيل، عن ابن مَوْهبٍ، أن معاوية بينما هو جالسٌ، وعنده ابن عباسٍ، إذ دخل عليهم مروان بن الحكم فى حاجةٍ، فلما أدبر

قال معاوية لابن عباسٍ: أما تعلمُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً، اتخذوا مال الله تعالى بينهم دُوَلاً، وعباده خولاً، وكتابه دغلا)) . قال ابن عباس: " اللَّهمَّ نعم "! ثم إنَّ مروان ردَّ عبد الملك إلى معاوية فى حاجته، فلما أدبر عبد الملك، قال معاوية: أنشدك بالله يا ابن عباسٍ! أما تعلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا، فقال: ((أبو الجبابرة الأربع)) ؟ ! قال: اللَّهمَّ نعم. قُلْتُ: وهذا منكرٌ جداَّ، كأنه موضوعٌ، فلعل أحداً كذبه وأدخله ابن هليعة وقد قال ابن كثير فى " البداية والنهاية " (6 / 242) : " فيه غرابةٌ ونكارةٌ شديدةٌ ". وأما حديثُ أبى ذَرِّ رضى الله عنه: فأخرجه نعيم فى " الفتن " (314) ، والحاكم (4 / 479، 480) من طريقن واهيين عن أبى ذر. قال الذهبىُّ عن أحدهما: " على ضعف رواته منقطعٌ ". وقال ابن كثير فى " البداية والنهاية " (6 / 242) : " منقطعٌ بين راشد بن سعد وأبى ذَرٍّ ". 11 – أخرج البزار فى " مسنده " (2708 – كشف الأستار) قال: حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى قالا: ثنا عمرو بن خليفة، ثنا محمد ابن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله ابن أُبَىٍّ، وهو فى ظلِّ أطمه، فقال: غَبَّر علينا ابن أبى كبشة.. الحديث. قال البزار:

12

" لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو؛ إلاَّ عمرو بن خليفة، وهو ثقةٌ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به عمرو بن خليفة، فتابعه شبيب بن سعيدٍ، فرواه عن محمد بن عمرو مثله. أخرجه ابن حبان (ج 2 / رقم 428) . قال أخبرنا عمر بن محمد الهمدانىُّ، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمدانىُّ، قال: حدثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنى: شبيب بن سعيد بهذا. 12- أخرج البزار فى " مسنده " (3451) قال: حدثنا إبراهيم بن هانيء، ثنا ابراهيم بن أبى سويد، ثنا من طريق حماد بن سلمة، عن ليث بن أبى سليم، عن عبد الرحمن بن ثروان أبى قيس، عن الهزيل بن شرحبيل، عن أبى ذرٍّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً وشاتان تعتلفان، فنطحت إحداهما الأخرى ... وذكر حديثا فى قصاص إحداهما من الأخرى. قال البزار: " لا نعلمه يروى بهذا اللَّفظ إلا عن أبى ذَرٍّ، ولا نعلم أسنده عن ليث إلاَّ حمادٌ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به إلا حمادٌ، فتابعه صدقة الدقيقى، عن ليثٍ به. أخرجه أبو بكر الشافعىُّ فى " الغيلانات " (ج 11 / ق 154 / 2) . وانظر ما كتبتُهُ فى تعليقى على " الفوائد المنتقاة " (79) لأبى عمرو السمرقندى.

13 – أخرج البزار فى " مسنده " (3493) قال: حدثنا عمر بن محمد ابن الحسن الأسديّ الكوفيّ، ثنا أبى ثنا محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً: " إنَّ الحجر ليهوى فى جهنم، فما يصلُ إلى قعرها سبعين خريفاً " وأخرجه الرويانى فى " مسنده " (21) قال: نا ابن إسحاق، أنا عمر بن محمد بن الحسن بهذا الإسناد بلفظ حديث عبد الحميد بن صالح الآتى. قال البزار: " لا نعلم رواه بن أبان، ولا عنه؛ إلاَّ محمد بن الحسن ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به محمد بن الحسن؛ فتابعه عبد الحميد بن صالحٍ، ثنا محمد بن أبان بسنده سواء بلفظ " إنَّ الحجر ليزن سَبْعَ خَلِفَاتٍ، يُرمى به فى جهنم فيهوى سبعينَ خريفاً ما يبلغ قعرها ". أخرجه الطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 2 / رقم 1158) قال: حدثنا محمد ابن عثمان بن أبى شيبة، ثنا عبد الحميد بن صالح بهذا. وتابعه أيضاً إسماعيل بن أبان الوراق الكوفىّ، نا محمد بن ابان بهذا الإسناد. أخرجه البيهقىّ فى " الشعب " (ج 4 / رقم 4334) قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر، محمد بن عمرو الرزاز، أنا محمد ابن عبد الملك بن مروان، نا إسماعيل بن أبان بهذا. واسماعيل من شيوخ البخارىّ. ومحمد بن عبد الملك هو ابن مروان الدقيقىّ

14

من رجال التهذيب وثَّقَهُ الدارقطنى وابن حبان وقال أبو حاتم: صدوق. ولكن محمد بن أبان ضعَّفَهُ ابن معين، والبخاريُّ، وأبو داود، وابن حبان. 14- أخرجه البزار فى " مسنده " (766 – البحر الزخار) قال: حدثنا الفضلُ بن سهل، قال: نا الأسود بن عامر، قال: نا شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله، عن عليّ بن أبى طالب رضى الله عنه فى قوله تعالى: ? وأنذر عشيرتك الأقربين ? [الشعراء: 214] .. الحديث. قال البزار: " هكذا رواه شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد ابن عبد الله، عن على بن أبى طالب، عن النبى صلى الله عليه وسلم ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد شريكٌ برفعه. فقد ذكرالطبرانىُّ فى " الأوسط " (1971) أن أبا عوانة تابع شريكاً على رفعه. والله أعلم. 15- أخرج البزار فى " مسنده " (1792 – البحر) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الرخاميُّ قال: نا من طريق سعيد بن مسلمة، قال: نا أبو يعفور، عن الوليد بن العيزار، عن أبى عمرو الشيبانى، عن عبد الله بن مسعود قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أى العمل أفضل؟ قال: " الصلاة لميقاتها " وذكر الحديث. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلمُ رواه عن أبى يعفور، إلاَّ سعيد بن

16

مسلمة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به سعيد بن مسلمة. فتابعه مروان الفزارى، عن أبى يعفور مثله. أخرجه مسلم (85/ 138) ، وأبو عوانة (1 / 64) ، والترمذىُّ (173) ، وابن مندة فى " كتاب الإيمان " (463) ، والطبرانى فى " الكبير " (ج 10 /رقم 9807) ، وأبو نعيم فى " الحلية " (10 / 401) ، وفى " أخبار أصبهان " (2 / 315) . 16- وأخرج البزار (1795 – البحر) قال: حدثنا حفص بن عمرو الرَّبالىُّ، قال: نا عمرو بن جريرٍ، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن أبى عمرو الشيبانى، عن عبد الله بن مسعود، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل العمل الصلاة لوقتها، وبر الوالدين ". قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن إسماعيل، عن أبى عمرو، عن عبد الله، إلاَّ عمرو بن جرير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به عمرو بن جرير، فتابعه حماد بن الوليد، ثنا إسماعيل بن أبى خالد بسنده سواء. أخرجه الطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 10 / رقم 9812) ، وفى " الأوسط " (5394) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبى خثيمة، ثنا الحسين بن على ابن يزيد الصدائيُّ، قال: نا حمادُ بن الوليد بهذا.

17

قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث، عن إسماعيل بن أبى خالد، إلاَّ حمَّاد بن الوليد " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد رأيتُ أن حمادا لم يَتَفرَّدْ به. فسبحان من وسع كل شىءٍ علماً 17- أخرج البزار (1957 – 1958 – البحر) من طريق شيبان وأبى عوانة، عن الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: أخذتُ من فىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورةً. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه، عن الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروق، عن عبد الله؛ إلاَّ أبو عوانة وشيبان ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفردا به، فتابعهما جابر بن نوح، وزائدة بن قدامة، وعثَّامُ بن علىٍّ، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، وقطبة بن عبد العزيز، كلهم عن الأعمش مثله. أخرجه البخارىُّ (9 / 47) ، ومسلم (2463 / 115) ، والطبرىُّ فى " تفسيره " (83) ، أبن أبى داود فى " المصاحف " (ص 16) ، والطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 9 / رقم 8429، 8430، 8443) . وقد خرَجتُهُ فى " تسلية الكظيم " (رقم 5) . 18- أخرج البزار (2311 – البحر) قال: حدثنا محمد بن مسكين، قال:

19

أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: أخبرنا أبو شريح عبد الرحمنبن شريح، أنه سمع عميرة بن عبد الله المعافرى يقول: حدثنى أبى أنه سمع ابن الحمق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون فتنة أسلمُ الناس فيها–أو قال: خير الناس فيها– الجند الغربى" قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر. قال البزار: " لا نعلم رواه عن ابن شريح، إلاَّ عبدُ الله بن صالحٍ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به ابن صالحٍ، بل تابعه ابن وهبٍ، نا أبو شريح بسنده سواء. أخرجه الحاكم (4 / 448) من طريق بحر بن نصر ٍ ثنا ابن وهبٍ. قال الحاكم: " هذا حديثٌ صحيح الإسناد " ووافقه الذهبىُّ! وليس كما قالا، ولا سيما وقد قال الذهبىُّ نفسه: " عميرة بن عبد الله لا يُدْرَي من هو؟ " 19- أخرج البزار (3288 – البحر) قال: حدثنا عمرو بن على، قال: أخبرنا أبو قتيبة، قال: أخبرنا بشير بن سلمان أبو إسماعيل، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: ((ما زال جبريل يوصينى بالجار. . الحديث)) . قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن مجاهدٍ إلاَّ بشير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به أبو إسماعيل. فتابعه داود بن شابور، عن مجاهد بسنده سواء.

20

أخرجه الترمذىُّ (1943) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى. والبخارى فى" الأدب المفرد " (105) قال حدثنا محمد بن سلام. وأحمد فى "مسنده" (2 / 160) ومن طريقه أبو نعيم فى " الحلية " (3 / 306) ، والخرائطى فى " مكارم الأخلاق " (2000) قال: حدثنا حميد بن الربيع الخزاز اللخمىُّ قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور وبشير أبى إسماعيل، عن مجاهد بهذا. وقال الترمذىُّ: " حسنٌ غريبٌ ". وأخرجه الطبرانى فى " مكارم الأخلاق " (200) من طريق ابراهيم بن بشير، ثنا سفيان عن داود به. 20- أخرج البزار (2393 – البحر) قال: حدثنا عقبة بن مكرم وأبو بريد الجرمىُّ قالا: أخبرنا ابن أبى عدىٍّ قال: أخبرنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: ((لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله تبارك وتعالى من دمٍ امرئٍ مسلم. . . الحديث)) . قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن شعبة، إلاَّ ابن أبى عدي ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به إلا ابن أبى عدي، فتابعه أبو اسامة حماد بن أسامة قال: ثنا شعبة وسفيان ومسعر ثلاثتهم عن يعلى بن عطاء بسنده سواء. أخرجه البيهقي (8 / 22 – 23) وقال: " ورواه غندر وغيرُهُ عن شعبة موقوفاً، والموقوفُ أصح " اهـ.

21

21- أخرج البزار (2394 – البحر) قال: حدثنا عمرو بن علىٍّ، قال: أخبرنا خالد بن الحارث، قال أخبرنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: ((رضى الرب فى رضا الوالد. . الحديث)) قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم أحداً أسنده، إلاَّ خالد بن الحارث، عن شعبة ". وكذلك رواهُ الترمذىُّ فى " سننه " (1899) من طريق خالد بي الحارث مثله وقال: " لا نعلم أحدا رفعه غير خالد بن الحارث، عن شعبة، وخالد بن الحارث ثقةٌ مأمونٌ ". قُلْتُ: رضى الله عنكما! فلم يَتَفرَّدْ به خالد بن الحارث فتابعه جماعةٌ: 1- عبد الرحمن بن مهدى. أخرجه الحاكم (4 / 151 – 152) من طريق هارون بن سليمان وأحمد بن حنبلٍ، عن عبد الرحمن بن مهدى، عن شعبة، عن يعلى، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. قال الحاكم: " صحيحٌ على شرط مسلمٍ " ووافقه الذهبىُّ!! وليس كما قالا، فإن عطاء أبا يعلى الطائفى مجهول كما قال ابن القطان، بل قال الذهبىُّ فى " الميزان ": ((لا يُعرف إلاَّ بابنه)) . 2- أبو أسامة حماد بن أسامة. أخرجه الطبرانى فى " جزء من اسمه عطاء " (15) عنه، عن سفيان الثورى وشعبة، عن يعلى بن عطاء بسنده سواء مرفوعاً. وتصحف فيه ((شعبة)) إلى

22

((سعيد)) ! 3- أبو إسحاق الفزارى. أخرجه أبو الشيخ في " الفوائد " (ق / 81 / 2) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكىّ، ثنا أبو إسحاق الفزارى ابراهيم بن محمد ابن الحارث. 4- زيد بن أبى الزرقاء. أخرجه بحشل فى " تاريخ واسط " (ص 45) قال حدثنا علىُّ بن سهيل الرملىُّ. والذهبىُّ فى " السير " (14 / 147) عن هارون بن زيد بن أبى الزرقاء قالا: حدثنا زيد بن أبى الزرقاء بسنده سواء مرفوعاً. 5- عاصم بن على. أخرجه بحشل أيضاً (ص 45) قال: حدثنا محمد بن عيسى بن السكن، قال: ثنا عاصم بن على. 22- أخرج البزار في مسنده (2488 – البحر) قال: حدثنا تميم بن المنتصر الواسطىُّ، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عثمان ابن عمير أبى اليقظان، عن أبى حرب بن أبى الأسود قال: سمعتُ عبد الله ابن عمرو مرفوعاً: ((ما أقلَّتِ الغبراء، ولا أظلَّتِ الخضراء من رجلٍ أصدقُ من أبى ذرٍّ)) . أخرجه الترمذىُّ (3081) قال: حدثنا محمود بن غيلان، وأحمد (2 / 163) ، وابن أبى شيبة (12 / 124) ، وعنه البخارىُّ فى " الكنى "

(ص 23) ، وابن سعد فى "الطبقات " (4 / 228) قال أربعتهم: حدثنا عبد الله بن نميرٍ بهذا الإسناد. قال البزار: " لا نعلم رواه عن الأعمش، إلا عبد الله بن نمير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يَتَفرَّدْ به بن نمير، فتابعه أبو عوانه وأبو يحيى الحمانى معاً عن الأعمش بسنده سواء. أخرجه أحمد (2 / 175، 223) ، والبخارىُّ فى " الكنى " (ص 23) والحاكم (3 / 342) عن يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانه، عن الأعمش بهذا. ورواه ايضاً: عبد الحميد الحمانى أبو يحيى، عن الأعمش بهذا. أخرجه الدولابىّ فى " الكنى " (1 / 146) قال: أخبرنا الحسن بن على ابن عفان. والحاكم (3/ 342) من طريق عباس الدورىّ قالا: ثنا عبد الحميد الحمانى بهذا.

23

23- أخرج ابن حبانُ فى " صحيحه " (174) قال: أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحى بالبصرة، حدثنا القعنبُّييُّ، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبى هريرة مرفوعا: ((أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلاَّ الله.. الحديث)) . قال ابن حبان: " تفرد به الدراوردىُّ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به الدراوردى، فتابعه روح بن القاسم، عن العلاء بسنده سواء. أخرجه مسلم (21 / 34) ، وابن مندة فى " الإيمان " (196 / 402) ، والبيهقىُّ (8 / 202) . وتابعه سعيد بن سلمة بن أبى الحسام، عن العلاء مثله. أخرجه الدارقطنىُّ (2 / 89) ، وابن مندة (403) . 24- قال الدارقطنىُّ فى " العلل " (5 / 337) : " وقال أبو نعيم فى حديث عمرو بن عبد الله، عن أبى عمرو الشيبانى– يعنى: عن ابن مسعود – مرفوعا: ((أفضل الأعمال الصلاة لوقتها)) أن أبا نعيم زاد فى هذا الحديث: ((أن يسلم الناس من لسانك ويدك)) . قال الدارقطنى: " تفرد بهذه اللفظة أبو نعيم فى هذا الحديث ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ بها أبو نعيم الفضل بن دكين فتابعه زائدة بن قدامة، عن عمرو بن عبد الله فذكرها.

25

أخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج 10 / رقم 9803) . وتابعه عبد الرحمن بن قيس، نا عمرو بن عبد الله مثله. أخرجه الهيثم بن كليب فى " مسنده " (760) . 25-أخرج بن عدى فى " الكامل " (4 / 1608) ، وابن شاهين فى " الأفراد " (ج 5 / ق 104/1 – 2) قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوىُّ، قال: حدثنا علىُّ بن الجعد، قال: أخبرنى عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبى واقد الليثى مرفوعاً: ((ما قطع من البهيمة وهى حيةُ، فهو ميتةٌ)) قال ابن عدى: " لا أعلم يرويه عن زيد بن أسلم، إلا عبد الرحمن بن دينار هذا ". وقال ابن شاهين: " هذا حديثٌ غريبٌ حسنُ، وقال لنا عبد الله بن محمد: لم يرو هذا الحديث غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ورواه عنه المتقدمون، وهو صالحُ الحديث، رواه عنه يحيى بن سعيد القطان ". قُلْتُ: رضى الله عنكما! لم يتفَّردْ به ابن دينار، فتابعه عبد الله بن جعفر المدينى، فرواه عن زيد بن أسلم بسنده سواء. أخرجه الحاكم (4 / 123 – 124) من طريق على بن عبد الله بن جعفر – وهو ابن المدينى – قال: حدثنا أبى، عن زيد بن أسلم مثله. قال الحاكم: " هذا حديثٌ صحيح الإسناد " قتعقبه الذهبىُّ بقوله: " لا

26

تَشُدُّ يدك به " وهو يضعفه بذلك، لأن عبد ر والد على بن المدينى ضعّفوه وقد سئل الدارقطنىُّ فى " العلل " (6 / 297 – 298) عن هذا الحديث فقال: "رواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وعبد الله بن جعفر المدينى عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبى واقد الليثى " اهـ. 26- أخرج ابن شاهين فى " الأفراد " (5 / 108 / 1) من طريق زيد ابن الحباب، قال: حدثنى موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن جرير ابن عبد الله البجلىِّ أن نفراً من عرنة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكوا مرضا بهم، فأمرهم أن يلحقوا بإبل الصدقة.. الحديث. وفى الحديث: " قال: فكانوا يستسقون الماء، ويقول النبىُّ عليه السلام: ((النار النار)) حتى ماتوا ". قال ابن شاهين: " وهذا حديثٌ غريبٌ، تفَّردْ به فيما أعلم زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم التيمىّ، وقد حدث به عن زيد المتقدمون ك عبد الله بن الحكم الكوفى وغيُرُه ... وفيه لفظة لا أعلم قالها غيره قول النبى صلى الله عليه وسلم عند استسقائهم الماء: ((النار النار)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به زيد بن الحباب، فتابعه عمرو بن هاشم، عن موسى بن عبيدة بسنده سواء وفيه اللَّفظة المذكورة. أخرجه ابن جرير فى " تفسيره " (11811 – شاكر) قال: حدثنى محمد ابن خلف، قال: حدثنا الحسن بن حماد، عن عمرو بن هاشم.

27

27- أخرج البزار فى " مسنده " (137 – كشف الأستار) قال: حدثنا الفضل بن سهل، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبى وائل، عن عبد الله مرفوعا: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقهه فى الدين، وألهمه رشده)) . قال البزار: " لا نعلمه يروى عن عبد الله إلاَّ من هذا الوجه ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وجدت له طريقا آخر. قال ابن شاهين فى " الأفراد " (ج 5 / ق 110 / 1) : " نا أحمد بن محمد ابن سعيد الهمدانى، قال: نا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبى شيبة، قال: نا أخمد بن يونس، قال: نا أبو بكر، عن نصير، عن أبى حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله – عز وجلَّ – به خيراً يفقهه فى الدين)) ولم يقل: ((ويلهمه رشده)) . قال ابن شاهين: " وهذا حديثٌ غريبٌ، لا أعلم حدث به إلا أحمد بن يونس، وقال لنا أحمد بن سعيد: لم أكتبه إلا عن أبى شيبة ". قُلْتُ: أحمد بن سعيد شيخ ابن شاهين هو ابن عقدة، ليس بعمدةٍ، أساء أهل بغداد الثناء عليه، وأبو حمزة هو ميمون الأعور ضعفه النقاد. والحديث لا يثبت من الوجهين. والله أعلم. 28- وأخرج ابن شاهين فى" الأفراد " (ج 5 / ق 110/1) من حديث علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لى

29

((رتل فداك أبى وأمى)) . قال ابن شاهين: " وهذا حديث غريبُ المتن، ولا أعلمُ أن النبى صلى الله عليه وسلم لأحدٍ: ((فداك أبى وأمى)) إلا لسعد بن أبى وقاص" اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ذلك للزبير بن العوام. فأخرج البخارى (7 / 80) ، ومسلم (2416 / 49) ، والنسائى فى " اليوم والليلة " (201) ، والترمذى (3743) ، وأحمد (1 / 166) ، وابن سعد فى " الطبقات " (3 / 106) ، وأبو يعلى فى " مسنده " (ج 2 / رقم 673) ، والطبرى فى " تهذيب الآثار " (ص 109 – 110 مسند على) ، والطبرانى فى " الكبير " (ج 9 / رقم 8269) ، والبيهقى فى " الدلائل " (3 / 440) من طريق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: كنت أنا وعمر بن أبى سلمة يوم الخندق مع النسوة، فى أطم حسان، فكان يطأطىء لى مرة، وأطأطىء له مرًّةً فينظرُ، فكنت أعرف أبى إذا مرَّ على فرسه فى السلاح إلى بنى قريظة. قال: وأخبرنى عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، قال: فذكرت ذلك لأبى، فقال: ورأيتنى يا بنىَّ؟ قلت: نعم. قال: أما والله! لقد جمع لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ أبويه، فقال: ((فداك أبى وأمى)) . 29- أخرج ابن عدىُّ فى " الكامل " (3 / 1130) وعنه السهمي فى " تاريخ جرجان " (ص 217) من طريق مخلد بن مالك، ثنا أبو خالد

30

الأعمش، عن أبى اسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: ((بدأ الإسلام غريباًَ.. الحديث)) . قال ابن عدى: " لا يعرف هذا الحديث إلاَّ بحفص بن غياث، عن الأعمش، وبه يُعرفُ، وحكم الناس بأنه حديثه، عن الأعمش. حتى حدثناه الخضر بن أميَّة وغيره عن مخلد بن مالك، عن أبى خالد، عن الأعمش، ولا أعلم يرويه عن أبى خالدٍ غير مخلد بن مالكٍ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به مخلد بن مالك. فتابعه محمد بن عبد العزيز الواسطىُّ، قال: حدثنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر، حدثنا الأعمش بسنده سواء. أخرجه الطحاوى فى " المشكل " (1 / 298) قال: حدثنا يحيى بن عثمان، ثنا محمد بن عبد العزيز. وأيضا فقد تابعه يزيد بن خالد، قال: حدثنا سليمان بن حيان فذكر مثله. أخرجه ابن شاهين فى " الأفراد " (5 / 114 / 2) من طريق الوليد بن حماد الرملى، قال: حدثنا يزيد بن خالد بن مرشل فذكره. وأيضا: فقد رواه عيسى بن الضحاك، عن الأعمش بسنده سواء. أخرجه ابن شاهين أيضا، فهؤلاء ثلاثةٌ يروونه عن الأعمش. قال ابن شاهين: " هذا حديثٌ غريبٌ، لا أعلم رواه عن الأعمش إلاَّ: حفص بن غياث، وأبو خالد الأحمر، وعيسى بن الضحاك " اهـ. 30- أخرج ابن شاهين فى " الأفراد " (5/ 115/2) من طريق حجاج ابن يوسف، قال: حدثنى وهب بن جرير، قال: حدثنى أبى، قال: سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبى بن

31

كعب مرفوعاً: " إن جبريل عليه السلام حين ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله أمُّ إسماعيل، أن لو تركتها كانت عيناً معيناً)) . قال ابن شاهين: " وهذا حديثٌ غريبٌ، تفرد به حجاج الشاعر، لا أعلم قال فيه: " عن ابن عباس، عن أبى بن كعب " غير حجاج، ومحمد ابن على بن الوضاح البصرىّ، عن وهب بن جرير " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! لم يتفرد به حجاج الشاعر ولا محمد بن على. فتابعهما أحمد بن سعيد الرباطى، وعلى بن المدينى كلاهما عن وهب بن جرير مثله. أخرجه النسائى فى " كتاب المناقب " (5 / رقم 8376 – 8377 – السنن الكبرى) 31- وأخرج الطبرانى فى " المعجم الصغير " (685) من طريق سعيد بن عمرو. وابن شاهين فى " الأفراد " (5 / 117 / 1 – 2) من طريق محمد بن مصفى قالا: حدثنا بقية بن الوليد، عن معاوية بن يحيى الأطرابلسى، عن أبى سنان، عن أبى إسحاق، عن البراء بن عازب فى قوله تعالى: ? قد جعل ربك تحتك سريا ? [مريم: 24] . قال: " السرى: النهر " ولم يذكر الطبرانىُّ: " السرى ". قال الطبرانى:

32

" لم يرفع هذا الحديث عن أبى إسحاق، إلاَّ أبو سنان: سعيد بن سنان ". وقال ابن شاهين: " وهذا حديث غريب، لا أعلم رواه عن أبى إسحاق إلا أبو سنان هذا " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنكما! فلم يتفرد به أبو سنان، فتابعه الأعمش، عن أبى إسحاق مثله مرفوعا. أخرجه محمد بن العباس البزار فى " حديثه " (ق 116 / 1) . 32- أخرج البزار فى " مسنده " (2402 – كشف الأستار) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن محمد بن قيس، سمعت عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، سمعت أنس بن مالك مرفوعا: ((لست من دَدٍّ، ولا الدَّدُ منى)) . قال البزار: " لا نعلمه يروى إلاَّ عن أنس ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد روى عن جابر رضى الله عنه. فأخرج الإسماعيلى فى " معجمه " (ج 1/ ق 9/ 2 – 10/1) قال: حدثنا أبو الفضل السدوسىّ من حفظه – إملاءً – حدثنى أبى، عن أبى عاصم النبيل، عن ابن جريج، عن أبى الزبير، عن جابرٍ مرفوعا فذكر مثله. وسنده ضعيفٌ أو واهٍ. وشيخ الإسماعيلى وأبوه لم أهتد إليهما، وبقية رجاله ثقات، ولكن فيه أيضا عنعنة ابن جريج وأبى الزبير. والله اعلمُ.

33

وانظر " النافلة " (111) . 33- قال ابن عدى فى " الكامل " (2 / 563) فى ترجمة: " جعفر ابن محمد بن عباد بن جعفر المخزومى " قال: " وجعفر بن محمد هذا كما قال ابن عيينة: لم يكن صاحب حديثٍ، وليس من الرواة المشهورين بالحديث، وإنما له الشىء بعد الشىء من المقطوع، ولم يمر بى عنه مسندٌ " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وقفت له على حديث مسندٍ. فأخرج أبو يعلى فى " مسنده " (219) عن أبى داود الطيالسىِّ. والبزار فى " مسنده " (1114 – كشف الأستار) عن أبى عاصم النبيل كلاهما عن جعفر بن محمد المخزومى قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه، وقال: رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويسجد عليه، وقال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلُهُ)) . وجعفر بن محمد المخزومى هو ابن عباد بن جعفر. وسنده ضعيف لانقطاعه، ووهم الهيثمىُّ فى " مجمع الزوائد " (3 / 241) إذ زعم أن طريق البزار جيِّدٌ!! وانظر ما يأتى. 34- أخرج البزار فى " مسنده " (1114) حديث عمر السابق فى تقبيل الحجر والسجود عليه وقال: " لا نعلمه عن عمر إلاَّ بهذا الإسناد "

35

قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرج أبو يعلى فى " مسنده " (220) قال: حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه الواسطى، حدثنا عمر بن هارون، عن حنظلة بن أبى سفيان، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: رأيت عمر بن الخطاب قبَّل الحجر وسجد عليه، ثم عاد فقبله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيتُ رسول الله صل الله عليه وسلم صنع. قال الهيثمى (3 / 241) : " رواه أبو يعلى بإسنادين، وفى أحدهما جعفر بن محمد المخزومى، وهو ثقة وفيه كلام، وبقيةرجاله رجال الصحيح، ورواه البزار من الطريق الجيد " اهـ. والطريق الجيد منقطع كما تقدم قبل هذا، والطريق الآخر فيه عمر بن هارون وهو متروكٌ، فسنده ضعيف جدًّا. والله أعلمُ. 35- أخرج الطبرانىُّ فى " الأوسط " (180) قال: حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، قال: نا سعيد بن أبى مريم، قال: أنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبى سعيد الخُدْرى، عن أسيد بن خضيرٍ أنه بينما هو يقرأ سورة البقرة، وفرسُهُ مربوط، فجال الفرس فى طِوَله، فرفع رأسه، فإذا مثل القنديل مدلى بين السماء والأرض، فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إقرأ يا أسيد بن حضير، هل تدرى ما هى؟)) قال: لا، قال: ((تلك السكينة، دنت لصوتك، ولو قرأت أصبح الناس ينظرون إليها)) اهـ.

قال الطبرانى: ((لا يروى هذا الحديث، عن أبى سعيد عن أسيد بن حضير، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرد به: يحيى بن أيوب)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! لم يتفرد به يحيى بن أيوب. فتابعه عبد العزيز بن محمد الدراوردىُّ، عن يزيد بن الهاد بسنده سواء. أخرجه ابن أبى عاصم فى " الآحاد والمثانى " (1928) . وتابعه أيضا: سعيد بن أبى هلالٍ، عن يزيد مثله. أخرجه النسائى فى " فضائل القرآن " (41، 99) ، وعنه الضياء فى " المختارة " (1464) . 36 – أخرج ايضا فى " الأوسط " (رقم 136) قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان، قال: نا يحيى بن بكير، قال: نا ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أنس بن مالك مرفوعاً: " ابتغوا الساعة التى ترجى فى الجمعة ما بين صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس، وهى قدرُ هذا " – يعنى: قبضته. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن موسى بن وردان، إلاَّ بن لهيعة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! لم يتفَّردْ به ابن لهيعة. فتابعه محمد بن حميد، ويقال: حماد بن

37

أبى حميد. أخرجه الترمذىُّ (489) ، وابن عدىُّ فى " الكامل " (6 / 2203، 2346) ، وأبو نعيم فى " أخبار أصبهان " (1 / 176 – 177) . وقال ابن عدى: ((لم يروه عن موسى بم وردان، إلاَّ محمد بن أبى حميد)) . كذا قال! وهو مردود برواية الطبرانى، وقول الطبرانىّ مردود بروايته!! 37- أخرج الطبرانىُّ فى " الأوسط " (284) قال: حدثنا أحمد بن رشيدين. وأيضاً (9366) قال: حدثنا هارون بن سليمان، أبو ذر قالا: ثنا سفيان بن بشير الكوفىّ، قال: نا حاتم بن إسماعيل، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبى أيوب مرفوعا: " لا تبكوا على الدين إذا وليتموه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليتموه غير أهله ". قال الطبرانى: " لم يروى هذا الحديث عن أبى أيوب، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: حاتم ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وقفتُ له على إسنادٍ آخر فأخرجه أحمد (5 / 422) ، والحاكم (4 / 515) من طريق عبد الملك بن عمرو العقدى، عن كثير بن زيد، عن داود بن أبى صالحٍ، عن أبى أيوب مرفوعاً مثله.

39

38 – وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 314) قال: حدثنا أحمد بن رشدين، قال: نا عبد الله بن محمد الهمىّ، نا سليمان بن بلال، عن أبى عبد العزيز موسى بن عبيدة الرَّبذى، عن محمد بن أبى محمد، عن عوف بن مالك الأشجعىّ، مرفوعاً: " من قرأ حرفا من القرآن، كتبت له حسنة، ولا أقول ? الم ذلك الكتاب ? ولكن الألف حرف، واللام حرف، والميم حرفٌ، والذال حرفٌ، واللام حرف، والكاف حرفٌ ". قال الطبرانى: " لا يروى هذا الحديث عن عوف بن مالك إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به: سليمان بن بلال ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به سليمان، فتابعه عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عبيدة بسنده سواء. أخرجه البزار (2323 – كشف الأستار) قال: حدثنا أحمد بن أبان، والأصبهانى فى " الترغيب " (2267) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد بهذا. 39- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 411) قال: حدثنا أحمد بن خليد، قال: نا عبد الله بن جعفر الرَّقيّ، قال: نا عيسى بن يونس، عن سليمان التيمى، عن أنس مرفوعا: ((رأيت ليلة أسرى بى رجالاً تقطع ألسنتُهم بمقاريض من نارٍ، فقلتُ: يا جبريل! من هؤلاء؟ قال: هؤلاء

40

خطباءُ من أمتك يأمرون الناس بما لا يفعلون)) . قال الطبرانّى: " لم يرو هذا الحديث عن سليمان التيمىِّ، إلاَّ عيسى بنُ يونُسَ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به عيسى بن يونس، فتابعه عبد الله بن المبارك، عن سليمان التيمى، عن أنس مرفوعا مثله. أخرجه أبو نعيم فى " الحلية " (8 / 172 – 173) . وتابعه أيضا معتمر بن سليمان التيمى، عن أبيه مثله سواء. أخرجه أبو يعلى فى " المسند " (ج 7 / رقم 4069) ، ومن طريقة الضياء فى " المختارة " (ق 127 / 2) ونقل الضياء عن الدارقطنى قال: " تفرد به معتمر، عن أبيه ". كذا قال! وليس كذلك كما رأيت. والحمد الله على توفيقه. 40- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 498) قال: حدثنا أحمد بن زكريا، قال: نا الزبير بن بكار، قال: نا سفيان بن عيينة، عن الزهرىّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس مرفوعا: ((من بات وفى يده غمرٌ، فأصابه شىءٌ، فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن سفيان، عن الزهرى، عن عبيد الله؛ إلاَّ الزبير بن

41

بكار " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به الزبير، فتابعه عبد الوهاب بن فليح المقرىء، ومحمد بن ميمون الخياط قالا: نا ابن عيينة مثله. أخرجه أبو نعيم فى " أخبار أصبهان " (2/ 348) . وانظر ما كتبته على " الأمراض والكفارات " (78) للضياء المقدسىّ. 41- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 621) قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهرىّ قال: نا سليمان بن النعمان الشيبانىّ قال: نا حفص بن سليمان، عن محارب بن دثار، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً: ((نعم الإدامُ الخلُّ)) قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن محاربٍ، إلاَّ حفصٌ " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به حفص، بل تابعه جماعة. فرواه مسعر بن كدام والثورىّ كلاهما عن محاربٍ، عن جابرٍ مرفوعاً مثله. أخرجه المصنِّفُ فى " الأوسط " (8817) . وأخرجه أبو داود (3820) ، والترمذى (1839) عن الثورى. ورواه أيضا عبيد الله بن الوليد؛ أخرجه أحمد (3 / 371) . وقيس بن

42

الربيع عند ابن ماجة (3317) ، وأبو طالب القاص يحيى بن يعقوب، عند أبى يعلى فى " مسنده " (1981، 2201) ، والدولابى فى " الكنى " (2 / 16) ، والمسعودى عند أبى عوانة فى " المستخرج " (5 / 406) كلهم عن محارب بن دثار، عن جابرٍ مثله. 42- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 672) قال: حدثنا أحمد بن على الأبار قال: نا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمىُّ، قال: نا أبو ربيع السمان، عن هاشم ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: ((نبات الشعرُ فى الأنف، أمانٌ من الجذام)) . وأخرجه البزار (3030) من طريق أبى ربيع السمان، واسمه أشعث بن سعيد، ونعيم بن مورع بن توبة معا عن هشام بن عروة. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن هشام، إلاَّ أبو ربيع ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به أبو ربيع، فتابعه يحيى بن هشام السمسار ونعيم بن مورع بن توبة العنبرى معا، عن هشام بن عروة، عن عائشة مرفوعا مثله. أما رواية نعيم فأخرجها العقيلىُّ فى " الضعاء " (4 / 295) ، وأمَّا رواية يحيى فأخرجها ابن حبان فى " المجروحين " (3 / 125) وابن الأعرابىّ فى " معجمه " (315) والسهمى فى " تاريخ جرجان " (ص 189) والخطيب (13 / 141) .

43

أخرجه ابن الجوزى فى " الموضوعات " (1 / 169) . وتابعهما أيوب بن واقد عن هشام بسنده سواء. أخرجه الحذاء فى " فوائده " – كما فى اللآلئ " (1 / 123) . ثم رأيت الحديث فى " الكامل " (1 / 368) لابن عدى، فأخرجه من طريق أبى الربيع هذا ثم قال: " وقد رولى هذا الحديث عن هشام بن عروة غير أبى الربيع من الضعفاء.. ثم قال: وهذا الحديث قد سرقه من أبى الربيع السمان جماعةٌ ضعفاء منهم: نعيم بن مورع، ويعقوب بن الوليد، ويحيى ابن هاشم الغسَّانى وغيرهم " اهـ. 43- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 685) حدثنا أحمد بن علىّ الأبار قال: نا عيسى بن يونس، قال: حدثنى موسى الجهنى، عن زاذان، عن عابس الغفارى قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته ست خصال: ((إمرأة الصبيان، وكثرة الشرط، والرشوة فى الحكم، وقطيعة الرحم، واستخفاف الدم، ونشوٌ يتخذون القرآن مزامير؛ يقدمون الرجل ليس بأفقههم، ولا أعلمهم، ولا بأفضلهم، يغنيهم غناءً)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن موسى؛ إلاَّ عيسى " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به عيسى، بل تابعه مندل بن علىٍّ، عن موسى الجهنى بسنده سواء

44

أخرجه المصنف فى " المعجم الكبير " (ج 18 / رقم 63) ، والخرائطى فى " مساوئ الأخلاق " (277) . 44- وأخرج الطبرانىُّ فى " الأوسط " (755) ، وفى " الصغير " (86) قال: حدثنا أحمد بن بشير البطيالسيّ، قال: نا سليمان بن أيوب. صاحب البصرى – زاد فى " الأوسط " وشباب العصفريّ، قالا: نا هارون ابن دينار، عن أبيه قال: سمعتُ رجلاً من أصحاب النبىّ يُقال له: ميمون ابن سنباذ، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قوام أمتى بشرارها)) . وأخرجه الطبرانىُّ فى " الأوسط " (7988) قال: حدثنا موسى بن هارون، نا سليمان بن أيوب بهذا الإسناد. وأخرجه ابن قانع فى " معجم الصحابة " (3 / 62) قال: حدثنا الحسن ابن على بن شبيب، نا سليمان صاحب البصريّ، نا هارون بن دينار بهذا الإسناد. قال الطبرانى: " لا يروى هذا الحديث عن ميمون بن سنباذ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به: هارونُ بنُ دينارٍ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد ورد الحديث بغير هذا الإسناد. فأخرجه ابن عدىّ فى " الكامل " (5 / 1984) من طريق سليمان بن

45

أيوب، ثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن ميمون بن سنباذ مرفوعا مثله قال ابن عدى: " لا أعرف لعبد الخالق غير هذا الحديث من المسند ". كذا قال! وهو متعقَّبٌ، وانظر رقم (9) . 45- وأخرج أيضا فى " الأوسط " رقم (816) قال: حدثنا أحمد (1) ابن يحيي الحلوانىّ، ثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصارى، قال: نا إسماعيل بن قيس، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((إذا طلع الفجر، فلا صلاة إلاَّ ركعتى الفجر)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، إلاَّ إسماعيل بن قيس، تفرَّد به: أحمد بن عبد الصمد " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به أحمد، بل تابعه على بن عمرو الأنصارى، ثنا إسماعيل بن قيس مثله. أخرجه ابن عدىّ فى " الكامل " (1 / 297) قال: ثنا أحمد بن حمدون، ثنا على بن عمرو بهذا وقال: " وهذا الحديث، عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد، ليس يرويه عن يحيى، غير إسماعيل بن قيس ". (1) وأحمد هذا قال الذهبي فى " الميزان " (1 / 117) " لا يعرف " وذكر له خبرا منكرا

46

ثم وقفت على " الفتاوى الحديثية " للحافظ السخاوى رحمه الله فقد ذكر هذا الحديث (ص 174 – 175) وتعقب الطبرانى فى دعواه بتفرد أحمد بن عبد الصمد بقوله: " ولم ينفرد به أحمد كما قال الطبرانى، بل أخرجه أبو الشيخ ابن حيان من طريقه (1) (كذا!) وفى العبارة تخليط، ولعل الصواب: " من غير طريقه " والله أعلم. 46- وأخرج أيضا فى الكبير (2158) وفى الأوسط (رقم / 853) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحُلوانىّ، قال: نا سعيد بن سليمان، عن محمد بن عبد الرحمن ابن مُجَبَّرٍ، عن زيد بن أسلم، عن سعيد القبرىّ، عن أبى هريرة، عن جميل الغفارىّ مرفوعاً: ((لا تضرب المطايا إِلاَّ إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدى هذا، ومسجد بيت المقدس)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن زيد، عن المقبرى، عن أبى هريرة، إلاَّ: ابن مجبَّرٍ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به ابن مجبر، بل تابعه محمد بن جعفر بن أبى كثيرٍ، عن زيد بن أسلم بسنده سواء. (1) ثم وقفت علي الطبعة الجديدة من الفوائد الحديثية (1/ 155) فإذا العبارة: " لم يتفرد به أحمد كما قال، بل رواه أبو أيوب المهروانى، عن إسماعيل. أخرجه أبو الشيخ من طريقه " انتهى وأخشى أن يكون السخاوى وهم فى ذلك، فأبو أيوب المهروانى أظنه أحمد بن عبد الصمد نفسه، فكنيته أبو أيوب الأنصاري. والله أعلم

47

أخرجه الطحاوى فى " المشكل " (رقم 584) . ورواه أيضاً أبو غسان محمد بن مطرف عند الطحاوى (585) . وتابعهما عبد العزيز بن محمد الدراوردى، عن زيد بن أسلم مثله. أخرجه الفسوى فى " تاريخه " (2 / 294 – 295) ، والطبرانيُّ فى " الكبير " (2157) وابن أبى عاصمٍ فى " الآحاد والمثانى " (1002) . والطحاوىُّ فى " المشكل " (582) . 47- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1260) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: نا محمد بن كعب الحمصي قال: نا شقروان، قال: نا عيسى بن يوتسَ، عن إسماعيل بن أبى خالدٍ، عن قيس بن أبى حازم، عن جرير أن رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم بين يديه، فاستقبلته رعدةٌ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ((هوِّنْ عليك، فإنى لست بملكٍ، إنما أنا ابن إمرأةٍ من قريشٍ، كانت تأكلُ القديد)) قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل، عن قيس، عن جريرٍ؛ إلاَّ عيسى، تفرَّد به: شقروانُ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به عيسى، فتابعه عباد بن العوام، فرواه عن إسماعيل بن أبى خالد بسنده سواء. أخرجه الحاكم (2 / 466) من طريق سعيد بن منصور المكى، ثنا عباد بن العوام به قال: " صحيحٌ على شرط الشيخين " ووافقه الذهبىُّ!!

48

كذا قالا! 48- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1312) قال: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدريّ، قال: نا عمير بن عبد المجيد الحنفى، قال: نا عبد الحميد ابن جعفر، عن داود بن عامر بن سعد، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعاً: ((إذا سمعتم بالطاعون بأرضٍ، فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بها، فلا تخرجوا فراراً منه)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن عبد الحميد، إلاَّ عمير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به عمير، بل تابعه بكر بن بكار وعبد الله بن حمران، وعمير بن عبد المجيد قالوا: نا عبد الحميد بن جعفر بسنده سواء. أخرجه الهيثم بن كليب فى " مسنده " (رقم / 113) . قال: حدثنا أبو قلابة: عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن ثلاثتهم به. والله أعلم. 49- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1332) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال: نا مقدم بن محمد، قال: نا عمي القاسم، قال: نا الحكم بن فضيل، عن الأعمش، عن الحكم بن أبى صالح، عن أبى هريرة مرفوعا: ((من نَفَّس كربةً من كُرَبِ المسلم فى الدنيا نفَّس الله عز وجلَّ عنه كربةً من كُرَبِ الآخرة، ومن ستر عورةَ مسلم ستر الله عورته فى الدنيا والآخرة، والله عز وجل فى عونِ العبدِ ما كان العبدُ فى عونِ أخيه)) .

50

قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث، عن الأعمش، عن الحكم، إلاَّ الحكم ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به الحكم بن فضيل، بل تابعه أبو شيبة: إبراهيم بن عثمان، عن الأعمش بهذا الإسناد. أخرجته أنت فى " الأوسط " (9241) قلت: حدثنا النعمان بن أحمد، ثنا مقدم بن محمد بن يحيى، نا عمى القاسم بن يحيي، عن إبراهيم بن عثمان بهذا، ثم قلت: " لم يدخل بين الأعمش وأبى صالح: " الحكم " أحد ممن روى هذا الحديث عن الأعمش، إلا أبو شيبة، ولا رواه عن أبى شيبة، إلاَّ القاسم بن يحيي، تفرد به: مقدم بن محمد " كذا! وكلامك فى كلا الموضعين يردُّ الآخر. وسبحان من وسع كل شىءٍ علماً. 50- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 1419) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: نا أحمد بن محمد بن أبى بزة المكى، قال: نا مؤمَّلْ بْنُ إسماعيلَ، قال: نا سفيان الثورى، عن سماك بن حرب، عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: ((لا تسبُّوا تُبَّعًا، فإنه قد أسلم)) . وأخرجه الطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 11 / رقم 11790) قال: حدثنا أحمد بن على الأبَّار والخطيب فى " تاريخه " (3 / 205) من طريق محمد بن محمد بن الصديق قالا: ثنا ابن أبى بزة بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ:

51

" لم يرو هذا الحديث عن سفيان، إلا مؤمَّلْ، تفرَّد به: ابن أبى بزَّة " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفَّردْ به مؤمَّلْ بن إسماعيل، بل تابعه أبو حذيفة ثنا سفيان الثورى بسنده سواء. أخرجه ابن مردويه فى " تفسيره " – كما فى " تخريج أحاديث الكشاف " (3 / 270) للزيلعى -، من طريق محمد بن زكريا – ثنا أبو حذيفة به. والله أعلمُ. وتابعه أيضاً: عباد بن موسى، قال: ثنا سفيان الثورىّ بسنده سواء. أخرجه ابن شاهين فى " الناسخ والمنسوخ " (658) قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن مسعدة الأصبهانىّ، حدثنى محمد بن زكريا الأصبهانىّ، ثنا عباد بن موسى به وانظر رقم (71) . 51- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1695) قال: حدثنا أحمد - هو النسائيّ – قال: نا من طريق قتيبة بن سعيد، قال: نا سالم بن نوح، عن عمر بن عامر، عن قتادة، عن يحيي بن أبى كثيرٍ، عن أبى سلمة، عن زينب بنت أبى سلمة عن أم سلمة قالت: بينا أنا مع رسول الله، فى الخميلة، إذ حضتُ فانسللت آخذُ ثياب حيضتى، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: ((أنفست؟)) قلتُ: نعم، قالت: وكان النبى صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُ وهو صائم، ويغتسلان من إناءٍ واحدٍ " قال الطبرانى:

52

" لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلاَّ عمر، ولا عن عمر إلا سالمٌ، تفرد به: قتيبة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به قتيبة، بل تابعه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن أبان البلخىُّ قالا: حدثنا سالم بن نوح بسنده سواء. أخرجه ابن عدىّ فى " الكامل " (3 / 1184) . وانظر " سدّ الحاجة فى تقريب سنن ابن ماجة " (380) " وبذل الإحسان " (رقم 72) . والله أعلم. 52- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1578) قال: حدثنا أحمد ابن حمدون، قال: نا محمد بن عمار الموصليُّ قال: نا عيسى بن يونس، عن محمد بن عبد الله بن علاثة، عن الحجاج بن فرافصة، عن أبى عمير، عن سلمان الفارسىّ مرفوعاً: ((إذا ظهر القولُ، وخزن العملُ، واختلفت الألسن، وتباغضت القلوب، وقطع كل ذى رحمٍ رحمه، فعند ذلك لعنهم الله، فأصمهم وأعمى أبصارهم)) . قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن سلمان إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: محمد بن عمار ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد ورد الحديث بإسنادٍ آخر.

53

فأخرجته أنت فى " المعجم الكبير " (ج 6 / رقم 6172) عن محمد بن عمار الموصلى. وبحشل فى " تاريخ واسط " (ص 125) عن يزيد بن هارون كلاهما عن عبد الأعلى بن أبى المساور عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة، عن سلمان مرفوعاً فذكره، وعند الطبرانى قصةٌ فى أوله. والله أعلم. 53- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1754) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبى موسى الأنطاكي، قال: نا عبد الرحمن بن سعيد بن أيوب السكري الحمصيُّ، قال: نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعى، عن عطاء بن أبى رباح، عن أبى هريرة مرفوعا: ((زر غبًّا، تزدد حُبًّا)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعىّ؛ إلا الوليدُ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به الوليد، بل تابعه عيسى بن يونس، عن الأوزاعى بسنده سواء. أخرجه الخطيب فى " تاريخ بغداد " (6 / 57) من طريق ابراهيم بن الحسين ابن أبى العلاء، أخو أبى ميسرة الهمدانيّ، ثنا محمد بن خُليدٍ، ثنا عيسى ابن يونس بهذا. وابراهيم بن الحسين قال: فيه صالح بن أحمد الواعظ: " لم يكن يعرف عندنا بالتحديث، وهو شيخ ليس بالمشهور. " والله أعلم. 54- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1817) قال: حدثنا أحمد بن عليّ، أبو العباس البريهاريّ، قال: محمد بن سابق قال: نا ابراهيم بن

55

طهمان، عن أبى الزبير، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت: لقد كنت أغتسلُ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا، وأومأت غلى تور موضوع مثل الصاع، نشرع فيه جميعا، فأفيضُ على رأسى ثلاث مرات بيدى، وما أنقض لى شعرا. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن أبى الزبير، إلاَّ أيوب وروح بن القاسم وإبراهيم بن طهمان ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به ثلاثتهم عن أبى الزبير. فقد تابعهم حماد بن سلمة أيضا عن أبى الزبير بسنده سواء. وقد أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (رقم 5337) . قلت: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خثيمة قال: نا عمرو بن علي الصيرفيُّ، قال: نا ميمون بن زيد، قال: نا حماد بن زيد، قال: نا حمادُ بن سلمة بهذا ولفظه: " كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد ولا أنقُضُ لي شعرا ". 55- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1876) قال: حدثنا أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيي المصري، قال: حدثنى جدي: حرملة ابن يحيي، قال: نا إدريس بن يحيي الخولانى، قال: أخبرنى حيوة بن شريح، عن عقيل، عن ابن شهابٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعاً:

56

((الحُمْى من فيح جهنم، فاكسروها بالماء)) . وكان ابن عمر يقول: " اللَّهُمَّ اذهب عنا الرّجْزَ ". قال الطبرانى: " ولم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلا حيوة، ولا عن حيوة، إلاَّ إدريس بن يحيي، تفرد به: حرملة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به عقيل عن الزهرى، بل تابعه الأوزاعىُّ، عن ازهرى بسنده سواء أخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (1330 – 1331) من طريق الهقل بن زياد وعلى بن ربيعة البيروتى معا، عن الأوزاعىّ. 56- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1905) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردى، عن كثير بن زيد، عن عبد الله بن تَّمام، عن زينب بنت نبيط، عن أنس بن مالك مرفوعا: ((أُحُدٌ جبل يحبنا ونحبُّه، فإذا جئتموه فكلوا من شجره، ولو من عضاهه)) . وأخرجه المفضل الجندي فى " فضائل المدينة " (11) والحربيُّ فى " الغريب " (3 / 924) من طربق عبد العزيز بن محمد بهذا. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن زينب بنت نبيط، إلا بهذا الإسناد، تفرد به: الدراوردىُّ ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

57

فلم يتفرَّدْ به عبد العزيز بن محمد الدراوردى، فتابعه سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن عبد الله بن تمام، مولى أم حبيبة، عن زينب بنتُ نبيط – وكانت تحت أنس بن مالك – أنها كانت ترسل ولائدها فتقول: اذهبوا إلي أحد، فائتونى من نباته، فإن لم تجدن إلا من عضاهه فائتنى به، فإن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: سمعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هذا أحد جبل يحبّنا ونحبُّه)) قالت زينب: فكلو من نباته، ولو من عضاهه. قالت: فكانت تعطينا منه قليلاً فنمضغه. أخرجه عمر بن شبة فى " تاريخ المدينة " (1 / 84) قال: حدثنا محمد ابن حاتم، حدثنا الحزامي – هو ابراهيم بن المنذر – حدثنا سفيان بن حمزة. وأخرجه البخاري فى " التاريخ الكبير " (3 / 1 / 58) عن إبراهيم بن المنذر بهذا الإسناد بالمرفوع وحده. 57- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1906) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن نافع، قال: نا أبو مصعبٍ، قال: نا صالح بن قدامة، عن عبد الله بن دينارٍ، عن نافع، عن ابن عمر قال: ((نهى رسول الله، أن نسافر بالقرآن إلى أرض العدو، مخافة أن يناله العدو)) . وأخرجه أيضا فى " الأوسط " (8191) قال: حدثنا موسى بن هارون، نا إسحاق بن راهوية، نا صالح بن قدامة بهذا الإسناد. قال الطبرانى فى الموضع الأول: " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن دينارٍ، إلا صالحُ ابنُ قدامة ".

وقال فى الموضع الثانى: " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن دينار، عن نافع، إلا صالح بن قدامة " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به صالح، بل تابعه سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار مثله. أخرجه ابن حبان فى " صحيحه " (ج 7 / رقم 4696) من طريق محمد بن إسماعيل البخارىّ صاحب " الصحيح "، قال: حدثنا إسماعيل بن أبى أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال به. وإسماعيل بن أويس فيه مقال معروف، لكَّنهُ لم يتفرَّد به. فتابعه أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثنى أبو بكر بن أبى أيس، عن سليمان بن بلال بهذا الإسناد. أخرجه ابن أبى داود فى " المصاحف " (718) قال: أخبرنا عبد الله بن شبيبٍ، نا أيوب بن سليمان بهذا. وقد خولف أبو بكر بن أويس – واسمه عبد الحميد – خالفه عبيد بن أبى فروة، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر فذكره. فسقط ذكر " نافعٍ " من الإسناد أخرجه أحمد (2 / 128) . وابن أبى فروة صدوق متماسكٌ، لكن قال ابن حبان: " ربما خالف ". ولم يتفرَّد به، فتابعه عبد العزيز بن مسلم، قال: نا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مثله. أخرجه ابن أبى داود فى " المصاحف " (719، 720، 721) من طريق

58

حجاج بن منهال، والقعنبىّ، وسليمان بن حربٍ قالوا: ثنا عبد العزيز بن مسلمٍ بهذا. والحديث عندى محفوظ من الوجهين جميعاً. والله أعلم. 58- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 1977) قال: حدثنا أحمد بن عمرو القَطِرَانىّ، قال: نا عمرو بن مرزوق، قال: أنا زهير بن معاوية، عن أبى إسحاق، عن الأسود وعلقمة، أنَّ رجلاً أتى ابن مسعود، فقال: إنى قرأت المفصَّل فى ركعة، فقال عبد الله: بل هذا كهذِّ الشِّعر، أو كنثر الدَّقل، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل كما فعلت، كان يقرأ النظائر ? الرحمن ? و ? النجم ? فى ركعة بعشرين سورة من المفصَّل على تأليف عبد الله، وآخرهنَّ ? إذا الشمس كورت ?، ? الدخان ?. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن أبى إسحاق، إلاَّ زهير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به زهيرٌ، بل تابعه إسرائيل بن يونس، عن أبى إسحاق مثله. أخرجه أبو داود (1369) ، عن إسماعيل بن جعفر، والفريابى فى " فضائل القرآن " (124) ، عن يحيي بن آدم، كلاهما عن إسرائيل بهذا الإسناد. وانظر " تسلية الكظيم بتخريج أحاديث تفسير القرآن العظيم " (48) .

59

59- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 2114) قال: حدثنا أحمد، : قال: نا العباس بن محمد بن حاتم قال: نا عثمان بن محمد بن عثمان العثمانى، قال: نا محمد بن عمار بن سعد المؤذن، قال: نا شريك بن عبد الله بن أبى نمر، عن أنس بن مالكٍ مرفوعاً: ((المؤمن مرآة المؤمن)) . وأخرجه البزار (3297، كشف) ، والقضاعيُّ فى " مسند الشهاب " (124) من طريق ابن الأعرابي قالا: ثنا العباس بن محمد الدورىّ، ثنا عثمان بن محمد بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن شريك بن عبد الله، إلاَّ محمد بن عمار بن سعدٍ، تفرَّد به: عثمان بن محمد بن عثمان " اهـ. وقال البزار: " لا نعلم رواه عن شريك إلا محمد بن عمار، ولا نعلم يروي عن أنس إلاَّ من هذا الوجه " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به عثمان بن محمد، بل تابعه محمد بن الحسن، حدثنى محمد ابن عمار بسنده سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (6/ 2236) . ورواه ايضا عبد الله بن خازم، قال: حدثنا محمد بن عمار بهذا الإسناد. أخرجه أبو الشيخ فى " الأمثال " (رقم 43) قال: حدثنا أبو يحيي بن عبد الرحمن بن محمد الرازي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقنديّ، ثنا عبد الله بن خازم.

61

60 – وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 2195) قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: نا عبد الرحمن بن عنبسة البصرىّ، قال: نا موسى بن داود الضبىِّ، عن المطلب بن زياد، عن عبيد المكتب، عن المسيب بن نجبة، عن علىٍّ مرفوعاً: ((المستشار مؤتمن، فإذا استشير فليُشر بما هو صانعٌ لنفسه)) . قال الطبرانى: " لم يروه إلاَّ عبد الرحمن بن عنبسة، وهو حديثٌ غريبٌ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به ابن عنبسة، بل تابعه عبد الرحمن بن سارية الأيلى، قال: حدثنا موسى بن داود بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ فى " كتاب الأمثال " (29) قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن زهير التسترىّ، حدثنا عبد الرحمن بن سارية بأوله، ولا يصحُّ الحديث من هذا الوجه. 61- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (2263) قال: حدثنا أحمد بن أنس ابن مالك، قال: نا عبد الله بن ذكوان، عن عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح، عن عثمان بن عطاء الخراسانى عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما عُزِّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته رقية إمرأة عثمان بن عفان قال: ((الحمدُ الله، دفن البنات من المكرمات)) . وأخرجه الطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 11 / رقم 120335) قال: حدثنا

أحمد بن أنس بن مالك الدمشقيُّ، وأبو عامر، محمد بن إبراهيم النحويّ الصوريّ، والحسين بن إسحاق التسترىّ. وابن عدي فى " الكامل " (5 / 1818) ، وأبو القاسم المهروانيّ فى " الفوائد المنتخبة " (139) عن أبى عبيدة، محمد بن عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان. وأبو نعيم فى " الحلية " (5 / 209) ، عن الحسن بن سفيان. والقضاعيّ فى " مسند الشهاب " (250) ، عن أبى عامر، محمد بن إبراهيم بن كامل قالوا:، ثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ بهذا الإسناد، تفرد به: عبد الله بن ذكوان الدمشقيُّ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به عبد الله بن ذكوان، بل تابعه مروان بن محمد، عن عراك بن خالد بسنده سواء. أخرجه البزار (790 – كشف الأستار) . قال: حدثنا سلَمة بن شبيب، والخطيب فى " تاريخه " (5 / 67) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري قالا: ثنا مروان بن محمد بهذا الإسناد. وقال ابن عدى: " وهذا لا أعلمُ يرويه عن عكرمة، غير عطاء، وعن عطاء ابنُهُ عثمان، وعن عثمان: عراك بن خالد، وعنه: عبد الله بن أحمد، وحدثنا جماعة من الشيوخ، عن عبد الله بن أحمد بهذا الحديث "

62

وقال أبو نعيم: " غريبٌ من حديث عطاء، عن عكرمة، تفرَّد به عراك ". وقال الخطيب فى " تخريج المهروانيات " " هذا حديثٌ غريبٌ من حديث عكرمة، عن عبد الله بن عباس، ومن عطاء الخراساني، عن عكرمة، تفرَّد به ابنه عثمان بن عطاء، ولم نكتبه إلاَّ من رواية عراك بن خالد، عن عثمان ". ورواه محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرَشيُّ – وهو ممن يسرق الحديث – فرواه عن عثمان بن عطاء بهذا الإسناد. أخرجه ابن عدى (6 / 2200) قال: حدثنا صالح بن أحمد بن يونس الهروى، ثنا إسحاق بن بهلول، ثنا محمد بن عبد الرحمن بهذا، ثم قال: " وهذا حديث عراك بن خالد المدني، عن عثمان بن عطاء، حدث به عنه عبد الله بن ذكوان، وسرقه عنه محمد بن عبد الرحمن هذا، حدثناه جماعة عن ابن ذكوان " انتهى والحديث حكم عليه بالوضع: شيخنا الألبانيّ رحمه الله تعالي فى " الضعيفة " (185) . 62- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (2292) وفى " المعجم الصغير " (162) قال: حدثنا أحمد بن محمد الشعيريّ الشيرازيّ، قال: نا الحسين بن الحكم الحبرى الكوفى، قال: نا حسن بن حسين الأنصارى، قال: نا مندلُ بنُ علىٍّ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ عن ابن عمر

63

مرفوعاً: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، إلاَّ مندل، ولا عن مندل، إلاَّ حسنٌ، تفرَّد به الحسين بن الحكم ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به الحسين، بل تابعه ابراهيم بن بشير الكنانى، ثنا حسن بن حسين بسنده سواء. أخرجه الوزير ابن الجراح فى " الثانى من الأمالى " (رقم 120 – بتحقيقى) . 63- وأخرج الطبرانيُّ فى " المعجم الكبير " (ج 2 / رقم 183) ، وفى " الأوسط " (رقم 2455) ، وفى " الصغير " (1186) ، وفى " مسند الشاميين " (408) وعنه أو نعيم فى " الحلية " (6 / 96) قال: حدثنا أبو مسلم الكشيّ، ثنا سعيد بن سلاَّم العطار، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل مرفوعاً: ((استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذى نعمةٍ محسود)) . أخرجه أبو نعيم فى " الحلية " (5 / 215 و 6 / 96) من طرق عن أبى مسلم الكشىّ بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي فى " الكامل " (3 / 1240) ، والعقيليُّ في " الضعفاء " (2 / 109) ، والبيهقيُّ فى " شعب الإيمان " (6655) ،

وابن جميع فى " المعجم " (332) ، والقضاعىُّ فى " مسند الشهاب " (707، 708) من طرق عن سعيد بن سلام بهذا الإسناد سواء. قال الطبرانى: " لا يروى هذا الحديث عن معاذٍ، إلاَّ بهذا الإسناد. تفرَّد به: سعيد " وقال العقيليّ: " سعيد بن سلام لا يُتابع عليه، ولا يعرف إلاَّ به. " وقال ابن عديّ: " سعيد بن سلاَّم به يعرف عن ثور بن يزيد " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به سعيد، فتابعه وكيع بن الجراح، فرواه عن ثور بن يزيد بهذا الإسناد. أخرجه أبو الشيخ فى " الأمثال " (20) ، والعسكرىُّ فى " الأمثال " – كما فى " المقاصد الحسنة " (ص 56) – للسخاوى. وتابعه أيضا: شعبة بن الحجاج، فرواه عن ثور بن يزيد بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم فى " أخبار أصبهان " (2 / 217) من طريق عمر بن يحيي القرشي، ثنا شعبة بهذا الإسناد. وتابعه أيضا: الحسين بن علوان، فرواه عن ثور بن يزيد بسنده سواء. أخرجه ابن عدي فى " الكامل " (2 / 770) وكل هذه الطرق ساقطة، مدارها على كذابين وهلكي، ولا يصحُّ هذا

64

الحديث بوجه من الوجوه. وأنكره أبو حاتم الرازي – كما فى " علل ولده " (2258) وذكره ابن الجوزيّ فى " الموضوعات " 64- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (2715) قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد، قال: نا علىّ بن عثمان اللاِّحقىِّ، قال: نا حماد بن سلمة، عن أيوب وهشام، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم. وحمادٌ، عن محمد بن زياد، عن أبى هريرة مرفوعا: ((ذرونى ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم اختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشىءٍ فأتوه، وإذا نهيتكم عن شىءٍ فاجتنبوه ما استطعتم)) . قال الطبرانىُّ: " لم يروه عن أيوب، إلاَّ حماد، ولا رواه عن حماد إلا على ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به علىُّ بن عثمان اللاَّحقىُّ، بل تابعه روح بن أسلم، ثنا حماد بن سلمة بسنده سواء. أخرجه الهروى فى " ذم الكلام " (ق 8 / 2) من طريق يحيي بن صاعد، ثنا أحمد بن مطهر، ثنا روح بن أسلم به. وروح بن أسلم ضعيفالحديث. 65- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (2555) قال: حدثنا أبو مسلم، قال: نا إبراهيم بن بشار الرمادى، قال: نا سفيان، قال: نا مطرف وإسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبى، عن أبى جحيفة، قال: سألتُ

66

عليَّا: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى القرآن؟ قال: لا، والذى فلق الحبَّة، وبرأ النسمة، إلا أن يعطى الله عز وجل فهماً فى كتابه أو ما فى هذه الصحيفة، قلت: وما فى الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل إلاَّ سفيان بن عيينة، تفرَّد به: الرمادى " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به الرمادىُّ، بل تابعه خليفة بن خلف، قال: نا ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبى خالد بسنده سواء. أخرجه البزار فى " مسنده " (486 – البحر الزخار) . حدثنا خلف بن خليفة بهذا. 66- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3016) قال: حدثنا إسحاق بن خالوية، قال: نا على بن بحر، قال: هشام بن يوسف، قال: نا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهباً ولا فضةً، ولا شاةً ولا بعيراً، ولا ترك إلاَّ شطراً من شعيرٍ، فأكلنا منه زمانًا، ثم كِلْتُهُ، فوددت أنى لم أكلْهُ. قال الطبرانىُّ: " لم يروه عن هشام بن عروة، إلاَّ معمر، ولا عن معمر إلا هشام بن يوسف، ولا عن هشام، إلاَّ علىُّ بن بحر ".

قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن قصدت آخر الحديث، فلم يتفرَّدْ به معمر، عن هشام بن عروة. فتابعه أبو أسامة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ((توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فى بيتى من شىءٍ يأكله ذو كبدٍ، إلا شطر من شعيرٍ فى رفِّ لى، فأكلت منه حتى طال علىَّ، فكلتُهُ ففنى)) . أخرجه البخارى (6 / 209 و 11 / 274) ، ومسلم (2973 / 27) ، وابن ماجة (3345) ، وأبو نعيم فى " الدلائل " (343) من طريق ابن أبى شيبة وأبى كريب كلاهما عن أبى أسامة. وتابعه أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة بسنده سواء بلفظ: ((توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك عندنا شيئاً من شعير، فما زلنا نأكل منه، حتى كالته الجارية، فلم يلبث أن فنى، ولو تركته لم تكله، لرجوت أن يبقى)) . أخرجه ابن حبان (6415) من طريق إسحاق بن راهوية، وهو فى " المسند " (333) قال: أخبرنا أبو معاوية به. وأخرجه الترمذىُّ (2467) قال: حدثنا هنَّاد، وهو فى " الزهد " (736) قال: حدثنا أبو معاوية بسنده سواء بلفظ: ((توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا شطرٌ من شعير، فأكلنا منه ما شاء الله، ثمَّ قلت للجارية: كيليه، فكالته، فلم يلبث أن فنى. قالت: فلو كنا تركناه، لأكلنا منهأكثر من ذلك)) . قال الترمذى: " هذا حديثٌ صحيحٌ، ومعنى قولها: شطرٌ، تعنى: شيئاً "

67

قُلْتُ: فرواية هناد وفَّقت بين رواية أبى أسامة ورواية أبى معاوية. ففى رواية أبى أسامة أن عائشة هى التى كالت، وفى رواية ابن راهوية عن أبى معاوية أن الجارية هى التى كالته، ويكون الجمع بينهما أن عائشة لما أمرت الجارية بكيله، فكأنما هى الفاعلة، كما لو قال الأمير: أنا فعلتُ كذا وكذا ولم يباشر فعل ذلك بنفسه، إنما أمر بذلك. كما يقال: رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع فى السرقة. ومن هذا قوله تعالى: ? ونادى فرعون فى قومه ?. قال بعض العلماء: أمر فنودى. ذكره ابن عبد البر فى " التمهيد " (8 / 360) . وراجع تمام البحث فى " تسلية الكظيم " (65) . 67- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3039) قال: حدثنا أنس بن سلم الخولانيّ، قال: نا أبو الأصبغ، عبد العزيز بن يحيي الحرانيّ، قال: نا مخلد بن يزيد، عن عائذ بن شريح، عن أنسٍ، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا كبَّر رفع يديه حتى يحاذى أذنيه، يقول: ((سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمُك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرُك)) . قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن أنسٍ إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: مخلد بن يزيد ".

68

قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرجته أنت فى " كتاب الدعاء " (506) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، ثنا الفضل بن موسى السينانى، عن حميد الطويل، عن أنسٍ كان إذا استفتح الصلاة قال: ((سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك ... الحديث)) . وأخرجه الدارقطنىُّ (1 / 300) عن أبى خالد الأحمر، عن حميدٍ نحوه. 68- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3085) قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: نا عبد الله بن يوسف، قال: نا الهيثم بن حميد، قال: أخبرنى أبى معيد، عن سليمان بن موسى، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سحولية. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن نافع، إلاَّ سليمان بن موسى، ولا عن سليمان، إلاَّ أبو معيد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به سليمان بن موسى، عن نافعٍ، بل تابعه أيوب السختيانى، عن نافع عن ابن عمر مثله سواء. أخرجه أبو يعلى فى " معجمه " (194) قال: حدثنا سهل بن حبيب الأنصارىُّ أبو محمد المؤدب، حدثنا عاصم بن هلال، حدثنا أيوب. وإسنادُهُ ضعيفٌ. وسهل بن حبيب وثقه ابن حبان، وعاصم بن هلال لينُ الحديث. وتابعه أيضا: عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مثله، وفيه " يمانية " بدل " سحولية ". أخرجه ابن سعد فى " الطبقات " (2 / 282) قال: أخبرنا أنس بن عياض الليثى، عن عبيد الله ابن عمر. وسندُهُ صحيحٌ وانظر " تسلية الكظيم " (43) .

69

69- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3232) قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: نا نعيم بن حماد، قال: نا محمد بن ثور، عن ابن جريجٍ، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن رافعٍ مولى أم سلمة، عن أبى هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى، فقال: ((خلق الله عز وجلَّ التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، والشجر يوم الاثنين، والمكروه يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدواب يوم الخميس)) وعد كما يعد النساء: ((وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر ساعةٍ من ساعات النهار ما بين العصر إلى الليل)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله، إلا إسماعيل. تفرَّد به: ابن جريجٍ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به إسماعيل، بل تابعه أيوب بن خالدٍ، فرواه عن عبد الله بن رافع، عن أبى هريرة مرفوعاً فذكره. أخرجه مسلم (1789 / 27) ، والنسائى فى " التفسير " (30) وآخرون ذكرتهم فى " تسلية الكظيم ". ثمَّ قلتُ: أخشى أن يكون وقع سقط فى سند " المعجم الأوسط "، لأن الحديث مشهور لأيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، أضف إلى ذلك أن إسماعيل بن أمية لم يرو عن عبد الله بن رافع شيئاً، ثم تأكدتُ من ذلك لما رأيته فى " كتاب العظمة " (876) لأبى الشيخ، فقد رواه من طريق نعيم بن حماد قال: نا محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافعٍ، عن أبى هريرة. والحمد الله.

70

70- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3240) قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: نا عبد الله بن يوسف قال: نا عطاف بن خالد المخزوميّ قال: نا حماد بن أبى حميدٍ، قال: حدثنى محمد بن المنكدر، عن أبى سعيد الخُدْرى أنه صنع لسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه طعاماً، فدعاهم، فلما دخلوا وضع الطعام، فقال رجل من القوم: إنى صائم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعاكم أخوكم، وتكلَّفُ لكم ثم تقولُ: إنى صائم؟! أفطر، ثم صم يوماً مكانه إنْ شئت)) . قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن أبى سعيد إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به حماد بن أبى حميد، وهو: محمد بن أبى حميد، وأهل المدينة يقولون: حماد بن أبى حميد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به حماد، بل تابعه أبو أويس، عن محمد بن المنكدربسنده سواء أخرجه البيهقىُّ فى " السنن الكبير" (4 / 279) من طريق محمد بن عبد الرحمن السامي أبنا إسماعيل بن أويس، ثنا أبو أويس بهذا. وقال الحافظ فى " الفتح " (4 / 210) : " إسنادُهُ حسنٌ ". كذا قال! . وأبعدَ السيوطي عندما صحح إسناده فى " غاية الرغبة فى آداب الصحبة " (ق 9 / 2) .

71

71- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3290) قال: حدثنا بكرُ بن سهلٍ، قال: نا عبد الله بن يوسف، قال: نا ابن هليعة، قال: نا أبو زرعة عمرو ابن جابر، قال: سمعت سهل بن سعد الساعدى مرفوعا: ((لا تسبُّوا تُبَّعًا، فإنه قد أسلم)) . وأخرجه ابن شاهين فى " الناسخ والمنسوخ " (659، 660) من طرق، عن ابن وهبٍ، عن ابن هليعة بهذا. وأخرجه ابن عساكر فى " تاريخ دمشق " (ج 3 / ق 501) من طرق عن ابن هليعة بهذا الإسناد سواء. قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن سهل بن سعد، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: ابن لهيعة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وجدتُ له طريقًا آخر. فأخرجه الدارقطنىُّ فى " غرائب مالكٍ " – كما فى " تخريج أحاديث الكشاف " (3 / 269) للزيلعىّ – من طريق حبيب، عن مالكٍ، عن أبى حازم بن دينارٍ، عن سهل مرفوعا. ((لا تلعنوا ... الحديث)) . قال الدارقطنىُّ: " تفرد به حبيب، عن مالكٍ " اهـ. وحبيب هذا: متروك. وانظر رقم (50)

72

72- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3327) قال: حدثنا جعفرُبنُ محمد القلانسيُّ الرمليُّ، قال: نا ابراهيم بن المنذر الحزاميُّ قال: نا إسماعيل ابن داود المخراقى، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر مرفوعا: ((إنما الناس كإبل مائة، لا تجد فيها راحلة واحدةً)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم، إلاَّ هشام بن سعد، تفرَّد به: إسماعيل ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به هشام، فتابعه عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم بهذا. فقد أخرجته أنت فى " الأوسط " (7963) قلت: حدثنا موسى بن هارون، نا قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد. وأخرجه ابنُ ماجة (3990) قال: حدثنا هشام بن عمار. وأبو الشيخ فى " الأمثال " (134) عن إسحاق بن ابراهيم المروزيّ قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد لدراورديّ به. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلام إلاَّ الدراورديّ. "! قُلْتُ: رضى الله عنك! فكلامك فى كلا الموضعين يردُّ الآخر، وسبحان من وسع كلَّ شيءٍ علماً. وأخرجه أحمد فى " المسند " (2 / 70 / 123) عن عبد الرحمن بن

73

عبد الله بن دينار. والطيالسيُّ (1914) وأحمد (2 / 139) ، وأبو نعيم فى " الحلية " (9 / 23 – 24) ، عن زهير بن محمد. والدولابيّ فى " الكنى " (2 / 46) عن أبى عمرو عثمان بن عمرو المدينىّ ثلاثتهم، عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد. فهؤلاء أربعة تابعوا هشام بن سعد، والدراوردي. والحمد الله. وقال أبو الحسن السنديّ فى " حاشيته على ابن ماجة " (2 / 479) : " اسناده صحيح، رجالُهُ ثقات إنَّ ثبت سماع زيد بن أسلم من عبد الله ابن عمر ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فسماعُ زيد بن أسلم من ابن عمر ثابت صحيحٌ. وقد أخرج الشيخان حديثا بهذه الترجمة، وهو حديث: ((لا ينظر الله إلى من جرَّ ثوبه خيلاء)) وانفرد البخارىُّ بحديث: ((إن من البيان لسحراً)) وصرح زيد فيه بالسماع من ابن عمر. وبعد أن سلم الإسناد من هذه العلَّة، بقيَ قولك " إسناده صحيح " كيف؟ والكلام فى هشام بن عمار مشهور، وقد وهم محمد فؤاد عبد الباقى إذ نقل كلام السندىّ تحشيته لـ " سنن ابن ماجة " على أنه كلام البوصيري فى " الزوائد " وكم له من مثله!! 73- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3330) قال: حدثنا جعفر بن إلياس بن صدقة الكباش المصري، قال: نا عبد الله بن صالحٍ، قال: حدثنى

74

ابن وهب، عن مالك بن أنسٍ، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: ((إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)) . قال الطبرانىُّ: لم يرو هذا الحديث عن مالك، إلاَّ ابن وهب، ولا عن ابن وهب إلا ابن صالحٍ " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به ابن وهبٍ، فتابعه عبد الله بن مسلمة القعنبىُّ، عن نافع، عن ابن عمر بسنده سواء. أخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (1016) من طريق أحمد بن يزيد الخراسانى، ثنا القعنبىُّ. وأحمد بن يزيد؛ قال الدارقطنىُّ: " ليس بالمشهور ". 74- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3335) قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: نا موسى بن يحيى المروزى، قال: نا زياد بن عبد الله البكائى، عن عبد الملك بن أبى سليمان عن أبى الزبير، عن جابر مرفوعا: ((إذا استيقظ أحدكم من منامه فأراد أن يتوضأ، فلا يدخلنَّ يده فى الإناء حتى يغسلها، فإنه لا يدرى: أين باتت يدُهُ)) . قال الطبرانىُّ: " لم يروه عن عبد الملك إلاَّ زياد، تفرد به موسى. ولا يروى عن جابر إلاَّ بهذا الإسناد " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك!

75

فلم يتفرَّدْ به موسى، بل تابعه إسماعيل بن توبة، عن زياد به. أخرجه ابن ماجة (395) . قال: حدثنا إسماعيل بهذا. وتابعه أيضاً: محمد بن نوح. أخرجه الدارقطنىُّ (1 / 49) . 75- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3390) حدثنا جعفر بن محمد الخاركى البصري، قال: نا هُدبة بن خالد، قال: نا حماد بن الجعد، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((العجماء جبار)) ، وقضى فى الرِّكاز الخُمس. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إلاَّ حمادٌ، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفردا به، بل تابعهما الحكم بن عبد الله، ثنا قتادة بسنده سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (2 / 630) . 76- وأخرج الطبرانىُّ فى " الأوسط " (3496) قال: حدثنا الحسين ابن أحمد بن بسطام. وأيضا (8369) قال: حدثنا موسى بن زكريا قالا: نا محمد بن فراس أبو هريرة الصيرفيّ، ثنا إبراهيم بن أبي الوزير عن موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن شيبة الحجبى، عن عمه مرفوعاً: ((ثلاث يصفين لك ود أخيك: توسع له فى المجلس،

77

وتدعوه بأحب الأسماء إليه، وتدعودُهُ إذا مرض)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عبد الملك بن عمير، إلاَّ إبراهيم بن أبى الوزير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به إبراهيم، بل تابعه أبو المطرف بن أبى الوزير ثنا موسى بسنده سواء. أخرجه الحاكم فى " المستدرك " (3 / 429) من طريق بكار بن قتيبة القاضى، ثنا أبو المطرف. قال الحاكم: " وأبو المطرف: محمد بن أبى الوزير من ثقات البصريين وقدمائهم، لا أعلم أنى علوت له فى حديث غير هذا ". 77- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3513) قال: حدثنا حمزة بن داود ابن سليمان بن الحكم بن الحجاج بن يوسف الثقفى الأُبُلِّيّ، قال: نا سعيد ابن مالك بن عيسى الأُبُلى، قال: نا عبد الله بن محمد بن الأشعث الُحدَّانى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعاً: ((العِدَةُ دَيْنٌ)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، إلاَّ عبد الله بن محمد الحدانى، ولا

78

رواه عنه إلاَّ سعيد بن مالك، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرج أبو الشيخ فى " الأمثال " (249) ، وأبو نعيم فى " الحلية " (8 / 259) ، والقضاعى فى " مسند الشهاب " (6) من طريق بقية بن الوليد، عن أبى إسحاق الفزارى، عن الأعمش، عن أبى وائل، عن ابن مسعود مرفوعاً: ((العدة عطيَّةٌ)) . قال أبو نعيم: " غريبٌ من حديث الأعمش، تفرَّد به الفزارى، ولا أعلم رواه عنه غير بقيَّة ". وقال أبو حاتم: " حديثٌ باطل ". نقله عنه ولدُهُ عبد الرحمن فى " علل الحديث " (2814) . ولعل الطبرانى قصد أنه لا يعرف له إسنادٌ بهذا اللفظ الذى أورده، فإن كان كذلك لم يتعقب عليه بما ذكرتُهُ. والله أعلم. 78- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3546) وكذلك فى " المعجم الكبير " (ج 17 / رقم 786) ، وفى " المعجم الصغير " (1 / 157) قال: حدثنا خلف بن عمرو العكبريّ قال: نا محمد بن معاوية النيسابورى قال: نا ليث بن سعيدٍ، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن عقبة بن عامر مرفوعا: ((من أسلم على يديه رجلٌ، وجبت له الجنةُ)) . قال الطبرانىُّ:

79

" لم يرو هذا الحديث عن الليث، إلاَّ محمد بن معاوية، ولا يروى عن عقبة بن عامر إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به محمد بن معاوية، بل تابعه سعيد بن كثير بن عفير، ثنا الليث به. أخرجه القضاعى فى " مسند الشهاب " (472) . وقد سئل أبو حاتم الرازى – كما فى " علل الحديث " (1980) لولده – عن حديث محمد بن معاوية هذا فقال: " هذا حديثٌ ليس له أصل من حديث يزيد بن أبى حبيب. يروى عن خالد بن أبي عمران قوله وإنما تكلموا فى محمد بن معاوية فى هذا الحديث وغيره " اهـ. وسئل أبو حاتم عن هذا الحديث فى موضع آخر من " العلل " (2024) فقال: " هذا خطأ رواه خالد بن عمرو عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن سعيد بن ميمون مولى لعلي بن أبى طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلٌ ". اهـ 79- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3567) قال: حدثنا خير بن عرفة، قال: نا عروة بن مروان الرقى، قال: نا إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبى سليم، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن ابن مسعود مرفوعاً: ((سباب المسلم فسوقٌ، وقتاله كفرٌ)) . قال الطبرانى:

80

" لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن مصرف، إلاَّ ليث، ولا عن ليث إلاَّ إسماعيل بن عياش، تفرَّد به: عروة بن مروان الرقىُّ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به عروة، بل تابعه أسدُ بن موسى، ثنا إسماعيل بن عياش بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ فى " طبقات المحدثين " (4 / 256) من طريق مقدام، ثنا أسد به. 80- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3625) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن التسترى، قال: نا محمد بن موسى الحرشىّ، قال: نا عبد الله بن عيسى الخزاز، قال: نا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن بكرة مرفوعا: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاَّ الله، فإذا قالوها عصموا منى دمائهم وأموالهم إلاَّ بحقها، وحسابهم على الله عز وجلَّ)) . قال الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن يونس، إلاَّ نا عبد الله بن عيسى، تفرَّد به: محمد بن موسى الحرشى)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به محمد بن موسى، بل تابعه عقبة بن مكرم، قال حدثنا عبد الله بن عيسى بسنده سواء. أخرجه الدارقطنىُّ فى " الجزء الثالث والعشرين من حديث أبى الطاهر الذهلىّ "

81

(رقم 41) قال: حدثنا موسى بن زكريا، قال: حدثنا عقبة بن مكرم به 81 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3628) قال: حدثنا سهيل بن أبى سهيل الواسطىُّ قال: نا محمد بن أبى صفوان الثقفى، قال: نا إبراهيم بن أبى الوزير، قال: نا عمر بن عبيد، عن إبراهيم بن مهاجر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: ((اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما: عبد آبقٌ من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع)) . قال الطبرانىُّ: ((لم يروه عن إبراهيم بن المهاجر، إلاَّ عمر بن عبيد، ولا رواه عن عمر بن عبيد، الاَّ إبراهيم بن أبى الوزير، تفرَّد به بن أبى صفوان)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به ابراهيم، فتابعه بكر عن بكار ثنا عمر بن عبيد بسنده سواء. أخرجه الحاكم (4 / 173) من طريق محمد بن مندة الأصبهانى، ثنا بكر بن بكار. 82 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3684) قال: حدثنا طالب بن قرَّةَ الأذنىُّ، قال: محمد بن عيسى الطبَّاع، قال نا أبو عوانه عن رقبة بن مصقلة، عن على بن الأقمر، عن عون بن أبى جحيفة، عن أبى جحيفة مرفوعاً: ((لا آكل متكئاً)) . قال الطبرانىُّ:

83

((لم يدخل فى هذا الحديث بين " على بن الأقمر " وبين " أبى جحفة ": " عون بن أبى جحفة "، إلا محمد بن عيسى الطبَّاع ورواه جماعةٌ عن: أبى عوانه، عن رقبة، عن على بن الأقمر، عن أبى جحيفة)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به محمد بن عيسى، بل تابعه الهيثم بن جميل بسنده سواء. ذكره ابن أبى حاتم فى " علل الحديث " (1493) . وانظر تفصيل ذلك فى تخريجى لكتاب " الفوائد المنتقاة " (رقم 33) لأبى عمرو السمرقندى وهو قيد الطبع (1) . ولله الحمد. 83- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3742) قال: حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، قال: نا سعيد بن منصور، قال: نا مسكين بن ميمون – مؤذن مسجد الرملة -، قال: نا عروة بن رويم، عن عبد الرحمن بن قرط، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى المسجد الأقصى، فلما رجع كان بين المقام وزمزم وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فطار به حتى بلغ السماوات السبع، فلما رجع قال: ((سمعتُ تسبيحا فى السموات العُلى مع تسبيح كثير، سبحت السموات العلى من ذى المهابة مشفقاتٍ لذى العُلُوِّ بما علا: سبحان العلىِّ الأعلى، سبحانه وتعالى)) . قال الطبرانىُّ: (1) ثم طبع. والحمد لله

84

((لم يرو هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: سعيد بن منصور)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ به سعيدٌ. فقال نعيم الأصبهانى فى " عوالى سعيد بن منصور " (ص 37) بعد أن روى هذا الحديث من طريق الطبرانىّ هنا؛ قال: ((ومسكين بن ميمون هو الرملىُّ، روى عنه هشام بن عمار وغيرُهُ هذا الحديث)) اهـ. 84 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3787) قال: حدثنا علىُّ بن أحمد بن النضر الأسدىُّ قال: نا عبيد الله بن عائشة التيمىِّ، قال: نا صفوان بن عيسى، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه)) . قال الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن أبى هريرة، إلاَّ عطاء، ولا عن عطاء، إلاَّ طلحة، ولا عن طلحة إلاَّ صفوان بن عيسى، تفرَّد به: ابن عائشة)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّدْ عطاء ولا صفوان. فأما عطاء؛ فقد تابعه اثنان مما وقفت عليهما: الأول: عمران بن أبى أنس، عن أبى هريرة مرفوعاً فذكره.

85

أخرجه ابن أبى الدنيا فى " قضاء الحوائج " (53) ، وأبو الشيخ فى ((الأمثال)) (69) ، والدارقطنى فى " الأفراد " – كما فى " اللآلئ المصنوعة " (2 / 80) -. الثانى: عبد الرحمن المدنى، عن أبى هريرة مرفوعاً. أخرجه العقيلىُّ فى " الضعفاء" (2 / 321) . اما صفوان بن عيسى، فتابعه اثنان أيضا: الأول: زيد بن الحباب، عن طلحة بن عمرو بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ فى " الأمثال " (70) . الثاني: سفيان الثورى، عن طلحة. أخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (1287) ، والخطيبُ فى" تاريخه " (11 / 43 و 13 / 158) . 85 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3827) قال: حدثنا علىُّ بن سعيد الرازى، قال: نا محمد بن أبى عتَّاب أبو بكر الأعيَنُ، قال: نا محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال: نا أبى، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله، ? نساؤكم حرث لكم ? رخصه فى إتيان الدُّبُر. قال الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، إلاَّ يحيى بن سعيد، تفرَّد به: محمد بن يحيى)) .

86

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد بن يحيى بن سعيد، بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدراوردىّ عن عبيد الله بن عمر مثله. أخرجه الدارقطنىُّ فى " غرائب مالك " – كما فى " فتح البارى " (8/ 190) و " التغليق " (4 / 181) وكلاهما للحافظ ابن حجر، وقد تعقب الطبرانى، فانظر بحثه هناك. ولله الحمدُ. وانظر رقم (165) . 86 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3865) قال: حدثنا علىُّ بن سعيد الرازى، قال: نا نوح بن أنس الرازى، قال: نا عمرو بن حمران، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((لا يحافظ على صلاة الضحى إلاَّ أوابٌ)) . قال الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو، إلاَّ عمرو ابن حمران)) . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد ابن حمران، بل تابعه ثلاثة ممن وقفت على أحاديثهم: أولهم: خالد بن عبد الله، ثنا محمد بن عمرو بسنده سواء. أخرجه ابن خزيمة فى " صحيحه " (1224) ، والحاكم فى " المستدرك " (1/314) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقىِّ، ثنا خالد بن عبد الله. قال ابن خزيمة:

((لم يتابع هذا الشيخ: إسماعيل بن عبد الله على ايصال هذا الخبر، رواه الدراوردىُّ عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة مرسلاً، ورواه حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة قوله)) اهـ. فتعقب شيخنا أبو عبد الرحمن الألبانى حفظه الله تعالى ابن خزيمة فى تعليقه على " صحيحه " فقال: ((وقد توبع ابن زرارة عليه خلافا للمؤلف، كما تراه مبيناً فى " الأحاديث الصحيحة " (1994)) ) ! . فرجعت إلى " الصحيحة " فى الرقم المذكور فوجدت أن الشيخ قد رد كلام ابن خزيمة بذكر ثلاثةٍ رووه عن محمد بن عمرو موصلا ً! . قُلْتُ: رضى الله عنك! فلا يتم التعقب على ابن خزيمة إلاَّ اذا ذكرنا متابعاً لابن زرارة عن خالد بن عبد الله، ولو قال ابن خزيمة: " لم يتابع خالد بن عبد الله على وصله " فيستدرك عليه بما ذكره الشيخ حفظه الله. والله الموفق. الثانى: محمد بن دينار، عن محمد بن عمرو مثله سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (6 / 2205) ، والأصبهانى فى " الترغيب " (1941) من طريق أبى بدر عباد بن الوليد، قال: حدثنى قيس ابن حفص، ثنا محمد بن دينار. الثالث: عاصم بن بكار الليثى، عن محمد بن عمرو مثله سواء. أخرجه ابن شاهين فى " الترغيب " (127 / 2) قال: حدثنا محمد يحيى البصرى، ثنا إبراهيم بن فهد، ثنا الفضل بن الفضل أبو عبيدة، ثنا عاصم بن بكار.

87

87 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (3919) من طريق عثمان بن أبى شيبة، قال: نا الوليد بن عقبة، عن حمزة الزيات، عن حبيب بن أبى ثابت، عن ميمون بن أبى شبيب، عن سمرة بن جندب مرفوعاً: ((البسوا الثياب البيض، فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن حمزة، إلاَّ الوليد، تفرَّد به: عثمان ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به الوليد، بل تابعه يحيى بن أبى بكير، قال ثنا حمزة الزيات بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ فى " الطبقات " (751) قال: حدثنا الحسن بن محمد ابن دكة، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبى بكير، قال: ثنا يحيى بن أبى بكير. 88 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (4074) قال: حدثنا علىُّ بن سعيد، قال: نا الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازى، قال: نا الصباح بن محارب، قال: نا محمد بن سوقة، عن علىّ بن أبى طلحة، عن ابن عباس مرفوعا: ((النجوم أمانٌ لأهل السماء، وأصحابى أمانٌ لأمتى)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سوقة، إلاَّ الصباح، تفرَّد به: الحسين بن عيسى ".

89

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به الصباح، بل تابعه القاسم بن غصن، ثنا محمد بن سوقة بمثله. أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (رقم 6687) ! وانظر رقم (123) . 89 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (4096) قال: حدثنا علىُّ بن سعيد الرازى، قال: نا حفص بن عمر المهرقانىُّ، قال: نا عبد الله بن عبد العزيز ابن أبى رواد، عن أيوب بن عائذٍ، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبى، عن ابن عباس مرفوعاً: ((طلب العلم فريضة على كل مسلمٍ)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبى خالد، إلاَّ أيوب، ولا عن أيوب إلاَّ عبد الله ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الله بن عبد العزيز، بل تابعه سعيد بن منصور الخراسانى قال: نا عائذ بن أيوب، عن إسماعيل بن أبى خالد بسنده سواء. أخرجه تمام الرازي فى " الفوائد " (رقم 53) . وقد اضطرب عبد الله بن عبد العزيز فى إسم شيخه، فمرة يقول " عائذ بن أيوب " ومرة يقول: " أيوب بن عائذ ". وقد فصلت الكلام عليه فة " جنة المرتاب " (ص 98 – من الطبعة الجديدة أن شاء الله) .

90 – وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 4218) قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطيُّ، قال: نا عبد الرحمن بن المبارك العيشيُّ، قال: نا الربيع بن بدر، قال: نا النَّهاسُ بن قَهْم، عن عطاء بن أبى رباح، عن ابن عباس مرفوعاً: ((لا يجوز نكاحٌ إلاَّ بولىِّ، وشاهدين، ومَهْرٍ ما كان، قلَّ أم كثر)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عطاء، عن ابن عباس، إلاَّ النَّهاسُ ابن قَهْم، ولا عن النَّهاسُ إلاَّ عبد الرحمن بن قيس الضبىّ ". ورواية عبد الرحمن هذه: أخرجها الطبرانىُّ فى " الأوسط " (رقم 6169) من طريقه عن النَّهاسُ ابن قَهْم، بسنده سواء بلفظ " لا نكاحٌ إلاَّ بولىِّ " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به النَّهاسُ، فتابعه حجاج بن أرطاة، عن عطاء بسنده سواء. أخرجه الطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 11 / رقم 11298) ، ومحمد بن سعيد الحرانى فى " تاريخ الرقة " (ص 58) ، وابن الحطاب فة " مشيخته " (ص 143 – 144) .

91

91 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 4558) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، قال نا يوسف بن حماد المعْنىٌّ، قال: نا عبد الأعلى، قال: نا قرَّة بن خالد، عن عمر بن دينار، لا أعلمهُ إلاَّ عن جابر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يوم حُنين: ((الآن حمى الوطيس)) . ثم قال: ((هزموا وربِّ الكعبة، هزموا وربِّ الكعبة)) . وأخرجه ابن المقرى فى " معجمه " (ج 1 / ق 27 / 2) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن على بن بحر البرِّى الشيخُ الصالحُ، ثنا يوسف بن حماد المعنىُّ بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عمر بن دينار، إلاَّ قرَّة بن خالد، ولا عن قرَّة إلاَّ عبد الأعلى، تفرَّد به: يوسف بن حماد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به يوسف بن حماد، بل تابعه العباس بن يزيد البصرى، ثنا عبد الأعلى فذكره. أخرجه أبو الشيخ فى " كتاب الأمثال " (218) ، قال حدثنا أبو محمد بن أبى حاتم، ثنا العباس بن يزيد. 92 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 4582) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، قال نا الحسن بن على بن يزيد الصُّدائى، قال: نا أبى، عن حفص بن سليمان، عن الهيثم بن عقاب، عن محارب بن دثار، عن ابن

عمر مرفوعاً: ((من أمَّ قوماً، وفيهم من هو أقرأ لكتاب الله منه، لم يزل فى سفالٍ إلى يوم القيامة)) . قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن ابن عمر، إلاَّ بهذا الإسناد تفرَّد به: الحسن بن علىُّ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به الحسن، بل تابعه سليمان بن توبة، ثنا علىُّ بن يزيد بسنده سواء. أخرجه العقيلىُّ فى " الضعفاء " (4 / 355) قال: حدثنا عيسى بن موسى الخُتُلى، ثنا سليمان بن توبة فذكره. قال العقيلى: " الهيثم بن عقاب مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلاَّ به "

93

93- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 4679) قال: حدثنا أبو زرعة، قال: نا عمرو بن عثمان قال: نا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر مرفوعاً: ((مررتُ ليلة أسرى بى بالملأ العلى، وجبريل كالحلس البالى من خشية الله عز وجل)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحدبث عن عبد الكريم، إلاَّ عبيد الله بن عمرو ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبيد الله بن عمرو، بل تابعه موسى بن أعين، عن عبد الكريم بسنده سواء. أخرجه ابن أبى عاصم فى " السنة " (621) ، ومن طريقه الأصبهانى فى " الحجة " (ج 1 / رقم 248) قال: حدثنا أيوب الوزان، ثنا عروة بن مروان نا عبيد الله بن عمرو، وموسى بن أعين، عن عبد الكريم. 94- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 4742) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن سلم، قال: نا سهل بن عثمان، قال: نا حفص بن غياث، ن ليث، عن محمد بن المنكدر، عن أم ذرة، عن عائشة مرفوعا: ((أنا وكافل اليتيم – له أو لغير هـ – فى الجنة، والساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن أم ذرَّةٍ إلا محمد بن المنكدر، ولا عن محمد بن المنكدر إلاَّ ليث، ولا عن ليث إلاَّ حفص، تفرَّد به سهل بن عثمان ".

95

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به سهل، فتابعه عبد الرحمن بن صالح الأزدى، ثنا حفص مثله. أخرجه أبو يعلى فى " مسنده " (ج 8 /رقم 4866) قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالحٍ بهذا. وانظر رقم (795) . 95 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 4749) قال: حدثنا عبد الرحمن ابن سلمٍ، قال: نا سهل بن عثمان، قال: نا أبو المنذر الورَّاق، عن الجريرى، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد مرفوعاً: ((إن ربكم واحد، وأباكم واحد، ولا فضل لعربىِّ على عجمىِّ، ولا لعجمىِّ على عربىِّ، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر؛ الاَّ بالتقوى)) . وأخرجه أبو الشيخ فى " التوبيخ " (245) قال: أخبرنا أبو يحيى، نا سهل ابن عثمان بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن الجريرى، إلاَّ أبو المنذر الورَّاق، تفرَّد به سهل بن عثمان ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو المنذر، وهو يوسف بن عطية – وهو واهٍ فقد جعفر بن سليمان، عن الجريرى، عن أبى نضرة، لا أعلمه إلاَّ عن أبى سعيد مرفوعاً فذكر نحوه. أخرجه البزار فى " مسنده " (3583 – كشف) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن

96

السكن، ثنا حبان بن هلال، ثنا جعفر بن سليمان (1) بهذا. قال البزار: " ولا نعلمه يروى عن أبى سعيد، إلاَّ من هذا الوجه ". 96- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 4802) قال: حدثنا عبيدُ بن خلف القطيعىُّ، قال: نا عمرو بن محمد الناقدُ، قال نا معتمر بن سليمان، عن ليث بن أبى سليم، عن زاصل الأحدب، عن أبى وائل، عن ابن مسعود مرفوعاً: ((إنَّ آخر ما حفظ من كلام النبوة: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن واصلٍ، إلاَّ ليث، تفرَّد به معتمر، ولا يروى عن ابن مسعود إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وقفت له على طريق آخر إلى أبى وائل. أخرجه أبو عمرو السمرقندى فى " الفوائد المنتقاة " (57 - بتحقيقى) من طريق أبى أمية الطرسوسى، ثنا طلق بن غنام، ثنا شريك، عن منصور، عن أبى وائل - أراه - عن ابن مسعود مرفوعاً. (1) وقع فى " مطبوعة البزار ": " جعفر بن سليمان الجزريّ، عن أبى نضرة كذا! وصوابه: " جعفر بن سليمان، عن الجريرى. "

97

97- وأخرج أيضاً فى " الاوسط" (رقم 5321) قال: حدثنا محمد بن السرىّ قال: نا ابراهيم بن زيادٍ - سبَلانُ - قال: نا أبو معاوية، قال: نا محمد بن إسحاق، عن جميل بن أبى ميمونة، عن عطاء بن يزيد الليثى، عن أبى هريرة مرفوعا: ((من خرج حاجاًّ فمات، كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمراً فمات، كتب له اجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازى إلى يوم القيامة)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن يزيد الليثى، إلاَّ جميل بن أبى ميمونة، ولا عن جميلٍ، إلاَّ محمد بن إسحاق، تفرد به: أبو معاوية ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به جميلٌ، بل تابعه هلال بن ميمون الفلسطينى، فرواه عن عطاء بن يزيد الليثى بسنده سواء. أخرجه ابن صاعد فى " مجلسين من الأمالى " (ق 65 / 1) ، ومن طريقه أبو نعيم فى " أخبار أصبهان " (2/ 21) ، وابن شاهين فى " الترغيب " (324) 98- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 5355) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبى خثيمة، قال: نا عيسى بن شاذان، قال: نا الحر بن مالك العنبرى، قال: ثنا مبارك بن فضالة، عن على بن زيد، عن أنس – أحسبه -، عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: ((أطفال المشركين خدمُ أهل الجنة)) . قال الطبرانىُّ:

99

فلم يتفرَّد به الحرُّ بن مالك، بل تابعه حجاج بن نصير، عن المبارك بسنده سواء أخرجه البزار فى " مسنده " (3 / 31 – كشف الأستار) قال: حدثنا الفضل بن سهل، ثنا الحجاج بن نصير. 99- وأخرج الحاكم فى " التفسير " (2 / 511 – 512) وعنه البيهقيُّ فى " البعث " (521) قال: أخبرنى أبو بكر الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، سمعت ابن عباس رضى الله عنهما وسئل عن هذه الآية ? إنَّها تَرمِى بِشَرَرٍ كَالقَصرَ ? قال: كنا فى الجاهلية نقصر الخشب ذراعين أو ثلاثة، فنرفعه فى الشتاء، ونسميه القصر. قال: وسمعت ابن عباس وسئل عن ? جمالاتٍ صفر ? قال: حبال السُّفن، يجمع بعضها إلى بعض، حتى يكون كأوساط الرجال. قال الحاكم: " هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ولم يخرجاه. " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلا وجه لستدراك هذا على البخاريّ فقد أخرجه فى " كتاب التفسير " (8 / 687) والبيهقيّ فى " البعث " (520) من طريق الحسين بن إسحاق بن يزيد القطان قالا: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان الثوري بهذا الإسناد بشطره الأول. ثم أخرجه عقبة (8 / 688) قال: حدثنا عمرو بن عليّ، حدثنا يحيي،

100

أخبرنا سفيان بهذا بشطره الثانى. وأخرجه عبد الرزاق فى " تفسيره " (3 / 341) عن سفيان بهذا الإسناد. وأخرجه ابن جرير (29 / 146 / 148) قال: حدثنا أبو كريب، ثنا وكيع عن الثوري بهذا بتمامه. ثم رواه من طريق مؤمل بن إسماعيل ومهران بن أبى عمر الرازيّ كلاهما عن سفيان بهذا. 100- وأخرج الطبرانىُّ فى " الأوسط " (رقم 5424) وفى " المعجم الصغير " (810) ومن طريقه الخطيب فى " الفقيه والمتفقه " (2) قال: حدثنا محمد ابن إبراهيم بن أبان السراج البغداديّ، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة مرفوعا: ((من يُرِدِ الله بِهِ خَيرَاً، يُفَقِّههُ فى الدِّينِ)) وأخرجه الدارقطنىُّ فى " العلل " (9 / 267) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الغوي، ثنا عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلي (5855) ومن طريقه الخطيب فى " الفقيه " (3) قال: حدثنا محمد بن المنهال أخو حجاج، والطحاويُّ فى " المشكل " (1691) عن سُرَيج بن النعمان. والخطيب فى " الفقيه " (3) عن محمد بن أبى بكر والآجريّ فى " أخلاق العلماء " (ص 27 – 28) وابن عبد البر فى " جامع العلم " (1/ 19) والخطيب فى " الفقيه " (2) عن سليمان بن داود الشاذكوني قالوا: ثنا عبد الواحد بن زياد بهذا، وعند بعضهم زيادة ((إنما أنا قاسم والله يعطى))

قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلاَّ معمر، تفرَّد به: عبد الواحد بن زياد " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الواحد بن زياد، فتابعه عبد الأعلي بن عبد الأعلي، عن معمر بإسناده سواء. أخرجه ابن ماجة (220) قال: حدثنا بكر بن خلف، أبو بشر. وأحمد فى " المسند " (2 / 234) قالا: ثنا عبد الأعلي بن عبد الأعلي عن معمر بن راشد بهذا الإسناد والزيادة عند أحمد. قُلْتُ: كذا رواه معمر بن راشد، ووهم فيه، وقد تكلَّم العلماء فى رواية أهل البصرة، عن معمر، فقد وقعت منه أوهام فى البصرة حملها عنه أهلها، وعبد الواحد بن زياد وعبد الأعلي بصريان. وقد رواه عبد الرزاق فى " المصنَّف " (20851) ضمن حديث، عن معمر عن الزهريّ، عن رجل، عن أبي هريرة مرفوعا. وقد إختلف أصحاب الزهري عليه فى إسناده. فرواه شعيب بن أبى حمزة، عنه، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة. أخرجه النسائيُّ فى " كتاب العلم " (5839 – الكبري) قال: أخبرنى محمد بن يحيي بن عبد اللع، هو الذهلي، قال: ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب ابن أبي حمزة بهذا.

وذكر الدارقطني فى " العلل " (9 / 266) رواية شعيب هذه، ثم قال: " قاله أبو عبد الرحيم الجوزجاني، عن أبى اليمان، عن شعيب " وكلامه يوهم أن أبا عبد الرحيم واسمه: محمد بن أحمد بن الجرَّاح، وهو ثقة، تفرَّد به عن أبي اليمان، وليس كذلك، وقد رأيت أن الذهلي تابعه عند النسائيّ-. ورواه يونس بن يزيد، عن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية ابن أبي سفيان مرفوعاً. أخرجه البخاريّ فى " كتاب العلم " (1 / 164) ، ومن طريقه ابن عبد البر فى " جامع العلم " (1 / 20) ، والبغوي فى " شرح السنة " (1 / 284) قال: حدثنا سعيد بن عفير، ثنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد مثله وزاد: ((وَإنَما أَنِا قَاسمٌ، والله يُعطى، ولن تَزَالَ هذه الأمةُ قائمةً على أمر اللهِ، لا يضُرُّهم منْ خالفَهَم، حتَّى يأتىَ أمر اللهِ.)) وأخرجه البخاري فى " الإعتصام " (13 / 293) قال: حدثنا إسماعيل، ثنا ابن وهب بهذا. وأخرجه الطحاويُّ فى " المشكل " (1683) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب وابن عبد البر فى " الجامع " (1 / 20) عن سحنون قالا: ثنا ابن وهب بتمامه. وأخرجه مسلم فى الزكاة (1037 / 100) قال: حدثنا حرملة بن يحيي، ثنا ابن وهب بهذا دون قوله: ((ولا تزال)) . وأخرجه الآجري فى " أخلاق العلماء " (ص 28) ، وابن حبان (89) ،

101

والطبرانى فى " الكبير " (ج 17 / رقم 756) ، والخطيب فى "الفقيه" (17) ، والأصبهانىّ فى الترغيب (2107) من طريق ابن وهب، عن يونس بمحلِّ الشاهد منه. . . . وتوبع يونس بن يزيد. تابعه عبد الوهاب بن أبى بكر، فرواه عن ابن شهاب بسنده سواء. أخرجه أحمد (4 / 101) قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعىّ والدرامىّ (1/64 – 65) ، والطبرانىُّ فى " الكبير " (755) عن عبد الله بن صالح قالا: ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبى بكر بهذا. وهذا الوجه هو المحفوظ كما جزم بذلك الدارقطنىّ وغيره. والله أعلم 101 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 5494) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبةٍ، قال: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا أبى عبيدة الحداد، ثنا محتسب بن عبد الرحمن، عن ثابت البُنانى، عن أنس بن مالك مرفوعاً: ((متى ألقى إخوانى؟ قالوا: يا رسول الله! ألسنا إخوانَكَ؟ قال: أنتم أصحابى وإخوانى الذين آمنوا بى ولم يرونى)) . وأخرجه أبو يعلى (ج 6 / رقم 3390) قال: حدثنا الفضل بن صباح، أبو العباس، حدثنا أبو عبيدة الحداد بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن ثابت البُنانى، إلاَّ محتسب بن عبد الرحمن، تفرَّد به:

102

أبو عبيدة الحداد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به محتسبُ، بل تابعه جَسْرُ بن فرقدٍ، عن ثابت البُنانى، عن أنس مرفوعاً. أخرجه أحمد (3 / 155) قال: حدثنا هشام بن القاسم، ثنا جسرٌ. 102 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 5552) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمىّ، قال: ابراهيم بن محمد الشافعى، قال: سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عمرو بن دينار، إلاَّ سفيان بن عيينة، ولا رواه عن سفيان، إلاَّ ابراهيم بن محمد الشافعى، وأسدُ بن موسى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به لا ابراهيم ولا أسدُ، بل تابعهما الحجاج بن منهال: ثنا ابن عيينه بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم فى " أخبار أصبهان " (1 / 337) . وتابعه سعيد بن عبد الرحمن المخزومىّ، ثنا ابن ابن عيينه بهذا. أخرجه ابن المقرىء فى " معجمه " (ج 7 / ق 142 / 1) وأبو نعيم فى

103

" أخبار أصبهان " (1 / 337) . 103 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 5588) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمىّ، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: نا أبو بكر بن عياش، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة قال: أصاب رجلاً حاجةٌ، فخرج إلى البرية، فقالت امرأتُهُ: اللهم ارزقنا ما نعتجن وما نختبز، فقال: من أين هذا؟ قالت: من رزق الله فكنس ما حول الرحا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو تركتها لدارت – أو قال: طحنت – إلى يوم القيامة " وأخرجه البزار (3687 – كشف) قال: حدثنا العباس بن أبى طالب، والبيهقىُّ ف "الشعب " (1339) من طريق مطيِّن، وفى " الدلائل " (6 / 105) من طريق العباس بن محمد الدورىّ، والعقيلى (2 / 189) قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطىّ قالوا: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سيرين، إلاَّ هشام بن حسان، ولا عن هشام بن حسان، إلاَّ أبو بكر بن عياش، تفرَّد به: أحمد بن يونس ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

104

فلم يتفرَّد به أحمد بن يونس، بل تابعه أسود بن (1) عامر، ثنا أبو بكر بن عياش بسنده سواء. أخرجه أحمد (2 / 513) بنحوه وزاد: شهد النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " والله لإن يأتى أحدكم صيراً، ثمَّ يحمله، يبيعه فيستعف به، خير له من أن يأتى رجلاً يسأله. " 104 - وأخرج أيضا فى (رقم 5608) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمىّ، قال: نا من طريق الحسين بن عبد الأول، قال: نا أبو خالد الأحمر، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن هبد الله بن عمرو مرفوعاً: " الخيرُ كثيرٌ، ومن يعمل به قليلٌ ". وأخرجه البزار (237) وابن أبى العاصم فى "السنَّة " (40) ، والبيهقىُّ فى " الشعب " (11265، 770) من طريق حسين بن عبد الأول بهذا. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبى خالد، إلاَّ أبو خالد الأحمر، ولا رواه عن أبى خالد، إلاَّ الحسين بن عبد الأول، وأسد بن موسى ". وأمَّا رواية أسد بن موسى فأخرجها النسائىُّ فى " اليوم والليلة " (813) بلفظ أطول. قُلْتُ: رضى الله عنك! (1) وسئل أحمد عن هذا الحديث كما فى " المنتخب من علل الخلال " (ص 182) لابن قدامة، فقال: ((ما ادري أيش هذا. أبو بكر يضطرب عن هؤلاء. .)) واستغربه ابن كثير كما فى " البداية والنهاية " (6 / 119) .

105

فلم يتفرَّد به لا الحسين ولا أسد، بل تابعهما أحمد بن عمران الأخنسىُّ، ثنا أبو خالد الأحمر بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ فى " كتاب الأمثال " (21) ، وابن عدىّ فى " الكامل " (3 / 1130) ، والخطيب فى " تاريخه " (8 / 177) . 105 - وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 5645) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمىّ، قال: نا حفص بن عمر الدُّورى المقرئ، قال: ثنا أبو إسماعيل المؤِّدب، قال: ثنا عيسى بن المسيب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما نزلت هذه الآية ? مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ربِّ! زد أمتى " فنزلت ? مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ? قال:: " ربِّ! زد أمتى "، فنزلت ? إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب ? قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن نافع، إلاَّ عيسى بن المسيب، ولا عن عيسى، إلاَّ أبو إسماعيل المؤِّدب، تفرَّد به: حفص بن عمر الدُّورى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو إسماعيل، فتابعه خالد بن يزيد، عن عيسى بن المسيب بسنده سواء.

أخرجه ابن مروديه فى " تفسيره " – كما فى " تفسير ابن كثير " (1 / 469) . وأيضاً: لم يتفرَّد به حفص بن عمر الدُّورى، فتابعه: إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، ثنا أبو إسماعيل المؤِّدب بسنده سواء. أخرجه ابن أبى حاتم فى " تفسيره " - كما فى " ابن كثير " (1 / 469) . 106 – وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5694) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميّ، قال: نا حسين بن عبد الأول، قال: ثنا محمد بن بشرٍ، عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد الضبعى، عن أنسٍ مرفوعاً: ((الحج فى سبيل الله، النفقةُ فيه: الدرهم بسبعمائةٍ)) . قال الطبرانىُّ: " هكذا روى هذا الحديث محمد بن أبى إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد الضبعى، عن أنس بن مالكٍ، ورواه عطاء بن السائب، عن حرب بن زهير، عن ابن بريدة، عن أبيه، ولم يروه عن محمد بن أبى إسماعيل، إلا محمد بن بشر، تفرَّد به: حسين بن عبد الأول ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به حسينٌ، بل تابعه علىُّ بن المدينى، قال: حدثنا محمد بن بشر بسنده سواء. أخرجه البخارىُّ فى " التاريخ الكبير " (2 / 1 / 63) . وأمَّا حديثُ عطاء بن السائب الذى أشار إليه الطبرانىُّ رحمه الله: فأخرجه أحمد (5/ 354- 355) ، والبخارىُّ فى " التاريخ " (2 /1 / 63) ،

107

والبيهقىُّ فى " الكبرى " (4 / 332) ، وفى " الشعب " (8/64، 65) ، وأبو بكر بن مكرم فى " الفوائد " (ج 2 / ق 432 / 2) ، والخلعى فى " الخلعيات " (ج7 /ق 49/1) من طرق عن عطاءٍ. وقد اختلف عليه فيه. وقد فصَّلْتُ ذلك فى " النافلة فى الاحاديث الضعيفة والباطلة " (رقم 148) فراجعه غير مأمورٍ. والله الموفقُ. 107- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5723) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميّ، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر بن أبى شيبة قالا: ثنا محمد بن الحسن الأسدى، قال: ثنا أبو هلال، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((سبابُ المسلم فسوقٌ، وقتالُهُ كفرٌ)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن ابن سيرين، إِلاَّ أبو هلال، تفرَّد به محمد بن الحسن، ولا يروى عن أبى هريرة، إِلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فللحديث طرقٌ أخرى عن أبى هريرة. منها ما: أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (رقم 8552) قلتَ: حدثنا معاذ بن المثنى قال: نا محمد بن عبد الله الخزاعي، قال: نا رجاءٌ أبو يحيي – صاحبُ السقط -، عن يحيي بن أبى كثير، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حالت شفاعته دون حدٍّ من حدود الله فقد ضادَّ الله فى ملكِه، وأعانَ علي خصومةٍ لا يعلمُ أحقٌّ أو باطل فهو فى سخط الله

108

، حتى ينزعَ، ومن مشي مع قومٍ يُرِى أنَّه شَاهِدٌ وليس بشاهد فهو كشاهد زُورٍ، ومن تحلًّمَ كاذباً كُلِّفَ أن يعقِد بين طرفيّ شعيرةٍ، وَسِبَابُ المسلِمِ فُسُوقٌ وقتالُه كُفرٌ)) . ثم قلت: لم يرو هذا الحديث عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة إلاَّ رجاء، أبو يحيي. ووقع بعض هذه الطرق عند: إسحاق بن راهوية فى " مسنده " (400) ، وابن نصر فى " تعظيم قدر الصلاة " (1101، 1102) ، وأبى نعيم فى " الحلية " (8/ 359) ، والخطيب فى " التاريخ " (3/ 397) ، وفى " تلخيص المتشابه " (606 / 2) ، والبيهقى فى " الشعب " (ج7 / رقم 11157) . 108- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5728) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميّ، قال: ثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق قال: نا أبى عن السرىّ بن إسماعيل، عن الشعبىِّ، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله‍‍‍! ‍ إن لى أهلاً، وأمّاً، وأباً، فأيُّهم أحقُّ بصلتى؟ قال: ((أمَّك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثم أدناك أدناك)) قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن الشعبى، إلاَّ السرىُّ بن إسماعيل، ولا يروى عن ابن مسعود إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به السرىُّ، ثم إنَّ له إسناداً آخر عن ابن مسعود.

109

أمَّا السرىُّ بن إسماعيل، فقد تابعه محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن الشعبيّ بسنده سواء. أخرجه البزار فى " مسنده " (1888 – كشف الأستار) وقال: " لا نعلمه يروى عن الشعبى، عن مسروق إلاَّ من حديث ابن أبى ليلى والسرىُّ ". أمَّا الإسنادُ الآخر: فأخرجه البزار (1887) ، والبيهقىُّ فى " الشعب " (ج13 / رقم 7459) من طريق حرمى بن حفص، ثنا زياد بن عبد الرحمن، عن عاصم بن بهدلة، عن أبى وائل، عن ابن مسعودٍ مرفوعاً: ((اليدُ العُليَا خيرٌ من اليدِ السُّفلَى، وابدأ بمن تعولُ: أمكَ، وأباك، وأختك، وأخاك، وأدناك أدناك)) . قال البزار: " لا نعلم رواه عن عاصمٍ هكذا، إلاَّ زيادٌ ". 109- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5755) قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرميّ قال: نا خلف بن هشام البزار، قال: نا عيسى بن ميمون، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه مرفوعاً: ((لا تقولوا: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذلك القرآنُ كلُّه، ولكن قولوا: السورة التى يُذكر فيها البقرة، والسورة التى يذكر فيها آل عمران، وهكذا القرآن كله)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن موسى بن أنس، إلاَّ عبيس بن ميمون، تفرَّد به:

110

خلف بن هشام، ولا يروى عن أنس إلاَّ بهذا الإسناد. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به خلفٌ، بل تابعه أبو طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، عن عبيس ابن ميمون بسنده سواء. أخرجه البيهقىُّ فى " الشعب " (ج5 / رقم 2346) من طريق يحيي بن أبى طالبٍ، قال: أخبرنى أبى.. فذكره. 110- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5774، 5775) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميّ قال: نا إسحاق بن زيد الخطابيّ قال: نا محمد بن سليمان بن أبى داود، قال: ثنا المثنى أبو حاتم العطار، قال: نا عبيد الله بن العيزار، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((أقيُلوا الكِرَامِ عَثَراتِهِم)) . وبإسناده قال: ((تَهَادُوا تَزدَادُوا حُبَّا)) . وأخرجه أبو عروبة الحرانيّ فى " حديثه " (38) ، ومن طريقه القضاعيّ فى " مسند الشهاب " (655) قال: حدثنا إسحاق بن زيد بهذا. وأخرجه الدولابيّ فى " الكني " (1 / 142 – 143) قال: أخبرنى أحمد بن شعيب – هو النسائيُّ -، أبنا محمد بن سليمان بهذا. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذين الحديثين عن عبيد الله بن العيزار، إلاَّ المثنى أبو حاتم، ولا رواهما عن المثنى، إلاَّ محمد بن سليم بن أبى داود، وريحان بن سعيد ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

فلم يتفرد به محمد بن سليمان ولا ريحان بن سعيد، فتابعهما عرعرة بن البِرِند، قال: نا المثنى أبو حاتم بهذا الإسناد سواء. بلفظ: ((تَهَادُوا تَزدَادُوا حُبَّا وهَاجِروا تُوَرِّثُوا أولادكم مَجدَاً، وأقيُلوا الكِرَامِ عَثَراتِهِم)) . أخرجتُهُ أنت فى " الأوسط " (7240) قلتَ: حدثنا محمد بن يحيي، نا يحيي بن محمد بن السكن، نا ريحانُ بن سعيد، ثنا عرعرة بن البرند بهذا. وابن البرند روى عن المثنى أبي حاتم، وروى عنه: ريحان بن سعيد كما فى ترجمة " عرعرة " من " تهذيب الكمال " (19 / 553) . وتابعهما أيضا: أحمد بن عبد الملك بن واقد، قال: ثنا المثنى أبو حاتم بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ فى " الأمثال " (125) قال: حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا محمد بن يحيي النيسابورى، حدثنا أحمد بن عبد الملك. ? تنبيه ? قال الهسثمي فى " مجمع الزوائد " (4 / 146) : والمثني أبو حاتم، لم أجد من ترجمه، وكذلك عبيد الله بن العيزار. قُلْتُ: رضى الله عنك! فأمَّا المثنى فهو ابن بكر العبدي العطار، أبو حاتم، ترجمه العقيليّ فى " الضعفاء " (4 / 248) وقال: " لا يتابع علي حديثه ". وأما عبيد الله بن العيزار، فترجمه غير واحد منهم: ابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (2 / 2 / 330) ونقَلَ عن ابن المدينيّ أنه قال: " ثقة ". وقد وقع للهيثميّ رحمه الله فى هذا الكتاب عدَّة أوهام، لعله بسبب إتساع مادته.

111

وذكر الحافظ فى " الدرر الكامنة " أنَّه تعقَّب الهيثميّ فى هذا الكتاب، فبلغ ذلك الهيثمي، فشقَّ عليه قال الحافظ: " فتركتُه رعايةً له. "! ولو فعل لكان أجود، لأنه نصيحةٌ وصيانةٌ للعلم، وقد رأينا رجالاً تعلّضقوا بنقد الهيثميّ فى هذا الكتاب مع أنَّهُ مخالف لأساطين النقاد.، واستشهدوا بمئات الأحاديث المنكرة بناءً على قول الهيثميّ " رجاله ثقات " أو " رجاله رجال الصحيح " أو خطئه فى توثيق راوٍ. وسيأتي طائفة من أوهام الهيثمي فى هذا الكتاب. 111- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5855) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد أبو عمر الضرير، قال: نا أحمد بن يونس، قال: نا أبو بكر بن عيَّاش، عن هشام بن حسَّان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((لا يباشرُ الرَّجلَ الرَّجلَ، ولا تباشرُ المرأةُ المرأةَ)) . وأخرجه الطبرانيّ فى " الصغير " (653) قال: حدثنا عبد الله بن أبي عَرَابة الكوفيّ، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس بهذا الإسناد. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن ابن سيرين، إلاَّ هشامٌ، ولا عن هشام، إلاَّ أبو بكر، تفرَّد به: أحمد بن يونُسَ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أحمد بن يونس، فتابعه أسود بن عامر، ويحيى بن يعلى ابن الحارث المحاربى قالا: حدثنا أبو بكر بن عيَّاش بسنده سواء. أخرجه أحمد (2 / 325- 326) ، والطحاوى فى " المشكل " (ج8 / رقم

112

3258) . 112- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (5953) قال: حدثنا محمد بن محمد التمَّارُ قال: نا أبو يعلى التَّوَّزى، قال: نا سفيان بن عيينة، عن حصين، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر مرفوعاً: ((المؤمن الذى يخالطُ الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذى لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم)) . قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن حصينٍ، إلاَّ سفيانبن عيينة، تفرَّد به: أبو يعلى التوزى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو يعلى التوزى، واسمُهُ: محمد بن الصلت. بل تابعه إبراهيم بن بشار، ثنا ابن عيينة بسنده سواء. ذكره الدارقطنىُّ فى " العلل " (ج4 /ق 53 / 1) وقال: " هو غريبٌ عنه ". وقد أشار محققا " المعجم الأوسط " طبع " دار الحرمين " إلى أنه سقط جزء من متن هذا الحديث فى " المخطوطة " من أول قوله: " أفضل.. إلخ ". وقد أخرج هذا الحديث من طريق الطبرانى هنا: الضياء المقدسى فى " الأحاديث المختارة " (ج75 / ق571 / 2) باللَّفظ الذى اختاراه. فالحمد الله. 113- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5998) قال: حدثنا محمدُ بنُ

114

الحسين بن مكرم، قال: نا الفضلُ بنُ الصبَّاح السمسار، قال: ثنا أبو عبيدة الحداد، ثنا سعيد بن عبيد الله الثقفيُّ، قال: نا عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً: ((ثلاثٌ من الجفاءِ: مَسحُ الرَّجُلِ التُّرابَ عن وَجهِه قبل فَرَاغِهِ من صلاتِه، ونفخَه الصلاة التُّرابَ لموضع وجهه، وأن يبولَ وهو قائم)) . قال الطبرانى: " لا يروى هذا الحديث عن بريدة، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرّضد به: أبو عبيدة الحداد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو عبيدة: عبد الواحد بن واصل الحداد، بل تابعه عبد الله بن داود، ثنا سعيد بن عبيد الله بسنده سواء. أخرجه البزار فى " مسنده " (547 – كشف الأستار) قال: حدثنا نصر بن علىٍّ، أنبا عبد الله بن داود فذكره. قال البزار: " لا نعلم رواه عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه إلاَّ سعيد، ورواه عن سعيد: عبد الله بن داود، وعبد الواحد بن واصل ". 114- وأخرج أيضا فى " الأوسط " (رقم 6053) قال: حدثنا محمد بن يونس العصفَريُّ، قال: نا أبو حفص عمرو بن علىّ، قال: ثنا هلال بن عبد الملك التيمىُّ، قال: نا حماد بن سلمة، عن حميد وحماد بن أبى سليمان، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجلٍ من أصحابه وهو مريضُ،

115

فقال: ((أذهب الباس ربَّ الناس، اشف أنت الشافى، لا شافى إلاَّ أنت، شفاءً لا يغادر سقماً)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن حماد بن أبي سليمان، إلاَّ حمادُ بن سلمة، ولا عن حماد، إلاَّ هلالُ بن عبد الملك، تفرَّد به: أبو حفص ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به هلالٌ، فتابعه آدم بن أبى إياس. عند أبى عمرو السمرقندىّ فى " الفوائد المنتقاة " (40 – بتحقيقى) ، وعفان بن مسلم عند أحمد (3 / 267) ، واتلنسائىُّ فى " اليوم والليلة " (1042) ، وموسى بن إسماعيل التبوذكىُّ، عند ابن السُّنى فى " اليوم والليلة " (543) كلُّهم عن حماد بن سلمة. 115- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6166) قال: حدثنا محمد بن حنيفة الواسطيُّ قال: نا محمد بن موسي الحَرشيُّ، قال: نا يزيدُ بن هارون، قال: أخبرنا يزيد بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن سليمان بن يسار، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((ما عُبِدَ الله بشىءٍ أفضل من فقهِ فى دين ٍ، ولفقيهٌ أشدُّ على الشيطان من ألف عابدٍ، ولكل شىءٍ عمادٌ، وعمادُ هذا الدين الفقهُ)) . وأخرجه أبو نعيم فى " الحلية " (2 / 192– 193) من طريق هانيء بن يحيي، ثنا يزيدُ بن عياضٍ بهذا قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم، إلاَّ يزيد بن عياض ".

116

وقال أبو نعيم: تفرَّد به: يزيدُ بن عياضٍ عن صفوان قُلْتُ: رضى الله عنكما! فلم يتفرَّد به يزيد بن عياض، بل تابعه إبراهيم بن محمد، عن صفوان بسنده سواء. أخرجه الخطيبُ فى " تاريخه " (2 / 402) ، وابن الجوزى فى " الواهيات " (1 / 127) من طريق خلف بن يحيى، عن إبراهيم. وخلف هذا؛ قال أبو حاتم: " لا يُ شتغلُ بحديثه ". وإبراهيم متروكٌ. 116- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " رقم (6182) قال: حدثنا محمد بن حنيفة الواسطيُّ، قال: ثنا حمدُ بن المقدام العجليُّ قال: نا حماد بن واقد الصفار، قال: نا محمد بن ذكوان – خال والد حماد بن زيد -، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبد الله بن عمر قال: إنا لقعودٌ بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ مرت إمرأةٌ فقال بعضُ القوم: هذه بنتُ محمدٍ، فقال أبو سفيان: إن مثل محمدٍ فى بنى هاشم كمثل الريحانة وسط النتن– أو قال: التبن – فانطلقت المرأةُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرتهُ، فخرج ويُعرفُ فى وجهه الغضب، فقال: ((ما بالُ أقوام ٍ يؤذوننى فى أهلى؟)) ثم قال: ((إن الله خلق السموات سبعاً، فاختار العليا فسكنها، وأسكن سائر سماواته من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق، واختار من الخلق بنى آدم، فاختار من بنى آدم العرب، واختار من العرب مُضر، واختار

من مضر قريشاً، واختار من قريشٍ بنى هاشم، واختارنى من بنى هاشم، فأنا من خيارٍ إلى خيارٍ، فمن أحبَّ العرب فلحبى أكرمهم، ومن أبغض العرب فلبُغضى أبغضهم)) قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينارٍ، إلاَّ محمد بلن ذكوان، ولا عن محمد ابن ذكوان إلاَّ حماد ُ بن واقدٍ، ولا يروى عن ابن عمر إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به حماد بن واقدٍ، بل تابعه عبد الله بن بكر السهمىُّ، ثنا محمد بن ذكوان به. أخرجه العقيلىُّ - فى " الضعفاء " (4 / 388) ، وابن مندة – كما فى " الأمالى المطلقة " (ص 68 – 69) للحافظ ابن حجر - وانظر " المعجم الكبير " (13650) للطبرانى، وكذلك " الكامل " (6 / 2207) لابن عدى، و " المستدرك " (4 / 86 – 87) للحاكم، و " دلائل النبوة " (1 / 67) لأبى نعيم الأصبهانى.

117

117- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6281) من طريق مهديّ ابن جعفر الرمليّ، ورقم (9226) من طريق موسى بن أيوب النَّصيبي، قالا: نا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثيرٍ – مولى عبد الرحمن بن سمرة – عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان حين جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش العسرة بألف دينارٍ فى كُمِّه، فصبَّها فى حجر رسول الله، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُدخل يده فيها، فيقلبها، ويقول: ((ما ضرَّ ابن عفان ما عمل بعد اليوم)) قالها مرتين. قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: عبد الله بن شوذب، ولم يروه عن ابن شوذب، إلاَّ ضمرة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به ضمرة، بل تابعه عمرُ بن هارون البلخىُّ، ثنا عبد الله بن شوذب بسنده سواء. لكنه قال: " كثير مولى سمرة " كذا! . أخرجه أبو نعيم فى " الحلية " (1 / 59) . 118- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6328) ، وفى " الكبير " (ج7 / رقم 6922) قال: حدثنا محمد بن علي الصائغُ، قال: نا حفصُ بن عُمَرَ الجُدِّيّ، ثنا معاذ بن محمد الهذلىّ، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سمرة بن جندب مرفوعاً: ((مثلُ الذى يفرُّ من الموت كمثل الثعلب تطلبُهُ الأرض بديْنٍ، فجعل يسعى، حتى إذا عَيِىَ وانبهر دخل جحره، فقالت له الأرض: يا ثعلب! دَيْنى، فخرج وله حُصاصٌ، فلم

119

يزل كذلك حتى انقطعت عنقُهُ، فمات)) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن يونس، إلاَّ معاذ بن محمد الهذلى – ابن أخى أبى بكر الهذلى، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلاَّ بهذا الإسناد" قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به معاذ بن محمد، بل تابعه سهل بن أسلم العدوى، فرواه عن يونس بن عبيد بسنده سواء. أخرجه الرامهرمزى فى " كتاب الأمثال " (71) قال: حدثنى موسى بن زكريا، ثنا الصَّلتُ بن مسعودٍ الجحدريُّ، ثنا سهلُ بن أسلمَ بهذا. 119- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6371) قال: حدثنا محمد ابن عمرو، ثنا أبى موسى بن أعين، عن عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، أنه سمع محمد بن عبد الله بن عمرو، يخبر عن أبيه عبد الله بن عمرو مرفوعاً: ((من ترك الصلاة سُكْراً مرة واحدة، فكأنما كانت له الدنيا وما فيها فسُلبَها، ومن سكر أربع مراتٍ، كان حقّاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال)) قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟! قال: ((عصارة أهل النار)) . وأخرجه ابن نصرٍ فى " تعظيم قدرِ الصلاة " (922) قال: حدثنا محمد ابن مسلم الرَّازيُّ، قال: حدثنى محمد بن موسي بن أعيَنَ، قال: حدثني أبي بهذا.

120

قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن الحارث، إلاَّ موسى بن أعين ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به موسى بن أعين، بل تابعه عبد الله بن وهبٍ، قال: أخبرنى عمرو بن الحارث بسنده سواء. أخرجه البيهقىُّ (1 / 389) ، والأصبهانى فى " الترغيب " (1202) من طريقين عن ابن وهبٍ. 120- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6395) قال: حدثنا محمد ابن عمر بن خالد، ثنا أبي، ثنا زهيرُ بن معاوية، نا عاصم الأحول، عن عمرو بن سلمة، قال: جاء نفرٌ من الحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعوه يقولُ: ((يؤمكم أكثركم قرآناً)) ، فقدَّمونى بين أيديهم وأنا غلامٌ، فكنت أؤمَّهم فى بردةٍ موصولةٍ، وكان فيها ضيقٌ، فكنت إذا سجدتُ خرجت استى! ، فقالوا لأبى: ألا تغطى عنا استهُ؟! وكنت أرغبهم فى تعلمُ القرآن. قال زهيرٌ: فلم يزل إمام قومه فى الصلاة، وعلى جنائزهم. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول، إلاَّ زهير بن معاوية ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به زهيرٌ، بل تابعه يزيد بن هارون ن عن عاصم الأحول بسنده سواء

121

أخرجه النسائى (2 / 70 – 71) ، وابن سعد فى " الطبقات " (1 / 337) وغيرهما كما شرحتُه فى " تسلية الكظيم بتخريج أحاديث تفسير القرآن العظيم " (رقم 57) . 121 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6439) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصرىُّ، ثنا أبي، ثنا هارون بن سعيد الأيلىُّ، ثنا ابن وهب، حدثنى معاوية بن صالحٍ، حدثنى أبو الزاهررية، حدثنى جبير بن نفير حدثنى ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعاً: ((إذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن قام وإلاَّ كانتا له)) . قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن ثوبان إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: ابن وهب ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وجدت له طريقاً آخر عن جبير بن نفير. أخرجه الدرامىُّ (1 / 374) ، وابن خزيمة (2 / 159) ، والدارقطنىُّ (2/ 36) ، والطحاوىُّ فى " شرح المعانى " (1 / 341) ، والبيهقىُّ (3 / 33) من طريق معاوية بن صالح، عن شريح بن عبيد عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير، عن أبيه، عن ثوبان مرفوعاً فذكره. ثم رأيتُهُ فى " كشف الستر عن حكم الصلاة بعد الوتر " (ص 20) للحافظ ابن حجر، فقال بعد ذكره قول الطبرانىّ: ((وعليه فى هذا الحصر مؤاخذةٌ فقد أخرجه هو فى " مسند الشاميين " عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن صالح مثل رواية الجماعة، فالذى يظهر أنه لما ساقه فى " الأوسط "،

122

لم يستحضر الأخرى التى فى " مسند الشاميين " اهـ. 122 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6599) قال: حدثنا محمد ابن جعفر، ثنا عاصم بن علىِّ، نا قيسُ بن الرَّبيع، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه مرفوعاً: " إن بني إسرائيل استخلفوا عليهم خليفة، فقام يصلي في القمر على ظهر بيت المقدس، فذكر أموراً صنعها، فتدلى بسببٍ فأصبح السبب معلقاً بالمسجد، وقد ذهب، فانطلق حتى أتى قوماً على شطِّ البحر، فوجدهم سيصنعون لبناً، فسألهم: كيف يأخذون على هذا اللَّبن؟ فأخبروه، فلبس معهم، فكان يأكل من عمل يديه، حتى إذا حضرت الصلاة تطهر فصلى، فرفع ذلك العامل إلى دهقانهم: أن فينا رجلاً يصنع كذا وكذا. فأرسل أليه، فأبى أن يأتيه قال: ثم إنه جاء هو، يسير على دابته فلما رآه الآخر فرَّ، فتبعه، فسبقه فقال: أنظرني أكلمك كلمةً، فقام حتى كلَّمه، فأخبره أنه كان ملكاً، وأنه فر من رهبة ذنبه، فقال: إني لاحقٌ بك فعبد الله برميلة مصر ". قال عبد الله بن مسعود لو كنت بمصر لأريتكم الموضع بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي وصف لنا. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن سماكٍ، إلاَّ قيس بن الربيع " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به قيسٌ، بل تابعه المسعودى، عن السماك بسنده سواء. أخرجهُ أحمد (1 / 451) ، وأبو يعلى (ج 9 / رقم 5383) . قال: حدثنا

123

أبو خيثمة، قالا: ثنا يزيدُ بن هارون، ثنا المسعودىُّ بهذا الإسناد. وأخرجه وأبو يعلى أيضاً (ج 8 / رقم 5015) قال: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، ثنا يزيد بن هارون بهذا مختصراً. وإسناده ضعيف لأن يزيدُ بن هارون سمعَ من المسعودى بعد اختلاطه. والله أعلم. 123 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6687) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا موسى بن سهل الرمليُّ، نا محمد بن عبد العزيز الرملي، ثنا القاسم بن غصن، ثنا محمد بن سوقة، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء فقال: " النجوم أمانٌ لأهل السماء، وأما أمانٌ لأصحابي، وأصحابي أمانٌ لأمتي ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سوقة، إلاَّ القاسم بن غصن، تفرَّد به: محمد بن عبد العزيز " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به القاسم، بل تابعه الصباح بن محارب، عن محمد بن سوقة مثله. أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (رقم 4074) قلتَ: حدثنا علىُّ بن سعيد، قال: نا الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازىّ، قال: نا الصباح قال: نا محمد بن سوقة وقلت هناك " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سوقة، إلاَّ الصباح " كذا فسبحان من لا يسهو.

124

وانظر رقم (88) . 124 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6786) قال: حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقىُّ، نا أبي، عن جدي، نا يحيى بن حمزة، حدثني سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه مرفوعاً: ((القضاة ثلاثةٌ: قاضيان في النار، وقاض في الجنة: قاض ترك الحقَّ وهو يعلمُ، وقاضٍ قضى بغير حقّ وهو لا يعلم، فأهلك بحقوق الناس، فهذان في النار، وقاضٍ قضى بالحقّ فهذا في الجنة)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن سعد بن عبيدة، إلاَّ يحيى بن حمزة، تفرَّد به محمد بن بكار " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به يحيى بن حمزة، بل تابعه الأعمش، عن سعد بن عبيدة بسنده سواء. أخرجه الترمذىُّ (1322) ، والحاكم (4 / 90) ، وابن عدى فى " الكامل " (2 / 864 – 865) ، (4 / 1332) ، وابن عبد البر فى " الجامع " (2 / 69) ، والبيهقىُّ (10 / 117) ، ووكيع فى " أخبار القضاة " (1 /13 – 14) ، والطبرانىُّ، وعنه الشجرى فى " الأمالى " (2 / 232) من طريق شريك النخعىّ، عن الأعمش به. 125 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6815) ، وفى مسند الشاميين (ق 73) قال: حدثنا محمد بن هارون، ثنا سليمان بن

126

عبد الرحمن، ثنا محمد بن شعيب، عن عروة بن رويم، عن عبد الله بن الديلميّ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " إن سليمان بن داود سأل الله ثلاثاً، فأعطاه اثنتين، وأرجو أن يكون أعطاه الثالثة: سأله أن يحكم بحكمٍ يواطئ حكمه، فأعطي، وسأله مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطي، وسأله أيُّما عبد أتى بيت المقدس، لا يريد إلاَّ الصلاة فيه أن يكون من خطيئته كيوم ولدته أمه ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عروة بن رويم، إلاَّ محمد بن شعيب ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن شعيب، بل تابعه محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم بسنده سواء. أخرجه الفسوىّ فى " المعرفة " (2 / 292 – 293) ، والخطيب فى " الرحلة فى طلب العلم " (ص 137 – 138) . وقد رواه ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلميّ، عن عبد الله بن عمرو بسياقٍ مطوَّل، وقد خرجته فى " جنة المرتاب " (163 – 164) 126 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6833) قال: حدثنا محمد بن معاذٍ الحلبىُّ - دُرَّان - نا، أبو سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل، نا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيدالأصم، عن ابي هريرة قال: نهي أن نشرب من كسر القدح. قال الطبرانىُّ:

127

" لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن برقان، إلاَّ معمرٌ، ولا عن معمر إلاَّ ابن المبارك، تفرَّد به موسى بن إسماعيل " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به موسى، بل تابعه: عبد الرحمن بن مهدى، ثنا ابن المبارك، بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم فى " الحلية " (9 / 38) . 127 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6850) قال: حدثنا محمد ابن معاذ، نا مسلم بن إبراهيم، نا شداد بن سعيد، نا سعيدٍ الجريري، عن أبي نضرة، عن ابن عباس مرفوعاً: " يا معشرَ شبابِ قريشٍ: احفظوا فروجَكم، ألا من حَفِظَ فرجَه فله الجنَّةُ ". وأخرجه ابن أبى عاصمٍ فى " السنَّة " (1534) قال: حدثنا المقدَّميُّ. والبزَّارُ فى " مسنَدِه " (1401) قال: حدثنا محمد بن معمرٍ، والحاكمُ (4 / 358) من طريق محمد بن إسحاق الصغَّانيّ. وأبو نعيمٍ فى " الحلية " (3 / 100- 101) من طريق بن عبيد الحسن،. والبيهقيُّ فى " الشعب " (4 / 353 / 5369) من طريق إسماعيل بن إسحاق، قالوا: ثنا مسلم بن براهيم بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن الجُريرى، إلاَّ شدَّاد،، تفرَّد به: مسلم، ولا يروى عن ابن عباسٍ، إلاَّ بهذا الإسناد ".

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به مسلمٌ، بل تابعه سعيد بن سليمان، ثنا شداد بن سعيد مثله. أخرجه البيهقى فى " الشعب " (5425 – طبع بيروت) من طريق أبي زرعة الرازيّ، ثنا سعيد بن سليمان بسنده سواء. فلذلك فالصواب ما قاله أبو نعيم فى " الحلية " (3 / 100 – 101) أن شداد ابن سعيد هو المتفردُ به. والله أعلم. ? تنبيه ? لحديث ابن عباسٍ هذا شاهدٌ من حديث أبي طلحةَ مرفوعاً: ((يا شبابَ قريشٍ! لا تزنوا، من سَلِمَ له شبابُه: دخل الجنَّة)) أخرجه أبو يعلى (3 / 18 / 1427) قال: حدثنا محمد بن مرزوقٍ، ثنا زاجرُ بن الصَّلتِ، عن الحارث بن عُمَير، عن شدَّادٍ، عن أبي طلحة به. وأخرجه ابن أبي عاصمٍ فى " السنَّة " (1535) عن محمد بن مرزوقٍ باسناده، ولكن وقعَ فى الإسنادِ مخالفتان: الأولى: وقع عنده: " الحارث بن عمر " بدل "عمير " ولعله أصوَبُ، ففى كتاب " الجرح والتعديل " (1 / 2 / 82) لابن أبي حاتم، قال: " الحارثُ بن عمر أبو عمران الطاحي. روي عن شدَّاد بن سعيد، روى عنه: زاجرُ بن الصَّلتِ. سمعتُ أبي يقول بعضَ ذلك. – وبعضُهُ وبعضُهُ من قِبَلِي – وسمعتُهُ يقول: هو مجهولٌ " اهـ. أمَّا الحارثُ بن عُمَيرٍ، فهو أكثرُ من نفسٍ منهم أبو وهب. وصرَّحَ أبو حاتمٍ أنَّه لا يعرِفُهُ. الثاني: وقعَ عنده: " عن شدَّادٍ أبي طلحةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم. " فصارَ

128

الحديثُ مرسلاً ولا أدرى كيف وقع هذا؟ والإسنادُ عندَ أبي يعلي مستقيمٌ عندى لم يقع فيه سقطٌ لأنَّ أبا يعلي، وضعَه في " مسند أبي طلحة الأنصاريّ " ويدلُّ على ذلك نقدُ الهيثميّ فقد قال: في " المجمع " (4 / 253) " إسناده منقطعٌ "، وذلك لأنَّ شدَّاد بن سعيد لم يُدرِك أبا طلحة. وأستبعدُ أن يكونَ هذا إختلافاً بين أبا يعلي، وابن أبي عاصمٍ، وأخشي أن يكونَ وقعَ سقطٌ فى كتابِ ابن أبى عاصم وقد عالجتُ كثيراً من أسانيده، لاسيَّما فى الجلد الثاني منه. وبعدَ كتابتي ما تقدَّمَ وقفتُ اليومَ علي طبعةٍ جديدةٍ لكتابِ " السنَّة " لابن أبي عاصم تحقيقُ صاحبنا باسم فيصل الجوابرة، حفظه الله، فراجعتُ الحديثَ، فإذا هو فيه برقم (1579) وإذا هو كإسنادِ أبي يعلي تماماً، فَعلِمتُ أنَّ لَفْظَةَ " عن " سقَطَت من بين " شدَّاد " و " أبي طلحة " والحمد الله. وانظر رقم (1125) . 128 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7187) قال: حدثنا محمد بن محمويه الجوهريُّ، نا أحمد بن المقدام العجليُّ، ثنا عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس مرفوعاً: ((علماءُ هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علماً، فبذله للنَّاس ولم يأخذ عليه طمعاً، ولم يشترِ به ثمناً فذلك تستغفر له حيتانُ البحرِ، ودوابُّ البرِّ، والطير في جو السماءِ، ويقدم على الله سيداً شريفاً، حتى يرافق المرسلين. ورجل آتاه الله علماً، فبخِلَ به عن عبادِ اللهِ، وأخذ عليه طعما،

واشترى به ثمناً، فذاك يلجمُ يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ، وينادي منادٍ: هذا الذي آتاه الله علماً، فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طمعاً، واشترى به ثمناً وكذلك حتى يفرغ من الحساب)) قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن العوام، إلاَّ عبدُ الله بن خراشٍ، ولا يروى عن عن ابن عباسٍ إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وجدتُ للحديث طريقاً آخر عن ابن عباسٍ. فأخرجه ابن عبد البر فى " جامع العلم " (1 / 38) من طريق خالد بن أبي يزيد، عن خالد بن عبد الأعلى، عن الضحاك بن مزاحمٍ، عن ابن عباسٍ مرفوعاً: ((علماءُ هذه الأمة رجلان: فرجلُ أعطاه الله علماً فبذله للناس، ولم يأخذ عليه صفراً، ولم يشتر به ثمناً، أولئك يُصلى عليهم طيرُ السماء وحيتانُ البحر، ودوابُّ الأرض، والكرام الكاتبون، ورجلٌ آتاه الله علماً فضنَّ به عن عباده، وأخذ به صفراً، واشترى به ثمناً، فذلك يأتى يوم القيامة ملجماً بلجام من نارِ)) . وهذا سندٌ ضعيفٌ أو واهٍ. وخالد بن عبد الأعلى ما عرفتُهُ (1) ، وأهاب أن يكون مصحَّفاً، والكتاب ملآن بمثل هذا، والضحاك لم يسمع من ابن عباسٍ. والله أعلم. (1) ويُحتَمَلُ أن يكونَ هو المُتَرجَم فى " التعجيل " ص (114)

129

129 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7310) قال: حدثنا محمدُ ابن العباس قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاَّس، ثنا المنهال بن بحر، نا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد، عن أبيه، عن جدِّه - وكانت له صحبةٌ – مرفوعاً: " الإيمانُ ثلاثمائةٌ وثلاثةٌ وثلاثونَ شريعةً، من وَافَى بواحدةٍ منها دخل الجنة ". وأخرجه الطبرانىُّ فى " مكارم الأخلاق " (123) قال: حدثنا بكر بن سهلٍ. وأبو نعيم فى " المعرفة " (4788) من طريق بكر بن أحمد. واللالكائيّ فى " شرح الأصول " (1634) من طريق عليّ بن عبد الله بن مبشِّر، قالوا: ثنا عمرو بن عليّ الفلاَّس بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة، إلاَّ المنهال ابن بحر، تفرَّد به: أبو حفص ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به المنهال بن بحر، بل تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكىُّ، نا حماد بن سلمة بسنده سواء. أخرجه البيهقيُّ فى " الشعب " (ج6 / رقم 8549) من طريق ابن خزيمة، نا محمد بن يحيى نا موسى بن إسماعيل. 130 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7323) وفى " المعجم الصغير" (904) قال: حدثنا محمد بن العباس الأخرمُ، نا عبد الوهاب بن عبد الحكم الورَّاق، نا أنسُ بن عياضٍ، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعاً: " إياكم ومحقِّراتِ الذُنوبِ، فإنما محقِّراتُ الذنوبِ

131

كمثل قومٍ نزلوا بطنَ وادٍ، فجاء ذا بعودْ، وجاء ذا بعودٍ حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقَّرات الذنوبِ متى يؤخذ بها صاحبها تهلكْهُ ". قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن سهل بن سعدٍ، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: عبد الوهاب ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الوهاب، بل تابعه جماعةٌ. فأخرجه أحمد (5 / 331) قال: حدثنا أنس بن عياض بسنده سواء. وأخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج6 / رقم 5872) عن يعقوب بن حميد. والرويانى فى " مسنده " (1065) عن زهير بن حرب. والبيهقى فى " الشعب " (5 / 456 – طبع بيروت) عن محمد بن حماد الأبيوردى. والبغوى فى " شرح السنة " (14 / 499) عن يوسف بن عدى. والرامَهُرمُزيّ في " الأمثال " (67) ، عن حُمَيد بن الربيع ستتهم عن أنس ابن عياضٍ بسنده سواء. 131 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7324) قال: حدثنا محمد بن العباس، ثنا الفضل بن سهل الأعرج، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا إسرائيل، عن معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة مرفوعاً: " إن الله جل ذكرُهُ أذن لي أن أُحدِّثَ عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه مُنثَنِي تحت العرش، وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربَّنَا،

فردَّ عليه: ما يعلم ذلك منْ حلف بي كاذبا ". وأخرجه أبو الشيخ فى " العظمة " (524، 1248) قال: حدثنا محمد ابن العباس بن أيوب الأخرَم – شيخُ الطبرانىُّ، ثنا الفضل بن سهل بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق، إلاَّ إسرائيل، تفرَّد به: إسحاق بن منصور ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به لإسحاق بن منصور، بل تابعه عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيلُ بسنده سواء. أخرجه الحاكمُ فى " المستدرك " (4 / 297) قال: أخبرنا أبو عبد الله الصفَّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى. بهذا وقال: " صحيحُ الإسناد ". وصحَّح إسناده المنذرىُّ فى " الترغيب " (3 / 47) . وذكره الهيثميُّ فى " المجمع " (8 / 133 – 134) وقال: " رواه الطبرانى فى " الأوسط "، ورجالُه رجالُ الصحيح إلاَّ شيخُ الطبرانىّ، محمد بن العباس بن الفضل بن سُهيل الأعرج، لم أعرفه ". قُلْتُ: تَصَّحفَ الإسمُ عليه، فلذلك لم يعرِفه، وصوابُهُ، محمد بن العباس، عن الفضل بن سهل الأعرج. ومحمد بن العباسِ هذا ترجَمَهُ أبو نعيمٍ فى " أخبار أصبهان " (2 / 224 –

132

225) ، والذهبيُّ فى " سير النبلاء " (14 / 144 – 145) وقال: " الإمامُ الكبير، الحافظُ الأثريُّ ... قال: ولهُ وصيَّةٌ أكثرها على قواعد السَّلَف، يقولُ فيها: من زعم أنَّ لفظَهُ بالقرآن مخلوق فهو كافر. فكأنَّه عني باللفظِ: الملفوظَ لا التَّلفُّظَ ". ? تنبيه ? أخرج أبو يعلي (ج11 / رقم 6619) قال: حدثنا عمرو الناقدُ، حدثنا إسحاقُ بن منصورٍ بالإسنادِ المتقدِّم بلفظ: " أُذِنَ لي أن أتحدَّثَ عن ملكٍ قد مرقت رجلاهُ الأرضَ السابعةَ، والعرشُ على منكبِهِ، وهو يقول: سبحانكَ أين كنتَ؟ وأين تكونُ ". وهو حديثٌ آخر غيرَ حديث الترجمة ولعل بعضَ الرواةِ أبدلَ لفظةَ " ديك " بـ " ملك " أو العكس والله أعلم. 132 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7390) ، وفى " الكبير" (ج 8 / رقم 7317) قال: حدثنا محمد بن أبان، نا عمار بن خالد الواسطيُّ، ثنا عبد الحكيم بن منصور، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البُناني، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن صهيبٍ، قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشاء، فلما انصرف أقبل إلينا بوجهه ضاحكاً، فقال: " ألا تسألوني مم ضحكتُ؟ " قالوا الله ورسوله أعلم. قال: " عجبتُ من قضاء الله للعبد المسلم، إنَّ كل ما قضى الله له خير، وليس كلُّ قضاء الله خيرا، إلاَّ للعبد المسلم ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد، إلاَّ عبد الحكيم منصور،

133

تفرَّد به: عمار بن خالد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عمارٌ، بل تابعه محمد بن حرب الواسطىُّ، نا عبد الحكيم بسنده سواء. أخرجه البزار فى " مسنده " (ج6 / رقم 2088) قال: حدثنا محمد بن حربٍ به. وقال: " لا نعلم رواه عن يونس، إلاَّ عبد الحكيم بن منصورٍ ". 133 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7415) قال: حدثنا محمد بن أبان، ثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاَّس، نا أبو داود الطيالسيُّ، نا الحريش بن سليم، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ القرآن في شهر " قلت: إن لي قوة قال: " فاقرأ في ثلاثٍ ". وأخرجه أبو الشيخ فى " الطبقات " (725) ، وعنه أبو نعيمٍ فى " الحلية " (4 / 122) ، والشجريُّ فى " الأماليّ " (1 / 91) من طريق عمرو بن عليّ الفلاَّس بهذا. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن مصرف، إلاَّ الحريش بن سليم، ولا عن الحريش، إلاَّ أبو داود، تفرَّد به: أبو حفصٍ ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

134

فلم يتفرَّد به أبو حفصٍ، بل تابعه محمد بن حفص، قال: أخبرنا أبو داود الطيالسىُّ بسنده سواء. أخرجه أبو داود فى " سننه " (1391) وانظر " تسلية الكظيم " (3 / 161) . 134 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7444) قال: حدثنا محمد بن أبان، ثنا عبد الله بن محمد بن خلاَّد الواسطىُّ، ثنا يزيد بن هارون، ثنا بحر السقاء، عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً: " كلوا جميعاً ولا تفرقوا، فإن طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، اللَّهم بارك لأهل المدينة في صاعهم، وبارك لهم في مُدِّهم ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار، إلاَّ بحر السقاء، تفرَّد به: يزيد بن هارون ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به بحرُ السقاء، بل تابعه أبو الربيع السمان؛ واسمه أشعث بن سعيد البصرى فرواه عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن ابن عمر فذكره وعنده زيادة. أخرجته أ، ت فى " المعجم الكبير " (ج12 / رقم 13236) . قلتَ: حدثنا الحسنُ بن عليّ الفَسَويّ، ثنا سعيدُ بن سليمان، ثنا أبو الربيع بهذا. وبحرُ السَّقَّاء، ضعيفٌ جداً، ومتابعهُ أبو الربيعِ مثله، بل قال: هشَيمٌ: كان يكذبُ. وقال ابن معينٍ " ليس بثقةٍ " وتركَهُ عمرو بن عليٍّ وضعَّفَه

135

كثيرون. وعمرو بن دينار قهرمانُ آل الزبير ضعيفٌ أيضاً. وتابعه عمر بن فرقد، فرواه عن سالمٍ بهذا دون قوله: " اللهم بارك ... " أخرجه العقيليّ فى " الضعفاء " (3 / 185) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ – مطيَّنٌ – قال: حدثنا جعفر بن حميد، قال: حدثنا عبد الصمد بن سليمان، عن عمر بن فرقد، ونقل العقيليّ عن البخاريّ: عمر بن واقد فيه نظر. قال العقيليّ: " وهذا الكلام يروي بغير هذا الإسناد، بإسنادٍ أصلح من هذا. " قُلْتُ: وهو يشير إلى حديثِ جابرٍ رضى الله عنهما مرفوعاً: ((طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعامُ الأربعةِ يكفي الثمانية)) . أخرجه مسلمٌ وغيرُهُ. 135 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7647) قال: حدثنا محمد بن موسى، نا محمد بن سهل بن مخلد الإصطخريُّ، نا عصمةُ بن المتوكل، نا زافر بن سليمان، عن إسرائيل بن يونس، عن جابر، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك مرفوعاً: ((من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتق الله في النصف الباقي)) .

136

قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن زافر بن سليمان، إلاَّ عصمة ابن المتوكل ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عصمة ُ، بل تابعه عبدان بن عثمان، ثنا زافر بن سليمان مثله. أخرجه الأصبهانى فى " الترغيب " (2430) . من طريق محمد بن عمرو الموجِّه، ثنا عبدانُ بن عثمان بهذا. وتوبع زافر. تابعه محمد بن مصعب، عن إسرائيل بسنده سواء. أخرجه الخطيب فى " تاريخه " (1 / 63 – 64) . وتحرف عنده " جابر" إلى " خالد ". وجابر هذا هو الجعفى، وهو واهٍ. 136 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7680) قال: حدثنا محمد ابن موسى الإصطخرىُّ، نا أبو أسامة الكلبى عبد الله بن أسامة، ثنا عبيد ابن عبد الرحمن البزار، نا عيسى بن طهمان، عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين لبني النجار يعذبان بالنميمة والبول، فأخذ سعفةً فشقها، فوضع على هذا القبر شقَّا، وعلى هذا القبر شقَّا، وقال: " لا يزال يخفف عنهما، ما دامتا رطبتين ". وأخرجه البيهقيُّ فى " عذاب القبر " (141) من طريق أبي أسامة الكلبيّ بهذا الإسناد. قال الطبرانيُّ:

137

" لم يرو هذا الحديث عن عيسى بن طهمان، إلاَّ عبيد بن عبد الرحمن، تفرَّد به: أبو أسامة الكلبى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو أسامة؛ بل تابعه حسين بن حميد بن الربيع، ثنا عبيد بن عبد الرحمن بسنده سواء. أخرجه السرَّاج فى " مسنده "، ومن طريقه مغلطاى فى " شرح سنن ابن ماجة " (ج1 / ق 64 / 1) . وقد خرَّجتُهُ في " بذل الإحسان " (285 – 287) والحمدُ الله 137 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7702) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو السائب المخزوميُّ، ثنا أحمد بن أبي شيبة الرُّهاوي قال: نا مسكين بن بكير، نا شيبان، عن جابرٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ قال أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، فمسح رأسي، وقال: " اللهم علِّمْهُ الحكمةَ ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن جابرٍ، إلاَّ شيبان، تفرَّد به: مسكين بن بكير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به شيبان، بل تابعه إسرائيل بن يونس، عن جابر الجعفى، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ مثله. أخرجه الطبرى فى " تهذيب الآثار " (256 – مسند ابن عباس) قال:

138

حدثنا أبو كريب، ثنا عبيد الله – يعنى: ابن موسى، عن إسرائيل. 138 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7738) وفى " المعجم الصغير " (رقم 839) قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأهوازىُّ، نا يعقوب ابن إسحاق، نا عليُّ بن حميد، نا عمر بن فرقد البزار، عن عبد الله بن المختار، عن أبي إسحاق، عن البرَّاء بن عازب مرفوعاً: " من قال دُبُرَ كلِّ صلاة أستغفر الله الذي لا إله إلاَّ هو الحيّ القيوم وأتوب إليه غُفرَ له وإنْ فرَّ من الزَّحف ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديثعن أبي إسحاق، إلاَّ عبد الله بن المختار، ولا عن عبد الله بن المختار إلاَّ عمر بن فرقد، ولا عن عمر بن فرقد،، إلاَّ عليُّ بن حميد، تفرَّد به: يعقوب بن إسحاق ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الله بن المختار، فتابعه الحسين بن ذكوان، عن أبي إسحاق السبيعى عن البراء بن عازبٍ مرفوعاً. أخرجه ابن السُّنى فى " اليوم والليلة " (137) قال: أخبرنا أبو يعلى، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا سعد بن راشد، عن الحسين بن ذكوان به بلفظ: ((من استغفر الله فى دبر كل صلاة ثلاث مرَّات فقال: ... وذكر مثله)) . وسنده ضعيفٌ جدّاً، وعمرو بن الحصين تالفٌ.

139

وعزاه الزبيدى فى " إتحاف السادة " (3 / 291) لأبي يعلى، وسبقه إلى هذا العزو الحافظ فى " المطالب العالية " (289) ولم أجده فى مسنده المطبوع، فلعله فى " المسند الكبير ". ووقع فى " الإتحاف ": " عن أنسٍ " وهو تصحيفٌ. وأخرجه ابن عدى فى " الكامل " (5 / 1715) من طريق أ [ي يوسف القلوسى، ثنا على بن حُميد جليس لأبى الوليد، ثنا عمر بن فرقد فذكر مثل رواية الطبرانى وقال: " لا أعرف لعمر بن فرقد غير هذا من الحديث، وفى حديثه نظر " اهـ. قُلْتُ: وأبو يوسف القلوسى هذا؛ هو يعقوب بن إسحاق ترجمه ابن حبان فى" الثقات" (9/286) ، والخطيب فى"تاريخه" (14/ 285 – 286) وقال: " كان ثقة حافظاً ضابطاً ". وأمَّا قولُ ابن عديّ: " لا أعرفُ لعمرَ بن فرقدٍ غيرَ هذا من الحديث. " فإنَّه ذكرَ له ثلاثةَ أحاديث، وقد وقفتُ له علي حديثٍ رابعٍ وقد مرَّ فى رقم (134) والحمد الله 139 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7785) قال: حدثنا محمود بن محمد الواسطيُّ، ثنا زكريا بن يحيى – زحمويه -، ثنا صالحُ ابن عمر، عن مطرف بن طريف، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: " إذا بلغ بنو العاص ثلاثين: اتخذوا دين الله دغلاً، وعباد الله خولاً، ومال الله دولاً ". وأخرجه أبو يعلي (1152) ، والحاكمُ (4 / 480) من طريقِ موسى

ابن هارون قالا: ثنا زكريا بن يحيي بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن مطرف، إلاَّ صالح بن عمر، تفرَّد به زحمويه ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به زحمويه، بل تابعه: سعدويه واسمه سعيد بن سليمان الواسطى، ثنا صالحُ بن عمر بسنده سواء. أخرجه البزار فى " مسنده " (1621 – كشف الأستار) . قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحيم، قال: ثنا سعيد بن سليمان بهذا. وانظر (رقم / 10) .

140

140 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7817) قال: حدثنا محمد بن محمد الواسطىّ، ثنا زكريا بن يحيى – زحمويه -، ثنا بشر بن عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم هذا الحجم في مقدم رأسه ويسميه: أمَّ مغيثٍ. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن نافعٍ، إلاَّ عبد العزيز، ولا عن عبد العزيز إلاَّ بشر، تفرَّد به زحمويه ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد العزيز، فتابعه عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: النقرة، والكاهل، ووسط الرأس وسمى واحدة: النافعة، والأخرى: المغيثة، والأخرى: منقذة. أخرجه ابن جرير فى " تهذيب الآثار " (837 – مسند ابن عباس) من طريق عبد الله بن ميمون القداح، عن عبيد الله. والقداح متروك، ولعل الطبرانى قصد خصوص اللفظ الذى أورده، فيكون التعقب عليه ضعيفاً. وإنما أوردتُه احتمالاً. والله أعلم. 141 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7914) قال: حدثنا محمود ابن عليّ الأصبهانيُّ، نا محمد بن عبد الرحيم، أبو يحيى صاعقة، نا من طريق علي بن ثابت الدَّهان، نا أسباط بن نصر، عن إبراهيم بن مهاجر، عن

عمرو بن حفص، عن سعدٍ مرفوعاً: " يقول نعم ميتة الرجل دون حقه ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن مهاجر، إلأَ أسباط ابن نصر، تفرَّد به: عليُّ بن ثابت ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أسباط بن نصر، بل تابعه: الحسن بن حَىٍّ، عن إبراهيم بن مهاجر بسنده سواء. أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (رقم 9392) قلتَ: حدثنا هيثم بن خلف الدوريّ، نا محمد بن عمَّار الموصليّ، نا المعافى بن عمران الموصليّ، عن الحسن بن حَىٍّ بهذا. وأخرجه أبو نعيم فى " الحلية " (8 / 290) من طريق الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبد الله بن عمران، ثنا المعافى بن عمران بهذا. قال الطبرانىّ: " لم يرو هذا الحديث، عن الحسن بن حَىّ، إلاَّ المعافى بن عمران. " وقال أبو نعيم: " تفرَّد به: المعافى، عن الحسن " قُلْتُ: رضى الله عنكما! فلم يتفرَّد به المعافى، فتابعه الأسود بن عامر، قال: حدثنا الحسن بن حَىٍّ بهذا.

142

أخرجه أحمد (1598 – شاكر) ، ومن طريقه أبو عمرو الداني فى " الفتن " (113) قال: حدثنا أسود. 142 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7956) وفى " الكبير" (ج 20 / رقم 156) ، وعنه أبو نعيم فى " الحلية " (9 / 306) قال: حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر، ثنا محمد بن المبارك الصوريّ، ثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة، عن ابي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل قال: اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله! علمني عملاً إذا أنا عملته دخلتُ الجنة؟ قال: " لا تشرك بالله شيئاً وإن عذبت وحرِّقت، اطع والديك وإنْ اخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك، ولا تترك الصلاة متعمداً، فإنه من ترك الصلاة متعمداً، برئت منه ذمة الله، لا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شرٍّ، لا تنازع الأمر أهله، وإن رئيت أنه لك، أنفق من طولك على أهلك، ولا ترفع عنهم عصاك، أخفهم في الله ". وأخرجه ابن نصر فى " تعظيم قدر الصلاة " (921) قال: حدثنا محمد ابن يحيي، ثنا محمد بن المبارك بهذا. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن يونس، إلاَّ عمرو بن واقد، ولا يروى عن معاذ إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وجدتُ له إسناداً آخر عن معاذٍ رضى الله عنه.

143

فأخرجهُ أحمد (5 / 238) قال: حدثنا أبو اليمان، أنا إسماعيلُ بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن معاذ قال: أوصانى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلماتٍ قال: ((لا تشرك بالله شيئاً فذكره حتى قوله: ((ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشةٍ)) وزاد: ((وإياك والمعصية، فإن بالمعصية حلُّ سخط الله عز وجلَّ، وإياك والفرار من الزحف، وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان (؟) وأنت فيهم فاثبت، أنفق على عيالك من طولك ... والباقى مثله)) . ولم يذكر ((ولا تنازع الأمر أهله..)) . 143- وأخرج أيضاً فى " الكبير" (ج 19 / رقم 906) قال: حدثنا الحسين بن السميدع الأنطاكيّ، وفى " الأوسط " (7957) ، وعنه أبو نعيم فى " الحلية " (9 / 306 – 307) قال: حدثنا موسي بن عيسي ابن المنذر، قالا: نا محمد بن المبارك الصوريُّ، ثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة، عن معاوية بن أبى سفيان مرفوعاً: ((من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين)) . قال: وخرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: ((أتقولون إنى من آخركم موتاً؟)) قلنا: نعم قال: ((لا، أنا من أولكم موتاً، ثم تأتون أفناداً، يتبع بعضكم بعضاً)) . قال: وسمعتُ نبى الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تزال طائفة من أمتى قائمةً على الحقِّ لا يبالون من خالفهم ومن خذلهم، حتى يأتى أمرُ الله وهم ظاهرون على الناس)) .

قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن يونس بن ميسرة، إلاَّ عمرو بن واقد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عمرو بن واقد، بل تابعه مروان بن جناح، عن يونس بسنده سواء وفى آخره زيادة. أخرجته في " المعجم الكبير " (ج 19 / رقم 905) وفى " مسند الشاميين " (2192) قال: حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقىّ، ثنا أبى. وأخرجه فى " الكبير " أيضا قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستريّ قالا: ثنا دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حليس، عن معاوية بن أبى سفيان. قال: كنَّا جلوساً فى المسجد، إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إنكم تتحدثون أني من آخركم وفاة، وإنى من أوَّلكم وفاة، وتتبعوني أفناداً)) ثم نزع بهذه الآية: ? قل هو القادر على أن يبعثَ عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم ? حتى بلغ ? وسوف تعلمون ?. ثم قال: ((لا تبرح عصابةمن أمَّتي يقاتلون على الحق ظاهرين، لا يبالون من خَذَلَهم، ولا من خالفهم به حتى يأتي أمرُ الله وهم على ذلك)) . ثم نزع بهذه الآية ? يا عيسى إنى متوفِّيكَ ورافِعكَ إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ?. وأمّا الفقرة الأولى: ((من يرد الله به خيراً)) .

فأخرجه ابنُ ماجة (221) وابنُ حبان (310) ، والطبرانيُّ (904) وفى " مسند الشاميين " (1106، 2191) ، وابنُ عدي فى " الكامل " (3 / 1005) من طرقٍ عن الوليد بن مسلم بهذا الإسناد، وزاد: ((الخير عادة، والشر لجاجة)) . وهذه الفقرة: أخرجها ابن أبي عاصم فى " الزهد " (101) ، وأبو الشيخ فى " الأمثال " (20) ، والطبرانيُّ فى " الكبير " (904) وفى " مسند الشاميين " (2192) ، وابو نعيم فى " الحلية " (5/252) ، وفى "أخبار أصبهان " (1 / 344 – 345) ، والقضاعيّ فى " مسند الشهاب " (22) من طرقٍ عن الوليد بن مسلم بهذا. ووقع فى أوله فى " مسند الشاميين " (2191) . سمعتُ معاوية بن أبي سفيان يخطب فقال: ياأيها الناس أقلوا الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم متحدِّثون لا محالة فتحدَّثوا بما كان يتحدَّث به فى عهد عمر. إن عمر رضى الله عنه كان يخيفُ الناس فى الله، أقيموا وجوهكم وصفوفكم فى صلاتكم وتصدَّقوا، ولا يقول الرجل إني مقلٌ لا شيء له فإن صدقة المقل أفضل عند الله من صدقة المكثر، إياكم وقذف المحصنات، ولا يقولنّ أحدكم سمعت وبلغني، فوالله ليؤخذنَّ به، ولو كان قيلَ على عهد نوح، عودوا أنفسكم الخير، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وذكر الحديث. ولكل فقرة من فقرات الحديث شواهد أو طرق أخري يصحُّ بها. ولكن قوله: ((الخير عادة، والشرُّ لجاجة)) لا يصحُّ، والله أعلم.

144

وانظر رقم (100) 144 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7959) قال: حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر، نا محمد بن المبارك الصوريّ، نا معاوية ابن يحيى، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: ((ما أبالي ما أتيتُ ولا ما ارتكبتُ: إذا أنا شربت ترياقاً، أو علقتُ تميمةً أو نطقت شعراً من قبل نفسي)) . قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: معاوية بن يحيي. قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد ورد بإسناد آخر فأخرجه أبو داود (3869) ، ومن طريقه البيهقيُّ (9 / 355) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، وابنُ أبي شيبة (7 / 436) ، قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سعيد بن أيوب، عن شرحبيل ابن يزيد المعافرى، عن عبد الرحمن بن رافعٍ، عن عبد الله ابن عمرو مرفوعاً. وأخرجه أحمد (2 / 223) عن المقريء بهذا، غيرأنَّه قال: " شرحبيل بن شريك ". والموضع يحتاج إلي تحرير، وانظر ما قاله الحافظ فى " التهذيب " (4 / 324)

145

145- وأخرج الحاكمُ فى " كتاب التفسير " (2 / 503) قال: أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي ببغداد، ثنا عبد الملك بن محمد الرَّقاشيّ، ثنا يحيي بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسٍ رضى الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي الجنِّ وما رآهم، ولكنَّه انطلق مع طائفة من أصحابه عامدينَ إلي سوق عكاظ وقد حيلَ بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشُّهُب، فرجعوا إلي قومهم فقالوا: ما هذا إلاَّ شيءٌ قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا هذا الذي قد حدث، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذى قد حال بينهم وبين خبر السماء. فهناك حين رجعوا إلي قومهم فقالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلي الرشد فآمَّن به ولن نشرك بربنا أحدا، فأنزل الله عز وجل: ? قل أوحيَ إليّ أنَّه استمع نفرٌ من الجنِّ ?. وإنما أوحيَ إليه قولُ الجنّ. قال الحاكمُ: " هذا حديث صحيح علي شرط الشيخيين، ولم يخرِّجاه بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم وحده حديث داود بن أبي هند عن الشعبيّ، عن علقمة، عن عبد الله رضى الله عنه بطوله بغير هذه الألفاظ. " وأخرج البخاريُّ حدي شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: " سألتُ علقمة، هل كان عبد الله مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجنِّ، فذكر أحرفٍ يسيرة " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلا وجه لاستدراك هذا عليهما فقد أخرجاه جميعاً بهذه السياقة، فأخرجه البخاريّ فى " كتاب الآذان " (2 / 253) قال: حدثنا مسدد.

وفي " كتاب التفسير " (8 / 669 – 670) قال: حدثنا موسي بن إسماعيل. وأخرجه مسلم فى " كتاب الصلاة " (449/ 149) قال: حدثنا شيبان ابن فروخ، قال ثلاثتهم: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي الجنِّ، وما رآهم. انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى طائفة من أصحابه عامدين إلي سوق عكاظ، وقد حيلَ بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشُّهُب، فرجعت الشياطين إلي قومهم فقالوا: ما لكم؟ قيل: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. ما ذاك إلاَّ شيءٌ حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي قد حال بيننا وبين خبر السماء، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمرَّ النَّفرُ الذين أخذوا نحو تِهَامَةَ (وهو بنخل، عامدين إلي سوق عكاظ. وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر) فلَّما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذى حال بيننا وبين خبر السماء. فرجعوا إلي قومهم فقالوا: يا قومنا! إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلي الرشد فآمَّنا به ولن نشرك بربنا أحدا، فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ? قل أوحيَ إليّ أنَّه استمع نفرٌ من الجنِّ ? [الجن آية:1] . هذا لفظ حديث شيبان عند مسلم. أمَّا البخاريّ فرواه عن شيخيه فلم يقل: " ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي الجنِّ ولا رآهم.. " واستظهر الحافظ في " الفتح " (8 / 670) أنَّ البخاريّ حذف هذه الجملة عمداً، لأنَّ ابن مسعود أثبت أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ علي الجن، فكان ذلك

مقدَّماً علي نفي ابن عباسٍ. والحامل للحافظ علي هذا الاستظهار أنَّ معاذ بن المثني، روى هذا الحديث عن مسدَّد شيخ البخاريّ فيه، فأثبت فيه هذه الجملة. فأخرجه الطبرانيُّ في " الكبير" (ج12 / رقم 12449) ، وعنه أبو نعيم في " المستخرج " (995) قال: حدثنا معاذ بن المثني، ثنا مسدد. (ح) وحدثنا محمد بن حيان المازنيُّ، ثنا أبو الوليد، قالا: ثنا أبو عوانة بهذا الإسناد. وقد وقعت هذه الجملةُ عند أبي نعيم دون الطبرانيّ، فلا أدري كيف وقع ذلك. ورأيتُ الحديث فى " دلائل النبوة " (2 / 225 – 226) للبيهقيُّ، فرواه من طريق إسماعيل القاضي، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة بهذا، ووضعها المحقق بين معكوفين، ثم قال: " من صحيح مسلم، ولم ترد في " البخاريّ " فلا أدرى: أسقطت من المخطوطة، فزادها من رواية مسلم أو أراد أن ينبه علي أنها لم ترد في البخاري؟ فإن كان الأول فقد أخطأ خطأً بيناً. وأخرجه أبو يعلي (ج4 / رقم 2669) ، ومن طريقة أبو نعيم في " المستخرج " (995) ، وابن حبان (6526) قال: أخبرنا الحسنُ بن سفيان قالا: ثنا شيبان بنُ فرُّوخ، ثنا أبو عوانة بهذا. أمَّا حديث أبي الوليد الطيالسيّ: فأخرجه الترمذيُّ (3323) قال: حدثنا عبدُ بنُ حميدٍ. والنسائيُّ فى " التفسير " (644، 645) ، وأبو عوانة فى " المستخرج " (3794) قالا: ثنا أبو داود، سليمان بن سيف – زاد أبو عوانة: محمد بن حيان

المازني، والطحاويُّ في " المشكل " (2330) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود، قال أربعتهم: ثنا أبو الوليد، ثنا أبو عوانة بهذا الإسناد. فذكر هذه الجملة. وهى عند النسائيّ فى الموضع الثاني. ورواه عفان بن مسلم، قال: ثنا أبو عوانة به فأثبتها. أخرجه أحمد (1/ 252) ، وأبو عوانة (3795) قال: حدثنا جعفر ابن محمد الصائغ، قالا: ثنا عفان بهذا. ورواه أبو هشام المخزوميّ، ثنا أبو عوانة بهذا فذكرها. أخرجه ابن جرير فى " تفسيره " (29 /64) قال: حدثني محمد بن معمر، ثنا أبو هشام المخزومي. ورواه محمد بن محبوب، عن أبي عوانة بدونها. أخرجه النسائي فى " التفسير " (644) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، ثنا محمد بن محبوب. فكأنَّ أبا عوانة كان يذكرها مرة، ويدعها أخري. ثم أعلم أنَّهُ لا تعارض بين حديث ابن عباس، وحديث ابن مسعود رضي الله عنهم. فقد وفَّقَ بينهما البيهقيّ، فقال: في " الدلائل " (2 / 227) : " وهذا الذي حكاه عبد الله بن عباس، إنما هو في أول ما سمعت الجن قراة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمت بحاله، وفي ذلك الوقت لم يكن قرأ عليهم، ولم يرهم، كما حكاه، ثم أتاه داعي الجن مرة أخري فذهب معه، وقرأ عليهم القرآن، كما حكاه عبد الله بن مسعود، ورأى آثارهم، وآثار نيرانهم. والله أعلم. " انتهى.

146

146 - وأخرج الطبرانى أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7987) قال: حدثنا موسى بن هارون، ثنا سهيل بن صالح الأنطاكي، قال: رأيت يزيد بن أبي منصور، فقال ثنا أنس بن مالكٍ قال: كنا إذا كنا مع رسول الله فتفرقُ بيننا الشجرةُ، فإذا التقينا يُسلم بعضُنا على بعضٍ. - صلى الله عليه وسلم - قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن أنسٍ؛ إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرجه البخاريُّ في " الأدب المفرد " (1011) من طريق الضحاك ابن نبراس، عن ثابت البنانى، عن أنسٍ مثله. وأخرجه ابن السُّنى في " اليوم والليلة " (245) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، وحميد عن أنس فذكره. وهذا سندٌ جيدٌ علي شرط مسلمٍ. 147 - وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (رقم 1596) قال: حدثنا أحمد ابن الحسن بن مكرم البغدادي، قال: نا عليُّ بن الجعد، قال: نا حماد بن سَلَمَة، عن أبي غالبٍ، عن أبى أمامة أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله! أيُّ الجهادُ أفضلُ؟ قال: ((كلمة حق عند سلطانٍ جائزٍ)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن أبي غالبٍ إلاَّ حمادٌ. "

148

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به حماد بن سلمة فتابعه قريب بن عبد الملك الأصمعيّ، فرواه عن أبي غالب ٍ، عن أبي أمامة، قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عند الجمرة الوسطي: أيُّ الأعمالِ أفضل؟ قال: ((كلمة حق عند سلطان جائر)) أخرجته أنت في " المعجم الصغير " (151) قلت: حدثنا أحمد بن هارون ابن روح البرديجيّ، حدثنا إسحاق بن يسار النصيبيّ، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابيّ، حدثنا قريب بن عبد الملك. وتابعه أيضاً: المعلي بن زياد، فرواه، عن أبي غالب، عن أبي أمامة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أحبُّ الجهاد إلي الله كلمة حق تقال لإمامٍ جائر)) أخرجته أنت في " المعجم الكبير " (ج 8 / رقم 8080) قلتَ: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبيد الله بن عمرو القواريريّ، وثنا الحسين بن إسحاق التستريّ، ثنا محمد بن موسى الحرشيّ، وثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا بشر بن هلال الصوَّاف، قالوا: ثنا جعفر بن سليمان، عن المعلي بن زيادٍ. وأخرجه أحمد (5 / 251) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أتش، والبيهقي (10 /91) من طريق عبد السلام بن مطهر قالا: ثنا جعفر بن سليمان الضبعي بهذا الإسناد. وانظر رقم (1393) 148 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8117) قال: حدثنا موسى

149

ابن هارون قال: نا إسحاق بن راهويهُ، نا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن أسيد بن حضير، فقال: بينا أنا أصلي ذات ليلةٍ، إذ رأيت مثل القناديل نوراً نزل من السماء، فلما رأيتُ ذلك وقعتُ ساجداً، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((هلا مضيت يا أبا عتيك؟)) قال: ما استطعتُ إذ رأيتُ إلاَّ أن وقعتُ ساجداً قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو مضيت لرأيت العجائب، تلك الملائكة تنزَّلُ للقرآن)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إلاَّ هشامٌ، ولا عن هشامٍ، إلاَّ معاذٌ، تفرَّد به: إسحاق بن راهوية ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به إسحاق، بل تابعه عمرو بن علىّ الفلاَّس، ثنا معاذ بن هشام مثله. أخرجه ابنُ أبي الفوارس في " المنتقى من حديث المخلِّص " (ق 29 / 1) . وانظر " تسلية الكظيم " (رقم / 60) . 149 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8149) قال: حدثنا موسى ابن هارون، نا الحسن بن سهل الخياط، نا محمد بن الحسن الأسدي، ثنا شريكٌ، عن ليث، عن منذر الثوري، عن محمد ابن الحنفية قال: أخبرني أبو هريرة مرفوعاً: ((أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلاَّ الله،

150

فإذا قالوها حرمت عليَّ أموالُهم ودماؤهم، وحسابهم على الله)) . وأخرجه ابن أبي عاصم في " الديَّات " (ص 41) من طريق محمد بن الحسن بهذا الإسناد. قال الطبرانيّ: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن الحنفية، إلاَّ منذرٌ، ولا عن منذرٍ، إلاَّ ليثٌ، ولا عن ليثٍ، إلاَّ شريكٌ، تفرَّد به: محمد بن الحسن ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به ليث بن أبي سليم، بل تابعه الحسن بن عمرو، عن منذر الثوري بسنده سواء. أخرجه الخطيبُ في " تاريخه " (12 / 201) من طريق عمرو بن عبد الغفار، ثنا الحسن بهذا. وعمرو بن عبد الغفار؛ قال العجلىُّ: " متروك ". 150 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8169) قال: حدثنا موسى ابنُ هارون، نا حجاج بن يوسف الشاعر، نا أبو الجوَّاب، نا عمار بن رزيق، عن منصور، عن مجاهدٍ، عن ابن عباس، قال: قال أبو هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن في الجمعة ساعةً، لا يوافقها مسلمٌ في صلاةٍ يسألُ الله فيها خيراً، إلا أعطاه إياه)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن منصور، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ، إلاَّ عمار

151

ابن رزيق، تفرَّد به: أبو الجوَّاب ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو الجواب، واسمه الأحوص بن جواب وهو صدوق، بل تابعه: نصر بن مزاحم وهو متروك، فرواه عن عمار بن رزيق بسنده سواء. أخرجه ابن عدى في " الكامل " (7 / 2502) وذكر عدة أحاديث في ترجمة " نصرٍ " منها هذا وقال: " عامتها غيرُ محفوظةٍ ". 151- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8192) قال: حدثنا موسى ابن هارون قال: نا إسحاق بن راهويهُ، نا صالح بن قدامة المدنى، حدثنى عبد الله بن دينار، عن نافع، قال: قال عبد الله: ((نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى العدو بالقرآن، يخاف أن يناله العدو)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن دينار، عن نافعٍ، إلاّ صالحُ بن قدامة " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به صالحٌ، فتابعه سليمان بن بلالٍ، عن عبد الله بن دينار مثله. أخرجه ابن حبان في " صحيحه " (4716) من طريق الإمام البخاري، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال. 152- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8230) قال: حدثنا موسى

ابن هارون، نا أحمد بن حفص، حدثني أبي، نا إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذرِّ، قال: تذاكرنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيما أفضل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، وليوشكن أن يكون للرجل مثل سية قوسيه من الأرض، حيث يرى بيت المقدس خيراً له من الدنيا وما فيها)) . أخرجه الحاكم: (4 / 509) من طريق أحمد بن معاذ السُّلميّ، ثنا حفص بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن طهمان بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إلاَّ الحجاج وسعيد بن بشير، تفرَّد به عن الحجاج: إبراهيم بن طهمان، وتفرَّد به عن سعيد: محمد بن سليمان بن أبي داود ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن سليمان عن سعيد بن بشير، فتابعه اثنان ممن وقفت عليهما: أولهما: محمد بن بكار بن بلال، عن سعيد بن بشير بسنده سواء. أخرجه البيهقيّ في " الشعب " (3 / 486 – طبع بيروت) من طريق أبي حاتم الرازي، قال: نا محمد بن بكار. وثانيهما: الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير.

153

أخرجه الطحاويُّ في " المشكل " (608) من طريق محمد بن أسد الخُشَنيّ، وهشام بن عمَّار كلاهما عن الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن بشيرٍ. وهذا سندٌ ضعيفٌ أو منكرٌ. وسعيد بن بشير شديد الضعف في قتادة. والله أعلم. وحاول الطحاويُّ أن يُمَشِّي حالَهُ فذكر كلام شعبةَ فيه وأنَّه صدوقٌ، وتوثيقَ أحمد له. وهذا لا ينافى قول من جَرّحَهُ، لا سيما في قتادة. 153- وأخرج فى " الأوسط " (رقم 8397) قال: حدثنا موسى، حدثنا هشام بن عمَّار، قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة الجَرميّ عبد الله بن زيد، عن أبي أسماء الرحبيّ عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطيت الكنزين الأصفر والأبيض - يعني الذهب والفضة - وقيل لي: إنَّ مُلك أمَّتكَ إلى حيث زوي لك. وإني سألت الله عزَّ وجل ثلاثاً: أن لا يسلِّط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامةً، وأن لا يسلِّط عليهم عدو يهلكهم، وأن لا يلبسهم شيعاً، ويذيق بعضهم بأسَ بعض. وإنه قيلَ لي إذا قضيتُ قضاءً فلا مردَّ له، وإني لا أسلِّط على أمتك جوعا يهلكهم، ولا أسلِّط عليهم عدوا يهلكهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يقيم بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا، وإن مما أتخوَّف على أمتي أئمة مضلين، وإذا وُضعَ فيهم السيف، فلن يُرفع إلى يوم القيامة، وستعبدُ قبائل من أمتي الأوثان،

وستلحق قبائلُ من أمتي بالمشركين. وإن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريبٌ من ثلاثين كلهم يزعم أنَّه نبيّ، ولا نبي بعدي، ولن تزالُ طائفة من أمتي على الحقِّ منصورة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) . وأخرجه ابن ماجة في " الفتن " (3952) قال: حدثنا هشام بن عمار بهذا الإسناد بطوله. وأخرجه أيضاً في " المقدمة " (10) بهذا الإسناد بآخره. وأخرجه الطبراني في " مسند الشاميين " (269) قال: حدثنا أحمد بن المعلي، ثنا هشام بن عمار بهذا الإسناد بتمامه. قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إلاَّ سعيد بن بشير، تفرَّد به: محمد بن شعيب ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به سعيد بن بشير، بل تابعه: هشام الدستوائى بسنه سواء. وأخرجه مسلم (2889 / 19) ، قال: حدثنى زهير بن حرب، وإسحاق ابن إبراهيم ومحمد بن المثنى وإبن يشار وأبو عوانة فى " المستخرج " كما فى " إتحاف المهرة " (3 / 48) من طريق زهير بن حرب ومحمد بن المثنى، وأبو عوانة والبيهقى (9 / 181) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن منصور، وأبو عوانة قال: ثنا يزيد بن سنان، وابن ماجة (ج 15 / رقم 6714) من طريق زهير بن حرب قالوا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنى أبى بهذا الإسناد، ولم يذكر مسلم لفظه، وأحال على لفظ الحديث أيوب

154

السختيانى، عن أبى قلابة، ولفظ حديث أيوب، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ َرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ. وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا، أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا)) . وتابعه سليمان بن خالد أبو عبد الله الواسطىُّ، عن قتادة بهذا الإسناد. أخرجه بحشل فى " تاريخ واسط " (ص 157 / 158) . 154- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8407) قال: حدثنا موسى بن سهل قال: نا زياد بن يحيى أبو الخطاب، نا الهيثم بن الربع، ثنا سماك بن عطية، عن أيوب السختيانى عن أبى قلابة، عن أنس، قال: بينا أبى بكر الصديق يأكل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ نزلت عليه {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًّا يره} فرفع أبو بكر يده وقال: يا رسول الله! إني لراءٍ ما عملتُ من مثقال ذرة من شرٍّ؟ فقال: ((يا أبا بكرٍ! أرأيت ما ترى فى الدنيا مما تكره فبمثاقيل درّ الشر، ويدخر لك مثاقيل ذر الخير، تى تُوفاه يوم القيامة)) .

155

قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن أيوب، إلاَّ سماك بن عطية، ولا عن سماك إلاَّ الهيثم تفرَّد به: زياد بن يحيى ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به لا سماك بن عطية، ولا زياد بن يحيى. فأما سماك بن عطية فقد تابعه سرار بن مُجشّر، عن أيوب بسنده سواء. أخرجه ابن مردويه، وعنه الضياء فى " المختارة " (2247) من طريق الهيثم ابن الربيع، ثنا سرار. وأما زياد بن يحيى، فتابعه إبراهيم بن عبد الله النيسابورى، ثنا الهيثم بن الربيع مثله. أخرجه ابن مردويه، وعنه الضياء المقدسى فى " المختارة " (2246) وبهذه الرواية تعقب الضياء الطبرانىُّ. والحمد لله. 155- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8442) قال: حدثنا موسى بن خازم، قال: نا محمد بن بكير قال: نا سويد بن عبد العزيز، قال: نا إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ابن عبد الله مرفوعا: ((إن العبد يدعو الله وهو يحبُّه، فيقول الله عز وجلَّ: يا جبريل اقض لعبدى هذا حاجته، وأخِّرها، فإنىِّ أحب ألاَّ أزال أسمع صوته وإن العبد ليدعوا الله وهو يبغضُه، فيقول الله عز وجلَّ: يا جبريل اقض لعبدى هذا حاجته وعجِّلْها، فإنى أكره أن أسمع صوته)) .

156

وأخرجه الطبرانىُّ أيضا في " الدعاء " (87) قال: حدثنا محمد بن علىّ ابن شعيب السمسار، ثنا الحاكم بن موسى، ثنا سويد بن عبد العزيز بهذا. قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر، إلاَّ إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، تفرَّد به: سويد بن عبد العزيز ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به سويد، فتابعه يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن أبى فروة بسنده سواء. أخرجه ابن عساكر فى " تاريخ دمشق " (ج 2 / ق 768) من طريق حامد بن محمد بن شعيب، نا الحاكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة. وبن أبى فروة متروك. 156- وأخرج أيضاً (رقم 8473) ومن طريق الضياء فى " المختار " (2095) قال: حدثنا معاذ قال: عبد الله بن عبد الوهاب، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى، عن حميد، عن أنس أن النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم تسليمةً واحدةً. وأخرجه البيهقيُّ فى " الكبرى " (2 / 179) من طريق أبو بكر بن إسحاق، وفى " المعرفة " (3 / 97) من طريق على بن حمشاذ، قال: ثنا أبو المثنى، هو معاذ بن المثنى، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب بهذا الإسناد. قال الطبرانىُّ:

157

" لم يرفع هذا الحديث عن حميد، إلاَّ عبد الوهاب، تفرَّد به الحجبى " قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى، فتابعه أبو خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس فذكره بلفظه. ذكره الضياء فى " المختار " (2095) وقد تعقب الطبرانى بهذه المتابعة. وانظر رقم (1617) . 157- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8481) حدثنا معاذ بن المثنى، قال: نا عبد الله بن سوار العنبرىّ قال: وهيب بن خالد، عن عبد الله ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - احتجم، وأعطى الحجام أجره، واستعط. وأخرجه البخاري فى " الإجازة " (4 / 8481) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل وفى " الطب " (10 / 147) قال: حدثنا معلي بن أسد ومسلم في " المساقاة " (1202 / 65) من طريق عفان بن مسلم، والخزوميّ فى "كتاب السلام " (1202 / 76) والنسائىُّ فى " الطب " (4/373) من طريق حبان بن هلال، وأحمد (1 / 258) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، و (1 / 292) قال حدثنا عفان، و (1 / 293) قال: حدثنا أبو سعيد وابن حبان (5150) من طريق إبراهيم بن حجاج السامىّ والطحاوى في " شرح المعاني " (4 / 129، 130) من طريق يحيى بن حسان، وعفَّان بن مسلم، وسهل بن بكَّار، والطبرانيُّ فى " الكبير " (ج 11 / رقم 10908) من طريق سهل

158

ابن بكَّار، والبيهقىُّ (9 / 337 – 338) من طريق عفان، ومعلي بن أسد قالوا: ثنا وهيب بن خالد بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3867) من طريق أحمد بن إسحاق، ثنا وهيب بهذا بذكر السعوط وحده. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن ابن طاووس، إلاَّ وهيبٌ ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به وهيبٌ، بل تابعه سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس بسنده سواء. أخرجه ابن ماجة (2162) قال: حدثنا ابن أبى عمر العدنيّ، ثنا سفيان به وقال ابنُ ماجة: " تفرَّد به ابن عمر وحده ". وتابعه أيضاً: زمعة بن صالح، عن ابن طاووس به. أخرجه أحمد (2249، 3018) قال: ثنا أبو داود، ثنا زمعة. 158- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8500) قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: نا شاذّ بن الفياض، قال: نا عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن أنس مرفوعا: " الله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده من أحدكم أسقط على بعيره، وقد أضلَّه بأرض فلاة ". قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عمر بن إبراهيم، إلاَّ شاذٌّ ". قُلْتُ: رضي الله عنك!

159

فلم يتفرَّد به شاذٌّ، بل تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث، نا عمر بن إبراهيم بسنده سواء. أخرجه أحمد فى " مسنده " (3 / 213) قال: حدثنا عبد الصمد. . . . فذكره. 159- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8510) قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: نا مالك بن عبد الواحد أبى غسَّان المسمعيّ، قال: نا عبد الملك بن الصباح المسمعيّ، عن شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر مرفوعا: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ الله وأن محمد رسول الله. ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا منى دماءهم وأموالهم، وحسابهم على الله ". قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث – بهذا التمام - عن شعبة، إلاَّ عبد الملك بن الصباح، تفرَّد به: أبو غسان ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الملك بن الصباح، حرمىُّ بن عمارة، عن شعبة مثله. أخرجه البخاري فى " صحيحه " (1 / 75) وفي " التاريخ الكبير " (1 / 1 / 84) وابن حبان (175 / 219) ، وابن نصر في " تعظيم قدر الصلاة " (4) ، وابنُ مندة في " الإيمان " (25) ، والبغوىُّ في " شرح

160

السنة " (1 / 67) . ولو قال الطبرانىُّ: لم يروه عن عبد الملك، عن شعبة، إلاَّ أبو غسان لكان أقرب. وقد أخرجه مسلم (22 / 36) ، والبيهقيُّ (3 / 92) من طريق أبى غسان، عن عبد الملك. والله أعلم. 160- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8515) قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: نا هبة بن خالد، قال: نا سهيل بن أبى حزم القطعىّ، قال: نا ثابت البنانى عن أنس فى قوله تعالى: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قال الله تعالى: أنا أهلٌ أن أتقى فلا يشرك بى، وأنا أهل لمن إتقى أن يشرك بى، أن اغفر له. . . ". قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث إلاَّ سهيل بن أبى حزم، تفرَّد به: هدبة ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به هدبة بن خالد، بل تابعه جماعةٌ، منهم: 1- زيد بن الحباب. أخرجه الترمذىُّ (3328) ، وابن ماجة (4299) ، وأحمد (1 / 142) . 2- المعافى بن عمران. أخرجه النسائىُّ – كما فى " أطراف المزى " (1 / 139) . 3- سلم بن قتيبة.

161

أخرجه الدارمىُّ فى " سننه " (2 / 212) . 4- سربح بن يونس. أخرجه احمد (1 / 243) ، والحاكم (2 / 508) ، والبيهقىُّ في " الزهد " (956) . 5 – بشر بن الوليد. أخرجه أبو يعلي فى " المسند " (3317) . 161- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8574) قال: حدثنا معاذ ابن المثنى، قال: نا خالد بن خداش، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ويونس، وهشام، والمعلى بن زياد، عن الحسين، عن الأحنف بن قيس، عن أبى بكرة مرفوعاً: " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فإن القاتل والمقتول في النار ". قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن أيوب ويونس والمعلى، إلاَّ حماد، ولا رواه عن حماد، إلاَّ خالد بن خداش ومؤمل بن إسماعيل ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به خالد بن خداش، بل تابعه أحمد بن عبدة الضبى، فرواه عن ماد بن زيد عن شيوخه الثلاثة، عن الحسن بسنده سواء. أخرجه مسلم (2888 / 15) ، والنسائى (7 / 125) ، وابن أبى عاصم في " الآحاد والمثانى " (1564) ، وابنُ حبان (5981) ، والبيهقى ُّ

162

(8 / 190) . وتابعه أيضاً: فضيل بن حسين، عن حماد بن زيد، عن أيوب ويونس معاً، عن الحسين بسنده سواء ولم يذكر " المعلى بن زياد ". أخرجه مسلم، وأبو داود (4268) ، والبيهقىُّ (8 / 190) . وتابع فضيلاً على إسناده جماعة منهم: 1- محمد بن أبى بكر المقدمىّ، عن حماد بن زيد. أخرجه ابن أبى عاصم في " الآحاد والمثانى " (1563) ، والطحاوى فى " المشكل " (4087) . 2- عبد الرحمن بن المبارك، عن حماد بن زيد. أخرجه البخاري (1 / 84 – 85 و 12 / 192) ، والبيهقيُّ (8 / 190) ، والأصبهانى فى " الترغيب " (2306) ، والبغوىُّ فى " شرح السُّنة " (10 / 220 – 221) . 162- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8594) قال: حدثنا منتصر ابن محمد بن المنتصر ثنا: علىّ بن شبرمة الحارثي، نا شريك بن عبد الله، عن منصور، عن أبى حازم، عن أبى هريرة مرفوعاً: " اللهم اغفر للحاج، ولمن استغفر له الحاج ". قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن منصور، إلاَّ شريك، ولا عن شريكٍ، إلاَّ: علىُّ بن شبرمة ".

163

قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به علىُّ بن شبرمة، بل تابعه: حسين بن محمد المروزى، ثنا شريك مثله. أخرجه ابن خزيمة (4 / 132) ، والبزار (155 – كشف الأستار) ، والحاكم (1 / 441) ، والبيهقىُّ فى " الشعب " (4112) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، ثنا حسين بن محمد المروزي فذكره. قال البزار: " لا نعلم رواه هكذا إلاَّ شريك، ولا عنه إلاَّ حسين ولم نسمعه إلاَّ من إبراهيم ". قُلْتُ: رضي الله عنك! ورواية الطبراني تردُّ ما ذكرت، كما أن روايتك تردُّ قول الطبراني، ولله عاقبة الأمور. وبعد كتابة ما تقدَّم وقفت على الحديث فى " المعجم الصغير " (1089) للطبرانى فرأيته يقول: " ولا رواه عن شريك إلاَّ علىُّ بن شبرمة وحسين بن محمد المروزي " فرمة الله عليه، ويبقى التعقب على البزار. والحمد لله. 163- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8682) قال: حدثنا مطلب ابن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعدٍ، عن بن شهاب الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة مرفوعاً: " يتقاربُ الزمانُ، وينقُصُ العلم، وتظهرُ الفتن، ويكثر الهَرْجُ " قالوا: يا رسول الله! ما الهرج؟ قال: " القتل".

164

وأخرجه أيضا في " الأوسط " (4522) قال: حدثنا عبدان بن محمد المروزى، قال: نا هشام بن عمار، قال: نا صدقة بن خالد. قال: نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنى ابن أخي الزهريّ، قال: حدثنى الزهريّ بهذا الإسناد. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن الزهريّ، عن حميد، إلاَّ الليث وابنُ أخى الزهريّ ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد (1) به الليث ولا ابنُ أخي الزهريّ، بل تابعهما أيضاً: شعيب ابن أبى حمزة، ويونس بن يزيد كلاهما عن الزهري بسنده سواء. أخرجه البخاريّ (10 / 456) ومسلم (4 / 2057 / 11) ، وأبو داود (4255) ، وأحمد (2 / 525) ، وابن حبان (ج 8 / رقم 6676، 6682) ، وانظر رقم (942) . 164- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8746) قال: حدثنا مطلب ابن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنى ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ مرفوعاً: ((الرِّفقُ فى المعيشة خيرٌ من بعض التجارةِ)) . قال الطبرانيُّ: ثم رأيت الحافظ روي هذا الحديث فى " التغليق " (5 / 277) من طريق الطبرانىّ وتعقبه في حكمه هذا. والحمد لله.

165

" لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر، إلاَّ ابن لهيعة، تفرَّد به: عبد الله بن صالح، ولا يروى عن جابر إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الله بن صالح، بل تابعه حجاج بن سليمان الرعينى، عن ابن لهيعة به. أخرجه الإسماعيلى في " معجمه " (1 / 15 /2) ، وابنُ الأعرابى فى " معجمه " (4 / 43 / 2) ، وابن عدي فى " الكامل " (2 / 651) ، والقضاعى فى " مسند الشهاب " (242) ، وابن عساكر فى " تاريخه " (38 / 85) . 165- وأخرج أيضاً في " الأوسط " (رقم 8806) قال: حدثنا مطلبابن شعيب، نا عبد الله، حدثني الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن أبي حازم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن اليهود كانت تقول: إذا أتيت المرأة فى دبرها، جاء ولدها أحول، فنزلت هذه الآية ? نساؤكم حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم ?. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن أبى حازم، إلاَّ ابنُ الهاد، تفرَّد به: الليثُ ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به الليث بن سعد، بل تابعه يحيى بن أيوب وابنُ لهيعة معاً، عن يزيد بن الهاد بسنده سواء. أخرجه النسائيُّ فى " عشرة النساء " (89) ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن

166

عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرني يحيي بن أيوب، وذكر آخر، أنَّ، أنَّ ابن الهاد حدثهما، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ به. وهذا " الآخر " هو ابن لهيعة. وانظر (رقم / 85) 166- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8807) ، وفى " الكبير " (ج 11 / رقم 11794) وفى " المعجم الصغير " (1094) قال: حدثنا مقدام بن داود بن عيسى الرُّعَيني المصريّ قال: ثنا أسد بن موسى، ثنا أبو معاوية عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ مرفوعاً: ((لا يُبَاشرُ الرَّجُلُ الرجُلَ ولا تُبَاشرُ المرأةُ المرأةَ)) قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث، عنم الشيبانى، إلاَّ أبو معاوية، تفرَّد به: أسد بن موسى ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به أسد بن موسى، بل تابعه أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية بسنده سواء. أخرجه الحاكم (4 / 288) وقال: " صحيحٌ على شرط الشيخين " ووافقه الذهبىُّ! وانظر (رقم / 111) 167- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8817) قال: حدثنا مقدام

168

ابن داود، نا من طريق عبد الله بن محمد، نا سفيان ومسعر بن كدام، عن محارب بن دثار، عن جابرٍ مرفوعاً: ((نعم الإدامُ الخلُّ)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن مسعرٍ، إلاَّ عبد الله بن محمد ابن المغيرة، وعمران بن عيينة ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الله بن محمد ولا عمران بن عيينة، بل تابعهما محمد وإبراهيم ابنا عيينة، قالا: نا شعبة وسفيان ومسعر ثلاثتهم، عن محارب، عن جابر مرفوعاً مثله. أخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (968 – ترتيبه) ، وعنه الخطيبُ فى " تاريخه " (10 / 344) . وتابعهم إسماعيل بن عمرو البجلى، عن شعبة وسفيان ومسعر، عن محارب، عن جابرٍ مثله أخرجه القضاعى فى " مسند الشهاب " (1319) . 168- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8837، 9019) قال: حدثنا مقدام بن داود، نا خالد بن نزار، أبو يزيد الأيليّ، ثنا محمد بن صالح التمار، عن الزهرىّ، عن السعيد بن المسيب، عن عتاب بن أسيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في زكاة الكروم: ((إنها تخرص كما تخرص النخل، ثم تؤدى زكاته زبيباً كما تؤدى زكاة النخل تمراً)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث، عن الزهرى، إلاَّ محمد بن صالح التمار " قُلْتُ: رضي الله عنك!

169

فلم يتفرَّد به محمد بن صالح، بل تابعه: عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهرى بسنده سواء. أخرجه أبو داود (1603) ، وابن خزيمة (2318) ، والدارقطنىُّ (2 / 133) ، والبيهقيُّ (4 / 121) . وتابعه أيضاً: عبد الرحمن بن عبد العزيز الإيامى ومحمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخى ابن شهاب كلاهما عن الزهرى مثله. أخرجه الدارقطنىُّ (2 / 132) ، من طريق إسحاق بن محمد الفرويّ، قال: حدثني عبد الرحمن بهذا الإسناد. 169- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8880) قال: حدثنا مقدام ابن داود، نا أسدٌ، نا ابن لهيعة، ثنا يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر ابن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: ((لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلاً من أهل الجنة اطَّلع فبدا سوارُهُ لطمس ضوؤه ضوءَ الشمس، كما تطمسُ الشمسُ ضوءَ النجومِ)) . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا اللحديث عن داود بن عامر، إلاَّ يزيد بن أبي حبيبٍ، تفرَّد به: ابنُ لهيعة ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به ابنُ لهيعة ن بل تابعه: يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر بسنده سواء.

170

أخرجه البزار فى " مسنده " (46 – مسند سعد بتحقيقى) ، والبخارىُّ فى " التاريخ الكبير " (3 / 2 / 308) . 170- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9137) قال: حدثنا مسعدة ابن سعد، ثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنى عبد الرحمن بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن عبد الله بن محمد بن أبى عتيق، عن أبيه – لا أعلمهُ إلاَّ – عن عائشة مرفوعاً: ((ما كان نبىُّ قط إلاَّ فى أمَّته معلَّمٌ أو معلمان، وإن يكن فى أمتى منهم أحدٌ؛ فهو عمر بن الخطاب، إن الحقَّ على لسان عمر وقلبه)) . قال الطبرانىُّ: " لا يروى هذا الحديث عن عائشة: " إن الحقَّ على لسان عمر وقلبه "، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: إبراهيم بن المنذر ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد أخرجه ابن سعد فى " الطبقات " (2 / 335) ، والقطيعى فى " زوائد الفضائل " (518) من طريق محمد بن أبى فديك، عن عبد الرحمن بن أبى الزناد بسنده سواء. وحسَّنهُ الهيثمىُّ فى " المجمع " (9 / 67) . 171- وأخرج أيضاً (رقم 9222) وفى " المعجم الصغير " (1104) من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافعٍ، قال: حدثنى محمدٌ، عن

أبيه: عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه أبي رافع مرفوعاً: ((إذا طنَّت أذنُ أحدكم فليذكرنى، وليُصلِّ علىَّ، وليقل: ذكر الله بخير من ذكرنى)) . وأخرجه البزار (3125) ، والروبانيّ فى " المسند " (718) والشجريُّ فى " الأمالىّ " (1 / 129) ، عن زياد بن يحيى، أبي الخطاب. والعقيلي فى " الضعفاء " (4 / 261) من طريق أبي كريب. وابن عدي فى " الكامل " (6 / 2443) من طريق الحسن بن إبراهيم البياضيّ قالوا: ثنا معمر بن محمد بهذا الإسناد. قال الطبرانىّ: " لا يروى هذا الحديث عن أبى رافع، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: معمر بن محمد ". وقال العقيليّ: " لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلاَّ به " – يعنى معمر بن محمد. قُلْتُ: رضي الله عنكما! فلم يتفرَّد به معمر، بل تابعه: حبَّانُ بنُ عليّ، ثنا محمد بن عبيد الله ابن أبى رافع بسنده سواء. أخرجه ابن السُّنى فى " اليوم والليلة " (166) قال: أخبرنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد، وابنُ عديّ (6 / 2152 – 2126) قال: حدثنا أحمد بن عاصم بن سليمان البالسيّ قالا: نا محمد بن سليمان لوين، ثنا حبان بن علىٍّ. وتابعه أيضاً مندل بن عليّ.

172

أخرجه الخرائطيّ فى " مكارم الأخلاق " (1022) قال: حدثنا سعدان ابن يزيد، ثنا الهيثم بن جميل، قال: حدثنيه حبان، ومندل ابنا عليّ، عن ابن رافع، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعاً فذكره. 172- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9223) قال: حدثنا نصر بن الحكم المروزيّ، ثنا عليّ بن حُجْر، ثنا يحيى بن سابق، نا أبو حازم، عن سهل بن سعدٍ مرفوعاً: ((لكل أمة مجوسٌ، ولكل أمة نصارى، ولكل أمة يهود، وإن مجوس أمتى القدريةُ، ونصاراهم: الخشبية، ويهودهم: المرجئة)) . قال الطبرانىّ: " لم يرو هذا الحديث عن أبى حازمٍ، إلاَّ يحيى بن سابق، تفرََّد به: علىُّ بن حُجْر ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به على بن حجر، بل تابعه: حجين بن المثنى، قال: ثنا يحيى بن سابق بسنده سواء. أخرجه أبو عمرو السمرقندى فى " الفوائد المنتقاة " (ق 71 / 2) ، والخطيب فى " تاريخه " (14 / 114) ، وعنه ابن الجوزى فى " الواهيات " (1 / 154) . 173- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9241) قال: حدثنا

174

النعمان بن أحمد، ثنا مقدم بن محمد بن يحيى، نا عمي: القاسم بن يحيى، عن إبراهيم بن عثمان، عن الأعمش، عن الحكم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((من نفَّس كربةً من كُرب المسلم في الدُّنيا، نفس الله عنه كربةً من كربِ الآخرة، ومن سَتَرَ عورةَ مسلمٍ في الدنيا، ستر الله عورته في الدنيا والآخرة، ومن يسَّر على معسرٍ في الدنيا، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه)) . قال الطبرانيُّ: " لم يُدخل بين الأعمش وأبى صالح: " الحكمَ " أحدٌ ممن روى هذا الحديث عن الأعمش، إلاَّ أبو شيبة، ولا رواه عن أبى شيبة، إلاّ! َ القاسم بن يحيى، تفرَّد به مقدَّم بن محمد ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد أبو شيبة بذلك، بل تابعه الحكم بن فضيل، عن الأعمش، عن الحكم، عن أبى صالح، عن أبى هريرة مرفوعاً مثله. أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (رقم 1332) وقلت قولاً تعقبناك فيه وانظر (رقم 49) . 174- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9242) قال: حدثنا النعمان بن أحمد، ثنا مقدم بن محمد، نا عمي القاسم بن يحيى، عن أبي حمزة الأعور، عن أبي الحكم البجلي، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((لو اجتمع أهلُ السماء وأهلُ الأرض على قتل رجلٍ مؤمن لكبهم الله في النار)) . قال الطبرانيُّ:

175

" لم يرو هذا الحديث عن أبى الحكم البجلى – وهو: عبد الرحمن بن أبى نُعْم - إلاَّ: أبو حمزة، ولا عن أبى حمزة، إلاَّ القاسم بن يحيى، تفرَّد به: مقدَّم ابن محمد ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو حمزة، بل تابعه: يزيد الرقاشى، عن أبى الحكم البجلى، عن أبى سعيد وأبى هريرة معاً مرفوعاً مثله. أخرجه الترمذىُّ (1398) . وقد أخرجت أنت هذا الحديث فى " المعجم الأوسط " (1421) بهذا الإسناد وقلت هناك: " لم يرو هذا الحديثعن أبى حمزة إلاَّ القاسم، تفرَّد به: مقدَّم " وقولك هنا أدقُّ. رحمك الله ورضى عنك. 175- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9290) قال: حدثنا هاشم ابن مرثد، ثنا المعافى بن سليمان، نا موسى بن أعين، عن المعلى بن عرفان، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتنفس في الإناء ثلاثة أنفاسٍ، يُسمِّي ثم كل نفسٍ، ويشكر في آخرهنَّ. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن أبى وائلٍ، إلاَّ المعلَّى بن عرفان، تفرَّد به: موسى ابنُ أعينٍ ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به ابنُ أعينٍ، بل تابعه: عيسى بن يونس، ثنا المعلى بن عرفان بسنده سواء.

176

أخرجه ابنُ السُّنى فى " اليوم والليلة " (471) قال: حدثنا ابن منيع، ثنا الحسن بن إسرائيل، ثنا عيسى بن يونس. وأخرجه البزار (2900) قال: حدثنا العباس بن جعفر، ثنا أبو عبد الله رجل من أهل الكوفة، ثنا عيسى بن يونس به. 176- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9374) ، " والمعجم الصغير" (رقم 1130) قال: حدثنا هارون بن محمد بن المنخل الواسطىّ، نا أحمد بن منيع، نا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد، عن عبيدة، عن شقيق (1) ، عن حذيفة قال: بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سباطة قومٍ، ثم توضأ ومسح على خفيه. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عبيدة، إلاَّ أشعثُ بن عبد الرحمن، تفرَّد به: أحمد بن منيع ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به أشعث بن عبد الرحمن، بل تابعه: عبد الرحمن بن سليمان، عن عبيدة بن معتب الضبى بسنده سواء. أخرجه الجرجانى فى " الأمالى " (ق 25 / 1) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمُّ، قال: أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتى، أنبا محمد بن شعيب بن شابور، أنا عبد الرحمن بن سليمان. (1) وفى " الأوسط ": طبع " دار الحرمين ": " سفيان " وهو تصحيف! .

177

177- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 1946) قال: حمد بن عمرو القطرانيُّ، قال: نا أبو الربيع الزهرانيُّ، قال: نا عبد الله بن المبارك، قال: نا أبو سلمة، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: لو رأيتنا مع نبينا - صلى الله عليه وسلم - لحسبت أنما ريحنا ريحُ الضأن، وإنما لباسنا الصوفُ، وطعامنا الأسودان الماء والتمر. قال الطبرانيُّ: " أبو سلمة: هو محمد بن أبي حفصة. ولم يرو هذا الحديث إلاَّ ابن المبارك ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به ابنُ المبارك، فتابعه أبو معاوية محمد بن خازم، قال: ثنا أبو سلمة محمد بن ميسرة، عن قتادة بهذا الإسناد بحروفه. أخرجه الحاكمُ فى " كتاب اللباس " (4 / 188 – المستدرك) قال: كتب إليّ محمد بن عمرو الرزَّازُ بخط يده يذكرُ أنَّ سعدان بن نصر المخرميَّ حدثهم: ثنا أبو معاوية بهذا. وميسرةُ هو اسمُ أبي حفصة. ورواه عليُّ بن الهيثم، ثنا أبو معاوية الضريرُ بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم فى أخبار أصبهان (1 / 162) قال: حدثنا أحمد بن محمد، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا عليُّ بن الهيثم به.

وقد توبع محمد بن أبى حفصة. تابعه أبو عوانة: وضَّاح بن عبد الله اليشكريّ، عن قتادةَ بسنده سواء. أخرجه أبو داود (4034) قال: حدثنا عمرو بن عونٍ. والترمذيُّ (2479) قال: حدثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ. وأبو يعلي (ج 13 / رقم 7266) قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث والبغويُّ في " شرح السنة " (12 / 27) من طريق مسدَّد بن مسرهد قالوا: ثنا أبو عوانة بهذا. وأخرجه ابن ماجة (3562) قال: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، وهذا فى " المصنَّف " (8 / 224) . والبيهقيّ في " الشعب " (6159) من طريق بشر بن موسى، قالا: ثنا الحسن بن موسى، ثنا شيبان بن عبد الرحمن النحويُّ، عن قتادة بهذا. وأخرجه أحمد (4 / 419) قال: حدثنا روح بن عبادة، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: حدَّث أبو بردةَ، عن أبى موسى، وقد رواه عبد الوهاب بن عطاءٍ، وهو من قدماء أصحاب سعيد بن أبى عروبة، فقال فيه: " عن قتادة، عن أبى بردة " أخرجه البيهقيُّ (2 / 419 – 420) من طريق يحيى بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء. وأخرجه أحمد (4 / 407) عن أبى هلال الراسبيّ محمد بن سليم. وابن حبان (1235) عن خالد بن قيس بن رباح، كلاهما، عن قتادة بهذا الإسناد. ولم يذكرا: " وطعامنا ... الخ ". وقال الترمذيُّ:

178

" هذا حديثٌ صحيح ". 178- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9400) قال: حدثنا الهيثم بن خلف، نا علي بن سيابة الكوفي، ثنا كثير ابن هشام، قال: نا سليمان البصري - هو القافلاني -، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي الطفيل عن النبي مرفوعاً: ((كان يقال: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستحيى فاصنع ما شئت)) . قال الطبرانيُّ: " لا يروى هذا الحديث عن أبى الطفيل إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: علىُّ بن سيابة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرجه أبو الشيخ فى " كتاب الأمثال " (82) ، وابن عدى فى " الكامل " (3 / 1105) من طريق أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا أبو المنذر، حدثنا سليمان بن أرقم، عن محمد بن عبد الرحمن بن نباتة، عن أبى الطفيل مرفوعاً مثله. 179- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 9419) قال: حدثنا الهيثم ابن خلف، نا عليّ بن سيَّابة، ثنا علي ابن يونس البلخي، عن هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً " ((لا تشدُّ المطيُّ إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)) . قال الطبرانيُّ:

180

" لم يرو هذا الحيث عن هاشم بن الغاز، إلاَّ علىُّ بن يونس، تفرَّد به: علىُّ ابن سيابة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به على بن سيابة، بل تابعه: الفضلُ بن سهل، قال: حدثنا على ابن يونس البلخى بسنده سواء. أخرجته أنت فى " مسند الشاميين " (1538) قلتَ: حدثنا محمد بن الليث الجوهريّ، ثنا الفضل بن سهل الأعرج بسنده سواء. وأخرجه العقيلي فى " الضعفاء " (3 / 256) قال: حدثنا أحمد بن محمد المروزى، ثنا الفضل بن سهل. وتابعه أيضاً محمد بن يزيد بن محمش، ثنا على بن يونس بهذا الإسناد. أخرجه ابن حبان فى " الثقات " (8 / 459) قال: حدثنا عمران بن موسى المهرجاني بطرسوس، ثنا محمد بن يزيد. وتابعه أيضاً: يعقوب بن عبيد النهرتيريُّ، ثنا على بن يونس به. أخرجه الضياء المقدسيُّ فى " فضائل بيت المقدس " (5) . 180- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 122) قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان، قال: نا عمرو بن خالد، قال: نا موسى بن أعين، عن مطرف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن بن عباس ? الله ثم يتوفى الأنفس حين موتها ? قال: تلتقي أرواح الأحياء والأموات في المنام، فيتساءلون بينهم، فيمسك الله أرواح الموتى

181

ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. قال الطبرانيُّ: " لم يروه عن مطرِّف، إلاَّ موسى " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به موسى، بل تابعه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضى صاحبُ أبي حنيفة، ثنا مطرف بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ فى " كتاب العظمة " (442) قال: حدثنا أبو يعلى، ثنا أبو الربيع الزهرانى ثنا أبو يوسف القاضى. وأخرج الضياء فى " المختارة " (ج 10 / رقم 122) من طريق إبراهيم بن عبد الله الهروى، ثنا أبو يوسف. قال الضياء: " لو وقع للطبرانى رحمه الله رواية أبى يوسف عن مطرف لم يقل ما قال. " 181- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 898) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحُلوانيُّ، قال: مصعب قال: نا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله ابن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أنَّ رجلاً كان يؤم قوماً، وكان يقرأ ? قل هو الله أحد ? وسورة أخرى في كل ركعة، فقال له أصحابه: إنك تقرأ هذه السورة، يعنون ? قل هو الله أحد ? ثم لا تراها تجزئك، وتقرأ معها سورة أخرى؟ فإما اقتصرت عليها، وإما قرأت السورة الأخرى وتركتها. فقال: لست أفعل، فإن رضيتم، وإلاَّ فشأنكم

بأمركم، وكان من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما يمنعك مما يأمرك به قومك، وما يلزمك هذه السورة؟)) قال: إني أحبها، فقال ((حبُها أدخلك الجنة)) . وأخرجه أبو يعلى (3335) ، وعنه ابن حبان (794) ، والضياء فى " المختارة " (1749) والخطيب فى " تاريخه " (5 / 263) من طريق أبي العباس محمد بن داود بن سليمان البغداديّ، وأبي القاسم البغويّ، قال ثلاثتهم: ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ مندة فى " التوحيد " (1 / 67) من طريق مصعب بن عبد الله أيضاً. وأخرجه البخاريّ (2 / 255) معلقاً ووصله الترمذيُّ (2901) عن إسماعيل بن أبي أويس. وابنُ خزيمةَ (537) والحاكمُ (1 / 240 - 241) . والبيهقيّ (2 / 61) والضياء فى " المختارة " (1750) عن إبراهيم بن حمزة. وابنُ مندة في " التوحيد " (1 / 68) ، والبيهقيّ (2 / 60، 61) عن محرز بن سَلَمة، قالوا: ثنا عبد العزيز بن محمد بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم (!) . قال الطبرانىّ: " لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله، إلاَّ عبد العزيز ". ونقل الضياء في " المختارة " عن الدارقطنى أنه قال: " تفرَّد به عبد العزيز ".

182

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد العزيز الدراوردىّ، فتابعه سليمان بن بلال، عن عبيد الله ابن عمر بسنده سواء. أخرجه الضياء في " المختارة " (1751) من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسى، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ إسماعيل بن أبي أويس، حدثنى أخى أبو بكر، عن سليمان بن بلال. وتوبع عبيد الله بن عمر. تابعه مبارك بن فضالة، عن ثابت مثله. أخرجه الترمذى (5 / 170) ، عن أبي الوليد. وأحمد (3 / 141) ، وعبدُ بن حميد فى " المنتخب " (1306) قالا: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم. وأخرجه أحمد أيضاً (3 / 141) قال: حدثنا خلف بن الوليد. وأيضاً (3 / 150) قال: حدثنا حسين بن محمد. وعبد بن حميد فى " المنتخب " (1374) قال: أخبرني عمرو بن عاصم الكلابي…. والدارميّ (2 / 230) قال: حدثنا يزيدُ بن هارون. وابن حبان (792) ، وابنُ السنيِّ في " اليوم والليلة " (1690) قالا: حدثنا أبو يعلي، وهذا في " مسنده " (3336) قال: حدثنا حوثرة بن أشرس قال سبعتهم: ثنا مبارك ابن فضالة بهذا مختصراً. 182- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 1556) قال: حدثنا أحمد

183

ابن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نا عبيد الله بن يوسف الجبيريُّ، قال: نا إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي أبى إسحاق، قال: نا ميمون بن عجلان، قال: نا ميمون بن سياه، عن أنس بن مرفوعاً: ((ما جلس قوم يذكرون الله عزَّ وجلَّ، إلاَّ ناداهم منادٍ من السماء: قوموا مغفوراً لكم، فقد بدَّلتُ سيئاتكم حسناتٍ)) . قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن ميمون بن عجلان، إلاَّ إسماعيل بن عبد الملك " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به إسماعيل، بل تابعه يوسف بن يعقوب السدوسى، ثنا ميمون بن عجلان بسنده سواء. أخرجه البزار فى " مسنده " (3061 – كشف الأستار) ، وأبو يعلى (ج 7 / رقم 4141) ، والضياء في " المختارة " (2676، 2677) . وأخرجه أحمد (3 / 142) ، وأبو نعيم فى " الحلية " (3 / 107 – 108) ، والضياء (2678) من طربق محمد بن بكر، نا ميمون المرائى، ثنا ميمون ابن سياه، عن أنسٍ فذكر مثله. فإن كان ميمون المرائى هو ابن عجلان، فهى متابعةٌ ثانية. والله أعلم. ثم استدركت فقلت: ليس هو، بل هو ميمون بن موسى البصرى، من رجال " التهذيب ". فيكون متابعاً لميمون بن عجلان. والحمد الله. 183- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 1585) وفى " الصغير " (1

184

/ 66) ومن طريق الضياء فى " المختار " (1432، 1433) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مصقلة الأصبهاني، نا الزبير بن بكار، قال: نا عبد الله بن عمرو النهري، عن محمد بن إبراهيم بن محمد الأنصاري، عن أبيه، عن جده أسلم الأنصاري، قال: جعلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى أسارى بني قريظة، فكنت أنظر إلى فرج الغلام، فإن رأيته قد أنبت ضربتُ عنقهُ، وإذا لم أره أنبت جعلته في غنائم المسلمين. قال الطبرانيُّ: " لا يروى هذا الحديث عن أسلم الأنصاري، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرد به: الزبير بن بكار ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرجت أنت في " المعجم الكبير " (ج 1 / رقم 1000) وكذلك أبو نعيم في " المعرفة " (2 / 245) من طريق ابن وهبٍ، أخبرني ابن عياش، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة الانصارى، أخبره عن أبيه، عن أسلم بن بجرة فذكره. 184- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 1556) قال: حدثنا إبراهيم ابن هاشم البغويّ، قال: نا نصر بن علىّ، قال: نا عبد الله بن الزبير اليحمدي قال: نا ثابت البناني، عن أنس بن مالك مرفوعاً: ((ما تحاب رجلان في الله، إلاَّ كان أحبهما إلى الله عز وجلَّ أشدُّهما حبًّا لصاحبه)) . قال الطبرانيُّ:

185

"لم يرو هذا الحديث عن ثابتٍ، الاَّ عبد الله بن الزبير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عبد الله بن الزبير، فتابعه مباركُ بْنُ فَضَالة، عن ثابتٍ بسنده سواء. أخرجه الطيالسىُّ (2053) والبخارىُّ فى " الأدب المفرد " (544) ، والبزار فى " مسنده " (3600) ، وابنُ حبان (566) ، والحاكمُ (4 / 171) ، وأبو يعلى (3419) والبيهقيُّ فى " الشعب " (9049) ، والخطيبُ فى " تاريخه " (11 / 341) . وصحَّحه الحاكمُ ووافقه الذهبىُّ! وتابعه أيضاً: حمادُ بن سلمة، عن ثابت البنانى بهذا الإسناد. أخرجه الخطيب فى " تاريخه " (9 / 440) من طريق أبى القاسم عبد الله بن الحسين بن عليّ البجليّ الصفَّار، حدثنا عبد الأعلي بن حماد النرسيُّ، ثنا حمادُ بن سَلَمَة بهذا. قال الخطيبُ: " تفرَّد الصفَّار بحديث عبد الأعلي بن حماد، وإيصاله وهمٌ علي حماد بن سلمة، لأن حماداً إنما يرويه، عن ثابت، عن مطرِّف بن عبد الله بن الشخير، قال: كنَّا نتحدث أنه ما تحابَّ رجلان في الله، وذلك يُحفظ عنه، فلعل الصفَّار سها وجري علي العادة المستمرة في ثابتٍ عن أنسٍ. والله أعلم. 185- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 3145) قال: حدثنا الحسن

186

ابن على بن زولاق المصرىُّ، نا يحيى بن ايوب، عن حميد، عن أنس، قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى كانه يتوكأ. وأخرجه الحاكم (4 / 280 – 281) من طريق يحيي بن أيوب بهذا الإسناد، وقال: صحيحٌ علي شرط الشيخين!! . قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن حميدٍ، إلاَّ يحيى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به يحيى، فتابعه خالد بن عبد الله الواسطى، عن حميد الطويل بسنده سواء. أخرجه أبو داود (4863) وأبو يعلى (ج 6 / رقم 3764) ، وأبو الشيخ في " الأخلاق " (ص 98) ، والضياء في " المختارة " (1947، 1948) . وتابعه أيضاً عبد الوهاب الثقفى، عن حميدٍ مثله. أخرجه الترمذىُّ في " الشمائل " (2) ، والبغوىُّ في " شرح السنة " (13 / 220) . 186- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 3411) قال: حدثنا الحسن بن علي بن زولاق المصري، حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق، نا يحيى بن أيوب، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات)) .

قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان، إلاَّ يحيى ابن أيوب، تفرَّد به: عمرو بن الربيع بن طارق ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عمرو بن الربيع، بل تابعه معاذ بن فضالة، ثنا يحيى بن أيوب المصرى بسنده سواء. أخرجه السراج في " مسنده " (ج2 / ق23 / 1) قال: حدثنا حامد بن سهل، ثنا معاذ بن فضالة.

187

187- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5147) قال: حدثنا ابو بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس، قال لما جاء نعي النجاشي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلوا عليه، قالوا: يا رسول الله! تصلي على حبشي فأنزل الله تعالى: ? وإن من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل إليكم ?. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن حميدٍ، إلاَّ أبو بكر بن عياش، ومعتمر بن سليمان ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو بكر ولا معنمر، فتابعهما أيضاً: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن حميد الطويل، عن أنسٍ مثله. اخرجه البزار (832 – كشف الأستار) . قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن المفضّل الحرانيُّ، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، ثنا عبد الرحمن بن ثابتٍ بهذا. ورواية معتمر بن سليمان التى أشار إليها الطبرانىّ: أخرجها البزار (832) ، والضياء في " المختارة " (2037) من طريق أبى هانئ أحمد بن بكار، ثنا معنمر بن سليمان به. ونقل الضياء عن الدارقطنى قال: " تفرَّد به المعتمر، ولا نعلم رواه عنه غير أبى هانئ أحمد بن بكار " كذا قال! ورواية البزار والطبرانىّ تردُّ عليه.

188

188- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 6148) وفى " المعجم الصغير " (936) والخطيب فى " تاريخه " (1 / 329) من طريق القاضى أبى بكر محمد بن عمر بن سالم، قالا: ثنا محمد بن أحمد بن الفرج الأبليّ المؤدب، قال نا سفيان بن محمد الفزاري المصيصي، قال: ثنا هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك مرفوعاً: ((من كرامتي على ربي أني ولدت مختوناً ولم ير أحد سوأتي)) . قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن يونس، إلاَّ هشيم، تفرَّد به: سفيانُ بن محمد الفزارى ". وقال الخطيب: " لم يروه فيما يقال عن يونس غير هشيم، وتفرَّد به: سفيان بن محمد. " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به سفيان، بل تابعه الحسن بن عرفة، ثنا هشيم بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (3 / 24) ، وفي " الدلائل " (91) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (ج1 / ق 538) ، والضياء في " المختارة " (1864) . قال أبو نعيم: " غريبٌ من حديث يونس عن الحسن، لم نكتبه إلاَّ من هذا الوجه ". وهو حديثٌ باطل، لم يروه عن الحسن بن عرفة ثقةٌ فيما أعلم. 189- وأخرج الطبرانىُّ فى " المعجم الصغير " (رقم 167) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد المعيني أبو سعيد الأصبهاني، حدثنا زيد بن

190

الحريش، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة مرفوعاً: ((إني لأعرف حجرا كان يسلم علي قبل أن أبعث)) قال الطبرانيُّ: " لم يروه عن شعبة، إلاَّ يحيى بن سعيد، تفرَّد به: زيد بن الحريش، ولا كتبناه إلاَّ عن المعيني ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به المعينى، فتابعه أحمد بن إسحاق الجوهرى، قال: ثنا زيد بن الحريش بسنده سواء. أخرجه أبو الشيخ في " كتاب العظمة " (1169) . وأحمد بن إسحاق شيخُ أبو الشيخ – ترجمه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (1 / 115) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وإنما أثبتُّ هذا للفائدة، لأن الطبرانى رحمه الله لم يقل: تفرَّد به المعينى، إنما قال: ما كتبناه، وبينهما فرق لا يخفى. 190- وأخرج أيضاً فى " الصغير " (رقم 316) قال: حدثنا جعفر بن محمد القلانسي الرملي، حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن قتادة، عن أنس قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من القسوة، والغفلة والعيلة، والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفسوق والشقاق، والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون والبرص، الجذام وسيء الأسقام)) . قال الطبرانيُّ: "لم يروه بهذا التمام إلاَّ شيبان، تفرَّد به: آدم ".

191

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به آدم، بل تابعه عبد الصمد بن النعمان، ثنا شيبان بسنده سواء بتمامه. أخرجه ابن حبان (1023) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتُستر، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد بن النعمان. وتابعه محمد بن مسروق، عن شيبان بسنده سواء. أخرجه الضياء في " المختارة " (2371) . وأخرجه الضياء (2369) أيضاً من طريق ابن أبى عاصم، ثنا ابن وارة، ثنا أبى وآدم بن أبى إياس بسنده سواء بتمامه. 191- وأخرج أيضاً فى " الصغير " (رقم 475) قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء الصفار الأنباري، حدثنا أحمد بن سليمان الحذاء الرملي، حدثنا أيوب بن سويد، عن ابن شوذب، عن أبي التياح، عن أنس مرفوعاً " ((أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)) . قال الطبرانى: " لم يروه عن أبى التياح يزيد بن حميد، إلاَّ عبد الله بن شوذب، تفرَّد به: أيوبُ، ولا يروى عن أنس إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به أيوب، فتابعه ضمرة بن ربيعة الفلسطينى، عن ابن شوذب بسنده سواء.

192

أخرجته أنت في " المعجم الكبير " (ج1 / رقم 760) قال: حدثنا يحيى ابن عثمان بن صالح المصرى ثنا أحمد بن زيد القزاز، عن ضمرة. 192- وأخرج أيضاً فى " الصغير " (رقم 685) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي الكوفي بدمشق، حدثنا سعيد بن عمرو، حدثنا بقية بن الوليد، عن معاوية بن عمرو الصدفي، عن أبي سنان، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله عز وجلَّ ? قد جعل ربُّك تحتك سريا ? قال: " النهر" قال الطبرانيُّ: " لم يرفع هذا الحديث عن أبي إسحاق إلاَّ أبو سنان سعيد بن سنان " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به أبو سنان، بل تابعه الأعمش، عن أبى إسحاق بسنده سواء. أخرجه محمد بن العباس البزار في حديثه (ق 116 / 1) – كما فى " الصحيحة " (3 / 188) . 193- وأخرج أيضاً فى " الصغير " (رقم 741) قال: حدثنا الفضل ابن العباس القرطبي البغدادي، حدثنا يحيى بن عثمان الحربي، حدثنا الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس مرفوعاً: ((جعلت قرة عيني في الصلاة)) . قال الطبرانيُّ: " لم يروه عن الأوزاعي إلاَّ الهقل، تفرَّد به: يحيى ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

194

فلم يتفرَّد به يحيى، بل تابعه عمرو بن هاشم البيروتى، حدثنى الهقل بن زياد بسنده سواء بسياق أطول. أخرجه الضياء فى " المختارة " (1532) من طريق موسى بن سهل وهو أبو عمران الرمليُّ، نا عمرو بن هاشم. وقد تعقب الضياءُ المقدسىُّ الطبرانىَّ بهذه الرواية. 194- وأخرج أيضاً فى " الصغير " (رقم 790) قال: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي ببغداد قال: حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا جعفر بن سليمان، عن الخليل بن مرة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: ((لما كان يوم خيبر، نفذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا فجبن، فجاء محمد بن مسلمة وقال يا رسول الله! لم أر كاليوم قطُّ، فبكى محمد بن مسلمة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية. . . وساق حديثاً. . .)) . وأخرجه الحاكم (3 / 38) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الصفار إِملاء، ثنا زكريا بن يحيى بن مروان وإبراهيم بن إسماعيل السيوطيّ قالا: ثنا فضيل بن عبد الوهاب بهذا الإسناد. قال الطبرانيُّ: " لم يروه عن عمرو إلاَّ الخليل، ولا عن الخليل إلاَّ جعفر، تفرَّد به: فضيل بن عبد الوهاب ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به فضيلٌ، بل تابعه حفص بن راشد، ثنا جعفر بن سليمان بسنده

195

سواء ببعضه. أخرجه ابن السُّنى فى " اليوم والليلة " (668) قال: حدثنى بيانُ بن أحمد، حدثنا الحسين بن الحكم الحميرى، حدثنا حسنُ بن حسين الأنصارى، ثنا حفص بن راشد. 195- وأخرج أيضاً فى " الصغير " (رقم 949) قال: حدثنا محمد بن علي بن يحيى بن زياد بن عبد الرحمن بن أسيد بن محمد بن عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي البصري المؤدب - نسيب زينب - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النورسي، حدثنا يعقوب بن عبد الله القُمِّي، عن ليث عن مجاهد، عن أبي سعيد قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أوصني قال: ((عليك بتقوى الله، فإنها جماع كل خير، وعليك بالجهاد في سبيل الله فإنها رهبانية المسلمين، وعليك بذكر الله وتلاوة كتابه فإنها نور لك في الأرض، وذكر لك في السماء واخزن لسانك إلاَّ من خير، فإنك تغلب الشيطان)) . وأخرجه أبو يعلي (1000) قال: حدثنا عبد الأعلي بن حماد بهذا الإسناد. وأخرجه بن الضريس فى " فضائل القرآن " (68) قال: أنبأنا يوسف بن واقد، وأبو الربيع الزهرانى قالا: ثنا يعقوب بن عبد الله القمىّ بهذا الحديث. قال الطبرانيُّ: " لا يروى عن أبي سعيد إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: يعقوب القُمي ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

196

فقد وجدت له طريقا آخر. فأخرجه أحمد (3 / 82) قال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسماعيل ابن عياش، عن الحجاج ابن مروان الكلاعىّ وعقيل بن مدرك السلمىّ، عن أبي سعيد مرفوعاً. وأخرجه ابن المبارك فى " الزهد " (840) قال: أخبرنا إسماعيل بن عيَّاش، قال: حدثنى عقيل بن مدرك يرفعه إلي أبي سعيد الخدري أنَّ رجلاً ... الحديث نحوه. ومن طريق ابن المبارك: أخرجه أبن أبي عاصم في " الزهد " (43) بالفقرة الأولى والأخيرة. 196- وأخرج أيضاً فى " الصغير " (رقم 1075) قال: حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصيّ، حدثنا أحمد بن خالد الوهبيّ، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن النحويّ، عن ليث بن أبي سليم، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري الطائي، عن أبي سعيد الخدري قال قال مرفوعاً: ((القلوب أربعة: فقلب أجرد فيه مثل السراج أزهر وذلك قلب المؤمن. . . . وساق حديثاً)) . قال الطبرانيُّ: "لم يروه عن شيبان إلاَّ أحمد بن خالد الوهبيُّ، ولا يروى عن أبي سعيد إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به الوهبيُّ، بل تابعه هاشم ابن القاسم أبو النضر، ثنا شيبان بسنده سواء.

197

أخرجه أحمد (3 / 17) . 197- نقل الحافظ ابن حجر في " الإصابة في تمييز الصحابة " (7 / 65) فى ترجمة " أبى الجعد الضمرى " عن الإمام البخارى قال: " لا أعرف اسمه، ولا أعرف له إلاَّ هذا الحديث ". قال الحافظ: " يعنى: الذى أخرجه له أصحاب السنن، والبغوىُّ، وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما، وهو من الترهيب: من ترك صلاة الجمعة.. الحديث " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد روى حديثاً آخر، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " لا تشدُّ الرحال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى ". أخرجه البزار فى " مسنده " (1074 – كشف الأستار) ، وابن أبى عاصم فى " الآحاد والمثانى " (977) ، والطبرانىُّ فى " الكبير " (ج 22 / رقم 919) ، والطحاوى فى " المشكل " (1 / 344) من طريق سعيد بن عمرو، ناع بثر بن القاسم، عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان، عن أبى الجعد الضمرىّ مرفوعاً. قال البزار: " لا نعلم روى أبو الجعد إلاَّ هذا، وآخر ". وهو يشير بقوله " وأخر " إلى الحديث الذى ذكره الإمام البخارىّ رحمه الله

198 – أخرج الحاكم فى " المستدرك " (3 / 364) حدثنى علىّ بن حمشاذ العدل، ثنا العباس بن الفضل الأسفاطىّ، أنا أبو نعيم ضرار بن صرد، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردى، ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم الزهرى، عن عمه ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام قال: استعدى علىَّ رجلٌ من الأنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى شراج الحرَّة فقال: ((يا زبير! أسق ثم أرسل الماء إلى جارك)) فقال الأنصاري: يا رسول الله! أن كان بن عمتك؟! فتلون وجه النبى - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((يا زبير أسق ثم أحبس الماء حتى يبلغ الجدر، ثم أرسل الماء إلى جارك فاستوعب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير حقه.... الحديث)) . قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه فإنى لا أعلم أحداً أقام هذا الإسناد عن الزهرى، بذكر " عبد الله بن الزبير " غير ابن أخيه، وهو عنه ضعيفٌ " (1) قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد ابن أخى الزهرى بذلك، فتابعه يونس بن يزيد والليث بن سعد كلاهما عن الزهرى، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام بسنده سواء. أخرجه النسائىُّ (8 / 238) ، وابن جرير فى " تفسيره " (ج 8 / رقم 9912) وابن الجارود فى " المنتقى " (1021) ، وابن أبي حاتم فى

وقعت العبارة في " المستدرك " مصحفة تصحيفاً فاحشاً وسياقها " ... يذكر عبد الله بن الزبير عن أخيه وهو عنه ضيق "! ونقلتها على الصواب من تفسير " ابن كثير " (2 / 307) " تفسيره " – كما فى " ابن كثير "، والطحاوىُّ فى " المشكل " (1/ 261) من طرقٍ عن ابن وهبٍ، فقال: حدثنى الليث ويونس بن يزيد. وقد تكلَّم العلماء فى رواية ابن وهبٍ عن الليث، وأن ابن وهب وهم على الليث فى ذكر " الزبير بن العوام " وأكثر الرواة عن الليث يجعلونه من مسند " عبد الله بن الزبير " وقد رواه عن اللث هكذا: " عبد الله بن يوسف، ويحيى بن بكير، وقتيبة بن سعيد، وعبد الله بن صالح، وابن المبارك، وأبو الوليد الطيالسىُّ، وأبو النضر هاشم بن القاسم " كلهم يرويه عن الليث بن سعد، عن الزهرىّ، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير: أنَّ رجلاً خاصم الزبير بن العوام في شراج الحرَّة.. الحديث. وقد استوقيت البحث في " سد الحاجة في تقريب سنن ابن ماجة " (رقم 15) وقد تعقب ابن كثير قول الحاكم الفائت، فقال فى " تفسيره " (2 / 307) : " والعجب كل العجب من الحاكم أبي عبد الله النيسابورى، فإنه روى هذا الحديث من طريق ابن أخى ابن شهاب ن عن عمه، عن عروة عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير.. فذكره ". وذكر ابن كثير رواية يونس بن يزيد السالفة. وأما قول الحاكم: " وهو عنه ضعيف " فوجه ضعف هذا السند أن فى السند ضرار بن صرد وهو ضعيف، بل تركه البخارى والنسائى.. والله أعلم. 199 – أخرج مالك فى (الموطأ) (1 / 108 – 110 / 16) عن يزيد ابن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنه قال: خرجت إلى الطور

فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان فيما حدثته أن قلت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس - شفقاً من الساعة إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم - وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه.)) قال كعب ذلك: في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة، فقرأ كعب التوراة فقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو هريرة: فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين أقبلت، فقلت: من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس يشك، قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة فقلت: قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، قال: قال عبد الله بن سلام: كذب كعب، فقلت: ثم قرأ كعب التوراة فقال بل هي في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي، قال أبو هريرة: فقلت له: أخبرني بها ولا تضن عليّ، فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة - وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي؟ وتلك الساعة لا يصلى فيها، فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي)) قال أبو هريرة: فقلت بلى، قال فهو ذلك.

قال ابنُ عبد البر فى " التمهيد " (23 / 37) : ((لا أعلم أحداً ساق هذا الحديث أحسن سياقة من مالك، عن يزيد بن الهاد، ولا معنى منه فيه، إلاَّ أنه قال فيه: ((بصرة بن أبى بصرة)) ، ولم يتابعه أحدٌ عليه، الحديث معروف لأبى هريرة. . .)) اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد مالك رحمه الله بهذا السياق، ولا بقوله: ((بصرة بن أبى بصرة)) ، فقد تابعه بكر بن مضر، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: أتيت الطور فوجدت كعباً فمكثت أنا وهو يوماً أحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحدثني عن التوراة فقلت له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه قبض وفيه تقوم الساعة ما على الأرض من دابة إلاَّ وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقًا من الساعة إلاَّ ابن آدم وفيه ساعة لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه)) فقال كعب: ذلك يوم في كل سنة فقلت: بل هي في كل جمعة فقرأ كعب التوراة ثم قال صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو في كل جمعة فخرجت فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين جئت قلت من الطور قال: لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته قلت له: ولم قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي ومسجد بيت المقدس)) فلقيت عبد الله بن سلام فقلت: لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعبا فمكثت أنا وهو يوما أحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحدثني عن التوراة فقلت له قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير يوم طلعت فيه

الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه قبض وفيه تقوم الساعة ما على الأرض من دابة إلا وهي تصبح مصيخة حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا ابن آدم وفيه ساعة لا يصادفها عبد مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه)) قال كعب: ذلك يوم في كل سنة فقال عبد الله بن سلام: كذب كعب قلت: ثم قرأ كعب فقال صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو في كل جمعة فقال عبد الله: صدق كعب إني لأعلم تلك الساعة فقلت: يا أخي حدثني بها قال هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس فقلت: أليس قد سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة وليست تلك الساعة صلاة قال: أليس قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول من صلى وجلس ينتظر الصلاة لم يزل في صلاته حتى تأتيه الصلاة التي تلاقيها قلت: بلى قال: فهو كذلك. أخرجه النسائى فى " سننه " (3 / 113 - 115) ومن طريقه الضياء فى " المختارة " (ج 9 / رقم 396) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا بكر بن مضر بسنده سواء. وقد توبع مالك على قوله: " بصرة بن أبى بصرة ". تابعه الليث بن سعد، ونافع بن يزيد وعبد العزيز بن أبى حازم وعبد العزيز بن محمد الدراوردى كلهم يرويه عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبى هريرة، عن بصرة بن أبى بصرة مرفوعاً: " لا تعمل المطىُّ إلاَّ إلى ثلاثة مساجد.. الحديث ". وقد خرَّجت هذه الروايات فى " تسلية الكظيم بتخريج أحاديث تفسير القرآن العظيم " والحمد الله على التوفيق.

200

200 - وأخرج البزار فى " مسنده " (ج 2 / ق 198 / 1) من طريق يونس، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبى هريرة مرفوعاً: ((لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما، ما تركت فهو صدقة)) . قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الزهري، عن الأعرج، عن أبى هريرة، إلاَّ يونس ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به يونس بن يزيد، بل تابعه محمد بن عبد الله بن أخى الزهرى، فرواه عن عمه: الزهرىّ، عن الأعرج، عن أبى هريرة مرفوعاً: " والذى نفسى بيده! لا يقتسم ورثتى شيئاً مما تركت، ما تركناه فهو صدقة ". أخرجه حماد بن إسحاق فى " تركة النبى " (ص 58) قال: حدثنا إبراهيم ابن حمزة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد الله. وابنُ أخى الزهرى فيه مقالٌ يسير. وانظر تخريج هذا الحديث فى " تسلية الكظيم " (رقم 67) . 201 - وأخرج البزار أيضاً (رقم 1080 - كشف الأسرار) قال: حدثنا الوليد بن عمرو بن سكين، ثنا أبو عاصم ثنا محمد بن أبى حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً: " ما امعر حاج قط " قال البزار: " تفرد به محمد بن أبى حميد، وعنه أحاديث لا يتابع عليها، ولا أحسب

ذلك من تعمده، ولكن من سوء حفظه، فقد روي عنه أهل العلم ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن أبى حميد، فقد تابعه محمد بن زيد، عن ابن المنكدر بسنده سواء. وزاد: " ما الإمعار؟ قال: ماافتقر ". أخرجه الطبرانى فى " الأوسط "قال: حدثنا محمد بن الفضل السقطي، قال حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا شريك النخعى، عن محمد بن زيد. قال الطبرانىّ: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر، الا محمد بن زيد " قُلْتُ: رضى الله عنك! ورواية البزار تردُّ ما قلت. وأيضاً: فرواه عبد الله بن محمد بن المنكدر، عن أبيه بسنده سواء. أخرجه ابنُ عساكر فى " تاريخه " (ج5 / ق 657) من طريق محمد بن المثنى، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، عن عبد الله بن محمد بن المنكدر. ونقل ابن عساكر عن ابن الأنبارى قال: " معناهُ: ما افتقر حاجٌّ قطُّ، وأصلهُ من قولهم: مكانٌ أمعر، إذا ذهب نباتُهُ ". قُلْتُ: وعبد الله بن محمد بن المنكدر لم أجد له ترجمة. وقال المنذرى فى " الترغيب " (2 / 180) : " رجال البزار رجال الصحيح ".

202

قُلْتُ: رضى الله عنكما! ومحمد بن أبى الحميد لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما شيئاً قطًّ، لا أصلاً ولا متابعةً ولو قصدا رجال الطبرانى فى " الأوسط "، لكان أقرب، فإنَّ الطبرانى رواه من طريق سعيد بن سليمان قال: نا شريك النخعى، عن محمد ابن زيد، عن ابن المنكدر، عن جابرٍ وسعيد بن سليمان، هو المعروف ب " سعدوية " من رجال الصحيحين. وشريك النخعى أخرج له مسلمٌ متابعةً، ومحمد بن زيد هو ابن المهاجر بن قنفد، أخرج له مسلم. 202 - وأخرج البزار فى " مسنده " (رقم 1134 - كشف الأسرار) قال: حدثنا عمرو بن مالك، ثنا محمد بن سليمان بن مسمول من طريق عمر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر مرفوعاً: " لا توضع النواصي إلاَّ في حج أو عمرة ". قال البزار: " لا نعلمه عن جابر، إلا بهذا الإسناد " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وقفت له على وجهٍ آخر. فأخرجه الرامهرمزى فى " المحدث الفاصل " (604) من طريق أحمد ابن سليمان بن هاشم، ثنا محمد بن اسماعيل بن الأشج، قال: سألتُ يوسف بن محمد بن المنكدر، فقلتُ: أأخبرك أبوك أن جابر بن عبد الله حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا توضع النواصى إلاَّ لله عز وجل فى حج أو عمرة؟

203

قال: نعم. وأخرجه بحشل فى " تاريخ واسط " (ص 254 - 255) ، وأبو نعيم فى " الحلية " (8 / 139) من حديث ابن عباسٍ رضى الله عنهما. 203- وأخرج الضياء المقدسي فى " المختار " (ج 6 / رقم 2037) من طريق أبى الحسن الدار قطنى قال: ثنا أبو عمرو يوسف بن يعقوب، ثنا أبو هانئ أحمد بن بكار، ثنا معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه: " قوموا صلوا على أخيكم النجاشى " فقال بعضهم: تأمرنا أن نصلى على علْج حبشي؟ فأنزل الله عز وجل ? وإنَّ من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم ? إلى قوله: ? إن الله سريع الحساب ? قال: فنزلت فيه هذه الآية. ونقل الضياء عن الدارقطنى أنه قال: " تفرَّد به المعنمر، ولا نعلم رواه عنه غير أبى هانئ أحمد بن بكار ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به المعتمر بن سليمان، بل تابعه أبو بكر بن عياش، فرواه عن حميد الطويل بسنده سواء بتمامه. أخرجه ابنُ مردويه فى " تفسيره "، ومن طريقه الضياء في " المختارة " (2038) قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن على بن شعيب، ثنا يزيد بن مهران الخباز، ثنا أبو بكر بن عياش فذكره. وأخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (5147) ومن طريقه الضياء (2039) قال: حدثنا محمد بن على بن شعيب، قال: نا يزيد بن مهران أبو خالد

204

الخباز، قال: نا أبو بكر بن عياش مثله. إلى قوله تعالى: ? وما أنزل اليكم ?. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن حميد إلاَّ أبو بكر بن عياش ومعتمر ابن سليمان ". وقد تعقبناه فى قوله هذا قبل ذلك. وانظر (رقم 187) 204- أخرج أبو داود فى "سننه " (15) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، حدثنا بن مهدي، حدثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، قال: حدثني أبو سعيد الخدري مرفوعاً: " لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان، فإن الله عز وجل يمقت على ذلك " قال أبو داود: " هذا لم يسنده إلاَّ عكرمة بن عمار ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد بوصله عكرمة بن عمار، بل تابعه الأوزاعىُّ، عن يحيى، بن أبى كثير، عن هلال بن عياض، عن أبى سعيد مرفوعاً: " إذا تغوط الرجلان فليتوار أحدُهما عن صاحبه، ولا يتحدثان على طوفهما، فإن الله يمقت عليه ". أخرجه الخطيب فى " تاريخه " (12 / 122) من طريق عبد الملك بن الصباح، حدثنا الأوزاعىُّ.

205

وتابعه أيضاً أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبى كثير بسنده سواء. ذكره الخطيبُ فى " موضع الأوهام " (2 / 310) وانظر لتمام البحث كتنابى " نوح الهديل بكشف ما فى سنن أبى داود من التذييل " (رقم 4) والحمد الله. 205- وأخرج ابن خزيمة فى " صحيحه " (ج 1 / رقم 71) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، نا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، قال حدثني أبو سعيد الخدري مرفوعاً: " لا يخرج الرجلان يضربان الغائط.. . . الحديث السابق " ثم رواه ابن خزيمة من طريق سلم بن إبراهيم الوراق، قال حدثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبى كثير، عن عياض بن هلال، عن أبى سعيد فذكر مثله. قال ابن خزيمة: " وهذا هو الصحيح، هذا الشيخ هو ((عياض بن هلال)) ... وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال: عن هلال بن عياض " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به عكرمة بن عمار حتى يكون الوهم منه، فقد رواه الأوزاعىُّ وأبان بن يزيد العطار كلاهما عن يحيى بن أبى كثير فقالا: " هلال بن عياض "، فالأشبه أن يقال: الوهم فيه من يحيى بن أبى كثيرٍ، ونصَّ على ذلك ابنُ القطان ومال إليه الحافظ فى " التهذيب " فقال: " وقول ابن خزيمة

206

إن الوهم فيه من عكرمة بن عمار فيه نظرٌ، لأ، الأوزاعيُّ سمَّاه فى روايته، عن يحيى بن أبى كثير: عياض بن هلال مرةً، وهلال بن عياض مرة. وكذا اختلف فيه بقية أصحاب يحيى، فقال حرب وهشام وغيرهما: عياض، وقال ابن العطار: هلال، فالظاهر أن أن الإضطراب فيه من يحيى بن أبى كثير". اهـ ورجح ذلك أيضاً: ابن التركمانى فى " الجوهر النقى " (1 / 100) . والله أعلم. 206- أخرج أبو داود فى "سننه " (19) قال: حدثنا نصر بن علي، عن أبي عليّ الحنفي، عن همام بن يحيى، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس قال: " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء وضع خاتمه " قال أبو داود: " لم يروه إلا همام ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به همام، بل تابعه يحيى بن المتوكل، نا ابن جريج، عن الزهرىّ، عن أنسٍ قال: كان نقش خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: محمد رسول الله، فكان إذا دخل الخلاء وضعه. أخرجه الحاكم (1 / 187) ، وتمام الرازى فى " الفوائد " (144) ، والبيهقىُّ (1 / 95) ، والبغوىّ فى " شرح السنة " (1/379-380) من طرق عن يحيى بن المتوكل. وأخرجه أبو نعيم فى " أخبار أصبهان " (2/110-111) من طريق عثمان ابن أبى شيبة، نا يحيى بن المتوكل بسنده سواء ولم يذكر " نقش الخاتم ". قال الحاكم: " هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إنما خرَّجا حديث

207

نقش الخاتم فقط " ووافقه الذهبىُّ! قُلْتُ: رضى الله عنكما! فليس الحديث على شرطهما، ولا على شرط واحدٍ منهما، فإن قصدتما حديث همام عن ابن جريج، فلم يخرج الشيخان هذه الترجمة، وإن قصدتما حديث يحيى بن المتوكل، فلم يخرج له الشيخان شيئاً. وقد توبع همامٌ أيضاً. تابعه يحيى بن الضريس، عن ابن جريج بسنده سواء. ذكره الدارقطنىُّ فى " العلل ". 207- وأخرج البزار فى " مسنده " (رقم 3131 - كشف) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاريّ، ثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ، ثنا أبى، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتاده، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفرٍ، قال: ((آيبون تائبون ان شاء الله لربنا حامدون)) . قال البزار: " لا يروي عن جابر إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وقفت له على وجه آخر. أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (5605) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، قال: نا أحمد بن بكرٍ البالسىُّ، نا خالد بن يزيد القسرى، نا أبو سعد البقال، عن أبى الزبير، عن جابرٍ فذكر مثله. وقال: " لم يرو هذا الحديث عن أبى سعدٍ البقَّال، إلاَّ خالدُ بن يزيد القسريُّ، تفرَّد به: أحمد ابن بكر البالسيُّ. "

208

208- وأخرج البزار أيضاً (3517) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب، ثنا محمد بن يوسف الفريابى، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قيل: يا رسول الله هل ينام أهل الجنة؟ قال: " لا، النوم أخو الموت " قال البزار: " لا نعلم أسنده من هذا الطريق، إلاَّ سفيان الثوري، ولا عنه إلاَّ الفريابى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به الفريابى، بل تابعه عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا الثورى بسنده سواء. أخرجه الطبرانىُّ فى " الأوسط " (8816) وقال: " لم يرو هذا الحديث عن الثورى إلاَّ عبد الله بن محمد بن المغيرة". قُلْتُ: رضى الله عنك! ورواية البزار ير ُّد قولكْ، كما أن روايتك تردُّ قول البزار!! وسيأتى تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى (رقم 290) . أما قولُ البزار - رحمه الله - أنه لم يسنده عن ابن المنكدر أحدٌ غير الثورى فمتعقبٌ أيضاُ، فتابعه يحيى بن سعيد الأنصارى، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ مرفوعاً. أخرجه ابنُ عدى فى " الكامل " (6 / 2364) من طريق مصعب بن إبراهيم، ثنا عمران بن الربيع الكوفى، عن يحيى بن سعيد. ووقع فى مطبوعة " الكامل ": " يحيى بن سلمة "!! قال ابن عدى: " ومصعب مجهول ليس بالمعروف، وأحاديثُه عن الثقات

209

ليست بالمحفوظة " وتابعه نوح بن أبى مريم، عن ابن المنكدر بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم فى " صفة الجنة " (90) . ونوح تالفٌ. قال أبو نعيم: " رواه الثورىُّ وجماعةٌ عن محمد بن المنكدر ". وفى قوله ردٌّ على البزار كما ترى. والله أعلم. 209- وأخرج الترمذىُّ (243) قال: حدثنا الحسن بن عرفة، ويحيى بن موسى، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن حارث بن أبي الرِّجال، عن عمرة، عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة قال: " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك " قال الترمذىُّ: " هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وجدت له وجهاً آخر. أخرجه أبو داود فى " سننه " (776) قال: حدثنا حسين بن عيسى، حدثنا طلق بن غنام، حدثنا عبد السلام بن حرب الملائى، عن بديل بن ميسرة، عن أبى الجوزاء، عن عائشة مثله. قال أبو داود: " وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلاَّ طلقُ بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بُديل جماعةٌ، لم يذكروا فيه شيئاً من هذا " اهـ. وسندُهُ منقطع بين أبى الجوزاء وعائشة، ولم يفطن لذلك الشيخ أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر رحمه الله فى " شرح الترمذى " (2/12) .

210

210- وأخرج الطبرانىَّ فى " الصغير " (382) قال: حدثنا الحسن بن محمد الداركي الأصبهاني، حدثنا عبد الرحمن بن عمر - رسته - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن النعمان عن بشير مرفوعاً: " مثل المؤمنين في توادهم وتحاببهم مثل الجسد إذا اشتكى شيء منه تداعى سائره بالسهر والحمى. . . الحديث " قال الطبرانىُّ: "لم يروه عن شعبة إلاَّ بن أبي عدي " قُلْتُ: رضى الله عنك! لم يتفرَّد به ابن أبى عدى، بل تابعه الطيالسىُّ فأخرجه فى " مسنده " (790) قال: حدثنا شعبة بسنده سواء. أخرجه الرامهرمزى فى " كتاب الأمثال " (40) وكذلك تابعه على بن الجعد ثنا شعبة مثله. أخرجه أبو القاسم البغوى فى " مسند ابن الجعد " (624) . 211- وأخرج أبو نعيم فى " الحلية " (8 / 190) من طريق مصعب ابن ثابت، ثنا أبو حازم، قال سمعت سهل بن سعد مرفوعاً: " المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد للرأس " قال أبو نعيم: " تفرَّد به مصعب عن أبى حازم ".

212

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرَّد به مصعبٌ، بل تابعه زهيرُ بن محمد عن أبى حازم بسنده سواء. أخرجه الروبانى فى " مسنده " (1045) ، والطبرانى فى " الأوسط " (4696) من طريقين عن زهير. وللطبرانى فيه خطأٌ آخر يأتى ذكره قريباً إن شاء الله تعالى. 212 - وأخرج الترمذىُّ (2847) حديث أنس رضى الله عنه أن - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله. . . اليوم نضربكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله. . . ويذهل الخليل عن خليله فقال له عمر: يا بن رواحة! بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله تقول الشعر؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " خل عنه يا عمر! فلهي أسرع فيهم من نضح النبل ". قال الترمذيّ: " وقد روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس نحو هذا. وروي فى غير هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه، وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك!

213

بل مؤتة كانت بعد عمرة القضاء بنحو ستة أشهر، كما قاله أهل السير. وقد ذكر الحافظ فى " الفتح " (7/502) قول الترمذى هذا، وتعقبه قائلاً: " وهو ذهولٌ شديدٌ، وغلطٌ مردودٌ، وما أدرى كيف وقع الترمذىُّ فى ذلك مع وفور معرفته، ومع أن فى قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه على وزيد بن حارثة فى بنت حمزة، وجعفر قتل هو وزيد وابن رواحة فى موطن واحد، وكيف يخفى عليه - أعنى: الترمذىَّ - مثل هذا؟ ثم وجدتُ عن بعضهم أن الذى عند الترمذى من حديث أنسٍ أنَّ ذلك كان فى فتح مكة، فإن كان كذلك اتجه اعتراضه، ولكن الموجود بخط الكروخى راوى الترمذىّ ما تقدَّم والله أعلمُ ". وقد سبقه الذهبي فتعقب الترمذي فقال في " السير " (1/236) : " قلت كلا بل مؤتة بعدها بستة اشهر جزماً ". 213- أخرج البخارىُّ فى " صحيحه " (1/258) قال: حدثنا محمد ابن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباسٍ قال: توضأ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّةً مرَّةً. قال الحافظ ابن حجر فى " الفتح " (1/258) : " وسفيان هو الثورىُّ، والراوى عنه: الفريابى، لا البيكندى ". فتعقبه البدر العينى فى " عمدة القارى ط (3/2) قائلاً: " وقال بعضهم (!) : سفيان هو الثورى، والراوى عنه ك الفريابى، لا البيكندى. قلتُ: جزم هذا القائل بأن سفيان هو الثورى وأن محمد بن يوسف هو الفريابى، لا دليل عليه، والاحتمال الذى ذكره الكرمانى غير مدفوعٍ، فافهم ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

فقد وقع لك اضطرابٌ عجيبٌ فى تعيين هذه الترجمة عند البخارى: " محمد بن يوسف، حدثنا سفيان ". وهذا الموضع فى " صحيح البخارى " تكلم عنه الكرمانى فى " شرحه" (2/206) وقال: " المراد به: إما البيكندى، وإما الفريابى " ثم ذكر أن سفيان يحتمل أن يكون ابن عيينة ويحتمل أن يكون الثورى ثم قال: " إذ الغالب أن البيكندى يروى عن ابن عيينة، والفريابى عن الثورى، ويحتمل أن يراد به الفريابى عن ابن عيينة لأن السفيانين كلاهما شيخاه، كما أن زيد بن أسلم شيخ السفياين، وكما أن ابنى يوسف شيخا البخارى " اهـ. فهذا هو كلام الكرمانى الذى قال فيه البدر العينى - رحمه الله - إنه غير مدفوع، وهى كلها احتمالاتٌ ضعيفة كما يأتى. مع أن البدر - رحمه الله - قال بعد أن تعقب الحافظ بأسطرٍ: " والراجح أنه الثورى لأن أبا نعيم صرَّح به فى كتابه " هكذا قال، فدفع قول الكرمانى، وإذا كان الراجح عندك أنه الثورى، فلابد أن يكون الراوى عنه هو الفريابى دون البيكندى، لأنه لم تقع رواية للبيكندى عن الثورى فى " صحيح البخارى " أبداً. وأنا أذكر كلامك - أيها الامام - فى ذلك. فروى البخارى فى " كتاب العلم ": بابما كان النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - يتخولهم بالموعظة والعمل كى لا ينفروا. قال البخارىُّ: حدثنا محمد بن يوسف، قال أخبرنا سفيان ... وذكر حديثاً.

قال العينى فى " العمدة " (2/44) : " قال الكرمانى: هو محمد بن يوسف أبو أحمد البيكندى، وهذا وَهَمٌ، لأن البخارىَّ حيث يُطلق: " محمد بن يوسف " لا يريد به إلاَّ الفريابى، وإن كان يروى عن البيكندى أيضاً. فافهم!! " ثم قال العينى: " وسفيان: هو الثورىّ. فإن قلت: محمد بن يوسف الفريابى يروى عن سفيان بن عيينة أيضاً كما ذكرنا، فما المرجح ههنا لسفيان الثورى؟ قلتُ: الفريابى وإن كان يروى عن السفيانين لكنه حيث يطلقُ، لا يريد به إلاَّ الثورى " اهـ. وقال العينى أيضاً (5/145) : " ومحمد بن يوسف هو الفريابى وسفيان هو الثورى. فإن قلت: قد روى البخارى أيضاً عن محمد بن يوسف عن سفيان بن عيينة، فمن أين لك أن سفيان هنا هو الثورى؟ قلتُ: لأن الذى يروى عن سفيان بن عيينة، هو محمد بن يوسف البيكندى، وليست له رواية عن الثورى. فإن قلت: الفريابى يروى أيضاً عن ابن عيينة؟ قلتُ: نعم، ولكن إذا أطلق: " سفيان " فالمراد به الثورى، وأما إذا روى عن ابن عيينة، فإنه يبيِّنُهُ " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فهذا كلامك فى غاية الوضوح، أن البخارىَّ حيثما يقول: " حدثنا محمد ابن يوسف " هكذا بإطلاق: أنه الفريابى، فإذا روى عن محمد بن يوسف البيكندى بيَّنهُ ". ومن كلامك أيضاً: أن محمد بن يوسف حيث يقول: حدثنا سفيان ولا ينسبه يكون هو الثورى، وقد رأيتك صرحت بذلك فى مواضع كثيرة من كتابك وانظر فى " عمدة القارى " (3/112، 178، و 5/ 149، 242 –

243 و 6/133 و 7/60 و 9/155، 174، 187 (1) و 12/78، 273 و 14/305) . لكنك نقضت – أيها الإمام – هذا البحث، ولم تذكر عليه دليلاً، وقد قُلْتَ فى " العمدة " (15/119) تردُّ قولاً للحافظ ابن حجر: " هذا إحتمالٌ ناشىءٌ عن غير دليلٍ، فلا يُعتبر به " اهـ. فقد قلت فى (11/145) : " سفيان هو ابن عيينة " ولم تُعيِّن: " محمد ابن يوسف " وفى (12/273) قلت: " محمد بن يوسف الفريابى " ولكنك لم تُعيِّن: " سفيان " وفى (14/244، 245) ذكرت فى الموضعين أن: " محمد بن يوسف هو الفريابى، وسفيان هو ابن عيينة ". بل قُلت فى (12/111) : " محمد بن يوسف أبو أحمد البخارى البيكندى، وليس هذا محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الفريابى " هكذا قُلتَ. وقُلْتَ فى (12/224) : " محمد بن يوسف أبى أحمد البخارى البيكندى، عن سفيان بن عيينة ". وصرحت بذلك فى (15/39، 163، 295 و 16/ 44) . فنحن – أيها الإمام – نحاكمك إلى كلامك السابق، وزالذى حققت فيه أن شيخ البخارى: محمد بن يوسف حيث يروى عن سفيان فيكون هو الفريابى، ويكون شيخه هو الثورى دون ابن عيينة. لعله يبق قلمُ البدر العينى فى هذا الموضع فقال: " ذكرُ رجاله وهم خمسة: الأول: عبد الله بن يوسف التَّنيسي.. " ولم يقع له ذكرٌ فى " الإسناد، فلعله أراد أن يقول: محمد بن يوسف الفريابى. والله أعلم ولعله خطأُ ناسخٍ أو طابعٍ

أمَّا قولك فى (14/244، 245) أن الفريابى يروى عن ابن عيينة، فهذا خطأ أيضاً ومما يدلُّ على ذلك أن المزى رحمه الله ذكر فى " تهذيب الكمال " (11/187) الرواة عن سفيان بن عيينة، فذكر منهم: " محمد ابن يوسف البيكندى (خ) ، ومحمد بن يوسف الفريابى " ووضع بعد البيكندى علامة (خ) ، يعنى: أن البخارىَّ خرَّج له، ولم يُعلم ل " محمد ابن يوسف الفريابى " بشىءٍ، ومعنى هذا أن الفريابى لم يرو شيئاً عن سفيان ابن عيينة فى " صحيح البخارى ". وفى ترجمة: " سفيان بن سعيد الثورى " من نفس الجزء (11/163) ذكر المزى الرواة عنه فذكر منهم: " محمد بن يوسف الفريابى " وقال (خ م س ق) ولم يذكر البيكندى أصلاً، فاحفظ هذا أيها المسترشدُ فإنَّه مهم، والله يتولانا وإياك. 214 – أخرج البخاري فى " كتاب الأشربة " (10 / 81 – صحيحة) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن بن عباس قال: " شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما من زمزم ". قال الحافظ فى " الفتح " (10 / 85) : " قال الكرماني: ذكر الكلاباذي أن أبا نعيم سمع من سفيان الثوري ومن سفيان بن عيينة، وأن كلا منها روى عن عاصم الأحول، فيحتمل أن يكون أحدهما. قلت: ليس الاحتمالان فيهما هنا على السواء، فإن أبا نعيم مشهورٌ بالرواية عن الثوري معروف بملازمته، وروايته عن بن عيينة قليلة، وإذا أطلق اسم شيخه حُمل على من هو أشهر بصحبته وروايته عنه أكثر ولهذا جزم المزي في " الأطراف "

أن سفيان هذا هو الثوري وهذه قاعدة مطردة ثم المحدثين في مثل هذا وللخطيب فيه تصنيف سماه " المكمل لبيان المهمل " ... أهـ. فتعقب البدر العيني هذا الكلام العالي، فقال في " عمدة القارئ " (21 / 194) بعد أن نقل كلام الحافظ: " قلت: بعد أن ثبتت رواية أبى نعيم عن ابن عيينة، فالاحتمال باقٍ، لا ترجيح لأحد الاحتمالين على الآخر بما ذكره، لان ابن عيينة روي هذا الحديث بعينه عند مسلم، وأحمد فى مسنده " انتهى كلام البدر. قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن شيخ أبى نعيم الفضل بن دكين هو الثوري بلا ريب، فإن أبا نعيم كثير الرواية عن الثورى كما قال الحافظ، ولذلك فهو إذا روي عن ابن عيينه نسبه، ولا يطلق اسمه كما يفعل مع الثورى. ولهذا أمثلة فى " صحيح البخاري ". فقال فى " كتاب الغسل " (1 / 366) باب: الغسل بالصاع ونحوه. قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة. وفى " كتاب المواقيت "، باب: وقت العصر (2 / 25) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: أخبرنا ابن عيينة. وفى " كتاب الأذان " باب صلاة النساء خلف الرجال (2 / 351) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة. وفيه أيضاً، باب: استئذان المرأة زوجها بالخروج إلي المسجد (2 / 352) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة. وفى " كتاب تقصير الصلاة " باب: صلاة القاعد (2 / 584) قال: حدثنا

أبو نعيم، حدثنا ابن عيينة. وفى " كتاب البيوع " باب: من لم ير الوساوس ونحوها من الشبهات (4 / 294) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن عيينة. وفى " كتاب المناقب " باب: علامات النبوة فى الإسلام (6 / 611) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن عيينة. ولهذا نظائر أيضا فى بقية " الصحيح ". أما فى صحيح مسلم: فلم يرو أبو نعيم عن ابن عيينة أبداً، إنما روي عن الثوري حديثين فقط. الأول: رواه مسلم فى " كتاب الحدود " (1686 / 6) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمىّ، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سفيان،..... وساق سنده إلى ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع سارقاً فى مجن قيمته ثلاثة دراهم. والثانى: رواه فى " كتاب التوبة " (2750 / 13) قال: حدثنى زاهر بن حرب، حدثنا الفضيل بن دكين، قال حدثنا سفيان. . وذكر حديث حنظلة. وهكذا هو فى " صحيح البخاري " لا يروي عن أبي نعيم عن سفيان هكذا بالإطلاق إلاَّ وهو يريد الثوري. وانظر مثلا (2 / 377، 492، 596 و 3 / 8، 140، 163، 567، 591 و 4 / 482 و 5 / 58، 68، 312 و 6 / 52، 450، 533، 542) أما احتجاج البدر – رحمه الله – أنه من المحتمل أن يكون سفيان هو ابن عيينه، لأن الحديث وقع عند مسلم وأحمد من روايته، فإنه احتجاج مردود، لأننا لا ننكر أن يروي السفيانان الحديث عن عاصم الأحول، ولكننا فى مثل هذا

ننظر فى الرواة عن السفيانين. فقد أخرجه مسلم (2027 / 118) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا سفيان. وقال أحمد فى " مسنده " (1903) : حدثنا سفيان. ومن البديهي أن أحمد ومحمد بن عبد الله بن نمير لم يدركا سفيان الثوري، فلا ينبغى التعلَّق بذلك، والله الموفق. ثم رأيت كلاماً نفيساً للذهبى رحمه الله فى ذلك فقال فى " سير النبلاء" (7 / 466) : " فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري وذلك أبينُ فمتى رأيت القديم قد روى فقال: حدثنا سفيان، فأبهم، فهو الثوري، وهم: كوكيع وابن مهدي والفريابي وأبي نعيم، فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه، فأما الذي لم يحلق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس، فعليك بمعرفة طبقات الناس ". أهـ وهكذا البدر العيني – رحمه الله – فى غالب ما تعقب به الحافظ، فإنه لا يصيب الرمية، وإنما دعاه إلي ذلك المنافرة التي كانت بينهما، والمعاصرة حرمانٌ، وقد علمت ذلك أثناء تصنيفي كتابي " صفو الكدر فى المحاكمة بين العيني وابن حجر " والله نسال أن يغفر لنا ولهما وسائر إخواننا فى الله تعالى. ? ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل فى صدورنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ?.

215 – قال القرطبى فى " تفسيره " (2 /15) : " وروي عن أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشيرة منها كانت أطول من الوسطى، ثم الوسطى أقصر منها، ثم البنصر أقصر من الوسطى. روى يزيد بن هارون قال: اخبرنا عبد الله بن مقسم الطائفي، قال: حدثتني عمتي سارة بنت مقسم أنها سمعت ميمونة بنت كرْدم قالت: خرجت في حجة حجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وسأله أبي عن أشياء فلقد رأيتني أتعجب وأنا جارية من طول أصبعه التي تلي الأبهام على سائر أصابعه.. " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أورد القرطبي – رحمه الله – هذا الحديث ليبين معنى إشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - بإصبعه، فى مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - عن كفالة اليتيم: " أنا وهو كهاتين فى الجنة ". وكقوله فى الحديث الآخر: " أحشرُ أنا وأبو بكر وعمر يوم القيامة هكذا " وأشار بأصابعه الثلاثة قال القرطبي بعد إيراد هذين الحديثين: " فإنما أراد ذكر المنازل والأشراف على الخلق، فقال: نحشر هكذا ونحن مشرفون وكذا كافل اليتيم تكون منزلته رفيعة، فمن لم يعرف شأن أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمل تأويل الحديث على الانضمام والاقتراب بعضهم من بعض فى محل القربة، وهذا معنى بعيد. . . " اهـ. قُلْتُ: والتأويل فرع التصحيح، وهذا الحديث رواه أحمد فى "مسنده " (6 / 366) ولكنه لا يصح، لأن فى إسناده سارة بنت مقسم وهى مجهولة كما قال الذهبي وابن حجر، سلَّمنا صحته، لكن لا حجة فيه، لأن القرطبي أورده محتجاً به لأصابع يديه - صلى الله عليه وسلم -، والذي جاء فى الرواية أنها وصفت أصابع قدميه، ولذلك لم أر أحداً ممن صنف فى الشمائل النبوية ذكر هذا. والله أعلم.

216

216- ذكر النووي – رحمه الله – فى كتاب " رياض الصالحين " (رقم 3) حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: " لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا " ثم قال: " متفق عليه ". قُلْتُ: رضى الله عنك! ففي عزو هذا الحديث إلى البخاري بهذا اللفظ عن عائشة تسامح ظاهر، فإن البخاري إنما أخرجه بهذا اللفظ مرفوعاً من حديث ابن عباس لا من حديث عائشة. أما البخاري فرواه فى كتاب " مناقب الأنصار " (7 / 226) وفى " كتاب المغازي " (8 /25 – 26) من طريق يحيى بن حمزة، قال: حدثني الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال: " زرت عائشة مع عبيد بن عمير الليثي فسألناها عن الهجرة فقالت: لا هجرة اليوم، كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - مخافة أن يفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام واليوم يعبد ربه حيث شاء، ولكن جهاد ونية ". وأخرجه ابن حبان (ج 11 / رقم 4867) ، والطحاوي فى " المشكل " (3 / 452) ، والبيهقي (9 / 17) من طرق عن الأوزعى بسنده سواء. وأخرجه البخاري فى " كتاب الجهاد " (6 / 190) من طريق سفيان بن عيينة قال عمرو وابن جريج سمعت عطاء يقول: " ذهبت مع عبيد بن عمير إلى عائشة رضي الله عنها وهي مجاورة ب" ثبير " فقالت لنا: انقطعت الهجرة منذ فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم مكة ". واخرج البيهقىُّ (9 / 17) من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، أخبرني عطاء أنه جاء عائشة أم المؤمنين مع عبيد بن عمير وكانت مجاورة،

فقال عبيد: أىْ هنتاه! أسألك عن الهجرة؟ قالت: لا هجرة بعد الفتح، إنما كانت الهجرة قبل الفتح، حيث يهاجر الرجل بدينه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما حين كان الفتح حيث شاء الرجل عبد ربه، لا يمنع ". فهذا يدل على أن الحديث فى البخاري موقوف. والله أعلم.

217

217- أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعىّ، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن فضيا، عن عمارة بن القعقاع، عن أبى زرعة، قال: سمعت أبا هريرة رضى الله عنه يقول: أتى جبريل النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: " يا رسول الله! هذه خديجة قد أتتك، ومعها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب ". وأخرجه أحمد فى " المسند " (2 / 231) ، وفى " فضائل الصحابة " (1588) قال: حدثنا محمد بن فضيل بهذا الإسناد. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقدأخرجه الشيخان بهذه السياقة، فلا يوجد لاستتدراكه عليهما. فأخرجه البخاري فى كتاب " مناقب الأنصار " (7 / 133 – 134) قال حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا محمد بن فضيل بهذا الإسناد بحروفه غير أنه قال: " فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى ". وأخرجه البخاري فى كتاب " التوحيد " (13 / 465) قال: حدثنا زهير بن حرب، حدثنا بن فضيل بهذا الإسناد، ووقع فيه اختصار، ولفظه: " ... عن أبى هريرة، فقال: هذه خديجة أتتك ... الحديث " فصار

الكلام من قول أبى هريرة، وكأنه اختصره اتكالا على الرواية الأولى. وأخرجة مسلم فى كتاب " فضائل الصحابة " (2432 / 71) قال: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وأبو كريب، وابن نمير، قالوا: حدثنا ابن فضيل عن عمارة بهذا الإسناد سواء مثل رواية البخاريّ. وأخرجة النسائي فى " كتاب المناقب " (5 / 94 – الكبري) قال: أخبرنا عمرو بن على. وأبو يعلى فى " المسند " (ج 1 / رقم 6089) وعنه ابن حبان (7009) . والطبرانى فى " الكبير " (ج 23 /رقم 10) قال: حدثنا عبيد بن غنَّام، قالا – يعنى: أبا يعلى وابن غنام – ثنا أبو بكر بن ابى شيبة، قالا – يعنى عمرو بن على وابن أبى شيبة – ثنا محمد ابن فضيل بهذا الإسناد. وهو عند ابن أبى شيبة فى " المصنف " (12 /133) . وأخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج 23 /رقم 9) وفى " الأوسط " (3551) قال: حدثنا خلف بن عمرو العكبري، قال: نا محمد بن عبد الله أبو بكر الزهيري، قال: نا عمرو بن عصام الكلابى، قال: نا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبي هريرة وأبى سعيد الخدري قالا: " بشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولا نصب ". قال الطبرانىّ:

" لم يقل أحد فى هذا الحديث: عن الأعمش،، عن أبى صالح، عن أبى سعيد: إلاّض عبد الواحد بن زياد، ولم يروه عن عبد الواحد، إلا عمرو ابن عصام، تفرد به أبو بكر الزهري، ورواه عيسي بن يونس، عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبي هريرة وحده ... " ورواية عيسي بن يونس هذه أخرجها الطبرانى فى " الكبير " (ج 23 / رقم 8) قال: حدثنا محمد بن هشام بن أبى الدميك المستملى، ثنا أحمد بن جناب المصيصى، ثنا عيسي بن يونس به. 218 – قال ابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (3 / 2 / 225) فى ترجمة: محمد بن حبيب المصري: " قال أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وسألته عن الهجرة. روي عنه عبد الله بن السعدى، وأبو إدريس الخولانى. سمعت أبى يقول ذلك ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد آنكر ابن القطان الفاسى أن يكون أبو إدريس روي عن محمد بن حبيب فقال فى " بيان الوهم والإيهام " (ج 1 / ق 11 /1) . " وهذا ما لا يُعرف، وما روي عن أبو إدريس حرفاً، إنما يرويه إما: عبد الله بن السعدي من غير وساطة محمد بن حبيب، وإما عن حسان بن عبد الله الضمري عن ابن السعدى، فأما أن يوجد لأبى إدريس رواية عن محمد ابن حبيب فلا، فإنه إنما روى عنه ابن السعدى وحده " اهـ.

220

219 – قال الحافظ فى " التلخيص الحبير" (1 / 97) : " حديث: أنه - صلى الله عليه وسلم - إستعان بأسامة فى صب الماء على يديه. متفق عليه فى قصة فيها دفعه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من عرفة فى حجة الوداع، ولفظ مسلم: " ثم جاء فصببت عليه الوضوء " وليس فى رواية البخاري ذكر: الصب " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد وقع ذكر " الصب " فى رواية البخاري. فأخرجه فى " كتاب الوضوء " (1 / 285) وأيضا فى " كتاب الحج " من صحيحه (3 / 519 – فتح) من طريق كريب مولى بن عباس عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال ثم: " ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفات، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة، أناخ، فبال ثم جاء فصببت عليه الوضوء فتوضأ وضوءا خفيفا، فقلت الصلاة يا رسول الله، قال: " الصلاة أمامك ... الحديث ". 220- أخرج البخارى فى كتاب " الناقب " (6 / 580) قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا بن أبي عدي، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال: " أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم.. الحديث ". قال الحافظ فى "فتح الباري " (6 / 585) : " لم أره من رواية قتادة، إلاَّ معنعنا ". قُلْتُ: رضى الله عنك!

221

فقد وقع تصريح قتادة بالسماع من أنس فى " صحيح مسلم " (2779 / 6) قال: حدثنى أبو غسان المسمعىّ، حدثنا معاذاً – يعني: ابن هشام -، حدثنى أبى، عن قتادة، حدثنا أنس أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بالزوراء. قال: والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيما ثمَّة – دعا بقدح. . . . " 221- أخرج الترمذى (609) ومن طريقه البغوىُّ فى "شرح السنة" (2/52) قال: حدثنا هنَّادٌ، حدثنا وكيعٌ، عن شريك بن عبد الله النخعىّ، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن جبر، عن أنسٍ مرفوعاً: " ثم يجزئ في الوضوء رطلان من ماء" قال المناوى فى " فيض القدير " (6/458) : " فيه عبد الله بن عيسى البصرىُّ، قال فى " الكاشف ": ضعّفوه " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك! فليس الواقع فى سند الترمذى هو البصرىّ، بل هو عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى الأنصارى وهو ثقةٌ ثبتٌ، من أوثق آل أبى ليلى كما قال الحاكم. والله أعلم. وإنما آفة هذا الإسناد من شريك النخعى فإنه سيئ الحفظ، ونبه على ذلك الترمذىّ رحمه الله. 222- أخرج أبو داود (4212) ، والنسائى (8/138) وغيرهما من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ مرفوعاً: " يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة ".

ورواه ابن الجوزى فى " الموضوعات " (3/55) ثم قال: " هذا حديثٌ لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمتهم به عبد الكريم بن أبى المخارق ... ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن عبد الكريم ليس ابن أبى المخارق، بل هو عبد الكريم الجزرى، ويدل عليه رواية عبيد الله بن عمرو الأسدى، فإنه كان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزرى كما قال ابن سعدٍ. وهذا من عيوب مؤلفات ابن الجوزى رحمه الله، فإنه قد يُشبَّه له اسم الراوى ونسبه، فإذا رأى اسماً مهملاً غير منسوبٍ فى حديثٍ مَّّا، ويتفق أن يكون المتن منكراً من وجهة نظره، بحث فى التراجم فإن وجد هذا الاسم مشتركاً بين جماعةٍ، غربما اختار أضعفهم وألصق به عهدة الحديث. ويبب ذلك ما ذكره الذهبىُّ فى " تذكرة الحفاظ " (4/ 1347) قال: " قرأت بخط الموقانى قال: وكان – يعنى: ابن الجوزىّ – كثير الغلط فيما يصنفه، فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره ". قال الذهبى معلقاً: " قلتُ: نعم، له وهمُ كثيرٌ فى تواليفه، يدخلُ عليه الداخلُ من العجلة، والتحويل من مصنَّف إلى مصنف آخر، ومن أنَّ جلَّ عمله من كتب وصحفٍ، ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغى " اهـ. وقال السيوطى فى " طبقات المفسرين " (ص 17) : " قال الذهبىُّ: كان – يعنى: ابن الجوزىّ – مُبرَّزاً فى التفسير، وفى الوعظ، وفى التاريخ، ومتوسطاً فى المذهب، وله فى الحديث اطلاع تامٌّ على متونه، وأمَّا الكلام على صحيحه وسقيمه، فما له فيه ذوقُ المحدثين، ولا نقد

223

الحفاظ المبرزين " اهـ. وسأذكر طائفة من أوهامه رحمه الله تعالى. 223- أخرج الترمذي (91) ومن طريقه أبو بكر الكلاباذى فى " معانى الأخبار " (ق 185 / 1) ، وابن الجوزي فى " التحقيق " (1 / 45 / 66) قال: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، حدثنا معتمر بن سليمان، سمعت أيوب يحدث عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً: " يغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات … الحديث ". وأخرجه ابن نجيد فى " أحاديثه " (ق 4 / 1) قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، ثنا سوار بن عبد الله بسنده سواء. قال ابن الجوزىّ: " فيه سوَّار، قال سفيان الثوري: ليس بشىءٍ " قُلْتُ: رضى الله عنك! فليس سوَّار الذي جرحه الثوري هو الواقع فى سند الترمذى. وقد عدَّ الحافظ فى " التهذيب " (4 / 269) قول ابن الجوزي من الغلط الفاحش، وذلك لأن شيخ الترمذى وثقه النسائي وابن حبان، وقال أحمد: " ما بلغنى إلا خيراً "، ولا يحفظ لسفيان الثورى فى سوَّار هذا – شيخ الترمذى قولٌ. كيف؟ وقد مات الثورى قبل أن يولد سوار هذا بعشرين سنة، وانما قال سفيان هذا فى سوَّار بن عبد الله بن قدامة وهو جدُّ شيخ الترمذى فلهذا كان غلطُه فاحشاً. ونقل الزيلعىُّ فى " نصب الراية " (1 / 135) عن ابن دقيق العيد أنه قال فى

" الإمام ": " هذا وهم فاحش، فإن سوَّار هذا – شيخ الترمذى – هو: سوار بن عبد الله بن قدامة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين وروى عنه أبو داود والنسائي وخلق، وقال النسائي: ثقة. وذكره ابن حبان فى " الثقات " وسوَّار الذى جرحه سفيان هو: سوَّار بن عبد الله بن قدامة متقدم الطبقة. اهـ. وأخذ صاحب " التنقيح " هذا الكلام برمته فنقله فى " كتابه " متعقبا على ابن الجوزى من غير أن يعزوه لقائله " اهـ. قُلْتُ: وفى كلام الزيلعيِّ – رحمه الله – نظرٌ من وجهين: الأول: أن لفظ ابن دقيق العيد فيه اختلاف عما نقله الزيلعي عنه: فقد قال فى " الإمام " (ج 1 / ق 56 / 2) : ((وأما ما اعترض به أبو الفرج ابن الجوزي على هذا الحديث وقد رواه من جهة الترمذى عن " سوار بن عبد الله العنبري " عن المعتمر، فأجاب بأن " سوار " قال سفيان الثوري: ليس بشيء، فهذا الذي اعترض عليه أبو الفرج ليس بشيء، لأن " سوار " الذى قال فيه سفيان هذا غير " سوار " الذي روى عنه الترمذى، ذاك " سوَّار بن عبد الله بن قدامة " متقدم فى الطبقة، وشيخ الترمذى مات سنة خمس وأربعين ومائتين فيما قيل " اهـ. الثانى: أن كلام ابن عبد الهادي فى " التنقيح " يختلف عما ذكره ابن دقيق العيد. فقال فى " التنقيح " (ق 21/ 1) . ((وتضعيف المؤلف – يعنى ابن الجوزي – للطريق الأولى بأن سفيان قال فى " سوار " ليس بشيء، وهمٌ فاحش، وأما قول سفيان إنما هو فى جدِّ شيخ الترمذى، وشيخ الترمذى هو: سوار بن عبد الله بن سوار بن سوار بن عبد الله التميمى العنبري أبو عبد الله البصري القاضى ابن القاضى ابن القاضى، روى

224

عنه يحيى القطان وجماعة، وروي عنه أبو داود، والترمذى والنسائي وخلق. قال أحمد بن حنبل: " ما بلغنى عنه إلاَّ خيراً " وقال النسائي: " ثقة " وذكره ابن حبان فى " كتاب الثقات ". قُلْتُ: وبمقارنة كلام ابن عبد الهادى مع كلام ابن دقيق العيد لا يظهر تشابهٌ، فكيف يقال: نقله برمته؟! ثم اعلم أن هذا الكلام لم يذكر فى الجزء الأول المطبوع من " تنقيح التحقيق "، فلا أدري كيف حدث هذا؟ 224- أخرج أبو داود (4710) ، وأحمد (1 /30) ، وابن حبان (1825) وغيرهم من طريق يحيى بن ميمون الحضرميّ، عن ربيعة الجرشي، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: " لا تجالسوا أهل القدر، ولا تقاعدوهم " ورواه ابن الجوزيّ فى " العلل المتناهية " (1/148-149) ثم قال: " هذا حديث لا يصح، وقد رواه الدارقطنى من طرق، كلها تدور على يحيى بن ميمون، وقد كذبوه ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن يحيى بن ميمون الواقع فى هذا الإسناد هو الحضرميّ أبو عمرة قاضى مصر كما صُّرح به فى رواية أحمد وأبى داود، وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: " صالح الحديث ". وقال النسائي: " ليس به بأس ". أما الذي كذَّبه الفلاَّس وتركه الدارقطنى فهو يحيى بن ميمون القرشي كما صرح بذلك الحافظ الذهبى فى " الميزان " (4 / 411) .

225

225- أخرج ابن حبان (96) ، والحاكم (1 / 102) وغيرهما من طريق عبد الله بن وهب، قال: حدثني عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ". ورواه ابن الجوزى فى " العلل المتناهية " (1 / 99) ثم قال: " فى إسناده عبد الله بن وهب الفسوىّ. قال ابن حبان: دجَّالٌ يضع الحديث " قُلْتُ: رضى الله عنك! فليس ابن وهب هو الفسوىّ، ويقال النسوى، بل هو عبد الله بن وهب الإمام البصريُّ المعروف، من أصحاب مالك، والنسوي متأخر عنه فهو يروي عن يزيد بن هارون وطبقته. وذكروا فى ترجمة: " عبد الله بن عياش " أنه يروي عنه: " ابن وهب " ولو كان الفيسوي لعرَّفوه حتى لا يختلط بالمصري كما هى عادتهم، وحيث أهملوا نسبته، فإن ذلك يُحمل علي المشهور، وإليه الإشارة فى قول الحاكم عقب الحديث: " هذا إسناد صحيح من حديث المصريين ". ثم رأيت ابن القيم رحمه الله تعقبه فى ذلك، فقال فى " تهذيب سنن أبى داود " (5 / 252) : " وقد ظن أبو الفرج بن الجوزي أن هذا هو ابن وهب النسوي الذي قال فيه ابن حبان: " يضع الحديث " فضعَّف الحديث به، وهذا من غلطاته، بل هو ابن وهب الإمام العلم. والدليل عليه: أن الحديث من رواية أصبغ ابن الفرج ومحمد بن عبد الله بن الحكم وغيرهما من أصحاب بن وهب عنه، والنسوي متأخر من طبقة يحيى بن صاعد والعجب من أبى الفرج كيف خفى عليه هذا؟! وقد ساقها من طريق أصبغ وابن

226

عبد الحكم عن ابن وهب! " اهـ. 226- قال ابن الجوزي فى " كتاب الضعفاء والمتروكين " (2 / 62) " طالوت بن عباد ضعفه علماء النقل ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقولك: " ضعفه علماء النقل " يعنى أجمعوا على ذلك، وليس ذلك بصحيح فقد قال أبو حاتم: " صدوق ". ولذلك تعقبه الذهبى فقال فى " الميزان " (2 /334) : " وأما ابن الجوزي فقال من غير تثبُّت: ضعفه علماء النقل. قلتُ: إلى الساعة أفتش، فما وقعت بأحد ضعَّفه " اهـ. وقال فى " سير النبلاء " (11 /26) : " فأما قول أبى الفرج بن الجوزي: ضعفه علماء النقل، فهفوة من كيس أبى الفرج، فإلى الساعة ما وجدت أحدا ضعفَّه، وحسبك بقول المتعنت فى النقد أبي حاتم فيه " اهـ. 227 - وقال أيضاً فى " الضعفاء " (1 / 282) : " الربيع بن عبد الله بن خطاف أبو محمد الأحدب البصريّ. روى عن الحسن. كان يحيى بن سعيد يثني عليه، وقال ابن مهدي: لا ترو عنه شيئا ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن ابن المهدى كان يثنى علي الربيع، أما يحيى بن سعيد فهو الذى قال: " لا ترو عنه شيئا " فكأنه سبق قلم.

228

قال الحافظ فى " التهذيب " (3 / 249) : " ووقع فى " الضعفاء " لابن الجوزي فيه وهم فاحش، فقال. . وساق كلامه ثم قال: وهذا مقلوب، فقد ذكره ابن عدى من طريق على الصواب ". اهـ 228- وقال أيضاً فى " الضعفاء " (2 / 53) : " صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي، وقيل ابن محمد الكوفي، سكن مرو. قال ابن عدي: يعرف ب " الحاجبي " وكنَّوه، وقالوا أبو حاجب عامر بن عبد الله بن الزبير. روى عنه بكر بن مضر. قال ابن عدي: حدَّث عن الثقات بالأباطيل، وعامة ما يرويه منكرٌ أو من موضوعاته. قال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد قال الذهبى فى " الميزان " (2 / 309) : " وقد خبط ابن الجوزي في ترجمة " صخر بن عبد الله " فقال: وقيل ابن محمد المدلجي الكوفي سكن مرو. . . ونقل كلامه فى " الضعفاء " ثم قال: هكذا نقلت من خط " الضياء " في هذه الترجمة، وهو غير مستقيم، فإن صخر بن عبد الله بن حرملة حجازي، كان في حدود الثلاثين ومائة يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعامر بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز، روى عنه بكر بن مضر، وهو الذي قال فيه النسائي " صالح " وذكره ابن حبان في "الثقات" والآخر: فصخر بن عبد الله ويقال صخر بن محمد المدلجي كوفي. نزل مرو، وروى عن الليث ومالك، بقي إلى حدود الثلاثين ومائتين. قال الحاكم: صخر بن محمد أبو حاجب الحاجبي من أهل " مرو " روى عن مالك، والليث، وابن لهيعة، أحاديث موضوعة " اهـ

229

229- وقال أيضاً فى " الضعفاء " (1 / 282) : " صدقة بن يزيد الخراساني ... قال الرازي حديثه ضعيف ". قُلْتُ: رضى الله عنك! ما قال أبو حاتم هذا، بل قال – كما فى " الجرح والتعديل " (2 / 431) – لولده: " صالحٌ، وصدقة بن خالد أحب إلىَّ منه " وكذلك نقل عنه الذهبى فى " الميزان " (2 / 313) . 230 – وفى " ميزان الإعتدال " (1 / 405) للذهبى فى ترجمة " جعفر ابن حيَّان أبو الأشهب العطاردى " قال الذهبى ُّ: " وقال ابن الجوزي: قال ابن معين: ليس بشيء ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد قال الذهبى رحمه الله: " قلت: ما اعتقد أن ابن معين قال هذا، وإنما وهَّي ابن معين أبا الأشهب الواسطيّ، ولهذا وهم أيضا ابن الجوزي، وقال في هذا: " جعفر بن حيان أبو الأشهب الواسطي " والرجل بصري ليس بواسطي، وقد اشتركا في الكنية والأسم وافترقا في البلد والأب، وقد ذكرنا أن أبا الحرب قال: " وقد فتشت علي العطاردي فما رأيت أحدا سبق ابن الجوزي إلى تليينه بوجه، وإنما أوردته ليعرف أنه ثقة ويسلم من قيل وقال " اهـ. 231- وقال أيضاً فى " الضعفاء " (2 / 62) : " طارق بن

232

عبد الله المحاربي قال أحمد: ليس حديثه بذاك. وقال يحيى: ثقة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن طارق بن عبد الله المحاربى صحابيّ روي عن النبى - صلى الله عليه وسلم - نحو ثلاثة أحاديث كما قال ابن السكن. وقال البرقى والبغوى: له حديثان. أما الذى قال فيه أحمد هذه المقالة فهو: طارق بن عبد الرحمن البجلى الكوفى، كما فى " تهذيب الكمال " (13 / 346) ، و " الميزان " (2 / 332) وفروعهما. ? فائدة ? ذكر الطبرانى فى " المعجم الكبير " (ج 8 / رقم 8165 – 8175) الأحاديث الثلاثة التى رواها طارق بن عبد الله المحاربي. 232- وذكر ابن الجوزي أيضاً فيه (21 / 86-87) : " العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي. يروي عن عطاء، وقتادة، وثابت. رماه موسى بن إسماعيل بالكذب. وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلاَّ بالقدح. قال ابن الجوزي: قلت وثم آخران يقال لهما: العلاء بن خالد لم يُقدح فيهما ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد قال الذهبى فى " الميزان " (3 / 99) فى ترجمة: العلاء بن خالد بن وردان ": " قد خلط ابن الجوزي فقال: العلاء بن خالد الكاهلي، عن عطاء، وقتادة، كذبه موسى بن إسماعيل. وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا بالقدح. قلت: قد ذكرنا أن الكاهلي صدوقٌ موثقٌ، وقد ذكره ابن حبان في " الثقات " فذكر ابن الجوزي الثقة، وما ذكر المجروح! بل قال:

233

وثم آخران يقال لهما " العلاء بن خالد "لم يقدح فيهما! " اهـ. 233-وقال ابن الجوزي أيضاً فيه (3 /240) : " أبو المنيب، له صحبة قال الرازي: مجهول ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فليس هذا قول أبو حاتم، إنما هو قول أبى زرعة. أما أبو حاتم فقال – كما فى " الجرح والتعديل " (4 / 2 / 440) -: " لا أعرفُهُ " والفرق بين العبارتين واضح. فإن قيل: إن ابن الجوزي قال: " قال الرازي " فلعله قصد أبا زرعة فإنه رازيٌّ أيضا؟ فالجواب: أن ابن الجوزى حيث قال: " الرازى " فلا يقصد غير أبى حاتم. ? فائدة ? لعل سائلا يقول: كيف سائغ لأبي حاتم وأبى زرعة أن يقولا فى صحابيّ ما يدل ُّ على جهالته، والصحابة كلهم عدولٌ؟ فالجواب: أن قوله: " أبو المنيب. له صحبةٌ " هو من صنيع ابن أبى حاتم. أما قول أبى حاتم: " لا أعرفه " فعله قصد: لا أعرف اسمه، ويحتمل أن السند إليه لم يصح عنده. والمختار أن يقال فى الصحابى الذى ثبتت صحبته إنه مجهول، فالصحابة كلُّهم عدول، والجهالة به لا تضر كما عليه جماهير أهل العلم. والله أعلم.

234

234- أخرج ابن خزيمة فى " صحيحه " (13، 14) من طريق وكيع بن الجراح ومعتمر بن سليمان معاً عن الثورى، عن محارب بن دثار، عن بن بريدة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ لكل صلاة، فلما كان يوم فتح مكة صلي الصلوات كلها بوضوء واحد. قال ابن خزيمة: " لم يسند هذا الخبر عن الثورى أحد نعلمه غير المعتمر ووكيع.... ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد رواه أيضا معاوية بن هشام، عن الثورى بسنده سواء. أخرجه ابن جرير فى " تفسيره " (6 / 73) قال: حدثنا أبو كريب، ثنا معاوية بن هشام. 235- أخرج ابن خزيمة فى " كتاب التوحيد " (ص 542) حديث يحيى ابن أبى كثير عن زيد بن سلام أنه حدثه عبد الرحمن الحضرمي، عن مالك بن يخامر السكسكى، عن معاذ بن جبل فذكر حديثا فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أتانى ربى فى أحسن صورة. . . الحديث ". قال ابن خزيمة (ص 546) : " ولعل بعض من لم يتحر العلم يحسب أن خبر يحيى ابن أبى كثير عن زيد بن سلام ثابتٌ، لأنه قيل فى الخبر: " عن زيد أنه حدثه عبد الرحمن الحضرمي " ويحيى ابن أبى كثير أحد المدلسين، لم يخبر أنه سمع هذا من زيد " اهـ. قُلْتُ: رضى الله عنك!

فقد صرح يحيى بن أبى كثير بالتحدث من زيد. قال أحمد فى " المسند " (5 /243) : حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، ثنا جهضم - يعنى اليمامي - ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا زيد - يعنى بن أبي سلام - وهو زيد بن سلام بن أبي سلام نسبه إلى جده - أنه حدثه عبد الرحمن بن عياش الحضرمي، عن مالك بن يخامر، أن معاذ بن جبل. . . فذكر الحديث بطوله. ووهم الحافظ بن حجر، إذ أشار إلى هذا الحديث فى " التهذيب " (6 / 205) فى ترجمة: " عبد الرحمن بن عياش " ثم ذكر قول المزي: " وقال ابن عدى: الحديث له طرق، وقد صحح أحمد طريق يحيى بن أبى كثير عن زيد بن سلام عن جده " قال الحافظ: " قلت: وكذا قواه بن خزيمة من رواية يحيى بن زيد، عن جده، عنه، عن مالك بن يخامر، أن معاذ بن جبل " اهـ وقد رأيت لين خزيمة ضعَّفها، ولكن لم أقف عند ابن خزيمة على رواية زيد عن جده، فالله أعلم فلعلها فى موضع آخر لم أقف عليه. 236 – ذكر ابن الجوزي فى " الواهيات " (24) عن الدارقطنى قال: " رُوي عن عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومى، عن الوليد بن مسلم، عن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبيه، عن أم الدرداء، عن أبى الدرداء فى قوله تعالى: ? كل يوم هو فى شأن ? (الرحمن / 29) قال: " من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين " قال ابن الجوزى: " هذا حديث لا يصح، قال ابن عدى: عبد الرحمن بن يحيى يحدث

بالمناكير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد رأيت فى هذا الإسناد الذى نقلتَه أن عبد الرحمن بن يحيى هو: " ابن إسماعيل المخزومى " والذى تكلم فيه ابن عدى فى " الكامل " (4 / 1621) هو عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري وقال: " يحدث عن أبيه بالمناكير ". أما الواقع فى الإسناد، فقد ترجمه ابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (2 / 2 / 302) وقال: " روي عنه أبى وسمع منه فى الرحلة الأولى، وسألته عنه فقال: ما بحديثه بأس، صدوق " اهـ. ولو سلَّمنا أن الواقع فى الإسناد هو " الأنصاري " فروايته المناكير مقيدةٌ بما إذا روى عن أبيه دون غيره. وآفة هذا الإسناد هى عنعنة الوليد بن مسلم. والله أعلم. 237 – أخرج الخطيب فى " تاريخه " ومن طريق ابن الجوزي فى " الواهيات " (268) من طريق مروان بن محمد قال: نا سعيد، قال: نا قتادة، عن أنس مرفوعاً: " فضلت على الناس بأربع، بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش ". قال ابن الجوزى: " هذا حديث لا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن حبان: مروان بن محمد يروي المناكير، ولا يحل الاحتجاج به ".

238

قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن مروان بن محمد الواقع فى السند هو ابن حسان الطاطري، الدمشقى. وثقه أبو حاتم، وصالح بن محمد الحافظ وابن حبان. وأثنى عليه أحمد. وقال ابن معين: " لا بأس به "، ووثقه الدارقطنى وابن طالوت ونقموا عليه الإرجاء أما الذى عناه ابن حبان فى "المجروحين " (3/14) وقال: " مروان بن محمد: وليس بالطاطرى، شيخ يروى المناكير، لا يحل الإحتجاج به. . . ". فلعل ابن الجوزى تعجل النظر، فلم ير " وليس "! وقد ذكر الذهبى فى " الميزان " أن هذا الحديث منكرٌ. والله أعلم. 238- وأخرج ابن الجوزي فى " الواهيات " (310) من طريق موسي ابن سهل أبى هارون الرازى، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا سفيان الثورى، عن أبى إسحاق الشيبانى، عن أبى الأحوص الجشمى، عن ابن مسعود مرفوعاً: " ما من مولود إلا وفى سرَّته من تربته. . . وإنى وأبو بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة. . . ". قال ابن الجوزى: " قال الدارقطنى: موسى بن سهل ضعيف ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن موسى بن سهل الرازى الواقع فى الإسناد لم يتكلم فيه الدارقطنى، وإنما

239

تكلم فى موسى بن سهل الوشاء، وضعفه البرقانى جداً. وحديث أبى هارون الزارى باطل على كل حالٍ. والله أعلم. 239- وأخرج ابن الجوزى أيضاً (375) من طريق إبراهيم بن مهدي المصيصى، نا علىّ بن مسهر، عن مسلم أبى عبد الله، عن أنس قال: أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيرٌ مشوىٌّ، فوضع بين يديه، فقال: " اللهم أدخل علىَّ من تحبه وأحبه، فجاء علىّ فاستأذن. . . الحديث ". قال ابن الجوزى: " فيه إبراهيم بن مهدى. قال أبو بكر الخطيب: ضعيف الحديث " قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن إبراهيم بن مهدي المصيصى الواقع فى سند هذا الحديث ترجمه الخطيب فى " تاريخه " (6 / 178) ونقل عن أبى حاتم الرازى قال: " كان ثقة "، ونقل أيضا عن عبد الخالق بن منصور أنه قال: سئل يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهدى الطرسوسى فقال: كان رجلاً مسلماً. فقيل له: أهو ثقة؟ قال: ما أراه يكذب ". إنما الذى نقل الخطيب فيه الجرح، فهو إبراهيم بن مهدى أبو إسحاق الأبلى، فقد ذكره الخطيب عقب المصيصي وروى عن أبى الفتح الأزدى أنه قال: يضع الحديث. مشهور بذاك، لا ينبغى أن يخرج عنه حديث ولا ذكر. ولم يذكر فيه الخطيب تضعيفا من فبل نفسه كما نقل عنه ابن الجوزى. والحديث باطل من جميع طرقه كما قاله جمع من الحفاظ منهم البزار والحاكم

والذهبى وغيرهم. والله أعلم. بن رجاء، عن أبيه، عن أبى سعيد الخدرى قال: كنا جلوساً ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى بها إلى علىٍّ رضي الله عنه. . . الحديث قال ابن الجوزى: " قال الدارقطنى: إسماعيل ضعيف. وقال ابن حبان: منكر الحديث، يأتى عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإسماعيل بن رجاء الواقع فى السند هو: ابن ربيعة الزبيدى أبو إسحاق الكوفى وقد وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان، وأما الأزدى فإنه شذَّ فقال: منكر الحديث. أمَّا الذى جرحه ابن حبان، فهو إسماعيل بن رجاء الحصنى فقد ذكره فى "المجروحين " (1 / 130) وقال: " يروى عن موسى بن أعين. . . ثم ذكر ما نقله ابن الجوزى عنه، ثم قال: روى عن موسى بن أعين، عن الأعمش، عن سعيد بن الجبير، عن أبى هريرة وساق حديثاً باطلاً ". فظاهرٌ مما ساقه ابن حبان أن الحصنى متأخر، بينه وبين الأعمش واسطة والواقع فى السند الذى أورده ابن الجوزي من شيوخ الأعمش، فكيف خفى هذا عليه مع جلائه؟

241

241- وأخرج ابن الجوزى أيضا فيه (434) من طريق يعقوب بن محمد الزهرى، نا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن أم كلثوم قالت: حدثتنى بسرة بنت صفوان قالت: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من يخطب أم كلثوم؟ " قلت: فلانٌ وفلانٌ. قال: " فأين أنتم عن عبد الرحمن بن عوف، فإنه سيد المسلمين ... " قال ابن الجوزى: " وأما يعقوب فإنى لا أتهم بهذا الحديث إلا هو، وربما قطعت على ذلك. قال أحمد: كان يييعقوب من الكذابين الكبار. وقال يحيى بن معين: لم يكن بشىء. وقال السعدىُّ: غير ثقة ولا مأمون ... الخ " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد رأيت فى الإسناد أن يعقوب هو " ابن محمد الزهرى " ولم يذكر العلماء حرفاً مما نقلته فيه، وإنما قالوا هذا الجرح الشديد فى يعقوب بن الوليد أبى يوسف المدنى أما يعقوب بن محمد وإن تكلم العلماء فيه إلاَّ أنه خيرٌ من هذا الدجال، ومن بلاياه ما رواه عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: " لو تمت البقرة ثلاثمائة آية، لتكلمت البقرة مع الناس "!! 242- أخرج أبو جعفر البخترى فى " المنتقى " من السادس عشر من حديثه (ق 103 / 1) وابن عدى فى " الكامل " (5/ 1810) ومن طريقه ابن الجوزى فى " الواهيات " (436) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحى، عن عطاء بن ابى رباح عن ابن عباس مرفوعاً: " اللهم علم الكتاب والحساب وقه العذاب ".

343

قال ابن الجوزى: " فيه عثمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: لا يُحتجُّ به ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإنك تبعت ابن عدى فى ذلك، فإنه أورد هذا الحديث فى ترجمة عثمان بن عبد الرحمن الجمحى فتعقبه الذهبىُّ فى " الميزان " (3 /74) وقال: " هو وهمٌ، وإنما هذا الوقاصى لا الجُمحى " اهـ. ويقصد الذهبى: أن راوى هذا الحديث هو عثمان بن عبد الرحمن الوقاصى لا الجمحى والوقاصى تركه النسائى وقال البخارى: " سكتوا عنه "، فهو أضعف من الجمحى. 343- وأخرج ابن الجوةزى أيضا (459) من طريق الحسن بن صالح، عن أبى ربيعة الإيادى، عن الحسن، عن أنس مرفوعا: " اشتاقت الجنة الى ثلاثة: على، وعمار، وسلمان ". قال ابن الجوزى: " هذا حديثٌ لا يصح، وأبو ربيعة اسمه زيد بن عوف ولقبه: فهد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن أبا ربيعة الواقع فى الإسناد سمَّاه ابن مندة: عمر بن ربيعة، وسبقه إلى ذلك ابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (3/1/109) ونقل عن ابن معين أنه " ثقة " وعن أبيه قال: " منكر الحديث " وقد نصوا على أنه يروى عن الحسن البصرى وعنه الحسن بن صالح بن حُىٍّ.

244

أمَّا زيد بن عوف الذى عناه ابن الجوزى فهو متأخرٌ يروى عن حماد بن سلمة وذويه كما فى " الميزان " (2/105) . وذهب ابن حبان مذهباً ثالثاً، فإنه روى هذا الحديث فى " المجروحين " (1/121) فى ترجمة أبى ربيعة إسماعيل بن مسلم وليس هو البصرى صاحب أبى المتوكل. 244- وأخرج أيضاً (475) من طريق زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن عبيد الله بن أبى رافعٍ، عن على مرفوعاً: " لا يبغض العرب إلا منافقٌ " قال ابن الجوزى: " هذا حديثٌ لا يصحُّ، داود بن حصين ضعيفٌ. قال ابن حبان: " حدَّث عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فيجب مجانبة روايته ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإن داود بن حصين الواقع فى الإسناد ليس هو الذى عناه ابن حبان بالجرح فالذى ترجمه ابن حبان فى " المجروحين " (1/290-291) هو: داود بن الحصين بن عقيل بن منصور أبو سليمان. أمَّا الواقع فى الإسناد فهو داود بن الحصين القرشى أبو سليمان المدنى، وثقه أغلب النقاد، وتكلم ابن المدينى فى روايته عن عكرمة خاصةً. وعلة هذا الإسناد من زيد بن جبيرة فإنه متروكٌ. وهو مدنىُّ، والراوى عنه إسماعيل بن عياش وروايته عن أهل الحجاز تكثر فيها المناكير. والله أعلم. …

245

245- وأخرج ابن الجوزى أيضاً (563) من طريق إسماعيل بن عبد الله قال: سمعتُ عمر بن الخطاب مرفوعاً: " إنها ستفتح عليكم الشام فتجدون فيها بيوتاً يقال لها: الحمامات، وهى حرام على رجال أمتى إلاَّ بالإزار ... الحديث ". قال ابن الجوزى: " قال الدارقطنىُّ: إسماعيلُ ضعيف ". قُلْتُ: رضى الله عنك! وإسماعيل الذى ضعفه الدارقطنى متأخرٌ عن هذا وهو الذى يقال له: " أبو شيخ " ترجمه الخطيب ُ فى " تاريخه " (6/261) وقال: " حدَّث عن على ابن يسار – أو سيار – شيخٌ له مجهولٌ ... ولا يحفظ له سوى حديثٍ واحدٍ.. وهو حديث: " الخيل فى نواصى شقرها الخير " ونقل عن أبى القتح الأزدى أنه قال: " متروكُ الحديث ". 246- وأخرج ابن الجوزى أيضاً (686) من طريق زهير بن محمد التيمى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد مرفوعاً: " يبشر المشاؤون فى الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة " قال ابن الجوزى: " قال البخارى: زهير حديثه منكر ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فما قال البخارى ذلك، بل عبارته: " ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكيرٌ، وما روى عنه أهل البرة؛ فإنه صحيحٌ " اهـ فعبارة البخارى مقيدة أما ابن

247

الجوزى فجعلها مطلقة، وكم له من مثل هذا التصرف فى كلام العلماء. أما نقله الجرح فى الراوى وإغفال التعديل فلا يكاد يحصى كثرة، بل هو سمة عامة فى جميع كتبه ففى " الميزان " (1/16) للذهبىّ؛ فى ترجمة (أبان بن يزيد العطار) . قال الذهبىّ: " وقد أورده العلامة أبو الفرج ابن الجوزى فى " الضعفاء " ولم يذكر فيه أقوال من وثقه، وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق" 247- وأخرج أيضاً (578) حديثا فى نضح الماء على الرجلين فى الوضوء إسناده: محمد بن إسحاق بن يسار وأعلَّه قائلا: " محمد بن اسحاق مجروح قد كذبه مالك وهشام ". وكرر هذا القول مرارا فى كتابه هذا، وانظر (726) . وكرره فى " كتاب التحقيق " فقال فى (1 /642) : " قد كذبه مالك ". وقال (2 / 851) : " وابن إسحاق قد قال مالك وهشام بن عروة وغيرهما: ابن إسحاق كذاب. وقال يحيى بن معين ليس بحجة. وقال ابن المدينى: يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة ". وقال فى (2 / 932) : " ابن إسحاق مجروح، كذبه مالك وهشام بن عروة ". وقال فى (2 / 1044) : " وابن إسحاق كذبه مالك ". وقال أيضا فى "الموضوعات " (3 / 277) : " أما محمد بن إسحاق فمجروح شهد بأنه كذاب: مالك وسليمان التيمى، ووهب بن خالد،

وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وقال بن المدينى: " يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فإنك لم تجر على حالٍ واحدة فى الحكم على محمد بن إسحاق ولم تنصفه، وكلما ذكر فى حديث يحتج به خصمك بادرت ونقلت فيه كلام مالك وهشام، وإن وقع في إسناد حديث تحتاج إليه زكيته ودفعت عنه تهمة الكذب، وما هذا بالنَّصف! فقد ذكرت فى " كتاب التحقيق " (1 / 451) حديثا فى نقض الوضوء بمس الذكر فى سنده ابن إسحاق، فذكرت أن الخصم قال لك: " إن مالك قدح فى ابن إسحاق " فأجبته قائلاً: " وأما ابن إسحاق فقد وثقه يحيى. وقال شعبة: صدوق " ولما ذكرت جواز أن يغسِّل الزوج زوجته، رددت على الأحناف الذين يقولون: لا يجوز بحديث رواه أحمد (6 / 228) فى إسناده ابن إسحاق ثم قلت: " فإن قيل:. . . محمد ابن إسحاق كذبه مالك؟ قلنا: إنما كذبه مالك بقول هشام بن عروة أنه حدث عن امرأتي وما رآها رجل قط. وقد تأول هذا أحمد بن حنبل، فقال: يمكن أن تكون خرجت إلى المسجد فسمع منها. وقال يحيى بن معين: محمد بن إسحاق ثقة. وقال شعبة: صدوق " اهـ. وأيضا: لما احتججت بحديث: " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " نقلت عن خصمك انه قال: " فى جابر الجعفى. قال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه، ليس بشيء. وقال أبو حنيفة: " ما لقيت أكذب منه " فرددت على خصمك قائلا فى " التحقيق " (2 / 847) : " والجواب: أن جابر الجعفى فقد وثقه الثورى وشعبة، وناهيك بهما. وقال أحمد بن حنبل: لم يتكلم في جابر لحديثه، بل لرأيه ".

وكذلك رأيتك احتججت على وجوب المضمضة والاستنشاق بحديث ابن عباس مرفوعا: " المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا يتم الوضوء إلا بهما " وفى إسناده جابر الجعفى، فقلت: " قال الخصم: جابر هو الجعفى وقد كذبه أيوب السختياني وزائدة. قلنا: وثقه سفيان الثورى وشعبه وكفا بهما " وقد نكت عليك ابن عبد الهادي فى " التنقيح " بسبب ذلك، فقال (1 / 365) : " جابر الجعفى ضعفه الجمهور، والمؤلف يحتج به فى موضع إذا كان الحديث حجة له، ويضعفه فى موضع آخر إذا كان الحديث حجة عليه ". وقال أيضا: " هذا الذي أجاب به المؤلف ليس بقوي، وهو يحتج بجابر الجعفى فى موضع ويضعفه فى آخر، بل قد قال فى موضع: جابر الجعفى اتفقوا على تكذيبه " اهـ. وأيضا فقد ذكرت فى " التحقيق " (2 / 847) ليث بن أبى سليم واحتجت إلى روايته فرددت على خصمك لم ضعفه وقلت له: " وأما ليث فقال أحمد: حدث عنه الناس " مع أنك بعد ذلك لما ذكرت كراهية التنفل يوم الجمعة عند الزوال (2 / 1011) وقلت: " لنا عموم النهى فى الأحاديث المتقدمة وللشافعي حديث رواه أبو داود ثم ذكره وفى إسناده ليث بن أبى سليم فعقبت قائلا: " قلت: وليس ضعيف بمرة "!! فالله المستعان. وأيضا: لما أردت أنت تستدل على التفريق بين الدم الكثير والقليل الذي ينقض الوضوء، احتججت (1 / 481) بحديث ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص فى دم الحبوب – يعنى: الدمامل – ونقلت قول الدارقطنى: " هذا باطل عن ابن جريج، ولعل بقيَّة دلسه عن رجل ضعيف. فرددت على

الدارقطنى بقولك: " قلنا: بقية قد أخرج له مسلم "!! . لكنك لم تستمر على ذلك، فذكرت فى " التحقيق " (1 / 504) حديث ابن عباس مرفوعا: " الحدث حدثان: حدث اللسان وحديث الفرج، وحديث اللسان أشد من حدث الفرج وفيهما الوضوء " عقبت بقولك: " وهذا حديث لا يصح، وبقية مدلس، ولعله سمعه من بعض الضعفاء واسقطه، إذ هذه كانت عادته. ولما احتج خصمك بحديث أبى هريرة مرفوعا: " الصلاة واجبه عليكم مع كل مسلم بر كان أو فاجر. . . " قلت له (2 / 1114) : " فى طرقه بقية مدلس لا يعول على رواية ". وأيضا: لما أردت أن تستدل على أن فى سورة الحج سجدتين، ذكرت حديث عقبة بن عامر، وفى سنده ابن لهيعة، ثم قلت (2/ 958) : " فإن قالوا: ابن لهيعة ضعيف. قلنا: قال ابن وهب: هو صادق ". ولما احتج خصمك بحديث أبى تميم على وجوب الوتر، وسنده ابن لهيعة، رددت عليه قائلا (2/ 1044) : " فيه ابن لهيعة وهو متروك ". ولما ذكرت الأحاديث فى تكبيرات العيدين قلت (2/ 1231) : " وأما حديث أبى هريرة وعائشة ففيهما ابن لهيعة، وهو ضعيف جدا ". ثم ذكرت حديثا لعائشة يحتج به الشافعية وعقبت قائلا (2 /1232) : " يرويه ابن لهيعة، وهو ذاهب الحديث ". وأيضا: فقد ذكرت (2 / 1134) أنه يكره للإمام أن يكون موضعه أعلى من المأموم ثم ذكرت حديث أبى مسعود البدري: " نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الإمام فوق شيء، والناس خلفه. يعنى: أسفل منه ".

ثم قلت: " فإن قالوا: قد قال الدار قطنى: لم يروه غيز زياد بن عبد الله، ولم يروه غير همام فيما أعلم، وقد ضعَّف ابن المديني ويحيى زياداً. ولكنك لم تستمر على ذلك فلما احتج عليك خصمك بحديث أبى جحيفة فى تثنية الإقامة وقد أخرجه الدار قطنى (1 / 242) بسندٍ فيه زياد ابن عبد الله البكائى قلت تردُّ عليه: (1 / 865) : " قال يحيى بن معين: زياد ليس بشيء. وقال ابن المديني: لا أروي عنه. فإن قيل: قد وثقه أحمد فى رواية. وقال أبو زرعة: صدوق؟ قلنا: الجرح مقدَّم "!! وأيضا: فقد ذكرت (1 / 727) حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً: " سبعة مواطن لا تجوز فيها الصلاة. . . " وهو عند ابن ماجة (747) قلت: نقلا على لسان خصمك: " وأما حديث عمر ففيه كاتب الليث أبو صالح، وكلهم طعن فيه ". ثم أجبت قائلا: " وأما أبو صالح، فقال أبو حاتم الرازي: كان رجلاً صالحا لم يكن ممن يكذب، ومثل هذه الأشياء لا توجب إطراح الحديث ". ثم قال (2 / 729) : " وأما أبو صالح كاتب الليث وقد وثقه جماعة وتكلم فيه آخرون، والصحيح أن البخاري روي عنه فى "الصحيح". ولما احتج عليك خصمك بحديث أبى جهيم فى التيمم ضربتين رددت عليه قائلا (1/567) : " قد روي من حديث كاتب الليث، وهو مطعون فيه ". قلت: فهذه نماذج رأيتها فى " كتاب التحقيق " ولم أتتبع باقيها فإن تقصِّى ذلك من العناء المعنَّى لكثرته. وما أظن هذا التناقض الصريح إلاَّ

بسبب العصبية للمذهب، والانتصار له بكل سبيل، ومن المفارقات أن ابن الجوزي قرَّع الخطيب البغدادى، ونكل به لأنه صنف كتابا فى القنوت والجهر بالبسملة فأورد الأحاديث بأسانيدها ولم يتكلم عليها جرحا وتعديلا، وتضعيفا وتصحيحا، واتهمه بالعصبية للمذهب. فقال فى " كتاب التحقيق " (2 / 1078) : " وأما حديث دينار، فإيراد الخطيب له محتجا به مع السكوت عن القدح فيه، وقاحة عند علماء النقل، وعصبية باردة، وقلة دين! ، لأنه يعلم أنه باطل ... فواعجبا للخطيب، أما سمع فى الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من حدَّث عنى حديثا يرى أنه كذب، فهو أحد الكذابين " هل مَثَلُهُ إلا كمثل من أنفق بهرجاً ودلَّسه، فإن أكثر الناس لا يعرفون الكذب من الصحيح، وإذا أورد الحديث محدثٌ حافظٌ، وقع فى النفوس أنه ما احتج به إلا وهو صحيحٌ، ولكن عصبيتُهُ معروفة، ومن نظر من علماء النقل فى كتابه الذى صنفه فى " القنوت "، وكتابه الذى صنفه فى " الجهر " و" مسألة الغيم "، واحتجاجه بالأحاديث التى يعلم وهاءها، علم فرط عصبيته.. ثم قال بعد كلام: والبهارج لا تخفى على النقاد " اهـ. كذا قال ابن الجوزى رحمه الله! ولستُ أردُّ عليه، بل يرد عليه ما ذكرته آنفاً من صنيعه، ولم ينج من العصبية إلا قلائل من الخلق، ممن غلب عليهم الإنصاف ومحبة ظهور الحق ولو على لسان الخصم، وكان هذا كثيراً فى القرون الثلاثة الأول، ثم بدأ يتناقص حتى لا تكاد ترى رجلا منصفا، بل يُقوِّلُونك ما لم تقله، بل وما لم يخطر لك على بال ثم يلزمونك بما افتروه، ويشيعونه بين الخلق، حتى لقد مرَّ علىَّ زمان هممت أن لا أخرج من بيتى إلا لصلاة الجماعة وقضاء حوائجى لولا ما يؤرقنى من ترك الناس هملاً بعد

248

إقبالهم على التفقه بعلوم الكتاب والسنة وتعظيم الدليل، فأخشى الإثم بترك ذلك، فنسأل الله أن يصبرنا على تحمل الأذى فى سبيله إنه ولى ذلك والقادر عليه. 248- وأخرج ابن الجوزى أيضاً (710) من طريق الفرات بن سلمان عن محمد بن علوان، عن الحارث، عن عليّ مرفوعاً: " مِن أصل الدين الصلاة خلف كل بر وفاجر والصلاة على من مات من أهل القبلة". قال ابن الجوزى: " فيه فرات بن سلمان. قال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يأتي بما لا شك أنه معمول " (قلت رضي الله عنك! فإن الواقع في السَند هو فرات بن سلمان الرقى، وثَقه أحمد وقال أبو حاتم: لا بأس به، صالح الحديث. وقال ابن عدىّ: " أرجو أنه لا بأس به "، أما الذي جرحه ابن حبان فهو فرات بن سليم، فذَكره في " المجروحين " (2/207 – 208) ورَوى له حديثاً باطلاً عن عمرو بن عاتكة، عن عمرو بن عبسه. 249 - وأخرج ابن الجوزى أيضاً (757) من طريق الدار قطنى قال: نا أحمد بن محمد المغلس، قال: نا أبو همام، حديثي بقية، عن

250

أبي يحيى المدنىّ، عن عمرو بن شعيب عن أبي سَلمة، عن أبي هُريرة مرفوعاً: " المتم للصلاة في السفر كالمُقصر في الحضر ". قال ابن الجوزى: " ابن المغلس كذاب" وكذلك قال في " التحقيق" (2/1167) (قلت رضي الله عنك! فإن ابن المغلس الكذّاب هو أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحمانى يروى عن عفان بن مسلم وأبي نعيم وطبقتهما كذّبوه. أما الواقع في السند فهو من مشايخ الدار قطنى الثقات. وقد تعقبه ابن عبد الهادي فقال في "التنقيح" (2/1168) : "أحمد بن محمد المغلس شيخ الدارقطني ثقة، اشتبه علي المؤلف بأحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحمانى وهو كذاب وضاع، والحديث لا يصح لأن رواية مجهول " اهـ 250- وقال ابن الجوزى في "كتاب الضعفاء" (رقم 116) : " داود ابن عمرو الضبى عن ابن المبارك....... وقال أبو حاتم الرازيان: منكر الحديث " (قلت رضى الله عنك! فهذا النقل خطأ، إنما قالا هذه العبارة في داود بن عطاء أبي سليمان المديني فنقل ابن حاتم غي " الجرح والتعديل " (1/2/420) عن أبيه قال: " ليس بالقوي ضعيف الحديث، منكر الحديث. قلت: يكتب حديثه؟

251

قال: من شاء كتب حديثه زحفاً!! قال: وسئل أبو زرعة عنه فقال: منكر الحديث ". أما داود بن عمرو فترجمه ابن حاتم (1/2/420) وسأل عنه أبه فقال (هو شيخ) وسأل أبا زرعة عنه فقال: " لا بأس به " 251- وقال ابن الجوزى أيضاً في " كتاب الضعفاء " (رقم 334) : " إسحاق بن ناصح عن قيس بن الربيع. قال أحمد: من أكذب الناس، يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - برأي أبي حنيفة" وتبعه الذهبى في "الميزان" (1/200) . ? قلت رضى الله عنك! فقد فال الحافظ في "اللسان" (1/376) : " وقد وقع للمؤلف _ يعني الذهبي _ هنا وهم عجيب تبع فيه ابن الجوزى، وذلك أن قول أحمد المذكور إنما هو في " إسحاق بن نجيح الملطى" وقد أعاده المؤلف في ترجمة " إسحاق بن تجيح "علي الصواب وسبب الوهم أولاً فيه أن ترجمة ابن ناصح في "كتاب ابن أبي حاتم " بين ترجمة " ابن نجيح " فانتقل بصر الناقل من ترجمة إلي ترجمة والله أعلم". اهـ 252 - وأخرج ابن الجوزى في "الواهيات " (862) من طريق محمد بن الحسن الواسطى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل في أبيه: " لا تمشين أمامه، ولا تقعُد قبله ".

253

قال ابن الجوزى: " هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أحمد رأيتُ محمد بن الحسن الواسطى وكان لا يُساوى شيئاً. وقال يحيي وأبو داود: كذّاب وقال النسائى: متروك الحديث. وقال الدارقطني: لا شيء" ? قلت رضى الله عنك! فإن الذي قال فيه أحمد ويحيي والنسائى هذا الجرح الشديد هو محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي كما في " الميزان " (3/514) . أما الذي في الإسناد فهو محمد بن الحسن المزني قاضي واسط. وثَقه ابن معين وأبو داود. وقال أبو حاتم: " لا بأس به" وذكره ابن حبان في " الثقات" و " الضعفاء" معاً! 253- وأخرج البزار في "مسنده" (ج3/179) قال: حدثنا محمد بن معمر قال: نا روح بن عبادة قال: نا الأسود بن شيبان، قال: نا أبو العلاء، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبي ذر فساق حديثاً: " إن الله عز وجل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة................ وساق حديثاً ". وأخرجه أحمد (5/167) والطيالس (468) ، والطحاوى في " المشكل" (4/24) والبهيقى (9/160) من طرق عن الأسود بن شيبان بسنده سواء. قال البزار: " وهذا الكلام قد روى بعضه عن أبي ذر من غير وجه ولا نعلمه يروى عنه

بهذا اللفظ، إلاّ من هذا الوجه، ولا يروى مطرف عن أبي ذر إلاّ هذا الحديث" ? قلت رضى الله عنك! فقد وقفت له على حديث آخر عن أبى ذر رضى الله عنه. فقد أخرج أحمد (5/148) ، وابن نصر فى " تعظيم قدر الصلاة " (286) من طريق حماد بن سلمة عن على بن زيد، عن مطرف بن عبد الله قال: قعدت الى نفرٍ من قريشٍ، فجاء رجلٌ فجعل يصلى يركع ويسجد، ثم يقوم، ثم يركع ويسجد لا يقعد. فقلت: والله ما أدرى هذا يدرى ينصرف على شفعٍ أو وتر؟ فقالوا: إلا تقوم إليه فتقول له؟! قال: فقمت فقلت: يا عبد الله! ما أراك تدرى تنصرف على شفعٍ أو على وتر. قال: ولكن الله يدرى. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من سجد لله سجدةٌ، كتب الله له بها حسنة، وحط بها عنه خطيئة، ورفع له بها درجة " فقلت: من أنت؟ قال: أبو ذر، فرجعن الى أصحابى فقلت: جزاكم الله من جلساءٍ شرّاً، أمرتمونى أن أُعلِّم رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!! وعلى بن زيد ضعيفٌ، ولكن رواية حماد بن سلمة عنه أمثل من رواية غيره. والله أعلم. وعزاه المنذري فى " الترغيب " (1/251) ، والهيثمى فى " المجمع " (2/248-249) للبزار من طريق مطرف بن عبد الله عن أبى ذر، وفى هذا الحديث نظر لأن البزار لم يروى فى ترجمة مطرف عن أبى ذر إلا ذاك الحديث الواحد الذي نبه عليه البزار. إلاَّ أن يكون البزار رواه فى غير موضعه والله أعلم.

254 – أخرج الشيخان وغيرهما من حديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على قبرين فقال: " إنهما يعذبان وما يعذبان فى كبير. . . الحديث ". فقال الحافظ فى " الفتح " (1 / 321) : " قيل كانا كافرين وبه جزم أبو موسى المديني واحتج بما رواه من حديث جابر بسند فيه بن لهيعة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على قبرين من بني النجار هلكا في الجاهلية فسمعهما يعذبان في البول والنميمة. . . قال أبو موسى هذا وأن كان ليس بقوي لكن معناه صحيح لأنهما لو كان مسلمين لما كان لشفاعته إلى أن تيبس الجريدتان معنى ولكنه لما رآهما يعذبان لم يستجز للطفه وعطفه حرمانهما من إحسانه فشفع لهما الى المدة المذكورة "اهـ. ثم قال الحافظ: " لكن الحديث الذي احتج به أبو موسى ضعيف كما اعترف به وقد رواه أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم وليس فيه سبب التعذيب فهو من تخليط بن لهيعة ". فردَّ عليه البدر عيني – رحمه الله – فى "عمدة القارى " (3 / 121) بقوله: قلت: هذا من تخليط هذا القائل! لأن أبا موسي لم يصرح بأنه ضعيف، بل قال: هذا حديث حسن وإن كان إسناده ليس بقوي. ولم يعلم هذا القائل الفرق بين الحسن والضعيف، لأن بعضهم عدَّ الحسن من الصحيح لا قسيمه، ولذك يقال للحديث الواحد أنه: " حسن صحيح ". وقال الترمذي: الحسن ما ليس فى إسناده من يتهم بالكذب. وعبد الله بن لهيعة المصري لا يتهم بالكذب، على أن طائفة منهم قد صححوا حديثه ووثقوه، منهم أحمد رضى الله عنه " أهـ. ? قلت رضى الله عنك!

فإن ما استظهره الحافظ من تخليط ابن لهيعة حقٌّ لا غبار عليه، فقد روي هذا الحديث ممن وقفت على روايتهم، لم يذكر واحد منهم: " البول والنميمة " كما ذكر ابن لهيعة رحمه الله، منهم: 1- سفيان الثورى: أخرجه ابن أبى دواد فى " البعث " (13- بتحقيقنا) ، والبيهقى فى " عذاب القبر " (225) من طريقين عن سفيان الثوري، عن أبى الزبير، عن جابر قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرثا لبنى النجار، فسمه أصواتهم يعذبون فى قبورهم، فخرج مذعورا فقال: " استعيذوا بالله من عذاب القبر " وإسناده صحيح. 2- ابن جريج: أخرج أحمد (3 / 296) وعنه ابنه فى " السنه " (1360) حدثنا عبد الرزاق وهذا فى " مصنفه " (3 / 584 / 6742) أنا ابن جريج، قال: أخبرنى أبو الزبير، انه سمع جابر ابن عبد الله يقول: " دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما نخلا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا فى الجاهلية يعذبون فى قبورهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعاً، فأمر أصحابه أن تعوذوا من عذاب القبر " وسنده على شرط مسلم. 3- موسى بن عقبه: أخرجه البزار (ج 1 / رقم 871) من طريق ابن أبى الزناد، عن موسى بن عقبة عن أبى الزبير، عن جابر قال: " دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما نخلا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا فى الجاهلية يعذبون فى قبورهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعاً، فلم يزل يتعوذ من عذاب القبر. وسنده حسن

فهؤلاء ثلاثة من الأثبات ذكروا الحديث ولم يذكروا سبب التعذيب وأنه من النميمة والبول كما ذكر ابن لهيعة، وأعظم ما يعذب به هذا الكافر هو كفره بالله العظيم، فهل يستقيم أن يترك التنبيه على هذا وأنه سبب عذابه، ثم يقال: إنه يعذب من النميمة والبول؟! هذا محال. أما قول العيني رحمه الله: " قال الترمذى: الحسن ما ليس فى إسناده. . . ألخ " فالجواب: أن مثل هذا لا يخفي علي من هو أدنى من الحافظ علما، فضلا عنه وهو العلم المفرد فى هذا الفن، مع أن قول أبى موسى المدني: " هو حديث حسن وإن كان إسناده ليس بقوي " يحتمل أكثر من توجيه. فيقال: لعله يقصد بقوله " حديث حسن " الحسن اللغوي لا الاصطلاحي ويؤيده نقل الحافظ عنه: " هذا وإن كان ليس بقوي، لكن معناه صحيح ". وإن اعترض على ذلك بأن الأصل فى الإطلاق هو إرادة المعنى الاصطلاحي، فيحتمل أنه أراد أصل الحديث، ولم يُرد هذه الجملة التى انفرد بها ابن لهيعة، وهذا ظاهر جداًّ – ان شاء الله تعالى – ولم يذكر العيني متابعات لابن لهيعة تؤيد دعواه، مع حرصه على تعقب الحافظ وبيان خطئه عنده، فدل ذلك على أنها مجرد دعوى، وهى لا تقبل فى محل النزاع. أما تقوية البدر عيني لابن لهيعة وترجيح توثيقه بغض النظر عما قيل فيه فهذا كما يقول القائل: " تخديش فى الرخام "!! وقد اضطرب رأي العيني فى ابن لهيعة وانظر هذه المواضع من " عمدة القارى " (6 / 234، 235 و 9 / 211، 214 و 10/ 107، 239 و 11 / 234 و 25/ 44) وانظر تما البحث فى " صفو الكدر " وهو على وشك التمام والحمد لله.

255 – قال البخاري فى "صحيحه " (2 / 72) " باب: قضاء الصلاة الأولى فالأولى " حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن هشام قال: حدثنا يحيى – هو ابن أبى كثير – عن أبى سلمة، عن جابر وساق حديثا. قال الحافظ فى " الفتح ": " يحيى المذكور فيه هو القطان ". فتعقبه البدر عيني فى "عمدة القارى " (5 / 94-95) بقوله: " وقال بعضهم ويحيى المذكور فيه هو القطان وكذا قال الكرمانى – قلت: هو غلط، لأن البخاري صرح فيه بقوله: يحيى – هو ابن أبى كثير – ضد القليل. . . ألخ " ? قلت رضى الله عنك! فإن قول ابن حجر صحيح، ولكن انتقل بصرك أثناء النقل، ولو كان الأمر كما قلت فكيف يقول الحافظ " هو القطان "، وقد وقع نسبه فى الرواية؟ ومما يدل على أن بصرك إنتقل أنك قلت عقب الحديث: " هذا الحديث قد مر فى باب: من صلى بالناس جماعة، قبل هذا الباب بباب، وأخرجه هناك عن معاذ بن فضالة، عن هشام، عن يحيى وههنا عن مسدد، عن هشام الدستوائى عن يحيى بن أبى كثير، وقال بعضهم. . . ألخ " فقولك: " وأخرجه عن مسدد عن هشام خطأ، صوابه: " مسدد، عن يحيى عن هشام. . . " وجلَّ من لا يسهو وعلا. تبارك اسمه. 256 – ذكر الحافظ فى " الفتح " (1/ 466) بحثاً وختمه بقوله: نعم! وقع عند الطحاوى: موسى بن محمد بن إبراهيم، فإن كان محفوظاً، فيحتمل - على بُعْدٍ – أن يكونا جميعاً رويا الحديث، وحمله عنهما

الدراورديُّ، وإلاَّ فذكر " محمد " فيه شاذٌ " اهـ. فتعقبه البدر العينى فى " العمدة " (4/55) بقوله: " حكمُهُ بشذوذه إن كان من جهة انفراد الطحاوى به فليس بشىءٍ، لأن الشاذَّ من الثقة مقبولٌ " اهـ. ? قلت رضى الله عنك! فكيف يكون الشاذَّ مقبولاً، واسمُهُ يدل على الردِّ؟! وهلا قلت: وزيادة الثقة مقبولة، ليكون كلامك أرجى للقبول؟! ومعروف – للعينى رحمه الله – أن علماء الحديث اشترطوا انتفاء الشذوذ لصحة الحديث، مع أن مقتضى الصناعة الحديثية يدلنا على أن ابن حجر لم يقصد انفراد الطحاوى، بل شيخ شيخه، وهاك البحث: قال البخارىُّ فى "صحيحه": " باب وجوب الصلاة فى الثياب": " ويُذكر عن سلمة بن الأكوع أن النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: " يزرُّه ولو بشوكة ". فى إسناده نظرٌ " انتهى كلام البخارىّ. وهذا الحديث الذى علَّقه البخارىُّ فى " صحيحه " قد وصله فى " التاريخ الكبير " له (1/1/ 296) ، وأبو داود (632) ، وابن أبى شيبة (1/ 346) ، والشافعى فى " المسند " (187) ، وابن خزيمة (777، 778) ، وابن حبان (2294) ، والحاكم (1/250) ، والبيهقىُّ (2/240) ، والبغوىُّ فى " شرح السنة " (2/425) من طريق عبد العزيز ابن محمد الدراوردىّ، عن موسى بن إبراهيم، عن سلمة بن الأكوع فذكره ورواه عن الدراوردىّ هكذا: " محمد بن أبى عمر العدنى، والشافعىُّ، وأبو بكر بن أبى شيبة، ومحمد بن أبى بكر، وإبراهيم بن حمزة، وأحمد

ابن عبدة، ونصر بن علىّ، وعبد الله بن مسلمة القعنبى ". وخالفهم ابن أبى قبيلة، فرواه عن الدراوردىّ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه عن سلمة بن الأكوع به. أخرجه الطحاوى فى " شرح المعانى " (1/ 380) قال: حدثنا ابن أبى داود، ثنا ابن أبى قبيلة. ولا شك فى ترجيح رواية الجماعة على روايته، لا سيما وأن عطاف بن خالد تابع الدراوردى على الوجه الأول. أخرجه النسائىُّ (2/70) ، والبخارىّ فى " التاريخ " (1/1/297) ، وأحمد (4/49، 54) ، والشافعى فى " المسند " (187) ، والطبرانى فى " الكبير " (ج7/ رقم 6279) ، وابن أبى الفوارس فى " المنتقى " من حديث المخلِّص " (ق4/1) ، والخطيب فى " المتفق والمفترق " (ق229/1) ، واتلبغوى فى " شرح السنة " (2/425) من طرق عن عطاف بن خالد. ورواه عن العطاف: " الشافعىُّ، وقتيبة بن سعيد، ومسدد بن مسرهد، وعمرو بن خالد الحرانى، وإسحاق بن عيسى، ويونس بن محمد، وحماد بن خالد، وخلف بن هشام، وهاشم بن القاسم، ومحمد بن النعمان ابن شبل الباهلى، مالك بن إسماعيل". وقد صرَّح موسى بن إبراهيم بالتحديث من سلمة بن الأكوع فى رواية مالك ابن إسماعيل عنه، عند البخارىّ فى " التاريخ ". وخالفهم أبو أويس فرواه عن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبى ربيعة المخزومى، عن أبيه، عن سلمة به. فزاد " عن أبيه ". أخرجه البخارىُّ أيضاً عن إسماعيل بن أبى أويس قال: حدثنا أبى.

257

قال الحافظ: " فاحتمل أن يكون رواية أبى أويس من المزيد فى متصل الأسانيد، أو يكون التصريح فى رواية عطاف وهماً، فهذا وجه النظر فى إسناده"اهـ. فالناظر إلى رواية الدراوردى، يرى أن رواية الجماعة عنه أولى بالقبول، إذا لم يكن هو الواهم، فقد تكلم غير واحد فى حفظه، لكن متابعة عطاف ترجح الوجه الأول. ومع هذا الوضوح فما كان يجدر بالبدر العينى رحمه الله أن يتوقف فى طرح رواية المخالف، فكيف يقول: إن الشاذ من الثقة مقبول؟!! وهذا إن صدر من صغار المتعلمين؛ فله وجه، ولكنه لا ييسوغ من كبار المعلمين. والله أعلم. 257- أخرج البخارى (2/260) حديث أبى قتادة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ فى الظهر فى الأوليين بأم الكتاب وسورتين وفى الركعتين الأخريين بأم الكتاب وبوَّب عليه بقوله: " باب: يقرأ فى الأخريين بفاتحة الكتاب ". قال البدر العينى فى " العمدة " (6/46) : " قال الكرمانى: فيه حجةٌ على من قال إن الركعتين الأخريين إن شاء لم يقرأ الفاتحة فيهما. قلت: قوله " فى الأخريين بأم الكتاب " لا يدلُّ على الوجوب، والدليل على ذلك ما رواه ابنُ المنذر عن علىٍّ رضى الله عنه أنه قال: اقرأ فى الأوليين وسبح فى الأخريين، وكفى به قدوة، ولروى الطبرانى فى " معجمه الأوسط " عن جابر قال: سنة القراءة فى الصلاة أن يقرأ فى الأوليين بأم القرآن وسورة، وفى الأخريين بأم القرآن. وهذا حجةٌ على من جعل قراءة الفاتحة من الفروض. والله تعالى

أعلم " انتهى. ? قلت رضى الله عنك! فقد أخذت بعض كلام الكرمانى ورددت عليه، ونص كلامه فى " شرح البخارى " (5/139) : " وفيه حجةٌ على من قال: إن الركعتين الأخريين إن شاء لم يقرأ الفاتحة فيهما. فإن قلت: من أين عُلم الوجوب؟ قلت: من استمرار فعله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن تركيب: " كان يفعل " مفيدٌ له، ومن قوله: صلوا كما رأيتمونى أصلى " انتهى. فقد استدلَّ الكرمانى على الوجوب بدليلين لم يتعرض لهما العينى، فلا زالت الدعوى قائمة. أما ما ذكره العينى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه وعقب عليه بقوله: " وكفى به قدوة " وكذلك نقول: كفى به قدوة إذا صح السند إليه، فكان ينبغى له أن ينقل كلام ابن المنذر كلَّه، إذن لتبين أنه ليس بحجةٍ. فقد قال ابن المنذر فى " الأوسط " (3/114) : حدثنا محمد بن على، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا أبو الأحوص وخديج، عن أبى إسحاق، عن الحارث، عن على قال: افرأ به فى الأوليين وسبح فى الأخريين. ثم قال ابن المنذر: فأما حديث الحارث فغيرُ ثابتٍ، كان الشعبى يكذبه. وقد روى عن على من حديث الحارث عنه أن رجلاً جاءه، فقال: إنى قد صليت ولم أقرأ؟ قال: أتممت الركوع والسجود؟ قال: نعم. قال: تمت صلاتك، وكان اللازم لمن احتج بحديث الحارث، عن على أنه قال: يقرأ فى الأوليين، ويسبح فى الأخريين أن يقول بهذه الرواية، فإن وجب ترك هذه الرواية لأن الحارث رواها وجب ترك الأولى، وإلاَّ فاللازم لمن جعل رواية الحارث فى القراءة فى الأوليين والتسبيح فى الأخريين حجة بأن يقول بهذه " اهـ.

ثم هذه الرواية مع عدم صحتها معارضة بما ثبت عن علىّ انه كان يقول: اقرأ فى الظهر والعصر خلف الإمام فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة. أخرجه ابن المنذر فى " الأوسط " (3 / 102 – 103) والبيهقى فى " جزء القراءة " (196) عن ابن أبى شيبة وهذا فى " المصنف " (1 / 373) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن أبى رافع، عن علىّ. وسنده صحيح. وأخرجه البيهقى (197) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر بسنده سواء. وخولف معمر فى إسناده. خالفه سفيان بن حسين قال: سمعت الزهري يحدث عن ابن ابى رافع، عن أبيه، عن علىّ فذكره. أخرجه البيهقي (195) من طريق شعبة، عن سفيان بن حسين. ومن هذا الوجه أخرجه ابن المنذر (3 / 113) لكنه قال: " عن أبى رافع وابن أبى رافع، عن أبيه ". قال البيهقي: " ورواه يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين دون ذكر " أبيه " فيه وهو أصح ". قلت: لأنه موافق لرواية معمر عن الزهري، ومعمر من الأثبات، أما سفيان بن حسين فكان كثير الأوهام على الزهري، لأنه سمع منه بالموسم. وأما احتجاج البدر العيني رحمه الله بقول جابر ففيه نظر من وجهين: الأول: أنه ليس بصحيح من الوجه الذي ذكره البدر. فقد أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (9248) قال: حدثنا النعمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن حمزة الزبيرى، نا عبد الله بن نافع، عن عثمان

ابن الضحاك، عن أبيه، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله فذكره. قال الطبرانى: " لا يروي هذا الحديث عن جابر الاَّ بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن مقسم ". فقد قال الهيثمىُّ فى " المجمع " (2/115) : " فيه شيخ الطبرانى وشيخُ شيخه ولم أجد من ذكرهما " كذا قال! وشيخ شيخ الطبرانى ترجمه ابن أبى حاتم (2/2/) 39) وقال: " أدركته، توفى قبل قدومنا المدينة بأشهر، روى عنه محمد بن إسحاق بن راهوية ". أضف إلى ما تقدم من قول الهيثمى أن عثمان بن الضحاك ضعّفه أبو داود. نعم! تابعه داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم قال: سألت جابر بن عبد الله فقال: " أما أنا فأقرأ فى الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة، وفى الأخريين بفاتحة الكتاب ". أخرجه عبد الرزاق فى " المصنف " (ج2/ رقم 2661) ومن طريقه ابن المنذر فى " الأوسط " (3/113) عن داود بن قيس. الثانى: كأن البدر – رحمه الله- فهم مما نقله عن جابرٍ: " سنة القراءة " أنه قصد بـ " السنة " ما يقابل " الفرض "، وتنزيل معنى " السنة " فى كلام الصحابة على المتعارف عليه عند المتأخرين فيه نظرٌ ظاهرٌ، فهذا المصطلح لم يكن معروفاً عند الصحابة، وكأنه لذلك آثر العينى لفظ الطبرانى فى " الأوسط " على لفظ ابن المنذر مع صحة سنده بالنسبة لسند "الأوسط".

258

وبهذا يظهر أن العينى رحمه الله لم يتعلق بشىءٍ ذى بال. والله أعلم. 258- قال العينى فى " العمدة " (7/141) : " وقال بعضهم (!) : واستُدِلَّ به على أن الوتر غير واجبٍ عليه - صلى الله عليه وسلم - لإيقاعه إياه على الراحلة. قلت: قد ذُكرعن قريبٍ (1) " عن ابن عباسٍ أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ثلاث هن على فرائض وهو لكم تطوع: الوتر، والنحر، وركعتا الفجر. وقد ذكرنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلى ما هو فرض على الراحلة إذا شاء " ? قلت رضى الله عنك! فإنك أوردت هذا الحديث ترد به قول الحافظ ابن حجر – والذي عبرت عنه كعادتك بقولك: " قال بعضهم " – أن الحديث الذى أورده البخاري يدل على أن الوتر غير واجب عليه - صلى الله عليه وسلم -، فكأنك تريد أن تقول: كيف ذلك وقد ورد حديث لإبن عباس يدل على أن الوتر كان واجبا عليه. وليس هذا الحديث مما يحتج به المناظر لأنه منكر أخرجه أحمد (1 /231) ، والبزار (ج3 / رقم 2433) ، والدارقطنى (2/21) ، وابن عدي (7/2670) والحاكم (1 / 300) ، والبيهقي فى " السنن الكبير " (2 / 468 و 9 / 264) ، وفى " الصغري " (1810، 1811، 1812) من طريق أبى جناب الكلبى عن عكرمة عن ابن عباس فذكره مع اختلاف بينهم وفى بعض حروفه لكنهم اتفقوا على ذكر " الوتر ".

وأبو جناب الكلبى اسمه يحيى بن أبى حية ضعيف، وتابعه من هو أضعف منه، وقد فصلت ذلك فى " النافلة فى الأحاديث الضعيفة والباطلة " (رقم 136) والحمد لله. 259 – أخرج البخاري حديث أبى هريرة قال: " صلي بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر، فسلَّم، فقال ذو اليدين: الصلاة يا رسول الله انتقصت؟ . ." وساق الحديث ووقع فى بعض طرق الحديث أن الزهري سماه: " ذا الشمالين بن عمرو " وذو الشمالين استشهد ببدر فوقع للعلماء فى هذا الموضع اختلاف. قال الحافظ فى " الفتح " (3 / 96 – 97) : " قوله صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهر في أن أبا هريرة حضر القصة وحمله الطحاوي على المجاز فقال أن المراد به: صلى بالمسلمين وسبب ذلك قول الزهري: إأن صاحب القصة استشهد ببدر، فإن مقتضاه أن تكون القصة وقعت قبل بدر وهي قبل إسلام أبي هريرة بأكثر من خمس سنين لكن اتفق أئمة الحديث -كما نقله بن عبد البر وغيره - على أن الزهري وهم في ذلك. . . قال: وقد جوز بعض الأئمة أن تكون القصة وقعت لكل من ذي الشمالين وذي اليدين. . قال: وهذا محتمل من طريق الجمع وقيل: يحمل على أن ذا الشمالين كان يقال له أيضا ذو اليدين وبالعكس، فكان ذلك سببا للاشتباه ويدفع المجاز الذي ارتكبه الطحاوي ما رواه مسلم وأحمد وغيرهما من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة في هذا الحديث عن أبي هريرة بلفظ: بينما أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . وقد اتفق معظم أهل الحديث من المصنفين

وغيرهم على أن ذا ذي اليدين ونص على ذلك الشافعي رحمه الله في " اختلاف الحديث " انتهى كلامه. فتعقبه البدر العيني فى " العمدة " (7 / 307) بقوله: " وقع فى " كتاب النسائي " أن ذا اليدين وذا الشمالين واحد كلاهما لقب على الخرباق حيث قال: أخبرنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي هريرة قال: " صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر في ركعتين وانصرف فقال له ذو الشمالين بن عمرو: أنقصت الصلاة أم نسيت؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يقول ذو اليدين؟ فقالوا صدق يا رسول الله، فأتم بهم الركعتين اللتين نقص. وهذا سند صحيح متصل صرح فيه بأن ذا الشمالين هو ذا اليدين، وقد تابع الزهري على ذلك عمران ابن أبى أنس، قال النسائى: أخبرنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة عن أبي هريرة: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في ركعتين ثم انصرف فأدركه ذو الشمالين فقال: يا رسول الله أنقصت الصلاة أم نسيت؟! قال: " لم تنقص الصلاة ولم أنس " قال: بلى والذي بعثك بالحق قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أصدق ذو اليدين " قالوا نعم فصلى بالناس ركعتين. وهذا أيضا سنده صحيح على شرط مسلم، وأخرج نحوه الطحاوي عن ربيع المؤذن عن شعيب بن الليث عن الليث عن يزيد ابن أبى حبيب إلى آخره، فثبت أن ذا اليدين وذا الشمالين واحدٌ، والعجب من هذا القائل أنه مع إطلاعه على ما رواه النسائى من هذا كيف اعتمد على قول من نسب الزهرى إلى الوهم،

ولكن أريحة العصبية تحمل الرجل على أكثر من هذا ". ? قلت رضى الله عنك! فأما العصبية فغير ظاهرة فى بحث الحافظ رحمه الله، وكل ذنبه عندك، والذي رميته بالعصبية عندك أنه رد كلام الطحاوى، مع أنه ردَّه رداً رفيقا رقيقاً! وإن كان رميك إياه بالعصبية لأنه نسب الزهرى إلى الوهم، فأنت فعلت هذا مع الزهري وغيره، مع أن الحافظ ناقلٌ له عن ابن عبد البر وغيره، وكان بوسعك أن تذكر من خالفه وتنص عليه، ولكن هيهات. أما عبارة ابن عبد البر فى " التمهيد " (1 / 366) : " لا أعلم أحدا من أهل العلم والحديث المنصفين فيه عول على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين لاضطرابه فيه وأنه لم يتم له إسنادا ولا متنا وإن كان إماما عظيما في هذا الشأن فالغلط لا يسلم منه أحد والكمال ليس لمخلوق وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -. . ثم ذكر ابن عبد البر ما يدل على أن ذا اليدين رجل وذا الشمالين رجل آخر ثم ختم بحثه بقوله: " وفيما قدمنا من الآثار الصحاح كفاية لمن عصم من العصبية " اهـ. فترجيح البدر أن ذا الشمالين وذا اليدين كلاهما لقب على الخرباق يخالف ما أجمع عليه علماء الحديث، ودلَّل البدر بعد ذلك بصفحة (ص 308) على هذا فقال: " الحمل على التعدد أولى من نسبة الرواة إلى الشك " وهذا صحيح، ولكن إذا اتحد المخرج، وثبت أن القصة واحدة، فالحمل على التعدد يخالف الأصل وفى المسألة تفصيل طويل ذكرته فى " تعلة المفئود شرح منتقى ابن الجارود ". وبعد كتابة ما تقدم رأيت كلاما حسناً للحافظ العلائى فى كتابه الماتع: "

نظم الفوائد لما تضمنه حديث ذى اليدين من الفوائد " (ص 209 – 218) فأنا أنقل بعضه. قال رحمه الله: " فأما رواية الزهري الحديث وتسميته فيه ذا الشمالين بن عبد عمرو، فللعلماء فى ذلك طريقان: أحدهما: تغليط الزهري فى ذلك لأنه اضطرب فى هذا الحديث كثيرا، فقال معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي هريرة قال: " صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر، فسها فى ركعتين، فقال له ذو الشمالين بن عمرو: وكان حليفا لبنى زهرة: أخففت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يقول ذو اليدين؟!! قالوا صدق يا نبى الله، فأتم بهم الركعتين اللتين نقص. قال الزهري: وكان ذلك قبل بدر، ثم استحكمت الأمور بعده. رواه عبد الرزاق فى " جامعه " عن معمر. وأخرجه الإمام أحمد فى " مسنده " عن عبد الرزاق دون قول الزهري الذى فى آخره. وروى عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال: " سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ركعتين، فقال له ذو الشمالين من خزاعة حليف لبني زهرة: أقصرت الصلاة. . .؟ ف ذكره بنحوه وفى آخر: ولم يسجد سجدتي السهو حين يقنه الناس. أخرجه ابن خزيمة هكذا من حديث محمد بن كثير عن الأوزاعى. ثم رواه من حديث محمد بن يوسف الفريابى عن الأوزاعى عن الزهرى عن

سعيد بن المسيب وأبى سلمة وعبيد الله بن عبد الله بالقصة مرسلة، وليس فى آخرها نفى سجود السهو. وكذلك رواه عبد الحميد بن حبيب عن الأوزاعى أيضا مرسلا، ذكره ابن عبد البر فى " التمهيد ". ورواه مالك فى " الموطأ " عن بن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركع ركعتين من إحدى صلاتي النهار الظهر أو العصر، فسلم من اثنتين، فقال له ذو الشمالين – رجل من بنى زهرة بن كلاب: أقصرت الصلاة؟ فذكر الحديث. ثم رواه مالك أيضا عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة ابن عبد الرحمن مثل ذلك مرسلا. وأخرجه ابن خزيمة فى " صحيحه " من حديث شعيب بن أبى حمزة وصالح ابن كيسان عن ابن شهاب عن أبى بكر بن سليمان بن أبى حثمة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، كرواية مالك. وكذلك رواه أبو داود والنسائى من حديث صالح بن كيسان، وزادا فى آخره قال ابن شهاب: أخبرنى هذا الخبر سعيد بن المسيب عن أبى هريرة. قال: وأخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبيد الله بن عبد الله لم يزيدا على ذلك، فكأنه مرسل. قال أبو داود: " ورواه الزبيدى عن الزهرى عن أبى بكر بن سليمان بن أبى حثمة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - "

قُلْتُ: ورواه يونس عن بن شهاب عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة وأبى بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله أن أبا هريرة قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . فذكره، وفيه: فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي وهو حليف بني زهرة: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ الحديث. وفى آخره قال الزهري: ولم يحدثني أحد منهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد سجدتين وهو جالس في تلك الصلاة وذلك فيما نرى - والله أعلم - من أجل أن الناس يقنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استيقن. رواه ابن خزيمة أيضا. ورواه ابن اسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبى بكر بن سليمان نب أبى حثمة قال: كل قد حدثنى بذلك، قالوا: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . فذكر الحديث نحو رواية يونس بما فى آخره، ذكره ابن عبد البر. وفى "جامع عبد الرزاق " عن ابن جريج: حدثنى ابن شهاب عن أبى بكر بن أبى حثمه وأبى سلمه بن عبد الرحمن عمن يقتنعان بحديثه أن النبى - صلى الله عليه وسلم -،. . فذكره. فهذه الروايات كلها تدل على اضطراب عظيم من الزهري فى هذا الحديث، وعلى أنه لم يتقن حفظه. قال ابن عبد البر: " لا أعلم أحدا من أهل العلم والحديث المنصفين فيه عول على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين لاضطرابه فيه وأنه لم يتم له إسنادا ولا متنا وإن كان إماما عظيما في هذا الشأن فالغلط لا يسلم منه احد والكمال ليس لمخلوق وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس قول ابن شهاب أنه المقتول يوم بدر حجة لأنه قد تبين غلطة في ذلك "

قُلْتُ: وأخرج ابن خزيمة فى " صحيحه " عن محمد بن يحيى الذهلى حدثنا أبو سعيد الجعفى حدثنا ابن وهب أخبرنى يونس عن ابن شهاب حدثنى سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله وأبو سلمه بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: " صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر فذكر الحديث. وكذلك رواه البيهقي عن الحاكم أبى عبد الله عن الحسن بن سفيان عن حرملة عن ابن وهب. فكيف يمكن الجمع بين قول الزهري أن هذه القصة كانت قبل بدر، وأن ذا الشمالين الذى أذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسهو قتل يوم بدر، وبين حضور أبى هريرة لها كما ذكره هو فى هذه الرواية، وإنما كان إسلام أبى هريرة بعد بدر بخمس سنين أو نحوها؟!! فإن قيل: لم ينفرد به الزهري بتسميته ذا الشمالين بل قد رواه غيره. أخرج عبد الرزاق فى "جامعه " عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال: " صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر، فسلم فى ركعتين ثم انصرف، وخرج سرعان الناس، فقالوا أخففت الصلاة فقال ذو الشمالين: يا رسول الله! أخففت الصلاة أم نسيت؟ وذكر بقيته. ورواه أحمد فى " المسند " عن عبد الرزاق هكذا. وأخرج النسائى فى "سننه " من حديث الليث بن سعيد عن يزيد بن أبى حبيب عن عمران بن أبى أنس عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوما فسلم فى ركعتين، فأدركه ذو الشمالين فقال: يا رسول الله! أنقصت الصلاة أم نسيت؟ . . . الحديث.

وكذلك رواه البزار فى "مسنده " من حديث سفيان بن حسين عن ابن سيرين سماه ذا الشمالين فى موضعين. قُلْتُ: هذه الروايات وهم - والله أعلم – لكثرة الرواة الحفاظ الذين رووا هذا الحديث من طرق متعددة وكلهم يقول فيه: " ذو اليدين "، وكأن معمرا اشتبه عليه رواية أيوب برواية الزهري لأنه روي الحديث عنهما جميعا، وفى حديث الزهري " ذو الشمالين " كما تقدم فحمل معمر عليها رواية أيوب، وخصوصا رواية سفيان بن حسين فإنه كثير الغلط والوهم لا يعتد بخلافه. ومما يدل على ذلك أن فى كل واحدة من هاتين الروايتين أعنى حديث معمر عن أيوب وحديث عمران ابن أبى أنس عن أبى سلمة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أصدق ذو اليدين؟ " فعادا إلى الصواب فى تسميته فى الحديث نفسه، والله سبحانه أعلم الطريق الثانى: الجمع بين هذه الروايات كلها يجعلها واقعتين: إحديهما: قبل بدر، والمتكلم فيها ذو الشمالين ولم يشهدها أبو هريرة بل أرسل روايتها. والثانية: كان حاضرا فيها والمتكلم يومئذ ذو اليدين، وهذه الطريق حكاها القاضى عياض رحمه الله فى " الإكمال "، واختارها لما فيها من الجمع بين الروايات كلها ونفى الغلط والوهم عن مثل الزهري، وفيها نظر من جهة ما تقدم فة رواية يونس عن ابن شهاب: صلي بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال فيها: " فقال ذو الشمالين "، فإنه لا يمكن الجمع بين هاتين اللفظتين كما تقدم من قتل ذى الشمالين ببدر وإسلام أبى هريرة بعد ذلك بسنين كثيرة، اللهم

260

إلا أن يكون الوهم فى هذه الرواية جاء فى قوله: "صلى بنا " من بعض الرواة. وعلى كل تقدير: فذو اليدين الذى كان حاضرا مع أبو هريرة قصة السهو غير ذى الشمالين هذا بلا ريب فيه، بقي النظر فى أنه هل هو الخرباق المتكلم فى حديث عمران بن حصين أو غيره؟! فالذى اختاره القاضى عياض وابن الأثير فى " شرح مسند الشافعى " والشيخ محيى الدين فى غير ما موضع أنهما واحد. وأما أبو حاتم بن خبان فإنه جعلهما إثنين فقال فى " معجم الصحابة " من كتابه " الثقات ": " الخرباق صلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث سها " لم يزد. وأما ابن عبد البر فقال في كتابيه: " يحتمل أن يكون الخرباق ذا اليدين، ويحتمل أن يكون غيره فيكونا اثنين " وكذلك قال أبو العباس القرطبى وغيره. والله تعالى أعلم " انتهى كلامه. 260 - وأخرج البزار فى " مسنده " (ج 1 / ق 265 / 1-2) قال: ونا محمد بن عثمان، نا محمد بن عبد الرحمن، نا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اختصمت النار والجنة، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة: يدخلني ضعفاء الناس وسقاطهم فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء. وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، فإذا كان يوم القيامة يلقي فى

النار، وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمه فيها فتنزوي وتقول: قَطِِ قَطِ " وأخرجه ابنُ حبان (7476) قال: أخبرنا إِسحاق بن إِبراهيم بن إِسماعيل ب"بست"، والدارقطنيّ في "كتاب الصفات" (رقم 4) قال: حدثنا عليُّ بن عبد الله بن ميسرة. واللالكائيّ في " شرح أصول الإعتقاد " (720، 2252) من طريق الحسين بن إِسماعيل قال ثلاثتهم: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجليّ، ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي بهذا الإسناد سواء. قال البراز: " وهذا الحديث لا نعلمُ رواه أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة إِلاَّ الطفاويّ. " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به الطفاويّ، فتابعه معمر بن راشد، فرواه عن أيوب بهذا الإِسناد سواء. أخرجه مسلم في " كتاب الجنَّة" (2846 /35) قال: حدثنا عبد الله ابن عون الهلالي، حدثنا أبو سفيان - يعني: محمد بن حميد، عن معمرٍ بهذا الإِسناد. وتابعه محمد بن ثور الصنعاني، عن معمر بن راشد بهذا الإِسناد. أخرجه النسائيُّ في " التفسير" (542) وابن جرير في " تفسيره" (26 /106) ، وابنُ أبي عاصم في " السنة" (526) قالوا: ثنا محمد بن

عبد الأعلي - زاد بن أبي عاصم: ومحمد بن عبيد بن حساب قالا: ثنا محمد بن ثور الصنعانيّ. وتابعه عبد الرزاق بن همام، ثنا معمر بن راشد بهذا الإِسناد. أخرجه ابنُ مندة في " التوحيد " (530) من طريق بن حماد الطهرانيّ. قال: نا عبد الرزاق - وهذا في "مصنَّفه " (20894) - عن معمر وقد خولف معمر. خالفه إِسماعيل بن علية، فرواه عن أيوب وهشام بن حسان كليهما عن ابن سيرين، عن أبي هريرةَ مرفوعاً. أخرجه ابن جرير (26/106) قال: حدثني يعقوب بن إِبراهيم، ثنا ابن علية. ويشبه أن يكون الوجهان محفوظين. والله أعلم. 261 _ أخرج البزار في " مسنده " (668 - البحر) قال: حدثنا محمد ابن عمر الكندي، قال: نا من طريق يحيي بن آدم، قال: نا عبيد الله الأشجعى، عن سفيان بن سعيد، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه، قال: لما نزلت الآية: ? يا أيها الذين آمنوا إِذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ? [المجادلة /12] قال لي رسول الله صَلى الله عَليه وسلم: "ما ترى ديناراً، أو ما تجد؟ " قلت: لا أطيقُهُ. قال: " فكم؟ "، قلت: شعيرة قال: " إنك لزهيد" قال: ثم نزلت: ? أأشفقتم أن تقدموا بين

يدى نجواكم صدقات ?. وأخرجه الترمذىُّ (3300) ، والنسائىُّ في " الخصائص " (146) ، وابنُ أبي شيبة (12/ 81-82) والطبرىُّ في "تفسيره " (28/15) ، وابنُ حبان (2208) ، وابنُ عدى في " الكامل" (5/1847-1848) ، والعقيلىُّ في "الضعفاء" (3/243) من طريق الثورىّ بسنده سواء. قال الزار: " لا نعلم روى هذا الكلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ علىِّ ". ? قُلْتُ رضى اللَّهُ عنك! فقد روى هذا الكلام أيضاً عن سعد بن أبي وقاص (¬1) رضى الله عنه. أخرجه الطبرانيُّ في " الكبير" (ج1/ رقم 331) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازى، ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازى، كاتبُ سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمد بن إِسحاق، عن أبي إِسحاق الهمدانى، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعد رضى الله عنه قال: نزلت فيَّ ثلاثُ آياتٍ من كتاب الله عز وجلَّ: نزل تحريمُ الخمر، نادمتُ رجلاً فعارضته وعارضني، فعربدتُ عليه، فشججتهُ، فأنزل الله تعلى: ? يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر _ إِلي قوله: - فهل أنتم منتهون ?. ونزلت فيَّ: ? ووصينا الإنسان بوالديه إِحساناً، حملته أمه كرهاً ? إِلي أخر الآية. ونزلت: ? يا أيها الذين آمنوا إِذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ? فقدمتُ شعيرةً، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسلم: " إنك لزهيد" فنزلت الأخرى: ? أأشفقتم أن تقدموا ¬

(¬1) ثم رأيتُ الزركشى في " المعتبر" [ص 211] تعقب البزار برواية الطبرانى هذه. والحمد لله

بين يدي نجواكم صدقات ? الآية كلها. قال الهيثمىُّ في "المجمع" [7/122] : "فيه سلمة بن الفضل الأبرش وثقه ابن معين وغيرُهُ، وضعَّفه البخارىُّ وغيرُهُ " اهـ. وابن إِسحاق مدلسٌ. وقد رواه سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه بسياقٍ أطول وليس فيه سبب نزول آية المجادلة. أخرجه مسلمُ وغيرُهُ. وقد خرَّجتُهُ في " مسند سعد " للبزار (رقم 83) ولله الحمدُ. 262 _ أخرج ابنُ داود في " كتاب البعث " (رقم 9 _ بتحقيقي) قال: حدثنا هارون بن إِسحاق، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، عن موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد قالت: " كان النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذُ من عذاب القبر ". وأخرجه البخاريُّ (11/174) وغيرُهُ. وخرَّجتُهُ في الكتاب المذكور. قال ابن أبي داود " هذه أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، روت عن النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - حديثين، هذا وآخر". ثم ذكر هذا الحديث الآخر فقال (رقم 10) : " حدثنا سليمان بن معبد، قال: ثنا الأصمعى، عن ابن أبي الزناد، عن إِبراهيم بن عقبة، عن أم خالدٍ قالت: أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد وقفت لها على حديثين آخرين:

أحدهما: أخرجه البخارىُّ (10/279، 303) ، وأبو داود (4024) ، وابنُ السُّنى في " اليوم والليلة " (296) ، والطبرانىُّ في " الكبير " (ج25 / رقم 240) ، والبغوىُّ في " شرح السنة " (12/42-43) من طريق إِسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه سعيد بن عمرو، عن أم خالد بنت خالد أن رسول الله أُتى بثياب فيها خميصة صغيرة؛ فقال: " من ترون تكسو هذه؟ " فسكت القومُ، فقال: " ائتوني بأم خالد " فأُتى بي أُحملُ، فأخذ الخميصة بيده، فألبسني إِياها، وقال: "أبلى وأخلقى، أبلى وأخلقى " فقالت: كان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال: "يا أمَّ خالدٍ! هذه سناه ". و "سناه" بالحبشية: " حسنٌ ". وثانيهما: أخرجه الطبرانىُّ في "المعجم الكبير" (ج25/رقم 245) من طريق محمد بن المنذر الحزامى، ثنا بكار بن حارست، ثنا موسى بن عقبة، حدثتني أم خالد بنت خالد قالت: أتيتُ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - فنظرتُ إِلي خاتم النبوة بين كتفيه. ? قُلْتُ: أمَّا محمد بن المنذر الحزامي، فأظنه خطأ، وصوابُه عندي (¬1) : " إِبراهيم بن المنذر الحزامى " يروى عنه مسعدة بن سعد العطار، وعبد الله ابن الصقر السكرى وكلاهما من شيوخ الطبرانى في هذا الحديث. وإِبراهيم صدوق لا بأس به. ¬

(¬1) ثم رأيته كذلك في "المعجم" [4459] للطبرانىّ فلله الحمد. وقال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة، إِلاَّ بكار بن محمد. تفرَّد: إِبراهيم بن المنذر. وبكار بن حارست، قال الذهبىُّ في " الميزان" أن ابن الجوزى ليَّنه، وابنُ الجوزى تابع لأبي الفتح الأزدى في هذا التليين-كما في "اللسان" (2/42) - ونقل فيه توثيق ابن حبان، وقول أبي زرعة: " لا بأس به" فالسند جيَّدٌ. والله أعلم.

263

ويحتمل أن يكون "محمد بن المنذر أبو المنذر " ذكره ابن حبان في "الثقات" [9/94] وقال: " من أهل هراة، يروى عن عبد الله بن نمير وأهل العراق والحجاز، روى عنه أهلُ بلده، يخطئ أحياناً " اهـ. 263- وأخرج الدار قطنىُّ (2/178) قال: حدثنا محمد بن محمود أبو بكر السراج، ثنا من طريق محمد بن مرزوق البصرىّ، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: " من أفطر رمضان ناسياً، فلا قضاء عليه ولاكفارة" قال الدار قطنىُّ: " تفرد به: محمد بن مرزوق، وهو ثقة، عن الأنصارى". ?قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به ابن مرزوق، فتابعه اثنان ممن وقفت عليهما: الأول: أخوه: إِبراهيم بن محمد بن مرزوق. أخرجه ابن خزيمة (3/239) ، وابن حبان (906) .

264

الثاني: أبو حاتم الرازى. أخرجه الحاكم (1/430) ، والبيهقى (4/229) . فالمتفردُ هو: محمد بن عبد الله الأنصارى كما قال البيهقىُّ في "المعرفة". 264- قال البخارىُّ رحمه الله في "كتاب الجمعة"من " صحيحه" (2/397) : " قال سليمانُ، عن يحيي، أخبرنى حفص بن عبيد الله بن أنسٍ، أنه سمع جابراً ". يعنى حديث جابرٍ في حنين الجذع. قال الحافظ في "الفتح" (2/400) : " أمَّا سليمانُ فهو ابنُ بلالٍ.......... وزعم بعضُهم أنه سليمان بن كثيرٍ، لأنه رواه يحيي بن سعيد، لكن فيه نظرٌ، لأنَّ سليمان بن كثير، قال فيه: عن يحيي بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابرٍ. كذلك أخرجه الدرامىُّ عن محمد بن كثير، عن أخيه سليمان، فإِن كان محفوظاً، فليحيي بن سعيد فيه شيخان. والله أعلم " اهـ. ونقله البدر العينى في " عمدة القارى " (6/217) بحروفه! قُلْتُ رضى اللَّهُ عنك! فإِن الدرامىَّ لم يروه عن سليمان بن كثير، عن يحيي بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب إِنما عن الزهرىّ، عن سعيد بن المسيب. وبيانُ ذلك: أنَّ الدرامىُّ روى هذا الحديث عن جابرٍ من وجهين: قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن سليمان بن كثيرٍ، عن الزهرىّ، عن سعيد ابن المسيب، عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم

265

- يقوم إِلى جذعٍ قبل أن يجعل المنبر، حنَّ ذلك الجذعُ حتى سمعنا حنينه، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده عليه فسكن. ثم قال الدرامىُّ: حدثنا محمد بن كثير، عن سليمان بن كثير، عن يحيي ابن سعيد، عن حفص بن عبيد الله، عن جابر بن عبد الله وساق نحوه. فكأنه حصل خلط بين الإِسنادين في نسخة الحافظ، أو أن بصره انتقل، لأن الحافظ يقول: هو في الدرامىّ عن سليمان بن كثير، عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب، وقد رأيت أنه ليس كذلك. إِلاَّ أن يكون الخلل في " المطبوعة " من " سنن الدرامىّ " والله أعلم. ثم راجعتُ نسخة مخطوطة " لسنن الدرامى" كُتبت سنة (789هـ) وهي نسخة جيدة مُحررة فرأيتُ الحديثين فيها (ق24/1) مثل ما في المطبوعة ولله الحمد. 265- أخرج النسائيُّ في "سننه" (5/213) قال: أخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن المثني، حدثنا يحيي بن سعيد، عن موسى بن عبد الله الجُهنى، قال: سَمعتُ نافعاً يقولُ: حدثنا عبد الله بن عُمر قال: سَمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: " صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألف صلاةٍ فيما سِواه من المساجد؛ إِلاَّ المسجد الحرام ". وأخرجه مسلم (1395/509) ، وأحمد (5155) ، والفاكهي في"أخبار مكة" (1208) ، والطحاوى في"شرح المعاني" (3/126) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/353) ، وابن عبد البرفي في"التمهيد" (6/29) من طرق عن موسى الجُهني به.

قال النسائيُّ: " لا أعلمُ أحداً روى هذا الحديث عن نافعٍ، عن ابن عُمر، غير موسى الجهنيُّ ". ? قُلْتُ رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به موسى، فقد تلبعه غيرُ واحدٍ، منهم: 1) أيوبُ السَّختياني، عن نافعٍ. أخرجه مسلم (2/1014 عبد الباقى) ، والفاكهي في " أخبار مكة" (1209) قالا: " حدثنا محمد بن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (9137) قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعاً مثله. 2) عبيد الله بن عمر، عنه. أخرجه مسلم (1395/509) ، وابنُ ماجة (1405) ، والدرامىُّ (1/270) ، وأحمد (4646، 5153، 5778) ، البيهقىُّ (5/246) ، والخطيبُ (4/ 162) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعاً مثله. 3) عبد الله بن عمر العمرى، عنه. أخرجه أحمد (5358) ، والطيالسي (1826) ، وعبد الرزاق (9136) ، وابن أبي شيبة (2/371) . والعُمريُّ ضعيفٌ. 4) كثير بن عبد الله المزني، عنه.

266

أخرجه البيهقىُّ في " شعب الإِيمان" (ج8/ رقم 3852) من طريق عمر بن أبي بكر، عن القاسم بن عبد الله بن عمر، عن كثير بن عبد الله المزني، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعاً فذكر مثله. وسندُهُ ساقطٌ. وعمر بن أبي بكر متروكٌ، ومثله القاسم بل رماه أحمد بالكذب، وكثيرٌ ضعيفٌ. ولذلك قال البيهقىُّ: " هذا إِسنادٌ ضعيفٌ بمرَّةٍ ". 266- قال ابنُ أبي حاتم في "المراسيل " (ص28) : سَمعتُ أبي يقولُ: سَمعتُ عليَّ بن المديني يقول: لم يرو حبيب بن أبي ثابت عن عاصم ابن ضمرة إِلاَّ حديثاً واحداً ". وكأنه يقصد ما ذكره ابن أبي حاتم في "المقدمة" (ص79) قال: نا صالحٌ، نا علىٌّ – يعنى ابن المدينى – قال: سَمعتُ عبد الرحمن – يعنى ابن مهدى – يقول: قال سفيان: يحدثون عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم ابن ضمرة، عن عليًّ أنه صلى وهو على غير وضوءٍ؟ قال: يعيدُ، ولا يعيدون. ما سمعتُ حبيباً يحدث عن عاصم بن ضمرة حديثاً قطُّ. ? قُلْتُ رضى اللَّهُ عنك! فقد وقفت له على حديثين: الأول: أخرجه البزار (693 –البحر) قال: حدثنا عليُّ بن مسلم الطوسىُّ. وابنُ جُميع في "معجمه" (ص262-263) من طريق أحمد بن حرب، قالا: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، حدثنا ابنُ جريج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ بن أبي طالبٍ مرفوعاً: " من أحب النسأله في أجله، والزيادة في رزقه، فليصل رحمه "

لفظُ البزار. ولفظ ابن جميع: " من أحبَّ أن يُمدَّ له في عمره، ويُبسط له في رزقه، ويُستجاب له دعاؤه، ويُصرف عنه مَيتَة السوء، فليتق الله، وليصل رحمه ". قال البزار: " لا أحسبُ ابنَ جريج سمع هذا الحديث من حبيب ولا نعلم رواه غيره" وقال أيضاً: " وقد روى عن علىًّ من طريق آخر ". وهذا الوجه الذى أشار إِليه البزار: أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند" (1/143) ، والخرائطى في "مكارم الأخلاق" (ص51) ، والطبرانىُّ في " الأوسط" (3014) ، وابنُ عدىفي "الكامل" (4/1553) ، (7/2570) ، والحاكمُ (4/160) من طرقٍ عن معمر بن راشد، عن أبي إِسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالبٍ مرفوعاً مثل لفظ ابن جميع الماضى خلا قوله: "ويستجاب له دعاؤه". وتابعه منصور بن المعتمر، عن أبي إِسحاق بسنده سواء. أخرجه الطبرانىُّ في "الأوسط" (6881) ، قال حدثنا محمد بن إِبراهيم الرازى، ثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حفص الأبار، عن منصور بهذا. وذكر المنذرى هذا الحديث في "الترغيب والترهيب" (3/235) وقال: " رواه عبد الله بن الإِمام أحمد في "زوائده"، والبزار بإِسنادٍ جيدٍ، والحاكم ". ? قُلْتُ: وفي نقد المنذرى بعض النظر، فقوله: "إِسناده جيِّدٌ" لو قصد به طريق البزار، فقد مضى تعليل البزار إِياه بالانقطاع بين ابن جريج وحبيب

ابن أبي ثابتٍ، ولو قصد طريق عبد الله بن أحمد والبزار معاً بان لك أنهما مختلفان إِلي عاصم بن ضمرة. الحديث الثاني: أخرجه ابنُ ماجه (1469) ، وعبد الله بن أحمد (1/146) ، وأبو يعلى (ج1/رقم 331) ، والطحاوى في " شرح المعاني" (1/474) ، وفي "المشكل" (2/284) ، والدار قطنىُّ (1/225) ، والحاكمُ (4/180-181) ، والبزار (694 – البحر) من طرق عن ابن جريج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالبٍ مرفوعاً: " لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلي فخذ حيًّ ولا ميتٍ". وأخرجه أبو داود (3140، 4015) ، والبيهقيُّ (2/288) من طريق ابن جريج قال: أخبرت عن حبيب بن أبي ثابتٍ بسنده سواء وقد صرَّح ابن جريج بالتحديث من حبيبٍ عند أبي يعلى وعبد الله بن أحمد والدار قطنى ولكن لا يصح هذا التصريح، لأن من رواه عن ابن جريج أحداهما مجهولٌ وهو يزيد أبو خالد. والثاني: روح بن عبادة عند الدار قطنىِّ. وروح ثقةٌ حافظٌ، وقد رواه عنه أحمد بن منصور وهو صدوق كما قال أبو حاتمٍ، ولمن خالفه بشر بن آدم، والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن سعد العوفي فرووه عن روح عن ابن جريج، عن حبيب. بالعنعنة وروايتهم أرجح من رواية أحمد بن منصور وانظر " إِرواء الغليل" (رقم269) لشيخنا عبد الرحمن الألباني حفظه الله تعالى.

267

267- أخرج البزار (635 -كشف الأستار) قال: حدثنا محمود بن بكر، ثنا أبي، عن عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخُدْرى قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خشبة يقوم إِليها، فجاء رجلٌ فأمره أن يجعل له كرسيٍّا، فقام النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب عليه، فحنَّت الخشبة التي كان يقوم عندها، حتى سمع أهلُ المسجد حنينها. قال: فقلت للعوفى: أنت سمعتُه؟ قال: نعم سمعتُه لعمرى، فجاء النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى احتضنها، فسكنت. قال البزار: " لا نعلمه عن أبي سعيد إِلاَّ من وجهين؛ أحداهما رواه مجالد (¬1) ، عن أبي الوداك، ولفظُه غير لفظ هذا ". ? قُلْتُ رضى اللَّهُ عنك! فقد وقفت له على وجه ثالث. أخرجه عبد بنُ حميدٍ في " المنتخب من المسند" (873) قال: أنا على بن عاصم عن الجريرى عن أبي نضرة العبدى قال: حدثني أبو سعيد الخُدْرى قال: كان رسول الله صَلى الله عَليه وسلم يخطب يوم الجمعة إِلي جذع نخلة، فقال له الناس: يا رسول الله قد كثر الناس _ يعنى المسلمين _ وإِنهم ليحبّون أن يروك فلو اتخذت منبراً تقوم عليه فيراك الناس؟ قال: " نعم من يجعل لن هذا المنبر؟ " فقام إِليه رجل فقال: " تجعله؟ " قال: نعم ولم يقل إِن شاء الله. قال: " ما اسمك؟ " قال فلانٌ قال: " اقعد " فقعد ثم عاد فقال: " من يجعل لنا ¬

(¬1) وقع في "كشف الأستار": " بجالة، عن الوداك "!

هذا المنبر؟ " فقام إِليه رجل فقال أنا قال: "تجعله؟ " قال: نعم، ولم يقل إِن شاء الله قال: " ما اسمك؟ " قال فلانٌ. قال: " اقعد" ثم عاد فقال: " من يجعل لنا هذا المنبر؟ " فقام إِليه رجل فقال: أنا فقال "تجعله؟ " فقال: نعم إِن شاء الله قال " ما اسمك؟ " قال إِبراهيم. قال: " اجعله" فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبىُّ - صلى الله عليه وسلم - في آخر المسجد فلما صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فاستوى عليه حنت النخلة حتى أسمعتني وأنا في آخر المسجد قال فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المنبر فاعتنقها فلم يزل حتى سكنت ثم عاد إِلي المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " إِن هذه النخلة إِنما حنت شوقاً إِلي رسول الله صَلى الله عَليه وسلم لما فارقها فوالله لو لم أنزل إِليها فأعتنقها لما سكنت إِلي يوم القيامة ". أمَّا طريق عطية العوفى، عن أبي سعيد فقد خرَّجتُهُ وتكلمت على طرق حديث أبي سعيد في "تسلية الكظيم"من"سورة البَقرة " والحمد لله.

269

269 - أخرج الترمذى فى " سننه " (2576، 3164) قال: حدثنا عبد بن حميد، ثنا الحسن بن موسى، ثنا بن لهيعة، عن دراج بن سمعان، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: " الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره " وأخرجه عبد بن حميد فى " المنتخب " (924) ، وأحمد (3/ 75) ، وأو يعلي (1383) قال: حدثنا زهير قالوا: ثنا الحسن بن موسى بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي فى " البعث " (487) من طريق كامل بن طلحة، ثنا ابن لهيعة به. قال الترمذى: " هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعا إلاَّ من حديث بن لهيعة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به ابن لهيعة مرفوعا، فقد تابعة عمرو بن الحارث، عن دراج بن سمعان بسنده سواء. أخرجه ابن المبارك فى " المسند " (134) ، ونعيم بن حماد فى "زوائد الزهد " (334) ، وابن أبى الدنيا فى " صفة النار " (ق 142 / 2) ، وابن أبى حاتم فى "تفسيره " (803-البقرة) وابن جرير فى "تفسيره" (1 / 378، 29 / 97) ، ابن حبان (7467) ، والحاكم فى المستدرك (2 / 507 و 4 / 596) ، والبيهقى فى " البعث " (465، 466) .

وتعقب ابن كثير فى " تفسيره " (2 / 388) قول الترمذى، فقال: " لم يتفرد به ابن لهيعة كما ترى " اهـ. 270 – واخرج الطبرانى فى "الأوسط " (537) قال: حدثنا أحمد بن القاسم، قال: نا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدثنا نوح بن أبي مريم، عن زيد العمي، عن سعيد بن جبير، عن بن عباس مرفوعاً: " من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي أحدا، أضعف الله له أجر الصف الأول " قال الطبرانى: " لا يروى هذا الحديث عن بن عباس إلاَّ بهذا، الإسناد تفرد به الوليد بن الفضل ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به الوليد بن الفضل، فتابعه أصرم بن حوشب، ثنا نوح بن أبى مريم بسنده سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (7/2507) ، وابن حبان فى " المجروحين " (3 / 48 – 49) ، والرافعى فى " أخبار قزوين " (2 / 20) . وهو حديث باطل، منكر جدا، ومخالف للأحاديث الصحيحة الحاضة على لزوم الصف الأول والاستهام عليه. والوليد بن الفضل وأصرم بن حوشب ونوح بن أبى مريم، ثلاثتهم هلكى.

272

271 – وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (749) قال: حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي، قال: نا يحيى بن معين، قال: نا حجاج عن بن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " أنا فرطكم بين أيديكم فإن لم تجدوني، فأنا على الحوض، والحوض ما بين أيلة إلى مكة وسيأتي رجال ونساء بآنية وقرب " قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج، إلاَّ الحجاج ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به حجاجٌ، فتابعه أبو عاصم النبيل، عن ابن جريج بسنده سواء. أخرجه ابن حبان (2604 – موارد) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم والبزار (3481 – كشف الأستار) قالا: حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو عاصم به. وقال: " لا نعلم يروي بهذا اللفظ إلاَّ جابر، وإنما يعرف هذا من حديث حجاج، عن ابن جريج " اهـ. 272- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (2390) قال: حدثنا أبو مسلم، قال: نا أبو عمر الضرير، قال: نا حسان بن إبراهيم، قال: أنا سعيد بن مسروق الثوري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: " مفتاح الصلاة الوضوء وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم ". قال الطبرانى:

273

" لم يرو هذا الحديث عن سعيد إلاَّ حسان، تفرَّد به أبو عمر". قُلْتُ: رضى الله عنكما! فلم يتفرد به أبو عمر، فتابعه حبان بن هلال، نا حسان بسنده سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (2/784) ، وأخرجه البيهقى (2/379-380) من طريق أبى عمر الضرير به ثم قال: "تفرد به أبو عمر الضرير هكذا فيما زعم ابن صاعد وكثير من الحفاظ، وقد تابعه حبان بن هلال عن حسان فحسان هو الذى تفرد به ". ثم أخرجه البيهقى من طريق عبيد الله العيشى، ثنا حسان بن ابراهيم بسنده سواء ووقع عند البيهقى: " عبد الله " مكبراً، والصواب التصغير، وهو عبيد الله بن محمد بن عائشة نسبة إلى عائشة بنت طلحة. فالحاصل أنه تابع أبا عمر الضرير حفص بن عمر اثنان: حبان بن هلال وعبيد الله العيشى. والله أعلم. 273- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (2406) قال: حدثنا أبو مسلم، قال حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن الحجاج الصواف عن أبي الزبير، عن جابر " أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة، يريد حصنا كان لدوس في الجاهلية فأبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه، فاجتوى الرجل المدينة، فجزع فأخذ مشاقص له فقطع

274

بها براجمه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه في هيئة حسنة، ورآه يغطي يديه، فقال ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله: " اللهم وليديه فاغفر ". قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن أبى الزبير، إلاَّ حجاج، تفرد به حماد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به حماد بن زيد، فتابعه إسماعيل بن إبراهيم، ثنا الحجاج ابن أبى عثمان الصواف بسنده سواء. أخرجه أبو يعلى فى " مسنده " (ج4/رقم 2175) قال: حدثنا إبراهيم ابن عبد الله الهروى، ثنا إسماعيل بن إبراهيم. 274- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (2447) قال: حدثنا أبو مسلم: قال حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن، عن عوف، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس قال: لما أسري بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - فأصبح بمكة، جلس معتزلا حزينا، فأتى عليه عدو الله أبو جهل فقال -كالمستهتزىء - هل كان من شيء؟ قال: " نعم "، قال ماذا؟ قال: " أسري بي الليلة إلى بيت

المقدس " قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: " نعم " فلم يره أنه يُكَذِّبُهُ مخافة إن دعا إليه قومه أن يَجْحَدَهُ الحديث. فقال أرأيت إن دَعوْتُ إليك قومك أتحدثهم بما حدثتني؟ قال: " نعم" فقال أبو جهل: حدث قومك بما حدثتني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " إنه أسري بي الليلة " فقالوا: إلى أين؟ قال: " إلى بيت المقدس " قالوا: ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال " نعم" قال: فمن مصفِّقٍ، ومن واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب - زعم - وفي القوم من قد سافر إلى ذلك المسجد، فقال: أتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال " نعم " قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " فنعته لهم حتى التبس عليّ بعض النعت، فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل - أو دار عقال - فجعلت أنعته لهم وأنا أنظر إليه " فقال القوم أما النعت – والله - فقد أصاب " قال الطبرانى: " لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلاَّ بهذا الإسناد، تفرد به: عوف " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرج أحمد (3546) ، وأبو يعلى (2720) ، وابن جرير فى " تهذيب الآثار" (ص 408- مسند ابن عباس) من طريق ثابت بن يزيد الأحول، قال: حدثنا هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، قال: أسرى بالنبى - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته، فحدثهم بميسره، وبعلامة بيت المقدس، وبعيرهم، فقال ناسٌ: نحن نصدق محمداً بما يقول.. وساق حديثا آخر هكذا جاء مختصراً. فإن قصد الطبرانى الحديث بطوله، فلا يرد تعقبى عليه. والله أعلم.

275

275- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (2450) قال: حدثنا أبو مسلم، قال: نا مالك بن زياد الكوفي، قال: نا مندل بن علي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس مرفوعاً: " من أهديت إليه هدية وعنده قوم فهم شركاؤهم فيها " قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن عمرو إلاَّ ابن جريح، تفرَّد به: مندل، ولا يروى عن ابن عباس إلاَّ بهذا الإسناد " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرجه العقيلى فى " الضعفاء " (ق 130/1) ،، وابن الجوزى فى " الموضوعات " (3/92) من طريق عبد السلام بن عبد القدوس، قال: حدثنى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباسٍ مرفوعاً مثله. قال العقيلى: " عبد السلام لا يتابع على شىء من حديثه، وليس ممن يقيم الحديث، ولا يصح فى هذا الباب شئٌ عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ". وقال البخارى فى " صحيحه " (5/227) : " لا يصح ". ونقل الخلاَّل فى " المنتخب من العلل " (ج10/ق295/2) عن الإمام أحمد قال: " ما أدرى من أين جاء هذا الحديث؟ وهو عندى منكر " اهـ. وكأن الطريق الذى أخرجه العقيلى أحد وجوه الاختلاف على ابن جريج فى سنده. والله أعلم.

276

276- وأخرج فى " الأوسط " (3033) وفى " الصغير " (288) من طريق عاصم بن علي، قال: نا قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً: " أول ما يُدعى إلى الجنة الحمادون، الذين يحمدون الله فى السراء والضراء ". قال الطبرانى: "لم يروه عن حبيب بن أبي ثابت، إلاَّ قيس بن الربيع، وشعبة بن الحجاج من حديث نصر بن حماد الوراق " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به قيس، فتابعه المسعودى، عن حبيب بسنده سواء. أخرجه الحاكم (1/ 502) والبزار (3114- زوائده) وقال: " رواه عن حبيب: المسعودىُّ، وقيس بن الربيع ". وقال الحاكم " صحيحٌ على شرط مسلم " ووافقه الذهبى وليس كما قالا وانظر " الضعيفة " (632) لشيخنا أبى عبد الرحمن الألبانى حفظه الله تعالى. أما قول الطبرانى: " تفرد به نصر بن حماد الوراق، عن شعبة، عن حبيب ... " فمتعقب أيضاً. فقد خرَّجه شيخنا فى " الضعيفة " من كتاب " شيوخ الصوفية " (17-18) للمالينى من طريق سعيد (1) بن عامر، عن شعبة به هكذا ذكرُهُ شيخنا. والله أعلم. وقع فى " الضعيفة ": " سعد " وهو تصحيف.

277

277- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3153) قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: نا عبد الله محمد بن مسلم الطائفى، عن أبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعاً: "لم ير للمتحابين مثل التزويج " قال الطبرانى: "لم يروه عن طاووس، إلاَّ إبراهيم، ولا يروه عن إبراهيم إلاَّ محمد وسفيان الثوري تفرَّد به مؤمل بن إسماعيل، عن الثورى " قُلْتُ: رضى الله عنك! ففى هذا النقد مؤاخذاتٌ ثلاثةٌ: الأولى: أنه لم يتفرد به إبراهيم بن ميسرة، فقد تابعه سليمان الأحول أو عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعاً مثله. أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير" (ج11/رقم 10895) . وأخرجه ابن شاذان فى " المشيخة الصغرى " (رقم 60) – كما فى " الصحيحة " (624) – من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار بسنده سواء. الثانية: لم يتفرد به الطائفى وسفيان الثورى، فتابعهما عثمان بن الأسود المكىّ، عن إبراهيم بن ميسرة مثله. أخرجه الدارقطنى فى " الغرائب " – كما فى " روضة المحبين " (ص76) لابن القيم. الثالثة: لم يتفرد به مؤمل بن إسماعيل عن الثورى. فتابعه عبد الصمد بن حسان، ثنا سفيان الثورى، عن إبراهيم بن ميسرة

278

بسنده سواء. أخرجع أبو يعلى الخليلى فى " الإرشاد" (ص947) وأبو القاسم المهروانى فى " الفوائد المنتخبة " (رقم 165) . قال الخليلى: "هـ1ذا أسنده عبد الصمد ومؤمل بن إسماعيل وغيرهما. " قال الخطيب البغدادى فى " تخريج المهروانيات ": " لم يرو هذا الحديث هكذا موصولاً عن سفيان الثورى، إلاَّ عبد الصمد ابن حسان وتابعه مؤمل بن إسماعيل، ورواه غيرهما عن سفيان مرسلاً ولم يذكر ابن عباس فى إسناده، وهو الصواب. والله أعلم " اهـ. 278 - وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (3875) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال نا إبراهيم بن عيسى التنوخيُّ، قال نا زياد بن الحسن بن فرات القزار عن ابيه، عن جده الفرات، عن ابي الطفيل عامر بن واثلة، عن زيد بن حارثة، قال: كنت غلاما على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم " انطلقوا بنا إلى إنسان قد رأينا شأنه " قال: فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي وأصحابه معه، حتى دخلوا حائطين في زقاق طويل، وانتهوا إلى باب صغير في أقصى الزقاق، فدخلوا الى دار، فلم يروا في الدار أحداً غير امرأة قاعدة، واذا قربة عظيمة ملأى ماء، فقالوا: نرى قربة ولا نرى حاملها، فكلَّموا المرأة فأشارت إلى قطيفة في ناحية الدار، فقالت: انظروا ما تحت القطيفة، فكشفوها فإذا تحتها إنسان، فرفع رأسه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " شاه الوجه " فقال: يا محمد، لم تفحُشُ عليّ؟ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إني قد خبأت لك خبأً، فاخبرني ما هو؟ " وقال لأصحابه:

279

" إني قد خبأتُ له سورة الدخان " فقال: سورة الدخان؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اخسأ ما شاء الله كان " ثم انصرف. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن فرات القزاز، إلاَّ ابنه الحسن، ولا عن ابنه إلاَّ ابنه زياد تفرَّد به: إبراهيم بن عيسى التنوخي " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به إبراهيم، بل تابعه يحيى بن محمد بن سابق، ثنا زياد بن الحسن ابن فرات، عن أبى الطفيل، عن زيد بن حارثة به. أخرجه البزار (3399- زوائده) قال: حدثنا محمد بن عامر الأنطاكى ُّ، ثنا يحيى بن محمد بن سابق بهذا. وسقط من عنده (عن أبيه – عن جده) وأظنه سقط من الكتاب، وأستبعد أن يكون اختلافا فى الإسناد. والله أعلم. 279- وأخرج أيضاً (رقم 4500) قال: حدثنا عبد الله بن بندار الاصبهانيّ قال: نا عبد الله بن عمران، قال: نا أبو داود، قال: نا عمران، عن جابر عن، سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحية فقال: " خلقت هي والانسان سواء، فإن رأته أفزعته، وإن لدغته أوجعته، فاقتلوها حيث وجدتموها ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن جابر، إلاَّ عمرانُ القطان، ولا عن عمران إلاَّ أبو داود تفرَّد به: عبد الله بن عمران "

280

قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به عمران القطان، بل تابعه شيبان بن عبد الرحمن، عن جابرٍ وهو ابن يزيد الجعفى، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ مرفوعاً. أخرجه ابن جرير فى " تفسيره " (764) قال: حدثنا أبو كريبٍ، ثنا معاوية ابن هشام، وحدثنى محمد بن خلف العسقلانى، حدثنى آدم جميعاً عن شيبان به. وأخرجه الطيالسي (2619) قال: حدثنا شيبان بسنده سواء. 280- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5102) قال: حدثنا محمد بن العباس المؤدب، قال حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، قال: حدثنا علي بن ثابت الجزري، عن عبد الحميد بن جعفر، عن نوح بن أبى بلال، عن سعيد المقبري، عن ابي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه كان يقول: " الحمد الله رب العالمين، سبع آيات، أحدهنَّ: بسم الله الرحمن الرحيم، وهي سبع المثاني والقرآن العظيم وهي أمُّ القرآن وفاتحة الكتاب ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن نوح بن أبى بلال، إلاَّ عبد الحميد بن جعفر، تفرَّد به: علي بن ثابت " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به على بن ثابت، فقد تابعه أبو بكر الحنفى، ثنا عبد الحميد

281

ابن جعفر بسنده سواء. أخرجه الدارقطنى (1/312) ، والبيهقى (2/54) . وتابعه أيضاً: المعافى بن عمران، ثنا عبد الحميد بن جعفر مثله. أخرجه ابن مردويه فى " تفسيره " – كما فى " ابن كثير " (1/22) -، والبيهقى فى " السنن الكبير " (2/376-377) ، وفى " الشعب " (ج5/رقم 2121) ، والثعلبى فى " تفسيره " (ج1/ق6/1) . 281- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5141) قال: حدثنا محمد بن على بن شعيب، قال: نا خالد بن خداش قال: نا الفضل بن موسى السِّيْنَاني، قال: حدثنا سليمان الاعمش عن أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بعرفة يدعو، يرفع يديه، فسقط زمام الناقة من يده، فتناوله، ثم رفع يديه يدعو، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا الابتهال والتضرع. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، إلاَّ الفضل بن موسى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به الفضل، بل تابعه حفص بن غياث، عن الأعمش بسنده سواء. أخرجه البزار (3148- زوائده) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفى، ثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبى، عن الأعمش، عن أنسٍ، والأعمش لم يسمع من أنس.

282

282- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (5215) قال: حدثنا محمد بن الفضل السقطي، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو موسى الهروي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، قال: نا ليث بن أبى سليم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " يملأ الله أيديكم من الأعاجم، فيصيرون أسداً، لا يفر‍ُّون، يضربون أعناقكم ويأخذون فيئكم ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن ليث، إلاَّ عبد الله بن عبد القدوس، ولا يروي عن عبد الله بن عمرو، إلاَّ بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به عبد الله بن عبد القدوس، فتابعه أبو يحيى التميمى، عن ليث ابن أبى سليم بسنده سواء. أخرجه البزار (3363- زوائده) قال: حدثنا عباد بن يعقوب الكوفى، ثنا عبد الله بن عبد القدوس وأبى يحيى التميمى، كلاهما عن ليثٍ به. 283- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقيّ، قال: نا سوَّار بن عمارة الرملىّ، قال: نا زهير بن محمد، عن أبى حازم، عن سهل ابن سعد مرفوعاً: " مثل المؤمن من أهل الإيمان مثل الرأس من الجسد، يألم مما يصيب أهل الإيمان كما يألم الرأس مما يصيب الجسد ". قال الطبرانى:

284

" لم يرو هذا الحديث عن زهير بن محمد، إلاَّ سوَّار بن عمارة ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به سوَّار بن عمارة، فقد تابعه الوليد بن مسلم، قال: حدثنى زهير بن محمد بسنده سواء. أخرجه عبد الله بن أحمد فى " زوائد الزهد " (ص367) قال: حدثنا الوليد بن شجاع. والرُّويانى فى " مسنده " (1045) قال: أخبرنا على بن سهل الرملى قالا: ثنا الوليد بن مسلم بسنده سواء. 284- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 5921) قال: حدثنا محمد ابن التمار، قال: نا أبى كامل الجحدري، قال: نا الحارث بن نبهان، عن عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه مرفوعاً: " ليس في الخضروات صدقة ". قال الطبرانى: " لم يصل هذا الحديث عن موسي بن طلحة، عن أبيه، إلاَّ عطاء بن السائب، ولا رواه موصولاً عن عطاء، إلاَّ الحارث بن نبهان، تفرَّد به: أبو كامل ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به أبو كامل الجحدرى – واسمه فضيل بن حسين -، فتابعه عبد الرحمن بن عمرو، عن الحارث بن نبهان بسنده سواء. أخرجه الدارقطنى (2/96) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهرى، ثنا عبد الرحمن بن عمرو فذكره.

285

285- وأخرج فى " الأوسط " (6502) وفى " الصغير " (992) قال: حدثنا محمد بن داود، ثنا أحمد بن سعيد الفهري، قال: حدثنا عبد الله ابن إسماعيل المدني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لما أذنب آدم الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فأوحى الله إليه وما محمد؟ ومن محمد؟ فقال: تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك، فأوحى الله إليه: يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك، ولولا هو يا آدم ما خلقتك ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم، إلاَّ ابنه عبد الرحمن، ولا عن ابنه إلاَّ عبد الله بن إسماعيل المدني، ولا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به عبد الله بن إسماعيل، بل تابعه إسماعيل بن مسلمة، أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بسنده سواء. أخرجه الحاكم (2/615) قال: حدثنا أبو سعيد، عمرو بن محمد بن منصور العدل، ثنا أبو الحسن، محمد بن إسحاقبن إبراهيم الحنظلى، ثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهرى، ثنا إسماعيل بن مسلمة، وقال: " صحيح الاسناد "! ورده الذهبى. وعبد الرحمن بن زيد

286

تالف. والله أعلم. 286- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (7085) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر، نا سريج بن يونس، ثنا إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه عن جده، عن أبي هريرة مرفوعاً: " مهلا عن الله مهلا، لولا شباب خشع وشيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا " وأخرجه أبو يعلى (6402، 6133) وابن عدى فى " الكامل " (1/243) قال: ثنا عبد الله بن محمد إسحاق السجزى. والبيهقى (3/245) من طريق عباد بن محمد بن عبد العزيز، والخطيب (6/64) من طريق محمد بن أحمد بن البراء، قال أربعتهم: ثنا سريج بن يونس بهذا الاسناد. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن خثيم؛ إلا ابنه، تفرد به: سريج. ولا يروى عن أبى هريرة إلا بهذا الاسناد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به سريج، بل تابعه محمد بن موسى الحريرى، ثنا ابراهيم بن خثيم بسنده سواء. أخرجه البزار (3212 – زوائده) قال: حدثنا الجراح بن مخلد، ثنا محمد ابن موسى به.

287

287- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7441) قال: حدثنا محمد بن أبان، نا أيوب بن حسان الواسطي، ثنا موسى بن إسماعيل الجبلي، ثنا جرير بن حازم، عن الحسن، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى خشبة، فلما اتخذ المنبر، ذهب ليصعد فحنَّتْ الخشبة، فنزل فمسها، فسكنت ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن الحسن، إلاَّ جرير بن حازم، ولا عن جرير، إلاَّ موسي بن إسماعيل ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به جرير بن حازم، فتابعه يزيد بن ابراهيم التسترى، عن الحسن بسنده سواء. أخرجته أنت فى " الأوسط " (رقم 3631) قلت: حدثنا سهل بن أبى سهل الواسطى، قال: نا يحيى بن محمد بن السكن، قال: حبان بن هلال، قال: نا يزيد بن إبراهيم بهذا. وتابعه أيضا المبارك بن فضالة، عن الحسن مثله. أخرجه أحمد (3/226) ، وابن المبارك فى " مسنده " (48) ، وأبو القاسم البغوى فى " الجعديات " (3441) ، وأبو يعلى (2756) ، وابن خزيمة (1776) ، وابن حبان (6507) وآخرون. 288- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 7841) قال: حدثنا محمود بن محمد الواسطى، نا محمد بن أبان، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن

289

أنس مرفوعاً: " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدَّبور ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إلاَّ أبو عوانة، تفرَّد به: محمد بن أبان ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به أبو عوانة، فتابعه أبو هلال الراسبى، قال: حدثنا قتادة بسنده سواء. أخرجه الخرائطيفى " مكارم الأخلاق " (1031) والخطيب فى " تاريخه " (6/207) من طريق كريد بن رواحة، عن أبى هلال بهذا. 289- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8638) قال: حدثنا مطلب بن شعيب، نا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن أبي الأسود، عن ابن عباس، أن ناساً مسلمين كانوا مع مشركين، يكثرون سواد المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأتي السهم يُرمى به أحدهم فيُقتلُ، فأنزل الله جل جلاله {الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم. . . إلى قوله وساءت مصيرا ?. قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الأسود إلاّ‍ً الليث بن سعد وابن لهيعة " قُلْتُ: رضى الله عنك! فتابعهما أيضا: حيوة بن شريح، عن أبى الأسود بسنده سواء.

290

أخرجه البخارى فى " التفسير " وفى " الفتن " (13/ 37) ، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة وغيره، قال: حدثنا أبو الأسود بهذا. قال الحافظ فى " الفتح " (13/38) : قوله " وغيره " كأنه يريد ابن لهيعة فإنه رواه عن أبى الأسود محمد بن عبد الرحمن أيضا. ثم خرجه من رواية الطبرانى هنا، ونقل كلامه أنه لم يروه إلا الليث وابن لهيعة، ثم قال: ووهم فى هذا الحصر، لوجود رواية حيوة المذكورة. " انتهى. وقد تعقب الطبرانى فى موضع آخر من " فتح البارى " (8/263) . 290- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (رقم 8816) وعنه أبو نعيم فى " الحلية " (7 /90) قال: حدثنا المقدام بن داود، نا عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: " النوم أخو الموت ولا ينام أهل الجنة " قال الطبرانى وأبو نعيم: "لم يرو هذا الحديث عن سفيان، إلاّ‍ً عبد الله بن محمد بن المغيرة " قُلْتُ: رضى الله عنكما! فلم يتفرد به عبد الله بن محمد وقد أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (4/1533) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة عن الثورى به وقال: " وهذا الحديث قد رواه عن الثورى غير عبد الله بن محمد " اهـ. وقد تابعه جماعة منهم:

1- محمد بن يوسف الفريابى، عن الثورى أخرجه البزار (3517 – زوائده) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب والبيهقى فى " البعث " (440) عن محمد بن يحيى، قالا: ثنا محمد بن يوسف الفريابى به. فال البزار: " لا نعلم أسنده من هذا الطريق إلا الثورى، ولا عنه إلا الفريابى ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فأنت متعقب فى نقدك هذا من وجهين: الأول: قولك: " لم يسنده إلا الثورى " يعنى: عن ابن المنكدر، عن جابر. ولم يتفرد به الثورى فتابعه يحيى بن سعيد الأنصارى، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعا مثله. أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (919) ، وابن عدى فى " الكامل " (6/ 2364) من طريق مصعب بن إبراهيم وهو مجهول، ثنا عمران بن الربيع، عن يحيى بن سعيد. وتابعه أيضا نوح بن أبى مريم، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعا به. أخرجه الخطيب فى " موضع الأوهام " (1/467) ونوح بن أبى مريم تالف البتة. الثانى: قولك: " لم يروه عن الثورى إلا الفريابى ". فرواية الطبرانى ترد قولك، وما يأى أيضاً.

291

2- معاذ بن معاذ العنبرى، عن الثورى. أخرجه أبو عثمان البحيرى فى " الفوائد " (ق3/1) ، والبيهقى فى " الشعب " (4/183) ، وفى " البعث " (439) من طريق عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقى، ثنا عهبد الله بن هاشم، ثنا معاذ بن معاذ به. 3- عبد الله بن حيَّان، عن الثورى. أخرجه أبو عثمان البحيرى فى " الفوائد " (ق3/1) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمى، ثنا عبد الله بن حيان، عن الثورى به. 4- الحسين بن حفص، عن الثورى. أخرجه أبو الشيخ فى " الطبقات " (353، 477) من طريقين عن النضر بن هشام، قال: ثنا الحسين بن حفص، قال: ثنا سفيان الثورى به. وقال أبو الشيخ فى الموضع الثانى: " لم يرو هذا الحديث عن الحسين بن حفص، غير النضر ". 5- الحسين بن الوليد، عن الثورى. أخرجه ابن الجوزى فى " الواهيات " (1554) من طريق فطر بن إبراهيم النيسابورى، قال: نا الحسين بن الوليد. 6- عبد الله بن جبلة بن أبى رواد، عن الثورى. أخرجه البيهقى فى " البعث " (442) من طريق عبد الوهاب الخوارزمى، ثنا عبد الله بن جبلة بن أبى رواد وانظر رقم (208) 291 - وأخرج أيضاً (5747) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن مردانبه، عن عمر بن أبي زياد

القطواني، قال: ثنا محمد بن مروان السدي، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة قالت: أسخنتُ ماء في الشمس، فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتوضأ فقال: " يا عائشة لا تفعلي فإن هذا يورث البياض ". قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة، إلاّ‍ً محمد بن مروان ولا يروى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - إلاّ بهذا الإسناد " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به محمد بن مروان فتابعه خالد بن اسماعيل أبو الوليد المخزومى، وهو كذاب يضع الحديث، فرواه عن هشام بن عروة بسنده سواء. أخرجه الدارقطنى (1/38) ، وابن عدى فى " الكامل " (3/912) ، وأبو نعيم فى " الطب " (ق46/1) ، والبيهقى (1/6) . وقال الدارقطنى: " غريب جدا، خالد بن اسماعيل متروك " وقال البيهقى: " لا يصح ". وةتابعه أيضا وهب بن وهب أبو البخترى، عن هشام مثله. أخرجه ابن حبان فى " المجروحين " (3/74) وقال: " كان وهب ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا جنه الليل سهر عامة ليله يتذكر الحديث ويضعه ثم يكتبه ويحدث به، لا تجوز الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على وجه التعجب". وأشار ابن عدى إلى رواية وهب هذه فقال: " وروى هذا الحديث عن هشام ابن عروة مع خالد: وهب بن وهب أبو البخترى، وهو شرٌّ منه ".

وتابعه أيضا: الهيثم بن عدى، عن هشام بن عروة بسنده سواء نحوه. أخرجه الدارقطنى فى " الأفراد " كما فى " اللآلئ " (2/5) – قال: حدثنا محمد بن الفتح القلانسى، حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، حدثنا الهيثم به. والهيثم كذاب أيضا. فالحاصل أن كل من رواه عن هشام بن عروة كذاب مطروح. والله أعلم. ثم رأيت الحافظ تعقب الطبرانى، فقال فى " التلخيص الحبير" (1/31) : " وتابعهم محمد بن مروان السدى وهو متروك، أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " من طريقه وقال: لم يروه عن هشام إلا محمد بن مروان، كذا قال فوهم " اهـ. ثم ذكر الحافظ متابعا رابعا للسدى فقال: " ورواه الدارقطنى فى " غرائب مالك " من طريق ابن وهب، وعن مالك أيضا، ومن دون ابن وهب ضعفاء " اهـ أما قول الطبرانى: " ولا يروى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -الا بهذا الاسناد ". فليس كما قال. فقد أخرجه الدارقطنى فى " سننه " (1/38) قال: نا محمد بن الفتح القلانسى، نا محمد بن الحسين بن سعيد البزار، نا عمرو بن محمد الأعشم، نا فليح عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة قالت: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتوضأ بالماء المشمس أو يغتسل به وقال: " إنه يورث البرص " قال الدارقطنى: " عمرو بن محمد الأعشم منكر الحديث، ولم يروه عن فليح غيره، ولا يصح عن الزهرى " اهـ. وقوله: " الأعشم " بالشين المعجمة كذا وقع عند الدارقطنى، وكذلك هو

292

فى " المجروحين " (2/74) لابن حبان. وفى " ميزان الذهبى " بالسين المهملة. وفى بعض نسخ " الميزان " بالمعجمة أيضا. 292- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (1348) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: نا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: نا عبيد بن الصباح، قال: نا فضيل بن مرزوق، عن فراس، عن الشعبيِّ، عن الحارث، عن عليٍّ قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقبل أبو بكر وعمر فقال: " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، خلا النبي والمرسلين، لا تخبرهما يا عليّ ". قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن فضيل إلاَّ عبيد تفرد به: أحمد بن عثمان ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به عبيد بن الصباح، فتابعه سهل بن عامر، ثنا فضيل بن مرزوق بسنده مثله سواء. أخرجه أبو بكر الشافعى فى " الغيلانيات " (ج1/ق3/2) قال: حدثنى محمد بن بشر بن مطر. وأبو نعيم الأصبهانى فى " مسانيد فراس بن يحيى " (ص88) من طريق بحير بن محمد بن جابر قالا: ثنا محمد بن عبد الله المخرمى – ووقع عند أبى نعيم: محمد بنم عبد الرحمن المخزومى -، ثنا سهل بن عامر، عن فضيل بن مرزوق به. وسهل بن عامر ترجمه ابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (2/1/202) وقال: " سمعت أبى يقول: هو ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل،

293

أدركته بالكوفة، وكان يفتعل الأحاديث". 293- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (2738) قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعىّ، قال: نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال: نا حصين بن نمير، قال: نا سفيان بن حسين عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد مرفوعاً: " لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر " قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلاَّ حصين " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به حصين بن نمير، بل تابعه محمد بن يزيد الواسطى، فرواه عن سفيان بن حسين بسنده سواء. أخرجه أبو بكر الشافعى فى " الغيلانيات " (ج1/ق8/2-9/1) قال: حدثنا اسماعيل بن الفضل البلخى، ثنا محمد بن أبان الواسطى، ثنا محمد بن يزيد الواسطى. 294- وأخرج أيضاً (7925) من طريق ابن نافع عن إبراهيم بن الفضل، عن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس مرفوعاً: " إذا كان يوم القيامة نودي: أين أبناء الستين وهو العمر الذي قال الله تعالى: ? أولم نعمركم ما يتذكر فيه

من تذكر وجاءكم النذير? (فاطر / 37) " قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلاَّ عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي حسين، ولا عن ابن أبي حسين، إلاَّ إبراهيم بن الفضل، تفرَّد به ابن نافع " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به ابن نافع – وهو عبد الله بن نافع الصائغ – فقد تابعه ابن أبى فديك فرواه عن إبراهيم بن الفضل بسنده سواء. وقد أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (9138) ، وفى " المعجم الكبير " (ج11/رقم 11415) من طريقين عن ابن أبى فديك به. وأخرجه ابن جرير (22/93) ، وابن أبى حاتم – كما فى " تفسير ابن كثير " (6/539) – من طريق على بن شعيب ودحيم وكلاهما عن محمد بن إسماعيل بن أبى فديك به. قال ابن كثير: " وهذا الحديث فيه نظر، لحال إبراهيم بن الفضل " اهـ. 295 – وأخرج الحاكم فى " كتاب الجنائز " (1 / 378 – 379 المستدرك) قال: قال: أخبرني أبو الحسن: أحمد بن محمد بن سلمة العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أصبغ بن الفرج المصري، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن بن شهاب، أن خارجة بن زيد أخبره، أن أم العلاء امرأة من الأنصار قد بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته: أنهم اقتسموا للمهاجرين قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا،

فَوَجَعَ وجعه الذي مات فيه، فلما توفي غسل وكفن في أثوابه. دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا عثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وما يدريك أن الله أكرمه "، فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أما هو فقد جاءه اليقين، فوالله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي " قالت: فوالله ما أزكي بعده أحداً أبداً. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلا وجه لاستدراك هذا على البخاري. فقد أخرجه فى مواضع. فأخرجه فى "كتاب الجنائز " (3 / 114) قال: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن بن شهاب قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته ثم أنه اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسِّل وكفِّن في أثوابه، دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " وما يدريك أن الله أكرمه " فقلت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال: "أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي "

قالت فوالله لا أزكي أحدا بعده أبداً وأخرجه البخارى أيضا فى " الجنائز " (3/114) ، وفى " التعبير " (12/392) قال: حدثنا سعيد بن عفير، ثنا الليث بن سعد بهذا. وتوبع الليث بن سعد. تابعه نافع بن يزيد، فرواه عن عقيل بن خالد، عن الزهرى بهذا الاسناد، غير أنه قال: " ولا أدرى ما يفعل به " بدل " ما يفعل بى ". أخرجه البخارى معلقا (3/114) ، ووصله الاسماعيلى. قُلْتُ: وقد رواه عن الزهرى: شعيب بن أبى حمزة، وعمرو بن دينار، ومعمر بن راشد، وإبراهيم بن سعد، والنعمان بن راشد. أولاً: حديث شعيب. فأخرجه البخارى فى " الشهادات " (5/293) ، وفى " التعبير " (7/392) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب بن أبى حمزة، عن الزهرى بسنده سواء. وأخرجه الطبرانى فى " مسند الشاميين " (3212) قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي. والبيهقي (4/76) من طريق يعقوب بن سفيان قالا: ثنا أبو اليمان بهذا الاسناد. ثانياً: حديث عمرو. أخرجه ابن أبى عاصم فى " الآحاد والمثانى " (3322) قال: حدثنا يعقوب بن حميد. والطبرانى فى " الكبير " (ج 25/رقم 339) من

طريق إسحاق بن موسى الأنصارى قالا: ثنا ابن عيينة، عن الزهرى بهذا. ثالثاً: حديث إبراهيم بن سعد. أخرجه البخارى فى " مناقب الأنصار" (7/264) قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل، وأحمد (6/436) قال: ثنا أبو كامل، ويعقوب بن إبراهيم، وابن أبى عاصم فى " الآحاد والمثانى " (3323) قال: حدثنا يعقوب بن حميد، والطبرانى فى " الكبير " (ج25/رقم 338) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، ويحيي بن عبد الحميد الحمانى، ويعقوب ابن حميد. وأبو نعيم فى " الحلية " (1/104) من طريق يحيي الحمانى قالوا: ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهرى بهذا. رابعاً: حديث النعمان. أخرجه ابن أبى عاصم (3324) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا وهب ابن جرير، حدثنى أبى، عن النعمان بن راشد، عن الزهرى بهذا. خامسا: حديث معمر. أخرجه الحاكم فى " التفسير " (2 / 454 – 455 المستدرك) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي، وأبو محمد الحسن بن محمد الحليمي بمرو، قالا: أبنا أبو الموجه، أبنا عبدان، أبنا معمر، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أم العلاء الأنصارية رضي الله عنها، وقد كانت بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في السكنى حين أقرعت الأنصار على سكنى المهاجرين، قالت: فاشتكى فمرضناه حتى

توفي حتى جعلناه في أثوابه، قالت: فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمك الله أبا السائب فشهادتي أن قد أكرمك الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " وما يدريك " قالت: لا أدري والله يا رسول الله، قال: " أما هو فقد جاءه اليقين وإني لأرجو له الخير من الله " ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ? قالت أم العلاء: والله لا أزكي أحدا بعده أبداً. قالت أم العلاء: ورأيت لعثمان في النوم عينا تجري له، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك، فقال: " ذاك عمله يجري له " قال الحاكم: " هذا حديث قد اختلف الشيخان في إخراجه فرواه البخاري عن عبدان مختصرا ولم يخرجه مسلم " قُلْتُ: رضى الله عنك! فقد أخرجه البخاري تاما مثل سياقك. فأخرجه فى " كتاب التعبير " (12 / 410) قال: حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء وهي امرأة من نسائهم بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، فاشتكى فمرضناه حتى توفي، ثم جعلناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله،

296

قال: " وما يدريك " قلت: لا أدري والله، قال: " أما هو فقد جاءه اليقين إني لأرجو له الخير من الله والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم " قالت أم العلاء: فوالله لا أزكي أحداً بعده. قالت: ورأيت لعثمان في النوم عينا تجري، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال: " ذاك عمله يجري له " وأخرجه النسائى فى " الرؤيا " (4/385/7634) قال: أخبرنا سويدبن نصر. والبيهقي (10/288) عن عبدان قالا: ثنا ابن المبارك، وهو فى " الزهد " (902) قال: أخبرنا معمر بهذا. وتابعه عبد الرزاق، نا معمر بهذا الاسناد. أخرجه أحمد (6/436) ، وعبد بن حميد فى " المنتخب " (1593) ، والطبرانى فى " الكبير " (ج25/رقم 337) قال: حدثنا إبراهيم بن سويد الشبامي. والبيهقي (4/76) عن أحمد بن منصور الرمادي. وأيضاً (10/288) عن أحمد بن يوسف السّلمي، خمستهم قالوا: ثنا عبد الرزاق بهذا الاسناد. ورواه محمد بن عمر الواقدي، أخبرنا معمر بهذا. أخرجه ابن سعد فى " الطبقات " (3/398) . 296- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (3579) ، وفى " المعجم الصغير " (453) قال: حدثنا دليل بن إبراهيم الأصبهانيّ، قال: نا محمد بن

عيسى أبو عبد الله المقرئ، قال: نا ثابت بن محمد الزاهد، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن حرب بن سريج المنقرى، عن أبى جعفر محمد بن علي، عن محمد ابن الحنيفة، عن علي بن أبى طالب مرفوعاً: " إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم قدر الذي يسع فقراءهم، ولن يجهد الفقراء إلاَّ إذا جاعوا وعروا مما يصنع أغنياءهم، ألا وان الله محاسبهم يوم القيامة حسابا شديدا ومعذبهم عذابا نكرا ". قال الطبرانى فى " الصغير ": "لم يروه عن أبى جعفر، إلاَّ حرب (1) بن سريج، ولا عنه إلاَّ المحاربي، تفرد به: ثابت بن محمد ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به حرب بن سريج، بل تابعه عبيد الله قال: حدثنى محمد بن على بسنده سواء. أخرجه أبو بكر الشافعى فى " الغيلانيات " (ج1/ق9/1) ومن طريقه الخطيب (5/308) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد ابن سعيد بن عمرو البورقى – قدم حاجاًّ – قال: أخبرنى محمد بن مقاتل، ثنا محمد بن مردوية، ثنا أبو إسماعيل حفص بن عمر، حدثنى عبيد الله. فذكره. وعبيد الله هذا يحتمل أن يكون ابن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعى،

297

ويحتمل أن يكون ابن الوليد الوصافى. والله أعلم. وقد أورد الخطيب هذا الحديث فى ترجمة البورقى – شيخ أبى بكر الشافعى – ونقل عن حمزة بن يوسف السهمى قال: " محمد بن سعيد البورقى كذابٌ "، حدث بغير حديث وضعه، ثم نقل عن الحاكم النيسابورى قال: هذا البورقى قد وضع من المناكير على الثقات ما لا يحصى، وأفحشها روايته عن بعض مشايخه عن الفضل بن موسى السينانى، عن محمد بنت عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما زعم – أنه قال: " سيكون فى أمتى رجلٌ يُقال له: أبو حنيفة؛ هو سراجُ أمَّتى " هكذا حدث به فى بلاد خراسان، ثم حدَّث به بالعراق بإسناده وزاد فيه أنه قال: " سيكون فى أمتى رجلٌ يُقال له: محمد بن إدريس، فتنته على أمتى أضرُّ من فتنة إبليس " فعلَّق الخطيب قائلاً: " ما كان أجرأ هذا الرجل على الكذب، كأنه لم يسمع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من كذب علىَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار "، نعوذ بالله من غلبة الهوى، ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى " اهـ. 297- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (772) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال: ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الدماري، قال: نا سفيان الثوري، عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعاً: " ما ذئبان ضاريان جائعان، باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها، يفترسان ويأكلان، بأسرع فيها فسادا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم ".

298

قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن سفيان، إلاَّ عبد الملك الذماري " قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به الذمارى، فتابعه ابن عيينة، ثنا سفيان الثورى بسنده سواء. أخرجه ابن عدى فى الكامل (3/1141- 1142) والخطيب فى " تلخيص المتشابه " (1/311) سليمان ابن بشار أبى أيوب، ثنا ابن عيينة به. وسليمان متهم يسرق الحديث – والله أعلم – وانظر رقم (1419) . 298- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (6282) قال حدثنا محمد ابن على و (8032) قال: حدثنا موسى بن هارون قالا: نا حفص بن عبد الله أبى عمر الضرير الحلواني، نا عمر بن عبيد - بياع الخُمُر- عن هشام بن عروة، عن ابيه عن عائشة مرفوعاً: " إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه " قال الطبرانى فى الموضع الثانى: " لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة، إلاَّ عمر بن عبيد، تفرَّد به: أبو عمر الضرير ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به أبو عمر الضرير، فقد روى هذا الحديث ابن عدى فى " الكامل " (5/1718) من طريق حفص بن عبد الله الضرير، ثنا عمر بن عبيد به ثم قال: " وهذا الحديث بهذا الإسناد، لم يروه عن هشام بن عروة، عن أبيه،

299

عن عائشة، غير عمر بن عبيد: عبد الله بن يزيد المقرئ ". 299- وأخرج العقيلى فى " الضعفاء" (4 / 207) فى ترجمة " معمر بن عبد الله الأنصاري " من طريقه قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: " إن الله تبارك وتعالى يحب أن تقبل رخصه كما يحب أن تقبل عزائمه " قال العقيلى: " معمر بن عبد الله الأنصارى، عن شعبة: لا يُتابع على رفع حديثه ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به معمر بن عبد الله، فقد تابعه مسكين بن بكير، ثنا شعبة بسنده مثله سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (6/2363) من طريق مصعب بن سعيد المصيصى، ثنا مسكين بن بكير فذكره. وقال: " وهذا لا أعلم أحداً رواه غير مصعب بن سعيد، عن مسكين، عن شعبة " اهـ. وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (2581) هذا الحديث من طريق معمر بن عبد الله وقال: " لم يرو هذا الحديث مرفوعاً عن شعبة، إلا معمر ومسكين ابن بكير الحرَّانى ".

300

300- وأخرج أبو نعيم فى " الحلية " (8 / 377) من طريق وكيع عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه مرفوعاً: " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله تعالى غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه " قال أبو نعيم: " غريب تفرد به وكيع، عن الثوري بهذا اللفظ ". قُلْتُ: رضى الله عنك! فلم يتفرد به وكيع، فتابعه عبد الله بن الوليد العدنى، عن الثورى بسنده سواء بلفظ. أخرجه الحاكم فى " المستدرك " (4/308) من طريق على بن الحسن الهلالى، ثنا عبد الله بن الوليد. 301 – وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (4 / 1371 – 1372) قال: ثنا الحسن بن محمد بن عنبر، ثنا حجاج بن يوسف الشاعر، ثنا زكريا بن عدي، ثنا علي بن مسهر، عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: " كان حي من بني ليث من المدينة على ميلين، وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فلم يزوجوه، فأتاهم وعليه حلة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساني هذه، وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم، ثم انطلق فنزل على تلك المرأة التي كان خطبها، فأرسل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " كذب عدو الله ثم أرسل رجلا فقال: " إن وجدته حيا وما أراك تجده حيا

فاضرب عنقه، وان وجدته ميتا فاحرقه بالنار "، قال: فجاءه فوجده قد لدغته أفعى، فمات فحرقه بالنار قال: فذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فيتبوأ مقعده من النار ". قال الشيخ: " وهذه القصة لا أعرفها الا من هذا الوجه ومن رواية زكريا بن عدي عن علي بن مسهر وعن زكريا حجاج الشاعر وثناه أبو يعلى عن سويد عن علي بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا ولم يذكر فيه هذه القصة " أهـ. ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد زكريا بن عدى، عن على بن مسهر بسياق القصة. فقد تابعه يحيى ابن عبد الحميد الحمانى، ثنا على بن مسهر، عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه إن النبى صلى الله عليه وسلم بلغه أن رجلا قال لقوم: إن النبى صلى الله عليه وسلم " أمرنى أن أحكم فيكم برأى وفى أموالك كذا وكذا، وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فأبوا يزوجوه، ثم ذهب حتى نزل على المرأة، فبعث القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " كذب عدو الله " ثم أرسل رجلا فقال: إن وجدته حيا فاقتله، وإن أنت وجدته ميتا فأحرقه بالنار، فانطلق، فوجده قد لدغ، فمات فحرقه بالنار فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه أبو القاسم البغوى فى " حديثه " – كما فى الصارم المسلول (ص 169) لابن تيمية رحمه الله- قال: حدثنا يحيى الحمانى. وأخرجه الطبرانى فى " جزء من كذب علىَّ " (146) قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمىُّ، وتمام الرازى فى " الفوائد " (745) من طريق

302

محمد بن جعفر ابن الإمام، وابن الجوزى فى " الموضوعات " (1/84) من طريق إبراهيم الحربى، قالوا: ثنا يحيى الحمانى بسنده سواء بآخره دون القصة. قال شيخ الاسلام ابن تيمية فى " الصارم " (ص 170) عن حديث زكريا بن عدىّ: " هذا إسناد صحيح، على شرط الصحيح، لا نعلم له علة ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فإن علته ظاهرة، وصالح بن حيان الكوفى ضعَّفه يحيى بن معين، وقال النسائىُّ: " ليس بثقة " وقال البخارى: " فيه نظر ". وقال أبو حاتم والدارقطنى: " ليس بالقوى ". وقال ابن حبان: " يروى عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا إنفرد به ". اهـ. وانظر (1293) . 302- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (4 / 1530) من طريق عبد الله بن عطارد بن أذينة، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر مرفوعاً: "الهدية رزق من الله، فمن أهدي له فليقبلها، وليكافىء بها إن وجد فإن أثنى فقد كافأها ". قال ابن عدىّ: " وهذا الحديث باسناده لا أعلم يرويه غير ابن أذينة " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك!

303

فلم يتفرد به ابن أذينة، فتابعه شاهين بن حيان – وهو ضعيف – فرواه عن موسى ابن على بهذا الإسناد. أخرجه الأزدى فى " الضعفاء " كما فى " لسان الميزان " (3/ 136) للحافظ. 303 - وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (4 / 1588) قال: ثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد ثنا محمد بن عبد الله بن سابور الرقي ثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلم الله البحر الشامي فقال: يا بحر ألم أخلقك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء فقال بلى يا رب، قال: فكيف تصنع إذا حملت فيك عبادا لي يسبحوني ويكبروني ويحمدوني، قال: أغرقهم قال فإني جاعل بأسك في نواحيك وأحملهم على يدي، قال: ثم كلم بحر الهند، فقال: يا بحر ألم أخلقك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء، قال: بلى يا رب، قال: فكيف تصنع إذا حملت فيك عبادا لي يسبحوني ويهللوني ويكبروني ويحمدوني، قال: اسبحك معهم وأهللك معهم وأكبرك معهم وأحمدك معهم وأحملهم بين ظهري في بطني، فأثابه الله الحلية والصيد والطيب ". قال ابن عدىّ: " وهذا الحديث لا يرويه عن سيهل، غير عبد الرحمن هذا، وهذا أفظع حديث أنكر عليه ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك!

304

فلم يتفرد به عبد الرحمن العمرى، فقد تابعه عبد العزيز بن محمد الدراوردى، فرواه عن سهيل بن أبى صالح بسنده سواء. أخرجه الخطيب فى " تاريخه " (10/ 234) ومن طريقه ابن الجوزى فى " الواهيات " (1/37-38) من طريق محمد بن محمد بن سليمان الباغندى، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمى – يعنى: عبد الله بن وهب -، حدثنى الدراوردى به. قال الخطيب: " ورفعه غير ثابت ". 304- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (4 / 1596) من طريق عبد الرحمن بن سليمان ابن أبي الجون، قال: ثنا ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً: " من كتم علما علمه الله إياه، ألجم بلجام من نار ". قال ابن عدىّ: " وهذا لا أعلم رفعه عن ليث، غير ابن أبي الجون " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد ابن أبى الجون برفعه، فقد تابعه الأحوص سلاَّم بن سليم، فرواه عن ليث بن أبى سليم بسنده مثله سواء. أخرجه الطبرانى فى " الاوسط " (7532) من طريق إسماعيل بن عمرو، ثنا أبو الأحوص به ثم قال: " لم يرو هذا الحديث عن ليث، إلا أبو الأحوص، تفرد به: إسماعيل بن عمرو ".

305

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو الأحوص عن ليث كما رأيت! 305 - وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (5787) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: نا علي بن بهرام، قال: نا عبد الملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر مرفوعاً: " المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس ". وأخرجه القضاعى فى " مسند الشهاب " (129) من طريق علي بن بهرام والبيهقى فى " الشعب " (7658) بهذا الإسناد. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج، إلا عبد الملك بن أبى كريمة؛ تفرد به: على بن بهرام ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عبد الملك، بل تابعه عمرو بن بكر السكسكىُّ، عن ابن جريج بسنده سواء. أخرجه ابن حبان فى " المجروحين " (2/79) ، ابن عساكر فى " تاريخ دمشق " (2/420/2) . قال ابن حبان: " عمرو بن بكر من أهل الرملة، يروى عن إبراهيم بن أبى عبلة وابن جريج وغيرهما من الثقات: الأوابد والطامات، التى لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج به ".

306

وانظر رقم (1175) . 306- وأخرج ابن صصرى فى " الأمالى " – كما فى " الآلئ المصنوعة " (2/448) – من طريق هاشم بن ناجية مولى عثمان بن عفان، حدثنا عطاء ابن مسلم عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة مرفوعا: " يجاء بالجبارين المتكبرين فى صور الذر، يتواطؤهم الناس، لهوانهم على الله حتى يقضى بين الناس، ثم يذهب بهم إلى نار الأنيار " قالوا: يا رسول الله! وما الأنيار؟ قال: " عصارة أهل النار ". قال ابن صصرى: " تفرد به عطاء بن مسلم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عطاء بن مسلم، فتابعه محمد بن راشد، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة مرفوعاً: " يحشر المتكبرون يوم القيامة فى صور الذر ". أخرجه البزار (ج4/رقم 3430) قال: حدثنا محمد بن عثمان العقيلى، ثنا محمد بن راشد، عن محمد بن عمرو. قال البزار: " لم نسمعه إلاَّ من العقيلىّ، عن محمد بن راشد ". وقال الهيثمىُّ (10/334) : " فيه من لم أعرفهم ". 307- وأخرج البزار (3428 – كشف) قال: حدثنا عمر بن شبة، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان الثوري عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله بن

308

مسعود مرفوعاً: " إنكم محشورونحفاة عراة غرلا ". قال البزار: " لم يرو الثوري، عن زبيد، عن مرة حديثا مسندا " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فإن قصدت بـ " الحديث المسند ": " المرفوع " – وهو المتبادر – فلا يرد تعقيبى وإن كانت الأخرى، وأن المقصود بـ " المسند " مطلق التسمية فقد أخرج النسائى فى " فضائل القرآن " (48) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثورى، عن زبيد، عن مُرَّة قال: قال ابن مسعود: خواتيم سورة البقرة أنزلت من كنزٍ تحت العرش. وإسناده صحيح موقوف. 308- وذكر ابن عدى فى " الكامل " (6 / 2404) من طريق مفضل بن فضالة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم، فوضعها معه في قصعته، فقال: " كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه ". قال ابن عدىّ: " وهذا لا أعلم يرويه غير حبيب ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به حبيب، فقد تابعه إسماعيل المكى، عن محمد بن المنكدر بسنده سواء.

309

أخرجه ابن الجوزى فى " الواهيات " (1457) عن ابن عدى وهذا فى " الكامل " (1/281، 4/1637) من طريق عبيد الله بن تمام، عن إسماعيل بن مسلم المكى. قال ابن الجوزى: " قال أحمد: إسماعيل المكى منكر الحديث. وقال يحيى: لم بزل مختلطاً، وليس بشىء. وقال على: لا يكتب حديثه. وقال النسائى: متروك الحديث ". ? قُلْتُ: وأيضاً عبيد الله بن تمام ضعفه أبو حاتم، وأبو زرعة، والدارقطنى وقال البخارى: " عنده عجائب " بل كذبه الساجى. وانظر النافلة (129) . 309- وأخرج البزار فى " مسنده " (3082) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبيد الله بن محمد القرشي، حدثنى عبد الرحمن بن حماد، عن طلحة بن يحيى، عن أبيه، عن جده، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير: " سبحان الله " فقال: " تنزيه الله تبارك وتعالى من السوء ". وأخرجه الخطيب فى " الكفاية " (ص 226) من طريق الفضل بن الحباب، ثنا عبيد الله بن محمد بسنده سواء. قال البزار: " لا تعلمه يروى عن طلحة متصلا، إلا بهذا الإسناد " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد أخرجه ابن جرير فى " تفسيره " (ج 15 / رقم 17571) قال: حدثنى

محمد بن عمرو بن تمام الكلبى، قال: حدثنا سليمان بن أيوب، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله قول: " سبحان الله " قال: " تنزيه الله عن السوء ". وسليمان بن أيوب هو: ابن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة، روى عن أبيه عن آبائه. عامة أحاديثه لا يتابع عليها، وروى أحاديث مناكير. وأما الوجه الذى رواه البزار ففيه عبد الرحمن بن حماد؛ منكر الحديث وقد اختلف على عبيد الله بن محمد بن أبى عائشة. فرواه عنه محمد بن المثنى والفضل بن الحباب كما مر. وخالفهم على بن عيسى البزار، وعلى بن عبد العزيز ومحمد بن شاذان قالوا: ثنا عبيد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن حماد، حدثنى حفص ابن سليمان ثنا طلحة بن يحيى بسنده سواء. فزاد فى الإسناد " حفص بن سليمان ". أخرجه ابن جرير (17570) ، والبيهقى فى " الأسماء والصفات " (1/76) والخطيب فى " الكفاية " (ص 226) . وحفص بن سليمان متروك. والحديث لا يصح على الوجهين. والله أعلم.

310

310- قال الحافظ فى " الفتح " (1 / 404) : " ويؤيده ما رواه بن ماجة بإسناد حسن، عن أم سلمة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقي سورة الدم ثلاثا، ثم يباشر بعد ذلك ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يروه ابن ماجة إنما أخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج 23/رقم 864) ، وفى " الأوسط " (ج 1/ق 288/1) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة به. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد " اهـ. وسعيد بن بشير منكر الحديث فى قتادة، فمن عجب أن يحسن الحافظ إسناده والحديث لم يعزه الهيثمى فى " المجمع " (1/282) ، والسيوطى فى " الدر المنثور " (1/260) إلا إلى الطبرانى فى " الأوسط " وقال الهيثمى: " لها حديث عند ابن ماجة وغيره، خلا قولها: يتقى سورة الدم ثلاثاً ". 311- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (7329) قال: حدثنا محمد بن العباس، نا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا علي بن ثابت الدهان، ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة قالت: لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو في الصلاة، فقال: " لعن الله العقرب، تلدغ المصلي وغير المصلي اقتلوها في الحل والحرم ".

312

قال الطبرانىّ: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إلاَّ الحكم بن عبد الملك، تفردبه على بن ثابت " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الحكم بن عبد الملك – فتابعه شعبة عن قتادة بسنده سواء. أخرجه ابن خزيمة فى " صحيحه " – كما فى " الصحيحة " (547) – عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. وأخرجه ابن عدى فى " الكامل " (2/630) من طريق محمد بن عبد الرحيم – صاعقة -، ثنا على بن ثابت الدهان، ثنا أسباط بن نصر، عن الحكم بن عبد الملك به. وقال: " لا أعرفه إلا من حديث الحكم عن قتادة ". وقد سبق تعقب ذلك، ولكن هكذا وقع عند ابن عدى: " على بن ثابت، ثنا أسباط، عن الحكم " فوقع لى أن صوابه: " على بن ثابت وأسباط كلاهما عن الحكم ". وذكر فى " التهذيب " (7/111) أن أسباط ابن نصر يروى عن الحكم؛ لولا أن على بن ثابت روى أيضاً عن أسباط كما فى " التهذيب " (2/358) فعلى الوجهين فقول الطبرانى: " لم يروه عن الحكم إلا على بن ثابت" متعقب برواية ابن عدى أيضا. والله أعلم. 312- وأخرج أيضاً فى " الأوسط " (5890) من طريق إسماعيل بن موسى السدي، قال نا محمد بن، عن مطرف بن طريف، عن

المنهال بن عمرو، عن محمد ابن الحنفية، عن علي ابن أبى طالب، قال: لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ، قال: "لعن الله العقرب لا يدع مصليا ولا غيره ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ [قل يا أيها الكافرون] و [قل أعوذ برب الفلق] و [قل أعوذ برب الناس] " قال الطبرانىّ: "لم يرو هذا الحديث عن مطرف، إلاَّ ابن فضيل، تفردبه: إسماعيل بن موسى " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به ابن فضيل، فتابعه عبد الرحيم بن سليمان فرواه عن مطرف بسنده سواء. أخرجه البيهقى فى ط الشعب " (ج5/رقم 2340) من طريق أبى بكر بن أبى شيبة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان به. هكذا وقع فى " الشعب ". وأخرجه ابن أبى شيبة فى " المصنف " (7/398-399) و (10/418-419) قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مطرف، عن المنهال بن عمرو، عن محمد بن الحنفية ثم زاد المحقق فى السندد: عن على فذكره. وسوَّ غ المحقق لنفسه هذه الزيادة قائلاً: " زيد نظراً إلى أن الرواية وردت فى " الكنز كتاب الطب " برمز (ش) وغيره عن على" اهـ. هكذا قال! وهذا تصرف فاحش لا يجوز، لأنه عزا الحديث إلى ابن أبى شيبة وإلى غيره، فقد يكون أخطأ فى هذا التخريج وانتقل بصره. والصواب

313

شيبة وإلى غيره، فقد يكون أخطأ فى هذا التخريج وانتقل بصره. والصواب عندى أن رواية عبد الرحيم بن سليمان عن مطرف مرسلة ليس فيها ذكر على، ولا أدرى كيف وقعت الرواية عن ابن أبى شيبة موصولة فى " شعب البيهقى " فإن ثبت أنه لم يقع خطأ فى " الشعب "، فيتم تعقبى على الطبرانى، وإلا فلا. والله أعلم. 313- وأخرج الترمذىّ (195) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا المعلى بن أسد، (196) قال: حدثنا عبد المنعم - صاحب السقاء - قال حدثنا يحيى بن مسلم، عن الحسن وعطاء، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: " يا بلال! إذا أذنت فترسل في أذانك، وإذا أقمت فأحدر، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يخلو الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تروني ". وأخرجه عبد بت حميد فى " المنتخب" (1008) قال: حدثنا يونس بن محمد. وأخرجه ابن عدى فى " الكامل " (7/2649) من طريق معلا بن مهدى قالا: ثنا عبد المنعم بهذا الإسناد. قال الترمذي: " حديث جابر هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد المنعم، وهو إسناد مجهول، وعبد المنعم شيخ بصري " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عبد المنعم فأشار إلى ذلك العقيلى (3 / 111) فى ترجمة

314

عبد المنعم فقال: " تابعه من هو دونه " فتابعه عمرو بن فائد الأسواري وقد تركه الدارقطنى، قال: ثنا يحيى بن مسلم بسنده سواء. أخرجه الحاكم (1 / 204) من طريق عبد المنعم بن نعيم الرياحي، ثنا عمرو بن فائد الأسواري، ثنا يحيى بن مسلم، عن الحسن وعطاء عن جابر فذكره. قال الحاكم: " هذا حديث ليس في إسناده مطعون فيه غير عمرو بن فائد، والباقون شيوخ البصرة وهذه سنة غريبة لا أعرف لها إسناداً غير هذا " أهـ. ? قُلْتُ: ففى رواية الحاكم أن عبد المنعم رواه نازلاً عن عمرو عمرو بن فائد عن يحيى بن مسلم، أما قول الحاكم أنه ليس فى هذا الإسناد من يطعن عليه إلا عمرو بن فائد، ففيه نظر، فإن عبد المنعم منكر الحديث كما قال البخارى والعقيلى. وضعفه النسائى والدارقطنى. وقال ابن حبان: " لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد ". ويحيى بن مسلم تركه النسائى. 314- قال ابن أبى حاتم فى " علل الحديث " (318) : " سألت أبى عن حديث رواه معلى بن أسد، عن وهيب عن ابن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بوضع الكفين ونصب القدمين ". قال ابن أبى حاتم: " قال أبى: لا أعلم أحد وصله سوي وهيب ".

315

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به وهيب بوصله. فقد أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (8478) قال: حدثنا معاذ بن النثنى، نا عبد الرحمن، قال: نا وهيب بسنده سواء. وقال: " لم يجود اسناد هذا الحديث عن محمد ابن عجلان إلاَّ وهيب والداراوردى ". 315- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (8825) قال: حدثنا المقدام ابن داود، نا يوسف بن عدي، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن وقتادة، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الغائط قال: " بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الرجس والنجس، الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم " قال الطبرانىَّ: " لم يرو هذا الحديث عن الحسن وقتادة، إلاَّ إسماعيل، تفرَّد به: عبد الرحيم بن سليمان ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عبد الرحمن. فأخرجه الحافظ ابن حجر فى " نتائج الأفكار " (1/198) من طريق الطبرانىّ وهذا فى " كتاب الدعاء " (365) من طريق عبد الرحيم بن سليمان بسنده سواء. ولم يذكر " قتادة " فى إسناده ". ثم قال الحافظ (ص199) : وأخرجه أبو نعيم من رواية عبد الرحمن بن

316

محمد المحاربى، عن إسماعيل بن مسلم ". ثم قال: ومداره على إسماعيل ابن مسلم المكى، وهوضعيف ". وأخرجه البزار فى " مسنده" (ج2/ق67/1) . وابن السنىّ فى " اليو والليلة " (18) قال: حدثنا أبو عروبة، قالا: حدثنا علىُّ بن سعيد المسروقى، نا عبد الرحيم بن سليمان بسنده سواء وقال: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن، عن أنسٍ: إلاَّ إسماعيل ابن مسلم " اهـ. ? قُلْتُ: ولا أدرى رواية المحاربى هل هى عن إسماعيل عن الحسن وقتادة معاً أم عن الحسن وحده؟ وهل قصد الطبرانى أن عبد الرحيم تفرد به عن إسماعيل عن الحسن وقتادة معاً؟ أم عن أىّ واحد منهما، ولم يذكر الحافظ بقية السند عند أبى نعيم حتى نعلم منه هل الرواية عنهما أم عن واحد منهما، مع أن مقتضى التخريج أن تكون رواية المحاربى عن الحسن وحده لأنه أحال على رواية الطبرانى فى " الدعاء " وهى عن الحسن، عن أنسٍ ولم يذكر قتادة. والله أعلم. 316- أخرج الطبرانى فى " الكبير" (ج12 / رقم 12363) عن زيد ابن الحباب وفى " كتاب الدعاء " (614) عن عبيد بن إسحاق كلاهما عن كامل أبن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن بن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين: " رب اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني ". ونقل الحافظ فى " نتائج الأفكار " (2/116) عن الطبراى أنه قال:

317

" لم يروه عن حبيب إلاّ كامل، ولم يروه عن كامل إلاّ زيدٌ وعبيدُ ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به زيد بن الحباب وعبيد بن إسحاق؛ فتابعهما إسماعيل بن صبيح، عن كاملٍ بسنده سواء. أخرجه ابن ماجة (898) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ثنا إسماعيل بهذا. وتابعه أيضاً خالد بن يزيد الطبيب، عن كاملٍ بسنده سواء. أخرجه البيهقىُّ (2/122) من طريق العباس بن محمد الدورى، ثنا خالد ابن يزيد، ونبه على ذلك الحافظ رحمه الله. 317- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (7066) عن سهل بن عثمان. والن عدى فى " الكامل " (3 / 1055) عن الحكم بن موسى قالا: ثنا سعيد بن مسلمة، عن الأعمش، عن زيد العمي، عن أنس بن مالك مرفوعاً: " ستر ما بين عورات بني آدم والجن، إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول بسم الله ". وأخرجه ابن عدى أيضا، عن سعد بن الصلت، قال: ثنا الأعمش بهذا الإسناد. قال الطبرانىّ: " لم يروه هذا الحديث عن الأعمش، إلاّ سعيد بن مسلمة وسعد بن الصلت " وقال ابن عدي: " وهذا الحديث لم يكن يُعرف إلاّ بسعيد بن مسلمة، عن الأعمش، ثم

وجدناه من حديث سعد بن الصلت، عن الأعمش، ولا يرويه عن الأعمش غيرهما ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنكما! فلم يتفرَّدا به عن الأعمش، فتابعهما يحيى بن العلاء، عن الأعمش، عن زيد العَمىِّ، عن أنسٍ مرفوعاً مثله وزاد: " حين يجلس ". أخرجه ابن السُّنى فى " اليوم والليلة " (21) من طريق الحسين بن على بن يزيد الصدائى، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا يحيى بن العلاء. وسنده ساقط. وأصرم، أصرمٌ من الخير فقال ابن حبان: " يضع الحديث على الثقات " وتركه مسلم والدارقطنى وغيرهما. ويحيى بن العلاء متروك. 318 – وأخرج البيهقى فى " سننه الكبير " (1 / 44) من طريق يحيى بن هاشم، الأعمش عن أبى وائل عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: " إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله عليه، فإنه يطهر جسده كله، فإن لم يذكر أحدكم اسم الله على طهوره لم يطهر إلاَّ ما مر عليه الماء، فإذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، ثم ليصل عليَّ، فإذا قال ذلك حسنة له أبواب الرحمة ". أخرجه الدارقطنى وآخرون ذكرتهم فى " بذل الإحسان " (2 / 364) قال البيهقي: " وهذا ضعيف، لا أعلمه رواه عن الأعمش غير يحيى بن هاشم " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك!

319

فلم يتفرد به يحيى بن هاشم، فقال الحافظ فى " النتائج " (1/255) بعد أن ذكر كلام البيهقى: " قلتُ: بل تابعه محمد بن جابر اليمامى، عن الأعمش. أخرجه أبو الشيخ فى " كتاب الثواب " من طريقه مقتصراً على أواخره، وفيه المقصود " اهـ. 319 - وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (6612) قال: حدثنا محمد بن جعفر ابن الامام، ثنا حسين بن علي بن جعفر، ثنا إسماعيل بن صبيح، عن سالم بن عبد الأعلى، عن نافع عن ابن عمر قال: علَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: " اللهم اغفر لنا ذنوبنا وأفتح لنا أبواب رحمتك " وإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم افتح لنا أبواب فضلك ". قال الطبرانىّ: "لم يرو هذا الحديث إلاَّ أبو الفيض، تفرَّد به: إسماعيل بن صبيح ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به إسماعيل، فتابعه الوليد بن القاسم الهمدانى، قال: حدثنا سالم ابن عبد الأعلى بسنده سواء. أخرجه ابن السُّنى فى " اليوم والليلة " (89) قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن بكار القافلانى، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا الوليد به. قال الهيثمىُّ (2/32) : " فيه سالم بن عبد الأعلى، وهو متروكٌ " اهـ. وقال ابن حبان: " كان يضع الحديث ".

320

320- وأخرج أبو القاسم البغوى فى " معجم الصحابة " (ج 21/ق136/2 – 137/1) فى ترجمة " شريك بن طارق " حديثه عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: " ما منكم من أحد إلا وله شيطان " قالوا: ولك يا رسول الله؟! قال: " ولى، ولكن الله أعاننى عليه فأسلم. وما منكم من أحد يدخله عمله الجنة " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا إلاّ أن يتغمدنى الله برحمته ". قال البغوى: حدثنا شيبان وخلف بن هشام، قالا: نا أبو عوانة، عن زياد ابن علاقة، عن شريك بن طارق به. ثم قال البغوى: " لا أعلم لشريك بن طارق مسنداً غير هذا ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد أخرج البزار هذا الحديث فى " مسنده " (3446 – زوائده) قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدى، ثنا أبو عوانة بسنده سواء وقال: " لا نعلم روى شريك إلاّ هذا الحديث بهذا الإسناد، وحديثاً آخر ". 321- وأخرج البزار فى " مسنده " (3137 – زوائده " قال: حدثنا هارون بن سفيان وجعفر بن محمد بن الفضل، قالا: حدثنا محمد بن القاسم الأسديُّ، ثنا الربيع بن صبيحٍ، عن الحسن، عن أنسٍ مرفوعاً: " لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل " قيل: يا رسول الله! كيف يستعجل؟ قال: " يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي". قال البزار:

322

" لا نعلم رواه عن الحسن، عن أنسٍ، إلاّ الربيع بن صبيح، ولا رواه عنه إلاّ محمد بن القاسم الأسديُّ. ومحمد كوفيٌّ، صاحب السنةِ. روى عنه: ابن المبارك حديثاً، وليس هو بالقويّ، وتفرد به أنسٌ " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أنسٌ، فقد ثبت معناه عن أبى هريرة رضى الله عنه أيضاً، ونبَّه على ذلك الهيثمى فى " كشف الأستار " فقال متعقباً البزار: " لم يتفرد به، فقد رواه الترمذى (3387) عن أبى هريرة " اهـ. ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فهذا تقصيرٌ فى العزو، فقد أخرجه البخارىُّ (11/140) ، ومسلم (2735) ، وأبو داود (1484) ، وابن ماجة (3853) ، وأحمد (2/396، 487) وغيرهم ولكن ليس عندهم: " لا يزال العبد بخير " وما أظن البزار عنى هذا القدر من الحديث، إنما يعنى معناه كلَّه. والله أعلم. 322 - وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (3908) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال: نا أبو كامل الجحدري، نا عبد الرحمن بن عثمان ابو بحر البكراوي، قال: نا عبيد الله بن ابي زياد القداح، قال: حدثني حفص بن عبيد الله بن أنس، قال: حدثني أنس بن مالك مرفوعاً: " صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه؛ الا المسجد الحرام " قال الطبرانى:

323

"لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن ابي زياد، الا ابو بحر، تفرد به: أبو كامل" ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو كامل الجحدىّ، فتابعه عثمان بن حفص بن عمر الدُّورى، قال: ثنا عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوى بسنده سواء. أخرجه البزار (424 – كشف) قال: حدثنا عثمان به وقال: " لا نعلم رواه عن جعفر، إلاّ عبيد الله، ولا عنه إلاّ أبو بحر ". 323- وأخرج البزار (429- كشف) قال: حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن قزعة، عن أبى سعيدٍ مرفوعاً: " صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة.. الحديث " قال البزار: " لا نعلمه يروى عن أبى سعيد إلا بهذا الإسناد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد ورد عن أبى سعيد من وجه آخر أوردته أنت فقلت (428) حدثنا محمد بن عقبة السدوسى، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا إسحاق بن شرقىّ، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، عن أبى سعيد مرفوعاً به. ثم قال البزار: " لا نعلمه عن ابن عمر، عن أبى سعيد إلا بهذا الإسناد، وإسحاق لا نعلم حدَّث عنه إلا عبد الواحد " اهـ.

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد عبد الواحد بالرواية عن إسحاق بن شرقىّ، فقد ذكر ابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (1/1/224) أن مسعر بن كدام وسفيان الثورى وأبا عوانة رووا عنه، ورأيت لمحمد بن فضيل رواية عنه فى " مسند أحمد " (3/64) فى حديث: " ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة " (1) . 324_ وأخرج البراز [1276- كشف] قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا معلي بنُ منصورٍ، ثنا يزيد بن أبي حبيب، عن المغيرة بن زيادٍ، عن سفيان بن وهبٍ، قال: سَمعتُ رسول الله صَلي الله عَليه وسلم ينهي عن المزايدة. قال البزَّارُ: " لا نعلم روي سفيان إِلاَّ هذا ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد وجدتُ غير حديث لسفيان بن وهب رضي الله عنه. منها ما أخرجه ابنُ قانعٍ في " معجم الصحابة " [ج5/ق 63/ 2] وابن عساكر في " تاريخه " [21 / 359 –360] عن عبيد الله ابن عبد الرحمن بن محمد الزهريّ قالا: حدثنا عبد الله بن سليمان

نا أبو الربيع سليمان بن داود، نا ابنُ وهبٍ، نا عبد الرحمن بن شريح، قال: سمعتُ سعيد بن أبي شمر يقول: سمعتُ سفيان بن وهب الخولاني يقول: سمعت رسولَ الله صَلي الله عَليه وسلم يقولُ: " لا تأتي المائةُ، وعلي ظهرها أحدٌ باقٍ ". ورجاله ثقاتٌ، إِلاَّ سعيد بن أبي شمر ترجمه البخاريُّ في "الكبير" [2/1/ 482] وابنُ حاتم في " الجرح والتعديل " [2/1/ 34] . ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابنُ حبان في " الثقات " [4/284] . وعزاه الحافظ في " الإِصابة" [3/131] للحسن بن سفيان وابن شاهين. وأخرجه ابنُ عساكر في " تاريخه" [21/ 358 –359] من طريق أصبغ ابن الفرج وحرملة بن يحيي قالا: أنا عبد الله بن وهب بسنده سواء مثله وزاد: قال: فحدثت به عبد الرحمن بن حجيرة، فقام، فدخل علي عبد العزيز بن مروان فحدثه، فجيء بسفيان محمولاً وهو شيخ كبيرٌ، فسأله عبدُ العزيز؛ فحدثَّه، فقال: لعلَّه يعني: "إِنه لا يبقي أحدٌ ممن كان معه إِلي رأس المائة "، فقال سفيان: هكذا سمعتُ رسول الله صَلي الله عَليه وسلم. وأخرجه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " [ج1/ق 303 / 1] من طريق حرملة بن يحيي، أنا ابنُ وهبٍ مثله. ونقل ابنُ عساكر عن ابن مندة أنه قال: " هذا حديثٌ غريبٌ لا يعرفُ إِلاَّ من هذا الوجه ". ومنها ما أخرجه أحمد [4/168] ومن طريق ابن عساكر [21/ 360] قال: حدثنا حسن _ يعني: ابن موسى الأشيب_ وابنُ قانع في " معجم الصحابة " [ج 5/ق 63/ 2] من طريق محمد بن حرب، قالا: ثنا

325

ابنُ لهيعة، عن أبي عشانة، قال: سمعتُ سفيان بن وهب الخولاني أنه كان تحت ظل راحلة رسول الله صَلي الله عَليه وسلم يوم حجة الوداع، أو أنَّ رجلاً حدثَّه ذلك ورسول الله صَلي الله عَليه وسلم يخطب فقال رسول الله صَلي الله عَليه وسلم: " هل بلَّغتُ؟ " فظنَّنا أنه يريدُنا، فقلنا: نعم، ثم أعاده ثلاث مرَّات، وقال فيما يقول: " روحةٌ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وغدوةٌ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وإِنَّ المؤمن على المؤمن حرامٌ، عرضُه ومالهُ، ونفسُهُ، حرمته كحرمة هذا اليوم ". 325- وقال أبو القاسم البغويّ في " معجم الصحابة " [ج 21 / ق 124/ 1] : " سفيان بن وهب الخولاني......ثم قال: حدثنا زياد ابن أيوب، نا مبشر بن إِسماعيل، عن غياث..... قال: كان سفيان بن وهب صاحب رسول الله صَلي الله عَليه وسلم يمر بنا بالقيروان، ونحن غلمةٌ في الكتاب، فيُسلم علينا، وهو مُعتمٌّ بعمامة قد أرخاها خلفه. ثم قال البغويّ: " ليس له غيْر هذا الحديث ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! بل له غيره كما تقدَّم آنفاً. 326 _ وأخرج البزَّارُ [1345_ كشف] قال: حدثنا محمد بن إِسماعيل البخاريُّ، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن أبي أويس،

ثنا سليمان بن بلال، عن ابن علاثة، عن هشام بن حسان، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، مرفوعاً: " اليمين الفاجرة تُذهبُ المال – أو: تذهب بالمال ". قال البزَّارُ: " لا نعلمه عن عبد الرحمن بن عوف إِلاَّ من هذا الوجه، ولا أسند هشام عن يحيي إِلاَّ هذا، ولا رواه هشام، إِلاَّ ابنُ علاثة، وهو لينُ الحديث ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد أسند هشام بن حسان عن يحيي بن أبي كثير غير هذا الحديث. فمن ذلك ما أخرجه ابنُ ماجة [3266] قال: حدثنا هشام بن عمار، ثنا الهقل بن زياد، ثنا هشام بن حسان، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: " ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليُعْطِ بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله ". وأخرجه الطبراني في " الأوسط " [6775] قال: حدثنا محمد بن أبي زرعة، ثنا هشام بن عمار بسنده سواء وقال: " لم يرو الحديث عن هشام إِلاَّ الهقل، تفرَّد به هشام ". 327 _ وأخرج البزَّارُ [1322- كشف الأسرار] قال: حدثنا إِبراهيم ابنُ عبد الله بن الجنيد، ثنا عمرو بن خالد، ثنا ابنُ لهيعة، ثنا يزيد ابن أبي حبيب، أنَّ عروة بن غيلان بن سلمة الثقفي، أخبرهم عن أبيه،

أن نافعاً أبا السائب كان عبداً لغيلان بن سلمة، ففرَّ إلي رسول الله صَلي الله عَليه وسلم يوم حاصر الطائف، فأسلم فأعتقه رسولُ الله صَلي الله عَليه وسلم فلما أسلم غيلان، ردَّ رسولُ الله صَلي الله عَليه وسلم ولاء نافع إِليه. وأخرجه الطبراني في " الكبير " [ج 18 / رقم 659] قال: حدثنا عليُّ بنُ عبد العزيز، ثنا أبو الوليد القرَشيُّ، وأحمدُ بنُ عبد الرحمن، قالا: ثنا الوليد بن مسلم عن أبي لهيعة به وال الهيثمي [4 /231] : " عروة بن غيلان لم أعرفهُ وبقية رجاله ثقات ". قال البزارُ: " لا نعلم روي غيلان إِلاَّ هذا ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد رأيتُ له حديثين آخرين: الأول: أخرجه ابنُ قانع في " معجم الصحابة " [ج8/ ق137/2] ، الطبرانيُّ في " المعجم الكبير " [ج18/ رقم 660] ، وأبو نعيم في " الدلائل" [285] ، وابنُ عساك في " تاريخه " [ج14/ق 157-158] من طيق معلي بن منصور الرازي، ثنا شبيب بن شيبة، عن بشر بن عاصم الثقفي، عن غيلان بن سلمة، قال: كنا مع النبي صَلي الله عَليه وسلم فقال: " لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " وعند ابن قانع: " لبعلها ". ولفظُ ابن عساكر مطوّلٌ، ذكرتُهُ في " تسلية الكظيم ". قال الهيثميُّ في " المجمع " [4/311] : " فيه شبيب بن شيبة، والأكثرون

علي تضعيفه، وقد وثقه صالح جزرة وغيرُهُ " اه. الثاني: أخرجه ابنُ قانعٍ، وأبو نعيم بالسند المتقدم عن غيلانٍ، قال: خرجنا مع رسول الله صَلي الله عَليه وسلم في سفرٍ، فمررنا بشجرتين، فقال النبيُّ صَلي الله عَليه وسلم: " يا غيلانُ! ائت هاتين الشجرتين، فمر إِحداهما ينضم إِلي الأخرى، حتى أستتر بهما وأتوضأ ". 328 – وأخرج البزار [1011- البحر] قال: حدثنا أحمد بن الوليد، نا محمد بن العلاء، قال: بينا أنا الوليد بن إِبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فوجدت تمرتين ساقطتين، فأخذ واحدةً، وأعطاني أخري، فأبيتُ أنْ آكلها، ثم قال لي: أخبرني أبي، عن جدي أن النبيَّ صَلي الله عَليه وسلم أكلها – يعني: تمرةً. قال الزار: " وهذا الكلامُ لا نعلمُهُ إِلاَّ عن عبد الرحمن بهذا الإسناد ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد روي عن سعد بن أبي وقاصْ رضي الله عنه أيضاً. أخرجته أنت في " مسند سعد " [رقم 139 – بتحقيقي] وكذلك أخرجه أبو يعلي [ج2/ رقم 815] من طريق عثمان بن عبد الرحمن قال: حدثتنا أم عبد الله – يعني: عبيدة بنت نابل-، عن عائشة بنتِ سعدٍ، عن أبيها قال: خرجنا مع النبي صَلي الله عَليه وسلم فوجد تمرتين فأخذ تمرةً وأعطاني الأخرى. قال الهيثميُّ [4/170] : " فيه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وهو ثقةٌ وفيه ضعفٌ "!

329

وقد تعقب الهيثميُّ البزار في" كشف الأسرار " بحديث سعدٍ هذا. والله الموفقُ. 329- وأخرج الطبرانيُّ في " الصَّغير " [137] قال: حدثنا أحمدُ بنُ عمرو الزنبقيُّ البصريُّ، حدثنا يحيي المنقريُّ، حدثنا الأصمعيِّ، حدثنا أبو أُمية بن يعلي الثقفي- بصريٌّ -، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: " لا تسترضعوا الورهاء ". قال الأصمعيُّ: سمعتُ يونس بن حبيب يقول: الورهاءُ: الحمقاءُ. قال الطبرانيُّ: " لم يروه عن هشام إِلاَّ أبو أُمية – واسمهُ إِسماعيلُ – تفرَّد به الأصمعيُّ ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به أبو أُمية، فتابعه عكرمة بن إِبراهيم، فرواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رفعت الحديث إِلي النبي صَلي الله عَليه وسلمِّ – وأنا أهابُ رفعه – قال: " لا تسترضعوا الحمقاء، فإِن اللَّبن يورث ". أخرجه البزار [1446 – كشف الأستار] قال: حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب الطائي، ثنا عبدُ القاهر بن شعيب، ثنا عكرمة بن إِبراهيم. قال البزار: " لا نعلمه مرفوعاً إِلاَّ من هذا الوجه، وعكرمةُ ليِّنُ الحديث، وقد احتُمل حديثُهُ ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك!

330

فرواية الطبراني تردُّ ما قلت، وروايتك تردُّ ما قاله. ولم يتفرَّد به عكرمة كما رأيت. والحمد لله علي التوفيق. 330- وأخرج البزار [1460- كشف] قال: حدثنا بشرُ بنُ خالد العسكريُّ، ثنا معمرُ بنُ بشرٍ، ثنا ابن المبارك، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " لا ينظرُ الله تبارك وتعلي إِلي امرأةٍ لا تشكرُ زوجها، وهي لا تستغني عنه ". قال البزار: " لا نعلمُ أحداً رواه إِلاَّ عبدُ الله بنُ عمرو، ولم يسنده عن سعيد؛ إِلاَّ ابنُ المبارك ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به ابنُ المبارك، فتابعه سرَّار بن مُجَشِّرٍ، عن سعيد بن أبي عروبة بسنده سواء. أخرجه النسائيُّ في " عشرة النساء " [5/354-الكبرى] قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: ثنا محمد بن محبوب، ثنا سرَّار بن مُجَشِّرٍ بن قبيصة البصري ثقةٌ، عن سعيد به. قال النسائيُّ: " سرار بن مجشر هذا، ثقةٌ بصريٌّ، وهو ويزيد بن زريعٍ يُقدَّمان في سعيد بن أبي عروبة، لأن سعيداً كان تغيَّر في آخر عمره، فمن سمع منه قديماً؛ فحديثُهُ صحيحٌ " اه.

332

331 – وأخرج البزَّارُ [1463-كشف] قال: حدثنا الفضل بنُ يعقوب الرخاميُّ، ثنا بن الجراح، ثنا سفيانُ الثوريُّ، عن الزبير بن عدي، عن أنسٍ مرفوعاً: " إِذا صلت المرأةُ خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة ". قال البزارُ: " لا نعلمه عن أنسٍ بهذا اللَّفظ مرفُوعاً، إِلاَّ عن الزُّبير، ولا عن الزبير، إلاَّ عن الثوريِّ، ولا عنه إِلاَّ روَّادٌ، وروَّاد صالحُ الحديث، ليس بالقوي، حدَّث عنه جماعةٌ من أهل العلم ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به الزبير بن عدي، عن أنسٍ، فتابعه يزيد الرقاشي، عن أَنسٍ مرفوعاً مثله إِلاَّ أنه قال: " فلتدخل من أيِّ أبواب الجنة شاءت ". أخرجه ابنُ عديّ [3/993] من طريق عاصم بن عليّ، ثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي. وسندُهُ ضعيفٌ جدّاً أيضاً. 332- وأخرج البزار [1479] ، والطبرانيُّ في " الأوسط " [968] من طريق زهير بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: " مثلُ المرأة كالضلع، إِنْ تُقِمْهُ تكسرهُ، وإِن تستمتع به، تستمتع به، وفيه عوج ". قال البزار:

333

" لا نعلمُ رواه هكذا إِلاَّ زهيرٌ، وإِسماعيلُ بنُ عيَّاش ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّدا به، فتابعهما عامر بن صالح، حدثني هشام بن عروة بسنده سواء بلفظ: " المرأة كالضلع، إِن أقمتها كسرتها، وهي يُستمتع بها علي عوج فيها ". أخرجهُ أحمد [6/279] . وعامر بن صالح شيخ الإِمام أحمد كذّبهُ ابن معين. وقال النسائيُّ: " ليس بثقةٍ ". وقال الدارقطنيُّ: " أساء ابنُ معين القول فيه، ولم يتبين أمرهُ عند أحمد، وهو مدنيٌّ؛ يُترك عندي ". 333 - وأخرج البيهقيُّ في " الشعب " [7/190] قال: أخبرنا أبو الحسين بنُ بشران، وأبو محمد بنُ أحمد إِسحاق البزار، قالا: أنا أبو محمد عبد الله بنُ محمد بن إِسحاق الفاكهيُّ بمكةَ، نا أبو يحيي عبدُ الله بنُ أحمد بن أبي مسرَّة، نا يحيي بن محمد الجاريُّ، نا عبد العزيز بن محمد، عن عباد بن كثير وطارق بن عمار، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: " أنزل الله المعونة علي قدر المؤونة، وأنزل الصبر عند البلاء ". وأخرجه الفاكهيُّ في " حديث يحيي بن أبي مسرَّة " [111- بتحقيقي] ،

ومن طريقه العقيليُّ في " الضعفاء " [2/227] ، وابن بشران في " الأمالي " [671] قال: حدثنا يحيي بن محمد الجاريّ بهذا الإسناد. وتوبع الفاكهيّ علي هذا الإِسناد، كما يأتي التعقب القادم. وأخرجه البخاريُّ في " التاريخ الكبير " [2/3552] من طريق معلي ابن منصور. وابن عدي في " الكامل" [4/1435] من طريق يعقوب ابن كاسب قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد بهذا الإسناد، ولم يذكرا في إِسناده: عباد بن كثير. " قال البيهقىُّ: " تفرَّد به طارق بن عمار وعبادٌ ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّدا به، فتابعهما أبو بكر القتبي، عن أبي الزناد بسنده سواء. أخرجه أبو أحمد الحاكم في " الكنى " [ق35/2] ، وابن شاهين في " الترغيب " [272/4] ، وابن ُ عدي في " الكامل " [4/1435] وعنه البيهقيُّ في " الشعب " [7/190 طبع بيروت] قالوا: حدثنا أبو القاسم البغويُّ، ثنا عمار بن نصر أبو ياسر، حدثني بقية، حدثني معاوية بن يحيي، حدثني أبو بكر القتبي به. قال أبو أحمد الحاكمُ: " هذا حديث منكرٌ؛ لا يحتملُهُ أبو الزناد، وأبو بكر القتبي رجلٌ مجهولٌ: " أبو بكر القتبي مجهولٌ، والخبرُ منكرٌ " اه. وأخرجه ابنُ عدي [6/2397] ، والقضاعيُّ في " مسند الشهاب "

334

[992] من طريقتين عن بقية بن الوليد، ثنا معاوية بن يحيي، عن أبي الزناد بسنده سواء فعرفنا بدلالة الرواية السابقة أن بقية بن الوليد أسقط " أبا بكر القتبي " من الإِسناد، وهذا ما انفصل عليه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان كما في " علل الحديث" [1870، 1892] من أن بين معاوية وأبي الزناد واسطة، لكنهما جعلاها " عباد بن كثير ". وتابعه أيضاً محمد بن عبد الله عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هُريرة مرفوعاً: " إِن المعونة تأتي من الله عز وجلَّ علي قدر المؤنة، وإِن الصبر يأتي من الله علي قدر المصيبة ". ذكره ابنُ عدي في " الكامل " [6/2242] قال: " محمد بن عبد الله ويقال: ابن حسن " ثم ذكر عن الدولابي عن البخاريّ أنه قال: " لا يتابع عليه ". ولم يذكر ابن عدي سنده إِلي محمد بن عبد الله هذا، حتى نعلم أثبتت هذه المتابعةُ أم لا. والله أعلمُ. 334- وأخرج البزار في " مسنده " [1506] قال: حدثنا محمد ابن مسكين، ثنا يحيي، ثنا عبد العزيز، عن طارق وعباد بن كثيرٍ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: " إِن المعونة تأتي من الله علي قدر المؤنة، وإِن الصبر يأتي من الله علي قدر البلاء ". قال البزار: " لا نعلمُهُ عن أبي هريرة، إِلاَّ بهذا الإِسناد ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك!

فقد وقفتُ له علي طريقٍ آخر. أخرجه ابنُ عدي في " الكامل " [5/1704] من طريق أبي مصعبٍ، ثنا عمر بن طلحة، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: " أنزل الله المعونة علي قدر المؤنة، وأنزل الصبر عند شدَّة البلاء ". وذكره البيهقيّ في " الشعب " [9957] معلقاٍ. قال ابنُ عدي: " وقد روى هذا الحديث أيضاً عن طارق بن عمار وعباد بن كثيرٍ، عن محمد بن عمرو " اه. 335 – وأخرج البزار [1563] قال: حدثنا عمر بنُ الخطاب السجستاني، ثنا أبو اليمان، ثنا إِسماعيل بن عياش، عن سعيد بن سالم، عن معاوية بن عياض بن غضيفٍ، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعاً: " الذي يشرب الخمر؛ فاجلدوه، ثم إِن عاد، فاجلدوه، ثم إِن عاد فاجلدوه ". فأخرجه الطبرانيُّ في " الكبير" [ج18/ رقم662] ، وابنُ السكن كما في " الإِصابة" [5/325] ، وابن قانع في " معجم الصحابة " [ج8/ ق 139/ 1، 2] من طريق إِسماعيل بن عياش به. قال البزار: " لا نعلم روى غضيفٌ إِلاَّ هذا ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد وقفت له علي أحاديث أُخر.

منها ما أخرجه أحمد [4/105، 5/290] قال: حدثنا حماد بن خالدٍ وابن الحارث أو الحارث بن غضيف قال: ما نسيتُ من الأشياء ما نسيتُ أني رأيتُ رسول الله صَلي الله عَليه وسلم واضعاً يمينه علي شماله في الصلاة. هكذا رواه ابنُ مهدي وحماد بن خالد علي الشك في اسم صحابيِّ الحديث. لكن رواه سريج بن يونس، نا حماد بن خالد بسنده سواء فقال: " غضيف ابن الحارث الكندي " بلا شكٍّ. أخرجه ابن قانع في " معجم الصحابة " [ج8/ ق139/2] قال: حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعيّ، نا سُريج. وتابعه علي هذه الرواية معن بن عيسي نا معاوية بن صالح مثله بدون شكٍّ. أخرجه البخاريُّ في " التاريخ الكبير" [4/1/113] ، وابن سعد في " الطبقات " [7/429] ، وأبو أحمد الحاكم في "كتاب الكنى " [ق17/1] . ولكن رواه زيد بن الحباب وعبد الله بن صالح كاتب الليث كلاهما عن معاوية بن صالح علي الشك في اسم الصحابيِّ. أخرجه البخاري ُّ في " التاريخ "، وعنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " [48/70] ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني" [2433] ، والطبرانيُّ في" المعجم الكبير" [ج3/ رقم 3399] من طريق ابن أبي شيبة، وهو في" المصنَّف" [1/390] وخالفهم جميعاً ابنُ وهبٍ، فرواه عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن أبي راشد الحبرانى،

عن الحارث بن غضيف فذكره. أخرجه الطبرانيُّ [3400] من طريق عبد العزيز بن مقلاص، ثنا ابنُ وهبٍ. والصوابُ أنه غضيف بن الحارث كما رجحه أحمد والبخاريُّ والحاكم في " الكنى " وابن قانع وغيرهم. وقال ابن سعد: " غطيف" بالطاء، وهو وجهٌ في اسمه. ومن أحاديث غضيف أيضاً ما: ما أخرجه أحمد [4/105] وعنه ابن عساكر [48/82] قال: حدثنا سريج ابن النعمان قال: ثنا بقيَّةُ، عن أبي بكر بن عبد الله، عن حبيب بن عبيد الرحبى، عن غضيف بن الحارث الثمالي قال: بعث إِليَّ عبد الملك بن مروان، فقال: يا أبا أسماء! إِنا قد أجمعنا الناس علي أمرين. قال: وما هما؟ ، فقال: رفع الأيدي علي المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد العصر والصبح. فقال: أما إِنهما أمثلُ بدعتكم عندي، ولست مجيبُك إِلي شيء منهما قال: لم؟ قال: لأن النبي صَلي الله عَليه وسلم قال: " ما أحدث قومٌ بدعةً، إِلاَّ رُفع مثلُها من السنة ". فتمسَّك بسنةٍ خيرٌ من إِحداث بدعةٍ. وأخرجه ابن قانعٍ في " معجم الصحابة " [ج8/ق139/2] من طريق محمد بن سلاَّم المنبجى، نا بقية بن الوليد بسنده سواء دون القصة. وابنُ أبي مريم ضعيفٌ، وبقيةٌ دلَّسَ الإِسناد. وقد روى ابن قانع هذا الحديث في ترجمة " غضيف الثمالى " وفرَّق بينه وبين: " غضيف بن الحارث" وجعلهما أحمد وابن عساكر واحداً، وهو ظاهر صنيع أبي أحمد الحاكم في " الكنى". والله أعلم. ومن أحاديث غضيف أيضاً ما:

أخرجه ابنُ سعدٍ [7/429] قال: أخبرنا مالك بن إِسماعيلُ، قال: حدثنا عبد السلام بنُ حربٍ، عن إِسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن مكحولٍ عن عائذ الله أبي إِدريس، عن غطيف بن أبي غطيف مرفوعاً: " من أحدث حدثاً في الإِسلام، فاقطعوا لسانه ". وأخرجه الطبرانيُّ في " الكبير " [ج18/رقم661] قال: حدثنا عليُّ ابن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إِسماعيل بسنده سواء بلفظ: " من أحدث هجاءً...... " وفرَّق الطبراني بين " غضيف بن الحارث " و" غضيف ابن أبي غطيف " وقد تقدَّم ذكر من جعلهما واحداً. قال الهيثميُّ في "المجمع" [8/123] : " فيه إِسحاق بن أبي فروة وهو متروك ". وقد اختلف في سنده. فأخرجه الطبراني وتمام الرازي ومن طريقه ابنُ عساكر في " تاريخه" [14/408-409] من طريق يحيي بن حمزة وابن شعيب معاً عن إِسحاق ابن أبي فروة، عن مكحولٍ، عن حفص بن سعيد بن جابر، عن أبي إِدريس الخولانى عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً: " من أحدث هجاءً في الإِسلام فاضربوا عنقه". والحديث لا يصحُّ علي أيِّ وجهٍ. والله أعلمُ. ومن أحاديث غضيف أيضاً ما: أخرجه ابنُ مندة – كما في " الإِصابة " [5/324]-، ومن طريقه ابنُ عساكر [48/70] قال: أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدثنا سليمان بن عبد الحميد، قال: سَمعتُ العلاء بن يزيد الثمالى، يقول: حدثني عيسي ابن أبي رزين الثمالي، قال: سمعتُ غضيف بن الحارث يقول: كنت صبياًّ

336

أرمي نخل الأنصار، فأتوا بي النبيَّ صَلي الله عَليه وسلم فقال: " كُلْ ما يسقُط، ولا ترمى نخلهم ". والعلاء بن يزيد ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل" [3/1/454] ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وعيسي بن أبي رزين ترجمه ابنُ أبي حاتم [3/1/276] وقال: سألتُ أبا زرعة عنه فقال: " مجهولٌ ". 336- وأخرج مسلم في" صحيحه" [1072/167] قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعى. حدثنا جويرية عن مالك، عن الزهري؛ أن عبد الله بن نوفل بن الحارث حدثه؛ أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب. فقالا: والله! لو بعثنا هذين الغلامين [قالا لي وللفضل بن عباس] إِلي رسول الله صَلي الله عَليه وسلم فكلماه، فأمرهما علي هذه الصدقات، فأديا ما يؤدي الناس، وأصابا مما يصيب الناس! قال: فبينما هما في ذلك جاء عليٌّ بن أبي طالب. فوقف عليهما. فذكرا له ذلك. فقال عليُّ ابن أبي طالب: لا تفعلا. فوالله! ما هو بفاعل. فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال: والله! ما تصنع هذا إِلاَّ نفاسة منك علينا. فوالله! لقد نلت صهر رسول الله صَلي الله عَليه وسلم فما نفسناه عليك. قال عليٌّ: أرسلوهما. فانطلقا. واضطجع عليٌّ. قال: فلما صلي رسول الله صَلي الله عَليه وسلم الظهر سبقناه إِلي الحجرة. فقمنا عندها. حتى جاء فأخذ بآذاننا. ثم قال: " أخرجا ما تصرران " ثم دخل ودخلنا عليه. وهو يومئذ عند زينب بنت جحش. قال: فتواكلنا الكلام. ثم تكلم أحدنا فقال: يا رسول الله! أنت أبرُّ الناس وأوصل الناس

وقد بلغنا النكاح. فجئنا لتؤمرنا علي بعض هذه الصدقات. فنؤدي إِليك كما يؤدي الناس. ونصيب كما يصيبون. قال: فسكت طويلاً حتى أردنا أن نكلمه ُ. قال: وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه. قال: ثم قال: " إِن الصدقة لا تنبغى لآل محمد. إِنما هي أوساخ الناس. ادعوا لي محمية [وكان علي الخمس] ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب " قال: فجاءاه. فقال لمحمية: " أنكح هذا الغلام ابنتك " [للفضل بن عباس] فأنكحه. وقال لنوفل بن الحارث: " أنكح هذا الغلام ابنتك " [لي] فأنكحني. وقال لمحمية: ""أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا ". قال الزُّهري: ولم يسمه لي. وأخرجه الطحاويُّ في " شرح المعاني " [2/7] ، والبيهقيُّ في" سننه" [7/31] من طريق جويرية بسنده سواء. ونقل السيوطي في " الديباج [3/172- بتحقيقي] عن النسائيّ أنه قال: " لا نعلمُ أحداً روى هذا الحديث عن مالكٍ، إِلاَّ جويرية بن أسماء ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به جويرية، فقد تابعه سعيد بن داود، قال: حدثنا مالك بن أنسٍ، أن ابن شهاب حدثه أن عبد الله بن أبي عبد الله بن نوفل بن الحارث، حدثه أنَّ عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث حدثه، قال: اجتمع ربيعة بن الحرث، وعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين لي والفضل بن عباس إِلي رسول الله صَلي الله عَليه وسلم فكلَّماه، فأمرهما علي هذه الصدقة، فأديا ما يؤدي الناس، وأصابا ما يصيب الناس؛ قال: فبينا هم كذلك، جاء علي بن أبي طالب، فدخل عليهما فذكرا ذلك له؛ فقال علي: لا تفعلا

فوالله ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال: والله هذا إِلا نفاسة علينا، فوالله لقد نلت صهر رسول الله صَلي الله عَليه وسلم فما نفسناه عليك، فقال: أنا أبو حسن أي قرم، فأرسلوهما فانظروا ثم اضطجع؛ قال: فلما صلى رسول الله صَلي الله عَليه وسلم الظهر، سبقناه إِلي الغرفة، فقمنا عندها حتى جاء؛ فأخ بأيدينا ثم قال: " أخرجا ما تصرران؛ ثم دخل ودخلنا عليه، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش؛ قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا فقال: يا رسول الله، أنت أبر الناس وأوصل الناس، وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمرنا علي هذه الصدقات فنؤدي إِليك ما يؤدي العمال، ونصيب ما يصيبون؛ قال: فسكت طويلاً حتى أردنا أن نكلمه، حتى جعلت زينب تلمع إِلينا من وراء الحجاب: ألا تكلماه؛ ثم قال: " إِن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إِنما هي أوساخ الناس، ادعوا لي محمية " _ وكان علي الخمس، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب "، فجاءاه فقال لمحمية: " أنكح هذا الغلام ابنتك " للفضل بن عباس فأنكحه، وقال لنوفل بن الحارث: " أنكح هذا الغلام " –لي فأنكحني؛ ثم قال لمحمية: " اصدق عنهما الخمس كذا وكذا ". قال شهاب: ولم يسمه لي. أخرجه ابنُ عبد البر في " التمهيد " [24/359_360] قال: قرأتُ علي عبد الوارث بن سفيان، أنَّ قاسم بن أصبغ حدَّثهم، قال: حدثنا أبو عبيدة ابنُ أحمد، قال: حدثنا محمدُ بنُ عليّ بن داود، قال: حدثنا سعيدُ بنُ داودَ بهذا. قال ابنُ عبد البر: " يرويه مالكٌ مسندأً، رواه عنه: سعيدُ بنُ أبي زند، وجويريةُ بنُ أسماء. "

337

337- وأخرج أبو داود في " سننه" [604] قال: حدثنا محمد بن آدم المصيصي، حدثنا أبو خالد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: " إِنما جُعل الإِمامُ ليؤتم به " بهذا الخبر، زاد: " وإِذا قرأ فأنصتوا ". قال أبو داود: " وهذه الزيادة: وإِذا قرأ فأنصتوا. ليست بمحفوظةٍ، الوهم عندنا من أبي خالد ". وذكر البخاريُّ في " جزء القراءة" [267] هذه الزيادة وقال: " ولم يذكروا " فأنصتوا "، ولا يُعرف خذا من صحيح حديث أبي خالد الأحمر، قال أحمد: أراهُ يدلسُ. ثم قال: روى أبو سلمة، وهمامٌ، وأبو يونس، وغيرُ واحدٍ، عن أبي هريرة، عن النبي صَلي الله عَليه وسلم، ولم يتابع أبو خالدٍ في زيادته". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنكما! فلم يتفرَّدْ به أبو خالد الأحمر واسمه سليمان بن حيان، فقد تابعه محمد بنُ سعد الأنصاري قال: حدثنا ابنُ عجلان بسنده سواء. أخرجه النسائيُّ [2/142] ، والدارقطنيُّ [1/328] ، والخطيبُ في " تاريخه" [5/320] . ومحمد بن سعدٍ وثقه ابنُ معينٍ، والنسائيُّ، ومحمد بن عبد الله المخرميُّ. وكذلك تابعه الليثُ بن سعدٍ عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم ومصعب والقعقاع ثلاثتهم عن أبي صالح مثله. أخرجه أبو العباس السرَّاج في " مسنده" كما في " النكت الظِّراف " [9/343-344] للحافظ.

338

338- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (3 / 970) قال: حدثنا أبو يعلى، ثنا إبراهيم بن عرعرة، ثنا ديلم بن غزوان أبو غالب، ثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي قال: كنت تحت منبر عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس فقال في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان ". قال ابن عدي: " وهذا يرويه عن ميمون: ديلم " يعنى: تفرَّد به. ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به ديلم بن غزوان، فتابعه الحسن بن أبى جعفر، قال: حدثنا ميمون الكردى، عن أبى عثمان النهدى سمعتُ عمر بن الخطاب فى خطبته يقول: حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل منافق عليم اللِّسان. أخرجه الفريابى فى " صفة المنافق " (25) قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبى جعفر. ثم رأيت الدارقطنى فى " العلل " (2/246-247) أشار الى هذه المتابعة فقال: " وخالفه ديلم بن غزوان، ويكنى أبا غالب عن ميمون الكردى، عن

339

أبى عثمان، عن عمر، عن النبى صلى الله عليه وسلم، وتابعه الحسن بن أبى جعفر الجفرى، عن ميمون الكردى فرفعه أيضا إلى النبى صلى الله عليه وسلم، والموقوف أشبه بالصواب. والله أعلم " انتهى. والحديث رواه الذهبى فى " سير النبلاء " (11 / 445) من طريق جعفر الفريابى، بسنده إلى ديلم بن غزوان ثم قال: " هذا حديث مقارب الإسنادلم يخرجوه في الكتب الستة، وميمون فيه لين، وقد قال يحيى بن معين: لا بأس به، وديلم صدوق. تابعه على الحديث: الحسن بن أبي جعفر " أهـ. 339- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (4803) قال: حدثنا عبيد بن خلف. وأيضاً (7224) قال: حدثنا محمد بن جابان قالا: حدثنا اسحاق بن بهلول الانباري، ثنا عبد الله بن نافع المخزومى المدينى، قال: ثنا المغيرة بن اسماعيل بن ايوب بن سلمة، عن عثمان بن عبد الرحمن الزهري، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يتبع المراة حراماً، أينكح أمها؟ أو يتبع الأم حراماً، أينكح ابنتها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحرم الحرام الحلال، انما يحرم ما كان بنكاح حلال ". وأخرجه ابن عدى فى " الكامل" (5/1808) ، وابن حبان فى " المجروحين " (2 / 99) ، والدارقطنى (3/368) ، والبيهقي (7/169) من طريق إسحاق بن بهلول به. قال الطبرانىّ:

340

"لم يرو هذا الحديث عن الزهري، إلاَّ عثمان، تفردبه عبد الله بن نافع " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به لا عثمان ولا عبد الله بن نافع. أما عثمان. فقال ابن أبى حاتم فى "العلل" (1257) : " سالت أبي عن حديث وراه معاوية بن عبد الله الليثي المديني، قال: حدثني عبد الله بن نافع، عن المغيرة بن اسماعيل، عن عمر بن محمد الزهري، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يزني بامرأة، ثم يتزوج ابنتها، فقال: " لاتحرم عليه من ذلك الا ما كان بالنكاح واما ما كان بالزنا فلا تحرم عليه " أهـ. قال أبي: هذا حديث باطل والمغيرة بن اسماعيل وعمر هذا هما مجهولان " أهـ. وأما عبد الله بن نافع فلم يتفرد به، فتابعه محمد بن المغيرة، عن أبيه المغيرة ابن إسماعيل بسنده سواء مرفوعا: " لا يقيد حلالٌ بحرامٍ، من أتى امرأةً فجوراً، فلا عليه أن يتزوج أمها أو ابنتها، فأمَّا نكاحٌ فلا ". أخرجه ابن عدى (5/1808) ومن طريقه البيهقى (7/169) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، ثنا يحيى بن المغيرة المخزومى، حدثنى أخى محمد بن المغيرة به ولا يصحُّ الحديث على أىِّ وجه. والله أعلم. 340- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (2924) عن الحارث بن عبد الله الخازن. والعقيلى فى " الضعفاء " (4309) عن أبى النضر، قالا: ثنا أبو معشر، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة عن

341

أبي هريرة مرفوعاً: " ما بين المشرق والمغرب قبلة ". زاد العقيلىّ: " لأهل العراق ". وأخرجه الترمذى (342، 343) ، وابن ماجة (1011) ، وابن مردوية فى " تفسيره " – كما فى " ابن كثير " (2/518) – من طريق أبى معشر بهذا الإسناد قال الطبرانىّ: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو، إلاَّ أبو معشر " وقال العقيلى فى ترجمة (أبى معشر) : لا يتابع عليه. ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنكما! فلم يتفرد به أبو معشر، فتابعه علىُّ بن ظبيان، عن محمد بن عمرو بسنده سواء. أخرجه ابن عدى (5/1834) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة، قال: ثنا على بن ظبيان. وقال ابن عدى: " وهذا لا أعلم يرويه عن محمد بنعمرو غير علي بن ظبيان وأبي معشر وهو بأبي معشر أشهر منه بعلي بن ظبيان ولعل علي بن ظبيان سرقه منه. 341- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (5 / 1845 – و6/2072) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زنجويه، ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسى، ثنا علي بن قادم، ثنا سفيان الثوري، عن قابوس بن أبي ظبيان،

342

عن أبيه، عن بن عباس مرفوعاً: " ليس على المسلم جزية " قال ابن عدى: " ولا أعلم رواه عن الثوري، عن قابوسٍ غير علي بن قادم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد بوصله على بن قادم، فتابعه يحيى بن آدم، عن سفيان الثورى، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباسٍ مرفوعاً مثله. أخرجه الدارقطنى (4/156) قال: نا ابن صاعدٍ، نا يوسف بن محمد ابن سابق، نا يحيى بن يمانٍ به. 342- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (2216) وفى الصغير (23) من طريق جعفر بن محمد بن جعفر المدائني، قال: نا علي بن غراب، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: "الحرب خدعة ". قال الطبرانى: "لم يروه عن هشام، إلاَّ علي بن غراب " وزاد فى " الصغير ": " تفرد به جعفر بن محمد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به علي بن غراب، فتابعه عبدة بن سليمان الكلابى، عن هشام بن عروة بهذا الأسناد.

343

أخرجته أنت فى " الأوسط " (4116) قلت: حدثنا علي بن سعيد، قال: نا محمد بن عبدة بن سلمان الكلابي، قال حدثني أبي بهذا. وتابعه عيسي بن يونس، عن هشام بن عروة بسنده سواء موصلا مثله. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (5/1849) قال: حدثناه الحسن بن سفيان، عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس به وقال: " وقد حدثناه غيرُهُ عن هشام بن عمار مرسلاً ". 343- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (5 / 2001) من طريق موسى بن أعين، وفضيل بن عياض وجرير بن عبد الحميد ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، عن طاوس عن بن عباس مرفوعاً: " الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله تعالى أحل فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير ". قال ابن عدى: " ولا أعلم روى هذا عن عطاء بن السائب غير هؤلاء الذين ذكرتهم: موسى بن اعين وفضيل بن عياض وجرير ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به ثلاثتهم، فتابعهم سفيانُ الثورىُّ، عن عطاء بن السائب مثله. أخرجه الحاكمُ فى " المستدرك " (1/459) قال: حدثنا على بن حمشاذ العدل، ثنا صالحُ بن محمد الهمدانىُّ، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا سفيان الثوري. وتابعه أيضاً سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب بسنده سواء.

344

أخرجه الحاكم أيضا من طريق الحميدىّ، ثنا سفيان به وقال: " هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ". وانظر رقم (1344، 1345) . 344- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (3001) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أنا عبد الرزاق، قال أنا معمر، قال: أنا ابن جريج، قال أخبرني عطاء بن السائب أن عبد الله بن حبيب أخبره، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [وآتوهم من مال الله الذي آتاكم] ، قال: "ريع الكتابة " اهـ. قال الطبرانى: "لم يرفع هذا الحديث عن عطاء بن السائب، إلاَّ ابن جريج، تفرد به: عبد الرزاق ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! كذا وقع الإسناد فى " الأوسط ": " عبد الرزاق، أنا معمر، أنا ابن جريج ". وأظنُّ أن "معمراً" مقحمٌ فى الإسناد. فقد رواه إسحاق بن راهوية، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ ابن جريجٍ، حدثنى عطاء بن السائب بسنده سواء. أخرجه الحاكم فى " المستدرك " (2/397) ، وابن عدى فى " الكامل " (5/2002) ، والبيهقى (10/329) . وهذا هو اللائق بنقد الطبرانى، أن يكون عبد الرزاق رواه عن ابن جريج بلا واسطة، إلاَّ أن يكون إِسحاق

345

ابن إبراهيم الدبرى شيخ الطبرانى خالف إسحاق بن إبراهيم بن راهوية فى إسناده. فإن ثبت ما احتملته أن عبد الرزاق يرويه عن ابن جريج بلا واسطة فيتعقب حكم الطبرانى بأن حجاج بن محمد الأعور رواه عن ابن جريج مثله مرفوعاً. أخرجه البيهقىُّ (10/328-329) ونبه ابن عدى على هذه المتابعة. ورواه أيضا هشام بن يوسف، عن ابن جريج بسنده سواء. أخرجه ابن أبى حاتم فى " تفسيره " – كما فى " ابن كثبر " (6/57) – قال: أخبرنا الفضل بن شاذان المقرئ، أخبرنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف. أما إذا كان الإسناد فى " الأوسط " على الصواب، فيكون معنى قول الطبرانى أنه لم يروه إلاَّ عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن جريجٍ، والله أعلم. 345- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (5 / 2008) قال: حدثنا حذيفة بن الحسن، قال: ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، قال: ثنا الأسود بن عامر، ثنا عصام الطفاوي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن بن عباس مرفوعاً: " لا يحب ثقيف رجل يؤمن بالله ورسوله، ولا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ". قال ابن عدي: " وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن الأعمش، إلاًّ عصام الطفاوي

346

هذا " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عصام بن طليقٍ، فتابعه جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن حبيب بن أبى ثابتٍ وعدى بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا: " لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يحب ثقيف رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ". أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير " (ج12/رقم 12339) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالحٍ، ثنا نعيم بن حماد، ثنا جرير به. 346- وأخرج أبو نعيم فى " الحلية " (3/72) من طريق وهب بن جرير، قال: ثنا عبيس بن ميمون، عن يحيى بن أبى كثير، عن أنس مرفوعاً: " من تولى غير ذى نعمته؛ فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " قال أو نعيم: " غريبٌ من حديث يحيى، لم نكتبه إلاَّ من حديث وهبٍ، عن عبيس ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به وهب بن جرير، فتابعه محمود بن عبد الله بن سنان الترجمانى، ثنا عبيس بن ميمون بسنده سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (5/2011) قال: حدثنا محمودٌ بهذا، وقال: " ولا أعلم روى هذا عن يحيى غير عبيس ".

347

347- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (5 / 1726) قال: حدثنا ابن ناجية، أخبرنا القاسم بن زكريا ابن دينار، ثنا إسحاق بن منصور السلولي، ثنا عمار ابن سيف الضبى، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال: كنت مع جرير بقطربل فأسرع، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل، وقطربل والصراة، يجبى إليها الخراج، يخسف الله بها، هى أسرع في الأرض من المعول في الأرض الرخوة ". قال ابن عدىّ: " وهذا حديث منكر، ولا يروي إلاَّ عن عمار بن سيف هذا ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به عمار بن سيف، فتابعه سفيان الثورى، وسيف بن محمد، ومحمد بن جابر، فرووه عن عاصم الأحول بسنده سواء. أخرجه ابن الجوزى فى " الموضوعات " (2/64-68) . والحديث باطل، ولا يصح من وجه من الوجوه. والله أعلم. 348- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (4 / 2046) من طريق فضيل بن سليمان، ثنا أبو مالك عن ربعيّ، عن حذيفة مرفوعاً: " إن الله يضع كل صنعة بصنعته ". قال ابن عدىّ: " وهذا لا أعلم يرويه عن أبى مالك، غير فضيل بهذا الإسناد". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك!

349

فلم يتفرد به فضيل بن سليمان، فتابعه مروان بن معاوية الفزارى، ثنا أبو مالك بسنده سواء. أخرجه البخارى فى " خلق أفعال العباد " (117) ، وابن أبى عاصم فى " السنة " (358) ، وابن مندة فى " التوحيد " (115) ، والحاكم (1/31) ، والبيهقى فى " الشعب" (1/140) ، وفى " الأسماء " (ص 388) ، وفى " الاعتقاد " (ص 61) . 349- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (6 / 2144) قال: حدثنا محمد بن عثمان، ثنا محمد، ثنا عمران القطان، عن الحجاج بن أرطاة عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن جرير مرفوعاً: " برأت الذمة ممن أقام مع المشركين في بلادهم ". وأخرج الطبرانى فى " الكبير" (ج 2/ رقم 2262) قال: حدثنا أحمد ابن عمرو البزار ن ومحمد بن صالح بن الوليد النرسيُّ، قالا: ثنا الحسن بن يحيى الأزديّ، ثنا محمد بن بلال، عن عمران بهذا الإسناد. وأخرجه الطبرانى أيضا (2261) من طريقين، عن حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة بسنده سواء. قال ابن عدى: " لا أعلم رواه عن ابن أبى خالد، غير حجاج، وعن حجاج رواه رجلان: عمران وحماد بن سلمة ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك!

350

فلم يتفرد به حجاج، بل تابعه أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم، عن جرير بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى خثعم، فاعتصم ناسٌ بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم، فأمر لهم بنصف العقل، وقال: " أنا برىء من كل مسلمٍ يقيمُ بين أظهر المشركين " قالوا: يا رسول الله! ولم؟ قال: " لا ترايا نارُهما". أخرجه أبو داود (2645) ، والترمذى (1604) ، وابن الأعرابى فى " المعجم " (ق 84/1-2) ، والطبرانى فى " الكبير " (ج2/رقم 2264) ، والبيهقى (8/131 و 9/142) وفى " الشعب " (9374) من طرقٍ عن أبى معاوية. 350- وأخرج أبو داود (4303) والترمذى (1366) ، وابن ماجة (2466) ، والبيهقى (6 / 136) من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق عن عطاء، عن رافع بن خديج مرفوعاً: " من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من الزرع شيء، وله نفقته ". قال الترمذيُّ: " هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث أبي إسحاق، إلاَّ من الوجه من حديث شريك بن عبد الله. . . قال: وسألت محمدا بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن، وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من رواية شريك ". ونقل البيهقى عن أبى سليمان الخطابى قال: وحدثنى الحسن بن يحيى، عن موسى بن هارون الحمال أنه كان ينكر هذا الحديث ويضعَّفُهُ ويقول:

351

" لم يروه عن أبى إسحاق إلا شريك، ولا رواه عن عطاء غير أبى إسحاق..". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به شريك النخعى، فتابعه قيس بن الربيع، عن أبى إسحاق، عن عطاء، عن رافع مرفوعا مثله. أخرجه البيهقى (6/136) من طريق يحيى بن آدم، ثنا قيس به. 351- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (1 / 338) قال: حدثنا محمد بن احمد بن الحسين الأهوازي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عطاء بن يسار، عن سلمان مرفوعاُ: " لا يدخل الجنة أحد إلاَّ بجواز: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان: أدخلوه جنة عالية، قطوفها دانية ". أورد ابن عدى هذا الحديث فى ترجمة الدَّبرى، ثم قال: " حدَّث عنه – يعنى: عبد الرزاق – بحديث منكر " ثم أورد له هذا الحديث وختم الترجمة بما يدل على أن الدبرى تفرد به. ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الدبرى، فتابعه محمد بن على بن النجار الصنعانى، ثنا عبد الرزاق بسنده سواء. فتخلص منه الدبرى. أخرجه أبو يعلى الخليلى فى " الإرشاد " (1/424) ، وتمام الرازى فى

352

" الفوائد " (1771- ترتيبه) وعلَّةُ الحديث عندى من عبد الرحمن بن زياد، فقد تكلَّم أهل العلم فى حفظه، ولم أقف على من تابعه. والله أعلم. 352- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (9269) قال: حدثنا الوليد بن حماد، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: " أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة ". قال الطبرانىّ: " لا يروي هذا الحديث عن أبى سعيد، إلاَّ بهذا الإسناد، تفرد به: خالد بن يزيد بن أبي مالك ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد روى من غير ما وجه عن أبى سعيد، منها ما رويته أنت فى " الأوسط " قبل ذلك (برقم 1887) فقد قلت هناك: حدثنا أحمد بن طاهر بن حرملة، قال: نا جدي حرملة بن يحيى، قال: نا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أبو مسعود الماضي بن محمد الغافقي، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: " ألا أخبركم بأشقى الأشقياء، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة ". وأخرجه ابن أبى حاتم فى " العلل " (2/278) ، وابن الأعرابى فى " المعجم " (ج5/ق99/2-100/1) ، وابن عدى فى " الكامل " (6/2425) من طريق ابن وهب به.

353

قال أبو حاتم: " هذا حديث باطلٌ، وماضى لا أعرفُهُ ". وقال ابن عدى: " وماضى عامة ما يرويه لا يتابع عليه، ولا أعلم روى عنه غير ابن وهب ". وطريق آخر: أخرجه القضاعى فى " مسند الشهاب " (1126) من طريق أحمد بن محمد بن يعقوب الدارمىّ، ثنا محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه، عن عطاء، قال: سمعت أبا سعيد الخدرى يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقرُ الدنيا، وعذاب الآخرة " قال شيخنا فى " الضعيفة " (139) : " وهذا سندٌ واهٍ من أجل يزيد ابن سنان وابنه محمد وهو أشدُّ ضعفاً من أبيه " اهـ. 353- وأخرج ابن عدى (4 / 1507) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري، ثنا المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن جابر مرفوعاً: " القناعة مال لا ينفد ". وأخرجه ابن شاهين فى " الترغيب " (305/3) ، والقاضى أبو عبد الله الفلاكى فى " الفوائد " (ق 108/1) ، والشجرى فى " الأمالى " (2/198) من طريق عبد الله بن إبراهيم به. قال ابن عدى: " وهذا الحديث بهذا الإسناد، لا يرويه عن المنكدر، غير عبد الله بن إبراهيم ".

354

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عبد الله بن إبراهيم، فتابعه محرز بن سلامة، نا المنكدر به. أخرجه الخطيبُ فى " الفقيه والمتفقه " (رقم 836) . وقال ابن أبى حاتم فى " العلل " (1813) : " سألتُ أبى عن حديث رواه عبد الله بن إبراهيم.. وذكره. فقال أبى: هذا حديثٌ باطلٌ ". 354- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (6922) قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيب، نا أبو يوسف الصيدلاني، ثنا خالد ابن إسماعيل المخزومي، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه عن جابر مرفوعاً: " عليكم بالقناعة فإن القناعة مال لا ينفد ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلاّض ابنه يوسف، ولا عن يوسف إلاَّ خالد بن إسماعيل، تفرد به: أبو يوسف الصيدلانى، ولا يروى عن رسول اله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، بل تابعه أخوه المنكدر ابن محمد بن المنكدر عن أبيه، عن جابرٍ مرفوعاً: " القناعة مالٌ لا ينفد ". أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (4/1507) ، والعقيلى فى " الضعفاء " (2/233) ، وأبو الشيخ فى " الأمثال " (83) ، والقاضى أبو عبد الله الفلاكى فى " الفوائد " (ق 108/1) ، وابن شاهين فى

355

" الترغيب " (305/3) ، والبيهقى فى " الزهد " (105) ، والشجرى فى " الأمالى " (2/198) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفارى، ثنا المنكدر به وتابعه محرز بن سلمة، نا المنكدر به أخرجه الخطيب فى " الفقيه والمتفقه " (رقم 836) . 355- وأخرج الحاكم فى " المستدرك " (3/304) قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري الإمام بمكة في المسجد الحرام، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ، ثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: " قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت [والضحى] قال لي: كبِّر كبِّر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن بن عباس أمره بذلك، وأخبره بن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد " وتعقبه الذهبى بقوله " البزيّ قد تكلم فيه ". وأخرجه المخلِّص فى " الفوائد " ومن طريقه الذهبى فى " الميزان " (1 / 145) من طريق ابن صاعد ثنا البزى أحمد بن محمد بن القاسم به. قال الذهبى: " هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي، قال أبو حاتم: هذا حديث منكر ".

ومعنى كلام الذهبى أن البزي تفرَّد به. وقد صرح بذلك ابن كثير فى " تفسيره " (8/445) فقال: " فهذه سنة تفرَّد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي من ولد القاسم بن أبي بزة، وكان إماما في القراءات، فأما في الحديث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي، وقال: لا أحدث عنه، وكذا أبو جعفر العقيلى قال: هو منكر الحديث ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنكما! فلم يتفرد به البزىُّ، فقد تابعه الإمام الشافعى رحمه الله قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فذكر مثله. أخرجه أبو يعلى الخليلى فى " الإرشاد " (ص 427- 428) قال: حدثنا جدى، حدثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم، حدثنا محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم، حدثنا الشافعى به، وهذا سندٌ جيدٌ. وقال ابن كثير أيضا: " حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في " شرح الشاطبية " عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة، فقال أحسنت وأصبت السنة. . وهذا يقضي صحة هذا الحديث ". ? قُلْتُ: فواضح أن ابن كثير لم يقف على رواية الشافعى المسندة فى ذلك، وإنما صحح الحديث بناء على قول الشافعى: " أصبت السنة "، وتصحيح الحديث بمثل هذا القول فيه نظر لا يخفى على من تأمله. والله أعلم

356

356 - وترجم أبو يعلى الخليلي فى " الإرشاد " (ص 195 – 196) ل " بكر بن وائل بن داود " وقال: " روي عنه هشام بن عروة حديثا واحدا، وهو ثقة، غير مخرَّج فى " الصحيحين " " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد أخرج له مسلم فى " صحيحه " (1638/000) هذا الحديث الواحد الذى رواه عنه هشام بن عروة. قال مسلم: " حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن بكر بن وائل، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباسٍ وساق استفتاء سعد بن عبادة النبى صلى الله عليه وسلم فى نذر كان على أمه، توفيت قبل أن تقضيه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " اقضه عنها ". 357- وترجم الخليلي فى " الإرشاد " (ص 244) ل "علي بن الجعد " وقال: " ثقة متفق عليه، مخرج في " الصحيحين " يروى عن مالك ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يرو له مسلم فى " صحيحه " شيئا، وأخرج له البخارى بضعة أحاديث لا تصل الى العشرين ولا ما دونها. 358-وترجم الخليلى أيضا (ص 577-578) لأبى زكريا يحيى بن عبد الحميد الحمانى وقال: " مخرج فى الصحيحين "!

359

فلم يخرج له أحد الشيخين شيئا، كيف وقد اتهموه بسرقة الحديث؟! ولم يقع له شىء فى أحد الصحيحين، إلا ما جاء فى " صحيح مسلم " فقد أخرج مسلم (713/68) حديثا عن أبى حميد أو عن أبى أسيد فى الدعاء عند دخول المسجد وفى آخره قال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال قال: بلغنى أن يحيى الحمانى يقول: " وأبى أسيد ". وقال الذهبى فى " سير النبلاء " (10/537) : " ولا رواية له فى الكتب الستة تجنبوا حديثه عمداً، لكن له ذكرٌ فى " صحيح مسلم " فى ضبط اسم.. " اهـ وكذا قال المزى. وانظر " تهذيب التهذيب " (11/248) . 359- وترجم الخليلي أيضاً (ص 591) ل " إبراهيم بن عرعرة بن البرند السامي " وقال: " حافظ كبير ثقة متفق عليه، مخرج في الصحيحين " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يخرج له البخاري شيئا، وهو من شيوخ مسلم الثقات، لكنه لم يكثر عنه، وقد روي عنه مسلم سبعة أحاديث. 1- فأخرج فى " كتاب المساجد ومواضع الصلاة " (613 / 177) قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مواقيت الصلاة؟ فقال: " اشهد معنا الصلاة " فأمر بلالا فأذن بغلس. فصلى الصبح حين طلع الفجر. ثم أمره بالظهر

حين زالت الشمس عن بطن السماء. ثم أمره بالعصر والشمس مرتفعة. ثم أمره بالمغرب حين وجبت الشمس. ثم أمره بالعشاء. حين وقع الشفق. ثم أمره الغد، فنور بالصبح. ثم أمره بالظهر فأبرد. ثم أمره بالعصر والشمس بيضاء نقية لم تخالطها صفرة. ثم أمره بالمغرب قبل أن يقع الشفق. ثم أمره بالعشاء ثم ذهاب ثلث الليل أو بعضه (شك حرمي) فلما أصبح قال: " أين السائل؟ ما بين ما رأيت وقت " 2- وأخرج فى " الجنائز " (955 / 70) قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، حدثنا غندر، حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر. 3- وأخرج فى " كتاب الزكاة " (1059 / 135) قال: حدثنا محمد بن المثنى وإبراهيم بن محمد بن عرعرة (يزيد أحدهما على الآخر الحرف بعد الحرف) قالا: حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا بن عون، عن هشام بن زيد بن أنس، عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان بذراريهم ونعمهم. ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ عشرة آلاف. ومعه الطلقاء. فأدبروا عنه حتى بقي وحده قال: فنادى يومئذ نداءين. لم يخلط بينهما شيئا، قال: فالتفت عن يمينه فقال: " يا معشر الأنصار! " فقالوا: لبيك يا رسول الله! أبشر نحن معك. قال: ثم التفت عن يساره فقال: " يا معشر الأنصار! " قالوا: لبيك يا رسول الله! أبشر نحن معك. قال: وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال: " أنا عبد الله ورسوله " فانهزم المشركون وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم كثيرة. فقسم في المهاجرين والطلقاء. ولم يعط الأنصار شيئا فقالت الأنصار: إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطى الغنائم! غيرنا فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال:

" يا معشر الأنصار! ما حديث بلغني عنكم؟ فسكتوا فقال: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم؟ قالوا بلى يا رسول الله رضينا، قال: فقال: " لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار " قال هشام فقلت: يا أبا حمزة أنت شاهد ذاك، قال: وأين أغيب عنه؟! 4- وأخرج فى " كتاب الحج " (1369 / 466) قال: وحدثني زهير بن حرب وإبراهيم بن محمد السامي، قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت يونس يحدث عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم! اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة " 5- وأخرج فى " كتاب الفضائل " (2298 / 33) قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة، عن معبد بن خالد، أنه سمع حارثة بن وهب الخزاعي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. وذكر الحوض. بمثله ولم يذكر قول المستورد وقوله. وأحال مسلم على حديث ابن أبى عدى، عن شعبة قبله. 6- وأخرج أيضا فى " كتاب فضائل الصحابة " (2474 / 133) قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي ومحمد بن حاتم (وتقاربا في سياق الحديث واللفظ لابن حاتم) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة، عن بن عباس قال: لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم انه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني،

فانطلق الآخر حتى قدم مكة، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني فيما أردت، فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه -يعني الليل - فاضطجع فرآه عليّ فعرف انه غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى أصبح ثم احتمل قريبته وزاده إلى المسجد فظل ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أمسى فعاد إلى مضجعه، فمر به عليّ فقال: ما أنى للرجل ان يعلم منزله، فأقامه فذهب به معه ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك فأقامه علي معه، ثم قال له: ألا تحدثني؟ ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال ان أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني، فعلت. ففعل، فأخبره فقال: فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني، فإني ان رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فان مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل معه فسمع من قوله واسلم مكانه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إرجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري " فقال: والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وثار القوم فضربوه حتى أضجعوه، فأتى العباس فأكب عليه فقال: ويلكم! ألستم تعلمون أنه من غفار وإن طريق تجارتكم إلى الشام عليهم فأنقذه، منهم

360

ثم عاد من الغد بمثلها وثاروا إليه فضربوه فأكب عليه العباس فأنقذه. 7- وأخرج فى " كتاب الفتن وأشراط الساعة " (2957 / 2) قال: حدثني محمد بن المثنى العنزي وإبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، قالا: حدثنا عبد الوهاب (يعنيان الثقفي) عن جعفر، عن أبيه، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله. غير أن في حديث الثقفي: " فلو كان حيا كان هذا السكك به عيبا ". 360- وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (1 / 293) قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني بن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً: " من باع تمرا فاصابته جائحة فلا يأخذها أيأخذ أحدكم مال أخيه بغير حقه " قال ابن عدي: " وهذا الحديث يرويه ابن عياش، عن ابن جريج، أيضا ينفرد به " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به إسماعيل بن عياش، فقد تابعه جمتاعة، منهم: ابن وهب، عن ابن جريج. أخرجه مسلم (1554/14) ، وأبو داود (3470) ، وابن الجارود فى " المنتقى " (639) ، والدارقطنى (3/30-31) ، والطحاوى فى " شرح المعانى " (4/34-35) ، والبيهقى (5/306) . أبو عاصم النبيل، عنه.

أخرجه مسلم، وأبو داود، والطحاوى فى " شرح المعانى "، والبيهقى فى " سننه ". روح بن عبادة، عنه. أخرجه الدارقطنى (3/31) . أبو ضمرة أنس بن عياض، عنه. أخرجه مسلم (1554/14) . وأخرجه الحاكم (2/36) ووقع عنده: " أبو ضمرة، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج " ولعل الصواب: " أبو ضمرة ويحيى بن سعيد، عن ابن جريج " فالله أعلم. محمد بن ثور، عنه. أخرجه الحاكم (2/36) . حجاج بن محمد الأعور، عنه. أخرجه النسائى (7/264-265) ، والدارقطنى (3/31) . ثور بن يزيد، عنه. أخرجه النسائى (7/265) ، وابن ماجة (2219) ، والطبرانى فى " الأوسط" (6768) ، وفى " مسند الشاميين " (504) ، وابن عساكر فى " تاريخه " (ج 7/ق536-537) من طريق هشام بن عمار، ثنا يحيى ابن حمزة، حدثنى ثور بن يزيد به. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن ثور بن يزيد، إلا يحيى بن حمزة، تفرد به: " هشام بن عمار ". وانظر رقم (1236) .

361

361-وأخرج ابن عدى فى " الكامل " (1/347) قال: حدثنا أحمد ابن منصورٍ الحاسب، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قالا: ثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا أيوب بن جابر الحنفي، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير مرفوعاً: " اتقوا النار ولو بشق تمرة ". قال ابن عدى: " وهذا الحديث غريب في هذا الباب بهذا الإسناد، لا يرويه عن سماك بن حرب، غير أيوب بن جابر، ولا أعلم يرويه عن أيوب غير الوركاني ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الوركانى، فتابعه إبراهيم بن أبي العباس، ثنا أيوب بن جابر بسنده سواء. أخرجه البزار (ج1/رقم 935) قال: حدثنا صالح بن معاذ أبو بشر، ثنا إبراهيم بن أبى العباس به وقال: " لا نعلمه عن النعمان، إلا من هذا الوجه، وأحسب أن أيوب أخطأ فيه". 362- وأخرج البزار (ج1/رقم 916 – كشف الأستار) قال: حدثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أخبر معمر، أخبرنى سماك بن الفضل، عن عروة بن محمد ابن عطية، عن أبيه، عن جده عطية قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اليد المنطيةُ، خيرٌ من اليد السفلى " قال البزار: " لا نعلم روى عطيَّة إلاَّ هذا، وآخرُ ".

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! بل له أكثر من هذا، فمن ذلك ما: أخرجه ابن أبى عاصم فى " الآحاد والمثانى " (1265) عن حجاج بن منهال. والطبرانى فى " الكبير " (ج17/رقم 440) عن عبد الواحد بن عتاب قالا: ثنا حماد بن سلمة عن رجاء أبى المقدام، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن عطية رجلٍ من جشم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا أيها الناس! لا تسألوا الناس " ثم قال كلمةً خفيَّةً: " فإن الله تعالى مسئول ومنطى ". وهذا سندٌ رجاله ثقات، وإسماعيل بن عبيد الله؛ صرَّح المزى فى " التهذيب " (3/144) أنه أدرك عطية بن عروة السعدىّ. وقد فرَّق البغوى وجعفر المستغفرى وأبو موسى المدينى بين: " عطية بن عروة السعدى "، وبين " عطية بن عمرو بن جشم ". أما ابن أبى عاصم والطبرانى فهما عندهما واحدٌ. وقال الطبرانى: " عطية بن سعد السعدى من بنى جُشم بن سعد " ولهذا الحديث طريق آخر عند الطبرانى (رقم 442) . ومن ذلك: أخرجه أحمد (4/226) ، وابن أبى عاصم (1267) ، والطبرانى فى " الكبير " (ج17/رقم 444) من طريق إبراهيم بن خالد، حدثنى أبو وائل الصنعانى المرادى قال: كنا جلوساً عند عروة بن محمدٍ، قال: حدثنى أبى، عن جدى عطية وقد كانت له صحبةٌ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما

363

تطفأُ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ". وسنده ضعيف. وانظر " السلسلة الضعيفة " (2/51) لشيخنا الألبانى. ? قُلْتُ: وثمة أحاديث أخرى أوردها الطبرانى فى ترجمة عطية السعدى، وتعقيبى على البزار فى هذا الموضع ليس بقاطعٍ، لاحتمال أنه يفرق بين عطية الجشمى وعطية السعدى، وإنما ذكرتُ هذا للفائدة. والله أعلم. 363- وأخرج أبو داود (2467) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف، يدني إليّ رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان ". قال أبو داود: " لم يتابع أحدٌ مالكاً على: عروة، عن عمرة ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد مالك بذلك، بل تابعه عبيد الله بن عمر، فرواه عن الزهرى، قال: أخبرنى عروة بن الزبير، أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت.. فذكرته. أخرجه الخطيب فى " تاريخه " (2/130) من طريق الطبرانى، وهذا فى " الأوسط " (6604) ، وفى " الصغير " (1017) قال: حدثنا محمد ابن جعفر بن الإمام الدمياطى، ثنا على بن المدينى؛ ثنا أنس بن عياض، حدثنى عبيد الله بن عمر.

264

قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، إلا أنس ابن عياض، تفرَّد به: على بن المدينى ". ونقل المزى فى " تحفة الأشراف " (12/79) عن البخارى قال: " هو صحيحٌ عن عروة وعمرة، ولا أعلم أحداً قال: " عن عروة، عن عمرة " غير مالك وعبيد الله بن عمر ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد تابعهما أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس المدنى. ففى " علل الدارقطنى " (ج5/ق151/1) قال: " وسئل عن حديث عمرة عن عائشة وساق الحديث فقال: يرويه الزهرى؛ واختلف عنه، فرواه عبيد الله بن عمر، وأبو أويس عن الزهرى، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة وكذلك رواه مالك فى " الموطأ " واختلف عنه.. إلخ " اهـ. وقد أفضت فى بيان هذا الاحتلاف فى تعليقى على " جزء من حديث الذُّهلى " (رقم 8) والحمد الله على التوفيق. وانظر رقم (1495) . 264- ذكر ابن عبد البر فى " التمهيد " (8/322) حديث مالك الذى ذكرته آنفا ثم قال: " الذي أنكروا على مالك ذكره عمرة في حديث عائشة أنها كانت ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتكف هذا ما أنكروا عليه في هذا الحديث لأن ترجيل عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتكف لا يوجد إلا فى حديث عروة وحده عن عائشة " اهـ.

365

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد وقع هذا الحرفُ أيضاً من رواية عبيد الله بن عمر، عن الزهرى وتقدَّم تخريجه، فلم يتفرد به مالك لا سنداً ولا متناً. والله أعلم. 365- قال الحافظ ابن حجر فى " التغليق " (3/499) : " أخرج ابن الأعرابى فى " معجمه " من طريق قتادة، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ? فيها أزواج مطهرة? قال: " من الحيض، والغائط، والنخامة، والبزاق ". وإسنادُهُ لا بأس به. ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد ذكرت هذا الحديث فى " الفتح " (6/320) وقلت فيه: " لا يصح إسناده " وهذا هو الصواب، وأن الحديث معلٍّ، والراجح أنه من قول قتادة كما صرَّح بذلك ابن كثير فى " تفسيره " وقد بينت ذلك فى تعليقى عليه. والحمد الله. 366- قال الحافظ فى " الفتح " (6/367) : " وروى بن أبي حاتم بإسناد حسن عن أبي بن كعب مرفوعا " أن الله خلق آدم رجلا طوالا، كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد قال ابن أبى حاتم فى " تفسيره " (392) حدثنا على بن الحسين بن إشكاب، ثنا على بن عاصم، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن

367

الحسن البصرى، عن أبى بن كعب مرفوعاً فذكره مطولاً. وهذا حديث منكر ٌ، وسنده ضعيف أو واهٍ وعلى بن عاصم كان كثير الخطأ وسعيد بن أبى عروبة كان تَغيَّر، وعلى بن عاصم ليس من قدماء أصحابه، وقتادة مدلسٌ، والحسن البصرى لم يسمع من أبى بن كعبٍ. أيقالُ فى مثل هذا الإسناد أنه حسنٌ؟! 367- قال الحافظ فى " الفتح " (8/185) : " وهذا الذي قاله حذيفة جاء مفسرا في حديث أبي أيوب الذي أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من طريق أسلم بن عمران قال: كنا بالقسطنطينية فخرج صف عظيم من الروم فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ثم رجع مقبلا فصاح الناس سبحان الله! ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: أيها الناس إنكم تؤولون هذه الآية على هذا التأويل وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قلنا بيننا سرا إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله هذه الآية فكانت التهلكة الإقامة التي أردناها ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يخرجه مسلم فى " صحيحه "

368

368- قال الحاكم فى آخر " كتاب الجنائز " (1/3865) قال: أخبرنا أبو علي محمد بن علي الواعظ ببخارى ثنا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صلى ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب فقلت له: فقال: إنه من السنة أو من تمام السنة ". قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلا وجه لاستدراك هذا على البخارى، فقد أخرجه فى " كتاب الجنائز " (3/203) قال: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: صليتٌ خلف بن عباس رضى الله عنهما على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب قال: لتعلموا أنها سنة. وأخرجه أبو داود (3198) ، والبيهقى (4/38 – 39) من طريق إسماعيل بن إسحاق قالا: ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان الثورى بهذا الإسناد غير أنه قال: " إنها من السنة ". وأخرجه ابن الجارود فى " المنتقى " (535، 536) من طريق عبد الرزاق وهذا فى " مصنَّفه " (6427) قال: ثنا سفيان الثورى بهذا.

369

وأخرجه البخارى أيضاً (3/203) قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن سعد عن طلحة قال: صليتُ خلف ابن عباس رضى الله عنهما ولم يذكر لفظه، وأحال على لفظ حديث شعبة: " قال: إنه حقٌّ وسنَّة" أخرجه النسائى (4/75) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمدٌ – هو غندرٌ – بهذا الإسناد سواء. وأخرجه ابن الجارود (534) من طريق يحيى بن عباد. والبيهقى (4/39) من طريق بشر بن عمر قالا: ثنا شعبة بهذا الإسناد، وعند البيهقى: وربما قال: " سنَّة "، ولم يذكر " حق ". والغريب أنَّ الحاكم أخرج حديث شعبة هذا. فقال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضى، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبى إياس، ثنا شعبة بهذا الإسناد. قال الحاكم: " إسنادٌ صحيحٌ أخرجه البخارى " ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!! قال الحافظ فى " الفتح " (3/ 204) : " وعلى الحاكم مأخذٌ وهو استدراكه له، وهو فى البخارى. " انتهى. 369- أخرج البخارى (9/57) حديث زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق ن عن البراء قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط.. الحديث. قال الحافظ فى " الفتح ": " قوله: عن البراء. فى رواية الترمذى من طريق

370

شعبة، عن أبى إسحاق: سمعتُ البراء ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد وقعت هذه الرواية فى " صحيح مسلم " فالعزو إليه أولى. فأخرجه (795/241) من طريق محمد بن جعفر وابن مهدى وأبى داود قالوا: حدثنا شعبة، عن أبى إسحاق قال: سمعتُ البراء بن عازب فذكره. 370- قال الحافظ فى " الفتح " (10/148) : " وأخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعاً: " أيما امرأة أصاب ولدها عذرة، أو وجعٌ فى رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً، فتحكه بماء، ثم تسعطه إياه ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يخرجه من أصحاب السنن إلاَّ النسائى فى " الكبرى " (4/374) من طريق موسى بن عقبة، عن أبى الزبير، عن جابر. وقد خرَّجتُهُ فى " الأمراض والكفارات " (رقم 54) للضياء المقدسي. 371-وقال الحافظ أيضاً فى " الفتح " (10/257) : " لكن أخرج الطبرانى من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر، قال: رآنى النبى صلى الله عليه وسلم أسبلت إزارى، فقال: " يا ابن عمر! كل شىء يمسُّ الأرض من الثياب فى النار " اهـ. وقال أيضاً (10/321) : " وأما متابعة شعيب فوصلها الإسماعيلى كذلك،

وأشار إليها أبو داود " اهـ. وقال أيضاً (10/546) : " وللطبرانى من حديث عمار بن ياسر: لما هجانا المشركون قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قولوا لهم كما يقولون لكم، فإن كُنَّا لنعلِّمُه إماء أهل المدينة ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! ففى هذا التخريج شىءٌ من التقصير فى العزو. أما الموضع الأول: فأخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج12/رقم 13433) من طريق محمد بن كثير، ثنا سفيان الثورى، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر به وقد أخرجه أحمد (5693) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيرى، وأيضاً (5727) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قالا: ثنا سفيان بسنده سواء. والعزو إلى أحمد أولى بلا شك. وقد أخرجه أحمد (5714) قال: حدثنا مهنى بن عبد الحميد أبو شبل. وأيضاً (6419) قال: حدثنا عبد الصمد، قالا: ثنا حماد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر. وأخرجه أحمد (5713) ، وأبو يعلى (5714) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن ابن عمر نحوه. وأما الموضع الثانى: فمتابعة شعيب بن أبى حمزة، عن الزهرى، عن أنس فى الخاتم والتى علقها البخارى، فقد أخرجها أحمد (3/225) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبى حمزة، قال: أخبرنى أبى، قال محمد

372

– يعنى: الزهرى -، أخبرنى أنسٌ وساق الحديث. وأما الموضع الثالث: فقد أخرجه أحمد (4/263) قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن محمد بن عبد الله المرادى، عن عمرو ابن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: قال عمارٌ.. وذكره. والعزو لأحمد فى كل ذلك أولى من العزو إلى الطبرانى والإسماعيلى، وإن كان الخطب فى هذا أخف من العزو إلى غير الصحيحين والحديث فيهما أو فى أحدهما. والله أعلم. 372-وقال الحافظ فى " الفتح " (11/580) : " وقد قال صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الرُّقى: " هل ترد من قدر الله شيئاً؟ " قال: هى من قدر الله. أخرجه أبو داود والحاكم. ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فإطلاق العزو إلى أبى داود يعنى أن ذلك فى " سننه "، وإنما رواه أبو داود فى " كتاب القدر " فكان ينبغى تقييدُهُ. والله أعلم. 373-وأخرج البزار (2943 – كشف الأستار) قال: حدثنا الحسن بن يحيى، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا سويد، عن قتادة، عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحبُّ – أو قال: كان أحب الألوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم – الخضرة. قال البزار:

374

" لا نعلم أحداً رواه عن قتادة، عن أنس، إلاَّ سويد أبو حاتم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به سويد، فتابعه سعيد بن بشير، عن قتادة عن أنس مثله. أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (5731 – 8027) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامى، ثنا معن بن عيسى، ثنا سعيد بن بشر. 374-وقال الحافظ فى " الفتح " (11/208) : " أخرج النسائىُّ بسندٍ صحيحٍ عن أبى سعيد، عن النبى صلى الله عليه وسلم: " قال موسى: يا رب! علمنى شيئاً أذكرك به قال: قل لا إله إلا الله.. الحديث ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد أخرجه النسائى فى " عمل اليوم والليلة " (834، 1141) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح فى حديثه، عن ابن وهبٍ، قال: أخبرنى عمرو بن الحارث أن دَرَّاجاً أبا السمح حدثه، عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد الخدرى مرفوعاً. وهذا سندٌ ضعيف، وقد قال الحافظ نفسه فى " التقريب " فى ترجمة " درَّاج بن سمعان ": " صدوقٌ، فى حديثه عن أبى الهيثم ضعْفٌ ". وقد قال أبو داود:: أحاديثه مستقيمة، إلا ما كان عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد ". وقد ضعّف الحافظ هذا الإسناد فى غير ما موضعٍ من مصنفاته. والله أعلم.

375

375-أخرج البزار (3521) قال: حدثنا بشر بن آدم، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن الصباح، ثنا العلاء بن عبد الله بن رافع، عن حنان بن خارجة، عن عبد الله بن عمرو، قال: وقام آخر، فقال: يا رسول الله! أخبرنا عن ثياب أهل الجنة، أخلقٌ يُخلق، أم نسجٌ يُنسج؟! فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مم تضحكون؟ من جاهلٍ سأل عالماً؟ أين السائل؟ " قال: أنا ذا يا رسول الله. قال: " تشقَّقُ عنها ثمارُ الجنة ". قال البزار: " لا نعلمه يروى إلا عن عبد الله بن عمرو، ولا له إلا هذا الطريق " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد ورد مثله عن جابر بن عبد الله: أنَّ أعرابياً قال: يا رسول الله! أرأيت ثيابنا فى الجنة؛ نعملها بأيدينا؟! فضحك القومُ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " مم تضحكون؟ من جاهلٍ سأل عالماً؟ لا يا أعرابى، ولكنها تشقق عنها ثمار الجنة ". أخرجه أبو يعلى (ج4/رقم 2046) ، والبزار (4/196) ، والطبرانى فى " الأوسط " (2213) ، وفى " الصغير " (1/47) من طريق إسماعيل بن مجالد، حدثنى أبى، عن الشعبىّ، عن جابر بن عبد الله. قال الطبرانى: " لم يروه عن مجالد إلاَّ ابنه إسماعيل، ولا يروى عن جابر إلاّ بهذا الإسناد ". وقال البزار: " لا نعلمه يروى عن جابر، إلاّ بهذا الإسناد ". وقد نبَّه الهيثمى على هذا. والله أعلم.

376

376- وأخرج الحاكم فى " صلاة التطوع " (1/314-315 المستدرك) قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصيرفىّ بمرو، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، أنبا أبو جريج، أخبرنى عثمان بن أبى سليمان، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كان أكثر صلاته جالساً. وأخرجه ابن خزيمة (1239) قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز، ومحمد بن صدران، وأبو عوانة فى " المستخرج " (2/219-220) قال: حدثنا أبو جعفر، وأبو نعيم فى " المستخرج " (1662) من طريق هارون بن عبد الله، قال أربعتهم: ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، أبنا ابن جريج بهذا الإسناد. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلا وجه لاستدراك هذا على مسلم، فأخرجه فى " صلاة المسافرين " (732/116) قال: وحدثنى محمد بن حاتم وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا الحجاج بن محمد قال: قال ابن جريج أخبرنى عثمان بن أبى سليمان، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أن عائشة أخبرته أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يمت، حتى كان كثيرٌ من صلاته، وهو جالسٌ. وأخرجه النسائى (3/222) ، والترمذى فى " الشمائل " (276) ومن طريقه البغوى فى " شرح "

(4/107) ، وأبو عوانة (2/219-220) قالوا: حدثنا الحسن بن محمد الزعفرانى، وأبو على. وأبو عوانة أيضاً، وأبو نعيم (1662) كلاهما فى " المستخرج "، عن يوسف بن مسلم بن سعيد، وأبو عوانة أيضاً، والبيهقى (2/490) ، عن محمد بن إسحاق الصغاني. وأبو نعيم أيضاً (1662) عن هارون بن عبد الله، قال أربعتهم: ثنا حجاج بن محمد بهذا الإسناد. وتوبع حجاج بن محمد. تابعه الرزاق، فرواه عن ابن جريج بسنده سواء. أخرجه أحمد (6/196) ، وابن خزيمة (1239) قال: حدثنا محمد بن رافع. وأبو نعيم (1662) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبريّ قالوا: ثنا عبد الرزاق، وهذا فى " المصنَّف " (ج2/رقم 4090) . ونبه ابن خزيمة أنَّ محمد بن رافع رواه عبد الرزاق فقال: " حتى كان كثير من صلاته " وكذلك رواه أحمد عن عبد الرزاق، ورواه الدبرى عن عبد الرزاق فقال: " أكثر لاته ". وكذلك اختلف الرواه عن حجاج بن محمد فى هذا الحرف. فرواه الصغانيّ والزعفرانيّ فقال: " كثير من صلاته " ورواه الزعفراني عند الترمذى فقال: " أكثر " وكذلك الأمر بالنسبة لرواية أبى عاصم. فكأنَّ هذا من ابن جريج. والله أعلم.

377

377- وأخرج البزار (3226 – كشف الأستار) ، وعنه أبو الشيخ فى " الأمثال " قال: أخبرنا أحمد بن جميل – زاد البزار: ومحمد بن أبى مرحوم. والطبرانى فى " الأوسط " (7396) عن الحسين بن عبد الله الكوفي قالا: ثنا النضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير مرفوعاً: " مثل الرجل ومثل الموت، كمثل رجل له ثلاثة أخلاء، فقال: اللهم هذا مالي، فخذ منه ما شئت، وأعط ما شئت، ودع ما شئت، وقال الآخر: أنا معك أخدمك، فإذا مت تركتك، وقال الآخر: أنا معك أدخل معك وأخرج معك، إن مت وإن حييت. فأما الذي قال: هذا مالي خذ منه ما شئت، ودع ما شئت فهو ماله، والآخر: عشيرته، والآخر: عمله يدخل معه ويخرج معه حيث كان". هذا لفظ الطبرانى. قال البزار: " لا نعلم رواه مرفوعاً إلاّ النضر، ورواه غير واحدٍ، موقوفاً عن النعمان ". وقال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة، إلاّ النضر ابن شميل ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد برفعه النضر بن شميل، فتابعه عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن سماكٍ، عن النعمان بن بشير مرفوعاً فذكره. أخرجه الحاكم فى " المستدرك " (1/74-75) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنى أبى، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به. قال الحاكم: " على شرط مسلم ". وتابعه أيضاً موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكىُّ، ثنا حماد بن سلمة بسنده

378

سواء. أخرجه الحاكم أيضاً فى " كتاب الجنائز " (1/372) وقال: " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبى فى الموضعين. 378- وأخرج البزار فى " مسنده " (3315- البحر الزخار) قال: أخبرنا عبد الله بن الوضاح الكوفي، قال: أخبرنا عبد الله بن ادريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى رجلٍ أعرس بامرأة أبيه - أو تزوج امرأة أبيه - فأمر أن يضرب عنقه. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن معاوية بن قرة، عن أبيه، إلا خالد بن أبي كريمة، ولا عن خالد إلا ابن ادريس، ولا نعلم رواه عن ابن ادريس إلا يوسف بن منازل، وعبد الله بن الوضاح، وغيرهما يحدث به عن ابن ادريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرَّة مرسلاً ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفردا به عن ابن إدريس، بل تابعهما أبو بكر السعدى سلمة بن حفص، نا عبد الله بن إدريس بسنده سواء. أخرجه الدارقطنىُّ (3/200) قال: نا أبو بكر الشافعىُّ، نا محمد بن غالب، نا أبو بكر السعدى به. 379 – وأخرج البزار فى " مسنده " (3031-البحر) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن معمر، وعبد الله بن إسحاق، قالوا: أخبرنا أبو عاصم، قال: أخبرنا عوفٌ، عن قسامة، قال: حسبتُه، عن الأشعري رضي الله عنه

قال: لما نزلت ? وأنذر عشيرتك الأقربين ? [الشعراء/214] جعل رسول الله يدعوهم قبائل قبائل. وأخرجه أبو عوانة (1/94) قال: حدثنا أبو قلابة. وابن جرير (19/73) قال: حدثنا محمد بن بشار. وابن حبان (6551) من طريق بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان، قال ثلاثتهم: ثنا أبو عاصم بهذا الإسناد. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبى موسى، عن النبى صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عوف، إلا أبو عاصم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو عاصم النبيل، بل تابعه أبو زيد سعد بن أوس، عن عوف بسنده سواء نحوه. أخرجه الترمذى (3186) ، وابن جرير فى " تفسيره " (19/73) قالا: حدثنا عبد الله بن أبى زياد، قال: حدثنا أبو زيد سعد بن أوس بهذا ولفظه: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه فى أذنيه، فرفع من صوته، فقال: " يابني عبد مناف، يا صحباه " لفظ الترمذيّ. وقال الترمذى: " هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أبى موسى ". وقد رواه بعضهم عن عوف، عن قسامة بن زهير، عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ولم يذكروا فيه: " عن أبى موسى "، وهو أصحُّ، ذاكرت به محمد بن إسماعيل، فلم يعرفه من حديث أبى موسى " اهـ.

380

380- وأخرج البزار فى ((مسنده)) (3043 – البحر) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أبنأنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن أبى قلابة، عن زهدم، عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم دجاج. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن أيوب، إلا ابن عيينة، ورواه غير ابن عيينة، عن أيوب موقوفا ". قلت: رضى الله عنك! فلم يتفرد برفعه ابن عيينة، بل تابعه أكثر نفس؛ منهم: 1 – سفيان الثورى، عن أيوب 0 أخرجه الترمذى (1827) وفى " الشمائل " (156) وعنه البغوى فى " شرح السنة " (11/251) ، والدارمىُّ (2/29) وأحمد (4/394، 397-398) ، والبيهقى (9/333-334) . ورواه عن الثورى " وكيع بن الجراح، وأبو أحمد الزبيرى ن والفريابى ". 2- حماد بن زيد، عن أيوب. أخرجه البخارى معلقاً (11/608) ، ووصله مسلم (11/111-112) ، وأحمد (4/406) من طريق أبى الربيع الزهرانى وسليمان بن حرب، عن حماد، عن أيوب، عن أبى قلابة والقاسم بن عاصم معاً، عن زهدم، عن أبى موسى بطوله. 3- وهيب بن خالد، عن أيوب، عن أبى قلابة والقاسم معاً، عن زهدم به. أخرجه مسلم (11/112) ، وأبو الشيخ فى " أخلاق النبى " (ص 216) . 4- عبد الله بن الوليد، عن أيوب.

381

أخرجه أحمد (4/401) . 5- عبد السلام بن حرب، عن أيوب. أخرجه البخارى (8/97-98) . 6- عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب. أخرجه البخارى (9/645) . 7- عبد الوهاب الثقفى، عن أيوب. أخرجه البخارى (6/236 و 11/530، 608 و 13/527) ، ومسلم (11/111 -112) من طريق عبد الوهاب الثقفى، عن أيوب، عن أبى قلابة والقاسم، عن زهدم، عن أبى موسى مطوّلاً وفيه قصة. 381- وأخرج البزار فى " مسنده " (ج3/ق105) 3220 من طريق النضر بن شميل، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه مرفوعاً: " لله أفرح بتوبة العبد من رجلٍ معه راحلتُه بفلاةٍ من الأرض، عليها زادُهُ وطعامُه، فأتى أصل شجرةٍ، فتوسد ذراع ناقته، فأتى شرفاً، فصعد عليه فلم يرها، ثم أتى شرفاً آخر حتى فعل ذلك مراراً، فقال: أرجع إلى المكان الذي كنت فيه حتى أموت، فرجع فإذا هو براحلته تجر خطامها عليها، فلله أفرح بتوبة العبد، من ذلك الرجل براحلته ". وأخرجه الدارمىُّ (2/213-214) ، والحاكم (4/242-243) عن الفضل ابن عبد الجبار، قالا: ثنا النضر بن شميل به. قال البزار:

382

" وهذا الحديث لا نعلمُ أحداً أسنده عن حماد بن سلمة، عن سماكٍ، عن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلاَّ النضر بن شميل، ويرويه غيره موقوفاً، ورواه شريك، عن سماك، عن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم". قلت: رضى الله عنك! فلم يتفرد النضربن شميل برفعه. قال الإمام أحمد فى " المسند " (4/273) : حدثنا حسن وبهز المعنى، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير – قال: أظنُّهُ – " قال بهزٌ: قال حمادٌ أظنُّهُ عن النبى صلى الله عليه وسلم ". وهذا التنبيه يدلُّ على أن رواية حسن بن موسى الأشيب ليس فيها شك فى رفعه والله أعلم. 382- وأخرج البزار فى " مسنده " (ج3/ق108) من طريق على بن المبارك، عن عاصم الأحول، عن الشعبى، عن النعمان بن بشير، عن النبى صلى الله عليه وسلم فى قصة النُحْلِ وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال لوالد النعمان: " لا تُشهدنى على جَوْرٍ " قال البزار: " حديث عاصم الأحول، لا نعلم رواه إلا علىُّ بن المبارك ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به على بن المبارك، فتابعه جرير بن عبد الحميد، عن عاصم الأحول بسنده سواء. أخرجه مسلم (1623/16) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. وابن حبان

383

(ج11/رقم 5102) عن أبى خثيمة زهير بن حرب. والدارقطنى فى " سننه " (3/42) عن يوسف بن موسى قالوا: ثنا جرير بسنده سواء. 383- وأخرج البزار فى " مسنده " (ج 3/ ق 134) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أبى بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس رضي الله عنه مرفوعاً: " الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله " قال البزار: " وهذا الكلام لا نعلمه يروى إلا عن شداد بن أوس، عن النبي ولا نعلم له هذا الطريق ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد ورد هذا من حديث أنسٍ رضى الله عنه ببعضه. أخرجه البيهقى فى " الشعب " (ج7/رقم 10545- طبع بيروت) من طريق محمد بن يونس الكديمى، ثنا عون بن عمارة العبدىُّ، ثنا هشام بن حسان، عن ثابت عن أنس بن مالكٍ قال: جاءت بى أم سُليم إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! خادمُك أنس، فادع له، وهو كيِّسٌ، وهو عارى يا رسول الله، فإن رأيت أن تكسوه ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الكيِّس من عمل لما بعد الموت، والعارى العارى من الدين، اللَّهُمَّ! لا عيش إلاَّ الآخرة، اللَّهُمَّ اغفر للأنصار والمهاجرة ". قال البيهقى:

384

" عون بن عمارة ضعيفٌ، وله شاهدٌ من حديث شداد ابن أوس فى بعض ألفاظه". ? قُلْتُ: ترك البيهقى من هو شرٌّ من عون بن عمارة، وهو محمد بن يونس الكديمى، قال ابن حبان: " لعلَّه قد وضع أكثر من ألف حديثٍ " وقال أيضاً: "اتُّهم بوضع الحديث " وكذلك قال الدارقطنى، وقال: " ما أحسن القول فيه، إلاَّ من لم يخبر حالُه ". 384- وأخرج البزار (ج3/ق131) من طريق خالد الحذَّاء، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس رضي الله عنه مرفوعاً: " إن الله تبارك وتعالى كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليُحدَّ أحدُكم شفرته، وليرح ذبيحته ". قال البزار: " لا نعلم له طريقاً عن شداد؛ إلاَّ خالد، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن شداد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به خالد الحذاء، فتابعه أيوب السختيانى، عن أبى قلابة بسنده سواء. أخرجه الطبرانىُّ فى " الكبير " (ج7/رقم 7120) من طريق عبد الرزاق، وهذا فى " مصنفه " (ج4/رقم 8603) ثنا معمر، عن أيوب به بلفظ: " إن الله محسنٌ يحب الإحسان.. الحديث ". وتابعه وهيب [ووقع فى المعجم: وهب وهو خطأ] وهو ابن خالد، ثنا أيوب به.

385

أخرجه الطبرانى (7122) قال: حدثنا أحمد بن داود المكىُّ، ثنا سهل بن بكار، ثنا وهيبٌ. ورواه أيضاً عاصم الأحول، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن شداد بن أوس مرفوعاً مثله. أخرجه الطبرانى أيضاً (7123) قال: حدثنا محمد بن العباس الأحزم الأصبهانى، ثنا إسماعيل بن أبى الحارث، ثنا شبابة بن سوَّار، ثنا شعبة، عن عصامٍ به. 385- وأخرج البزار (1920- كشف الأستار) قال: حدثنا إبراهيم المستمر العروقي، ثنا الصلت بن محمد أبو همام الخاركي [وقع فى الكتاب: الحارثى وهو غلط] ، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعاً: " انطلقوا بنا إلى بني واقفٍ نزور البصير" - رجل كان مكفوف البصر -. قال البزار: " لا نعلم أحدا وصله عن جبيرٍ، إلا أبو همام – وكان ثقة – عن ابن عيينة، وقد خولف فى إسناده". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد بوصله عن ابن عيينة: الصلت بن محمد، فتابعه محمد بن يونس الجمال المخرمى، قال: ثنا ابن عيينة بسنده سواء. أخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج2/رقم1534) قال: حدثنا علىُّ بن سعيد

386

الرازى، ثنا محمد بن يونس بهذا. وأخرجه البيهقى (10/200) عن زكريا بن يحيى الناقد، ثنا محمد بن يونس، وتابعه أيضاً إبراهيم بن بشار الرمادى قال: نا سفيان بن عيينة، نا عمرو بن دينار، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه مرفوعاً مثله. أخرجه الطيورى فى " الطيوريات " (ق174/1-2) ونبه على روايته الخطيب فى " تاريخه " (7/431) . ورواه الحسن بن على الشطوى، نا ابن عيينة به لكنه قال: " نافع بن جبير بن مطعم " بدل " محمدٍ ". أخرجه ابن السنى (2، 4) ، والخطيب (7/431) . 386- وأخرج البزار (1919- كشف الأستار) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقى، ثنا الحسين بن على الجعفىِّ، ثنا سفيان – يعنى: ابن عيينة -، عن عمرو بن دينار، عن جابرٍ مرفوعاً: " انطلقوا بنا إلى بنى واقفٍ نزور البصير ". قال البزار: " لا نعلم أحداً وصل هذا إلاَّ الجعفىُّ، أحسبُه أخطأ فيه، لأن الحفاظ إنما يروونه عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن جبير مرسلاً ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد الجعفىُّ بوصله عن ابن عيينة، فتابعه الحسن بن منصور، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر مرفوعاً به. أخرجه الدارقطنى، ومن طريقه الخطيب (7/431) قال: حدثنا محمد بن

387

مخلد – ولم نسمعه إلاّ منه – حدثنا ابن علوية الصوفى الحسن بن منصور به. قال الدارقطنى: " تفرَّد به ابن مخلد، عن ابن علويه، عن ابن عيينة، وهو معروف برواية حسين الجعفى، عن ابن عيينة " اهـ. 387- وأخرج البزار (2125- البحر الزخار) قال: حدثنا أبو كريب، قال نا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن قيس قال: دخلنا على خباب وقد اكتوى، فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت، لدعوت به، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب ". قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم احداً رفعه عن إسماعيل، عن قيس من أوله إلى آخره إلا أبو معاوية، وقد روى غير واحد صدر هذا الحديث، عن إسماعيل، عن قيس، عن خبابٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت، وأما " إن المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب "، فلا نعلم أحد جمعهما إلاَّ أبو معاوية ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد أبو معاوية بجمعه كُلِّه، فقد تابعه إسماعيل بن مجالد، فرواه عن بيار ابن بشر وإسماعيل بن أبى خالد معاً، عن قيسٍ، قال: دخلنا على خباب نعودُ وقد اكتوى، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو بالموت، ولولا ذلك لدعوتُ وهو يعالج حائطاً له، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن المسلم يؤجر فى نفقته كلِّها، إلاَّ ما يجعله فى التراب ". أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير " (ج4/رقم 3645) قال: حدثنا عبدا

388

ابن أحمد، ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، ثنا أبى فذكره. 388- وأخرج البزار (2181 – البحر الزخار) قال: حدثنا محمد بن عثمان العقيلى، قال: نا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير، قال: لما نزلت هذه الآية [خذ العفو] (العراف /199) أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. قال البزار: " وهذا الحديث إنما يروى عن هشام بن عروة عن أبيه، ولا نعلم أحدا قال: " عن ابن الزبير " إلاَّ محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به محمد بن عبد الرحمن بل تابعه غير واحد منهم: 1- وكيع بن الجراح، عن هشام. أخرجه البخاري (8 / 305) ، والحاكم (1 /124-125) وقال: "صحيح على شرط الشيخين " واستدراكه على البخاري وهم. 2- أبو أسامة حماد بن أسامة، عن هشام. أخرجه البخاري (8 / 305) ، قال: وقال عبد الله بن براد، حدثنا أبو أسامة، قال: هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير فذكره. 3- عبدة بن سليمان، عن هشام أخرجه النسائى فى " التفسير " (215) وابن جرير (ج 13 / رقم 15541) 4- معمر بن راشد، عن هشام.

389

أخرجه بن جرير (15538) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير به. 5 – عبد الله بن الزبير، عن هشام. أخرجه ابن أبى شيبة فى " المصنف " (13/388) ، قال حدثنا عبد الله بن النمير، قال أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: [خذ العفو] قال: ما أمر به أخلاق الناس. وأيم الله لآخذن به فيهم ما صحبتهم. 389- وأخرج البزار (2187- البحر) قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن حسن الصباح: قالا: نا حجاج بن محمد الأعور. قال: نا ابن جريج عن ابن أبي مليكة، أن ابن الزبير حدثهم قال: قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه: أمر القعقاع بن معبد وقال: عمر رضي الله عنه: أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا، فنزلت [لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي] (الحجرات /2) . قال البزار: " وأما حديث ابن جريج فلا نعلم رواه إلا الحجاج بن محمد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الحجاج بن محمد بل تابعه هشام بن يوسف الصنعانى، ثنا ابن جريج بسنده سواء "

390

أخرجه البخاري (8/84) قال: حدثنى إبراهيم بن موسي. وأبو يعلى فى " مسنده " (ج 12/رقم 6816) قال حدثنا إسحاق ابن أبى اسرائيل قالا: ثنا هشام بن يوسف الصنعانى به ". 390- وأخرج البزار (2196 - البحر) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال أنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن الزبير مرفوعا: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام فإنه يزيد عليه مائة " قال البزار: " لا نعلم أحد قال: " فإنه يزيد عليه مائة " إلا ابن الزبير " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد ورد مثله من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة فيما سواه ". أخرجه الطحاوي فى " مشكل الآثار " (1/ 246) قال حدثنا يونس، قال: حدثنا على بن معبد، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم بن مالك، عن عطاء بن أبى رباح، عن جابر فذكره. قال الطحاوي: " كأنه يعنى مسجده عليه السلام " قُلْتُ: كذا رواه على بن معبد بهذا اللفظ. وأخرجه أحمد فى " المسند "

391

(3/343) قال حدثنا حسن – يعنى: ابن محمد – وعبد الجبار بن محمد الخطابى. (3/397) قال حدثنا أحمد بن عبد الملك. وابن ماجة (1406) من طريق زكريا بن عدي أربعتهم قالوا: ثنا عبيد الله بن عمرو الرقى بسنده سواء لكنهم قالوا: " أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه " 391 - وأخرج البزار (2256 - البحر) قال: من طريق عبد الرزاق قال نا يحيى بن العلاء عن ابن عقيل- يعني عبد الله بن محمد بن عقيل - عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ابن عقيل ألا يحيى بن العلاء ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به يحيى بن العلاء بل تابعه إبراهيم بن الفضل، عن عبد الله بن محمد بن عقيل مثله. أخرجه ابن ماجة (3647) قال حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، وهذا فى " مصنفه " (8/473-474) والترمذى فى " الشمائل " (92) وأبو يعلى فى " مسنده " (6794، 6799) . وابراهيم ابن الفضل متروك والله أعلم.

392

392- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (1313) قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نا عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي قال نا عوف، قال: نا عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسأل الإمارة فإنك إن سألتها فأوتيتها وكلت إلى نفسك وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير، وكفر عن يمينك " قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن عوف إلا أبو بحر " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو بحر، فتابعه سفيان بن حبيب، أخبرنا عوف الأعرابى عن الحسن بن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا. . . الحديث أخرجه الخطيب فى " تاريخه " (7/161) من طريق جعفر بن عيسي، ثنا سفيان به. أخرجه البزار (2285 – البحر الزخار) قال: نا أبو بجير محمد بن جابر بن بجير قال: نا أبو اسامة. قال البزار: " وأما حديث عوف وإسماعيل بن مسلم، فإنما يحفظ ذلك من حديث أبى

393

أسامة ". 393 - وأخرج البزار (2292 – البحر الزخار) حدثنا معمر بن سهل، قال: نا محمد بن اسماعيل الكوفي قال: نا يزيد بن ابراهيم التستري، عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة، مرفوعا: " يا عبد الرحمن لا تسأل الامارة. . . . الحديث بطوله " قال البزار: " وأما حديث يزيد بن ابراهيم التستري، فلا نحفظه إلا من حديث محمد بن اسماعيل الكوفي، عن يزيد بن ابراهيم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به يزيد بل تابعه سهل بن بكار، قال نا يزيد بن ابراهيم التستري، بسنده سواء. " أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (2565) قال حدثنا أبو مسلم، قال نا سهلٌ. 394 – وأخرج البزار (2275 – البحر) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا الحسن بن عبد الرحمن يعنى: ابن العريان -، عن ابن عون، عن الحسن قال: قال عبد الرحمن بن سمرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم " يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة.. الحديث ". قال البزار:

395

" وأما حديث ابن عون، فوصله الحسن بن عبد الرحمن ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فمعنى كلامك أنه تفرَّد بوصله، وليس كذلك فقد توبع. فقد تابعه عثمان بن عمر بن فارس، أخبرنا ابن عون به. أخرجه البخارى (11/608) ، وابن الجارود فى " المنتقى " (929، 998) وقال البخارىُّ: " تابعه أشهل، عن ابن عون ". ومتابعة أشهل هذه أخرجها البيهقىّ (10/100) من طريق محمد بن عبد الله الأنصارى وأشهل بن حاتم، قالا: ثنا ابن عون به. وتابعه أيضاً: يحيى بن سعيد القطان، ثنا ابن عون به. أخرجه النسائىُّ (7/11 – 12 و 8/225) . وتابعه أيضاً: محمد بن أبى عدى، عن ابن عون به. أخرجه أحمد (5/62) . 395- وأخرج البزار (2290 – البحر) قال: أخبرنا أحمد بن سنان، قال: يزيد بن هارون، قال: أنا زياد بن الجصاص – وهو: زياد بن أبي زياد -، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعاً: " يا عبد الرحمن لا تسأل الامارة.. الحديث ". قال البزار: " وأما حديث زياد الجصاص، عن الحسن فلا نحفظه إلا من حديث يزيد

396

ابن هارون، عن زياد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به يزيد بن هارون، فتابعه أبو حنيفة النعمان بن ثابت، عن زياد الجصاص بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم الأصبهانى فى " مسند أبى حنيفة " (ق 91/1) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن أبى حنيفة. 396- وأخرج البزار (2355- البحر) قال: حدثنا القاسم بن بشر بن معروف، قال: أخبرنا زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة، إلا ذو السويقتين من الحبشة " قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلمهيروى بهذا اللفظ، إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد، ولا نعلم أحداً قال: " عن أبى أمامة عن عبد الله بن عمرو " إلا القاسم بن بشر، عن أبى عامر، وقال غيرُهُ، عن أبى أمامة، عن رجلٍ من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به القاسم بن بشر، فتابعه أحمد بن حبان بن ملاعبٍ، ثنا أبو عامر العقدي بسنده سواء.

أخرجه الحاكم (4/453) قال: أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن الخراسانى العدل ببغداد، ثنا أحمد بن حبان به وقال: " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبىُّ! 397 – وأخرج البزار (2375) قال: أخبرنا يوسف بن موسى، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ابن عمرو الفقيمي، عن أبي الزبير، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " إذا رأيتم أمتى تهاب الظالم أن تقول: إنك ظالمٌ، فقد تودع منهم ". ثم أخرج بعده (2376) قال: حدثنا يوسف بن موسى وقال: أخبرنا عبد الرحمن بن مغراء، قال: أخبرنا الحسن بن عمرو، عن أبى الزبير، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " إن فى أمتى لخسفاً ومسخاً وقذفاً ". قال البزار: " لا نعلم أسند أبو الزبير، عن عبد الله بن عمرو إلاَّ هذين الحديثين ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد أسند ثالثاً. أخرجه أبو الشيخ فى " ما رواه أبو الزبير عن غير جابر " (رقم 19 – بتحقيقى) قال: حدثنا الهيثم بن خلف الدُّورى، حدثنا أبو همام بن شجاع، حدثنى أبى، عن زياد بن خثيمة، عن محمد بن جحادة، عن أبى الزبير، عن عبد الله بن عمرو قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الماء.

399

398 – وأخرج البزار (1680 – البحر) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله- يعنى: ابن مسعود -، مرفوعاً: " لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان ". قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله؛ إلا شعبة ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به شعبة، بل تابعه يزيد بن عبد العزيز وشيبان بن عبد الرحمان النحوى معاً عن سليمان الأعمش بسنده سواء. أخرجه مسلم (1736/13) قال: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، وهذا فى " مصنفه " (12/460) ، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن يزيد بن عبد العزيز. وأخرجه أبو عوانة فى " المستخرج " (4/74) من طريق عثمان بن أبى شيبة، قال: ثنا يحيى بن آدم بسنده سواء. وأخرجه أيضاً (4/73) قال: حدثنا الصغانى، قثنا عبيد الله، قثنا شيبان عن الأعمش نحوه. 399- وأخرج البزار فى " مسنده " (1697) عن عمرو بن عبيد و (1698) عن إسرائيل بن يونس كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل،

400

عن ابن مسعود مرفوعاً: " أجيبوا الداعى، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين ". قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش، عن أبى وائل، عن عبد الله، إلا: عمر بن عبيد وإسرائيل ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد سئل الدارقطنى عن هذا الحديث كما فى " علله " (5/104) فقال: " يرويه الأعمش؛ حدث به عمر بن عبيد الطنافسى، وإسرائيل، وقيس بن الربيع " اهـ ويرويه الثورى أيضاً ويأتى بعد هذا. 400- وأخرج أبو نعيم فى " الحلية " (7/128) من طريق يحيى ابن الضريس، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبى وائل، عن عبد الله مرفوعاً: " " أجيبوا الداعى، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين ". قال أبو نعيم: " غريب من حديث الثورى، تفرد به يحيى بن الضريس ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به ابن الضريس، بل تابعه على بن قادم، قال: ثنا سفيان الثورى، عن الأعمش بسنده مثله سواء. أخرجه الدارقطنى فى " العلل " (5/105) من طريق أحمد بن مِيثَمِ بن أبى نعيم الفضل بن دكين، ثنا على بن قادم به. وابن ميثم كان يروى عن على بن قادم المناكير الكثيرة كما قال ابن حبان فى " المجروحين " (1/148 – 149) وضعفه الدارقطنى.

421

421- وأخرج البزار فى (2000 - البحر) قال: حدثنا الفضل بن سهل قال: نا محمد بن الصلت قال نا أبو كدينة يحي بن المهلب، عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله فسأله عن الشبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا علا ماء الرجل غلب الشبه وإذا علا ماء المرأة غلب الشبه ". قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن القاسم عن أبيه عن عبد الله إلا عطاء بن السائب ولا نحفظ أن أحدا رواه عن عطاء إلا أبو كدينة ".

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به أبو كندية، فقد تابعه حمزة بن حبيب الزيات، فرواه عن عطاء ابن السائب، عن القاسم، عن ابيه عن ابن مسعود قال: " مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يقولون: هذا رسول الله. فقال يهودي: إن كان رسول الله فسأسأله عن شيء فإن كان نبيا علمه فقال: يا أبا القاسم! أخبرني أمن نطفة الرجل يخلق الإنسان أو من نطفة المرأة؟ فقال: " إن نطفة الرجل بيضاء غليظة فمنها يكون العظام والعصب وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة فمنها يكون الدم واللحم ". أخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج 10 / رقم 10360) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا معاوية بن هشام عن حمزة الزيات. ? قُلْتُ: ويظهر أن رواية البزار مختصرة، فقد أخرجه أحمد (1 / 465) قال: حدثنا حسين بن الحسن، حدثنا أبو كدينة عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود، قال: مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه قال: فقالت قريش يا يهودي، ان هذا يزعم انه نبي! فقال لأسألنه عن شيء لا يعلمه الا نبي قال: فجاء حتى جلس ثم قال: يا محمد، مم يخلق الإنسان قال: " يا يهودي من كل يخلق: من نطفة الرجل، ومن نطفة المرأة، فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب، واما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم " فقام اليهودي فقال هكذا كان يقول من قبلك.

422

422- وأخرج البزار فى (2374 – كشف الأستار) قال: حدثنا إبراهيم بن اسماعيل بن يحي ين سلمة بن كهيل، حدثنى أبى عن عمه محمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن دحية الكلبى، انه قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى قيصر، فقدمت عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، فلما قرأ الكتاب، كان فيه: من محمد رسول الله إلى هرقل صاحب الروم، قال: فنخر ابن أخيه نخرة وقال: لا تقرأ هذا اليوم. فقال له قيصر: لم؟ قال: إنه بدأ بنفسه، وكتب صاحب الروم ولم يكتب: ملك الروم، فقال قيصر: لتقرأنه، فلما قرأ الكتاب وخرجوا من عنده، أدخلنى عليه وأرسل إلى الأسقف: وهو صاحب أمرهم – فأخبره خبره وأقرأه الكتاب، فقال له الأسقف: هذا الذي كنا ننتظر وبشرنا به عيسي، قال له قيصر: كيف تأمرنى؟ قال له الأسقف: أما انا فمصدقه ومتبعه، فقال له قيصر: أما أنا فإن فعلت ذهب ملكى، ثم خرجنا من عنده، فأرسل قيصر إلى أبى سفيان، وهو يومئذ عنده، فقال: حدثنى عن هذا الذي خرج بأرضكم ما هو؟ قال: شاب، قال: فكيف حسبه فيكم؟ قال: قال: هو فى حسب ما، لا يفضل عليه، قال: هذه آية النبوة، قال: فكيف صدقه؟ قال: ما كذب قط، قال: هذه آية النبوة، قال: أرأيت من خرج من أصحابه إليكم، هل يرجعون إليه؟ قال: نعم، قال: هذه آية النبوة قال: هل ينكب أحيانا إذا قاتل هو وأصحابه؟ قال: قد قاتل قوم فهزمهم وهزموه، قال: هذه آية النبوة، ثم قال: ثم دعا فقال: أبلغ صاحبك أنى أعلم إنه نبى، ولكن لا أترك ملكى، قال: وأما الأسقف فإنهم كانوا يجتمعون إليه فى كل أحد، فيخرج إليهم فيحدثهم ويذكرهم، فلما كان يوم الأحد لم يخرج إليهم وقعد إلى يوم الأحد الآخر، فكنت إدخل إليه فيكلمنى ويسألنى، فلما

جاء الأحد الآخر انتظروا ليخرج اليهم، فلم يخرج إليهم واعتل عليهم بالمرض، ففعل ذلك مرارا، وبعثوا اليه: لتخرجن إلينا أو لندخلن عليك فنقتلك، فإنا أنكرناك منذ قدم هذا العربي، فقال الاسقف: خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك واقرأه السلام، وأخبره أنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأنى قد آمنت به وصدقته واتبعته، وإنهم قد أنكروا على ذلك، فبلغه ما تري، ثم خرج غليهم فقتلوه، ثم رجع دحية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رسل عمال كسري على صنعاء، بعثهم إليه، وكتب الى صاحب صنعاء يتوعده يقول: " لتكفينى رجلا خرج بأرضك يدعونى إلى دينه، أو أؤدى الجزية أو لأقتلك، أو لأفعلن بك، فبعث صاحب صنعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا، فوجدهم دحية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ كتاب صاحبهم نزلهم خمس عشرة ليلة فلما مضت خمس عشرة ليلة تعرضوا له، فلما رآهم دعاهم فقال: " اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له: إن ربى قتل ربه الليله، فانطلقوا فأخبروه بالذي صنع فقال أحصوا هذه الليلة، قال: أخبرونى كيف رأيتموه؟ قالوا: ما رأينا ملكا أهيأ منه يمشي فيهم لا يخاف شيئا، مبتذلا لا يُحرس، ولا يرفعون أصواتهم عنده، قال دحية: ثم جاء الخبر أن كسري قتل تلك الليلة. قال البزار: " لم يحدث دحية إلاَّ بهذا الحديث ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد قال ابن البرقى: له حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الحافظ فى " الإصابة " (2/385) : " يجتمع لنا عنه نحو السته ". وقد وقفت على الخمسة الباقية:

منها ما أخرجه أبو داود (2413) قال: حدثنى عيسي بن حماد. وأحمد فى "مسنده " (6 / 398) قال حجاج ويونس قالوا ثنا الليث – يعنى ابن سعد - حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبى الخير عن منصور الكلبى عن دحية الكلبي انه خرج من قريته إلى قريب من قرية عقبة في رمضان ثم انه أفطر وأفطر معه ناس وكره آخرون ان يفطروا قال فلما رجع إلى قريته قال والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن ان أراه، إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقول ذلك للذين صاموا ثم قال عند: ذلك اللهم اقبضني إليك. ومنها ما: أخرجه أحمد (4/311) ومن طريق ابن عساكر فى " تاريخ دمشق " (ج 6 / ق 47 – 48) وأبو القاسم البغوي فى " معجم الصحابة " (ج 7 / ق 68 /2) قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري وابن عساكر (ج 6 / ق 48) عن يحيى بن جعفر بن الزبرقان، قالوا: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا عمر مولى آل حذيفة عن الشعبى عن دحية الكلبى قال: قلت: يا رسول الله! ألا أحمل لك حمارا على فرس، فينتج لك بغلا فتركبها؟ قال: " انما يفعل ذلك الذين لا يعلمون ". وتابعه وكيع بن الجراح، عن عمر بن حسيل بن حذيفة بن اليمان قال سمعت الشعبي، عن دحية الكلبى فذكر مثله. أخرجه الطراني فى "الأوسط " (4996) قال: حدثنا القاسم بن عباد الخطابي قال حدثنا هاشم بن الوليد الهروى قال حدثنا وكيع بن الجراح. ومنها ما:

أخرجه أبو داود (4116) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني قالا أخبرنا بن وهب أخبرنا بن لهيعة عن موسى بن جبير أن عبيد الله بن عباس حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية الكلبى أنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباطي فأعطاني منها قبطية فقال: " اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا وأعط الآخر امرأتك تختمر به " فلما أدبر قال: " وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها ". وأخرجه أبو نعيم فى " معرفة الصحابة " (ج 1 / ق 222 / 2) من طريق النضر بن عبد الجبار، ثنا ابن لهيعة بسنده سواء. وسنده ضعيف. قال أبو داود: " رواه يحيى بن أيوب فقال عباس بن عبيد الله بن عباس " وأخرجه أبو نعيم (1 / 224 / 1) ، وابن عساكر (ج 6 / ق 48 - 49) من طريق يحيى به. ومنها ما: أخرجه أبو نعيم فى " المعرفة " (1 / 224 / 1) ومن طريق ابن عساكر (6/50) قال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن يحيى بن مندة، ثنا محمد بن حميد، ثنا يحيى بن الضريس، عن عنبسة بن سعيد، عن جابر، عن عامر، عن دحية الكلبى قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة صوف وخفين، فلبسهما حتى تخرقا، ولم يسأل عنهما، ذكيتا أم لا؟ وسنده ضعيف ٌ جداً. ومنها ما: أخرجه أبو نعيم ومن طريقه ابن عساكر من طريق الهيثم بن عدى، عن

الكلبى، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، عن دحية الكلبى قال: قدمت من الشام، فأهديت الى النبى صلى الله عليه وسلم فاكهة يابسة من فستق ولوز وكعك، فوضعته بين يديه، فقال: " اللهم ائتنى بأحبي أهلى إليك " أو قال: " إلىَّ يأكل معى من هذا " فطلع العباس فقال: " ادن يا عم! فإنى سألت الله أن يأتينى بأحب أهلى إلىّ وإليه يأكل معى من هذا فأتيت " فجلس يأكل وسنده ضعيف جدا أيضاً. 423 – وأخر الطبرانى فى " الأوسط " (4996) وابن أبى حاتم فى " الجرح والتعديل " (3 / 1 / 104) من طريق وكيع بن الجراح، عن عمر بن حسيل بن حذيفة بن اليمان، قال: سمعت الشعبي، يقول: قال دحية ابن خليفة الكلبى: يا رسول الله ألا ننزي لك حمارا على فرس، فتنتج لك بغلة تركبها؟ فقال: " انما يفعل ذلك الذين لا يعلمون " قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن دحية، إلا الشعبى، ولا عن الشعبى، إلا عمر بن حسيل، تفرد به وكيع ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به وكيع، بل تابعه محمد بن عبيد، ثنا عمر مولى آا حذيفة، عن الشعبى بسنده سواء. أخرجه أحمد (4/311) ، وأبو القاسم البغوى فى " معجم الصحابة "

424

" تاريخ دمشق " (ج 6/ ق 48) عن يحيى بن جعفر بن الزبرقان قالوا: ثنا محمد بن عبيد به. وأعلّه البخارى فى " التاريخ الكبير " (3/ 2/ 147) وابن أبى حاتم فى " الجرح " بالإرسال. 424- وأخرج البزار (1373 – البحر) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: نا إسماعيل بن أبان، قال: نا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن بلال، قال: " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أثوب في الفجر ولا أثوب في المغرب " قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم، إلا أبو إسرائيل " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو إسرائيل، فقد تابعه شعبة بن الحجاج، فرواه عن ابن عتيبة بسنده سواء نحوه. أخرجه البيهقى (1/ 424) من طريق عبد الوهاب بن عطاء أنا شعبة. وتابعه أيضاً الحسن بن عمارة، عن الحكم بسنده سواء. أخرجه الطبرانى فى " الكبير " (ج 1/ رقم 1092) من طريق عبد الرزاق، وهذا فى " مصنفه " (ج 1/ رقم 1824) . وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (1823) عن معمر، عن صاحب له، عن الحكم به ولعل شيخ معمر فى هذا الحديث: الحسن بن عمارة، وأبهمه لضعفه،

425

والله أعلم. 425- وأخرج البزار (1397 – البحر) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: نا إبراهيم بن زكريا، قال: نا ثابت بن حماد - وكان ثقة - عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمار قال: أتى علي رسول الله وأنا على بئر أدلو ماء في ركوة لي، فقال: ما تصنع؟ فقلت: يا رسول الله أغسل ثوبي من جنابة أصابته. فقال: " يا عمار! إنما يغسل الثوب من الغائط والبول والقىء والدم ". قال البزار: " وهذا الحديث لم يروه إلا إبراهيم بن زكريا، عن ثابت بن حماد" ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به إبراهيم بن زكريا، فقد تابعه محمد بن أبى بكر المقدمىُّ، ثنا ثابت بن حماد بسنده سواء. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (2/524 – 525) ومن طريقه ابن الجوزى فى " الواهيات " (1/331 – 332) قال: حدثنا أبو يعلى، وهذا فى " مسنده " (ج3 / رقم 1611) ، والطبرانى فى " الأوسط " (5963) ، والعقيلىّ فى " الضعفاء " (1 / 176) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم قال ثلاثتهم، حدثنا محمد بن أبى بكر المقدمىُّ به. وتابعه أيضاً إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثنا أبو زيد – وهو ثابت بن حماد -، بسنده سواء.

426

أخرجه ابن عدى (2/ 524) قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى، ثنا إبراهيم بن محمد به. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن المسيب، إلاّ علىُّ ابن زيد، تفرد به ثابت بن حماد، ولا يروى عن عمار بن ياسر إلاَّ بهذا الإسناد ". وقال الدارقطنىُّ فى " سننه " (1/ 127) : " لم يروه غير ثابت بن حماد، وهو ضعيف جداً، وإبراهيم وثابت ضعيفان ". قال ابن عدى: " لا أعلم روى هذا الحديث عن على بن زيد غير ثابت بن حماد". وقال البيهقى فى " سننه الكبير " (1/ 14) : " هذا باطلٌ لا أصل له ... وعلى بن زيد غير محتج به، وثابت بن حماد مُتَّهم بالوضع " اهـ. فالمتفرد بالحديث هو ثابت بن حماد كما قال هؤلاء الحفاظ، ولكنه لم يتفرد به فقد تابعه حماد بن سلمة، عن على بن زيد بسنده سواء. أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير " – كما فى " نصب الراية " (1 / 211) – قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التسترى، ثنا علىُّ بن بحر، ثنا إبراهيم بن زكريا، ثنا حماد بن سلمة. وأخشي أن يكون وقع تصحيف أو غلط فى ذكر " حماد بن سلمة " ويكون صوابه " ثابت بن حماد " والله أعلم. 426 - وأخرج البزار (1491 – البحر) قال: حدثنا الفضل بن سهل قال نا داهر بن يحيى، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم عن إبراهيم

عن علقمة عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فتية من بني هاشم فاغرورقتا عيناه وذكر الرايات السود فقال: " فمن أدركها فليأتها ولو حبوا على الثلج " قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم إلا ابن أبي ليلى، ولا نعلم يروى إلا من حديث داهر بن يحيى عن ابن أبي ليلى ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد ابن أبى ليلى، فتابعه عمرو بن قيس الملائى، فرواه عن الحكم، عن ابراهيم، عن علقمة بن قيس وعبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا إبتدأنا حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه فقلنا يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال: " إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وأنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ". أخرجه الحاكم فى " المستدرك " (4/464) من طريق حبان بن سدير، عن عمرو بن قيس بسنده سواء.

427

وسكت عنه الحاكم فقال الذهبى: " موضوع ". 427 - وأخرج البزار (1520 – البحر) قال: حدثنا يوسف بن موسى قال نا محمد بن الصلت قال نا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينام وهو ساجد ثم يقوم فيمضي في صلاته. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إلا منصور بن ابى الأسود، ولم يتابع عليه ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به منصور قال الدار قطنى فى " العلل " (5/167) وسئل عن هذا الحديث: " يرويه الأعمش عن ابراهيم واختلف عنه. فرواه منصور بن أبى الأسود، وأبو حمزة السكري وعبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ". 428 - وأخرج البزار (1531 – البحر) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي قال نا طلق بن غنام قال نا قيس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: " كل شيء نزل " يا أيها الناس " فهو بمكة وكل شيء نزل " يا أيها الذين آمنوا " فهو بالمدينة.

429

قال البزار: " لا نعلم أحدا أسنده إلا قيس ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد بوصله قيس بن الربيه. قال الدار قطنى فى " العلل " (5/168) وسئل عن هذا الحديث: " يرويه الأعمش واختلف عنه. فرواه قيس بن الربيع وابو وكيع عن الأعمش، عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله وكذلك قال عبيد بن عقيل عن شعبة. 429 - وأخرج البزار (1552 – البحر) قال: حدثنا محمد بن المثنى قال نا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد قال نا كعب بن عبد الله عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود الدار قطنى فى " العلل " (5/167) وسئل عن هذا الحديث: " يرويه الأعمش عن ابراهيم واختلف عنه. قال البزار: " وهذا الحديث لم نسمعه إلا من محمد بن المثنى عن الحنفي " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد توبع محمد بن المثنى. قال النسائي فى " كتاب الصوم " (2 / 194- الكبري) قال: أخبرنا عمرو

430

بن على قال حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد قال حدثنا كعب ابن عبد الله – بصري وكان ثقة – قال حدثنا حماد عن ابراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به. وانظر التنبيه الذى ذكرته فى (رقم / 410) . 430 - وأخرج البزار (1555 – البحر) قال: حدثنا عمر بن الخطاب، قال: نا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: نا عفير بن معدان عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم التشهد: " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ". قال البزار: " وهذا الحديث رواه شعبة وغيره عن حماد عن أبي وائل عن عبد الله وأحسب أن عفير بن معدان أخطأ فيه إذ جعله عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عفير بن معدان حتى يُعَّصب الوهم به. فتابعه زيد بن أبى أنيسة عن حماد حماد عن إبراهيم عن علقمة بن قيس عن عبد الله: كنا لا ندري ما نقول اذا صلينا، فعلمنا بنى الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، فقال لنا: " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ".

431

أخرجه النسائي (2/239) قال: أخبرنى محمد بن جبلة الرافقى، قال: حدثنا العلاء بن هلال، قال: حدثنا عبيد الله وهو ابن عمر، عن زيد بن أبى انيسه به. وفى آخره: قال عبيد الله: قال زيد عن حماد عن ابراهيم عن علقمة قال: لقد رأيت بن مسعود يعلمنا هؤلاء الكلمات كما يعلمنا القرآن. وتابعه هشام صاحب الدستوائى، عن حماد بن أبى سليمان بسنده سواء نحوه. أخرجه النسائي أيضا (2/240) قال: أخبرنى عبد الرحمن بن خالد الرقى، قال: حدثنا حارث بن عطيه وكان من - زه…اد الناس – عن هشام. 431- وأخرج البزار (774– البحر) قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: نا الربيع بن سعد، قال نا سعيد ابن عبيد عن علي بن ربيعة عن علي قال: عهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث علي بن ربيعة عن علي إلا بهذا الإسناد، ولم نسمعه إلا من عباد بن يعقوب ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد توبع عباد بن يعقوب، تابعه اسماعيل بن موسي، قال: حدثنا الربيع ابن سعد بسنده سواء. أخرجه أبو يعلى فى " مسنده " (ج 1/رقم 519) والعقيلى فى

432

" الضعفاء " (2 / 51) وقال: " الأسانيد فى هذا الحديث عن على لينة الطرق، والرواية عنه فى الحرورية صحيحة " أهـ. 432 - وأخرج البزار (822– البحر) قال: حدثنا محمد بن مرزوق، قال: نا أبو سلمة، قال نا حماد عن قتادة عن الشعبي عن الحارث الأعور عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم " لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه والمستحل والمستحل له والواشمة والموشومة ومانع صدقته ". قال البزار: " وحديث حماد بن سلمة عن قتادة عن الشعبي عن الحارث عن علي لا نعلم أحدا رواه إلا أبو سلمة عن حماد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو سلمه موسي بن اسماعيل التبوذكى فتابعه أبو عمر حفص بن عمر الضرير قال ثنا حماد أبو سلمة بسنده سواء بذكر المحلل فقط. أخرجه البيهقى (7/207 – 208) من طريق ابراهيم بن عبد الله ثنا أبو عمر. 433 - وأخرج البزار (830– البحر) قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال نا عبيد بن الصباح، عن فضيل - يعني ابن مرزوق - عن فراس، عن الشعبي عن الحارث، عن علي مرفوعا: " هذان سيدا كهول أهل الجنة – يعنى: أبا بكر وعمر -. . . الحديث ". قال البزار:

434

" حديث فراس لا نعلم رواه عن فراس إلا الفضيل بن مرزوق " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الفضيل بن مرزوق، بل تابعه غير واحد، منهم: شريك بن عبد الله النخعى، فيرويه عن فراس بسنده سواء. أخرجه القطيعى فى " زوائده على فضائل الصحابة " (632) من طريق بشار بن موسى الخفاف، ثنا شريك. ومنهم الحسن بن عمارة: أخرجه ابن ماجة (95) . وأبو نعيم فى " مسانيد فراس " (27/ 2) من طريق ابن عيينة. وأبو بكر الشافعى فى " الغيلانيات " (8) عن أبى معاوية. وأبو نعيم فى " مسانيد فراس بن يحيى " (27/ 3، 7) عن أبى يحيى وعبد السلام بن حرب جميعاً عن الحسن بن عمارة. ومنهم سفيان بن عيينة: أخرجه ابن شاهين فى " شرح مذاهب أهل السنة " (143) ، وأبو نعيم (27/5) وأخرجه أبو نعيم (27/6) عن ابن عيينة، عن رجلٍ من النخع، عن فراس به. وذكر الدارقطنى فى " العلل " (3/143) أنه رواه عن فراس أيضاً: عبد الله بن ميسرة. 434- وأخرج البزار فى "مسنده" (879– البحر) قال: حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن معمر قالا: نا محمد بن عبيد قال: نا شرحبيل ابن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه عن علي قال: كانت لي منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لأحد، إن كنت أجيئه كل سحر فأسلم عليه

435

حتى يتنحنح فانصرف إلى أهلي وأني جئت ذات يوم فسلمت عليه فقلت السلام عليك يا نبي الله فقال: " على رسلك يا ابا الحسن حتى أخرج إليك " فلما خرج إلي قلت يا نبي الله لم تكلمني فيما مضى حتى كلمتني الليلة قال: " إني سمعت في الحجرة حركة فقلت من هذا قال أنا جبريل قلت ادخل قال لا أخرج إلي فلما خرجت إليه قال إن في بيتك شيئا، لا يدخله ملك ما دام فيه قال ما أعلمه يا جبريل قال اذهب فانظر ففتحت الباب فلم أجد فيه شيئا غير جرو كان يلعب به الحسن قلت ما وجدت إلا جروا قال لن يلج فيه ما دام فيها واحد منهم يعني من ثلاث كلب أو جنابة أو صورة روح " قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه عن شرحبيل إلا محمد بن عبيد " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به محمد بن عبيد، فتابعه أبو أسامة حمادُ بن أسامة، قال: حدثنى شرحبيل – يعنى: ابن مدرك -، قال: حدثنى عبد الله بن نُجىّ، عن أبيه، قال: قال لى على: كانت لى منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه كل سحر، فأقول: السلام عليك يا نبى الله! ، فغن تنحنح انصرفت الى أهلى وإلاَّ دخلت عليه. أخرجه النسائى (3 /12) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا أبو أسامة به. 435- وأخرج البزار (922) قال: حدثنا محمد بن مسكين والحسن بن

436

عبد العزيز الجروي، قالا: نا يحيى بن حسان قال نا سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه. قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال ولا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به يحيى بن حسان، فتابعه ابن وهب، قال: أخبرنى سليمان بن بلال بسنده سواء. أخرجه أبو داود (4226) قال: حدثنا أحمد بن صالح والترمذى فى " الشمائل" (90) حدثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن صالح. والنسائى (8/ 174 – 175) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان. وأبو الشيخ فى " أخلاق النبى " قال: حدثنا أحمد بن هارون بن روح، نا الربيع بن سليمان قالا: ثنا ابن وهب. (1) 436- وأخرج البزار (524، 525) من طريق أبو أحمد الزبيري ووكيع بن الجراج، قالا: نا سفيان الثوري عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب عن علي رضي الله عنه قال: " قلت يا رسول الله ألا أدلك

437

على أحسن فتاة في قريش؟ قال: عندك شيء، قلت: نعم بنت حمزة، قال: تلك ابنة أخي من الرضاعة يا علي أما علمت أن الله حرم من الرضاعة ما حرم من النسب ". قال البزار: " وهذا الحديث لا نعلم أحدا قال: علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن علي إلا سفيان الثوري ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الثورى. قال الدارقطنى فى " العلل " (3/ 220) : " حدّث به الثورى، وابن عُليَّة، وعبد الوارث، عن على بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن على ". وطريق ابن علية هذا أخرجه الترمذى (1146) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ثنا إسماعيل بن إبراهيم – هو ابن علية - بسنده سواء. وقال: " هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ". 437- وأخرج البزار (562 – البحر) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد قال نا أبو خالد، قال نا شعبة عن عاصم عن زر بن حبيش عن علي رضي الله عنه، مرفوعا: " يا علي سل الله الهدى والسداد واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد تسديدك السهم ". قال البزار: " وهذا الحديث أحسب أن أبا خالد أخطأ في إسناده لأنه لم يتابعه على

438

هذا الحديث بهذا الإسناد أحد وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي رضي الله عنه ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد أبو خالد الأحمر به عن شعبة هكذا، فتابعه موسى بن داود، فرواه عن شعبة، عن عاصمٍ، عن زر، عن على فذكره. ذكره الدارقطنى فى " العلل " (4 / 172) من طريق جعفر بن محمد الرسعنى، عن موسى بن داود. 438- وأخرج البزار (692) قال: حدثنا محمد بن معمر قال نا أبو نعيم، قال نا مسعر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل الظهر أربعا ". قال البزار: " لا نعلم أسند مسعر عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي إلا هذا الحديث ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد أخرج أبو نعيم فى " الحلية " (7 / 246) من طريق محمد بن القاسم، ثنا مسعر وسفيان، عن أبى إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن على، قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى على إثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر. قال أبو نعيم: " تفرد به محمد، عن مسعر ". ومحمد بن القاسم هو الأسدى، تالف.

439

ونبَّه على هذا التعقب صاحبنا الشيخ محفوظ الرحمن زين الله حفظه الله فى تعليقه على " مسند البراز "، فجزاه الله خيراً. 439- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (6522) قال: حدثنا محمد بن رزيق ثنا أبو الطاهر قال: ثنا سلامة بن روح الأيلي ابن اخي عقيل بن خالد عن عقيل عن ابن شهاب اخبرني أنس بن مالك الأنصاري قال: بينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبطت به راحلته من ثنية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحده فلما أسهلت به الطريق ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثم سار رتوه ثم ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثم أدركناه فقال القوم يارسول الله كبرنا لتكبيرك ولا ندري مم ضحكت قال: قاد الناقة لي جبريل عليه السلام فلما اسهلت التفت إلي فقال أبشر وبشر أمتك أنه من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة وقد حرم الله عليه النار فضحكت وكبرت ففرحت بذلك لأمتي " وأخرجه ابن عدي فى " الكامل " (3/1161) قال: حدثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد ثنا أبو الطاهر أحمد بن عمر بن السرح بهذا الإسناد. قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عقيل ولا عن عقيل إلا سلامة بن روح تفرد به: أبو الطاهر " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عقيل، فتابعه الأوزاعى، عن الزهرى، ثنا أنس بن مالك فذكره.

440

أخرجه تمام الرازى فى " الفوائد " (445) من طريق عمرو بن نصر، عن أبيه نصر بن الحجاج، ثنا الأوزاعى به. قال أبو القاسم تمام الرازى: " هذا حديثٌ غريب من حديث الأوزاعى عن الزهرى، وقد رواه معمر، عن الزهرى، ولم يحدث به عن الأوزاعى إلاّ محمد بن عمرو عن أبيه، عن جده، ويعرف بـ " ابن عمرون "، وله نسخة عن الأوزاعى، وقد حدث بها ابن جَوْصا عنه. وأما قول الطبرانى: " تفرد به أبو الطاهر " فليس ك1ذلك. فقد تابعه محمد ابن عزيز، ثنا سلامة بن روح بسنده سواء. أخرجه أبو يعلى كما فى " المطالب العاتلية " (2868) قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن سلمة، ثنا محمد بن عزيز. أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (3 / 1161) قال: ثننا النعمان بن هارون، وابن خزيمة فى " التوحيد " (520 / 39) قالا: ثنا محمد بن عزيز به وقال ابن خزيمة: هذا خبرٌ غريب. 440- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (6233) قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال نا محمد بن بكار العيشي قال: ثنا عمر بن أبي خليفة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا: " أخر كلام في القدر لشرار هذه الأمة " قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين إلا عمر

بن أبي خليفة، تفرد به محمد بن بكار العيشي ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به محمد بن بكار، فتابعه نعيم بن حماد، ثنا عمر بن أبى خليفة مثله. أخرجه العقيلى فى " الضعفاء " (3 / 156) قال: حدثنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا نعيم بن حماد به. وقال العقيلى: " هذا الحديث منكر، وعمر بن أبى خليفة منكر الحديث ". وتابعه أيضاً محمد بن حصين وعمرو بن على معاً قالا: ثنا عمر بن أبى خليفة بسنده سواء. أخرجه البزار (2179 – كشف الأستار) وقال: " لا نعلم له طريقاً من جهة صحيحة غير هذا الطريق، ولا رواه عن هشام إلاَّ عمر " اهـ. 441 – وأخرج الطبرانى في " الأوسط " [6310] قال: حدثنا محمد ابن عليٍّ، ثنا إِبراهيم بن المنذر، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيي بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعاً: " سيليكم بعدى ولاةٌ، فيليكم البرُّ ببره، والفاجرُ بفجوره، فاسمعوا لهم، وأطيعوا في كلِّ ما وافق الحقَّ، وصلُّوا وراءهم، فإِن أحسنوا فلكم ولهم، وإِن أساءوا فلكم وعليهم ". قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة، إِلاَّ عبد الله بن محمد بن عروة، تفرَّد به: إِبراهيم بن المنذٌر، ولم يُسند هشام بن عروة، عن أبي صالحٍ حديثاً

غير هذا ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به إِبراهيم بنُ المنذر، فتابعه ابنُ أبي فديكٍ، ثنا عبد الله بن محمد ابن يحيي بن عروة بسنده سواء. أخرجه الدار قطنىُّ [2/55] ومن طريق ابنُ الجوزى في " الواهيات " [1/424] قال: حدثنا أبو حامد محمد بن هارون. والطبرىُّ في " تفسيره " [5/95] قلا: ثنا عليُّ بن مسلم الطوسىُّ، ثنا ابنُ أبي فديك به. 442 – وأخرج أيضاً في " الأوسط " [6311] قال: حدثنا الصائغُ _ يعنى محمد بن عليّ _، ثنا إِبراهيمُ بنُ المنذر، ثنا صالحُ بن عبد الله مولى بنى عامر بن لؤى، حدثني يعقوب بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعاً: " الحجاج والعُمَّارُ وفدُ الله، إِن دعوه أجابهم، وإِن استغفروه غفر لهم ". وأخرجه ابنُ بشران في " الأمالى " [ج 4/ ق 35/1] ، والبيهقىُّ [5/262] من طريق شيخ الطبرانى. وابنُ ماجة [2892] قلا: حدثنا إِبراهيم بن المنذر الحزامى بسنده سواء. قال الطبرانىُّ: " لم يرو هذا الحديث عن يعقوب بن عبادٍ، إِلاَّ صالح ابن عبد الله، تفرَّد به: إِبراهيمُ بنُ المنذر ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك!

فلم يتفرَّد به إِبراهيمُ بن المنذر، فتابعه أحمد بن الحسين بن جعفر الهاشمىُّ، نا صالحُ بن عبد الله التمار بسنده سواء. أخرجه الخطيب في " التلخيص " [172/1] من طريق محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا بشر بن موسى، نا أحمد بن الحسين به. 443 – وأخرج أيضاً في " الأوسط " [6323] قال: حدثنا الصائغ، ثنا سعيد بن منصور _ وهذا في " سننه " [137]_، نا سفيانُ بن عيينة، عن يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: " لا يتوارث أهلُ ملتين بشيءٍ ". قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن يعقوب بن عطاء، إِلاَّ سفيانُ، تفرَّد به: سعيدُ بنُ منصور ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به سعيد بن منصور، فتابعه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبديُّ، ثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعتُ عِدَّةً منهم يعقوب بن عطاء فذكر مثله أخرجه البيهقيُّ [6/ 218] قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوىُّ، أنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقيِّ، ثنا عبد الرحمن بن بشر. 444 – وأخرج الطَّبرانيُّ في " الأوسط " [5797] قال: حدثنا محمد

ابن عبد الله الحضرميُّ، قال: ثنا أحمد بن محمد القوَّاس، قال: ثنا مسلم ابن خالد الزنجي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبرىّ، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً: " من سدَّ فُرجةً في صفٍّ رفعه اللهُ بها درجةً، وبنى له بيتاً في الجنَّةِ ". قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن المقبريّ، إِلاَّ ابنُ أبي ذئب، ولا عن ابن أبي ذئبٍ، إِلاَّ مسلمُ بنُ خالد، تفرَّد به: أجمد بن محمد القوَّاس ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به مسلمُ بن خالد الزنجىُّ، فتابعه وكيعُ بنُ الجراح، فرواه عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبرى، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً: " من سدَّ فُرجةً بنى الله له بيتاً في الجنة، ورفعه بها درجةً ". أخرجه المحاملى غي " الأمالى " [ق 36 /2- رواية الفارسي] قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروى، قال: ثنا يحيي بن حسان، قال: ثنا وكيع. 445 – وأخرج الطَّبرانىُّ في " الأوسط " [5966] قال: حدثنا محمد ابن علي بن الأحمر الناقد، قال: نا أبو كامل الجحدرىُّ قال: نا عبد الله ابن جعفر، قال: أخبرني عبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال: كنا عند رسول الله صَلى الله عَليه وسلم فجاء رجلٌ أقبح الناس وجهاً، وأقبح الناس ثياباً، وأنتن الناس ريحاً، جلفاً جافياً، فتخطى رقاب الناس، فجلس بين يدي رسول الله صَلى الله عَليه وسلم، فقال: من خلقك؟ قال: " الله ". قال: فمن خلق السماء؟ قال: " الله ". قال: فمن خلق الأرض؟ قال: " الله ". قال: فمن خلق

الله؟ فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسلم: " سبحان الله " – مرتين – وأمسك بجبهته، فقام الرجل فذهب، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسلم: " عليَّ بالرجل "، فطلبناه، فكأن لم يكن فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسلم: " هذا إِبليس، جاء يشككم في دينكم ". قال الطبرانيُّ " لم يرو هذا الحديث، عن عبد الله بن دينار، إِلاَّ عبد الله بن جعفر، تفرَّد به: أبو كامل الجحدرى ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به أبو كامل، فتابعه الخصيب بن ناصح، حدثنا عبد الله بنُ جعفر بسنده سواء. أخرجه البيهقىُّ في " دلائل النبوة " [7/125] قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عباس محمد بن يعقوب، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا الخصيب. قال محقق كتاب " الدلائل ": " إِسناده صحيحٌ، والخصيب بن ناصح وثقه ابن حبان، وقال أبو زرعة: لا بأس به ". كذا قال! وليت شعرى من أين له الصحة وفي إِسناده عبد الله بن جعفر والد علي بن المدينى، وقد رواهُ ابن حبان في " المجروحين" [2 / 15-16] ومن طريقه ابن الجوزى في " الواهيات " [1/3] وأعلَّه ابن حبان بعبد الله بن جعفر! 446 – وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " [5967] قال: حدثنا محمد

ابن على بن الأحمر الناقد، قال: نا أبو كامل الجحدرىُّ قال: نا عبد الله ابن جعفر، قال: أخبرني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان بمكة مُقعدان، لهما ابنٌ شابٌّ، فكان إِذا أصبح نقلهما فكان يكتسب عليهما يومه، فإِذا كان المساء احتملهما، فأقبل بهما، فافتقده رسول الله صَلى الله عَليه وسلم، وسأل عنه، فقال: مات ابنهما، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسلم: " لو تُرك أحدٌ لأحدٍ لُترِك ابنُ المقعدين ". وأخرجه ابن عدي [4/1495] عن أبي كامل به. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن دينار، إِلاَّ عبد الله بن جعفر، تفرَّد به: أبو كامل الجحدرى ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو كامل الجحدرى، فتابعه داود بن رشيد، ثنا عبد الله بن جعفر بسنده سواء. أخرجه البيهقيُّ في " السنن الكبير " [4/66] قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قلا: أنبأ أبو بكر الإِسماعيلي، ثنا عياش بن محمد بن عيسى الجوهري، ثنا داود بن رشيد. ولا يصح هذا الحديث لضعف عبد الله بن جعفر والد عليّ بن المديني، وذكر ابنُ عدىّ هذا الحديث في ترجمته من مناكيره. 447 – وأخرج الطبرانيُّ في " الكبير " [ج 7/ رقم 6908] قال: حدثنا

محمد بن عبد الله الحضرميُّ وعبيد العجلي. وفي" الأوسط" [5973] قال: حدثنا محمد بن علي الأحمر الناقد قالوا: ثنا محمد بن إِسماعيل البخاريُّ، ثنا محمد بن بلال، ثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: نهانا رسولُ الله صَلى الله عَليه وسلم أن تنكح المرأةُ علي عمتها ولا أو علي خالتها ". ولفظ " الكبير ": " لا تنكح المرأةُ علي عمتها ولا علي خالتها ". قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إِلاَّ عن همامٌ، ولا عن همامٍ، إِلاَّ محمدُ بنُ بلالٍ، تفرَّد به: محمدُ بنُ إِسماعيل البخاريُّ ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن بلال فقد أخرجه البزار [1437- كشف الأسرار] قال: حدثنا محمد بن إِسماعيل البخاري بسنده سواء ثم قال: " لا نعلمه عن سمرة إِلاَّ من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن همام إِلاَّ محمد بن بلال، ويعلي بن عباد، ومحمدٌ اثبت من يعلي"اهـ. 448 – وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " [5990] قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن الصباح، قال: نا محمد بن يحيي الأزدي، قال: ثنا داود ابن المحبر، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن أنس بن مالك مرفوعاً: " من كانت الدنيا همَّه وسدمه، لها يشخص، وإِياها ينوي، جعل الله عز وجلَّ

الفقر بين عينيه، وشتت عليه ضيعته، ولم يأته منها إِلاَّ ما كُتب له، ومن كانت الآخرة همَّه وسدمه، لها يشخص، وإِياها بنوي، جعل الله عز وجلَّ الغنى في قلبه، وجمع عليه ضيعته، وأتته الدنيا وهى صاغرةٌ ". وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا " [354] ، وابنُ حبان في " المجروحين " [1 / 291] قال: حدثنا الحسن بن سفيان. وابن الأعرابيّ في " الزهد" [73] قال: حدثنا أبو داود، قال ثلاثتهم، ثنا محمد بن يحيي الأزديّ بهذا الإسناد. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث، عن همام إِلاَّ داود بن المحبر، تفرَّد به: محمدُ بنُ يحيي الأزديُّ ". ??? ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن يحيي الأزدي، فتابعه أبو أميه الطرسوسي محمد بن إِبراهيم قال: ثنا داود بن المحبر بسنده سواء. أخرجه ابنُ عدى في " الكامل " [3 / 996] قال: حدثنا أحمد بن الحسن ابن محمد بن عمرو بن أبي سلمه التنيسي، ثنا أبو أمية الطرسوسي به. قال ابنُ عدى: " وهذا عن همام بهذا الإسناد، لا أعلم يرويه غير داود". ثم رأيت الحديث في " الغريب "، [2 / 516] لأبي إسحاق الحربي قال: حدثنا محمد بن يحيي الأزديّ، ثنا شريك، ثنا همام، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً ببعضه. كذا قال في الإستاد: " شريك " وأظنه تصحَّف عن " داود " لأنني لم أجد لشريك رواية عن همام، ولو ثبت أنه لم يقع خطأ

في الإِسناد فيُتعَقب به علي الطبرانيّ، وابن عديّ إِذ قلا: " لم يروه عن همام إِلا داود " والله أعلم، وانظر رقم [1418] . 449 _ وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " [6270] قال: حدَّثنا محمدُ ابنُ عليِّ الصائغُ، ثنا يزيدُ بنُ مَوْهب الرَّمليُّ، قال: ثنا يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: " ليس في الخيل والرقيق زكاةٌ، إِلاَّ أن في الرقيق صدقة الفطر " 0 قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، إِلاَّ ابنُ أبي زائدة، تفرَّد به: يزيد ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به يزيد بن موهب، فتابعه عبد الله بن خالد بن حازم، ثنا يحيي ابن أبي زائدة بسنده سواء 0أخرجه البيهقيُّ [4/ 117] من طريق حاجب بن أحمد ثنا محمد بن يحيي، ثنا عبد الله بن خالد.

450 – وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط" [7259] قال: حدثنا محمد ابن راشد، ثنا إِبراهيم بن سعيد الجوهريُّ، نا حسين بن محمد، نا سليمان ابن قرم، عن أبي الجحاف، عن إِبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح، عن جدَّه، عن زيد بن أرقم، قال: مرَّ النبي صَلى الله عَليه وسلم على بيتٍ فيه فاطمةُ وعليٌّ، وحسنٌ، وحسينٌ، فقال: " أنا حربٌ لمن حاربتم، سِلْم لمن سالمتم " 0 قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن إِبراهيم بن عبد الرحمن، إِلاَّ أبو الجحاف، ولا عن أبي الجحاف، إِلاَّ سليمان بن قرم، ولا عن سليمان إِلاَّ حسين بن محمد تفرَّد به إِبراهيم بن سعيد " 0 ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به بن قَرْم، فتابعه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، فرواه عن أبي الجحاف بسنده سواء. أخرجه الدارقطنيُّ في " الجزء الثالث والعشرين من حديث أبي الطاهر الذهليّ " [رقم 154] من طريق القاسم بن زكريا بن يحيي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الصيرفي، قال: حدثنا كثير بن يحيي، قال: حدثتا أبو عوانة. 451 – وأخرج الترمذيُّ [1972] قال: حدثنا يحيي بن موسى، وابنُ عدى في " الكامل "، [19215/، الطبرانىُّ في " الأوسط " [7398] ، وأبو نعيم في " الحلية "، [8/ 197] عن إِسحاق بن وهب قالا: ثنا عبد الرحيم بن هارون الغسَّاني، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد،

عن نافع، عن ابن عمر مرفوعَا: " إ ذا كذب العبد كذبةً تباعد الملك عنه مسيرة ميلين من نتن ما جاء به ". قال الترمذيُّ: " هذا حديث حسنٌ جيِّدٌ غريبٌ، لا نعرفه إِلاَّ من هذا الوجه، تفرَّد به: عبد الرحيم بن هارون ". وقال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن نافعٍ، إِلاَّ عبد العزيز بن أبي روَّاد، تفرَّد به: عبد الرحيم بن هارون ". وقال أبو نعيم: " غريبٌ من حديث عبد العزيز عن نافعٍِ، تفرَّد به: عبدُ الرحيم ". ??? (قُلْتُ: رضي اللَّهُ عنكم! فلم يتفرَّد به عبد الرحيم بن هارون، فتابعه الفضل بن عوف. عمُّ الأحنف، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي روَّاد بسنده سواء. أخرجه ابنُ عدى في " الكامل" [1/25] قال: حدثنا عليُّ بن الحسين بن عليٍّ، نا سليمان بن الربيع بن هشام النهدي، حدثنا الفضلُ بنُ عوفٍ. 452_ وأخرج الطبرانىُّ في " الأوسط " [7406] قال: حدثنا محمد ابن أبان، ثنا عبد القدوس بن محمدٍ، ثنا سعيد بن سويد المعولىُّ ثنا خالد بن زياد – صاحبُ السَّابريِّ -، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعاً: " خير تمراتكم البرنىُّ، يُذهبُ الداء، ولا داء

فيه". قال الطبرانيُّ: " لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إِلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: عبد القدوس ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به عبد القدوس، فتابعه زيد بن الحباب، ثنا سعيد بن سويد السامريٌ بسنده سواء. أخرجه الحاكم [4/204] قال: أخبرنا الحسن بن يعقوب العدلُ، ثنا يحيي بن أبي طالبٍ، ثنا زيدُ بنُ الحُبَابِ. 453_ قال العقيلىُّ في " الضعفاء " [3/ 142- 143] قال: حدثنا محمد بن هشام، قال: حدثنا عباد بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن جويرية، عن الأوزاعيّ، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صَلى الله عَليه وسلم – إن كان قاله في قوله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: قال العقيليُّ: " عباد بن جويرية لا يتابع علي حديثه، ولا يُعرف إِلاَّ به ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به عباد بن جويرية - وكان كذاًبا -، فتابعه يحيي بن عبد الله أبو عبد الله الدمشقيُّ، فرواه عن الأوزاعيّ بسنده سواء.

أخرجه الخطيب في " تاريخه" [14/ 287] من طريق أبي يوسف يعقوب ابن إِسحاق الدعاء، حدثنا يحيي بن عبد الله به. 454_ وأخرج الحاكمُ في " معرفة الصحابة " [3 /323- 324] قال: حدثنا عليّ بن حشماذ العدل، ثنا الحسين بن محمد بن حماد القباني، والحسين بن علي بن زياد السريّ، وصالح ُ بنُ محمد الرازي، قالوا: ثنا إبراهيم بن المنذر الخزاميّ، ثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، قال: قال ابنُ شهاب: حدثه أنسُ بنُ مالك أنَّ رجالاً من الأنصار استأذنوا رسول الله صَلى الله عَليه وسلم، فقالوا: ائذن لنا فنترك لابن اختنا العباس فداءه، فقال: " والله لاتذرون درهماً " قال الحاكمُ: " هذا حديثٌ صحيحٌ علي شرط الشيخين، ولم يخرجاه. " ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلا وجه لاستدراك هذا علي البخاريّ، فقد أخرجه في " كتاب المغازي " [7/321] قال: حدثني إِبراهيم بن المنذر، ثنا محمد بن فليح بإسناده سواء. وأخرجه أيضا في " العتق" [5/167- 168] ، وفي " الجهاد " [6/167] قال: حدثنا إِسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ثنا إِسماعيل ابن إِبراهيم بن عقبة، عن موسي بن عقبة بهذا الإستاد سواء، وعنده: " لا تدعون منه درهماً. " وليسَ الحديث علي شرط مسلمٍ، لأنَّه لم يُخرَّج لمحمد بن فليح شيئاً. والله أعلم.

455_ وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" [1199] قال: حدثنا أحمد ابن عبيد بن جرير قال: حدثني أبي، قال: نا بشر بن عبيد الدَّارسي، قال: نا محمد بن حميد العتكي، عن الأعمش، عن إِبراهيم عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: " تجاوزوا للسَّخيِّ عن ذنبه، فإِنَّ الله غز وجلَّ يأخذ بيده عند عثرته ". قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، إِلاَّ محمد بن حميدٍ، تفرَّد به: بشرٌ ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن حميد، فتابعه عبد الرحيم بن حماد الثقفي، فرواه عن الأعمش بسنده سواء. أخرجه الدارقطنيُّ في " الأفراد "، ومن طريقه ابنُ الجوزى في " الموضوعات " [2/185] قال: حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أنس بنُ حماد، حدثنا عبد الرحيم. قال ابنُ الجوزى نقلاً عن الدارقطنيّ: " تفرَّد به عبد الرحيم ". يعني عن الأعمش. ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به عبد الرحيم كما مرَّ بك آنفاً. والحمد لله. وانظر رقم [1155] 456 – وأخرج الدارقطنيُّ، ومن طريقه ابنُ الجوزى في " الموضوعات " [2 /194] قال: حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا إِبراهيم بن سعيد

الجوهري، حدثنا عيد العزيز بن أبان، حدثنا سفيان الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: " إِذا سلمت الجمعة سلمت الأيام، وإِذا سلم رمضان سلمت السَّنةُ ". وأخرجه ابنُ عديّ في " الكامل " [5 / 1926 –1927] قال: حدثنا عليُّ بن إِسحاق بن زاطيا. وأبو أحمد الحاكم في " الكني " [4 /271] قال: أخبرنا عروبة الحرانيّ وأبو نعيم في " الحلية " [7/140] من طريق هارون بن علي، قال ثلاثتهم: ثنا إِبراهيم بن سعيد به. وقال ابن الجوزي: " تفرَّد به عبد العزيز بن أبان. قال يحيي: كذابٌ يضع الحديث ". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به عبد العزيز، فتابعه يحيي بن سعيد، عن الثوري بسنده سواء. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " [7 / 140] من طريق أحمد بن جمهور القُرساني، ثنا عليُّ بن المديني، عن يحيي بن سعيد به. قال أبو نعيم: " غريبٌ من حديث الثوري، لم نكتبه إِلاَّ من حديث أحمد ابن جمهور ". وابن جمهور متهم بالكذب. وقد وقفتُ على متابع آخر: فيرويه أبو مطيع البلخىُّ الحكم لن عبد الله – وهو متروكٌ – قال: حدثنا سفيان الثوريُّ بسنده سواء. أخرجه البيهقيُّ في " الشعب " [ج 7/ رقم 3434] من طريق سليمان ابن سعد القرشي، حدثنا أبو مطيع. قال البيهقيُّ: " هذا لا يصحُّ عن هشامٍ، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخىُّ ضعيفٌ، وإِنما يُعرف هذا

الحديث من حديث عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي عن سفيان، وهو – أيضاً – ضعيفٌ بمرَّةٍ " اهـ. ??? (قُلْتُ: والحديث باطلٌ عن الثورىّ كما صرَّح بذلك ابنُ عديّ. وقال أبو الحاكمُ: " هذا الحديثُ منكرٌ، يشبه الموضوع ". 457 –وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط" [4476] قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد السمريّ، قال: نا الحسين بن الحسين الشيلماني، قال: نا خالد بن إسماعيل المخزومي، عن عبيد الله بن عمر، عن صالح مولى التوأمة، عن أبى هريرة قال: لو لم يبق من أجلى إِلاَّ يومٌ واحدٌ، إِلاَّ لقيتُ الله عز وجل بزوجةٍ، لأني سمعتُ رسول الله صَلى الله عَليه وسلم يقول: "شرارُكم عزابُكم". وأخرجه أبو يعلى [ج4 / رقم 2042] قال: حدثنا الشيلماني بسنده سواء. قال الطبرانيُّ " لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله عن عبيد بن عمر، إلاَّ خالدُ بنُ إسماعيل، تفرَّد به: الحسين بن الحسن". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به الشيلماني، فتابعه أبو يوسف أبو محمد بن أحمد الرقيُّ، ثنا خالد ابن إسماعيل بسنده سواه. أخرجه ابنُ عدى في " الكامل " [3/ 913] قال: ثنا عمر بن سنان، ثنا أبو يوسف الرقيّ.

458 – وأخرج البزار وأبو داود والنسائيُّ وغيرهم من طريق الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء رجلّ إلي النبي صلي الله علية وسلم فقال: إن امرأتي لا تمنع يد لامس، قال: " غرَّبها " قال: أخاف أن تتبعها نفسي، قال: " استمتع بها". قال البزار: " لا تعلمه يروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد". ??? (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد ورد من وجه آخر عن ابنُ عباسٍ. فأخرجه النسائيُّ [6 /67] قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وابن أبي شيبة [4/184] قالا: يزيد، قال: حدثنا حماد ابن سلمة وغيرُهُ، عن هارون بن رئاب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عباسٍ. عبد الكريم يرفعه إلي ابن عباسٍ وهارون لم يرفعه – قالا: جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال إن عندي امرأةً هي من أحب الناس إليًّ، وهي لا تمنع يد لامسٍ قال: " طلقها " قال: لا أصبر عنها. قال: " استمتع بها". قال النسائي: " هذا الحديث ليس بثابتٍ، وعبد الكريم ليس بالقويّ، وهارون بن رئاب أثبتُ منه، وقد أرسل الحديث، وهارون ثقةٌ، وحديثٌهٌ أولي بالصواب من حديث عبد الكريم". ثم رواه النسائيُّ في " الطلاق " [6/170] قال: حدثنا: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال، أنبأنا هارون بن رئاب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عباسٍ فذكره. قال النسائيّ: " هذا خطأ، والصواب: مرسلٌ" وكأن هذا من حماد بن سلمة، فقد خالفه ابن عيينة فرواه عن هارون بن رئاب، عن عبد الله بن

عبيد بن عمير مرسلاَّ. أخرجه الشافعيُّ في " المسند " [2/369- 370] ومن طريقه البغويُّ في " شرح السنة " [9/287] قال: أنا سفيان بن عيينة. وإن كان البزار – رحمه الله – يقصد أنه لم يروه عن النبي صلي الله علية وسلم إلاًّ ابنُ عباسٍ، فمتعقب بأنه ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. أخرجه البيهقيُّ [7/155] ، والبغويُّ في شرح السنة، [9/288] ، وابن الجوزي في " الموضوعات " [2/ 272] من طريق عبيد الله بن عمرو الرقيّ، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن أبي الزبير، عن جابرِ أن رجلاً أتي النبيَّ صَلي الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن لي امرأةٌ وهي لا تدفع يد لامس، قال: " طلقها " قال: إني أحبها وهي جميلةٌ، قال: " فاستمتع بها " وأخرجه الطبرانيُّ والخلالَّ من هذا الوجة. وسندُهُ جٌيدٌ لولا عنعنة أبي الزبير. والله أعلم. ونقل ابن الجوزي عن الإمام أحمد أنه قال: " هذا الحديث لا يثبت عن رسول الله صَلي الله عليه وسلم ليس له أصلٌ". 459 – وأخرج ابنُ عدي في " الكامل [4/1573] قال: حدثنا الحسن بن حميد بن موسى العكيُّ، حدثنا زهير بن عباد حدثنا عبد الله ابن عمر الخرساني، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً: " من أكل فولةً بقشرها، أخرج الله منه من الداء مثلها ". قال ابنُ عدي: "وهذا حديثٌ باطلٌ، لا يرويه غير عبد الله بن عمر الخرساني هذا ولا يرويه عنه غير زهير ".

460

(قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به عبد الله بن عمر الخرساني، فتابعه بكر بن عبد الله أبو عاصم، قال: حدثنا الليث بن سعد بسنده سواء. أخرجه الدارقطنيُّ، ومن طريقه ابنُ الجوزي في " الموضوعات " [2 / 293] وقال ": هذا حديث ليس بصحيحٍ، قال بعض الحفاظ: تفرَّد به بكر عن الليث " وهذا القول متعقب برواية ابن عدي. والله الموفقُ. ويرويه أيضاً ابنُ وهيب، عن الليث بن سعد بسنده سواء. أخرجه ابن خزيمة، ومن طريقه الذهبيُّ في " الميزان " [2 / 620] قال: حدثنا حبيب بن حفص المصري بخبر أبرأ من عهدته، حدثنا عبد الصمد بن مطير، حدثنا ابنُ وهبٍ به. كذا وقع في " الميزان ": " حبيب " وهو تصحيف. فقد أخرجه ابنُ حبان في " المجروحين " [2 / 150] قال: أخبرنا محمد بن المسيب، قال: حدثنا شبيب بن حفص، قال: حدثنا عبد الصمد ابن مطير. وشبيب بن حفص أورده الحافظ في " اللسان " [4 / 141 رقم 4127- الطبعة الجديدة] وذكر أنه وقع في " الميزان ": " حبيب " ثم قال: " وهو تصحيفٌ ". وقال الذهبي في " الميزان: " حديثٌ باطلٌ ". 460 - وأخرج ابنُ عدي في " الكامل " [4 / 1543] قال: حدثنا عيسي بن أحمد الصدفيّ، ثنا أبو عبيد الله، وأبو الزبير أخوة ابنا أخي ابن وهب، قلا: ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة، عن سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: " إِن للقلب فرحةً عند أكل اللحم، وإِنه ما دام الفرحُ بأحدٍ، إِلاَّ أشر وبطر، ولكن مرةً ومرةً ".

461

قال ابنُ عدي: " وهذا عن الثوري بهذا الإِسناد، لا يرويه إِلاَّ عبدُ الله بن المغيرة، وهو منكرٌ ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به عبد الله بن المغيرة، فقد تابعه مصعب بن ماهان، عن الثوري بسنده سواء. أخرجه ابنُ حبان في " المجروحين " [1 / 146] قال: حدثنا الحسين ابن إِسحاق الأصبهاني بالكرخ، ثنا أحمد بن عيسى الخشَّاب، يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار ". 461 - وأخرج ابنُ عدي في " الكامل " [4 / 1533] قال: حدثنا أحمد بن عامر بن عبد الواحد، ثنا مؤمل بن إِهاب، ثنا عبد الله بن محمد ابن المغيرة، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: " الليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغاً إِلي الآخرة ". قال ابنُ عدى: " وهذا الحديث لا أعلمُ بهذا الإِسناد يرويه عن الثوري غير عبد الله بن المغيرة وميسرة بن عبد ربه ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك!) فلم يتفردا به، فقد تابعهما إِسحاق بن بشر فرواه عن الثوري بسنده سواء مطوَّلاً. أخرجه الشجري في " الأمالي " [1/197] من طريق إِسماعيل بن عيسى العطار، قال: حدثنا إِسحاق بن بشر. وإِسحاق كذابٌ يضعُ الحديث. وتابعهما عمرو بن بكر، عن الثوري به. أخرجه أبو الطيب

462

محمد بن حميد الحوراني في " جزئه " [ق 70/1]- كما في " الضعيفة " [722]- وعمرو هذا تالفٌ. والحديث لا يصحُّ من كل وجوهه. والله أعلمُ. وانظر رقم [747] . 462- وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " [5478] قال: حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا هاشم بن محمد بن سعيد بن خثيم الهلالي، قال: نا أبو جنادة السلولى، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن: عن عدى بن حاتم، قال: قال رسول الله صَلي الله عَليه وسلم: " يؤمر يوم القيامة بناسٍ من الناس إِلي الجنة، حتى إِذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إِلي قصورها وما أعد الله لأهلها فيها نودوا: أن اصرفوهم عنها، لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرةٍ ما رجع الأولون بمثلها، فيقولون: يا ربنا، لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما رأينا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا، قال: ذاك أردت بكم؛ كنتم إِذا خلوتم بارزتموني بالعظائم فإِذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراءون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، وأجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب ". قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، إِلاَّ أبو جُنادة السلولى " (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به أبو جنادة حصين بن مخارق، فتابعه يحيي بن ميمون الهدادى، فرواه عن الأعمش بسنده سواء.

463

أخرجه ابنُ النجار في "ذيل تاريخ بغداد " - كما في " اللآلئ" [2/302]- من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا يحيي ابن ميمون. 463- وأخرج ابنُ عدى [4/1527] قال: حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عبد الله بن أيوب ابن أبي علاج الموصلي قال: ثنا ابن عيينة، عن الزهريّ، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً: " إِن الله عز وجلَّ لا يغضبُ، فإِذا غضب سبَّحت الملائكة لغضبه، فإِذا اطَّلع إِلي أهل الأرض، ونظر إِلي الولدان يقرءون القرآن تملَّى ربُّنا رضاً ". قال ابنُ عدى: " وهذا عن ابن عيينة بهذا الإِسناد لا أعلمُ رواه عنه غير ابن أبي علاج هذا، وهو منكرٌ ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به ابنُ أبي علاج، فتابعه هارون بن (¬1) أبي هزاري، قال: حدثنا ابن عيينة بسنده سواء. أخرجه الشيرازي في "الألقاب" - كما في " اللآلئ " [1/31]- من طريق علي بن محمد بن مهرويه (¬2) ، حدثنا هارون. قال الشيرازي: ¬

(¬1) ترجمه الخليلي في " الإِرشاد " [ص 704] وقال: " ثقة موصوف بالزهد والأمانة سمع ابن عيينة ". (¬2) له ترجمة في " السير " [15/396]

464

" وقد رُوى من حديث محمد بن يحيي بن أبي عمر ومن حديث زكريا بن يحيي " يعنى: كلاهما عن ابن عيينة مثله. ثم من طريق زكريا بن يحيي قال حدثنا ابن عيينة. 464- وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " [4506] ، وفي " الصغير " [635] قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني، قال: نا أبو أنس كثيرُ بنُ محمدٍ، قال: نا خلف بن خالد البصري، قال: نا سليم المكيُّ، عن ابن جريحٍ، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباسٍ مرفوعاً: " من آتاه الله وجهاً حسناً، واسماً حسناً، وجعله في موضعٍ غير شائنٍ له، فهو من صفوة الله عز وجلَّ من خلقه ". وقال ابنُ عباسٍ: قال الشاعرُ: أنت شَرْطُ النبيِّ، إِذ قال يَوْماً: - اطلبوا الخَيْرَ في حِسَانِ الوُجوُه وأخرجه الخرائطي في " اعتلال القلوب " [ق 64/1] والبيهقيُّ في " الشعب " [ج 7/3265] من طريق كثير بن محمد به. قال الطبرانيُّ: " لا يروى هذا الحديث عن ابن عباسٍ إِلا بهذا الإِسناد، تفرَّد به: كثيرُ بنُ محمد ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرَّد به كثيرٌ، فقد تابعه يحيي بن حبيب أبو عقيل، ثنا خلف بن خالد

465

البصري بسنده سواء. أخرجه الدارقطنيُّ في " العلل "، ومن طريقه ابنُ الجوزي في " الموضوعات " [1/159-160] قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثني يحيي بن حبيب. وأخرجه ابنُ حبان في " المجروحين " [1/354] قال: حدثنا حاجبُ بن أركين، ثنا أبو عقيل، يحيي بن حبيب بهذا الإِسناد. وأعله بسُليم بن مسلم. وأخرجه ابنُ عدى في " الكامل " [3/1167] ، ومن طريقه البيهقيُّ في " الشعب" [ج 7/ رقم 3266] قال: حدثنا الفضل بن عبد الله بن سليمان، ثنا يحيي بن حبيب أبو عقيل، ثنا خالد بن مخلد العبدى، ثنا سليم بن سلم المكيّ فذكر مثله. كذا قال: " خالد بن مخلد " ولعله تصحَّف أو أخطأ فيه شيخ ابن عدى، ويكون صوابه: " خلف بن خالد " والله أعلمُ. 465- وأخرج بن عبد البر فى " التمهيد " (7 / 105) من طريق ابن وضاح قال حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري قال أنبأنا أبو سلمة عن أبي هريرة مرفوعا " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " قال ابن عبد البر:

" هكذا قال حامد بن يحيى عنه: " قام رمضان " ولم يقل "صام " وزاد " ما تأخر " وهي زيادة منكرة في حديث الزهري وذكر البخاري حديث حامد من رواية ملك متصلا مسندا ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فمعنى كلامك أن حامد بن يحيى البلخى تفرد به. وليس كذلك فقد تابعه قتيبة بن سعيد عن ابن عيينه مثله. فأخرج النسائي (4 / 159 - 157) قال: أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله ابن يزيد قالا: حدثنا سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً " من صام رمضان - وغى حديث قتيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قام شهر رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ". ثم وقفت على كتاب " معرفة الخصال المكفرة " (ص 60-61) للحافظ ابن حجر، فرأيته تعرض لرواية النسائى وزاد كلاماً حسناً أنقله لنفاسته فقال بعد أن نقل كلام ابن عبد البر: " قلت: لم يصب ابن عبد البر فى الحمل على البلخى فإنه لم ينفرد بذلك كما تراه، وقد جمع محمد بن عبد الله بن يزيد المقرى - شيخ النسائى - بين قوله: " قام "، وقوله " صام "، ووافقه قتيبة وزاد فيه: " وما تأخر "، فعلى هذا فرواية قتيبة وحامد سيَّان، فما أدرى كيف غفل ابن عبد البر عن ذلك؟! وقد تابعهما أيضاً: هشام بن عمار، ويوسف بن يعقوب النَّجاحى نزيلُ مكة، والحسين بن الحسن المروزى.

فأما حديث هشام بن عمار: فهكذا رويناه فى " الجزء الثانى عشر من فوائده قال: ثنا سفيان بن عيينة ... فذكره هكذا نقلته من أصل أبى القاسم بن عساكر. وأما حديث يوسف: فقال أبو بكر بن المقرئ فى " فوائده ": حدثنا إبراهيم بن أحمد بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن العباس المُطلبى الشافعى فى المسجد الحرام: ثنا يوسف بن يعقوب النجاحى: ثنا سفيان: ثنا الزهرى عن أبى سلمة، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وماتأخر، ومن قام ليلة القدر إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وأما الحسين بن الحسن المروزى. فهكذا أخرجه فى " كتاب الصيام " له، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبى هريرة يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وماتأخر ". فهؤلاء خمسة من ثقات أصحاب ابن عيينة يبعد غاية البعد أن يتواطئوا على زيادة لم يحدثهم بها شيخهم. نعم، قد رواه جماعة من أصحاب سفيان بن عيينة عن الزهري فلم يذكروا فيه: " وما تأخر " منهم: إسحاق بن راهويه فى " مسنده " وعمرو بن على الفلاَّس، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الرحمن بن العلاء. وكذلك رواه من أصحاب الزهري عنه: معمر ويونس بن يزيد، وصالح بن

466

كيسان. وكذلك رواه يحيى بن أبى كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو كلهم عن أبى سلمة عن أبى هريرة بتمامة دون قوله: " وما تأخر". لكن ليس فى رواية يحيى بن سعيد الجملة التى فيها: " ومن قام. . " وطذلك أبو الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة فى ذكر ليلة القدر فقط، وليس فيه: " وما تأخر". 466- وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " (3071) قال: حدثنا بشر بن علي بن بشر العجلي قال نا محمد بن سلام المنبجي قال نا الوضاح بن عباد الكوفي عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا فقال: "يا أنس صبه " فقال اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو قال أختها " فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله فقال وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " حيا يا أنس ضع الطهور وائت هذا المنادي فقل له أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق " فأتيته فقلت ادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على ما ابتعثه وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به بنيهم بالحق فقال ومن أرسلك؟ فكرهت أن أعلمه ولم أستاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وما عليك رحمك الله بما سألتك؟ قال أو لا تخبرني من أرسلك فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ما قال فقال: " قل له أنا رسول رسول الله " فقال

لي مرحبا برسول الله ومرحبا برسوله أنا كنت أحق أن آتيه أقرئ رسول الله ص السلام وقل له الخضر يقرئك السلام ويقول لك إن الله قد فضلك على النبين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل أمتك عل الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام فلما وليت عنه سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها. قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا عاصم ولا عن عاصم إلا الوضاح بن عباد، تفرد به محمد بن سلام ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عاصم، عن أنس. فقد ذكر الحافظ فى " الإصابة " (2 / 303 - 304) كلام الطبرانى ثم قال: " قلت وقد جاء من وجهين آخرين عن أنس وقال أبو الحسين بن المنادي هذا حديث واه بالوضاح وغيره وهو منكر الإسناد سقيم المتن ولم يراسل الخضر نبينا صلى الله عليه وسلم ولم يلقه واستبعد بن الجوزي إمكان لقيه النبي صلى الله عليه وسلم واجتماعه معه ثم لا يجيء إليه. وأخرج بن عساكر من طريق أبي خالد مؤذن مسجد مسيلمة حدثنا أبو داود عن أنس فذكر نحوه. وقال بن شاهين حدثنا موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك حدثنا أبي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حاتم بن أبي رواد عن معاذ بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس: قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لحاجة

467

فخرجت خلفه فسمعنا قائلا يقول اللهم إني أسألك شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا لها دعوة لو أضاف إليها أختها " فسمعنا القائل وهو يقول اللهم إني أسألك أن تعينني بما ينجيني مما خوفتني منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وجبت ورب الكعبة يا أنس ائت الرجل فاسأله أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرزقه الله القبول من أمته والمعونة على ما جاء به من الحق والتصديق ". قال أنس: فأتيت الرجل فقلت يا عبد الله ادع لرسول الله فقال لي ومن أنت؟ فكرهت أن أخبره ولم أستأذن وأبى أن يدعو حتى أخبره فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال لي أخبره فرجعت فقلت له أنا رسول رسول الله إليك فقال مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله فدعا له وقال اقرأه مني السلام وقل له أنا أخوك الخضر وأنا كنت أحق أن آتيك قال فلما وليت سمعته يقول اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المتاب عليها. وقال الدارقطني في " الأفراد " حدثنا أحمد بن العباس البغوي حدثنا أنس بن خالد حدثني محمد بن عبد الله به نحوه ومحمد بن عبد الله هذا هو أبو سلمة الأنصاري وهو واهي الحديث جدا وليس هو شيخ البخاري قاضي البصرة ذاك ثقة وهو أقدم من أبي سلمة. 467- وأخرج ابنُ عدي في " الكامل " (2 / 740) قال: حدثنا احمد بن الحسين الصوفي ثنا محمد بن احمد بن زبدة ثنا عمرو بن عاصم ثنا الحسن بن رزين عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال ولا

أعلمه الا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يلتقي الخضر والياس عليهما السلام كل عام بالموسم بمنى فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه فيتفرقان عن هؤلاء الكلمات بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير الا الله ما شاء الله لا يصرف السوء الا الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله " قال بن عباس " من قالهن حين يصبح وحين يمسي امنه الله عز وجل من الغرق والحرق والسرق وأحسبه قال ومن الشيطان والسلطان ومن الحية والعقرب " قال ابن عدي: " ولا اعلم يروي هذا عن بن جريج بهذا الإسناد غير الحسن بن رزين هذا وليس بالمعروف وهو من رواية عمرو بن عاصم عنه وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر " وكذلك قال العقيلى والدارقطنى فى " الأفراد ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يفرد به الحسن بن رزين فتابعه مهدي بن هلال قال: حدثنى بن جريج فذكر نحوه. أخرجه ابن الجوزي كما فى " الإصابة " (2 / 305) من طريق أحمد بن عمار حدثنا محمد بن مهدي حدثنا مهدي بن هلال. قال الحافظ " لكنه واه جدا.. قال ابن الجوزي: أحمد بن عمار متروك، عند الدار قطنى ومهدي بن هلال مثله، وقال ابن حبان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات ".

468

468- وأخرج الخطيب فى " تاريخه " (9 / 350) ومن طريقه ابن الجوزي فى " الموضوعات " (1 /232) من طريق طلحة بن عمر الحذاء حدث ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا يحيى بن عقبة بن أبى العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس مرفوعا: " لا تعلقوا الدر في اعناق الخنازير". ونقل ابن الجوزي عن الدارقطنى قال تفرد به يحيى بن عقبة. وأخرجه الخليلى فى " الإرشاد " (ص 493) قال: حدثنا عمر بن ابراهيم المقرئ إملاء حدثنا عبد الله بن محمد البغوي به. (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به يحيى بن عقبه فتابعه شعبة العياب عن محمد بن جحادة عن أنس مرفوعا: " لا تطرحوا الدر فى أفواه الخنازير - يعنى العلم " أخرجه الخليلى فى الإرشاد (ص 492) من طريق ابراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شعبة به. قال الخليلى: " هذا أنكروه من حديث شعبة لا يعرف انه روى عنه الا هذا الذي رواه عن إبراهيم بن سعيد وإبراهيم صالح لكن الحمل على من بعده وكان الحفاظ يقصدون شيخنا محمد بن سليمان لهذا الحديث ولا يعرف من حديث شعبة الا من هذا الوجه وإنما يعرف هذا من حديث يحيى بن عقبة بن ابي العيزار عن محمد بن جحادة ويحيى ضعيف أهـ.

469

469- وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " (8266) قال: حدثنا موسى بن جمهور نا أبو تقي هشام بن عبد الملك الحمصي ثنا عبد السلام بن عبد القدوس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا: " أربع لا يشبعن من أربع عين من نظر وأرض من مطر وأنثى من ذكر وعالم من علم ". قال الطبرانى: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عبد السلام بن عبد القدوس، تفرد به أبو تقى ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك) ! فلم يتفرد به أبو تقى فتابعه العباس بن الوليد الخلال قال: ثنا عبد السلام بن عبد القدوس بسنده سواء. أخرجه ابن عدي فى " الكامل " (5 / 1967) قال حدثنا عمر بن سنان ثنا عباس بن الوليد. قال ابن عدي: " وهذا الحديث عن هشام بن عروة بهذا الإسناد لا يروه عن هشام غير عبد السلام هذا وهو بهذا الاسناد منكر " 470- وأخرج العقيلى فى " الضعفاء " (3 / 339) وعنه ابن الجوزي فى " الموضوعات " (1 / 261) من طريق يزيد بن هارون قال حدثنا قزعة

471

بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس مرفوعا " من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم يقبل له صلاة تلك الليلة ". قال العقيلى " " عاصم بن مخلد لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به " (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عاصم فتابعه عبد القدوس بن حبيب الكلاعى فرواه عن أبى الأشعث بسنه سواء. أخرجه أبو القاسم البغوي فى " مسند ابن الجعد " (3585) ومن طريقه ابن عساكر فى " تاريخ دمشق " (ج 10 / ق 419) قال: حدثنا على بن الجعد أنا عبد القدوس بن حبيب. وعبد القدوس كذبه ابن المبارك وقال الفلاس " أجمعوا على ترك حديثه ". 471- وأخرج الخطيب فى " تاريخه " (10 / 264) من طريق عبد الرحمن بن نافع أبى زياد حدثنا الحسين بن خالد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر مرفوعا: " من أعرض عن صاحب بدعة بغضا له في الله ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا ومن شهر بصاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الأكبر، ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة ومن سلم على صاحب بدعة أو لقيه بالبشر أو استقبله بما يسره فقد استخف بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم " قال الخطيب:

472

" تفرد برواية هذا الحديث الحسين بن خالد وهو أبو الجنيد وغيره أوثق منه " (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الحسين بن خالد فتابعه محمد بن منصور الزاهد - وكان يصحب ابراهيم بن أدهم وسليمان الخوّاص - ثنا عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع (¬1) عن ابن عمر مرفوعا مثله. أخرجه أبو نعيم فى " الحلية " (8 / 200) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبه ثنا ابراهيم بن يوسف ثنا عبد الغفار بن الحسن بن دينار ثنا محمد بن منصور. قال أبو نعيم: " غريب من حديث عبد العزيز ولم يتابع عليه من حديث نافع " وتابعه أيضا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد عن ابيه بسنده سواء مختصرا. أخرجه أبو نصر السجزى فى " الإبانة " - كما فى " اللآلئ " (1 / 251 -252) - من طريق اسحاق بن راهويه قال: حدثنا عبد المجيد. قال أبو نصر: " هذا حديث غريب المتن والإسناد " 472- وأخرج الطبرانيُّ في " الأوسط " (2648) قال: حدثنا محمد ¬

(¬1) سقط ذكر " نافع " من " الحلية " ونقد أبى نعيم يدل على إثباته.

بن يعلى بن زنبور عن عمر بن الصبح عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل أبو بكر وعمر ومعهما فئام من الناس يجاوب بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتوا فقال " ما كلام سمعته آنفا جاوب بعضكم بعضا ويرد بعضكم على بعض " فقال رجل يا رسول الله زعم أبو بكر أن الحسنات من الله والسيئات من العباد وقال عمر السيئات والحسنات من الله فتابع هذا قوم تابع هذا قوم فأجاب بعضهم بعضا ورد بعضهم على بعض. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: " كيف قلت؟ " فقال قوله الأول والتفت إلى عمر فقال قوله الأول فقال " والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل فتعاظم ذلك في أنفس الناس وقالوا يا رسول الله وقد تكلم في هذا جبريل فقال إي والذي نفسي بيده لهما أول خلق الله تكلم فيه فقال ميكائيل بقول أبي بكر وقال جبريل بقول عمر فقال جبريل لميكائيل إنا متى نختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض فلتحاكم إلى إسرافيل فتحاكما إليه فقضى بينهما بحقيقة القدر خيره وشره حلوه ومره كله من الله عز وجل وإني قاض بينكما " ثم التفت إلى أبي بكر فقال: " يا أبا بكر إن الله تبارك وتعالى لو أراد أن لا يعصى لم أصحهما إبليس " فقال أبو بكر صدق الله ورسوله. قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن مقاتل إلا عمر تفرد به محمد ابن يعلى ".

473

(قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به عمر بن صبح وهو تالف. فتابعه اسماعيل بن حماد عن مقاتل ابن حيان. أخرجه البزار (2153 - كشف الاستار) قال حدثنا السكن بن سعيد ثنا عمر بن يونس ثنا اسماعيل بن حماد عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا جلوساً ثم رسول الله فأقبل أبو بكر وعمر في فئام من الناس وقد ارتفعت أصواتهما فجلس أبو بكر قريباً من رسول الله وجلس عمر قريباً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم ارتفعت أصواتكما؟ " فقال رجل يا رسول الله قال أبو بكر الحسنات من الله والسيئات من أنفسنا فقال رسول الله فما قلت يا عمر قال قلت الحسنات من الله والسيئات من الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول من تكلم فيه جبريل وميكائيل فقال ميكائيل مقالتك يا أبا بكر وقال جبريل مقالتك يا عمر فقالا أنختلف فيختلف أهل السماء وإن يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض؟ فتحاكما إلى إسرافيل فقضى بينهما أن الحسنات والسيئات من الله " ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال " احفظا قضائي بينكما لو أراد الله ألا نعصي لم أصحهما إبليس ". قال الهيثمى فى " المجمع " (7 / 192) : " شيخ البزار السكن بن سعيد لم أعرفه وبقية رجال البزار ثقات، وفى بعضهم كلام لا يضر ". 473 - وأخرج أبن عدي فى " الكمال " (5 / 1714) عن على بن المثنى الطهوي والبزار (2651 - كشف) قال: حدثنا محمد بن عقبة السدوسي

قال ثنا معاوية بن هشام قال ثنا عمر - ويقال عمرو بن غياث - عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود مرفوعا: " إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار" قال البزار: " لا نعلم رواه عن عاصم هكذا إلا عمرو وهو كوفي لم يتابع على هذا " وقال ابن عدي: " وهذا لا يرويه عن عاصم غير عمر بن غياث ولا عن عمر غير معاوية ولم يسنده عن معاوية غير أبي كريب وعلي بن المثنى وغيرهما (¬1) (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنكما! فلم يتفرد عمر بن غياث - وهو متروك - فتابعه تليد بن سليمان فرواه عن عاصم بن بهدلة بسنده سواء. أخرجه ابن شاهين فى " فضائل فاطمة " (12 - بتحقيقى) وابن عساكر فى ¬

(¬1) كذا وقعت فى مطبوعة " الكامل " فقال: " وغيرهما " والمعنى لا يستقيم , فمعنى قوله "لم يسنده عن معاوية غير أبى كريب وعلي بن المثنى أنه لم يتابعهما أحد , فإذا قلنا بعدها: " وغيرهما "لم يكن لقوله: " لم يسنده " معنى ويكون صواب العبارة " ورواه عن معاوية أبو كريب , وعلي بن المثنى وغيرهما " لأن ابن عدي رواه من طريق محمد بن عمرو الزهري عن هشام. فإ ن ثبت صواب العبارة فينبغى أن يكون للكلام تتمة بعد قوله: " وغيرهما " ويكون صواب العبارة مثلاً: " لم يسنده عن معاوية غير أبى كريب , وعلى بن المثنى ". وينتهى الكلام هنا ثم يقول " وغيرهما يرو يانه عنه بكذا وكذا " ولو ثبت أن هذا صواب العبارة فيتعقب ابن عدي. فقد رواه محمد بن عقبه السدوسى , عن معاوية بن هشام عن البزار ,ومحمد بن عمرو الزهري عند ابن عدي , وأبى نعيم. ومحمد بن عمر أن القيسي عند الحاكم (3 / 152) . والله أعلم.

474

" تاريخ دمشق " (ج5 / ق 46) من طريق محمد بن اسحاق البلخى، ثنا تليد. وتليد بن سليمان كذبه أحمد بن حنبل وابن معين وقال: " دجال لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " وكذلك كذبه الساجى ومن أثنى عليه من العلماء كالعجلى فلعله لم يطلع على حاله، أو تساهل فى تسوية أمره. والله أعلم 474- وأخرج أبن عدي فى " الكمال " ومن طريق ابن الجوزي فى " الموضوعات " (2 / 17) من طريق احمد بن عيسى الخشاب، أنبأنا عبد الله بن يوسف حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع مرفوعا: " الأمناء عند الله ثلاثة ك جبريل وانا ومعاوية ". وأخرجه الخطيب فى " تاريخه " (3 / 399) من طريق الخشاب مثله. قال ابن الجوزى: " قال ابن عدى (¬1) : ما يحدث بهذا الحديث غير أحمد ابن عيسى، وهو باطل من كل وجه ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! ¬

(¬1) ثم طبع " الكامل " فنظرت فى ترجمة أحمد بن عيسى منه (1 / 194 - 195) فلم أر هذا الكلام فيه , وابن الجوزي كان كثير الأوهام في نقل كلام العلماء , ولكن يمنعني من توهيمه أن مطبوعة الكامل سقيمة كثيرة السقط والتحريف. فالله المستعان. إ نما قال ابن عدي بعد الحديث: " وهذا الحديث باطل بهذا الإ سناد وبغير هذا الإسناد " ثم رأيته في " اللآلئ المصنوعة " (1 / 417) كما نقل ابن الجوزي.

فلم يتفرد به أحمد بن عيسى، فتابعه أبو هارون الجبرينى فرواه عن عبد الله ابن يوسف بسنده سواء. فنقل ابن عساكر فى " تاريخ دمشق " (ج 9/ق 47) عن أبى أحمد الحاكم قال: سألت أحمد بن عمير الدمشقى - وكان عالماً بحديث أهل الشام - وقلت له: إن أبا هارون الجبرينى حدث عن عبد الله بن يوسف، عن إسماعيل بن عياش، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن واثلة، عن النبى صلى الله عليه وسلم " الأمناء عند الله...." فأنكره جداً، ورأيته يسىء الرأى فى أبى هارون، وقال: عبد الله بن يوسف ثقة لا يحتمل مثل هذا، أو حكاه لى إبتداء، وذكر ما حكيته عنه " انتهى. وأبو هارون هذا اسمه إسماعيل بن محمد بن يوسف الفلسطينى. متروك. قال ابن حبان: " يسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به ". وقال ابن الجوزى: " كذاب ". وعزاه السيوطى فى " اللآلئ " (1/417) لأبى بكر بن المقرئ فى " فوائده " قال: حدثنا محمد بن عبد الله الطائى، حدثنا أبو هارون الجبرينى واسمه إسماعيل بن محمد بن يوسف، حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: وأبو هارون ضعيف جداً. وتوبع عبد الله بن يوسف. تابعه محمد بن المبارك الصورى، نا إسماعيل بن عياش مثله أخرجه ابن عساكر أيضاً فى ترجمة " عبد الله بن جابر بن عبد الله الطرسوسى " من طريقه قال: نا محمد بن المبارك به. ونقل عن أبى أحمد الحاكم أنه قال: " عبد الله بن جابر ذاهب الحديث ".

475

وأشار الخطيب فى " تاريخ بغداد " (3/399) إلى طرق هذا الحديث وقال: " وليس شئٌ منها ثابتاً " اهـ. 475- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (838) قال: حدثنا أحمد ابن يحيى الحلواني قال: نا عتيق بن يعقوب الزبيري، قال: نا عبد العزيز بن الدراوردي، عن محمد بن عجلان عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: " إذا توضأ أحدكم للصلاة، فلا يشبك بين أصابعه " قال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، إلا الدراوردي ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الدراوردى، فتابعه شريك بن عبد الله النخعى، فرواه عن محمد بن عجلان بسنده سواء. أخرجه الترمذى (386) ، وابن خزيمة (1/ 229) كلاهما معلقاً ووصله الحاكم (1/ 207) من طريق أبى غسان، ثنا شريك. قال الترمذى: " حديث شريك غير محفوظٍ ". وقال الحاكم: " ورواه شريك بن عبد الله بن محمد بن عجلان فوهم فى إسناده ".

476

476-وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (7192) قال: حدثنا محمد ابن محموية الأهوازى وأيضاً فى " الصغير " (897) ، ثنا معمر بن سهل، ثنا عبيد الله بن تمام، عن يونس ابن عبيد، عن الوليد أبى بشر، عن ابن شغاف، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: " ليس شيء أكرم على الله من المؤمن ". قال الطبرانى: " لم يروه عن يونس، إلا عبيد الله بن تمام، تفرد به: معمر بن سهل " (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به معمر بن سهل، فتابعه عبد الغفار بن عبيد الله الكريزى، ثنا عبيد الله بن تمام بسنده سواء. أخرجته أنت فى " المعجم الأوسط " (رقم 6084) قلت: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور وأيضاً " (8356) قلت: حدثنا موسى بن زكريا، قال: نا يعقوب بن إسحاق أبو يوسف، قال: نا عبد الغفار بن عبيد الله الكريزى بهذا. ووقع فى رواية الكريزى تخليط فى الإسناد، وسوف أحرره فى موضعه من " عوذ الجانى بتسديد الأوهام الواقعة فى أوسط الطبرانى ". 477-وأخرج البزار (2930- كشف الأستار) قال: حدثناالعباس بن أبى طالب، ثنا أبو سلمة، ثنا أبان بن يزيد، عن قتادة عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس مرفوعاً: " ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق".

478

قال البزار: " لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد جاء من وجه آخر عن ابن عباس رضى الله عنهما باختلاف يسير. أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (5405) حدثنا محمد بن احمد بن ابي خيثمة، قال: نا زكريا بن يحيى الضرير، قال: نا شبابة بن سوار قال: نا المغيرة بن مسلم، عن هشام بن حسان، عن كثير مولى سمرة عن ابن عباس مرفوعاً: " ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والكافر، والمتضمخ بالزعفران ". قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن كثير مولى سمرة إلا هشام، ولا عن هشام إلا المغيرة بن مسلم، تفرد به: شبابة ". 478-وأخرج البزار (2172- كشف) قال: حدثنا عمرو بن على، ثنا عيسى بن شعيب، ثنا عباد بن منصور، عن أبي رجاء، عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أطفال المشركين، فقال: " هم خدم أهل الجنة ". قال البزار: " لا نعلم روى هذا الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم إلا سمرة، ولا عنه إلال أبو رجاء "

479

(قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد ورد هذا الحديث عن أنسٍ رضى الله عنه أن النبى صلى الله علسه وسلم قال: " أطفال المشركين خدم أهل الجنة " وقد أخرجته أنت فى " مسندك " (2170) من طريق الفضل بن سهل، ثنا حجاج بن نصير، ثنا مبارك بن فضالة، عن على بن زيد، عن أنس. وكذلك رواه ابن أبى الدنيا فى " كتاب العيال " (206) قال: حدثنا الفضل بن سهل بسنده سواء. وحجاج بن نصير متروك، ولكن تابعه الحر بن مالك ثنا مبارك مثله. أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (5355) قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن أبى خثيمة، قال: نا عيسى بن شاذان، قال: نا الحر بن مالك بهذا وقال: " لم يرو هذا الحديث عن مبارك بن فضالة، إلا الحر بن مالك ". وقد رأيت الحر بن مالك لم يتفرد به، وسبق أن تعقبنا الطبرانى فى هذا. وانظر رقم (98) وللحديث طريق آخر عن أنسٍ ذكرته فى " النافلة " (52) . وقد تعقب الهيثمى البزار فى هذا أيضاً. 479- وأخرج البزار (2165) قال: حدثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا زكريا بن منظور، حدثنى عطاف، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً: " لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع - أحسبه قال: ما لم ينزل القدر وإن الدعاء ليلقى البلاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة ".

480

قال البزار: " لا نعلمه عن النبى صلى الله عليه وسلم، إلا بهذا الإسناد ". (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فقد ورد مثله عن أبى هريرة رضى الله عنه وقد أخرجته أنت فى " مسندك " (2164 - كشف) من طريق محمد ابن موسى , ثنا إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك , عن أبيه ,عن جده , عن أبى هريرة مرفوعاً: فذكر مثله 0 وأخرجه عبد الغنى المقدسي فى " الترغيب فى الدعاء " (2) من طريق العباس بن الهيثم، ثنا إبراهيم بن خثيم بهذا. وقال البزار: " لا نعلمه عن أبى هريرة مرفوعاً إلا بهذا الإسناد ". وقد تعقب الهيثمى البزار فى هذا أيضاً. وحديث أبى هريرة فى سنده إبراهيم بن خثيم قال الهيثمى فى " المجمع " (7/209) : " متروك " وانظر رقم (1424) . ********* 480- وأخرج الطبرانى فى " الأوسط " (7127) قال: حدثنا محمد بن نوح بن حرب ثنا محمد بن بكار العيشي ثنا محمد بن عثمان القرشي ثنا يزيد بن درهم عن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على أناس بمكة فجعلوا يغمزون في قفاه ويقولون هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه جبريل فغمز جبريل بإصبعه فوقع مثل الظفر في أجسادهم فصارت

481

قروحا حتى نتنوا فلم يستطع أحد أن يدنو منهم فأنزل الله: (إنا كفيناك المستهزئين) . قال الطبرانى: " لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا يزيد بن درهم، تفرد به محمد بن عثمان القرشي " (قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به محمد بن عثمان القرشي فتابعه عون بن كهمس عن يزيد بن درهم بسنده سواء. أخرجه البزار (2222- كشف الأستار) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا اسحاق بن إدريس، ثنا عون بن كهمس، فذكر نحوه وعنده: " فغمزهم فوقع فى أجسادهم كهيئة الطعن حتى ماتوا ". قال البزار: " تفرد به يزيد بن درهم، عن أنس ولا أعلم له عن أنس غيره ". وقال الهيثمى فى " المجمع " (7 / 46) : " فيه يزيد بن درهم، ضعفه ابن معين ووثقه الفلاس ". 481- وأخرج البزار (2194 - زوائد الهيثمى) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن الحارث، ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن عمرو عن أبى عمرو بن حماس عن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: قال عبد الله: حضرتني هذه الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) (آل عمران - 92) فذكرت ما أعطانى الله عز وجل، فلم أجد شيئا أحب

إلىّ من مرجانة - جارية رومية - فقال: هى حرة لوجه الله، فلو أنى أعود فى شيء جعلته لله، لنكحتها. قال البزار: " لا نعلمه يروي عن عبد الله بن عمر، إلاَّ بهذا السند " قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فقد وردت هذه القصة من غير وجه عن ابن عمر. فأخرج أبو نعيم فى " الحلية " (1 / 295) من طريق أبى عاصم عن مالك بن مغول عن ابراهيم بن مهاجر، عن مجاهد عن ابن عمر رضى الله تعالى عنه قال: لما نزلت (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) دعا ابن عمر رضي الله تعالى عنه جارية له فأعتقها. ثم رأيته فى " الزهد " (ص193 -194) لأحمد قال حدثنا محمد بن سابق، حدثنا مالك - يعنى ابن مغول - وعثمان بن عمر، أنبأنا مالك المعنى، عن ابراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، قال: كان ابن عمر قائما يصلى فأتى على هذه الآية: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فأعتق جارية له وهو يصلى قد أراد أن يتزوجها. وأخرج ابن سعيد فى " الطبقات " (4 / 167) قال: أخبرنا محمد بن يزيد ابن خنيس قال سمعت عبد العزيز بن أبى رواد قال: أخبرنى نافع أن عبد الله بن عمر كانت له جارية فلما اشتد عجبه بها أعتقها وزوجها مولى له.

482

وأخرج أبو داود فى " الزهد " قال: نا محمود بن خالد عن عمر - يعنى: ابن عبد الواحد - عن عمربن بن محمد عن نافع عن ابن عمر نحوه. 482 - وأخرج البزار (2771 - كشف الأستار) قال: حدثنا طليق بن محمد الواسطيُّ، ثنا أبو معاوية، ثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أنسٍ مرفوعاً: (مثلُ أصحابي مثلُ الملح في الطعام، لا يصلحُ الطعامُ إلاَّ به) . وأخرجه أبو يعلى (ج5/رقم 2762) قال: حدثنا سويد بن سعيد، ثنا أبو معاوية به. قال البزار: (لا نعلم رواه عن الحسن إلاَّ إسماعيلُ، ولا عنه إلاَّ أبو معاوية.. قال: وتفَّرد بهذا الحديث أنسٌ) . قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فهذا الحكمُ متعقَّبٌ من وجهين: الأول: أنه لم يتفرَّد به أبو معاوية، فتابعه عبد الله بن المبارك، في (كتاب الزهد) (572) قال: أخبرنا إسماعيل المكيُّ بسنده سواء. وزاد: (قال الحسنُ: فقد ذهب ملحُنا، فكيف نصلُحْ؟!) . الثاني: أنه لم يتفرَّد به أنسٌ، فقد ورد عن سمرة بن جندب مرفوعاً: (إنكم توشكون أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام، ولا يصلحُ الطعامُ إلاَّ بالملح) .

483

أخرجه البزار (2770) قال: حدثنا خالد بن يوسف، حدثني أبي يوسف ابن خالد، ثنا جعفر بن سعيد بن سمرة، ثنا حبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة بن جندب فذكر أحاديث هذا منها. وقد نبَّه الهيثميُّ على هذا الوجه. 483 - وأخرج الطبرانيُّ في (الأوسط) (6262) قال: حدثنا محمد ابن علي الصائغ، قال: نا بشر بن عبيس بن مرحوم العطار، قال: نا النضر ابن عربي، عن عاصم بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي أروى الدَّوسي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فطلع أبو بكر وعمرٌ، فقال: (الحمد لله الذي أيَّدني بهما) . وأخرجه ابنُ مردويه في (الصحابة) ، ومن طريقه ابنُ الأثير في (أسد الغابة) (6/10) من طريق إِبراهيم بن محمد بن إِبراهيم ودعلج بن أحمد قالا: أنبأنا محمد بن علي بن زيد الصائغ بسنده سواء. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) (3/74073) عن محمد بن إِسماعيل ابن أبي فديك. وابنُ بشران في (الأماني) (ج8/ق103/2 وج18/ق201/1) عن الواقديّ، والدولابي في (الكنى) (1/16) عن عبد الله بن نافع الصائغ ثلاثتهم عن عاصم بن عمر بسنده سواء. قال الطبرانيُّ:

(لم يرو هذ الحديث عن النضر بن عربي، إلاَّ بشر بن عبيس، ولا يروى عن أبي أروى إِلاَّ بهذا الإسناد) . قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفَّرد به بشر بن عبيس، فتابعه أبوه: عبيس بن مرحوم، ثنا النضر بن عربي بسنده سواء. أخرجه البزار (2490 - زوائد الهيثمي) قال: حدثنا هارون بن سفيان المستملى، ثنا عبيس بن مرحوم به. قال البزار: (لا نعلم روى أبو أروى إِلاَّ هذا الحديث وآخر) . وقد روى عن النضر بن عربي عبيس بن مرحوم وابنه بشر بن عبيس كما في (تهذيب الكمال) (29/397) . وصحح الحاكمُ إِسناد هذا الحديث، وخالفه الحافظ في (الإصابة) (7/10) فقال: (سندُهُ ضعيفٌ) وقال الذهبيُّ: (عاصم واهٍ) . (فائدة) الحديث الآخر الذي رواه أبو أروى وأشار إليه البزار: يرويه وهيبُ بن خالد، عن أبي واقد الليثي واسمه صالح بن محمد بن زائدة، عن أبي أروى الدوسيّ قال: (كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر، ثم آتى الشجرة - وفي رواية: ثم آتى ذا الحليفة ماشياً - قبل غروب الشمس) . أخرجه أحمد (4/344) ، والدولابي في (الكنى) (1/16) . وأخرجه أبو القاسم البغوي، وابنُ مندة، وأبو نعيم ثلاثتهم في (الصحابة)

484

قال الحافظ في (الإصابة) (7/10) : (وأخرجه ابنُ أبي خيثمة من هذا الوجه؛ وعنده: عن أبي واقدٍ، حدثني أبو أروى، وقال: سألت يحيى بن معين عنه، فكتب بخطه على أبي واقدٍ: ضعيفٌ) . 484 - وأخرج الطبرانيُّ في (الأوسط) (5316) ، وفي (الصغير) (804) قال: حدثنا محمد بن السري بن مهران الناقد البغداديُّ، قال: نا محمد بن عبد الله بن الأزديُّ، قال: نا عبيد الله بن تمام، قال: نا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ أن عليَّ بن أبي طالب خطب بنت أبي جهلٍ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إن كنت تزوجها، فرُدَّ علينا ابنتنا) . قال الطبرانيُّ: (لم يرو هذ االحديث عن خالد الحذَّاء، إِلاَّ عبيد الله بن تمامٍ وتفرَّد به: محمد بن عبد الله الأرُزِّي) . قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفرد به محمد بن عبد الله، فتابعه معمر بن سهل، ثنا عبيد الله بن تمام بسنده سواء. أخرجه البزار (2652- زوائد الهيثمي) قال: حدثنا معمر بن سهل، ثنا عبيد الله بن تمام بهذا. 485 - وأخرج الحاكم فى " كتاب الجمعة " (1 / 286 - المستدرك) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخزاعى بمكة، ثنا عبد الله بن أحمد بن زكريا المكى، ثنا عبد الله بن يزيد المقريء ثنا سليمان بن المغيرة،

486

عن حميد بن هلال، عن أبي رفاعة العدويّ، قال: انتهيتُ إِلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، فقلتُ يا رسول الله! رجلٌ غريبٌ جاء يسألُ عن دينه، لا يدري ما دينه؟ فأقبل إِلىَّ وتركَ خطبته، فأتي بكرسيّ خِلتُ قوائمهُ حديدًا، فجعلَ يُعلمني مما علمه الله، ثم أتي خطيبته وأتمَّ آخرها. وأخرجه البخاريُّ في "الأدب المفرد" [1164] ، والدولابيّ في "الكني" [1/29] قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقريء. وابنُ قانع في "معجم الصحابة" [1/112 - 113] قال: حدثنا بشر ابن موسى ثلاثتهم: حدثنا عبد الله بن يزيد المقريء بهذا الإِسناد. قال الحاكم: "على شرط مسلمٍ". قُلْت: رضي الله عنك! فلا وجه لاستدراكه على مسلمٍ، فقد أخرجه في "كتاب الجمعة" [876 / 60] قال: حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة بهذا الإِسناد مثله. وأخرجه النسائيُّ [8/ 220] عن عبد الرحمن بن مهديّ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" [5/ 2889] عن أبي النضر بن هاشم بن القاسم، كلاهما عن سليمان بن المغيرة بسنده سواء. 486 - وأخرج البزار [2708] قال: حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى، قالا: ثنا عمرو بن خليفة، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله بن أَبيّ، وهو في ظل أطمة،

فقال: "غبَّر علينا ابنُ أبي كبشة! " فقال ابنهُ عبد الله بن عبد الله: يا رسول الله! والذي أكرمك لئن شئت لآتينك برأسه، فقال: "لا، ولكن برّ أباك، وأحسن صحبته". وأخرجه الدارقطنيُّ في "المؤتلف" [ص 1970، 2992] من طريق أبي موسى محمد بن المثنى مثله. قال البزار: "لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو، إِلاَّ عمرو بن خليفة، وهو ثقةٌ". قُلْت: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به عمرو بن خليفة، فتابعه شبيب بن سعيد، فرواه عن محمد بن عمرو بسنده سواء. أخرجه ابنُ حِبَّانَ [ج2/ رقم 428] قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا ابنُ وهبٍ قال: أخبرني شبيب بهذا. وتابعه زيد بن بشر الحضرميّ، نا شبيب بن سعيد بهذا. أخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" [229] قال: حدثنا أحمد بن رشدين، ثنا زيدُ بن بشر {فائدة} قال ابنُ حبان عقب هذا الحديث: " أبو كبشة هذا والد أم أُم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان قد خرج إِلى الشَّام، فاستحسن دين النصارى، فرجع إِلى قريش وأظهره، فعاتبته قريشٌ حيث جاء بدين غير دينهم، فكانت قريش تعير النبي - صلى الله عليه وسلم - وتنسبه إِليه، يعنون به أنه جاء بدينٍ غير دينهم، كما جاء أبو كبشة بدين غير دينهم " اهـ. وقال الحافظ في "الفتح" [1/40] : "ابنُ أبي كبشة أراد به النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن أبا كبشة أحد أجداده، وعادة العرب إِذا انتقصت نسبت إِلى جدٍّ

غامض، قال أبو الحسن النسابة الجرجاني: هو جد وهب جد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمه، وهذا فيه نظر؛ لأن وهبًا جد النبي - صلى الله عليه وسلم - اسم أمه عاتكة بنت الأوقص ابن مرة بن هلال، ولم يقل أحد من أهل النسب إِن الأوقص يُكنى أبا كبشة. وقيل هو جد عبد المطلب لأمه، وفيه نظر أيضًا؛ لأن أم عبد المطلب سلمى بن عمرو بن زيد الخزرجي ولم يقل أحد من أهل النسب إِن عمرو بن زيد يكنى أبا كبشة. ولكن ذكر ابن حبيب في المجتبى جماعة من أجداد النبي - صلى الله عليه وسلم - من قِبَل أبيه ومن قبل أمه كل واحد منهم يكنى أبا كبشة، وقيل هو أبوه من الرضاعة واسمه الحارث بن عبد العزى قاله أبو الفتح الأزدي وابن ماكولا، وذكر يونس بن بكير عن ابن إِسحاق عن أبيه عن رجال من قومه أنه أسلم وكانت له بنت تسمى كبشة يكنى بها، وقال ابن قتيبة والخطابي والدارقطني: هو رجل من خزاعة خالف قريشًا في عبادة الأوثان فعبد "الشِّعْرَى" فنسبوه إِليه للاشتراك في مطلق المخالفة، وكذا قاله الزبير، قال: واسمه وجز بن عامر ابن غالب" اهـ. قُلْت: وقد وقفتُ على أكثر من نصٍّ في ذلك: من ذلك ما: أخرجه أحمد في "المسند" [2609 - شاكر] قال: حدثني سليمان ابن داود، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله عن ابن عباس، أنه قال: ما نصر الله تبارك وتعالى في موطنٍ، كما نصر يوم أحدٍ. قال: فأنكرنا ذلك، فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى، إِن الله عز وجل يقول في يوم أحد {ولَقَدْ صَدَقَكُمُ الله وَعْدَهُ إِذ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِه]- يقول ابن عباس -: والحَسُّ: القتلُ. {حتَّى إِذا فَشلتُم} إلى قوله: {وَلَقَدْ عَفَا عنكُمْ والله ذُو فَضْلٍ على

المُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152] ، وإِنما عَنَى بهذا الرماةَ، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضعٍ، ثم قال: "احموا ظهورنا، فإِن رأيتمونا نقتل، فلا تنصرونا، وإِن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا" فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين، أكب الرماة جميعًا، فدخلوا في العسكر ينهبون، وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهم هكذا - وشبك بين أصابع يديه - والتبسوا، فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها، دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فضرب بعضهم بعضًا، والتبسوا، وقتل من المسلمين ناسٌ كثيرٌ، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار، حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعةٌ، أو تسعة، وجال المسلمون جولةٌ نحو الجبل، ولم يبلغوا حيثُ يقول الناس الغارَ، إِنما كانوا تحت المهراس، وصاح الشيطان: قتل محمدٌ، فلم يشك فيه أنه حقٌّ، فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل، حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين نعرفه بتكفئه إَذا مشى، قال: ففرحنا كأنه يم يصبنا ما أصابنا، قال: فرقيَ نحونا، وهو يقول: "اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله" قال: ويقول مرةً أخرى: "الله إِنه ليس لهم أن يعلونا" حتى انتهى إِلينا. فمكث ساعةً، فإِذا أبو سفيان يصيح في أسف الجبل: اعل هبل - مرتين، يعنى آلهته - أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة " أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: يا رسول الله، ألا أجيبُهُ؟ قال: "بلى" قال: فلما قال: اعل هبل، قال عمر: الله أعلى وأجلُّ. قال: فقال أبو سفيان، يا ابن الخطاب، إِنه قد أنعمت عينها، فعاد عنها، أو فعالِ عنها، فقال: أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا أبو بكرٍ، وها أنا ذا عمرُ. قال: فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدرٍ،

الأيامُ دولٌ، وإِن الحرب سجالٌ. قال: فقال عمر: لا سواءَ، قتلانا في الجنةِ، وقتلاكم في النار. قال: إِنكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إِذَا وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما إِنكم سوف تجدون في قتلاكم مثلى، ولم يكن ذلك عن رأي سراتنا. قال: ثم أدركته حمية الجاهلية، قال: فقال: أما إِِنه قد كان ذاك. لم يكرهه. وأخرجه ابنُ أبي حاتم في "تفسيره" [1644 - آل عمران] قال: حدثنا محمد بن عمار. والطبرانيُّ في "الكبير" [ج10/ رقم 10731] ، والبيهقيُّ في "الدلائل" [2/ 269 - 270] عن علي بن عبد العزيز. والحاكم في "المستدرك" [2/296 - 297] وعنه البيهقيُّ في "الدلائل" عن عثمان بن سعيد الدارميّ ثلاثتهم، ثنا سليمان بن داود الهاشمي بسنده سواء بطوله. وقال الحاكم: "صحيحُ الإِسناد" ووافقه الذهبيُّ وسندُهُ حسنٌ وعبد الرحمن بن أبي الزناد فيه مقال يسيرٌ. ومن ذلك ما: أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" [7/ 182] معلقَا مختصرًا ووصله الطيالسيُّ [295] قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله - يعني: ابنَ مسعودٍ - قال: انشق القمرُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت قريشٌ: هذا سحرُ ابن أبي كبشة! قالوا: انتظروا ما تأتيكم به السُّفَّارُ، فإِنَّ محمدًا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم قال: فجاء السُّفَّارُ، فقالوا ذاك. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" [27/85] ، والطحاويُّ في "المشكل"

[1/301 - 302] ، والبيهقيُّ [2/266] ، وأبو نعيم [211] كلاهما في "دلائل النبوة" من طريق أبي عوانة بسنده سواء. وتابعه هشيم بن بشير، عن مغيرة وهو ابن مقسم بسنده سواء. أخرجه البيهقيُّ [2/266 - 267] ، وأبو نعيم [212] وسندُهُ صحيحٌ. ومن ذلك ما: أخرجه البزَّارُ [53] ، وابنُ أبي حاتم في "تفسيره". كما في "تفسير ابن كثير" [5/25]-، والطبرانيُّ في "الكبير" [ج7/ رقم 7142] ، وفي "مسند الشاميين" [1894] ، والبيهقيُّ في "دلائل النبوة" [2/355 - 357] من طريق إِسحاق بن إِبراهيم الملقب بـ "زبريق"، ثنا عمرو بن الحارث، ثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، ثنا الوليد بن عبد الرحمن، أن جبير بن تفير قال: ثنا شدادُ بنُ أوس قال: قلتُ: يا رسول الله كيف أسري بك؟ قال: "صليتُ لأصحابي صلاة العتمة بمكةَ معتمًا، فأتاني جبريل - صلى الله عليه وسلم - بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل، فقال: اركب فاستصعب عليَّ فدارها بأذنها، ثم حملني عليها، فانطلقت تهوي بنا، يقع حافرها حيث أدرك طرفها حيث بلغنا أرضًا ذات نخلٍ، فقال: انزل، فنزلت، ثم قال: صل فصليت، ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليت بيثرب، صليت بطيبة، ثم انطلقت تهوي بنا، يقع حافرها حيث أدرك طرها حتى بلغنا أرضًا بيضاء، فقال: انزل، فنزلت، ثم قال: صل، فصليت، ثم ركبنا، فقال: تدري أين صليت؟ قلت الله أعلم، قال: صليت بمدين، صليت عند شجرة موسى، ثم انطلقت تهوي بنا، يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضًا بدت لنا قصورها، فقال: انزل فنزلت، ثم قال: صل فصليت، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: صليت ببيت لحمٍ حيث ولد عيسى عليه السلام

المسيح بن مريم، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد، فربط دابته، ودخلنا المسجد حيث شاء الله، وأخذني من العطش أشد ما أخذني، فأتيت بإِناءين، في أحدهما لبنٌ وفي الآخر عسلٌ، أرسل إِليَّ بهما جميعًا، فعدلت بينهما، ثم هداني الله عز وجل، فأخذت اللبن، فشربت حتى قرعت به جبيني، وبين يدي شيخ متكئٌ على مثراةٍ له، فقال: أخذ صاحبك الفطرة، إِنه ليُهدى، ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة فإِذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي" فقلنا: يا رسول الله كيف وجدتها؟ فقال: "مثل الحمة السخنة، ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريشٍ، بمكان كذا وكذا قد أخلوا بعيرًا لهم قد جمعهم فلانٌ، فسلمت عليهم، فقال بعضهم: هذا صوت محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة، فأتاني أبو بكر رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله أين كنت الليلة؟ فقد التمستك في مكانك، فقال: أعلمت أني أتيت مسجد بيت المقدس الليلة، فقال: يا رسول الله إِنه مسيرة شهر فصفه لي، ففتح لي مرآة كأني أنظر إِليه لا يسألوني عن شيء إِلاَّ أنبأتهم عنه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أشهد أنك رسول الله، وقال المشركون: انظروا إِلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة، فقال: إِن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا يقدمهم جملٌ آدم عليه مسح أسودُ وغرارتان سوداوان " فلما كان ذلك اليوم أشرف القوم ينظرون حتى كان قريب من نصر النهار حتى أقبل القوم يقدمهم ذلك الجمل الذي وصه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال البيهقيُّ: "هذا إِسنادٌ صحيحٌ "! قُلْتُ: رضي الله عنك!

وكيف يكون إِسناده صحيحًا، وزبريق قال فيه النسائيُّ: "ليس بثقةٍ إِذا روى عن عمرو بن الحارث " وهذا منها. وسأل الأجري أبا داود السجستاني عنه فقال: "ليس هو بشيءٍ، قال أبو داود: وقال لي ابنُ عوفٍ: ما أشكُّ أن إِسحاق بن إِبراهيم بن زبريق يكذبُ" ومشاه ابنُ معين وقال أبو حاتم: "لا بأس به، لكنهم يحسدونه " ووثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابنُ حبان في "الثقات". وقال ابنُ كثير [5/25] : "ولا شكٌّ أن هذا الحديث مشتملٌ على أشياء؛ منها ما هو صحيحٌ كما ذكره البيهقيُّ، ومنها ما هو منكرٌ، كالصلاة في بيت لحمٍ، وسؤال الصِّدِّيق عن نعت بيت المقدس، وغير ذلك والله أعلمُ "اهـ. وقال الدارقطنيُّ في "المؤتلف" [ص 1970] : "أبو كبشة، يقال: كان ظئرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل: إِنه كان زوج حليمة بنت أبي ذؤيب؛ مرضعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل: كان عمُّ ولدها، وكانت قريش والمنافقون يقولون للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ابن أبي كبشة ". وقال أيضًا [ص 2291 - 2292] : "ووجز؛ هو أبو كبشة الذي كانت قريش تنسب إِليه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون: ابنُ أبي كبشة، وكان أبو كبشة أول من عبد الشِّعْرى، وخالف دين قومه، فلما خالف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دين قريش بالحنيفية، شبَّهوه بجدِّه أبي كبشة، لا أنهم عيَّروه به من تقصيرٍ كان فيه؛ لأن أبا كبشة كان سيدًا في قومه خزاعة" اهـ. قُلْتُ: وما ورد من النصوص يدلُّ على أنهم كان ينسبونه إِليه تعبيرًا ولذلك لم ينسبوه إِلى عبد المطلب أبدًا في باب المُلاحاة، لأن النسبة إِلى مثل عبد المطلب في شهرته وشرفه فخر، ولذلك قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

487

أنا النبيُّ لا كّذِب أنَا ابنُ عَبْد المطَّلب ومن ذلك ما: أخرجه البخاريُّ في "كتاب بدء الوحي" [1/31 - 33] وفي مواضع أخرى من صحيحه من حديث ابن عباسٍ، فذكر كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلى هرقل عظيم الروم، وأن أبا سفيان دخل على هرقل وجرى بينهما كلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعوته إِلى أن قال أبو سفيان: "فلما قال ما قال - يعني هرقل - وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عند الصَّخبُ، وارتفعت الأصواتُ، وأُخرجنا، فقلت لأصحابي حين أُخرجنا: لقد أمِرَ أمرُ ابنٍ أبي كبشة، إِنه يخافُهُ ملكُ بني الأصفر، فما زلت موقنًا أن الإِسلام سيظهرُ، حتى أدخل الله عليُّ الإِسلام ". وقد استوفى أبو عوانة في "المستخرج" [ج5/ ق215 - 219] كثيرًا من طرقه وألفاظه. والحمد لله وانظر رقم [649] 487 - وأخرج الطبرانيُّ في "الكبير" [ج4 / رقم 380] وفي "الصغير" [580] قال: حدثنا العباسُ بن الربيع بن ثعلب، حدثني أبي، حدثنا أبو إِسماعيل المؤدب إِبراهيم بن سليمان، عن إِسماعيل بن أبي خالدٍ، عن الشعبيُّ، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "شكا عبدُ الرحمن بن عوف خالد بنَ الوليد إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خالد! لا تؤذ رجلًا من أهل بدرٍ، فلو أنفقت مثل أُحدٍ ذهبًا لم تدرك عمله ". فقال: يقعون فيُّ، فأردُّ عليهم، فقال: "لا تؤذوا خالدًا، فإِنه سيفٌ من سيوف الله صبَّه الله على الكفار ".

488

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على فضاءل الصحابة" [13] وابنُ عبد البر في "الإِستيعاب" [1/ 401] من طريق أحمد بن زهير.، والطبرانيُّ في "الكبير" [ج4/ رقم 3801] قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميَ، والحاكم [3/ 298] من طريق الحسين بن علي بن أبي شبيب المعمريّ، قالوا: ثنا الربيع بن ثعلب بهذا. قال الطبرانيُّ: "لم يروه عن إِسماعيل، إِلاَّ أبو إِسماعيل، تفرَّد به: الربيعُ ". قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفرَّد به الربيع بن ثعلبُ، فتابعه عبد الله بنُ عونٍ، قال: ثنا أبو إِسماعيل إِبراهيم بن سليمان بسنده سواء. أخرجه البزار في "مسنده" [2719 - كشف الأستار] قال: حدثنا إِبراهيم ابن عبد الله بن الجنيد، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل" [13] قالا: ثنا عبد الله بن عون بسنده سواء. {تنبيه} وقع في "زوائد البزار": "عبد الله بن عون، ثنا إِسماعيل بن إِبراهيم بن سليمان "!! والصواب: "أبو إِسماعيل إِبراهيم بن سليمان " فليصحح. 488 - وأخرج البزار [2829 - كشف الأستار] قال: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن الحسن العنزيُّ، ثنا محمد بن إِبراهيم، ثنا أبو غاضرة العنزيَ، عن عمه العضبان بن حنظلة، عن أبيه حنظلة بن نعيم

489

العنزي، قال: سمعت عمر بن الخطاب وذكر عنزة، فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "حيُّ مبغىّ عليهم، منصورون". قال البزار: "لا نعلمه يروى مرفوعًا إِلاَّ من حديث عمر، ولا له عن عمر إِلاَّ هذا الطريق ". قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفرَّد به عمر بن الخطاب بمعنى الحديث. فقد ورد أيضًا عن سلمة بن سعد - رضي الله عنه - أنه وفد إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قومه، فاستأذنوه عليه، فأذن لهم، فدخلوا عليه، فقال: من هؤلاء؟ قالوا: وفدُ عنزة. قال: "بخٍ! نعم الحي عنزة، مبغىٌّ عليهم منصورون، مرحبًا بعنزة" فقمتُ، فقال: "سل يا سلمة عن حاجتك". قلت: خرجتُ أسألك عن ما فرضت عليُّ في الإبل، والغنم , والبقر، فأخبرني، فلما انصرفت، فقال: "اللَّهم! ارزق عنزة قوتًا لا سرف فيه " أخرجه البزار [2828] ، والطبرانيُّ في "الكبير" [7/55] ، وابن قانع في "معجم الصحابة" [ق55/1] وقد اختصره ابنُ فانعٍ. وقد نبه الهيثميُّ رحمه الله على هذا التعقب على البزار. 489 - وأحرج البزار [2884 - كشف] قال: حدثنا عبدُ الرحمن بن أحمد المروزي، ثنا آدمُ بنُ أبي إِياس، ثنا يزيد بن بزيع، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعًا: "إنا كنا نهيناكم عن

490

قران التمر، فاقرنوا، فقد وسَّع الله الخير". قال البزار: "لا نعلمُ له طريقًا عن بريدة إِلاَّ هذا، ولا نعلم رواه إِلاَّ آدمُ، عن يزيد ". قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفرَّد به آدمُ بنُ أبي إِياس، فتابعه محبوبٌ العطارُ، فرواه عن يزيد بن بزيع أبي خالد بسنده سواء بلفظ: "كنتُ نهيتكم.. الحديث". أخرجه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" [579] من طريق الحسين بن عمر البيروذيّ. والطبرانيُّ في "الأوسط" [7068] قال: حدثنا محمد بن يحيى بن سهل العسكريُّ، قالا: ثنا سهل بن عثمان، ثنا محبوبٌ العطار وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء الخراساني، إِلاَّ يزيد بن بزيع" وأخرجه الروياني في مسنده [64] قال: أخبرنا أبو عليّ الرُّزيَ، نا أحمد ابن المنذر، نا محمد بن سعيد أبو جعفر الباهليّ، نا محبوب بن محرز بهذا الإِسناد لفظ "إني كنت نهيتكم ... إلخ" قُلْتُ: وهو ضعيفٌ (¬1) 490 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" [5731] قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرميُّ. وأيضًا [8027] قال: حدثنا موسى بن هارون قالا: حدثنا إِبراهيم بن المنذر الحزامىُّ، قال: ثنا معن بن عيسى، عن سعيد ¬

(¬1) - يعني الحديث. وضعه ابن شاهين بقوله: "والحديث ليس بذاك القوى لأنَّ في سنده اضطرابًا، وكذلك ضعَّفه الحافظُ في "الفتح" [9/572] ط

491

ابن بشير، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: كان أحبُّ الألوان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخضرة. وأخرجه الطبرانيُّ في "مسند الشاميين" [2599] قال: حدثنا مسعدة ابن سعد القطار المكيّ، وابنُ عديّ في "الكامل" [3/1211] قال: حدثني يحيى بن محمد بن عمران قالا: ثنا إِبراهيم بن المنذر بهذا الإِسناد. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إِلاَّ سعيد بن بشير، ولا عن سعيد إِلاَّ معنُ، تفرَّد به: إِبراهيم بن المنذر ". قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفرَّد به سعيد بن بشير، فتابعه سويد أبو حاتم، فرواه عن قتادة، عن أنسٍ مثله. أخرجه البزار [2943 - كشف الأستار] قال: حدثنا الحسن بن يحيى، ثنا إِسحاق ابن إِدريس، ثنا سويد. قال البزار: "لا نعلم أحدًا رواه عن قتادة، عن أنسٍ، إِلاَّ سويد أبو حاتم ". ورواية الطبرانيُّ تردُّ قول البزرا، وانظر [رقم 373] . 491 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" [7129] قال: حدثنا محمد ابن نوح بن حرب، ثنا إِبراهيم بن عرعرة الساميُّ، ثنا فضالة بن حصين العطار، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا

أتى أحدكم بالطيب، فليمسَّ منه، وإذا أتى بالحلوى فليُصب منها ". وأخرجه البيهقيُّ في "الشعب" [5936] من طريق أحمد بن عليّ الخزاز، ثنا إِبراهيم بن عرعرة بهذا. وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" [6/2046] قال: حدثنا أحمد بن عليّ بن المثنى. هو أبو يعلى - ثنا إبراهيم بن عرعرة بلفظ: "ما عرضَ رسول الله طيبٌ قط فردَّهُ" قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو، إِلاَّ فضالة بن حصينٍ، تفرَّد به: إِبراهيم بن عرعرة الساميُّ ". قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفرَّد به إِبراهيمُ بنُ عرعرة، فتابعه عبد الله بن المنير، ثنا فضالة بسنده سواء بلفظ: "إذا وضع الطيب بين يدي أحدكم، فليمسَّ منه، ولا يردَّه، وإذا وضعت الحلواء، فليأكل منه ولا يردَّه ". أخرجه البزار [2983] قال: حدثنا سهل بن بحر، ثنا عبد الله بن المنير به وقال: " لا نعلم رواه بهذا السند، إِلاَّ فضالة، ولا عنه إِلاَّ عبد الله بن المنير ". قُلْتُ: رضي اللهُ عنك! فلم يتفرَّد به ابن المنير كما تقدَّم، ورواية الطبراني تردُّ قولك، كما أن روايتك تردُّ قول الطبراني، وسبحان من أحاط بكل شيءٍ علمًا.

492

وتابعه ابن أبي السريّ، ثنا فضالة بن حصين بهذا، بذكر الحلوي، ولفظه: "إذا وضعت الحلوي بين يدي أحدكم فليصب منها ولا يرُدُّها". أخرجه ابنُ حبان في "المجروحين" [2/ 206] وهو حديث كذب وضعه فضالة بن حصين، وكان رجلًا عطارًا لينفق سلعته، كما قال ابنُ عديّ والبيهقيُّ وغيرهما. 492 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" [2499] قال: حدثنا أبو مسلم، قال: نا حفص بن عمر الحوضى، قال: نا سلاَّم الطويلُ، عن زيد العَمِّي، عن معاوية بن قرة، عن أنسٍ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى، ثم يقول: "بسم الله الذي لا إله إلاَّ هو الرحمن الرحيم، اللَّهُمَّ! أذهبْ عني الغمَّ والحَزَنَ ". قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن معاوية، إلاَّ زيدٌ، تفرَّد به: سلاَّمٌ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به سلاَّمٌ الطويلُ، فتابعه عثمان بن فرقد، عن زيد العمى بسنده سواء. أخرجه البزار [3100. كشف الأستار] قال: حدثنا الحارث بن الخضر العطار، ثنا عثمان بن فرقد. 493 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" [7919] ، وفي "الصغير" [1072] ، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" [2/316] قال: حدثنا

494

محمود بن علي البزار أبو حامد الأصبهاني، ثنا هارون بن موسى الفرويُّ، ثنا أبو ضمرة أنسُ بن عياض، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدَّه مرفوعًا: "كُفرٌ بامرئٍ ادِّعاؤُهُ إلى نسبٍ لا يُعرفُ وجحدُهُ، وإن دقَّ". قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، إِلاَّ أبو ضمرة أنس بن عياض". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو ضمرة، فتابعه سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد بسنده سواء. أخرجه ابنُ ماجة [2744] قال: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد العزيز بن عبد الله، ثنا سليمان بن بلال. قال البوصيري في "الزوائد" [379/2] : "هذا إِسنادٌ صحيحٌ، وهو في بعض النسخ دون بعضٍ، ولم يذكره المزيُّ في "الأطراف"، وأظنُّه من زيادات أبي الحسن علي بن إِبراهيم القطان" اهـ. وأخرجه أحمد [2/215] قال: حدثنا عليُّ بنُ عاصمٍ، عن المثنى ابن الصباح، عن عمرو بن شعيب بسنده سواء. والمثنى ضعيفٌ، وعلي بنُ عاصمٍ كان كثير الغلط. 494 - وأخرج البزار [104 - كشف الأستار] قال: حدثنا أبو كريبٍ، ثنا

إِسحاقُ بنُ منصورٍ، ثنا جعفر بن أحمد، ثنا السريُّ بن إِسماعيل، عن قيس ابن أبي حازم، قال: قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدتُه قد قُبضَ فسمعتُ أبا بكرٍ - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كفرٌ بالله يبرؤ من نسبٍ، وإِنْ دقَّ". وأخرجه الدارميُّ [2/248] ، والمروزي في "مسند أبي بكر" [90] من طريق أبي كريب محمد بن العلاء بسنده سواء. قال البزار: "لا نعلمُهُ يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ عن أبي بكرٍ بهذا الإِسناد". قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا: "كفرٌ بامرئٍ ادِّعاءٌ إِلى نسبٍ لا يعرفُ، وجحدُهُ وإِنْ دقَّ". أخرجه أحمد [7019] عن المثنى بن الصباح. والطبرانيُّ في "الأوسط" [7919] . وفي "الصغير" [1072] وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" [2/316] عن يحيى بن سعيد كلاهما عن عمرو بن شعييب، عن أبيه، عن جدِّه. وقال الهيثميُّ في "كشف الأستار" متعقبًا البزار في حكمه هذا: "قلتُ: لا نعلمُه إِلاَّ عن أبي بكر فقد رواه عن سعدٍ وأبي بكرة ". قُلْتُ: ما ورد عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة فهو شاهد بالمعنى ولفظُهُ: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من ادَّعى إِلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غيرُ أبيه، فالجنةُ عليه حرامٌ".

495

أخرجه الشيخان وغيرهما وقد خرَّجُتُه في "مسند سعد" [151] للبزار، وفي "مجلسان من إِملاء النسائي" [رقم 38] . 495 - وأخرج البزار [115 - كشف] قال: حدثنا محمد بن يزيد الرقاشي، ثنا أبو خالد: سليمان بن حيان: عن فضيل بن غزوان، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي، ثنا جنيد بن عبد الله الكوفيُّ، عن يزيد أبي أسامة، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ (ح) وحدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إِسرائيل، عن جابرٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، وأبي هريرة، وابن عمر - رضي الله عنهم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق حين يسرقُ وهو مؤمنٌ - " هذا لفظ فضيل بن غزوان. وزاد جابرٌ الجعفي: ولا ينتهب نهبة ذات شرفٍ وهو مؤمنٌ، فإِن تاب، تاب الله عليه". قال البزار: "لا نعلمُ أسند عكرمةُ عن ابن عمر؛ إِلاَّ هذا". قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد أسند أحاديث أخرى، منها ما: أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" [ج12/ رقم 13306] قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن أبي خيثمة. وفي "المعجم الأوسط" [9246] قال: حدثنا النعمان بن أحمد، قالا ثنا السريُّ بن عاصمٍ، نا إِسماعيلُ بن علية، نا عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن ابن عمر مرفوعًا "الكوثر نهرٌ في

الجنة، حفَّتاهُ الذهبُ، ويجري على الدُّر والياقوت". قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث موصولًا، عن عمارة بن أبي حفصة، إِلاَّ ابنُ عُليَّة، تفرَّد به: السريُّ بن عاصمٍ" اهـ. والسريُّ واهٍ يسرقُ الحديث، وكذَّبه ابنُ خراش. وله طريق آخر عن ابن عمر عند الترمذيّ وابن ماجة وغيرهما. ومنها ما: أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" [ج12/ رقم 13303] قال حدثنا أبو شعيب الحرَّاني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا أيوب بن نهيك، قال: سمعتُ عكرمة مولى ابن عباسٍ: يقول سمعتُ ابن عمر يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِن السرىَّ الذي قال الله عز وجلَّ {قد جعل ربُّك تحتك سريَّا} نهرٌ أخرجه الله لتشرب منه". وهذا حديث منكرٌ، وسنده واهٍ جدًّا. ويحيى بن عبد الله البابلُتي. قال أبو حاتم: "لا يُعتدُّ به" وضعّفه أبو زرعة وآخرون. وقال ابنُ عدي: "له أحاديث صالحةٌ تفرَّد ببعضها، وأثرُ الضعف على حديثه بيِّنٌ". وأيوب بن نهيْك تركه الأزديُّ. وقال أبو زرعة: "منكرُ الحديث". وضعّفه أبو حاتم الرازي وآخرون. وقال ابنُ كثير في "تفسير" [5/ 219] : "وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا من هذا الوجه".

496

ومنها ما: أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" [13305] قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن الأسدي، ثنا يونس بن بكير، ثنا النضر أبو عمر، عن عكرمة، عن ابن عمر قال: طلقت امرأتي وهي حائضُ فذكر عمرُ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مره فليراجعها". وسندُهُ ضعيفٌ جدًّا، والنضر بن عبد الرحمن أبو عمر ساقطٌ. قال ابنُ معينٍ: "لا يحلُّ لأحدٍ أن يروي عنه". وقال البخاريُّ، وابنُ حزم، وأبو حاتم: "منكرُ الحديث" زاد أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وتركه النسائيُّ ومحمد بن عبد الله بن نمير. وقال أبو نعيم الفضل بن دكين وسئل عن النضر هذا فرفع شيئًا من الأرض وقال: "لا يسوى هذه، كان يجئ يجلس عند الحمانى فكلُّ شيءٍ يُسألُ، يقول: عكرمة، عن ابن عباسٍ". وقال أبو داود: "أحاديثُه بواطيل". 496 - وأخرج البزار [93 - كشف الأستار] قال: حدثنا زيد بن أخرم ومحمد بن عثمان بن مخلد، قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنا إِبراهيم بن سعد، عن الزهريّ، عن عامر بن سعد، عن أبيه، أن أعرابيًّا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أين أبي؟ قال: "في النار" قال: فأين أبوك؟ قال: "حيثُ ما مررت بقبر كافرٍ، فبشِّره بالنار".

497

قال البزار: "لا نعلم روى هذا إلاَّ سعدٌ، ولا عن إِبراهيم، إِلاَّ يزيدٌ". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به يزيد بن هارون، فتابعه محمد بن أبي نعيم الواسطيُّ، نا إِبراهيم ابن سعدٍ به. أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" [ج1/ رقم 326] قال: حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، نا محمد بن أبي نعيم به. وقد خرَّجتُ هذا الحديث في "مسند سعد" [رقم 27] للبزار. 497 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" [6242] قال: حدثنا محمدُ ابن عليٍّ الصائغ، قال: نا خالد بن يزيد العمري، قال ثنا عبد الله بن زيد ابن أسلم، عن أبيه، عن جده. أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يظهر الإِسلام حتى يختلف التجار في البحر، وحتى تخوض الخيل في سبيل الله، ثم يظهر قومٌ يقرءون القرآن، يقولون: من أقرأ منَّا؟ من أفقه منا؟ من أعلم منَّا؟ " ثم قال لأصحابه: "هل في أولئك من خيرٍ؟ " قالوا: الله ورسولُهُ أعلم، قال: "أولئك منكم من هذه الأمة، فأولئك هم وقود النار". قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن زيد بن أسلم، إِلاَّ خالد بن يزيد العمريُّ".

498

قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به العمريُّ، فتابعه إِسحاق بن محمد الفروي، ثنا عبد الله بن زيد ابن أسلم بسنده سواء. أخرجه البزار [173 - كشف الأستار] قال: حدثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إِسحاق بن محمد القروي. 498 - وأخرج البزار [500 - كشف] قال: حدثنا عبَّاد بن زياد السَّاجي، ثنا محمد بن إِسماعيل بن أبي فديك، ثنا عمر بن عبد الله الأسلميُّ، عن مليح بن عبد الله الخطميُّ، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا: "خمسٌ من سنن المرسلين: الحياءُ، والحلمُ، والحجامةُ، والسِّواكُ، والتعطُّرُ". قال البزار: "لا نعلم روى الخطميُّ إِلاَّ هذا، ولا نعلمُ له إِلاَّ هذا الإِسناد". قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد ورد هذا الكلام عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -. أخرجه الترمذيُّ [1080] ، والطبرانيُّ في "الكبير" [ج4/ رقم 4085] ، وفي "مسند الشاميين" [3581] ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" [ج14/ ق229/ 2] ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" [ج2/ ق208/ 1] ، والبيهقيُّ في "الشعب" [ج6/ رقم 7719] ، والذهبيُّ في "معجم شيوخه" [ق83/ 2] .

499

وقد وقع في سنده اختلاف ذكرتُهُ في "بذل الإِحسان" [1/ 100 - 101] ولعلَّ البزار يقصد أنه لا يعلم له إِلاَّ هذا الإِسناد عن الخطميّ، مع أن ظاهر كلامه ينصرف إِلى المتن. والله أعلم. فإِن ثبت الاحتمال الثاني فلا يردُ تعقيبي عليه. والله الموفق. {تنبيه} ثم طبع "زوائد البزار" لابن حجر العسقلاني، فرأيتُهُ تعقب حكم البزار هذا فقال [1/ 257] : "قلتُ: وقولُه: إِنه لا يعلمُ له إِلاَّ هذا الإِسناد عجبٌ! فقد رواه هو من حديث أبي أيوب، وهو عند الترمذيّ وغيره" اهـ. فهذا يدلُّ على صواب ما استظهرتُهُ قبلُ والحمد الله على التوفيق. 499 - وأخرج البزَّار [926 - كشف] قال: حدثنا عبد بن يعقوب، ثنا الوليد بن أبي ثور وعمرو بن ثابت، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا "على كل ميسمٍ من الإِنسان صدقة كل يومٍ" فقال بعضُ القوم: إِن هذا لشديدٌ يا رسول الله! ومن يطيق هذا؟ قال: "أمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة، وإِماطة الأذى عن الطريق صدقة، أو قال: صلاة. وإن حملك الضعيف صدقة، وإن كل خطوة يخطوها أحدُكم إلى الصلاة صلاة". قال البزار: "لا نعلمه عن ابن عباسٍ، إِلاَّ عن سماكٍ، عن عكرمة، عنه". قُلْتُ: رضي الله عنك!

500

فقد ورد معناه عن ابن عباس ٍ من وجه آخر عنه. أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" [ج11/ رقم 11027] قال: حدثنا إِبراهيم ابن هشام البغويُّ،. ثنا محمد بن أبي بكر المقدميّ، ثنا عبد الواحد ابن زياد، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعًا: "ابنُ آدم ستون وثلاثمائة مفصل، على كل واحدٍ مها في كل يوم صدقة. قال: الكلمة الطيبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة، والشربةُ من الماء يسقيها صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة". وسنده ضعيفٌ، لضعف ليث بن أبي سليم. 500 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" [8793] قال: حدثنا مطلبٌ، نا محمد بن عبد العزيز الرمليُّ، نا شعيب بن إِسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قال: "كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي المغرب وهو صائمٌ حتى يفطر، ولو على شربة ماءٍ". وأخرجه ابنُ خزيمة [2063] ، والحاكم [1/ 432] ، والبيهقيُّ [4/ 239] من طريق محمد بن عبد العزيز بسنده سواء. قال الطبرانيُّ: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة، إِلاَّ سعيدٌ، ولا عن سعيدٍ إِلاَّ شعيبٌ، تفرَّد به: محمد بن عبد العزيز". قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به شعيب بن إِسحاق، فتابعه القاسم بن غُصنٍ، فرواه عن سعيد بن أبي عروبة بسنده سواء.

أخرجه ابنُ خزيمة [ج3/ رقم 2063] عن محمد بن عبد العزيز، والبزار [984] عن محمد بن جعفر الوركاني قالا: ثنا القاسم بن غصنٍ. والقاسم واهٍ. قال البزار: "لا نعلمه بهذا اللَّفظ، إِلاَّ بهذا الإٍِسناد، والقاسمُ لين الحديث، وإنما نكتبُ من حديثه مالا نحفظه من غيره". قُلْتُ: رضي الله عنك! فمعنى كلامك أنه تفرَّد به، وليس كذلك كما تقدَّم. وأخرج هذا الحديث ابنُ حبان [890] قال: حدثنا أحمد بن علي - هو أبو يعلى - وهذا في "مسنده" [3792] قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهذا في "مصنفه" [3/ 107] قال: حدثنا حسين بن علي - يعني: الجعفيُّ -، عن زائدة، عن حميد الطويل، عن أنسٍ فذكره مثله. قال ابن حبان: "خبرٌ غريبٌ" اهـ. وسنده صحيحٌ تم بحمد الله الجزء الأول من "تنبيه الهاجد" في يوم الجمعة، غرَّة شهر رمضان سنة [1417 هـ] الموافق العاشر من شهر يناير سنة [1997] ، ويتلوه الجزء الثاني. والله أسأل أن يتقبله مني وأن يرضى به عني. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين تم بحمد الله الجزء الأول من "تنبيه الهاجد" في يوم الجمعة، غرَّة شهر رمضان سنة [1417 هـ] الموافق العاشر من شهر يناير سنة [1997] ، ويتلوه الجزء الثاني. والله أسأل أن يتقبله مني وأن يرضى به عني. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

501

501- وأخرج البزار (2116 - كشف الأستار) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعى، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن ابراهيم، عن أبى الهيثم بن نصر بن دهر، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعامر بن الأكوع: " انزل فأسمعنا من هنياتك، قال: فأنشأ وهو يقول: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزل سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " اللهم ارحمه "، فقال رجل: يا رسول الله لو أمتعتنا بعامر - أو - بشعر عامر؟ قال البزار: " لا نعلم روى نصر بن دهر عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا هذا ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد وقفت له على حديث آخر. فأخرج النسائي فى " كتاب الرجم " (4 / 291 - الكبري) واللفظ له قال: أخبرنا محمد بن العلاء وابن أبى عاصم فى " الآحاد والمثانى " (2381) قال: حدثنا أبو بكر يعنى ابن ابى شيبه قالا: ثنا أبو خالد الأحمر عن ابن إسحاق حدثنى محمد بن إبراهيم عن أبي عثمان بن نصر الأسلمي عن أبيه ثم قال: كنت فيمن

رجم ماعزا فلما غشيته الحجارة قال ردوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكرنا ذلك فأتيت عاصم بن عمر بن قتادة فذكرت ذلك له فقال لي الحسن بن محمد لقد بلغني ذلك فأنكرته فأتيت جابرا بن عبد الله فقلت له لقد ذكر الناس شيئا من قول ماعز فردوني فأنكرته فقال أنا كنت فيمن رجمه إنه لما وجد مس الحجارة قال ردوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قومي غروني قالوا: إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه غير قاتلك فما أقلعنا عنه حتى قتلناه! فلما ذكرنا ذلك له قال: " ألا تركتموه؟ حتى أنظر في شأنه؟ ". ولم يخرجه ابن عاصم حديث جابر. وأخرجه النسائي (4 / 291 - 292) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي قال ثنا يزيد بن زريع قال: ثنا محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي عن أبيه قال: كنت فيمن رجمه فلما وجد مس الحجارة جزع جزعا شديدا فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فهلا تركتموه " قال محمد: فذكرت ذلك من حديثه حين سمعته " ألا تركتموه " لعاصم بن عمر بن قتادة، فقال لي حدثني حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب قال: حدثني ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا تركتموه " لماعز بن مالك من ثبت من رجال أسلم قبلا ولم أعرف وجه حديثه فجئت جابر بن عبد الله فقلت: إن رجال أسلم يحدثوني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم حين ذكروا جزع ماعز من الحجارة حين أصابته " فهلا تركتموه " وما أتهم القوم وما أعرف الحديث قال: يا بن أخي أنا أعلم الناس بهذا

الحديث كنت فيمن رجم الرجل إنا لما خرجنا به فرجمناه فوجد مس الحجارة صرخ بنا يا قوم ردوني إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله غير قاتل فلم ننزع عنه حتى قتلناه فلما ذهبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فهلا تركتم الرجل وجئتموني به فيتثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه " فأما ترك حد فلا. قال النسائى: " هذا الإسناد خير من الذي قبله ". قُلْتُ: ليس بين الاسنادين اختلاف إلا فى تكنية شيخ محمد بن ابراهيم هل هو: " أبو عثمان " أو " أبو الهيثم ". وترجيح النسائى الاسناد الثانى يدل على انه ارتضي انه أبو الهيثم. ومما يدل على صحة ترجيح النسائي أن ابراهيم بن سعد رواه عن ابن اسحاق قال: حدثنى محمد بن ابراهيم عن أبى الهيثم ابن نصر بن دهر الاسلمى عن ابيه فذكره. أخرجه النسائي (4 / 292) قال: أخبرنا أحمد بن سعيد (1) المروزي الرباطي وأحمد فى " المسند " (3 / 431) قالا: ثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد، ثنا (2) أبى، عن ابن اسحاق. فقد اتفق يزيد بن زريع وابراهيم ابن سعد على جعله " أبا الهيثم ".

502

502 - قال الحافظ ابن حجر فى " الإصابة" (3 / 422) فى ترجمة: " صرمة بن أنس "، قال: " وأخرج الحاكم (2 / 627) من طريق عيينة عن عمرو بن دينار قال قلت لعروة: كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال: عشر سنين. قلت: فابن عباس يقول لبث بضع عشرة حجة قال: إنما أخذه من قول الشاعر ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد أخرجه مسلم فى " صحيحه " (2350/ 116) قال: وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو قال: قلت لعروة كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال: عشرا قلت: فإن بن عباس يقول: بضع عشرة، قال: فغفره (يعنى قال: غفر الله له) ، وقال إنما أخذه من قول الشاعر. ومن المعلوم أن الحديث إذا كان فى أحد الصحيحين، فإن العزو إلى غيرهما يعد تقصيرا عند أهل العلم. والله أعلم. وقد إستدرك الحافظ على من سبقه من العلماء مثل هذا التقصير فى العزو فتعقبهم به ومن أمثلة ذلك قوله فى " الفتح " (1 / 158) : " وغفل القطب الحلبى ومن تبعه من الشراح في عزوهم له- يعنى للحديث - إلى تخريج الترمذي من حديث بن مسعود فأبعدوا النجعة وأوهموا عدم تخريج المصنف له " أهـ - يعنى البخاري. 503 – ال الحافظ فى " الإصابة " (3/569) فى ترجمة: " عاصم ابن ثابت ابن أبى الأقلح " قال: " وفى الصحيحين " من طريق عمرو ابن

أبى سفيان قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، وأمَّر عليهم عاصم بن أبى الأقلح. . . الحديث بطوله فى قصة خبيب بن عدي وفيه قصة طويلة وفيه أن عاصما قال: " لا أنزل فى ذمة مشرك، وكان قد عاهد الله ألا يمس مشركا، فأرسلت قريشا ليؤتوا بشيء من جسده وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته منهم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فإن هذا الحديث من مفاريد البخاري ولم يروه مسلم. فاخرجه البخاري فى " الجهاد " (6/165-166) بطوله، وفى " التوحيد " (13/381) مختصرا قال: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب – يعنى ابن أبى حمزة - عن الزهري قال أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة: - أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بنالخطاب فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤا إلى فدفد وأحاط بهم القوم فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا قال عاصم بن ثابت أمير السرية أما أنا فوالله لا أنزل اليوم

في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن في هؤلاء لأسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعه بدر فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ثم قال لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا ولست أباليحين أقتل مسلما على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله بن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم وما أصيبوا وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف وكان قد قتل رجلا من عظمائهم

504

يوم بدر فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا ". وأخرجه النسائى فى " السير " (5/261-262) قال أخبرني عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا أبو اليمان بسنده سواء بطوله. وأخرجه أبو داود (2661) قال: حدثنا ابن عوف ثنا أبو اليمان به ولم يذكر المتن. وأخرجه البخاري فى " المغازي " (7 / 308-309) وأبو داود (2661) قالا: حدثنا موسي بن اسماعيل حدثنا ابراهيم - يعنى: ابن سعد - أخبرنا ابن شهاب بسنده سواء. وأخرجه البخاري أيضا فى " المغازي " (7 / 378-379) قال: حدثنا ابراهيم بن موسي ثنا هشام بن يوسف ثنا معمر عن ابن شهاب به. وعندهم: " لا أنزل فى ذمة كافر ". ولم يقع عند واحد منهم " كان قد عاهد الله ألا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك " وقد وقع فى مرسل عاصم بن عمر بن قتادة عند ابن اسحاق. والله أعلم. 504 - وقال الحافظ فى " الإصابة " (3/569) فى ترجمة: " بصيرة ابن أبى بصيرة الغفاري "، قال: أخرج مالك وأصحاب السنن حديثه، واسناده صحيح ".

505

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يروه من أصحاب السنن: ابن ماجة. وقد مر حديثه الذي عناه الحافظ برقم (199) . 505 - وأخرج الطبراني في (الأوسط) (292) عن عبد الله من محمد بن محمد الفَهْمي وأيضاً (8943) عن عبد الله بن صالح قالا: ثنا عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة مرفوعاً: " من أكل بشماله، أكل معه شيطان، ومن شرب بشماله، شرب معه شيطانٌ ". قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي حكيم، إلا موسى ين سرجس ولا عن موسى، إلا يزيد بن الهاد، تفرد به: ابن لهيعة". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به ابنُ لهيعة، فتابعه رشدين بن سعد، قال: ثنا يزيد بن عبد الله بسنده سواء. أخرجه أحمد في (مسنده) (6/77) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، ثنا رشدين. 506 - وأخرج الطبراني في "الأوسط" (8128) قال حدثنا موسى

بن هارون، تا علي بن عيسى المخزومي، نا محمد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه، عن محمد بن جحادة، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: " تيسل عين من النار يوم القيامة، تقولُ: إن لي ثلاثة: كل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلهاً آخر، ومن قتل نفساً بغير نفس ". وأخرجه الخطيب في " تناريخه" (12/11) من طريق أبي القاسم البغوي والحسن بن محمد بن محمي قالا: ثنا علي بن عيسى به. قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة، إلا فضيل بن غزوان، ة لا عن فضيل إلا ابنه، ولا رواه عن محمد بن فضيل إلا: علي بن عيسى المخزومي، ومحمد بن حفص بن راشد الهلالي ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به علي بن عيسى ولا محمد بن حفص، فتابعهما زكريا يحيى الكسائي قال: ثنا محمد بن فضيل بسنده سواء. أخرجه ابنُ عدي في " الكامل " (3 / 1070) قال: لنا أبو يعلي، ثنا زكريا بن يحيى به. وقال: " وهذا من حديث محمد بن جحادة يرويه عنه فضيل بن غزوان، وعن فضيل: محمد ابنه. ورواه عن محمد: زكريا الكسائي، وشيخ من المخزم يقال له علي بن عيسى بن يحيى المخزومي. ثناه عبد الله بن محمد البغوي، عنه" ا. هـ.

507

507 - وأخرج الطببراني في " الأوسط" (8085) قال: حدثنا موسى بن هارون، نا أبو الربيع الزهراني، نا أبو معشر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: " من ستر على أخيه عورةٌ، فكأنما أحيا مؤردةُ ". وأخرجه ابن عدي (7/2518) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو الربيع به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر، إلا أبو معشر، تفرد به: أبو الربيع ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به أبو الربيع، فتابعه محمد بن أبي معشر، ثنا أبي بسنده سواء أخرجه ابنُ عدي (7/2518) قال: ثنا علي بن سعيد، ثنا محمد بن أبي معشر بلفظ: "من ستر على مؤمن خزية …" 508 - وأخرج الطبراني في " الأوسط " (7579) قال: حدثنا محمد ابن إبراهيم بن عامر، ثنا أبي، عن جدي، نا أبو غالب النضرُ بنُ عبد الله الأزدي، ثنا الحسن بن صالح، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخُدري مرفوعاً: " من كان له إمام، فقراءةُ الإمام له قراءة ". قال الطبراني:

509

"لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن صالح، عن أبي هارون، لإلا النضرُ ابن عبد الله، تفرد به: عامر بن إبراهيم " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به النضرُ بن عبد الله، فتابعه إسماعيل بن عمرو بن نجيح، ثنا الحسن بن صالح بسنده سواء. أخرجه ابن عدي في " الكامل " (1/316) وقال بعد ذكر أحاديث: "وهذه الأحاديث التي أمليتُها مع سائر رواياته التي لم أذكرها، عامتُها مما لا يتابع إسماعيل أحد عليها، وهو ضعيف ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد إسناعيل بهذا الحديث كما رأيت. والله أعلم. 509 - وأخرج ابن عدي في " الكامل " (5 / 1837) في ترجمة " علي بن عاصم " من طريق العلاء بن مسلمة، قال: ثنا علي بن عاصم عن حميد، عن أنس مرفوعاً: " خلق الله عز وجل جنة عدن وغرس أشجارها بيده، وقال لها: تكلمي، قالت: قد أفلح المؤمنون". فتعقب الذهبي بن عدي في إيراده هذا الحديث في ترجمة علي بن عاصم، فقال في " سير النبلاء " (9/260) : " هذا باطل، وابن عاصم برئ منه، والعلاء متهم بالكذب". وقال في " ميزان الاعتدال" (3/137) : " وهذا باطل، ولقد أساء

510

ابن عدي في إيراده هذا الباطل في ترجمة علي، والعلاء متهم بالكذب ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فما أساء ابن عدي رحمه الله في إيراد هذا الحديث في ترجمة علي بن عاصم، فإن العلاء وإن كان متهم بالكذب، فلم يتفرد به، فقد تابعه العباس بن محمد الدوري، قال ثنا علي بن عاصم، أنبأ حميد الطويل، عن أنس بن مالك بسنده سواء. أخرجه الحاكم (2/392) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد به وقال: " هذا حديث صحيح الإسناد " فرده الذهبي بقوله: " بل ضعيف". * قُلْتُ: ورجال الإسناد أئمة ثقات، إلا علي بن عاصم، فعليه العهدة في ذلك، فَلِمَ برأه الذهبي قبل ذلك من تبعة هذا الحديث. 510 - قال الحافظ في " الفتح" (4/215) : " والأولى في ذلك ما جاء في حديث أصح مما مضى، أخرجه النسائي، وأبو داود، وصححه أبن خزيمة عن أسامة بن زيد قال: قلت يا رسول الله! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: {ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ". وتبع الحافظ في هذا العزو: الصنعاني في " سبل السلام" (2/673) ، والشوكاني في " نيل الأوطار" (4/246) .

511

قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يروه أبو داود فقط، وإنما انفرد به النسائي دون الجماعة والله أعلم. 511 - وأخرج أبو داود (638 - 4086) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان، حدثنا يحيى - هو ابنُ أبي كثير -، عن أبي جعفر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: بينما رجلٌ يصلي مسبلاً إزاره، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " اذهب فتوضأ "، فذهب فتوضأ، ثم جاء فقال: " اذهب فتوضأ " فقال له رجلٌ يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ، ثم سكت عنه؟ قال: " إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مُسبل". وأخرجه البيهقي في " السنن الكبير" (2/241) من طريق أبي إسماعيل الترمذي، قال: ثنا موسى بن إسماعيل بسنده سواء قال النووي في " رياض الصالحين" (ص 358) : " رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فليس الحديث بصحيح أصلاً فضلاً عن أن يكون على شرط مسلم، بل هو حديث منكر فقد اختلف في إسناده / ومع ذلك فأبو جعفر هذا هو المدني رجلٌ مجهول ومدار ُ الحديث عليه، وقد فصلت ذلك فيما أجبتُ به القراء عن أسئلتهم عن الأحاديث في " مجلة التوحيد " عدد -ذي القعدة لعام 1418هـ ومثله في الخطأ وإن كان أخف منه قول الهيثمي في

512

" مجمع الزوائد " (5/125) : " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح "!! 512 - ز أخرج البزار (1543 - كشف) قال: حدثنا سلمة بن شهيب وأحمد بن منصور: قالا: ثنا عبد الرازق: أنبا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً: " ما أدري الحدود كفارات أم لا؟ ". قال البزار: " لا نعلم رواه عن ابن أبي ذئب، إلا معمر ". ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! " فلم يتفرد به معمر، فرواه آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب بسنده سواء مع زيادة ". أخرجه الحاكم (2/450) وعنه البيهقي (8/329) . وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". كذا قال ولا يصح من هذا الوجه،: وشيخ الحاكم متكلم قيه بكلام شديد - وهو عبد الرحمن بن الحسن القاضي - وانظر " تاريخ بغداد" (10/292 - 294) . 513 - وأخرج البزار (3052) قال حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو داود، ثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الانصاري - يقال له:

ابن الضجيع، ضجيع حمزة - رضي الله عنه -، قال حدثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه مرفوعا: " أكثر من يموت من أمتي، بعد كتاب الله وقضائه وقدره؛ بالأنفس. " وأبو داود هو الطيالسي، وقد أخرجه في " مسنده " (1760) ومن طريقه: أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (311) والطحاوي في "المشكل" (4/77) والعقيلي في "الضعفاء" (2/231) وابن عدي في "الكامل" (4/1440) قال البزار: " لا نعلمه يروي إلا بهذا الإسناد " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد ذكر ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (8/223 - طبعة الشعب) قول البزار السابق ثم قال: "بل قد روي من وجه آخر عن جابر. قال الحافظ أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي المعروف ب "شكر" (1) في " كتاب العجائب " وهو مشتمل علي فوائد جليلة وغريبة: حدثنا الرهاوي، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا علي بن أبي علي الهاشمي، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: " العين حق، لتورد الرجل القبر، والجمل القدر، وان أكثر

514

هلاك أمتي في العين. " · قلت: ومن الوجه الأول أخرجه ابن عدي في " الكامل " (5/1831) ومن طريق دحيم، ثنا ابن أبي فديك، عن علي بن أبي علي بسنده سواء وقال: " غير محفوظ ". ومن الوجه الثاني أخرجه ابن عدي (6/2403) أبو نعيم في " الحلية " (7 /90) ، والخطيب في " تاريخه" (9/244) من طريق شعيب بن أيوب بسنده سواء ولم يذكر فيه محل الشاهد. ونقل الخطيب عن أبي نعيم بن عدي قال: " وحديث سفيان هذا عن محمد بن المنكدر يقال: انه غلط، وإنما هو عن معاوية عن علي بن أبي علي، عن أبن المنكدر، عن جابر، أ. هـ. وقال ابن عدي: " لم يحدث عن ابن محمد المنكدر من حديث الثوري عنه إلا معاوية " وقال الذهبي في "الميزان" (2\275) : " حديث منكر ". وظاهر صنيع السخاوي في "المقاصد" (ص294) أنه ضعفه والله أعلم. 514- وأخرج الطبراني في " الأوسط " (7477) قال: حدثنا محمد ابن شعيب، ثنا سعيد بن عنبسة القطان، ثنا أبو عبيدة الحداد، ثنا أبو هلال، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعا: " سيد الادام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء وسيد

515

الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية". قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن بريدة، إلا أبو هلال ولا رواه عن أبي هلال إلا أبو عبيدة الحداد، تفرد به: سعيد. " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم ينفرد به أبو عبيدة الحداد، فتابعه العباس بن بكار - وقد كذبه الدارقطني - قال: ثنا أبو هلال الراسبي سواء تاما. أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (5/192/5904) من طريق أحمد بن منيع، ثنا العباس بن بكار. قال البيهقي: " ورواه جماعة عن أبي هلال الراسبي؛ تفرد به أبو هلال محمد بن سليم. " أ. هـ. وتابعه أيضا عبد الملك بن قريب الأصمعي، ثنا أبو هلال الراسبي بسنده سواء. أخرجه تمام الرازي في "فوائده" (298) من طريق أحمد بن الخليل القومسي، ثنا عبد الملك. وتابعه أيضا إسماعيل بن عيسي البصري، عن أبي هلال به. أخرجه أبو نعيم في " الطب النبوي ". 515- وأخرجه الترمذي في كتاب " الأطعمة " (1792) قال:

516

حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية، عن حبان بن جزء، عن أخيه خزيمة بن جزء قال: سألت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - عن أكل الضبع؟ فقال: "أو يأكل الضبع أحد؟ ". وسألته عن الذئب؟ فقال: "أو يأكل الذئب أحد فيه خير؟! ". قال الترمذي: " هذا حديث ليس إسناده بالقوي، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن مسلم، عن عبد الكريم أبي أمية ... " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به إسماعيل بن مسلم، فتابعه محمد بن إسحاق، فرواه عن عبد الكريم بسنده سواء بذكر الضبع فحسب. أخرجه ابن ماجة (3237) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهو في "المصنف" (8/63) قال: حدثنا يحيي بن واضح، عن أبي إسحاق. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (1/161) : " هذا حديث قد جاء، إلا انه لا يحتج بمثله لضعف إسناده، ولا يعرج عليه، لأنه يدور علي عبد الكريم ابن أبي المخارق، وليس يرويه غيره، وهو ضعيف متروك الحديث. " أ. هـ. 516- وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (780) قال: حدثنا أحمد بن يحيي الحلواني، قال: نا سعيد بن سليمان، قال: نا يوسف بن عطية الصفار، قال: سمعت مرزوق أبا عبد الله الشامي يحدث عن مكحول،

517

عن أبى امامة مرفوعا: "ما من ناشئ ينشأ في العبادة حتى يدركه الموت، إلا أعطاه الله اجر تسعة وتسعين صديقا. " وأخرجه الطبراني في "الكبير" (ج8/رقم7590) وفي "مسند الشاميين" (3424) وابن عبد البر في "جامع العلم" (1/81-82) من طريق يوسف بن عطية به. قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث رعن مكحول إلا مرزوق أبو عبد الله. " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به مرزوق. فتابعه أبو سنان القسملي، عن مكحول بسنده سواء. أخرجته أنت في " المعجم الكبير (ج8 \7589) وفي "مسند الشاميين" (3423) قلت: حدثنا الحسين ابن إسحاق، ثنا يحيي الحماني، ثنا جعفر بن سليمان عن أبي سنان الشامي. والحديث باطل من الوجهين. وقال الذهبي في "الميزان" (4\534) "منكر جدا". والوجه الأول فيه يوسف بن عطية وهو متروك. والوجه الثاني فيه الحماني وهو متهم بسرقة الحديث وأبو سنان، اسمه عيسي بن سنان وهو ضعيف. وقد اختلف في قيمة الأجر. فوقع في رواية للطبراني في " الكبير ": " أجر أثنين وسبعين صديقا " وعند ابن البر: " سبعين صديقا ". 517- أخرجه النسائي في "التفسير" (673) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر، أخبرني أبو النضر هاشم بن القاسم، نا عبيد الله الأشجعي،

عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن فضيل، عن الشعبي، عن أنس قال: كنا عند رسول الله - صلي الله عليه وسلم -؛ فضحك، فقال: " هل تدرون مما ضحكت؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: " من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب! ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلي. قال فيقول: كفي بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا، فيختم علي فيه، ويقال لأركانه: انطقي. فتنطق بأعماله، ثم يخلي بينه وبين الكلام، فيقول: بعدا لكن وسحقا، فعنكن كنت أناضل. " وأخرجه مسلم في " صحيحه " (2969\17) عن شيخ النسائي مثله. قال النسائي: " ما أعلم أحدا روي هذا الحديث عن سفيان غير الأشجعي، وهو حديث غريب. " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به الأشجعي، فقد تابعه أبو عامر الأسدي، قال حدثنا سفيان بسنده سواء. أخرجه ابن أبي حاتم في " تفسيره " قال: حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله ابن أبي شيبة الكوفي، حدثنا منجاب بن الحارث التميمي، حدثنا أبو عامر واسمه عبد الملك بن عمرو العقدي. وذكر الحافظ بن كثير رحمه الله في " تفسيره (6/34، 572) قول النسائي ثم قال: " هكذا قال " يشير الي انه أخطأ في دعواه. ثم رأيته

518

ذكر هذا الحديث في تفسير " سورة فصلت " (7/159) وذكر كلام النسائي ثم قال: وليس كما قال كما رأيت. وذكر الحافظ بن حجر رحمه الله في " النكت الظراف " (1/249) قول النسائي ثم قال: " قد تابعه عن سفيان: مهران بن أبي عمر عند الطبراني، وأبو عامر الأسدي عند بن أبي حاتم من وجهين. وتابع سفيان علي روايته إياه عن عبيد: شريك القاضي عند البزار. " انتهي. وانظر رقم (1089) 518- وأخرج الطبراني في "الأوسط" (9368) قال: حدثنا هارون بن سليمان أبو ذر، نا زهير بن عباد، نا حفص بن ميسرة، عن موسي بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: " إذا صلي أحدكم فليلبس ثوبيه، فان الله أحق ما تزين له، فمن لم يكن له ثوبان، فليتزر إذا صلي، ولا يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود. " وأخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (1\377-378) قال: حدثنا ابن أبي داود، ثنا زهير بن عباد بسنده سواء. قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن موسي بن عقبة، إلا حفص بن ميسرة تفرد به: زهير بن عباد. " ? قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فلم يتفرد به حفص بن ميسرة فقد تابعه أنس بن عياض عن موسي بن

519

عقبة بسنده سواء، إلا إن فيه: " ولا يري نافع إلا أنه عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ". أخرجه البيهقي في " سننه الكبير " (2\235-236) قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا أحمد بن منصور، ثنا محمد بن إسحاق المسيبي، ثنا أنس بن عياض. 519- ذكر أبن عدي في " الكامل " (2\794-795) ترجمة ل "حفص بن عمر الحكيم يقال: لقبه: الكبر " وذكر في ترجمته ثلاثة أحاديث ثم ختمها بقوله: " هو مجهول، ولا أعلم أحدا روي عنه غير علي بن حرب، ولا أعرف له أحاديث غير هذا. " أ. هـ. قُلْتُ: رضى اللَّهُ عنك! فقد وجدت له حديثا رابعا، والراوي عنه غير علي بن حرب. فأخرج الخطيب في " تاريخه" (8\202) قال: أنبأنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا حفص بن عمر ويعرف ب"الكبر" - كتبت عنه في طاق الحراني -، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: " يا أم هانيء اتخذي غنما، فإنها تغدو وتروح بخير. " ومحمد بن غالب هو الحافظ الثبت الملقب ب" تمتام " وهذا حديث منكر عن هشام بن عروة، والله أعلم.

520

520 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" (5114) قال: حدثنا محمد بن العباس المؤدب، قال: نا عفان بن مسلم، قال: نا حماد بن زيد، قال: نا مجالدٌ، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا: "إنكم اليوم على دين، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تمشوا القهقري بعدي. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2133 / 369) قال: حدثنا إسحاق، حدثنا حماد بسنده سواء. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن مجالد، إلاَّ حماد بن زيد. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به حماد بن زيد، فتابعه عباد بن عباد، عن مجالد مثله أخرجه أحمد (3 / 354) قال: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا عباد بن عباد به. 521 - وأخرج الطبرانيُّ في "المعجم الصغير" (508) قال: حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب، عن شبيب بن سعيد المكي، عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي المدين، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنَيْف، عن عمه عثمان بن حنيف.

"أن رجلًا كان يختلفُ إلى عثمانَ بن عفانً –رضي الله عنه- في حاجة له، فكان عثمانُ لا يلتفتُ إليه ولا ينظرُ في حاجته، فلقي عثمانَ بن حُنيف، فشكا ذلك إليه، فقالَ له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة، فتوضأ، ثم ائت المسجدَ فصلِّ فيه ركعتين، ثم قل: اللَّهُمَّ إِّني أسألكَ، وأتَوَجَّهُ إليكَ بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمدُ إن أتوجَّهُ بكَ إلى ربك جلَّ وعزَّ. فيقضي لي حاجتي. وتذكرُ حاجتك ورح إليَّ حتى أروحَ معك. فانطلقَ الرجل فصنعَ ما قالَ له عثمانُ، ثم أتى بابَ عثمانَ فجاءَ البَوُّابُ حتى أخذ بيده، فأدخله عثمانَ بن عفانَ، فأجلسه معه على الطنفسة، وقال: حاجتُكَ؟ فذكرَ حاجته فقضاها له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة. وقال: ما كانَتْ لكَ حاجةٍ فأتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده، فلقي عثمان بن حنيف. فقال له: جَزاكَ الله خيرًا، ما كان ينظرُ في حاجتي ولا يلتفتُ إليَّ حتى كلمْتَه في فقال عثمانُ بن حنيف: والله ما كلمْتُه ولكن شهدت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأتاهُ ضريرٌ فشكا إليه ذَهابَ بصره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أفتصبر"؟ فقالَ: يا رسول الله إنه ليس لي قائدٌ، وقد شقَّ عليَّ. فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:؟ إيت الَمْيضَأة، فتوضأ، ثم صلِّ ركعتين ثم ادْعُ بهذه الدعوات"، قال عثمان: فوالله ما تفرقْنا وطالَ بنا الحديثُ حتى دخلَ علينا الرجلُ كأنَّه لم يكن به ضررٌ قطُّ" قال الطبرانيُّ: "لم يروه عن روح بن القاسم، إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكيّ، وهو

ثقةٌ وهو الذي يحدث عن ابن أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس بن يزيد الأبلي، وقد روى هذا الحديث: شعبةُ، عن أبي جفعر الخُطَميّ واسمه عمير بن يزيد، وهو ثقةٌ، تفرَّد به: عثمان بن عمر بن فارس، عن شعبة، والحديث صحيحٌ" أ. هـ. · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به عثمان بن عمر بن فارس، عن شعبة. فقد تابعه روح بن عبادة، قال: ثنا شعبة، عن أبي جعفر المديني، قال: سمعتُ عمارة بن خزيمة بن ثابت، يحدث عن عثمان بن حنيف فذكر نحوه. أخرجه أحمد (4 / 138) ، والبيهقيُّ في "الدعوات الكبير" (204) من طريق أحمد بن الوليد الفحَّام، قالا: ثنا روح بن عبادة. وتابعه أيضًا محمد بن جعفر "غندر"، قال: ثنا شعبة بسنده سواء نحوه أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1 / 519) قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر به. قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد" ووافقه الذهبيُّ. وصرَّح البيهقيُّ في "الدلائل" (6 / 167) بصحة إسناد حديث روح ابن عبادة، عن شعبة. وقد تعقّب شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله الطبرانيَّ في حكمه هذا فقال في "قاعدة جليلة" (ص 195) بعد أن نقل كلام الطبراني في تفرد عثمان بن عمر عن شعبة. قال: "والطبرانيُّ ذكر تفرَّده بمبلغ علمه، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة، عن

522

شعبة، وذلك إسناًد صحيحٌ، يبين أنه لم يتفرد به عثمان بن عمر. " انتهى كلامُهُ. 522 - ذكر القرطبيُّ في "تفسيره" (14 / 123) عند تفسير قوله تعالى (وأزواجُهُ أمَّهاتُهُم) [الأحزاب: 6] قال: "واختلف الناسُ: هل هنَّ أمهاتُ الرجال والنساء، أم أمهات الرجال خاصة؟ على قولين: فروى الشعبيُّ، عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها- أن امرأةً قالت لها: يا أمةُ! فقالت لها: لستُ لك بأمّ، إنما أنا أمُّ رجالكم. " ثم رجح القرطبي العموم وأنها أم الرجال والنساء معًا ثم قال: "وهذا كلُّه يوهنُ ما رواه مسروق إن صحَّ من جهة الترجيح، وإن لم يصح، فيسقط الاستدلال به في التخصيص. " ا. هـ · قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد صحًّ هذا عن عائشة -رضي الله عنها - من طريق مسروق بن الأجدع عنها. فأخرجه أبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص 85) من طريق أبي يعلى وهذا في "مسنده" قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا أبو عوانة، عن فراسٍ، عن الشعبي، عن مسروقٍ أن امرأةً قالت لعائشة ... فذكره". وأخرجه البيهقيُّ في "سننه الكبير" (7 / 70) من طريق ابن عائشة، ثنا أبو عوانة بسنده مثله سواء وهذا سند صحيح. وتوبع أبو عوانة. تابعه سفيان الثوريّ، فرواه عن فراس بن يحي مثله.

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8 / 67) قال: أخبرنا الفضل بن دكين، ثنا سفيان. وسندهُ صحيحٌ أيضًا. وله طرقٌ أخرى عن عائشة لا تخلو من مقالٍ. فأخرج أحمد في "مسنده" (6 / 146) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن جابر عن يزيد بن مرة، عن لميس أنها قالت: سألتُ عائشة فذكرت حديثًا وفيه قالت: قالت: امرأةٌ لعائشة: يا أمُّ! فقالت عائشة: إني لست بأمكنَّ، لكني أختُكنَّ..... . وسندهُ ضعيفٌ جدًا. وجابر هو الجعفي واهٍ. ويزيد بن مرة قال في "التعجيل" (1184) : "فيه نظر". ولميس يظهر من ترجمتها في "التعجيل" (1652) أنها مجهولة. وأخرج الدارقطنيُّ في "المؤتلف" (2 / 936) قال: حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن الهيثم العبدي، حدثنا أبو قتيبة، حدثنا مطر الأعنق، حدثتني خرقاء، قالت: قلتُ لعائشة: يا أمةُ! قالت: "لستُ أم نسائكم، إنما أنا أمُّ الرجال. " وسنده ضعيفٌ، وخرقاء هذه لا تعرف. ومطر هو ابن عبد الرحمن الأعنق قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4 / 1 / 288) عن أبيه: "محله الصدقُ. " ثم اعلم أن هذا كان مذهبًا لعائشة -رضي الله عنها-. فأخرج ابنُ سعد - كما في "الدر المنثور" (5 / 183) - عنها أنها قالت: "أنا أمُّ الرجال منكم والنساء". · قلُت: وهو الصحيح الذي تدلُّ عليه الآيةُ، فقد قال الله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجُهُ أمهاتُهُم) فلفظة "المؤمنين"

تشمل الرجال والنساء قطعًا، فقوله (وأزواجُهُ) جمعٌ عائدٌ على (المؤمنين) قال الحافظ في "الفتح" (1 / 18) : "وهو الراجح" (¬1) وكذلك رجحه القرطبي وعامةُ المفسرين. وأمومةُ أمهات المؤمنين إنما هي أمومة حرمة وتوقير، مع تحريم نكاحهنَّ، ولكن لا تجوز الخلوةُ بهنَّ، كما يخلو الرجل بأمِّه التي ولدته وبذوات محارمه، والسفر بهنَّ ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع وخالف في السفر (¬2) بهنَّ ابنُ خزيمة -رحمه الله-، فأخرج في "صحيحه" (ج4 / رقم 2528) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. وأخرجه أحمد (6 / 391) قال: حدثنا هارون بنُ معروف. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2490) قال ثلاثتهم: ثنا ابنُ وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرًا حدًّثه أن الحسن بن علي ابن أبي رافع حدثه عن أبي رافع قال: كنتُ في بعث مرَّة، وقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اذهب فائتني بميمونة" فقلتُ: يا نبي الله! إني في البعث. قال: فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أليس تُحبُّ ما أحبَّ؟ " قلتُ: بلى يا رسول الله! فقال: "اذهب فائتني بميمونة" فذهبت فجئته بها. وسنده صحيح. والحسن بن علي بن أبي رافع؛ وثقه النسائيُّ وابنُ حبان. وبوَّب ابنُ خزيمة على هذا الحديث بقوله: "بابُ إباحة سفر المرأة مع عبد زوجها أو مولاه، إذا كان العبد أو المولى ¬

(¬1) وخالف ابنُ العربي في "أحكام القرآن" (3 / 1509) فرَجُح قول عائشة. (¬2) بل ظاهر كلامه لا يختص بالسفر وحده.

523

يوثق بدينه وأمانته، وإن لم يكن العبد أو المولى بمحرم للمرأة، إنْ كان حُكم سائر النساء حكم أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا إخالُ، لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أخبر أنهن أمهات المؤمنين، فجائزٌ أن يكون العبدُ والحرُّ محرمًا لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان سفر ميمونة مع أبي رافعٍ، أن ميمونة أمُّ أبي رافع، إذ كانت ميمونةُ زوجة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. " انتهى. وما ذهب إليه الجمهور من أهل العلم أصحُّ. والله أعلمُ. 523 - حديث أبي هريرة مرفوعًا: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن. " عزاه القرطبي في "تفسيره" (1 / 11) ، وفي "التذكار" (ص 160) ، والمنذري في "الترغيب" (2 / 365) كلاهما عزاه لمسلم في "صحيحه". وعزاه الحافظ في "التلخيص" (4 / 201) لأحمد في "مسنده". · قُلتُ: رضي الله عنكم! أمَّا مسلم فلم يروه، كيف وهو من أفراد البخاريِّ (13 / 501) وقد وقع في متنه اختلاف أشبعتُ الكلام عنه تحريرًا في "تسلية الكظيم بتخريج أحاديث تفسير القرآن العظيم" ولم يروه أحمد في "مسنده". والله أعلمُ. 524 - وأخرج البزار (2662 - كشف الأستار) قال: حدثنا عمرو ابنُ عليّ ثنا خلاد بن يزيد، ثنا محمد بن عبد الرحمن أبو غرارة زوجُ جبرة، حدثني عروة بن الزبير، قال: قلتُ لعائشة: إني أفكرُ في أمرك،

فأعجب. أجدُك من أفقه الناس، فقلتُ: ما يمنعها؟ زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابنةُ أبي بكر. وأجدُك عالمةُ بأيام العرب وأنسابها وأشعارها، فقلتُ: وما يمنعُها؟ وأبوها علاّمةُ قريش، ولكن أعجبُ أني أجدُك عالمةُ بالطبِّ؟ ! فمن أين؟ فأخذت بيدي، وقالت: يا عُريَّة! إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثرت أسقامُه، فكانت أطباءُ العرب والعجم يبعثون له، فتعَّلمتُ ذلك. وأخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (6067) قال: حدثنا محمد بن يونس العُصفريُّ، قال: نا أبو حفص عمرو بن علي بسنده سواء وعنده: "يا خالة! إني لأفكر في أمرك وأعجبُ من أشياء ولا أعجب من أشياء.. وساق مثله وعزاه الهيثميُّ في "المجمع" للمعجم الكبير أيضًا. قال البزار: "لا نعلمه يروي عن عائشة، إلا بهذا الإسناد. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد ظفرتُ له بإسنادٍ آخر. فأخرجه أحمد في "مسنده" (6/67) قال: حدثنا أبو معاوية عبد الله ابن معاوية الزبيري - قدم علينا مكة-، ثنا هشام بن عروة قال: كان عروةُ يقولُ لعائشة: يا أمتاهُ: لا أعجب من فهمك، أقولُ زوجةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبنتُ أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس، أقولُ ابنةُ أبي بكر، وكان أعلم الناس - أو من أعلم الناس ولكن أعجبُ من علمك بالطبِّ كيف هو؟ ومن أين هو؟ قال: فضربت على منكبه،

525

وقالت: أي عُريَّة! إن رسول الله -صلى الله عليم وسلم- كان يسقمُ عند آخر عمره، أو في أخر عمره، فكانت تقدمً عليه وفود العرب من كل وجهٍ فتنعتُ له الأنعات، وكنتُ أعالجُها له، فمن ثَمَّ. " والحديث لا يصحُّ من الوجهين، ففي الأول محمد بن عبد الرحمن وهو ضعيفٌ وفي الثاني عبد الله بن معاوية. قال العقيلي: "حدث عن هشام بمناكير لا أصل لها. " وقال البخاريُّ: "منكر الحديث" ونقل في "اللسان" (3/363) عن أبي حاتم أنه قال فيه مقالة البخاري. لكن نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/2/178) عن أبيه أنه قال: "مستقيم الحديث" وكذلك نقل الهيثميُّ في "المجمع" (9/242) عن أبي حاتم. ونسخة "اللسان" كثيرة التحريف. 525 - وأخرج الدارقطنيُّ في "الأفراد"، ومن طريقه ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" (1366) من طريق أبي كريب، قال: نا مختار بن غسان، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن المعلي بن عرقان، عن شقيق، عن ابن مسعودٍ مرفوعًا: "انتهى الإيمان إلى الورع، من قنع بما رزقه الله دخل الجنة، ومن أراد الجنة بلا شكٍ فلا يخاف في الله لومة لائم. " ونقل ابنُ الجوزي، عن الدارقطني أنه قال: "تفرًّد بن عنبسة، عن المعلي، وتفرَّد به المعلي عن شقيق. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به عنبسة -وهو واهٍ- فقد تابعه كادح بن رحمة الزاهدي،

526

وهو كذابٌ، فرواه عن المعلي بسنده سواء بالفقرة الثانية منه. أخرجه ابنُ شاهين في "الترغيب" (303/1) قال: حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد، ثنا سليمان بن الربيع بن هشام، ثنا كادح. والمعلى أيضًا متروك. والحديث باطلٌ، والله أعلمُ. 526 - وأخرج البزار (3624 - كشف الأستار) قال: حدثنا عمر ابن الخطاب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يحبُّ كلَّ قلبٍ حزينٍ. " وأخرجه الطبرانيُّ في "مسند الشاميين" (2012) قال: حدثنا بكر بن سهل الدمياطي. والبيهقيُّ في "الشعب" (ج3 / رقم 866) من طريق أبي حاتم الرازي قالا: ثنا عبد الله بن صالح بسنده سواء. قال البزار: "لا نعلم رواه أحدٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- إلا أبو الدرداء، ولا له إسنادٌ غير هذا. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد وقفتُ له على إسنادٍ آخر إلى ضمرة بن حبيب. فأخرجه الخرائطيُّ في "اعتلال القلوب" (ق 3/2) ، وابنُ أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ق 2/1) ، وابنُ عدي في "الكامل" (2 / 471) ،

527

والطبرانيُّ في "مسند الشاميين" (1480) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (6/90) ، والحاكمُ في "المستدرك" (4 / 315) ، وعنه البيهقيُّ في "الشعب" (ج3 / رقم 865) من طرق عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء مرفوعًا مثله. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1075) من طريق عمرو بن بشر بن السرح؛ ثنا أبو بكر بن أبي مريم بسنده سواء. قال الحاكم: "صحيحُ الإسناد" فردَّه الذهبيُّ بقوله: "قُلْتُ: مع ضعف أبي بكرٍ؛ منقطعٌ. " 527- وأخرج البزار (3603) قال: حدثنا أبو المثنى، ثنا أبو الوليد، ثنا أبو وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما من عبد إلاَّ وله صيتٌ في السماء، فإن كان صيتهُ في السماء حسنًا وضع في الأرض، وإن كان صيتهُ في السماء سيئًا، وضع في الأرض. " وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5248) ، وابنُ عدي في "الكامل" (2 / 585) ، والبيهقيُّ في "الزهد" (816) من طريق والد وكيع: الجراح بن مليح بسنده سواء. قال البزار: "لا نعلم رواه بها الإسناد، إلاَّ أبو وكيع. "

528

· قًلْتً: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به أبو وكيع واسمه الجراح بن مليح، فتابعه سعيد بن بشير، عن الأعمش بسنده مثله سواء. أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (1285) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، نا يزيد بن محمد، نا أبو الجماهر، نا سعيد بن بشير به. قال الطبراني عقب تخريجه للحديث: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، إلاَّ الجراح بن مليح وسعيد بن بشير. " وقال ابنُ عدي: "وهذا الحديث ما أعلمُ رواه عن الأعمش غير أبي وكيع وسعيد بن بشير. " 528 - وأخرج البزار في "مسنده" (ج2 / ق 204 / 2) قال: حدثنا عمرو بن علي، نا يحيى بن محمد بن قيس، نا ابنُ عجلان، قال: سمعتُه يذكره عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، فليغمسه، ثم يخرجه، فإن في إحدى جناحيه داءً، والآخر دواءً، وإنه يبدأ بالداء، فاغمسوه ثم أخرجوه. " قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ابن عجلان، عن القعقاع، إلاَّ يحيى بن

529

محمد بن قيسٍ، وقد خولف فيه ابنُ عجلان. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به يحيى بن محمد -وهو إلى الضعف أقرب-، فتابعه يحيى ابن أيوب، فرواه عن محمد بن عجلان بسنده سواء. أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4 / 283) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الحكم، ثنا إسماعيل بن مرزوق، أنا يحيى بن أيوب. 529 - ذكر ابنُ عبد البر في "التمهيد" (21/237) حديث: "مالك عن سهيل بن أبي صالح السمان، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا أحب الله العبد قال لجبريل: يا جبريل: قد أحببت فلانا فأحبه؛ فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض؛ وإذا أبغض الله العبد، قال مالك: لا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك. " ثم قال ابنُ عبد البر (21 / 237 - 238) "لم يختلف الرواة -فيما علمت- عن مالك في هذا الحديث، وقد رواه عن سهيل جماعة، فبعضهم لم يشكوا وقطعوا في البغض بمثل ذلك؛ وممن رواه كذلك عن سهيل -بإسناده هذا وذكر البغض من غير شك- معمر، وعبد العزيز بن المختار، وحماد بن سلمة؛ قالوا في آخره: وإذا أبغض بمثل ذلك - ولم يشكوا.

ورواه ابن أبي سلمة عن سهيل، لم يذكر البغض أصلًا: حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا ابن وضاح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا أحب الله عبدًا قال: يا جبريل إني أحب فلانا فأحبوه، فينادي جبريل في السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه؛ فإذا أحبه أهل السماء أحبه أهل الأرض. " اهـ. · قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد وقع ذكر البغض في رواية ابن أبي سلمة. فأخرجه مسلمٌٌ (2637 / 158) قال: حدثني عمرو الناقدُ، حدثنا يزيدُ ابن هارون. أخْبَرَنَا عبدُ العزيز بنُ عَبْد الله بن أبي سَلمَةَ المَاجِشُونُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أبي صَالح. قَالَ: كُنَّا بِعَرَفَةَ. فَمَرَّ عُمَرُ بنُ عَْبد العزِيزِ وَهُوَ عَلى الموَسِم، فَقَامَ النَّاسُ يَنْظُرونَ إلَيْهِ. فَقُلتُ لأبي: يَا أَبَت! إِنّي أرَى الله يُحبُّ عُمَرَ بنَ عَبْدِ العْزِيزِ. قَالَ: وَمَا ذَالكَ؟ قُلْتُ: لِمَا لَهُ مِنَ الحُبِّ في قُلُوبِ النَّاسِ. فَقَالَ: بأبيكَ! أَنْتَ سمعت أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم ذكر بمثلِ حَديثِ جَرِيرِ عَنْ سُهَيْلٍ. · قُلْتُ: هكذا أحال مسلمٌ -رحمه الله- على حديث جرير بن عبد الحميد، ثم قال: "بمثل" وهذا يقتضي أنه بلفظه. وحديث جرير أخرجه مسلمٌ قبل ذلك (2637 / 157) قال:

532

أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما بين التفختين أربعون. " قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ. قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيتُ. قالوا: أربعون سنةً؟ قال أبيتُ، ثم ينزل الله من السماء ماءً، فينبتون كما يُنبت البقلُ". قال: "وليس من الإنسان شيءٌ إلاَّ يبلى، إلاَّ عظمًا واحدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة. " أخرجه البخاريُّ (8/689 - 690) ، ومسلمٌ (2955 / 141) واللَّفظ له، والنسائيُّ في "التفسير" (479) ، وابنُ ماجة (4266) بآخره، ونعيم بن حماد في "الفتن" (ص 394) ، وهناد بن السري في "الزهد" (316) . وتابعه أيضًا منصور بن أبي الأسود، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبيه هريرة مرفوعًا: كلُّ ابن آدم يبلى، إلاَّ عًجْبُ الذَّنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة. " أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3 / 93) قال: حدثنا أبو أمية ومحمد ابن علي بن داود. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (783) قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثلاثتهم ثنا سعيد بن سليمان، عن منصور بن أبي الأسود. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن منصور بن أبي الأسود، إِلاَّ سعيد بن سليمان. " 532 - أخرج أبو نعيم في "الحلية" (7/309) من طريق الحميديّ

533

وهذا في "مسنده" (1202) قال: حدثنا سفيان - يعني: ابن عينية -، قال: ثنا ابن جدعان قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة ينثل كنانته بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويجثو على ركبتيه ويقول: وجهي لوجهك الوقاء، ونفسي لنفسك الفداء. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صوت أبي طلحة في الجيش خيرٌ من فئة". زاد الحميدي في "مسنده": "قال أنس: ورأيتُ ابن أم مكتوم، ومعه لواء المسلمين في بعض مشاهدهم. " قال أبو نعيم: "مشهورٌٌ من حديث ابن عيينة، تفرَّد به عن ابن زيد. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به ابنُ عيينة، فتابعه حماد بن سلمة، ثنا علي بن زيد، قال: أظنُّه عن أنس بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لصوتُ أبي طلحة أشد على المشركين من فئة. " أخرجه أحمد (3/249) قال: حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة. 533 - وأخرج البزار في "مسنده" (ج2 / ق 220/2) قال: حدثنا محمد بن معمر البحراني، نا يحيى بن حماد، نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالحً، عن أبي هريرة رفعه: "الرهن مركوبٌ ومحلوبٌ. " وأخرجه الدارقطنيُّ (3/34) من طريق يحيى بن حماد والحاكم

(2 / 58) والبيهقي (6 /38) من طريق شيبان كلاهما عن أبي عوانة بسنده سواء. قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رفعه إلا أبو عوانة، ولا نعلم أحدًا رفعه عن أبي عوانة إِلا يحيى بن حماد وشيبان. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فأنت متعقِّبٌ من وجهين: الأول: قولك: لم يرفعه إِلاَّ أبو عوانة. فقد رفعه أكثر من نفسٍ، منهم أبو معاوية الضرير، عن الأعمش بسنده سواء. أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (1/272) ، والدارقطنيُّ (3/34) ، والخطيبُ في "تاريخه" (6/184) من طريق إِبراهيم بن مُجشِّر، ثنا أبو معاوية به. قال ابنُ عدي: "وهذا الحديث لا أعلمه يرفعه عن أبي معاوية، غير إِبراهيم ابن مجشر هذا. " وقال الخطيبُ: "تفرَّد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعًا إِبراهيم ابن مجشر ورفعه أيضًا أبو عوانة عن الأعمش. " وإِبراهيم هذا ضعيفٌ يسرق الحديث. ومنهم أيضًا الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة

مرفوعًا مثله. أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (2/757) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن الأعمش به. قال ابنُ عدي: "وهذا عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسندًا: منكرٌ جدًا وبخاصّة إذا رواه عنه ابن مهدي، وعن ابن مهدي خليفة وحفص بن عمر. والبلاء من الحسن بن عثمان. " ومنهم أيضًا: شعبة بن الحجاج. أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (7/2504) من طريق أبي الحارث الوراق نصر بن حماد، وقد تكلموا فيه بكلام شديد - حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. ومنهم أيضًا: يزيد بن عطاء اليشكري. أخرجه ابنُ عدي (7/2727) من طريق سعيد بن سليمان، عن يزيد ابن عطاء، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا. قال ابنُ عدي: "الأصل فيه موقوف. وقد رواه أبو عوانة وعيس بن يونس، وأبو معاوية وشعبة والثوري مرفوعًا وموقوفًا والأصحُّ هو الموقوف. " الوجه الثاني: قولُك: لم يرفعه عن أبي عوانة إِلاَّ يحيى بن حماد وشيبان. فلم يتفردا به، فتابعهما سليمان بن حرب، لنا أبو عوانة بسنده سواء.

534

أخرجه الحاكمُ (2/58) من طريق محمد بن أيوب، ثنا سليمان ابن حرب به وقال: "هذا إِسنادٌ صحيحٌ على شرط الشيخين"!! 534 - وأخرج الترمذيُّ (1532) قال: حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من حلف على يمين، فقال: إن شاء الله، لم يحنث. " وأخرجه النسائيُّ (7/ 30 - 31) ، وابنُ ماجه (2104) ، وأحمد (2/309) ، وأبو يعلى (ج11 / رقم 6246) ، والبزار في "مسنده" (ج2 / ق227 /1) ، وابنُ حبان (1185 - موارد) ، والطحاويُّ في "المشكل" (2/378) ، والطبراني في "الأوسط" (3000) ، والطيوري في "الطيوريات" (ج 7 / ق115 / 1) من طريق عبد الرزاق وهذا في "المصنف" (11/517) قال: أخبرنا معمر بسنده سواء. قال الترمذيُّ: "سَألْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْماعيلَ عَنْ هذا الحَديث فَقَالَ: هذا حَديثٌ خَطأٌ، أخْطأَ فيه عَبْدُ الرَّزَّاق اخْتصَرَهُ مِنْ حَديث مَعْمَرٍ عَن ابْن طَاوُس عَنْ أَبيهِ عَنْ هُرَيْرْةَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إنَّ سُلَيْمانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعينَ امْرَأَةً، تَلدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلاَمًا. فَطَافَ عَلَيْهِن فَلَمْ تَلِدِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلاَّ امْرَأَةٌ نصْفَ غُلاَمٍ. فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو قال إن شاء الله لكان كما قال ". هكَذَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاق عَنْ مَعْمرٍ عَنِ ابْنِ طاوُس عَنْ أبيه هذاَ الْحَديثُ بطُوله وَقَالَ: سَبْعينَ امَّرأةً، وقَدْ رُوي هذا الحديث

535

مِنْ غَيْرِ وجْه، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ -صلى الله عليم سلم- قَالَ: "قَالَ سُلَيْمانُ بنُ دَاوُد لأَطُوفَنَّ الليلة عَلَى مِائَة امْرَأةٍ". اهـ. · قًلْتُ: رضي الله عنك! فما أخطأ فيه عبد الرزاق، ولا اختصره، إنما فعل ذلك معمر بن راشد، فقد قال الإمام أحمد عقب تخريجه للحديث: "قال عبد الرزاق: وهو اختصره؛ يعني: معمرًا. " ا. هـ وصرَّح بذلك البزار تصريحًا، فقال عقب تخريجه الحديث: "وهذا الحديث أحسبُ أن معمرًا اختصره من حديث سليمان بن داود: لأطوفنَّ الليلة على مائة امرأة تلدُ كلُّ امرأةٍ غلامًا يقاتل في سبيل الله، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لو قال: إن شاء الله ولم يكن ثم حلفٌ، فأظنُّ شُبِّه على معمرٍ إذ اختصره والله أعلمُ. " انتهى كلامه. 535 - وأخرج الترمذيُّ (1531) قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي وحماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعًا: "من حلف على يمين، فقال: إن شاء الله، فقد استثنى، فلا حنث عليه. " وأخرجه بقية أصحاب السنن وآخرون خرجتهم في "غوث المكدود" (928) . قال الترمذيُّ: "لا نعلم أحدًا رفعه غير أيوب السختياني. "

· قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد برفعه أيوب السختيانيُّ، فقد تابعه أكثرُ من نفسٍ، منهم: 1- كثير بن فرقد. أخرجه النسائيُّ (7/25) ، وابنُ حبان في "الثقات" (2/251) ، والحاكم (4 / 303) والطحاويُّ في "المشكل" (2/375) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 476 - 477) من طريق ابن وهبٍ، ثنا عمرو بن الحارث أن كثير بن فرقد حدَّثه أن نافعًا حدَّثهم، عن عبد الله بن عمر مرفوعًا مثله. قال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبيُّ وهو كما قالا. 2- أيوب بن موسى المكيُّ. أخرجه الطحاويُّ في "المشكل" (2/375) قال: حدثنا يونس، أبنا ابن وهب أخبرني سفيان بن عيينه، عن أيوب بن موسى، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثله. قال الطحاويُّ: "هكذا أملاه علينا -يعني: يونس - ثم سمعتهُ بعد ذلك مذاكرةٌ يذكره عن سفيان نفسه. فقلت له: إنما كنت أمليته علينا عن ابن وهب، عن سفيان؟ فقال: وقد سمعتهُ من سفيان. فلتُ له: فإنه ليس في كتابك عن سفيان؟ فقال: قد علمتُ ذلك، وقد كان عندي كتابٌ آخر عن سفيان هذا الحديث في فاحترق فعقلنا بذلك أن أيوب رواي هذا الحديث هو أيوب بن موسى" انتهى.

وهذا سندٌ صحيحٌ، وأيوب بن موسى وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم. 3- عبيد الله بن عمر. أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (2/251 - 252) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/140) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا العباس ابن يزيد، قال: ثنا أبو معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعًا مثله. وسندهُ قويٌّ، ورجالهًُ كلهم ثقات والعباس بن يزيد كان حافظًا، مع الثقة والأمانة. واستغرب أبو الشيخ حديثه هذا. ولعلَّ ذلك أنه خولف فيه. فقد ذكر الترمذي أنه قد روى عن عبيد الله بن عمر موقوفًا. ولكن رواه أبو خالد الأحمر، عن عبيد الله بن عمر مثله مرفوعًا أخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" (14 /374) . 4- حسان بن عطية أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 79) ، والخطيبُ في "تاريخه" (5/88) من طريق عمرو بن هاشم، قال: سمعتُ الأوزاعيًّ يحدث عن حسان بن عطية، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا مثله. قال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث الأوزاعيِّ وحسان، تفرَّد برفعه: عمر بن هاشم البيروتي. "

536

· قُلْتُ: وهو لينُ الحديث، لكنه توبع كما يأتي برقم (537) . 5، 6 - صخر بن جويرية ووهيب بن خالد. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (779) قال: أنا يعقوب ابن إسحاق الحضرمي، ثنا صخر بن جويرية ووهيب بن خالد، عن نافعٍ، عن ابن عمر مرفوعًا مثله وسندُهُ صحيحٌ. 536 - وأخرج البخاريُّ (11 / 547) ، والنسائيُّ في "التفسير" (169) والبيهقيُّ (10 / 48) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- (لا يؤآخذكم الله باللغو في أيمانكم) قال: قالت: أُنزلت في قوله: لا والله، وبلى والله. " ونقل الحافظ في "الفتح" (11/ 548) عن ابن عبد البر أنه قال: "تفرَّد يحيى القطان عن هشام بذكر السبب في نزول الآية. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد يحيى القطان بذكر السبب في نزول الآية، فقد تابعه عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة بسنده مثله سواء. أخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى" (925) قال: حدثنا علي بن خشرم، قال، أنا عيسى بهذا. وسندُهُ صحيحٌ.

537

وتابعه أيضًا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة بسنده مثله سواء. أخرجه ابنُ أبي حاتم في "تفسيره" (رقم 6701) من طريق إسحاق الهمداني، ثنا عبدة ابن سليمان. 537 - وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (6 / 79) ، والخطيبُ في "تاريخه" (5/88) من طريق عمرو بن هاشم، قال: سمعتُ الأوزاعيَّ، يحدث عن حسان بن عطية، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا: "من حلف على يمين فاستثنى، ثم أتى ما حلف، فلا كفارة عليه: " قال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث الأوزاعيِّ وحسان، تفرَّد برفعه عمرو بن هاشم البيروتي. " · قُلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد برفعه عمرو بن هاشم، فتابعه هقل بن زياد، فرواه عن الأوزاعيَّ بسنده سواء مرفوعًا. ذكر الدارقطني في "العلل" - كما في "نصب الراية" (3 / 301) ولو صحَّ السند إِلى هقل بن زياد لكانت متابعة صحيحة، لأن هقل بن زياد كان من أثبت الناس في الأوزاعيِّ. الله أعلمُ. 538 - وأخرج البزار في "مسنده" (ج2 / ق 245 / 1

246 / 1) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله، أنا يحيى بنُ آدم، نا عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن عكرمة بن خالد، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة مرفوعًا: "ليس منا من خبَّب امرأةً على زوجها، ولا مملوكًا على سيده. " وأخرجه أبو داود (2175) ، قال: حدثنا الحسنُ بنُ علي، والبخاريُّ في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 396) قال: حثني عليُّ. هو ابن المديني. والبيهقيُّ في "الشعب" (5433) من طريق يحيى بن أبي طالب قالوا: ثنا زيد بنُ الحبابِ، ثنا عمار بن رزيقٍٍ بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عشرة النساء" (332) ، وابنُ حبان (568، 2260) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قالا، ثنا إِسحاق بن إِبراهيم. هو ابنُ راهوية.، وهو في "مسنده" (ج1/ رقم 134) قال: أخبرتما معاوية بنُ هشام القصَّار، ثنا عمَّار بن رزيق بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (2/397) ، وابنُ الأعرابيّ في "معجمه" (798) ، والحاكمُ (2/ 196) ، وعنه البيهقيُّ (8/ 13) من طريق محمد ابن إِسحاق الصغاني. وأخرجه البيهقيُّ في "السنن الكبير" (8/ 13) ، وفي "الشعب" (5432. 11115) من طريق إِبراهيم بن عبد الرحيم. الخطيبُ في "تاريخه" (4/ 286) ، وفي "الموضح" (2/ 376) من طريق أحمد بن عمر السمسار أبي جعفر المخرميّ قالوا: ثنا أبو الجواب أحوص بن جواب، ثنا عمار بن رزيق بهذا (¬1) . ¬

(¬1) قد رأيت - أراكَ الله الخير - أن زيد بن حباب، ومعاوية بن هشام، وأحوص بن جواب رووا هذا الحديث فقالوا: "عكرمة، عن يحيى بن يعمر" و "عكرمة" عند الإطلاق هو مولى ابن عباس، وقد وقع هذا صريحًا في بعض الطرق. ولكن وقع إسناد البزار من طريق يحيى بن آدم أنه وعكرمة بن خالد". وهو وهم لا أدري من هو؟ "

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إِلاَّ بهذا الإسناد، وقد روى عن بريدة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الإسناد أحسنُ من إسناد بريدة. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فقد وقفتُ له على إسنادٍ آخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. فأخرجه الخطيب في "تاريخه" (11/ 123 - 124) من طريق العباس ابن أبي طالب، حدثنا عبد المؤمن بن عفان، أخو أبي بكر بن عفان - عن هارون بن محمد الشيباني، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من خبَّب امرأةً على زوجها، فليس منا. " وعبد المؤمن هذا ترجمه الخطيب، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولكنه توبع. تابعه داود بن رشيد وآخر، فروياه عن هارون بسنده سواء وزاد: "أو مملوكه". أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (7/2589) في ترجمه "هارون بن محمد" ونقل عن ابن معين أنه قال: "كان كذابًا". وقال ابنُ عدي: "وهذا الحديث لا يرويه عن يحيى غير هارون، وقد رأيت لهارون عن يحيى غير هذا الحديث، على أنه معروفٌ بهذا الحديث، وهارون ليس بمعروف، ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظٍ. " اهـ.

وأخرجه أيضًا أبو أحمد الحاكم في "كتاب الكني" (ج15 / ق 254/ 2- 255/ 1) من هذا الوجه ثم قال: "وهذا إسنادُ لا يعرفُ من دون يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو حديثٌ منكرٌ من حديث يحيى. " وهارون هذا ذكره العقيليُّ في "الضعفاء" (4/ 360) وقال: "الغالبُ على حديثه الوهم. " ونقل الحافظ في "اللسان" (6/ 182) عن الساجي مثل عبارة العقيلي. والله أعلمُ. أما حديثُ بريدة بن الحصيب الذي أشار إليه البزار: فقد أخرجه في "مسنده" (1500 - كشف الأستار) قال: حدثنا نصر ابنُ علي، أبنا عبد الله بن داود، ثنا الوليد بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعًا: "ليس منا من حلف بالأمانة، وليس منا من خبَّب اْمرأةُ أو مملوكًا". وأخرجه الحاكم (4/ 298) عن عبد الله بن داود به. وأخرجه أحمد (5/ 352) ، ,أبو يعلي في "المسند الكبير" - كما في "إتحاف الخيرة" (7/ 118 - 119) ، وابنُ حبان (1318) من طريق هناد بن السري قالا: حدثنا وكيع. وأخرجه الطحاويُّ في "المشكل" (1342) وأبو الحسن الخلعي في "الخليعات" (ق 75/ 2) والبيهقيُّ في "الشعب" (11116) عن زهير بن معاوية. والخطيب في "تاريخه" (14/ 35) عن مندل بن علي. والبرجلاني في "الكرم والجود" (96) عن محمد بن ربيعة الكلابي

539

أربعتهم عن الوليد بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعًا، وأخرج منه أبو داود في "سننه" (3253) الشطر الأول من طريق زهير بن معاوية، عن الوليد. قال الحاكمُ: "صحيحُ الإسناد" ووافقه الذهبيُّ. وقال الهيثميُّ في "المجمع" (4/ 332) : "رجالُ أحمد رجال الصحيح، خلا الوليد بن ثعلبة، وهو ثقةٌ. " وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 82) : "رواه أحمد بإِسنادٍ صحيح. " وله طريق آخر عند الأصبهاني في "الترغيب" (254) بسياق أطول، غير أنني أهاب أن يكون وقع في الإِسناد تصحيفٌ، والكتاب يعُجُّ به. فالله المستعان. وانظر "الكني" (2/ 37) للدولابيّ 539 - وأخرج البيهقيُّ (3/407) من طريق عباس بن محمد الدُّري، ثنا سريج بن النعمان، ثنا خلف - يعني: ابن خليفة - قال: سمعتُ أبي يقول. أظنُّه سمعه من مولاه - ومولاه معقل بن يسار: لما وضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نعيم بن مسعود في القبر نزع الأخلة بفيه. قال البيهقيُّ. "قولُه: "أظنُّه" أحسبهُ من قول الدُّري. " · قُلْتُ: رضي الله عنك َ فهذا الشك هو من خلف بن خليفة.

540

فقد أخرجه ابنُ أبي شيبة (3/ 326) قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن أبيه -أظنُّه- سمعه من معقل أنه أدخل نعيم بن مسعود الأشجعيّ القبر ونزع الأخلة بفيه -يعني: العقد - وقولُه: "نعيم بن مسعود" فيه نظر، لأن نعيمًا قتل في أول خلافة علي أبي طالب رضي الله عنه - قبل قدومه البصرة في واقعة الجمل. واستظهر الحافظ في "الإصابة" (3/ 539) أن نعيم بن مسعود المذكور في هذا الحديث غير الذي قتل في خلافة عليّ. والله أعلمُ. 540 - وأخرج ابنُ عدي في "الكامل" (5/ 1984) في ترجمة: "عبد الخالق بن زيد بن واقد" من طريقه، عن أبيه، عن ميمون بن سنباذ مرفوعًا "قوام أمتى بشرارها" "لا أعرف لعبد الخالق غير هذا الحديث من المسند. " · قًلْتُ: رضي الله عنك! فقد تعقبتُك في هذا فيما مر من هذا الكتاب رقم (9) وذكرتُ حديثًا آخر غير ما ذكرت، والآن وقفتُ على حديث ثالثٍ: أخرجه البيهقيُّ في "سننه الكبير" (3/ 319 - 320) من طريق نعيم بن حماد، ثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقيُّ، عن أبيه، عن مكحول، عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: سألتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قول الناس في العيدين: تقبل الله منا ومنكم، قال "ذلك فعلُ

541

أهل الكتابين" وكرهه. قال البيهقيُّ: "عبد الخالق بن زيد منكرُ الحديث. قاله البخاريُّ. " اهـ. وضعَّف إِسناده الحافظ في "الفتح" (2/ 446) . والله أعلمُ. 541 - وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (3/ 255) من طريق أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، ثنا محمد بن ثور الصنعاني، عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعًا: "إن الله تعالى كريم يحبُ الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها. " وأخرجه الخرائظيُّ في "مكارم الأخلاق" (628) ، والحاكمُ (1/ 48) ، وابنُ حبان في "روضة العقلاء" (16) ، والبيهقيُّ في "سننه" (10/ 191) ، وفي "شعب الإيمان" (6/ 240 - 241) ، وفي "الصفات" (ص 53) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 133) ، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (9) ، وأبو سعد الماليني في "الأربعين في مشايخ الصوفية" (ص) ، والسلفي في "معجم السفر" (ص 77) من طرق عن أحمد بن عبد الله ين يونس بسنده سواء. وعند الخرائطي زيادة "الجُود" قال أبو نعيم: "تفرَّد به عن أبي حازم، معمرٌ، وعن فضيل: أحمدُ بنُ يونس. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به معمر عن أبي حازم، فتابعه أبو غسان المدني، فرواه عن

542

أبي حازم بسنده سواء. أخرجه الحاكم (1/ 48) من طريق حجاج بن سليمان بن القمري - ومات قبل ابن وهب - ثنا أبو غسان المدني. قال الحاكم: "وحجاج بن قمري شيخٌ من أهل مصر، ثقةٌ مأمونٌ. " 542 - وأخرج البزار (3307. كشف الأستار) قال: حدثنا محمد ابن المثنى، ثنا بكر بن يحيى بن زبَّان، ثنا حبان بن علي، ثنا ابنُ عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليسلطنَّ الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم، فلا يستجابُ لهم. " وأخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (13/ 92) من طريق الدارقطني قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا محمود بن محمد أبو يزيد الظفري الأنصاريُّ - من ولد قيس بن الحطيم ببغداد في قنطرة

543

الأنصار -، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لتأمرنََّ بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطنَّ الله شراركم على خياركم، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم. " وسنده ضعيفٌ ومحمود بن محمد الظفريّ قال الدارقطنيُّ: "ليس بالقوي؛ فيه نظرٌ" وقد تفرّد به كما نقل الخطيب عن الدارقطني، ثم أيوب بن النجار لم يسمع من يحيى بن أبي كثير هذا الحديث. ففي "تهذيب الكمال " (3/ 500) في ترجمة "أيوب" قال أحمد ابن سعيد (¬1) ابن أبي مريم، عن يحيى بن معين، قال: ثقةٌ صدوق، وكان يقول: لم أسمع من يحيى ابن أبي كثير إِلاّ حديثًا واجدًا: التقى آدمُ وموسى.." 543 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" (675) قال: حدثنا أحمد، قال: نا نوح بن حبيب القومسي، نا مؤمل بن إسماعيل، قال: نا عمارة بن زازان، عن ثابٍ عن أنسٍ، قال: كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ملحفةٌ مصبوغٌ بالوَرْس، والزعفران يدور بها على نسائه، فإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء، وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء. وأخرجه الخطيبٌ في "تاريخه" (13/ 320) من طريق محمد بن الليث ¬

(¬1) وقع في "التهذيب": "سعد" وهو تصحيفٌ

544

الجوهريّ، ثنا نوح بن حبيب بسنده سواء. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت، إِلاَّ عمارة، تفرَّد به: مؤملُ. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به عمارة، فتابعه سلاَّم بن أبي خبزة، عن ثابت، عن أنس فذكره. أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (3/ 1150) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (ص 169 - 170) وابنُ حبان في "المجروحين" (1/ 340) . والعقيليُّ في "الضعفاء" (2/ 160) وهو عند الأخيرين مختصرٌ. قال ابنُ عدي: "وهذا يرويه عن ثابت: سلاَّم بن أبي خبزة" وكأنَّ ابن عدي يقصد بكلامه أن سلاَّماً تفرَّد، فإن يكنْهُ فراوية الطبراني تردُ عليه. والله أعلمُ. 544 - وأخرج الطبرانيُّ في "الصغير" (569) قال: حدثنا عليُ بن إسماعيل بن كعب الموصلي، حدثنا محمد بن سنان القزاز البصري، حدثنا نائل بن نجيح، حدثنا سفيان الثوري، عن حميدٍ، عن أنس مرفوعًا: "لا شفعة لنصراني. " وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (7/2520) ، والخطيبُ في "تاريخه" (13/ 435) من طريق محمد بن سنان القزاز وهذا في "جزء من حديثه عن شيوخه" (ق 183/ 2) قال: حدثنا نائل بن نجيح بسنده سواء

وعنده: "رفعه مرَّةُ، ومرَّةً لم يرفعه. " قال الطبرانيُّ: "لم يروه عن سفيان، إِلاَّ نائلٌ، تفرَّد به: محمد بن سنان" · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به محمد بن سنان، فتابعه حفص بن عمرو الربالي، ثنا نائل بن نجيح بسنده سواء. أخرجه العقيليُّ في "الضعفاء" (4/ 313) ، وابنُ عدي في "الكامل" (7/ 2520) قالا: ثنا القاسم بن زكريا، قال: ثنا حفص بن عمرو به. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقيُّ في "سننه الكبير" (6/ 108) ، وابنُ الجوزي في "الواهيات" (985) . وقال ابن عدي: "وهذا عن الثوري لا أعلم رواه عنه غير نائل بن نجيح" وقد تكلَّم أهل العلم في هذا الحديث وضعَّفوهُ. فقال أبو علي الصفار في "جزء محمد بن سنان": "انفرد نائل بهذا الحديث عن سفيان هكذا. ورواه وكيع عن سفيان عن حميد، عن الحسن قوله، وكذلك رواه أبو حذيفة عن سفيان وهو أصحُّ.: ونقل ابن الجوزي عن الدراقطني قال عن رواية محمد بن سنان: "هو وهم والصوابُ: عن حميد الطويل، عن الحسن من قوله. " وقال البيهقيُّ في "سننه الكبير": "قال أبو أحمد - يعني: ابن عدي أحاديث نائل مظلمةٌ جدًا، وخاصة إذا روى عن الثوري. " اهـ..

ابن محمد بن أعين، عن النضر بن شميل، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أخيه أنس بن سيرين، عن أسن بن مالك مرفوعًا مثله. فهذه الرواية توافق رواية هدية ابن عبد الوهاب تمام الموافقة، فهذا قد يرجح وقوع سقط في "تاريخ الخطيب". لاسيما وقد رواه جعفر بن سليمان عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أخيه أنس بن سيرين، عن أنسٍ مرفوعًا. أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (رقم 904) ، وابنُ عساكر (ج 14 / ق 773) من طريق هدية بن عبد الوهاب، ثنا الفضل بن موسى السبتاني، ثنا جعفر بن سليمان بسنده سواء. لكن يعكر على هذا البحث أن البزار أخرج الحديث في "مسنده" (1090 - كشف الأستار) قال: سمعتُ بعض أصحابنا يحدث عن النضر بن شميل، ثنا هشام بن حسَّان، عن ابن سيرين، عن أخيه يحيى، عن أنسٍ فذكره. ثم قال: "لم يحدث يحيى بن سيرين عن أنسٍ إِلاَّ هذا. " فدلنا كلام البزار أن رواية النضر هي عن يحيى عن أنس، لا عن أخيه أنسٍ، عن أنس بن مالك. " وهذا يدلُّ على صحة نقد الدارقطني -رحمه الله-، فإن ثبت أنه لم يقع سقطٌ في "تاريخ الخطيب" فلعلَّ نظره انتقل، أو تسامح عندما قال: "قد رواه هديُّةُ بن عبد الوهاب المروزي عن النضر بن شميل كرواية ابن

546

أعين عنه. " وقد خالف من تقدَّم الحكمُ بنُ سنان المحاربي أبو وهب، قال: حدثنا هشام ابن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أخيه معبد ابن سيرين، عن أخيه أنس بن سيرين، عن أنس بن مالكٍ فذكر مثله. فزاد في الإسناد: "معبد بن سيرين. " أخرجه أبو عبد الله العلوي في "الفوائد المنتقاة" (ص 75 - 76 - 77 انتخاب الصوري) ، وابنُ عساكر في "تاريخه" (ج 10 / ق 704) . والحكم بن سنان ضعيفٌ: والله سبحانه وتعالى أعلمُ. 546 - وأخرج البزار (215 - كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3 / 93) قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قالا: ثنا مطر بن محمد السكري، قال: حدثنا عبد المؤمن بن سالم بن ميمون، قال: حدثنا هشام بن حسَّان، عن محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين مرفوعًا: "من كذب عليَّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار. " وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (3 / 445 - 446) ، والطبرانيُّ في "الكبير" (18 / رقم 442) ، وفي "جزء من كذب عليَّ" (157) ، وأبو نعيم في "اخبار أصبهان" (2 / 223) ، وابنُ الجوزَي في "مقدمة الموضوعات" (1 / 74) من طريق مطر بن محمد السكري بسنده سواء. قال البزار:

547

"لا نعلمه عن عمران إِلاَّ من هذا الوجه، ولم يحدث عن عبد المؤمن إِلاَّ مطر (¬1) ". وقال العقيليُّ: "لا يحفظ هذا الحديث عن عمران بن حصين إِلاَّ عن هذا الشيخ - وهو عبد المؤمن". · قُلْتُ: رضي الله عنكما! فقد ورد الحديث من وجه آخر عن عمران -رضي الله عنه-. أخرجه الخطيبُ في "تاريخ بغداد" (14 / 224 - 225) ومن طريقه ابنُ الجوزي (1 / 73) من طريق أبي بكر الشافعيُّ، حدثنا يحيى بن المختار بن منصور ابن إِسماعيل أبو زكريا النيسابوريُّ، حدثنا محمد بن مكيّ المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن أبي هلال محمد بن سليم، عن حميد بن هلال، عن عمران بن حصين مرفوعًا مثله. وسنده ضعيفٌ. 547 - وأخرج العقيليُّ في "الضعفاء" (3/ 142) ومن طريقه ابنُ الجوزي في "الموضوعات" (2/ 95) قال: حدثنا عباد بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن جويرية، عن الأوزاعيّ، عن قتادة، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إِنْ كان قاله- في قوله ¬

(¬1) وقع عن البزار: "مطرف بن محمد" وهو خطأ ومطر هذا ترجمه ابنُ حبان في "الثقات" (9/ 189) وقال: "يخطئ ويخلف. "

548

تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: "صلوا في نعالكم". وأخرجه ابنُ حبان في "المجروحين" (2/ 172) من طريق محمد بن مخلد الحضرميّ، قال: حدثنا عباد بن جويرية بسنده سواء. قال العقيليُّ: "عباد بن جويرية، لا يتابع على حديثه، ولا يُعرف إِلاَّ به. " وتابعه ابنُ الجوزي فقال: "هذا حديثٌ لا يصحُّ، ولا يعرف إِلاَّ بعباد بن جويرية، ولا يتابع فيه، قال أحمد والبخاري: كذابٌ. " *قُلْتُ: رضي الله عنكما! فلم يتفرَّد به عباد بن جويرية، فتابعه يحيى بن عبد الله أبو عبد الله الدمشقيّ، فرواه عن الأوزاعيّ بسنده سواء. أخرجه الخطيبُ في "تاريخه" (14/ 287) ومن طريقه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 18/ ق 150) من طريق يعقوب بن إسحاق الدّعَّاء، حدثنا يحيى بن عبد الله به. ويحيى هذا ترجمه ابنُ عساكر في موضع الحديث ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ويعقوب بن إسحاق هذا هو عندي ابن إِبراهيم بن عبد الله المعروف بـ "البيهسي" ترجمه الخطيبُ (14/ 290 - 291) ونقل تضعيفه عن الدارقطنيّ ونقل عن ابن المنادي حكاية تدلُّ على سقوطه. والله أعلمُ. 548 - وأخرج الطبرانيُّ في "الأوسط" (2463) قال: حدثنا

أبو مسلم، قال: نا محمد بن عبد الله الأنصاري وإبراهيم بن حميد الطويل، قالا، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا: "من أولى معروفًا فليكافئ به، فإن لم يستطع فليذكره، فإن ذكره فقد شكره، المتشبع بما لم ينل؛ كلابس ثوبي زور. " وأخرجه أحمد (6/ 90) وإسحاق ابن راهويه في "المسند" (231/ 774) وابنُ أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (79) ، والبيهقيُّ في "الشعب" (ج6/ رقم 9113، 9114) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 380. 381) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (83) ، وابنُ عساكر في "تاريخه" (ج8/ ق 179) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (487) من طريق صالح بن أبي الأخضر بسنده سواء. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن الزهريّ، إِلاَّ صالحٌ. " وقال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث الزهريّ، تفرَّد به: صالحٌ. " *قُلْتُ: رضي الله عنكما! فلم يتفرَّد به صالح بن أبي الأخضر - وهو ضعيفٌ - فتابعه صالح بن رستم أبو عامر وإلى الضعف ما هو - فرواه عن الزهري بسنده سواء. أخرجه الخطيبُ في "تاريخه" (14/ 305) من طريق يوسف بن عيس الطباع، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاريّ، عن صالح بن رستم.

549

549 - وأخرج الطبراني في "الأوسط" (4880) ، وفي "الصغير" (720) من طريق محمد بن عثمان بن أبي البهلول، قال: نا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيميّ، عن ثابت مولى أبي ذرّ عن أم سلمة مرفوعًا: "عليٌّ مع القرآن، والقرآنُ معه، لا يفترقان حتى يردا على الحوض". قال الطبرانيُّ: " لا يروي هذا الحديث عن ثابت مولى أبي ذرّ إِلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: صالح بن أبي الأسود. " · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرَّد به صالح بن أبي الأسود وهو ضعيفٌ، فتابعه علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، قال: حدثني أبو سعيد التيميُّ، عن ثابت مولى أبي ذر قال: كنتُ مع عليّ -رضي الله عنه- يوم الجمل، فلما رأيتُ عائشة واقفةٌ دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف اللهُ عني ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين، فلما فرغ ذهبت إِلى المدينة، فأتيتُ أم سلمة، فقلتُ: إِني والله! ما جئتُ أسألُ طعامًا ولا شرابًا، ولكني مولى لأبي ذرّ، فقالت: مرحبًا، فقصصتُ عليها قصتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ فقلتُ: إِلى حيث كشف اللهُ ذلك عني عند زوال الشمس. قالت: أحسنت، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لن يتفرقا حتى يردا على الحوض. " أخرجه الحاكمُ (3/ 124) من طريق أحمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة القناد - الثقة المأمونُ-، ثنا عليُّ بن هاشم.

550

أخرجها الخطيب في " تاريخه" [14/ 321] من طريق عبد السلام بن صالح، ثنا عليّ بن هاشم به دون ذكر القصة. قال الحاكمُ: "صحيحُ الإسناد وأبو سعيد التيميُّ، هو عقيصاءُ: ثقةٌ مأمونٌ. " كذا قال!! وعقيصاء هذا تركه الدارقطنيُّ، وقال الجوزجاني: "غيرٌ ثقةٍ". ونقل ابنُ أبي حاتم في الجرح [3/2/41] عن ابن معين قال: "ليس بشيءٍ شرٌ من رشيد الهجري، وحبَّةِ العرنيِّ، وأصبغِ بن نباتة" انتهى. وهؤلاء متروكون. وهذه العلة كافية في إِسقاط الخبر ومولي أبي ذرٍ لا أعرفه بجرحٍ ولا تعديل وهذا الحديث ليس بثابت. والله أعلمُ. 550 - وأخرج البزار [1908 - كشف الأستار] قال: حدثنا محمد ابن كثير ابن بنت يزيد بن هارون، ثنا سرور بن المغيرة أبو عامر الواسطيُّ، ثنا سليمان التيميُّ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (ح) وحدثنا عمرو بن عليّ، ثنا حاتم بن وردان، ثنا عليُّ ابن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "من كُنَّ له ثلاثُ بناتٍ، فآواهنَّ وسترهنْ حتى يبن أو يدركنَ، فله الجنةُ حقًا. " فقال رجلٌ: يا رسول الله! وثنتين؟ قال: فرأينا أنه لو قال واحدة، لقال: واحدة. وأخرجه البخاريُّ في "الأدب المفرد" (78) ، وأحمد [3/303] ، والخطيبُ في "تاريخه" [14/352] من طريق علي بن زيد، عن ابن

المنكدر، عن جابر مرفوعًا. قال البزار: "لا نعلم رواه هكذا إِلاَّ سليمان وعليُّ ين زيد، ولم نسمعه إِلاَّ محمد عن سرور ". · قُلْتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به سليمان التيمي ولا علي بن زيد بن جدعان. فتابعهما سفيان ابن حسين، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا نحوه. أخرجه أبو يعلى في "المسند" [ج4 / رقم 2210] قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين. وتابعهم أيضًا أيوب السختياني، فرواه عن ابن المنكدر بسنده سواء. أخرجه أبو يعلي في "المعجم" [30] وأبو نعيم في "الحلية" [3/14] من طريق إِبراهيم بن هاشم قالا: ثنا محمد بن عبد الله الأزديّ، لنا عاصم ين هلال البارقي، قال: ثنا أيوب. قال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث أيوب، عن ابن المنكدر، تفرَّد به عاصمٌ. "

§1/1