تكملة إكمال الإكمال في الأنساب والأسماء والألقاب

ابن الصابوني

مقدمة

مقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم خطبة المؤلف: الحمد لله العلي العظيم، الرءوف الرحيم، العطوف الكريم، الجواد الحليم، أحمده على إنعامه العميم، وأشكره على إحسانه الجسيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تبوِّئ قائلها دار النعيم، وتنجيه غدا من عذاب الجحيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين القويم، والمنهج المستقيم -صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة والتسليم- ما أقبل النهار وأدبر الليل البهيم. وبعد فإني لما وقفت على كتاب "إكمال الإكمال" الذي صنفه الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن نقطة البغدادي -رحمه الله- مذيلا به على كتاب الأمير أبي نصر علي بن هبة الله بن علي المعروف بابن ماكولا -رحمه الله وبلغه الله نهاية الآمال- وجدته أحسن فيه الجمع، وأجاد المقال، ونبه على فوائد كثيرة، سمعها في رحلته من أفواه الرجال، وأخذها عن أولي الحفظ والترحال، بيد أنه أغفل ذكر جماعة في بعض التراجم، يلزمه ذكرهم من هذا المثال، وجماعة لم يقعوا له ولا خطروا منه على بال، فأحببت أن أنبه عليهم وأنسج على هذا المنوال. وليس الغرض في ذلك سوى الانتماء إلى هذه الطائفة والتشبه بهم في القول والفعال، فاستخرت الله سبحانه الكبير المتعال، وذكرت ما وقع إليَّ من ذلك لتتم به الفائدة ويحصل النفع في غالب الأحوال، وما توفيقي إلا بالله، وإياه أسأل أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، ويعصمنا من الخطأ والخطل فإنه لما يشاء فعال.

حرف الهمزة

حرف الهمزة: [باب ابنه وأبِيْه] : ذكر [أبو بكر بن نقطة] في باب "ابنه" و"أبِيْه" جماعة، وأغفل في باب "أبيه" شيخنا: عبد العزيز بن محمد بن علي الصالحي المعروف بابن أبِيْه بتقديم الباء الموحدة على الياء المعجمة باثنتين من تحتها، ويعرف أيضا بابن الدجاجيّة. شيخ صالح، دمشقي المولد، سمع من الحافظ المؤرخ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الكبير، ومن الإمام أبي المفاخر علي بن محمد بن المستوفي البيهقي، وحدث عنهما. سمعت منه وسألته عن مولده فلم يحقه، وتوفي -رحمه الله- في الخامس والعشرين من المحرم سنة "أربعين وستمائة" بدمشق. ومن حديثه: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن علي بن أبيه الصالحي، قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، قيل له حدثكم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله [ابن عساكر] الشافعي -رحمه الله- إملاء من لفظه بجامع دمشق قال أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ببغداد. وأخبرني أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، إجازة، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسيّ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الختلي الحربي أنبأنا القاضي أبو عبيد الله محمد بن عبيدة بن حرب، إملاء، أنبأنا إبراهيم بن الحجاج أنبأنا عبد العزيز بن المختار أنبأنا سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تفتح أبواب السماء -أو قال- أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس، فيغفر في ذلك اليوم لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا من كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا"، رواه مسلم في صحيحه عن قتيبة، وأحمد بن عبدة الضبيّ عن عبد العزيز عن سهيل.

باب الأثير

[باب الأثِيْر] : وذكر في باب "الأثِير" بفتح الهمزة وكسر الثاء المثلثة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها وآخره راء مهملة، جماعة منهم الأخوان الفاضلان "أبو السعادات المبارك وأبو الحسن علي ابنا محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري، وأغفل ذكر أخيهما: الوزير الفاضل أبي الفتح نصر الله: فإنه كان فريد دهره، ووجيه عصره، في صناعة الكتابة والإنشاء، وله التصانيف البديعة، والرسائل الصنيعة، ختم به هذا الشأن، وسار ذكره في جميع الأقطار والبلدان، مولده في أواخر شعبان سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة" بجزيرة ابن عمر، وتوفي ببغداد يوم الاثنين التاسع من ربيع الآخر من سنة سبع وثلاثين وستمائة وصلي عليه بجامع القصر، ودفن بمقابر قريش، ذكر ذلك الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغدادي رحمه الله، في تاريخه، وأجاز لي جميع مسموعه ومنثوره ومنظومه. والأثير أبي المحاسن المشرف بن المؤيد بن علي الهمذاني الصوفي المعروف بابن الحاجب: سمع بهمذان من أبي بكر هبة الله بن الفرج بن الفرج "كذا" بن أخت الطويل، وابي الفتوح محمد بن محمد الطائي، وبدمشق من الوزير أبي المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي، وبمصر من الشيخ الصالح علي بن إبراهيم بن المسلم الأنصاري المعروف بابن بنت أبي سعد وغيره، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي، وسمع من الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد الأصفهاني المعروف بكوتاه، وأبي منصور شهردار بن شيرويه، وأبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني، والشريف أبي المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي الحسني، وأبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي، وأبي بكر عبد الجبار بن ملكداد الشرواني، وحدث بدمشق ومصر، روى عنه الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي بالبيت المقدس والشيخ أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن فارس بن بركات السعدي وتوفي يوم الأحد الثامن من جمادى الأولى سنة "خمس وثمانين وخمسمائة" بالقاهرة ودفن من يومه بسفح المقطم. أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن فارس السعدي، بقراءتي عليه بمسجده بالقاهرة، قلت له: أخبركم الشيخ الزاهد الأثير أبو المحاسن المشرف بن المؤيد بن علي الهمذاني الصوفي، قراءة عليه وأنت تسمع في صفر سنة تسع وسبعين وخمسمائة، فأقرّ به قلت: وأخبرنا الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صالح بن محمد بن زيد الهمذاني المعروف بابن المعزِّم، في كتابة إليّ من همذان، قالا أنبأنا أبو بكر هبة الله بن الفرج بن الفرج بن أخت الطويل، قراءة عليه ونحن نسمع في يوم الجمعة الخامس من صفر سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بجامع همذان، قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن عثمان

القوْمَساني أنبأنا عمّي أبو منصور محمد بن أحمد القومساني أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى بن أبي زكريا الفقيه، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي أنبأنا يحيى الحماني أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم ولا محشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن". وأبي جعفر عبد الله بن المظفر بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن رئيس الرؤساء: أبي القاسم بن المسلمة المعروف بالأثير. من بيت مشهور بالرئاسة والتقدم، وفيه فضل وكتابة، سمع من جماعة منهم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وغيرهم، وحدث باليسير. سمع منه الحافظ أبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي، والحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي، وذكراه في معجميهما، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي. روى لنا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل في معجمه. مولده سنة تسع عشرة وخمسمائة وتوفي في تاسع عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. والقاضي الأثير أبي القاسم عبد الكريم بن القاضي أبي الحسن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن الفرج بن أحمد اللخمي البيساني: العسقلاني المولد المصري الدار والوفاة، وهو أخو القاضي الفاضل. مولده في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الآخرة سنة "سبع وثلاثين وخمسمائة" بعسقلان، سمع بالإسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، ومن الشريفين أبي محمد عبد الله وأبي الطاهر إسماعيل ابني أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى العثماني الديباجي وغيرهم. وأجاز له جماعة من الشاميين والمصريين، وحدث بمصر، وكان كثير الرغبة في تحصيل الكتب وجمعها، مبالغا في ذلك وتوفي في ليلة الثالث عشر من المحرم سنة "إحدى وعشرين وستمائة" بالقاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم. وأجاز لي جميع مسموعاته ومجازاته وما تجوز له روايته أخبرنا القاضي الأثير أبو القاسم عبد الكريم بن علي بن الحسن البيساني، إجازة، والمشايخ الستة: أبو الحسن مرتضى بن حاتم بن المسلم الحوفي، وأبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن نجا بن المخيلي، وأبو الحسن علي بن مختار بن نصر بن طغان المحلي وأبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي الرواجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن الطرابلسي، وأبو علي الحسن بن إبراهيم بن هبة الله المصري، بقراءتي عليهم، قالوا:

أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصفهاني، قراءة عليه ونحن نسمع في تواريخ مختلفة، قال أنبأنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري، قراءة عليه، ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا إبراهيم بن فهد أنبأنا سعيد بن أبي السمان أنبأنا عنبسة القطان أنبأنا شهر بن حوشب حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: $"أفضل عمل يوضع يوم القيامة في ميزان العبد حسن الخلق".

حرف الألف

حرف الألف باب الأوندي والأبذي ... حرف الألف: [باب الأُوْنديّ والأبَّديّ] : وذكر في حرف الألف في باب "الأُنْديّ، والأُبَّذيّ" فقال: أما الأول بضم الهمزة وسكون النون وكسر الدال المهملة. وذكر جماعة ثم قال: وأما "الأُبَّذيّ" بضم الهمزة وبعدها باء معجمة بواحدة مفتوحة مشددة وكسر الذال المعجمة وذكر رجلا واحدا، قلت: وفاته في باب "الأُبَّذيّ": الشيخ أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن يوسف بن عبد الله الأنصاري الأُبَّذيّ الأندلسي: رجل فاضل صالح، سمع أبا حفص بن طبرزد بدمشق، وبمكة جماعة، وسكت البيت المقدس مدة وأمَّ بالصخرة الشريفة، اجتمعت به بحرم المسجد الأقصى وكتبت عنه شيئا من نظمه، وتوفي في المحرم سنة "ست وخمسين وستمائة" بالبيت المقدس. أنشدني لنفسه: ديار القدس سقيت حيا ... برمادك أكحلُ من رَمَدي يخلو مغناك وقد يحلو ... مَعْناك على طول الأبدِ

باب الأصبغ والأصمع

[باب الأصبغ والأصمع] : وذكر في باب "الأصبغ" و"الأصمع" فقال: أما الأول بالباء المعجمة بواحدة والغين المعجمة فجماعة، وأما الثاني بعد الصاد المهملة الساكنة ميم مفتوحة وعين مهملة. فذكره، وفاته في هذه الترجمة "الإصبع" بكسر الهمزة والباء الموحدة والعين المهملة وهو: الأديب الفاضل أبو محمد عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبد الله المعروف بابن أبي الإصبع: شاعر مفلق مشهور، له مصنفات في الأدب مفيدة. كتبتُ عنه جملة من نظمه وسألته عن مولده فكتبه لي بخطه، بعدما أجاز لي ما سمعه وقاله وما تجوز له روايته بشرطه فقال: "مولدي غرة المحرم سنة "خمس وتسعين وخمسمائة" بمصر المحروسة". وتوفي يوم الاثنين الثالث والعشرين من شوال سنة "أربع وخمسين وستمائة" بمصر. أنشدنا أبو محمد عبد العظيم المذكور لنفسه بالقاهرة المعِزية: فوضت أمري للرحمن مصطبرا ... وراضيا بالذي يجري به القدر وما الذي يصنع العبد الضعيف إذا ... قضي عليه بما يقضيه مقتدر وما له حيلة تجدي عليه ولا ... عون يعين على البلوى ولا وزر إن يصطبر طائعا يؤجر وإن جزعت ... حوباؤه فهو حتف الأنف يصطبر

باب الإبري والأثري

[باب الإبَريّ والأَثَريّ] : وذكر في مشتبه النسبة من هذا الحرف في باب "الإبريّ" و"الأثريّ" جماعة وأغفل ذكر من هو مشهور بهذه النسبة ومعاصره ومصاحبه ومعاشره، معروف بالطلب، مشتغل بالحديث والأدب هو: أبو محمد عبد الكريم بن منصور بن أبي بكر بن علي الموصلي الشافعي الأثري: كذا كان يكتب بخطه في الطباق والإجازات. سمع ببغداد من جماعة ودخل دمشق وسمع بها من والدي -رحمه الله- ومن غيره وتوفي سنة "إحدى وخمسين وستمائة" ولعله في شوال منها ببغداد، وله نظم حسن، فمنه ما أنشد في مدح الأئمة الثلاثة: أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي ومحمد بن إدريس المطلبي وأحمد بن محمد بن أحمد الشيباني -رحمة الله عليهم- وأذن لي في روايته ونقلته من خطه: وقائل عبد الكريم مالكا ... لا تمدح الحبر الإمام مالكا وتمدح المطلبي بعده ... وابن هلال أحمد المباركا قلت له فاسمع مديحي فيهم ... فإنني لست لذاك تاركا وكيف لا أمدح أشياخ الهدى ... وكلهم للحق كان سالكا أما الإمام الأصبحي مالك ... فحبه للقلب أمسى مالكا فقيه دار الهجرة المفتي بها ... ناهيك من فخر له بذلكا نجم الرواة ذو الوقار لا يرى ... في مجلس العلم لديه ضاحكا طوبى له من رجل مؤيد ... بالحق قوال به طوبى لكا والشافعي لست أنسى ذكره ... ألق لمديحه خليلي بالكا ذاك الإمام العالم الحبر الذي ... مع العلوم كان برا ناسكا حوى التقى والعلم غير زائغ ... عن سنة المختار فاعلم ذلكا جزاه ربي الخير عن صنيعه ... وعظم الأجر له هنالكا والثالث ابن حنبل أكرم به ... قدوة أهل الحق لن يشاركا في محنة القرآن والضرب الذي ... لجسمه في الله أضحى ناهكا

لو أنه أجابهم في قولهم ... تبدل الإسلام كفرا حالكا قام مقاما لم يقمه غيره ... وناصح الله الكريم المالكا فأعظم اللهم في جواركا ... في جنة الخلد له ثوابكا وبلغ اللهم عنا أحمدا ... نبينا وآله سلامكا وصحبه والتابعين بعدهم ... وكل عبد كان من عبادكا واغفر لي اللهم ذنبي كله ... إن لم تجُد كنتُ بجرمي هالكا وشيخنا: أبو محمد عبد المحسن بن أبي العلاء مرتفع بن حسن بن عبد الله الخثعمي المصري الشافعي الأثري السراج: سمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السبييّ، والفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف بن علي الغزنوي وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الأنصاري الدمشقي الواعظ وغيرهم، وحدث، ولقيته بمصر، وسمعت منه وهو آخر من حدث عن السبيي سماعا، فيما أعلم، مولده بالجيزة في سنة "اثنتين وستين وخمسمائة" وتوفي في ليلة التاسع عشر من صفر سنة "ست وخمسين وستمائة" بمصر، ودفن في الغد بتربة الحافظ عبد الغني المقدسي بسفح المقطم. وكان يكتب في الإجازات "الأثَري" شاهدته كذلك.

حرف الباء

حرف الباء: باب بابويه وباب بتنه وثنية: [باب بابُويه] : وذكر في حرف الباء في باب "بابُويه" بفتح الباء الموحدة، وبعد الألف "باء" أخرى مثلها مضمومة، جماعة، وأغفل ذكر: الإمام أبي الحسن علي بن الحسين بن بابُويه الرازي: روى لنا عنه الشيخ أبو المجد محمد بن الحسين بن أحمد القزويني الصوفي أربعين حديثا في الرباعي عن الأربعين من تخريجه، بسماعه منه، ولم يكن عندي بها يومئذ نسخة حافظة، لكن الغرض ذكر هذا الشيخ لتتم به الفائدة. [باب بَتِنَّه وثَنِيّة] : وفاته هذه الترجمة وهي "بَتِنَّه" و"ثَنِيّة" أما الأول فهو بكسر الباء الموحدة وبعدها تاء مكسورة معجمة باثنتين من فوقها ونون مفتوحة مشددة وهو: أبو محمد عبد الملك بن الحسن بن بتنة الأنصاري: سمع أبا القاسم علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحيم الفسوي، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني وأبا بكر الأردستاني وغيرهم. سمع منه الحافظ أبو طاهر السلفي بمكة وذكره في "معجم السفر" وأنه حج سبعا وسبعين حجة، وزار النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مرة، وله في كل سنة مائة "كذا" عمرة يعتمرها على رجليه في رجب وشعبان ورمضان وأول ذي الحجة. والثاني بالثاء المثلثة المفتوحة بعدها نون مكسورة وياء مفتوحة مشددة معجمة باثنتين من تحتها، فهو: أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن بن أحمد بن ثنية المقرئ: قرأ القرآن بدمشق على أبي الوحش صاحب أبي علي الأهوازي، وببغداد على المبارك الغسال وذكره الحافظ أبو طاهر السلفي أيضا في "معجم السفر" وكتب عنه شيئا من نظمه بدمشق وقال: سمع معنا على أبي طاهر الحنائي وأبي الحسن الموازيني وغيرهما وكان يقرئ في جامع دمشق.

باب براد

[باب براد] : وذكر في باب "بَرّاد" بالباء الموحدة بعدها راء، جماعة، قلت: وفاته ذكر شيخنا: أبي الحسين عبد الخالق بن عبد الله بن ملهم بن عبدة بن العبوس بن عبد الله الكناني المصري البراد الأديب: سمع أبا القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وأبا عبد الله بن حمد الأرتاحي وحدث عنهما، قرأت عليه أحاديث من الصحيح لأبي عبد الله البخاري، وكتبت عنه أبياتا من نظمه، وسألته عن مولده فأخبرني أنه في أحد الربيعين من سنة "خمس وسبعين وخمسمائة". وتوفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من ذي القعدة من سنة "سبع وأربعين وستمائة" بالقاهرة.

باب البومة والتومة والنومة

[باب البُوْمة والتُوْمَة والنُوْمة] : وأغفل هذه الترجمة وهي "البُوْمة" و"التُوْمَة" و"النُوْمة". أما الأول بالباء الموحدة المضمومة فهو: أبو عبد الله محمد بن سليمان بن داود الحرّاني: يُلقّب بالبُومة وأغفله الأمير [أبو نصر بن ماكولا] أيضا، روى عن أبيه. روى عنه أبو داود سليمان بن سيف. توفي سنة "ثلاث عشرة ومائتين". أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد، قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة بدمشق، أنبأنا طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني قراءة عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، قدم علينا دمشق، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي حدثني جدي إسحاق بن محمد بن يزيد أنبأنا أبو داود -يعني سليمان بن سيف- أنبأنا محمد بن سليمان أنبأنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه، فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم، ولا يشمت بعد ثلاث" غريب من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب، تفرد به سليمان بن داود الحراني لا أعلم [أحدا] حدث به غير محمد بن سليمان ويعرف بالبُومَة. وأما "التُوْمة" بالتاء المضمومة المعجمة باثنتين من فوقها فهو: أبو السعادات المبارك بن بقا المقري الخباز: من أهل باب البصرة، يعرف بتُوْمة، سمع أبا السعود أحمد بن علي بن المجلي، وروى عنه، ذكر أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق أنه سمع منه وأنه توفي يوم الجمعة ثالث شهر ربيع الآخر سنة "سبعين وخمسمائة". ذكره الحافظان أبو عبد الله بن سعيد بن الدبيثي، ومحمد بن محمود بن النجار في كتابيهما.

وأما "النُوْمة" بالنون المضمومة فهو: أبو محمد عبد القادر بن علي بن الفضل بن سعد بن نومة الواسطي الأديب الشاعر: قدم بغداد في صباه وجالس الشريف أبا السعادات بن الشجري وأبا منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، وقال الشعر ومدح الإمام المقتفي ومن بعده من الخلفاء، وكان حسن النظم ذكره أبو المعالي الحظيري في كتابه المسمى "بزينة الدهر في ذكر شعراء أهل العصر". وذكره أيضا الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في "مذيّله" وقال: خرج عبد القادر بن نُومة من واسط مسافرا في صفر سنة "ست وسبعين وخمسمائة" فغاب خبره، ولم يظهر أثره، وقال الحافظ أبو عبد الله بن النجا في تاريخه بعدما ذكره ونقل ما ذكره ابن الدبيثي في وفاته "وقيل: توفي بمصر سنة سبع وسبعين وخمسمائة". كتب إلي الحافظ أبو عبد الله محمد بن سعيد بن الدبيثي من بغداد غير مرة يخبرني أن أبا الحسن ثعلب بن عثمان الشاعر أنشده قال: أنشدني أبو محمد عبد القادر بن علي بن نومة لنفسه، فيما ذكر ثعلب، وأظنها لغيره: أصيبَ ببلوى الجسم أيوبُ فاغتدى ... به تُضرب الأمثال إذ يذكر الصبرُ فلما انتهت بلواه من بعد جسمه ... إلى القلب نادى معلنا مسني الضر وكل بلائي عند قلبي ولم أبُحْ ... بشكوى الذي ألقى ولم يظهر السرُّ وذكر في باب "بندار" من الآباء جماعة وأغفل ذكر: الإمام رئيس الأصحاب أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي الفقيه الشافعي مدرس النظامية: وشهرته تغني عن الإطناب، وفضله لا شك فيه ولا ارتياب، قدم بغداد في صباه، قبل العشرين وخمسمائة، وتفقه بها على أسعد الميهني ولازمه حتى برع في المذهب والخلاف، وسافر معه إلى خراسان، وتكلم بين يديه في المسائل، وكان حسن العبارة كثير المحفوظ ذا لسَن وفصاحة، سليم الباطن، متدينا سمع الحديث من أبي البركات بن البخاري، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وذكر أن مولده سنة "تسعين وأربعمائة" ووفاته في ثامن عشر شوال سنة ""ثلاث" وستين وخمسمائة" ببغداد. ومن حديثه ما أخبرنا القاضي أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن سليمان التنوخي المعري، قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، أنبأنا الإمام أبو المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي في كتابه إلي من بغداد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وأنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أنبأنا محمد بن مخلد العطار أنبأنا أحمد بن إبراهيم أبو الفضل البوشجي أنبأنا أبو ضمرة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا".

باب البادرائي

[باب البادرائي] : وذكر في مشتبه النسبة من هذا الحرف في باب "البادرائي" بفتح الباء الموحدة وبعدها دال مهملة مفتوحة وراء بعدها ألف وياء آخر الحروف، رجلين، وأغفل ذكر: أبي التمام كامل بن الفتح بن ثابت بن سابور البادرائي الضرير: سكن بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، وكان أديبا فاضلا، يسكن بباب الأزج، وصاهر بني زهمويه الكتاب له ترسل وشعر حسن، وقد سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح علي بن علي بن زهمويه وغيره، كتب الناس عنه أدبا كثيرا، ويقال عنه إنه كان فيه تسامح في الأمور الدينية، ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه وقال: ومن شعره ما أنشدت عنه -وأجازه لي ابن الدبيثي-: وفي الأوانس من بغداد آنسة ... لها من القلب ما تهوى وتختارُ ساومتُها نفثة من ريقها بدمي ... وليس إلا خفي الطرف سمسارُ عند العذول اعتراضات ولائمة ... وعند قلبي جوابات وأعذار ذكر أبو عبد الله بن الدبيثي في كتابه: توفي كامل هذا ليلة الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة من سنة "ست وتسعين وخمسمائة" ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب. والشيخ الفقيه رئيس الأصحاب أبي محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد بن أبي محمد الحسن البادرائي الشافعي -رحمه الله-: ويتعين عليه ذكره لشهرته، ودينه وفضيلته، وكرمه وتواضعه ومكارم أخلاقه، مع ما كان فيه من الرئاسة وعلو الشأن. ولي التدريس بالمدرسة النظامية، ونشر بها العلوم الدينية، قدم إلى دمشق رسولا من الديوان العزيز مرات متعددة ثم إلى الديار المصرية في مصالح الدين، وجمع كلمة ملوك المسلمين، إلى أن انتظم منهم الاتفاق، وحصل الود بينهم والوفاق، وذلك بحسن نيته، وكرم طويته، فجزاه الله -تعالى- خيرا عن المسلمين وجمع بيننا وبينه في مستقر رحمته، إنه أرحم الراحمين. سمع ببغداد من جماعة من الشيوخ منهم أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن منيْنا، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الموصلي وغيرهما، وحدَّث ببغداد وحلب ودمشق ومصر وبالبلاد الوارد إليها، والمجتاز عليها، سألته عن مولده فذكر لي أنه في آخر يوم من

المحرم "سنة أربع وتسعين وخمسمائة". وتوفي -رحمه الله- عشية يوم السبت ودفن بعد الغروب السادس عشر من ذي القعدة سنة "خمس وخمسين وستمائة" ببغداد، بعد أن ولي قضاءها عند عوده إليها، وكان به ضعف من وعك السفر، فألزم بالحكم على تلك الحالة، فحكم يوما واحدا، وانقطع في بيته إلى حين وفاته. أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد "البادرائي" بقراءتي عليه بدمشق قلت له: أخبركم الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا البغدادي، قراءة عليه وأنت تسمع. فأقر به. قلت: وأخبرنا أبو محمد بن منينا وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد الدارقزيّ والحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر والإمام أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، البغداديون، إجازة، قالوا: أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قراءة عليه ونحن نسمع، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قراءة عليه وأنا حاضر، أنبأنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري أنبأنا حميد عن أنس: أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنها، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر، فقال: يا رسول الله أتكسر بن الربيع؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها، قال: يا أنس، كتاب الله القصاص. فعفا القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله -عز وجل- لأبره". حديث صحيح أخرجه الإمام أبو عبد الله البخاري -رحمه الله- في جامعه عن محمد بن عبد الله بن المثنى أبي عبد الله الأنصاري عن أبي عبيدة حميد الطويل، وفي اسم أبيه اختلاف كثير معروف عن أئمة الحديث، أشهره "تِيرَوَيْه" وقد وقع لنا موافقة والحمد لله على ذلك.

باب الباوردي

[باب الباوَرْدي] : وذكر في باب "الباوَرْدي" رجلا واحدا، وكان في زمانه بحلب: الشيخ الصالح أبو الفتح محمد بن عمر الباوردي الصوفي: سمع من أبي الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني وحدث عنه. سمع منه جماعة من الطلبة المقيمين بحلب والواردين إليها، وسئل عن مولده فذكر أنه في سنة "ست أو سبع وخمسين وخمسمائة" ظنا وتخمينا. وتوفي بحلب في الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة "تسع وأربعين وستمائة" ودفن خارج باب العراق، ودخلت إلى حلب وهو حي، فلم يتفق لي السماع منه، ثم بعد ذلك وَصَلَتْ إليَّ إجازته غير مرة. أخبرنا أبو الفتح الباوردي الصوفي في كتابه إليَّ من حلب والشيوخ الثلاثة عشر: وهم والدي، وجدّي لأمي الإمام أبو منصور يونس بن محمد بن محمد بن محمد الفارقي، وقاضي القضاة أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، والفقيه الزاهد أبو المكارم عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد بن عبد الواحد الأراني الشافعي، والشريف النقيب أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن أبي الحسن الحسيني وأبو الفضل أحمد بن الفضل بن عبد القاهر بن محمد القرشي الحلبي وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أبي العلاء الأزدي وأبو القاسم عبد القاهر بن الحسن بن عبد القاهر الكلبي الشروطي وأبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي القاسم بن محمد بن أبي بكر القزويني الصوفي وأبو الحسن محمد بن الشيخ أبي جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي، والإخوة الثلاثة وهم: أبو محمد عبد العزيز وأبو الحسن علي وأبو محمد عبد الله بنو الشيخ أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي -رحمهم الله- بقراءتي على بعضهم وقراءة على الباقين وأنا أسمع، قالوا: أنبأنا الشيخ أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني، قراءة عليه ونحن نسمع في تواريخ مختلفة أنبأنا أبو الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بقراءة والدي عليه وأنا حاضر أسمع في شعبان سنة خمس عشرة وخمسمائة، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ أنبأنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري المعروف باللكي بالبصرة أنبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي بمصر سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال حدثني أبي: إسحاق بن إبراهيم بن نبيط قال حدثني أبي: إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شريط قال: كانت رقية الأنصاري من الحمى والمليلة والصداع "أرقيك بعزة الله وجلال الله وما جرى به القلم من عند الله إلا ما هدأت وسكنت وطفئت بإذن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، صوت الرحمن يطفي دخان النار {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم" ويضع الراقي يده على موضع العلة.

باب البختري

[باب البَخْتَريّ] : وذكر في باب "البختري" بالباء الموحدة والخاء المعجمة بعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها جماعة وأغفل ذكر: أبي علي محمد بن علي بن البختري الصائغ: من أهل مرو، قدم بغداد وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي بكر بن الأشقر، وعاد إلى بلده وحدث عنهما، سمع منه شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم بن السمعاني، وذكره في معجم شيوخه، وقال: مولده بمرو في سنة "خمس وثمانين وأربعمائة". وتوفي في سنة "خمس أو ست وخمسين وخمسمائة بكشّ". ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه.

باب البري

[باب البَرِيّ] : وذكر في باب "البَرِيّ" بفتح الباء الموحدة وبعدها راء مهملة، رجلين، وأغفل ذكر: الأمير أبي محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري السلمي: سمع الحديث من أبي نصر منصور بن رامش النيسابوري، ومن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان المعروف بابن أبي نصر التميمي، وروى عنه. سمع منه الفقهاء: الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني المالكي، وجمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، والقاضي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، وولده أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي، القرشيان، وأبو الفتح نصر بن القاسم المقدسي وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي وغيرهم. ذكره الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر -رحمه الله- في تاريخه، وروى عن رجل عنه أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الربعيّ، قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة أنبأنا الأمير أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري، قراءة عليه وأنا أسمع في صفر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي، قراءة عليه في داره في شهر ربيع الأول سنة عشرين وأربعمائة أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري أنبأنا أبو العلاء محمد بن جعفر الوكيعي الذهلي أنبأنا محمد بن الصباح الدولابي أنبأنا أبو معاوية أنبأنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه-[أنه] قال: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد عهده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق".

باب البزري والبرزي والبرزي

[باب البَزْريّ والبَرْزيّ والبُرْزيّ] : وذكر في باب "البزريّ" و"البرزيّ" جماعة، الأول بفتح الباء الموحدة وبعدها زاي معجمة ساكنة وراء مهملة مكسورة، والثاني بتقديم الراء المهملة على الزاي، وهي نسبة غلى "برزة" قرية من قرى دمشق، سمع جماعة من أهلها الحافظ أبا القاسم ابن عساكر قلت: وقرأت على رجل من أهله وهو: الشيخ الصالح أبو يوسف عبد السلام بن يوسف بن علوي بن منيع بن مشرف البرزي الخباز: أحاديث منتخبة من كتاب "الأربعين في شعب الدين" تخريج أبي القاسم علي بن الحسن بن محمد الصفار عن شيوخه، بسماعه من شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني بسماعه منه. وروى لنا أيضا عن أبي محمد عبد الرزاق بن نصر بن المسلم بن النجار. أخبرنا عبد السلام بن يوسف البرزي، بقراءتي عليه بدمشق، قلت له: أخبركم شيخ الشيوخ عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني، قراءة عليه وأنتم تسمعون في يوم السبت السابع من المحرم سنة سبع وسبعين وخمسمائة فأقرّ به، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد الصفار، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا زين الإسلام أبو القاسم القشيري أنبأنا أبو الحسين الخفاف أنبأنا أبو العباس السراج أنبأنا قتيبة بن سعيد أنبأنا الليث عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ثم دعا بماء فتمضمض ثم قال: "إن له دسما". حديث صحيح متفق على صحته وثبوته، أخرجه الأئمة الخمسة: أبو عبد الله البخاري، وأبو الحسين القشيري وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي -رحمهم الله- في "الطهارة" من كتبهم عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد، كما أوردناه.

باب البرزي

[باب البُرْزِي] : قلت: وأغفل في هذا الباب "البرزي" بضم الباء الموحدة وبعدها راء مهملة ساكنة، نسبة إلى "برزى" قرية من عمل واسط منها: الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن نصر بن فارس البرزي المعروف بابن البرهان، التاجر: حدث بصحيح مسلم عن أبي الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي بسماعه من جد أبيه بسنده المعروف، وتوفي يوم الاثنين الحادي عشر من شهر رجب سنة "أربع وستين وستمائة" بثغر الإسكندرية، ودفن بين الميناء وبين تربة ابن عطاف، ومولده في سنة "ثلاث وتسعين وخمسمائة". وصاحبنا: الفقيه أبو محمد عبد الله بن أبي منصور بن عمر بن الزبير بن المسيب البرزي الواسطي: حدث بشيء من تصانيفه، وله نظم حسن، كتبت عنه شيئا من شعره أنشدني لنفسه بدمشق: كن واثقا بإله العرش معتمدا ... عليه في حالتي يسر وإعسار فالله أرحم من تدعو وأكرم من ... ترجو وأجود من يعطي بإكثار وتوفي -رحمه الله- بدمشق في سنة "سبع وخمسين وستمائة".

حرف التاء والثاء

حرف التاء والثاء: [باب بقيّ وتُقَى ونَقِيّ وبقيّ] : وذكر في حرف التاء في باب "بقي" و"نقي" جماعة وأغفل ذكر: الفقيه أبي محمد عبد الخالق بن تقي بن إبراهيم الشافعي: تفقه بمصر على الفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن مزيبل المخزومي، وسمع الحديث من أبي القبائل عشير المزارع، وأبي علي ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن، وأبي الفضل محمد بن يوسف بن علي الغزنوي وحدث وسئل عن مولده في سنة "اثنتين وعشرين وستمائة" فقال: لي الآن سبعون سنة إلا سنة. وتوفي في سنة "اثنتين وعشرين وستمائة" ببلاد الشام وكان عفيفا، مؤثرا للخمول، وأضر في آخر عمره "وتُقى: بضم التاء المعجمة باثنتين فوقها وفتح القاف، ذكره الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري في وفياته". وأبي التُقى صالح بن شجاع بن محمد بن سيدهم بن عمرو بن حديد بن عسكر الكناني ثم المدلجي: مولده بمكة -حرسها الله تعالى- منتصف نهار يوم الأحد سلخ شوال سنة "أربع وستين وخمسمائة"، وتوفي ليلة الثلاثاء منتصف المحرم سنة "إحدى وخمسين وستمائة" بالقاهرة. سمع صحيح مسلم من الشريف أبي المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد بن سعيد المأموني النيسابوري، بسماعه عن فقيه الحرم أبي عبد الله الفراوي: وحدث به بمصر مرات. وأجاز له جماعة من الشيوخ منهم الحافظان أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني وأبو القاسم والفقيه أبو الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف الزهري المالكي ومنجب بن عبد الله المرشدي وعبد الوهاب بن محمد بن عبد الله الصنهاجي وعبد الله بن أبي القاسم الناسخ وأبو عمرو عثمان بن فرج العبدري وأبو محمد عبد الله بن بري النحوي والفقيه شيث بن إبراهيم وأبو طالب أحمد بن مسلم بن رجاء اللخمي التنوخي وغيرهم. قرأت على أبي التقى صالح بن شجاع بمصر قلت: أخبركم الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد المأموني، قراءة عليه وأنتم تسمعون، فأقر به أنبأنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي، قراءة عليه ونحن نسمع. أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا أبو

إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه أنبأنا مسلم بن الحجاج أنبأنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: $"من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر" قلت: وأخبرناه عاليا القاضي الفقيه شيخ الإسلام أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، أنبأنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي في كتابه إليّ من نيسابور على يد الحافظ أبي القاسم بن عساكر -رحمه الله- وباستدعائه، فذكره. وأغفل ذكر: الفقيه أبي التقى صالح بن أبي بكر بن أبي الشبل سلامة المقدسي المصري الحاكم بمدينة حمص: مولده في ذي القعدة سنة "سبعين وخمسمائة" بمصر. سمع من شيخنا القاضي أبي القاسم بن الحرستاني وأبي اليمن الكندي وغيرهما، وكان حسن الطريقة، مشكور السيرة، لقيته بحمص وقرأت عليه جزء الأنصاري بسماعه من الإمام أبي اليمن الكندي بسماعه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وسنده معروف.

باب بقي

[باب بُقَيّ] : وفاته في هذه الترجمة "بقي" بضم الباء الموحدة وفتح القاف وبعدها ياء مشددة آخر الحروف وهو: أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن ظافر بن حسن بن حميد بن بقي الدمياطي المهندس: سمع من القاضي أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن علي بن سماقا الإسعردي، بثغر دمياط وذكر أنه سمع بدمشق من شيخنا زين الأمناء أبي البركات بن عساكر ومن غيره، وأجاز له أبو القاسم البوصيري. حدث بدمياط والقاهرة. لقيته بها وكتبت عنه أحاديث من مشيخة الإمام أبي الحسن محمد بن المبارك بن الخل الفقيه، بسماعه من القاضي أبي إسحاق إبراهيم بن سماقا المذكور، بسماعه من الفقيه أبي القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفراتي عنه، وتوفي في سنة "ثمان وأربعين وستمائة". أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن ظافر بن بقي المهندس، قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة قال: أنبأنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن عمر ابن علي بن سماقا الأسعردي الحاكم قراءة عليه وأنا أسمع بثغر دمياط المحروس، أنبأنا الفقيه أبو القاسم يعيش بن صدقة ابن علي الفراتي ببغداد أنبأنا الشيخ الإمام أبو الحسن محمد بن المبارك بن محمد بن الخل الفقيه أنشدنا القاضي أبو منصور أحمد بن محمد بن الصباغ، أنشدنا أبو العباس أحمد بن سعيد المؤدب لنفسه: أنست بوحدتي ورضيت نفسي ... لنفسي من أخلائي جليسا وعيبي شاغل عن عيب غيري ... وحسبي خالقي وكفى أنيسا

باب تقية

[باب تَقِيَّة] : وذكر في باب "تَقِيَّة" امرأتين، وأغفل ذكر: تَقِيَّة بنت عبد الله الويذ أباذية الأصبهانية: روت عن الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي بالإجازة، سمع منها الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر -رحمه الله- بأصبهان، وأخرج عنها، وحدثنا [عنها] في معجم النسوان من جمعه. وتَقِيَّة بنت المفضل بن عبد الخالق بن أبي منصور بن عبد الوهاب الأصبهانية: سمعت أبا عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي وروت عنه، سمع منها الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر، وأخرج عنها، حدثنا [عنها] في معجم النسوان من جمعه. أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبد الله محمد بن نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القرشي، قراءة عليه وأنا أسمع برباط عمه الشيخ أبي البيان -رحمه الله- بنواحي الباب الشرقي من مدينة دمشق -حرسها الله تعالى- أنبأنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، قراءة عليه ونحن نسمع بجامع دمشق، أنبأتنا تقية بنت المفضل بن عبد الخالق، بقراءتي عليها بأصبهان قالت: أنبأنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر أنبأنا أبو محمد حاجب بن أحمد بن سفيان الطوسيّ أنبأنا عبد الله بن هاشم الطوسي أنبأنا يحيى بن سعيد القطان أنبأنا عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن نافع عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا". صحيح. والأديبة الفاضلة أم علي تَقِيَّة بنت أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الأرمنازي الصوري: والدة أبي الحسن علي بن فاضل بن سعد الله بن الحسن بن علي بن صمدون الصوري، شاعرة مجيدة مشهورة، كتب عنها الحافظ أبو طاهر السلفي -رحمه الله- في معجم السفر وقال: "لم أر شاعرة غيرها". وأثنى عليها، ومدحتْه. وكتب عنها أيضا الحافظ أبو الحسبن علي بن المفضل المقدسي وغيره. ووالدها أبو الفرج غيث كان خطيب صور وعنده فضل، سمع من غير واحد وحدث، روى عنه شيخه الحافظ أبو بكر الخطيب بيتين من نظمه. وذكر الحافظ أبو طاهر السلفي -رحمه الله- أن مولدها بدمشق في المحرم سنة خمس وخمسمائة، وتوفيت في أوائل شوال سنة "تسع وسبعين

وخمسمائة" بالإسكندرية. أنشدنا الشيخ الأمين أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي بدمشق، قال أنشدتنا الأديبة أم علي تقية ابنة أبي الفرج غيث بن علي الأرمنازي لنفسها بثغر الإسكندرية، تمدح شيخنا الحافظ أبا طاهر السلفي، وتعتذر إليه لانقطاع ولدها أبي الحسن بن صمدون عن مجلسه، وملازمته للشريف أبي محمد بن أبي اليابس الديباجي، وكان الحافظ قد غضب عليه بسبب ذلك: تالله ما غبتُ عنكم مللا ... ولا فؤادي عن الدنو سلا وكيف أنسى جميلكم ولكم ... علي فضل يبلغ الأملا أنقذتموني من كل مهلكة ... فلست أبغي بقربكم بدلا داركم مذحللت ساحتها ... كأنني الشمس حلت الحملا أسحب ذيلي في عزها مرحا ... وكنت قدما لا أعرف الخيلا وإنما غبت عنكم خجلا ... لأن ذنبي يزيدني خجلا تقول عيني ودمعها وكف ... لما رأت عبدكم قد انتقلا وزدت في عذله لأردعه ... وهو عصي لا يسمع العذلا حتى إذا زدت في ملامته ... وظن قلبي بأنه اعتدلا قلت له والدموع واكفة ... والقلب مني للبين قد وجلا كيف تطيق البعاد عن رجل ... حوى جميع الفنون واكتملا الحافظ الحبر والذي اكتملت ... به المعالي وزين الدولا أولاك فضلا وسؤددا وحجا ... فصرت في الناس أوحد الفضلا فقال حظي لديه محتقر ... إن قلت قولا أجاب عنه بلا يرفع دوني والعين تنظره ... ولم أزل صابرا ومحختملا وكل واش أتاه في سببي ... صدقه وهو قائل زللا كأنني المشركون إذ خدموا ... لا يرفع الله عنهم عملا فصنت عرضي بنقلتي أسفا ... ولم أجد مسلكا ولا سبلا حتى كأن البلاد لست أرى ... في ساحتيها سهلا ولا جبلا ثم قرأت العلوم منعكفا ... كيلا يقول الوشاة قد بطلا فهو إمامي ولا يرى أحد ... بين فؤادي وبينه خللا أمدحه ما حييت مجتهدا ... في كل ناد ومحفل وملا فإن حباني يزيدني شرفا ... وإن قلاني فليس ذلك قلى فالله يبقيه دائما أبدا ... وزاده الله رفعة وعلا ما لاح برق وما دجا غسق ... وما همى وابل وما هطلا

وتَقِيَّة بنت إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة العبدية الأصبهانية: مولدها في سنة "اثنتين وخمسين وخمسمائة". سمعت أبا رشيد محمد بن علي بن محمد بن عمر المقدر وغيره، وهي من بنت العلم والرواية. حدثت عن جماعة، وأجازت لي غير مرة. وتَقِيَّة ابنة الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن عبد الله القرشي: أخت شيخنا الحافظ أبي الحسين يحيى -رحمهما الله- سمعت أباها وأجاز لها جماعة منهم أبو الحجاج يوسف بن هبة الله بن الطفيل والعلامة أبو عبد "الله" محمد بن محمد الكاتب الأصبهاني ومحمد بن أميركا بن أبي الفتح الدمشقي وأبو نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي وشيخنا أبو عبد الله بن البناء الصوفي وعلي بن أبي الكرم الخلال بن البناء المكي وغيرهم. مولدها في العشرين من شهر رمضان سنة "سبع وسبعين وخمسمائة" بمصر. وتوفيت ليلة الخميس الثاني عشر من شوال سنة "ست وستمائة" بمصر.

باب التبان والتيان

[باب التَبَّان والتَيَّان] : وذكر في مشتبه النسبة من هذا الحرف في باب "التبان" و"التيان" الأول بعد التاء المعجمة باثنتين من فوقها باء موحدة وآخره نون، جماعة، وأخل بذكر: أبي بكر المبارك بن فارس التبان: حدث عن أبي زكريا يحيى عبد الوهاب بن مندة، قال القاضي أبو المحاسن عمر القرشي الدمشقي: حدثنا عنه ابن الخشاب، ذكر ذلك ابن الدبيثي في كتابه وذكر في باب "التيان"، بعد التاء ياء معجمة باثنتين من تحتها جماعة، وأغفل ذكر: أبي الخير دلف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الأزجي الفقيه الحنبلي المعروف بابن التيان: "بالتاء المعجمة، باثنتين من فوقها وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها" سمع الحديث ببغداد من أبي صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، لما قدمها، ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي -رحمه الله- في تذييله.

باب التبريزي

[باب التبريزي] : وذكر في باب "التبريزي" جماعة، وأغفل ذكر: الفقيه الفاضل أبي الخير مظفر بن أبي الخير بن إسماعيل بن علي الوازني التبريزي الشافعي الملقب بالأمير: قدم بغداد وتفقه بها على الإمام أبي القاسم بن فضلان وغيره مدة، حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف والأصول، وتكلم في المسائل، وتولى الإعادة بالمدرسة النظامية مدة، ثم خرج عن بغداد مسافرا إلى الديار المصرية فأقام بها مدة وتولى التدريس بها بالمدرسة الناصرية بمصر المجاورة لجامعها [العتيق] ، المعروف بابن زين التجار، واستفاد أهلها منه، وأخذوا عنه، ثم سافر عنها عازما على العود إلى بلده، فلقيته بدمشق واستجزته ولم يتفق لي السماع منه، وما أعلم هل حدث أم لا؟ وكان قد سمع ببغداد من أبي الفرج بن كليب وأبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة وغيرهما، وحدث بالبصرة ومصر. سمع منه الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري وذكره في وفياته مولده في سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة". وتوفي بشيراز في ذي الحجة من سنة "إحدى وعشرين وستمائة". وأبي الصفاء خليل بن أحمد بن خليل التبريزي الصوفي: نزيل دمشق. سمع من أبي حفص بن طبرزد وغيره وحدث. سمعت منه ومولده بعد سنة "ستين وخمسمائة" وتوفي في السابع والعشرين من شوال سنة "خمس وخمسين وستمائة" بدمشق ودفن بمقابر الصوفية.

باب التركي

[باب التركي] : وذكر في باب "التركي" رجلين، وأغفل ذكر: الشريف أبي العباس محمد بن علي بن طراد بن محمد بن علي الزينبي المعروف بالأمير التركي: لأن أمه كانت تركية وكان يشبهها في الصورة، وهو من بيت الوزارة والنقابة. سمع بنفسه وقرأ على الشيوخ مثل أبي المظفر بن الشبلي، وأبي بكر ابن المقرب وأبي الفتح بن البطي، وقرأ الفرائض والحساب والأدب، وكان سريا جميلا، مقبلا على العلم. توفي شابا يوم السبت السابع من ربيع الآخر سنة "إحدى وسبعين وخمسمائة" ودفن في يوم الأحد ثامنه بداره ثم نقل بعد ذلك إلى تربة أبيه بالحربية. ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه. والأديب أبي الحسن علي بن بكمش بن عبد الله التركي العزي النحوي الملقب بالفخر: كان والده من موالي العزيز بن نظام الملك، أحد الأجناد البغدادية. ولد علي هذا ببغداد في العاشر من ربيع الأول سنة "ثلاث وستين وخمسمائة" وقرأ القرآن وجوده على جماعة، وقرأ النحوم على الوجيه أبي بكر الواسطي. وسمع الحديث من أبي منصور عبد الله بن محمد بن علي ابن هبة الله بن عبد السلام الكاتب: سمع منه جزء الحسن بن عرفة ورواه عنه بدمشق، وسمع أيضا من الحافظ أبي بكر محمد بن موسى الحازمي وغيرهما ثم سافر إلى الشام ونزل دمشق، وصحب شيخنا الإمام أبا اليمن الكندي، وقرأ عليه الأدب حتى برع فيه، وصار من الأدباء المذكورين بالفضل، ومعرفة العربية، وقرأ

عليه الناس، وأثرى وكثر ماله، وكان كيسا، حسن الأخلاق متوددا محبوب الصورة. لقيته ولم أسمع منه شيئا، وسمع منه بعض أصحابنا. أنشدني النجيب أبو الفتح نصر الله بن المظفر بن عقيل بن حمزة الشيباني، بدمشق غير مرة، قال: أنشدني الأديب أبو الحسن علي بن بكمش بن عبد الله التركي النحوي لنفسه بدمشق: وقائله بغداد منشؤك الذي ... نشأت به طفلا عليك التمائم فما بالها تشكو جفاءك معرضا ... أما آن أن تقضى إليها العزائم فقلت لها إني الفريد وإنها ... أوان مغاص الدر والوقت غائم وقد جرت العادات في الدر أنه ... إذا فارق الأصداف لاقاه ناظم وتوفي أبو الحسن المذكور بدمشق في يوم الاثنين سلخ شعبان سنة "ست وعشرين وستمائة".

باب التيتي

[باب التِّيْتيّ] : وذكر في باب "التِّيْتيّ" بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها وأخرى مثلها مكسورتين، بينهما ياء ساكنة معجمة من تحتها باثنتين، رجلا واحدا، وأغفل ذكر: الوزير الفاضل أبي الفداء إسماعيل بن أبي سعد أحمد بن علي بن المنصور بن الحسين الآمدي المعروف بابن التِّيْتيّ: تفقه على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رحمه الله- وسمع الحديث معنا من جماعة بمصر ودمشق، وكان حسن القراءة، وقرأ عليّ أيضا جملة صالحة من سماعي، وجمع تاريخا لآمد، أحسن فيه الجمع، وأجاد الصنع، ولديه فنون عديدة، وله اليد الطولى في صناعتي الكتابة والشعر، مع الدين الوافر، والعقل الباهر، وشهرته تغني عن الإطناب، وفضائله لا شك فيها ولا ارتياب، دخل بغداد رسولا عن مخدومه صاحب ماردين، واحترم فيها لفضله المبين، ودينه المتين. كتبت عنه مقاطيع من شعره، ونبذة من فرائده ونثره، فمن ذلك ما أنشدني لنفسه بظاهر العباسة: كلما زادت الديار ذنوا ... زاد قلبي إلى لقاك اشتياقا ولعمري ما زلت مذ شطت الدا ... ر وغبتم أبكي جوى واحتراقا وأنادي من فرط وجدي وشوقي ... يا أحباي هل ترى نتلاقى وسألته عن مولده فذكر لي أنه ليلة الأحد سابع شهر رجب سنة "تسع وتسعين وخمسمائة" بثغر آمد.

باب البتتي والتنبي

[باب البُتَتيّ والتِّنِّبِيّ] : وفاته في هذه الترجمة أيضا "البتتي" و"التنبي". أما الأول بضم الباء الموحدة وبعدها تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها وتاء مثلها مكسورة بعدها ياء آخر الحروف معجمة باثنتين من تحتها فهو: أبو الحسن علي بن أبي الأزهر المقرئ يعرف بابن البتتي: من ساكني المحلة المعروفة بالأجمة، كان حافظا للقرآن المجيد، حسن القراءة له، سريع التلاوة. ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي -رحمه الله- في مذيله وقال: "ذكر لي أنه سمع شيئا من الحديث، وكان بالقرآن أكثر اشتغالا، وله في سرعة القراءة طبقة لم يدركها بعده أحد، وذلك أنه قرأ على شيخنا أبي شجاع بن المقرون في يوم واحد من طلوع الشمس إلى غروبها القرآن الكريم، ثلاث مرات، وقرأ في المرة الرابعة إلى آخر سورة الطور، وذلك يوم الخميس ثامن رجب من سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، بمشهد من جماعة من القراء وغيرهم، ولم يخف شيئا من قراءته، ولا فتر. وما سمعنا أن أحدا قبله بلغ هذه الغاية. توفي عصر نهار الأربعاء ثامن شهر رمضان سنة "سبع وستمائة"، ودفن يوم الخميس تاسعه، بالجانب الغربي، بمشهد الإمام موسى ابن جعفر -عليهما السلام-". هذا آخر كلام ابن الدبيثي. وأما الثاني، بكسر التاء ثالث الحروف وبعدها نون مشددة مكسورة وباء موحدة [التنبي] نسبة إلى قرية من مدينة حلب تسمى "تنب" بالقرب من قنسرين فهو: الرئيس الأجل أبو القاسم عبد المجيد بن صاعد بن سلامة الأنصاري المعروف بابن التنبي المنعوت بالشمس: سمع بدمشق من الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن عساكر وغيره، وصحب السلطان الملك العادل سيف الدين أبا بكر بن أيوب، وترسل عنه إلى بغداد، وغيرها من البلاد، وكانت له عنده الحرمة العظيمة، والمنزلة الكريمة، توفي بالقاهرة في ثامن شعبان من سنة "ثلاث عشرة وستمائة"، ودفن من الغد بسفح المقطم ذكر ذلك الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري -رحمه الله- في وفياته. وبلديه: أبو عبد الله محمد بن أبي طالب عقيل بن سالم بن عقيل يعرف بابن الإمام، وينعت بالبهاء: سمع من الشيخ أبي الفضل منصور بن أبي الحسن بن إسماعيل الطبري بحلب، وروى عنه بدمشق. سمع منه جماعة من أصحابنا، وتولى ديوان الزكاة بدمشق مدة، وتقلب في الخدم الديوانية، ولم أتحقق مولده ولا وفاته.

باب ثروان

[باب ثَروان] : وذكر في باب "ثروان" جماعة، وأغفل ذكر: الأديب الفاضل أبي الحسن علي بن ثروان بن زيد الكندي ابن عم شيخنا تاج الدين أبي اليمن الكندي، ولد ببغداد ونشأ بها وقرب الأدب على أبي منصور بن الجواليقي وغيره، حتى برع فيه، وكتب بخطه كثيرا من الكتب الأدبية، ودواوين شعراء الجاهلية، وكان يكتب خطأ مليحا، ويضبط ضبطا صحيحا سمع الحديث من أبي البركات هبة الله بن محمد بن علي البخاري وأبي القاسم بن السمرقندي وغيرهما، وسافر إلى الشام، وسكن دمشق إلى حين وفاته، واتصل بملكها الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي فصار من أخصائه. حدث بدمشق. قرأ عليه الفقيه الحافظ الصائن أبو الحسين هبة الله بن علي بن عساكر كتاب "المعرب" لأبي منصور الجواليقي، وكان أسنّ منه، وروى عنه الحافظ أبو المواهب بن صصرى في معجم شيوخه، وكتب عنه الغمام عماد الدين أبو عبد الله محمد بن الأصبهاني الكاتب في كتابه المسمى "بخريدة" أخبرنا أبو المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي، إذنا، عن أبي الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحوي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن ثروان الكندي لنفسه بدمشق، وكان قد قصد جمال الدولة جحا ابن عم الأمير منير الدولة حاتم، فلم يصادفه في داره، فعمل بيتين وكتبهما على بابه، حفرا بالسكين، وأنشدنيهما: حضر الكندي مغناكم فلم ... يركم من بعد كد وتعب لو رآكم لتجلى همه ... وانثنى عنكم بحسن المنقلب ذكر الحافظ المؤرخ أبو عبد الله بن النجار هذين البيتين في تاريخه وكتبهما عن شيخنا أبي المعالي بن عثمان، بالسند المذكور، وقال: سألت شيخنا أبا اليمن الكندي بدمشق عن مولد ابن عمه علي بن ثروان هذا ووفاته، فقال: مولده ببغداد في سنة "خمسمائة" أو قبلها، وتوفي بدمشق سنة "خمس وستين وخمسمائة". والشيخ الصالح أبي الفتح نصر بن رضوان بن ثروان بن سعد بن نصر بن منصور بن سعد بن سعادة بن مسعود الداري العدوي الفردوسي الموصلي المقرئ الحنبلي: نزيل دمشق. مولده في سنة "سبع وأربعين وخمسمائة"، وتوفي بدمشق يوم الأحد خامس عشر شعبان سنة "إحدى وأربعين وستمائة". سمع الحديث من الشيخ أبي الفضل الجنزوي وأبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي، وأبي الحجاج يوسف بن معالي بن نصر الكتاني وغيرهم. وكان ملازما للصلوات في الجماعات، وأقرأ القرآن بجامع دمشق، انتفع به جماعة كثيرة، وأقام به مدة طويلة، وكانت آثار الصلاح لائحة عليه. أخبرنا أبو الفتح

نصر بن رضوان بن ثروان الداري المقرئ بقراءتي عليه بجامع دمشق قلت له أخبركم الشيخ الأمين أبو الحجاج يوسف بن معالي بن نصر الطرابلسي، بقراءة الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي عليه وأنت تسمع في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، فأقر به، أنبأنا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي الرضا محمد بن علي بن داود الأنطاكي. قلت "ح" وأخبرنا القاضي الفقيه أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري، قراءة عليه وأنا أسمع في مستهل ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة بالمدرسة العزيرة بدمشق، قال أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي إجازة إن لم يكن سماعا. أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني من لفظه قالا أنبأنا أبوالقاسم تمام بن محمد ابن عبد الله الرازي أنبانا أبو الطيب محمد بن حميد الحوراني أنبأنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي أنبأنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر عبد الحميد بن عبد الله بن أبي أويس حدثني سليمان ابن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة حدثه أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يخبر عن عائشة ابنة أبي بكر أنها قالت: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نذر في معصية وكفارتها كفارة يمين". أخرجه الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي -رحمه الله- في جامعه عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي. كما أوردناه فوقع لنا موافقة عالية من طريق القاضي أبي القاسم بن الحرستاني.

باب ثنا وييا وننا ونبأ

[باب ثنا وييَّا ونَنَا ونَبأ] : وذكر في باب "ثَنا" و"ييا" و"نَنَا" و"نبأ" جماعة، وفاته فيمن اسمه "نبأ" بالنون والباء المعجمة بواحدة من تحتها: شيخنا أبوالبيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام بن عبد الله بن يوسف الطرابلسي الحنفي: سمع الحديث من جماعة بمصر والإسكندرية منهم العلامة أبو محمد بن بري النحوي ,أبو طاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين الشفيقي وإسماعيل بن قاسم الزيات وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن المسعودي وغيرهم روى لنا عنهم. سألته عن مولده فلم يحققه وذكر أنه يكون إما في سنة "إحدى أو اثنتين وستين وخمسمائة" تقديرا، وتوفي -رحمه الله- يوم الخميس، قبل العصر السادس عشر من جمادى الآخرة سنة "ثلاث وأربعين وستمائة" بالقاهرة. ودفن بكرة يوم الجمعة سابع عشرة بالقرافة. حضرت جنازته والصلاة عليه.

والفقيه أبو البيان نبأ بن سعد الله بن راهب بن مروان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن نهشك البهراني الحموي الشافعي: رأيته بدمشق وقرأت عليه أحاديث رواها عن الشريف أبي محمد جعفر بن محمد بن جعفر العباسي، سمعها منه بمدينة حماة، ثم انتقل بعد ذلك إلى الديار المصرية، وتولى الإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي -رحمه الله- في جملة المعيدين، ولقيته بها. سمع منه جماعة من أهلها وغيرهم الأحاديث المذكورة. سألته عن مولده فذكر لي أنه ليلة السبت السابع من المحرم سنة "سبع وسبعين وخمسمائة" بحماة. وتوفي -رحمه الله- بالقرافة جوار المرسة المجاورة للتربة الشريفة الشفعوية المطلبية، ضاحي نهار يوم الثلاثاء تاسع جمادى الآخرة سنة "خمس وستين وستمائة" ودفن من يومه بها، وكان قد أضر في آخر عمره وأقعد، ونعم الرجل كان.

باب الثوري والتوري والبوري والنوري

[باب الثوري والتوري والبوري والنوري] : وذكر في مشتبه النسبة في حرف "الثاء" في باب "الثوري" و"التوري" والبوري" و"النوري" جماعة، ,أغفل في باب "الثوري" ذكر: الفقيه الأديب أبي القاسم عبد الغني بن أبي محمد عبد الكريم بن نعمة بن مرة بن كتائب الثوري السفياني المؤدب المنعوت بالمهذب: سمع الحديث من العلامة أبي محمد عبد الله بن بري المقدسي النحوي، وتأدب عليه، وله نظم جيد، وحدث، وكان فاضلا حسن المحاضرة، وانتفع به جماعة، وكان يذكر أنه من ولد سفيان الثوريز سئل عن مولده فقال: يكون تقديرا في سنة "أربع وستين وخمسمائة" أو قبلها بيسير. وتوفي بمصر ليلة السابع من ذي القعدة سنة "تسع وعشرين وستمائة" ودفن من الغد. ذكر ذلك الحافظ أبو محمد عبد العظيم -رحمه الله- في وفياته. وفاته في باب "البوري" بالباء الموحدة: شيخنا الفقيه أبو محمد عبد الله بن أبي المعالي معد بن عبد العزيز بن عبد الكريم الشافعي الدمياطي المعروف بابن البوري -رحمه الله-: تفقه على مذهب الإمام الشافعي -رحمه الله-، ودرس بمدرسة الحافظ أبي طاهر السلفي، بثغر الإسكندرية، إلى حين وفاته، وسمع الحديث من أبي القاسم بن موقا المعروف بابن علاس وحدث عنه. لقيته بدمشق وسمعت منه، وتقدم عند الملك الكامل ملك مصر، وعظم شأنه ومولده بدمياط سنة "أربع وستين وخمسمائة" تقديرا. وتوفي ليلة العاشر من جمادى الآخرة سنة "تسع وثلاثين وستمائة" بالقاهرة، ودفن الغد بسفح المقطم. والبوري منسوب إلى "بورة" بلدة مشهورة بالقرب من ثغر دمياط، وهي بضم الباء الموحدة وسكون الواو، وبعدها راء مهملة مفتوحة.

باب النوري

[باب النُوْرِيّ] : وفاته أيضا في باب "النوري" بالنون: شيخنا الزاهد أبو الطاهر إسماعيل بن سُوْدَكين بن عبد الله النوري شيخ فاضل: له شعر حسن، وكلام في التصوف. صحب الشيخ العارف أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن العربي، وكتب عنه أكثر مصنفاته، وسمع الحديث بمصر من الفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي، وبحلب من الشريف الآفتخار أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وغيرهم. لقيته بدمشق وسمعت منه وكتبت عنه شيئا من نظمه، مولده بمصر في سنة "ثمان أو تسع وسبعين وخمسمائة" وتوفي بحلب في صفر سنة "ست وأربعين وستمائة". والنوري نسبة إلى الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ملك الشام -رحمه الله- أنشدنا أبو الطاهر إسماعيل المذكور لنفسه بدمشق: ربع الأحبة مأهول بتذكاري ... دمعي عليه وإن طال البلى جاري يا ربع أين ليالينا التي سلفت ... قضيت يا ربع فيها بعض أوطاري عليك يا ربع بقيا من بشاشته ... من عهدهم فيك ألافي وسماري لم يبق فيك سوى الآثار لائحة ... وما بقي من رسومي غير آثاري

حرف الجيم والحاء والخاء

حرف الجيم والحاء والخاء: [باب جَابر وجاير] : وفاته هذه الترجمة في حرف الجيم وهي "جابر" و"جاير"، أما الأول فهو بالجيم المفتوحة بعدها ألف وباء موحدة مكسورة وراء مهملة آخر الحروف وهو: الشيخ الصالح أبو نصر عمر بن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن جابر المقرئ الصوفي، يعرف بابن السديد، البغدادي: صحب الشيخ الزاهد أبا النجيب السهرودي وليس منه خرقة التصوف وسمع منه و"من أبي الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي وأبي محمد بن المادح وأبي الفتوح حمزة بن علي بن طلحة، وأبي زرعة طاهر وأبي الفتح بن البطي، وأبي المظفر بن الشبلي وأبي عبد الله محمد بن البيضاوي وأبي بكر بن المقرب وأبي القاسم يحيى بن ثابت وأبي محمد عبد الله بن هبة الله الموصلي، وروى عنهم، ودخل حلب ودمشق عند توجهه لزيارة البيت المقدس. أجاز لي غير مرة. مولده في ثامن عشر ربيع الأول سنة "خمس وأربعين وخمسمائة" ببغداد. وتوفي بها يوم الخميس تاسع عشر صفر سنة "ست عشرة وستمائة". وأما الثاني فهو مثله في الصورة إلا أن بدل الباء ياء معجمة بنقطتين من تحتها وهو: شيخنا أبو الفضل جعفر بن حسن بن أبي الفتوح بن علي بن حسين بن دواس بن أحمد بن جاير، بالياء المثناة من تحتها، المغربي الكتامي، يعرف بابن سنان الدولة الكاتب في الشروط الحكمية. مولده بمصر في إحدى الجماديين سنة "أربع وسبعين وخمسمائة". سمع من أبي القاسم البوصيري وحدث عنه، ودخل دمشق وسكنها مدة ثم عاد إلى مصر فلقيته بها، وقرأت عليه شيئا عن أبي القاسم البوصيري، وتوفي بها في النصف من شهر رمضان سنة "ثمان وخمسين وستمائة" ودفن من الغد بالقرافة.

باب جناب وجناب وحباب والجباب والجياب وجنات وحباب

[باب جَناب وجنّاب وحَباب والجَبّاب والجَيَّاب وجَنّات وحُباب] : وذكر في باب "جناب" بالجيم المفتوحة والنون المخففة و"جناب" بفتح الجيم، وتشديد النون، و"حباب" بالحاء المهملة والباء المفتوحة المخففة و"الجباب" بالجيم المفتوحة والباء المشددة "والجياب" بالجيم المفتوحة أيضا والياء المعجمة باثنتين من تحتها و"جنات" بالجيم المفتوحة والنون المشددة وتاء معجمة بنقطتين آخر الحروف، جماعة، وفاته في باب "حُباب" بالحاء المهملة المضمومة والباء الموحدة المفتوحة. أبو طاهر محمد بن محمود بن أبي علي الحسن بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن الحباب الأصبهاني: سمع من أبي بكر عتيق بن الحسين بن محمد الرويدشتي، وحدث عنه. روى لنا عنه والدي -رحمه الله تعالى- بالإجازة. أخبرنا والدي بقراءتي عليه بمصر، قلت له أخبرك أبو طاهر محمد بن محمود بن الحسن بن الحباب، كتابة إليك من أصبهان بإفادة والدك -رحمه الله- فأقر به، أنبأنا أبو بكر عتيق بن الحسين بن محمد بن الحسن الرويدشتي، قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي أنبانا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وأبو حامد أحمد بن محمد الشرقي الحافظ، وأبو حاتم مكي بن عبدان، قالوا: أنبأنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم أنبأنا بهز بن أسد القمي أنبأنا شعبة حدثني محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه عثمان بن عبد الله أنهما سمعا موسى بن طلحة يخبر عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة: فقال القوم: ما له ما له، فقال رسول الله: "تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، ذرها" كأنه كان على راحلته. حديث صحيح متفق على صحته، أخرجه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري -رحمهما الله- في كتابيهما عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم عن بهز بن أسد به، وأخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان عن بهز بن أسد عن شعبة وقد اجتمع في سنده والد وولد يرويان عن شيخ واحد يروي عنهما راو واحد. ورواه أيضا البخاري ومسلم عن شيخ واحد، فمن أتانا بحديث على مثاله اعترفنا له بالفائدة، وشهدنا له بالمعرفة التامة الزائدة، بشرط أن يكون الحديث مخرجا في الصحيحين عن شيخ واحد، موافقة بعلو، ولله الحمد.

باب جبويه وحبويه وحيويه وحمويه

[باب جَبَّويه وحَبَّويه وحَيَّويه وحَمَّويه] : وذكر في باب "جبويه" و"حيويه" و"حمويه" جماعة وأغفل ذكر: الشيخ الصالح عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه الجويني البحير أباذي الصوفي المكنى بأبي سعد: سمع الحديث من أبي بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبي الموفق عبد الباقي ابن أبي الوفاء بن أبي القاسم الهمذاني وأبي منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي وأبي الفضل أحمد بن سعد بن نصر المعروف بابن حمان وغيرهم، وحدث بمكة -شرفها الله تعالى- وبغداد ودمشق. روى لنا عنه جماعة من شيوخنا منهم ابن أخيه شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الله -ويسمى أيضا عبد السلام بن أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه، وهو من بيت الحديث والفقه والتصوف حدث هو وأبوه وجده وجماعة من أهل بيته، وهو عم شيخنا شيخ الشيوخ أبي الحسن المنعوت بصدر الدين مولده في رجب سنة "تسع وعشرين وخمسمائة". واختلف في وفاته: فذكر الحافظ المؤرخ أبو عبد الله بن الدبيثي -رحمه الله- في مذيله أنه توفي بالري في سنة "ثمان وثمانين وخمسمائة" وكذلك ذكر الحافظ أبو محمد عبد العظيم -رحمه الله- في وفياته. ووجدت بخط الإمام أبي القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي -رحمه الله- في حاشية وفيات الحافظ أبي محمد المنذري المذكور ما صورته، قبالة ترجمة أبي سعد المذكور "قال لي ابن أخيه شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه: توفي عمي أبو سعد سنة "خمس وثمانين وخمسمائة". قلت: وهذا جميعه وهم ظاهر فإن شيخنا أبا طاهر الحسبن بن أحمد بن أبي طاهر التميمي سمع منه مشيخة وجيه بن طاهر بدمشق في سابع عشر المحرم سنة" تسع وثمانين وخمسمائة". فتحقق حينئذ أن وفاته تأخرت بعد ذلك، والله أعلم. وفاته أيضا ذكر: ابن أخيه أبي محمد عبد الله: المذكور فإنه بالفضل مشهور، وبالزهد مذكور سمع بدمشق من والده الإمام أبي الفتح عمر وعمه أبي سعد عبد الواحد، المسمى قبل، والإمام المؤرخ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر، والفقيه أبي المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري والشريف النسابة أبي علي محمد بن أسعد الجواني، وأبي محمد بن الخرقي وأبي الفوارس بن شافع الدمشقي وأبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي وغيرهم، وببغداد من الكاتبة فخر النساء شهدة بنت الإبري، وحدث عنهم، ودخل إلى بلاد المغرب، وأقام بها مدة، وتولى مشيخة الصوفية بدمشق بعد أخيه، وكان فيه فضل ومعرفة، مولده في الرابع عشر من شوال سنة "ست وستين وخمسمائة". وتوفي يوم الأربعاء خامس صفر سنة "اثنتين وأربعين وستمائة" بدمشق، ودفن يوم الخميس سادسه بمقبرة الصوفية ظاهر باب النصر. وأغفل ذكر ابن عمه أيضا: أبي القاسم بن أحمد بن أبي سعد بن حمويه الجويني الصوفي -ويسمى عبيد الله-: وسماه بعض الطلبة عبد الرحمن وبعضهم: عليا وهو بكنيته أشهر، وكان رجلا صالحا. سمع بدمشق من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وحدث عنه بمصر، سمع منه الحافظ أبو محمد المنذري وغيره بالقاهرة، وتوفي بمشهد الحسين -عليه السلام- في العاشر من شعبان "سنة ثلاث وعشرين وستمائة" ودفن بسفح المقطم.

باب جري وجزي

[باب جريّ وجزيّ] : وأغفل هذه الترجمة وهي باب "جري" و"جزي" أما الأول بالجيم وبعدها راء مهملة مفتوحة وياء آخر الحروف فهو: الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمود بن عون بن فريخ بن جري الرقي: دخل بغداد وسمع بها من أبي الفضل منوجهر بن محمد بن تركنشاه، وأبي الفتح عبيد الله بن شاتيل، وأبي منصور عبد الله بن محمد بن عبد السلام، وأبي الفرج بن كليب والحافظ أبي بكر محمد بن موسى الحازمي وغيرهم، وسمع بحلب من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، ودخل دمشق وحدث بها. رأيته فلم يتفق لي السماع منه. وتوفي بها في رجب سنة "ثلاثين وستمائة". والثاني بالجيم وزاي معجمة بعدها وياء آخر الحروف "جزي" فهو: الفقيه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن جزي الأندلسي البلنسي: سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي قديما في سنة "ست وأربعين وخمسمائة"، ومن الفقيه أبي العباس أحمد بن محمد بن معد بن عيسى الأقليشيّ، وحدث بمصر ودمشق. سمع منه بمصر أبو الحرم حرمي بن محمود بن عبد الله بن زيد بن نعمة الروبي المصري وغيره. وقرأت على القاضي أبي المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي بالقاهرة جزءا من كلام الأقليشي بإجازته من أبي محمد بن جزي المذكور بسماعه منه. وأخوه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جزي الفقيه الفرضي الحاسب سمع من أبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، وأبي العباس أحمد بن معد الأقليشي وأبي الحسن طارق بن موسى بن يعيش البلنسي وروى عنهم. سمع منه الحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي، وتوفي في المحرم سنة "ثلاث وثمانين وخمسمائة".

باب جميل وجميل

[باب جميل وجميل] : وذكر في باب "جميل" و"جميل"، الأول بفتح الجيم، والثاني مصغر، جماعة، وفاته في هذه الترجمة "جميل" بضم الجيم وفتح الميم وسكون الياء وهو: أبو البركات محمد بن أبي الطاهر إسماعيل بن أبي البقاء بن عبد القوي بن عمار القرشي المالكي المعروف بابن الجميل: سمع من القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن المجلي وغيره، وكتب بخطه كثيرا توفي في الثالث من المحرم سنة "ست وعشرين وستمائة" بقرافة مصر، ودفن بها، ذكره الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري في وفياته.

باب جولة وخولة وباب الجيبي

باب جولة وخولة وباب الجيبي: [باب جُوْلَة وخَوْلَة] : وذكر في باب "جولة" و"خولة"، الأول بضم الجيم وسكون الواو وبعدها لام مفتوحة وهاء ساكنة، جماعة، وقال في الثاني: "وأما خولة بفتح الخاء المعجمة بواحدة، والباقي مثله فجماعة من النساء" وأغفل ذكر: الشيخ الفاضل أبي جعفر أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حسين السلمي الخفافي الغرناطي القصري المعروف بابن خولة: دخل بغداد وسمع بها من جماعة وسافر إلى واسط والبصرة، وطاف بلاد فارس وكرمان والغور وقطعة من بلاد الهند وبخارى وسمرقند وخوارزم ورجع إلى خراسان وسكن هراة وامتدح الملوك وحصل مالا، وحسنت حاله، وسمع في أسفاره من جماعة، وحدث ودخل مصر، وكان فاضلا متأدبا شاعرا قتل بهراة في فتنة الكفار في شهر ربيع الأول سنة "ثماني عشرة وستمائة"، ومولده بغرناطة في شهر رمضان سنة "ثلاث وخمسين وخمسمائة". ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه، والحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري في وفياته. والخفافي نسبة إلى خفاف بن ندبة. [باب الجِيبيّ] : وذكر في باب "الجبني" و"الجيتي] جماعة، الأول بضم الجيم وسكون الباء الموحدة وكسر النون، والثاني بكسر الجيم وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وكسر التاء. وفاته في هذه الترجمة "الجيبي" بكسر الجيم وبعدها ياء ساكنة معجمة بنقطتين من تحتها ثم باء مكسورة معجمة بواحدة من تحتها وياء آخر الحروف وهو: الشيخ الصالح أبو محمد عبد الوهاب بن عبد الله بن حريز المقدسي المنصوري الجيبيّ: من الصلحاء المتورعين، والأخيار المتزهدين، مولده في سنة "ثلاث وأربعين وخمسمائة"، وتوفي بمصر في ربيع الأول سنة "ست وعشرين وستمائة". ذكره الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي القرشي -رحمه الله- في معجم شيوخه، وكتب عنه إنشادا. والجيب قرية من أعمال بيت المقدس. أنشدني الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي المصري بمصر قال: أنشدنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الوهاب بن عبد الله بن حريز المقدسي المنصوري الجيبي من لفظه لنفسه بمصر: يا رب قد ذهب الشباب وقوتي ... وقبيح فعلي دائم لم يذهب وصحائفي قد سودت بجرائم ... كتبت علي فليتها لم تكتب إن لم يكن عفو لديك ورحمة ... للمذنبين فمن يكن للمذنب

باب الجلي والحلي والجكي وباب الجمري والحمزي وباب الحمزي

باب الجلي والحلي والجكي وباب الجمري والحمزي وباب الحمزي: [باب الجلِّيّ والحِلِّي والجَكِّيّ] : وذكر في باب "الجلي" و"الحلي" و"الجكي"، الأول بالجيم المكسورة واللام المشددة والثاني بالحاء المهملة المكسورة واللام المشددة، والثالث بالجيم المفتوحة وكاف بعدها مكسورة مشددة، جماعة، وفاته في هذه الترجمة "الخلي" بالخاء المعجمة المفتوحة ولام بعدها مشددة مكسورة وهو: الشيخ الفقيه الأديب أبو الربيع سليمان بن محمد بن سليمان بن علي بن شبيل المسلمي المذحجي الخلي اليمني النحوي المنعوت بالجمال: إمام فاضل، وأديب كامل، سكن مصر مدة وصحب ملكها الكامل، وتقدم عنده لقيته بدمشق، وكتبت عنه حكاية وشعرا، وسألته عن مولده فذكر أنه في سنة "ثمان وسبعين وخمسمائة" بخلة: قرية قبلي عدن. وتوفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من المحرم سنة "خمسين وستمائة" بمدينة الفيوم. حدثنا أبو الربيع سليمان بن محمد الخلي اليمني النحوي من لفظه بدمشق قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن يحيى الأسحاقي بعدن، قال: كنت يوما عند الأديب أحمد بن محمد العيذي بعد أن عمي، فحضر عندنا جماعة غير فضلاء من أهل عدن، وأطالوا القعود عنده فقال لي سرا "اكتب": من مجيري من الجبال الرواسي ... شغلوني وضيقوا أنفاسي آنسوني بالقرب منهم وبالوحـ ... ـشة إلا من ذلك الإيناس [باب الجَمْرِيّ والحَمزيّ] : وذكر في باب "الجمري" بفتح الجيم وبعدها ميم ساكنة وراء مهملة مكسورة، جماعة، وأغفل ذكر: أبي سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم بن الحسين بن عيسى الطيبي المعروف بابن الجمري: من أهل باب الأزج. سمع من أبي الأعز بن قراتكين بن الأسعد بن المذكور الأزجي، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي وأبو القاسم تميم بن أحمد البندنيجيّ وغيرهما. توفي ليلة عاشوراء سنة "تسع وخمسين وخمسمائة" ودفن يوم عاشوراء. ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه. [باب الحمْزيّ] : وفاته "الحمزيّ" بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وبعدها زاي وياء النسب وهو: الشيخ الصالح أبو محمد عبد المنعم بن جماعة بن ناصر الحمزي الشارعي المنعوت بالصائن: صحب جماعة من الصالحين، وسمع من الزوجين: أبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الدمشقي الواعظ وأم عبد الكريم فاطمة بنت سعد الخير بن محمد الأنصاري، وغيرهما، وحدث. وتوفي في التاسع من جمادى الأولى سنة "أربع وثلاثين وستمائة" بالشارع ظاهر القاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم ذكره الحافظ المنذري في وفياته.

باب الجني والجنبي والختي

[باب الجِنِّيّ والجُنْبِيّ والخَتِّيّ] : ذكر في باب "الجني" و"الجنبي" و"الختي"، الأول بالجيم المكسورة بعدها نون مكسورة مشددة، والثاني جيم مضمومة بعدها باء موحدة مكسورة مشددة، والثالث خاء معجمة مفتوحة بعدها تاء مكسورة مشددة، جماعة، وفاته في هذه الترجمة "الحني" بالحاء المهملة المكسورة، بعدها نون مكسورة مشددة وهو: أبو غالب بن أبي طاهر بن حني: "بالحاء المهملة المكسورة وبعدها نون مشددة مكسورة وياء آخر الحروف". من أهل الحريم الطاهري. سمع من أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز وروى عنه في سنة "ست وثمانين وخمسمائة". سمع منه شيخنا الفقيه أبو حفص عمر بن أبي البدر بن سعيد الموصلي الحنفي ببغداد. ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في كتابه. وذكر في باب "الجويثي" رجلا واحدا. والجويث، بالجيم المفتوحة وكسر الواو وتشديدها وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وبعدها ثاء آخر الحروف، قرية كبيرة بالبصرة تقطع بينهما دجلة، ولد بها: والدي [علم الدين أبو الحسن علي بن أبي الفتح محمود بن أحمد المحمودي المعروف بابن الصابوني] : قدس الله روحه في سنة "ست وخمسين وخمسمائة" وحمل إلى بغداد ونشأ بها ثم انتقل بعد ذلك إلى مصر فسمع بها من والده ومن أخيه الأكبر الموفق أبي عبد الله محمد وأبي سعيد محمد بن عبد الرحمن المسعودي وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاجي ورحل إلى الإسكندرية فسمع بها من الحافظ أبي طاهر السلفي ولبس منه خرقة التصوف ثم عاد إلى مصر وأقام بها إلى حين وفاة والده ثم انتقل إلى دمشق وسكنها مدة، وسمع بها من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي الأصبهاني، والقاضي أبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات [داود بن أحمد] بن ملاعب وغيرهم. وكان يتردد إلى مصر إلى أن قدمها آخر قدمة واستوطنها إلى أن توفي بها في يوم الأحد الثالث عشر من شوال من سنة "أربعين وستمائة" ودفن من الغد بسارية إلى جانب والده -رحمهما الله- بسفح المقطم. وحدث بدمشق وحلب ومصر بالكثير، وكانت له إجازة من جماعة من البغداديين والأصبهانيين، وأجاز له الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن إبراهيم بن المسلم الأنصاري المعروف بابن بنت أبي سعد -رحمه الله- وهو آخر من حدث عنه فيما علمنا.

باب الجواني

[باب الجَوَّانيّ] : ذكر في باب "الجواني" بالجيم المفتوحة والواو المشددة وبعد الألف نون، جماعة، وأغفل ذكر: الشريف النقيب العالم النسابة أبي علي محمد بن الشريف أبي البركات أسعد بن علي بن معمر بن عمر بن علي الحسيني الجواني: مولده ليلة الأربعاء سلخ جمادى الأولى سنة "خمس وعشرين وخمسمائة". وتوفي سنة "ثمان وثمانين وخمسمائة" بمصر. قرأ على والده والفقيه أبي القاسم عبد الرحمن بن الجباب، وأبي الطاهر عبد المنعم بن موهوب الواعظ، والأديب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكيزاني وحدث عن الفقيه أبي محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير الفرضي وغيره، ولقي بالإسكندرية الحافظ أبا الطاهر السلفي وسمع من جدي الإمام أبي الفتح محمود، وسمع منه جدي -رحمه الله- أيضا، ودخل دمشق وحلب، وحدث بهما روى لنا عنه غير واحد من شيوخنا وله نظم جيد وتصانيف في الأنساب. والجواني: نسبة إلى الجوانية وهي بفتح الجيم وتشديد الواو وفتحها وبعد الألف نون وياء مشددة، وقيدها بعضهم بالتخفيف، وهي من عمل المدينة من جهة الفرع، وذكر أن الملك الناصر صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب -رحمه الله- وقع له بربعها وأنه نفذ من ينوب عنه فيها. أنشدني جدي لأمي الفقيه العدل أبو منصور يونس بن محمد بن محمد الفارقي -رحمه الله- بدمشق غير مرة، قال أنشدنا الشريف النسابة أبو علي محمد بن أسعد لنفسه من قصيدة يمدح بها شيخنا قاضي القضاة ابا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون الموصلي بدمشق: هتفت فمادت بالفروع غصون ... وبكت فجادت بالدموع عيون حسناء أيقظها النسيم وهاجها ... منك الغداة تشوق وحنين مرحت بها قضب الأراكة فانثنى ... غصن يميس بها وماد غصون والظل قد نثر الرذاذ كأنما ... فضت لطائمها به دارين ما لي وما للهاتفات ترنما ... يصبو لهن فؤادي المحزون غردن فاستبكين جفني فانثنى ... ذرفا ولم تذرف لهن جفون أذكرنني الزمن القديم وربما ... شجت المتيم أنة ورنين ولقد حملت من الصبابة والأسى ... ما قد ينوء بحمله المجنون وإذا الفتى علق الهوى بفؤاده ... فالصبر شك والغرام يقين يا صاحبي قفا برامة وقفة ... وإن انطوى زمن وخف قطين واستخبرا فلعل يفصح منزل ... عافي المعالم ما يكاد يبين وهي قصيدة طويلة اقتصرت منها على هذه الأبيات الغزلية.

باب الجوبي والخوبي

[باب الجوبيّ والخوبيّ] : فاته هذه الترجمة وهي "الجوبي" بالجيم المضمومة والباء الموحدة وهي قبيلة من الأكراد ويقال لهم "الشوبية" أيضا بالشين المعجمة وهو: أبو عمران موسى بن محمد بن سعيد الجوبي: كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي -رحمه الله- في معجم السفر، في دمشق، قال: سمعت أبا الحسن الخرائطي بالجزيرة يقول قال الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن البشنوي: "تعلمت أحسن الخلق من أخس الخلق: تعلمت الفتوة من الديك، والوفاء من الكلب، والاحتمال من الحمار، ألا ترى أن الديك إذا قدمت إليه علفا صاح بالديكة ولا يأكل خفية، والكلب إن أطعمته لقمة عرف لك ذلك ما حييت، والحمار إن ضربته ولم تطعمه وركبته صبر على أذاك من غير صياح ولا صراخ". وموسى هذا قد كتب معنا عن أبي طاهر الحنائي وابن الموازيني وغيرهما، وكتب عني فوائد، وله اسمان وكنيتان؛ ابو عمران موسى وأبو محمد عبد الرحمن.

باب الخوبي وباب حازم وخازم

باب الخوبي وباب حازم وخازم: [باب الخُوّيِّيّ] : وذكر في باب "الخويي" بالخاء المعجمة المضمومة وفتح الواو والياء المكررة نسبة إلى مدينة من إقليم أذربيجان، جماعة، وفاته ذكر: القاضي الفقيه العلامة أبي العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الخويي الشافعي: فقيه فاضل، دخل دمشق وولي الحكم بها استقلالا، ودرس، وكانت سيرته حميدة، ولديه فنون عديدة. سمع بنيسابور من أبي الحسن المؤيد بن محمد الطوسي وحدث عنه بدمشق سمعت منه وقرأت عليه الفقه. مولده في شوال سنة "ثلاث وثمانين وخمسمائة". وتوفي يوم السبت السابع من شعبان سنة "سبع وثلاثين وستمائة" بدمشق، ودفن بسفح قاسيون. أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر الخويي قراءة عليه وأنا أسمع بالمدرسة العادلية، بدمشق أنبأنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي، قراءة عليه، وأنا أسمع، قلت: وأخبرني القاضي الفقيه بقية السلف أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري، قراءة [عليه] وأنا أسمع، والمشايخ الثلاثة: أبو الحسن المؤيد بن محمد، وأم المؤيد زينب ابنة أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعري الجرجاني وأبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي الصوفي، في كتابه غير مرة. قال القاضي أبو القاسم المذكور والمؤيد بن محمد: أنبأنا أبو عبد الله الفراوي، قال القاضي أبو القاسم: إجازة، وقال المؤيد: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال القاضي أبو القاسم وأم المؤيد زينب: وأنبأنا الشيخ أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، قال القاضي أبو القاسم، إجازة وقالت أم المؤيد الشعرية قراءة عليه وأنا أسمع. وقال أبو روح أنبأنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني، قراءة عليه وأنا أسمع، قالوا: أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسرور الزاهد أنبأنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي أنبأنا يوسف بن يعقوب القاضي أنبأنا حفص بن عمر أنبأنا شعبة بن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي". حديث صحيح أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- في كتابه عن أبي عمر حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة النمري البصري المعروف بالحوضي كما أوردناه، فوقع لنا موافقة عالية. وتوفي الحوضي سنة "خمس وعشرين ومائتين". روى عنه البخاري وأبو داود. [باب حازِم وخازِم] : وذكر في باب "حازم" و"خازم" الأول بالحاء المهملة، والثاني بالخاء المعجمة، جماعة، وفاته: أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسين بن خازم "بالخاء المعجمة" بن أبي الحسين بن أحمد بن رافع بن بسام بن أحمد الخزرجي الحرستاني: سمع من أبي الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني وروى عنه سمع منه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي وروى عنه حديثا في معجمه، والحافظ أبو طاهر إسماعيل بن الأنماطي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البغدادي الأزجي والنظام أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وغيرهم من الطلبة، ولم أقف على مولده ووفاته.

باب حبيش وحبيش

[باب حُبَيْش وحَبِيش] : وذكر في باب "حبيش" بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وبعدها شين معجمة، وفاته: الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يوسف الأنصاري المزني المعروف بابن حبيش: أحد العلماء بالأندلس. سمع من أبي محمد عبد الحق بن غالب، وأبي محمد الرشاطي عبد الله بن علي وغيرهما، وسمع بقرطبة من أبي الحسن يونس بن محمد بن مغيث ومن قاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن أصبغ وغيرهما، وجمع وصنف وحدث وانتفع به جماعة. وابن حبيش الذي عرف به هو خاله، مولده بالمرية في نصف رجب سنة" أربع وخمسمائة". وتوفي في رابع عشر صفر سنة "أربع وثمانين وخمسمائة" بمرسية، ذكره الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري في وفياته. وأبو المشكور مدرك بن أحمد بن مدرك بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر البهراني الحموي يعرف بابن حبيش: من بهراء اليمن، شيخ حسن من أهل حماة، من بيت القضاء والخطابة، روى عن أبيه أحمد ابن مدرك، وأجاز له الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي. قدم دمشق مرارا واجتمعت به وقرأت عليه عدة أجزاء بإجازته من السلفي، وسمع منه جماعة من الطلبة وسألته عن مولده فذكر أنه في نصف شهر رمضان سنة "ستين وخمسمائة" بحماة، وتوفي بها في ذي القعدة سنة "ثلاث وأربعين وستمائة". والشيخ الأديب أبو التمام أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن حبيش التنوخي الشروطي: من أهل دمشق وأحد عدولها، له معرفة بكتابة الشروط الحكمية، وعنده أدب وفضل، وله نظم حسن. سمع الحديث من الأمين أبي الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم الجنزوي، وصحبه مدة، وأخذ عنه كتابة الشروط، وروى لنا عنه، وكتبت عنه شيئا من نظمه. وأخرج الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي عنه في معجمه قطعة من شعره. مولده في شوال سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة". وتوفي في ليلة الجمعة ثالث صفر سنة "أربع وثلاثين وستمائة" بدمشق. أنشدني أبو التمام أسعد بن عبد الرحمن لنفسه بدمشق: فعل الفتى يخبر عن أصله ... فاختبر الإنسان من فعله ولا تعاتبه على زلة ... واحمله إن شئت على جهله واصبر إذا الخل جفا لا تقل ... كم يصبر الخل على خله وأدرج الأيام حتى إذا ... ما ساءك الدهر به خله

باب حبيش وباب الحبري وباب حكيم وحكيم وحليم

باب حبيش وباب الحبري وباب حكيم وحكيم وحليم: [باب حبيش] : وفاته أيضا هذه الترجمة وهي "حبيش" بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة وبعدها ياء ساكنة وشين معجمة آخر الحروف وهو: أبو عمرو غالب بن محمد بن غالب بن حبيش اللخمي الأندلسي المقرئ نزيل دمشق: سمع من أبي طاهر الخشوعي والحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر والقاضي أبي المعالي محمد بن علي القرشي وأبي تراب [يحيى] الكرخي والقاضي أبي القاسم بن الحرستاني وغيرهم، وكان يقرئ القرآن بجامع دمشق متصدرا به، وحدث عن أبي طاهر الخشوعي. سمع منه بعض أصحابنا الطلبة. لقيته ولم يتفق لي السماع منه، وكان رجلا صالحا، حسن الأخلاق. توفي ليلة الجمعة الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة "تسع وعشرين وستمائة" بدمشق ودفن بعد صلاة الجمعة بسفح قاسيون. [باب الحِبْريّ] : وفاته هذه الترجمة وهي "الحبريّ" بكسر الحاء وسكون الباء الموحدة، نسبة إلى عمل الحبر الذي يكتب به وبيعه وهو: الشيخ الصالح أبو الحسين يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك المجلد الحبري: سمع من الشيخ عبد الغني بن أبي الطيب وحدث، وسأل عن مولده فقال: بعد "الخمسين وخمسمائة" بقليل، وهو حفيد الشيخ أبي بكر محمد بن عبد الملك النحوي، وتوفي في أوائل شعبان سنة "إحدى وعشرين وستمائة" بمصر ودفن بسفح المقطم، وكان عفيفا كثير الصمت، ذكره الحافظ أبو محمد المنذري في وفياته. [باب حَكِيْم وحُكَيْم وحَلِيم] : وذكر في باب "حكيم" و"حكيم" و"حليم"، الأول بالحاء المفتوحة المهملة بعدها كاف مكسورة وياء بعدها ساكنة وميم آخر الحروف، والثاني بالحاء المهملة أيضا المضمومة وفتح الكاف، والباقي مثله، والثالث مثل الأول إلا أن بعد الحاء المهملة لاما مكسورة، والباقي مثله، وذكر في كل باب منها جماعة، وفاته هذه الترجمة وهي "حُكَيْم" تصغير "حكيم" وهو: شيخنا أبو الفتح نصر الله بن عبد الرحمن بن أبي المكارم بن فتيان الأنصاري الدمشقي يعرف بابن الحكيم: سمع بدمشق من الحافظ المؤرخ أبي القاسم بن عساكر والقاضي أبي سعد بن أبي عصرون وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن يوسف وأجاز له الحافظ أبو طاهر السلفي، وحدث بدمشق. سمعت منه وأخذت عنه، وكان من الأمناء المشهورين بالعدالة، وهو ابن أخي الفقيه أبي القاسم علي بن أبي المكارم بن فتيان الدمشقي المنعوت بالبهاء، مولده في سنة "ست وخمسين وخمسمائة"، وتوفي بها ليلة الاثنين السابع من ذي الحجة من سنة "ثلاث وثلاثين وستمائة" ودفن يوم الاثنين بسفح جبل قاسيون.

باب الحناط والخياط وباب الجوبري وباب جيش

باب الحناط والخياط وباب الجوبري وباب جيش: [باب الحَنّاط والخَيّاط] : وذكر في باب "الحناط" و"الخياط" جماعة، الأول بالحاء المهملة ونون بعدها، والثاني بالخاء المعجمة وياء معجمة بنقطتين من تحتها. وأغفل ذكر صاحبه وبلديه ورفيقه: أبي منصور محمد بن علي بن عبد الصمد بن الهني بن أحمد بن أبي القاسم البغدادي المقرئ الخياط المنعوت بالعفيف: أحد طلبة الحديث المشهورين ببغداد. سمع الكثير من مشايخها ورحل إلى البلاد ودخل دمشق وسمع بها من شيخنا قاضي القضاة أبي القاسم بن الحرستاني ومن الإمام أبي اليمن الكندي وأبي البركات بن ملاعب والفقيه أبي محمد بن قدامة المقدسي، ووالدي وابن عمي وغيرهم. وسمع بمصر من جماعة، وحدث بدمشق ومصر وبغداد، وسمعت بقراءته وقرأت عليه بدمشق، وروى لنا عن الحافظ أبي محمد بن الأخضر وأبي محمد بن منينا والقاضي أبي منصور عبد الملك بن المبارك قاضي الحريم وغيرهم. سألته عن مولده فذكر أنه في بعض شهور سنة ثلاثة وثمانين وخمسمائة وقال مرة أخرى: في سنة اثنتين وثمانين. [باب الجوبري] : وذكر في باب "الجوبري" بالجيم المفتوحة بعدها واو وباء موحدة وراء مهملة وياء آخر الحروف، وهي قرية من غوطة دمشق، جماعة، وفاته: الشيخ أبو القاسم محاسن بن أبي القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد الجوبري الخباز المعروف بابن الرطيل: شيخ صالح. سمع من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي. وروى عنه. سمعت منه بدمشق. توفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من شعبان سنة "إحدى وأربعين وستمائة" بقرية "جوبر" ظاهر دمشق، ودفن بها ولم أتحقق مولده. [باب جيش] : وذكر في باب "جيش" بالجيم المفتوحة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة وشين معجمة آخر الحروف، جماعة، وأغفل ذكر: أبي محمد عمر بن محمد بن أبي الجيش الهمذاني: سمع بهمذان من أبي المعالي محمد بن عثمان المؤدب، وذكر أنه سمع من الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد وغيره، وحدث ببغداد، وكان كثير الحج وله ببلده رباط يخدم الفقراء والمجتازين به. توفي سنة "سبع وتسعين وخمسمائة". ذكره الحافظ المنذري في وفياته. وأبي الحسن علي بن عبد الجبار بن محمد بن عبد الواحد بن أبي الحسن بن أبي الجيش الأديب النيلي يعرف بابن خطيب النيل: قدم دمشق ومدح كبراءها وسمعت منه شيئا من نظمه، وكان له نظم جيد.

باب خشيش وجشنس وباب خليف

باب خشيش وجشنس وباب خليف: [باب خُشَيْش وجِشنِس] : وذكر في باب "خشيش" و"جشنس" جماعة، الأول بالخاء المعجمة المضمومة وشين معجمة مفتوحة بعدها وياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها وشين معجمة آخر الحروف، والثاني بالجيم المكسورة بعدها شين معجمة ساكنة ونون مسكورة وآخره سين مهملة وأغفل في باب "جشنس" ذكر: أبي بكر محمد بن أحمد بن جشنس المعدل: سمع أبا سعيد الحسن بن علي بن زكريا البصري وعبد الله بن محمد بن عبد الكريم وغيرهما. روى عنه أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الهمذاني وعائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني الواعظة وغيرهما. أخبرنا الشيخ أبو محفوظ المسيب بن سلطان بن أبي طالب البغدادي الحنبلي التاجر، قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق غير مرة، قال أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن أبي المطهر بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني، قراءة عليه وأنا أسمع بأصبهان، أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وخمسمائة أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني الواعظة قالت: أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن جشنس المعدل أنبأنا عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم أنبأنا أحمد بن منصور أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن سراقة بن مالك بن جعشم أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أرأيت الضالة ترد علي حوض إبلي هل لي أجر أن أسقيها" قال: "نعم في الكبد الحرَّى أجر". [باب خُلَيْف] : وذكر في باب "خُليف" بالخاء المعجمة وفتح اللام، رجلين وفاته: أبو البركات محمد بن علي بن عبد الوهاب بن خليف بن عبد القوي بن أحمد بن عيسى الجذامي السعدي الإسكندري: من أعيان الإسكندرية وعدولها. سمع من الحافظ

أبي طاهر السلفي وروى عنه، رأيته بالإسكندرية، وقرأت عليه، وسألته عن مولده فذكر لي أنه في الثالث من صفر سنة "خمس وستين وخمسمائة" بثغر الإسكندرية. وتوفي بها ليلة الاثنين التاسع والعشرين من جمادى الآخرة من سنة "ثمان وثلاثين وستمائة" شهيدا: سقط عليه بعض جدار فقتله -رحمه الله- وصلي عليه يوم الاثنين بعد صلاة الظهر خارج باب البحر، ودفن بالجزيرة. وبيته مشهور بالإسكندرية بالرئاسة والتقدم حدث بالإسكندرية والقاهرة. وأبو عبد الله محمد بن عياش بن حامد بن محمود بن خُليف الساحليّ الحنبليّ: سمع من أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن الموازيني، وروى عنه، وكان رجلا صالحا. رأيته وسمعت منه بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق، بإفادة الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي -رحمه الله-.

باب الجبلي وباب الخرقي

باب الجبلي وباب الخرقي: [باب الجَبَليّ] : وذكر في باب "الجبلي" بالجيم المفتوحة وبعدها باء مفتوحة موحدة مخففة، جماعة، من "جبلة" بلد بساحل الشام، وفاته: أبو العباس أحمد بن مسلم بن أبي الفتح عبد الله بن أبي غانم الجبلي: نزيل حلب، يعرف بصحبة بني العجمي. سمع بحلب من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي وروى عنه بحلب ودمشق. سمعت منه بصنعاء الشام وسألته عن مولده فقال: في سنة "سبع وستين وخمسمائة" -لا يحق الشهر- وتوفي بحلب ليلة السبت رابع شعبان من سنة "تسع وأربعين وستمائة". ودفن ضحوة يوم السبت المذكور بجبل حلب. [باب الخِرَقِيّ] : وذكر في باب "الخرقي" بالخاء المعجمة المكسورة وفتح الراء المهملة وبعدها قاف مكسورة، رجلا واحدا، وفاته: الشيخ الفقيه الأمين أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم بن الحسين بن أحمد اللخمي الشافعي الدمشقي المعروف بابن الخرقي المعدل: مولده في يوم الخميس النصف من شعبان سنة "تسع وتسعين وأربعمائة"، وتوفي في ليلة الثلاثاء ثالث عشر ذي القعدة من سنة "سبع وثمانين وخمسمائة" بدمشق، ودفن من الغد بمقبرة باب الصغير. سمع الحديث من أبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني وعلي بن أحمد بن منصور بن قبيس المالكي وعلي بن مسلم السلمي وأبوي محمد عبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل الأسفراييني وأبي المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري والفقيه أبي الفتح نصر الله بن محمد

المصيصي وأبي الدرياقوت بن عبد الله مولى ابن البخاري، وغيرهم، وأعاد مدة للفقيه جمال الإسلام أبي الحسن السلمي بالمدرسة الأمينية، وكان من جملة العدول بدمشق، وأضر في آخر عمره وأقعد، وكان أهله يخدمونه ويناولونه الماء للوضوء، فاحتاج يوما إلى الوضوء ولم يكن عنده أحد في البيت وكان ليلا، فذكر عنه أنه قال: "فبينا أنا أتفكر إذا أنا بنور من السماء دخل البيت فبصرت بالماء فتوضأت". حدث بهذه الحكاية أحد إخوانه وأوصاه أن لا يخبر أحدا في حال حياته. وكان كثير التلاوة للقرآن. له في كل يوم وليلة ختمة، روى لنا عنه جماعة من شيوخنا وكان قد تفرد بأشياء لم يشركه فيها غيره. وولده أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن علي بن المسلم اللخمي [الخرقي] : سمع من الفقيه أبي الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وأبي الدر [ياقوت] مولى ابن البخاري وغيرهما، وحدث في العشر الوسط من ذي القعدة سنة "خمس وتسعين وخمسمائة".

باب الخرجاني والجوخاني

[باب الخَرْجانيّ والجَوخانيّ] : وذكر في باب "الخرجاني" بفتح الخاء المعجمة وبعدها راء ساكنة وجيم مفتوحة رجلا واحدا، وأغفل ذكر: أبي الحسن علي بن أبي حامد الخرجاني: وأغفله الأمير "أبو نصر بن ماكولا" أيضا روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ. روى عنه أبو العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي بن أشته الكاتب الأصبهاني، وخرجان: محلة بأصبهان. أخبرنا والدي -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة بدمشق ومصر، أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني، قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي ابن أشته، قراءة عليه غير مرة، في صفر سنة تسع وثمانين وأربعمائة بأصبهان، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي حامد الخرجاني أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ أنبأنا عبد الله بن زيدان أنبأنا عباد بن يعقوب أنبأنا محمد بن فرات عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي أنه صعد المنبر فسلم ثم قال: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته". وفاته في هذه الترجمة "الجَوْخاني" بالجيم المفتوحة والخاء المعجمة بواحدة من فوقها، منسوب إلى "جوخان" بلد بقرب الطيب وهو: أبو شجاع عبد الله بن علي بن إبراهيم بن موسى الجوخاني: سمع من أبي الغنائم الحسن بن علي بن حماد المقرئ الكثير. كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي -رحمه الله- حديثا في معجم السفر، بالأهواز، وسأله عن مولده فقال: في المحرم سنة "ثلاث وثلاثين -يعني- وأربعمائة" وهو من أعيان الأهوازيين.

باب الحصيري

[باب الحَصِيْرِيّ] : وذكر في باب "الحصيري" بالحاء المهملة المفتوحة وبعدها صاد مهملة مكسورة وياء معجمة بنقطتين من تحتها ساكنة، جماعة، وفاته: الفقيه المفتي رئيس أصحاب الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- أبو المحامد محمود بن أحمد بن عبد السيد بن عثمان بن نصر بن عبد الملك البخاري التاجر المعروف بالحصيري: إمام فاضل، تفقه على جماعة ببخارى وغيرهما، وسمع بنيسابور من أبي الفتح منصور بن عبد المنعم بن الفراوي وأبي الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي والإمام أبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور بن الصفار وأبي الفضل إبراهيم بن علي بن حمك المغيثي، وغيرهم، وسمع بحلب من الإمام الشريف أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي وغيره، وصنف ودرس وأفتى وحدث، وانتفع به جماعة كثيرة، وكان جامعا للعلم والعمل، كثير التواضع، حسن المعاشرة، سكن دمشق ودرس بها بالمدرسة النورية إلى حين وفاته. لقيته وسمعت منه وسألته عن مولده فكتب لي بخطه حين استجزته "ومولدي في جمادى سنة ست وأربعين وخمسمائة". وتوفي -رحمه الله- في ليلة الثامن من صفر سنة "ست وثلاثين وستمائة" بدمشق، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية، ظاهر باب النصر، وكان الجمع في جنازته متوافرا، وحمله أصحابه الفقهاء. ومولده ببخارى، ووالده يعرف بالتاجري والحصيري: نسبة إلى محلة ببخارى تعمل فيها الحصر، كان ساكنا بها، وقيل غير ذلك، وهو والد الإمام صاحب "التعليقة" في الخلاف. أخبرنا الإمام أبو المحامد المذكور، قراءة عليه وأنا أسمع، بالمدرسة النورية بدمشق أنبأنا الإمام أبو الفضل إبراهيم بن علي بن محمد بن حمك المغيثي النيسابوري بها، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رجب سنة "ثمان وتسعين وخمسمائة" -مولده سنة ثمان وخمسمائة- قال أنبأنا الإمام أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر بن محمد بن الحسين السيدي، أخبرنا الشيخ الزكي أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر البحيري أنبأنا الإمام أبو علي زاهر ابن أحمد السرخسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي أنبأنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري أنبأنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: $"الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" أخبرنا عاليا قاضي القضاة أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، والشيخ المسند أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي في كتابه إليّ من نيسابور غير مرة قالا: أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل السيدي، قال القاضي أبو القاسم: إجازة، وقال المؤيد: قراءة عليه وأنا أسمع. فذكره.

باب الخطابي والحطاني والحطابي

[باب الخَطّابي والحِطّانيّ والحَطَّابيّ] : وذكر في باب "الخطابي" و"الحطاني"، الأول بفتح الخاء المعجمة، بعدها طاء مفتوحة مشددة وباء موحدة والثاني بالحاء المهملة المكسورة والطاء المهملة المفتوحة المشددة ونون بعد الألف، جماعة، وأغفل في الترجمة الأولى ذكر: الشيخ الفاضل أبي عبد الله أحمد بن علي بن مسعود بن عبد الله بن الحسن بن عطاف البغدادي الدارقزي الخطابي المقرئ الوارق المعروف بابن السقاء: قرأ القرآن الكريم بالروايات على جماعة، وقرأ الأدب على أبي محمد بن الخشاب وغيره، وسمع الحديث من أبي الوقت السجزي وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبي الفتح بن البطي وغيرهم وحدث. مولده في ليلة العشرين من رجب سنة أربع وأربعين وخمسمائة". وتوفي في خامس رجب سنة "ثلاث عشرة وستمائة" ببغداد، ودفن بباب حرب. والخطابي: نسبته إلى قرية تعرف بالخطابية قريبة من محلته، كان خطيبا بها. ذكر ذلك الحافظ أبو محمد عبد العظيم في وفياته. وأبي محمد خيلجان بن عبد الوهاب بن محمود بن مفرج بن خلف بن علي العمري الخطابي المقرئ الضرير: من ولد سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. سمع من أبي القاسم البوصيري وأبي عبد الله بن حمد الأرتاحي بمصر وسمع بالإسكندرية من أبي عبد الله بن الحضرمي ووهيب العجان، وحدث بمصر، وكان شافعي المذهب، متقللا من الدنيا، كريم النفس، له معرفة حسنة بتعبير الرؤيا. رأيته وسمعت منه. وتوفي سلخ ربيع الآخر سنة "ثمان وأربعين وستمائة" ودفن بسفح المقطم. وفاته في هذه الترجمة "الحطابي" بالحاء المهملة بعدها طاء مهملة مفتوحة مشددة وباء موحدة وهو: الفقيه أبو البركات أسعد بن أحمد بن محمد البلدي الحطابي: تفقه ببغداد على القاضي أبي يعلى محمد بن محمد بن الفراء الحنبلي ثم تفقه بعد ذلك على الفقيه أبي المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي الشافعي، مدرس النظامية، وسمع بها من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وغيره، ودخل دمشق وسمع بها من الحافظ أبي القاسم علي ابن الحسن بن عساكر، وحدث. والبلدي: نسبة إلى بلد وهي بالقرب من الموصل، يقال لها بلدة الحطب، والحطابي نسبة إلى جمع الحطب أو بيعه. ذكر ذلك الحافظ أبو محمد المنذري في وفياته.

باب الخزيمي وباب الحصري وباب الخلفي والخلفي

باب الخزيمي وباب الحصري وباب الخلفي والخلفي: [باب الخُزَيميّ] : وذكر في باب "الخزيمي" بالخاء المعجمة المضمومة بعدها زاي معجمة مفتوحة، جماعة، وفاته: الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن إقبال بن سيف الخزيمي المؤذن الحنفي: سمع من أبي طاهر الخشوعي وأبي المفضل محمد بن الحسين بن الخصيب المقرئ، وروى لنا عنهما، وكان مؤذنا بجامع النيرب مدة إلى حين وفاته، وفيه مروءة وكرم نفس. توفي في العشرين من صفر سنة "سبع وثلاثين وستمائة". [باب الحُصْرِيّ] : وذكر في باب "الحصري" بالحاء المهملة المضمومة وبعدها صاد مهملة ساكنة، رجلين، وفاته: الشيخ الأديب أبو الفتوح ناصر بن ناهض بن أحمد بن محمد بن نصر بن جهم بن ثابت بن عمرو الحصري اللخمي: من أهل مصر، شاعر مشهور، وأديب مذكور، كتبت عنه قطعا من شعره، ونتفا من بنات فكره، وسألته عن مولده فذكر لي أنه في سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة" بمصر تقديرا. وتوفي في الخامس أو السادس من ذي القعدة سنة "اثنتين وخمسين وستمائة" بمصر. أنشدنا أبو الفتوح ناصر الحصري لنفسه، وقد مدح بعض الرؤساء فأعطاه قمحا قديما مسوسا، جائزة عليه: يباع شعري بلا نقد لمنتقد ... إلا بقمح خفيف الروح والجسد قمح إذا رمقته العين تؤلمه ... وهما فيقتص منها السوس بالرمد ما ذاك إلا لأحقاب به سلفت ... وآدم لم يكن في الخلد في خلدي فأسود مثل حظي في عيونهم ... وفارغ مثل آمالي بهم ويدي إذا خبرناه أبدى فوق صفحته ... حزنا على موت أهل الشعر بالكمد لولا طماعيتي فيهم وخطرتهم ... مثل الجهام لما استبقيت غير ندي وحسن وجه أضلتني وجاهته ... كدمنة أعشبت والشمس في الأسد [باب الخِلَفيّ والخُلْفيّ] : وفاته في ترجمة "الخلفي" و"الخلفي" الأول بالخاء المكسورة، والثاني بالخاء المضمومة وفتح اللام فيهما [وفاته] هذه النسبة وهي "الخلفي" بالخاء المعجمة المفتوحة وكذلك اللام، بعدها فاء معجمة بواحدة مكسورة وياء النسب وهو:

شيخنا الصالح الزاهد أبو الفضل إسماعيل بن عمر بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن خلف المرستاني الصوفي المقرئ المعروف بدزلة: نزيل دمشق. سمع الحديث من الإمام أبي الفضل منصور بن أبي الحسن إسماعيل الطبري والحافظ أبي محمد القاسم بن علي بن عساكر وأبي طاهر الخشوعي وشيخنا القاضي أبي القاسم بن الحرستاني، وغيرهم، وحدث بدمشق، وكان رجلا صالحا يلقن الناس القرآن المجيد بجامع دمشق مدة، وانتفع به خلق كثير وهو أول شيخ لقنني الكتاب العزيز، ولم يكن يأخذ على ذلك أجرة، وإنما كان يقرئ احتسابا. روى لنا عن أبي الفضل الطبري وأبي طاهر الخشوعي، وسألته عن مولده فلم يحققه. وتوفي بدمشق ليلة الأحد الحادي عشر من شهر رمضان سنة "ثلاث وثلاثين وستمائة" ودفن ضحى يوم الأحد بسفح قاسيون جوار ضريح الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المسعودي الفنجديهي. ودخل مصر وما علمت هل حدث بها أم لا؟

حرف الدال والذال

حرف الدال والذال: [باب دَليل ودُليل] : وذكر في باب "دليل" و"دليل" الأول بفتح الدال المهملة وكسر اللام، والثاني بضم الدال المهملة أيضا وفتح اللام، والباقي سواء، جماعة، وأغفل في باب "دليل" ذكر: الشيخ أبي المفضل عبد المجيد بن الحسين بن يوسف بن الحسن بن أحمد بن دليل الكندي الخطي الإسكندراني: سمع بها من الإمام أبي بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي، وحدث عنه. مولده في الرابع عشر من شهر رمضان سنة "ثلاث وتسعين وأربعمائة" وتوفي في ليلة التاسع من شوال سنة "خمس وثمانين وخمسمائة" بالإسكندرية، ودفن من الغد روى لنا عنه غير واحد من شيوخنا. والخطي: بفتخ الخاء المعجمة وكسر الطاء المهملة وتشديدها نسبة إلى بطن من كندة أخبرنا الفقيه الوزير أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن فارس بن عبد العزيز بن أحمد بن جعفر التميمي السعدي الإسكندراني المالكي، قراءة عليه وأنا أسمع بالمصلى ظاهر دمشق أنبأنا الشيخ أبو المفضل عبد المجيد بن الحسين بن دليل الكندي، قراءة عليه ونحن نسمع بثغر الإسكندرية، أنبأنا الفقيه أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد الفهري الطرطوشي، قراءة عليه، أنبأنا القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث الصفار أنبأنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى الليثي حدثني عم أبي: أبو مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي حدثني أبي: يحيى بن يحيى أنبأنا مالك بن أنس عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه: جائزته يوم وليلة وضيافته ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يخرجه".

باب الدواتي

[باب الدَّواتيّ] : وذكر في باب "الدواتي" بالدال المهملة المفتوحة بعدها واو مفتوحة أيضا جماعة، وفاته: الشيخ الفاضل الأمين أبو عبد الله الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر بن عبد الرحمن بن علي بن الحسن السلمي الدمشقي المعروف بابن الدواتي المعدل: سمع من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر وأبي طاهر بركات ابن إبراهيم الخشوعي والإمام أبي اليمن الكندي وغيرهم، وروى عنهم، وكتب بخطه كثيرا من الحديث وكتب الأدب، وكان ميله إلى الأدب أكثر، وهو من بيت مشهور بالعدالة والتقدم. لقيته وسمعت منه وصحبته مدة وانتفعت به، وكان ذا فهم ومعرفة. سألته عن مولده فقال: في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة "اثنتين وخمسين وخمسمائة" بدمشق. توفي بها في ليلة الحادي عشر من شهر رمضان سنة "سبع وثلاثين وستمائة"، ودفن من الغد بمقبرة باب الصغير. قرأت على الشيخ الأمين أبي عبد الله الخضر بن عبد الرحمن المذكور أخبركم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، وقراءة عليه وأنتم تسمعون، في السابع والعشرين من رجب سنة "خمس وستين وخمسمائة" بجامع دمشق أنبأنا الإمام أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي بقراءتي عليه بنيسابور في شهر رمضان سنة "تسع وعشرين وخمسمائة" أنبأنا الشيخ أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر البحيري العدل، قراءة عليه وأنا أسمع سنة "خمسين وأربعمائة" أنبأنا الإمام أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي الفقيه قراءة عليه في سنة "ثمان وثمانين وثلاثمائة" بسرخس أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنبأنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري أنبأنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء". أخبرناه عاليا قاضي القضاة أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري، قراءة عليه وأنا أسمع، والشيخ المسند أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي في كتابه إليّ من نيسابور، غير مرة، قالا: أنبأنا الإمام أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي الفقيه قال أبو القاسم: إجازة، وقال المؤيد: قراءة عليه وأنا أسمع. فذكره.

باب الدويني

[باب الدَّوِينيّ] : وذكر في باب "الدويني" رجلين، وفاته: الأمير أبو منصور فرج بن كشواره الدويني المنعوت بالجمال: أحد أمراء الدولة الصلاحية المشهورين. سمع من الحافظ أبي طاهر السلفي وأبي الطاهر بن عوف وجدي أبي الفتح محمود وغيرهم. وأبو عبد الله محمد بن محمود بن أبي نصر بن فرج الدويني المنعوت بالمعين: مولده في سنة "أربع وأربعين وخمسمائة" سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي وبمصر من أبي عبد الله المسعودي والشريف أبي علي محمد بن أسعد الجواني النسابة وأبي يعقوب بن الطفيل وغيرهم. لقيته وسمعت منه وتوفي في ثاني ذي القعدة سنة "ثمان وعشرين وستمائة". وأبو الخير فخر أور بن عثمان بن محمد الدويني: سمع من أبي القاسم البوصيري وأبي يعقوب يوسف بن الطفيل وغيرهما. رأيته وقرأت عليه وتوفي بالقاهرة في ليلة السبت ثامن عشر صفر سنة "اثنتين وخمسين وستمائة". وفريدون بن كشواره الدويني: سمع من الحافظ أبي الطاهر السلفي بالإسكندرية وحدث عنه. توفي في رابع ربيع الآخر سنة "سبع عشرة وستمائة" بالقاهرة ودفن بسفح المقطم.

باب ذاكر

[باب ذاكر] : وذكر في باب "ذاكر" بالذال المعجمة بعدها ألف وكاف وراء آخر الحروف، جماعة، وفاته: الشيخ الصالح ذاكر الله بن أبي بكر بن أبي الحسن بن هبة الله بن علي بن عبد الوهاب بن الشعيري الدمشقي: سمع من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر وروى عنه. رأيته وسمعت منه وهو من بيت مشهور. وأبو الفضل ذاكر بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن متوج بن بركات الأنصاري السقباني: نسبة إلى قرية من غوطة دمشق تسمى "سقبا". سمع أيضا من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وروى عنه لقيته وسمعت منه، لم أتحقق مولده. وتوفي في يوم الخميس الرابع عشر من جمادى الأولى سنة "ست وثلاثين وستمائة" بقريته ودفن بها. وأبو الفضل ذاكر بن إسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي بن إسماعيل بن أبي طالب الهمذاني ثم الأبرقوهي: ويسمى "محمدا" أيضا. مولده في سنة "ست وستمائة" تقريبا، وقيل في مستهل سنة "سبع وستمائة" بأبرقوه. سمع بأصبهان الخطيب أبا القاسم عبد اللطيف بن محمد [بن عبد اللطيف بن محمد] بن ثابت الخوارزمي وأبا الفتوح محمد بن محمد بن الجنيد الصوفي حضورا، وببغداد جماعة من أصحاب أبي الفضل الأرموي وأبي الوقت الهروي وأصحاب الحافظ أبي الفضل بن ناصر وأبي الفتح بن البطي وغيرهم، وبدمشق من شيوخنا أبي المحاسن محمد بن السيد بن أبي لقمة الصفار، وأبي القاسم الحسين بن صصرى التغلبي وأبي محمد بن البن وغيرهم، وبمصر من جماعة من أصحاب الحافظ أبي طاهر السلفي وغيرهم، وكتب بخطه كثيرا، وكان كثير الإفادة، حسن الأخلاق. سمعت منه وسمع معي على جماعة من الشيوخ بمصر،

وتوفي -رحمه الله- في ربيع الأول سنة "إحدى وخمسين وستمائة" ودفن بسفح المقطم. حدثنا أبو الفضل محمد -ويدعى ذاكرا- بن إسحاق الأبرقوهي من لفظه بظاهر القاهرة أنبأنا الخطيب أبو القاسم عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخوارزمي، بقراءة والدي عليه وأنا حاضر أسمع في التاسع عشر من رجب سنة "عشر وستمائة" بأصبهان. قلت: وأخبرنا أبو القاسم عبد اللطيف هذا إجازة أنبأنا أبوالقاسم زاهر بن طاهر الشحامي قراءة عليه وأنا أسمع. أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزروذي -رحمه الله- فيما قرئ عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان الحيري المقرئ، بقراءة أبي جعفر العزائمي عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بن هلال التميمي الموصلي قراءة عليه بالموصل أنبأنا عبد الله بن بكار أنبأنا عكرمة بن عمار بن الهرماس بن زياد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى يخطب على بعير. رواته ثقات وهرماس بن زياد الباهلي لم يرو عنه إلا عكرمة ابن عمار اليمامي وهو من الثقات، احتج بحديث مسلم بن الحجاج -رحمه الله-.

باب ذكي وزكي

[باب ذكي وزكي] : وذكر في باب "ذكي" و"زكي" جماعة، وفاته في باب "زكي" بالزاي المعجمة وبعدها كاف وياء آخر الحروف: الفقيه أبو أحمد زكي بن الحسن بن عمران البيلقاني الشافعي التاجر فقيه فاضل: تفقه على الإمام أبي عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن الخطيب وصحبه مدة وسمع من أبي الحسن المؤيد بن محمد الطوسي وحدث عنه. دخل دمشق وحدث بها. رأيته وسمعت منه وسألته عن مولده فذكر أنه في بعض شهور سنة "اثنتين وثمانين وخمسمائة" ودخل الإسكندرية وأقام بها مدة ثم سافر إلى اليمن واستوطن عدن. أخبرنا الفقيه أبو أحمد زكي بن الحسن البيلقاني، قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، أنبأنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن السيدي الفقيه، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنبأنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري أنبأنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: $"إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل". أخبرناه عاليا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق والشيخ أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي في كتابه إلى غير مرة قالا: أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه قال القاضي: إجازة. وقال المؤيد: قراءة عليه وأنا أسمع. فذكره.

حرف الراء

حرف الراء: [باب رافع ورايع ورابغ] : وذكر في باب "رافع" و"رايع"، الأول بعدها ألف وفاء وعين مهملة آخر الحروف، والثاني مثله إلا أن بدل الفاء ياء معجمة باثنتين من تحتها فقال: أما الأول بالفاء فكثير. وذكر في الثاني رجلا واحدا، وفاته في هذه الترجمة "رابغ" بالراء المهملة بعدها ألف وباء موحدة بعدها غين معجمة وهو: أبو سعيد رابغ بن يحيى بن عبد الرحمن الصنهاجي جده المقرئ إمام الجنائز: ولد برابغ: منزله بطريق الحاج الشامي، فسمي بها، والعوام يبدلون العين منها ضادا معجمة، والصحيح بالغين المعجمة، وهو رجل ملازم للخير والصلاح. سمع بقراءتي وقراءة غيري على شيخنا أبي الحسن بن المقير وغيره بدمشق وحدث بها وبمصر.

باب رجا ورحا

[باب رَجَا ورَحَا] : وذكر في باب "رجا" و"رحا" الأول بالجيم والثاني بالحاء المهملة، فأما "رجا" فذكر فيه جماعة، وفاته: أبو الفضل محمد بن عبد الرشيد بن ناصر بن علي بن أحمد بن رجا الرجائي: من أهل أصبهان، قدم بغداد حاجا في سنة "ثلاث وستين وخمسمائة" وحدث بها عن أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي قبل خروجه إلى مكة، فسمع منه الحافظ أبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي وغيره. وسأله القرشي عن مولده فقال: في صفر سنة "سبع عشرة وخمسمائة"، وقال غيره: توجه محمد بن عبد الرشيد صحبة الحاج وخرج عن بغداد في أوائل ذي القعدة من سنة "ثلاث وستين وخمسمائة" فبلغ الحلة فتوفي بها في الشهر المذكور ودفن هناك. ذكر ذلك الحافظ أبو عبد الله ابن الدبيثي في تاريخه. وولده أبو محمد عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد الرجائي: مولده بأصبهان في ذي القعدة سنة "خمسين وخمسمائة" وسمع ببغداد أبا المظفر بن الشبلي وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبا طالب بن خضير وأبا الفتح بن البطي وأبا العباس بن ناقة وغيرهم. كتب إليّ بالإجازة من بغداد في صفر سنة "سبع عشرة وستمائة". وأبو هاشم بن فتيان بن سموأل بن سلامة بن أحمد بن سري الرجائي البرداني: شيخ صالح من أهل قرية "بيت شي" من إقليم وادي بردى من عمل دمشق. سمع أبا الحسين أحمد بن حمزة بن الموازيني وحدث عنه، وسمعت منه بقريته وبجامع دمشق وسألته عن مولده فذكر ما يدل على أنه في سنة "إحدى أو اثنتين وستين وخمسمائة". وأما "رحا" بالحاء المهملة فذكر فيه رجلا واحدا وهو: أبو الرضا أحمد بن العباس بن أبي طاهر المعروف بابن الرحا الهاشمي: وفاته ذكر: ولده علي بن أحمد بن العباس المكنى بأبي الحارث الخطيب: سمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وغيره وتولى الخطابة بجامع المهدي، وتوفي سنة "ثلاث أو أربع وتسعين وخمسمائة". ذكر ذلك الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في كتابه وقال: ما أعلم أنه حدث بشيء.

باب الرحال

[باب الرحَّال] : وذكر في باب "الرحال" بفتح الراء وتشديد الخاء المهملة رجلين أحدهما: شيخنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن علي بن رحال الإسكندري: وفاته ذكر أخيه الأكبر: الفقيه أبي المفضل عبد المجيد بن محمد بن يحيى بن رحال: فقيه فاضل، سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي وبمصر من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي ورحل إلى الشام فسمع بدمشق من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وغيره وسافر إلى العراق وتفقه بها، وما علمت هل سمع بها شيئا أم لا؟ ثم عاد إلى ديار مصر وسكن القاهرة وحدث بها ودرس بالمدرسة القطبية نيابة عن قاضي القضاة أبي سعد بن أبي عصرون وانتفع به جماعة، وتوفي في النصف من شعبان سنة "تسع وسبعين وخمسمائة". وعبد القوي بن عبد الله بن رحال بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي الريان القرشي المصري: سمع بمكة من أبي محمد بن الطباخ، وبمصر من جدي أبي الفتح محمود -رحمهما الله- وغيرهما. ووالده أبو محمد عبد الله: سمع بمكة أيضا من الحافظ أبي محمد المبارك بن علي بن الحسين بن الطباخ نزيل مكة -شرفها الله تعالى- وحدث عنه بمصر وسمع منه شيخنا أبو الميمون بن وردان وغيره. ولم أقف على مولدهما ووفاتهما. وأبو كنّاز عجلان بن رحال بن إدريس القيسيّ: كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي في معجم السفر حكاية بثغر الإسكندرية. أخبرني والدي وجماعة، كتابة، قالوا: أنبأنا الحافظ أبو طاهر إذنا قال: سمعت أبا كناز عجلان بن رحال بن إدريس القيسي بالثغر يقول: كان ابن المثنى السلمي مشغوفا بالحرم متعرضا لهن، فتعرض لامرأة جميلة في الحي فلم تساعده، ثم جاءته بعد اليأس منها طوعا، فسألها عن السبب في ذلك وعن امتناعها أولا، فقالت: رأيت بازا يطرد حمامة فظفر بها ولم تفته، فقلت لزوجي: أفي الرجال من له هذا العزم والرجلة؟ فقال: ابن المثنى. فأردت أن يكون لي منك ولد يشبهك في شجاعتك ورجلتك فقال: انصرفي عني فوالله لا خنت من مدحني في غيبتي بهذا المدح في أهله أبدا. قال عجلان: وهذا مما يعد من محاسن ابن المثنى، قال الحافظ أبو طاهر السلفي: عجلان هذا من صلحاء العرب وذكر لي أنه قد حج وصحب أهل العلم، وكان فصيحا، سمعته يقول: من قرب بره بعد ذكره.

باب رزق

[باب رزق] : وذكر في باب "رزق" بكسر الراء وسكون الزاي، جماعة، وأغفل ذكر صاحبه ورفيقه: أبي الطيب رزق الله بن يحيى بن رزق الله الباجباري الدنيسري: شيخ صالح ذو رحلة، دخل بغداد وسمع بها من جماعة ورحل إلى نيسابور فسمع بها من شيوخنا أبي الحسن المؤيد وزينب الشعرية وغيرهما، وسمع بهراة من أبي روح عبد المعز [بن محمد الهروي] ودخل دمشق وسمع معنا بها من شيخنا قاضي القضاة أبي القاسم بن الحرستاني ومن والدي وغيره، وتوفي ليلة الثلاثاء السادس عشر من ربيع الآخر سنة "خمس عشرة وستمائة" بهراة ودفن بها. نقلت وفاته من خط الحافظ أبي القاسم علي بن الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ المؤرخ أبي القاسم علي بن عساكر -رحمه الله- وقال: على ما أخبرني به رفيقه إبراهيم بن عثمان بن درباس المصري الماراني". والفقيه الفاضل أبي محمد عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف بن أبي الهيجاء الرسعني الحنبلي: فقيه ذو فنون عديدة، دخل بغداد وتفقه بها وسمع الحديث من شيخنا أبي محمد عبد العزيز بن معالي بن منينا وغيره، وسمع بحلب من الشريف أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي وبدمشق من شيخنا القاضي أبي القاسم بن الحرستاني وغيره ثم سافر عنها وأقام بالموصل ثم قدم إلى دمشق رسولا فاجتمعت به وقرأت عليه جزءا من حديثه وهو روايته عن ابن منينا وسمعت منه أناشيد من نظمه، وكان معي جماعة من طلبة الحديث. وسألته عن مولده فقال: في يوم الأحد لثمان بقين من رجب سنة "تسع وثمانين وخمسمائة" برأس العين. وهو شيخ دار الحديث التي بالموصل.

باب رويق وزريق

[باب رويق وزريق] : وذكر في باب "رويق" و"زريق" جماعة، وفاته في باب "زريق" بالزاي المعجمة المضمومة وبعدها راء مهملة: شيخنا أبو علي عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الله بن أبي طالب السلمي الموازيني الطرائفي العطار يعرف بابن زريق: سمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وأبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وأبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي وروى عنهم. رأيته وسمعت منه. أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الله الصيدلاني المعروف بابن زريق قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة، قيل له أخبركم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، قراءة عليه وأنتم تسمعون، فأقر به، أنبأنا الشيخان أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي وأبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، النيسابوريان، بقراءتي عليهما قالا: أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، قراءة عليه بانتقاء الحافظ أبي سعد السكري عليه وتخريجه له أنبأنا أبو الحسين البحيري أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي أنبأنا قتيبة بن سعيد أنبأنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى الجمعة فليغتسل" قلت: وأخبرناه عاليا الشيخ المسند أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي في كتابه إليّ غير مرة، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو سعد الكنجروذي فذكره. حديث صحيح عالٍ أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج -رحمه الله- في كتابه عن قتيبة بن سعيد عن الليث، ولفظه "إذا راح أحدكم"، فوقع لنا موافقة عالية من هذا الطريق، وحديث الليث وقع لنا أيضا بعلو، والحمد لله على ذلك. وأبو العباس أحمد بن عمر بن أبي الرضا بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن زريق الشحامي الموصلي التاجر: سمع بها من أبي الحسن علي بن أحمد بن علي بن هبل البغدادي الحكيم وحدث عنه بالموصل ودمشق وغيرهما. رأيته بدمشق وقرأت عليه.

باب رزيق

[باب رزيق] : وفاته في هذه الترجمة "رزيق" بالراء المهملة المضمومة وبعدها زاي مفتوحة وهو: الفقيه أبو الفتح رزيق بن عمر بن إبراهيم بن معالي السعدي المقدسي الحنبلي المقرئ: شيخ صالح، كان يلقن الناس القرآن المجيد بجامع دمشق، وينوب في الصلوات بحلقة الحنابلة منه. سمع الحديث من الشيخ الأمين أبي المحاسن محمد ابن كامل بن أحمد التنوخي وغيره، وحدث. لقيته وسمعت منه ولم أتحقق مولده ووفاته. ووجدت اسمه في أحد سماعاته. هكذا "أخبرنا الفقيه أبو الفتح رزيق بن عمر بن إبراهيم قراءة عليه وأنا أسمع بجامع دمشق أنبأنا الأمين أبو المحاسن محمد بن كامل بن أحمد التنوخي بقراءة الحافظ أبي الفتح محمد بن الحافظ أبي محمد عبد الغني عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب ابن الحسن بن الوليد الكلابي أنبأنا أبو بكر بن خريم بن مروان العقيلي قراءة عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو الوليد هشام بن عمار ابن نصير بن ميسرة السلمي أنبأنا مالك بن أنس أنبأنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة". قلت: وأخبرناه عاليا شيخنا قاضي القضاة أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل، قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي إجازة إن لم يكن سماعا أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي. فذكره بإسناده مثله. أخرجه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه عن هشام بن عمار كما أخرجناه، فوقع لنا موافقة عالية من هذا الطريق.

باب رشيق ورشيق ورشيق

[باب رَشِيْق ورُشَيِّق ورُشَيْق] : وأغفل هذه الترجمة وهي "رشيق" و"رشيق" و"رشيق" أما الأول بفتح الراء المهملة وكسر الشين المعجمة وياء ساكنة بعدها فهو: الفقيه المفتي أبو علي الحسين بن الفقيه أبي الفضائل عتيق بن الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق بن عبد الله الربعي المالكي العدل المنعوت بالجمال: سمع بالإسكندرية من الفقيه أبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف وبمصر من والده، ودرس بالمسجد المعروف بفسطاط مصر مدة وحدث وصنف وانتفع به جماعة وكان من الفقهاء الورعين والعلماء الصالحين، سمع منه الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري وذكره في معجم وفياته وسأله عن مولده فذكر أنه في ثالث شعبان سنة "تسع وأربعين وخمسمائة" بثغر الإسكندرية. وتوفي بمصر في الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة "اثنتين وثلاثين وستمائة" ودفن من الغد بسفح المقطم. ووالده الفقيه أبو الفضائل عتيق: أحد الفقهاء المشهورين والفضلاء المذكورين، توفي في مستهل ربيع الأول سنة "ثلاث وسبعين وخمسمائة" بجامع الفيلة.

والفقيه أبو البركات عبد الحميد ولد الفقيه أبي علي الحسين المذكور أولا، المنعوت بالعز: تفقه على والده [و] سمع الحديث بالإسكندرية من أبي عبد الله محمد بن عماد الحراني وأبي طالب أحمد بن عبد الله بن حديد، وغيرهما، وبمصر من القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الرملي واشتغل بالأدب وحدث، وكان فاضلا ذكيا، مولده في مستهل شهر رمضان سنة "أربع وثمانين وخمسمائة". وتوفي في التاسع من شعبان سنة "اثنتين وثلاثين وستمائة" بمصر ودفن في يومه بسفح المقطم، وبيتهم مشهور بالعلم والصلاح. حدث عنه جماعة. وأما الثاني فهو بضم الراء وفتح الشين المعجمة وكسر الياء المشددة المعجمة باثنتين من تحتها وهو: الفقيه أبو محمد عبد الوهاب بن الفقيه أبي الحجاج يوسف بن محمد بن خلف بن محمد بن أيوب الأنصاري القصري المالكي يعرف بابن رشيق: مولده في شعبان سنة "سبع وثمانين وخمسمائة" بقصر عبد الكريم. وتوفي ليلة عيد الفطر سنة "خمسين وستمائة" برباط الأمير فخر الدين عثمان بن قزل بسفح جبل المقطم ودفن صبيحة يوم العيد، وكان من الفضلاء النبلاء، يرجع إلى دين وصلاح ظاهر ومروءة كاملة وفتوة مع فقر وقلة، وهو من أهل المغرب من قصر عبد الكريم. لقي بالمغرب جماعة من العلماء منهم والده وعبد الجليل بلديه صاحب كتاب "شعب الإيمان" وغيرهما. وكان أبوه أندلسيا فاضلا لقي الحافظ أبا بكر بن العربي والقاضي عياضا وغيرهما، وكان عبد الوهاب هذا متصدرا بالجامع العتيق بمصر وأحد العدول بها. كتب عنه الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي القرشي وخرج عنه في معجمه هذه الحكاية "أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي الحافظ، كتابة، قال: سمعت الشيخ الفقيه أبا محمد عبد الوهاب بن الشيخ الفقيه أبي الحجاج يوسف بن محمد بن خلف بن أيوب الأنصاري القصري المالكي بمصر يقول: دخلت على الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن هابيل العبدري المعروف بالأشقر بمدينة القصر فوجدته ملتحفا بملحفته فقلت له ما هذا؟ فأنشدني: نحن قوم إذا غسلنا الثيابا ... اتخذنا بيوتنا جلبابا وأما الثالث فهو بضم الراء وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وهو: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن الحسين بن مسعود بن يحيى الصواف الموصلي المعروف بابن رشيق.

وأخوه أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر بن الحسين: سمعا من أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي وغيره، وحدثا بالموصل. سمع منهما الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف التوني "أربعين أبي القاسم القشيري" بسماعهما من عبد الله بن أبي المجد بسماعه من أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بسماعه منه. واستجازهما لي ولولدي ولجماعة في رحلته. كتب إليّ الشيخان الأخوان أبو عبد الله محمد والحسين ابنا أبي بكر بن الحسين، الموصليان، قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحربي، قراءة عليه ونحن نسمع، قال أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قراءة عليه ونحن نسمع ببغداد، أنبأنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن محمد القشيري النيسابوري، قراءة عليه أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج أنبأنا قتيبة بن سعيد أنبأنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمانة فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها. أخبرناه عاليا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي في كتابه إليّ غير مرة أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو القاسم القشيري. فذكره حديث صحيح أخرجه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه وأبو عبد الرحمن النسائي في "سننه" عن قتيبة ابن سعيد به، فوقع لنا موافقة عالية.

باب ريس

[باب رَيِّس] : وأغفل هذه الترجمة وهي "ريس" بالراء المهملة وبعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها مشددة وسين مهملة آخر الحروف وهو: الحافظ أبو محمد عبد الله بن خلف بن رافع بن ريس بن عبد الله المسكي الأصل الشارعي المولد والدار المعروف بابن بصيلة: مولده في السابع عشر من ذي الحجة سنة "اثنتين وخمسين وخمسمائة". قرأ القرآن الكريم على الشيخ الصالح أبي محمد رسلان بن عبد الله ولده أبي عبد الله محمد، وسمع منهما ومن جدي وأبي محمد بن بري وأبي الحسن علي ابن هبة الله الكاملي وأبي المفاخر سعيد بن الحسين المأموني وأبي عبد الله محمد بن علي الرحبي وأبي عمرو عثمان ابن فرج العبدري وأبي الطاهر إسماعيل بن قاسم الزيات والحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي قاسم بن عساكر وجماعة كثيرة من أهل البلد والقادمين عليه ورحل إلى الإسكندرية فسمع بها من الحافظ أبي طاهر السلفي والفقيه أبي الطاهر بن عوف وغيرهما، وكتب كثيرا وخرج لنفسه ولغيره، وجمع مجاميع مفيدة وشرع في "تاريخ مصر" وعجز عن إكماله لضائقته، وكان حافظا عالما محصلا، عارفا بالتواريخ. ومسكة التي

ينسب إليها قرية بالساحل قريبة من عسقلان، وحدث، وتوفي في الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة "ثمان وتسعين وخمسمائة". ووالده أبو القاسم خلف بن رافع بن ريس المسكي الأصل المصري المولد والدار والوفاة: سمع من الفقيه أبي محمد رسلان بن عبد الله بن شعبان الشارعي. توفي في يوم السبت سادس عشر صفر سنة "ست وثمانين وخمسمائة" بالشارع ظاهر القاهرة ودفن بسارية بسفح المقطم. وأبو عمران موسى بن يوسف بن ريس بن سكران العطار الشارعي: مولده في سنة "سبع وسبعين وخمسمائة" تقديرا، وتوفي بالشارع ظاهر القاهرة في ليلة السابع عشر من جمادى الأولى سنة "ست وثلاثين وستمائة" ودفن من الغد بسفح المقطم. سمع من أبي إبراهيم القاسم بن إبراهيم المقدسي، وحدث، وأجاز لي جميع ما تجوز له روايته باستدعاء الحافظ أبي محمد عبد العظيم المنذري -رحمه الله وجزاه خيرا-.

باب الرفاء والرقاء

[باب الرَّفّاء والرَّقاء] : وفاته هذه الترجمة وهي "الرفاء" و"الرقاء" أما الأول فبالراء المهملة بعدها فاء معجمة بواحدة من فوقها مشددة فهو: أبو علي الحسن بن علي بن أبي الفرج بن الكهدان البغدادي الرفاء نزيل دمشق. سمع ببغداد من الرئيس أبي الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب وغيره وانتقل في آخر عمره إلى دمشق وسكنها إلى حين وفاته وحدث بها. لقيته وسمعت منه وكان رجلا صالحا. والثاني بالراء المهملة أيضا بعدها قاف مفتوحة مشددة وهو: صاحبنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد المرادي السبتي الأصولي: شهر بالرقاء وكان يكتبها بخطه. اشتغل بالأصول بمدينة فاس على الكتاني الأصولي وسمع الحديث بمراكش من القاضي أبي محمد عبد الله بن سليمان بن حوط الله والحافظ أبي الحسن علي بن محمد بن الخضار وغيرهما ودخل الإسكندرية والديار المصرية طالبا للحج، فسمع بمكة من الشريف أبي محمد يونس بن يحيى الهاشمي والحافظ أبي الفتوح بن الحصري وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن البناء البغدادي الصوفي وغيرهم، وسمع بمصر من أبي الحسن علي بن أبي الكرم الحلال عرف بابن البناء والحافظ أبي الحسن ابن المقدسي وغيرهما، وبدمشق من شيخنا قاضي القضاة أبي القاسم بن الحرستاني، وكان من طلبته، والعلامة أبي اليمن الكندي وأبي البركات بن ملاعب وأبي محمد عبد الجليل بن أبي غالب الأصبهاني وأبي العباس أحمد بن عبد الله السلمي العطاء وأبي البركات بن عساكر وإخوته وأبي القاسم ابن صصرى وجماعة يطول ذكرهم، وتضيق تسميتهم وحصرهم. صحبته دهرا طويلا وسمعت منه كثيرا، وكتب بخطه من الكتب الكبار، والأجزاء الصغار، جملة صالحة، وكانت أخلاقه حسنة، وخصائله جميلة مستحسنة، توفي بدمشق ليلة الأربعاء الثالث من شعبان سنة "سبع وعشرين وستمائة" ودفن صبيحته بسفح جبل قاسيون -رحمه الله- ولم يزل يكتب ويسمع إلى حين وفاته.

باب رقيقة ودقيقة ورفيعة

[باب رُقَيْقَة ودَقِيْقَة ورَفِيْعَة] : وذكر في باب "رقيقة" و"دقيقة" و"رفيعة"، الأول بالراء المهملة المضمومة بعدها قاف مفتوحة والثاني بالدال المهملة المفتوحة وقاف بعدها والثالث بالراء المهملة وفاء بعدها وياء معجمة باثنتين وعين مهملة جماعة، وفاته هذه الترجمة وهي "زُقَيْقة" بالزاي المنقوطة المضمومة وبعدها قاف مفتوحة وياء معجمة بنقطتين من تحتها بعدها قاف ثانية وهاء آخر الحروف وهو: الأديب الفاضل أبو الثناء محمود بن عمر بن إبراهيم بن شجاع الشيباني الحنوي الطبيب النحوي يعرف بابن زُقَيْقَة: له مصنفات في الطب وشعر حسن. قدم دمشق ورتب بالبيمارستان النوري طبيبا. رأيته مرارا ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا من نظمه وكتب عنه جماعة من أصحابنا. وسكن دمشق إلى حين وفاته. أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البرزالي. إجازة، قال: أنشدنا أبو الثناء محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع الشيباني الحنوي الطبيب النحوي المعروف بابن زقيقة لنفسه بدمشق: إذا ما غرست غروس الجميل ... فلا تعطشنها يفتك الثمر ولازم على سقيها ما استطعت ... بماء السخا لا بماء المطر ولا تفسدنها بمن فقد ... نرى المن مفسدة للشجر

باب رميل وزميل ودميك وباب ربيب

باب رميل وزميل ودميك وباب ربيب: [باب رُميل وزُميل ودميك] : وذكر في باب "رميل" و"زميل" و"دميك". رميل بضم الراء المهملة وفتح الميم وسكون الياء تحتها نقطتان. وزميل: بضم الزاي المعجمة وباقيه مثل الأول، ودميك: بضم الدال المهملة وفتح الميم وإسكان الياء تحتها نقطتان وكان آخر الحروف، جماعة وأغفل في باب "دميك": منصور بن المسلم بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي الخرجين التميمي السعدي المعروف بالدميك الحلبي النحوي المؤدب المكنى بأبي نصر: أديب فاضل ذكره الأمير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ -رحمه الله- فيما علقه لابن الزبير من أحوال الشعراء الذين استمدهم منه ليودعهم كتابه "جنان الجنان" وذكر عنه أنه معلما فيه حدة تغلب على عقله. وذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه وأنه توفي في سنة "عشر وخمسمائة" أو نحوها. وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الأصفهاني الكاتب في خريدته وأنه توفي سنة "نيف وعشرين وخمسمائة" وذكره أيضا الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة العقيلي الحلبي في "تاريخ حلب" من جمعه. أخبرنا الشيخان: النسابة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عساكر، وأبو المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي، إجازة عن أبي الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله بن الخضر العليمي قال: أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة العقيلي الحلبي بداره بحلب قال: أنشدنا أبو نصر بن أبي الخرجين لنفسه: يا من رأى ذلي له وتخضعي ... لا غرو للمهجور أن يتخضعا لا تعجبن مني ومن ذلي له ... بل من تسلطه وسطوته معا ويلاه قد بلغ الحسود مراده ... من بيننا وقد استجيب لمن دعا [باب ربيب] : وقد ذكر في باب "ربيب" بفتح الراء المهملة وكسر الباء الأولى بعدها ياء ساكنة معجمة من تحتها باثنتين، رجلا واحدا، وفاته: أبو محمد عبد الله بن عبد المحسن بن عبد الله بن عبد الأحد الإسكندراني المقرئ المعروف بابن الربيب: سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي وأبي محمد عبد الواحد بن عسكر المخزومي، وحدث. سمع منه الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري، ولي منه إجازة. مولده تقريبا سنة "سبع أو ثمان وخمسين وخمسمائة"، وكان من أهل الخير والديانة والستر والصيانة. وتوفي في الرابع عشر من ربيع الآخر سنة "إحدى وعشرين وستمائة" بثغر الإسكندرية. والنسابة أبو حفص عمر بن أبي المعالي أسعد بن عمار بن سعد بن عمار بن علي الموصلي المعروف بابن الربيب: من بيت مشهور بالرئاسة والتقدم، وعنده فضل ومعرفة بالأنساب والتواريخ. رأيته بدمشق والقاهرة وسمعت منه. حدث عن أبي طاهر أحمد بن الخطيب أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي وسمع معنا من جماعة من الشيوخ بدمشق ومصر. مولده في السادس من جمادى الآخرة سنة "سبع وثمانين وخمسمائة" بالموصل. وتوفي بالقاهرة ليلة الاثنين الثاني عشر من ذي القعدة سنة "ثمان وأربعين وستمائة" ودفن صبيحتها بالقرافة.

باب الرزاز وباب الركابي والركاني

باب الرزاز وباب الركابي والركاني: [باب الرَزَّاز] : وذكر في باب "الرزاز" بفتح الراء وزاي مكررة، جماعة، وفاته: أبو أحمد هلال بن أحمد بن علي بن رافع بن ضحاك بن حسان الداراني الرزاز: شيخ صالح من أهل قرية "داريا" من قرى دمشق. سمع الحافظ أبا القاسم بن عساكر وروى عنه. رأيته وسمعت عنه. وتوفي في شهر رمضان سنة "ثلاثين وستمائة". [باب الرِّكابيّ والرَّكّانيّ] : وأغفل هذه الترجمة وهي "الرِّكابيّ" و"الرَّكّانيّ" أما الأول فهو بالراء المهملة بعدها كاف وألف وباء معجمة بواحدة من تحتها فهو: الشيخ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن علي القيسي السدراتي المغربي المعروف بابن الركابي المالكي: جد شيخنا الحافظ أبي الحسين يحيى بن علي القرشي لأمه، درس الفقه على الفقيه أبي منصور المالكي، وسمع بمكة -شرفها الله- من جماعة منهم أبو المعالي عبد المنعم الفراوي والحافظ أبو العز يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي ثم البغدادي وأبو حفص عمر بن المجيد الميانشي، وسمع بمصر من العلامة أبي محمد بن بري وقرأ عليه الأدب، وأجاز له جماعة منهم عبد اللطيف الخجندي وأبو يعلى محمد بن المطهر الفاطمي وأبو المعالي بن الفراوي، وحدث بمصر، وتوفي نحو سنة "ثمان أو تسع وتسعين وخمسمائة" بمصر. وأما الثاني فهو مثله في الصورة غير أن بدل الباء نون وكافه مشددة وهو: أبو محمد عبد الله بن محمد بن معدان الركاني اليحصبي. كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي في معجم السفر وذكر أنه كان من أهل الأدب وله به عناية تامة. وينظم شعرا جيدا، وكتب عن أخيه أبي الحسن علي بن محمد أيضا. وركان: مدينة صغيرة من قطر بلنسية من الأندلس وهي بفتح الراء وتشديد الكاف.

حرف الزاي

حرف الزاي: باب زمام وباب زهر وهرة: [باب زَمَّام] : وذكر في باب "زَمَّام" بفتح الزاي وتشديد الميم رجلا واحدا وفاته: أبو منصور زَمام بن نصر بن محمد بن نصر بن جامع الحموي الأصل الدمشقي المولد: كان والده أحد العدول المشهورين بها. سمع بها أبا طاهر الخشوعي وروى لنا عنه بدمشق ثم سافر إلى مدينة الكرك وأقام بها مشتغلا ببعض الخدم الديوانية إلى أن توفي به. وأبو منصور زمام بن عبد الواحد بن أبي الحسن بن أبي الفهم النحلي الدمشقي: سمع من أبي علي حنبل بن عبد الله الرصافي وحدث عنه، لقيته وسمعته منه. [باب زَهْر وزُهرَة] : وذكر في باب "زهر" بفتح الزاي رجلا واحدا وفاته: أبو محمد عبد المحسن بن علي بن أبي الفتوح بن إبراهيم الأنصاري المصري المعروف بابن الزهر: سمع من أبي عبد الله بن حمد الأرتاحي والفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف بن علي الغرنوي، وروى عنهما، رأيته ولم يتفق لي السماع منه، لكنه أجاز لي جميع ما يجوز له روايته، وسئل عن مولده فقال: في بعض شهور سنة "إحدى وثمانين وخمسمائة" بمصر. وتوفي بها ليلة الأحد -ودفن من يومها بعد الظهر- العشرين من شهر رجب سنة "خمس وستين وستمائة" بالقرافة. وذكر في باب "زهرة" بضم الزاي وإسكان الهاء بعدها راء مفتوحة امرأتين وأغفل ذكر: الشريف النقيب أبي علي الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد العلوي الحسيني الإسحاقي النقيب الكاتب: ويتعين عليه ذكره لأنه دخل بغداد واحترم بها لنسبه وفضيلته وشهرته. كتب الإنشاء للملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وتقدم عنده، وولاه نقابة العلويين بحلب، وكان يكتب خطا حسنا، وعنده فضل وأدب وتفنن في علوم شتى، وله معرفة بالقراءات والفقه والحديث والتواريخ وأخبار الناس، ولديه من العربية واللغة طرف حسن، وله نظم جيد، وترسل بديع. سمع بحلب من النقيب أبي علي محمد بن أسعد الجواني النسابة والقاضي أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم والشريف أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي وغيرهم. مولده بحلب سنة "أربع وستين وخمسمائة". وتوفي بها في جمادى الأولى من سنة "عشرين وستمائة" بعد وصوله من الحج ودفن بسفح جبل جوشن. وولديه الشريفين أبي الحسن علي وأبي المحاسن عبد الرحمن: سمعنا مع والدهما من الشريف الافتخار أبي هاشم المذكور، وحدثا عنه بدمشق. رأيتهما بها وسمعت منهما وسألتهما عن مولدهما فذكر لي أبو الحسن أنه ولد بحلب في ثاني عشر شعبان سنة "اثنتين وتسعين وخمسمائة". وذكر أخوه أبو المحاسن أنه ولد بها أيضا في بعض شهور سنة "ست وستمائة".

باب زيادة وباب الدجاجي

باب زيادة وباب الدجاجي: [باب زِيادَة] : وذكر في باب "زِيادَة" بكسر الزاي وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها جماعة، وفاته: الفقيه أبو النماء زيادة بن عمران بن زيادة المقرئ الضرير المالكي رجل صالح فاضل. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشيخ أبي الجود غياث بن فارس بن مكي المقرئ، وقرأ الأدب على أبي محمد عبد الله بن عبد العزيز العطار وعلى أبي الحسين يحيى بن عبد الله النحوي، وسمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي، وحدث، وتصدر بالجامع العتيق بمصر وبالمدرسة الفاضلية بالقاهرة إلى حين وفاته، وكان فاضلا وانتفع به جماعة. وتفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- على الفقيهين أبي المنصور ظافر بن الحسين الأزدي وأبي محمد عبد الله بن نجم بن شاس. وتوفي في مستهل شعبان سنة "تسع وعشرين وستمائة" بالقاهرة ودفن من الغد بسفح المقطم. [باب الدَّجاجيّ] : وذكر في باب "الزُّجاجي" و"الدَّجاجي"، الأول بالزاي المعجمة المضمومة، والثاني بالدال المفتوحة بعدها جيم، جماعة، وفاته في باب "الدجاجي" بالدال المهملة: الفقيه أبو محمد عبد المحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن علي الأنصاري عرف بابن الدجاجي: سمع من الحافظ أبي طاهر السلفي وأبي الطاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين المقرئ وأبي الحسن علي بن هبة الله الكاملي وأبي الضياء بدر الخداداذي والشيخ أبي الفتح بن الصابوني والشريف أبي المفاخر المأموني وأبي الطاهر إسماعيل بن قاسم الزيات

وأبي الجيوش عساكر بن علي وأبي عبد الله المسعودي وأبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وغيرهم، وحدث عنهم. رأيته وسمعت منه. مولده سنة "تسع وأربعين وخمسمائة". وكان على سمت السلف الصالح، كثير الصمت والصلاة والذكر، مقبلا على الاشتغال بالعلم. توفي في يوم الاثنين الثاني عشر من شوال سنة "ست وعشرين وستمائة" فجأة بالقاهرة ودفن من الغد بسفح المقطم. وولده أبو محمد عبد الدائم: سمع مع أبيه من أبي محمد بن بري وأبي الطاهر إسماعيل بن قاسم الزيات وجدي أبي الفتح محمود وأبي الطاهر بن ياسين وأبي الجيوش عساكر بن علي والفقيه أبي محمد عبد الله بن محمد البجلي الحنفي وغيرهم، وأجاز له الحافظ أبو الطاهر السلفي، وحدث عنهم، رأيته وسمعت منه وسألته عن مولده فكتبه لي بخطه "في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وخمسمائة"!، وتوفي بالقاهرة في سحر يوم الاثنين: العشرين من شهر ربيع الأول سنة "تسع وأربعين وستمائة" ودفن بسفح المقطم. وابنا عمه وهما أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الطاهر عبد المنعم بن إبراهيم: سمع أبا القاسم البوصيري وأبا الطاهر بن ياسين وأبا عبد الله بن حمد [الأرتاحي] وأبا المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري، وحدث، سمعت منه، مولده يوم الخميس عاشر رجب سنة "ثلاث وثمانين أو اثنتين وخمسمائة" وتوفي يوم الأحد التاسع عشر من ربيع الأول سنة "خمس وخمسين وستمائة" بالشارع ظاهر القاهرة، ودفن يوم الاثنين بسفح المقطم. وأبو علي بن عبد الخالق بن إبراهيم بن عبد الله بن علي: سمع أبا الطاهر بن ياسين، وروى عنه. رأيته وسمعت منه وتوفي يوم السبت السابع والعشرين من شعبان سنة "اثنتين وأربعين وستمائة" بالقاهرة.

حرف السين والشين

حرف السين والشين: باب السبط وباب سقير وسفير: [باب السِّبط] : وذكر في باب "السِّبط" جماعة، وأغفل ذكر: الشيخ أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن بن سعيد بن عتيق الطرابلسي المحتد الإسكندري المولد، سبط الحافظ أبي طاهر السلفي. وهو مشهور بها، سمع الكثير من جده ومن أبي الضياء بدر بن عبد الله الخداداذي وأبي القاسم البوصيري وأبي القاسم ابن موقا وغيرهم، وحدث بثغر الإسكندرية ومصر. لقيته وسمعت منه بهما. مولده سنة "سبعين وخمسمائة" بالإسكندرية وتوفي بمصر ليلة الخميس رابع شوال سنة "إحدى وخمسين وستمائة" وأخرج من الغد ودفن بسفح المقطم. وأجاز له ابن بشكوال وأبو محمد عبد الله بن أحمد الطوسي خطيب الموصل. [باب سُقَيْر وسُفَيْر] : وذكر في باب "سقير" و"سفير"، الأول بسين مهملة مضمومة بعدها قاف، والثاني بسين مهملة مضمومة بعدها فاء مفتوحة، في كل باب واحدا، وفاته في باب "سقير". شيخنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أبي طاهر بن سقير الأنصاري الدمشقي: سمع الحافظ أبا القاسم بن عساكر والفقيه أبا بكر عبد الله بن أبي سعد محمد النوقاني وغيرهما، وحدث بدمشق وسمعت منه. وأما "سفير" بالسين المهملة فذكره وهو: أبو القاسم الحسن بن هبة الله بن سفير الدمشقي: سمع من الفقيهين أبي الحسن علي بن المسلم السلمي وأبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي وحدث: روى لنا عنه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي في معجم شيوخه، وتوفي ليلة الثلاثاء بعد عشاء الآخرة رابع عشر شهر رمضان سنة "أربع وتسعين وخمسمائة". وسئل عن مولده في هذه السنة فقال: "لي خمس وسبعون سنة" وتغير في آخر عمره. نقلت وفاته من خط الحافظ يوسف بن خليل المذكور.

باب السكر وباب شليل وباب سليم وسليم

باب السكر وباب شليل وباب سليم وسليم: [باب السكَّر] : وذكر في باب "السَّكَن" و"السكر" فقال: أما السكن بفتح السين وآخره نون فجماعة، وأما "السكر" بضم السين المهملة وفتح الكاف وتشديدها وآخره راء. وذكر رجلا واحدا، وفاته في هذه الترجمة. الشريف أبو علي الحسن بن الشريف أبي الحسن علي بن الشريف أبي تراب حيدرة بن محمد بن القاسم بن الميمون بن حمزة بن الحسين بن محمد بن الحسين بن حمزة الحسيني المعروف بابن سكر: من بيت الجلالة والرواية. سمع من الشريف أبي محمد يونس بن يحيى الهاشمي وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله المقرئ وأجاز له أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي، وحدث مولده في ليلة الأحد العشرين من ذي الحجة سنة "خمس وسبعين وخمسمائة" بمصر. وتوفي بها في رابع عشر جمادى الآخرة سنة "تسع وثلاثين وستمائة" ودفن من الغد. وجده أبو القاسم الميمون: سمع من أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي وغير واحد وحدث بانتخاب الحافظ أبي محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي، وبيتهم مشهور بالرئاسة والرواية، حدث عنه جماعة. [باب شَليل] : وذكر في باب "شليل" بالشين المعجمة المفتوحة واللام المكررة: الأولى مكسورة، بينهما ياء معجمة بنقطتين من تحتها، رجلا واحدا، وفاته: أبو الحسن شليل بن مهلهل بن أبي طالب اللخمي الإسكندراني التاجر: سمع بدمشق من أبي اليمن الكندي وشيخنا قاضي القضاة أبي القاسم الحرستاني وغيرهما، وأجاز له جماعة، وحدث بثغر الإسكندرية وتوفي بها في صفر سنة "اثنتين وخمسين وستمائة" في رابع عشره. [باب سَليم وسُليم] : وذكر في باب "سليم" و"سليم" الأول بفتح السين المهملة وكسر اللام جماعة، وقال في "سليم": أما سليم بضم السين وفتح اللام فجماعة، ولم يذكر أحدا قلت: وأما "سليم" بفتح السين المهملة وكسر اللام ففاته فيه: الفقيه الحافظ الرحال أبو المظفر منصور بن سليم بن منصور بن فتوح الهمذاني الإسكندراني الشافعي: سمع من جماعة ببلده ورحل إلى ديار مصر فسمع بها ثم سافر إلى

الشام فسمع به من جماعة. ورأيته بدمشق وسمع بقراءتي ورحل إلى العراق فسمع في طريقه بحلب والموصل ودخل بغداد فأقام بها مدة، يسمع الحديث ويشتغل بالفقه ثم عاد إلى بلده يفيد الناس وولي تدريس المدرسة الحافظية السلفية والحسبة وخرج وصنف، وجمع وألف، وقفت له على تخاريج مفيدة، وفوائد عديدة. وأبو موسى عيسى بن سلامة بن سليم الصقلي: اجتمعت به بقصر ابن عمر من غوطة دمشق وكتبت عنه قصيدة من نظم الشيخ أبي الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني يمدح بها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على قافية الراء، بسماعه منه، وعدمت من حرزي الآن، وسافرنا جميعا إلى حلب وذلك في شعبان سنة "سبع وعشرين وستمائة". وفاته في "سليم": شيخنا أبو السر مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم القيسي السويدي: تفقه على الخطيب أبي القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولعي وصحبه وسمع منه ومن أبي عبد الله [محمد بن علي] بن صدقة الحراني وأبي الفضل الجنزوي وروى عنهم: مولده في ذي الحجة سنة "خمس وخمسين وخمسمائة". وتوفي ليلة الخميس ثامن رجب سنة "خمس وثلاثين وستمائة" ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون. وولده أبو الحجاج يوسف: مولده يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة "أربع وثمانين وخمسمائة". سمع من أبي طاهر الخشوعي وشيخ الشيوخ أبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري وأبي حفص بن طبرزد وغيرهم، وحدث بدمشق، وتوفي يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الأول سنة "خمس وستين وستمائة". وعمه الفقيه أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد بن سليم القيسي: سمع بدمشق من القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون وأبي الفضل بن الجنزوي وحدث وسمعت منه. ومولده يوم الثلاثاء التاسع عشر من شعبان سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة".

باب السند وباب السابح والسائح وباب الشانج

باب السند وباب السابح والسائح وباب الشانج: [باب السَّنَد] : وذكر في باب "السند" و"السيد" جماعة، الأول بفتح السين وتشديد الياء وكسرها والثاني بكسر السين المهملة، والياء، وأغفل هذه الترجمة وهي "السند" بالسين المهملة المفتوحة وبعدها نون مفتوحة ودال مهملة وهو: أبوالحسين علي بن السند الفارقي الشروطي: كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي في معجم السفر. أخبرنا غير واحد من شيوخنا إجازة قالوا أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي إذنا قال أنشدني أبو الحسن علي بن السند الفارقي الشروطي بميا فارقين قال أنشدنا أبو نصر الحسن بن أسد الفارقي النحوي لنفسه: يا من هواه بقلبي ... مقداره ما يحد طرفي جنى ففؤادي ... لأي شيء يحد والشيخ أبو المفاخر عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن إمامة بن السند الواسطي المقرئ النحوي: قرأ القرآن الكريم بالروايات على الشيخ أبي بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني صاحب الشيخ أبي العز محمد بن الحسين بن بندار القلانيسي المقرئ، وأقرأه بالقاهرة، وأم بالناس في الجامع الأزهر منها مدة، وحدث عن شيخه أبي بكر الباقلاني، وعن علي بن محمد بن علي الواسطي وغيرهما، سمع منه جماعة وتوفي في ليلة الثالث عشر من ذي القعدة من سنة "أربع وتسعين وخمسمائة". [باب السَّابح والسَّائِح] : وذكر في باب "السابح" و"السائح"، الأول بالسين المهملة وبعد الألف باء معجمة بواحدة من تحتها، والثاني بالسين المهملة أيضا وبعد الألف ياء معجمة باثنتين من تحتها، جماعة، وفاته في الترجمة الثانية: الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروي الأصل الموصلي المولد، الحلبي الدار والوفاة، السائح: طاف البلاد وكان يكتب على الحيطان، وقلما يخلو موضع مشهور من مدينة أوغيرها إلا وخطه فيها حتى ذكر بعض الرؤساء الغزاة في البحر أنه دخل إلى موضع في البحر المالح، فوجد في بره حائطا وعليه خطه. سكن حلب واستقر بها إلى حين وفاته وعمر بها مدرسة لأصحاب الشافعي -رضي الله عنه- وله مصنفات وديوان خطب جمعية. سمع بمكة -حماها الله- من الشيخ أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله الفراوي "الأربعين السباعيات" المخرجة له وحدث بها، ولنا منه إجازة، كتب بها إلينا من حلب في جمادى الأولى سنة "ثمان وستمائة". وتوفي -رحمه الله- في العشر الأوسط من شهر رمضان سنة "إحدى عشرة وستمائة" بحلب. [باب الشانج] : وفاته "الشانج" بالشين المعجمة بعدها نون وجيم وهو: أبو جعفر أحمد بن محمد بن الشانج الأندلسي الكاتب: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أبي كامل المصري الشروطي، كتابة، أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، إجازة قال أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد بن فيد القرطبي بالإسكندرية أنشدنا أبو جعفر أحمد بن محمد الشانج الكاتب لنفسه بالأندلس في الحرشف: ختم الربيع الطلق حسن نباته ... بالحرشف المكسو حسن ملابس فحكى النهود البيض حف جميعها ... حدق الوشاة مخافة من لامس

باب السيبي وباب السرتي

باب السيبي وباب السرتي: [باب السِّيْبيّ] : وذكر في باب "السيبي" بكسر السين المهملة وبياءين ساكنتين بينهما باء موحدة مكسورة، جماعة، وأغفل ذكر: الشيخ أبي بكر عبد العزيز بن أبي الفتح أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا السيبي البغدادي التاجر العدل المصري الدار والوفاة: سمع ببغداد أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي وأبا بكر عبد الله بن محمد بن النقور وأبا العباس أحمد وأبا الحسن علي ابني محمد بن بكروس وغيرهم، وانتقل إلى مصر وقطن بها، وحدث. اجتمعت به، وقرأت عليه، وكان رجلا حسنا ثقة، عليه سكينة ووقار. مولده في العشر الوسط من شهر رمضان سنة "خمس وخمسين وخمسمائة"، وتوفي فجأة سحر يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة "ثلاثين وستمائة" بالقاهرة وصلي عليه يوم الأربعاء بين الظهر والعصر ودفن بسفح المقطم. والسيب قرية قريبة من بغداد. [باب السُّرْتِيّ] : وذكر في باب "السرتي" بالسين المهملة المضمومة وسكون الراء وكسر التاء المعجمة باثنتين من فوقها، رجلين، وفاته: الأديب أبو بكر عتيق بن قاسم بن محمد السرتي: نزيل الإسكندرية. كتب عنه الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي والقاضي أبو علي الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي. وولده شيخنا أبو القاسم عبد الله: سمعت منه جزءا كبيرا من شعره، وكان فاضلا له نظم جيد ومعان حسنة. أنشدنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي بدمشق. أنشدنا الشيخ الأديب أبو بكر عتيق بن قاسم بن محمد السحرتي لنفسه بثغر الإسكندرية في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. ما لي ولليل كم أذم ولا ... أحمد في كل حاله أثره أفنيه بالعتب في هوى قمر ... يخجل في الحسن والسنا قمره وأشكو إذا صد طوله فإذا ... سامح بالوصل أشتكي قصره وأنشدنا أيضا أبو القاسم الرواحي بدمشق قال أنشدنا السرتي لنفسه في استنجاز وعد: قد كان برد اليأس أنفع للصدى ... يا واعدا جعل القيامة موعدا عجبا لمطلك في تطاول عمره ... لو أنه بشر لكان مخلدا

باب السقباني وباب السفطي والسقطي

باب السقباني وباب السفطي والسقطي: [باب السقباني] : وذكر في باب "السقباني" بفتح السين المهملة وسكون القاف وفتح الباء الموحدة من تحتها وبعد الألف نون مكسورة، منسوب إلى "سقبا" قرية بغوطة دمشق، رجلا واحدا، وهو: أبو جعفر أحمد بن عبيد بن أحمد بن سيف السلامي القضاعي السقباني: وذكر أن الحافظ أبا القاسم بن عساكر -رحمه الله- ذكره في تاريخه وقال: هو من قرية يقال لها سقبا. مات بدمشق سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. كتب عنه أبو الحسن الرازي" "هذا آخر كلام ابن نقطة". قلت: وفاته جماعة، أهل القرية سمعوا من الحافظ أبي القاسم بن عساكر ورووا عنه منهم. الأخوان أبو عبد الله محمد وسيف ابنا رومي بن محمد بن هلال. أبو الحسن علي بن عطاء. وأبو يونس منصور بن إبراهيم بن معالي السقبانيون. وولده يونس المكنى بأبي بكر. وذاكر بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن متوج أبو الفضل. [باب السَّفْطِيّ والسَّقَطِيّ] : وأغفل هذه الترجمة وهي "السفطي" و"السقطي" الأول بالفاء الساكنة والثاني بالقاف، وباقي الحروف في النسبتين متفقة، فالأول:

الشيخ الصالح أبو المهند مرهف بن صارم بن فلاح بن راشد بن عليقة بن منبه بن جوشن الجذامي المنصوري النصري السفطي: بفتح السين المهملة وسكون الفاء بعدها طاء مهملة، وهي قرية بجيزة مصر تعرف بسفط نهيا، صحب الشيخ الزاهد أبا عبد الله القرشي، ولازمه مدة وصحب جماعة من الصالحين وأم بالمسجد الذي بزقاق الطباخ بمصر مدة وكان يقصد للزيارة. كتب عنه الحافظ أبو محمد عبد العظيم شيئا من شعره وذكره في وفياته وسأله عن مولده فذكر ما يدل على أنه في سنة "ثمان وأربعين وخمسمائة". وتوفي في سنة "أربع وثلاثين وستمائة" في شهر رمضان. والثاني: أبو الفتوح ناصر بن عبد العزيز بن ناصر بن عبد الله بن يحيى بن إسماعيل الأغماتي الإسكندري يعرف بابن السقطي: بالقاف، سمع من الحافظ أبي طاهر السلفي والفقيه أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وروى عنهم. مولده في شوال سنة "ستين وخمسمائة" بثغر الإسكندرية. وتوفي بها في خامس شوال وقيل في رابع ذي القعدة سنة "إحدى وثلاثين وستمائة". ولي منه إجازة. وأبو عمرو عثمان بن سعيد بن شبل بن مسلم الطائي السنبسي المالكي الكتبي السقطي: صحب جماعة من المشايخ والصالحين. مولده بمصر سنة "ثلاث وثمانين وخمسمائة". وتوفي بمدينة قوص من صعيد مصر الأعلى في ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة "ثلاث وثلاثين وستمائة". وله شعر جيد، فمن نظمه ما أخبرنا الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي، إجازة، قال أنشدني الشيخ أبو عمرو عثمان بن سعيد السقطي لنفسه: كن حليما إذا أسالك بؤس ... تحظ بين الورى بعيش نفيس واصحب الناس بالتغاضي عن الظلـ ... ـم وكن ذا كرامة للجليس وارض بالدون في حياتك واقنع ... بقليل المطعوم والملبوس فمتاع الدنيا خسيس وقد أفـ ... ـلح من كان زاهدا في الخسيس

باب شامة وباب ستيك

باب شامة وباب ستيك: [باب شامة] : وذكر في باب "شامة" بالشين المعجمة، جماعة، وفاته: الأمير أبو سعيد مسعود بن يرنقش بن عبد الله النجمي يعرف بابن شامة: سمع من أبي يعقوب يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي والأديب أبي الحسن علي بن محمد بن رستم بن الساعاتي الدمشقي وغيرهما. وولداه أبو عبد الله محمد وأبو العباس أحمد سمعا معه من أبي يعقوب بن الطفيل ورويا عنه بالقاهرة. سمعت منهما وسألتهما عن مولدهما، فذكر لي محمد أنه في ثالث ذي القعدة سنة "ثلاث وثمانين وخمسمائة" بالقاهرة وذكر أخوه أنه في سنة "ست وثمانين وخمسمائة" -لا يحق الشهر-. ودخلوا دمشق مرارا ورأيت والدهما ولم يتفق لي السماع منه. والفقيه أبو القاسم محمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان بن أبي بكر المقدسي الشافعي الدمشقي المولد المقرئ المعروف بأبي شامة: فقيه فاضل، ذو فنون عديدة. قرأ القرآن الكريم بالروايات على الإمام العلامة أبي الحسن علي بن محمد السخاوي وصحبه مدة إلى حين وفاته وقرأ عليه العربية وانتفع به، وسمع الحديث من جماعة من شيوخنا ودخل مصر وسمع بها من أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى وغيره، واختصر تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم بن عساكر اختصارا حسنا، لم يخل بشيء من تراجمه، وصنف كتبا في فنون متعددة، واشتغل بالفقه على جماعة منهم شيخنا الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح الشهرزوري، وتصدر للفتوى. مولده بدمشق في أحد الربيعين سنة "تسع وتسعين وخمسمائة". وتوفي بها ليلة الثلاثاء التاسع عشر من شهر رمضان سنة "خمس وستين وستمائة" ودفن يوم الثلاثاء. أنشدني لنفسه بدمشق: ومن كان مسرورا بأرض عراقه ... ويلهيه طيب الشام عن حضرة القرب فطيبة لي إن شاء ربي مسكن ... جوار رسول الله في منزل رحب [باب سِتِّيَك] : وذكر في باب "ستيك" بالسين المهملة المكسورة وبعدها تاء مشددة معجمة من فوقها باثنتين وياء مفتوحة معجمة باثنتين من تحتها وآخرها كاف: ستيك ابنة أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي: سمعت من جدها إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد. سمع منها أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني. وأغفل ذكر: ستيك -وتدعى رقية- بنت الحافظ معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي الأصبهاني: سمعت من فاطمة ابنة أبي سعد البغدادي. سمع منها الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن البكري وأبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي الأشبيلي نزيل دمشق وغيرهما، وأجازت لي جميع ما يجوز لها روايته باستدعاء الحافظ أبي علي بن البكري وإفادته -جزاه الله عنا خيرا-.

باب السجاد وباب شعلة

باب السجاد وباب شعلة: [باب السَّجَّاد] : وذكر في باب "السجاد" بالسين المهملة بعدها جيم مشددة فقال: "وأما السجاد بالسين المهملة والجيم فهو من أهل البيت -عليهم السلام-" "هذا آخر كلامه"، قلت: واشتهر بهذا اللقب: شيخنا الزاهد زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الشافعي الدمشقي المعروف بابن عساكر -رحمه الله-: لأنه كان كثير العبادة، ملازما للصلوات الخمس في الجماعة، دائم التنفل، قل أن يرى إلا مصليا. سمع الحديث من جماعة بقراءة عمه الحافظ المؤرخ أبي القاسم وولده أبي محمد القاسم، وحدث في دار الحديث النورية مكان عمه الحافظ سمعت منه كثيرا وتفرد بالرواية عن جماعة. مولده سلخ ربيع الأول سنة "أربع وأربعين وخمسمائة" بدمشق وتوفي بها صبح يوم الجمعة السابع عشر من صفر سنة "سبع وعشرين وستمائة". ودفن من يومه على الشرف القبلي ظاهر باب النصر. حضرت دفنه والصلاة عليه. [باب شُعْلة] : وذكر في باب "شُعْلة" بضم الشين المعجمة وسكون العين المهملة وفتح اللام، رجلين، وفاته: شيخنا أبو الحسن عبد الرحمن بن راشد بن شعلة بن راشد البيتسوائي الصحراوي: سمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وروى لنا عنه. و"بيت سواء" قرية من غوطة دمشق. ولم نتحقق مولده ولا وفاته. أخبرنا أبو الحسن وأبو محمد عبد الرحمن بن راشد بن شعلة، قراءة عليه وأنا أسمع قال أنبأنا الحافظ أبو القاسم علي بن هبة الله الشافعي من لفظه ونحن نسمع في ذي القعدة سنة "تسع وخمسين وخمسمائة" بمسجد بيت سواء أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن أبي الجن الحسيني الخطيب بدمشق، وأخبرني القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي العجائز أنبأنا أبي "ح" وأخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أبي أحمد قالا أنبأنا أبو المعمر المسدد بن علي الأملوكي أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي أنبأنا أبو صالح يحيى بن محمد زاد الشريف بن محمد وقالا [أنبأنا] ابن زياد بن زبّار الكلبي أنبأنا عمرو بن علي أنبأنا يوسف بن عبد الله مولى بني هاشم أنبأنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان زاد الشريف بن عفان "كذا" يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اصطنع إلى أحد من بني عبد المطلب صنيعة لم يكافئه عليها في الدنيا -أو في هذه الدنيا- فعلي مكافأته إذا لقيني يوم القيامة".

باب شكر

[باب شُكْر] : وذكر في باب "شكر" بضم الشين المعجمة وسكون الكاف وراء آخر الحروف جماعة، وفاته: القاضي أبو الحسن علي بن شكر بن أحمد بن شكر سمع من أبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي والحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي وحدث وسافر إلى الشام والعراق وتوفي في السابع عشر من رجب سنة "ست عشرة وستمائة" بالقاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم. وعمه الوزير الأعز أبو الفوارس مقدام بن أحمد بن شكر المنعوت بالفخر: مولده سنة "إحدى وستين وخمسمائة". وتفقه على مذهب الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس. وسمع الحديث من أبي يعقوب يوسف بن الطفيل الدمشقي، والقاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن المجلي وغيرهما. وتوفي ليلة سلخ شعبان سنة "إحدى وعشرين وستمائة" بالقاهرة، ودفن الغد بسفح المقطم، القرب من قبر عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه-. وأمة العزيز شكر بنت أبي الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفراييني: سمعت من أبيها وأبي نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي وغيرهما. وسمع منها الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي وأخرج عنها في "معجم النساء" من جمعه، وأبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن الموازيني، وغيرهما. أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبد الله محمد بن نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القرشي، قراءة عليه وأنا أسمع برباط عمه الشيخ أبي البيان نبأ -رحمه الله- بدمشق أنبأنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، قراءة عليه ونحن نسمع بجامع دمشق، أخبرتنا شكر بنت أبي الفرج سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد الأسفراييني -وتسمى أمة العزيز أيضا- بقراءتي عليها بدمشق قالت أنبأنا والدي أبو الفرج، وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي، الصوفيان، قراءة عليهما قالا أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه أنبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي أنبأنا مجاهد بن موسى أنبأنا إسماعيل عن يونس بن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها". صحيح. وأبو الفتح مسعود بن أبي بكر بن شكر بن علان المقدسي: سمع من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي وروى عنه. سمعت منه بجبل الصالحية وكان ثقة صالحا. توفي في سنة "ست وعشرين وستمائة" بسفح قاسيون ودفن به. وأبو إسحاق إبراهيم بن شكر بن إبراهيم بن علي بن حسن السخاوي أخو شيخنا الإمام أبي الحسن علي بن محمد السخاوي لأمه: سمع مع أخيه من أبي القاسم البوصيري وغيره وحدث. رأيته وسمعت منه بدمشق. وكان رجلا صالحا، توفي في السابع عشر من ذي القعدة من سنة "إحدى وأربعين وستمائة" بدمشق. وأبو الثناء شكر بن صبرة بن سلامة بن حامد بن منصور المقرئ الإسكندراني حدث عن الحافظ أبي طاهر السلفي وغيره ذكره الحافظ أبو بكر بن نقطة في كتابه "إكمال الإكمال" في باب صبرة.

باب سيما وباب الساماني

باب سيما وباب الساماني: [باب سِيّما] : وذكر في باب "سيما" بكسر السين المهملة بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها جماعة، وفاته: الشيخ الأمير أبو الثناء محمود بن عبد اللطيف بن محمد بن سيما بن عامر بن إبراهيم السلمي الدمشقي: سمع من القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون الموصلي وأبي عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحراني التاجر وأبي محمد عبد المحسن طغدي بن ختلع بن عبد الله البغدادي الفرضي والحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم بن عساكر وأبي يعقوب يوسف بن هبة الله بن الطفيل وغيرهم، وحدث. سمعت منه وهو من بيت مشهور بالعدالة والرئاسة، تولى الحسبة بدمشق مدة وحسنت ولايته وحمدت طريقته وكذلك والده من قبل. مولده بدمشق ليلة عيد الأضحى من سنة "سبع وستين وخمسمائة". وتوفي بها في الثامن والعشرين من شوال سنة "أربع وثلاثين وستمائة ودفن بسفح جبل قاسيون. [باب السامانيّ] : وذكر في باب "الساماني" بالسين المهملة وقبل الياء نون، جماعة، وفاته: أبو نصر فتوح بن نوح بن عيسى بن نوح بن الحسين بن نوح الخولي الساماني المنعوت بالخطير: فقيه حسن الأخلاق، صحب الوزير العالم أبا عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني الكاتب وسمع منه ومن أبي طاهر الخشوعي وروى عنهما. سمعت منه بدمشق، ودخل مصر والإسكندرية وسمع بهما، وسمع بدمشق أيضا من شيخنا قاضي القضاة أبي القاسم بن الحرستاني ومن والدي وغيرهما، وتوفي فجأة يوم الأربعاء العشرين من ذي العقدة سنة "أربع وثلاثين وستمائة" ودفن من يومه بمقبرة الصوفية، ظاهر باب النصر غربي دمشق.

باب الشارعي

[باب الشارعي] : وذكر في باب "الشارعي" بالشين المعجمة المفتوحة وراء مكسورة وعين مهملة رجلا واحدا، وأغفل ذكر: الشيخ أبي الطاهر إسماعيل بن أبي التقي صالح بن ياسين بن عمران الشارعي المقرئ الجيلي البناء الشفيقي: في هذه الترجمة لكنه ذكره في باب "الشقيقي" و"الشفيقي"، سمع بمصر من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي بإفادة الشيخ الصالح المعروف بالرديني، وحدث عنه، وهو آخر من حدث عنه، روى لنا عنه جماعة من أصحابه بدمشق ومصر. سئل عن مولده، فذكر ما يدل على أنه في شوال سنة "خمس عشرة وخمسمائة". وتوفي بجزيرة مصر في يوم السبت الثاني عشر من ذي الحجة سنة "ست وتسعين وخمسمائة"، وهو منسوب إلى الشارع. الموضع المشهور خارج باب زويلة من القاهرة. وقد حدث من أهله غير واحد من شيوخنا أيضا منهم: الفقيه أبو عمرو عثمان بن مكي بن عثمان بن إبراهيم بن شبيب بن غنائم بن محمد بن خاقان السعدي الشافعي الشارعي المفسر الواعظ: سمع أبا طاهر بن ياسين وأبا القاسم البوصيري وابا عمرو عثمان بن أبي بكر إبراهيم بن جلدك بن عبد الله الموصلي القلانسي الحافظ وروى عنهم، وسمع بدمشق من أبي حفص من طبرزد. سمعت منه بمسجده بالشارع، وكان يجلس للوعظ به وبجامع الصالح المجاور له، وحضرت مجلسه مرارا عديدة وسمعته يورد أشياء حسنة، وفيه ذكاء مفرط وهو كثير المحفوظ وله اليد الطولى في عمل الساعات ومعرف الاصطرلاب. توفي بكرة يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة "تسع وخمسين وستمائة" بمسجده بالشارع ودفن من يومه بالقرافة. ووالده الفقيه الصالح أبو الحرم مكي بن الفقيه أبي عمرو عثمان: مولده في شعبان سنة "ست وثلاثين وخمسمائة". سمع من والده ومن الشريف الخطيب أبي الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي وأبي الطاهر عبد المنعم بن موهوب الواعظ وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكيزاني وفارس بن إسماعيل الدميري وأبي محمد عبد الله بن محمد بن فتحون الأندلسي، وسمع بمكة -شرفها الله تعالى- من الحافظ أبي محمد

المبارك بن علي بن الطباخ، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي والشريف أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني وغيرهما، وسمع من جماعة من المتأخرين وحدث بدمشق والشارع، سمع منه الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري، وذكره في معجمه، توفي في ثالث عشر صفر سنة "ثلاث عشرة وستمائة" ودفن من الغد بتربتهم بسفح المقطم. ووالده الفقيه أبو عمرو عثمان: كان أحد الفقهاء على مذهب الإمام الشافعي، لقي الفقيه أبا المعالي مجلي بن جميع صاحب كتاب "الذخائر" واشتغل عليه وعلى غيره وسمع من جماعة وحدث. وأخوه أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي المنعوت بالموفق: تفقه على الفقيه أبي عمرو عثمان بن عيسى المارائي، وسمع من أبي إبراهيم القاسم بن إبراهيم المقدسي وأبي الطاهر بن ياسين وأبي عبد الله بن حمد والزوجين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الدمشقي وفاطمة بنت سعد الخير وجماعة سواهم، واشتغل بالوعظ والتفسير أيضا وجمع مجاميع وله نظم حسن. وكان له ميعاد بمسجد والده بالشارع، وعند قبر جده بسفح المقطم. توفي في الرابع والعشرين من رجب سنة "خمس عشرة وستمائة" ودفن من الغد بتربتهم بسفح المقطم. وأخوهما أبو التقى صالح بن مكي: سمع بإفادة والده بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي وبمصر من أبي إبراهيم القاسم بن إبراهيم المقدسي وأبي الطاهر بن ياسين وغيرهما، وحدث. سمع منه الحافظ المنذري مولده في إحدى الجماديين سنة "إحدى وستين وخمسمائة". وتوفي في الثاني والعشرين من شعبان سنة "ست عشرة وستمائة بثغر دمياط، وهو في حصر العدو -خذله الله تعالى- ذكره الحافظ أبو بكر بن نقطة في كتابه "إكمال الإكمال" ولم يذكر سواه وقال: رأيته ولم أسمع منه شيئا. ورضوان بن رفاعة بن غارات المقرئ الشارعي: سمع من أبوي عبد الله محمد بن رسلان ومحمد بن أحمد بن البناء، وأم بالناس بمسجد سعد الدولة الذي ظاهر القاهرة بقلعة الجبل المحروسة مدة، وكان مشهورا بالصلاح والورع. توفي في الخامس عشر من صفر سنة "ثمان وستمائة" بالشارع ظاهر القاهرة. والشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن رافع بن ترجم بن رافع الشارعي المعروف بعابد: سمع من جدي الإمام أبي الفتح محمود -رحمه الله- ومن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حسين السبيي وغيرهما، وحدث. سمعت منه وكان رجلا صالحا، مشهورا بزيارة قبور الصالحين ومعرفة مواضعها: أقام أربعين سنة يزور بالناس بجبانة مصر، مذكورا بالعفاف والخير. ذكر ما يدل على أن مولده سنة "إحدى وستين وخمسمائة" تخمينا. وتوفي -رحمه الله- في ليلة الاثنين الثاني عشر من شعبان سنة "ثمان وثلاثين وستمائة" بشارع القاهرة ودفن من الغد.

باب الشبلي وباب السبكي

باب الشبلي وباب السبكي: [باب الشِّبْلِيّ] : وذكر في باب "الشبلي" بالشين المعجمة المكسورة وبعدها باء موحدة ساكنة ولام وياء آخر الحروف، رجلين، وفاته: شبلي بن جنيد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الكردي الإربلي: أجاز له أبو الفرج بن كليب ويحيى بن بوش وعبد الوهاب بن سكينة وعبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد، وجماعة، وحدث بمصر رأيته وسمعت منه، وكان فقيها صالحا من بيت كبير مشهور بالفقه والدين سألته عن مولده فذكر أنه في رجب سنة "ست وسبعين وخمسمائة" بمدينة إربل، وسكن القاهرة وحكم ببعض أعمال الديار المصرية، وتوفي بمدينة إخميم في سنة "ثلاث وخمسين وستمائة" على ما بلغني. وبشار بن عبد الله الأرمني الشبلي مولى شبل الدولة أبي المسك كافور بن عبد الله الحسامي: سمع أبا علي بن حنبل بن عبد الله البغدادي وأبا حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب وغيرهما، وحدث بدمشق وكان يكتب خطا حسنا. توفي في ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان سنة "أربع وخمسين وستمائة" بدمشق. ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة بسفح قاسيون. وأبو الخير سعد بن عبد الله الحبشي الشبلي أيضا: سمع أبا طاهر الخشوعي وروى عنه. سمعت منه. وأبو سعيد طغريل بن عبد الله التركي الشبلي الحسامي: سمع أبا طاهر الخشوعي أيضا وحدث. رأيته وسمعت منه، وتوفي بدمشق يوم السبت الحادي عشر من ربيع الآخر سنة "ست وثلاثين وستمائة" ودفن بسفح قاسيون. [باب السُّبْكيّ] : وفاته ترجمتان وهما "السبكي" بالسين المضمومة المهملة بعدها باء موحدة ساكنة وكاف وياء النسب وهو: القاضي الفقيه أبو حفص عمر بن عبد الله بن صالح بن عيسى السبكي المالكي: فقيه فاضل عالم، ولد بقرية تعرف الصالحية من الأعمال القليوبية من إقليم الديار المصرية، وتفقه على الفقيه الدرعي بالمدرسة المالكية بمصر ثم على الحافظ أبي الحسن

علي بن المفضل المقدسي بالقاهرة بالمدرسة الصاحبية، وصحبه إلى حين وفاته وسمع منه ومن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المحلي وغيرهما، وروى عنهما وولي الحسبة في الأيام الكاملية بالقاهرة وعقود الأنكحة مدة، وكان حسن السيرة محمود الطريقة ثم تولى الحكم في جميع أعمال الديار المصرية الملكية الظاهرية حين ولي القضاء والحكم على المذاهب الأربعة، ودرس بالمدرسة الصالحية بالقاهرة وأفتى وانتفع به جماعة. وتوفي في ليلة تسفر عن يوم الأحد الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة "تسع وستين وستمائة" ودفن من الغد بظاهر "باب النصر" ظاهر القاهرة. و"السيلي" بفتح السين المهملة وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها وبعدها لام وياء آخر الحروف نسبة إلى "سيلة" بلدة بقرب البهنسا منها: الشيخ الصالح أبو عبد الكريم عبد الله بن بدران بن محمد بن الفضل بن علي بن عرام الخزاعي السيلي: كان من الصالحين المشهورين، يزار ويتبرك به. ذكره الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري في وفياته وقال: اجتمعت معه مرات وكتبت عنه ورأيت له حالا حسنا، وتوفي في التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة "خمس وثلاثين وستمائة".

باب السنهوري والشنهوري

[باب السَّنْهُورِيّ والشَّنْهُورِيّ] : وفاته هذه الترجمة وفي "السنهوري" و"الشنهوري"، أما الأول بالسين المهملة المفتوحة والنون الساكنة بعدها هاء وواو وراء مهملة وياء آخر الحروف فهو: الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن خلف بن منصور الغساني السنهوري من "سنهور" المدينة من عمل الغربية من إقليم الديار المصرية. رجل فاضل عالم، دخل خراسان، وسمع بها من المؤيد بن محمد الطوسي وغيره وسافر إلى بلاد المغرب واجتمع بفضلائها وكان ينتحل مذهب ابن حزم، وحدث بشيء يسير. دخل دمشق وسمع بها من الحافظ أبي محمد بن عساكر، ودخل حلب. والثاني بالشين المعجمة المفتوحة، وباقي الحروف مثل الأول [شنهوري] نسبة إلى "شنهور" بلد بالقرب من قوص من صعيد مصر الأعلى وهو: الأديب أبو ثابت عبد الله بن ثابت بن عبد الخالق بن عبد الله بن رومي بن إبراهيم بن حسين بن عرفة بن هدية التجيبي والشنهوري الخطيب: كتب عنه الحافظ أبو محمد عبد العظيم شيئا من نظمه وسأله عن مولده فذكر ما يدل على أنه ولد سنة "سبعين وخمسمائة" بشنهور. وتوفي في شهر رمضان سنة "ثمان وعشرين وستمائة" ببلده.

باب الشعيري وباب الشقاني وباب صابر

باب الشعيري وباب الشقاني وباب صابر: [باب الشَّعِيريّ] : وذكر في باب "الشعيري" بالشين المعجمة المفتوحة وكسر العين المهملة، وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين جماعة، وفاته: أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري: حدث عنه أبو الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم الجنزوي. وشيخنا الصالح أبو محمد، وسماه بعض الطلبة "ذاكر الله" بن أبي بكر بن أبي الحسن بن هبة الله بن علي بن عبد الوهاب بن الشعيري: سمع من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر وحدث ورأيته وسمعت منه وكان أثر الخير والصلاح عليه ظاهرا. [باب الشَّقّانيّ] : وذكر في باب "الشقاني" بفتح الشين المعجمة وتشديد القاف المفتوحة وبعضهم يقول بكسر الشين والمشهور بفتحها جماعة، وهما جبلان في كل واحد منهما شق يخرج منه الماء فقيل لهما "شقان"، وفاته: الشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد الشقاني المنعوت بالمحيي: قدم مصر وسمع بها من الإمام أبي محمد بن بري والشيخ أبي الفتح بن الصابوني جدي وأبي القبائل عشير بن أحمد الحيلي، وأبي القاسم البوصيري وأبي عبد الله المسعودي -ويكنى بأبي سعيد أيضا- وغيرهم، وولي القضاء بمدينة أقصر من بلاد الروم. وتوفي بمدينة سيواس في شهر ربيع الأول سنة "اثنتي عشرة وستمائة". وابن أخته أبو عمرو عثمان بن أبي نصر بن عثمان بن محمد الكتامي الشقاني الصوفي: مولده بحلب سنة "خمس وستين وخمسمائة". سمع بإفادة خاله من أبي القبائل عشير المذكور وأبي القاسم البوصيري وغيرهما. وحدث بالقاهرة. رأيته وسمعت منه، وتوفي يوم الخميس رابع محرم سنة "ست وأربعين وستمائة" بالقاهرة. [باب صابر] : وذكر في باب "صابر" بالصاد المهملة بعدها ألف وباء موحدة مكسورة وراء آخر الحروف، جماعة، قلت: وذكرت أنا: صاحبنا المحدث الفاضل أبا جعفر أحمد بن محمد بن صابر بن محمد بن صابر بن منذر القيسي المالقي ويكنى بأبي العباس أيضا: شاب مفتن. مولده في المحرم سنة

"خمس وعشرين وستمائة" بمألقة. ورد إلى مصر لطلب الحديث، ولقاء المشايخ والعلماء فسمع بها على جماعة من أهلها ومن القادمين إليها وخرج وانتخب، وجمع وكتب، ثم رحل إلى دمشق فسمع بها من جماعة من شيوخنا. وتوجهت إليها لمهم عرض، فاجتمعت به فوجدته متوعكا، بيد أنه لم ينقطع عن الحركة، يتردد إليّ، ويقرأ عليّ، مدة مقامي بها، فلما عزمت على العودة إلى الديار المصرية سألني أن يسافر صحبتي وأن يكون من جملة رفقتي، فأجبته إلى المطلوب، وعادلته في الركوب، وقرأ علي في المنازل والبلاد، كعادة الطلبة أرباب الإسناد، وكتبت عنه أيضا من نظمه ما تيسر كتابته، وعمت فائدته، فلما وصلنا إلى مصر المحروسة زاد ما به من الألم، ولم يقم بها إلا أياما يسيرة وسلم، فاخترمته المنية، وانقطعت منه الأمنية، فتوفي -رحمه الله- يوم الخميس الثامن من شعبان سنة "اثنتين وستين وستمائة" بالقاهرة ودفن من يومه بالقرافة. أنشدني لنفسه بقرية الصالحية بديها: أقول ونفسي لا تزال مشوقة ... إليكم ولكن علها وعساها تعيد وتبدي في المنى بلقائكم ... ولا تتعداه فنون مناها متى نلتقي يوما وتفرغ هذه ... ونبني على يوم اللقاء سواها وذكر في باب "الصباح" بفتح الصاد المهملة وبعدها باء موحدة مشددة جماعة، وفاته "صباح" بفتح الصاد المهملة وتخفيف الباء الموحدة وهو: الأديب الفاضل الفضل بن مسعود بن محمد يعرف بابن صباح: الموصلي شاعر مشهور، وأديب مذكور، أجاز لي جميع ما سمعه ورواه في ربيع الآخر من سنة خمس وثلاثين وستمائة بالموصل وكتب لي خطه بذلك.

باب صغير

[باب صَغِيْر] : وذكر في باب "صغير" بفتح الصاد المهملة وبعدها غين معجمة مكسورة، رجلين، وأغفل ذكر: الأديب الفاضل أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن خالد الخالدي المخزومي المعروف بابن القيسراني الحلبي: من ولد خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أصله من قيسارية الشام وولد بعكا ثم انتقل إلى حلب بعد استيلاء الفرنج عليها أديب فاضل، قرأ الأدب على توفيق بن محمد وأبي عبد الله بن الخياط، وكان شاعرا مكثرا، حسن النظم والنثر، وله ديوان كبير، فاضلا في علم الهيئة والنجوم سمع بحلب من الخطيب أبي طاهر هاشم بن أحمد الحلبي وغيره. سمع منه الحافظان أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر، وذكره في تاريخه، وأبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني وأبو المعالي الحظيري وأبو الفداء إسماعيل بن علي بن عبد الله الموصلي الواعظ وغيرهم مولده في سنة "ثمان وسبعين وأربعمائة" بعكا، وتوفي بدمشق ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان سنة "ثمان وأربعين وخمسمائة"، ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس ... أجاز لشيخنا أبي القاسم بن صصرى جميع مسموعه ونظمه ونثره. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله محفوظ بن صصرى الربعي. إجازة، قال: كتب لي الأديب أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني، وأنشد لنفسه من قصيدة: خذوا حديث غرامي عن ضنى بدني ... أعيا لسان الهوى عن دمعي اللسن وخبروني عن قلبي وساكنه ... فربما اشتكل المعنى على الفطن هذا الذي سلب العشاق نومهم ... أما ترى عينه ملأى من الوسن تفرق الحسن إلا في محاسنه ... ويلاه من فتن جمعن في فنن أمسى غرامي بذاك القد يوهمني ... أن اعتلال الصبا شوق إلى الغصن وولده أبي البقاء خالد المنعوت بالموفق: [كان] كاتبا مجيدا في الخط كثير التحرير لخطه، متبعا طريقة علي بن هلال الكاتب المعروف بابن البواب اتباعا حسنا لا سيما في قلم "المحقق" فإنه أبدع فيه. خدم الملك العادل نور الدين محمود ابن زنكي صاحب الشام -رحمه الله- بحلب، وتقدم عنده وولي وزارته، وسيره رسولا إلى ديار مصر فسمع بها من أبي محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير، ودخل الإسكندرية فسمع بها من الحافظ أبي طاهر السلفي ثم عاد إلى دمشق وسمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر، وحدث بحلب. سمع منه جماعة منهم شيخنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي الحلبي، وأجاز لشيخنا أبي محمد عبد الله المسمى أيضا بعبد السلام بن شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر ابن حمويه. توفي بحلب يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة سنة "ثمان وثمانين وخمسمائة". وولده أبي جعفر يحيى [بن خالد] المنعوت بالشهاب: كان من الرؤساء المشهورين، والكبراء المعروفين بمدينة حلب، تقدم عند ملكها الظاهر، وكان له منه الحظ الوافر. سمع من شيخنا أبي حفص بن طبرزد عند قدومه حلب وحدث عنه. رأيته بدمشق وسمعت منه وسألته عن مولده فذكر أنه في سلخ شهر رمضان سنة "سبع وثمانين وخمسمائة" بحلب. وأخيه أبي المكارم سعيد [بن خالد] : سمع أيضا من أبي حفص بن طبرزد وروى عنه. اجتمعت به بدمشق وسمعت منه. وتوفي يوم الخميس السابع من صفر سنة "خمسين وستمائة". وابن أخيهما الوزير أبي حامد محمد بن محمد المنعوت بالعز: سمع معهما أيضا من أبي حفص بن طبرزد وحدث عنه. اجتمعت معه وقرأت عليه بدمشق وتقدم عند ملكها الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز صاحب حلب، ووزر له بدمشق وسألته عن مولده فأخبرني أنه في الحادي والعشرين من المحرم سنة "إحدى وتسعين وخمسمائة" بحلب. وتوفي بدمشق يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة "ست وخمسين وستمائة" ودفن من يومه. وابن عمهم أبي العباس أحمد بن نصر الله بن أبي بكر بن نصر بن صغير القيسراني: مولده في شوال سنة "تسع وستين وخمسمائة" بدمشق. سمع من أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن الموازيني. وروى عنه. سمعت منه وكان له سمت حسن. توفي يوم الأحد الثاني عشر من شوال سنة "خمسين وستمائة" بدمشق.

باب الصوري

[باب الصُّوْرِيّ] : وذكر في "الصوري" بالصاد المهملة المضمومة، جماعة من أهل صور، وفاته: الشيخ الصالح أبو الجيوش عساكر بن علي بن إسماعيل بن نصر الصوري المولد القاهري الدار والوفاة المقرئ النحوي الشافعي المعدل: مولده سنة "تسعين وأربعمائة" بصور. قدم إلى مصر وسمع بها من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الرازي وحدث عنه وقرأ القرآن على الشريف الخطيب أبي الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي وأبي الحسين أحمد بن محمد بن شمول المقرئ وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن القاسم الحضرمي نفطويه وتصدر بالجامع الظاهري بالقاهرة مدة. روى لنا عنه أبو الميمون عبد الوهاب بن وردان وأبو محمد عبد الدائم بن عبد المحسن بن الدجاجي وغيرهما. وتوفي يوم الخميس التاسع من المحرم سنة "إحدى وثمانين وخمسمائة" بالقاهرة، ودفن يوم الجمعة. وأبو الحسن علي بن يوسف بن أبي الحسن بن أبي المعالي الدمشقي التاجر المعروف بابن الصوري: رجل حسن، سافر إلى خراسان ودخل نيسابور فسمع بها من أبي الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وزينب بنت عبد الرحمن الشعرية، والإمام أبي بكر القاسم بن أبي سعد عبد الله بن عمر بن الصفار وروى عنهم بدمشق ومصر، سمعت منه وسألته عن مولده فقال: في شهور سنة "سبع وسبعين وخمسمائة" بدمشق. وتوفي بها يوم الأحد الثامن والعشرين من المحرم سنة "أربع وخمسين وستمائة". وأبو محمد عبد القوي بن عبد الواحد بن عبد الغالب الصوري الزيات: سمع أبا القاسم البوصيري وروى عنه وذكر أنه سمع بدمشق من الخطيب أبي القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولعي. رأيته وسمعت منه بمصر.

باب الصوري

[باب الصوري] : وفاته هذه الترجمة وهي "الصوري" بضم الصاد أيضا إلا أن الواو مفتوحة مشددة [نسبة إلى صور] وهي بليدة على شط الخابور منها: أبو الحسن علي بن عبد الله بن سعد الله الخابوري الصوري الضرير المقرئ: نزيل حلب. سمع بها من شيخنا الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي وأبي القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، وجماعة. قال الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي: هو رفيقنا، سمع معنا الحديث كثيرا بحلب وكتبت عنه شيئا من الشعر.

حرف الطاء والظاء

حرف الطاء والظاء: [باب الطاهر] : وذكر في باب "الطاهر" بالطاء المهملة، جماعة، وفاته: القاضي الأصيل أبو العباس الطاهر ابن القاضي أبي المعالي محمد ابن القاضي أبي الحسن علي ابن القاضي المنتجب أبي المعالي محمد ابن القاضي أبي المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين القرشي الأموي العثماني الدمشقي المنعوت بالزكي: قاضي القضاة بدمشق، من بيت مشهور كبير، حكم منه جماعة، وكان فقيها مهيبا، صلبا في الأحكام، عليه جلالة ورئاسة ووقار. سمع من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي وأبي طاهر الخشوعي وعبد الرزاق النجار وأبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري وأبي علي حنبل بن عبد الله الرصافي وغيرهم، وحدث بدمشق. رأيته ولم يتفق لي السماع منه، ودخل مصر وتوفي في الثالث والعشرين من صفر سنة "سبع عشرة وستمائة" بدمشق، ودفن من الغد بالتربة المعروفة بهم بسفح جبل قاسيون.

باب طغان وطعان

[باب طُغان وطِعَان] : وذكر في باب "طغان" و"طعان"، الأول بضم الطاء المهملة وغين معجمة مفتوحة وبعد الألف نون، جماعة، وأغفل ذكر: الفقيه أبي عبد الله محمد بن طغان بن بدر بن أبي الوفاء الشافعي: سمع من الشريف الخطيب أبي الفتوح ناصر وأبي محمد بن بري وغيرهما وحدث. وتوفي في سابع المحرم سنة "أربع وستمائة" بمصر ودفن بسفح المقطم، وينعت بالكهف. والشيخ أبي الحسن علي بن المختار بن نصر بن طغان العامري المحلي المولد، الإسكندراني الدار، المنعوت بجمال الملك المعروف بابن الجمل: من أولاد أمراء المصريين. سمع من الحافظ أبي طاهر السلفي، والفقيه أبي الطاهر بن عوف، وذكر أنه سمع من الشريف أبي محمد العثماني المعروف بابن أبي اليابس وحدث بالإسكندرية ومصر عن الحافظ أبي طاهر السلفي وابن عوف. رأيته بمصر والإسكندرية وسمعت منه بها وذكر لي أنه دخل دمشق مرارا. وأضر في آخر عمره. سألته عن مولده فقال: في مستهل المحرم سنة "ثمان وأربعين وخمسمائة" بالمحلة. وتوفي بمصر عشية يوم الأحد ثامن عشر شعبان سنة "ثمان وثلاثين وستمائة"، وصلي عليه يوم الاثنين بعد صلاة الظهر، بالجامع العتيق، ودفن بسفح المقطم. وأما "طعان" بالطاء المكسورة وفتح العين فقد ذكره، وفاته ذكر ولديه وهما: أبو بكر عبد الله وأبو عمر عبد الرحمن ولدا أبي العباس أحمد بن ناصر بن طعان الطريفي البصروي: سمعا من أبي طاهر الخشوعي وأبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري وغيرهما، وحدث عنهما. سمعت منهما بدمشق. ولد أبو بكر عبد الله في شهور سنة "أربع وثمانين وخمسمائة" وولد أبو عمر في سنة "سبع وثمانين وخمسمائة". وتوفي فجأة يوم السبت مستهل ذي القعدة من سنة "ثلاث وستين وستمائة". ودفن يوم الأحد بسفح قاسيون.

حرف الظاء

حرف الظاء: باب ظبية وباب ظهير وطهير: [باب ظَبْيَة] : وذكر في باب "ظبية" بفتح الظاء المعجمة وتقديم الباء الموحدة الساكنة على الياء المفتوحة المعجمة باثنتين من تحتها، جماعة، وفاته: أم عثمان ظبية بنت جبارة: معتقة شيخنا أبي محمد عبد الوهاب بن رواج. روت بالإسكندرية عن أبي القاسم عبد الرحمن ابن عبد الواحد بن غلاب وغيره، وسماعها صحيح. سمع منها جماعة من أصحابنا. مولدها في سنة "أربع وستمائة". وتوفيت في شعبان سنة "اثنتين وأربعين وستمائة" بالإسكندرية. وأبو العباس أحمد بن محمد بن صدقة الموصلي المعروف بابن ظبية: وهي أمه، عرف بها. مات سنة "ست وستمائة". ذكره المبارك بن الشعار الموصلي في "شعراء الزمان" من تأليفه. [باب ظَهِيْر وطُهَيْر] : وذكر في باب "ظهير" و"طهير"، الأول بالظاء المعجمة المضمومة، والثاني بضم الطاء المهملة، جماعة، وفاته في باب "طهير" بالطاء المهملة: أبو حامد عبد الرحمن بن أبي العباس أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن طهير الموصلي: سمع أبا حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وروى عنه. سمع منه صاحبنا الإمام أبو محمد التوني بالموصل، وذكر الحافظ أبو بكر بن نقطة والده في كتاب "إكمال الإكمال".

حرف العين

حرف العين: باب عابد وباب عبد: [باب عابد] : وذكر في باب "عابد" بالعين المهملة المفتوحة والباء الموحدة المكسورة بعدها دال مهملة، جماعة، وفاته: شيخنا الصالح أبو محمد عبد الله بن رافع بن ترجم بن رافع الشارعي المنعوت بعابد: تقدم ذكره في "الشارعي". والفقيه العلامة أبو الثناء محمود بن عابد بن الحسن بن محمد بن علي التميمي الصرخدي الحنفي: أحد الفضلاء المتميزين، والعلماء الصالحين. جمع بين الفقر والأدب، والقناعة وعدم الطلب. منقطع عن الناس، قليل التردد إليهم، مع نزاهة نفس وصبر على القلة والإفلاس، محبوب الصورة، حسن العشرة، كريم الأخلاق جمع في نظمه بين الرقة والفصاحة، والمعاني الحسنة الوضاحة، لم يسترفد به من أحد من أرباب المناصب الدنيوية بل يسعف به من يسأله رفدا وتحصيلا للأجر في الأخروية. سمعت من نظمه كثيرا، وكتبت عنه علما غزيرا. [باب عَبْد] : وذكر في باب "عبد" بالعين المهملة المفتوحة بعدها باء موحدة ساكنة ودال مهملة آخر الحروف فقال: "أما عبد فجماعة". قلت: وأغفل ذكر: الفقيه أبي البركات الخضر بن شبل بن الحسين بن علي بن عبد الواحد الحارثي يعرف بابن عبد: خطيب جامع دمشق ومفتيها. فقيه فاضل، كثير المحفوظ، متفنن، لا يعتمد على إيراد المعهود بين الناس بل يأتي من كل فن بطرف وكان متحريا في فتاويه وفي شهاداته، سمع الشريف أبا القاسم النسيب، وأبا الحسن علي بن الموازيني وأبا طاهر الحنائي وأبا القاسم عبد المنعم بن علي بن الغمر الكلابي وأبا الوحش سبيع بن المسلم المقرئ، وجماعة كثيرة من شيوخ دمشق. وصحب الفقيه أبا الحسن بن قبيس، وتفقه على جمال الإسلام أبي الحسن علي بن المسلم وأبي الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وكتب بخطه كثيرا من الحديث والفقه. وله إجازات عالية من جماعة من أهل بغداد، ودرس الفقه

في سنة ثماني عشرة وخمسمائة في حلقة ابن الفرات بجامع دمشق. سمع منه الحافظ أبو طاهر السلفي بدمشق وكتب عنه في معجم السفر وأثنى عليه وقال: كان يتوقد ذكاء ويفيدني عن الشيوخ. وكفى بذلك فخرا. وكتب أيضا عن أبيه "شبل" وسمع منه الحافظ أبو القاسم بن عساكر وذكره في تاريخه، ودخل حلب وحدث بها. روى لنا عنه جماعة من شويخنا منهم القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي وأبو البركات الحسن بن محمد بن عساكر وأبو القاسم بن صصرى. مولده في سنة "ست وثمانين وأربعمائة". وتوفي في ذي القعدة سنة "اثنتين وستين وخمسمائة" بدمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس. وولده أبي محمد عبد المنعم: سمع من القاضي أبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي المعروف بابن البُنّ وروى عنه. سمع منه شيخنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي وروى لنا عنه في معجم شيوخه. توفي بقرية تسمى "الشجرة" من أعمال طبرية، في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة "خمس وتسعين وخمسمائة" ودفن بها. ووَلَدِ وَلَدِهِ أبي محمد عبد الرحمن بن عبد المنعم المذكور: سمع القاضي أبا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون والفقيه أبا المعالي مسعود بن محمد النيسابوري الطريثيثي المنعوت بالقطب وأبا طاهر الخشوعي والحافظ أبا محمد القاسم بن عساكر وغيرهم وروى لنا عنهم. مولده في ربيع الآخر سنة "اثنتين وستين وخمسمائة". وتوفي بدمشق يوم الأربعاء وقت العصر السابع من المحرم سنة "اثنتين وأربعين وستمائة" ودفن يوم الخميس ثامنه بمقبرة باب الفراديس. وأخيه أبي نصر عبد العزيز بن عبد المنعم: سمع أبا طاهر الخشوعي وشيخ الشيوخ أبا الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل ابن أبي سعد النيسابوري وغيرهما وحدث. سمعت منه.

باب عنبر وعنتر وباب عزون وباب عوة

باب عنبر وعنتر وباب عزون وباب عوة: [باب عَنْبَر وعَنْتَر] : وذكر باب "عنبر" و"عنتر"، الأول بباء موحدة، بعد النون، والثاني بتاء معجمة بنقطتين من فوقها بعد النون وراء مهملة آخرهما، جماعة، وفاته في الأول: أبو الطيب عنبر بن عبد الله الحبشي الحنبلي مولى ابن أبي الكرم الحمصي: سمع ببغداد من جماعة من أصحاب أبي الوقت وأصحاب أبي الفتح بن البطي وغيرهم، وبدمشق من جماعة من شيوخنا وكان يخدم أصحاب الحديث ويفيدهم عن الشيوخ، وحدث. وفاته في الثاني [عنتر] : القاضي الثقة أبو محمد عنتر بن علي بن عنتر الشيباني البغدادي: نزيل دمشق. سمع بها من أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي وغيره، وتولى القضاء ببصرى مدة ثم صرف وأقام بدمشق يعقد الأنكحة ويشهد إلى حين وفاته، ولم أتحقق مولده ووفاته. [باب عَزُّوْن] : وذكر في باب "عزون" بفتح العين المهملة وتشديد الزاي وضمها وسكون الواو وآخره نون، رجلا واحدا، وفاته: الفقيه أبو محمد عبد القوي بن أبي العز عزون بن داود بن عزون بن الليث بن منصور الأنصاري الغزي الأصل المصري المولد والدار المقرئ الشافعي: قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشيخ أبي الجود غياث بن فارس اللخمي وتفقه على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وسمع بمصر من أبي الطاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين وأبي القاسم البوصيري وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي والحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر وأبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وأبي الثناء حماد بن هبة الله الحراني وفاطمة بنت سعد الخير وغيرهم. وسمع بدمشق من أبي طاهر بركات ابن إبراهيم الخشوعي وغيره، وبالموصل وحلب وغيرهما، وأم بالمسجد المعلق المعروف بالأمير جهاركس بالقاهرة، وحدث بدمشق والقاهرة وسمعت منه بهما، وكان من أهل التعفف والصيانة، والتحري والديانة. سألته عن مولده فذكر ما يدل على أنه في ليلة العاشر من المحرم سنة "سبع وستين وخمسمائة" بالقاهرة. وتوفي -رحمه الله- بها يوم الاثنين رابع عشر شوال سنة "أربعين وستمائة" ودفن من يومه بسفح المقطم. وولده أبو الطاهر إسماعيل: سمع بإفادة والده بمصر من شيوخه المقدم ذكرهم في ترجمته وحدث عنهم سوى الخشوعي والحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر، سمعت منه بالقاهرة. وتوفي في الليلة المسفر صباحها عن يوم السبت الثاني عشر من المحرم سنة "سبع وستين وستمائة" بمسجد الذخيرة ظاهر القاهرة، ودفن يوم السبت بسفح المقطم. [باب عَوَّة] : وذكر في باب "عوة" بالعين المهملة المفتوحة والواو المشددة المفتوحة رجلا واحدا وحكى أن الأمير أبا نصر ذكره في كتابه ولم ينسبه وذكر هو نسبه. قلت: وشيخنا أبو حفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح بن أبي نصر بن محمد بن عوة الجزري التاجر: من أهل جزيرة ابن عمر. سمع بمصر من أبي القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأقام بدمشق مدة إلى حين وفاته، وحدث بها. رأيته وسمعت منه وكان من أهل الدين والصلاح. مولده في بعض شهور سنة "ثلاث وثمانين وخمسمائة" كذا وجدته بخطه. وتوفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة "ست وخمسين وستمائة" بدمشق.

باب عقيل وغفيل

[باب عَقِيْل وغُفَيْل] : ذكر في باب "عقيل" و"غفيل"، الأول بالعين المهملة المفتوحة وبعدها قاف مكسورة وياء ساكنة، جماعة، والثاني بالغين المعجمة المضمومة بعدها فاء مفتوحة وياء ساكنة. ذكر فيه رجلا واحدا، وفاته في باب "عقيل". أبو منصور المفضل بن عقيل بن حيدرة بن علي البجلي: سمع أبا القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان الأزدي وحدث روى لنا عنه أبو الحسن محمد بن جعفر القرطبي وأبو محمد عبد الرزاق بن أبي الغنائم بن ياسين الدقوقي المقرئ، وهو من بيت مشهور بالرئاسة والتقدم، وسيأتي ذكر ابن أخيه إن شاء الله تعالى. وأبو طالب عقيل بن أبي الفتيان نصر الله بن أبي طالب عقيل بن أبي الفوارس المسيب بن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الكلابي المعروف بابن الصوفي: من بيت رئاسة وتقدم، وكان رجلا حسنا، نزه النفس، متقللا من الدنيا، عنده قناعة وصبر. سمع من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي وأبي الفوارس الحسن بن عبد الله بن بركات بن شافع الدمشقي وروى لنا عنهما وكانت له إجازة من أبي الفوارس بن شافع المذكور. مولده في السابع والعشرين من رجب سنة "تسع وستين وخمسمائة". وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة "ثلاث وأربعين وستمائة" بدمشق. وأبو عبد الله محمد بن عقيل بن سالم بن عقيل بن التنبي يعرف بابن الإمام، تقدم ذكره في باب "التنبي". وأبو عبد الله محمد بن أبي المظفر نصر بن عقيل بن نصر بن عقيل النخعي الإربلي: تفقه على والده والعماد بن يونس وقرأ الأدب على أبي الحرم مكي بن ريان الماكسيني وغيره، وله نظم جيد. كتبت عنه بدمشق. مولده في شهر رجب سنة "اثنتين وسبعين وخمسمائة" بإربل، وتوفي ليلة السبت ثاني عشر محرم سنة "ثلاث وثلاثين وستمائة" بدمشق. وأبو المكارم محمد بن عقيل بن عبد الواحد بن كروس السلمي الدمشقي: من بيت رئاسة وجلالة، وأمانة وعدالة، ولي الحسبة بدمشق فحمدت سيرته، وشكرت ولايته. سمع الحافظ أبا محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم بن عساكر بمكة، وبدمشق الأمين أبا الحسن أحمد بن حيوش بن فتيح الغنوي، وحدث. سمعت منه وسألته عن

مولده فقال: في شهور سنة "أربع وستين وخمسمائة" بدمشق. وتوفي بها يوم الاثنين سابع عشر شوال سنة "إحدى وأربعين وستمائة" ودفن بداره. والرئيس أبو محمد عبد الباقي بن محمد بن عقيل بن حيدرة بن علي البجلي يعرف بابن النفيس: أصلهم من الرملة مدينة بساحل الشام، وبيتهم مشهور بالرئاسة والتقدم. سمع الحافظ أبا القاسم علي بن الحسين بن عساكر وروى عنه. سمعت منه وسألته عن مولده فقال: في ليلة السبت العشرين من جمادى الآخرة سنة "ثمان وأربعين وخمسمائة" بدمشق. وتوفي ليلة الأحد مستهل شهر رمضان سنة "سبع وعشرين وستمائة" بدمشق ودفن يوم الأحد بمقبرة باب الفراديس. وأبو العز المظفر بن أبي طالب عقيل بن حمزة بن علي بن الحسين الشيباني الصفار: سمع الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن بن عساكر، وروى عنه. سمعت منه. مولده سنة "سبع وخمسين وخمسمائة" بدمشق. وتوفي يوم الأحد الثالث والرابع والعشرين من جمادى الأولى، على الاختلاف في رؤية الهلال، من سنة "ثمان وعشرين وستمائة". ودفن من غده يوم الاثنين بسفح قاسيون بالقرب من كهف جبريل. حدث قبل وفاته بأربعة أيام عن الحافظ أبي القاسم بجزء واحد. وأما "غفيل" بالغين المعجمة المضمومة بعدها فاء مفتوحة وياء ساكنة فقد ذكر فيه رجلا واحدا، وفاته: أبو الخير خلف بن فضل الله بن خلف بن رجب بن غفيل بن إبراهيم بن علي السلمي الزملكاني: و [زملكان] هي قرية من غوطة دمشق، ويكنى بأبي القاسم أيضا. سمع أبا حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وحدث عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا بدمشق. ومولده قبل "التسعين وخمسمائة". وذكر في باب "غوث" بالغين المعجمة بعدها واو وثاء معجمة بثلاث، جماعة، وفاته: الأديب أبو الفرج غوث بن أسامة الحموي القيسي: أديب فاضل، دخل مصر ومدح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وولده الملك الأفضل نور الدين عليا. سمع منه جماعة من شيوخنا وغيرهم وكتبوا عنه، منهم الإمام أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن المسعودي والفقيه أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي والقاضي أبو القاسم حمزة بن علي بن عثمان المخزومي وأبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي وأبو يعقوب يوسف بن الطفيل وولده عبد الرحيم وأبو الحسن مرتضى بن العفيف حاتم بن المسلم وأبو محمد عبد

المحسن بن إبراهيم الدجاجي وولده عبد الدائم وأبو محمد عبد الله بن خلف وعبد الخالق بن علي بن زيدان وعبد القوي بن عبد الخالق، المسكيون، أنشدنا أبو محمد عبد الدائم بن عبد المحسن بن الدجاجي بالقاهرة قال أنشدنا أبو الفرج غوث بن أسامة القيسي الحموي لنفسه، بدار الوزارة بالقاهرة، من قصيدة يمدح بها الملك الأفضل علي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب -رحمه الله تعالى-: هل آخذ لدمي بثار ... من لحظ آنسة نوار عذراء طاب لعاشق ... في حبها خلع العذار قد وكلت خدا وطر ... فا يؤذنان بالبوار قويا علي فأضعفا ... ني باحمرار واحورار من لي بجارحة حشا ... ي بحد خد جلناري قلبي رهين بين ماء ... مائر فيه ونار ومهفهف كالريم ليـ ... ـس بآنس بادي النفار يبدي محيا تحت ليـ ... ـل ذوائب مثل النهار عذري به قد أوضحتـ ... ـه للائمي لام العذار كم من طواف حول كعـ ... ـبة حسنه لي واعتمار يا صاح قم لا الصبا ... ح وهم فجر بانفجار فإلام نوم عن معا ... ل ليس تدرك بانتظار أو ما ترى طي الظلا ... م وقد تيهأ لانتشار والشرق قد مالت كوا ... كبه إلى الغرب المغار والبدر مبتدر الغرو ... ب بدا كمنفصم السوار والنجم مجمع رحلة ... قد أزعجته عن القرار والطرف مثل الطرف ركـ ... ـضا في مجال الجو جاري والنسر مستن السبيـ ... ـل إلى سراه أخو اضطرار هذه قصيدة طويلة اقتصرت منها على هذه الأبيات.

حرف الغين

حرف الغين: [باب الغضاري] : ذكر في باب مشتبه النسبة من "حرف الغين المعجم" في باب "الغضاري" بفتح الغين والضاد المعجمتين، جماعة، وفاته: شيخنا أبو محمد عبد الصمد بن داود بن محمد بن سيف الأنصاري الغضاري المقرئ: سمع الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي وأبا عبد الله محمد بن الرحبي وأبا الطاهر بن ياسين الشقيقي، وأبا سعيد محمد بن عبد الرحمن المأموني وأبا القاسم البوصيري وأبا محمد بن بري وأبا المفاخر سعيد بن الحسين المأموني وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السيبي وأبا عبد الله محمد بن منصور الحضرمي وغيرهم، وحدث عنهم. سمعت منه وسألته عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة "أربع وستين وخمسمائة" بمصر. وتوفي بها ليلة الأربعاء عاشر شعبان سنة "تسع وعشرين وستمائة".

حرف الفاء

حرف الفاء: باب الفارض وباب فراس وباب فرج: [باب الفارض] : وذكر في باب "الفارض" بفتح الفاء وكسر الراء المهملة وآخره ضاد معجمة، جماعة، وفاته: الشيخ الفاضل أبو القاسم عمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار، الشافعي المعروف بابن الفارض: سمع من الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر بالقاهرة وقال العشر الجيد على طريقة المتصوفة وغيرها، جمع فيه بين الجزالة والحلاوة والرقة، ونظم منه شيئا كثيرا. وكان جميل الأخلاق، حسن المعاشرة، كثير التواضع، كثير المروءة. مولده آخر الرابع من ذي القعدة سنة "ست وسبعين وخمسمائة" بالقاهرة. وتوفي بها في الثاني من جمادى الأولى سنة "اثنتين وثلاثين وستمائة". ودفن من الغد بسفح المقطم تحت العارض. [باب فِراس] : وذكر في باب "فراس" بكسر الفاء وفتح الراء وآخره سين مهملة، رجلين، وفاته: أبو العشائر فراس بن علي بن زيد بن معروف بن مهنا الكناني العسقلاني: أحد العدول بمدينة دمشق وأجلهم قدرا. سمع من شيخ الشيوخ أبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد البغدادي وأبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي وغيرهما، وحدث بدمشق ومصر. سمعت منه وسألته عن مولده فقال: في ذي القعدة سنة "ثلاث وثمانين وخمسمائة" بدمشق. وتوفي بها ليلة الخميس خامس عشر شعبان سنة "ثلاث وستين وستمائة". وذكر أيضا في باب "مهنا". [باب فَرَج] : وذكر في باب "فرج" بالفاء المنقوطة بواحدة وبعدها راء وجيم، جماعة، وفاته: أبو الغياث فرج بن عبد الله الحبشي الأستاذ فتى الشيخ أبي جعفر القرطبي: سمع الكثير مع ولدي سيده من جماعة منهم الحافظ أبو محمد القاسم بن عساكر وأبو طاهر الخشوعي، وزين القضاة أبو بكر عبد الرحمن بن سلطان القرشي وشيخ الشيوخ أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل البغدادي وحدث بأكثر سماعاته، وكان ثقة صالحا. توفي ليلة الثلاثاء رابع شوال سنة "اثنتين وخمسين وستمائة" وصلي عليه يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر بجامع دمشق ودفن بسفح جبل قاسيون.

باب فيره

[باب فِيْرُّه] : وذكر في باب "فيره" بكسر الفاء وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين وتشديد الراء وضمها: يوسف بن محمد بن فيره الأنصاري المغربي: وقال: "سمع ببغداد من القاضي أبي بكر ويحيى بن البناء وإسماعيل بن السمرقندي، وبهراة من جماعة، وبنيسابور من وجيه بن طاهر وغيره". ولم يذكر سواه. وأغفل ذكر: الشيخ الفاضل الصالح المقرئ أبي القاسم [القاسم] بن فيره بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الأندلسي ثم الشاطبي الضرير: كان أحد القراء المجودين، والعلماء المشهورين، والصلحاء المتورعين. قرأ القرآن العظيم بالروايات على أبي عبد الله محمد بن علي النفزي المقرئ وأبي الحسن علي بن محمد بن هذيل الأندلسي وسمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم الخزرجي وأبي الحسن بن هذيل والحافظ أبي الحسن بن النعمة وغيره. ونظم قصيدة في القراءات لم يسبق إلى مثلها. وقرأ عليه الأعيان والأكابر، ولم يكن بمصر في زمانه مثله في تعدد فنونه وكثرة محفوظه. مولده في أواخر سنة "ثمان وثلاثين وخمسمائة". توفي -رحمه الله- في جمادى الأولى سنة "تسعين وخمسمائة" بالقاهرة ودفن بسارية من سفح المقطم. وقيل إنه توفي وهو ابن خمس وخمسين سنة ونحو ذلك. سمع منه جماعة من شيخونا منهم الفقيه المفتي أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة الشافعي والإمام أبو الحسن علي بن محمد السخاوي المقرئ وقرأ عليه القرآن. أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة المصري، قراءة عليه وأنا أسمع بها، قال أنبأنا الشيخ الفاضل الحفظة أبو القاسم قاسم بن فيره الرعيني الشاطبي بقراءتي عليه أنبأنا أبو الحسن بن هذيل أنبأنا أبو داود المؤيدي "ح" قال أبو القاسم: وأخبرني أبو الحسن بن النعمة أنا أبو عمران بن أبي تليدة قالا أنبأنا الحافظ أبو عمر النمري أنبأنا سعيد بن نصر أنبأنا قاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة قالا أنبأنا محمد بن وضاح أنبأنا يحيى بن يحيى أنبأنا مالك عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال: "بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في اليسر والعسر، والمنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول -أو

نقوم- بالحق حيثما كنا: لا نخاف في الله لومة لائم". حديث صحيح متفق على صحته. أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات المشايخ الثلاثة: الفقيه أبو الحسن علي بن هبة الله المذكور، والفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي، بقراءتي عليهما متفرقين بمدينة دمشق، والفقيه أبو الفرج عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب الحنبلي، قراءة عليه ونحن نسمع بجامع دمشق قالوا أنبأتنا الشيخة الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الإبري، قراءة عليها ونحن نسمع متفرقين بمدينة السلام، قالت أنبأنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد الله بن مهدي أنبأنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي أنبأنا أحمد بن إسماعيل أنبأنا مالك. فذكره بإسناد مثله. انفرد البخاري بإخراجه من هذا الوجه دون مسلم فرواه عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بن أنس الأصبحي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وأخرجه مسلم من حديث جماعة عن عبادة بن الوليد. وقع لنا عاليا جدا من هذا الوجه، فكان شيوخنا سمعوه من أبي عمر بن عبد البر الحافظ، وتوفي -رحمه الله- سنة "ثلاث وستين وأربعمائة". وقع لنا بدلا عاليا من طريق البخاري -رحمه الله-.

حرف القاف

حرف القاف: باب القبائي والقباني والقبابي والقنائي والقثائي وباب القباري والقناري والقياري: [باب القُبَائِيّ والقَبَّانِيّ والقِبابيّ والقُنَّائي والقِثّائِيّ] : وذكر في باب "القُبَائِيّ" و"القَبَّانِيّ" و"القِبابيّ" و"القُنَّائي" و"القِثّائِيّ" جماعة، الأول بضم القاف منسوب إلى "قبا" والثاني بفتحها وتشديد الباء الموحدة وكسر النون والثالث بكسر القاف وفتح الباء الموحدة وكسر الباء الثانية، منسوب إلى قرية قريبة من بعقوبا يقال لها "قباب". والرابع بفتح القاف بعدها نون مشددة مفتوحة، منسوب إلى "دير قنا". والخامس بكسر القاف وبعدها ثاء منقوطة بثلاث مشددة مفتوحة، منسوب إلى بيع القثاء. وأغفل هذه الترجمة وهي "القباتي" بالقاف بعدها باء موحدة وألف وتاء معجمة بنقطتين من فوقها وياء آخر الحروف وهو: الشيخ أبو نصر عبد الصمد بن ظفر بن أبي محمد سعيد بن ملاعب بن قبات القباتي الحلبي الربعي الفقيه: كان محتسبا بحلب في أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي -رحمه الله- سمع بدمشق من القاضي أبي المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي وأبي طالب بن أبي عقيل والفقيه أبي الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي وسمع من الإمام أبي محمد طاهر بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن العجمي وأبي علي الحسن بن علي بن الحسن البطليوسي الأنصاري بحلب وحدث. روى لنا [عنه] سبطه القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي والأمين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى التغلبي، سمع منه جماعة غيرهما منهم الحافظ أبو المواهب بن صصرى والشيخ الزاهد أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان وشيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن شبيب المعروف بابن القزاز وغيرهم، ولم أتحقق مولده ووفاته. [باب القَبَّارِيّ والقَّنّارِيّ والقَيَّارِيّ] : وأغفل هذه الترجمة وهي "القَبَّارِيّ" و"القَّنّارِيّ" و"القَيَّارِيّ" وجميعها بالقاف المفتوحة الأول بالباء الموحدة المشددة بعدها ألف مهملة وراء مهملة وياء آخر الحروف وهو: الشيخ أبو محمد عبد الكريم بن أحمد بن القاسم بن العباس بن أبي عجينة

القباري المعروف بالخلقاني المؤذن الإسكندراني المعمر: كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي في "معجم السفر". [قال] حدثنا عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، وذكر عنه أنه كان يقال إنه ابن مائة وعشرين سنة، وهو مشهور بالإسكندرية بالكبر، وبلغني أنه بقي ثلاثا وستين سنة لم يأكل لحما إلا لحم صيد ولم يأكل اللبن "كذا" ولا الجبن طول هذه السنين أيضا، تورعا، وكان يصطاد لنفسه ومنه قوته، ومن القبار المباح، ويعبر المنامات ويصيب. وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب. وسمع على أبي العباس الرازي كثيرا وتوفي -رحمه الله- في رجب سنة "اثنتي عشرة وخمسمائة" وأنا بالإسكندرية، وحضرت جنازته وصليت عليه، وكان مالكي المذهب وكنت أداعبه وأقول: "أنت مكَبِّر، مُعَبِّر مُجَبِّر" فيبتسم، وقد ذكر لي أنه رأى القاضي أبا مطر المعافري وأبا عمران الفاسي لما قدم الإسكندرية حاجا -رحمه الله وتغمده برحمته-" "هذا كله كلام الحافظ أبي طاهر السلفي -رحمه الله-". والشيخ الصالح أبو القاسم بن منصور القباري الإسكندراني: أيضا رجل صالح مشهور، بالخير والورع مذكور. دخلت الإسكندرية وهو حي فلم يتفق لي زيارته والتبرك به لما كان يبلغني عنه من كراهيته للاجتماع بالناس، وذكر لي أن الملك الكامل قصد زيارته حين دخوله الإسكندرية، ووقف ببابه زمانا طويلا فلم يلتفت إليه ثم بعد ذلك خرج إلى بابه وكلمه وهو واقف، ولم يمكنه من الدخول إلى موضعه. وكان من عباد الله الصالحين الورعين. توفي يوم الاثنين سادس شعبان سنة "اثنتين وستين وستمائة" بجبل الصيقل غربي الإسكندرية ودفن به، وحضر جنازته الخاص والعام -رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته-. والثاني "القناري" بنون مفتوحة مشددة بعدها ألف وراء مهملة وهو: الأمين أبو العباس أحمد بن الحسن بن كتائب بن عبد الرحمن القرشي البعلبكي المعروف بابن القناري: كان أحد العدول بمدينة دمشق، عليه سكينة وجلالة، وله سمت حسن، سمع من أبي طاهر الخشوعي وغيره. وولده أبو المعالي عبد الرحيم: سمع مع أبيه من أبي طاهر الخشوعي وروى عنه وسمع من أبي علي حنبل بن عبد الله وأبي حفص بن طبرزد وأبي اليمن الكندي وغيرهم. سمعت منه بدمشق، وكان مقيما ببعلبك وهو أحد العدول بها. مولده في شوال سنة "تسعين وخمسمائة" وتوفي في سادس شهر رمضان سنة "أربع وخمسين وستمائة" يوم الأربعاء ببعلبك. والثالث "القباري" بياء مفتوحة مشددة بعدها ألف وراء مهملة وهو:

الشيخ أبو المعالي محمد بن صافي بن عبد الله القياري النقاش مولده في الثالث من شهر رمضان سنة "ثماني عشرة وخمسمائة". سمع من أبي بكر محمد المزرفي وأبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء وجماعة سواهما، وحدث وهو آخر من حدث عنهما. وتوفي ببغداد في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة "ثمان وستمائة". وأبو الفتح عبد السلام بن محمد بن مكي بن بكروس البغدادي القياري: سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وغيرهما، وحدث وتوفي في رابع عشر ذي القعدة من سنة "ست وستمائة" ببغداد ودفن من يومه بباب حرب، والقياري نسبة إلى درب القيار ببغداد.

حرف الكاف

حرف الكاف: [باب كَرِيْمَة] : وذكر في باب "كريمة" بفتح الكاف وكسر الراء المهملة جماعة من النسوان، وفاته: أم الفضل كريمة ابنة الشيخ الأمين أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشية الزبيرية: سمعت من أبي محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني وأبي يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، وأبي الندى حسان بن تميم بن نصر الزيات وأبي الحسن علي بن مهدي الهلالي ووالدها: أبي محمد عبد الوهاب وغيرهم، وأجاز لها جماعة من الأصبهانيين والبغداديين منهم الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم الثقفي وأبو الخير الباغبان والفقيه أبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي وأبو الوقت السجزي وغيرهم، وحدثت دهرا طويلا. سمع منها جماعة من الحفاظ منهم أبو الحجاج يوسف ابن خليل الدمشقي وذكرها في معجمه، وأبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار ومحمد بن يوسف البرزالي، وهي من بيت مشهور بالعدالة، معروف بالرواية. كان عمها الحافظ أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي من الحفاظ الأثبات، والأئمة الثقات. سمع الكثير، وكتب عن الجم الغفير، وهو من أئمة هذا الشأن، موصوف بالمعرفة والإتقان، ووالدها أحد العدول والأمناء، وأخوها من الرؤساء الكبراء. سمعت منها كثيرا، وأخذت عنها علما غزيرا، وكانت من النساء الصالحات، إذا قرئ عليها الحديث وجاء ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- ترفع صوتها بالصلاة عليه، وتسيل دموعها عند ذكره شوقا إليه، مولدها تقديرا سنة "خمس أو ست وأربعين وخمسمائة". وتوفيت ليلة الأحد الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة "إحدى وأربعين وستمائة" بدمشق ودفنت صبيحته بسفح قاسيون. وأم الخير كريمة بنت أبي صادق عبد الحق بن هبة الله بن ظافر بن حمزة القضاعي: سمعت من أبي الطاهر إسماعيل بن قاسم الزيات وروت عنه. سمعت منها، وكان والدها من أهل هذا الشأن، معروفا بالمعرفة والإتقان، سمع الكثير وكتب عن الشيوخ وخرج لهم. وتوفيت في منتصف ذي الحجة من سنة "إحدى وأربعين وستمائة" بمصر.

باب الكببي والكتبي وباب الكنري وباب الكتامي

باب الكببي والكتبي وباب الكنري وباب الكتامي: [باب الكُبَبِيّ والكُتُبِيّ] : وأغفل هذه الترجمة وهي "الكببي" و"الكتبي"، الأول بباء مكررة معجمتين بواحدة من تحتها، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وهو: أبو علي حسن بن إسماعيل بن حسن الإسكندري عرف بابن الكببي: سمع بدمشق من الحافظ أبي القاسم علي بن عساكر وحدث عنه وجمع كتابا كبيرا في الرقائق وتوفي في ثامن شهر رمضان سنة "خمس وستمائة" بالإسكندرية. والثاني بضم الكاف أيضا بعدها تاء معجمة بنقطتين من فوقها ساكنة وباء موحدة بعدها مكسورة، نسبة إلى بيع الكتب وشاريها وهم جماعة من شيوخنا. [باب الكِنَّرِيّ] : وذكر في باب "الكنري" بكسر الكاف وتشديد النون وكسر الراء [نسبة إلى كنر] وهي قرية من قرى دجيل بالقرب من بغداد، رجلا واحدا، وفاته: الأديب أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله الكنري الضرير: شاعر فاضل، دخل دمشق ومدح ملكها وكبراءها. رأيته وكتبت عنه شيئا من نظمه. أنشدني لنفسه: قل لمن قال إن زيدا عليم ... بالقضايا وإن عمرا جهول لا تكن شاهدا بفضل ونقص ... دون أن يستخصك التفضيل إن تكن أعلم المشارين فاشهد ... بأمان لنقتفي ما تقول وإذا كنت تابعا لهوى النفـ ... ـس فمضمون قولك التعطيل [باب الكُتامِيّ] : وذكر في باب "الكتامي" بضم الكاف وفتح التاء المعجمة من فوقها باثنتين وتخفيفها وبعد الألف ميم وياء، رجلا واحدا، وفاته: أبو عمر عثمان بن أبي نصر بن عثمان بن محمد الكُتاميّ الصوفيّ المعروف بالشقانيّ: وقد تقدم ذكره مع خاله في باب "الشقاني" فلا حاجة إلى إعادته.

باب الكوفني

[باب الكُوْفَنيّ] : وذكر في باب "الكوفني" بضم الكاف وفتح الفاء وبعدها نون مكسورة، منسوب إلى "كوفن" بليدة صغيرة على ستة فراسخ من أبيورد من بلاد خراسان، بناها عبد الله بن طاهر، رجلين، قلت: وصاحبنا الشيخ الصالح المحدث أبو الفتح محمد بن محمد بن أبي بكر الأبيوردي الكوفني الصوفي: من أهل الدين والصلاح، والزهد والعفاف. قرأ بنفسه على الشيوخ وكتب بخطه الكثير، وسمع على الجم الغفير، وعنده فهم ومعرفة، ووقف كتبه وشرط أن يكون مقره بالموضع الذي يقدر الله وفاته فيه. وكان منقطعا عن الناس، ملازما لبيته، لا يخرج منه إلا لصلاة أو حاجة. مولده في سنة "ستمائة" أو "إحدى وستمائة". وتوفي بالقاهرة بدويرة الصوفية منها المعروفة بسعيد السعداء في ليلة الأربعاء الحادي عشر من جمادى الأولى سنة "سبع وستين وستمائة" ودفن صبيحتها بسفح المقطم -رحمه الله-.

حرف اللام

حرف اللام: [باب اللَّيْثيّ واللَّبَنيّ واللُّبَّنيّ] : وذكر في باب "اللَّيْثيّ" و"اللَّبَنيّ" و"اللُّبَّنيّ" فقال في الأول: أما الليثي بثاء معجمة فجماعة، وأما "اللَّبَنيّ" بفتح اللام الثانية والباء المعجمة بواحدة وكسر النون فهو: أبو المكارم عرفة بن علي بن الحسن بن علي بن بصلا البندنيجي اللبني: كان يشرب اللبن ولا يأكل الخبز: سمع الأرموي محمد بن عمر، وأبا صابر عبد الصبور الهروي، وتوفي في تاسع ربيع الأول سنة "اثنتين وستمائة". رأيته [كذا؟] وكان شيخا صالحا. وأما "اللبني" بضم اللام الثانية وتشديد الباء المفتوحة المعجمة بواحدة وكسر النون فهو -وبَيَّض- "هذا آخر كلامه". قلت: والمشهور بهذه النسبة هو: الفقيه الفاضل أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن عبد الجليل بن علي بن عبد الله المخزومي اللبني الشافعي: جمع بين الفقه والأدب، وله نظم جيد. كتبت عنه شيئا. أنشدني لنفسه بدمشق: هوىً ما في فؤادي أم حريقُ ... وما في فيك ريق أم رحيقُ وكيف يكون ريقك غير خمر ... وطرفك مثل قلبي ما يُفيق لقد حملتَ جسمي وهو بال ... كخصرِك في الهوى ما لا يُطيقُ ولما أن نظمت بفيك دُرا ... تناثر من مدامعي العقيقُ وفي نعمانَ شقّ عليك قلبي ... من الأشواق فاحمرَّ الشقيقُ و"لُبَّن" هذه قرية بالشام من أعمال نابلس.

باب اللبني

[باب اللُّبْنِيّ] : وأغفل هذه الترجمة وهي "اللُّبْنِيّ" بضم اللام الثانية بعدها باء موحدة ساكنة ونون مكسورة فهو: الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد المولى بن محمد بن أبي1 اللخمي اللبني المالكي: ولبنة قرية من قرى المهدية. سمع من والده وروى عنه. سمع منه جماعة من شيوخنا منهم الحافظان أبو الطاهر إسماعيل بن الأنماطي وأبو الحسن يحيى ابن علي القرشي والإمام أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم المقرئ وأبو محمد عبد الصمد بن داود الغضاريّ. مولده سنة "تسع وخمسمائة" توفي في صفر سنة "أربع وتسعين وخمسمائة" بمصر. ووالده الفقيه أبو محمد عبد المولى: سمع من جماعة ببغداد ومكة والشام ومصر وحدث، وتوفي بمصر سنة "سبع وأربعين وخمسمائة". روى عن الفقيه الزاهد أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي بمصر. سمع منه الشيخ الصالح أبو الحسن علي ابن المسلّم الأنصاري المعروف بابن بنت أبي سعد -رحمه الله- وغيره.

_ 1 بياض في الأصل.

حرف الميم

حرف الميم: باب المجبر وباب المحب: [باب المُجَبِّر] : وذكر في باب "المُجَبِّر" بضم الميم وفتح الجيم وكسر الباء الموحدة وتشديدها وراء مهملة آخر الحروف، رجلا واحدا، وفاته: أبو المظفر إسماعيل بن أحمد بن أبي عبد الله بن أحمد بن المُجَبِّر الأنصاري الدمشقي: سمع الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي وحدث عنه بحلب. روى لنا عنه جدي لأمي أبو منصور يونس بن محمد الفارقي -رحمه الله-. وأبو محمد عبد المنعم بن محمود بن مفرج المجبر الكتاني المصري: سمع من الحافظ أبي نزار ربيعة بن الحسن اليمني وحدث عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا، وتوفي في تاسع عشر ذي القعدة سنة "ست وخمسين وستمائة" بمصر ودفن من الغد بالقرافة الصغرى. [باب المُحِبّ] : وذكر في باب "المُحِبّ" بضم الميم وكسر الحاء المهملة، رجلين، وأغفل ذكر: شيخنا أبي الفتوح محمد بن محمد بن عمروك البكري المعروف بابن المحب النيسابوري الصوفي: سمع بنيسابور من أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن القشيري وببغداد من أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي وبمكة من أبي حفص عمر بن عبد المجيد بن عمر الميانشي وحدث بمكة وببغداد ودمشق ومصر وصحب الصوفية حضرا وسفرا، وجاور بمكة -شرفها الله تعالى- سنين، وأقام بمصر مدة ثم سافر إلى دمشق وسكنها إلى حين وفاته. رأيته وسمعت عنه بدمشق ومن ولده وحفيدته. مولده بنيسابور في سنة "ثماني عشرة وخمسمائة". وتوفي بدمشق في ليلة الاثنين الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة "خمس عشرة وستمائة" ودفن بمقبرة باب الصغير.

باب مرشد وباب مرير ومزيز

باب مرشد وباب مرير ومزيز: [باب مُرْشِد] : وذكر في باب "مُرْشِد" بضم الميم وسكون الراء وكسر الشين المعجمة "رجلين" وفاته: الأمير العالم مؤيد أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيزري: من بيت مشهور بالشجاعة والتقدم والفضيلة، وله التصانيف المفيدة، والمناقب العديدة، واليد الطولى في اللغة والكتابة والنظم. سمع من أبي الحسن علي بن سالم السنبسي وغيره وحدث. سمع منه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر وأبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني وأبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الربعي وأبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي وغيرهم. روى لنا عنه جماعة من شيوخنا، ودخل بغداد والموصل ودمشق ومصر. ومولده بشيزر في يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة "ثمان وثمانين وأربعمائة". وقيل: في شهر رمضان منها وتوفي ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة "أربع وثمانين وخمسمائة" بدمشق، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون، أنشدنا الإمام أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي بدمشق، قال أنشدنا الأمير أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني لنفسه بدمشق: وما سكنت نفسي إلى الصبر عنكم ... ولا رضيت بعد الديار من القرب ولكن أيامي قضت بشتاتنا ... ففارقكم جسمي وجاوركم قلبي ولو جمعتنا الدار بعد تفرق ... لكنتم من الدنيا وزينتها حسبي [باب مُرَيْر ومُزَيْز] : وأغفل هذه الترجمة وهي "مرير" و"مزيز" أما الأول بضم الميم وفتح الراء المهملة وياء بعدها ساكنة وراء مهملة آخر الحروف فهو: الفقيه أبو طالب مدرك بن أبي بكر بن أبي طالب بن مرير الحموي الشافعي: تفقه ببغداد وسمع بها الحديث وكان فيه ذكاء مفرط، وتولى التدريس بالمدرسة المعروفة بالأكزية بدمشق، وعقود الأنكحة بها، سمع من القاضي أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قاضي حلب وغيره. والثاني [مزيز] : وأبو محمد إدريس بن محمد بن أبي الفرج بن مزيز "بضم الميم وفتح الزاي المعجمة بواحدة من فوقها، المفتوحة، بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها وزاي آخر الحروف" الحموي أيضا. سمع ببلده من شيخنا الفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم الهمذاني قاضي حماة وأبي البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري، الحمويين، وبحلب من الإمام أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي وغيره، وبدمشق من جماعة من شيوخنا، وفيه فضل ومعرفة وبيته معروف بحماة سمع منه صاحبنا الإمام أبو محمد التوني بمدينة حماة جزءا من تخريجه.

باب مسلم

[باب مُسَلَّم] : وذكر في باب "مسلم" بفتح السين المهملة وتشديد اللام وفتحها، جماعة، وفاته: الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن المسلم الشافعي المقرئ المعروف بالعراقي: مولده بمصر سنة "عشر وخمسمائة" ودخل إلى بغداد وتفقه بها، وأقام بها مدة، ثم عاد إلى مصر وتولى الخطابة بجامعها العتيق والإمامة، وشرح كتاب "المهذب" لأبي إسحاق الشيرازي، وانتفع به جماعة ودرس وأفتى. وتوفي بمصر في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة "ست وتسعين وخمسمائة" ودفن بسفح المقطم. روى لنا عنه الفقيه أبو الحسن علي بن هبة الله الشافعي إنشادا عن الفقيه أبي الحسن بن الخلّ شيخه. وأبو الغنائم المسلم بن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن إسماعيل الحسيني المنقذي الحنفي الشروطي العدل: سمع من أبي يعلى حمزة بن أبي الجيش وأبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن صدقة الحراني، وأبي الفضل إسماعيل بن الجنزوي، وأبي الفوارس بن شافع القرشي، وغيرهم وروى عنهم. سمعت منه وكان شريفا فاضلا له معرفة بالشروط، حسن الأخلاق، عليه جلالة وسكينة، وتوفي يوم الأحد الحادي عشر من رجب سنة "خمس وثلاثين وستمائة" بدمشق ودفن بمقبرة باب الصغير. وأبو الغنائم المسلم بن أحمد بن علي بن أحمد المازني النصيبي: شيخ حسن ويعرف بخطيب الكتان. سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني والحافظ أبا القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي وحدث عنهما. لقيته وسمعت منه. مولده في المحرم سنة "ثمان وثلاثين وخمسمائة". وتوفي ليلة الأحد ثامن عشر ربيع الأول سنة "إحدى وثلاثين وستمائة" ودفن يوم الأحد بمقبرة باب الصغير ظاهر دمشق.

وأبو الغنائم المسلم بن حماد بن محفوظ بن ميسرة الأزدي الدمشقي من أكابر العدول والرؤساء: سمع بدمشق من الوزير أبي المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي روى لنا عنه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي في معجمه وسمع من شيخنا القاضي أبي القاسم بن الحرستاني قديما، وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي وغيره، ولم أتحقق مولده ووفاته. والفقيه أبو الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة بن المسلم اللخمي المصري الشافعي المعروف بابن الجميزي: رئيس فقهاء الشافعية بالديار المصرية والمتصدر بها للفتوى، جمع بين الفضل والكرم، وكان مدرسا بزاوية الإمام الشافعي بجامع مصر، وخطيبا بجامع القاهرة. سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي والفقيه أبي الطاهر بن عوف وبمصر من الإمام أبي محمد بن بري والإمام أبي سعيد محمد بن عبد الرحمن المسعودي والشريف النسابة أبي علي محمد بن أسعد الحسيني الجواني وغيرهم، وبدمشق من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر والقاضي أبي سعد بن أبي عصرون وغيرهما، وببغداد من أبي الحسين بن يوسف وأبي عبد الله محمد بن نسيم العيشوني وأبي شاكر يحيى بن يوسف بن أحمد السقلاطوني وأبي الحسن علي بن عساكر بن المرحب البطائحي المقرئ والكاتبة فخر النساء شهدة بنت أبي نصر الإبري، وغيرهم، وروى عنهم. حدث بمكة ومصر ودمشق وحلب، سمعت منه بدمشق ومصر، وسألته عن مولده فقال: في يوم عيد الأضحى سنة "تسع وخمسين وخمسمائة" بمصر. وتوفي بها ليلة الخميس الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة "تسع وأربعين وستمائة" ودفن يوم الخميس بسارية بسفح المقطم. وأبو الحسن مرتضى بن العفيف أبي الجود حاتم بن مسلم بن أبي العرب الحارثي المقدسي الحوفي: كان من عباد الله الصالحين، مواظبا على تلاوة كتابه المبين. سمع من الحافظ أبي طاهر السلفي وجدي الإمام أبي الفتح محمود وأبي سعيد محمد بن عبد الرحمن المسعودي والعلامة أبي محمد بن بري وأبي الطاهر إسماعيل بن قاسم الزيات والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وأبي الطاهر إسماعيل بن ياسين الشارعي والحافظ أبي محمد القاسم ابن عساكر وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السبيي وغيرهم. وسمع بدمشق من أبي محمد بن الخرقي وحدث بها وبمصر. سمعت منه كثيرا بمصر وسألته عن مولده فقال: في سنة "تسع وأربعين وخمسمائة". وتوفي بشارع القاهرة ليلة الخميس التاسع والعشرين من شوال سنة "أربع وثلاثين وستمائة" ودفن يوم الخميس بعد صلاة الظهر بسفح المقطم. وأبو محمد إسحاق بن علي بن المسلم بن محمد بن أبي الفرج الكندي الحموي

يعرف بابن مراجل: من بيت مشهور بحماة. أديب فاضل، أنشدني لنفسه بدمشق مما كتب به إلى الملك الناصر يوسف بن العزيز صاحب الشام: أيا ابن العزيز الناصر الملك الذي ... إذا جار دهر فهو بالعدل ينصف أتيت وما لي غير مدحي بضاعة ... وقد مسني ضر وها أنت يوسف وأبو محمد عبد الرحيم بن الحضر بن مسلم الصيدلاني: سمع أبا علي حنبل بن عبد الله البغدادي بدمشق، وحدث، سمعت منه، وتوفي في يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة "ست وخمسين وستمائة" بدمشق. وأبو الفتح نصر الله بن محمد بن المسلم بن أبي سراقة الهمذاني الدمشقي: سمع الفقيه أبا الفتح نصر الله بن محمد ابن عبد القوي المصيصي وغيره، روى لنا عنه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي في معجم شيوخه. وولداه أبو القاسم عبد الكريم: سمع أبا منصور المبارك بن فارس بن أبي نصر الماوردي، والأمير أبا المظفر أسامة بن منقذ وغيرهما وروى لنا عنهما. وأبو بكر الفضل بن نصر الله. سمع بدمشق من أبي عبد الله حنبل بن عبد الله الرصافي وروى عنه. سمعت منه. والأمين أبو الفضل محمد بن أبي الغنائم المسلم بن مكي بن خلف بن علان القيسي الدمشقي العدل: من بيت مشهور بالعدالة، معروف بالرئاسة. سمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وأبي الفهم بن أبي العجائز الأزدي وغيرهما، وحدث، توفي في سادس رجب سنة "سبع عشرة وستمائة" بدمشق ودفن من الغد بسفح قاسيون. وأخوه أبو المعالي أسعد بن المسلم: سمع بدمشق الحافظ أبا القاسم بن عساكر وأبا الفهم بن أبي العجائز وأبا المعالي علي بن هبة الله بن خلدون وأبا المجد الفضل بن الحسين بن البانياسي وغيرهم، وبمصر العلامة أبا محمد عبد الله بن بري المقدسي وبالإسكندرية القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي، وحدث بدمشق ومصر. سمعت منه بدمشق. مولده في رابع ربيع الأول سنة "إحدى وستين وخمسمائة" بدمشق، وتوفي بها في الثامن من رجب سنة "ست وثلاثين وستمائة"، في ليلة الثلاثاء ودفن بسفح قاسيون. وأخوهما الأمين أبو محمد مكي بن المسلم: أحمد المعدَّلين بدمشق. سمع الحافظ أبا القاسم بن عساكر وأبا الفهم بن أبي العجائز وأبا المعالي بن خلدون وهو آخر من روى عنهم. حدث بدمشق. وسمعت منه وأجاز له الحافظ أبو طاهر السلفي وأبو عبد الله محمد بن علي الرحبي وغيرهما. ومولده يوم السبت مستهل رجب سنة "ثلاث وستين وخمسمائة" بدمشق. وتوفي بها يوم الجمعة العشرين من صفر سنة "اثنتين وخمسين وستمائة". وأبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن مكي بن علان: ولد أبي عبد الله "كذا: أبي الفضل" المقدم ذكره. سمع أبا علي حنبل بن عبد الله الرصافي وروى عنه. سمعت منه بدمشق وحدث أيضا بمصر

باب المشمر وباب مشرف ومشرف

باب المشمر وباب مشرف ومشرف: [باب المُشَمَّر] : وذكر في باب "المُشَمَّر" بضم الميم وفتح الشين المعجمة وتشديد الميم الثانية، وراء مهملة آخر الحروف فقال: أبو الفتح الخضر بن الأمير صلاح الدين يوسف بن أيوب [المُشَمَّر] : سماه وكناه لي ولده أبو إسحاق إبراهيم، بطريق الحجاز. سمع الحديث بدمشق. فيما بلغني، يقال له: الملك المشمر "هذا آخر كلامه" قلت: أما الذي ذكره في كنيته فليس بصحيح وإنما كنيته أبو العباس. سمع بمصر من أبي القبائل عشير بن علي بن أحمد المزارع الحنبلي والعلامة أبي محمد عبد الله بن بري النحوي وجدي الإمام أبي الفتح محمود والإمام أبي سعيد محمد بن عبد الرحمن المسعودي وغيرهم، وحدث بدمشق. رأيته وسمعت منه. مولده بمصر في شعبان، وقيل في شهر رمضان سنة "ثمان وستين وخمسمائة". [باب مُشَرَّف ومُشْرِف] : وذكر في باب "مُشَرَّف" و"مُشْرِف" جماعة، الأول بضم الميم وفتح الشين المعجمة وتشديد الراء وفتحها وآخرها فاء. والثاني بضم الميم وسكون الشين المعجمة وكسر الراء وفاء آخر الحروف، وفاته في الأول: أبو الحسن علي بن المشرف بن المسلم بن حميد الأنماطي: سمع من أبي الحسن عبد الباقي بن فارس وسمع أبا الحسين محمد بن محمود بن الدليل الصواف وأبا الحسين محمد بن علي بن إبراهيم الدقاق وغيرهم. روى عنه الحافظ أبو طاهر السلفي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي اليابس العثماني وغيرهما، وأجاز لأبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي. وولده أبو الفضل المشرف بن علي بن المشرف: حدث عن أبيه. سمع منه شيخنا أبو محمد بن رواج. وولد ولده أبو الحسن علي بن المشرف بن علي: سمع أبا محمد العثماني وحدث عن الحافظ أبي طاهر السلفي.

وأبو جعفر يحيى بن المشرف بن الخضر بن النمار البزاز: سمع أبا العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ. روى عنه أبو الحسن علي بن هبة الله الكاملي، وأبو القاسم البوصيري. وأبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن مشرف الحلبي: سمع بحلب من أبي الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي وروى عنه. دخل دمشق وحدث بها، وسمعت منه ثم عاد إلى حلب وتوفي بها في سنة "سبع وثلاثين وستمائة". وفاته في الثاني [المشرف] : أبو إبراهيم إسحاق بن محمود بن بلكويه بن أبي الفياض بن علي البروجردي الصوفي يعرف بالمشرف: مولده يوم السبت تاسع ربيع الأول سنة "تسع وسبعين وخمسمائة". سمع ببغداد من أبي حفص بن طبرزد والحافظ أبي بكر عبد الرزاق عبد القادر الجيلي وأبي أحمد عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي وأبي طاهر لاحق بن كاره. وبمصر من الحافظ أبي الحسن علي ابن المفضل المقدسي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن موهوب بن البناء الصوفي والأمير أبي الفوارس مرهف بن أسامة ابن منقذ وشيخ الشيوخ أبي الحسن بن حمويه وغيرهم. وكتب بخطه الكثير وقرأ بنفسه، وحدث بالقاهرة وسمعت منه وهو ثقة نبيل، لديه فضل ومعرفة، حسن الأخلاق وصحب شيخ الشيوخ المذكور مدة، وكان خصيصا به، وولاه الإشراف على الخانقاه التي بالقاهرة المعروفة قديما بسعيد السعداء، فبقي مشرفا عليه مدة إلى أن ضعف وعجز عن الحركة، فانقطع في بيته، وعرف بهذه النسبة لذلك، وتوفي بالقاهرة في بكرة خامس المحرم سنة "تسع وستين وستمائة" ودفن من يومه بمقبرة الصوفية بالقرافة.

باب معقل ومغفل

[باب مَعْقِل ومُغَفَّل] : وأغفل هذه الترجمة وهي "مَعْقِل" و"مُغَفَّل"، أما "معقل" بفتح الميم وسكون العين المهملة بعدها قاف مكسورة ولام آخر الحروف فهو: الأديب الفاضل أبو العباس أحمد بن علي بن معقل الأزدي ثم المهلبي الحمصي النحوي: كان من الأدباء المشهورين والعلماء المذكورين. قرأ العربية ببلده على الفقيه مهذب الدين أبي الفرج عبد الله بن أسعد الموصلي نزيل حمص، ودخل بغداد وقرأ بها على الوجيه أبي بكر [المبارك] الواسطي وأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، ونظم الإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي نظما حسنا، أجاد فيه النظم، وعرض النظم على الإمام تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي -رحمه الله- فوقف عليه وشكره، وأثنى على نظمه وما سطره، سمعت منه بحمد الله بدمشق، وكتبت عنه قطعا من شعره، أنشدني في الخضاب، وهو من أحسن ما نظم في هذا الباب. ما لي أزور شيبي بالخضاب وما ... من شأني الزور في فعلي وفي كلمي إذا بدا سر شيب في عذار فتى ... فليس يكتم بالحناء والكتم سألته عن مولده فقال: في شهور سنة "سبع وستين وخمسمائة" بحمص. وتوفي بدمشق في ليلة الخميس المسفرة عن الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة "أربع وأربعين وستمائة" ودفن صبيحتها يوم الخميس بعد صلاة الظهر بسفح قاسيون. وأما "مغفل" بضم الميم وفتح العين المعجمة وبعدها فاء مشددة معجمة بواحدة فهو: أبو اليقظان مغفل بن علي بن أبي الحسن الواسطي الواعظ: قدم دمشق وحدث بها، سمع منه شيخنا الخطيب أبو حفص عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي خطيب "بيت الآبار" حكاية عن والده، رواها لنا عنه، ولم أعلم من أمره شيئا.

باب المفضض والمقصص

[باب المُفَضِّض والمُقَصِّص] : وفاته هذه الترجمة وهي "المُفَضِّض" و"المُقَصِّص" فأما الأول فهو بالفاء المعجمة بواحدة وضادين معجمتين، الأولى مشددة مكسورة وهو: أبو الحسن علي بن أحمد بن علي المفضض الشرواني الواعظ: كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي -رحمه الله- في معجم السفر، وذكر "أنه كان شيخا مسنا مشهورا بمدن شروان وما يقرب منها، حسن الواعظ إذا وعظ، وله حرمة في اليزيدية دار المملكة بشروان، وجمع أخبار الحسين بن منصور الحلاج ورواها لنا عنه ببغداد أحد من سمعها عليه ثم قرأتها أنا عليه بشروان عند اجتماعي به". وذكر عنه حكاية [هي] في بعض تخريجاتنا، أخبرنا بها الشيخان العالمان أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري، قراءة عليه وأنا أسمع بجامع دمشق، وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن جبارة الكندي بقراءتي عليه بالقاهرة قالا أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني، قراءة عليه ونحن نسمع بثغر الإسكندرية، قال سمعت القاضي أبا الحسن علي بن أحمد بن المفضض بشروان يقول: "أمسك القاضي أبو بكر أحمد بن سهل بن السري الهمذاني عن الفتوى حين ورد القاضي أبو القاسم الحسن بن ممشاذ الأصبهاني المعروف بالزرندي بشروان إكراما له، وقال: "هو أولى بذلك مني" هذا أو قريب من معناه وهو عندي في مسموعاتي بشروان على لفظه.

والثاني بالقاف المعجمة بنقطتين وصادين مهملتين الأولى منهما مشددة مكسورة [المقصص] فهو: أبو إسحاق إبراهيم بن موهوب بن علي بن حمزة السلمي المعروف بابن المقصص: سمع أبا القاسم نصر بن أحمد بن نصر الهمذاني المؤدب وأبا الحسن علي بن الحسن بن الحزور وأبا إسحاق إبراهيم بن يونس المقدسي وغيرهم. وكان شيخا صالحا، سمع منه الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي وذكره في تاريخه وولده الحافظ أبو محمد القاسم والحافظ أبو المواهب الحسن بن صصرى وخرَّج عنه في معجمه، وشيخانا أبو البركات الحسن بن محمد بن عساكر وأبو القاسم الحسين بن صصرى ورويا لنا عنه. توفي بدمشق سنة "تسع وخمسين وخمسمائة" ودفن بمقبرة باب الصغير. وعمه أبو البركات كتائب بن علي بن حمزة السلمي الجابي الحنبلي يعرف بابن المقصص: سمع أبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبا بكر الخطيب وأبا الحسين القايني ودخل أصبهان وسمع منه بها يحيى بن منده وسمع منه عمر الدهستاني بدمشق وكتب عنه الحافظ السلفي في معجم السفر، وسأله عن مولده فقال: ولدت في سنة "أربع وأربعين وأربعمائة".

باب مقداد وباب المكبر

باب مقداد وباب المكبر: [باب مِقداد] : وذكر في باب "مِقداد" بكسر الميم وسكون القاف ودال مهملة مكررة: المقداد بن الأسود: له صحبة واسم أبيه "عمرو" وكان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري فنسب إليه قاله ابن أبي حاتم "هذا آخر كلام الحافظ أبي بكر بن نقطة" قلت: وفاته: المقداد بن أبي القاسم هبة الله بن المقداد بن علي القيسي الصِّقَلِّيّ الأصل، الدمشقي المولد والدار: كان والده من الصالحين الأخيار، جاور بمكة سنين ودخل بغداد وفي صحبته ولده المذكور، وسمَّعه على الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر وأبي محمد بن مَنينا وجماعة من الشيوخ، وبمكة من الحافظ أبي الفتوح نصر بن أبي الفرج بن الحصري وغيره، وحدث بدمشق ومصر. [باب المُكبِّر] : وذكر في باب "المُكبِّر" بضم الميم وفتح الكاف وكسر الباء المشددة الموحدة وراء مهملة آخر الحروف، جماعة، وفاته: أبو الحسن علي بن النفيس بن أبي منصور بن أبي المعالي البغدادي يعرف بابن المكبر: سمع ببغداد ودمشق وحلب ومصر والإسكندرية من جماعة، وحدث بدمشق ومصر، وكان يسافر من بغداد إلى الإسكندرية مترددا في أخذ خطوط الشيوخ للناس في الإجازات المسيرة على يده، ليس له حاجة ولا بضاعة إلا ذلك وما له قصد سوى الإفادة وبقي على هذا الأمر سنين، فجزاه الله خيرا. آمين، وتوفي -رحمه الله- ليلة السابع عشر من صفر سنة "أربعين وستمائة" بالبيمارستان الناصري بالقاهرة ودفن من الغد بظاهر باب النصر.

باب ملوك وباب المهتر والمهير

باب ملوك وباب المهتر والمهير: [باب مُلُوك] : وذكر في باب "مُلُوك" بضم الميم واللام وآخره كاف جمع مَلِك، رجلين، وفاته: أبو محمد عبد الوهاب بن أبي الفهم بن أبي القاسم بن عبد الملك السلمي الكفرطابي المعروف بابن ملوك: سمع بدمشق الحافظ أبا القاسم علي بن عساكر وروى عنه سمع منه جماعة من أصحابنا. مولده سنة "خمسين وخمسمائة". وتوفي بدمشق في رابع شعبان سنة "خمس عشرة وستمائة". [المِهْتَر والمُهَيْر] : وذكر في باب "المِهْتَر" و"المُهَيْر" أما الأول بكسر الميم وسكون الهاء وفتح التاء المعجمة من فوقها باثنتين فهو: أبو البدر عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحيم بن المِهْتَر النَّهاوَنْديّ: سمع من أبي البدر الكرخي وغيره وحدث ومات -وبيض-. "هذا آخر كلامه" قلت: وسمع أيضا من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، وأبوي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر الحافظ وأبي القاسم القاسم هبة الله بن أحمد الحريري وأبي الكرم الشهْرَزُوْريّ، وأبي الوقت السجزيّ وأبي الفضل أحمد بن طاهر الميهنيّ وغيرهم، وحدث باليسير. سمع منه أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي الموازيني الدمشقي وخرج عنه في معجمه وتفقه بالمدرسة النظامية ببغداد ولم أتحقق مولده ووفاته. وأما "المُهَيْر" بضم الميم وفتح الهاء وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها وراء آخر الحروف فذكر فيه جماعة، وأغفل ذكر: أبي محمد الحسن بن الحسين بن أبي البركات بن المهير البغدادي التاجر: شيخ حسن. سمع ببغداد من أبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش وحدث عنه ببغداد ودمشق. رأيته بها وسمعت منه وسألته عن مولده فذكر أنه في بعض شهور سنة "أربع وثمانين وخمسمائة" ببغداد، وسكن دمشق مدة إلى أن توفي بها في شهر رجب سنة "ست وستين وستمائة".

باب مهنا ومهيا

[باب مُهَنّا ومُهَيَّا] : وذكر في باب "مُهَنّا" و"مُهَيَّا" جماعة، الأول بضم الميم وفتح الهاء بعدها نون مفتوحة مشددة، وفاته: الشريف أبو محمد قريش بن السبيع بن مهنا بن السبيع بن مهنا بن السبيع بن مهنا بن داود بن قاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني المدني: سمع ببغداد بن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي طالب بن خضير وأبي بكر بن النقور، وعلي بن أبي سعد الخباز وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وغيرهم، وروى عنهم، أجاز لي غير مرة، مولده في شعبان سنة "إحدى وأربعين وخمسمائة" بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار -ومن خطه نقلت- أن مولده في سنة "تسع وثلاثين وخمسمائة". وتوفي ليلة الجمعة الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة "عشرين وستمائة" ودفن بالمشهد. وأبو العباس أحمد بن علي بن زيد بن معروف بن أحمد بن مهنا الكناني العسقلاني: سمع أبا طاهر الخشوعي وروى عنه. سمعت منه بدمشق. توفي في العشر الآخر من شوال سنة "خمس وخمسين وستمائة" بدمشق. وأخوه أبو العشائر فراس بن علي بن زيد تقدم ذكره في باب فراس. وابن عمهما أبو الفضل زيد بن يوسف بن طرخان بن زيد بن معروف بن أحمد بن مهنا الكناني العسقلاني التاجر: دخل بغداد مرارا وسمع بها من أبي الفضل سليمان بن محمد بن علي الموصلي وغيره، وحدث بدمشق. سمعت منه وتوفي في الحادي عشر من صفر سنة "سبع وثلاثين وستمائة" بدمشق. والفقيه أبو بكر بن أبي طالب بن مهنا الإسكندري المولد الدمشقي الدار والوفاة الشافعي: تفقه بدمشق وسكنها إلى حين وفاته، ودرس بها، سمع أبا الفضل سعد بن طاهر بن سعد المزدقانيّ وأبا علي حنبل بن عبد الله البغدادي وغيرهما وصحب شيخنا أبا محمد عبد الرحمن بن عساكر، وتفقه عليه، وحدث بدمشق. سمع منه بعض الطلبة وتوفي في سابع عشر ذي الحجة سنة "ثلاث وستين وستمائة" بدمشق. وأما "مُهَيَّا" فمثله في الصورة إلا أن بعد الهاء ياء معجمة بنقطتين من تحتها، ذكر فيه رجلين، وفاته: أبو عبد الله محمد بن موسى بن مهيا بن عيسى بن أبي الفتوح اللخمي الإسكندراني: مولده بها في سنة "ست وخمسين وخمسمائة". وتوفي بها في سنة "خمس وثلاثين وستمائة". سمع الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي وروى عنه. أجاز لي غير مرة.

باب المباركي وباب المتيجي

باب المباركي وباب المتيجي: [باب المُبارَكيّ] : وذكر في باب "المُبارَكيّ" بضم الميم وفتح الباء الموحدة بعدها راء مهملة مفتوحة، جماعة، قلت: وصاحبنا أبو جعفر عبد الله بن أبي البدر محمد بن يعقوب المباركي الواسطي، وينعت بالصائن: فقيه صالح، حسن الأخلاق. سمع معنا بدمشق من شيخنا قاضي القضاة أبي القاسم بن الحرستاني -رحمه الله- وغيره، وأقام بها إلى حين وفاته، والمباركي: نسبة إلى [المبارك] بليدة على شاطئ دجلة بين بغداد وواسط. [باب المَتِّيْجِيّ] : وذكر في باب "المَتِّيْجِيّ" بفتح الميم وكسر التاء، المشددة المعجمة من فوقها باثنتين وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين: الشيخ الصالح أبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن عيسى المتيجي: ولم يذكر مولده ووفاته، قلت مولده في أواخر سنة "إحدى -أو أوائل سنة اثنتين- وخمسين وخمسمائة". وتوفي في ليلة الثامن من شعبان سنة "ست وثلاثين وستمائة" بثغر الإسكندرية ودفن من الغد برباطه. وفاتَهُ: ولدُهُ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن المتيجي: سمع بالإسكندرية من أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن موقا السعدي وغيره من شيوخ الثغر، والقادمين إليه، وحدث به. دخلت الإسكندرية وهي حي واجتمعت به مرارا ولم يتفق لي السماع منه، وكان يفيدي عن الشيوخ ويعيرني الأجزاء، وهو رجل حسن من عدول الثغر، مولده في العشرين من صفر سنة "ثمان وثمانين وخمسمائة". وتوفي في جمادى الآخرة سنة "تسع وخمسين وستمائة". بثغر الإسكندرية. سمع منه جماعة من أصحابنا. وأجاز لي مرارا. وذكر في باب "المنبجي" بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء الموحدة والجيم المكسورة جماعة، وأغفل ذكر: الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هبة الله بن مساور المنبجي الخطيب:

سمع الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي وروى عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا الرحالين وغيرهم. والأخوين: أبي عبد الله محمد وأبي القاسم عبد الرحمن ولدي أبي الحجاج يوسف بن عبد الله بن فارس بن جلدك المنبجي: سمعا من أبي القاسم البوصيري ورويا عنه. سمعت منهما بمصر، فأما محمد فمولده في شعبان سنة "ست وسبعين وخمسمائة". بمصر وتوفي بالقرافة في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة "ثمان وستين وستمائة" ودفن من يومه بها. وأما أخوه عبد الرحمن فإنه توفي في بكرة يوم الأحد سابع شعبان سنة "ثلاث وستين وستمائة" بالقرافة أيضا ودفن بها من يومه. والشيخ الصالح أبي نصر سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين الطائي المنبجي: سافر إلى خراسان ودخل خوارزم وأقام بها مدة وسمع من أبي روح عبد المعز محمد بن أبي الفضل الهروي البزاز، وحدث عنه بدمشق وكان له شعر حسن. رأيته وسمعت منه وكتبت عنه شيئا من نظمه أنشدني لنفسه بدمشق: حاجتي حاجة المحب وإني ... منك راض بنظرة أو سلام فإذا جدت بالكلام فمن لي ... بكلام إن جدت لي بالكلام أرتضي بالقليل كل قليل ... هذه حالتي وهذا مقامي توفي آخر نهار يوم الاثنين سادس عشر ذي الحجة سنة "إحدى وخمسين وستمائة" بدمشق ودفن يوم الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة بمقبرة الصوفية. ومولده تقريبا في سنة "ثمان وستين وخمسمائة". والفاضل أبي منصور المظفر بن محمد بن المظفر بن الحسين المنبجي وينعت بالناصح: أديب كامل، يكتب خطا حسنا، وينظم شعرا جيدا. اجتمعت به في القاهرة وكتبت عنه قطعا من نظمه وسافر إلى الإسكندرية وأقام بها مدة ثم فارقها مسافرا إلى بلاد اليمن وهو يومئذ مقيم بها، وأنشدني لنفسه بالقاهرة: أحبابنا أنا من أيام هجركم ... حرمت نومي وما حللت من جلدي وكنت أحسب أسبابا لبينكم ... وقط ما دار هذا البين في خلدي غربتم في تجافيكم علي وقد ... غربتموني بهذا الهجر في بلدي

باب المري والمريي والمزي

[باب المُرِّيّ والمَرِيّيّ والمِزِّيّ] : وذكر في باب "المُرِّيّ" و"المَرِيّيّ" و"المِزِّيّ"، الأول بضم الميم وكسر الراء المشددة، ذكر فيه رجلين، وفاته: أبو بكر محمد بن علي بن الحسن المري يعرف بابن الدوانيقي: سمع الفقيه أبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصِّيصيّ وغيره. سمع منه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي وأبو الحسن محمد بن أبي جعفر القرطبي وأخوه أبو الحسين إسماعيل وروى لنا عنه وتوفي في سادس شعبان سنة "خمس وتسعين وخمسمائة". وأبو الفرج قوام بن حمزة بن قوام بن زيد بن عيسى المري. من ولد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- سمع من الحافظين أبي طاهر السلفي بالإسكندرية، وأبي القاسم بن عساكر بدمشق وغيرهما وحدث، سمع منه جماعة من الطلبة! وأجاز لي. توفي ليلة الخميس الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة "ثماني عشرة وستمائة" بدمشق. وأخوه أبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن قوام المري: سمع أبا سعد بن أبي عصرون وغيره. وأما "المريي" بفتح الميم، وكسر الراء المكررة المشددة، نسبة إلى "المرية" وهي من بلاد المغرب، وذكر فيه رجلا واحدا، وفاته: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري المريي ثم البلنسي: حدث عن الحافظين أبي طاهر السلفي وأبي القاسم بن عساكر الدمشقي، وتوفي في سنة "إحدى وعشرين وستمائة" بالمرية من بلاد الأندلس. ذكره الحافظ أبو محمد المنذري في وفياته. وأما "المزي" بكسر الميم والزاي المشددة، ذكر فيه رجلا واحدا وهو: شيخنا خاطب -ويقال خطاب- بن عبد الكريم بن أبي يعلى الحارثي المزي: فقال: "رأيته بها ولم أسمع منه وجماعة غيره سمعوا من أبي القاسم بن عساكر الحافظ". "هذا آخر كلامه". قلت: مولد خطاب المذكور في جمادى الآخرة سنة "سبع وأربعين وخمسمائة". وتوفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من المحرم سنة "اثنتين وأربعين وستمائة" بالمزة ودفن بها، وهي قرية كبيرة غربي دمشق. روى لنا عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر. وفاتَهُ: أبو اليمن زيد بن غنيم بن عسكر بن قزمان المزي الصياد: سمع أيضا الحافظ أبا القاسم بن عساكر رأيته وسمعت منه.

وأبو الحسن علي بن يحيى بن يوسف الموصلي الأصل المزي المولد، الشروطي سمع الحافظ أبا القاسم أيضا. سمعت منه وكان والده خطيبا بها، توفي ليلة السبت سابع عشر من ربيع الآخر سنة "تسع وعشرين وستمائة" بدمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس. وأخوه أبو الحجاج يوسف بن يحيى بن يوسف الموصلي المحتد المزي المولد: سمع أيضا الحافظ أبا القاسم بن عساكر وروى عنه. سمعت منه وسألته عن مولده فقال: في يوم الخميس رابع شهر رمضان سنة "ستين وخمسمائة".

حرف النون

حرف النون باب نجبة ونجية ... حرف النون: وأغفل هذه الترجمة وهي: [باب نَجَبة ونُجَيَّة] : "نَجَبة" و"نُجَيَّة" كلاهما بالنون والجيم، فالأول منهما بعد الجيم باء موحدة مخففة مفتوحة، والثاني بضم النون وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها إلا أنه ذكر في باب "نجا" بالنون والجيم رجلا واحدا ثم قال: وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الأنصاري ويقال له "ابن نجية" تقدم ذكره في باب "نُجَيّة". "هذا آخر كلامه" قلت: تتبعت هذا الباب في كتابه فوجدت ترجمته فيه مختصرة فأحببت أن أذكرها كاملة لتتم الفائدة ويحصل النفع -إن شاء الله تعالى- قلت: فأما "نَجَبَة" فبالنون المتفوحة والجيم والباء الموحدة فهو: أبو الحسن نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن نجبة الرعيني الإشبيلي المقرئ النحوي: سمع من أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح وحدث عنه وعن أبي مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك المعروف بابن الباجي وعن أبي بكر محمد بن عبد الغني بن فندلة ومحمد بن عبد الله بن محمد المعافري ومحمد بن أحمد ابن طاهر القيسي. حدث عنه الحافظ أبو الربيع الكلاعي. وتوفي بشريش في جمادى الآخرة سنة "إحدى وتسعين وخمسمائة". "وأما نُجَيّة" بضم النون وفتح الجيم وتشديد الياء المفتوحة المعجمة باثنتين من تحتها فهو: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدمشقي الحنبلي الواعظ المعروف بابن نجية: مولده بدمشق سنة "ثمان وخمسمائة"، وسمع بها من الفقيه أبي الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قيس المالكي، وببغداد من أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري وأبي صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وغيرهم وحدث ببغداد وبدمشق ومصر والإسكندرية وغيرها وسمع من أبي حسن أحمد بن منير الشاعر شيئا من نظمه وكتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي في "معجم شيوخ بغداد". وكان واعظا فاضلا حسن الإيراد، فصيح العبارة، لم يكن في وقته في فنه مثله، وله القبول التام، عند الملوك والعوام وهو سبط الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي الحنبلي، وعادت عليه بركاته، وصاهر سعد الخير على ابنته فاطمة ببغداد وقدم لها معه إلى الديار المصرية. وتوفي بمنزله في الشارع ظاهر القاهرة، في السابع من شهر رمضان سنة "تسع وتسعين وخمسمائة" ودفن من الغد بسفح المقطم.

باب نعمة ونعمة

[باب نُعْمَة ونِعْمة] : وفاته هذه الترجمة وهي "نُعمة" و"نِعمة"، الأول بضم النون وهو: أبو القاسم نُعمة بن المؤيد الطوسيّ: كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي في "معجم السفر" بهمذان قال: "سمعت أبا القاسم [نعمة بن المؤيد الطوسي بهمذان يقول سمعت أبا القاسم] عبد الله بن علي بن عبد الله الكركاني بطوس يقول: إذا سافرت فلا تنزل رباطا يكون له معلوم، وتوكل على الله تكن في راحة. نُعمة هذا: بضم النون، هو من المسافرين المشهورين بين المتصوفة، ذكر أنه، سمع إسماعيل الصابوني، وأبا القاسم القشيري بنيسابور وأبا القاسم الكركاني بطوس وبه اقتداؤه، ومن يده أخذ المرقعة وهو ابن تسع عشرة سنة. وسألته عن مولده فقال: لي ثلاث وسبعون سنة. ذكر لي ذلك كله سنة "اثنتين وخمسمائة". والثاني [نِعمة] بكسر النون وسكون العين وهو: أبو عبيد نعمة بن زيادة بن خلف الغفاري: كتب عنه الحافظ أبو طاهر السلفي أيضا في "معجم السفر" بالإسكندرية وذكر أنه سمع من عيسى بن أبي الهروي بمكة، وآخرين [قال] : "وقد سمع علي وبقراءتي على نفر من شيوخ الإسكندرية كثيرا، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة "ثلاث وستين وخمسمائة". وأبو الحسن نِعمة الله بن عمر بن أبي الحسن السلماسي رئيس سلماس: وكان من أعيان المسلمين، كتب عنه الحافظ "أبو طاهر السلفي" أيضا بسلماس شيئا سمعه على أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حريز القاضي. وأبو الفضل نِعمة بن عبد العزيز بن هبة الله العسقلاني التاجر يعرف بابن زغيب: مولده سنة "ثمان وثلاثين وخمسمائة" تقديرا. وتوفي بمصر في ثالث عشر المحرم سنة "أربع وعشرين وستمائة". سمع الحافظ أبا القاسم بن عساكر بدمشق وحدث عنه. سمع منه الحافظان أبو محمد عبد العظيم وأبو الخير يحيى القرشي. وأجاز لي جميع مروياته، ولم يتفق لي السماع منه، ودخل بغداد.

باب نظر وباب نفيس ونقيش وباب النجاد والنجار

باب نظر وباب نفيس ونقيش وباب النجاد والنجار: [باب نَظَر] : وذكر في باب "نَظَر" بفتح النون والظاء المعجمة، رجلا واحدا، وفاتَهُ: أبو الخير نظر بن عبد الله الحسامي: أحد خدم التربة الشريفة المكرمة النبوية -صلوات الله العظيم على ساكنها وسلامه ورحمته وبركاته-. سمع معنا من جماعة من شيوخنا بدمشق وحلب، وكان ملازما لذلك حريصا عليه، ودخل بغداد وسمع بها وانقطع عنا خبره، ولم أتحقق وفاته، وكانت عليه سكينة ووقار، غزير الدمعة عند سماع الحديث. والحسامي: نسبة إلى ولاء أمّ حسام الدين ست الشام أخت الملك العادل أبي بكر بن أيوب -رحمهم الله تعالى-. [باب نَفِيس ونُقَيش] : وذكر في باب "نَفِيس" و"نقيش" فقال: أما نَفِيس بفتح النون وكسر الفاء فجماعة، وأما نُقَيش بضم النون وفتح القاف وتسكين الياء وآخره شين معجمة. ذكر فيه رجلا واحدا، وفاته: أبو الفتوح محمد بن أنجب بن الحسين بن علي بن نُقيش البغدادي: من أهل درب القيار. سمع من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق القزاز وأبي الحسن علي بن محمد بن بكروس وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل وغيرهم، وكان يلازم مجالس الحديث ويخالط الصالحين، وتوفي في آخر سنة "ست وسبعين وخمسمائة" أو أوائل سنة "سبع وسبعين" شابا ولم يبلغ أوان الرواية. ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه. [باب النَّجَّاد والنَّجَّار] : وذكر في باب "النَّجَّاد" و"النَّجَّار" جماعة، الأول بالنون والجيم ودال مهملة آخر الحروف، والثاني مثله إلا أن بدل الدال راء مهملة. وفاته في باب "النجار". الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن أبي عبد الله الحسين بن علي بن منصور بن الحسين البغدادي المقرئ النجار الحنبلي: نزيل دمشق. مولده ببغداد في مستهل شوال سنة "خمس وأربعين وخمسمائة". وكان من عباد الله الصالحين، وأوليائه الورعين، مشتغلا بنفسه، مواظبا على تلاوة كتابه العزيز ودرسه، أثر الصلاح عليه لائح، وعرف القبول منه فائح. سكن دمشق مدة سنين، لا يعرفه أحد من العالمين إلى أن ظهرت له إجازة عالية من

الشيوخ المسندين، ووجد سماعه على جماعة من الأئمة المتقدمين، فأخذ الناس عنه، وسمعوا منه، وتبركوا به. ثم سافر عنها قاصدا لبيت الله الحرام، وناويا لزيارة قبر نبيه -عليه أفضل الصلاة والسلام- فلما تم له ما قصده ونواه، وتحقق لديه ثوابه وعقباه، عزم على الدخول إلى الديار المصرية، لينشر بها السنة المحمدية، فأقبل أهلها بوجوههم إليه، وفرحوا بأخذهم عنه وسماعهم عليه، ولازموه ملازمة الغريم، في النهار الواضح والليل البهيم، إلى أن دنا أجله، وختم بخير عمله، فتوفي بها عصر يوم الأربعاء الخامس عشر من ذي القعدة سنة "ثلاث وأربعين وستمائة" ودفن يوم الخميس سادس عشره بسفح المقطم. سمع ببغداد من أبي الحسين بن يوسف وأبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن القزاز وأبي هاشم عيسى بن أحمد الدوشابي والحافظ أبي أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي وأبي بكر أحمد بن علي بن الناعم وأبي علي الحسن بن علي بن شيرويه وأبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وأبي الفرج بن كليب الكاتب والكاتبة فخر النساء شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج الإبري، وبدمشق من أبي عبد الله محمد بن علي ابن صدقة الحراني وأبي محمد عبد المحسن طغدي بن ختلغ الأميري وغيرهم، وأجاز له جماعة من الشيوخ المتقدمين منهم الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو الفضل أحمد بن طاهر الميهني وأبو جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي وأبو الحسن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز، وأبو القاسم سعيد بن أحمد البناء وأبو القاسم نصر بن نصر العكبري وأبو بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني وأبو المعالي الفضل بن سهل الأسفراييني وأبو الكرم المبارك بن الشهرزوريّ وأبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني وبهاء الشرف أبو علي الحسن بن جعفر الهاشمي وأبو المعالي بن السمين وأبو يعقوب يوسف بن عمر الحربي وأبو القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل وأبو محمد المبارك بن المبارك بن التعازيذيّ وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي والحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني وغيرهم. سمعت منه بحمد الله كثيرا بدمشق ومصر وتبركت به، وانتفعت بصحبته -جزاه الله خيرا آمين، وجمعنا وإياه في مستقر رحمته إنه أرحم الراحمين-. وأبو العباس أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلمان بن مكارم الحراني الحنبلي النجار: مولده في سنة "أربع وستين وخمسمائة" بحران. سمع ببغداد أبا الفرج بن كليب، وبحران أبا الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني وروى عنهما، سمعت منه بدمشق. وذكر في باب "النقَّار" بالنون والقاف وراء آخر الحروف، رجلين، وفاته: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النقار الحميريّ: سمع من الفقيه أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصيصي بدمشق. كتب عنه الحافظ أبو طاهر

السلفي في "معجم السفر" بدمشق وذكر أنه ولد بطرابلس وبها تأدب، وأصلهم من الكوفة. أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف البلخي المقرئ ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الحسن بن أبي كامل المصري كتابة، قالا أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي إجازة، قال أنشدني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النقار الحميري بدمشق قال أنشدني أبي لنفسه بطرابلس: قد زارني طيفُ من أهوى على حذر ... من الوُشاة وداعي الصبح قد هتَفا فكدت أوقظ من حولي به فرحا ... وكاد يهتك ستر الحب بي شغَفا ثم انتبهت وآمالي تخيل لي ... نيل المنى فاستحالت غبطتي أسفا وأبو محمد عبد المحسن بن أبي القاسم عبد المنعم بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الله الصوفي المعروف بابن النقار: سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي وأبي المكارم المفضل بن علي المقدسي، وحدث بمصر. سمع منه الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري وغيره. وكان شيخا حسنا، مشهورا بالتصوف، صحب جماعة من الصالحين، مولده تقديرا سنة "خمس وأربعين وخمسمائة". وتوفي في سلخ رجب سنة "ثلاث عشرة وستمائة" بمصر ودفن من الغد. وأخوه شيخنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي القاسم عبد المنعم الكاتب: سمع مع أخيه من الحافظ أبي طاهر السلفي وروى عنه، لقيته وسمعت منه وسألته عن مولده فقال: في سنة "خمس وخمسين وخمسمائة" بمصر. وتوفي بها في التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة "أربعين وستمائة" ودفن من الغد بالقرافة.

باب النوقاني

[باب النَّوْقاني] : وذكر في باب "النَّوْقاني" بفتح النون وقاف بعد الواو ونون بعد الألف، رجلا واحدا، وفاته: الإمام أبو سعد محمد بن أبي العباس النَّوْقاني: حدث عن أبي بكر أحمد بن سهل السراج وأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني، وأبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبي منصور محمد بن أحمد العارف وأبي نصر عبد الله بن الحسين بن هارون وغيرهم. وروى عنه ولده الإمام أبو بكر عبد الله وحدث عنه بدمشق. سمع منه الحافظ أبو القاسم بن عساكر وأبو الحسن علي بن عقيل بن الحبوبيّ، وعبد الرحمن بن نسيم وجماعة من شيوخنا، وروى لنا عنه أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى وأبو محمد عبد الكريم بن خلف بن نبهان بن سلطان السِّماكي وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن سفير

وأبو عبد الله محمد بن عمر بن أبي العجائز الأزدي. أخبرنا المشايخ المذكورون، قراءة عليهم، قالوا أنبأنا الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي سعد محمد بن أبي العباس النوقاني، قراءة عليه ونحن نسمع بجامع دمشق، أنبأنا والدي الإمام أبو سعد محمد بن أبي العباس قال أنبأنا الإمام أبو سعيد القشيري، إملاء، أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك ببغداد، قراءة عليه، قال: سمعت أبا طالب محمد بن أحمد العلوي يقول: كنت مع الشبلي بباب الطاق فجاءه رجل راكب وبين يديه غلام، فقال رجل لرجل: من هذا؟ فقال: صفعان الأمير ومسخرته. قال: فعدا الشبلي فقبَّل فخذه، فرمى الرجل نفسه من الفرس وقال: أحسبك يا سيدي ما عرفتني، قال: بلى قد عرفتك إنك تأكل الدنيا بما تساويه الدنيا، اركب فإنك خير ممن يأكل الدنيا بالدين. والإمام أبو المفاخر محمد بن أبي علي بن أبي نصر النوقانيّ: فقيه فاضل، تفقه بنيسابور على الإمام أبي سعد محمد بن يحيى النيسابوري وسمع منه وحدث عنه ببغداد، ودرس بالمدرسة النظامية، وكان بارعا في الفقه، حسن الكلام. مولده بنوقان طوس سنة "ست عشرة وخمسمائة". وتوفي في ثالث صفر -وقيل- يوم الأحد حادي عشره سنة "اثنتين وتسعين وخمسمائة" ودفن في رابعه بباب المشهد بالكوفة. وقد حكي ضم النون في "نوقان". وولده شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي علي النوقاني: مولده يوم الخميس تاسع ذي القعدة من سنة "تسع وأربعين وخمسمائة" بمشهد علي بطوس. سمع بتبريز من أبي منصور محمد بن أسعد حفدة العطاري الطوسي، وسمع ببغداد من فخر النساء شهدة بنت أبي نصر الأبري وأبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله الفراوي وأبي القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النيسابوري الصوفي وأبي الفتح محمد بن عمر بن محمد الليثي الهروي وأبي الثناء محمد بن محمد بن هبة الله بن الزيتوني وأبي القاسم عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني وأبي محمد عبد الله بن محمد القرشي الناسخ وغيرهم، وسمع بزنجان من عمر بن أحمد بن عمر الخطيبيّ، وقدم مصر وسكن بالقرافة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وحدث بها. سمعت منه، وتوفي في سحر السادس من شهر ربيع الآخر سنة "سبع وثلاثين وستمائة" بمنزله بالمدرسة المذكورة، ودفن من الغد بالقرافة، وكان شيخا صالحا، حسن السمت، مشتغلا بنفسه. وأبو نصر أحمد بن محمد بن ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي المحتد، النوقاني المولد: سمع من أبي شجاع محمد بن عمر بن عبد الله الأرغياني، وروى عنه، أجاز لي غير مرة. سئل عن مولده فقال: سنة "اثنتين وخمسين وخمسمائة" بنوقان.

حرف الواو

حرف الواو: باب واهب وراهب وباب الوقار والوتار: [باب واهِب وراهِب] : وذكر في باب "واهِب" و"راهِب"، الأول بالواو والثاني بالراء المهملة، جماعة، وفاته في باب "راهب": الفقيه أبو البيان نبأ بن سعد الله بن راهب البهراني الحموي تقدم ذكره في باب "نبأ". وأبو عبد الله محمد بن أبي علي بن أبي الفتح بن راهب الآمدي الأصل، البغدادي المولد، الدمشقي الدار الرَّسّام: سمع بدمشق من أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن الموازيني وروى عنه. لقيته وسمعت منه. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي علي بن أبي الفتح بن راهب الآمدي، بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السلمي الموازيني، قراءة عليه، وأنا أسمع بدمشق، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، إذنا، وأبو بكر يحيى بن عبد الباقي بن محمد الغزال، قراءة عليه ببغداد، أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني أنبأنا أبو محمد بن حيان أنبأنا أبو الحريش الكلابي أنبأنا يونس بن عبد الأعلى أنبأنا محمد بن إدريس الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم". قال أبو نعيم: غريب من حديث الحسن، لم نكتبه إلا من حديث الشافعي. قلت: رواه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني عن يونس بن عبد الأعلى. [باب الوَقار والوَتَّار] : وذكر في باب "الوَقار" و"الوَتَّار"، الأول بفتح الواو وتخفيف القاف وآخره راء، والثاني بعد الواو تاء مشددة معجمة باثنتين من فوقها، جماعة، وفاته في باب "الوقار": أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن أبي الوقار الإيادي الدمشقي الصوفي: سمع بدمشق من أبي طاهر الخشوعي وشيخ الشيوخ أبي الحسن عبد اللطيف بن

إسماعيل بن أبي سعد وغيرهما، وبمصر من أبي القاسم هبة الله بن علي البوصيري وغيره، وحدث بدمشق ومصر. لقيته بها وسمعت منه، وكان من ذوي البيوت المشهورة بدمشق، حسن الأخلاق، معاشرا للصوفية، لابسا لباسهم، طارحا للتكلف، فيه لطف وكياسة. وأقام في آخر عمره بالقاهرة متوليا بها المشارفة بالبيمارستان الناصري إلى أن توفي بها، في شهر رمضان سنة "ست وأربعين وستمائة". ووالده أبو العباس أحمد: سمع معه من الشيوخ المذكورين، وكان طبيبا فاضلا، لم أتحقق مولده ولا وفاته. وفاته في باب "الوَتَّار": الشيخ الأديب أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن يوسف الموصلي الوتار، الدمشقي الوفاة والدار: مولده في سابع عشر ذي الحجة سنة "تسع وسبعين وخمسمائة" بالموصل واشتغل بها بالأدب، وكان ينظم شعرا حسنا، وسكن دمشق مدة ومدح كبراءها ثم تولى الخطابة بالمزَّة وهي قرية كبيرة غربي دمشق، ولم يزل خطيبا بها إلى أن توفي يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة من سنة "اثنتين وستين وستمائة"، أنشدني لنفسه بها: وشادنٍ غصني بريقي ... قهقه لما رأى شهيقي أراد في ضحكه يريني ... منابت الدر في العقيق وأبو السرايا عامر بن حسان بن عامر بن فتيان بن حمود بن سليمان الأجدابي الإسكندري المعروف بابن الوتار: من أهل الحديث المشهورين به وبإفادته بالثغر. سمع من عبد المجيب بن زهير وجماعة من أصحاب الحافظ أبي طاهر السلفي وغيره. اجتمعت به بالإسكندرية وكان يفيدني عن شيوخها. وتوفي في ذي القعدة سنة "أربع وخمسين وستمائة".

باب الوبار

[باب الوَبَّار] : وفاته أيضا هذه الترجمة وهي "الوَبَّار" بفتح الواو وتشديد الباء الموحدة وآخره راء، والمشهور بهذه النسبة: الشيخ أبو محمد عبد الخالق بن محمد بن ناصر بن عيسى الأنصاري الواعظ الشروطي المعروف بابن الوبار: شيخ حسن فاضل له معرفة بكتابة الشروط الحكمية، قليل التردد إلى الناس، مشتغل بنفسه. سمع بالإسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي وكان يذكر ذلك دائما في حياته إلا أنه لم يوجد سماعه منه، فلما توفي ظهر سماعه عليه. وسمع من الفقيه المهذب أبي الفرج عبد الله بن أسعد الموصلي نزيل حمص شيئا من نظمه. أنشدني أبو محمد عبد الخالق بن الوبار بدمشق قال أنشدني الفقيه أبو الفرج عبد الله بن أسعد المعروف بابن الدهان الموصلي لنفسه بحمص قصيدة يمدح بها الصالح أبا الغارات طلائع بن رُزِّيك الوزير اقتصرت منها على غزلها خشية الإطالة: أما كفاك تلافي في تلافيكا ... ولست تنقم إلا فرط حبِّيكا يا مخجل الغصن ما يثنيك عن ملل ... هوى وكل هواء هب يثنيكا أصبحت للقمر المأسور في صفدي ... أسر وللرشأ المملوك مملوكا أبيت أغبط فاه طيب ريقته ... ليلا وأحسد في الصبح المساويكا يا حامل الراح في فيه وراحته ... دع ما يكفك طيب العيش في فيكا أليس سرك مكتوما على كلفي ... فما يضرك أن أصبحت مهتوكا وفيم تغضب إن قال الوشاة سلا ... وأنت تعلم أني لست أسلوكا لا نلت وصلك إن كان الذي زعموا ... ولا سقى ظمئي جود ابن رُزِّيكا

باب وهبان وباب الوراق والوزان

باب وهبان وباب الوراق والوزان: [باب وَهْبَان] : وذكر في باب "وَهْبَان" بفتح الواو وسكون الهاء ونون آخر الحروف، جماعة، وفاته: أبو بكر وهبان بن عبد العزيز بن علي بن خليل الصقلي: سمع بدمشق من أبي الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصفهاني وروى عنه وسمعت منه، وكان رجلا صالحا. توفي في الثاني عشر من المحرم سنة "ثمان وعشرين وستمائة" بدمشق ودفن من غده بسفح قاسيون. [باب الوَرّاق والوَزّان] : وذكر في باب "الوراق" و"الوزان" فقال: "أما الوراق بالراء وآخره قاف قال الأمير [أبو نصر بن ماكولا] : فجماعة" "هذا آخر كلامه" قلت: وأبو المكرم حرمي بن عبد الغني بن عبد الله بن أبي بكر الخزرجي الوراق: سمع من العلامة أبي محمد بن بري النحوي وأبي القبائل عشير بن علي بن أحمد الجبلي المزارع وروى عنهما. سمعت منه بمصر وسألته عن مولده فقال: في سنة "تسع وخمسين وخمسمائة" تقديرا أو قبلها بقليل، أو بعدها. وتوفي بمصر في أواخر ذي القعدة سنة "سبع وأربعين وستمائة". وأما "الوزان" بعد الواو زاي وآخره نون فذكر فيه جماعة وفاته: الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن سعد الله بن إبراهيم بن رمضان الكلابي الحنفي المعروف بابن الوزان. كان مدرسا بالمدرسة الأسدية التي ظاهر دمشق. وفيه دين وسكون، ومن المعدَّلين بها. سمع بالإسكندرية من أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي بن موقا الأنصاري، وبالقاهرة من أبي الثناء حماد بن هبة الله الحراني وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الأنصاري الواعظ، وزوجه: أم عبد الكريم فاطمة بنت سعد الخير الأنصاري، وبمصر من أبي القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي وعمي الموفق أبي عبد الله محمد بن محمود المحمودي، وبدمشق من أبي علي حنبل بن عبد الله البغدادي وروى عنهم. سمعت منه، وخرجت له خبرا عن الشيوخ المذكورين، سمعه الطلبة منه بقراءتي واستفادوه. مولده ليلة الأربعاء سادس صفر سنة "ثمان وستين وخمسمائة"، وتوفي يوم الأحد الثامن عشر من المحرم سنة "خمسين وستمائة" بدمشق. ودفن يوم الاثنين تاسع عشره بمقبرة باب الفراديس. وأخوه أبو العز مفضل بن محمد بن سعد الله الكلابي الحنفي: أحد الرؤساء بدمشق. كان من عقلاء الناس وأقام بالبيت المقدس مدة قبل خرابه، فلما أخرب انتقل إلى دمشق وسكنها إلى حين وفاته، سمع من أبي الحسين أحمد بن حيوش الغنوي وروى عنه. سمعت منه بدمشق.

باب هباب وباب الوهراني

باب هباب وباب الوهراني: [باب هَيَّاب] : وذكر في باب "هيَّاب" بفتح الهاء وتشديد الياء المعجمة من تحتها باثنتين، وآخره باء موحدة، رجلا واحدا، وفاته: أبو الفضل غياث بن هياب بن غياث بن الحسين البصري الأصل المصري الدار المعروف بالأنطاكي: سمع من الفقيه أبي محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، وحدث. سمع منه الحافظ أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله الأنماطي، وتوفي في الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة "سبع وثمانين وخمسمائة". وعرف بالأنطاكي بإقامته بالمسجد المعروف بالأنطاكي بالقرب من الرصد ظاهر مصر. ذكره الحافظ أبو محمد المنذري في وفياته. [باب الوَهْرانيّ] : وذكر في باب "الوَهْرانيّ" بفتح الواو وبعد الألف نون، رجلا واحدا، وفاته: الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن المبارك الوهراني النحوي: رجل فاضل، سكن دمشق وتولى الخطابة بجامع داريا: قرية كبيرة من عملها. سمع منه شيخنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي، وخرج عنه في معجمه قطعة من شعره. أنشدني أبو الحجاج يوسف بن خليل بجامع حلب قال أنشدني أبو الحسن علي بن عبد الله بن

المبارك الوَهْراني النحوي الخطيب: خطيب داريّا، بدمشق بجامعها لنفسه: أصبحتُ والحمد للرحمن منفردا ... عن كل وغد من الأقوام شتام ما لي أنيس سوى أني امرؤ عكفت ... نفسي على الكتب أيامي وأعوامي أوحي إليها بطرفي وهي تخبرني ... عمن تقدم من سام ومن حام

حرف اللام ألف

حرف اللام ألف: [باب لاحق] : وذكر في باب "لاحق" آخره قاف، رجلين. وفاتَهُ: أبو الكرم لاحق بن عبد المنعم بن قاسم بن أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأرتاحي المصري المولد والدار الحنبلي: مولده في سنة "أربع وسبعين وخمسمائة" تخمينا وظنا. أجاز له الحافظ أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين بن الطباخ البغدادي، نزيل مكة -شرفها الله تعالى- وروى عنه بها كثيرا. لقيته بمصر وسمعت منه، وكان رجلا صالحا. توفي في ليلة السادس عشر من جمادى الآخرة سنة "ثمان وخمسين وستمائة" بمصر. ودفن من الغد بسفح المقطم.

حرف الياء

حرف الياء: [باب يَرْحُم وتَرْخُم وتَرْجَم] : وذكر في باب "يرحُم" و"ترخُم" و"ترجَم"، جماعة. الأول بالياء المفتوحة وسكون الراء وضم الحاء المهملة. والثاني بفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها وسكون الراء وضم الخاء المعجمة، والثالث بفتح التاء أيضا وسكون الراء وفتح الجيم. وفاته في باب "ترجَم". الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن ترجَم بن حازم المازني المقرئ الشافعي الضرير: قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الجود غياث بن فارس بن مكي اللخمي، وسمع من أبي الطاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين الشارعي وأبي القاسم هبة الله بن علي البوصيري وغيرهما. وصحب الشيخ أبا عبد الله القرشي وتفقه على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وتصدر بالجامع العتيق بمصر، وأمَّ بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة إلى حين وفاته. وحدث. سمع منه الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري وغيره. وتوفي في ليلة السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة "خمس وثلاثين وستمائة" بالقاهرة ودفن من الغد بسفح المقطم. وأبو عبد الله محمد بن عثمان بن منصور بن ترجَم بن أبي الدر الدمشقي الوراق الحكيم أبوه: سمع من أبي الحجاج يوسف بن معالي بن نصر الأطرابلسي الكتّاني، وروى عنه. سمعت منه وكان ثقة صالحا. وأبو محمد عبد الله بن رافع بن ترجَم المعروف بعابَد: تقدم ذكره في باب "عابِد".

باب يسر

[باب يُسْر] : وذكر في باب "يُسْر" بضم الياء وسكون السين المهملة وآخره راء، جماعة، وفاته: الفقيه يسر بن خلف بن سراج العبسي الحوراني الشافعي: سمع من الفقيه أبي الحرم مكي بن علي بن الحسن الحربي العراقي، وأبي طاهر الخشوعي والقاضي أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري بن الحرستاني وغيرهم. وحدث بدمشق رأيته ولم أسمع منه شيئا. وكان فقيها فاضلا يعرف المذهب معرفة حسنة، وتولى الإعادة بالمدرسة الأمينية بدمشق، وهو من المعدلين بها، وانتفع به جماعة، ولم أتحقق مولده، توفي ليلة الاثنين العاشر من صفر سنة "تسع وثلاثين وستمائة" بدمشق. وأبو العلاء أحمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي المقرئ: سمع بدمشق من والده والحافظ أبي القاسم علي بن عساكر وأبي تميم سليمان بن علي بن عبد الرحمن الرحبي الخباز وغيرهم. وأجاز له جماعة من الشيوخ البغداديين وغيرهم منهم أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيضاوي وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وأبو محمد صالح بن المبارك بن الرخلة وأبو الفضل وفاء بن أسعد البهي وسعد الله بن محمد بن علي بن طاهر الدقاق وأبو الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي وأبو المعمر بن الهاطر المعروف بخزيفة وأبو بكر عبد الله بن محمد بن النقور والشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي، وأبو أحمد معمر ابن الفاخر القرشي، وأبو الفتح بن البطي والفقيه أبو الحجاج يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، وأبو الفوارس سعد بن محمد بن الصيفي المعروف بالحيص بيص وخرج له الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف البزالي مشيخة عنهم. سمعتها منه بقراءته. وهو من بيت رئاسة وعلم، حدث منهم جماعة.

باب يمان وتمار

[باب يَمانٍ وتَمَّار] : وذكر في باب "يمان" و"تمار" فقال: "قال الأمير [أبو نصر بن ماكولا] : أما يمان أوله ياء وآخره نون فكثير، وأما التمار بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها وآخره راء فذكر فيه جماعة، وفاته: أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله بن علي بن محمد الأنصاري القيرواني الأصل المصري المولد والدار والوفاة المالكي التَّمَّار الأبزاريّ: عرف بالحكمة. سمع من أبي القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي وطبقتهما. وسعى في طلب الحديث وسمع الكثير، وكان يؤثر الحضور عند الشيوخ على معاشه، وحصل كتبا حسنة، وكان عنده فهم ومعرفة، وحدث، سمع منه الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري وأثنى عليه. سمعت منه، وسمع بقراءتي على جماعة من الشيوخ، وسألته عن مولده فقال: في سنة "ستين -أو إحدى وستين- وخمسمائة" بمصر. وتوفي بها سحر يوم السبت سابع جمادى الآخرة سنة "ست وثلاثين وستمائة". ودفن من الغد بسفح المقطم. هذا آخر ما وصلت معرفتي إليه، ووقع اختياري [عليه] ، والله سبحانه يعفو بكرمه عن مؤلفه وجامعه، ويغفر لكاتبه وسامعه، إنه على كل شيء قدير، وبإجابة الدعاء جدير.

"وكتبه أضعف العباد إلى الله تعالى الغنيّ، الراجي رحمة ربه العبد الفقير "الحسن بن عبد الرزاق بن الحسن الخطيب" -تغمده الله برحمته- والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كبيرا. وقع الفراغ منه في يوم الجمعة خامس عشر شعبان سنة "خمس وثمانمائة" في بلدة الموحدين قزوين -حماها الله تعالى مع سائر بلاد المسلمين- والحمد لله وحده".

فهرس كتاب تكملة إكمال الإكمال

فهرس كتاب تكملة إكمال الإكمال: فهرس الموضوعات: الصفحة الموضوع 3 خطبة المؤلف 5 باب ابنه وأبِيْه 5 باب الأثِيْر 9 باب الأُوْنديّ والأبَّديّ 9 باب الأصبغ والأصمع 10 باب الإبَريّ والأَثَريّ 12 باب بابويه 12 باب بَتِنَّه وثَنِيّة 13 باب براد 13 باب البُوْمة والتُوْمَة والنُوْمة 15 باب البادرائي 16 باب الباوَرْدي 17 باب البَخْتَريّ 18 باب البَرِيّ 18 باب البَزْريّ والبَرْزيّ والبُرْزيّ 19 باب البُرْزِي 20 باب بقيّ وتُقَى ونَقِيّ وبقيّ 21 باب بُقَيّ 22 باب تَقِيَّة 24 باب التَبَّان والتَيَّان 24 باب التبريزي 25 باب التركي 26 باب التِّيْتيّ 27 باب البُتَتيّ والتِّنِّبِيّ 28 باب ثَروان 29 باب ثنا وييَّا ونَنَا ونَبأ 30 باب الثوري والتوري والبوري والنوري 31 باب النُوْرِيّ 32 باب جَابر وجاير 32 باب جَناب وجنّاب وحَباب والجَباب والجَيَّاب وجَنّات وحُباب 33 باب جَبَّويه وحَبَّويه وحَيَّويه وحَمَّويه 35 باب جريّ وجزيّ 35 باب جميل وجميل 36 باب جُوْلَة وخَوْلَة 36 باب الجِيبيّ 37 باب الجلِّيّ والحِلِّي والجَكِّيّ 37 باب الجَمْرِيّ والحَمزيّ 37 باب الحمْزيّ 38 باب الجِنِّيّ والجُنْبِيّ والخَتِّيّ 39 باب الجَوَّانيّ 40 باب الجوبيّ والخوبيّ 40 باب الخُوّيِّيّ 41 باب حازِم وخازِم 42 باب حُبَيْش وحَبِيش 43 باب حبيش 43 باب الحِبْريّ 43 باب حَكِيْم وحُكَيْم وحَلِيم

الصفحة الموضوع 44 باب الحَنّاط والخَيّاط 44 باب الجوبري 44 باب جيش 45 باب خُشَيْش وجِشنِس 45 باب خُلَيْف 46 باب الجَبَليّ 46 باب الخِرَقِيّ 47 باب الخَرْجانيّ والجَوخانيّ 48 باب الحَصِيْرِيّ 49 باب الخَطّابي والحِطّانيّ والحَطَّابيّ 50 باب الخُزَيميّ 50 باب الحُصْرِيّ 50 باب الخِلَفيّ والخُلْفيّ 52 باب دَليل ودُليل 52 باب الدَّواتيّ 53 باب الدَّوِينيّ 54 باب ذاكر 55 باب ذكي وزكي 56 باب رافع ورايع ورابغ 56 باب رَجَا ورَحَا 57 باب الرحَّال 58 باب رزق 59 باب رويق وزريق 59 باب رزيق 60 باب رَشِيْق ورُشَيِّق ورُشَيْق 62 باب رَيِّس 63 باب الرَّفّاء والرَّقاء 64 باب رُقَيْقَة ودَقِيْقَة ورَفِيْعَة 64 باب رُميل وزُميل ودميك 65 باب ربيب 66 باب الرَزَّاز 66 باب الرِّكابيّ والرَّكّانيّ 67 باب زَمَّام 67 باب زَهْر وزُهرَة 68 باب زِيادَة 68 باب الدَّجاجيّ 70 باب السِّبط 70 باب سُقَيْر وسُفَيْر 71 باب السكَّر 71 باب شَليل 71 باب سَليم وسُليم 72 باب السَّنَد 73 باب السَّابح والسَّائِح 73 باب الشانج 74 باب السِّيْبيّ 74 باب السُّرْتِيّ 75 باب السقباني 75 باب السَّفْطِيّ والسَّقَطِيّ 76 باب شامة 77 باب سِتِّيَك 78 باب السَّجَّاد 78 باب شُعْلة 79 باب شُكْر 80 باب سِيّما 80 باب السامانيّ 81 باب الشارعي 83 باب الشِّبْلِيّ 83 باب السُّبْكيّ 84 باب السَّنْهُورِيّ والشَّنْهُورِيّ 85 باب الشَّعِيريّ 85 باب الشَّقّانيّ 85 باب صابر 86 باب صَغِيْر 88 باب الصُّوْرِيّ

الصفحة الموضوع 89 باب الصوري 90 باب الطاهر 90 باب طُغان وطِعَان 92 باب ظَبْيَة 92 باب ظَهِيْر وطُهَيْر 93 باب عابد 93 باب عَبْد 94 باب عَنْبَر وعَنْتَر 95 باب عَزُّوْن 95 باب عَوَّة 96 باب عَقِيْل وغُفَيْل 99 باب الغضاري 100 باب الفارض 100 باب فِراس 100 باب فَرَج 101 باب فِيْرُّه 103 باب القُبَائِيّ والقَبَّانِيّ والقِبابيّ والقُنَّائي والقِثّائِيّ 103 باب القَبَّارِيّ والقَّنّارِيّ والقَيَّارِيّ 106 باب كَرِيْمَة 107 باب الكُبَبِيّ والكُتُبِيّ 107 باب الكِنَّرِيّ 107 باب الكُتامِيّ 107 باب الكُوْفَنيّ 109 باب اللَّيْثيّ واللَّبَنيّ واللُّبَّنيّ 109 باب اللُّبْنِيّ 111 باب المُجَبِّر 111 باب المُحِبّ 112 باب مُرْشِد 112 باب مُرَيْر ومُزَيْز 113 باب مُسَلَّم 116 باب المُشَمَّر 117 باب مُشَرَّف ومُشْرِف 118 باب مَعْقِل ومُغَفَّل 119 باب المُفَضِّض والمُقَصِّص 119 باب مِقداد 120 باب المُكبِّر 120 باب مُلُوك 121 باب المِهْتَر والمُهَيْر 122 باب مُهَنّا ومُهَيَّا 122 باب المُبارَكيّ 123 باب المَتِّيْجِيّ 126 باب المُرِّيّ والمَرِيّيّ والمِزِّيّ 127 باب نَجَبة ونُجَيَّة 128 باب نُعْمَة ونِعْمة 128 باب نَظَر 128 باب نَفِيس ونُقَيش 130 باب النَّجَّاد والنَّجَّار 132 باب النَّوْقاني 132 باب واهِب وراهِب 133 باب الوَبَّار 134 باب وَهْبَان 134 باب الوَرّاق والوَزّان 135 باب هَيَّاب 135 باب الوَهْرانيّ 137 باب لاحق 138 باب يَرْحُم وتَرْخُم وتَرْجَم 138 باب يُسْر 139 باب يَمانٍ وتَمَّار

§1/1