تقييد العلم للخطيب البغدادي

الخطيب البغدادي

§تَقْيِيدُ الْعِلْمِ لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، الْأَغَرِّ الْأَكْرَمِ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى الصَّادِقِ الْأَمِينِ، النَّاطِقِ الْمُبِينِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا الْمُخْتَارِ، وَعَلَى إِخْوَانِهِ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَبْرَارِ، وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَتَابِعِيهِمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ لِلْعُلُومِ مِحِلَّيْنِ: أَحَدُهُمَا الْقُلُوبُ، وَالْآخَرُ الْكُتُبُ الْمُدَوَّنَةُ، فَمَنْ أُوتِي سَمْعًا وَاعِيًا، وَقَلْبًا حَافِظًا، فَذَاكَ الَّذِي عَلَتْ دَرَجَتُهُ، وَعَظُمَتْ فِي الْعِلْمِ مَنْزِلَتُهُ، وَعَلَى حِفْظِهِ مُعَوَّلُهُ؛ وَمَنْ عَجَزَ عَنِ الْحِفْظِ قَلْبُهُ، فَخَطَّ عِلْمَهُ وَكَتَبَهُ، كَانَ ذَلِكَ تَقْيِيدًا مِنْهُ لَهُ، إِذْ كِتَابُهُ عِنْدَهُ آمِنٌ مِنْ قَلْبِهِ، لِمَا يَعْرِضُ لِلْقُلُوبِ مِنَ النِّسْيَانِ، وَيَنْقَسِمُ الْأَفْكَارُ مِنْ طَوَارِقِ الْحَدَثَانِ. وَقَدْ جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ، وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ» ، فَحَمَلَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ حُكْمَ كِتَابِ الْعِلْمِ عَلَى ظَاهِرِ هَذَا الْخَبَرِ، وَكَرِهُوا أَنْ يُكْتَبُ شَيْءٌ مِنَ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ فِي الصُّحُفِ، وَشَدَّدُوا فِي ذَلِكَ وَأَجَازَ آخَرُونَ مِنْهُمْ كِتَابَ الْعِلْمِ وَتَدْوِينَهُ، وَأَنَا أَذْكُرُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَأُبَيِّنُ وَجْهَهَا وَأَنَّ كَتْبَ الْعِلْمِ مُبَاحٌ غَيْرُ مَحْظُورٍ، وَمُسْتَحَبٌّ غَيْرُ مَكْرُوهٍ. وَبِالِلَّهِ تَعَالَى أَسْتَعِينُ، وَهُوَ حَسْبِي، وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.

باب ذكر الرواية عن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , أنه نهى عن كتب ما سوى القرآن

§بَابُ ذِكْرِ الرِّوَايَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ نَهَى عَنْ كَتْبِ مَا سِوَى الْقُرْآنِ

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ، بِنَيْسَابُورَ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ , وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ , قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ» وَقَالَ الصَّغَانِيُّ: «غَيْرَ الْقُرْآنِ» , ثُمَّ اتَّفَقَا «فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ»

وَقَالَ: §«حَدِّثُوا عَنِّي , وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ , وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ» قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ قَالَ: «مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ , عَنْ هَمَّامٍ , أَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ بِالرَّيِّ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْبَزَّازُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , -[30]- عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: §«لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا , فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ , وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

وَرَوَاهُ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ , عَنْ هَمَّامٍ كَذَلِكَ , أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارِزْمِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ الْبَجَلِيِّ: أَخْبَرَكُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ , حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ , حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: §«لَا تَكْتُبُوا عَنِّي , وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ» ، قَالَ: «وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ , وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ»

وَرَوَاهُ أَبُو مَالِكٍ كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ هَمَّامٍ , أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ الْبُنْدَارُ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ , حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ صَاحِبُ أَبِي عَوَانَةَ , حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلَّا الْقُرْآنَ، فَمَنْ كَتَبَ شَيْئًا فَلْيَمْحُهُ»

وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ الْحَدَّادُ , عَنْ هَمَّامٍ , أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ الزَّاهِدُ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ , أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الْقَاضِي الْحَلَبِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْمِصِّيصِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ , عَنْ هَمَّامٍ , وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ الرَّوَّاسِ , حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ -[31]- الصَّبَّاحِ , حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ , عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §«لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلَّا الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيَمْحُهُ» ، قَالَ: «وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ، قَالَ: «وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ» . وَهَذَا لَفْظُ الْبَرْمَكِيِّ

وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ هَمَّامٍ , أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ , وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنِي أَبِي , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ , حَدَّثَنِي هَمَّامٌ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §«لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلَّا الْقُرْآنَ , مَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا سِوَى الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ» . هَذَا لَفْظُ ابْنِ حَمْدَانَ , وَقَالَ ابْنُ الصَّوَّافِ: عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا» . هَذَا مَعْنَاهُ

وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ , عَنْ هَمَّامٍ , أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ , حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: §«لَا تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلَّا الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ غَيْرَهُ فَلْيَمْحُهُ , وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» تَفَرَّدَ هَمَّامٌ بِرِوَايَةِ هَذَا -[32]- الْحَدِيثِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ هَكَذَا مَرْفُوعًا. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَيْضًا , عَنْ زَيْدٍ. وَيُقَالُ أَنَّ الْمَحْفُوظَ رِوَايَةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مِنْ قَوْلِهِ , غَيْرَ مَرْفُوعٍ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِمُتَابَعَتِهِ هَمَّامًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , فَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ , حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ , عَنِ الثَّوْرِيِّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: §«لَا تَكْتُبُوا عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ»

ذكر حديث آخر , عن أبي سعيد أنه استأذن النبي , صلى الله عليه , في كتب الحديث , فلم يأذن له

§2 - ذِكْرُ حَدِيثٍ آخَرَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فِي كَتْبِ الْحَدِيثِ , فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ , بِأَصْبَهَانَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: §اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنْ أَكْتُبَ الْحَدِيثَ , فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُولُو الْوَرَّاقُ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ , وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ -[33]- النَّاقِدُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ , حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ ابْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: §اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنْ يَأْذَنَ لِي أَنْ أَكْتُبَ الْحَدِيثَ , فَلَمْ يَأْذَنْ لِي وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ بِالرَّيِّ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّيِّبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُمْنٍ , مَوْلَى الْمُعْتَضِدِ , بِبَغْدَادَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ , حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ الْمَرْوَزِيُّ بِمَكَّةَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: §اسْتَأْذَنَّا النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فِي الْكِتَابِ فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لَنَا

ذكر الرواية عن أبي هريرة، عن النبي , صلى الله عليه , نحو ذلك

§3 - ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , نَحْوَ ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، بِنَيْسَابُورَ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَنَحْنُ نَكْتُبُ الْأَحَادِيثَ , فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي تَكْتُبُونَ؟» , قُلْنَا: أَحَادِيثَ سَمِعْنَاهَا مِنْكَ. قَالَ: «أَكِتَابًا غَيْرَ كِتَابِ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟ مَا أَضَلَّ الْأُمَمَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِلَّا مَا اكْتَتَبُوا مِنَ الْكُتُبِ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ» . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ , تَحَدَّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ §فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . كَذَا رَوَى لَنَا السَّرَّاجُ هَذَا الْحَدِيثَ , وَرَوَاهُ غَيْرُ الْأَصَمِّ , عَنِ الْعَبَّاسِ الدُّورِيِّ , -[34]- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الْخَرَّازُ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ , فَاللَّهُ أَعْلَمُ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنَا أَبِي , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ , وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ , حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ , حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَنَحْنُ نَكْتُبُ الْأَحَادِيثَ فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي تَكْتُبُونَ؟ قُلْنَا: أَحَادِيثَ نَسْمَعُهَا مِنْكَ , قَالَ: «كِتَابٌ غَيْرَ كِتَابِ اللَّهِ؟ أَتَدْرُونَ مَا ضَلَّ الْأُمَمَ قَبْلَكُمْ؟ أَلَا بِمَا اكْتَتَبُوا مِنَ الْكُتُبِ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى» . قُلْنَا: أَنُحَدِّثُ عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: §«حَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْتَيَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . قُلْنَا: فَنَتَحَدَّثُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: «حَدِّثُوا وَلَا حَرَجَ فَإِنَّكُمْ لَمْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَعْجَبُ مِنْهُ» . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَجَمَعْنَاهَا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَأَلْقَيْنَاهَا فِي النَّارِ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْقَطِيعِيِّ , وَالْآخَرُ بِمَعْنَاهُ , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: «أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ؟ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ وَأَخْلِصُوهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ الْوَاسِطِيُّ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ نَاسًا قَدْ كَتَبُوا حَدِيثَهُ , فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: «مَا هَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي بَلَغَنِي أَنَّكُمْ قَدْ كَتَبْتُمْ؟ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ , مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلْيَأْتِ -[35]- بِهِ» فَجَمَعْنَاهَا فَأُخْرِجَتْ , فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , نَتَحَدَّثُ عَنْكَ؟ قَالَ: §«تَحَدَّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ , وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

ذكر الرواية عن زيد بن ثابت، عن النبي , صلى الله عليه , في ذلك

§4 - ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ , حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ , حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَأَمَرَ إِنْسَانًا يَكْتُبْهُ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , §أَمَرَنَا أَنْ لَا نَكْتُبَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ , فَمَحَاهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِيرْيَابِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , حَدَّثَنَا كَثِيرٌ وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ , بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدَّاوُدِيُّ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , أَنَّ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , §نَهَى أَنْ يُكْتَبَ حَدِيثُهُ

باب ذكر الأحاديث الموقوفة عن الصحابة , رضوان الله عليهم , في ذلك

§بَابُ ذِكْرِ الْأَحَادِيثِ الْمَوْقُوفَةِ عَنِ الصَّحَابَةِ , رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ , فِي ذَلِكَ

الرواية عن أبي سعيد الخدري

§الرِّوَايَةُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُسْتَمِرٌّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا لِأَبِي سَعِيدٍ: لَوْ كَتَبْتُمْ لَنَا , فَإِنَّا لَا نَحْفَظُ , قَالَ: §«لَا نُكْتِبُكُمْ وَلَا نَجْعَلُهَا مَصَاحِفَ , كَانَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يُحَدِّثُنَا فَنَحْفَظُ , فَاحْفَظُوا عَنَّا كَمَا كُنَّا نَحْفَظُ عَنْ نَبِيِّكُمْ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النِّجَادُ إِمْلَاءً , قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ , وَأَنْا أَسْمَعُ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ , حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ , أَخْبَرَنَا أَبُو نَضْرَةَ , قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَكْتِبْنَا , قَالَ: أَتَجْعَلُونَهُ مَصَاحِفَ , تَقْرَأُونَهَا؟ §كَانَ نَبِيُّكُمْ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , يُحَدِّثُنَا , فَنَحْفَظُ عَنْهُ فَاحْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا عَنْ نَبِيِّكُمْ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ , أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ , حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ , أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ , بِمَكَّةَ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَا: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ -[37]- بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ يَعْنِي ابْنَ الرَّيَّانِ , حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: قُلْتُ لَهُ: " §أَلَا نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْكَ , قَالَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوهَا مَصَاحِفَ؟ فَإِنَّ نَبِيَّكُمْ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , كَانَ يُحَدِّثُنَا فَاحْفَظُوا مِنَّا , كَمَا حَفِظْنَا " وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عَلِيٍّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ , أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , حَدَّثَنَا كَهْمَسُ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ: §أَكْتِبْنَا , قَالَ: «لَنْ أُكْتِبَكُمْ , وَلَكِنْ خُذُوا عَنَّا كَمَا كُنَّا نَأْخُذُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ بِنَيْسَابُورَ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي , وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرِمٍ , أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ , وَأَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ , وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ , حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ , وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ , قَالُوا: حَدَّثَنَا رَوْحٌ , زَادَ الْبَغَوِيُّ: ابْنُ عُبَادَةَ , ثُمَّ اتَّفَقُوا , حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , قَالَ: قُلْنَا لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: §أَكْتِبْنَا , قَالَ: لَنْ نُكْتِبَكُمْ , وَلَكِنْ خُذُوا عَنَّا كَمَا كُنَّا نَأْخُذُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَقُولُ: تَحَدَّثُوا فَإَنَّ الْحَدِيثَ يُذَكِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا. لَفْظُ الْحَسَنِ بْنِ مُكْرِمٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدِّلُ , حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ , حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ , -[38]- حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ: §أَكْتِبْنِي أَحَادِيثَ , قَالَ: أَتَتَّخِذُونَهُ قُرْآنًا؟ اسْمَعُوا كَمَا كُنَّا نَسْمَعُ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزَّانُ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانِ الشَّيْبَانِيُّ , حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ , عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا لِأَبِي سَعِيدٍ: إِنَّا §اكْتَتَبْنَا حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «امْحُهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ: §إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا بِأَحَادِيثَ مُعْجِبَةٌ , وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تَزِيدَ أَوْ تَنْقُصَ فَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا , قَالَ: لَنْ نُكْتِبَكُمْ , وَلَنْ نَجْعَلَهُ قُرْآنًا , وَلَكِنِ احْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ بِبَغْدَادَ , وَأَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ , حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ مُوسَى , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ الْجُرَيْرِيِّ , حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ: §إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , حَدِيثًا مُعْجَبًا , فَلَوِ اكْتَتَبْنَاهُ , فَقَالَ: لَنْ أُكْتِبَكُمُوهُ , وَلَنْ أَجْعَلَهُ قُرْآنًا

ذكر الرواية عن عبد الله بن مسعود، في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ -[39]- سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءَ الْمُحَارِبِيُّ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، §«كَرِهَ كِتَابَ الْعِلْمِ»

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: §كُنَّا نَسْمَعُ الشَّيْءَ فَنَكْتُبُهُ , فَفَطِنَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ فَدَعَا أُمَّ وَلَدِهِ , وَدَعَا بِالْكِتَابِ وَبِإِجَانَةٍ مِنْ مَاءٍ , فَغَسَلَهُ

أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدُّورِيُّ الْوَرَّاقُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَوْهَرِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ , حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , قَالَ: §حَدَّثَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِحَدِيثٍ فَقَالَ ابْنُهُ: لَيْسَ كَمَا حُدِّثْتُ , قَالَ: وَمَا عِلْمُكَ؟ قَالَ: كَتَبْتُهُ , قَالَ: فَهَلُمَّ الصَّحِيفَةَ , فَجَاءَ بِهَا , فَمَحَاهَا

ذكر الرواية عن أبي موسى الأشعري، في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبْدِي الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلَاءً , حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ , حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: كَتَبْتُ عَنْ أَبِي كُتُبًا، كَثِيرَةً , فَمَحَاهَا , وَقَالَ: §«خُذْ عَنَّا كَمَا أَخَذْنَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَزْقَوَيْهِ الْبَزَّازُ , أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ , حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ , وَاللَّفْظُ لَهُ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ , -[40]- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى يُحَدِّثُنَا بِأَحَادِيثَ , فَنَقُومُ أَنَا وَمَوْلَى لِي فَنَكْتُبُهَا , فَحَدَّثَنَا يَوْمًا بِأَحَادِيثَ فَقُمْنَا لِنَكْتُبَهَا , فَظَنَّ أَنَّا نَكْتُبُهَا , فَقَالَ: §أَتَكْتُبْنَانِ مَا سَمِعْتُمَا مِنِّي؟ قَالَا: نَعَمْ , قَالَ: فَجِيئَانِي بِهِ , فَدَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَهُ , وَقَالَ: احْفَظُوا عَنَّا كَمَا حَفِظْنَا

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ , أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ , حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ , حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: كَتَبْتُ حَدِيثَ أَبِي مُوسَى أَنَا وَمَوْلَى لَنَا قَالَ: فَظَنَّ أَنِّي أَكْتُبُ حَدِيثَهُ , فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أَتَكْتُبُ حَدِيثِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: جِئْنِي بِهِ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ , فَنَظَرَ فِيهِ , فَمَحَاهُ , وَقَالَ: يَا بُنَيَّ §احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ. أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّرُوطِيُّ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ , حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ صَالِحٍ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ نَحْوَ رِوَايَةِ أَبِي هِلَالٍ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ الطَّحَّانُ , حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , قَالَ: §«رَآنِي أَبِي أَكْتُبُ , فَمَحَاهُ»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدِّلُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنِي أَبِي , وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , -[41]- حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , قَالَ: §كُنْتُ كَتَبْتُ عَنْ أَبِي كِتَابًا فَدَعَا بِمَرْكَنِ مَاءٍ فَغَسَلَهُ فِيهِ. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَحْمَدَ

ذكر الرواية عن أبي هريرة، في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ , أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرُجُلَانِيُّ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَوْفٍ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ هَوْذَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَكْثَرُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَإِنَّ مَرْوَانَ زَمَنَ هُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ أَنْ يُكْتِبَهُ حَدِيثَهُ , فَأَبَى , وَقَالَ: §ارْوُوا كَمَا رَوَينَا , فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ , تَغَفَّلَهُ فَأَقْعَدَ لَهُ كَاتِبًا لَقِنًا ثَقِفًا , وَدَعَاهُ فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُ وَيَكْتُبُ الْكَاتِبُ حَتَّى اسْتَفْرَغَ حَدِيثَهُ أَجْمَعَ , قَالَ: ثُمَّ قَالَ مَرْوَانُ: تَعْلَمُ أَنَا قَدْ كَتَبْنَا حَدِيثَكَ أَجْمَعَ , قَالَ: وَقَدْ فَعَلْتُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَاقْرَأُوهُ عَلَيَّ إِذًا , قَالَ: فَقَرَأُوهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَا إِنَّكُمْ قَدْ حَفِظْتُمْ وَإِنْ تُطِعْنِي تَمْحُهُ , قَالَ: فَمَحَاهُ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , حَدَّثَنَا عَوْفٌ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَإِنَّ مَرْوَانَ زَمَنَ هُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ , أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ حَدِيثَهُ , فَأَبَى , وَقَالَ: §«ارْوِ , كَمَا رَوَينَاهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ , حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَلَّاقٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , قَالَ سَمِعْتُ أَبَا كَثِيرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّا أَبَا هُرَيْرَةَ §لَا نَكْتُمُ وَلَا نَكْتُبُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ , حَدَّثَنَا الْمُعَافَى , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: §لَا نَكْتُبُ وَلَا نُكْتِبُ

ذكر الرواية عن عبد الله بن عباس، في ذلك

§5 - ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ فَأَعْجَبَ ابْنَ عَبَّاسٍ حُسْنُ مَسْأَلَتِهِ , فَقَالَ الرَّجُلُ: اكْتُبْهُ لِي , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §«إِنَّا لَا نَكْتُبُ الْعِلْمَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الْفَتْحِ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ , بِمَكَّةَ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ طَاوُسٍ , قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْتُبُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْأَمْرِ , فَيَقُولُ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ -[43]-: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّ الْأَمْرَ كَذَا وَكَذَا , §فَإِنَّا لَا نَكْتُبُ فِي الصُّحُفِ إِلَّا الرَّسَائِلَ وَالْقُرْآنَ لَفْظُ أَبِي خَيْثَمَةَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى , حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ , وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ , حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ , قَالَ: وَقَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا طَاوُسٌ: قَالَ كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَكْتُبُ , قَالَ: فَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ , قَالَ: §أَيَكْتُبُونَ؟ ثُمَّ قَامَ , قَالَ: وَكَانَ حَسَنُ الْخُلُقِ , قَالَ: وَلَوْلَا حُسْنُ خُلُقِهِ لَغَيَّرَ بِأَشَدَّ مِنَ الْقِيَامِ. لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ الْفَضْلِ

أَخْبَرَنَا النَّاقِدُ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ , حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا رَوْحٌ , حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ , قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: لَمَّا عَمِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَعَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ §يَسْأَلُونَهُ وَيَكْتُبُونَ , قَالَ: فَجَاءَ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ فَالْتَقَمَ أُذُنَهُ , فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى قَامَ

أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخَشَّابُ , حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَنْهَى عَنْ كِتَابِ الْعِلْمِ وَأَنَّهُ قَالَ: §إِنَّمَا أَضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمُ الْكَتْبُ

ذكر الرواية عن عبد الله بن عمر، في ذلك

§6 - ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ -[44]-، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ §كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ مَسَائِلَ أَلْقَى فِيهَا ابْنُ عُمَرَ , فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ مِنَ الْكِتَابِ , وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ مَعِيَ كِتَابًا لَكَانَتِ الْفِيصَلُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ

أَخْبَرَنَا النَّاقِدُ , أَخْبَرَنَا ابْنُ مَالِكٍ , حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ , حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , قَالَ: «كُنَّا §إِذَا اخْتَلَفْنَا فِي الشَّيْءِ كَتَبْتُهُ حَتَّى أَلْقَى بِهِ ابْنَ عُمَرَ , وَلَوْ يَعْلَمُ بِالصَّحِيفَةِ مَعِيَ لَكَانَ الْفِيصَلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ»

باب ذكر الرواية عن التابعين في ذلك

§بَابُ ذِكْرِ الرِّوَايَةِ عَنِ التَّابِعِينَ فِي ذَلِكَ

كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ , وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، عَنْهُ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَضَرْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَأَجْلَسَ قَوْمًا يَكْتُبُونَ مَا يَقُولُ , فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ , قَالَ لَهُ عُمَرُ: صَنَعْنَا شَيْئًا , قَالَ: وَمَا هُوَ يَا ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ: §كَتَبْنَا مَا قُلْتَ , قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ , قَالَ: فَجِيءَ بِهِ فَخُرِّقَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيدَةَ: §أَكْتُبُ مِنْكَ مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ: لَا , قُلْتُ: وَجَدْتُ كِتَابًا أَنْظُرُ فِيهِ؟ قَالَ: لَا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، زَادَ عَارِمٌ , ابْنَ زَيْدٍ , ثُمَّ اتَّفَقَا , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيدَةَ: §أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: «لَا» قُلْتُ أَجِيءُ بِكِتَابٍ تَقْرَأُهُ عَلَيَّ؟ قَالَ: «لَا» , وَفِي حَدِيثِ عَارِمٍ , قُلْتُ: فَإِنْ وَجَدْتُ كِتَابًا أَقْرَأَهُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «لَا» أَخْبَرَنَا النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ -[46]- مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، بِنَحْوِهِ , قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ وَالْقَاسِمُ وَأَصْحَابُنَا لَا يَكْتُبُونَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ , أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَلَهُ اللَّفْظُ , قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيدَةَ: §أَكْتُبُ مَا سَمِعْتُ؟ قَالَ: لَا , قُلْتُ: إِنِّي وَجَدْتُ كِتَابًا أَقْرَأُهُ؟ قَالَ: لَا

كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ , وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ، عَنْهُ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِدْرِيسَ بْنَ أَبِي إِدْرِيسَ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: §أَتَكْتُبُ شَيْئًا مِمَّا تَسْمَعُ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: فَأْتِنِي بِهِ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَخَرَّقَهُ

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ §«كَرِهَ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كُنْتُ أَكْتُبُ عِنْدَ عَبِيْدَةَ , فَقَالَ: لَا تُخَلِّدَنَّ عَنِّي كِتَابًا

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §لَا تُخَلِّدَنَّ عَنِّي كِتَابًا

وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قِيلَ لِعَمْرٍو: إِنَّ سُفْيَانَ يَكْتُبُ فَاضْطَجَعَ وَبَكَى , وَقَالَ: «§أُحَرِّجُ عَلَى مَنْ يَكْتُبُ عَنِّي» , قَالَ سُفْيَانُ: وَمَا كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا , كُنَّا نَحْفَظُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيدَانَ، بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بَعَثَ إِلَى أَبِي الْعَالِيَةِ أَنْ يَكْتُبَ، لَهُ حَدِيثًا , قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الْعَالِيَةِ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ , فَقَالَ: §لَوْ كُنْتُ أَكْتُبُ لِأَحَدٍ لَكَتَبْتُهُ لَكَ , فَحَدَّثَهُ حَتَّى حَفِظَهُ

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مُؤَذِّنٍ الضَّحَّاكُ , عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: §لَا تَتَّخِذُوا لِلْحَدِيثِ كَرَارِيسَ كَكَرَارِيسِ الْمَصَاحِفِ وَقَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , حَدَّثَنَا حَسَنٌ , عَنْ لَيْثٍ أَنَّهُ كَرِهَ الْكَرَارِيسَ

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانُوا §يَكْرَهُوَنَ الْكِتَابَ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ الْكِتَابَ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَتِيكِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ تُكْتَبَ الْأَحَادِيثُ، فِي الْكَرَارِيسِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِجَرِيرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ , كَانَ مَنْصُورٌ , يَكْرَهُ كِتَابَ الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ , مَنْصُورٌ , وَمُغِيرَةُ , وَالْأَعْمَشُ , «كَانُوا §يَكْرَهُوَنَ كِتَابةَ الْحَدِيثِ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، «كَانَ §يَكْرَهُ الْكِتَابَ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ , وَأَحْمَدُ ابْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ , قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: §لَمْ يَكْتُبْ أَبُو بَكْرٍ , وَلَا عُمَرُ , وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يُذْخَرْ عَنْهُمْ شَيْءٌ لِفَضْلٍ عِنْدَكُمْ , قَالَ غَيْرُهُ: حَتَّى لَكُمْ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، هُوَ الرَّمَادِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ، فَاسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَهَا فَطَفِقَ عُمَرُ يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهَا شَهْرًا , ثُمَّ أَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ اللَّهُ لَهُ , فَقَالَ: «إِنِّي كُنْتُ §أَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ السُّنَنَ وَإِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا كُتُبًا فَأَكَبُّوا عَلَيْهَا وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى , وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُلْبِسُ كِتَابَ اللَّهِ بِشَيْءٍ أَبَدًا»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ , أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ فَاسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى شَهْرًا , ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَدْ عَزَمَ لَهُ فَقَالَ: §«ذَكَرْتُ قَوْمًا كَتَبُوا كِتَابًا فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ الرَّزَّازُ , أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْبُرُوجِرْدِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الْحَافِظُ , فِي سَنَةِ ثَمَانِ وَثَلَاثِمِائَةٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ , -[50]- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ , عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , أَنَّهُ §أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ فَاسْتَخَارَ اللَّهَ شَهْرًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ عَزَمَ لَهُ , ثُمَّ قَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا كِتَابًا فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ , عَزَّ وَجَلَّ , هَكَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ بِخِلَافِ رِوَايَةِ قَبِيصَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ , وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ , فَوَافَقَ رِوَايَةَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ , وَرِوَايَةَ قَبِيصَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَعْمَرٍ , وَقَالَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عُمَرَ , وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ , عَنْ عُمَرَ

أَمَّا حَدِيثُ شُعَيْبٍ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ الْخُزَاعِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ , أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ فَاسْتَشَارَ فِيهَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَأَشَارَ عَلَيْهِ عَامَّتُهُمْ بِذَلِكَ فَلَبِثَ عُمَرُ شَهْرًا , يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي ذَلِكَ , شَاكًّا فِيهِ , ثُمَّ أَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ اللَّهُ لَهُ , فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ كُنْتُ ذَكَرْتُ لَكُمْ مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ , ثُمَّ تَذَكَّرْتُ فَإِذَا أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ قَدْ كَتَبُوا مَعَ كِتَابِ اللَّهِ كُتُبًا فَأَكَبُّوا عَلَيْهَا وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ , وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُلْبِسُ كِتَابَ اللَّهِ بِشَيْءٍ أَبَدًا» فَتَرَكَ كِتَابَ السُّنَنِ

وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ فَأَخْبَرَنِيهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , قَالَ: أَخْبَرَنِي -[51]- يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ , قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ §يَكْتُبَ السُّنَنَ فَاسْتَشَارَ فِيهَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَأَشَارَ عَامَّتُهُمْ بِذَلِكَ عَلَيْهِ , فَمَكَثَ عُمَرُ شَهْرًا يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي ذَلِكَ شَاكًا فِيهِ , ثُمَّ أَصْبَحَ يَوْمًا قَدْ عَزَمَ اللَّهُ لَهُ , فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ ذَكَرْتُ لَكُمْ مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ , ثُمَّ تَذَكَّرْتُ فَإِذَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ قَدْ كَتَبُوا مَعَ كِتَابِ اللَّهِ كِتَابًا أَلْبَسُوا عَلَيْهِ , وَتَرَكُوا كِتَابَ اللَّهِ , وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُلْبِسُ كِتَابَ اللَّهِ بِشَيْءٍ أَبَدًا , فَتَرَكَ عُمَرُ كِتَابَ السُّنَّةِ

حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ، يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الْعَجَلِيُّ الدَّسْكَرِيُّ , لَفْظًا بِحُلْوَانَ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئُ بِأَصْبَهَانَ , أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ إِذْ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ مَسْكَنُهُ بِالسُّوسِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْعَبْدِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: أَنْتَ النَّازِلُ بِالسُّوسِ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَضَرَبَهُ بِقَنَاةٍ مَعَهُ , فَقَالَ الرَّجُلُ: مَالِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اجْلِسْ فَجَلَسَ , فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ. . .} [يوسف: 2] إِلَى {لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3] فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا وَضَرَبَهُ ثَلَاثًا , فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَالِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ أَنْتَ الَّذِي نَسَخْتَ كِتَابَ دَانْيَالَ؟ قَالَ: مُرْنِي بِأَمْرِكَ اتَّبِعْهُ , قَالَ: انْطَلِقْ فَامْحُهُ بِالْحَمِيمِ وَالصُّوفِ الْأَبْيَضِ , ثُمَّ لَا تَقْرَأْهُ وَلَا تُقْرِئْهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ , فَلَئِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قَرَأْتَهُ أَوْ أَقْرَأْتَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ لَأُنْهِكَنَّكَ عُقُوبَةً , ثُمَّ قَالَ لَهُ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ -[52]- بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا §فَانْتَسَخْتُ كِتَابًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فِي أَدِيمٍ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: " مَا هَذَا فِي يَدِكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كِتَابٌ انْتَسَخْتُهُ لِنَزْدَادَ بِهِ عِلْمًا إِلَى عَلِمْنَا , فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ , ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةٌ , فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ أُغْضِبَ نَبِيُّكُمْ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , السِّلَاحَ السِّلَاحَ , فَجَاءُوا حَتَّى أَحْدَقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِيمَهُ وَاخْتُصِرَ لِيَ اخْتِصَارًا , وَلَقَدْ أَتَيْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً , فَلَا تَتَهَوَّكُوا وَلَا يَقْرَبُكُمُ الْمُتَهَوِّكُونَ» . قَالَ عُمَرُ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِكَ رَسُولًا , ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زَبْرٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، بَلَغَهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ فِي أَيْدِي النَّاسِ كُتُبٌ فَاسْتَنْكَرَهَا وَكَرِهَهَا , وَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ §ظَهَرَتْ فِي أَيْدِيكُمْ كُتُبٌ فَأَحَبُّهَا إِلَى اللَّهِ أَعْدَلُهَا وَأَقْوَمُهَا , فَلَا يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ عِنْدَهُ كِتَابٌ إِلَّا أَتَانِي بِهِ , فَأَرَى فِيهِ رَأْيِي» قَالَ: فَظَنُّوا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْظُرَ فِيهَا وَيُقَوِّمَهَا عَلَى أَمْرٍ لَا يَكُونُ فِيهِ اخْتِلَافٌ , فَأَتَوْهُ بِكُتُبِهِمْ فَأَحْرَقَهَا بِالنَّارِ , ثُمَّ قَالَ: «أُمْنِيَةٌ كَأُمْنِيَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ؟»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ، بِمَكَّةَ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ -[53]-، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، §أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَّةَ، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ لَا يَكْتُبَهَا , ثُمَّ كَتَبَ فِي الْأَمْصَارِ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلْيَمْحُهُ , وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ سَعِيدٍ

عبد الله بن مسعود يمحو صحائف لذلك

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَمْحُو صَحَائِفَ لِذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ السُّكَّرِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ , أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ مَوْلَى الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , بِالْكُوفَةِ , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُرَّةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ إِذْ جَاءَ ابْنُ قُرَّةَ بِكِتَابٍ قَالَ: وَجَدْتُهُ بِالشَّامِ فَأَعْجَبَنِي فَجِئْتُكَ بِهِ , قَالَ: فَنَظَرَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا §هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاتِّبَاعِهِمُ الْكُتُبَ وَتَرْكِهِمْ كِتَابَهُمْ , قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِطَسْتٍ فِيهِ مَاءٌ , فَمَاثَهُ فِيهِ ثُمَّ مَحَاهُ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرَشِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَبْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ، صَحِيفَةً فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَجَلَسْنَا بِالْبَابِ وَقَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ أَنْ تَزُولَ , فَاسْتَيْقَظَ , فَأَرْسَلَ الْجَارِيَةَ , فَقَالَ: «انْظُرِي مَنْ بِالْبَابِ» فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ , فَقَالَتْ: عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ , فَقَالَ: «ائْذَنِي لَهُمَا» فَدَخَلْنَا , قَالَ كَأَنَّكُمْ -[54]- قَدْ أَطَلْتُمُ الْجُلُوسَ فِي الْبَابِ؟ قَالَا: أَجَلْ , قَالَ: «فَمَا مَنَعَكُمَا أَنْ تَسْتَأْذِنَا؟» قَالَا: خَشِينَا أَنْ تَكُونَ نَائِمًا , قَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنْ تَظُنُّوا بِي هَذَا , إِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ كُنَّا نَقِيسُهَا بِصَلَاةِ اللَّيْلِ» قُلْنَا: هَذِهِ صَحِيفَةٌ فِيهَا حَدِيثٌ عَجِيبٌ , فَقَالَ: " هَاتِهَا , يَا جَارِيَةُ هَاتِي الطَّسْتَ , اسْكُبِي فِيهَا مَاءً , فَجَعَلَ يَمْحُوهَا بِيَدِهِ , وَيَقُولُ: {نَحْنُ نَقُصُ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3] " قُلْنَا: انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِيهَا حَدِيثًا حَسَنًا , فَجَعَلَ يَمْحُوهَا , ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا هَذِهِ §الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَأَشْغِلَوهَا بِالْقُرْآنِ , وَلَا تُشْغِلُوهَا بِغَيْرِهِ»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ , أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ عَلْقَمَةُ بِكِتَابٍ مِنْ مَكَّةَ , أَوِ الْيَمَنِ صَحِيفَةٌ فِيهَا أَحَادِيثُ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَاسْتَأْذَنَّا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ , فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ , قَالَ: فَدَفَعْنَا إِلَيْهِ الصَّحِيفَةَ , قَالَ: فَدَعَا الْجَارِيَةَ , ثُمَّ دَعَا بِطَسْتٍ فِيهَا مَاءٌ , فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ انْظُرْ فِيهَا فَإِنَّ فِيهَا أَحَادِيثَ حِسَانًا , قَالَ: فَجَعَلَ يُمِيثُهَا فِيهَا , وَيَقُولُ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} [يوسف: 3] §الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَأَشْغِلَوهَا بِالْقُرْآنِ , وَلَا تُشْغِلُوهَا مَا سِوَاهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ , حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَمَعَهُ صَحِيفَةٌ فِيهَا كَلَامٌ مِنْ كَلَامِ أَبِي الدَّرْدَاءَ وَقَصَصٌ مِنْ قَصَصِهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَلَا تَنْظُرُ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنْ كَلَامِ أَخِيكَ أَبِي الدَّرْدَاءَ فَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ , فَجَعَلَ يَقْرَأُ فِيهَا وَيَنْظُرُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ , فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ ائْتِينِي بِالْإِجَانَةِ مَمْلُوءَةً مَاءً , فَجَاءَتْ بِهَا فَجَعَلَ يُدَلِّكُهَا , وَيَقُولُ: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 2] §أَقَصَصًا أَحْسَنَ مِنْ قَصَصِ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟

أَوَ حَدِيثًا أَحْسَنَ مِنْ حَدِيثِ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟

وَأَخْبَرَنَا النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءَ سُلَيْمِ بْنِ أَسْوَدَ , قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ، فَرَأَيْنَا صَحِيفَةً فِيهَا قَصَصٌ وَقُرْآنٌ مَعَ رَجُلٍ مِنَ النَّخَعِ , قَالَ: فَوَاعَدْنَا الْمَسْجِدَ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ، اشْتَرِي صُحُفًا بِدِرْهَمٍ , إِنَّا لَقُعُودٌ فِي الْمَسْجِدِ نَنْتَظِرُ صَاحِبَنَا , إِذَا رَجُلٌ فَقَالَ: أَجِيبُوا عَبْدَ اللَّهِ يَدْعُوكُمْ , قَالَ: فَتَقَوَّضْتُ الْحَلْقَةَ , فَانْتَهَيْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَإِذَا الصَّحِيفَةُ فِي يَدِهِ , فَقَالَ: «إِنَّ §أَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْي مُحَمَّدٍ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ , وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَإِنَّكُمْ تُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ , فَإِذَا رَأَيْتُمْ مُحْدَثَةً فَعَلَيْكُمْ بِالْهُدَى الْأَوَّلِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ قَبْلَكُمْ , مِثْلُ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ وَأَشْبَاهُهَا تَوَارَثُوهَا قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ , حَتَّى جَعَلُوا كِتَابَ اللَّهِ خَلْفَ ظُهُوَرِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ , فَأَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا عَلِمَ مَكَانَ صَحِيفَةٍ إِلَّا أَتَانِي , فَوَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُهَا بِدَيْرِ هِنْدَ لَانْتَقَلْتُ إِلَيْهَا»

أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ الصَّيْرَفِيُّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ أُنَاسًا فِي الْمَسْجِدِ , فَأَتَيْتُهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا عِنْدَهُمْ صَحِيفَةٌ يَقْرَءُونَهَا فِيهَا ذِكْرٌ وَحَمْدٌ وَثَنَاءٌ عَلَى اللَّهِ , فَأَعْجَبَتْنِي , فَقُلْتُ لِصَاحِبِهَا أَعْطِنِيهَا فَأَنْسَخُهَا , قَالَ: فَإِنِّي وَعَدْتُ بِهَا رَجُلًا , فَأَعِدَّ صُحُفَكَ , فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ , فَأَعْدَدْتُ صُحُفِي , فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ذَاتَ يَوْمٍ , فَإِذَا غُلَامٌ يَتَخَطَّى الْخَلْقَ يَقُولُ: أَجِيبُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِي دَارِهِ , فَانْطَلَقَ النَّاسُ , فَذَهَبْتُ مَعَهُمْ , فَإِذَا تِلْكَ الصَّحِيفَةُ بِيَدِهِ وَقَالَ: أَلَا إِنَّ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ فِتْنَةٌ وَضَلَالَةٌ وَبِدْعَةٌ , وَإِنَّمَا §هَلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُتُبِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْكُتُبَ وَتَرْكِهِمْ كِتَابَ -[56]- اللَّهِ , وَإِنِّي أُحَرِّجُ عَلَى رَجُلٍ يَعْلَمُ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا دَلَّنِي عَلَيْهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ لَوْ أَعْلَمُ مِنْهَا صَحِيفَةً بِدَيْرِ هِنْدَ لَأَتَيْتُهَا وَلَوْ مَشْيًا عَلَى رِجْلَيَّ , فَدَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ تِلْكَ الصَّحِيفَةَ

وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: بَلَغَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنَّ عِنْدَ، نَاسٍ كِتَابًا , فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى أَتَوْهُ بِهِ , فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهِ مَحَاهُ , ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا §هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ أَقْبَلُوا عَلَى كُتُبِ عُلَمَائِهِمْ وَأَسَاقِفَتِهِمْ وَتَرَكُوا كِتَابَ رَبِّهِمْ , أَوْ قَالَ: تَرَكُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ حَتَّى دَرَسَا وَذَهَبَ مَا فِيهِمَا مِنَ الْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ

غير عمر وابن مسعود ينهون عن الكتابة لذلك

§غَيْرُ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْكِتَابَةِ لِذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ §كَتَبُوا كِتَابًا وَاتَّبَعُوهُ وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ»

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا -[57]- بِالْكُوفَةِ , فَجَاءَ رَجُلٌ وَمَعَهُ كِتَابٌ , فَقُلْنَا مَا هَذَا الْكِتَابُ؟ قَالَ: كِتَابُ دَانْيَالَ , فَلَوْلَا أَنَّ النَّاسَ تَحَاجَزُوا عَنْهُ لَقُتِلَ , وَقَالُوا: §أَكِتَابٌ سِوَى الْقُرْآنِ؟

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الْخُتَّلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَوْنٍ: إِنِّي أَرَى §هَذِهِ الْكُتُبَ يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ سَتُضِلُّ النَّاسَ

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي، قَالَ إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ، أَحْسِبُ أَوْ أَرَى يَكُونُ §لِهَذِهِ الْكُتُبِ غِبُّ سُوءٍ "

قَالَ أَبِي، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: «إِنَّمَا §كَرِهُوَا الْكِتَابَ لِأَنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اتَّخَذُوا الْكُتُبَ فَأُعْجِبُوا بِهَا فَكَانُوا يَكْرَهُوَنَ أَنْ يَشْتَغِلُوا بِهَا عَنِ الْقُرْآنِ» فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ كَرَاهَةَ مَنْ كَرِهَ الْكِتَابَ مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ إِنَّمَا هِيَ لِئَلَّا يُضَاهَى بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى غَيْرُهُ , أَوْ يُشْتَغَلَ عَنِ الْقُرْآنِ بِسِوَاهُ وَنُهِيَ عَنِ الْكُتُبِ الْقَدِيمَةِ أَنْ تُتَّخَذَ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ حَقُّهَا مِنْ بَاطِلِهَا وَصَحِيحُهَا مِنْ فَاسِدِهَا , مَعَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَفَى مِنْهَا وَصَارَ مُهَيمِنًا عَلَيْهَا , وَنُهِيَ عَنْ كَتْبِ الْعِلْمِ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ وَجَدْتُهُ لِقِلَّةِ الْفُقَهَاءِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ , وَالْمُمَيِّزِينَ بَيْنَ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ , لِأَنَّ أَكْثَرَ الْأَعْرَابِ لَمْ يَكُونُوا فَقِهُوَا فِي الدِّينِ وَلَا جَالَسُوا الْعُلَمَاءَ الْعَارِفِينَ , فَلَمْ يُؤْمَنْ أَنْ يُلْحِقُوا مَا يَجِدُونَ مِنَ الصُّحُفِ بِالْقُرْآنِ , وَيَعْتَقِدُوا أَنَّ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ كَلَامُ الرَّحْمَنِ

، وَأُمِرَ النَّاسُ بِحِفْظِ السُّنَنِ إِذِ الْإِسْنَادُ قَرِيبٌ , وَالْعَهْدُ غَيْرُ بَعِيدٍ , وَنُهِيَ عَنِ الِاتِّكَالِ عَلَى الْكِتَابِ , لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى اضْطِرَابِ الْحِفْظِ حَتَّى يَكَادُ يَبْطُلُ وَإِذَا عُدِمَ الْكِتَابُ قَوِيَ لِذَلِكَ الْحِفْظُ الَّذِي يَصْحَبُ الْإِنْسَانَ فِي كُلِّ مَكَانٍ

وَلِهَذَا قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَا أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: §بِئْسَ الْمُسْتَودِعُ الْعِلْمَ الْقَرَاطِيسَ , قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ يَكْتُبُ , أَفَلَا تَرَى أَنَّ سُفْيَانَ ذَمَّ الِاتِّكَالِ عَلَى الْكِتَابِ وَأَمَرَ بِالْحِفْظِ , وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ يَكْتُبُ احْتِيَاطًا وَاسْتِيثَاقًا وَكَانَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ يَسْتَعِينُ عَلَى حِفْظِ الْحَدِيثِ بِأَنْ يَكْتُبَهُ وَيَدْرُسَهُ مِنْ كِتَابِهِ , فَإِذَا أَتْقَنَهُ مَحَا الْكِتَابَ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَتَّكِلَ الْقَلْبُ عَلَيْهِ فِيُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى نُقْصَانِ الْحِفْظِ وَتَرْكِ الْعِنَايَةِ بِالْمَحْفُوظِ

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ لِعَلْقَمَةَ: §اكْتُبْ لِيَ النَّظَائِرَ , قَالَ

: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْكِتَابَ يُكْرَهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنْظُرُ فِيهِ ثُمَّ أَمْحُوهُ , قَالَ: فَلَا بَأْسَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْأَعْرَجَ وَيَأْتِيهِ ابْنُ شِهَابٍ , قَالَ فَنَكْتُبُ وَلَا يَكْتُبُ ابْنُ شِهَابٍ , قَالَ: فَرُبَّمَا كَانَ الْحَدِيثُ فِيهِ طُولٌ , قَالَ: فِيأْخُذُ ابْنُ شِهَابٍ وَرَقَةً مِنْ وَرَقِ الْأَعْرَجِ , قَالَ: وَكَانَ الْأَعْرَجُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ فِيكْتُبُ ابْنُ شِهَابٍ ذَلِكَ الْحَدِيثَ فِي تِلْكَ الْقِطْعَةِ , ثُمَّ يَقْرَأُهُ ثُمَّ يَمْحُوهُ مَكَانَهُ , وَرُبَّمَا قَامَ بِهَا مَعَهُ فِيقْرَأُهَا ثُمَّ يَمْحُوهَا

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ , وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ , قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ , قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: §مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَدِيثًا طَوِيلًا , فَإِذَا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ §يَسْمَعُ الْحَدِيثَ وَيَكْتُبُهُ فَإِذَا حِفْظَهُ دَعَا بِمِقْرَاضٍ فَقَرَضَهُ

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ -[60]-، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ «§لَمْ يَرَ بَأْسًا إِذَا سَمِعَ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ، أَنْ يَكْتُبَهُ، فَإِذَا حَفِظَهُ مَحَاهُ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِنْجَابٍ الط‍ِّيبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: §كَتَبْتُ الْحَدِيثَ ثُمَّ مَحَوْتُهُ فَوَدِدْتُ أَنِّي فَدَيْتُهُ بِمَالِي وَوَلَدِي وَأَنِّي لَمْ أَمْحُهْ , تَرَى أَنَّ عُرْوَةَ مَحَا الْحَدِيثَ مِنْ كِتَابِهِ لِلْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ كَرَاهَةِ الِاتِّكَالِ عَلَيْهِ فَلَمَّا عَلَتْ سِنُّهُ وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ نَدِمَ عَلَى مَحْوِهِ إِيَّاهُ , وَتَمَنَّى أَنَّهُ كَانَ لَمْ يَمْحُهُ لِيَرْجِعَ إِلَى كِتَابِهِ عِنْدَ تَنَاقُضِ أَحْوَالِهِ وَاضْطِرَابِ حِفْظِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ

وَقَدْ كَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ يَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ ثُمَّ جَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ نَدِمَ عَلَى أَنْ لَمْ يَكْتُبْ أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ , عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: §مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ

قَالَ شُعْبَةُ، وَقَالَ مَنْصُورٌ: §«وَدِدْتُ أَنِّي كَتَبْتُ عَلَى كَذَا أَوْ كَذَا قَدْ ذَهَبَ عَنِّي مِثْلُ عِلْمِي» -[61]- وَكَانَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَتْلَفَ كُتُبَهُ أَوْ أَوْصَى بِإِتْلَافِهَا خَوْفًا مِنْ أَنْ تَصِيرَ إِلَى مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَلَا يَعْرِفُ أَحْكَامَهَا وَيَحْمِلُ جَمِيعَ مَا فِيهَا عَلَى ظَاهِرِهِ , وَرُبَّمَا زَادَ فِيهَا وَنَقَصَ فِيكُونُ ذَلِكَ مَنْسُوبًا إِلَى كَاتِبِهَا فِي الْأَصْلِ , وَهَذَا كُلُّهُ وَمَا أَشْبَهَهُ قَدْ نُقِلَ عَنِ الْمُتَقَدِّمِينَ الِاحْتِرَاسُ مِنْهُ

أَخْبَرَنِي ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ §بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا ضَلُّوا بِكُتُبٍ وَرِثُوهَا , وَقَالَ أَحْمَدُ: مِنْ كُتُبٍ وَجَدُوهَا عَنْ آبَائِهِمْ

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ §يَأْمُرُ بِإِحْرَاقِ الْكُتُبِ

وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: دَعَا عُبَيْدَةُ بِكُتُبِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَمَحَاهَا وَقَالَ: §«أَخْشَى أَنْ يَلِيَهَا أَحَدٌ بَعْدِي فِيضَعُوهَا فِي غَيْرِ مَوَاضِعِهَا»

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ، أَن عُبَيْدَةَ، §أَوْصَى أَنْ تُحْرَقَ، كُتُبُهُ أَوْ تُمْحَى

أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ , حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ إِذَا أَنَا مُتُّ، فَاغْسِلْ كُتُبِي وَادْفِنْهَا , فَلَمَّا مَاتَ §غَسَلْتُ كُتُبَهُ وَدَفَنْتُهَا

حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ، إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ , وَكَانَ حَافِظًا قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنِ إِسْحَاقَ الثَّقَفِي، يَقُولُ سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، يَقُولُ: إِنَّ أَبَاهُ §أَوْصَى إِذَا مَاتَ أَنْ تُغْسَلَ كُتُبُهُ , قَالَ سَعْدٌ: فَغَسَلْتُهَا , قَالَ: وَكَانَ أَبِي إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَهُ كُتُبٌ مِنَ النَّاسِ أَرْسَلَنِي بِهَا إِلَى الْبَازَجَاهِ فَأَدْفِنُهَا فِي الطِّينِ

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ، قَالَ: أَوْصَى أَبُو قِلَابَةَ , قَالَ: §ادْفَعُوا كُتُبِي إِلَى أَيُّوبَ إِنْ كَانَ حَيًّا وَإِلَّا فَأَحْرِقُوهَا , وَقَالَ الْحَسَنُ: وَإِلَّا فَخَرِّقُوهَا

أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: إِنِّي §لَأَهُمُّ بِهَا أَنْ أَحْرِقَهَا , يَعْنِي كُتُبَهُ

أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا -[63]- أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: §«دَفَنَّا لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ , مَا بَيْنَ قِمَطْرٍ وَقَوصَرَّةٍ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّحَّاسِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: §لَا أَعْلَمُ لِدَفْنِ الْكُتُبِ مَعْنَى , قُلْتُ لَا مَعْنَى فِيهِ إِلَّا مَا ذَكَرْتُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّاقِدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: كَانَ §هَذَا الْعِلْمُ شَيْئًا شَرِيفًا إِذْ كَانُوا يَتَلَقَّوْنَهُ وَيَتَذَاكَرُونَهُ بَيْنَهُمْ وَفِي حَدِيثِ صَفْوَانَ , إِذْ كَانَ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ يَتَلَاقَونَهُ وَيَتَذَاكَرُونَهُ , فَلَمَّا صَارَ إِلَى الْكُتُبِ , وَقَالَ صَفْوَانُ , فِي الْكُتُبِ ذَهَبَ نُورُهُ وَصَارَ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ , قُلْتُ إِنَّمَا اتَّسَعَ النَّاسُ فِي كَتْبِ الْعِلْمِ وَعَوَّلُوا عَلَى تَدْوِينِهِ فِي الصُّحُفِ بَعْدَ الْكَرَاهَةِ لِذَلِكَ , لِأَنَّ الرِّوَايَاتِ انْتَشَرَتْ وَالْأَسَانِيدَ طَالَتْ وَأَسْمَاءُ الرِّجَالِ وَكُنَاهُمْ وَأَنْسَابَهُمْ كَثُرَتْ , وَالْعِبَارَاتِ بِالْأَلْفَاظِ اخْتَلَفَتْ , فَعَجَزَتِ الْقُلُوبُ عَنْ حِفْظِ مَا ذَكَرْنَا , وَصَارَ عِلْمُ الْحَدِيثِ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَثْبَتُ مِنْ عِلْمِ الْحَافِظِ , -[65]- مَعَ رُخْصَةِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , لِمَنْ ضَعُفَ حِفْظُهُ فِي الْكِتَابِ , وَعَمِلَ السَّلَفُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْخَالِفِينَ بِذَلِكَ , وَنَحْنُ نَسُوقُ الْآثَارَ الَّتِي أَدَّتْ إِلَيْنَا مَا وَصَفْنَاهُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ

باب ذكر ما روي عن النبي , صلى الله عليه , أنه أمر الذي شكا إليه سوء الحفظ أن يستعين بالخط

§بَابُ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ سُوءَ الْحِفْظِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْخَطِّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْخَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ رَجُلٌ يَشْهَدُ حَدِيثَ , النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَلَا يَحْفَظُهُ , فِيسْأَلُنِي , فَأُحَدِّثُهُ , فَشَكَا قِلَّةَ حِفْظِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §«اسْتَعِنْ عَلَى حِفْظِكَ بِيَمِينِكَ» , يَعْنِي الْكِتَابَ

أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابٍ الطَّيْبِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ خَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، شَكَا حِفْظَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: §«اسْتَعِنْ عَلَى حِفْظِكَ بِيَمِينِكَ» , يَعْنِي اكْتُبْ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَتُّوثِيُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْخَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَا أَحْفَظُ شَيْئًا , قَالَ: §«اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ عَلَى حِفْظِكَ» , يَعْنِي الْكِتَابَ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَاتِبُ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ -[66]- الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُمَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَن رَجُلًا، §شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قِلَّةَ الْحِفْظِ فَقَالَ: «عَلَيْكَ» , يَعْنِي الْكِتَابَ

أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي بِدَرْزِيجَانَ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلَّالُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ وَأَخَافُ أَنْ تَفَلَّتَ مِنِّي , قَالَ: §«اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَاذَ الْقَارِيُّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِهَا , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى هُوَ ابْنُ مَنْدَهٍ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنِ الْخَلِيلِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ جَاءَ رَجُلٌ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأُحِبُّ أَنْ أَحْفَظَهُ فَلَا أَنْسَاهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §«اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ , وَأَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ , قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا -[67]- عَبْدُ الْأَعْلَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ الْمُعَدِّلُ، إِمْلَاءً , وَقِرَاءَةً , حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَيَّانَ الْفَقِيهُ , حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ رَقَّادٍ الْعُقَيْلِيُّ، وَفِي الْأَصْلِ عُثْمَانُ بْنُ زِيَادٍ , حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو نَصْرٍ الْحَازِمِيُّ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْبَاهِلِيُّ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ رَقَّادٍ، أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَجْلِسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فِيسْمَعُ مِنْهُ الْحَدِيثَ يُعْجِبُهُ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى حِفْظِهِ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: §«اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ» . هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي حَاتِمٍ , وَحَدِيثُ ابْنِ الصَّوَّافِ بِنَحْوِهِ وَفَى حَدِيثِ الْبَاهِلِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَسْمَعُ مِنَ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَشْيَاءَ تُعْجِبُهُ كَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى حِفْظِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: «اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْحَنَّاطُ، حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , سُوءَ الْحِفْظِ فَقَالَ: §«اسْتَعِنْ عَلَى حِفْظِكَ بِيَمِينِكَ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي حَزْمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ , حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , سُوءَ -[68]- الْحِفْظِ , فَقَالَ: §«اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ» . لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الْخَصِيبِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسٍ , إِلَّا ابْنَ أَخِي حَزْمٍ وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الْخَصِيبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , كَمَا قَدَّمْنَاهُ

باب ذكر ما روي عن النبي , صلى الله عليه , أنه قال: " قيدوا العلم بالكتابة

§بَابُ ذِكْرِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَّهُ قَالَ: " قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، زَادَ الْأَصَمُّ بْنُ الْعَاصِ , ثُمَّ اتَّفَقَا , قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِي، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، لَفْظًا , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُؤَمِّلِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قُلْتُ وَمَا تَقْيِيدُهُ , قَالَ: " الْكِتَابُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ الْبَاغَنْدِيُّ , قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، زَادَ الْبَاغَنْدِيُّ الْوَاسِطِيُّ , سَأَلَهُ عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , ثُمَّ اتَّفَقَا , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُؤَمِّلِ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§قَيِّدُوا الْعِلْمَ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا تَقْيِيدُهُ؟ قَالَ: «الْكِتَابُ»

أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ. يَعْنِي كِتَابَهُ

أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلِيٍّ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §«قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» . قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوثَرٍ، حَدَّثَنَا حَسْنُونُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ الْفَارِسِيُّ , حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ -[70]- مُحَمَّدٍ الْحَضَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِهِ، وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ , أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْأَذَنِيُّ بِمِصْرَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَذَنِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ , وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَقَّالُ الْأَصْبَهَانِيُّ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْأَبْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرُورِيُّ، حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ، وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَرْوَرُوذِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدٍ الْفَرَائِضِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْحِيرِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ بَشَّارٍ الْبَغْدَادِيُّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي الْعَجُوزِ , حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَمِّهِ، ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ، نَسَبَهُ بَعْضُهُمُ ابْنَ مَالِكٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §«قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» . تَفَرَّدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ الْمَدَنِيُّ أَخُو فُلَيْحٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى مَرْفُوعًا , وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ مَوْقُوفًا عَلَى أَنَسٍ الِاسْتِشْهَادُ بِآيَاتِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَلَى وُجُوبِ الْكِتَابِ وَفِي وَصْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْكِتَابَ أَنَّهُ قَيْدُ الْعِلْمِ دَلِيلٌ عَلَى إِبَاحَةِ رَسْمِهِ فِي الْكُتُبِ لِمَنْ خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ دُخُولَ الْوَهْمِ فِي حِفْظِهِ، وَحُصُولَ الْعَجْزِ عَنْ إِتْقَانِهِ وَضَبْطِهِ , وَقَدْ أَدَّبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عِبَادَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي الدَّيْنِ فَقَالَ -[71]- عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا} [البقرة: 282] ، فَلَمَّا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِكِتَابَةِ الدَّيْنِ حِفْظًا لَهُ , وَاحْتِيَاطًا عَلَيْهِ , وَإِشْفَاقًا مِنْ دُخُولِ الرَّيْبِ فِيهِ , كَانَ الْعِلْمُ الَّذِي حِفْظُهُ أَصْعَبُ مِنْ حِفْظِ الدَّيْنِ أَحْرَى أَنْ تُبَاحَ كِتَابَتُهُ؛ خَوْفًا مِنْ دُخُولِ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ فِيهِ , بَلْ كِتَابُ الْعِلْمِ فِي هَذَا الزَّمَانِ , مَعَ طُولِ الْإِسْنَادِ وَاخْتِلَافِ أَسْبَابِ الرِّوَايَةِ، أَحَجُّ مِنَ الْحِفْظِ. أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ كَتْبَ الشَّهَادَةِ فِيمَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ مِنَ الْحُقُوقِ بَيْنَهُمْ عَوْنًا عِنْدَ الْجُحُودِ، وَتَذْكِرَةً عِنْدَ النِّسْيَانِ , وَجَعَلَ فِي عَدَمِهَا عِنْدَ الْمُمَوِّهِينَ بِهَا أَوْكَدُ الْحُجَجِ بِبُطْلَانِ مَا ادَّعُوهُ فِيهَا , فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا ادَّعُوا بُهْتًا اتِّخَاذَ اللَّهِ , سُبْحَانَهُ , بَنَاتٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّنَا , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنْ يَقُولَ لَهُمْ {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الصافات: 157] وَلَمَّا قَالَتِ الْيَهُوَدُ {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 91] وَقَدِ اسْتَفَاضَ عَنْهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ لِلْإِيمَانِ بِالتَّوْرَاةِ قَالَ اللَّهُ , تَعَالَى , لِنَبِيِّنَا , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قُلْ لَهُمْ: {مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [الأنعام: 91] فَلَمْ يَأْتُوا عَلَى ذَلِكَ بِبُرْهَانٍ , فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَلَى عَجْزِهِمْ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 91] وَقَالَ تَعَالَى رَادًّا عَلَى مُتَّخِذِي الْأَصْنَامَ آلِهَةً مِنْ دُونِهِ {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وَالْأَثَارَةُ وَالْأَثَرَةُ رَاجِعَانِ فِي الْمَعْنَى إِلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ مَا أِثرَ مِنْ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ وَكَذَلِكَ سَبِيلُ مَنِ ادَّعَى عِلْمًا أَوْ حَقًّا مِنْ حُقُوقِ الْأَمْلَاكِ أَنْ يُقِيمَ دُونَ الْإِقْرَارِ بُرْهَانًا إِمَّا شَهَادَةَ ذَوِي عَدْلٍ أَوْ كِتَابًا غَيْرَ مُمَوَّهٍ , وَإِلَّا فَلَا سَبِيلَ إِلَى تَصْدِيقِهِ , وَالْكِتَابُ شَاهِدٌ عِنْدَ التَّنَازُعِ كَمَا

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُوسَهْلٍ -[72]- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، خَطَبَ النَّاسَ فَذَكَرَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا فَنَادَاهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ فَقَالَ: مَالِي أَسْمَعُكَ ذَكَرْتَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا , وَلَمْ تَذْكُرِ الْمَدِينَةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا وَقَدْ §حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا " وَذَلِكَ عِنْدَنَا فِي أَدِيمٍ خَوْلَانِيٍّ إِنْ شِئْتَ أَقْرَأْتُكَهُ , قَالَ: فَسَكَتَ مَرْوَانُ , ثُمَّ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ ذَلِكَ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْبَابِ إِلَّا وُقُوعُ الْعِلْمِ بِمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , يَكْتُبُهُ مِنْ عُهُودِ السُّعَاةِ عَلَى الصَّدَقَاتِ وَكِتَابُهُ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ لَكَفَى , إِذْ فِيهِ الْأُسْوَةُ وَبِهِ الْقُدْوَةُ

ذكر الرواية عن رافع بن خديج أن النبي , صلى الله عليه , أذن لهم في كتب ما سمعوه منه

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَذِنَ لَهُمْ فِي كَتْبِ مَا سَمِعُوهُ مِنْهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُدْرِكٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعٍ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أَفَنَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «§اكْتُبُوا -[73]- وَلَا حَرَجَ» أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَرُوذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُدْرِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. . . , فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوًا

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْفَرَجِ الصَّيْرَفِيُّ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوسَى الْحَافِظُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ , حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدْرِكِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فَقَالَ: " مَا تُحَدِّثُونَ؟ قُلْنَا: نَتَحَدَّثُ عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: «تَحَدَّثُوا وَلْيَتَبَوَّأْ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مَقْعَدًا مِنْ جَهَنَّمَ» , قَالَ: وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , لِحَاجَتِهِ وَنَكَّسَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ , وَأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيثِ , وَهَمَّهُمْ مَا سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ؟ أَلَا تُحَدِّثُونَ؟ قَالُوا: الَّذِي سَمِعْنَا مِنْكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُرِدْ ذَلِكَ , إِنَّمَا أَرَدْتُ مَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ» قَالَ: فَتَحَدَّثَنَا , قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ فَنَكْتُبُهَا , قَالَ: §«اكْتُبُوا وَلَا حَرَجَ» . لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ مُصَفَّى

باب ذكر الروايات عن عبد الله بن عمرو بن العاص , أنه استأذن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , في كتب حديثه عنه , فأذن له

§بَابُ ذِكْرِ الرِّوَايَاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي كَتْبِ حَدِيثِهِ عَنْهُ , فَأَذِنَ لَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ , أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي §أَسْمَعُ مِنْكَ شَيْئًا فَأَكْتُبُهُ , قَالَ: «نَعَمْ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ فَجَاءَ دُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ فَقَعَدَ إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا §نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ لَا نَحْفَظُهَا أَفَنَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «بَلَى فَاكْتُبُوهَا»

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّمِيمِيُّ بِدِمَشْقَ , أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ يُوسُفَ الْمَيَانِجِيُّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ دُوَيْدَ بْنَ طَارِقٍ، يُحَدِّثُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَدِيٍّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قُلْتُ: فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: «فَإِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»

وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا دُوَيْدٌ الْخُرَاسَانِيُّ وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ قَاعِدٌ مَعَهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا §نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ لَا نَحْفَظُهَا , أَفَلَا نَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «بَلَى فَاكْتُبُوهَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَرْخِيُّ الْبَزَّازُ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنْ §يَكْتُبَ مَا يَسْمَعُ مِنْ حَدِيثِهِ فَأَذِنَ لَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْعَزَّالُ الْبَغْدَادِيُّ، بِصُورٍ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَيْلَانَ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمِّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ. يَعْنِي كِتَابَهُ

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقُ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ , -[76]- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ بَزِيعٍ الرَّمْلِيُّ، عَنْ عَطَا الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ أَخَافُ أَنْ أَنْسَاهَا فَتَأْذَنُ لِي أَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي §أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أَخَافُ أَنْ أَنْسَاهَا فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكْتُبَهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدُ بْنُ بَزِيعٍ , عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَتَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَطَا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْهُ وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَرَوَاهُ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ الشَّامِيُّ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلَمْ يَذْكُرْ بَيْنَهُمَا أَحَدًا

فَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ مُوسَى فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الْعَرَايِمِ الْكُوفِيُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي §أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أَخَافُ أَنْ أَنْسَاهَا فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكْتُبَهَا؟ قَالَ: «اكْتُبْهَا»

وَأَمَّا حَدِيثُ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّسْتِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ -[77]- وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ. أَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ. قُلْتُ فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ؟ قَالَ: «نَعَمْ , فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَ فِي ذَلِكَ إِلَّا حَقًّا» قَالَ مُحَمَّدُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، فِي حَدِيثِهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أَفَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، بِنَحْوِهِ عَلَى لَفْظِ يَزِيدَ , وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ

قَالَ مُحَمَّدُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، فِي حَدِيثِهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي §أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أَفَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، بِنَحْوِهِ عَلَى لَفْظِ يَزِيدَ , وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْر بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَاتِبُ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: §أَكْتُبُ كُلَّ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ. قَالَ: فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ قَالَ: " نَعَمْ , إِنِّي لَا أَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا إِلَّا الْحَقَّ

أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: §«مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . قَالَ فَمَكَثْنَا قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ لَا نُحَدِّثُ بِشَيْءٍ فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ كَأَنَّ عَلَى رُؤُسِنَا الطَّيْرُ فَقَالَ: " مَا لَكُمْ لَا تُحَدِّثُونَ؟ فَقُلْنَا: سَمِعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ: «مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» , قَالَ: فَقَالَ: «تَحَدَّثُوا وَلَا حَرَجَ» قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا فَلَا نَأْمَنُ أَنْ نَضَعَ شَيْئًا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهِ أَفَأَكْتُبُ عَنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ , فَاكْتُبْ عَنِّي» . قَالَ: قُلْتُ: فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ؟ قَالَ: «فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، وَأَنْا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ رَنْجَوَيهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ اللَّبَّادُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: إِنِّي §أَسْمَعُ مِنْكَ الشَّيْءَ فَأَكْتُبُهُ , قَالَ: «اكْتُبْهُ» . قَالَ: قُلْتُ: إِنَّكَ تَغْضَبُ وَتَرْضَى , قَالَ: إِنِّي لَا أَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا إِلَّا حَقًّا ". قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ فَحَدَّثْتُ بِهِ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ , فَقَالَ: سَمِعْتُهُ كَمَا سَمِعَ إِسْمَاعِيلُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ مِثْلَهُ وَلَكِنِّي حَفِظْتُ عِلْمًا عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ , فَأَمَّا الَّذِي كَتَبْتُهُ فَنَسِيتُهُ وَأَمَّا الَّذِي لَمْ أَكْتُبْهُ فَحَفِظْتُهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ , أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ،: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ فَحَدَّثَهُ -[79]- بِحَدِيثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكْتُبُ عَنْكَ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَقُولَ فِي ذَلِكَ إِلَّا حَقًّا ". فَنَفَضَ إِسْمَاعِيلُ ثَوْبَهُ حَيْثُ حَدَّثَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ هَذَا الْحَدِيثَ , وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْكَذِبِ وَأَهْلِهِ , مِرَارًا , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي: كَانَ ابْنُ عُلَيَّةَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الْبَصْرِيِّينَ , قُلْتُ , يَعْنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ امْتِنَاعُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَكَراهَتُهُمْ لَهُ , وَلَيْسَ يَجُوزُ لِمَنْ ذَهَبَ مَذْهَبًا أَنْ يَرُدَّ مَا خَالَفَهُ وَيَقْضِي بِبُطُولِهِ , إِلَّا بِحُجَّةٍ قَاطِعَةٍ وَبَيِّنَةٍ ثَابِتَةٍ , وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مِثْلَ مَا قَدَّمْنَا رِوَايَتَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ وَاشْتَهَرَ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا أَحَدٌ أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَلَمْ أَكُنْ أَكْتُبُ أَوْ كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ , سَنَذْكُرُهُ بَعْدُ , إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ الَّتِي كَتَبَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , الصَّادِقَةَ. فَأَمَّا أَحَادِيثُ مَنْ تَابَعَ رِوَايَةَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ

فَأَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ الطَّبَرِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ شُعَيْبًا، حَدَّثَهُ وَمُجَاهِدًا، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، حَدَّثَهُمَا أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , §أَكْتُبُ مَا سَمِعْتُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: عِنْدَ الْغَضَبِ وَعِنْدَ الرِّضَا؟ قَالَ: «نَعَمْ , إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَ إِلَّا حَقًّا» -[80]-. قَالَ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا وَفِي هَذَا الْخَبَرِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الصَّوَابِ ضَبْطُ الْعِلْمِ وَتَقْيِيدُ الْحِكْمَةِ بِالْكِتَابِ؛ لِيَرْجِعَ إِلَيْهِ النَّاسِي فِيذْكُرَ مَا نَسِيَهُ , وَيَسْتَدْرِكَ مَا غَرَبَ عَنْهُ , وَعَلَى فَسَادِ قَوْلِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ , وَقَدْ جَاءَ فِي الْأَثَرِ: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ , عَلَيْهِمَا السَّلَامُ , قَالَ لِبَعْضِ مَنْ أَسَرَهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ: مَا الْكَلَامُ؟ قَالَ: رِيحٌ , قَالَ: فَمَا تَقْيِيدُهُ؟ قَالَ: الْكِتَابَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، أَنَّ شُعَيْبًا، حَدَّثَهُ وَأَنَّ، مُجَاهِدًا أَبَا الْحَجَّاجِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكْتُبُ مَا سَمِعْتُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَ إِلَّا حَقًّا»

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ , حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أُرِيدُ حِفْظَهُ , فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ , فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَرَسُولُ اللَّهِ بَشَرٌ , يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا , فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: §" اكْتُبْ فَوَالَّذِي -[81]- نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ

أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ مَأْمُونٍ الْمُقْرِئُ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا عَطَا بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فِي الْكِتَابِ أَنْ أَكْتُبَ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ فَأَذِنَ لِي , فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا كَانَ مِنْكَ فِي رِضًا أَوْ غَضِبٍ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ , إِنِّي §لَا أَقُولُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ إِلَّا حَقًّا

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا §نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ أَفَتَأْذَنُ أَنْ أَكْتُبَهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَكَانَ أَوَّلَ مَا كَتَبَ

أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ , حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرُوسٍ قِرَاءَةً , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي §أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أُحِبُّ أَنْ أَعِيَهَا فَأَسْتَعِينُ بِيَدِي مَعَ قَلْبِي؟ قَالَ: «نَعَمْ»

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنُ الرَّوَّاسِ , حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا -[82]- أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا §نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ نَخْشَى أَنْ نَنْسَاهَا أَفَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَكْتُبَهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ , شَبِّكُوهَا بِالْكُتُبِ»

ذكر الرواية عن أبي هريرة أن عبد الله بن عمرو كان يكتب الحديث عن رسول الله , صلى الله عليه

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ هُوَ الرَّمَادِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَكْثَرُ حَدِيثًا مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَإِنَّهُ §كَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ , حَدَّثَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو النَّاقِدُ، أَخْبَرَكَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: مَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ §كَانَ يَكْتُبُ وَكُنْتُ لَا أَكْتُبُ , لَفْظُ ابْنِ صَالِحٍ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ , حَدَّثَنَا عَمْرُو

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ -[83]- بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ يَعْنِي الْوَهْبِيَّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، وَمُجَاهِدٌ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْفَظُ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَإِنِّي §كُنْتُ أَعِي بِقَلْبِي وَيَعِي بِقَلْبِهِ وَيَكْتُبُ , فَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَأَذِنَ لَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، أَنَّ الْمُغِيرَةِ بْنَ حَكِيمٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: §«مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ فَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فِي أَنْ يَكْتُبَ مَا سَمِعَ مِنْهُ فَأَذِنَ لَهُ , فَكَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ وَيَعِي بِقَلْبِهِ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَعِي بِقَلْبِي»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَزْقَوَيْهِ , أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ، سَأَلَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ فَحَدَّثَهُ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ §كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ وَكُنْتُ أَعِي وَلَا أَكْتُبُ وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فِي الْكِتَابِ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ عَقِيلٍ، يَعْنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ -[84]- أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , فَإِنَّهُ §كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ , فَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنْ يَكْتُبَ عَنْهُ مَا سَمِعَ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَكَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ وَيَعِي بِقَلْبِهِ , وَأَنَا كُنْتُ أَعِي بِقَلْبِي

ذكر صحيفة عبد الله بن عمرو , الصادقة

§ذِكْرُ صَحِيفَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , الصَّادِقَةُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: §«الصَّادِقَةُ صَحِيفَةٌ كَتَبْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو §فَتَنَاوَلْتُ صَحِيفَةً مِنْ تَحْتِ مَفْرَشِهِ , فَمَنَعَنِي , قُلْتُ: مَا كُنْتَ تَمْنَعُنِي شَيْئًا , قَالَ: هَذِهِ الصَّادِقَةُ , هَذِهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ , إِذَا سَلَّمْتَ لِي هَذِهِ وَكِتَابَ اللَّهِ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى , وَالْوَهْطَ فَمَا أُبَالِي مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: §مَا يُرَغِّبُنِي فِي الْحَيَاةِ إِلَّا خَصْلَتَانِ: الصَّادِقَةُ وَالْوَهْطَةُ فَأَمَّا الصَّادِقَةُ: فَصَحِيفَةٌ كَتَبْتُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , -[85]- وَأَمَّا الْوَهْطَةُ فَأَرْضٌ تَصَدَّقَ بِهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كَانَ يَقُومُ عَلَيْهَا

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ عَنْبَسَةَ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ , عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: §«مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلَّا عَلَى الصَّادِقَةِ وَالْوَهْطِ , وَكَانَتِ الصَّادِقَةُ صَحِيفَةٌ إِذَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ شَيْئًا كَتَبَهُ فِيهَا وَالْوَهْطُ أَرْضٌ كَانَ جَعَلَهَا صَدَقَةً»

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ التَّانِيُّ , وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ , وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ , وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيفَةً , فَقَالَ: هَذَا مَا كَتَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا: إنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ , فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ , وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ

ذكر الرواية عن النبي , صلى الله عليه , أنه أمر أصحابه أن يكتبوا لأبي شاة خطبته التي سمعها منه

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَّهُ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَكْتُبُوا لِأَبِي شَاةٍ خُطْبَتَهُ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ الْخُوَارِزْمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ , حَدَّثَكُمْ تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا فَتْحَ اللَّهُ , تَعَالَى , عَلَى رَسُولِهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى , حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ , وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي , وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ , وَإِنَّهَا لَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا , وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا , وَلَا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ , وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ " , فَقَالَ الْعَبَّاسُ إِلَّا الْأَذْخَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي قُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا , فَقَالَ: «إِلَّا الْإِذْخِرَ» , فَقَامَ أَبُو شَاةٍ , رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ , فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: «§اكْتُبُوا لِأَبِي شَاةٍ» قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ , اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الرواية عن أبي بكر الصديق , رضي الله عنه , في ذلك

§الرِّوَايَةُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُعَدِّلُ الْبَصْرِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْمَادْرَانِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَتَبَ لَهُ §فَرَائِضَ الصَّدَقَةِ الَّذِي سَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ الْمَادْرَانِيُّ هَكَذَا , حَدَّثَنَاهُ أَبُو قِلَابَةَ مُخْتَصَرًا

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابًا زَعَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَتَبَهُ لِأَنَسٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , حِينَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا وَكَتَبَهُ لَهُ , فَإِذَا فِيهِ: هَذِهِ §فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , عَلَى الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا , وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ

ذكر الرواية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُعَدِّلُ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ -[88]- بَكْرٍ الْهِزَّانِيُّ , حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ هُوَ الرِّيَاشِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: §قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ

هَكَذَا قَالَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، وَهُوَ خَطَأٌ , وَقَدْ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيْوَةَ الْخَزَّازُ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ صُبَيْحٍ الشَّيْبَانِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: §" قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ , وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَلَا أَدْرِي الْخَطَأَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ مِنْ شَيْخِنَا عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ أَوْ مِمَّنْ فَوْقَهُ , فَاللَّهُ أَعْلَمُ

ذكر الرواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ فَقَالَ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَأُهُ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى , وَهَذِهِ الصَّحِيفَةِ , قَالَ: صَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي سَيْفِهِ فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ وَشَيْءٌ مِنَ الْجِرَاحَاتِ , فَقَدْ كَذَبَ وَفِيهَا , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عِيرٍ إِلَى ثَوْرٍ فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ -[89]- أَوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا , وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ , يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ , فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: §مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَأُهُ عَلَيْكُمْ إِلَّا كِتَابَ اللَّهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ , وَصَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي سَيْفٍ عَلَيْهِ حَلْقَةُ حَدِيدٍ , وَبَكَرَاتُهُ حَدِيدٌ , فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ قَدْ أَخَذَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ بِبَغْدَادَ , وَأَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْبَغْدَادِيُّ , بِصُورٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَسْكَرِيُّ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §«قَيِّدُوا الْعِلْمَ قَيِّدُوا الْعِلْمَ , مَرَّتَيْنِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى -[90]- حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ جُرَيٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: §قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ , أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ , قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: يَقُولُ: يَشْتَرِي صَحِيفَةً بِدِرْهَمٍ يَكْتُبُ فِيهَا الْعِلْمَ , كَذَا قَالَ حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَلِيٍّ وَلَمْ يَذْكُرْ بَيْنَهُمَا أَحَدًا

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ §«مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ وَصَاحِبُهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ فَهِدٍ كِلَاهُمَا بِالنَّهْرَوَانِ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْكَهْيَلِيُّ، بِالْكُوفَةِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمَدَانِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ , قَالَ: فَذَهَبْتُ فَاشْتَرَيْتُ صُحُفًا بِدِرْهَمٍ ثُمَّ جِئْتُ بِهَا

ذكر الرواية عن الحسن بن علي بن أبي طالب في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحَنِينِ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: دَعَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَنِيهِ وَبَنِي أَخِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ وَبَنِي أَخِي إِنَّكُمْ صِغَارُ قَوْمٍ يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ آخَرِينَ §فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ أَنْ يَرْوِيَهُ فَلْيَكْتُبْهُ وَلْيَضَعْهُ فِي بَيْتِهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي , أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَمَعَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ بَنِيهِ وَبَنِي أَخِيهِ فَقَالَ: «يَا بَنِيَّ إِنَّكُمُ الْيَوْمَ صِغَارُ قَوْمٍ أَوْشَكَ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ §فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ فَمَنْ لَمْ يَحْفَظْ مِنْكُمْ فَلْيَكْتُبْهُ» , كَذَا قَالَ: جَمَعَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَالصَّوَابُ , الْحَسَنُ كَمَا ذَكَرْنَاهُ أَوَّلًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ

ذكر الرواية عن عبد الله بن عباس في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ دُومَا النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ ابْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا فَايِدُ، مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَأْتِي أَبَا رَافِعٍ فَيَقُولُ: مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ , -[92]- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , يَوْمَ كَذَا , مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , يَوْمَ كَذَا وَمَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ §أَلْوَاحٌ يَكْتُبُ فِيهَا

أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ , أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْكِتَّانِيُّ , وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ هُوَ الْأَبَّارُ , عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §قَيِّدُوا الْعِلْمَ وَتَقْيِيدُهُ كِتَابُهُ

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الصُّوفِيُّ، عَنْهُ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«خَيْرُ مَا قُيِّدَ بِهِ الْعِلْمُ الْكِتَابُ»

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ الْأَزْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا حَمْدَانَ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِنْجِيٍّ الْكَاتِبُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ

ذكر الرواية عن أبي سعيد الخدري في ذلك وتعليق المؤلف

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي ذَلِكَ وَتَعْلِيقُ الْمُؤَلِّفِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرْمِيسِينِيُّ الْوَرَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ بِجَرْجَرَايَا , حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ التَّشَهُّدِ، فَقَالَ: التَّحِيَّاتُ , الصَّلَوَاتُ , الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ , السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عَبَّادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَكُنَّا §لَا نَكْتُبُ إِلَّا الْقُرْآنَ وَالتَّشَهُّدَ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حَمْزَةَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: §مَا كُنَّا نَكْتُبُ شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ وَالتَّشَهُّدِ قُلْتُ: وَأَبُو سَعِيدٍ هُوَ الَّذِي رُوِيَ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «لَا تَكْتُبُوا عَنِّي سِوَى الْقُرْآنِ وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ» . ثُمَّ هُوَ يُخْبِرُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَكْتُبُونَ الْقُرْآنَ وَالتَّشَهُّدَ , وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ أَنَّ النَّهْيَ عَنْ كَتْبِ مَا سِوَى الْقُرْآنِ إِنَّمَا كَانَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي بَيَّنَّاهُ مِنْ أَنْ يُضَاهَى بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى , غَيْرُهُ وَأَنْ يُشْتَغَلَ عَنِ الْقُرْآنِ بِسِوَاهُ , فَلَمَّا أُمِنَ ذَلِكَ وَدَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَى كَتْبِ الْعِلْمِ لَمْ يُكْرَهْ كَتْبُهُ كَمَا لَمْ تَكْرَهِ الصَّحَابَةُ كَتْبَ التَّشَهُّدِ وَلَا فَرْقَ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَبَيْنَ غَيْرِهِ مِنَ الْعُلُومِ فِي أَنَّ الْجَمِيعَ لَيْسَ بِقُرْآنٍ وَلَنْ يَكُونَ -[94]- كَتْبُ الصَّحَابَةِ مَا كَتَبُوهُ مِنَ الْعِلْمِ وَأَمَرُوا بِكَتْبِهِ إِلَّا احْتِيَاطًا كَمَا كَانَ كَرَاهَتُهُمْ لِكَتْبِهِ احْتِيَاطًا , وَاللَّهُ أَعْلَمُ

ذكر الرواية عن أنس بن مالك في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْأَثْرَمُ , حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ وَهُوَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَصَابَنِي فِي بَصَرِي بَعْضُ الشَّيْءِ , فَبَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنِّي قَدْ أَصَابَنِي فِي بَصَرِي وَأُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي فَتُصَلِّي فِي مَنْزِلِي , فَأَتَّخِذُهُ مُصَلًّى , قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَمَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , يُصَلِّي فِي مَنْزِلِي وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ وَيَذْكُرُونَ مَا يَلْقُونَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ , حَتَّى أَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ وَكُبْرَهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ دُخْشُمٍ , قَالَ: وَوَدُّوا أَن رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَأَصْحَابَهُ سَيَمُرُّ قَالَ: فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , الصَّلَاةَ فَقَالَ: «أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» , قَالُوا: إِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ , قَالَ: §«لَا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ فِيدْخُلَ النَّارَ» , أَوْ قَالَ: «تَطْعَمَهُ النَّارُ» قَالَ أَنَسٌ فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْحَدِيثُ فَقُلْتُ لِابْنِي: اكْتُبْهُ , فَكَتَبَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ، بِبَغْدَادَ وَأَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، بِصُورٍ , قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ , حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، حَدِيثَهُ فِي ابْنِ الدُّخيشَمِ , وَقَالَ الْعَتِيقِيُّ بْنُ الدُّخَيْشِ , قَالَ أَنَسٌ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عِتْبَانَ -[95]-، فَحَدَّثَنِي قَالَ أَنَسٌ: فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْحَدِيثُ فَقُلْتُ لِابْنِي: اكْتُبْهُ , فَكَتَبَهُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، إِمْلَاءً , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَحَدُهُمَا عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ الْآخَرُ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَينَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَكَثُرْنَا عَلَيْهِ أَخْرَجَ إِلَيْنَا مَجَالَّ مِنْ كُتُبٍ , فَقَالَ: «هَذِهِ §كُتُبٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَرَأَنَاهَا عَلَيْهِ» , رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ الْمَعْرُوفُ بِدُحَيمٍ , وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ , فَلَمْ يَذْكُرَا بَيْنَ هُبَيْرَةَ وَبَيْنَ أَنَسٍ أَحَدًا , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ

أَمَّا حَدِيثُ دُحَيْمٍ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنِي هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانُوا إِذَا كَثُرُوا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي الْحَدِيثِ أَتَاهُمْ بِمَجَالَّ , فَقَالَ: §«هَذِهِ كَتَبْتُهَا ثُمَّ قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

وَأَمَّا حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ الْأَهْوَازِيُّ، بِدِمَشْقَ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عُمَرَ الْفَزَارِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنِي هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ إِذَا حَدَّثَ فَكَثُرَ، عَلَيْهِ النَّاسُ جَاءَ بِمَجَالَّ فَأَلْقَاهَا ثُمَّ قَالَ: §«هَذِهِ أَحَادِيثُ سَمِعْتُهَا وَكَتَبْتُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ»

وَأَمَّا حَدِيثُ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ -[96]- الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ، بِأَصْبَهَانَ , أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ فَكَثُرَ النَّاسُ، عَلَيْهِ لِلْحَدِيثِ جَاءَ بِصِكَاكٍ فَأَلْقَاهَا إِلَيْهِمْ فَقَالَ: §«هَذِهِ أَحَادِيثُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَكَتَبْتُهَا وَعَرَضْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأُبَلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّايَ النَّضْرُ، وَمُوسَى، ابْنَا أَنَسٍ , عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَسٍ أَنَّهُ أَمَرَهُمَا بِكِتَابَةِ الْحَدِيثِ وَالْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَتَعَلُّمِهَا , وَقَالَ أَنَسٌ كُنَّا §لَا نَعُدُّ عِلْمَ مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عِلْمَهُ عِلْمًا

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الرَّوشَنَائِيُّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الْأَزْجِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمِّلِ الْأَنْبَارِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَصْرِيُّ، وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَشِّيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا، كَانَ يَقُولُ لَهُمْ: «يَا بَنِيَّ §قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ التَّاجِرُ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: §قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا، كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ §قَيِّدُوا هَذَا الْعِلْمَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُومَا أَبُو عَلِيٍّ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ، عَمِّي أَنَّ أَنَسًا، قَالَ لِبَنِيهِ: §«قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» قَالَ مُوسَى اتَّفَقَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَرَوُوا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ مِنْ قَوْلِهِ وَرَفَعَهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ , حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا كَمَا حَدَّثَنَاهُ لُوَيْنٌ مَرْفُوعًا وَهَذَا حَدِيثُ مَوْقُوفٌ لَا يَصِحُّ رَفَعُهُ وَالَّذِي عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ سُلَيْمَانَ وَهْمٌ فِي رَفْعِهِ وَكَانَ عَبْدُ الْحَمِيدِ أَخَا فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَأَرَى أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ كَانَ أَحْيَانَا يُحَدِّثُ بِهِ مَوْقُوفًا

لِأَنَّ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«قَيِّدُوا الْعِلْمَ , بِالْكِتَابِ»

ذكر الرواية عن أبي أمامة الباهلي في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أُمَامَةَ عَنْ §كِتَابَةِ الْعِلْمِ، فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِذَلِكَ»

ذكر الرواية عن جماعة من الصحابة لم يسموا في ذلك

§ذِكْرُ الرِّوَايَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يُسَمُّوا فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مَعَ قَوْمٍ أَنَا أَصْغَرُهُمُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ» , قَالَ إِسْحَاقُ: وَحَسِبْتُهُ قَالَ: «مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ» فَأَقْبَلْتُ عَلَى صَاحِبِيَّ فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجْتَرِئُونَ عَلَى الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا قَالَ؟ قَالُوا: يَا ابْنَ أُخْتِنَا إِنَّا لَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ عِنْدَنَا فِي كِتَابٍ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى هُوَ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي بْنَ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَنْا مَعَهُمْ وَأَنْا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَقَالَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: §«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمُ , قُلْتُ لَهُمْ: كَيْفَ تُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا قَالَ وَأَنْتُمْ تَنْهَمِكُونَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,؟ قَالَ: فَضَحِكُوا وَقَالُوا: يَا ابْنَ أُخْتِنَا إِنَّ كُلَّ مَا سَمِعْنَاهُ مِنْهُ هُوَ عِنْدَنَا فِي كِتَابٍ

باب ذكر الرواية عن التابعين , رضي الله عنهم أجمعين , في ذلك

§بَابُ ذِكْرِ الرِّوَايَةِ عَنِ التَّابِعِينَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ , فِي ذَلِكَ

الرواية عن الطبقة الأولى من التابعين

§الرِّوَايَةُ عَنِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنَ التَّابِعِينَ

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ , حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: كُنْتُ سَيِّءَ الْحِفْظِ , زَادَ الصَّيْرَفِيُّ: أَوْ كُنْتُ لَا أَحْفَظُ , قَالَ: ثُمَّ اتَّفَقَا , §فَرَخَّصَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي الْكِتَابِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: §الْكِتَابُ قَيْدُ الْعِلْمِ

8 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْفَرَجِ الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: §الْكِتَابُ قَيْدُ الْعِلْمِ

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ -[100]- سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ كُوفِي ثِقَةٌ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «§إِذَا سَمِعْتُمْ مِنِّي، شَيْئًا فَاكْتُبُوهُ وَلَوْ فِي حَائِطٍ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ يَعْنِي أَبَا كِبْرَانَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي كِبْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: §إِذَا سَمِعْتَ شَيْئًا، فَاكْتُبْهُ وَلَوْ فِي الْحَائِطِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَسَلُ بْنُ ذَكْوَانَ، أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنْ أَبِي كِبْرَانَ، قَالَ: قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ: §لَا تَدَعَنَّ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا كَتَبْتَهُ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ مَوْضِعِهِ مِنَ الصَّحِيفَةِ وَإِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ يَوْمًا مَا

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَاذَ الْقَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَرْقَدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، قَالُوا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو -[101]- مَعْمَرٍ , عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِنَّ §لَنَا كُتُبًا نَتَعَاهَدُهَا»

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ يَزْدَاذَ، قَالَ الْحَسَنُ: «إِنَّ §عِنْدَنَا كُتُبًا نَتَعَاهَدُهَا»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَيْخَابِ الطَّيْبِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّمَا §نَكْتُبُهُ لِنَتَعَاهَدَهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُتَّلِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَنَانِ بْنِ مَعْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَّامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §مَا قُيِّدَ الْعِلْمُ بِمِثْلِ الْكِتَابِ

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: كَتَبْتُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كِتَابًا فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ، قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنِّي §كَتَبْتُ عَنْكَ كِتَابًا فَأَرْوِيَهُ عَنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمِ ارْوِهِ عَنِّي» وَاللَّفْظُ لِأَبِي خَيْثَمَةَ

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ -[102]-، عَنِ ابْنِ أَفْلَحَ يَعْنِي كَثِيرًا، قَالَ: §«كُنَّا نَكْتُبُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَاذَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِهَا , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَرْقَدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، «أَنَّهُ كَانَ §يَكْتُبُ لِلنَّاسِ الْعِلْمَ وَيَعْرِضُهُ لَهُمْ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ §يُمْلِي عَلَيَّ فِي الصَّحِيفَةِ حَتَّى أَمْلَأَهَا وَأَكْتُبُ فِي نَعْلِي حَتَّى أَمْلَأَهَا»

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي مِنْدَلٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «كُنْتُ §أَكْتُبُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي أَلْوَاحِي حَتَّى أَمْلَأَهَا ثُمَّ أَكْتُبُ فِي نَعْلِي»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: §«كُنْتُ أَكْتُبُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَحِيفَتِي حَتَّى أَمْلَأَهَا ثُمَّ أَكْتُبُ فِي ظَهْرِ نَعْلِي ثُمَّ أَكْتُبُ فِي كَفِّي»

وَقَالَ حَنْبَلٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «كُنْتُ §أَسْمَعُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ الْحَدِيثَ بِاللَّيْلِ فَأَكْتُبُهُ فِي وَاسِطَةِ رَحْلِي حَتَّى أُصْبِحَ وَأَنْسَخَهُ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «كُنْتُ §أَسِيرُ بَيْنَ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَكُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْهُمَا فَأكْتُبُهُ عَلَى وَاسِطَةِ الرَّحْلِ حَتَّى أَنْزِلَ فَأَكْتُبَهُ»

الرواية عن الطبقة الثانية والثالثة من التابعين في ذلك

§الرِّوَايَةُ عَنِ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ مِنَ التَّابِعِينَ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: قَالُوا لِقَتَادَةَ: §نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: " وَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَكْتُبَ وَقَدْ أَخْبَرَكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُ يَكْتُبُ , {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} [طه: 52] "

أَخْبَرَنَا النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: §«الْكِتَابُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ النِّسْيَانِ»

وَأَخْبَرَنَا النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، وَأَخْبَرَنَا -[104]- أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا , وَفِي حَدِيثِ مُوسَى , أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَفِي حَدِيثِ الْبَغَوِيِّ , أَخْبَرَنَا ابْنُ عَقِيلٍ، قَالَ: «كُنَّا §نَأْتِي جَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَنَسْأَلُهُ عَنْ سُنَنِ، رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ» وَفِي حَدِيثِ مُوسَى , «عَنْ سِيَرِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَنَكْتُبُهَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعُلَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ بِصُورٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ أَنْطَلِقُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، إِلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «§فَنَسْأَلُهُ عَنْ سُنَنِ، رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَعَنْ صَلَاتِهِ، فَنَكْتُبُ عَنْهُ وَنَتَعَلْمُ مِنْهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَزَّانُ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قَفَرْجَلَ , أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ الطَّسْتِيُّ، وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ قَفَرْجَلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: §«كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ , مَعَنَا أَلْوَاحٌ نَكْتُبُ فِيهَا»

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الصَّيْدَلَانِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقُلُوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفِيلِ -[105]-، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنَشٍ، قَالَ: «رَأَيْتُهُمْ §يَكْتُبُونَ عِنْدَ الْبَرَاءِ بِأَكُفِّهِمْ بِالْقَصَبِ» لَفْظُ حَدِيثِ الْقُلُوسِيِّ

أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنَشٍ، قَالَ: §«رَأَيْتُهُمْ يَكْتُبُونَ عَلَى أَكُفِّهِمْ بِالْقَصَبِ عِنْدَ الْبَرَاءِ»

وَقَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدٍ يَعْنِي الْمُكْتِبَ، قَالَ: §«رَأَيْتُهُمْ يَكْتُبُونَ التَّفْسِيرَ عِنْدَ مُجَاهِدٍ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْكُنَاسِيُّ، قَالَ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَصْعَدُ بِي إِلَى غُرْفَتِهِ §فِيخْرِجُ إِلَيَّ كُتُبَهُ فَأَنْسَخُ مِنْهَا "

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ الْحَافِظُ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَأْمُرُهُ: §«انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ أَوْ حَدِيثُ عُمْرَةٍ فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي قَدْ خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ أَهْلِهِ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ , حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرْمِيسِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَضَّاحِ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ -[106]- مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: §«انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَوْ سُنَّةٍ أَوْ حَدِيثِ عُمْرَةٍ فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ» , وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَبِي الطَّاهِرِ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْمَدِينَةِ: انْظُرُوا , وَفِي حَدِيثِ عَفَّانَ , إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ: §«انْظُرُوا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَاكْتُبُوهُ فَإِنِّي خِفْتُ» وَفِي حَدِيثِ عَفَّانَ , «فَإِنِّي قَدْ خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَيْضًا , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ , وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي , وَفِي، حَدِيثِ حَنْبَلٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: اجْتَمَعَتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ، وَنَحْنُ، نَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقُلْنَا نَكْتُبُ السُّنَنَ , فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: §نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ , فَقُلْتُ أَنَا: لَيْسَ بِسُنَّةٍ فَلَا نَكْتُبُهُ , قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ

أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ،: أَنَّهُ سَمِعَ مَعْمَرًا، يَقُولُ: إِنَّ §الزُّهْرِيَّ رُبَّمَا كَتَبَ الْحَدِيثَ فِي ظَهْرِ نَعْلِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَفُوتَهُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: §«كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءُ فَرَأَيْنَا أَنْ لَا نَمْنَعَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَعْنِي -[108]- ابْنَ شِهَابٍ، يَقُولُ: §«لَوْلَا أَحَادِيثَ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا لَا نَعْرِفُهَا , مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا وَلَا أَذِنْتُ فِي كِتَابِهِ»

كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ , وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ، عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّائِبِ، حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، قَالَ: «§كَتَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثٍ وَكُنْتُ، قَدْ نَسِيتُهُ لَوْلَا أَنَّهُ كَانَ عِنْدِي مَكْتُوبًا»

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سُفْيَانَ: مَالِي لَا أَرَاكَ تُحَدِّثُ كَمَا يُحَدِّثُ سُلَيْمَانُ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ أَبُو سُفْيَانُ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيُّ §كَانَ يَكْتُبُ وَلَمْ أَكُنْ أَكْتُبُ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ سَالِمًا إِذَا حَدَّثَ أَتَمَّ وَإِذَا حَدَّثْتَ تَخْرِمُ , قَالَ: «إِنَّ §سَالِمًا يَكْتُبُ وَأَنْا لَا أَكْتُبُ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنُ قُرَيْشٍ الزَّيَّاتُ , أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخْلِصُ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى -[109]- بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ مَا شَأْنُ فُلَانٍ , وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو , مَا لِسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَتَمُّ حَدِيثًا مِنْكَ؟ قَالَ: §«إِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ §يَكْتُبُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي سَبُّورَجَةٍ , يَعْنِي أَلْوَاحًا

وَقَالَ حَنْبَلٌ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ يَعْنِي بْنَ أَبِي شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِي، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرًا §يَكْتُبُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ فِي الْأَلْوَاحِ "

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سَوَادَةَ بْنِ حَيَّانَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ الْمُزَنِيُّ، يَقُولُ: §«مَنْ لَمْ يَكْتُبِ الْعِلْمَ فَلَا تَعُدَّ عَلِمَهُ عِلْمًا»

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السِّمْنَانِيُّ , حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ الْفَقِيهُ، بِالْمَوْصِلِ , حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى , حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ بَشَّارٍ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، يَقُولُ: «كُنَّا §لَا نَعُدُّ عِلْمَ مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عِلْمَهُ عِلْمًا»

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، فِي الْمَسْجِدِ فَوَصَفْتُهُ فَقَالَ: ذَاكَ أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادًا يَكْتُبُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ وَعَلَيْهِ أَنْبَجَانِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ §مَا أُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا»

الرواية عن الطبقات الأخرى من التابعين في ذلك

§الرِّوَايَةُ عَنِ الطَّبَقَاتِ الْأُخْرَى مِنَ التَّابِعِينَ فِي ذَلِكَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: " §يَعِيبُونَ عَلَيْنَا الْكِتَابَ , ثُمَّ تَلَا {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ} [طه: 52] "

أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بن عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الرَّمْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَيْوَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ، يَقُولُ: رُبَّمَا سَمِعَ مِنِّي، أَرْطَاةُ الْحَدِيثَ وَنَحْنُ نَمْشِي فِي السُّوقِ فَيَقُولُ: أَمْلِهِ عَلَيَّ , فَأَقُولُ: فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ؟ فَيَقُولُ: §أَوَ فِي غَيْرِ اللَّهِ نَحْنُ؟ "

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، بِأَحَادِيثَ , فَقَالَ لِي: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ كَذَا وَكَذَا , فَقُلْتُ: إِنَّا §نَكْرَهُ أَنْ نَكْتُبَ الْعِلْمَ يَا أَبَا نَصْرٍ , فَقَالَ: اكْتُبْ لِي؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَتَبْتَ فَقَدْ ضَيَّعْتَ , أَوْ قَالَ: عَجَزْتَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا -[111]- يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، بِنَحْوِهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا شَيْبَةَ §يَكْتُبُ عِنْدَ الْحَكَمِ الْحَدِيثَ فِي الْقَرَاطِيسِ

وَقَالَ الْأَبَّارُ،: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ الْحَضَرِيُّ: §«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَكْتُبُ عِنْدَ سُفْيَانَ إِلَّا زَائِدَةَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: §وَدِدْتُ إِنِّي كَتَبْتُ كُلَّمَا كُنْتُ أَسْمَعُ وَكَانَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ مَالِي

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: §لَأَنْ أَكُونَ كَتَبْتُ مَا أَسْمَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ مَالِي , وَقَالَ يَعْقُوبُ سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: «قَدِمَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَنَا وَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ وَكَانَ أَصْحَابُنَا لَا يَكْتُبُونَ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ كَتَبُوا» قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَغَيْرُهُ: إِنَّا هَمَمْنَا أَنْ نَكْتُبَ حَدِيثَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَلَوْ حَضَرْتَنَا , قَالَ حَمَّادٌ فَحَضَرْتُهُمْ وَتَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ بَعْدُ فَكَتَبُوا

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ، يَقُولُ: قَالَ -[112]- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، «كُنْتُ §أَمُرُّ بِالشَّيْخِ فَأَسْمَعُ الْأَحَادِيثَ الْعَشَرَةَ وَأَقَلَّ وَأَكْثَرَ فَأَحْفَظُهَا ثُمَّ أَجِيءُ فَأَكْتُبُهَا»

حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: §كَانَ الْأَعْمَشُ يَسْمَعُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ ثُمَّ يَجِيءُ فِيكْتُبُهُ فِي مَنْزِلِهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبِي وَأَنْا بِالْكُوفَةِ «أَنِ §اشْتَرِ الْكُتُبَ، وَاكْتُبِ الْعِلْمَ، فَإِنَّ الْمَالَ يَذْهَبُ وَالْعِلْمُ يَبْقَى»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: " كَانَ أَبِي يَقُولُ لِي §احْفَظْ وَإِيَّاكَ وَالْكِتَابَ فَإِذَا جِئْتَ فَاكْتُبْ فَإِنِ احْتَجْتَ يَوْمًا أَوْ شُغِلَ قَلْبُكَ وَجَدْتَ كِتَابَكَ , وَمَا كَتَبْتُ عَنْ لَيْثٍ وَلَا أَشْعَثَ وَلَا الْأَعْمَشِ حَدِيثًا قَطُّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ بِأَصْبَهَانَ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَلَامَةُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عِيسَى الْقَيْسِيُّ بِعَسْقَلَانَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ الطِّهْرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: §«اكْتُبْ فَمَا قُيِّدَ الْعِلْمُ -[113]- بِشَيْءٍ مِثْلِ الْكِتَابِ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ هُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ قَالَ: لَقِيتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ مَا لَقِيتُ سُفْيَانَ بِسَنَتَيْنِ وَهُوَ أَشْيَبُ قُلْتُ لِيَحْيَى: كَانَ يُمْلِي عَلَيْكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ , وَقَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: §«رُبَّمَا رَأَيْتُ عِمْرَانَ الْقَصِيرَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَدْ جَثَا يَكْتُبُ فِي الْأَلْوَاحِ»

الكتاب يحفظ العلم

§الْكِتَابُ يَحْفَظُ الْعِلْمَ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْدَانَ الْغَزَّاءُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ كِتَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: §«لَوْلَا الْكِتَابُ مَا حَفِظْنَا»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، إِجَازَةً حَدَّثَنَا ابْنُ جَهُورٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ لَنَا: §«اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ يَنِدُّ كَمَا تَنِدُّ الْإِبِلُ فَاجْعَلُوا الْكُتُبَ لَهُ حُمَاةً وَالْأَقْلَامَ عَلَيْهِ رُعَاةً»

أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، " §يَعِيبُونَ عَلَيْنَا أَنْ نَكْتُبَ الْعِلْمَ وَنُدَوِّنَهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ» قُلْتُ: هَذَا إِنَّمَا يَحْفَظُ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ أَيُّوبَ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ عَنْهُ فِيمَا تَقَدَّمَ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ الْمَصَاحِفِيُّ، قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: «§مَا سَمِعْتُ شَيْئًا، إِلَّا -[115]- كَتَبْتُهُ وَلَا كَتَبْتُ شَيْئًا إِلَّا حَفِظْتُهُ وَلَا حَفِظْتُ شَيْئًا إِلَّا انْتَفَعْتُ بِهِ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: قَالَ الْمُبَرِّدُ: §" نَظَرَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَجُلٍ وَهُوَ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا كَتَبَهُ فَقَالَ: مَا تَتْرُكُ نُقَارَةً إِلَّا انْتَقَرْتَهَا وَلَا نُمَاصَةً إِلَّا انْتَمَصْتَهَا وَإِنَّكَ لَمَلْقَفَةُ الْكَلِمَةِ الشَّرُودِ "

قَرَأْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْخَلَّالُ , أَخْبَرَنِي الْمَيْمُونِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ , قَدْ كَرِهَ قَوْمٌ كِتَابَ الْحَدِيثِ بِالتَّأْوِيلِ , قَالَ: §«إِذًا يُخْطِئُونَ إِذَا تَرَكُوا كِتَابَ الْحَدِيثِ , قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثُونَا قَوْمٌ مِنْ حِفْظِهِمْ وَقَوْمٌ مِنْ كُتُبِهِمْ فَكَانَ الَّذِينَ حَدَّثُونَا مِنْ كُتُبِهِمْ أَتْقَنُ»

وَقَالَ الْخَلَّالُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ §مَنْ كَرِهَ كِتَابَةَ الْعِلْمِ؟ قَالَ: «كَرِهَهُ قَوْمٌ كَثِيرٌ وَرَخَّصَ فِيهِ قَوْمٌ , قُلْتُ لَوْ لَمْ يَكْتُبْ ذَهَبَ الْعِلْمُ , قَالَ أَحْمَدُ وَلَوْلَا كِتَابَتُهُ , أَيَّ شَيْءٍ كُنَّا نَحْنُ؟»

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ، إِجَازَةً وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّمَّاكُ، عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: [البحر الكامل] §يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِذَا ... سَمِعْتَهُ مِنَ الثِّقَهْ فَاكْتُبْهُ مُحْتَاطًا وَلَوْ ... بِخِنْجَرٍ فِي حَدَقَهْ فَرُبَّ عِلْمٍ فَاتَ مَنْ ... ضَيَّعَهُ أَنْ يَلْحَقَهْ قَدْ أَورَدْتُ مِنْ مَشْهُوَرِ الْآثَارِ وَمَحْفُوظِ الْأَحَادِيثِ وَالْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَسَلَفِ الْأُمَّةِ الصَّالِحِينَ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَرَضِيَ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ , فِي جَوَازِ كَتْبِ الْعِلْمِ وَتَدْوِينِهِ وَتَجْمِيلِ ذَلِكَ الْفِعْلِ وَتَحْسِينِهِ , مَا إِذَا صَادَفَ بِمَشِيئَةِ

اللَّهِ قَوِيَّ شَكٍّ رَفَعَهُ أَوْ عَارِضَ رَيْبٍ قَمَعَهُ وَدَفَعَهُ , وَأَنْا أَذَكَرُ نُبْذَةً مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْأَدَبِ فِي فَضْلِ اقْتِنَاءِ الْكُتُبِ وَالْأَمْرِ بِاتِّخَاذِهَا وَالْحَثِّ عَلَى جَمْعِهَا وَإِدَامَةِ النَّظَرِ فِيهَا وَالتَّحَفُّظِ لِعُيُونِ مَضْمُونِهَا وَوَصْفِ الشُّعَرَاءِ لَهَا , لِيَكُونَ كِتَابِي هَذَا جَامِعًا لِمَعْنَى مَا يَتَعَلَّقُ بِتَقْيِيدِ الْعِلْمِ وَحِرَاسَتِهِ , وَبَاعِثًا عَلَى صَرْفِ الْمَرْءِ عِنَايَتَهُ إِلَى قِرَاءَتِهِ وَدِرَاسَتِهِ , وَاللَّهَ تَعَالَى , أَسْأَلُ تَوفِيقِي لِلصَّوَابِ , وَعَلَيْهِ سُبْحَانَهُ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَئَابٌ

باب في فضل الكتب وبيان منافعها

§بَابٌ فِي فَضْلِ الْكُتُبِ وَبَيَانِ مَنَافِعِهَا

أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَاغَنْدِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , {§وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82] قَالَ: «صُحُفُ عِلْمٍ خَبَّأَهَا لَهُمَا أَبُوهُمَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِيرَوَيهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ , أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ النَّهْدِيُّ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " {§وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82] قَالَ: مَا كَانَ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً , قَالَ: صُحُفًا عِلْمًا "

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ , أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَازِمِيُّ الْبُخَارِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، إِمْلَاءً , حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ -[118]- بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ الْكُوفِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى , " {§وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82] قَالَ: عِلْمُ صُحُفٍ , قَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: وَأَيُّ كَنْزٍ أَفْضَلُ مِنَ الْعِلْمِ , قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَنْ يُصَانَ الْعِلْمُ بِمِثْلِ بَذْلِهِ , وَلَنْ تُكَافَأَ النِّعْمَةُ فِيهِ بِمِثْلِ نَشْرِهِ , وَقِرَاءَةُ الْكُتُبِ أَبْلَغُ فِي إِرْشَادِ الْمُسْتَرْشِدِ مِنْ مُلَاقَاةِ وَاضِعِيهَا , إِذَا كَانَ مَعَ التَّلَاقِي يَقْوَى التَّصَنُّعُ , وَيَكْثُرُ التَّظَالُمُ , وَتَفْرُطُ النُّصْرَةُ , وَتَشْتَدُّ الْحَمِيَّةُ , وَعِنْدَ الْمُوَاجَهَةِ يَمْلِكُ حُبُّ الْغَلَبَةِ , وَشَهْوَةُ الْمُبَاهَاةِ وَالرِّيَاسَةِ , مَعَ الِاسْتِحْيَاءِ مِنَ الرُّجُوعِ , وَالْأَنَفَةِ مِنَ الْخُضُوعِ , وَعَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ يَحْدُثُ التَّضَاغُنُ , وَيَظْهَرُ التَّبَايُنُ , وَإِذَا كَانَتِ الْقُلُوبُ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ , امْتُنِعَتْ مِنَ الْمَعْرِفَةِ , وَعَمِيَتْ عَنِ الدَّلَالَةِ , وَلَيْسَتْ فِي الْكُتُبِ عِلَّةٌ تَمْنَعُ مِنْ دَرْكِ الْبُغْيَةِ , وَإِصَابَةِ الْحُجَّةِ , لِأَنَّ الْمُتَوَحِّدَ بِقِرَاءَتِهَا , وَالْمُتَفَرِّدَ بِعِلْمِ مَعَانِيهَا , لَا يُبَاهِي نَفْسَهُ وَلَا يُغَالِبُ عَقْلَهُ , قَالَ: وَالْكِتَابُ قَدْ يَفْضُلُ صَاحِبَهُ وَيَرْجِعُ عَلَى وَاضِعِهِ بِأُمُورٍ مِنْهَا: أَنَّ الْكِتَابَ يُقْرَأُ بِكُلِّ مَكَانٍ , وَيَظْهَرُ مَا فِيهِ عَلَى كُلِّ لِسَانٍ , وَمَوجُودٌ فِي كُلِّ زَمَانٍ مَعَ تَفَاوُتِ الْأَعْصَارِ وَبَعْدِ مَا بَيْنَ الْأَمْصَارِ وَذَلِكَ أَمَرٌ مُسْتَحِيلٌ فِي وَاضِعِ الْكِتَابِ , وَالْمُنَازِعِ بِالْمَسْئَلَةِ وَالْجَوَابِ وَقَدْ يَذْهَبُ الْعَالِمُ وَتَبْقَى كُتُبُهُ , وَيَفْنَى الْعَقْلُ وَيَبْقَى أَثَرُهُ , وَلَوْلَا مَا رَسَمَتْ لَنَا الْأَوَائِلُ فِي كُتُبِهَا , وَخَلَّدَتْ مِنْ فُنُونِ حِكَمِهَا , وَدَوَّنَتْ مِنْ أَنْوَاعِ سِيَرِهَا , حَتَّى شَاهَدْنَا بِذَلِكَ مَا غَابَ عَنَّا , وَأَدْرَكْنَا بِهِ مَا بَعُدَ مِنَّا , وَجَمَعْنَا إِلَى كَثِيرِهِمْ قَلِيلَنَا , وَإِلَى جَلِيلِهِمْ يَسِيرَنَا , وَعَرَفْنَا مَا لَمْ نَكُنْ لِنَعْرِفَهُ إِلَّا بِهِمْ , وَبَلَغْنَا الْأَمَدَ الْأَقْصَى بِقَرِيبِ رُسُومِهِمْ , إِذًا لَخَسِرَ طُلَّابُ الْحِكْمَةِ , وَأَنْقَطَعَ سَبَبُهُمْ عَنِ الْمَعْرِفَةِ , وَلَوْ أُلْجِئْنَا إِلَى مَدَى قُوَّتِنَا وَمَبْلَغِ مَا تَقْدِرُ عَلَى حِفْظِهِ خَوَاطِرُنَا , وَتَرَكْنَا مَعَ مُنْتَهَى تِجَارَتِنَا , لِمَا أَدْرَكَتْهُ حَوَاسُّنَا , وَشَاهَدَتْهُ نُفُوسُنَا , لَقَلَّتِ الْمَعْرِفَةُ , وَقَصُرَتِ -[119]- الْهِمَّةُ , وَضَعُفْتِ الْمِنَّةُ , وَمَاتَتِ الْخَوَاطِرُ وَتَبَلَّدَ الْعَقْلُ وَنَقَصَ الْعِلْمُ , فَكَانَ مَا دُونَهُ فِي كُتُبِهِمْ أَكْثَرَ نَفْعًا وَمَا تَكَلَّفُوهُ مِنْ ذَلِكَ أَحْسَنَ مَوْقِعًا وَيَجِبُ الِاقْتِفَاءُ لِآثَارِهِمْ وَالِاسْتِضَاءُ بِأَنْوَارِهِمْ فَإِنَّ الْمَرْءَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ , وَلَهُ أَجْرُ مَا احْتَسَبَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الصُّولِيَّ، يَقُولُ: قَالَ ذُو الرُّمَّةِ لِعِيسَى بْنِ عُمَرَ: §" اكْتُبْ شِعْرِي فَالْكِتَابُ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنَ الْحِفْظِ إِنَّ الْأَعْرَابِيَّ يَنْسَى الْكَلِمَةَ قَدْ سَهِرْتُ فِي طَلَبِهَا لَيْلَةً فِيضَعُ فِي مَوْضِعِهَا كَلِمَةً فِي وَزْنِهَا ثُمَّ يُنْشِدُهُ النَّاسَ , وَالْكِتَابُ لَا يَنْسَى وَلَا يُبَدِّلُ كَلَامًا بِكَلَامٍ , قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ (مِنَ الْخَفِيفِ) : [البحر الخفيف] صَنِّفِ الْكُتُبَ يَبْقَ ذِكْرُكَ وَاحْ ... رِصْ أَنْ تَصُونَ الْعُلُومَ وَالِادَابَا إِنَّ فِي جَوْهَرِ الْخَوَاطِرِ عِلْمًا ... يَلَقِحُ الْعَقْلَ حِكْمَةً وَصَوَابًا وَلِلسُّرِّيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْكِنْدِيِّ فِيمَا يُقَالُ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] كُنْ لِلْعُلُومِ مُصَنِّفًا أَوْ جَامِعًا ... يَبْقَى لَكَ الذِّكْرُ الْجَمِيلُ مُخَلَّدًا كَمْ مِنْ أَدِيبٍ ذِكْرُهُ بَيْنَ الْوَرَى ... غَضٌّ وَقَدْ أَودَى بِهِ صَرْفُ الرَّدَى وَأَرَى الْأَدِيبَ يَهَابُهُ أَعْدَاؤُهُ ... وَيَعُدُّهُ السَّادَاتُ فِيهِمْ سَيِّدًا يَنْسَى أَوَاخِرُنَا الْأَوَائِلَ كُلَّهُمْ ... إِلَّا أَخَا الْعِلْمِ الَّذِي جَازَ الْمَدَى وَقَالَ آخَرُ (مِنَ الْوَافِرِ) : [البحر الوافر] أَرَى الْعُلَمَاءَ أَطْوَلَنَا حَيَاةً ... وَإِنْ أَضْحَوْا رُفَاتًا فِي الْقُبُورِ أُنَاسٌ غُيِّبُوا وَهُمُ شُهُوَدٌ ... بِمَا ابْتَدَعُوهُ مِنْ عِلْمٍ خَطِيرِ كَأَنَّهُمُ حُضُورٌ حِينَ تَجْرِي ... مَحَاسِنُ ذِكْرِهِمْ عِنْدَ الْحُضُورِ لَئِنْ مُلِئَتْ قُبُورُهُمُ ظَلَامًا ... فَإِنَّ ضِيَاءَهُمْ مِلْءَ الصُّدُورِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ , أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §الْكِتَابُ وَالِجٌ لِلْأَبْوَابِ , جَرِيءٌ عَلَى الْحِجَابِ , مُفْهِمٌ لَا يَفْهَمُ , وَنَاطِقٌ لَا يَتَكَلَّمُ , وَبِهِ يُشْخِصُ الْمُشْتَاقُ إِذَا أَقْعَدَهُ الْفِرَاقُ , فَأَمَّا الْقَلَمُ فَمُجَهِّزٌ لِجُيُوشِ الْكَلَامِ , يَخْدُمُ الْإِرَادَةَ وَلَا يَمَلُّ الِاسْتِزَادَةَ , وَيَسْكُتُ وَاقِفًا , وَيَنْطِقُ سَائِرًا عَلَى أَرْضٍ بَيَاضُهَا مُظْلِمٌ , وَسَوَادُهَا مُضِيءٌ , وَكَأَنَّهُ يُقَبِّلُ بُسَاطَ سُلْطَانٍ , أَوْ يُفْتَحُ بَابَ بُسْتَانٍ

حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الْأَنْبَارِيُّ بِهَا , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُفْلِسِ الْبَزَّازُ، بِمِصْرَ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّرْمَدِيُّ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُجْتَاحٍ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: §الْكِتَابُ جَلِيسٌ لَا مَؤُونةَ عَلَيْكَ فِيهِ

أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنِ زَكَرِيَّا، يَقُولُ: قَدْ قِيلَ فِي الْكِتَابِ مَا مَعْنَاهُ: «إِنَّهُ §حَاضِرٌ نَفْعُهُ مَأْمُونٌ ضُرُّهُ يَنْشَطُ بِنَشَاطِكَ؛ فِينْبَسِطُ إِلَيْكَ , وَيَمَلُّ بِمَلَالِكَ؛ فِينْقَبِضُ عَنْكَ , إِنْ أَدْنَيْتَهُ دَنَا , وَإِنْ أَنْأَيْتَهُ نَأَى , لَا يَبْغِيكَ شَرًّا وَلَا يُفْشِي عَلَيْكَ سِرًّا وَلَا يَنُمُّ عَلَيْكَ , وَلَا يَسْعَى بِنَمِيمَةٍ إِلَيْكَ»

أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلَّالُ , حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ إِمْلَاءً , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] §نِعْمَ الْمُحَدِّثُ وَالرَّفِيقُ كِتَابٌ ... تَلْهُو بِهِ إِنْ خَانَكَ الْأَصْحَابُ لَا مُفْشِيًا لِلسِّرِ إِنْ أَوْدَعْتَهُ ... وَيُنَالُ مِنْهُ حِكْمَةٌ وَصَوَابُ

أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَنْشَدَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] §نِعْمَ النَّدِيمُ إِذَا خَلَوتَ كِتَابٌ ... إِنْ خَانَكَ النُّدَمَاءُ وَالْأَصْحَابُ فَأَبِحْهُ سِرَّكَ قَدْ أَمِنْتَ لِسَانَهُ ... أَوْ أَنْ يَغِيبَكَ عِنْدَهُ مُغْتَابُ وَإِذَا هَفَوتَ أَمِنْتَ غَرْبَ لِسَانِهِ ... إِنَّ الْعِتَابَ مِنَ النَّدِيمِ عَذَابُ قُلْتُ وَمَعَ مَا فِي الْكُتُبِ مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَمِيمَةِ وَالْمَفَاخِرِ الْعَظِيمَةِ , فَهِيَ أَكْرَمُ مَالٍ وَأَنْفَسُ جَمَالٍ , وَالْكِتَابُ آمَنُ جَلِيسٍ , وَأَسَرُّ أَنِيسٍ , وَأَسْلَمُ نَدِيمٍ , وَأَفْصَحُ كَلِيمٍ , وَقَدْ وَصَفَهُ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ الْجَاحِظُ , فِيمَا بَلَغَنَا عَنْهُ فَقَالَ: الْكِتَابُ نِعْمَ الذُّخْرُ وَالْعُقْدَةُ , وَنِعْمَ الْأَنِيسُ سَاعَةَ الْوَحْدَةِ , وَنِعْمَ الْقَرِينُ وَالدَّخِيلُ وَالْوَزِيرُ وَالنَّزِيلُ , قَالَ: وَالْكِتَابُ وِعَاءٌ مُلِئَ عِلْمًا وَظَرْفٌ حُشِيَ طُرَفًا , إِنْ شِئْتَ كَانَ أَبْيَنَ مِنْ سَحْبَانَ وَائِلٍ , وَإِنْ شِئْتَ كَانَ أَعْيَا مِنْ بَاقِلٍ , إِنْ شِئْتَ ضَحِكْتَ مِنْ نَوَادِرِهِ , وَعَجِبْتَ مِنْ غَرَائِبِ فَوَائِدِهِ , وَإِنْ شِئْتَ شَجَتْكَ مَوَاعِظُهُ , وَمَنْ لَكَ بِوَاعِظٍ مُلْهٍ , وَبِزَاجِرٍ مُغْرٍ , وَبِنَاسِكٍ فَاتِكٍ , وَبِنَاطِقٍ أَخْرَسٍ , وَبِشَيْءٍ يَجْمَعُ لَكَ الْأَوَّلَ وَالْآخِرَ , وَالنَّاقِصَ وَالْوَافِرَ , وَالشَّاهِدَ وَالْغَائِبَ , وَالْحَسَنَ وَضِدَّهُ , قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ جَارًا أَبَرَّ , وَلَا خَلِيطًا أَنْصَفَ , وَلَا رَفِيقًا أَطْوَعَ , وَلَا مُعَلِّمًا أَخْضَعَ , وَلَا صَاحِبًا أَظْهَرَ كِفَايَةً , وَلَا أَقَلَّ

خِيَانَةً , وَلَا أَكْثَرَ أُعْجُوبَةً وَتَصَرُّفًا , وَلَا أَقَلَّ صَلَفًا وَتَكَلُّفًا , مِنْ كِتَابٍ , وَبَعْدُ فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَانًا يُحْمَلُ فِي رَدَنٍ , وَرَوْضَةً فِي كَفٍّ , وَحَجَرًا يَنْطِقُ عَنِ الْمَوْتَى , وَيُتَرْجِمُ كَلَامَ الْأَحْيَاءِ , وَمَنْ لَكَ بِمُؤْنِسٍ لَا يَنَامُ , إِلَّا بِنَوْمِكَ , وَلَا يَنْطِقُ إِلَّا بِمَا تَهْوَى , أَبَرُّ مِنْ أَرْضٍ , وَأَكْتَمُ لِلسِّرِ مِنْ صَاحِبِ السِّرِ , وَأَضْبَطُ لِحِفْظِ الْوَدِيعَةِ مِنْ أَرْبَابِ الْوَدِيعَةِ , صَامِتٌ مَا أَسْكَتَّهُ , وَبَلِيغٌ إِذَا اسْتَنْطَقْتَهُ , وَمَنْ لَكَ بِمُسَامِرٍ لَا يَبْتَدِيكَ فِي حَالِ شُغْلِكَ , وَيَدَعُوكَ فِي أَوْقَاتِ نَشَاطِكَ , وَلَا يُحْوِجُكَ إِلَى التَّجَمُّلِ لَهُ وَالتَّذَمُّمِ مِنْهُ , وَمَنْ لَكَ بِزَائِرٍ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ زِيَارَتَهُ غِبًّا وَوِرْدَهُ خَمْسًا وَإِنْ شِئْتَ لَزِمَكَ لُزُومَ ظِلِّكَ , وَكَانَ مِنْكَ مَكَانَ بَعْضِكَ , وَالْكِتَابُ مُكْتَفٍ بِنَفْسِهِ , وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مَا عِنْدَ غَيْرِهِ , وَهُوَ الْجَلِيسُ الَّذِي لَا يُطْرِيكَ , وَالصَّدِيقُ الَّذِي لَا يُغْرِيكَ , وَالرَّفِيقُ الَّذِي لَا يَمَلُّكَ , وَالْمُسْتَمْنِحُ الَّذِي لَا يَزِيدُكَ , وَالْجَارُ الَّذِي لَا يَسْتَبْطِئُكَ وَالصَّاحِبُ الَّذِي لَا يُرِيدُ اسْتِخْرَاجَ مَا عِنْدَكَ بِالْمَلْقِ , وَلَا يُعَامِلُكَ بِالْمَكِرِ , وَلَا يَخْدَعُكَ بِالنِّفَاقِ , وَلَا يَخْتَالُ لَكَ بِالْكَذِبِ , وَالْكِتَابُ هُوَ الَّذِي إِنْ نَظَرْتَ فِيهِ أَطَالَ إِمْتَاعَكَ , وَشَحَذَ طِبَاعَكَ , وَبَسَطَ لِسَانَكَ , وَجَوَّدَ بَيَانَكَ وَفَخَّمَ أَلْفَاظَكَ , وَعَمَّرَ صَدْرَكَ , وَمَنَحَكَ تَعْظِيمَ الْعَوَامِّ وَصَدَاقَةَ الْمُلُوكِ , وَعَرَفْتَ بِهِ فِي شَهْرٍ مَا لَا تَعْرِفُهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ فِي دَهْرٍ , مَعَ السَّلَامَةِ مِنَ الْغُرْمِ وَكَذَا الطَّلَبِ وَالْوُقُوفِ بِبَابِ الْمُكْتَسِبِ بِالتَّعْلِيمِ , وَالْجُلُوسِ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنْهُ خَلْقًا وَأَكْرَمُ مِنْهُ عِرْقًا , وَهُوَ الْمُعَلِّمُ الَّذِي إِنِ افْتَقَرْتَ لَمْ يَحْقِرْكَ , وَإِنْ قُطِعْتَ الْمَادَّةَ لَمْ يَقْطَعْ عَنْكَ الْفَائِدَةَ , وَإِنْ عُزِلْتَ لَمْ يَدَعْ طَاعَتَكَ , وَإِنْ هَبَّتْ رِيحُ أَعْدَائِكَ لَمْ يَتَقَلَّبْ عَلَيْكَ

أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عُبَيْدُ

اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْمَصَاحِفِيُّ , قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَذَكَرْتُ الْكُتُبَ وَالدَّفَاتِرَ بِحَضْرَتِهِ فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ ابْنُ يَسِيرٍ (مِنَ الْبَسِيطِ) : [البحر البسيط] §فَرْدًا تُحَدِّثُنِي الْمَوْتَى وَتَنْطِقُ لِي ... عَنْ عِلْمِ مَا غَابَ عَنِّي مِنْهُمُ الْكُتُبُ هُمْ مُؤْنِسُونَ وَآلَافٌ عُنِيَتْ بِهِمْ ... فَلَيْسَ لِي فِي جَلِيسٍ غَيْرِهِمْ أَرَبُ لِلَّهِ مِنْ جُلَسَاءٍ لَا جَلِيسُهُمُ ... وَلَا عَشِيرُهُمْ لِلشَّرِّ يَرْتَقِبُ هَذِهِ الْأَبْيَاتُ الثَّلَاثَةُ حَسَبَ رُوِيَتْ لَنَا , وَمَاأَورَدَهُ بَعْدَهَا فَلَيْسَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ. لَا بَادِرَاتِ الْأَذَى يَخْشَى رَفِيقُهُمُ ... وَلَا يُلَاقِيهِ مِنْهُمْ مَنْطِقٌ ذَرِبُ أَبْقُوا لَنَا حِكَمًا تَبْقَى مَنَاقِبُهَا ... أُخْرَى اللَّيَالِي عَلَى الْأَيَّامِ وَانْشَغَبُوا فَأَيُّمَا أَدَبٍ مِنْهُمْ مَدَدْتُ يَدِي ... إِلَيْهِ فَهْوَ قَرِيبٌ مِنْ يَدِي كَثَبُ إِنْ شِئْتُ مِنْ مُحْكَمِ الْآثَارِ يَرْفَعُهَا ... إِلَى النَّبِيِّ ثِقَاتٌ خِيرَةٌ نُجُبُ أَوْ شِئْتُ مِنْ غُرَرٍ عِلْمًا بِأَوَّلِهَا ... فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَأْتِينِي بِهِ الْعَرَبُ أَوْ شِئْتُ مِنْ سِيَرِ الْأَمْلَاكِ مِنْ عَجْمٍ ... تُنْبِي وَتُخْبِرُ كَيْفَ الرَّأْي وَالْأَدَبُ حَتَّى كَأَنِّيَ قَدْ شَاهَدْتُ عَصْرَهُمُ ... وَقَدْ مَضَتْ دُونَهُ مِنْ دَهْرِهِمْ حِقَبُ يَا قَايِلًا قَصُرَتْ فِي الْعِلْمِ هِمَّتُهُ ... أَمْسَى إِلَى الْجَهْلِ فِيمَا قَالَ يَنْتَسِبُ إِنَّ الْأَوَائِلَ قَدْ بَانُوا بِعِلْمِهِمُ ... خِلَافَ قَولِيَ مَا مَاتُوا وَلَا ذَهَبُوا مَا مَاتَ مِنَّا امْرُؤٌ أَبْقَى لَنَا أَدَبًا ... نَكُونُ مِنْهُ إِذَا مَا مَاتَ نَكْتَسِبُ

أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَحْمُودٍ الشَّيْخُ الصَّالِحُ، أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ: §مَا بَقِيَ مِنْ لَذَّتِكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ؟ قَالَ: اللَّعِبُ مَعَ الصَّغِيرِ مِنْ وَلَدِي ,

وَمُحَادَثَةُ الْمَوْتَى قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ: يَعْنِي النَّظَرَ فِي الْكُتُبِ وَبَلَغَنِي عَنِ الْمَأْمُونِ أَنَّهُ قَالَ: لَا شَيْءَ آثَرُ لِلنَّفَسِ , وَلَا أَشْرَحُ لِلصَّدْرِ , وَلَا أَوفَرُ لِلْعِرْضِ , وَلَا أَذْكَى لِلْقَلْبِ , وَلَا أَبْسَطُ لِلِّسَانِ , وَلَا أَشَدُّ لِلْجِنَانِ , وَلَا أَكْثَرُ وِفَاقًا , وَلَا أَقَلُّ خِلَافًا , وَلَا أَبْلَغُ إِشَارَةً , وَلَا أَكْثَرُ عِبَارَةً , مِنْ كِتَابٍ تَكْثُرُ فَائِدَتُهُ , وَتَقِلُّ مَؤُونَتُهُ , وَتَسْقُطُ غَائِلَتُهُ , وَتُحْمَدُ عَاقِبَتُهُ , وَهُوَ مُحَدِّثٌ لَا يُمَلُّ , وَصَاحِبٌ لَا يُخَلُّ , وَجَلِيسٌ لَا يَتَحَفَّظُ , وَمُتَرْجِمٌ عَنِ الْعُقُولِ الْمَاضِيَةِ , وَالْحِكَمِ الْخَالِيَةِ , وَالْأُمَمِ السَّالِفَةِ , يُحْيِي مَا أَمَاتَهُ الْحِفْظُ , وَيُجَدِّدُ مَا أَخْلَقَهُ الدَّهْرُ وَيُبْرِزُ مَا حَجَبَتْهُ الْغَبَاوَةُ , وَيَصِلُ إِذَا قَطَعَ الثِّقَةَ , وَيَدُومُ إِذَا خَانَ الْمُلُوكُ

قَرَأْتُ فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّارَنْجِيُّ بِخَطِّهِ , حَدَّثَنِي أَبُو تَوْبَةَ يَعْنِي صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: §كَانَ الْمَأْمُونُ يَنَامُ وَالدَّفَاتِرُ حَوْلَ فِرَاشِهِ يَنْظُرُ فِيهَا مَتَى انْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَبْلَ أَنْ يَنَامَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ التَّغْلِبِيُّ، بِدِمَشْقَ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّافِقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ، قَالَ: وَدَّعَ رَجُلٌ صَدِيقًا لَهُ فَقَالَ لَهُ: §اسْتَعِنْ عَلَى وَحْشَةِ الْغُرْبَةِ بِقِرَاءَةِ الْكُتُبِ فَإِنَّهَا أَلَسُنٌ نَاطِقَةٌ وَعُيُونٌ رَامِقَةٌ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخُو الْخَلَّالِ , أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّطِّيُّ، بِجُرْجَانَ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَابِرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ الْمُعْتَزِّ (مِنَ الْبَسِيطِ) : [البحر البسيط] §إِذَا جَفَانِيَ نَدْمَانٌ وَمُؤْتَلِفٌ ... نَادَمْتُ كُتْبِي فَشَاهَدْتُ الْأُلَى سَلَفُوا وَكَانَتِ الرَّاحُ أَيْضًا لِي مُنَادِمَةً ... نِعْمَ النَّدِيمَانِ صَفْوُ الرَّاحِ وَالصُّحُفُ الرَّاحُ تُطْرِبُ نَفْسِي حِينَ أَشْرَبُهَا ... وَالْكُتْبُ يُؤْمَنُ مِنْهَا الزَّهْوُ وَالصَّلَفُ

وَأَخْبَرَنَا أَخُو الْخَلَّالِ، أَخْبَرَنَا الشَّطِّيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَابِرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الْمُعْتَزِّ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] -[125]- §لَا شَيْءَ أَنْفَعُ مِنْ كِتَابٍ يُدْرَسُ ... فِيهِ السَّلَامَةُ وَهْوَ خِلٌّ مُؤْنِسُ رَسْمٌ يُفِيدُ كَمَا يُفِيدُ ذَوُو النُّهَى ... أَعْمَى أَصَمُّ عَنِ الْفَوَاحِشِ أَخْرَسُ

قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّوَّزِيُّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ التَّوَّزِيِّ قَالَ: §الْكِتَابُ نَدِيمٌ , عَهْدُ وَفَائِهِ قَدِيمٌ , الْكِتَابُ مُنَادِمٌ , لَيْسَ مَنْ نَادَمَهُ بِنَادِمٍ , الْكِتَابُ حَمِيمٌ , خَيْرُهُ عَمِيمٌ , الْكِتَابُ أَخٌ غَيْرُ خَوَّانِّ , فَتَفَرَّدْ بِهِ عَنِ الْإِخْوَانِ , الْكِتَابُ سَمِيرٌ سَلِيمُ الظَّاهِرِ وَالضَّمِيرِ

أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ لِبَعْضِهِمْ (مِنَ الْمُتَقَارِبِ) : [البحر المتقارب] §مُجَالَسَةُ السُّوقِ مَذْمُومَةٌ ... وَفِيهَا مَجَالِسُ قَدْ تُسْتَحَبْ فَلَا تَقْصِدَنَّ غَيْرَ سُوقِ الدَّوَابِّ ... وَسُوقِ السِّلَاحِ وَسُوقِ الْكُتُبْ فَتِلْكَ مَجَالِسُ أَهْلِ الْهَوَى ... وَهَذِي مَجَالِسُ أَهْلِ الْأَدَبْ وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ: أَمَا تَسْتَوحِشُ؟ فَقَالَ: يَسْتَوحِشُ مَنْ مَعَهُ الْأُنْسُ كُلُّهُ؟ قِيلَ وَمَا الْأُنْسُ كُلُّهُ؟ قَالَ الْكُتُبَ , وَقِيلَ لِآخَرَ: أَلَا تُنَادِمُ فُلَانًا؟ فَقَالَ: قَدْ نَادَمْتُ مَنْ لَا يَتَكَلَّفُ لِي وَلَا أَتَكَلَّفُ لَهُ , قِيلَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: الْكِتَابُ , وَتَأَخَّرَ عَنْ بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ نَدِيمٌ لَهُ فَقَالَ: يَا غُلَامُ عَلَيَّ بِالنَّدِيمِ الَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ , وَلَا يَتَغَيَّبُ , قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ الْكِتَابُ , وَقَالَ بَعْضُ الْوُزَرَاءِ: يَا غُلَامُ ائْتِنِي بِأُنْسِ الْخُلْوَةِ , وَمَجْمَعِ السَّلْوَةِ , فَظَنَّ جُلَسَاؤُهُ أَنَّهُ يَسْتَدْعِي شَرَابًا , فَأَتَاهُ بِسَفَطٍ فِيهِ كَتَبٌ , وَقِيلَ لِرَجُلٍ مَنْ يُؤْنِسُكَ؟ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى كُتُبِهِ وَقَالَ: هَذِهِ , فَقِيلَ: مِنَ النَّاسِ؟ قَالَ: الَّذِينَ فِيهَا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُنَيزٍ الْخُتَّلِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا -[126]- مُحْرِزُ بْنُ جُبَيْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ، يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ §لَوْ خَرَجْتَ فَجَلَسْتَ مَعَ أَصْحَابِكَ؟ قَالَ: إِنِّي إِذَا كُنْتُ فِي الْمَنْزِلِ جَالَسْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , يَعْنِي النَّظَرَ فِي الْكُتُبِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ مِرْدَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ شَفِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ، يَقُولُ: قُلْنَا لِابْنِ الْمُبَارَكِ: §إِذَا صَلَّيْتَ مَعَنَا لِمَ لَا تَجْلِسُ مَعَنَا؟ قَالَ: أَذْهَبُ فَأَجْلِسُ مَعَ التَّابِعِينَ وَالصَّحَابَةِ , قَالَ: قُلْنَا: فَأَيْنَ التَّابِعُونَ وَالصَّحَابَةُ؟ قَالَ: أَذْهَبُ أَنْظُرُ فِي عِلْمِي فَأُدْرِكُ آثَارَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ , مَا أَصْنَعُ مَعَكُمْ؟ أَنْتُمْ تَجْلِسُونَ تَغْتَابُونَ النَّاسَ فَإِذَا كَانَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ فَالْبُعْدُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ أَقْرَبُ إِلَى اللَّهِ , تَعَالَى , فِرَّ مِنَ النَّاسِ كَفِرَارِكَ مِنَ الْأَسَدِ , وَتَمَسَّكْ بِدِينِكَ يَسْلَمْ لَكَ لَحْمُكَ وَدَمُكَ قِيلَ لِبَعْضِهِمْ: لَمْ لَا تُعَاشِرُ فُلَانًا الشَّرِيفَ , فَقَالَ: أَنَا أُعَاشِرُ أَبَاهُ وَجَدَّهُ , وَمُعَاشَرَةُ أَبِيهِ وَجَدِّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ , فَقِيلَ: إِنَّ أَبَاهُ وَجَدَّهُ قَدْ مَاتَا فَكَيْفَ تُعَاشِرُهُمَا؟ فَقَالَ بِأَخْبَارِهِمَا وَآثَارِهِمَا فِي الْكُتُبِ الَّتِي إِذَا قَرَأْتُهَا قَدْ عَاشَرْتُهُمَا بِهَا , وَقِيلَ لِحَكِيمٍ مِنَ الْحُكَمَاءِ: أَلَا تَدْعُو قَوْمًا يُؤْنِسُونَكَ؟ فَقَالَ: كَمْ جَهْدُ مَا يُمَكِّنُ مِثْلِي أَنْ يَدْعُوَ مِنَ النَّاسِ لِيَسْتَأْنِسَ بِهِمْ؟ فَقَالُوا: الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةُ , فَقَالَ: قَدْ يُؤْنِسُنِي أُلُوفٌ وَأُلُوفٌ وَعَشَرَاتُ أُلُوفٍ , فَقِيلَ: أَنَّى لَكَ كُلُّ هَؤُلَاءِ؟ وَهَلْ تَسَعُ دَارُكَ جَمْعَهُمْ؟ فَقَالَ: مَجْمَعُهُمْ فِي الْكُتُبِ الْمَسْطُورَةِ وَالْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ , وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] لَوْلَا الْعُلُومُ لَمَّا سَمِعْتَ لِهَالِكٍ ... ذِكْرًا وَلَا خَبَرًا مِنَ الْأَخْبَارِ كَمْ مِنْ أَدِيبٍ حَاضِرٍ فِي مِصْرِهِ ... وَحَدِيثُهُ الْمَشْهُوَرُ فِي الْأَمْصَارِ يُنْسَى الْأَنَامُ وَذُو الْعُلُومِ مُخَلَّدٌ ... فِي النَّاسِ مِنْ بَاقٍ هُنَاكَ وَسَارِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمَّوَيْهِ بْنِ ابْرِكٍ الْهَمَذَانِيُّ، بِهَا , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقَفَّالُ لِأَبِيهِ , وَزَعَمُوا أَنَّهُ كَتَبَ عَلَى بَابِ خِزَانَةِ كُتُبِهِ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَإِنْ لَا يَكُنُ هُوَ أَنْشَدَنِي , فَأَنْشَدَنِي غَيْرُهُ لِأَبِي بَكْرٍ الْقَفَّالُ (مِنَ الطَّوِيلِ) : [البحر الطويل] §خَلِيلِي كِتَابِي لَا يَعَافُ وِصَالِيَا ... وَإِنْ قَلَّ لِي مَالٌ وَوَلَّى جَمَالِيَا وَفَى لِي عَلَى حَالِي شَبَابٍ وَكَبْرَةٍ ... وَلَمْ يَتَجَهَّمْنِي لِشَيْبٍ قَذَالِيَا عَلَى حِينَ خَانَتْنِي الْحِسَانُ عُهُودَهَا ... وَقَطَّعْنَ مِنْ بَعْدِ اتِّصَالٍ حِبَالِيَا تَجَافِينَ عَنِّي إِذْ تَجَافَتْ شَبِيبَتِي ... وَأَنْكَرْنَنِي لَمَّا تَنَكَّرَتْ حَالِيَا كِتَابِي عَشِيقِي حِينَ لَمْ يَبْقَ مَعْشَقٌ ... أُغَازِلُهُ لَوْ كَانَ يَدْرِي غَزَالِيَا كِتَابِي أَبٌ بُرٌّ وَأُمٌّ شَفِيقَةٌ ... هُمَا هُوَ إِذْ لَا أُمُّ أَوْ لَا أَبَا لِيَا كِتَابِي جَلِيسِي لَا أَخَافُ مَلَالَهُ ... مُحَدِّثُ صِدْقٍ لَا يَخَافُ مَلَالِيَا مُحَدِّثُ أَخْبَارِ الْقُرُونِ الَّتِي مَضَتْ ... كَأَنِّي أَرَى تِلْكَ الْقُرُونَ الْخَوَالِيَا فَهُمْ جُلَسَائِي لَا بَهَائِمُ رُتَّعٌ ... حَمِيرُ سُدًى مَا يَخْطُرُونَ بِبَالِيَا كِتَابِيَ بَحْرٌ لَا يَغِيضُ عَطَاؤُهُ ... يُفِيضُ عَلَيَّ الْمَالَ إِنْ غَاضَ مَالِيَا وَتَلْفِظُ لِي أَفْلَاذُ أَكْبَادِ كَنْزِهِ ... لُجَيْنًا وَعُقْيَانًا وَدُرًا لَآلِيَا أُدَلُّ بِعِلْمِي أَنْ أُذَلَّ لِجَاهِلٍ ... وَيَعْقِلُ عَقْلِي أَنْ يَحِلَّ عِقَالِيَا كِتَابِي دَلِيلٌ لِي عَلَى خَيْرِ غَايَةٍ ... فَمِنْ ثَمَّ إِدْلَالِي وَمِنْهُ دَلَالِيَا إِذَا زِغْتُ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ أَقَامَنِي ... وَإِنْ ضَلَّ ذِهْنِيَ رَدَّنِي عَنْ ضَلَالِيَا فَهَذَا خَلِيلِي لَا أَزَالُ خَلِيلُهُ ... وَخَيْرُ خِلَالِيَ أَنْ أُدِيمَ خِلَالِيَا

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ السَّاحِلِيُّ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيُّ بِأَطَرَابُلْسَ , حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ , عَنْ بَعْضِهِمْ (مِنَ الْمُتَقَارِبِ) : [البحر المتقارب] -[128]- §إِذَا مَا خَلَوتُ مِنَ الْمُؤْنِسِينَ ... جَعَلْتُ الْمُؤَانِسَ لِي دَفْتَرِي فَلَمْ أَخْلُ مِنْ شَاعِرٍ مُحْسِنٍ ... وَمِنْ عَالِمٍ صَالِحٍ مُنْذِرِ وَمِنْ حِكَمٍ بَيْنَ أَثْنَائِهَا ... فَوَائِدُ لِلنَّاظِرِ الْمُفَكِّرِ فَإِنْ ضَاقَ صَدْرِي بَأَسْرَارِهِ ... وَأَوْدَعْتُهُ السِّرَّ لَمْ يَظْهَرِ وَإِنْ صَرَّحَ الشِّعْرُ بِاسْمِ الْحَبِيبِ ... لَمْ أَحْتَشِمْهُ وَلَمْ أَحْصِرِ وَإِنْ عُدْتُ مِنْ ضَجْرَةٍ بِالْهِجَاءِ ... وَسَبِّ الْخَلِيفَةِ لَمْ أَحْذَرِ وَنَادَمْتُ فِيهِ كَرِيمَ الْمَغِيبِ ... لِنُدْمَانِهِ طَيِّبُ الْمَخْبَرِ فَلَسْتُ أَرَى مُؤْثِرًا مَا حَيِيتُ ... نَدِيمًا عَلَيْهِ إِلَى الْمَحْشَرِ

أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَالِعُ، فِيمَا أَجَازَ لِي , وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيِّعُ، عَنْهُ قِرَاءَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَعْرُوفُ بِسَنْدَانَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعْتَزِّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَبَاطَبَا يَصِفُ كِتَابًا (مِنَ الْخَفِيفِ) : [البحر الخفيف] §صَدَفٌ شُقَّ عَنْ لَآلِئِ دُرٍّ ... أَمْ كِتَابٌ قَدْ فُضَّ عَنْ نَظْمِ شِعْرِ وَقَوَافٍ مُقْوِمَاتٍ لَدَى الْأَبْ ... يَاتِ مَوزُونَةٌ بِقِسْطَاسِ فِكْرِ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: الْكِتَابُ تُؤَدِّبُكَ عَجَائِبُهُ , وَتَسُرُّكَ طَرَائِفُهُ , وَتُضْحِكُكَ مِلَحُهُ وَنَوَادِرُهُ , وَهُوَ نُزْهَةُ الْأَدِيبِ عِنْدَ لَذَّتِهِ , وَمُتْعَتُهُ عِنْدَ خَلْوَتِهِ , وَتُحْفَتُهُ عِنْدَ نَشَاطِهِ , وَأَنْسُهُ عِنْدَ انْبِسَاطِهِ , وَمُسْتَرَاحُهُ مِنْ هَمِّهِ , وَمَسْلَاتُهُ مِنْ غَمِّهِ , وَعِوَضُهُ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ وَسَخَفِ الْأَمَانِيِّ , وَمُسْتَقْبَحِ الشَّهَوَاتِ وَهُوَ رَوْضَةُ مَجْلِسِهِ , وَبُسْتَانُ يَدِهِ , وَأَنِيسٌ يَتَقَلَّبُ مَعَهُ , وَقَدْ جَعَلَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْكِتَابَ قَسَمًا أَقْسَمَ بِهِ فِي شَعْرِهِ لِعِظَمِهِ عِنْدَهُ وَجَلَالَةِ قَدْرِهِ

فَقَالَ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ -[129]- أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، فِيمَا أَذِنَ أَنْ نَرْوِيهِ، عَنْهُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ (مِنَ الْخَفِيفِ) : [البحر الخفيف] §لَا وَأُنْسِي وَفَرْحَتِي بِكِتَابٍ ... أَنَا مِنْهُ فِي حُسْنِ أَضْحَى وَفِطْرِ مَا دَجَا لَيْلُ وَحْشَتِي قَطُّ إِلَّا ... كُنْتَ لِي فِيهِ طَالِعًا مِثْلَ بَدْرِ بِحَدِيثٍ يُقِيمُ لِلْأُنْسِ شَوقًا ... وَلِثَامٍ يَكُفُّ لَوعَةَ صَدْرِي

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخُو الْخَلَّالِ , أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّطِّيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَابِرِيُّ لِنَفْسِهِ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] §نِعْمَ الْمُسَامِرُ وَالنَّدِيمُ الدَّفْتَرُ ... إِنْ ضَاقَ صَدْرُكَ أَوْ عَلَاكَ تَفَكُّرُ يُلْهِي وَيُؤْنِسُ وَهْوَ خِلٌّ كُلَّمَا ... أُبْدِي بِحَضْرَتِهِ فَغَيْبٌ مُضْمَرُ بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ لِعَتَّابِ بْنِ وَرْقَا (مِنَ الْمُنْسَرِحِ) : [البحر المنسرح] لَوْ عَلِمَ الْجَاهِلُونَ مَا الْأَدَبُ ... لَأَيْقَنُوا أَنَّهُ هُوَ الطَّرَبُ لَوْ يَعْلَمُ الْعَاشِقُونَ مَا لَذَّةُ الْعِلْـ ... ـمِ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ مَا نَصَبُوا مَنْ كَانَ يَلْهُو وَكَانَ ذَا أُنْسٍ ... فَالْعِلْمُ لَهْوِي وَأُنْسِي الْكُتُبُ إِنْ عَجِبُوا مِنْ مَقَالَتِي فَهُمُ ... مَا عَجِبُوا مِنْ مَقَالَتِي الْعَجَبُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ , وَأَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَرُوضِيُّ فِي §الدَّفَاتِرِ وَفَضْلِهَا (مِنَ الْمُقْتَضِبِ) [البحر المقتضب] إِنَّ جَمْعَ الدَّفَاتِرِ ... عِدَّةٌ لِلْبَصَائِرِ قَدْ حَوَتْ كُلَّ فَاخِرِ ... مِنْ صُنُوفِ الْجَوَاهِرِ وَعُلُومٍ قَدْ أَوْضَحَتْ ... كُلَّ مَاضٍ وَغَابِرِ وَعَجِيبٍ مِنَ الْأُمُو ... رِ بَعِيدٍ وَحَاضِرِ يَكْتَفِي كُلَّ عَالِمٍ ... بَارِعِ اللَّفْظِ بَاهِرِ بِرِيَاضٍ مُقِيمَةٍ ... فِي بُطُونِ الدَّفَاتِرِ يَتَنَاجُونَ صَامِتِينَ ... بِمَا فِي الضَّمَائِرِ -[130]- وَهُمْ إِنْ خَبَرْتَهُمْ ... بَيْنَ نَاهٍ وَزَاجِرِ وَمُشِيرٍ بِمَا يَرَاهُ ... وَدَاعٍ وَآمِرِ فَتَمَسَّكْ بِهَا تَفُزْ ... بِسَنِيِّ الذَّخَائِرِ

أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْأَنْدَلُسِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْعُمَرِيُّ الْأَدِيبُ بِالْأَنْدَلُسِ , قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِدْرِيسَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَزِيرِيِّ الْكَاتِبُ لِأَبِيهِ مِنْ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] §وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْعِلْمَ أَرْفَعُ رُتْبَةٍ ... وَأَجَلُّ مُكْتَسَبٍ وَأَسْنَى مَفْخَرِ فَاسْلُكْ سَبِيلَ الْمُقْتَفِينَ لَهُ تَسُدْ ... إِنَّ السِّيَادَةَ تُقْتَنَى بِالدَّفْتَرِ وَالْعَالِمُ الْمَدْعُوُّ حَبْرًا إِنَّمَا ... سَمَّاهُ بِاسْمِ الْحَبْرِ حَمْلُ الْمَحْبَرِ وَالْعِلْمُ لَيْسَ بِنَافِعٍ أَرْبَابَهُ ... مَا لَمْ يُفِدْ عَمَلًا وَحُسْنَ تَبَصُّرِ فَاعْمَلْ بِعِلْمِكَ تُوفِ نَفْسَكَ وَزْنَهَا ... لَا تَرْضَ بِالتَّضْيِيعِ دُونَ الْمَخْسَرِ سِيَّانُ عِنْدِيَ عِلْمُ مَنْ لَمْ يَسْتَفِدْ ... عَمَلًا بِهِ وَصَلَاةُ مَنْ لَمْ يَطْهُرِ

أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ , قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَائِمُ قَالَ: أَنْشَدَنَا السَّرِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّفَّاءُ لِنَفْسِهِ يَدْعُو أَبَا بَكْرٍ الْمَرَاغِيُّ النَّحْوِيُّ وَيَصِفُ لَهُ كُتُبًا عِنْدَهُ وَبُسْتَانًا فِي دَارِهِ وَيَصِفُ الشِّطْرَنْجَ (مِنَ الْكَامِلِ) [البحر الكامل] §عِنْدِي إِذَا مَا الرَّوْضُ أَصْبَحَ ذَابِلًا ... تُحَفٌ أَغَضُّ مِنَ الرِّيَاضِ شَمَائِلًا خُرْسٌ تُحَدِّثُ آخِرًا عَنْ أَوَّلِ ... بِعَجَائِبٍ سَلَفَتْ وَلَسْنَ أَوَائِلَا سُقِيَتْ بِأَطْرَافِ الْيَرَاعِ ظُهُورُهَا ... وَبُطُونُهَا طَلًّا أَحَمُّ وَوَابِلَا تَلْقَاكَ فِي حُمْرِ الثِّيَابِ وَسُودِهَا ... فَتَخَالُهُنَّ عَرَائِسًا وَثَوَاكِلَا وَتُرِيكَ مَا قَدْ فَاتَ مِنْ دَهْرٍ مَضَى ... حَتَّى تَرَاهُ بِعَيْنِ فِكْرِكَ مَاثِلَا وَإِذَا خَلَوتَ بِهِنَّ ظَمْآنَ الْحِشَا ... مَنَحَتْكَ مِنْ صَوبِ الْعُقُولِ مَنَاهِلَا

وَلَهَا إِذَا حُلَّتْ نِتَاجُ غَرَائِبٍ ... يَمْكُثْنَ مَا زُرَّتْ بِهِنَّ حَوَامِلَا يَلْبَسْنَ أَرْدِيَةَ الْأَدِيمِ كَأَنَّمَا ... رَقْرَقْتَ فِيهِنَّ الْخَلُوقَ السَّائِلَا فَإِذَا مَدَدْتَ لَهَا يَمِينَكَ فَاتِحًا ... عَبِقَتْ يَمِينُكَ رَاحَةً وَأَنْامِلَا نَشَرَتْ حَدَائِقُهَا عَلَى أَمْثَالِهَا ... حُلَلًا مُدَبَّجَةً وَحِلْيًا كَامِلًا رَوضٌ تُزَخْرِفُهُ الْعُقُولُ وَرَوْضَةٌ ... بَاتَتْ تُزَخْرِفُهَا الْغُيُوثُ هَوَاطِلَا وَكَتِيبَتَا زَنْجٍ وَرُومٍ أَذْكَتَا ... حَرْبًا يُسَلُّ بِهَا الذَّكَاءُ مَنَاصِلَا فِي مَعْرَكٍ قَسَمَ النِّزَّالُ بِقَاعَهُ ... بَيْنَ الْكُمَاةِ الْمُعْلَمِينَ مَنَازِلَا لَمْ يَسْفَحَا فِيهِ دَمًا وَكَأَنَّمَا ... رَشْحُ الدِّمَاءِ أَعَالِيًا وَأَسَافِلَا يُيْدِي لِعَيْنِكَ كُلَّمَا عَايَنْتَهُ ... قَرْنَيْنِ جَالَا مُقْدِمًا وَمُجَاوِلَا فَكَأَنَّ ذَا صَاحَ يَسِيرُ مُقَوِّمًا ... وَكَأَنَّ ذَا نَشْوَانُ يَخْطُرُ مَائِلَا أَعْجِبْ بِهَا حَرْبًا تُثِيرُ إِذَا الْتَظَتْ ... فَضْلَ الرِّجَالِ وَلَا تُثِيرُ قَسَاطِلَا

أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ لِنَفْسِهِ (مِنَ الرَّمَلِ) : [البحر الرمل] §قِيمَةُ الْكُتْبِ أَجَلُّ الْقِيَمِ ... عِنْدَ مَنْ يَعْرِفُ رَصْعَ الْكَلِمِ جَمَعَتْ مِنْ كُلِّ فَنٍ حَسَنٍ ... وَغَرِيبٍ مِنْ ضُرُوبِ الْحِكَمِ بَيْنَ مَنْظُومٍ بَدِيعٍ نَظْمُهُ ... حَاكَهُ كُلُّ أَدِيبٍ فَهِمِ ثُمَّ يَتْلُو النَّظْمَ نَثْرٌ مُشْبِهٌ ... زَهَرَ الرَّوْضِ عَقِيبَ الدِّيَمِ فَإِذَا مَا نَطَقَتْ فِي مَجْلِسٍ ... تَرَكَتْ أَفْصَحَنَا كَالْأَعْجَمِ فَلَنَا مِنْهَا جَلِيسٌ مُمْتِعٌ ... لَيْسَ بِالْعِيِّ وَلَا بِالْمُفْحَمِ نَاظِمٌ طَوْرًا وَطَوْرًا نَاثِرٌ ... حِكَمًا فِيهَا لِقَاحُ الْفَهِمِ نَحْنُ مِنْهُ فِي سُرُورٍ لَا كَمَنْ ... هُوَ مِنْ جُلَّاسِهِ فِي مَأْتَمِ يَكْتُمُ السِّرَّ إِذَا بُحْنَا بِهِ ... فِي سُوَيْدَاهُ وَلَمْ يُسْتَكْتَمِ وَإِذَا النُّدْمَانُ يَوْمًا سَئِمُوا ... مَجْلِسًا لَمْ تُلْفِهِ بِالسَّئِمِ -[132]- فَاحْفَظِ الْكُتْبَ فَفِي بَذْلِكَهَا ... نَدَمٌ مَا شِئْتَ كُلَّ النَّدَمِ

وَأَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ لِنَفْسِهِ أَيْضًا (مِنَ الْمُجْتَثِّ) : [البحر المجتث] §نِعْمَ الْأَنِيسُ كِتَابُ ... إِنْ خَانَكَ الْأَصْحَابُ يَحْوِي ضُرُوبَ عُلُومٍ ... تُزِينُهَا الْآدَابُ تَنَالُ مِنْهُ فُنُونًا ... تَحْظَى بِهَا وَتُثَابُ لَا مُظْهِرٌ لَكَ سِرًّا ... وَلَا عَلَيْهِ حِجَابُ وَلَا يَصُدُّكَ عَنْهُ ... إِنْ جِئْتَهُ بَوَّابُ وَلَا يَسُؤُكَ مِنْهُ ... تَغَضُّبٌ أَوْ عِتَابُ وَلَا يَعِيبُكَ إِنْ كَا ... نَ فِيكَ شَيْءٌ يُعَابُ خِلَافَ قَوْمٍ تَرَاهُمْ ... لَيْسَتْ لَهُمْ أَلْبَابُ لَكِنَّهُمْ كَذِئَابٍ ... طُلَّسٍ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ إِذَا تَقَرَّبْتَ مِنْهُمْ ... أَرْضَاكَ مِنْهُمْ خِطَابُ وَأَنْ تَبَاعَدْتَ مِنْهُمْ ... فَكُلُّهُمْ مُغْتَابُ مَا هَؤُلَاءِ بِنَاسٍ ... بَلْ هُمْ لَعَمْرِي كِلَابُ فَالْبُعْدُ مِنْهُمْ ثَوَابُ ... وَالْقُرْبُ مِنْهُمْ عِقَابَ

أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْخَزَّازُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، قَالَ: §كَتَبَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ إِلَى صِدِّيقٍ لَهُ , وَأَهْدَى لَهُ دَفْتَرًا: قَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ مِنْ فُنُونِ كَلَامِي وَعُيُونِ مَقَالِي دَفْتَرًا طَرِيفَ الْمَعَانِي , شَرِيفَ الْمَبَانِي , صَحِيحَ الْأَلْفَاظِ , يَلِذُّ بِأَفْوَاهِ النَّاطِقِينَ , وَيَلِينُ عَلَى أَفْوَاهِ الصَّامِتِينَ وَقَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْكَاتِبُ قَالَ: أَهْدَى بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ إِلَى بَعْضِ الْكُتَّابِ فِي يَوْمِ نُورُوزَ كِتَابًا فِيهِ أَخْبَارٌ وَآدَابٌ فَاسْتَصْغَرَهُ وَاسْتَقَلَّهُ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمُهْدِي: [البحر السريع] هَدِيَّةٌ تَصْغُرُ لَكِنَّهَا ... فِي عَيْنِ مَنْ يَعْرِفُهَا تَكْبُرُ

بَعَثْتُهَا كَالرَّوْضِ فِي حُسْنِهِ ... أَنْوَارُهَا مُشْرِقَةٌ تُزْهِرُ كَالْعِقْدِ فِي النَّظْمِ حَوَى جَوهَرًا ... مَا مِثْلُهُ فِي حُسْنِهِ جَوهَرُ جُونَةُ عَطَّارٍ إِذَا اسْتُفْتِحَتْ ... يَفُوحُ مِنْهَا الْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ كَالْوَشْيِ فِي الْحُسْنِ وَلَكِنَّهُ ... أَحْسَنُ مَا يُطْوَى وَمَا يُنْشَرُ لَا تَحْقِرِ الدَّفْتَرَ وَانْظُرْ إِلَى ... مَا قَدْ حَوَى مِنْ عِلْمِهِ الدَّفْتَرُ مِنْ نَادِرِ الْأَخْبَارِ أَوْ ... مُحْكَمِ الْأَشْعَارِ أَوْ مَكْرُمَةٍ تُؤْثَرُ كَالدُّرِّ فِي الْأَصْدَافِ مَا ضَمَّتِ الْ ... أَورَاقُ مِمَّا خَطَّتِ الْأَسْطُرُ أَنْكَرْتَ مِنْهَا يَا أَبَا جَعْفَرٍ ... مَا مِثْلُهُ عِنْدَكَ لَا يُنْكَرُ

ومما تترجم به الكتب

§وَمِمَّا تُتَرْجَمُ بِهِ الْكُتُبُ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ التَّنُوخِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو سَعْدٍ دَاوُدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ لِنَفْسِهِ وَكَتَبَهُمَا بِخَطِّهِ عَلَى ظَهْرِ دَفْتَرٍ , جَمَعَ فِيهِ أَخْبَارًا وَأَشْعَارًا جَعَلَهُمَا تَرْجَمَةً لَهُ (مِنَ الْخَفِيفِ) : [البحر الخفيف] §نُتَفٌ مِنْ طَرَائِفِ الْأَخْبَارِ ... وَشُذُورِ الْمُقَطَّعَاتِ الْقِصَارِ نُزْهَةٌ لِلْقُلُوبِ فِيهَا رِيَاضٌ ... زَيَّنَتْهَا بَدَائِعُ الْأَشْعَارِ

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَكْبَرُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: أَهْدَى أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ إِلَى أَبِي يَحْيَى عِيسَى بْنِ أَبِي حَرْبٍ دَفْتَرًا فِيهِ دُعَاءٌ وَكَتَبَ إِلَيْهِ (مِنَ الْبَسِيطِ) : [البحر البسيط] §فِيهِ دُعَاءٌ إِذَا مَا الْأَمْرُ أَعْضَلَنِي ... وَاسْتَحْكَمَ الْهَمُّ فِي قَلْبِي فَأَرَّقَنِي نَادَيْتُ مُعْتَمَدِي فِي كُلِّ نَائِبَةٍ ... فَلَمْ أُتْمِمْهُ حَتَّى هُوَ يُخْلِصُنِي

حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْهَمَذَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ لِأَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] §هَذَا كِتَابُ فَوَائِدٍ مَجْمُوعَةٍ ... جُمِعَتْ بِكَدِّ جَوَارِحِ الْأَبْدَانِ جُمِعَتْ عَلَى بُعْدِ الْمَشَقَّةِ وَالنَّوَى ... وَالسَّيرِ بَيْنَ فَيَافِيَ الْبِلْدَانِ

أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ النَّصِيبِيُّ، مُؤَدِّبِي لِنَفْسِهِ وَتَرْجَمَ بِهِ كِتَابًا: (مِنَ الْوَافِرِ) [البحر الوافر] §كِتَابٌ يَحْتَوِي جُمَلَ السُّرُورِ ... وَيَكْسُو الْقَلْبَ أَنْوَاعَ الْحُبُورِ بِهِ أُنْسُ الْوَحِيدِ إِذَا تَخَلَّى ... بِلَوعَتِهِ وَبِالدَّمْعِ الْغَزِيرِ

الإكثار من الكتب

§الْإِكْثَارُ مِنَ الْكُتُبِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَزْقَوَيْهِ , أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: §وَضَعَ عِنْدَنَا كُرَيْبٌ حِمْلَ بَعِيرٍ مِنْ كُتُبِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَادَ الْكِتَابَ كَتَبَ إِلَيْهِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِصَحِيفَةِ كَذَا وَكَذَا فَيَنْسَخُهَا وَيَبْعَثُ بِهَا قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَذْخَرَ أَنْوَاعَ الْعُلُومِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ بِمَعْلُومٍ، وَأَنْ يَسْتَكْثِرَ مِنْهَا، وَلَا يَعْتَقِدَ الْغِنَى عَنْهَا فَإِنَّهُ إِنِ اسْتَغْنَى عَنْهَا فِي حَالٍ احْتَاجَ إِلَيْهَا فِي حَالٍ وَإِنْ سَئِمَهَا فِي وَقْتٍ، ارْتَاحَ إِلَيْهَا فِي وَقْتٍ، وَإِنْ شُغِلَ عَنْهَا فِي يَوْمٍ فَرَغَ لَهَا فِي يَوْمٍ وَأَنْ لَا يُسْرِعَ وَيَعْجَلَ، فَيَنْدَمُ وَيَوْجَلُ , فَرُبَّمَا عَجِلَ الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ بِإِخْرَاجِ كِتَابٍ عَنْ يَدِهِ ثُمَّ رَامَهُ فَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ مَرَامُهُ وَابْتَغَى إِلَيْهِ وُصُولًا، فَلَمْ يَجِدْ إِلَيْهِ سَبِيلًا، فَأَتْعَبَهُ ذَلِكَ وَأَنْصَبَهُ وَأَقْلَقَهُ طَوِيلًا وَأَرَّقَهُ كَالَّذِي حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ , قَالَ: بِعْتُ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ كِتَابًا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ هَجَسَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ كَانَ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ فَطَلَبْتُهُ فِي جَمِيعِ كُتُبِي فَلَمْ أَجِدْهُ فَاعْتَمَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ عَالِمًا عِنْدَ الصَّبَاحِ , فَمَا زِلْتُ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيَّ إِلَى الصَّبَاحِ , قِيلَ: فَهَلَّا قَعَدْتَ؟ قَالَ: لِطُولِ أَرَقِي وَشِدَّةِ قَلَقِي. وَبَاعَ آخَرُ كِتَابًا ظَنَّ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ثُمَّ إِنَّهُ احْتَاجَ إِلَيْهِ فَالْتَمَسَ نُسْخَةً بِهِ فَلَمْ يَجِدْهَا بِعَارِيَةٍ وَلَا ثَمَنٍ وَكَانَ الَّذِي ابْتَاعَهُ قَدْ خَرَجَ بِهِ إِلَى بَلَدِهِ , فَشَخَصَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ الْإِقَالَةَ وَارْتِجَاعِ الثَّمَنِ مِنْهُ , فَأَبَى عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ إِعَارَتَهُ لِنَسْخِ -[137]- الْكَلِمَةِ مِنْهُ , فَلَمْ يُجِبْهُ فَانْكَفَأَ قَافِلًا , وَآلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَبِيعَ كِتَابًا أَبَدًا , وَبَاعَ آخَرُ كِتَابًا ظَنَّ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ثُمَّ إِنَّهُ احْتَاجَ إِلَى كَلِمَةٍ مِنْهُ فَقَصَدَ صَاحِبَهُ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُكْتِبَهُ تِلْكَ الْكَلِمَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَكْتُبُهَا إِلَّا بِثَمَنِ الْكِتَابِ كُلِّهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثَمَنَ الْكِتَابِ وَكَتَبَ تِلْكَ الْكَلِمَةَ , وَقِيلَ لِآخَرَ: أَلَا تَبِيعُ مِنْ كُتُبِكَ الَّتِي لَا تَحْتَاجُ إِلَيْهَا؟ فَقَالَ: إِنْ لَمْ أَحْتَجْ إِلَيْهَا الْيَوْمَ احْتَجْتُ إِلَيْهَا بَعْدَ الْيَوْمِ , وَاشْتَرَى رَجُلٌ كِتَابًا فَقِيلَ لَهُ: اشْتَرَيْتَ مَا لَيْسَ مِنْ عِلْمِكَ , فَقَالَ: اشْتَرَيْتُ مَا لَيْسَ مِنْ عِلْمِي لَيَصِيرَ مِنْ عِلْمِي , وَقِيلَ لِآخَرَ: أَلَا تَشْتَرِي كُتُبًا تَكُونُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّنِي لَا أَعْلَمُ , فَقِيلَ: إِنَّمَا يَشْتَرِيهَا مَنْ لَا يَعْلَمُ حَتَّى يَعْلَمَ , وَكَانَ آخَرُ يَشْتَرِي كُلَّ كِتَابٍ يَرَاهُ فَقِيلَ: لَهُ إِنَّكَ لَتَشْتَرِي مَا لَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ , فَقَالَ: رُبَّمَا احْتَجْتُ إِلَى مَا لَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ , وَمِمَّا يُعْزَى إِلَى السَّرِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْكِنْدِيِّ (مِنَ الْكَامِلِ) : [البحر الكامل] لَا تُخْدَعَنَّ عَنِ الْعُلُومِ فَإِنَّهَا ... سَرْجٌ يَزِيدُ عَلَى الزَّمَانِ ضِيَاؤُهَا تُنْسَى الْقُرُونَ فَلَا يُشِيدُ بِذِكْرِهَا ... أَحَدٌ وَيُذْكَرُ دَائِبًا عُلَمَاؤُهَا فَاحْرِصْ عَلَى جَمْعِ الْعُلُومِ فَإِنَّهَا ... رِيُّ الْقُلُوبِ مِنَ الصَّدَى وَشِفَاؤُهَا وَكَانَ بَعْضُ الْقُضَاةِ يَشْتَرِي الْكُتُبَ بِالدَّيْنِ وَالْقَرْضِ , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: أَفَلَا أَشْتَرِي شَيْئًا بَلَغَ بِي هَذَا الْمَبْلَغَ؟ قِيلَ: فَإِنَّكَ تُكْثِرُ , فَقَالَ: عَلَى قَدْرِ الصِّنَاعَةِ تَكُونُ الْآلَةُ , وَاحْتَاجَ بَعْضُ النَّجَّارِينَ إِلَى بَيْعِ فَأْسِهِ وَمِنْشَارِهِ , فَبَاعَهُمَا وَحَزِنَ عَلَيْهِمَا، وَنَدِمَ عَلَى بَيْعِهِمَا , إِلَى أَنْ رَأَى جَارًا لَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي سُوقِ الْوَرَّاقِينَ وَهُوَ يَبِيعُ كُتُبَهُ , فَقَالَ: إِذَا بَاعَ الْعَالِمُ آلَتَهُ فَالصَّانِعُ أَعْذَرُ مِنْهُ , وَسَلَا بِذَلِكَ

حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْكُلْوُزَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: كُنَّا نَصْحَبُ الْجَاحِظَ عَلَى سَائِرِ أَحْوَالِهِ مِنْ جِدِّ وَهَزْلٍ , قَالَ: فَخَرَجْنَا يَوْمًا لِنُزْهَةٍ , فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى بَابِ جَامِعِ الْبَصْرَةِ نَنْتَظِرُ -[138]- شَيْئًا أَرَدْنَاهُ , إِذْ عَارَضَتْنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا أَورَاقٌ مُقَطَّعَةٌ فَعَرَضَتْ ذَلِكَ عَلَيْنَا , فَلَمْ نَجِدْ فِيهَا طَائِلًا فَتَرَكْنَاهَا وَانْصَرَفْنَا , وَتَخَلَّفَ مَعَهَا الْجَاحِظُ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُهُ , فَأَطَالَ ثُمَّ رَأَيْنَاهُ قَدْ وَزْنَ لَهَا شَيْئًا وَأَخَذَ الْأَورَاقَ وَقَالَ: انْتَظِرُونِي , وَمَضَى بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا عَادَ أَخَذْنَا نَهْزَأُ بِهِ وَنَقُولُ: §فُزْتَ بِقِطْعَةٍ مِنَ الْعِلْمِ وَافِرَةٍ , وَضَحِكْنَا , فَقَالَ: أَنْتُمْ حَمْقَى , وَاللَّهِ إنَّ فِيهَا مَا لَا يُوجَدُ إِلَّا فِيهَا , وَلَكِنَّكُمْ جُهَّالٌ , لَا تَعْرِفُونَ النَّفِيسَ مِنَ الْخَسِيسِ

ذكر من وظف على نفسه الشغل بمطالعة الكتاب ودرسه

§ذِكْرُ مَنْ وَظَّفَ عَلَى نَفْسِهِ الشُّغْلَ بِمُطَالَعَةِ الْكِتَابِ وَدَرْسِهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمَرْزُبَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْخُزَامِيُّ، وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُنْذِرِ الْخُزَامِيُّ، وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدِّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عَبَايَةَ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ دَأَبٍ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِنَّكَ رُبَّمَا حَمَلْتَ الْكِتَابَ وَأَنْتَ رَجُلٌ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ , قَالَ: «إِنَّ §حَمْلَ الدَّفَاتِرِ مِنَ الْمُرُوءَةِ»

أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَالِعُ , وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيِّعُ، عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَعْرُوفُ بِسَنْدَانَةَ قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ قَالَ: §رَأَى الْمَأْمُونُ بَعْضَ وَلَدِهِ وَبِيَدِهِ دَفْتَرٌ , فَقَالَ: مَا هَذَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: بَعْضُ مَا يَشْحَذُ الْفِطْنَةَ , وَيُؤْنِسُ فِي الْوَحْدَةِ , فَقَالَ الْمَأْمُونُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي ذُرِّيَّةً يَرَى بِعَيْنِ عَقْلِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَرَى بِعَيْنِ جِسْمِهِ

حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْمَرْزَبَانِيُّ , حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: إِمَّا هُوَ الْجَوْهَرِيُّ أَوِ الْمَعْرُوفُ بِالْمَكِّيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحْرَصَ عَلَى الْعِلْمِ مِنْ ثَلَاثَةٍ: الْجَاحِظِ وَالْفَتْحِ بْنِ خَاقَانَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي , فَأَمَّا الْجَاحِظُ فَإِنَّهُ كَانَ إِذَا وَقَعَ فِي يَدِهِ كِتَابٌ قَرَأَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخَرِهِ , أَيَّ كِتَابٍ كَانَ , وَأَمَّا الْفَتْحُ فَكَانَ يَحْمِلُ الْكِتَابَ فِي -[140]- خُفِّهِ , فَإِذَا قَامَ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ الْمُتَوَكِّلِ لِيَبُولَ أَوْ لِيُصَلِّيَ أَخْرَجَ الْكِتَابَ , فَنَظَرَ فِيهِ وَهُوَ يَمْشِي , حَتَّى يَبْلُغَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُرِيدُ ثُمَّ يَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي رُجُوعِهِ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ مَجْلِسَهُ , وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ فَإِنِّي مَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَطُّ إِلَّا وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ يَنْظُرُ فِيهِ , أَوْ يُقَلِّبُ الْكُتُبَ لِطَلَبِ كِتَابٍ يَنْظُرُ فِيهِ

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيِّ , حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَفِيدَ فَلْيَنْظُرْ فِي كُتُبِهِ»

حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعُصْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الدَّغْوَلِيَّ، يَقُولُ: §لَا يُفَارِقُنِي أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ , فِي الْبَلَدِ وَفِي الْخُرُوجِ إِلَى ضِيَاعِي , كِتَابُ الْمُزَنِيِّ , وَكِتَابُ الْعَيْنِ , وَكِتَابُ التَّارِيخِ لِلْبُخَارِيِّ , وَكِتَابُ كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَومَلِيُّ، وَكَانَ، قَاضِيًا بِالْأُرْدُنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ إِلَى الْحَجِّ , فَلَمَّا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ قَالَ: §تَبَصَّرُوا الْهِلَالَ فَإِنَّ فِي بَصَرِي عُهْدَةٌ , فَقَالَ: لَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ: أَتَدْرِي مِمَّ ذَاكَ؟ ذَاكَ مِنْ كَثْرَةِ نَظَرِكَ فِي الدَّفَاتِرِ , قُلْتُ: وَيَنْبَغِي لِمُتَحَفِّظِ مَا يَقْرَأُهُ أَنْ يَصْرِفَ عِنَايَتَهُ إِلَى إِتْقَانِ مَا يَسْأَلُ عَنْهُ , إِنْ كَانَ مِمَّنْ يَنْتَصِبُ لِلسُّؤَالِ

فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ , أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ يَعْنِي الْأُشْنَانْدَانِيُّ، عَنِ الْأَخْفَشِ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ -[141]- بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْمُبَرِّدُ، قَالَا: قَالَ الْخَلِيلُ: §«اجْعَلْ مَا فِي كُتُبِكَ رَأْسَ مَالِكَ»

وَقَالَ الْأَخْفَشُ: §بَيْتُ مَالِكَ وَمَا فِي قَلْبِكَ لِلتَّفَقُّهِ، وَيَعْمِدُ إِلَى عُيُونِ الْأَخْبَارِ وَمُسْتَحْسَنِ الْأَشْعَارِ وَغَرَائِبِ الْأَمْثَالِ وَنُكَتِ الْحِكَايَاتِ , فِيجْعَلُ مُذَاكَرَتَهُ بِهَا وَمَا يُورِدُهُ مِنْهَا , فَإِنَّ ذَلِكَ يُكْسِبُهُ جَمِيلَ الذِّكْرِ وَطِيبَ الثَّنَاءِ وَالنَّشْرِ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَكِّيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَيْنَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §الْعِلْمُ كَثِيرٌ وَلَنْ تَعِيَهُ قُلُوبُكُمْ وَلَكِنِ ابْتَغُوا أَحْسَنَهُ , أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ أَبِي مُعَاذٍ، يَقُولُ: كَانَ الْمَأْمُونُ يُوصِي بَعْضَ بَنِيهِ فَيَقُولُ: §اكْتُبْ أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُ , وَاحْفَظْ أَحْسَنَ مَا تَكْتُبُ , وَحَدِّثْ بِأَحْسَنِ مَا تَحْفَظُ

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ الطَّبَرِيُّ , حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُوخليفةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، أَن أَبَا زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ، رَأَى رَجُلًا حَسَنَ الْعِلْمِ كَثِيرَ الرِّوَايَةِ جَيِّدَ الْحِفْظِ لِمُلَحِ الْأَخْبَارِ لَا يَتَمَثَّلُ إِلَّا بِحَسَنٍ , وَلَا يَسْتَشْهِدُ إِلَّا بِجَيِّدٍ , فَقَالَ: «كَأَنَّ وَاللَّهِ §عَلِمَهُ مِنْ ظُهُورِ الدَّفَاتِرِ» قَالَ الْمُعَافَى: يُرِيدُ بِهِ أَنَّ ظُهُورَ الدَّفَاتِرِ لَا يُكْتَبُ عَلَيْهَا إِلَّا الْأَحْسَنُ

من استوحش من الخليط والمعاشر فجعل أنسه النظر في الدفاتر

§مَنِ اسْتَوحَشَ مِنَ الْخَلِيطِ وَالْمُعَاشِرِ فَجَعَلَ أُنْسَهُ النَّظَرَ فِي الدَّفَاتِرِ

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّرُوطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُوسَى , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ يَلْزَمُ الْجَبَّانَ كَثِيرًا , فَكَانَ لَا يَخْلُو مِنْ كِتَابٍ يَكُونُ مَعَهُ يَنْظُرُ فِيهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: إِنَّهُ §لَيْسَ شَيْءٌ أَوعَظُ مِنْ قَبْرٍ , وَلَا أَسْلَمُ مِنْ وَحْدَةٍ , وَلَا آنَسُ مِنْ كِتَابٍ

حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّمَّاكُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: تَعَبَّدَ الْعُمَرِيُّ , وَسَكَنَ الْمَقَابِرَ , وَكَانَ لَا يُرَى إِلَّا وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ يَقْرَأُهُ , وَتَرَكَ مُجَالَسَةَ النَّاسِ , فَسُئِلَ عَنْ فِعَالِهِ وَنُزُولِهِ الْمَقَابِرَ , فَقَالَ: §لَمْ أَرَ أَوعَظَ مِنْ قَبْرٍ , وَلَا آنَسَ مِنْ كِتَابٍ , وَلَا أَسْلَمَ مِنْ وَحْدَةٍ قِيلَ لَهُ: فَقَدْ جَاءَ فِي الْوَحْدَةِ مَا جَاءَ , فَقَالَ: مَا أَفْسَدَهَا لِلْجَاهِلِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمَوَيْهِ الْهَمَذَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجِيرَنْجِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ الْبَرْزِيُّ، يَقُولُ: " عُوتِبَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ عَلَى لُزُومِهِ مَنْزِلَهُ -[143]- وَتَرْكِهِ مُحَادَثَةَ الرِّجَالِ , فَأَجَابَ بِجَوَابٍ مَدَحَ فِيهِ كُتُبَهُ فَقَالَ: مِنَ الطَّوِيلِ [البحر الطويل] §لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمُ ... أَلِبَّاءُ مَأْمُونُونَ غَيَبًا وَمَشْهَدَا يَفِيدُونَنَا مِنْ رَأْيِهِمْ عِلْمَ مَنْ مَضَى ... وَعَقْلًا وَتَأْدِيبًا وَرَأَيَا مُسَدَّدَا بِلَا مَؤَنَةٍ تُخْشَى وَلَا سُوءِ عِشْرَةٍ ... وَلَا تَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانًا وَلَا يَدَا فَإِنْ قُلْتَ هُمْ مَوْتَى فَلَسْتَ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتَ أَحْيَاءٌ فَلَسْتَ مُفَنَّدَا يُفَكِّرُ قَلْبِي دَائِبًا فِي حَدِيثِهِمْ ... كَأَنَّ فُؤَادِي ضَافَهُ سُمُّ أَسْوَدَا

أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي لُؤْلُؤُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَيْصَرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أُسْتَاذِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ , لِابْنِ الْمُعْتَزِّ مِنَ الْمُجْتَثِّ: [البحر المجتث] §جَعَلْتُ كُتْبِي أَنِيسِي ... مِنْ دُونِ كُلِّ أَنِيسِ لِأَنَّنِي لَسْتُ أَرْضَى ... إِلَّا بِكُلِّ نَفِيسِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الشَّيْطَانُ صَاحِبُ أَبِي بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ مِنَ الْبَسِيطِ: [البحر البسيط] §إِذَا اعْتَلَلْتُ فَكُتْبُ الْعِلْمِ تَشْفِينِي ... فِيهَا نَزَاهَةُ أَلْحَاظِي وَتَزْيِينِي إِذَا اشْتَكَيْتُ إِلَيْهَا الْهَمَّ مِنْ حَزَنٍ ... مَالَتْ إِلَيَّ تُعَزِّينِي وَتُسْلِينِي

حَسْبِي الدَّفَاتِرُ مِنْ دُنْيَا قَنِعْتُ بِهَا ... لَا أَبْتَغِي بَدَلًا مِنْهَا وَمِنْ دِينِي أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَلَّاجُ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ الْفَقِيهُ لِبَعْضِهِمْ مِنَ الْوَافِرِ: [البحر الوافر] أَنِسْتُ إِلَى التَّفَرُّدِ طُولَ عُمَري ... فَمَالِي فِي الْبَرِيَّةِ مِنْ أَنِيسِ جَعَلْتُ مُحَادِثِي وَنَدِيمَ نَفْسِي ... وَأُنْسِي دِفْتَرِي بَدَلَ الْجَلِيسِ قَدِ اسْتَغْنَيتُ عَنْ فَرَسٍ بِرِجْلِي ... إِذَا سَافَرْتُ أَوْ بَغْلٍ كَبُوسِ وَلِي عُرْسٌ جَدِيدٌ كُلَّ يَوْمٍ ... بِطَرْحِ الْهَمِّ فِي أَمْرِ الْعَرُوسِ فَبَطْنِي سَفْرَتِي وَالْخُرْجُ جِسْمِي ... وَهَمْيَانِي فَمِي أَبَدًا وَكِيسِي وَبَيْتِي حَيْثُ يُدْرِكُنِي مَسَائِي ... وَأَهْلِي كُلُّ ذِي عَقْلٍ نَفِيسِ

وَلِأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ مِنَ الْكَامِلِ: [البحر الكامل] §وَلَقَدْ أَلِفْتُ فِنَاءَ بَيْتِيَ لَابِسًا ... حُلَلَ الْغِنَى إِلْفَ الْقَطَا الْأُفْحُوصَا لَمْ أَدَّرِعْ طَمَعًا وَلَمْ أَمْدُدْ يَدًا ... نَحْوَ النَّوَالِ وَلَا زَجَرْتُ قَلُوصَا أَجْتَابُ إِنْ خَصَرَتْ أَنَامِلُ رَاحَتِي ... مِنْ نَسْجِ دَنِيٍّ جُبَّةً وَقَمِيصَا وَإِذَا أَرَدْتُ مُنَادِمًا لَمْ تُلْفِنِي ... إِلَّا عَلَى غُرِّ الْعُلُومِ حَرِيصَا فَتَرَى الْكِتَابَ مُجَالِسًا لِي مُودِعًا ... سَمْعِي فُصُولًا تُنْتَقَى وَفُصُوصَا لَا مُفْشِيًا سِرِّي وَلَا مُتَنَمِّرًا ... جَهْمَ اللِّقَاءِ وَلَا عَلَيَّ خَرُوصَا

أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ بِحِمْصَ , لِنَفْسِهِ: مِنَ الْخَفِيفِ [البحر الخفيف] §لَيْسَ شَيْءٌ أَلَذُّ عِنْدِي وَلَا آ ... نَسُ لِي مِنْ تَأْمُلٍ فِي كِتَابِ هُوَ أَشْهَى مِنِ ارْتِشَافِ رِضَابٍ ... مِنْ حَبِيبٍ مِنْ بَعْدِ طُولِ اجْتِنَابِ فَأَنَا مَعْ حُضُورِهِ حَاضِرُ الْأُنْ ... سِ وَإِنْ غَابَ آمَنُ الِاغْتِيَابِ أَجْتَنِي مِنْ ثِمَارِهِ بَارِعَ الْعِلْ ... مِ مَشُوبًا بِلَذَّةِ الْآدَابِ ذَاكَ أُنْسِي مِنْ دُونِ كُلِّ أَنِيسٍ ... وَحَبِيبِي مِنْ سَائِرِ الْأَحْبَابِ فَإِذَا مَا مَلِلْتُ مِنْ نَظَرٍ فِي ... هِ طَوَاهُ عَنِّي ظَرِيفُ احْتِجَابِ سَلَّةٌ تَحْتَوِي ضُرُوبًا كَثِيرًا ... هِيَ قَصْرٌ لَهُمْ بِلَا بَوَّابِ

لَا يُعِيدُ الْحَدِيثَ إِنْ خِيفَ مِنْ لَفْ ... ظِ جَلِيسٍ يُبْدِيهِ لِلْأَصْحَابِ فَإِذَا مَا فَارَقْتُهُ كُنْتُ مِنْهُ ... آمِنًا أَنْ يَعِيبَنِي بِمُعَابِ وَلَنَا ثَالِثٌ بِهِ يَكْمُلُ الْأُنْ ... سُ لَهَا رِيقِةٌ أَلَذُّ شَرَابِ يَغْتَدِي دِرْهَمًا أَصَمُّ سَمِيعٌ ... أَخْرَسٌ نَاطِقٌ بِغَيْرِ خِطَابِ فَإِذَا مَا جَرَى بِمِيدَانِ أَطْرَا ... سٍ عَلَى رَأْسِهِ أَتَى بِالْعُجَابِ فَهُمُ مَأْلَفِي وَأُنْسِيَ لَا أَبْ ... غِي بَدِيلًا بِهِمْ وَهُمْ أَتْرَابِي

أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ لَنْكَكٍ لِبَعْضِ الْكُتَّابِ: مِنَ الْخَفِيفِ [البحر الخفيف] §إِنْ صَحِبْنَا الْمُلُوكَ تَاهُوا وَعَقُّوا ... وَاسْتَبَدُّوا بِالرَّأْيِ دُونَ الْجَلِيسِ أَوْ صَحِبْنَا التُّجَّارَ عُدْنَا إِلَى الْفَقْرِ ... وَصِرْنَا إِلَى حِسَابِ الْفُلُوسِ فَلَزِمْنَا الرِّحَالَ نَتَّخِذُ الْحِبْرَ ... وَنمْلَأُ بِهِ وُجُوهَ الطُّرُوسِ وَقَالَ آخَرُ: مِنَ الْمُتَقَارِبِ [البحر المتقارب] تَمَيَّزْ بِعِلْمِكَ عَنْ عُصْبَةٍ ... إِذَا ذُكِرَ النَّاسُ لَمْ يُذْكَرُوا وَحَيِّ الطُّرُوسَ وَرَوِّ النُّفُوسَ ... بِلَفْظٍ يُنَظَّمُ أَوْ يُنْثَرُ فَعِلْمُكَ ذَا جَوْهَرٌ نَافِقٌ ... وَيَا رُبَّمَا كَسَدَ الْجَوْهَرُ وَذِكْرُكَ بَاقٍ بِهِ مَا بَدَا ... لِمُبْصِرِهِ كَوْكَبٌ أَزْهَرُ

من سلك في إعارة الكتاب طريق البخل وضن به عمن ليس له بأهل قال بعض الأدباء: البخل بالعلم على غير أهله قضاء لحقه ومعرفة بفضله , وكان بعض أهل العلم إذا أتاه رجل يستفيد منه علما , أو يستعير منه كتابا امتحنه فإن وجده أهلا له أعاره وإلا منعه , وكان إذا أراد أن

§مَنْ سَلَكَ فِي إِعَارَةِ الْكِتَابِ طَرِيقَ الْبُخْلِ وَضَنَّ بِهِ عَمَّنْ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ قَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ: الْبُخْلُ بِالْعِلْمِ عَلَى غَيْرِ أَهْلِهِ قَضَاءٌ لَحَقِهِ وَمَعْرِفَةٌ بِفَضْلِهِ , وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْتَفِيدُ مِنْهُ عِلْمًا , أَوْ يَسْتَعِيرُ مِنْهُ كِتَابًا امْتَحَنَهُ فَإِنْ وَجَدَهُ أَهْلًا لَهُ أَعَارَهُ وَإِلَّا مَنَعَهُ , وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعِيرَهُ وَعْدَهُ وَرَدَّدَهُ , فَإِنْ عَادَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَضْجَرْ أَعَارَهُ , وَإِنْ لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ كُفِيَ أَمَرَهُ وَعَلِمَ أَنَّهَا خَطْرَةٌ بِقَلْبِهِ خَطَرَتْ , وَشَهْوَةٌ كَاذِبَةٌ عَرَضَتْ , وَكَانَ يَقُولُ: لَا تُعِرْ كِتَابَ عِلْمٍ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ وَاعْتِبَارُكَ ذَلِكَ بِأَنْ تَسْتَقْرِيهِ الْكِتَابَ الَّذِي طَلَبَهُ , فَإِنْ قَرَأَهُ قِرَاءَةً صَحِيحَةً فَهُوَ مِنْ أَهْلِهِ , وَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ قِرَاءَتَهُ فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ , فَلَا تُعِرْهُ , وَكَانَ يَقُولُ: مِنْ حَقِّ الْعِلْمِ إِعْزَازُهُ , وَقَالَ غَيْرُهُ: لَا تُعِرْ كِتَابًا إِلَّا بَعْدَ يَقِينٍ بِأَنَّ الْمُسْتَعِيرَ ذُو عِلْمٍ وَدِينٍ , وَفِي مَعْنَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنَّ الْعِلْمَ تَجِبُ صِيَانَتُهُ عَنْ غَيْرِ أَهْلِهِ

مَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَصْرِيُّ، بِمَكَّةَ وَبِبَغْدَادَ , أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ , صلّى الله -[147]- عليه وسلم: §«لَا تَطْرَحُوا الدُّرَّ فِي أَفْوَاهِ الْكِلَابِ» قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ: أَظُنُّهُ يَعْنِي الْعِلْمَ

وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعُلَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى هُوَ الْمَوْصِلِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،: قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ،: قَالَ الْأَعْمَشُ: §لَا تَنْثُرُوا اللُّؤْلُؤَ تَحْتَ أَظْلَافِ الْخَنَازِيرِ , يَعْنِي الْحَدِيثَ

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَعْفَرِيُّ مِنَ الْكُوفَةِ , يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مَعْبَدٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ النَّحْوِيُّ الْبَرِيدِيُّ، قَالَ: قَالَ الْمُبَرِّدُ: أَتَى الْأَصْمَعِيَّ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ , فَكَتَبَهُ لَهُ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ عَادَ إِلَيْهِ , فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ ذَلِكَ الْقِرْطَاسَ الَّذِي كَتَبْتَهُ لِي سَقَطَ مِنِّي فَأَكَلَتْهُ الشَّاةُ , فَأُحِبُّ أَنْ تَكْتُبَ لِي غَيْرَهُ ثَانِيًا , فَكَتَبَ لَهُ: وَكَتَبَ مِنَ الْمُنْسَرِحِ [البحر المنسرح] §قُلْ لِبُغَاةِ الْآدَابِ مَا وَصَلَتْ ... مِنْهَا إِلَيْكُمْ فَلَا تُضَيِّعُوهَا ضَمِّنُوا عِلْمَهَا الدَّفَاتِرَ وَالْحِبْرَ ... بِحُسْنِ الْكِتَابِ أَوْ عُوهَا إِنِ اشْتَرَيْتُمْ يَوْمًا لِأَهْلِكُمُ ... شَاةً لَبُونًا فَلَا تُجِيعُوهَا فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَلَمْ يَكُنْ عَلَفٌ ... يُشْبِعُهَا عِنْدَكُمْ فَبِيعُوهَا رَأَى بَعْضُ الْحُكَمَاءِ رَجُلًا يَبْتَذِلُ كِتَابًا فَقَالَ لَهُ: بَيَّنْتَ عَنْ نَقْصِكَ , وَبَرْهَنْتَ عَنْ جَهْلِكَ , فَمَا أَهَانَ أَحَدٌ كِتَابَ عِلْمٍ إِلَّا لِجَهْلِهِ بِمَا فِيهِ , وَسُوءِ مَعْرِفَتِهِ بِمَا يَحْوِيهِ , وَرَأَى آخَرُ رَجُلًا قَدْ جَلَسَ عَلَى كِتَابٍ , فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَصُونُ ثِيَابَهُ وَلَا يَصُونُ كِتَابَهُ , لَصَونُ الْكِتَابِ أَوْلَى مِنْ صَوْنِ الثِّيَابِ. وَكَانَ بَعْضُهُمْ إِذَا سَأَلَهُ إِنْسَانٌ أَنْ يُعِيرَهُ كِتَابًا قَالَ: أَرِنِي كُتُبَكَ فَإِنْ وَجَدَهَا مَصُونَةً مَكْنُونَةً , أَعَارَهُ , وَإِنْ رَآهَا مُغْبَرَّةً مُتَغَيِّرَةً مَنَعَهُ ,

وَقِيلَ: مَنْ أَعَارَ كِتَابَ عِلْمٍ غَيْرَ أَهْلِ الْعِلْمِ , فَقَدْ جَهَلَ حَقَّ الْعِلْمِ وَأَضَاعَهُ , وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْتُبُ عَلَى ظُهُورِ كُتُبِهِ الَّتِي يُعِيرُهَا: يَا رَبِّ مَنْ حَفِظَ كِتَابِي فَاحْفَظْهُ وَمَنْ أَضَاعَهُ فَلَا تَحْفَظْهُ , وَكَتَبَ آخَرُ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ أَضَاعَ كِتَابَ عِلْمٍ , وَكَتَبَ آخَرُ: الْكِتَابُ أَمَانَةٌ وَهُوَ حَقِيقٌ بِالصِّيَانَةِ , وَكَتَبَ آخَرُ: أَكْرَمَ اللَّهُ مَنْ أَكْرَمَكَ وَرَدَّكَ كَمَا تَسَلَّمَكَ , وَكَتَبَ آخَرُ: كِتَابِي أَعَزُّ شَيْءٍ عَلَيَّ وَإحْسَانُكَ إِلَيْهِ إِحْسَانُكَ إِلَيَّ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيْوَيْهِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، قَالَ: أُنْشِدْتُ مِنَ الْخَفِيفِ: [البحر الخفيف] §أَيُّهَا الْمُسْتَعِيرُ مِنِّي كِتَابًا ... إِنْ رَدَدْتَ الْكِتَابَ كَانَ صَوَابَا أَنْتَ وَاللَّهِ إنْ رَدَدْتَ كِتَابًا ... كُنْتَ أُعْطِيتَهُ أَخَذْتَ كِتَابَا

قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّوَّزِيِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ التَّوَّزِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَعِيرُ مِنْهُ كِتَابًا , فَأَعَارَهُ وَقَالَ لَهُ: §لَا تَكُنْ فِي حَبْسِكَ لَهُ كَصَاحِبِ الْقِرْبَةِ , قَالَ: لَا , وَلَا تَكُنْ أَنْتَ فِي ارْتِجَاعِكَ لَهُ كَصَاحِبِ الْمِصْبَاحِ , قَالَ: لَا وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ هَذَيْنِ أَنَّ رَجُلًا اسْتَعَارَ مِنْ رَجُلٍ قِرْبَةً عَلَى أَنْ يَسْتَقِيَ فِيهَا مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ يَرُدُّهَا , فَاسْتَسْقَى فِيهَا سَنَةً ثُمَّ رَدَّهَا إِلَيْهِ مُتَخَرِّقَةً , وَأَمَّا الْآخَرُ فَإِنَّ رَجُلًا ضَافَهُ ضَيْفٌ مِنَ النَّهَارِ , فَاسْتَعَارَ مِنْ جَارٍ لَهُ مِصْبَاحًا لِيُسْرِجَهُ لِضَيفِهِ فِي اللَّيْلِ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ أَتَاهُ وَطَالَبَهُ بِرَدِّهِ , فَقَالَ لَهُ: أَعَرْتَنِي مِصْبَاحًا لِلَيلٍ أَوْ لِلنَّهَارِ؟ قَالَ: لِلَيلٍ , قَالَ: فَمَا دَخَلَ اللَّيْلُ , قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: وَأَعَارَ رَجُلٌ رَجُلًا كِتَابًا وَقَالَ لَهُ: لَا تَكُنْ كَصَاحِبِ السُّلَّمِ , قَالَ: وَمَا مَعْنَى ذَلِكَ؟ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَعِيرُ مِنْهُ سُلَّمًا , فَقَالَ لَهُ: مَا أُطِيقُ حَمْلَهُ , قَالَ: , سُبْحَانَ اللَّهِ , وَهَلْ أُكَلِّفُكَ حَمْلَهُ؟ أَنَا أَحْمِلُهُ , قَالَ: صَدَقْتَ أَنْتَ تَحْمِلُهُ وَلَا تَرُدُّهُ , فَأَحْتَاجُ إِلَى أَنْ أَجِيءَ وَأَحْمِلَهُ , قَالَ: وَسَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا أَنْ يُعِيرَهُ كِتَابًا , فَأَبَى عَلَيْهِ , فَقَالَ: خُذْ مِنِّي رَهْنًا , فَقَالَ: مَنْ وَجَبَ أَنْ يُسْتَرْهَنَ عَلَى عِلْمٍ فَوَاجِبٌ أَنْ لَا يُعَارَ ,

قَالَ: وَسَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا أَنْ يُعِيرَهُ كِتَابًا فَقَالَ: عَلَيَّ يَمِينٌ أَنْ لَا أُعِيرَ كِتَابًا إِلَّا بِرَهْنٍ , قَالَ: فَهَذَا كِتَابٌ اسْتَعَرْتُهُ مِنْ فُلَانٍ فَأَتْرُكُهُ رَهْنًا عِنْدَكَ , فَقَالَ أَخَافُ أَنْ تَرْهَنَ كِتَابِي , كَمَا رَهَنْتَ كِتَابَ غَيْرِي

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدَ بْنَ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ قَالَ: أُنْشِدْتُ: [البحر الرجز] §أَعِرِ الدَّفْتَرَ لِلصَّاحِبِ ... بِالرَّهْنِ الْوَثِيقِ إِنَّهُ لَيْسَ قَبِيحًا ... أَخْذُ رَهْنٍ مِنْ صَدِيقِ اسْتَعَارَ رَجُلٌ مِنْ أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْأَسْفَرَائِينِيُّ الْفَقِيهُ كِتَابًا , فَرَآهُ أَبُو حَامِدٍ يَوْمًا وَقَدْ أَخَذَ عَلَيْهِ عِنَبًا , ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ سَأَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُعِيرَهُ كِتَابًا , فَقَالَ تَأْتِينِي إِلَى الْمَنْزِلِ , فَأَتَاهُ فَأَخْرَجَ الْكِتَابَ إِلَيْهِ فِي طَبَقٍ وَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ , فَاسْتَنْكَرَ الرَّجُلُ ذَلِكَ , وَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو حَامِدٍ: هَذَا الْكِتَابُ الَّذِي طَلَبْتَهُ , وَهَذَا طَبَقٌ تَضَعُ عَلَيْهِ مَا تَأْكُلُهُ فَعَلِمَ بِذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ ذَنْبِهِ

قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ التَّوَّزِيِّ، سَمَاعَهُ مِنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: §" اسْتَعَارَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ كِتَابًا , ثُمَّ رَدَّهُ إِلَيْهِ بَعْدَ حِينٍ مُتَكَسِّرًا مُتَغَيِّرًا , عَلَيْهِ آثَارُ الْبُزُورِ وَغَيْرِهِ , فَسَأَلَهُ أَنْ يُعِيرَهُ غَيْرَهُ , فَقَالَ لَهُ: مَا أَحْسَنْتَ ضِيَافَةَ الْأَوَّلِ فَنُضِيفَكَ الثَّانِي قَالَ: وَاسْتَعَارَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ كِتَابًا بِنَفْسِهِ ثُمَّ رَدَّهُ مَعَ غُلَامٍ لَهُ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لَيْسَ مِنْ حَقِّ الْعِلْمِ أَنْ يُمَكَّنَ مِنْهُ غَيْرُ أَهْلِ الْعِلْمِ , وَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الْكَرَامَةُ فِي رَدِّهِ كَالْكَرَامَةِ فِي أَخْذِهِ , وَإِنَّكَ لَمَّا أَخَذْتَهُ بِنَفْسِكَ وَجَبَ أَنْ تَرُدَّهُ بِنَفْسِكَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ الْغُلَامَ الَّذِي أَنْفَذْتُهُ مَعَهُ مُؤْتَمَنٌ عَلَى الْمَالِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ: الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنَ الْمَالِ وَلَيْسَ كُلُّ مُؤْتَمَنٍ عَلَى الْمَالِ يُؤْتَمَنُ عَلَى الْعِلْمِ , وَالْمَالُ يَعْرِفُ قَدْرَهُ كُلُّ أَحَدٍ؛ فَهُوَ يَصُونُهُ وَيُعَظِّمُهُ، وَلَيْسَ الْعِلْمُ كَذَلِكَ , وَلَمْ يُعِرْهُ شَيْئًا بَعْدَ ذَلِكَ لِمُسَافِرِ بْنِ الْحَسَنِ أَحَدِ أُدَبَاءِ خُرَاسَانَ مِنَ الْوَافِرِ: [البحر الوافر] أَجُودُ بِجُلِّ مَالِيَ لَا أُبَالِي ... وَأَبْخَلُ عِنْدَ مَسْأَلَةِ الْكِتَابِ وَذَاكَ لِأَنَّنِي أَنْفَقْتُ حِرْصًا ... عَلَى تَحْصِيلِهِ شَرْخَ الشَّبَابِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ الْقَرْمِيسِينِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَابَنْدَاذَ , حَدَّثَنِي أَبُو ضِيَاءَ بِشْرُ بْنُ يَحْيَى الْقُتَبِيُّ , حَدَّثَنِي بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، قَالَ: §أَعَارَنِي رَجُلٌ مِنْ وُجُوهِ بَنِي هَاشِمٍ بِالْبَصْرَةِ دَفْتَرًا , فَضَاعَ , فَتَفَجَّعَ لِذَلِكَ , فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ وَقُلْتُ مِنَ الْمُنْسَرِحِ: [البحر المنسرح] يَا مَالِكًا مَا تَزَالُ رَاحَتُهُ ... تُعْطِي الْمَعَالِيَ وَتَبْسُطُ النِّعَمَا هَبْ لِمُقِرٍّ بِالذَّنْبِ مُعْتَرِفٍ ... بِوَاسِعِ الْعَفْوِ مِنْكَ مَا اجْتَرَمَا أَعَرْتَهُ دَفْتَرًا تَضِنُّ بِهِ ... فَخَانَهُ الدَّهْرُ فِيهِ فَاصْطَلَمَا إِعْظَامُكَ الْعِلْمَ إِذْ فُجِعْتَ بِهِ ... يَزِيدُ عِنْدِي خَطِيئَتِي عِظَمَا ذَكَرَ أَبُوالْحُسَيْنِ بْنُ التَّوَّزِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَنْشَدَهُ مِنَ الْوَافِرِ: [البحر الوافر] أَجَلُّ مَصَائِبِ الرَّجُلِ الْعَلِيمِ ... مَصَائِبُهُ بِأَسْفَارِ الْعُلُومِ إِذَا فَقَدَ الْكِتَابَ فَذَاكَ خَطْبٌ ... عَظِيمٌ قَدْ يَجِلُّ عَنِ الْعَظِيمِ وَكَمْ قَدْ مَاتَ مِنْ أَسَفٍ عَلَيْهَا ... أُنَاسٌ فِي الْحَدِيثِ وَفِي الْقَدِيمِ

§1/1