تفسير ابن المنذر

ابن المنذر

مقدمات

تقديم الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل القرآن، وجعله حجة، وأوضح به للمؤمنين المحجَّة، وأظهر لهم بآياته نوراً، وكانوا من ظُلم الباطل في لُجَّة، أحمده حمد من اتبع نهجه، واتبع طريقة وهديه، وأصلي وأسلم على نبيه، المبعوث بالآيات البينات والمعجزات الواضحات، وعلى آله وصحبه الذين شادوا الدين ورفعوا لواءه في العالمين. وبعد: فإن من أنفع ما ينتفع به المرء في دينه ودنياه، وفي رمسه ومثواه، الاشتغال بكلام الله، تلاوة وتجويداً، وحفظاً وتفسيراً وعملاً وتدبُّراً: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) (1) .

_ (1) سورة ص الآية: 29.

والتفسير- كما عرَّفه أبو حيان النحوي رحمه الله (المتوفى سنة 745هـ) - هو: (شرح اللفظ المستغلق عند السامع. مما هو واضح عنده مما يرادفه أو يقاربه أو له دلالة عليه بإحدى طرق الدلالات) . وأحسن طرق التفسير وأصحها، تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة النبوية، ثم بكلام الصحابة، ثم بكلام التابعين، ثم الاجتهاد وبذل الوسع في معرفة المراد من كلام الله سبحانه، مع التدين الصادق، وسلامة الوِجهة، وإخلاص القصد لله رب العالمين. وقد روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال: التفاسير على أربعة أوجه: - تفسير تعرفه العرب من كلامها. - وتفسير لا يعذر أحد بجهله. - وتفسير يعلمه العلماء. - وتفسير لا يعلمه إلا الله، فمن ادَّعى علمه فقد كذب. وقد سلك الإمام ابن المنذر النيسابوري- رحمه الله- في تأليف كتابه (كتاب تفسير القرآن) منهج السلف في تفسير القرآن بالقرآن وبالأحاديث النبوية وبالآثار الثابتة المسندة من أقوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، ومن ثم فقد اكتسب تفسيره أهمية خاصة عند العلماء، فقد قال الحافظ

الذهبي: (ولابن المنذر تفسير كبير في بضعة عشر مجلداً يقضي له بالإمامة في علم التأويل) . وقال الداودي: (لم يُصَّنف مثله) . وللتفسير بالمأثور منزلة خاصة عند العلماء، ومن أشهر المفسرين للقرآن بالمأثور الإمام العلامة الثْبت: محمد بن جرير الطبري (المتوفى سنة 310هـ) . قال أبو حامد الإسفراييني إمام الشافعية: (لو سافر رجل إلى الصين حتى يُحصِّل تفسير ابن جرير لم يكن كثيراً) . وقال النووي: أجمعت الأمة على أنه لم يُصنف مثل تفسير الطبري. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير ابن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين. إن كتاب التفسير الذي ألَّفه الإمام محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري لبنة من لبنات التفسير بالمأثور الذي يقدّره ويجلّه علماء التفسير جميعاً، لأنه أفضل طرق التفسير، والإمام النيسابوري ذو مؤلفات جمة تدُّل على مبلغ علم الرجل وجودة فهومه؟ فهو ممن يستفاد منهم في الحلال والحرام، مع الورَع والتقوى والدين. ذكر العلماء أن له كتباً معتبرة عند أهل الإسلام لم يُولف مثلُها في الفقه وغيره، منها كتاب (المبسوط) ، وكتاب التفسير، الذي لم يُصنف مثله، وكان مجتهداً لا يُقَلِّد أحداً.

ومن نظر في تفسير الرجل الذي قام بتحقيقه والتعليق عليه أخونا الدكتور سعد بن محمد السَّعد، فإنه يرى مبلغ علم الرجل، ومدى ما يتمتع به من فهم ثاقب وعلم نافع، وناهيك بعالم يلتقي مع ابن جرير في كثير من الآثار الصحيحة المسندة الثابتة، إذ العلم- كما قال ابن تيمية رحمه الله- إما نقل مصدق، وإما استدلال محقق، والمنقول إما عن المعصوم أو غير المعصوم. لقد أحسن الأخ الدكتور سعد بن محمد السَّعد صُنعاً حين هُدِيَ إلى هذه القطعة المخطوطة من (كتاب التفسير) لابن المنذر، فعكفَ على تحقيقها والتعليق على ما يحتاج إلى تعليق منها مع التوجيه والترجيح، لقد نسب كل أثر إلى مصدره، وعزا كل قراءة إلى من قرأ بها، وميزَّ المتواتر من الشاذ وذلك بالرجوع إلى مصادرهما، وعلَّق على كل منهما. بما يحتاجه من تعليق، ووثّق الباحث نقول ابن المنذر عن الفرَّاء في (معاني القرآن) له، وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى في كتابه (مجاز القرآن) ، ووثَّق النصوص الشعرية -وإن كانت قليلة- توثيقاً حسناً، كما أنه ضبطها بالشكل، وبهذا يكون (كتاب التفسير) لأبن المنذر قد خرج من غياهب المكتبات إلى النور والضياء، لينتفع به طلاب العلم وراغبوه مما يبشر المحق بثبوت الأجر له إن شاء الله. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

وإني لأرجو أن ييسِّر الله العثور على باقي التفسير حتى يكمل وأن يكون ما صنعه أخي العزيز الدكتور سعد السَّعد نافعاً لطلاب العلم، مسهماً في الحركة العلمية التي تشهدها مملكتنا الغالية (المملكة العربية السعودية) ، ويشهدها عالمنا الإسلامي، وأن يجزيه على صنعه أحسن الجزاء وأوفاه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم مقدّمةُ التّحقيق: الحمدُ لله ربّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتّبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين. أمّا بعد: فإنّه يسرّني أن أقدِّم إلى أهلِ العلمِ وطُلابِهِ جزءاً من تفسير إمامٍ، جليل القدر عظيم المكانة، ألا وهو الإمامُ ابنُ المنذر المتوفّى سنة 318 هـ رحمه الله وغفر له. وهذا الجزءُ الذي تشرّفتُ بتحقيقه وخدمته هو الذي ذكره بروكلمان في "تاريخ الأدب العربيّ" 3/301، والأستاذُ الدّكتور فؤاد سزكين في كتابه "تاريخ التّراث العربيّ" 2/185. والأمل أن ييسّر الله تعالى العثورَ على بقيّه الأجزاء المفقودة من تفسير هذا الإمام الجليل الذي فسَّر كتابَ الله كاملاً، كما تدلُّ على ذلك النّصوصُ التي ستردُ في الحديث عن الكتاب. ولخروج هذا الجزء قصّةٌ من الوفاء إيرادها. فقد أشار عليَّ محدِّثُ المدينة النبوية فضيلةُ الشّيخ حمّاد بن محمّد الأنصاريّ -رحمه الله- أثناء إقامتي في المدينة النّبويّة أن أجمع في كتابٍ مستقلِّ ما انتُخب

من تفسير ابن النذر وعُلِّق على حواشي تفسير ابن أبي حاتمٍ في النّسخة التّركيّة (1) ، وأتولّى خِدْمَتَهُ، ليُطبع ويستفيد منه طلبةُ العلم، فبادرتُ إلى تحقيق ما أشار به الشّيخ-رحمه الله- وجمعتُ كلَّ ما ورد من تفسيرٍ لابن المنذر فى حواشي "تفسير ابن أبي حاتمٍ"، وأسميتُه: " المنتخب من تفسير ابن النذر"، ولم أكن متيقِّناً من تيسُّر حصولي على نسخةٍ من الأصل الموجود قطعة منه في مكتبة جوتا بألمانيا لصعوبة ذلك، ولكن تحقق لي بعد مدّة -بفضل الله تعالى- تصوير نسخة من تلك القطعة، وحينذاك شرعتُ-على الفور- في تحقيقها، وتوقّفتُ عمّا مضيتُ فيه من خدمة "المنتخب"، بعد أن نسختُه كاملاً. وبهذه المناسبة أرى من الواجب عليّ أن أشيد بفضل شيخنا العلاّمة حمّاد ابن محمّد الأنصاريّ، فقد كان -رحمه الله- دائمَ السُّؤال عن هذا الجزء وعن غيره من بقيّة أجزاء الكتاب وعن الكتب الأخرى النِّفيسة التي يتردّدُ أنّها كانت موجودةً في مكتبة " كارل ماركس " في برلين الشّرقيّة قبل توحيد شطري ألمانيا، ثمّ نُقلت إلى مكتبة " برلين " بعد توحيدهما. وكانت أسماءُ تلك الكتب -بما فيها "تفسيرُ ابن المنذر" كاملاً- موجودةً لدى الشّيخ في ثَبَتٍ كان يُسمِّيه رحمه الله: " مُسيلُ اللّعاب " - على سبيل الدعابة- لنفاسة الكتب التي يحتوي عليها ذلك الَّثَبتُ. وقد أدركَت الشيخَ المنيةُ وهو لم يقطع الأمل في خروج هذه الكتب في يوم من الأيام. وكانت همّةُ الشّيخ -رحمه الله- كما يعلمُ الكثيرون، تقصر دونها الهممُ في

_ (1) وهى مكتبة أيا صوفيا بإستانبول برقم: 175.

البحث والسّؤال الدّائم عن أمّهات الكتب -مع كبر سنِّه وضعف بدنه-؛ فغفر الله له ورحمه، وجزاه عن العلم وأهله خيرَ الجزاء، وجمعنا به المولى في دار كرامته. ثم إنني أتوجّه بوافر الشّكر والتّقدير والعرفان إلى والدي وأستاذي الكريم معالي الشّيخ الجليل الدّكتور/ عبد الله بن عبد المحسن التّركي، عضو هيئة كبار العلماء، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، فقد كان له الفضل بعد الله تعالى في سرعة خروج هذا الكتاب إلى عالم المطبوعات، حيث كان معاليه -بما حباه الله من قوة العزيمة وعلو الهمّةِ- يحثّني على سرعة إخراج هذا الكتاب باستمرار منذ أن عرف أنني بدأت العمل فيه، ويتعاهدني -مع كثرة مشاغله- بتوجيهاته وإرشاداته القيّمة، ثم تفضل معاليه -مشكوراً- بالتقديم لهذا التفسير القيم، فجزاه الله عنّي وعن طلاّب العلم خير الجزاء، وأعظم المولى مثوبته. كَما أشكرُ الأخ الكريم الدّكتور/ أحمد بن محمّد الدّبيان على جهوده التي أثمرت في الحصول على مصوّرةٍ من هذا الكتاب النّفيس. ولا أنسى جهودَ الإخوة الكرام الذين أفدتُّ كثيراً من تنبيهاتهم وإشاراتهم، فجزاهم الله عنى جميعاً كل خير وأخص بالشكر منهم: فضيلة الشيخ/ عبد الباري بن حماد الأنصاري. وبعد.. فأحسب أنني قد بذلت في هذا الكتاب غاية جهدي، حتّى خرج بهذه الصّورة التي أرجُو أن تكون لائقةً بهذا التفسير القيّم، وبالمكانة الكبيرة لصاحبه رحمه الله.

وقد كانت الهمة تتطلع إلى خدمة هذا السفر بأكثر مما بذل فيه، لكن ما لايدرك كله لايترك جله، وبخاصة مع تعطش طلبة العلم لخروج الكتاب، والإستفادة منه. وإنني لعلى ثقة أن هذا العمل -مع ما بذلته فيه من جهد كبير- لا يخلو من نقص وقصور، فإنَّ البضاعة قليلة والصوارف جدّ كثيرة ولذلك فإنني أرجو ممن له ملحوظة أو رأي معين أن يتفضل مشكوراً مأجوراً إن شاء الله بالكتابة إليَّ على العنوان الموضح أدناه. وأجدها مناسبة طيبة أن أشكر دار المآثر بالمدينة النبوية ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، فقد تولت الدار مشكورة صف هذا الكتاب وتولت نشره فللقائمين عليها جزيل الشكر والتقدير على ذلك. وفي الختام فإنّني أسألُ الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً له سبحانه، وأن ينفعني به وينفع به، ويغفر لي ولوالدي ولمشايخي ولمؤلِّفه الجليل ولجميع المسلمين، إنّه قريبٌ مجيبٌ. وصلّى الله وسلّم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين. عنوان المحقق: ص. ب 89228- الرياض 11682 هاتف 2254019- فاكس 2253981 المحقق سعد بن محمّد السّعد المدينة النبوية في 17/7/421 هـ

ابن المنذر النيسابوري

بسم الله الرحمن الرحيم ابنُ المُنْذِر النيْسابُورِيُّ (1) هو الإمامُ الحافظُ العلاّمةُ، شيخُ الإسلام، أبوبكر محمّد بن إبراهيم بن المنذر بن الجارود الّنيسابورىُّ الفقيه نزيل مكة. ولادتُه: لم أقف على تاريخ ولادة ابن المنذر على التّحديد إلاّ ما قاله الحافظُ الذّهبيُّ من أنّه: وُلد في حدود موت أحمد بن حنبل (2) والإمام أحمد -كما هو معروف- توفي سنة 241هـ فمولد الإمام ابن المنذر قريب من هذا التاريخ، ولذلك أشار الزرِكْلِىُّ أنه ولد سنة 242هـ على سبيل الاحتياط (3) .

_ (1) مصادر ترجمته: طبقات العبادي 67، طبقات الشيرازي 108، تهذيب الأسماء واللّغات 2/196 197، وفيات الأعيان 4/207، تذكرة الحفاظ 3/782 783، ميزان الاعتدال 3/450، سير أعلام النبلاء 14/490، الوافي بالوفيات 1/336، مرآة الجنان 2/261، طبقات الشافعية للسبكي 3/102، العقد الثمين 1/407، لسان الميزان 5/27، طبقات المفسرين للسيوطى 28، طبقات الحفاظ 328، طبقات المفسرين للداودي 2/50، شذرات الذهب 2/280، طبقات الأصوليين 1/168، الأعلام 5/292، معجم المؤلفين 8/220. (2) سير أعلام النبلاء14/490. (3) الأعلام 5/294.

شيوخه

شيوخُه: روى عن الإمام: البخاريِّ، والترمذيِّ، واٍسحاق الدَّبَرِيِّ، وأبي حاتم الرّازيِّ، والرّبيع بن سليمان، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمّد بن إسماعيل الصّائغ، وعليّ بن عبد العزيز البغويِّ. وممن يكثر من الرواية عنهم في تفسيره هذا: زكريا بن داود، وموسى بن هارون، وعلي بن المبارك، وعلي بن عبد العزيز، وعلاَّن علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، ومحمد بن علي النجّار، وعلي بن الحسن، ويحيى بن محمد بن يحيى، وعلي بن عبد الله. تلاميذُه: من أشهرهم: ابن حبّان البستي، ومحمّد بن أحمد البلخيُّ، وأبو بكر الخلاّل الحنبليُّ، ومحمّد بن عبد الله بن يحيى اللَّيْثِيُّ، وأبو بكر ابن المقرئ وسعيد بن عثمان الأندلسيُّ، ومحمّد بن يحيى بن عَمّار الدِّمياطيُّ، وعبد البرِّ ابن عبد العزيز بن مُخارق، والحسين والحسن ابنا علىّ بن شعبان. رحلاُته: ولد الإمامُ ابن المنذر وعاش في نيسابور، وذُكِرَ في ترجمته أنّه نزل. بمكّة واستقرّ بها، وذَكَر في كتابه " الأوسط" أنّه سَمِعَ. بمصرَ من بكّار بن قتيبة (1) ، وهذا يدلُّ على أنّه رحل إليها.

_ (1) الأوسط 1/244 كتاب المياه جماع أبواب الاستنجاء وتنطرمقدمة تحقيق الأوسط 1/14.

مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

وقال الحافظُ الذّهبيّ: ولم يذكره الحاكم في "تاريخه" نَسِيَهُ، ولا هو في "تاريخ بغداد"، ولا "تاريخ دمشق"، فإنّه ما دخلها (1) . ومن الغريب عدمُ ذكر من ترجم له دخولَه بغداد أو غيرها من مدن العراق، وهي على طريق السّالك إلى مكّة المكرّمة. وربّما أنّ عدم إقامته في بغداد هي السّبب في عدم الإشارة إليه. مكانتُه العلميّة وثناءُ العلماءِ عليه: كان الإمام ابن المنذر- على نحو ما سيأتي- إماماً في التّفسير، ومحدّثاً ثقةً، إلى جانب كونه فقيهاً مجتهداً بلغ درجة الاجتهاد الطلق، وهو وإن كان معدوداً من فقهاء الشّافعيّة إلاّ أنّه كان لا يتعصّب لقول أَحدٍ، بل يدور مع الدّليل حيث كان (2) . وللعلماء كلام كثير في الثّناء على هذا الإمام الجليل: فقد قال تلميذه الإمام أبو بكر الخلاّل الحنبليّ: حدّثنا الأكابرُ بخراسان منهم: محمّد بن المنذر (3) . وقال الإمام محيي الدِّين النّوويُّ: الإمام المشهور أحد أئمّة الإسلام. . . المجمع على إمامته وجلالته ووفور علمه، وجمعه بين التّمكّن في علمي الحديث والفقه، وله المصنّفات المهمّة النّافعة في الإجماع والخلاف وبيان مذاهب العلماء ... ، واعتماد علماء الطّوائف كلّها في نقل المذاهب

_ (1) السير 14 /491 (2) تنظر مقدّمة تحقيق الإقناع. (3) طبقات الحنابلة 1/38.

ومعرفتها على كتبه، وله من التّحقيق في كتبه ما لا يقاربُه فيه اًحدٌ، وهو في نهاية من التّمكُّن من معرفة الحديث، وله اختيارٌ فلا يتقيّد في الاختيار بمذهبٍ بعينه، بل يدورُ مع ظهور الدّليل (1) . وقال ابن القَطَّانِ: كان ابنُ المنذر فقيهاً، محدِّثاً، ثقةً (2) . وقال السُّبكيُّ: اًحدُ أعلام هذه الأمة وأحبارها، كان إماماً مجتهداً، حافظاً ورعاً (3) . وقال الإمام قطب الدّين البهنسيّ: الإمام أبو بكر النّيسابوريّ أحد أئمّة الإسلام، المجمع على إمامته وجلالته ووفور علمه، وزهادته وعظيم ورعه وأدبه، وحفظه لكتاب ربّه، ومعرفته لواجبه وندبه (4) . وقال ابن ناصر الدّين: هو شيخ الحرم وفقيهه، حافظٌ فقيهٌ مجتهدٌ علاّمةٌ، ثقةٌ فيما يرويه، له مصنّفات عظم بها الانتفاع (5) . وقال الإمام الذّهبيّ- كما سيأتي في الكلام عن تفسير ابن المنذر-: ولابن المنذر تفسير كبير في بضعة عشر مجلّداً يقضي له بالإمامة في علم التّأويل أيضاً (6) .

_ (1) تهذيب الأسماء والّلغات 2/197. (2) ينظر بيان الوهم والإيهام 5/640 (3) طبقات الشافعية 2/126. (4) مقدّمة الأوسط 1/18. (5) التّبيان لبديعة البيان ل 196 نقلاً عن مقدمة تحقيق الأوسط 1/13. (6) سر أعلام النّبلاء 14/492.

مؤلفاته

وقال تقيّ الدّين الفاسيّ: ثقةٌ حجّةٌ (1) . وقال الدّاووديّ: أحد الأعلام، وممّن يُقتدى بنقله في الحلال والحرام، كان إماما مجتهداً حافظاً ورعاً (2) . مؤلفاتُه: ألّف الإمام ابن المنذر- رحمه الله- عدّة كتب معتبرة عند أهل الإسلام في التّفسير والفقه وأصوله وغيرها من علوم الشّريعة، ومن مصنّفاته: 1- إثبات القياس: ذَكَرَهُ ابن النّديم (3) . 2- اختلاف العلماء: يوجد بعضه مخطوطاً (4) . 3- الإجماع: وهو مطبوع. 4- الإشراف على مذاهب أهل العلم العلم: وقد طبع بعضه، وبعضه مفقود. وهو مختصر من "الأوسط". وكتاب "الإشراف" ذَكَره الصّفديّ والذّهبيّ والسّبكيّ وغيرهم، كما ذكره ابن خلّكان وقال: "هو كتاب كبير يدلّ على كثرة وقوفه على مذاهب الأئمّة، وهو من أحسن الكتب وأنفعها وأمتعها" (5) .

_ (1) العقد الثّمين 1/407. (2) طبقات المفسّرين 2/55. (3) الفهرست ص 302. (4) تنظر مقدمة تحقيق الأوسط 1/24. (5) تنظر مقدمة الإقناع ص 26.

5- الاقتصاد في الإجماع والخلاف: ذَكَر محقق "الأوسط" أنّه ورد في فهرس ألمانيا برقم: 1141 قسم الحديث. 6- الإقناع: وهو مطبوع. 7- الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف: وقد طبع بعضه، وما زال غالبُه مخطوطاً. وهو مختصر من مختصر آخر هو "المبسوط" فيما يظهر (1) . 8- المبسوط: وهو في عداد المفقود. ويظهر أنّه مختصر من كتاب "السّنن والإجماع والاختلاف". 9- تشريف الغنيّ على الفقير: ذَكَره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 5/28. 10- جزء في حديث جابر في صفة حجّة النّبىّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَكَره النّوويُّ في "شرح مسلم" (2) . 11 - رحلة الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة: وهو مطبوع بالقاهرة سنة 1350هـ كما ذَكَر سزكين (3) . 12- كتاب أحكام تارك الصلاة: وهو في عداد المفقود. وقد ذَكَره الإمام ابن المنذر في كتابه "الإقناع" 2/693. 13- كتاب مختصر الصلاة: ولم يُعثر عليه، وقد ذَكَره ابن المنذر في "الإقناع" كذلك 1/122.

_ (1) تنظرمقدمة الإقناع. (2) شرح مسلم 8/170، وينظر الأوسط 1/24. (3) تاريخ التّراث العربيّ- المجلّد الأوّل، الجزء الثّالت ص 181، 182، 202.

14- كتاب المناسك: وهو كذلك في عداد المفقود، وذَكَرَهُ المؤلّفُ في "الإقناع" 1/232. 15- كتاب الأذكار: ذَكَرَهُ حاجي خليفة في "كشف الظّنون" 1/534، والبغداديّ في "هديّة العارفين" 2 /31، وأشار إليه الغزاليّ في "الإحياء" 1/280. 16- كتاب الأشربة: ذَكَره المؤلّف في "الإقناع" 2/667 ولم يُعثر عليه. 17- كتاب التّفسير: وهوكتابنا هذا، وسيأتي الكلام عليه مفصّلاً. 18- كتاب السّياسة: ويوجد له مخطوط في مكتبة المخطوطات الشرقية في مدينة جوتا بألمانيا. كما ذَكَر الشّيخ عبد الحميد السّائح، وقال: فيه بحوث فقهيّة عظيمة من مختلف الفروع والفرائض (1) . 19- كتاب العُمْرَى والرُّقْبَى: ذَكَره المؤلّف في الإقناع 2/422. 20- كتاب المسائل في الفقه: ذَكَره ابن النّديم في "الفهرست" ص302. 21- مختصر كتاب الجهاد: ذَكَره المؤلف في "الإقناع" 2/441. 22- كتاب السّنن والإجماع والاختلاف: ذَكَره المؤلّف في " الأوسط" وسمّاه: "كتاب السّنن". 23- مختصر كتاب السّنن والإجماع والاختلاف: ذَكَره في " الإشراف" كما في مقدّمة "الإقناع".

_ (1) من مقال له بعنوان: النّفائس الإسلاميّة المتناثرة، بمجلّة الوعي الإسلاميّ، العدد: 157، ص 51، سنة 1398هـ، نقلا عن مقدّمة محقّق الأوسط.

وفاته

وفاته: اختلف المؤرِّخُون في تاريخ رفاته، إلا أن أكثرَهم (1) ، ذهبوا إلى أنه توفي سنة 318 هـ رحمه الله رحمةً واسعةً، وأسكنه فسيحَ جنّاته، آمين.

_ (1) تذكرة الحفاظ 3/782، سير أعلام النبلاء41/924، طبقات الأسنوي 2/375، لسان الميزان 5/28، شذرات الذهب 2/280.

الكلام على كتاب التفسير

الكلامُ على كتاب التّفسير 1- اسم الكتاب: صرّح ابنُ المنذر أنّ له "تفسيراً للقرآن". قال في باب ذكر إثبات التيمّم للجُنُب المسافر الذي لا يجد الماء في كتابه "الأوسط" (1) . " رُوِّينا معنى هذا القول عن عليٍّ وابن عبّاس ومجاهد وسعيد بن جبير والحكم والحسن بن مسلم وقتادة، وقد ذكرتُ أسانيدَها في "كتاب التّفسير". وقال في باب ذكر شديد الضَّرْب على الأعضاء، في "الأوسط" (2) : "وقد ذَكَرْتُ اختلافَهم في ذلك في كتاب التّفسير". ولكن لم أقف علي تسميةٍ خاصّةٍ أطلقها ابنُ المنذر على "تفسيره" هذا، إلاّ ما سبق من أنّه "كتاب التّفسير" أو"تفسير القرآن" كما هو مُثَبتٌ على النّسخة المعتمدة في التّحقيق.

_ (1) الأوسط 2/14، مسألة: 164 (2) ق 164/5 ب- النّسخة المحمودية.

2- توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه

2- توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلّفه: ليس هناك أدنى شكّ في صحّة نسبة هذا الكتاب لابن المنذر لأمور منها: أ- الشيوخ الذين يُحدِّث عنهم ابن المنذر في كتابه هذا، فهم شيوخه الذين روى عنهم في سائر مؤلفاته كـ "الأوسط" وغيره. ب- كثير من نصوص الكتاب عزاها إليه السّيوطيّ في كتابه "الدّر المنثور" كما يظهر من حواشي التّحقيق. ج- إنّ الكتاب جاء منسوباً إلى ابن المنذر في النّسخة الخطيّة. 3- المنهج العام للمؤلّف في هذا الكتاب: سلك الإمامُ ابن المنذر النّيسابوريُّ في تأليف كتابه هذا منهج السّلف الصّالحين في تفسير القرآن، فسّر القرآن بالقرآن، وبالأحاديث النّبوية، وبالآثار الثابتة المسندة، من أقوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، وأتباعهم رحمهم الله تعالى، وهذه هي طريقةُ السّلف الصّالحين في تفسير القرآن- كما قلت-، وعلى هذا الطراز تفسيرُ الإمام الطّبري وتفسيرُ ابن أبي حاتم وغيرهما.

4- منزلة هذا الكتاب بين الكتب المؤلفة في التفسير وثناء العلماء عليه

4- منزلة هذا الكتاب بين الكتب المؤلّفة في التّفسير وثناء العلماء عليه: لقد أثنى على كتاب ابن المنذر هذا عددٌ من أهل العلم: فقال الحافظُ الذّهبيُّ: و"لابن المنذر تفسير كبير في بضعة عشر مجلداً، يقضي له بالإمامة في علم التأويل أيضاً" (1) . ونقل الحافظ ابن حجر منه في كتابه "العُجَاب في أسباب النّزول"، وعدّه ابن حجر في مقدّمة "العُجَاب" أحد الكتب الأربعة التي يدور عليها التّفسيرُ بالمأثور (2) . كما نَقَل منهُ السّيوطيُّ في كتابيه "الدّرّ المنثور"، و"اللّباب"، ويتبيّنُ من خلال نقولهم أنّ "تفسير ابن المنذر" كان كاملاً لديهما من أوّل سورة الفاتحة إلى سورة النّاس. وذَكَره السّبكيُّ في "طبقاته" (3) ، والسّيوطيُّ والدّاووديُّ (4) في "طبقاتهما". وقال الدّاووديّ: " لم يصنّف مثله " (5) .

_ (1) السير 14/492. (2) العُجَاب 1/203. (3) طبقات الشافعية الكبرى 3/102. (4) طبقات المفسرين للسيوطي 91، والدّاوودي 2/151. (5) طبقات المفسّرين 2/56.

وصف النسخة المعتمدة في التحقيق

وصفُ النّسخة المعتمدة في التّحقيق: اعتمدتُّ في تحقيق هذه القطعة من "التّفسير"على نسخة مكتبة "جوتا" في برلين بألمانيا برقم: 521، ولم أقف في فهارس المخطوطات، ولا الكتب التي تعتني بأماكن وجود المخطوطات، كـ: "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان، و"تاريخ التراث العربي" لفؤاد سزكين (1) على غير هذه النّسخة، والقطعة الموجودة من المنتخب منه، وهذا وصفُ النّسخة المعتمدة: 1-نوعُ الخطّ: خطُّها نسخ واضح في الغالب، وإن كان الناسخُ قد لا ينقّط بعضَ الحروف، ويكتب قبل بداية الآية:"قوله جلّ وعزّ" بخطٍّ ثخينٍ واضحٍ، ليُشير إلى بدء تفسير آيةٍ جديدةٍ. وقد قام النّاسخُ مقابلة النّسخة، ويدلُّ على ذلك وضعُه لدائرةٍ منقوطةٍ للدّلالة على المقابلة هكذا O وكتابة كلمة "بلغ" في مواضع من الخطوط، وكذا الإلحاقاتُ الموجودةُ في حاشية النّسخة، والضّرب على الكلام المُقْحَم خطأً، مما يدلُّ على عناية النّاسخ ودقّته في تحريره للنّسخة. 2- تاريخُ النّسخ: لا يوجد على النّسخة تاريخٌ لنسخها، ونكن كما قال فؤاد سزكين: "إنّها مخطوطة قديمة جداً" (2) . ويظهرُ من قِدَمِ خطِّها أنّها نُسخت في القرن

_ (1) ينظر تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/301 وتاريخ التراث العربي لسزكين 2/185. (2) تاريخ التراث العربى 2/18.

3- عدد أجزاء النسخة وأوراقها

الخامس الهجري، ووجودُ سماع محمّد بن نظيف المتوفّى سنة 431هـ عليها فيه إشارةٌ إلى ذلك كما سيأتي. 3- عددُ أجزاء النّسخة وأوراقها: يبلغ عددُ أجزاء النّسخة عشرة أجزاء، في كلِّ جزءٍ عشرون ورقة تقريباً، أمّا عددُ أوراق النّسخة فيبلغ: 198 ورقةً، ذات وجهين. 4- عددُ أسطر الصّفحة والكلمات في كلِّ سطرٍ: يبلغُ عدد الأسطر ما بين 19- 21 سطراً في الصّفحة الواحدة، وفي السطر نحو: أربع عشرة كلمةً تقريباً. 5- محتوى النّسخة: تبدأ النّسخةُ بتفسير قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ) وهي الآيةُ: 272 من سورة البقرة، وتنتهي النّسخة عند تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً….) الآيةُ: 92 من سورة النّساء. ولكنْ ذَكَرَ بروكلمان أن النسخة تنتهي عند تفسير الآية 94 من سورة النساء. وقد استفسرتُ من المكتبة التي يوجد بها أصلُ المخطوطة فأفادوا كتابيّاً أنّ ما عندهم مطابقٌ للنّسخة المصوّرة التي وصلت إلينا، وتبين لي. بمراجعة الفهرس الأصلي "جوتا" ص 407، أًنّ الخطأَ خطأٌ مطبعيٌّ، حيث نصَّ واضعوا الفهرس على أنّ آخر آية هي قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً) ، وهذه الآيةُ رقمُها في المصحف الشّريف: 92، ولكنْ وَرَدَ في الفهرس المذكور أنّها الآية رقم: 94، فنقل منه بروكلمان رقمَ الآية كما ورد في الفهرس، ولم يتفطّن لوقوع الخطأ فيه، وتبعه سزكين كعادته.

6- السماعات الموجودة على النسخ

6- السّماعاتُ الموجودةُ على النّسخ: اعتنى بعضُ أهل العلم بسماع هذا التّفسير على هذه النّسخة، ودوّنُوا سماعَهم لها، كما في: ق 40/ب، ففي ذيل الورقة سماعٌ صورتُه: "سمعه عيسى بن منصور المقدسيُّ من أوّله إلى آخره في المسجد الحرام وصلى الله على محمّد وآله وصحبه وسلم، وكذلك في: ق 78/ب". وفي: ق 118/ب: "سمع محمّدُ بن نظيفٍ جميعَه، وعيسى بن منصور جميعَه، وعبدُ الرّحمن بن محمّد الطُّيوريُّ أو الطّبريّ ". وفي: ق 58/ب: "بلغُت ومحمّد بن نظيفٍ، وعبد الرّحمن بن محمّد الطّيوريّ أو الطبريّ ". ومحمّدُ بن نظيفٍ المذكورُ هو: أبو عبد الله محمّد بن الفضل بن نظيف المصريُّ المُسْنِدُ المُعَمَّرُ، تُوفي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة (1) . 7- وصفُ القطعة الموجودة من المنتخب منه: قام أحدُ نَسّاخ " كتاب الّتفسير " لابن أبي حاتم باقتطاف بعض النُّقول من تفسير ابن المنذر، وألحقها بهامش الجزء الثاني، مضيفاً إليه بعض المقتطفات من " تفسير عبد بن حُمَيْدٍ ". وقد وقفت على المجلّد الّثاني من " تفسير ابن حاتمٍ " وأصلُه يوجد في مكتبة " أيا صوفيا " برقم: 175، ويقع في 205 ورقة ونسخ عام 784 هـ. وكنتُ قد قمتُ بنسخ هذا " المنتخب " (مفرداً) ؛ للشّروع في تحقيقه قبل وقوفي على النّسخة الأصليّة السابق ذكرها.

_ (1) تنظر ترجمتُه في سير أعلام النبلاء 171/476.

8- منهج العمل

فلما وقفتُ على الأصل جعلتُ هذه القطعةَ نسخةً ثانيةً مساعدةً في المقابلة والتّصحيح والاستدراك عند الحاجة، ورمزت لها بالحرف (م) . 8- منهجُ العمل: 1- قمتُ بنسخ النّصِّ من الُّنسخة الأصليّة، مراعياً في ذلك استعمال علامات الترقيم، وقواعد الإملاء الحديثة المقررة. 2- قابلتُ النّصَّ على القطعة الموجودة من المنتخب من التّفسير، وأثبتُّ الزّيادات، وجعلتها بين معقوفتين [] . 3- رقّمتُ الأحاديث والآثار ترقيماً تسلسلياً. 4- عزوتُ الأحاديثَ والآثار إلى المصادر الأخرى التي اشْتَرَكَتْ مع ابن المنذر في إخراجها، وسَلَكْتُ في ذلك منهج الاختصار، خشيةَ إثقال هوامش الكتاب، ولأنّ هذا الكتابَ هو أصلُّ من الأصول المعتمدة من كتب التّفسير في حدِّ ذاته. وحين لا يكون المصدر الذي اشترك مع ابن المنذر في إخراج الأحاديث والآثار كاملاً مثل تفسير عَبْد بن حميد فإنّني أعزو إلى المرجع الذي أشار إلى تفسير عَبْد كـ " الدّرّ المنثور " مثلاً، وإن كان الحديثُ في القدر الموجود من " تفسير عَبْد " بيّنتُ ذلك من القدر الذي تمّ جمعُه من " تفسيره " -رحمه الله- على هامش " تفسير ابن أبي حاتم الرّازي " والموجود نسخة منه مخطوطة مصورة في مكتبة الشّيخ حمّاد بن محمّد الأنصاريّ -رحمه الله- بالمدينة النبوية. 5- لم أُترجم لرواة الأسانيد لتيسّر الوصول إلى تراجمهم لأهل التخصّص، وخشيةً من إثقال هوامش الكتاب، ممّا يضخِّمُ حجمَه، كما تقدم.

6- علّقتُ على القراءات التي ذكرها ابن المنذر، مُبَيِّناً المتواتر منها والشّاذّ، وموثِّقاً ذلك من المصادر المعتمدة من كتب القراءات. 7- وثّقتُ الأشعار والشّواهد من دواوين قائليها ما أمكن، أو من كتب المجاميع الشِّعرية إنْ لم يكن للشاعر ديوانٌ، بحَسْبِ الطّاقة. 8- علّقتُ على الَّنصّ بحَسْبِ الحاجة، لبيانِ مُهْمَلٍ من الأسماء، أو تفسير كلمةٍ غريبةٍ، أو التّعريف ببلدٍ أو قبيلةٍ، ونحو ذلك. 9- رددتُ ما اختصره النّاسخُ من مثل صيغة: " حَدَّثَنَا "، التي يختصرها في بعض المرّات إلى: " ثنا أو نا "، رددتها إلى الأصل، فأثبتُّها تامّةً، لأنّ النّاسخَ لم يلتزم الاختصارَ في كلِّ المواضع. 10- وضعتُ للنّصِّ فهارسَ متعدّدةً وتشمل: أ- فهرس الآيات. ب- فهرس الأحاديث والآثار. خ- فهرس الأبيات. د- فهرس الكلمات الغريبة. هـ- فهرس البلدان والمواقع. و فهرس الكتب الواردة في النصّ. ز- فهرس الصادر والمراجع التي أعتمدتُّ عليها ني التّحقيق. ط- فهرس الموضوعات. وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سورة البقرة

سُورِة البقرة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} 1 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَرْضَخُوا لأَنْسِبَائِهِمْ وَهُمْ مُشْرِكُونَ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، حَتَّى بَلَغَ: وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} "

قوله عز وجل: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم}

2 - حَدَّثَنَا عَلَي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَن ابْن جُرَيْج: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} ، قَالَ " سأله رَجُل لَيْسَ عَلَى دينه فأراد أن يعطيه "، ثُمَّ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى ديني "، فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} الآيَة 3 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، عَن جعفر، عَن سَعِيد، قَالَ " كانوا يعطون فقراء أَهْل الذمة صدقاتهم، فَلَمَّا كثر فقراء المسلمين قَالُوا: لا نتصدق إلّا عَلَى فقراء المسلمين " فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} " قوله عَز وجل: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ} 4 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو الْهِلالِيِّ، قَالَ: " سُئِلَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ، أَنَتَصَدَّقُ عَلَى فُقَرَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِِ، فَأَنَزَلَ اللهُ عزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} الآيَةَ: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ} "

قوله جل وعز: {وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ} 5 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ، لا يَتَصَدَّقُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَنَزَلَتْ: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} 6 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو بْن مُحَمَّد، عَن أسباط بْن نصر، عَن السدي، فِي قول الله جل ثناؤه: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} أهلها، فَقَالَ: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} الآيَة

قوله جل وعز: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ} 7 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَوُادَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ} ، قَالَ: الْفُقَرَاءُ هُمْ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ " 8 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيان، عَن ابْن جُرَيْج، عَن مجاهد: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} قَالَ " مهاجري قريش بالمدينة " 9 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن النجار قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق عَنْ معمر عَنْ قَتَادَة فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} قَالَ " حصروا أنفسهم فِي سَبِيلِ اللهِ للغزو، فلا يستطيعون تجارة يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف "

قوله جل وعز: {يحسبهم الجاهل}

10 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصباح، عَن جرير، عَن أشعث، عَن جعفر، فِي قوله: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} ، قَالَ " قَوْم أصابتهم جراحات فصاروا زمنى، فَجَعَلَ لَهُمْ من أموال المسلمين حقا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} 11 - حَدَّثَنَا عليّ بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَن ابْن جُرَيْج، {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} ، قَالَ " الجاهل بشأنهم " وقَالَ قَتَادَةُ: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} يَقُولُ: " الجاهل فِي شأنهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} 12 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ قَاسِطٍ

قوله جل وعز: {لا يسألون الناس إلحافا}

السَّكْسَكِيَّ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ، فَدَعَا غُلامَهُ فَسَارَّهُ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: اذْهَبْ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَتَقُولُ هَذَا فَقِيرٌ، فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا سَأَلَ إِلَّا مِنْ فَقْرٍ، قَالَ: لَيْسَ بِفَقِيرٍ مَنْ جَمَعَ الدِّرْهَمَ إِلَى الدِّرْهَمِ وَالتَّمْرَةَ إِلَى التَّمْرَةَ، وَلَكِنْ مَنْ أَنْقَى ثِيَابَهُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} 13 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَن ابْن أَبِي نجيح، عَن مجاهد: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} قَالَ " التخشع " 14 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَحَلِّيُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ عَلَيْكُمْ تُطْعِمُونَهُ اللُّقْمَةَ وَالتَّمْرَةَ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الْمُتَعَفِّفُ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} "

قوله جل وعز: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية}

15 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: " {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، قرأ إِلَى: أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} الآيَة، ذكر لَنَا أنَ النَّبيّ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْحَلِيمَ الْحَيِيَّ الْغَنِيَّ الْمُتَعَفِّفُ، وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّئَّالَ الْمُلْحِفَ " 16 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَنْ تَغَنَّى أْغَنَاهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ إِلْحَافًا، فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنَ النَّارِ " 17 - حَدَّثَنَا عَلَى بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَن ابْن جُرَيْج، فِي قوله: {لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} قَالَ " الكد " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} 18 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَرِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ، قَالَ: "

أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} ، فِي أَصْحَابِ الْخَيْلِ " 19 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَبَّابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَبُو الْمِقْدَامِ الْفَلَسْطِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الدِّمَشْقِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَجْلانَ بْنَ سَهْلٍ الْبَاهِلِيَّ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: " مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ لَمْ يَرْتَبِطْهُ رِيَاءً وَلا سُمْعَةً كَانَ مِنَ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} " 20 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " لَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: وأثنى عَلَيْهِ بما هُوَ أهله، ثُمَّ ذكر النَّاسَ بالله واليوم الآخر، ثُمَّ قَالَ، فحمد الله: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ بَعْضَ الطَّمَعِ فَقْرٌ، وَإِنَّ بَعْضَ الْيَأْسِ غِنًى، وَإِنَّكُمْ

تَجْمَعُونَ مَا لا تَأْكُلُونَ، وَتأْمُلُونَ مَا لا تُدْرِكُونَ، وَإِنَّكُمْ وَمَا تَأْمُلُونَ أثوبا فِيهِ مُؤَجَّلُونَ فِي دَارِ غُرُورٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ بَعْضَ الشُّحِّ شُعْبَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، فَأَنْفِقُوا خَيْرٌ لأَنْفُسِكُمْ، فَأَيْنَ أَصْحَابُ هَذِهِ الآيَةِ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} أَلا أَيُّهَا النَّاسُ اطْلُبُوا مَثَاوِيَكُمُ الَّتِي تَثْوُونَ فِيهَا، وَاقْدَعُوا فِيهَا هَذِهِ الْهَوَامَ قَبْلَ أَنْ تَقْدَعَكُمْ، أَلَا فَلا تُلْبِسُوا نِسَاءَكُمُ الْقَبَاطِيَّ، فَإِنَّهُ إِنْ لا يَكُنْ يَشِفُّ فَإِنَّهُ يَصِفُ، وَاعْلَمُوا وَاللهِ لَئِنْ كُنْتُمْ تَفْرَقُونَ مِنِّي، إِنِّي لأَفْرَقُ مِنْكُمْ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْفَلِتُ مِنْكُمْ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَ، وَإِنِّي لأَرْجُو إِنْ عُمِّرْتُ فِيكُمْ يَسِيرًا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِلَى قَرِيبٍ، أَنْ يَأْتِيَ امْرَأً مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَصِيبُهُ مِنْ مَالِ اللهِ وَفَيْءِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِهِ بِالتَّمَنِّي لَمْ يَعْمَلْ إِلَيْهِ لَيْلَةً، وَلَمْ يَنْصَبْ إِلَيْهِ يَوْمًا،

أَلا وَقَدْ عَرَفْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، فَمُرُوءَةُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ، وَكَرَمُهُ تَقْوَاهُ، وَالْجُرْأَةُ وَالْجُبْنُ غَرَائِزُ فِي الرِّجَالِ، فَيَفِرُّ الْجَبَانُ عَنْ أُمِّهِ، وَيُقَاتِلُ الْجَرِيءُ عَمَّنْ لا يَعْرِفُ وَلا يَئُوبُ إِلَى رَحْلِهِ، وَالْقَتْلُ حَتْفٌ مِنَ الْحُتُوفِ، يُصِيبُ الْبَرَّ وَالْفَاجِرَ، وَالشَّهِيدُ مَنِ احْتَسَبَ نَفْسَهُ وَمَالَهُ عَلَى اللهِِ، أَلا وَأَصْلِحُوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي أَمْوَالِكُمُ الَّتِي رَزَقَكُمُ اللهُ، فَإِنَّ إِقْلالا فِي رِفْقٍ، خَيْرٌ مِنْ إِكْثَارٍ فِي خَرَقٍ " 21 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَبَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ أَبُو شُرَيْحٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَذْكُرُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} ، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يَعْلِفُونَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ " 22 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، كَانَتْ لَهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، فَأَنْفَقَ دِرْهَمًا

لَيْلا، وَدِرْهَمًا نَهَارًا، وَدِرْهَمًا سِرًّا، وَدِرْهَمًا عَلانِيَةً " 23 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْح، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَن قَتَادَةُ، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} الآيَة قَالَ " هَؤُلَاءِ قَوْم أنفقوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِي افترض عَلَيْهِمْ فِي غير سرف وَلا إملاق وَلا بتذير وَلا فساد " 24 - حَدَّثَنَا عليّ بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثور، عَن ابْن جُرَيْج، عَن ابْن المسيب: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} ، قَالَ " الآيَة كلها فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وعثمان فِي نفقتهما أَوْ فِي جيش العسرة "

قوله جل وعز: {الذين يأكلون الربا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} 25 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، قَالَ: حَدَّثَني أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ، قَالَ: ذَلِكَ حِينَ يُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ " 26 - حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَن أشعث، عَن جعفر، عَن سَعِيد بْن جُبَيْر: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} قَالَ " يبعث يَوْم الْقِيَامَةِ مجنونا يخنق " 27 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} " يَوْم الْقِيَامَةِ فِي آكل الربا فِي الدنيا "

28 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَن ابْن حيَّان، فِي قوله: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} الآيَة، قَالَ " لا يقومون يَوْم الْقِيَامَةِ إلّا كَمَا يقوم المجنون الَّذِي يتخبطه الشيطان من الجنون، كذلك آكل الربا يعرف يَوْم الْقِيَامَةِ كَمَا يعرف المجنون فِي الدنيا " 29 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: [حَدَّثَنَا] أَحْمَد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا عليّ بْن عاصم، عَن دَاوُد بْن أبي هند، قَالَ " كَانَ لي جار يأكل الربا فمات، فرأيته فِي المنام كأنه قائم يخنق، فاضطرب حَتَّى سقط إِلَى الأرض ثُمَّ وثب، فَلَمَّا استوى قائما خنق، فاضطرب حَتَّى سقط إِلَى الأرض ثلاث مرات، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فلان، قَالَ: نعم وعهدي بِهِ صحيح، قُلْتُ: مَا شأنك؟ قَالَ: ريح الربا تأخذني كُلّ النَّهَار مرتين أَوْ ثلاثا 30 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ، والمس: الجنون

قوله جل وعز: {ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا}

31 - أَخْبَرَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَن أَبِي عُبَيْدة: {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ، المس من الشيطان والجن، وهُوَ اللمم وهُوَ مَا ألم بِهِ، وهُوَ الأولق والألس والزؤد، هَذَا كله من الجنون وقَالَ ابْن مسعود: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} الآيَة قَالَ: " ذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَةِ " وقَالَ قَتَادَةُ: " تِلْكَ علامة أَهْل الربا يَوْم الْقِيَامَةِ، بعثوا وبهم خبل من الشيطان " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} 32 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " لأَنْ أَزْنِيَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ زَنْيَةً أَحْقَبُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آكُلَ دِرْهَمًا رِبًا

قوله جل وعز: {فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى} الآية

يَعْلَمُ اللهُ أَنِّي أَكَلْتُهُ رِبًا " حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: 33 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جرير، عَن منصور، عَن أَبِي إِسْحَاق، عَن عُبَيْد بْن عُمَيْر، قَالَ " الكبائر سبع، فذكر إحداهن أكل الربا " قَالَ: قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، إِلَى قوله: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى} الآيَة 34 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن دَاوُد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ} ، " موعظته من ربه: الْقُرْآن "، {فَلَهُ مَا سَلَفَ} قَالَ: " لَهُ مَا أكل من الربا "

قوله جل وعز: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات}

35 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يوسف، قَالَ: قَالَ سُفْيان: " سمعنا فِي هَذَا الآيَة: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى} ، قَالَ: الْقُرْآن: {فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ} مغفورا لَهُ، {وَمَنْ عَادَ} ، من لم يتب من الربا حَتَّى يموت: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} " 36 - حَدَّثَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، عَن الأثرم، عَن أَبِي عُبَيْدة: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ} ، العرب تصنع هَذَا إِذَا بدأوا بفعل المؤنث قبله، {فَلَهُ مَا سَلَفَ} : مَا مضى " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} 37 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيَرْةَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ الصَّدَقَاتِ وَلا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلّا الطَّيِّبَ، وَيَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرْبِيهَا لِصَاحِبَهَا كَمَا يُرْبِي الرَّجُلُ مِنْكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ عِنْدَ اللهِ مِثْلُ أُحُدٍ،

وَذَلِكَ فِي كِتَابِِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} ، وقَالَ: {أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} " 38 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيَرْةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلا يَقْبَلُ اللهُ إِلّا طَيِّبًا، وَلا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلا طَيِّبٌ، إِلّا هُوَ يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ لَتَكُونُ مِثْلُ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ " 39 - حَدَّثَنَا عليّ بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثور، عَن ابْن جُرَيْج، عَن ابْن عَبَّاس، فِي قوله: " {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا} ، قَالَ: يَنْقُصُ الرِّبَا، {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} ، قَالَ: يَزِيدُ فِيهَا "

قوله جل وعز: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}

40 - أَخْبَرَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَان، عَن جويبر، عَن الضَّحَّاك، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} قفال " أما {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا} فإن الربا تربو فِي الدنيا وتكثر، ويمحقه الله فِي الآخرة وَلا يبقي لأهله مِنْهُ شَيْء، وأما قوله: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} فإِنَّ اللهَ يأخذها من المتصدق قبل أن تصل إِلَى المتصدق عَلَيْهِ، فما يزال الله عزَّ وجلَّ يربيها حَتَّى يلقى الله صاحبها ربه فيعطيها إياه، وتكون الصدقة فيما يربي الله التمرة أَوْ نحوها، فما يزال الله يربيها حَتَّى تكون مثل الجبل العظيم " 41 - أَخْبَرَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، عَن الأثرم، عَن أَبِي عُبَيْدة: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا} ، يذهبه كَمَا يمحق القمر، ويمحق الرَّجُل إِذَا انتقص ماله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} الآيَة 42 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَتِ الآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ

سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ فَتَلاهُنَّ عَلَى النَّاسِِ، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ " 43 - حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَاوَرْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيَرْةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ، أَهْوَنُهَا كَالَّذِي يَنْكِحُ أُمَّهُ " 44 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " آخِرُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةُ الرِّبَا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَلَمْ يُفَسِّرْهَا، فَدَعُوا الرِّبَا وَالرِّيبَةَ "

45 - حَدَّثَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَن محمد بْن إِسْحَاق، عَن يزيد بْن رومان، عَن عُرْوَة بْن الزبير، قَالَ " وَكَانَ من عظماء من بْن مخزوم بْن يقظة أَوِ ابْن فلان بْن مرة الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللهِ بْن محزوم: وَلَمَّا حضرت الوليد بْن الْمُغِيرَةِ الوفاة دعا بنية، وكانوا ثلاثة: هشام بْن الوليد، والوليد بْن الوليد، وخَالِد بْن الوليد، فَقَالَ: يَا بْني أوصيكم بثلاث فلا تضيعوا فيهن: دمي فِي خزاعة فلا تطلنه، والله إِنِّي لأعلم أنهم مِنْهُ برآء، ولكني أخشى أن تسبوا بِهِ بعد الْيَوْم، ورباي فِي ثقيف فلا تدعوه حَتَّى تأخذوه، وعقاري عِنْد أَبِي أزيهر الدوسي فلا يفوتنكم بِهِ " قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: فذكر لي بعض أَهْل العلم أن هَؤُلَاءِ الآيات نزلت فِي تحريم مَا بقي من الربا بأيدي النَّاسَ نزلت، فَقَالَ: طلب خَالِد بْن الوليد ذَلِكَ الربا: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إِلَى آخِرِ القصة فِيهَا

46 - حَدَّثَنَا عليّ بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَن ابْن جرج، عَن مجاهد، فِي قوله: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} قَالَ " كانوا فِي الجاهلية يدخل أَوْ يحل عَلَى الرَّجُل الدين، فيقول: لك كذا وكذا وتؤخر عَني، فيؤخر عَنْه " 47 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي عُمَر، قَالَ سُفْيان لمن عِنْده: " أي الربا هُوَ أربى؟ قَالَوا: أي شَيْء هُوَ؟ قَالَ: أن يكون للرجل عَلَى الرَّجُل دين فيأبيه، فيقول: ائتني حقي، فيقول: أزيدك وأخرني، فَهُوَ أربى الربا، قَالَ: وأشد الربا مَا نهى الله عَنْه" 48 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، قوله: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} الآيَة، قَالَ " نزلت فِي الْعَبَّاس بْن عَبْد المطَّلِب ورجل من بني الْمُغِيرَة، كَانَ شريكين فِي الجاهلية يسلفان فِي الربا إِلَى أناس من ثقيف، وهم بنو عَمْرو بْن عُمَيْر، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة فِي الربا، فَأَنْزَلَ اللهُ جل ثناؤه: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} .

قوله جل وعز: {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}

49 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوارث بْن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو، عَن الحَسَن، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} قَالَ " بقايا بقيت من الربا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} 50 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عزَّ وجلَّ: " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} ، فَمَنْ كَانَ مُقِيمًا عَلَى الرِّبَا لا يَنْزِعُ عَنْهُ، فَحَقٌّ عَلَى إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْتَتِيبَهُ، فَإِنْ نَزَعَ وَإِلا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ " 51 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} : اسْتَيْقِنُوا بِحَرْبٍ 52 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، قَالَ:

قوله جل وعز: {وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم} الآية

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لآكِلِ الرِّبَا: خُذْ سِلاحَكَ لِلْحَرْبِ، ثُمَّ قَرَأَ: {لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ} الآيَةُ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} الآيَة 53 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ} : فَتُرْبُونَ، {وَلا تُظْلَمُونَ} : فَتُنْقَصُونَ " 54 - حَدَّثَنَا محمد بْن عليّ الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَن قَتَادَةُ، قوله: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} " المال الَّذِي لَهُمْ عَلَى ظهور الرجال، جَعَلَ لَهُ رؤوس أمولهم لما نزلت هَذِهِ الآيَة، فَأَمَّا الربح والفضل فليس لَهُمْ أن يأخذوا مِنْهُ شيئا "

قوله جل وعز: {وإن كان ذو عسرة فنظرة}

55 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو عَبْد الرَّحْمَن، عَن أسباط، عَن السدي: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} " الَّتِي سلمتم وسقط الربا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ} 56 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} يَقُولُ: " برأس المال " 57 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَن جويبر، عَن الضحاك، قَالَ " لما أسلموا أمروا أن يأخذوا رؤوس أموالهم، فَقَالَ: من كَانَ معسرا فنظرة إِلَى مَيْسرة، وأن تصدقوا خير لَكُمْ، النظرة واجبة وخير الله الصدقة عَلَى النظرة 58 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن إِبْرَاهِيمَ، عَن سَعِيد بْن أَبِي عروبة، عَن قَتَادَةُ " {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ، برأس ماله 59 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَإِنْ كَانَ ذُو

قوله جل وعز: {وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون}

عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ، هَذَا فِي شَأْنِ الرِّبَا، وَأَنْ تَصَدَّقُوا بِهَا لِلْمُعْسِرِ فَتَتْرُكُوهَا لَهُ " وقَالَ الضَّحَّاك: أما قوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} " فَهُوَ فِي شأن الربا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلَى مَيْسَرَةٍ} 60 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، عَن إِسْرَائِيل، عَن جَابِر، عَن أَبِي جعفر: " وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ، قَالَ: الموت قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 61 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عليّ النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرازق، عَن الثَّورِي، عَن مُغِيرة، عَن إِبْرَاهِيم، فِي قوله عزَّ وجلَّ: وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ قَالَ " برأس المال "

قوله جل وعز: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية

62 - حَدَّثَنَا أَبِو يَحْيَى زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَن جويبر، عَن الضحاك، فِي قوله تبارك وتعالى فِي شأن الربا، فَقَالَ " لما أسلموا أمروا أن يأخذوا رؤوس أموالهم، فَقَالَ: " من كَانَ معسرا فنظرة إِلَى مَيْسرة، وأن تصدقوا خير لَكُمْ، النظرة واجبة، وخير الله الصدقة عَلَى النظرة، والصدقة لكل معسر، فَأَمَّا للموسر فلا، وكذلك كُلّ دين عَلَى مسلم " 63 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي: وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ يَقُولُ: " تصدقوا برؤوس أموالكم عَلَى الفقير خير لَكُمْ، فتصدق بِهِ الْعَبَّاس " وقَالَ قَتَادَةُ: " وأن تصدقوا بأصل المال خير لَكُمْ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} الآيَة 64 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ

قوله جل وعز: {يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى}

أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " آخِرُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} " 65 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَهَذَا حَدِيثُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " آخِرَ آيَةٍ نَزَلَتْ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} الآيَةُ، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَ نُزُولِهَا وَبَيْنَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدٌ وَثَمَانُونَ يَوْمًا " وَقَالَ السدي: " آخر آيَة نزلت {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} 66 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانٍ الأَعْرَجِ، عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنَّ السَّلَفَ الْمَضْمُونَ إِلَى أَجَلٍ أَنَّ اللهَ أَحَلَّهُ وَأَذِنَ فِيهِ، وَيَتْلُو: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} الآيَةَ " 67 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَشْهَدُ أَنَّ السَّلَفَ الْمَضْمُونَ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ بِكَيْلٍ مَعْلُومٍ، أَوْ وَزْنٍ مَعْلُومٍ، أَحَلَّهُ اللهُ وَأَذِنَ فِيهِ، أَمَا تَقْرَءُونَ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} ، فَسَوَاءٌ بَاعَ طَعَامًا إِلَى أَجَلٍ وَاكْتَتَبَ ذَهَبًا، أَوْ أَعْطَى ذَهَبًا إِلَى أجل واكتتب طعاما " 68 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْن يزيد المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن معاوية الفَزَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جويبر بْن سَعِيد، عَن الضَّحَّاك، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} " فما كَانَ من بيع إِلَى أجل مسمى صغير أَوْ كبير، فإِنَّ اللهَ قَدْ أمر فِيهِ بالْكِتَاب والبينة إِلَى أجله، وقَالَ: {وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ}

69 - حَدَّثَنَا عليّ بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثور، عَن ابْن جُرَيْج: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ} الآيَة، قَالَ " فمن داين فليكتب ومن بايع فليشهد 70 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} ، فَأَمَرَ بِالشَّهَادَةِ بَيْنَهُمْ عِنْدَ الْمُكَاتَبَةِ، لِكَيْ لا يَدْخُلَ فِي ذَلِكَ جُحُودٌ وَلا نِسْيَانٌ، فَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ عَلَى ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ عَصَى " 71 - حَدَّثَنَا أَبُو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَة، عَن فراس، عَن الشَّعْبي، عَن أَبِي بُردَة بْن أَبِي مُوسَى " ثلاثة يدعون الله وَلا يستجاب لَهُمْ: رَجُل كَانَ لَهُ دين عَلَى رَجُل فلم يشهد " وذكر الحديث 72 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَن ليث، عَن مجاهد، عَن ميمون أَبِي عَمْرو الْأَزْدِيّ، قَالَ " ثلاثة لا يستجاب لَهُم: رَجُل دان دينا إِلَى أجل فلم يشهد عَلَيْهِ " وذكر بقية الحديث

قوله جل وعز: {وليكتب بينكم كاتب}

73 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِو الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا حمَّاد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي نجيح، عَن مجاهد، قَالَ " ثلاثة لا يستجاب لَهُمْ دعوة: رَجُل باع ولم يشهد ولم يكتب " وذكر بقية الحديث 74 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: تَلا: " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، حَتَّى بَلَغَ: فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} ، قَالَ: هَذِهِ نَسَخَتْ مَا قَبْلَهَا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ} 75 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} قَالَ " بالحق 76 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَن ابْن حيَّان، فِي قوله: {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} قَالَ " أمر الكاتب أن يكتب بينهما بالعدل

77 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَن ابْن أَبِي نجيح، عَن مجاهد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ} قَالَ " واجب عَلَى الكاتب أن يكتب 78 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاج، عَن ابْن جُرَيْج، قَالَ: قُلْتُ يعني لعطاء " {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ} أواجب أن لا يأبى أن يكتب، قَالَ: نعم " قَالَ: وقلت لعطاء: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} قَالَ: " هُمْ الَّذِين قَدْ شهدوا، وَلا يضر إنسانا إن لم يشهد إن شاء " قَالَ ابْن جُرَيْج: قلت لعطاء: فما شأنه إِذَا دعي إِلَى أن يكتب، وجب عَلَيْهِ أن لا يأبى، وإذا دعي ليشهد لم يجب عَلَيْهِ أن يشهد إن شاء؟ قَالَ: " كذلك يجب عَلَى الكاتب أن يكتب، وَلا يجب عَلَى الشاهد أن يشهد إن شاء ، الشهود كثيرة

قوله جل وعز: {ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ} 79 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا الخفاف، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، عَن إِسْرَائِيل، عَن جَابِر، عَن عامر، وعطاء {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ} قالا: " إِذَا لم يجدوا كاتبا يكتب لَهُمْ ودعيت، فلا تأب أن تكتب لَهُمْ 80 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ} قَالَ " إن كَانَ فارغا قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ} 81 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، وحدثت عَن ابْن حيَّان، فِي قوله: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} قَالَ " يعني الَّذِي قبله الحق قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} 82 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْح بْن عُبَادةُ،

فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى قوله: وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَن قَتَادَةُ، يَقُولُ: " لا يكتم مِنْهُ شيئا، اتقى الله شاهد فِي شهادته، لا ينقص مِنْهَا حق، وَلا يزيد فِيهَا باطلا، اتقى الله كاتب فِي كتابته، لا يدعن مِنْهُ حقا، وَلا يزيدن فِيهِ باطلا 83 - أَخْبَرَنَا عَلَى بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَن أَبِي عُبَيْدة: {وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} ، لا تبخسني حقي قَالَ فِي مثل: تحسبها حمقاء وهي باخسة أي ظالمة 84 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَن ابْن حيَّان، فِي قوله: {وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} يَقُولُ: " لا ينقص مِنْهُ شيئا "

قوله عز وجل: {فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} 85 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} قَالَ " السفيه: الصغير، والضعيف: الأحمق " 86 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يزيد، عَن جويبر، عَن الضَّحَّاك، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} قَالَ " هُوَ الصبي الصغير، أَوْ ضعيف فِي عقله، لا يعبر عَن نفسه " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ} 87 - حَدَّثَنَا عَلَى بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَن ابْن جُرَيْج، قَالَ: أخبرني بعض أَهْل المدينة، أن ابْن المسيّب، كَانَ يَقُولُ: " فليملل وليه الَّذِي لَهُ الحق " 88 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَن ابْن حيَّان، فِي قوله: {أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} " يعني بالولي: طَالِب الحق

قوله عز وجل: {بالعدل}

89 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، عَن الفراء، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} ، قَالَ: معناه وُلَّي الدين، يعني طالبه، وقد تكون هَذِهِ الهاء لولي المطلوب " قَالَ أَبُو عُبَيْد: " يعني إن كَانَ المطلوب سفيها أَوْ ضعيفا، كَانَ وليه القائم بذلك مكانه " 90 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يوسف، عَن سُفْيان، عَن يونس، عَن الحَسَن، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} " بالحق " قَالَ: " وُلَّي اليتيم الَّذِي يجوز عَلَيْهِ أمره، يدون عَلَى اليتيم الحق، فَهُوَ وليه بالعدل، هُوَ الَّذِي يمل بالحق " 91 - حَدَّثَنَا عليّ بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَن ابْن جُرَيْج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ قَالَ " كُنَّا نقول: وُلَّي السفيه والضعيف " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بِالْعَدْلِ} 92 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ قَالَ " بالحق "

قوله عز وجل: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} 93 - حَدَّثَنَا عليّ بْن الحَسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَن سُفْيان، عَن ابْن أَبِي نجيح، عَن مجاهد، فِي هَذَا الآيَة: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} قَالَ " من الأحرار " 94 - حَدَّثَنَا أَبُو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَن سَعِيد، عَن قَتَادَةُ، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ إِلَى قوله وَامْرَأَتَانِ} " يعلم الله أن بينكم حقوقا، فأخذ لبعضكم من بعض بالثقة، فخذوا بثقة الله، فإنه أطوع لربكم وأدرك لأموالكم، ولعمري لئن كَانَ تقيا لا يزيده الْكِتَاب إلّا خيرا، ولئن كَانَ فاجرا ليخش الله " 95 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} ، قَالَ: كَانَ إِذَا بَاعَ بِالنَّقْدِ أَشْهَدَ وَلَمْ يَكْتُبْ "

قوله عز وجل: {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان}

قَالَ مُجَاهِدٌ: " وَإِذَا بَاعَ بِالنَّسِيئَةِ كَتَبَ وَأَشْهَدَ 96 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن، عَن إِسْرَائِيل، عَن منصور، عَن مجاهد، قَالَ " كَانَ أَهْل مكَّةَ وأهَلِ المدينة لا يجيزون شهادة العبد " 97 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام، عَن عَبْد الملك، عَن عطاء، قَالَ " لا تجوز شهادة العبد 98 - حَدَّثَنَا أَبُو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَن زَكَرِيَّا، عَن الشَّعْبي " لا تجوز شهادة امْرَأَة وعَبْد فِي حد " 99 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: " قَدْ قَبِلَهَا قَوْمٌ عُلَمَاءٌ يُقْتَدَى بِهِمْ، مِنْهُمْ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَغَيْرُهُمَا، يُحَدَّثُونَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، " عَنْ شَهَادَةِ الْعَبْدِ، فَقَالَ: جَائِزَةٌ إِذَا كَانَ عَدْلا " 100 - حَدَّثَنَا أَبُو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأنصَارِيّ، عَن أشعث، عَن مُحَمَّد، عَن شُرَيْح، " أَنَّهُ كَانَ يجيز شهادة العبيد قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} 101 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا عليّ بْن معبد، قَالَ: وأَبُو المليح عِنْده سئل الزُّهْرِيّ " هَلْ تجوز شهادة النِّسَاء؟ قَالَ: تجوز فيما ذكر الله عزَّ وجلَّ من الدين، وَلا تجوز فِي غير ذَلِكَ "

102 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن، عَن سُفْيان، عَن ثور، عَن مكحول، قَالَ " لا تجوز شهادة النِّسَاء إلّا فِي الدين " 103 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام، عَن حَجَّاج، عَن عطاء " أجاز شهادة النِّسَاء فِي النكاح " قَالَ أَبُو عُبَيْد: " وهذا قول أَهْل العراق، يرون شهادة النِّسَاء جائزة فِي النكاح والعتاق والطلاق وكل شَيْء، إِذَا كَانَ معهن رَجُل سوى الحدود والقصاص " 104 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سبرةَ أَنَّ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، أَخْبَرَهُ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لا تَجُوزُ شَهَادَةُ النِّسَاءِ وَحْدَهُنَّ، إِلّا عَلَى مَا لا يَطِّلِعُ عَلَيْهِ إلّا هُنَّ مِنْ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ حَمْلِهِنَّ وَحَيْضِهِنَّ " 105 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَن عَبْد الملك، عَن عطاء، قَالَ " تجوز شهادة النِّسَاء فِي الاستهلال، وَلا يجوز فِي ذَلِكَ أقل من أربع " 106 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ: " أَمَّا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَأَهْلُ الْحِجَازِ، فَإِنَّهُمْ يُجِيزُونَ فِي ذَلِكَ شَهَادَةَ الْمَرْأَتَيْنِ "

قوله عز وجل: {ممن ترضون من الشهداء}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} 107 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللهِ بْن إدريس، عَن أَبِيهِ، عَن الأعمش، عَن إِبْرَاهِيم، فِي قوله: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} " الَّذِي لم يعلم، أَوْ ير لَهُ حرابة " 108 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: " سَأَلَ عُمَرُ، عَنْ رَجُلٍ، فَقَالُوا: لا نَعْلَمُ إِلّا خَيْرًا، قَالَ: حَسْبُكَ " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} 109 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا يزيد بْن زريع، عَن يونس، عَن الحَسَن، فِي هَذِهِ الآيَة: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} قَالَ: أن تنسى قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} 110 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا مجاهد بْن مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ ابْن عيينة، يَقُولُ: " حفظت الحديث منذ خمس وسبعين سنة، وقد نسيت، ولكن إِذَا ذكرت ذكرت، هُوَ مثل قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {فَتُذَكِّرَ

قوله جل وعز: {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا}

إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} لو قِيلَ لي: هَذَا فلان ثُمَّ لم يكن هُوَ، لقلت: لا، ولو قِيلَ: هُوَ خلفك فالتفت فنظرت إِلَيْهِ، لقلت: نعم، فهذا لَيْسَ هُوَ هَذَا 111 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْدة، قَالَ: حَدَّثتُ عَن سُفْيان بْن عُيَيْنَة، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ تأويل قوله: {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} من الذكر بعد النسيان، إِنَّمَا هُوَ من الذكر، يعني أنها إِذَا شهدت مَعَ الأخرى صارت شهادتها كشهادة الذكر قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} 112 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} ، يَعْنِي: مَنِ احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَهِدَ عَلَى شَهَادَةٍ، فَلا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْبَى إِذَا مَا دُعِيَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ هَذَا: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} ، الإِضْرَارُ: أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ وَهُوَ عَنْهُ غِنَيٌّ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَكَ أَنْ لا تَأْبَى "

113 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علية، عَن يونس، عَن الحَسَن، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} قَالَ " إِذَا ابتدئ ليشهد، وإذا دعي ليقيمها 114 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرازق، عَن مَعْمَر، عَن قَتَادَةُ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} قَالَ " لا تأب أن تشهد إِذَا مَا دعيت إِلَى الشهادة 115 - حَدَّثَنَا أَبُو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا هناد بْن السري، عَن وكيع، عَن عمران بْن حدير، قَالَ: قُلْتُ لأبي مِجْلَز: إِنِّي أدعى إِلَى الشهادة وأنا أكره، قَالَ " دع مَا تكره، ولكن إِذَا شهدت ودعيت فأجب " 116 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشيم، عَن أَبِي عامر المُزَني، قَالَ: سَمِعْتُ عطاء، يَقُولُ: " ذَلِكَ فِي إقامة الشهادة

117 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشيم، عَن يونس، عَن عِكْرِمة، أَنَّهُ قَالَ: " ذَلِكَ إقامة الشهادة، وَلا يأب الشهداء إِذَا مَا دعو إِلَى إقامتها 118 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى محمد بْن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلم بْن قتيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيك، عَن سالم الأفطس، عَن سَعِيد بْن جُبَيْر، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} قَالَ " الَّذِي معه الشهادة 119 - حَدَّثَنَا عليّ بْن الحُسَن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَن سُفْيان، عَن ابْن أَبِي نجيح، عَن مجاهد، فِي هَذِهِ الآيَة: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} قَالَ " إِذَا كَانَ قَدْ أشهد فلا يأبى 120 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل، عَن ليث، عَن مجاهد، فِي قوله: {وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} قَالَ " إِذَا كانت عندك شهادة فأقمها، فَأَمَّا إِذَا دعيت لتشهد، فإن شئت فاذهب، وإن شئت فلا تذهب

جل وعز: {ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ} 121 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى ابْن آدم، عَن شَرِيك، فِي قوله: {وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ} قَالَ " الحق قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} 122 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: قَالَ سُفْيان، فِي قوله: " {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} : أعدل عَند الله " 123 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} قَالَ " أعدل عَند الله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ} 124 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن دَاوُد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: قَالَ سُفْيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ} : أثبت للشهادة "

قوله جل وعز: {وأدنى ألا ترتابوا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا} 125 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرو، عَن أسباط، عَن السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا} قَالَ " أن لا تشكوا فِي الشهادة 126 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: قَالَ سُفْيان، " فِي قوله: {وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا} ، قَالَ: أن لا تشكوا " قوله عزَّ وجلَّ: {إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} 127 - حَدَّثَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِو يَحْيَى بْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن معاوية، عَن جويبر، عَن الضَّحَّاك: {إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا} قَالَ " وهذا بيع اليد باليد، فلا جناح عَلَيْكُمْ أن لا تكتبوها، ولكن أشهدوا عليها إِذَا تبايعتم بِهَا، فأمر الله بالبيع الحاضر أن يشهد عَلَيْهِ مَا كَانَ من قليل أَوْ كثير

قوله جل وعز: {وأشهدوا إذا تبايعتم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} 128 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانُ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} ، قَالَ: صَارَ الأَمْرُ إِلَى الأَمَانَةِ " قوله: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} 129 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَان التَّيْمي، قَالَ: سَأَلت الحَسَن عنها، فَقَالَ " إن شاء أشهد وإن شاء لم يشهد، أَلا تسمع قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} 130 - حَدَّثَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْن زيد، عَن أيّوب، فِي هَذِهِ الآيَة: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} قَالَ " هُوَ بالخيار 131 - حَدَّثَنَا عليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاج، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَن دَاوُد، عَن الشَّعْبي: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} قَالَ " إن شاء أشهد، وإن شاء لم يشهد

132 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: وَقَالَ عطاء فِي قوله: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} " عَلَى الدرهم والنصف درهم 133 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، عَنْ سفيان، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} قَالَ " إِذَا كَانَ نسيئة كتب، وإذا كَانَ نقدا أشهد 134 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد بْن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُل، " أن جَابِر بْن زيد اشترى سوطا فأشهد وقَالَ: قَالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} 135 - حَدَّثَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَان، عَن جويبر، عَن الضَّحَّاك: {تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا} قَالَ " هَذَا بيع اليد باليد، فلا جناح عَلَيْكُمْ أن لا تكتبوها، ولكن أشهدوا عليها إِذَا تبايعتم بِهَا، فأمر الله عزَّ وجلَّ بالبيع الحاضر أن يشهد عَلَيْهِ مَا كَانَ من قليل أَوْ كثير "

قوله جل وعز: {ولا يضار كاتب ولا شهيد}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} 136 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي هَذَا الآيَةِ: " {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} ، قَالَ: يَأْتِي الرَّجُلُ الرَّجُلَيْنِ فَيَدْعُوهُمَا إِلَى الْكِتَابِ وَالشَّهَادَةِ، فَيَقُولانِ: إِنَّا عَلَى حَاجَةٍ، فَيَقُولُ: إِنَّكُمَا قَدْ أُمِرْتُمَا أَنْ تُجِيبَا، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُضَارَّهُمَا " 137 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيان، عَن عَمْرو، عَن عِكْرِمة، أن عمرا قرأ: " {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} ، قَالَ سُفْيان: هُوَ الرَّجُل يأتي الرَّجُل فيقول: لا أريد إلّا أنت لينظر غيره، والشهيد أن يأتي الرَّجُل ليشهده، فيقول: أنَاَ مشغول فانظر غيري، فلا يضاره، فيقول: لا أريد غيرك ليشهد غيره " 138 - حَدَّثَنَا عليّ بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ منهال، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَن يونس، قَالَ عِكْرِمة: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} قَالَ " لا يضار، يَقُولُ لَهُ: تعال فاشهد، وهُوَ يجد عَنْه مندوحة " وقَالَ الكلبي مثل ذَلِكَ

139 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاج، عَن ابْن جُرَيْج، قَالَ: أخبرني ابْن كثير، عَن مجاهد، أَنَّهُ كَانَ يقرأ: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} وأنه كَانَ يَقُولُ فِي تأويلها: " ينطلق الَّذِي لَهُ الحق فيدعو كاتبه أَوْ شاهده إِلَى أن يشهد لَهُ، ولعله أن يكون فِي شغل لَهُ أَوْ حاجة، ليؤثمه أن يرد ذَلِكَ حينئذ لشغله أَوْ حاجته " 140 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرازق، عَن مَعْمَر، عَن ابْن طاووس، عَن أَبِيهِ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} " إِذَا دعي الرَّجُل وله حاجة 141 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلَى بْن عمران، عَن عُبَيْد بْن سُلَيْمَان، عَن الضَّحَّاك: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} " فإنه الرَّجُل يدعو الكاتب أَوِ الشاهد وهما فِي حاجة مهمة، فيقول الشاهد أَوِ الكاتب: إنا نطلب طلبة وحاجة لَنَا فالتمس غيرنا، فيقول لهما الَّذِي يدعوهما: إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدْ أمركما أن تجيبا الشهادة والْكِتَاب، فلا يحل لكما أن تتركا ذَلِكَ، فيضارهما بذلك، فأمر أن لا يضارهما، وأن يتركهما لحاجتهما، وذلك الضرار وأما لا يضارر فهي قراءة ابْن مسعود

142 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَن ابْن حيَّان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} قَالَ " هُوَ الرَّجُل يدعو الكاتب أَوِ الشاهد ولهما حاجة، فيطلب طلبه، فيقولا: التمس غيرنا، فيقول: قَدْ أمركما الله أن تشهدا وتكتبا، ليضارهما بذلك، فأمره الله عزَّ وجلَّ أن لا يضار الكاتب وَلا الشاهد، ويلتمس غيرهما، قَالَ: فإن لم تفعلوا {فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} 143 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاج، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَن يونس، عَن الحَسَن: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} قَالَ " لا يضار الكاتب فيكتب غير الحق، وَلا يضار الشهيد فيشهد بغير الحق 144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عليّ النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَن مَعْمَر، عَن قَتَادَةُ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} قَالَ " لا يضار كاتب فيكتب مَا لم يملل عَلَيْهِ، وَلا شهيد فيشهد بما لم يشهد 145 - حَدَّثَنَا محمد بْن عليّ النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَن ابْن جُرَيْج، عَن عطاء، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} قَالَ " أن يؤديا مَا قبلهما

146 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن معاوية، قَالَ: حَدَّثَنَا جويبر، عَن الضَّحَّاك، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} " نسخت {وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} 147 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} ، يَعْنِي: بِالْفُسُوقِ الْمَعْصِيَةَ " 148 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَن أَبِي عُبَيْدة: {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} ، الفسوق: المعصية فِي هَذَا الموضع 149 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَن ابْن حيَّان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} يَقُولُ: " إن لم تفعلوا مَا أمرتكم بِهِ فِي آيَة الدين، فإنه إثم بِكُمْ ومعصية تركبونها " قَالَ سُفْيان: {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} " معصية

قوله جل وعز: {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا} 150 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قرأ: " {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا} ، قَالَ: قَدْ يُوجَدُ الْكَاتِبُ وَلا يُوجَدُ الْقَلَمُ وَالدَّوَاةِ وَلا الصَّحِيفَةِ " 151 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ هَارُونَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا كِتَابًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ " فَقَدْ وُجِدَتِ الدَّوَاةُ وَالصَّحِيفَةُ، فَإِنَّمَا هِيَ كِتَابٌ وَلَيْسَتْ كَاتِبًا، فَإِذَا قُلْتَ: كَاتِبًا فَقَدْ جَمَعْتَ الْكِتَابَ وَالْكَاتِبَ 152 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن الحَكَم بْن إبان، قَالَ: حَدَّثَني أَبِي، عَن عِكْرِمة، فِي قوله: " {وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا} ، قَالَ: لَيْسَ يعني بِهِ الْكِتَاب، قَالَ ابْن عَبَّاس: الْكِتَاب كثير ولكن يعني القرطاس والدواة

قوله جل وعز: {فرهان مقبوضة}

153 - حَدَّثَنَا عليّ، عَن أَبِي عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمَ، عَن ابْن نجيح، عَن مجاهد، أَنَّهُ قرأها: " فإن لم تجدوا كتابا " وقَالَ: " قَدْ يوجد الكاتب وَلا توجد الصحيفة " 154 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقْرَأُهَا: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا كِتَابًا، قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: " قَدْ تُوجَدُ الدَّوَاةُ وَلا تُوجَدُ الصَّحِيفَةِ، وَرُبَّمَا وُجِدَ الْكَاتِبُ وَلا تُوجَدُ الصَّحِيفَةُ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} 155 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى، قَالَ: قرأت عَلَى شَرِيك، عَن سالم الأفطس، عَن سَعِيد بْن جُبَيْر، قَالَ: لا يكون الرهن إلّا مقبوضا، ثُمَّ قرأ: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} 156 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللهِ بْن يزيد المقرئ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن معاوية، عَن جويبر، عَن الضَّحَّاك: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} " يعني

بذلك أن لا يصلح إن كَانَ بيع فِي سفر، إِذَا وجد كتابا أن يأخذ رهنا، ولكن ليكتب حقه إِلَى أجله قَالَ: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ} : {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فإنه يكتب ويشهد وَلا يأخذ رهنا إِذَا وجد كتابا كتب كَمَا قَالَ اللهُ فِي كفارة اليمين: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ} وكما قَالَ فِي موضع آخر: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} فهذا يشبه بعضه بعضا، وآية الدين حَكَم حكمه الله وفصله وبينه، فليس لأحد أن يخير فِي حَكَم الله 157 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَن جُوَبْير، عَن الضَّحَّاك، قَالَ: مَا كَانَ من بيع حاضر أمر الله أن يشهدوا، وَمَا كَانَ من بيع إِلَى أجل مسمى أمر الله أن يكتب ويشهد عَلَيْهِ وذلك فِي المقام، فَإِذَا كَانَ فِي السفر فتبايعوا ولم يجدوا كتابا، يعني بالْكِتَاب إِذَا وجدوا الصحيفة والْكِتَاب والدواة، فإن لم يجدوا {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} يَقُولُ: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} وليأمن بعضكم بعضا

قوله جل وعز: {فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته}

158 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبدة، قَالَ: حَدَّثَنَا حمَّاد بْن زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي نجيح، عَن عطاء، أَنَّهُ " كَانَ لا يرى بأسا بالرهن والقبيل فِي السلف " وكره ذَلِكَ مجاهد وَقَالَ: " يكره الرهن إلّا فِي السفر قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} 159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عليّ النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَن الثَّورِي، وابن عُيَيْنَة، عَن ابْن شُبْرمةُ، عَن الشَّعْبي، فِي قوله: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} " لا بأس إِذَا أمنته أَلا تكتب وَلا تشهد قَالَ ابْن عُيَيْنَة: قَالَ الشعبي: " إِلَى هَذَا انتهى {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} 160 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أخبرني العلاء بْن المسيب، أنَه سَمِعَ الحَكَم، يَقُولُ: " نسخت هَذِهِ الشهود

قوله جل وعز: {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} 161 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَزَلَتْ فِي الشَّهَادَةِ: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} " 162 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلم بْن قتيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا فضيل، عَنْ عطية: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} قَالَ " بعد مَا يشهد قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} 163 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَعَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قَالا: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: " {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي كِتْمَانِ الشَّهَادَةِ وَإِقَامَتِهَا " ورواه نصر بْن عليّ عَن معتمر، عَن أَبِيهِ، عَن يزيد بْن أَبِي زياد، عَن مجاهد، عَن ابْن عَبَّاس

164 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: سئل دَاوُد بْن أَبِي هند، عَن قوله: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} الآيَة، فحَدَّثَنِي دَاوُد، عَن عِكْرِمة، قَالَ " هِيَ فِي الشهادة إِذَا كتمها 165 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} ، فَإِنَّهَا لَمْ تُنْسَخْ، وَلَكِنَّ اللهَ إِذَا جَمَعَ الْخَلائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: إِنِّي أُخْبِرُكُمْ بِمَا أَخْفَيْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِمَّا لَمْ يَطَّّلِعْ عَلَيْهِ مَلائِكَتِي، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيُخْبِرُهُمْ وَيَغْفِرُ لَهُمْ مَا حَدَّثُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَهُوَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} ، يَقُولُ: يُخْبِرْكُمْ، فَأَمَّا أَهْلُ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ فَيُخْبِرُهُمْ بِمَا أَخْفَوْا مِنَ التَّكْذِيبِ، وَهُوَ قوله: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ، وَهُوَ قوله: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} " 166 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن علية، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن نجيح، عَن مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} قَالَ " من الشك واليقين

167 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمَيَّةَ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ، " عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} و {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} ، فَقَالَتْ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ هَذِهِ مُتَابَعَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْعَبْدِ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْحُمَّى وَالنَّكْبَةِ وَالشَّوْكَةِ، حَتَّى الْبِضَاعَةُ يَضَعُهَا الرَّجُلُ فِي كُمِّهِ فَيَفْقِدُهَا، فَيَفْزَعُ لَهَا فَيَجِدُهَا فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا يَخْرُجُ التَّبْرُ الأَحْمَرُ مِنَ الْكِيرِ " 168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} ، قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْهَا مِنْ شَيْءٍ، قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا، قَالَ: فَأَكْفَأَ اللهُ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ، قَالَ: فَأَنَزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} ، الآيَةَ: {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا الآيَةَ، إِلَى قوله: أَوْ أَخْطَأْنَا} ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، {

رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} ، قَالَ: فَعَلْتُ {وَاعْفُ عَنَّا إِلَى قوله: فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ " 169 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَقَرَأَ: " {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِلَى قوله: وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، فَبَكَى فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: يَابْنَ عَبَّاسٍ، كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ آنِفًا، فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ فَبَكَى، فَقَالَ أَيَّةُ آيَةٍ؟ فَقْلُتُ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِلَى قوله: وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، فَضَحِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللهُ ابْنُ عُمَرَ، أَوَ مَا يَدْرِي فِيمَ أُنْزِلَتْ وَكَيْفَ أُنْزِلَتْ؟ إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ حِينَ أُنْزِلَتْ غَمَّتْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: يَا رَسُولََ اللهِ، هَلَكْنَا إِنْ كُنَّا نُؤَاخَذُ بِمَا تَكَلَّمْنَا وَمَا نَعْمَلُ، فَأَمَّا قُلُوبُنَا فَلَيْسَتْ بِأَيْدِينَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْه وَسَلَّمَ: قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، فَقَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الآيَةُ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى قوله لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} ، فَتَجَوَّزَ لَهُمْ عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ وَأُخِذُوا بِالأَعْمَالِ " 170 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،

عَنْ أَبِي هُرَيَرْةَ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ} الآيَةُ، اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الصَّحَابَةِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْعَمَلِ مَا نُطِيقُ: الصَّلاةُ وَالصَّيَامُ وَالْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ هَذَهِ الآيَةَ وَلا نُطِيقُهَا، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِي إِثْرِهَا: {آمَنَ الرَّسُولُ} الآيَةَ، فَلَمَّا قَالُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللهُ، فَأَنْزَلَ الله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَى: مَا اكْتَسَبَتْ} ، فَصَارَ لَهُ مَا كَسَبَ مِنْ خَيْرٍ، وَعَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ مِنْ شَرٍّ، قَالَ: فَنَسَخَتْ هَذِهِ مَا كَانَ قَبْلَهَا، قَالُوا: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} ، إِلَى آخِرِ الآيَةِِ " 171 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بْن منهال، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ سيار أبي الحكم ، عَنْ الشعبي، عَنْ أبي عبيدة بْن عَبْد اللهِ بْن مسعود، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} ، قَالَ: نسختها الآيَة الَّتِي بعدها: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} "

قوله جل وعز {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}

وَقَالَ الحسن " نسختها: {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} " وَقَالَ قتادة وإبراهيم مثل ذَلِكَ قوله جَلَّ وَعَزَّ {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} 172 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: قَالَ سفيان فِي قوله: " {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} ، قَالَ: يغفر لمن يشاء بالكبير، {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} بالصغير " قوله جَلَّ وَعَزَّ {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} 173 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ موسى بْن عبيدة، عَنْ خالد بْن زيد، عَنْ محمد بْن كعب القرظي، قَالَ " مَا بعث الله من نبي وَلا أرسل مِنْ رَسُولِ أنزل عَلَيْهِ الْكِتَاب، إِلا أنزل عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَة: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} كانت الأمم تأبى عَلَى أنبيائها

قوله جل وعز: {كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} الآية

ورسلها، ويقولون: نؤاخذ بما نحدث بِهِ أنفسنا ولم تعمله جوارحنا، فيكفرون ويضلون، فَلَمَّا نزلت عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشتد عَلَى المسلمين مَا اشتد عَلَى الأمم قبلهم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ نؤاخذ بما نحدث بِهِ أنفسنا، ولم تعمله جوارحنا، فَقَالَ: " نعم، اسمعوا وأطيعوا، واطلبوا إِلَى ربكم "، فذلك قوله جَلَّ وَعَزَّ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى قوله: غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} قَالَ: فوضع الله عَزَّ وَجَلَّ عنهم حديث الأنفس، إِلا مَا عملت الجوارح {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} الآيَة 174 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن داود، قَالَ: حَدَّثَنَا البسطامي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الصمد، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سويد، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن يعمر يقرأ " والمؤمنون كُلّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا يفرق بين أحد من رسله " يقول: " كُلّ آمن كُلّ لا يفرق 175 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ إِلَى قوله: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} قَالَ " هَذَا قول قاله الله عَزَّ وَجَلَّ، وقول

قوله جل وعز: {غفرانك ربنا وإليك المصير}

النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقول الْمُؤْمِنِينَ، فأثنى الله عَلَيْهِمْ لما علم أمر إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله " {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} يعني: " لا يكفرون بما جَاءَ بِهِ الرَّسُول وَلا يكذبونه، وَلا يفرقون بين أحد منهم قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} 176 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} يقولون " سمعنا للقرآن الَّذِي جَاءَ مِنَ اللهِ "، {وَأَطَعْنَا} : " أقروا عَلَى أنفسهم بطاعته، أن يطيعوه فيما أمرهم بِهِ ونهاهم عنه 177 - قوله جَلَّ وَعَزَّ: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللهِ: " {آمَنَ الرَّسُولُ إِلَى قوله: غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} ، قَالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ، {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} "

قوله جل وعز {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}

178 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {غُفْرَانَكَ} : مغفرتك، أي: اغفر لَنَا " 179 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} " علمهم الله كيف يدعونه، فهذا دعاء دعا بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستجاب الله بِهِ، والمؤمنون دعوا فاستجاب لَهُمْ " قوله جَلَّ وَعَزَّ {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} 180 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} ، قَالَ: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ، قَالَ اللهُ: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ، وَقَالَ: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} ، وَقَالَ: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} "

قوله جل وعز: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}

181 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} قَالَ " إِلا مَا يطيق 182 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: غَيْرُ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} ، أَيْ: إِنَّكُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَمْتَنِعُوا مِنَ الْوَسْوَسَةِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} 183 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ موسى بْن عبيدة، عَنْ خالد بْن زيد، عَنْ محمد بْن كعب القرظي، {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} " لها مَا كسبت من خير، وعليها مَا اكتسبت من شر 184 - حَدَّثَنَا عَلَى بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: " لها مَا كسبت من الخير، وعليها مَا اكتسبت من الشر لنفسها " وَقَالَ السدي {مَا اكْتَسَبَتْ} " مَا عملت من خير، وعليها مَا عملت من شر "

قوله جل وعز {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} 185 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ " 186 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ: " {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} ، قَالَ: لا أُؤَاخِذُكُمْ {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} ، قَالَ: لا أُحَمِّلُكُمْ مَا لا طَاقَةَ لَكُمْ بِهِ، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا إِلَى قوله: الْكَافِرِينَ} ، قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ، وَغَفَرْتُ لَكُمْ، وَرَحِمْتُكُمْ، وَنَصَرْتُكُمْ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ "

قوله جل وعز {ربنا ولا تحمل علينا إصرا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} 187 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {إِصْرًا} ، قَالَ: عَهْدًا " 188 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَالَ " لا تحمل عَلَيْنَا عهدا " {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} يقول: " كَمَا غلظ عَلَى الذين من قبلنا 189 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، {إِصْرًا} ، الإصر: الثقل، كُلّ شَيْء عطفك عَلَى شَيْء من عهد أَوْ رحم فقد أصرك عَلَيْهِ " وَهُوَ الأصر مفتوحة، فمن ذَلِكَ قوله: " لَيْسَ بيني وبينك آصرة رحم تأصرني عَلَيْكَ " 190 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك: {إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَالَ " من الميثاق مَا حملتهم

قوله جَلَّ وَعَزَّ {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} 191 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} " اليهود والنصارى فلم يقوموا بِهِ فأهلكتهم " 192 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} يقول: " كَمَا غلظ عَلَى الذين من قبلنا قوله جَلَّ وَعَزَّ {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} 193 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} " من التغليظ والأغلال الَّتِي كانت عَلَيْهِمْ من التحريم 194 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قَالَ " مسخ القردة والخنازير

قوله جل وعز: {فانصرنا على القوم الكافرين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا} 195 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله: {وَاعْفُ عَنَّا} يقول: " عافنا من ذَلِكَ، ثُمَّ دعوا ربهم، فَقَالُوا: {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} الآيَة قَالَ جبريل: قَدْ فعل قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} 196 - حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بْن عَبْد الوهاب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ أبي إِسْحَاق: " أن معاذا كَانَ إذا فرغ من قراءة هَذِهِ السورة: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قَالَ: آمين "

سورة آل عمران

سورة آل عمران قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} 197 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنِي مجاهد بْن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن بكر بْن حبيب السهمي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن أبي عروبة، عَنْ قتادة، " أن الَّذِي نزل بالمدينة من الْقُرْآن البقرة، وآل عمران "، وذكر بقية الحديث 198 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَزَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ، يُوَادَّانِ رِجَالا مِنَ الْيَهُودِ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} الآيَةَ "

وقدم عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد نصارى نجران ستون راكبا، فيهم أربعة عشر من أشرافهم، فِي الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم، العاقب أمير الْقَوْم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، وَالَّذِي لا يصدرون إِلا عَنْ رأيه، واسمه عَبْد المسيح، والسيد ثمالهم، وصاحب رحلهم مجتمعهم واسمه الأيهم، وأبو حارثه بْن علقمة أحد بكر بْن وائل أشفعهم وحبرهم، وإمامهم، وصاحب مدارسهم كَانَ أبو حارثة قَدْ شرف منهم، ودرس كتبهم حَتَّى حسن علمه فِي دينهم، فكانت ملوك الروم مِنْ أَهْلِ النصرانية قَدْ شرفوه، ومولوه، وأخدموه، وبنوا لَهُ الكنائس، وبسطوا عَلَيْهِ الكرامات، لما يبلغوا عنه من علمه واجتهاده فِي دينه، فَلَمَّا وجهوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نجران جلس أبو حارثه عَلَى بغلته موجها، وإلى جنبه، أخ لَهُ يقال لَهُ: كوز بْن علقمة يسايره، إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فَقَالَ كوز: تعس الأبعد يريد رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أبو حارثة: بل تعست أنت، قَالَ: ولم يَا أخي؟ قَالَ: والله إنه للنبي الَّذِي كنا ننتظر، قَالَ لَهُ كوز: فما يمنعك مِنْهُ، وأنت تعلم هَذَا؟ قَالَ: مَا صنع بِنَا هؤلاء الْقَوْم شرفونا، ومولونا، وأكرمونا، وقد أبوا إِلا خلافة، فلو فعلت نزعوا من كُلّ مَا ترى، فأضمر عليها مِنْهُ أخوه كوز بْن علقمة حَتَّى أسلم بعد ذَلِكَ، فَهُوَ كَانَ يحدث هَذَا الحديث عنه فيما بلغني

قَالَ أحمد: وحدثنا إِبْرَاهِيم بْن سعد هَذَا الحديث، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، عَنِ ابْن سفيان الأسلمي، عَنْ عَبْد الرحمن بْن البيلماني 199 - وحدثنا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، عَنْ محمد بْن جعفر بْن الزبير، قَالَ: قدموا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فدخلوا عَلَيْهِ مسجده حين صَلَّى العصر عَلَيْهِمْ ثياب الحبرات جبب، وأردية فِي جمال رجال للحارث بْن كعب، قَالَ: يقول بعض من رآهم من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ: مَا رأينا بعدهم وفدا مثلهم ، وقد حانت صلاتهم، فقاموا فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / يصلون، فمنعوهم، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعوهم "، فصلوا إِلَى المشرق، وكانت تسمية الأربعة عشر منهم الَّذِي إليهم يؤول أمرهم العاقب: [وَهُوَ] عَبْد المسيح، والسيد، وَهُوَ الأيهم، وأبو حارثة بْن علقمة أخو بكر بْن وائل، وأوس [و] الحارث، وزيد، وقيس، ويزيد، ونبيه، وخويلد، وعمرو، وخالد، وعبد الله، ويحنس فِي ستين راكبا، فكلم رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منم أبو حارثة بْن علقمة، والعاقب، وعبد المسيح، والأيهم السيد، وَهُوَ من النصرانية عَلَى دين الملك، مع اختلاف من أمرهم، يقولون: هُوَ الله، ويقولون: هُوَ ولد الله، ويقولون: هُوَ ثالث ثلاثة، وكذلك قول النصرانية فهم

يحتجون فِي قولهم يقولون: هُوَ الله بأنه كَانَ يَحْيَى الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير، ثُمَّ ينفخ فِيهِ، فيكون طائرا، وذلك كله بإذن الله ليجعله آية للناس ويحتجون فِي قولهم، بأنه ولد أنهم يقولون: لم يكن لَهُ أب يعلم، وقد تكلم فِي المهد شيئا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله، ويحتجون فِي قولهم: إنه ثالث ثلاثة بقول الله عَزَّ وَجَلَّ: فعلنا، وأمرنا، وخلقنا، وقضينا، فيقولون: لو كَانَ واحدا مَا قَالَ: إِلا فعلت وأمرت وقضيت وخلقت، ولكنه هُوَ، وعِيسَى ابْن مَرْيَمَ، ففي ذَلِكَ من قولهم، فَلَمَّا كلمه الحبران، قَالَ لهما رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسلما "، قالا: قَدْ أسلمنا قبلك، قَالَ: " كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا، وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير "، قالا: فمن أبوه يَا محمد؟ قَالَ: فصمت رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يجبهما، فَأَنْزَلَ اللهُ تبارك وتعالى فِي ذَلِكَ من قولهم، واختلاف أمرهم كله صدر سورة آل عمران إِلَى بضع وثمانين آية مِنْهَا، فَقَالَ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، فافتتح السورة بتنزيه نفسه مِمَّا قالوه، وتوحيده إياها بالخلق والأمر لا شريك لَهُ فِيهِ وردا عَلَيْهِمْ مَا ابتدعوا من الكفر، وجعلوا معه من الأنداد، واحتجاجا عَلَيْهِمْ بقولهم فِي صاحبهم لتعرفهم بذلك ضلالتهم، فَقَالَ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} أي: لَيْسَ معه غيره شريك فِي أمره، {الْحَيُّ} الَّذِي لا يموت، وقد مات عِيسَى، وصلب فِي قولهم،

{الْقَيُّومُ} القائم عَلَى مكانه من سلطانه فِي خلقه لا يزول، وقد زال عِيسَى فِي قولهم عَنْ مكانه الَّذِي مكان الَّذِي كَانَ بِهِ، وذهب عنه إِلَى غيره 200 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالَ " إن اليهود كانوا يجدون محمدا، وأمته، أن محمدا مبعوث، وَلا يدرون مَا هَذِهِ أمة محمد، فَلَمَّا بعث الله عَزَّ وَجَلَّ محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنزل {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالُوا: قَدْ كنا نعلم أن هَذِهِ الأمة مبعوثة، وكنا لا ندري كم مدتها، فإن كَانَ محمد صادقا، فَهُوَ نبي هَذِهِ الأمة قَدْ بين لَنَا كم مدة محمد، لأن الم فِي حساب جملنا إحدى وسبعون سنة، فما نصنع بدين إِنَّمَا هُوَ واحد وسبعون سنة، فَلَمَّا نزلت الر وكانت فِي حساب جملهم مائتي سنة، وواحدة وثلاثين سنة، فَقَالُوا: هَذَا الآن مائتان وواحد وثلاثون سنة مع واحدة وسبعين قبل، ثُمَّ أنزل المر فَكَانَ فِي حساب جملهم مائتي سنة وواحدة وسبعين سنة، فِي نحو هَذَا من صدور السور، فَقَالُوا: قَدِ التبس عَلَيْنَا أمره.

قوله جل وعز: {الم الله لا إله إلا هو}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} 201 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الكسائي، فِي قوله: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} قَالَ " إِنَّمَا انفتحت الميم، ولم تنخفض لفتحة الألف واللام الَّتِي استقبلتها، وقد فسرناه فِي البقرة 202 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {الم} ، افتتاح كَلام شعار للسورة، وقد مضى تفسيرها فِي البقرة، ثُمَّ انقطع، فقلت: {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} : استئناف قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} 203 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، " أَنَّهُ صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةِ، فَاسْتَفَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيّامُ} ، قَالَ:

قَالَ هارون: وهي فِي مصحف عَبْد اللهِ مكتوبة: {الحي القيم} 204 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة، عَنْ سفيان، عَنْ الأعمش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ علقمة، " أَنَّهُ قرأها " الحي القيام "، قَالَ: قلت: أأنت سمعتها مِنْهُ؟ قَالَ: لا أدري 205 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: " فهذا من الفعل فيعال من قمت، أصلها: قيوام، فانقلبت الواو ياء، ولو أَنَّهُ فعال لكان قوام، كقول الله تبارك وتعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} ، وَقَالَ أبو عبيد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {الْقَيُّومُ} : " هي من الفعل، فيعول، وَكَانَ فِي الأصل أن يكون: قيوم، فانقلبت الواو لسكون الياء الَّتِي قبلها، وكذلك القيام 206 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالَ " القائم عَلَى كُلّ شَيْء

قوله جل وعز: {نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} 207 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ مجاهد " {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} من كِتَاب أَوْ رَسُول " 208 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: أَخْبَرَنَا يزيد بْن زريع العبسي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن أبي عروبة، عَنْ قتادة بْن دعامة، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} يقول: " الْقُرْآن مصدق لما بين يديه من الكتب الَّتِي قَدْ خلت قبله 209 - أخبرنا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} " أي بالصدق فيما اختلفوا فِيهِ " وَقَالَ ابْن جريج، فِي قوله: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} " التوارة والإنجيل

قوله جل وعز: {وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ} 210 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ} " أنزلت التوارة والإنجيل قبل الْقُرْآن 211 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ} " هما كتابان أنزلهما الله التوارة، والإنجيل فيهما بيان مِنَ اللهِ، وعظة لمن أخذ بِهِ، وصدق بِهِ، وعمل بما فِيهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} 212 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} هُوَ الْقُرْآن الَّذِي أنزله عَلَى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفرق بِهِ بين الحق والباطل، أحل فِيهِ حلاله، وحرم فِيهِ حرامه، وشرع فِيهِ شرائعه، وحد فِيهِ حدوده، وفرض فِيهِ فرائضه، وبين فِيهِ بيانه، وأمر بطاعته، ونهى عَنْ معصيته 213 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} أي " الفصل بين الحق والباطل

قوله جل وعز: {هو الذي يصوركم في الأرحام}

فيما اختلف فِيهِ الأحزاب من أمر عِيسَى، وغيره 214 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا، عَنْ إسماعيل، عَنْ أبي صالح، قَالَ " {الْفُرْقَانَ} التوارة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ} 215 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ أَبُو عَبْدِ السَّلامِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُكَرَّزٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} ، {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} " 216 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ

قوله جل وعز: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات}

لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} " قادر، والله، ربنا عَلَى أن يصور عباده فِي الأرحام كيف يشاء من ذكر وأنثى، وأسود، وأحمر، تام خلقه أَوْ غير تام " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} 217 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، الْمُحْكَمَاتُ نَاسِخَةٌ، وَحَلالُهُ، وَحَرَامُهُ، وَحُدُودُهُ، وَفَرَائِضُهُ، وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَيُعْمَلُ بِهِ " 218 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي قوله: {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} قَالَ " مَا فِيهِ من الحلال والحرام 219 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ سلمة، عَنْ الضحاك، قَالَ " المحكمات: مَا لم ينسخ 220 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ

عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} " فالمحكمات الناسخ الَّذِي يعمل بِهِ: مَا أحل الله فِيهِ حلاله، وحرم فِيهِ حرامه 221 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، قَالَ: هِيَ الثَّلاثُ آيَاتٍ فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، إِلَى ثَلاثِ آيَاتٍ، وَالَّتِي فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، إِلَى آخِرِ الآيَاتِ، يَتْلُوهُ فِي الَّذِي يَلِيهِ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " والحمد لله كثيرا وصلى الله عَلَى محمد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى آله وسلم

قوله جل وعز {وأخر متشابهات}

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} 222 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ، الْمُتَشَابِهَاتُ: مَنْسُوخُهُ، وَمُقَدَّمُهُ، وَمُؤَخَّرُهُ، وَأَمْثَالُهُ، وَأَقْسَامُهُ، وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَلا يُعْمَلُ بِهِ " 223 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {مُحْكَمَاتٌ} " مَا فِيهِ من الحلال والحرام، وَمَا سوى ذَلِكَ فَهُوَ متشابه يصدق بعضه بعضا، وَهُوَ مثل قوله: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ} ، ومثل قوله: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} ، ومثل قوله: {كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ}

224 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة بْن نبيط، عَنْ الضحاك: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " المتشابهات: مَا قَدْ نسخ " 225 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " أما المتشابهات فالمنسوخ الَّذِي لا يعمل بِهِ، ويؤمن بِهِ " 226 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ : {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ، وعز: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ، تشبه بعضها بعضا 227 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " فِي الصدق لهن تحريف، وتصريف، وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كَمَا ابتلاهم فِي الحلال والحرام، أن يصرفن إِلَى الباطل، وَلا يحرفن عَنِ الحق 228 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن عِيسَى البسطامي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن لهيعة، قَالَ: حَدَّثَنِي عطاء بْن دينار الهذلي، عَنْ سعيد بْن جبير: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " أما المتشابهات فهي

آيات فِي الْقُرْآن يتشابهن عَلَى النَّاسِ إذا قرءوهن، ومن أجل ذَلِكَ يضل من ضل ممن ادعى بهذه الكلمة، فكل فرقة يقرؤون آية من الْقُرْآن يزعمون أنها لَهُمْ أصابوا بِهَا الهدى، وَمَا يتبع الحرورية من المتشابه قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ثُمَّ يقرؤون معها: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} ، فَإِذَا رأوا الإمام يحكم بغير الحق، قَالُوا: قَدْ كفر، فمن كفر عدل بِهِ، ومن عدل بربه فقد أشرك بربه، فهؤلاء الأئمة مشركون، ومن أطاعهم فيخرجون فيفعلون مَا رأيت، لأنهم يتأولون هَذِهِ الآيَة، وفتحت لَهُمْ هَذِهِ الآية بابا كبيرا، وقولهم فِيهِ لغير الحق ومن قولهم أنهم يقرؤون وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ، فيجعلونها فِي المسلمين واحدة، وإنما أنزله الله عَزَّ وَجَلَّ فِي النَّاس جميعا، المشرك يعلم أن الله حق، وأنه خلق السماوات والأرض، ثُمَّ يشرك بِهِ، وآي عَلَى نحو ذَلِكَ، لو شعر كثر فِيهِ القول، وتتأول السبئية إذ يقولون فِيهِ بغير الحق إِنَّمَا يقولون قول الله عَزَّ وَجَلَّ: وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ، فيجعلونها فيمن يخاصمهم من أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعث الموتى قبل يَوْم الْقِيَامَةِ

قوله جل وعز: {فأما الذين في قلوبهم زيغ}

229 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ " فَهُوَ المنسوخ الَّذِي يؤمن بِهِ، وَلا يعمل بِهِ، فبلغنا والله أعلم الم، والمص، والر، المر، أن هؤلاء الآيات الأربع المتشابهات قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} 230 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ لأَنَّهُ يَتَقَلَّبُ " 231 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، مِنْ أَهْلِ الشَّكِّ، فَيَحْمِلُونَ الْمُحْكَمَ عَلَى الْمُتَشَابِهِ، وَالْمُتَشَابِهَ عَلَى الْمُحْكَمِ، وَيُلْبِسُونَ، فَلَبَّسَ اللهُ عَلَيْهِمْ " 232 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} قَالَ: شك

233 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: قَالَ آخرون فِي قوله: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ قَالَ " المنافقون 234 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ يعني بِهِ " حيي بْن أخطب، وأصحابه من اليهود " 235 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ " أي: ميل عَنِ الهدى " 236 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم عَنْ أبي عبيدة: فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، أي: جور 237 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ، وَلَقَبُهُ عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ الآيَة: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}

قوله جل وعز: {إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد}

إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ بِهِ أَوْ فِيهِ، فَهُمُ الَّذِينَ عَنَى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ " زاد ابْن عَبْد العزيز: قَالَ أيوب: وَلا أعلم أحد مِنْ أَهْلِ الأهواء يجادل إِلا بالمتشابه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} 238 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ " إِنَّ اللهَ منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بِهَا ومعرفته بما جَاءَ مِنْهُ فِيهَا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} 239 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {إِنَّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} قَدْ علم مَا يريدون، وَمَا يكيدون،

قوله جل وعز: {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء}

وَمَا يضاهون بقولهم فِي عِيسَى، إذ جعلوه ربا وإلها، وعندهم من علمه غير ذَلِكَ غرة بالله وكفرا بِهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} الآية 240 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} أي " قَدْ كَانَ عِيسَى ممن صور فِي الأرحام لا يدفعون ذَلِكَ، وَلا ينكرونه كَمَا صور غيره من بني آدم، فكيف يكون إلها، وقد كَانَ بذلك المنزل، ثُمَّ قَالَ: إنزاها، وتوحيدا لَهُ مِمَّا جعلوا معه {لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 241 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} العزيز " فِي نصرته ممن كفر بِهِ إذا شاء الحكيم: فِي حجته، وعذره إِلَى عباده.

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} 242 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبْعِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: " كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ الرُّءُوسِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ فِيهَا كَلامٌ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ وَهُوَ لا يَشْعُرُ، فَلَمَّا رَآهَا، قَالَ: كِلابُ النَّارِ، كِلابُ النَّارِ، كِلابُ النَّارِ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، قَالَ: وَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا الْكَلامِ، وَهُوَ يَبْكِي، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: أَبُو غَالِبٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ قَبْلَكَ كَثِيرٌ، قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: عَافَاكَ اللهُ مِنْهُمْ أَعَاذَكَ اللهُ مِنْهُمْ أَعَاذَنِي اللهُ مِنْهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، مَا شَأْنِي أَرَاكَ تَبْكِي؟ قَالَ: أَرْحَمُهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا مُسْلِمِينَ، قُلْتُ: بِمَ؟ قَالَ: يَا أَبَا غَالِبٍ أَتَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَقْرَأُ: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ، فَهُمْ هَؤُلاءِ يَا أَبَا غَالِبٍ، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} ، هُمْ هَؤُلاءِ

قوله جل وعز: {فيتبعون ما تشابه منه}

يَا أَبَا غَالِبٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوَ شَيْءٌ بَلَغَكَ عَنْهُ، قَالَ: بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا مَرَّةً، وَلا اثْنَتَيْنِ، وَلا ثَلاثًا، وَلا أَرْبَعًا، وَلا خَمْسًا، وَلا سِتًّا، وَلا سَبْعًا، إِنِّي إِذًا لَجِريءٌ، إِنِّي لَجَرِيءٌ، إِنِّي لَجَرِيءٌ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} 243 - حَدَّثَنَا عُلان بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} وَقوله {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} ، وَقوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا} ، وَقوله: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} ، وَقوله: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} ، وَنَحْوِ هَذَا فِي الْقُرْآنِ، أَمَرَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الاخْتِلافِ، وَالْفُرْقَةِ فِي الْقُرْآنِ، وَأَخْبَرَهُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ فِي دِينِ اللهِ "

قوله جل وعز: {ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}

244 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} أي " مَا تحرف مِنْهُ، وتصرف ليصدقوا بِهِ مَا ابتدعوا، وأحدثوا ليكون لَهُمْ حجة، ولهم عَلَى مَا قَالُوا شبهة 245 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} : مَا يشبه بعضه بعضا فيطعنون فِيهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} 246 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} " الشبهات إِنَّمَا أهلكوا بِهِ " 247 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} أي " اللبس " 248 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} : الكفر

قوله جل وعز: {وابتغاء تأويله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} 249 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} " ذَلِكَ مَا ركبوا من الضلال فِي قولهم: خلقنا وقضينا، يقول: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} الَّذِي بِهِ أراد، وَمَا أرادوا إِلا الله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} 250 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ، يَعْنِي: تَأْوِيلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللهُ " 251 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ، قَالَ: جَزَاءَهُ، وَثَوَابَهُ يَوْم الْقِيَامَةِ " 252 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: قَالَ أبو عبيدة، فِي قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ، قَالَ: التأويل المرجع، والمصير

قوله جل وعز: {والراسخون}

قَالَ أبو عبيد: كأنه مأخوذ من آل الشيء يؤول إِلَى كذا أي صار إِلَيْهِ، وأولته صيرته إِلَيْهِ وَكَانَ أبو عبيدة ينشد بيت الأعشى: عَلَى أنها كانت تأول حبها تأول ربعي السقاب فأصبحنا يعني: أن حبها كَانَ صغير، فآل إِلَى العظم مثل السقب يكون صغيرا، ثُمَّ يشب حَتَّى يصير مثل أمه 253 - وحدثنا علي، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} قَالَ " جزاء " قَالَ أبو عبيد: هَذَا المعنى شبيه بمعنى أبي عبيدة، أَلا ترى أن الجزاء هُوَ الشيء الَّذِي آلوا إِلَيْهِ وصار إليهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالرَّاسِخُونَ} 254 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ ابْن عباس، يقرأها: " َمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ

إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ في العلم آمنا به " 255 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ عَلَى أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ: فَتَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَتَفْسِيرٌ لا يُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِهِ مِنْ حَلالٍ أَوْ حَرَامٍ، وَتَفْسِيرٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ بِلُغَتِهَا، وَتَفْسِيرٌ لا يُعْلَمَ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ، مَنِ ادَّعَى عِلْمَهُ فَهُوَ كَاذِبٌ " 256 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَرَأَتْ عَائِشَةُ هَؤُلاءِ الآيَاتِ: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَى قوله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} " قالت " آمنوا بمحكمة، ومتشابهة، وَلا يعلمونه "

257 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن عثمان، قَالَ: سمعت عمر بْن عَبْد العزيز، يقول: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} " انتهى علم الراسخين فِي العلم بتأويل الْقُرْآن إِلَى أن قَالُوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} 258 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَنَا مِمَّنْ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ " 259 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ} قَالَ " الراسخون فِي العلم يعلمون تأويله، ويقولون: آمنا بِهِ " 260 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: " قَدْ خولف مجاهد فِي هَذَا التفسير، يعني: أن الراسخين فِي العلم يعلمون تأويله " قَالَ أبو عبيد: وإنما المعروف فِيهِ أن الْكَلام انقطع عِنْد قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ، ثُمَّ ابتدأ، فَقَالَ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} ، فوصفهم بالإيمان، ولم يصفهم بالعلم بالتأويل

قوله جل وعز: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}

261 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُنْزِلَ الْقُرْآنِ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ أَوْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ حَرَامٍ، وَحَلالٍ، وَمُحْكَمٍ، وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ، فَأَحِلَّ الْحَلالَ وَحَرِّمِ الْحَرَامَ، وَآمِنْ بِالْمُتَشَابِهِ، وَاعْمَلْ بِالْمُحْكَمِ، وَاعْتَبِرِ الأَمْثَالَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} 262 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " قَرَأَتْ عَائِشَةُ هَؤُلاءِ الآيَاتِ: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ إِلَى قوله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} ، قَالَتْ: كَانَ رُسُوخُهُمْ فِي الْعِلْمِ أَنْ آمَنُوا بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ وَلا يَعْلَمُونَهُ " 263 - أَخْبَرَنَا محمد بْن عَبْد اللهِ بْن عَبْد الحكم، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وهب، قَالَ: أخبرني نافع بْن يزيد، قَالَ: يقال: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}

قوله جل وعز: {كل من عند ربنا}

المتواضعون [المتذلّلون] لله فِي مرضاته، فلا يتعاطون من فوقهم، وَلا يحقرون من دونهم وَقَالَ قتادة " الراسخون فِي العلم، قَالُوا: كُلّ من عِنْد ربنا آمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمة " وَقَالَ الضحاك: " يقولون: " يعني الراسخين من يؤمن بالناسخ، ويعمل بِهِ، ويؤمن بالمنسوخ، وَلا يعمل بِهِ، وكل من عِنْد ربنا، وكل طيب " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} 264 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} ، يَعْنِي: مَا نُسِخَ مِنْهُ، وَمَا لَمْ يُنْسَخْ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ} 265 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لا رَيْبَ فِيهِ} ، لا شك فِيهِ

قوله جل وعز: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} 266 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} أي " لا تمل قلوبنا، وإن ملنا بأحداثنا، {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} ثُمَّ عرض بما شاء أن يعرض من الترهيب، والترغيب، والذكر لمن شاء أن يذكر، ثُمَّ قَالَ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} بخلاف مَا قَالُوا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} 267 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا} ، معناها أي: عِنْد اللهِ

قوله جل وعز: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآيَة 268 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن الوليد العدني، عَنْ سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي سلمة بْن نبيط، عَنْ الضحاك فِي هَذِهِ الآيَة: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} قَالَ " كفعل آل فرعون "، وكذلك قَالَ ابْن جريج 269 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} ، كسنة آل فرعون، وعادتهم، قَالَ الشاعر: ما زال هَذَا دأبها ودأبي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} 270 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} ، أي: بكتبنا وعلامات الحق

قوله جل وعز: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ} 271 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ عكرمة، فِي قوله جل وعلا: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ} قَالَ " فنحاص اليهودي قَالَ يَوْم بدر: لا يغرن محمدا أن قتل قريشا وغلبها، إن قريشا لا تحسن القتال، فنزلت هَذِهِ الآيَة 272 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " لَمَّا أَصَابَ اللهُ قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودًا فِي سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودٍ، أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَ بِهِ قُرَيْشًا، فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، لا يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنْ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشً كَانُوا أَغْمَارًا لا يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ، إِنَّا وَاللهِ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَّا نَحْنُ النَّاسُ، وَأَنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ إِلَى قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} "

قوله جل وعز: {وبئس المهاد}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} 273 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي قوله: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} قَالَ " لبئس مَا مهدوا لأنفسهم " وَقَالَ أبو عبيدة: " المهاد الفراش "، أخبرنيه علي، عَنِ الأثرم، عنه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} 274 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} " محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، ومشركي قريش يَوْم بدر 275 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا " ذاكم يَوْم بدر، لقد كَانَ لَكُمْ عبرة ومتفكر

قوله جل وعز: {يرونهم مثليهم}

276 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ} ، أي: علامة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ} 277 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} " ذلكم يَوْم بدر، ألف المشركون أَوْ قاربوا وَكَانَ أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لقد كَانَ لَكُمْ فِي هؤلاء عبرة ومتفكر، أيدهم الله ونصرهم عَلَى عدوهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} 278 - أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} : مصدر، تقول: فلان ذاك رأي عيني وسمع أذني {وَاللهُ يُؤَيِّدُ} ، يقوي من الأيد، وإن شئت من الأد، {لَعِبْرَةً} ، اعتبارا

قوله جل وعز: {زين للناس حب الشهوات من النساء}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} 279 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ هَذِهِ الآيَةَ: " {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} ، فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ: نَزَلَتْ بَعْدَ مَاذَا؟ بَعْدَ مَا زَيَّنَهَا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} 280 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: قَالَ مجاهد: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} قَالَ " القنطار سبعون ألف دينار 281 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ إِلَى

قوله عز وجل {والخيل المسومة}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} " المقنطرة: المال الكثير بعضه عَلَى بعض 282 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَالْقَنَاطِيرِ} ، واحدها قنطار، وتقول العرب: هُوَ قدر وزن لا يجدونه: {الْمُقَنْطَرَةِ} ، المفعلة مثل قولك آلاف مؤلفة قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} 283 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فِي قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} قَالَ " المطهمة المشوبة حسنا 284 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} قَالَ " شية فِي الخيل فِي وجوهها

285 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {الْمُسَوَّمَةِ} : المعلمة 286 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَصِيفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {الْمُسَوَّمَةِ} ، قَالَ: الرَّاعِيَةُ " 287 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن الوليد العدني، عَنْ سفيان، عَنْ حبيب بْن أبي ثابت، عَنْ سعيد بْن جبير، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} قَالَ " المسومة الراعية "، وممن قَالَ بأنها الراعية عَبْد اللهِ بْن عَبْد الرحمن بْن أبزى، والضحاك، وَقَالَ الحسن: " المسرحة فِي الرعي

قوله جل وعز: {والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} 288 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، الأنعام: جماعة النعم، والحرث: الزرع، متاع الحياة الدنيا تمتعهم، أي: نعيمهم المآب المرجع، من آب يؤوب قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} 289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} ، ذَكَرَ لَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ زَيَّنْتَ لَنَا الدُّنْيَا، وَأَنْبَأْتَنَا أَنَّ مَا بَعْدَهَا خَيْرٌ مِنْهَا، فَاجْعَلْ حَظَّنَا فِي الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَأَبْقَى " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} 290 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {مُطَهَّرَةٌ} : مهذبة من كُلّ عيب

قوله جل وعز: {الصابرين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الصَّابِرِينَ} 291 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن المبارك، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {الصَّابِرِينَ} قَالَ " صبروا عَنْ محارم الله، وصبروا عَلَى طاعة الله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالصَّادِقِينَ} 292 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن المسيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَالصَّادِقِينَ} قَالَ " الصادقون قَوْم صدقت نيتهم، واستقامت قلوبهم وألسنتهم، وصدقوا فِي السر والعلانية قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْقَانِتِينَ} 293 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَالْقَانِتِينَ} قَالَ " القانتون هم المطيعون لله عَزَّ وَجَلَّ

قوله جل وعز: {بالأسحار}

294 - وأخبرنا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، القانت: المطيع " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بِالأَسْحَارِ} 295 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} قَالَ " المستغفرين بالأسحار: أَهْل الصَّلاة 296 - حَدَّثَنَا أبو عمرو أحمد بْن المبارك المستملي، وموسى بْن هارون، قالا: حَدَّثَنَا أبو رجاء قَالَ حَدَّثَنَا يعقوب بْن عَبْد الرحمن، قَالَ سألت زيد بْن أسلم عَنْ {الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} فَقَالَ " هم الذين يحضرون الصبح 297 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن مسلم، قَالَ: سألت عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن جابر، عَنْ قول الله جل ثناؤه: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} قَالَ: حَدَّثَنِي سليمان بْن موسى، قَالَ: حَدَّثَنِي نافع، " أن ابْن عمر كَانَ يَحْيَى اللَّيْل صلاة ويقول:

قوله جل وعز: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}

يَا نافع أسحرنا؟ فنقول: لا، فيعاود الصَّلاة، فَإِذَا قلت: نعم، قعد يستغفر الله، ويدعوه حَتَّى يصبح " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} 298 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا ثنا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} " بخلاف مَا قَالُوا 299 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ} : شهد عَلَى ذَلِكَ قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} 300 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أحمد بْن عَبْد اللهِ بْن يونس اليربوعي الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب وَهُوَ القمي، عَنْ جعفر وَهُوَ ابْن ربيعة، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " كَانَ حول الْبَيْت ستون وثلاثمائة صنما لكل قبيلة من قبائل العرب صنم أَوْ صنمان، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ جل ثناؤه: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ

قوله جل وعز: {قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}

إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قَالَ: " فأصبحت الأصنام كلها قَدْ خرت سجدا للكعبة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 301 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} أي " بالعدل قائما {لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 302 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {بِالْقِسْطِ} : مصدر أقسط، وَهُوَ العادل، والقاسط: الجائر الكافر

قوله جل وعز: {إن الدين عند الله الإسلام}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ} 303 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن مهدي، عَنْ سفيان، عَنْ عاصم، عَنْ زر، عَنْ أبي، " إن الدين عِنْد اللهِ الحنيفية غير اليهودية، وَلا النصرانية، وَلا المشركة، من يعمل خيرا فلن يكفره 304 - وحَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ} " والإسلام شهادة أن لا إله إِلا الله، والإقرار بما جَاءَ بِهِ من عِنْد اللهِ، وَهُوَ دين الله الَّذِي شرع لنفسه، وبعث بِهِ رسله، ودل عَلَيْهِ أولياءه، وَلا يقبل غيره، وَلا يجزئ إِلا بِهِ 305 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إسحاق: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ} " إن الَّذِي أنت عَلَيْهِ يَا محمد التوحيد للرب، والتصديق بالرسل

قوله جل وعز: {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} 306 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} ، الأمم الَّتِي أتتهم الكتب والأنبياء قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} 307 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} " الَّذِي جاءك أن الله الواحد الَّذِي لَيْسَ لَهُ شريك {بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} 308 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، حَدَّثَنَا الهيثم، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن عَبْد اللهِ القمي، عَنْ جعفر بْن أبي الْمُغِيرَة، عَنْ سعيد بْن جبير فِي قول الله جل ثناؤه: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} قَالَ " كثرت أموالهم فتباغوا بينهم

قوله جل وعز: {ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} 309 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} ، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " أحصاه "، وكذلك قَالَ ابْن جريج قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ حَاجُّوكَ} 310 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ حَاجُّوكَ} قَالَ " اليهود والنصارى، فقل: يَا محمد أسلمت وجهيَ لله " 311 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {فَإِنْ حَاجُّوكَ} أي " بما يأتون بِهِ من الباطل من قولهم: خلقنا وفعلنا، وجعلنا، وأمرنا، فإنما هي شبهة باطل قَدْ عرفوا مَا فِيهَا من الحق، {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ}

قوله جل وعز: {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ} 312 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} قَالَ " اليهود والنصارى "، عَنِ ابْن عباس قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} 313 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: وحدثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ} بمعنى " الَّذِي لا كِتَاب لَهُمْ {أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} 314 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ} " الأميين الذين لا يكتبون "، عَنِ ابْن عباس

قوله جل وعز: {وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد}

315 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: الأميين، قَالَ: والأميون الذين لم يأتهم الأنبياء بالكتب، والنَّبِيّ الأمي الَّذِي لا يكتب قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} 316 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَإِنْ تَوَلَّوْا} ، فِي هَذَا الموضع: وإن كفروا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ} 317 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَقْتُلُونَ فِي الْيَوْمِ ثَلاثَمِائَةِ نَبِيٍّ، ثُمَّ تَقُومُ سُوقُهُمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ " 318 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَعَثَ عِيسَى يَحْيى عَلَيْهِمَا السَّلامُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ يُعَلِّمُونَ

قوله جل وعز: {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}

النَّاسَ، فَكَانَ يَنْهَى عَنْ نِكَاحِ بِنْتِ الأَخِ، وَكَانَ مَلِكٌ لَهُ بِنْتُ أَخٍ تُعْجِبُهُ، فَأَرَادَهَا وَجَعَلَ يَقْضِي لَهَا كُلَّ يَوْمٍ حَاجَةً، فَقَالَتْ لَهَا أُمُّهَا: إِذَا سَأَلَكِ عَنْ حَاجَتِكِ فَقُولِي حَاجَتِي أَنْ تَقْتُلَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: حَاجَتُكِ؟ فَقَالَتْ: حَاجَتِي أَنْ تَقْتُلَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، فَقَالَ: سَلِي غَيْرَ هَذَا، فَقَالَتْ: لا أَسْأَلُكَ غَيْرَ هَذَا، فَلَمَّا أَبَتْ أَمَرَ بِهِ، فَذُبِحَ فِي طَسْتٍ، فَبَدَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِهِ، فَلَمْ تَزَلْ تَغْلِي حَتَّى بَعَثَ اللهُ بُخْتَنَصَّرَ، فَدَلَّتْ عَجُوزٌ عَلَيْهِ، فَأُلْقِيَ فِي نَفْسِهِ أَنْ لا يَزَالَ يَقْتُلَ حَتَّى يَسْكُنَ هَذَا الدَّمُ، فَقَتَلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مِنْ بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَسِنٍّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَسَكَنَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} 319 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} حَدَّثَنِي، عَنْ معقل بْن أبي مسكين، قَالَ " كَانَ الوحي يأتي بني إِسْرَائِيل، فيذكرون قومهم فيقتلون فيهم الذين يأمرون بالقسط مِنَ النَّاسِ

قوله جل وعز: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب}

320 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: " أَقْحَطَ النَّاسُ فِي زَمَانِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِنِينَ، فَقَالَ الْمَلِكُ: لَيُرْسِلَنَّ عَلَيْنَا السَّمَاءَ أَوْ لَنُؤْذِيَنَّهُ، فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ: كَيْفَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تُؤْذِيَهُ أَوْ تَغِيظَهُ، وَهُوَ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: أَقْتُلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ إِيذَاءً لَهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ السَّمَاءَ " 321 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن محمد بْن يزيد بْن خنيس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو العباس الحراني، أَوْ إِبْرَاهِيم الشافعي، قَالَ: فَقَالَ فضيل: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} قَالَ " مَا بال الذين كانوا يأمرون بالقسط مِنَ النَّاسِ كانوا يقتلون فِي ذَلِكَ الزمان، وهم الْيَوْم يقربون ويكرمون أما، والله عَلَى ذَلِكَ مَا فعلوا ذَلِكَ بهم حَتَّى أطاعوهم، أما والله مَا أطاعوهم حَتَّى عصوا الله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} 322 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاَقَ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ الْمَدَارِسِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ يَهُودَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْحَارِثُ بْنُ

قوله جل وعز: {ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات}

يَزِيدَ: عَلَى أَيِّ دِينٍ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَدِينِهِ، قَالا: فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَهُودِيًّا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلُمَّ إِلَى التَّوْرَاةِ فَهِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَأَبَيَا عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِيهِمَا: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} ، وَفِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} " 323 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ قرأ إِلَى: يَفْتَرُونَ} " أولئك أعداء الله اليهود دعوا إِلَى كِتَابِ اللهِ ليحكم بينهم، وإلى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم فِي التوارة، ثُمَّ تولوا عنه، وهم معرضون قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} 324 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " قالت العرب: لا نبعث، وَلا نحاسب ______ قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:الصفحة رقم 156 ساقطة من الأصل الورقي (كَُررت بدلا منها صفحة 154 بطريق الخطأ)

قوله جل وعز: {ما كانوا يفترون}

327 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} قَالُوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وَقَالَ ابْن جريج فِي قوله: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} قولهم: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} 328 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} ، قَالَ: يختلقون الكذب قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} الآيَة 329 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ نُعَيْمَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيَّ، قَالَ: " فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً، فَإِذَا فِيهَا مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، إِنَّا نُحَذِّرُكَ يَوْمًا تَعْنِي فِيهِ

قوله جل وعز: {قل اللهم مالك الملك}

الْوُجُوهُ، وَتَجِبُ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَتَنْقَطِعُ فِيهِ الْحُجَجُ لِحُجَّةِ مَلِكٍ قَهَرَهُمْ بِجَبَرُوتِهِ وَالْخَلْقُ دَاخِرُونَ لَهُ يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا عُمَرُ: كَتَبْتُمَا إِلَيَّ تُحَذِّرَانِي مِمَّا حُذِّرَتْ مِنْهَا الأُمَمُ قَبْلَنَا، وَقَدْ كَانَ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِآجَالِ النَّاسِ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ وَيُفْنِيَانِ كُلَّ جِدَيِدٍ، وَيَأْتِيَانِ كُلَّ مَوْعُودٍ حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ بِأَعْمَالِهِمْ: {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} الآيَةُ " 330 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {لا رَيْبَ فِيهِ} " لا شك فِيهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} 331 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} أي " رب العبادة الملك الَّذِي لا يقضي فيهم غيره قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} الآيَة 332 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ

الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} قَالَ " النبوة حَدَّثَنَا علي، 333 - حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ} " لا إِلَى غيرك، {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي لا يقدر عَلَى هَذَا غيرك بسلطانك وقدرتك 334 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، سَلْ رَبَّكَ: قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِلَى قوله: وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ -، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ سَلْ رَبَّكَ: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} الْمَدِينَةَ {وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} مِنْ مَكَّةَ، {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} ، قَالَ: فَسَأَلَ رَبَّهُ بِقَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ "

قوله جل وعز: {تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} 335 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قوله: " {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} ، قَالَ: أَخْذُ الشِّتَاءِ مِنَ الصَّيْفِ، وَالصَّيْفِ مِنَ الشِّتَاءِ " 336 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الهذلي، عَنْ الحسن فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} قَالَ " اللَّيْل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، فَإِذَا أولج اللَّيْل فِي النَّهَار أخذ النَّهَار من ساعات اللَّيْل، فطال النَّهَار وقصر اللَّيْل، وإذا أولج النَّهَار فِي اللَّيْلِ أخذ اللَّيْل من ساعات النَّهَار فطال اللَّيْل، وقصر النَّهَار 337 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} قَالَ " مَا نقص من أحدهما فِي الآخر يعاقبان ذَلِكَ عَلَى الساعات "

قوله جل وعز: {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي}

وَقَالَ بمثل معنى مَا قَالَ مجاهد، وعكرمة، والضحاك، ومحمد بْن كعب، وقتادة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} 338 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} ، قَالَ: قَالَ: النُّطْفَةُ مَيِّتَةٌ يُخْرِجُهَا مِنَ الْحَيِّ، وَيُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ النُّطْفَةِ وَهِيَ مَيِّتَةٌ " 339 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} ، قَالَ: يُخْرِجُ النُّطْفَةَ الْمَيِّتَةَ مِنَ الْحَيِّ، ثُمَّ يِخْرِجُ مِنَ النُّطْفَةِ بَشَرًا حَيًّا " 340 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} حَقِيقَةً، قَالَ:

وَزَعَمُوا أَنَّ تَفْسِيرَهَا يُخْرِجُ النُّطْفَةَ وَهِيَ مَيِّتَةٌ مِنَ الرَّجُلِ الْحَيِّ، وَيُخْرِجُ الْحَيِّ مِنَ النُّطَفَةِ وَهُيَ مَيِّتَةٌ " 341 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قَالَ " النَّاس الأحياء من النطفة، والنطفة ميتة تخرج مِنَ النَّاسِ الأحياء ومن الأنعام والنبات كذلك أيضا " 342 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ الكلبي: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} مخففة، تقول " النطفة، والحبة، والبيضة 343 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: " {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ} الآيَةُ، قَالَ: النَّخْلَةَ مِنَ النَّوَاةِ، وَالنَّوَاةَ مِنَ النَّخْلَةِ، وَالْحَبَّةَ مِنَ السُّنْبُلَةِ، وَالسُّنْبُلَةِ مِنَ الْحَبَّةِ" 344 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن الحكم بْن أبان، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عَنْ: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قَالَ " الحب، والبيض

345 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللهِ السعدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللهِ بْن حمران، قَالَ: حَدَّثَنَا الأشعث، عَنْ الحسن، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَة: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} " يخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن " وكذلك قتادة 346 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} ، أي: الطيب من الخبيث، والمسلم من الكافر 347 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، وحدثنا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عمرو، حَدَّثَنَا زياد، واللفظ لَهُ، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قَالَ " بالقدرة {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} لا يقدر علي ذَلِكَ غيرك، وَلا يصنعه إِلا أنت، أي فإن كنت سلطت عِيسَى علي الأشياء الَّتِي بِهَا يزعمون أَنَّهُ الإله من إحياء الموتى وإزالة الأسقام، وخلق الطير من الطين والخبر عَنِ الغيوب لأجعله بِهِ آية للناس، وتصديقا لَهُ فِي نبوته الَّتِي بعثته بِهَا إِلَى قومه، فإن من سلطاني وقدرتي مَا لم أعطه تمليك الملوك بأمر النبوة، ووضعها حيث شئت، وإيلاج

قوله جل وعز: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين}

اللَّيْل فِي النَّهَار، وإيلاج النَّهَار فِي اللَّيْلِ، وإخراج الحي من الميت، والميت من الحي، ورزق من شئت من بر أَوْ فاجر بغير حساب، وذلك لم سلطت عِيسَى عَلَيْهِ أفلم يكن لَهُمْ فِي ذَلِكَ عبرة وبينة؟ ألو كَانَ ذَلِكَ كله إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي علمهم يهرب من الملوك، وينتقل منهم فِي البلاد من بلد إِلَى بلد قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} 348 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} ، قَالَ: نَهَى اللهُ سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُلاطِفُوا الْكُفَّارَ، وَيَتَّخِذُونَ وَلِيجَةً مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلا أَنْ يَكُونَ الْكُفَّارُ عَلَيْهِمْ ظَاهِرِينَ، فَيُظْهِرُوا لَهُمُ اللُّطْفَ، وَيُخَالِفُونَهُمْ فِي الدِّينِ، وَذَلِكَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} "

349 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ " إِلا مصانعة فِي الدنيا تقاة 350 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: وَكَانَ الحجاج بْن عمرو حليف كعب بْن الأشف، وابن أبي الحقيق، وقيس بْن زيد قَدْ بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عَنْ دينهم، فَقَالَ رفاعة بْن عَبْد المنذر بْن زنبر، وعبد الله بْن جبير، وسعد بْن خيثمة لأولئك النفر: اجتنبوا النفر من اليهود، واحذروا مباطنتهم لا يفتنونكم، عَنْ دينكم، فأبى أولئك النفر إِلا لزومهم، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} إِلَى قوله: {وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 351 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ قَالَ " الْمُؤْمِنُونَ يظهرون للمشركين المودة بمكة، فنهاهم الله عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلا أن يكون معهم أَوْ بين أظهرهم فيتقيهم بلسانه، وَلا يكون فِي قلبه لَهُمْ مودة

قوله عز وجل: {إلا أن تتقوا منهم تقاة}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} 352 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً، قَالَ: التُّقْيَةُ بِاللِّسَانِ يَتَكَلَّمُ بِهِ مَخَافَةَ النَّاسِ، وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ، فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَبْسُطْ يَدَهُ فَيُقْتَلُ أَوْ يَبْسُطْهَا إِلَى مَعْصِيَةٍ اللهِ، فَلا عُذْرَ لَهُ إِنْ فَعَلَ " 353 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، وأما قوله: أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً فَهُوَ " أن يحمل الرَّجُل عَلَى أمر يتكلم بِهِ هُوَ لله معصية، فتكلم بِهِ مخافة النَّاس، وقلبه مطمئن بالإيمان فلا إثم عَلَيْهِ 354 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن إِسْحَاق الصاغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن لهيعة، قَالَ: أخبرني ابْن أبي جعفر، عَنْ الحسن، فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ: إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً قَالَ " ذَلِكَ فِي المشركين يكرهونهم عَلَى الكفر، وقلوبهم كارهة، وَلا يصبرون لعذابهم 355 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً " الرحم

قوله جل وعز: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا}

من المشركين من غير أن تتولوهم فِي دينهم، إِلا أن يصل رَجُل رجما لَهُ فِي المشركين 356 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: تقاة وتقية واحدة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} 357 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو موسى محمد بْن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عامر الخزاز، عَنْ رَجُل، أخبره عَنْ سعيد بْن المسيب، أَنَّهُ تلا هَذِهِ الآيَة: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} فَقَالَ سعيد: " ودوا أن سيئاتهم كانت أكثر "، قَالَ: فذكرت ذَلِكَ لمجاهد، قَالَ: وَكَانَ مجاهد إذا أنكر الشيء لم يقل لَيْسَ كَمَا قَالَ، قَالَ: ولكنه يقول مَا يعلم، قَالَ: فتلا مجاهد هَذِهِ الآيَة: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} إِلَى {أَمَدًا بَعِيدًا}

قوله جل وعز: {وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}

358 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} يقول: موفرا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} 359 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله: {أَمَدًا بَعِيدًا} قَالَ " أجلا بعيدا 360 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {أَمَدًا بَعِيدًا} ، قَالَ: الأمد الغاية قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} 361 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ عمرو بْن عبيد، عَنْ الحسن، فِي قوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} قَالَ " من رأفته بهم حذرهم نفسه

قوله جل وعز: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} 362 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن بكر السهمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبيدة الناجي، عَنْ الحسن، فِي حديث ذكره بطوله، قَالَ: وَقَالَ أقوام عَلَى عهد نبيهم: والله يَا محمد إنا لنحب ربنا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قرآنا، فَقَالَ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} فَجَعَلَ الله اتباع نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علما لحبه، وكذب من خالفها، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُلّ قول دليلا من عمل يصدقه أَوْ يكذبه، فَإِذَا قَالَ العبد قولا حسنا، وعمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله، وإذا قَالَ العبد قولا حسنا، وعمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله، وإذا قَالَ العبد قولا حسنا، وعمل عملا سيئا رد الله القول عَلَى العمل، وذلك فِي كِتَابِِهِ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} 363 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج قوله: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} قَالَ " كَانَ أقوام يزعمون أنهم يحبون الله بقول: إنا نحب ربنا، فأمرهم الله جَلَّ وَعَزَّ أن يتبعوا محمدا، وَجَعَلَ اتباع محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علما لحبه

قوله جل وعز: {قل أطيعوا الله والرسول}

364 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ زياد، عَنْ محمد ابْن إِسْحَاق، قَالَ : وعظ الله الْمُؤْمِنِينَ وحذرهم، فَقَالَ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ} أي " إن كَانَ هَذَا من قولكم حبا لله وتعظيما لَهُ {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} لما مضى من كفرهم {وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ} 365 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ} " فأنتم تعرفونه وتجدونه فِي كتابكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} 366 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي " عَلَى كفرهم {فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} "

قوله جل وعز: {إن الله اصطفى آدم ونوحا}

367 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} ، فِي هَذَا الموضع هُوَ فإن كفروا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا} الآيَةُ 368 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِّنَ اللهَ اصْطَفَى إِبْرَاهِيمَ بِالْخُلَّةَ، وَاصْطَفَى مُوسَى بِالْكَلامِ، وَاصْطَفَى مُحَمَّدًا بِالرُّؤْيَةِ " 369 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، قَالَ: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ آلُ إِبْرَاهِيمُ، وَآلُ عِمْرَانَ، وَآلُ يَاسِينَ، وَآلُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ:

قوله جل وعز: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}

{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ " 370 - حَدَّثَنَا النجار قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} قَالَ " ذكر الله أَهْل بيتين صالحين، ورجلين صالحين، ففضلهما الله عَلَى العالمين، وَكَانَ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من آل إِبْرَاهِيم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} 371 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} يقول: " فِي النية، والعمل، والإخلاص، والتوحيد لَهُ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ} 372 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ} ، معناها: قالت امرأة عمران

373 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: أخبرني القاسم، قَالَ: قَالَ عكرمة " اسم أم مَرْيَمَ حنة 374 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " إن زَكَرِيَّا، وعمران تزوجا أختين، وكانت أم يَحْيَى عِنْد زَكَرِيَّا، وكانت أم مَرْيَمَ عِنْد عمران، فهلك عمران، وأم مَرْيَمَ حامل بمريم جنين فِي بطنها قوله عَزَّ وَجَلَّ {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي} 375 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محد بْن إِسْحَاق، قَالَ " كانت أم مَرْيَمَ عِنْد عمران، فكانت فيما يزعمون قَدْ أمسك عنها الولد حَتَّى أيست، وكانوا أَهْل بيت مِنَ اللهِ بمكان، فبينا هي فِي ظل شجرة إذ نظرت إِلَى طائر يطعم فراخا لَهُ، فتحركت نفسها للولد، ودعت الله أن يهب لها ولدا، فحملت بمريم، وهلك عمران، فَلَمَّا عرفت أن فِي بطنها جنينا جعلته نذيرة، والنذيرة أن يعبد الله يجعله حبيسا فِي الكنيسة لا ينتفع بشيء من أمر النَّاس، فَلَمَّا حضرها الولادة ولدت مَرْيَمَ بنت عمران، فَلَمَّا وضعتها {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} إِلَى آخِرِ الآيَةِ

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 376 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: " {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ، قَالَ: نَذَرَتْ أَنْ تَجْعَلَهُ مُحَرَّرًا لِلْعِبَادَةِ " 377 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: وأخبرني القاسم، عَنْ عكرمة مولى ابْن عباس، " إنها لحرة بنت الأحرار، ولكن محررا للكنيسة يخدمها كنائس، كانوا يعبدون فِيهَا، ويخدمون فِيهَا التوارة لَيْسَ لَهُمْ عمل إِلا ذَلِكَ 378 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن الجراح، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عَنْ خصيف، عَنْ مجاهد، فِي قول أم مَرْيَمَ: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} قَالَ " جعلته محررا للعبادة للمسجد لم تجعل للدنيا فِيهِ شيئا

379 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى بْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَان، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} " وكانت المرأة فِي زمان بني إِسْرَائِيل إذا ولدت غلاما أرضعته وربته حَتَّى إذا أطاق الخدمة دفعته إِلَى الذين يدرسون الكتب، فقالت: هَذَا محرر لَكُمْ يخدمكم 380 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {مُحَرَّرًا} ، قَالَ: يخدم الكنيسة سنة " 381 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {مُحَرَّرًا} " جعلته عتيقا، تعبده لله لا ينتفع بِهِ لشيء من الدنيا 382 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {مُحَرَّرًا} ، أي: عتيقا أعتقته وحررته واحد وَقَالَ الشعبي: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} قَالَ: " جعلها معه فِي الكنيسة، وفرغها للعبادة

قوله جل وعز: {فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} 383 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن عَبْد الهادي، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا الحكم بْن الصلت، قَالَ: سألت شرحبيل أبا سعد عَنْ قوله جل وعز: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} " إِنَّمَا كانوا يحررون الغلمان، فقالت: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ولم تقل: إن كَانَ غلاما {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} أي: تعتذر بذلك 384 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: أخبرني القاسم بْن أبي بزة، عَنْ عكرمة: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} قَالَ " لَيْسَ فِي الكنيسة إِلا الرجال، وَلا ينبغي للمرأة أن تكون مع الرجال أمها تقوله، فذلك الَّذِي منعها أن تجعلها فِي الكنيسة، وتنفذ نذرها فِي الكنيسة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} 385 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} قَالَ "

قوله جل وعز: {وإني سميتها مريم}

كانت امرأة عمران حررت لله مَا فِي بطنها، وكانوا إِنَّمَا يحررون الذكور، فَكَانَ المحرر إذا حرر جَعَلَ فِي الكنيسة لا يبرحها يقوم عليها ويكنسها، وكانت المرأة لا تستطيع أن تصنع ذَلِكَ لما يصيبها من الحيض والأذى، فعند ذَلِكَ قالت: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} " وَقَالَ الضحاك: أي: لَيْسَ يصلح أن يخدم الجواري الأحبار فربتها قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} 386 - حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا مَسَّهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّهِ، إِلا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَابْنَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ قَرَأْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} " 387 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ المنذر بْن النعمان الأفطس، أَنَّهُ سمع وهب بْن منبه، يقول: " لما ولد عِيسَى أتت الشياطين إبليس، فقالت: أصبحت الأصنام قَدْ نكست رؤوسها، فَقَالَ: هَذَا حدث، مكانكم، فطار حَتَّى جَاءَ خافقي الأرض فلم يجد شيئا، ثُمَّ جَاءَ البحار فلم يقدر عَلَى شَيْء، ثُمَّ طار أيضا فوجد عِيسَى قَدْ ولد عِنْد مذود حمار، وإذا

قوله جل وعز: {فتقبلها ربها بقبول حسن}

الملائكة قَدْ حفت حوله، فرجع إليهم، فَقَالَ: إن نبيا قَدْ ولد البارحة مَا حملت أنثى قط، وَلا وضعت إِلا وأنا بحضرتها، إِلا هَذَا فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هَذِهِ الليلة، ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة " وَقَالَ قتادة: ذكر لَنَا أن عِيسَى كَانَ يمشي عَلَى البحر كَمَا يمشي عَلَى البر مِمَّا اعطاه الله من اليقين والإخلاص قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} 388 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} قَالَ " تقبل من أمها مَا أرادت بِهَا للكنيسة فأجرها فِيهِ 389 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: أخبرني اليزيدي، عَنْ أبي عمرو بْن العلاء، قَالَ " لم أسمع العرب تضم القاف فِي " قبول "، وَكَانَ القياس الضم لأنه مصدر مثل دخول، وخروج، قَالَ: ولم أسمع بحرف آخر يشبهه فِي كَلام العرب " قَالَ أبو عبيد: وقَدِ اجتمعت القراء عَلَيْهِ بالفتح لا أعلمه اختلفوا فِيهِ

قوله جل وعز: {وأنبتها نباتا حسنا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} 390 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} قَالَ " إن نبتت لفي غذاء الله قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} 391 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَذَرْتُ أَنْ يَجْعَلَهَا مُحَرَّرًا فِي الْمَسْجِدِ لِلْعِبَادَةِ، فَكَانَ زَكَرِيَّا يَدْخُلُ عَلَيْهَا الْمِحْرَابَ " 392 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الكسائي، وغيره، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} " من قرأها بالتشديد أراد كفلها الله زَكَرِيَّا، أي: ضمها إِلَيْهِ، وبالتشديد قرأها الكسائي، ومن خفف {وَكَفَّلَهَا} جَعَلَ الكفل لزكريا "

قَالَ أبو عبيد: " وهذه قراءة أَهْل المدينة، وكذلك قرأها أبو عمرو " 393 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَكَفَّلَهَا} خفيفة {زَكَرِيَّا} بمدة، يقول: " ضمها إِلَيْهِ فَكَانَ زوج أختها 394 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي قوله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} قَالَ " سهمهم بقلمه 395 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: ووليها زَكَرِيَّا بعد هلاك أمها، فضمها إِلَى خالتها أم يَحْيَى، فكانت معهم حَتَّى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة لنذر أمها الَّذِي نذرت، فجعلت تنبت وتزيد، وجعلت الملائكة وهي مقبلة ومدبرة، يقولون: يَا مَرْيَمَ، يَا مَرْيَمَ، يَا مَرْيَمَ اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين، قَالَ: فيسمع ذَلِكَ زَكَرِيَّا، فيقول: إن لبنت عمران لشأنا،

قوله جل وعز: {كلما دخل عليها زكريا المحراب}

ثُمَّ أصاب بني إِسْرَائِيل أزمة، وهي عَلَى ذَلِكَ من حالها حَتَّى ضعف زَكَرِيَّا عَنْ حملها، فخرج إِلَى بني إِسْرَائِيل، فشكا ذَلِكَ إليهم، فَقَالُوا: ونحن عَلَى مثل حالك حَتَّى تقارعوا عليها بالأقلام، فخرج السهم عَلَى رَجُل من بني إِسْرَائِيل يقال لَهُ: جريج، قَالَ: فعرفت مَرْيَمَ فِي وجهه شدة المؤونة، فقالت لَهُ: أحسن الظن بالله، فإنه سيرزقنا، فَجَعَلَ جريج يرزق بمكانها قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} 396 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} " المحراب: المصلى 397 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} ، المحراب: سيد المجالس ومقدمها وأشرفها، وكذلك هُوَ من المساجد " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} 398 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ زَكَرِيَّا -[182]- يَدْخُلُ عَلْيَهَا الْمِحْرَابَ، فَوَجَدَ عِنْدَهَا عِنَبًا فِي مِكْتَلٍ فِي غَيْرِ حِينِهِ، فَقَالَ: يَا مَرْيَمُ، أَنَّى لَكِ هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " 399 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، قَالَ " كَانَ زَكَرِيَّا

يدخل عليها فيجد عندها كُلّ شَيْء فِي غير حينه فاكهة الصيف فِي الشتاء والشتاء فِي الصيف، فلو كَانَ كُلّ شَيْء يجده فِي حينه لاتهمها، وَقَالَ: لعل إنسانا يأتيها بِهِ، فسألها عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: {أَنَّى لَكِ هَذَا} يَا مَرْيَمَ {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فذلك قول الله عَزَّ وَجَلَّ {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} 400 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} قَالَ " عنبا وجده زَكَرِيَّا عِنْد مَرْيَمَ فِي غير زمانه

قوله جل وعز: {قال يا مريم أنى لك هذا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} 401 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {أَنَّى لَكِ هَذَا} ، أي: من أين لك هَذَا قَالَ الكميت: أنى ومن أين لك الطرب من حيث لا صبوة وَلا ريب قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} 402 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الطَّحَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: " {إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، قَالَ: تَفْسِيرُهَا لَيْسَ عَلَى اللهِِ رَقِيبٌ، وَلا مَنْ يُحَاسِبُهُ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} 403 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " وَذَكَرَ مَرْيَمَ، قَالَ: قَالَ زَكَرِيَّا: إِنَّ اللهَ رَزَقَكِ الْعِنَبَ فِي غَيْرِ حِينِهِ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَرْزُقَنِي مِنَ الْعُقْرِ الْكَبِيرِ الْعَقِيمِ وَلَدًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ "

قوله جل وعز: {فنادته الملائكة}

404 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا} قَالَ " قَالَ زَكَرِيَّا فِي نفسه إن ربا رزق هَذِهِ فاكهة الشتاء فِي الصيف، وفاكهة الصيف فِي الشتاء لقادر أن يهب لي ولدا، فخرج إِلَى المحراب، فصلى فِيهِ ونادى ربه نداء خفيا، قَالَ: خفيا من أصحابه، والمحراب المصلى: هب لي من لدنك وليا " 405 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} الآيَة قَالَ " فعجب من ذَلِكَ زَكَرِيَّا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} 406 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ رَافِعٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " ذَكَرُوا الْمَلائِكَةَ " 407 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيدة، عَنْ الكسائي، فِي قوله: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} " بالياء هكذا قرأه الكسائي، وكذلك روى عَنْ عَبْد اللهِ "

قوله جل وعز: {وهو قائم يصلي في المحراب}

قَالَ أبو عبيد: حَدَّثَنَا جرير، عَنْ مغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيم، قَالَ " كَانَ عَبْد اللهِ يذكر الملائكة فِي الْقُرْآن قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} 408 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن عَبْد اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سيار، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر، قَالَ: سمعت ثابتا، يقول: " الصَّلاة خدمة الله فِي الأرض، ولو علم الله شيئا أفضل من الصَّلاة مَا قَالَ: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي} " 409 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: المحراب سيد المجالس وأشرفها، وأكرمها، وكذلك هُوَ من المساجد

قوله جل وعز: {بيحيى}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ} 410 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ " إن الملائكة شافهته بذلك مشافهة، وبشرته بيحيى 411 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، يبشرك ويبشرك واحد " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بِيَحْيَى} 412 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} يقول: " عَبْد أحياه الله بالإيمان 413 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْحَاق، عَنْ عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} قَالَ " لم يسمها أحد قبله

قوله جل وعز: {مصدقا بكلمة من الله}

414 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: فنادته الملائكة أن الله يبشرك بيحيى بالحمل بِهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} 415 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} ، قَالَ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْكَلِمَةُ " 416 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، وأما قوله جَلَّ وَعَزَّ فِي يَحْيَى: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} " مصدق بعِيسَى، وَكَانَ يَحْيَى أَوْ من صدق بعِيسَى، وشهد أَنَّهُ كلمة مِنَ اللهِ، وَكَانَ يَحْيَى بْن خالة عِيسَى، وَكَانَ اكبر من عِيسَى 417 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} يقول: " مصدقا بعِيسَى ابْن مَرْيَمَ عَلَى منهاجه

قوله جل وعز: {وسيدا}

418 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} ، أي: بكتاب مِنَ اللهِ تقول العرب للرجل: أنشدني كلمة كذا أي قصيدة فلان إن طالت قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَسَيِّدًا} 419 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا شريك، عَنْ سالم، عَنْ سعيد: {وَسَيِّدًا} قَالَ " السيد التقي 420 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَسَيِّدًا} أي " والله لسيد فِي العبادة والحلم والعلم 421 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا العدني، عَنْ سفيان، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَسَيِّدًا} " حليما تقيا

422 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن المبارك، عَنْ أبي بكر الهذلي، عَنْ عكرمة: {وَسَيِّدًا} قَالَ " السيد الَّذِي لا يغلبه غضبه 423 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا شهاب بْن عباد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن المبارك، عَنْ إسماعيل بْن عَبْد الملك، عَنْ سعيد بْن جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَسَيِّدًا} قَالَ " السيد الَّذِي يملك غضبه 424 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، عَنْ جعفر، عَنْ سعيد، قَالَ " السيد الحليم "، وكذلك قَالَ الربيع بْن أنس 425 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَسَيِّدًا} قَالَ " كريم عَلَى اللهِ

قوله جل وعز: {وحصورا ونبيا من الصالحين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} 426 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " هُوَ الْعِنِّينُ: حَصُورًا " 427 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَابُورَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَحَصُورًا} ، قَالَ: الْحَصُورُ الَّذِي لا يَأْتِي النِّسَاءَ " وممن قَالَ: إنه الَّذِي لا يأتي النِّسَاء سعيد بْن جبير، ومجاهد، وقتاة، والضحاك، والفراء 428 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ " فِي الْحَصُورِ: الَّذِي لا يُنْزِلُ الْمَاءَ "

429 - حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بْن عَبْد الوهاب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله وَهُوَ ابْن موسى العبسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو جعفر عَنْ الربيع بْن أنس، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَحَصُورًا} قَالَ " الحصور الَّذِي لا يولد لَهُ 430 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَلْقَى اللهَ، إِلا ذَا ذَنْبٍ إِلا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، فإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} ، قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ ذَكَرُهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ وَأَشَاَرَ بِأُنْمُلَةٍ، وَذُبِحَ ذَبْحًا " 431 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سعيد القطان، عَنْ يَحْيَى بْن سعيد الأنصاري، عَنْ سعيد بْن المسيب، أَنَّهُ قرأ: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} فأخذ شيئا من الأرض، فَقَالَ: " الحصور الَّذِي معه مثل هَذَا " 432 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَحَصُورًا} ، الحصور لَهُ غير موضع، والأصل واحد، وَالَّذِي لا يأتي النِّسَاء، وَهُوَ الَّذِي لا يولد لَهُ، وَالَّذِي يكون مع الندامى فلا يخرج شيئا

قوله جل وعز: {قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر}

433 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنِ الفراء، قَالَ: هُوَ الَّذِي لا يقرب النِّسَاء، قَالَ: ويقال: مِنْهُ حصرت أحصر إذا امتنع من ذَلِكَ قَالَ أبو عبيد: " وَلا أحسب الحصر فِي القراءة، إِلا من هَذَا، لأنه يمتنع مِنْهَا، وَلا يقدر عليها كَمَا لا يقدر هَذَا عَلَى النكاح قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} 434 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} ، أي: بلغت الكبر، والعرب تصنع مثل هَذَا تقول: هَذَا القميص لا يقطعني قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} الآيَة 435 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} ، العاقر الَّتِي لا تلد، والرجل العاقر الَّذِي لا يلد قَالَ عامر بْن الطفيل: " لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كُلّ محضر

قوله جل وعز: {قال رب اجعل لي آية}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} 436 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} " بالحمل بِهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ} 437 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ} قَالَ " إِنَّمَا عوقب بذلك، لأن الملائكة شافهته بذلك مشافهة، فبشرته بيحيى، فسأل الآيَة بعد كَلام الملائكة إياه، فأخذ عَلَيْهِ بلسانه 438 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} الآيَة قَالَ " فجاء الشيطان إِلَى زَكَرِيَّا فَقَالَ: هَذَا النداء الَّذِي نوديت لَيْسَ مِنَ اللهِ، إِنَّمَا هُوَ من الشيطان سخر بك لو كَانَ مَا الله أوحاه إِلَيْكَ مَا كَانَ يوحي إِلَيْكَ، فَقَالَ عِنْد ذَلِكَ: {رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} حَتَّى أعلم أن هَذَا النداء منك، فَقَالَ لَهُ: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} " قَالَ ابْن جريج: " آيتك أن لا تكلم النَّاس ثلاثة أيام تمسك عَلَى فيك

قوله جل وعز: {إلا رمزا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا رَمْزًا} 439 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد قوله: {إِلا رَمْزًا} " يومئه إيماء بشفتيه 440 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأشعث، قَالَ: حَدَّثَنَا عثام بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا النضر بْن عدي، عَنْ عكرمة، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا رَمْزًا} قَالَ " حرك شفته 441 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا رَمْزًا} ، الرمز باللسان من غير أن يبين ويخفض بالصوت مثل الهمس 442 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن بكار، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو معشر، عَنْ محمد بْن كعب، أَنَّهُ قَالَ: {إِلا رَمْزًا} قَالَ: " الإشارة "، وكذلك قَالَ الضحاك 443 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن سلمة، عَنْ خصيف {إِلا رَمْزًا} قَالَ " إشارة بالشفتين، والحاجبين

قوله جل وعز: {واذكر ربك كثيرا}

444 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا هدبة، قَالَ: حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} قَالَ " إيماء قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} 445 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن بكار، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو معشر، عَنْ محمد بْن كعب، أَنَّهُ قَالَ: " لو رخص لأحد فِي ترك الذكر لزكريا حين قَالَ: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} قَالَ: الإشارة، قَالَ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} 446 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} قَالَ " الإبكار أول الفجر، والعشي ميل الشمس إِلَى أن تغيب " 447 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، الإبكار مصدر من قَالَ أبكرت، وأكثرهما بكر يبكر وباكر

قوله جل وعز: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ} 448 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَطَهَّرَكِ} قَالَ " جعلك طيبة إيمانا 449 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ} ، مثل قالت الملائكة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} 450 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالِمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ "

قوله جل وعز: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}

451 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي قوله: {يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} قَالَ: كَانَ أبو هريرة يحدث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ ذَاتِ يَدِهِ "، قَالَ أبو هريرة: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا قَطُّ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} 452 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ العدني، عَنْ سفيان، عَنْ ابْن أبي ليلى، عَنْ الحكم، عَنْ مجاهد، فِي قوله: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} قَالَ " أطيلي الركوع 453 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سفيان، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، قَالَ " كانت تصلي حَتَّى تورم قدماها

قوله جل وعز: {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم}

454 - حَدَّثَنَا علي النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} قَالَ " أطيعي ربك قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} 455 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} أي " مَا كنت معهم 456 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} ، أي: عندهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} 457 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} قَالَ " زَكَرِيَّا وأصحابه استهموا بأقلامهم عَلَى مَرْيَمَ حين دخلت فسهمهم بقلمه زَكَرِيَّا "

458 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} " كانت مَرْيَمَ ابنة إمامهم، وسيدهم، فتشاجر بنو إِسْرَائِيل فاقترعوا فِيهَا بسهامهم أيهم يكلفها فقرعهم زَكَرِيَّا، فكفلها زكرا، يقول ضمها إِلَيْهِ 459 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، قَالَ: " ألقوا أقلامهم الَّتِي كانوا يكتبون بِهَا الوحي، فاستهموا بالأقلام فخرج سهم زَكَرِيَّا " 460 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} قَالَ " كَانَ عطاء يقول بقداحهم " وَقَالَ ابْن جريج: كَانَ غير عطاء يقول: " أقلامهم الَّتِي يكتبون بِهَا التوارة 461 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} ، قداحهم

قوله جل وعز: {وما كنت لديهم إذ يختصمون إذ قالت الملائكة} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ} الآيَة 462 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ} ، ويبشرك واحد قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} 463 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} ، قَالَ: عِيسَى وَهُوَ الْكَلِمَةُ مِنَ اللهِ " 464 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} ، أي: الرسالة هُوَ مَا أوحى الله بِهِ إِلَى الملائكة فِي أن يجعل لمريم ولدا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {اسْمُهُ الْمَسِيحُ} 465 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ منصور، عَنْ إِبْرَاهِيم، قَالَ: المسيح: الصديق

قوله جل وعز: {عيسى ابن مريم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} 466 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} أي " هكذا أمره لا مَا يقولون فِيهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} 467 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} أي " عِنْد اللهِ 468 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} ، الوجيه الَّذِي يشرف وتوجهه الملوك، أي: تشرفه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} 469 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} يقول: " من المقربين عِنْد اللهِ يَوْم الْقِيَامَةِ

قوله جل ذكره: {ويكلم الناس في المهد}

470 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} أي " ومن المقربين عِنْد اللهِ قوله جل ذكره: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} 471 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [قال] : وبلغني عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} ، قَالَ: الْمَهْدُ مَضْجَعُ الصَّبِيِّ فِي رَضَاعِهِ "

قوله جل وعز: {وكهلا ومن الصالحين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} 472 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {وَكَهْلا} قَالَ " الكهَلِ الحليم " وكذلك روي عَنْ عكرمة 473 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} قَالَ " يكلمهم صغيرا، وكبيرا "، وكذلك قَالَ ابْن جريج 474 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} " يخبرهم بحالاته الَّتِي يتقلب فِيهِ فِي عمره كتقلب بني آدم فِي أعمارهم صغارا وكبارا، إِلا أن الله عَزَّ وَجَلَّ خصه بالكلام فِي مهده آية لنبوته، وتعريفا للعباد مواقع قدرته

قوله جل وعز: {قالت رب أنى يكون لي ولد}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ} 475 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق قوله: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} أي " يصنع مَا أراد، ويخلق مَا يشاء من بشر أَوْ غير بشر قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا} الآيَة 476 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ} مِمَّا شاء، وكيف شاء، فيكون كَمَا أراد قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} 477 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَنْ أشعث بْن إِسْحَاق القمي، عَنْ جعفر بْن أبي الْمُغِيرَة، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ: لما ترعرع عِيسَى جاءت بِهِ امه إِلَى الْكِتَاب، فدفعته إِلَيْهِ، فَقَالَ قل: باسم، فَقَالَ عِيسَى: الله، قَالَ المعلم، قل: الرحمن، قَالَ عِيسَى: الرحيم،

فَقَالَ المعلم قل: أبو جاد، قَالَ: هُوَ فِي كِتَابِ، قَالَ عِيسَى: أتدري مَا ألف؟ قَالَ: لا، قَالَ: آلاء الله أتدري مَا باء؟ قَالَ: لا، قَالَ: بهاء الله، قَالَ: أتدري مَا جيم، فَقَالَ: جلال الله، أتدري مَا اللام؟ فَقَالَ لا، قَالَ: آلاء الله، قَالَ: فَجَعَلَ يفسر عَلَى هَذَا النحو، قَالَ المعلم: كيف أعلم من هُوَ أعلم من يقال؟ فدعه يقعد مع الصبيان، فَكَانَ يخبر الصبيان بما يأكلون، وَمَا تدخر لَهُمْ أمهاتهم فِي بيوتهم بيوتهم 478 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، فِي قصة عِيسَى، قَالَ " حَتَّى إذا بلغ التسع أَوِ العشر أَوْ نحو ذَلِكَ أدخلته الْكِتَاب فيما يزعمون، فَكَانَ عِنْد رَجُل من المكتبين يعلمه كَمَا يعلم الغلمان، وَلا يذهب يعلمه شيئا مِمَّا يعلمهم، إِلا بدره عَلَى علمه قبل أن يعلمه إياه، فيقول: أَلا تعجبون إِلَى أن هَذِهِ الأرملة مَا أذهب بِهِ أعلمه شيئا إِلا وجدته أعلم بِهِ مني 479 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيرة، عَنْ ابْن جريج: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} " النبوة

قوله جل وعز: {والحكمة}

480 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} بيده قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْحِكْمَةَ} 481 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْحِكْمَةَ} قَالَ " بلسانه، أَوْ قَالَ: السنة 482 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} " والحكمة السنة 483 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج: {وَالْحِكْمَةَ} " السنة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ} 484 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ} " الَّتِي كانت فيهم من عهد موسى قبله، {وَالإِنْجِيلَ} : كتابا آخر أحدثه الله لم يكن عندهم علمه،

قوله جل وعز: {ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم}

إِلا ذكره أَنَّهُ كائن من الأنبياء قبله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} 485 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} أي " يحقق بِهَا نبوتي أَنِّي رَسُول اللهِ مِنْهُ إليكم " 486 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} ، أي: بعلامة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ} الآيَة 487 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ} قَالُوا: " أي شَيْء يطير أشد خلقا ليخلق عَلَيْهِ عِيسَى، قَالُوا: الخفاش، وَهُوَ الوطواط

قوله جل وعز: {فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ} 488 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، وذكر عِيسَى، قَالَ " جلس يَوْمًا مع غلمان من الْكِتَاب، فأخذا طينا، ثُمَّ قَالَ: أجعل لَكُمْ هَذَا الطين طيرا، فَقَالُوا: أَوْ تستطيع ذَلِكَ؟ قَالَ: نعم بإذن ربي، قَالَ: ثُمَّ هيأه حَتَّى إذا جعله فِي هيئة الطير نفخ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كن طيرا بإذن الله، فخرج يطير من بين كفيه، وخرج الغلمان من أمره، فذكروا لمعلمهم، وأفشوه النَّاس 489 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ هارون، عَنْ الحسن: {فَيَكُونُ طَيْرًا} يعني " حماما 490 - وكذلك حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن جعفر، عَنْ نافع: {كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} " جماعا، {فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ} عَلَى التوحيد 491 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن جعفر، عَنْ أبي جعفر، أَنَّهُ قرأها: {كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ

قوله جل وعز: {وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله}

اللهِ} : " كلاهما عَلَى التوحيد قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ} 492 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ} ، قَالَ: الأَكْمَهُ الَّذِي يُولَدُ، وَهُوَ أَعْمَى "، وَكَذَلِكَ قَالَ قَتَادَةُ 493 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: الأكمه الَّذِي يولد من أمه أعمى قَالَ رؤبة: هرجت فارتد ارتداد الأكمه 494 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، عَنْ ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ} " والأكمه الَّذِي يبصر بالنهار، وَلا يبصر بالليل فَهُوَ يتكمه

قوله جل وعز: {وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم}

495 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بْن عمر، عَنْ الحكم بْن أبان، عَنْ عكرمة، قَالَ " الأكمه الأعمش "، وروي عَنْ عكرمة، أَنَّهُ قَالَ: الأعمى قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} 496 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} قَالَ " مَا أكلتم البارحة من طعام، وَمَا خبأتم عِيسَى يقوله 497 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جرير، عَنْ أشعث بْن إِسْحَاق بْن إِسْحَاق القمي، عَنْ جعفر بْن أبي الْمُغِيرَة، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " لما ترعرع عِيسَى جاءت بِهِ أمه إِلَى الْكِتَاب، فدفعته إِلَيْهِ فقعد مع الصبيان، وَكَانَ يخبر الصبيان بما يأكلون، وَمَا تدخر لَهُمْ أمهاتهم فِي بيوتهم 498 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ} قَالَ " أنبئكم بما تأكلون من المائدة، وَمَا تدخرون مِنْهَا، قَالَ: كَانَ أخذ عَلَيْهِمْ فِي المائدة حين

قوله جل وعز: {ومصدقا لما بين يدي من التوراة}

نزلت أن يأكلوا وَلا يدخرون، فادخروا وخالفوا، فجعلوا خنازير حين ادخروا وخانوا، فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ} "، قَالَ معمر، وذكره قتادة، عَنْ خلاس بْن عمرو، عَنْ عمار بْن ياسر قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 499 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ} ، أي: رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللهِ إليكم، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} 500 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} أي " لما سبقني مِنْهَا

قوله جل وعز: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} 501 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} أي " أخبركم أَنَّهُ كَانَ حراما عَلَيْكُمْ، فتركتموه، ثُمَّ أحله لَكُمْ تخفيفا عَلَيْكُمْ، فتصيبون يسره، وتخرجون من تبعاته 502 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرات عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج: {وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} " الإبل، والشحوم، فَلَمَّا بعث عِيسَى أحلها لَهُمْ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} 503 - أَخْبَرَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} قَالَ " مَا بين عِيسَى لَهُمْ من الأشياء كلها، وَمَا أعطاه ربه 504 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، فِي ذكر عِيسَى، قَالَ " وترعرع وهمت بِهِ بنو إِسْرَائِيل، فَلَمَّا خافت عَلَيْهِ أمه احتملته عَلَى حمار

قوله جل وعز: {فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم فاعبدوه}

لها، ثُمَّ خرجت بِهِ هاربة منهم حَتَّى انتهت بِهِ إِلَى مصر، فأقامت بِهِ اثنتي عشرة سنة فيما يذكرون حَتَّى بلغ، فأحدث الله إِلَيْهِ الإنجيل، وعلمه التوارة مع الإنجيل، وأعطاه إحياء الموتى، وإبراء الأكمه، والعلم بالغيوب مِمَّا يخفون فِي بيوتهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ} 505 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} " تبريا من الَّذِي يقولون فِيهِ، واحتجاجا لربه عَلَيْهِمْ {فَاعْبُدُوهُ} 506 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: ومن عهد عِيسَى إليهم حين أخبرهم عَنْ نفسه، وموته: {إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} عَنْ نفسه وعنهم، أنهم عبيد الله، ثُمَّ صمت كَمَا يذكرون، فلم يتكلم بعد ذَلِكَ، وَهُوَ فِي حجر أمه يغذي بما يغذي بِهِ بنو آدم من الطعام والشراب، حَتَّى انتهى إِلَى أن كَانَ ابْن سبع سنين أَوْ ثمان، وقد كذبوا بكل مَا سمعوا مِنْهُ، وَمَا يدعونه بينهم إِلا بابن الهنة

قوله جل وعز: {هذا صراط مستقيم}

بما تسمى بِهِ البغي، يقول الله عز وجل: {وَقولهمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} حَتَّى إذا بلغ السبع أَوِ العشر أَوْ نحو ذَلِكَ أدخلته الْكِتَاب فيما يزعمون قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 507 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} أي " هَذَا الهدى قَدْ حملتكم عَلَيْهِ وجئتكم بِهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} 508 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} قَالَ " كفروا، وأرادوا قتله، فذلك حين استنصر قومه، فذلك حين يقول: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا} " قَالَ ابْن جريج: " وبعث إِلَى يهود، واختلفوا وتفرقوا فتنصروا واختلفوا "

قوله جل وعز: {قال من أنصاري إلى الله}

509 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} " والعدوان عَلَيْهِ، {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} " 510 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} " عرف منهم الكفر " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} 511 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} قَالَ " من يتبعني إِلَى اللهِ " 512 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره، عَنْ أبن جريج، قَالَ: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} يقول: " من أنصاري مع الله "؟ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} 513 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} أي " أعواني فِي ذات الله "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} 514 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبِّاَسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا سُمُّوا الْحَوَارِيِّينَ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِمْ كَانُوا صَيَّادِينَ " 515 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ أبي الجحاف، عَنْ مسلم البطين، قَالَ " كانوا صيادين، إِنَّمَا سموا الحواريين لبياض ثيابهم " 516 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ قَتَادَةَ ذَكَرَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كَانَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ " فَقِيلَ لِقَتَادَةَ: مَنِ الْحَوَارِيُّونَ؟ قَالَ: الَّذِينَ تَصْلُحُ لَهُمُ الْخِلافَةُ " 517 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ " الحواريون صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم " قَالَ أبو عبيدة: " وَقَالُوا: القصارين "

518 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَوَارِيُّونَ} قَالَ " الغسالون للثياب، يقول: وَهُوَ بالنبطية: الحوار " 519 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: قَالَ أبو عبيد " والأصل فِي هَذَا فيما بلغنا أنهم كانوا غسالين، وإنما سموا حواريين لتبييضهم الثياب، وكل شَيْء بيضته فقد حورته، فكانوا هم أنصار عِيسَى دون النَّاس، فقيل: قَالَ الحواريون، وفعل الحواريون، فكثر هَذَا فِي الْكَلام حَتَّى صار كأنه اسم معناه النصرة، وهذا مِمَّا يدخل فِي كَلام النَّاس بعضه فِي بعض، كَمَا سمي الغائط، وإنما أصله الصحراء المطمئنة من الأرض، فَكَانَ الرَّجُل يأتيها لقضاء حاجته، فيقول: أتيت الغائط، فكثر ذَلِكَ فِي الْكَلام حَتَّى صار غائط الإنسان يسمى بذلك الاسم " قَالَ أبو عبيدة: وكذلك {الْحَوَارِيُّونَ} لما كانوا يوصفون بالنصرة لعِيسَى صار هَذَا كالنعت لَهُمْ، وكذلك كُلّ قائم بنصرة فَهُوَ حواري، ومنه ابْن عروة، عَنْ محمد بْن المنكدر، عَنْ جابر بْن عَبْد اللهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

قوله جل وعز: {ربنا آمنا بما أنزلت} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} 520 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد ابْن إِسْحَاق: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ} هَذَا قولهم " الذين أصابوا بِهِ الفضل من ربهم {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} لا مَا يقول هؤلاء الذين يحاجون فِيهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ} الآيَة 521 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ، وَيَحْيَي بْنُ آدَمَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ} رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ قَالَ: مَعَ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ إِنَّهُمْ شَهِدُوا لَهُ أَنَّهُ بَلَّغَ، وَشَهِدُوا لِلرُّسُلِ أَنَّهُمْ بَلَّغُوا " 522 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ مَنْدَلٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ قَالَ: مَعَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

قوله جل وعز: {ومكروا}

523 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ إِلَى قوله: الشَّاهِدِينَ أي " هكذا كَانَ قولهم وإيمانهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَكَرُوا} 524 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " فأقبلت مَرْيَمَ بعِيسَى حَتَّى نزلت إيليا، وتحدثوا بِهِ وبقدومه وهم إذ ذاك تحت أيدي الروم، والروم أَهْل وثن، إِنَّمَا بعثه إليهم ليستنقذهم بِهِ ولينقذهم بِهِ، وليظهرهم عَلَى من خالفهم، فعدوا عَلَيْهِ بعد أن رأوا مِنْهُ الآيات والعبر البينة، فهموا بِهِ وأجمعوا عَلَى قتله، وقتل من معه ممن قَالَ: تابعه، وآمن بِهِ، وإنما كانوا اثني عشر رجلا من الحواريين، وبعضهم يقول: ثلاثة عشرة، وَكَانَ اسم ملك بني إِسْرَائِيل الَّذِي بعث إِلَى عِيسَى ليكلمه رَجُل يقال لَهُ: رواد، فلم يفظع عَبْد من عباد الله فيما ذكر لَنَا فظعه، ولم يجزع مِنْهُ جزعه، ولم يدعوا الله فِي صرفه عنه دعاه، حَتَّى أَنَّهُ ليقول فيما يزعمون، اللهم إن كنت صارفا هَذِهِ الكأس، عَنْ أحد من خلقك فاصرفها عني، حَتَّى إن جلده من كرب ذَلِكَ ليتفصد دما،

قوله جل وعز: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}

فدخل المدخل الَّذِي أجمعوا ليدخلوا عَلَيْهِ فِيهِ، فيقتلوه هُوَ وأصحابه، وهم ثلاثة عشر رجلا بعِيسَى، فَلَمَّا أيقن أنهم داخلون عَلَيْهِ وأتاه مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ متوفيه ورافعه إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا معشر الحواريين، أيكم يحب أن يكون رفيقي فِي الْجَنَّة عَلَى أن يشتبه للقوم، فيقتلوه مكاني، فَقَالَ جرجس: أنا، قَالَ: فاجلس، فدخلوا، وقد رفع عِيسَى، وَكَانَ عدتهم حين دخلوا مع عِيسَى معلومة قَدْ رأوهم، وأحصوا عدتهم، فَلَمَّا دخلوا عَلَيْهِمْ ليأخذوا عِيسَى، فيما يرون، وأصحابه فقدوا من العدة رجلا، فَهُوَ الَّذِي اختلفوا فِيهِ، وكانوا لا يعرفون عِيسَى حَتَّى جعلوا للفرطوس ثلاثين درهما عَلَى أن يعرفهموه فَقَالَ لَهُمْ: نعم، إذا دخلتم عَلَيْهِ، فَإِنِّي سأقبله، فَهُوَ الَّذِي أقبل فَلَمَّا دخل دخلوا معه، وقد رفع عِيسَى، رأى جرجس فِي صورة عِيسَى، فلم يشك أَنَّهُ هُوَ، فأكب عَلَيْهِ فقبله وأخذوه وصلبوه، ثُمَّ إن بطرس ندم عَلَى مَا صنع، فاختنق بحبل حَتَّى قتل نفسه، فَهُوَ ملعون فِي النصارى، وَكَانَ أحد المعدودين من أصحابه " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} 525 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} : " أهلكهم الله "

قوله جل وعز: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك}

526 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الفراء، قوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} قَالَ: يقال، والله أعلم: إن المكر مِنَ اللهِ، إِنَّمَا هُوَ استدراجه العباد، وليس عَلَى مكر المخلوقين، يعني الخديعة والخبء " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} 527 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: " {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} يَقُولُ: مُمِيتُكَ " 528 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ الحسن، فِي قوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} قَالَ " متوفيك فِي الأرض " 529 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} قَالَ " فرفعه إياه إِلَيْهِ توفيه إياه، وتطهيره من الذين كفروا "

قوله جل وعز: {ورافعك إلي}

530 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} أي " إِنِّي قابضك ورافعك إلي " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} 531 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا محرز، قَالَ: سألت الحسن عَنْ قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} قَالَ " عِيسَى مرفوع عِنْد الرب تبارك وتعالى، ثُمَّ ينزل قبل يَوْم الْقِيَامَةِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} 532 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، " ثُمَّ ذكر عِيسَى إليهم حين أجمعوا لقتله، ثُمَّ أخبرهم ورد عَلَيْهِمْ فيما افترت اليهود بصلبه، ثُمَّ كيف رفعه، وطهره منهم، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} " إذ هموا منك بما هموا "

قوله جل وعز: {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} 533 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا محرز، قَالَ: سألت الحسن، عَنْ قوله جل وعز: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} " عِيسَى مرفوع عِنْد اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ ينزل قبل يَوْم الْقِيَامَةِ، فمن صدق عِيسَى، ومحمدا صَلَّى الله عليهما وسلم، وَكَانَ عَلَى دينهما، لم يزالوا ظاهرين عَلَى من فارقهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ " 534 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} " هم أَهْل الإسلام الذين اتبعوه عَلَى فطرته، وملته، وسنته، لا يزالون ظاهرين عَلَى من ناوأهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ " وَقَالَ ابْن جريج {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} قَالَ: " ناصر من اتبعه عَلَى الإسلام، ومظهره عَلَى الذين كفروا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ " 535 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: " هم عِنْد اللهِ خير من الكفار "

قوله جل وعز: {والله لا يحب الظالمين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} 536 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} قَالَ " الْكَافِرِينَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} 537 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق قوله " {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ} يَا محمد {مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} القاطع الفاصل الحق الَّذِي لا يخلطه الباطل من الخبر عَنْ عِيسَى، وعما اختلفوا فِيهِ من أمهره فلا تقبلن خبرا غيره " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ} الآيَة 538 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ} قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ نَصَارَى نَجْرَانَ قَدِمَ وَفْدُهُمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ مَنْهُمُ السَّيِّدُ، وَالْعَاقِبُ، وَأُخْبِرْتُ أَنَّ مَعَهُمَا عَبْدُ الْمَسِيحِ، وَهُمَا يَوْمَئِذٍ سَيِّدَا أَهْلِ نَجْرَانَ، فَقَالُوا:

يَا مُحَمَّدُ فِيمَ تَشْتُمُ صَاحِبَنَا؟ قَالَ: " وَمَنْ صَاحِبُكُمْ "، قَالُوا: عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، تَزْعُمُ أَنَّهُ عَبْدٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلْ هُوَ عَبْدُ اللهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ "، فَغَضِبُوا، وَقَالُوا: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَأَرِنَا عَبْدًا يُحْيِي الْمَوْتَى يُبْرِئُ الأَكْمَهَ، وَالأَبْرَصَ، وَيَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ، وَلَكِنَّهُ اللهُ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} هَذِهِ الآيَةُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُونِي أَنْ أُخْبِرَهُمْ مَثَلَ عِيسَى "، قَالَ جِبْرِيلُ: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إِلَى قوله: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} 539 - وحدثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ سورة آل عمران آية فاسمع، كَمَثَلِ آدَمَ قرأ إِلَى قوله: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ -، وإن قَالُوا: خلق عِيسَى من غير ذكر فقد خلقت آدم من تراب بتلك القدرة من غير أنثى "

قوله جل وعز: {الحق من ربك}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} 540 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قوله عَزَّ وَجَلَّ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ " مَا جاءك من الخبر عَنْ عِيسَى " 541 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ - " انقضى الْكَلام الأول، فاستأنف، فَقَالَ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " 542 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ فاسمع كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ - مَا جاءك من الخبر، عَنْ عِيسَى فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ أي " قَدْ جاءك الحق من ربك فلا تمتر فِيهِ، وإن قَالُوا: خلق عِيسَى من غير ذكر، فقد خلقت آدم من تراب بتلك القدرة من غير أنثى وَلا ذكر، فَكَانَ كَمَا كَانَ عِيسَى لحما ودما وشعرا وبشرا، فليس خلق عِيسَى من غير ذكر بأعجب من هَذَا "

قوله جل وعز: {فلا تكن من الممترين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} 543 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} يقول: " لا تكونن فِي شك من عِيسَى، أَنَّهُ كمثل آدم عَبْد اللهِ، ورسوله، وكلمة الله، وروحه " 544 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} " الشاكين " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} 545 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءُوا مَعَهُمْ بِهَدِيَّةٍ، فَبَسَطُوا الْمُسُوحَ، وَبَسَطُوا عَلَيْهَا بُسُطًا فِيهَا تَمَاثِيلُ، وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: " أَمَّا هَذِهِ الْبُسُطَ فَلا حَاجَةَ لِي فِيهَا، وَأَمَّاَ الْمُسُوحُ فَتُعْطُونِيهَا "؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالُوا:

قوله جل وعز: {من بعد ما جاءك من العلم}

حُّدِثْنَا عَنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} ، قَالُوا: يَنْبَغِي لِعِيسَى أَنْ يَكُونَ فَوْقَ هَذَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} قَالُوا: مَا يَنْبَغِي لِعِيسَى أَنْ يَكُونَ مِثْلَ آدَمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا} الآيَةَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} 546 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} أي " فِي عِيسَى أنع عَبْد اللهِ ورسوله وكلمة الله وروحه {فَقُلْ تَعَالَوْا} " 547 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} أي " من بعد مَا قصصت عَلَيْكَ من خبره، وكيف كَانَ أمره {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآيَة "

قوله جل وعز: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآيَة 548 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: " {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فَقَالَ: " اللهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي " 549 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآيَةُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيٍّ، وَحَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ، وَجَعَلُوا فَاطِمَةَ مِنْ وَرَائِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا: هَؤُلاءِ أَبْنَاؤُنَا، وَأَنْفُسَنَا، وَنِسَاؤُنَا، فَهَلُمُّوا أَنْفُسَكُمْ، وَأَبْنَاءَكُمْ، وَنِسَاءَكُمْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} 550 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ " {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} نَجْتَهِدْ "

قوله جل وعز: {فنجعل لعنة الله على الكاذبين}

551 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} أي " نلتعن يقال: مَا لَهُ بهله الله، أي: لعنه الله، ويقال عَلَيْهِ: بهلة الله " 552 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله: {نَبْتَهِلْ} " نلتعن مثل معناه "، وزاد عَنْ أبي عبيدة: وَقَالَ لبيد، وذكر قوما هلكوا: نظر الدهر إليهم فابتهل كأنه أراد الدعاء عَلَيْهِمْ بالهلاك قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} 553 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ، وَذَكَرَ بَعْضَ الْحَدِيثِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ

أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدِ اسْتَيْقَنْتُمْ أَنَّ هَذَا نَبِيٌّ، وَلَئِنْ لاعَنْتُمُوهُ لَتَرْجِعُنَّ، وَلَيْسَ فِي أَرْضِكُمْ أَحَدٌ، قَالُوا: لا نَتَلاعَنُ، قَالَ: أَمَا لَوْ فَعَلْتُمْ لَتَرْجِعُنَّ، وَلَيْسَ فِي أَرْضِكُمْ مِنْكُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: اخَتَارُوا إِمَّا أَنْ تُسْلِمُوا، وَإِمَّا أَنْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ، وَإِمَّا أَنْ نَأْخُذَكُمْ عَلَى سَوَاءٍ " 554 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَجَعُوا لا يَجِدُونَ أَهْلا، وَلا مَالا " 555 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ إِلَى قوله: عَلَى الْكَاذِبِينَ} ذَكَرَ نَصَارَى نَجْرَانَ، قَالَ: فَأَبَى السَّيِّدُ، وَقَالُوا: نُصَالِحُكَ، فَصَالَحُوا عَلَى أَلْفِيْ حُلَّةٍ كُلَّ عَامٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ أَلْفٌ، وَفِي كُلِّ صَفَرٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِي لَوْ لاعَنُونِي مَا حَالَ الْحَوْلُ، وَمِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا أَهْلَكَ اللهُ الْكَاذِبِينَ "

قوله جل وعز: {فإن الله عليم بالمفسدين قل يأهل الكتاب}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ} 556 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، قَالَ: " {فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} فدعاهم إِلَى النصف، وقطع عنهم الحجة، فَلَمَّا أتى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر مِنَ اللهِ، والفصل من القضاء بينه وبينهم، وأمره بما أمره بِهِ من ملاعنتهم، إن ردوا ذَلِكَ عَلَيْهِ دعاهم إِلَى ذَلِكَ، فَقَالُوا: يَا أبا القاسم دعنا ننظر فِي أمرنا، ثُمَّ نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إِلَيْهِ، فانصرفوا عنه، ثُمَّ خلوا بالعاقب، وَكَانَ ذا رأيهم، فَقَالُوا: يَا عَبْد المسيح مَا ترى؟ قَالَ: والله يَا معشر النصارى لقد عرفتم، أن محمد النَّبِيّ المرسل، ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم، ولقد علمتم مَا لاعن قَوْم نبيا قط، فبقى كبيرهم، وَلا نبت صغيرهم إنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قَدْ

أبيتم إِلا إلف دينكم، والإقامة عَلَى مَا أنتم عَلَيْهِ من القول فِي صاحبكم، فوادعوا الرَّجُل، ثُمَّ انصرفوا إِلَى بلادكم حَتَّى يريكم أمرا برأيه، فأتوا رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أبا القاسم قَدْ رأينا أن لا نلاعنك، وأن نتركك عَلَى دينك، ونرجع عَلَى ديننا، ولكن ابعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه ليحكم بيننا فِي أشياء اختلفنا فِيهَا من أموالنا، فإنكم عندنا رضاة " 557 - فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمِ ائْتُونِي الْعَشِيَّةَ أَبْعَثْ مَعَكُمُ الْقَوِيَّ الأَمِينَ "، قَالَ: فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: مَا أَحْبَبْتُ الإِمَارَةَ قَطُّ حُبِّي إِيَّاهَا يَوْمَئِذٍ رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ صَاحِبَهَا فَرُحْتُ إِلَى الظُّهْرِ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ سَلَّمَ، ثُمَّ نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ، فَجَعَلْتُ أَتَطَاوَلُ لَهُ لِيَرَانِي، فَلَمْ يَزَلْ يَلْتَمِسُ بِبَصَرِهِ حَتَّى رَأَى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: " اخْرُجْ مَعَهُمْ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ "، قَالَ عُمَرُ: فَذَهَبَ بِهَا أَبُو عُبَيْدَةَ "

قوله جل وعز: {إن هذا لهو القصص الحق} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} الآيَة 558 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} أي " إن هَذَا الَّذِي جئت بِهِ من الخبر عَنْ عِيسَى لهو القصص الحق من أمره {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللهُ} " 559 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} أي: " الخبر اليقين " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} 560 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} " فإن كفروا، وتركوا أمر الله "

قوله جل وعز: {قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} 561 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ هِرَقْلَ، وَخَبَرَ أَبِي سُفْيَانَ، حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، مِنْ فِيهِ إِلَى فِيِّ، قَالَ: " انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ، وَكَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ جَاءَ بِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ، فَقَالَ هِرَقْلُ: هَلْ هُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ، فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَنَا فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلامٌ عَلَى مِنَ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايِةَ الإِسْلامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنْ تَوَلَّيْتَ، فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ

الأَرِيسِيِّينَ {يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِلَى قوله مُسْلِمُونَ} "، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ عِنْدَهُ، وَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَأَمَرَ بِنَا، فَأُخْرِجْنَا، قَالَ: قُلْتُ لأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ لَيَخَافُهُ مِلَكُ بَنِي الأَصْفَرِ قَالَ: فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللهُ عَلِيَّ الإِسْلامَ " قَالَ الزهري: فدعا هرقل عظماء الروم، فجمعهم فِي دار لَهُ، فَقَالَ: يَا معشر الروم هَلْ لَكُمْ فِي الفلاح والرشد آخر الأبد، وأن يثبت لَكُمْ ملككم فحاصوا حيصة حمر الوحش إِلَى الأبواب، فوجدوها قَدْ غلقت، قَالَ: فدعا بهم، فَقَالَ: إِنِّي إِنَّمَا اختبرت شدتكم فِي دينكم، فقد رأيت منكم الَّذِي أحببت، فسجدوا لَهُ، ورضوا عنه

562 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} يقول: " عدل " 563 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} أي: " النصف يقال: قَدْ دعاك إِلَى السواء فأقبل مِنْهُ " 564 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن عَبْد الحميد، عَنْ يَحْيَى بْن اليمان، عَنْ سفيان، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} قَالَ " لا إله إِلا الله " 565 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، " وَكَانَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ قَدْ فَرَّقَ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى مُلُوكِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ دُعَاةً إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَوَفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ محمد بْن إِسْحَاق: حَدَّثَنِي يزيد بْن أبي حبيب المصري، أَنَّهُ وجد كتابا فِيهِ تسمية من بعث رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ملوك النَّاس، وَمَا قَالَ لأصحابه حين بعثهم، فبعث بِهِ إلي ابْن شهاب الزهري مع ثقة مِنْ أَهْلِ بلده، فعرفه فِي الْكِتَاب، أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أصحابه ذات غداة، فَقَالَ لَهُمْ : " إِنِّي بعثت رحمة وكافة، فأدوا عني يرحمكم الله، فلا تختلفوا علي

كاختلاف الحواريين عَلَى عِيسَى "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كيف كَانَ اختلافهم، قَالَ: " دعاهم إِلَى مثل مَا دعوتكم لَهُ، وأما من قرب، فأجاب وأسلم، وأما من بعد بِهِ فكره وأبى، فشكا ذَلِكَ منهم عِيسَى إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فأصبحوا من ليلتهم تلك وكل رَجُل منهم يتكلم بلغة الْقَوْم الذين بعث إليهم، فَقَالَ عِيسَى: هَذَا أمر قَدْ يخرج الله عَلَيْهِ، فامضوا لَهُ "، ثُمَّ فرق رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه، فبعث سليط بْن عمرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود أخا عامر بْن لؤي إِلَى هوذة بْن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء ابْن الحضرمي إِلَى المنذر بْن ساوى أخي عَبْد القيس صاحب البحرين، وعمرو بْن العاص إِلَى جيفر بْن جلندي، وعباد بْن جلندي من الأزديين صاحبي عمان قَالَ محمد بْن إِسْحَاق: وبعث حاطب بْن أبي بلتعة إِلَى المقوقس صاحب الإسكندرية، فأدى إِلَيْهِ كِتَاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأهدى المقوقس إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعث دحية بْن خليفة الكلبي، ثُمَّ الخزرجي إِلَى قيصر، وَهُوَ هرقل ملك الروم، فَلَمَّا أتاه كِتَاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر فِيهِ، ثُمَّ جعله تحت قدمه وحل صرته قَالَ محمد بْن إِسْحَاق: حَدَّثَنِي الزهري، عَنْ عبيد الله بْن عَبْد اللهِ، عَنِ ابْن عباس، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو سفيان، وذكر حديث هرقل، قَالَ : وكانت

حمص منزله، قَالَ ابْن إِسْحَاق، عَنْ خالد بْن سيار، عَنْ رَجُل من سيار قدم الشام، قَالَ: ثُمَّ جلس عَلَى بغل لَهُ، ثُمَّ ركض حَتَّى دخل قسطنطينية، وبعث رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شجاع بْن وهب أخا بني أسد بْن خزيمة إِلَى المنذر بْن الحارث بْن أبي شمر الغساني، صاحب دمشق، وبعث عمرو بْن أمية الضمري إِلَى النجاشي فكتب إِلَيْهِ النجاشي، وبعثت إِلَيْكَ بابني أبرها بْن الأصحم بْن بحري، فَإِنِّي أشهد أن مَا تقول حق، والسلام عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وبعث عَبْد اللهِ بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعيد بْن سهم إِلَى كسرى بْن هرمز ملك فارس، وكتب معه فَلَمَّا قرأه شقه فبلغني أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " شقق ملكه "، ثُمَّ كتب كسرى إِلَى باذان، وَهُوَ عَلَى اليمن، أن ابعث إِلَى هَذَا الرَّجُل الَّذِي بالحجاز من عندك رجلين جلدين، فليأتياني بِهِ، فبعث باذان قهرمانة بانويه وجرجيس، وكتب معهما إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أتيا رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لهما: " إن ربي قَدْ قتل ربكما ليلة كذا وكذا وسلط عَلَيْهِ ابنه شيرويه "، قالا: إنا نكتب بهذا عنك وبخبر الملك، قَالَ: " نعم، فقولا لَهُ: إن أسلمت أعطيتك مَا تحت يديك، وملكتك عَلَى قومك "، فلم ينشب باذان أن قدم عَلَيْهِ كِتَاب شيرويه، أَنِّي قَدْ قتلت كسرى، فَلَمَّا انتهى كِتَاب شيرويه إِلَى باذان أسلم، وأسلمت الأبناء من فارس

566 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، وَأَنْ يَدْفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى " 567 - قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ " أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ، وَبَعَث بِكِتَابِهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ "، قَالَ ابْن عباس: فأخبرني أبو سفيان بْن حرب، أَنَّهُ كَانَ بالشام فِي رجال من قريش قدموا تجارا فِي المدة الَّتِي كانت بين رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله، فأمر بِهِ فقرئ، فَإِذَا فِيهِ: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عَبْد اللهِ ورسوله إِلَى هرقل عظيم الروم سلام عَلَى من اتبع الهدى، أما بعد، فَإِنِّي أدعوك بدعاية الإسلام

أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت، فإن عَلَيْكَ إثم الأريسيين و {يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} " قَالَ أبو سفيان: فَلَمَّا قضا مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم، وكثر لغطهم فما أدري ماذا، قَالُوا: وأمر بِنَا فأخرجونا فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: ثُمَّ أقام رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة حين رجع من الحديبية ذي الحجة، وبعض المحرم، ثُمَّ خَرَجَ فِي بقية المحرم إِلَى خيبر، وحاصر رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله خيبر فِي حصنهم الوطيح والسلالم، حَتَّى أيقنوا بالهلكة، وسألوه أن يسترهم، ويحقن لَهُمْ دماءهم، ففعل وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ حاز الأموال كلها، وجميع حصونهم، فَلَمَّا سمع لَهُمْ أَهْل فدك بعثوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألونه أن يسترهم، ويحقن دماءهم ويخلون لَهُ الأموال، ففعل وكانت فدك خالصة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل وَلا ركاب وكانت خيبر فيئا للمسلمين، فَلَمَّا نزل أَهْل خيبر سألوا رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعاملَهُمُ الأموال عَلَى النصف، فصالحهم رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النصف، عَلَى أنا إذا شئنا أن نخرجكم

قوله جل وعز: {ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله}

أخرجناكم فصالحه أَهْل فدك عَلَى مثل ذَلِكَ فَلَمَّا فرغ من خيبر انصرف إِلَى وادي القرى، فحاصر أهله ليالي، ثُمَّ انصرف راجعا إِلَى المدينة قَالَ ابْن إِسْحَاق: فحَدَّثَنِي عَبْد اللهِ بْن أبي بكر، عَنْ عَبْد اللهِ بْن مكنف، قَالَ: لما أخرج عمر يهودا من خيبر، وركب فِي المهاجرين، والأنصار، وَكَانَ مَا قسم عمر بْن الخطاب من وادي القرى لعثمان، وغيره قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ} 568 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، وأما قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ} قَالَ " لا يطيع بعضنا بعضا فِي معصية الله، قَالَ: ويقال الربوبية: أن يطيع النَّاس سادتهم، وقادتهم فِي غير عبادة، وإن لم يصلوا لَهُمْ

قوله جل وعز: {فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} 569 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} " فإن كفروا، وتركوا أمر الله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} 570 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: زَكَرِيَّا، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ " ذَكَرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا يَهُودَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهُمُ الَّذِينِ حَاجُّوا فِي إِبْرَاهِيمَ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ مَاتَ يَهُودِيًّا، فَأَكْذَبَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَنَفَاهُمْ مِنْهُ، فَقَالَ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} " 571 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي قوله: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} قَالَ " اليهود والنصارى برأه الله منهم حين ادعى كُلّ أَنَّهُ منهم، وألحق بِهِ الْمُؤْمِنِينَ "

قوله: {أفلا تعقلون}

572 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " وَقَالَ أحبار يهود ونصارى نجران حين اجتمعوا عِنْد رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتنازعوا، فقالت الأحبار: مَا كَانَ إِبْرَاهِيم إِلا يهوديا، وقالت النصارى مِنْ أَهْلِ نجران: مَا كَانَ إِبْرَاهِيم إِلا نصرانيا، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ من قولهم: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ إِلَى قوله: وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} " قوله: {أَفَلا تَعْقِلُونَ} 573 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {أَفَلا تَعْقِلُونَ} يقول: " {لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} وتزعمون أَنَّهُ كَانَ يهوديا ونصرانيا، {وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ} ، فكانت اليهودية بعد التوارة، وكانت النصرانية بعد الإنجيل {أَفَلا تَعْقِلُونَ}

قوله جل وعز: {هأنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هَأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} الآيَة 574 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا يزيد، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة قوله: {هَأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} يقول: " فيما شهدتم ورأيتم تشهدوا، ولم تروا، ولم تعاينوا {وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا} 575 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} " فأكذبهم الله، وأدحض حجتهم " 576 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، عَنْ ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " برأه الله منهم حين ادعى كُلّ انه منهم، يعني اليهود والنصارى، وألحق بِهِ الْمُؤْمِنِينَ

قوله جل وعز: {ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 577 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا محمد بْن أحمد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا رشدين بْن سعد، عَنْ يونس بْن يزيد، عَنْ عطاء الخراساني، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {حَنِيفًا مُسْلِمًا} قَالَ " مخلصا مسلما " 578 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شريك، قَالَ: سمعت السدي، قَالَ " مَا كَانَ فِي الْقُرْآن حنفاء، قَالَ: مسلمين، وَمَا كَانَ فِي الْقُرْآن حنفاء مسلمين، قَالَ: حجاجا " 579 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، حنفاء، قَالَ " متبعين " 580 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ مورق، قَالَ: سمعت الضحاك، يقول: حنفاء، قَالَ " حجاجا

قوله جل وعز: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} 581 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} يقول: " الذين اتبعوه عَلَى ملته، وسنته، ومنهاجه، وفطرته قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} 582 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَرَاهُ، قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاةً مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ، وَخَلِيلِي أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ قَرَأَ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} " 583 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ أبيه، عَنْ أبي الضحى، عَنْ عَبْد اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن لكل نبي "، فذكر مثله

قوله جل وعز {ودت طائفة من أهل الكتاب} الآية

584 - وحدثنا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، قَالَ " ألحق الله بِهِ، يعني إبراهيم، الْمُؤْمِنِينَ، كانوا مِنْ أَهْلِ الحنيفية قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} الآيَة 585 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، قَالَ: قَالَ سفيان " كُلّ شَيْء فِي آل عمران من ذكر أَهْل الْكِتَابِ، فَهُوَ من النصارى " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ} الآيَة 586 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ، قَالَ " تشهدون أن نعت نبي الله محمد فِي كِتَابِِهِم، ثُمَّ تكفرون بِهِ، وتنكرون وَلا تؤمنون بِهِ، وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم فِي التوارة والإنجيل: النَّبِيّ الأمي "

قوله جل وعز: {يأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل}

587 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} " عَلَى أن الدين الإسلام لَيْسَ لله دين غيره " 588 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ} بكتاب الله {وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} أي: " تعرفون " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} 589 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: وَقَالَ عَبْد اللهِ بْن صيف، وعدي بْن زيد، والحارث بْن عوف بعضهم لبعض " تعالوا نؤمن بما أنزل عَلَى محمد، وأصحابه بكرة، ونكفر بِهِ عشية، حَتَّى نلبس عَلَيْهِمْ دينهم لعلهم أن يصنعوا كَمَا نصنع فيرجعوا، عَنْ دينهم، فَأَنْزَلَ اللهُ جل ثناؤه فِي ذَلِكَ من قولهم: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ إِلَى قوله: يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} "

قوله جل وعز: {وتكتمون الحق وأنتم تعلمون}

590 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ} الحق الإسلام {بِالْبَاطِلِ} : باليهودية والنصرانية " 591 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} أي: " تخلطون يقال: لبست علي أمرك " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 592 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ} قَالَ " الإسلام، وأمر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنتم تعلمون أحمد، محمدا رَسُول اللهِ، وأن الدين الإسلام " 593 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} " كتموا شأن محمد، وهم يجدونه مكتوبا عندهم فِي التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عَنِ المنكر "

قوله جل وعز: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا} الآيَة 594 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} الآيَةُ قَالَ: كَانُوا يَكُونُونَ مَعَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَيُجَالِسُونَهُمْ، وَيُكَلِّمُونَهُمْ، فَإِذَا أَمْسَوْا وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ كَفَرُوا بِهِ وَكَفَّرُوهُ " 595 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} قَالَ " يهود تقوله صلت مع محمد صلاة الصبح، وكفروا آخر النَّهَار، مكرا منهم، ليروا النَّاس أن قَدْ بدت مِنْهُ الضلالة بعد إذ كانوا اتبعوه " 596 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فذكر مثله 597 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، والكلبي، فِي قوله {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} قَالَ بعضهم لبعض " أعطوهم الرضا بدين نبيهم أول النَّهَار

واكفروه آخره، فإنه أجدر أن يصدقوكم، ويعلموا أنكم قَدْ رأيتم فيهم مَا تكرهون، وَهُوَ أجدر أن يرجعوا عَنْ دينهم " 598 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بْن عَبْد اللهِ، عَنْ حصين، عَنْ أبي مالك، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} قَالَ " قالت اليهود: آمنوا معهم بما يقولون أول النَّهَار، وارتدوا آخره لعلهم يرجعون معكم " 599 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَجْهَ النَّهَارِ} " أوله قَالَ ربيع بْن زياد: من كَانَ مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار كقولك: بصدر نهار "

قوله جل وعز: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} 600 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد بْن قتادة: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} " هَذَا قول بعضهم لبعض " 601 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} " لا تقرو، وَلا تصدقوا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} 602 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن موسى، عَنْ إِسْرَائِيل، عَنْ السدي، عَنْ أبي مالك، وسعيد بْن جبير {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} قالا: " أمة محمد " 603 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيدة، عَنْ الكسائي، والفراء، قالا فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} قالا: " عَلَى معنى " أَوْ أن يحاجوكم "

وكذلك فِي قراءة عَبْد اللهِ كأنه أراد لا تؤمنوا أن يحاجوكم عِنْد ربك، وإن شئت بمعنى لا تؤمنوا بذلك إِلا أن يحاجوكم ردا عَلَى قوله: {إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} قَالَ الكسائي: وهذا أعجبهما إلي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ} 604 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن موسى، عَنْ إِسْرَائِيل، عَنْ السدي، عَنْ أبي مالك، قَالَ: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ " كانت اليهود تقول أحبارها للذين دونهم: ائتوا محمدا وأصحابه، فقولوا لَهُمْ: أول النَّهَار إنا عَلَى دينكم، فَإِذَا كَانَ العشي فائتوهم، فقولوا: إنا كفرنا بدينكم، ونحن عَلَى ديننا الأول، إنا قَدْ سألنا علماءنا ، فأخبرونا أنكم لستم عَلَى شَيْء لعل المسلمين يرجعون إِلَى دينكم، ويكفرون بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ {إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ} " 605 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فِي قوله: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} "

قوله جل وعز: {أو يحاجوكم عند ربكم}

حسدا من يهود أن تكون النبوة فِي غيرهم، وأرادو أن يتابعوا عَلَى دينهم " 606 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} يقول: " لما أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ كتابا مثل كتابكم، وبعث نبيا كنبيكم حسدتموهم عَلَى ذَلِكَ {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} 607 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} قَالَ " بعضهم لبعض لا تخبرونهم بما بين الله لَكُمْ فِي كِتَابِِهِ، فيخاصموكم عِنْد ربكم، فتكون لَهُمْ حجة عَلَيْكُمْ "

قوله جل وعز: {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} 608 - حَدَّثَنَا أبو سعد قَالَ: حَدَّثَنَا سويد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ ابْن جريج، قراءة، فِي قوله: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} ، قَالَ " الإسلام " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} 609 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} قَالَ " النبوة يختص بِهَا من يشاء " 610 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} قَالَ " قَالَ آخرون: الْقُرْآن والإسلام "

قوله جل وعز: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ} الآيَة 611 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم، عَنْ أبيه، عَنْ عكرمة: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} قَالَ " هَذَا من النصارى {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} قَالَ: هَذَا من اليهود " 612 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: " الْقِنْطَارُ أَلْفُ وَمِائَتَا أُوقِيَّةً " 613 - وَقَالَ أبو هريرة: " القنطار ألف ومائتا أوقية " 614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " الْقِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفِ أُوقِيَّةً، كُلُّ أُوقِيَّةٍ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ "

615 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: أَخْبَرَنَا يزيد بْن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشام، قَالَ " كَانَ الحسن يقول: القنطار ألف ومائتا دينار، وهي دية الرَّجُل " 616 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ " كَمِ الْقِنْطَارُ؟ قَالَ: سَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ " 617 - وكذلك روى عَنْ مجاهد 618 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ عوف، عَنْ الحسن، قَالَ " القنطار ألف دينار، وهي دية أحدكم " 619 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} قَالَ " القنطار مائة رطل من ذهب، أَوْ ثمانون ألف درهم من ورق " 620 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ إسماعيل، عَنْ أبي صالح، قَالَ " القنطار مائة رطل "

621 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: أَخْبَرَنَا يزيد، عَنْ عوف بْن أبي جميلة، عَنْ الحسن، قَالَ " اثنا عشر ألفا القنطار 622 - " حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ أبي الأشهب، قَالَ: سمعت أبا نضرة، يقول: " القنطار ملء مسك ثور ذهبا "، وكذلك قَالَ الكلبي 623 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي القنطار، قَالَ " ألف دينار، ومن الورق اثنا عشر ألفا "

قوله جل وعز: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} 624 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} قَالَ " مواظبا " 625 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم، عَنْ أبيه، عَنْ عكرمة: {إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} قَالَ " إِلا مَا طلبته واتبعته " 626 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله: {مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} قَالَ " تقتضيه إياه " 627 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} يقول: " لم تفارقه "

قوله جل وعز: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} 628 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} قَالَ " بايعهم ناس من المسلمين فِي الجاهلية، فأسلموا فتقاضوا، فَقَالُوا: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْنَا أمانة وَلا قضاء لَكُمْ عندنا، لأنكم تركتم دينكم الَّذِي كنتم عَلَيْهِ، قَالَ: وادعو ذَلِكَ فِي كِتَابِِهِم " 629 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّا نُصِيبُ فِي الْغَزْوِ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الذِّمَّةِ الدَّجَاجَةَ وَالشَّاةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَتَقُولُونَ مَاذَا؟ قَالَ: نَقُولُ: لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ مِنْ بَأْسٍ، قَالَ: هَذَا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} إِنَّهُمْ إِذَا أَدَّوُا الْجِزْيَةَ لَمْ تَحِلَّ لَكُمْ أَمْوَالُهُمْ إِلا بِطِيبِ أَنْفُسِهِمْ "

قوله جل وعز: {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}

630 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ " {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبَ أَعْدَاءُ اللهِ مَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلا وَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلا الأَمَانَةَ، فَإِنَّهَا مُؤَدَّاةٌ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} 631 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} قَالَ " بايعهم ناس من المسلمين فِي الجاهلية فأسلموا فتقاضوا، فَقَالُوا: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْنَا أمانة وَلا قضاء، لأنكم تركتم دينكم، وادعوا ذَلِكَ فِي كِتَابِِهِم، فَقَالَ: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ثُمَّ تلا: بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} 632 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يَحْلِفُ رَجُلٌ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ، يَقْتَطِعُ بِهَا مَا لا هُوَ فِيهَا فَاجِرًا، إِلا لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} الآيَةَ، فَجَاءَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُهُمْ، فَقَالَ: فِيَّ نَزَلَتْ، وَفِي رَجُلٍ خَاصَمْتُهُ فِي بِئْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ بَيِّنَةٌ "؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لا، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَحْلِفُ "، قَالَ: قُلْتُ: إِذًا يَحْلِفُ، وَأَنْزَلَ اللهُ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} الآيَةَ، فَفِيَّ نَزَلَتْ " 633 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَالْعَرْسِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَدِيٍّ، قَالَ: " اختصم إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرؤ القيس الكندي، ورجل من حضرموت فِي أرض، فسأل الحضرمي البينة، وقضى عَلَى امرئ القيس باليمين، فَقَالَ الحضرمي: أمكنته باليمين ذهب والله بأرضي، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَف عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ كَاذِبًا

لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ، لِقَيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ: فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَمَا لِمَنْ تَرَكَهَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الْجَنَّةُ "، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا " 634 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّد يَزِيد الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى " أَنَّ رَجُلا أَقَامَ سِلْعَةً لَهُ، فَحَلَفَ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا مَا لَمْ يُعْطَ، فَنَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} وَقَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: الْبَاخِسُ آكِلُ الرِّبَا الْخَائِنُ " 635 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ الزهري، عَنْ ابْن المسيب، فِي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} قَالَ: هي " اليمين الفاجرة يقتطع الرَّجُل مال أخيه، واليمين الفاجرة من الكبائر، قَالَ: ثُمَّ قرأ سعيد: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} الآيَة

قوله جل وعز: {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} 636 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لا خَلاقَ لَهُمْ} " لا نصيب لَهُمْ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 637 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَلا يُزَكِّيهِمْ} " وَلا يكونون عِنْده كالمؤمنين قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا} الآيَة 638 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} " يحرفونه " 639 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو موسى محمد بْن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بْن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بْن مغول، عَنْ الشعبي، قَالَ فِي هَذِهِ الآيَة: {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} قَالَ " يحرفون عَنْ مواضعه "

قوله جل وعز: {ما كان لبشر} الآية

640 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الصمد، أَنَّهُ سمع وهبا، يقول: " إن التوارة، والإنجيل كَمَا أنزلهما الله لم يغير منهما حرف، ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل، وكتب كانوا يكتبونها من عِنْد أنفسهم، ويقولون: هُوَ من عِنْد اللهِ، وَمَا هُوَ من عِنْد اللهِ، فَأَمَّا كتب الله فإنها محفوظة لا تحول " 641 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} وعز: {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} " يقبلونه ويحرفونه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ} الآيَة 642 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو رَافِعٍ، أَوْ رَافِعٌ الْقَرَظِيُّ: " حِينَ اجْتَمَعَتِ الأَحْبَارُ مِنَ الْيَهِودِ وَالنَّصَارَى مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ عِنْد رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، قَالَ: أَتُرِيدُ مِنَّا يَا مُحَمَّدُ أَنْ نَعْبُدَكَ كَمَا يَعْبُدُ النَّصَارَى الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ يُقَالُ لَهُ الرِّئَيسُ نَصْرَانِيٌّ: أَوَ ذَاكَ تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ، وَإِلَيْهِ تَدْعُو؟ أَوْ كَمَا قَالَ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَعْبُدَ غَيْرَ اللهِ، أَوْ أَنْ آمُرَ بِعِبَادَةِ غَيْرِهِ، مَا بِذَلِكَ بَعَثَنِي، وَلا أَمَرَنِي "، أَوْ كَمَا قَالَ،

قوله جل وعز: {ولكن كونوا ربانيين}

فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِي ذَلِكَ مِنْ قولهمَا: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ كُونُوا إِلَى قوله: بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} 643 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} قَالَ: الْفُقَهَاءُ الْمُعَلَّمُونَ "، وكذلك روي عَنْ سعيد بْن جبير 644 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن الهلالي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن عثمان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عباد بْن العوام، قَالَ: أَخْبَرَنَا عوف، عَنْ الحسن: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} قَالَ " علماء وفقهاء " وكذلك روي عَنْ أبي رزين وقتادة

قوله جل وعز: {بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}

645 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن سليمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص، قَالَ: حَدَّثَنَا ميمون أبو عَبْد اللهِ، عَنْ الضحاك، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} قَالَ " حق عَلَى كُلّ من تعلم الْقُرْآن أن يكون فقيها " 646 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زِرًّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} قَالَ: حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ " 647 - حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بْن عَبْد الوهاب، وعلي بْن الحسن الهلالي، وعلي بْن عَبْد العزيز، قَالُوا: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قَالَ أبو أحمد أَخْبَرَنَا سفيان، عَنْ منصور، عَنْ أبي رزين: قَالَ: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ " حكماء علماء قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} 648 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ بلغني، عَنْ أبي عوانة، عَنْ أبي المعلى العطار، عَنْ سعيد بْن جبير، عَنْ ابْن عباس، وعن غيره، عَنْ إِبْرَاهِيم " أنهما كانا يقرآن تعلمون "

قوله جل وعز: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا}

649 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ مجاهد " أَنَّهُ كَانَ يقرأ بما كنتم تعلمون " 650 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: أما أبو عمرو بْن العلاء، فَكَانَ يقرؤها: تعلمون يحتج بقوله: وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ يقول: " أَلا تراه لم يقل: " تدرسون قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنِّبِيِّينَ أَرْبَابًا} 651 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا} " وَلا يأمرهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن يتخذوا الملائكة والنَّبِيّين أربابا "

قوله جل وعز: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين}

652 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: " قَدْ قرأها غير واحد بالفتح عَلَى ما قبله {ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا} فينصب عَلَى هَذَا، ومن رفع جعله كلاما مبتدأ، وقرأها الكسائي بالرفع والثانية كذلك، وكذلك قرأها أَهْل المدينة أبو جعفر ونافع وشيبة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} 653 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ

الضَّحَّاكَ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: " وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُتُوا الْكِتَابَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ، وَنَحْنُ نَقْرَأُ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} ، وَنَحْنُ نَقْرَأُ: {مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} فَقَالَ: إِنَّمَا أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ عَلَى قَوْمِهِمْ " 654 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: أخبرني ابْن طاووس، عَنْ أبيه: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ} قَالَ " أخذ ميثاق الأول من الأنبياء لتصدقن، ولتومنن بما جَاءَ بِهِ الآخر منهم " 655 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ ابْن طاووس، عَنْ أبيه، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} " أن يصدق بعضهم بعضا، ثُمَّ قَالَ: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} قَالَ: " فهذه الآيَة لأهَلِ الْكِتَاب أخذ الله ميثاقهم أن يؤمنوا بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويصدقوا بِهِ " 656 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " بعث الله عَزَّ وَجَلَّ محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحمة للعالمين، وكافة للناس، وقد كَانَ الله عَزَّ وَجَلَّ أخذ لَهُ الميثاق عَلَى كُلّ نبي بعثه قبله

بالإيمان بِهِ والتصديق لَهُ، وأخذ عَلَيْهِمْ أن يؤدوا ذَلِكَ إِلَى كُلّ من آمن بهم وصدقهم، فأدوا من ذَلِكَ مَا كَانَ عَلَيْهِمْ من الحق فِيهِ، يقول الله عَزَّ وَجَلَّ لمحمد عَلَيْهِ السلام: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ قرأ إِلَى الشَّاهِدِينَ} ، فأخذ الله لَهُ ميثاق النَّبِيّين جميعا بالتصديق لَهُ، والنصر لَهُ ممن خالفه، وأدوا ذَلِكَ إِلَى من آمن منهم وصدقهم، فبعثه الله بعد بنيان الكعبة بخمس سنين، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ ابْن أربعين سنة " 657 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عُبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} قَالَ " هَذَا خطأ من الكاتب، هي فِي قراءة عَبْد اللهِ: وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ " 658 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: " كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ الْمِيثَاقُ يُوجَدُ مِنْ غَيْرِ الأَنْبِيَاءِ " وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: قَدْ يَكُونُ فِي الْكَلامِ

قوله جل وعز: {لما آتيتكم من كتاب وحكمة} الآية

مِيثَاقُ النَّبِيّين بِمَعْنَى مِيثَاقِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُمُ النَّبِيُّونَ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوا النَّبِيِّينَ، فَهَذَا مَخْرَجٌ لِقِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ، وَأَصْحَابِهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} الآيَة 659 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ الكسائي وأما قوله: {لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ} " فإن معناه، والله أعلم، لمهما آتيتكم، يريد مذهب الجزاء، قَالَ: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ} فَكَانَ هَذَا جوابا لقوله: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ} قَالَ الكسائي: وهذا قول من فتح اللام {لَمَا} ، وكذلك يقرؤهما هُوَ، وهي فِي قراءة أبي عمرو أيضا، وكذلك قرأها أَهْل المدينة، إِلا أنهم قرأوا {آتَيْتُكُمْ} بالنون قَالَ الكسائي: وقد ذكر عَنْ يَحْيَى بْن وثاب، أَنَّهُ كَانَ يكسر اللام فِي قوله: {لَمَا آتَيْتُكُمْ} ، {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ} يعني: أَنَّهُ إن أتاكم ذكر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التوارة لتؤمنن بِهِ أي: ليكونن إيمانكم للذي عندكم فِي التوراة من ذكره "

قوله جل وعز: {قال أأقررتم} الآية

660 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الفراء نحو ذَلِكَ كله، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " من قرأها {لَمَا} بكسر أراد بما أخذ ميثاقكم بهذا الْكَلام، يعني بقوله: {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ} الآيَة 661 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {إِصْرِي} قَالَ " عهدي "، وكذلك قَالَ الضحاك، ومحمد بْن إِسْحَاق، وقتادة، وأبو عبيد 662 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: قَالَ أبو عبيدة " الإصر فِي الْكَلام: الثقل، أَلا تسمع إِلَى قوله: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا}

قوله جل وعز: {فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} 663 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة قوله {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ} يقول: بعد العهد، والميثاق الَّذِي أخذ الله عَلَيْهِمْ {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ} الآيَة 664 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْزُبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: " {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ} قَالَ: هَذِهِ مَفْصُولَةٌ {وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} " 665 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا العدني، قَالَ: قَالَ سفيان: سمعنا فِي هَذِهِ الآيَة {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا} قَالَ " {أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ} الملائكة {وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} النَّاس

قوله جل وعز: {طوعا وكرها وإليه يرجعون}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} 666 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: " {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} قَالَ: عِبَادَتُهُمْ لِي أَجْمَعِينَ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَهُوَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} " 667 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {طَوْعًا وَكَرْهًا} قَالَ " سجود المؤمن كله وحمده طائعا، قَالَ: وسجود ظل الكافر وَهُوَ كاره 668 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ الأعمش، عَنْ مجاهد: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} قَالَ " أما المؤمن فأسلم طائعا، وأما الكافر فما أسلم حَتَّى يأتي بأس الله {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}

قوله جل وعز: {وما أنزل الآية حتى بلغ والأسباط}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا أُنْزِلَ الآيَة حَتَّى بلغ وَالأَسْبَاطِ} 669 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، قوله: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ الآيَة، حَتَّى بلغ وَالأَسْبَاطِ} قَالَ " الأسباط ولد يعقوب يوسف، وروبيل، ويهوذا، وشمعون، وبنيامين، ولاوى، ودان، وقهاث " 670 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد بْن سليمان، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالأَسْبَاطِ} الآيَة، قَالَ " أما الأسباط فهم بنو يعقوب، كانوا اثني عشر سبطا كُلّ واحد منهم سبط ولد سبطا مِنَ النَّاسِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا} 671 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ ابْن نجيح، عَنْ عكرمة مولى ابْن عباس، قَالَ " لما نزلت {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قالت اليهود: نحن المسلمون، فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحجهم، يقول: اخصمهم، فإِنَّ اللهَ فرض عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

قوله جل وعز: {كيف يهدي الله قوما} الآية

الحج، فَقَالَ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ إِلَى وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} قَالَ: فأبوا، وَقَالُوا: لَيْسَ عَلَيْنَا " 672 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ " {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الْمِلَلِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَرَضَ الْحَجَّ، فَلَمْ يَقْبِلْهُ إِلا الْمُسْلِمُونَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا} الآيَة 673 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ إِلَى قوله: الْبَيِّنَاتُ} قَالَ " نزلت فِي رَجُل من بني عمرو بْن عوف كفر بعد إيمانه، فجاء الشام " 674 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فذكر مثله، قَالَ " فجاء الشام، فتنصر،

ثُمَّ كتب إِلَى أهله أن سلو لي، هَلْ لي من توبة؟ فنزلت {إِلا الَّذِينَ تَابُوا} " 675 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " كَانَ مِمَّنْ أَضَافَ إِلَى الْيَهُودِ مِمَّنْ سُمِّيَ لَنَا مِنَ الْمُنَافِقِينَ مِنَ الأَوْسِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي خَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ الَّذِي قَتَلَ الْمُجَدَّرَ بْنَ زِيَادٍ، وَقَيْسَ بْنَ زَيْدٍ أَحَدَ بَنِي ضُبْعَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، خَرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مُنَافِقًا، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ عَدَا عَلَيْهِمَا فَقَتَلَهُمَا، ثُمَّ لَحِقَ بِقُرَيْشٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَذْكُرُونَ قَدْ أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِقَتْلِهِ إِنْ هُوَ ظَفِرَ بِهِ، فَفَاتَهُ، فَكَانَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أَخِيهِ الْجَلاسَ يَطْلُبُ التَّوْبَةَ لِيَرْجِعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِيهِ، فِيمَا بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ "

قوله جل وعز: {أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله} الآية

676 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} قَالَ " كَانَ عكرمة يقول: هم أحد عشر رجلا من قريش لحقوا ورجعوا عَنِ الإسلام، منهم الحارث " 677 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ " كَانَ الحسن يقول: هم أَهْل الْكِتَابِ من اليهود والنصارى، رأوا بعث محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقروا بِهِ، وشهدوا أَنَّهُ حق، فَلَمَّا بعث من غيرهم حسدوا العرب عَلَى ذَلِكَ، فأنكروه وكفروا بعد إقرارهم حسدا للعرب حين بعث من غيرهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ} الآيَة 678 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا} إِلَى قوله: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ

وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ، ثُمَّ اسْتَثْنَى، فَقَالَ: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 679 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن إِسْحَاق الصغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللهِ بْن سويد، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد بْن زياد، عَنْ محمد بْن كعب القرظي: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ إِلَى قوله: وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} ، " ثُمَّ تعطف الله عَلَيْهِمْ برحمته، فَقَالَ: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} لأولئك الْقَوْم، يعني: النَّاس الذين خرجوا من مَكَّة إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فبايعوه، ثُمَّ خرجوا من المدينة وارتدوا، ولحقوا بمكة {فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فبلغني أنهم دخلوا فِي الإسلام جمعيا " 680 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ جعفر بْن سليمان، عَنْ حميد الأعرج، عَنْ مجاهد، قَالَ: جاءت الحارث بْن سويد، فأسلم، ثُمَّ كفر فرجع إِلَى قومه، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ إِلَى قوله: إِلا الَّذِينَ تَابُوا إِلَى فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قَالَ " فحملها إِلَيْهِ رَجُل من قومه، فقرأها عَلَيْهِ، فَقَالَ الحارث: والله إِنَّكَ مَا علمت لصدوق،

قوله جل وعز: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم}

وإن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصدق منك، وإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى لأصدق الثلاثة، فرجع الحارث، فأسلم فحسن إسلامه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} 681 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن حيوية، قَالَ: حَدَّثَنَا مسدد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ داود، عَنْ أبي العالية، قَالَ: إِنَّمَا أنزلت فِي اليهود والنصارى، أَلا ترى لقول: {كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} بذنوب أذنبوها، وكانت زيادة فِي كفرهم، ثُمَّ ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب، فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} قَالَ " لو كانوا عَلَى هدى قبل توبتهم، ولكنهم عَلَى ضلالة " 682 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} " أعداء الله اليهود الذين كفروا بالإنجيل، وبعِيسَى، ثُمَّ ازدادوا كفرا بمحمد، والفرقان "

قوله جل وعز: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} الآية

683 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا الثوري، عَنْ داود بْن أبي هند، عَنْ أبي العالية، فِي قوله جل ثناؤه: {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} قَالَ " تابوا من الذنوب، ولم يتوبوا من الأصل قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} الآيَة 684 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا} فأخبرنا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ: حَدَّثَنَا أنس بْن مالك، أن نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقول: " يجاء بالكافر يَوْم الْقِيَامَةِ، فيقال لَهُ: أرأيت لو كَانَ لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا بِهِ؟ فيقول: نعم، فيقال: فلقد سئلت مَا أيسر من لك " 685 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن عمرو الأشعثي، قَالَ: سمعت يونس بْن بكير، يقول: سمعت أبا جعفر، يعني الخليفة يخطب يَوْم الجمعة، فَقَالَ " الحمد لله الَّذِي جعلنا مِنْ أَهْلِ دينه الذين يقبل منهم مثاقيل الذر، وَلا يقبل ممن خالفهم ملء الأرض ذهبا، ولو افتدى بِهِ "

قوله جل وعز: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} 686 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} قَالَ: الْجَنَّةَ " 687 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الوليد، قَالَ: سئل شريك، عَنْ قوله عز وجل: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فحدثنا ابْن إِسْحَاق عَنْ مسروق، قَالَ " البر الْجَنَّة "، 688 - وكذلك قَالَ عمرو بْن ميمون قوله جَلَّ وَعَزَّ: {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} 689 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ " {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، حَائِطِي الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا لِلَّهِ، وَلَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهُ لَمْ أُعْلِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلْهُ فِي قَرَابَتِكَ "

690 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ سُلَيْمَانُ الْمَكِّيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَ أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بِيَرُحَاءٍ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهُ وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهِ طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: لَمَّا نَزَلَتْ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَالَ: قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِِهِ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بِيرُحَاءٍ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، وَأَرْجُو بِرَّهَا، وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ "، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَسَّمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ، وَبَنِي عَمِّهِ

من {تنفقوا مما تحبون إلى وإذ غدوت من أهلك}

بسم الله الرحمن الرحيم (الرابع عشر) آل عمران من {تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} إِلَى {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} 691 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: " {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ بِفَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: سَبَلٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، فَقَالَ: هِيَ صَدَقَةٌ، فَقَبِلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَحَمَلَ عَلْيَهَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَرَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاك فِي وَجْهِ زَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ: " إِنَّ اللهَ قَدْ قَبِلَهَا مِنْكَ " 692 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، " عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: جِئْتُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، فَقُلْتُ: إِنِّي جِئْتُكَ تُعَلِّمُنِي، قَالَ: إِنَّمَا صَاحِبِي مَنْ يُطيعني، قَالَ: وَمَا تَسْأَلُنِي مِنَ الطَّاعَةِ، قَالَ: إِذَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِخَيْرِ إِبِلِي أَتَيْتَنِي بِهِ، قَالَ: فَبَلَغَهُ خَصَاصَةٌ فِي أَهْلِ الْمَاءِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِخَيْرِ إِبِلِهِ، قَالَ: فَوَجَدْتُ خَيْرَ الإِبِلِ فَحْلَهَا، فَذَكَرْتُ حَاجَتَهُمْ

إِلَيْهِ، فَأَخَذْتُ الَّذِي يَلِيهِ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي سُلَيْمٍ خُنْتَنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ ذَكَرْتُ حَاجَتَكُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِيَوْمِ حَاجَتِي؟ إِنَّ فِي الْمَالِ ثَلاثَةُ شُرَكَاءَ: الْوَارِثُ يَنْظُرُ أَنْ تَضَعَ رَأْسَكَ فَيَسْبِقُهَا، وَأَنْتَ ذَمِيمٌ، وَالْقَدَرُ يَذْهَبُ بِخَيْرِهَا وَشَرِّهَا، وَأَنْتَ الثَّالِثُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا تَكُونَ أَعْجَزَ الثَّلاثَةِ، فَافْعَلْ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} " 693 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا} قَالَ: سمعت مجاهدا، يقول: " كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنْ يَبْتَاعَ لَهُ جَارِيَةً مِنْ سَبْيِ جَلُولاءِ يَوْمَ افْتَتَحَ سَعْدٌ مَدَائِنَ كِسْرَى، قَالَ: فَدَعَاهَا عُمَرُ، قَالَ: فَقَالَ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فَأَعْتَقَهَا عُمَرُ، قَالَ: وَهِيَ مِثْلُ قوله {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا} ، وَمِثْلُ قوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} "

694 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَشْتَرِي السَّكَّرَ، فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، فَنَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوِ اشْتَرَيْتَ لَهُمْ بِثَمَنِهِ طَعَامًا كَانَ أَنْفَعَ لَهُمْ مِنْ هَذَا، فَيَقُولُ: إِنِّي أَعْرِفُ الَّذِي تَقُولُونَ: وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللهَ، يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ يُحِبُّ السُّكَّرَ " 695 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " قَرَأَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلَّي، فَأَتَى هَذِهِ الآيَةَ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَالَ: فَأَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ، وَهُوَ يُصَلَّي أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهَا " 696 - حَدَّثَنَا محمد بْن الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} " حَتَّى تنفقوا مِمَّا يعجبكم، وَمَا تهوونه من أموالكم

قوله جل وعز: {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} 697 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} يقول: " محفوظ ذَلِكَ لَكُمْ {اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} شاكر لَهُ تَعَالى وتبارك قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} 698 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَإِسْرَائِيلُ يَعْقُوبُ 699 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِسْرَائِيلُ هُوَ: يَعْقُوبُ " 700 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا عمران بْن حدير، عَنْ أبي مجلز، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ إن: {إِسْرَائِيلَ} هُوَ " يعقوب، وَكَانَ رجلا بطيشا، فلقي ملكا، فعالجه فصرعه الملك، ثُمَّ

قوله جل وعز: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}

ضرب عَلَى فخذيه، فَلَمَّا رأى يعقوب مَا صنع بِهِ، قَالَ: أبطش، قَالَ: مَا أنا بتاركك تسمني اسما، فسماه إِسْرَائِيل يقول أبو مجلز: أَلا ترى أَنَّهُ كَانَ من أسماء الملائكة إِسْرَائِيل، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} 701 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ إِسْرَائِيلُ أَخَذَهُ عِرْقُ النَّسَا، وَكَانَ يَبِيتُ لَهُ زُقَاءٌ، فَجَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ إِنْ شَفَاهُ أَنْ لا يَأْكُلَهُ، يَعْنِي الْعُرُوقَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} " قَالَ سفيان: " لَهُ زُقَاءٌ، يَعْنِي: الصِّيَاحَ " 702 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} قَالَ " العروق اشتكى عرق النسا فحرم العروق "

703 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} الآيَة " ذكر لَنَا أن الَّذِي حرم إِسْرَائِيل عَلَى نفسه أن الأنساء أخذته ذات ليلة فأسهرته فتألى لئن الله شفاه لا يطعم نسا أبدا، فتتبعت بنوه العروق بعد ذَلِكَ يخرجونها من اللحم " 704 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَظُنُّهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ زِيَادَةُ الْكَبِدِ، وَالْكُلْيَتَانِ، وَالشَّحْمُ إِلا مَا عَلَى الظَّهْرِ، فِإَنَّ ذَلِكَ كَانَ يُقَرَّبُ لِلْقُرْبَانِ، فَتَأْكُلُهُ النَّارُ " 705 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ، وَمَنْزِلُهُ فِي بَنِي عِجْلٍ، وَكَانَ يُجَالِسُ الْحَسَنَ بْنَ حُيَيٍّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَقْبَلَتْ يَهُودٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ نَسْأَلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ، إِنْ أَجَبْتَنَا فِيهَا اتَّبَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ وَآمَنَّا بِكَ، قَالَ: وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالَ اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ

قوله جل وعز: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}

وَكِيلٌ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ، قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ الْبَدْوَ، فَاشْتَكَى عِرْقَ النَّسَاءِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلائِمُهُ إِلا لُحُومَ الإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا، فَذَلِكَ حَرَّمَهَا، قَالَ: صَدَقْتَ "، وذكر بقية الحديث 706 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، عَنْ عطاء: {إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} قَالَ " لحوم الإبل وألبانها " 707 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ إِسْرَائِيل، عَنْ مجاهد، قَالَ " حرم لحوم الأنعام قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} 708 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَتِ الْيَهُودُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ، فَقَالَ اللهُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وَكَذَبُوا لَيْسَ فِي التَّوْرَاةِ كَانَ حَلالا وإَنِّمَا لَمْ يُحَرِّمْ ذَلِكَ إِلا تَغْلِيظًا لِمَعْصِيَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْدَ نُزُولِ الآيَةِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وَقَالَتِ الْيَهُودُ لِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: كَانَ

قوله جل وعز: {فمن افترى على الله الكذب}

مُوسَى يَهُودِيًّا عَلَى دِينِنَا، وَجَاءَنَا فِي التَّوْرَاةِ بِتَحْرِيمِ الشُّحُومِ، وَذِي الظُّفْرِ، وَالسَّبْتِ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ مُوسَى يَهُودِيًّا، وَلَيْسَ فِي التَّوْرَاةِ إِلا الإِسْلامُ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} أَفِيهِ ذَلِكَ؟ وَمَا جَاءَهُمْ بِهَا أَنْبِيَاؤُهُمْ بَعْدَ مُوسَى، وَنَزَلَتْ فِي الأَلْوَاحِ جُمْلَةً " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} 709 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} أي: " اختلق قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ صَدَقَ اللهُ} 710 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ: " يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ، قَالَ: " الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ "

قوله جل وعز: {إن أول بيت وضع للناس}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} 711 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنَّ الْكَعْبَةَ خُلِقَتْ قَبْلَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَهِيَ قَرَارُ الأَرْضِ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ خَشَفَةً أَوْ حَشَفَةً عَلَى الْمَاءِ عَلَيْهَا مَلَكَانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ يُسَبِّحَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَلْفَيْ سَنَةٍ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ دَحَاهَا مِنْهَا، فَجَعَلَهَا فِي وَسَطِ الأَرْضِ " 712 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " خُلِقَتِ الْكَعْبَةُ قَبْلَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةً، وَدُحِيَتِ الأَرْضُ مِنْ تَحْتِهَا " 713 - حَدَّثَنَا محمد بْن إسماعيل الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بْن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ أبي قلابة، قَالَ: قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ لآدم " إِنِّي مهبط معك بيتا تطوف حوله كَمَا يطاف حول عرشي، ويصلي عِنْده كَمَا يُصَلَّي عِنْد عرشي "، قَالَ: فلم يزل كذلك حَتَّى كَانَ زمان الطوفان، فرفع حَتَّى بوئ لإبراهيم مكانه، فبناه من خمسة أجبل من حراء،

وثبير، ولبنان، والطور، وجبل الخمر، قَالَ: قَالَ عَبْد اللهِ بْن عمرو: وأيم الله لتهدمنه أيتها الأمه مرار يرفع عِنْد الثالثة، فاستمتعوا مِنْهُ مَا استطعتم 714 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} قَالَ " أول بيت وضعه الله، فطاف بِهِ آدم، ومن بعده " 715 - حَدَّثَنَا محمد بْن إسماعيل الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عَبْد الكريم الصنعاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الصمد بْن معقل، عَنْ وهب بْن منبه، قَالَ " لما تاب الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى آدم أمره أن يسافر إِلَى مَكَّة، فطوى لَهُ الأرض والمفاوز، فصار كُلّ مفازة يمر بِهَا خطوة، وقبض لَهُ مَا كَانَ فِيهَا من مخاض أَوْ بحر، فجعله لَهُ خطوة، فلم يضع قدمه فِي شَيْء من الأرض إِلا صار عمرانا وبركة حَتَّى انتهى إِلَى مَكَّة، وَكَانَ قبل ذَلِكَ قَدِ اشتد بكاؤه وحزنه لما كَانَ بِهِ من عظم المصيبة، حَتَّى إن كانت الملائكة

لتبكي لبكائه، وتحزن لحزنه، فعزاه الله عَزَّ وَجَلَّ بخيمة من خيام الْجَنَّة وضعها لَهُ بمكة فِي موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة، وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من ياقوت الْجَنَّة، فِيهَا ثلاثة قناديل من ذهب نور تلتهب من نور الْجَنَّة، ونزل معها يومئذ الركن، وَهُوَ يومئذ ياقوتة بيضاء من ربض الْجَنَّة، وَكَانَ كرسيا لآدم يجلس عَلَيْهِ، فَلَمَّا صار آدم بمكة حرسه الله، وحرس لَهُ تلك الخيمة بالملائكة كانوا يحرسونها، ويذودون عنها سكان الأرض، وسكانها يومئذ الجن والشياطين، فلا ينبغي لَهُمْ أن ينظروا إِلَى شَيْء من الْجَنَّة، لأنه من نظر إِلَى شَيْء من الْجَنَّة، وجبت لَهُ، والأرض يومئذ طاهرة نقية لم تنجس، ولم يسفك فِيهَا الدماء، ولم يعمل فِيهَا بالخطايا، فلذلك جعلها الله مسكن الملائكة، وجعلهم فِيهَا كَمَا كانوا فِي السَّمَاء يسبحون اللَّيْل والنهار لا يفترون، وَكَانَ وقوفهم عَلَى أعلام الحرم صفا واحدا مستديرين، فالحرم كله من خلفهم، والحرم كله من أمامهم، فلا يجوزهم جني وَلا شيطان، ومن أجل مقلم الملائكة حرم الحرم حَتَّى الْيَوْم، ووضعت أعلامه حيث كَانَ مقام الملائكة، وحرم عَلَى حواء دخول الحرم، والنظر إِلَى خيمة آدم من أجل خطيئتها الَّتِي أخطأت فِي الْجَنَّة، فلم تنظر إِلَى شَيْء من ذَلِكَ، حَتَّى قبضت،

وإن آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد لقاءها ليلم بِهَا للولد خَرَجَ من الحرم كله حَتَّى يلقاها، فلم تزل خيمة آدم مكانها حَتَّى قبض الله عَزَّ وَجَلَّ آدم، ورفعها إِلَيْهِ، وبنى بنو آدم بِهَا من بعدها مكانا: بيتا بالطين والحجارة، فلم يزل معمورا يعمرونه، ومن بعدهم حَتَّى كَانَ زمن نوح، فنسمه الغرق وخفي مكانه فَلَمَّا بعث الله عَزَّ وَجَلَّ إِبْرَاهِيم خليله، طلب الأساس، فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ ظلل الله مكان الْبَيْت بغمامة، فكانت حفاف الْبَيْت الأول، ثُمَّ لم تزل راكدة عَلَى حفافة تظل إِبْرَاهِيم وتهديه مكان القواعد، حَتَّى رفع القواعد وأقام، ثُمَّ تكشف الغمامة، قَالَ: فذلك قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} الغمامة الَّتِي ركدت على الحفاف لتهديه مكان القواعد " قَالَ وهب بْن منبه: وقرأت فِي كِتَابِ من الكتب الأول، ذكر فِيهِ أمر الكعبة، فوجد فِيهِ أن لَيْسَ من ملك بعثه الله إِلَى الأرض، إِلا أمره بزيارة الْبَيْت، فينقض من عِنْد العرش محرما ملبيا حَتَّى يستلم الحجر، ثُمَّ يطوف سبعا بالبيت، ويصلي فِي جوفه ركعتين 716 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ:

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} قَالَ: هُوَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِعِبَادَةِ اللهِ، وَقَدْ بُنِيَتِ الْبُيُوتُ قَبْلَهُ " 717 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ، وَمَعَهُ السَّكِينَةُ فَدَلَّهُ، حَتَّى بَنَوُا الْبَيْتَ كَمَا بَنَوُا الْعَنْكَبُوتَ بَيْتًا، فَكَانَ يَحْمِلُ أَحْجَارَ الْحَجَرِ يُطِيقُهُ أَوْ لا يُطِيقُهُ ثَلاثُونَ رَجُلا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} قَالَ: كَانَ ذَلِكَ بَعْدُ " 718 - حَدَّثَنَا محمد بْن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنَا عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بْن الحارث، قَالَ: حَدَّثَنَا أشعث، عَنْ الحسن، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} قَالَ " أول قبلة أعملت للناس المسجد الحرام " 719 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: وَقَالَ آخرون فِي قوله " {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} قَالَ آخرون: قالت اليهود: بيت المقدس أعظم، لأنها مهاجر الأنبياء،

قوله جل وعز: {للذي ببكة مباركا}

ولأنه فِي الأرض المقدسة، فَقَالَ المسلمون: بل الكعبة أعظم، فبلغ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنزلت {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} فذلك حَتَّى قوله: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} ، وليس ذَلِكَ فِي بيت المقدس {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ، وليس ذَلِكَ فِي بيت المقدس، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} وليس ذَلِكَ لبيت المقدس قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} 720 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد الحميد، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ الأسود بْن قيس، عَنْ أخيه، عَنْ ابْن الزبير، قَالَ " إِنَّمَا سميت بكة موضع الْبَيْت، ومكة مَا حوله "، وكذلك روي عَنِ النخعي، وأبي مالك، وأبي صالح، وسلمة بْن كهيل 721 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " إِنَّ مَكَّةَ بَكَت

بكاءِ الذَّكَرُ فِيهَا كُالأُنْثَى، فَقُلْتُ: كَأَّنَ هَذَا مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: بَلْ هُوَ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ " 722 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ حماد الكوفي، عَنْ سعيد بْن جبير، أَنَّهُ قَالَ: " بكت الرجال بالنساء، والنساء بالرجال فِي الطواف بعضهم ببعض " 723 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن زياد، عَنْ سعيد، قَالَ: أخبرني سلمة بْن كهيل، قَالَ: سمعت مجاهدا، يقول: " إِنَّمَا سميت بكة، لأن النَّاس يبك بعضهم بعضا " - وكذلك قال قتادة. 724 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لَلَّذِي بِبَكَّةَ} قَالَ: " للذي ببكة هُوَ اسم لبطن مَكَّة، وذلك لأنهم يتباكون فِيهَا ويزدحمون "

725 - حَدَّثَنَا محمد بْن إسماعيل الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا حسين المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب بْن عَبْد الرحمن، أَنَّهُ سأل محمد بْن زيد بْن المهاجر، أن يكتب لَهُ فِي منزل فِي داره بمكة، فكتب إِلَى ابْن فروخ، " إياك أن تكريها، أَوْ تأكل كراها، فإنها، إِنَّمَا سميت بكة، لأنها تبك الظلمة " 726 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن آدم، عَنْ عَبْد السلام بْن حرب، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ وبرة، قَالَ: صليت إِلَى جنب أبي جعفر بمكة، فمرت امرأة فرددتها، فضرب بيدي، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ " أتدري لم سميت بكة؟ قلت: لا، قَالَ: لأن النَّاس تبك فِيهَا بعضهم بعضا، ولها سنة ليست لسائر البلدان " 727 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، قَالَ " وبكة بك النَّاس بعضهم بعضا، الرجال والنساء، جميعا يُصَلَّي بعضهم بين يدي بعض، ويمر بعضهم بين يدي بعض، وَلا يصلح ذَلِكَ إِلا بمكة

قوله جل وعز: {فيه آيات بينات}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} 728 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي رُقَيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهَا حَجَّةَ بِنْتِ قُرْطٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " أُلْقِيَ الْمَقَامُ مِنَ السَّمَاءِ " 729 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} قَالَ: لا، وَلَكِنْ فِيهِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ لأَنَّهُ الْبَيِّنَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا هِيَ مَقَامَهُ هَذَا الَّذِي فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَقَامُ إِبْرَاهِيمَ، يُعَدُّ كَبِيرًا، مَقَامَهُ الْحَجَّ ُكلُهُّ " 730 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ: وحدثنا محمد ابْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} قَالَ: كَانَ مجاهد، يقول: " أثر قدميه فِي المقام آية بينة {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} قَالَ: هَذَا شَيْء آخر " 731 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم بْن خالد، عَنْ ابْن أبي نحيج، عَنْ مجاهد، وعطاء، قالا: " مقام إبراهيم المسجد الحرام، ومنى، وعرفة، والمزدلفة "

قوله جل وعز: {ومن دخله كان آمنا}

732 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ الكلبي، قَالَ: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} قَالَ " الكعبة، والصفا والمروة، ومقام إِبْرَاهِيم الحرم كله هُوَ مقام إِبْرَاهِيم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} 733 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ خَثْيَمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، قَالَ: " أَدْرَكْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْكَعْبَةِ حِلَقًا أَمْثَالَ لُجُمِ الْبَهْمِ، لا يُدْخِلُ خَائِفٌ يَدَهُ فِيهَا إِلا لَمْ يُهَيِّجْهُ أَحَدٌ، فَجَاءَ خَائِفٌ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، فَجَاءَهُ آخَرُ مِنْ وَرَائِهِ، فَاجْتَذَبَهُ، فَشُلَّتْ يَدَاهُ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَإِنَّهُ لأَشَلُّ " 734 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، وابن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} قَالَ " كَانَ ذَلِكَ فِي الجاهلية، فَأَمَّا الْيَوْم، فإن سرق أحد قطع "

735 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} قَالَ " كَانَ فِي الجاهلية، كَانَ الرَّجُل لو جر كُلّ جريرة عَلَى نفسه، ثُمَّ لجأ إِلَى حرم الله لم يتناول، ولم يطلب، فَأَمَّا الإسلام، فإنه لا يمنع من حدود الله " 736 - أَخْبَرَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " لَوْ وَجَدْتُ فِيهِ قَاتِلَ الْخَطَّابِ مَا مَسَسْتُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ " 737 - حَدَّثَنَا محمد بْن إسماعيل الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا قبيصة، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ إسماعيل بْن عَبْد الملك، عَنْ عطاء، قَالَ " من مات فِي الحرم بعث آمنا، يقول: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} " 738 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بْن أحمد بْن الجنيد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عاصم، عَنْ زريق مولى بني محزوم، عَنْ زياد بْن أبي عياش، عَنْ يَحْيَى بْن جعدة: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} قَالَ: " آمنا من النَّار "

739 - حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} قَالَ: مَنْ قَتَلَ، أَوْ سَرَقَ فِي الْحِلَّ، ثُمَّ دَخَلَ الْحَرَمَ، فَإِنَّهُ لا يُجَالَسُ، وَلا يُكَلَّمُ، وَلا يُؤْوَى، وَلَكِنَّهُ يُنَاشَدُ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيُؤْخَذَ فَيُقَامَ عَلَيْهِ مَا جَرَّ، فَإِنْ قَتَلَ أَوْ سَرَقَ فِي الْحِلِّ فَأُدْخِلَ الْحَرَمَ، فأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ مَا أَصَابَ أَخْرَجُوهُ مِنَ الْحَرَمِ إِلَى الْحِلِّ، فَأُقِيمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ، أَوْ سَرَق أُقِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحَرَمِ " 740 - حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " عَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي رَجُلٍ أَخَذَ فِي الْحِلِّ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْحَرَم، ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى الْحِلِّ، فَقَتَلَهُ، قَالَ: أَدْخَلَهُ الْحَرَمَ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ، يَقُولُ: أَدْخَلَهُ بِأَمَانٍ، وَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ اتَّهَمَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي بَعْضِ الأَمْرِ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ يَرَ عَلَيْهِ قَتْلا "

قوله جل وعز: {ولله على الناس حج البيت}

741 - حَدَّثَنَا أبو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن زرارة، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشيم، عَنْ مطرف، عَنْ الشعبي، قَالَ " من أحدث حدثا، ثُمَّ لجأ إِلَى الحرم، فقد أمن، وَلا يعرض لَهُ، وإن أحدث فِي الحرم أقيم عَلَيْهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} 742 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ " {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: " حُجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ الَّتِي عَلَيْكَ، وَلْوَ قُلْتُ: نَعَمْ، وَجَبَتْ عَلَيْكُمْ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} 743 - حَدَّثَنَا محمد بْن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو حذيفة، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ إِبْرَاهِيم الخوزي، عن محمد بن عباد، عن ابن عمر، قال سئل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} فَقَالَ " مَا السبيل؟ قَالَ: الزاد، والراحلة "

قوله جل وعز: {ومن كفر}

744 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَرِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ الأَنْمَاطِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّ رَجُلا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا السَبِيلُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: " الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ " 745 - حَدَّثَنَا أبو أحمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا يعلي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن سوقة، قَالَ: سمعت رجلا يسأل سعيد بْن جبير، قَالَ: سمعت الله عَزَّ وَجَلَّ يقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} فما هَذَا السبيل؟ قَالَ " من كَانَ لَهُ ثمن راحلة، وزاد: فقد وجب عَلَيْهِ الحج 746 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن نجيح، عَنْ مجاهد، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ " البلاغ، والراحلة، والزاد [قوله جَلَّ وَعَزَّ] : {وَمَنْ كَفَرَ} 747 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} وَالسَّبِيلُ: أَنْ يَصِحَّ نَذْرُ الْعَبْد، وَيَكُونَ لَهُ ثَمَنُ زَادٍ، وَرَاحِلَةٌ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُجْحِفَ بِهِ "

748 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عاصم النَّبِيّل، عَنْ المثنى بْن الصباح، عَنْ عطاء: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ " الزاد، والراحلة، وأن تخلف لأهلك من النفقة مَا يكفيهم " 749 - حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى عَبْد اللهِ بْن أحمد بْن أبي ميسرة، بمكة وأبو محمد سليمان بْن شعيب الكسائي، بمصر، قالا: حَدَّثَنَا المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا حيوة بْن شريح، وابن لهيعة، قالا: أَخْبَرَنَا شرحبيل بْن شريك المعافري، أَنَّهُ سمع عكرمة، يقول فِي هَذِهِ الآيَة: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ: " السبيل: الصحة " 750 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بْن أبي كريمة، عَنْ رَجُل، عَنْ ابْن الزبير، قَالَ " السبيل عَلَى قدر القوة "

قوله جل وعز: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}

751 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ " الزاد، والراحلة، فإن كَانَ رجلا شابا، فليؤجر نفسه بأكله وعقبه حَتَّى يقضي نسكه، فقيل للضحاك: أكلف الله العباد مَا لا يطيقون، قَالَ: فَقَالَ: لو كَانَ لأحدهم هناك مال لأتاه، ولو حبوا " وَقَالَ الضحاك: الزاد والراحلة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} 752 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} جَمَعَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الْمِلَلِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَالنَّصَارَى، وَالْيَهُودَ، وَالْمَجُوسَ، وَالصَّابِئِينَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ،

فَحُجُّوا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ إِلا الْمُسْلِمُونَ، ثُمَّ كَفَرُوا بِالْبَيْتِ، فَذَلِكَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ كَفَرَ} يَعْنِي: وَمَنْ جَحَدَ {فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} " 753 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ إِلَى قوله: وَمَنْ كَفَرَ} يقول: " من أنكر الحج، وكفر بِهِ، ولم يره عَلَيْهِ حقا، مِنْ أَهْلِ الأديان كلهم {فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} وكفرت اليهود، والنصارى، وسائر أَهْل الأديان بالحج، وآمن بِهِ المسلمون، ولم يكفروا بِهِ " 754 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ: مَنْ كَفَرَ بِالْحَجِّ، وَلَمْ يَرَ حَجَّهُ بِرًّا، وَلا تَرْكَهُ مَأْثَمًا " 755 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلاءُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ: {وَمَنْ كَفَرَ} فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ فَهُوَ الْكَافِرُ "

قوله جل وعز: {قل يأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون}

756 - حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بْن عَبْد الوهاب، وعلي بْن عَبْد العزيز، قالا: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} قَالَ " من كفر بالله واليوم الآخر " 757 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو الناقد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا حجاج، عَنْ عطاء، وجويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ كَفَرَ} قَالَ " من جحد بالحج، وكفر بِهِ " 758 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ هشام، عَنْ الحسن {وَمَنْ كَفَرَ} قَالَ " ومن كفر بالحج قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} 759 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " مَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ، وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسَا عَظِيمِ

الْكُفْرِ شَدِيدَ الضِّغْنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ، عَلَى نَفِيرٍ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِِيهِِ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ أُلْفَتِهِمْ، وَجَمَاعَتِهِمْ، وَصَلاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهْمُ مِنَ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ مَلأُ بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ الْبِلادِ، لا وَاللهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إِذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ، فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مَعَهُ مِنْ يَهُودَ، فَقَالَ: اعْمِدْ إِلَيْهِمْ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، ثُمَّ ذَكِّرْهُمْ يَوْمَ بُعَاثٍ، وَمَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنْشَدَهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنَ الأَشْعَارِ، وَكَانَ يَوْمَ بُعَاثٍ يَوْمَ اقْتَتَلَتْ فِيهِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، فَكَانَ الظَّفَرُ فِيهِ لِلأَوْسِ عَلَى الْخَزْرَجِ، فَفَعَلَ فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَتَنَازَعُوا، وَتَفَاخَرُوا حَتَّى تَوَاثَبَ رَجُلانِ مِنَ الْحَيَّيْنِ عَلَى الرَّكْبِ: أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ، أَحَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الأَوْسِ، وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ أَخُو بْنِي سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ، فَتَقَاوَلا، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنْ شِئْتْمُ وَاللهِ رَدَدْنَاهَا الآنَ جَذِعَةً وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، وَقَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا السِّلاحَ، السِّلاحَ مَوْعِدُكُمُ الظَّاهِرَةُ، وَالظَّاهِرَةُ الْحَرَّةُ، فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، وَانْضَمَّتِ الأَوْسُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَالْخَزْرَجُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ عَلَى كَلِمَةٍ، قَالَهَا الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،

قوله جل وعز: {قل يأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن}

وَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى جَاءَهُمْ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ " اللهَ، اللهَ بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ إِذْ هَدَاكُمُ اللهُ لِلإِسْلامِ، وَأَكَرْمَكُمْ بِهِ، وَقَطَعَ بِهِ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ، وَأَلَّفَ بِهِ بَيْنَكُمْ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ كُفَّارًا "، فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهَا نَزْغَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ لَهُمْ، فَأَلْقَوُا السِّلاحَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وبَكَوْا، وَعَانَقَ الرِّجَالُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنَ الأَوْسِ، وَالْخَزْرَجِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، قَدْ أْطَفَأَ اللهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوِّ اللهِ شَاسٍ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فِي شَأْنِ شَاسِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَا صَنَعَ: قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ إِلَى قوله: {وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ} 760 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيل اللهِ}

قوله جل وعز: {تبغونها عوجا وأنتم شهداء} الآية

الآيَة يقول: " لم تصدون عَنِ الإسلام، وعن نبي الله شهداء من آمن بِهِ، وأنتم على ذلك بما تقرءون من كِتَابِ اللهِ، أن محمدا رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن الإسلام دين الله الَّذِي لا يقبل غيره، وَلا يجزي إِلا بِهِ و {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} الآيَة 761 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تَبْغُونَهَا عِوَجًا} " مكسورة الأول، لأنه فِي الدين وكذلك فِي الْكَلام والعمل، فَإِذَا كَانَ فِي شَيْء قائم نحو الحائط، والجذع فَهُوَ عوج مفتوح الأول {وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} أي: علماء بِهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} 762 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ مِنَ الأَوْسِ، وَالْخَزْرَجِ قِتَالٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلامُ اصْطَلَحُوا، وَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، فَحَبَسَ أَوْ فَجَلَسَ يَهُودِيٌّ

فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، فَأَنْشَدَ شِعْرًا قَالَهُ أَحَدُ الْحَيَّيْنِ فِي حَرْبِهِ، فَكَأَنَّهُمْ دَخَلَهُمْ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ الْحَيُّ الآخَرُونَ: قَدْ قَالَ شَاعِرُنَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَاجْتَمَعُوا، وَأَخَذُوا السِّلاَح، وَاصْطَفُّوا لِلْقَتَالِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَى قوله: لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، فَقَرَأَهُنَّ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُرْآنِ أَنْصَتُوا لَهُ، وَجَعَلُوا يَسْتَمِعُونَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَلْقَوُا السِّلاحَ، وَعَانَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَجَثَوْا يَبْكُونَ " 763 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} " قَدْ تقدم فيهم كَمَا تسمعون وحذركموهم، فنبأكم بضلالتهم، فلا تأمنوهم عَلَى دينكم، وَلا تنتصحوهم عَلَى أنفسكم، فإنهم الأعداء الحسدة الضلال، كيف تأمنون قوما كفرا بكتابهم، وقتلوا رسلهم، وتخيروا فِي دينهم، وعجزوا عَنْ أنفسهم أولئك، والله أَهْل التهمة والعدواة

قوله جل وعز: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} 764 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ " كَانَ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ حَرْبٌ، فَذَكَرُوا مَا بَيْنَهُمْ، فَقَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالسِّلاحِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَرَكِبَ إِلَيْهِمْ فَنَزَلَ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 765 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ} قَالَ " يؤمن بالله " حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو النصر، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر، عَنْ الربيع بْن أنس، عَنْ أبي العالية قال: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ} " الاعتصام بِهِ الثقة بِهِ

قوله جل وعز: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ} الآيَة 766 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} " فحق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ثُمَّ أنزل التخفيف، والتيسير، وعاد بعائدته، ورحمته عَلَى مَا يعلم من ضعف خلقه، فَقَالَ: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} فجاءت هَذِهِ الآيَة فِيهَا تخفيف، وعافية، ويسر " 767 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بْن المنهال، قَالَ: حَدَّثَنَا همام، عَنْ قتادة: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قَالَ " نسختها الآيَة {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} " 768 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَمَطَرٌ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " وَ {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قَالَ: أَنْ يُطَاعَ فَلا يُعْصَى، وَيُذْكَرَ فَلا يُنْسَى، وَيُشْكَرَ فَلا يُكْفَرَ "

اللفظ لمسعر، وَقَالَ مطر: أخبرني زبيد 769 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن بْن أبي عِيسَى الهلالي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جابر محمد بْن عَبْد الملك، قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة، قَالَ: أخبرني عمرو بْن مرة، قَالَ: سمعت مرة الهمداني، يحدث عَنْ ربيع بْن خثيم، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قَالَ " أن يطع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر " 770 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} فَإِنَّهَا لَمْ تُنْسَخْ، وَلَكِنْ حَقَّ تُقَاتِهِ أَنْ يُجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، فَلا يَأْخُذْهُمْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَيَقُومُوا لِلِّهِ بِالْقِسْطِ، وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَآبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ " 771 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ عكرمة {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قَالَ " نزلت فِي الأوس، والخزرج كَانَ فيهم قتال يَوْم بعاث

قوله جل وعز: {واعتصموا بحبل الله جميعا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} 772 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} قَالَ: حَبْلُ اللهِ الْقُرْآنُ " 773 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " حَبْلُ اللهِ هُوَ الْجَمَاعَةُ " 774 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} قَالَ: بعهد الله وأمره " 775 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت، عَنْ ابْن حيان، قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} يقول: " اعتصموا بأمر الله وطاعته جميعا، وَلا تفرقوا

قوله جل وعز: {ولا تفرقوا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَفَرَّقُوا} 776 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ} " قَدْ كره إليكم الفرقة، وقدم إليكم فِيهَا، وحذركموها، ونهاكم عنها، ورضي لَكُمُ السمع، والطاعة، والألفة، والجماعة، فارضوا لأنفسكم مَا رضي لَكُمْ إن استطعتم وَلا قوة إِلا بالله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} 777 - أَخْبَرَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، وَأَرَدُوا أَنْ يَذْهَبَ مَعَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَيْنَ قَوْمِنَا حَرْبٌ، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ جِئْتَ عَلَى حَالِكَ هَذِهِ أَنْ لا يَتَهَيَّأَ الَّذِي تُرِيدُ، فَوَاعَدُوهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، فَقَالُوا: نَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ تِلْكَ الْحَرْبَ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهَا لا تَصْلُحُ، وَهِيَ يَوْمَ بُعَاثٍ فَلَقُوهُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ سَبْعِينَ رَجُلا قَدْ آمَنُوا بِهِ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ: اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا، فَذَلِكَ

حِينَ يَقُولُ: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} " 778 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: وحدثت، عَنْ ابْن حيان فِي قوله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً} فِي الجاهلية، {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} فِي الإسلام {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ} برحمته يعني بالإسلام {إِخْوَانًا} ، والمؤمنون إخوة {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} يقول: " كنتم مشركين فِي جاهليتكم، الميت فِي النَّار، والحي عَلَى شفا حفرة من النَّار {فَأَنْقَذَكُمْ} الله من الشرك إِلَى الإيمان " بلغني، والله أعلم، أن هَذِهِ الآيَة أنزلت فِي قبيلتين من قبائل الأنصار فِي رجلين أحدهما من الخزرج، والأخر من الأوس اقتتلوا فِي الجاهلية زمانا طويلا، فقدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فأصلح بينهم فجرى الحديث بينهما فِي المجلس فتفاخروا، فَقَالَ بعضهم: أما والله لو تأخر الإسلام قليلا لقتلنا سادتكم، ونكحنا نساءكم، قَالَ الآخرون: قَدْ كَانَ الإسلام مستأخرا زمانا طويلا، فهلا فعلتم ذَلِكَ، فنادوا عِنْد ذَلِكَ بالأشعار، وذكروا القتل، فتفاخروا، واستبوا حَتَّى كَانَ بينهم فضبت الأوس والخزرج إِلَى الخزرج، ودنا بعضهم من بعض، فبلغ ذَلِكَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فركب إليهم، وقد أشرع بعضهم ارحما إِلَى بعض، فنادى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأعلى صوته، واطلع عَلَيْهِمْ وتلا: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ

قوله جل وعز: {فأصبحتم بنعمته إخوانا}

آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} حَتَّى بلغ إِلَى آخِرِ الآيات يقول: {حَقَّ تُقَاتِهِ} أن تطيعوه فلا تعصوه فِي شَيْء، فذلك حق الله عَلَى العباد، فَلَمَّا سمعوا ذَلِكَ كف بعضهم، عَنْ بعض، وتناول بعضهم خدود بعض بالتقبيل " 779 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} إذ كنتم تذابحون فِيهِ، يأكل شديدكم ضعيفكم، حَتَّى جَاءَ الله بالإسلام، فآخى بِهِ بينكم، وألف بِهِ بينكم، أما والله لا إله إِلا هُوَ إن الألفة لرحمة، وإن الفرقة لعذاب، ذكر لَنَا أن نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقول: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَتَوَادَّ رَجُلانِ فِي الإِسْلامِ، فَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا مِنْ أَوَّلِ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا، وَإِنَّ أَرَدَاهُمَا الْمُحْدِثُ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} 780 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: " {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لابْنِ مَسْعُودٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: أَصْبَحْنَا بِنِعْمَةِ اللهِ إِخْوَانًا "

قوله جل وعز: {وكنتم على شفا حفرة من النار} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} الآيَة 781 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} الآيَة " كَانَ هَذَا الحي من العرب أذل النَّاس ذلا، وأشقاه عيشا، وأبينه ضلالة، وأعراه جلودا، وأجوعه بطونا، معكوفين عَلَى رأس حجر بين الأسدين: فارس والروم، لا والله مَا فِي بلادهم يومئذ شَيْء يحسدون عَلَيْهِ، من عاش منهم عاش شقيا، ومن مات ردي فِي النَّار، يؤكلون وَلا يأكلون، والله مَا نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض كانوا أصغر فِيهَا خطرا، وأرق فِيهَا شأنا منهم، حَتَّى جَاءَ الله بالإسلام فورثكم بِهِ الْكِتَاب، وأحل لَكُمْ بِهِ دار الجهاد، ووسع لَكُمْ بِهِ الرزق، وجعلكم ملوكا عَلَى رقاب النَّاس، وبالإسلام أعطى الله مَا رأيتم، فاشكروا نعمة الله، فإن ربكم منعم يحب الشاكرين، وإن أَهْل الشكر فِي مزيد مِنَ اللهِ تبارك وتعالى " 782 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} أي: " حرف مثل شفى الركية

قوله جل وعز: {ولتكن منكم أمة} الآية

حروفها {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} : ترك شفا، ووقع التأنيث عَلَى {حُفْرَةٍ} وتصنع العرب مثل هَذَا كثيرا " قَالَ جرير رأت مر السنين أخذن مني كَمَا أخذا السرار من الهلال وَقَالَ العجاج طول الليالي أسرعت فِي نقضي طوين طولي وطوين عرضي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} الآيَة 783 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: قَالَ أبو عبيدة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ " الأمة هاهنا الجماعة، والأمة فِي أشياء سوى هاهنا: الإمام الَّذِي يؤتم بِهِ " وقوله {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} معناه: " بعد قرن " قَالَ: " ومن قرأها بعد أمة أراد نسيان "

قوله عز وجل: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} الآية

784 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن أبي الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} قَالَ " هم أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة وهم الرواة " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} الآيَة 785 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} " يقول للمؤمنين: لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا يعني اليهود " {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} يقول: " تفرقوا واختلفوا من بعد موسى، فنهى الله الْمُؤْمِنِينَ أن يتفرقوا بعد نبيهم كفعل اليهود قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} 786 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قَالَ " بالأعمال والأحداث "

قوله عز وجل: {فأما الذين اسودت وجوههم}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} 787 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا قيس، عَنْ يونس بْن أبي مسلم، قَالَ: قدم عَلَيْنَا عكرمة، فأمرني رَجُل أن أسأله، عَنْ هَذِهِ الآيَة {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} قَالَ " لو فسرتها لم أفرغ من تفسيرها ثلاثة أيام، ولكن سأجمل لك، هي فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، كانوا مصدقين بأنبيائهم مؤمنين بهم، مصدقين بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤمنين بِهِ، فَلَمَّا بعث الله محمدا كفروا، فذلك قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} " فأتيت الَّذِي أرسلني فأخبره بذلك، فَقَالَ: صدق 788 - حَدَّثَنِي الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: " لَمَّا أُتِيَ بِرَءُوسِ الأَزَارِقَةِ، فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ، جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ، فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: كِلابُ النَّارِ كِلابُ النَّارِ هَؤُلاءِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلاءِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا شَأْنُكَ دَمَعَتْ عَيْنَاكَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ، قَالَ: قُلْتُ: أَبِرَأْيِكَ قُلْتَ كِلابُ النَّارِ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ؟

وقوله جل وعز: {أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}

قَالَ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ، بَلْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلا اثْنَتَيْنِ وَلا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تَلا {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ حَتَّى بَلَغَ فِيهَا خَالِدُونَ} وَتَلا {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ حَتَّى بَلَغَ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ بِأَرْضِكَ كَثِيرٌ، فَأَعَاذَكَ اللهُ مِنْهُمْ " وقوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} 789 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الكسائي، والفراء، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} معناه والله أعلم فيقال " أكفرتم لأن أما لابد لها من فاء تكون جوابها، كقولك: أما عَبْد اللهِ فقائم وَلا يتكلم بهذا " 790 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ} " العرب تختصر لعلم

قوله جل وعز: {بعد إيمانكم}

المخاطب بما أريد بِهِ، فكأنه خَرَجَ مخرج قولك {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} فيقول لَهُمْ: " أكفرتم " فحذف هَذَا فاختصر الْكَلام قَالَ الأسدي: كذبتم وبيت الله لا تنكحونها بْن شاب قرناها تصر وتحلب ويروى: لا تهتدونها، أراد ببني الَّتِي شاب قرناها، فاختصر قَالَ النابغي الذبياني: كأنك من جمال بْن أقيش يقعقع خلف رجليه بشن بني أقيش: حي من الجن، أراد: كأنك جمل، فألقى الجمل، ففهم عنه مَا أراد قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} 791 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} هَذَا الإِيمَانُ الَّذِي كَانَ فِي صُلْبِ آدَمَ "

قوله جل وعز: {وأما الذين ابيضت وجوههم} الآية

792 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} قَالَ " إيمانهم إذ أخذ عَلَيْهِمُ العهد فِي ظهر آدم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ} الآيَة 793 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ} " هؤلاء أَهْل طاعة الله، والوفاء بعهد الله " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} 794 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {تِلْكَ آيَاتُ اللهِ} " أي: عجائب الله {نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} نتلوها: نقصها "

قوله عز وجل: {كنتم}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {كُنْتُمْ} 795 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الدارمي، قَالَ: حَدَّثَنَا حبان، قَالَ: حَدَّثَنَا مبارك، عَنْ الحسن، قَالَ " قَالَ رَجُل: أعوذ بالله أن أكون كنتيا، قيل لَهُ: مَا الكنتي؟ قَالَ: تقول: لقد كنت مرة وكنت، وقرأ الحسن: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} " 796 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، قَالَ: قَالَ الكلبي " أنتم، يعني فِي قوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {خَيْرَ أُمَّةٍ} 797 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: أَنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

قوله جل وعز: {أخرجت للناس}

798 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} أي: " جماعة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} 799 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجَرَّارُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: كُنْتُمْ خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ " 800 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} " كنتم خير النَّاس للناس " وكذلك قَالَ سيد بْن جبير 801 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ "

802 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} قَالَ: قَالَ مولى ابْن عباس " فِي عَبْد اللهِ بْن مسعود، وعمار بْن ياسر، ومعاذ بْن جبل، وأبي بْن كعب " 803 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَيْسَرَةَ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: تَجِيئُونَ بِهِمْ فِي السَّلاسِلِ تُدْخِلُونَهُمْ فِي الإِسْلامِ " 804 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، عَنْ محمد بْن سيرين، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} يقول: " لمن أنتم بين ظهرانيه، كقوله {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} " 805 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن موسى، عَنْ عِيسَى بْن موسى، عَنْ عطية: {كُنْتُمْ

خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ " خير النَّاس للناس، شهدتم للنبيين الذين كفر بهم قومهم بالبلاغ " 806 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا بشار بْن موسى الخفاف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عباد بْن العوام، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بْن حسين، قَالَ: سمعت الحسن، قرأ {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: فَقَالَ الحسن " هم الذين مضوا من صدر هَذِهِ الأمة، يعني أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ كَانَ الرَّجُل منهم يلقى أخاه، فيقول: أبشر أليس أنت كنتيا " قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: تأمرون بالمعروف وتنهون عَنِ المنكر وتؤمنون بالله 807 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} يَقُولُ: تَأْمُرُونَهُمْ أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَالإِقْرَارَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ، وَتُقَاتِلُونَهُمْ عَلَيْهِ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ هُوَ أَعْظَمُ الْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْمُنْكَرُ التَّكْذِيبُ وَهُوَ أَنْكَرُ الْمُنْكَرِ " 808 - حَدَّثَنَا أبو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عاصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي

قوله عز وجل: {ولو آمن أهل الكتاب} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ " عَلَى هَذَا الشرط أن {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} تقول: لمن أنتم بْن ظهرانيه، كقوله: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ} الآيَة 809 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى} يقول: " لن يضروكم إِلا أذى تسمعونه منهم " 810 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى} قَالَ " إشراكهم فِي عزير وعِيسَى والصليب

قوله جل وعز {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} 811 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا هوذة، عَنْ عوف، عَنْ الحسن: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ} الآيَة، قَالَ " أدركتهم هَذِهِ الأمة، وإن المجوس لتجبيهم الجزية " 812 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} " الجزية قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} 813 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} إِلا بِعَهْدٍ مِنَ النَّاسِ "

قوله جل وعز: {وباءوا بغضب من الله}

814 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مرزوق، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عاصم، عَنْ عِيسَى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ} قَالَ " بعهد مِنَ اللهِ " {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} قَالَ: " وبعهد مِنَ النَّاسِ " وكذلك قَالَ الضحاك وقتادة 815 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ} " إِلا بعهد مِنَ اللهِ " 816 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: قَالَ الفراء فِي قوله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} أي " إِلا أن يعتصموا بحبل مِنَ اللهِ، فأضمر ذَلِكَ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ} 817 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ} قَالَ الضحاك " استحقوا الغضب مِنَ اللهِ "

قوله عز وجل: {وضربت عليهم المسكنة}

818 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ} " أن أحرزوه وباءوا بِهِ " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} 819 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} قَالَ " الذلة والمسكنة: الجزية " 820 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} " ألزموا المسكنة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ} 821 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} " اجتنبوا المعصية والعدوان، فإن بهما هلك من هلك قبلكم مِنَ النَّاسِ

قوله جل وعز: {ليسوا سواء}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَيْسُوا سَوَاءً} 822 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشَاءَ الآخِرَةِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي هَذِهِ الأَدْيَانِ أَحَدٌ يَذْكُرُ اللهَ هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرَكُمْ " قَالَ: وَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى قوله وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} " 823 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْعِجْلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ زَكَرِيَّا وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْعِجْلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} قَالَ: لا يَسْتَوِي أَهْلُ الْكِتَابِ وَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ {يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ} قَالَ: " صَلاةُ الْعَتَمَةِ، هُمْ يُصَلُّونَهَا، وَمَنْ سِوَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لا يُصَلُّونَهَا "

قوله جل وعز: {من أهل الكتاب أمة قائمة}

824 - حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بْن عَبْد الوهاب، وعلي بْن عَبْد العزيز، قالا: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ منصور، قَالَ " بلغني أَنَّهُ نزلت فيما بين المغرب والعشاء {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} " 825 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " لما أسلم عَبْد اللهِ بْن سلام، وثعلبة بْن سعيد، وأسيد بْن ثعلبة، وأسد بْن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم، فآمنوا وصدقوا ورغبوا فِي الإسلام وتنخوا فِيهِ، قالت أحبار اليهود وأهَلِ الكفر منهم: مَا آمن لمحمد وَلا اتبعه إِلا شرارنا، ولو كانوا من خيارنا مَا تركوا دين آبائهم، وذهبوا إِلَى غيره، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِي ذَلِكَ من قولهم: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ إِلَى قوله: وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} 826 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح بْن عبادة، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد

قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} قَالَ " عادلة " 827 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ {قَائِمَةٌ} " عَلَى كِتَابِ اللهِ، وحدود الله، وفرائض الله، وطاعة الله، يؤمنون بالله " 828 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} " العرب تجوز فِي كلامهم مثل ذا أن يقول: أكلوني البراغيث " قَالَ أبو عبيدة: سمعتها من أبي عمرو الهذلي فِي منطقه، وَكَانَ وجه الْكَلام أن يقول: أكلني البراغيث، وفي الْقُرْآن: {عَمُوا وَصَمُّوا} وقد يجوز أن يجعله كلامين، وكأنك قلت: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ

قوله جل وعز: {يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}

أَهْلِ الْكِتَابِ} ثُمَّ قلت: {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} ومعنى قائمة: مستقيمة {آنَاءَ اللَّيْلِ} : ساعات اللَّيْل " 829 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأشهب، قَالَ: وتلا الحسن هَذِهِ الآيَة: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} " هؤلاء أَهْل الهدى، لَيْسَ كُلّ الْقَوْم هلك، فقرأ حَتَّى بلغ: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} قَالَ: فزعوا إِلَى أنفسهم حين تفرقت أمتهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} 830 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " {آنَاءَ اللَّيْلِ} : جَوْفَ اللَّيْلِ " 831 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {آنَاءَ اللَّيْلِ} قَالَ " ساعات اللَّيْل " 832 - وكذلك قَالَ ابْن جريج 833 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ

قوله جل وعز {وما يفعلوا من خير}

أبي عبيدة: {آنَاءَ اللَّيْلِ} " ساعات اللَّيْل " واحده: إِنِّي، تقديرها جثي، والجميع أجثاء، قَالَ أبو أثيلة: حلو ومر كعطف القدح شيمته فِي كُلِّ إِنِّي قضاة اللَّيْل ينتعل وَقَالَ غير أبي عبيدة: " آناء اللَّيْل، وواحد الآناء، أنى مقصور، وَقَالَ بعضهم: الأنى والأنوه، وَهُوَ ساعات اللَّيْل قَالَ الشاعر: السالك الثغر غشيانا موارده فِي كُلِّ أَنِّي قضاه الله ينتعل قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ} 834 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأشهب، قَالَ: تلا الحسن: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَتَّى بلغ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} قَالَ " فزعوا إِلَى أنفسهم حين تفرقت أمتهم " 835 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} قَالَ " لن يضل عنكم

قوله جل وعز: {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم إلى قوله مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِلَى قوله مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} 836 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن مرزوق، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عاصم، عَنْ عِيسَى، عَنْ أن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} " مثل نفقة الكافر فِي الدنيا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كَمَثَلِ رِيحٍ} 837 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} قَالَ: الصِّرُّ: الْبَرْدُ " 838 - حَدَّثَنَا حاتم بْن يونس الجرجاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد الحميد، قَالَ: حَدَّثَنَا شريك، عَنْ سالم، عَنْ سعيد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} قَالَ " فِيهَا برد " وكذلك قَالَ الضحاك وقتادة "

قوله عز وجل: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم}

839 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن المنادى، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا الحكم بْن الصلت، قَالَ: سألت شرحبيل أبا سعد، عَنْ قوله عز وجل {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} قلت: مَا الصر يَا أبا سعد؟ قَالَ " هي الريح تجئ ببرد شديد تهلك الزرع " 840 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ} " الصر: شدة البرد، وعصوف من الريح " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} 841 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الأَزْهَرِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، فَإِذَا حَدَّثَهُمْ بِحَدِيثٍ لا يَدْرُونَ مَا هُوَ، أَتَوُا الْحَسَنَ فَيُفَسِّرُ لَهُمْ، فَحَدَّثَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ " فَأَتَوُا الْحَسَنَ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، أَمَّا قوله: " لا تَسِتضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ "، فَإِنَّهُ يَقُولُ: لا تَسْتَشِيرُوا الْمُشْرِكِينَ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِكُمْ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {لا تَتَّخِذُوا

بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا} 842 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ حَتَّى بلغ إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} " للمنافقين مِنْ أَهْلِ المدينة، نهى الله الْمُؤْمِنِينَ أن يتولوهم " 843 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " كَانَ رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود، لما بينهم من الجوار والحلف فِي الجاهلية، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فيهم، ينهاهم عَنْ مباطنتهم تخوف الفتنة عَلَيْهِمْ منهم: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ إِلَى قوله وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ - " 844 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ قَالَ " نهى الله الْمُؤْمِنِينَ أن يستدخلوا المنافقين، أَوْ يؤاخوهم، أَوْ يتولوهم دون الْمُؤْمِنِينَ

قوله جل وعز: {لا يألونكم خبالا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا} 845 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، عَنْ المبارك، عَنْ الحسن: لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا قَالَ " هم المنافقون " 846 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ " البطانة: الدخلاء من غيركم لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا أي: شر قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} 847 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} قَالَ " فِي دينكم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} 848 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} تقول " قَدْ بدت

قوله جل وعز: {وما تخفي صدورهم أكبر}

البغضاء من أفواه المنافقين إِلَى إخوانهم من الكفار، من غشهم للإسلام وأهله، وبغضهم إياه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} 849 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} تقول " وَمَا تكن صدورهم أكبر مِمَّا قَدْ أبدوه بألسنتهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} 850 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ} أي: " الأعلام قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ} 851 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {هَأَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} قَالَ " المؤمن

قوله جل وعز: {وتؤمنون بالكتاب كله}

خير للمنافق من المنافق للمؤمن، يرحمه فِي الدنيا، لو يقدر المنافق من المؤمن عَلَى مثل يقدر عَلَيْهِ مِنْهُ، لأباد خضراءه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} 852 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} قَالَ " أي بكتابهم وكتابكم، وبما مضى من الكتب قبل ذَلِكَ، وهم يكفرون بكتابكم، وأنتم كنتم أحق بالبغضاء لَهُمْ " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا} 853 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} قَالَ: هَكَذَا وَضَعَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ فِي فِيهِ " 854 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا

قوله عز وجل: {إن الله عليم بذات الصدور}

خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} " والأنامل: أطراف الأصابع {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا} لَيْسَ بهم إِلا مخافة عَلَى دمائهم وأموالهم، يصانعوهم بذلك {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} والكراهية للذي هم عَلَيْهِ، لو يجدون ريحا لكانوا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، فهم كَمَا نعتهم الله " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} 855 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} " بما فِي الصدور " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} 856 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} قَالَ " إذا رأوا من الْمُؤْمِنِينَ جماعة وألفة غاظهم ذَلِكَ، وإذا رأوا منهم فرقة واختلافا فرحوا بذلك " 857 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ:

قوله جل وعز: {لا يضركم كيدهم شيئا إلى قوله وإذ غدوت من أهلك}

حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} قَالَ " إذا رأوا مِنْ أَهْلِ الإسلام ألفة وجماعة وظهورا عَلَى عدوهم ساءهم، وإذا رأوا مِنْ أَهْلِ الإسلام فرقة أَوِ اختلافا، أَوْ أصيب طرف من أطراف المسلمين، سرهم ذَلِكَ وأعجبوا بِهِ وابتهجوا بِهِ، فهم كَمَا رأيتم كلما خَرَجَ منهم قرن كذب الله أحدوثته، أَوْ طاعته، وأبطل حجته، وأظهر عورته، فذلك قضاء الله فيمن مضى، وفيمن بقى إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِلَى قوله وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} 858 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، وَابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: " أَي خَالُ، أَخْبِرْنِي عَنْ قِصَّتِكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: اقْرَأِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةً مِنْ آلِ عِمْرَانَ تَجِدْ قِصَّتَنَا {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} " 859 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ فَرَاغُهُ مِنْ بَدْرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، أَوْ فِي شَوَّالٍ، لَمْ يُقِمْ

بِالْمَدِينَةِ إِلا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى غَزَا بِنَفْسِهِ يُرِيدَ بَنِي سُلَيْمٍ، حَتَّى بَلَغَ الْكُدْرَ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدا، فَأَقَامَ بَقِيَّةَ شَوَّالٍ وَذَا الْقِعْدَةِ، ثُمَّ غَزَاهُ أَبُو سُفْيَان غَزْوَةَ السَّوِيقِ فِي ذِي الْحِجَّةِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ بِإِسْنَادِهِ: فَأَتَوْا نَاحِيَةَ الْمَدِينَةِ فَحَرَقُوا فِي أَصْوَارٍ عَلَيْهَا، وَوَجَدُوا رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ وَحَلِيفًا لَهُ، قَتَلُوهُمَا ثُمَّ انْصَرَفُوا رَاجِعِينَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ فَاتَهُ أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ، فَأَقَامَ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ، ثُمَّ غَزَا نَجْدا يُرِيدَ غَطَفَانَ، وَهِيَ غَزْوَةُ ذِي أَمْرٍ، ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، ثُمَّ غَزَا يُرِيدُ قُرَيْشًا وَبَنِي سُلَيْمٍ، حَتَّى بَلَغَ بِحَرَّانَ مِنْ نَاحِيَةِ الْفَرْعِ، فَأَقَامَ بِهَا شَهْرَ رَبِيعٍ وَجُمَادَى الأَوَّلِ، ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، وَقَدْ كَانَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ غَزْوِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْرِ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَسَرِيَّةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ سَرِيَّةِ الْقِرَدَةِ الَّتِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، حِينَ أَصَابَتْ عِيرَ قُرَيْشٍ فِيهَا أَبُو سُفْيَانَ عَلَى الْقِرَدَةِ مِنْ مِيَاهِ عَدُوٍّ، كَانَتْ قُرَيْشٌ قَدْ خَافَتْ طَرِيقَهَا إِلَى الشَّامِ، حِينَ كَانَ مِنْ

وَقْعَةِ بَدْرٍ مَا كَانَ، فَسَلَكُوا طَرِيقَ الْعِرَاقِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فَلَقِيَهُمْ عَلَى الْمَاءِ، فَأَصَابَ تِلْكَ الْعِيرَ وَمَا فِيهَا، وَأَعْجَزَهُ الرِّجَالُ، وَكَانَتْ إِقَامَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ قُدُومِهِ مِنْ بَحْرَانَ، جُمَادَى أَيِ الأُخْرَى وَرَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَرَمَضَانَ، وَغَزَتْهُ قُرَيْشٌ غَزَوْةَ أُحُدٍ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاثٍ، وَكَانَ يَوْمُ أُحُدٍ يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ "

861 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، عَنْ محمد بْن مسلم بْن عبيد الله بْن شهاب الزهري، ومحمد بْن يَحْيَى بْن حبان، وعاصم بْن عمر بْن قتادة، والحصين بْن عَبْد الرحمن بْن عمرو بْن سعد بْن معاذ، وغيرهم من علمائنا، كُلّ قَدْ حدث بعض الحديث عَنْ يَوْم أحد آل عمران من {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ إِلَى وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ} أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا، كُلٌّ قَدْ حَدَّثَ بَعْضَ الْحَدِيثِ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ، وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ كُلِّهِمْ فِيمَا سُقْتُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ يَوْم أُحُدٍ، قَالَ " لَمَّا أَصَابَتْ قُرَيْشٌ أَوْ مَنْ قَالَهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ أَصْحَابَ الْقَلِيبِ وَرَجَعَ فَلُّهُمْ إِلَى مَكَّةَ، وَرَجَعَ أَبُو سُفْيَانَ بِعِيرِهِ، مَشَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، مِمَّنْ أُصِيبَ آبَاؤُهُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ وَإِخْوَانُهُمْ بِبَدْرٍ، فَكَلَّمُوا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ فِي تِلْكَ الْعِيرِ مِنْ قُرَيْشٍ تِجَارَةٌ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ وَتَرَكُمْ، وَقَتَلَ خِيَارَكُمْ، فَأَعِينُونَا بِهَذَا الْمَالِ عَلَى حَرْبِهِ، لَعَلَّنَا أَنْ نُدْرِكَ مِنْهُ ثَأْرَنَا بِمَنْ أَصَابَ، فَفَعَلُوا،

فَأَجْمَعَتْ قُرَيْشٌ لِحَرْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُ الْعِيرِ بِأَحَابِيشِهَا وَمَنْ أَطَاعَهَا مِنْ قَبَائِلِ بَنِي كِنَانَةَ وَأَهْلِ تِهَامَةَ، كُلٌّ قَدِ اسْتَعَدُّوا عَلَى حَرْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ بِحَدِّهَا وَحَدِيدِهَا وَأَحَابِيشِهَا، وَمَنِ اتَّبَعَهَا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ وَأَهْلِ تِهَامَةَ، وَخَرَجُوا مَعَهُمْ بِالظَّعَنِ الْتِمَاسَ الْحَفِيظَةِ وَلِئَلا يَفِرُّوا، فَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَهُوَ قَائِدُ النَّاسِ، مَعَهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَخَرَجَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ بِأُمِّ حَكِيمٍ، وَخَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ، وَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِرَيْطَةَ بِنْتِ مُنَبِّهٍ، فَأَقْبَلُوا حَتَّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ: جَبَلٌ بِبَطْنِ السَّبَخَةِ، مِنْ قَنَاةٍ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي، مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ قَدْ نَزَلُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ بَقَرًا تُنْحَرُ، وَأُرِيتَ فِي ذُبَابِ سَيْفِي ثَلْمًا، وَأُرِيتُ أَنِّي أَدْخَلْتُ يَدِي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ، فِإَنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدَعُوهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا، فِإَنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرِّ مَقَامٍ، وَإِنْ هُمْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا "،

وَنَزَلَتْ قُرَيْشٌ مَنْزِلَهَا بِأُحُدٍ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَأَقَامُوا ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيْوَمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَاحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَلَّى الْجُمُعَةَ، فَأَصْبَحَ بِالشِّعْبِ مِنْ أُحُدٍ، وَالْتَقَوْا يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاثٍ، وَكَانَ رَأْيُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ مَعَ رَأْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَرَى رَأْيَهُ فِي ذَلِكَ أَنْ لا يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ أَكْرَمَ اللهُ بِالشَّهَادَةِ يَوْمَ أُحُدٍ وَغَيْرِهِ، مِمَّنْ كَانَ فَاتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ وَحَضَرُوهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اخْرُجْ بِنَا إِلَى أَعْدَائِنَا، لا يَرَوْنَ أَنَّا جَبُنَّا عَنْهُمْ وَضَعُفْنَا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْن أبي: يَا رَسُولَ اللهِ أَقِمْ بِالْمَدِينَةِ وَلا تَخْرُجْ إِلَيْهِمْ، فَوَاللهِ مَا خَرَجْنَا مِنْهَا إِلَى عَدُوٍّ لَنَا قَطُّ إِلا أَصَابَ مِنَّا، وَلا دَخَلَهَا عَلَيْنَا إِلا أَصَبْنَا مِنْهُ، فَدَعْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرٍّ، وَإِنْ دَخَلُوا قَاتَلَهُمُ الرِّجَالُ وَالصِّبْيَانُ بِالْحِجَارَةِ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَإِنْ رَجَعُوا رَجَعُوا خَائِبِينَ كَمَا جَاءُوا، فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ بِرَسُولِ اللهِ، الَّذِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ حُبُّ لِقَاءِ الْعَدُوِّ، حَتَّى دَخَلَ رَسُولُ اللهِ فَلَبِسَ لأْمَتَهُ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَقَدْ نَدِمَ النَّاسُ، وَقَالُوا: اسْتَكْرَهَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يكن ذَلِكَ لَنَا، فَلَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَكْرَهْنَاكَ وَلَمْ يَكُنْ لَنَا ذَلِكَ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْعُدْ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لأَمْتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ "

فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَلْفِ رَجُلٍ مِنَ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالشَّوْطِ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَأُحُدٍ، عَدَلَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بِثُلُثِ النَّاسِ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَلَكَ فِي حَرَّةِ بَنِي حَارِثَةِ، فَذَبَّ فَرَسٌ بِذَنَبِهِ، فَأَصَابَ ذُبَابَ سَيْفِهِ فَاسْتَلَّهُ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يُحِبُّ الْفَأْلَ، وَلا يَعْتَافُ لِصَاحِبِ السَّيْفِ: " شِمْ سَيْفَكَ فَأَرَى أَنَّ السُّيُوفَ سَتُسَلُّ الْيَوْمَ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: " مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ بِنَا عَلَى الْقَوْمِ مِنْ كَثَبٍ " أَيْ: مِنْ قَرِيبٍ، مِنْ طَرِيقٍ لا تَمُرُّ بِنَا عَلَيْهِمْ؟، فَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ أَخُو بَنِي حَارِثَةَ بْنُ حَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَتَقَدَّمَهُ فِي حَرَّةِ بَنِي حَارِثَةَ وَبَيْنَ أَمْوَالِهِمْ، حَتَّى سَلَكَ بِهِ فِي مَالٍ لِمِرْبَعِ بْنِ قَيْظِيٍّ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى نَزَلَ بِالشِّعْبِ مِنْ أُحُدٌ مِنْ عُدْوَةِ الْوَادِي إِلَى الْجَبَلِ، فَجَعَلَ ظَهْرَهُ وَعَسْكَرُهُ إِلَى أُحُدٍ وَقَالَ: " لا يُقَاتِلَنَّ أَحَدٌ حَتَّى نَأْمُرَهُ بِالْقِتَالِ "، وَقَدْ سَرَّحَتْ قُرَيْشٌ الظَّهْرَ وَالْكُرَاعَ، فِي زُرُوعٍ كَانَتْ بِالصَّمْغَةِ مِنْ قَنَاةٍ لِلْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِتَالِ: أَتَرْعَى زُرُوعَ بَنِي قَيْلَةَ وَلَمَّا نُضَارِبْ، وَتَعَبَّأ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْقِتَالِ،

قوله عز وجل: {تبوئ المؤمنين}

أَخَا بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُعَلَّمٌ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَالرُّمَاةُ خَمْسُونَ رَجُلا فَقَالَ: " انْضَحْ عَنَّا الْخَيَّلَ بِالنَّبْلِ، لا يَأْتُونَا مِنْ خَلْفِنَا، إِنْ كَانَتْ عَلَيْنَا أَوْ لَنَا، فَاثْبُتْ مَكَانَكَ لا نُؤْتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكَ " وَظَاهِرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَقَالَ: " مَنْ يَأْخُذْ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ " فَقَامَ إِلَيْهِ رِجَالٌ فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهُمْ، حَتَّى قَامَ إِلَيْهِ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَخُو بَنِي سَاعِدَةَ، قَالَ: وَمَا حَقُّهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْ يُضْرَبَ بِهِ فِي الْعَدُوِّ حَتَّى يَنْثَنِيَ " فَقَالَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ فَأَعْطَاهُ، فَكَانَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ يَوْمَ أُحُدٍ سِتُّونَ آيَةً مِنْ آلِ عِمْرَانَ، فِيهَا صِفَةُ مَا كَانَ فِي يَوْمِهِمْ ذَلِكَ، وَمُعَاتَبَةٌ مِنْ عَاتِبٍ مِنْهُمْ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} أَيْ: سَمِيعٌ لِمَا تَقُولُونَ عَلِيمٌ بِمَا تُخْفُونَ " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} 862 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} قَالَ " يَوْم أحد، غدا نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهله

قوله جل وعز: {إذ همت طائفتان منكم}

إِلَى أحد يبوئ الْمُؤْمِنِينَ مقاعد للقتال وأحد بناحية المدينة " 863 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن مرزوق، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عاصم، عَنْ عِيسَى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} قَالَ " مشى يومئذ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبوئ الْمُؤْمِنِينَ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ} 864 - حَدَّثَنَا مُوسَى، وَابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالا: حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: " {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الأَمَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " 865 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} " الطائفتان: كانتا

قوله جل وعز: {أن تفشلا}

بني سلمة من جشم بْن الخزرج، وبني حارثة من النَّبِيّت من الأوس، وهما الجناحان " 866 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ} " بنو حارثة كانوا نحو أحد، وبنو سلمة من نحو سلع قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنْ تَفْشَلا} 867 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} أي " أن تخاذلا " 868 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {أَنْ تَفْشَلا} ، قَالَ آخرون " الفشل: الجبن

قوله جل وعز: {والله وليهما}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ وَلِيُّهُمَا} 869 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " فَينَا نَزَلَتْ بَنِي حَارِثَةَ وَبَنِي سَلَمَةَ: {أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُمَا} ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ لِقوله: {وَاللهُ وَلِيُّهُمَا} " 870 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَاللهُ وَلِيُّهُمَا} " أي: الدافع عنهما مَا أهما بِهِ من فشلهما، وذلك أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ منهما، عَنْ ضعف ووهن أصابهما، من غير شك فِي دينهما، فتولى دفع ذَلِكَ عنهما قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} 871 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} حَتَّى قوله {وَاللهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} قَالَ " وذلك عَنْ غير شك فِي دينهما، فتولى دفع ذَلِكَ عنهما برحمته وعائدته حَتَّى سلما " أظنه قَالَ: " من وهنهما وضعفهما ولحقتا بنبيهما صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، يقول الله: {وَعَلَى

قوله جل وعز: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة}

اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} أي: " من كَانَ بِهِ ضعف من الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ وهن فليتوكل علي، وليستعن بي أعنه عَلَى أمره، وأدفع عنه حَتَّى أبلغ بِهِ، وأثوبه عَلَى نيته قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} 872 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَدْرٌ: بِئْرٌ " 873 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم الفضل بْن دكين، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْن أبي زائدة، قَالَ: سمعت عامرا، يقول: " إِنَّمَا بدر كانت لرجل يدعى بدر " 874 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ عمرو، عَنْ عكرمة، قَالَ " كانت بدر متجرا فِي الجاهلية "

875 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، " وَكَانَ بدر موسما من مواسم العرب، يجتمع لها سوق كُلّ عام، فيقيم ثلاثا " 876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: " كَانَ بَدْرٌ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، صَبِيحَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ " 877 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " صَبِيحَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ صَبِيحَةُ بَدْرٍ " 878 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} قَالَ " قليل عددكم فِي عدد الكفار يَوْم بدر " 879 - حَدَّثَنَا الدبري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ الزهري، قَالَ " التقوا ببدر، أصحاب رَسُول اللهِ يومئذ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، والمشركون بين الألف والتسع مائة، وَكَانَ ذَلِكَ يَوْم الفرقان " 880 - حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، " أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ، فِي عِيرِ قُرَيْشٍ، وَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مُغَوِّثِينَ لِعِيرِهِمْ

وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَبَا سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَيْنًا طَلِيعَةً، يَنْظُرَانِ بِأَيِّ مَاءٍ هُوَ؟ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا عَلِمَا عِلْمَهُ، وَأُخْبِرَا خَبَرَهُ، جَاءَا سَرِيعَيْنِ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَبَرِهِ، وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي كَانَ بِهِ الرَّجُلانِ، فَقَالَ لأهَلِ الْمَاءِ: هَلْ أَحْسَسْتُمْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ؟ قَالُوا: لا، قَالَ: فَهْلَ مَرَّ بِكُمْ أَحَدٌ؟ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا إِلا رَجُلَيْنِ، مِنْ أَهْلِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَأَيْنَ كَانَ مَنَاخَهُمَا؟ فَدَلُّوهُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بَعْرَ إِبِلِهِمَا فَفَتَّهُ، فَإِذَا فِيهِ نَوَى، فَقَالَ: أَنَّى لِبَنِي فُلانٍ النَّوَى؟ هَذِهِ نَوَاضِحُ أَهْلِ يَثْرِبَ فَتَرَكَ الطَّرِيقَ، وَأَخَذَ ْسيَفْ َالْبَحْرِ، وَجَاءَ الرَّجُلانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ خَبَرَهُ، فَقَالَ: " أَيُّكُمْ أَخَذَ هَذَا الطَّرِيقَ "؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَا هُوَ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، فَنَرْتَحِلُ فَنَنَزَلَ مَاءَ كَذَاَ وَكَذا، وَنَرْتَحِلُ فَيَنْزِلُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ نَلْتَقِي بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، كَفَرَسَيْ رِهَانٍ فَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَ بَدْرًا، فَوَجَدَ عَلَى مَاءِ بَدْرٍ بَعْضَ رَقِيقٍ مِنْ قُرَيْشٍ، مِمَّنْ خَرَجَ يُغِيثُ أَبَا سُفْيَانَ، فَأَخَذَهُمْ أَصْحَابُهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمْ، فَإِذَا صَدَقُوهُمْ ضَرَبُوهُمْ، وَإِذَا كَذَبُوهُمْ تَرَكُوهُمْ، فَمَرَّ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ: " إِنْ صَدَقُوكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمْ، وَإِنْ كَذَبُوكُمْ تَرَكْتُمُوهُمْ "،

ثُمَّ دَعا وَاحِدًا مِنْهُمْ فَقَالَ: " مَنْ يُطْعِمُ الْقَوْمَ "؟ فَقَالَ: فُلانٌ وَفُلانٌ، فَعَدَّدَ رِجَالا يُطْعِمُهُمْ كُلُّ رَجُلٍ يَوْمًا فَقَالَ: " فَكَمْ يَنْحَرُ لَهُمْ "؟ قَالَ: عَشْرًا مِنَ الْجَزَائِرِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَزُورُ لِمِائَةٍ، وَهُمْ بَيْنَ الأَلْفِ وَالتِّسْعِ مِائَةِ " فَلَمَّا جَاءَ الْمُشْرِكُونَ وَصَافُّوهُمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اسْتَشَارَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي قِتَالِهِمْ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ يُشِيرُ عَلَيْهِ، فَأَجْلَسَهُ ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ، فَقَامَ عُمَرُ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ فَأَجْلَسَهُ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَاللهِ لَكَأَنَّكَ تَعْرِضُ بِنَا الْيَوْمَ لِتَعْلَمَ مَا فِي نُفُوسِنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا حَتَّى تَبْلُغَ الْغِمَادَ مِنْ ذِي يَمَنٍ، لَكُنَّا مَعَكَ فَوَطَّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ عَلَى الصَّبْرِ وَالْقِتَالِ، وَسُرَّ بِذَلِكَ مِنْهُمْ فَلَمَّا الْتَقَوْا سَارَ فِي قُرَيْشٍ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَطِيعُونِي الْيَوْمَ، فَلا تُقَاتِلُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، فَإِنَّكُمْ إِنْ قَاتَلْتُمُوهُمْ لَمْ تَزَلْ بَيْنَكُمْ إِحْنَةٌ مَا بَقِيتُمْ وَفَسَادٌ، لا يَزَالُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَاتِلِ أَخِيهِ وَقَاتِلِ ابْنِ عَمِّهِ، فَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا أَكَلْتُمْ فِي مُلْكِ أَخِيكُمْ، وَإِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَأَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا كَفَاكُمُوهُ ذُؤْبَانُ الْعَرَبِ، فَأَبَوْا أَنْ يَسْمَعُوا مَقَالَتَهُ، وَأَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ، فَقَالَ: أَنْشَدْتُكُمُ اللهَ فِي هَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي كَأَنَّهَا الْمَصَابِيحُ أَنْ تَجْعَلُوهَا أَنْدَادًا لِهَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي كَأَنَّهَا عُيُونُ الْحَيَّاتِ

فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَقَدْ مَلأْتَ سِحْرَكَ رُعْبًا، ثُمَّ سَارَ فِي قُرَيْشٍ، فَقَالَ: إِنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ إِنَّمَا يُشِيرُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا، لأَنَّ ابْنَهُ مَعَ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدٌ ابْنُ عَمِّهِ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَهُ وَابْنَ عَمِّهِ فَغَضِبَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَقَالَ: أَيْ مُصَفَّرَ اسْتِهِ، سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَجْبَنُ وَأَلأَمُ وَأَفْسَدُ لِقَوْمِهِ الْيَوْمَ ثُمَّ نَزَلَ وَنَزَلَ مَعَهُ أَخُو شَيْبَةَ بْنُ رَبِيعَةَ، وَابْنُهُ الْوَلِيدِ بْنُ عُتْبَةَ فَقَالُوا: أَبْرِزْ إِلَيْنَا أَكْفَاءَنَا، فَثَارَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ، فَأَجْلَسَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ عَلِيٌّ، وَحَمْزَةَُ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، فَاخْتَلَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَقَرِينُهُ ضَرْبَتَيْنِ، فَقَتَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَأَعَانَ حَمْزَةُ عَلِيًّا فِي صَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ، وَقُطِعَتْ رِجْلُ عُبَيْدَةُ، فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ وَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ نَصْرَهُ، وَهَزَمَ عَدُوَّهُ، وَقُتِلَ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، فَأُخْبِرَ بِقَتْلِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَفَعَلْتُمْ "؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ فَسُرَّ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " إِنَّ عَهْدِي بِهِ فِي رُكْبَتَيْهِ حَوَرٌ، فَاذْهَبُوا فَانْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ ذَلِكَ "؟ فَنَظَرُوا فَرَأَوْهُ قَالَ: فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقَتْلَى فَجُرُّوا حَتَّى أُلْقُوا فِي قَلِيبٍ، ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: أَيْ عُتْبَةُ أَيْ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَجَعَلَ يُسَمِّيهِمْ رَجُلا رَجُلا: " هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا "؟ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ أَوَ يَسْمَعُونَ مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْتُمْ بِأَعْلَمَ بِمَا أَقُولُ وَأَسْمَعُ مِنْهُمْ " أي: أَنَّهُمْ قَدْ رَأَوْا أَعْمَالَهُمْ

قوله جل وعز: {فاتقوا الله لعلكم تشكرون}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} 881 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، أي " فاتقوني، فإنه شكر نعمتي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ} الآيَة 882 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} " أمدوا بألف، ثُمَّ صاروا آلاف، ثُمَّ صاروا خمسة آلاف قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} 883 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن سعيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} ، يقول: " إن صبرتم واتقيتم، أمدوكم بخمسة آلاف، وإنما ذَلِكَ موعود مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، إن صبروا واتقوا،

قوله جل وعز: {ويأتوكم}

ولم يفعلوا، وذلك يَوْم أحد، فلم يأتهم المدد، فهزموا وقتلوا، وذلك استزلال الشيطان إياهم " 884 - حَدَّثَنَا عَلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} ، أي " تصبروا لعدوي، وتطيعوا أمري " 885 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ عمرو، عَنْ عكرمة، قَالَ " لم يمد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد وَلا بملك واحد لقول الله جَلَّ وَعَزَّ: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} " الآيَة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَأْتُوكُمْ} 886 - حَدَّثَنَا محمد بْن إسماعيل الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ داود، عَنْ الشعبي، " أن كرز بْن جابر، قَالَ أيام بدر لمشركي أَهْل مَكَّة: إِنِّي ممدكم بقوم، فاشتد ذَلِكَ عَلَى أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ جل ثناؤه: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ إِلَى قوله: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} يعني: كرز بْن جابر "

قوله جل وعز: {من فورهم هذا يمددكم ربكم}

887 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ} " وجههم هَذَا مددا لَهُمْ، أمدكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ} 888 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، أما قوله: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} تقول " من غضبهم، ووجههم هَذَا " 889 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، عَنْ مالك بْن مغول، قَالَ: سمعت أبا صالح، يقول: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قَالَ " من غضبهم " 890 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قَالَ " من وجههم هَذَا "

قوله عز وجل: {بخمسة آلاف من الملائكة}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ} 891 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " لم يقاتلوا معهم يومئذ الملائكة، وَلا قبله وَلا بعده، إِلا يَوْم بدر " 892 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، قَالَ: قَالَ خارجة، قَالَ داود عَنْ الشعبي، قَالَ " بلغ كرز بْن جابر هزيمة المشركين، يعني ببدر، فلم يمددهم، ولم يمدهم الله بخمسة آلاف قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مُسَوِّمِينَ} 893 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} ، قَالَ " معلمين، مجززة أذناب خيلهم ونواصيها، فِيهَا كالصوف العهن، وذلك التسويم "

894 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " سِيمَا الْمَلائِكَةِ يَوْمَ بَدْرٍ الصُّوفُ الأَبْيَضُ، فِي أَذْنَابِ الْخَيْلِ وَنَوَاصِيهَا " 895 - حَدَّثَنَا ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ: " {مُسَوِّمِينَ} قَالَ: بِالْعِهْنِ الأَحْمَرِ " 896 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبَّادُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: " كَانَ عَلَى الزَّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ رَيْطَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا، وَنَزَلَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ، مِثْلُ سِيمَا الزُّبَيْرِ " 897 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} أي: " معلمين، المسوم: الَّذِي لَهُ سيما بعمامة أَوْ بصوفة، أَوْ بما كَانَ

قوله جل وعز: {وما جعله الله إلا بشرى لكم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ} الآيَة 898 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {إِلا بُشْرَى لَكُمْ} يقول: " إِنَّمَا جعلناهم لتستبشروا بهم، وتطمئنوا إليهم، قَالَ: ولم يقاتلوا معهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} 899 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق " {إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ} لما عرف من ضعفكم {وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللهِ} سلطاني وقدرتي، وذلك أن الفوز والحكم إلي، لا إِلَى أحد من خلقي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} 900 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}

قوله عز وجل: {أو يكبتهم فينقلبوا خائبين}

قَالَ " قطع يَوْم بدر طرفا من الكفار، وقتل صناديدهم، ورؤساءهم، وقادتهم فِي الشر " 901 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي " ليقطع طرفا من المشركين، بقتل ينتقم بِهِ منهم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} 902 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ} ، قَالَ " يخزيهم " وكذلك قَالَ قتادة 903 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا} إِلَى {أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} أي " ليقطع طرفا من المشركين، بقتل ينتقم بِهِ منهم، أَوْ يردهم خائبين، أي: ويرجع من بقي منهم خائبين، ولن ينالوا شيئا، مِمَّا كانوا يأملون "

قوله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء}

904 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ} ، " تقول العرب: كبته الله لوجهه، أي: صرعه الله " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} 905 - حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُرِبَتْ رُبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " كَيْفَ يَصْلُحُ أَوْ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} " 906 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُسِرَتْ رُبَاعِيَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ، وَيَقُولُ: " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ،

وَهُوَ يَدْعُو إِلَى رَبِّهِمْ "؟ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِي ذَلِكَ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} " 907 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: " مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي دِينَارٍ، وَقَدْ أُصِيبَ زَوْجُهَا وَأَخُوهَا وَأَبُوهَا، مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُحُدٍ، فَلَمَّا نَعَوْا لَهَا قَالَتْ: فَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: خَيْرًا يَا أُمَّ فُلانٍ، هُوَ بِحَمْدِ اللهِ كَمَا تُحِبِّينَ، قَالَتْ: أَرُونِيهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأُشِيرَ لَهَا إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا رَأَتْهُ قَالَتْ: كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَكَ جَلَلٌ " فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِهِ نَاوَلَ سَيْفَهُ ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: " اغْسِلِي هَذَا مِنْ دَمِهِ يَا بُنَيَّةُ " وَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ سَيْفَهُ، وَقَالَ: وَهَذَا، فَاغْسِلِي عَنْهُ، فَوَاللهِ لَقَدْ صَدَقَنِي الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ الْقِتَالَ، لَقَدْ صَدَقَ مَعَكَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَأَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ " قَالَ ابْن إِسْحَاق: وَكَانَ أبو دجانة حين أخذ السيف من يد رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ قاتل بِهِ قتالا شديدا، وَقَالَ أبو دجانة:

إِنِّي امرؤ عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدي النخيل أن لا أقوم الدهر فِي الكيول أضرب بسيف الله والرسول قَالَ ابْن إِسْحَاق: قَالَ اللهُ جل ثناؤه لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} أي: " لَيْسَ لك من الحكم شَيْء فِي عبادتي، إِلا مَا أمرتك بِهِ فيهم، {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} برحمتي، فإن شئت فعلت، أَوْ أعذبهم بذنوبهم، فبحقي {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} " 908 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " أَنَّ رُبَاعِيَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصِيبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ، أَصَابَهَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَشَجَّهُ فِي وَجْهِهِ، فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، يَغْسِلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّمَ، والنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ صَنَعُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قوله: ظَالِمُونَ} " 909 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حِينَ يَفْرَغُ مِنْ صَلاةِ الْفَجْرِ، مِنَ الْقِرَاءَةِ وَيُكَبِّرُ، وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، يَقُولُ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ "، ثُمَّ يَقُولُ

قوله جل وعز: {أو يتوب عليهم أو يعذبهم}

وَهُوَ قَائِمٌ: " اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِيِّ يُوسُفَ، اللهُمَّ الْعَنْ لَحْيَانَ، وَرِعْلا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةُ عَصِتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ، لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} 910 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: قَالَ اللهُ لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} الآيَة أي " لَيْسَ لك من الحكم شَيْء فِي عبادي، إِلا مَا أمرتك بِهِ فيهم {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} برحمتي، فإن شئت فعلت: أَوْ أعذبهم بذنوبهم، فبحقي {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} أي: قَدِ استحلوا ذَلِكَ بمعصيتهم إياي "

قوله عز وجل: {ولله ما في السموات وما في الأرض} الآية

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} الآيَة 911 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي " يغفر الذنوب، ويرحم العباد عَلَى مَا فيهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} 912 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، قَالَ " كانوا يتبايعون إِلَى الأجل، فَإِذَا حل الأجل باعوا إِلَى أجل آخر، فنزلت: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} 913 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا المؤمل، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن جريج، عَنْ عطاء، قَالَ "

قوله جل وعز: {واتقوا الله لعلكم تفلحون}

كانت ثقيف تداين بني الْمُغِيرَة فِي الجاهلية، فَإِذَا جَاءَ الأجل قَالُوا: نربيكم وتؤخرون عنا، فنزلت: {لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 914 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، {وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي " أطيعوا الله لعلكم أن تنجوا مِمَّا حذركم من عذابه، وتدركوا مَا رغبكم فِيهِ من ثوابه " قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} 915 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو قطن، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بْن الفضل، عَنْ معاوية بْن قرة، قَالَ: كَانَ النَّاس يتناولون هَذِهِ الآيَة: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا

قوله جل وعز: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون}

مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} يقول: " لا أعذبكم فِي النَّار الَّتِي أعدت للكافرين قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} 916 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} " معاتبة للذين عصوا رسوله، حين أمرهم بما أمرهم بِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْم، وفي غيره " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} الآيات 917 - عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: " {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ أَبَنُو إِسْرَائِيلَ كَانُوا أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَّا؟ قَالَ: " كَانُوا إِذَا أَذْنَبَ أَحَدُهُمْ ذَنْبًا، أَصْبَحَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ مَكْتُوبَةً فِي عَتَبَةِ بَابِهِ: اجْدَعْ أَنْفَكَ، اجْدَعْ أُذُنَكَ، افْعَلْ كَذَا وَكَذَا "، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَؤُلاءِ الآيَاتُ الأَرْبَعُ، أَوَّلُهُنَّ: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ " ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَاتِ عَلَيْهِمْ "

قوله جل وعز: {وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} 918 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " جَاءَتِ الْيَهُودُ إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} فَأَيْنَ النَّارُ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ أَيْنَ يَكُونُ النَّهَارُ؟ قَالُوا: انْتَزَعَهَا مِنْ مِثْلِهَا مِنَ التَّوْرَاةِ " 919 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " جَاءَ ثَلاثَةٌ مِنْ رَهَابِنَةِ نَجْرَانَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: أَرَأَيْتُمْ قَوْلَكُمْ: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} فَأَيْنَ النَّارُ يَوْمَئِذٍ؟ فَكَانَ مَنْ حَوْلَ عُمَرَ فَحَمُوا، فَلَمْ يَدْرُوا مَا يُجِيبُونَهُمْ بِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَرَأَيْتُمْ اللَّيْلَ إِذَا جَاءَ فَأَيْنَ النَّهَارُ "؟ قَالُوا: نُزِعَتْ مِثْلُهَا مِنَ التَّوْرَاةِ 920 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَوْ هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُسَيْسَةَ عَيْنًا، يَنْظُرُ مَا صَنَعَتْ

عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَ وَمَا فِي الْمَسْجِدِ غَيْرِي، وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا أَدْرِي هَلِ اسْتَثْنَى بَعْضَ نِسَائِهِ، قَالَ: فَحَدَّثَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ لَنَا طَلَبَةً فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا " فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهُورٍ لَهُمْ، فِي عُلُوِّ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " لا وَقَالَ: إِلا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا " فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يُقْدِمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُؤْذِنُهُ "، فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدِمُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ "، قَالَ: يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحَمَامِ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بَخٍ بَخٍ فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى قَوْلِكَ: بَخٍ بَخٍ "؟ قَالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِلا رَجَاءً أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: " فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا " قَالَ: فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرْنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ، إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ: ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ "

قوله جل وعز: {الذين ينفقون في السراء والضراء}

921 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فِي قوله جَلَّ ثَنَاؤُهُ: " {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} قَالَ: التَّكْبِيرَةُ الأُولَى " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} 922 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ، أي " دار لمن أطاعني، وأطاع رسولي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} 923 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} الآيَة، قَالَ " هؤلاء قَوْم أنفقوا فِي العسر، واليسر، والجهد، والرخاء، فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير، فليفعل، وَلا قوة إِلا بالله "

قوله جل وعز: {والكاظمين الغيظ}

924 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} ، قَالَ " فِي اليسر والعسر قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} 925 - أَخْبَرَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الْجَلِيلِ، عَنْ عَمٍّ لَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَظَمَ غَيْظًا، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنْفَاذِهِ، مَلأَهُ اللهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا " 926 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة قَالَ زَكَرِيَّا، وحدثا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قَالَ " فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير فليفعل، وَلا قوة إِلا بالله، فنعمت والله الجرعة، يتجرعها ابْن آدم من صبر، وأنت مغيظ، وأنت مظلوم " 927 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} قَالَ " يغيظون فِي

قوله جل وعز: {والعافين عن الناس}

الأمر، لو دفعوا بِهِ، لكانت معصية لله، فيغفرون ذَلِكَ، ويعفون عَنِ النَّاس، ومن يفعل ذَلِكَ، فَهُوَ محسن قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} 928 - حَدَّثَنَا حامد بْن أبي حامد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سليمان الرازي، عَنْ أبي جعفر، عَنْ ربيع بْن أنس، فِي قول الله جل ثناؤه: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} قَالَ " المملوكين " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} 929 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ ابْن إِسْحَاق: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} أي " وذلك الإحسان، وأنا أحب من عمل بِهِ " 930 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} قرأ حَتَّى {وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قَالَ " يغيظون فِي الأمر، فيغفرون، ويعفون عَنِ النَّاس، ومن يفعل ذَلِكَ فَهُوَ محسن، والله يحب المحسنين "

قوله عز وجل: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم}

بلغنا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عِنْد ذَلِكَ: " إن فِي أمتي هؤلاء قليل، إِلا من عصمه الله، وكانوا فِي الأمم الَّتِي مضت كثير " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} 931 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} أي " أتوا فاحشة، {أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} ، بمعصية " 932 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن الحباب، قَالَ: أَخْبَرَنَا حماد بْن سلمة، عَنْ ثابت البناني، عَنْ جابر بْن زيد: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} " زنا الْقَوْم، ورب الكعبة " 933 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ منصور، عَنْ إبراهيم، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} قَالَ " الظلم: الفاحشة، والفاحشة: الظلم "

قوله عز وجل: {ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ} 934 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَمَا فَضَلَّهُمُ اللهُ بِهِ، فَقَالَ: " كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا أَذْنَبَ أَحَدُهُمْ ذَنْبًا، أَصْبَحَ وَقَدْ كُتِبَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهِ، وَجَعَلَ اللهُ كَفَّارَةَ ذُنُوبِكُمْ قَوْلا تَقُولُونَهُ، تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَكُمْ، وَقَدْ فَضَّلَكُمُ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ إِذَا أَصَابَ جَسَدَ أَحَدِهِمْ مِنْ بَوْلِهِ شَيْءٌ، قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ، وَجَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ طَهُورا، فَقَدْ فَضَّلَكُمُ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ أَعْطَا اللهُ هَذِهِ الأُمَّةَ آيَةً لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ لَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} " إِلَى آخِرِ الآيَةِ 935 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ أَبُو الْحَسَنِ الشَّرْمَكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ بِهِ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي، وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: سمعت رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطَّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي

قوله جل وعز: {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}

رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتِغْفُرُ اللهَ، إِلا غُفِرَ لَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ 936 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ، قَالا: قَالَ عَبْدُ اللهِ " إِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لآيَتَيْنِ، مَا أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَرَأَهُمَا: فَاسْتَغَفَرَ اللهَ إِلا غَفَرَ اللهُ لَهُ {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ} ، وَقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} 937 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو معاوية، عَنْ سفيان، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} ، قَالَ " لم يقيموا عَلَى ذنب "

938 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} الآيَة قَالَ " إياكم والإصرار، فإنما هلك المصرون الماضون قدما، لا ينهاهم مخافة الله عَنْ حرام حرمه الله عَلَيْهِمْ، وَلا يتوبون من ذَلِكَ حَتَّى أتاهم الموت وهم عَلَى ذَلِكَ " 939 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق " {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} ، بمعصية {ذَكَرُوا} مَا نهى الله عَزَّ وَجَلَّ عنها، وَمَا حرمت عَلَيْهِمْ مِنْهَا، فاستغفروه بِهَا، وعرفوا أَنَّهُ لا يغفر الذنوب إِلا هُوَ، {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} ، أي: لم يقيموا عَلَى معصيتهم، كفعل من أشرك بي، فيما عملوا بِهِ من كفري، {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} مَا حرمت عَلَيْهِمْ من عبادة غيري {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} " الآيَة

قوله جل وعز: {قد خلت من قبلكم سنن}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} الآيَة 940 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} قَالَ " جَعَلَ جزاءهم " {وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} ، يقول: " أجر العاملين بطاعة الله " 941 - حَدَّثَنَا علي بْن أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} أي " ثواب المطيعين قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} 942 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} ، قَالَ " تداول من الكفار والمؤمنين، والخير والشر " 943 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {قَدْ خَلَتْ} : " قَدْ مضت " {سُنَنٌ} أي: " أعلام

قوله جل وعز: {فسيروا في الأرض}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ} 944 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} ، يقول: " بما متعهم فِي الدنيا قليلا، ثُمَّ صيرهم إِلَى النَّار قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} 945 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا خالد بْن عَبْد اللهِ، عَنْ بيان، عَنْ الشعبي عامر، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} ، قَالَ " بيان من العمى، وهدى من الضلالة، وموعظة من الجهل " 946 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا أزهر بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} " هَذَا تفسير للناس إن قبلوه " 947 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} " وَهُوَ هَذَا الْقُرْآن، جعله الله بيانا للناس عامة، وهدى وموعظة للمتقين خاصة "

948 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} ، أي " نور وأدب للمتقين "، {لِلْمُتَّقِينَ} " لمن أطاعني، وعرف أمري " 949 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " ذكر المصيبة الَّتِي نزلت بهم، والبلاء الَّذِي أصابهم، والتمحيص لما كَانَ فيهم، واتخاذه الشهداء منهم، فَقَالَ تعزية لَهُمْ، وتعريفا فيما صنعوا، وَمَا هُوَ صانع بهم: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} أي: قَدْ مضت مني وقائع نقمة، فِي أَهْلِ التكذيب لرسلي والشرك بي، فِي عاد، وثمود، وقوم لوط، وأصحاب مدين، فرأوا مثلات قَدْ مضت مني فيهم، ولمن كَانَ عَلَى مثل مَا هم عَلَيْهِ، مثل ذَلِكَ مني، وإن أمليت لَهُمْ، أي: لا تظنوا أن نقمتي انقطعت عَنْ عدوكم وعدوي، للدولة الَّتِي أدلتهم بِهَا عَلَيْكُمْ، لأبتليكم بذلك، لأعلم مَا عندكم، ثُمَّ قَالَ: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} إن قبلوه

قوله جل وعز: {ولا تهنوا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَهِنُوا} 950 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {وَلا تَهِنُوا} ، قَالَ " لا تضعفوا " 951 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَلا تَهِنُوا} أي: " لا تضعفوا، هُوَ من الوهن " 952 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، قَالَ " يعزي أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تسمعون، ويحثهم عَلَى قتال عدوهم، وينهاهم عَنِ العجز والوهن فِي طلب عدوهم، وفي سبيل الله " 953 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا} أي " لا تضعفوا، وَلا تأسوا عَلَى مَا أصابكم "، {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} أي: " لَكُمُ العاقبة والظهور "، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، أي: " كنتم صدقتم بما جاءكم بِهِ عني

قوله جل وعز: {ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 954 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} قَالَ: انْهَزَمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعْبِ يَوْمَ أُحُدٍ فَسَأَلُوا: مَا فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَقَالُوا: وَمَا فَعَلَ فُلانٌ وَفُلانٌ؟ فَنُعِيَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَتَحَدَّثُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ، فَكَانُوا فِي هَمٍّ وَحَزَنٍ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، عَلا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، بِخَيْلِ الْمُشْرِكِينَ فَوْقَهُمْ عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ عَلَى أَحَدِ مُجَنِّبَتِيِ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَسْفَلُ مِنَ الشِّعْبِ، الْمُؤْمِنُونَ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِحُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ لا قُوَّةَ لَنَا إِلا بِكَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُكَ بِهَذَا الْبَلَدِ غَيْرُ هَؤُلاءِ، فَلا تُهْلِكْهُمْ فَلا يَعْبْدَكَ أَحَدٌ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ "، وَنَدَبَ نَفَرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَمَاة، فَصَعِدُوا فَرَمَوْا خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى هَزَمَ اللهُ خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ، وَعَلا الْمُسْلِمُونَ الْجَبَلَ فَذَلِكَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

قوله جل وعز: {إن يمسسكم قرح}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} 955 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} ، قَالَ " جراح وقتل " 956 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} بنصب القاف " الجراحة والألم " {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} يعني: " الجراحات والألم " 957 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} أي " جراح " {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} أي: " جراح مثله

قوله جل وعز: {فقد مس القوم قرح مثله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} 958 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر الصغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا المفضل، عَنْ أبي صخر، فِي قوله الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} " جراح مثله، وَهُوَ يَوْم أحد قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} 959 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا المعتمر، عَنْ ليث، عَنْ عطاء، أَوْ عَنْ أبي جعفر، قَالَ: إن للحق دولة، وإن للباطل دولة، من دولة الحق أن إبليس أمر بالسجود لآدم، فأديل أدم عَلَى إبليس، وابتلى آدم بالشجرة، فأكل مِنْهَا، فأديل إبليس عَلَى آدم فَقَالَ إبليس: يَا رب أعني عَلَى آدم، فَقَالَ " قَدْ فعلت، تجري منهم مجرى الدم "، قَالَ: يَا رب زدني قَالَ: " قَدْ فعلت، فد جعلت قلوبهم لك أوطانا " قَالَ: رب زدني، قَالَ: " قَدْ فعلت، شاركهم فِي الأموال والأولاد " قَالَ أدم: يَا رب أعني عَلَى إبليس، قَالَ: " قَدْ فعلت، وكلت بكل عَبْد منكم ملكين "، قَالَ: رب زدني، قَالَ: " قَدْ فعلت، الحسنة بعشر أمثالها "، قَالَ: رب زدني قَالَ: " قَدْ فعلت، السيئة واحدة أَوْ أمحاها "

960 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن إِسْحَاق: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} أي " نصرفها بين النَّاس بالبلاء والتمحيص " 961 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} قَالَ: مَا تَدَاوَلَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ بِضْعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلا، عَدَدُ الأُسَارَى الَّذِينَ أُسِرُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ عَدَدُ الأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ ثَلاثَةٌ وَسَبْعِينَ رَجُلا " 962 - حَدَّثَنَا محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن عَبْد الوهاب، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ ابْن عون، عَنْ محمد: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} قَالَ " الأمراء

قوله جل وعز: {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} 963 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك: {وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} ، قَالَ " من لم يشهد بدرا كَانَ يقول: ليتنا لقينا قتالا فقاتلنا وأبلينا، لما رأوا من الفضل الَّذِي فضل الله بِهِ أَهْل بدر، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي الذين قتلوا: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} " 964 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} الآيَة " وليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه، ويعلم الصادق من الكاذب " 965 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} ، قَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَبَّهُمُ: اللهُمَّ رَبَّنَا أَرِنَا يَوْمًا كَيَوْمِ بَدْرٍ، نُقَاتِلُ فِيهِ

قوله جل وعز: {وليمحص الله الذين آمنوا} الآية

الْمُشْرِكِينَ، وَنَبْتَلِيكَ أَوْ نُبْلِيكَ فِيهِ خَيْرًا، وَنَسْأَلُكَ فِيهِ الشَّهَادَةَ، فَلَقُوا يَوْمَ أُحُدٍ فَاتُّخِذُوا شُهَدَاءَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} الآيَة 966 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} بِنَفَقَاتِهِمْ {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} بِنَقْصِهِمْ " 967 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن نافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد 968 - قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أي " يبتلي " 969 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أي " يختبر الذين آمنوا، حَتَّى يخلصهم من البلاء الَّذِي نزل بهم، وكيف صبرهم ويقينهم

قوله عز وجل: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة}

{وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} أي: " يبطل أمر المنافقين، قولهم بألسنتهم مَا لَيْسَ فِي قلوبهم، حَتَّى يظهر منهم كفرهم الَّذِي يستترون بِهِ منكم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} 970 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} ، أي تدخلوا الْجَنَّة " حسبتم أن تدخلوا الْجَنَّة، وتصيبوا من ثوابي الكرامة، ولم أختبركم بالشدة، وأبتليكم بالمكاره، حَتَّى أعلم صدق ذَلِكَ منكم، الإيمان بي والصبر عَلَى مَا أصابكم فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} الآيَة 971 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ، وَابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالا: حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: " أَي خَالُ، أَخْبَرَنِي عَنْ قِصَّتِكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: " اقْرَأْ {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى قوله: وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ

رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} قَالَ: هُوَ تَمَنِّي الْمُؤْمِنِينَ لِقَاءَ الْعَدُوِّ "، اللفظ لابن بنت منيع 972 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} يقول: " غاب رجال عَنْ بدر، فكانوا يتمنون مثل بدر، أن يلقوه فيصيبون من الأجر والخير مَا أصاب أَهْل بدر، فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد ولى من ولى منهم، فعاتبهم الله عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى ذَلِكَ " 973 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} أي " لقد كنتم تمنون الشهادة عَلَى الَّذِي أنتم عَلَيْهِ من الحق، قبل أن تلقوا عدوكم، يعني: الذين استأذنوا رَسُول اللهِ إِلَى خروجه بهم إِلَى عدوهم، لما فاتهم من حضور الْيَوْم، الَّذِي كَانَ قبله ببدر فِي الشهادة الَّتِي فاتتهم بِهِ "

974 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا، كُلٌّ قَدْ حَدَّثَ بَعْضَ الْحَدِيثِ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ، وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ كُلُّهُمْ، فِيمَا سُقْتُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ لِحَرْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَتْ بِحَدِّهَا وَحَدِيدِهَا، وَأَحَابِيشِهَا، وَمَنِ اتَّبَعَها مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، وَأَهْلِ تِهَامَةَ، حَتَّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ: جَبَلٌ بِبَطْنِ السَّبْخَةِ، مِنْ قَنَاةٍ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي، مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُسْلِمُونَ قَدْ نَزَلُوا حَيْثُ نَزَلُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ: " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ بَقَرًا تُنْحَرُ، وَرَأَيْتُ فِي ذُبَابِ سَيْفِي ثَلْمًا، وَرَأَيْتُ أَنِّي أَدْخَلْتُ يَدِي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدَعُوهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا، فَإِنْ أَقَامُوا بِشَّرِ مَقَامٍ، وَإِنْ هُمْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا "، فَقَالَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مِمَّنْ أَكْرَمَ اللهُ بِالشَّهَادَةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ كَانَ فَاتَهُ بَدْرٌ وَحُضُورُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اخْرُجْ بِنَا إِلَى أَعْدَائِنَا، لا يَرَوْنَ أَنَّا جَبُنَّا عَنْهُمْ، وَضَعُفْنَا، فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ بِرَسُولِ اللهِ حُبُّ لِقَاءِ الْقَوْمِ، حَتَّى دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَبِسَ لأَمْتَهُ

{فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} أَيِ: " الْمَوْتُ بِالسُّيُوفِ فِي أَيْدِي الرِّجَالِ، قَدْ خَلَّى بَيْنَكُمْ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ صَدَدْتُمْ عَنْهُمْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} " تَوْكِيدًا، كَمَا يَقُولُ: قَدْ واللهِ رَأَيْتُهُ عِيَانًا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} 975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَطَبَنَا عُمَرُ، وَعَلَيْهِ قطرِيٌّ أَوْ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، فِيهِ رُقْعَةٌ، إِذَا رَأَيْتَهَا كَأَنَّهَا مِنْ أَدَمٍ، فَخَطَبَنَا فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ آلَ عِمْرَانَ وَيَقُولُ: إِنَّهَا أُحُدِيَّةٌ، ثُمَّ قَالَ: تَفَرَّقْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ فَصَعِدْتُ الْجَبَلَ، يَهُودِيًّا يَقُولُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَقُلْتُ: لا أَسْمَعُ أَحَدٌ يَقُولُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ يَتَرَاجَعُونَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} "

976 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ، وَأَمَّا قوله: " {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} عَنَى بِذَلِكَ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الارْتِيَابِ وَالْمَرَضِ وَالنِّفَاقِ، قَالُوا ذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ، وَكُسِرَتْ رُبَاعِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشُجَّ فَوْقَ حَاجِبِهِ، فَفَقَدُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنَاعَوْهُ وَقَالُوا: لَوْ كَانَ مُحَمَّدٌ رَسُولا، مَا مَاتَ وَلا قُتِلَ، فَالْحَقُوا بِدِينِكُمُ الأَوَّلُ " 977 - حدثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا فضيل بْن مرزوق، عَنْ عطية العوفي، قَالَ: " لما كَانَ يَوْم أحد انهزم إخوانكم، قَالَ بعض النَّاس: إن كَانَ محمد قَدْ أصيب، فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم، وَقَالَ بعضهم: إن كَانَ محمد قَدْ أصيب، أَلا تمضون عَلَى مَا مضى عَلَيْهِ نبيكم حَتَّى تلحقوا بِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} الآيَة {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ بقتل نبيهم إِلَى قوله: فَآتَاهُمُ اللهُ} " 978 - حَدَّثَنَا ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ:

قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: " أَي خَالُ أَخْبَرَنِي عَنْ قِصَّتِكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ: " اقْرَأْ {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ إِلَى قوله: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} ، قَالَ: هُوَ صِيَاحُ الشَّيْطَانِ يَوْمَ أُحُدٍ قُتِلَ مُحَمَّدٌ " 979 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " قَفَلَ رَسُولُ اللهِ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمِ، وَصَفَرٍ، وَصَوَّبَ عَلَى النَّاسِ بِفِنَاءٍ " 980 - كَمَا حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، [قَالَ: حَدَّثَنَا] أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ قَالَ: " أَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلاهُ، فَبَيْنَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ، ابْتُدِئَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَكْوَاهُ الَّذِي قَبَضَهُ اللهُ فِيهِ، إِلَى مَا أَرَادَ بِهِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَكَرَامَتِهِ، فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ، أَوْ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ " قَالَ ابْن إِسْحَاق: " فَكَانَ أول مَا ابتدئ بِهِ من ذَلِكَ، فيما ذكر لي، أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى البقيع، بقيع الغرقد، من جوف اللَّيْل، فاستغفر لَهُمْ، ثُمَّ رجع عَلَى أهله، فَلَمَّا أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذَلِكَ "

981 - كَمَا حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبْلِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ، قَالَ: " لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ: فَقَالَ: يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأهَلِ الْبَقِيعِ، فَانْطَلَقْ مَعِي "، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا وَفَدَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ قَالَ: " السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْمَقَابِرِ "، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي قَدْ أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا، وَالْخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ الْجَنَّةَ، خُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةِ "، قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَخُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا، وَالْخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ الْجَنَّةَ قَالَ: " لا وَاللهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةَ " قَالَ: ثُمَّ اسْتَغَفَرَ لأهَلِ الْبَقِيعِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَبُدِئَ رَسُولُ اللهِ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قَبَضَهُ اللهُ فِيهِ حِينَ أَصْبَحَ " 982 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا مَا أَسْمَعُهُ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيًّا حَتَّى يُخَيِّرَهُ " قَالَتْ: فَلَمَّا حُضِرَ رَسُولُ

اللهِ كَانَ آخِرَ مَا سَمِعْتُهَا مِنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: " بَلِ الرَّفِيقَ الأَعْلَى فِي الْجَنَّةِ "، قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِذًا وَاللهِ لا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الَّذِي كَانَ يَقُولُ لَنَا: " إِنَّ نَبِيًّا لا يُقْبَضُ حَتَّى يُخَيَّرَ " 983 - فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: بُدِئَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَكْوَاهُ الَّذِي تُوُفِّيَ مِنْهُ، وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ، حَتَّى دَخَلَ عَلِيٌّ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَارَأْسَاهُ، قَالَ: " وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ وَأَنَا حَيٌّ، فَأُصَلِّي عَلَيْكَ وَأَدْفِنُكَ، بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ، ادَّعَي أَبَاكِ وَأَخَاكِ أَعْهَدْ إِلَيْهِمَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّ مُتَمَنٍّ، أَوْ يَقُولَ: أَنَا، وَيَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ " ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: قُومُوا فَصَلُّوا قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ اسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللهِ نِسَاءَهُ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا قَالَتْ ذَلِكَ لَهُنَّ فَاطِمَةُ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ يَشُقُّ عَلَى رَسُولِ اللهِ الاخْتِلافُ، فَأُذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ مَيْمُونَةَ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، تَخُطُّ رِجْلاهُ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ، حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ

984 - فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الإِثْنَيْنِ الَّذِي قَبَضَ اللهُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ الصُّبْحَ، فَرَفَعَ السِّتْرَ وَفَتَحَ الْبَابَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَلَى بَابِ عَائِشَةَ، فَكَادَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُفْتَنُوا فِي صَلاتِهِمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْهُ، فَرَحَا بِهِ فَأَشَارَ عَلَيْهِمْ أَنِ اثْبُتُوا عَلَى صَلاتِكُمْ، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ، وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَفْرَقَ مِنْ وَجَعِهِ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى أَهْلِهِ بِالسُّنْحِ " 985 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ يَوْمَئِذٍ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى النَّاسِ، مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا، قَالَ: فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: احْلِفْ بِاللهِ، لَقَدْ عَرَفْتُ الْمَوْتَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا كُنْتُ

أَعْرِفُهُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ حِينَ اشْتَدَّ الضُّحَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ " 986 - قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: إِنَّ رِجَالا مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ وَاللهِ مَا مَاتَ، وَلَكِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى رَبِّهِ كَمَا ذَهَبَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، فَقَدْ غَابَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ قِيلَ: مَاتَ، وَاللهِ لَيَرْجِعَنَّ رَسُولُ اللهِ كَمَا رَجَعَ مُوسَى، فَلَيُقَطِّعَنَّ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، زَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ قَالَ: وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى نَزَلَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حِينَ بَلَغَهُ الْخَبَرُ، وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى شَيْءٍ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ مُسْجًّى، عَلَيْهِ بُرْدٌ حِبَرَةٍ، فَأَقْبَلَ حَتَّى كَشَفَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ، فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كَتَبَ اللهُ عَلَيْكَ فَقَدْ ذُقْتَهَا، ثُمَّ لَنْ تُصِيبَكَ بَعْدَهَا مَوْتَةٌ أَبَدًا قَالَ: ثُمَّ رَدَّ الْبُرْدَ عَلَى وَجْهِ رَسُولِ اللهِ، ثُمَّ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكَ يَا عُمَرُ، أَنْصِتْ قَالَ: فَأَبَى إِلا أَنْ يَتَكَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ لا يَصْمُتُ، أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ كَلامَهُ، أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ

ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا، فِإَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فإِنَّ اللهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، قَالَ: ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} قَالَ: فَوَاللهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ حَتَّى تَلاهَا أَبُو بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: وَأَخَذَهَا النَّاسُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فَإِنَّمَا: هِيَ فِي أَفْوَاهِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ عُمَرُ: وَاللهِ مَا هِيَ إِلا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلاهَا، فَعَقِرْتُ حَتَّى وَقَعْتُ إِلَى الأَرْضِ، وَمَا تَحْمِلُنِي رِجْلايَ، وَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ " 987 - قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَمْشِي مَعَ عُمَرَ فِي خِلافَتِهِ وَهُوَ عَامِدٌ إِلَى حَاجَةٍ لَهُ، وَفِي يَدِهِ الدِّرَّةُ، وَمَا مَعَهُ غَيْرِي، قَالَ: وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، وَيَضْرِبُ جِهَةَ قَدَمِهِ بِدِرَّتِهِ، إِذِ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَابْنَ عَبَّاسٍ: " هَلْ تَرَى مَا كَانَ حَمَلَنِي عَلَى مَقَالَتِي الَّتِي قُلْتُ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا أَدْرِي يَا أِمَيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ: فَإِنَّهُ وَاللهِ إِنَّ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ، إِلا أَنِّي كُنْتُ أَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ

وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} فَوَاللهِ إِنِّي كُنْتُ لأَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَبْقَى فِي أُمَّتِهِ، حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهَا بِآخِرِ أَعْمَالِهَا، فَإِنَّهُ لِلَّذِي حَمَلَنِي عَلَى أَنْ قُلْتُ مَا قُلْتُ " 988 - قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ: " إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الأَنْصَارَ اجْتَمَعُوا بِأَشْرَافِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ حَتَّى جِئْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ، فَلَمَّا جَلَسْنَا نَشْهَدُ خَطِيبَهُمْ، فَلَمَّا سَكَتَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَتَكَلَّمَ فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَهُ الأَنْصَارُ " 989 - قَالَ ابْن إِسْحَاق: " فبلغني أن النَّاس بكوا عَلَى رَسُولِ اللهِ حين توفاه الله "، وَقَالُوا: " والله لوددنا أنا متنا قبله، إنا نخشى أن نفتتن بعده، فَقَالَ معن بْن عدي: لكني والله مَا أحب أَنِّي مت قبله، حَتَّى أصدقه ميتا كَمَا صدقته حيا، فقتل معن يَوْم اليمامة شهيدا فَلَمَّا بويع أبو بكر أقبل النَّاس عَلَى جهاز رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الثلاثاء "

990 - فَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَغَيْرِهِمَا، " أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ، وَقُثَمَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَشُقْرَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ، هُمُ الَّذِينَ وَلُوا غُسْلَهُ، وَأَنَّ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ، أَحَدُ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا عَلِيُّ، وَحَظَّنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ، وَكَانَ أَوْسٌ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، قَالَ: ادْخُلْ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ، وَحَضَرَ غُسْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسْنَدَهُ عَلِيٌّ إِلَى صَدْرِهِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُغَسِّلُونَهُ مَعَهُ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَشُقْرَانُ مَوْلَيَاهُ، هُمَا اللَّذَانِ يَصُبَّانِ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَعَلِيٌّ يُغَسِّلُهُ، قَدْ أَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصَهُ يُدَلِّكُهُ بِهِ مِنْ وَرَائِهِ، لا يُفْضِي بِيَدِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلِيٌّ يَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طَبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا وَلَمْ يَرْ مِنْ رَسُولِ اللهِ شَيْئًا، مِمَّا يُرَى مِنَ الْمَيِّتِ " 991 - قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: [لَمَّا أَرَادُوا] غُسْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَلْقَى اللهَ عَلَيْهِمُ النَّوْمَ، حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلا ذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، لا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ: أَنْ

غَسِّلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، قَالَتْ: فَقَامُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ، فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، يَصُبُّونَ الْمَاءَ فَوْقَ الْقَمِيصِ، وَيُدَلِّكُونَهُ وَالْقَمِيصُ دُونَ أَيْدِيهِمْ " 992 - قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفُرُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَضُرِّحُ كَحُفَرِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ هُوَ الَّذِي يَحْفُرُ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يُلَحِّدُ، فَدَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لأَحَدِهِمَا: اذْهَبْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلِلآخَرِ اذْهَبْ إِلَى أَبِي طَلْحَةََ، اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ، قَالَ: فَوَجَدَ صَاحِبَ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَّدَ لِرَسُولِ اللهِ وَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ "، فَرُفِعَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ عَلَيْهِ فَحُفِرَ لَهُ تَحْتَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جِهَازِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ دَخَلَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ أَرْسَالا، الرِّجَالُ حَتَّى إِذَا فَرَغُوا أُدْخِلَ النِّسَاءُ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ النِّسَاءُ، أُدْخِلَ الصَّبْيَانُ، ثُمَّ الْعَبِيدُ وَلَمْ يَؤُمَّ النَّاسَ عَلَى رَسُولِ اللهِ أَحَدٌ ثُمَّ دُفِنَ رَسُولُ اللهِ مِنْ أَوْسَطِ اللَّيْلِ، لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ "

993 - قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطَمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: " مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، مِنْ لَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ " 994 - قَالَ محمد: وقد حَدَّثَنِي فاطمة هَذَا الحديث وَكَانَ الذين نزلوا فِي قبر رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، علي بْن أبي طالب، والفضل بْن العباس، وقثم بْن العباس، وشقران مولى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أوس بْن خولي لعلي بْن أبي طالب: أنشدنا الله وحظنا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: انزل، فنزل مع الْقَوْم " 995 - قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُرَحَّبٍ، قَالَ: " نَزَلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ: أَحَدُهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ " 996 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فحَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ،

عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: " اعْتَمَرْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فِي زَمَنِ عُمَرَ، أَوْ زَمَنِ عُثْمَانَ، فَنَزَلَ عَلَى أُخْتِهِ أُمِّ هَانِئٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَسَنٍ، جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرٍ، نُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ، قَالَ: أَظُنُّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُخْبِرُكُمْ، أَنَّهُ كَانَ أَحْدَثَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ، قَالُوا: أَجَلْ عَنْ ذَاكَ جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ قَالَ: أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ " 997 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ: " لا يَتْرُكُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ " وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، قَالَتْ: كَمُلَ فِي هِجْرَةٍ عَشْرُ سِنِينَ كَوَامِلَ " قَالَ ابْن إِسْحَاق: وَلَمَّا توفي رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عظمت بِهِ مصيبة المسلمين، فكانت عائشة فيما بلغني تقول: لما توفي رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية، وغمر النفاق، فصار المسلمون كالغنم المطيرة الْمُغِيرَة، فِي الليلة الشاتية، لفقد نبيهم، صلوات الله عَلَيْهِ، حَتَّى جمعهم الله عَلَى أبي بكر وبكى المسلمون رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أبو بكر فيما بلغني والله أعلم: أجدك مَا لعينك لا تنام كأن جفونها فِيهَا كَلام لأمر مصيبة عظمت وجلت فدمع العين أهونه السمام فجعنا بالنَّبِيّ وَكَانَ فينا إمام كرامة نعم الإمام وَكَانَ قوامنا والرأس منا فنحن الْيَوْم لَيْسَ لَنَا قوام قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} الآيَة 998 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْعَبَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَقُولُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} وَاللهِ لا نَنْقَلِبُ عَلَى

أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ، وَاللهِ لَئِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ، لأُقَاتِلَنَّ مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ، حَتَّى أَمُوتَ، وَاللهِ إِنِّي لأَخُوهُ وَوَلِيُّهُ وَوَارِثُهُ وَابْنُ عَمِّهِ وَمَنْ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي؟ " 999 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ أَبِي عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الإِيمَانَ يَزْدَادُ، فَهَلْ يَنْقُصُ؟ قَالَ: " إِي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَيَنْقُصُ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَهَلْ فِي ذَلِكَ دِلالَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} ، فَالانْقِلابُ نُقْصَانٌ، وَلا كُفْرٌ " 1000 - حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ تَلا {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} ، لَمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي كِتَابِ اللهِ، حَتَّى قَرَأَهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِمْ "

1001 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان، عَنْ خصيف، عَنْ سعيد بْن جبير، أَنَّهُ كَانَ يقول: " مَا سمعنا أن نبيا قط قتل فِي القتال " 1002 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} يقول: " إن مات نبيكم أَوْ قتل، ارتددتم كفارا بعد إيمانكم " 1003 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} " كُلّ من رجع عما كَانَ عَلَيْهِ، قَدْ رجع عَلَى عقبيه " 1004 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} أي " يرجع عَنْ دينه " {فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا} ، أي: " لن ينقص ذَلِكَ عَنِ الله، وَلا ملكه، وَلا سلطانه، وَلا قدرته " {وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} أي: " من أطاعه، وعمل بأمره "

قوله جل وعز: {ومن يرد ثواب الدنيا} الآية

قوله: جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ} إِلَى {مُؤَجَّلا} 1005 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا} أي " إن لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجلا هُوَ بالغه، إذا أذن الله عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ، كَانَ " 1006 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ} معناه " مَا كانت نفس لتموت قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا} الآيَة 1007 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} أي " فمن كَانَ منكم يريد الدنيا، لَيْسَ لَهُ رغبة فِي الآخرة، نؤته مِنْهَا من قسم لَهُ فِيهَا من رزق، وَلا حظ لَهُ فِي الآخرة، {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ} منكم، {نُؤْتِهِ مِنْهَا} مَا وعده، مع مَا يجري عَلَيْهِ من رزقه فِي دنياه، وذلك جزاء الشاكرين أي: المتقين

قوله جل وعز: {معه ربيون كثير}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} 1008 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ: أُلُوفٌ " 1009 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو إِسْحَاق، عَنْ الضحاك بْن مزاحم، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ " الربيون: الربوة الواحدة ألف " 1010 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن أحمد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا رشدين، عَنْ يونس بْن يزيد، عَنْ عطاء الخرساني، قَالَ " الربوة عشر آلاف فِي العدد " 1011 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} يَقُولُ: جُمُوعٌ " وكذلك قَالَ عكرمة، والضحاك، وقتادة: وعطاء الخرساني

قوله جل وعز: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله}

1012 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ " جموع كثيرة " 1013 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " الربيون: الجماعة الكثيرة، الواحد: ربي " 1014 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأشهب، عَنْ الحسن، فِي هَذِهِ الآيَة: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ " علماء صبر " 1015 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عوف، عَنْ الحسن: {قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ " فقهاء علماء قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ} 1016 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيٍر،

قوله جل وعز: {وما ضعفوا}

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ} ، قَالَ: لِقَتْلِ أَنْبِيَائِهِمْ " 1017 - وحدثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك: {رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ " فالربيون: الجموع، قتل نبيهم فِي قتالهم، فلم يهنوا لذلك، ولم يضعفوا لإيمانهم " 1018 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق " {فَمَا وَهَنُوا} لفقد نبيهم، {وَمَا ضَعُفُوا} عَنْ عدوهم، {وَمَا اسْتَكَانُوا} لما أصابهم فِي الجهاد، عَنِ الله وعن دينهم، وذلك الصبر {وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا ضَعُفُوا} 1019 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} يقول: " مَا عجزوا وَمَا تضعضعوا لقتل نبيهم "

قوله عز وجل: {وما استكانوا والله يحب الصابرين}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} 1020 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَمَا اسْتَكَانُوا} قَالَ: فَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: فِي قوله: {وَمَا اسْتَكَانُوا} : تَخَشَّعُوا " 1021 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {وَمَا اسْتَكَانُوا} يقول: " مَا ارتدوا عَنْ بصيرتهم، وَلا عَنْ دينهم، أن قاتلوا عَلَى مَا قاتل عَلَيْهِ نبي الله، حَتَّى لحقوا بالله قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَمَا كَانَ قولهمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} 1022 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ قولهمْ إِلا أَنْ قَالُوا} " كذا وكذا، فلا تقولوا مثل مَا قَالُوا، يعني: أفلا تقولون مثل مَا قَالُوا "؟

قوله جل وعز: {وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} 1023 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد ح قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا محمد بْن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: وحدثنا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} قَالَ " خطايانا " وكذلك قَالَ الضحاك 1024 - حَدَّثَنَا عَلَى بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} قَالَ: " تفريطنا " 1025 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَمَا كَانَ قولهمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} الآيَة، أي " فقولوا مثل مَا قَالُوا: واعلموا أنما ذَلِكَ بذنوب منكم، واستغفروا كَمَا استغفروا، وامضوا عَلَى دينكم كَمَا مضوا عَلَى دينهم، وَلا ترتدوا عَلَى أعقابكم راجعين، وسلوه كَمَا سألوه أن

قوله جل وعز: {فآتاهم الله ثواب الدنيا}

يثبت أقدامكم، واستنصروه كَمَا استنصروه عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ، قيل: هَذَا من قولهم، قَدْ كَانَ وقد قتل نبيهم، فلم يفعلوا كَمَا فعلتم: {فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} الظهور عَلَى عدوهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} 1026 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} أي " والله، لآتاهم الله الفلح، والظهور، والتمكن، والنصر عَلَى عدوهم فِي الدنيا، وحسن ثواب الآخرة " 1027 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره عَنْ ابْن جريج: {فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} قَالَ " النصر والغنيمة

قوله جل وعز: {وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} 1028 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} " فِي الْجَنَّة " 1029 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره عَنْ ابْن جريج: {وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} قَالَ " رضوان الله ورحمته " 1030 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} " الْجَنَّة وَمَا وعد فِيهَا " {وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيَة 1031 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق [ح]

قوله عز وجل: {بل الله مولاكم وهو خير الناصرين}

-وحدثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} أي " عَنْ دينكم، فتذهب دنياكم وأخراكم " 1032 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} " فلا تنتصحوا اليهود والنصارى عَلَى دينكم، وَلا تصدقوهم بشيء فِي دينكم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} 1033 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ} " إن كَانَ مَا تقولون بألسنتكم، صدقا فِي قلوبكم " {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} أي: " واعتصموا بِهِ، وَلا تستنصروا بغيره، وَلا ترجعوا مرتدين عَنْ دينه "

قوله عز وجل: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب} الآية

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} الآيَة 1034 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} الآيَة، أي " سألقي فِي قلوب الذين كفروا العرب الَّذِي بِهِ كتب نصركم عَلَيْهِمْ، بما أشركوا بي مَا لم أجعل لَهُمْ بِهِ حجة، أي: فلا تظنوا أن لَهُمْ عاقبة نصر، وَلا ظهور عَلَيْكُمْ، بما أعتصمتم بي، واتبعتم أمري، المصيبة الَّتِي أصابتكم مِنْهُ بذنوب قدمتموها لأنفسكم، خالفتم فيما أمري، وعصيتم فِيهَا نبي " 1035 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي: " بيانا "

قوله عز وجل: {ولقد صدقكم الله وعده}

يتلوه فِي السادس عشر من قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إلى فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ} 1036 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمْهُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: يَا خَالُ أَخْبِرْنِي عَنْ قِصَّتَكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: " اقْرَأْ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، مِنْ آلِ عِمْرَانَ، تَجِدْ قِصَّتَنَا {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ إِلَى قوله: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ

1037 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي حَدِيثِهِ عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَتْ وَقْعَةُ أُحُدٍ فِي شَوَّالٍ، عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَنِي النَّضِيرِ، وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ عَلَى رَأْسٍ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ 1038 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا مُنَحَّرَةً، فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْمَدِينَةُ، وَأَنَّ الْبَقَرَ بَقَرٌ، وَاللهُ خَيْرٌ فَلَوْ أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا، قَاتَلْنَاهُمْ " فَقَالُوا: وَاللهِ مَا دَخَلَتْ عَلَيْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَفَتَدْخُلُ عَلَيْنَا فِي الإِسْلامِ؟ قَالَ: " فَشَأْنُكُمْ إِذًا " فَقَالَتِ الأَنْصَارُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ: رَدَدْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْيَهُ، فَجَاءُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، شَأْنُكَ فَقَالَ: " الآنَ إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا، حَتَّى يُقَاتِلَ " 1039 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحُصَيْنِ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ، وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ كُلِّهِمْ فِيمَا سُقْتُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ،

قَالَ: " خَرَجَتُ قُرَيْشٌ حَتَّى نَزَلُوا الْعَيْنَيْنِ، جَبَلٌ بِبَطْنِ السَّبِخَةِ مِنْ قَنَاةٍ، عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ، وَنَزَلَتْ قُرَيْشٌ مَنْزِلَهَا أُحُدًا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَأَقَامُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَ بِالشِّعْبِ مِنْ إِحْدَى عُدْوَتَيِ الْوَادِي إِلَى الْجَبَلِ، فَجَعَلَ ظَهْرَهُ وَعَسْكَرَهُ إِلَى أُحُدٍ، وَأَمَّرَ عَلَى الرُّمَاةِ عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخَا بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَالرُّمَاةُ خَمْسُونَ رَجُلا فَقَالَ: انْضَحْ عَنَّا الْخَيْلَ بِالنَّبْلِ، لا يَأْتُونَا مِنْ خَلْفِنَا، إِنْ كَانَتْ عَلَيْنَا أَوْ لَنَا فَاثْبُتْ مَكَانَكَ، لا نُؤْتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكَ وَظَاهَرَ رَسُولُ اللهِ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَقَالَ: مَنْ يَأْخُذْ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَقَامَ أُبَو دُجَانَةَ فَقَالَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَكَانَ أَبُو دُجَانَةَ رَجُلا شُجَاعًا يَخْتَالُ عِنْدَ الْحَرْبِ إِذَا كَانَتْ، وَكَانَ إِذَا عُلِمَ بِعِصَابَةٍ لَهُ حَمْرَاءَ، يَتَعَصَّبُ بِهَا عَلَى رَأْسِهِ، عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ سَيِقَاتِلُ، فَلَمَّا أَخَذَ السَّيْفَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَ عِصَابَتَهُ، فَعَصَبَهَا بِرَأْسِهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى حَمِيَتِ الْحَرْبُ، وَقَاتَلَ أَبُو دُجَانَةَ حَتَّى أَمْعَنَ

فِي النَّاسِ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فِي رِجَالٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَصْرَهُ، وَصَدَقَهُمْ وَعْدَهُ، فَحَسُّوهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى كَشَفُوهُمْ عَنِ الْعَسْكَرِ، وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ لا شَكَّ فِيهَا 1040 - قَالَ أحمد: فحدثنا إبراهيم، عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن يحيى بْن عباد بْن عَبْدِ اللهِ بْن الزبير، عن أبيه عباد، عن الزبير، قَالَ " وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنْظُرُ إِلَى خَدَمٍ هِنْدٍ وَصَوَاحِبَاتِهَا، مُشَمِّرَاتٌ هَوَارِبٌ، مَا دُونَ إِحْدَاهُنَّ قَلِيلٌ، وَلا كَثِيرٌ " قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن بعض أهل العلم: إن اللواء مرتفع، حَتَّى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية، فدفعته لقريش، فلاذوا بها، وَكَانَ اللواء مَعَ صواب غلام لبني طلحة، حبشي، وَكَانَ آخر من أخذه منهم، فقاتل بها حَتَّى قطعت يداه، ثم برك عَلَيْهِ فأخذ اللواء بصدره وعنقه حَتَّى قتل عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُول: اللهُمَّ هل أعزرت؟ يَقُول: هل أعذرت قَالَ أحمد: فحدثنا إبراهيم، عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن عاصم بْن عمر، قَالَ: وقاتل حَمْزَة بْن عَبْدِ المطلب حَتَّى قتل أرطأة بْن شرحبيل بْن

هاشم بْن عبد مناف بْن قصي، وَكَانَ أحد النفر الَّذِينَ يحملون اللواء، ثم مر به سباع بْن عَبْدِ العزى الغبشاني، وَكَانَ يكنى بأبي نيار، فَقَالَ له حَمْزَة: هلم إِلَى يابن مقطعة البظور وكانت أمه أم أنمار، مولاة شريق بْن عمرو بْن وهب الثقفي، وكانت ختانة بمكة، فلما التقيا ضربه حَمْزَة فقتله قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: فَقَالَ حسان بْن ثابت فِي قطع يدي صؤاب حين تقاذعوا الشعر: فخرتم باللواء وشر فخر لواء حين رد إِلَى صؤاب جعلتم فخركم فِيهَا لعبد من الأم من وطى غفر التراب ظننتم والسفيه له ظنون وما إن ذاك من أمر الصواب بأن جلادنا يوم التقينا بمكة بيعكم حمر العياب أقر العين أن عصبت يداه وما إن تعصبان عَلَى خضاب 1041 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن يحيى بْن عباد بْن عَبْدِ اللهِ بْن الزبير، عن أبيه عباد بْن عَبْدِ اللهِ بْن الزبير، عن الزبير، قَالَ " مالت الرماة إِلَى العسكر، حَتَّى كشفنا القوم عنه يريدون النهب،

وخلوا ظهورنا للجبل، يعني: يوم أحد، وصرخ صارخ أَلا إن مُحَمَّدا قد قتل، فانكشفنا، وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء، حَتَّى مَا يدنو منه أحد من القوم قَالَ وحشي غلام جبير بْن مطعم: والله إني لأنظر إِلَى حَمْزَة، يهد الناس بسيفه مَا يليق شيئا مثل الجمل الأورق إذ تقدمني إِلَيْهِ سباع، فَقَالَ له حَمْزَة: هلم إِلَى يَا ابْن مقطعة البظور، فضربه، فكأنما أخطأ رأسه، وهززت حربتي حَتَّى إذا رضيت منها، دفعتها عَلَيْهِ، فوقعت فِي ثنته حَتَّى خرجت من بين رجليه، فأقبل نحوي، فغلب فوقع، فأهملته حَتَّى إذا مات جئت، فأخذت حربتي، ثم تنحيت إِلَى العسكر، ولم يكن لي بشيء حاجة غيره 1042 - فوقفت هند بنت عتبة كما حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن صالح بْن كيسان، قَالَ: وقفت

هند بنت عتبة، والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يجدعن الآذان والآنف، حَتَّى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطها وحشيا، غلام جبير بْن مطعم، وبقرت عن كبد حَمْزَة، ولاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها، ثم علت عَلَى صخرة مشرفة، فصرخت بأعلى صوتها 1043 - قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ أَنَّهُ حَدَّثَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ: " يَابْنَ الْفُرَيْعَةَ لَوْ سَمِعْتَ هِنْدًا وَرَأَيْتَ أَشَرَهَا، قَائِمَةً عَلَى صَخْرَةٍ، تَرْتَجِزُ بِنَا، وَتَذْكُرُ مَا صَنَعَتْ بِحَمْزَةَ؟ "، وَقَدْ كَانَ الْحُلَيْسُ بْنُ زَبَانٍ، أَخُو بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الأَحَابِيشِ، قَدْ مَرَّ بِأَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ يَضْرِبُ فِي شِدْقِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِزُجِّ الرُّمْحِ، وَيَقُولُ: ذُقْ عُقَقُ فَقَالَ الْحُلَيْسُ: يَا بَنِي عَبْدِ كِنَانَةَ، هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ يَصْنَعُ بِابْنِ عَمِّهِ كَمَا تَرَوْنَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ اكْتُمْهَا عَلَيَّ، فَإِنَّهَا زَلَّةٌ كَانَتْ

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِسُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَجَدَهُ بِبَطْنِ الْوَادِي، قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ عَنْ كَبِدِهِ، وَمُثِّلَ بِهِ، فَجُدِعَ أَنْفُهُ وَأُذُنَاهُ 1044 - فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ رَأَى بِهِ مَا رَأَى: " لَوْلا أَنْ تَحْزَنَ صَفِيَّةُ، أَوْ تَكُونَ سُنَّةً بَعْدِي، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَكُونَ فِي بُطُونِ السِّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطَّيْرِ "، فَلَمَّا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حُزْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْظَهُ عَلَى مَا فُعِلَ بِعَمِّهِ، قَالُوا: وَاللهِ لَئِنْ أَظْهَرَنَا اللهُ عَلَيْهِمْ، لَنُمَثِّلَنَّ بِهِمْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَوْمَئِذٍ، وَبِهِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ جِرَاحَةٌ وَهَتْمٌ، وَجَرْحٌ فِي رِجْلِهِ، فَعَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْجُرْحِ وَقَدْ أَقْبَلَتْ، فِيمَا بَلَغَنِي، صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لِتَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَخَاهَا لأُمِّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابْنِهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: الْقَهَا

فَأَرْجِعْهَا، لا تَرَى مَا بِأَخِيهَا "، فَلَقِيَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكِ أَنْ تَرْجِعِي، فَقَالَتْ: وَلِمَ؟ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنْ قَدْ مُثِّلَ بِأَخِي، وَذَلِكَ فِي ذَاتِ اللهِ، فَمَا أَرْضَانَا بِمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، لأَصْبِرَنَّ وَلأَحْتَسِبَنَّ إِنْ شَاءَ اللهُ فَلَمَّا جَاءَ الزُّبَيْرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: " خَلِّ سَبِيلَهَا "، فَأَتَتْهُ، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ، فَصَلَّتْ عَلَيْهِ، وَاسْتَرْجَعَتْ، وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدُفِنَ فَزَعَمَ آلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ لأُمَيْمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَمْزَةُ خَالُهُ، وَكَانَ قَدْ مُثِّلَ بِهِ كَمَا مُثِّلَ بِحَمْزَةَ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يُبْقَرْ عَنْ كَبِدِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَنَهُ مَعْ حَمْزَةَ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ إِلا عَنْ أَهْلِهِ قَالَ: وَقَدِ احْتَمَلَ أُنَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتْلاهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَدَفَنُوهُمْ بِهَا، ثُمَّ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: ادْفِنُوهُمْ حَيْثُ صُرِعُوا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَارٍ مِنْ دُورِ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ وَظُفَرَ، فَسَمِعَ الْبُكَاءَ وَالنَّوَائِحَ عَلَى قَتْلاهُمْ، فَذَرَفَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: " لَكِنَّ حَمْزَةَ لا بَوَاكِيَ لَهُ، فَلَمَّا رَجِعَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ إِلَى دَارِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، أَمَرَا نِسَاءَهُمْ أَنْ يَتَحَزَّمْنَ ثُمَّ يَذْهَبْنَ فَيَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قوله جل وعز: {إذ تحسونهم بإذنه}

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَنِيفٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ: لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُكَاءَهُنَّ عَلَى حَمْزَةَ، خَرَجَ إِلَيْهِنَّ، هُنَّ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " ارْجِعْنَ يَرْحَمْكُنَّ اللهُ فَقَدْ آسَيْتُنَّ بِأَنْفُسِكُنَّ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} 1045 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَمْهُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: يَا خَالُ أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ: " اقْرَأْ {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ إِلَى قوله عَزَّ وَجَلَّ: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} قَالَ الْحَسَنُ: الْقَتْلُ "

1046 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: " الْحَسُّ الْقَتْلُ " 1047 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} قَالَ " إِذْ تَقْتُلُونَهُمْ " وممن قَالَ بهذا القول: سعيد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أبزي، وقتادة 1048 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} " إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِالسُّيُوفِ، أَيِ: الْقَتْلُ بِإِذْنِي وَتَسْلِيطِي أَيْدِيَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَفِّي أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ " 1049 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ

أبي عبيدة: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} " تَسْتَأْصِلُونَهُمْ قَتْلا، يُقَالُ: أَحْسَسْنَاهُمْ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، أَيِ: اسْتَأْصَلْنَاهُمْ " 1050 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلا، عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَوَضَعَهُمْ مَكَانًا، وَقَالَ لَهُمْ: " إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَتَخَطَّفُنَا الطَّيْرُ، فَلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا، حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلا تَبْرَحُوا، حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ " وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: مَضَى فِي مَنْ مَعَهُ، فَهَزَمَهُمْ، فَأَنَا وَاللهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْدُدْنَ عَلَى الْجَبَلِ، قَدْ بَدَتْ خَلاخِلُهُنَّ، وَأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةُ أَيْ قَوْمُ الْغَنِيمَةِ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ، فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ " 1051 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا نُصِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْطِنٍ كَمَا نُصِرَ فِي أُحُدٍ، قَالَ: فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ

كِتَابُ اللهِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحَسُّ: الْقَتْلُ {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ إِلَى قوله: وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا: الرُّمَاةَ وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ، ثُمَّ قَالَ: " احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا، فَلا تَشْرَكُونَا " فَلَمَّا غَنِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا، فَدَخَلُوا الْعَسْكَرُ يَنْتَهِبُونَ، وَقَدِ الْتَفَّتْ صُفُوفٌ فَهُمْ هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ، وَالْتَبَسُوا فَلَمَّا أَخْلَى الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخُلَّةَ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، دَخَلَتِ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحِابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ اللِّوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ أَوْ تِسْعَةٌ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً نَحْوَ الْجَبَلِ وَلَمْ يَبْلَغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ الْغَارَ، إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ، وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ أَحَدٌ أَنَّهُ حَقٌّ فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ لا يُشَكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ، حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ السَّعْدَيْنِ نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ إِذَا مَشَى، قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا قَالَ: فَرَقَى نَحْوَنَا وَهُوَ يَقُولُ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ أَدْمَوْا وَجْهَ رَسُولِهِ "، قَالَ: وَيَقُولُ مَرَّةً: " اللهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا " قَالَ: فَمَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ: أُعْلُ هُبَلْ

أُعْلُ هُبَلْ يَعْنِي آلِهَتَهُ أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي الْخَطَّابِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا أُجِيبَهُ؟ قَالَ: بَلَى، فَلَمَّا قَالَ: أُعْلُ هُبَلْ، قَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ قَدْ أَنْعَمْتَ فَعَادَ عَنْهَا، أَوْ فَقَالَ عَنْهَا، قَالَ: فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهَأَنَا ذَا عُمَرُ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ كَيَوْمِ بَدْرٍ، إِنَّ الأَيَّامَ دُوَلٌ وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لا سَوَاءَ، قَتْلانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاكُمْ فِي النَّارِ، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَزْعُمُونَ ذَلِكَ، لَقَدْ خِبْنَا إِذَا وَخَسِرْنَا، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَوْفَ تَجِدُونَ فِي قَتْلاكُمْ مَثَلٌ، وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَنْ رَأْيِ سَرَاتِنَا قَالَ: ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَاكَ لَمْ نَكْرَهْهُ

قوله جل وعز: {إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ} 1052 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} قَالَ " الْفَشَلُ: الْجُبْنُ " 1053 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} أَيْ " تَخَاذَلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ، أَيِ: اخْتَلَفْتُمْ فِي أَمْرِي وَقَالَ قَتَادَةُ: {إِذَا فَشِلْتُمْ} تَقُولُ: جَبِنْتُمْ " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} 1054 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، وَذَكَرَ شَأْنَ أُحُدٍ، وَخَبَرَ الرُّمَاةِ، وَهَزِيمَةَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ الْبَرَاءُ: " فَأَنَا، وَاللهِ، رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْدُدْنَ عَلَى الْجَبَلِ قَدْ بَدَتْ خَلاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ "، فَقَالَ أصحاب عَبْد اللهِ بْن جبير، يعني: الرماة: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فماذا تنتظرون؟ فَقَالَ عَبْد اللهِ بْن جبير: " أنسيتم مَا قَالَ لكم

رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قَالُوا: أما والله، لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم، صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين 1055 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} فَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ، ثُمَّ قَالَ: " احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ، فَلا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلا تَشْرَكُونَا " فَلَمَّا غَنِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ، انْكَفَتِ الرُّمَاةُ جَمِيعًا، فَدَخَلُوا الْعَسْكَرَ يَنْتَهِبُونَ، وَقَدِ الْتَفَّتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُمْ هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ، الْتَبَسُوا، فَلَمَّا أَخْلَى الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخُلَّةَ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، دَخَلَتِ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ 1056 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزِيٍّ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} قَالَ " وَكَانَ وَضَعَ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللهِ، فَجَعَلَهُمْ بِإِزَاءِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى جَبَلِ الْمُشْرِكِينَ

فَلَمَّا هَزَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، قَالَ نِصْفُ أُولَئِكَ: نَذْهَبُ حَتَّى نَلْحَقَ بِالنَّاسِ، وَلا يَفُوتُنَا بِالْغَنَائِمِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا نُرِيمَ حَتَّى يُحَدَّثَ إِلَيْنَا، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رِقَّتَهُمْ حَمَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَاتَلُوا حَتَّى مَاتُوا، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِيهِمْ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِلَى قوله: وَعَصَيْتُمْ} فَجَعَلَ أُولَئِكَ الَّذِينَ انْصَرَفُوا عُصَاةً " 1057 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ} أي " اختلفتم فِي أمري، وعصيتم، أي: تركتم مَا أمر نبيكم، وما عهد إليكم، يعني: الرماة {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} أي: الفتح، لا شك فيه " 1058 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمْهُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قلت لعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف: يَا خال، أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ " اقْرَأْ إِلَى قوله: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} قَالَ: مَعْصِيَةُ الرُّمَاةِ مَا أُمِرُوا بِهِ أَنْ لا يَبْرَحُوا مَصَافَّهُمْ "

1059 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ هُوَ ابْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} " الْغَنَائِمَ، وَهَزِيمَةَ الْقَوْمِ " قوله جل ذكره: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} 1060 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ خَلْفَ الرِّجَالِ، يُجْهِزْنَ عَلَى جَرْحَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: وَلَوْ حَلَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنَّا أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ يُرِيدُ الدُّنْيَا، لَرَجَوْتُ أَنْ أَبَرَّ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} فَلَمَّا خَالَفَ الْقَوْمُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللهِ وَعَصَوْا أَمْرَهُ، أَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ فِي تِسْعَةٍ، سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ " 1061 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} أي " الَّذِينَ أرادوا النهب، رغبة فِي الدنيا، وترك مَا أمروا به من الطاعة الَّتِي عليها ثواب الآخرة: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} أي: الَّذِينَ جاهدوا فِي الله، ولم يخالفوا إِلَى مَا نهوا عنه

قوله جعل وعز {ثم صرفكم عنهم ليبتليكم}

لغرض من الدنيا رغبة فيه، رجاء مَا عند الله من حسن ثوابه، فِي الآخرة " قوله جعل وعز {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} 1062 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} ، أي " ليبلوكم: ليختبركم، ويكون ليبتليكم بالبلاء " 1063 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} أي " ليختبركم، وذلك ببعض ذنوبكم {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} 1064 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قِصَّةِ أُحُدٍ، قَالَ: " فَلَمَّا خَالَفَ الْقَوْمُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَصَوْا أَمْرَهُ، أَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِسْعَةٍ، سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا زَهَقُوهُمْ قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ رَجُلا رَدَّهُمْ عَنَّا، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ

فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا زَهَقُوهُ أَيْضًا، قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ رَجُلا رَدَّهُمْ عَنَّا، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، حَتَّى قَتَلُوا السَّبْعَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبَيْهِ: مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا " 1065 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِدَ عَلَى حَمْزَةَ حِينَ اسْتُشْهِدَ، فَنَظَرَ إِلَى مَنْظَرٍ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ أَوْجَعُ لِقَلْبِهِ مِنْهُ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: " رَحْمَةُ اللهُ عَلَيْكَ، كُنْتَ، مَا عَلِمْتُكَ، وَصُولا لِلرَّحِمِ، فَعُولا لِلْخَيْرَاتِ، وَلَوْلا حُزْنُ مَنْ بَعْدَكَ عَلَيْكَ، لَسَرَّنِي أَنْ أَدَعَكَ حَتَّى تُحْشَرَ مِنْ أَفْوَاجٍ شَتَّى، أَمَا وَاللهِ، مَعَ ذَاكَ، لأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ مَكَانَكَ " قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَاقِفًا بَعْدُ، بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ، قَالَ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَ: فَصَبِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَمْسَكَ عَمَّا أَرَادَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} 1066 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} " عَنْ عظيم ذَلِكَ، أي: لا أهلككم

قوله جل وعز: {إذ تصعدون}

بما أتيتم من معصية نبيكم عَلَيْهِ السلام، ولكني عدت بفضلي عليكم وكذلك من الله عَلَى المؤمنين، إن عاقبت ببعض الذنب فِي عاجل الدنيا أدبا وموعظة، فإني غير مستأصل لكم مَا فيه الحق لي عليهم بما أصابوا من معصيتي، رحمة لهم، وعائدة عليهم، لما فيهم من الإيمان " 1067 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} إذ لم يستأصلكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ تُصْعِدُونَ} 1068 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْهَزَمَ النَّاسُ صَعَدُوا فِي الْجَبَلِ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِي أُخْرَاهُمْ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} " 1069 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {إِذْ تُصْعِدُونَ} قَالَ " صعدوا فِي أحد فرارا " 1070 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ زَكَرِيَّا وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " فَجَعَلُوا يَصْعَدُونَ فِي الْجَبَلِ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِي أُخْرَاهُمْ " 1071 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: " جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلا، عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَوَضَعَهُمْ مَكَانًا، وَقَالَ لَهُمْ: " إِنْ رَأَيْتُمُونَا يَتَخَطَّفُنَا الطَّيْرُ، فَلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا، حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلا تَبْرَحُوا، حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ " وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ: مَضَى فِيمَنْ مَعَهُ، فَهَزَمَهُمْ، فَأَنَا، وَاللهِ، رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْجَبَلِ، قَدْ بَدَتْ خَلاخِلُهُنَّ وَأَسْوَاقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ، الْغَنِيمَةُ أَيْ قَوْمُ الْغَنِيمَةِ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ، فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَالَ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: إِنَّا، وَاللهِ، لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ، صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، وَذَلِكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ غَيْرُ اثْنَي عَشَرَ رَجُلا، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلا

قوله جل وعز: {ولا تلوون على أحد}

فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ، فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَاللهِ، يَا عَدُوَّ اللهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ فَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمٍ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مِثْلَهُ، لَمْ آمُرْ بِهَا، وَلَمْ تَسُؤْنِي ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ، أَعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا تُجِيبُوهُ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: " اللهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلًى لَكُمْ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} 1072 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} " ذَاكُمْ يَوْمُ أُحُدٍ صَعَدُوا فِي الْوَادِي فِرَارًا، وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُمْ إِلَيَّ عِبَادَ اللهِ "

1073 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِذْ تُصْعِدُونَ} " فِي الأَرْض "، قَالَ الحادي: قد كنت تبكين عَلَى الإصعاد فاليوم سرحت وصاح الحادي وأصل الإصعاد: الصعود فِي الجبل، ثم جعلوه فِي الدرج، ثم جعلوه فِي الارتفاع فِي الأرض، أصعد فِيهَا أي: تباعد وَقَالَ بعضهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} لأنك تقول: أصعد أي: مضى وسار، وأصعد فِي الوادي انحدر فيه، وأما صعد، فارتقى قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} 1074 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} " أي عباد الله ارجعوا، أي عباد الله ارجعوا "

قوله عز وجل: {فأثابكم غما بغم}

1075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} قَالَ " صَعَدُوا فِي الْوَادِي فِرَارًا، وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُمْ: إِلَيَّ عِبَادَ اللهِ " 1076 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {أُخْرَاكُمْ} " آخركم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} 1077 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {غَمًّا بِغَمٍّ} قَالَ " الغم الأول: الجراح والقتل، والغم الآخر: حين سمعوا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قتل: فأنساهم الغم الآخر مَا أصابهم من الجراح والقتل، وما كَانُوا يرجون من الغنيمة، وذلك حين يَقُول: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ} " 1078 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} ، " كَانُوا يحدثون أن نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصيب، وَكَانَ الغم الآخر قتل أصحابهم، والجراحات الَّتِي أصابتهم ذكر لنا أنه قتل يومئذ سبعون رجلا "

قوله جل وعز: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم}

1079 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} قَالَ " فرة بعد الفرة الأولى، حين سمعوا الصوت أن مُحَمَّدا قد قتل، فرجعوا الكفار فضربوهم مدبرين، حَتَّى قتلوا منهم سبعين رجلا، ثم انحازوا إِلَى النَّبِيّ، فجلوا يصعدون فِي الجبل، والرسول يدعوهم فِي أخراهم " وَقَالَ بعضهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} أي: " عَلَى غم "، كما قَالَ: فِي جُذُوعِ النَّخْلِ، أي: " عَلَى جذوع النخل "، كما قَالَ: " ضربني فِي السيف، يريد: السيف " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} 1080 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ غير مجاهد {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} من غنائم القوم {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} فِي أنفسكم {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} لما انهزم المسلمون كَانُوا فِي هم وحزن، حَتَّى إذا جاء أَبُو سُفْيَانَ فوقف هُوَ وأصحابه بباب الشعب، فظنوا أنهم سيميلون عليهم، فيقتلونهم، فأصابهم غم وهم، وأنساهم غمهم الأول "

قوله جل وعز: {ولا ما أصابكم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} الآية 1081 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} من غنيمة القوم {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} فِي أنفسكم من القتل والجراحات " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} 1082 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ عَبْد اللهِ: " النُّعَاسُ فِي الْقِتَالِ أَمَنَةً، وَالنُّعَاسُ فِي الصَّلاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ " 1083 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، وَابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} قَالَ " أُلْقِيَ عَلَيْهِمُ النَّوْمُ " 1084 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ

أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الْخَوْفُ، أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْنَا النَّوْمَ، فَمَا مِنَّا رَجُلٌ إِلا ذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، فَوَاللهِ إِنِّي لأَسْمَعُ كَالْحُلْمِ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا " 1085 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} أي " كربا بعد كرب، بقتل من قتل من إخوانكم، وغلو عدوكم عليكم، وما وقع فِي أنفسكم من قول من قَالَ: قد قتل نبيكم، فكان ذَلِكَ هما تتابع عليكم، غما بغم، {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} من ظهوركم عَلَى عدوكم، بما رأيتموهم بأعينكم {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} من قبل إخوانكم، حَتَّى فرجت ذَلِكَ الكرب عنكم {وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ، وَكَانَ الَّذِي فرج عنهم مَا كَانُوا فيه من الكرب والغم الَّذِي أصابهم أن الله جَلَّ وَعَزَّ رد عليهم كذبة الشيطان بقتل نبيهم، فلما رأوا رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيا بين أظهرهم، هان عليهم مَا فاتهم من القوم، بعد الظهور عليهم، والمصيبة الَّتِي أصابتهم فِي إخوانهم حين صرف القتل عَنْ نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

قوله جل وعز: {يغشى طائفة منكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} 1086 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابُ بْنُ خَلِيفَةَ الْعُصْفُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: " كُنْتُ فِيمَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِمُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ، سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا، يَسْقُطُ وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ " 1087 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} " وذاكم يوم أحد، كَانُوا يومئذ فريقين، فأما المؤمنون: يغشاهم الله بالنعاس، أمنة منه ورحمة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} 1088 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} " وذلك أن المنافقين قَالُوا لعَبْد الله بْن أبي، وَكَانَ سيد المنافقين فِي أنفسهم: قتل اليوم بنو الخزرج، فَقَالَ: وهل لنا من الأمر شَيْء؟ أما والله لئن رجعنا إِلَى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وَقَالَ: لو كنتم فِي بيوتكم لبرز الَّذِينَ كتب عليهم القتل "

قوله جل وعز: {يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء}

1089 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} " كَانُوا يومئذ فريقين، فأما المؤمنون: فغشاهم النعاس أمنة ورحمة، وأما الطائفة الأخرى: المنافقون، ليس لهم هم إِلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعبه، وأخذله للحق، يظنون بِاللهِ غير الحق " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} 1090 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ} " ظنونا كاذبة، إنما هم أهل شرك وريبة فِي أمر الله " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} الآية 1091 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن البهلول، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إدريس، عَنْ ابْن إِسْحَاقَ، قَالَ: حدثني يحيى بْن عباد بْن عَبْدِ اللهِ بْن الزبير، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد اللهِ بْن الزبير، قَالَ: قَالَ الزبير " أرسل الله علينا النوم يعني يوم أحد فوالله إني لأسمع كالحلم "

قوله جل وعز: {قل لو كنتم في بيوتكم}

قول معتب بْن قشير: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَهُنَا} فحفظتها منه، وفي ذَلِكَ أنزل الله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} إِلَى قوله: {مَا قُتِلْنَا هَهُنَا} ، لقول معتب بْن قشير قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} 1092 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} لم تحضروا هَذَا الموطن الَّذِي أظهر الله فيه منكم مَا أظهر من سرائركم، لأخرج الَّذِينَ كتب عليهم القتل إِلَى موطن غيره، يصرعون فيه، حَتَّى يبتلي به مَا فِي صدورهم، ويمحص به مَا فِي قلوبهم {وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} أي: لا يخفى عَلَيْهِ مَا فِي صدورهم، مما استخفوا به منكم وَقَالَ بعضهم: {وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ} أي: كي يبتلي الله مَا فِي صدوركم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} 1093 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

بْنِ عَوْفٍ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} قَالَ " هُمْ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَاثْنَانِ مِنَ الأَنْصَارِ " 1094 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مولى ابْن العباس، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} قَالَ " عُثْمَان، والوليد بْن عتبة، وخارجة بْن زيد، ورفاعة بْن معلى " 1095 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} والذين استزلهم الشيطان: فلان، وسعد بْن عُثْمَان، وعقبة بْن عُثْمَان، الأنصاريان، الزرقيان، وقد كَانَ الناس انهزموا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انتهى بعضهم إِلَى المنقى، دون الأعوص، وفر عقبة بْن عُثْمَان، وسعد بْن عُثْمَان، حَتَّى بلغوا الجلعب: جبل، بناحية المدينة،

مما يلي الأعوص فأقاموا به ثلاثا، ثم رجعوا إِلَى رَسُول اللهِ، فزعموا أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لقد ذهبتم فِيهَا عريضة " 1096 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عُثْمَانَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ " أَبْلِغْهُ أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ " قَالَ عَاصِمٌ: هُوَ يَوْمُ أُحُدٍ وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ " قَالَ: فَانْطَلَقَ فَخَبَّرَ بِذَلِكَ عُثْمَانَ، فَقَالَ: " أَمَّا قوله: إِنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ فَكِيَفْ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ، قَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ} ؟ وَأَمَّا قوله: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَتْ، وَضَرَبَ لِي رَسُولُ اللهِ بِسَهْمِهِ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ، فَقَدْ شَهِدَ وَأَمَّا قوله: إِنِّي لَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ، فَإِنِّي لا أُطِيقُهَا وَلا هُوَ فَأْتِهِ فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ "

قوله جل وعز: {يأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ} الآية 1097 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: قَالَ حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ} الضرب فِي الأرض: فِي طاعة الله، وطاعة رسوله " 1098 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، {إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ} تقول: ضربت فِي الأرض، أي: تباعدت " 1099 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {أَوْ كَانُوا غُزًّى} ، قَالَ " هُوَ قول المنافق: عَبْد اللهِ بْن أبي بْن سلول " 1100 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ ابْن إِسْحَاقَ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ} الآية أي " لا تكونوا كالمنافقين، الَّذِينَ ينهون إخوانهم، عَنِ الجهاد فِي سبيل الله، والضرب فِي الأرض، فِي طاعة الله وطاعة رسوله، ويقولون إذا ماتوا

أو قتلوا: لو أطاعونا مَا ماتوا وما قتلوا {لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} ، لقلة يقينهم " 1101 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {أَوْ كَانُوا غُزًّى} لا يدخلها رفع، ولا جر، ذَلِكَ لأن واحدها غاز، فخرجت مخرج قائل وقول فعل " وَقَالَ رؤبة: وقول: إلاده فلاده يَقُول: إن لم يكن هَذَا فلاذا وَهَذَا مثل قولهم: إن لم تترك هَذَا اليوم فلا تتركه أبدا، وإن لم يكن ذاك الآن، لم يكن أبدا

قوله جل وعز: {لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} 1102 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} قَالَ " فتراد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلثمائة وبضعة عشر " 1103 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} ويقولون إذا ماتوا أو قتلوا: لو أطاعونا مَا ماتوا وما قتلوا {لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} لقلة يقينهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} 1104 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} " والله يحيي ويميت أي: يعجل من يشاء، ويؤخر من يشاء فِي ذَلِكَ من آجالهم بقدرته "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ} الآية 1105 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ، أي " إن الموت لكائن لا بد منه، فموت فِي سبيل الله أو قتل، خير، لو علموا وأيقنوا، مما يجمعون فِي الدنيا، أي: يتأخرون عَنِ الجهاد، لخوف الموت أو القتل، لما جمعوا من زهيد الدنيا، زهادة فِي الآخرة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ} الآية 1106 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ} " أي ذَلِكَ كائن، إذ إِلَى الله المرجع، فلا تغرنكم الدنيا، ولا تغتروا بها، وليكن الجهاد وما رغبكم الله فيه منه، آثر عندكم منها "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ} 1107 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ} ، قَالَ: يَقُول " من رحمة الله لنت لهم " 1108 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} أعملت الباء فِيهَا فجررتها بها، كما نصبت هذه الآية: {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ} 1109 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ، قَالَ قتادة " طهره الله من الفظاظة والغلظة، وجعله قريبا رحيما رءوفا بالمؤمنين "

قوله عز وجل: {لانفضوا}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لانْفَضُّوا} 1110 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} أَيْ " لانْصَرَفُوا عَنْكَ " 1111 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ، أي: " تفرقوا عَلَى كل وجه " 1112 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} أي: لتركوك " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} 1113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة قوله " {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ذكر لنا أن نعت نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد فِي التوراة ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب فِي الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح "

قوله عز وجل: {وشاورهم في الأمر}

1114 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {فَاعْفُ عَنْهُمْ} أي: تجاوز عنهم {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ذنوبهم، من قارف من أهل الإيمان منهم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} 1115 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْن شبرمة، عَنْ الحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} : قد علم الله عَزَّ وَجَلَّ أنه ليس به إليهم حاجة، ولكن أراد أن يستن به من بعده " 1116 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود، قَالَ: حَدَّثَنَا عمران، قَالَ: سمعت الحسن، يَقُول فِي قول الله تبارك وتعالي " {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} ، قَالَ: مَا تشاور قوم قط إِلا هدوا لأرشد أمورهم " 1117 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النضر، قَالَ: حَدَّثَنَا الأشجعي، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ الضحاك " مَا أمر الله

عَزَّ وَجَلَّ نبيه بالمشورة، إِلا لما علم مَا فِيهَا من البركة قَالَ سُفْيَان: وبلغني أنها نصف العقل قَالَ: وَكَانَ عمر بْن الخطاب يشاور حَتَّى المرأة " 1118 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة " {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} ، أمر الله نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يشاور أصحابه فِي الأمور، وَهُوَ يأتيه وحي السماء، لأنه أطيب لأنفس القوم، إذا شاور بعضهم بعضا، وأرادوا بِذَلِكَ وجه الله عَزَّ وَجَلَّ، عزم الله لهم عَلَى أرشده " 1119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: " وَشَاوِرْهُمْ فِي بَعْضِ الأُمُورِ " 1120 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ: ذكر لنبيه لينه ثم قَالَ " {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} ، أي: لتريهم أنك تسمع منهم، وتستعين بهم، وإن كنت غنيا عنهم، تألفا لهم بِذَلِكَ عَلَى دينهم "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} الآية 1121 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {فَإِذَا عَزَمْتَ} أي: عَلَى أمر جاءك مني، وأمر من دينك فِي جهاد عدوك ولا يصلحك ولا يصلحهم إِلا ذَلِكَ، فامض عَلَى مَا أمرت به، عَلَى خلاف من خالفك وموافقة من وافقك، وتوكل عَلَى الله أي: ارض به من العباد {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} " 1122 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة " {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} ، أمر الله نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا عزم عَلَى أمر أن يمضي فيه ويستقيم عَلَى أمر الله ويتوكل عَلَى الله " قوله جَلَّ وَعَزَّ: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ 1123 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ الآية أي: إن ينصرك الله فلا غالب لك من الناس، لن يضرك خذلان من خذلك، وإن

يخذلك فلن ينصرك الناس فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ، أي لا تترك أمري للناس، وارفض الناس لأمري وَعَلَى اللهِ لا عَلَى الناس، فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} 1124 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقْرَأُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} 1125 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فُقِدَتْ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ يَوْمَ بَدْرٍ مِمَّا أُصِيبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ النَّاسُ: لَعَلَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ

يَغُلَّ} ، قَالَ خصيف: فقلت لسعيد بْن جبير: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ يَقُول يخان، قَالَ: بل يغل ويقتل أَيْضًا " 1126 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} ، قَالَ: يقسم لبعض، ويترك بعضا " 1127 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ: " {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْ يَقْسِمَ لِطَائِفَةٍ، وَلا يَقْسِمُ لِطَائِفَةٍ، وَأَنْ يَجُورَ فِي الْحُكْمِ وَفِي الْقَسْمِ " 1128 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} الآية، أي: مَا كَانَ لنبي أن يكتم الناس مَا بعثه الله به إليهم، عَنْ رهبة من الناس

ولا رغبة {وَمَنْ يَغْلُلْ} أي: من يفعل ذَلِكَ {يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " 1129 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النضر، عَنْ شعبة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الأصبهاني، قَالَ " مر بنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي فقلت له: كيف تقرأ هَذَا الحرف: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} أو {يَغُلَّ} ؟ فَقَالَ: {أَنْ يَغُلَّ} " 1130 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ عاصم، عَنْ أبي وائل قَالَ: " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ " 1131 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حدثت عَنْ عمران بْن حدير، قَالَ: سمعت عكرمة يَقُول: " إنكم تقرءون هَذَا الحرف: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ولو كَانَ هَذَا مَا استطاع أحدنا أن يغل " 1132 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الكسائي، فِي قوله " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ قَالَ: يقرأ بفتح الياء وضمها، فمن فتح الياء أراد: أن لا يغل هُوَ نفسه ومن قرأ: " يغل " أن يتهم بالغلول، ويكون بمعنى: أن يخان، وَكَانَ الكسائي يختار فِيهَا ضم الياء، وبذلك قرأ "

1133 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بْن منهال، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ حميد، عَنْ الحسن قَالَ " أَنْ يَغُلَّ " 1134 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مغيرة، عَنْ إبراهيم أنه قرأها: " يغل " قَالَ هشيم: وأخبرنا عوف، عَنِ الحسن، أنه قرأها: " يغل "، وَقَالَ: أن يخان 1135 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ، قَالَ: أن يخون " 1136 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ قَالَ: أن يغله أصحابه وَقَالَ بعضهم: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَقَالَ بعضهم: " يغل " وكل صواب، لأن معناه إن شاء الله أن يخان، أو يخون

قوله جَلَّ وَعَزَّ: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 1137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " ذكر لنا أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ مُنَادِيهِ عِنْدَ الْغَنَائِمِ فَيَقُولُ: أَلا لا يَغُلَّنَّ رَجُلٌ مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، أَلا لا أَعْرِفَنَّ رَجُلا يَغُلُّ بَعِيرًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَامِلَهُ عَلَى عُنُقِهِ لَهُ رُغَاءٌ، أَلا لا أَعْرِفَنَّ رَجُلا يَغُلُّ فَرَسًا يَأْتِيِ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَامِلَهُ عَلَى عُنُقِهِ لَهُ حَمْحَمَةٌ، أَلا لا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا يَغُلُّ شَاةً، يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَامِلَهَا عَلَى عُنُقِهِ، لَهَا ثُغَاءٌ، فَيَسْمَعُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْمَعَ " ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اجْتَنِبُوا الْغَلُولَ فَإِنَّهُ عَارٌ، وَشَنَارٌ، وَنَارٌ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ 1138 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ثم يجزى بكسبه غير مظلوم، ولا معتدى عَلَيْهِ "

قوله جَلَّ وَعَزَّ {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ} الآية 1139 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم الدبري، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ ابْن عيينة، عَنْ مطرف، عَنْ الضحاك بْن مزاحم، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ} ، قَالَ: من لم يغل {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ} قَالَ: من غل " 1140 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ} ، قَالَ: أمر الله أداء الخمس {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ} فاستوجب سخط الله " 1141 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ} عَلَى مَا أحب الناس وسخطوا، {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ} عَزَّ وَجَلَّ لرضى الناس أو سخطهم، يَقُول: فمن كَانَ عَلَى طاعتي وثوابه الجنه ورضوان ربه، كمن باء بسخط من الله فاستوجب غضبه، وَكَانَ مأواه جهنم، وبئس المصير أسواء المثلان؟ أي: فاعرفوا "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ} 1142 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ سورة آل عمران آية قَالَ: هي مثل قوله: لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ " 1143 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ أي: لكل درجات مما عملوا فِي الجنة والنار " 1144 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم الفضل بْن دكين، عَنْ سلمة بْن نبيط بْن شريط الأشجعي، عَنْ الضحاك بْن مزاحم " هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ، قَالَ: أهل الجنة، بعضهم فوق بعض قَالَ: فيرى الَّذِي فوق فضله عَلَى الَّذِي أسفل منه، ولا يرى الَّذِي أسفل منه أنه فضل عَلَيْهِ أحد " 1145 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ هم منازل، فمعناها: لهم درجات كقولك: هم طبقات "

قَالَ ابْنُ هرمة: أرجما للمنون يكون قومي لريب الدهر أم درج السيول تفسيرها: أي: هم عَلَى درج السيول يقال للدرجة الَّتِي يصعد عليها: درجة، وتقديرها: قصبة ويقال لها أَيْضًا: درجة 1146 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيدة والكسائي " هُمْ دَرَجَاتٌ قالا: منازل " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ} 1147 - حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قوله: " {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} قَالَتْ: هَذَا لِلْعَرَبِ خَاصَّةً "

قوله: جَلَّ وَعَزَّ: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} 1148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله " {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} مننا من الله عظيمة، من غير دعوة، ولا رغبة من هذه الأمة، جعله الله رحمة لهم، ليخرجهم من الظلمات إِلَى النور، ويهديهم إِلَى صراط مستقيم " 1149 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} الآية، أي: لقد من الله عليكم، يَا أهل الإيمان، إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم، يتلو عليكم آياتي، فيما أحدثتم وفيما عملتم، فيعلمكم الخير والشر، لتعرفوا الخير فتعملوا به، والشر فتتقوه، ويخبركم برضائه به عنكم، إذا أطعتموه، لتستكثروا من طاعته، وتجتنبوا مَا يسخطه منكم من معصيته، فتخلصوا بِذَلِكَ من نقمته، وتدركوا بِذَلِكَ ثوابه من جنته "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 1150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} السنة {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ليس والله كما يَقُول أهل حروراء محنة غالبة، من أخطاها أهريق دمه، ولكن الله بعث نبيه إِلَى قوم لا يعلمون فعلمهم، وإلى قوم لا أدب لهم فأدبهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} 1151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} الآية، أصبتموها يوم أحد قتل سبعون رجلا، وأصابوا مثليها يوم بدر قتلوا سبعين، وأسروا سبعين "

1152 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى ابْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} قَالَ: أصاب أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر من المشركين، أن قتلوا سبعين، وأسروا سبعين، وأصيب يوم أحد من الْمُسْلِمِينَ سبعون رجلا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} الآية 1153 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} وَنَحْنُ مُسْلِمُونُ، نُقَاتِلُ غَضَبًا لِلَّهِ، وَهَؤُلاءِ مُشْرِكُونَ؟ فَقَالَ: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} " 1154 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى بْن المقري، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان بْن معاوية، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، " {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} بأي ذنب هَذَا؟ " 1155 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} عُقُوبَةٌ بِمَعْصِيَتِكُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ: لا تَتَّبِعُوهُمْ "

1156 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قِصَّةِ أُحُدٍ، قَالَ: " فَلَمَّا خَالَفَ الْقَوْمُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي: الرُّمَاةَ، وَعَصَوْا أَمْرَهُ أَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ فِي تِسْعَةٍ " 1157 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا أي: إن يكن قد أصابتكم مصيبة فِي إخوانكم، فبذنوبكم فقد أصبتم مثليها قبل من عدوكم، فِي اليوم الَّذِي كَانَ قبله ببدر، قتلى وأسرى، ونسيتم معصيتكم وخلافكم عما أمركم به نبيكم، أنتم أحللتم ذَلِكَ بأنفسكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا إِلَى قوله: أَوِ ادْفَعُوا 1158 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا، أي: ليطهر مَا فيكم، وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا يعني: عَبْد اللهِ بْن أبي وأصحابه، الَّذِينَ رجعوا عَنْ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سار رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عدوه من المشركين بأحد "

1159 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الطَّائِفِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: " لَوْ بِعْتُ دَارِي فَلَحِقْتُ بِثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَكُنْتُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ، قُلْتُ: كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُكَ؟ قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا، أُسَوِّدُ مَعَ النَّاسِ، فَفَعَلَ " 1160 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا} قَالَ: تَكْثُرُوا بِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ لَمْ تُقَاتِلُوا " 1161 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا} قَالَ: كُونُوا سَوَادًا أَوْ كَثِّرُوا " 1162 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {ادْفَعُوا} بكثرتكم العدو، وإن لم يكن قتال "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ} 1163 - قَالَ أَبُو بكر وجدت فِي كتابي، عَنْ زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أخبرني ابْن كثير أن مجاهدا، ابتدأه فأخبره عَنْ قوله عز وجل " {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ} لو نعلم أن واجدون معكم مكان قتال، لأتبعناكم " 1164 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ} ، يعني: عَبْد اللهِ بْن أبي وأصحابه، الَّذِينَ رجعوا عَنْ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حين سار إِلَى عدوه من المشركين بأحد وقولهم: لو نعلم أنكم تقاتلون لسرنا معكم، ولدافعنا عنكم، ولكنا لا نظن أن يكون قتال فأظهر منهم مَا كَانُوا يخفون فِي أنفسهم، يَقُول الله جل ذكره: {لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ} " 1165 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا} ، لو نعرف قتالا "

1166 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ كُلِّهِمْ فِيمَا سُقْتُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ: خَرَجَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ: جَبَلٍ بِبَطْنِ السَّبَخَةِ مِنْ قَنَاةٍ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدْعُوهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا، فَإِنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرِّ مَقَامٍ، وَإِنْ هُمْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا " وَقَالَ عَبْد اللهِ بْن أبي: يَا رَسُولَ اللهِ أقم بالمدينة، ولا نخرج إليهم، فوالله مَا خرجنا منها إِلَى عدو لنا قط إِلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إِلا أصبنا منهم، فدعهم يَا رَسُولَ اللهِ، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال فِي وجوههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا فلم يزل الناس برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ كَانَ من أمرهم حب لقاء القوم، حَتَّى دخل رَسُول اللهِ فلبس لأمته، فخرج رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ألف رجل، من أصحابه حَتَّى إذا كَانُوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عَبْد اللهِ بْن أبي بْن سلول بثلث الناس، وَقَالَ: أطاعهم وعصاني، والله مَا ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟ فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق، وأهل الريب، واتبعهم عَبْد اللهِ بْن عمر بْن حرام، أخو بني سلمة، يَقُول: يَا قوم

أذكرهم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عند مَا حضرهم عدوهم قَالُوا: لو نعلم أنكم تقاتلون مَا أسلمناكم، ولكن لا نرى أن يكون قتال فلما استعصوا عَلَيْهِ، وَأَبُو إِلا الانصراف عنهم، قَالَ: أبعدكم الله، أي أعداء الله فيستغني الله عنكم ومضى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ عَبْد اللهِ بْن أبي بْن سلول، كما حدثني ابْن شهاب الزهري، له مقام يقومه فِي كل جمعة، لا يتركه شرفا له فِي نفسه وفي قومه، وَكَانَ فيهم شريفا، إذا جلس رَسُول اللهِ يوم الجمعة، ليخطب الناس، قَالَ: فَقَالَ: أيها الناس هَذَا رَسُول اللهِ بين أظهركم، أكرمكم الله به وأعزكم به، فانصروه وعزروه واسمعوا وأطيعوا ثم يجلس، حَتَّى إذا صنع يوم أحد مَا صنع، ورجع الناس قام يفعل كما كَانَ يفعل، فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه، وقالوا: اجلس يَا عدو الله لست لذلك بأهل قد صنعت مَا صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس، ويقول: والله لكأنما قلت بجرا إن قمت أسدد أمره، فلقيه رجل عند باب المسجد، فَقَالَ: ما لك؟ فَقَالَ قمت أسدد أمره، فوثب عَلَي أصحابه يجذبونني ويعنفونني كأني قلت بجرا، قَالَ: ويلك، ارجع يستغفر لك رَسُول اللهِ، فَقَالَ: والله مَا أبتغي أن يستغفر لي وَكَانَ يوم أحد يوم بلاء وتمحيص، اختبر الله به المؤمنين، ومحص به المنافقين، ممن يظهر الإيمان بلسانه، وَهُوَ مستخف بالكفر فِي قلبه

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ} 1167 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ ابْن إسحاق " {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} أي: يظهر لكم الإيمان، وليس فِي قلوبهم {وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} أي: مَا يخفون " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} 1168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله " {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ} الآية ذكر لنا أنها نزلت فِي عدو الله عَبْد اللهِ بْن أبي " 1169 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} قول المنافق: عَبْد اللهِ بْن أبي بْن سلول، وإخوانهم الَّذِينَ خرجوا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

قوله عز وجل: {قل فادرءوا عن أنفسكم الموت} الآية

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ} الآية 1170 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ ابْن إِسْحَاقَ " {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ، أي: إنه لابد من الموت، فإن استطعتم أن تدفعوا عَنْ أنفسكم فافعلوا وذلك أنهم إنما نافقوا وتركوا الجهاد فِي سبيل الله حرصا عَلَى البقاء فِي الدنيا، وفرارا من الموت " 1171 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ} أي: ادفعوا عَنْ أنفسكم الموت " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا إِلَى قوله: مِنْ فَضْلِهِ} 1172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، قَالَ: " كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: بَلِّغُوا قَوْمَنَا عَنَّا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ، قَالَ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ

قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وَنَزَلَتْ {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} " 1173 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقْيَةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ وَأَصْحَابُهُ يَوْمَ أُحُدٌ قَالُوا: يَا لَيْتَ لَنَا مُخْبِرًا يُخْبِرُ إِخْوَانَنَا بِالَّذِي صِرْنَا إِلَيْهِ مِنْ كَرَامَةِ اللهِ لَنَا، فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ، أَنَا رَسُولُكُمْ إِلَى إِخْوَانِكُمْ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} إِلَى قوله: {وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} " 1174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَلِمْتَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: " تَمَنَّ "، فَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: " إِنِّي قَضَيْتُ أَنْ لا تَرْجِعُونَ؟ "

1175 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَحْمِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُتِلَ آخِرَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَاءَ أَخٌ لَهُ فَقَالَ: قُتِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَغَ، فَقَاتِلُوا عَنْ دِينِكُمْ، وَنَهَضَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَعْبُرُ فِي الْمَوْتِ، حَتَّى مَاتَ فِي آخِرِهِنَّ، فَلَمَّا لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَأَى أَصْحَابَهُ، اغْتَبَطَ بِمَا أُبْدِلَ، قَالَ: رَبِّ أَلا رَسُولٌ لَنَا يُخْبِرُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَّا بِمَا اغْتَبَطْنَا؟ قَالَ رَبُّهُ: " أَنَا رَسُولُكُمْ، فَأَمَرَ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْتِيَ بِهَذِهِ الآيَةِ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} الآيَةِ كُلِّهَا " 1176 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ الله جَلَّ وَعَزَّ لنبيه يرغب المؤمنين فِي ثواب الجهاد، ويهون عليهم القتل " وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ أي: لا تظن الَّذِينَ قتلوا فِي سبيل الله أمواتا أي: قد أحييتهم، فهم عندي يرزقون، فِي روح الجنة وفضلها، مسرورين بما آتاهم الله من ثوابه، عَلَى جهادهم عنه "

1177 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْد اللهِ عَنْ هَذِهِ الآيَاتِ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَى قوله: يُرْزَقُونَ} ، قَالَ: أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ كَطَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ فِي أَيِّ الْجَنَّةِ شَاءَتْ، قَالَ: فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاعَهُ فَقَالَ " هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيْءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ؟ " قَالُوا: أَلَسْنَا نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شِئْنَا؟ قَالَ: ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَيْهِمُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: " هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيْءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ؟ " قَالُوا: تُعِيدُ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا، فَنُقَاتِلُ فِي سَبِيلِكَ، فَنُقْتَلُ مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُمْ 1178 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طُيُورٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةَ، وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طَيِّبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ وَحُسْنَ مُنْقَلَبِهِمْ، قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللهُ لَنَا، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي

الْجِهَادِ، وَلِئَلا يَنْكِلُوا فِي الْحَرْبِ فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: " أَنَا أُبْلِغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ عَلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الآيَاتِ: {وَلا تَحْسَبَنَّ} " قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ "، نَهْرٌ بِبَابِ الْجَنَّةِ، فِي قُبَّةٌ خَضْرَاءُ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً " 1179 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المبارك، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فيما قرأ عَلَيْهِ، عَنْ مجاهد، قَالَ " ليس هم فِي الجنة، ولكن يأكلون من ثمارها، ويجدون ريحها، يعني: أرواح الشهداء " 1180 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} أي: هم أحياء "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} 1181 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} ، أي: ويستبشرون بلحوق من لحقهم من إخوانهم، عَلَى مَا مضوا عَلَيْهِ من جهادهم ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب الله الَّذِي أعطاهم، قد أذهب عنهم الخوف والحزن، بقول الله جل ثناءه {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ} " 1182 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} يَقُول: لإخوانهم الَّذِينَ فارقوهم عَلَى دينهم وأمرهم، لما قدموا عَلَيْهِ من الكرامة والفضل والنعيم الَّذِي أعطاهم الله إياه " وَقَالَ ابْنُ جريج يقولون: إخواننا الَّذِينَ يقتلون كما قتلنا، ويلحقون بنا، ويصيبون مَا أصبنا من الكرامة

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ} 1183 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} لما عاينوا من وفاء الموعود، وعظيم الثواب " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية 1184 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} ، أُخْبِرْتُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ لَمَّا رَاحَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يَوْمَ أُحُدٍ مُنْقَلِبِينَ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُمْ عَائِدُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " إِنْ رَكِبُوا الْخَيْلَ، وَتَرَكُوا الأَثْقَالَ، فَهُمْ عَامِدُوهَا، وَإِنْ جَلَسُوا عَلَى الأَثْقَالِ، وَتَرَكُوا الْخَيْلَ، فَقَدْ أَرْعَبَهُمُ اللهُ، فَلَيْسُوا بِعَامِدِيهَا " فَرَكِبُوا الأَثْقَالَ، ثُمَّ نَدَبَ نَاسًا يَتْبَعُونَهُمْ، لِيَرَوْا أَنَّ بِهِمْ قُوَّةٌ فَاتَّبَعُوهُمْ لَيْلَتَيْنِ، أَوْ ثَلاثًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ، فَلَمْ يُقَاتِلُوهُمْ إِلا عَلَى إِثْرِهِمْ، فَنَزَلَ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ حَتَّى أَجْرٌ عَظِيمٌ} هُمْ أَيْضًا، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآيَةُ

1185 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: " يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَمِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ: أَبُو بَكْرٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ " 1186 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، عَنْ جعفر، عَنْ سعيد بْن جبير " {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} قَالَ: الجراحات " 1187 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ، نَادَى: إِنَّ مَوْعِدَكُمْ بَدْرًا لِلْعَامِ الْقَابِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ: نَعَمْ، هِيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدٌ " ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ بَلَغَنِي مِنْ غَيْرِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: " اخْرُج فِي آثَارِ الْقَوْمِ، فَانْظُرْ مَا يَصْنَعُونَ؟ وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟ فَإِنْ كَانُوا قَدِ اجْتَنَبُوا الْخَيْلَ، وَامْتَطَوُا الإِبِلَ، فَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ مَكَّةَ، وَإِنْ رَكِبُوا الْخَيْلَ، وَسَاقُوا الإِبِلَ، فَإِنَّهُمْ

يُرِيدُونَ الْمَدِينَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ أَرَادُوهَا لأَسِيرَنَّ إِلَيْهِمْ فِيهَا، ثُمَّ لأُنَاجِزَنَّهُمْ " قَالَ عَلِيٌّ: فَخَرَجْتُ فِي آثَارِهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، فَلَمَّا اجْتَنَبُوا الْخَيْلَ، وَامْتَطَوُا الإِبِلَ، وَوَجَّهُوا إِلَى مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَيُّ ذَلِكَ كَانَ، فَأَخَفُّهُ حَتَّى تَأْتِيَنِي " قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ قَدْ وَجَّهُوا إِلَى مَكَّةَ، أَقْبَلْتُ أَصِيحُ، مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَكْتُمَ الَّذِي أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَا بِي مِنَ الْفَرَحِ، إِذْ رَأَيْتُهُمُ انْصَرَفُوا عَنِ الْمَدِينَةِ وَفَرَغَ النَّاسُ لِقَتْلاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كما حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ ابْن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّد ابْن عَبْد اللهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أبي صعصعة المازني، أخو بني النجار " من رجل ينظر إِلَى مَا فعل سعد بْن الربيع، وسعد أخو بني الحارب بْن الخزرج، فِي الأحياء هُوَ أو فِي الأموات؟ " قَالَ: فَقَالَ رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يَا رَسُولَ اللهِ مَا فعل، فنظر فوجده جريحا فِي القتلى، به رمق، قَالَ: فقلت: إن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرني أن أنظر له فِي الأحياء أنت، أم فِي الأموات؟ فَقَالَ: بل فِي الأموات، أبلغ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عني السلام، وقل: إن سعد بْن الربيع يَقُول: جزاك الله عنا خير مَا جزي نبي عَنْ أمته، وأبلغ قومك عني السلام، وقل لهم: إن سعد بْن الربيع يَقُول لكم:

إنه لا عذر لكم عند الله، إن خلص إِلَى نبيكم، ومنكم عين تطرف قَالَ: ثم لم يزل حَتَّى مات قَالَ: فجئت إِلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته خبره 1188 - قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: وَكَانَ يوم أحد يوم السبت، النصف من شوال، فلما كَانَ الغد، من غد يوم أحد، وذلك يوم الأحد، لست عشرة ليلة مضت من شوال، أذن مؤذن رَسُول اللهِ فِي الناس، لطلب العدو، وأذن مؤذنه: " أن لا يخرجن معنا أحد، إِلا أحد حضرنا يومنا بالأمس "، فكلمه جابر بْن عَبْدِ اللهِ بْن عمرو بْن حرام، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إن أبي كَانَ خلفني عَلَى أخوات لي، سبع، وَقَالَ لي: يَا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هَؤُلاءِ النسوة، لا رجل فيهن، ولست بالذي أوثرك بالجهاد مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نفسي، فتخلف عَلَى أخواتك، فتخلفت عليهن، فأذن له رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج معه وإنما خرج رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرهبا للعدو، وليبلغهم أنه قد خرج فِي طلبهم، ليظنوا به قوة، وأن الَّذِي أصابهم لم يوهنهم عَنْ عدوهم 1189 - فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى عَائِشَةَ بِنْتِ عُثْمَانَ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، كَانَ شَهِدَ أُحُدًا مَعَ رَسُولِ اللهِ، قَالَ: " شَهِدْتُ

[أُحُدًا] مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَخٌ لِي، فَرَجَعْنَا جَرِيحَيْنِ، فَلَمَّا أَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ بِالْخُرُوجِ فِي طَلَبِ الْعَدُوِّ، قُلْتُ لأَخِي، أَوْ قَالَ لِي: أَتَفُوتُنَا غَزْوَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ؟ وَاللهِ مَا لَنَا مِنْ دَابَّةٍ نَرْكَبُهَا، وَمَا مِنَّا إِلا جَرِيحٌ ثَقِيلٌ، فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ أَيْسَرَ جِرَاحًا مِنْهُ، فَكَانَ إِذَا غُلِبَ حَمَلْتُهُ عَقَبَةً، وَمَشَى عَقَبَةً، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى مَا انْتَهَى إِلَى حَمْرَاءِ الأَسَدِ، وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ، فَأَقَامَ بِهَا ثَلاثًا، الاثْنَيْنَ وَالثُّلاثَاءَ وَالأَرْبَعَاءُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَكَانَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي ذَلِكَ {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} أَيِ: الْجِرَاحُ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ سَارُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ إِلَى حَمْرَاءِ الأَسَدِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الْجِرَاحِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} 1190 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ الْغَدُ، مِنْ غَدِ يَوْمِ أُحُدٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى حَمْرَاءِ

الأَسَدِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ، فَأَقَامَ بِهَا، الاثْنَيْنَ وَالثُّلاثَاءَ وَالأَرْبَعَاءَ وَمَرَّ بِهِ، كَمَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، مَعْبَدٌ الْخُزَاعِيُّ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ مُسْلِمُهُمْ وَمُشْرِكُهُمْ عَيْبَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتِهَامَةَ، صَفْقَتُهُمْ مَعَهُ، لا يُخْفُونَ عَلَيْهِ شَيْئًا بِهَا، وَمَعْبَدٌ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ عَزَّ عَلَيْنَا مَا أَصَابَكَ فِي أَصْحَابِكَ وَلَوَدِدْنَا أَنَّ اللهَ أَعْفَاكَ مِنْهُمْ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِالرَّوْحَاءِ، وَقَدْ أَجْمَعُوا الرَّجْعَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، وَقَالُوا: أَصَبْنَا حَدَّ أَصْحَابِهِ، وَقَادَتِهِمْ، وَأَشْرَافِهِمْ، ثُمَّ رَجَعْنَا قَبْلَ أَنْ نَسْتَأْصِلَهُمْ، لَنَكُرَّنَّ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ، فَلَنَفْرُغَنَّ مِنْهُمْ فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ مَعْبَدًا، قَالَ: مَا وَرَاءَكَ يَا مَعْبَدُ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، خَرَجَ فِي أَصْحَابِهِ يَطْلُبُكُمْ فِي جَمْعٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ، يَتَحَرَّقُونَ عَلَيْكُمْ تَحَرُّقًا، قَدِ

اجْتَمَعَ مَعَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهُ فِي يَوْمِكُمْ، وَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا، فِيهِمْ مِنَ الْحَنَقِ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ: وَيْحَكَ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: وَاللهِ مَا أَرَى أَنْ تَرْتَحِلَ حَتَّى تَرَى نَوَاصِيَ الْخَيْلِ قَالَ: فَوَاللهِ لَقَدْ أَجْمَعْنَا الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ، لِنَسْتَأْصِلَ بَقِيَّتَهُمْ، قَالَ: فَإِنِّي أَنْهَاكَ عَنْ ذَلِكَ، فَوَاللهِ لَقَدْ حَمَّلَنِي مَا رَأَيْتُ عَلَى أَنْ قُلْتَ فِيهِ أَبْيَاتًا مِنَ الشِّعْرِ، قَالَ: وَمَاذَا قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَادَتْ تُهَدُّ مِنَ الأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي إِذْ سَالَتِ الأَرْضُ بِالْجُرْدِ الأَبَابِيلِ تُرْدِي بِأُسْدٍ كِرَامٍ لا تَنَابِلَةٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلا خُرْقٍ مَعَازِيلِ فَظَلت عَدْوًا أَظُنُّ الأَرْضَ مَائِلَةً لَمَّا سَمَوْا بِرَئِيسٍ غَيْرِ مَخْذُولِ فَقُلْتُ وَيْلُ ابْنِ حَرْبٍ مِنْ لِقَائِكُمُ إِذَا تَغَطَّمَطَتِ الْبَطْحَاءُ بِالْخَيْلِ إِنِّي نَذِيرٌ لأَهْلِ الْبُسْلِ ضَاحِيَةً لِكُلِّ ذِي إِرْبَةٍ مِنْهُمْ وَمَعْقُولِ مِنْ جَيْشِ أَحْمَدَ لا وَخْشٌ قَنَابِلُهُ وَلَيْسَ يُوصَفُ مَا أَنْذَرْتُ بِالْقِيلِ

فَثَنَّى ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَمَرَّ بِهِ رَكْبٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ الْمِيَرَةَ، قَالَ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُبْلِغُونَ عَنِّي مُحَمَّدًا رِسَالَةً أُرْسِلُكُمْ بِهَا إِلَيْهِ، وَأَحْمِلُ لَكُمْ إِبِلَكُمْ هَذِهِ زَبِيبًا غَدًا بِعُكَاظَ، إِذَا وَافَيْتُمُونَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِذَا جِئْتُمُوهُ، فَأَخْبِرُوهُ أَنَّا قَدْ أَجْمَعْنَا السَّيْرَ إِلَيْهِ وَإِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ نَسْتَأْصِلَ بَقِيَّتَهُمْ، فَمَرَّ الرَّكْبُ بِرَسُولِ اللهِ، وَهُوَ بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ، فَأَخْبَرُوهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " فَكَانَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} وَالنَّاسُ الَّذِينَ قَالُوا لَهُمْ قَالَ النَّفْرُ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ أَبُو سُفْيَانَ مَا قَالَ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ رَاجِعُونَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} لِمَا صَرَفَ عَنْهُمْ مِنْ لِقَاءِ عَدُوِّهِمْ {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ} أَيْ: لأُولَئِكَ الرَّهْطِ وَمَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أَيْ: يُرْهِبَكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} 1191 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} وقع المعنى عَلَى رجل واحد، والعرب تفعل ذَلِكَ، يَقُول الرجل: فعلنا كذا، وفعلنا كذا، وإنما يعني نفسه، وفي القرآن {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} والله هُوَ الخالق " وَقَالَ فِي موضع آخر: ومن مجاز مَا جاء لفظه لفظ الجمع الَّذِي له واحد منه، ووقع معنى هَذَا الجمع عَلَى الواحد، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} والناس جمع، وَكَانَ الَّذِي قَالَ هم رجل واحد، وَقَالَ: {إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ} ، وَقَالَ {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} والخالق الله وحده 1192 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} ، والناس الَّذِينَ قَالُوا لهم مَا قَالُوا: النفر من عَبْد القيس، الَّذِينَ قَالَ لهم أَبُو سُفْيَانَ مَا قَالَ "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} 1193 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ " {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} ، قَالَ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ: مَوْعِدُكُمْ بَدْرًا، حَيْثُ قَتَلْتُمْ أَصْحَابَنَا، فَقَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَسَى، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَوْعِدِهِ، حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا، فَوَافَوُا السُّوقَ، فَابْتَاعُوا قَالَ فَذَلِكَ قوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} " 1194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَتْ بَدْرٌ مَتْجَرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَاعَدَ أَبَا سُفْيَانَ أَنْ يَلْقَاهُ بِهَا "، فَلَقِيَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا جَمْعًا عَظِيمًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَأَتَوْا بَدْرًا فَلَمْ يَلْقَوْا بِهَا أَحَدًا، فَرَجَعَ الْجَبَانُ، وَمَضَى الْجَرِيءُ، فَتَسَوَّقُوا بِهَا وَلَمْ يَلْقَوْا أَحَدًا، فَنَزَلَتْ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ إِلَى قوله: بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}

1195 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وذكر قصة الَّذِينَ استجابوا لِلَّهِ، قَالَ: " فهم أَيْضًا الَّذِينَ قَالَ لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم، قَالَ: لما تولى أَبُو سُفْيَانَ يوم أحد معقبا، قَالَ: موعدكم بدرا العام القابل، فلما كَانَ ذَلِكَ الموعد، عهد النَّبِيّ عَلَيْهِ السلام وأصحابه بدرا فجعلوا يلقون المشركين، فيسألونهم عَنْ قريش، فيقولون قد امتلأت بدر أناسا قد جمعوا لكم فكذبوهم، يريدون يرعبونهم بِذَلِكَ، ويرهبونهم بِذَلِكَ، فيقول المؤمنون: حسبنا الله ونعم الوكيل، حَتَّى قدم النَّبِيّ عَلَيْهِ السلام بدرا، فوجدوا أسواقها عافية ليس ينازعهم، وبها أحدا وكانت لها أسواق، كأسواق مجنة وذي الجاز " يتلوه فِي السابع عشر قوله جَلَّ وَعَزَّ {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} والحمد لِلَّهِ كثيرا وصلى الله عَلَى مُحَمَّد وآله وسلم

قوله جل وعز: {فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}

آل عمران من {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} إِلَى آخرها وعشر آيات من أول النساء بسم الله الرحمن الرحيم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} 1196 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْد اللهِ: هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ حَيْثُ أُلْقِيَ فِي النَّارِ " حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا نَبِيُّكُمْ وَأَصْحَابُهُ إِذْ قِيلَ لَهُمْ: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} 1197 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلامِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ بِمِثْلِهَا: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} 1198 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، عَنْ جعفر، عَنْ ابْن أبزي " {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} ، قَالَ: لم يلقوا أحدا منا من الله وفضلا، قَالَ: مَا أصابوا من البيع فِي عفوه وعزته، لا ينازعهم فيه أحد " 1199 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} قتال وقدم رجل من المشركين من بدر، فأخبر أهل مكة بخيل مُحَمَّد، فرعبوا فجلسوا، فَقَالَ: نفرت قلوصي من خيول مُحَمَّد وعجوة منثورة كالعنجد واتخذت ماء قديدي موعدي زعموا أنه الأكدر بْن الحمام "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} 1200 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قوله " {وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ} الآية، قَالَ الفضل: مَا أصابوا من التجارة، والأجر، قَالَ: وهي غزوة بدر الصغرى قَالَ ابْنُ جريج: وَقَالَ آخرون: طاعة الله، يعني الفضل " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ} الآية 1201 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حدثني حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} ، قَالَ: الشيطان يخوف المؤمنين، يعني بالكفار " 1202 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ولم أجد عَلَيْهِ الإجازة، قَالَ: حَدَّثَنَا عارم، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ زيد بْن حازم، عَنْ عكرمة " {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} ، قَالَ: تفسيرها: يخوفكم بأوليائه " 1203 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنْ إبراهيم بْن طهمان، عَنْ مغيرة، عَنْ إبراهيم، قَالَ " {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} "قال: يخوف الناس أولياءه

1204 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة قوله " {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} ، يَقُول: يخوف الله المؤمن بالكافر، ويرهب المؤمن بالكافر " 1205 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ} لأولئك الرهط، وما ألقى الشيطان عَلَى أفواههم {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} ، أي: يرهبكم بأوليائه " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا} 1206 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} المنافقين " وكذلك قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق

قوله عز وجل: {إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ} 1207 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ} أي: يحبط أعمالهم، ولهم عذاب عظيم " 1208 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا أي: نصيبا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ} 1209 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ، أي المنافقين، لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِلَى إِثْمًا 1210 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " مَا مِنْ كَافِرٍ إِلا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْنِي فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُهِينٌ وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ " 1211 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْد اللهِ، قَالَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ، وَلا فَاجِرَةٍ إِلا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهَا، لَئِنْ كَانَ بَرًّا لَقَدْ قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا لَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ " 1212 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معشر، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب، قَالَ " الموت خير للمؤمن والكافر، ثم تلا: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} ، ثم قَالَ: إن الكافر مَا عاش كَانَ أشد لعذابه يوم القيامة "

قوله عز وجل: {ولهم عذاب مهين}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَهْمُ عَذَابٌ مُهِينٌ} 1213 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {عَذَابٌ مُهِينٌ} فذلك من الهوان " 1214 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، قَالَ: ميز بينهم يوم أحد، المنافق من المؤمن " 1215 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله " {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} من الضلالة {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، فميز بينهم فِي الجهاد والهجرة " 1216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، قَالَ: حَتَّى يميز الكافر من المؤمن "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} الآية 1217 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} ، قَالَ: يجتبي: يخلص لنفسه " 1218 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} ، أي: فيما يريد أن يبتليكم به، لتحذروا مَا يدخل عليكم فيه {وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} لعلمه ذَلِكَ " 1219 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} يختار " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ} الآية 1220 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا} أي: ترجعوا {فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية 1221 - أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ: سَمِعَا أَبَا وَائِلٍ، يُخْبِرُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يَقُول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ رَجُلٍ لا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ، إِلا مَثُلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، شُجَاعٌ أَقْرَعُ، يَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ، حَتَّى يُطَوَّقَ بِهِ فِي عُنُقِهِ "، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " 1222 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا خلف بْن خليفة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هاشم، عَنْ أبي وائل، عَنْ مسروق: {يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} ، قَالَ: هُوَ الرجل يرزقه الله المال، فيمنع قرابته الحق الَّذِي جعله الله لهم فِي ماله، فيجعل حية فيطوقها، فيقول للحية: مَا لي ولك؟ فيقول أنا مالك "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 1223 - حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ أَبُو بَكْرَةَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سُئِلَ عَبْد اللهِ عَنْ قوله عَزَّ وَجَلَّ " {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ: يَجِيءُ مَالُهُ ثُعْبَانًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَنْقُرُ رَأْسَهُ، فَيَقُولُ: أَنَا مَالُكَ الَّذِي بَخِلْتَ بِهِ، فَيَنْطَوِي عَلَيْهِ " 1224 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، يحيى بْن خلف البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، عَنْ عيسى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ} قَالَ: سيكلفون أن يأتوا بمثل مَا بخلوا به من أموالهم يوم القيامة " 1225 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، قَالَ: يطوقونه فِي أعناقهم "

1226 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ العدني، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصور، عَنْ إبراهيم، فِي هذه الآية " {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ: هُوَ طوق من نار " 1227 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {سَيُطَوَّقُونَ} يلزمون، كقولك: طوقته الطوق " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} 1228 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: " {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ إِلَى فِنْحَاصَ الْيَهُودِيِّ يَسْتَمِدُّهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ، وَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: لا تَفْتَتْ

عَلَيَّ بِشَيْءٍ، حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، فَلَمَّا قَرَأَ فِنْحَاصُ الْكِتَابَ، قَالَ: قَدِ احْتَاجَ رَبُّكُمْ، فَسَنَفْعَلُ، وَسَنُمِدُّهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَهَمَمْتُ أَنْ أُمِدَّهُ بِالسَّيْفُ، وَهُوَ مُتَوَشِّحُهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَفْتَتْ عَلَيَّ بِشَيْءٍ " فَنَزَلَتْ: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} ، وَقوله: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} ، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ فِي يَهُودِ بَنِي قَيْنُقَاعَ 1229 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا} ، قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: دخل أَبُو بكر الصديق بيت المدراس عَلَى يهود، فوجد منهم ناس كثير قد اجتمعوا إِلَى رجل منهم، يقال له: فنحاص، كَانَ من علمائهم وأحبارهم، ومعه حبر من أحبارهم يقال له: أشيع، فَقَالَ أَبُو بكر لفنحاص: ويحك يَا فنحاص، اتق الله وأسلم، فوالله إنك لتعلم أن مُحَمَّدا لرسول الله، جاءكم بالحق من عنده تجدونه مكتوبا عندكم فِي التوراة والإنجيل، فَقَالَ فنحاص لأبي بكر: والله يَا أبا بكر مَا بنا إِلَى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير، وما نتضرع إِلَيْهِ كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء،

وما هُوَ بغني مَا استقرضنا أموالنا، كما يزعم صاحبكم، وينهاكم عَنِ الربا ويعطيناه، ولو كَانَ عنا غنيا مَا أعطانا الربا قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ فَضَرَبَ وَجْهَ فِنْحَاصَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلا الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ، أَيْ عَدُوَّ اللهِ، فَأَكْذِبُونَا بِمَا اسْتَطَعْتُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَذَهَبَ فِنْحَاصُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: انْظُرْ يَا مُحَمَّدُ مَا صَنَعَ صَاحِبُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لأَبِي بَكْرٍ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَدُوَّ اللهِ قَالَ قَوْلًا عَظِيمًا، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ فَقِيرٌ، وَأَنَّهُمْ عَنْهُ أَغْنِيَاءُ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ غَضِبْتُ لِلَّهِ، قَالَ: فَجَحَدَ ذَلِكَ فِنْحَاصُ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا قُلْتُ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا قَالَ فِنْحَاصُ، رَدًّا عَلَيْهِ، وَتَصْدِيقًا لأَبِي بَكْرٍ: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} ، إِلَى قوله: {ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} ، وَنَزَلَ فِي أَبِي بَكْرٍ، وَمَا بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْغَضَبِ: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}

1230 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قَالَ " صك أَبُو بكر رجلا منهم {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} ، قَالَ: لم يستقرضنا وَهُوَ غني؟ وهم يهود " 1231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} ، ذكر لنا أنها نزلت فِي حيي بْن أخطب، لما أنزل الله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} قَالَ: يستقرضنا ربنا، وإنما يستقرض الفقير الغني " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} 1232 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} سنحفظ عليهم " أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} ، عذاب الحريق: النار، اسم جامع يكون نارا، ويكون حريقا وغير حريق، فإذا التهب فهي حريق " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ} 1233 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ

قوله عز وجل: (الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول)

أبي عبيدة (ونقول ذوقوا عذاب الحريق) ، عذاب الحريق: النار: اسم جامع يكون نارا، ويكون حريقا، وغير حريق، فإذا التهب فهو حريق قوله عز وجل: (الذين قالوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُول) 1234 - أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة " إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ أي: لا ندين له فنقر به " قوله جَلَّ وَعَزَّ: (حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ) 1235 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " قربان تأكله النار، قَالَ: كَانَ من قبلنا من الأمم يقرب أحدهم القربان، فتخرج النار، فينظرون أيتقبل منهم أم لا؟ فإن يقبل منهم جاءت نار من السماء بيضاء، فأكلت مَا قرب، وإن لم يقبل لم تأت تلك النار، فعرف الناس أن لم يتقبل منهم، وإن لم يكن كل القوم يتقرب مخافة أن لا يتقبل منه،

1236 - فلما بعث الله مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله أهل الكتاب أن يأتيهم بقربان: قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ القربان، فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ يعيرهم، بكفرهم قبل اليوم " فلما بعث الله مُحَمَّد سأله أهل الكتاب أن يأتيهم بقربان قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ القربان، فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ يعيرهم بكفرهم قبل اليوم " 1237 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى بْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ، قَالَ: هم اليهود، قَالُوا لمُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إن أتيتنا بقربان تأكله النار صدقناك، وإلا فلست بنبي " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} 1238 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى ابْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان، حَدَّثَنَا جويبر، عَنْ الضحاك، قَالَ " هم اليهود، قَالُوا لمُحَمَّد: إن أتيتنا بقربان تأكله النار صدقناك، وإلا فلست بنبي، قَالَ الله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} ، أي: جاءتكم بالقربان الَّذِي تأكله النار فلما قتلتموهم وكذبتموهم إن كنتم صادقين؟ "

قوله عز وجل: {فإن كذبوك} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} 1239 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بْن الجنيد أَبُو جعفر الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير بْن عَبْدِ الحميد، عَنْ أبي يزيد المرادي: قَالَ: قلت للعلاء بْن بدر " أرأيت قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ولم يدركوهم، ولم يروهم، قَالَ: لموالاتهم لمن قتل أولياءه " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ} الآية 1240 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " {فَإِنْ كَذَّبُوكَ} يعني: نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} 1241 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ، أي: ميتة قَالَ: الموت كأس فالمرء ذائقها فِي هَذَا الموضع شاربها "

قوله عز وجل: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} 1242 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} ، قَالَ: يوصي المؤمنين أنه سيبتليهم، فينظر كيف صبرهم عَلَى دينهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِلَى قوله: أَذًى كَثِيرًا} 1243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ، عَلَى قَطِيفَةٍ مِنْ تَحْتِهِ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبِيِّ بْنِ سَلُولٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ، وَالْيَهُودِ

وَفِي الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةَ الدَّابَّةِ، خَمَرَ ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لأَحْسَنُ مِمَّا تَقُولُ، إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلا تُؤْذِينَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصَصَّ عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَاغْشَنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْفِضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا، ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَابَّتَهُ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟ يُرِيدُ: عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ، قَالَ: كَذَا وَكَذَا "، قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ، لَقَدْ جَاءَكَ اللهُ بِالْحَقِّ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْحَرَّةِ عَلَى

أَنْ يُتَوِّجُوهُ، فَلَمَّا رَدَّ اللهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ، شرق بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، وَأَهْلِ الْكِتَابِ، كَمَا أَمَرَهُمُ اللهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} ، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا إِلَى: إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ مَا أَمَرَهُ اللهُ بِهِ، حَتَّى أَذِنَ اللهُ فِيهِمْ فَلَمَّا غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا، فَقَتَلَ اللهُ مِنْ صَنَادِيدِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ أُبَيُّ بْنُ سَلُولٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَّجَهُ، فَتَتَابَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا 1244 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ الزهري، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن كعب بْن مالك، فِي قوله " {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} ، قَالَ: هُوَ

كعب بْن الأشرف، وَكَانَ يحرض المشركين عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، فِي شعره، ويهجو النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، فانطلق إِلَيْهِ خمسة نفر من الأنصار فيهم مُحَمَّد بْن مسلمة ورجل يقال له: أَبُو عبس بْن جير، فأتوه وَهُوَ فِي مجلس قومه بالعوالي، فلما رآهم ذعر منهم وأنكر شأنهم، قَالُوا: جئناك لحاجة قَالَ: فليأذن لي بعضكم فليحدثني، فجاءه رجل منهم، فَقَالَ: جئناك لنبيعك أدراعنا، لنستنفق بها قَالَ: والله لئن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل بكم هَذَا الرجل، فواعدوه أن يأتوه عشاء، حين يهدأ عنه الناس، فأتوه، فنادوا، فقالت امرأته: مَا طرقك هَؤُلاءِ ساعتهم هذه لشيء مما تحب، قَالَ: إنهم قد حدثوني بحديثهم، وشأنهم " 1245 - قَالَ مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَا تَرْهَنُونَنِي؟ أَتَرْهَنُونَنِي أَبْنَاءَكُمْ؟ وَأَرَادُوا أَنْ يُسْلِفَهُمْ تَمْرًا، فَقَالُوا: إِنَّا نَسْتَحْيِي أَنْ يُعَيَّرَ أَبْنَاؤُنَا، فَيُقَالُ: هَذَا رَهِينَةُ وَسْقٍ، وَهَذَا رَهِينَةُ وَسْقَيْنِ، قَالَ: أَتَرْهَنُونَنِي نِسَاءَكُمْ؟ قَالُوا: أَنْتَ أَجْمَلُ النَّاسِ، وَلا نَأْمَنُكَ، وَأَيُّ امْرَأَةٍ تَمْتَنِعُ مِنْكَ بِجَمَالِكَ؟ وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ سِلاحَنَا، فَقَدْ عَلِمْتَ حَاجَتَنَا إِلَى السِّلاحِ الْيَوْمَ، قَالَ: نَعَمِ، ائْتُونِي بِسِلاحِكُمْ، وَاحْتَمِلُوا مَا شِئْتُمْ

قَالُوا: فَانْزِلْ إِلَيْنَا نَأْخُذْ عَلَيْكَ، وَتَأْخُذْ عَلَيْنَا، فَذَهَبَ يَنْزِلُ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَتْ: أَرْسِلْ إِلَى أَمْثَالِهِمْ مِنْ قَوْمِكَ، يَكُونُوا مَعَكَ قَالَ: لَوْ وَجَدُونِي هَؤُلاءِ نَائِمًا مَا أَيْقَظُونِي، قَالَتْ: فَكَلِّمْهُمْ مِنْ فَوْقٍ، إِشْفَاقًا عَلَيْهِ، فَنَزَلَ عَلَيْهِمْ يَفُوحُ رِيحُهُ، فَقَالُوا: مَا هَذَا الرِّيحُ يَا أَبَا فُلانٍ؟ قَالَ: هَذَا عِطْرُ أُمِّ فُلانٍ، فَدَنَا إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ، فَشَمَّ رِيحَهُ، ثُمَّ اعْتَنَقَهُ، ثُمَّ قَالَ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللهِ، وَطَعَنَهُ أَبُو عَبْسٍ فِي خَاصِرَتِهِ، وَعَلاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ رَجِعُوا فَأَصْبَحَتِ الْيَهُودُ مَذْعُورِينَ، فَجَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: قُتِلَ سَيِّدُنَا غِيلَةً، فَذَكَّرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنِيعَهُ، وَمَا كَانَ يُخْبِرُ عَلَيْهِمْ، وَيُحَرِّضُ فِي قِتَالِهِمْ، وَيُؤْذِيهِمْ، ثُمَّ دَعَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ صُلْحًا، وَكَانَ ذَلِكَ الصُّلْحُ مَعَ عَلِيٍّ بَعْدُ " 1246 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} ، قَالَ: يعني اليهود والنصارى، فكان المسلمون يسمعون من اليهود قولهم: عزير ابْن الله، ومن النصارى: المسيح ابْن الله، وَكَانَ المسلمون ينصبون لهم الحرب، ويسمعون إشراكهم بِاللهِ "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} 1247 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} قَالَ: من القوة، مما عزم الله عَلَيْهِ وأمركم به " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَى تَكْتُمُونَهُ} 1248 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِرَافِعٍ بَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ " {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} ، قَالَ: {لَتُبَيِّنُنَّهُ} فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ قَالَ: الإِسْلامُ دِينُ اللهِ الَّذِي افْتَرَضَهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَأَنَّ مُحَمَّدً رَسُولُ اللهِ، يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ، فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، فَنَبَذُوهُ "

1249 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ أبي الحجاف، عَنْ مسلم البطين، قَالَ " سأل الحجاج جلساءه عَنْ هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} فقام رجل إِلَى سعيد بْن جبير، فسأله، فَقَالَ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} مُحَمَّد {وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ} " 1250 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ} الآية: هَذَا ميثاق، أخذه الله عَلَى أهل العلم، فمن علم علما، فليعلمه الناس، وإياكم وكتمان العلم، فإن كتمان العلم هلكة، ولا يتكلفن رجل مَا لا علم له به، فيخرج من دين الله، فيكون من المتكلفين " كَانَ يقال: مثل علم لا يقال به كمثل كنز لا ينتفع به، ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم لا يأكل ولا يشرب وَكَانَ يقال فِي الحكمة: طوبى لعالم ناطق، وطوبى لمستمع واع هَذَا رجل علم علما فبذله ودعا إِلَيْهِ، ورجل سمع خيرا، فحفظه، ووعاه، وانتفع به

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} 1251 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا الأشجعي، عَنْ مالك بْن مغول، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} ، قَالَ : أما إنه كَانَ بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} 1252 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة يحيى بْن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، عَنْ ابْن مجاهد " {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} ، قَالَ: تبديل يهود التوراة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} 1253 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحٌ بِمَا أُوتِيَ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا لَكُمْ

وَلِهَذِهِ؟ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ تَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} ، وَتَلا ابْنُ عَبَّاس إِلَى قوله: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْء، فَكَتَمُوهُ، وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَخَرَجُوا، وَقَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدْ أَخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ، وَاسْتُحْمِدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مِمَّا سَأَلَهُمْ عَنْهُ " 1254 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أخبرني ابْن أبي مليكة، أن علقمة بْن أبي وقاص أخبره، أن مروان قَالَ لرافع: اذهب يَا رافع إِلَى ابْن عَبَّاس، وذكر الحديث 1255 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ أبي الحجاف، عَنْ مسلم البطين، قَالَ " سأل الحجاج جلساءه عَنْ هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ} الآية قَالَ: فقام رجل إِلَى سعيد بْن جبير، فسأله، فَقَالَ: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} ، قَالَ: بكتمانهم مُحَمَّدا، {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} ، قَالَ: قولهم نحن عَلَى دين إبراهيم "

1256 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، فِي قول الله جل ثناؤه " {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} ، قَالَ: يهود، فرحوا بإعجاب الناس بتبديلهم الكتاب، وحمدهم إياه عَلَيْهِ، ولا تملك يهود ذَلِكَ، ولن تفعله " 1257 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، " أَنَّ رِجَالا مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْغَزْوِ، تَخَلَّفُوا عَنْهُ، وَفَرِحُوا بِمِقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، وَحَلَفُوا، وَأَحَبُّوا أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَنَزَلَتْ فِيهِمْ: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 1258 - قَالَ زكريا حَدَّثَنَا إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّد بْن يزيد، عَنْ جويبر ، عَنْ الضحاك " {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} قَالَ: بمنحاة من العذاب " 1259 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} أي: يزحزح زحزح بعيد " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} 1260 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ، أَبُو عِمْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَتَتْ قُرَيْشٌ الْيَهُودَ، فَقَالُوا: مَا جَاءَكُمْ بِهِ مُوسَى مِنَ الآيَاتِ؟ قَالُوا: عَصَاهُ، وَيَدِهِ بَيْضَاءَ لِلنَّاظِرِينَ وَأَتَوُا النَّصَارَى، فَقَالُوا: كَيْفَ كَانَ عِيسَى فِيكُمْ؟ قَالُوا: كَانَ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ، وَالأَبْرَصَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى

فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا، فَدَعَا رَبَّهُ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ} الآيَةُ، فَلْيَتَفَكَّرُوا فِيهَا " 1261 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، وَهِيَ فِي خِدْرِهَا، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا عَبْد اللهِ بْن عمر، وعبيد بْن عمير، فقالت: يَا عبيد، مَا يمنعك من زيارتنا؟ قَالَ: مَا قَالَ الأول: زر غبا تزدد حبا قالت: إنا لنحب زيارتك وغشيانك فَقَالَ عَبْد اللهِ بْن عمر: دعونا من رطانتكم هذه، حدثيني مَا أعجب مَا رأيت من رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فبكت، ثم قالت: كل أمره كَانَ عجبا، أتاني فِي ليلتي، فدخل معي فِي لحافي، وألزق جلده بجلدي، ثم قَالَ: " يَا عائشة، ائْذَنِي لِي فِي أَنْ أَتَعَبَّدَ لِرَبِّي "، فَقُلْتُ: إِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَكَ وَأُحِبُّ هَوَاكَ قَالَتْ: فَقَامَ إِلَى قِرْبَةٍ فِي الْبَيْتِ فَمَا أَكْثَرَ صَبَّ الْمَاءِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقَرَأَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى رَأَيْتُ أَنَّ دُمَوعَهُ قَدْ بَلَغَتْ حِقْوَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ

جَلَسَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى رَأَيْتُ أَنَّ دُمَوعَهُ قَدْ بَلَغَتْ حِجْرَهُ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَى جَنْبِهِ الأَيْمَنِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ بِلالٌ، فَآذَنَهُ لِصَلاةِ الْفَجْرِ، قَالَ: الصَّلاةُ، يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَبْكِي، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: " يَا بِلالُ، أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ وَمَا لِي لا أَبْكِي، وَقَدْ نَزَلَ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، قَرَأَ إِلَى سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ؟ ثُمَّ قَالَ: وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} 1262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلَى الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} ، وهذه حالاتك يَا ابْن آدم، اذكر الله وأنت قائم، فإن لم تستطع فاذكره جالسا، فإن لم تستطع فاذكره وأنت عَلَى جنبك، يسر من الله وتخفيف "

1263 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خالد الأحمر، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " لا يكون العبد ذاكرا له حَتَّى يذكر الله قائما، وقاعدا، وعلى جنبه " 1264 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثور عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} ، قَالَ: وَهُوَ ذكر الله فِي الصلاة، وغير الصلاة، وقراءة القرآن " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} 1265 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنًا قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، أَوْ سُئِلَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ " مَا كَانَ أَفْضَلُ عِبَادَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ؟ قَالَتِ: التَّفَكُّرُ، وَالاعْتِبَارُ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} 1266 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا

قوله عز وجل: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته}

بَاطِلا سُبْحَانَكَ} العرب تختصر الكلام، ليخففوه، لعلم المستمع بتمامه، فكأنه فِي تمام القول، ويقولون: ربنا مَا خلقت هَذَا باطلا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} قَالَ: هَذَا خاصة لمن لم يخرج منها 1267 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ رجل، عَنْ ابْن المسيب، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} قَالَ: هَذَا خاصة لمن لم يخرج منها " 1268 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هلال، قَالَ: حَدَّثَنَا قتادة " {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} ، قَالَ: إنك من تخلد فِي النار فقد أخزيته " 1269 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله " {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ} ، قَالَ: من تخلده فِيهَا "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا} الآية 1270 - حَدَّثَنَا أبو عمران: مُوسَى بْن هارون بْن عَبْدِ اللهِ الحمال، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع بْن مخلد، قَالَ: حدثني يحيى، قَالَ: أخبرني مُوسَى بْن عبيدة، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ} ، قَالَ: المنادي: القرآن " 1271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله " رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا: سمعوا دعوة من الله عَزَّ وَجَلَّ، فأجابوها، واحتسبوا فِيهَا، وصبروا، ينبئكم الله عَنْ مؤمني الإنس، كيف قَالَ؟ وعن مؤمني الجن، كيف قَالَ؟ قَالَ: فأما مؤمن الجن فَقَالَ: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا - وأما مؤمن الإنس، فَقَالَ: إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ " 1272 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " يُنَادِي لِلإِيمَانِ، أي: ينادي إِلَى الإيمان ويجوز: إنا سمعنا

مناديا ينادي للإيمان " 1273 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ، قَالَ: هُوَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا الآية 1274 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن الحكم، عَنْ أبيه، عَنْ عكرمة " {وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا تفضحنا يوم القيامة، {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أي: من وحدك، وصدق بنبيك، لا تخزه قَالَ: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} ، قَالَ: أهل لا إله إِلا الله، أهل التوحيد، والإخلاص، لا أخزيهم يوم القيامة " 1275 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} ، فيستنجزون موعد الله عَلَى رسله "

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} 1276 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} فتحت الألف، لأنك أعملت استجاب لهم بِذَلِكَ، ولوكان مختصرا عَلَى قولك: وَقَالَ: إنى لا أضيع أجر العاملين، لكسرت الألف {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ} أي: أجابهم " تقول العرب: استجبتك فِي معنى: استجبت لك، قَالَ الغنوي: وداع دعا يَا من يجيب إِلَى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} إِلَى قوله: {فِي سَبِيلِي} 1277 - حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن أحمد بْن الحارث بْن أبي مسرة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن الزبير، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن دينار، قَال َ " أخبرني سلمة، رجل من ولد أم سلمة، عَنْ أم سلمة أنها قالت: قلت: يَا رَسُولَ اللهِ لا أسمع الله جَلَّ وَعَزَّ ذكر النساء فِي الهجرة بشيء فأنزل

الله جل ثناؤه: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} 1278 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حدثني العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفتح، قَالَ: قَالَ سُفْيَان " قالت امرأة، أو نسوة: هاجرنا، ولا تذكر الهجرة والجهاد إِلا فيكم؟ فأنزل الله جل ثناؤه: {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} ، قَالَ سُفْيَان: وفيه يهلك الخوارج " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ} الآية 1279 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ أي: لأذهبنا عنهم، أي: لأمحونها عنهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ} 1280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن الحكم، عَنْ أبيه، عَنْ عكرمة " {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ

كَفَرُوا فِي الْبِلادِ} : تقلب ليلهم ونهارهم، وما يجري عليهم من النعم، متاع قليل " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} الآية 1281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، " {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} ، قَالَ عِكْرِمَةُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ، بِئْسَ الْمَنْزِلُ " 1282 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} ، قَالَ: بئس مَا مهدوا لأنفسهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ} الآية 1283 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {نُزُلا مِنْ عِنْدِ اللهِ} أي: ثوابا، ويجوز: منزلا من عند الله، من قولك: أنزلته منزلا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} 1284 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْد اللهِ، قَالَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ،

وَلا فَاجِرَةٍ إِلا وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهَا، وَقَرَأَ: {وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ} الآيَةَ " 1285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ، وَمَا مِنْ كَافِرٍ إِلا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْنِي، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} ، {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ} الآيَةَ " 1286 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معشر، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب، قَالَ " الموت خير للمؤمن والكافر، ثم تلا: {وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} وذكر بقية الحديث " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ} 1287 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ الْخَبَّازُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُمَيْدٍ،

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ " لَمَّا جَاءَ نَعْيُ النَّجَاشِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلُّوا عَلَيْهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نُصَلِّي عَلَى عَبْدٍ حَبَشِيٍّ؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} " 1288 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله " {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ} ، زَعَمُوا لَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى النَّجَاشِيِّ طَعَنَ فِي ذَلِكَ الْمُنَافِقُونَ، فَقَالُوا: صَلَّى عَلَيْهِ، وَمَا كَانَ عَلَى دِينِهِ فَنَزَلَتْ: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ} ، قَالُوا: مَا كَانَ يَسْتَقْبِلُ قِبْلَتَهُ، وَإِنَّ بَيْنَهُمَا لَلْبِحَارُ فَنَزَلَتْ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} " 1289 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ} الآية، قَالَ: قَالَ آخرون: نزلت فِي النفر الَّذِينَ كَانُوا من يهود، فأسلموا، عَبْد اللهِ بْن سلام ومن معه "

قوله: {إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} 1290 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد ، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا الضحاك بْن مخلد، عَنْ عيسى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {سَرِيعُ الْحِسَابِ} ، قَالَ: أحصاه عليهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} الآية 1291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم بْن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَنْ الحسن " {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} ، قَالَ: الصبر عَنِ المصيبة، {وَصَابِرُوا} عَلَى الصلوات، {وَرَابِطُوا} ، قَالَ: جاهدوا فِي سبيل الله " 1292 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللهِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ بْن عَبْدِ الحكم، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وهب، قَالَ: أخبرني أَبُو صخر المديني، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي، إنه كَانَ " يَقُول فِي هذه الآية {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، يَقُول: {اصْبِرُوا} عَلَى دينكم، {وَصَابِرُوا} الوعد الَّذِي وعدتكم عَلَيْهِ، {وَرَابِطُوا} عدوي وعدوكم حَتَّى يترك دينه لدينكم "

1293 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} عَلَى طَاعَةِ اللهِ {وَصَابِرُوا} أَعْدَاءَ اللهِ {وَرَابِطُوا} فِي سَبِيلِ اللهِ " 1294 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن منقذ، قَالَ: حَدَّثَنَا أيوب بْن سويد، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، فِي قوله " {اصْبِرُوا} ، قَالَ: اصبروا عَلَى الفرائض، {وَصَابِرُوا} قَالَ: صابروا عَلَى العدو، فلا تكونوا أجزع منهم " 1295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن ثابت، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} قَالَ: {اصْبِرُوا} عَلَى دينكم {وَصَابِرُوا} فِي سبيلي لعلكم تفلحون " 1296 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا داود بْن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن المبارك، عَنْ مصعب بْن ثابت، عَنْ داود بْن صالح، قَالَ: قَالَ أَبُو سلمة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ " تدري ابْن أخي، فِي أي شَيْء نزلت هذه الآية {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} ؟ قلت: لا، قَالَ: قَالَ: إنه لم يكن فِي زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزو يرابط فيه، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة "

1297 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " وَرَابِطُوا أي: اثبتوا ودوموا " قَالَ الأخطل: مَا زال فينا رباط الخيل معلمة وفي كليب رباط اللؤم والعار قوله عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 1298 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ بْن عَبْدِ الحكم، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وهب، قَالَ: حدثني أَبُو صخر المديني، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي، أنه كَانَ يَقُول فِي هذه الآية: " اصْبِرُوا حَتَّى بلغ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ واتقوا الله فيما بيني وبينكم لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني فذلك حين يَقُول: اصبروا، وصابروا "

سورة النساء

سورة النساء قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا النَّاسُ} 1299 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الحمال، قَالَ: حَدَّثَنَا مجاهد بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن بكر بْن حبيب السهمي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد ابْن أبي عروبة، عَنْ قتادة، قَالَ " نزل بالمدينة النساء " 1300 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن عَبْدِ الحميد، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سلمة، عَنْ الضحاك، قَالَ " مَا كَانَ فِي القرآن يَأَيُّهَا النَّاسُ، نزل بمكة، وما كَانَ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا نزل بالمدينة " 1301 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنْ الأعمش، عَنْ إبراهيم، عَنْ علقمة، مثله

قوله جل وعز: {اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} 1302 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رجل، عَنْ مجاهد " {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} ، قَالَ: آدم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} 1303 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ خَلْفٍ، مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الأَيْسَرِ " 1304 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ، فَجَعَلَ نَهَمَتَهَا فِي الرَّجُلِ، فَأَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَخُلِقَ الرَّجُلُ مِنَ الأَرْضِ فَجَعَلَ نَهَمَتَهُ فِي الأَرْضِ " 1305 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} قَالَ: خلق الله

قوله عز وجل: {واتقوا الله الذي تساءلون به}

حواء من قصيراء آدم، وَهُوَ نائم، فَقَالَ: أثا بالنبطية امرأة حواء " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} 1306 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} ، تعاطفون به " وَقَالَ الربيع بْن أنس يَقُول: {وَاتَّقُوا اللهَ} الَّذِي تعاقدون به، وتعاهدون {وَالأَرْحَامَ} أن تقطعوها قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالأَرْحَامَ} 1307 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} ، قَالَ: هُوَ أنشدك بِاللهِ والرحم " وكذلك روي عَنِ النخعي، والحسن

1308 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} اتقوا الله والأرحام نصب، ومن جرها فإنما يجرها بالباء " 1309 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خصيف، عَنْ عكرمة " {تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} ، قَالَ: اتقوا الأرحام أن تقطعوها " 1310 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ منصور، عَنْ الحسين " {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} قَالَ: اتقوا الله الَّذِي تساءلون به، واتقوه فِي الأرحام " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} 1311 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ " {كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} حَافِظًا " وَقَالَ أَبُو دُؤَادَ: كَمَقَاعِدِ الرُّقَبَاءِ لِلضرباء أيديهم نواهد يعني الَّتِي تضرب بالقداح، نهدت أيديهم، أي: مدوها

قوله جل وعز: {وآتوا اليتامى أموالهم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} الآية 1312 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} قَالَ: الحلال بالحرام " 1313 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ يمان، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مغيرة، عَنْ إبراهيم، قَالَ " لا يعطي زيفا، ويأخذ جيدا " 1314 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ يمان، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يحيى بْن سعيد، عَنْ سعيد بْن المسيب، قَالَ " لا تعط مهزولا، وتأخذ سمينا " وكذلك قَالَ الزهري قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} 1315 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار، قَالَ: حَدَّثَنَا مؤمل، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْن نجيح، عَنْ مجاهد " {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} قَالَ: أموالهم مَعَ أموالكم "

قوله جل وعز: {إنه كان حوبا كبيرا}

1316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب بْن عطاء، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} قَالَ: مَعَ أموالكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} 1317 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} قَالَ: إِثْمًا " 1318 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} ، قَالَ: إثما " -- وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ سِيرِينَ، وَالضَّحَّاكُ وَقَتَادَةُ وَقَالَ الْحَسَنُ: ذَنْبًا وَاللهِ كَثِيرًا 1319 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} أي: إثما " قَالَ أمية الليثي:

وإن مهاجرين تكنفاه غداة إذ لقد خطئا وحابا وَقَالَ الهذلي: إن الهجر حوب قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} 1320 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ " {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} تَقُولُ مَا أُحْلِلَتْ لَكُمْ " 1321 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ " {مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} مَا حَلَّ مِنَ النِّسَاءِ "

قوله جل وعز: {مثنى وثلاث ورباع}

1322 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَ: مَا أُحِلَّ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} 1323 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ: مَا قَوْلُ اللهِ جَلَّ وَعَلا " {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حِجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي مَالِهَا وَجَمَالِهَا، وَيُرِيدُ أَنْ يَنْكِحَهَا بِأَدْنَى مِنْ صَدَاقِهَا، فَنُهُوا عَنْ أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ، إِلا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ " 1324 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قَالَتْ: نَزَلَتْ فِي الرَّجُلِ، يَكُونُ لَهُ الْيَتِيمَةُ، وَهُوَ وَلِيُّهَا، وَوَارِثُهَا، لَيْسَ لَهَا أَحَدٌ يُخَاصِمُ دُونَهَا، فَيَضْرِبُهَا وَيُسِيءُ صُحْبَتَهَا، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ

لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} هَذِهِ الآيَةُ يَقُولُ: مَا أَحْلَلْتُ لَكُمْ، وَدَعْ هَذِهِ الَّتِي تَضُرُّ بِهَا " 1325 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، عَنْ عيسى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} يَقُول: إن تجرحتم من ولاية اليتامي وأكل أموالهم، إيمانا وتصديقا، فكذلك تحرجوا من الزنا، فانكحوا إِلَى النساء نكاحا طيبا {مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} " 1326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ: سمعته يَقُول: " بعث الله مُحَمَّدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناس عَلَى أمر الجاهلية، إِلا أن يؤمروا بشيء وينهوا عنه، فكانوا يسألون عَنِ اليتامى، ولم يكن للنساء عدد ولا ذكر، فأنزل الله جل ثناؤه: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} ، وَكَانَ الرجل يتزوج مَا شاء، فَقَالَ: فكما تخافون أَلا تقسطوا فِي اليتامى، فخافوا فِي النساء أن لا تعدلوا بينهن "

قوله جل وعز: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة}

1327 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُصِرَ الرِّجَالُ عَلَى أَرْبَعٍ مِنْ أَجْلِ أَمْوَالِ الْيَتَامَى " 1328 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأحوص، عَنْ سماك، عَنْ عكرمة " {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} إِلَى قوله: {وَرُبَاعَ} قَالَ: كَانَ الرجل يتزوج الأربع والخمس، والست، والعشر، فيقول: مَا يمنعني من أن أتزوج كما يتزوج فلان، فيأخذ مال اليتيم، فيتزوج به، فنهوا أن يتزوج الرجل فوق الأربع " وَقَالَ بعضهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} يَقُول: لينكح كل واحد منكم من هذه العدة كما قَالَ: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} يَقُول: فاجلدوا كل واحد منهم قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} 1329 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا} مجازة: أيقنتم " قالت ليلى بنت الحماس: قلت لكم خافوا بألف فارس مقنعين فِي الحديد اليابس

قوله جل وعز: {أو ما ملكت أيمانكم}

أي: أيقنوا قَالَ: لم أسمع هذه من أبي عبيدة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} 1330 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله " {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} فَكَانُوا فِي حَلالٍ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ مِنَ الإِمَاءِ كُلِّهِنَّ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ بَعْدَ هَذَا تَحْرِيمَ نِكَاحِ الْمَرْأَةِ وَأُمِّهَا، وَنِكَاحَ مَا نَكَحَ الآبَاءُ وَالأَبْنَاءُ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الأُخْتِ وَالأُخْتِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَالأُمِّ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَالْمَرْأَةِ لَهَا زَوْجٌ حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ، فَحُرِّمْنَ حُرَّةً أَوْ أَمَةً " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} 1331 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قَالَ: أَدْنَى أَنْ لا تَمِيلُوا "

1332 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النعمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ أيوب والزبير، أو أحدهما، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ " {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قَالَ: تميلوا " قَالَ: وتمثل بهذا البيت: بميزان قسط لا يخس شعيرة ووازن صدق وزنه غير عائل 1333 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} تميلوا " وكذلك قَالَ الشعبي والنخعي وقتادة 1334 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنْ يونس بْن أبي إِسْحَاق، عَنْ مجاهد، قَالَ " لا تميلوا عَنِ الحق " 1335 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ أبي إِسْحَاق الكوفي، قَالَ " كتب عُثْمَان بْن عفان إِلَى أهل الكوفة، فِي شَيْء عاتبوه فيه: إني لست بميزان لا أعول "

قوله جل وعز: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة}

1336 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قَالَ: أَنْ لا تَجُورُوا " 1337 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} أي: أقرب أن لا تجوروا علت علي، أي: جرت علي " 1338 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يونس بْن أبي إِسْحَاق، قَالَ: سمعت مجاهدا يَقُول فِي " {أَلَّا تَعُولُوا} أَلا تضلوا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} 1339 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا سيار، عَنْ أبي صالح، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَإِنْ طِبْنَ} الآية، قَالَ: كَانَ الرجل إذا زوج أيمه أخذ صداقها، فنهوا عَنْ ذَلِكَ "

قوله جل وعز: {فإن طبن لكم}

1340 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} قَالَ: فريضة مسماة " 1341 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} أي: مهرهن، عَنْ طيب نفس، بالفريضة بِذَلِكَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ} 1342 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن حجر، قَالَ: حَدَّثَنَا شريك [ح] - وحدثنا مُوسَى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْدِ الحميد، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، جميعا عَنْ سالم، عَنْ سعيد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ} قَالَ: الأزواج " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} 1343 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا بشير، عَنْ عمارة بْن أبي حفصة، عَنْ عكرمة " {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} قَالَ: من المهر "

قوله جل وعز: {فكلوه هنيئا مريئا}

1344 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ} قَالَ: من الصداق " 1345 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} قَالَ: إِلَى الممات " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} 1346 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله " {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} يَقُولُ: إِذَا كَانَ مِنْ غَيْرِ إِضْرَارٍ، وَلا خَدِيعَةٍ، فَهُوَ هَنِيءٌ مَرِيءٌ، كَمَا قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ " 1347 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا اشْتَكَى أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْأَلِ امْرَأَتَهُ ثَلاثَةَ دَرَاهِمٍ أَوْ نَحْوَهَا، فَلْيَشْتِرِ بِهَا عَسَلا، وَلْيَأْخُذْ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ، فَيَجْمَعْ هَنِيئًا مَرِيئًا، وَشِفَاءً مُبَارَكًا "

1348 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو أحمد، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ منصور، عَنْ إبراهيم، عَنْ علقمة أنه كَانَ يَقُول لامرأته: " أطعمينا من ذاك الهنيء المريء، ثم قَالَ سُفْيَان: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} " قَالَ أَبُو أحمد فِي حديثه: ثم قرأ سُفْيَان قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} الآية 1349 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جل ثناؤه: " {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا} يَقُولُ: مَعَاشًا، يَقُولُ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: لا تَعْمَدْ إِلَى مَالِكَ، وَمَا خَوَّلَكَ اللهُ، وَجَعَلَهُ لَكَ مَعِيشَةً، فَتُعْطِيهِ امْرَأَتَكَ أَوْ بِنْتَكَ، ثُمَّ تُضْطَرُّ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَلَكِنْ أَمْسِكْ مَالَكَ، وَأَصْلِحْهُ، وَكُنْ أَنْتَ الَّذِي تُنْفِقُ عَلَيْهِمْ فِي كِسْوَتِهِمْ، وَرِزْقِهِمْ، وَمُؤْنَتِهِمْ " 1350 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد ابْن ثور، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ

أَمْوَالَكُمُ} قَالَ: نهي الرجال أن يعطوا النساء أموالهم، وهن سفهاء من كن أزواج أو بنات أو أمهات، وأمروا أن يرزقوهم فيه، ويقولوا لهم قولا معروفا " 1351 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْدِ الحميد، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد، حَدَّثَنَا الرؤاسي، عَنْ الحسن بْن صالح، عَنْ السدي، يرده إِلَى عَبْد اللهِ، قَالَ: " النساء والصبيان " 1352 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: قَالَ حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مرة، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس، عَنْ الحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} قَالَ: السفهاء: الصغار، والنساء من السفهاء " 1353 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور بْن أبي مزاحم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد يعني المؤدب، عَنْ سالم، عَنْ سعيد " {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا} قَالَ: النساء والصبيان، لا تعطهم مالك ونفقتك، ولكن كن أنت الَّذِي تنفق عليهم "

وممن قَالَ إن السفهاء فِي هَذَا الموضع، النساء والصبيان: أَبُو مالك والضحاك وقتادة 1354 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ " {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} قَالَ: لا تُعْطِ وَلَدَكَ السَّفِيهَ مَالَكَ فَيُفْسِدَهُ، الَّذِي هُوَ قِيَامُكَ بَعْدَ اللهِ " 1355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، عَنْ عُثْمَان بْن غياث، قَالَ: سمعت عكرمة يَقُول: " {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} قَالَ: هُوَ اليتيم يكون عندك، يَقُول: لا تؤته إياه، وأنفق عَلَيْهِ، حَتَّى يبلغ " 1356 - حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ شريك، عَنْ سالم، عَنْ سعيد فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} قَالَ: هم اليتامى قَالَ: أموالكم فأموالهم بمنزلة قوله: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} "

قوله جل وعز: {أموالكم التي جعل الله لكم قياما}

1357 - قَالَ سالم: قَالَ مجاهد: النساء 1358 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْغُبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " ثَلاثَةٌ يَدْعُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ: رَجُلٌ أَعْطَى يَتِيمًا مَالَهُ، وَقَدْ قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا، وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ، فَلَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا} 1359 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا} يَقُولُ: مَعَاشًا " 1360 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ " لا تُعْطِهِ مَالَكَ فَيُفْسِدَهُ الَّذِي هُوَ قِيَامُكَ بَعْدَ اللهِ "

قوله جل وعز: {وارزقوهم فيها} الآية

1361 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا} مصدر يقيمكم، ويجيئ فِي الكلام فِي معناه: قوام فيكسر، وإنما هُوَ من الَّذِي يقيمك، وإنما أذهبوا الواو لكسرة القاف، وتركها بعضهم، كما قَالُوا: ضياء للناس، وضواء للناس قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا} الآية 1362 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " {وَارْزُقُوهُمْ} أَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ " وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أُمِرُوا أَنْ يَرْزُقُوهُنَّ، وَيَقُولُوا لَهُنَّ قَوْلا مَعْرُوفًا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} 1363 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: اخْتَبِرُوا الْيَتَامَى "

1364 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة والحسن جميعا، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} قَالَ: يَقُول: اختبروا اليتامى " 1365 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، عَنْ ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} قَالَ: عقولهم " 1366 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، قَالَ: سمعت سُفْيَان يَقُول: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} قَالَ: جربوهم " 1367 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} ، قَالَ: أي: أختبروهم "

قوله جل وعز: {حتى إذا بلغوا النكاح}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} 1368 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: اخْتَبِرُوا الْيَتَامَى عِنْدَ الْحُلُمِ " 1369 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} قَالَ: الحلم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} 1370 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} فَإِنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا " 1371 - أَخْبَرَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد " {فَإِنْ آنَسْتُمْ} قَالَ: آنستم: أحسستم "

قوله جل وعز: {منهم رشدا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْهُمْ رُشْدًا} 1372 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} قَالَ: إِذَا أَدْرَكَ الْيَتِيمُ حُلُمًا وَعَقْلا وَوَقَارًا، دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ " 1373 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد، فِي هذه الآية " {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} : العقل " 1374 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، عَنْ هشام بْن حسان، عَنْ الحسن، هذه الآية قَالَ " صلاحا فِي دينه وحفظا لماله " 1375 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، وعلي بْن عَبْدِ العزيز، قالا: حَدَّثَنَا أحمد بْن يونس، قَالَ: حَدَّثَنَا زائدة، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد " {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} قَالَ: " لا يدفع إِلَى اليتيم ماله، وإن شمط، مَا لم يؤنس منه رشدا "

قوله جل وعز: {فادفعوا إليهم أموالهم}

1376 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، وحدثنا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، جميعا، عَنْ مغيرة، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ " إن الرجل ليشمط وما أونس منه رشدا " 1377 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ يَحْيَى بْن سعيد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن القاسم، عَنْ أبيه، قَالَ " إنه ليشمط وما أونس منه رشدا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} 1378 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قيس، عَنْ جابر، عَنْ عامر، قَالَ: " لا يدفع إِلَى اليتيم ماله حَتَّى يدرك " 1379 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قيس، عَنْ جابر، عَنْ عامر، قَالَ: لا يدفع إِلَى الجارية مالها حَتَّى تزوج، ولو قرأت التوراة والإنجيل والزبور "

قوله جل وعز: {ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} 1380 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} قَالَ: يَسْتَعِفَّ بِمَالِهِ حَتَّى لا يُفْضِي إِلَى مَالِ الْيَتِيمِ " 1381 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا داود بْن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مسلم، عَنْ عمرو، قَالَ: سمعت عكرمة، يَقُول: " {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} قَالَ: الوصي إذا كَانَ غنيا فلا يأكل " 1382 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد السلام، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} لغناه " وقال بعضهم فى قوله عز وجل: (ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا) / يقول لا تاكلوها مبادرة

قوله جل وعز: {ومن كان فقيرا فلياكل بالمعروف} 1383 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَجُلا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّ لِي إِبِلا أَفْقَرُ وَأَمْنَحُ، وَلِيَتِيمٍ لِي إِبِلٌ، فَمَا لِي مِنْ إِبِلِهِ؟ قَالَ: " إِنْ كُنْتَ تَلُوطُ حِيَاضَهَا، وَتَهْنَا جَرْبَاهَا، وَتَبْغِي ضَالَّتَهَا وَتَسْقِي عَلَيْهَا، فَاشْرَبْ غَيْرَ نَاهِكٍ فِي الْحَلْبِ، وَلا مُضِرٌّ لِلنَّسْلِ " 1384 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ

كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} يَقُولُ: يَأْكُلُ الْفَقِيرُ إِذَا وَلِيَ مَالَ الْيَتِيمِ، بِقَدْرِ قِيَامِهِ عَلَى مَالِهِ، وَمَنْفَعَتِهِ لَهُ، مَا لَمْ يُسْرِفْ أَوْ يُبَذِّرْ " 1385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " يَضَعُ الْوَصِيُّ يَدَهُ مَعَ أَيْدِيهِمْ وَلا يَلْبَسُ الْعِمَامَةَ فَمَا فَوْقَهَا " 1386 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هذه الآية " {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: فَنَسَخَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ مِنْ ذَلِكَ الظُّلْمَ وَالاعْتِدَاءَ نَسَخَ {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} " 1387 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالت: إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي وَالِي مَالِ الْيَتِيمِ إِذَا كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ مِنْهُ مَكَانَ قِيَامِهِ عَلَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ "

1388 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا داود بْن عمرو، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مسلم، عَنْ عمرو، قَالَ: سمعت عكرمة يَقُول فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} قَالَ الوصي: إذا كَانَ غنيا فلا يأكل {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: يضع يده " 1389 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْر، قَالَ: حَدَّثَنَا مغيرة، عَنْ إبراهيم، فِي قوله جل ثناؤه " {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: هُوَ مَا سد ووارى عورته، ليس بلبس الحلي والكتان " 1390 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ حميد، عَنْ الحسن، قَالَ " يأكل من الصامت وغيره، ولا يقضي " 1391 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عوف، عَنْ الحسن أنه قَالَ: " إنما كانت أموالهم إذ ذاك، النخل والماشية، فرخص لهم إذا كَانَ أحدهم محتاجا أن يصيب من الثمار، ويأكل من الرسل "

1392 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بْن عطية، عَنْ عطاء بْن أبي رباح " {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: ذَلِكَ إذا احتاج فليأكل بالمعروف، فإن أيسر بعد ذَلِكَ، فلا قضاء عَلَيْهِ " 1393 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أي: لا يتأثل مالا " التأثل: الاتخاذ أصل مال، والأثلة: الأصل قَالَ الأعشى : ألست منتهيا عَنْ نحت أثلتنا ولست ضائرها مَا أطت الإبل مجد مؤثل: قائم له أصل 1394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " إِنِّي أَنْزَلْتُ مَالَ اللهِ بِمَنْزِلَةِ مَالِ الْيَتِيمِ، إِنِ اسْتَغْنَيْتُ اسْتَعْفَفْتُ، وَإِنِ احْتَجْتُ اسْتَقْرَضْتُ وَقَضَيْتُ "

1395 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا حجاج، عَنْ مجاهد، وسعيد بْن جبير، أنهما قالا: " هُوَ القرض مَا أصاب منه من شَيْء، قضاه إذا أيسر " 1396 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ ان أبي نجيح، عَنْ مجاهد، وعن حماد، عَنْ سعيد بْن جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالا: هُوَ القرض " 1397 - قَالَ عَبْد الرزاق قَالَ الثوري، وقاله الحكم أَيْضًا أَلا ترى أنه يَقُول: " {فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} ، يعني: الوصي " 1398 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا يونس بْن عبيد، عَنْ أبي العالية " {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: المعروف: القرض، أَلا ترى إِلَى قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} " 1399 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النعمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام، عَنْ مُحَمَّد، عَنْ عبيدة، قَالَ: " ولي اليتيم يأكل، ويقضي "

قوله جل وعز: {للرجال نصيب} الآية

1400 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خالد، عَنْ حجاج، عَنْ عطاء، قَالَ " خمس فِي كتاب الله رخصة، وليست بعزيمة: قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: إن شاء الله أكل وإن شاء لم يأكل " 1401 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الحجبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَنْ منصور، قَالَ: قَالَ الحكم بْن عتيبة " {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} من مال نفسه " 1402 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أبي عتبة، عَنْ أبيه، عَنْ الحكم " {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ} من مال نصيبه {بِالْمَعْرُوفِ} حَتَّى لا يحتاج إِلَى مال اليتيم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِلرِّجَالِ نَصيِبٌ} الآية 1403 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} قَالَ: نَسَخَتْهَا هَذِهِ الآيَةُ: {لِلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} الآيَةُ "

1404 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مولى ابْن عَبَّاس " {لِلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} قَالَ: نزلت فِي أم كلثوم، وبنت أم كحلة، وثعلبة بْن أوس، وسويد، كَانَ أحدهم زوجها، والآخر عم ولدها، فقالت: يَا رَسُولَ اللهِ توفي زوجي، وتركني وابنته، ولم نورث من ماله، فَقَالَ عم ولدها: يَا رَسُولَ اللهِ لا تركب فرسا، ولا تنكي عدوا ويكسب عليها ولا تكسب " قَالَ ابْنُ جريج: وَقَالَ آخرون: هي أم حجة، توفي زوجها، وتركها وبنات لها ذمائم، فقالت يَا رَسُولَ اللهِ: توفي زوجي وتركني وبناتي، فلم نورث 1405 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، قَالَ " كَانُوا لا يورثون النساء، فنزلت: {لِلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} الآية "

قوله جل وعز: {نصيبا مفروضا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {نَصِيبًا مَفْرُوضًا} 1406 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن مُوسَى وقبيصة، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {نَصِيبًا مَفْرُوضًا} ذَلِكَ وقفا معلوما " 1407 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {نَصِيبًا مَفْرُوضًا} نصب عَلَى الخروج من الوصف " وَقَالَ بعضهم فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {نَصِيبًا مَفْرُوضًا} نصب، وإنما جعله نصبا، جعل ذَلِكَ لهم نصيبا مفروضا، وانتصابه كانتصاب {كِتَابًا مُؤَجَّلا}

قوله جل وعز: {وإذا حضر القسمة أولو القربى}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} 1408 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، قَالَ حَجَّاجٌ: حُدِّثْنَاهُ عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} قَالَ: هِيَ قَائِمَةٌ يُعْمَلُ بِهَا " 1409 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مُحْكَمَةٌ، لَيْسَتْ بِمُوجَبَةٍ " 1410 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى فِي هَذِهِ الآيَةِ " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا} قَالَ: قَضَى بِهَا أَبُو مُوسَى "

1411 - وَحَدَّثَنِي أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَعْنِي لأَحْمَدَ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} ، قَالَ أَبُو مُوسَى: أَطْعَمَ مِنْهَا وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ إِسْحَاقُ كَمَا قَالَ 1412 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَنْ أبي بشر، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت: وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ، ولا والله مَا نسخت، ولكنه مما تهاون به الناس، هما واليان: فوال يرث، فذاك الَّذِي يرزق ويكسوا ووال ليس بوارث، فذاك الَّذِي يَقُول قولا معروفا، يَقُول: إنه مال يتيم، وماله فيه شَيْء " 1413 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن حجر، عَنْ هشيم، عَنْ منصور، عَنْ قتادة، عَنْ يَحْيَى بْن يعمر، قَالَ " ثلاث آيات، مدنيات، محكمات، ضيعهن كثير من الناس، هذه الآية: وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وآية الاستئذان: وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ وقوله جَلَّ وَعَزَّ: يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى إِلَى آخر الآية " 1414 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا من سمع أسامة بْن زيد الليثي، يحدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن سعد بْن زرارة، عَنْ

عمرة بنت عَبْد الرَّحْمَنِ، أن عَبْد اللهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أبي بكر، قَالَ مثل ذَلِكَ، حين قسم ميراث أبيه يعني: أمر بشاة، فاشتريت من المال، وبطعام فصنع، حين قسم ميراث أبيه، قَالَ: فذكرت ذَلِكَ لعائشة، فقالت: عمل بالكتاب، هي لم تنسخ " 1415 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ هشام، عَنْ ابْن سيرين، عَنْ عبيدة، أنه قسم ميراث أيتام، فأمر بشاة، فاشتريت من المال، وبطعام فصنع، وَقَالَ: لولا هذه الآية لأحببت أن يكون من مالي، ثم تلا {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} الآية " 1416 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الصمد بْن عَبْدِ الوارث، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ هشام، أن عروة " قسم ميرات أخيه مصعب، فأعطى من حضره من هَؤُلاءِ وبنوه صغار " 1417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ يونس، ومنصور، عَنْ الحسن، ومغيرة، عَنْ إبراهيم أنهما، قالا: " هي محكمة وليست بمنسوخة "

1418 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يمان، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عاصم، عَنْ أبي العالية، والحسن، قالا: " يرضخون ويقولون قولا معروفا " 1419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا مغيرة، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رجل " لأحيين اليوم آية من كتاب الله، ولو من نصيبي " 1420 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا عباد بْن العوام، عَنْ داود، عَنْ سعيد بْن المسيب، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} قَالَ: ذَلِكَ من الثلث عند الوصية " 1421 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا همام، عَنْ قتادة، عَنْ سعيد بْن المسيب ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا} قَالَ: هذه منسوخة، إنما كانت قبل الفرائض، كَانَ

مَا ترك رجل من مال أعطي منه الفقراء والمساكين وذوي القربى إذا حضروا القسمة، ثم نسختها المواريث، فألحق الله لكل ذي حق حقه " 1422 - أَخْبَرَنَا ابْن عَبْدِ الحكم، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وهب، قَالَ: وأخبرني يونس، عَنْ ابْن شهاب، فِي قول الله جل ثناؤه " {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} ، قَالَ: فكان الأمر عَلَى هَذَا مَا شاء الله إن يكون، ثم أنزلت فرائض المواريث، ففرض مواريث الوالدين، فنسخت المواريث فِي السنة، الوصية للوالدين، ولكل وارث إِلا بإذن الورثة فِي شَيْء، فيجوز مَا أذنوا به " قَالَ ابْنُ وهب: قَالَ مالك: سمعت أن هذه الآية: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} إنها نزلت قبل الفرائض، ثم أنزل الله جَلَّ وَعَزَّ فرائض المواريث، فنسخت المواريث فِي السنة الوصية للوالدين، ولكل وارث إِلا بإذن الورثة، فِي شَيْء، فيجوز مَا أذنوا فيه 1423 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي، عَنْ عَبْد اللهِ بْن المبارك، عَنْ عمارة أبي عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ " سمعت عكرمة يَقُول فِي هذه الآية: نسختها الفرائض "

قوله جل وعز: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم} الآية

1424 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: " نَسَخَتْهَا آيَةُ الْمِيرَاثِ " وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} ثُمَّ قَالَ: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} لأَنَّ مَعْنَاهَ الْمَالُ، قَالَ: فَذَكَرَ عَلِيٌّ ذَلِكَ الْمَعْنَى قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ} الآية 1425 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جل ذكره " {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَهَذَا فِي الرَّجُلِ، يَحْضُرُ الرَّجُلَ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَيَسْمَعُهُ يُوصِي وَصِيَّةً تَضُرُّ بِوَرَثَتِهِ، فَأَمَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ الَّذِي يَسْمَعُهُ، أَنْ يَتَّقِي اللهَ، وَيُوَفِّقَهُ، وَيُسَدِّدَهُ لِلصَّوَابِ، وَلْيَنْظُرْ لِوَرَثَتِهِ كَمَا كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَصْنَعَ بِوَرَثَتِهِ، إِذَا خَشِيَ عَلَيْهِمُ الضَّيْعَةَ "

1426 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حبيب، قَالَ " ذهبت أنا والحكم إِلَى سعيد بْن جبير، فسألته عَنْ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} إِلَى قوله {سَدِيدًا} ، قَالَ: هُوَ الرجل يحضره الموت، فيقول له من يحضره: اتق الله، أعطيهم، صلهم، برهم، ولو كَانُوا هم الَّذِينَ يأمرونه بالوصية، لأحبوا أن يبقوا لأولادهم " 1427 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا} إِلَى قوله {سَدِيدًا} كَانَ يَقُول هَذَا عند تفريق المال حين يقسم، فيقول الَّذِينَ يحضرون: أقللت، فزد فلانا، فيقول : وليخش أولئك، وليقولوا فيهم مَا يحب أن يقال فِي ولده، بالعدل إذا أكثر، أن يقولوا: أبق عَلَى ولدك "

قوله جل وعز: {فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} 1428 - أَخْبَرَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} ، قَالَ: إذا حضرت وصية ميت، فأمره بما كنت آمرا به نفسك مما يتقرب به إِلَى الله جَلَّ وَعَزَّ: وخف فِي ذَلِكَ مَا كنت خائفا عَلَى ضعفه، لو تركتهم بعدك، فاتق الله، وقل قولا سديدا: سدده إن هُوَ زاغ " 1429 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {قَوْلا سَدِيدًا} أي: قصدا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} الآية 1430 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} قَالَ: ذَلِكَ أَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ لَمَّا أَنْزَلَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} الآية، كَرِهَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَضُمُّوا الْيَتَامَى إِلَيْهِمْ، وَتَحَرَّجُوا أَنْ يُخَالِطُوهُمْ فِي شَيْءٍ، وَسَأَلُوا

قوله جل وعز: {يوصيكم الله في أولادكم}

النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} إِلَى قوله: {لأَعْنَتَكُمْ} لأَحْرَجَكُمْ، وَضَيَّقَ عَلَيْكُمْ، وَلَكِنَّهُ وَسَّعَ وَيَسَّرَ فَقَالَ: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} " 1431 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بْن منهال، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " لما نزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} الآية، أمسك الناس، ولم يخالطوا الأيتام، فِي الطعام، والأموال، حَتَّى نزلت: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} " وَقَالَ بعضهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} يَقُول فِي {فِي بُطُونِهِمْ} هنا، هي توكيد، لأنه لا يؤكل إِلا فِي البطن قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ} 1432 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " عَادَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، فِي بَنِي سَلَمَةَ، مَاشِيَيْنِ، فَوَجَدَنِي النَّبِيُّ لا أَعْقِلُ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَشَّ عَلَيَّ، فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: مَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي مَالِي، فَنَزَلَتْ: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ} "

1433 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ، وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ، فَنَسَخَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحَبَّ، فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وَجَعَلَ لِلأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسَ مَعَ الْوَلَدِ، وَلِلزَّوْجَةِ: الثُّمُنَ، وَالرُّبُعَ، وَلِلزَّوْجِ الشَّطْرَ أَوِ الرُّبُعَ " يتلوه قوله: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ} وصلى الله عَلَى مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم

قوله جل وعز: {فإن كان له إخوة}

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} 1434 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} أي: أخوان فصاعدا، لأن العرب تجعل لفظ الجميع عَلَى معنى الاثنين " قَالَ الراعي: أخليد إن أباك ضاف وساده همان باتا جنبه ودخيل طرقا فتلك هماهمي أقريهما قلصا لواقح كالقسي وحولا فجعل الاثنين عَلَى لفظ الجميع وجعل الجميع عَلَى لفظ الاثنين قوله جَلَّ وَعَزَّ: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} 1435 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله " {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} أَطْوَعُكُمْ لِلَّهِ مِنَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ أَرْفَعُكُمْ

قوله جل وعز: {من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة}

دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ شَفَّعَ الْمُؤْمِنِينَ، بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ " 1436 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} فِي الدنيا " 1437 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} أدنى نفعا لكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ} 1438 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي بِالدَّيْنِ، وَلَفْظُ الْعَدْنِيِّ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الدَّيْنَ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَءُونَ: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} وَإِنَّ

أَعْيَانَ بَنِي الأُمِّ يَتَوَارَثُونَ، دُونَ بَنِي الْعَلاتِ الإِخْوَةُ لِلأَبِ وَالأُمِّ دُونَ الإِخْوَةِ لِلأَبِ، وَلَفْظُ الْعَدْنِيِّ الإِخْوَةُ لِلأَبِ وَالأُمِّ أَقْرَبُ مِنَ الإِخْوَةِ لِلأَبِ يَتَوَارَثُونَ دُونَ الإِخْوَةِ لِلأَبِ " 1439 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " لأَنْ أَكُونَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَلاثٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا، عَنِ الْكَلالَةِ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ " 1440 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ الْمَدِينَةِ: " وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا نَنْتَهِي إِلَيْهِ، الْجِدُّ وَالْكَلالَةُ، وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا " اللَّفْظُ لِسَعِيدٍ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ

1441 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عُمَرَ حِينَ طَعَنَ: " اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ مِنْ مَالِ اللهِ، فَهُوَ حُرٌّ، وَاعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَقُلْ فِي الْكَلالَةِ شَيْئًا، وَاعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَسْتَخْلِفْ أَحَدًا " 1442 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ طاَوُسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ آخِرَ النَّاسِ عَهْدًا بِعُمَرَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " الْقَوْلُ مَا قُلْتَ "، قُلْتُ: وَمَا قُلْتُ؟ قَالَ: " الْكَلالَةُ: مَنْ لا وَلَدَ لَهُ " 1443 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: " الْكَلالَةُ: مَنْ لا وَلَدَ لَهُ "، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ، قَالَ: " إِنِّي لأَسْتَحِي اللهَ أَنْ أُخَالِفَ أَبَا بَكْرٍ، أَرَى الْكَلالَةَ: مَا عَدَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ "

1444 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضٌ، فَتَوَضَّأَ، فَصَبَّهُ عَلَيَّ، أَوْ قَالَ: صُبُّوهُ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ لا يَرِثُنِي إِلا كَلالَةٌ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرْضِ " وَقَالَ أَبُو عَبْد اللهِ مُحَمَّد بْن نصر: ولم يكن لجابر بْن عَبْدِ اللهِ يومئذ ولد ولا والد، لأن والده قتل يوم أحد، ونزلت آية الكلالة بعد ذَلِكَ قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ: والدليل عَلَيْهِ مَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءُ يَقُولُ: " آخَرُ آيَةٌ أُنْزِلَتْ آيَةُ الْكَلالَةِ، وَآخِرُ سُورَةِ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ " 1445 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ، يَقُولُ: " الْكَلالَةُ: مَنْ لا وَلَدَ لَهُ، وَلا وَالِدَ " 1446 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الْكَلالَةُ: مَا خَلا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ "

1447 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا حسن بْن الأسود، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وزهير وَأَبُو الأحوص، عَنْ أبي إِسْحَاق، عَنْ سليم بْن عبد، قَالَ " مَا رأيتهم إِلا وقد تواطئوا، وَقَالَ بعضهم: أجمعوا عَلَى أن الكلالة: من مات ليس له ولد ولا والد " 1448 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " الْكَلالَةُ مَا كَانَ سِوَى الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ مِنَ الْوَرَثَةِ، إِخْوَةً أو غَيْرَهُمْ مِنَ الْعَصَبَةِ " كَذَلِكَ قَالَ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ 1449 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم الدبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا معمر، عَنْ الزهري، وقتادة، وأبي إِسْحَاق، عَنْ عمرو بْن شرحبيل، قَالَ " الكلالة من ليس له والد ولا ولد " 1450 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَالِفٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، "

قوله جل وعز: {من بعد وصية توصون بها أو دين}

أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةِ: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} " 1451 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {كَلالَةً} قَالَ: كل من لم يرثه أب، أو ابْن، أو أخ، فهو عند العرب: كلالة {يُورَثُ كَلالَةً} ، كلالة: مصدر، من تكلله النسب أي: تعطف النسب عَلَيْهِ، ومن قَالَ: {يُورَثُ كَلالَةً} ، فهم الرجال الورثة، أي: تعطف النسب عَلَيْهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} 1452 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّيْنَ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ وَأَنْتُمْ تَقْرَءُونَ: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} وَإِنَّ أَعْيَانَ بَنِي الأُمِّ يَتَوَارَثُونَ، دُونَ بَنِي الْعَلاتِ،

قوله جل وعز: {غير مضار}

الإِخْوَةُ لِلأَبِ وَالأُمِّ أَقْرَبُ مِنَ الإِخْوَةِ لِلأَبِ، يَتَوَارَثُونَ دُونَ الإِخْوَةِ لِلأَبِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {غَيْرَ مُضَارٍّ} 1453 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: " الضِّرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {غَيْرَ مُضَارٍّ} إلي {مُّهِينٌ} 1454 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قوله " {مُضَارٍّ} قَالَ: فِي الميراث لأهله " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ} 1455 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن مُحَمَّد، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ} قَالَ: شروط الله "

قوله جل وعز: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري} الآية

1456 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ} فرائض الله " 1457 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ، حَدَّثَنَا يونس، عَنْ شيبان، عَنْ قتادة " {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ} ومن يتعد حدود الله الَّتِي حد لخلقه وفرائضه الَّتِي افترض عَلَيْهِ فِي الميراث وقسمه {يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} فانتهوا إليها، ولا تعتدوها إِلَى غيرها " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي} الآية 1458 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ} فِي الدنيا فليعمل بحدوده {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} " 1459 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ} من يؤمن بهذه الفرائض "

قوله جل وعز: {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} الآية 1460 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ} الآيَةَ " 1461 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ} من لا يؤمن بِاللهِ، أو قَالَ به " قَالَ: وَقَالَ آخرون: ومن يعمل عملا يحيط برقبته قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللَّاتِي} 1462 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ} واحدها: الَّتِي، وبعض العرب تقول: اللواتي، وبعضهم يَقُول: اللاتي " قَالَ الراجز: من اللواتي والتي واللاتي زعمن أني كبرت لداتي أي: أسناني

قوله جل وعز: {يأتين الفاحشة من نسائكم}

وَقَالَ الأخطل: من اللواتي إذا لانت عريكتها يبقى لها بعده آل ومجلود آلها: شخصها، ومجلودها: جلدها وَقَالَ عمر بْن أبي ربيعة: من اللاتي لم يحججن يبغين حسبة ولكن ليقتلن البريء المغفلا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} 1463 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} قَالَ: الزنا، كَانَ أمر بحبسهن حين يشهد عليهن أربعة شهداء، حَتَّى يمتن، أو يجعل الله لهن سبيلا "

قوله جل وعز: {فاستشهدوا إلى قوله: في البيوت حتى يتوفاهن الموت}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاسْتَشْهِدُوا إِلَى قوله: فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ} 1464 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} الآيَةَ، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا زَنَتْ حُبِسَتْ فِي الْبَيْتِ حَتَّى تَمُوتَ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ ذَلِكَ {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} فَإِنْ كَانَا مُحْصَنَيْنِ رُجِمَا، فَهَذَا سَبِيلُهُمَا الَّذِي جَعَلَ اللهُ لَهُمَا " 1465 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله " {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا فَجَرَتْ حُبِسَتْ فِي الْبُيُوتِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، فَجَعَلَ اللهُ سَبِيلَهُنَّ الْحَدَّ "

1466 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بْن منهال، قَالَ: حَدَّثَنَا همام، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا} الآية، قَالَ: كَانَ هَذَا بدء عقوبة الزنا، كانت المرأة تحبس، قَالَ: ويؤذيان جميعا، ويعيران بالقول وبالشتيمة، ثم إن الله جل ثناؤه نسخ ذَلِكَ بعد فِي سورة النور، فجعل لهن سبيلا، قَالَ: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ، فصارت السنة فِي من أحصن جلد مائة، ثم الرجم بالحجارة وفي من لم يحصن جلد مائة، ثم نفي سنة، فهذا سبيل الزانية والزاني " 1467 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كانت الثيب قبل أن تنزل الحدود إذا فجرت، وشهد عليها أربعة، حبست فِي البيت حَتَّى تموت، حَتَّى أنزل الله جل ثناؤه: وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ، الآية أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلا والسبيل: الحد "

قوله جل وعز: {أو يجعل الله لهن سبيلا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلا} 1468 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامَتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، الْبِكْرُ تُجْلَدُ وَتُنْفَى، وَالثَّيِّبُ تُجْلَدُ وَتُرْجَمُ " 1469 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ كُرِبَ لَهُ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: " خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلا: الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ " 1470 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إسماعيل، عَنْ الحكم " أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلا قَالَ: الحد " 1471 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَان " أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلا قَالَ: السبيل: الحد "

قوله جل وعز: {واللذان يأتيانها منكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} 1472 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} الرجلان الزانيان " 1473 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسين، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَان " {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} قَالَ: هما البكران. 1474 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} قَالَ: قَالَ عطاء، وابن كثير: هذه للرجل والمرأة جميعا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَآذُوهُمَا} 1475 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا زَنَا، أُوذِيَ بِالتَّعْبِيرِ، وَضُرِبَ بِالنِّعَالِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعْدَهَا {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} فَإِنْ كَانَا مُحْصَنَيْنِ رُجِمَا، فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

قوله جل وعز: {فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما}

1476 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد فِي قوله " {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} سبا كل هَذَا نسخته الآية الَّتِي فِي النور بالحد المفروض " 1477 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَان " {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} البكران، فآذوهما بالقول كانا إذا جاءا بفاحشة آذوهما بالقول، حَتَّى نزل الحد " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا} 1478 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا} قَالَ: عَنْ تغييرهما " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} 1479 - حَدَّثَنَا أَبُو داوود، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن مُوسَى، عَنْ أبي جعفر الرازي، عَنْ ربيع بْن أنس، عن ْ

قوله جل وعز: {ثم يتوبون من قريب}

أبي العالية، فِي هذه الآية " {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: هذه للمؤمنين " 1480 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، عَنْ أبي العالية الرياحي، قَالَ: " اجتمع رأي رهط من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن كل ذنب أصابه ابْن آدم فهي جهالة " 1481 - حَدَّثَنَا أَبُو أحمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن مُوسَى، عَنْ عُثْمَان بْن الأسود، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: من عمل ذنبا من شيخ أو شاب، فهو بجهالة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} 1482 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إدريس، قَالَ: عبيد الله بْن مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بْن الأسود، عَنْ مجاهد فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} قَالَ: كل شَيْء قبل الموت، فهو قريب "

قوله جل وعز: {فأولئك يتوب الله عليهم} الآية

1483 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أبي ليلى، قَالَ: سمعت الضحاك يَقُول: فِي قوله " {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} قَالَ: كل شَيْء دون الموت فهو قريب " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ} الآية 1484 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: هُوَ عِنْدِي الْبَيْلْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ "، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ آخِرُ: سَمْعِتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِنِصْفِ نَهَارٍ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ "، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَقَالَ آخَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِنِصْفِ نَهَارٍ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ آخَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ قَبْلَ الْغَرْغَرَةِ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ " قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ "

قوله جل وعز: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} 1485 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعْدَ ذَلِكَ: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فَحَرَّمَ اللهُ الْمَغْفِرَةَ عَلَى مَنْ مَاتَ وَهُوَ كَافِرٌ، وَأَرْجَأَ أَهْلَ التَّوْحِيدِ إِلَى مَشِيئَتِهِ، فَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنَ الْمَغْفِرَةِ " 1486 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " لقاتل المؤمن توبة " 1487 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ () فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِ امْرَأَةً فَسَأَلَتْهُ عَنِ الذَّنْبِ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ اللهُ، فَقَالَ: مَا مِنْ ذَنْبٍ، أَوْ مَا مِنْ عَمَلٍ مِمَّا يَعْمَلُ النَّاسُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، يَتُوبُ مِنْهُ الْعَبْدُ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، إِلا تَاب اللهَ عَلَيْهِ "

قوله جل وعز: {حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن}

1488 - حَدَّثَنَا أَبُو داود الخفاف، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن مُوسَى، عَنْ أبي جعفر الرازي، عَنْ ربيع بْن أنس، عَنْ أبي العالية " {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} ، قَالَ: هذه للمنافقين " 1489 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عِمْرَانَ، وَأَبِي عُمَرَ الْخَزَّازِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} ، قَالَ: هُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} 1490 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ نُعْمَانَ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " التَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ مَا لَمْ يُسَقْ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ، فَقَرَأَ إِلَى قوله: حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} قَالَ: فَقَالَ: فَهَلْ حُضُورٌ إِلا السُّوقَ "

قوله جل وعز: {ولا الذين يموتون وهم كفار}

1491 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ العداني، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إبراهيم بْن مهاجر، عَنْ النخعي، قَالَ " التوبة مبسوطة مَا لم يؤخذ بكظمه " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} 1492 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أبي جعفر، عَنْ الربيع بْن أنس، عَنْ أبي العالية، قَالَ " نزلت الأولى فِي المؤمنين والوسطى فِي المنافقين، والآخرة فِي الكافرين، ثم قرأ إِلَى قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} " 1493 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ إِلَى {وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} قَالَ: هَذَا الشِّرْكُ "

قوله جل وعز: {أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} 1494 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} أفعلنا من العتاد، ومعناها: أعددنا لهم {أَلِيمًا} مؤلما، أعددنا لهم ألما مؤلما " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} 1495 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} قَالَ ابْنُ جريج: قَالَ عطاء: عَنِ ابْن عَبَّاس، كَانَ الرجل إذا مات أبوه أو حميمه كَانَ أحق بامرأة الميت إن شاء أمسكها أو يحسبها حَتَّى تفتدي منه بصداقها أو تموت فيذهب بمالها وَقَالَ عكرمة مولى ابْن عَبَّاس، نزلت فِي كبيشة ابنة معمر بْن عاصم، كانت عند الأسلت، فتوفي عنها، فجنح عليها أَبُو قيس بْن الأسلت، فجاءت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يَا رَسُولَ اللهِ، لا أنا ورثت زوجي، ولا أنا تركت فأنكح، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} الآية كلها

1496 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ خَلادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَذَكَرَهُ عَطَاءٌ أَبُو الْحَسَنِ السَّوَائِيُّ، وَلا أَظُنُّه إِلا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} قَالَ: كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ، كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ مِنْ وَلِيِّ نَفْسِهَا، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءَ زَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يُزَوِّجْهَا، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، حَتَّى قَرَأَ الآيَةَ " 1497 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي هَذِهِ الآيَةِ " {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ، كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ مِنْ وَلِيِّ نَفْسِهَا، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَتَزَوَّجْهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ " 1498 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} قَالَ: كَانَ إذا توفي الرجل، كَانَ ابنه أحق بامرأته أن ينكحها إن شاء، أو ينكحها من شاء، أخاه أو ابْن أخيه "

قوله جل وعز: {ولا تعضلوهن}

1499 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عَبْدِ اللهِ السعدي، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان، عَنْ أبي مجلز، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} قَالَ: كانت الأنصار إذا مات رجل منهم كَانَ وليه أولى بامرأته من وليها، فنهى الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ " 1500 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، عَنْ عَبْد اللهِ، عَنْ شريك، عَنْ سالم، عَنْ سعيد، قوله جل ثناؤه " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} قَالَ: كَانَ الرجل إذا كانت فِي حجره اليتيمة ولها مال، منعها أن تتزوج، يحبسها عَلَى ولده حَتَّى يتزوجها، أو تموت، فيرثها، فنزلت هذه الآية: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} 1501 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ سالم بْن الفضل، عَنْ ابْن البيلماني، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} قَالَ: نزلت هاتان الآيتان، إحداهما فِي أمر الجاهلية، والآخرى فِي أمر الإسلام إِلا أن الَّتِي فِي الإسلام: {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} والتي فِي الجاهلية ولا {تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} "

قوله جل وعز: {لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} 1502 - أَخْبَرَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ عطاء الخراساني، قَالَ " إن الرجل إذا أصابت امرأته فاحشة، أخذ مَا ساق إليها وأخرجها، فنسخ ذَلِكَ الحدود " 1503 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فضيل، عَنْ مطرف، عَنْ خالد السجستاني، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قَالَ: إذا فعلت ذَلِكَ، حل لك أن تأخذ منها " 1504 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا معتمر بْن سليمان التيمي، عَنْ أبيه، عَنْ أبي قلابة، وابن سيرين، قالا: " لا يحل الخلع حَتَّى يوجد رجل عَلَى بطنها، لأن الله جَلَّ وَعَزَّ يَقُول: {إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} 1505 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْن قيس، قَالَ: سمعت عكرمة، يَقُول: " حقها عَلَيْهِ: الصحبة الحسنة، والكسوة، والرزق المعروف "

قوله عز وجل: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج}

1506 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أي: خالقوهن. قوله جل وعز: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ} الآية 1507 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، عَنْ عيسى، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ} فعسى أن يجعل الله فِي الكراهية خيرا " 1508 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} قَالَ: إذا وقع بين الرجل، وبين امرأته كلام، فلا يعجل بطلاقها، وليتأن بها، وليصبر، فلعل الله سيريه منها مَا يحب " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ} 1509 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ أَرَدْتُمُ

قوله عز وجل: {وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا}

اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ} قَالَ: يطلق امرأة وينكح أخرى، فلا يحل له من ميرات المطلقة، وإن كثر، شيء إِلَى قوله: {بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} 1510 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، عَنْ عيسى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ} قَالَ: طلاق امرأة، ونكاح أخرى، فلا يحل له من مال المطلقة شيء " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا} 1511 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " لا تُغَالُوا فِي مُهُورِ النِّسَاءِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ يَا عُمَرُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا مِنْ ذَهَبٍ قَالَ: وَكَذَلِكَ هِيَ، فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ، وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ: " إِنِّ امْرَأَةً خَاصَمَتْ عُمَرُ فَخَصَمَتْهُ "

قوله جل وعز: {أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} 1512 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، عَنْ أبي عاصم، عَنْ عيسى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {بُهْتَانًا} قَالَ: إثما " 1513 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {بُهْتَانًا} أي: ظلما " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} 1514 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} ، قَالَ: الإِفْضَاءُ: الْجِمَاعُ " 1515 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، عَنْ أبي عاصم، عَنْ عيسى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} ، قَالَ: مجامعة النساء "

قوله جل وعز: {وأخذن منكم ميثاقا غليظا}

1516 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} المجامعة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} 1517 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ الْجُهَنِيُّ كَاتِبُ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} ، وَالْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ: إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ " 1518 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا أَنْكَحَ، قَالَ: أُنْكِحُكَ عَلَى مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ، إِمْسَاكٍ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٍ بِإِحْسَانٍ " 1519 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بْن يونس، عَنْ الأوزاعي، عَنْ يَحْيَى بْن أبي كثير " {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} قَالَ: إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان " وكذلك قَالَ الضحاك، ومُحَمَّد بْن سيرين، والمليكي، وقتادة

قوله عز وجل: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء}

1520 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سالم الأفطس، عَنْ مجاهد " {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} قَالَ النكاح " 1521 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " الميثاق: مفعال من: الوثيقة، بيمين، أو عهد أو غير ذَلِكَ " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} 1522 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قلت لعطاء " مَا {إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} ؟ قَالَ: كَانَ الأبناء ينكحون نساء آبائهم فِي الجاهلية " وكذلك قَالَ قتادة 1523 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ، إِلا امْرَأَةَ الأَبِ، وَالْجَمْعَ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ، فَلَمَّا

جَاءَ الإِسْلامُ أَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ} يَعْنِي: فِي النِّكَاحِ " 1524 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} إِلا مَا كَانَ فِي الجاهلية " 1525 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو قَيْسٍ وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الأَنْصَارِ، فَخَطَبَ قَيْسٌ امْرَأَتَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَعُدُّكَ وَلَدًا، وَأَنْتَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِكَ، وَلَكِنِ آتِي بَيْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْتَأْمِرُهُ، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا قَيْسٍ تُوُفِّيَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ: خَيْرًا، وَإِنَّ ابْنَهُ قَيْسًا خَطَبَنِي، وَهُوَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِهِ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَعُدُّهُ وَلَدًا فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَهَا: " ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} " 1526 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ

قوله جل وعز: {إلا ما قد سلف}

النِّسَاءِ} يَقُولُ: كُلُّ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا أَبُوكَ، أَوِ ابْنُكَ، دَخَلَ أَوْ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} 1527 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} نهاهم أن ينكحوا نساء آبائهم، ولم يحل لهم مَا سلف أي: مَا مضى ولكن يَقُول: إِلا مَا فعلتم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلا} 1528 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلا} ، أي: سوء طريقة ومسلكا ومن كَانَ يتزوج امرأة أبيه فولد له منها، يقال له: مقتي ومقتوي، من قتوت، وَهَذَا من مقت "

قوله جل وعز: {حرمت عليكم أمهاتكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} 1529 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ سَبْعٌ، وَمِنَ الرَّضَاعِ سَبْعٌ، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ إِلَى قوله: وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} وَمِنَ الرَّضَاعِ {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ إِلَى قوله إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} ثُمَّ قَالَ: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} قَالَ سُفْيَانُ: الأَوَّلُ: النَّسَبُ، وَالآخَرُ: الصِّهْرُ " 1530 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، قَالا: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ جُعِلَ النَّسَبُ فِي سَبْعٍ، وَجُعِلَ الصِّهْرُ فِي سَبْعٍ، قَالَ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} وَجُعِلَ الصِّهْرُ فِي سَبْعٍ {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} ، وَسَقَطَ هَاهُنَا هَذَا الْوَاحِدُ: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ

أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} ثُمَّ قَالَ السَّابِعَةُ: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} " 1531 - حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بْن عمار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن شعيب بْن شابور، قَالَ: أخبرني عَبْد اللهِ بْن زياد بْن سمعان، قَالَ " حرم الله عَزَّ وَجَلَّ سبعا من الولادة، وحرم سبعا من الصهر والرضاعة، فحرم عَلَى الرجل من نسبه، أمه، وابنته، وأخته، وعمته، وخالته، وبنت أخيه، وبنت أخته فَقَالَ عندما حرم من ذَلِكَ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} فسمى الله هَؤُلاءِ تسمية فِي كتابه، ثم حرم بتحريمهن من شاء، فمضت به السنة، فحرم لحرمة الأم مَا فوقها وما تحتها، مَا فوقها من الجدات فهن: أمهات أبيها، وما أسفل منها من بناتها، فهن أخوات أبيها، وما كَانَ أسفل من ذَلِكَ، من بنات بنيها، وبنات ابْن ابنها، وابنها عم وخال، فحرم لحرمة الأم مَا فوقها وما تحتها وحرم بحرمة البنت مَا أسفل منها من بناتها، أو بنات بنيها، وبنات بناتها فالأب جد هَؤُلاءِ كمنزلة والدهم وحرم بحرمة الأخت مَا أسفل منها من بناتها، وبنات بنيها، وبنات بناتها أخ الأم خال هَؤُلاءِ كلهم، وما فوق الأخت من أمهاتها، وعماتها، وخالاتها، إن كانت أخته لأبيه وأمه، فهي حرام، وإن كانت أخته لأبيه

فأمها حرام، لأنها حليلة أبيه، وأم أمها، وخالتها، وما فوق ذَلِكَ من أمهاتها حلال وبنات أمها من غير أبيه قبل نكاحه إياها، وبعد نكاحه إياها، إن مات عنها، أو طلقها، إن كانت بيده، لم يفارقها، فهي حلال، وإن كانت أخته لأمه فأمهاتها من قبل أمها حرام، وأمهاتها من قبل أبيها حلال وحرم بحرمة العمة، إن كانت أخت الأب لأبيه، وأمه، فما فوقها من أمهاتها، وعماتها، وخالاتها وإن كانت أخت الأب لأبيه، فإنها حرام، لأنها حليلة الجد، والجد فِي ذَلِكَ كمنزلة الأب، وما فوق أخ العمة، من خالات العمة، وأمهاتها فهي حلال، وإن كانت أخت الأب لأمه، فأمها، وخالتها، وأمهات أمها حرام، وعماتها وأمهاتهن من قبل أبيها حلال، وما أسفل من العمة من بنات العمة، وبنات بنيها وبنات بناتها فهو حلال وحرم بحرمة الخالة إن كانت أخت الأم لأبيها وأمها مَا فوقها، من أمهاتها، وعماتها وخالاتها وإن كانت أخت الأم لأبيها فإنها مكروهة يستثقلها العلماء، وما فوق أم الخالة، من أمهاتها فهو حلال وإن كانت أخت الأم لأمهاتها، فأمهاتها وأمهات أمهاتها حرام، وأمهاتها من قبل أبيها حلال، وما أسفل من الخالة من بناتها، وبنات بنيها وبنات بناتها فهو حلال وحرم لحرمة بنت الأخ مَا أسفل منها، من بناتها، وبنات بنيها، وبنات بناتها، فهو حرام عم المرأة عم هَؤُلاءِ كلهم، وما فوق بنت الأخ من قبل أمها، وأمهات أمها، وخالتها فهي حلال وما فوق ذَلِكَ، من أمهات أبيها إن كانت بنت أخته لأبيه وأمه، فهي حرام وإن كانت بنت أخيه

لأبيه فجدتها أم أبيها حرام، لأنها حليلة أبيه وأم عمتها، وما كَانَ حذو الجدة، من أخوات الجدة، فما فوق ذَلِكَ، من أمهاتها، فهي حلال، وإن كانت بنت أخيه لأمه فجدتها أم أبيها، وما فوقها، من أمهاتها حرام، وجدة أمها وأبيها شاكلت أم أبيه، وما فوق ذَلِكَ، من أمهاتها حلال وحرم بحرمة بنت الأخت مَا أسفل منها، من بناتها، وبنات بنيها، وبنات بناتها هُوَ حرام خال المرأة خال هَؤُلاءِ كلهن، وما فوق بنت الأخ، من أمهاتها، إن كانت بنت أخيه لأبيه وأمه، فهي حرام، وإن كانت بنت أخته لأبيه، فإنها وأم أبيها، حرام، وما فوق ذَلِكَ حلال، لأن أمها أخته، وجدتها حليلة ابنه، وإن كانت بنت أخته لأمه، فأمها وأمهات أمها حرام، وأمهاتها من قبل أبيها حلال وحرم الله من الصهر والرضاعة: أمه الَّتِي أرضعته، وأخته من الرضاعة، وحليلة أبيه، وحليلة ابنه، وأم امرأته، وبنت امرأته الَّتِي دخل بها، وأخت امرأته أن يجمعهما، فَقَالَ عندما حرم من ذَلِكَ {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} وَقَالَ: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ إِلَى قوله: إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} قَالَ ابْنُ سمعان: فسمى الله هَؤُلاءِ تسمية فِي كتابه، ثم حرم بتحريمهن مَا شاء، فمضت به السنن "

قوله جل وعز: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} 1532 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمرو، عَنْ يزيد بْن عَبْدِ اللهِ بْن قسيط أنه قَالَ: سأل سعيد بْن المسيب، وعطاء بْن يسار، وسليمان بْن يسار، وأبا سلمة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عوف، فَقَالُوا: " إنما تحرم من الرضاعة مَا كَانَ من قبل النساء، ولا تحرم مَا كَانَ من قبل الرجال " 1533 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " لا بَأْسَ بِلَبَنِ الْفَحْلِ " وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ النَّخَعِيِّ، وَمَكْحُولٍ " 1534 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَ أَفْلَحُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: إِنِّي عَمُّهَا، فَأَبَتْ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَلا أَذِنْتِ لِعَمِّكِ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، قَالَ: " فَأْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّكِ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ " قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْقُعَيْسِ أَخُو زَوْجِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَرْضَعَتْ عَائِشَةَ

قوله جل وعز: {وأمهات نسائكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ} 1535 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُثَنَّى بْنَ الصَّبَّاحِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً فَدَخَلَ بِهَا، أَوْ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا، فَلا تَحِلُّ لَهُ أُمُّهَا " 1536 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، " فِي أُمَّهَاتِ نِسَائِكُمْ، قَالَ: هِيَ مُبْهَمَةٌ " 1537 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " هِيَ مُبْهَمَةٌ " 1538 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي كمخ مِنْ فَزَارَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، ثُمَّ رَأَى أُمَّهَا، فَأَعْجَبَتْهُ، فَاسْتَفْتَى ابْنَ مَسْعُودٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يُفَارِقَهَا، ثُمَّ يَتَزَوَّجَ أُمَّهَا، فَتَزَوَّجَهَا، وَوَلَدَتْ أَوْلادًا، ثُمَّ أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ

بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ، فَأُخْبِرَ أَنَّهَا لا تَحِلُّ لَهُ، فَلَمَّا رَجِعَ إِلَى الْكُوفَةِ، قَالَ لِلرَّجُلِ: إِنَّهَا عَلَيْكَ حَرَامٌ، إِنَّهَا لا تَنْبَغِي لَكَ، فَفَارَقَهَا " 1539 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ علية، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ أخبرني عكرمة بْن خالد، عَنْ مجاهد، أنه قَالَ فِي " {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} أريد بهما الدخول جميعا " 1540 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ علية، عَنْ ابْن أبي عروبة، عَنْ قتادة، " فِي الرجل يتزوج المرأة، ثم يطلقها، قبل أن يدخل بها، أيتزوج أمها؟ قَالَ علي: هي بمنزلة الربيبة " 1541 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خَلاسٍ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، أَلَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَتَهَا؟ قَالَ عَلِيٌّ: " هُمَا بِمَنْزِلَةِ وَاحِدَةٍ، يَجْرِيَانِ مَجْرًى وَاحِدًا إِنْ طَلَّقَ الْبِنْتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، تَزَوَّجَ أُمَّهَا، وَإِنْ تَزَوَّجَ أُمَّهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا، قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، تَزَوَّجَ ابْنَتَهَا "

1542 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا خالد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، عَنْ سعيد بْن المسيب، عَنْ زيد، أنه كَانَ يَقُول: " إِذَا تَزَوَّجَهَا فَتُوُفِّيَتْ، فَأَصَابَ مِيرَاثَهَا، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَّهَا وَإِنْ طَلَّقَهَا فَمَا شَاءَ فَعَلَ يَعْنِي: إِنْ شَاءَ تَزَوَّجَهَا " 1543 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، قَالَ: " إِنْ طَلَّقَ الْبِنْتَ طَلاقًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، تَزَوَّجَ أُمَّهَا، فَإِنْ مَاتَتْ مَوْتًا، لَمْ يَتَزَوَّجْ أُمَّهَا " 1544 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الأَجْدَعِ، مِنْ بَكْرِ كِنَانَةَ، أَخْبَرَهُ " أَنَّ أَبَاهُ أَنْكَحَهُ امْرَأَةً بِالطَّائِفِ، قَالَ: فَلَمْ أَجْمَعْهَا حَتَّى تُوُفِّيَ عَمِّي عَنْ أُمِّهَا، وَأُمُّهَا ذَاتُ مَالٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ أَبِي: هَلْ لَكَ فِي أُمِّهَا؟ قَالَ: فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: انْكِحْ أُمَّهَا، قَالَ: فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: لا تَنْكِحْهَا، فَأَخْبَرْتُ أَبِي مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَأَخْبَرَهُ فِي كِتَابِهِ بِمَا قَالَ ابْنُ عَمْرٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ: إِنِّي لا أُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللهُ، وَلا أُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ، وَأَنْتَ وَذَاكَ، وَالنِّسَاءُ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَنْهَنِي، وَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَانْصَرَفَ أَبِي عَنْ أُمِّهَا، فَلَمْ يَنْكِحْهَا "

قوله جل وعز: {وربائبكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَرَبَائِبُكُمُ} 1545 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ داود، أنه قرأ فِي مصحف عَبْد اللهِ: " وربائبكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن " 1546 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَرَبَائِبُكُمُ} من نسائكم بنات المرأة من غيره، وربية الرجل: بنت امرأته، ويقال لها: المربوبة، وهي بمنزلة قتيلة، ومقتولة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} 1547 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} فِي بيوتكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} إِلَى قوله {فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} 1548 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " الدُّخُولُ،

وَالتَّغَشِّي وَالإِفْضَاءُ، وَالْمُبَاشَرَةُ، وَالرَّفَثُ، وَاللَّمْسُ هُوَ: الْجِمَاعُ، غَيْرَ أَنَّ اللهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَكْنِي بِمَا يَشَاءُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ " 1549 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أخبرني ابْن طاوس، عَنْ أبيه، أنه كَانَ يَقُول: " الدخول، واللمس، والمسيس، والجماع، والرفث فِي الصيام: الجماع: الجماع، والرفث فِي الحج: الإغراء به " قَالَ ابْنُ جريج: وَقَالَ عمرو بْن دينار: الدخول: الجماع 1550 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قلت لعطاء " {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} مَا الدخول بهن؟ قَالَ: " أن تهدى إليك فتكشف وتفتش، وتجلس بين رجليها، قلت: إن فعل ذَلِكَ بها، فِي بيت أهلها، قَالَ: حسبة قد حرم ذَلِكَ عَلَيْهِ بناتها، قلت له: فغمز ولم يكشف، قَالَ: لا يحرم عَلَيْهِ الربيبة ذَلِكَ بأمها " 1551 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْن هشام، عَنْ أبيه، عَنْ قتادة، قَالَ " بنت الربيبة، وبنت ابنتها لا تصلح، وإن كَانَ أسفل ببطون كثيرة "

قوله جل وعز: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم}

1552 - وحدثنا أَبُو سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ، عَنْ أبيه، عَنْ قتادة، عَنْ أبي العالية، قَالَ " وإن كَانَ أسفل بسبعين بطنها فإنها لا تصلح " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} 1553 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ثور، عَنْ عَبْد الملك بْن جريج " {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} لما نكح النَّبِيّ عَلَيْهِ السلام امرأة زيد، قالت قريش: نكح امرأة ابنه، فنزلت: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} و {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} " 1554 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قلت لعطاء " {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ} الرجل ينكح المرأة، لا يراها حَتَّى يطلقها، تحل لأبيه؟ قَالَ: هي مرسلة قلت: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} قَالَ: نرى ونتحدث، والله أعلم، أنها نزلت فِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما نكح امرأة زيد، قَالَ المشركون بمكة فِي ذَلِكَ، فأنزل الله {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ

قوله جل وعز: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف}

أَصْلابِكُمْ} ، وأنزلت: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} ونزلت: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} 1555 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ} حليلة الرجل: امرأته " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} 1556 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ عَفَّانَ، أَشُكُّ فِي اسْمِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ} يَعْنِي: فِي النِّكَاحِ " 1557 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: زَعَمَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ الْمَمْلُوكَتَيْنِ " 1558 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

سِيرِينَ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " يَحْرُمُ مِنَ الإِمَاءِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْحَرَائِرِ، إِلا الْعَدَدَ " 1559 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ لَهُ أَمَتَانِ أُخْتَانِ وَطِأَ إِحْدَاهُمَا، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَطَأَ الأُخْرَى، قَالَ: لا، حَتَّى يُخْرِجَهَا مِنْ مِلْكِهِ، قُلْتُ: فَإِنَّهُ زَوَّجَهَا عَبْدَهُ، قَالَ: لا، حَتَّى يُخْرِجَهَا مِنْ مِلْكِهِ " 1560 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، " أَنَّ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ سأَلُوا مُعَاوِيَةَ عَنِ الأُخْتَيْنِ، مِمَّا مَلَكَتِ الْيَمِينُ، تَكُونَانِ عِنْدَ الرَّجُلِ، يَطَؤُهُمَا؟ قَالَ: لَيْسَ بِذَلِكَ بَأْسٌ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَفْتَيْتُ بِكَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عِنْدَ رَجُلٍ أُخْتُهُ مَمْلُوكَةٌ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَطَأَهَا؟ قَالَ: أَمَا وَاللهِ لَرُبَّمَا رَدَدْتَنِي، أَدْرِكِ الْقَوْمَ فَقُلْ لَهُمُ: اجْتَنِبُوا ذَلِكَ، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لَهُمْ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ الرَّحِمُ مِنَ الْعِتَاقَةِ، وَغَيْرِهَا "

1561 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا غندر، عَنْ شعبة، عَنْ الحكم وحماد، قالا: " إذا كانت عند الرجل أختان، فلا يقربن واحدة منهما " 1562 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ أشعث، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وابن سيرين، قالا: " يحرم من جمع الإماء، مَا يحرم من جمع الحرائر، إِلا العدد " 1563 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " فِي الْقُرْآنِ آيَتَانِ تُحَرِّمُ وَاحِدَةٌ، وَتُحِلُّ أُخْرَى، وَمَا كُنْتُ لأَفْعَلُ وَاحِدًا مِنْهُمَا، لا أَنَا وَلا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} ، {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} " 1564 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن عياش، عَنْ عَبْد العزيز بْن رفيع، قَالَ " سألت ابْن الحنفية عَنْ رجل عنده أمتان أختان، أيطأهما؟ قَالَ: أحلتهما آية، وحرمتهما آية،

قوله جل وعز: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}

ثم أتيت ابْن المسيب، فَقَالَ مثل قول مُحَمَّد، ثم سألت ابْن منبة، فَقَالَ: أشهد أنه فيما أنزل الله جل ثناؤه عَلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ملعون من جمع بين الأختين، قَالَ: فما فصل لنا حرتين ولا مملوكتين قَالَ: فرجعت إِلَى ابْن المسيب، فأخبرته، فَقَالَ: الله أكبر " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} 1565 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " أَصَبْنَا سَبَايَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} " 1566 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جل ثناؤه: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ، يَقُولُ: كُلُّ امْرَأَةٍ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ، إِلا أَمَةً مَلَكْتَهَا، وَلَهَا زَوْجٌ بِأَرْضِ الْحَرْبِ، فَهِيَ لَكَ حَلالٌ، إِذَا اشْتَرَيْتَهَا "

1567 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَ: مِنَ النِّسَاءِ كُلِّهِنَّ، إِلا ذُوَاتِ الأَزْوَاجِ مِنَ السَّبَايَا " 1568 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " سَبَايَا كَانَ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ قَبْلَ أَنْ يُسْبَيْنَ " 1569 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ، قَالَ: كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ عَلَيْكَ حَرَامٌ، إِلا مَا اشْتَرَيْتَ بِمَالِكَ، وَكَانَ يَقُولُ: بَيْعُهَا طَلاقٌ " 1570 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ الزهري، عَنْ ابْن المسيب، فِي قوله جل ثناؤه " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَ: من

ذوات الأزواج، حرم الله جَلَّ وَعَزَّ نكاحهن، إِلا مَا ملكت يمينك، وبيعها طلاقها " قَالَ معمر: وَقَالَ الحسن مثل ذَلِكَ 1571 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، سَقَطَ مِنْ كِتَابِي عَنْ فَقَطْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} لا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَوْقَ أَرْبَعٍ، فَمَا زَادَ فَهُوَ عَلَيْهِ حَرَامٌ، كَأُمِّهِ وَأُخْتِهِ " 1572 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ أيوب، عَنْ مُحَمَّد بْن سيرين، عَنْ عبيدة، أنه قَالَ فِي هذه الآية: " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: هن النساء الأربع " 1573 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يزيد بْن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنَا سليمان، عَنْ عزرة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ

النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: أربع أحلهن الله، وحرم مَا سوى ذَلِكَ " 1574 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ أَنَسٌ: الْمُحْصَنَاتُ: ذُوَاتُ الأَزْوَاجِ الْحَرَائِرُ حَرَامٌ، إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " 1575 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسٍ " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} ، قَالَ: ذُوَاتُ الأَزْوَاجِ " 1576 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود، عَنْ زمعة، عَنْ الزهري، عَنْ سعيد بْن المسيب، قَالَ " ذوات الأزواج، ويرجع ذَلِكَ إِلَى أن الله عَزَّ وَجَلَّ حرم الزنا " 1577 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عطاء " هُوَ الزنا حرمة "

قوله جل وعز: {كتاب الله عليكم}

1578 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لي ابْن شهاب: قَالَ لي ابْن المسيب " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} ذوات الأزواج فلا ينكحن امرأة زوجين " 1579 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدُرٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ " {إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} يَنْزِعُ الرَّجُلُ وَلِيدَتَهُ امْرَأَةَ عَبْدِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: سَبَايَا الْعَدُوِّ يُوطَئْنَ، إِذَا مَا سَبَيْتَ أَزْوَاجَهُنَّ " 1580 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَالْمُحْصَنَاتُ} قَالَ: الْعَفِيفَةُ الْغَافِلَةُ، مِنْ مُسْلِمَةٍ، أَوْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ} 1581 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " {كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ} ، وَاحِدَةٌ إِلَى أَرْبَعٍ، فِي النِّكَاحِ "

قوله جل وعز: {وأحل لكم ما وراء ذلكم}

1582 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام، عَنْ مُحَمَّد بْن سيرين، قَالَ: سألت عبيدة، عَنْ قول الله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ} قَالَ: أربع " 1583 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ منصور، عَنْ إبراهيم " {كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ} قَالَ: مَا حرم عليكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} 1584 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، وسئل عَنْ: " {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} قَالَ: فحدثنا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ: مَا ملكت أيمانكم " 1585 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} أي: مَا سوى ذَلِكَ "

قوله جل وعز: {محصنين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مُحْصِنِينَ} 1586 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قوله " {مُحْصِنِينَ} ناكحين " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {غَيْرَ مُسَافِحِينَ} 1587 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله " {مُسَافِحِينَ} قَالَ: زانيين بكل زانية " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} 1588 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} قَالَ: النكاح " 1589 - أَخْبَرَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: " {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} "

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي حَرْفٍ: إِلَى أَجَل مسمى " 1590 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللهُ عُمَرَ، مَا كَانَتِ الْمُتْعَةُ إِلا رَحْمَةً مِنَ اللهِ، رَحِمَ بِهَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْلا نَهْيُهُ عَنْهَا، مَا احْتَاجَ إِلَى الزِّنَا إِلا شَقِيٌّ " قَالَ: وَقَالَ: كأني أسمع قوله الآن إِلا شقي عطاء القائل ذَلِكَ قَالَ: قَالَ عطاء: وهي الَّتِي فِي سورة النساء {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} إِلَى كذا وكذا من الأجل، عَلَى كذا وكذا، قَالَ وليس بينهما وراثة، فإن بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم، وإن تفرقا فنعم، وليس بينهما نكاح، قَالَ: وأخبرني أنه سمع ابْن عَبَّاس يراها الآن حلالا اللفظ لأبي عبيد 1591 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ

فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} يَقُولُ: تَزَوَّجَ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ نَكَحَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَقَدْ وَجَبَ صَدَاقُهَا كُلُّهُ وَالاسْتِمْتَاعُ: النِّكَاحُ، وَهُوَ قوله: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} " 1592 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى الشَّرِيدِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ " الْمُتْعَةِ أَسِفَاحٌ هِيَ أَمْ نِكَاحٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا سِفَاحَ وَلا نِكَاحَ "، قُلْتُ: فَمَا هِيَ؟ قَالَ: هِيَ الْمُتْعَةُ، كَمَا قَالَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، قُلْتُ: هَلْ لَهَا مِنْ عِدَّةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، عِدَّتُهَا حَيْضَةٌ، قُلْتُ: هَلْ يَتَوَارَثَانِ؟ قَالَ: لا " 1593 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: " هَلْ تَرَى مَا صَنَعْتَ وَبِمَ أَفْتَيْتَ؟ سَارَتْ بِفُتْيَاكَ الرُّكْبَانُ، وَقَالَتْ فِيهِ الشِّعْرَ؟ قَالَ: مَا قَالُوا؟ قُلْتُ: قَالُوا: أَقُولُ لِلشَّيْخِ لَمَّا طَالَ مَجْلِسُهُ يَا صَاحِ هَلْ لَكَ فِي فُتْيَا ابْنِ عَبَّاسِ؟ هَلْ لَكَ فِي رخصة الأَطْرَافِ آنِسَةٍ تَكُونُ مَثْوَاكَ حَتَّى مَصْدَرِ النَّاسِ؟

قَالَ: إنا لِلَّهِ وإنا ليه راجعون، والله مَا بهذا أفتيت، ولا هَذَا أردت، ولا أحللت منها إِلا مَا أحل الله من الميتة، والدم، ولحم الخنزير " 1594 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} قَالَ: نَسَخَتْهَا {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} " 1595 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " الْمُتْعَةُ مَنْسُوخَةٌ، نَسَخَهَا الطَّلاقُ، وَالصَّدَقَةُ، وَالْعِدَّةُ، وَالْمِيرَاثُ "

قوله جل وعز: {فآتوهن أجورهن فريضة}

1596 - حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ سَمِعْتُ رَجُلا يُحَدِّثُ مَعْمَرًا، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَشْعَثُ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَسَخَ الْمُتْعَةَ الطَّلاقُ، وَالْعِدَّةُ، وَالْمِيرَاثُ " قَالَ: وسمعت غير الحجاج، يحدث عَنْ مُحَمَّد بْن علي، عَنْ علي، ونسخت الضحية كل ذبح " 1597 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قيس، عَنْ داود، عَنْ سعيد بْن المسيب، قَالَ " نسخت آية الميراث المتعة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} 1598 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} يَقُول: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ نَكَحَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَقَدْ وَجَبَ صَدَاقُهَا كُلُّهُ وَالاسْتِمْتَاعُ هُوَ النِّكَاحُ، وَهُوَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} "

قوله جل وعز: {ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} 1599 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جل ثناؤه " {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} وَالتَّرَاضِي: أَنْ يُوَفِّيَهَا صَدَاقَهَا ثُمَّ يُخَيِّرَهَا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا} الآية 1600 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا} ، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَعَةٌ " 1601 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، عَنْ عيسى، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قول الله جل ثناؤه " {طَوْلا} قَالَ: غنى "

قوله جل وعز: {أن ينكح المحصنات المؤمنات}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} 1602 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، عَنْ أبي عاصم، عَنْ عيسى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} قَالَ: الحرائر، فلينكح الأمة المؤمنة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} 1603 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} يَقُولُ: " إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَعَةٌ، أَنْ يَنْكِحَ الْحَرَائِرَ، فَلْيَنْكِحْ مِنْ إِمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ} وَهُوَ الْفُجُورُ، فَلَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ الأَحْرَارِ، أَنْ يَنْكِحَ أَمَةً، إِلا أَنْ لا يَقْدِرَ عَلَى حُرَّةٍ، وَهُوَ يَخْشَى الْعَنَتَ، قَالَ: {وَأَنْ تَصْبِرُوا} عَنْ نِكَاحِ الإِمَاءِ {خَيْرٌ لَكُمْ} " 1604 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ "

{ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} عَلَى نَفْسِهِ، إِنَّما أَحَلَّ اللهُ نِكَاحَ الإِمَاءِ لِمَنْ لَمْ يَسْتَطْعِ طَوْلا، وَخَشِيَ الْعَنَتَ عَلَى نَفْسِهِ " 1605 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " مَنْ وَجَدَ صَدَاقَ حُرَّةٍ فَلا يَنْكِحَ أَمَةً " وَهَذَا قول الشعبي، والحسن 1606 - حَدَّثَنَا أَبُو أحمد مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوهاب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن مُوسَى، حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، قَالَ " مما وسع الله عَلَى هذه الأمة، نكاح الأمة، والنصرانية، واليهودية، وإن كَانَ موسرا " 1607 - حَدَّثَنَا الدبري، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، فِي الرجل ينكح الأمة، قَالَ " هُوَ مما وسع الله به عَلَى هذه الأمة، نكاح الأمة، والنصرانية، وإن كَانَ موسرا " وبه يأخذ سُفْيَان بقول: لا بأس بنكاح الأمة ثم ذكر حديث ابْن أبي ليلى، عَنْ المنهال، عَنْ عباد بْن عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ " إذا نكحت الحرة عَلَى الأمة كَانَ للحرة يومان، وللأمة يوم "، وذلك أني سألته عَنْ نكاح الأمة، فحدثني حديث علي هَذَا، وَقَالَ: لم ير به عَلَى بأسا

قوله جل وعز: {من فتياتكم المؤمنات}

1608 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المبارك، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عطاء، قَالَ: سمعته يَقُول فِي المياسير " إذا خشوا عَلَى أنفسهم، فلا بأس بنكاح الإماء " 1609 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، " أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحُرِّ يَقَعُ حُبُّ الأَمَةِ فِي نَفْسِهِ، قَالَ: إِنْ خَشِيَ الْعَنَتَ، فَلْيَتَزَوَّجْهَا، يَعْنِي: الْحُرَّ إِذَا كَانَ ذَا طَوْلٍ " 1610 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سعيد، قَالَ " سألت الحكم وحمادا، عَنِ الرجل يتزوج الأمة، قَالَ: إذا خشي العنت، فلا بأس " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد بْن مسعدة، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد هُوَ ابْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس، عَنْ الحسن، قَالَ " كَانَ يكره أن يتزوج الأمة

قوله جل وعز: {فانكحوهن بإذن أهلهن}

النصرانية أو اليهودية، قَالَ: إنما رخص فِي الأمة المسلمة، قَالَ الله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} لمن لم يجد طولا " 1611 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، قَالَ: قَالَ مجاهد، فِي قوله " {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا} الآية، فلينكح أمة مؤمنة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} 1612 - قَالَ زكريا، حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} قَالَ: بإذن مواليهن " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} 1613 - حَدَّثَنَا زكريا، عَنْ إِسْحَاق، عَنْ عمرو بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي " {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} ، مهورهن " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} 1614 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد بْن مسعدة، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر، هُوَ ابْن المفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا داود، عَنْ عامر، فِي هذه الآية: {

قوله جل وعز: {ولا متخذات أخدان}

غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} قَالَ: المسافحة السوق القائمة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} 1615 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد بْن مسعدة، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر هُوَ ابْن المفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا داود، عَنْ عامر، فِي هذه الآية " {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} ، قَالَ: الزنا زناءان، المسافحة: السوق القائمة، والمتخذات أخدان، الَّتِي تتخذ خدنا واحدا، فحرمهما الله جميعا " 1616 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} الخليلة يتخذها الرجل، والمرأة تتخذ الخليل، فيقيم عليها وتقيم عَلَيْهِ، فأولئك الأخدان " 1617 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} قَالَ: أخلاء "

قوله جل وعز: {فإذا أحصن}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} 1618 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إنما قَالَ الله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ} قَالَ: فَلَيْسَ يَكُونُ عَلَيْهَا حَدٌّ حَتَّى تُحْصَنَ " 1619 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَهَا: " {فَإِذَا أُحْصِنَّ} يَعْنِي: بِرَفْعِ الأَلِفِ، يَقُولُ: أُحْصِنَّ بِالأَزْوَاجِ، يَقُولُ: لا تُجْلَدُ أَمَةٌ حَتَّى تُزَوَّجَ " 1620 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى القطعي، وسئل عَنْ قوله جل ثناؤه " {فَإِذَا أُحْصِنَّ} فحدثنا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، عَنْ الحسن، وَهُوَ قول قتادة: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} أحصنتهن البعولة " 1621 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ

الْحَارِثِ، أَنَّ ابْنَ مُقَرِّنٍ سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَمَتِي زَنَتْ، قَالَ: اجْلِدْهَا، قَالَ: إِنَّهَا لَمْ تُحْصَنْ، قَالَ: إِحْصَانُهَا إِسْلامُهَا " 1622 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقْرَأَهَا " فَإِذَا أُحْصِنَّ أَسْلَمْنَ " وَكَذَلِكَ قَرَأَ النَّخَعِيُّ وَالضَّحَّاكُ 1623 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَضْرِبُ إِمَاءَهُ الْحَدَّ إِذَا زَنَيْنَ، تَزَوَّجْنَ أَوْ لَمْ يَتَزَوَّجْنَ "

قوله جل وعز: {فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} 1624 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، كَانَ يَقْرَؤُهَا " فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نَصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ خَمْسُونَ جَلْدَةً وَلا نَفْيٌ وَلا رَجْمٌ " 1625 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " حَدُّ الْعَبْدِ يَفْتَرِي عَلَى الْحُرِّ، أَرْبَعُونَ " 1626 - حَدَّثَنَا الدبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن جريج، عَنْ عطاء، قَالَ " إن افترى عبد عَلَى حر، جلد أربعين أحصن بنكاح امرأة أو لم يحصن، قلت: فإنهم يقولون: يجلد ثمانين، فأنكر ذَلِكَ، وتلا: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} ولا شهادة لعبد "

قوله جل وعز: {ذلك لمن خشي العنت منكم}

1627 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثني، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي ذئب، قَالَ: قَالَ ابْنُ شهاب " يجلد العبد فِي الفرية عَلَى الحر، ثمانين " 1628 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} من عقوبة الحد " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} 1629 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ} ، وَهُوَ الْفُجُورُ " 1630 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الصباح، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشيم، عَنْ مغيرة، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ " العنت: الزنا " وكذلك قَالَ عطية، والضحاك "

قوله: {وأن تصبروا}

قوله: {وَأَنْ تَصْبِرُوا} 1631 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَأَنْ تَصْبِرُوا} عَنْ نِكَاحِ الإِمَاءِ فَهُوَ {خَيْرٌ لَكُمْ} " 1632 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَنْ أبي بشر، عَنْ سعيد بْن جبير " {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} قَالَ: عَنْ نكاح الإماء " وكذلك قَالَ طاوس، والضحاك قوله جَلَّ وَعَزَّ: {خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 1633 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ مولى ابْن عَبَّاس " وأن تصبروا عَنْ نكاح الأمة خير، وَهُوَ حل لكم استرقاق أولادهن "

قوله جل وعز: {ويريد الذين يتبعون الشهوات}

1634 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} يَقُولُ: إِنْ تَصْبِرُوا عَنْ نِكَاحِ الإِمَاءِ خَيْرٌ لَكُمْ {وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} " 1635 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَأَنْ تَصْبِرُوا} يَقُول: عَنْ نكاح الإماء {خَيْرٌ لَكُمْ} وهن حل " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ} 1636 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ} قَالَ: الزِّنَا " وَكَذَلِكَ قَالَ عِكْرِمَةُ

قوله جل وعز: {أن تميلوا ميلا عظيما}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا} 1637 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة، عَنْ أبي عاصم، عَنْ عيسى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا} قَالَ: أن تزنوا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} 1638 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} فِي نكاح الأمة، وفي كل شَيْء فيه يسر " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} 1639 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلَى النجار، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ ابْن طاوس، عَنْ أبيه، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} قَالَ: فِي أمور النساء، ليس يكون الإنسان فِي شَيْء منه، أضعف منه فِي النساء "

قوله جل وعز: {يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، قَالَ: حَدَّثَنَا عاصم، أن مسروقا أتى صفين فوقف بين الصفين، فَقَالَ " يَا أَيُّهَا الناس أنصتوا، ثم قَالَ: يَا أَيُّهَا الناس، أرأيتم لو أن مناديا ناداكم فِي السماء، فرأيتموه، وسمعتم كلامه، فَقَالَ: إن الله عَزَّ وَجَلَّ ينهاكم عما أنتم فيه، قَالَ: سبحان الله، فَقَالَ: نزل جبريل عَلَى مُحَمَّد عليها السلام، بأمر مَا هَذَا بأبين عندي منه {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ حَتَّى بلغ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ثم ذهب فقام فِي الناس " 1640 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حدثني الربيع، عَنْ الحسن بْن أبي الحسن، فِي هذه الآية " {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قَالَ: مَا نسخها شَيْء من القرآن "

قوله جل وعز: {إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم}

1641 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} ، قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَشْتَرِي السِّلْعَةَ فَيَرُدُّهَا، وَيَرُدُّ مَعَهَا دِرْهَمًا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} 1642 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ " 1643 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ} فِي تجارة بيع أو عطاء يعطيه أحد أحدا "

قوله جل وعز: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} 1644 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، وَذَاكَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ، وَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ، فَتَيَمَّمْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ " يَا عَمْرُو، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الاغْتِسَالِ، وَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا " 1645 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بْن غياث، عَنْ عمران بْن سليمان، عَنْ أبي صالح، وعكرمة " {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} الآية، قَالَ: لا يقتل بعضكم بعضا "

قوله جل وعز: {ومن يفعل ذلك} الآية

1646 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور بْن أبي مزاحم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سعيد يعني المؤدب، عَنْ خصيف، عَنْ مجاهد " {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قَالَ: بعضكم بعضا " 1647 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} ، وَقَالَ: لا تقتلوا أهل دينكم 1648 - " أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} أي: تهلكوها " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} الآية 1649 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ قلت لعطاء: أرأيت قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} فِي كل ذَلِكَ، أم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} ؟ قَالَ: هي فِي قوله: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} "

قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه}

1650 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عطاء " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا} من يقتل عدوانا وظلما {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} 1651 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْد اللهِ ح قَالَ وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْد اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ " قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " أَنْ تُزَانِي حَلِيلَةَ جَارِكَ "، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ إِلَى قوله: وَلا يَزْنُونَ} "

1652 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهِيبٌ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الإِشْرَاكُ بِاللهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ "، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: " أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ " 1653 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ يَشْتُمَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَشْتُمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَشْتُمُ أُمَّهُ فَيَشْتُمُ أُمَّهُ " 1654 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: صَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، ثم قَالَ: " لا أُقْسِمُ، لا أُقْسِمُ، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، أَبْشِرُوا، أَبْشِرُوا، مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ، نُودِيَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: ادْخُلْ " قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: لا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ: " بِسَلامٍ "، فَسَمِعْتُ

عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهُنَّ؟ قَالَ: نَعَمْ " عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ الرِّبَا " 1655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُدٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنِيسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ، وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاللهِ يَمِينَ صَبْرٍ، وَأَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ الْبَعُوضَةِ، إِلا كَانَتْ نُكْتَةً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " 1656 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعَقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَمَنْعُ فَضْلِ الْمَاءِ بَعْدَ الرِّيِّ "

1657 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شَهَادَةُ الزُّورِ مِنَ الْكَبَائِرِ " 1658 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَقْيَةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أَنَّ أَبَا رُهْمٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَاءَ يَعْبُدُ اللهَ وَلا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ، فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةُ " فَسَأَلُوهُ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: " الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُسْلِمَةِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ " 1659 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُدِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَوْ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْكَبَائِرُ، فَقَالَ: " الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ "

1660 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: أُولاهُنَّ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، بِدَارًا أَنْ يَكْبُرُوا، وَفِرَارٌ مِنَ الزَّحْفِ وَرَمْيُ الْمُحْصَنَاتِ، وَانْقِلابٌ إِلَى الأَعْرَابِ بَعْدَ هِجْرَةٍ " يتلوه فِي الَّذِي يليه 1661 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَالأَمْنُ لِمَكْرِ اللهِ " والحمد لِلَّهِ عَلَى كل حال، وصلى الله عَلَى مُحَمَّد النَّبِيّ وآله وصحبه "

من قوله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه إلى أم يحسدون الناس}

بسم الله الرحمن الرحيم من قوله: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ إِلَى أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} 1662 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ الشَّاشِيُّ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ التَّمَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسُوا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرُوا أَعْظَمَ الْكَبَائِرِ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِيهَا عِلْمٌ يَنْتَهُونَ إِلَيْهِ، فَأَرْسَلُونِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، وَأَخْبَرَنِي: أَنَّ أَعْظَمَ الْكَبَائِرِ: شُرْبُ الْخَمْرِ، فَأَتَيْتُهُمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ وَتَوَاثَبُوا إِلَيْهِ جَمِيعًا حَتَّى أَتَوْهُ فِي دَارِهِ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ تَحَدَّثُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ مَلِكًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَخَذَ رَجُلا فَخَيَّرَهُ أَنْ يَشْرَبَ الْخَمْرَ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا، أَوْ يَزْنِيَ، أَوْ يَأْكُلَ لَحْمَ خِنْزِيرٍ، أَوْ يَقْتُلَهُ إِنْ أَبَى، فَاخْتَارَ شُرْبَ الْخَمْرِ، فَإِنَّهُ لَمَّا شَرِبَهَا لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَرَادُوهُ مِنْهُ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا مُجِيبًا: مَا أَحَدٌ يَشْرَبُهَا، فَيَقْبَلُ اللهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَلا يَمُوتُ وَفِي مَثَانَتِهِ مِنْهَا شَيْءٌ، إِلا حُرِّمَتْ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ مَاتَ فِي الأَرْبَعِينَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً "

1663 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، عَنْ طَيْسَلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، أَكَبِيرَةٌ هِيَ؟ قَالَ: لا قُلْتُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَكَبِيرَةٌ هِيَ؟ قَالَ: لا ثُمَّ قَالَ: " الْكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالإِلْحَادُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِظُلْمٍ، وَالاسْتِسْحَارُ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ، وَبُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَخَافُ النَّارَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدِكَ؟ " قُلْتُ: أُمِّي، قَالَ: " فَوَاللهِ لإِنْ أَطْعَمْتَهَا بِرَّ الطَّعَامِ، وَأَلَنْتَ لَهَا الْكَلامَ، لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ، مَا اجْتَنَبْتَ الْمُوجِبَاتِ " 1664 - حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ حَمَّادُ بْنُ غَسَّانَ الأَرْمَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ، عَنْ عَمِّهِ إِيَاسِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَلِيًّا فِي الْعُمْرَةِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ " الأَمْنُ لِمَكْرِ اللهِ، وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ "

1665 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قالا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه قَرَأَ مِنَ النِّسَاءِ، حَتَّى بَلَغَ ثَلاثِينَ آيَةً مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: " {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} مِمَّا فِي أَوَّلِ السُّورَةِ إِلَى حَيْثُ بَلَغَ " 1666 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْد اللهِ " الْكَبَائِرُ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ، إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} " 1667 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ " كُلُّ مَا نَهَى الله عَنْهُ كَبِيرٌ، وَقَدْ ذَكَرْتُ الطّرْفَةَ "

1668 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، قَالَ: عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ أيوب، عَنْ ابْن سيرين، عَنْ عبيدة، قَالَ: " مَا عصي الله به فهو كبير، ولقد ذكر الطرفة {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} " 1669 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: " الْكَبَائِرُ سَبْعٌ؟ قَالَ: هِيَ إِلَى السَّبْعِينَ أَقْرَبُ " 1670 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شِبْلٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ الْكَبَائِرُ سَبْعٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِلَى سَبْعِ مِائَةِ أَقْرَبُ، إِنَّهُ لا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ، وَلا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ " 1671 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {

الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ} قَالَ فَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} ، وَالأَمْنُ لِمَكْرِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} ، وَمِنْهَا: عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، لأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْعَاقَّ جَبَّارًا، عَصِيًّا، وَشَقِيًّا، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَهَا اللهُ، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ

وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ، وَأَكْلُ الرِّبَا، لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} ، وَالزِّنَا، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ الْفَاجِرَةُ لأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} وَالْغَلُولُ لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، وَمَنْعُ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ لأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ، يَقُولُ: {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَكِتْمَانُ الشَّهَادَةِ، لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} وَشُرْبُ الْخَمْرِ، لأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَدَلَ بِهَا الأَوْثَانَ، وَتَرْكَ الصَّلاةِ مُعَتَمِّدًا فِي شَيْءٍ مِمَّا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ، لأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا، فَقَدْ

قوله جل وعز: {نكفر عنكم سيئاتكم} الآية

بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَنَقْضُ الْعَهْدِ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، لأَنَّ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} " 1672 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قول عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} قَالَ: الموجبات " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} الآية 1673 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ " إِنَّ فِي النِّسَاءِ خَمْسُ آيَاتٍ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا مَرُّوا بِهَا يَعْرِفُونَهَا، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا} " وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ "

قوله جل وعز: {وندخلكم مدخلا كريما}

1674 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا لَكُمْ وَلِلْكَبَائِرِ وَقَدْ وُعِدْتُمُ الْمَغْفِرَةَ، أَحْسَبُهُ قَالَ: وَقَدْ وَعَدَكُمُ الْمَغْفِرَةَ، فِيمَا دُونَ الْكَبَائِرِ " 1675 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس، عَنْ شيبان، عَنْ قتادة " {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} ، قَالَ: إنما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا} 1676 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، أنه كَانَ يَقُول: " المدخل الكريم: الجنة "

قوله جل وعز: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} 1677 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: " يَا رَسُولَ اللهِ، لا نُقَاتِلُ فَنُسْتَشْهَدُ، وَلا نُعْطَى الْمِيرَاثَ فَنَزَلَتْ: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَى قوله: مِمَّا اكْتَسَبْنَ} ثُمَّ نَزَلَتْ: {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} " 1678 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ، يَقُولُ: لا يَتَمَنَّى الرَّجُلُ فَيَقُولُ: لَيْتَ أَنَّ لِي مَالُ فُلانٍ، وَأَهْلِهِ فَنَهَى اللهُ سُبْحَانَهُ عَنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ سَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ "

قوله جل وعز: {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن}

1679 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، قَالَ: حَدَّثَنَا عتاب بْن بشير، قَالَ: أَخْبَرَنَا خصيف، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قوله جل ثناؤه " {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ، زعم أن النساء سألن الجهاد، فقلن: وددنا أن الله عَزَّ وَجَلَّ جعل لنا الغزو، فنصيب من الأجر، مَا يصيب الرجال، فأنزل الله جل ثناؤه: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} 1680 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جل ثناؤه: " لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ يَعْنِي: مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ "

قوله جل وعز: {واسألوا الله من فضله} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ} الآية 1681 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النعمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ مُحَمَّد، فِي التمني، قَالَ " قد نهاكم الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ هَذَا، ودلكم عَلَى خير منه، {وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} 1682 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ} قَالَ: وَرَثَةً " وَكَذَلِكَ قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ 1683 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد، فِي هذه الآية " {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قَالَ: العصبة "

1684 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد " {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ} قَالَ: هم الأولياء " 1685 - حَدَّثَنَا ابْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبدة المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وهب: مُحَمَّد بْن مزاحم قَالَ: حَدَّثَنَا بكير بْن معروف، عَنْ مقاتل بْن حيان، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} يعني: بني العم والقربى " 1686 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ} ، كتب عمر بْن العزيز كتابا، فقرئ عَلَى الناس، الموالي ثلاثة: مولى رحم، ومولى حلف، ومولى ولاء " 1687 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قَالَ: أولياء ورثة، المولى ابْن العم، والمولى: الحليف وَهُوَ العقيد والمولى: المنعم عَلَيْهِ، والمولى: الأسفل، والمولى: الولي: اللهُمَّ من كنت مولاه والمولى: المنعم عَلَى المعتق "، وَقَالَ الشاعر: ومولى كداء البطن لو كَانَ قادرا عَلَى الموت أفنى الموت أهلي وماليا يعني: ابْن العم

وَقَالَ الفضل بْن العباس: مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تظهرن لنا مَا كَانَ مدفونا وَقَالَ ابْنُ الطيفان، من بني عَبْد اللهِ بْن دارم، والطيفان: أمه ومولى كمولى الزبرقان أدملته كما اندملت ساق يهاض بها كسر أدملته: أصلحته، واحتملت مَا جاء منه قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} 1688 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} فَكَانَ الرَّجُلُ يُعَاقِدُ الرَّجُلَ أَيُّهُمَا مَاتَ وَرِثَهُ الآخَرُ "

1689 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: كَانَ هَذَا حِلْفٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ " وَكَذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ 1690 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثوري، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد " والذين عاقدت أيمانكم قَالَ: كَانَ هَذَا حلف فِي الجاهلية " وَقَالَ: سعيد بْن جبير 1691 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} ، قَالَ: كَانَ الرجل فِي الجاهلية يعاقد الرجل، ويقول: دمي دمك، وهدمي هدمك، وترثني وأرثك، وتطلب بدمي، وأطلب بدمك "

1692 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق بإسناده نحوه 1693 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلمة، عَنْ ابْن إِسْحَاقَ، عَنْ الزهري، عَنْ سعيد بْن المسيب، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ " والذين عاقدت أيمانكم قَالَ: هم رجال كَانُوا حالفوا رجالا فِي الجاهلية عَلَى العقل، والنصر، والميرات " 1694 - حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله الله جل ثناؤه " {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} قَالَ: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، يُوَرَّثُ الأَنْصَارُ، دُونَ ذُوِي رَحِمِهِ، لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ} نُسِخَتْ، ثُمَّ قَالَ: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} "

قوله جل وعز: {فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} 1695 - حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ النَّصْرُ، وَالنَّصِيحَةُ، وَالرِّفَادَةُ وَيُوصَى لَهُمْ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ " 1696 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ فَكَانَ الرَّجُلُ يُعَاقِدُ الرَّجُلَ، أَيُّهُمَا مَاتَ وَرِثَهُ الآخَرُ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعْدُ: {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا} ، يَقُولُ: إِلا أَنْ تُوصُوا لأَوْلِيَائِهِمُ الَّذِينَ عَاقَدُوا وَصِيَّةً، فَهُوَ لَهُمْ جَائِزٌ مِنْ ثُلُثِ مَالِ الْمَيِّتِ، وَذَلِكَ الْمَعْرُوفُ "

1697 - حَدَّثَنَا الدبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثوري، عَنْ منصور، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " والذين عاقدت أيمانكم قَالَ: هَذَا حلف فِي الجاهلية، فلما جاء الإسلام أمروا أن يورثوهم نصيبهم، من النصر، والولاء، والمشورة، ولا ميراث " 1698 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " والذين عاقدت أيمانكم ، قَالَ: الحلفاء لهم نصيبهم، من النصر، والرفد 1699 - " حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلمة، عَنْ ابْن إِسْحَاقَ، عَنْ الزهري، عَنْ سعيد بْن المسيب، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ " والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قَالَ: هم رجال كَانُوا حالفوا رجالا فِي الجاهلية، عَلَى العقل، والنصر، والميراث، فأمرهم الله جَلَّ وَعَزَّ أن يوفوا لهم " 1700 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ أبي بشر، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " كَانَ الرجل يعاقد الرجل

قوله جل وعز: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض}

فيرث كل واحد منهما صاحبه، وَكَانَ أَبُو بكر عاقد رجلا فورثه " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} 1701 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلا لَطَمَ امْرَأَتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَكُمَا الْقَصَاصُ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْءَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَل الْقُرْآنُ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللهُ غَيْرَهُ " قَالَ جرير: سمعت الحسن قرأها: " من قبل أن نقضي إليك وحيه "

قوله جل وعز: {وبما أنفقوا من أموالهم}

1702 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، عَنْ أبي إِسْحَاق الشيباني، عَنْ من سمع مجاهدا، فِي قوله " {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} قَالَ: بالتأديب والتعليم " 1703 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الأوزاعي، عَنْ الزهري، قَالَ " لا تقص المرأة من زوجها، إِلا فِي النفس " 1704 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ " نحن نقص منه إِلا فِي الأدب " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} 1705 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الشيباني، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ من سمع مجاهدا، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} قَالَ: بالمهر " 1706 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن مُحَمَّد، عَنْ سُفْيَان الثوري، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} قَالَ: بما أعطوا من المهر "

قوله جل وعز: {فالصالحات قانتات}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} 1707 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد ح قَالَ زكريا وحدثنا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حدثني ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} قَالَ: مطيعات " 1708 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ " صوالح النساء قانتات، مطيعات لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ولأزواجهن، يعني فِي قوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} " 1709 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الشيباني، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ من سمع مجاهدا، فِي قوله عَنْ رجل " {فَالصَّالِحَاتُ} قَالَ: عاملات للخير " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} 1710 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} للأزواج "

قوله جل وعز: {واللاتي تخافون نشوزهن}

1711 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حُمْرَانَ الْحُمْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النِّسَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِكَ وَنَفْسِهَا " قَالَ: ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} " 1712 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة " {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} ، حافظات لما استودعهن الله جعل وعز من حقه، وحافظات لغيب أزواجهن " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} 1713 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ: " مَا فعلت تهلك، عَهْدِي بِهَا سَيِّئَةُ الْخُلُقِ "، قَالَ: أَجَلْ، وَاللهِ لَقَدْ خَرَجَتْ وَمَا أُكَلِّمُهَا "

قوله عز وجل: {فعظوهن}

1714 - وأخبرنا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " النشوز: بغض الزوج " 1715 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} ، فَتِلْكَ الْمَرْأَةُ تَنْشُزُ، وَتَسْتَخِفُّ بِحَقِّ زَوْجِهَا، وَلا تُطِيعُ أَمْرَهُ " 1716 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " إذا نشزت المرأة عَنْ فراش زوجها، يعني فِي قوله: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَعِظُوهُنَّ} 1717 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} الآيَةَ، فَتِلْكَ الْمَرْأَةُ تَنْشُزُ، وَتَسْتَخِفُّ بِحَقِّ زَوْجِهَا، وَلا تُطِيعُ أَمْرَهُ، فَأَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعِظَهَا، وَيُذَكِّرَهَا بِاللهِ وَبِعِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، فَإِنْ قَبِلَتْ، وَإِلا هَجَرَهَا "

قوله جل وعز: {واهجروهن في المضاجع}

1718 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَعِظُوهُنَّ} ، قَالَ: إذا نشزت المرأة عَنْ فراش زوجها، فإنه يَقُول لها: اتقي الله، وارجعي " 1719 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النعمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ سعيد بْن جبير، أنه قَالَ: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} ، قَالَ: يعظها فإن فعلت، وإلا هجرها " وكذلك روي عَنِ الحسن، وقتادة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} 1720 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} قَالَ: فَأَمَرَهُ اللهُ أَنْ يَعِظَهَا، فَإِنْ قَبِلَتْ وَإِلا هَجَرَهَا فِي الْمَضْجَعِ، وَلا يُكَلِّمُهَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَذَرَ نِكَاحَهَا، وَذَلِكَ عَلَيْهَا شَدِيدٌ، فَإِنْ رَجِعَتْ وَإِلا ضَرَبَهَا "

1721 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ خصيف، عَنْ عِكْرِمَةَ، إنما الهجران بالمنطق أن يغلظ لها، وليس بالجماع 1722 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، قَالَ: قَالَ الكلبي " ليس الهجران فِي المضاجع أن يَقُول لها: هجرا، والهجران أن أمرها وترجع إِلَى مضجعها " 1723 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} قَالَ: يضاجعها، ويهجر كلاهما، ويوليها ظهره " 1724 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا مغيرة، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وإبراهيم " {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} يهجر مضاجعتها حَتَّى ترجع إِلَى مَا يحب " 1725 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} ، قَالَ: لا يُجَامِعُهَا " وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ "

قوله جل وعز: {واضربوهن}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاضْرِبُوهُنَّ} 1726 - أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللهِ "، قَالَ: فَأَتَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَأَذِنَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءٌ كَثِيرٌ، يَشْكِينَ أَزْوَاجَهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ يَشْكِينَ أَزْوَاجَهُنَّ، وَلا تَجِدُونَ أُولَئِكَ خِيَارَكُمْ " 1727 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} ، قَالَ: فَإِنْ رَجِعَتْ، وَإِلا ضَرَبَهَا ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلا يَكْسِرُ لَهَا عَظْمًا، وَلا يَجْرَحُ بِهَا جَرْحًا " 1728 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْن طاوس، فِي " {وَاضْرِبُوهُنَّ} ، قَالَ: سمعنا أنه ضرب غير مبرح "

قوله عز وجل: {فإن أطعنكم}

1729 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، عَنْ شيبان، عَنْ قتادة، قَالَ " ابدأ فعظها، فإن أبت عليك، فاهجرها فِي المضجع، فإن ذَلِكَ لها عقوبة، فإن أبت عليك، فاضربها ضربا غير مبرح، غير شائن " 1730 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النعمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ أيوب، عَنْ سعيد بْن جبير، أنه قَالَ: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} قَالَ: يعظها فإن فعلت، وإلا هجرها فإن فعلت، وإلا ضربها، فإن لم يفعل، بعث حكما من أهله وحكما من أهلها، فينظران، فعند ذَلِكَ يكون الخلع " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ} 1731 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ} فَإِنْ رَجِعْنَ {فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} "

قوله جل وعز: {فلا تبغوا عليهن سبيلا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} 1732 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} ، يَقُولُ: إِذَا أَطَاعَتْكَ فَلا تَتَجَنَّى عَلَيْهَا الْعِلَلَ " 1733 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مبارك، عَنْ سليمان التيمي، عَنْ قتادة " {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} ، قَالَ: العلل " 1734 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} ، أي: لا تعللوا عليهن بالعيوب " قوله جل ذكره: {وَإِنْ خِفْتُمْ} 1735 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَإِنْ خِفْتُمْ} أيقنتم "

قوله جل وعز: {شقاق بينهما}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} 1736 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} ، فَهَذَا الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ إِذَا تَفَاسَدَ الَّذِي بَيْنَهُمَا " 1737 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} ، أي: تباعد " قوله جل ذكره: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} 1738 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ السُّلَمِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، " أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ وَامْرَأَتُهُ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَمَرَهُمْ عَلِيٌّ أَنْ يَبْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا، فَفَعَلُوا، ثُمَّ دَعَا الْحَكَمَيْنِ، فَقَالَ: " هَلْ تَدْرِيَانِ مَا عَلَيْكُمَا؟ عَلَيْكُمَا إِنْ رَأَيْتُمَا أَنْ تَجْمَعَا جَمَعْتُمَا، وَإِنْ رَأَيْتُمَا

أَنْ تُفَرِّقَا فَرَّقْتُمَا "، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: رَضِيتُ بِكِتَابِ اللهِ فِيَّ، وَعَلَيَّ، فَقَالَ الزَّوْجُ: أَمَّا الْفُرْقَةُ فَلا، فَقَالَ عَلِيٌّ: " كَذَبْتَ لَعَمْرِ اللهِ حَتَّى تَرْضَى بِالَّذِي رَضِيتَ " 1739 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بُعِثْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ حَكَمَيْنِ، فَقِيلَ لَنَا: إِنْ رَأَيْتُمَا أَنْ تَجْمَعَا جَمَعْتُمَا، وَإِنْ رَأَيْتُمَا أَنْ تُفَرِّقَا فَرَّقْتُمَا "، قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الَّذِي بَعَثَهُمَا عُثْمَانُ 1740 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، " أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَتْ: تَصِيرُ لِي، وَأُنْفِقُ عَلَيْكَ، فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟ فَيَسْكُتُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا، وَهُوَ يوم، قَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟ قَالَ: عَلَى يَسَارِكِ فِي النَّارِ إِذَا دَخَلْتِ، فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا، فَجَاءَتْ عُثْمَانَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَضَحِكَ، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لأُفَرِّقَنَّ بَيْنَهُمَا،

وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا كُنْتُ لأُفَرِّقَ بَيْنَ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، فَأَتَيَاهُمَا فَوَجَدَاهُمَا قَدْ غَلَقَا عَلَيْهِمَا أَبْوَابَهُمَا وَأَصْلَحَا أَمْرَهُمَا، فَرَجَعَا " 1741 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} فَهَذَا الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ إِذَا تَفَاسَدَ الَّذِي بَيْنَهُمَا، فَأَمَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَبْعَثُوا رَجُلا صَالِحًا مِنْ أَهْلِ الرَّجُلِ وَرَجُلا مِثْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَرْأَةِ، فَيَنْظُرَانِ أَيُّهُمَا الْمُسِيءُ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ هُوَ الْمُسِيءُ، حَجَبُوا عَنْهُ امْرَأَتَهُ، وَقَصَرُوهُ عَلَى النَّفَقَةِ، وَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ هِي الْمُسِيئَةُ، قَصَرُوهَا عَلَى زَوْجِهَا، وَمَنَعُوهَا النَّفَقَةَ، فَإِنِ اجْتَمَعَ رَأْيُهُمَا عَلَى أَنْ يُفَرِّقَا، أَوْ يَجْمَعَا، فَأَمْرُهُمَا جَائِزٌ " 1742 - حَدَّثَنَا أَبُو أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا يعلى، حَدَّثَنَا إسماعيل، عَنْ عامر ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} قَالَ: مَا قضى الحكمان جاز "

1743 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ علي بْن المبارك، عَنْ يَحْيَى بْن أبي كثير، عَنْ أبي سلمة، قَالَ " الحكمان إن شاءا جمعا، وان شاءا فرقا " 1744 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا حصين، عَنِ الشَّعْبِيِّ، " أن امرأة نشزت عَلَى زوجها فاختصما إِلَى شريح، فَقَالَ شريح: ابعثوا حكما من أهله، وحكما من أهلها، ففعلوا، فنظر الحكمان فِي أمرهما، فرأيا أن يفرقا، فكره ذَلِكَ الرجل، فَقَالَ شريح: فيم كنا منذ اليوم فيه؟ وأجاز أمرهما " 1745 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عطاء، قَالَ له إنسان " أيفرقان الحكمان؟ قَالَ: لا، إِلا أن يجعل الزوجان ذَلِكَ بأيديهما " 1746 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى القطعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، عَنْ الحسن، وَهُوَ قول

قوله جل وعز: {إن يريدا إصلاحا} الآية

قتادة، أنهما قالا: " إنما بعث الحكمان ليصلحا، ويشهدا عَلَى الظالم بظلمه، فأما الفرقة فليست بأيديهما ولم يملكا ذَلِكَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا} الآية 1747 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا} ، قَالَ: هُمَا الْحَكَمَانِ " 1748 - حَدَّثَنَا الدبري، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري، عَنْ أبي هاشم، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} ، قَالَ: بين الحكمين " 1749 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " وَذَكَرَ الْحَكَمَيْنِ، قَالَ: فَإِنِ اجْتَمَعَ رَأْيُهُمَا عَلَى أَنْ يُفَرِّقَا، أَوْ يَجْمَعَا، فَأَمْرُهُمَا جَائِزٌ، وَإِنْ رَأَيَا أَنْ يَجْمَعَا، فَرَضِيَ أَحَدُ الزَّوْجَيْنِ، وَكَرِهَ ذَلِكَ الآخَرُ، ثُمَّ مَاتَ أَحَدُهُمَا، فَإِنَّ الَّذِي رَضِيَ يَرِثُ الَّذِي كَرِهَ، وَلا يَرِثُ الْكَارِهُ الرَّاضِيَ، وَذَلِكَ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} ، وَذَلِكَ الْحَكَمَيْنِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مُصْلِحٍ، يُوَفِّقْهُ لِلْحَقِّ وَالصَّوَابِ "

قوله عز وجل: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} 1750 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، تفعل العرب ذَلِكَ، فكان فِي التمثيل: واستوصوا بالوالدين إحسانا " قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} 1751 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} ، قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُو الْقَرَابَةِ " 1752 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، وابن نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} قالا: جارك، وَهُوَ ذو قرابتك " وكذلك روي عَنِ الضحاك وعكرمة

قوله جل وعز: {والجار الجنب}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} 1753 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاسٍ: " {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ، الَّذِي لا قَرَابَةَ لَهُ " 1754 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، وابن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ، جارك من قوم آخرين " وكذلك روي عَنْ عكرمة، والضحاك 1755 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ، الغريب، يقال: مَا يأتينا إِلا عَنْ جنابة، أي: من بعيد " قَالَ علقمة بْن عبدة: فلا تحرمني نائلا عَنْ جنابة فإني أمرو وسط القباب غريب وإنما هي من الاجتناب

قوله عز وجل: {والصاحب بالجنب}

وَقَالَ الأعشى: أتيت حريثا زائرا عَنْ جنابة فكان حريث عَنْ عطائي جامدا قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} 1756 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، بَلَغَنِي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: الصَّاحِبُ الْمُلازِمُ " وَقَالُوا أَيْضًا رَفِيقُكَ الَّذِي يُرَافِقُكَ 1757 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المبارك، عَنْ سعيد بْن أيوب، عَنْ عطاء بْن دينار، عَنْ عِكْرِمَةَ، " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} قَالَ: الرفيق " 1758 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، الرفيق فِي السفر، ومنزله مَعَ منزلك، وطعامه مَعَ طعامك "

1759 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} يصاحبك فِي سفرك، فينزل إِلَى جنبك " 1760 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أبي بكير، عَنْ سعيد بْن جبير " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، قَالَ: الرفيق الصالح " 1761 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمر يوسف بْن سلمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حاتم بْن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عجلان، عَنْ زيد بْن أسلم، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، قَالَ: هُوَ جليسك فِي الحضر، ورفيقك فِي السفر " 1762 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ، قَالا: " هِيَ الْمَرْأَةُ يَعْنِي: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} "

قوله عز وجل: {وابن السبيل}

1763 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مجاهد بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سوقة، عَنْ أبي الهيثم، عَنْ إبراهيم، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، قَالَ: المرأة 1764 - " حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد، عَنْ شعبة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، فِي هذه الآية " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، قَالَ: المرأة " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَابْنِ السَّبِيلِ} 1765 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " {وَابْنِ السَّبِيلِ} ، قَالَ: الضيف له حق فِي السفر، والحضر " 1766 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَابْنِ السَّبِيلِ} ، الغريب "

قوله عز وجل: {وما ملكت أيمانكم}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} 1767 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: ملكك الله، فأحسن صحابته " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا} 1768 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: كَانَ يُبَلِّغُنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ حَدِيثًا، فَكُنْتُ أَشْتَهِي لِقَاءَهُ، فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِيثًا بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَكَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ ثَلاثَةً، وَيُبْغِضُ ثَلاثَةً "، فَلا أَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، خَلِيلِي، قَالَهَا ثَلاثًا، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللهُ؟ قَالَ: " الْمُخْتَالُ الْفَخُورُ "، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنْزَلَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا} "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

قوله جل وعز: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل}

1769 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " المختال: ذو الخيلاء، والخال، وهما واحد، ويجيء مصدرا " قَالَ العجاج: والخال ثوب من ثياب الجهال وَقَالَ العبدي: فإن كنت سيدنا سدتنا وإن كنت للخال فاذهب فخل أي: أختل قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} 1770 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ إِلَى وَكَانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيمًا} فيما بين ذَلِكَ، فِي يهود " 1771 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ " وَكَانَ كردم بْن يزيد حليف كعب بْن الأشرف،

وأسامة بْن حبيب، ونافع، ويحيى بْن عمر، وحيي بْن أخطب، ورفاعة بْن زيد التابوت، يأتون رجالا من الأنصار، كَانُوا يخالطونهم، فيتنصحون لهم، من أصحاب رَسُول اللهِ، فيقولون: لا تنفقوا أموالكم، فإنا نخشى عليكم الفقر فِي ذهابها، ولا تسارعوا فِي النفقة، فإنكم لا تدرون مَا يكون، فأنزل الله جل ثناؤه فيهم: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ إِلَى قوله: وَكَانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيمًا} وَقَالَ: قتادة: أعداء الله أهل الكتاب، بخلوا بحق الله عليهم وروي عَنْ طاوس أنه قَالَ: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} ، وَقَالَ: البخل: أن يبخل الإنسان بما فِي يديه والشح: أن يشح عَلَى مَا فِي أيدي الناس وَقَالَ: يجب أن يكون له مَا فِي أيدي الناس بالحل والحرام لا يقنع "

قوله جل وعز: {ويكتمون ما آتاهم الله من فضله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} 1772 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي: من النبوة الَّتِي فِيهَا تصديق مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا إِلَى قوله: وَكَانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيمًا} 1773 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، عَنْ قتادة قَالَ زكريا وحدثنا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجه، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله جل ذكره " {وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} يكتمون الإسلام ومُحَمَّدا وهم {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} "

قوله عز وجل: {ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} 1774 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَسَاءَ قَرِينًا} أي: فساء الشيطان قرينا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ} الآية 1775 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " {وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ} ، أعطوا فِي وجوه الخير " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} 1776 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ فِي النِّسَاءِ خَمْسُ آيَاتٍ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا مَرُّوا بِهَا يَعْرِفُونَهَا، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} الآيَةُ، وَقوله: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} ،

وَقوله: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} الآيَةُ، وَقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ} الآيَةُ، وَقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} الآيَةُ " 1777 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نزَلَتْ فِي الأَعْرَابِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ، فَقَالَ رَجُلٌ: فَمَا لِلْمُهَاجِرِينَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} ، وَإِذَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِشَيْءٍ عَظِيمٌ فَهِوَ عَظِيمٌ " 1778 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} قَالَ: وزن ذرة "

قوله عز وجل: {وإن تك حسنة يضاعفها}

1779 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} ، أي: زنة ذرة " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} 1780 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عامر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأشهب، أن أبا رجاء قرأ: " وإن تك حسنة يضعفها "، بتثقيل العين وجرها " 1781 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {يُضَاعِفْهَا} ، أضعافا، ويضعفها ضعفين " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} 1782 - حَدَّثَنَا ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} ، قَالَ: الْجَنَّةَ " 1783 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جريج، عَنْ أبيه، قَالَ: أخبرني عباد بْن أبي صالح، عَنْ

قوله جل وعز: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد} الآية

سعيد بْن جبير، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} قَالَ: الأجر العظيم: الجنة " وكذلك قَالَ السدي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} الآية 1784 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ "، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: " إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "، قَالَ: فَافْتَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَقَرَأْتُ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} ، قَالَ: غَمَزَنِي بِيَدِهِ، وَقَالَ: " حَسْبُكَ "، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ 1785 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} وشاهدها نبوتها من كل أمة {وَجِئْنَا بِكَ} يَا مُحَمَّد {عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} "

قوله جل وعز: {يومئذ}

1786 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} برسول يشهد عليها أنه قد أبلغهم مَا أرسله الله به إليهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَوْمَئِذٍ} 1787 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} يوم القيامة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} 1788 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زكريا وحدثنا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} ، يَقُول: ودوا لو انخرقت بهم الأرض فساحوا فِيهَا، {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} "

قوله جل وعز: {ولا يكتمون الله حديثا}

1789 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} فتنشق لهم فيدخلون فِيهَا، فتسوى عليهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} 1790 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ، ثُمَّ قَالَ: {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} ، بِجَوَارِحِهُمْ " 1791 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جاء رجل إِلَى ابْن عَبَّاس، فَقَالَ: يَا ابْن عَبَّاس، إني أجد فِي القرآن أشياء تختلف علي قد وقع فِي صدري، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس " أتكذيب؟ " فَقَالَ الرجل: مَا هُوَ تكذيب، ولكن اختلاف، قَالَ: فهلم مَا وقع من ذَلِكَ فِي نفسك فَقَالَ الرجل: أسمع الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُول: {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} وَقَالَ: فِي آية أخرى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ

يَتَسَاءَلُونَ} ، وَقَالَ فِي آية أخرى: {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} ، وَقَالَ فِي آية أخرى: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ، فقد كتموا فِي هذه الآية، وقوله: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} ، فذكر فِي هذه الآية خلق السماء، قبل خلق الأرض، ثم قَالَ فِي آية أخرى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ إِلَى قوله: طَائِعِينَ} فذكر فِي هذه الآية خلق الأرض قبل خلق السماء، وقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} ، {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " هات مَا وقع فِي نفسك من هَذَا "، قَالَ السائل: إذا أنبأتني بهذا، فحسبي

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أما قوله: {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} فَهَذِهِ النَّفْخَةُ الأُولَى، يُنْفَخُ فِي الصُّورِ {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ} {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} ، فَإِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَةِ، قَامُوا: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} ، وَأَمَّا قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وَقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} ، فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الإِخْلاصِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَتَعَاظَمُ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَنْ يَغْفِرَ، وَلا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّ رَبَّنَا غَفَرَ الذُّنُوبَ، وَلا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، فَتَعَالَوْا نَقُولُ: إِنَّا أَهْلُ الذُّنُوبِ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَسَأَلَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ؟ فَقَالُوا: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وَإِنَّمَا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَمَّا إِذَا كَتَمَتِ الأَلْسُنُ، فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَخَتَمَ اللهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَنَطَقَتْ أَيْدِيهِمْ، وَشَهِدَتْ أَرْجُلُهُمْ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ، أَنَّ اللهَ لا يَكْتُمُ حَدِيثًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} "، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ مِثْلَهُ هَذَا الْمَعْنَى،

قوله جل وعز: {يأيها الذين آمنوا}

وَقَالَ بَعْضُهُم {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} أَيْ: لا تَكْتُمُهُ الْجَوَارِحُ أَوِ الْقَوْلَ وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ، وَإِنْ كَتَمُوهُ قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} 1792 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْد اللهِ: " قَرَأْنَا الْمُفَصَّلَ بِمَكَّةَ حِجَجًا لَيْسَ فِيهِ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} " 1793 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سلمة، عَنْ الضحاك، قَالَ " مَا كَانَ فِي القرآن {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} نزل بالمدينة " 1794 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معاوية عَنْ الأعمش، عَنْ إبراهيم، عَنْ علقمة، مثله قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} 1795 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} فَكَانُوا لا يَشْرَبُونَهَا عِنْدَ الصَّلاةِ، فَإِذَا

صَلَّوُا الْعِشَاءَ شَرِبُوهَا، وَلا يُصْبِحُونَ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُمُ السُّكْرُ، فَإِذَا صَلَّوُا، الْغَدَاةَ شَرِبُوهَا، فَمَا يَأْتِي الظُّهْرُ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُمُ السُّكْرُ، ثُمَّ إِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَرِبُوهَا، فَقَاتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَتَكَلَّمُوا بِمَا لا يَرْضَى اللهُ بِهِ مِنَ الْقَوْلِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ} وَالْمَيْسِرُ: الْقِمَارُ، وَالأَنْصَابُ: هِيَ الأَوْثَانُ، وَالأَزْلامُ: وِهَي الْقِدَاحُ، كَانُوا يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا، {رِجْسٌ} إِلَى {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، فَحَرَّمَ اللهُ الْخَمْرَ، وَنَهَى عَنْهَا، وَجَعَلَهَا رِجْسًا، وَأَمَرَ بِاجْتِنَابِهَا، كَمَا أَمَرَ بِاجْتِنَابِ الأَوْثَانِ " 1796 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَ: عُمَرُ: " اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ فَنَزَلَتْ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} ، فَقَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ فَنَزَلَتْ: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} الآيَةُ، قَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ فَنَزَلَتْ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ إِلَى قوله: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فَقَالَ عُمَرُ: انْتَهَيْنَا، إِنَّهَا تُذْهِبُ الْمَالَ، وَتُذْهِبُ الْعَقْلَ "

1797 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا مغيرة، عَنْ أبي رزين، قَالَ " شربت الخمر بعد الآية الَّتِي فِي البقرة، والتي فِي النساء، فكانوا يشربونها حَتَّى تحضر الصلاة، فإذا حضرت تركوها، حرمت فِي المائدة فِي قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} ، فانتهى القوم عنها، فلم يعودوا فِيهَا " 1798 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ " صَنَعَ طَعَامًا وَشَرَابًا، فَدَعَا نَفْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا، فَقَدَّمُوا عَلِيًّا فَصَلَّى بِهِمُ الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَأَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدْ وَأَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ، وَأَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينٌ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ هَذِهِ الآيَةَ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} " 1799 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ الْمَرْوَرُوذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ هُوَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَرَجُلٌ

آخَرُ شَرِبُوا الْخَمْرَ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَرَأَ: قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فَخَلَطَ فِيهَا، فَنَزَلَتْ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} " 1800 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عكرمة " {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، فنزلت فِي أبي بكر، وعمر، وعلي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وسعد، صنع علي لهم طعاما وشرابا، فأكلوا وشربوا حَتَّى قَالَ ابْنُ جريج: وَقَالَ غير عكرمة: صلى بهم المغرب علي، فَقَالَ: {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حَتَّى خاتمتها، فَقَالَ: ليس لي دين، وليس لكم دين، فنزلت: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} " 1801 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ علي بْن بذيمة، عَنْ عكرمة " {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، قَالَ: نسختها {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} "

قوله عز وجل: {ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}

1802 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة، عَنْ الضحاك، " {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، قَالَ: لم يعن بها الخمر، إنما عنى به سكر النوم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} 1803 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} قَالَ: هُوَ الْمُسَافِرُ " 1804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ وَهُوَ أَبُو مِجْلَزٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَتَأَوَّلُهَا " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} ، يَقُولُ: تَحْرِيمًا أَنْ لا يَقْرَبَ الصَّلاةَ وَهُوَ جُنُبٌ، إِلا وَهُوَ مُسَافِرٌ، وَلا يَجِدُ مَاءً فَيَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي "

1805 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} ، قَالَ: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ إِلا أَنْ تَكُونَ مُسَافِرًا تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ، وَلا يَجِدُ الْمَاءَ، فَيَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ " 1806 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} ، مسافرين لا تجدون ماء " وكذلك قَالَ: سعيد بْن جبير، والحكم والحسن بْن مسلم بْن يناق، وقتادة 1807 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} ، قَالَ: لا تَدْخُلِ الْمَسْجِدَ، وَأَنْتَ جُنُبٌ، إِلا وَأَنْتَ {عَابِرِي سَبِيلٍ} إِلا وَأَنْتَ مَارًّا فِيهِ "

1808 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَرَزِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، " أَنَّهُ كَانَ يُرَخَّصُ لِلْجُنُبِ أَنْ يَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ مُجْتَازًا، وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} " 1809 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سالم، عَنْ سعيد، قَالَ: " الجنب يمر فِي المسجد ولا يجلس فيه، ثم قرأ: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} " 1810 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ قتادة، عَنْ الحسن، " أنه كَانَ لا يرى بأسا أن يمر الجنب فِي المسجد، ولا يقعد فيه، وقرأ هذه الآية: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} 1811 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عمرو بْن دينار، قَالَ: يمر الجنب فِي المسجد، قلت: لعمرو: من أين تأخذ ذَلِكَ؟ قَالَ: من قوله عَزَّ وَجَلَّ : {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} "

قوله عز وجل: {وإن كنتم مرضى}

1812 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} معناه فِي هَذَا الموضع: لا تقربوا المصلى جنبا إِلا عابري سبيل يقطعه، ولا يقعد فيه، فالمصلى مختصرا وَقَالَ بعضهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} الآية، قَالَ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، فقوله: {وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فِي موضع نصب عَلَى الحال فَقَالَ: {وَلا جُنُبًا} عَلَى العطف، كأنه قَالَ: ولا تقربوها جنبا إِلا عابري سبيل، أي: لا تقربوها إِلا عابري سبيل، كما يَقُول: لا تأتنا إِلا راكبا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} 1813 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي هَذِهِ الآيَةِ " {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} ، قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ الْمَجْرُوحُ، أَوْ بِهِ الْجُرْحُ أَوِ الْقَرْحُ، يَخَافُ إِنِ اغْتَسَلَ أَنْ يَمُوتِ فَيَتَيَمَّمُ "

قوله عز وجل: {أو على سفر}

1814 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن إبراهيم، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، عَنْ عزرة، قَالَ: قلت: لسعيد بْن جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} قرأ إِلَى: {صَعِيدًا طَيِّبًا} ، قلت: مَا رخصة المريض ها هنا؟ قَالَ: إذا كانت به قروح، أو جروح، أو كبر عَلَيْهِ الماء، تيمم الصعيد " 1815 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا قيس، عَنْ خصيف، عَنْ مجاهد: فِي قوله: " {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} ، قَالَ: نزلت فِي رجل من الأنصار، كَانَ مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم فيناوله، فأتى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر ذَلِكَ له، فأنزل الله: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} 1816 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} ، أو فِي سفر، وتقول: أنا عَلَى سفر، فِي معنى آخر: تقول: أنا متهيئ له "

قوله عز وجل: {أو جاء أحد منكم من الغائط}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} 1817 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} كناية عَنْ حاجة ذي البطن، والغائط: الفتح من الأرض المنصوب، وَهُوَ أعظم من الوادي " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} 1818 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} ، قَالَ: هُوَ الْجِمَاعُ " 1819 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ " كُنَّا فِي حُجَّرِةِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَعَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَفَرٌ مِنَ الْمَوَالِي، وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَنَفَرٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَتَذَاكَرْنَا اللِّمَاسَ، فَقُلْتُ أَنَا، وَعَطَاءٌ: اللَّمْسُ بِالْيَدِ، فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالْعَرَبُ: هُوَ الْجِمَاعُ فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدَكُمْ مِنْ هَذَا لَفْصَلٌ قَرِيبٌ، فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ لِي: مَهْيَمْ؟ فَقُلْتُ:

تَذَاكَرْنَا اللَّمْسَ، فَقَالَ بَعْضَنَا: هُوَ اللَّمْسُ بِالْيَدِ، وَقَالَ بَعْضُنَا: هُوَ الْجِمَاعُ، قَالَ: مَنْ قَالَ هُوَ الْجِمَاعُ؟ قُلْتُ: الْعَرَبُ، قَالَ: فَمَنْ قَالَ: هُوَ اللَّمْسُ بِالْيَدِ؟ قُلْتُ: الْمَوَالِي، قَالَ: فَمِنْ أَيِّ الْفَرِيقَيْنِ كُنْتَ؟ قُلْتُ: مَعَ الْمَوَالِي، فَضَحِكَ، قَالَ: غَلَبَتِ الْمَوَالِي، غَلَبَتِ الْمَوَالِي، غَلَبَتِ الْمَوَالِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّمْسَ، وَالْمَسَّ، وَالْمُبَاشَرَةَ الْجِمَاعُ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُكْنِّي مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ " 1820 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِسْحَاقُ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الأَشْعَثِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " الْمُلامَسَةُ: الْجِمَاعُ " 1821 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْد اللهِ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} قَالَ: شَيْءٌ هَذَا مَعْنَاهُ، هُوَ مَا دُونَ الْجِمَاعِ "

قوله عز وجل: {فلم تجدوا ماء فتيمموا}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} 1822 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، عَنْ أبي إِسْحَاق، قَالَ: قَالَ سُفْيَان فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} ، قَالَ: تحروا، تعمدوا صعيدا طيبا " 1823 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} أي: فتعمدوا ذَلِكَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {صَعِيدًا طَيِّبًا} 1824 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {صَعِيدًا طَيِّبًا} الصعيد: وجه الأرض " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ} الآية 1825 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى إِلَى قوله: إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} ، فإن أعياك الماء فلا يعيينك الصعيد أن تضع فيه كفيه، ثم تنفضهما، فتمسح بهما وجهك، وكفيك، لا تعد

قوله جل وعز: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب}

ذَلِكَ بغسل الجنابة، ولا بوضوء صلاة، فمن تيمم الصعيد فصلى، ثم قدر عَلَى الماء بعد ذَلِكَ، فعليه الغسل، وحسبه صلاته، الَّتِي كَانَ صلى، ومن كَانَ معه ماءا يسيرا، فخشي الظمأ، فليتيمم بالصعيد، وليتبلغ بمائه الَّذِي معه وَكَانَ أهل العلم يأمرون بِذَلِكَ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} 1826 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ " كَانَ رفاعة بْن يزيد من عظماء يهود، إذا كلمه رَسُول اللهِ لوى رأسه، وَقَالَ: أرعنا سمعك يَا مُحَمَّد، حَتَّى تفهم، ثم طعن فِي الإسلام، وعابه، فأنزل الله فيه عَلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ إِلَى قوله: فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} "

قوله عز وجل: {يشترون الضلالة}

1827 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} ، وهم أعداء الله اليهود " 1828 - وأخبرنا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} قَالَ: طرفا وخطا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ} 1829 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، عَنْ قتادة ح قَالَ زكريا وحدثنا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} قَالَ: هم أعداء الله اليهود، اشتروا الضلالة، يَقُول: استحبوها "

قوله جل وعز: {من الذين هادوا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} 1830 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} ، فِي هَذَا الموضع: اليهود " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} 1831 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حدثني ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ زكريا وحدثنا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} تبديل اليهود التوراة " 1832 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشيم، قَالَ: حَدَّثَنَا المغيرة، عَنْ إبراهيم، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ، قَالَ: كَانَ ينزل عليهم يَا بني رسلي، يَا بني أحباري، قَالَ: فحرفوه وجعلوه يَا بني أبكاري " 1833 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم عَنْ أبي عبيدة: " {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ، يحرفون: يقلبون، ويغيرون، والكلم جماعة كلمة "

قوله عز وجل: {ويقولون سمعنا وعصينا}

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} 1834 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: أخبرني ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد ح قَالَ زكريا وحدثنا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} مَا تقول، ولا نطيعك " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} 1835 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أو عكرمة، " {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} فِي رفاعة بْن زيد بْن السائب اليهودي " 1836 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حدثني ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} غير مقبول مَا تقول "

قوله: {وراعنا}

قوله: {وَرَاعِنَا} 1837 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} الآية، قَالَ: كَانَ رجلان من اليهود، يقال لأحدهما: مالك بْن الضيف والآخر: رفاعة بْن زيد، إذا لقيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالا له، وهما يكلمانه: راعنا سمعك، واسمع غير مسمع، كقولك: اسمع غير صاغر، فظن المسلمون أن هَذَا شيء كَانَ أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم قَالَ أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنبي مثل ذَلِكَ، فنهوا عَنْ ذَلِكَ، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا} " 1838 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله " {وَرَاعِنَا} خلافا يلوون به ألسنتهم "

قوله جل وعز: {وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين}

1839 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " {وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} أي: أرعنا سمعك " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} 1840 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} قَالَ: الكلام شبه الاستهزاء {وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} ، قَالَ: فِي دين مُحَمَّد عَلَيْهِ السلام " 1841 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {لَيًّا} خلافا يكون بألسنتهم " 1842 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} واللي: تحريكهم ألسنتهم بِذَلِكَ، وطعنا فِي الدين "

قوله جل وعز: {قالوا سمعنا وأطعنا} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} الآية 1843 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا} قَالَ: يَقُول: لا تعجل علينا، سوف نسمعه إن شاء الله " 1844 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا} أفهمنا وبين لنا يَا مُحَمَّد " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} 1845 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله " {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} قَالَ: لا يؤمنون هم إِلا قليلا 1846 - " حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر " {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} ، قَالَ معمر: قَالَ الكلبي: لا يؤمنون إِلا بقليل مما فِي أيديهم "

قوله جل وعز: {يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} 1847 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " كَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤَسَاءَ مِنْ أَحْبَارِ يَهُودَ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بُْن صُورِيَا الأَعْوَرِ، وَكَعْبُ بْنُ أَسَدٍ، فَقَالَ لَهُمْ: " يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، اتَّقُوا اللهَ وَأَسْلِمُوا، فَوَاللهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي جِئْتُكُمْ بِهِ لَحَقٌّ "، قَالُوا: مَا نَعْرِفُ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ، فَجَحَدُوا مَا عَرَفُوا، وَأَصَرُّوا عَلَى الْكُفْرِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِيهِمْ: {آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولا} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} 1848 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} عَنِ الصراط، عَنِ الحق "

قوله جل وعز: {فنردها على أدبارها}

1849 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، قَالَ: حَدَّثَنَا جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} ، قَالَ: الطمس أن يرتدوا كفارا، فلا يهتدوا أبدا " 1850 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} أي: نسوها حَتَّى تكون كأقفائهم، يقال للريح: طمست آثارنا، أي: محتها، وطمس الكتاب " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} 1851 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} فِي الضلالة " 1852 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} ، قَالَ: تحول وجوههم قبل ظهورهم " 1853 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجه، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} ، يَقُول: من قبل أقفيتها "

قوله جل وعز: {أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا}

وَقَالَ بعضهم: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} إِلَى قوله: {فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} ، يَقُول: من قبل يوم القيامة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولا} 1854 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ} ، قَالَ: يَقُول: أو نجعلهم قردة " قَالَ معمر: وَقَالَ الحسن مثل ذَلِكَ 1855 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، قَالَ: حَدَّثَنَا جويبر، عَنْ الضحاك " {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ} أن نجعلهم قردة وخنازير "

قوله جل وعز: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 1856 - أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عِمْرَانَ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، " قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَلاهَا عَلَى النَّاسِ "، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: وَالشِّرْكُ بِاللهِ، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالشِّرْكُ بِاللهِ، فَسَكَتَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} قَالَ: فَأُثْبِتَتْ هَذِهِ فِي الزُّمَرِ، وأُثْبِتَتْ هَذِهِ فِي النِّسَاءِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} 1857 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا} ، أي: تخلقه "

قوله جل وعز: {ألم تر إلى الذين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} 1858 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} ليس هَذَا رأي العين، هَذَا تنبيه فِي معنى: ألم تعرف؟ " قَالَ غير أبي عبيدة: ألم تخبر، ويكون أما ترى؟ أما تعلم؟ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} 1859 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قوله " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} ، قَالَ: يعني: يهود، قَالَ: كَانُوا يقدمون صبيانا لهم أمامهم فِي الصلاة، فيؤمونهم، يزعمون أنهم لا ذنوب لهم، قَالَ: فتلك التزكية " 1860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} وهم أعداء الله اليهود زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه، فَقَالُوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ، وقالوا: لا ذنوب لنا "

قوله جل وعز: {ولا يظلمون فتيلا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا} 1861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " النَّقِيرُ النَّقْرَةُ تَكُونُ فِي النَّوَاةِ الَّتِي تَنْبُتُ مِنْهَا النَّخْلَةُ، وَالْفَتِيلُ: الَّذِي يَكُونُ فِي شَقِّ النَّوَاةِ، وَالْقِطْمِيرُ: الْقِشْرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى النَّوَاةِ " 1862 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جرير، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، فِي قوله جل ثناؤه " {نَقِيرًا} قَالَ: النقير: الَّذِي يكون فِي وسط النواة فِي ظهرها، وقوله: {فَتِيلا} هُوَ الَّذِي يكون فِي جوف النواة، ويقولون: مَا تدلك فيخرج من وسخها، والقطمير: لفافة النواة، أو سحاة البيضة، أو سحاة القصبة " 1863 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن ثور، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قَالَ " النقير: حبة النواة الَّتِي فِي بطنها " 1864 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَتِيلا} الفتيل: الَّذِي فِي شق النواة "

قوله جل وعز: {انظر كيف يفترون على الله الكذب} الآية

1865 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ قوله جَلَّ ثَنَاؤُهُ " {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا} ، قَالَ: هُوَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الأَصَابِعِ " 1866 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ دِرْهَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الْفَتِيلُ مَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الأُصْبُعَيْنِ " 1867 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن ثابت، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " الفتيل: مَا فتلت بين إصبعيك " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} الآية 1868 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} مثل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} "

قوله جل وعز: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} 1869 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ، أَقَامَ بِهَا بَقِيَّةَ جُمَادَى الأُولَى، وَجُمَادَى الآخِرَةَ، وَرَجَبَ، ثُمَّ خَرَجَ فِي شَعْبَانَ إِلَى بَدْرٍ لِمِيعَادِ أَبِي سُفْيَانَ، حَتَّى نَزَلَهُ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ ثَمَانِ لَيَالٍ، يَنْظُرُ أَبَا سُفْيَانَ وَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ حَتَّى نَزَلَ مَجَنَّةَ، مِنْ نَاحِيَةِ مَرِّ الظَّهْرَانِ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: عَسْفَانَ ثُمَّ بَدَا لَهُ الرُّجُوعُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّهُ لا يُصْلِحُكُمْ إِلا عَامُ خِصْبٍ، وَإِنَّ عَامَكُمْ هَذَا عَامُ جَدْبٍ، فَرَجَعَ وَرَجَعَ النَّاسُ فَسَمَّاهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ جَيْشَ السُّوَيْقِ ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ بِهَا حَتَّى مَضَى ذُو الْحَجَّةِ، وَهِيَ سَنَةُ أَرْبَعٍ مِنْ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ غَزَا رَسُولُ اللهِ

دُومَةَ الْجَنْدَلِ، ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ بَقِيَّةَ سَنَتِهِ تِلْكَ، ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ " فَحَدَّثَنَا عَلَيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ مَوْلَى أَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمَنْ لا يُتَّهَمُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَالزُّهْرُيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا، فدل جميع حديثه فِي الحديث عَنْ الخندق، وبعضهم حدث مَا لا يحدث بعض، أنه كَانَ من حديث الخندق، أن نفرا من يهود منهم: سلام بْن أبي الحقيق النضري، وحيي بْن أخطب النضري، وهودة بْن قيس الوابلي، وَأَبُو عمار الوابلي، فِي نفر من بني النضير، ونفر من بني وائل، وهم الَّذِينَ حزبوا الأحزاب عَلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خرجوا حَتَّى قدموا عَلَى قريش بمكة، فدعوهم إِلَى حرب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالوا: إنا سنكون معكم حَتَّى نستأصله، فقالت لهم قريش: يَا معشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول، والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومُحَمَّدا فديننا خير أم دينهم؟ قَالُوا: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق منهم، فهم الَّذِينَ أنزل الله جل ثناؤه فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ

الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا إِلَى قوله: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي: النبوة {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ إِلَى قوله: وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} فلما قَالُوا ذَلِكَ لقريش، سروهم، ونشطوا إِلَى مَا دعوهم له من حرب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاجتمعوا لذلك، واتعدوا له، وخرج أولئك النفر من يهود حَتَّى جاءوا غطفان، من قيس عيلان، فدعوهم إِلَى حرب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبروهم أنه سيكونون معهم عَلَيْهِ، وأن قريشا قد بايعوهم عَلَى ذَلِكَ وأجمعوا معهم 1870 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ فَايِدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: فِي قوله " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ، قَالَ: الْجِبْتُ السِّحْرُ " 1871 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ} قَالَ: الجبت: السحر " وممن قَالَ: أن الجبت السحر: الشعبي وَأَبُو العالية

1872 - حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كامل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَنْ أبي بشر، عَنْ سعيد بْن جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الجبت: الشيطان " 1873 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا فضيل، عَنْ عطية " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الجبت: الشيطان " 1874 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} يَقُولُ: الشِّرْكُ " 1875 - حَدَّثَنَا ابْن النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق فِي " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ، قَالَ الكلبي: هما كاهنان جميعا، كعب بْن الأشرف، وحيي بْن أخطب " 1876 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق ، عَنْ معمر، عَنْ أيوب، كَانَ عكرمة، يَقُول: " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} : صنمان "

قوله جل وعز: {والطاغوت}

1877 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} كل معبود من حجر، أو مدر، أو صورة، أو شيطان، فهو جبت وطاغوت " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالطَّاغُوتِ} 1878 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ فَايِدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الطَّاغُوتُ: الشَّيْطَانُ " 1879 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {والطَّاغُوتِ} قَالَ: الطاغوت، الشيطان فِي صورة إنسان، يتحاكمون إِلَيْهِ، وَهُوَ صاحب أمرهم " وممن قَالَ: إن الطاغوت الشيطان: الشعبي، وَأَبُو العالية " 1880 - حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كامل وَهُوَ الفضل بْن الحسين الجحدري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَنْ أبي بشر، عَنْ سعيد

قوله جل وعز: {ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى}

جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ جل ثناؤه " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الطاغوت الكاهن " 1881 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عكرمة مولى ابْن عَبَّاس " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} الطاغوت: الكهانة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى} 1882 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ مَكَّةَ أَتَوْهُ، فَقَالُوا لَهُ: نَحْنُ أَهْلُ السِّقَايَةِ، وَالسِّدَانَةِ، وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَنَحْنُ خَيْرٌ أَمْ هَذَا الصِّنْبِيرُ الْمُنْبَتِرُ مِنْ قَوْمِهِ، يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} قَالَ: وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ

أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ إِلَى قوله: نَصِيرًا} " 1883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " قَدِمَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، وَكَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: أَنْتُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، وَأَهْلُ الْعِلْمِ، فَنَحْنُ خَيْرٌ أَمْ مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: وَمَا أَنْتُمْ وَمَا مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: صُنْبُورٌ قَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَاتَّبَعَهُ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ، بَنُو غِفَارٍ، فَنَحْنُ أَهْدَى سَبِيلا أَوْ هُوَ؟ قَالَ: أَنْتُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى قوله: فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ "

قوله جل وعز: {أولئك الذين لعنهم الله} الآية

1884 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَهْدَى سَبِيلا} أقوم طريقة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ} الآية 1885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " ذَكَرَ لَنَا أَنَّ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ، وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ لَقِيَا قُرَيْشًا لِمَوْسِمٍ، فَقَالَ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ: أَنَحْنُ أَهْدَى أَمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالَ: لا، بَلْ أَنْتُمْ أَهْدَى، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} الآية 1886 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} فليس لهم نصيب، فلو كَانَ لهم نصيب لم يؤتوا الناس نقيرا " وَقَالَ ابْنُ جريج نحوا منه

قوله جل وعز: {نقيرا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {نَقِيرًا} 1887 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " النَّقِيرُ: النَّقْرَةُ تَكُونُ فِي النَّوَاةِ الَّتِي تَنْبُتُ مِنْهَا النَّخْلَةُ " 1888 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قَالَ " النقير: حبة النواة الَّتِي فِي بطنها " 1889 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَشُجَاعٌ، قَالا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: " النَّقِيرُ: الَّذِي فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ " - وقال قتادةُ نحوه. 1890 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " النقير: النقرة فِي ظهر النواة " 1891 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ دِرْهَمٍ -، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " هَذَا النَّقِيرُ، وَوَضَعَ طَرْفَ الإِبْهَامِ عَلَى بَاطِنِ السَّبَّابَةِ ثُمَّ نَقَرَهَا "،

قوله جل وعز: {أم يحسدون الناس}

وَقَالَ بعض أهل العلم: النقير: النقطة فِي ظهر النواة، تقول: لا يعطون الناس شيئا، ولا مقدار تلك النقطة قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} 1892 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مجاهد " {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} ، يهود " وكذلك قَالَ قتادة 1893 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} معناها: يحسدون الناس " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {النَّاسَ} 1894 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا خالد، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: هُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة "

1895 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} قَالَ: يحسدون مُحَمَّدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 1896 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَحْنُ النَّاسُ دُونَ النَّاسِ "

قوله جل وعز: {ما آتاهم الله من فضله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} 1897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان مالك بْن إسماعيل النهدي، قَالَ: حَدَّثَنَا فضل بْن مرزوق، عَنْ عطية، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: قالت اليهود للمسلمين: تزعمون أن مُحَمَّدا أوتي الدين فِي تواضع، وعنده تسع نسوة، أي: ملك أعظم من هَذَا؟ قَالَ: فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ الآية إِلَى عَظِيمًا} " 1898 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} ، قَالَ: يحسدون مُحَمَّدا، قَالَ: قالت اليهود: يزعم مُحَمَّد أنه جاء بالتواضع، والزهد فِي الدنيا، وَهُوَ يتزوج من النساء مَا شاء، فأي ملك أفضل من ملك النساء؟ فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} من النساء {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ} إِلَى {مُلْكًا عَظِيمًا} أوتوا النساء كما كَانَ

قوله جل وعز: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة}

لداود تسع وتسعين امرأة، فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} 1899 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر الترمذي مُحَمَّد بْن أحمد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بْن عَبْدِ الوهاب، عَنْ فليح، عَنْ أبي بكر الهذلي، عَنْ سعيد بْن جبير، والحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، قَالَ: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة " 1900 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، " {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، أي: السنة، ومُحَمَّد من آل إبراهيم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} 1901 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} ، قَالَ: النبوة "

قوله جل وعز: {فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه}

1902 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا إسرائيل، عَنْ أبي إِسْحَاق، عَنْ همام بْن الحارث، " {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} قَالَ: أيدوا بالملائكة والجنود " 1903 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ " {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} أُيْدِوُا بِالْمَلائِكَةِ يَوْمَ بَدْرٍ " 1904 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا فضيل، عَنْ عطية " {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} قَالَ: ملك سليمان " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} 1905 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ} آمن بما أنزل عَلَى مُحَمَّد من يهود، ومنهم من صد عنه "

قوله جل وعز: {وكفى بجهنم سعيرا}

1906 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} ، قَالَ: زرع إبراهيم خليل الرحمن، وزرع الناس فِي تلك السنة، فهلك زرع الناس، وزكا زرع إبراهيم، خليل الرحمن، واحتاج الناس إِلَيْهِ، فكان الناس يأتون إبراهيم، فيسألونه منه، فَقَالَ لهم: من آمن بربه أعطيته، ومن أبى منعته، فمنهم من آمن به، فأعطاه من الزرع، ومنهم من أبى، فلم يأخذ منه، فذلك قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} 1907 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} ، أي: وقودا " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} 1908 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ

قوله جل وعز: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها}

أَبُو هُرَيْرَةَ: " يُعَظَّمُ الْكَافِرُ فِي النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِ لَيَالٍ، ضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَشِفَاهُهُمْ عِنْدَ سُرَرِهِمْ، سُودٌ زُرْقٌ مَقْبُوحُونَ " 1909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " أَنَّ عَدِيًّا، رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، أَتَى كَعْبًا، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: يَا كَعْبُ، حَدِّثْنَا حَدِيثَ النَّارِ، قَالَ: أَوَلَمْ يَبْلُغْكَ حَدِيثَ النَّارِ؟ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَازْدَحَفَ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ، لَوْ كَانَتْ بِالْمَشْرِقِ، وَكُنْتَ بِالْمَغْرِبِ ثُمَّ كُشِفَ عَنْهَا غِطَاؤُهَا، لَخَرَجَ دِمَاغُكَ مِنْ مِنْخَرَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يَقُول: " اذْكُرُوا لَهُمُ النَّارَ، لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَ بِأَنَّ حَرَّهَا شَدِيدٌ، وَأَنَّ قَعْرَهَا بَعِيدٌ، وَأَنَّ شَرَابَهَا صَدِيدٌ، وَأَنَّ مَقَامِعَهَا حَدِيدٌ " 1910 - أَخْبَرَنَا علي، عَنْ الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {نُصْلِيهِمْ نَارًا} نشويهم بالنار وننضجهم، يقال: أتانا بالحمل مصلي، أي: مشوي، وذكر أن يهودية أهدت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة مصلية: أي: مشوية " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} 1911 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِرٍّ، عَنْ

عَبْد اللهِ، قَالَ: " إِنَّهُ تُسْمَعُ لِلْهَوَامِّ جَلَبَةٌ بَيْنَ أَطْبَاقِ جِلْدِ الْكَافِرِ كَمَا تُسْمَعُ جَلَبَةُ الْوَحْشِ فِي الْبَرِّ " 1912 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " قَالَ لِي عَبْد اللهِ: أَتَدْرِي كَمْ عَرْضُ جِلْدِ الْكَافِرِ؟ فَقُلْتُ: لا، قَالَ: هُوَ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْخَبَّازِ " 1913 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} ، قَالَ: تأخذ النار فتأكل جلودهم حَتَّى تكشطها عَنِ اللحم، حَتَّى تفضي النار إِلَى العظام، ويبدلون جلودا غيرها، فيذيقهم الله شديد العذاب، فذلك دائم لهم أبدا، بتكذيبهم رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكفرهم بآيات الله " 1914 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خيثمة، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشام، عَنْ الحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {كُلَّمَا

قوله عز وجل: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم}

نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} قَالَ: بلغني أنه يحرق أحدهم فِي اليوم سبعين ألف مرة " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ} 1915 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثني يَحْيَى بْن اليمان، عَنْ رجل، عَنْ جعفر بْن أبي المغيرة، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " طول الرجل من أهل الجنة سبعون ميلا، وطول المرأة ثلاثون ميلا، مقعدتها جريب أرض، وإن شهوته لتجري فِي جسدها مقدار سبعين عاما، يجد اللذة ولو انقلب الرجل من أهل النار كسلسلة لزالت الجبال " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا} 1916 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن يعقوب، والحسن بْن عيسى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جريج، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} ، من الحيض، والغائط، والبول، والمخاط، والنخام، والبزاق، والمني، والولد "

قوله جل وعز: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} 1917 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَاذَانُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الأَمَانَةِ، يُؤْتَى بِهِ، وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: ذَهَبَتِ الدُّنْيَا، مِنْ أَيْنَ أُؤَدِّيهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ، مَثُلَتْ أَمَانَتُهُ كَيَوْمِ دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ فِي النَّارِ، حَتَّى رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا، زَلَّتْ عَنْ عَاتِقِهِ، فَهَوَتْ وَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قَالَ زَاذَانُ: فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا، فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَا قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} " 1918 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ} ، قَالَ: هِيَ مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ، وَالْفَاجِرِ "

1919 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْن مكين، عَنْ زيد بْن أسلم " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ، قَالَ: نزلت فِي ولاة الأمر " 1920 - وَمِنْ حَدِيثِ سُنَيْدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَبَضَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةَ، وَدَخَلَ بِهِ الْبَيْتَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ، فَدَعَا عُثْمَانَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْمِفْتَاحَ، قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ، فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي، مَا سَمِعْتُهُ يَتْلُوهَا قَبْلَ ذَلِكَ " 1921 - وَقَالَ سنيد حَدَّثَنَا الزنجي بْن خالد، عَنْ الزهري، قَالَ " دفعه إِلَيْهِ، وَقَالَ: أعينوه "

قوله جل وعز: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} 1922 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " كَلِمَاتٍ أَصَابَ فِيهِنَّ: حَقٌّ عَلَى الإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ، وَأَنْ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ، فَحَقَّ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ، وَأَنْ يُطِيعُوا، وَأَنْ يُجِيبُوا إِذَا دُعُوا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} 1923 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، قَالَ " سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} ، وَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَقُولُ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقْرَأُ، وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ "

قوله جل وعز: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية 1924 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيِّ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، أَخْبَرَنِيهِ يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ " 1925 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ " هُمْ أُمَرَاءُ السَّرَايَا " 1926 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} " قال:هم الأمراء

1927 - قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} أي: ذوي الأمر، الدليل عَلَى ذَلِكَ أن واحدها ذو " 1928 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عمرو، وإبراهيم بْن سعيد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن علية، عَنْ أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ: أصحاب مُحَمَّد، أهل العقل، والفقه، والدين " 1929 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ: أُولِي الأَمْرِ: أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ مَعَانِيَ دِينِهِمْ، وَيَأْمُرُونَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَأَوْجَبَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ طَاعَتَهُمْ عَلَى الْعِبَادِ "

1930 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ: " {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ: الْفُقَهَاءُ " 1931 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور، عَنْ الحسن، وأخبرنا عَبْد الملك، عَنْ عطاء، قَالَ " أولي الفقه والعلم " 1932 - حَدَّثَنَا أَبُو أحمد مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوهاب، قَالَ: أَخْبَرَنَا يعلى بْن عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك، عَنْ عطاء، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أولي العلم، والفقه، وطاعة الرسول، واتباع الكتاب والسنة " 1933 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ: علماء الْمُسْلِمِينَ، وفقهاؤهم "

قوله جل وعز: {فإن تنازعتم في شيء}

1934 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خصيف، عَنْ مجاهد، وعكرمة " {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ: أولي العلم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} 1935 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} ، أي: اختلفتم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِلَى قوله: ذَلِكَ خَيْرٌ} 1936 - أَخْبَرَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ الثوري، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ} قَالَ: إِلَى الله: إِلَى كتابه، وإلى رسوله: إِلَى سنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 1937 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد ح

قوله عز وجل: {وأحسن تأويلا}

وحدثنا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جعفر بْن برقان، عَنْ ميمون بْن مهران، قَالَ: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ} قَالَ: إِلَى كتابه: {وَالرَّسُولِ} ، قَالَ: مَا دام حيا فإذا قبض، فإلى سنته " 1938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، " {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ} ، يَقُول: ردوه إِلَى كتاب الله، وسنة رسوله، إن كنتم تؤمنون بِاللهِ واليوم الآخر " 1939 - قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ} أي: كله إِلَى الله، والله أعلم " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} 1940 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} ، يَقُول: أحسن جزاء "

قوله جل وعز: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك}

1941 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} ، يَقُول: ذَلِكَ أحسن ثوابا وخير عاقبة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} 1942 - قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل، عَنْ داود، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ " كَانَ بين رجل ممن زعم أنه مسلم وبين رجل من اليهود خصومة، فجعل اليهودي يدعوه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه قد علم أنه لا يأخذ الرشوة فِي الحكم، وجعل الآخر يدعوه إِلَى اليهود، لأنه قد علم أنهم يأخذون الرشوة فِي الحكم، قَالَ: ثم اتفقا عَلَى أن يتحاكما إِلَى كاهن فِي جهينة، قَالَ: فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} ، يعني: الَّذِي يزعم أنه مسلم {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} يعني: اليهودي " قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا، 1943 - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد ح

قوله جل وعز: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت}

قَالَ زكريا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} ، قَالَ: تنازع رجل من المنافقين ورجل من اليهود، فَقَالَ المنافق: اذهب بنا إِلَى كعب بْن الأشرف، وَقَالَ اليهودي: اذهب بنا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ الآية، والتي تليها، فِيهَا أَيْضًا" 1944 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ " كَانَ ممن سمي لنا من المنافقين معتب، ورافع بْن زيد بْن بشر، وكانوا يدعون بالإسلام، فدعاهم رجال من قومهم من الْمُسْلِمِينَ فِي خصومة كانت بينهم إِلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعوهم إِلَى الكهان، حكام الجاهلية، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ فيهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ إِلَى آخر القصة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} 1945 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل، عَنْ داود، عَنِ الشَّعْبِيِّ " يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ يعني به:

الكاهن، كَانَ بين رجل ممن زعم أنه مسلم، وبين رجل من اليهود خصومة، فاتفقا عَلَى أن يتحاكما إِلَى كاهن فِي جهينة وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ أمر هَذَا فِي كتابه: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ الآية ثم قرأ داود حَتَّى بلغ: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ إِلَى وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " 1946 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " الطَّاغُوتِ، قَالَ: الطاغوت: الشيطان فِي صورة إنسان، يتحاكمون إِلَيْهِ، وَهُوَ صاحب أمرهم " 1947 - حَدَّثَنَا علي، حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، " أن معتب بْن قشيرة، ورافع بْن زيد، وبشيرا، كَانُوا يدعون بالإسلام، دعاهم قوم من الْمُسْلِمِينَ فِي خصومة كانت إِلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعوهم إِلَى الكهان حكام الجاهلية، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ فيه: يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ "

قوله جل وعز: {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ} 1948 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ} دعا المسلم المنافق إِلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليحكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} 1949 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن أحمد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا رشدين، عَنْ يونس بْن يزيد، عَنْ عطاء، فِي قول الله جل ثناؤه " {يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} ، قَالَ: الصدود: الإعراض " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} الآية 1950 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} فِي أنفسهم وبين ذَلِكَ مَا بينهما من القرآن هَذَا من تقديم القرآن "

قوله جل وعز: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} 1951 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} ذَلِكَ لقوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا} فِي أنفسهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ} 1952 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ} قَالَ: واجب عليهم أن يطيعهم من شاء الله، ولا يطيعهم أحد إِلا بإذن الله " 1953 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ} قَالَ: لا يطيعهم أحد إِلا بإذن الله "

قوله جل وعز: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} 1954 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح بْن عبادة، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ إِلَى قوله عَزَّ وَجَلَّ: وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ، فِي اليهودي والمسلم الَّذِينَ تحاكما إِلَى كعب بْن الأشرف " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ} 1955 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن علي البسطامي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حرب، قَالَ: حدثني عطاء بْن دينار الهذلي، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " الاستغفار عَلَى نحوين، أحدهما: فِي القول، والآخر فِي العمل، فأما استغفار القول: فإن الله يَقُول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} وأما استغفار العمل، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ: يَقُول: {وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} فعنى بِذَلِكَ: أن يعملوا عمل الغفران، وقد علمت أن أناسا سيدخلون النار وهم يستغفرون الله بألسنتهم ممن يدعي الإسلام، ومن سائر الملل " 1956 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ ح

قوله عز وجل: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك}

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ " إِنَّ فِي النِّسَاءِ خَمْسَ آيَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا مَرُّوا بِهَا يَعْرِفُونَهَا، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} 1957 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي شِرَاجٍ مِنَ الْحَرَّةِ، كَانَ يَسْقِيَانِ بِهِ كَلاهُمَا النَّخْلَ فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ " فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،

أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا زُبَيْرُ اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجُدُرِ "، وَاسْتَرْعَى رَسُولُ اللهِ لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ قَبْلَ ذَلِكَ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ أَرَادَ فِيهِ السَّعَةَ لِلزُّبَيْرِ، وَلِلأَنْصَارِيِّ، مَا أَحْسَبُ هَذِهِ الآيَةَ أُنْزِلَتْ إِلا فِي ذَلِكَ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ إِلَى وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وَأَحَدُهُمَا يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ فِي الْقِصَّةِ 1958 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ الشَّاشِيُّ، وَأَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مصرة، قالا: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بُْن دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ، رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، " أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ خَاصَمَ رَجُلا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى لِلزُّبَيْرِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ لأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ الآيَةَ إِلَى تَسْلِيمًا} " 1959 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى قوله: وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} هَذَا فِي الرجل اليهودي والرجل المسلم، اللذين تحاكما إِلَى كعب بْن الأشرف "

قوله جل ذكره: {فيما شجر بينهم}

1960 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ نَازَعَ الأَنْصَارَ فِي الْمَاءِ مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ لَهُمْ: " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنِّي عَمِلْتُ أَنَّ مَا تَقُولُونَ كَمَا تَقُولُونَ، وَأَغْتَسِلُ أَنَا، فَقَالُوا لَهُ: لا وَاللهِ حَتَّى لا يَكُونَ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} " قوله جل ذكره: {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} 1961 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} أي: اختلط " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} 1962 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، قَالَ: زكريا، وحدثنا الحسين بْن أبي الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا} ، قَالَ: إثما "

قوله عز وجل: {ويسلموا تسليما}

1963 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} ، أي: ضيقا " 1964 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حدثني ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} ، قَالَ: شكا " وكذلك قَالَ قتادة قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} 1965 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ حَتَّى قوله: وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ، فَقَالَ الرجل، يعني الَّذِي كَانَ خاصم الزبير، قَالَ: فَقَالَ الرجل، وَكَانَ من الأنصار: سلمت وَقَالَ بعضهم فِي قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} أي: حَتَّى يحكموك، وحتى لا يجدوا حرجا، وحتى يسلموا تسليما، كل هَذَا معطوف عَلَى مَا بعد حَتَّى "

قوله جل وعز: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ} 1966 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لما نزلت هذه الآية: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} ، قَالَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللهِ لَوْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْنَا لَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانَا، ثُمَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإِيمَانُ أَثْبَتُ فِي قُلُوبِ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي " 1967 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ} معناها: قضينا عليهم " وَقَالَ غير أبي عبيدة: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ} أي: فرضنا عليهم، وأوجبنا " 1968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْن سعد، عَنْ سُفْيَان " {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} ، قَالَ: نزلت فِي ثابت بْن قيس بْن شماس، وفيه أَيْضًا: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} "

قوله جل وعز: {ما فعلوه إلا قليل منهم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} 1969 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عَبْدِ اللهِ السعدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عون بْن عمارة، قَالَ: سمعت مقاتل بْن حيان، يَقُول فِي هذه الآية: {مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} ، قَالَ: كَانَ عَبْد اللهِ بْن مسعود من القليل الَّذِي يقتل نفسه 1970 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عكرمة " عَبْد اللهِ بْن مسعود، وعمار بْن ياسر " 1971 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} مَا فعلوه استثناء قليل من كثير، فكأنه قَالَ: مَا فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قَالَ: إِلا أنه يفعله قليل منهم " وَقَالَ عمرو بْن معدي كرب: وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إِلا الفرقدان فشبه رفع هَذَا برفع الأول وَقَالَ بعضهم: لا يشبهه لأن الفعل منهما جميعا

قوله جل وعز: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} 1972 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ} مَا يؤمرون به " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} 1973 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ عبيدة: " {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} من: الإثبات، منها: اللهُمَّ ثبتنا عَلَى ملة رسولك " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} الآية 1974 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَاللهِ لأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَمَالِي، وَوَلَدِي، وَأَهْلِي، وَلَوْلا أَنِّي آتِيكَ، فَأَرَاكَ، لَرَأَيْتُ سَوْفَ أَمُوتُ، وَبَكَى الأَنْصَارِيُّ،

قوله جل وعز: {والصديقين والشهداء والصالحين}

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَبْكَاكَ؟ " قَالَ: بَكَيْتُ ذَكَرْتُ أَنَّكَ سَتَمُوتُ وَنَمُوتُ، فَتُرْفَعُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَنَكُونُ نَحْنُ أَنْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ دُونَكَ، فَلَمْ يَحِرْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ بِشَيْءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ 1975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله " {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} ذكر لنا أن رجالا قَالُوا: هَذَا نبي الله، نراه فِي الدنيا، فأما فِي الآخرة فيرفع لفضله ولا نراه، فأنزل الله جل ثناؤه: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ قرأ إِلَى رَفِيقًا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} 1976 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} الصِّدِّيقِينَ: الْمُؤْمِنِينَ "

قوله جل وعز: {وحسن أولئك رفيقا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} 1977 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} أي رفقاء "، والعرب تلفظ بلفظ الواحد والمعنى يقع عَلَى الجميع قَالَ عَبَّاس بْن مرداس: فقلنا أسلموا أنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور وَقَالَ فِي القرآن: {يُخْرِجُكُمْ طِفْلا} والمعنى: أطفالا قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} 1978 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ حَدَّثَنَا إسحاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} يَقُول: عدتكم من السلاح "

قوله جل وعز: {فانفروا ثبات}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} 1979 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} يَقُولُ: عُصَبًا " 1980 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} ، قَالَ: فرقا قليلا " 1981 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، قوله " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} قَالَ: الثبات والعصب: المتفرقون " 1982 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} والثبات: الفرق "

قوله جل وعز: {أو انفروا جميعا}

1983 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} ، واحدتها: ثبة، ومعناها، جماعات فِي تفرقة " وَقَالَ زُهَيْر: وقد أغدوا عَلَى ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء وتصديق ذَلِكَ {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} وقد تجمع ثبة: ثبين قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} 1984 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، قوله " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} فمجتمعين " 1985 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} وَفِي قوله: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا} ، قَالَ: نَسَخَتْهَا، {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ إِلَى لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} ، قَالَ: يَنْفِرُ

قوله جل وعز: {وإن منكم لمن ليبطئن}

طَائِفَةٌ وَيَمْكُثُ طَائِفَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَالْمَاكِثُونَ هُمُ الَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ وَيُنْذِرُونَ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجِعُوا إِلَيْهِمْ مَنَ الْغَزْوِ بِمَا نَزَلَ مِنْ قَضَاءِ اللهِ، وَكِتَابِهِ، وَحُدُودِهِ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} 1986 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ حَتَّى فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} مَا بين ذَلِكَ فِي المنافق " وَقَالَ غيره: المنافق يبطئ المسلم عَنِ الجهاد " 1987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} عَنِ الجهاد، وعن الغزو فِي سبيل الله "

قوله جل وعز: {فإن أصابتكم مصيبة}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} 1988 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} قَالَ: قتل العدو من الْمُسْلِمِينَ " 1989 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} قَالَ: من العدو، وجهد من العيش " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} 1990 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} قَالَ: قول مكذب "

قوله جل وعز: {ولئن أصابكم فضل من الله}

1991 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ " {قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} قَالَ: قول الشامت " 1992 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان فِي قوله " {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} قَالَ عَبْد اللهِ بْن أبي: {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} فيصيبني مَا أصابهم من الشدة، والبلاء، يَقُول الله جَلَّ وَعَزَّ: كأن المنافق عَبْد اللهِ بْن أبي لم يكن بينكم وبينه مودة، يَقُول: كأنه ليس من أهل دينكم فِي المودة، فهذا فِي التقديم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ} 1993 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ حَدَّثَنَا زيد، قَالَ حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: " {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ} ظهر المسلمون عَلَى عدوهم، وأصابوا منه الغنيمة "

قوله جل وعز: {ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة} الآية

1994 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان: " {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ} يعني: فتحا، وغنيمة، وسعة من الرزق " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} الآية 1995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} قَالَ: قول حاسد " وكذلك قَالَ ابْنُ جريج 1996 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان، " يَقُول الله جل ثناؤه: كأن المنافق عَبْد اللهِ بْن أبي لم يكن بينكم وبينه مودة، كأنه ليس من أهل دينكم فِي المودة، فهذا فِي التقديم: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ} يعني: فتحا {لَيَقُولَنَّ} المنافق، وَهُوَ نادم فِي التخلف يتمنى، يَقُول: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} "

قوله جل وعز: {فأفوز فوزا عظيما}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} 1997 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ وحدثت عَنْ ابْن حيان: " {فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} ، يَقُول: فوزا بالغنيمة، يَقُول: آخذ نصيبا وافرا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} 1998 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ شُبَيْلٍ، عَنْ عَوْنٍ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " إِنَّ مُدْرِكَ بْنَ عَوْفٍ نَشَرَ نَفْسَهُ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ذَاكَ خَالِي، وَنَاسٌ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبَ أُولَئِكَ، وَلَكِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الآخِرَةَ بِالدُّنْيَا "

قوله جل وعز: {ومن يقاتل في سبيل الله} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ} الآية 1999 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الخليل، قَالَ حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، عَنْ أبي إِسْحَاق، عَنْ الأوزاعي، عَنْ يَحْيَى، قَالَ " {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} قَالَ: الأجر العظيم: الجنة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَى قوله: وَالْوِلْدَانِ} 2000 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ حَدَّثَنَا زيد، قَالَ حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: " {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} فِي سبيل الله {الْمُسْتَضْعَفِينَ} " 2001 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، فِي قوله " {مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} قَالَ: أمر المؤمنين أن يقاتلوا عَنْ مستضعفين مؤمنين كَانُوا بمكة "

قوله جل وعز: {الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} الآية 2002 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ الحسن، وقتادة، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} أن رجلا خرج من قرية ظالمة إلى قرية صالحة، فأدركه الموت فِي الطريق، فنأ بصدره إِلَى القرية الصالحة، قالا: فما تلاقاه إِلا ذَلِكَ، فاحتجت به ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، فأمروا أن يقدروا أقرب القريتين إِلَيْهِ، فوجدوه أقرب إِلَى القرية الصالحة بشبر " وَقَالَ بعضهم: قرب الله إِلَيْهِ القرية الصالحة، فتوفته ملائكة الرحمة " 2003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} ، قَالَ: هِيَ مَكَّةُ، كَانَ بِهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ وَوِلْدَانٌ، مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأُمِرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَاتِلَ فِي سَبِيلِهِمْ وَفِيهِمْ، حَتَّى يَسْتَنْقِذُوهُمْ "

قوله جل وعز: {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله إلى قوله: أولياء الشيطان}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَى قوله: أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} 2004 - حدثناه مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} ، يَقُول: فِي سبيل الشيطان " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} 2005 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّيْطَانَ فَلا تَخَافُوهُ، وَاحْمِلُوا عَلَيْهِ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ الشَّيْطَانُ يَتَرَاءَى لِي فِي الصَّلاةِ، فَكُنْتُ أَذْكُرُ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَأَحْمِلُ عَلَيْهِ فَيَذْهَبُ عَنِّي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ إِلَى قوله: أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} 2006 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ إِلَى لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} ، مَا بين ذَلِكَ فِي يهود "

قوله جل وعز: {وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال}

2007 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ إِلَى قوله: لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} قَالَ: كَانَ أناس من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يومئذ بمكة، قبل الهجرة، يسارعون إِلَى القتال، فَقَالُوا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذرنا نتخذ معاول نقاتل بها المشركين " ذكر لنا أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف كَانَ فيمن قَالَ ذَلِكَ، فنهاهم الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: لم أومر بِذَلِكَ فلما كانت الهجرة، وأمروا بالقتال، كره القوم ذَلِكَ، وصنعوا منه مَا يسمعون، قَالَ الله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} 2008 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} لم فرضته علينا؟ "

قوله جل وعز: {لولا أخرتنا إلى أجل قريب}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} 2009 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي: إِلَى أن نموت موتا الأجل القريب " 2010 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} ، معناها: هلا أخرتنا إِلَى أجل قريب " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} 2011 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بْن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، عَنْ هشام، قَالَ: سمعت الحسن تلى هذه الآية " {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} ، قَالَ: رحم الله عبدا صحبها عَلَى حسب ذَلِكَ "

قوله جل وعز: {ولا تظلمون فتيلا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} 2012 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} ، الْفَتِيلُ: مَا خَرَجَ مِنْ إِصْبَعِكَ " 2013 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سريج، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} قَالَ: هُوَ الوسخ يدلك الرجل يده بالأخرى، فيخرج الوسخ " وكذلك قَالَ سعيد بْن جبير 2014 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ " الْفَتِيلُ: الَّذِي يَكُونُ فِي شِقِّ النَّوَاةِ " 2015 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} الَّذِي فِي شق النواة "

قوله جل وعز: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}

2016 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سليم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عز وجل " {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} قَالَ: الفتيل: الَّذِي فِي شق النواة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} 2017 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هلال بْن خبان، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} ، قَالَ: المجصصة " 2018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} ، يَقُول: فِي حصون محصنة " 2019 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا قبيصة، عَنْ سُفْيَان " {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} قَالَ: ترون أن هذه الآية البروج فِي السماء "

قوله جل وعز: {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله}

2020 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " البروج: الحصن، {مُشَيَّدَةٍ} : مطولة، والمشيدة: المزين " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ} 2021 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ} يَقُول: نعمة، {يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} 2022 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر " {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} قَالَ: مصيبة، {يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} يقولون ذَلِكَ " 2023 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا معمر، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} يَقُول: مصيبة، {يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} "

قوله جل وعز: {قل كل من عند الله}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ} 2024 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} ، يَقُولُ: الْحَسَنَةُ، وَالسَّيِّئَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ أَمَّا الْحَسَنَةُ فَأَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْكَ، وَأَمَّا السَّيِّئَةُ فَابْتَلاكَ بِهَا " 2025 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ} ، النعم والمصائب " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ} 2026 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إدريس، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ} قَالَ: يوم بدر " 2027 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} قَالَ: كَانَ الحسن، يَقُول: مَا أصابك من نعمة فمن الله "

قوله جل وعز: {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} الآية

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} الآية 2028 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عياش، عَنْ عَبْد الوهاب بْن مجاهد، عَنْ أبيه، قَالَ: هي فِي قراءة أبي بْن كعب، وعَبْد الله بْن مسعود " مَا أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك " 2029 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقْرَأُ قوله عَزَّ وَجَلَّ: " مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَنَا كَتَبْتُهَا عَلَيْكَ " قَالَ مُجَاهِدٌ: وَكَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ 2030 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَان عَنْ إسماعيل بْن أبي خالد، عَنْ أبي صالح، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} ، فبذنبك وأنا قدرته عليك "

قوله جل وعز: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}

2031 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إدريس، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} ، قَالَ: يوم أحد " 2032 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ} قَالَ: قول آخر: الجدب، والمطر: السيئة ، والحسنة " 2033 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} ، عقوبة بذنبك " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} 2034 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ قَالَ زَكَرِيَّا: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ "؟ قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ

قوله جل وعز: {ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا}

أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ؟ قَالُوا: بَلَى، نَشْهَدُ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، قَالَ: " فَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ اللهِ أَنْ تُطِيعُونِي، وَإِنَّ مِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ، وَإِنْ صَلُّوا قُعُودًا، فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِينَ " 2035 - حَدَّثَنَا حامد بْن محمود، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بْن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ذكره عَنْ ربيع بْن خثيم، قَالَ " حرف وما حرف؟ من أطاع الرسول فقد أطاع الله، فوض إِلَيْهِ فلا يأمن إِلا الخبر " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} 2036 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} ، أي: محاسبا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} 2037 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} ، يُغَيِّرُونَ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَاللهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} ، يُغَيِّرُونَ "

2038 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجه، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} ، قَالَ: يغيرون مَا عهدوا إِلَى نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 2039 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} ، أي قدروا ذَلِكَ ليلا " قَالَ عبيده بْن همام أحد بني العدوية: أتوني فلم أرض مَا بيتوا وكانوا أتوني لشيء نكر لأنكح أيمهم منذرا وهل ينكح العبد حر لحر بيتوا: أي قدروا بليل وَقَالَ النمر بْن تولب: هبت لتعذلني من الليل اسمع سفها تبييتك الملامة فاهجعي كل شيء قدر بليل، فهو تبييت

قوله جل وعز: {أفلا يتدبرون القرءان}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ} 2040 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن أبي الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، قَالَ زكريا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ} يتدبرون النظر فيه؟ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ} 2041 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} ، يَقُول: إن قول الله لا يختلف، وَهُوَ حق ليس فيه باطل، وقول الناس يختلف " قول الله جل ثناؤه: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} 2042 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {أَذَاعُوا بِهِ} أَفْشَوْهُ، أَعْلَنُوهُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "

2043 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} أفشوه وسعوا به 2044 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَذَاعُوا بِهِ} أفشوه، معناها: أذاعوه " وَقَالَ أَبُو الأسود: أذاع به فِي الناس حَتَّى كأنه بعلياء نار أوقدت بثقوب يقال: أثقب نارا: أوقدها حَتَّى تضيء 2045 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} فَهَذَا فِي الأَخْبَارِ، إِذَا غَزَتِ السَّرِيَّةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تُخْبِرُ النَّاسَ عَنْهَا، فَقَالُوا: أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ عَدُوِّهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَأَصَابَ الْعَدُوُّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَذَا وَكَذَا، فَأَفْشَوْهُ بَيْنَهُمْ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ يُخْبِرُهُمْ بِهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "

قوله جل وعز: {ولو ردوه إلى الرسول}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ} 2046 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ " قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ} حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُخْبِرُهُمْ بِهِ أَوْ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ، أُولِي الْفِقْهِ فِي الدِّينِ وَالْعَقْلِ {أَذَاعُوا بِهِ} : أَفْشَوْهُ، أَعْلَنُوهُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} 2047 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} ، أُولِي الْفِقْهِ فِي الدِّينِ وَالْعَقْلِ " 2048 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} ، يَقُول: إِلَى علمائهم "

قوله جل وعز: {لعلمه الذين يستنبطونه منهم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} 2049 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إدريس، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد " {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ، قَالَ: الَّذِينَ يتحسسونه " 2050 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أبي جعفر الدارني، عَنْ الربيع، عَنْ أبي العالية: " {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ، قَالَ: الَّذِينَ يتحسسونه " 2051 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} يستخرجونه " يقال للركية إذا استخرجت: هي نبط إذا أمهاها، يعني: استخرج ماءها

قوله جل وعز: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} 2052 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} ، قَالَ: فضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن " 2053 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} فَانْقَطَعَ الْكَلامُ، وَقوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا قَلِيلا} فَهُوَ فِي أَوَّلِ الآيَةِ يُخْبِرُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} {إِلا قَلِيلا} ، يَعْنِي بِالْقَلِيلِ: الْمُؤْمِنِينَ " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا الَّذِي كُنا نحاكيه عَنِ الكسائي، أنه كَانَ يتأول أن قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِلا قَلِيلا} إنما يصيب من قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَذَاعُوا بِهِ} ففي حديث ابْن عَبَّاس هَذَا، حجة له 2054 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، والكلبي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ

لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} ، قالا: يَقُول: لاتبعتم الشيطان كلكم، وأما قوله: {إِلا قَلِيلا} ، فهو لقوله: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ} إِلا قليلا " 2055 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة " {الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} لعلمه الَّذِينَ يفحصونه عنه، ويهمهم ذَلِكَ {إِلا قَلِيلا} {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} " 2056 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ} ، إِلَى قوله: {يَسْتَنْبِطُونَهُ} {إِلا قَلِيلا} فجعل الاستنباط هناك " قَالَ أَبُو عبيد: وَكَانَ الكسائي يذهب فِي هذه الاستثناء إِلَى وجهين، أحدهما: هَذَا الَّذِي قَالَ ابْنُ جريج، والآخر قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَذَاعُوا بِهِ} {إِلا قَلِيلا} قَالَ أَبُو عبيد: وإنما كره أهل العلم أن يجعل الاستثناء من قوله: {لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} لأنه لا وجه له به، لأنه لولا فضل الله ورحمته لاتبعوا الشيطان كلهم، فكيف يكون هَذَا الاستثناء ها هنا؟

قوله جل وعز: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} 2057 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ: " أَلا هَلْ مُشَمِّرٍ لِلْجَنَّةِ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا، هِيَ وَرَبُّ الْكَعْبَةِ نُورٌ تَلأْلأَ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مُشَيَّدٍ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةُ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ، فِي مَقَامٍ أَبَدًا فِي خَيْرٍ وَنَضْرَةٍ، وَنِعْمَةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيجَةٍ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا، قَالَ: قَالُوا: إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ، وَحَضَّ عَلَيْهَا " 2058 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق، عَنْ أبي رجاء، قَالَ: أخبرني رجل، عَنْ أبي سنان، قَالَ: قوله " {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} قَالَ: عظهم "

قوله جل وعز: {عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}

2059 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} ، حرض، أي: حضض " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} 2060 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {عَسَى اللهُ} هي إيجاب، وهي فِي القرآن كلها واجبة، فجاءت عَلَى إحدى لغتي العرب، لأن عسى فِي كلامهم رجاء ويقين " قَالَ ابْنُ مقبل: ظني بهم كعسى وهم بتنوفة يتنازعون جوائز الأمثال أي: ظني بهم يقين

قوله جل وعز: {والله أشد بأسا وأشد تنكيلا}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا} 2061 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا} يَقُول: عقوبة " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنْ يَشْفَعْ} 2062 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} و {شَفَاعَةً حَسَنَةً} ، قَالَ: شفاعة بعض الناس لبعض " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} 2063 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ يعني ابْن مهدي، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ حميد، عَنْ الحسن، قَالَ " من يشفع شفاعة حسنة كَانَ له أجرها، وإن لم يشفع، لأن الله عَزَّ وَجَلَّ، يَقُول: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} " وقد حدثناه زكريا، عَنِ الصنعاني، عَنْ أبي عبيد، فذكر مثله

قوله جل وعز: {ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} 2064 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} ، والكفل: اليتيم " 2065 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} ، أي: نصيب "، يقال: جاءنا فلان متكفلا حمارا، أي: متخذا عَلَيْهِ كساء، يشبهه بالسرج قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} 2066 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} ، يَقُولُ: حَفِيظًا " 2067 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ

رَجُلا، عَنْ قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} قَالَ: بقيت كُلّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِ عَمَلِهِ " 2068 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قَالَ " {مُقِيتًا} ، شهيدا " 2069 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مُقِيتًا} ، حافظا " وَقَالَ اليهودي فِي غير هَذَا المعنى: ليت شعري فأشعرن إذا مَا قربوها مطوية ودعيت ألي الفضل أم علي إذا حوسبت إني عَلَى الحساب مقيت أي: هُوَ موقوف عَلَيْهِ 2070 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} ، قَالَ: يروى عَنْ الكلبي، قَالَ " هُوَ المقتدر بلغة قريش "

قوله جل وعز: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}

قَالَ: وَقَالَ الزبير بْن عَبْدِ المطلب: وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت عَلَى مسآته مقيتا أي: قادرا قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الكسائي: المقيت: المقتدر، وقد أقات الرجل أقاته قَالَ أَبُو عبيدة: وَقَالَ الفراء: هُوَ المقتدر: كالذي جاء فِي الحديث " كفى بالرجل إثما أن يضيع من يقيت، ويقوت "، يذهب الفراء إِلَى قوله {مُقِيتًا} فيمن رواها يقيت، ومن رواها يقوت ذهب إِلَى القوت قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} 2071 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللهِ فَرُدَّ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ مَجُوسِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} "

2072 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَوْ أَنَّ فِرْعَوْنَ قَالَ لِي: بَارَكَ اللهُ فِيكَ، لَقُلْتُ: وَفِيكَ بَارَكَ اللهُ " 2073 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ: " وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللهِ "، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ: " وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ "، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ: " وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ "، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَقَصْتَنِي، فَأَيْنَ مَا قَالَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ، فَقَالَ: " إِنَّ هَؤُلاءِ تَرَكُوا لِي فَضْلا، رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، وَأَنْتَ لَمْ تَدَعْ لِي فَضْلا، فَرَدَدْتُ عَلَيْكَ: وَعَلَيْكَ " 2074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ

اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، إِذْ أَتَى عَلَيْهِمْ يَهُودِيٌّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَرَدُّوا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ؟ قَالُوا: سَلامٌ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: قَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، أَيْ: تسمون دينكم، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا عَلَيْهِ "، فَرُدُّوهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ: " قُلْتُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكَ: أَيْ: عَلَيْكَ مَا قُلْتَ " 2075 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار، قَالَ: حَدَّثَنَا سالم بْن نوح، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن عبيد، عَنْ الحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ، قَالَ: أحسن منها للمسلمين، أو ردوها، يعني: عَلَى أهل الكتاب " 2076 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار، قَالَ: حَدَّثَنَا سالم بْن نوح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن أبي عروبة، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} أهل الإسلام، {أَوْ رُدُّوهَا} ، يعني: عَلَى أهل الكتاب " وكذلك قَالَ ابْنُ جريج

قوله جل وعز: {إن الله كان على كل شيء حسيبا}

2077 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ، قَالَ: كَانَ عطاء، يَقُول: ذَلِكَ كله لأهل الإسلام " 2078 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حدثني يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أبي إِسْحَاق، عَنْ شريح، قَالَ " كَانَ إذا قيل له: السلام عليكم، قَالَ: السلام عليكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} 2079 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله " {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} قَالَ: حفيظا " 2080 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} أي: كافيا، مقتدرا "، يقال: حسبي هَذَا، أي: كفاني "

قوله جل وعز: {فما لكم في المنافقين فئتين}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} 2081 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ: " لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ، رَجَعَ النَّاسُ الطَّرِيقَ، وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً يَقُولُونَ يَقْتُلُهُمْ، وَفِرْقَةً يَقُولُونَ لا يَقْتُلُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} " 2082 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن ُمُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، أَنَّ هَذِهِ الآيَاتِ نَزَلَتْ: " {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَقَالَ: " مَنْ لِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي، وَيَجْمَعُ فِي بَيْتِهِ مَنْ يُؤْذِينِي؟ " فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللهِ قَتَلْتُهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَأَطَعْنَاكَ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: مَا بِكَ طَاعَةُ رَسُولِ اللهِ يَا ابْنَ مُعَاذٍ، وَلَقَدْ عَرَفْتُ مَا هُوَ مِنْكَ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: أَنْتَ يَا ابْنَ عُبَادَةَ مُنَافِقٌ، تُحِبُّ الْمُنَافِقِينَ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: اسْكُتُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ فِينَا رَسُولُ اللهِ، وَهُوَ يَأْمُرُنَا فَنُنْفِذُ لأَمْرِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {فَمَا لَكُمْ فِي

الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ} " 2083 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قوم خرجوا من مكة حَتَّى جاءوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذَلِكَ، " فاستأذنوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مكة، ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فِيهَا، واختلف فيهم المؤمنون، فقائل، يَقُول: هم منافقون، وقائل يَقُول: هم مؤمنون، فبين الله لهم نفاقهم، فأمر بقتلهم، فجاءوا ببضائعهم يريدون هلال بْن عويمر الأسلمي، وبينه وبين مُحَمَّد عَلَيْهِ السلام حلف، وَهُوَ الَّذِي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين، أو يقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يؤمون هلالا وبينه وبين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد " 2084 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية، ذكر لنا أنهما رجلين من قريش كانا مَعَ المشركين بمكة، وكانا قد تكلما بالإسلام، ثم هاجرا إِلَى النَّبِيّ عَلَيْهِ السلام، فقتلهما أناس من أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهما مقبلان إِلَى مكة فَقَالَ بعضهم: إن

قوله عز وجل: {والله أركسهم بما كسبوا}

دماءهما أو أموالهما حلال " وَقَالَ بعضهم: لا يحل ذَلِكَ لكم، فتشاجروا فيهما، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ فِي ذَلِكَ القرآن: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا قرأ إِلَى فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا} " وروى عَنِ الكلبي مختصرا نحوه 2085 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قَالَ: فرقتين " قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} 2086 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أَوْقَعَهُمْ " 2087 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ} رَدَّهُمْ " وَكَذَلِكَ قَالَ الضَّحَّاكُ

قوله جل وعز: {فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم}

2088 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ} أي: نكسهم وردهم فيه " 2089 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر " {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} ، قَالَ معمر: قَالَ قتادة: أهلكهم بما كسبوا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ} 2090 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، عَنْ أبي إِسْحَاق، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ السدي، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ " {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} ، قَالَ: نسختها {فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ} الآية 2091 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {

إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَقَالَ: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} ، وَقَالَ: {لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ إِلَى الْمُقْسِطِينَ} فَنَسَخَ هَؤُلاءِ الآيَاتِ: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} ، وَقَالَ: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} " وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِقوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} 2092 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الفراء " {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} ، وَقَالَ: معناه فيما يقال، والله أعلم: بأن قوما كَانُوا يوادعون النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يقوم يتصلون بهم، قَالَ: يَقُول: كل من يصل بهم، كَانَ عَلَى رأيهم فِي ترك قتال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي موادعته، فهو بمنزلتهم، فلا يقاتلونهم "

قوله جل وعز: {أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم}

2093 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ أَبُو عبيدة: {يَصِلُونَ} يعني: ينتسبون إليهم، والعرب تقول: قد اتصل الرجل إذا انتمى إِلَى القوم " قَالَ: وَقَالَ الأعشى يذكر امرأة انتسبت إِلَى قومها: إذا اتصلت قالت أبكر بْن وائل وبكر سبتها والأنوف رواغم قوله: اتصلت، يعني: انتسبت قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ} 2094 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ} يَقُول: ضاقت صدورهم 2095 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} من الضيق، هي من الحصور "

2096 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الكسائي، والفراء، قالا: " {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} بمعنى: ضاقت عَنْ قتالكم، وكذلك كل من ضاق صدره عَنْ فعل، وكلام، فقد حصر وَقَالَ أَبُو عبيدة: ومنه الحصر فِي القراءة " وَكَانَ الكسائي، يقرأها: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} ، وكذلك قرأها أَبُو عمر وأهل المدينة ويروى عَنِ الحسن أنه قرأها: حَصِرَةً 2097 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} ، أي: كارهة صدورهم "

قوله جل وعز: {فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ} 2098 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ} قَالَ: نسختها {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} 2099 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} أي: المقادة، يَقُول: استسلموا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا} 2100 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا} مَا أمركم الله بقتالهم "

قوله جل وعز: {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ} 2101 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ} ناس من أهل مكة يأتون النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيسلمون رياء، ثم يرجعون إِلَى قريش، فيرتكسون فِي الأوثان، يبتغون ذَلِكَ أن يأمنوا ها هنا وها هنا، فأمر بقتالهم " 2102 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد بْن، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ} قَالَ: حي كَانُوا بالحجاز، فَقَالُوا: لا نقاتلك يَا نبي الله، ولا نقاتل قومنا، أرادوا أن يأمنوا قومهم، ويأمنوا نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعاب الله عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ عليهم، فَقَالَ: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} 2103 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " يرجعون إِلَى قريش، فيرتكسون فِي

قوله جل وعز: {أركسوا فيها}

الأوثان، يعني: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} " 2104 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} ، يَقُول: إِلَى الشرك، أركسوا فِيهَا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُرْكِسُوا فِيهَا} 2105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} ، يَقُول: كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ} 2106 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قَالَ " أمر بقتالهم إن لم يعتزلوا، فيصالحوا يعني قوله: {فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ} الآية "

قوله جل وعز: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ}

قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} 2107 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِ الله: " {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} الآية، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، كَانَ قَدْ أَسْلَمَ، وَهَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ عَيَّاشُ أَخَا أَبِي جَهْلٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، لأُمِّهِمَا، وَكَانَ أَحَبَّ وَلَدِهَا إِلَيْهَا، فَلَمَّا لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَحَلَفَتْ أَنْ لا يُظِلَّهَا سَقْفُ بَيْتٍ فَأَقْبَلَ أَبُو جَهْلٍ وَالْحَارِثُ حَتَّى قَدِمَا المْدَيِنَةَ، فَأَخْبَرَا عَيَّاشَ مَا لَقِيَتْ أُمُّهُ، وَسَأَلاهُ أَنْ يَرْجِعَ مَعَهَا فَتَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلا يَمْنَعَاهُ أَنْ يَرْجِعَ وَأَعْطَيَاهُ ذِمَّتَهُمَا أَنْ يُخَلِّيَا سَبِيلَهُ بَعْدَ أَنْ تَرَاهُ أُمُّهُ، فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا حَتَّى إِذَا خَرَجَا مِنَ الْمَدِينَةِ، عَمْدًا إِلَيْهِ فَشَدَّاهُ وَثَاقًا، وَجَلَدَاهُ نَحْوَ مِنْ مِائَةِ جَلْدَةٍ، وَأَعَانَهُمَا عَلَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، فَحَلَفَ عَيَّاشٌ لَيَقْتُلَنَّ الْكِنَانِيَّ، إِنْ قَدِرَ عَلَيْهِ، فَقَدِمَا بِهِ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا حَتَّى فَتَحَ رَسُولُ اللهِ مَكَّةَ، فَخَرَجَ عَيَّاشُ فَتَلَقَّى الْكِنَانِيَّ، وَقَدْ أَسْلَمَ الْكِنَانِيُّ، وَعَيَّاشٌ لا يَعْلَمُ بِإِسْلامِ الْكِنَانِيِّ، فَضَرَبَهُ عَيَّاشٌ حَتَّى قَتَلَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً}

2108 - حَدَّثَنَا عليُّ بنُ المباركِ، قال: حَدَّثَنَا زيد، قال، حَدَّثَنَا ابنُ ثَورٍ، عن ابنِ جُريجِ، عن مُجاهدٍ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} ، عَيَّاشُ بنُ أي ربيعة قتل رجلاً مؤمناً كان يعذِّبُه مع أبي جَهْلٍ،وهو أخوهُ لأمِّهِ، في اتّباع عَيَّاشٍ النبيَّ عليه السَّلامُ، وعيَّاش يَحْسَبُ أنَّ ذلك الرجلَ كافر، كما هُو، وذَكَر الحديث. 2109 - حَدَّثَنَا عليُّ بنُ عبد العزيزِ، قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، قال: حَدَّثَنَا حمادٌ، قالْ حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيهِ ((أنَّ الحارثَ بنَ زيدٍ كان شديداً على النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجاءَ - وهو يريدُ الإسلامَ- وعَيَّاش لا يشعرُ، فقتلَهُ، فأنزلَ الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً}

§1/1