ترجمة مسلمة بن مخلد للمزي

المزي، جمال الدين

بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله نقلت من خط الحافظ أبي الحجاج يوسف المزي: الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى: سأل سائل عن مسلمة بن مخلد الذي قال لعقبة بن عامر: قم فحدث الناس بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام عقبة، فقال: سمعته يقول: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، وسمعته صلى الله عليه وسلم يقول: الذهب والحرير حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم. هل مسلمة هذا صحابي، أم تابعي؟ ومتى كانت مقالته هذه لعقبة؟ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بمدة، أو بقريب؟ الجواب وبالله التوفيق إن مسلمة بن مخلد الأنصاري الزرقي هذا من الصحابة الذين نزلوا مصر، وكان والياً عليها لمعاوية بن أبي سفيان، ذكره غير واحد في

الصحابة، وذكره أبوسعيد بن يونس في تاريخ المصريين، وقال: توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وستين، وله ستون سنة. وكانت مقالته هذه لعقبة بن عامر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدهر طويل، وفي حال ولايته على مصر لمعاوية، وسنذكر حديثه هذا بإسنادنا إليه، ليتبين ما قلناه. أخبرنا الشيخ الإمام أبوالحسن، علي بن أحمد بن عبد الواحد، ابن البخاري المقدسي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر

الصيدلاني الأصبهاني في كتابه إلينا من أصبهان غير مرة، أنا أبوعلي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، أنا أبونعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، حدثنا عبد الله بن

عبد الحكم، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث: أن هشام بن أبي رقية حدثه قال: سمعت مسلمة بن مخلد وهو على المنبر يقول: يا أيها الناس! أما لكم في العصب والكتان ما يغنيكم عن

الحرير؟! وهذا رجل فيكم يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!! قم يا عقبة. فقال عقبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار، وأشهد لسمعته يقول: ومن لبس الحرير في الدنيا، حرمه الله تعالى عليه في الآخرة. رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، نحوه. وهذا إسناد صحيح، فإن عبد الله بن وهب وشيخه عمرو بن الحارث من أئمة أهل مصر، وحديثهما في الصحيحين. وأما هشام بن أبي رقية اللخمي المصري، فذكره الإمام أبوحاتم محمد بن حبان التميمي البستي في كتاب الثقات، ولا نعلم أحداً ذكره بخلاف ذلك، وهو من أوساط التابعين، وقد صرح في هذا الإسناد بأنه سمع مسلمة بن مخلد يقول: لعقبة بن عامر ما تقدم ذكره. وفي رواية الإمام أحمد: أنه شهد عقبة بن عامر يقول ذلك.

وكانت وفاة عقبة بن عامر سنة ثمان وخمسين، فدل ذلك أنه كان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدهر طويل كما ذكرنا، والله أعلم. قرأها على المجيب: 1- عبد الرحمن بن محمد البعلي في سنة 711. 2- وابنه عبد الرحمن بن يوسف، فسمعتها، أخته زينب، والعماد ابن كثير في سنة 726. 3- ومحمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم، فسمعها الشمس ابن المهندس في محرم سنة 733 هـ.