تراجم المؤلفين التونسيين

محمد محفوظ

مقدمة

مقدّمة بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد فقد كنت منذ عهد الشباب الباكر مغرما بتتبع تراجم التونسيين، وإذا عثرت على كتاب في تراجمهم أو مقالة في مجلة أو صحيفة في ترجمة أحدهم فكأنما ظفرت بكنز، وينتابني الفرح والسرور. وكان من أول الكتب التي طالعتها وأنا يافع في المرحلة الأولى من التعليم الثانوي كتاب (المؤنس) لابن أبي دينار، وتاريخ مقديش (نزهة الأنظار) كما كنت ولوعا بتتبّع آثار التونسيين في الأدب والتاريخ والتراجم فطالعت في هذا الطور «زهر الآداب» لإبراهيم الحصري، و «عنوان الأريب» للشيخ محمد النيفر، و «المنتخبات التونسية» لحسن حسني عبد الوهاب. ولا داعي للإطالة بسرد أسماء الكتب، ويكفي منها ما يدل على الاتجاه في المطالعة والإقبال بشوق ولهف عليها وقد كنت لا أهمل أية فرصة للمطالعة بالاستعارة من الأفاضل الأكرمين، أو بغيرها من الوسائل التي تهيأت لي حتى أني أذكر أن الحاج سالم عبد الناظر الكوّاش (الفران) صناعة - وقد مارس هذه الصناعة بتونس العاصمة، وكوّن مكتبة بها مجموعة من المخطوطات الصالحة، تلاشى غالبها في قائم حياته، وأهديت بقيتها بعد وفاته إلى المدرسة الثانوية بطريق العين (مدرسة 15 نوفمبر) - أتذكر أني قصدته ذات مرة للطّلاع على مكتبته واستعارة ما يوافق مبتغاي، وبعد جلسة تحدّث فيها عن حياته ومعرفته لبعض أعلام تونس المرموقين المشهورين، وإقبال بعض رجال صفاقس على الاستعارة من مكتبته، لم تطب نفسه بتلبية رغبتي وبّل ظماء شوقي لصغر سني، وكان هذا الرجل - رحمه الله - صعب المراس، ملتوي التفكير. وقد استمر هذا الاتجاه ينمو كلما تقدمت بي السن واتسع الاطلاع إلى أن دار بخلدي جمع تراجم المؤلفين التونسيين فشرعت في هذا العمل في 27 جويليه 1964 وأنجزت مجموعة من

التراجم رتبتها من أول الأمر على حروف المعجم، ثم جاءت أسباب قطعت مواصلة السير، منها تراكم مشاكل الحياة اليومية، زيادة عن ظهور بعض المؤلفات والبحوث الجديدة مما دعاني أحيانا إلى الإضافة أو التعديل والتنقيح، حتى أن بعض التراجم أعدت كتابتها مرتين أو ثلاثا، فقلت في نفسي: هذا عمل شاق لا آخر له. وكلما صدر كتاب جديد في تاريخ تونس أو في تراجم أعلامها أطالعه ثم أنتقي منه ما أريد من تراجم ومعلومات لها صلة بهذه التراجم، وقلت في نفسي: هذه مشقة أخرى مطالعة وانتقاء وإضافة، متى تنتهي هذه السلسلة المتلاحقة؟ أما لها من آخر؟ واعترى عزيمتي الضعف، وساورها اليأس وضؤل نشاطى في التدوين، ثم ان المطالعة والبحث والكتابة مع تعدد المشاريع توزع الجهد ولا تساعد كثيرا على الإنتاج ذي الوجهة المعيّنة والمادة الغزيرة والحجم الكبير، وانقطعت عن مواصلة العمل مدة تقرب من ثماني سنوات ثم بدا لي مراجعته ومواصلته حتى يتم وقلت في نفسي أنجزه ولو كان فيه بعض جوانب نقص شعرت بها من أول وهلة لقلة ما لديّ من مادة ووسائل. وغرضي من وضع هذا الكتاب هو سهولة الكشف عن تراجم المؤلفين التونسيين قدامى ومحدثين لذا رتّبته على حروف المعجم، أذكر اللقب العائلي، وإن اشتهر المترجم له بنسبته البلدية فقط اقتصرت على هذه النسبة. هذا وأشعر بأن التراجم متفاوتة في الكم والكيف وسبب ذلك أن بعض المترجم لهم لم تتوفر لدي المادة الكافية للإفاضة في ترجمتهم فاجتزأت بما وجدت وقد جالت بخاطري فكرة هي أن تبقى هذه التراجم مذكرة شخصية لي، وبعد التروي قلت في نفسي، إن إنجاز هذا العمل لا يخلو من فائدة للقاصرين أمثالي، ثم أنه إذا برز للوجود وتفضل الكاتبون الكرام والنقّاد ببيان ما فيه من جوانب نقص، كنت أنا أول المستفيدين من هذا البيان فأبذل جهدي لتلافي النقص في ملحق أو في طبعة ثانية إذا يسّر الله، وإذا بقي هذا التصنيف قابعا في زاوية من زوايا البيت أحرم من هذه الفوائد، ومثل هذا العمل عرضة للتحوير والتنقيح كلما ظهر جديد أو توفرت مواد لم تكن معروفة من قبل. وقد حاولت في كل ترجمة ذكر ما تيسّر لي من آثار المترجم له وعقبت كل ترجمة بذكر مصادرها ومراجعها ولم أهمل ذكر ما وقفت عليه من صحف ومجلات. وهذا التأليف أشبه شيء بالفهرس وقد سميته (تراجم المؤلفين التونسيين) وترجمت فيه للوافدين على تونس المتوفين بها، كما ترجمت فيه لعلماء إباضية من جزيرة جربة، ويلاحظ المتأمل أن بعضهم من ذوي الثقافة المحدودة وأن إنتاجهم ليس بذي قيمة كبيرة وأنّ بعضهم من نوابغ الأعلام ذوي المواهب الغزيرة والإنتاج الثري المتنوع الذين كان لهم فضل في إثراء المكتبة العربية الإسلامية، وقد عجبت من إهمال المؤرخين التونسيين - من غير الإباضية - ترجمتهم والتنويه بهم ولا داعي لهذا غير التعصب المذهبي، وقد سار في هذا الطريق بعض المعاصرين، وإخواننا الإباضية لا يبذلون جهدا كبيرا في التعريف بأنفسهم، وكتبهم مخطوطة محتكرة عندهم لا

يجدون في نشرها إلاّ قليلا منها لا تشبع نهم المتطلع المستشرف للمزيد، مع أن البعض منها وهو كثير يهم كل المسلمين والمثقفين بصفة عامة ككتب التفسير والتاريخ والتراجم، ولولا ما قام به بعض المعاصرين من التعريف بأعلامهم كالأستاذين الصادق بن مرزوق وفرحات الجعبيري الجربيين التونسيين وعلي يحيى معمر النفوسي الليبي لبقي كثير من هؤلاء الأعلام مغمورا في طي الخفاء والكتمان. ولهؤلاء الثلاثة فضل كبير في هذا الميدان وقد اعتمدت عليهم كثيرا في ترجمة أعلام مرموقين من جربة أو من نزلائها المتوفين بها. هذا والعناية بهم ما زالت محدودة المدى ضيّقة النطاق مع أن الكثير منهم جدير بكل تقدير وتنويه وحبذا لو يتفرّغ بعض الباحثين من شباب جزيرة جربة لإصدار دراسات خاصة في رسائل بحيث يخصص لكل واحد منهم رسالة أو يقع جمعهم في تأليف خاص يسمى (أعلام جربة) أو نحو ذلك حتى ينتشر ذكرهم ويشيع أمرهم ويصبح الجهل بهم أمرا لا يليق بكل مثقف متتبع لسير الحركة العلمية والحضارية بوطنه. وبودّي لو يخصص ملتقى ثقافي باسم أحد أعلام جربة الأجلاّء كالتلاتليّ أو سعيد بن تعاريت الأول أو الثاني، أو من الوافدين عليها المدفونين بها كأبي القاسم البرادي، والجيطالي، ويوسف المصعبي وابنه محمد، لأن الجزيرة أخرجت على مدار القرون أعلاما لهم مكانتهم لا في المذهب الإباضي فقط بل في التفكير الفلسفي الإسلامي، وفي التاريخ التونسي. وإذا كان للإمام ابن عرفة ملتقى سنوي في مدنين وللشيخ علي النوري ملتقى في صفاقس ولابن أبي الضياف المؤرخ ملتقى في سليانة وللقلصادي العالم الرياضي ملتقى في باجة فلماذا لا يكون بجربة ملتقى سنوي باسم البرادي أو الجيطالي أو ابن تعاريت، أو غيرهم من ذوي الآثار العلمية والتاريخية يبدو أن رواسب الماضي ما زالت تعمل عملها بدون شعور أو قصد، نرجو أن يقع التدارك في المستقبل القريب بحول الله. هذا ولا يفوتني أن أشكر كل من قدّم لي إعانة كبيرة أو صغيرة كالصديق الشاعر الأستاذ محمد الشعبوني في تاريخ وفيات بعض المعاصرين، أو تاريخ طبع إنتاجهم أو إعارة إنتاجهم المطبوع، والصديق الأستاذ الصادق بن مرزوق في ترجمة بعض علماء جزيرة جربة، والأستاذ عبد الله الزناد في ترجمة الشيخ محمد مخلوف المنستيري، والأستاذ محمد الحبيب السلامي في ترجمة قريبة شيخنا محمد المهيري، أشكرهم جزيل الشكر وهو غاية ما أملك «والغني بما ملك» كما قال قديما بديع الزمان الهمذاني، وجزاهم الله كل خير وأبقاهم ذخرا للمعرفة، ومن الأمانة العلمية عز وكل فائدة لصاحبها، علاوة عن خلق الاعتراف بالجميل لذويه، لا السطو على الفائدة ونسبتها إلى النفس في غير تورع ولا حياء تظاهرا بسعة الاطلاع وتدليسا على القارئ وغمطا لصاحب الحق والفضل. هذا رأيي وعقيدتي، مع أني اكتويت بشواظ من عقوق ولؤم بعض الأفاضل. فقد أعنت بعضهم إعانة متنوعة كبيرة في تأليف له في التاريخ، من إمداد بوثائق وكتب وترجمة من الفرنسية إلى العربية وترجمة لبعض الأشخاص وعلى ضوء ما أمددته به حور

الكتاب ونقّحه بعد أن كان على وشك تقديمه للطبع وكدت أكون شريكا له في التأليف، لكني تكرّمت بإعانته تشجيعا لأخ كريم فاضل ووضعت له فهرس المصادر والمراجع، ذكرت فيه ما لم يسمع به فضلا عن أن يراه حتى نوّه كاتب مقدمة الكتاب بأنه واسع الاطلاع، ومع هذا فإن هذا السيد لم يذكرني بكلمة واحدة في المقدمة، وكأنه أمر يشينه أو ينقص من علمه وفضله، ولم يتكرم بإهداء نسخة بعد طبع الكتاب كأن أتعابي أقل قيمة من نسخة منه وتألمت من هذا الموقف اللئيم غير المرتقب فكاتبته غاضبا وعائبا، وانقطعت كل صلة بيني وبينه ما يقرب من ثلاث سنوات، إذ توفي - رحمه الله وسامحه - في سبتمبر 1978 وراودتني نفسي في أول الأمر كشف حقيقة الأمر وفضح تدليسه وتلبيسه ورفع النقاب عن أخلاقه ومبلغ علمه ولدي رسائل بخط يده تثبت بعض ما ادعيت لكنني عدلت عن هذا في إبانه لأنه طاعن في السن فخشيت أن يثقل هذا عليه إذ ربما لا يتحمل الصدمة ومع كل هذا فإن طبعي لم يسرق من طبعه ولا أتحول ولا أتغير، ولا أدعي بأني أتيت بما لم يسبقني به أحد ولكنني كشفت الستار عن بعض المغمورين ويسّرت السبيل أمام الباحثين. والله سبحانه هو الموفّق المعين ومسدّد الخطى لسلوك الطريق القويم. محمد محفوظ صفاقس في 19 شوّال 1398 الموافق ل‍ 21 نوفمبر 1978

حرف الألف

حرف الألف آرباش - (انظر: 58 - الأندلسي) 1 - آغة (1296 - 1365 هـ‍) (1876 - 1946 م) مصطفى بن عباس بن مصطفى آغة. ولد في قصر جدّه ببلدة الكرم من الضواحي الشمالية لمدينة تونس، وكان جدّه مصطفى وزير الحرب في دولة المشير الأول أحمد باشا باي وهو شاعر وأديب. تعلّم في منزله على عادة الأسر الأرستقراطية في عصره، وتلقّى مبادئ العلوم العربية على أساتذة خواص كمحمد القرطبي، وعثمان بن المكي التوزري. ودراسته على هذين الأستاذين حببت إليه المطالعة والاستفادة من كتب الأدب، فأقبل بنهم على مطالعة الدواوين الشعرية قديمها وحديثها فتكونت له ملكة أديبة وكان آية في الذكاء صاحب دعابة ونكتة ونقد لاذع وقضى شبابه وصدرا من كهولته بقصره منعزلا عن المجتمع باستثناء بعض الأعيان الذين كانوا يزورونه لحضور مجالسه الأدبية كالشيخ أحمد بيرم الحنفي شيخ الإسلام، والأستاذ حسن قلاتي (بالقاف المعقدة) المحامي وحسن حسني عبد الوهاب الباحث المؤرخ، والشيخ محمد باش طبجي والأمير محمد الناصر باي، وغيرهم. وقد أسس مع بعض أصدقائه «النادي التونسي» الكائن بنهج الكوميسيون بإشراف الأستاذين: عبد العزيز الزاوش، وعلي باش حانبة. والملاحظ أن هذا النادي كانت تؤمه الطبقة الأرستقراطية وكانت تجري فيه الأحاديث السياسية، والمناقشات الأدبية وغيرها، وبرز من هذا النادي مشاريع تونسية عديدة كجمعية الآداب التمثيلية التي تأسست عام 1910، وجمعية قدماء الصادقية التي ظهرت عام 1905، وجريدة «التونسي» التي صدرت عام 1907 كما تفرّع عن هذا النادي «الحزب الإصلاحي» الملاين للاستعمار والذي يرضى بما يلقي إليه الاستعمار من فتات الإصلاحات، فقد قبل إصلاحات 13 جويلية 1922 التي خوّلت تأسيس المجلس الكبير، والحجرات الاقتصادية، ومجالس الجهات الخمس، ومجالس العمل، وهذا الحزب لا يرى مانعا في سياسة المشاركة في المسئوليات مع الفرنسيين.

ونظرا لاختلاف وجهة النظر السياسية بين الحزب الدستوري القديم والحزب الإصلاحي فقد وقع الادعاء على الحزب الأخير بأنه يسعى لمناهضة اللغة العربية من خلال المسرحيات التي تقدمها جمعية «الآداب التمثيلية» المنتمية إليه، فأسس الحزب القديم لمناهضته جمعية «الشهامة» التي تولّى رئاستها الشيخ عبد العزيز الثعالبي. وكان لهذا التنافس أثره في الحركة المسرحية فشاهدت الجماهير مسرحيات قدمتها فرقتا الحزبين. وكان المترجم له منتميا للحزب الإصلاحي متحمسا لمبادئه متحملا لكل مكروه في سبيلها نوّهت جريدتا هذا الحزب «البرهان» و «النهضة» بالمترجم له ونشرتا له مقالاته وأشعاره. وذكر الشيخ الأستاذ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه «الحركة الأدبية والفكرية في تونس» عمل المترجم له في الحزب الإصلاحي الذي تمسك بإصلاحات عام 1922 على عهد المقيم العام لوسيان سان، وكان يرى أنها خير من لا شيء فيقول عنه وعن المعركة الحزبية والسياسية التي أرادها الاستعمار لتفريق الصفوف وإضعاف المقاومة والقضاء عليها « ... واحتضن مصطفى آغة نادي الحزب ونوّهت به جريدتهم. وكان من شغوفه الذاتي وتساميه الفلسفي واعتداده بحكم العقل والمنطق في كل شيء ما أبعد الشقة بينه وبين الحركة الشعبية، وعملت جريدة الحزب الإصلاحي على إغاظة الشاذلي خزنة دار في مناصرة مصطفى آغة وتقديمه فكان للمعركة الحزبية السياسية دخل كبير في الميدان الأدبي بالمفاضلة بين الشاعرين، كما كان بين الوطنيين والإصلاحيين بمصر بين حافظ وشوقي. واصطبغت قصائد كل من الشاعرين بصبغة المسلك الذي ارتضاه لنفسه فجاءت قصائد خزنة دار حماسية تفخر بالانتصارات وتثور في وجه الاعتداءات تصدر بمناسبة المواقع الكمالية وحفلات الهلال الأحمر وحوادث التنكر للوطنيين والابتهاج برجوع المبعدين وخروج المساجين ووصف المظاهرات وتشييع الوفود وانعقاد المجامع السياسية وتفيض كلها حماسا ووثوقا بانتصار الحق وحسن عاقبة الصدق ويقوم فنها الشعري على وحدة الغرض وتسلسل عناصره وطول النفس وتلافي القصر على طريق الأطناب فكانت قصائده كالخطب لها من الأثر في السامع وقت إنشادها ما لا يستطيع الناقد أن يكشف عنه ما لم يحدد الظروف التي مكنت لها من القبول، على أن النقد المنصرف للفن الصرف لا يستطيع أن يغطي على أسقام في التركيب، وزحافات في الأوزان، وابتذال في المعاني وحشو في الألفاظ، كانت الحرارة الفائضة من تلك القصائد تذيبها فلا يحسها السامعون. أما قصائد مصطفى آغة فقد كانت بمعزل عن هذه المؤثرات لم تشر إلى الحركة الوطنية بكلمة ولا جرى فيها ذكر زعيم ولا لفتة إلى السياسة بل تمحضت إلى النظر الفلسفي والوصف الاجتماعي، وأقيم هيكلها على تصوير المقامات وتخييل المحاورات بروح فلسفية ساخرة قانطة تنظر إلى البؤس المادي والشقاء العقلي اللذين حفا بحياة الناس كما ينظر المعري في «اللزوميات».وصوغها واضح جزل التركيب مستكثر من البديع، مطرد في الوصف

آثاره

يتمشى مع تنقل الحوار وتسلسل الأحداث والمعاني فتتواصل فيه الأبيات لأنها جملة واحدة حتى يكثر فيها التضمين وربما يتعاصى عليه اتحاد الميزان الشعري مع ما يريد من جزالة وسهولة في التركيب فيتغلب على ذلك بزحاف أو خبن، وكثيرا ما يقع بسبب ذلك في إهمال القواعد النحوية فيلحن لحنا فاحشا، على أنه شاعر الحكمة السامية وصاحب الخيال البديع، حقيق بشعره أن يحتل منزلة الاعتبار في مقاييس الآداب العالمية إلا أنه قليل التفنن منسوج على منوال واحد». آثرنا نقل كلام الشيخ الفاضل بن عاشور على طوله لأنه فيه تحليل واف لخصائص شعر آغة ومميزاته غير أننا نلاحظ فيما يخص النظر الفلسفي في شعره أنه كان منعزلا عن المجتمع منطويا على نفسه فنمت عنده ملكة التأمل العقلي، وأودع شعره هذه التأملات العقلية وهي ليست بنظر فلسفي إلا على ضرب من التجوز. وهو لا يعرف الفلسفة ولا يتقيد بمذهب من مذاهبها ولا بأصولها. على أن هذه التأملات العقلية، وما يسري في أوصال شعره من حوار وقصص جعلته من المجددين في ذلك العصر ولفتت إليه الأنظار بالتقدير أحيانا وبالسخرية والدعابة أحيانا أخرى، فإن الأديب محمد الصالح المهيدي تندر عليه في جريدة «النديم» فإنه دعا التونسيين إلى الاستخفاف بما يكتبه هذا الشاعر من آراء وأفكار والضحك منها. ولو كان لشعره جلال النظر الفلسفي وعمقه لما تجاسر مثل المرحوم محمد الصالح المهيدي على الدعوة إلى الاستخفاف بشعره والضحك منه. ومن الملاحظ أن الخلاف الحزبي بينه وبين الشاذلي خزنة دار لم يحل دون ربط علاقات صداقة بينهما، فكان المترجم له يتصل به في محل سكناه ب‍ «منوبة» ويقضي معه الأيام والأسابيع في المراجعة والمذاكرة. وأهم ما تعلمه من خزنة دار أوزان الشعر والعروض والقوافي، وكان متخصصا فيها. وكان من الولوعين بشعر خزنة دار ومن المهتمين بتراثه الفكري. والمترجم له ساهم في النشاطات الفكرية الاجتماعية والثقافية ابتداء من النادي التونسي بنهج الكومسيون إلى جمعية الآداب التمثيلية، إلى جوق التمثيل العربي الذي تأسس سنة 1921 واختير ضمن هيئته المسيرة، إلى الاتحاد المسرحي الذي عيّنه سنة 1937 في لجنة فحص الروايات، إلى نشاطه في الجمعية الرشيدية التي تأسست سنة 1934 وكلّفه رئيسها المؤسس لها السيد مصطفى صفر برئاسة لجنتها الأدبية التي اضطلعت بدور هام في ميدان تأليف الأغاني وانتقاء ألفاظها وتطهيرها من المعاني المبتذلة ونوازع الانحلال، وألف كثيرا من الأغاني ومن أشهرها قصيدته «هجر الحبيب» كما أنه غذى الإذاعة بمجموعة من أحاديثه الأدبية. آثاره: 1 - ديوان شعر طبع بالمطبعة التونسية سنة 1339/ 1920.

المراجع

2 - بيني وبين المعرّي: مجموعة أحاديث ألقاها بالإذاعة. هي عبارة عن حوار تتبع فيه «رسالة الغفران» وأبدى نقده لها. المراجع: - أدباء تونسيون، رشيد الذوادي (طبع تونس 1972) ص 9 - 27. - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر، زين العابدين السنوسي (ط أولى) 2/ 3 - 15. - الشعر التونسي المعاصر، محمد الصالح الجابري (ط تونس 1974) ص 181 - 206. - الحركة الأدبية والفكرية في تونس، محمد الفاضل بن عاشور ص 145 - 147. - مجمل تاريخ الأدب التونسي، حسن حسني عبد الوهاب (ط تونس) ص 310 - 316. - الأعلام 7/ 245 وفيه مصطفى بن محمد بن مصطفى وترجمته أملاها عليه الأستاذ عثمان الكعّاك. Sadok Zmerli: Figures tunisiennes: les successeurs، pp .181 - 881 . * * * 2 - ابن الأبّار (658 هـ‍1280/ م) محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن الأبّار القضاعي البلنسي، نزيل تونس، أبو عبد الله الحافظ المحدث الأديب الكاتب الشاعر المؤرخ صاحب التآليف الكثيرة. أصل والده من أندة (¬1). ولد ببلنسية من بلدان شرق الأندلس، المدينة الجميلة ذات الخصب والهواء المعتدل (¬2). وكان والد ابن الأبّار من أهل العلم، ديّنا تقيا، قرأ على طائفة من العلماء وأجازوه. قرأ عليه ابنه صاحب الترجمة القرآن بحرف نافع، وسمع منه أخبارا وأشعارا، ووجّهه وامتحن حفظه أيام الطلب وناوله جميع كتبه. قال ابن الأبّار في ترجمة والده (¬3): «وكان - رحمه الله - ولا أزكيه - مقبلا على ما يعنيه، شديد الانقباض، بعيدا عن التصنع، حريصا على التخلص، مقدّما في حملة القرآن، كثير التلاوة له والتهجد به، صاحب ورع لا يكاد يهمله، ذاكرا للقراءات مشاركا لأخذ المسائل، آخذا فيما يستحسن من الأدب، معدّلا عند الحكام، وكان ¬

(¬1) مدينة من كور بلنسية (الروض المعطار ص 31) واندة (Onde) اليوم مدينة صغيرة في مديرية قسطليون وتقع على 20 كيلومترا غربي قسطليون قاعدة المديرية. وكانت أندة على أيام المسلمين تابعة لكورة بلنسية (د. حسين مؤنس مقدمة الحلة السيراء، ص 14). وتحرّف اسم أندة إلى أيردة عند الغبريني في (عنوان الدراية). (¬2) انظر الروض المعطار للحميري، تحقيق ليفي بروفنسال، ص 47. (¬3) التكملة لكتاب الصلة رقم 1441.

القاضي أبو الحسن بن واجب يستخلفه على الصلاة بمسجد السيدة داخل بلنسية، قرأت عليه القرآن بقراءة نافع مرارا، وسمعت منه أخبارا وأشعارا، واستظهرت عليه مرارا أيام أخذي على الشيوخ يمتحن بذلك حفظي وناولني جميع كتبه، وشاركته في أكثر من روى عنه ... ». ويتضح من هذا إن ابن الأبّار نشأ في وسط علمي، ووجّهه والده لطلب العلم. ومن أشهر أعلام بلنسية بل أعلام الأندلس الذين أخذ عنهم وتخرّج بهم في علوم الحديث التي منها معرفة أسماء الرجال وأنسابهم وتواريخهم، وتخرّج به في الكتابة أيضا الحافظ المحدّث الحافل الأديب صاحب الرواية الواسعة والتصانيف أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي، لازمه عشرين سنة. ولم يكتف ابن الأبّار بالأخذ عن أعلام بلنسية بل جال في بلدان الأندلس للأخذ عن رجالها والرواية عنهم. وفي شيوخه كثرة ذكرهم ابن عبد الملك المراكشي في «الذيل والتكملة».وتوفي والده في ربيع الأول سنة 619/ 21 مارس 1222 ولم يحضر جنازته لأنه كان غائبا عن مسقط رأسه في ثغر بطليوس، فقد جاء في أواخر ترجمته لوالده «وتوفي ببلنسية - وأنا حينئذ بثغر بطليوس - عند الظهر يوم الثلاثاء الخامس شهر ربيع الأول سنة 619 ودفن لصلاة العصر من يوم الأربعاء بعده بمقبرة باب بيطالة وهو ابن ثمان وأربعين سنة، وحضر غسله أبو الحسن بن واجب وجماعته وكانت جنازته مشهودة، وأثنوا عليه جميلا نفعه الله بذلك». وابن الأبّار حريص على الرواية عمن تقدمت سنهم وعلا إسنادهم حتى بعد استكمال تحصيله وتجاوز طور الشباب، اتباعا لتقليد شاع في أوساط المحدثين، فقد لقي بتونس المقرئ الراوية أبا زكريا يحيى بن محمد بن عبد الرحمن البرقي المهدوي مصروفا عن قضاء المهدية (ت. سنة 647/ 1251). وقد اجتمع البرقي في تونس بالحافظ أبي الخطاب عمر بن حسن الكلبي المعروف بابن دحية، وروى عنه، وروى عنه عبد المنعم بن عبد الرحيم الخزرجي المعروف بابن الفرس (¬1). ويبدو أن ابن الأبّار كان عارفا بمكانته قبل لقائه. وبعد استكمال تحصيله وإشباع نهمه من لقاء الشيوخ بالقطر الأندلسي رجع إلى مسقط رأسه بلنسية فتولى الكتابة لواليها أبي عبد الله بن أبي حفص عمر بن عبد المؤمن المعروف بالبياسي وقد نشأ هو وأخوه أبو زيد عبد الرحمن في بياسة، فعرفوا من أجل ذلك بالبياسيين. ولما خرج من بلنسية والتجأ إلى حلفائه القشتاليين خلفه على إمارة بلنسية أخوه أبو زيد عبد الرحمن، واستمر ابن الأبّار على خطته في الكتابة حتى إذا ضيق على هذا الأمير أبو جميل زيان بن أبى الحملات مدافع بن يوسف بن سعد بن مردنيش في بلنسية التجأ إلى حليفه جايم أو خايمة الأول ملك أراغون وصحبه كاتبه ابن الأبّار ثم رجع ابن الأبّار إلى بلنسية عند ما رآه يفضل الإقامة في بلاد ملك أراغون وعمل كاتبا لأبي جميل زيان بن مردنيش الوالي الجديد على بلنسية. وكان القطر الأندلسي في هذا العصر مختل الأوضاع تعصف به الحروب ¬

(¬1) المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي ص 211 عرضا في ترجمة عبد الله بن محمد بن أيوب الفهري.

الداخلية والحروب الخارجية من الإسبان بقيادة ملك قشتالة وملك أرغوان بحيث أن حركة الاسترداد الإسبانية سجلت انتصارات متعددة واحتلت مدنا عديدة، وكانت الدولة الموحدية في طورها الأخير من الضعف والانحلال، وأفراد بيتها منقسمون على أنفسهم متعطشون إلى السلطة تعطشا محموما بدون إقامة وزن للظروف الحرجة والمصلحة العامة، وأمراء الطوائف من الأندلسيين يتحاربون ويستعينون بهذا وذاك من ملوك الاسبان للتغلب على خصومهم ويرضون في مقابل ذلك بأداء إتاوة سنوية وهي نوع من الحماية بعدها الاحتلال في الفرصة المؤاتية، ويظهر للمتأمل أن مصير الأندلس تقرر منذ العقود الأولى من القرن السادس الهجري. وكان شرقي البلاد الأندلسية هدفا لهجومات ملك أراغون خايما الأول فاستولى على كثير من القلاع حول بلنسية وشقر سنة 633/ 1236 وبنى حصن أنيشة قرب بلنسية ليعسكر فيه جنده استعدادا لحصار بلنسية، وقد حاول ابن مردنيش أن يبذل آخر جهوده فاستنفر أهل شاطبة وشقر، فانضموا إلى جند بلنسية، وهاجموا حصن أنيشة في العشرين من ذي الحجة سنة 634/ 13 أوت 1237 ولكنهم هزموا وقتل في المعركة كثير من الفقهاء والعلماء، ومن بينهم العلاّمة المحدّث أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي شيخ ابن الأبّار (¬1) وهو مقبل غير مدبر يحرض الفارين على القتال. وكانت هزيمة المسلمين أمام حصن أنيشة دليلا على قرب سقوط بلنسية فأخذ الناس في الانتقال منها. وفي رمضان سنة 635/ 1238 هاجم ملك أراغون بلنسية وضرب حولها حصارا قويا وأدرك المسلمون فيها أن لا طاقة لهم بصد المحاصرين وعزموا على الاستعانة بسلطان الدولة الحفصية في تونس وعند ذلك أرسل ابن مردنيش وفدا من أهل بلنسية إلى سلطان تونس أبي زكريا يحيى الحفصي وعيّن كاتبه ابن الأبّار من بين أعضاء الوفد في رجب سنة /636 ديسمبر 1238 وطالب الوفد السلطان أبا زكريا الحفصي بنجدتهم وأدى ابن الأبّار مهمته خير تأدية وأنشد بين يدي أبي زكريا الحفصي (¬2) قصيدته السينية الطويلة وعدد أبياتها 67 بيتا من البحر البسيط طالعها: أدرك بخيلك خيل الله أندلسا … إن السبيل إلى منجاتها درسا «وفيها من التكلف ما يكاد يصرف قارئها عن الحال المحزن الذي قيلت فيه (¬3)». «وهو فيها شاعر مملوء النفس بالعاطفة مغمور الفؤاد بالأسى بين وطن مغلوب، وملك بالرجاء مطلوب، فالمعاني متوفرة، ومجال القول ذو سعة، من أجل ذلك أطال وأجاد ووجد وجوه الكلام مختلفة، فصال وجال لكنه كان فيها الواصف الناقل ينتقل من هذا كله ولم يكن الخائل الذي يملك تلوين هذه الأوصاف المنقولة وترويقها لتروق حينا وتهول حينا آخر، فهذا ¬

(¬1) انظر: صالح الأشتر، مقدمة إعتاب الكتّاب ص 9. (¬2) المرجع السالف ص 10 - 11. (¬3) حسين مؤنس مقدمة «الحلة السيراء» ص 35.

الخطب تفزع له النفوس وتجزع، وهو في حاجة إلى من يصوره فيحسن تصويره لا من يسرده فيحسن سرده. وإنك إذ تحس جزعا وهلعا عند سماعك هذه القصيدة أو قراءتها فليس شعر الشاعر مبعثه أو مأتاه ولكن ما انطوت عليه الأبيات من تلك الحقائق المتراصة التي أحسن الشاعر جمعها ولم يحسن وصفها» (¬1). ولكن القصيدة على أي حال حققت الهدف من إنشادها، وكان لها تأثير في نفس السلطان أبي زكريا فتحمّس وأرسل أسطولا إلى بلنسية مشحونا بالسلاح والقوت والمال. وكان الملك خايمة الأول قد ضيّق الحصار على بلنسية وراقب ميناءها، وحاول الأسطول الحفصي النزول في موضع جراو قرب بلنسية في 4 محرّم 636/ 18 أوت 1238 فلم يستطع النزول لوجود الجنود النصارى «فأرسل قائد الحملة أبو يحيى بن أبي حفص عمر الهنتاتي المعروف بالشهيد إلى أبي زكريا الحفصي يعلمه بالحال، واتجه هو بالسفن إلى دانية وهي تابعة لابن مردنيش وأرسى فيها في 12 محرّم 636/ 26 أوت 1238 وترك لأهلها الطعام والسلاح اللذين كان يحملهما أما المال فقد عاد به إذ لم يجد من يتسلمه منه» (¬2). وكان الحصار محكما شديدا حول بلنسية، والقتال ضاريا عنيفا وأعداد جند النصارى تتزايد يوما بعد يوم «حتى أصبح معسكر ملك أراغون كأنه مدينة كبيرة، خفّ إليها التجار من كل صوب» (¬3). وفي الوضع المتأزم اليائس استقر رأي زيان بن مردنيش على مفاوضة الأعداء لتسليم مدينة بلنسية، وتم التسليم في 17 صفر /636 سبتمبر 1238 وقد اشترك ابن الأبّار في المفاوضات وكتب العقد. وقد وصف ابن الأبّار موكب التسليم، وبعض ما تضمنه اتفاق التسليم وانتقال الناس من بلنسية وخروج ابن مردنيش من قصر الإمارة. قال: «ثم ملكها الروم ثانية بعد أن حاصرها الطاغية جاقم البرشلوني من يوم الخميس الخامس من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وستمائة إلى يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر سنة ست وثلاثين وفي هذا اليوم خرج أبو جميل زيان بن مدافع بن يوسف بن سعد الجذامي من المدينة، فهو - يومئذ - أميرها في أهل بيته ووجوه ¬

(¬1) إبراهيم الأبياري، مقدمة «المقتضب من تحفة القادم» ص. ع. وأثارت هذه القصيدة نقدا ودفاعا في تونس، فقد انتقدها بعضهم ورد على هؤلاء المنتقدين إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم التجاني (ت في حدود 660/ 1262) بتأليفه «مؤازرة الوافد ومبارزة الناقد في الانتصار لابن الأبّار»، انظر مقدمة رحلة التجاني للمرحوم حسن حسني عبد الوهاب ص 9، 10. (¬2) مقدمة الحلة السيراء ص 35. (¬3) المرجع السالف.

الطلبة والجند وأقبل الطاغية وقد تزيّا بأحسن زي في عظماء قومه من حيث نزل بالرصافة أول هذه النازلة فتلاقيا بالولجة (¬1) واتفقا على أن يتسلم الطاغية البلد سلما لعشرين يوما ينتقل أهله أثناءها بأموالهم وأسبابهم وحضرت ذلك كله وتوليت العقد عن أبي جميل في ذلك وابتدئ بضعفة الناس وسيروا في البحر إلى نواحي دانية، واتصل انتقال سائرهم برا وبحرا وصبيحة يوم الجمعة السابع والعشرين من صفر المذكور كان خروج أبي جميل بأهله من القصر في طائفة يسيرة أقامت معه وعند ذلك استولى عليها الروم» (¬2). وكان حزن المسلمين على سقوط بلنسية عظيما، وبكى ابن الأبّار مسقط رأسه بدمع غزير (¬3) قال من رسالة له: «أما الأوطان المحبب عهدها بحكم الشباب، المشبب فيها بمحاسن الأحباب فقد ودعنا معاهدها وداع الأبد، وأخنى عليها الذي أخنى لبد أسلمها الإسلام. وانتظمها الانتثار والاصطلام، حين وقعت أنسرها الطائرة، وطلعت أنحسها الغائرة فغلب على الجذل الحزن، وذهب مع المسكن السكن (بسيط): كزعزع الريح صك الدوح عاصفها … فلم يدع من جنى فيها ولا غصن واها وواها يموت الصبر بينهما … موت المجاهد بين البخل والجبن أين بلنسية ومغانيها وأغاريد ورقها وأغانيها، وأين حلى رصافتها وجسرها، ومنزلا عطائها ونصرها، أين أفناؤها تندى غضارة وذكاؤها تبدو من خضارة، أين جداولها المنساحة وذمائلها، أين جناتها النفاحة وشمائلها، شد ما عطل من قلائد أزهى نحرها، وخلعت شعشعانية الضحى بحيرتها وبحرها، فأية حيلة لا حيلة في صرفها مع صرف الزمان، وهل كانت حتى بانت إلا رونق الحق وبشاشة الإيمان، ثم لم يلبث داء عقرها أن دب إلى جزيرة شقر فأمرّ عذبها النمير وذوى غصنها النضير، وخرست حمائم أدواحها وركدت نواسم أرواحها» (¬4). وقد عدّد ابن الأبّار المدن الأندلسية التي سقطت بأيدي الاسبان، والتي يتوقع سقوطها « ... وتلك البيرة بصدد البوار، ورية في مثل حلقة السوار، ولا مرية في المرية وخفقها على الجوار إلى بنيات لواحق بالأمهات، ونواطق بهاك لأول ناطق بهات». وذهب ابن مردنيش إلى دانية ومعه ابن الأبّار، ثم رأى ابن الأبّار الانتقال إلى تونس ¬

(¬1) الولجة بالاسبانية (Huelga) وهي الرحبة الواسعة التي تستعمل للنزهة واستعمال ابن الأبّار لهذا اللفظ هنا يدل على أنه كان جاريا في استعمال الأندلسيين. وقد وجدت ولجات كثيرة قرب مدن أخرى ولكني لم أعثر على ولجة بلنسية (د. حسين مؤنس: تعليق رقم (1) على الحلة السيراء 2/ 126). (¬2) الحلة السيراء 2/ 127. (¬3) مقدمة «إعتاب الكتّاب» ص 12. (¬4) الرسالة أورد قسما كبيرا منها الحميري في الروض المعطار ص 52 - 54. [ص 100 من طبعة احسان عبّاس].

والاستقرار بها ليأسه من الوضع السيئ بالأندلس، ولحسن استقباله بتونس عند زيارته الأولى وتقديره وذيوع صيته (¬1) وأكرم أبو زكريا الحفصي وفادته وولاه كتابة العلامة، وهي عبارة عن التواقيع التي تضاف إلى المكاتبات السلطانية وترفع إلى السلطان ليضع عليها خاتمة (¬2). تولّى ابن الأبّار هذه الخطة بعد وفاة أبي عبد الله محمد بن الجلاء البجائي (¬3) سنة 1240/ 638 صاحب خطة الإنشاء والعلامة. وكان من المنتظر أن يلاقي النجاح والتوفيق لسابق تجربته في الخدمة بقصر الإمارة ببلنسية ولكنه لسوء أخلاقه وعدم احترازه من فلتات لسانه لم ينجح في الاضطلاع بهذه المهمة السامية وأخر وبعد تأخيره وتولية غيره كتابة العلامة لم يتقيد بدقة بما أعطي له من أوامر ولعل ذلك مبعثه الغرور. قال الزركشي (¬4): «ثم أخر لسوء خلقه وإقدامه على التعليم (أي كتابة العلامة) في كتب لم يؤمر بالتعليم فيها». ومثل هذا التفصي من القيود والسير بما تمليه الشهوة والرغبة، وبعبارة أخرى عدم التقيد بأي رسم من رسوم الإجراءات والأنظمة الديوانية، ومثل هذا ربما نجد له مبررا إذا كان القائم بهذه الوظيفة غرا عديم التجربة، أما ابن الأبّار ذو التجربة السابقة فلا تفسير لسلوكه إلا الغرور وإذا كان هكذا فما له والاتصال بقصر له نظمه وتقاليده ويتقلد فيه وظيفة أخرى؟ وآل الأمر إلى تأخير السلطان أبي زكريا الحفصي لابن الأبّار عن كتابة العلامة وتقديم ¬

(¬1) ذهب الغبريني في «عنوان الدراية» ص 206 إلى أنه نزل بجاية أولا (بالقطر الجزائري) واستدعاه إلى تونس المستنصر «وقضى رسالة عند ملك أفريقية في حديث طويل، ثم رجع إلى العدوة قاصدا استيطانها فتخير سكنى بجاية ثم استدعاه أمير المؤمنين المستنصر إلى حضرته فدخلها ... » والذي ذكر غيره أنه نزل تونس في عهد أبي زكريا والد المستنصر وتولى كتابة العلامة له. ثم غضب عليه فاستجار بولي العهد أبي يحيى الذي مات قبل أن تتم المهمة فاستجار بولي العهد الجديد المستنصر وكان ولي العهد يقيم ببجاية والظاهر من سياق الأحداث أن ابن الأبّار دخل بجاية مرتين مرة في عهد أبي زكريا ومرة في عهد المستنصر حين غضب عليه. (¬2) مقدمة الحلة السيراء ص 39. الأوامر الصادرة من الخليفة يكتب عليها العلامة الكبرى «الحمد لله والشكر لله» في أول الكتاب بعد البسملة والعلامة الصغرى في آخر الكتاب إذا كان الأمر يكبر قدر الخليفة عنه وأول من ابتدع تقسيم العلامة إلى كبرى وصغرى شيخ الدولة أبو سعيد عثمان المعروف بالعود الرطب حوالى سنة 650/ 1261 في عهد المستنصر (راجع تاريخ الدولتين للزركشي ص 25 - 26). والعلامة هي شعار الدولة وصيغتها التي تدرج بها الأوامر السلطانية، وتعتبر مقرراتها نافذة (محمد التركي مقدمة مستودع العلامة لابن الأحمر ص 8). وصاحب العلامة هو كاتب السر (رئيس ديوان الإنشاء). (¬3) تاريخ الدولتين 21. (¬4) تاريخ الدولتين 21.

أحمد بن إبراهيم بن عبد الحق الغساني التونسي المولد الأندلسي الأصل (¬1) وكان يكتب العلامة بالخط المشرقي (¬2) بما نصه: «من الأمير أبي زكريا ابن الشيخ أبي حفص» (¬3) وطلب من ابن الأبّار أن يقتصر على إنشاء الرسائل وكتابتها وأن يدع كتابة العلامة فيها لأحمد بن ابراهيم الغساني فلم يمتثل ما أمر به فبقي يكتب العلامة فعوتب في ذلك وروجع فاستشاط غضبا ورمى بالقلم من يده وأنشد متمثلا ببيت المتنبي: أطلب العز في لظى وذر الذل … ولو كان في جنان الخلود وحمل الخبر إلى السلطان فصرفه عن العمل وأمره بلزوم بيته. وقد عزا بعض الباحثين (¬4) نكتبه إلى أن سعاية بعض حساد ابن الأبّار من أهل تونس ممن ساءهم أن يروا المهاجرين الأندلسيين يحتلون أرفع المناصب في الدولة الحفصية ويزاحمونهم عليها بما يملكون من ثقافات ومواهب، أي أن هناك نزعة بلدية ضيقة لا تنظر بارتياح إلى تسنم الوافدين الغرباء من الأندلسيين أعلى المناصب وأن في هؤلاء غرورا واعتدادا بأنفسهم وثقافتهم وكونهم أهلها وأحق بها من غيرهم. وليس هذا صحيحا من كل وجه لأن ابن الغماز البلنسي ابن بلدة ابن الأبّار وتلميذ أبي الربيع الكلاعي مثل ابن الأبّار تولى قضاء الجماعة بتونس (ما يعادل بعض اختصاصات وزير العدل الآن) مرات وكتابة العلامة الكبرى، ولم تحدث له مشاكل أو سعايات لأن ابن الغماز كان رجلا هادئا عاقلا رزينا رضي الأخلاق، بعيدا عن مزالق فلتات اللسان والغرور والادعاء. وكان محل تقدير من جميع الأوساط، ولما مات تأسف الناس لفقده فرثوه بقصائد كثيرة جمعت في تأليفين لرجلين. إن إخفاق ابن الأبّار مردّه إلى حدة طباعه وسوء أخلاقه وغروره وعدم تحرزه من فلتات لسانه ومما يدل على عدم تحرزه من فلتات لسانه وعدم تقديره لما ينجرّ عنها من نتائج غير سارة، أنه لما قدم من بلنسية في الأسطول نزل ببنزرت وخاطب الوزير ابن أبي الحسين بغرض رسالته ووصف أباه في عنوان مكتوبه «بالمرحوم» ونبّه على ذلك فضحك وقال: «إن أبا لا تعرف حياته من موته لأب خامل» ونمي ذلك إلى الوزير فأسرّها في نفسه وراح يكيد له، وابن ¬

(¬1) انظر مستودع العلامة ص 29. (¬2) كان الخط في العصر الحفصي قريبا جدا من الخط المشرقي النسخي إلا في بعض الفروق اليسيرة. ومن الوثائق الباقية المكتوبة في أوائل هذا العصر نسخة من الموطأ كتبت في عصر السلطان أبي زكريا الأول، وعليها خط الشيخ محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي (ولعلها الوثيقة الوحيدة التي بها خطه) للمصادقة على المقابلة والتصحيح، والنسخة موجودة بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس. (¬3) تاريخ الدولتين 21. (¬4) صالح الأشتر مقدمة «إعتاب الكتّاب» ص 14. د. حسين مؤنس مقدمة «الحلة السيراء» ص 14.

الأبّار يؤذي بلسانه ويتهكم في سخرية من لا يروق له «ويبدو أنه (¬1) كان ممن ينبزون الآخرين بالكلام القارص أو النقد المهين في خفية وتستر حاسبين أن أمرهم لا يفتضح وأمرهم في الحقيقة لا يخفى على أحد، ومن هنا لقبه خصومه بالفأر ويغلب على الظن أن وجهه كان صغيرا نحيلا، ومن هناك قال فيه أحد خصومه وهو أبو الحسن علي بن شلبون المعافري البلنسي [كامل]: لا تعجبوا لمضرة نالت جمي‍ … ‍ع الخلق صادرة من الآبار أوليس فأرا خلقة وخليقة … والفأر مجبول على الأضرار وبعد صرف ابن الأبّار عن خطته انتقل إلى بجاية لملاقاة ولي العهد أبي يحيى زكريا «وكان في أيام أبيه شابا مستضعفا دائم الخوف من إخوته محمد وابراهيم وعمر وأبي بكر (وكلهم ولي بعده) ومن أبناء عمه محمد بن عبد الواحد المعروف باللحياني لعظيم لحيته، ولهذا كان حريصا على أن يكسب لنفسه أنصارا يشدون أزره، فسره أن يتشفع به ابن الأبّار فكلّم أباه في أمره فأعاده إلى الرضا» (¬2). وفي فترة الابتعاد عن الخدمة نظم القصائد الضارعة معتذرا وراجيا عفو السلطان أبي زكريا من زلقة: لمبشري برضاك أن يتحكما … لا المال استثني عليه ولا الدما ندمي على ما ندّ مني دائم … وعلامة الأوّاب أن يتندما وفي هذه الفترة ألف ابن الأبّار «إعتاب الكتّاب» «برسم السلطان أبي زكريا، وتذلل في فاتحته فأسرف في التذلل، وقصّ فيه حكايات كتّاب غضب عليهم الملوك والأمراء ثم عفوا عنهم وقبلوا أعذارهم واعتبوهم. أين هذا من تمثله منشدا: أطلب العز في لظى وذر الذل … ولو كان في جنان الخلود بل ها هو ذا متضرع ذليل في الدنيا لا في دار الخلود! إن ابن الأبّار تحمله الحدة وسوء الخلق على عدم الانسجام بين مواقفه وأقواله وما كان أغناه عن التذلل والركوع لو أحسن ضبط نفسه ولم يكرع من ماء الغرور العكر. وتوفي السلطان أبو زكريا سنة 647/ 1248 وتولى بعده أبو عبد الله محمد الملقب بالمستنصر ثاني أولاده وقد رتب جماعة من العلماء والأدباء لمجالسته وكثير منهم أندلسيون ¬

(¬1) مقدمة الحلة السيراء ص 41، مقدمة المقتضب من تحفة القادم ص (ي). (¬2) مقدمة الحلة السيراء ص 42.

كابن عصفور وابن الأبّار وأبي بكر ابن سيد الناس وأبي المطرّف بن عميرة وغيرهم. وابن الأبّار لم يستفد من تجاربه في خدمته الديوانية مع ما فيه من خفة وطيش فألب الأعداء حوله لسلاطة لسانه وإيذائه به وغروره فلم يقصّر هؤلاء في نسج الدسائس له حتى أودوا بحياته ومنهم الوزير أحمد بن أبي الحسين، والكاتب أحمد بن إبراهيم الغساني، هذا زيادة عما في حياة القصر من رسوم تضيق بالفضول والغرور. وقد تمكّن خصوم ابن الأبّار وأضداده وفي مقدمتهم الوزير ابن أبي الحسين من إيغار صدر المستنصر عليه، فنفاه إلى بجاية سنة 655/ 1257. وفي مدة نفية ببجاية لقيه أبو الحسن علي بن سعيد الأندلسي وقال بعد أن أشار إلى قصيدته السينية وتوفيقه فيها وإعجاب الناس بها: «إلا أن أخلاقه لم تعنه على الوفاء بأسباب الخدمة، فقلصت عند ذلك النعمة، وأخر من تلك العناية، وارتحل إلى بجاية، وهو الآن عاطل من الرتب، خال من حلى الادب مشتغل بالتصنيف في فنونه، مثقل منه بواجبه ومسنونه، ولي معه مجالسات آنق من الشباب، وأبهج من الروض عند نزول السحاب (¬1). وفي هذه الفترة نقّح وزاد في كتابة «التكملة لكتاب الصلة» وأتم كتابه «الحلة السيراء» واستطاع ابن الأبّار أن يسترضي السلطان المستنصر فعاد إلى تونس. ولم تطل مدة إقامته بها حتى قتل. وذكروا في سبب قتله أنه جرى بالمجلس يوما ذكر مولد الواثق ابن السلطان المستنصر فلما كان من الغد جلب ابن الأبّار بطاقة يعرف فيها بساعة المولد والطالع (¬2) فلما وقف عليه المستنصر قال: «هذا فضول ودخول فيما لا يعنيه من أمرنا» وأمر بتثقيفه بسقيفة القصبة، وبعث إلى داره أحمد بن إبراهيم الغساني وبينهما من العداوة ما يكون بين صاحب خطة أخذها أحدهما من الآخر فوجد في تقاييده أبياتا منها: طغى بتونس خلف … سمّوه ظلما خليفة (¬3) وحكى المرادي أن البيت الذي وجد له يقتضي هجاء الخليفة هو قوله: عق أباه وجفا أمه … ولم يقل من عثرة عمه فلما قرأها السلطان أمر بضربه ضربا شديدا ثم قتل مرشوقا بالرماح، وأخذت كتبه ¬

(¬1) نفح الطيب 4/ 282 وينظر اختصار القدح المعلى 191. (¬2) يبدو أنه كان عارفا بالتنجيم. (¬3) بعد سقوط الخلافة العباسية ببغداد بسنوات تلقب المستنصر الحفصي بلقب الخليفة وأمير المؤمنين وجاءت البيعة من الآفاق. وإذا ثبت هذا البيت فإن ابن الأبّار لا يراه أهلا للخلافة.

ثناء العلماء عليه

وتقاييده فأحرقت في موضع قتله وكانت خمسة وأربعين تأليفا وذلك في صبيحة يوم الثلاثاء 21 محرّم 658 بمقصورة المحتسب خارج باب ينتجمي (¬1) ثم ندم السلطان بعد ذلك على قتله. قال المؤرخ ابن أبي الضياف: «وتركها شنعاء في ملوك الإطلاق» (¬2). وقيل إن سبب قتله أنه وجد بين كتبه «كتاب في التاريخ» عثر فيه على ما يسيء إلى المستنصر أثار السلطان فقتله (¬3). وسواء صحّت هذه الحكاية أو تلك في سبب قتله أو لم تصح فإنها لا تفقد دلالتها في عدم احتراز ابن الأبّار من فلتات لسانه وبدوات قلمه وإن الذين ربما دسوا بين أوراقه بيتي الشعر السالفين كانوا عارفين بنفسيته وأخلاقه بحيث إذا تعمدوا الكذب والوضع لا يكذبهم ما عرف عنه من صفات وأخلاق. ويصدق على ابن الأبّار أنه كان «غير عارف بزمانه ولا مقبل على شانه» لأنه جلب لنفسه عداوة رجال كان في غنى عنها، ولم يكن عارفا بشهوة ملوك الإطلاق في سفك دم من لا يروق لهم أو يخالفهم في الرأي الخلاف البسيط. ولا نبرئ المستنصر من جسارته على سفك الدماء وليس ابن الأبّار هو الوحيد الذي قتله بل قتل إبراهيم (¬4) اللّلياني، ودبر اغتيال ابن عصفور الأشبيلي النحوي وقد بالغ المستنصر في شناعة الانتقام فلم يقتصر على الأمر بضرب ابن الأبّار وقتله، بل أحرق شلوه مع كتبه. وما ذنب الكتب حتى تحرق؟ ! نعوذ بالله من غضب يفقد معه صاحبه رشده واتزانه وكان بوسع المستنصر الاحتفاظ بمكتبة ابن الأبّار وضمها إلى مكتبة القصر وتيسير السبيل لمن يريد الاطلاع أو النسخ وهي كتب علمية بعيدة عن السياسة، ولا تدعو إلى الانتفاض أو الثورة أو الخلاف، وبوسعه التخلص من بعض كتب قليلة تسيء إليه ولا تروق له ككتاب التاريخ - على ما قيل - وكان هذا العمل الإجرامي الجنوني من المستنصر سببا في اتلاف مؤلفات ابن الأبّار بحيث لم يبق منها إلا القليل مما نسخه بعض الآخذين عنه وسمعه منه قبل قتله. ثناء العلماء عليه: قال ابن عبد الملك المراكشي: «وكان آخر رجال الأندلس براعة واتقانا وتوسعا في المعارف وافتنانا، محدّثا مكثرا ضابطا، عدلا ثقة، ناقدا يقظا، ذاكرا للتواريخ على تباين ¬

(¬1) من أبواب القصبة. (¬2) الإتحاف، 1/ 161 (المراجع م. ي.). (¬3) نفح الطيب 3/ 349. (¬4) الصحيح أنه أبو العبّاس أحمد بن ابراهيم، قتله سنة 659، انظر: [رحلة التجاني، 371].

تلامذته

أغراضها متبحرا في علوم اللسان نحوا ولغة وأدبا، كاتبا بليغا، شاعرا مفلقا مجيدا، عني بالتأليف وبحث فيه واعين عليه موفور مادته وحسن التهدي إلى سلوك جادته فصنف فيما كان ينتحله مصنفات برز في إجادتها، وأعجز عن الوفاء بشكر إفادتها» (¬1). وقال عبد الحي الكتاني (¬2): «وهو عندي عديل ابن خلدون وابن الخطيب في الإنشاء وملكة الشعر، ويفوقهما بصناعة الحديث ومعرفته معرفة تامة، ليس للتونسيين من يشاركه ويضارعه فيها، ولفرط اعتنائه وعظيم اهتباله قال الغبريني في «عنوان الدراية (¬3)»: لا يكاد كتاب من الكتب الموضوعة في الإسلام إلا وله فيه رواية بعموم أو خصوص». تلامذته: روى عنه صهره على بنته أبو الحسن عيسى بن لب، وأبو بكر بن أحمد ابن سيد الناس، وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن محمد التجاني التونسي، ومحمد بن أبي القاسم بن رزين التجيبي نزيل تونس، ومحمد بن الجلاب نزيلها، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن برطلة، وعبد الله بن هارون (¬4) الطائي القرطبي نزيل تونس. وابن الأبّار لم ينتصب للتدريس والإسماع في مسجد أو مدرسة، ولعل هؤلاء سمعوا منه في منزله بتونس. مؤلفاته: أغلب تآليفه في الحديث أو ما له صلة به كالمعاجم التي ألّفها عن بعض مشاهير محدثي الأندلس ولا يكاد المحدث يخلو من العناية بالتاريخ والتراجم، ولعل أول مؤلفاته كانت في الحديث كالمورد المسلسل، والمأخذ الصالح، ثم المعاجم، وتكملة كتاب الصلة الذي ألّفه قبل «معجم أصحاب أبي علي الصدفي» للإحالة عليه في هذا الكتاب، وتناوله بالتنقيح والزيادة في تونس وبجاية. ونذكر فيما يلي تآليفه مرتبة على حروف المعجم: 1 - حضار المرهج في إحضار المبهج على نحو كتاب أبي منصور الثعالبي. كذا قال ابن عبد الملك المراكشي ولم يبين أي كتاب من كتب الثعالبي نحا منحاه. 2 - أربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين مصنفا لأربعين عالما من أربعين طريقا إلى ¬

(¬1) الذيل والتكملة 6/ 258. (¬2) فهرس الفهارس 1/ 99. (¬3) عنوان الدراية 259. (¬4) الذيل والتكملة 6/ 257.

أربعين تابعا عن أربعين صاحبا بأربعين اسما عن أربعين قبيلا في أربعين بابا. أبدى فيه اقتداره مع ضيق مجاله، ما عجز عنه الملاّحي من ذلك (¬1). 3 - الاستدراك على أبي محمد القرطبي ما أغفله من روايات الموطأ. 4 - إعتاب الكتّاب، حققه وعلّق عليه وقدّم له الدكتور صالح الأشتر وطبع بالمطبعة الهاشمية بدمشق سنة 1380/ 1960 من مطبوعات مجمع اللغة العربية، «وتسمية الكتاب توحي بالغرض الذي ألّف من أجله وتكشف عن موضوعه، فالأعتاب مصدر من «أعتب» وتقول «اعتبه» إذا أعطاه العتبى أي الرضى وأزال لومه وأرضاه وإعتاب الكتاب - إذن - إعطاؤهم العتبى بالرضى عنهم والعفو عن زلاتهم وإعادة الحظ والحقوق إليهم، وبذلك يلخص عنوان الكتاب غرضه وموضوعه والغاية من تأليف الكتاب أنه أراد أن يضرب للسلطان أبي زكريا الأمثال في حلم الملوك وعفوهم عن أخطاء كتابهم، فراح يبحث عن هذه الأمثال في تراجم الكتاب في الشرق والغرب الإسلاميين ويتقصاها ويجمعها، ويبرز في كل مثل إقالة الذنب ليحث بذلك السلطان على إقالة ذنبه، ومن هنا كان الكتاب في هيكله العام تراجم مقتضبة لهؤلاء الكتّاب وأخطائهم وعفو أسيادهم عنها. ولما كانت إقالة العثرة هي المحور الأساسي في تأليف الكتاب فقد أهمل المؤلف في ترجمة كل كاتب ما ليس له صلة بذلك المحور في حياتهم. ويمكننا تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول المقدمة: وفيها استعرض المؤلف موضوع كتابه ويشرح الغرض منه. القسم الثاني: تراجم الكتّاب وعددها خمس وسبعون ترجمة تختلف طولا وقصرا فبعضها يتسع حتى يشغل أكثر من خمس صفحات. ويضيق بعضها ويقصر فلا يزيد على أسطر قليلة أما تصنيفه التراجم فقد قسمت إلى قسمين ظاهرين: أولهما لتراجم الكتّاب المشارقة وثانيهما لكتّاب المغرب الإسلامي (شمالي افريقيا والأندلس) وإن لم تكن مراعاة هذا التقسيم دقيقة جدا ذلك أننا نجد في قسم المشارقة أمثال داود القيرواني وعبد الله بن محمد الزجالي الأندلسي، كما نجد في القسم الثاني ترجمة لكاتب صلاح الدين. وتتسلسل التراجم في كل من القسمين تسلسلا زمنيا ... وقد أهمل ابن الأبّار في كل ترجمة تحديد سني المولد والوفاة، والحق أن الكتاب يمثّل أسلوبا جديدا في فن التراجم، أسلوبا موجها وجهة خاصة. ¬

(¬1) الذيل والتكملة 6/ 258.

ويشير ابن الأبّار في أغلب الأحيان إلى مصادره التي ينقل منها، وقد كان أمينا في نقله حتى ليبدو لنا في كتابه جمّاعة يجمع وينقل ويحاول أن يربط ويضم أطراف ما يجمعه وينقله ويضيف إلى ذلك وهنالك إشارات إلى السلطان أبي زكريا وولي عهده أبي يحيى. أما ابن الأبّار المؤلف حقا فلا يظهر إلا في التراجم التي خص بها بعض الكتّاب الأندلسيين الذين عرفهم في حياته معرفة شخصية. والقسم الثالث: خاتمة المؤلف وفيها يعلن ابن الأبّار غايته بعد تقديمه الكتاب إلى السلطان أبي زكريا فجميع تلك الأمثلة التي ضربها لعفو الملوك عن زلاّت كتّابهم هي دون عفو السلطان أبي زكريا عن زلته. ولكتاب «إعتاب الكتّاب» قيمة محققة فهي مصدر تاريخي يكشف لنا عن حياة عدد كبير من الكتّاب والوزراء في الدول العربية والإسلامية وقد يقدم لنا أحيانا معلومات لا نجدها في مصدر آخر تزيدنا علما بتلك الشخصيات السياسية التي لعبت أدوارا هامة في تاريخ الحضارة الإسلامية وتنير لنا جانبا من النظم والتقاليد التي كانت متبعة في تنظيم الدواوين وأعمالها في دول العالم الإسلامي. وكتاب «الإعتاب» بذلك كله يأخذ مكانه إلى جانب كتاب «الوزراء والكتّاب» للجهشياري وكتاب «الفخري في الآداب السلطانية» لابن الطقطقى و «كتاب الوزراء للصايي (¬1)». وقد مهّد محقق الكتاب ببحث مستفيض عن عصر ابن الأبّار وحياته ومؤلفاته، وتحليل واف لكتاب «إعتاب الكتّاب». 5 - إعصار الهبوب في ذكر الوطن المحبوب. ولعله يتعلق ببلده بلنسية، وما حاق بها من محن أدت إلى سقوطها بين يدي ملك أراغون، والملاحظ أن كلمة وطن عند القدامى ليس لها اتساع في المدلول كما في عصرنا بحيث تشمل القطر كله بل إن كلمة «الوطن» عندهم مرادفة لكلمة «مسقط الرأس». 6 - الانتداب للتنبيه على زهر الآداب. 7 - الإيماء إلى المنجبين من العلماء (أي من أهل الأندلس). 8 - إيماض البرق في شعراء الشرق. 9 - برنامج رواياته. 10 - كتاب التاريخ، وكان سبب قتله وإحراق كتبه لما وجد فيه من أمور تسيء إلى المستنصر حسب رواية المقري. ¬

(¬1) الدكتور صالح الأشتر مقدمة إعتاب الكتاب ص 25.

11 - تحفة القادم - عارض به زاد المسافر لأبي بحر صفوان بن إدريس، كذا قال ابن عبد الملك المراكشي. ولعله جمع مادته بالأندلس وأظهره بتونس. والعنوان يدل على الغرض وظرفه. وهو «كتاب في تراجم الشعراء يضم مائة من الشعراء وأربع من الشاعرات من أهل الأندلس من رجال القرنين الخامس والسادس مع قطع مختارة من أشعارهم (¬1)». وقد اختصره أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البلفيقي باسم «المقتضب من تحفة القادم» طبع في القاهرة سنة 1957 بتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري. وهو مختصر سيء الصنيع استغنى البلفيقي فيه عن معظم النثر ولم يبق منه إلا هيكلا جافا يتكون من أسماء وبضعة أشعار (¬2). 12 - التكملة لكتاب الصلة، ألّف ابن الأبّار هذا الكتاب قبل «معجم أصحاب أبي علي الصدفي» كما يفهم من الإحالة عليه في «المعجم» في مواضع متفرقة. ألّفه بإشارة من شيخه أبي الربيع الكلاعي. قال الدكتور حسين مؤنس «والراجح - على حسب ما استبان لي - أن كتاب «التكملة» كتب على فترات، ففيه مواد يبدو بوضوح أنها كتبت قبل سنة 630/ 1232 - 1233، وأخرى كتبت بعد هذا التاريخ، وقبل هجرة ابن الأبّار إلى المغرب، وثالثة كتبت وهو في بجاية وهذا معقول بالنسبة لكتاب كبير مثل «التكملة».صحيح أنه يفهم من فاتحة الكتاب كما نشرها محمد بن شنب في «المجلة الافريقية» (سنة 1918) ص 317 إن الفراغ من كتاب «التكملة» كان في أوائل المحرّم سنة 631/ 1233 - 34 - لكن في الكتاب مواد كتبت وابن الأبّار في تونس أو بجاية مما يدل على أن الأبّار فرغ من صورة أولى للكتاب أول محرّم سنة 631 ثم عاد إلى الكتاب ووضعه في الصورة التي وصلت إلينا وهو في بجاية للمرة الثانية (¬3). وانتهى من تأليفه سنة 646 وهو مطبوع نشر القسم الكبير (¬4) فرانشيسكو كوديرا من حرف (ح) إلى نهاية الكتاب في مجلدين في مدريد بين عامي 1888 - 1889 ونشر القسم الأول الباقي منه محمد بن أبي شنب والفريد بال في الجزائر سنة 1920 ونشره عزت العطار الحسيني في القاهرة سنة 1955 وصدر منه جزءان وفي أثناء طبع الجزء الثاني مات الناشر، ولم يتم طبع البقية. والكتاب في تراجم علماء الأندلس مرتب على حروف المعجم حسب الطريقة المغربية، على خلاف كتاب ابن الفرضي، و «الصلة» لابن بشكوال، كما سار على الطريقة المغربية في ¬

(¬1) مقدمة الحلة السيراء لمحقق الكتاب ص 47. (¬2) نفس المرجع ص 49. (¬3) مقدمة الحلة السيراء ص 49. (¬4) مقدمة «إعتاب الكتاب» ص 21.

الترتيب أبو العباس بن فرتون في كتابه «الذيل على الصلة» ومكمله أبو جعفر بن الزبير في كتابه «صلة الصلة» والطريقة المغربية تتفق مع الطريقة المشرقية إلى الزاي وبعده عند أهل المغرب والأندلس: ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ‍ وي (¬1). وإذا كان كتاب «التكملة» مرتبا على الحروف فإنه قد روعي في هذا الترتيب الطبقات بأن يذكر المتقدم وفاة على سابقه ولو كان في ذلك إخلال بالترتيب المعجمي الدقيق في مراعاة أسماء الآباء والأجداد مع الاسم اي ما يسمى بمراعاة الثواني والثوالث، ولولا الفهارس المسهلة للمراجعة لأضاع الباحث وقتا كثيرا في البحث عن ترجمة اسم في حرف من الحروف بتتبع الأسماء المشتركة ولم يوف ابن الأبّار ومن سبقه بشرط الترتيب على الطبقات «وقد كان من الاتقان في العمل أن بنوا كتبهم على ترتيب الطبقات أن يعمدوا إلى أقدم من باسم أوله حرف الباب موتا فيصدرون به ويتبعونه مشاركيه في الاسم كما يفعلون في المفاريد، ثم يفعلون ذلك في الأسماء اسما اسما، فلم يفعلوا ذلك بل نجد أول مذكور في الترجمة السابقة متأخر الوفاة عن أول مذكور في الترجمة الثانية بل في الثالثة فصاعدا، وذلك موجود كثيرا لمن يلتمسه في كتبهم (¬2). واعتبر ابن الأبّار في الترتيب زمن رواية الراوي عن شيوخه مع وفاة من قبله ومن بعده فيذكره بينهما، وفيه من الخلل في الترتيب ما فيه لأن الراوي قد يكون زمن الرواية صغير السن ثم يعمر ما شاء الله أن يعمر فلا يكون من ذلك طبقة حسب ترتيب الوفيات. قال ابن عبد الملك المراكشي: «ومما وجدت أبا عبد الله بن الأبّار يعتبر في التطبيق زمن رواية الراوي عن شيوخه بعد وفاة من قبله ومن بعده فيوسطه بينهما فيجعل الراوي سنة عشرين وخمسمائة مثلا بين من توفي سنة تسع عشرة وبين من توفي سنة إحدى وعشرين ولعل الراوي سنة عشرين كان طفلا صغيرا أو ابن خمس عشرة أو عشرين ثم يعمر بعد ما شاء الله ويبلغ الثمانين أو التسعين وخمسمائة وستمائة وكيف يسوغ الحكم بأنه من تلك الطبقة على مراعاة ترتيب الوفيات (¬3). وسار ابن الأبّار ومن سبقه على ذكر الأسماء النادرة في المفاريد وذلك في كل حرف وعلى ذكر الغرباء في كل حرف بعد الفراغ من ذكر الأندلسيين، والغرباء - في اصطلاحهم - وهم الطارئون على الأندلس من غيرها سواء كان أصلهم منها أو من غيرها (¬4). ولا حظ الناقد المتلمح ابن عبد الملك المراكشي بأن مصطلحهم في الغرباء خارج عن عرف المحدّثين والمؤرّخين فإن نسبة الراوي إلى بلد والديه ونشأ وقرأ وروى عنه أو فارقه ثم عاد ¬

(¬1) الذيل والتكملة 1/ 9 مقدمة الكتاب. (¬2) المصدر السالف. (¬3) المصدر السالف. (¬4) المصدر السالف.

إليه نسبة صادقة بكل اعتبار من هذه الاعتبارات التي ذكرها العلماء، وقد اشترك في استعمالها المتقدمون والمتأخرون فأما إن كان ناقلة بعد مولده فما بعده على تدريج الأحوال إلى غيره فإن المتقدمين راعوا موضع استقراره فهم إنما ينسبونه إلى البلد الذي صار مستقره (¬1) إلى أن قال: «فعلى هذا كان عمل المتقدمين أئمة المحدثين وتبعهم في ذلك المتأخرون ما عدا أبا الوليد بن الفرضي وتابعيه وهلم جرا». واضطرب ابن الأبّار في خصوص الغرباء فقد عدّ بعضهم أندلسيا استكثارا أو تعصبا وذكر في الغرباء من لم يدخل الأندلس، قال ابن عبد الملك المراكشي: «وقد اضطرب عمل أبي عبد الله بن الأبّار في هذا اضطرابا ينافي شهير نبله ومعروف تيقظه وتحفظه من متعلقات النقد وأسبابه فجرى في معظم كتابه على اصطلاح أبي الوليد بن الفرضي ومن تبعه وخالفهم في بعضه فذكر في الأندلسيين جماعة من الناقلة إليها عمل المتقدمين المفروغ من تقريره تشبعا واستكثارا وإفراطا في التعصب الذي كان الغالب عليه حتى غلا فيه ويكفيك ما ختم به رسم أبي عبد الله بن عيسى بن المناصف - رحمه الله - بعد أن ذكره في الأندلسيين وذكر من أحواله ما رأى أن يذكره به قال: «مولده بتونس وقيل بالمهدية وهو أصح».ثم قال: وذكره في الغرباء لا يصلح ضنا به على العدوة (¬2) وحسبك ما احتمل هذا القول من الشهادة على قائله بما لا يليق بأهل الإنصاف من العلماء واستحكام الحسد المذموم، واحتقار طائفة كبيرة من الجلة العدويين (¬3)». ومن تشبّع ابن الأبّار واستكثاره في الغرباء من لم يعرف دخولهم الأندلس كأبي المعالي الخراساني. «وكم من شاهد على أبي عبد الله بن الأبّار بفاضح التشبّع في كتابه كذكره أبا المعالي الخراساني ورواية أبي زيد الفزاري عنه وقوله إنه لا يدري أين لقيه، فما الذي يسوغ له أفراده برسم في كتابه (¬4).» وذكر ابن الأبّار في «التكملة» كثيرا من العباد غير معروفين بالعلم استكثارا وهم ليسوا من شرط كتابه ولا كتابي سلفيه «ابن الفرضي وابن بشكوال» وكذلك ذكر طائفة كبيرة ليست من شرط كتابه ولا «كتابي الشيخين أبي الوليد بن الفرضي وأبي القاسم بن بشكوال لأنهم لم يرسموا بفن من فنون العلم، وإن ذكروا بصلاح وخير واجتهاد في العبادة وانقطاع إلى أعمال ¬

(¬1) الذيل والتكملة 1/ 9 مقدمة الكتاب. (¬2) انظر التكملة لكتاب الصلة 2/ 12 (ط مصر) والعدوة في اصطلاح الأندلسيين هي أقطار المغرب، المغرب الأقصى والجزائر وتونس. (¬3) الذيل والتكملة ج 1 المقدمة. (¬4) ترجمة أبي المعالي الخراساني في السفر الثامن من «الذيل والتكملة» ص 368 رقم 157 وفيما يلي نص كلامه «قال المصنف - عفا الله عنه - هكذا ذكر ابن الأبّار هذا الرسم في الغرباء من غير زيادة ولا نقص ولا وجه لذكره فيهم لأنه لم يدخل الأندلس ... وإنّما ذكره تشبّعا على مألوف عادته واستكثارا بما لا يصحّ له تعليق (1) لمحقق الكتاب الأستاذ محمد بن شريفة.

البر فلذكرهم مجموع آخر يشملهم مع من كان على مثل أحوالهم (¬1). وفي «التكملة» أحيانا التكرار وقلب النسب، ومما أخل به أي إخلال أن ذكر ابن أحمد ابن سعيد بن مطرف التجيبي من أهل قلعة أيوب، نزيل مدينة فاس، ويعرف بابن البيراقي، ويكنى أبا عبد الله، روى عن أبي محمد بن عتّاب، وكان من أهل العلم صاحب دفاتر ودواوين نفيسة، حدّث عنه أبو حفص عمر بن محمد، وتوفي في حدود الأربعين وخمسمائة عن بعض أصحابنا انتهى إليهم» (¬2) ثم قال بعد مائة وتسعة وستين اسما واثر من توفي بعد أربع وثمانين ما نصه: «محمد بن أحمد بن مطرّف بن سعيد التجيبي يكنى أبا عبد الله، وروى عن ابن عتّاب، أخذ عنه ابنه عمر بن محمد انتهى إليهم» (¬3) وهذا هو المذكور قبل لا محالة (¬4). هذه بعض الانتقادات والمآخذ على كتاب «التكملة» التي لا حظها الناقد كاتب التراجم ذي المنهج الدقيق ابن عبد الملك المراكشي. وقد ألمّ ابن الأبّار في مقدمة «التكملة» بما زاده واستدركه على ابن الفرضي وابن بشكوال ومخالفته لهما على الحروف حسب الطريقة المغربية لا المشرقية فقال: «ولم أقتصر على الابتداء من حيث انتهى ابن بشكوال، بل تجاوزته إلى الفرضي، أتولى التقصي وأتوخى الإكمال، وربما أعدت من تخيفا ذكره وما تعرفا أمره، وخالفتهما في نسق الحروف فجريت على النهج المعروف». وكتاب التكملة استتمام لما بدأ به أبو الوليد عبد الله بن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي (351 - 403/ 962 - 1012) من التراجم لعلماء الأندلسيين، وواصل العمل أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الأنصاري (494 - 578/ 1100 - 1182) ثم استتم ما فاته في كتاب لم يصل إلينا هو كتاب «ذيل الصلة» ذكره ابن الأبّار في «معجم أصحاب أبي علي الصدفي» ثم جاء ابن الأبّار فتصدى لاستكمال ما فات سابقيه ومواصلة التراجم إلى أيامه (¬5). ثم واصل العمل أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد المعروف بابن فرتون السلمي الفاسي ثم السبتي (580 - 660/ 1184 - 1262) في كتابه «الذيل على صلة ابن بشكوال» وهو مفقود. ثم واصل هذا العمل الجليل أبو جعفر أحمد بن إبراهيم المعروف بابن الزب (627 - 709/ 1229 - 1308) ¬

(¬1) الذيل والتكملة ج 1. (¬2) التكملة 1/ 451. (¬3) المصدر السالف. (¬4) الذيل والتكملة ج 1 المقدمة. (¬5) مقدمة الحلة السيراء لمحقق الكتاب ص 50.

في كتابه «صلة الصلة» ثم واصله محمد بن محمد بن عبد الملك الأنصاري الأوسي المراكشي (¬1)، (634 - 703/ 1237 - 1303) في كتابه «الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة» وهو أسدها منهجا وأغزرها مادة، وختمه ابن الخطيب بكتابه «عائد الصلة» (¬2). وهذه الكتب كلها ما عدا الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي تتبع منهجا واحدا في الترجمة فتذكر الرجل باسمه الكامل وكنيته ونسبته وبلده الذي ولد فيه أو الذي منه أصله والبلد الذي سكنه إن كان قد نزل بلدا آخر ثم شيوخه وما قرأ عليهم، ثم تلامذته ومن أخذ عنه وتختم الترجمة بتاريخ الوفاة ومكانها وتاريخ الميلاد ومكانه إذا تيسّر. وهذه في الحقيقة ليست تراجم بالمعنى المعروف وإنما هي سجلات بالأسماء وتواريخ الميلاد والوفيات والشيوخ فلا تعطي فكرة واضحة عن المترجم له إلا فيما ندر فليس فيها إلا القليل جدا من إشارات إلى حياة الرجل وما وقع له أو صفاته وخصائصه كرجل له صفات وخصائص بل ليس فيها إلا في القليل أيضا تلك الطرائف والحكايات الصغيرة التي نجد نماذج منها في «تاريخ القضاة» للخشني أو في «رياض النفوس» أو «الإحاطة» لابن الخطيب أو سلسلة الوفيات المشرقية التي بدأت بابن خلكان، ومن ثم فإن قيمتها للتاريخ السياسي والاجتماعي للأندلس بل فائدتها في التعريف بالرجال أنفسهم قليلة، ولكنها على أي حال أكثر فائدة من المواد التي يتضمنها الكثير من كتب علي بن سعيد وكتاب «الخريدة» للعماد الأصفهاني أو «الكتيبة الكامنة» لابن الخطيب، فهذه مجموعة مختارات وليست بتراجم أو مواد ذات قيمة تاريخية وفي هذه الحدود تتساوى كتب ابن الفرضي وابن بشكوال وابن الأبّار وابن الزبير في الدقة والاتقان وربما شف ابن بكشوال على صاحبيه في تراجمه بسبب ملكته التاريخية الواضحة، وابن الأبّار على هذا الاعتبار واحد من أعلام مؤرخي العلم بالأندلس ومرجع من المراجع التي لا يستغني عنها مؤرخ خلال القرنين السادس والسابع الهجريين بصفة خاصة (¬3). 13 - كتاب الحلة السيراء ابتدأ ابن الأبّار تأليف هذا الكتاب في تونس عقب استقراره بها فهو في فاتحته يتحدث عن شعر السلطان أبي زكريا يحيى وولي عهده أبي يحيى، وكانا يقرضان الأبيات منه بين الحين والحين وقد صنفه ابن الأبّار تمجيدا لشاعرية السلطان وابنه وتدليلا على أن قول الشعر من خصال كبار الخلفاء والسلاطين والأمراء، فهذا الكتاب مثل كتاب «إعتاب الكتّاب» كتاب مناسبة ولكنها كانت مناسبة سعيدة لأنها أتاحت الفرصة لهذا الحافظ الواعي أن يسجل شيئا من محفوظه الغزير. ¬

(¬1) ابن عبد الملك المراكشي وإن تقدمت وفاته على شيخه أبي جعفر بن الزبير لكنه استدرك على كتاب شيخه (صلة الصلة) ونقده في مواضع من كتابه «الذيل والتكملة» وبهذا الاعتبار ساغ ذكره بعد شيخه. (¬2) مقدمة الحلة السيراء ص 50. (¬3) مقدمة الحلة السيراء ص 50 - 51.

وفي الكتاب إشارة إلى أنه كان ما زال مشتغلا بكتابته سنة 646/ 1249 - 49 وهي السنة التي توفي فيها ولي العهد أبو يحيى، وربما يكون قد أتمه قبل وفاة أبي زكريا ولكن العجلة التي تبدو في الباب الأخير من الكتاب تدل على أنه أتمه بعد هذه السنة بمدة قصيرة، وفي الغالب أيام إقامته الثانية ببجاية (¬1). وهو بدون شك أحسن كتب ابن الأبّار وأعظمها فائدة بل هو من عيون ما ألف أهل الأندلس قاطبة ومن المراجع التي لا يستغني عنها من يؤرخ له أو يكتب من أي ناحية من نواحي الحياة فيه. وقد ذهب بعض المحدثين إلى أن عنوان الكتاب الكامل «الحلة السيراء في شعر الأمراء» ولم نجد هذا في المخطوط ولا عند الموثوق فيهم (¬2) ممن كتبوا عنه، ولهذا جعلنا عنوان الكتاب «الحلة السيراء» فحسب، ولو أن إكماله بعبارة «في شعر الأمراء» معقول. وجدير بالملاحظة أن شعر الكتاب ليس كله لأمراء بل فيه الكثير من شعر الوزراء والكتّاب وأصحاب الجاه والعلماء وهذا الشعر كله جيد مما يدل على ملكة ابن الأبّار كناقد للشعر عارف بالجيد منه وغير الجيد ولكن أهم من الشعر في الكتاب نثره، فهو تراجم غاية في الفائدة لعدد كبير من الشخصيات التاريخية في المغرب والأندلس من القرن الأول الهجري إلى القرن السابع مع مادة تاريخية لا بأس بها عن أعلام مشارقة من أهل القرن الأول كان لهم صيت في فتوح المغرب والأندلس. وفي كل هذه المواد يبدو لنا ابن الأبّار مؤرخا فحلا واسع الاطلاع نافذ النظر صادق الحكم وإذا استثنينا بعض المواد الأولى التي ينسب فيها ابن الأبّار شعرا إلى عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الملك بن مروان، وبعض أجزاء الباب الأخير الخاص بمن لم يؤثر عنه شعر، تبينا أن مادة التراجم كلها متعادلة من حيث القيمة والغزارة والأصالة، غنية بكل ما ينفع المؤرخ ولا أذكر أني قرأت لغير ابن الأبّار في الأندلس شيئا يدل على سعة النظر على هذه الصورة، فهو متمكن غزير المادة سواء كتب عن خلفاء بني العباس أم أمراء الأندلس وخلفائها أو أمراء الطوائف ومن عاصرهم، وهو ليس غزير المادة فحسب، بل ناقدا لا يمر بخطاء في تاريخ أو اسم إلا استدرك عليه، وتبدو منه بدوات هنا وهناك تدل على أنه كان بالفعل من أعلم الناس بتاريخ المسلمين السياسي والعلمي والأدبي. ومن حسن الحظ أن ابن الأبّار تخلص من السجع بعد فراغه من فاتحة الكتاب فجاء ¬

(¬1) مقدمة الحلة السيراء ص 43. (¬2) لكن يلاحظ أن ابن عبد الملك المراكشي ذكره في الذيل والتكملة باسم «الحلة السيراء في شعر الأمراء» وهو متقدم الزمان ثقة ثبت.

أسلوبه قويما رصينا بليغا يرتفع إلى أعلى مستويات أساليب العربية الصافية وأسلوبه هذا أشبه أسلوبه في «إعتاب الكتّاب» (¬1). حقق الكتاب وقدم له معرّفا بابن الأبّار وعصره وتآليفه الدكتور حسين مؤنس الباحث المؤرخ المشهور، وطبع بالقاهرة سنة 1963 في جزءين. 14 - خضراء السندس في شعراء الأندلس من أول فتحها إلى آخر عمره. 15 - درر السمط في خبر السبط على طريقة أبي الفرج بن الجوزي (كذا في الذيل والتكملة) قال ابن الأحمر (¬2). لكنه تشتم (منه) رائحة التشيع، وتستطلع منه أنباء الشقاوة إذ تمنعه عن الطعن والتضيّع ط. بتحقيق محسن جمال الدين عمارة، مط. المعارف بغداد 1974، 14 ص مستل من مجلة البلاغ ع 5 س 4 و 5 (مجلة المورد العراقية ج 2 مجلد 10، ص 451، 1981). ولعل ابن الأبّار في كتابيه «درر السمط» و «معدن اللجين في مراثي الحسين» أبدى عطفا لما أصاب أهل البيت من ظلم وتنكيل لذلك قال من قال: إنهما تشتم منهما رائحة التشيع وابن الأبّار لم يكن شيعيا بالمعنى الاصطلاحي المعروف، ولا دائنا بمذهب من مذاهب الشيعة من النص الجلي على إمامة علي، والقول بالرجعة، ولو كان شيعيا دائنا بما سبق ذكره لاستغلّ الفرصة خصومه وأضداده للطعن عليه والحط منه والازدراء به ولكان سببا في تبرير قتله. وصلتنا من هذا الكتاب نسخة خطية وحيدة تعود إلى القرن الثاني عشر الهجري، وكان السيد عامر غديرة قد حققها وترجمها للفرنسية وأعدها للطبع وقدمها لنيل ديبلوم الدراسات العليا بباريس (¬3). 16 - ديوان شعر على الحروف. 17 - شرح صحيح البخاري - قال ابن عبد الملك المراكشي: «كان قد شرع فيه فعاقه عن إتمامه ما ختم به محتوم حمامه». 18 - الشفاء في تمييز الثقات من الضعفاء، مقصور على أهل الأندلس. 19 - فضالة العباب ونفاضة العيّاب - في أرجوزة ابن سيدة ومن نحا منحاه في ما أسمك على حروف المعجم. 20 - قصد السبيل في ورد السلسبيل، في المواعظ والزهد - أربعة مجلدات. ¬

(¬1) مقدمة الحلة السيراء ص 51. (¬2) في مستودع العلامة ص 28. (¬3) مقدمة «إعتاب الكتّاب» ص 23.

21 - قطع الرياض في بديع الأغراض، مجلدان ضخمان. 22 - المأخذ الصالح في حديث معاوية بن صالح في أخباره ورواياته، وربما كان من أوائل مؤلفاته (ينظر المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي ص 186). 23 - مجموع رسائله. 24 - مختصر أحكام ابن أبي زمنين. 25 - مظاهرة السعي الجميل ومحاذرة المرعى الوبيل في معارضة ملقى السبيل (¬1) لأبي العلاء المعري. قال ابن عبد الملك المراكشي «على حروف المعجم نظم ما ينثر بعد نثر ما ينظم» نشره الدكتور صلاح الدين المنجد ضمن سلسلة «رسائل ونصوص» رقم 3 ط دار الكتاب الجديد بيروت 1963. 26 - معجم أصحاب أبي داود الهاشمي. 27 - معجم أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصدفي. وهو كتاب في تراجم الرواة عن القاضي الشهيد أبي علي الحسين بن محمد بن فيرة الصدفي يعرف بابن سكرة وابن دراج السرقسطي، فقد في حرب كتندة سنة 514/ 1121 رتّب ابن الأبّار الأسماء فيه على حروف المعجم على طريقة الأندلسيين والمغاربة. وقد سبقه القاضي عياض إلى جمع معجم في شيوخ شيخه أبي علي الصدفي فتممه وزاد عليه، قال ابن الأبّار في مقدمة هذا الكتاب «وبعد فهؤلاء الرواة عن القاضي أبي علي بن سكرة الصدفي السرقسطي ويعرف بابن دراج، سموت إلى جمع أسمائهم وأبيات من مكانهم مما أمكن ذكره من أنبائهم مباهيا بهم وبعصرهم، ومناغيا أبا الفضل عياض في جمع شيوخه وحصرهم، ولا غرو فنحوه في المعجم الذي صنع نحوت، وفوز قدمي بإخلاص كرمي رجوت، ليكون هذا لذلك تتمة وليهون الوقوف عليهم مؤتمن وأيمة، وهم بين صاحب في الأخذ عنه راغب، وتلميذ على السماع منه راتب، ومن شيوخه من شذّ، واعتقده في وقته الفذ، فكتب من روايته، وخصه بحظ من عنايته، ذلك لاختصاصه بقربة هي ما هي، ورتبة في العدالة بلغت التناهي». «وابن الأبّار في «المعجم» دقيق الدقة كلها دقيق في رسم الأسماء وتواريخ الميلاد وتعدد الشيوخ، ودقيق أيضا في المنهج الذي اتبعه فهو يرتب أسماء المترجم لهم على حروف المعجم مع بعض اختلاف قليل مقصود كإيراد اسم أحمد قبل إبراهيم، وهو بعد أن يفرغ من حرف يحصي عدد من ذكرهم فيه وإذا أهمل حرفا ينبّه إلى أنه لم يجد فيه «معروفا من هؤلاء الرواة ¬

(¬1) وسبقه إلى معارضة كتاب المعري «ملقى السبيل» شيخه أبو الربيع الكلاعي بتأليف اسمه «مفاوضة القلب العليل ومنابذة الأمل الطويل في معارضة ملقى السبيل» ولعبد الله بن هارون الطائي القرطبي نزيل تونس معارضة لكتاب أبي الربيع الكلاعي اسمه «مقارضة الأجر الجزيل ومراوضة الصبر الجميل».

ولا مكثرا» أو «ليس في هؤلاء الرواة من أول اسمه دال أو ذال» وعدة المذكورين في الحروف الثلاثة: الجيم والحاء والخاء ثلاثة عشر منهم في «التكملة» تسعة رجال «وعدد التراجم التي في هذا المعجم 315 (¬1). وترجم لبعض الغرباء الوافدين على الأندلس كأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد النفطي ويعرف بابن الصائغ، دخل الأندلس وله رحلة إلى المشرق، وعمر بن أحمد بن عبد الله بن أحمد التوزري نزيل بجاية، وعلي بن عبد الله بن داود اللمائي المعروف بالمالطي نزيل المهدية. ويذكر أحيانا عقب الترجمة حديثا يرويه عن شيخه أبي علي الصدفي بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويبين أبو علي أحيانا ما فيه من علو. ويذكر في الترجمة من روى عن المترجم له والتراجم تختلف طولا وقصرا، فبعضها لا يتجاوز بضعة أسطر وبعضها في نحو الصفحة والنصف هذا إلى ضبط في الألقاب والأنساب وتفسير معناها إن كان أصلها غير عربي وتحديد مكان البلد الذي ينتمي إليه المترجم له، ولا يهمل ذكر مؤلفات المترجم له. والكتاب ألّفه ببلنسية، وربما زاد فيه زيادات بعد خروجه منها على ما يستفاد من ترجمة يعقوب بن حماد الأغماتي من أهل تلمسان وذلك عند الكلام عن سند حديث كأن يقول: «وقد حدثني القاضي أبو الخطاب بن واجب بجامع بلنسية جبرها الله (¬2)» وهذه الجملة ربما توحي بأنها سقطت بأيدي العدو. والمعجم نشره فرانشيسكو كوديرا وطبع بمدريد سنة 1886 وأعادت طبعه بالأوفسيت مكتبة المثنى ببغداد بدون تاريخ. 27 - معجم أصحاب أبي علي الغساني. 28 - معجم أصحاب أبي عمر بن عبد الله. 29 - معجم أصحاب أبي عمرو المقري. 30 - معجم شيوخ أبي الحسين أحمد بن محمد بن السراج. 31 - معجم شيوخه. 32 - معدن اللجين في مراثي الحسين قال الغبريني (¬3) «ولو لم يكن له من التآليف إلا الكتاب المسمى بكتاب اللجين في مراثي الحسين لكفاه». ¬

(¬1) مقدمة الحلة السيراء ص 49. (¬2) المعجم ص 322. (¬3) عنوان الدراية 261.

المصادر والمراجع

33 - المورد المسلسل في حديث الرحمة المسلسل (¬1). «وهذا الحديث قد رويته مسلسلا من طرق مذكورة في غير هذا الموضع، وكلفني من أوجب حقه وأوثر وفقه تخريج أسانيده فيه وجمع طرقه المتصلة فاجتمع لي من ذلك جزء رسمته بالمورد المسلسل في حديث الرحمة المسلسل (¬2). ولعله من أوائل مؤلفاته. 34 - هداية المتعسف في المؤتلف والمختلف، مقصور على أهل الأندلس. 35 - الوشي القيسي في اختصار الفيح القسي والأصل للعماد الكاتب الأصبهان. وقد خصّ ابن الأبّار بتآليف الدكتور المرحوم عبد العزيز عبد المجيد: ابن الأبّار حياته وكتبه في 384 ص ط بتطوان 1951. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف 1/ 161. - أزهار الرياض للمقري 3/ 205. - الأعلام للزركلي 7/ 110، 110، 10/ 209. - اختصار القدح المعلى في التاريخ المحلّى لابن سعيد الأندلسي اختصره محمد بن عبد الله بن خليل تحقيق إبراهيم الأبياري (ط القاهرة 1959) ص 191، 197. - إيضاح المكنون 1/ 97، 107، 148، 419؛ 2/ 205، 235، 236. - كشف الظنون 372. - بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين لروبير برانشفيك (بالفرنسية) 2/ 184. - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 84، 177. - تاريخ ابن خلدون 6/ 283، 285. - تاريخ الدولتين للزركشي (ط تونس 1289) ص 20، 21، 27. - تاريخ الفكر الأندلسي تأليف جنثالث بلنثيا، نقله عن الاسبانية حسين مؤنس (ط مصر 1955) ص 274، 280. - تذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 1461. - الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي 6/ 253، 275 (أورد القصيدة السينية كاملة وقطعا من شعره ونثره وقائمة بأسماء مؤلفاته). - ذيل مرآة الزمان للقطب اليونيني 2/ 173. ¬

(¬1) حديث الرحمة المسلسل هو «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» وهو مسلسل بالأولية لأنه أول حديث يسمعه التلميذ من شيخه والشيخ من شيخه وهكذا إلى آخر السند. وللمحدثين غرض تربوي رفيع في البدء بإسماع هذا الحديث. (¬2) المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي ص 298 أواخر ترجمة القاضي عياض.

3 - الإبياني (252 - 352 هـ‍) (865 - 964 م)

- شجرة النور الزكية 195، 196. - شذرات الذهب 5/ 295. - العبر للذهبي 5/ 245. - عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية لأحمد الغبريني تحقيق رابح بونار (ط الجزائر 1970) ص 207. - الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية لابن القنفذ القسنطيني تحقيق محمد الشاذلي النيفر وعبد المجيد التركي (ط تونس 1966) ص 116، 126، 127 تعليقات المحققين في آخر الكتاب ص 232، 233. - فهرس الفهارس والإثبات لعبد الحي الكتاني 1/ 99. - فهرس معجم شيوخ الدمياطي لجورج فاجدا (بالفرنسية) ص 109. - فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي (ط محمد محيي الدين عبد الحميد) 2/ 450، 452. - كشف الظنون 1/ 286، 372. - مستودع العلامة ومستبدع العلامة لأبي الوليد بن الأحمر (المط المهدية بتطوان المغرب الأقصى سنة 1384/ 1964) ص 128. - معجم المطبوعات 1/ 26، 27. - معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 10/ 204. - مقدمة إعتاب الكتّاب للدكتور صالح الأشتر. - مقدمة الحلة السيراء للدكتور حسين مؤنس. - مقدمة المقتضب من تحفة القادم للأستاذ إبراهيم الأبياري. - نفح الطيب تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 3/ 348، 350. - هدية العارفين لاسماعيل باشا البغدادي 2/ 27. - الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي 1/ 355، 358. - الوفيات لابن قنفذ ص 50. - دائرة المعارف الإسلامية (ط جديدة بالفرنسية) 2/ 694 - 695. * * * 3 - الإبّياني (¬1) (252 - 352 هـ‍) (¬2) (865 - 964 م) عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق التميمي الأبّياني التونسي، أبو العباس. تفقه ¬

(¬1) بكسر الهمزة وتشديد الباء ويقال صوابه تخفيفها وبكسر الباء وفتحها، وفي الضبط شيء من التغيير لأجل النسب، وهو نسبة إلى أبيّانه كلمة مركبة من أبة بضم الهمزة وفتح الباء وتشديدها، ويانة وهي قرية صغيرة كانت موجودة بفحص مرناق حذو تونس في الجنوب منها على مسافة عشر كيلومترات تقريبا. وفي مصر أبيانه التابعة لمركز قسوة وهي مسقط رأس الزعيم المصري سعد زغلول. (¬2) وقيل سنة 361.

بيحيى بن عمر، وأحمد بن أبي سليمان المعروف بابن الصواف، وحمديس القطان، ويحيى بن عبد العزيز، وحماس بن مروان، وغيرهم، وصحب لقمان بن يوسف، وذاكر أبا بكر بن اللبّاد وروى عنه الأصيلي، وأبو الحسن اللواتي، وسعيد بن ميمون، وأبو الحسن القابسي، وابن أبي زيد وغيرهم. كان من شيوخ أهل العلم وحفاظ مذهب مالك من أهل الخير يميل إلى مذهب الشافعي وكان صالحا ثقة مأمونا عاقلا حليما نبيلا فصيحا، جيد الاستنباط. كان أبو محمد عبد الله ابن أبي زيد إذا نزلت به نازلة مشكلة كتب بها يبينها إليه، كان يدرس الواضحة لابن حبيب ولما وصل إلى مصر تلقاه نحو من أربعين فقيها لم يكن فيهم أفقه منه. قال ابن شعبان: ما يزال بالمغرب علم ما دام فيه أبو العباس وقال: من أراد أن ينظر إلى فقيه فلينظر إليه وقال: ما يزال أهل المغرب بخير ما دام بين أظهرهم. وما عدا النيل منذ خمسين سنة أعلم منه. وكان أبو الحسن القابسي يقول: ما رأيت بالمشرق ولا بالمغرب مثل أبي العباس، كان يفصل المسائل كما يفصل الجزار الحاذق اللحم. وكان يحب المذاكرة في العلم ويقول: دعونا من السماع، ألقوا المسائل! وكان قليل الفتوى كثير التواضع، وله فراسة لا تكاد تخطئ ويذكر أنه قال لأبي الحسن القابسي وهو يطلب عليه: والله لتضربنّ إليك آباط الإبل من أقصى المغرب. فكان كما قال. كتب إليه أبو العباس أبو الفضل فضل بن نصر الباهي المعروف بابن الرائس [كامل]: ماذا تريك حوادث الأزمان … وصروفها وطوارق الحدثان وأشد ما ألقى وأنضج للحشا … عدم الوفاء وجفوة الإخوان هذا أبو العباس واحد عصره … وفقيهه والفائت الأقران أنفت به أخلاقه عن وصلنا … وسلامنا في السر والإعلان إني أتيتك شاكيا ومخبرا … أشكو إليك حوادث الأزمان فكتب إليه الأبّياني: دهرك - يا أبا الفضل - ذو تقلاب … بريد العجائب والعجاب فكن جليس بيتك مستوحشا … من الناس والأهل حتى الإياب له ترتيب السماسرة - مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس. نشره مع التعاليق اللازمة في مجلة (العرب) عثمان الكعاك (ينظر تأليفه العلاقات بين تونس وإيران ص 41 (تونس 1974) وطبع بمطبعة العساني ببغداد 1965 ص 3 - 22 مستلّ من مجلة كلية الشريعة 11/ 1965 باسم

المصادر والمراجع

رسالة في السمسرة والسمسار وأحكامه (مجلة المورد م 10 ج 2، 1981 ص 267) [وطبع بدار الغرب الإسلاميّ، بيروت 1992 بتحقيق محمد العروسي المطوي]. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك للقاضي عياض، تحقيق أحمد بكير محمود (ط بيروت 1387/ 1967) 3/ 347 - 352. - الديباج المذهب لابن فرحون 136. - شجرة النور الزكية 85. - طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، تحقيق الدكتور إحسان عباس (دار الرائد العربي بيروت 1970) ص 160. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين لهادي روجي إدريس (بالفرنسية) 2/ 715 - 716. - الأعلام 4/ 166 (ط 5/). * * * 4 - الأبّي ( ... 827 أو 828 هـ‍) (1425 أو 1424 م) محمد بن خلفة (¬1) بن عمر الوشتاتي (¬2) الأبّي (¬3)، من نبغاء تلاميذ الإمام ابن عرفة، ليم ابن عرفة على كثرة اجتهاده وإتعابه لنفسه في النظر والمراجعة لإعداد درسه في الفقه فقال: «كيف أنام الليل وأنا بين أسدين، الأبّي بفهمه وعقله، والبرزلي بنقله» ويستفاد من هذا أنه ذو عقل تحليلي ناقد، وذو ملكة جيدة في الاستنباط. سكن مدة طلبه للعلم بتونس في المدرسة الشماعية، والمدرسة التوفيقية المسماة أيضا بمدرسة الهواء كما يستفاد من كتابته في شرح صحيح مسلم (إكمال إكمال المعلم) 6/ 33 - 34، 7/ 67 حيث جاء فيه ما نصه: «قلت: كان من حلقة الشيخ (أي ابن عرفة) وأصحابنا الطلبة رجل يسمى عرفة، وكان متطلبا ناسكا وهو حينئذ كهل، وأنا في سن ما بعد البلوغ بيسير ساكن بمدرسة التوفيق». ¬

(¬1) بكسر المعجمة وفتحها ثم لام ساكنة بعدها فاء (نيل الابتهاج نقلا عن الحافظ ابن حجر) البدر الطالع 2/ 169. (¬2) نسبة إلى قبيلة وشتاتة البربرية الأصل. (¬3) نسبة إلى أبة (بضم الهمزة وفتح الباء المشددة) ومعناها السوق في القرطاجنية. قال ياقوت الحموي في «معجم البلدان» 1/ 99 - 100: «اسم مدينة بافريقية بينها وبين القيروان ثلاثة أيام وهي من ناحية الأربس موصوفة بكثرة الفواكه ونبات الزعفران» وورد ذكرها في «مراصد الاطلاع» 1/ 21 وفي «تبصير المنتبه» للحافظ ابن حجر «الأبي - بالضم - منسوب إلى أبة من قرى تونس» 1/ 21 وتعرف الآن بأبة قصور بولاية الكاف.

مؤلفاته

وبعد استكمال تحصيله بقي مقيما بتونس ودرس بها وأخذ عنه جماعة من الأعلام كالقاضي عمر القلشاني، وابن ناجي، وعبد الرحمن الثعالبي الجزائري. وكان فقيها نظارا مشاركا في عدة علوم، قال عنه معاصره الحافظ ابن حجر: «عصرينا بالمغرب محمد بن خلف (كذا) الأبّي الأصولي، عالم المغرب بالمعقول». وكان مع وفور عقله وجودة فهمه يحكى عنه من سلامة الفطرة ما يخرجه إلى حد الغفلة. تولى التدريس مدة بتونس، ثم ولي قضاء الجزيرة القبلية سنة 808/ 1406 في عهد السلطان أبي فارس عبد العزيز بن أحمد الحفصي. مؤلفاته: 1 - إكمال الإكمال، وإكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض، والمعلم بفوائد مسلم للإمام المازري، والأبّي جعل كتابه تكملة لما فات القاضي عياض في شرحه «إكمال المعلم» ولهذا سمى الأبّي شرحه «إكمال إكمال المعلم» وهو شرح نفيس على صحيح مسلم، ضمنه كثيرا من الفوائد والتحقيقات مع زيادات على الشروح المتقدمة عليه وذكر في خطبته أنه ضمنه كتب شراحه الأربعة المازري وعياض والقرطبي والنووي مع زيادات مكملة وتنبيهات ورمز «بالميم» للمازري و «العين» لعياض و «الطاء» للقرطبي و «الدال» لمحيي الدين النووي ولورود أسماء هؤلاء الشارحين كثيرا في شرحه وأشار بلفظ الشيخ لشيخه الإمام ابن عرفة، ونقل عن شيخه ابن عرفة أنه قال: «ما يشق عليّ شيء في الفهم كما يشق عليّ كلام عياض في بعض مواضع من الإكمال» فأزال تلك الصعوبات. قال الشيخ صالح بن مهنا القسنطيني (¬1): «وشرحه يغني عن شروحهم الأربعة ولا تغني عن شرحه لما فيه من الأبحاث الرائقة، والتحقيقات الفائقة، يعلم ذلك من أطّلع عليه وكان من أهله وهو خزانة علم ينفق منه الفقير كيف يشاء من نحو وتصريف وأصول وفروع وكلام ومصطلح وميزان (منطق) وتاريخ ومعان وبيان وحقائق وإشارات ومناقب ورقائق ومواعظ وقواعد إلى غير ذلك». وقد أهمل الأبّي شرح مقدمة صحيح مسلم حتى قال الشيخ محمد بن محمد بن يوسف السنوسي في شرحه المكمل لشرح الأبّي المسمى «مكمل إكمال الإكمال»: «رحم الله الشيخ الأبّي ونفع به لقد كان من حقه أن يعتني بشرح المقدمة التي احتوت على علوم ومشكل أسماء ولغات تحتاج إلى ضبط وشرح أكثر من اعتنائه بشرح التراجم لأنها ليست من وضع مسلم ¬

(¬1) في طرره على رحلة الوتيلاني (ط حجرية، تونس 1321 هـ‍) 3/ 216 - 217.

ولأنها في غنية عن الشرح غالبا، فتكميل الفائدة بشرح المقدمة كان أولى». ومقدمة صحيح مسلم من أقدم ما كتب في علم مصطلح الحديث، وللأبّي عناية بالفقه والعقائد في شرحه مع إهمال الكلام غالبا عن رجال الإسناد، على ما في هذا الأمر من جليل النفع في الصناعة الحديثية، قال العلاّمة المرحوم محمد زاهد الكوثري: «ولهذا لم يكن شرحه وافيا بالمرام ولا مطفئا من غلة الباحثين الأوام، إلى أن قام أحمد شبير العثماني الهندي بشرحه في كتاب سماه «فتح الملهم في شرح صحيح مسلم» صدر منه ثلاثة أجزاء من خمسة، وحالت منيته دون إتمام طبعه وهو أحسن شرح لصحيح مسلم». والأبّي يتعرض - عند ما تعن له المناسبة - إلى أحوال طائفة من العلماء التونسيين، ويجلب أحيانا آراءهم وفتاواهم في بعض المسائل، وما يروى عنهم من حكايات ونكت، كما يتعرض أحيانا لتواريخ بعض النظم كالقضاء والسكة ولذا لا يستغني عنه الدارس للتاريخ التونسي وبالخصوص العصر الحفصي. وقد كنت تتبعت مجلداته السبعة وأخذت منها ما له صلة بالتاريخ، وفي أثناء مذاكرة مع صديق ألّف كتابا في تاريخ تونس العام تحدثنا عن شرح الأبّي على مسلم، وبينت له فائدته للمعتني بالتاريخ وما جردته منه، فاشتاقت نفسه للاطلاع عليه فأعرته إياه، وقد أعاد كتابة العصر الحفصي على ضوء ما أمددته به وبغيره من الوثائق، وحلى هوامش كتابه بالنقل عن الأبّي، ولم يشر أدنى إشارة إلى صاحب الفضل، ولما صدر كتابه لم يتكرم بإهداء نسخة، فعجبت من لؤم الرجل وقلة أمانته ونكرانه للجميل فقطعت كل صلة به قبل وفاته بنحو ثلاث سنوات. طبع الكتاب في 7 م بمطبعة السعادة بمصر سنة 1327 وعلى نفقة السلطان عبد الحفيظ. 2 - تفسير القرآن العظيم، دوّن فيه ما سمعه من دروس شيخه ابن عرفة الذي اعتمد على ابن عطية والزمخشري وبقية المفسرين، واعتمد على علماء اللغة والأصول والمنطق مع إبداء رأيه. منه نسخ عديدة بالمكتبة الوطنية بتونس: 1) نسخة رقم 10110 أصلها من المكتبة الأحمدية الزيتونية. وهي نسخة تامة على غاية من الجمال والاتقان والضبط. وهي وإن لم تكن مؤرخة جديرة بكل ثقة، نسخها فيما يبدو الشيخ القاضي المفتي محمد بن سلامة (ت 1850) للوزير حسين خوجة (ت 1274/ 1857). وهي نسخة كاملة في 239 ورقة 2) نسخة برقم 10771 أصلها من المكتبة الاحمدية نهايتها: «تم الجزء الأول من تفسير الإمام أبي عبد الله محمد الأبّي».وهي مؤرخة بآخر شوال /1128 سبتمبر - أكتوبر 1716 في 236 ورقة.

المصادر والمراجع

3) نسخة برقم 21269 غير تامة. 4) نسخة مصورة برقم 93453. ثلاث نسخ في المكتبة العامة بالرباط رقم 2030 مبتورة الآخر، رقم 2028 مبتورة الأول. وهذه النسخ الثلاث أصلها من مكتبة الشيخ عبد الحي الكتاني. وتوجد منه نسخة مصورة في معهد جامعة الدول العربية، القاهرة رقم 116. 3 - شرح المدونة. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 349. - البدر الطالع للشوكاني 2/ 169. - برنامج المكتبة العبدلية 2/ 33 - 34. - تاريخ الدولتين للزركشي 107. - تاريخ معالم التوحيد في القديم والجديد لمحمد بن الخوجة، ص 66، 77، 171. - تبصير المنتبه 1/ 21. - الحلل السندسية 3/ 686/1 - 687. - درة الحجال 2/ 285. - شجرة النور الزكية ص 244. - شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 1/ 181 (نقل عن تبصير المنتبه للحافظ ابن حجر، وفيه كما في المطبوع من تبصير المنتبه محمد بن خلف وسبق النقل عن نيل الابتهاج «خلفة» وضبطها نقلا عن ابن حجر). - الضوء اللامع للسخاوي 11/ 133 (قسم الأنساب). - عنوان الأريب 1/ 114 - 115. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 86. - فهرسة الكتب المخطوطة المحفوظة في خانة الجامع الأعظم بالجزائر لمحمد بن أبي شنب، ص 1 - 38. - كشف الظنون 557، 1256. - معجم المطبوعات 363. - معجم المؤلفين 9/ 287. - مقالات الكوثري 82 - 83. - ملتقى ابن عرفة (ط تونس 1977) ص 68، 388 - 396 (بحث للأستاذ سعد غراب عنوانه: تفسير ابن عرفة ورواياته أو مدخل لدراسة تفسير ابن عرفة الورغمي). - نزهة الأنظار لمحمود بن سعيد مقديش 1/ 239 - 240. - نيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي بهامش الديباج المذهب ص 287. - هدية العارفين 2/ 184 (وفيها تخليط غريب، محمد بن خلف الإلبيريّ القرطبي، وقيل خليفة الوشتاتي،

5 - الأجدابي ( ... 412 هـ‍) ( ... 1040 م)

أبو عبد الله الأبّي المالكي، أين الأبّي من القرطبي؟ وليس هناك أندلسي واحد ينسب إلى وشتاتة). - أبو عبد الله الأبّي وكتابه الإكمال، تأليف د. عبد الرحمن عون 512 ص (الدار العربية للكتاب، تونس 1984) وفيه ترجمة مستفيضة للمؤلف. - توشيح الديباج لبدر الدين القرافي ص 204 - 250 (دار الغرب الإسلامي بيروت، 1983). - بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) لروبير برانشفيك 2/ 375.ويلاحظ أنه ألّف الإكمال في سنة 823 كما ذكره في 2/ 360 (إكمال الإكمال). * * * 5 - الأجدابي (¬1) ( ... 412 هـ‍) ( ... 1040 م) الحسين بن أبي العباس عبد الله بن عبد الرحمن الأجدابي القيرواني، الفقيه كاتب مناقب جماعة من العلماء الصلحاء. أخذ ببلده القيروان عن ابن أبي عقبة، وتميم بن أبي العرب التميمي، وهو من طبقة ابن أبي زيد، والقابسي، وجبلة بن حمود. رحل إلى مصر، والحجاز، وأخذ عن علمائها. وممن أخذ عنه بالقيروان ابن سعدون، وأبو بكر المالكي، وأبو محمد عبد الحق، ووالده كان عالما فاضلا عارفا بالتاريخ، وكان في كل فن واحد وقته مع صحبة الصالحين، وكان ثقة وتوفي في جمادي الأولى سنة 384/ 924، ودفن بباب سلم (¬2). وللمترجم له تأليف في مناقب ربيع القطان، وإبراهيم السبائي، وأحمد بن نصر بن زياد الهوّاري، وأبي الفضل عباس بن عيسى الممسي. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 621 - 622. - شجرة النور الزكية 98. ¬

(¬1) أجدابية بفتح الهمزة وسكون الجيم وكسر الباء الموحدة وتخفيف الياء المثناة من تحت. مدينة كثيرة النخل والتمور بليبيا (أصل سلفة منها) ومن غربيها وجنوبيها مدينة أو جلة وهي من أعمالها. ينظر معجم البلدان 1/ 122 - 123. (¬2) معالم الإيمان (ط 1/) 3/ 132.

6 - إدريس (كان حيا بعد سنة 1177 هـ‍) (1764 م)

- معالم الإيمان 3/ 212. - وينظر أيضا عن ترجمة الوالد وابنه بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 725. * * * 6 - إدريس (¬1) (كان حيا بعد سنة 1177 هـ‍) (1764 م) محمد شهر حمودة بن محمد إدريس الحسني الشريف التونسي، أبو عبد الله من علماء القراءات. أخذ عن الشيخ محمد الحرقافي المقرئ الصفاقسي نزيل تونس وتلميذ الشيخ علي النوري وأخذ عن غيره. وكان مواظبا على القراءة في يومي العطلة الأسبوعية: الخميس والجمعة. وعنه أخذ القراءات أحمد بن أحمد الشرفي الصفاقسي. له نظم في أوجه الآن، ولا سيّما إن ركبت مع آمنتم أو آمنت، وذلك على رواية الأزرق عن ورش، اعتمادا على ما ذكره الشيخ علي النوري في كتابه «غيث النفع» وجعل لهذه الأوجه جدولا تستخرج منه. وهذا النظم شرحه تلميذه أحمد بن أحمد الشرفي في رسالة «تحفة الأخوان بشرح أوجه الآن» وهذا النظم والجدول المصاحب له في ورقتين صغيرتين منفصلتين عن الشرح المذكور وكلاهما في المكتبة الوطنية بتونس. * * * 7 - الأذري (423 (¬2) هـ‍) (1032 م) الحسين بن عبد الله بن حاتم الأذري، أبو عبد الله، نزيل القيروان، المتكلم الأشعري وتلميذ القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني. ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة، وأخذت المعلومات الخاصة به من رسالة «تحفة الأخوان». (¬2) ياقوت الحموي معجم البلدان (ط. مصر) 1/ 159، مارة أذربيجان، مرتضى الزبيدي، تاج العروس 9/ 119، وانظر عن أذربيجان، أمين واصف: معجم الخريطة التاريخية للممالك الإسلامية (ط. مصر 1334) ص 6 - 8، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية الطبعة الجديدة 1/ 194 وما بعدها).

والأذري بفتح الهمزة في أوله وفتح الذال المعجمة، نسبة إلى أذربيجان وهو إقليم واسع من مدنه المشهورة تبريز، وقيل في النسبة إليه أذري (بسكون الذال) لأنه عند النحويين مركب من أذر وبيجان، فالنسبة إلى الشطر الأول وقيل في النسبة إليه أذربي (فتح الهمزة والذال وسكون الراء) وكل قد جاء. وقد تحرفت نسبته إلى «الأزدي» لدى الكتاب قديما وحديثا. ورد ذكره ثلاث مرات في كتاب «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري» تأليف حافظ دمشق ومؤرخها أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (ت سنة 571/ 1176) المرة الأولى جاء نسبه محرفا إلى «الأزدي». «وقرأت فيما رواه الشيخ الزاهد أبو محمد عبد القادر بن محمد الصدفي القيرواني المعروف بابن الخياط قال: «أنا الشيخ الفقيه أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي القيرواني قال: أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن حاتم الأزدي (كذا) صاحب القاضي الجليل أبي بكر بن الباقلاني (¬1)». وفي المرة الثانية جاء نسبه على الوجه الصحيح «الأذري» ونقل المؤلف ترجمته بالإسناد المتصل عن الفقيه أبي عبد الله محمد بن موسى بن عمار الميورقي (¬2) «إلا أنه (أي الباقلاني) خلف من بعده من تلاميذه جماعة كثيرة تفرقوا في البلاد، أكثرهم بالعراق وخراسان، ونزل منهم إلى المغرب رجلان أحدهما أبو عبد الله الأذري - رضي الله عنه - وبه انتفع أهل القيروان، وترك بها من تلاميذه مبرزين مشاهير جماعة أدركت أكثرهم. وكان رجلا ذا علم وأدب، أخبرني بعض شيوخنا عنه - رحمه الله - أنه قال: لي خمسون عاما متغربا عن أهلي ووطني، ولم أكن فيها إلا على كور جمل أو بيت فندق أطلب العلم آخذا له أو مأخوذا عني. وقال لي غيره من شيوخنا: ما قدر أحد من تلاميذه أن يعطيه على تعليمه شيئا من عرض الدنيا وكان يقول تعليم هذا العلم أوثق أعمالي عندي، وأخاف أن تدخله داخلة إن أخذت عليه أجرا، ولا أحتسب أجري إلا على الله. ولقد كان يتركنا في بيته ونحن جماعة، ثم يذهب إلى السوق فيشتري غداءه أو عشاءه، ثم ينصرف به في يده فكنا نقول له: «يا سيدنا الشيخ نحن شباب جماعة كلنا نرغب في قضاء حاجتك، نسألك بالله العظيم إلا ما تركتنا وقضاء حاجتك في المهم العظيم فكيف في هذا الأمر اليسير؟ ! نسألك بالله العظيم ألا تركتنا وقضاء حوائجك فإن هذا من العار العظيم علينا». فكان يقول لنا: «بارك الله فيكم! ما يخفى عليّ أنكم تسارعون لهذا الأمر، ولكن قد علمتم عذري، وأخاف أن يكون هذا من بعض أجري على تعليمي». ¬

(¬1) تبيين كذب المفتري (ط دمشق 1347 هـ‍) ص 41 - 42. (¬2) في الأصل المايرقي.

وتوفي بالقيروان غريبا، رحمة الله تعالى عليه ورضوانه. والمرة الثالثة ورد ذكره في أواخر ترجمة أبي الحسن علي بن داود الداراني الدمشقي المقرئ (ت سنة 402/ 1011) «وسمعت الشيخ الفقيه الإمام أبا الحسن علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح السلمي يحكي عن بعض شيوخه أن أبا الحسن بن داود لما كان يصلي بجامع دمشق تكلم فيه بعض الحشوية (¬1)، فكتب إلى القاضي أبي بكر محمد بن الطيب بن الباقلاني إلى بغداد يعرفه بذلك ويسأله أن يرسل إلى دمشق من أصحابه من يوضح لهم الحق بالحجة، فبعث القاضي تلميذه أبا عبد الله الحسين بن حاتم الأذري، فعقد مجلس التذكير في جامع دمشق في حلقة أبي الحسن بن داود، فذكر التوحيد، ونزه المعبود، ونفى عنه التشبيه والتحديد، فخرج أهل دمشق من مجلسه وهم يقولون: «أحد أحد! ».هذا معنى ما ذكره لي رحمه الله». وأقام أبو عبد الله الأذري بدمشق، ثم توجه إلى المغرب فنشر العلم بتلك الناحية، واستوطن القيروان إلى أن مات رحمه الله (¬2). ونستفيد من هذا النص أن الأذري كان داعية من الذين يعتمد عليهم القاضي أبو بكر الباقلاني في نشر مذهب الأشعري في العقائد في فترة حاسمة من الصراع النهائي بين المعتزلة والأشعرية وبين غيرها من الفرق المخالفة للأشعرية، وظروف قدوم الأذري إلى القيروان غامضة غير واضحة، هل كان بطلب من أهل القيروان أم أنه جاء تطوعا بإيعاز من شيخه الباقلاني؟ أسئلة لا نجد عنها جوابا مع العلم بأن مذهب الأشعري كان موجودا بالقيروان قبل قدوم الأذري، ومن ممثليه أعلام بارزون كأبي الحسن القابسي، وأبي عمران الفاسي (ولهما رحلة إلى الشرق اتصلا فيها بأبي ذر الهروي تلميذ القاضي الباقلاني، نزيل مكة) وابن أبي زيد القيرواني. وقد وقفت على مخطوطة من كتاب «تبيين كذب المفتري» ترجع إلى القرن الثامن الهجري من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس (نقلت إلى المكتبة الوطنية بتونس في صائفة عام 1969) وأصلها من أوقاف المدرسة القليجية بدمشق (¬3) جاء بهامشها بخط ومداد مغايرين للنسخة معلومات مفيدة عن «الأذري» آثرت نقلها بنصها: ¬

(¬1) الحشوية هم المجسمة كما يستفاد من سياق الكلام. (¬2) تبيين كذب المفتري، ص 216 - 217. (¬3) المدرسة القليجية نسبة لواقفها الأمير سيف الدين أحمد بن علي بن قليج المتوفى سنة 643/ 1245، وكانت من مدارس الحنفية بدمشق، راجع الدارس في تاريخ المدارس 1/ 569.

«حاشية: قال أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف الرّشاطي اللخمي في كتابه «اقتباس الأنوار في معرفة أنساب الصحابة ورواة الآثار» (¬1): الأذري منسوب إلى أذربيجان أبو عبد الله الحسين بن حاتم» (¬2): مؤلف كتاب «اللامع» (¬3) في أصول الفقه، وهو مختصر مفيد في معناه. وكان - رحمه الله - حسن الأخلاق، مليح الدعابة، وكان مولعا بالحلواء، وكان أصحابه قد علموا ذلك منه فمتى حضر عندهم قدّموا له في آخر الطعام الحلواء، وإن أحدهم أغفل ذلك في بعض الأحيان، فلما أخذوا في الانصراف قال الأذري: «أفطر (¬4) عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم نصف الملائكة» فقيل له: إنما هو: وصلت عليكم الملائكة! «فقال: بقي النصف الثاني مع الحلواء! ». مات - رحمه الله - بالقيروان سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة» (¬5). ومن تآليفه كتاب في مناقب القاضي أبي بكر الباقلاني ذكره أبو علي السكوني في «عيون المناظرات» تحقيق الأستاذ سعد غراب (ط تونس) ص 246 - 247، 236 - 244. وكان أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي القيرواني تلميذ الأذري ممن أخذ عنه كتاب «اللامع» في أصول الفقه. جاء في «ذيل اللباب» نصه: «علي بن عثمان بن الحسن الربعي الصقلي قدم قرطبة تاجرا روى عنه أبو علي الغساني كتاب «اللمع» (كذا) في أصول الفقه لأبي عبد الله الحسين بن حاتم الأذري، حدّثه عن أبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المالكي عن الأذري مؤلفه» (¬6). وكلمة الأذري الواردة في هذا النص قرأها الأستاذ هادي روجي إدريس «الأذري» هكذا بالألف المقصورة غافلا عن أنها ياء النسبة، وتصحح في نظره إلى الأزدي (¬7). وكلمة ¬

(¬1) المعروف في اسم الكتاب «اقتباس الأنوار والتماس الأزهار» يوجد منه أكثر المجلد الخامس وبعض الرابع مخطوطين في خزانة القرويين بفاس رقم 3031 (الزركلي: الأعلام 10/ 134) ويوجد الجزء الثالث في المكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة الأحمدية الزيتونية ومن الواضح أن نقل ترجمة الأذري من الجزء الأول. (¬2) أسقط اسم والده اختصارا. (¬3) هذا هو الصواب في اسم تأليفه لا «اللمع» الذي هو من تأليف الأشعري وعنوان تأليف لأبي إسحاق الشيرازي في أصول الفقه، وورد ذكر هذا الكتاب في «كشف الظنون» 2/ 153 مع تحريف في اسم المؤلف واسم والده، وعدم معرفة تاريخ وفاته، ونسبته فيه «الأذري» ونص ما فيه «اللامع في أصول الفقه» لأبي عبد الله حسن بن جابر الأذري المتوفى سنة (¬4) هذا نص حديث صحيح قاله رسول الله (ملعم) عند ما أفطر عند سعد بن معاذ أو سعد بن عبادة، وهو مروي عن عبد الله بن الزبير أخرجه ابن ماجة في سننه، وابن حبان في صحيحه. انظر: فيض التقدير شرح الجامع الصغير لمحمد عبد الرءوف المناوي 2/ 54. (¬5) الورقة 24 أمن المخطوطة المشار إليها. (¬6) نقلا عن ملحق المكتبة الصقلية، لميكال أماري ص 47. (¬7) في أطروحته «بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين» (بالفرنسية) 2/ 703 هامش رقم 82.

«الأذري» بياء النسبة صحيحة لا تحتاج إلى تصحيح هو عين التصحيف والتحريف. وممن روى عن الأذري كتابه «اللامع» عبد الجليل الديباجي القيرواني (كما في الغنية للقاضي عياض ص 143). وتحرّف «الأذري» إلى الأزدي عند ياقوت الحموي (¬1) في أواخر كلامه عن القيروان «فمن جملة من ينسب إليها ... محمد بن أبي بكر عتيق (بن) أبي نصر هبّة الله بن علي بن مالك أبو عبد الله التميمي، المتكلم الأشعري (¬2) المعروف بابن أبي كدية التميمي القيرواني» درس علوم الأصول بالقيروان على أبي عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي (كذا) صاحب القاضي أبي بكر الباقلاني وعلى غيره ... «وكان مقرئ الكلام في النظامية ببغداد وأقام بالعراق إلى أن مات، وكان صلبا في الاعتقاد، ومات ببغداد في ثامن عشر ذي الحجة سنة 512، ودفن مع أبي الحسن الأشعري في تربته بمشرعة الروايا خارج الكرخ». وورد نسبة «الأذري» صحيحا في كتاب «الغنية» للقاضي عياض ص 143 في ترجمة القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن شيرين. وفي ترجمة القاضي أبي بكر الباقلاني في «ترتيب المدارك» للقاضي عياض جاء ذكر «الأذري مرتين محرّفا إلى «الأدري (¬3)» (هكذا بالدال المهملة) ومرة محرّفا إلى الأزدي» (¬4). وفي المقدمة التي كتبها د. أحمد بكير محمود محقق كتاب «ترتيب المدارك» تحرّف الأذري إلى «الأزدي» ... «فكان من كبار الأشاعرة النازحين إلى المغرب أبو عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي (كذا) تلميذ القاضي الباقلاني (¬5)». وجاء في كتاب «المختار من شعر بشار» ص 153 محرّفا إلى «الأزدي» ويستفاد منه أنه كان يروي ديوان المتنبي عن ابن جنّي. ولعل من أسباب التحريف شيوع نسبة «الأزدي» في كتب الطبقات والتراجم وندرة نسبة الأذري وما هناك من تقارب واشتباه بين الذال والزاي يأتي جهلة النساخ فلا يميزون بينهما. * * * ¬

(¬1) معجم البلدان 7/ 195 مادة القيروان. ولابن أبي كدية هذا ترجمة في «معرفة القراء الكبار» للذهبي 1/ 379 وتحرّف فيه اسم شيخه «الأذري» إلى الأزدي وله ترجمة في غاية النهاية لابن الجزري 2/ 195 - 196. (¬2) في الأصل «الثغري» وهو تحريف. (¬3) القاضي عياض: ترتيب المدارك، منشورات مكتبة الحياة، بيروت 1387/ 1967، تحقيق د. أحمد بكير محمود ج 4 أواخر ص 586. (¬4) المصدر السالف ص 589. (¬5) ص 15.

8 - الأسدي (481 هـ‍) (1088 م)

8 - الأسدي (481 هـ‍) (¬1) (1088 م) محمد بن نعمة الأسدي القيرواني، أبو بكر، العابر. من شيوخه أبو عمران الفاسي وعبد الحق الصقلي وتتلمذ زمنا طويلا على علي بن أبي طالب العابر، ومروان بن علي البوني. هاجر إلى المريّة بالأندلس، وبها توفي. قال ابن بشكوال: « ... وسمع الناس منه وأخذ عنه جماعة من شيوخنا وسمعت بعضهم يضعّفه». ألّف عدة كتب في تعبير المنامات. المصادر والمراجع: - الصلة: نشر عزت العطار الحسيني، القاهرة 1374/ 1955، 2/ 571. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 726. * * * 9 - الإسرائيلي ( ... نحو 320 هـ‍) (933 م). إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، أبو يعقوب، من أهل مصر استوطن القيروان، ولازم إسحاق بن عمران الطبيب البغدادي المسلم النحلة وتتلمذ له. وكان في مبدأ أمره كحّالا وخدم بطبه عبيد الله المهدي مؤسس الدولة العبيدية، ولم يتزوج، وعاش مائة سنة ونيفا، وكان طبيبا لسنا عالما بتقاسيم الكلام، وتفريع المعاني. بعث في طلبه من مصر زيادة الله الأغلبي آخر أمراء الدولة الأغلبية وأرسل له بخمسمائة دينار يتقوى بها على السفر، ولما قدم من مصر وجد زيادة الله بجيوشه في الأربس (قرب الكاف) وذلك سنة 293/ 905 فرحل إليه، فلما بلغ زيادة الله قدومه أمر بإدخاله عليه، فسلّم عليه بالإمرة وفعل ما يجب أن يفعل من الرسوم مع الملوك فرأى زيادة الله قليل الوقار والغالب عليه اللهو وما يثير الضحك وابتدأه بالكلام ابن خنيس (¬2) اليوناني فقال له: - تقول إن الملوحة تجلو. ¬

(¬1) وقيل سنة 482. (¬2) في اسمه اضطراب فهو هكذا في بعض المصادر وفي بعضها جنيس وجيش وخنبس.

- قال: نعم! - وتقول إن الحلاوة تجلو. - قال نعم! - قال له: فالحلاوة هي الملوحة، والملوحة هي الحلاوة. - قال إسحاق: إن الحلاوة تجلو بلطف وملاءمة والملوحة تجلو بعنف. فتمادى ابن خنيس على المكابرة، وأحب المغالطة، فلما رأى ذلك منه عدل على مجادلته بنفس أسلوبه لإفحامه وتخجيله. - فقال له: تقول أنت حي! - قال: نعم. - قال إسحاق: والكلب حي. - قال: نعم. - قال: فأنت الكلب والكلب أنت. فضحك زيادة الله ضحكا شديدا، وعلم إسحاق بن سليمان أن رغبة زيادة الله في الهزل أكثر من رغبته في الجد ولما وصل أبو عبد الله الصنعاني داعي عبيد الله المهدي إلى رقادة أدناه وقرّب منزلته وكانت به حصاة في الكلي وكان يعالجه بدواء فيه العقارب المحرقة، فجلس ذات يوم مع جماعة من كتامة فسألوه عن صنوف من العلل، فكلما أجابهم لم يفهموا قوله لأنهم من البربر لا يفهمون العربية جيدا، فقال لهم إسحاق أنتم بقر! وليس معكم من الإنسانية إلا الاسم! فبلغ الخبر إلى أبي عبد الله، فلما دخل عليه إسحاق قال له: أتقابل إخواننا المؤمنين من كتامة بما لا يجب؟ والله الكريم لولا أن عذرك أنك جاهل بحقهم وبقدر ما صار إليهم من معرفة الحق وأهل الحق لأضربنّ عنقك. قال إسحاق: فرأيت رجلا شأنه الجد فيما قصد إليه وليس للهزل عنده شيء. وكان إسحاق طبيبا فاضلا بليغا عالما مشهورا بالحذق والمعرفة، جيد التصنيف، عالي الهمة. وكان معاصروه من يهود افريقية، يجلّونه إجلالا عظيما حتى أنهم أسندوا إليه رئاستهم الدينية، وقد ألّف لهم كثيرا من الكتب في تفسير شريعتهم، كما سنّ لهم تقاليد دينية. وقد أخذ عنه الطب والفلسفة جماعة من أبناء البلاد منهم الطبيب الشهير أحمد بن الجزار

مؤلفاته

القيرواني، وهو يروي عنه حكايات طريفة في تاريخه. وقد ترجمت الكثير من مؤلفاته الطبية إلى اللغة اللاتينية ونقل كثير من مؤلفاته إلى اللغة العبرية ... وعند وفاته دفن بمقبرة اليهود بمدينة المهدية. مؤلفاته: 1 - كتاب الاستقسات. 2 - الأوائل. 3 - الأقاويل. 4 - كتاب بستان الحكيم، في الفلسفة وفيه مسائل من العلم الإلهي. 5 - كتاب البول، قال عنه ابن جلجل الطبيب الأندلسي: «فإنه أشبع كتاب ألّفه مؤلف بذّ فيه جميع المتقدمين».توجد منه نسخة في الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية رقم 311 طب. 6 - اختصار لكتابه في البول. 7 - كتاب الترياق. 8 - كتاب الحدود والرسوم في المنطق والفلسفة. 9 - كتاب في الحكمة. 10 - كتاب الحميات، خمس مقالات، قال عنه ابن أبي أصيبعة: «ولم يوجد في هذا المعنى كتاب أجود منه». وقال الطبيب المصري علي بن رضوان: «إن هذا الكتاب جامع وجمع رجل فاضل وقد علمت بكثير مما فيه فوجدته لا مزيد عليه، وبالله التوفيق والمعونة».توجد منه نسخة مخطوطة مكتوبة سنة 639/ 1242 بمكتبة أحمد الثالث باستانبول رقم 2109 في 225 ورقة. 11 - كتاب في الأدوية المفردة والأغذية، ويقال في الغذاء والدواء. توجد منه نسخة في مجلدين مكتوبة سنة 709/ 1310 في مكتبة السلطان محمد الفاتح باستانبول رقم 3604 وعنوانها: «أقاويل الأوائل في طبائع الأغذية وقواها». 12 - كتاب المدخل إلى صناعة الطب. 13 - كتاب المدخل إلى المنطق.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 2/ 275، 289، 454. - البيان المغرب لابن عذاري 1/ 141. - طبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل الأندلسي، تحقيق فؤاد سيد (القاهرة 1955) ص 86. - عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 3/ 58 - 59. - الكامل لابن الأثير 8/ 165. - كشف الظنون 1/ 243 - 2/ 1390، 1394، 1404، 1411، 1413، 1414، 1464 (كذا أحصاها في معجم المؤلفين). - معجم المؤلفين 2/ 234. - ورقات ... 1/ 237، 239. - اكتفاء القنوع بما هو مطبوع لإدوارد كرنيليوس فانديك (القاهرة 1897) ص 217. - هدية العارفين 1/ 199. * * * 10 - ابن أبي الأسود ( ... - حوالى 256 هـ‍) (¬1) ( ... - 870 م) أحمد بن أبي الأسود القيرواني من كبار علماء النحو واللغة ومن الشعراء المجيدين تخرج بأبي الوليد عبد الملك بن قطن المهري. له تآليف في النحو وغريب اللغة لم تصلنا أسماؤها أشار إليها الزبيدي بقوله: «وله أوضاع في النحو والغريب ومؤلفات حسان». المصادر والمراجع: - إنباه الرواة للقفطي 1/ 31 - 32. - بغية الوعاة للسيوطي 1/ 297. - البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي (صاحب القاموس) 254 - 255. - معجم الأدباء لياقوت الحموي 2/ 230. - ورقات عن الحضارة ... 1/ 163 - 164. * * * ¬

(¬1) لم يذكر الذين ترجموا له تاريخ ميلاده ووفاته واعتمدت على أنه كان حيا بعد سنة 256 على وفاة شيخه المهري في هذا التاريخ.

11 - الأصرم ( ... -حوالى 1172 هـ‍) ( ... -1756 م)

11 - الأصرم ( ... - حوالى 1172 هـ‍) ( ... - 1756 م) أحمد الأصرم، الأديب الشاعر، والفقيه المشارك في علوم، رئيس كتاب ديوان الإنشاء. ولد بالقيروان، ونشأ بها، وأخذ عن الشيخ عبد الله السوسي السكتاني المغربي أيام إقامته بالقيروان، ونسبهم في قبائل الفتح من اليمنية (إتحاف أهل الزمان)، قال محمد بيرم الرابع «صحب الأمير محمد باي أيام مقامه ببلدته عند تأجّج نار الفتنة الشهيرة، وذهب معه إلى الجزائر وأقام بها، وتصدّر للإشهاد، وقضى هناك أياما بالنيابة، ولما فرّ الأمير محمد الرشيد إلى الجزائر هو وإخوانه كان في صحبتهم». قال في «عنوان الأريب»: «حتى كان يحمل الأمير محمد الرشيد على كاهله إذا أعياه المشي، حتى بلغ منجاته من الجزائر، فحفظوا ذلك العهد، وأولوه خير جزاء من بعد، فاقتعد دست الكتابة ... » إلى أن قال: «ولا يزال الأمراء الحسينيون يرعون لآله عهد أبيهم، حتى جعلوا رئاسة الكتابة فيهم، فتداولها خلفهم عن سلفهم». توفي في دولة علي باي. له حاشية على شرح المحلي لجمع الجوامع في أصول الفقه. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان عرضا في ترجمة أخيه محمد، ولم يذكر تاريخ وفاته. - الجواهر السنيّة في شعراء الدولة الحسينية لمحمد بيرم الرابع ص 257 - 285. - عنوان الأريب 2/ 30 - 32، ولم يذكر تاريخ وفاته وإنما اقتصر صاحب الجواهر السنيّة على أنه مات في أيام علي باي. * * * 12 - الأصولي (كان حيا سنة 693 هـ‍) (1293 م) عبد الرحمن بن محمد الأصولي، أديب شاعر، وعالم جليل، انتفع الناس بعمله إقراء وتأليفا. كان موجودا في عصر السلطان أبي زكريا يحيى الثاني الحفصي.

المصادر والمراجع

له تبكيت الناقد (¬1) ولعله ألّفه ردا على من انتقد القصيدة السينية لابن الأبّار. المصادر والمراجع: - رحلة التيجاني 269 - 378. - عنوان الأريب 1/ 66 - 67. * * * 13 - أعين بن أعين ( ... 385 هـ‍) ( ... 995 م) أعين بن أعين، كحّال عاش في عصر المعز لدين الله الفاطمي بالقيروان، وانتقل معه إلى مصر. كان ماهرا في معالجة الرمد المزمن، وشفي على يديه خلق كثير من المصابين به مثل الشريف أحمد بن عوانة، وشيخ المالكية عبد الله بن أبي زيد. قال ابن أبي أصيبعة: «كان طبيبا متميزا، وله ذكر جميل، وحسن معالجة». مؤلفاته: 1 - كتاب أمراض العين ومداواتها. 2 - كناش في الطب. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 399 (نقلا عن طبقات الأطباء). - طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 3/ 143 (ط بيروت). - معالم الايمان (ط 1/) 3/ 83، 191. - هدية العارفين 1/ 25. - ورقات ... 1/ 305. * * * ¬

(¬1) لم نجد له ترجمة مفصلة، وفي سنة 693 مدح السلطان أبا زكريا يحيى الحفصي، ووصف واقعة: يعقوب الهرغي الذي ثار بطرابلس بدعوى المهدوية فقبض عليه مع أتباعه وقتلوا جميعا.

14 - ابن الأغلب ( ... 283 هـ‍) ( ... 896 م)

14 - ابن الأغلب ( ... 283 هـ‍) ( ... 896 م) محمد بن زيادة الله بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي أبو العباس، من بيت إمارة بني الأغلب، أمراء القيروان، وكان أبوه زيادة الله قد ولي إمارة افريقية بعد أخيه أبي إبراهيم أحمد بن محمد، وكان محمود السيرة، ذا رأي ونجدة. قال عن هذا الأمير الأب القاضي سليمان بن عمران: «ما ولي لبني الأغلب أعقل من زيادة الله الأصغر».سمّاه الأصغر لأنه سمي باسم عم أبيه زيادة الله بن إبراهيم. وورث عنه ابنه محمد خلال الخير وحسن السلوك، ولاه ابن عمه إبراهيم الثاني بن أحمد بن محمد بن الأغلب طرابلس، فكان يشق عليه حسن سيرته ويكره ذلك لأن إبراهيم الثاني كان سكيرا ماجنا جريئا على سفك الدماء، ولم يزل إبراهيم الثاني يحقد على محمد هذا ما يؤثر عنه من جميل إلى أن قتله. والسبب الذي دعاه إلى قتله، مع قدم حسده له، ثناء الخليفة المعتضد العباسي عليه، وترشيحه للإمارة بدلا من إبراهيم. فقد روي أن إبراهيم الثاني وجّه رسولا إلى بغداد، فكتب إليه يخبره أن بعض من سار إلى بغداد من أهل مدينة تونس شكوا إلى المعتضد صنع إبراهيم، فقال المعتضد: «عجبا من إبراهيم ما يبلغنا عنه إلا سوء الثناء عليه، وعامله على طرابلس يبلغنا عنه خلاف ذلك من رفق بمن ولي عليه وإحسان». ونقل عن إبراهيم الرقيق أن المعتضد كتب إلى إبراهيم: «إن لم تترك أخلاقك في سفك الدماء فأسلم البلاد إلى ابن عمك محمد بن زيادة الله صاحب طرابلس». فثار إبراهيم وهاج وفكر في التخلص منه فخرج إلى طرابلس خفية وتظاهر بأنه يريد الخروج إلى مصر حيلة منه إلى أن ظفر به فقتله وصلبه بغيا وحسدا، وقتل أولاده، وعاث في أصاغره عيثه المشهور حتى أنه شق جوف بعض نسائه عن جنينها وكان بين خروجه ورجوعه خمسة عشر يوما. والمترجم له كان عالما خطيبا أديبا ظريفا شاعرا حسن السيرة، مع عشرة لإخوانه، ولين جانب لأخدانه، لا ينادم إلا أهل الأدب. ومن شعره [طويل]: ومما شجا قلبي بتوزر أنني … تناءيت عن دار الأحبة والقصر غريبا، فليت الله لم يخلق النوى … ولم يجر بين بيننا آخر الدهر مؤلفاته: 1 - تاريخ بني الأغلب.

المصادر والمراجع

2 - راحة القلب. 3 - كتاب الزهر. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 366. - البيان المغرب 1/ 129 (سنة 283). - الحلة السيراء لابن الأبّار، تحقيق د. حسين مؤنس (ط القاهرة سنة 1963) 1/ 179 - 181. - دراسة عبد الله الطباع عن الحلة السيراء ص 420. - معجم المؤلفين 10/ 12. * * * الإمام الزغواني - برتقيز يوسف بن محمد 15 - الإمام المنزلي ( ... 1248 هـ‍) ( ... 1832 م) م حمد بن محمد (بفتح الميم) بن فرج، المعروف بالإمام المنزلي، نسبة إلى بلدة منزل بوزلفة، وعقبه موجود بها إلى الآن. أصل جده من قبيلة بمصر تسمى الحمر (بضم الحاء المهملة وسكون الميم) قدم جده الأعلى من مصر إلى البلاد التونسية، وجاء إلى منزل بوزلفة آخر المائة السادسة، فوجد الناس قد فرغوا من بناء البلدة ولما رأوا في هذا الزائر الغريب آثار الفقه والصلاح ولّوه الإمامة والخطابة بجامع البلدة وبقيت إمامة الجامع في عقبه يتوارثونها خلفا عن سلف حتى أن أسرته اشتهرت بعائلة الإمام، وهي أسرة معروفة إلى الآن بهذا اللقب في منزل بوزلفة، وهي من أقدم الأسر العربية هناك. وكان الشيخ محمد الإمام المنزلي عالما فاضلا، فقيها مدرّسا متفننا في علوم شتى ورعا زاهدا وهو شيخ الطريقة القادرية وناشرها بالقطر التونسي في القرن الثالث عشر الهجري. وقد أجازه بالطريقة القادرية ابن بلدته الشيخ علي الشائب بن عمر المنزلي بإجازتين وسندين لأنه تلقى الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد الكريم السمّان بالمدينة المنورة، وأجازه بإسناده فيها، ثم سافر إلى بغداد وزار مقام الشيخ عبد القادر الجيلاني، وأجازه بعض أحفاد الشيخ عبد القادر بإسناده في الطريقة ثم رجع الشيخ علي الشائب إلى منزل بوزلفة، وبنى زاوية للقادرية، وأجاز الشيخ محمد الإمام بإسنادية المذكورين.

مؤلفاته

ولما توفي شيخه علي الشائب بن عمر تصدر لنشر الطريقة القادرية وجعل له أمير وقته طابعا يطبع به الإجازات، وكان يجيز من يأتيه من سائر الآفاق. ومن المعلوم أن الطريقة القادرية تسربت إلى تونس مع الأتراك لاعتقادهم في الشيخ عبد القادر الجيلاني، ولمؤسس الدولة الحسينية اعتقاد فيه كبير، وهذه الدولة من بقايا سلالة الأتراك وكان الأمراء الأوّلون منها ينتسبون إلى الطريقة القادرية، وانتسب أخلافهم إلى الطريقة التيجانية، وبقي لها احترام وقداسة ومكانة في القصر وحاشيته حتى بعد الاحتلال الفرنسي بزمان. ولذا كان المتزلفون إلى القصر وحاشيته ينتسبون إلى الطريقة التيجانية وبعضهم يؤلف في مناقب مؤسسها الشيخ أحمد التيجاني، ومنهم المحدث الأديب أحمد أديب المكي نزيل تونس. ومن تلامذته في العلم والطريقة أحمد الحربي، ومحمد صالح عيسى الكناني، القيروانيان. مؤلفاته: 1 - تخاميس على قصائد عديدة. 2 - تخميس على رائية البوصيري في الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ومطلع رائية البوصيري: يا رب صل على من سبح الحجر … في وسط كفيه وانشق له القمر 3 - سعادة الدارين في الصلاة والسلام على سيد الثقلين، تبع فيه الشيخ محمد الجزولي. وهو قدر ثلثي «دلائل الخيرات» قال فيه - بعد الخطبة - «هذا الكتاب جمعت فيه ما فتح الله على قلبي من كيفيات الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين». 4 - منظومة آداب المريدين شرحها الشيخ عبد القادر بن عبد الله المجاوي (¬1) الجزائري، ط تونس 1314 هـ‍ في 100 ص. 5 - منظومة في أحكام الجمعة. ضمن فيها ما حكاه الشيخ خليل في «مختصره». 6 - منظومات في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم. 7 - منظومات في مدح الشيخ عبد القادر الجيلاني. ¬

(¬1) في معجم المطبوعات 2/ 1291 «المجادي» والتصحيح من كتاب «تعريف الخلف برجال السلف» 2/ 449 - 450.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - تكميل الصلحاء والأعيان لمحمد بن صالح عيسى الكناني، تحقيق محمد العنابي (ط تونس 1970) ص 281 - 291 وهو آخر المترجم لهم في هذا الكتاب. * * * 16 - ابن اندراس (674 هـ‍) (¬1) (1275 م) محمد بن أحمد بن محمد الأموي، المعروف بابن اندراس، أبو القاسم أبو يعقوب، المرسي الأندلسي، نزيل تونس. كان متقدما في علم الطب، عارفا بالعربية وأصول الدين، مشاركا في غيرها من العلوم وكان حاضر الذهن ومن عادته إذا سئل عن مسألة من الطب لا يجيب فيها إلا بعد إمعان النظر على طريقة الحذاق وأرباب الدين. بارح بلده مرسية ومر بالمغرب الأقصى فأقام بطنجة ثم أقام ببجاية في حدود سنة 660/ 1262 ودرس بها أرجوزة ابن سينا في الطب، وقانون أبي موسى الجزولي في النحو. وممن قرأ عليه ببجاية أحمد الغبريني صاحب «عنوان الدراية» وأبو بكر بن الفلاس الفقيه الطبيب، وحضر مجالس من القراءة عليه القاضي الجليل عبد الله بن يعقوب وغيرهم، قراءة بحث واتقان، وجودة بيان، كما قرأ عليه الغبريني جملة من كليات «القانون» لابن سينا بعد قراءة الأرجوزة، وكانت الأبحاث في كل ذلك جارية على القوانين النظرية والاستدلالات الجلية. وفي مدة إقامته ببجاية تولى تطبيب الولاة مع بعض خواص الأطباء، وسمع به السلطان محمد المستنصر الحفصي فاستدعاه إلى تونس، فكان من جملة أطبائه وجلسائه. وفي «الفارسية» عند الكلام عن السلطان أبي يحيى بن أبي زكريا بن إسحاق الحفصي حكاية تدل على صلته بالبيت المالك الحفصي واعتراف سلطان وقته بمهارته في الطب، مع تحرزه منه لميله إلى ابن اللحياني، وما هي إلا وساوس ملوك الإطلاق فإن المترجم له كان معروفا بالديانة «حكى الفقيه الطبيب أبو علي الحسن المراكشي الحكيم ببلدنا (قسنطينة) قال: دخلنا عليه بالدكان وهو رياضه الذي بظاهر قسنطينة فوجدته بجراحات فاحشة أصابته في قتاله مع رياضه الذي الواديين، قال: وبإزائه الفقيه الطبيب العالم أبو يعقوب بن اندراس، وفي المجلس الطبيب ¬

(¬1) هذا هو الصحيح في تاريخ وفاته كما هو مذكور في مصادر ومراجع ترجمته وهو مضبوط بلسان القلم في «عنوان الدراية» وفي هامش «الذيل والتكملة» وفاته سنة 694 مضبوطة بلسان القلم.

مؤلفاته

ابن حمزة والد القائد أبي عبد الله بن الحكيم وقد أفزعهم ما رأوا به من الجراحة، فقال لهم السلطان الأمر قريب فيها فإن سيدي يعقوب بن عمران (¬1) وعدني أني أموت على فراش العافية قال الحكيم: فلما افترق المجلس وجه إليّ وحدي وقال لي بلا شك إن ابن اندراس هو ابن سينا زمانه وابن حمزة أمين دارنا، فإذا أشار ابن اندراس بشيء فتأمله، فإني اتهمه بموالاته ابن اللحياني وكان ابن اندراس هذا إذا دخل على السلطان - رحمه الله - قرب له بيده مخدة من مخاد سريره إكراما للعلم. مؤلفاته: 1 - رجز في الطب نظّم فيه بعض الأدوية أتمه ببجاية. 2 - نظم في الأدوية المفردة من القانون لابن سينا وكلف تلميذه الغبريني نظم بعض الأدوية على سبيل التعاون فنظم له بعضها، قال الغبريني: «وما علمت هل استكملها بعد أم لا؟ ». المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 218. - الذيل والتكملة 6/ 64. - عنوان الدراية 101 - 102. - الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية لابن القنفذ القسنطيني ص 163. - معجم المؤلفين 8/ 318 - 319. * * * 17 - الأندلسي (كان حيا سنة 1047 هـ‍) (¬2) (1637 م) أحمد بن محمد بن عبد العزيز الأندلسي التونسي الحنفي مفتي الحنفية بتونس من رجال القرن الحادي عشر/السابع عشر. ¬

(¬1) هو البويوسفي الملاري القسنطيني كان من الصلحاء وتروى له كرامات. وفي هذا العصر وقبله بمدة طويلة بدأ الانحطاط الفكري والعلمي وعلا شأن الصلحاء والمتصولحين ورجال التصوف وشاعت الخرافات وصدقت بها العقول. (¬2) برنامج المكتبة الصادقية (الغبدلية) 3/ 85 - 4/ 263

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - رسالة في تكفير جاهل الإيمان أولها: «حمدا لمن شرع لعباده الشرائع والأحكام. وقال في الديباجة «قد التمس مني بعض الطلاب تحرير بعض الأدلة في تكفير جاهل صفة الإيمان ليعم بها الانتفاع فأجبته لذلك».وختمها بعشر تنبيهات مهمة، قال: «دعاني إليها عموم البلوى بتونس وإن لم يكن لها كبير مناسبة فيما نجن فيه». فرغ من تأليفها يوم الجمعة في شوّال سنة 1047 في 71 ورقة من القطع المتوسط توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس. 2 - نهاية المنجلي ودرّة المبتدي، في حل ألفاظ منية المصلي وغنية المهتدي وهو شرح مبسوط على غنية المصلي للكاشغري وافق الفراغ من تعليقه صبيحة يوم الجمعة في 8 جمادى الأول سنة 1043 وهو مجزأ إلى جزءين في مجلد واحد مشتمل على 226 ورقة من للقطع المتوسط يوجد بالمكتبة الوطنية بتونس. المرجع: - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 3/ 85 - 4/ 263. * * * 18 - الأندلسي (960 هـ‍) (1552 م) علي بن إبراهيم بن أحمد بن غانم الأندلسي، المعروف بآرباش وهو اسم أطلق عليه بالاسبانية ويسمى أيضا بالمعجام، نزيل تونس. ولد بقرب غرناطة بعد خروج المسلمين من إسبانيا، ثم خرج منها وتعاطى الجهاد في البحر ضد الاسبان وهو ما يعبّر عنه تعبيرا غير صادق بالقرصنة. وتعاطيه للجهاد في البحر كان شأن كثير من الأندلسيين المهاجرين في ذلك العصر وما قاربه بعد خروج المسلمين من الأندلس. دعي إلى تونس وعهد إليه بالدفاع عنها. له: العز والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بآلات الحروب والمدافع، وهو في وصف آلات الحرب على اختلاف أشكالها مع إيضاح ذلك بالرسوم. منه نسخة في دار الكتب المصرية وفي

المراجع

الجزائر وفي فيينا. المراجع: - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 364. - المنجد في الأدب والعلوم. - إيضاح المكنون 2/ 273، 424، 1/ 73 (في ترجمة الأندلسي علي بن إبراهيم بن أحمد). وكتابه العزّ والمنافع منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 440، وحقّق الجزء الأول منه سعيد بن عثمان سنة 1974 لنيل درجة الكفاءة في البحث العلمي من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة التونسية (لم ينشر). - إيضاح المكنون 2/ 147. - هدية العارفين 1/ 21 وفيه أنه فرغ منه سنة 1048 وأنه موجود بدار الكتب كوبرلي. المؤرخون التونسيون ص 33 هامش (1). - وثائق عن الهجرة الأندلسية الأخيرة إلى تونس بقلم عبد المجيد التركي، حوليّات الجامعة التونسية ع 4، 1967، ص 64 - 67. * * * 19 - الأوسي (662 هـ‍) (1264 م) محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي العاصي الأنصاري الأوسي البسطي الأندلسي، أبو الجيش، نزيل تونس. روى بالأندلس عن جماعة، وأخذ بالاسكندرية ومصر ومكة عن أعلام، ثم رجع من رحلته المشرقية فاستوطن تونس إلى أن مات بها يوم الثلاثاء في 21 صفر. وكان مقدما في علم النحو حافظا للآداب، حسن المشاركة في فنون من العلم. مؤلفاته: 1 - رجز في الطب. 2 - رجز في القراءات. 3 - مصنف في الآداب. 4 - مصنف في الوثائق.

المصدر

المصدر: - الذيل والتكملة 6/ 82 - 83. * * * 20 - الأومي (¬1) (1036 هـ‍) (1646 م) عبد الله المشهور بعبيد (مصغرا) ابن المنتصر بن أحمد بن عبد الواحد الأومي الصفاقسي العالم بالقراءات، الفقيه المحقق وهو من شيوخ الشيخ أبي الحسن الكراي الوفائي نسبا وطريقة، والشيخ المفتي أحمد الحكموني (ت سنة 1083/ 1753) المدفون بروضة أبي زمعة البلوي من الجهة الغربية بمدينة القيروان. كان ديّنا صلبا في الحق عالي الهمة حليما صبورا وتروى عنه حكايات في ذلك، منها أنه كان مرة راكبا على حمار بطيء السير ولما ضجر منه قال: لولا الخوف من يوم القصاص لضربتك بهذا القرطاس، وشى به بعض الحساد فنفي إلى المهدية، ثم نفي مرة أخرة إلى الحامة وتوفي ببلده صفاقس. مؤلفاته: 1 - أبحاث مع محمد بن حسين الفاسي شارح الشاطبية في أوراق يسيرة. 2 - ترتيب أجوبة محمد بن سحنون على أسئلة محمد بن سالم على أبواب الفقه، مع التنبيه في بعض المواضع على أرجح الأقوال في مواطن الخلاف بتشهير أو نحوه بحسب الاستطاعة لا عن كل مسألة. به نقص بعد الخطبة ونقص في آخره وفي عدة مواضع، توجد نسخة منه بخطه الجميل ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس (من مكتبة الشيخ علي النوري). 3 - فتاوى فقهية، غير مرتبة بها نقص كثير في أوراقها توجد بالمكتبة الوطنية. 4 - فرائد الفوائد في نظم جملة من العقائد نظم من بحر الرجز في 129 بيتا فرغ منه في ¬

(¬1) نسبة إلى أومة الكائنة شمالي قرية نقطة غربي صفاقس آثارها باقية إلى الآن والشائع الآن على الألسنة «اللومي» وهذا النسب يوجد أيضا في أولاد فضة (من بطون قبيلة المثاليث) القاطنين بضاحية سيدي منصور الغلام شرقي صفاقس وقد رأيت في رسوم (وثائق) الملكية الراجع تاريخها إلى القرن الماضي وبداية القرن الحالي أن العدول الموثقين يذكرون الأومي الصفاقسي والأومي الفضي.

المصادر والمراجع

المحرّم سنة 1023 هـ‍ كما أفصح عن ذلك في آخره: ووافق الختم لذا النظام … بفاتح الأشهر للأعوام بعد ثلاثة مضت للهجرة … من بعد ألف ثم ضعف العشرة توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس، والغالب على الظن أنه بخط قريبه الشيخ علي الأومي، وعليه تعليقات وجيزة لتوضيح معاني بعض الألفاظ. المصادر والمراجع: - نزهة الأنظار لمحمود بن سعيد مقديش (طبعة حجرية بتونس 1321 هـ‍) 2/ 158. - مذكرات خاصة عن مكتبة الشيخ علي النوري لكاتبه (مخطوطة). * * * 21 - الأومي (1204 هـ‍) (1789 م) علي بن علي بن محمد الأومي الصفاقسي، حسبما وقفت عليه بخط يده في إجازة الشيخ عبد الله السوسي السكتاني المغربي له، ووجدت بخط حفيده للبنت الشيخ محمود السيالة ما يلي: إن نسبه متصل بالشيخ عبيد الأومي، وإن أصلهم الأول من رقود الأومة المجاهدين المدفونين بأرض المسعودة وهي جوفي (¬1) (شمالي) بلد نقطة (¬2) غربي صفاقس وهم المدفون معهم سيدي أبو عكازين الرقيق (¬3) الذي من ذريته رقود الحاجب، ثم سكنوا صفاقس ¬

(¬1) الجوف بمعنى الشمال، لفظة متداولة الاستعمال لدى المغاربة والأندلسيين. (¬2) نقطة بفتح النون والقاف المشددة والطاء قرية على ساحل البحر غربي صفاقس على بعد بضع كيلومترات من قرية الشفار والمصطاف ذي الشاطئ الجميل. قامت بدور هام أثناء الحرب الإيطالية الليبية إذ كانت الإعلانات ترسل منها عن طريق البحر إلى طرابلس والمسافة بين صفاقس وطرابلس عن طريق البحر هي أقصر مسافة من طريق البر وصفاقس من هذا الطريق (البحري) أقرب إلى طرابلس من تونس وفي هذه الفترة كان الضباط الأتراك المرسلون إلى ليبيا ينزلون أولا بصفاقس ثم يتوجهون من نقطة بحرا إلى طرابلس ومنهم أنور باشا ومصطفى كمال وغيرهما، وكان رياس السفن من أبناء جزيرة قرقنة يحضرون في الموعد المحدد ويؤدون مهمتهم بنجاح ولا يبوحون بالسر بعد أدائها، وفي هذه الفترة لم تبدأ إيطاليا في حصارها لطرابلس بحرا واختيرت نقطة لهذا الغرض لأنها بعيدة عن رقابة السلط الاستعمارية وفضول جواسيسها. (¬3) هو محمد الرقيق الإدريسي الحسني الملقب بأبي عكازين من الصالحين من رجال القرن السابع. انظر نزهة الأنظار لمحمود مقديش 2/ 156 - 158.

بأهلهم واستوطنوها وأخذوا العلوم من علمائها واستحكموها، ثم من علماء تونس ومصر، ثم شاخوا (¬1) بدروسها في جامع صفاقس والقصر (¬2). قرأ ببلده صفاقس ثم رحل إلى القيروان وأخذ عن الشيخ عبد الله السوسي السكتاني المغربي قبل انتقاله إلى مدينة تونس، الفقه والتوحيد والفرائض والحديث والأصول والتفسير والحساب والمنطق وأجاز إجازة مؤرخة بأوائل شهر ذي الحجة سنة 1143/ 1730 برواية الصحاح الستة عن شيخه خاتمة المحدثين بالحجاز أبي محمد عبد الله بن سالم البصري المكي الشافعي عام مجاورته بمكة سنة 1127/ 1715 عن محمد بن علاء الدين البابلي المصري إلى أن ينتهي إلى طريق الحافظ ابن حجر العسقلاني، كما أجازه برواية «رياض الصالحين» و «الأربعين النووية» و «الموطأ» و «الشفا» للقاضي عياض و «الجامع الكبير» و «الصغير» للسيوطي و «سيرة ابن إسحاق تهذيب ابن هشام و «الروض الأنف» للسهيلي، و «شرح النخبة» للحافظ ابن حجر، وتفسير البغوي المعروف ب‍ «معالم التنزيل» و «الوسيط» للواحدي وسائر تصانيفه، وتفسير فخر الدين الرازي وتفسير القاضي البيضاوي، وتفسير «البحر المحيط» لأبي حيّان الأندلسي وتفسير الجلالين والإحياء للغزالي والتذكرة للقرطبي والحكم لابن عطاء الله. وإجازة الشيخ عبد الله بن سالم البصري للشيخ عبد الله السوسي السكتاني مؤرخة بالرابع والعشرين من ذي القعدة عام 1122/ 1710. كما أجازه الشيخ عبد الله السوسي السكتاني بما تضمنه ثبته في رواية «مختصر» خليل ابن إسحاق، عن الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي المنشاوي المتوفى سنة 1131/ 1725 عن شيخه محمد الخرشي بالسند المتصل إلى الشيخ خليل ثم ذكر عقب ذلك سنده في رواية فقه مذهب مالك إلى أن ينتهي إلى الأندلسيين والمغاربة. وإجازة الشيح إبراهيم بن موسى الفيومي مؤرخة في ربيع الأول سنة 1131/ 1719 وفي هذا الثبت إجازة عامة من الشيخ منصور المنوفي الشافعي. ثم ارتحل علي الأومي إلى تونس وأخذ عن علماء الزيتونة، ثم ارتحل إلى مصر وجاور بالأزهر خمس سنوات واقرأ فيه بعض الدروس ومدحه بعض تلامذته المصريين [وافر]: له ذهن يغوص ببحر علم … فيأتي منه بالدر النظيم معانيه الضيا ولأجل هذا … سرت ألفاظه مثل النسيم وقال في بلده صفاقس [طويل]: ¬

(¬1) تعبير عامي معناه، صاروا شيوخا مدرسين. (¬2) جامع قصر الرباط بالناحية الغربية من صفاقس وتلك الجهة كان بها قصر الرباط، انظر تاريخ صفاقس لأبي بكر عبد الكافي في ج 2 ص 21 - 24 (ط صفاقس سنة 1980).

تزيد على مر الزمان حلاوة … صفاقس من راقت بحلو المشارب لها في أقاليم البلاد شوارق … منزهة أقمارها عن مغارب وقال الشيخ محمد البنداري المصري مادحا له ومثنيا على مجلسه بالأزهر ومتشوقا إليه بعد مبارحته للأزهر [كامل]: لم أنس أياما لنا ولياليا … سلفت وعينا بالصريم تصرما إذ نحن لم نخش الرقيب ولم نخف … صرم الزمان ولا نبالي اللوما والعيش غض والحواسد نوم … عنا وعين البين قد كحلت عمى ومناهل عذبت بحسن لوامع … وبحافتيها الأنس جمع منعما والجالسون بها شموع أزاهر … يبدون في أشباح ليل أنجما كنا بهم في صفو عيش وافر … حتى رمت أيدي التشتت أسهما وتذبلت ورد الغصون وسلكه … من بعد ما بالأنس كان منظما والدمع منشور على منشورها … والنوم من مر التجافي سيما وغدا الكئيب محمد البنداري في … لقيا علي الأومي صبا مغرما وبعث له مع الشعر رسالة نثرية طويلة. وللمترجم له ثبت (¬1) جمع فيه إجازات شيوخ الأزهر له بإمضاءاتهم وأختامهم وبعضها مؤرخ بعام (1167/ 1756) وأخذ الإجازات مؤذن بانتهاء مدة الدراسة وإذا كانت مدة مجاورته بالأزهر خمس سنوات فإننا نستنبط أنه التحق به حوالي سنة (1154/ 1751). وهذه أسماء شيوخه الأزهريين وما قرأه عليهم وما أجازوه به وتاريخ الإجازة ان ذكرها المجيز: 1 - قرأ علي الشيخ محمد بن أحمد الرشيدي المالكي المنظومة الجزرية في التجويد وشرحها لشيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري مرتين، ومن الشاطبية وقف حمزة وهشام على الهمز، وشرحه للعلاّمة المرادي المعروف بابن أم قاسم، وكذلك رسالة لشيخه الرشيدي المذكور في نفس الموضوع وقرأ عليه أيضا ضبط الخراز «في رسم القرآن» ورسالة محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري (¬2) في أصول القراءات السبع (¬3)، كل ذلك ¬

(¬1) الثبت (بفتح الثاء المثلثة وبفتح الباء الموحدة المسفولة من بعدها) الفهرس الذي يجمع فيه المحدث مروياته وأشياخه كأنما أخذ من الحجة لأن أسانيده وشيوخه حجة، وقد ذكره كثير من المحدثين وقيل أنه من اصطلاحات المحدثين. مرتضى الزبيدي، تاج العروس 1/ 534. (¬2) هو الشناوي الشافعي الأزهري المقرئ الصوفي (1108 - 1111/ 1609 - 1699) معجم المؤلفين 1/ 136. (¬3) اسمها «القواعد المقررة والفوائد المحررة» وتعرف بالفوائد البقرية في بيان مذهب كل واحد من القراء السبعة على انفراده.

بضبط وإتقان وأجازه في القراءات بالسند المتصل عن شيخه أحمد البقري إلى أن ينتهي إلى أبي عمرو عثمان الداني الأندلسي صاحب «التيسير» من طريق ابن الجزري وتاريخ الإجازة بيوم الاثنين الخامس من شعبان سنة 1167 وفي آخرها مصادقة المجيز بخطه وبدون ختم. 2 - وقرأ على الشيخ محمد البليدي الحسني الأندلسي، التونسي ثم المصري (¬1) (المتوفى سنة 1176/ 1763) ما تيسر من صحيح البخاري والجامع الصغير للسيوطي والشمائل للترمذي والأربعين النووية والهمزية للبوصيري، ومختصر البخاري لابن أبي حمزة، ومختصر خليل، وشرح كبري السنوسي وأجازه إجازة وجيزة بخطه وبختمه. وأجازه مرة ثانية برواية العقيدة الكبرى للسنوسي وشرحها بالسند المتصل إلى تلامذة المؤلف عن شيخه عبد القادر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يعقوب وهي إجازة عامة له ولغيره جاء فيها النص على إبتداء قراءة الكتاب وختمه «هذا وقد من علينا بقراءة العقيدة الكبرى وشرحها قراءة وتحقيق يؤمها الطالبون ... وذلك بشهر شوّال في ثلاث وستين ومائة وألف ثم الامتنان بالختم فكان ربيعا في ربيع الثاني عام أربع وستين» (¬2). وصادق على الإجازة بخطه وختمه. 3 - وأجازه إجازة مطلقة الشيخ سالم بن محمد النفراوي (¬3) المالكي الضرير المتوفى سنة 1168/ 1755. 4 - ولازم مدة الشيخ محمد بن سالم الحفناوي (¬4) الشافعي الخلوتي (المتوفى سنة 1181/ 1767) وقرأ عليه ما تيسر من العلوم وأجازه بما تضمنه كتاب «الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي» من الكتب النقلية والعقلية على ما أجازه به مؤلفه الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد البديري الدمياطي المعروف بابن الميت وبالبرهان الشامي (¬5) والمتوفى سنة 1140/ 1728، كما أجازه في أثناء ذلك إجازة عامة بسائر ما يجوز له روايته من ¬

(¬1) كان عالما بالعربية والتفسير والقراءات والفقه المالكي وله فيها مؤلفات. (¬2) (كذا) والصواب عام أربعة وستين. (¬3) كان مشهورا بمعرفة فروع المذهب مع استحضار غريب ترجمته في شجرة النور الزكية 338، معجم المؤلفين 4/ 202 (سالم بن أحمد). (¬4) كذا بخطه في هذه الإجازة ويقال الحفني نسبة إلى حفنى بفتح الحاء كسكرى من أعمال بلبيس شرقي مصر وهو شيخ مرتضى الزبيدي الذي قال عند كلامه عن الحفني «ومنها شيخنا بل شيخ الدنيا جميعا وهو الشيخ الإمام المحدث الولي العالم أبو عبد الله محمد بن سالم الشريف القرشي رئيس الجامع الأزهر والمحل المبارك الزاهي الأنور، وشيخ العلماء بعد شيخنا الشيخ عبد الله العالم الشبراوي الشافعي، رحمه الله تعالى».تاج العروس 6/ 182 (¬5) كان محدثا مسندا صوفيا له مؤلفات في الحديث. ترجمته في الأعلام 7/ 295، فهرس الفهارس 1/ 154 - 155، معجم المؤلفين 11/ 164 - 165.

معقول ومنقول والإجازة بخط المجيز وختمه ومؤرخة بالتاسع والعشرين من شعبان سنة 1167 وهي موجودة في أول كتاب «الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي» في وجه الورقة التي بها عنوان الكتاب وهو مدرج ضمن ثبت الإجازات وهذا الكتاب يشتمل على ثلاث وأربعين ورقة (¬1) قياس كل ورقة 5، 20 * 2، 15 مسطرتها 25 سطرا فرغ منه مؤلفه في شهر ربيع الأول سنة 1137 والنسخة بخط مشرقي نسخي أتمها الناسخ في شعبان 1167. 5 - وقرأ على الشيخ علي بن أحمد الصعيدي العدوي (¬2) (المتوفى سنة 1189/ 1175) العقائد النسفية بشرح سعد الدين التفتازاني وأجازه برواية صحيح البخاري بسنده كما أجازه بأسانيده في الفقه وببقية الصحاح وغيرها والأصول والمعاني وغير ذلك من العلوم. والإجازة بخط الشيخ علي الصعيدي العدوي من غير ختم ولا تاريخ. 6 - وسمع من الشيخ حسن بن علي بن أحمد المدابغي (¬3) الشافعي (المتوفى سنة 1177/ 1764) صحيح البخاري وغيره بالسند المتصل كما أجازه عامة في التفسير والحديث والأصول. والإجازة بخط المجيز وختمه مؤرخة بيوم الثلاثاء 20 شعبان 1167. 7 - وأخذ عن الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري الملقب بالمذاهبي لعلمه بالمذاهب الأربعة والعالم الرياضي وشيخ الأزهر فيما بعد (¬4) (والمتوفى سنة 1192/ 1778) شرحه على منظومة درة التوحيد وشرحه على السمرقندية في الاستعارات وشرحه على السلم في المنطق، وشرح عبد السلام اللقاني على جوهرة التوحيد، وشرح الخبيصي على التهذيب في المنطق وسلم المنار في علم الزيج ورقائق الحقائق في حساب الدرج والدقائق في علم حساب الزيج، والبداية في الحكمة وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك وشرح دلائل الخيرات، وغير ذلك من الكتب. وأجازه بها وبغيرها من الكتب إجازة عامة بخطه وختمه في 21 شعبان 1167. 8 - وقرأ على الشيخ حسين بن محمد المحلي الشافعي (المتوفى سنة 1170/ 1757) الفرائض ¬

(¬1) قال عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس 1/ 154 «في نحو ستة كراريس وهو عندي بآخره إجازة مؤلفه للشمس محمد بن سالم الحفني». (¬2) كان عالما محققا له هوامش عديدة عامة كتب في مصطلح الحديث والفقه والمنطق ترجمته في الاعلام 5/ 15، سلك الدرر 3/ 206، شجرة النور الزكية 341 - 342، معجم المؤلفين 7/ 29 - 30. (¬3) عرف بالمدابغي لسكناه بحارة المدابغ بمصر، وكان أحد المعمرين المشهورين بعلو الإسناد له مؤلفات في القراءات والحديث والفقه. والاعلام 2/ 223، تاج العروس 2/ 8، 6/ 8، معجم المؤلفين 248. (¬4) ترجمته في الأعلام 1/ 158، معجم المؤلفين 1/ 303.

والحساب والجبر والمقابلة، ولازمه في دراسة الكتب في هذه العلوم كشرح منية الحسّاب لابن غازي ومقدمة القلصادي وبعض كتب ابن الهائم كالنزهة، والوسيلة، وبعض مؤلفات المجيز، كشرح الجدول وشرح المنظومة الشناوية. وأجازه بجميع ما تلقاه منه وبغيره وبجميع ما رواه وقرأه رواية ودراية، وما تلقاه عن أشياخه مشافهة وإجازة، والإجازة بخط المجيز وختمه بتاريخ عام 1167. وقبل الإجازة، كتب له شيخه المحلي رسالته المسماة «بالدر اللطيف في بيان أقسام الحديث الضعيف» التي فرغ من كتابتها في شعبان 1167 وهي رسالة صغيرة في ست ورقات تندرج ضمن الإجازة العامة. 9 - وأجازه برواية صحيح البخاري سليمان العزيزي الشافعي الشهير بالزيّات بأسانيده عن مشايخه وببقية مروياته من السنن وغيرها إجازة عامة مصادقا عليها بختمه من غير تاريخ وهي آخر ما وجد بهذا الثبت من الإجازات، وحبذا لو يتوفق بعض الباحثين لنشره مصورا مع تعليقات لأن له قيمة فنية لوجود خطوط العلماء به، وبعض هذه الخطوط نادر الوجود، ولما له من قيمة في تاريخ العلم والدراسات أواخر القرن الثاني عشر الهجري. ويبدو أن بعض مشايخه لم يجزه ولم يدرج إجازتهم في هذا الثبت لأن تلميذه الشيخ محمود مقديش (¬1) ذكر من بين مشايخه الأزهريين علي بن الخضر العمروسي (¬2) شارح مختصر خليل والعالم الرياضي حسن الجبرتي والد المؤرخ عبد الرحمن. ولما امتلأ وطابه وأشبع نهمه من المعرفة رجع إلى بلده مصحوبا بمكتبة نفيسة استعان بها على بث العلوم وتحقيقها فكان في دروسه الفقهية واللغوية وغيرها يستحضر ما يمكن استحضاره من المصادر المهمة بحيث أنه كان لا يقرئ إلا بتحقيق واطلاع ولما رجع لبلده انتصب للتدريس بجامعها الكبير وأقرأ العلوم الشرعية واللغوية والرياضية وتخرّج به جماعة كالشيخ محمود بن سعيد مقديش الذي شاركه في شيوخه التونسيين والمصريين، والطيب الشرفي، وعبد الرحمن بكار، ومحمد الزواري ومحمد المصمودي، والشعراء الثلاثة: إبراهيم الخراط وعلي ديب وعلي الغراب وابنه أحمد. وقد أثنى محمود مقديش على مكانته العلمية، وتنوع معارفه بقوله: «كان - رحمه الله - إماما، في المعمول والمنقول، حاملا من العلوم الشرعية الأصول وفروعها، والأحاديث وعلومها والتفاسير وفنونها، وطرق القراءات والتجويد ووجوهها والعلوم الأدبية العربية ظاهرها ومكنونها، ومن علوم الرياضة منطقا وحسابا وهندسة ومساحة وهيئة وميقات بكنوزها ومن ¬

(¬1) نزهة الأنظار 2/ 197 - 198. (¬2) (ت سنة 1173/ 1760) كان فقيها متكلما، له مؤلفات أخرى عدا شرحه لمختصر خليل.

دقائق الحكمة مفتاح كنوزها (¬1). واستمر مثابرا بجد على التدريس والإفادة إلى أن لحق بربه في جمادى الأولى سنة 1204/ 1789. وكان - رحمه الله - عفيفا ديّنا بعيدا عن مواطن الشبهات، مائلا إلى العزلة، غير راغب في تولي المناصب مثل القضاء، قال الشيخ محمود مقديش: «وكان - رحمه الله - ذا همة وعفة وصيانة قد سدّ أبواب الطمع عن جميع الخلق في متاع الدنيا وارتفع عن المناصب كلها، طلبه أهل بلده في تولي القضاء فأبى، فكتبوا فيه وثيقة بأنه اللائق بنا فأبطل جميع ما عملوه فولّوا الشيخ كمون. ولما احتمى من القضاء ألزموه التدريس في الجامع الأعظم فأسعفهم وجعلوا له مرتبا يستعين به من المجابي المخزنية فأبى أن يقبله فلقيه شيخنا بو عصيدة (¬2) وقال «مالك امتنعت من المرتب وهو إعانة؟ ».فقال: «هو من المجابي وأكثرها ظلم، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولى به» (¬3). فباسطه وقال له: «خذه فحما واجعله تحت القدر» فقال: «هو استعانة والاستعانة لا تكون إلا بالله وما أذن الله فيه» فجعلوا له من الجزية فرضيه، وكذا جعل له شيء من زكاة الحبوب يقتاته هو وعياله وكان صابرا على الشدائد حتى وسّع الله عليه بالكفاف، وكان مائلا إلى الخمول جدا ولا يصلي إماما إلاّ في مسجد مهجور احتسابا فسألناه عن ذلك فقال: «لإحياء بيت من بيوت الله هجره الناس لقلة ما يعود عليهم فيه من الدنيا».ولا يعرف للأمراء بابا ولو للشفاعة لأن الزمان قد فسد، وبطل عند أهله شفاعة الشافعين فوقوف (¬4) العالم على أبوابهم لا فائدة فيه فلذا نبذهم ظهريا، وجعلهم نسيا منسيا، والتحدث بهم شيئا فريا. وكان أولا قد تحمل بعض الشهادات، فلما كثر (¬5) طغيان العامة على بعض المنتصبين لعمل الشهادة أعرض عن ذلك تعففا وتكرما ... وكان ممن سلم (¬6) المسلمون من لسانه ويده، كثير الانجماع في بيته لا يخرج إلا لدرس يقرؤه أو لزيارة الصالحين والأقربين (¬7). ¬

(¬1) نزهة الأنظار 2/ 197 - 198. (¬2) هو رمضان بو عصيدة من تلامذة الشيخ علي النوري (ت بعد سنة 1170/ 1757) كان مقرئا مفسرا واعظا أديبا شاعرا كفيف البصر. انظر نزهة الأنظار 2/ 169 - 170، شجرة النور الزكية 346 - 347. (¬3) يشير إلى الحديث الشريف: كل لحم - وفي رواية كل جسد - نبت من سحت فالنار أولى به. رواه أبو نعيم الأصبهاني في «حلية الأولياء» 1/ 31 عن أبي بكر الصديق، والطبراني في الكبير، وفي سند الحديث عبد الواحد بن واصل، أورده الذهبي في «الضعفاء» وقال: ضعفه الأزدي، وعبد الرحمن بن زيد، قال البخاري والنسائي: متروك، انظر فيض القدير للمناوي 5/ 17 - 18. (¬4) في الأصل بوقوف. (¬5) في الأصل طغى. (¬6) في الأصل من أسلم. (¬7) نزهة الأنظار 2/ 198.

مؤلفاته

ولما ختم كتاب تلخيص المفتاح في البلاغة لجلال الدين القزويني بشرح السعد التفتازاني نظم بهذه المناسبة تلميذه علي الغراب قصيدة - حسب العادة المتبعة في ذلك العصر وبعده - أثنى فيها على مواهبه العلمية وعلى خصاله وأخلاقه فقال: [كامل]. خذ من فنون العلم كل عويص … فالعلم يعلي قدر كل رخيص (¬1) سيما البيان فإنه لأجلّها … قدرا وأشرفها على التخصيص إذ كان إيضاحا لها وملخصا … مفتاح باب السعد في التلخيص ومنها: لكن إذا ما كنت آخذه على … تاج الأيمة كامل التخويص (¬2) أعني أبا الحسن علي من غدا … يعزى إلى الأومي (¬3) لدى التخصيص هو من بمضمار البلاغة قد حوى … حلب السباق لدى ذوي التفريص أما العلوم فإنه لرميمها … أحيا، ومنها حل كل عويص وملخص المعنى إذا أبدى الخفا … منها يلخص أيما تلخيص ومتى أراد الوصل معنى معرض … أفكاره وصلت بلا تربيص جمع الفضائل كلها فاكرم به … من طود علم نال كل قنيص ما عيب شيء منه إلا أنه … عند السؤال مشتت التنقيص فذوو الفضائل حين يذكر فضله … تكسى من الارداء كل قميص لا خير فيمن راح ينكر فضله … لكنه من معشر التنقيص بيت العفاف منزه ذو همة … عليا، وصلب الدين غير شكيص لا زال من بحر الجزالة والهدى … خلاّ لزائره وعذب قريص (¬4) وفي علوم الدين والدنيا اغتدى … نورا مبينا ساطع التمحيص (¬5) وكفاه في الدارين ما من شأنه … أن يهتدى بالعلم كل حريص مؤلفاته: له مؤلفات انفرد بذكرها حفيده للبنت الشيخ محمود السيالة وهي: ¬

(¬1) القصيدة في ديوان على الغراب، تحقيق محمد الهادي المطوي وعمر بن سالم (ط الدار التونسية للنشر) (1973) 153 - 156 والأبيات الخاصة بمدح الشيخ علي الأومي في ص 154 - 155 وقد اعتمدت على الديوان في رواية الأبيات، وفي تفسير بعض الألفاظ من صنع المحققين في الهامش؛ والقصيدة مثبتة أيضا في نزهة الأنظار 2/ 199 - 200. (¬2) تزيين التاج بصفائح الذهب. (¬3) في الديوان ص 154 «اللومي» وفي نزهة الأنظار 2/ 199 «الأومي». (¬4) التقريص: التنكيت بالكلام والقرص باللسان. (¬5) هو التقريس قلب الشاعر سينها صادا للقافية.

المصادر والمراجع

1 - تقييد وجيز على مقامات الحريري ينتهي بشرح المقامة الرابعة والعشرين، وهو بخطه على الراجح عندي بعد المقارنة بنماذج من خطه في 12 ورقة من القطع الربعي، والنسخة خالية من ذكر اسم المؤلف. وتوجد نسخة أخرى في 10 ورقات ناقصة من آخرها والنسختان موجودتان بالمكتبة الوطنية في تونس. 2 - رسائل في التجويد. 3 - رسائل في التوحيد. 4 - رسائل في الفقه. 5 - رسائل في الحساب والهيئة. 6 - حاشية على رجز أبي مقرع (¬1) في الفلك. 7 - شرح على فرائد الفوائد في نظم جملة من العقائد من نظم قريبه عبيد بن المنتصر الأومي، بخط يده، وهو عبارة عن تعليقات وجيزة لتوضيح معاني بعض الألفاظ، يوجد بالمكتبة الوطنية. المصادر والمراجع: - ثبت الشيخ عبد الله السوسي السكتاني وفيه إجازته بخطه للشيخ علي الأومي، وهو بخط الشيخ علي الأومي مخطوط في المكتبة الوطنية بتونس. - ثبت في إجازات الشيوخ الأزهريين لعلي الأوميّ، مخطوط في المكتبة الوطنية. - شجرة النور الزكية 634. - نزهة الأنظار [2/ 423 - 429 من طبعة دار الغرب الإسلاميّ تحقيق علي الزواري ومحمد محفوظ. بيروت 1988].ورقة مسودة بخط الشيخ محمود السيالة محفوظة الآن في المكتبة الوطنية في تراث محمود السيالة. - مذكرات خاصة عن مكتبة الشيخ علي النوري لكاتبه (مخطوطة). * * * ¬

(¬1) أبو مقرع هو أبو محمد عبد الحق بن علي البطيوي، وسمي أبا مقرع لأنه لا يفارق المقرع في أسفاره غالبا كما جرت به عادة أهل البوادي بذلك ولا شك أن نظمه - رحمه الله - طويلا جدا مع قلة مسائله وكثرة التكرار فيه (مقدمة الممتع في شرح المقنع نظم أبي مقرع)، تأليف محمد بن سعيد الميرغتي السوسي المتوفى سنة 1090/ 1679 وهو شرحه الكبير على نظمه المقنع المختصر من رجز أبي مقرع.

حرف الباء

حرف الباء 22 - الباجي ( ... 1024 هـ‍) ( ... 1605 م) محمد التواتي الباجي أبو عبد الله. له: الخبر عن معرفة عجائب البشر وهو مجموعة حكايات توجد في المتحف البريطاني. المرجع: - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 304. * * * 23 - الباجي (حوالي 1105 (¬1) - حوالي 1184 هـ‍) (1771 - 1693 م) محمد الصغير بن يوسف الباجي كاورغلي (¬2) أقام بباجة معظم حياته، وعاصر أربعة من البايات الأولين وكان صبايحيا. حضر ثورة علي باشا الأول عن عمه حسين بن علي باي مؤسس دولة البايات واستيلاءه على مقاليد السلطة، التي انتهت بقتله. وشاهد دخول الجيش الجزائري إلى تونس وقد وصف كل ذلك في كتابه المشرع الملكي، ولما عادت السلم، واستقرت الأوضاع قفل راجعا إلى باجة فانقطع للدرس وتخلّى عن وظيفته، وكان عالما. تحريرا موقرا عند الأمراء والعامة. تآليفه: 1 - التكميل المشفي للغليل، يوجد بالمكتبة الوطنية بتونس. ¬

(¬1) قلّدت في تاريخ المولد والوفاة الأستاذ أحمد عبد السلام. (¬2) من كان أبوه تركيا وأمه من أبناء البلاد.

المراجع

2 - المشرع الملكي في سلطنة أولاد علي تركي. دون في هذا الكتاب ما شاهده من أحداث، وتناول الكتاب تاريخ الفترة الممتدة من سنة 1705 إلى سنة 1771، وقد عاصر المؤلف أحداثا مليئة بالاضطرابات والانتفاضات. إذ إن الفترة التي عاشها وقعت فيها ثورة علي باشا على عمه و [تمّ] استيلاؤه على الحكم، وحكى تفاصيل الثورة وتقلب علي باشا بين الهزيمة والنصر، وما ارتكبه من مظالم ونهب وتنكّر لمن عاونه في ساعة الحرج من رؤساء القبائل، ثم القضاء على دولة علي باشا باستيلاء ابني علي بن حسين باي على الملك بمعاونة جيش الجزائريين. وهذا الكتاب نقله إلى الفرنسية محمد الأصرم (ت سنة 1343/ 1925) وفيكتور سار (Victor Serres) طبع بتونس سنة 1900 ولم يتحر المترجمان في ترجمتها غاية التحري. ومن غرائب الأشياء إثر نقل الكتاب قل وجود نسخ من الأصل العربي، ويقال إن جميع نسخه أبيدت عمدا. والكتاب في مجلد من القطع الكبير، 3 نسخ بالمكتبة الوطنية بتونس. المراجع: - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية لعبد الحفيظ منصور (ط بيروت) ص 400 - 401. - محمد البشروش مجلة المباحث عدد 4 السلسلة الجديدة، رجب 1363 جويلية 1944 ص 6. - مصطفى زبيس مجلة المباحث عدد 88 السلسلة الجديدة، رجب 1366 ماي 1947. - المؤرخون التونسيون ... (بالفرنسية) الأستاذ أحمد عبد السلام ص 243 - 251. * * * 24 - ابن باديس (398 - 454 هـ‍) (1008 - 1062 م) المعز بن باديس بن منصور الزيري الصنهاجي، من أشهر أمراء الدولة الزيرية الصنهاجية بافريقية. ولد بالمنصورية (قرب القيروان) وتولى الإمارة بعد وفاة أبيه سنة 406/ 1016 ونشأ نشأة علمية صالحة بين علماء المالكية فانطبع في ذهنه منذ صغره نعض مذهب الفاطميين الباطني الإسماعيلي إلى أن جرفه التيار الشعبي للإيقاع بصنائع الفاطميين وأتباع مذهبهم وإعلان الانفصال عن الخلافة الفاطمية وإعلان التبعية للخلافة العباسية، فدبرت الدولة الفاطمية الوسيلة المجرمة لتأديبه بإرسال فلتاء أعراب الصعيد من بني هلال وسليم الذين أتوا على الأخضر واليابس، وخرّبوا معالم الحضارة والعمران، وارتكبوا من الفظائع ما تكفلت كتب التاريخ بتفصيله، ولا مزية لهؤلاء الأعراب إلا أنهم أشاعوا اللسان العربي على نطاق

المراجع

واسع بالبلاد حتى أن القبائل البربرية تعربت. يعزى للمعز بن باديس تأليف «عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب» نسبه له بروكلمان (¬1)، وهو تأليف في صفة الحبر والأقلام والخط، يوجد بدار الكتب المصرية ومكتبة غوطا بألمانيا. ونسب له البغدادي (¬2) منظومة سينية تسمى «النفحات القدسية في تراجم مشايخ الصوفية» ويرد هذا أن المعز لم يعرف بعطفه على الصوفية، والصحيح أن النفحات القدسية من نظم أبي علي حسن بن أبي القاسم بن باديس القسنطيني (¬3) (ت سنة 787/ 1385) نظّمها بعد اتصاله بالحافظ صلاح الدين العلائي في القدس وإعارته له كتاب «روض المناظر في مناقب الشيخ عبد القادر» كما صرح بذلك في خطبة «النفحات الأنسية» ولمح له في «النفحات القدسية» ونظم القصيدة بعد مبارحته للقدس الشريف ورحلته إلى مصر. المراجع: - الأعلام 6/ 186. - جرجي زيدان تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 133. - مرآة التاريخ التونسي، فصل بقلم عثمان الكعاك منشور «بتقويم تونس» تونس 1946 مطبعة الإرادة ص 54. - معجم المؤلفين 12/ 308. - تاريخ آداب اللغة العربية 4/ 33. * * * 25 - البارودي (نحو 1199 هـ‍) (¬4) (1784 م) حسين البارودي الحنفي التونسي أبو عبد الله، تولى خطة الإفتاء، له رسالة رد بها على رسالة لطف الله الأزميري فيمن أفسد الركعتين الأخيرتين، ورد عليه لطف الله برسالة، وأعاد البارودي الرد عليه برسالة أخرى. وهذه الرسالة توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية - ولطف الله الأزميري من علماء تركيا، زار تونس وأقام بها مدة، واتصل بعلمائها وكانت له معهم مجالس ¬

(¬1) الملحق 1/ 473. (¬2) هدية العارفين 2/ 165. (¬3) تولى قضاء الجماعة بتونس في سنة 778 هـ‍ بعد وفاة أبي العباس أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن حيدرة (تاريخ الدولتين ص 94) وقسنطينة كانت تابعة للبلاد التونسية في العصر الحفصي وجعل وفاته في هذه السنة ابن قنفذ في «الوفيات» وهو شيخه وابن بلدته وفي تاريخ الدولتين ص 96 وفاته سنة 781 وابن قنفذ أعرف بهذا من غيره. (¬4) في هذا التاريخ توفي الشيخ عبد اللطيف الطوير، شاعر القيروان وباش مفتيها والمترجم له معاصر له، انظر عنوان الأريب 2/ 41.

المراجع

مذاكرة ومناظرة، واقترح على بعضهم تأليف رسائل، وألف هو رسائل وردودا على غيره. المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 136. - الأعلام 7/ 269 - 70 (ط 5/) - هدية - العارفين 2/ 465. * * * 26 - البارودي (1304 هـ‍) (1887 م) محمد بن أحمد البارودي الحنفي التونسي، كان الإمام الأول بجامع باردو (حيث يوجد قصر البايات بضواحي تونس وهو مقر مجلس الأمة الآن)، من علماء القراءات فقيه. توفي في 27 شعبان 22/ ماي. له «تعليم القاري» كتاب في قواعد التجويد، فرغ منه يوم السبت على الساعة الحادية عشرة في 25 (¬1) جمادى الأولى 1293/ 19 جوان 1876 ثم طبعه بالمطبعة التونسية الرسمية في آخر رجب سنة /1294 أوت 1878 في 48 ص من القطع الصغير. قال في أوله: «قد وجدت أحكام التجويد متفرقة في كتب عديدة فأردت جمع ما تفرق منها في كتاب رتبته على مقدمة وخمسة عشر بابا وخاتمة، فالمقدمة فيما يجب على القارئ أن يعلمه، والخاتمة في تحسين الصوت بالقرآن».وهو كتاب مفيد للمبتدئين. وعلى ظهر نسخة مخطوطة منه تقريظ لكبير أهل الشورى المالكية الشيخ محمد الشاذلي بن صالح (ت 1308/ 1890). المراجع: - برنامج المكتبة العبدلية 1/ 138 - 139، 2/ 263. - معجم المطبوعات 513. - معجم المؤلفين 8/ 243. - هدية العارفين 2/ 385. - محمد بن الخوجة: المجلة الزيتونية، م 4، فيفري 41 رقم 49. - J.Quemeneur، Publications de I، Imprimerie Officielle tunisienne، in revue Ibla، No .98، p.164، No.55. * * * ¬

(¬1) في برنامج المكتبة العبدلية: 15 جمادى الأولى.

27 - البارودي ( ... -1216 هـ‍) ( ... -1801 م)

27 - البارودي ( ... - 1216 هـ‍) ( ... - 1801 م) محمد ابن الشيخ المفتي حسين البارودي، الفقيه المجوّد. أخذ العلم عن والده وحمودة بن محمود، ومحمد الدرناوي، وأحمد السويسي إمام النحو في عصره، وأتقن التجويد عن والده وحمودة إدريس. درس بالشمّاعية نيابة عن والده في حياته، واستقلالا بعد وفاته، وولي خطة الإفتاء. توفي ضحى يوم الثلاثاء 16 ربيع الأول 1216/ 28 جويلية 1881. له رسالة في مسائل الحيطان قرظها له محمد بيرم الثاني. المصدر: - إتحاف أهل الزمان 7/ 40. * * * 28 - الباروني (من رجال القرن العاشر هـ‍) (16 م) محمد بن زكريا الباروني (¬1) الجربي الأباضي. مؤلفاته: 1 - نسبة الدين طبعة حجرية بقسنطينة سنة 1301 هـ‍. 2 - طبقات الأباضية. 3 - رسالة في حملة النصارى على جربة سنة 916/ 1574 ملحقة بكتاب «مؤنس الأحبة». المرجع: - نظام العزابة عند الأباضية الوهبية في جربة، للأستاذ فرحات الجعبيري (ط تونس 1975) ص 345. * * * ¬

(¬1) أسرة الباروني أصلها من جبل نفوسة (بليبيا) وهي موجودة به إلى الآن، ومنها العالم الزعيم سليمان باشا الباروني، وهاجر فرع منها إلى جربة. ومن الملاحظ أن كثيرا من أسر جبل نفوسة هاجرت إلى جربة كالباروني والشمّاخي، والجادوي ومثل هذه الأسر موجودة إلى الآن في المكانين. ويمكن للملاحظ معرفة الأصل بتتبع القسمات البشرية فالأنموذج الجربي يميل غالبا إلى القصر مثل أنموذج وادي ميزاب، والجبالية يميلون إلى الطول وقوة البنية، وبعض الأسر الجربية هاجرت إلى نفوسة.

29 - البجائي ( ... نحو 689 هـ‍) (1282 - 1291 م)

29 - البجائي ( ... نحو 689 هـ‍) (1282 - 1291 م) عبد الوهاب بن يوسف بن عبد القادر البجائي أبو محمد، نزيل تونس، الفقيه المتفنن، له علم بأصول الفقه، وأصول الدين (علم الكلام) ومعرفة بالحكمة (الفلسفة) وبراعة في المنطق خصوصا على طريقة المتأخرين، ولم يكن في وقته أعلم منه «بكشف الأسرار» الذي وضعه الخونجي في علم المنطق، وهو أعلم به من واضعه. رحل إلى بلاد المشرق وأخذ عن أعلام، وسمع جملة من كتب الحديث سمع عليه ابن رشيد كتاب «التلقين» في الفقه المالكي للقاضي عبد الوهاب و «معالم أصول الفقه» للفخر الرازي، و «الموطأ» برواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي وكانت له معه محاورات. تولى قضاء عدة بلدان بتونس كتوزر وقفصة وغيرهما. قال الغبريني: «وكان مع هذا غير موفى الحظ، وإنما حظه أن يكون له التقدم على أكابر وقته وأفاضل أهل عصره ولكن الحظوظ لا تجري على العقول». له اختصار شرح ابن التلمساني لمعالم فخر الدين الرازي في أصول الفقه. المصادر والمراجع: - عنوان الدراية ص 204. - محمد الحبيب بن الخوجة: الحياة الثقافية بأفريقية صدر الدولة الحفصية النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين السنة الرابعة العدد 4، 1976 - 77 ص 65 - 66. * * * 30 - البجائي (كان حيا حوالى 848 هـ‍) (1442 م) علي ابن الشيخ الفقيه الصوفي عبد الرحمن البجائي، من أعلام الصوفية، اتصل بالشيخ الصوفي أبي المواهب فتح الله الخوارزمي الشهير بالعجمي نزيل تونس (¬1). له شرح لرسالة الشيخ عبد العزيز المهدوي المسماة «محجة القاصدين وحجة الوافدين المقيدة عن الشيخ عبد العزيز المهدوي». ¬

(¬1) توفي بتونس في شوّال 847/ 1442 ودفن بزاويته التي توفي بها قرب جبل الجلود. إتحاف أهل الزمان 1/ 88، تاريخ الدولتين 125، الضوء اللامع 6/ 127.وربما كان تأليف هذا الشرح قبل وفاة فتح الله العجمي بنحو عامين.

31 - البجائي (كان حيا سنة 1025 هـ‍) (1616 م)

شرح هذه الرسالة ورتّبها بأمر من شيخه فتح الله العجمي وأتم الشرح في حياة شيخه المذكور. بخزانتي نسخة من هذا الشرح نسخها عبد العزيز بن أبي بكر بن محمد بن يس المغربي المصمودي الجزولي، وتمت مقابلتها في محرّم 1154 هـ‍ وأفادني صديقنا الشيخ الأستاذ محمد الصادق بسيس - رحمه الله - أن بمكتبة العلاّمة الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور نسخة منه وقد استعار النسختين وقابل بينهما، وقد حدثني أنه يعدّ دراسة مطولة عن الشيخ عبد العزيز المهدوي وقد بقيت نسختي عنده ما يقرب من خمس سنوات، وأرجعها قبل وفاته بنحو أربعة أشهر. * * * 31 - البجائي (كان حيا سنة 1025 هـ‍) (1616 م) أبو القاسم (¬1) بن محمد البجائي التونسي، من فقهاء الحنفية ومحدثيهم بتونس. كان خطيبا بجامع الخطبة خارج باب الجزيرة، ولما بعثت السلطة العثمانية (¬2) عليا الجزائري قاضيا بتونس طلب فقيهين لمصاحبته ومذاكرته، فأرسل إليه صاحب الترجمة والشيخ محمد براو (¬3) فكان يفضل المترجم له على رفيقه، وكان من جملة الآخذين على الشيخ أحمد أفندي التركي عند وروده إلى تونس. ¬

(¬1) بخط يده بلقاسم، وهو الشائع على الألسنة إلى الآن (بالقاف المعقدة) وهو سائغ في العربية كما في بلحارث عوضا عن ابن الحارث. (¬2) لما فتح الأتراك تونس كانوا يرسلون من بلادهم قاضيا حنفيا إلى تونس يقع تبديله في كل ثلاث سنوات بقاض تركي جديد، واتبعت الدولة العثمانية هذا الأسلوب في أقطار العالم العربي الأخرى التي فتحتها. وأول قاض تركي بتونس هو حسين أفندي، عيّنه سنان باشا بعد الفتح، ولما تولى القضاء علي أفندي الجزائري من أبناء الترك بالجزائر طلب نائبا مالكيا، ووقع اختياره على الشيخ ساسي نوبنة ومن ذلك التاريخ أحدثت خطة نائب مالكي وأول من تولى خطة قاض حنفي بالحاضرة الشيخ محمد قارة خوجة المعروف ببرناز المنحدر من أصل تركي والمقتول سنة 1084/ 1663 على أنهم لم يجعلوها قاعدة مطردة إلا ابتداء من عهد علي باشا الأول فإنه أنف أن تكون ولاية قاضي الحاضرة بغير اختياره وتعلل بأن أغلب سكان البلاد من العرب ولا يحسنون اللغة التركية فهم لا يفهمون ما يقوله القاضي التركي ولا هو بدوره يفهم ما يقولون ولا هو عليم بأخلاقهم وأحوالهم، ومعرفة ذلك من شروط القاضي فعند ذلك فوّض له الباب العالي اختيار القاضي من علماء الحنفيّة بتونس، فكان أول قاضي حنفي تولى القضاء باختيار الباي هو الشيخ أحمد الطرودي سنة 1157/ 1647 ثم الحق به قاضي على المذهب المالكي وأول من تولى قضاء المذهب المالكي بالاستقلال هو الشيخ محمد سعادة المنستيري. - محمد بن الخوجة: المجلة الزيتونية م 3 ج 5 ماي 1939 ص 34 - 35. - ذيل بشائر أهل الإيمان (ط 1/) 74 - 75 - 78. (¬3) كان إمام النحو في زمانه وكان موجودا في أيام يوسف داي، ذيل بشائر أهل الإيمان 91 [ص 167 من طبعة الدار العربيّة للكتاب بتحقيق الطاهر المعموريّ تونس د. ت.] ..

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - شرح على الخزرجية في العروض. 2 - شرح مختصر على شواهد شذور الذهب لابن هشام. 3 - شرح مطول على شواهد (¬1) شذور الذهب منه نسختان بالمكتبة الوطنية بتونس. 4 - شرح شواهد القطر. منه نسخة بالمكتبة الوطنية. المصادر والمراجع: - ذيل بشائر أهل الإيمان لحسين خوجة [ص 197 رقم 69 من طبعة الطاهر المعموري]. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية ص 287 - 288. * * * ابن البراء - التنوخي 32 - البراذعي ( ... نحو 400 هـ‍) (¬2) (1010 م) خلف ابن أبي القاسم الأزدي، المعروف بالبراذعي، أبو سعيد وأبو القاسم، من كبار فقهاء المالكية بالقيروان. أخذ عن ابن أبي زيد، والقابسي، وأبي بكر هبة الله بن أبي عقبة، وعنه صحح المدونة وهو صححها عن جبلة بن حمود الصدفي عن الإمام سحنون. وقد نقم عليه فقهاء القيروان صلته بملوك العبيديين، وكانت تأتيه هداياهم، وألّف كتابا في تصحيح نسبهم، وزادت النقمة عليه امتدادا عند ما وجدوا بخطه الثناء على بني عبيد متمثلا ببيت الخطيئة (¬3). ¬

(¬1) وجدت في آخر مجموع في النحو بخط الشيخ أبي الحسن الكراي، ما نصه: «يقول عبد الله أقل عبيده بلقاسم بن محمد البجائي، هذا آخر هذا الشرح المبارك، وهو ثاني شرح لي على الشواهد، وهذا أطول من الأول وأكثر إبحاثا وقد فرغت من تأليفه أوائل شوّال عام خمسة وعشرين وألف». بعده بسطور «انتهى من كتاب نسخ بخط مؤلفه وجامعه ... وكان الفراغ منه يوم الجمعة أواخر صفر عام ستة وثلاثين بعد الألف». (¬2) تاريخ وفاته غير معروف كما أنه لا يعرف هل مات بصقلية أو بالقيروان، قال القاضي عياض: «ولم يبلغني وقت وفاته» وذكره بعد اللبيدي وطبقته فهو من رجال الطبقة الثامنة. (¬3) ديوانه ص 30.

مؤلفاته

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا … وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا وأفتى فقهاء القيروان بطرح كتبه وعدم قراءتها ورخصوا في «التهذيب» لاشتهار مسائله وإزاء هذه المضايقة والمقاومة من فقهاء القيروان، وسقوط منزلته اضطر إلى الهجرة إلى صقلية وحصلت له حظوة عند أميرها وهناك ألّف بعض كتبه وانكب الناس في صقلية على دراسة كتابه «التهذيب». ومن الطبيعي أن يتصدى فقهاء القيروان إلى مقاومة البراذعي لصلته بالعبيديين وقبوله عطاياهم وثنائه عليهم وتأليفه كتابا في تصحيح نسبهم، إذ أن العبيديين اضطهدوا فقهاء المالكية محاولين حملهم على اعتناق مذهبهم الخبيث بالسجن والضرب والقتل وسدّ أبواب الرزق، وآل الأمر إلى اشتباك دموي ومساهمة في حمل السلاح في عهد ثورة أبي يزيد الخارجي، اضطر بعدها العبيديون إلى التخفيف من اضطهادهم وظلمهم وغطرستهم. مؤلفاته: 1 - اختصار الواضحة. أصل الكتاب لعبد الملك بن حبيب الأندلسي ت سنة 232/ 846 وكتابه يعتبر من أمهات المذهب. 2 - التمهيد لمسائل المدونة، أغار فيه على اختصار ابن أبي زيد وزياداته، وقيل أنه لم يزد فيه أكثر من الصدر. 3 - التهذيب في اختصار المدونة، اتبع فيه طريقة اختصار ابن أبي زيد إلا أنه ساقه على نسق المدونة، وحذف زيادات ابن أبي زيد. وفي نسخة عتيقة من التهذيب من أحباس خزانة قسنطينة أو الجزائر ذكر البراذعي في أولها أنه روى المدونة عن أبي بكر محمد بن أبي عقبة، عن جبلة بن حمود، عن سحنون، وأنه فرغ من تأليفه سنة 372 اثنتين وسبعين وثلاثمائة. وألّف عبد الحق محمد بن هارون الصقلي (¬1) كتابا انتقد فيه أشياء على البراذعي من أجل عدم اتباع ألفاظ المدونة، وما تسبب فيه الاختصار من إحالة الألفاظ عن معناها الأصلي، ودافع عنه القاضي عياض بأنه كان متبعا لنقل ابن أبي زيد. وكان على هذا الكتاب المعول عند المغاربة والأندلسيين. قال الشيخ الحجوي (¬2): «وقد حصل الإقبال عليه شرقا وغربا دراسة وشرحا وتعليقا واختصارا من أيمة المالكية بالأندلس ¬

(¬1) توفي بالاسكندرية سنة 466/ 1074. (¬2) الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 45.

المصادر والمراجع

والمغرب وتركوا به المدونة ومختصراتها وشغل دورا مهما قبل ظهور مختصر ابن الحاجب الفرعي». واشتهر هذا التأليف في حياته وقدّره حتى أعداؤه توجد منه ثلاث نسخ بالمكتبة الوطنية، ويوجد بمكتبة القرويين بفاس وهو مطبوع باسم المدونة. 4 - كتاب الشرح والتمامات لمسائل المدونة جلب في كلام المتأخرين من الشيوخ. 5 - كتاب تصحيح نسب بني عبيد (¬1). المصادر والمراجع: - الأعلام 2/ 359 - 360، وفيه: «ثم رحل إلى أصبهان فكان يدرس فيها الأدب إلى أن توفي، نقلا عن معالم الإيمان 3/ 184.والصحيح أن الذي رحل إلى أصبهان ودرس فيها الأدب إلى أن توفي هناك هو الذكي المازري محمد بن أبي الفرج في حكاية وردت عرضا في ترجمة البراذعي (معالم الإيمان 3/ 187). - الأعلام 10/ 84. - برنامج العبدلية 4/ 285 - 286. - ترتيب المدارك 708/ 709/4. - الديباج 112 - 113. - شجرة النور الزكية 105. (رقم 270). - الفكر السامي 4/ 44 - 45. - معالم الإيمان 3/ 184 - 189. - معجم المؤلفين 4/ 102 (ذكر أنه قدم من دمشق وهو غير صحيح). - بروكلمان 1/ 178.والملحق 1/ 302. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 722. - هدية العارفين 1/ 347 - 8. * * * ¬

(¬1) دون إثبات نسب بني عبيد بالبيت النبوي خرط القتاد لأن العارفين بهم طعنوا في هذا النسب الدعي اللصيق من أول يوم، ولأن السرية والغموض اللتين عاش فيها أيمتهم قبل الظهور وتأسيس الدولة تلقي ظلا كثيفا مظلما على صحة هذا الانتساب مهما حاول المتحمسون الناعون على أهل السنة السير في ركاب هوى السلطة الحاكمة، وفي أهل السنة من يردعه دينه وعقله عن مداهنة السلطة وتزييف الحق، والعداوة المذهبية لا تحمل ذوي الدين والعقل على الطعن في النسب بدون حجة معقولة مقبولة. وكلام ابن خلدون في إثبات نسبهم لا يثبت أمام الفحص والامتحان، ومن أجل ذلك اتهم بما اتهم مما لا نوافق عليه. والكلام طويل الذيل له مقام آخر.

33 - البرادي (كان حيا حوالى 810 هـ‍) (1407 م)

33 - البرادي (كان حيا حوالى 810 هـ‍) (1407 م) أبو الفضل وأبو القاسم بن إبراهيم البرادي (بالباء الموحدة المسفولة والراء المشددة) الدمري (بفتح الدال المهملة والميم المشددة) العالم الإباضي. ولد بدمّر من الجنوب التونسي المعروف اليوم بجبل الحواية، وهناك نشأ وتلقّى على مشايخ بلده مبادئ العلوم، ثم انتقل إلى جزيرة جربة ولازم علاّمة زمانه الشيخ أبا البقاء يعيش بن موسى الزواغي الجربي مدة، ثم ارتحل إلى يفرن بجبل نفوسة وتتلمذ على الإمام الكبير أبي ساكن عامر بن علي الشماخي (ت سنة 792/ 1390) وواصل هناك دراسته حتى أصبح علما من الأعلام وإماما من الأيمة ثم رجع إلى جبل دمّر، ولم يستقر به طويلا وانتقل إلى جربة وفيها تصدى للتدريس والتأليف والفتوى والفصل في مشاكل الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطاب له المقام بجربة وتزوج هناك، وأنجب أولادا عاش بعضهم بجربة، وانتقل آخرون إلى جبل نفوسة، وأشهر أولاده هو أبو محمد عبد الله الذي اشتهر بجربة واشتهر بالخصوص في علم الأصول على قول الشماخي، ويظهر أن المترجم له كان شديد التعلق بشيخه يعيش الزواغي الجربي فلم يطق الابتعاد عنه فانتصب للتدريس قريبا منه لذلك نلاحظ أن الجامع الذي يحمل اسمه الموجود بحومة (حارة) جعبيرة قرب وادي الزبيب لا تفصل بينه وبين جامع الشيخ يعيش مسافة كبيرة بل هما في حومة (حارة) واحدة. تخرّج عليه جماعة منهم أبو زكريا يحيى بن أفلح الجربي، وأبناؤه منهم أبو محمد عبد الله الذي أصبح من أعلام عصره. قال الشماخي في «السير»: «حدثني بعض طلبته قال كنت بتونس أقرأ بحضرة مجلس الحسين فوقعت مسألة فتكلمت فيها بما حضرني وكان الشيخ يتوقف فيها فقال: من أين أخذتها؟ فقلت: من الشيخ أبي محمد البرادي. فقال لأهل المجلس: ما رأيت أعلم من البرادي. وكان المترجم له يشارك في حل المشاكل الاجتماعية لأنه كان يحضر الاجتماعات يشرف عليها أسن الجماعة وهو الشيخ علي بن يامون فيكون المترجم - حينئذ - عضوا من أعضاء مجلس العزابة. وأدى فريضة الحج في سنة 775/ 1373 ولقي إباضية عمان بمكة المكرمة وطلب منهم أن يرسلوا له كتاب «كشف الغمة» في التاريخ، كما ذكر ذلك في المقدمة التي وضعها لهذا الكتاب إذ جاء فيها «ثم إن هذا الكتاب الذي هو كشف الغمة من تأليف المتأخرين من أصحابنا من أهل عمان، بعثنا فيه إليهم من مكة - شرّفها الله تعالى - سنة 775 وقد تعلقت به قلوبنا».

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - الجواهر المنتقاة فيما أخلّ به صاحب الطبقات. وهو استدراك وتكملة لكتاب «طبقات المشايخ» للدرجيني تناول تاريخ إباضية الشمال الافريقي طبع بالقاهرة سنة 1302/ 1885 طبعة حجرية كثيرة التحريف في 329 ص من القطع المتوسط. بعد المقدمة يأتي فصل في السيرة النبوية، ثم تأتي الطبقة الأولى، والكتاب مقسّم إلى طبقتين، الطبقة الأولى في تاريخ صدر الإسلام من وجهة النظر الإباضية، وفيها تراجم أشخاص مشهورين أهمل ذكرهم الدرجيني والطبقة الثانية زاد فيها معلومات عن كتاب الدرجيني (تراجم مختصرة) وينتهي الكتاب بذكر قائمة في أسماء كتب الإباضية. يصوّب ذكر في الكتاب بعض مجالس المناظرات الدائرة بين الإباضية وغيرهم مثل مناظرة عبد الله اللمطي مع المعتزلة وبسط رأيه في قضية خلق القرآن، واهتم في آخر الكتاب بنشأة الدولة الرستمية الإباضية وترجمة أيمتها (رؤساء الدولة). وهناك بعض الفصول يظهر أنها ليست من أصل الكتاب، وإنما أضافها من تولى نشر الكتاب فجاءت كذيل له، كالفصل الذي عنوانه «ذكر لمعة من سيرة الحلقة» وهو بحث يتعلق بكيفية تنظيم حلقة التعليم لتربية النشء. (وهي من التنظيمات التي يشرف عليها مجلس العزّابة). والخاتمة في ذكر الموت وأحواله. توجد من الكتاب نسخ مخطوطة في جربة، وحبذا لو يتوفق بعض الباحثين لنشره نشرا علميا محققا لأن طبعته، زيادة عن سقمها وخلوها من التحقيق العلمي - قد مضى عليها زمان طويل وأصبح الكتاب في حكم المخطوط. 2 - قائمة في أسماء كتب الإباضية إلى عصره وهي مثبتة في آخر كتابه «الجواهر المنتقاة» كذيل له. وعدّها بعض المستشرقين تأليفا مستقلا وقد اهتم بها المستشرق أ. دي موتيلنسكي (A.de Motylinski) وترجمها إلى الفرنسية اعتمادا على نسخة خطية يرجع تأريخها إلى سنة 1188/ 1774 ونشر هذه الترجمة سنة 1885 (أي في عام طبع كتاب الجواهر المنتقاة). 3 - البحث الصادق والاستكشاف عن حقائق أسرار معاني كتاب العدل والإنصاف. وهو شرح لكتاب العدل والإنصاف تأليف أبي يعقوب بن إبراهيم الوارجلاني (¬1) من رجال القرن 6/ 12 وهذا الشرح لم يتم. ¬

(¬1) نسبة إلى وارجلان ويقال واركلان وتعرف الآن بورقلة (بالقاف المعقدة) واصطلح الأقدمون على كتابة مثل هذه القاف بالقاف تارة وبالجيم أخرى وهي واحة بجنوبي الجزائر.

المصادر والمراجع

يوجد الجزء الأول منه مخطوطا ناقصا من أوله بمكتبة الشيخ أطفيّش بابن يزقن (بالقاف المعقدة) بوادي ميزاب، نسخ في 22 محرّم 1220/ 1 ديسمبر 1785. 4 - جواب لأهل الخلاف - والظاهر من اسمه أنه رد على من هاجم المذهب الإباضي. ذكر المستشرق البولوني لويكي نقلا عن المستشرق شاخت (ت 1969) أنه توجد منه نسخة مخطوطة في ابن يزقن بوادي ميزاب (الجزائر). 5 - رسالة أثبت فيها كيفية إنفاق أوقاف المساجد، وهي جواب عن سؤال وجّهه شخص اكتفى بذكر اسمه عمنا (¬1) سليمان، قال فيها «والعمدة في تغميت (أي أوقاف جربة) أولاد الشيخ أبي زكريا (فصيل بن أبي مسور) وهو القطب في تفسير أمرها وإصلاح أمورها وترتيبها وابتدائها وانتهائها» ويظهر من كلامه أن التصرف في الأوقاف بيد أولاد ابن أبي مسور يسنده إليهم مجلس العزابة وبيدهم تكون جميع الوثائق. 6 - رسالة الحقائق ذكر فيها أكثر مسائل العلم وحدودها وحلّ بعض المشاكل خصوصا ما يتعلق منها بالعقيدة ووحدة الله، أجاب بها الشيخ محمد بن أحمد الصدغياني الجربي، توجد بمكتبة الشيخ أطفيّش بابن يزقن بوادي ميزاب في ست ورقات. 7 - شفاء الحائم على بعض الدعائم، وصل فيه إلى الطهارات ثم جمع تلاميذه بعد وفاته مسودة الباقي فبلغت إلى الزكاة، ولم يتم الكتاب، وذهب البعض إلى أن البرادي لم يقصد شرح جميع «الدعائم» بل اقتصر على بعض الأبواب منه، ولربما اهتم بما يحتاج إليه تلاميذه. وعنوان الكتاب يصدق هذين الافتراضين إن كان من وضع المؤلف ابتداء لا من وضع تلاميذه بعد وفاته وجمعهم الموجود من مسودة الشرح. والدعائم متن منظوم لأبي النظر العماني، وطبع معه متنين لأبي نصر الملوشائي النفوسي. 8 - فتاوى وأجوبة. المصادر والمراجع: - الأباضية في موكب التاريخ، الأباضية في تونس لعلي يحيى معمر ص 151 - 156. - نظام العزابة عند الأباضية الوهبية في جزيرة جربة لفرحات الجعبيري ص 236، 268، 269، 8، 12، 209، 235. - معجم المؤلفين 8/ 92. - دائرة المعارف الاسلامية (بالفرنسية ط 2) روبنتشي Rubinacci 1 / 1085. - بروكلمان الملحق 2/ 339. ¬

(¬1) كلمة «عم» مستعملة إلى الآن في اللهجة التونسية وتطلق على من كان أكبر سنا من المخاطب.

34 - البختري (1317 هـ‍) (1903 م)

- الصادق بن مرزوق جريدة الصباح 4/ 1967/6 عدد 4572، 5/ 1967/4 عدد 4595. - محمد بورقعة: سندات لتاريخ أباضية الشمال الأفريقي، مجلة «الثريا» سنة 2 عدد 12.محرّم 1365، ديسمبر 1945 ص 14. - الأعلام 5/ 171 (ط 5/) وفيه النفوسي (كذا) الدمّاري (صوابه الدمّري). - دائرة المعارف الإسلامية (ط 1/) الترجمة العربية 7/ 40 - 43 بقلم روني باسي وروبنتشي. (Rubinacci Rene Basset et) * * * 34 - البختري (1317 هـ‍) (1903 م) إبراهيم بن محمد البختري (بفتح الباء الموحدة المسفولة وسكون الخاء المعجمة وفتح التاء المثناة الفوقية) التوزري، الفقيه المشارك في علوم، الشاعر. والبختري نسبة إلى البخاترة في توزر. حفظ القرآن في بلده وأخذ عن شيوخ توزر قسطا من العلوم، ثم التحق بالأزهر وأخذ عن أعلامه ومنهم الشيخ إبراهيم الدسوقي وبعد إنهاء تعلمه بالأزهر أدّى فريضة الحج، وتجول في مدن الحجاز وقراه، واتصل بعلمائه ثم كرّ راجعا إلى بلده توزر، وانتصب فيه للتدريس، ثم عيّن قاضيا ببلده فاستمر على التدريس. مؤلفاته: 1 - اختصار نظم الرحبية في الفرائض مع زيادة الحساب به. 2 - شرح على الأجرومية في النحو. 3 - شرح على السمرقندية في الاستعارات. 4 - شرح صغير على نظم المرشد المعين لابن عاشر، في التوحيد وفقه العبادات والتصوف. 5 - شرح كبير على المرشد المعين المذكور. 6 - اختصار تحفة الحكام لابن عاصم، في ثلاثمائة بيت. 7 - النفائس البخترية، وهو شرح مختصر على اختصاره لنظم الرحبية. المرجع: - الجديد في أدب الجريد لأحمد البختري (ط تونس سنة 1973) ص 109 - 117. * * *

35 - برتقيز (1682/ 1092 - كان حيا سنة 1748/ 1147)

35 - برتقيز (1092/ 1682 - كان حيا سنة 1147/ 1748) يوسف بن محمد بن سليمان بن عبد الله برتقيز (¬1) (بضم الباء الموحدة المسفولة والتاء المثناة الفوقية وكسر القاف). جدّه عبد الله هو أول من أسلم. والمترجم له يعرف بالإمام الزغواني، ولادته ببلد زغوان، وربما اقتصر على لقب الإمام في التعريف به فقيل يوسف الإمام (¬2). وعرف بهذا اللقب لأنه كن إماما لحسين بن علي باي مؤسس دولة البايات الحسينية. وهو أول من اشتهر في هذا البيت بطلب العلم. حفظ القرآن وجوده بزاوية الشيخ على عزوز بزغوان، وقرأ النحو، وشرح السعد التفتازاني على العقائد النسفية في البلدة المذكورة على الشيخ أحمد الهرميلو الأندلسي الأصل، ثم سافر إلى باجة، وقرأ على مشايخها النحو والفقه والتوحيد ثم رحل إلى الأزهر وأخذ عن علمائه فقه المذهب الحنفي والأصول، والعربية وغير ذلك من العلوم المتداولة الدراسة فيه «وحصل نبذة من المعقول والمنقول» كما قال حسين خوجة في ترجمته، ثم في سنة 1124/ 1713 أدى فريضة الحج، وجاور بالحرمين الشريفين، وأخذ الفقه الحنفي عن جماعة، والحديث عن آخرين، وعاد إلى مصر واستكمل تحصيله بالجامع الأزهر، وعزم بعد ذلك العودة إلى أرض الوطن عن طريق البحر فأغار على السفينة التي هو بها قرصان النصارى ونهبت كتبه ومكاسبه بثغر الاسكندرية. وبعد عودته اتخذه حسين بن علي باي إماما يصلي به الخمس وأغدق عليه الخيرات، واتخذه معلما لأولاده ولمماليك وخدام القصر، وقدمه للخطط العلمية كالفتوى والخطبة، وأقبل عليه وقرّبه نجيا، ولما آلت الدولة لعلي باشا الأول ابن محمد بعد ثورته على عمه حسين بن علي باي قتله خنقا لما يعلم من مكانته عند عمه، ذكر ذلك شيخ الإسلام محمد بيرم الثاني في شرح نظمه للمفتيين من الحنفية بتونس، وعلي باشا الأول تخلص من رجال دولة عمه وبكل من كانت لهم صلة به، حتى إن الوشاية لديه بأن شخصا له صلة مراسلة بأبناء عمه الباقين في الجزائر كافية لشنق هذا الشخص أو إلقائه في السجن. ¬

(¬1) تحريف لكلمة (Portugais) أطلقها الأتراك على من كان من أصل برتغالي. (¬2) مثل الوزير السراج في «الحلل السندسية».

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - المني على شرح مختصر القدوري أبي الحسن (¬1) قال في مقدمته: «تكلفت هذا التعليق لأوضح عباراته وأفصح عن بعض لطائف إشاراته، مبينا فيه ما أهمل من ضبط مبانيه، منبها على الأصح من الأقاويل والأقوى، ومعيّنا للأرجح منها وما عليه الفتوى» إلى أن قال: «حيث أطلقت السيد فهو شيخ شيخنا الحموي (¬2) في «كشف الرمز على الكنز» وافتتحه بمقدمة بين فيها حد علم الفقه وموضوعه وغايته. وعرّف بالقدوري مؤلف المختصر، وتعرض فيها لمشايخه وفرغ من هذا الشرح يوم الخميس أواخر ربيع الأول سنة 1144. توجد منه نسخة في جزءين في المكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة العبدلية الصادقية الزيتونية) ونسخة أخرى في 4 أجزاء. 2 - منظومة في العبادات توجد ضمن مجموع المكتبة الوطنية وعليها شرح (أصلها من المكتبة العبدلية). المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف 7/ 58 عرضا في ترجمة حفيده محمد بن حمودة برتقيز. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 158، 4/ 257 - 258. - الحلل السندسية أق 2/ 522 - 523 [1/ 502 من طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1984] .. - ذيل بشائر أهل الإيمان لحسين خوجة، تحقيق الطاهر المعموري ص 257 - 259. - مقدمة محقق الكتاب ص 99. * * * ¬

(¬1) هو أحمد بن محمد بن جعفر البغدادي المشهور بالقدوري (بضم القاف جمع القدر) نسبة إلى صنع القدور أو بيعها أو نسبة إلى قدورة من قرى بغداد. انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بالعراق، روى الحديث وكان صدوقا. روى عنه الخطيب البغدادي، وله مؤلفاته في الفقه (362 - 428/ 973 - 1037). الأعلام 1/ 206، تاج التراجم لابن قلطوبغا ص 7، تاريخ بغداد 4/ 377، وتتمة المختصر لابن الوردي (ط بيروت) 1/ 519، شذرات الذهب 3/ 233، العبر 3/ 164 - 165، معجم المطبوعات 2/ 1497 - 1498، معجم المؤلفين 2/ 66 - 67. ومختصره في الفقه مطبوع في الهند وقازان والآستانة. (¬2) هو أحمد بن محمد الحسني الحموي الحنفي، شهاب الدين نزيل القاهرة (ت سنة 1098/ 1687) كان عالما مشاركا في أنواع من العلوم، درس في القاهرة وله تصانيف كثيرة طبع منها في لكنو (الهند) 1284/ 1317 هـ‍ والآستانة 1290 هـ‍ كتاب «غمز عيون البصائر على محاسن الأشباه والنظائر» في جزءين وهو شرح على كتاب الأشباه والنظائر لابن نجيم المصري الحنفي. معجم المطبوعات 1/ 375، معجم المؤلفين 2/ 93.

36 - البرجيني ( ... 662 هـ‍) (1264 م)

36 - البرجيني ( ... 662 (¬1) هـ‍) (1264 م) عبد السلام بن عيسى البرجيني (¬2)، أبو محمد، الفقيه الفاضل. أخذ عن أبي يحيى زكريا بن الحداد المهدوي تلميذ الإمام المازري (¬3)، ثم ارتحل إلى تونس واتصل بالشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص (حاكم القطر التونسي، وجد الملوك الحفصيين) فولاّه القضاء ثم الإفتاء. وفي «مناقب أبي سعيد الباجي» لعلي بن مناد (مخطوط) أنه ولي القضاء في زمن السيد أبي العلا (حاكم تونس بعد عبد الواحد بن أبي حفص) ونعته بالشيخ الفقيه الإمام العالم الصوفي الخطيب، وذكر أنه هو الذي صلّى على أبي سعيد الباجي، وكان يعتقده ويزوره كثيرا. قام بنشر العلم في مدينة تونس، والبلاد - إذ ذاك - غاض منها معين المعرفة، وقل فيها العلماء لتوالي النكبات والفتن بعد زحفة الاعراب، واستيلاء النرمان على سواحل البلاد، وكان الذين هم في طبقة البرجيني من الندرة بمكان. وممن أخذ عنه ابن بزيزة التونسي الآتية ترجمته رقم 41 وكان على جانب عظيم من الذكاء والنكتة البارعة. حصلت جفوة بينه وبين الأمير الشيخ محمد عبد الواحد بن أبي حفص فدخل عليه يوما فقال له: كيف حالك يا فقيه؟ فقال: في عبادة فقال: نعوضها - إن شاء الله - بالشكر. ولما سئل الأمير عن المقصد من كلام البرجيني أجاب بأنه يشير إلى قوله صلّى الله عليه وسلم «انتظار الفرج بالصبر عبادة (¬4)». له فتاوى. ¬

(¬1) في تاريخ وفاته اضطراب قيل سنة 630 وقيل غير ذلك، واعتمدت على ما ذكره ابن القنفذ في «الفارسية». (¬2) نسبة إلى البرجين من قرى الساحل جنوبي مدينة سوسة. (¬3) قال الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب في كتابه «الإمام المازري» ص 42 - 41: «وقد وهم المؤرخون وأصحاب الطبقات الذين تحدثوا عن ذلك العصر، إذ جعلوا البرجيني من تلاميذ المازري، وأنه روى عنه أصالة، على حين أن المازري مات سنة 536 هـ‍ فلا يصح في العقل أن يكون قد أخذ عنه. والذي تحقق لنا بعد المراجعة والتمحيص أن البرجيني قرأ على الشيخ أبي يحيى الحداد المهدوي، فبذلك تصح الرواية، ويتّسق التاريخ» .. (¬4) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» عن علي بن أبي طالب، والقضاعي في «مسند الشهاب» عن ابن عمر وابن عباس. وسند ابن عمر فيه عمرو بن حميد عن الليث، قال الذهبي في «الميزان» هالك أتى بخير موضوع اتهم به، ثم ساق هذا الخبر الذي هو حديث ابن عمر وحديث ابن عباس قال عنه الحافظ زين الدين العراقي: سنده ضعيف، وروي من أوجه كلها ضعيفة ويتلخص من هذا إن حديث ابن عباس ضعيف، وهو أمثل وأنظف سندا من حديث ابن عمر. انظر فيض القدير 3/ 52.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأدلة البيّنة النورانية لابن الشماع، تحقيق عثمان الكعاك (ط تونس 1936) ص 41 - 42. - شجرة النور الزكية 1/ 168، 2/ 138. - الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية (وتعليق المحققين ص 221)، 126 .. - مناقب أبيّ سعيد الباجي لعلي بن مناد (مخطوط). * * * 37 - البرزلي (740 (¬1) - 833 هـ‍) (1339 - 1429 م) أبو الفضل، أبو القاسم بن أحمد (¬2) بن محمد بن المعتل البلوي المعروف بالبرزلي القيرواني من أعلام المالكية في العصر الحفصي، ويلقب بشيخ الإسلام. قرأ على الفقيه المحدث الراوية الخطيب محمد بن مرزوق التلمساني شيئا من الصحيحين، والشاطبيتين (حرز الأماني، وعقيلة أتراب القصائد)، وتكملة القيجاطي لحرز الأماني، والدرر اللوامع لابن بري يرويهما عن مؤلفيهما، والعمدة، وغيرها. وعلى الفقيه المحدث الراوية المسن الصالح أبي الحسن البطرني القراءات السبع، وكتبا كثيرة وأحزاب أبي الحسن الشاذلي عن ماضي بن سلطان. وعلى الإمام ابن عرفة، ولازمه نحو أربعين سنة، وأخذ عنه علمه وهديه وطريقته، قرأ عليه بعض صحيح مسلم، وجميع صحيح البخاري، والموطأ، والشفا للقاضي عياض، وعلوم الحديث لابن الصلاح، وجميع تهذيب المدونة للبراذعي مرارا، وتأليف ابن الحاجب الفرعي، وكثيرا من تأليف ابن الحاجب الأصلي ومعالم الدين لابن التلمساني، وجمل الخونجي في المنطق، وكثيرا من المحصل للأرموي في الأصول، وإلقاء التفسير مرارا، وقرأ عليه مختصره المنطقي، وفي الأصلين وأكثر مختصره الفقهي، وأجازه الجميع وغيره، وكتب له بخطه مرارا. وقرأ على الفقيه المقرئ الرواية محمد بن مسعود المعروف بابن الحاجة البلنسي القراءات السبع وغيرها، وعلى الفقيه الصالح الرواية المتفنن أبي محمد عبد الله الشبيبي القيرواني القراءات السبع وغيرها، وتهذيب المدونة، والتفريغ لابن الجلاب، والرسالة لابن أبي زيد وغيرها من كتب الفقه، والموطأ، وصحيح مسلم، والحساب، والفرائض، ¬

(¬1) قيل إنه مات سنة 842 أو 843 وقيل 821 وفي «تكميل الصلحاء والأعيان» بعد أن نقل تاريخ وفاته عن السخاوي في «الضوء اللامع» سنة 833 «ورأيت في بعض التقاييد أنه توفي في سنة اثنتين وأربعين» وفي تاريخ الدولتين للزركشي أنه «توفي خامس عشر ذي القعدة من عام أحد وعشرين وثمانمائة، ودفن بجبل الجلاز بتونس» وهذا فرق كبير بين التاريخين المذكورين. (¬2) في إتحاف أهل الزمان: أبو القاسم بن إسماعيل بن محمد بن المعتل، ووفاته فيه سنة 843 نقلا عن تقييد لشيخه إسماعيل التميمي في أيمة وخطباء جامع الزيتونة. وفي تكميل الصلحاء والأعيان أبو القاسم بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن المعتل البلوي.

تآليفه

والتنجيم، ولازمه من حدود سنة ستين وسبعمائة إلى عام سبعين وسبعمائة. وعلى الفقيه الصالح قاضي الجماعة بتونس العدل الحافظ للمذهب أحمد بن حيدرة التوزري لازمه كثيرا وأخذ عنه مسائل كثيرة. وقرأ على الفقيه الصالح العدل أبي العباس أحمد المومناني الصحيحين، والشفا وغيرهما، وكذا أخيه الفقيه الصالح العدل أبي زيد عبد الرحمن، قرأ عليه شيئا من كتاب ابن الحاجب الأصلي وأذن له في إقرائه. وعلى الفقيه المحدث الرواية برهان الدين الشامي قرأ عليه أبعاضا من صحيح البخاري، والترمذي والشفا، والشاطبية وغيرها وناوله فهرسته. وعلى الراوية المحدث المعمر أبي إسحاق إبراهيم بن صديق الرسام. قدم القاهرة حاجا سنة 806/ 1403 وأجاز للحافظ ابن حجر العسقلاني. ومن تلامذته ابن ناجي، وحلولو، والرصاع، وعبد الرحمن الثعالبي الجزائري، ومحمد بن أحمد عظوم القيرواني، وابن مرزوق التلمساني الحفيد والأخوان القدشانيان وغيرهم. وقع نزاع طويل بينه وبين معاصره أحمد الشماع والد المؤرخ صاحب «الأدلة البينة النورانية» وقاضي محلة السلطان أبي فارس عزوز الحفصي في مسألة العقوبة بالمال التي يقول بها البرزلي، فردّ على البرزلي، وشنع عليه غاية في القول بجوازها، وألّف فيها تأليفا في كراريس سمّاه «مطلع التمام ومنجاة الخواص والعوام، في رد القول بإباحة غرم ذوي الإجرام» وذكر فيه أنه تواتر عن شيخه ابن عرفة أنه كان يقول في سجوده «اللهم احفظ دين محمد صلّى الله عليه وسلم من البرزلي (¬1)». تولى شيخا بمدرسة ابن تافراجين ولما توفي الشيخ أبو مهدي عيسى الغبريني سنة 1413/ 815 تولى الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة والفتيا به بعد صلاة الجمعة. تآليفه: 1 - جامع مسائل الأحكام فيما نزل بالمفتين والحكام، ويعرف بديوان البرزلي في أربعة أجزاء في مجلدين كبيرين منه أربع نسخ بالمكتبة الوطنية بتونس. جلب فيه فتاوى كثير من التونسيين، وبالخصوص رجال العصر الصنهاجي والحفصي، وفي بعضها معلومات عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية وأحداث تاريخية بحيث لا يستغني عنه الباحث التاريخي في هذين العصرين وقد اعتمد عليه الونشريسي عند ما تمس الحاجة لجلب فتاوى التونسيين في «معياره». ¬

(¬1) نسبة لبرازلة بضم أوله وثالثه من القيروان (الضوء اللامع) (قسم الأنساب) 11/ 181 وفي دائرة المعارف نسبة إلى قبيلة برزلة ويلاحظ أن هذا القول فيه ما فيه للتغيير الكثير عند النسب لأن برزالة بكسر الباء وفتح الزاي، والبرزلي بالضم في الاثنين ومن المعروف أن التغيير لأجل النسب تبقى معه بعض الدلالة على أصل الكلمة ولا تغير بنيتها تغيرا تاما. وبرزالة قبيلة بربرية وسبق أن البرزلي بلوي نسبة إلى قبيلة عربية تسمى بلي كعلي.

المصادر والمراجع

2 - الحاوي في الفتاوي ويعرف بنوازل البرزلي مخطوط في المكتبة الوطنية بتونس رقم 4851 اختصره تلميذاه حلولو، والبوسعيدي البجائي، ومن مختصر هذا الأخير نسخة في المكتبة الوطنية. قال البرزلي في مقدمة هذا الكتاب: «قصدت جمع أسئلة اختصرتها من نوازل ابن رشد وابن الحاج والحاوي لابن عبد النور، وأسئلة غير الذين ذكرتهم من أيمة المالكية، مما اخترناه ووقعت به فتوانا، واختاره بعض مشايخنا وما لا عزو فيه فقد نقلته من كتب مشهورة مما اختصرته أو رويته».وهو في جزءين توجد منه نسخة في المكتبة الوطنية. 3 - فهرسة في أسماء شيوخه ومروياته في نحو ستة كراريس (¬1). المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 62. - الأعلام 6/ 6. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 251 - 252. - البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم، تحقيق محمد بن أبي شنب (الجزائر 1326/ 1908 و 150 - 152). - تاريخ الدولتين 96، 118، 122. - تاريخ معالم التوحيد 20. - تكميل الصلحاء والأعيان 9، 11. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 701، 703 [1/ 685]. - درة الحجال 3/ 282. - شجرة النور الزكية 245. - الضوء اللامع 1/ 433. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 91. - معجم المؤلفين 2/ 158. - نزهة الأنظار 1/ 242. - نيل الابتهاج 225، 226. - هدية العارفين 2/ 194. - بروكلمان 2/ 319. - الملحق 2/ 437. - دائرة المعارف الإسلامية (ط 2 بالفرنسية) بقلم هادي روجي إدريس 1/ 1381. - بلاد البربر الشرقية في عهد الحفصيين لروبير برانشفيك (اليهودي الفرنسي نزيل إسرائيل الآن) ج.2 الفهرس 456. ¬

(¬1) كذا في الضوء اللامع 6/ 286 في ترجمة محمد بن أحمد بن إبراهيم البيدموري التريكي التونسي.

38 - البرشكي ( ... 780 هـ‍) (1378 م)

- مسامرات الظريف 104، 105. - إيضاح المكنون 1/ 358، 2/ 56، 100، 155، 156. - بغية الوعاة 2/ 359. - الأعلام 5/ 172 (ط 5/). - توشيح الديباج 267 (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983). - معجم المؤلفين 8/ 94. - كتاب الفتاوي وقيمتها الاجتماعية - مثال نوازل البزلي، فصلة مستلّة من حوليات الجامعة التونسية بقلم الأستاذ سعد غراب ع 16/ 1948. - دائرة المعارف الإسلامية (ط 1/) 7/ 47 - 48 بقلم بروكلمان. - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 351، 352. * * * 38 - البرشكي ( ... 780 هـ‍) (1378 م) أحمد بن سليمان بن محمد البرشكي العدناني التونسي، أبو العباس، له حواش على رياض الصالحين للنووي. المصادر والمراجع: - شذرات الذهب 6/ 265. - معجم المؤلفين 1/ 239. - هدية العارفين 1/ 114. * * * 39 - البرشكي (¬1) ( ... 839 هـ‍) ( ... 1437 م) عبد الرحمن (¬2) بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن علي العدناني -[91]- البرشكي التونسي، جلال الدين، زين الدين، أبو زيد، ¬

(¬1) بكسر الباء الموحدة وكسر الراء المهملة ثم الشين المعجمة الساكنة تليها كاف، من عمل تونس (الضوء اللامع قسم الأنساب 11/ 189) وقال ابن خلدون: إن برشك من عمل تلمسان ويستفاد منه أن أولها مفتوح. وانظر الحلل السندسية 1 ق 3/ 832 [1/ 810]، نزهة الأنظار 1/ 23، الضوء اللامع 4/ 132 - 133. (¬2) هناك سمي له عبد الرحمن البرشكي تولى قضاء الجماعة بتونس سنة 785/ 1383 بعد وفاة قاضي الجماعة محمد بن عبد الرحمن البلوي القطان، ثم بعد تقديمه مرض فقدم للنيابة عنه أبو مهدي عيسى الغبريني، وتوفي سنة 787/ 1385 [الحلل 2/ 183] ... تاريخ الدولتين 97 - 98، شجرة النور الذكية 226.

المصادر والمراجع

قاضي الجماعة بتونس، المحدث الرحال الفاضل حلاه أحمد بابا التنبكتي بقوله: «العلاّمة الخطيب المدرس، قاضي الجماعة العلية بتونس. كان من أهل العلم والعمل به بمحل لا يجهل وأما أخلاقه الرضية ومكارمه السنية فكالغيث الواكف». ويقرب منه ما نعته به الحافظ ابن حجر «كان حسن الأخلاق لطيف المجالسة كريم الطباع».قرأ بتونس، ورحل إلى المشرق سنة 816/ 1414 فحج وحمل عن المشايخ وأجاز له البرهان الشامي. حج مرة ثانية في سنة 825/ 1423 قاضيا على ركب التونسيين، وسمع من لفظ الحافظ ابن حجر صحيح البخاري، وسمع سنة 827 على النور الفوي من لفظ الكلوتاني سنن الدارقطني بفوت يسير. وهو من شيوخ ابن مرزوق الحفيد، وأبي الطيب بن علوان المصري التونسي وممن روى عنه بالمشرق التقي ابن فهد، والعفيف الناشري وسمع منه فضلاء آخرون. وصفه الحافظ ابن حجر بأنه سريع التصديق للمحالات قال السخاوي: «قرأت بخط ابن حسان نقلا عن شيخنا ما نصه: قول البرشكي إن القبابي سمع جميع صحيح مسلم على البياني لا يعتمد، فإنه مع ذكائه وحسن خلقه سريع التصديق للمحالات، جربنا عليه ذلك في أشياء، فلعله تلقى ذلك ممن لا يوثق به فجزم به كما جرت عادة الصالحين، ولو لم يكن في تقوية ذلك فيه إلا ما صنعه المعمر الذي كذب أو كذب عليه في المصافحة». له: طرد المكافحة عند سند المصافحة وحدث به وسمعه منه فضلاء. المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 2/ 83. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 832 - 835. [1/ 810]. - شذرات الذهب 7/ 231. - الضوء اللامع 4/ 132 - 133. - معجم المؤلفين 5/ 179. - نيل الابتهاج 168. - هدية العارفين 1/ 530. - توشيح الديباج 153. * * *

40 - برناز (1074 - 1138 هـ‍) (1664 - 1726 م)

40 - برناز (1074 - 1138 هـ‍) (1664 - 1726 م) أحمد بن مصطفى ابن الشيخ محمد بن مصطفى الشهير بقاره خوجة، المعروف ببرناز (¬1) من سلالة الأتراك المستقرين بتونس، الحنفي المذهب، الجوّال في الأقطار للقاء علماء عصره والأخذ عنهم، والمنكود في حظه ودنياه. جدّه كان درويشا صحب جيش سنان باشا واستقرّ بعد الفتح التركي، وتولّى الإمامة بمقام الشيخ علي بن زياد. وجدّه محمد، تعلّم على المفتي الحنفي بتونس أحمد الشريف، وبعد أن مارس حرفة الجندية ببنزرت عدة سنوات اتخذه الداي أحمد خوجة إماما له في المدرسة العنقية القريبة من داره ودرس بالمدرسة الشماعية التي أصبحت مدرسة حنفية كغيرها من المدارس، سعيا من الأتراك في نشر المذهب الحنفي، ومضايقة المذهب المالكي في مؤسساته، ومعاكسة أتباعه في مورد رزقهم. وتولى لمدة قصيرة إمامة جامع يوسف داي، كما تولى الإمامة مدة من الزمن في الجامع الجديد الذي أنشأه جمودة باشا المرادي سنة 1066/ 1656 وتولى القضاء، وهو أول قاض حنفي بتونس من مواليد البلاد إذ أن السلطنة العثمانية بعد فتح البلاد كانت ترسل قاضيا تركيا يبقى في خطته ثلاث سنوات ثم يبدل بغيره، وفي عهد علي باشا الأول فوضت له السلطنة العثمانية اختيار القاضي الحنفي من أبناء البلاد. وكان فقيرا في بداية أمره وأصبح ثريا في آخر حياته وقدرت ثروته بعشرين ألف ريال، وملك مكتبة نفيسة قدرت بأربعة آلاف ريال. ويبدو أنه تمتع بثقة كاملة من الداي أحمد خوجة (1050 - 1057/ 1640 - 1647) ولعب دورا في تسمية أخلافه. وهذه الحظوة والقوة عرضتاه لحقد بعض أعضاء الجيش فقتلوه هو ابنه مصطفى في ولاية الداي مامي جمل في 8 صفر سنة 1084/ 25 ماي 1673 ونهب ما في داره من أثاث وكتب. نشأ المترجم له في بيت علم، ولفح جدّه محمدا شواظ من ظلم الجند أودى بحياته. حضر مجالس جدّه هذا في الحديث وهو صغير، وقرأ على كثير من علماء عصره كالمحدث الشيخ سعيد المحجوز وعلي الصوفي، ومصطفى بن عبد الكريم، وابراهيم الأندلسي، والمقرئ النحوي الكفيف إبراهيم الجمل الصفاقسي، والمفتي الحنفي محمد المحجوب ومحمد فتاتة، ثم رحل إلى مصر للقاء علماء الأزهر، فأخذ عن الشيخ محمد الخرشي قطعة من صحيح البخاري، وأخذ عن المشايخ: عبد الباقي الزرقاني، وابراهيم الشيرخيتي، ويحيى الشاوي الجزائري، والمقرئ أحمد البقري، وأحمد الشرفي الصفاقسي نزيل مصر، وعبد الحي ¬

(¬1) لفظة تركية معناها كبير الأنف جريا على عادة الأتراك في نعتهم الشخص بشيء انفرد به (راجع تاريخ معالم التوحيد 103 - 104 تعليق 2).

الشرنبلالي، ثم رحل إلى مكة حاجا وأخذ بها عن الشيخ حسن بن مراد التونسي وعن الشيخ أحمد البشبيشي والشيخ أحمد القطان، والشيخ المرحومي وغيرهم. وبعد أداء فريضة الحج مر بمصر وعاد إلى وطنه واستقر به مدة ثم خرج منه مغاضبا متوجها إلى القطر الجزائري فأخذ بعنابة عن الشيخ أحمد بن ساسي ومفتيها الشيخ الصديقي، وأخذ بقسنطينة عن مفتيها الشيخ بركات بن باديس شارح القصيدة الخزرجية في العروض، والشيخ علي الكمّاد، ثم ارتحل إلى مدينة الجزائر فأخذ عن المشايخ: رمضان بن مصطفى العنابي، وعلي بن خليل ومحمد بن سعيد قدورة (بالقاف المعقدة) وخاتمة تطوافه بالقطر الجزائري هي زواوة ببلاد القبائل وقرأ هناك على الشيخ محمد الفاسي، وأحمد بن عبد العظيم، وقرأ القرآن بالسبع على محمد بن صولة وقرأ على غيرهم. وبعد هذه الجولة الواسعة عاد إلى تونس، وواصل التلقي على علماء عصره، فقرأ على الشيخ سعيد الشريف، والشيخ عبد القادر العيسي المطماطي وقرأ على الشيخ أحمد عزوز القرآن بالقراءات العشر من طريق الدرة لابن الجزري وبعد تخرجه سمي مدرّسا بالمدرسة الشماعية التي درس بها جدّه محمد من قبل، وعزل بعد مدة قليلة فاتخذه شيخه محمد المحجوب المفتي الحنفي معيدا أو معاونا له في دروسه بمدرسة يوسف داي، وفي الصلاة وخطبة الجمعة في الجامع المواجه لمقام سيدي محرز بن خلف، وهذه النيابة عن شيخه ابتدأ القيام بها من شعبان /1108 فيفري - مارس 1697 وفي أول ذي الحجة /1116 آخر مارس 1705 صار إماما وخطيبا بهذا الجامع أصالة على أثر تخلي شيخه محمد المحجوب عن ممارسة هذه الخطة لفائدته وفيما بين ذلك سمي مدرّسا بالمدرسة العنقية، ودرس بجامع الزيتونة وبأماكن أخرى وأسند إليه بالخصوص تدريس الحديث في إحدى المدرستين اللتين أسسهما حسين بن علي باي، وهي مدرسة الجامع الجديد في حومة سوق البلاط. وكان المترجم له من ألمع فقهاء الحنفية في عصره، مشاركا في عدة علوم، مجيدا للّغتين: التركية والفارسية، ولوعا بالتدوين والتأليف، ولم تحمه معارفه والوظائف التي شغلها من الاضطهاد والإهانة ففي 6 محرّم /1114 جوان 1702 أمر مراد بوبالة الثالث آخر ملوك المراديين بضربه مع كثير من فقهاء الحنفية إهانة لهم بعد أن قطع عنهم مرتباتهم بوصفهم من أفراد الجيش، وبعد أسبوع طيف برأس مراد بوبالة بتونس بعد قتله. وهكذا المترجم له كان من بين آخر الأشخاص الذين تأذوا من غضب مراد بوبالة وظلمه. وبعد زوال الدولة المرادية، وتقلب الأحداث في الدولة الحسينية وانتزاء علي باشا على الحكم بعد ثورته وقتل عمه مؤسس الدولة الحسينية حسين بن علي باي كانت نهاية المترجم له مؤلمة: أمر بسجنه علي باشا، وبعد مدة طويلة خنق في السجن على ما ذكره محمد الصغير بن يوسف الباجي في كتابه «المشرع الملكي» وذلك في 18 ذي القعدة 1138/ 18 جويلية 1726.وعلي باشا قد فتك بكل من له صلة قريبة أو بعيدة بعمه لشهوته إلى سفك الدماء في غير تورع، ولظنه أن ذلك مما يوطد أركان دولته.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - أعلام الأعيان بتخفيفات الشرع على العبيد والصبيان، وهو كتاب مطول تضمّن فوائد فيما يتعلق بأحكام الصبيان وتأديبهم واستخدامهم وحقوقهم وفضل الأولاد والبرور باليتامى، وحكم شهادات المعلمين والصبيان، وحكم شهاداتهم بعضهم لبعض، ووقت بلوغهم وكيفية وجوب الإيمان عليهم حال بلوغهم، ثم ذكر خاتمة تضمنت أن أقل الأشياء وجودا ما تقل الحاجة إليه، وأكثرها وجودا ما تكثر الحاجة إليه، وتكلم عن الرفق بالعبيد، وعن قوله صلّى الله عليه وسلم: «العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون» أتم تبييضه سنة 1113/ 1701 توجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية بتونس. 2 - تزيين الغرة بمحاسن الدرة في القراءات الثلاث الزائدة على السبع (أبي جعفر، ويعقوب، وخلف) حذا فيها حذو ابن غازي على الشاطبية (¬1). 3 - حاشية على شرح المنار لابن فرشتا (فقه حنفي) منها نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 4411. 4 - حواشي على المرادي شارح ألفية ابن مالك. 5 - شرح على الطريقة المحمدية. 6 - الشهب المخرقة (¬2) في من ادعى الاجتهاد لولا انقطاعه عن المخرقة ألّفه سنة 1124/ 1712 إلا أنه نقحه وأدخل عليه تحويرا سنة 1129/ 1717 والنسخة المنقحة منها نسختان بالمكتبة الوطنية رقم 18584 ورقم 12364. وللكتاب صلة بالتاريخ والتراجم، ترجم فيه لكثير من علماء عصره، فعند ما تثار مشكلة من المشاكل العلمية يستغل الفرصة ليترجم لصاحب الرأي ترجمة مفصلة، وهذه التراجم لعلماء تونسيين وغير تونسيين عرفهم في رحلاته ويذكر حكايات ونصوصا أسطورية دونها أثناء رحلاته أو مطالعاته وفيه معلومات عن المراديين، والدايات المعاصرين لهم. 7 - قصيدة بائية طويلة نظمها في أصحاب أبي الحسن الشاذلي الأربعين. 8 - قطعة من حاشية على شرح الجاربردي لشافية ابن الحاجب في الصرف. 9 - كتابات متفرقة على صحيح البخاري. ¬

(¬1) نسبها لحسين برناز التونسي في إيضاح المكنون 1/ 85، وقلده في هذا صاحب معجم المؤلفين 3/ 316. (¬2) هذا هو الصواب في اسمه بالخاء المعجمة لا بالحاء المهملة مراعاة للجناس بين المخرقة والمخرقة الموجودة في آخر العنوان، وإن كان اشتهر بين الناس باسم «الشهب المحرقة» بالحاء المهملة، انظر تاريخ معالم التوحيد ص 11 - 12 تعليق 2.

المصادر والمراجع

10 - نبذة على مقامات الحريري. 11 - نكت على الخزرجية في العروض، لم يبيضه. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 241 - 242. - برنامج العبدلية 4/ 53 - 54. - تاريخ معالم التوحيد 11 - 12، 103 - 104. - معجم المؤلفين 2/ 179 تحت عنوان «قرّة خوجة» نقلا عن بروكلمان الملحق 2/ 692. - تقديم كتاب «الحلل السندسية» لمحققه د. محمد الحبيب الهيلة ص 78 - 79. - ذيل بشائر أهل الإيمان ص 230 - 234 [رقم 121] والمقدّمة لمحقق الكتاب الأستاذ الطاهر المعموري ص 52 - 54 - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 436 - 437. - المؤرخون التونسيون ... (بالفرنسية) ص 183 - 192. * * * 41 - ابن بزيزة (616 - 662 (¬1) هـ‍) (1229 - 1263 م) عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد التيمي (¬2) القرشي، المعروف بابن بزيزة (¬3) أبو فارس، من الفقهاء والصوفية، وعلماء التفسير والكلام، ورواة الحديث والأدب، ومن أيمة المالكية اعتمده خليل في التشهير، وكان مشاركا في سائر العلوم، ومن أهل الدين. تفقّه على محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي وعلى أبي محمد عبد السلام البرجيني ويستفاد من كتابه «الأنوار في فضل القرآن والدعاء والاستغفار» أن من شيوخه أبا الحسن علي بن أحمد الحرّالي التجيبي الصوفي المرسي الأصل المراكشي المولد (ت 638/ 1241) وأجاز محمد بن صالح بن أحمد بن رحيمة الكنّاني الشاطبي نزيل بجاية. ولد يوم الاثنين 14 محرّم وتوفي ليلة الأحد 4 ربيع الأول له من العمر 47 سنة، ودفن بمقبرة سيدي محرز، وترك آثارا جليلة على قصر عمره مثل تاج الدين السبكي. ¬

(¬1) في تاريخ ميلاده ووفاته اضطراب عند المترجمين له، واعتمدت على تاريخ الدولتين وعلى الترجمة المنقولة من المشرق في علما، المغرب والمشرق للتسريف أحمد بن محمد القرتسيّ الغرناطي، وهو معاصر له. (¬2) في مصادر ترجمته «التميمي» ونسبه في كتابه «الأنوار» «التيمي» وهو الصحيح لأن تميما ليست من قريش. (¬3) بزيزة على زنة فعيلة كسفينة.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - الإسعاد في مقاصد الإرشاد وهو شرح على «الإرشاد» لإمام الحرمين في أصول الدين (علم الكلام) ألّفه بتونس سنة 644/ 1247 منه نسخة بخط محمد بن ميمون بن تميم الواصلي التونسي، فرغ من نسخها في شوّال 841/ 1439 جاء فيها «ألّفه بحضرة تونس الفقيه العارف الحبر الصوفي أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة سنة 644». ويبدو أنه كان في عزمه إفراد الأسماء الحسنى بتأليف مستقل على ما يستفاد من أوائل كتابه «الإسعاد» إذ جاء فيه «بدأ الإمام بالاسم الأعظم الذي هو قطب الأسماء والجامع لمعانيها وقد رأينا أن نفرد للكلام عليها كتابا مستقلا بنفسه جامعا لحقائقها مطلعا على أسرارها إن شاء الله تعالى، وأمهل في العمر، ويسر إتمامها في هذا القصد الجميل، والله يجعل ذلك لوجهه ... ». ويوجد قبله شرح «الإرشاد» لأبي العز بن المقترح، يجمعهما مجلد واحد وتوجد هذه النسخة بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس. 2 - الأنوار في فضل القرآن والدعاء والاستغفار، رسالة صغيرة في 28 ورقة أورد فيها أربعين حديثا في فضل القرآن، وما أعد الله سبحانه لقارئه والعاملين به من الثواب الجزيل، ثم ذكر آثارا في فضائل بعض السور ثم عقد بابا فيما أخبر عنه النبي - صلّى الله عليه وسلم - في الأمر بذكر الله والترغيب فيه وما للذاكرين من الأجر الجسيم، وفي آخرها باب في فضل الدعاء، توجد بالمكتبة الوطنية بتونس. 3 - إيضاح السبيل إلى مناجي التأويل، ورد ذكره في «الإسعاد بمقاصد الإرشاد» بعد أن ذكر تأويل إمام الحرمين لمشكلات الآي والأخبار إلى أن قال: «ثم ذكر بعد قوله عليه السلام «إن الله خلق آدم على صورته» وهو حديث انفرد به مسلم، وفي أفراد مسلم ابن الحجاج خلاف بين أهل العلم، ووهم الإمام بقوله: «غير مدوّن» وقد ذكرنا لجميع طرقه وتأويلاته في كتاب «منهاج العوارف إلى روح المعارف» واختصاره المسمّى «إيضاح السبيل إلى مناجي التأويل» ولا نطيل بذكرها ههنا فمن أراد فليطلبه هنالك». 4 - تفسير القرآن جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري. 5 - التنبيه على مواضع من «منهاج الأدلة» لابن رشد الحفيد الفيلسوف ذكره في كتاب «الإسعاد» ورد فيه: «وله في كتابه الصغير الذي سماه «منهاج الأدلة» مواضع نبهنا عليها وفيها غلط فاحش». 6 - شرح الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي، في فقه الحديث.

المصادر والمراجع

7 - شرح الأحكام الكبرى لعبد الحق الإشبيلي، في فقه الحديث. 8 - شرح الأسماء الحسنى. 9 - شرح التلقين للقاضي عبد الوهاب البغدادي، في الفقه. 10 - شرح العقيدة البرهانية (¬1) للسلالجي. 11 - شرح المفصل للزمخشري في النحو. 12 - منهاج المعارف الى روح العوارف، بين فيه تأويل أكثر الآيات والأحاديث المشكلة واختصره في «ايضاح السبيل» المار ذكره. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 1/ 162 - 163 (توفي سنة 660/ 1262). - الإمام المازري ص 42 - 43. - تاريخ الدولتين 29 (وما فيه شهر بابن نويرة تحريف). - تبصير المنتبه 1/ 79. - المشتبه للذهبي 1/ 70. - معجم المؤلفين 5/ 239. - نزهة الأنظار 1/ 218 (وفيه على الصواب ابن بزيزة، وتراجمه تكاد تكون مأخوذة بنصها الحرفي من تاريخ الدولتين). - ترجمة منقولة من «المشرق في علماء المغرب والمشرق» لأحمد بن محمد القرشي الشريف الغرناطي (المتوفى بتونس سنة 692/ 1293) وجدتها في وجه الورقة الأولى من «كتاب الإسعاد في مقاصد الإرشاد». - نيل الابتهاج 178 ونقل أواخر الترجمة من تقييد للبسيلي الناقل عن «المشرق» للغرناطي والذي ختم الترجمة بذكر وفاته رابع ربيع الأول عام اثنين وستين وستمائة، قال عقب ذلك أحمد بابا: صوابه ثلاثة وسبعين وستمائة فحققه، ولم يذكر مستندا يطمئن إليه للقيام بهذا التحقيق. - هدية العارفين 1/ 581. - بلاد البربر الشرقية في عهد الحفصيين لروبير برانشفيك (بالفرنسية) 2/ 376. - محمد محفوظ، مجلة الفكر، السنة 13 العدد 3 ديسمبر 1967 ص 52 - 54. - شجرة النور الزكية 190. ¬

(¬1) وتسمى «قوة الإرشاد» لأبي عمرو عثمان بن عبد الله بن عيسى القيسي المعروف بالسلالجي إمام أهل المغرب الأقصى في الكلام والتصوف (ت 574/ 1178) والسلالجي نسبة إلى سلالجو ناحية من فاس بين الجنوب والشرق فيها عين وادي سيو. شجرة النور الزكية 163، معجم المؤلفين 6/ 256، الوفيات لابن قنفد ص 44. 4 * - تراجم المؤلفين 1

42 - بسيس (1332 - 1398 هـ‍) (1914 - 1978 م)

- معجم المؤلفين 5/ 239. - الحلل السندسية 1/ 665 (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1984 * * * 42 - بسيّس (1332 - 1398 هـ‍) (1914 - 1978 م) محمد الصادق ابن الحاج محمود بن محمد بسيّس الشريف النسب، أصل سلفه من بني خيار، مولده بتونس في 15 ذي الحجة سنة 1332/ 2 نوفمبر 1914 ونشأته بها. الكاتب الأديب المفكر، من أعلام الثقافة الإسلامية، تلقّى تعليمه بجامع الزيتونة والمدرسة الخلدونية، وأحرز على شهادة العالمية من جامع الزيتونة، ثم أحرز على خطة التدريس وباشرها بالفروع الزيتونية بالعاصمة وفي حدود عام 1962 انتقل إلى التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين. وانتسب إلى الحزب الحر الدستوري الجديد في مطلع شبابه وعرف بنشاطه في خدمته وخطبه في اجتماعاته فألقي القبض عليه بعد حوادث 9 أفريل 1938 وأودع السجن. وكان معروفا بالدفاع المتحمس عن قضية فلسطين منذ شبابه الباكر، كاتبا وخطيبا حتى عرف بالشيخ الفلسطيني، ولما تعكر الجو بين الحزب والشيخ الفاضل ابن عاشور على عهد الأستاذ صالح بن يوسف وفي غيبة زعيم الحزب ورئيسه الحبيب بورفيبة المجاهد الأكبر بالشرق، ألقى الشيخ الفاضل بن عاشور محاضرة عنوانها «فلسطين الوطن القومي للعرب» طبعت في رسالة صغيرة، وذلك باسم معهد البحوث الإسلامية على منبر الخلدونية بقاعة المطالعة، رأى الأستاذ صالح بن يوسف ألا ينفرد وحده بالتعريف بالقضية الفلسطينية، ونظّم اجتماعات لهذا الغرض بالمدن والقرى، وعرف فيها الخطباء بالقضية وباطل دعاوى اليهود الصهيونيين في كون فلسطين وطنا قوميا لهم، وكان المترجم له من جملة الخطباء المعينين للقيام بهذه المهمة، وكثر تخلفه عن دروسه فاستدعاه شيخ الجامع - إذ ذاك - الشيخ الطاهر ابن عاشور ولامه على هذا التخلف وما فيه من إخلال بالواجب، وإن التعريف بقضية فلسطين لا يكون مبررا كافيا لمثل هذا الإخلال ومن جملة ما قال له: «قضية فلسطين انزبشوايها (¬1)» هكذا سمعت منه رحمة رحمه الله. والرجل شعلة من الذكاء، دائب على المطالعة المتنوعة فهو يطالع الكتب الخاصة ¬

(¬1) أي نصير يوزباشية جمع يوزباشية وهي كلمة تركية لرتبة عسكرية تقابل قبطان والضباط في الجيش كانت لهم في العصر التركي بتونس مكانة هي مطمح الأنظار.

بالمخترعات والمكتشفات الحديثة، وكتب المذاهب الفلسفية والسياسية، ويقول مبررا لهذا: أريد أن أفهم العالم الذي أعيش فيه، أريد فهمه ماديا وفكريا. وهو ذو نشاط دائب متواصل، فقد كتب في الصحف التونسية منذ سنة 1930 في الشئون الاجتماعية والثقافية، وتراجم رجال معاصرين من تونس ومن الشرق ومنها «رشيد رضا الرجل الذي لا يعوّض» المنشورة بجريدة «الزهرة» سنة 1935 وكان بعض أصدقائه يتندر عليه من أجل هذا العنوان والإفراط في تقدير الشيخ رشيد رضا، وكتب في القضايا الإسلامية وخاض معارك قلمية مع المنحرفين عن المنهج الإسلامي الذين حاولوا تسميم الأفكار وتشكيكها بالكتابة في الصحف، ومن أشهر هذه المعارك جداله الطويل مع الأستاذ محجوب بن ميلاد حول كتاب «من هنا نبدأ» المنشورة في أعداد متوالية من جريدة «الصباح» وتمتاز كتاباته بالأسلوب المشرق الجميل، والتفكير الواضح المنتظم، وقوة العارضة، والخيال اللطيف، وبعض من هذه الكتابات هو قطعة فنية لا يبليها طول الزمان. وكان معجبا أيما إعجاب بتفكير الشيخ محمد عبده وتلميذه الشيخ رشيد رضا ومتأثرا بهما، وهو لا يحتمل أن يوجّه إليهما أدنى نقد، وكنت ألمّح أحيانا في حديثي معه عما على الشيخ محمد عبده ومدرسته من مآخذ في المنهج والاتجاه الفكري - وإن كنت مقدّرا لهما - فينبري كالسيل مدافعا عنهما وهو يعرف جزئيات حياتهما جيدا، وكتاب تاريخ الأستاذ الإمام للشيخ رشيد رضا يستشهد به كثيرا ويلم بما فيه لأنه من الكتب المحببة لديه فطالعه مرارا. وهو واسع الثقافة يريد بمطالعاته أن يطلع على كل شيء وبجدّه واجتهاده ألم إلماما واسعا بالحركات الفكرية والمذاهب السياسية والفلسفة المعاصرة زيادة عن اطلاعه الغزير على الثقافة العربية الإسلامية وخبرته الجيدة بالتاريخ التونسي، وتراجم رجاله في العصر الحديث وروايته لكثير من طرائفهم ونوادرهم، يروي الكثير منها عن شيخه وصديقه محمد العربي الكبّادي - رحمه الله - وهو شديد الإعجاب به كثير الحديث عنه والتقدير لمواهبه العلمية. أول محاضرة سمعتها منه عن جمعية الإخوان المسلمين ألقاها على منبر معهد البحوث الإسلامية بقاعة المطالعة بالخلدونية وقدمه الشيخ الفاضل ابن عاشور وأثنى على مواهبه العلمية وأسلوبه في البحث والكتابة وذلك حوالى عام 1946.وللأخوان المسلمين إذ ذاك صدى غامض في الأوساط لا يتجاوز أنها مؤسسة إسلامية كبرى بمصر يرأسها الشيخ حسن البنّا، ومن خلال المحاضرة ارتسمت في أذهاننا صورة صحيحة عن هذه الجمعية وأسباب نشأتها وأغراضها وأهدافها ووسائلها في العمل وتنظيماتها وليس في ذلك التاريخ أية دراسة عن الأخوان المسلمين في شكل رسالة، وقد التقط معلوماته عن هذه الجمعية من خلال مطالعاته في الصحف والمجلات الشرقية فنسّقها وحللها وأخرجها في عرض جميل وثوب مشرق خلاّب. وقد تعرفت به وأنا طالب بجامع الزيتونة، وكان لقاؤنا الأول بمنزل شيخنا الأستاذ محمد الشاذلي النيفر مدير كلية الشريعة وأصول الدين الآن، واستفدت من سعة اطلاعه وسداد

تفكيره واستمرت هذه الصداقة إلى وفاته فقد كاتبني قبل موته بنحو أربعة أشهر، وعلا هذه الصداقة غبار لم يتجاوز المرتين لاختلاف جزئي في التفكير والاتجاه لكنه سرعان ما ينقشع لصدق النوايا. كنت وأنا تلميذ أتحادث معه في مختلف الشئون الأدبية والفكرية والسياسية، وكان يطرفني بالجديد الذي لا أعلم. تحادثت معه مرة عن الإمام فخر الدين الرازي فأفادني بأن له ترجمة في «الوافي بالوفيات» للصفدي وذكر لي أن منه أجزاء كثيرة مخطوطة في المكتبة العبدلية الزيتونية (نقلت كتبها المخطوطة إلى الجامعة التونسية في عهد وزير التربية القومية الأستاذ محمود المسعدي) وفي أول فرصة بادرت بالذهاب إلى المكتبة وطلبت جزءين من الكتاب وهو من المخطوطات النادرة التي لا تسلّم للتلامذة، وأشعرني بذلك الموزعون بالمكتبة، وكان المشرف عليها شيخنا محمد الوزير الذي كان موجودا بها في ذلك اليوم من حسن الحظ فقابلته وأبديت له رغبتي في مطالعة الكتاب، وبعد تردد لبى رغبتي مشكورا، وأعلمني بأن أطالعه في القاعة الخاصة بالمشايخ المدرّسين لئلا يشعر أحد من الطلاب بأني أطالع الكتاب، وقال لي: «إن القانون يمنع إعارة الكتاب لأمثالك» ولكن نظرا لما يعلم من صدقي واجتهادي يعيرني إياه مع التوصية بكامل الصيانة للكتاب لأنه نفيس جدا ونادر الوجود. ويطول المقام عما استفدت منه خلال محادثاتنا، ومنه علمت أسماء هذه الكتب: «الدرر الكامنة» للحافظ ابن حجر، و «الضوء اللامع» للسخاوي، و «المدارك» للقاضي عياض، وقد طالعت بعض أجزاء من هذه الكتب وأنا في طور التلمذة. وكان لا يبدي تعاليا في المناقشة وكثيرا ما يقول لي، أنت حرفي آرائك، إذا خالفته في بعض الآراء، وهذا الخلاف غالبا له صلة بالأدب الحديث كأدب جبران أو بالسياسة. وكانت أحاديثنا لا تقتصر على ناحية معيّنة ففيها الأدب والتاريخ والسياسة والثقافة الإسلامية وكان لا يخفي بعض الأحداث والمضايقات التي لحقته في حياته اليومية يحكيها متألما وبرغم ذلك لا يحيد عن مبدئه ولا يلين لأنه كان في هذه الناحية صعب المراس، معتدّا بشخصيته متمسكا بمبادئه لا يساوم عليها ولا يقبل التنازل عنها ولو دميت قدماه ولم يجد الطريق أمامه مفروشا بالورد. وفي مجال ما خاضه من معارك قلمية وعلى الخصوص مع الأستاذ محجوب بن ميلاد يقول لي: أنا رجل شريف في خصوماتي لا أتنازل إلى الإسفاف والفوه بما لا يليق أو ذكر كل ما أعلم عن الشخص. وحكى لي أنه كان مغرما بالمطالعة وبالخصوص في كتب الحديث الشريف وتاريخ تونس قبل أن يلتحق بجامع الزيتونة وأتذكر أنه قال لي مرة أنه كان يلتحق بالشيخ الطاهر ابن عاشور عند مروره بالأنهج القريبة من جامع الزيتونة أو الديوان الشرعي ليسأله عن معنى حديث أو

مؤلفاته

درجته. واستمر معه حب الحديث النبوي بعد ذلك حتى أنه صار عارفا بتراجم رجاله يروي الكثير من أحوالهم ومواقفهم المشهورة ونوادرهم، له اطلاع واسع على دواوين السنة، ولا يكاد يفوته معرفة درجة حديث من الأحاديث ومظان وجوده، ويروي الكثير منها في كلامه فيستنبط منها الأحكام والمقاصد، ويفسر ما فيها من غريب اللغة، وذكر لي أنه في هذا الطور طالع «رحلة التيجاني» وهي - إذ ذاك - مخطوطة لم تطبع من المكتبة الأحمدية الزيتونية، وهي ترجع بالنظر إلى شيخ الإسلام الحنفي، وكان وقتها هو الشيخ محمد بن يوسف، ولما ذهب إليه وقدم المطلب كتابيا وبإمضائه سأله عن التيجاني وفي أي عصر عاش، وعن محتوى رحلته وقيمتها، وما هو غرضه من مطالعتها؟ فأجابه عن أسئلته بما أعجب به شيخ الإسلام، وأذن في إعارة الكتاب له، وقد أثنى على أخلاق شيخ الإسلام وعلمه. وفي خلال عام 1950 أصيب بكسر في رجله على أثر خروجه من منزل شقيقه الأستاذ محمد الطيب بسيّس (القاضي الآن والمحامي في ذلك التاريخ) في ليلة ممطرة وكان لا بسا لحذاء «كريب» فزلقت رجلاه وسقط، وسمع شقيقه السقطة والأنين فخف إلى المكان ونقله بسرعة إلى مصحة الحكيم عزيز التي لبث بها أشهرا، وبعد خروجه تبيّن بعد مدة أن عملية الجبر لم تنجح، وإن لم يبادر بتلافي الأمر يخشى منها على صحته وعلى حياته فبادر بالسفر إلى باريس للمعالجة ولبث هناك ما يقرب من خمس سنوات تعلّم خلالها اللغة الفرنسية. وبعد رجوعه عاد إلى مباشرة مهنته وأحاديثه الإذاعية في تبسيط تفسير القرآن بما لا يعلو عن أذهان الجمهور ويستسيغه المثقفون وفي تبسيط الآداب والقيم الإسلامية. وفي إحدى زيارات الشيخ عبد الحي الكتاني إلى تونس اجتمع به المترجم له وأجازه بجميع مروياته بخطه، والشيخ عبد الحي الكتاني كان راوية محدثا له إجازات مغربية ومشرقية واطلاع واسع على الفهارس والمعاجم وتراث المحدثين بحيث أنه كان فريد عصره غربا وشرقا ولولا انحرافه السياسي بمشايعته للاستعمار لكان له شأن آخر ومنزلة لا تبارى. وبالجملة فالرجل خصب المواهب متعدد الجوانب، فهو خطيب وكاتب وباحث. وكان عالي الهمة أبي النفس بعيدا عن الإسفاف متحاشيا لمواطن الشبهات، حسن الأخلاق، جمع ما تفرق في غيره من الخصال والمزايا - رحمه الله - وقد خسرت به تونس علما من أعلامها ونابغا من نوابغها. توفي يوم الخميس في 10 ذي القعدة سنة 1398/ 12 أكتوبر 1978. مؤلفاته: 1 - شكيب أرسلان وصلاته بالمغرب العربي، وكان له معه صلات بالمراسلة منذ أن كان

طالبا لإعجابه بجهاده السياسي وصدقه في خدمة قضايا العروبة والإسلام، وخصوبة مواهبه. وكان يتتبع إنتاجه ويعرف مراحل حياته وبعض الفقرات من رسائله. حدثني مرة أن الشيخ محمد الكامل التونسي نزيل دمشق هاجم مرة شكيب أرسلان بدون حق ولا حسن فهم وتأثر شكيب أرسلان من ذلك وفي إحدى رسائله قال في حقه: محمد الكامل لا كمّله الله. 2 - الشيخ عبد العزيز المهدوي الصوفي دفين المرسى وقد أعلمني في السنوات الأخيرة أنه يعد دراسة واسعة عنه، وطلب مني هل عندي ما يمت إلى الموضوع بصلة فأرسلت له ترتيب علي بن عبد الرحمن البجائي لرسالة عبد العزيز المهدوي «محجة القاصدين وحجة الوافدين» ورسالة أخرى له صغيرة في التصوف نسختها من مجموع في التصوف كان موجودا بمكتبة الشيخ علي النوري التي نقلت إلى المكتبة الوطنية وأعلمني أنه وجد من كتاب البجائي مخطوطة في مكتبة الشيخ الطاهر ابن عاشور وأنه استعارها منه للمقابلة بين المخطوطتين، ولبثت مخطوطتي عنده ما يقرب من خمس سنوات وأرجعها لي قبل موته بنحو أربعة أشهر. ولما سمعت خبر نعيه من الإذاعة قلت: لا شك أن الرجل صادق كاسمه وصالح إذ أرجع لي نسختي قبل وفاته بزمن يسير. 3 - التصوف في العصر الحفصي وهو من أول مؤلفاته. 4 - الشيخ محمد العربي الكبادي، وهو شيخه في الأدب وكان معجبا به وقلّ أن يخلو حديث من أحاديثه من التنويه به. 5 - خطة الحسبة في تونس. 6 - الرعاية الصحية في الإسلام. 7 - دفاعا عن السنة النبوية. 8 - محمد السنوسي، حياته وآثاره. ربض سنوات طويلة في الدار التونسية للنشر أسوة بغيره من الآثار التي تدخل هاته الدار ولا يمن عليها مديرها بإطلاق الاسار أو الارجاع لأصحابها. وفي كثير من رسائله تشكى من قضية النشر في تونس، ويضرب المثل بكتابه هذا، ويبدي يأسا وتساؤلا عن فائدة التأليف في مثل هذه الأوضاع. وكنت أشجعه على الاستمرار وعدم اليأس، ومثل هذه الحالة الطارئة يرجى لها الزوال. طبع الكتاب بعد وفاته بأشهر في 207 ص عدا الفهارس من القطع المتوسط. 9 - أبو عبد الله محمد المرجاني، وهو صوفي من رجال العصر الحفصي.

المرجع

10 - مكانة الاجتهاد في الإسلام. 11 - نظرات في التصوف الإسلامي. 12 - نظرة في حياة الإمام الرازي وآثاره. 13 - حقق كتاب «خلاصة النازلة التونسية» للشيخ محمد السنوسي وصدره بمقدمة حافلة طويلة نفيسة، ط في تونس 1976. هذا ما أعلم من مؤلفاته، وقد يكون له غيرها لأنه لم يعلمني بكل ما ألّف. المرجع: - ملتقى الإمام ابن عرفة (تونس 1977) ص 545 (قائمة بأسماء مؤلفاته لأنه شارك في هذا الملتقى) وفي هذا الكتاب قائمة في أسماء المشاركين في الملتقى في آخر الكتاب، وذكر مؤلفاتهم إن كانت لهم مؤلفات. * * * 43 - البسيلي (¬1) (830 (¬2) هـ‍) (1427 م) أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي الجزائري نزيل تونس الفقيه المفسّر. ¬

(¬1) بفتح أوله وكسر ثانيه وفي الضوء اللامع 11/ 190 قسم الأنساب بكسر أوله وفتح ثانيه وهو ضبط غير صحيح، قال الأستاذ الباحث سعد غراب «فالراجح أن اسمه في الأصل هو المسيلي نسبة إلى المسيلة عاصمة الزاب الشهيرة إلى أن قال: هو الإبدال بين الميم والباء أمر معروف شائع في العربية، وهما حرفان شفويان متقاربان ومن أشهر أمثلة الإبدال القديمة بين هذين الحرفين أنه يقال مكة وبكة. ولا ندري متى وقع هذا الإبدال في نسبة البسيلي، هل كانت شائعة في عهده في بعض اللهجات، وعلى كل فهو سمي في بعض المراجع الجزائرية المسيلي: (خاصة: تعريف الخلف وأعلام الجزائر). والتحريف - فيما يبدو لي قديم لذا لم نشأ إصلاحه».ويلاحظ على كلامه أن الأنساب لا مجال للقياس والاجتهاد فيها وإن الإبدال بين الميم والباء إذا كان شائعا في اللغة الفصحى فهل هو كذلك في اللهجة الدارجة العامية ومن المعلوم أن ما هو شائع ومطرد في الفصحى لا يلزم أن يكون كذلك في اللهجة الدارجة لأن لها قواعد وخصائص في الاستعمال غير التي في الفصحى وإذا كان قد ذكر مثالا للإبدال بين الميم والباء في الفصحى فلماذا لم يذكر مثالا من ذلك في اللهجة العامية ليكون كلامه أدنى إلى القبول ومقنعا وليكون القياس بدون وجود فارق، وما نقله عن بعض المراجع الجزائرية هي مراجع حديثة وعمدتها ومعوّلها هي المصادر القديمة فإذا خالفتها فإنه ينظر إلى هذا بعين الحذر والاحتراز بل الرفض إن لم يوجد بعد البحث ما يؤيد خلافها المبني على الاجتهاد الشخصي المجرد بدون حجة ولا مستند. (¬2) في الضوء اللامع أنه توفي سنة 848.

قرأ على الإمام ابن عرفة، وأبي العباس أحمد البطرني وعبد الرحمن بن خلدون وأبي مهدي عيسى الغبريني، وغيرهم. وكان حضوره عند ابن عرفة سنة 785/ 1383.كان مدرّسا بالمدرسة الحكيمية (نسبة إلى محمد بن علي اللخمي المعروف بابن حكيم) وكان يقرئ بسقيفة داره كثيرا. له تفسير قيده عن شيخه ابن عرفة، وأضاف إليه زوائد من غيره، وفيه فوائد ونكت، ذكر فيه بعد أن أورد أسئلة وأجوبة في بعض الآيات «وهذه الأسئلة وأجوبتها وأمثالها وكل ما ذكرنا في كتابنا هذا مما يقع بين الطلبة في مجلس شيخنا ابن عرفة أو بينه وبينهم» ولما ألّف هذا الكتاب سمع به الأمير الفقيه الحسين ابن السلطان أبي العباس أحمد الحفصي فراسله فيه وطلبه منه فامتنع وماطله أياما ثم أرسل إليه وأمر رسله أن لا يفارقوه حتى يسلّمه لهم، وأخذ منه من سورة الرعد إلى الكهف ودفع لهم الباقي، فمضوا به، ثم مات ومات الأمير أيضا وبيع التقييد في تركته فسافر به مشتريه إلى بلاد السودان فبقي أهل تونس لا شعور لهم به، فلذلك كان أصل نسخه من نسخة السودان، ومن هناك انتشر، وقد كان الشيخ لما طولب به اختصر منه تقييدا صغيرا جدا. منه نسخة في المكتبة العامة بالجزائر معارضة على نسخة المصنف وقديمة نسبيا مؤرخة في شوّال /1007 ماي 1599. وفي الخزانة العامة بالرباط 3 نسخ، وفي الخزانة الملكية بالرباط نسختان، ونسخة في مجلد ضخم في الزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى، وفي المكتبة الوطنية بتونس نسخة مبتورة الأول رقم 10792. وبيّن في خطبته مادة جمعه وطريقته فقال: «وهذا تقييد على كتاب الله المجيد قصدت فيه جمع ما تيسر حفظه وتقييده في مجلس شيخنا أبي عبد الله محمد بن عرفة - رحمه الله تعالى - مما كان يبديه هو أو بعض حذاق طلبة المجلس زيادة على كلام المفسرين وأضيف إلى ذلك في بعض الآيات شيئا من كتب التفسير مع ما سمح به الخاطر، هذا مع ممانعة ما اقتضته الحال من الذهن الجامد والفكر الخامد، والله سبحانه أستعين فهو خير ميسّر وخير معين». 1 - تقييد صغير في التفسير. توجد منه نسخة في المغرب الأقصى في الخزانة العامة بالرباط يبلغ حجمه حوالى سدس التقييد الكبير، ويعتريه بعض النقص من جرّاء هذا الاختصار الكبير الذي وصل إلى حد إهمال بعض السور بصفة تامة وخاصة في نهايته إذ يقف في سورة الصف. 2 - تقييد في الوفيات - ذكره صاحب نيل الابتهاج في ترجمة ابن بزيزة التونسي. 3 - شرح على الجمل في المنطق. 4 - شرح على الخزرجية في العروض.

المصادر والمراجع

5 - شرح على المدونة. ولمّح الرصاع إلى تآليفه فقال: «وله تآليف عديدة وتصانيف حسنة». المصادر والمراجع: - البستان 193 (عرضا في ترجمة ابن عرفة). - شجرة النور الزكية 251 (أحمد بن عمر). - الضوء اللامع 2/ 261، 11/ 190 (قسم الأنساب). - كشف الظنون 438 - 439. - معجم المؤلفين 2/ 85. - مكتبة الزاوية الحمزية صفحة من تاريخها لمحمد المنوني ص 15. - فهرسة الرصاع 175 - 177. - تعريف الخلف برجال السلف 2/ 73. - أعلام الجزائر ص 37. - نيل الابتهاج 77 - 78. - بروكلمان 2/ 321. - سعد غراب: تفسير ابن عرفة ورواياته أو مدخل لدراسة تفسير ابن عرفة الورغمي (في ملتقى الإمام ابن عرفة ص 397 - 400). - توشيح الديباج 58. - الحلل السندسية 1/ 633. - الأعلام 1/ 227. * * * 44 - البشروش (1329 - 1363 هـ‍) (1911 - 1944 م) محمد بن محمد البشروش، الأديب الصحفي الناقد القصاص. ولد بدار شعبان من ولاية نابل في 21 أفريل 1911 وكان أبوه حلاقا فوجّهه للتعليم فتلقّى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه، ثم التحق بمدرسة ترشيح المعلمين بالحاضرة إلى أن تخرّج منها فعينته إدارة العلوم والمعارف معلما للعربية بملّيته إحدى جزر قرقنة وقضى بها عاما واحدا ثم نقل إلى نفطة بالجريد وقضى بها ثلاثة أعوام ومدة إقامته بنفطة قال عنها الأستاذ محمد الصالح الجابري في كتابه «الشعر التونسي المعاصر»: توطدت أثناءها صلاته الحميمة بمعظم

مؤلفاته

أدباء الجريد ومن بينهم أبو القاسم الشابي، ومصطفى خريف، والمؤرخان إبراهيم بورقعة، ومحمد الصالح المهيدي، وهؤلاء كانوا وسيلة إلى المجلات والصحف الأدبية، فكان التقاؤه بهم للإخصاب في فترة إنتاجه الثري من القصة والنقد والشعر والخصومات الأدبية التي أثارها الأدب التونسي المعاصر. وبعد مباشرته لمهنة التعليم بنفطة نقل إلى قرية الكريب حيث كلف بإدارة المدرسة هناك ومكث ثلاث سنوات طلب في آخرها الاقتراب من مسقط رأسه فعيّن معلما للغتين العربية والفرنسية بمدرسة الحمامات ثم نقل من هناك إلى بلدة حمام الأنف لتعليم اللغتين إلى ما قبل وفاته بأسبوع. هذه هي حياته في مهنة التعليم باختصار، أما حياته الأدبية فهي ذات نشاط واسع مكثف مع العلم أن مهنة التعليم شاقة تستنفد الوقت والجهد ولا تترك للإنتاج الأدبي مكانا. وعلى كل فقد نشر فصولا نقدية في جريدة «الزمان» بعنوان «تحطيم الأصنام الثلاثة» وفصولا أخرى كان يمضي بعضها بإمضاء محمد عبد الخالق ونشر بعض الأقاصيص في مجلة «العالم الأدبي» وفي مجلة «المباحث» ونشر شعرا منثورا بعنوان «خواطر مجنحة» وترجم بعض المقطوعات الشعرية عن الفرنسية لبول فارلان وغيره. ونشر فصولا بالفرنسية في مجلة «إفريقيا الأدبية» التي كان يصدرها بتونس صديقه م. أستير (Astre)، منها فصول في التعريف بالأدب والأدباء التونسيين. وأذاعت له محطة الإذاعة التونسية دراسات عن الأدب التونسي في العصور القديمة قبل الإسلام وشارك في حصة «آخر ما كتبت».وأصدر مجلة «المباحث» واعتبرت من أرقى المجلات بتونس لدسامة محتواها. وصدر العدد الأول منها في شهر ذي الحجة 1356/ 1937 وهو إذ ذاك بالحمامات لكنها تعطلت لبعدها عن العاصمة وما يحتاجه الطبع من مال لا يتوفر عند أمثاله من ذوي الدخل المحدود، ثم استأنف صدورها في 10 أفريل سنة 1944. توفي في 15 ذي الحجة /1363 ديسمبر 1944 بمرض لم يمهله إلا أسبوعا واحدا وهكذا انطفأت جذوة من النشاط الأدبي الخارق وخمدت أنفاس عبقرية حركت أوصال الأدب وأمدّته بنجيع الحياة فترة من الزمن على قصر عمره ومشقة مهنته فليعتبر بذلك الذين يتهربون من الإنتاج بدعوى ضيق الوقت وكثرة الشواغل وليعلموا أن العزائم الصادقة لا يثنيها عن بلوغ هدفها أيّ عائق. مؤلفاته: 1 - الحياة الفكرية المغربية من أقدم العصور إلى الآن، أتم بصورة نهائية عصر ما قبل الإسلام

المراجع

وأوشك أن يتم العصر الأغلبي، ولإتمام هذا الجزء بقيت دراسة العصر الرستمي التاهرتي، وقدر وقوع هذا الجزء في قريب من 200 ص. 2 - كتاب في تراجم عظماء العرب والإسلام في نحو 50 ص وهو كتاب مدرسي في أسلوب شيق محبب إلى التلاميذ. المراجع: - البشروش، حياته وآثاره لعبد الحميد سلامة (ط تونس 1978). - الشعر التونسي المعاصر 269 - 279. - محمد الصالح المهيدي، مجلة المباحث محرّم /1364 ديسمبر 1944 ص 76. - في الأدب التونسي لمحمد الحليوي (تونس 1969) 107 - 113. - محمد الهادي المطوي: حول كتاب «محمد البشروش» حياته وآثاره. - مجلة «الحياة الثقافية» ع 21 س 7 ماي - جوان 1982، ص 106 - 113. * * * 45 - ابن بشرون (كان حيا سنة 561 هـ‍) (1166 م) ع ثمان بن عبد الرحيم بن عبد الرزاق بن جعفر بن بشرون (¬1) الأزدي المهدوي الصقلي أديب. له كتاب «المختار في النظم والنثر لأفاضل أهل العصر» نقل عنه العماد الأصفهاني في «الخريدة» وقال: صنفه سنة 561. والكتاب من مصادر العماد في قسمين من «الخريدة» المصري والأندلسي حتى إن الباب الثاني من قسم الأندلس خصص لذكر جماعة ممن أوردهم ابن بشرون في كتابه هذا، ولم يكتف العماد بهذا بل كان يأخذ عنه في غير هذا الباب ويشير إلى ذلك لأن كتاب «المختار» يضم تراجم الشعراء من مصر والأندلس والمغرب والقيروان. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 370 (نقلا عن خريدة القصر 2/ 115). ¬

(¬1) في رحلة التيجاني 366 - 367 «ولعثمان بن أبي القاسم بن عبد الرحمن بن حشرون المهدوي» وفي التعليق (1) لمحقق الكتاب: في بعض النسخ «عشرون» وفي بعضها «بشرون».

46 - ابن بشير (كان حيا سنة 562 هـ‍) (1132 م)

- كشف الظنون 2/ 1624. - معجم المؤلفين 6/ 257 (نقلا عن الأعلام). - توفيق حسين بكار: مصادر من تراثنا مجهولة. - مجلة الأقلام البغدادية م 2 السنة 3 جمادى الآخرة 1386 تشرين الأول 1966 ص 128. * * * 46 - ابن بشير (كان حيا سنة 562 هـ‍) (1132 م) إبراهيم بن عبد الصمد بن بشير التنوخي المهدوي أبو الطاهر، من الفقهاء الأعلام، البالغين درجة الاختيار والترجيح، الإمام في الحديث وأصول الفقه واللغة العربية. أخذ عن الإمام عبد الحميد السيوري، وغيره. وذكر في كتابه «التنبيه» أن من أحاط علما ترفع عن درجة التقليد، وكان قريبا لأبي الحسن اللخمي دفين صفاقس، وتفقه عليه في كثير من المسائل، ولم يحل ذلك دون تعقبه في كثير من المسائل وردّ اختياراته الواقعة في كتاب «التبصرة» بما لا يخلو من تحامل. ذكر الشيخ ابن دقيق العيد أنه قتل شهيدا قتله قطاع الطريق في عقبة وقبره بها معروف. مؤلفاته: 1 - الأنوار البديعة في أسرار الشريعة. 2 - التنبيه على مبادئ التوجيه، سلك فيه مسلك استنباط الفروع الفقهية من قواعد أصول الفقه وهي طريفة نبه الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد أنها غير مخلصة وأن الفروع لا يطرد تخريجها على القواعد الأصولية وفي هذا الكتاب التعقب والرد على اللخمي. 3 - التذهيب على التهذيب (أي تهذيب المدوّنة للبراذعي). 4 - مختصر في الفقه يحفظه المبتدئون، أكمله سنة 526 هـ‍. المصادر والمراجع: - الديباج 87. - شجرة النور الزكية 126. - معجم المؤلفين 1/ 48. * * *

47 - البطرني (703 هـ‍) (1308 م)

47 - البطرني (703 هـ‍) (¬1) (1308 م) أحمد بن موسى بن عيسى بن أبي الفتح البطرني (¬2) الأنصاري، أبو العباس، أحد المكثرين في الروايات والقراءات، وشيخ تونس في القراءات نزيل تونس. قرأ على عبد الأعلى بن عبد الأعلى الشبارتي (¬3) ومحمد بن محمد بن أحمد بن مشليون الأنصاري، وعلي بن محمد بن أحمد الكتاني لنافع وابن كثير وأبي عمرو ولكتاب «التيسير»، وعلى القاضي أبي محمد بن أبي بكر بن برطلة الأزدي، وسعد بن علي بن زاهر، ومحمد بن أحمد بن ماجة لورش، وصالح بن محمد بن وليد الطرطوشي، والقاضي أحمد بن محمد بن الغماز لنافع، وأحمد بن لب للسبع سوى الكسائي، وروى الشاطبية عن أبي بكر عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الأنصاري قراءة عليه عن السديد عيسى وعلم الدين السخاوي. كما أخذ عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن موسى الكناني، والقضاة الثلاثة أبي الفضل بن البراء (¬4)، وأبي البركات عبد الحميد بن أبي الدنيا الصدفي، وأبي إسحاق بن عياش، والشرف الجزائري، وأبي محمد بن الحجام عبد الله بن محمد اللخمي، وحازم القرطاجني، وأبي بكر بن حبيش وأبي الوليد بن القطان الغرناطي، وغيرهم، وأجازه جماعة من المغرب والمشرق. قرأ عليه محمد بن سعد بن أحمد بن برّال الأنصاري، وأحمد بن فرحون بن عبد الله النفزي، وروى عنه القراءات عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي زكنون. وروى عنه العبدري المغربي صاحب الرحلة، وقرأ عليه محمد بن جابر الوادي آشي القراءات الثمان وغيرها، وسمع منه وأجازه إجازة عامة وكتب له بها على ضعف بصره، وقرأ عليه القاضي ابن عبد السلام. توفي يوم السبت في 20 ربيع الثاني. نظّم قراءة يعقوب من طريق الداني نظما حسنا. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي، تحقيق محمد محفوظ (ط بيروت 1400/ 1980) ص 66 - 67. ¬

(¬1) اعتمدت ما ذكره تلميذه الوادي آشي في «برنامجه» وغيره من المصادر التونسية، وفي المصادر المشرقية أنه توفي سنة 710. (¬2) نسبة إلى بطرنة (Paterna) قرية بناحية المريّة أو بقرب بلنسية بالأندلس. (¬3) في غاية النهاية عبد الله بن يوسف الشبارتي وهو غير صحيح. (¬4) في المصدر السالف «براك» وكثيرا ما يقع التحريف فيه بدال وغير ذلك والصواب أنه بالراء المهملة الشديدة.

48 - أبو بكر (1317 - 1367 هـ‍) (1899 - 1948 م)

- تاريخ الدولتين 49. - الدرر الكامنة (ط مصر) 1/ 343. - درة الحجال 1/ 13. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 634 - 636، 1 ق 4/ 1048 [2/ 164]. - رحلة العبدري 275. - شجرة النور الزكية 305. - غاية النهاية 1/ 142 - 149. - فهرست الرصاع ص 91 تعليق 21. - رحلة ابن رشيد المسماة ملء العيبة، تحقيق الشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة (تونس 1402/ 1982) ص 169 - 172 ج 2. * * * 48 - أبو بكر (1317 - 1367 هـ‍) (1899 - 1948 م) سعيد أبو بكر، الأديب الشاعر الصحفي. ولد في بلدة المكنين الواقعة بين بلدتي سوسة والمهدية من الساحل الشرقي التونسي في 28 أكتوبر ونشأ في بلدته في رعاية عائلة طيبة متواضعة تعلّم أولا في الكتاب حيث استظهر نصيبا من القرآن وتعلّم الكتابة، ثم انتقل إلى المدرسة القرآنية، حيث تعلّم اللغة العربية ومبادئ العلوم الإسلامية من فقه وتوحيد ومبادئ اللغة الفرنسية. وارتكزت تربيته في وسطه العائلي وبين المثقفين ببلدته على أسس الأخلاق الإسلامية ومحبة الوطن. وبدت عليه منذ صغره مخايل الفطنة والذكاء والحساسية والشاعرية المبكرة، وكان ذلك جالبا لأنظار أقرانه ومعلميه، وبدأ في قرض الشعر حوالى الحادية عشرة من عمره. ومن حسن حظه أن عني به معلموه ووجهوه وشجعوه على قول الشعر وذكر الشيخ راجح إبراهيم في تصديره «للسعيديات» (ديوان سعيد أبي بكر الجزء الأول ص 12) أن سعيدا كان يضيق بتشطيبات معلمه لمواضيعه الإنشائية فتوصل إلى جبر المعلم على عدم مس إنشائه بالتجائه إلى الشعر في كتابة الموضوع. قال الشيخ راجح إبراهيم: «ونذكر ... على سبيل الفكاهة أن معلما كان مغرما بالتنقيح والتشطيب والزيادة والنقص في مواضيع الإنشاء التي يحررها تلاميذه، وقد كان سعيد يجهد نفسه في كتابة الموضوع بصورة كان يتحققها تقنع المعلم ولا تحوجه لا لتنقيح ولا لتشطيب ولكن بدون جدوى وأخيرا توصل سعيد إلى أن أجبر معلمه على عدم مس كتابته بطريقة شيطانية لم تكلفه إلا كتابة الموضوع قصيدة شعرية لم يجد المعلم إلى نفسه حقا في مسها خوفا من الإخلال بالوزن والقافية.

وذكر الشيخ راجح إبراهيم أنه صاغ الشعر ولم يتجاوز العاشرة «وكذلك إن بعض أناشيده في هذا السن ارتضاها أساتيذه وجعلوها أناشيد مدرسية لا تزال حتى اليوم تنشد بمدرسة المكنين تذكارا لطيفا لهذا النبوغ». يقول الشعر ويكتبه في كل مكان، في الموضع الخالي أو المحل العمومي، ويكتبه في كل وقت لا فرق عنده بين الصباح والمساء. وإذا استعصت عليه قريحته في بعض الأحيان فيكفيه لإخضاعها أن يبدل قلمه أو كرسيه وأن يقوم ويخطو بعض الخطوات ويعود إلى مكانه. ولم يتجاوز مرحلة التعليم الابتدائي ولكنه كان شغوفا بالمطالعة يطالع الجرائد التونسية والشرقية التي تصله أو تصل إلى ثلة من أعيان بلدته المثقفين. وفيها قرأ أشعار صبري، وشوقي وحافظ، وخليل مطران، والرصافي، وعريضة، وشكيب أرسلان، والخوري، والزركلي، والكاظمي، والشبيبي وغيرهم من شعراء وأدباء الإصلاح في الشرق العربي وفي تونس. وهذه المطالعات ألهمت قريحته فكتب العديد من المقالات ونظم ديوانه «الزهرات» ولعل مطالعته لم تتجاوز الجرائد ولم يكرع من مناهل الأدب العربي، ولذلك كانت لغته يشوبها الضعف. وله قصيدة بعنوان: «أيها الشعراء إلى نهضة الشعب قبل مماته» انتقد فيها القوالب الجامدة في التعبير والأغراض التقليدية من مدح ورثاء وغزل. وهو أديب ثائر مجدد، قال الأستاذ أحمد خالد عنه: من مظاهر نزعته الثورية الأدبيّة أنه من القائلين بحل قيود الشعر وإدخال أوزان جديدة عليه. وهو أول شاعر تونسي تجاسر ونظّم من الأوزان الجديدة التي ابتكرها شعراء المهجر ومن الأوزان التي ابتكرها لنفسه وأصبح له فضل ابتداعها عند محبذي طريقته، غير مبال بالانتقاد الذي كان يوجهه إليه أناس كثيرون في بادئ الأمر، ولكن ما لبث أن اقتدى به بعض الشعراء العصريين وأصبحنا نرى من حين لآخر على صفحات جرائدنا من الشعر الجديد. وسعيد لم يكن من أسرة ثرية، ولعل هذا مما عاقه عن مواصلة تعلمه الثانوي بسوسة أو بتونس وخرج من بلدته يبحث عن لقمة العيش فعمل كاتبا بمكتب الشيخ راجح إبراهيم الوكيل (¬1) (بمثابة المحامي الآن) بسوسة وكان أحد أعلام الحركة الإصلاحية في مطلع هذا القرن بتونس ومنتميا إلى الحزب الدستوري القديم وكان مكتبه منتدى يلتقي فيه الأدباء والمثقفون ¬

(¬1) الشيخ راجح إبراهيم كان وكيلا فقط لا وكيلا شرعيا كما وهم الأستاذان أحمد خالد والحبيب الشاوش والوكيل من كان حاملا لشهادة الحقوق التونسية ويرافع في المحاكم الشرعية والمحاكم العدلية (المدنية) التونسية ولا يرافع في المحاكم الفرنسية بخلاف من يحمل لقب محام وهو الحامل لشهادة الإجازة في الحقوق من الجامعات الفرنسية والجامعة الجزائرية، والوكيل الشرعي لا يشترط فيه إلا إحسان القراءة والكتابة ولا يرافع إلا في المحاكم الشرعية، وإن كان في بداية إحداث هذه الخطة يرافع حتى في المحاكم العدلية ولما تكاثر عدد الحاملين لشهادة الحقوق التونسية ونظمت مهنة الوكالة ألزموا بالاقتصار على المرافعة في المحاكم الشرعية، وبعد الاستقلال وتوحيد القضاء الحق الوكلاء بسلك المحامين وانحلت الوكالة الشرعية.

والمشتغلون بالسياسة والمهتمون بالإصلاح والصحفيون بالساحل ليستعرضوا ألوانا من الأدب ويخوضوا في شتى المواضيع التي كانت تشغل بال المثقفين الأيقاظ زمنئذ. وهذا الاحتكاك الأول بالشيخ راجح إبراهيم وجماعته مكّن المترجم له من اكتساب ثقافة وخبرة بالأمور السياسية والاجتماعية ووجّهه إلى الأدب الاجتماعي والإصلاحي والسياسي وآنذاك بدأ ينشر قصائده السياسية والاجتماعية في جريدة «صدى الساحل» للحاج إسماعيل ابن حميدة منذ سنة 1921 ثم راسل الصحف التونسية الصادرة بالعاصمة «كالنديم» و «الصواب» و «الوزير» و «النهضة» و «لسان العشب» و «مرشد الأمة» وهذه الجرائد كلها وطنية تنطق بلسان الحزب الدستوري القديم، عدا جريدة «النهضة» التي كانت لسان حال «الحزب الإصلاحي» وربما يكون سعيد يتلقى التوجيه المباشر من الشيخ راجح إبراهيم، فالصحف الشرقية والمجلات تصل مكتبه ولكثرتها كان يستعين بكتّابه لقراءتها له. وهو لا يغفل عن توجيه القارئ وإرشاده إذا أخطأ في القراءة. فقد عرفت رجلا من أكودة (بلدة الشيخ راجح إبراهيم) عمل في مكتبه، وكان يقرأ له الصحف والمجلات، وكان يصوّب له أخطاءه عند القراءة حتى استقام لسانه وأصبح لا يخطئ وإذا سئل لماذا قرأ هكذا؟ قال: بالسليقة، وأنا لا أحسن النحو، وكان ينظم المقطوعات الشعرية الجيدة، وأصل تعليم هذا الرجل في الكتّاب. وإذا كان هكذا فبالأحرى أن يستفيد منه سعيد استفادة أوسع. ثم انتقل إلى تونس العاصمة واستقر بها إلى أن توفي في 29 جانفي سنة 1948 وعمل في مكاتب المحامين، ولم ينقطع عن قرض الشعر والعمل في الحقل الصحافي والحزبي. وكان ينشر قصائد ذات طابع اجتماعي وسياسي بعنوان «زهرة بعد زهرة» في جريدة «النديم» لصاحبها الأديب الشاعر حسين الجزيري حتى إذا تجمع له منها عدد وافر نشرها في كتيّب عنوانه «الزهرات» وذلك بعد جفوة حصلت بينه وبين صاحب النديم بعد أن كانا صديقين حميمين وانقطع عن الكتابة في جريدة «النديم». وأصدر مجلة «العالم» بعد أن تسوغ امتيازها من السيد محمد فخري أستاذ الخط بالمدرسة الخلدونية، وفسخ الامتياز بعد سنة ونصف قبل انتهاء المدة المتفق عليها لخلاف بينه وبين سعيد، ونشر المترجم له طرفا من الخصومة في المجلة. وفي سنة 1937 أصدر مجلة شهرية بعنوان «تونس المصورة» واحتجبت عن الظهور بعد شهر نوفمبر 1943 بسبب دخول الجيوش الألمانية إلى البلاد واستأنفت الصدور خلال سنة 1945 بعد جلاء هاته الجيوش. وقد نشر في الصحافة قصصا قصيرة في أغراض اجتماعية.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - دليل الأندلس أو الأندلس كأنك تراها، هو رحلته إلى اسبانيا وهذا الكتاب يشتمل على مجموعة من الصور الفوتوغرافية أخذت عن قصر ابن عباد باشبيلية ومن الجامع الكبير بقرطبة، وفيه وصف لآثار مدينتي قرطبة واشبيلية وهو في جزءين، طبع الأول منهما في تونس سنة 1933. 2 - الزهرات، ديوان شعر صغير جمعه بعد نشره في جريدة «النديم» بعنوان زهرة بعد زهرة قال في المقدمة: «لقد بذلنا مجهوداتنا وجعلنا هذه المجموعة عبارة عن «كشكول» يجد فيها المطالع شيئا من كل شيء ضرورة أننا كنا ننتقل فيها بقرائنا من الأدبيات إلى الاجتماعيات ومنها إلى الفكاهات والمداعبات كل ذلك حرصا منا على ارتياح نفس المتطلع إليه، فإذا هي لم تكن لترتاح إلى ذلك فحسبنا أردنا وحاولنا».ط بتونس سنة 1930. 3 - السعيديّات، ديوان شعر الجزء الأوّل وبقي الجزء الثاني غير مطبوع. قال في مقدمته: «إنّني أتقدم اليوم بالجزء الأول من ديواني إلى أبناء البلاد وأبناء الشرق وأنا حاسب أنني قد بذلت قصارى مجهوداتي في ترضيتهم وفي تقديم كل شيء نفيس عندي. ولقد رأيت من الأحسن أن أقدمه إلى القراء من غير تبويب خلافا لما جاءت به الدواوين التي جرت عادة أصحابها أن يقدموها حسب حروف الهجاء أو حسب أبواب الشعر، أو حسب تاريخ الحوادث، أما أنا فقد جعلته شبه كشكول لأني لم أنظّم شيئا في كثير من الأبواب التي اعتاد الشعراء أن ينظّموا فيها مثل المديح والهجاء، والفخر، والرثاء، والغزل، وغير ذلك، بل إن جميع قصائدي يمكن أن تكون في باب واحد ليس إلاّ. هذا وقد أبقيت القصائد التاريخية المشتملة على تفصيل حوادث دخلت في التاريخ سواء مما وقفت عليه في الكتب أو مما حضرت عليه بنفسي، وقد عوّلت على إثباتها في الجزاء الثاني من «السعيديات» التي سأشرع في طبعها بحول الله في العام المقبل». وهو يشتمل على قصائده الاجتماعية والوطنية، وعلى مقدمة الشيخ الأستاذ راجح إبراهيم وقد أهداه «إلى كل امرأة شرقية تقوم بواجبها في بيتها بين أبنائها، وإلى كل أستاذ شرقي يقوم بواجبه في قسمه بين تلاميذه وإلى كل فتى وفتاة خرجا من حضن أمهما إلى حضن المدرسة القومية ليخرجا منها عارفين قيمتهما ومقدرين حقوق البلاد عليها ... ». ط. بتونس 1927 في 110 من القطع المتوسط. 4 - مؤتمر قصر هلال، أصله فصول وصفية نشرها بجريدة «النهضة» عن مؤتمر قصر هلال المنعقد في 2 مارس 1934 وأمضى هذه الفصول باسم مستعار «دستوري محايد» خوفا من اللجنة التنفيذية للحزب الدستوري القديم التي كان منتميا إليها.

المراجع

وقد أعاد طبعها في كتيّب سنة 1936 ونشرها من جديد سنة 1967 الأستاذ محمد الصياح المدير السابق للحزب الاشتراكي الدستوري بعنوان «مؤتمر البعث» وصدّره بمقدمة عن حياة الكاتب. وله آثار أخرى مبعثرة في الصحف، حبذا لو تتوفر الهمم لجمعها في كتاب بعنوان: «مقالات سعيد أبي بكر» أو نحو هذا، منها ارتسامات عن رحلته إلى الجزائر نشرها في جريدة «لسان الشعب» بين سنتي 1927 و 1929 في حلقات متسلسلة بعنوان «عشرون يوما في عمالة قسنطينة» وفيها وصف للأماكن التي زارها. المراجع: - أدباء تونسيون ص 28 - 45. - الأعلام 3/ 145. - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 1/ 95 - 128. - شخصيات وتيارات لأحمد خالد (ط 2/ تونس 1976) ص 65 - 97. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 316 - 321. - معجم المؤلفين 4 - 221. - بروكلمان الملحق 3/ 499. - الحبيب الشاوش: سعيد أبو بكر الرجل والشاعر الثوري، جريدة «بلادي» جانفي 1979. - زين العابدين السنوسي: مجلة «الندوة» ماي 1953. * * * 49 - البكري (نحو 380 هـ‍) (990 م) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله البكري الصقلي ثم القيرواني، الفقيه الصوفي. سمع بالقيروان من علي بن محمد بن مسرور الدباغ، وحبيب بن نصر الجزري وأبي العرب محمد بن أحمد التميمي، وزياد بن يونس اليحصبي، وأبي إسحاق السبائي وآخرين. ورحل إلى المشرق فلقي أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البلخي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن زكرياء الهاشمي، وعلي بن الحسين بن بندار وأبا بكر عيسى بن موسى بن هارون الحاتمي، وسمع بمكة من أبي بكر محمد بن الحسين الآجرّي سنة 350/ 970.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - الأنوار في علم الأسرار ومقامات الأبرار، في التصوف، قال الدباغ في «معالم الإيمان» أتى فيه بأنوار المعارف، وأسرار التصوف، ما أربى فيه على غيره وفيه المعاني الجليلة بأبدع عبارة وألطف إشارة وبنى قواعد التصوف على الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الأول، وترك الآراء والاستحسان. وما قاله الدباغ من انبناء قواعد التصوف في كتاب «الأنوار» على الكتاب والسنة الخ ... يؤيده في جملته الباحث الكبير الدكتور إحسان عباس، صانه الله. ولا حظ الدكتور إحسان عباس: وفي تصوف الشيخ البكري الصقلي إلى جانب الروح الفقهية تمسك شديد بمذهب أهل السنة وليس في كتابه إشارة واحدة لأهل البيت أو لعلي بن أبي طالب. وقال في وصف الكتاب ومكان وجوده «وكتاب الأنوار في ستة أجزاء ولكن ليس للجزء الواحد منها موضوع مستقل، فكل جزء مشتمل على أقوال متفرقة لا تجمعها وحدة موضوعية. يوجد ضمن مجموعة مخطوطة رقم 23 تصوف بدار الكتب المصرية ومعه أيضا كتاب الدلالة على الله تعالى للمؤلف نفسه. 2 - كتاب فيه الدلالة على الله تعالى توجد منه قطعة ضمن المجموع السالف الذكر. وهذه القطعة تشتمل على كثير من الحكايات المروية عن الصوفية وكراماتهم وكثيرا منها مما سمعه عن شيوخه وفيها أقوال لمشاهير الصوفية كبهلول، وبشر بن الحارث، وابراهيم بن أدهم، وسفيان بن عيينة، وحكايات عن الخضر وشعيب. 3 - الشرح والبيان لما أغفل من كلام سهل بن عبد الله التستري. 4 - صفة الأولياء ومراتب أحوال الأصفياء. 5 - كرامات الأولياء والمطيعين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وكان ابن أبي زيد القيرواني كثيرا ما ينكر عليه كرامات الأولياء من قلب الأعيان وادعاء رؤية الله في اليقظة، وألّف كتابا يقتضي إنكار الكرامات وإنكار الرؤية، فأنكر عليه ذلك علماء عصره، وأرسلوا سؤالا إلى بغداد أوصلوه إلى القاضي أبي بكر بن الطيّب الباقلاني، فأجابهم بجواز ذلك وألّف كتابا في جواز الكرامات. المصادر والمراجع: - شجرة النور الزكية 198.

50 - البكري (كان حيا سنة 1037 هـ‍) (1628 م)

- العرب في صقلية الدكتور إحسان عباس (ط. دار المعارف بمصر 1959) ص 115 - 119. - معالم الإيمان 3/ 181 - 183. - معجم المؤلفين 5/ 181. - هدية العارفين 1/ 514. - الأعلام 3/ 335 (ط 5/). - إيضاح المكنون 1/ 476. * * * 50 - البكري (كان حيا سنة 1037 (¬1) هـ‍) (1628 م) محمد تاج العارفين بن أبي بكر بن أحمد البكري العثماني من سلالة سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وجدّ البكريين الذين ينتسبون إليه هو الشيخ أبو بكر دفين المنيهلة من غابة تونس. والشيخ تاج العارفين هو أول من تولى الإمامة بجامع الزيتونة من بيت البكريين واستمرت الإمامة وراثية في هذا البيت مدة 173 سنة. وكانت ولايته الإمامة في سنة 1034/ 1624 أو في السنة التي بعدها. قرأ على الشيخ أبي يحيى بن قاسم الرصاع وهو الذي أشار إلى توليته الإمامة بجامع الزيتونة، وقرأ على غيره. وأخذ عنه ابنه أبو بكر ومحمد بن فتاتة، ومحمد الحجيج، وعيسى الثعالبي الجزائري ثم المكي. وكان يقرئ بجامع الزيتونة صحيح البخاري ودروسا أخرى في علوم الدين. قال ابن أبي دينار في «المؤنس» واصفا انفراده بالرواية والدراية في علم الحديث في العصر التركي، ومجلس درسه في البخاري: «ولم يكن بالديار التونسية يوم حل بها العسكر العثماني من يتعاطى الرواية والدراية إلا الشيخ العلم الرباني أبو عبد الله محمد تاج العارفين العثماني - سقى الله ثراه بالرحمة والرضوان - وكان مجلسه بالجامع الأعظم من أجلّ المجالس ويحضره الأجلاّء من أهل العلم وتدور بينهم المباحث الجميلة ولا يخلو مجلسه من فوائد في ¬

(¬1) الذين ترجموا له لم يذكروا تاريخ وفاته وهذا يدل على انحطاط الحركة العلمية في عصره وعدم وجود من له عناية بالتاريخ وغاية ما علم من جزئيات حياته أنه كان حيا عام السطارة، وقد يكون عاش زمنا بعدها فإن صديقه عبد الكريم بن الفكون توفي بعد هذا التاريخ بزمان، ولكن ليس هناك أية وثيقة تثبت حياته بعد واقعة السطارة فيبطل بالضرورة كل استنتاج أو استنباط لا مستند له إلا التخمين.

المصادر والمراجع

الثلاثة أشهر: رجب وشعبان ورمضان إلى يوم الختم وهو يوم السادس والعشرين رمضان». وتزوج بنت الشيخ الصالح الصوفي الثري أبي الغيث القشاش قال ابن أبي الضياف: «ومنه أنجر عليهم غالب الأملاك التي بأيديهم». وجرى بينه وبين صديقه عبد الكريم بن الفكون (¬1) القسنطيني مراسلات (¬2). ولما وقعت الحرب بين تونس والجزائر من أجل الخلاف حول الحدود المقررة بينهما منذ سنة 1023/ 1614 في واقعة السطارة (¬3) - ويقال الستارة - هو اسم مكان قرب الكاف من التراب التونسي وذلك في 11 رمضان 1037/ 17 ماي 1628 على عهد يوسف داي (¬4) والي تونس وحسين باشا والي الجزائر. وتشكل وفد خرج من تونس يتركب من المترجم له، والشيخ مصطفى شيخ الأندلس، والشيخ إبراهيم الجديدي الغرياني القيرواني، والشيخ عبد النبي خطيب جامع القصر ومن معهم، لعقد الصلح وتعيين الحدود فكان الحد بين الولايتين وادي سرّاط بحيث أن غريبه للجزائر وشرقية لتونس، وكتب رسم التحديد بشهادة المفتي المالكي الشيخ قاسم البرشكي، والشيخ محمد بن أبي الربيع الحنفي، ورمضان أفندي خطيب الجامع اليوسفي بتونس، وعلي آغة الجزائر ورجع المترجم له بعد تمام الصلح وإقرار الهدنة. له: «إعمال النظر الفكري في تحرير الصاع النبوي التونسي لتؤدى به زكاة الفطر في 21 ورقة من القطع المتوسط بالمكتبة الوطنية. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 67. - برنامج المكتبة العبدلية 4/ 275. - شجرة النور الزكية 293 - 294. ¬

(¬1) بفتح الفاء وتشديد الكاف الفارسية المعقدة ولذلك يكتب أحيانا الفقّون (بالقاف المعقدة) كما هو الشأن في تناوب هذين الحرفين. كان فقيها لغويا صوفيا له فيها تآليف، توفي سنة 1073/ 1663. (¬2) أورد منها رسالة في «مسامرات الظريف» ص 111. (¬3) كانت بإغراء ثابت بن شنوف المتغلب على بلد الكاف لوالي الجزائر حسين باشا. انظر إتحاف أهل الزمان 2/ 33 وتاريخ الجزائر العام لعبد الرحمن بن محمد الجيلالي (ط الجزائر 1375/ 1955) 2/ 371 - 372، المؤنس في أخبار أفريقية وتونس لابن أبي دينار (ط 3) ص 208، نزهة الأنظار 2/ 38. (¬4) الجولة الأولى انتصر فيها الجيش التونسي على الجيش الجزائري حتى إن هذا الأخير طلب الصلح ثم دارت الأحوال وانقلب النصر إلى هزيمة ساحقة بسبب وجود الإعراب في الجيش التونسي وهم يعرفون الفوضى ولا يعرفون الانضباط، وغنم الجيش الجزائري من الجيش التونسي 22 مدفعا عندئذ تذكر يوسف داي مسألة حقن الدماء وبادر إلى طلب الصلح، أما في أول الأمر عند ما انتصر فلم يحفل بحقن الدماء وسد أذنيه عن طلب الصلح.

51 - البلهوان (1326 - 1377 هـ‍) (1909 - 1958 م)

- مسامرات الظريف بحسن التعريف لمحمد السنوسي 110 - 114. - المؤنس 317. - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 303 - 304. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 39 - 40. * * * 51 - البلهوان (1326 - 1377 هـ‍) (1909 - 1958 م) علي بن عبد العزيز بن علي البلهوان (¬1) الزعيم والمناضل السياسي والخطيب والكاتب الصحفي المفكر، شخصية من ألمع الشخصيات التونسية سياسيا وفكريا في العصر الحديث، ذات مواهب خصبة وجوانب متعددة. كان خطيبا ساحرا يرتجل الخطب الطويلة باللغة الفصحى المبسطة التي لا تعلو عن أذهان الجماهير بدون أن يتلعثم أو يكرر المعاني بألفاظ مختلفة، في لهجة حماسية مؤثرة ونبرة قوية تمتلك القلوب. وهو كاتب مشرق الأسلوب، قوي البيان لا يميل إلى الاستطراد، منتظم التفكير وهو محاضر بارع يتحدث في المشاكل الفلسفية، يشد إليه الانتباه بغزارة معارفه وسعة اطلاعه ولا يغفل عن التلميح إلى مظالم الاستعمار ومساوئه وصمود الحركة الوطنية في نضالها، ودأبها في فضح ألاعيبه ودسائسه، وهو في خطبه صاحب شجاعة أدبية لا يرهب ولا يستخذي بل يرسل كلماته مجلجلة مدوية، غير هياب ولا وجل ولو في الظروف العصيبة الحرجة. ولد بتونس في 13 أفريل وتلقّى تعليمه في الكتاب حيث حفظ القرآن وأخذ مبادئ الكتابة وفي سنة 1334/ 1917 التحق بمدرسة خير الدين الابتدائية ومكث بها سبع سنوات خرج منها على أثرها محرزا على الشهادة الابتدائية، ثم دخل المدرسة الصادقية في أكتوبر 1924 ولبث بها سبع سنوات إلى أن خرج محرزا على شهادة الديبلوم في عام 1350/ 1931 ثم سافر إلى باريس لمواصلة دراسته فالتحق بكلية الآداب بجامعة السربون وتابع دراسة الآداب العربية والفلسفية بداية من سنة 1932 وتخرّج منها محرزا على الإجازة وفي مدة إقامته بباريس كان نشاطه موزعا بين الإقبال على الدراسة والنشاط السياسي، فقد انخرط في منظمة نجم الشمال الأفريقي، وقدّم لها خدمات جلّى، وعمل في جمعية طلبة شمال أفريقيا ومعنى هذا أنه كان منذ تلك الفترة مؤمنا بوحدة أقطار المغرب العربي، وأن لها مصيرا واحدا رغما عن سياسة الاستعمار في تجزئتها وأمله في البقاء في هذه الأقطار. ¬

(¬1) ينحدر من أسرة تركية الأصل، والبلهوان كلمة تركية معناها المصارع.

وبعد تخرجه رجع إلى مسقط رأسه، وعيّن أستاذا بالمدرسة الصادقية في سنة 1935 فبث روحا جديدة في تلاميذه قوامها الفكرة الوطنية الصادقة، والاعتزاز بالشخصية القومية، ومقاومة مكائد الاستعمار ودسائسه. وخشي الاستعمار من سريان هذه الروح الجديدة في أوساط الطلبة، فسلط عليهم العقوبات الصارمة ومنها الطرد النهائي، ورأى الاستعمار في هذا الأستاذ الجديد خطرا على سياسته فأقصاه الكاتب العام للحكومة كاترون عن وظيفته في 15 مارس! ) 1938 بدعوى أنه قام بجولات دعائية لفائدة الحركة الوطنية، فما استخذى ولا استسلم، ووالى نشاطه في الحزب الحر الدستوري الجديد. وكان لقرار الفصل رد فعل في كل الأوساط الشعبية فأضرب طلبة الصادقية وجامع الزيتونة وطلبة المدارس الأخرى، وتأسست في تونس «لجنة الاتحاد الزيتوني المدرسي» للعمل على تنسيق نضال الطلبة إلى جانب الحزب، وعقدت اجتماعها الأول بنادي الحزب في اليوم الثاني من أفريل 1938 وحضره زهاء ثلاثة آلاف طالب. وشارك المترجم له في مؤتمر الحزب المنعقد في 30 أكتوبر - 2 نوفمبر 1937 وكان انضمامه إلى الحركة الدستورية عام 1936. وكان انعقاد هذا المؤتمر من أجل تغيير الحكومة الفرنسية (الجبهة الشعبية) التي وعدت بإدخال إصلاحات جوهرية على أجهزة الحكم بتونس، ورأى الاستعماريون الفرنسيون بتونس أن هذا الوعد لا يتفق مع مصالحهم فسعوا إلى نشر الفوضى والاضطراب، فأطلق البوليس النار على العملة المضربين في المتلوي في 8 مارس 1937 فأردى منهم 19 قتيلا وجرح الكثير منهم ونتيجة لذلك غيّرت الحكومة الفرنسية سياستها وعدلت عن تنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها. وقرّر الاستعمار الفرنسي مصادمة الحركة الوطنية وإلقاء القبض على رجالها، وفي هذا الجو من الفزع والرعب وقعت مظاهرة شعبية أمام القصر الملكي بحمام الأنف في 7 أفريل 1938 وهتف المتظاهرون بحياة تونس واستقلالها. وقاد المترجم له مظاهرة كبرى سارت من ساحة الحلفاوين والتقت في باب البحر بالمظاهرة الثانية التي قادها الزعيم المنجي سليم والتي انطلقت من معقل الزعيم، وكانت الجماهير تنادي ببلمان تونسي، وكانت ساحة الإقامة العامة (السفارة الفرنسية) مطوقة بالجيش والدبابات والسيارات المصفحة وفي هذا الجو المكهرب اعتلى المترجم له أكتاف الشبان والعلم التونسي يرفرف إلى جانبه وارتجل خطابا ثوريا حماسيا رائعا من أهم ما جاء فيه: «جئنا في هذا اليوم لإظهار قوانا أمام هذا العاجز (يقصد المقيم العام أرمان قيون) الذي لا يقدر أن يدبّر شئونه بنفسه ويتنازل عنها إلى «كاترون» (أي الكاتب العام للحكومة) ذلك الغادر الذي لا يزال يكيد للتونسيين، ويريد سحقهم في هذه البلاد لا قدّر الله».

ولم تكن هذه المظاهرة وذلك الخطاب الناري يمران بدون رد فعل عنيف من السلطة الاستعمارية، فألقت القبض على المترجم له في 9 أفريل وسرى الخبر في العاصمة سريان البرق وتجمع المتظاهرون أمام المحكمة الفرنسية للسؤال عن مصير هذا الزعيم الشجاع، وبادر البوليس إلى تفريق جموع المتظاهرين ضربا بالعصي وإطلاق الرصاص، كما خرج الجيش من ثكنة القصبة وجال في شوارع باب المنارة وباب البنات وباب السويقة وفي حركة جنونية ألقى القبض على المارة، وأطلق الرصاص فقتل 122 تونسيا وجرح أكثر من ستين، ودامت المعركة نحو ساعتين وزادت شراسة الاستعمار بعد قتل أحد الجندرمة وإحراق عربة ترمواي قرب باب سويقة، وقرر اعتقال قادة الحركة الوطنية بتهمة التآمر على أمن الدولة في فجر 10 أفريل. وكان من بينهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة، والحبيب بوقطفة، والبحري قيقة، وصالح بن يوسف، والطاهر صفر، والمنجي سليم، والهادي شاكر. وفي هذه الفترة سجن المترجم له بتونس ثم نقل إلى تبرسق، ثم نقل في عام 1941 إلى برج سان نيكولا في مرسيليا. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية وانهزام فرنسا واحتلالها من قبل الجيوش الألمانية وإخضاع بقية ترابها للسيطرة الألمانية مما استثنته الهدنة في أول الأمر أطلق سراحه مع بقية رفاقه من المسجونين السياسيين في أفريل سنة 1943 وعاد إلى وطنه في 18 أفريل وكانت عودة هذا المناضل العنيد لا لينعم بالراحة بل ليواصل العمل فأشرف على إعادة تنظيم الحزب وإعادة تكوين إطاراته وتجديد هياكله وعقد الاجتماعات الدورية في المدن والقرى وألقى المحاضرات ذات الصبغة الفلسفية والأدبية على الطلبة في جمعية قدماء الصادقية والمدرسة الخلدونية، وفي السنة الدراسية 1945 - 1946 حضرت محاضراته في علم النفس وتاريخ الفلسفة الإسلامية في الخلدونية فأعجبت بحسن بيانه وغزارة اطلاعه وحيوية أسلوبه، وكانت لا تعن فرصة للحديث عن الحركة الوطنية إلا اهتبلها واستخلص العبرة واستنبط النتائج. وفي أكتوبر 1948 انتخب عضوا في الديوان السياسي على أثر انعقاد المؤتمر المعروف بمؤتمر دار سليم وبعد انتخابه بذل نشاطا سياسيا كبيرا قصد بعث الوعي القومي وتنظيم الحركة الوطنية وكتب في الصحف المنتمية إلى الحزب ولم تنم عين الاستعمار عن نشاطه فمنعه من إلقاء محاضرة تحت إشراف جمعية الاتحاد الصفاقسي الزيتوني بتونس. وبعد سنوات قليلة ازداد تصلب الاستعمار وتعنته وقرر الحزب إرساله إلى المشرق العربي يوم 14 سبتمبر 1951 للتعريف بالقضية التونسية وبجهاد الحزب ونشاطه فتوجه إلى القاهرة واتصل فيها بالجامعة العربية، وبيّن لدى مسئوليها موقف تونس من فرنسا، وكتب في الصحف وعقد الندوات والمحاضرات، وتكلم في الإذاعات باسطا للقضية التونسية ولسياسة فرنسا الاستعمارية، ثم سافر إلى العراق سنة 1952 أثناء قيام الثورة في تونس ولبث فيه أكثر من عام، وقام بنشاط كبير على غرار ما قام به في مصر، وعيّن أستاذا محاضرا في جامعة بغداد.

مؤلفاته

وعاد إلى القاهرة في حدود سنة 1953 وعند ما أعلنت فرنسا استقلال تونس الداخلي على لسان رئيس الحكومة منداس فرانس في جوان 1954 وتألفت الوزارة التفاوضية في أوت 1954 وفي أثناء المفاوضات رجع إلى وطنه ليواصل مسيرة الكفاح من جديد فأشرف على العديد من اللقاءات وتم اختياره في شتاء عام 1955 كاتبا عاما للجنة «التعاضد القومي» وساهم في إنجاح مؤتمر صفاقس المنعقد أيام 15 - 18 نوفمبر 1955 وتراس مصلحة النهوض الاجتماعي بالحزب إثر توقيع وثيقة الاستقلال التام (20 مارس 1956) وانتخب عضوا في المجلس التأسيسي نائبا عن جهة سبيطلة، ثم انتخب أمينا عاما له، ثم مقررا عاما لمشروع الدستور وعند ما ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 25 جويلية 1957 عيّن المجلس التأسيسي وفدا لإبلاغ آخر بايات تونس (محمد الأمين) قرار إعلان النظام الجمهوري، وهذا الوفد يتركب من السادة: أحمد المستيري، وأحمد الزاوش، وإدريس قيقة (وزير الداخلية الآن) والطيّب المهيري، وصاحب الترجمة. وكان ضمن الوفد التونسي للأمم المتحدة عام 1956 وترأس وفد تونس إلى المؤتمر الأفريقي الآسيوي في ديسمبر 1957، ووفد العلماء في ندوة لاهور للشعوب الإسلامية. وفي سنة 1957 انتخب رئيسا لبلدية العاصمة، وعيّن ضمن الوفد الرسمي الممثّل لتونس في مؤتمر طنجة المنعقد في 27 - 29 أفريل 1958 واختير ليكون ضمن النواب الجزائريين والمغاربة الذين كلفوا بإبلاغ قادة المغرب العربي نتائج المؤتمر ومقرراته، وكاد ينهى هذه المهمة مع بقية أفراد اللجنة في 11 مارس 1958 ولكن الموت الفجائي قضى عليه قبل ذلك بيومين إذ فارق الحياة في 20 شوّال 1377/ 9 مارس 1958 في الساعة الرابعة والربع مساء على أثر سكتة قلبية وهكذا انطفأت شعلة من الحماس المتأجج والعمل الدائب المتواصل والفكر النيّر الحر. مؤلفاته: 1 - الاقتصاد التونسي (مخطوط) درس فيه مشاكل الاقتصاد بالبلاد وقضية تزايد السكان وبسط نظرياته في خصوص الأراضي المهملة، وقلة الأمطار وندرة المياه في الجنوب. 2 - تصميم العاصمة (مخطوط) ألّفه أثناء رئاسته لبلدية العاصمة. 3 - تونس الثائرة - ألّفه بالقاهرة، وطبع في تونس بلا تاريخ، سجّل في هذا الكتاب نضال الشعب التونسي على مر العصور، وبالخصوص الفترة العصيبة التي مرت بها (1949 - 1954) والكفاح البطولي للشعب في هذه الفترة وسجّل فيه تاريخ الحركة الوطنية وصراعها مع الاستعمار والتجاء الاستعمار في طوره الأخير إلى الاغتيال مثل اغتيال فرحات حشاد والهادي شاكر، والطور الأخير من الكفاح بقيام ثورة 1952. 4 - ثورة الفكر أو مشكلة المعرفة عند الغزالي، مط الإرادة تونس بدون تاريخ، نشر معظم فصوله في مجلة «المباحث»، وحلّل في الكتاب شخصية الغزالي، وأطوار حياته وأبرز

المراجع

قيمة مؤلفاته، ودرس آراءه الفلسفية ومنهجه مقارنا بينه وبين بعض فلاسفة الغرب كدافيد هيوم، وإيمانوئل كانت، وهنري برغسون وغيرهم وأبان في هذا الكتاب عن اضطلاعه في الفلسفة الإسلامية واطلاع واسع على الفلسفة الحديثة وسيطرة فكرية على ما توفر لديه من آراء ومعلومات. 5 - شمال أفريقيا (مخطوط) وهو ترجمة لكتاب المؤرخ الفرنسي شارل اندري جوليان. 6 - مذكرات زعيم، يشتمل على قسم وافر من مذكرات الزعيم الحبيب بورقيبة التي حررها ما بين سنتي 1940 - 1941 في سجن نيكولا بمرسيليا، وكان معتقلا معه (مخطوط). 7 - نحن أمة كتيب في 44 ص ط تونس بلا تاريخ، دوّن فيه محاضرة كان ألقاها في نوادي الجمعيات الثقافية والحرب العالمية الثانية على وشك النهاية (1944) وفيه رد على من أنكر وجود أمة تونسية وجحد شخصيتها وتاريخها. المراجع: - رشيد الذوادي: علي البلهوان حياته وآثاره، ط تونس 1974. - الأعلام 4/ 300 (ط 4/). - حياة كفاح لأحمد توفيق المدني (الجزائر) 2/ 338 - 339. * * * 52 - البليّش (1252 هـ‍) (1837 م) عبد الله بن عبد اللطيف البلّيش الصنهاجي القيرواني، نشأ ببلده، وأخذ عن أعلامها كالشيخ قاسم أبو الأجفان التميمي، والشيخ محمد بن عبيد الغرياني، وغيرهما. توفي في ذي الحجة /1252 مارس - أفريل 1837. له نظم سماه: إيقاظ الغافل في تاريخ الأفاضل جمع فيه معالم الإيمان. المصادر: - إتحاف أهل الزمان 8/ 25 (فيه البلش، وهو تحريف. وهو لقب أسرة موجودة إلى الآن بالقيروان). - تكميل الصلحاء والأعيان 195 - 198. * * *

53 - البليش (1317 - 1384 هـ‍) (1899 - 1964 م)

53 - البليّش (1317 - 1384 هـ‍) (1899 - 1964 م) محمد الصادق ابن الشيخ محمد بن الشيخ حمودة البلّيش الصنهاجي القيرواني، الفقيه من أعلام المذهب الحنفي، والخطيب المفوّه. نشأ في بيت علم وتقوى. قرأ القرآن العظيم وأخذ مبادئ العلوم على المشايخ: البشير غانم، ومحمد الأسود الفهيم، ومحمد شويشة، ومحمد فلح. وفي عام 1913 التحق بجامع الزيتونة، وأخذ عن أعلامه كبلحسن النجار، والشقيقين إبراهيم والبشير النيفر، ومحمد العزيز جعيط، ومحمد النخلي القيرواني، ومحمد الصادق النيفر ومحمد بن يوسف شيخ الإسلام الحنفي، وأحرز على شهادة التطويع سنة 1917 وتابع دروس المرتبة العليا بجامع الزيتونة وأقرأ دروسا من سنة 1918 إلى سنة 1921. انتدبه القاضي الحنفي بتونس الشيخ محمد رضوان السوسي لكتابته الخاصة بالديوان الشرعي وعهد إليه بتحرير الرسائل والأذون الشرعية الهامة وإعداد مسودات الأحكام، وتمثيله في المقابلات الوزيرية والإدارية بداية من شهر ماي 1921. وفي عام 1926 نجح في مناظرة كتبة رسميين فتحتها وزارة العدلية وتولى كتابة الدائرة الثالثة ثم الدائرة الرابعة، واعتمده وزراء العدلية في إعداد معروضات الترجيح بين آراء شيوخ المجلس الشرعي الحنفي فيما يكون محل خلاف بينهم، ويصدر بشأنه معروض ملكي، ولهذا أسندت إليه رئاسة الدائرة الرابعة على إثر وفاة الشيخ محمد بوشارب الهلالي (من بلدة قصر هلال) آخر سنة 1940. وفي خلال سنة 1941 رقّي إلى رتبة مفت حنفي بالقيروان مع استمرار تكليفه بالدائرة الرابعة. وفي سنة 1951 أعفي - وهو بالأراضي المقدسة - من رئاسة الدائرة الرابعة، وكلف بالقضاء الحنفي لفصل القضايا المنشورة بدائرة قضاء القيروان. وحوالى سنة 1950 تولى تحرير محضر جلسات المجلة الشرعية بوصفه كاتبا للجنة المجلة التي عملت طويلا برئاسة الشيخ محمد العزيز جعيط. وفي سنة 1956 أحيل على التقاعد فتفرّغ للإمامة والخطابة بجامع محمد أبي الخيرات الحنفي بالقيروان، وقراءة الصحيحين في مقام أبي زمعة البلوي. كان يستظهر جميع مسائل الفتاوى الهندية، والفتاوى الخانية، والكنز، والبحر، ويعرف مسائل الخلاف والوفاق بين أبي حنيفة وأبي يوسف. قام بثلاث رحلات إلى مصر، وسوريا، ولبنان، والمسجد الأقصى، والحرمين الشريفين خلال أعوام 1951، 1954، 1964 وفي كل مرة يقيم بالمدينة المنورة شهرين يختم القرآن في

مؤلفاته

كل يوم، ويختم الصحيحين في الروضة النبوية، وفي موسم عام 1964 خارت قواه الصحية فسقط في المطاف قبل أن يتم أشواطه، وتوفي وهو محرم، ونقل جثمانه إلى القيروان حيث دفن بالمقبرة الصنهاجية بالجناح القبلي من مقابر قريش إلى جانب المرهف بن تميم بن المعز بن باديس ضمن قبور أسلافه، وذلك يوم الأحد موفى جمادى الأولى 1384/ 4 أكتوبر 1964. مؤلفاته: 1 - ابتهالات وأدعية وفضل ختم القرآن والحديث في جزءين كل واحد منهما في أكثر من 100 ص. 2 - جمع الأحاديث المفردة الواردة في صحيح البخاري وتعليق على الأحاديث المكررة. 3 - خطب منبرية تعتبر من أشمل الخطب وأبلغها وأجمعها لأصول الأخلاق الإسلامية والهدي المحمدي ومعالجة الأمراض الاجتماعية. 4 - دروس إنشائية ومنتخبات أدبية ط تونس، قال عنه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «وكتاب الشيخ الصادق البليش «القواعد الإنشائية» بما حوى من القواعد والتوجيهات، وما اشتمل عليه من المثل الأدبية المنتقاة بتقسيمها وتنسيقها والكشف عن مظاهر الجمال البلاغي فيها يعتبر مثالا للنقد الأدبي والتوجيه البلاغي الذي هو من أخص خصائص النثر العلمي». 5 - مجموعة في التعريف بمعالم ومساجد القيروان، تبنّت ولاية القيروان بعضها وجعلتها في نقائش من الرخام علقت على جدران تلك المعالم. 6 - مجموعة في الصلوات على النبي صلّى الله عليه وسلم. 7 - مجموعة من الأحكام الشرعية التي أصدرها، مجلدان. 8 - مختصر في مسائل الأقضية طبق المذهب الحنفي. 9 - مناسك الحج على مقتضى المذهب الحنفي في نحو 100 ص. المراجع: - الحركة الأدبية والفكرية في تونس ص 137. - محمود الباجي: جريدة «الصباح» 22 رجب 1384، 13 ديسمبر 1964 السنة 14 العدد 3794. * * *

54 - ابن بليمة (427 أو 428 - 514 هـ‍) (1036 أو 1037 - 1120 م)

54 - ابن بلّيمة (427 أو 428 - 514 هـ‍) (1036 أو 1037 - 1120 م) الحسن بن خلف بن عبد الله بن بلّيمة (بفتح الباء الموحدة في أوله وتشديد اللام المكسورة وبعدها ميم مفتوحة وهاء آخر الحروف) الهواري المالكي القيرواني، أبو علي، نزيل الإسكندرية، العالم بالقراءات. عني بالقراءات فقرأ بالقيروان على أبي بكر القصري إمام جامع القيروان، والحسن بن علي الجلولي، وعبد الحق الجلاء وأبي العالية البندوني، وعثمان بن بلال الزاهد، وعبد الملك ابن داود القسطلاني، وأحمد الحجري، ومحمد بن أبي الحسن الصقلي يعرف بابن بنت العروق، وعبد المجيد بن عبد القوي، وعبد المعطي الصفاقسي، وأبي إسحاق بن العجمي، وعمر بن أبي الخير الخراز صاحب علي بن أبي طالب صاحب أبي الطيّب بن غلبون، ورحل إلى مكة فقرأ على أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري الشافعي، المتوفى سنة 478/ 1076 وبمصر على محمد بن أحمد بن علي القزويني، وأحمد بن نفيس برواية ورش من طريق الأزرق، ورواية الدوري عن اليزيدي، كما قرأ على عبد الباقي بن فارس. قرأ عليه أبو العباس بن أحمد بن الحطيئة وعبد العزيز بن خلف الله بن عطية وأبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن عظيمة الأشبيلي، ويحيى بن سعدون القرطبي. توفي بالإسكندرية في 13 رجب. له تلخيص العبارات بلطيف الإشارات (¬1). المصادر والمراجع: - حسن المحاضرة للسيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1387/ 1968) 1/ 494 - 495. - شذرات الذهب 4/ 41. - العبر 4/ 32. - غاية النهاية 1/ 211. - كشف الظنون 473 - 479 - 573. - مرآة الجنان لليافعي 3/ 210. - معجم المؤلفين 3/ 222. - معرفة القرّاء الكبار للذهبي 380 - 381. - هدية العارفين 1/ 278. * * * ¬

(¬1) كذا في غاية النهاية 1/ 456 وفي معرفة القراء الكبار «تلخيص العبارات في القراءات» وفي ترجمة شيخه عبد المجيد بن عبد القوي المليجي المصري الضرير أبي محمد «تلخيص العبارة بلطيف الإشارة».

55 - البنا (1283 هـ‍) (1866 م)

55 - البنّا (1283 هـ‍) (1866 م) محمد بن محمد البنّا التونسي، الفقيه. أخذ عن الشيخ إبراهيم الرياحي، والشيخ حسن الشريف، والشيخ الطاهر بن مسعود وعنه جماعة منهم محمد الحربي المنستيري والطاهر والطيّب ابنا رفيقه الشيخ محمد النيفر وصالح النيفر. درّس بجامع الزيتونة، وتولى القضاء ثم الإفتاء وإماما ثانيا بجامع الزيتونة، ويوم ولايته الفتيا تولى قرينه الشيخ محمد النيفر الأكبر خطة القضاء سنة 1262/ 1843 وذلك بمحضر رئيس المفتيين الشيخ إبراهيم الرياحي الذي قال للمشير أحمد باشا باي: «أصبت في انتخابك لا زلت تصيب، هما خير أقرانهما علما ودينا». كان عالما فقيها مطلعا جيّد الحفظ ثاقب الفهم، عالي الهمة متواضعا. توفي يوم الأربعاء 16 محرّم سنة 1283/ 10 ماي 1866 عن غير عقب. تآليفه: 1 - ديوان خطب منبرية. 2 - مجموعة من الفتاوى. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 8/ 143 - 144. - شجرة النور الزكية 391 - 392. * * * 56 - البنّاني (¬1) ( ... 1198 هـ‍) ( ... 1784 م) عبد الرحمن بن جاد الله البنّاني، الفقيه الأصولي. هجر إلى مصر وجاور الأزهر، وقرأ فيه على أعلام عصره كالمشايخ: علي الصعيدي ¬

(¬1) نسبة إلى بنّان قرية من قرى الساحل التونسي قرب المستير لا إلى بنّانة كما وهم بعضهم.

تآليفه

العدوي ومحمد بن يوسف الحفناوي، ومحمد البليدي، وقرأ الحديث على أحمد الصبّاغ وغيره، ودرّس برواق المغاربة من الجامع الأزهر، وتولى مشيخة هذا الرواق مرارا، وبعد وفاته تولى مشيخته عبد الرحمن بكار الصفاقسي الحنفي الكفيف. تآليفه: 1 - حاشية على شرح المحلي على جمع الجوامع لتاج الدين السبكي في أصول الفقه، اعتمد فيها حاشية ابن قاسم العبادي، في مجلدين طبعت في مصر مرارا. 2 - حاشية على المقامة التصحيفية للشيخ عبد الله الأدكاوي. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 73. - برنامج المكتبة العبدلية 1/ 555، 4/ 16. - شجرة النور الزكية 342. - عجائب الآثار للجبرتي (ط دار الجيل بيروت) 1/ 584. - معجم المطبوعات 591. - معجم المؤلفين 5/ 132. - المكتبة الأزهرية 2/ 28. - هدية العارفين 1/ 505. - اليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة لمحمد البشير ظافر الأزهري (الليبي) (ط. مصر 1324 هـ‍) 197 - 198. * * * 57 - البيّاسي (573 - 653 هـ‍) (1177 - 1255 م) يوسف بن محمد بن إبراهيم الأنصاري البياسي (¬1) البلنسي الأندلسي جمال الدين، أبو الحجاج، نزيل تونس. محدث حافظ أديب، شاعر، لغوي، نحوي، راوية، كان يحفظ الحماسة وديوان المتنبي، وديوان أبي تمام، وسقط الزند للمعري، والمعلقات السبع. ¬

(¬1) بفتح الباء الموحدة والياء المثناة التحتية المشددة نسبة إلى بيّاسة مدينة كبيرة بالأندلس معدودة من كورجيّان. الروض المعطار للحميري 121 - 122، المشترك وضعا المختلف صقعا لياقوت الحموي ص 73، وفيات الأعيان 6/ 241.

مؤلفاته

ولد في 14 ربيع الأول سنة 573/ 1177 وتجوّل في أكثر بلدان الأندلس، ثم استقر بتونس إلى أن توفي في 4 ذي القعدة سنة /653 فيفري 1255 وقد جاوز الثمانين بيسير. في «نفح الطيب»: «وكان حافظا لنكات الأندلسيين حديثا وقديما، ذاكرا لفكاهاتهم التي صيرته للملوك خليلا ونديما (¬1)». وقال عنه ابن سعيد في «اختصار القدح المعلى»: «من أشياخ المؤرخين الأدباء المشهورين بالتصنيف والإقراء، صحبته زمانا بإشبيلية، ثم بالجزيرة الخضراء، ثم حاضرته غير مرة بحضرة تونس - أدام الله لمالكها اتصال الظهور والاعتلاء - وفي جميع ذلك استفدت من فنون آدابه ما لا أنسى ذكره ولا انتقص - متى أخذته الألسن من جهة الأمور الدينية - قدره، فقد كان - سامحه الله - حافظا لكنت تواريخ الأندلس حديثا وقديما، ذاكرا للفكاهات التي صيرته للملوك والكبراء نديما، إلا أنه بلي بالتقتير على نفسه إلى حين حلول رمسه فكان يجمع ما يحصل له من المرتب وأنواع الإحسان، ولا يخرج من ذلك إلا ما لا بد له منه مما يقيم به أود الإنسان» (¬2). مؤلفاته: 1 - الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام، جمعه للأمير أبي زكريا بن عبد الواحد الحفصي ابتدأ فيه بمقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وختم بخروج الوليد بن طريف الشاري على هارون الرشيد ببلاد الجزيرة الفراتية، فهو عبارة عن تاريخ مطوّل لعصر بني أمية - وأصل الكتاب في مجلدين. قال ابن خلكان: «ورأيت هذا الكتاب فطالعته وهو في مجلدين، أجاد في تصنيفه، وكلامه كلام عارف بهذا الفن». منه نسخة ناقصة بدار الكتب المصرية بخط قديم برقم 8739. حقّق الجزء الأول منه عام 1974.شفيق جاسر أحمد محمود، وحصل به على درجة الماجستير من جامعة عين شمس، وحقّق الجزء الثاني رئيس قسم التاريخ بكلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة. 2 - تذكرة الغافل وتنبيه الجاهل، يظهر أنه في حروب المرابطين والموحدين مع الملوك المسيحيين في إسبانيا (¬3). 3 - كتاب الحماسة، على نسق حماسة أبي تمام، في مجلدين، قال ابن خلكان: «وقد ¬

(¬1) نفح الطيب 293. (¬2) اختصار القدح المعلى في التاريخ المحلي، اختصره أبو عبد الله محمد بن عبد الله خليل والأصل لابن سعيد الأندلسي، تحقيق إبراهيم الأبياري (القاهرة 1959، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية) ص 94. (¬3) نقل منه ابن خلكان عند ترجمة أبي يوسف يعقوب الموحدي 6/ 7 وعند ترجمة يوسف بن تاشفين 6/ 16.

المصادر والمراجع

قرئت النسخة عليه، وعليها خطه كتبه في أواخر شهر ربيع الآخر سنة خمسين وستمائة، وقال في آخر كتابه: وكان الفراغ من تأليفه وترتيبه بمدينة تونس - حرسها الله تعالى - في شوّال سنة ست وأربعين وستمائة. ونقلت من أوله - بعد الحمد لله - ما مثاله: «أما بعد فإني كنت في أوان حداثتي وزمان شبيبتي ذا ولوع بالأدب، وصحبة في كلام العرب، ولم أزل متتبعا لمعانيه ومفتشا عن قواعده ومبانيه إلى أن حصلت لي جملة منه لا يسع الطالب المجتهد جهلها ولا يصلح بالناظر في هذا ألاّ العلم إلا أن يكون عنده مثلها، وحملتني المحبة في ذلك العلم والولوع به على أن جمعت مما اخترته واستحسنته من أشعار العرب جاهليها ومخضرمها وإسلاميها ومولدها، .ومن أشعار المحدثين من أهل المشرق والأندلس وغيرهم ما تحسن به المحاضرة، وتجمل عليه المناظرة. ثم إني رأيت أن بقاءها دون أن تدخل تحت قانون يجمعها وديوان يؤلفها، مؤذن بذهابها ومؤدّ إلى فسادها، فرأيت أن أضم مختارها، وأجمع مستحسنها تحت أبواب تقيد نافرها، وتضم نادرها، فنظرت في ذلك فلم أجد أقرب تبويبا ولا أحسن ترتيبا، مما بوّبه ورتّبه أبو تمام حبيب بن أوس - رحمه الله تعالى - في كتابه المعروف بكتاب «الحماسة» وحسن الاقتداء به، والتوخي لمذهبه لتقدمه في هذه الصناعة، وانفراده منها بأوفر حظ وأنفس بضاعة، فاتبعت في ذلك مذهبه، ونزعت منزعه، وقرنت الشعر بما يجانسه ووصلته بما يناسبه، ونقّحت ذلك واخترته على قدر استطاعتي وبلوغ جهدي وطاقتي (¬1)». منه نسخة في غوطا بألمانيا. 4 - تاريخ ذيل به على تاريخ ابن حيان إلى عصره. 5 - جمع للأمير أبي زكريا الحفصي أحاديث كتاب «المستصفى» للغزالي واستخرجها من الأمهات ونبّه على الصحيح منها والسقيم. 6 - شرح رسالة ابن حريق والرسالة في شرح أبيات الجمل لأبي إسحاق الزجاجي، وبيّن غريبها وأمثالها ومشكلها، واستشهد على كل ذلك بأشعار العرب. توجد ضمن مجموع بالزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى يبتدئ الشرح من ص 184 إلى 315 مكتوب بخط أندلسي مليح واضح بتاريخ أواخر رجب 692 هـ‍. المصادر والمراجع: - الأعلام 9/ 329 - 330. ¬

(¬1) وفيات الأعيان 7/ 239.

58 - بيرم الأول (1130 - 1214 هـ‍) (1718 - 1800 م)

- بغية الوعاة 2/ 359 - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 88/ 89/3. - شذرات الذهب 5/ 262 - 263. - دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام بن سودة المري ص 169. - الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية 119، تعليقات المحققين آخر الكتاب ص 236 - 237. - كشف الظنون 126، 394، 962. - مرآة الجنان 4/ 129. - معجم المؤلفين 13/ 327. - المغرب لابن سعيد 2/ 73. - مكتبة الزاوية الحمزية صفحة من تاريخها لمحمد المنوني، ص 37. - نفخ الطيب 4/ 293 - 294 نشر محمد محي الدين عبد الحميد. - اختصار القدح المعلى ص 94. - الروض المعطار 122. - بروكلمان 1/ 346 - 347. - الملحق 1/ 588 - 589. - إيضاح المكنون 1/ 358؛ 2/ 56، 100. - بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 384. - هدية العارفين 2/ 554. * * * 58 - بيرم الأول (1130 - 1214 هـ‍) (1718 - 1800 م) محمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن حسين بيرام شهر بيرم (وأصل اللفظة من التركية ومعناها العيد) شيخ الإسلام المعروف ببيرم الأول، قدم جده بيرام إلى تونس صحبة جند سنان باشا لاستنقاذ البلاد من الاحتلال الإسباني، وطاب له المقام بتونس، وتزوج من أهلها، ومن أحفاده المترجم له. قرأ المغني لابن هشام، وتسهيل الفوائد لابن مالك وصحيح البخاري على الشيخ علي سويسي، وعلى أحمد المكودي الفاسي نزيل تونس كتب المنطق بأسرها وروى عنه صحيح البخاري وأجازه بمروياته، وقرأ على قاسم المحجوب مختصر السعد ومطوله في البلاغة، وعلى محمد بن عبد العزيز المكودي على الألفية، والأشموني على الألفية والتصريح على التوضيح للشيخ خالد الأزهري الجرجاوي والمحلي على جمع الجوامع في الأصول والشرح المختصر لسعد

مؤلفاته

الدين التفتازاني على تلخيص الخطيب القزويني في البلاغة، وعصام على الاستعارات بحواشيها، والعقيدة الكبرى للسنوسي بحاشيتي المنجور واليوسي، والفية العراقي في مصطلح الحديث بشرحي مؤلفها والقاضي زكريا الأنصاري. وأخذ الفقه الحنفي عن حسن البارودي. وتتلمذ عليه جماعة كحمودة بن محمود، وحمودة باكير، وعلي شندرلي، والمفتي المالكي بالحاضرة محمد المحجوب، وعبد الرحمن الفراتي قاضي صفاقس، والوزير الكاتب الأديب حمودة بن عبد العزيز الذي ترجم له في تاريخه «الباشي» في الجماعة الذين قال فيهم: «لا يشق غبارهم ولا يجارى مضمارهم، وإليهم تضرب أكباد الإبل» وبقوله: «شيخنا المفتي الأكبر أبي عبد الله محمد بن حسين بيرم عالم الحنفية بالمغرب غير مدافع، ومن لم يوجد فيهم مثله منذ زمان شاسع».أقام في الفتوى خمسا وأربعين سنة. وفي عهد علي باشا الأول انقلبت به الأحوال فدخل السجن، والتجأ بإحدى الزوايا ودرس بالمدرسة العنقية التي توارثها أعقابه، ثم خاف السجن من جديد فانحجز في زاوية سيدي منصور بن جردان حيث استمر على التدريس إلى سقوط دولة علي باشا وقيام دولة أبناء حسين بن علي، وفيها سمي مفتيا حنفيا في سنة 1169/ 1756 وبعد وفاة شيخه حسن البارودي في 1186/ 1773 قدمه الأمير علي باشا الحسيني لرئاسة فتوى الحنفية في ذي القعدة من تلك السنة. مات يوم الأربعاء آخر شوال سنة 1214/ 26 مارس 1800 وله من العمر 84 سنة ودفن بتربته المجاورة لزاوية الشيخ سيدي عبد الرزاق قرب دار الآغة. مؤلفاته: ألف عدة تآليف لم يتم منها إلا: 1 - بغية السائل في اختصار أنفع الوسائل. وأنفع الوسائل للطرسوسي في الفقه الحنفي شرع في تأليفه في السنة التي تولى فيها رئاسة الفتوى (1186/ 1773). قال في مقدمته: «لما رأيت كتاب «أنفع الوسائل» مشتملا على تحريرات مسائل عديمة النظير غير أنه يميل في تعبيره إلى التطويل عزمت على اختصاره، ثم رأيت أثناء المطالعة أن العلامة عمر بن نجيم قد اختصره وسمى مختصره «إجابة السائل» وكذلك رأيت الفاضل خير الدين الرملي اختصره أيضا ففتر العزم ثم أن ولدي محمد - حفظه الله - قال لي: إن هذين المختصرين لا وجود لهما بهذه البلاد فاختصرته اختصارا يعرف فضله من تدبره مراجعا لأصله فجاء في نحو ثلثي الكتاب مع زيادات من ذكر قيد أو تصحيح مع ذكر ما عليه الفتوى».في 193 ورقة من القطع المتوسط منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس. 2 - رسالة في السياسة الشرعية، منها نسخة بالمكتبة الوطنية.

المصادر والمراجع

3 - تقريظ على شرح مصطفى الطرودي على الرسالة العبادية في العروض، أورده بنصه شيخ الإسلام محمد بيرم الثاني في شرح منظومته للمفتين على المذهب الحنفي. 4 - رسالة في موضوعات الحديث، مطبوعة. 5 - الشجرة النبوية وتعرف بالحمامات المعدنية وفيها فوائد طبية للنساء والرجال والبنات ط. بمصر. 6 - نبذة في بعض القواعد الشرعية لحفظ الإدارة الكلية. مط. الإعلام القاهرة 1306 هـ‍ في 34 ص يليها رسالة في موضوعات الحديث، 12 ص. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 30 - 35 (استمد الترجمة من تأليف ابنه محمد في شرح منظومة المفتين على المذهب الحنفي بتونس من لدن الفتح التركي إلى عصره). - الإعلام 6/ 336. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 69 - 70. - معجم المطبوعات 612. - معجم المؤلفين 9/ 233. - المؤرخون التونسيون للأستاذ أحمد عبد السلام (بالفرنسية) ص 289 عرضا في ترجمة ابنه محمد بيرم الثاني. - سياسة حمودة باشا في تونس للدكتور رشاد الإمام، منشورات الجامعة التونسية 1980، ص 16 - 17 (تحليل لرسالة السياسة الشرعية)، المرجع السالف ص 135 - 136. - هدية العارفين 2/ 352. * * * 59 - بيرم الثاني (1162 - 1247 هـ‍) (1749 - 1831 م) محمد بن محمد بن حسين بيرم ابن المترجم له قبل هذا، المعروف ببيرم الثاني. ذكر في «شرح منظومته للمفتين الحنفيين» شيوخه ونشاطه في التدريس والمناصب الشرعية التي تولاها فقال: «أخذت العلم عن جماعة: فالتجويد عن محمد قرة بطاق وأبي إسحاق إبراهيم الحميري وأبي العباس أحمد الوافي، والفقه والحديث عن والدي، وباقي العلوم عن الشيخ المحقق صالح الكوّاش والفاضلين البارعين المفتيين: أبي العباس أحمد الثعالبي الشهير

بالبرانسي، وأبي عبد الله محمد الدرناوي، والفقيه أبي الحسن علي بن سلامة، والنحوي أبي العباس أحمد السويسي وقطب دائرة المعقول أبي عبد الله محمد الشحمي. وأقرأت - حسب الطاقة - بالمدرسة الباشية نيابة عن والدي واستقلالا بها، وبالجامع الأعظم وغيرهما، ثم خطبت بجامع يوسف داي نيابة عن والدي، ثم رفعنا أيدينا عنها فوليها امام الخمس به - إذ ذاك - الفقيه خليل، ثم قدمت للقضاء بعد عزل شيخنا قره بطاق يوم السبت لست يقين من شهر ربيع (¬1) الأول عام اثنين وتسعين، ثم استقلت منه فأقلت يوم الأحد من رجب الأصب (¬2) من عام 1193، ووليه الشيخ حسن الترجمان، ثم عزل عنه وأكد عليّ في العود إليه فعدت يوم الاثنين لأربع بقين من ثاني الربيعين (¬3) عام 1194، وطلبت الإقالة منه ثانيا (¬4) فلم أجب عليها فصبرت، ثم وليت الأشراف على الأشراف (¬5) بعد موت عبد الكبير الشريف عام 1206 وبقيت كذلك إلى أن توفي الشيخ الوالد في التاريخ (1214) فقلدت الفتوى في الخامس عشر من محرم (¬6) عام 1215، وسبب التأخير في هذه المدة التروي فيمن يقلد خطة القضاء التي كانت بيدي، حتى وقع الاختيار على الشيخ حسين برناز، وأنا أنتظر خاتمة الخير». وتولى رئاسة الفتوى في ربيع الثاني /1216 أوت 1801 وبقي في هذا المنصب إلى وفاته في غرة جمادى الأولى سنة 1247/ 21 أكتوبر 1831. كان من قضاة العدل متشبثا متحريا، وقبل استقالته الأولى من خطة القضاء انتخب عددا معينا من الشهود بالحاضرة، وكتب لكل من انتخبه في طرة أمر ولايته: «وأثبته في الشهادة.» واستشاط الفقيه الحاج مبارك الدبّاك غيظا لعدم انتخابه فسافر إلى المدينة المنورة شاكيا لقبر المصطفى - صلّى الله عليه وسلم - بالقاضي ولما بلغ ذلك للباشا علي بن حسين باي أبقى سائر الشهود على ما كانوا، وكتب بذلك للقضاة. ومن تثبته أنه في المعاوضات يتوجه بنفسه لنظر العوض، ويسأل عن القيمة غير الامناء (الخبراء) المعيّنين لذلك وهو أول من سن الزيادة على القيمة تحريا لجانب الحبس. وكان غزير الحفظ، جيد الفكر، واشتهر بأنه مجتهد، وعرف المذهب المالكي الذي كان يستمد منه أحيانا حججا في فتواه وكان معتنيا بالحديث والإسناد الذي غالب رجاله مالكية. وله شعر. ¬

(¬1) الموافق 11 افريل 1778. (¬2) جويلية - أوت 1779. (¬3) أول ماي 1780. (¬4) في ربيع /1197 فيفري 1783. (¬5) أي نقابة الأشراف لأنه شريف من جهة أمه تولاها في سنة 1206/ 1792 وتوارث هذه الخطة ذربته إلى وفاة محمد بيرم الرابع في أول جمادى الأولى سنة /1378 نوفمبر 1861. (¬6) ماي 1800 مفتيا ثانيا.

تآليفه

وممن أخذ عنه المؤرخ أحمد بن أبي الضياف، أخذ عنه صحيح البخاري قرأ عليه أبوابا منه وأجازه فيه بسنده، وكان ذلك بمحضر حفيده محمد ليلة عرسه فقال للحاضرين متحدثا بنعمة الله «ابني هذا نعمة غير مترقبة، وذلك أن أولادي وأمهم ماتوا في الطاعون الجارف (¬1) وبقيت وحدي في البيت، وعزمت على العزبة فكتب إليّ أبي بالتزوج فأخبرته بما عزمت عليه آيسا من الولد، فكتب إليّ: «لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» فعند ذلك قلت له: أمري بيدك، فزوجني من بنت الشريف الفلاّري، فحملت بشيخكم ابني محمد، ولما ولد قلت هل يعيش حتى نراه يقرأ كأخيه الميت؟ فعشت حتى رأيته مدرسا، وعشت حتى رأيته مفتيا معي، ولما ولد له صاحبكم محمد قلت: هل يعيش حتى نراه يقرأ؟ فعشت حتى رأيته - والشكر لله - من نجباء الطلبة، هذه ليلة عرسه وفضل الله أوسع من هذا». تآليفه: 1 - حاشية على شرح الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي المصري على مختصر المنار لابن حبيب الحلبي المتوفى سنة 808/ 1406 فرغ منها في 5 جمادي الثانية سنة 1226. 2 - حسن النبا في جواز التحفظ من الوباء. وقعت محاورة بينه وبين معاصره الشيخ محمد المناعي المالكي في شأن عدوى مرض الوباء، وما تتخذه الدول من الحجر الصحي (الكرنتينة) برا وبحرا لإيقاف خطره ومنع تسرب عدواه. ومن رأي صاحب الترجمة صحة القول بالعدوى، وألف هاته الرسالة في ذلك، وهاته المحاورة أشار إليها الشيخ رفاعة الطهطاوي في صدر رحلته ويبدو أنه ألفها على إثر الطاعون الجارف الواقع في عهد محمد علي سنة 1199/ 1785 والذي دام أكثر من عامين. ط. بمط. الإعلام، القاهرة 1302 هـ‍ في 26 ص، والمط الرسمية بتونس. 3 - التعريف بالأجداد البيارمة (وهي عند الزركلي في الإعلام، التعريف بالأسرة البيرمية) مخطوطة في 60 ورقة عند الأستاذ خالد ابن المؤرخ محمد بن الخوجة الأستاذ بكلية الآداب بالجامعة التونسية وأصلها من كتب خليل الطواحني. 4 - رسالة في بيع الوفاء. 5 - رسالة في الطلاق. 6 - رسالة في رجوع الموصي عن وصيته بعد أن اشترط عدم الرجوع نحا فيها منحى المجتهدين من أهل الترجيح، وقلد المذهب المالكي، وقرضها علماء عصره وتلقوها بالقبول كالشيخ حسن الشريف والشيخ إبراهيم الرياحي. ¬

(¬1) أي في سنة 1199/ 1785 ومات أولاده الخمسة.

وله رسائل أخرى كثيرة لو جمعت كانت مجلدا ضحما. 7 - عقد الدر والمرجان. وهي منظومة طويلة في سلاطين آل عثمان، من البحر الطويل. بعد خمسين بيتا شرع في ذكر السلاطين العثمانيين إلى أن انتهى إلى سلطان عصره السلطان عبد الحميد الأول (المتوفى سنة 1203/ 1789) ويبدو أن المؤلف زاد عليها بعد فراغه منها سنة 1198/ 1783 - 84 حتى وصل إلى سلطان عصره، ثم أضاف إليها ثلاثة أبيات تخليدا لعهد السلطان سليمان الثالث، وأكملها حفيده بيرم الرابع - فيما بعد - بذكر السلاطين المتوالين إلى وسط القرن الثالث عشر الهجري. 8 - منظومة في بايات تونس في 18 بيتا. 9 - منظومة في الهلال. 10 - منظومة في المفتيين الحنفيين بتونس من لدن الفتح التركي إلى عصره، وشرحها. نشرت منها مجلة «الندوة» نتفا في عددين ذكر فيها واحدا وعشرين مفتيا، وأولهم رمضان افندي الذين عينته الأستانة قاضيا وسمي مفتيا بعد انتهاء مهمته (أي بعد انتهاء ثلاث سنوات من ولايته القضاء) والترجمة الأخيرة خصصها لنفسه، وكان رئيس الإفتاء عند ما كتب شرحه، ولمعاونيه مصطفى وأحمد البارودي اللذين توليا الواحد إثر الآخر منصب المفتي الثاني، وحسين برناز المفتي الثالث. وفي آخر المنظومة بيت لم يشرحه متضمن لاسم مفتيين أحمد بن الخوجة، وابن الناظم محمد بيرم الثالث الذي سمي مفتيا في ذي القعدة سنة /1229 اكتوبر نوفمبر سنة 1814 بعد وفاة أحمد البارودي، أضاف المؤلف هذا البيت على ما قال الناسخ (¬1) وكان قد انتهى من الشرح في ربيع الأول سنة /1229 فيفري - مارس 1814 وكل ترجمة تحتوي - بعد ذكر المولد - على أسماء شيوخ المترجم له ولمحة عن نشاطه التدريسي، والوظائف التي تولاها الواحدة تلو الأخرى مع بيان تاريخ التولية، وأخيرا الوفاة. ومن النادر ألا تكون هذه الوظائف مذكورة في مرثيته، ويذكر مرثية أو أكثر في كل ترجمة والتسمية في خطة أو تأليف كتاب توفر الفرصة لزملاء وأصحاب المترجم له لنظم التهاني والتقاريظ يذكر منها المؤلف نماذج عديدة وبعضها من نظمه. 11 - تقارير بخط يده على نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، موجود ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس (ينظر برنامج المكتبة العبدلية 2/ 234). ¬

(¬1) هو خليل الطواحني، وكان له صلة بالأسرة البيرمية ويعرف أفرادهم معرفة جيدة، له كنش ينسب خطأ لمحمد بيرم الرابع لأنه نقل نصوصا كثيرة عن هذا الأخير وهو مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس برقم 529 وصرح الطواحني انه نسخ الشرح من أصل المؤلف.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 158 - 162 (نقلا عن شرح المترجم له لمنظومته في المفتين الحنفيين وأورد معلومات أخرى شخصية). - الإعلام 7/ 299. - إيضاح المكنون 1/ 405؛ 2/ 108. - تاريخ معالم التوحيد 137 - 138. - عنوان الأريب 2/ 78 - 83 (منتخبات من شعره). - معجم المطبوعات 613. - معجم المؤلفين 11/ 209. - هدية العارفين 363/. - المؤرخين التونسيون ... (بالفرنسية) ص 293 - 295. - مجلة الندوة العدد 5 - 6 جويلية - أوت 1955 العدد 7 - 8 سبتمبر - اكتوبر 1955. - تونس وجامع الزيتونة لمحمد الخضر حسين، جمعه وحقّقه علي الرضا التونسي (المط/التعاونية بدمشق 1391/ 1971) ص 100 - 103. * * * 60 - بيرم الثالث (1201 - 1259 هـ‍) (1786 - 1843 م) محمد بن محمد بن محمد بن حسين بيرم، ابن المترجم له قبله، الفقيه المشارك في علوم والشاعر الرقيق. ظهر نبوغه مبكرا وأتقن طريقة الإلقاء التي سنها الشيخ إبراهيم الرياحي، ودرس في المدرسة الباشية نائبا عن والده، وفي جامع الزيتونة، واقرأ مختصر السعد على التلخيص في المدرسة العنقية وفي هذه المدرسة قرأ عليه ابن أبي الضياف. لما توفي والده سنة 1247/ 1831 قام مقامه في رئاسة المجلس الشرعي الحنفي، وخطة نقابة الإشراف. قال الشيخ ابن أبي الضياف: «إن الشيخ محمد بيرم الثاني لما ورد عليه الظهير الملوكي في ولاية ابنه الشيخ الثالث إمامة جامع صاحب الطابع قال لمّا جاءه بالظهير: الله أكبر ابن الشيخ صالح الكواش يصرف عن خطة الإشهاد، وابن محمد بيرم الذي لم يتجاوز اسمه هذه الحفرة (أي حفرة تونس) يولى الإمامة. فكان هذا التوجع الأدبي سببا لعطف الحكومة يومئذ على ابن الشيخ الكواش ورد الإشهاد إليه. توفي ليلة الأربعاء 27 ربيع الأول سنة 1259/ 27 افريل 1843.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - تحريرات فقهية. 2 - حاشية على المنار. 3 - شرح على ايساغوجي في المنطق، نحا فيه منحى الأعاجم، فرغ منه في 8 ذي الحجة سنة 1258/ 20 جانفي 1843، ط بالمط. الرسمية بتونس في 1289/ 1872 - 73 في 28 ص من القطع الصغير، ومط. الإعلام بالقاهرة، 1302 هـ‍ في 24 ص 1843. 4 - حسن الخط في توهم الاحتجاج عندنا بالخط. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 8/ 54 - 55. - إيضاح المكنون 1/ 404. - تاريخ معالم التوحيد 434. - عنوان الأريب 2/ 87 - 90. - فهرس الفهارس والإثبات 1/ 173 - 174. - معجم المطبوعات 613. - معجم المؤلفين 11/ 276. - هدية العارفين 2/ 307. - (J.Quemeneur، in revue Ibla، no 98، 2 / 1962 P .2 / 400) 58 - 59. * * * 61 - بيرم الرابع (1220 - 1278 هـ‍) (1805 - 1861 م) محمد بيرم الرابع ابن محمد بيرم الثالث ابن محمد بيرم الثاني ابن محمد بيرم الأول فقيه محدث، أديب، ذو اعتناء بالتراجم ولد في آخر جمادى الثانية سنة 1220/ 20 سبتمبر 1805 اعتنى بتربية جده محمد بيرم الثاني حتى أنه كان يلقنه المسائل وهو مضطجع معه في فراشه وقرأ على جده هذا ووالده الفقه وأصوله، وأخذ عن الشيخ إبراهيم الرياحي في جامع صاحب الطابع وعن أحمد الأبي، ومحمد بن ملوكة، وعبد الرحمن الكامل، وأجازه المحدث المسند الطبيب الرحال محمد الصالح الرضوي البخاري ثم المدني عند إقامته بتونس. تولى التدريس وله من العمر 18 سنة، فدرس بالمدرسة العنقية، والمدرسة الباشية، وجامع

الزيتونة، ثم سمي مفتيا مرءوسا بوالده بعد وفاة جده في غرة جمادي الأولى سنة 1247/ 23 أكتوبر 1831 وعارض أباه في مجلس الحكم بما أوتي من حدة الفهم. ولما مات والده عن رئاسة الفتوى الحنفية، وكان المترشح لها غيره ممن تقدمه في الفتوى، أولاه الأمير أحمد باشا باي رئاسة الفتوى الحنفية في 28 ربيع الأول 1259/ 28 أفريل 1832 ونقابة الأشراف خلفا لوالده. وهو أول من لقب بشيخ الإسلام في تونس، لأن هذا اللقب لم يكن موجودا بها حتى فخّم الأمير أحمد باشا باي المشير الأول الألقاب محاكيا للسلطنة العثمانية، واستدعى يوما صاحب الترجمة والبسة كركا وسمورا وسماه شيخ الإسلام. تولى خطابة جامع صاحب الطابع ثم الجامع اليوسفي. وكان الأمير أحمد باشا يقربه ويستشيره في المهام ويصله بأسنى العطايا، ولما ولي الأمير محمد باشا قربه وجعل أمر الخطط الدينية إليه فلا يتولى أحد منها شيئا إلا بانتخابه فكان يؤثر عنه الانصاف، فتأتي المستحقين أوامر الخطط من غير علم منهم. وكان صهرا للأمير محمد باشا تزوج الأمير بأخته. وهو مستشار الأمير يعمل بإشارته غالبا في الجهاز الإداري والقضائي، وفي القضايا السياسية، وكان له تأثير كبير بين النخبة العلمية والإدارية. وكان كاتبا وشاعرا يستنجد بقلمه الأمير محمد باشا عند المهام. ولما ورد مكتوب السلطنة المغربية في تهنئة محمد باشا بأي أحجم الشيخ ابن أبي الضياف عن الجواب، وأشار على الأمير أن يكلف صاحب الترجمة بالجواب، فأجاب عن المكتوب نثرا ونظما. وعند ما اتخذ السلطان محمود خان الثاني الزي الأوروبي سنة 1246/ 1831 أصدر أمره لولاة الولايات العثمانية ولأمراء البلاد المختارة ومنها تونس بإجراء العمل في بلادهم بالأنظمة الجديدة، ومن جملتها اللباس الأوروبي والعسكر النظامي، فكان حسين باي أول من لبس من البايات الزي الأوروبي اقتداء بالسلطان التركي، وشاع النكير عليه في أوساط المتزمتين، حتى أنه وقع العثور في مجلس حكمه على قصيدة لمجهول مطلعها: بربك أيها الملك المطاع … أكفر ذا الصنيع أم ابتداع (¬1)؟ ! وكان المترجم له من فريق المؤيدين للباي، وهنأه على إصلاحاته بقصيدة من عيون شعره: نظامك أيها الملك الهمام … به للدين قد ظهر ابتسام نظام يكتسي الإسلام منه … سرورا ليس يحصيه النظام به نسخت شوائب كل عجز … كما بالصبح قد نسخ الظلام ¬

(¬1) متأثر بقولة ابن شبل البغدادي: بربك أيها الفلك المدار أقصد ذا المسير أم اضطرار؟

كأن صفوفها نظم الدراري … بدت ولكل واحدة حسام إذا ما شاهدت عيناك منه … مسيرا فيه دل واحتشام رأيت البحر يزخر فيه موج … بنار قد غدت ولها اضطرام وقد حقت لهم رايات عز … تشير بأن جندك لا يضام فإنك فوق هذا الدهر تاج … وحسن التاج يكسبه النظام سبقت إلى المفاخر كل ملك … فما لك خشية فيما يرام وهب أن الملوك سموا إليها … وكل بالوصال له غرام وما ضربوا من العليا بسهم … وإن طاروا حواليها وحاموا لأنك في الملوك عزيز أصل … وأنك قد سهرت لها وناموا بقيت كما تحب عزيز ملك … محلك من ذرى العليا السنام ومني كلما هبت شمال … على علياء حضرتك السلام ومن أحداث حياته انتخاب الشهود (الموثقين). قال ابن أبي الضياف: «وامتحن في آخر أمره بما امتحن به جده، وهو انتخاب عدد معين من الشهود فسخط كثير من أهل البلاد وسلقته الألسن الحداد، وأنّى للمخلوق وإرضاء العباد». وذلك أن أبا عبد الله محمد باي كان ينكر كثرة الشهود ويراها مفسدة ولما دالت الدولة له تكلم مع الشيخ في ذلك وقال له: «إن الحاضرة لا يكون فيها أكثر من مائتي شاهد، وبلدانها على حسب اتساعها».وأمره بانتخاب المائتين في الحاضرة فثقل عليه ذلك وقال له: «الأولى أن نقيد سائر من في الحاضرة من الشهود، وتعطى نسخة من ذلك التقييد لكل واحد من أهل المجلس الشرعي ينتخب منها مائتين بمقتضى ما يدين الله به، ثم تجمع تلك النسخ فمن وقع عليه اتفاق الأكثر يبقى، إلى تمام المائتين». وكان في الحاضرة - يومئذ - أكثر من ستمائة شاهد، ولما تم الانتخاب ظهر للباي أن يثبت ما انتخبه الشيخ وحده ظنا منه أن ذلك من تعظيم الشيخ، فكتب له في ذلك جريدة انتخابه، وأمره أن يكتب في أمر كل واحد ممن انتخبهم خطه كما فعل جده فامتثل الشيخ لهذا الأمر من غير مراجعة ولا توقف حتى يظهر للعيان أنه مأمور بتنفيذه، وأنف أهل المجلس الشرعي من ذلك ورأوها ازدراء بهم وحطة، وتجرعوا مرارتها، وعاداه كل من لم ينتخبه وأطلق لسانه في مصون عرضه بالدعاء عليه وبغضه». توفي لليلة الثلاثاء 3 جمادي الأولى سنة 1278/ 6 نوفمبر 1861. نظم شعرا كثيرا جمع الشيخ محمد السنوسي قسما منه في تصنيفه «مجمع الدواوين التونسية».

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - التراجم المهمة للخطباء والأيمة، عرف فيه بمن تولى الإمامة والخطابة من الفقهاء بالجوامع الحنفية دون المالكية، لبث في جمع هذا التأليف سنوات عديدة على حسب ما توفر له من مواد ووقت فراغ، ويبدو أنه لم يواصل العمل فيه بعد منتصف رمضان سنة /1271 أول جوان 1855 وفي هذا التاريخ مات أحمد باي، وتولى محمد باي (1855 - 1859) وكان المترجم له صهره ومستشاره وفي عهد هذا الأمير إلى وفاة المؤلف لم يتوفر له الوقت لتخصيصه بأعمال البحث التاريخي لتراجم أيمة الجوامع الحنفية بتونس. وهذا التأليف لا يخلو من الأهمية لأنه يحتوي على معلومات عن الجوامع لا توجد في المؤلفات السابقة له، وبعض المترجم لهم لا توجد تراجمهم في غيره. وهو المصدر الوحيد الذي فيه بعض التفاصيل في التراجم. وكان لديه وثائق نادرة منها نسخ من تآليف المترجم له أخذ منها تفصيلات لم تكن في متناول مؤلفين آخرين. ولم يكتب منه إلاّ قطعة ما زالت في مسودتها بخطه موجودة في خزانة الشيخ البشير النيفر (ت 1974) ومما جاء في هذه القطعة ذكر خطباء جامعي القصر والقصبة (جامع الموحدين) ومن تولى الإمامة بهما، كل ذلك بسطه المؤلف بما يشفي الغليل، مع الإشباع في الترجمة لأولئك الخطباء والايمة، ولكنه أبقى خلالها بياضا بنية الزيادة والتوضيح - فيما يظهر - وصدّر حديثه عن كل من الجامعين المذكورين بنبذة وجيزة في نشأتهما حسنة الإفادة، لكنها غير مستوفاة من الوجهة التاريخية وانتقل بعد ذينك الجامعين للتعريف بجامع حمودة باشا المرادي، ووقف في تحريره عند السطر السادس مما يدل أن هذا التأليف لم يتم كما سبقت الإشارة إليه، ولأن القطعة الموجودة بخط المؤلف هي مسودة التأليف وهي في 25 ورقة. وتوجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية. 2 - الجواهر السنية في شعراء الديار التونسية، طبع بتحقيق وتعليق د. الهادي حمودة الغزي نشر المكتبة العتيقة في تونس لصاحبها الشيخ الحاج علي العسلي، يولية 1973 بدون ذكر مكان الطبع. وفي المقدمة التي كتبها محقق الكتاب عن عصر المؤلف وترجمته أبدى تشككا في نسبة الكتاب إلى بيرم الرابع، ولم ينفصل عن هذا التشكك بجواب حاسم يطمئن إليه فقال: «وكتاب الجواهر السنية في شعراء الدولة الحسينية لم يشر إليه محمد السنوسي في «مجمع الدواوين» أين ترجم لصاحبه ترجمة مطولة، ولا في «مسامرات الظريف» غير أن ابن أبي الضياف قد أشار لهذا الكتاب بقوله: وله كتاب في شعراء المتأخرين سماه «الجواهر السنية (¬1)» ¬

(¬1) ابن أبي الضياف 8/ 126.

لكنه لم يصفه لنا ولم يحدثنا عنه لذا لا يمكن أن نطمئن في إسناده لبيرم الرابع بصفة قطعية، خاصة إذا علمنا أنه وردت إشارة في كنش السنوسي وهو مخطوط بالمكتبة الوطنية تحت عدد 6631 ص 113 هذا نصها: «وكتبت للشيخ أبي سعيد سيدي الباجي المسعودي استعير منه ما أنجزه الشيخ سيدي محمد بيرم الثاني في التعريف بشعراء إفريقيا بعد أن أرسل إليّ كراريس فيها شيء من شعره». والسؤال الآن هل أن «الجواهر السنية» كان مسودة لبيرم الثاني نفض عليه (كذا) حفيده غبار النسيان ونسبه إلى نفسه تحت هذا الاسم؟ أم أن كراريس بيرم الثاني شيء وكتابنا هذا شيء آخر؟ وهذا التساؤل الأخير هو الأقرب إلى المعقول عندي إنّ ابن أبي الضياف معاصر لبيرم الرابع وهو أعرف به من محمد السنوسي، وشهادة المعاصر لها وزنها في الإثبات والنفي، وسكوت السنوسي عن ذكر الكتاب لا يكون كافيا في نفي نسبته إلى بيرم الرابع و «من حفظ حجة على من لم يحفظ» كما قال المتقدمون، ومن عادة ابن أبي الضياف أنه في تراجمه يكتفي بذكر أسماء تآليف المترجم له بدون وصف لها ولا تحليل موجز لمحتوياتها، فهل أن صنيعه هذا لا يطمئن إليه ولا يكفي في نسبة الكتب لأصحابها؟ أظن أن هذا شطط، ولو نعمل بما قاله المحقق الفاضل لأسقطنا أو على الأقل تشككنا في نسبة كثير من الكتب لأصحابها. وإذا كان أصل الكتاب لمحمد بيرم الثاني ونفض عنه الغبار وأكمله حفيده بيرم الرابع فلماذا لم يشر إلى ذلك أدنى إشارة؟ إن صح هذا يكون صنيعه لبسا وتضليلا وعقوقا لجده، ونحن ننزه بيرم الرابع عن الاتصاف بهذه الأوصاف الذميمة، ولو كان مغمورا هابط المستوى لم نبرئه من الإغارة والانتحال، ولكنه له من المكانة العلمية والمنزلة الأدبية والآثار القلمية ما يغنيه عن التورط في مثل هذه الوصمة الشنعاء. وبعد هذا قال في وصف مخطوطة الكتاب وما اشتمل عليه: «والمخطوط ناقص من آخره بحيث نجد نتيجة لذلك ترجمة الغراب ناقصة». ويشتمل الكتاب بعد المقدمة على طبقة واحدة من شعراء تونس، ولا نجد أثرا للطبقات الموالية المشار إليها في المقدمة مما جعلنا نرجح أن المخطوط بداية مشروع علمي لم يكتمل، وهذا ما يؤكد لنا نقصه حيث إننا نجد في آخر صفحة منه (قد) إشعارا بأول كلمة في البيت الموالي في الصفحة الجديدة. قد جرّا الأعداء حلمك فاعتدوا … برد الجناية واقتفوا سبل الردى وعدم اكتمال الكتاب مما يرجح أنه لبيرم الرابع لأن مسئولياته في السنين الأخيرة صدته عن إتمام تآليفه مثل التراجم المهمة.

المصادر والمراجع

ويفتتح الكلام بترجمة وجيزة لكل شاعر مثقلة بأنواع البديع ثم يورد مجموعة من شعره بدون تحليل وجيز أو نقد بحيث أن الكتاب له مزية الجمع. 3 - نظم ذيل به على نظم جده في سلاطين آل عثمان المسمى «بعقد الدر والمرجان» وصل فيه إلى سلطان زمانه عبد المجيد. 4 - رسالة جمع فيها تقارير في الخلو والإنزال، توجد ضمن مجموع رسائل ترتيبها الخامس بالمكتبة الوطنية. 5 - رسالة في شرح قواعد عهد الأمان (القانون الدستوري الصادر في عهد محمد الصادق باي). 6 - رسالة في الشفعة. 7 - رسالة في الصلاة بالنيشان (الوسام) الصليبي. 8 - كنانيش كثيرة مشحونة بالأدب والفوائد، منها كناش ينسب له خطأ وهو لخليل الطواحني. 9 - مجموعة في مشايخه وإجازاتهم له. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 8/ 124. - الأعلام 7/ 300. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 65. - تاريخ معالم التوحيد 103 - عنوان الأريب 2/ 117 - 121. - معجم المؤلفين 11/ 290. - مقدمة د. الهادي الغزي لكتاب «الجواهر السنية». - المؤرخون التونسيون ... (بالفرنسية) 296 - 299. - محمد بن الخوجة: كيف دخل الزي الأوروبي في العادات التونسية. - المجلة «الزيتونية» قعدة 1356، جانفي 1938 ص 31 - 32. - عثمان الكعاك: حقبة ماجدة من الأدب التونسي: - مجلة (المباحت) عدد 33 صفر 1366، سبتمبر 1946 ص 6 وعدد 39 شعبان 1366، ماي 1947 ص 9. - مصطفى زبيس: من متفرقات الكنانيش التونسية: - فهرس الفهارس 1/ 246 - 243 (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1402/ 1982 ط 2/ باعتناء د. إحسان عباس). - هدية العارفين 2/ 376. * * *

62 - بيرم الخامس (1255 - 1307 هـ‍) (1840 - 1889 م)

62 - بيرم الخامس (1255 - 1307 هـ‍) (1840 - 1889 م) حمد بيرم الخامس بن مصطفى بن محمد بيرم الثالث، الفقيه الرحالة المؤرخ الصحفي من نبغاء خريجي جامع الزيتونة. ولد بتونس في محرم /1255 مارس 1840 وأشرف والده على تربيته وكذلك عمه بيرم الرابع، وهما اللذان وجهاه إلى طلب العلم بجامع الزيتونة وبعد اجتيازه لمرحلة التعليم الابتدائي دخل جامع الزيتونة، وقرأ على أعلامه أمثال المشايخ سالم بو حاجب، والشاذلي بن صالح، وعلي العفيف، ومحمد الطاهر بن عاشور. وفي هذا الطور كان الشيخ محمود قابادو يزور والد المترجم له في بيته لأنه كان صديقا له، كما كان يزور عمه محمد بيرم الرابع في بيته أيضا وكان المترجم له يحضر المجالس التي فيها قابادو بدار أبيه أو دار عمه، ويستمع إلى حديثه فتكون له إعجاب به واحترام له ما زادتهما الأيام إلاّ رسوخا، وكان يستنير بتوجيهاته، وظل على هذه الحال بعد تخرجه من جامع الزيتونة واشتغاله بالتدريس، وقال الأستاذ عمر بن سالم: «وتأثر بأفكار قابادو التقدمية ونظرياته الإصلاحية تأثرا كبيرا، فقد أخذ عنه رأيه في إحياء العلوم الصحيحة والاعتماد عليها لنهضة البلاد». واستكمل تعلمه بجامع الزيتونة ولم يتجاوز سنه سبعة عشر عاما، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع، ثم اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية في سنة 1278/ 1861 وتولى مشيخة المدرسة العنقية في 6 جمادي الاولى 1278/ 1861 وهذه الخطة كانت وراثية في أسرتهم، ثم اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الاولى في 15 رجب 1284. وفي مطلع شبابه اشتغل بالمسائل السياسية والاجتماعية لأنّ ميوله سياسية وأدبية ك أكثر منها فقهية وعلمية، وكان همه تتبع ماجريات الأحداث وانتقادها، ولما كان ابن ملاك أراض فقد شاهد الوضعية الاجتماعية للعمال الفلاحيّين والخماسة، ومسك دفترا سجل فيه القرارت والأوامر الترتيبية على عهد محمد بأي لأنه التزم بالدفاع عن هذه الطبقة الريفية. وبعد ثورة 1281/ 1864 وتعطيل دستور عهد الأمان رحل إلى أوروبا بعلة التداوي وملاقاة أصدقائه المغتربين الجنرال حسين في إيطاليا وخير الدين في فرنسا، ومات والده فورث عنه قسطا هاما من العقارات، وأراد مبارحة تونس نهائيا ولكن الظروف الصعبة القاسية التي تجتازها البلاد منعته من تحقيق رغبته. ولما عزل مصطفى خزنه دار عن الوزارة الكبرى (رئاسة الحكومة) في سنة 1291/ 1873 وخلفه في المنصب خير الدين جاهر المترجم له بنصرته في آرائه الإصلاحية وصرح بآرائه السياسية على صفحات جريدة «الرائد التونسي» وهو أول من تجاسر على ذلك في تونس. ولاحظ الأستاذ رشيد الذوادي: «إنه المنشئ الأول لفن النشر الصحفي باختلاف

أغراضه في تونس. فقد تحدى القيود المتبعة في أساليب الكتابة في عصره فأضناه هذا العمل ولم يسلم من العثرات وتستطيع أن تلاحظ هنا جليا في تفكك بعض تراكيبه خاصة في افتتاحياته المنشورة في صحيفة «الإعلام».وقال أيضا: «فكتب في الرائد التونسي (1290 هـ‍ 1874) مقالات كثيرة أيد فيها عزل مصطفى خزنه دار وآزر الوزير خير الدين باشا صاحب الاتجاه التقدمي في البلاد وتعتبر مقالاته السياسية أول مقالات ظهرت في النثر السياسي في البلاد، ذلك إن الاتجاه السياسي لم تعرفه صحافة تونس قبل هذا التاريخ، إذ معظم ما كان ينشر فيها يتنازل النواحي الأخلاقية والاجتماعية والأدبية». كما نشر بعض إنتاجه في جريدة «الجوائب» الصادرة في إستانبول لصاحبها أحمد فارس الشدياق، وذلك أيام حرب تركيا مع اليونان. وأعجب الوزير خير الدين بنشاطه وتعلقه ومؤازرته له في منهجه الإصلاحي فعهد إليه بتنظيم إدارة جمعية الأوقاف التي ابتكرها المصلحون، يعنيه موظف وعدلان يختارهم التجار وأصحاب الأراضي الموقوفة. وفي بضعة أشهر وبعد مجهودات خارقة توصل إلى تنظيم هذه المؤسسة وجعلها قوية، وهذا مما أثر على صحته وأجبره مرضه العصبي على قطع عمله والذهاب إلى باريس لمداواة مرضه، واغتنم هذه الفرصة لتدوين القسم الأول من تأليفه «صفوة الاعتبار». وكان نحيف البنية مصابا بمرض في الأعصاب الموصلة بين المعدة والقلب مع فقر في الدم يستعمل المورفين لتسكين آلامه فأثر ذلك في صحته مع ما يقوم به من أعمال مرهقة. وفي مدة رئاسته لجمعية الأوقاف وقع نزاع بين الكونت دوسانسي المغامر الفرنسي الذي له علاقات قرابة مع كثير من وزراء فرنسا وقع نزاع بينه وبين الحكومة التونسية على قطعة أرض بسيدي ثابت منحها له الوزير خير الدين لتربية الخيل على شروط أخل بها، فأرادت الحكومة التونسية استرجاعها منه فأبى وأنقلب خصما لخير الدين. ومن الملاحظ أن خير الدين كان يجامل الفرنسيين. وكان قسم من الصحافة الفرنسية يشن الحملات ضده بتأثير من عملاء خزنه دار الموجودين في باريس وقد عين صاحب الترجمة عضوا في لجنة التحكيم التي شكلتها الحكومة التونسية للنظر في هذه القضية واستمر النزاع بين الطرفين إلى عهد الوزير مصطفى بن إسماعيل. كما عينه الوزير خير الدين سنة 1292/ 1874 ناظرا على المطبعة الرسمية ومشرفا على تحرير جريدة «الرائد».وهذا النشاط أثر على صحته التي تدهورت فسافر إلى باريس للمعالجة. وفي سنة 1292/ 1875 سمي عضوا في لجنة برنامج التعليم للمدرسة الصادقية ولترغيب الأسر التونسية لإرسال أبنائهم إلى هذه المدرسة سجل فيها ابنه الأكبر مصطفى الذي أصبح فيما بعد رئيسا لمجلس الاستئناف بالقاهرة.

كما اسندت إليه إدارة تأسيس المكتبة الصادقية (العبدلية) الزيتونية المؤسسة حديثا. وفي سنة 1294/ 1877 عزم على التخلي عن وظائفه أسوة بأصدقائه جماعة الإصلاح الذين اضطروا لمغادرة مراكز السلطة، على أن تدخل الباي الزمه الاحتفاظ بوظائفه لكن المعرض العالمي المنعقد في باريس سنة 1878 هيأ له مبررا لمغادرة البلاد فزار باريس ولندرة ثم الجزائر وسمحت له هذه الرحلة باثراء ملاحظة لإكمال تحرير الأجزاء الباقية من مؤلفه «صفوة الاعتبار». وعند ما رجع إلى تونس أصبح عضوا في اللجنة التي كلفت بتنظيم مستشفى العاصمة التونسية - الذي دشّنه الأمير محمد الصادق باي رسميا في 10 فيفري 1894، وأصبح يعرف بالمستشفى الصارقيّ، على غرار المؤسسات الصحية العصرية الأوروبية، لكن الذين لا يروق لهم الإصلاح ولا تفكير الإصلاحيين كالقنصل الفرنسي روسطان فكان رد الفعل عنيفا والتهجم قاسيا، وكان المترجم له على صلة ببعض أفراد من السفارة الإيطالية بتونس ممن ينشر الدعاية ضد السياسة الفرنسية، وبلغت المعركة الدعائية بين السياسة الفرنسية والإيطالية حدا مضطرما ملتهبا، ففرنسا تهيئ الوسائل والحجج لتبرير الاحتلال، وإيطاليا تشهر بمطامع فرنسا وتحاول حشد الرأي العام ضدها سواء في الداخل أو في الخارج وهي لم تكن بريئة في هذه الحملة، وإنها هي تسعى جاهدة لتحل محل فرنسا وتحتل البلاد فيما بعد، ولا ندري كيف غاب هذا عن ذهن المترجم له حتى اغتر بالدعايات الإيطالية وسار في طريق يثير العواصف الهوجاء من النقد والتهجم والاتهام. وكان الوزير مصطفى بن إسماعيل خلف خير الدين في رئاسة الحكومة يضيق بآرائه الإصلاحية ثم أنه يرى أنه لا يصفو له الجو إلاّ إذا أقصى جماعة الإصلاح عن مباشرة أية مهمة سامية في الحكومة والمترجم له لا يتحمل الضغط على حريته والسكوت على آرائه لذلك عزم على مبارحة تونس وقرر أن يطلب أولا من الباي الاذن في السفر لاداء فريضة الحج، ولم يتحصل على هذا الاذن إلاّ بعد تداخلات عديدة من أصدقائه العلماء، وتحصل على هذا الاذن وبارح تونس سنة 1296/ 1879 ومر بمصر في طريقه إلى الحرمين الشريفين وبعدهما زار سوريا، ثم سافر إلى إستانبول حيث كان في انتظاره صديقة الصدر الأعظم خير الدين، وأحسنت الدولة وفادته وعزم أن يقيم بها نهائيا، لكن الوزير مصطفى بن إسماعيل كتب إلى الباب العالي وطالب بإرجاع المترجم له، واتهمه باختلاس أموال جمعية الأوقاف وجرده من عناوينه الجامعية لكن خير الدين انتصر له ولم يخذله ولم يسلمه. وفي انتظار وصول أسرته إلى إستانبول قام برحلة إلى فيينا وبودابست وبلغراد. وعند رجوعه إلى إستانبول حيكت ضده دسائس لإزالة مكانته عند السلطان فقد اتهم بالمشاركة في ثورة عرابي عند مروره بمصر، واضطر لأجل تجنب الخصومات وإنجاز الجزء الثاني من تأليفه «صفوة الاعتبار» إلى مغادرة إستانبول وتوجه إلى مصر، وفي القاهرة احتفل بقدومه احتفالا حارا الخديوي والعلماء.

مؤلفاته

وفي مدة إقامته بإستنبول لم ينقطع عن الكتابة والتدوين، وراعى صحته فتحسنت كثيرا وقلل من استعمال المورفين. ولما استقر بالقاهرة استأنف نشاطه السياسي والثقافي وأصدر جريدة «الإعلام» يومية أولا ثم في كل ثلاثة أسابيع وكان لها دوي بالمشرق والمغرب حتى قال خير الدين: «إن هذه الصحيفة يمكن أن تصبح (تيمس الشرق الأدنى)» وصدر من هذه الصحيفة 269 عددا فيما بين سنة 1885 وسنة 1889. وكانت خطة جريدة «الإعلام» ملاينة الانجليز ولعله مل من مقاومة الاستعمار وآثر الراحة والاستقرار. قال فيليب دي طرازي في كتابة تاريخ الصحافة العربية: «وكانت خطتها محاسنة الانجليز والاستفادة منهم، فانتقد بعضهم عليه هذه الخطة لأنها تخالف ما كان عليه في تونس وانه هاجر فرارا من الحكم الأجنبي فكيف يكلف المصريين عكس ذلك؟ ولكن الذين كانوا يرون رأيه يعتذرون بأنه أنما حث على محاسنة الانجليز والاستفادة منهم بأن معاكستهم وأمر البلاد في أيديهم لا يجدي نفعا، وان مفاجأة الفرنسيين أوجدت أسبابا ساعدتهم على ضم تونس إلى بلادهم وقد التجأ إلى انتهاج هذا المسلك أيضا ما قاساه من ظلم الحكم الاستبدادي في تونس وما آنسه من العوامل المحركة في مصر بإغراء بعض الأجانب الذين يوغرون صدور الناس على حكامهم مما يعود بالضرر». ومن المعروف ان خطة ملاينة الاستعمار ومحاولة الالتقاء معه في نصف الطريق والرضا بما يجود به من إصلاحات كانت مسلك بعض المشتغلين بالسياسة في العالم العربي بقسميه الشرقي والغربي وقد أثبت الأيام عدم صحة هذا المسلك وان الطريق القويم هو المجاهرة بالمطالب القومية وعدم المبالاة بغضب الاستعمار وبطشه والتنظيم الجماهيري وبفضل هذه السياسة القومية القوية انحسر الاستعمار عن العالم العربي. وفي سنة 1887 عطل وقتيا صدور جريدة «الإعلام» للسفر إلى معرض باريس وزار لندرة وفلورنسة بإيطاليا لملاقاة صديقه الجنرال حسين وعند رجوعه إلى القاهرة أسندت إليه مهمة تكوين جمعية الأوقاف، كما سمي قاضيا بمحكمة القاهرة الابتدائية، وكثيرا ما كلفته وزارة العدل كتابة ملاحظاته عن القضاء الشرعي لأنه كان واسع الاطلاع فيه. توفي بحلوان في 25 ربيع الثاني 18/ ديسمبر مساء الأربعاء ودفن بالقاهرة قرب ضريح الإمام الشافعي. مؤلفاته: بين جرجي زيدان مسار الأفكار الإصلاحية في تآليفه فقال. «ويؤخذ من مجملها (مؤلفاته) أن صاحب الترجمة كان من محبي الإصلاح وتقريب المسلمين من عوامل التمدن

المراجع

الحديث وإزالة ما قد يعترضهم من أشباه الموانع الدينية نحو ما كان يفعله الشيخ محمد عبده». 1 - تحفة الخواص في حل صيد بندق الرصاص قال فيها: «قد تقرر في الناس منذ أزمان، غير أنه لما كان من المستحدثات بعد الصدر الأول اختلفت فيه أنظار المتأخرين، وقد شاع تحريم ما مات من صيده على مذهب أبي حنيفة، فأحببت أن أجمع فيه رسالة أحرر منها الشأن» (المطبعة الإعلامية القاهرة 1303 هـ‍) 28 ص. 2 - التحقيق في مسألة الرقيق، رسالة بحث فيها عن كيفية معاملة الرقيق وإن منع الحكومات الإسلامية التجارة بالرقيق شرعي، طبعت. 3 - رسالة في أحكام الأشراف آل بيت رسول الله. مطبعة الإعلام 1302 هـ‍ 16 ص. 4 - الروضة السنية في الفتاوي البيرمية ط. 5 - سكنى دار الحرب. 6 - صفرة الاعتبار لمستودع الأمصار والأقطار، دون فيها رحلته إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا. وذكر في جزء منها تاريخ القطر التونسي من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال الفرنسي، وتاريخ القطر الجزائري وحرب الاحتلال الفرنسي فيه. وتاريخ مصر والثورة العرابية وفي هذا الكتاب كثير من الحقائق التاريخية والاجتماعية التي يعز العثور عليها في سواه. طبع منه أربعة أجزاء بمطبعة الإعلام 1302 هـ‍ وطبع الجزء الخامس والأخير بعد وفاته بمطبعة مجلة المقتطف بالقاهرة سنة 1311 هـ‍. 7 - مختصر في العروض. 8 - ملاحظات سياسية حول التنظيمات اللازمة للدولة العلية، انتهى منها سنة 1298 هـ‍ وقدمها للسلطان عبد الحميد الثاني، وطبعت في مصر بلا تاريخ في 48 هـ‍. المراجع: - أركان النهضة الأدبية، محمد الفاصل بن عاشور تونس 1381 ص 22 - 27. - الأعلام 7/ 322. - تاريخ آداب اللغة العربية 4/ 262. - تاريخ الصحافة العربية 1/ 139 - 141 و 3/ 24 - رواد الإصلاح، رشيد الذوادي (ط بتونس 1973) ص 40 - 59. - قابادو لعمر ابن سالم (ط. تونس 1975) ص 60 - 62. - محمد بيرم الخامس، زين العابدين السنوسي ط تونس 1952.

63 - بيرم (كان حيا سنة 1321 هـ‍) (1902 م)

- مصادر الدراسة الأدبية أسعد يوسف داغر 215. - معجم المطبوعات 613 - 614. - معجم المؤلفين 12/ 35 - 36. - إيضاح المكنون 1/ 104 (يسمّيه خطأ محمد بيرم الثالث، والدليل أنه نسب له صفوة الاعتبار) 2/ 68، وذكره على وجه الصواب في هدية العارفين 2/ 388، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع لإدوارد كرنيليوس فانديك ص 414، المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مائة عام لأنور الجندي ص 77 و 79، خير الدين وزير مصلح (بالفرنسية) للمنجي صميدة 273، 275، 341، 343، 367، مشاهير الشرق لجرجي زيدان 2/ 289، 290، الآداب العربية للأب لويس شيخو 2/ 189، فهرس الأزهر 2/ 119 - 1/ 249، منتخبات المؤيد 1/ 498، صفوة الاعتبار 1/ 194، ثم ملحق الجزء الخامس منه، أصول الحماية لجان قانياج (بالفرنسية) ص 559 تعليق 89 ص 570 تعليق 132. * * * 63 - بيرم (كان حيا سنة 1321 هـ‍) (1902 م) مصطفى بن محمد بيرم الخامس. اعتنى والده بتربيته وبعد تجاوزه مرحلة التعليم الابتدائي دخل المدرسة الصادقية وهو من أوائل خريجيها. ولما استقر والده بمصر التحق به، وبعد مدة سمّي قاضيا بالمحكمة المختلطة بالقاهرة وعينته الحكومة المصرية لتمثيلها في مؤتمر المستشرقين المنعقد في أوائل سبتمبر سنة 1902 بمدينة همبرغ بالمانيا. له: تاريخ الأزهر، رسالة قدمها للمؤتمر المذكور: ط. بمطبعة التمدن بالقاهرة سنة 76، 1321 ص 6 فهرس. المراجع: - معجم المطبوعات 614. - معجم المؤلفين 12/ 244 - 254. * * *

حرف التاء

حرف التاء 64 - تاج (نحو 1270 - 1338 هـ‍) (1854 - 1920 م) حمودة بن محمد تاج، الأديب الشاعر الحقوقي. ولد بتونس وقرأ القرآن في كتاب كوشة طاباق مع شقيقه عبد العزيز، وشيخ الإسلام الحنفي محمد بن يوسف، ثم طلب العلم بجامع الزيتونة فأخذ عن الاعلام المشاهير في ذلك العصر كالشيخ حسين بن أحمد القمار، وسالم بو حاجب، والشاذلي ابن القاضي، وعمار بن سعيدان، وعمر ابن الشيخ، ومحمد النجار. ثم باشر التدريس بجامع الزيتونة، وأخذ عنه جماعة كالشيخ محمد مخلوف المنستيري مؤلف «شجرة النور الزكية». ثم صار حاكما بالمحاكم العدلية التونسية، ومات وهو رئيس القسم الجنائي. وهو من أعيان الطريقة التيجانية كما وصف بذلك في طالعة تقريظه لكتاب «ميزاب الرحمة الربانية في التربية بالطريقة التيجانية» تأليف عبيدة محمد الصغير انيوجا الشنقيطي (الموريتاني). له كنّاش (¬1). المراجع: - شجرة النور الزكية 424 - 425. * * * 65 - التادلي (من رجال القرن الثامن هـ‍) (14 م) محمد التادلي المغربي نزيل تونس، صوفي. مات بتونس ودفن بمقبرة القرجاني بإزاء قبر عائشة المنوبية. ¬

(¬1) نقل منه محمد بن الخوجة نتفا من قصيدة لمحمد بن محمد الأصرم الباش كاتب (المتوفي سنة 1277 - 1861) في المجلة الزيتونية جانفي 1939 م 3 ج 1 ص 29.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - تحفة العاشقين، في ذكر الأولياء والصالحين، ممن كان بمدينة تونس وتوفي ودفن بها أو بخارجها ذكر في أوله ان الخطيب علي النوري (¬1) طلبه منه. يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية التونسية. 2 - مناقب عائشة بنت عمران المنوبي. يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية. المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 3/ 233، 252 - 254. * * * 66 - ابن التبّان (314 - 371 هـ‍) (928 - 981 م) عبد الله بن إسحاق بن التبّان، أبو محمد، القيرواني الفقيه، من تلامذة أبي بكر ابن اللبّاد. حكى عن نفسه ما لاقاه من الصعاب في بداية طلبه للعلم قال: «كنت في أول ابتدائي ادرس بالليل، فكانت أمي تنهاني عن القراءة بالليل، فكنت آخذ المصباح واجعله تحت الجفنة وأتعمد النوم، فإذا رقدت أخرجت المصباح وأقبلت على الدرس». وقال: «قال لي أبي ذات يوم: يا بني ما يكون منك؟ لا تعرف صنعة، واشتغلت بالعلم لا شيء عندك؟ ! «فلما كانت ليلة سمعته يقول لوالدتي: عرفت اني عرفت بابني، ذلك أني حضرت إملاكا في مسجد - سماه - فوجدته مملوءا بالناس لم أجد مجلسا فقام لي رجل من مجلسه وأجلسني فيه، فسأله إنسان عني، فقال له: اسكت! هو والد الشيخ أبي محمد. وقال آخر: خرج والد الشيخ أبي محمد التبان يوما من مسجد السبت فزلق في طين، فبادر إليه رجل وأخذ بيده وقال لصاحبه: هدا والد الشيخ أبي محمد الفقيه، فرجع وحرض ابنه على طلب العلم، والتزم القيام بشأنه من يومئذ. ¬

(¬1) علي النوري هذا لم أقف على ترجمته، ولعله من أهل مدينة تونس، أمّا الشيخ علي النوري الصفاقسي المشهور فهو من رجال القرن الثاني عشر.

وكان شديد البغض للعبيديين حتى قيل إنه كان زمانه مثل أبي عثمان سعيد الحداد وعند ما شدد صاحب القيروان عبد الله المختال في طلب علماء المالكية ليدخلهم في المذهب الإسماعيلي الباطني (مذهب الدولة العبيدية) اجتمعوا بمسجد ابن اللجّام وهم: المترجم له وابن أبي زيد، وأبو سعيد ابن أخي هشام، والقابسي، وأبو القاسم بن شبلون، فاتفقوا على الفرار فقال لهم المترجم له ابن التبّان: أنا أمضي وأكفيكم مؤونة الاجتماع ويكون كل واحد منكم في داره، وقيل إنهم أرادوا السير إلى أبي عبد الله المختال، فقال لهم: أنا أمضي إليه أبيع روحي من الله دونكم لأنكم ان أوتي عليكم وقع في الإسلام وهن. وما وقع لهؤلاء الفقهاء من الهلع والفزع يدل على اضطهاد العبيديين وصنائعهم للمالكية بشتى أنواع الاضطهاد. ويقال إن ابن التبّان لمّا دخل على عبد الله المختال قال له: جئتك من قوم إيمانهم مثل الجبال أقلهم يقينا أنا. حدّث بعض من حضر قال: كنت مع عبد الله المختال، وقد احتفل مجلسه بأصحابه وفيهم الداعيان: أبو طالب، وأبو عبد الله، وقد وجه إلى ابن التبّان، فإذا به دخل وعيناه تتقدان كأنهما عينا شجاع، فدخل وسلم، فقال أبو طالب: عنّا يا أبا محمد! فقال: في شغلك! كتاب ألّفته في فضائل أهل السنة الساعة، أتاني به المجلد ودفعه إليّ. وناظر الداعيين، وظهر عليهما وأفحمهما. ويتبين من هذا أنه كان فصيحا مفوّها حاضر البديهة قوي الحجة، وكان من العلماء الراسخين والفقهاء المبرزين، ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار لعلمه بالذب عن مذهب أهل الحجاز ومصر ومذهب مالك. وكان من أحفظ الناس للقرآن والتفنن في علومه، والكلام على أصول التوحيد، وكان من الحفاظ وكان يميل إلى الرقة، وحكايات الصالحين، عالما بالفقه والنحو والحساب والنجوم. وذكره القابسي بعد موته فقال: رحمك الله يا أبا محمد قد كنت تغار على المذهب، وتذب عن الشريعة. وكان كريم الأخلاق، حلو المنظر، بعيدا عن الدنيا والتصنع، من أرق أهل زمانه طباعا وأحلاهم إشارة وألطفهم عبارة. قال لبعض تلامذته: حذ من النحو ودع فما أكثر أحد من النحو إلاّ حمقه، ولا من الشعر إلاّ أرذله، ولا من العلم إلاّ شرفه. وقال يوما: لا شيء أفضل من العلم، فقال أبو إسحاق الجبنياني، العمل به أفضل، فقال صدق: العلم إذا لم يعمل به صاحبه فهو وبال عليه، وإذا عمل به كان حجة له ونورا يوم القيامة. وكان إذا حدث في القيروان أمر فر إلى سوسة والمنستير حتى ينفضّ ذلك الأمر.

مؤلفاته

سمع منه أبو القاسم المنستيري، ومحمد بن إدريس بن الناطور، وأبو عبد الله ابن الخراط وابن اللبيدي. مؤلفاته: 1 - كتاب في فضائل أهل البيت. 2 - كتاب في النوازل. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 517 - 524. - الديباج المذهب 13. - شجرة النور الزكية 95 - 96. - معالم الإيمان 3/ 109 - 120. - Hady - Roger Idris، La Berberie Orientale sous Ies Zirides، t.2، pp. 699، 717. * * * 67 - التجاني (في حدود 660 هـ‍) (1262 م) إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم التجاني من أفراد بيت التجانيين النابه الذي أنجب كثيرا من العلماء والأدباء في العصر الحفصي. له: مؤازرة الوافد ومبارزة الناقد في الانتصار لابن الأبار. ألفه ردا على من انتقد قصيدة ابن الأبار السينية التي أنشدها بين يدي أبي زكرياء الأول طلبا لنجدة بلنسية ومطلعها: أدرك بخيلك خيل الله اندلسا … ان السبيل إلى منجاتها درسا وقد نال هذا التأليف إعجاب المعاصرين لما احتوى من تحقيق علمي وبلاغة تعبير. المراجع: - مقدمة رحلة التجاني 9 - 10. - ورقات ... 150 - 151. * * *

68 - التجاني (802 - 865 هـ‍) (1400 - 1464 م)

68 - التجاني (¬1) (802 - 865 هـ‍) (1400 - 1464 م) أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي الفتح بن أبي البركات محمد بن علي بن أبي القاسم بن حسن بن عبد القوي التجاني، الشهير بأبي العباس وبابن كحيل. ولد بتونس، وتلا بالسبع ويعقوب على جماعة منهم البرزلي وعبد الله بن مسعود القرشي، ومحمد بن محمد الشقوري الباجي الأندلسي الأصل، وعبد الواحد اللقلاق، وأبو مهدي عيسى الغبريني، وأخذ عنه غير ذلك وهو من كبار شيوخه، وأخذ النحو عن الشيخ محمد بن داود الصنهاجي المعروف بابن آجروم وبحث عليه الجمل للزجّاجي، والمقرّب لابن عصفور، وبعض كتاب أبي موسى الجرولي، ثم عن الشيخ أبي الحسن الأندلسي الشهير بسمعت بلفظ الفعل الماضي المتصل بضمير المتكلم - بحث عليه الفية ابن مالك، وأعرب عليه قصيدة البيري. بفتح الباء - المسماة «منابذة العمر الطويل» وأولها: تفتّ فؤادك الأيام فتا … وتنحت جسمك الأيام نحتا وغير ذلك عليهما وعلى غيرهما وأخذ المنطق والكلام عن جماعة منهم الأبي، وأحمد ابن أبي القاسم العرجوني عرف بالمعلقي وأحمد بن محمد البسيلي، وأحمد بن محمد الشماع، وأصول الفقه عن أبي العباس المدغري والأبي، والشماع، والفقه عن البرزلي والقاضي أبي يوسف يعقوب الزغبي وأبي القاسم العبدوسي الفاسي نزيل تونس، وغيرهم، والمعاني والبيان عن المدغري، وأبي الفضل ابن الإمام، وغيرهم، وأخذ الهندسة عن ابن مرزوق التلمساني وسمع عليه ما كان يقرأ عليه من علوم شتى، وكذا الشيخ أبي القاسم العقباني، أما الوثائق والأحكام وما يتعلق بذلك فأخذه عن العدل الخطيب بجامع الزيتونة محمد بن محمد الأنصاري الخزرجي الشهير بابن الحاج، وسمع حديث الرحمة المسلسل بالأولية عن أبي زكرياء يحيى بن منصور، وسمع من محمد بن مسافر المعفري وأبي القاسم الأندلسي، والشريف التلمساني وقرأ عليه «عمدة الأحكام والموطأ» رواية يحيى بن يحيى «والشمائل» رواية عن البرزلي، وروى صحيح البخاري، وسنن أبي داود على الشيخ الشماع وغيره سماع بحث وبعض «علوم الحديث» لابن الصلاح «والتبيان» للنووي على عبد الواحد الغرياني والمدغري، وسمع على الغرياني «الرسالة القشيرية» و «سراج المريدين» و «سراج المؤيدين» كليهما للقاضي أبي بكر ابن العربي، والبخاري بسماع تفقه على الغرياني وغيره. ومن مشايخه في التصوف أبو عبد اللطيف المقدسي، وأبو عبد الله الهنتاني، وعمر الركراكي، ومحمد الجزولي، ومنصور البازي نسبة إلى بازة بالمغرب الأقصى. ¬

(¬1) بكسر التاء المثناة الفوقية وتشديد الجيم وتخفيفها نسبة إلى قبيلة بالمغرب الأقصى قدم جد هذه الأسرة أبو القاسم إلى تونس مع جيش الموحدين.

مؤلفاته

والغالب على الظن انه كانت له رحلة إلى تلمسان والمغرب الأقصى إذ إنه روى عن جماعة من أهل البلدين، كابن آجروم، وابن الإمام، والعقباني، والشريف التلمساني، وهؤلاء لا تعرف لهم إقامة أو عقد مجالس تدريس في تونس. وفي سنة 846/ 1443 عزم على حج بيت الله الحرام مصاحبا للركب التونسي عن أمر السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي الذي أكرمه وأرسل إليه ما يعينه على ذلك وسأله أن يكون قاضي الركب فأجابه بعد امتناع وكراهة. وفي القاهرة اجتمع بالحافظ ابن حجر وأنشده ارتجالا بيتين [كامل]: قد فزتم بين الأنام وحزتم … رهن السّباق بنشر فتح الباري فالله يكلؤكم ويبقي مجدكم … ويحوطكم من أعين الأغيار كما اجتمع به البرهان البقاعي وأجازه وأملى عليه ترجمته وعرف تعريفا وجيزا ببعض أقاربه التجانيين وبمؤلفاتهم، ولقي الشمس السخاوي الذي اجتمع به في الجامع الأزهر وكتب عنه ترجمته وغير ذلك، وقال في نهاية ترجمته: «وكان فاضلا مفوّها طلق العبارة حسن المحاضرة، بهي المنظر حسن المخبر، والغالب عليه التصوف والصلاح». تولى قضاء المحلة (أي العسكر) والتدريس بزاوية باب البحر، وفي أواسط جمادى الأخرى من عام 856 صرف عن قضاء المحلة وعن الشهادة وقدم عوضه الشيخ محمد الزنديوي وفي أوائل جمادى الثانية من عام 857 صرف الشيخ محمد الزنديوي عن قضاء المحلة وأعيد إليها صاحب الترجمة وإلى الإشهاد بالحاضرة ثم صرف في رجب علم 865 عن قضاء المحلة والتدريس بزاوية باب البحر وقدم عوضه محمد الرصاع وقدم هو عدلا ومفتيا بالقلم. وتوفي في آخر ذي الحجة. مؤلفاته: 1 - عون السائر بن إلى الحق، في التصوف، مجلد. 2 - المقدمات، في الفقه، مجلد لطيف. 3 - الوثائق العصرية. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 219. - تاريخ الدولتين 129 - 131 - 136.

69 - التجاني (ولد بين 670 - 1272/ 675 - 1276 وكان حيا لسنة 1308/ 718)

- درة الحجال 1/ 88. - شجرة النور الزكية 258 - 259. - الضوء اللامع 2/ 136 - 137 (محرفا إلى البجائي). عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران مخطوط بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة الأحمدية) من الورقة 47 أإلى 48 ب. - مقدمة رحلة التجاني لمحققها ح. ح. عبد الوهاب 30 - 31. - معجم المؤلفين 2/ 123. - نيل الابتهاج 81. - ورقات لحسن ح. عبد الوهاب 3/ 174 - 177 (إعادة لما في مقدمة رحلة التجاني). - إيضاح المكنون 2/ 511؛ 2/ 541، 701. - توشيخ الديباج 57، 58 (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983). - الحلل السندسية 1/ 631 (دار الغرب الإسلامي، بيروت). * * * 69 - التجاني (ولد بين 670 - 675/ 1272 - 1276 وكان حيا لسنة 718/ 1308) عبد الله بن محمد بن أحمد التجاني، والده من كتاب العلامة وصاحب القلم الأعلى، كان عالما أديبا شاعرا، اعتنى والده بتربيته ولقنه مبادئ العلوم، وقرأ على قريبيه أبي الحسن علي بن إبراهيم التجاني النحوي اللغوي الأديب الشاعر وعمر التجاني، وعلى بن عبد الكريم العوفي الصفاقسي الأصل وأبي القاسم عبد الوهاب بن فائد الكلاعي، وغيرهم. كان من جملة كتاب الإنشاء على عهد السلطان محمد المعروف بأبي عصيدة في بداية القرن الثامن. وفي عهد الأمير أبي يحيى زكريا ابن اللحياني استصفاه لنفسه وقرب منزلته منه ورسمه في خواص كتابه وصاحبه في رحلته في جهات تونس وليبيا من منتصف سنة 708/ 1308 وفارق مخدومه من أرض ليبيا لأسباب صحية وسياسية. وبعد هذه الرحلة عاد إلى تونس مباشرا لخطته بديوان الإنشاء وبعد قليل مات السلطان أبو عصيدة خلال سنة 709/ 1309 فاجتاحت الاضطرابات البلاد بسبب التنازع على السلطة من أمراء البيت الحفصي، ودامت مدة عامين بين الأمراء، أبي زكريا بن أبي زيد الملقب بالشهيد وأبي البقاء خالد وغيرهما، ولم يستقر لهم الملك إلاّ قليلا. وفي أثناء هذه الاضطرابات كان شيخ الموحدين أبو يحيى زكريا ابن اللحياني قد عاد من الحج واستقر بمدينة طرابلس يراقب الأمور من بعيد، ويترصد الفرص إلى أن هجم بجموع من أنصاره على تونس واستولى على الحكم في سنة 711/ 1311 وقلد كاتب سره القديم صاحب

الترجمة رئاسة ديوان الإنشاء وهي خطة العلامة الكبرى. وتخلى أبو زكريا يحيى بن اللحياني عن الملك لفائدة ابنه ووليّ عهده محمد المعروف بأبي ضربة سنة 717/ 1317 ومن ذلك التاريخ لا نعلم عن مصير عبد الله التجاني صاحب الترجمة شيئا وله: . 1 - أحكام مغيب الحشفة. ألفه استدراكا على شيخه أبي علي الهذلي، وهو أول تأليف له ألفه في زمن الشباب وقد بين ذلك بقوله: «وكان شيخنا الإمام أبو علي عمر بن محمد بن علوان الهذلي - رحمه الله تعالى - قد ألف في ذلك تأليفا (أي أحكام مغيب الحشفة) تهاداه الناس واستغربوه جمع فيه ما قال غيره واستدرك أحكاما كثيرة استخرجها بكثرة اطلاعه وتبحره في العلم واتساعه يزعم أنه لا يكاد يوجد حكم يشذ عن كتابه» وكنت قد قرأت عليه التأليف المذكور في شهر ذي القعدة سنة اثنتين وسبعمائة، ورأيته قد أهمل أحكاما كثيرة فحملتني سن الحداثة - إذ ذاك - وحب الظهور على أن وضعت فيه جزءا انتهت الأحكام المستدركة فيه إلى خمسين حكما واتسعت في ذكر الخلاف وبسط التعليل فجاء تأليفا تاما أيضا مستقلا، ووقفته عليه فعظمه غاية التعظيم، وتلا قوله سبحانه وتعالى: وفوق كل ذي علم عليم. وكانت وفاة شيخنا المذكور في الرابع لشعبان سنة عشر وسبعمائة (¬1). 2 - اداء اللازم من شرح مقصورة حازم: وكان وضع هذا الشرح في محرم سنة 699 وهو من أقدم مؤلفاته، وهو مفقود الآن. 3 - تحفة العروس ونزهة النفوس. رتبة على 25 بابا في معاشرة النساء وأخلاقهن وخصالهن وصفة أعضائهن من حسن وقبح وفي العفاف والصون وفي الزينة والتطيب، وفي حقوق المرأة على الرجل وفي الغيرة ما يحمد منها وما يذم، وختمه بباب متسع في الملح والفكاهات وأورد فيه ما دعت إليه الحاجة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية مع تفسيرها ومن الحكايات الطريفة ما يناسب كل مقام. والكتاب خال من سخف الأدب المكشوف والمجون اللذين يتلهى بهما في المجالس، إذ قال في خطبته: «وليس كتابنا هذا في الحقيقة كتاب سمر، وإنما هو كتاب علم ونظر». ط. بالمطبعة الشرقية بالقاهرة سنة 1301 هـ‍ في 204 ص منسوبا خطأ للشيخ أحمد التيجاني صاحب الطريقة. 4 - تقييد على صحيح البخاري، وضعه بطرابلس سنة 707/ 1307 بعد أن انتهى من قراءة ¬

(¬1) تحفة العروس ص 61.

صحيح مسلم على الشيخ عبد العزيز بن عبيد السبائي. قال في رحلته: «ثم بعد ذلك في الشهر نفسه ابتدأت قراءة دولة أخرى من المسند الصحيح للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري». 5 - تقييد على صحيح مسلم كتبه في التاريخ السابق حين قراءته بطرابلس على شيخه المذكور. قال في رحلته: «قد كنت ابتدأت تقييد ما انتجته فينا المناظرة وأفادتنا المحاضرة مما جاء كالإكمال لكتاب الإكمال» يعني إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم للقاضي عياض. 6 - الدر النظيم - في الأدب والتراجم، ذكره في رحلته 262/ 363 وقال فيها: «وقد ذكرناه (عبد الرحمن بن عيسى) وأخاه في كتاب «الدر النظيم» بأتم من هذا».وربما يكون في هذا الكتاب قد جمع أخبار أدباء الدولة الحفصية السابقين لعصره. وهو مفقود. 7 - رحلته دوّن فيها وصف القرى والمدن التي مر بها في رحلته صحبة مخدومه الأمير أبي يحيى زكريا بن اللحياني، والتعريف بالنابغين من أبنائها من فقهاء وأدباء وقواد وصلحاء، قدامى ومعاصرين ووصف للمعالم والمعاهد والعناية بمواطن القبائل العربية وما تفرع عنها من بطون وأفخاذ مع الإلمام بالعقائد والتقاليد الغريبة. ولما كان سير الرحلة بطيئا ومجاله محدودا فقد كان ذلك في مصلحة الوصف إلى حد كبير فتمكن بذلك من الوقوف عند كل ما يمكن ملاحظته في طريق سيره القصير، وقد برهنت رحلته على أهميتها الكبرى وذلك بتزويدها لنا بمعلومات عن جميع المناطق التي زارها وعن الأصقاع المجاورة لها وهي تتناول مسائل الجغرافيا، كما تتناول مسائل التاريخ الطبيعي وبوجه خاص التاريخ البشري. وكما جرت العادة فإنه يستشهد بمختلف المؤلفين، ويقتبس أحيانا من الوثائق، بل انه يورد هذه الوثائق التاريخية أحيانا بنصها الأصلي، وانفرد بإيراد جملة أحداث معاصرة لا توجد إلاّ فيها. أما أسلوبه في العرض فأدبي صرف ولكنه لا يثقله بالانطباعات الشخصية أو بمحاولة التدليل على سعة معارفه ومهارته ككاتب فهو في هذا الصدد أفضل بكثير من غيره من الكتاب الذين عالجوا التأليف في هذا النمط، وبعد قرن من الزمان قدره ابن خلدون تقديرا كبيرا وأفاد من مصنفه مرارا عديدة في تلك الأجزاء من تاريخه التي أفردها لشمال أفريقيا. وقد دلت أبحاث أماري على أن التجاني يقدم معلومات تاريخية وجغرافية ذات قيمة كبرى من ذلك ما كتبه عن جزيرة جربة بل وعن صقلية نفسها. وطبعت الرحلة أول مرة بتونس بالمطبعة الرسمية سنة 1345/ 1927 بعناية المستشرق وليام مارسي ولأسباب لا نعرفها لم ترج هذه الطبعة بالسوق، ثم طبعت طبعة محققة بالمطبعة

المصادر والمراجع

الرسمية سنة 1378/ 1958 مع مقدمة حافلة للمؤرخ الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب في 46 ص في التعريف بالمؤلف وبعض أفراد بيته النابغين. نص الرحلة في 395 ص+103 ص فهارس. 8 - علامة الكرامة في كرامة العلامة (¬1) ... والظاهر أنه نوه بذكر وظيفة العلامة الكبرى والصغرى وهو ما كان يوضع من الكتابة بالقلم الغليظ على الظهائر السلطانية والأوامر الرسمية لملوك بني حفص ولغيرهم من ملوك المغرب وفي الحقيقة ان «صاحب العلامة» كان يشغل الرئاسة العليا لدواوين الإنشاء، فالمعاهدات والمراسم والرسائل التي تصدر عن السلطان لملوك العالم كانت تحلّى بالعلامة الكبرى، كما أن المكاتيب العادية والأذون للعمال والقضاة وسائر نواب الحكومة في داخل القطر وكذا تسمية المتوظفين توضع عليها العلامة الصغرى من تحرير غيره من كتاب الديوان. والعلامة نفسها هي عبارة عن جملة مختارة في معنى حمد الله وشكره وتمجيده ويختلف رسمها وعبارتها عند استيلاء كل ملك من ملوكهم. وهذا التأليف يغلب على الظن أنه لتراجم الكتاب الذين تداولوا على هذه الخطة. وهو من مؤلفاته المفقودة. 9 - نفحات النسرين في مخاطبة ابن شيرين، جمع فيه المخاطبات والمحاورات الدائرة بينه وبين الأديب الأندلسي محمد بن أحمد بن شيرين الجذامي السبتي الأصل المنتقل إلى غرناطة والمتولي قضاءها، وصل إلى تونس عام 703/ 1303 بنية الحج فلم يقض له ذلك، واجتمع به المترجم له. قال المترجم له عن ابن شبرين: «وهذا الرجل من أعظم من رأيت تحقيقا وأحسنه في النظم والنثر طريقا، وقد كنت اجتمعت به في تونس ووصل إليها في عام 703 وكانت نيته التوجه إلى الحج فلم يقض له بذلك».وهذا الكتاب مفقود. 10 - الوفا ببيان فوائد الشفا، وهو شرح على الشفا للقاضي عياض في نحو أربعة أجزاء والموجود منه في المكتبة الوطنية بتونس قطعة صاحلة في جزءين وهي بخط تونسي قريبة العهد، وهذا التأليف نقل عنه الشهاب الخفاجي وعلي القاري في شرحيهما على الشفا. المصادر والمراجع: - تاريخ الأدب الجغرافي العربي لكراتشكوفسكي ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم ق.1/ 383 - 384. - شجرة النور الزكية 206. - عنوان الأريب 1/ 82 - 84. ¬

(¬1) نسبة البرهان البقاعي في «عنوان الزمان» لأبي الحسن علي التجاني وهو غير صحيح.

70 - التجاني (635 - 714 هـ‍) (1238 - 1314 م)

- عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والاقران لإبراهيم البقاعي، عرضا في ترجمة أحمد بن كحيل التجاني. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 212 - 214. - مستودع العلامة ومستبدع العلامة لأبي الوليد بن الأحمر ص 34. - معجم المطبوعات 650 - 651. - معجم المؤلفين 6/ 39. - مقدمة رحلة التجاني ص 19 - 46. - ورقات ... 3/ 162 - 174، 177 - 193. - الأعلام 4/ 125 (ط 5/). - إيضاح المكنون 2/ 713. - كشف الظنون 1/ 370، 2/ 713، - هدية العارفين 2/ 141 - 142. - بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 397 - 399. - دائرة المعارف الإسلامية (ط، 1 الترجمة العربية - كتاب الشعب) 9/ 225 - 226. * * * 70 - التجاني (635 - 714 هـ‍) (1238 - 1314 م) علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم التجاني، أبو الحسن الراوية الأديب الشاعر ذو البديهة السريعة في النظم، قال تلميذه محمد بن جابر الوادي آشي: «وربما سبق الكاتب فيما يقترحه عليه من النظم في أي عروض وروي، شاهدت ذلك منه». ومدح شعره العبدري بسرعة البديهة فقال (¬1): «وأما أبو الحسن فهو فيه آية الزمن من إجادة معنى وتنقيح لفظ وسرعة بديهة وكثيرا ما يمليه ارتجالا فيجود ويتقن». أخذ عن جده لأمه أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد السلام الجمحي المعروف بابن القاضي ومحمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، ومحمد بن بشارة الكندي، وعبد الله بن برطلة، وحازم القرطاجني، وإبراهيم بن وثيق، وابن الأبار وروى عن ابن الشباط التوزري وقاضي الجماعة المحدث ابن الغماز، وأجازه جماعة من المشارقة بإفادة شيخه أبي إسحاق إبراهيم البلفيقي، وجح ولقي جماعة من الاعلام. وكان مقصودا لإقراء العربية والأدب وغيرهما، تخرج به جماعة منهم: قريبه عبد الله التجاني صاحب الرحلة، ومحمد بن جابر الوادي آشي الذي أخذ عنه «شمائل النبي صلّى الله عليه وسلم» ¬

(¬1) بعد أن ذكر نبوغ التجانيين في العلم والأدب، وانه قل منهم ومن نساهم من لا يقول الشعر.

مؤلفاته

للترمذي، وكتاب «شهاب الأخبار» لمحمد بن سلامة القضاعي، والقصيدة الشقراطسية و «اختصار سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم» لابن فارس اللغوي و «الأحاديث التي اجتمع فيها أربعة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض» لعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري، و «حديقة الأزهار وحقيقة الافتخار في مدح النبي المختار» لحازم القرطاجني التي جعل صدورها مدحا للحضرة النبوية وإعجازها من معلقة امرئ القيس توفّي بتونس في 15 صفر. مؤلفاته: 1 - تسلية القلب الحزين في مراثي قاضي قضاة المسلمين. جمع فيه ما قيل من المرائي في شيخه قاضي الجماعة ابن الغماز مرتبة على حروف المعجم، وهو من بين من نظم بعض المراثي، ذكر الوادي آشي في أواخر ترجمة شيخه ابن الغماز ما نصه: «واتبعه الناس ثناء حسنا ورثوه بضروب من الندب سمي مجموعها: «رائق الوشي وعالي الطراز في مراثي القاضي الأجل أبي العباس بن الغماز».ورتب الشعر فيه على مقدار أهله وسمي في الترتيب الآخر الذي رتب شعره على حروف المعجم في البداة ب‍ «تسلية القلب الحزين في مراثي قاضي المسلمين» والتأليفان لرجلين. وقال ابن عبد الملك المراكشي (¬1) في أواخر ترجمة ابن الغماز «ورثاه جماعة من الشعراء بقصائد فرائد تولى جمعها في دفتر تلميذه ناظم بعضها أبو الحسن علي بن إبراهيم ابن محمد التجاني» وقد اختصر ابن فرحون (¬2) كلام ابن عبد الملك المراكشي وان لم يصرح بذلك قال في أواخر ترجمة ابن الغماز: «ورثي بقصائد فرائد تولى جمعها تلميذه أبو الحسن التجاني». ومن كل هذه النصوص نستفيد أن عليا التجاني جمع ما قاله هو وغيره من المراثي في شيخه ابن الغماز، ولم يعين الوادي آشي مؤلفي المجموعين إلاّ أنه ذكر أنهما لرجلين ولم يبين ابن عبد الملك المراكشي ولا ابن فرحون اسم التأليف المجموع. وإذا كان من المتفق عليه أن عليا التجاني هو ناظم بعض المراثي وأحد جامعيها في تأليف فإنه لا يحسن منه ترتيب الشعر حسب قيمته الذاتية أو قيمة قائله لأنه أين يضع نفسه؟ فإن وضعها بين المجلين زكاها ومدحها وهو ما يتحاماه العقلاء وحجب الحق، لذلك نرجح أن التأليف الذي رتب فيه الشعر على حروف المعجم والمسمى ب‍ «تسلية القلب الحزين في مراثي قاضي قضاة المسلمين» هو لعلي التجاني. ¬

(¬1) الذيل والتكملة 1/ 113. (¬2) الديباج المذهب 79.

المصادر والمراجع

2 - علامة الكرامة في كرامة العلامة، وقد مر أنه لعبد الله التجاني صاحب الرحلة، ونسبة البقاعي في «عنوانه» لصاحب الترجمة في ترجمة أحمد بن كحيل التجاني، ومن المعلوم أن البقاعي أخذ ترجمة بعض التجانيين عن ابن كحيل ولعله وهم وخانته الذاكرة عند التدوين أو أن ابن كحيل كان واهما مثله. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي، تحقيق محمد محمد محفوظ (ط. بيروت (1400/ 1980) 59 - 60. - بغية الوعاة 2/ 141. - رحلة التجاني 258 - 270. - رحلة العبدري 257 - 263. - عنوان الأريب 1/ 86. - مقدمة رحلة التجاني 11 - 13. - ورقات ... 3/ 152 - 154. * * * 71 - التجاني ( ... 718 هـ‍) (1318 م) محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم التجاني، أبو الفضل، الأديب الشاعر الكاتب بديوان الإنشاء. خدم الدولة الحفصية في أيام السلطان أبي عصيدة ثم السلطان أبي يحيى زكريا بن اللحياني، ثم ابنه السلطان محمد الملقب بأبي ضربة المستبد بأمر إفريقية بعد أبيه فكان المترجم له كاتب سره ومدبر أمره، وقد صحب مخدومه هذا لما زحف السلطان أبو بكر الحفصي صاحب المملكة الغربية، على تونس، فأوقع بأبي ضربة وجموعه في فحص مصوج من تراب أولاد عون الآن قرب سليانة، ومن بينهم صاحب الترجمة سنة 718/ 1318. قال ابن رشيد في حقه: «ما رأيت في نجباء ابناء الإفريقيين أجمع منه لفضيلة، ولا أبرع في كل خصلة نبيلة وخلة جليلة، مع عفاف وكفاف، يتصرف كيف يشاء في الروية والارتجال مديد الباع فسيح المجال». وهو إلى فرط أدبه وبارع نثره ونظمه معتن بالرواية مستجيزا للشيوخ، فوصلته من أهل سبتة إجازات كثيرة بعث له بها صديقه ابن رشيد. أورد له ابن عمه عبد الله التجاني رسائل وقصائد في «رحلته». 6 * تراجم المؤلفين 1

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - الأمم الخالية ونشر الرمم في البالية. 2 - الحلل المضمخة في حلى المشيخة. 3 - الحلى التيجانية في الحلل التجانية، قال ابن رشيد: «وجمعه باسمنا حفظه الله تعالى وشكره».وقال في موضع آخر: «إنه باسمه واسم صاحبه الوزير ابن الحكيم رحمه الله تعالى» ذكر فيه أخبار السابقين من أفراد بيتهم وما لهم من الآثار العلمية والأدبية. 4 - الدر المنظوم. 5 - شرف الطرف في طرف الشرف. 6 - الناسم، جمع فيه تراجم ومختارات لشعراء عصره. وهذه المؤلفات مفقودة. المصادر والمراجع: - رحلة التجاني 88 - 89، 221/ 224، 288، 292. - عنوان الأريب 1/ 87 - 91. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 210 - 212. - مقدمة رحلة التجاني 15 - 17. - نفح الطيب (طبعة م. م. عبد الحميد) 5/ 257 [4/ 121]. - ورقات ... 3/ 157 - 159. - محمد الحبيب بن الخوجة: الحياة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية، في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، السنة 4، العدد 4، 1976 - 1977 ص 72 - 73. * * * 72 - التجيبي (كان حيا سنة 449 هـ‍) (1068 م) إسماعيل بن أحمد بن زيادة الله التجيبي البرقي القيرواني نزيل المهدية، أبو الطاهر، الأديب الشاعر اللغوي. أخذ عن أبي إسحاق إبراهيم الحصري تآليفه وسمع من أبي القاسم سعيد بن أبي مخلد الأزدي العثماني، وأبي القاسم عمار بن محمد الإسكندراني، والشاعر المصري أبي الحسن علي بن حبيش الشيباني، وروى عن يعقوب بن خرازاد النجيرمي أدب الكاتب لابن قتيبة، وروى ديوان المتنبي عن أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن حاتم الأذري (¬1) تلميذ القاضي أبي ¬

(¬1) في المختار من شعر بشار ص 153 محرفا إلى الأزدي، وكذلك ورد محرفا في مقدمة عبد العزيز الميمني.

مؤلفاته

بكر الباقلاني نزيل القيروان. وكان له صلة تعارف بالشاعر الناقد عبد الكريم النهشلي (¬1) صاحب كتاب «الممتع» وذكر أنه سأل الفقيه أبا الحسن علي بن عبد الكريم الغالبي مقابلة بعض الكتب (¬2). كان عالما بالآداب مستبحرا شاعرا مجودا من أهل التصنيف والتأليف مع جودة الضبط وبراعة الخط. دخل الأندلس وكان بمالقة سنة 406/ 1016 وذكر مرضه فيها وكثرة مجالس الطرب فيها ليلا وما استحسنه منها (¬3). ورحل إلى مصر واختلط بأدبائها وكان بها في سنة 415/ 1025 وبعد رجوعه من مصر رحل إلى صقلية وقضى بها مدة غير يسيرة من كهولته وتعرف فيها بشاعر صقلية أبي الحسن علي بن محمد الخياط الربعي، وذكر له كثيرا من غرر شعره، وقد أكثر من الحنين إليه وإلى مجالس أنسه. وذكر ممّن أنشده شعرا من أدباء القيروان: إبراهيم بن يونس الأنصاري وأبا محمد الأزدي، وأبا بكر محمد بن علي بن الحسن التميمي ثم الغوثي الذي رافقه بالإسكندرية والمهدية، وأبي الحسن الطوبي الكاتب، ومن شعراء مصر أبا الحسن البصري الشريف العباسي. وممن روى عنه الحسين بن زياد الرفّاء روى عنه كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة بسنده وأبو مروان الطبني لقيه بالإسكندرية في رحلته لأداء فريضة الحج وكان وقوفه في موسم سنة 438/ 1048. قال ابن الأبار: «ووقفت من خط أبي طاهر هذا على ما أرخه في جمادى الآخرة لسنة إحدى وأربعين وأربعمائة». مؤلفاته له: الرائق بأزهار الحدائق من المختار من شعر بشار اختيار الخالديين وقد طبع هذا الكتاب بعنوان: «المختار من شعر بشار اختيار الخالديين وشرحه لأبي الطاهر إسماعيل بن أحمد بن زيادة الله التجيبي البرقي المتوفى في القرن الخامس من الهجرة».بعناية وتحقيق السيد محمد بدر الدين العلوي أحد معلمي اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بعليكرة بالهند، مع التعريف ببشار والخالديين والشارح ومعاصريه بقلم العلامة عبد العزيز الميمني، وط. بمط. لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة بلا تاريخ، لكن يستفاد من مقدمة المحقق والميمني المؤرختين في 1353/ 1934 انه ربما طبع قريبا من هذا التاريخ. ¬

(¬1) انظر: شعر النهشلي في ما جل، المرجع السالف ص 263. (¬2) المرجع السالف ص 111 [ص. م من مقدّمة الميمنيّ]. (¬3) المرجع السالف ص 14 - 16.

المصادر والمراجع

ويلاحظ أن الكتاب ليس اسمه كما ظن المحقق، قال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور (¬1) «غير أن ناشر الكتاب يظنه كتاب المختار للخالديين ويظن أن التجيبي شرح ذلك الكتاب، وليس الأمر كما ظن بل الكتاب الذي نشره هو مختار المختار وهو ما أختاره إسماعيل التجيبي من مختار الخالديين وشرحه وضم إليه ما عثر عليه من شعره حسبما أفصح عن ذلك كلامه في أواخر الشرح صفحة 341 وكلامه في ص 201». ومما يدعم رأي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ما ورد في ص 8 من هذا الكتاب «قال إسماعيل بن أحمد، ورأيت بعد نظري في اختيار الخالديين وما اخترته منه ... » كما أن الشيخ ابن عاشور (¬2) يرى أن مختار المختار هذا هو كتاب «الرائق بأزهار الحدائق» ومما يؤيد هذا أن ابن الأبار والسيوطي لم يذكرا له غير هذا الكتاب، ولمح ابن الأبار إلى تاريخ وجوده بمالقة نقلا عن كتاب «الرائق بأزهار الحدائق». ومنهجه في هذا الكتاب أنه يذكر أبياتا لبشار ثم يذكر أبياتا لشعراء آخرين قدامى ومحدثين يتفقون مع بشار في غرض الأبيات، وأحيانا يذكر عمن أخذ بشار معنى أبياته من المتقدمين عليه، ويعقد مقارنات بين هذه الأشعار، ويبدي أحيانا بعض الملاحظات النقدية، ويطيل في شرح الألفاظ اللغوية، ويستطرد أحيانا إلى ذكر حكايات أدبية ويشعر بما في هذا الاستطراد من خروج معللا له بأن الحديث ذو شجون، وذكر فيه أشعارا لمعارفه من المصريين والقيرانيين، ومجموعة من شعره هو. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 304 (توفي نحو 445/ 1103). - بغية الوعاة 1/ 443. - تكملة ابن الأبار (ط. مصر) 190 - 189/ 1 (أوسع ترجمة له). - مجمل تاريخ الأدب التونسي 137 - 140. - معجم المؤلفين 259/ 42 (نقلا عن الأعلام). - مقدمة عبد العزيز الميمني للمختار من شعر بشار. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 787. * * * ¬

(¬1) مقدمة ديوان بشار مط لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة 1950/ 1369 ص 90. (¬2) نفس المرجع ص 81.

73 - التجيبي (127 هـ‍) (740 م)

73 - التجيبي (127 هـ‍) (¬1) (740 م) خالد بن أبي عمران التجيبي، مولاهم، التونسي، المحدّث الصدوق والفقيه العابد. ولد بتونس وروى عن أبيه وحنش به عبد الله الصنعاني نزيل أفريقية، ورحل إلى المشرق للسماع والرواية فروى عامة عن بعض متأخري الصحابة كعروة بن الزبير وطبقته، وسمع من القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وسليمان بن يسار، وروى عنه عبيد الله بن زحر الإفريقي، والليث بن سعد، وحيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري شيخ الإمام مالك الذي بعثه عمر بن عبد العزيز على صدقات أهل تونس، فحضر مجالسه المترجم له وروى عنه كما روى عنه من أهل أفريقية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعبد الملك بن أبي كريمة، وعبد الله بن غانم، وعلي بن زياد. تولى قضاء مدينة تونس وكان ذا وجاهة عند أهل بلده فقد وجهه أهل أفريقية إلى يزيد ابن عبد الملك بن مروان ليخبره بقتل يزيد بن أبي مسلم عامله على إفريقية فأكرم وفادته واستشاره فيمن يوليه فأشار عليه فقبل قوله وولى الذي أشار به. ووجهوه مرة ثانية لاستفتاء علماء المدينة المنورة في مسائل استعصى عليهم أجوبتها، فعرض هذه الاسئلة على القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، فأبيا أن يجيباه فقال لهما: «إنّا بموضع جفاء في هذا المغرب، وإنهم حملوني هذه المسائل وقالوا لي: إنك تقدم المدينة وبها أبناء أصحاب النبي عليه السلام فسلهم، وانكما ان لم تفعلا كانت حجة لهم فما شئتما؟ » فقال القاسم: سل، فسألهما فأجاباه واتجه بعد ذلك الى سليمان بن يسار فجمع عنه المسائل، فاجتمعت له من هؤلاء الثلاثة حصيلة وافرة من قضايا الفقه وأحكامه دونها في كتاب ذكره أبو العرب التميمي بقوله: «وهذا الكتاب رواه عنه عبد الملك ابن أبي كريمة». شهد مغازي كثيرة وأبلى فيها بلاء حسنا وقتل في مبارزة مقدم الصفرية. المصادر والمراجع: - تاريخ الإسلام للذهبي 3/ 259. - تقريب التهذيب 1/ 217. - تهذيب التهذيب 3/ 110. - الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 123. ¬

(¬1) وقيل سنة 129 وقيل سنة 125.

74 - التجيبي (422 هـ‍) (1031 م)

- خلاصة تذهيب الكمال 87. - رياض النفوس 1 - 103/ 106 [1/ 162 - 166 من طبعة البكوش بدار الغرب الإسلاميّ]. - الشذرات 1/ 176. - طبقات خليفة بن خياط 295. - طبقات علماء افريقية وتونس لأبي العرب 212 - 214. - الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 521. - حسن المحاضرة 1/ 299. - العبر 1/ 169. - الكاشف 1/ 17. - الدكتور محمد الحبيب الهيلة، أسس البناء الثقافي بجامع الزيتونة في القرون الإسلامية الأولى (في جريدة الصباح 29 محرم 1400 ديسمبر 1979 السنة 129). - توشيخ الديباج ص 118 - 119. - الحلل السندسية 1/ 648 - 650. * * * 74 - التجيبي (422 هـ‍) (1031 م) عتيق بن خلف التجيبي، أبو بكر، الفقيه الواعظ، المؤرخ، من تلامذه ابن التبّان وابن أبي زيد القيرواني، وأبي سعيدا بن أخي هشام، وأبي العباس بن تميم، والقابسي، وميسرة بن مسلم بن ربيعة الحضرمي، ورحل إلى المشرق وأخذ عن جماعة من العلماء، وروى عنه ابنه عبد الملك. توفي في 22 جمادي الثانية بالقيروان في عهد المعز بن باديس، ودفن بباب سلم قرب شقران الهمداني. مؤلفاته: 1 - كتاب الافتخار في مناقب فقهاء القيروان. ينقل عنه ابن الأبار في تكملة الصلة تراجم الأندلسيين نزلاء القيروان. 2 - كتاب الطبقات. وهما مفقودان. المصادر والمراجع: - الاعلام 4/ 362.

75 - الترجمان (نحو 758 - 832 هـ‍) (1357 - 1430 م)

- شجرة النور الزكية 106. - معالم الإيمان 3/ 198. - معجم المؤلفين 6/ 248. - هدية العارفين 1/ 651. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) لهادي روجي إدريس 2/ 725. * * * 75 - الترجمان (نحو 758 - 832 هـ‍) (1357 - 1430 م) عبد الله الترجمان واسمه الأصلي أنسلم ترمودا (Anselmo di Turmeda) قسيس إسباني من مدينة ميورقة بالجزر الشرقية المعروفة بالباليار هاجر إلى تونس وأسلم في عهد السلطان أبي العباس أحمد ابن المستنصر الحفصي، وقيل إنه تظاهر بالإسلام وبقي على عقيدته. ذكر في كتابه «تحفة الأريب» لمحة عن نشأته وهجرته إلى تونس فقال في (الفصل الأول منه) «اعلموا - رحمكم الله - أن أصلي من مدينة ميورقة - أعادها الله تعالى للإسلام - وهي مدينة كبيرة على البحر بين جبلين، يشقها واد صغيره وهي مدينة متجر ولها مرسيان اثنان ترسي بها السفن الكبيرة في المتاجر الجليلة، والمدينة تسمى باسم جزيرة ميورقة، وأكثر غلاتها زيتون وتين ويحمل منها في خصابة زيتونها أزيد من عشرين ألف بتيان لبلاد مصر والإسكندرية، وبجزيرة ميورقة المذكورة أزيد من مائة وعشرين حصنا مسورة عامرة. وكان والدي محسوبا من أهل الحاضرة في ميورقة، ولم يكن له ولد غيري، ولما بلغت ست سنين من عمري سلمني إلى معلم من القسيسين، فقرأت عليه الإنجيل حتى حفظت أكثر من شطره في مدة سنتين، أخذت في تعلم لغة الإنجيل وعلم المنطق في مدة سنتين، ثم ارتحلت من بلدتي إلى مدينة لاردة من أرض القطلان، وهي مدينة علم عند النصارى في ذلك القطر، ولها واد كبير يشقها، ورأيت التين مخلوطا برمله إلاّ أنه صح عند جميع أهل ذلك القطر أن النفقة في تحصيله لا تفي نفقته فلذلك ترك. وبهذه المدينة فواكه كثيرة رأيت الفلاحين يقسمون الخوخة أربعة أفلاق ويمقرونها في الشمس، وكذلك يمقرون القرع والجزر فإذا أرادوا أكلها في الشتاء نقعوها في الليل بالماء وطبخوها كأنها طرية في أوانها. وبهذه المدينة يجتمع طلبة العلم من النصارى وينتهون إلى ألف طالب أو ألف وخمسمائة ولا يحكم فيها إلاّ القسيس الذي يقرءون عليه، وأكثر نباتها الزعفران، فقرأت فيها الطبيات والنجامة مدة سنتين ثم تصدرت فيها لإقراء الإنجيل بلغته ملازما ذلك مدة أربع سنين، ثم

ارتحلت إلى مدينة تيونية من الأيزدية، وهي مدينة كبيرة جدا بنيانها بالآجر الأحمر الجيد لعدم معادن الحجر عندهم، ولكن لكل معلم من أهل صناعة الآجر طابع يخصه، وعليهم أمين مقدم يحتسب عليهم في طيب طين الأجر وطبخه فإذا تفلح أو تفرك منه شيء غرم الذي صنعه قيمته وعوقب بالضرب. وهذه مدينة علم عند جميع ذلك القطر، ويجتمع بها كل عام من الآفاق أزيد من ألفي رجل يطلبون العلم، ولا يلبسون إلاّ الملف الذي هو صباغ الله، ولو يكون منهم طالب علم سلطانا أو ابن سلطان فلا يلبس الا ذلك ليمتاز الطلبة سن الغير، ولا يحكم فيها إلاّ القسيس الذي يقرءون عليه فسكنت بها كنيسة لقسيس كبير السن وعندهم كبير القدر اسمه «نقلا مرتيل» وكانت منزلته بينهم بالعلم والدين والزهد رفيعة جدا انفرد بها في زمنه عن جميع أهل دين النصرانية، فكانت الأسئلة مخصوصا في دينهم ترد عليه من الآفاق وصحبة الأسئلة من الهدايا الضخمة ما هو الغاية في بابه، ويرغبون في التبرك به وفي قبوله لهداياهم فيتشرفون بذلك، فقرأت على هذا القسيس علم أصول الدين النصرانية وأحكامه، ولم أزل أتقرب إليه بخدمته والقيام بكثير من وظائفه حتى صيرني أخص خواصه وانتهيت في خدمته وتقريبي إليه إلى أن دفع مفاتيح مسكنه وخزائن مأكله إليّ، ولم يستثن من ذلك سوى مفتاح بيت صغير بداخل مسكنه فكان يخلو فيه بنفسه، الظاهر انه بيت خزانة أمواله التي تهدى إليه، والله أعلم بحقيقته. فلازمته على ما ذكرت من القراءة عليه والخدمة له عشر سنين، ثمّ أصابه مرض يوما من الدهر فتخلّف عن القراءة وانتظره أهل المجلس وهم يتذاكرون فس مسائل من العلوم إلى أن أفضى بهم الكلام إلى قوله تعالى إلى نبيه عيسى عليه السلام أنه يأتي من بعدي نبي اسمه (البارقليط) فعظم ذلك بينهم في مقالهم وكثر جدالهم. ثم انصرفوا عن غير تحصيل فائدة من تلك المسألة، فأتيت مسكن الشيخ صاحب الدرس المذكور فقال لي: ما الذي عندكم اليوم من البحث في غيبتي عنكم؟ فأخبرته اختلاف القوم في اسم (البارقليط) وان فلانا أجاب بكذا، وأجاب فلان بكذا، وسردت له أجوبتهم فقال لي: وبماذا أجبت أنت؟ فقلت بجواب القاضي فلان في تفسيره للإنجيل. فقال لي: ما قصرت وقربت، وفلان أخطأ، وكاد فلان يقارب الصواب، ولكن الحق خلاف هذا كله لأن تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلاّ العلماء الراسخون في العلم، وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلاّ القليل، فبادرت إلى قدميه أقبلها وقلت: يا سيدي، قد علمت أني ارتحلت إليك من بلد بعيدة، ولي في خدمتك عشر سنين حصلت عنك فيها من العلوم جملة لا أحصيها فلعل من جميل إحسانكم أن تتفضل عليّ بمعرفة هذا الاسم الشريف، فبكى الشيخ وقال: يا ولدي والله إنك لتعز عليّ كثيرا من أجل خدمتك لي وانقطاعك إليّ، وإن في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة، لكن أخاف عليك أن تظهره فتقتلك النصارى في الحين. فقلت: يا سيدي والله العظيم وبحق الإنجيل ومن جاء به لا أتكلم بشيء مما تسره إليّ إلاّ

عن أمرك فقال: يا ولدي إني سألتك في أول قدومك عن بلدك وهل هو قريب من المسلمين وهل يغزونكم أو تغزونهم؟ لأستخبر به ما عندك من المنافرة للإسلام، فاعلم يا ولدي أن (البار قليط) هو اسم من أسماء نبيهم محمد صلّى الله عليه وسلم أنزل الكتاب الرابع المذكور على لسان دانيال عليه السلام - واخبر انه سينزل هذا الكتاب عليه وإن دينه دين الحق، وملته هي الملة البيضاء والمذكورة في الإنجيل. فقلت: يا سيدي وما تقول في دين النصارى؟ فقال: يا ولدي لو أن النصارى قاموا على دين عيسى عليه السلام - لكانوا على دين الله - لأن عيسى وجميع النبيين دينهم دين الله تعالى. فقلت: وكيف الخلاص؟ فقال: بالدخول في دين الإسلام. فقلت: وهل ينجو الداخل فيه؟ قال لي: نعم ينجو في الدنيا والآخرة. فقلت له: يا سيدي ان العاقل يختار لنفسه أفضل ما يعلم، فإذا علمت فضل دين الإسلام فما منعك من الدخول فيه؟ فقال لي: يا ولدي إن الله لم يطلعني على فضل دين الإسلام وشرف نبي الإسلام إلى بعد كبر سني وضعف جسمي، ولا عذر لنا فيه بل حجة الله علينا قائمة، ولو هداني الله لذلك وأنا في سنك لتركت كل شيء ودخلت في دين الحق، وحب الدنيا رأس كل خطيئة فأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من رفعة الجاه والعز والترقي وكثرة عرض الدنيا، ولو أني ظهر عليّ شيء من الميل إلى دين الإسلام لقتلني العامة في أسرع وقت، وهب أني نجوت منهم وخلصت إلى المسلمين فأقول: إني جئتكم مسلما فيقولون لي: قد نفعت نفسك بالدخول في دين الحق فلا تمنن علينا في دين خلصت به نفسك من عذاب الله، فأبقى بينهم شيخا فقيرا ابن تسعين سنة لا أفقه لسانهم ولا يعرفون حقي، فأموت بينهم بالجوع، وأنا والحمد لله على دين محمد - صلّى الله عليه وسلم - وعلى ما جاء به وإن كنت على دين عيسى ظاهرا يعلم الله ذلك مني. فقلت له: يا سيدي أفتدلني أن أمشي إلى بلاد المسلمين أو أدخل في دينهم؟ فقال لي: إن كنت عاقلا طالبا للنجاة فبادر إلى ذلك تحصل لك الدنيا والآخرة، ولكن يا ولدي هذا أمر لم يحضره أحد معنا الآن فاكتمه بغاية جهدك، وإن ظهر عليك شيء منه يقتلك العامة لحينك ولا أقدر على نفعك، ولا ينفعك أن تنقل ذلك عني فأني وقولي مصدق عليك وقولك غير مصدق عليّ، وأنا بريء من دمك ان فهت بشيء من هذا.

فقلت له: يا سيدي أعوذ بالله من سريان الوهم إلى هذا الحد، وعاهدته بما أرضاه. ثم أخذت في أسباب الرحلة وودعته فدعا لي بخير وزودني بخمسين دينارا ذهبيا، وركبت البحر منصرفا إلى بلدي مدينة ميورقة فأقمت بها ستة اشهر، ثم سافرت منها إلى جزيرة صقلية وأقمت بها خمسة أشهر وأنا أنتظر مركبا يتوجه لأرض المسلمين فحضر مركب يسافر إلى مدينة تونس، فسافرت فيه من صقلية، وأقلعنا. عنها قرب مغيب الشقق، فوردنا مرسى تونس قرب الزوال بحكم الله تعالى، فلما أنزلنا بديوان تونس وسمع بي الذين بها من النصارى أتوا بمركوب حملوني معهم إلى ديارهم وصحبتهم بعض التجار الساكنين أيضا بتونس فأقمت عندهم في ضيافتهم على أرغد عيش أربعة أشهر، وبعد ذلك سألتهم هل بدار السلطنة أحد يحفظ لسان النصارى، وكان السلطان إذ ذاك مولانا أبو العباس أحمد - رحمه الله - فذكروا لي أن بدار السلطان المذكور رجلا فاضلا من كبار خواصه اسمه يوسف الطبيب وكان طبيبه ومن خواصه ففرحت بذلك فرحا شديدا وسألت عن مسكن هذا الرجل الطبيب فدللت عليه واجتمعت به وذكرت له شرح حالي وسبب قدومي للدخول في دين الإسلام وأني أرغب أن يكون ذلك على يديه فسر الرجل بذلك سرورا عظيما ثم ركب فرسه وأحتملني معه إلى دار السلطان، ودخل عليه فأخبره بحديثي. وأستأذنه عليّ فتمثلت بين يديه، فأول ما سألني السلطان عن عمري فقلت له خمسة وثلاثون سنة ثم سألني كذلك عما قرأت من العلوم فأخبرته، فقال لي: قدمت خير مقدم فأسلم على بركة الله تعالى فقلت للترجمان - هو الطبيب المرقوم -: إنه لا يخرج أحد من دين إلاّ ويكثر أهله القول فيه والطعن عليه فأرغب من إحسانكم إلى الذين بحضرتكم من تجار النصارى وأجنادهم وأختارهم وتسألوهم عني وتسمع ما يقولونه في حقي، وحينئذ أسلم. فقال لي بواسطة الترجمان أنت طلبت كما طلب عبد الله بن سلام من النبي - صلّى الله عليه وسلم - حين أسلم. ثم أرسل إلى أجناد النصارى وبعض تجارهم وأدخلني في بيت قريب من مجلسه فلما دخل النصارى عليه قال لهم: ما تقولون في هذا القسيس الجديد الذي قدم في هذا المركب قالوا: يا مولانا هو عالم كبير في ديننا، وقال شيوخنا أنهم ما رأوا أعلى منه درجة في العلم والدين في ديننا. فقال لهم: وما تقولون فيه إذا أسلم؟ فقالوا: نعوذ بالله من ذلك وهو ما يفعل هذا أبدا. فلما سمع ما عند النصارى بعث إليّ فحضرت بين يديه وتشهدت بشهادة الحق بمحضر النصارى فصلبوا على وجوههم وقالوا: ما محمله على هذا إلاّ حب التزويج فإن القسيس عندنا لا يتزوج فخرجوا مكروبين محزونين، فرتب لي السلطان - رحمه الله - كل يوم ربع دينار، وأسكنني في دار المختص وزوجني بنت الحاج محمد الصفار، فلما عزمت على البناء بها أعطاني مائة دينار ذهبا وكسوة جديدة كاملة فابتنيت بها وولد لي منها ولد سميته محمدا

على وجه التبرك باسم نبينا محمد - صلّى الله عليه وسلم -. الفصل الثاني - فيما اتفق لي أيام مولانا أبي العباس أحمد وولده مولانا أبي فارس عبد العزيز. وبعد خمسة أشهر من إسلامي قدمني السلطان لقيادة البحر بالديوان (¬1) فكان مراده بذلك أن أحفظ اللسان العربي فيه بكثرة ما يتكرر علي من ترجمة التراجمة بين النصارى والمسلمين فحفظت اللسان العربي في مدة عام، وحضرت لعمارة (¬2) الجنويز وللفرانسيس لمدينة المهدية وكنت أترجم للسلطان ما يرد من كتبهم، وانتقلت مع السلطان لحصار قابس وكنت على خزائنه، ثم إلى حصار قفصة، وفيه ابتدأ مرضه الذي مات فيه ثالث شهر شعبان عام ستة وتسعين وستمائة (¬3) ثم تولى الخلافة بعده مولانا أمير المؤمنين وناصر الدين أبو فارس عبد العزيز، فجدد لي جميع أوامر والده بمرتباتي ومنافعي كلها، ثم زادني ولاية دار المختص، فاتفق لي في أيامه بالديوان أن مركبا قدم موسوقا بسلاح المسلمين فلما أرسى دخل عليه مركبان من صقلية فأخذاه لحينه بعد أن هرب المسلمين منه برقابهم واستولى النصارى على أموالهم فأمر مولانا السلطان أبو فارس صاحب ولاية الديوان وشهوده أن يخرجوا إلى حلق الوادي ويتحدثوا مع النصارى في فداء أموال المسلمين فخرجوا وطلبوا الأمان لترجمان كان معهم فأمنوه فصعد إليهم لمراكبهم وتحدث معهم في الوزن، فقالوا في ذلك ولم يحصل منهم شيء، وكان قد ورد في هذا المركب قسيس كبير القدر في صقلية، وكان بيني وبينه صداقة كبيرة كأنها اخوة، إذ كنت أطلب العلم معه، وقد سمع بإسلامي فقدم في هذا المركب يستدعيني الرجوع إلى دين النصرانية، ويأخذني بالصداقة التي كانت بيننا فلما اجتمع بالترجمان الذي صعد إليهم للمركب قال له: ما اسمك؟ قال: علي. فقال له: يا علي خذ هذا الكتاب وبلغه للقائد عبد الله قائد البحر عندكم بالديوان، وهذا دينار فإذا رددت لي جوابه أعطيك دينارا آخر، فقبض منه الكتاب والدينار وجاء لحلق الوادي، فأخبر صاحب الديوان بكل ما قالوا له ثم أخبره بما قاله القسيس، وبالكتاب الذي أعطاه وبالدينار الذي استأجره به فأخذ صاحب الديوان الكتاب وترجمه له بعض التجار الجنونيّين، فبعت الأصل والنسخة لمولانا أبي فارس، فقرأه ثم بعث إليّ فحضرت بين يديه فقال لي: يا عبد الله هذا كتاب رجل من البحر فاقرأه وأخبرنا بما فيه فقرأته وضحكت، فقال لي: ما أضحكك؟ ¬

(¬1) الديوان في اصطلاح العصر الحفصي هو مصلحة الجمارك وبالناحية الجنوبية من صفاقس باب يسمى إلى الآن باب الديوان، وكان قديما يشرف على البحر على مقربة من مصلحة الجمارك. (¬2) جاء في ثمانين قطعة ونازلوا المهدية وأقاموا عليها نحو شهرين، ووجه إليهم السلطان أبو العباس أحمد جيشا مع أخيه الحاجب أبي زكريا ودارت بينهم معارك متعددة. ثم انجلوا عنها دون أن يظفروا بمرغوب. راجع اتحاف أهل الزمان 1/ 180 والمؤنس ص 153. (¬3) كذا في الأصل من طبعة مصر وهو تحريف ظاهر صوابه: سبعمائة (بتقديم السين 796).

المصادر والمراجع

فقلت له: نصرك الله هذا كتاب مبعوث إليّ من قسيس كان من أصدقائي في الأول، وأنا أترجمه لكم الآن إن شاء الله تعالى فجلست في ناحية فترجمته بالعربية، ثم ناولته الترجمة فقرأها، ثم قال لأخيه المولى إسماعيل: والله العظيم ما ترك شيئا. فقلت له: يا مولاي وبأي شيء عرفت ذلك؟ قال: نسخة أخرى ترجمها الجنوينيّون. ثم قال: يا عبد الله وماذا عندك أنت في جواب هذا القسيس؟ فقلت له: يا مولاي الذي عندي ما علمت مني من كوني أسلمت باختياري رغبة في دين الحق ولست أجيب إلى شيء مما أشار إليّ قطعا. فقال لي: قد علمنا صحة إسلامك ولا عندنا فيك شك أصلا، ولكن الحرب خدعة، فاكتب إليه في جوابك أن يأمر صاحب المركب أن يفادي سلع المسلمين ويرخص عليهم، فقل له: إن اتفقتم مع تجار المسلمين على سعر معلوم فإني أخرج مع الوزان بقصد وزن السلع ثم أهرب إليكم بالليل. ففعلت ما أمرني به وأجبت القسيس بهذا، ففرح وأرخص على المسلمين في فداء متاجرهم وخرج الوزان مغارا ولم أخرج معه فبئس مني ذلك القسيس، فأقلع مركبه وأنصرف إلى خذلان الله. وكان نص كتابه «أما بعد السلام من أخيك فرنسيس القسيس أعرفك أني وصلت هذا البلد برسمك لأحملك معي، وأنا اليوم عند صاحب صقلية بمنزلة أن أعزل وأولي، وأعطي وأمنع، وأمر جميع مملكته بيدي، فاسمع مني وأقبل إليّ على بركة الله تعالى، ولا تخف ضياع مال ولا جاه وغير ذلك فإن عندي من المال والجاه ما يغمر الجميع وأعمل لك كل ما تريد». انتهى. هذه ترجمة مراحل حياته بإسبانيا وإسلامه بتونس ووظائفه بها وماجريات أحواله بها، اثرنا نقلها تمامة وفيها عبرة وذكرى. مات بتونس وقبره معروف بسوق السراجين بتونس، وتسمية الجماهير سيدي تحفة. له تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب، فرغ منه سنة 823/ 1420، ط. بتونس سنة 1290/ 1872 هـ‍ وبمصر سنة 1895 في 68 ص. وأثنى في هذا الكتاب على السلطان أبي العباس وابنه أبي فارس عبد العزيز وذكر ما أبطله من المكوس بأسواق تونس ونقل ذلك عنه المؤرخون كالزركشي وابن أبي دينار في «المؤنس» وبهذا يكون مصدرا ثانويا للعصر الحفصي في هذه الفترة. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف 1/ 180.

76 - التركي (1328 - 1397 هـ‍) (1910 - 1977 م)

- كشف الظنون 362. - معجم المطبوعات 630. - معجم المؤلفين 6/ 78. - المؤنس في أخبار إفريقية وتونس، تحقيق محمد شمام (ط. تونس سنة 1967). - هدية العارفين 1/ 468. - إيضاح المكنون 1/ 381. - تاريخ الدولتين للزركشي (ط.1/) 57. - تحفة [الأريب] ترجمة وردّ إسلامي على النصارى، تأليف ميقال دي إيبلزا (Miguel di Epalza) تقديم عبد المجيد الشرفي. - حوليات الجامعة التونسية ع 12، 1975، ص 283 - 290. - بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين 1/ 322، 470، 471، 2/ 376. * * * 76 - التركي (1328 - 1397 هـ‍) (1910 - 1977 م) عبد السلام بن محمود التركي، الأديب الشاعر، الكاتب. ولد بصفاقس في 15 أوت 1910، وتلقى التعليم الابتدائي بالمدرسة التهذيبية القرآنية، ثم الثانوي بالجامع الكبير (الفرع الزيتوني) ثم ارتحل إلى العاصمة سنة 1922، وواصل تعلّمه بجامع الزيتونة إلى أن تخرّج منه محرزا على شهادة التطويع في 20 جويلية 1926. ورجع إلى مسقط رأسه فسمي في غرّة أكتوبر 1926 معلما بمدرسة الهلال القرآنية إلى سنة 1956 حيث عيّن مديرا لها، وفي غرّة فيفري 1964 سمي مديرا لمدرسة 18 جانفي بضم مدرستي الهلال والسعادة، وفي سنة 1967 تخلى عن مهام الإدارة، وعاد للتدريس بصفة معلّم دولة استثنائي إلى نهاية سنة 1969 - 1970، وهي السنة التي أحيل فيها على التقاعد. كتب بالصحف والمجلات بإمضاءات مستعارة منها: «المدرسي» و «ابن الزيتونة» ويرمز أحيانا إلى اسمه ولقبه (عين الله ترعاكم)، وله مراسلات أدبية واجتماعية مع كبار المفكرين ورجال الصحافة. عمل بالإذاعة الجهويّة بصفاقس من سنة 1971 إلى سنة وفاته، وانتهج من البرامج (وحي القرآن) وهو تفسير لآيات من القرآن الحكيم، و (أحاديث دينية) متعددة، وكان يشرف على إصلاح البرامج ويراقبها. وكانت وفاته في 3 جوان 1977. له ديوان شعر قدّم منه نماذج بالإذاعة الجهويّة بصفاقس.

المرجع

المرجع: - أمدني بهذه الترجمة مشكورا الصديق العزيز شاعر صفاقس الأستاذ محمد الشعبوني بارك الله في أنفاسه الطيبة. * * * 77 - التّريكي (829 - 894 هـ‍) (1417 - 1489 م) محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد البيدموري التركي التونسي، ويقال له التريكي بالتصغير، الفقيه الأصولي المنطقي. كان علي جد أبيه من آمد، ونشأ ابنه بدمشق وكانت له بها رياسة لاتصاله بنوروز أو غيره وانتقل ابنه إلى المغرب فارا من المؤيد فسكن تونس وتزوج بها فولد له صاحب الترجمة ونشأ بها، فحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، ثم تلا بالسبع على أبي القاسم البرزلي فأتقنها وهو ابن عشر، وأجازه بما اشتملت عليه فهرسته، وحفظ الشاطبيتين وعرضهما على محمد ابن القماح الأنصاري الأندلسي وأجاز له الرسالة، وبعض ابن الحاجب الفرعي وغير ذلك، وأخذ الفقه عن جماعة منهم البرزلي، وأبو القاسم الوشتاتي القسنطيني، وعمر القلشاني، وعن ثانيهم ومحمد الرملي وغيرهما أخذ العربية، وعن الأخير وعبد العزيز البحيري وغيرهما المعاني والبيان وعن الأخيرين والرملي وغيرهم، أصول الفقه، وعلى الرملي، وأبي يعقوب المصمودي، ومحمد بن عقاب قاضي تونس المنطق، وعن القلشاني، والرملي وأبي الفضل المعلقي أصول الدين، وعن محمد بن أبي بكر الونشريسي والحاج المصري الحساب والفرائض، وعن أولهما العروض وبرع في جل هذه العلوم. وقدم القاهرة هاربا مما اتفق له سنة 849/ 1446 فحج ورجع وأقام بها وتردد على أعيان علمائها كالحافظ ابن حجر، وأخذ عنه واغتبط كل مهما بالآخر، واجتمع به السخاوي في مجلس شيخه الحافظ ابن حجر، واجتمع به قبل ذلك أول ما قدم القاهرة، وسمع من نظمه ومباحثه في قدماته إلى القاهرة، وكان لازم التردد على الكمال البارزي، ونوه به حتى ولاه قضاء المالكية بدمشق عوضا عن الشهاب التلمساني في جمادي الأولى سنة 852/ 1449، ثم لم يلبث أن صرف عنه وانتمى لأبي الخير النحاس بحيث كاد يلي قضاء مصر، وأعطاه المكتبة المحمودية بعد الحافظ ابن حجر، ولذا امتحن مسموعاته المذكورة، ثم رجع إلى تونس، وتولى الخطابة بجامع أبي محمد الحفصي من ربض باب السويقة ومفتيا به بعد صلاة الجمعة، ومدرسا بالمدرسة المنتصرية بسوق الفلقة، وناظرا في الأحباس، وذلك سنة 864/ 1459، وعزل عن الأحباس في ربيع الثاني سنة 875/ 1461 ثم تولى قضاء المحلة (العسكر).

مؤلفاته

له ضخامة ووجاهة ورسوخ في الفقه واستحضار كثير له ولغيره من العلوم، وحافظته جيدة حتى كان ابن الهمام يقول أنه معجون فقه. وأدبه كثير، ومحاضرته حسنة، قال السخاوي: ولكن الظاهر أنه معلول الديانة غير متشبث ولا متحر، وقد أفحش البقاعي في شأنه حمية لشيخه أبي الفضل البجائي، وأعتمد في كثير مما أثبته على أعدائه كأبي الفضل. مؤلفاته: 1 - إكمال الأمل في شرح الجمل. وهو شرح لجمل الخونجي في المنطق، في سفرين جمع فيه بين شرح ابن واصل، والشريف التلمساني، وسعيد العقباني، ومحمد بن مرزوق، مع زيادات من شرح الشمسية، وشرح ابن الحاجب، وشرح ابن رشد لكلام أرسطو وغير ذلك من غير تكرير. 2 - شرح الشمسية في المنطق. 3 - شرح مختصر ابن الحاجب الأصلي. المصادر والمراجع: - تاريخ الدولتين 143، B 6 . - الحلل السندسية ق 3/ 685 - /686. - درة الحجال 2/ 140 - 141. - شجرة النور الزكية 260. - الضوء اللامع 6/ 286، 287، 11/ 194. (قسم الانساب منه) نيل الابتهاج 323. - توشيخ الديباج 187 - 188. * * * 78 - ابن تعاريت (1289 هـ‍) (1872 م) سعيد ابن الحاج علي بن تعاريت الجربي الإباضي، فقيه له عناية بالتاريخ. له رسالة في تراجم علماء الجزيرة (جربة) وذكر أمرائها من بني سمومن وبني جلود، فرغ من تأليفها سنة 1274/ 1857. والمتداول مختصر منها، ونصها الأصلي عند أحد أحفاده وهو شديد الضن بها، وحدثني الأخ الصديق الأستاذ الصادق بن مرزوق أنه طلبها منه لتحقيقها ويكون شريكه

المرجع

بالنصف في مقابل ما يأخذه في تحقيقها، فلم تطب نفسه وحدث بعض الناس أن الأستاذ يريد التحيل عليه، وهكذا تضيع الآثار العلمية بين أيدي الجهال الذين استولى عليهم الشح والطمع المادي. والرسالة ملحق لسير الشماخي حفظ فيها عدة وثائق من الضياع، وترجم فيها لجل علماء جربة من القرن التاسع إلى عصره القرن الثالث عشر. ويستعمله صاحب كتاب «الإباضية في موكب التاريخ» لسعيد بن تعاريت الثاني، وهو خطأ. المرجع: - نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة لفرحات الجعبيري، ص 11، 343. * * * 79 - ابن تعاريت (1255 ... هـ‍) (1355 - 1936 م) سعيد بن علي بن تعاريت الجربي الإباضي فقيه جليل مناظر. قرأ بجامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع، ثم قصد جبل نفوسة بليبيا للتفقه في المذهب على عادة الطلبة الإباضية من جربة. وفي مدة إقامته بالجبل أصدر بعض فقهاء طرابلس فتوى في عدم قبول شهادة الإباضية عند التقاضي فاقترح عليه شيخه أن يرد عليه فألف «رسالة المسلك المحمود في معرفة الردود» ط. على الحجر بليبيا بدون تاريخ. نقلت ترجمته من كلام دار بيني وبين الصديق الأستاذ الصادق بن مرزوق جزاه الله خيرا. وفي خصوص عدم قبول شهادة الإباضية نقول: إن الاباضية يحترزون من الكذب ولا يستجيزونه وهم من أصدق الفرق الإسلامية، وقد نص علماء الجرح والتعديل على أن الخوارج من أصدق الناس حديثا، ولذلك قبلوا روايتهم فإذا صدقوا في الرواية وهي دين فكيف لا يصدقون في الشهادة؟ نعوذ بالله من الهوى والغرض المضلين. * * * 80 - ابن تعاريت (من رجال القرن 10 هـ‍) (16 م) يونس بن سعيد بن نحي بن تعاريت الصدغياني الجربي الإباضي، أبو النجاة. أخذ عن الشيخ زكريا الصدغياني.

المرجع

ترأس الحلقة سنة 908/ 1497، ولم يكتف بذلك بل رحل إلى جبل نفّوسة ليأخذ عن أبي عفيف صالح بن نوح التندميري، ولما انتهى من الدراسة رجع إلى جربة ودرس في جامع تاجديت (أي الجديد) الكائن بحومة (حارة) فأتوا من جهة صدغيان، وهو قريب من منزله، وتخرج به كثيرون منهم ثلاثة كانت لهم اليد الطولى في إصلاح المجتمع الإباضي بجربة، وجبل نفوسة ووادي الميزاب في الجزائر وهم: 1 - سلامة الجنّاوني. 2 - سعيد بن علي الجربي مصلح وادي ميزاب. 3 - أبو يوسف يعقوب بن صالح التندميري شيخ الشمّاخي صاحب كتاب «السير».كان شيخ حلقة العزّابة، وفي عهده هاجم الأسطول الإسباني بقيادة «بادر وتفارو» جربة سنة 916/ 1510، وتمكن الجربيون بقيادة عزابتهم من هزيمة هذا الأسطول شر هزيمة بعد أن اجتمع العزابة وشيخ الحكم أبو زكرياء يحيى السمومني عند صاحب الترجمة. له أجوبة في الأحكام وغيرها نقلها تلميذه سلامة بن يونس بن سلامة الجناوني وجمعها بعنوان: تقييدات مسائل. المرجع: نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة 215، 269، 304، 305. * * * 81 - التلاتلي (¬1) (967 هـ‍) (1560 م) داود بن ابراهيم التلاتلي الجربي الإباضي، أبو سليمان، العلامة المحقق. تحدث عن مراحل حياته العلمية فقال «أول ما قرأت العقيدة عقيدة التوحيد وغيرها على عمنا أبي زكريا عيسى الباروني (¬2)، ثم قدمت من نفوسه إلى جربة وقرأت بها عند الفقيه أبي ¬

(¬1) نسبة إلى حومة (حارة) التلات بتاءين مثناتين من فوق، ونسب إليها بزيادة لأم بعد التاء الاخيرة على غير قياس، ولعل هذه الصيغة شاعت بعد العصر التركي إذ هم يزيدون اللام قبل ياء النسب فيقولون مثلا جزائرلي بدلا من جزائري. وحومة التلات معروفة في جربة قرب قلالة (بالقاف المعقودة). (¬2) حسب رواية الشيخ سعيد بن علي الجربي، وفي الباروني، «أول ما قرأت العقيدة عقيدة التوحيد وغيرها على عمنا أبي بكر بن عيسى الباروني» ويظهر أنه تصحيف وتحريف، وليسا أخوين كما يتبادر إلى الذهن.

القاسم بن يونس السدويكثسي».ومن شيوخه بجربة العلامة أبو يحيى زكرياء بن إبراهيم الهواري، ثم رحل مرة ثانية إلى جبل نفوسه فأخذ عن أبي يوسف يعقوب بن صالح الجناوي علامة أجناون (¬1). ولما ارتحل شيخه هذا إلى جربة بقي هو بجبل نفوسة ملازما العلامة إبراهيم بن أحمد من سلالة أبي منصور إلياس التندميري النفوسي الإمام المشهور عامل الإمام أفلح بن عبد الوهاب الرستمي، أخذ عنه المعقول كالمنطق والبيان حتى برع فيها ونبغ ثم ارتحل إلى مصر، وكان موجودا بها في عام 913/ 1507، ولقي بها علي بن إبراهيم الكيلاني بلدا ومنشأ المصري دارا وسكنا، وقرأ عليه ايساغوجي لاثير الدين الأبهري في المنطق. والظاهر أنه ارتحل إلى مصر وهو شاب، ولا ندري أكان ذلك بعد رحلته الأولى إلى جبل نفوسة أم بعد رحلته الثانية. وعند ما عاد إلى جربة انتصب للتدريس والوعظ، وأحرز شهرة وصيتا والتف حوله سكان الجزيرة لما امتاز به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي سنة 961/ 1554 ارتحل إلى وادي ميزاب فأخذ عن العلامة عيسى بن إسماعيل المليكي الميزابي، وعن الشيخ سعيد بن علي الخيري الجربي الشهير في غرداية بعمي سعيد. ولما عاد من هذه الرحلة إلى جزيرة جربة التف حوله الناس وأصبح زعيمهم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، المنفذ للأحكام والساهر على أمن الجماهير وراحتها. ويبدو أنه آخر من تولى رئاسة مجلس العزّابة. وكان لغزارة علمه وقوة شخصيته وصلابة إرادته يبدو وكأنه يقف في الميدان منفردا يتولى جميع الشئون وهذا ما عبر عنه العلامة أبو إسحاق أطفيش بقوله: «حتى كان في مكانته بمنزلة الإمام العامل في تنفيذ الأحكام، والسهر على أمن الأمة وراحتها، والحقيقة أن مجلس العزابة يقوم في طور الكتمان بعمل الحكومة الجمهورية، وشيخ العزابة يكون بمثابة رئيس الجمهورية والإمام العادل ينفذ الأحكام، ويصدر الأوامر ويتولى جميع الشئون التي يقررها المجلس. على أن ظروف الحياة في جربة قد اضطرت مجلس العزابة أن يدخل بعض التعديل على نظامه، فخالف بذلك نظام العزابة المعروف في جبل نفوسه (ليبيا)، ونظام العزابة المعروف عند الإباضية في وادي ميزاب (الجزائر)، وذلك أن المجلس يختار من أعضائه شيخا يسمى شيخ الحكم يسند إليه القيام بالشئون السياسية والدينية تحت استشارة مجلس العزابة. وهذا الشيخ أصبح لا تتوفر فيه شروط العزابة ولا يكون عضوا في الحلقة، وإنما يكون غالبا كإمام دفاع في حالات الحرب، وكواسطة بين الطائفة الإباضية والدول الظالمة لجمع الضرائب بالطريقة التي يقررها مجلس العزابة، ويسلمها لعمال الدولة الحاكمة، وذلك حتى لا يكون التعاون المباشر بين حلقة العزابة والحكام الظالمين. وهذا التعديل الذي أدت إليه ظروف خاصة في جربة أجري - حسب الظن الغالب - ¬

(¬1) بفتح الهمزة والجيم والواو وتشديد النون، لفظ بربري معناه الجنان جمع أجنة وجنة، وهي من أجمل قرى جبل نفوسة، بها عين ثرة تسقي القرية وحدائقها الغناء.

بعد القرن التاسع، للهجرة. ويدل على إجراء هذا التعديل كلمة داود التلاتلي المترجم له حين استجواب درغوث باشا له: «نحن جماعة العزابة ليس بايدينا ولا إلينا تولية الأمراء وعزلهم». والحقيقة أن مجلس العزابة في جربة بدأ يتخلى ويضعف عن مزاولة اختصاصاته فكانت تسلب منه شيئا فشيئا كما سلبت منه الرئاسة السياسية والمدنية. وقد يتولى في بعض الأحيان بعض كبار العلماء رئاسة المجلس فينتعش كما انتعش في عهد المترجم له. وعهد شيخ المشايخ يونس بن تعاريت وغيرهما. كانت جربة في عهد المترجم له تابعة لحكم درغوث باشا صاحب طرابلس، وارتكب عماله العسف والجور، وحاول أهل جربة جعلها تابعة لحكم تونس (¬1)، فلما سمع بذلك درغوث باشا جهز حملة عسكرية ونزل ببرج القشتيل، وفتك بالثائرين. وفي ثالث يوم من الهزيمة أتى موسي بن أبي عمر بن أبي الجلود شيخ الحكم إلى المترجم له مع جماعة من الجند فقال له: «لو سرت معنا إلى درغوث لنتكلم مع الضعفاء».فقال له: «نحن جماعة العزابة».فسار معه فكلمه درغوث في مخالفة جربة وما كان من أهلها، فقال له الشيخ التلاتلي: «نحن جماعة العزابة ليس بايدينا ولا إلينا تولية الأمراء ولا عزلهم في هذا الزمان».فقال له درغوث: «بل أنتم أدخلتم (حاصرتم) مسعودا (أي السمومني) وأفسدتم البلاد وفعلتم وفعلتم».فقال الشخ «ما فعلنا إلاّ الخير، ولسنا من أهل الشر، بل الفساد من قبلك لتقديمك الأسافل وغير ذلك».وفي هذا الجواب صدق وجرأة يدلان على شجاعة أدبية كبيرة. فأخذ درغوث الشيخ وسجنه نحو شهر، ثم قتله لكثرة الطعن فيه من النكرة والحسدة، وذلك في أول جمادى الأولى. ويبدو من هذا أن المترجم له بمكانته الدينية ورئاسة مجلس العزابة قام بدور كبير في إضرام نار الثورة على حكم درغوث باشا، والتفاوض مع الحكومة بتونس لإرجاع جربة إلى رحابها، يضاف إلى هذا ما قام به خصومه الدينيون (الإباضية النكارة) وخصومه السياسيون من السعايات والدسائس. ودفن في غابة بركوك على تخوم حومة والغ، وأقيم الجامع الذي سمي باسمه حول ضريحه. ¬

(¬1) في «مؤنس الأحبة» أن درغوث أمر بصلب التلاتلي في أول الجماديين سنة سبع وتسعين وتسعمائة، هكذا مضبوطة بلسان القلم، والصواب: سنة سبع وستين (بتقديم السين على التاء) وأعاد نفس الخطأ في ص 114 عند الكلام على حملة درغوث الانتقامية من أهل جربة، هذا مع العلم بأن درغوث توفي سنة 973/ 1565، فكيف تصح نسبة أحداث له بعد وفاته بنحو أربع وعشرين سنة؟ وذكر أن الجربيين أرادوا أن تكون جزيرتهم تابعة لحكم الأتراك بتونس، ومن المعروف إن بداية حكمهم كانت سنة 981/ 1573.وغفل عن هذا محقق الكتاب الأستاذ محمد المرزوقي وفي نشرة أكزيقا قيصر Exiga Cesar لمؤنس الأحبة ص 10 أن التلاتلي قتل سنة سبع وستين وتسعمائة، وهذا هو القول المعتمد.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - شرح ايساغوجي لأثير الدين الأبهري في المنطق، ط. بالمطبعة الأهلية بتونس سنة 1321/ 1903 في 32 صفحة من القطع المتوسط وط. مرات بعد ذلك. جاء في خطبته «أما بعد فهذه تقييدات على متن ايساغوجي للشيخ أثير الدين الأبهري - برد الله ثراه وجعل الجنة مأواه - تجري مجرى الحاشية، جمعتها مما تلقيته من لفظ الأستاذ آخر العلماء المتبحرين، قدوة المخلصين، رئيس المحققين، جمال العرب والعجم، أبي الحسن علي بن إبراهيم الكيلاني بلدا ومنشأ، المصري دارا وسكنا، لا زالت رباع العلوم بلطائف نكته مأهولة، وأرحام الحكم بعواطف فكره مبلولة. وكان أول مجلس سمحت به الأيام في قراءتي لهذه الرسالة عنده يوم الأربعاء ثاني عشر صفر المبارك ثاني شهور سنة ثلاث عشرة بعد التسعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وذلك بالمدرسة الجيعانية بشاطئ بحر النيل ببولاق من أعمال مصر المحروسة». 2 - شرح على الآجرومية. كان عمدة المبتدئين من الإباضية في عصره وبعده. قال الشيخ إبراهيم طفيش: «قل ان نجد ممّن ادركناه لا يحفظه عن ظهر الغيب». 3 - العقيدة «مقدمة التوحيد» للشيخ عمر بن جميع الجربي، ط. مع شرح البدر الشمّاخي بالقاهرة سنة 1353/ 1934 بعناية العلامة المرحوم الشيخ إبراهيم طفيش الذي قال في مقدمته: «وشرح المقدمة هذه مقدمة العقيدة كذلك قل أن نجد ممن أدركناه من العلماء والتلاميذ من لم يكن من محفوظاته وذلك في بلادنا (وادي ميزاب) ولعل الحال في الجزيرة ونفوسة كذلك». المصادر والمراجع: - الإباضية في موكب التاريخ، الحلقة الثالثة. - الإباضية في تونس ص 157 - 161. - السير للشماخي 579 - 582. - مؤنس الأحبة في أخبار جربة 93 - 94 - 114. - نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة، 218 - 219 - 271 - 304. - الصادق بن مرزوق جريدة الصباح 1 - 12 - 1966. * * *

82 - التلاتلي (1288 - 1370 هـ‍) (1871 - 1950 م)

82 - التلاتلي (1288 - 1370 هـ‍) (1871 - 1950 م) الصادق بن محمد التلاتلي (¬1) رجل التربية والتعليم ذو الثقافة الواسعة، ورجل السياسة. ولد بنابل، وبها زاول تعلّمه الابتدائي، وتابع الدراسة الثانوية بالعاصمة في المدرسة العلوية، ومدرسة ترشيح المعلمين، ومن المعهد الأول أحرز على شهادة البروفي، ومن الثاني على الديبلوم العالي للعربية، ثم تابع دروس الحقوق في كلية مدينة (إيكس) في بروفانس بفرنسا وأحرز على الإجازة، وانقطع عن الدراسة. وفي سنة 1309/ 1892 اشتغل معلما ثم أستاذا للعربية في ليسي كارنو وأستاذا للفرنسية بمدرسة ترشيح المعلمين، واستدعاه صديقه الأستاذ البشير صفر لتعليم الرياضيات والجغرافيا باللغة العربية في المدرسة الخلدونية التي كان أحد مؤسسيها. وفي سنة 1908 كلّفه مدير التعليم الابتدائي شارلتي (Charlety) بمهمة إنشاء وتنظيم التعليم العربي الابتدائي بوصفة متفقدا للتعليم العربي، وأبدى نشاطا لإنجاز هذه المهمة التاريخية، وأستعان بمنابع ثقافية الواسعة العربية والفرنسية، وعمل على نشر الأصول الدينية والثقافية العربية، ورغم الحواجز والعوائق عمل على نشرهما في شبكة واسعة من المدارس إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1929، وكان قصده من كل ذلك إيقاظ الضمير الوطني، وحفظ الذاتية التونسية من الإدماج بواسطة تعليم عصري للغة العربية والدين الإسلامي. وفي سنة 1921 سلّم سريا تقريرا عن التعليم إلى أصدقائه الدستوريين، وكلّفه الشيخ عبد العزيز الثعالبي ليحرّر فصلا عن التعليم في كتابه «تونس الشهيدة». وعند احالته على التقاعد كان تعليم اللغة العربية على أحدث المناهج البيداغوجية منتشرا في كامل البلاد في مئات من المدارس الفرنسية العربية، وأنشا امتحانات ونظّمها، وهذا كله من غير اصطدام أو إثارة شكوك للمتفوقين من طواغيت الاستعمار الأعداء الألدّاء لكل ثقافة تونسية. وعمله الإنشائي والتنظيمي للتعليم كان مقترنا بخطة التفقد، وهو المتفقد الوحيد لكامل القطر التونسي مدة تقرب من ربع قرن والإنسان يقدّر له عمله المثمر الممتاز. كان من سنة 1931 إلى سنة 1945 مقررا لميزانية التعليم بالمجلس الكبير، وعضوا بالمجلس الأعلى للتعليم، وعضوا في المجلس الأعلى بتونس، أو عضوا في مجلس إصلاحات تعليم جامع الزيتونة، وفي كل هذه المسئوليات في المؤسسات المذكورة واصل بدون كلل وبشجاعة الدفاع عن المبدإ الذي خصّص له حياته، وهو نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية. ¬

(¬1) نسبة إلى حومة (حارة) التلات بجربة قرب قلالة، ويظهر أن حرف اللام زيد قبل ياء النسب في العصر التركي، وأسرة التلاتلي بجربة إباضية وهبية، نبغ منها أفراد، وهاجر فرع منها إلى نابل وانسلخ عن المذهب الإباضي.

المرجع

وفي غداة الحرب العالمية الثانية طالب بالاستقلال الداخلي لتونس في أثناء خطاب له بالمجلس الكبير بصفته قيدوم المجلس. توفي في 9 نوفمبر 1950. له كتاب الطريقة العصرية (2 جزءان) الأول لتعليم العربية في المرحلة الأولى والثاني لتعليمها في المرحلة الأخيرة من التعليم الابتدائي (ط./تونس). المرجع: - وجوه تونسية، الأخلاف، للصادق الزمرلي (بالفرنسية) ص 111 - 118. * * * 83 - التلاتلي (من رجال القرن 12 هـ‍ 18 م) عمر التلاتلي الجربي الإباضي. من شيوخه عمر البلار اليسّوتي النفوسي. رحل إلى مصر واستقر بوكالة الجاموس بحيّ طولون بالقاهرة إلى وفاته وهاته الوكالة من أحباس أسرتي النجار والجملي من أجيم جربة، وفيها مكتبة لطلاب العلم. له نزهة الأديب وريحانة اللبيب، مخطوط في مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب بحربة. المرجع: - نظام العزابة 258 - 259، 337 (تعليق 16) 345. * * * 84 - التليلي (1266 - 1358 هـ‍) (1850 - 1939 م) يونس بن عبد الرحيم التليلي أصلا التوزري مولدا ومنشأ الفقيه المشارك في عدة علوم، الصوفي. كان يجيد اللغة العبرانية ويطالع في كتبها.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - له كتابات كثيرة في الحديث والفقه والنحو والفلك والحساب والتصوف. 2 - بيتان كمل بهما البحر المتدارك في «الخزرجية» في علم العروض حيث تركه صاحب الخزرجية، وشرحها شرحا كافيا وأجاد في ذلك بإجادة بينة. المرجع: الجديد في أدب الجريد لأحمد البختري، ص 185. * * * 85 - التمجاري (471 هـ‍) (1078 م) سليمان بن علي بن بخلف التّمجاري النفطي، الإباضي، أبو الربيع. أصل أسرته من تمجار وسط جبل نفوسة، وعند ما هاجرت من نفوسة استقرت أولا بكنّومة. من قرى تقيوس (دقاش) إلى أن أخرج النّكار الوهبية منها، فخرج المترجم له منها، وعند خروجه طعنه أحد النكار يريد قتله فنجا (¬1) منه، ونزل بربض من أرباض مدينة نفطة قال في حقه حفيده أبو العباس الدرجيني «كان فرضيا متقنا لمسائل الفروع في المذهب، ناظما للقريض إلاّ أن بضاعته في النحو مزجاة وإن اتسع في اللغة ولذلك يوجد في شعره ما لا يجيزه أهل الصناعة ... » وتعلم الأصول مع أبي عبد الله محمد بن بكر، وتعلم الفقه مع مشايخ بني بهراسن أبي محمد ويسلان وأبي زكرياء ويونس وأبي بكر بن يحيى إلى أن صار عالما فقيها حتى قعد للحلقة وكثرت تلاميذه. وكان شاعرا مطبوعا يجيد باللغة الدارجة كما يجيد الشعر باللغة البربرية إلاّ أن شعره باللغة الفصحي لا يتسامى إلى شعر ولده سعيد أو حفيده أبي العباس أحمد الدرجيني، وذلك ان دراسته للغة العربية لم تطل فقد انقطع للعلوم الشرعية وتخصص فيها فكانت لا تشذ عليه مسألة من مسائل الأصول والفروع في المذهب الإباضي. وكان تلاميذه من أهل وادي سوف ووارجلان والزاب بالجزائر وقسطلية (توزر بالجريد). وكان يحذر من كثرة مجالسه المخالفين والميل إليهم وكثرة مطالعة تآليفهم، وكان يفتي بإخفاء المكاسب إذا كانت الدولة جائرة تفرض الضرائب المجحفة. مؤلفاته: 1 - كتاب في علم الكلام، مجلدان. ¬

(¬1) طبقات المشايخ للدرجيني 6202، السير للشماخي، ص 458.

المصادر والمراجع

2 - دون الفقه في دفترين. المصادر والمراجع: طبقات المشايخ للدرجيني 6202. الجواهر المنتقاة للبرادي، ص 218. الإباضية بالجريد لصالح باجية (ط، تونس 1396/ 1976) ص 202 - 203. السير للشماخي، ص 458. * * * 86 - ابن تميم (نحو 287 - 349 هـ‍) (900 - 960 م) دونس، ويدعى عند اليهود ادونيم ابن تميم الإسرائيلي، أبو سهل القيرواني الطبيب. قدم أوائله من العراق إلى إفريقية في غرض التجارة على عهد الدولة الأغلبية. ولد بالقيروان، واشتغل بطلب العلم، فقرأ على كبار أطباء وقته كاسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وتخرج عليه في الطب والفلسفة والحساب والنجوم، حتى برع في جميعها وأتقن العربية إتقانا جيدا وكذلك اللغة العبرية، وتفقه في الشريعة الموسوية حتى عد من كبار أحبارها، وصارت الفتوى تأتيه من الأقطار القصية من يهود الأندلس ومصر والعراق، وصارت بينه وبين اليهود بالأندلس مراسلات في مسائل عويصة من شريعتهم، وفي حساب مواقيت أعيادهم، ومعرفة سني تاريخهم وكان القول والفصل في النهاية له. ومن وجوه المخاطبين له في الأندلس الحكيم حسداي بن إسحاق الإسرائيلي طبيب الأمير الحكم الثاني بقرطبة. واتصل بخدمة الملوك العبيديين فخدم إسماعيل المنصور وابنه المعز لدين الله قبل انتقاله إلى مصر. ووضع كثيرا من التآليف في الطب والحساب والنجوم وقدم جانبا منها إلى مخدوميه المنصور وابنه المعز. مؤلفاته: 1 - كتاب التلخيص في الأدوية المفردة ينقل عنه ابن البيطار في وصف بعض النباتات. وفي آخر هذا التأليف بيان الأوزان والمكاييل المستعملة في الطب في زمانه. 2 - كتاب في الحساب الهندي المعروف بحساب الغبار. 3 - كتاب في الفلك وحركة الكواكب، كتبه إلى صديقه أبي يوسف حسداي وفيه تعديل السنين الشمسية بحساب الشهور القمرية.

المراجع

4 - شرح على سفر يصيرا أي سفر التكوين أو سفر الخليفة، الفه في سنة 344/ 955 وضعه بالعربية ثم حوله بعض اليهود بعد ذلك إلى الحروف العبرية، وهذا النقل موجود في عدد من مكتبات أوروبا والأصل العربي مفقود وما وصل إلينا من الترجمة العبرية يدل على ثقافة موسوعية في الفلسفة وبالخصوص معرفة متينة بقواعد النحو العربي وهو يستمد من الشرح الذي كتبه سعديا بن يوسف الفيومي، ويرد عليه في كثير من المواضع. وذكر في مقدمته أن سعديا قبل أن يبارح الفيوم إلى بغداد كانت له علاقات مراسلة مع أستاذه إسحاق بن سليمان بالرغم من أنه لم يتجاوز إذ ذاك العشرين سنة. 5 - مصنف كبير في علم الفلك قدمه إلى مخدومه المنصور العبيدي. 6 - المقارنة بين اللغتين العربية والعبريّة نقل عنه الطبيب الغرناطي موسى بن عرة الإسرائيلي في كتابه «المحاضرة والمذاكرة». وله رسائل كثيرة محفوظة في المكتبة البودليانة باكسفورد، وكلها حولت إلى الحروف العبرية وبقيت لغتها المكتوبة بها هي العربية وها هي ذي أسماؤها: أ) كتاب المستلحق. ب) رسالة التنبيه. ج) رسالة التنويه. د) رسالة التقريب والتسهيل. هـ‍) رسالة الأصول. و) رسالة اللمع. المراجع: - ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية 1/ 297 - 300. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 802 - 903. * * * 87 - التميمي (1164 - 1248 هـ‍) (1751 - 1832 م) إسماعيل بن محمد التميمي، ونسبته إلى بلدة منزل تميم، وأصل سلفه من هنشير الصقالبة، وهي قرية قرب منزل تميم. من كبار الفقهاء المحققين، أدرك الاجتهاد المذهبي وهو

مؤلفاته

الترجيح كما أخبر عن نفسه ولم ينكره معاصروه عليه، وله باع طويل في التاريخ إذا تكلم في دولة وكأنه من رجالها. ولد ببلدة منزل تميم، وفيها أخذ عن الصوفي أحمد سليمان الذي أمره بالرحلة إلى تونس لطلب العلم فامتثل أمره وقدم إلى تونس، وأخذ عن أعلامها كالشيخ صالح الكوّاش، وانتفع به وأجازه، والشيخ عمر المحجوب وأجازه بما في فهرس الشيخ محمد الغرياني، كما أخذ عن الشيخ محمد الشحمي، وغيرهم. وأخذ عنه الشيخ إبراهيم الرياحي، ومحمد البحري بن عبد الستار، وصالح الغنوشي السوسي، وشيخ الإسلام محمد بن أحمد بن الخوجة، وأحمد بن أبي الضياف، وآخرون. درس بجامع الزبتونة، واحترف صناعة التوثيق، وكان الوزير الكاتب حمودة بن عبد العزيز يأتي إلى المحل الذي يباشر فيه التوثيق ولعا بمحاضرته. وتقلب بين خطتي القضاء والفتوى، فتقلد خطة القضاء في صفر 1221/ 1806 على عهد حمودة باشا، ثم قدمه محمود باشا لخطة الفتوى في 2 ربيع الثاني 1230/ 1815، ثم أعاده لخطة القضاء ثم أعاده لخطّة الفتوى يوم عيد النحر سنة 1243/ 1828، ثم تولى مشيخة المدرسة الأندلسية سيدي العجم سنة 1238. وفي يوم الأحد 21 ذي القعدة 1235/ 20 أوت 1820 - وهو إذ ذاك قاضي المالكية - نفاه محمد باي إلى ماطر لأن بعض الوشاة نقل عنه أنه استخرج من جفر قرب زوال دولة هذا الباي، وأنه يطعن في تصرفات الدولة غير الموافقة للشرع، وأمر بسجن بعض أتباعه وهم أفضل الناس، وأطلق سراحهم بعد ثلاثة أيام، ثم إن محمود باي ندم على ما بدر منه فأمر بإرجاعه من منفاه في 18 ذي الحجة 26 سبتمبر من نفس السنة، فرجع إلى تونس وأقبل محبّوه وتلاميذه على الأخذ عنه بمنزله، وفي رجب 1239 مارس 1824 أرجعه محمود باي لخطة الفتوى. توفي في 15 جمادي الأولى 10/ أكتوبر. مؤلفاته: 1 - تقييد فيمن تولى الامامة والخطابة بجامع الزيتونة من عهد الإمام ابن عرفة إلى عصره على ترتيب الوجود مع بيان تاريخ وفاة من علم وفاته، أورده ابن أبي الضياف في تاريخه إتحاف أهل الزمان في ج 7 من ص 61 إلى ص 67. 2 - رسالة في الخلو عند المصريين والمغاربة، والمقدمة في الخلو، ويقع على ثلاثة أوجه تكلم فيها على معنى الخلو في عرف التونسيين والمصريين، ومسألة المفتاح، ولم يتمها، توجد ضمن مجموعة رسائل في المكتبة الوطنية بتونس. 3 - فتاوى.

المصادر والمراجع

4 - المنح الإلهية في طمس الضلالة الوهابية ألفه بأمر من حموده باشا عند ما بعث الشيخ محمد بن عبد الوهاب برسالة إلى الباشا الباي المذكور، وضّح فيها مذهبه من منع التوسل والبناء على القبور وزيارتها وتطهير الإسلام من هذه البدع والخرافات التي أخذت صبغة القداسة مع تطاول الزمن وأصبحت من العقائد التي ينافح عنها العلماء الذين لم تكن عقولهم هاضمة لتفكير محمد بن عبد الوهاب وكانوا أكثر ميلا إلى القبوريّين والخرافات الشركية والبدعية مثل إخوانهم في بقية العالم الإسلامي في هذا العصر المظلم الذي التبس فيه الباطل بالحق فتسابقوا للرد تأييدا للبدع ومقاومة للتوحيد الخالص، وأتم تأليفها في شوال سنة 1225 هـ‍.ط. تونس. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 3/ 63، 132، 133، 146، 185، 8/ 11 - 14. - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 364 - 365. - شجرة النور الزكية 370 - 371. - الفكر الساميّ في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 31. - معجم المؤلفين 2/ 26، اليواقيت الثمينة 110 - 112. - بروكلمان، الملحق 2/ 878. * * * 88 - التميمي (201 - 287 هـ‍) (816 - 901 (¬1) م) حبيب بن نصر بن سهل التميمي، أبو نصر. أصله من أبناء الجند القادمين إلى إفريقية، سمع من سحنون وعنه عامة رواياته، ومن عون بن يحيى بن عبد العزيز المديني، وغيرهما. كان فقيها ثقة، حسن الكتاب والتقييد جيّد النظر. ولاّه الإمام سحنون قاضي القيروان المظالم (النظر في الأسواق) سنة 1236 أو 237/ 851 أو 852.وسحنون هو أول قاض بإفريقية أحدت خطة صاحب المظالم، وأذن له أن يحكم في عشرين دينارا. واستمر المترجم له على ولايته للمظالم بعد وفاة سحنون (¬2) بسنتين. وجرت له محنة على يد قاضي القيروان سليمان بن عمران الحنفي المذهب فحبسه وضربه وسليمان بن عمران أول قاض حنفي شن حملة عدائية ضد المالكية. ¬

(¬1) وقيل سنة 286، وقيل سنة 284. (¬2) توفي سحنون سنة 240/ 855 فيكون صاحب الترجمة بقي في الخطة إلى سنة 242/ 857.

المصادر

توفي في رمضان، وصلّى عليه حمديس القطان ودفن بباب سلم أحد أبواب القيروان. له تآليف في الفقه لم يعرف من أسمائها إلاّ كتاب الأقضية. وهو كتاب في مسائله لسحنون. المصادر: - ترتيب المدارك 3/ 246 - 247، الديباج المذهب 106. - طبقات علماء أفريقية للخشني - (ط مصر) 192. - معالم الإيمان 2/ 132. * * * 89 - التميمي ( ... - 363 هـ‍) ( ... - 974 م) النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيّون، أبو حنيفة، ويقال له القاضي النعمان، وهو كبير فقهاء الشيعة الإسماعيلية، وله مواهب تاريخية وأدبية. وربما كان إسماعيليا منذ نشأته لأنه لما زالت الدولة الأغلبية، وحلّت محلّها الدولة الفاطمية وجد طريقه إلى الوظائف العالية بسهولة من صاحب الخبر إلى أمين المكتبة إلى قاضي القضاة، خدم المهدي والقائم، والمنصور، والمعزّ لدين الله، وقدم معه إلى مصر، وهو كبير قضاته، وتوفي بها في آخر جمادى الثانية أو أول رجب سنة 363/ 27 مارس 974. استقضاه المنصور ثالث الخلفاء العبيديين بطرابلس الغرب، وبعد إخماد ثورة أبي يزيد الخارجي استقدمه المنصور من طرابلس بعد فراغه من تأسيس عاصمته الجديدة المنصورية، وأمره أن يقيم صلاة الجمعة والخطبة بجامع القيروان، وعهد له بقضاء المنصورية والقيروان وسائر مدن إفريقية وأعمالها. وفي أيام المعز كانت شخصية النعمان تأخذ غير الأبعاد الرسمية، فلم يعد مجرد قاضي القضاة الموظف بل أصبح يسهم في تركيز الدعوة وفي بسط قضيتها، وتدوين فقهها، ويسجّل أمجادها وأحداثها مما جعل منه دعامة متينة للفقه الشيعي والفكر الإسماعيلي، فقد أعدّ المعز مجلسا في قصره يلتئم إثر صلاة الجمعة يقرأ فيه القاضي النعمان كتبا في علم الباطن (مقدمة كتاب المجالس والمسايرات ص 10). مؤلفاته: 1 - دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام، وهو أهم مصنف في الفقه، جزءان (القاهرة سنة

المصادر والمراجع

1952 سنة 1962) بتحقيق آصف فيضي. وكان الظاهر الفاطمي قد أمر الدعاة بحضّ الناس على حفظه وجعل لمن يحفظه مكافأة. 2 - تأويل دعائم الإسلام، وعنوانه الأصلي تربية المؤمنين بالتوقيف على حدود باطن علم الدين، نشر منه محمد حسن الأعظمي بالقاهرة (1969) ويقول الناشر إن القاضي النعمان توفي قبل أن يفرغ من تصنيفه، فيكون هذا الكتاب آخر مؤلفاته. 3 - كتاب الاقتصار، وهو شبيه في مادته بكتاب الدعائم، نشره وحيد ميرزا، دمشق 1957. 4 - أساس التأويل، نشره عارف تامر الإسماعيلي اللبناني، بيروت 1960، في طبعة رديئة مليئة بالأخطاء. 5 - كتاب الهمّة في آداب أتباع الأئمة نشره محمد كامل حسين سنة 1947 في سلسلة مخطوطات الفاطميين. 6 - افتتاح الدعوة في ذكر أمراء الدعوة بالمغرب إلى المهدي وابتدائها فيها، نشر في 1970 ببيروت بتحقيق الدكتورة وداد القاضي، وبتونس سنة 1975 بتحقيق الدكتور فرحات الدشراوي مع دراسة مفصّلة للكتاب. 7 - المجالس والمسايرات وهو آخر ما صدر له حتى الآن، قيّد فيه ما سمعه من الخلفية المعز في مواضيع شتى، من تاريخ وعقيدة واحتجاج على الخصوم وبحوث لغوية، حقّقه الأساتذة، الحبيب الفقي، إبراهيم شبّوح، محمد اليعلاوي (المط، الرسمية للجمهورية التونسية 1978) وهو سفر ضخم. 8 - الأرجوزة المختارة، نشرها إسماعيل قران بوناولا، مونريال بكندا سنة 1970، ألّفها في عهد القائم للاحتجاج للأئمة، وهي غير الأرجوزة المنتخبة التي ذكرها في مقدمة كتابه الاقتصار. وله مؤلفات أخرى كثيرة، بعضها موجود وبعضها مفقود. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 41 - 42 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 8 - 48 - 92 - 472 - 2/ 32 - 176 - 755، شذرات الذهب 3/ 47، العبر 2/ 331، كشف الظنون 135، مقدمة المجالس والمسايرات لمحققي الكتاب، ذكروا في هامش ص 6 المصادر والمراجع التي ترجمت له، مرآة الجنان 2/ 379 - 380، معجم المؤلفين 13/ 106 - 107، النجوم الزاهرة 4/ 116، هدية العارفين 2/ 495، وفيات الأعيان 5/ 48 - 56 (القاهرة 1949). - وينظر: تاريخ الخلفاء الفاطميين بالمغرب القسم الخاص من كتاب عيون الأخبار للداعي إدريس عماد الدين

90 - التميمي التونسي ( ... -1286 هـ‍) ( ... -1869 م)

المتوفي سنة 872/ 1488 تحقيق محمد اليعلاوي، (دار الغرب الإسلامي في بيروت 1985) ص - 569 - 735 - 490 - 495 - 524 - 556 - 557 - 55. * * * 90 - التميمي التونسي ( ... - 1286 هـ‍) (¬1) ( ... - 1869 م) محمد بن علي التميمي التونسي. قدم مصر، وجعل ناظرا لمسجد أبي الذهب وأوقافه واتصل بإبراهيم باشا، فكان يعلّم أولاده العربية، وكان عالما ذكيّا، ودرّس بالأزهر فحسنت حالته، وكانت فيه حدّة، ولما توفي إبراهيم باشا نفاه الخديوي عباس، فذهب إلى الحجاز، ثم رحل إلى القسطنطينية فتوفي بها. من آثاره: 1 - تعديل المرقاة وجلاء المرآة لملاّ خسرو. 2 - حاشية على مرآة الأصول. المراجع: - الأعلام 6/ 299 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 295، معجم المؤلفين 10/ 312. * * * 91 - التميمي (274 - 336 هـ‍) (887 - 949 م) يوسف بن عبد الله التميمي القفصي، من أعلام مدينة قفصة في عصره. كان محدثا فقيها لغويا شاعرا. وكان أهل بلده مجمعين على فضله وعلمه. مات بقفصة. له كتاب في غريب الحديث نصر فيه أبا عبيد القاسم بن سلاّم على ابن قتيبة. المصادر: - ترتيب المدارك 3/ 356، ورقات 2/ 172 - 173. * * * ¬

(¬1) وقيل سنة 1287/ 1870.

92 - التنبكتي ( ... -كان حيا سنة 1248 هـ‍) ( ... -1832 م)

92 - التنبكتي ( ... - كان حيّا سنة 1248 هـ‍) ( ... - 1832 م) أحمد ابن القاضي أبي بكر التّنبكتي السوداني، نزيل تونس، الفقيه، والمعلومات عن حياته قليلة، جاهد بجانب السودانيين في الحرب بين تونس والبندقية الواقعة في عهد حمودة باشا الحسيني. أدّى فريضة الحج، ومرّ بمصر في طريقه إلى الحجاز. له هتك الستر فيما عليه سودان تونس من المكر، تكلم في هذا الكتاب عن انتشار الجند السوداني وعائلاتهم بالعاصمة، وفيه معلومات عن إصلاحات حمودة باشا، وتحقير للحرب بين البندقية وتونس، وهو عبارة عن رسالة في نحو عشرين ورقة. المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 717 (ذكر اسم الكتاب فقط). - سياسة حمودة باشا تونس 1782 - 1814 للدكتور رشاد الإمام (تونس 1980) ص 17 - 19، 242 - 242. * * * 93 - التنوخي ( ... - 737 هـ‍) (1237 م) عبد الله بن محمد ابن الشيخ القاضي أبي القاسم بن علي ابن البراء، ويقال ابن عبد البر، التنوخي المهدوي السلف التونسي، أبو محمد. كان محدثا فقيها مسندا راوية مؤرخا، وهو من بيت علم وجده أبو القاسم كان محدثا رحالة. أخذ عن جماعة منهم جده أبو القاسم، وعنه جماعة منهم خالد البلوي الأندلسي قرأ عليه بجامع الزيتونة تصانيف وأجزاء وجزءا من برنامج شيوخه، وأجازه بما رواه عن جده بسنده وغيره إجازة عامة، وأطال خالد البلوي الثناء عليه في «رحلته» ووصفه بالعلم والفطانة والمهارة في الكتابة. كان يجلس لرواية مقامات الحريري بدويرة جامع الزيتونة وهي الدويرة التي يخرج منها الخطيب، وهي بإزاء المحراب من جهة اليسار، واحتج ابن عرفة في «مختصره الفقهي» بصنيعه في ذلك، مع ما في «المقامات» من المثالب، وقول ابن عرفة أيده تلميذه الأبي في شرحه على صحيح مسلم (¬1) (إكمال الإكمال) إذ ليس للدويرة حكم الجامع. توفي في 27 جمادي الثانية. ¬

(¬1) إكمال الإكمال 2/ 67، 262 - 263.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - اختصار ذيل تاريخ بغداد لأبي سعد عبد الكريم السمعاني. 2 - برنامج جمع فيه أشياخه وأسانيده. 3 - تاريخ على طريقة الطبري مرتب على السنين من سنة البعثة المحمدية إلى زمنه في ستة أسفار. 4 - مختصر المشرق في علماء المغرب والمشرق لأحمد بن محمد الغرناطي نزيل تونس (المتوفي سنة 692/ 1293). المصادر والمراجع: - تاريخ الدولتين 61. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 605 - 610، 644. - شجرة النور الزكية 208. - مسامرات الظريف بحسن التعريف لمحمد بن عثمان السنوسي 102. - نزهة الأنظار لمحمود مقديش 1/ 227. - نيل الابتهاج 145. * * * 94 - التّواتي ( ... - 1311 هـ‍) (1892 م) محمد البشير بن محمد الطاهر بن محمد السعيد الشريف، البجائي الأصل، التونسي، والشهير بالتواتي، لم تكن له علاقة بتوات، وإنما نسب إلى رجل صالح من أهلها اتصل به وأخذ عنه. كان شيخ القراءات في عصره، وأخذها عن الشيخ محمد إدريس، عن الشيخ المشاط الأندلسي التونسي المتوفى سنة 1245/ 1830 عن الشيخ حمودة بن محمد إدريس الحسني التونسي، عن الشيخ محمد الحرقافي (بكسر الحاء المهملة وسكون الراء والقاف المفتوحة المعقدة) بسنده إلى الشيخ علي النوري. وأخذ عن الشيخ صالح النيفر ومدحه بقصيدة عند ختمه للشرح المختصر للسعد التفتازاني على التلخيص في البلاغة طالعها [طويل]: أبدر تمام حل في طالع السعد … أم البرق لاح من نواحي بني سعد

مؤلفاته

وبعد تخرجه من جامع الزيتونة تولى تدريس القراءات به والتصحيح بالمطبعة الرسمية، وتخرج عليه غالب علماء القراءات بتونس وكان مقرئا مجودا له مشاركة حسنة في العلوم. مؤلفاته: 1 - ثبت اشتمل على أسانيده في القراءات. 2 - مجموع الإفادة في علم الشهادة، وهو تأليف في التوثيق، فرغ منه في 15 شعبان 6/ 1292 أوت 1875 ط طبعة ثانية بتصحيح المؤلف بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1876/ 1293 في 147 ص+9 فهرس وذكر محمد بن الخوجة في «المجلة الزيتونة» م 4 فيفري 1941 رقم 47 في التعليق انه لا يعرف تاريخ الطبعة الأولى، وحسب رأيه ترجع إلى عشر التسعين من القرن الماضي. والكتاب ترجمه إلى الفرنسية وعلق عليه ج ابربا J.Abribat وطبعه في تونس سنة Borrel 1896 في 280 ص وسماه Recueil de notions de droit musulman et d'actes notaries وقد جمع المؤلف في هذا الكتاب أساليب من كتب الرسوم (الوثائق) والحجج العادلة مع بيان أحكام كل باب في طالعته. المصادر والمراجع: - الإعلام 6/ 276 - 277. - إيضاح المكنون 2/ 437. - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 276. - شجرة النور الزكية 415. - فهرس الفهارس 1/ 165. - فهرس المؤلفين والعناوين للكتب الموجودة بالمكتبة العامة للحماية لأحمد محمد المكناسي 233. - معجم المطبوعات 646 ويستفاد منه أن مجموع الإفادة ط في تونس 1282، 1314 في 162 ص. - معجم المؤلفين 9/ 102 - 103 هدية العارفين 2/ 393. fondation 6721 h/0681 a 0031 h/2881 in revue Ibla، 2691، no 89، p.161. J.Quemeneur، Publications de l'Imprimerie Officielle tunisienne)Matboa Rasmiya(de sa - * * * 95 - التواتي ( ... 1115 هـ‍) (1704 م) محمد بن عبد القادر شهر التواتي التوزري، لم تثبت نسبته إلى توات، ولعل في انتساب

مؤلفاته

أسرته إليها سببا لم يتضح أمره. كان فقيها نحويا مشاركا في عدة علوم. توفي ببلده توزر. مؤلفاته: 1 - شرح على كتاب سيبويه. 2 - شرح على المدوّنة. 3 - الهادي الرشيد وحل المقفل الشديد، من مسائل كلام التوحيد، وهو تعليق على شرح أم البراهين (العقيدة الصغرى للسنوسي). المرجع: - الجديد في أدب الجريد 82. * * * 96 - التوزري (حوالي 1300 - 1358 هـ‍) (1883 - 1939 م) إبراهيم بن سالم التوزري، الشاعر المجيد. تعلم بتوزر، وباشر خطة كاتب بإدارة عمل (ولاية) توزر، ثم نقل إلى مثلها بالقيروان. مؤلفاته: 1 - التوزريات، ديوان شعر خصصه للقصائد التي نظمها بتوزر. 2 - القيروانيات، ديوان شعر خصصه للقصائد التي نظمها بالقيروان. ونشرت له الصحف الصادرة في وقته مجموعة صالحة من شعره. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 198 - 209. * * *

97 - التوزري (كان حيا قبل سنة 1168 هـ‍) (1755 م)

97 - التوزري (كان حيا قبل سنة 1168 هـ‍) (1755 م) أحمد بن محمد المنصور التوزري، الفقيه. عاش في عصر الباشا علي بن محمد بن علي التركي الذي كان يخاطبه بشيخنا. درس وأفتى. له شرح على مختصر خليل، في الفقه المالكي، استكمل منه عشرين جزءا ولم يكمله. المرجع: - محمد بن عثمان السنوسي، حياته وآثاره للشيخ محمد الصادق بسيس، (ط تونس 1398/ 1978) ص 194 - 195. * * * 98 - التوزري (كان حيا بعد 260 هـ‍) (873 م) ابن سلام بن عمر التوزري الإباضي. عاصر نفاتّ بن نصر النفوسي الذي كان صاحب اجتهاد، وحاول الانشقاق على أئمة الدولة الرسمية، كما عاصر أبا صالح النفوسي. سكن توزر. له تاريخ. وهو أقدم وثيقة إباضية لتاريخ المغرب الإسلامي، وقد اعتمده الشمّاخي في كتاب «السير» وضعه بعد سنة 260 هـ‍، وتحدّث فيه عن أحداث تلك السنة والمصادر ضنينة في الحديث عنه. وهذا التأليف مفقود. المصادر والمراجع: - السير للشماخي 142. - الإباضية بالجريد 206. * * * 99 - التوزري (630 - 713 هـ‍) (1233 - 1313 م) عثمان بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن داود التوزري، نزيل مكة،

المصادر والمراجع

فخر الدين، المقرئ، المحدث، له مشايخ يزيدون على الألف. قرأ البخاري على أزيد من ثلاثين رجلا من أصحاب البوصيري، وقرأ على جعفر الهمداني بإجازته من أبي الوقت عبد الأول السجزي، وسمع ابن الجمّيزى وعبد الرحمن بن مكي سبط الحافظ السلفي، وروى بمكة عن محمد بن يوسف بن مهدي الأندلسي مسلسلات القاضي أبي بكر بن العربي. وسمع منه خلق من الوافدين على مكة كمحمد بن جابر الوادي آشي، وأبي القاسم التجيبي وكان قارئ الطلبة بمصر، وهو أقرأ الكتب المطولة وحصل الأصول وتلا بالسبع على ابن وثيق، والكمال ابن شجاع. توفي بمكة في 11 ربيع الآخر. له مولد (¬1). المصادر والمراجع: - البداية والنهاية 14/ 169 (محرفا إلى التوزي). - برنامج الوادي آشي 155. - تذكرة الحفاظ 4/ 285. - الدرر الكامنة (ط مصر) 3/ 64. - درّة الحجال 3/ 209. - ذيل العبر للذهبي 74. - شذرات الذهب 6/ 32. - غاية النهاية 1/ 510. - مرآة الجنان لليافعي 4/ 253. - مستفاد الرحلة والاغتراب لأبي القاسم بن يوسف التجيبي السبتي، تحقيق عبد الحفيظ منصور (ط تونس 1395/ 1975)، 415 - 432. - معرفة القرّاء الكبار على الطبقات والأعصار للحافظ الذهبي، تحقيق محمد سيّد جاد الحق (ط القاهرة 1969) 2/ 585. - العقد الثمين لتقي الدين الفاسي 6/ 46 - 47، ويستفاد من أنه مصري المولد والتحصيل. - أواخر تذكرة الحفاظ 4/ 3052 (دار إحياء التراث العربي، بيروت) عند ذكر مشايخه الذين سمع منهم. * * * ¬

(¬1) ذكره السخاوي في مقدمة «الجواهر والدرر» في علم التاريخ عند المسلمين لروزنتال، ترجمة الدكتور صالح العلي، ص 729.>>>>>>

100 - التوزري ( ... -1348 هـ‍) ( ... -1930 م)

100 - التوزري ( ... - 1348 هـ‍) ( ... - 1930 م) عثمان بن المكّي الزبيدي (نسبة إلى عرش الزبدة بتوزر) التوزري، من أعلام جامع الزيتونة، عمر وتخرّج به الكثيرون. خدم الجندية قبل عصر الاحتلال، وكان يثني عليها في دروسه بأنها تعلّم النشاط والاعتماد على النفس. وبعد تخرّجه من جامع الزيتونة تولى القضاء ببلدة توزر قبل أن يصير مدرّسا بجامع الزيتونة، وبعد الاحتلال الفرنسي بمدة قليلة بينما كان ذات يوم بالمحكمة أتوه بضابط فرنسي شاب يشتكون منه بأنه زنى، ويطلبون تنفيذ الحكم الشرعي عليه، فأذن بإقامة الحد عليه جلدا في ساحة المحكمة، وبعد التنفيذ أدرك خطورة الموقف فبارح المحكمة متوجها إلى داره وتزوّد وامتطى صهوة جواده وعزم على السفر إلى العاصمة تونس وبعد هنيهة امتلأت ساحة المحكمة بالضباط الفرنسيين سائلين عن القاضي فأجيبوا بأنه خرج ولا يدرون أين ذهب ولما وصل إلى تونس قصد منزل شيخه ورئيسه قاضي الجماعة الشيخ محمد الطاهر النيفر الذي رحّب به وسأله عن سبب قدومه فحكى له الواقعة، وطلب منه بذل الجهد لإنقاذه من هذه الورطة فوعده خيرا وبأنه في أول مقابلة له مع الباي يسوّي المشكلة بحول الله، وبرّ الشيخ بوعده وقال للباي: لي قضية أرجو من مكارمكم التفضل بفضّها فأجابه الباي: إن كان ذلك في مقدوره لا أبخل وهات ما عندك. فقال له: قضية قاضي توزر. فأجابه بأن الفرنسيين جادون في البحث عنه وعلى كل حال أبذل ما في الوسلنجاته، وسوّيت القضية وتنوسيت وفي أول فرصة أعلم الباي قاضي الجماعة بما تمّ، فطلب منه التفكير في ضمان مورد رزقه فأجابه مستفسرا وكيف ذلك؟ فقال له بتوليته مدرّسا بجامع الزيتونة، فوافق الباي على هذا الاقتراح، وصار المترجم له مدرّسا. وكان يقرئ بنصح وبأسلوب يدني الصعب إلى الإفهام، ولكنه كان صريحا طويل اللسان، يتعرّض في دروسه لدعاوي بعضهم وتصدّره وتحكك بأمصال هؤلاء في بعض تآليفه. يحكى أن شيخ الإسلام الحنفي أحمد بيرم دخل مرة إلى جامع الزيتونة والمترجم له بصدد إقراء درس، والتفت الطلبة هامسين: شيخ الإسلام! فزجرهم قائلا بصوت عال: اعتنوا بدرسكم، هل دخل ثور حتى يثير انتباهكم ويشغلكم؟ وسمع الكلمة شيخ الإسلام، وحدجه بنظرة منكرة، ومرّ في سبيله غاضبا حانقا، وشيخ الإسلام الحنفي إذ ذاك هو رئيس لجنة امتحان شهادة التطويع ورئيس لجنة مناظرات التدريس، ورئيس النظارة العلمية (إدارة الجامع). ولم يكن هذا الموقف وأمثاله في صالح الشيخ المترجم له بحيث أن بعض تلامذته ممن قرءوا عليه المراحل الأولى من التعليم شاركوه في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى فنجحوا وأخفق، وتكرر هذا مرات كثيرة مدى سنين متطاولة حتى أيقن أنه لن ينجح في هاته المناظرة، ولأجل هذا صار يختم الدرس (من مواد المناظرة) بمحل شاهد لا يخلو من نبز وتعريض بأعضاء لجنة المناظرة، قال مرة في ختام الدرس أن أهل البادية كرام، وقد جربت ذلك منهم إذ نزلت مرة ضيفا على بيت منهم، فبادر أهله إلى طبخ الكسكسي>>>>>>

مؤلفاته

باللحم، ولما أرادت المرأة أن تجعل فيه الفلفل الأكحل (الأسود) لم تجد آلة لدقه وتهريسه فوضعته في خرقة لتطحنه بأسنانها، وعند ما أحست بلذع في لسانها أخرجت الخرقة من فمها وقالت: تف تف تف، وأدار رأسه مشيرا إلى أعضاء اللجنة الأربعة. ولم يتول التدريس من الطبقة الأولى إلا في المرحلة الأخيرة من حياته، فقد قابل مرة محمد الحبيب باي الذي سأله عن رتبته في التدريس، فأجابه بأنه في الطبقة الصغرى، وسأله عن سبب عدم ارتقائه للرتبة الأولى فتشكى له من حيف لحنة المناظرة، فوعده بأنه في المناظرة المقبلة لا ينجح أحد قبله، وجاء موعد المناظرة وشارك فيها الشيخ موقنا بالنجاح، وختم الدرس كعادته بنكتة فقال: يقال في العربية دب يدب فهو داب فهذا داب. وكرّر اللفظتين الأخيرتين أربع مرات مشيرا إلى أعضاء اللجنة الأربعة. توفي بتونس ورثاه إبراهيم بن سالم التوزري بقصيدة جاء فيها [طويل]: مضى في سبيل الله علامة القطر … قفا نبك كالخسناء دوما على صخر لفقد عزيز كان في البر آية … وفي العلى والعرف حدث عن البحر منار الهدى من توزر كان نوره … إلى تونس منه ككوكب درّي مضى المرتضى فخر الجريد فأصبحت … كعوب المعالي بعد فقدانه تجري مؤلفاته: 1 - توضيح الأحكام في تحفة الحكام - وهو شرح على تحفة الحكام لابن عاصم في الفقه المالكي في القضاء وتوابعه، ط بالمطبعة التونسية بتونس سنة 1339 هـ‍ في أربعة أجزاء وهو أكبر مؤلفاته. 2 - شرح السمرقندية في الاستعارات، ط بتونس. 3 - القلائد العنبرية في شرح البيقونية في مصطلح الحديث، ط بتونس. 4 - المسكة الفائحة في الأعمال الصالحة، ط بتونس. 5 - معالم الاهتداء في شرح شواهد قطر الندى، ط بتونس. 6 - المرآة لإظهار الضلالات (تونس 1344 هـ‍) 24 ص في مقاومة البدع والمنكرات، مجموعة من الأحاديث النبوية (تونس). 7 - النبراس لرفع الالتباس على من كان من أشباه الناس في نازلة نكاح التياس، رسالة ألّفها سنة 1328 هـ‍ منها مخطوطة في مكتبة الأخ الأستاذ السيد محمد الطيّب بسيس (وهو الذي كاتبني بهذه الإفادات مشكورا).>>>>>>

المراجع

المراجع: - الجديد في أدب الجريد 150 - 154. مذكراتي الخاصة. - الأعلام 4/ 212 (ط 5/). * * * 101 - التوزري ( ... - 1380 هـ‍) (1960 م) أبو القاسم بن علي بن سليمان التوزري، الفقيه المنطقي، الشاعر. رحل إلى تونس لطلب العلم بجامع الزيتونة إلى أن تخرّج منه محرزا على شهادة التطويع عام 1336/ 1918 وبهذه المناسبة هنّأه شاعر توزر بقصيدة هذه أبيات منها [بسيط]: كل الهنا ولوغ القصد والأمل … في العالمين بنيل العلم والعمل وليس في الدهر حي غير من سبحوا … في أبحر التفصيل والجمل كمثل قوم تساموا في العلا شرفا … منهم (أبو القاسم) العلاّمة (ابن علي) من حاز بالجد فخرا لم ينله سوى … من بات يجني ثمار العلم في شغل وصار في كعبة الإقبال منتظما … في عقد در ثمين عز من مثل وأصبح اليوم يرعى غصن (توزر) من … (زيتونة) النور لا زيتونة البصل باشر خطة العدالة (التوثيق) والتدريس ببلده توزر إلى أن أدركه أجله. مؤلفاته: 1 - كتاب في المنطق، كبير الحجم. 2 - كتاب في حياة الشيخ المولدي الشريف. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 241 - 246. * * *>>>>>>>>>>>>

102 - التونسي (443 هـ‍) (1051 م)

102 - التونسي (443 هـ‍) (1051 م) إبراهيم بن حسن بن إسحاق القيرواني التونسي، أبو إسحاق، الفقيه، الأصولي المحدث. تفقه بأبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي عمران الفاسي، وقرأ أصول الدين على الحسين بن عبد الله بن حاتم الأذري نزيل القيروان، وقرأ على غيرهم، وتفقّه به جماعة منهم عبد الحميد بن سعدون، وعبد الحميد الصائغ دفين سوسة. وفي سنة 418/ 1047 امتحن بسبب فتواه عن سؤال ورد إليه من مدينة باغاية في تقسيم الشيعة إلى قسمين: أحدهما من يفضل عليا على غيره من الصحابة من غير سب لغيره فليس بكافر، ومن يفضّله ويسب غيره فهو بمنزلة الكافر لا تحل مناكحته. والملاحظ أن الشيعة في ذلك التاريخ بالمغرب والمشرق بسائر فرقهم، عدا الزيدية، يسبّون الصحابة ويكفرونهم عدا ستة منهم. وقد أنكر عليه هاته الفتوى العامة وفقهاء إفريقية، وأرسلوا إليه أن يعاود النظر ويرجع عن هاته الفتوى، ونسبوا إليه ما نسبوا، وأمر الأمير المعز بن باديس بسجل في القضية من التبرّي في فتواه وأمر بقراءته على المنبر يوم الجمعة قبل الصلاة، ثم أمر بإحضاره في مقصورة الجامع مع أبي القاسم اللبيدي، والقاضي أبي بكر أحمد بن أبي عمر بن أبي زيد، وحكم اللبيدي في المسألة بأن يرجع ويقر بالتوبة على المنبر في مشهد حافل ويقول كنت ضالا فرجعت. فاستعظم ذلك وقال «ها أنا ذا أقول هذا بينكم. فقنعوا منه بذلك، وخرج صبيحة يوم السبت للمنستير تسكينا للفتنة. وفي هذا الظرف كان المعز بن باديس يعدّ العدة ويهيئ الأذهان لإزالة المذهب الإسماعيلي وقطع العلاقات مع الدولة الفاطمية في مصر. قال القاضي عياض «ولا امتراء عند كل منصف أن الحق ما قاله أبو إسحاق، وأنه جرى في فتواه على العلم وطريق الحكم. ومع هذا فما نقصه هذا عند أهل التحقيق، ولا حطّ من منصبه عند أهل التوفيق، وأنّ رأي الجماعة في النازلة كان أسد وأولى». ثم رجع المترجم له إلى القيروان، وفيها توفي في بداية الفتنة بين المالكية وبقايا أتباع المذهب الباطني الإسماعيلي مذهب الدولة الفاطمية، ورثاه ابن رشيق بقصيدة منها [كامل]: يا للرزية في أبي إسحاق … ذهب الزمان بأنفس الأعلاق ذهب الحمام بخاشع متبتّل … تبكي العيون عليه باستحقاق له شروح حسنة وتعاليق متنافس فيها على كتاب ابن الموّاز والمدوّنة.>>>>>>>>>>>>

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 766 - 769. - الديباج 88، 89. - شجرة النور 108، 109. - معالم الإيمان 3/ 219 - 233. - هدية العارفين 1/ 18. - نزهة الأنظار 1/ 129 - 130. - الوفيات لابن قنفذ 37. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 728. * * * 103 - التونسي (كان حيا سنة 967 هـ‍) (1559 م) حاجي بن أحمد التونسي، يبدو من نسبه أنه تونسي الأصل، قرأ بفاس، واهتم منذ صباه بالجغرافية خاصة، أسره بعض المسيحيين، واشتراه رجل فاضل من أهل البندقية، وسمح له بالاستمرار في دراسته، فتعمّق في فهم الجغرافيين الأوروبيين، وفحص خرائطهم بدقة، ومن ثم واتته فكرة وضع خريطة للعالم المعروف - آنذاك - يجمع فيها ما وصل إليه أبو الفداء الأيوبي وقواعد المساقط الكارتوغرافية (Projection) للرياضي والكوز مغرافي أرنتيوس فينابوس (1555/ 1494) Orentius Finacus التي طبقها في وضع خريطة للعالم عام 1536، ونزولا عند رغبة مولاه فقد سجل الأسماء الجغرافية باللغة التركية التي لم تكن لغته الأصلية، غير أن عددا من الألفاظ العربية وجدت طريقها إليها، وتم عمله في عام 966 - 967/ 1558 في عصر السلطان سليمان القانوني، وكان هذا العمل مهيئا للطبع في عام 1568، ولكن لظروف معينة لم يتم طبعه، ويوجد بمكتبة القديس مرقص بالبندقية كليشية لهذا الرسم محفور على ست لوحات من خشب التفاح، وفي 1795 استخرجت منه أربع وعشرون نسخة مع رسالة توضيحية موجزة للعالم اللبناني الماروني الشهير السمعاني (1752/ 1821) الأستاذ بجامعة بادوا بإيطاليا. Padua ونظرة عاجلة إلى المصور تبيّن أن التونسي قد استعار من فينايوس طريقة المساقط والشكل الأصلي للخريطة على هيئة قلب، وكذلك خط الزوال الأساسي الذي يمر بجزر الكناري، كما استعار الجزء الأكبر من تخطيط لساحل القارات والجزر، وعدد المصطلحات الجغرافية لديه أغنى بكثير ممن نقل عنه، وأجرى عددا من التصحيحات على سلفه بعضها هام للغاية، مثل ذلك تصحيحه لسواحل أميركا خاصة الأجزاء الشمالية منها وهكذا يقف التونسي في محيط الكارتوغرافيا العربية نسيج وحده له سلف ولا خلف له، ويكمن عيبه الأساسي في استعماله الأصل الذي اعتمد عليه بصورة آلية تغلب عليها الشكلية.

المرجع

المرجع: - كراتشكوفسكي: تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم، دار الغرب الإسلاميّ، 1987 ص 499. * * * 104 - التونسي (كان حيا 889 هـ‍) (1493 م) عبد القاهر بن محمد بن عبد الرحمن التونسي، طبيب. من آثاره كتاب الطب في تدبير المسافرين ومرض الطاعون المرجع: - معجم المؤلفين 5/ 311 نقلا عن بروكلمان بالملحق 2/ 367). * * * 105 - التونسي (كان حيا سنة - 1190 هـ‍) ( ... - 1776 م) علي بن عبد الله التونسي المالكي، نزيل مصر (علاء الدين، أبو الحسن)، عالم أديب، ولي مشيخة رواق المغاربة بالجامع الأزهر. من آثاره: شرح على رسالة راغب باشا الوزير في العروض، وله تحريرات كثيرة. المصادر والمراجع: - سلك الدرر للمرادي 3/ 259. - معجم المؤلفين 7/ 50. - هدية العارفين 1/ 769. * * *

106 - التونسي (888 هـ‍) (1484 م)

106 - التونسي (888 هـ‍) (1484 م) محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الحق التونسي. رحل إلى مصر فنزل البرلس عند عالمه الشهاب بن الأقيطع، وحفظ القرآن، والرسالة، والمختصر وألفية بن مالك في النحو وتلخيص المفتاح للخطيب القزويني في البلاغة ولم يكمله، والمصباح للبيضاوي، ولازمه في الفقه، والأصليين، والفرائض، والعربية والحساب، والمعاني والبيان، وغيرها. وتميز، ثم قدم القاهرة فقرأ على السنهوري الفقه، والأصول، والعربية، وأخذ عن ابن قاسم العربية وغيرها، وتردد على الجوجري، والأبناسي، وغيرهما، وقرأ على السخاوي الكثير من ألفية العراقي في مصطلح الحديث وغيرها، وسمع منه وعليه أشياء كثيرة، وأكثر من حضور الأمالي، ثم حج واستقرّ أشهرا وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى مصر فأقمام بالإسكندرية يسيرا، وتزوج من تروجة، وصار يتردد بينهما مع احتراف الخياطة، وربما أقرأ بعض الطلبة، قال السخاوي في نعته: وكان عاقلا ساكنا ديّنا قانعا عفيفا ريضا مشاركا في الفضائل. مات بالإسكندرية في أواخر شعبان أو أوائل رمضان عن أزيد من أربعين سنة شرح قطعة من مختصر ابن عرفة في الفرائض. المصدر: - الضوء اللامع 8/ 117. * * * 107 - التونسي (1204 - 1274 هـ‍) (1790 - 1857 م) محمد بن عمر بن سليمان التونسي، نزيل القاهرة، اللغوي، المشارك في بعض العلوم، الرحّالة. كان والده مجاورا في الأزهر، فتزوج بمصر، ولد ابنه المترجم له في تونس وعكف على تحصيل العلم ونبغ فيه حتى تمكن أن يكون واعظا في خدمة إبراهيم باشا في حملته إلى المورة وقبل ذلك سافر إلى بلاد السودان ورأى فيها من العجائب ما أدهشه. ولما عاد من تلك الحملة كان قد أنشئت مدرسة أبي زعبل، وأخذوا في نقل كتب الطب وغيرها، فتعيّن مصححا للكتب فيها. وأخذت مواهبه تظهر في التحرير والتصحيح، وامتاز عن سائر أقرانه المصححين بمعرفة المصطلحات العلمية باللغة العربية، فكانوا يرجعون إليه في تحقيقها ويسمونه «مصحح كتب الطب ومحرّرها» فكانوا إذا نقلوا كتابا في أوائل إنشاء المدرسة الطبية يرون مشقة في إيجاد الألفاظ الوضعية العربية الملائمة للألفاظ الإفرنجية الموجودة في الكتاب

مؤلفاته

المترجم، فيرجعون إليه في تحرير الكتب المهمة. وكان ماهرا في صياغة الألفاظ والمعاني في قالب عربي، فيعوّلون عليه في ذلك كما فعلوا في تنقيح كتاب «الدرر الغوالي في علم أمراض الأطفال» تأليف الدكتور كلوت بك، وكتاب «كنوز الصحة» للدكتور كلوت بك «والجواهر السنية» في الكيمياء لبيرون بك. وقد تعب في تحرير مصطلحات هذا العلم على الخصوص، ودرس عليه الحكيم بيرون Perron الفرنسي أستاذ الكيمياء بمدرسة أبي زعبل كتاب كليلة ودمنة باللغة العربية، وهو الذي حمله على تدوين ما عاينه في أسفاره من العجائب. مؤلفاته: 1 - تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان، وهو رحلة وصف فيها سفره إلى السودان، وذكر ما شاهده في طريقه من واحات مصر إلى دارفور ووادي، وفي الخطط التوفيقية لعلي مبارك قطعة منها في وصف الواحات ج 17 ص 32.ط على الحجر باعتناء الدكتور بيرون، باريس 1851، ص 311 وعلّق عليها سدييو Sedillot بمقالة في المجلة الآسيوية. وطبعت ترجمة الكتاب على حدة بعناية الدكتور المذكور سنة 1850 وبها خرائط ورسوم وسمّى الكتاب، Voyage au Darfour في مجلدين. وقد حقّقه وكتب حواشيه د/خليل محمود عساكر د/مصطفى محمد مسعد، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، الدار المصرية للتأليف والترجمة سنة 1969، 578 ص مع خرائط وجداول. كما ترجم له الدكتور بيرون المذكور Dr Perron الرحلة إلى وداي Wadday Voyage au وطبع بها وضاعت نسخته العربية وطبع كتاب تشحيذ الأذهان منذ أكثر من عقد ونصف من السنين في القاهرة في سفر واحد في سلسلة «تراثنا». 2 - الدرر اللوامع في النباتات وما فيها من المنافع (طب) فرغ منه سنة 1256 (مطبوع)، إيضاح المكنون 1/ 468. 3 - الشذور الذهبية في الألفاظ الطبية، وهو معجم للمصطلحات العلمية على اختلاف موضوعاتها. وهو كتاب في نحو 600 ص متوسطة الحجم، وقد حمل إلى باريس وفي دار الكتب نسخة منقولة بالتصوير من نسخة باريس وهو معجم مرتّب على الحروف لم يطبع. المراجع: - الأعلام 7/ 209.

108 - التونسي (كان حيا سنة 1140 هـ‍) (1738 م)

- إيضاح المكنون 1/ 408. - تاريخ آداب اللغة العربية 4/ 185 - 187. - معجم المطبوعات 2/ 1688 - 1683. - معجم المؤلفين 11/ 82 - 83. * * * 108 - التونسي (كان حيا سنة 1140 هـ‍) (1738 م) مصطفى بن أحمد الحنفي التونسي، عالم بالقراءات. له منحة المنان في قراءة حفص بن سليمان، أوله «الحمد لله الذي أنزل الكتاب المبين» فرغ من تأليفه سنة 1140، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية التونسية في 70 ورقة من القطع المتوسط. المراجع: - برنامج المكتبة العبدلية 1/ 156. - معجم المؤلفين 12/ 128 نقلا عن بروكلمان، الملحق 2/ 699 .. * * * 109 - التيفاشي (580 - 655 (¬1) هـ‍) (1184 - 1257 م) أحمد بن يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن حمدون بن حجاج القيسي التيفاشي (¬2) القفصي، شرف الدين، أبو الفضل، الأديب، الشاعر المعتني بعلوم الفلسفة. يتحدر من بيت علم ومجد، فجدّه أحمد كان كاتبا لأمير قفصة المعتز بن الوند، ووالده كان قضايا. سمع بقفصة من أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن جعفر المقدسي، ثم رحل إلى تونس ¬

(¬1) في مصادر ترجمته أنه توفي سنة 651 وذكر ابن منظور في «نثار الأزهار» أن والده توفي سنة 654 وتوفي التيفاشي بعده بمده وهذه المدة يمكن أن تكون بضعة أشهر أو سنة لذلك نرجح أنه توفي حوالى سنة 655. (¬2) نسبة إلى تيفاش الكائنة شمالي عمالة قسنطينة من القطر الجزائري، ورد أسلافه منها، وقيل إنها من قرى قفصة وهو غير صحيح، وفي الروض المعطار في خبر الأقطار لمحمد بن عبد المنعم الحميري، تحقيق الدكتور إحسان عباس (ط دار القلم للطباعة، بيروت 1975) ص 146 «بينها وبين الأربس مرحلة، وهي بقرب ملاق» ومعنى هذا أنها بمقربة من مدينة الكاف في الشمال الغربي من القطر التونسي، وهو تحديد غير دقيق. وفي رايات المبرزين لابن سعيد «من بلاد إفريقية التي بقيت آثارها شاهدة على عظمتها وإنما هي الآن خالية رأيتها وأنا في عسكر ملك افريقيا».

مؤلفاته

وقرأ بجامع الزيتونة، واشتغل بالأدب والعلوم الرياضية وبرع في ذلك كله، ثم رحل إلى مصر فقرأ بها وتفنن على العلاّمة موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، ثم سافر إلى دمشق واشتغل بها على العلاّمة تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي. ثم رجع إلى بلده قفصة فولاّه الأمير أبو زكرياء الأول الحفصي قضاء قفصة. ولأسباب غير معروفة تخلى عن القضاء بعد فترة وتوجّه إلى المشرق عن طريق البحر وصحبته أولاده الثلاثة ومال فغرق الأولاد والمال ونجا هو على لوح مسلوب المال والولد وتجوّل في أقطار الشرق فدخل العراق، وبلاد فارس، والشام، ثم عاد إلى مصر واستقرّ نهائيا بالقاهرة في حدود سنة 630/ 1233، وفيها تعرّف واختلط بالرؤساء والعلماء والأدباء منهم محي الدين بن ندى القرشي الذي قدّم له بعض تآليفه، ومنهم علي بن موسى بن سعيد الغرناطي المؤرخ والأديب الأندلسي، قال المقرّي في «نفح الطيب» «وجدت بخط ابن سعيد - رحمه الله - في آخر جزء من كتاب «المغرب في محاسن أهل المغرب» ما نصه: أجزت الشيخ الفاضل الأجل أحمد ابن الشيخ القاضي ابن يعقوب يوسف التيفاشي أن يروي عني مصنفي هذا وهو مصنفة علي بن موسى بن سعيد في تاريخ الفراغ من هذا السفر (¬1)». ومن أصدقائه بمصر جلال الدين بن مكرم بن منظور الإفريقي والد مؤلف «لسان العرب» وقد عرف هذا الأخير بالتيفاشي فقال في كتابه «نثار الأزهار» «وقد كنت في أيام الوالد - رحمه الله - أرى تردد الفضلاء إليه ... ورأيت الشيخ شرف الدين أحمد بن يوسف التيفاشي في جملتهم وأنا في سن الطفولة لا أدري ما يقولونه غير أني سمعته يذكر للوالد كتابا صنفه أفنى فيه عمره واستغرق دهره، وأنه لم يجمع ما جمعه فيه كتاب وتوفي الوالد - رحمه الله - في سنة 456 وتوفي شرف الدين بعده بمدة». وكتب عن الحافظ ابن حديد، وابن الصابوني، وابن مسدي، وغيرهم. وتوفي بالقاهرة ودفن بمقبرة باب النصر. مؤلفاته: 1 - أزهار الأفكار في جواهر الأحجار، ط مع ترجمة إيطالية في فلورنسا سنة 1818 في 155 ص، وهذه الطبعة ناقصة عن النسخ الخطية الموجودة من هذا الكتاب في مكتبات أوروبا. ¬

(¬1) علّق محقق كتاب رايات المبرزين على إجازة ابن سعيد للتيفاشي التي نقلها المقرئ بقوله: « ... وإذن فقد كان التيفاشي أحد القضاة في دولة أبي زكريا بن أبي حفص، وعاش حتى رجع ابن سعيد إلى تونس حوالي سنة 660 وروى عنه كتابه».ويلاحظ أن أبا زكريا الحفصي لم يبق إلى سنة 660 وفي هذا التاريخ كان المتولي للملك هو ابنه وولي عهده المستنصر وإذن من الدقة أن يقال أحد القضاة في دولة أبي زكريا وابنه المستنصر ثم أن التيفاشي مات قبل هذا التاريخ. والصحيح أنه التقى بابن سعيد في القاهرة لا في تونس، ولعل له به سابقة معرفة.

حقّقه وعلّق عليه د. محمد يوسف حسن ود. محمود بسيوني خفاجي، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1977، 327 ص. 2 - كتاب في البديع، قال عنه ابن أبي الأصبع المصري (654/ 1256) في مقدمة كتابه «بديع القرآن»: جمع فيه ما لم يجمع غيره ولولا مواضع نقلها كما وجدها ولم ينعم النظر فيها فانتقد عليه ما انتقد على غيره، وبعض الأبواب التي تداخلت عليه» (¬1). وتحدّث ابن أبي الأصبع في مقدمة كتابه «تحرير التحبير» أنه قابل التيفاشي وناقشه في البديع وأعجب به (¬2). 3 - الدرّة الفائقة في محاسن الأفارقة، مفقود. 4 - درّة التالي في عيون الأخبار ومستحسن الأشعار. 5 - الديباج الخسرواني في شعر ابن هاني، وهو شرح لديوان محمد بن هانئ. 6 - سجع الهديل في أخبار النيل، وهو من جملة المصادر التي اعتمدها السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة». 7 - فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب، تناول فيه مختلف العلوم والآداب، قدّمه في القاهرة إلى الصاحب محيي الدين بن ندى الجزري القرشي، وقد قسّم هذا الكتاب إلى أكثر من أربعين كتابا كل واحد منها يبحث عن علم خاص أو فن مستقل، وسمّى كل كتاب باسم خاص، وصدّره بمقدمة مناسبة لموضوع البحث، ولا يقل كل جزء عن المائتي صفحة في القالب الربعي، وفي هذا الكتاب الواسع تناول ما في العالم العلوي كالسماء والنجوم والبروج والقمر والشمس، والليل والنهار والظلمة، ثم العالم الحيواني، وكذا علم الأحجار والمعادن، وخصص للطب كتابا عنوانه «الشفا» وللموسيقى والرقص عند الشعوب المعروفة في وقته كتاب اسمه «متعة الأسماع في علم السماع» يوجد بخطه في خزانة العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور في تونس. ومن أشهر أجزاء هذا الكتاب الكبير «أزهار الأفكار في جواهر الأحجار» يوجد مخطوطا في كثير من المكتبات وقد أتمّه في سنة 600/ 1242، قال في مقدمته «ومعظم الخواص المذكورة في هذا الكتاب مما جربته بنفسي ووثقت بصحة النقل عنه من غيري من المعتبرين فأحلت عليه مسندا ذلك إليه». وقد اختصر الجزء الأول من فصل الخطاب جمال الدين بن منظور الأفريقي صاحب ¬

(¬1) تحرير التحبير (مطبعة الرسالة مصر 1377/ 1957) تحقيق الاستاذ حفني شرف، ص 13 .. (¬2) ص 7 من مقدمة المحقق للمصدر السالف الذكر.

المصادر والمراجع

«لسان العرب»، وقد ذكر في مقدمة اختصاره المسمى «نثار الأزهار» شغفه بهذا الكتاب والظروف التي اختصره فيها فقال: «فلما تذكرت هذا الكتاب بعد سنين، وقد تجاوزت الستين، طلبته من كل جهة فلم أجد من يدلني عليه ... إلى أن ظفرت به عند شخص من أصحابه فلم يسمح لي - مع فقره - ببيع ولا عارية ... إلى أن قدّر الله تملّكه في سنة 690/ 1291 فرأيته مجرد مسودات وجزازات، وظهور وتخريجات، وقد جعله من تجزئته أربعين جزءا لم أجد منها سوى ستة وثلاثين ربطة وهي في غاية الاختلال لسوء الخط فضممت ما وجدت منه بعضه إلى بعض ... واستخرت الله في تعليق ما نختاره منه ورغبت في إبرازه إلى الوجود ... فإنه روضة المطالع ونزهة القلوب يسرّ به الخاطر ويقرّ به الناظر وسميت هذا الكتاب «نثار الأزهار في الليل والنهار» ... واختصره ابن منظور اختصارا مجحفا فغيّر بعض أسماء أجزائه وحذف منه أقساما مهمة جدا. 8 - قادمة الجناح في آداب النكاح. 9 - مشكاة أنوار الخلفاء وعيون أخبار الظرفاء، قال الحميري في «الروض المعطار»: «وهو كتاب مطوّل حسن ممتع ضاهى به عقد ابن عبد ربه فأبدع».إلا أنه نسبه لعمر التيفاشي ولم أجد تعريفا بعمر هذا، والمعروف بكثرة التصانيف وجودتها إنما هو أحمد التيفاشي، ثم نسب الحميري للتيفاشي المذكور «قادمة الجناح» وقد مرّ أنه من مؤلفات المترجم له فيكون هذا دليلا على وهم الحميري. 10 - نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب، في المحاضرة والحكايات. (مخطوط في خزانة الرباط، 333 كتابي). 11 - الوافي في الطب الشافي، جمعه كتاب أبي نعيم الأصفهاني الشفا المسند عن المصطفى فيما ورد من السند من غير تغيير في تبويبه (باختصار من كشف الظنون 1055). المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 259، 10/ 35. - إيضاح المكنون 1/ 549. - الديباج المذهّب 4/ 75. - رايات المبرزين وغايات المميزين لابن سعيد الأندلسي، تحقيق الدكتور النعمان عبد المتعال القاضي (القاهرة 1393/ 1973) ص 146 - 145. - شجرة النور الزكية 170. - كشف الظنون 72، 233، 260، 742، 979، 1055، 1260، 1305. - معجم المطبوعات 651 - 652.

110 - ابن التين (611 هـ‍) (1214 م)

- معجم المؤلفين 2/ 08. - ورقات عن الحضارة 1/ 635، 2/ 448 - 460. - الأعلام 1/ 273 (ط 5/). - اكتفاء القنوع بما هو مطبوع 225 - 226. - كشف الظنون 742، 979، 990، 1260. - هدية العارفين 1/ 94. * * * 110 - ابن التين (611 هـ‍) (1214 م) عبد الواحد بن عمر بن عبد الواحد بن ثابت المعروف بابن التين الصفاقسي، أبو عمرو، وأبو محمد، المحدث، الفقيه. توفي بصفاقس وعلى قبره قبة صغيرة مستطيلة ذات شكل خاص على مقربة من ضريح الفرياني، وأدخل حديثا في الجامع الجديد البناء الذي نسبوه إلى الإمام اللخمي. له شرح على صحيح البخاري سمّاه المخيّر الفصيح الجامع لفوائد مسند البخاري الصحيح، يوجد الجزء الرابع منه في المكتبة الوطنية بتونس (مكتبة حسن حسني عبد الوهاب) وتوجد منه نسخة في مطماطة. ينقل في شرحه عن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي (¬1)، وعن هذا الشرح ينقل الحافظ ابن حجر في فتح «الباري» مناقشا له غالبا، ونقل عنه الزركشي في «التنقيح» وكان الحافظ الرحّالة محمد بن رشيد الفهري السبتي يعتمد في شرح كلام البخاري على شرح ابن التين لأجل حضور البربر في مجلسه ومعتمدهم المدوّنة، وأبو عمرو في الكتاب ينقل المدوّنة وكلام شراحها عليها (¬2)، كما اعتمده في شرحه للبخاري الذي سمّاه إفادة النصيح في شرح البخاري الصحيح. المصادر والمراجع: - شجرة النور الزكية 168. - نزهة الأنظار لمقديش 0242.133. - نيل الابتهاج 188. ¬

(¬1) هو طرابلسي توفي بتامسان سنة 440/ 1050 له النصيحة في شرح البخاري، راجع الديباج 35، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 1/ 378، نفحات النسرين والريحان فيمن كان بطرابلس الغرب من الأعيان لأحمد النائب الأنصاري، ص 71 - 70. (¬2) أزهار الرياض للمقري 2/ 350 في ترجمة ابن رشيد.

- هدية العارفين /1.635. - الأعلام 1/ 273 - 274 (ط 5/). - كشف الظنون 546. - مقدمة ابن خلدون ص 443 (مط/مصطفى محمد، القاهرة، بلا تاريخ). * * *

حرف الثاء

حرف الثاء 111 - ثامر (1326 - 1367 هـ‍) (1909 - 1949 م) الحبيب ثامر، الطبيب، والزعيم السياسي المناضل. ولد بتونس وزاول تعلمه الثانوي بالمدرسة الصادقية إلى أن أحرز على دبلومها، ثم سافر إلى باريس والتحق بكلّيّة الطبّ وتخرج منها محرزا على شهادة الدكتوراه في الطب. وفي مدّة إقامته بباريس انتخبه طلبة المغرب العربي رئيسا لجمعية «طلبة شمال أفريقيا» وهي جمعية ثقافية سياسية، وعاد إلى تونس في موفي عام 1938 على إثر حوادث 9 أفريل التي القت فيها السلطة الاستعمارية القبض على زعماء الحركة الوطنية وخيم على البلاد جو ثقيل من الإرهاب والكبت وامتلأت السجون بالتونسيين. في هذا الظرف الدقيق سعى المترجم له إلى تنظيم حركة الكفاح السري ضد عدوان الاستعمار، والشعب لم يقابل هذا الطغيان بالاستسلام بل قاومه بعنف فقد استمرت المظاهرات وتعددت أعمال التحريب. وظل المترجم له يقود الحركة الوطنية سريا في إطار محدود المدى إلى أن انهزمت فرنسا في الحرب العالمية الثانية سنة 1940 فرأى أن يوسع نطاق عمل الحركة الوطنية ويجعلها شاملة لعدة ميادين، فظهرت كثير من الصحف الوطنية، وأسس المدارس لتعليم اللغة العربية، وفكر في إنشاء النقابات والمنظمات المهنية وتمكن من بعث الوعي بالتضامن واستمرار مقاومة الاستعمار عن طريق الاجتماعات المستمرة التي طالب فيها الوطنيون بإطلاق سراح الزعماء بإلحاح. في هذا الظرف الحرج المتأزم تولى المترجم له قيادة مظاهرة كبرى إلى قصر الباي بحمام الأنف، وحاولت السلطة الاستعمارية تشتيت هذه المظاهرة لكنه تمكن من الاتصال بالباي وقدم له عريضة تتضمن وجوب الإسراع بإعلان سقوط الحماية، والسعي في إطلاق سراح القادة السياسيين والمساجين، وإثر خروجه من قصر الباي القت السلطة الاستعمارية عليه القبض وأودعته السجن لمدة أربعين يوما، ولم تكن هذه الحادثة لتفل من عزيمته الصلبة القوية فاستأنف الكفاح من جديد فدعم الحركة الوطنية السرية، ولما رأى صولة الاستعمار وعسفه وتفانيه في خنق الحركة الوطنية سعى في الهجرة إلى المشرق العربي خفية في جانفي 1942 فوصل إلى الحدود الليبية ومنها ألقى عليه القبض وسيق إلى السجن، وحاكمته المحكمة الفرنسية بتونس في 18 فيفري 1942 بتهمة التآمر على أمن الدولة وصدر عليه حكم يقضي

بسجنه عشرين عاما والنفي مثل هذه المدة، ولم يلبث في السجن الا بضعة أشهر لتبدل الظروف وتغير الأحوال، فقد تولى الملك محمد المنصف باي، ونزلت جيوش المحور بتونس فأفرج عنه في ديسمبر 1942، وهذا المناضل العنيد لا يرهبه السجن والمضايقات الاستعمارية فبمجرد خروجه من السجن استأنف النضال فنظم شؤون الحزب الحر الدستوري الجديد وتجديد تشكيلاته، وأصدر جريدة «إفريقيا الفتاة» الناطقة بلسان الحزب والتي خدمت القضية الوطنية بحماس وجد، وساهم في تحريرها شبّان وطنيون كرشيد إدريس. وعاد الزعماء المساجين إلى البلاد في 9 أفريل 1943 وظل مواصلا للعمل بنشاط إلى 6 ماي من تلك السنة [وهو تاريخ دخول الحلفاء الى تونس] فغادر البلاد خشية الوقوع في قبضة الفرنسيين الناقمين عليه فالتحق أولا بإيطاليا ثم برلين وأخيرا بباريس. وحاول الالتحاق باسبانيا مرارا عديدة لكنه وجد صعوبات وممانعة من الألمان، وحاول ذات مرة الوصول إلى اسبانيا بواسطة قارب صغير وغرق هذا القارب في وسط البحر فقطع بقية المسافة سباحة حتى وصل الشواطئ الإسبانية، والقت عليه السلطة الإسبانية القبض لاشتباهها في أمره، ولم تطلق سراحه الا بعد أيام من البحث والتحري، وبقي بإسبانيا بضع سنوات برفقة جمع من إخوانه المناضلين ووجهت له دعوة في الالتحاق بمصر فنزل بالقاهرة يوم 10 جوان 1946، وبذل نشاطا كبيرا في الصحافة المصرية وفي مكتب المغرب العربي للتعريف بالقضية التونسية كما عرّف بقضايا المغرب العربي. وفي مدة إقامته بالشرق كان كتلة من النشاط الدائب خدمة لوطنه فقد قام برحلات كثيرة وألقى المحاضرات العديدة في نوادي الأحزاب السياسية ونوادي الطلبة معرفا بقضية وطنه تونس وبقضايا المغرب العربي. وفي 23 نوفمبر 1948 عينه الحزب للمشاركة في المؤتمر الإسلامي الاقتصادي المنعقد بباكستان وعرف فيه بالقضية التونسية وشهر بسياسة القمع الاستعماري فيها، وبعد انتهاء المؤتمر قبل دعوة حكومة باكستان فزار عدة مدن باكستانية وألقى فيها المحاضرات عن تونس وعن كفاح المغرب العربي في سبيل التحرر. وكانت نهاية المطاف في هذه الجولة وفاة هذا البطل المناضل في ظرف عصيب كان وطنه ما زال في حاجة إلى كفاحه فقد لقي حتفه في اصطدام الطائرة التي كان راكبا فيها في جهة بثاور لاهور في يوم 13 ديسمبر. وهكذا طويت صفحة هذا المناضل الكبير ذي الحركة والنشاط والشجاعة والعزيمة. ترك تأليفا وحيدا هو «هذه تونس» المطبوع في القاهرة سنة 1948، وهو كتاب تاريخ للبلاد لا سيما في العصور الحديثة ولسير الحضارة فيها إلى أن ابتليت بالاحتلال الفرنسي وتتبع فيه أطوار الكفاح ضد الاستعمار، وبسط بأطناب أحوال تونس السياسة والاجتماعية والاقتصادية في عهده، وفضح طرق وأساليب الاستعمار في الاعتداء على الحريات وإصدار القوانين الجائرة التي تخدم غاياته وأغراضه ومحاولة هذا الاستعمار إدماج الشعب وتتبع خطر

المرجع

سرطان الاستعمار في مختلف الميادين كالتعليم والقضاء والصحة والإدارة. المرجع: الحبيب ثامر (سلسلة عظماء بلادي) لرشيد الذوادي ط تونس سنة 1977. * * * 112 - الثعالبي (1291 - 1363 هـ‍) (1879 - 1944 م) عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن الثعالبي، الزعيم السياسي، والخطيب الساحر والكاتب المفكر، والمصلح الإسلامي، والمؤرخ. أصله من أسرة جزائرية هاجرت إلى تونس بعد الاحتلال. ولد بتونس ونشأ في كنف جده الذي شارك في المعارك ضد الاحتلال الفرنسي وكان جسمه لا يخلو من أثر الجراح. ودخل المترجم له الكتاب فحفظ القرآن، وأتم الدراسة الأولية في البيت على مدرس خاص، فقرأ النحو والعقائد وشيئا قليلا من الأدب، ثم دخل مدرسة باب سويقة الابتدائية ثم التحق بجامع الزيتونة، ومن أشهر شيوخه العلامة الشيخ سالم بو حاجب، كما تابع دروس المدرسة الخلدونية ومن أبرز أساتذته فيها أبو النهضة البشير صفر، وبارح جامع الزيتونة قبل إتمام الدراسة والإحراز على شهادة التطويع. وفي سنة 1907 عمل في حزب الزعيم علي باش حانة (الشباب التونسي) وكتب في جريدتي «المبشر» و «المنتظر» فعطلتهما الحكومة، ثم أصدر جريدة «سبل الرشاد» التي عطلتها الحكومة بعد سنة من صدورها، وأصدرت قانونا قيدت به الصحافة، وبعد تعطيلها سافر إلى مصر سنة 1901، وهناك التقى بالشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا وجلس في حلقتيهما، وتأثر بدعوتهما في الإصلاح الديني والاجتماعي. قال العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «وبلغ السيل الزبي سنة 1320/ 1901 لما ظهر بمدينة تونس شاب كان من طلبة جامع الزيتونة والخلدونية المنقطعين للشيخ سالم بو حاجب والأستاذ البشير صفر. أصدر جريدة سماها «سبل الرشاد» ولم يلبث أن عطلها وسافر إلى الأستانة ومصر، وعاد منهما غريب الشكل والنزعة والمنطق والقلم، يتكلم بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وبعجب بالكواكبي وحسن حسني الطوبراني وعلي يوسف، ويدعو إلى التطور والحرية وفهم أسرار الدين وأسرار الوجود، ويغري بمقالات الحكماء والطبيعيين، ذلك هو الشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي لم يكد يرجع من مصر حتى أحاطت به هالة من أهل العلم والأدب وأصبحت الزم له من ظله، فكان ينتقل بهم في مجامع العاصمة ناديا سيارا مأخوذين بحلاوة

تعبيره وفصاحة منطقه وقوة عارضته ومقدرته على تحليل المواضيع استرسالا بلا ملل ولا فتور، وبدأ الناس يلتقطون من كلامه سقطات في مسائل الخلاف بين الصحابة والأولياء والكرامات، ويشيعونها على وجهها أو على غير وجهها حتى بلغت اسماع كبار الشيوخ الناقمين على التطور فأثارهم ثورة أدمجت الخلدونية و [مجلّة] المنار والثعالبي، وتقدمت دعوة إلى النيابة العمومية، وجرت المرافعات، والرعاع يترصدون الثعالبي في ذهابه إلى المحكمة ورجوعه يهاجمونه بالسب والأذى، ثم حكم عليه بالسجن، فكان أول مظهر لتمييز الحركة الجديدة وإقامة الفوارق بين مناهج التفكير السابقة وكان ذلك عاملا على تكوين عطف الكثيرين عليه وتقوت الحركة الإصلاحية به وبنكبته». وفي سنة 1328/ 1910 أسس جمعية تمثيلية اسمها جمعية الآداب، ثم أسس جمعية أخرى «جمعية الشهامة العربية».في سنة 1903، زار الجزائر والمغرب ورجع إلى تونس سنة 1904، ولم يتردد في مهاجمة الأولياء في الأماكن العامة، وهذا الموقف حاكمته من أجله محكمة الدريبة بشهر سجنا، وبعد خروجه من السجن التحق بحزب الشباب التونسي الذي كان في حالة تكوين، ولم يلبث أن أصبح من أعضائه الأكثر نشاطا. وعند رجوعه من المشرق كان الجو السائد في البلاد لدى القادة والصحفيين هو التنويه بمهمة فرنسا التمدينية في البلاد، وتقديم المطالب إلى السلطة الاستعمارية في استحياء وتذلل، فبدل المترجم له اللهجة فكان طالب حق قوي اللهجة لا تملق فيها ولا استخذاء، ولنعلم أسلوب القادة إذ ذاك - في مخاطبة الاستعمار لنرجع إلى ما قاله الأستاذ البشير صفر في سنة 1906 في الاحتفال بمناسبة تدشين التكية بمحضر المقيم العام، فقد أشاد بعمل فرنسا التمديني، ولمح في استحياء إلى ضرورة إجراء الإصلاحات الكفيلة بتخفيف بؤس الشعب التونسي مع أن الشعب بلغ في تلك الفترة حدا كبيرا من البؤس والفاقة، وقد اعتبر هذا الخطاب ضربا من الجرأة فلقي تأييدا من المهتمين بالسياسة كما هاجمته هجوما عنيفا جريدة «تونس الفرنسية» لسان حال المعمرين دعاة التفرنس والإدماج. والإشادة بعمل فرنسا التمديني لم يسلم منها المرموقون من زعماء تلك الفترة مثل علي باش حانبة الذي أصدر سنة 1907 جريدة «التونسي» وهي فرنسية اللسان، فقد كتب في افتتاحيتها الأولى ما يلي «لقد بدأ عمل فرنسا التمديني يأتي أكله في تونس، فهنالك جيل جديد تثقف باللغة الفرنسية، وأنطبع بأفكارها الكريمة بدأ اليوم يأخذ مكانه في التجديد القائم، وهو إيمانا بهذا المبدأ ينشئ جريدة التونسي. يلي ذلك عرض للمطالب التونسية وهو إعادة لما نادى به البشير صفر في خطابه ونصفه مدائح لفرنسا «نرجو أن تعمد فرنسا انسجاما مع تقاليدها ومثلها العليا الديمقراطية أن تمنح التعليم المجاني الابتدائي» وبالحاح من صاحب الترجمة صدرت نشرة عربية عن جريدة «التونسي» سميت «الاتحاد الإسلامي» تولى تحريرها بنفسه.

ونشأ نوع من التجمع الشعبي حول جامع الزيتونة والمدرسة الصادقية ونادى طلابهما بضرورة إصلاح مواد ومناهج التعليم وخاصة بجامع الزيتونة، وذلك قبل تنفيذ الشيخ محمد عبده الإصلاح في الأزهر. وفي 10 أفريل 1910 قدم الطلاب عريضة مطالبهم إلى وزير القلم بعد أن قاموا بمظاهرة امتدت على مقربة من جامع الزيتونة إلى القصبة، فقبضت الشرطة على اثنين منهم، فتدخل جماعة جريدة التونسي (حزب الشباب) وخطب علي باش حانية في الطلاب مهدئا، ونجحت في النهاية وساطته بينهم وبين الحكومة. وكان المترجم له يكتب المقالات الطويلة دفاعا عن قضية الطلاب حتى أنهم اعتبروا جريدة «الاتحاد الإسلامي» جريدتهم، وخصص لهم قسما من الجريدة يحررونها بأنفسهم لعرض قضيتهم. ونجح الطلاب في الحصول على بعض مطالبهم، وخرج من سجن منهم وعددهم ثمانية، ونظموا مظاهرة كبرى حملوا فيها رفاقهم على الاكتاف، وخطب فيهم جماعة حزب الشباب ومنهم المترجم له. ويوم أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911 ونزلت بجيوشها في ليبيا برز المترجم له قائدا شعبيا تلتف حوله الجماهير فقد سخر طاقاته من قلم ولسان للدفاع ضد الغزو الاستعماري، وشد أرز المقاومة وتعاون مع القادة الأتراك في تنظيم بديع وتوزيع محكم للمسئوليات، فقد كانت مثلا صفاقس مركز اتصال بليبيا عن طريق القرية البحرية نقّطه الواقعة غربيها والبعيدة عن أعين الرقباء والجواسيس وكل الفضوليين، حتى الضباط الأتراك كانوا ينزلون في صفاقس ومن هناك يوجهونهم خفية إلى نقّطة فيركبون البحر في طريقهم إلى ليبيا. وإثر حوادث الزلاج ومن غير أن يكون مسئولا عن هذه الحوادث مباشرة فقد ساهم بفضوله في خلق حالة فكرية تؤيد هذه الاضطرابات، وامتزج بأحدات الترمفاي، فنفي من تونس في شهر مارس 1912، فسافر إلى فرنسا مع علي باش حانبة، ومحمد نعمان، ومنها الى إستانبول، ثم عاد إلى فرنسا، وفي مدة إقامته بفرنسا اتصل هو وعلي باش حانبة بالأوساط السياسية والفكرية، فتألفت لجنة لدراسة المسائل الوطنية في البرلمان برئاسة الوزير السابق «جورج لييج».ثم رجع إلى تونس بعد طرح قرار النفي. وقامت أكاديمية آستريه بدراسة واسعة عن مستقبل العلائق بين فرنسا والمستعمرات، وتألفت جمعية «أصدقاء المعمرين والأهليين» في البلدان المحمية، «وجمعية الاتحاد الفرنسي الأهلي» وبدأت بعض الأصوات الفرنسية ترتفع ضدّ الحكم في المستعمرات. وعاد إلى تونس والحرب العالمية قائمة، ولما انتهت الحرب ارتأت نخبة من رفاق علي باش حانبة البدء بعمل سياسي منظم. وعقد أول اجتماع في أفريل سنة 1919 حضرة ثلاثون مندوبا من المسلمين وثلاثون من اليهود وظهرت في المناقشات خلافات في الآراء والمترجم له يقود

المتشددين المطالبين بدستور وحكم ديمقراطي والقائلين باستعمال كل الوسائل الدعائية لبلوغ الهدف، والأعضاء اليهود وبعض المسلمين يقتنعون بالحصول على إصلاحات تدريجية، ولعدم حصول الاتفاق عقد اجتماع ثان تخلف عنه اليهود وانبثق عن هذا الاجتماع ميلاد الحزب الحر التونسي في سنة 1919 بقيادة المترجم له وأحمد الصافي وحسن قلاتي (بالقاف المعقدة). وأوفد الحزب الأستاذ أحمد السقا إلى باريس لعرض المطالب التونسية ورئيس الولايات المتحدة ويلسن في باريس حاضرا في مؤتمر الصلح ومعه بنوده الأربعة عشر، ولم ينجح الأستاذ السقا في مهمته فتقرر إرسال المترجم له في أوت 1919 ولما وصل إلى باريس عرّف بالقضية التونسية لدى الأوساط السياسية، واستخدم التونسيين المقيمين في باريس والعرب عامة الذين بهرتهم شخصيته وبلاغته ونجح في مهمته، واتصل بالزعماء الاشتراكيين وربط معهم أواصر الصداقة، ونظم الاجتماعات وكتب في الصحف، وظهرت مواهبه الخطابية وهيمنته على مستمعيه وقدرته على إقناعهم. وكون صداقات عديدة خاصة مع الزعيم الاشتراكي مارسال قاشان (M.Cachin) الذي مكنه من عرض القضية على مجلس النواب. واجتمع بلجنة حقوق الإنسان التي وعدت بالاهتمام بالقضية التونسية، وانتسب إلى عدة جمعيات منها «اللجنة الفرنسية الشرقية» و «اللجنة الفرنسية الإسلامية» وأسس «جمعية الطلاب التونسيين» كما أسس بالاشتراك مع شارل جيد «الجمعية الفرنسية التونسية». وفي هذا الفترة أصدر كتابه «تونس الشهيدة» غفلا من التوقيع، وعمل على نشره فأرسله بالبريد إلى كل المسئولين في فرنسا، وأرسله إلى تونس بوسائله الخاصة، وعلقت عليه الصحف الفرنسية، ونشرت الصحافة الحرة بعض المقاطع منه، وأثار الكتاب ضجة ودويا فألقى القبض على صاحبه في باريس في 28 جويلية 1920 وجيء به في عنبر باخرة مخفورا إلى تونس بتهمة التآمر على أمن الدولة التونسية. وفي 20 فيفري 1920 اجتمع أعضاء الحزب التونسي لوضع حد للخلافات القائمة بينهم، فاقترح الأستاذ حسن قلاتي أن تنحصر مطالب التونسيين في المطالبة بإصلاحات لتحسين أجهزة الإدارة دون مساس بنظام الحماية فأجابه الشيخ محمد الرياحي: بأنه يعارض أي تعاون مع الاستعمار، وأن الشعب التونسي يرفض الاحتلال الفرنسي وإعطاء أي حق لفرنسا على تونس. وتكررت الاجتماعات السرية إلى أن توصل الفريقان المختلفان إلى الاتفاق على برنامج عمل غايته الوصول إلى بعث دستور لتونس، واتفقا على إرسال لجنة لتعاون الثعالبي في مهمته بباريس وأطلقوا على حركتهم اسم «الحزب الدستوري». وقامت الإضرابات من أجل قضايا الأحباس في 10 أفريل سنة 1920 وسافر وفد برئاسة الأستاذ أحمد الصافي (الأمين العام للحزب) لعرض الموضوع على المسئولين الفرنسيين فمكنه المترجم له بما له من علاقات واسعة من مقابلة العديد من المسئولين في مختلف المنظمات.

ويبدو أن الأستاذ حسن قلاتي لم يكن راضيا عن سيطرة الثعالبي على الوفد لأن الغاية من إرسال الوفد هي إقصاء الثعالبي عن المواجهة وقال «إن الوفد التونسي الحقيقي الأول هو الذي سافر إلى باريس سنة 1920 برئاسة الصافي، ولكننا لم نحسب حساب قلة خبرته وقدرة الثعالبي الطاغية على الإغراء فقد هيمن هذا الساحر في لحظة على الوفد الذي خضع بعد تردد ومحاولات لا تقع فيها البلاغة وإقناع مؤلف تونس الشهيدة». ولما خرج المترجم له من السجن بعد أن صدر من المحكمة قرار يمنع محاكمته في ماي 1921 أخذ اتجاهه يقوي ويشتد في تونس، وتضاءل أثر منافسيه، ولقي من العطف والتأييد ما لا سابقة له في تونس، ولم يغفر له ذلك خصومه وانقسمت الحركة الدستورية قسمين: قسم إصلاحي تدريجي، وقسم الرفض الذي يقوده الثعالبي ويمثل أكثرية الشعب. وانفصل حسن قلاتي وأسس مع رفاقه حزب الإصلاح الذي يرضى بما يلقي إليه الاستعمار من فتات الإصلاحات وقاوم بمختلف الأساليب الحزب وزعيمه. وتألم المترجم له من حملة جريدة «المضحك» الساخرة، فقد جعلت منه ومن كتابه «تونس الشهيدة» موضوع سخرية، وأغرت السلطة الاستعمارية حسن قلاتي بالثعالبي فأخذ يكيل الهجوم جزافا، وثقل الجو على المترجم له وأحس للمرة الأولى باليأس. يضاف إلى هذا أن المقيم العام لوسيان سان أفهمه أن البلاد لا تتسع لوجوده فيها وأن يبارحها إلى حيث شاء وإلاّ يضطره إلى سلوك سبيل لا يرضاه من سجنه واضطهاده فبارح تونس مجبورا في قالب مختار في 26 أوت 1923 متجها إلى الشرق وقد تكون مفارقته إلى تونس في ذلك الظرف الحرج من غلطاته التي يؤاخذ عليها، ومر بإيطاليا وأدلى بتصريح حمل فيه فرنسا التآمر على مقتل محمد الناصر باي وتجول بأقطار الشرق فأقام فترة بفلسطين، واحتفت به مدينة القدس وعمل فيها كما كان يعمل في مسقط رأسه لا فرق بين تونس والقدس. قال الأستاذ سامي الجندي «بل ربما أولى هذه ما لم يوله تلك لأنه يعلم أنها مهددة بخطر أفدح من الخطر المحيط بتلك ولأنها ثاني القبلتين ترتاح روحه للصلاة في أقصاها، » وأثناء إقامته بالقدس كلفه الشيخ الحاج محمد أمين الحسيني بتحضير المؤتمر الإسلامي الذي انعقد سنة 1932 فوضع نظامه، وكان أينما حل في أقطار الشرق العربي محل تقدير وأكبار وحفاوة، فأقام بالقاهرة فترة، ثم توجه إلى الحجاز، ثم توجه إلى الهند، ثم توجه إلى مسقط والبحرين والكويت. وفي كل قطر زاره يلقي الخطب البليغة في الدعوة إلى استنهاض الشعوب الإسلامية وإصلاحها على وفق ما كان يدعو إليه الشيخ جمال الدين الأفغاني. وكانت أخبار تحركاته وتنقلاته تنشر في الصحف العراقية وبالنظر لما يعرفه العراقيون من نضاله وجهاده في سبيل العروبة والإسلام فقد قررت حكومة العراق وكانت إذ ذاك برئاسة ياسين الهاشمي توجيه دعوة له بزيارة العراق، فتقبل منها هذه الدعوة الكريمة بالشكر والامتنان. ويبدو أن هذه الدعوة كانت بإيعاز من الملك فيصل الذي تعرف به في إستانبول

كما تعرف به هناك جميل صدقي الزهاوي، ومعروف الرصافي، وغيرهم من رجال العراق. وصل إلى بغداد في 14 جويلية 1925، وما ان سمع قادة الفكر والأدب والسياسة بوصوله حتى سارعوا للسلام عليه والترحيب به لا سيما أولئك الذين كانت لهم معه معرفة سابقة في إستانبول. وأقام له أدباء بغداد حفلة تكريمية تقديرا منهم لجهاده، ونضاله ولم يمض على إقامته أسبوعان، وتقرر إقامة الحفلة مساء يوم 14 أوت 1925. وفي هذه الحفلة ألقى الزهاوي قصيدة، وبعده ألقى الرصافي قصيدة، وقصيدة الزهاوي مطلعها [طويل]: وقفت نحيفا بالعزيز أرحّب … فأنشد للتكريم شعرا فأطرب ومنها: أحييك يا عبد العزيز تحية … لها الحب أمّ والوفاء لها أب أحييك من ضيف له بغداد نافست … به فهي عن احسابها اليوم تعرب أحييك من حبر رسا طود علمه … وبحر خضّم ماؤه ليس ينضب لقد لحت في الزوراء تومض للهدى … كما لاح في جوف الدجنّة كوكب حللت بها والروض ليس بمخصب … فما طل إلاّ وهو ريّان مخصب رأيت رياح العلم في الروض باقيا … وكل رياح دون ذلك تذهب إلى الأدب العصري للعرب حاجة … وأنك يا عبد العزيز المؤدب وكم لك في الأيام من وطنية … بآثارها سرّت نزار ويعرب وكم لك من قول جدير بأنه … على صفحات الدهر بالتبر يكتب ولم تغترر بالدهر قد سالم الحجى … لعلمك أن الدهر بالناس قلّب إلى أن قال: وما أنت إلاّ عالم ذو صراحة … بها الناس مهما أجفلت تتهذّب كذلك نور الشمس إمّا تكشّفت … فإن بها الأرض الكريمة تخصب وقصيدة الرصافي عنوانها: بين … تونس وبغداد وهذا نصها [وافر]: أتونس إن في بغداد قوما … ترفّ قلوبهم لك بالوداد ويجمعهم وإيّاك انتساب … إلى من خصّ منطقهم بضاد ودين أوضحت للناس قبلا … نواصع آيه سبل الرشاد فنحن على الحقيقة أهل قربى … وان قضت السياسة بالبعاد

وما ضرّ العباد إذا تدانت … أواصر من لسان واعتقاد وإن المسلمين على التآخي … وإن أغرى الأجانب بالتعادي أتونس إن يحدك ذو انتماء … إلى عليا نزار أو إياد لنا (بثعالبيّك) خير ملق … على أشتاتنا حبل اتحاد وأكبر حامل بيد اعتزام … لحب بلاده علم التفادي وأسمى من سما أدبا وعلما … وأفصح من تكلم عن سداد دع القول المريب وقائليه … وسل عنه المنابر والنوادي تجده خطيبها من كل خطب … ومدرهها لدى كلّ احتشاد فتى صلحت عزائمه وجلّت … عن الروغان في طلب المراد تغرب ضاربا في الأرض يبغي … مدى من دونه خرط القتاد فأوغل في المفاوز والموامي … وطوّف في الحواضر والبوادي وكان طوافه شرقا وغربا … لغير تكسّب وسوى ارتفاد ولكن ساح لاستنهاض قوم … حكوا بجمودهم صفة الجماد يغار على العروبة ان يراها … مهدّدة المصالح بالفساد فأنّى سار كان له هدير … يهزّ دويّه أقصى البلاد وكم قد قام في ناد خطيبا … بمحكمة المقاصد والمبادي تنير بكهربائيّ المعاني … أمورا كن كالظّلم الدآد تحلّ من القلوب إذا دعتها … محلّ الحب من شغف الفؤاد إلى أن جاء حاضرة نماها … أبو الإنماء ذو الشرف التّلاد فكان نزوله في ساكنيها … نزول الماء في المهج الصّوادي فيا عبد العزيز أقم عزيزا … بحيث الأرض طيبة المراد يحييك العراق برافديه … تحية مخلص لك في الوداد وكان المترجم له على معرفة سابقة بالملك فيصل ورستم حيدر رئيس الديوان الملكي في إستانبول وباريس، لذلك لم يكد يصل إلى بغداد حتى سارع بالسلام على الملك وشكره على تفضل حكومته بدعوته لزيارة العراق. واقترح عليه الملك فيصل أن يكون أستاذا في (جامعة آل البيت) التي تم تأسيسها منذ سنة ببغداد، وشكر الثعالبي هذا اللطف وأيد ما أبداه وقال: أنا بانتظار جلالتكم، وغادر البلاط الملكي وهو مسرور بهذا اللقاء. وبعد إجراءات باشر عمله الجامعي في مطلع سنة 1926، ودرّس بها مادة (الفلسفة الإسلامية) في الصف الثاني منها ومادة (حكمة التشريع) في الصف الثالث، ودرس هاتين المادتين خلال الخمس سنوات التي قضاها أستاذا في هذه الجامعة إلى أن أصدر أمر بإلغائها سنة 1930.

ونشرت له مجلة الجامعة محاضرة في الفلسفة الإسلامية في عددين كما نشرت له محاضرة في حكمة التشريع. وقد خصص صباح كل يوم جمعة ندوة يستقبل فيها أصدقاءه ومعارفه من الشخصيات السياسية والأدبية، وكان في مقدمة هؤلاء جعفر العسكري، وياسين الهاشمي وطه الهاشمي، وفهمي المدرس، وعبد اللطيف الفلاحي، ومنير القاضي، ويوسف العطار، وغيرهم. وكانت اجتماعات هذه الندوة السياسية والأدبية تحفل بشتى الأحاديث التاريخية والسياسية والأدبية التي تتناول شؤون الساعة في الوطن العربي مشرقة ومغربه وما يجد من أحداث وتطورات في شتى مجالات الحياة العامة. وعند ما انتدبت الحكومة العراقية الأستاذ أحمد حسن الزيات لتدريس آداب اللغة العربية في مدرسة دار المعلمين العليا ببغداد في نهاية سنة 1929 كان في مقدمة الذين سعى إلى التعرف بهم الشيخ الثعالبي فكان يحضر ندوته الأسبوعية ويشارك في أحاديثها الأدبية وغيرها، ومن رواد هذه الندوة محمد بهجت الأثري، ومعروف الرصافي قبل انفصام رابطة الصداقة بينهما. في نهاية السنة الدراسية في مطلع سنة 1930 أقرت الحكومة إلغاء جامعة آل البيت والاستعاضة من ذلك بإرسال البعثات إلى مصر على حساب وزارة الأوقاف، وتوقف صرف راتب الثعالبي الأمر الذي جعل البلاط المالكي يتدخل في ذلك وطالب أن تسدد رواتبه لغاية السنة الدراسية بما فيها أشهر العطلة. وتقرر تعيينه مراقبا لبعثة الأوقاف في مصر. وبعد أن تقاضى رواتب العطلة الصيفية غادر بغداد في سبتمبر 1930 بعد أن أقام بها مدة خمس سنوات كان له في أوساطها السياسية والثقافية والأدبية والاجتماعية ذكريات طيبة كانت وما تزال حديث المجالس والمنتديات. ورجع إلى تونس في صيف 1937 ونظم له الحزب الحر الدستوري الجديد احتفالا رائعا بساحة قامبطا وألقى فيها خطابا رائعا، وبعد مدة حدث الخلاف بينه وبين الحزب الجديد الذي يتزعمه المجاهد الأكبر الرئيس الحبيب بورقيبة، وكأنه لم يدر أن الأحوال تغيرت أثناء أربع عشرة سنة من غيابه في المشرق، وأصبحت قيادة الجماهير بيد بورقيبة قائد وزعيم الحزب الدستوري الجديد، فرأى أن الجماهير ليست معه، وألقى عليه الظل فانعزل عن المجتمع ولزم داره ولولا بعض الفصول التي كان ينشرها بين الحين والآخر في جريدة «الارادة» لسان حال الدستور القديم ما شعر الشعب بوجوده، وفي هذه الفترة كان منزله منتدى يحضره المنتمون للحزب القديم وأعضاء هذا الحزب، وتدور الأحاديث المختلفة ويلقي أحيانا محاضرات في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، وحضره مرات مدرس بجامع الزيتونة وشاعر أيضا ما زال يقيد الحياة للتجسس ونقل الأخبار إلى السفارة الفرنسية عن طريق الهاتف بالبريد،

مؤلفاته

واستوثق من صحة الخبر بإرسال السيد محيي الدين القليبي لإدارة البريد صحبة السيد محمد بن عبد القادر للاستماع إلى ما يقوله الشيخ عن طريق الهاتف، ولما تبين صحة هذا الخبر طرد هذا الشيخ من منزله شر طرد في الجلسة الموالية. رحمه الله وغفر له، وأنا لا أعتبره معصوما فهو كسائر البشر يخطئ ويصيب وان كان أخطأ فعن سلامة نية وحسن قصد، وقد خدم بلاده وقضايا العروبة والإسلام خدمات جلّى ولم يدخر وسعا في سبيل العمل النافع المفيد، وقد كان على جانت عظيم من الثقافة وسعة الاطلاع، وكانت له آراء سديدة في الشئون السياسية والاجتماعية، والدينية والفلسفية، وهو من الذين جاهدوا في سبيل الوحدة الإسلامية أولا ثم في سبيل الوحدة العربية. وكان من المشتغلين بالعلم والأدب والبحث والتأليف وكان من أقدر الخطباء في عصره حتى قال الرصافي «لم أر أخطب من عبد العزيز التونسي». توفي في شوال/أكتوبر. مؤلفاته: 1 - تونس الشهيدة، نقله إلى العربية الأستاذ حمّادي الساحلي (دار الغرب الإسلامي 1984) ويقول العارفون بأنه أدق من ترجمة الأستاذ سامي الجندي. 2 - رحلة دوّن فيها انطباعاته ومشاهداته عن البلدان التي رحل إليها وجال فيها في أربعة أجزاء، ضاع منها في السنوات الأخيرة جزءان لأن أحدهم (ويقال أنه الشيخ عبد الرحمن اليعلاوي) استعارها ولم يرجع الجزءين إذ أعارهما لشخص آخر لم يتورع عن عدم الإرجاع. 3 - تاريخ شمال افريقيا في 8 أجزاء، ذكر ذلك في مجلة المعرفة المصرية لصاحبها السيد عبد العزيز الإسلامبولي أطلعني عليها زميل في الدراسة السيد على بن المكي المرزوقي عضو مجلس الأمة وفاتني إن اخذ مذكرة منها. 4 - معجز محمد في السيرة مطبعة الإرادة تونس 1357/ 1938 الجزء الثاني والأول لم يطبع. 5 - روح القرآن الحرة، ألّفه بالاشتراك مع الهادي السبعي وسيزار بن عطار (تونس 1905). 6 - له محاضرة عنوانها: ابن خلدون، حياته وكتبه القاها في تونس سنة 1911، لخّصها الصادق الزمرلي في المجلة التونسية (الفرنسية اللسان) ج 18 (1911) ص 532 - 536 (مؤلفات ابن خلدون د. عبد الرحمن بدوي ص 366).

المراجع

المراجع: - الأعلام 4/ 136، 10/ 126. - الأعلام الشرقية لزكي مجاهد 1/ 148، 149. - معجم المؤلفين 5/ 240. - مقدمة تونس الشهيدة المترجمة سامي الجندي ص 5 - 24. - أركان النهضة الأدبية 55، 56. - الحركة الفكرية والأدبية بتونس 57، 58، 113، 114، 119، 123. - عبد الرزاق الهلالي مجلة المورد م 18 العدد 3 خريف 1979 ص 463، 478. - الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع من المحيط إلى الخليج لأنور الجندي (مط. الرسالة، القاهرة 1969) ص 126 - 128. - المحافظة والتجديد في النشر العربي المعاصر في مائة عام لأنور الجندي ص 421 - 424. - عبد العزيز الثعالبيّ رائد الحرّيّة والنهضة الإسلامية لأنور الجندي، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1984) عن حياته ونضاله السياسي والعلمي والثقافي ورحلاته الواسعة ومساعيه في العالم الإسلامي على مدى أربعين عاما قضاها كلها مغتربا مناضلا عن قضايا العرب والمسلمين. التعريف بالأدب التونسي لرضوان إبراهيم ص 63 - 64. - النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس 1900 - 1962 لمحمد صالح الجابري (الدار العربية للكتاب 1981) ص 265، 266، 273، 274، 275. - أصول الحركة الوطنية في تونس 1904 - 1934 منشورات الجامعة التونسية كلية الآداب 1962 (بالفرنسية) لعلي المحجوبي 128، 135، 138، 188، 201. وصفحات أخرى كثيرة ينظر في فهرس الأعلام في آخر الكتاب. * * *

حرف الجيم

حرف الجيم

85 - الجادوي (1293 - 1373 هـ‍) (1876 - 1951 م)

85 - الجادوي (1293 - 1373 هـ‍) (1876 - 1951 م) سليمان بن قاسم الجادوي الجربي الاباضي، الكاتب الصحفي المناضل. ينحدر من أسرة بربرية الأصل تنسب إلى بلدة «جادو» بوسط جبل نفّوسة بليبيا، اشتهرت أسرته بالعلم، ومن أبرز المشهورين بالعلم من أجداده سعد بن عبد الله الجادوي الذي أقام بالبلاد المصرية طالب علم نحوا من ثلاثين سنة، وكان من أبرز تلاميذ الإمام جلال الدين السيوطي، ولما عاد إلى مسقط رأسه ارتحل إلى جزيرة جربة على نية الاستقرار بها، وعند حلوله بها انتصب للتدريس، فالتف حوله عدد من طلاب العلم من بينهم ابناؤه الذين واصلوا هم وأحفاده هناك بث العلم. ولد المترجم بآجيم من قرى جربة، وفيها تلقى مبادئ العلوم، ثم التحق بجامع الزيتونة، وقرأ على عدد من شيوخه الاعلام منهم المشايخ: أحمد بيرم، وإسماعيل الصفائحي، وعثمان بن المكي التوزري، ومحمد النجار، ومحمد بن يوسف، ومصطفى رضوان. ولم يتحصل على شهادة انتهاء الدروس الثانوية المسماة بشهادة التطويع لأنه كان كغالب الطلبة الإباضيين يتتبعون من الدروس ما يروق لهم، فلا يحضرون دروس الفقه والتوحيد، ولا يجتازون الامتحانات، وليست لهم رغبة في الوظيف حتى يتابعوا الدروس بصورة منتظمة قانونية. وعلى كل لم تتجاوز مدة دراسته بجامع الزيتونة ثلاث سنوات، ثم ارتحل إلى يفرن بجبل نفّوسة للتفقه في المذهب، ولازم حلقة الشيخ عبد

الله الباروني مدة لا تعرف بالضبط، وفي تلك الأثناء ظهرت عليه بوادر النبوغ، فكان شيخه الباروني يتفاءل به خيرا ويشجعه. وفي تلك الأثناء بعث إلى ابن استاذه الشيخ سليمان الباروني بقصيد يهنئه فيه بصدور حكم البراءة من المحكمة التركية بطرابلس، والتي كان فيها عرضة للحكم بالاعدام من أجل تهم سياسية ملفقة، قال فيها: أأنس نما أم بحر عليم الدفاتر طما … أم غيث الهنا بالبشائر وفي (يفرن) (¬1) … بدر غدا اليوم لامعا اضاء دياجي الليل من كل عامر ونشر الباروني كامل القصيد، وكذلك القصيد الثاني الذي أرسله له من تونس (¬2) وعند ما شعر أنه ملأ وطابه من العلم عاد إلى وطنه وآثر مهنة التجارة كجل ابناء جزيرة جربة، فاكترى دكانا بسوق اللفّة بتونس العاصمة، وأصبح هذا الدكان منتدى يقصده السياسيون والأدباء. عند ما تأسس الحزب الحر الدستوري سنة 1920 انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية، وكان في مقدمة وفد الأربعين إلى الملك محمد الناصر باي، وقد بذل في سبيل القضية الوطنية والقضايا الإسلامية مجهودات قلمية كبرى. وأصدر من الصحف: «المرشد» أسسها سنة 1906 وبعد عامين أوقفتها السلط الاستعمارية، فأصدر جريدته الثانية «مرشد الأمة» سنة 1908، وبقي يصدرها بغير انتظام أحيانا إلى السنوات الأخيرة من حياته. «أبو نواس»، وهي متميزة عن اختيها بأسلوبها الهزلي وسخريتها ¬

(¬1) مدينة في جبل نفوسة تبعد عن مدينة طرابلس بمائة وثلاثين ميلا وقد تحول اليها الشيخ عبد الله الباروني وأنشأ بها رفقة ابنه سليمان مدرسة قامت بدور هام، وما زالت قائمة إلى اليوم. (¬2) في ديوان الباروني ص 135 - (ط ثانية) بعناية ابنته زعيمة في دار لبنان للطباعة والنشر (بيروت) 1392/ 1972.

اللاذعة، صدرت سنة 1909 ولم يكتب لها طول البقاء إذ عمدت السلطة للقضاء عليها وهي في مهدها، ومن يعرف قلة قراء الجرائد في ذلك العصر يدرك ما بذله من تضحيات جسيمة لخدمة وطنه وخدمة الصحافة. وقد حلل أسلوبه الصحفي ومميزاته العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور فقال: «فالشيخ سليمان الجادوي صاحب جريدة «مرشد الأمة» روح كتابته روح حماسة إسلامية وطنية، ينهج في تحريره نهج التذمر والاحتجاج، ويحتدّ في مهاجمته ويتنمّر ويستقصي الحجج لموضوعه من كل وجه ولو كان على غير مبدئه قصدا إلى إفحام الخصم، ويبدو في طريقته الثبات على المبدأ إلى حد التطرف واليقين المطلق في النظرية التي يدافع عنها، وأكثر مقالاته نقد لمواقف رجال الحكم وتصرفاتهم بمقياس الخلق الديني والمبدأ الوطني، وأسلوبه البياني عربي متين يستمد من الثقافة الدينية، ويبالغ في تشنيع الصور، ولا يقتصد في كشف الحقيقة على ما يتصور فيها من شر، ولولا ما في تحريره من قلة الانسجام، واضطراب التسلسل المنطقي، وما يغرق فيه من الاستطرادات والبيانات اللغوية ومسائل العلوم الآلية التي ينبو عنها ذوق التحرير الصحفي، وما يعتري جمله أحيانا من لحن وسقم في التركيب لكان شيخ مدرسة المقال السياسي بحق، وإن كان ذلك لا ينزع عنه ما برز فيه لنظر التاريخ من أنه فارس الدفاع في سبيل الفكرة الدستورية الذي لا يتراجع ولا يلين» (¬1). توفي بحمام الانف من ضواحي مدينة تونس الجنوبية في 20 صفر من سنة 1373/ 19 نوفمبر 1951. له الفوائد الجمة في منتخبات مرشد الأمة ط سنة 1343/ 1925 بالمطبعة التونسية بسوق البلاط يحتوي على 784 ص، وهو مشتمل على مختارات من مقالاته المنشورة في جريدة «مرشد الأمة» (وهي مقالات ذات صلة بالسياسة الوطنية التونسية أو بالقضايا الإسلامية). ¬

(¬1) الحركة الأدبية والفكرية في تونس ص 132، امدني بهذه الترجمة مشكورا الأخ الصديق الأستاذ الصادق بن مرزوق في 4/ 1980/26 وانظر القصة التونسية نشأتها روادها محمد صالح الجابري (تونس 1975) ص 50 - 55.67.

86 - الجامعي (1087 كان حيا سنة 1132 هـ‍) (1677 - 1719 م)

86 - الجامعي (1087 كان حيا سنة 1132 هـ‍) (1677 - 1719 م) عبد الرحمن بن محمد الجامعي الفاسي، الفقيه الأديب الشاعر المؤرخ، قرأ ببلد فاس على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عمران الفاسي، وسمع من الشيخ محمد الكمّاد القسنطيني، وأخذ عنه أبوابا من مختصر خليل، ومجالس من صحيح البخاري، والتفسير، وقرأ مختصر خليل على أبي الحسن علي بن رحّال المعداني وسمع منه التفسير، وأخذ صحيح البخاري عن سليمان بن محمد الأندلسي برواية أبي ذر الهروي، وقرأ صحيح البخاري دراية على الشيخ عبد السلام القادري، وشمائل الترمذي، وسمع مجالس صالحة من صحيح البخاري من الشيخ محمد الهلالي امام المولى ادريس من سنة 1105/ 1699 إلى سنة 1108/ 1702 وقرأ الشفا للقاضي عياض رواية ودراية من أوله إلى آخره إلا مجالس قليلة على الشيخ أبي عثمان سعيد ابن أحمد العجمي الشاذلي، ولازم الشيخ محمد العرافي، وأخذ عن والده، وعن محمد بن سليمان الفاسي، وعبد الرحمن الفاسي، وأخذ اللغة والأدب عن الشيخ محمد بن قاسم زاكور، وغيره ثم رحل إلى قسنطينة وأخذ عن عالمها الشيخ أحمد البوني، ثم دخل تونس، واستقر بها إلى أن توفي وتصدر بها للتدريس بجامع الزيتونة، وامتاز على علماء عصره بمعرفة الكتب الغربية، والاطلاع الواسع على اللغة والأدب والتاريخ، وكان له ولوع بمقامات الحريري، وقلائد العقيان للفتح بن خاقان الأندلسي، وديوان الشعراء الستة. تآليفه: 1) التاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق، وهو تراجم لمن لقيهم

المصادر والمراجع

من العلماء (¬1). 2) الدرر السنية في الدولة الحسينية (أي دولة حسين بن علي مؤسس دولة البايات بتونس، وترجم له فيها). 3) شرح على خطبة سعد الدين التفتازاني لشرح التلخيص للخطيب القزويني في البلاغة أتى فيه بكل غريب. 4) شرح أرجوزة فتوح وهران لشيخه محمد بن أحمد الحلفاوي، مخطوط في المكتبة الوطنية بتونس، وأصله من المكتبة العبدلية الصادقية. المصادر والمراجع: - دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام بن سردة المري ص 379. - ذيل بشائر أهل الإيمان ص 254 - 56، شجرة النور الزكية 351، 2/ 164، معجم المؤلفين 5/ 132. ¬

(¬1) فهرس الفهارس 1/ 164 في ترجمة أحمد بن قاسم البوني.

87 - الجبالي ( ... 1122 هـ‍) ( ... 1711 م)

87 - الجبالي ( ... 1122 هـ‍) ( ... 1711 م) عبد القادر بن خالد بن أبي زيد (¬1) العيسي المطماطي الجبالي. ولد ببني عيسى بجبل مطماطة من الجنوب التونسي، ورحل صغيرا إلى تونس، وبها حفظ القرآن، ثم أقبل على تلقي العلم من مشايخ جامع الزيتونة كالشيخ الغمّاد الكبير، ومحمد بن إبراهيم فتاتة، ومن في طبقتهما، وبرع في العلوم المتداولة في عصره وبعد تخرجه درس في أماكن متعددة، ثم عين مدرسا بجامع الزيتونة فأخذ عنه جماعة كسعيد الشريف، ومحمد الزوابي القيرواني، وابن عمه محمد الخطيب بجامع باب الجزيرة بتونس، ومحمد زيتونة المنستيري الكفيف، وأحمد برناز، وأحمد صدّام القيرواني، ويحيى بن أحمد بدر الدين السوسي، ومحمد الشريف الحسني الجزائري، وأبو القاسم العيسي الجبالي المطماطي، وعلي فتاتة، وأحمد بن محمد الشريف إمام جامع دار الباشا، وأحمد عجاج، وقاسم عيان القيروانيان. وكان في دروسه فصيحا مفوّها ذا أسلوب سهل ميسر، ووصفه ابن أبي دينار بقوله: «وفيه نية وتدين وعفاف» وقال حسين خوجة: «وكان موصوفا بالشجاعة في حال شبابه» توفي بتونس عند شروق يوم السبت 20 ذي القعدة، ودفن بالزلاج قرب المغارة الشاذلية من شمالها قرب أبي عبد الله محمد الباجي أخي سيدي أبي سعيد الباجي، وليس صحيحا ما زعمه الأستاذ عثمان الكعاك أنه دفن برحبة القعادين. مؤلفاته: 1) تحفة الحبيب على شواهد المغني اللبيب. ¬

(¬1) كذا في الجزء الأخير من كتابه «تحفة الحبيب» وفي المصادر التي ترجمت له «زيد» بحذف أبي قبلها.

وهو شرح على شواهد المغني، وقد ألفه باقتراح من بعض الاخوان كما ذكر في الخطبة حيث قال: «وبعد فقد سألني بعض الاخوان أوجب الله لي وله طريق الاحسان، ومسالك التحقيق والعرفان، وأفاض علينا وعليه ما هو سبحانه أهل له من المكارم والاحسان أن أشرح شواهد مغني اللبيب الذي له من كأس العرفان نصيب: كتاب أولي الجد والتحصيل، وأولي الالباب في تحقيق ما يحتاج إلى التخريج والتأويل، كفاك في كثرة علمه، وما يحصل من تحقيق فهمه ما اشتق له من اسمه». ورتبه على ترتيب حروف الكتاب، ونفس الجهات والأبواب، رامزا بحرف د إلى محمد بن أبي بكر المخزومي الدماميني، وبحرف ع إلى بدر الدين العيني الحنفي، وبحرف خ للشيخ خالد الأزهري، مضيفا إلى ذلك بعض ما اطلع عليه من كلام غيرهم مما يتعلق بالبيت، ملتزما الاختصار من غير إخلال، وربما طول في بعض الأبيات من غير إملال، وفي الجزء الرابع والأخير ذكر في ختامه الداعي إلى تأليفه وذكر المصادر التي اعتمدها من كتب لغة، وكتب أدب، وكتب شواهد، ودواوين شعرية فقال: «وذلك لما رأيت العلماء أحجموا عن شرح هذه الشواهد تطفلت على باب الفتاح، واعتمدت في اللغة على كتاب «الصحاح»، وربما طرزته وقويته «بالقاموس» و «بمجمل اللغة» لابن فارس، و «بشرح المعلقات» و «ديوان أبي الطيب المتنبي» وبعض شراح أبيات المفضّل و «معاهد التنصيص على شواهد التلخيص»، والعمدة في توجيه بعض المسائل على البدر الدماميني، والبدر العيني، والشيخ خالد الأزهري على «التوضيح»، وغير ذلك». ويبدو أنه لم يطلع على «شرح شواهد المغني» للعلامة الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093/ 1682) صاحب «خزانة الأدب»، وإن كان مطلعا - على ما يظهر - على شرح شواهد المغني لجلال الدين السيوطي، فقد ذكر في شرح الشاهد: لا تتركنّي فيهم شطيرا … اني اذن أهلك أو أطيرا ما نصه: «ولم يذكر العيني، ولا السيوطي، ولا المصنف في «التوضيح»

ولا شارحه الأزهري ولا في «المغني» ولا شارحه الدماميني قائله». وذكر في آخر الجزء الرابع تاريخ ابتداء التأليف وتاريخ الفراغ منه، وظروف تأليفه فقال: «واتفق الفراغ منه يوم الأحد ثالث وعشرين من رجب سنة اثنين ومائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أزكى الصلاة والسلام، وكان الابتداء فيه سنة ثمان وتسعين، ولكن عاقت العوائق، وبعدت اللواحق عن السوابق، من كثرة الافتان، واشتعال النيران، وانقطاع السبل بين البلدان، حتى انقطعت المتاجر، وبلغت القلوب الحناجر، حتى أن الفقير الضعيف ما له من ناصر، وذلك بتونس الخضراء إحدى رياض الدنيا الأربع». وهو يشير بلا ريب إلى ما وقع في أواخر الدولة المرادية من أحداث واضطرابات ذات تأثير سيّئ على الحياة العامة، واستفدنا من كلامه أن مدة التأليف دامت أربع سنوات، أي أن تأليف كل جزء استغرق سنة. والكتاب في أربعة أجزاء، منه نسخة كاملة في المكتبة الوطنية بتونس، ونسخة ثانية ناقصة بها الجزء الأول والرابع. 2) تخميس على قصيدة عبد الكريم الطرائفي (ت قريبا من سنة 853/ 1449) المعروفة بأبكار الأفكار في مدح النبي المختار. 3) ثلاثة عشر تخميسا على بردة البوصيري، ومن الملاحظ أن نظمه ضعيف. 4) حواش على رسائل كثيرة. 5) شرح شواهد قواعد الاعراب وبغية المتعلمين والطلاب، ويعرف أيضا هذا الكتاب بقواعد الاعراب ومقدمة ابن هشام. فرغ منه يوم الاثنين سنة 1104 أي بعد فراغه من شرح شواهد المغني «تحفة الحبيب» بعامين، توجد منه قطعة بالمكتبة الوطنية بخط حسين بن عبد الرحمن ابن الشيخ القصري الدخيلي نسخة للشيخ محمد ابن

المصادر والمراجع

الشيخ علي النوري في منتصف شعبان 1169. 6) رفع الحجاب عن شواهد قواعد الاعراب لابن هشام، في 45 ورقة من القطع المتوسط بالمكتبة الوطنية بتونس، واصله من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس. 7) قصائد في مدح النبي صلّى الله عليه وسلم. المصادر والمراجع: - الاعلام 4/ 164، ذيل بشائر أهل الإيمان ص 205 - 206 (ط 2/)، شجرة النور الزكية 223، فهرس مخطوطات المكتبة الاحمدية لعبد الحفيظ منصور ص 240 - 241 - 269، المؤنس (ط 3/ سنة 1387) ص 216، معجم المؤلفين 5/ 187 (نقلا عن الاعلام).

88 - الجبالي ( .... -كان حيا بعد 1012 هـ‍) (1690 م)

88 - الجبالي ( .... - كان حيا بعد 1012 هـ‍) (1690 م) محمد بن منصور منصور الجبالي، الفقيه. أخذ عن الشيخ أحمد بن محمد بن عبد الكريم المرساوي. له بغية ذوي الحاجات في معرفة تقرير النفقات. المرجع شجرة النور الزكية 292

89 - الجدميوي (كان حيا سنة 837 هـ‍) (1435 م)

89 - الجدميوي (¬1) (كان حيا سنة 837 هـ‍) (1435 م) م حمد بن عبد الرحمن الجدميوي التونسي، أبو القاسم، اديب عاش في أيام السلطان أبي فارس عبد العزيز (796 - 1403836 - 1435). له رفع الأزار عن محاسن الجوار، تأليف صغير الحجم في 46 ورقة من القطع المتوسط بالمكتبة الوطنية بتونس. ¬

(¬1) بكسر الجيم وسكون الدال المهملة فميم ثم واو مكسورة فياء النسب، (نيل الابتهاج ص 141 في ترجمة عبد الله بن أبي بكر بن يحيى بن عبد السلام الجدميوى الصودي الفرضي) وهو نسبة الى جدميوة، ويقال قدميوه (بالقاف المعقدة) من قبائل مصمودة بالمغرب الأقصى. انظر: درة الحجال 313 في ترجمة صالح بن عبد الحليم الايلاني. ومضارب هذه القبيلة غربي هنتاتة وتيمنلل من القبائل الموحدية، انتقل بعض أفرادها الى تونس في عهد الموحدين. وكان الموحدون يتركون في كل قطر افتتحوه طائفة من مختلف القبائل الموالية لهم، وهذه القبائل منظمة تنظيما دقيقا على شكل قريب من الأحزاب السياسية، وهم في كل مكان عمدة للموحدين في صيانة النظام في الداخل والخارج (شهيرات التونسيات). المراجع: - إيضاح المكنون 1/ 576، شهيرات التونسيات لحسن حسني عبد الوهاب ص 124 (ط 2/) فهرس مخطوطات المكتبية الأحمدية ص 64.

90 - ابن الجزار ( ... -369 هـ‍) ( ... -980 م)

90 - ابن الجزار ( ... - 369 (¬1) هـ‍) ( ... - 980 م) أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد الجزار القيرواني، الطبيب ابن الطبيب، الواسع الثقافة، المشارك في الأدب والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، وكان عمه أبو بكر طبيبا ممن لقي إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وصحبه وأخذ عنه. وكان لابن الجزار يد في سائر العلوم، مستقيم السلوك لم تحفظ عليه زلة قط، ولا أخلد إلى لذة، يشهد الجنائز والأعراس، ولا يأكل فيها، ولم يركب إلى أحد من رجال القيروان ولا إلى سلطانها إلا لأبي طالب بن عبيد الله المهدي، وكان له صديقا قديما يركب إليه كل جمعة لا غير، ويرحل كل عام إلى المنستير لقضاء الصائفة بها وقد جعل غلامه رشيقا في سقيفة داره، وأعد بين يديه جميع المعاجين والأشربة والأدوية، فإذا رأى القوارير (أي قوارير بول المرضى) بالغداة أمر المرضى بالجواز إلى الغلام، وأخذ الأدوية منه نزاهة لنفسه أن يأخذ من أحد شيئا. قال ياقوت الحموي: «وكان له معروف كثير، وأدوية يفرقها على الفقراء». وكان يملك مكتبة نفيسة مشتملة على كتب الطب وغيرها، قال ابن جلجل: «ولما مات وجد له أربعة وعشرون ألف دينار وخمسة وعشرون قنطارا من كتب طبية وغيرها» قال كشاجم يمدحه ويصف كتابه «زاد المسافر» (البحر الطويل): ¬

(¬1) كذا في «البيان المغرب» لابن عذاري وفي «معجم الأدباء» لياقوت «وكان في أيام المعز لدين الله في حدود سنة خمسين وثلاثمائة أو ما قاربها» وفي «معجم المؤلفين» لعمر رضا كحالة توفي حوالي 395/ 1004 وفي «الاعلام» للمرحوم خير الدين الزركلي توفي نحو 350/ 961 وكذا في دائرة المعارف الاسلامية وفي «هدية العارفين» لاسماعيل البغدادي «توفي مقتولا بالاندلس سنة 400» وهذا من مجازفات البغدادي المعهودة لأن ابن الجزار لم يرحل إلى الأندلس ولا مات بها وكان في نيته الرحلة إليها فلم يتم له ذلك وتوفي عن سن عالية.

مؤلفاته

أبا جعفر أبقيت حيا وميتا … مفاخر في ظهر الزمان عظاما رأيت على «زاد المسافر» عندنا … من الناظرين العارفين زحاما فأيقنت أنه لو كان حيا لوقته … يحنّا (¬1) لما سمى التمام تماما سأحمد افعالا لأحمد لم تزل … مواقعها عند الكرام كراما قال الدكتور أحمد بن ميلاد: «وليست الكتب التي ذكرها ابن أبي أصيبعة كلها مجلدات بل أكثرها رسائل، وعبثا سميت كلها كتبا، ويدخلنا الشك في أن هذه التركة كلها من كد يمينه حسبما نفهمه من مؤرخه ابن أبي أصيبعة بل إن فيها قسطا من سخاء الأمير وجزيل عطائه يشهد به الطبيب نفسه في مقدمة كتابه «زاد المسافر» وخاتمته يؤيده شعره ويكذب الرواية التي ذكرها ابن أبي أصيبعة ومفادها أن ابن الجزار كان لا يركب إلى أحد من رجال أفريقية ولا إلى سلطانهم مع انه ذكر في الرواية نفسها أنه يركب يوم الجمعة من كل أسبوع إلى المهدية وينزل ضيفا على عم السلطان، وهل يعقل أن يحل بالقصر المجاور لقصر الأمير ولا يطلب المثول بين يديه لتقديم مراسم الطاعة والولاء وعبيد الله هو من هو إلا أن يفهم أنه لم يركب إلى رجال الدولة طوعا لمجالستهم والسهر معهم (تاريخ الطب العربي التونسي ص 49 - 50). مؤلفاته: 1) أخبار الدولة، وهو في ظهور دولة العبيديين بالقيروان، وابتداء حكم عبيد الله المهدي، نقل منه ابن أبي أصيبعة فقرة في ترجمة إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، ونقل منه المقريزي في «اتعاظ الحنفاء» وهو من مؤلفاته المفقودة. 2) أبدال الأدوية، رسالة، اعتمده الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني التركماني صاحب اليمن في كتابه «المعتمد في الأدوية المفردة» (¬2) منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم 5636 (طب) بعنوان ¬

(¬1) هو يوحنّا بن ماسويه الطبيب، وكتاب التمام والكمال في الطب من تأليفه انظر اخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي ص 248 - 256. (¬2) ط 2/ مصر 1370/ 1951 ص 1.

«بدل العقاقير»، ونسخة ثانية ببرلين من المجموع رقم 6426 وعليها عنوان «كتاب الأبدال» ونسخة ثالثة بالاسكوريال رقم (5) 896 وفيها نجد احالات على كتاب «الاعتماد». 3) اسباب الوفاة، مفقود. 4) الاعتماد في الأدوية المفردة، ألفه للقائم بأمر الله ثاني الملوك العبيديين وهو يشتمل على أربع مقالات، توجد منه نسخة في آيا صوفيا باستانبول رقم 3564 ف 849، ونسخة بالجزائر (1) 1746 وبالاسكوريال نسخة صغيرة منه (4) 867 كتب عليها ما يدل على أنها من كتاب الاعتماد لابن الجزار صاحب زاد المسافر وهو ما يراه دوزي أما ديرنبور فإنه يشك في ذلك. وقد رد عليه الطبيب عبد الرحمن بن إسحاق بن الهيثم الأندلسي بكتاب «الاقتصار والايجاد في خطأ ابن الجزار في الاعتماد» وهذا الرد مفقود اليوم وبالمكتبة الوطنية بتونس نسخة رقم 1804 وكتاب «الاعتماد» مختصر قال في مقدمته: «إن كثيرا من الأدوية التي ألفها جالينوس واسقرديوس مجهول في اللسان العربي الأمر الذي حملنا على التأليف في هذا العلم رغبة في طاعة الله والحرص على مرضاة الخليفة القائم بالله». 5) كتاب البلغة في حفظ الصحة، مفقود. 6) البغية، وهو كتاب في الأدوية المركبة، مفقود. 7) التعريف بصحيح التاريخ، وهو يشتمل على وفيات علماء زمانه وقطعة جميلة من أخبارهم، رتبه على نظام الحوليات، قال ياقوت الحموي: «رأيته في مجلدات تزيد على العشر» وفي «عيون الأنباء» وغيره أنه تاريخ مختصر وقد نقل عنه كثير من المؤلفين كالدباغ في «معالم الإيمان»، والقاضي عياض في «ترتيب المدارك»، وابن فرحون في «الديباج» وغيرهم، وهو من كتبه المفقودة.

8) الخواص وقد ترجم إلى العبرية. 9) رسالة إلى بعض اخوانه في الاستهانة بالموت، مفقودة. 10) رسالة في التحذير من اخراج الدم من غير حاجة دعت إلى إخراجه، مفقودة. 11) رسالة في الزكام وأسباب علاجه، مفقودة. 12) رسالة في المقعدة وأوجاعها، مفقودة. 13) رسالة في النفس واختلاف الأوائل فيها، مفقودة. 14) رسالة في النوم واليقظة مفقودة. 15) زاد المسافر وقوت الحاضر وهو كتاب في المفردات وعلاج الأمراض، 2 مجلدان قال عنه الدكتور أحمد بن ميلاد «أحسن وأكمل كتاب في الطب العربي في الفترة الأولى من تاريخ افريقية وعصرها الذهبي ... ». «وهو على جزءين وسبع مقالات، أربع في المجلد الأول وثلاث في الثاني ويشمل الأمراض من الرأس إلى القدم سهل القراءة والفهم، أسلوبه المخاطبة، جمع فيه الدروس التي يلقيها أمام الطلبة بعد فراغه من العلاج». وقال أيضا عن منهجه وخلاصة محتواه: يبحث المؤلف عن المرض في كل باب من أبواب المقالة، ويأتي على اسمه العربي إن كان مألوفا وإلا عدده باسمه العامي المتداول أو السرياني أو اليوناني، ثم يذكر المرض وسببه أو أسبابه إذا تعددت وأوصافه ومواد العلاج، وكيفية تركيبها وكميتها واستعمالها، وكثيرا ما يعدد أنواع العلاج، وهو أسلوب بديع قلده الأطباء من بعده ولا يزال العمل به إلى اليوم. توجد منه نسخ في مكتبات العالم شرقا وغربا ففي المكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية أربع نسخ، وفي المكتبة السليمانية باستانبول 2 نسختان، وبالفاتيكان نسخة، وبمكتبة الجامعة الامريكانية ببيروت نسخة من

المجلد الثاني تبتدئ من المقالة الخامسة، ونسخة بالأسكوريال، ونسخة بالمانيا الشرقية، وبالمكتبة العامة بالرباط وبانكلترا نسخة، وبالمكتبة البوولياتية نسخة مبتورة من المقالة الأولى والمقالة الأخيرة تصحبها ترجمة لاتينية. ونقل هذا الكتاب إلى اللغة العبرية طبيب من يهود الأندلس اسمه موسى بن طيّبون بعنوان «تزداد دراشم» يوجد من هذا النقل أربع نسخ أو خمس نسخ بايطاليا وانكلترا. وترجم إلى اليونانية مرتين الأولى تناولت جزءا من الكتاب خاص بالحمى ترجمه سبتميوس والثانية كاملة ترجمة قسطنطينوس ريجنيوس وترجمه إلى اللاتينية قسطنطين الافريقي في أواسط القرن الخامس هـ‍11/ م ونسب الأصل إلى نفسه. 16) سياسة الصبيان وتدبيرهم/ط تونس الدار التونسية للنشر تحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة سنة 1968. 17) طب الفقراء والمساكين قال عنه الدكتور أحمد بن ميلاد «وهو يلي زاد المسافر في الأهمية ومختصر منه، ذكر فيه الأمراض المتداولة وأسبابها وأوصافها والأدوية النافعة الزهيدة الثمن التي يمكن للطبيب أن يعتمد عليها» ... يتميز هذا الكتاب عن زاد المسافر بنقص الوصفات وأسباب المرض كأن الكتاب مخصص للأطباء وهو غرض المؤلف على ما يظهر من المقدمة. هذه ظاهرة اجتماعية في شخص ابن الجزار لم يأت أحد بمثلها قبله تحمد وتشكر. بدار الكتب المصرية منه نسختان رقم 1953 ورقم 50، وبالمكتبة السليمانية باستانبول، وبالمكتبة الأنارية ببغداد رقم 2103 وبالمكتبة الوطنية بباريس رقم 3038 وبالاسكوريال ضمن مجموع رقم 857 وفي مكتبة غوطة بالمانيا، وقد ترجم إلى العبرية قديما. 18) طب المشايخ قال عنه المؤرخ المرحوم ح ح عبد الوهاب «رسالة تخرج

في عشرين ورقة» عالج فيها الحالات التي تعترض المسنين والمعمرين وهو الفن المعروف اليوم عند الافرنج (Geronthologie) وهذه الرسالة لم يرد ذكرها في قائمة المصنفات التي جاء بها ابن أبي أصيبعة، ويوجد أصلها في مجموع طبي مخطوط في مكتبة سعادة أحمد بك خيري من أعيان البحيرة في مصر وقد أتيح لي استنساخها وجلبها إلى تونس (ورقات ص 317) ومنه نسخة مصورة بدار الكتب المصرية ضمن مجموع رقم 636 ك ل. 19) طبقات القضاة، نقل عنه القاضي عياض كثيرا في «ترتيب المدارك» ولم يذكره ابن أبي أصيبعة ضمن مؤلفاته، وهو مفقود. 20) عجائب البلدان وقيل «عجائب الأرض» في تقويم البلدان ووصفها (جغرافيا) ذكره ابن البيطار في كتابه «جامع المفردات» 2/ 167 وحاجي خليفة في «كشف الظنون» مفقود. 21) العدة لطول المدة، قال ابن أبي أصيبعة «هو أكبر كتاب وجدناه في الطب»، وهو من كتبه المفقودة. 22) الفرق بين العلل التي تشتبه اسبابها وتختلف أغراضها، يوجد بمكتبة الأوقاف ببغداد رقم 6547 بعنوان: الفروق بين الاشتباهات في العلل (فهرس المخطوطات) العربية في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد تصنيف الأستاذ عبد الله الجيوري مط. الارشاد بغداد 1974، 4/ 176)، جاء في مقدمته «أما بعد فإني لما رأيت أطباء الزمان لا يعرفون من الأمراض على ما تصوروه من الكتاب بدلائله ... رأيت أن أجمع كتابا فيما يشتبه من الأسباب والدلائل والأمراض أجمع فيه من كل مشتركين ومتشابهين منها ثم افرق بينهما وهذا شيء لم يسبق إلى مثله من تقدم (المرجع السابق الذكر)». 23) الفصول في سائر العلوم والبلاغات، أودع فيه أخبارا ومختارات أدبية لأهل عصره. مفقود.

المصادر والمراجع

24) قوت المقيم في 20 مجلدا على ما ذكره ابن أبي أصيبعة عن الصاحب جمال الدين القفطي، مفقود. 25) المختبرات، مفقود. 26) مجربات في الطب، مفقود. 27) كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها، مفقود. 28) كتاب في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه، مفقود. 29) مغازي افريقية، ذكره أبو عبيد البكري في وصف افريقية ص 42 (الذي هو قطعة من كتابه المسالك). 30) مقالة في الجذام وأسبابه وعلاجه، مفقود. 31) مقالة في الحمّامات، مفقودة. 32) المكلّل في الأدب، مفقود. 33) نصائح الأبرار، ذكره في كتابه «طب المشايخ»، مفقود. المصادر والمراجع: - الاعلام 1/ 82 - 83. - إيضاح المكنون 1/ 107، 2/ 92، 431. - البيان المغرب 1/ 237. - بلاد البربر الشرقية (بالفرنسية) 3/ 756 - 57.بقلم هادي روجي ادريس. - تاريخ الطب العربي التونسي للحكيم احمد بن ميلاد (تونس 1401/ 1980)، ص 48 - 74، 210 - 211. - طبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل الاندلسي ص 88، 91، 107.تعليق (4) لمحقق الكتاب. - عيون الانباء لابن أبي اصيبعة 3/ 59 - 61. - كشف الظنون 27، 120، 251، 253، 420، 841، 850، 864، 870، 896، 897، 946، 1095، 1126، 1171، 1256، 1592، 1955.

- معجم الأدباء 2/ 136 - 137. - معجم المؤلفين 1/ 137. - مقدمة كتاب سياسة الصبيان وتدبيرهم للدكتور محمد الحبيب الهيلة ص 19 - 50. - هدية العارفين 1/ 70.ورقات، ، ، 1/ 307 - 322.

91 - الجزائري ( .... -1310 هـ‍) (1892 م)

91 - الجزائري ( .... - 1310 هـ‍) (1892 م) محمد بن عيسى الجزائري ثم التونسي، فقيه مفسّر، أديب، قرأ في الجزائر على الشيخ حميدة العمالي، وانتفع به وبغيره، ثم استوطن تونس، ودرّس بجامع الزيتونة وتولى خطة الكتابة بالقسم الأول من الوزارة الكبرى وكان كاتبا أديبا ورعا ديّنا. مؤلفاته: 1) الماس في احتباك يعجز الجنّة والناس، وهو تفسير لقوله تعالى {وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ط، تونس سنة 1306/ 1888. 2) الثريا لمن كان بعجائب القرآن حفيا، ط تونس سنة 1307/ 1889 المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 419. - شجرة النور الزكية 413. - معجم المؤلفين 11/ 104. - معجم المطبوعات 694 - 695. - هدية العارفين 2/ 391.

92 - الجزري (كان حيا سنة 684 هـ‍) (1285 م)

92 - الجزري (كان حيا سنة 684 (¬1) هـ‍) (1285 م) إبراهيم بن محمد الخزرجي الانصاري الجزري (¬2) الأندلسي، نزيل تونس، أبو إسحاق الفقيه، الأصولي، النحوي، البياني المنطقي، الجدلي العالم المتفنن وله حظ من النظم. أخذ بالأندلس عن جماعة منهم: أبو عبد الله الرندي النحوي، وأبو العباس ابن جزي، أخذ علماء افريقية عنه العربية، والبيان، والأصلين، والجدل، والمنطق، وألف في كل هذه العلوم غير أنه لم يخرج تصانيفه من المسودة، ولم يخرجها غيره لرداءة خطه ودقته. لقيه ابن رشيد عند رجوعه من الحج، ووصفه بشيخ الشيوخ، وبقبة أهل الرسوخ، ذي التصانيف الكثيرة، والمعارف الغزيرة. مؤلفاته: 1) الاغراب في ضبط عوامل الاعراب. 2) إيجاز البرهان في بيان اعجاز القرآن. 3) إيضاح غوامض الايضاح. 4) تحرير الدلالات في إثبات النبوات. 5) تحرير القواعد الكلامية في تقرير العقائد الإسلامية. 6) ترغيب العباد في الحث على الجهاد. 7) تقصي الواجب في الرد على ابن الحاجب. ¬

(¬1) في كشف الظنون 675 وفي معجم المصنفين للتونكي 709 (راجع معجم المؤلفين) وفي كونه كان حيا سنة 684 قلدت فيه الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة. (¬2) بسكون الزاي، كذا في بغية الوعاة وفي الديباج.

المصادر والمراجع

8) التنبيه على زخرف التمويه في علم البيان المطلع على اعجاز القرآن، رد به على أبي المطرّف بن عميرة. 9) رفع المظالم عن كتاب المعالم (وهو المعالم الأصولية لفخر الدين الرازي) رد به على أبي المطرّف بن عميرة. المصادر والمراجع: - بغية الوعاة 1/ 406. - الديباج 91 - 92. - معجم المؤلفين 1/ 8.محمد الحبيب بن الخوجة الحركة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين السنة 4، العدد 4، 1976 - 1977 ص 69.

93 - الجزيري ( ... -1394 هـ‍) (1974 م)

93 - الجزيري ( ... - 1394 هـ‍) (1974 م) حسين الجزيري، من مواليد مدينة تونس، أديب شاعر، كاتب صحفي. تعلم بجامع الزيتونة، ولم يستوف امد الدراسة، قال كاتب القطرين الأستاذ أحمد توفيق المدني مؤرخا حياته الدراسية ومبينا أهم مميزاته في هذا الطور وظروف حياته السيئة بعد رفضه من التعلم بالجامع: «كان من ألمع الطلبة، ومن أكثرهم نشاطا ومن أبرزهم في ميادين التفكير، وكان من أبرز الدعاة إلى الاضراب عن الدراسة، وقدموا مطالب لاصلاح برامج التعليم، وكان من أشد المضربين حماسا وأكثرهم كلاما وأمعنهم في التشبث بالمطالب التي قدموها، فما كان من ادارة المعهد الزيتوني إلا أن قررت فصله نهائيا وإبعاده عن الدراسة مع ثلة قليلة من الطلبة، ووعدت بإمعان النظر في المطالب المقدمة لها، فانتهى الاضراب وعاد الطلبة إلى مزاولة دروسهم، وبقي حسين ومن معه يتسكعون في الطرقات، فساء حاله وتغيرت اخلاقه، وأصبح يرى العالم بمنظار أسود قاتم، ثم رسب مع أصحاب السوء، وانساق إلى السكر لعله يجد فيه نسيانا للواقع، بل إن سكره هو فرار من الحقيقة التي حوله، ألقي عليه القبض في بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914 مع أحمد توفيق المدني ولم يبارحا السجن إلا بعد انتهاء الحرب سنة 1918.اشتغل بالصحافة منذ عهد شبابه الباكر، فكان في سنة 1910 يحرر افتتاحيات جريدة «اللواء» التونسية وكاتبا بجريدة «المنار» التونسية ومراسلا لجريدة «الفاروق» الجزائرية وكتب في الصحف الهزلية لميله إلى الفكاهة، فحرر بجريدة «المضحك» وكتب في جريدة «جحا» مدة طويلة، وفي الوقت نفسه كان يقوم بوظيفة الملقن لجمعية

«الشهامة العربية» التمثيلية التي أسسها الشيخ عبد العزيز الثعالبي. وفي 3 جمادى الثانية سنة 1339/ 12 فيفري 1921 أصدر جريدة «النديم» أسبوعية أدبية فكاهية، فأظهر نشاطا كبيرا في ادارتها ومجهودا كبيرا لتنظيم بروزها فهو القائم بجميع شئونها ومحرر جميع فصولها، وبين الحين والآخر يصدر منها عددا ممتازا يكتب فيه بعض الكتاب اللامغين المشهورين كالشيخ راجح إبراهيم الاكودي، ومحمد الصالح المهيدي، ومحيي الدين القليبي، وغيرهم، وهي صحيفة من نوع جديد لم يسبق لها مثيل في تونس، تجمع بين الأدب والفكاهة، وحسن استغلال إيحاء اللفظة العامية الدارجة للنكتة، مع الروح الأدبية الممتزجة بها، ومظهر الانفعال الذي يتجسد في كتاباته كلها عناصر جذابة للقراء. وكان يغتنم الفرصة للتعليق على الأحداث ودور بعض الأشخاص فيها بروح نقدية ساخرة لاذعة تثير الضحك، ويستعين بكل الوسائل الأدبية لاظهار ما يرمي إليه كالاستعانة بالامثال الشعبية، والنظم الشعبي الملحون وهو من البارعين فيه، والأبيات الشعرية السائرة، والوصف الوجيز الجامع للحقيقة، والشواهد على هذا كثيرة في جريدة «النديم» عند ما تأسس الحزب: المستقل المنفصل عن الحزب الحر الدستوري القديم، وكان من مبادئ هذا الحزب: لا رئيس ولا مرءوس ولا اشتراكات ولا اداء يمين، مما يدل على تهافت القائمين به وسوء تقديرهم وفهمهم، واعجب لحزب يقوم على مثل هذا الهراء السخيف، وبالطبيعة لم يعمر هذا الحزب طويلا، ومؤسسه فرحات بن عياد (¬1) ومن جماعة هذا الحزب الصحفي الطيب بن عيسى ابن خالة المترجم له، كتب حسين الجزيري في «النديم» عن هذا الحزب معرفا له بقوله: «الحزب المستقل» أي الحزب المستقل بدون رئيس ولا مرءوس، ونظم فيه ملزومة طويلة لاذعة مضحكة طالعها: ¬

(¬1) وللسفارة الفرنسية يد في تكوينه وعن ظروفه ودواعي تأسيسه انظر حياة كفاح ص 265 - 267.

قالوا حزب بلاش فلوس … لا رئيس ولا مرءوس هذي فكرة مثل الخل … ما يجيها كان الناموس كان الشيخ الصادق بو عصيدة عدلا موثقا بصفاقس، ومدرسا متطوعا بجامعها الكبير وأصبح مرموقا بعين الاعتبار مشارا إليه بالبنان، وكان منتسبا للحزب الدستوري القديم، وتبرمت الحكومة بنشاطه وعند أول فرصة أوقفته عن مباشرة العدالة لشبهة بسيطة يمكن التغاضي عنها، وأصبح عاطلا يتهدده الحرمان وإراقة ماء الوجه، فأشار بعض أصدقائه عليه أن يقصد الشيخ محمد المدني شيخ الطريقة المدنية الشاذلية بقصيبة المديوني لأنه الكفيل بارجاعه إلى مباشرة خطته، فسافر إلى البلدة المذكورة وحكى للشيخ ما حدث له فطمأنه ووعده بمعالجة مشكلته سريعا لأنه كان من المقربين لدى الإقامة العامة الفرنسية، وانتسب الشيخ بو عصيدة إلى الطريقة المدنية، وأرسل لحية كثة مثل اخوانه في الطريقة، وفي أقرب وقت سمح له بالرجوع إلى مباشرة خطته وعند صدور العدد الجديد من جريدة النديم صورت جثة الشيخ بو عصيدة برأس ديك وكتب تحتها: إن السراديك لما قام قائمها … توهمت أنها أضحت شواهينا وهو مأخوذ من قول صفي الدين الحلّي مع تغيير الكلمة الأولى في قصيدته الحماسية المشهورة: إن الزرازير لما قام قائمها … توهمت أنها أضحت شواهينا والشيخ المدني يتندر عليه خصومه وأضداده بلقب الشيخ دجاجة لحبه أكل لحم الدجاج فيما زعموا، ولما كان من الذوق الأدبي أو لمواتاة الوزن لم يطلق على الشيخ بو عصيدة لقب دجاجة فأبدلها بسردوك (وهو الديك في اللهجة الدارجة) وجمعه سراديك مماشاة للوزن في قصيدة الحلّي. وأدبه النثري والشعري تسري فيه الروح الفكاهية النقدية المضحكة، مع هدف واضح إلى الاصلاح، قال العلامة المرحوم الأستاذ محمد الفاضل بن عاشور مبينا ميزات شعره ونثره: «أما حسين الجزيري فإنه في شعره يتلاقى مع نثره، في مؤثراته وأغراضه فهو ساخر متهكم

يستخرج الضحك من روح الألم، ويتخير الألفاظ ذات الوقع المطلوب من اللغة الفصحى أو اللغة العامية، ومدار شعره كمدار نثره على روح الكفاح السياسي والاصلاح الاجتماعي». ومن أشهر قصائده الفكاهية قصيدته في رمضان التي كان يحفظها أطفال المدارس وينشدونها في نشوة، طالعها: فرحت بمقدمه بطون الناس … شهر تحن لذكره أضراسي وله قصيدة بعنوان حفلة في وصف راقصة: رفعت إحدى بنيات السقاء … مثل ذيبه فإذا كل ينادون بآه … يا حبيبه وكان القوم من ضمن الشياه … في زريبه - وله في موشح الزواج: لست أرجو القرب من تلك التي … كالسّحالي تقصد البازار إذ في غيبتي … لا تبالي تلك ليست زوجتي بل هفوتي … واختبالي ومن قصيدة عجائب السجن: هو السجن إذا اسعدت يوما بزورة … علمت بما لم تكن قبل تعلم إلى أن قال: فنظّمنا الكبران (¬1) … مثنى وبعضنا توقّى بمنديل له وهو صاخب فاخرجت منديلي وقلت لصاحبي … منادل قوم عند قوم سحائب (¬2) وعند عشاء القوم أخرج بعضهم … قليلا من الزيتون والكل حاسد حوى ذلك قرطاس به بعض أسطر … تراءى لهم أن السطور فوائد ¬

(¬1) لفظة عامة محرفة عن Caporal. (¬2) جمع سحابة وهي المظلة في اللهجة التونسية.

مؤلفاته

فجاءوا إلى من فيهم كان قارئا … يريدون ما بالطرس والطرس بائد فقلت وقد مال عليّ جميعهم … قراطيس قوم عند قوم جرائد ومنها: وإن قدم الدخان يوما بربعهم … رايت ضبابا للعيون يحاصر وإن شاهدوا إيقاد فرد سيكارة … تحفز كل للوثوب وشمروا فيلقي الذي يبقيه منها ولم يكن … سوى جذوة تحتار فيها الأصابع فتخطفها الأيدي سراعا وهكذا … بوانيت (¬1) قوم عند قوم سكائر وختامها: ويما به جار على جاره اعتدى … وقامت على ظلم الظلوم الشواهد اتى حارس واقتاد من منهم بغى … لبيت عقاب أوحشته الشدائد ولكنه أبقى هناك غذاءه … ففاز به من للغنائم صائد فقلت كما قال الذين تقدموا … «مصائب قوم عند قوم فوائد» ويلاحظ براعته في استخدام العبارة العامية في مطاوي القصيدة، وبراعته في تضمين الشعر القديم وإخراجه من الغرض الذي قيل فيه إلى الغرض الذي يريده بلباقة كما في الشطر الثاني من البيت الأخير، وهو عجز بيت للمتنبي: بذا قضت الأيام ما بين أهلها … مصائب قوم عند قوم فوائد والقصيدة تكشف عن نظام السجن والأخلاق المتدنية عند بعض المسجونين. مؤلفاته: 1) تنبيه الغلام إلى شيم الكرام، فيه نصائح وتوجيهات ترمي بالشباب إلى بلوغ درجة الكمال، رسالة ط بالجزائر. 2) ديوان شعر ط بتونس سنة 1971. ¬

(¬1) جمع بونتة وهي عقب السيكارة.

المراجع

المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 79 - 74. - حياة كفاح (مذكرات) أحمد توفيق المدني (الجزائر 1976) ص 66 - 68. - الحركة الفكرية والأدبية في تونس ص 145.

94 - جعيط (1268 - 1337 هـ‍) (1852 - 1918 م)

94 - جعيط (1268 - 1337 هـ‍) (1852 - 1918 م) محمد بن حمودة بن أحمد بن عثمان جعيط، التونسي القيرواني السلف، وأصل الأسرة من غدامس بالجنوب الليبي نزلت القيروان واستقرت بها فترة، ثم انتقلت إلى مدينة تونس، والمترجم له فقيه أصولي له عناية بالتراجم، من المدرسين بجامع الزيتونة ورجال الفتيا. قرأ بجامع الزيتونة على المشايخ، محمد الشاذلي بن صالح، وحمدة الشاهد، وصالح التبرسقي، والطاهر النيفر، وسالم بو حاجب، وقرأ عليه جماعة منهم الشيخ المولدي بن عاشور. مؤلفاته: 1) اختصار أجوبة الشيخ عظوم. 2) تقارير عن صحيح مسلم. 3) ديوان شعر غالبه مدائح نبوية. 4) رسالة في الأضحية. 5) رسالة في صلاة الوتر. 6) منهج التحقيق والتوضيح لحل غوامض التنقيح، وهو حاشية على تنقيح الفصول (في أصول الفقه) للقرافي، في جزءين، ط بمطبعة النهضة بتونس سنة 1340/ 1921 الجزء الأول، والثاني 1345/ 1926، لم يذكره سركيس. للراجع: - الاعلام 6/ 343.

- شجرة النور الزكية 423 - 424. - معجم المؤلفين 9/ 158 أعاد ترجمته في 9/ 273 ظانا انهما شخصان والترجمتان لشخص واحد لا لشخصين.

95 - جعيط (1303 - 1389 هـ‍) (1886 - 1970 م)

95 - جعيط (1303 - 1389 هـ‍) (1886 - 1970 م) محمد العزيز (¬1) ابن الوزير الشيخ يوسف جعيط، العلامة الكبير المحقق، من اعلام تونس المعاصرين. ولد بمدينة تونس في آخر شعبان سنة /1303 أوائل ماي 1886. تلقى مبادئ العلوم بمنزله وبالكتاب الكائن بسوق البلاغجية ثم التحق بجامع الزيتونة في سنة 1318/ 1901 فأخذ عن كبار أعلامه المرموقين كسالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ وغيرهما، ومن زملائه في الدراسة الشيخ صالح الهمامي الذي كان قاضيا في المجالس العدلية، واستمرت الصلة بينهما بعد أن بارح الشيخ صالح الهمامي جامع الزيتونة، وعند ما يحل الشيخ صالح الهمامي تونس يحضر مجلس درس المترجم له فيرحب به وتجري بينهما مناقشات وذكريات عن دروس شيخهما سالم بو حاجب. وتخرج من جامع الزيتونة محرزا على شهادة التطويع سنة 1325/ 1907، وباشر خطة الاشهاد (التوثيق) في نفس السنة لأن شهادة التطويع تخول لحاملها مباشرة هذه الخطة بعد ترخيص من السلطة التي تتأنى مدة في إسناد الخطة ريثما يتم البحث عن سلوكه وبالخصوص السياسي المناهض للسلطة، وفي سنة 1328/ 1910 اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، وبعد سنة نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى، وخاتمة الوظائف التدريسية بجامع الزيتونة أن سمي استاذا به عند احداث هذه الخطة في 10 ذي القعدة 1353/ 14 فيفري 1935. ¬

(¬1) عرف في أول عهده باسم عبد العزيز ولما بلغ من الكبر عتيا صار يطلق على نفسه محمد العزيز.

تخرج عليه طبقات عديدة من رجال التدريس والقضاء وسائر طلبة العلم، وقد اشتهر عنه في دروسه أنه غزير العلم، واسع المعرفة متفتح الفكر، ونقلوا عنه أنه كثيرا ما يردد في دروسه «نحن أبناء الدليل نميل حيث يميل» ولذلك كان لا يجمد على أقوال الفقهاء التي لا يؤيدها دليل، ولعله متأثر بشيخه العلامة سالم بو حاجب وكان لا يتعصب لكتب معينة في المذهب، كما شاع عن بعضهم أنهم يقولون نحن خليليون (أي من اتباع خليل بن إسحاق صاحب المختصر). وعين مدرسا بالمدرسة الصادقية في سنة /1332 غرة جانفي 1914 وتخرج عليه أجيال من طلبة هذه المدرسة يحفظون له أجمل الذكريات. ومما له علاقة بالوظائف العلمية التي تقلدها أنه سمي عضوا بلجنة اصلاح التعليم الزيتوني في ذي القعدة 1348/ 13 افريل 1930، كما انتخب عضوا بلجنة تنظيم كتب مكتبة جامع الزيتونة وفهرستها في 2 ربيع الأول 1331/ 8 فيفري 1913، وسمي مفتيا مالكيا في 11 شعبان 1337/ 12 ماي 1919، وبعد سنوات تولى الامامة والخطابة بجامع الحلق في 2 رمضان 1341/ 13 افريل 1923 وكلف بادارة مشيخة جامع الزيتونة وفروعه في 21 ديسمبر 1939، ثم عاد إلى محكمة الديوان (المحكمة الشرعية العليا) بصفته مفتيا في 15 محرم 1362/ 21 جانفي 1943 وكلف بمشيخة الإسلام والنيابة عن صاحبها في 4 رجب 1363/ 26 جوان 1944، ثم استقل بهذه الخطة فسمي شيخ الإسلام للمذهب المالكي في 16 صفر /1364 غرة فيفري 1945، وما زال يتدرج في سلم الترقي إلى أن تولى وزارة العدل في 8 رمضان 1366/ 26 جويليه 1947 مع الاحتفاظ بمشيخة الإسلام في وزارة الأستاذ مصطفى الكعاك تلك الوزارة التي كايد بها الاستعمار الوطنيين ومطالبهم، وفي سنة 1369/ 1950 استقال من وزارة العدل، واكتفى بمنصب مشيخة الإسلام. وعند ما جاء الاستقلال ووقع توحيد القضاء وألغيت المحاكم الشرعية، أحيل على الراحة بطلب منه في سنة 1376/ 1956، وفي نفس

مؤلفاته

السنة شعبان/غرة مارس سمي مفتيا للجمهورية التونسية عند ما أحدثت هذه الخطة في النظام الجديد على يد أول حكومة للاستقلال، ثم أحيل على عدم المباشرة في سنة 1379/ 1960. توفي في 27 شوال 1389/ 5 جانفي 1970 بعد حياة نافعة حافلة بجليل الأعمال وتقلد أسمى الوظائف. مؤلفاته: 1) إرشاد الأمة ومنهاج الأيمة، نشر الشركة التونسية للتوزيع، تونس سنة 1978 في 289 ص من القطع المتوسط، وهو عبارة عن مجموعة خطب جمعية في مواضيع مختلفة من أخلاق، ومعالجة لسقيم الأحوال الاجتماعية، وسياسية لها مساس بسياسة البلاد أو بالأجوار الاقربين قال عن هذه الخطب كاتب مقدمة الكتاب ص 6: «وبالجملة فقد تناولت هذه الخطب الناحية العقائدية والدنياوية، والرذيلة كما تعرضت إلى ما حدث من اضطرابات عظيمة، وأحداث خطيرة في حقلي السياسة والاجتماع لا سيما أيام الفتنة، وفترات المحنة، وكذلك تناولت مشاكل الأمة في عهديها عهد الاستعمار والمذلة وعهد الاستقلال والكرامة والعزة، وبحث في الأمراض الاجتماعية والخلقية على اختلافها وأسبابها وطرق علاجها، وبذلك كانت هذه المجموعة دروس وعظ وإرشاد كما كانت توجيها رشيدا لمجتمعنا في نهضتنا المباركة إلى ما يسايرها ويتماشى مع أغراضها وأهدافها».ويبدو أن اسم التأليف أطلقه عليه كاتب المقدمة لأنه قال في ختام التقديم: «ولما اشتملت عليه هذه الخطب من تحقيق السعادتين والفوز بالحسنيين سميناها بارشاد الأمة إلى منهاج الأيمة». 2) الطريقة المرضية في الاجراءات الشرعية على مذهب المالكية، فرغ من تأليفه في 17 ربيع عام 1360 ألفه لطلبة التعليم العالي بجامع الزيتونة (شعبة الشريعة وأصول الدين) طبع مرتين بتونس، والطبعة الثانية مزيدة ومنقحة.

3) مجالس العرفان ومواهب الرحمن، ط الدار التونسية للنشر بتونس في 2 جزءين الجزء الأول ط سنة 1972 والجزء الثاني سنة 1973، الجزء الأول في 248 ص والثاني في 278 ص من القطع المتوسط قال المؤلف في تقديم الجزء الأول: «أما بعد فقد كنت في عهد غابر، وزمن دابر عقدت مجالس علمية، لشرح بعض الأحاديث النبوية مما أخرجه الإمامان محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحاج القشيري النيسابوري أو أحدهما في صحيحيهما، وكان المجلس يضم ثلة من شيوخنا ويحضره من العلماء الأعيان المحرزين قصب السبق في ميادين العلوم والفضل والاحسان من اجتمعنا بهم في حلق الدراسة، أو ضمنا اتحاد أو تقارب الزمان، ومن أخذوا عنا، وصاروا في المعارف ذوي شأن، وتجري مذكرات وبحوث أرق من النسيم البليل تسفر عن تحقيقات نفيسة، وتحل مشاكل جد عويصة، يشهدها جمع من الجمهور حريص على الاستفادة والتبرك بحضور مجالس الحديث النبوي. ولما بلغت من الكبر عتيا وكان أكثر الجيل الحاضر لم يدرك هذه المجالس وكانت مشتتة الشمل مبعثرة الأجزاء لا تجمعها صلة قرابة، ولا رابطة تأليف، ولم تمسها يد الترتيب والترصيف خشيت أن يصيبها ضياع أو إغفال، فيتركها قابعة في زوايا الاهمال، فعزمت على لمّ شتاتها، وترتيبها وزيادة تهذيبها، وجمع فوائدها وتنسيق جواهرها وفرائدها». وهو يعطي لكل مجلس عنوانا خاصا يحتفل في صياغته بالسجع والجناس مثاله: المجلس الأول الموسوم بقلائد الدر والعقيان في شرح باب بدء الأذان من صحيح البخاري العظيم الشان. ويحتوي الجزءان على عشرين مجلسا، وفي كل مجلس يتبسط في شرح معاني الحديث، ويجره الكلام إلى تناول تحقيقات أصولية وتفسيرية ونحوية، ويناقش أحيانا بعض من لا يوافقهم في رأيهم من قدامى ومحدثين كالسعد التفتازاني، وابن قيم الجوزية، ومحمد عبده، ورشيد رضا، وناهيك بمن يناقش هؤلاء الجلة المحققين، والظاهر أن هذه

المرجع

المجالس كان يعقدها في شهر رمضان بجامع الحلق، ومن المعروف أنه يقع ختم هاته المجالس أو الدروس في العشر الأواخر من رمضان، وكانت مجالس الحديث الشريف تعقد في كثير من مساجد العاصمة في شهر رمضان، ويكون لكل مسجد ليلة معينة للختم، وإذا كان صاحب هذه المجالس عالما مشهورا من رجال المجلس الشرعي فإنه ربما يحضر الباي ورجال دولته مجلس درسه ليلة الختم وتعرف هذه الأختام بأختام الحديث الشريف وقد ألمّ بطرق من أخبارها ابن أبي دينار في «المونس». المرجع: - تقديم كتاب ارشاد الأمة، معلومات شخصية سمعتها من بعض تلامذته.

96 - جعيط (1246 - 1333 هـ‍) (1830 - 1915 م)

96 - جعيط (1246 - 1333 هـ‍) (1830 - 1915 م) يوسف بن أحمد بن عثمان بن قاسم جعيط، الفقيه الكاتب الوزير، ولد بمدينة تونس، وكان والده من العدول الموثقين بالحاضرة من عدول الغابة، وهي خطة نبيهة ينتخب لها صفوة الموثقين من عدول تونس، وجده لأمه هو الكاتب الحاج بالضياف بن عمر العوني رئيس كتبة بيت خزنه دار في دولة الأمير حمودة باشا، والمشهور باختصاصه بالوزير يوسف صاحب الطابع، اتصل اتصالا وثيقا بخاله الوزير الكاتب المؤرخ الشيخ أحمد بن أبي الضياف، فكان المتولي لتربيته وتوجيهه تولي الأب لابنه حتى أنه لم يكن يذكره في رسائله إلا بابني يوسف. دخل جامع الزيتونة حوالي سنة 1260/ 1844 فأخذ عن شيخ الإسلام محمد بن الخوجة، وانقطع للأخذ عنه رواية ودراية، ولازمه ملازمة المريدين، ثم صاهره على ابنته، وأخذ أيضا عن شيخ الإسلام محمد معاوية، ومحمد بن حمدة الشاهد، وعلي العفيف، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد النيفر الأكبر. وكان له ميل إلى الأدب وربط الصلات بشاعر عصره محمود قابادو، وبصديقه اللغوي الأديب الشيخ سالم بو حاجب، وبالشاعر المؤرخ الشيخ محمد الباجي المسعودي، وبعد إتمام الدراسة بجامع الزيتونة انتصب للتدريس، ولم تطل مدة مباشرته له حتى انتخب لمنصب الكتابة بالوزارة الكبرى، وشجعه خاله الوزير الشيخ ابن أبي الضياف على ولوج باب هذا الوظيف، فدخل كاتبا سنة 1272/ 1856 في أوائل دولة المشير الثاني محمد باشا، وهذه الخطة معدودة في عصره من الخطط

العلمية، كما هو شأنها في الأندلس والمغرب الأقصى. وكانت له اليد الطولى في تحرير القوانين الراجعة إلى أصول عهد الأمان، فكان كاتب المجلس المتكون من شيوخ المجلس الشرعي ورجال من الوزارة وأركان الدولة في ربيع الثاني سنة 1274/ 1858، وفي عهد محمد الصادق باشا باي عند تنظيم الوزارات وأقسام الوزارة الكبرى سنة 1277/ 1861 سمي رئيسا للقسم الرابع الذي هو قسم وزارة الخارجية. ولما وقع اختيار الوزير خير الدين سفيرا فوق العادة إلى السلطنة العثمانية بعد القضاء على ثورة علي بن غذاهم لتجديد العلائق بين الدولتين، وقع اختيار المترجم كاتبا لهذه المهمة، فسافر صحبة الوزير خير الدين في جمادى الثانية سنة 1281/ 1864، وفي هذه السفارة قابل السلطان عبد العزيز، كما اتصل بالساسة العثمانيين، وسمع محادثاتهم السياسية لا سيما الصدر الأعظم فؤاد باشا، وعاد من هذه الرحلة في شعبان 1281 متقلدا النيشان المجيدي. واستمر في كتابة الخارجية في طور تحديد الروابط بين القنصليات الأجنبية والدولة التونسية، ونشأ جوّ من التلاعب السياسي والدس الخفي من القنصليات الأجنبية، وزاد الأمر استفحالا وسوءا في وزارة مصطفى بن إسماعيل، وأريد تشكيل الخارجية التونسية بتوجيه معين فصل المترجم عن رئاسة القسم الرابع، ونقل إلى رئاسة القسم الثاني الذي هو قسم الأحكام المدنية أي رئيسا ثانيا مع محمد الباجي المسعودي، وعند ما توفي هذا الأخير في سنة 1297/ 1883 استقل برئاسة القسم الثاني كان رئيسا للدائرة المدنية إلى سنة 1302/ 1888، ثم نقل إلى مجلس الجنايات عند تشكيل أقسام الوزارة في شكل محكمة، ثم صار رئيسا أعلى للدوائر الجنائية ودائرتي الاستئناف المدني والاستئناف الجناحي لمحكمة الوزارة، وهذه الخطط كانت قبل صدور المجلات وقوانين المرافعات فأبان من الكفاءة في فصل القضايا والأنظار الفقهية

مؤلفاته

الدقيقة وتحقيقه لمناط الأحكام ما خلع صيغة القضاء الإسلامي على هيكل العدلية التونسية. وبعد ارتقاء وزير القلم محمد الجلولي إلى الوزارة الكبرى سمي وزير القلم والاستشارة في 15 محرم 1325/ 1907 ولم يبق طويلا في هذه الوزارة لوفاة الوزير الأكبر محمد الجلولي في ذي القعدة من نفس السنة 1325، فقلد منصب الوزارة الكبرى، وتقلد وسام البيت الحسيني في عهد الملك محمد الناصر باي، وسافر معه إلى باريس في رحلته الرسمية سنة 1330/ 1912، وبالرغم مما حف بوزارته من ظروف داخلية حرجة وأحداث خارجية كبرى، كحوادث الجلاز، ومقاطعة الترامواي، وحرب الطليان بليبيا، واحتلال فرنسا للمغرب الأقصى، واعلان الحرب العالمية الأولى فإنه لم يضعف ولم يلن، وإن قاومه رجال القصر ورجال الادارة وكان الكاتب العام اوريان بلان وراء هذه المقاومة، وهو في هذا الطور العصيب ضعيف البدن، تقدمت به السن. توفي في ذي القعدة سنة 1333/ 1915 بجبل المنار، ونقل جثمانه إلى تونس، واحتفل بجنازته في موكب ملكي عسكري حضر الملك محمد الناصر، ودفن بالتربة الحسينية. مؤلفاته: 1) رسالة في حكم القاضي المالكي بتأبيد حرمة المتزوجة في عدتها بأنه يجري مجرى الفتوى وللحاكم الحنفي خلاف ذلك. 2) شرح لما دار بين الخليفتين سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر، وبين سيدنا أبي عبيدة بن الجراح. المراجع: - الاعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية لزكي مجاهد 1/ 128 - 129. - تراجم الاعلام لمحمد الفاضل بن عاشور (تونس 1970). ص 175 - 184.

- شجرة النور الزكية 422. - الطريقة المرضية في الاجراءات الشرعية ص 254 تعليق (1) (ط 2/). - معجم المؤلفين 13/ 271 (وفيه وفي الاعلام الشرقية «حفيظ» وهو تحريف).

97 - ابن الجلاب ( ... -664 هـ‍) (1265 م)

97 - ابن الجلاّب ( ... - 664 هـ‍) (1265 م) محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن الجلاب الفهري الأشبيلي الأصل، التونسي النشأة والسكنى، الأديب، الراوية. روى عن جماعة منهم أبو المطرّف بن عميرة، وابن الابّار، ولازمه طويلا، وأكثر عنه وغيرهم، وكتب إليه جماعة بالاجازة فمنهم من تونس ابن عصفور، كما كتب إليه من سبتة، ومن الأندلس، والاسكندرية والقاهرة. كانت له عناية تامة برواية الحديث، ومعرفة رجاله، ومعرفة التاريخ، وحظ صالح من الأدب، وقرض الشعر، والنثر، ومشاركة في النحو. قتله الافرنج بعد أن أبلى بلاء كبيرا حتى قتل مقبلا غير مدبر، في مركب غلب العدو عليه في شهر رمضان، وقد ناهز الاكتهال. مؤلفاته: 1) إشعار الانام بأشعار المنام. 2) روح الشعر، اختصره سعيد بن أحمد بن إبراهيم التجيبي المعروف بابن ليّون (ت 750/ 1349) في لمح الشحر من روح الشعر، ومن هذا المختصر نسخة في الزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى. 3) الفوائد المتخيّرة.

المراجع

المراجع: - الذيل والتكملة 6/ 52 - 54، مكتبة الزاوية الحمزية، صفحة من تاريخها لمحمد المنّوني المكناسي (بالمغرب الأقصى بلا تاريخ) ص 47.

98 - ابن جماعة ( ..... -772 هـ‍) (1312 م)

98 - ابن جماعة ( ..... - 772 هـ‍) (1312 م) أبو بكر، أبو يحيى بن أبي القاسم بن جناعة الهوّاري التونسي، الفقيه المحقق. أخذ بتونس عن ابن واصل، وغيره، ورحل إلى المشرق فأخذ عن أيمة اعلام منهم ابن دقيق العيد، وغيره، حج مع الشيخ أبي الحسن المنتصر، وأخذ عنه القاضي محمد بن عبد السلام، وغيره. مؤلفاته: 1) تأليف في البيوع، والسبب في تأليفه أنه طلب منه أن يؤلف في التصوف، فألهم به وشرع في تأليف بيوعه، قيل له في ذلك فقال: هو التصوف لأن مدار التصوف على أكل الحلال، ومن لا يعرف أحكام المعاملات لا يسلم من أكل الحرام بالربا، والبيوع الفاسدة، فألفته للتوصل إلى أكل الحلال. شرحه أحمد القبّاب الفاسي، وأبو زيد التلمساني وأبو سالم العياشي صاحب الرحلة ونظم الأصل وشرحه أحمد بن سعيد الحبّاك المكناسي (كما في التعلل برسوم الاسناد لابن غازي ص 87). 2) تذكرة المبتدئ، نقل منه إبراهيم بن علي بن فرحون صاحب «الديباج المذهب» في كتابه «إرشاد السالك إلى أفعال المناسك». 3) منسك: نقل عنه ابن فرحون في كتابه السالف الذكر. الورقة 13 ب والورقة 103 ب من نسخة المكتبة الوطنية بتونس التي أصلها من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - تاريخ الدولتين 51. - التعلل برسوم الاسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد تحقيق محمد الزاهي (التونسي) الدار البيضاء 1399/ 1979. - درة الحجال 3/ 135. - شجرة النور الزكية ص 205 - 206.

99 - جمال الدين (كان حيا 1323 هـ‍) (1915 م)

99 - جمال الدين (كان حيا 1323 هـ‍) (1915 م) أحمد جمال الدين، فقيه. ولد ببني خيار، وتلقى العلم بجامع الزيتونة، وتولى التدريس به، وكان من المقربين لدى القصر الملكي والسلط الاستعمارية، وله مواقف مشبوهة تنم عن ضعف في العقيدة الوطنية، وانصياع لمآرب السلط الاستعمارية، كموقفه من حل اضراب الركوب في الترمفاي على اثر حادثة مقبرة الزلاج سنة 1911 إذ كان أول المستجيبين لحل الاضراب. وكان قادري الطريقة، متشبعا بالخرافات، عاملا على ترويجها بقلمه كما تراه في كتابه «بلوغ الأرب»، وهو من أقطاب المتزعمين لحركة مقاومة آراء جمال الدين الافعالي، ومحمد عبده، ورشيد رضا، وللأخير معه جولات في مجلة «المنار» من أجل مسألة التوسل، ومن المعروف أن رشيد رضا من أنصار الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسألة التوسل وغيرها، ولذلك قام المترجم بنشر مقالة الشيخ عمر المحجوب في الرد على محمد بن عبد الوهاب، ووصفه الشيخ رشيد رضا بأنه أكثف جهالة من الشيخ المحجوب. وفي سنة 1302/ 1888 أمره علي باشا باي الثالث بحمل الصرة إلى الحرمين الشريفين وأهدى بتلك المناسبة كتابه «التعريف بأصول التكليف» للشريف عون الرفيق شريف مكة، وللشيخ عمر التميمي من سادة البيت الحرام. مؤلفاته: 1) بلوغ الأرب في مآثر الشيخ الذهب وهو من بني خيار وشيخه في الطريقة

المراجع

قال الشيخ رشيد رضا «هذا الكتاب محشو بالخرافات والدجل» مجلة «المنار» ج 10 ص 173، وهو في جزءين، ط بتونس 1322/ 1904. 2) السراج في معرفة صاحب التاج، رسالة وجيزة في بيان حديث المعراج، ألفها لتقرأ بحضرة أمير تونس علي باشا الثالث سنة 1302/ 1888 بمسجده بقصر المرسى، تونس مط بيكار سنة 1318/ 1901 في 26 ص. 3) مختصر مولد البرزنجي، فرغ منه في 17 جمادى الأولى سنة 1302/ 1888 ط، تونس 1302/ 1888.نسب له بعضهم كتاب مناهج التعريف بأصول التكليف وهو لمخدومه علي باشا. المراجع: - برنامج المكتبة العبدلية 2/ 248. - معجم المطبوعات 381، 649. - معجم المؤلفين 1/ 184، (نقلا عن فهرست الخديوية 1/ 415). - معركة الزلاج للجيلاني بن الحاج يحيى ومحمد المرزوقي ص 186 (تعليق)، محمد بن الخوجة. - الصرة كيف نشأت وكيف استقر قرارها المجلة الزيتونية. ذو القعدة 1355 جانفي 1937 ج 5 م 1 ص 247.

100 - الجمالي (كان حيا سنة 1197 هـ‍) (1787 م)

100 - الجمّالي (كان حيا سنة 1197 هـ‍) (1787 م) أحمد بن محمد بن عمر الجمّالي التونسي. لا أعلم عنه شيئا. له تحفة الاخوان وامتحان الزمان في شيء يسير من العلم ورقائق القرآن، اتم تأليفه سنة 1197 في 8 ورقات منه نسخة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد. المرجع - فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد لعبد الله الجبوري مط. الارشاد، بغداد 1973، 1/ 59 - 60.

101 - الجمالي (كان حيا سنة 1087 هـ‍) (1677 م)

101 - الجمّالي (كان حيا سنة 1087 هـ‍) (1677 م) محمد بن علي الجمّالي التونسي المالكي، من علماء الأزهر المستقرين بمصر، له تنبيه الغفلان من منع شرب الدخان، رتبه على مقدمة ونتيجة وخاتمة، فرغ منه يوم الجمعة أول شعبان 1087، هكذا وجدت في آخر رسالته هذه، وهي بخط محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم المراكشي الصفاقسي، وقال عقب ذلك: «وكان الفراغ منها يوم الأحد السادس عشر من شهر رجب عام ثمانية عشرة ومائة وألف» والرسالة ضمن مجموع رسائل في المكتبة الوطنية بتونس، والأصل من مكتبة الشيخ علي النوري. المرجع: - معجم المؤلفين 10/ 314 وفيه «أنه فرغ منها سنة 1129» ولذلك ذكر في طالعة ترجمته انه (كان حيا 1129/ 1717) ومرجعاه في ذلك إيضاح الكنون 1/ 1327، هدية العارفين 2/ 314.

102 - الجمل (1107 م) (1796 م)

102 - الجمل (1107 م) (1796 م) إبراهيم بن أحمد (وقيل ابن محمد) الجمل الصفاقسي، الكفيف، المقرئ المجوّد، المحدّث النحوي الصرفي كان خبيرا فيهما بنكت الاعاجم، متضلعا من العربية، ولد بصفاقس، وأخذ عن الشيخ علي النوري القراءات والعلوم، ثم رحل إلى تونس فأخذ عن علماء جامع الزيتونة كالشيخ المقرئ ساسي ثوينة، وغيره، وبعد تخرجه تصدر للتدريس، فأخذ عنه جماعة منهم، محمد الوزير السراج الأندلسي صاحب «الحلل السندسية» وطلب من تلميذه هذا أن يصوّر له من الشمع حروف الهجاء حتى يتعرف عليها باللمس، ومن الآخذين عنه أحمد عجاج القيرواني، وحمودة العامري، وعلي السويسي ومصطفى الأزميرلي التونسيان. وكان ملازما لرواية الحديث على دور السنة قبل صلاة الصبح بمسجد سوق الفلقة، وكان يصلي التراويح كل ليلة برواية، وأكثر ما يلذ له رواية أبي عمرو بن العلاء توفي بتونس ودفن بمقبرة الزلاج. مؤلفاته: 1) تثمين للبردة التزم في مبتدأ كل تثمين اسم الجلالة. 2) جامعة الشتات في عد الفواصل والآيات نظم في 1300 بيت. 3) خمسة تخاميس للبردة. 4) شرح الخزرجية في العروض. 5) نظم طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري، وصل فيه إلى ثلث القرآن نحو ثلاثة آلاف 3000 بيت.

المصادر والمراجع

6) نظم في كلاّ وكيفية الوقوف عليها. 7) كتاب في الوقف (في قراءة القرآن). المصادر والمراجع: - الاعلام 1/ 65. - ذيل بشائر أهل الإيمان ص 190 - 191 (ط 2/). - شجرة النور الزكية ص 318 - 319. - تقديم كتاب الحلل السندسية لمحمد الحبيب الهيلة ص 75. - معجم المؤلفين 1/ 90. - نزهة الأنظار لمحمود بن سعيد مقديش (طبعة حجرية تونس 1321/ 1903) 2/ 168.

103 - الجمني (1037 - 1134 هـ‍) (1628 - 1722 م)

103 - الجمّني (1037 - 1134 هـ‍) (1628 - 1722 م) إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الجمّني (¬1) ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل المقداد بن الأسود الكندي، الفقيه الزاهد. كان أحد أجداده معين الدين نازلا بالجديدة (¬2) قرية من قرى المدينة المشرفة فانتقل إلى جمّنة من قرى نفزاوة (ما يسمى بقبلي الآن من ولاية قابس). رحل إلى الجزائر، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن أبي القاسم الجلالي، ثم دخل زواوة فأقام بها ست سنين، وقرأ بها على جماعة منهم محمد السعدي، ومحمد المغربي، وأبو القاسم القاضي. رحل إلى مصر باشارة من شيخه علي الوحيشي القيرواني، قيل إنه رحل إليها من بلاد زواوة، فدخلها إثر وفاة الشيخ علي الأجهوري سنة 1066/ 1656 وقيل إنه دخلها سنة 1075، وأقام بالقاهرة تسع سنوات قرأ فيها على اجلاء مشايخ الأزهر فأخذ القراءات عن سلطان المزّاحي، كما قرأ علي إبراهيم الشبراخيتي، وأحمد الشبيبي، وقرأ على عبد الباقي الزرقاني، وأجازه في النحو، والبيان، وأصول الفقه، والتوحيد والمنطق، ومن شيوخه بالأزهر ياسين الحمصي، وعلي اللقاني، ولازم الشيخ محمد الخرشي طويلا، وأجازه في الحديث، وله شيوخ غيرهم، وأدى فريضة الحج وهو ما زال طالبا بالأزهر. ¬

(¬1) نسبة إلى جمّنة بكسر الجيم وفتح الميم المشددة بعدها نون فهاء تأنيث (نزهة الأنظار). (¬2) كون الجديدة قرية من قرى المدينة هو ما ذكره مقديش في نزهة الأنظار، ووجدت في دائرة المعارف الإسلامية (الط الجديدة بالفرنسية) 3/ 558: الجديدة: مدينة ساحلية بين جدة وباب المندب في تهامة اليمن وهي أهم ميناء في اليمن من -

ولما أشبع نهمه من طلب العلم، وتحصل على الاجازات من مشايخه كرّ راجعا إلى وطنه وركب البحر من الاسكندرية، فغرقت السفينة ونجا إلى البر من كان بالسفينة سوى المترجم فقد رسب في قعر البحر فانتشله غوّاص ماهر فأخرجه مغمى عليه فلما أفاق سأل عن مصير كتبه، وكانت كثيرة، فسلّي بسلامة نفسه، فعاد إلى القاهرة، وجمع كتبا غيرها، ثم عاد سالما إلى بلدته جمّنة، واستقر أولا بزاوية الحمارنة قرب قابس لبث العلم وإفادة الناس، ثم انتقل إلى جزيرة جربة فعلم الناس بجامع الغرباء، وبعد مدة منعه إمام الجامع من الاقراء بغيا وحسدا فانتقل الى الاقراء في موضع آخر لا تصل إليه يد إمام الجامع المذكور، وكان يسكن هو وطلبته في هذه الفترة في أخواص من جريد، وقدم جربة وكيل مراد بن حمودة باشا المرادي، وكان يعرف المترجم له فسأل عنه فوجده على تلك الحالة، فلما رجع لتونس أمره مراد باشا بالحج نيابة عنه، فقال له يا سيدي إذا أردت أجرا خيرا من الحج فابن مدرسة للشيخ الجمني، وحكى له أمره فأذنه بالتوجه لبناء المدرسة المرادية بجربة ونصب له محراب مسجدها الشيخ بوراوي حفيد الولي الصالح الشيخ عبد السلام الأسمر المقبور هناك، وكمل بناء المدرسة سنة 1115/ 1714، وبنيت فيها دار لسكناه، وجعل له النظر في حبس المدرسة، وبث العلم بتلك المدرسة، وقصده الناس من كل فج، فبذل جهده في نشر مذهب مالك، فكان يختم مختصر خليل في كل عام مرتين في ظرف تسعة أشهر، ويقرئ الحديث النبوي في بقية السنة ومن المنتفعين به ابن أخيه إبراهيم بن محمد الجمني، وعلي الشاهد، وعلي الفرجاني، ومحمد الغرياني. واعتنى بهذه المدرسة الأمير علي بن حسين باي، فمد طلبتها والمقيمين بها بالطعام والقوت، وأسقط عنهم أنواعا من الضرائب، وحبس على المدرسة بعض الضياع لفائدة الطلبة، كما بنى للمدرسة وكالتين، وكان ¬

- الناحية الاستراتيجية والتجارية وهي مركز لواء يحمل نفس الاسم، والمدينة واقعة على الشاطئ الرملي المنخفض ب‍ 10 كلم جنوبي غربي قاعدة شبه الجزيرة التي تمتد نحو الشمال إلى رأس الكاتب، والخلاصة التي نخرج بها أن الجديدة في اليمن.

المصادر والمراجع

ملازما للصيام والقيام من قبل صلاة الفجر لإفاقة الساكنين بالمدرسة للقراءة والمطالعة والصلاة، وكان قوته يأتيه من تمر بلده مما ورثه عن آبائه محترزا عن الأكل من حبس المدرسة. توفي ليلة الجمعة 15 ربيع الأول، ودفن بالمدرسة. له شرح على مختصر خليل لم يكمل. المصادر والمراجع: - ذيل بشائر أهل الإيمان 130 - 132. - شجرة النور الزكية 244. مؤنس الأحبة في تاريخ جربة لمحمد بوراس 95 - 96. - نزهة الأنظار 2/ 204 - 208.

104 - الجمني (حوالي 1300 هـ‍) (1886 م)

104 - الجمّني (حوالي 1300 هـ‍) (1886 م) محمد الهاشمي بن محمد بن عبد اللطيف الجمّني المطماطي (¬1) يروي عن الشيخ إبراهيم الرياحي، وأحمد بن الطاهر اللطيف القلعي (من القلعة الصغرى بالساحل)، ومحمد بن ملوكة، ووالده، والطيب بن المقداد الجمّني، وقد أخذ والده من بعده عن الرحلة محمد بن عبد اللطيف الجمني الراوي عن محمد الغرياني وابن عبد السلام الناصري، والأمير الكبير، وعبد الحليم الفيّومي، وأحمد بن يونس المصري، والأخير يروي عن حسن العجمي غالبا. روى عنه صالح الجمني قاضي نفزاوة، وعن هذا الأخير روى محمد المكي بن عزوز، له ثبت. المرجع: - فهرس الفهارس 2/ 421. ¬

(¬1) نسبة إلى مطماطة بالجنوب التونسي، وهو اسم قبيلة بربرية نزلت بالمكان.

105 - الجموسي ( ... بعد 1140 هـ‍) (1728 م)

105 - الجمّوسي ( ... بعد 1140 هـ‍) (1728 م) عبد الله الجمّوسي الصفاقسي، الفقيه الناظم، كان يبيع الفحم، ولما تقدمت به السن تعلم القرآن، وتفقه على الشيخ عبد العزيز الفراتي، ولازمه ملازمة تامة في قراءة مختصر خليل، حتى ختمه عليه سبع عشرة مرة، وقرأ على غيره من فقهاء صفاقس. وبعد ذلك اشتغل بتعليم القرآن، والحديث النبوي، وكان يأتيه أهل البادية للتعلم والتوبة بين يديه. ولم يتول المناصب، واقتصر على التعليم، واستصدر له أهل بلده أمرا من الباي في حضور مجلس شورى الأحكام يوم الخميس لفصل ما يصعب من نوادر القضايا، فأظهر معارضة للفقهاء والقضاة بحسب اجتهاده، فاستصدروا أمرا آخر في منعه من الحضور، فكان بعد هذا يقول، نعم البلد، ونعم السور، ونعم الناس لولا ما فيهم من المداهنة. مؤلفاته: 1) الفية في النحو قال في أوائلها: فائقة الفية السيوطي … لكونها وافرة الشروط إلا أن وزنها مختل، ولذلك تركت تآليفه. 2) نظم مختصر خليل. المرجع: - نزهة الأنظار 2/ 175.

106 - الجموعي (1276 هـ‍) (1860 م)

106 - الجموعي (1276 هـ‍) (1860 م) الزين بن محمد الشاذلي الجموعي التوزري، الفقيه الأديب الشاعر، ذو حافظة عجيبة لاقطة، يحفظ خمسين بيتا من سماع واحد، وقيل خمسة وعشرين. درّس العلوم التقليدية ببلدة توزر، منها شرح الدردير على مختصر خليل في الفقه المالكي، فكان يصوّب كثيرا من المسائل التي ينكرها عليه بعض الحاضرين، فلما طبعت حاشية الدسوقي على الكتاب المذكور، وجدت تصويباته مقررة بعينها مع أنه لم يكن يعرف هذه الحاشية. مؤلفاته: 1) مقامات. 2) المقصد السامي والمورد العذب لكل ظامي تكميل شرح الإمام الشامي. المرجع: - الجديد في أدب الجريد لأحمد البختري التوزري ص 82 - 86.

107 - ابن جميع ( .... -كان حيا بعد 750 هـ‍) (1350 م)

107 - ابن جميع ( .... - كان حيا بعد 750 هـ‍) (1350 م) عمر بن جميع الجربي الاباضي، مجهول المولد والوفاة، وأسرة ابن جميع معروفة في جربة، توجد في مديون، ووالغ، والمترجم له من والغ. ويؤخذ من ضيع البدر الشمّاخي، والباروني، في ترجمتهما له أنه من رجال الطبقة الخامسة عشرة، أي أنه من رجال النصف الأول من القرن الثامن الهجري، وبذلك يكون معاصرا للعلامة الجيطالي المتوفى سنة 750 هـ‍. وترجم له الشيخ إبراهيم اطفيّش في مقدمة تحقيقه لمقدمة التوحيد واعتبره من علماء النصف الثاني من القرن السابع وأنه أدرك بداية القرن الثامن. ولا نعلم عن طور تلمذته شيئا سوى أنه قرأ على الشيخ أحمد الدرجيني صاحب كتاب «طبقات المشايخ» (ت حوالي 670/ 1272) وإذا صح هذا فإنه يكون من المستبعد بقاؤه إلى منتصف القرن الثامن، فإذا فرضنا أنه قرأ على الدرجيني وعمره نحو خمسة عشر عاما فيكون مولده تقريبا سنة 655 ومن البعيد أن يبقى حيا إلى النصف الأول من القرن الثامن (750) ويكون ما مال إليه العلامة إبراهيم اطفيّش قريبا من الصواب أنه أدرك بداية القرن الثامن، توفي بجربة ودفن بمقبرة جامع تفرّجين (بفتح التاء والفاء وضم الراء المشددة، لفظة بربرية) وهذا الجامع ما زال موجودا بجهة والغ الشمالية قرب الحارة الكبيرة. مؤلفاته: 1) ينسب إليه كتاب «مقدمة التوحيد» وقد نقله من البربرية إلى العربية،

المصادر والمراجع

والمؤلف الأصلي غير معروف، وابن جميع يعترف بذلك إذ يقول: «فإني وجدت هذه النكتة منسوخة بالبربرية، في توحيد خالق البرية فسألني من لا أرد قوله ولا أجهل فضله، أن أنقلها من لسان البربرية إلى لسان العربية ليبين فضلها ويسهل على القارئ حفظها، فأجبته إلى ما سال وساعفته فيما رغب». وراعى في هذه العقيدة حالة المبتدئين فابتعد عن أساليب الفلسفة الكلامية، أو تكليفهم معرفة المسائل الخلافية بين الاباضية كالبراءة والولاية، ومعرفة المعصومين، وفيها مباحث لها صلة بالتاريخ، كالأنبياء المرسلين إلى كافة البشر، وأولي العزم من الرسل، والأنبياء من العرب، ومن مباحثها الأحوال التي يكون عليها الاباضيون بالنسبة لطور الاستقلال والغلبة المعبر عنه بالظهور، وإلى طور التغلب عليهم المعبر عنه بالكتمان، وبيان بعض المبادئ التي يجب أن يتمسك بها كل مسلم إذ قال في الخاتمة: «خمسة من لم يعرفها فهو كافر حقا معرفة المعبود، والرضا بالموجود، وإقامة الحدود، والصبر على المفقود، والوفاء بالعهود». وعلى هذه المقدمة اعتماد أهل جزيرة جربة، ووادي ميزاب بالجزائر في الطلب. طبعت «مقدمة التوحيد» بعناية العلامة المرحوم الشيخ إبراهيم اطفيّش الميزابي الجزائري في سنة 1353/ 1934 ومعها شرح بدر الدين أحمد بن سعيد الشمّاخي صاحب «السير».وشرح أبي سليمان داود بن إبراهيم التلاتي الجربي وللمحشي أبي ستة الجربي حاشية على شرح الشمّاخي ما تزال مخطوطة. المصادر والمراجع: - الاباضية في موكب التاريخ الحلقة الثالثة الاباضية في تونس، ص 147 - 149. - السير للشمّاخي 661.

- ترجمة ابن جميع في «مقدمة التوحيد» لابراهيم اطفيّش. - نظام العزّابة عند الاباضية الوهبية في جربة لفرحات الجعبيري (الجربي الاباضي) ص 253 - 254.تعليق (3). - الصادق بن مرزوق جريدة الصباح 5 - 1 - 1967 العدد 4493.

108 - الجنرال حسين ( .... -1304 هـ‍) (1887 م)

108 - الجنرال حسين ( .... - 1304 هـ‍) (1887 م) الجنرال حسين أصله من المماليك الجراكسة، العالم العسكري، السياسي، دخل تونس في دولة الأمير مصطفى باشا، فربي في كنف الأمراء الحسينيين بقصر باردو، واعتنوا بتعليمه، وظهرت عليه بوادر النجابة، فلما ولي المشير الأول أحمد باشا، وأسس بباردو المدرسة العسكرية المعروفة بمدرسة المهندسين، كان من الشبان المختارين للتعلّم فيها، فتعلم فيها العلوم العسكرية، والعربية وبعض اللغات الأوربية، وترقى في سلك الجندية والادارة الى أن وصل الى رتبة أميرالاي في دولة المشير الثاني محمد باي. وهو أول من تولى رئاسة المجلس البلدي بتونس، وأبدى كفاءة وتفانيا في خدمة المصلحة العامة. وكان من ذوي النزعة الاصلاحية، والغيرة على المصلحة الوطنية، ومن أنصار تمتين الروابط مع الدولة العثمانية، وكان من هيئة تدوين آراء اللجنة المؤلفة لتفصيل قوانين عهد الامان في ربيع الأول سنة 1274/ 1856. ولما انتظمت المجالس الدستورية في صفر 1277 كان من بين أعضاء المجلس الأكبر، وفي تلك السنة رافق المشير الثالث محمد الصادق باشا باي في رحلته إلى الجزائر للقاء الأمبراطور نابليون الثالث، وبعد الرجوع من هذه الرحلة شرع في انجاز النظم التي اقتضاها عهد الأمان، ووقع تعيينه عضوا في المجلس الأعلى المسمى بمجلس شورى الملك، وكانت له في ذلك المجلس مواقف مشهورة في المصارحة بالحق والدفاع عن المصلحة العامة. وفي سنة 1278/ 1862 سمي امير أمراء، ولما تولى خير الدين الوزارة كان إلى جانبه في ذلك الطور الهام من حياة البلاد، ولقب بوزير استشارة سنة 1290/ 1874، وشارك في الأعمال المهمة التي وقعت في وزارة خير

الدين منها التعليم بجامع الزيتونة، والمدرسة الصادقية، وسمي مستشارا للمعارف، وانقطع عن مباشرة رئاسة المجلس البلدي بتوليه وزارة الاستشارة، وبقي له الاشراف على المصالح البلدية بعنوان مستشار النافعة، فكان لقبه الرسمي وزير الاستشارة، ومستشار العلوم والنافعة. ولما توفي نسيّم بيشي شمامة اليهودي قابض مالية الدولة التونسية بليفرنو من مدن ايطاليا سنة 1285/ 1869 وتبيّن سوء تصرفه واحتجازه أموال الدولة لفائدته رفعت الحكومة التونسية قضية ضده إلى المحاكم الايطالية للمطالبة بحقوقها في تركته فوض أمر القضية إليه في ربيع الثاني 1290 قبل ولاية خير الدين الوزارة ولم يزل مهتما بها إلى أن انقطع للاشتغال بها في ايطاليا مدة سنوات لما حف بهذه القضية من تشعب، وقد أقام بايطاليا من سنة 1292/ 1876 إلى وفاته مع التردد على تونس لم يطل فيها مقامه، وفي مدة إقامته بايطاليا قام بعدة رحلات إلى تركيا وانكلترا وبالخصوص إلى فرنسا التي دخلها بمناسبة المعرض العالمي والتي التقى فيها بكثير من أصدقائه التونسيين كمحمد بيرم الخامس، ومحمد السنوسي، وعبد الجليل الزاوش، ولمتابعة اتصالاته بمؤلفات اساتذة ثقافة العصر وهناك عرف مؤلفات عن العصور القديمة والحديثة كمؤلفات جيبون، وميشيليي وجيزو الخ ورافقه في مدة إقامته بايطاليا العلامة الشيخ سالم بو حاجب، واستعان برأيه في معضلات القضية التي شدته إلى الإقامة بايطاليا. ولما استقال خير الدين من الوزارة، وصفا الجو للوزير مصطفى بن اسماعيل الذي كان عدوا لدودا له لأن المترجم كان يحتقر مصطفى بن إسماعيل، ولا يعيره قيمة فأكنّ له هذا الوزير حقدا، وقادته شهوة الانتقام والتشفي منه إلى فصله من الوزارة وسلبه لرتبه العسكرية ونياشيه، ووجد مصطفى بن إسماعيل مؤيدا له من طائفة من ذوي الامتيازات المالية الذين كانت مواقف الجنرال حسين خطرا على مصالحهم، ولما تولى الوزارة محمد خزنه دار بعد عزل مصطفى بن إسماعيل، انصفه بعض الانصاف، لكن

الرجل تحطم نفسيا وبدنيا، ودبت إليه الأمراض. وكان تزوج ببنت الوزير الأكبر مصطفى خزنه دار بضغط من أبيها، ولم تنجب منه فطلقها، وكان يبغضها، ويبغض أباها، وفي ايطاليا تعرف على فتاة ايطالية جميلة من أسرة نبيلة تسمى انجلينا كوتشي فتزوجها وانجب منها بنتا سماها فريدة، وأوصى عمر ابن الشيخ سالم بو حاجب أن يربيها تربية إسلامية، وكان صديقا ابن صديق ملازما له مدة إقامته بايطاليا، وفريدة هذه تزوجها الزعيم المرحوم الأستاذ علي باش حانبة، وانجبت منه بنتا هي اليوم زوجة الدكتور محمد حجّوج، ولم تنجب أطفالا. وفي آخر أيامه بايطاليا كتب إلى وكيل أملاكه إبراهيم بن زينب يعلمه بمرضه وسوء حاله ويطلب منه أن يعلم أصدقاءه لكي يتدخلوا لدى السلطة حتى تسمح له بالعودة إلى وطنه، لكن الإقامة لم تلتفت إلى طلبه. وساءت أحواله صحيا وماديا في المدة الأخيرة من إقامته بايطاليا فاقترض من مراب بايطاليا اسمه روزا بما يساوي خمسة وأربعين ألف فرنك (وهو مقدار هام في ذلك العصر) وأمضى له اعترافا كتابيا، واحتجز هذا المقدار من تركته بعد وفاته، وفي هذا الظرف الذي احتاج فيه للاقتراض له أملاك وفيرة بتونس لكنه لا يتصرف فيها لأنه أصبح محجورا موصى عليه من قبل السلطة، وقد أصيب بمرض السكر، وبأمراض جلدية سببت له قروحا في رجليه، وأودت بحياته ذبحة صدرية فمات بمدينة فلورانس في جويليه 1887، ولما بلغ خبر وفاته صديقه خير الدين تدخل لجلبه إلى استانبول ودفنه بها، فحملته بارجة حربية تركية، ودفن حيث ذكر وصحبه صديقه عمر بو حاجب إلى مثواه الأخير. وعند اقتسام تركته أخذت زوجته وابنته نصيبهما الذي وقع أكثره في يد عمر بو حاجب لأنه زوج انجلينا أرملة حسين، وهو وصي على البنت فريدة، وادعى محمد الصادق باي أنه عاصب لما تبقى بعد اخراج الثمن للزوجة، والنصف للبنت، وهكذا فإن هذا الباي جازاه سوء الجزاء بواسطة وزيره مصطفى بن اسماعيل، وتذكر أنه عاصب عند ما فارق الحياة.

مؤلفاته

قال عنه الأستاذ عمر بن سالم: «فقد كان الجنرال حسين ذواقة للطرائف الأدبية مغرما بالمطالعة، واقتناء الكتب النادرة، وكان قابادو - على ما يبدو - يدله على هذه الطرائف، وينعت له هذه النفائس، ولا يبخل عليه بما عنده منها» (عمر بن سالم قابادو ص 52). مؤلفاته: 1) حسم الإلداد في نازلة محمود بن عياد، ط تونس سنة 1292/ 1875 في 80 ص، وترجم إلى الفرنسية، وطبعت الترجمة في ليفرنو سنة 1875، وطبع بالاسكندرية في نفس السنة بمط الكوكب الشرقي رد به على محمود بن عياد الذي يبدو أنه هاجم الجنرال حسين بكتابته في صحف ايطالية، عند ما تصدى حسين للدفاع عن وجهة نظر الحكومة التونسية في قضية نسيّم بيشي شمّامة، وانبرى محمود بن عياد للدفاع عن شمامة، ومهاجمة الحكومة التونسية في شخص الجنرال حسين فكان هذا يرد عليه بالحجة والمنطق، ويبدو أن هذه المقالات كانت تنشر بالايطالية في الصحف السيارة، وكان يساعده على ترجمته للايطالية المحامي سنتيلانا، وفي نفس الوقت تحرر بالعربية حتى إذا انتهى الموضوع أرسلت إلى الاسكندرية، فنشرت في وقت قريب. وأسلوبه في هذا الكتاب أسلوب رجال الأدب الكبار، ومن خلاله تعرف قيمة الرجل فهو عارف بالحساب، والقانون، واللغة، والسياسة الدولية، واللغات الأجنبية لا سيما الفرنسية، والايطالية، والكتاب حافل بسيرة ابن عياد المشينة. ومن الملاحظ أن الجنرال حسين إلى جانب كونه عسكريا سياسيا هو عالم أديب، كتب في التاريخ، والأدب، والسياسة في الصحافة. وهو قوي الحجة، سديد المنطق، سليم التفكير، كما يتجلى من خطابه في المجلس الكبير الذي رد به على الشيخ أحمد بن أبي الضياف الذي كان مائلا إلى اليهود وداعيا إلى إدخالهم في المجلس محاولا الاستناد إلى

المراجع

نصوص القانون، وظواهر الشريعة يفهمها حسب هواه، ولا يستوفي سياق نصوصها لأنها تخالف مقصده، وهو كمن يقف عند قوله تعالى {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} ولا يتم قراءة بقية الآية، وهذا الخطاب من روائع النثر السياسي في القرن الميلادي الماضي. 2) القسطاس المستقيم في اختلال الحكم بنفي جنسية القائد نسيم، ط تونس في جمادى الأولى 1295/ 14 ماي 1878 في 24 ص. 3) رسالة أخرى في قضية القائد نسيم. المراجع: - تراجم الاعلام لمحمد الفاضل بن عاشور (تونس 1970) ص 23 - 31. - معجم المطبوعات 768، 1297. - أحمد بكير، النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين السنة 4 العدد 4، 1976 - 1977 ص 207 - 238. - صفوة الاعتبار 2/ 22. - البشير التليلي: العلاقات الثقافية والايديولوجية بين الشرق والغرب بتونس في القرن التاسع عشر (1830 - 1880). (تونس 1974). ص 507 - 510 (بالفرنسية) مجلة ايبلا: منشورات المطبعة الرسمية التونسية (بالفرنسية) عدد 98، 1962 ص 165. - اصول الحماية الفرنسية لجان قانياج (بالفرنسية) ص 83 هامش (30).

109 - الجودي (1278 - 1362 هـ‍) (1861 - 1943 م)

109 - الجودي (1278 - 1362 هـ‍) (1861 - 1943 م) محمد بن محمد صالح بن قاسم ابن الحاج علي الجودي التميمي القيرواني، المسند المحدث، الفقيه، المؤرخ، المشارك في كثير من العلوم العقلية والنقلية، من كبار الاعلام الذين ازدان بهم القطر التونسي. نشأ بالقيروان، وقرأ بها على الشيخ القاضي محمد العلاّني، وغيره، ثم رحل إلى تونس، وقرأ بجامع الزيتونة على المشايخ سالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، ومحمد جعيط، ومحمد النجار، ومحمد الطيب النيفر، ومحمد المختار شويخة وكان له تضلع من التاريخ والتراجم، واعتناء بالغ بالرواية والاسناد والبحث عن الكتب النادرة، وقد جمع مكتبة نفيسة، أوقفها على الجامع الكبير جامع عقبة بن نافع بالقيروان، وقد استفاد من سعة اطلاعه المراقب المدني المستشرق شارل منشيكور في بحثه عن الطريقة الشابية بالقيروان. حج ثلاث مرات سنة 33، 34، 35/ 1913، 15، 16، واجتمع باعلام أخذ عنهم وأجازوه وهم: أحمد البرزنجي المدني، ومحمد معصوم الهندي، وعبد الباقي الهندي، وياسين الخياري، وبدر الدين المغربي، وجمال الدين القاسمي، وأبو الخير بن عابدين، وهؤلاء الثلاثة لقيهم بدمشق، وأجازه السيد أحمد بن أحمد بن عبد القادر الجزائري مفتي المالكية بالمدينة المنورة بروايته لحصر الشارد عن مفتي الحنفية بالمدينة المنورة محمد أمين بن عمر بالي زاده عن مؤلفه محمد عابد السندي، قال الشيخ عبد الحي الكتاني «الثاني والعشرون - مفتي الحنفية بالمدينة المنورة المعمّر محمد أمين بن عمر بالي زاده الحنفي المدني، رأيت في اجازة تلميذه مفتي المالكية بالمدينة المنورة السيد أحمد بن أحمد بن عبد القادر الجزائري المدني المالكي لصديقنا مفتي

مؤلفاته

القيروان، الفقيه المؤرخ المسند، الرواية، الجمّاعة للكتب الشمس محمد بن صالح الجودي المالكي، وهي بتاريخ 1332 رواية لحصر الشارد عن مؤلفه ولم أرد ذلك لغيره» (¬1) ولي التدريس بالجامع الكبير بالقيروان في 8 صفر 1312/ 1895، والتدريس بالمدرسة القرآنية، وتخرج عليه كثيرون، واسندت إليه خطة الفتوى بالقيروان في رجب سنة 1329/ 1911، ثم أسندت خطة رئاسة الفتوى بها. مؤلفاته: 1) تاريخ قضاة القيروان، من الفتح الإسلامي إلى عهده اختتمه بترجمة الشيخ القاضي محمد العلاّني المتوفى ليلة السبت غرة ربيع الأنور 1352/ 1933، منه نسخة مصورة بالمكتبة الوطنية بتونس. 2) مورد الظمآن بأخبار المتأخرين من علماء وصلحاء القيروان، جعله ذيلا لتكميل الصلحاء والأعيان لمحمد بن صالح عيسى الكتاني القيرواني الذي جعل كتابه ذيلا لمعالم الايمان، والكتاب في جزءين الجزء الأول منه بمكتبة الأستاذ إبراهيم شبّوح وربما كان بخط المؤلف، والجزء الثاني في حكم المفقود. 3) فتاوى كثيرة. المراجع: - معجم المؤلفين 11/ 225 - 226 (عن معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب لعبد الحفيظ الفاسي 1/ 96 - 97). - مقدمة تكميل الصلحاء والأعيان لمحقق الكتاب الأستاذ محمد العنابي الورقة الأخيرة، الصفحات غير مرقمة، مقدمة الشيخ محمد شمّام للطبعة الثالثة من «المؤنس» لابن أبي دينار ص 6، المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) للأستاذ أحمد عبد السلام ص 334 تعليق (3). ¬

(¬1) فهرس الفهارس 1/ 274 عند الكلام عن رواة حصر الشارد عن مؤلفه وإجازته لهم.

110 - الجيطالي ( .... -750 هـ‍) (1350 م)

110 - الجيطالي (¬1) ( .... - 750 هـ‍) (¬2) (1350 م) إسماعيل بن موسى، أبو الطاهر الجيطالي نسبا، الغرياني مسكنا، نزيل جربة، من أيمة الاباضية، وفلاسفة الإسلام ذي الثقافة الغزيرة المتنوعة، الأديب الشاعر. عاش مدة في مدينة طرابلس الغرب إلى أن سجنه قاضي وأمير طرابلس، ولبث في السجن مدة إلى أن مدح بقصيدة أحمد بن مكي اللواتي أمير قابس الذي تشفع فيه فأطلق سراحه صاحب طرابلس، كما أن أولاد أبي زكريا بن أبي مسور تسببوا في إطلاق سراحه وتحملوا عنه مالا، وبعد خروجه من السجن نزل جربة، فأكرم وفادته علماء الاباضية، ودرّس بجامعها الكبير الفقه والأدب، والتف حوله الطلبة والاعلام للأخذ عنه. توفي بجربة ودفن بمقبرة جامعها الكبير. مؤلفاته: 1) كتاب الحج والمناسك. 2) كتاب الجراحات، كتاب صغير في أحكام الجراحات ومقياسها ودياتها، طبع مع كتاب الحساب الآتي. 3) كتاب الحساب، اهتم فيه بالعمليات الحسابية وخصوصا الكسور، واعتنى فيه بالتمارين التطبيقية وبما يسمى اليوم بالحساب الذهني السريع ط بالقاهرة مع كتابه الجراحات. ¬

(¬1) نسبة إلى قصر أجياطل قرب جبل نفوسة. (¬2) في وفاته خلاف قيل سنة 737، وقيل سنة 750 في عام الطاعون الجارف، وهو العام الذي توفي فيه الشيخ يعيش بن موسى الزواغي الخيري الجربي، والأحداث التي عاصرها الجيطالي تثبت وفاته في التاريخ الثاني.

4) ديوان شعر، قيل إن نسخة منه توجد في مكتبة أسرة الباروني بجربة المجاورة لضريحه. 5) شرح الأصول الدينية. 6) شرح القصيدة النونية لأبي نصر الملوشائي في العقائد والأصول ومطلعها: سلام على الاخوان في كل موطن … بنجد وخيف والسهولة والحزن عرض فيه آراء غالب المذاهب الإسلامية في العقائد والأصول وناقشها، توجد منه نسخ خطية كثيرة في جربة، وجبل نفوسة ووادي ميزاب. 7) كتاب في الفرائض، وفيه كثير من التمارين التطبيقية ط بالمط البارونية بالقاهرة ومن الملاحظ أن كتبه المطبوعة لم يذكرها سركيس في «معجم المطبوعات». 8) قواعد الإسلام، وهي المرجع الشرعي لدى اباضية جبل نفوسة ويسمونه «العقيدة» أيضا، ط القاهرة، بلا تاريخ تكلم فيه عن أركان الإسلام الخمسة، وقارن بين آراء المذاهب الإسلامية، ثم يعقب عرض المسألة بقول علماء المذهب الاباضي معتمدا على التدليل والترجيح، وذلك في أغلب فصول الكتاب. 9) قناطر الخيرات، تكلم فيه عن الطرق التي يمكن أن يحقق الإنسان سعادة الدارين ط، بالمطبعة البارونية بالقاهرة سنة 1307/ 1889، في ثلاثة أجزاء من القطع المتوسط الجزء الأول في 492 ص، والثاني في 460 ص، والثالث في 566 ص وصدر الجزء الأول منه في مطبعة وهبة بالقاهرة سنة 1965 بتحقيق وتقديم عمرو خليفة النامي الأستاذ المساعد بالجامعة الليبية في 406 عدا مقدمة المحقق في 23 ص. 10) كتاب ما جمع من أجوبة الايمة في 3 ثلاثة أجزاء توجد منه نسخ خطية في جربة.

المصادر والمراجع

11) مجموعة من رسائله وهي الرسائل التي وجهها إلى بعض علماء عصره في صورة فتاوى، توجد منها نسخ خطية في جربة. المصادر والمراجع: - السير للشمّاخي 556. - مؤنس الأحبة في أخبار جربة، ص 91 - 92. - الصادق بن مرزوق جريدة «الصباح» 3 - 11 - 1966 عدد 4437 «إسماعيل الجيطالي وأهم كتبه».

حرف الحاء

حرف الحاء

111 - بو حاجب (1244 - 1342 هـ‍) (1828 - 1924 م)

111 - بو حاجب (1244 - 1342 هـ‍) (1828 - 1924 م) سالم بن عمر بو حاجب البنبلي (¬1)، من ذرية الشيخ شبشوب دفين الساحل، وجده الذي ينتمي إليه نسبه هو الشيخ مهذب دفين الصخيرة، ولقب بو حاجب أتاه من أحد أجداده الذي ضرب على حاجبه في إحدى المعارك. كان من أعلام عصره فهو فقيه محقق، لغوي أديب شاعر، له اليد الطولى في المعقولات ملمّ بطرف من التاريخ والجغرافيا والرياضيات، واسع الأفق، غزير الذكاء، ناقد مصيب، ومصلح إسلامي. ولد ببنبلة ونشأ فيها نشأة قروية، فتعاطى أعمال الفلاحة من خدمة للأرض ورعي للغنم، وفيها حفظ القرآن، ثم التحق بجامع الزيتونة، وأخذ عن أعلامه كالمشايخ إبراهيم الرياحي، وأحمد بن الطاهر اللطيف، وأحمد عاشور قاضي باردو، والشاذلي بن صالح، وعلي العفيف، وشيخ الإسلام محمد بيرم الرابع، ومحمد الخضار، وشيخ الإسلام محمد بن الخوجة، ومحمد بن سلامة، ومحمد بن عاشور المشهور بحمدة لازمه في جامع الزيتونة وفي زاوية جده خارج باب المنارة، ومحمد معاوية، ومحمد ملوكة، ومحمد النيفر الأكبر، ومصطفى بيرم عم محمد بيرم الرابع، وكان دخوله جامع الزيتونة في أواخر سنة 1258/ 1852. عانى في مبتدأ أمره مضض الفقر، لكنه لم يعقه عن بلوغ غرضه من الارتواء من مناهل المعرفة بصادق عزمه وقوة ارادته وذكائه العجيب ¬

(¬1) نسبة إلى بنبلة من قرى المنستير وفي «الاعلام» و «معجم المؤلفين» النبيلي وكذلك في شجرة النور الزكية إلا أنه نص على الصواب في الجدول الخاص بالخطأ والصواب.

وحافظته القوية اللاقطة، وتروى عنه في هذا الصدد غرائب، منها أنه كان يذهب كل يوم من تونس إلى باردو ليطلع على قاموس الفيروزابادي ببيت الباشا بقصر باردو، وفي رواية بقصر الوزير مصطفى آغا حتى كاد يستظهره، وهذا الرصيد اللغوي صاحبه إلى آخر حياته، وأضاف إلى هذا عنايته برواية الشعر، واشتهر وهو ما يزال طالبا بجسارته على مناقشة الشيوخ ومراجعتهم بما يدل على سداد تفكير وقوة حجة وبراعة نقد وتمكن من الموضوع، فذاع صيته في الوسط العلمي بالنبوغ والمكانة العلمية السامية كل هذا كان داعيا لعناية الشيخ محمد بيرم الرابع به فاستدعاه إلى منزله، وصار له جليسا صفيا يتذاكر معه في الأدب، ويساجله الشعر، وفتح له أبواب مكتبته الثرية النفيسة. وبعد تخرجه درّس متطوعا، ثم اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية سنة 1275/ 1859 ثم الطبقة الأولى سنة 1281/ 1864 فكانت مدة تدريسه أكثر من ستين سنة فأخذت عنه أجيال متعاقبة من مشاهيرهم أحمد بيرم شيخ الإسلام الحنفي، والقاضي الحنفي إسماعيل الصفائحي دفين استانبول، وحسين بن أحمد القمار، والشاذلي بن القاضي، ومحمد بيرم الخامس، ومحمد جعيط، ومحمد بن الخوجة، وعبد العزيز الثعالبي، ومحمد السنوسي صاحب التآليف العديدة، والإمام المعمر فخر علماء تونس محمد الطاهر بن عاشور، ومحمد العزيز جعيط، ومحمد القصار، ومحمد مخلوف مؤلف «شجرة النور الزكية» ومحمد النجار، ومحمد بن يوسف شيخ الإسلام الحنفي، وغيرهم كثيرون مما يطول تعداده ويضيق عنه الحصر. وتدخل شيخه محمود قابادو لتوليته مشيخة المدرسة المرجانية، وانتخبه شيخه شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع لكتابة المجلس البلدي عند تأسيسه سنة 1275/ 1859 وفيه تعرف برئيس المجلس الجنرال حسين الذي اقترحه على خير الدين ليكون محررا لتقارير اللجنة الادارية المشتركة الخاصة بمراقبة المالية التونسية سنة 1276/ 1860 وتمت علاقات الصداقة والمودة بينه وبين هذين الرجلين، وأصبحا يكنان له تقديرا واعجابا وهو يبادلهما مثل ذلك في اخلاص ووفاء، لا عن تزلف وتملق المرءوس برئيسه، ومثل هذه الصلات

بالمرموقين من رجال الدولة فتحت له باب الاشتراك في العمل السياسي والاداري فانتخب عضوا في المجلس الأكبر سنة 1277/ 1861 وسافر سنة 1288/ 1872 إلى استانبول ضمن البعثة السياسية برئاسة خير الدين لتمتين العلائق وتنظيمها بين تونس والدولة العثمانية، وكان هو المتولي للمفاوضات في تنظيم العلاقات من الناحية الدينية مع شيخ الإسلام. وسافر إلى إيطاليا التي أقام بها ست سنوات مع صديقه الوزير الجنرال حسين للخصام مع ورثة قابض مالية الدولة التونسية اليهودي اللص نسيّم شمّامة، وهناك أجاد اللغة الايطالية ويروى عنه أنه كثيرا ما يقول كلمة قراتسي الايطالية (أحسنت) في دروسه، ومنها سافر إلى باريس بمناسبة انعقاد المعرض العالمي بها، وهذه الرحلات وسعت أفق تفكيره، وجعلته عارفا بزمانه وبمقومات الحضارة الغربية وتخلف العالم الإسلامي في ركود مما دعاه إلى الإصلاح والدعوة إلى إدخال النظم والآراء التي لا يعارضها الإسلام. وفتح بدروسه آفاقا جديدة، فكان معرضا عن المناقشات اللفظية العقيمة، مستقل الفكرة في بحثه، ولوعا بمناقشة الآراء وابتكار الأنظار، وله قوة التحليل وبراعة النقد والاحتجاج، فكانت دروسه رياضا مونقة يقبل عليها المستفيدون بنهم ولذة عقلية، وكان من أول الناعين على متأخري الفقهاء التمسك بظواهر النصوص، وإهمال تحقيق المناط، ومن الداعين إلى تحقيق النظر لإبراز مقاصد الشريعة وتطبيقها على الأحوال الحاضرة، وداعيا إلى إصلاح التعليم الديني لتخريج الاكفاء للقيام بهاته المهمة، فلذلك أبدى تحمّسا وانحيازا لإدخال العلوم الرياضية والطبيعية في برنامج التعليم بجامع الزيتونة، ولهذه الغاية أيد تأسيس الجمعية الخلدونية وبهذا يتبين أنه كان في طليعة المصلحين الإسلاميين، وفي زورتي الشيخ محمد عبده إلى تونس كان من المؤيدين له وأعجب كلّ منهما بصحابه، واستحكمت بينهما صلات التعاون في العمل إلى آخر حياته. ولم يقتصر على نشر مبادئه الإصلاحية بواسطة الدروس فقط بل

توسل بالخطابة الدينية فكان أول مصلح بطريقة الخطابة الدينية، وكان خطيبا في جامع سبحان الله من ربض باب سويقة، وكان يمتاز بشجاعة أدبية نادرة، قيل إنه أول من نقل في دروسه عن ابن القيم في وقت كان الرأي السائد عنه أنه من المبتدعة هو وشيخه ابن تيمية ان لم يقع الارتقاء بهما إلى درجة الكفر. وإلى جانب ضلاعته من العلوم الشرعية كان ضليعا من اللغة العربية مستحضرا لشواهدها عارفا بعبقريتها وأسرار تركيبها، عارفا بعوائد العرب وأنسابهم غزير الاطلاع على الأدب الجاهلي حتى كان محل اعجاب من كبار علماء اللغة كأحمد فارس الشدياق عند إقامته بتونس. ولميوله الاصلاحية وآرائه التحريرية، ولسعة مداركه ومعارفه كان محل إكبار واحترام من الزيتونيين ومن الرعيل الأول من خريجي المدرسة الصادقية مثل الاستاذ البشير صفر وغيره من ذوي العزائم الصادقة العاملين على نفع بلادهم بجعلها على صلة بالعلوم الحديثة والتفكير الحديث، ووجدوا فيه خير معين ونصير لما له من صيت ذائع ونفوذ قوي في أوساط المتعلمين. وله شعر سهل ممتنع، فوق نسق شعر العلماء، ولا يسمو إلى شعر الأدباء المختصين المتفرغين لحوك القريض. ولمكانته العلمية والأدبية كان الزعيم الموجه للحركات الأدبية والسياسية والصحفية والاصلاحية أواخر القرن التاسع عشر وبداية هذا القرن. وإلى جانب هذا كله كان مائلا إلى الظرف والنكتة وخفة الروح بعيدا عن الجهامة والعبوسة. ولي خطة الفتوى سنة 1323/ 1905 ثم خطة باش مفتي سنة 1337/ 1919. توفي بالمرسى من الضواحي الشمالية لمدينة تونس، ودفن بمقبرة الزلاج.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) تقارير على شرح الأشموني على الخلاصة الألفية لابن مالك. 2) تقارير على شرح صحيح البخاري ابتداها من كتاب العلم، وأضاف إليها اختامه الرمضانية بجامع سبحان الله والمدرسة المنتصرية، ومواضيع هامة من الموطأ، وهي نحو الستين ختما جامعة لغرر من المسائل، مع ما فيها من التوفيق بين الشريعة والتمدن العصري. 3) ديوان خطب جمع فيه خطبه المنبرية بجامع سبحان الله ط. تونس سنة 1331/ 1913. 4) ديون شعر. 5) رحلة. 7) شرح على الفية ابن عاصم في الأصول. المراجع: - أركان النهضة الأدبية في تونس للشيخ محمد الفاضل بن عاشور، ص 16 - 20. - الاعلام الشرقية 2/ 109. - الاعلام 3 - 115. - تراجم الاعلام 221 - 233. - شجرة النور الزكية 426 - 428. - قابادو لعمر بن سالم 56 - 59. - محمد بن عثمان السنوسي حياته وآثاره للشيخ محمد الصادق بسيّس 118. - معجم المؤلفين 4/ 203. - العلاقات الثقافية والايديولوجية بين الشرق والغرب في تونس (بالفرنسية) للبشير التليلي ص 515 - 516.

112 - الحارثي ( .... -877 هـ‍) (1472 م)

112 - الحارثي ( .... - 877 هـ‍) (1472 م) عمر بن عبد الرحمن الوشتاتي (¬1) يعرف بالحارثي، المحدث، الفقيه، الأديب اللغوي أخذ بتونس عن البرزلي وغيره، وارتحل للحج سنة 846/ 1443 ولقي بالحجاز ابا الفتح المراغي، وغيره وأخذ بالقاهرة عن الحافظ ابن حجر، وحضر دروسه، وفي هذه السنة دخل القدس والشام، وأكرم البدر بن التنيسي قاضي المالكية بالقاهرة وفادته وأوصله إلى الظاهر جقمق فأحسن إليه، وبعد الحج رجع إلى تونس، فأقبل عليه الفضلاء، ورووا عنه، وصار محدث وقته. وممن أخذ عنه محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي التونسي عرف بالشرفي (نسبة إلى بلدة بالأندلس تسمى الشرف) أخذ عنه مختصر ابن الحاجب الفرعي والنحو والعروض (¬2) وكان المترجم حسن العشرة، دمث الأخلاق، يستحضر «مشارق الأنوار» للقاضي عياض و «صحاح اللغة» للجوهري. له شرح بانت سعاد في مجلدين، قرضها له الزنديوي، ومحمد القفصي الشابي، وغيرهما نظما، وقرضها صاحبه محمد بن عبد الله بن يحيى بن عثمان بن عرفة بن حسان الأربسي بقوله: ¬

(¬1) بضم الواو ثم معجمة ساكنة بعدها مثنّاتان بينهما ألف نسبة لوشتاتة من عمل الأربس (الضوء اللامع) والاربس كانت موجودة قرب الكاف ووشتاتة قبيلة بربرية اطلقت اسمها على المكان الذي نزلت به على العادة الشائعة عند القبائل من اطلاق اسمها على المكان الذي تنزل به. (¬2) الضوء اللامع 6/ 329 في ترجمة الشرفي المذكور.

المصدر والمرجع

لك الفضل يا شيخ الحديث مع العلى … لدى ناظر بالحق لا بعناد بشرحك «بانت» بان ما قد ذكرته … وإيضاحك المعني بوجه سداد وجمعك في الارشاد علما منوّعا … لغات وإعرابا ورمز مراد لا حيائك المنظوم في مدح أحمد … ولا زلت مأجورا ليوم معاد تقبل منك الله ذاك بجوده … وجازاك ما جازاه خير عباد (¬1) المصدر والمرجع: - الضوء اللامع للسخاوي 6/ 91 - 92. - معجم المؤلفين 7/ 290. ¬

(¬1) المصدر السالف 8/ 116 في ترجمة الناظم المذكور.

113 - ابن الحباب (749 هـ‍) (1348 م)

113 - ابن الحباب (749 هـ‍) (¬1) (1348 م) محمد بن يحيى بن عمر المعافري، المعروف بابن الحباب، التونسي، الأصولي، الجدلي، المنطقي النحوي. أخذ عن القاضي ابن القاسم بن زيتون، وغيره، وعنه المقري التلمساني الجد، والقاضي محمد بن عبد السلام الهوّاري، وبينهما مناظرات، قال تلميذهما ابن عرفة: «وكنت اسمع أن عبد السلام قرأ عليه فكنت استبعد ذلك إلى أن حضرت كتب القاضي ابن عبد السلام بعد موته فعثرت على «اختصار المعالم» لابن الحباب، وألفيت بخط ابن عبد السلام على ظهره أنه استدعاه أن يبيحه روايته، وأنه قرأه عليه، فكتب ابن الحباب بخطه، ما قاله صاحبنا الفقيه محمد بن عبد السلام صحيح إلى آخره» ومن الآخذين عنه خالد البلوي، وأخذ عنه الإمام ابن عرفة الجدل والمنطق، والنحو، وكان يثني عليه بالعلم وتحقيقه، ونقل عنه في مختصره وغيره وقال الأبي في شرحه على صحيح مسلم «إكمال إكمال المعلم» «وابن الحباب هذا لم يكن عارفا بالفقه وإنما كان إماما في العقليات». وقال ابن عرفة: «دخلت عليه داره فسألته عن شيء فقال: انظر في ذلك الكتاب وأشار لبعض كتبه، قال: فجعلت انظر كتبه فنهاني فقال: لا ينبغي للشيخ أن يطلع تلميذه على جميع أسراره». لما توفي ابن راشد القفصي بتونس، حضر جنازته الاعلام كابن ¬

(¬1) ذكره الزركشي في وفيات سنة 749 في السنة التي توفي فيها عبد المهيمن الحضرمي وذكر أحمد بابا التنبكتي في «نيل الابتهاج» وفاته سنة 741 ولعله تحريف والزركشي أعرف بعلماء بلده من غيره ..

الحباب، وابن عبد السلام، وابن هارون، وغيرهم، وكان ابن عبد السلام وابن هارون مستندين إلى حائط الجبانة، وجلس ابن الحباب إلى ظهر الحائط من الجانب الآخر، ثم ترحم ابن الحباب على ابن راشد، وذكر مآثره وتفننه في العلوم، وقال: لو لم يكن من فضله إلا ابتكاره لشرح ابن الحاجب، قال: وجاء هؤلاء السراق بعده - يشير إلى ابن عبد السلام وابن هارون - فسرقوا كلامه ونسبوه لأنفسهم، وأشار إليهما وهما يسمعان (¬1). قال عنه خالد البلوي الأندلسي في رحلته: «كان في زمن شبابه وتعلقه بطلب العلم واستفتاح بابه، رئيس إنشاء الدولة الحفصية، والمستقل لحمل الراية التونسية، فملأ الدلو ومد الرشاء وأطال الانشاء ما شاء، وأزال عن الطريقة الأدبية العماية العمياء، فلما أحرز في ذلك قصب السبق وحازه، وقطع فيه من صدر العمر واستقبل اعجازه عطف على تعليم العلوم فأفاد الأفذاذ والأفراد».والمفهوم من هذا الكلام أنه كان رئيس ديوان الانشاء في الدولة الحفصية، وكان مجددا في إنشائه بعيدا عن الأساليب المبتذلة غير الفصيحة، وأنه في نهاية طور الكهولة واعتاب الشيخوخة تصدى لبث العلم. قال الزركشي: «وحكي أنه دخل يوما على بعض أصحابه الأدباء فألفاهم قد فرغوا من أكل جدي مشوي فقال أحدهم: - لقد فاتك الجدي يا ابن الحباب فقال ثانيهم: - بخبز سميد كثير اللباب فقال ثالثهم: - فلم يبق منه سوى عظمه. ففطن هو لمرادهم فأكمله سريعا - طعامكم طعامكم فقال رابعهم: دعنا من هذا إنما هو - لعمري طعام الكلاب ¬

(¬1) نيل الابتهاج ص 236 اخر ترجمة ابن راشد.

مؤلفاته

وفي «نيل الابتهاج»: «أنه دخل على سلطان وقته بتونس واظنه أبا عصيدة - فوجده قد أكل فأنشد: لقد فاتك الجدي يا ابن الحباب … بخبز سميد كثير اللباب ولم يبق منه سوى عظمه … وذاك لعمري طعام الكلاب فلما وصل في إنشاده إلى قوله «طعام» بادره ابن الحباب فقال: طعامكم طعامكم قال بعض أصحابنا: ففي كلامه تورية عجيبة، ولكن لا ينبغي مثل هذا مع الملوك لقول أهل السياسة: «إذا صحبت الملك فأجمل له الأدب، ووفه حق اللعب». ومن المستبعد جدا أن يواجه ابن الحباب الملك بمثل هذا الكلام الخشن الذي قد يطيح برأسه، والأقرب أن تكون الحكاية جرت مع أصحابه من الأدباء كما ذكره الزركشي إذ لا كلفة بين الأصحاب. مؤلفاته: 1) اختصار المعالم الأصولية لفخر الدين الرازي. 2) تقييد على المقرّب لابن عصفور. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف 1/ 177. - إكمال اكمال المعلم للأبيّ 4/ 308. - بغية الوعاة 114 ط 1/ (ابن حبان). 1/ 264 ط 2/ (ابن جناب) وكلاهما تحريف تاريخ الدولتين 73. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 640 - 642، 703 - 704، 1 ق 4/ 1058 - 1059. - درة الحجال 2/ 115 - 116. - شجرة النور الزكية 209 - 210. - فهرست الرصاع (بالتعليقات) 64 - 65.

- معجم المؤلفين 12/ 107. - نزهة الانظار 1/ 232. - نيل الابتهاج 239.

114 - الحبيب (1320 - 1399 هـ‍) (1902 - 1980 م)

114 - الحبيب (1320 - 1399 هـ‍) (1902 - 1980 م) محمد الحبيب، الفقيه الأديب، الكاتب المسرحي، ينحدر من سلالة تركية نزلت البلاد التونسية فاستوطنت أولا بنبلة من قرى المنستير، ثم انتقلت إلى العاصمة التونسية، وبها ولد ونشأ وتلقى تعليمه، وهو شخص خصب المواهب، متعدد الجوانب، فهو فقيه محقق، وكاتب مسرحي، اقتبس وترجم بعض المسرحيات كابن السبيل وأنشأ بعضها بقلمه، وباحث له جولات في التاريخ، وعارف بالموسيقى. نشأ في بيئة متأثرة بالتربية الإسلامية، وقرأ أولا بالكتاب فحفظ القرآن الكريم، ثم دخل المدرسة القرآنية، وبعدها التحق بجامع الزيتونة، وظهرت تباشير نبوغه فكتب في مجلة «البدر» قبل العشرينات، ومنها استمر في الكتابة بالصحافة إلى آخر حياته، وفي تلك الفترة اتصل بالمسرح، وتتلمذ مع زملائه على الممثل المصري جورج أبيض، وانغمس في الفن المسرحي باذلا ما في وسعه للنهوض به، فأدار كثيرا من الجمعيات التمثيلية منها جمعية الكوكب التمثيلي، وكتب الروايات التمثيلية، وكان من كبار المساهمين في بعث المدرسة القومية للمسرح ودرس بها وتخرجت عليه منها طائفة، وكان يشجع الحركات الطلابية على ممارسة المسرح، والاستفادة منه سواء بتونس أو خارجها. ساهم في تأسيس جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى، وكان رئيسا مساعدا لهذه الجمعية من سنة 1964 إلى سنة 1973. وكان مربيا ممتازا فدرّس العربية في المدرسة القرآنية التي كان يديرها الشيخ محمد مناشّو وتخرجت عليه ثلة كانت لها مكانة مرموقة في العلم

آثاره

والأدب والادارة منهم المرحوم أحمد خير الدين، وأستاذنا أحمد المختار الوزير. وفي الثلاثينات نجح في مناظرة المنشئين بوزارة العدلية، وكان من أبرز الناجحين، فعهد إليه بالاشراف على كتابة القسم الحنفي لمحكمة الديوان الشرعي، فكان عمدة مشايخ الإسلام والقضاة، وظهرت براعته في تخريج الأحكام الشرعية. وفي سنة 1947 أجبرته وزارة العدل على الاستقالة من هذه الوظيفة بسبب وشاية به للملك محمد الأمين باي بمناسبة تقديم جمعية الكوكب التمثيلي لروايته «الواثق بالله الحفصي» التي تشبه أحداثها أحداث ظهور الملك المذكور خلفا للملك محمد المنصف باي الذي خلعه الاستعمار الفرنسي ظلما وعدوانا، وفي سنة 1951 باشر المحاماة واستمر مباشرا لها إلى آخر حياته متعاونا مع زملائه في مادة الاستحقاق التي كان ضليعا منها، وبعد الاستقلال ساهم في بناء أركان وزارة الشئون الثقافية حيث ساهم في تأسيس المدرسة القومية للمسرح، ودرّس بها، كما ساهم في تأسيس المعهد الوطني للموسيقي الذي درس به مادة تاريخ الموسيقى العربية، كما ساهم في تأسيس المدرسة القومية لتجويد القرآن الكريم التي درّس بها قواعد العربية من خلال نصوص القرآن الكريم إلى آخر حياته، وشارك في جمع التراث الموسيقى وإليه يرجع الفضل في مراجعة نصوص المألوف، كما شارك في لجنة التوجيه المسرحي وفي أعمال مهرجانات مدينة تستور للمالوف، كما ساهم في تكوين الجمعية التونسية للمؤلفين والملحنين، وكان عضوا في مجلس ادارتها أثناء دورتين، وفي التاريخ كان ثقة في تحقيقاته متثبتا في نقله وكتابه «لب التاريخ» كان معتمدا بجامع الزيتونة، ودليل الطلاب عند دخولهم لامتحان شهادة التحصيل. توفي يوم الاثنين في 17 ربيع الأول سنة 1399/ 4 فيفري 1980. آثاره: له روايات مسرحية كثيرة منها طارق بن زياد، والواثق بالله الحفصي.

ومن تآليفه

ومن تآليفه: 1) لب التاريخ ط تونس سنة 1344/ 1925 لم يذكره سركيس في معجم المطبوعات. 2) بسالة تركية. 3) وطنية الاتراك تونس 1922. 4) اتته السعادة على قدر (قصة مترجمة) عن الفرنسية ضمن بسالة الأتراك. المراجع: - الكلمة التأبينية التي ألقاها الاستاذ صالح المهدي عند دفنه يوم الثلاثاء والمنشورة بجريدة «الصباح» يوم الجمعة 21 ربيع الأول 1399/ 8 فيفري 1980 العدد 9933، السنة 30، والحفلة الاربعينية التي نقلها التلفزيون. - القصة التونسية نشأتها روادها محمد صالح الجابري (تونس 1975) ص 68 - 71 (عرض وتحليل لقصتيه بسالة تركية ووطنية الأتراك) ص 89 - 91 (عرض وتحليل لأتته السعادة على قدر).

115 - ابن حبيش (615 - 679) (1218 - 1280 م)

115 - ابن حبيش (¬1) (615 - 679) (¬2) (1218 - 1280 م) محمد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن يونس بن يحيى بن غالب بن حبيش، أبو بكر اللخمي المرسي، نزيل تونس، الأديب الشاعر، الراوية، النحوي، الناقد المتفنن، والفقيه الحافظ. سمع من أبي الحسن علي بن عبد الله بن قطرال الأنصاري، وغيره، ومن شيوخه الرقا وسهل بن مالك وابن أبي المداد، وابن الحاج التجيبي، والشاطبي، وابن عسكر المالقي، وابن برطلة، وابن أبي الغصن، وابن غالب، وابن أبي الخير وابن أبي الأصفر، وابن صهيب، وأبي الخطاب بن واجب القيسي، وابن القرشية، وأبي المطرف بن عميرة، والماردي، وابن محرز، وابن الولي، وأجازه جماعة من المشاهير لم يلقهم مثل الشلوبين، والدبّاج، والأسدي، والرندي، وغيرهم. وممّن روى عنه أبو العباس أحمد بن موسى الأشعري المالقي المعروف بابن السكّان نزيل تونس الذي جمع له مشيخة حافلة، وابن رشيد الفهري السبتي في طريق ذهابه إلى الحج، ورجوعه منه ونوه به وبعلمه الواسع، وعبد الله بن أحمد بن يونس الحضرمي اللبيدي، وأجاز لمحمد بن حيّان الأوسي الشاطبي، نزيل تونس. قرئت عليه بمنزله كتب منها «الملخص» للقابسي و «الأمثال» لأبي أحمد ¬

(¬1) بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة المسفولة، كما في رحلة العبدري والقاموس، ووصفه بالشاعر المحسن، وشرحه تاج العروس 4/ 293، ونفح الطيب، وبضمها كما في فهرسة أبي اسحاق بن هلال، وهو الجاري على الألسنة (فهرس الفهارس) ونص التجيبي في برنامجه ص 247 انه بالفتح. (¬2) قلدت في تاريخ وفاته «الاعلام».

مؤلفاته

العسكري وكان مؤثرا للانقباض والخمول، قال العبدري عند ترجمته لابن السكّان بعد أن ذكر أنه جمع برنامجا لشيخه ابن حبيش وأطلعه عليه «وكان هذا الرجل - رحمه الله - آية الزمان في طلب التواضع والخمول، وإفراط الانقباض، مع براعته في فنون العلم وإجادته في النظم والنثر فحدثني عنه صاحبنا أبو عبد الله بن هريرة أنه كان إذا عرف موضعه انتقل إلى موضع آخر لا يعرف». وله أشعار كثيرة أغلبها تسبيح الباري ومدح النبي صلّى الله عليه وسلم جرت بينه وبين أبي زكرياء يحيى بن علي بن سلطان اليفرني تلميذ ابن عصفور (ت سنة 700/ 1310) مجادلة في استعمال ماذا في التكثير والخبر، وانكر اليفرني ذلك زاعما أن المعروف في كلام العرب استعمالها استفهاما، ورد عليه ابن حبيش في كلام طويل، جلب فيه الشواهد المتعددة من القرآن، واشعار العرب، قال في آخره: «والله الذي لا إله غيره ما طالعت عليه كتابا، ولا فتحت فيه بابا، وإنما هو ثمالة من حوض التذكار، وصبابة مما علق به شرك الأفكار، وأثر مما سدى به السمع أيام خلو الذرع، وعقدت عليه الحبى في صعر الصبا ... ». مؤلفاته: 1) براعة المطنب وضراعة المذنب، 360 بيتا مربعة، وقد تفنن فيها ضروبا فجعلها مخمسة ومسدسة ومسبعة ومثمنة. 2) تسديس قصيدة ابن زيدون الشهيرة التي طالعها: أضحى التنائي بديلا من تدانينا … وناب عن طيب لقيانا تجافينا 3) ثراء العديم وشفاء السقيم في الجمع بين التسبيح والتسليم وتسديسها بالتحيات الاعجازية والاريحيات الحجازية. 4) الجواهر المنتظمة لأسمى حلي والزواهر المبتسمة بأبهى ولي، وهي تعشير لقصيدة أبي تمام: «ما للدموع تروم كل مرام».

المصادر والمراجع

5) الحدائق النيسانية والطرائق الحسانية، وهي تخميس لقصائد حسان بن ثابت في مراثي النبي صلّى الله عليه وسلم. 6) تخميس معارضتها لابن أبي الخصال. 7) سحباتية النجّار ورحمانية المستجار: تخميس قصيدة محمد بن يوسف النجار السبتي. 8) سقيا السحابة في عليا المصطفى والصحابة. 9) فوائد الزمان وفرائد الجمان، وهي ثماني مغصنات على الشقراطسية، وخمس الشقراطسية بثلاثة تخميسات. 10) العرابة المرضية في تخميس القصيدة النحوية، وهي منفرجة ابن النحوي التوزري. 11) العقلية الحالية والوسيلة العالية، وهي تخميس لمعراج المناقب ومنهاج الحسب الثاقب لابن أبي الخصال في نسب رسول الله صلّى الله عليه وسلم وذكر معجزاته. المصادر والمراجع: - الاعلام 6/ 317. - برنامج الوادي اشي (تحقيق محمد محفوظ بيروت) 219، 225، 319. - بغية الوعاة 1/ 92. - رحلة العبدري 268. - فهرس الفهارس 1/ 265. - نفح الطيب (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) 5/ 272 - 275. - محمد الحبيب بن الخوجة: الحياة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين العدد 4 السنة 4/ 1976 - 1977 ص 71 - 72. - وفي الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي 6/ 168 اقتصر على سياق نسبه، وانه نزل تونس.

116 - ابن الحجام (263 - 346 هـ‍) (876 - 957 م)

116 - ابن الحجام ((¬1) 263 - 346 هـ‍) (876 - 957 م) عبد الله بن محمد بن أبي القاسم (¬2) بن مسرور التجيبي مولى بني عبيدة التجيبيين، المعروف بابن الحجام (¬3) القيرواني، أبو محمد، المحدث الفقيه. سمع من عيسى ومحمد ابني مسكين، وسعيد بن إسحاق، وابن عياش، وفرات بن محمد العبدي، وحمديس القطان، وغيرهم. ورحل إلى المشرق فسمع بمصر، وجدة، ومكة، وبغيرها من الأمصار من جماعة منهم إبراهيم بن حميد، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وابن الاعرابي، وعبد الله بن حمويه وغيرهم، وبعد رجوعه إلى القيروان جلس للدرس والرواية، فسمع منه ابن أبي زيد، والقابسي، ومحمد بن ادريس، وأبو عبد الله الصدفي، وغيرهم من أهل افريقية، ومصر والأندلس، وغلب عليه الجمع والرواية، وكان حسن التقييد، صحيح الكتاب، وكتبه كلها بخطه وهي كثيرة، وكان كثير التصنيف في أنواع العلوم. وكان منابذا لبني عبيد مستخفا برجالهم، حكي أن أبا حنيفة النعمان القاضي وداعي الدعاة مر على باب داره فقال السلام عليك يا أبا محمد! فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. ¬

(¬1) كذا في ترتيب المدارك مضبوطا بلسان القلم، وفي الديباج مولده سنة 253 مضبوطا بلسان القلم. (¬2) كذا في ترتيب المدارك، وفي الديباج «بن ابي هاشم» وفي معالم الايمان «بن هاشم» ولعل الأقرب ما في الديباج. (¬3) كذا في الديباج وطبقات الخشني وفي ترتيب المدارك ومعالم الإيمان «ابن الحجاج».

وكرّر عليه فرد مثله، فلما انصرف قال من حوله: تكون قاضي السلطان وداعيه تسلّم على صبي فما يرد عليك أذللت نفسك وأذللتنا فرجع إليه يتوقد غضبا فلما رآه أبو محمد قام، وجعل يده على اذنه وقال: جعلت أذنك قمعا لمن يقرّب إلى النار لحمك ودمك! - قال: صدقت يا أبا محمد وانصرف إلى أصحابه قائلا: ما هذا بشر من أهل الدنيا فيتم فيه ما نريد! ومن كان مثله مجاهرا ببغض بني عبيد منابذا لهم إذ لم ينله أذى جسدي، وسلب لحريته من ضرب وسجن ومصادرة لأملاكه فلا أقل من مصادرة مكتبته بعد وفاته، ولذلك لما اشتد به المرض قال له أصحابه نخشى أن يأخذ السلطان كتبك ويمنعها الناس، والانتفاع بها يكون بوقفها على المسلمين، وجعلها أثلاثا في ثلاثة مواضع، فقبل ذلك فلما كان من الغد قال: لم أنم البارحة لما فقدت كتبي ردوها عليّ فردوا الثلثين وتركوا الثلث الذي كان في دار أبي محمد عبد الله بن أبي زيد فلما وصل إليه الثلثان مات، فاستولى السلطان على ذلك، وسلم الثلث. قال القابسي: ترك أبو محمد سبعة (¬1) قناطر كلها بخطه الا كتابين، فكان لا يحتمل أن يراهما لأنهما ليسا بخطه، فلما توفي رفع جميعها سلطان الوقت فأخذها ومنع الناس منها. والغالب على الظن أن مثل هذه المكتبة تعدم أو تحرق، وكم للدولة العبيدية من جناية على الفكر الإنساني والتراث الإسلامي، ويزعم البعض أنها شجعت العلوم والفلسفة (¬2) والحقيقة أنها لم تشجع إلا ما يوافق هواها في خدمة مخارق مذهبها الباطني الزائغ. ألف كتبا كثيرة لم يذكر المترجمون له منها إلا: 1) كتاب المواقيت ومعرفة النجوم والأزمان. ¬

(¬1) في الديباج «تسعة قناطر». (¬2) الفلسفة بمعناها القديم تشمل العلوم الرياضية والطب، وعلماء المسلمين لم يعادوا من الفلسفة إلا قسم ما وراء الطبيعة (الميتافيزيكا) أو الفلسفة الأولى لأنه فيه آثار من الوثنية -

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 3/ 340 - 43. - الديباج 135 - 136. - شجرة النور الزكية 85. - طبقات علماء افريقية للخشني 230. - معالم الايمان 3/ 70 - 73. - معجم المؤلفين 6/ 165 ¬

- اليونانية، وحتى كبير الفلاسفة اليونان أرسطو لم يسلم من هذا الاتجاه الفكري وخير دليل على هذا أن الإله عنده عاشق لذاته ومعشوق من غيره، وهو لا يحرك العالم، وجاءت الافلاطونية الحديثة فوسعت من دائرة الوثنية، واستمدت من الصوفية الشرقية ومن الغنوسية والمذهب الباطني الاسماعيلي (مذهب العبيديين) يدين ببعض نظريات هذه الفلسفة ولهذا كان في هذا المذهب معالم بارزة للوثنية، وأصول ظاهرة الزيغ والانحراف، وشعوبية (أي معاداة العرب وحتى النبي العربي - ص) كما ترى التلميح إلى ذلك في رسائل اخوان الصفاء في قصة محاكمة الحيوانات والطيور وواضعو الرسائل من الاسماعيلية) وإذا كانت الفلسفة هي البحث العقلي الحر، فإن هذه الفلسفة لا بحث فيها بل فيها خيالات وشطحات تبلغ حد الاغراق والاضحاك، وبحثها ليس بحر لأنه مقيد بأوهام وآراء مسبقة لا يساندها دليل عقلي صحيح.

117 - الحجري (حوالي 1170 - 1199 هـ‍) (1757 - 1785 م)

117 - الحجري (حوالي 1170 - 1199 هـ‍) (1757 - 1785 م) محمد بن علي بن سعيد الحجري (نسبة إلى بوحجر قرية من قرى المنستير بالساحل التونسي) الملقب نجم الدين، الأديب، الشاعر النحوي، المشارك في علوم. انتقل به والده وهو صغير إلى تونس العاصمة، فقرأ بجامع الزيتونة على اعلام عصره كمحمد بن قاسم المحجوب، وصالح الكواش، وغيرهما. وكان ذكيا المعيا طوى المرحلة الابتدائية في مدة قصيرة ولحق بمن تقدمه في التعلم، وظهر نبوغه وتفوقه في وقت مبكر، ولما امتلأ وطابه تصدر للتدريس والافادة، فأظهر تحقيقا وفصاحة مما دعا الطلبة إلى الاقبال على دروسه، وابتدأ باقراء الكتب الكبيرة كشرح الأشموني على الفية ابن مالك، على خلاف العادة المتبعة في أن المدرس عند أول ظهوره يبتدئ باقراء الكتب الصغيرة حتى يتسع أفقه ويرسخ قدمه، ومع هذه المخالفة فقد أظهر تمكنا في العلوم والكتب التي درّسها، وسحر الألباب وأتى بالعجب العجاب. ودرّس كتاب «الشفا» للقاضي عياض بجامع الزيتونة بعد صلاة الصبح، وحضر يوم ختمه العالم الأديب الحاج محمد ابن الشيخ عبد الله السوسي السكتاني، ومدحه بقصيدة دالية أجابه عنها. وانتفع به كثيرون كحميدة بن الخوجة المفتي الحنفي، وحسين بن عبد الستار، وغيرهما ولفصاحته وحلاوة تقريره تجلس العامة وراء حلقة درسه.

وكان أديبا شاعرا نحويا، منطقيا، له مشاركة في العلوم المتداولة في عصره، وأحرز على شهرة واسعة تجاوزت حدود البلاد فدارت مراسلات بينه وبين علماء استانبول، وتوثقت الصلة بينهم فاستغلها في تكليفهم بشراء ما يحتاج إليه من الكتب المفقودة في تونس، لا سيما كتب العلماء الأتراك والفرس، وقد استفاد منها في تدوين حاشيته على شرح الخبيصي للتهذيب في المنطق. وله مراسلات مع الشيخ عمار الشريف القسنطيني من خريجي جامع الزيتونة، منها مباحثته في مسألة الاستدلال على عرضية العقل، وأنه ضعيف، وتكررت بينهما المراسلات، وحكم بينهما العلامة الشيخ محمد النيفر برسالة. وبالرغم من أنه لم يعمر طويلا ومات وهو ما يزال غض الاهاب، لم يستوف أمد اقرانه وذلك في الطاعون الجارف المعروف بالوباء الكبير الذي حصد آلافا من الخلائق فإنه ترك تراثا علميا محترما مما ينبئ عن ذكاء وقاد خارق، وعن تأثير خصائص بيئته الأولى فيه من الكد ومواصلة العمل بدون فتور ولا وناء، وعدم إضاعة الوقت الثمين فيما لا يجدي من السفاسف وتوافه الأمور، ومن يقلب أوراق كتب الطبقات والتراجم للمغاربة والمشارقة يظفر بكثير من الأمثلة على احتمال أبناء القرى لشظف العيش في سبيل طلب العلم، ويظهر له سر تفوقهم ونبوغهم، وتبدو تأثيرات البيئة الأولى في أجلى صورها وأرفع مظاهرها. وكان يجيد ارتجال الشعر مع متانة الصوغ وقوة السبك، وبدت هذه الميزات في باكورة انتاجه، يحكى أنه كان جالسا مع رفاق له ذات مساء على سطح مخازن من القطران بالبحيرة في مدينة تونس، فأظلم الجو لتراكم السحب، وأسودت الجبال فاقترحوا عليه أن يقول شعرا في وصف الحال، فارتجل بديهة هذه القطعة وهي أول مرة ينظم فيها شعرا: انظر إلى لون الجبال وقد بدت … مسودة لما ارتدت بغمام فكأنها قلبي المسوّد بالجفا … مما بدا لك من ضياع ذمام

مؤلفاته

والشمس في حلل السحاب تسترت … لما رأتك رميتها بسهام وإذا نظرت هنيأة تجد الدجى … وافى إليك ببدره كغلام وله مرتجلا متغزلا: وذي قوام نضير لا نظير له … سلّ الكرى من جفوني ثمت انقلتا في وسط قلبي من مرّ الغرام به … صيف ولكن في عينيّ منه شتا عاينت وقت زوال الشمس طلعته … لذاك عيناي إن قلت اكففا همتا وشمت في خده بنت العذار وما … عهدي هناك بغير الورد قد ثبتا وهاتان المقطوعتان تنمان عن براعة في التصوير، وخيال خصب، ومتانة حوك، إلى استخدام المحسنات البديعية من جناس وطباق، واستنجاد بما وعته الذاكرة من صيغ المتقدمين ومعانيهم. وله قصيدة متشوقا إلى الديار المقدسة ومعارضا أبيات القاضي عياض في «الشفا» ومطلعه: يا دار قطب دوائر الشرف الذي … لم تحوه الأقمار في الهالات وقد شاع في هذه الأحقاب نظم القصائد استقلالا أو معارضة في التشوق إلى الديار المقدسة، ومن أشهرها ميمية الأمير محمد الرشيد باي المسماة «تحريك السواكن إلى أشرف الأماكن» وطالعها: هل زورة تشفي فؤاد متيّم … يا أهل مكة والحطيم وزمزم مؤلفاته: 1) حاشية على شرح الخبيصي للتهذيب في المنطق، اعتمدها العلامة الشيخ حسن العطار شيخ الجامع الأزهر، وناقشه في بعض المواضيع، وهما مطبوعتان مع بعضهما بمصر أول مرة ببولاق سنة 1296/ 1878 وأعيد طبعهما. 2) حاشية على السكتاني في علم العقائد. 3) زواهر الكواكب لبواهر المواكب، وهي حاشية على شرح الأشموني على

المصادر والمراجع

الفية ابن مالك في النحو، ابتدا في جمعها عند تدريسه الكتاب، واتهمه البعض أنه استمد من حاشية الصبّان على الكتاب لاتفاق آرائهما في بعض المواضع، وقد فنّد هذا الاتهام الشيخ محمد النيفر في «عنوان الأريب» حيث قال: «يزعم بعض الناس أنه اطلع على حاشية العلامة الصبّان عليه لتواردهما في بعض الأبحاث، والحق أنه لم يرها لأنه لو رآها لكانت حاشيته أحفل مما هي عليه، على أن درجة صاحب الترجمة في الذكاء والتحصيل تؤهله لاصابة تلك الأغراض التي توارد عليها». ط، الجزء الأول من هذا الكتاب بالمط الرسمية في تونس وقع الانتهاء من طبعه في 1293/ 1876 في 402 ص من القطع الكبير، وهذا الجزء يحمل العنوان الخاطئ «جواهر» بدلا من «زواهر» والجزء الثاني انتهى طبعه في سنة 1298/ 1880 في 324 ص، وتوجد من الكتاب نسختان مخطوطتان في المكتبة الوطنية بتونس. 4) شرح شواهد الأشموني. 5) الفلك المشحون بالجوهر المكنون، ديوان جمع فيه شعره ونثره في 15 ورقة من القطع المتوسط مخطوطا بالمكتبة الوطنية بتونس ضمن مجموع رقم 16024، وتوجد منه نسخة أخرى بها. 6) اللوامع رسالة في المنطق. ولما ذاعت مؤلفاته كاتبه علماء من المشرق والمغرب منوهين بفضله وعلمه، مثنين على ذكائه وفهمه. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 17/ 19/7. - الاعلام 7/ 189. - شجرة النور الزكية 250. - عنوان الاريب 2/ 44 - 48. - فهرس مخطوطات المكتبة الاحمدية 95 - 96، 269 - 270.

- مجمل تاريخ الأدب التونسي 255 - 256. - معجم المطبوعات 117. - معجم المؤلفين 11/ 12 - 13. - هدية العارفين 2/ 345. - خطبة شيخ جامع الزيتونة الشيخ صالح المالقي المنشورة بالمجلة الزيتونية رجب /1356 ديسمبر 1936 م 1 العدد 1 ص 8. J.Quemeneur، Publications de L'Imprimerie officielle Tunisienne، en revue Jbla، 1962 No 98 p.161.

118 - الحجيج- (1050 - 1108 هـ‍) (1640 - 1697 م)

118 - الحجيج - (1050 - 1108 هـ‍) (1640 - 1697 م) محمد الحجيج الأندلسي الأصل التونسي، الفقيه، المتكلم، المحدّث، المفسر، المشارك في علوم. قرأ الفقه على علي النعاس التاجوري، وعاشور القسنطيني، والأصول والكلام على أبي بكر بن تاج العارفين البكري، واستكمل عليه علمي التفسير والحديث رواية ودراية، وعلم الكلام وشيئا من المعقول على علي الأندلسي، وعلي الغمّاد، والقراءات على إبراهيم الجمل الصفاقسي، والتصوف على منصور النشّار وعلي عزوز، وعلم الجدول وسر الحرف على بعض أشياخه المغاربة، رحل إلى المشرق لاداء فريضة الحج ولقاء الاعلام فمكث سبع سنوات متنقلا بين القاهرة، ومكة، والمدينة المنورة، فلقي علماء الأزهر، وأخذ عنهم كالشيخ محمد الخرشي، قرأ عليه مختصر خليل، وأجازه بسنده إلى مؤلفه، وأجازه في الفقه بسنده إلى الإمام مالك، وسمع من المحدث الشيخ علي الشيراملّسي صحيح البخاري رواية لأكثره ودراية. وبعد رجوعه درّس بجامع الزيتونة بعد وفاة شيخه علي الغمّاد (في سنة 1090/ 1679) وعنه أخذ جماعة من أجلهم الشيخ محمد زيتونة المنستيري. وكان خطيبا بجامع الزيتونة البراني خارج باب البحر من تونس، وكان معروفا بجودة العقل وحسن الخلق. توفي في ذي الحجة بمرض السل، ودفن بضريح سيدي عامر البطّاش لقربه من داره نهج سوق البلاط.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) اختصار الشرح الكبير لجوهرة التوحيد. 2) اختصار تفسير ابن عادل. 3) تقريرات على الشمائل للترمذي. 4) حاشية على العقيدة الكبرى للسنوسي. 5) حاشية على العقيدة الوسطى للسنوسي. 6) حاشيتان على مختصر خليل. 7) شرح الأربعين النووية. 8) كتابات نافعة على العقيدة الصغرى للسنوسي. 9) كتابات على الشرح المختصر لسعد الدين التفتازاني في البلاغة. 10) كتاب في الطب لم يسمه باسم خاص قال فيه: «شرحت فيه كل مسألة عويصة» وقال في خطبته «وقد شرعت في اختصار مفردات من «تذكرة» الشيخ داود الانطاكي، ثم لم يتيسر لي إتمامه ثم بعد زمان اطلعت على الأصل الذي جمعت فيه وعليه هذا المجموع وهو (كتاب) هبة الله الحكيم في صناعة الطب، ثم إن مفرداته غير مرتبة وفيها ما لم يعرف فاختصرته، ورتبته، وأضفت إليه ما كنت جمعت، وزدته فوائد أخرى».والفوائد التي ألحقها تخص أحوال القلب وهو ما عبر عنه بطب القلوب، والكتاب يشتمل على مقدمة وفصول وخاتمة، ويتناول الأدوية المفردة والمركبة، وأعراض الأمراض وعلاجها، وبالجملة هو اختصار وترتيب لتذكرة الانطاكي ولكتاب معاصره الطبيب هبة الله الحنفي. المصادر والمراجع: - تقديم كتاب الحلل السندسية لمحققه الدكتور محمد الحبيب الهيلة ص 77. - ذيل بشائر أهل الايمان 199 - 202. - تاريخ الطب العربي التونسي ص 125 - 126 - 225.

119 - ابن الحداد ( ... -في حدود 570 هـ‍) (1175 م)

119 - ابن الحداد ( ... - في حدود 570 هـ‍) (1175 م) زكريا بن الحداد المهدوي، أبو يحيى، الفقيه المحدّث المتفنّن في كثير من العلوم كان من أكابر تلامذة الإمام المازري، وآخر من قرأ عليه تأليفه «المعلم بشرح فوائد صحيح مسلم» روى عنه محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وأبو القاسم اللّبيدي، وأبو زكرياء البرقي، وابن اليتيم. له فتاوى. المراجع: - الإمام المازري لحسن ح عبد الوهاب ص 40. - شجرة النور الزكية 144.

120 - ابن الحداد (219 - 302 هـ‍) (834 - 915 م)

120 - ابن الحداد (219 - 302 هـ‍) (834 - 915 م) سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد الغسّاني القيرواني، أبو عثمان، من علماء اللغة والفقه، والكلام، والجدل، مع قوة العارضة، وحضور البديهة. صحب الإمام سحنون، وكان يطربه جدا، ويذهب في الثناء عليه كل مذهب، وسمع من غيره من شيوخ القيروان كأبي سنان يزيد بن سنان الأزدي، ورحل إلى طرابلس فسمع الحديث من أبي الحسن الكوفي، وسمع منه ابنه عبد الله، وأبو العرب التميمي وأحمد بن موسى التمار. ولم تكن له رحلة إلى المشرق لقلة ذات يده، وإنما اثرى في شيخوخته بعد موت أحد أقاربه في صقلية وإرثه منه مالا جليلا. وكان قليل الاشتغال بجمع الرواية والكتب، وكان يقول: إنما هو النظر والخبر، ولو دخلت المشرق ما كانت لي به حاجة غير الخبر. مال إلى مذهب الشافعي من غير تقليد بل كثيرا ما كان يخالفه، بل كان مائلا إلى الاجتهاد، قال الخشني: «وكان مذهبه النظر والقياس والاجتهاد، لا يتحلى بتقليد أحد من العلماء، ويقول: إنما أدخل كثيرا من الناس إلى التقليد نقص العقول ودناءة الهمم، وكان يقول: القول بلا علة تعبد، والتعبد لا يكون إلا من المعبود وكان يقول: كيف يسع مثلي ممن آتاه الله فهما أن يقلد أحدا من العلماء بلا حجة ظاهرة». وكان مبغوضا من المالكية على عهد الأغالبة، إذ نقل عنه أنه كان يسمى «المدونة المدودة»، حتى هجره أصحاب سحنون، واغروا به القاضي ابن طالب فهمّ به، ثم نشأت بينهما صحبة فكان له على بر، ومع هذا

قيل إنه كان معظما للإمام مالك، يسيء الرأي في الإمام أبي حنيفة وأصحابه، حتى روي عنه أنه قال: «تذكرت بقلبي مسائل لأبي حنيفة ركب فيها المحال اضطرارا نحو أربعمائة مسألة». وكان فصحيا مفوها يمتلك المجلس بفصاحته وغزارة محفوظه، قال الخشني: «وكان أبو عثمان آنس الفقهاء مجلسا، وأغزرهم خبرا». ولما زالت الدولة الأغلبية، وحلت محلها الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية، حاول رجالها إفحام فقهاء القيروان، وإظهار عجزهم، وإسقاط مكانتهم لدى الجماهير عن طريق مجالس الجدل والمناظرة، بعد حملة مروعة من الاضطهاد، والتنكيل، فتصدى لهم سعيد بن الحداد، ودارت بينه وبين أبي العباس المخطوم شقيق الداعي أبي عبد الله الشيعي الصنعاني نحو من أربعين مجلسا احتفظ لنا الخشني بأربعة مجالس منها. وقد أظهر أبو عثمان في هذه المجالس التفوق والشفوف على مناظريه، فافحمهم وكشف عن تمويهاتهم، وأعانه على ذلك قوة عارضة، وبصره الجيد باللغة وإتقانه لأساليب الجدل والمناظرة، واطلاعه على المذاهب والنحل، فذب عن السنة، وقاوم زيغ وانحراف المذهب الاسماعيلي الباطني، حتى شبهه أهل القيروان بالإمام أحمد بن حنبل أيام المحنة. وكان له قبل ذلك مناظرات مع المعتزلة القائلين بخلق القرآن كالقاضي عبد الله بن هارون الكوفي، وعبد الله بن الأشج، وسليمان بن الفراء. وكان له مع الحنفية جولات ومراجعات قال الزبيدي: وكان العراقيون (أي اتباع الإمام أبي حنيفة) يوجهون إليه من تلاميذهم من يعنته ويسأله فحدثني بعض أهل القيروان قال: أتوه يوما فألفوه في الحمام فلقوه وهو خارج فقالوا له: اعزك الله كيف وجدت الحمام؟ فقال: غاية في الطيب فقالوا: أمن جهة الذوق وجدت طيبه أصلحك الله؟ فقال لهم: يا حثالة الزنادقة، واخوان المدابير، وتلاميذ الملحدين أرأيتم قوله عزّ وجل

مؤلفاته

«حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بريح طيبة (سورة يونس الآية 22) أمن قبل الذوق وجد طيب الريح»؟ وله نظم كثير في ابن أخ له أسر، وفي ولد له مات، ولم يصلنا من هذا الشعر شيء، توفي في رجب وقيل في ذي القعدة، ولما مات خرج البريد سحرا يبشر أمير بني عبيد ودفن بمقبرة باب سلم ورثي بأشعار كثيرة. مؤلفاته: 1) كتاب الاستواء. 2) كتاب الاستيعاب 3) كتاب الامالي. 4) توضيح المشكل في القرآن، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس. 5) رد على الشافعي، قال الخشني: «وله رد على الشافعي في كتاب لم يظهر على أيدي الناس، وأراه لم يأخذ نسخته، وكان مقدار تأليفه على الشافعي شقتين، كل شقة منها تسمى ثلث قرطاس فملأها ظهرا وبطنا». 6) العبادة الكبرى والصغرى. 7) كتاب عصمة النبيين. 8) كتاب المقالات، رد على أهل المذاهب أجمعين. 9) معاني الأخبار، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس، وله كتب أخرى لم تصلنا أسماؤها. المصادر والمراجع: - الاعلام 3/ 154، 10/ 98. - أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي لمحمد الفاضل بن عاشور ص 37 - 43.

- انباه الرواة 2/ 53. - البيان المغرب 1/ 20. - بغية الوعاة 1/ 589. - تراجم اغلبية مستخرجة من مدارك القاضي عياض للأستاذ محمد الطالبي، ص 363. - طبقات علماء افريقية للخشني 201 - 205، 257 - 273 (مجالس مناظراته). - طبقات اللغويين والنحويين للزبيدي 261 - 262. - مرآة الجنان 1/ 214، 217، 258 - 263. - بلاد البربر الشرقية على عهد الزبيريين (بالفرنسية) 715.

121 - الحداد (1317 - 1354 هـ‍) (1901 - 1935 م)

121 - الحداد (1317 - 1354 هـ‍) (1901 - 1935 م) الطاهر بن علي بن بلقاسم الحداد، الكاتب الأديب الشاعر الصحفي، نصير المرأة، وأحد مؤسسي الحركة النقابية الأولى، أصله من فطناسة من قرى حامة قابس، ومولده ونشأته بالعاصمة، وهو ينحدر من أسرة عمالية فقيرة، حفظ القرآن بأحد الكتاتيب ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1330/ 1914، ولبث مواصلا للدراسة به ثماني سنوات بدلا من سبع لأن شيخ الإسلام الحنفي أحمد بيرم منعه هو ورفاقه من اجتياز الامتحان في نهاية السنة السابعة لعدم توفر بعض الشروط في الدراسة حسب القانون، وأحرز على شهادة التطويع عام 1336/ 1920 وتابع دروس الحقوق التونسية، وأحرز على الجزء الأول من شهادتها أما الجزء الثاني وهو الجزء النهائي فقد منعه مدير العدلية التونسية - وهو آنذاك فرنسي - من اجتياز الامتحان بناء على ما لديه من تعليمات، لأن جلالة الباي تداخل وطلب منعه من اجتياز الامتحان، وذلك على اثر الحملة الشعواء التي قامت ضده بعد صدور كتابه «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» والذين اتصلوا بالباي، وأبدوا له هذه الرغبة هم رجال الشريعة، ومن الملاحظ أنه بعد صدور هذا الكتاب جرّد من شهادة التطويع، ومثل هذه المواقف من علماء جامع الزيتونة ورجال الشريعة تدعو إلى الاستغراب، فإذا كان الحداد عندهم ملحدا وزائغا يكون من حقهم منعه من التدريس أو مباشرة أية وظيفة ادارية في جامع الزيتونة أو الفروع التابعة له، أما بدعة تجريده من شهادة علمية أحرز عليها بجهده وكفاءته فأمر غير مقبول ولا معقول، فما معنى استردادها منه؟ هل هي منحة أو هبة يستردونها متى أرادوا إذا غضبوا؟ وهو اجراء ظالم من الحكمة عدم تبنيه والأخذ به، لكن الأزهر قد سبقهم

في ذلك في قضية الشيخ عبد الرازق وكتابه «الإسلام وأصول الحكم» فلماذا لا يقتدون به؟ وما معنى منعه من اجتياز امتحان شهادة الحقوق؟ أليس هو عين الظلم المتطرف؟ وهل المحاكم العدلية هي محاكم دينية حتى يخشى عليها من انحراف الحداد والحاده؟ هي محاكم مدنية تحكم بالأحكام الوضعية ورئاسة هذه المحاكم اداريا بيد مدير العدلية الفرنسي. الحق ان الحملة هذه كانت متطرفة وظالمة، حتى أصبح الحداد في نظر الكثيرين ضحية التآمر عليه من الرجعية التي زلزل الأرض من تحت أقدامها، والضحية تكوّن العطف عليها في النفوس التي راحت تلتمس المعاذير للتبرير والانتصار والمشايعة لآرائه وإلا فما هي الرجعية؟ وهل لها مصالح خاصة تخالف مصالح بقية الطبقات الاجتماعية تدافع عنها وتقدم لها الضحايا لاستبقائها؟ وراح أنصاره والمؤيدون له بعد وفاته بزمان يلتمسون الأسباب، ويخلعون عليه هالة الاكبار إن لم نقل التقديس، والحق بين طرفي الافراط والتفريط، أن علماء جامع الزيتونة ورجال الشريعة نسوا أو تناسوا أنهم يعيشون في ظل نظام غير إسلامي وإلا لما انزلقوا في ورطة منعه من اجتياز شهادة الحقوق، وبلغ بهم الغضب أنهم حاولوا قتله كفرا لاحدا بواسطة موافقة الباي الذي لا يتصرف في مثل هذا إلا بعد موافقة المقيم العام الفرنسي ولكنه امتنع محتجا بأن لا يقتل أحد من أجل أفكاره، ولم يكن الحداد مرضيا عليه من السفارة الفرنسية حتى يقال إن المقيم دافع عن صنيعة من الصنائع بل كان الحداد عاملا نشيطا في اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري القديم، وألقى بنفسه مرات في مواقع الخطر من أجل وطنه، وكان عضدا متينا للزعيم النقابي الدكتور محمد علي الحامي. كان من حق جماعة جامع الزيتونة الرد عليه في هدوء واعتدال وبعد عن الاسفاف عملا بقوله تعالى: {اُدْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} أما التطرف واشتداد الحملة فلا يتولد عنهما إلا العناد، وقد كان، ثم إن الإسلام ليس من الهزال بمكان حتى يؤثر في أصوله وأحكامه عشرات من أمثال الحداد، وإن قالوا هذا كله لسد الذريعة وردع لغيره أفلا يراعى في سد الذريعة ما تتركه من آثار في النفوس؟ والتنكيل الظالم

لا يردع الغير بل يخلق فيه روح الصلابة والعناد وهدوء العاصفة مسألة وقت ثم تأتي وتهب بعنف فتذهب بالأوتاد، إن بيان وجه الصدق والحق ينير الدرب، ويوضح الرؤية، ويضع المعالم الهادية، وتبقى شهوة الانتقام امرا غير مرغوب فيه يتعالى عنه ذوو النفوس الكريمة والعقول الراجحة وقد استمرت الحملة على أشدها لمدة سنوات في صحف ذلك الوقت كالزهرة، والنهضة والنديم الخ، وفي الحملة التبس الحق بالباطل، فالحداد عند أنصاره ومؤيديه مجدد وإمام مجتهد سابق لعصره ومجاهد، والحق وراء ذلك، أن من يدرس كتابه «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» دراسة موضوعية بعيدة عن الاندفاع العاطفي، والانسياق الانفعالي، والاغترار بالأغراض الدعائية يجد فيه أن الحداد محدود الافق في الثقافة الإسلامية فهو في الفقه لا يتجاوز معرفة ما في «تحفة الحكام» لابن عاصم وشرحها للتاودي، وفي التفسير لا يتجاوز الاطلاع على تفسير البيضاوي، مع فقر مدقع في الحديث وعلومه كالاطلاع على دواوين السنة، وعلى كتب الطبقات، والجرح والتعديل، فهل من كان على مثل هذا المستوى المتدني يكون مجددا أو مجتهدا؟ ثم ما هو الاجتهاد؟ هل يكون مخالفا للنص الصريح والقاعدة السليمة، إنه لا اجتهاد مع النص، والحداد أراد أن يجتهد في أحكام صريحة قطعية النص والدلالة كأحكام الميراث، فقد جنح إلى تسوية المرأة بالرجل في الميراث، بدعوى تغير الأحوال الاقتصادية، وأن الوحي لو أدرك هذا العصر لغيّر هاتيك الأحكام، وهذه دعوى خطيرة تبيح لكل أحد التسور على الأحكام الشرعية وتغييرها حسب هواه، ثم إنه ينطوي ضمنا على أن الإله غير عالم بما سيحدث أو أنه لم يبين العلاج لهذه الحالة الطارئة، وتركها للهوى والغرض، يضاف إلى هذا أن أحكام الميراث جاءت مردفة بصيغ التأكيد والتهديد لمن يحاول تغييرها مما ينفي كل دعوى للاجتهاد لتبدل العصور وتغير أحوالها الاقتصادية وطراز معاشها، إن دعوى الاجتهاد، ومحاولة التغيير للأحكام الشرعية لغير متمكن من عبقرية اللغة، ولا له ذوق في استشفاف ما يقتضيه سياق الكلام سابقا ولاحقا، ومثل هاته المعرفة والذوق من شروط الاجتهاد أو أن يكون الشرط متوفرا ولكنه لا يطبق لبلوغ مقصد معين يمليه الهوى، فلا وزن لهذا الاجتهاد. وله موقف آخر

حول الحدود، وأثار حولها غبار النقاش هدفا لتبرير تعطيلها، ويطول المقام عن جداله في كل ما أورد من جزئيات، ونكتفي برد اجمالي نقول فيه: إن الحدود الإسلامية هي على شدتها الظاهرية أرحم بكثير من قوانين العقوبات الوضعية، لأن الحدود تدرأ بالشبهات، أية شبهة تسقط الحد حتى أن المجرم لو اعترف أولا بما نسب إليه ثم لاذ بالانكار في خاتمة المطاف، فإن هذا يكون شبهة تسقط الحد، وهذا لا يسقط العقاب المقرر في القانون، ومن القواعد المقررة لأن يخطئ القاضي في العفو خير من أن يخطئ في العقاب، وللمقارنة بين الحدود الإسلامية وقوانين العقوبات الوضعية نذكر أن السارق لخبزة من أجل سد جوعته لا تسقط عنه العقاب المقرر للسرقة في القوانين الجنائية غاية ما في الأمر أنه يسعف بظروف التخفيف، لا سيما إن كان مبتدئا غير متعود، لأن التعود أي من سبق منه ارتكاب هذه الفعلة، وصدر حكم ضده فإن هذا يكون ظرفا من ظروف التشديد، بينما القانون الإسلامي يسقط عنه الحد إذا كانت السرقة لأجل سد الجوع، ولا يرى فيها اعتداء على المجتمع ويرى أن هذا المجتمع مقصر في حقه حين لم يوفر له العمل والعيش الكريم حتى ألجأه إلى السرقة، والحدود الإسلامية زواجر غايتها تطهير المجتمع من العناصر الفاسدة التي لا يجدي معها أي إصلاح أو أية مرحمة ليبقى المجتمع متماسكا منسجما لا تتطاول عليه العناصر الشريرة، وتعبث بالقيم والمبادئ التي يدين بها المجتمع. وهناك أمر آخر في هذا الكتاب، أثار عليه غضب الناقدين، وذلك أنه في معرض كلامه عن أزواج النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: «إن النبي بشر كسائر البشر» ومعناه أنه لا يتحكم في غريزته الجنسية كسائر البشر التافهين العاديين الذين لم يتحكموا في شهواتهم أو يعملوا على إعلاء غرائزهم والتسامي بها، والنظرة العابرة البسيطة تنسف تلك المقولة من أساسها لأن النبي - صلّى الله عليه وسلم - لم يتزوج بكرا إلا السيدة عائشة، والباقيات كنّ أيامى ثيبات قد ذهب أطيب شطرهن فالزواج بهن كان لمقاصد إنسانية صرفة، وإذن فعامل الشهوة أو الباعث الغريزي مفقودان، هذا زيادة عما في هذا التعبير

النابي من سوء الأدب مع النبي - صلّى الله عليه وسلم - وإيذاء لشعور المواطنين الذين يحترمونه بالغ الاحترام. إن الحداد لو تحاشى الخوض في مثل هذه المسائل، واقتصر على تعليم البنت وسفورها لم تبلغ الحملة عليه ذروتها من الحدة، ولنوقش في بقية آرائه مناقشة هادئة مثل مسألة السفور، غاية ما في الأمر أن يكون مخطئا في التأويل أو الفهم أو يكون مقلدا لغيره. والحداد بآرائه قد أعان على نفسه، فهل هي الشجاعة الأدبية التي تبلغ حد التهور أو الجهل باتجاهات المجتمع وآرائه وعقيدته، لا أظن هذا لأنه معروف بحدة ذكائه ورصانته. وقد اعتبره أنصاره ومؤيدوه نصيرا للمرأة في تونس، وقيل إنه في الاتجاهات العامة لكتابه كان مقلدا للكاتب التركي الملحد ضياء كوك الب، والحداد لا يعرف اللغة التركية، وإنما اطلع على تفكيره من خلال قراءة الصحف والمجلات فاختزنت ذاكرته ما قرأ وأملته عليه عند تدوين كتابه، وكان الكتّاب الأتراك السائرون في اتجاه مصطفى كمال، والمفلسفون لمبادئه لهم دوي عند الكثيرين في ذلك العصر شرقا وغربا، ويعتبر تأييدهم والهتاف لما يدعون إليه تقدمية، وذلك لأسباب نفسية وفكرية لا داعي لذكرها. ومما ألقى ظلالا مظلمة على الكتاب، وأثار غيوم الريب في سلامة اتجاهه وقصده عند معاصريه أن جريدة «لاتونيزي فرانساز» ذات النزعة الاستعمارية المتطرفة نشرت في ديسمبر 1930 مقالا في مناصرة الكتاب، وهذه الجريدة كان شعارها «إذا لقيت عربيا وأفعى فابدأ بقتل العربي» كما ناصرت الكتاب جريدة «تونس الاشتراكية» (الفرنسية اللسان) منها أربع مقالات للدكتور كوهين حضرية اليهودي الذي قيل عنه إنه أخطر الاشتراكيين الفرنسيين، كما أن الكنيسة قامت بتوزيع الكتاب خارج تونس، وكان المؤلف على صلة وثيقة بالقس يوسف سلام من الآباء البيض، وأقامت البلدية لمؤلف الكتاب حفلة تكريم بكازينو البلفدير، ومن

المعلوم أن البلدية إذ ذاك بيد الاستعماريين، وماذا يكون الانعكاس ورد الفعل في كافة الأوساط إزاء كتاب يباركه غلاة الاستعمار، ويمدحه يهودي، وترعاه الكنيسة في الخارج؟ ومن ذيول الحملة عليه أن الحزب القديم أغرى بعض الأوباش والصعاليك بشتمه وإهانته إذا مروا به، وهذا ينافي الآداب الإسلامية قال الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً} والحملة انحرفت عن الخط الإسلامي بالرغم من حماس القائمين بها في تشدقهم بخدمة الإسلام. وإزاء هذه المضايقة المتناهية اضطر إلى الانزواء في منزله وتسببت له هذه الصدمة في مرض القلب، ولم يبطئ أن وافاه الأجل في عنفوان الشباب، وأبّنه اصدقاؤه ورثوه بمراثي كثيرة من أحسنها مرثية صديقه وتلميذه الصحفي الأديب السيد الهادي العبيدي وطالعها: قفوا حيوا المجاهد والعميدا … وصلّوا فالنبوغ غدا شهيدا قفوا حيوا الرجولة والمبادي … فذا معناهما أمسى لحيدا وللمترجم نشاط سياسي ونقابي، فقد عمل في صفوف الحزب القديم، واشترك مع الدكتور محمد علي الحامي في تكوين النقابات التونسية، وكان كاتبا واضح الأسلوب قوي الحجة، نشر في الصحف كثيرا من المقالات السياسية والنقابية، ومنها سلسلة فصول في مناقشة الأستاذ دارويل الاشتراكي حول استقلال النقابات التونسية عن النقابات الفرنسية، والاشتراكيون يرون في هذا الاستقلال تشتيتا لقوى العمال، وهم في الحقيقة يخفون فكرة الابتلاع الاستعمارية، وكان لهذه المقالات صدى طيب ووقع حسن في الوسط، وحاز بها شهرة ككاتب صحفي ممتاز، ومفكر لامع. وله شعر قيد به خواطره وآراء لا تسري فيه حرارة العاطفة، وإنما تبدو عليه برودة التفكير، ويسف أحيانا إلى حد النظم الخالي من الروح وأصدقاؤه ومحبوه منذ كان حيا هم: أحمد الدرعي صديقه الحميم وزميله في الدراسة، وقد سلم له آثاره المخطوطة قبيل وفاته كديوان شعره

مؤلفاته

وخواطره، زين العابدين السنوسي دافع عنه في مجلته «العالم الأدبي» واشتبك في خصومة قلمية مع أحدهم (أظنه الشيخ علي كاهية) الهادي العبيدي، وعزّ الدين بلحاج، وهما أصغر منه سنا وبمنزلة تلميذيه، والثاني منهما أصدر حوالي سنة 1937 جريدة «البوق» ظهرت منها بضعة اعداد، وفي بعضها تنويه به، ورد على ما نشرته بعض الصحف آنذاك، الشيخ محمد السعيدي زميله في الدراسة لا يكتب في الصحف لكنه داعية سليط اللسان، خفيف الروح، الطيب الميلادي أصغر منه سنا، وداعية متحمس، محمد الصالح المهيدي، سالم بن حميدة الأكودي الذي كان أول من أدخل بناته المدرسة الثانوية الفرنسية بسوسة، وأخرجهن سافرات، فكان مسارعا إلى تطبيق النظريات في عالم الواقع، وهناك آخرون يجمجمون ولا يصرحون يسيرون مع الريح. وبعد الاستقلال تطوعت الأقلام للكتابة عنه في مؤلفات وهم الأساتذة: الجيلاني بن الحاج يحيى ومحمد المرزوقي في تأليف مشترك بينهما، أحمد خالد، أحمد الدرعي ومؤخرا الدكتور جعفر ماجد. مؤلفاته: 1) امرأتنا في الشريعة والمجتمع، ط تونس سنة 1930، وأعادت طبعه الدار التونسية للنشر في السنوات القريبة. 2) خواطر، ط بتونس. 3) ديوان شعر. 4) العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية، ط تونس سنة 1927، واعادت طبعه الدار التونسية للنشر سنة 1966. 5) التعليم الإسلامي وحركة الاصلاح في جامع الزيتونة، تقديم وتحقيق محمد أنور بوسنينة (تونس 1401/ 1981).

المراجع

المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 109 - 128. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 300 - 306. - معجم المؤلفين 5/ 33. - الحركة الأدبية والفكرية في تونس 161 - 162. - الشيخ محمد الصالح النيفر: حول خلفيات كتاب امرأتنا في الشريعة والمجتمع، مجلة المعرفة 4 جمادى الأولى 1399، 1 افريل 1979 ص 9.

122 - ابن الحداد (بعد 550 - 625 هـ‍) (1156 - 1228 م)

122 - ابن الحداد (بعد 550 - 625 هـ‍) (1156 - 1228 م) عبد الرحمن الأزدي التونسي، يعرف بابن الحداد، أبو القاسم. من علماء القراءات رحل إلى مصر فقرأ على الشاطبي، وسمع من ابن برّي النحوي اللغوي وبعد رجوعه إلى وطنه رحل إلى الأندلس فسمع منه ابن مصري بغرناطة، وتحول في آخر عمره إلى المغرب الأقصى فسكن مراكش. له شرح على الشاطبية، قال ابن الجزري: ويحتمل أن يكون هو أول من شرحها. المصدر: - غاية النهاية لابن الجزري 1/ 366.

123 - الحداد ( .... كان حيا سنة 497 هـ‍) (1104 م)

123 - الحداد ( .... كان حيا سنة 497 هـ‍) (1104 م) علي بن محمد بن ثابت الخولاني المهدوي، أبو الحسن، الإمام المقرئ الأديب الشاعر. كان يدرّس النحو، وكان الأمير تميم بن المعز يجلّه ويكرمه ويعرف مقامه. رحل إلى الأندلس، وأخذ القراءات عن تلامذة المقرئ أبي عمر وعثمان بن سعيد الداني، كأبي داود سليمان بن نجاح، وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدوش وأبي الحسن يحيى بن إبراهيم اللواتي المرسي المعروف بابن البيّار. قرأ عليه أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي رجاء البلوي البلنسي الأندلسي، قرأ عليه بالمهدية، وعبد المنعم بن يحيى بن الخلوف أبو الطيب الحميري الغرناطي في شهور سنة 485/ 1092، ونعته بالأستاذ المقرئ الشاعر، وقرأ عليه أبو القاسم اللّبلي سنة 497/ 1104 أثناء رحلته إلى المشرق. مؤلفاته: 1) الاشارة، مقدمة في النحو. 2) شرح عليها. 3) وله مؤلفات أخرى لم أقف على أسمائها.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - رحلة التجاني 332 (ذكر له مقتطفات من قصيدة). - شجرة النور الزكية 118. - غاية النهاية 1/ 566. - فهرسة ابن خير 319 - 320. - المجمل في تاريخ الأدب التونسي 167 - 168. Chedly Bouyahia، La vie litteraire en Ifriquia sous les Zirides، Tunis 1972، p .177

124 - الحرائري (1244 - 1292 هـ‍) (1824 - 1875 م)

124 - الحرائري (1244 (¬1) - 1292 هـ‍) (1824 - 1875 م) سليمان بن علي الحرائري التونسي، أبو الربيع. أصله من أسرة قديمة قدمت من البلاد الفارسية، واستقرت بتونس، تلقى بتونس العلوم الدينية واللغوية، ثم اتقن اللغة الفرنسية، هو أمر يكاد يكون معدوما بين المتعلمين في ذلك العصر، واكب على مطالعة العلوم الرياضية، والطبيعيات والطب. تولى تدريس الرياضيات وعمره 15 سنة مما يدل على عدم انتشارها بين المتعلمين في عصره وولاه الأمير مصطفى باي سنة 1255/ 1840 رئاسة الكتابة لديوانه، وباشر خطة العدالة والترجمة بالقنصلية الفرنسية، ودرّس العربية بمدرسة القدّيس لويس الثانوية التي أسسها القس فرانسوا بورقاد Francois Bourgade (ت 1866) الذي استقر بتونس، وخدم كنيسة القديس لويس، ولما انتقل الأب بورقاد إلى باريس، انتقل معه إلى هناك، فعين أستاذ اللغة العربية بمدرسة اللغات الشرقية، وأسس جريدة «عقاب باريس» وتولى التحرير في جريدة «برجيس باريس» التي أنشأها الكونت الشيخ رشيد الدحداح اللبناني، ونشر فيها قسما من «سيرة عنترة» و «قلائد العقيان» للفتح بن خاقان ثم طبعهما على حدة، ومما نشره بتونس كتاب مقامات الشيخ أحمد بن محمد الشهير بابن المعظم أحد أدباء القرن السابع/ 13 م، وعرب بعض الكتب العصرية. مؤلفاته وترجماته: 1) ترجم كتاب الأصول النحوية للغوي الفرنسي لومون Lhomond. ¬

(¬1) وقع اضطراب في تاريخ ميلاده بين 1239، 1240، 1244.

المراجع

2) رسالة في حوادث الجو، لخصها من الكتب الفرنسية، وطبعها بباريس سنة 1862 وكان وضعها دليلا على سعة اللسان العربي، وكفاية المعارف العصرية، ونهج بعد ذلك المعربون نهجه لا سيما المرسلون الامريكان. 3) عرض البضائع العام، وصف به معرض باريس سنة 1867. 4) القول المحقق في تحريم البن المحرّق. كنت مرة أتذاكر في شأنه مع صديق أديب باحث، فوصفه لي بالتحديد، وأخرج مغتبطا ما كتبه عنه، ومن دلائل تجديده عنده اباحته لشرب الخمر في البلاد الباردة، فقلت له: يا سبحان الله أهذا تجديد أم تبديد؟ المراجع: - الآداب العربية في القرن التاسع عشر للأب لويس شيخو (بيروت 1924) 1/ 103 - 104 (ط 2/) - الاعلام 3/ 194. - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان (ط جديدة، مراجعة وتعليق د. شوقي ضيف) 4/ 54. - تاريخ الصحافة العربية لفيليب دي طرازي 1/ 119. - معجم المطبوعات 746 - 747. - معجم المؤلفين 6/ 233.

125 - الحربي ( ... -1284 هـ‍) (1868 م)

125 - الحربي ( ... - 1284 هـ‍) (1868 م) أحمد بن الحاج محمد ابن الحاج محمد ابن الحاج قاسم الحربي المذحجي القيرواني، أبو العباس، الصوفي، المؤرخ. قرأ ببلدة القيروان على جماعة من علمائها مثل محمد بن أبي بكر صدّام، أخذ عنه شرح القسطلاني على البخاري بالمدرسة العوّانية، وقرأ تفسير البغوي، وشرح الزرقاني على الموطأ على محمد بن محمد الغرياني، وتعلم عليه التوثيق، وكانت له معرفة ممتازة به ولذلك كان يقول: «أنا حسنة من حسناته» كما قرأ على محمد دحمان الغسّاني صحيح البخاري، وشرح الرسالة، والوعظ، وقرأ على محمد بن حمودة صدام، ومحمد صدام كبير أهل الشورى، وعبد الله البليّش، ومحمد الوحيشي الفقه والتوحيد والنحو. وبعد استكمال تحصيله درّس بمسجد ابن خلدون الفقه، والنحو، وباشر صناعة التوثيق وولي شيخا على جماعة القادرية، وأخذ سند هذه الطريقة على الشيخ محمد الإمام المنزلي مجدد رسوم هذه الطريقة بالبلاد التونسية، وللمترجم قصائد مطولة في مدح الشيخ عبد القادر الجيلي. له تأليف سماه شفاء الابدان في المتأخرين من صلحاء القيروان، وهو ذيل لمعالم الإيمان في ست كراريس في تراجم رجال من القرن الحادي عشر إلى عصره والربع الأول من القرن الثالث عشر/التاسع عشر، وختم الكتاب بترجمة شيخه في الطريقة القادرية محمد بن محمد الإمام المنزلي (نسبة إلى بلدة منزل بوزلفة) انتقد هذا الكتاب محمد بن صالح عيسى الكناني القيرواني في كتابه تكميل الصلحاء والأعيان لمعالم الإيمان بقوله:

المصادر والمراجع

«غير أنه لم يترجم لكثير أدركهم مع أن اشتهارهم بالصلاح معروف معلوم عند غير واحد، ثم قال معترفا باستمداده منه مضمنا عباراته باللفظ أو المعنى مشيرا إلى ذلك بلفظ «قال» وأحيانا يصرح باسمه، وما زاده عليه يثبته بلفظ «قلت». المصادر والمراجع: - تكميل الصلحاء والأعيان ص 2 - 3 (خطبة الكتاب) مقدمة الكتاب المذكور لمحققه الأستاذ محمد العنابي، نفس المصدر 265 - 266. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) ص 385.

126 - الحرشاني ( ... -1353 هـ‍) (1934 م)

126 - الحرشاني ( ... - 1353 هـ‍) (1934 م) أحمد العربي الحرشاني الدقاشي (¬1)، الفقيه، الفرضي، الأديب، الشاعر توفي في صفر. مؤلفاته: 1) منظومة في التوحيد. 2) منظومة في طلاق الثلاث. 3) منظومة في الفرائض. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 169 - 171. ¬

(¬1) نسبة إلى دقاش (بفتح الدال والشائع على الألسنة سكونها والقاف المعقودة) بلدة صغيرة في اقليم الجريد، وهي في موضع نقيوس القديمة.

127 ابن حريز (682 كان حيا 735 أو 740 هـ‍) و (1284 كان حيا 1335 أو 1340 م).

127 - ابن حريز (682 كان حيا 735 أو 740 هـ‍) و (1284 كان حيّا 1335 أو 1340 م). أبو عبد الله بن حريز (بصيغة التصغير) التونسي، الفقيه، الصوفي، الأديب الشاعر. اجتمع به خالد البلوي، وروى عنه اشعارا وتأليفه الآتي ذكره، وأطال في مدحه والثناء عليه. له نواسم المدائح ومصيدة غنائم المنائح، في أحد حجاب السلطنة الحفصية. المصدر: - الحلل السندسية /1 ق 3/ 810 - 814.

128 - حسين (1293 - 1377 هـ‍) (1873 - 1985 م)

128 - حسين (1293 - 1377 هـ‍) (1873 - 1985 م) محمد الخضر (¬1) بن حسين بن علي بن عمر. أصل سلفه من بلدة طولقة بالجنوب الجزائري، انتقل والده منها إلى نقطة بالجنوب الغربي التونسي في اقليم الجريد، وهي غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، حل بها إبان الاحتلال الفرنسي سنة 1843 صحبة صهره الشيخ مصطفى بن عزوز، الضليع من العلوم الشرعية واللغوية والأدبية، الكاتب الشاعر، السياسي، الصحفي. ولد بنفطة يوم 26 رجب 23/ جويليه، وبلدة نفطة واحة جميلة حبتها الطبيعة برونق أخاذ يثير الخيال وينبه الشاعرية، قال المترجم في ديوانه «خواطر الحياة»: «نشأت في بلدة من بلاد الجريد بالقطر التونسي، يقال لها نفطة، وكان للأدب المنظوم والمنثور في هذه البلدة نفحات تهب في مجالس علمائها وكان حولي من أقاربي وغيرهم من يقول الشعر فتذوقت طعم الأدب من أول نشأتي، وحاولت وأنا في سن الثانية عشرة نظم الشعر». وهذه البلدة ذات المناخ الشاعري الملهم أخرجت شعراء وعلماء على مدار العصور وفي بعض العصور ازدهرت فيها الحركة العلمية ازدهارا كبيرا حتى سميت بالكوفة الصغرى. في سنة 1306/ 1888 انتقل مع أسرته إلى العاصمة حيث أتم تعليمه ¬

(¬1) اسمه في الأصل الأخضر ثم حوره إلى الخضر، ووالده اسمه الحسين، ولما استقر بالمشرق جرى على عادتهم في حذف كلمة ابن قبل اسم الأب وحذف حرف التعريف من اسم والده.

الابتدائي أي حفظ القرآن، ثم التحق بجامع الزيتونة في العام الموالي أخذ عن أعلامه كسالم بو حاجب وعمر بن الشيخ، ومحمد النجار، وغيرهم، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع في سنة 1316/ 1898، وفي العام الموالي لتخرجه درّس متطوعا بجامع الزيتونة بعد أن قام برحلة إلى ليبيا. وكانت عنايته بالأدب واللغة في عهد الطلب بجامع الزيتونة أكثر من غيرهما. وكان ينظم الشعر في بعض المناسبات كتهنئة بعض شيوخه عند إتمام دراسة بعض الكتب، وهو تقليد شائع بجامع الزيتونة في ذلك العهد وما سبقه قال في مقدمة ديوانه «خواطر الحياة»: «انتقلت إلى مدينة تونس والتحقت بطلاب العلم بجامع الزيتونة، وكان من اساتذة الجامع ومن هم في الطبقة العالية من طلاب العلم من أولعوا بالأدب والتنافس في صناعة القريض إلى شأو غير قريب فاقتفيت أثرهم وكنت أنظم قصائد تهنئة لبعض أساتذتي عند إتمام دراسة بعض الكتب» وفي سنة 1322 - 1904 أصدر مجلة «السعادة العظمى» وهي أول مجلة صدرت بتونس، صدرت نصف شهرية، واستمرت قرابة العام، واعدادها 21 عددا، وكان ظهور هذه المجلة حدثا فكريا بارزا اهتز له رجال العلم المحبين للأدب والاصلاح والشباب، وساء المتزمتين ضيقي الأفق، عبّاد القديم، فإن هذه المجلة بدت فيها نزعة إلى حرية النقد، ودعوة إلى احترام التفكير، وتأييد لفتح باب الاجتهاد، ففي المقال الافتتاحي الذي قدم به المجلة يقول: «إن دعوى أن باب الاجتهاد قد أغلق هي دعوى لا تسمع إلا إذا أيّدها دليل يوازن في قوته الدليل الذي فتح به باب الاجتهاد» ومثل هذه الدعوى وأمثالها مما روجته مجلته لم تكن لتلقى القبول والترحيب من وسط الجامدين دعاة التمسك بالقديم، وقامت هيئة النظارة العلمية بجامع الزيتونة (المديرة له) تطالب الحكومة بمنع صدور هذه المجلة وتدعو إلى معارضتها ومقاومتها، وكانت بذلك مجلبة لكثير مما ناله من الاضطهاد طيلة مقامه بتونس. وكشفت هذه المجلة عن مكانة صاحبها في النثر الفني والعلمي واتجاهه إلى تجديد أغراض الشعر بصوغ القصائد في المعاني الاجتماعية

والفلسفية والتوجيه إلى مسالك النهضة والتحرر والتجدد. وفي مدة تدريسه بجامع الزيتونة درس كتاب «المثل السائر» لابن الأثير كان درسا عظيم الصدى، ازدحم عليه المستفيدون، وحاز به شهرة ومكانة لدى الوسط العلمي وبتوجيهه واعتنائه تأسست أول منظمة طالبية بتونس تحت اشرافه باسم «جمعية تلامذة جامع الزيتونة» سنة 1324/ 1907، قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «وبذلك بدا الشيخ الخضر يستهدف لما استهدف له المصلحون العاملون من قبله من آثار المكائد والسعايات والدسائس، فأصبحت كل حركة تبدو من الطلبة محمولة على حسابه، ونظرته أعين المسئولين شزرا عند ما أعلن طلبة الزيتونة الاضراب عن الدروس سنة 1328/ 1910 باعتبار كونه المسئول عن ذلك التحرر». وعند ما تضايق المتزمتون من علماء الزيتونة ورجال المجلس الشرعي من أفكاره التحررية والاصلاحية أبعدته الحكومة عن العاصمة وسمته قاضيا ببنزرت سنة 1323/ 1905، وباشر التدريس والخطابة بجامعها الكبير، وضايقته السلط الاستعمارية على أثر إلقائه محاضرة بنادي قدماء الصادقية بالعاصمة سنة 1906 بعنوان «الحرية في الإسلام» فاستقال من خطة القضاء وعاد للتدريس متطوعا بجامع الزيتونة، وسمته النظارة العلمية عضوا في اللجنة المكلفة بوضع فهرس للمكتبة الصادقية (العبدلية) إحدى مكتبتي جامع الزيتونة. واجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية بجامع الزيتونة في سنة 1325/ 1907، وفي العام الموالي عين مدرسا بالمدرسة الصادقية، وفي هذه السنة ألقى دروسا في الآداب والانشاء في المدرسة الخلدونية. قام بثلاث رحلات الى الجزائر، المرة الأولى سنة 1903 والثانية في رمضان 1322/ 1904 والثالثة سنة 1327/ 1909، فزار عدة مدن جزائرية، وألقى فيها المحاضرات والدروس وفي سنة 1330/ 1912 شارك في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى فلم ينجح لغرضين لأن لجنة المناظرة آثرت أن تقدم عليه

أحد أبناء البيوت العلمية الارستقراطية ولأنه من دعاة التحرر والاصلاح، وهي أمور تنقمها عليه اللجنة (وأعضاؤها من رجال الشريعة) وذلك بالرغم مما أبداه من كفاءة وتفوق، وذاق مرارة الظلم والاضطهاد، وشهوة الإيذاء والوقيعة، لا سيما وهو من أنصار الجامعة الإسلامية «الذين يؤمنون بخدمة الملة الإسلامية خدمة لا تضيق بها حدود الأوطان» وقام برحلة استطلاعية، وسافر في العام نفسه إلى استانبول حيث كان بها خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز ومرّ بمصر والشام، ودوّن وصفا اجتماعيا وأدبيا لهذه الرحلة نشرته جريدة «الزهرة» وعاد عن طريق البحر إلى تونس في 2 اكتوبر 1912، وبعد عودته منع من التدريس بالمدرسة الصادقية بحجة غيابه عن افتتاح المعهد بيومين، فقرر الهجرة إلى المشرق في نفس السنة، ومعه اخوته الأربعة من بينهم زين العابدين، ومحمد المكي وزار مصر والشام والحجاز، والبانيا، وتركيا، ومعظم بلاد البلقان، ثم استقر بدمشق، وعهد إليه بالتدريس في المدرسة السلطانية إلى سنة 1336/ 1917، وفي مدة إقامته بدمشق كتب المقالات، وألقى المحاضرات، ونشر بعض مؤلفاته، دخل السجن بأمر من القائد التركي أحمد جمال باشا بتهمة علمه بالحركة السرية العربية المعادية للأتراك ومكث سجينا ستة أشهر وأربعة عشر يوما، وخرج منه في 4 ربيع الثاني سنة 1335/ 29 جانفي 1917 بعد محاكمته وثبوت براءته، وبعد ذلك استدعي إلى استانبول حيث سمي مفتشا بوزارة الحربية، ثم سافر إلى المانيا صحبة وفد من العلماء من بينهم الشيخ صالح الشريف التونسي (ت سنة 1338/ 1920) مكلفا بمهمة من قبل الحكومة التركية، ولبث بها قرابة تسعة أشهر، تعلم أثناءها اللغة الالمانية، وتردد بين برلين واستانبول إلى أواخر الحرب العالمية الأولى، حيث أقام ببرلين مرة أخرى قرابة سبعة أشهر، ثم عاد إلى استانبول التي سقطت بأيدي الحلفاء، فقرر العودة إلى دمشق التي أصبحت عاصمة الأمير فيصل بن الحسين، وما كاد يستقر في دمشق حتى سمي مدرسا في ثلاثة معاهد وهي المدرسة العثمانية، والمدرسة العسكرية، والمدرسة السلطانية، وعين عضوا عاملا في إحدى لجان المجمع العلمي العربي بدمشق على أثر جلسته

المنعقدة في 30 جويليه 1919 وفي منتصف عام 1920 احتل الجيش الفرنسي دمشق فبارحها، وصار عضوا مراسلا للمجمع العلمي، واحتفظ بهذه العضوية إلى آخر أيام حياته، وأصدرت عليه فرنسا حكما بالاعدام غيابيا أثناء قيامه في المانيا بتحريض المغاربة والتونسيين منهم خاصة على الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، فكان خروجه من دمشق فرارا من تنفيذ حكم الاعدام عليه، وتوجه الى مصر التي له فيها أصدقاء عرفهم في دمشق واستانبول وأوربا، وفي القاهرة سمي مصححا بدار الكتب المصرية، وهي خطة لا تسند الا لمن تثبت مقدرته العلمية والأدبية واللغوية، وكتب في الصحف والمجلات، وألقى المحاضرات في الجمعيات، والدروس في المساجد. وفي سنة 1923 أسس جمعية «تعاون جاليات شمال افريقيا» وهدفها رفع المستوى الثقافي والاجتماعي لتلك الجاليات، وتولى رئاسة هذه الجمعية. ولما أصدر الشيخ علي عبد الرازق كتابه «الإسلام وأصول الحكم» لم تحل علاقاته بآل عبد الرازق من قولة الصدق وبيان وجه الحق والرد على أحد أفرادهم، ومن الهراء زعم بعضهم أنه ألف الكتاب خدمة لأغراض ملك مصر أحمد فؤاد الذي كان يسعى لمبايعته بمنصب الخلافة الإسلامية بعد إلغائها في تركيا، وكأن علي عبد الرازق يرد عليه من طرف خفي، والحقيقة أن ما تضمنه الكتاب آراء لا يوافق عليها أي عالم مسلم، فالرد عليه هو بيان لوجه الحق وتبديد الشبهات وإرضاء الضمير لا خدمة لركاب أحمد فؤاد أو غيره من الأشخاص أو المؤسسات. فلم تكد تهدأ العاصفة التي أثارها هذا الكتاب حتى أصدر الدكتور طه حسين سنة 1926 كتابه في الشعر الجاهلي الذي أثار حملة من النقود والردود لأنه زعم أنه يطبق منهج ديكارت على الشعر الجاهلي، وتطرق إلى إنكار نزول إبراهيم - ع - بالحجاز فهو تكذيب صريح للقرآن مما زاد في اشتداد الحملة عليه، وكان من بين الذين تولوا الرد عليه المترجم له في كتابه «نقض كتاب في الشعر الجاهلي» وبهذين الكتابين حاز شهرة في الأوساط الأدبية والعلمية، ومنح الجنسية المصرية واجتاز امتحان شهادة

العالمية في الأزهر بتفوق لأن الأزهر لا يعترف بالشهادات الزيتونية، والزيتونة لا تعترف بشهادات الأزهر، وبموجب إحرازه على شهادة العالمية صار من مدرسي الأزهر في معاهده الثانوية، ولما تولى مشيخة الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي سعى إلى تسمية المترجم استاذا في كليات الأزهر، وفي عام 1950 طلب قبوله عضوا في هيئة كبار العلماء، ومن شروط القبول القديم بحث علمي ممتاز، فقدم بحثا مطولا عن القياس في اللغة العربية، فقبل بالاجماع وواصل نشاطه في ميدان الدعوة الإسلامية، فأسس جمعية «الهداية الإسلامية» في 13 رجب سنة 1346/ 16 جانفي 1928 لخدمة مبادئ الدين الإسلامي وأصوله، وتولى رئاسة هذه الجمعية وادارة مجلتها والتحرير فيها، كما تولى رئاسة تحرير مجلة «نور الإسلام» ومجلة «الأزهر» ولما تأسس المجمع اللغوي بالقاهرة بمرسوم من الملك أحمد فؤاد، وصدر عنه مرسوم ثان في العام الموالي في 16 جمادى الثانية 1352/ 16 اكتوبر 1933 تم بموجبه الأعضاء العاملين بالمجمع، وكان من بينهم المترجم له. وفي يوم الأحد 25 ربيع الثاني سنة 1356/ 4 جويليه 1937 سافر إلى دمشق فأقام بها شهرين ثم عاد إلى القاهرة يوم الاثنين غرة رجب 8/ ديسمبر، واتصل فيها بأصدقائه من العلماء والأدباء الذين رحبوا بقدومه، وأقاموا له حفلات التكريم، وألقى محاضرة في قاعة المحاضرات بالمجمع العلمي عنوانها «اثر الرحلة في الحياة العلمية والأدبية». ولم يترك الاهتمام بقضايا المغرب العربي، فأسس بعد الحرب العالمية الثانية «جبهة الدفاع عن شمال افريقيا» التي قامت بعدة أعمال لفائدة المغرب العربي وكان من بين أعضائها الزعيم الحبيب بورقيبة عند هجرته إلى مصر، ومحيي الدين القليبي عند زيارته الأولى لمصر، وقدم المساعدة اللازمة للمجاهد الأكبر الأستاذ الحبيب بورقيبة عند قدومه إلى مصر في مارس 1946 الذي أوقفته السلط المصرية للتثت من هويته قبل دخوله القاهرة، وزار الزعيم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي في السفينة الراسية في ميناء السويس.

مؤلفاته

وعند ما قامت الثورة المصرية سمي شيخا للجامع الأزهر في يوم الأربعاء 27 ذي الحجة سنة 1371/ 7 سبتمبر 1952، وكان قد أحيل على التقاعد منذ سنة 1950، ولما نحي اللواء محمد نجيب عن الحكم ونفي إلى مكان مجهول في 20 اوت 1953، وكثرت أمراضه الجسمية وهزلت صحته، مما عاقه عن القيام بمسئولياته بما يرضي ضميره وولوعه بالمطالعة، كل هذا دعاه إلى الاستقالة من منصب مشيخة الأزهر في 2 جمادى الأولى سنة 1373/ 8 جانفي 1954، وعقب الاستقالة قام برحلة إلى دمشق زار فيها شقيقه الشيخ زين العابدين، ثم عاد إلى القاهرة إلى أن أدركته الوفاة بعد ظهر يوم الأحد 13 رجب 1377/ 12 فيفري 1958، وترك وصية خطية طلب فيها دفنه بمقبرة آل تيمور حذو صديقه العلامة أحمد تيمور باشا الذي وجد منه المساعدة والعون عند قدومه إلى مصر سنة 1920، كما وجد منه النصح والتقدير خلال بقية السنوات، وقد طلب فخامة رئيس الجمهورية التونسية الرئيس الحبيب بورقيبة من الأستاذ الطيب السحباني سفير تونس بمصر السعي لدى عائلة الفقيد للموافقة على دفنه في أرض الوطن، ولم تقع الموافقة عليه بالايجاب لوصيته الخطية السالفة الذكر ومات عن غير عقب، وترك مكتبة نفيسة أهداها إلى زوجته. مؤلفاته: 1) أسرار التنزيل، وهي تفسير للفاتحة وسورة البقرة وبعض آيات من سورة آل عمران والحج والانفال ويونس. 2) بلاغة القرآن، أشرف على طبعه الأستاذ علي رضا التونسي ابن شقيقه زين العابدين وطبع بالمطبعة التعاونية بدمشق سنة 1979، ص 216، جمعه مما نشر في المجلات. 3) تونس وجامع الزيتونة، أشرف على طبعه حفيده للأخ: المط، التعاونية بدمشق 1971 جمعه مما سبق نشره في المجلات أو الرسائل الصغيرة، وله علاقة بتونس، وخاصة تراجم العلماء المشهورين أمثال ابن خلدون،

وأسد بن الفرات، وعمر بن الشيخ، ومحمود قابادو. 4) خواطر الحياة (ديوان شعر ضخم) ط سنة 1366/ 1946، وعلق عليه في الطبعة الثانية الشيخ محمد علي النجار الأستاذ بكلية اللغة العربية بالأزهر، نشرته المطبعة السلفية ومكتبتها لصاحبها الأستاذ محب الدين الخطيب أحد أصدقائه سنة 1373/ 1953. 5) الخيال الشعري العربي، نشره أولا في شكل مقالات بمجلة «المنار» خلال سنة 1921 ط، بالمطبعة الرحمانية، 41 ص، وط للمرة الثانية بالمط السلفية 1346/ 1928، 84 ص ثم أعاد طبعه الأستاذ علي رضا التونسي بالمط التعاونية بدمشق 1972/ 203 ص وأضاف إليه الخطابة عند العرب، ومحاضرات في البلاغة والآداب. 6) الحرية في الإسلام، محاضرة ألقاها بنادي جمعية قدماء تلامذة الصادقية مساء يوم السبت 17 ربيع الثاني 1324 وهو يومئذ قاض ببنزرت، المط التونسية 1909، 64 ص وطبعت طبعة ثانية بالأوفسيت، تونس 1972. 7) رسائل الإصلاح، جمع فيها جملة كثيرة من بحوثه في الدين، والأخلاق، والتراجم والتاريخ، واللغة، وقد جعلها أربعة أقسام هي: 1) الأخلاق والاجتماعيات. 2) قسم المباحث الدينية في أصول الدين وأصول الفقه والأحكام العملية. 3) قسم السيرة النبوية وتراجم الرجال والبحوث التاريخية. 4) قسم مباحث اللغة والآداب، وقد نشر منه في حياته 3 ثلاثة أجزاء تدور كلها على القسمين الأولين، ط، الجزء الأول بمط، الهداية الإسلامية، القاهرة 1358/ 1938 ص 44 - 240، وقد أعاد طبع هذا الجزء حفيده للأخ بدمشق 1971 بعد الحذف وإضافة موضوعات من الجزء الثاني 240 ص. الجزء الثاني بمط، حليم بالقاهرة بلا تاريخ، ص 231 وقد نقل الحفيد

موضوع «أديان العرب قبل الإسلام» إلى كتاب «محمد رسول الله» كما نقل موضوع التصوف إلى كتاب «الشريعة الإسلامية». 8) الدعوة إلى الإصلاح، رسالة طبعت على نفقة شقيقه السيد محمد العروسي بن الحسين، بالمط العربية بتونس 1328/ 1910، 41 ص وطبعت للمرة الثانية، بالمط السلفية 1346/ 1921، 84 ص بعد أن أدخل عليها تنقيحا في بعض الفقرات والفصول وتحويرا في التبويب. 9) الشريعة الإسلامية، فيه معظم الجزء الثالث من «رسائل الاصلاح» في طبعتها الأولى وأضاف إليها حفيده مقالات نشرت في مجلة «نور الإسلام» ومجلة «الهداية الإسلامية» وأشار لها في الحواشي، المط، التعاونية بدمشق 1971، 222 ص. 10) طائفة القاديانية، المط، السلفية سنة 1351/ 1932، 40 ص، وطبعت للمرة الثانية ضمن رسائل الاصلاح، ج 3 ص 107 - 125. 11) علماء الإسلام في الأندلس، محاضرة ألقاها في نادي جمعية الشبان المسلمين باسم جمعية الهداية الإسلامية مساء يوم الأربعاء 28 ذي الحجة 1346/ 1927، وأردفها بخطبة في موضوع (لماذا نحتفل بذكرى الهجرة النبوية؟ ) ألقاها في النادي نفسه في غرة محرم 1347، طبعت، بالمط السلفية 1357/ 1928، 40 ص. 12) القياس في اللغة العربية، لما درس المؤلف كتاب «مغني اللبيب» بالمدرسة السلطانية بدمشق تجمعت لديه كثير من الآراء عن القياس في اللغة العربية قدمها إلى تلاميذه، وناقشها مع بعض أصدقائه من العلماء، وقد اقترح عليه بعضهم ومنهم الشيخ محمد بهجة البيطار عضو المجمع العلمي العربي بدمشق جمع هذه الآراء في كتاب يساعد قراء العربية على معرفة هذا الموضوع الهام فكتب بحثا في القياس في اللغة نشره تباعا في مجلة «المنار» سنة 1922 ثم نشره في كتاب خاص في 127 ص، وطبع بالمط السلفية 1353/ 1934، والطبعة الثانية نشرها حفيده ضمن كتاب «دراسات في العربية وتاريخها» (5 ص) دمشق

المراجع

1960 ثم إنه نقحه وجوده وقدمه إلى هيئة كبار العلماء فقبلته بالاجماع وأصبح عضوا فيها سنة 1950، ومما نشره وعلق عليه كتاب «الموافقات» للشاطبي وعليه تعليقاته وط بالمط، السلفية سنة 1341/ 1923 في أربعة أجزاء. 13) نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، المطبعة السلفية 1344/ 1925، 44 ص 7+242. 14) نقض كتاب في الشعر الجاهلي، المط السلفية 1345/ 1926، 7+364. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 193 - 230. - أركان النهضة الأدبية في تونس 39 - 43. - اعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث لأحمد تيمور (القاهرة 1967) 378 - 381 محمد الخضر حسين حياته وآثاره لمحمد مواعدة (تونس 1974). - شيخ الأزهر الأسبق دراسة مختارات سلسلة اعلامنا (4) لأبي القاسم محمد كرو، تونس 1973. - معجم المطبوعات 1652. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 333 - 337. - معجم المؤلفين 2/ 279 - 280، وانظر عنه وعن مجلة «السعادة العظمى». Jaafar Majed، La presse litteraire en Tunisie de 1904 a 1955 Tunis 1979 p.p .29 - 45.

129 - حسين (1317 - 1377 هـ‍) (1898 - 1957 م)

129 - حسين (1317 - 1377 هـ‍) (1898 - 1957 م) زين العابدين بن حسين، شقيق الشيخ محمد الخضر والشيخ محمد المكي أصيل بلدة نفطة. ولد بتونس بعد انتقال أسرته إليها، وبها حفظ القرآن، ثم التحق بجامع الزيتونة ومن شيوخه أحمد بيرم، وباحسن النجار، وصالح المالقي، والصادق بن القاضي، ومحمد الطاهر بن عاشور، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع، ولما هاجر أخوه الشيخ محمد الخضر إلى المشرق، واستقر بدمشق مدة كان معه، فدرس العربية في المدرسة السلطانية، وبقي مقيما بدمشق إلى أن فارق الحياة. وعند ما أنشئت الجامعة السورية التحق بكلية الآداب، ونال شهادة الآداب العليا منها، ثم درّس في مدارس دمشق الرسمية الابتدائية، ثم الثانوية، ثم دور المعلمين وأحيل على التقاعد عام 1950. وكان لطيفا فيه دعابة، لطيف المعشر، خفيف الظل، آية في الذكاء مع صلاح ووقار. مؤلفاته المطبوعة: 1) المعجم في النحو والصرف. 2) المعجم في القرآن. 3) المعجم المدرسي. 4) الدين في القرآن. 5) الأربعون الميدانية في الحديث.

المرجع

المرجع: - د. صلاح الدين المنجد: تونسيون في دمشق، دراسة مرقونة القيت في ذكرى مرور 13 قرنا على تأسيس جامع الزيتونة، 15 - 21 ديسمبر 1979، وذكر أنه ترجم له ولأخيه محمد الخضر ترجمة مطولة في كتابه «اعلام العصر» وهو مخطوط.

130 - ابن الحسين (1301 - 1382 هـ‍) (1883 - 1963 م)

130 - ابن الحسين (1301 - 1382 هـ‍) (1883 - 1963 م) محمد المكي بن الحسين بن علي بن عمر، شقيق الشيخ محمد الخضر حسين والشيخ زين العابدين، باحث لغوي، أديب شاعر. ولد ببلدة نفطة، وفي عام 1306/ 1893 ارتحل والده وأسرته إلى مدينة تونس العاصمة، وبها حفظ القرآن، وتلقى مبادئ العلوم، ثم دخل جامع الزيتونة وأخذ عن أعلامه إلى أن تخرج منه محرزا على شهادة التطويع. وفي عام 1330/ 1912 هاجر مع أسرته إلى دمشق حيث باشر التعليم بمدارسها الابتدائية، وتعرف باعلام دمشق كخير الدين الزركلي، وسليم الجندي، والشيخ عبد القادر المغربي، ومحمد مبارك الجزائري، ومحمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي. وفي سنة 1338/ 1920 رجع إلى تونس، وتفرغ للمطالعة والبحث، وهو مغرم بالأبحاث الفنية الدقيقة في اللغة وعادات العرب في الجاهلية، ونشر بعض هذه البحوث في الصحف والمجلات، درس قاموس الفيروزآبادي دراسة متأنّية دقيقة، واستخرج منه ما يوافق اتجاهه في البحث عن العادات عند عرب الجاهلية وأدواتهم. مؤلفاته: 1) الأسماء اللغوية للبحر، أدب، أمثال حربية، مط الشريف، تونس 1378/ 1958، 16 ص.

المرجع

2) أسماء الكعبة المشرفة، مط التليلي تونس 1368/ 1949، 22 ص. المرجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 1/ 193 - 201.

131 - الحسيني (كان حيا 863 هـ‍) (1460 م)

131 - الحسيني (كان حيا 863 هـ‍) (1460 م) علي بن محمد الحسيني المحمدي الغزالي، القادري، الشاذلي، الموحدي، نزيل تونس الوافد إليها من المشرق، الصوفي المحدث. في بداية وجه الورقة الأخيرة من الجزء التاسع من كتابه عمدة المرغب الأريب: «وكان ابتدائي ذلك (خرم) وتصنيفه بالحضرة العلية بتونس المحرو [سة] أدام الله إنارة ربوعها المحروسة - عن الأمر العلي الإمامي الأعظمي العثماني العمري المتوكلي، اعلاه الله تعالى .. في سنة ثلاث وستين وثمانمائة للهجرة النبوية. ونستفيد من هذا أن المترجم ألف كتابه بأمر من السلطان المتوكل على الله أبي عمرو عثمان بن أبي المنصور بن أبي فارس عبد العزيز الحفصي «خاتمة الفضلاء من هذا البيت وأطولهم مدة» (¬1). ومما يثبت أن المؤلف مشرقي أن صيغ الألقاب التي أطلقها على السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي (الإمامي الأعظمي الخ) والمختومة بياء النسب هي صيغ معروفة في المشرق، وغير معروفة في أقطار المغرب (¬2) ومما ¬

(¬1) اتحاف اهل الزمان 1/ 136. (¬2) الألقاب الملحق بها ياء النسب تارة يراد بالنسب فيها الحقيقي على بابه وتارة يراد بها المبالغة راجع: صبح الأعشى للقلقشندي 5/ 503 - 504 وبالجملة فقد اصطلحوا على أن يكون ما ألحقت به ياء النسب أرفع رتبة مما تجرد عنها سواء كان منسوبا إلى نفس صاحب اللقب أو غيره فيجعلون الأميري اعلى رتبة من الأمير، والقضائي أرفع رتبة من القاضي ثم يجعلون المنسوب إلى نفس صاحب اللقب أرفع رتبة من المنسوب إلى شيء خارج عنه. المصدر السالف 6/ 100.

يرجع كونه مشرقيا أن الكتاب بخط مشرقي نسخي جميل، الراجح أنه خط المؤلف. وهو من رجال الطرق الصوفية على ما نعت به نفسه فهو غزالي، قادري، شاذلي أما الموحدي فهو - فيما يبدو - للتقرب من الدولة الحفصية التي هي فرع عن الدولة الموحدية، وفي آخر هذا الجزء ما نصه: «قال مؤلفه العبد الفقير المقر بالعجز والتقصير علي بن محمد الحسيني المحمدي الغزالي القادري الشاذلي الموحدي هذا ما انتهى إليه من هذا الشأن علمي وأتى على تبويبه فهمي».له عمدة المرغب الأريب وعدة المرهب اللبيب في تسعة أجزاء من القطع النصفي يوجد منه بالمكتبة الوطنية بتونس الأجزاء: الخامس في 126 ورقة، والسابع في 123، ورقة، والثامن في 121 ورقة، والتاسع والأخير في 133 ورقة (أصلها من مكتبة الشيخ علي النوري) والكتاب مرتب على أبواب الفقه، ويسوق في كل باب الأحاديث الخاصة به من الترغيب والترهيب، ويذكر في عقب كل حديث من خرّجه من الأئمة، ويفسر أحيانا الألفاظ اللغوية، وأحيانا يتكلم على درجة الحديث وراويه إن كان متهما أو ضعيفا، ويبين ما في الحديث من علل خفية، مما يدل على تمكن ومهارة في علوم الحديث، وقد اعتمد في نقله على كتب الحديث المشهورة وفي الجزء التاسع والأخير نقل عن كتب غريبة ونادرة منها: كتاب الياقوتة، وكتاب الرقائق، وكلاهما للمحدث محمد بن فضالة الساوي، وكتاب أهوال يوم القيامة، وكتاب التخويف من أهوال دار البوار، والتعريف بأهوال دار القرار، وهما من تأليف عبد الجليل النيسابوري، وكتاب الرقائق لعبد الله بن شافع الجزري، وكتاب الرقائق وطبقات المحدثين، وكلاهما للحافظ محمد بن زين العبدري، والمعجم للحافظ محمد بن عبد الغافر النشاوري، وكمال الآمال للحافظ عبد الصمد (لم يزد عن ذلك مع تكرر النقل عنه). ونقل في الجزء الخامس من كتاب شفاء الصدور لمحمد بن مقسم وفي جميع أجزاء الكتاب نقل عن تفسير ومسند عبد بن حميد (¬1). ¬

(¬1) في الأصل «الحميدي» والمقصود به عبد بن حميد الكشّي وتفسيره من كتب التفسير بالمأثور.

المرجع

المرجع: - محمد محفوظ: من نفائس المخطوطات مجلة «الفكر» س 13 ع 13، ديسمبر 1967 ص 47 - 50.

132 - ابن الحشا (من رجال القرن السابع هـ‍) (13 م)

132 - ابن الحشّا (من رجال القرن السابع هـ‍) (13 م) أحمد بن محمد بن الحشّا، أبو جعفر، الطبيب التونسي، ألف معجما في الطب اسمه مفيد العلوم ومبيد الهموم وهو في الألفاظ الطبية من الأعضاء والأوصاف والآلات والأدوية التي وردت في كتاب المنصوري لأبي بكر الرازي، ولذلك ذكر اللفظ كما جاء في المنصوري، ثم ذكر اشتقاقه من العربية أو الفارسية، ويشرح معناه ويأتي بما يقابله في لهجة المغرب العربي. وقد ألفه بطلب من أمير تونس أبي زكريا يحيى بن أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص وقد اقتبس المستشرق الهولندي دوزي كلمات كثيرة من هذا الكتاب أدخلها في كتابه ملحق القواميس العربية، وترجمه إلى الفرنسية المستشرقان كولان ورينو من أساتذة المدرسة العليا بالرباط، وهذه الترجمة طبعت بباريس. وهذا الكتاب صغير الحجم في أوراق معدودات يوجد في مكتبات بالشرق وبالغرب كالمكتبة الوطنية بتونس، وبالمكتبة الملكية، بالرباط، ومكتبة لايدن بهولندا. المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي ص 93 - 95.

133 - الحشائشي (1271 - 1330 هـ‍) (1855 - 1912 م)

133 - الحشائشي (1271 - 1330 هـ‍) (1855 - 1912 م) محمد بن عثمان الحشائشي الشريف التونسي، المؤرخ، الرحالة، الأديب الشاعر ولد بتونس في 26 رمضان 1271/ 12 جويليه 1855، ونشأ في بيت علمي قديم، فجده الحاج محمد ابن الحاج قاسم تولى قضاء الفريضة (تحرير المواريث، وتقدير النفقات) في عهد حمودة باشا الحسيني، ووالده من شيوخ جامع الزيتونة ومتوظف بالديوان الشرعي. وقد وجهه والده نحو التعليم حسب الطريقة المتبعة في ذلك العصر، فبعد استظهاره للقرآن الكريم دخل جامع الزيتونة وقرأ به على اعلامه كأحمد الورتاني الذي لازمه كثيرا، وسالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، ومحمد بيرم الخامس، ومحمود بن الخوجة، وغيرهم إلى أن أحرز على شهادة التطويع، وانتصب بعدها متطوعا بالتدريس والإفادة بجامع الزيتونة، وتولى خطة العدالة (التوثيق) في سنة 1293/ 1876. كان قوي الذاكرة، واسع الحفظ، غزير الاطلاع، وكان محبا للترحال فجال في داخل البلاد متنقلا بين المدن والقرى والبوادي، وقد اكتسب من هذا التجول خبرة بالعادات والتقاليد وفنون الفلكلور، ولأجل هذه الخبرة ومعرفته الجيدة بالمخطوطات قصده مواطنوه والمستشرقون للاستفادة منه، ونشر انتاجه شعرا ونثرا في الصحف، وكان يميل إلى الدعابة والفكاهة. وفي خلال سنة 1313/ 1896 رحل إلى ليبيا باقتراح من السياسي الفرنسي الثري المستكشف المركيز دي موراس Marquis de Mores ودامت الرحلة ما يقرب من سنة، ويبدو أن المركيز انفق على هذه الرحلة لأن

الحشائشي لم يكن ثريا ولأنه بعد مقتل المركيز في الأراضي الليبية، نشبت نزاعات مالية مع أسرة دي موراس المذكور، وكيفية تعرف المترجم على هذه الشخصية هو أنه تأثر سابقا ببيان نشره القس لوزون Loyson عن تقارب المسيحية والاسلام، وقدر رأيه، وكان صديقا للمترجم الطاهر اللجمي الذي كان تعرف من قبل على المركيز إذ قدمه له دليله في الجنوب الجزائري صالح بالضياف الذي أتى إلى تونس للالتحاق بمخدومه من 28 مارس إلى 8 افريل 1896، وطلب الطاهر اللجمي من المترجم له أن يحرر لفائدة دي موراس رسالة وقصيدة يقدمان إلى المهدي السنوسي، ولاعجاب الحشائشي بشخصية المركيز وبعواطفه الإسلامية عقد له صلة مع التاجر الحاج علي بلقاسم التنبي الغدامسي الذي جعله المركيز يأمل في إنشاء ولاية بالجنوب التونسي يكون حاكمها قريبا له، وفي نهاية افريل اقترح موراس على الحشائشي أن يلتقي به في غات مرورا ببنغازي والكفرة، وحمل الحشائشي معه بضائع لدراسة الأسواق، وطلب منه أن يهيئ له مقابلة مع المهدي السنوسي لبعث أمله لانشاء زاوية في الجنوب التونسي تستخدم محطة للتجارة عبر الصحراء، وركب الحشائشي البحر متوجها إلى ليبيا بعد أربعة أيام من رحيل موراس اليها. ولا بد أن نتعرض بإيجاز إلى مشاريع موراس وغرضه من الرحلة إلى ليبيا، وتكليفه للحشائشي للقيام بهذه الرحلة ومقابلته للمهدي السنوسي، ولموراس غايتان تحويل التجارة عبر الصحراء إلى المغرب الخاضع لفرنسا، وسبق الانكليز الدخول إلى التشاد والنيل الأعلى، وإلا طردهم منها، ويرى أن برنامجه يمكن تحقيقه في فترتين متواليتين، وتحمس بالخصوص للوضعية السياسية. وهو يعتقد في حسن نية الطوارق والسنوسية، ما دامت ضرورة التحالف الفرنسي الإسلامي تبدو له بديهية، ولذا فكر في إقناع شيخ الكفرة بصدق النوايا الفرنسية والمبادرة مع مهدي السودان بالتحالف ضد البريطانيين، ولم ييأس من دعم هذا التحالف بواسطة قوات رباح.

مؤلفاته

نزل الحشائشي في بنغازي في 19 ماي 1896، وبعد شهر بارح هذا الميناء إلى الكفرة حيث استقبله المهدي السنوسي، وعند مبارحته الواحة في 30 جويليه علم بمقتل المركيز موراس، فاستراح بمرزق من 5 إلى 10 سبتمبر، ولم يذهب إلى غات، ومن مصراتة رجع إلى طرابلس حيث ركب البحر في 18 فيفري 1897، وشرع في تدوين رحلته بعد رجوعه الى قش في ذي القعدة /1313 مارس - أفريل 1897؛ ليس في هذه الرحلة ما هو جديد، والتفاصيل التجارية التي فيها توجد في تقارير قناصل ذلك العصر، ويرى الأستاذ اندري مارتال انه على كل حال يبرز منها عنصران أصيلان: تأكيد ان المهدي ليست له ميول فرنسية، وعدم اهتمامه بالتجارة أو البحوث الاستكشافية، والتأكيد على أن الطوارق عاجزون عن صد تسرب عسكري فرنسي. وبعد رجوعه من ليبيا سمي متفقدا لخزائن الكتب بجامع الزيتونة، وقد وجد في هذه الخطة ما يشبع ميوله واستفاد من المصادر العلمية والأدبية فاتسعت دائرة معارفه في سائر العلوم الإسلامية كالفقه، واللغة، والتاريخ، وكتب في الاجتماع والتاريخ عدة كتب. ورحل إلى باريس سنة 1900 لمشاهدة معرضها العالمي، وكتب عنه وعن مشاهداته وانطباعاته. مؤلفاته: 1) تاريخ جامع الزيتونة: حققه وقدم له الأستاذ الجيلاني بن الحاج يحيى، ونشره بالمعهد القومي للآثار، ط تونس سنة 1974. 2) ديوان شعر. 3) رحلة الشتاء أو العهد الوثيق في هناء الصديق، كتبها بمناسبة دعوة لحضور عرس صديقه الحاج محمد بن خليفة، وهي على شكل مقامة

المراجع

مسجوعة، وحررها في 25 رجب سنة 1312/ 1895، ط بالمط الرسمية بتونس في 23 ص. 4) الصناعات والحرف والمهن. 5) العادات والتقاليد التونسية. 6) النفحات المسكية في أخبار المملكة الطرابلسية، وهي رحلة إلى ليبيا، ترجمها إلى الفرنسية ترجمة مختصرة فيكتور سار Victor Serres ومحمد الأصرم بعنوان Voyage au pays des Senoussia a travers la tripoli taine et les pays Touaregs 1930 - باريس. والمؤلف تكلم عن السنوسية بإطناب، وعن حركتها الإسلامية والعلمية لما هاجمت الجيوش الايطالية ليبيا سنة 1911 أدخل على رحلته زيادات كثيرة من الأخبار التاريخية، وبعد هذا التنقيح بالزيادة أطلق على الرحلة اسم «جلاء الكرب عن طرابلس الغرب» وكان إعادة كتابة الرحلة بما فيها من زيادات اخبارية قبل وفاته بأقل من عام. وهذا النص النهائي للرحلة حققه ونشره الصديق الأستاذ علي مصطفى المصراتي، بدار لبنان للطباعة والنشر سنة 1965 بعنوان «رحلة الحشائشي إلى ليبيا، جلاء الكرب عن طرابلس الغرب» ولاحظ المحقق أن جلاء الكرب، سبق قلم أو خطأ من كاتب الآلة، وهو مجرد وهم، وقد اتضح وجه الحق قبل أسطر. المراجع: - الاعلام 7/ 146. - معجم المؤلفين 10/ 282. - مقدمة تاريخ جامع الزيتونة، مقدمة رحلة الحشائشي الى ليبيا. Andre Martel;Les confins Saharo Tripolitains de La Tunisie (1881 - 1911) Presse Uni versitaire de France 1965 T.l - pp.685، 707 - 8.

134 - الحصائري (كان حيا 750 هـ‍) (1350 م)

134 - الحصائري (كان حيا 750 هـ‍) (1350 م) محمد بن العربي الحصائري التونسي. كان إماما في النحو، وهو من شيوخ ابن خلدون في العربية. له شرح مستوفي على كتاب تسهيل الفوائد لابن مالك. المرجع: - ورد ذكره عرضا في ترجمة ابن خلدون من درة الحجال 3/ 85 التعريف بابن خلدون ص 17.

135 - الحصري ( ... -413 هـ‍) (1023 م)

135 - الحصري ( ... - 413 هـ‍) (¬1) (1023 م) إبراهيم بن علي بن تميم الحصري (¬2) الأنصاري القيرواني، أبو إسحاق، الأديب الشاعر، الناقد. ولد بالقيروان، ونشأ بها، وأخذ عن علمائها، ودرّس بالقيروان، قال ابن رشيق في كتابه «نموذج الزمان»: «كان أبو إسحاق الحصري قد نشأ على الوراقة والنسخ لجودة خطه، وكان منزله لزيق جامع مدينة القيروان، فكان الجامع بيته وخزانته وفيه اجتماع الناس اليه ومعه، ونظر في النحو والعروض، ولزمه شبان القيروان وأخذ في تأليف الأخبار، وصنعة الأشعار مما يقرب في قلوبهم فرأس عندهم وشرف لديهم، وصلت تأليفاته صقلية وغيرها، وانثالت الصلات عليه». وقال ابن رشيق أيضا عن شعره ومبله فيه إلى بعض المحسّنات البديعية اقتداء بأبي تمام: «وكان شاعرا نقادا عالما بتنزيل الكلام وتفصيل النظام، يحب المجانسة والمطابقة، ويرغب في الاستعارة تشبها بأبي تمام في أشعاره، وتتبعا لآثاره وعنده من الطبع ما لو أرسله على سجيته لجرى جري الماء، ورق رقة الهواء» رام كتابة تأليف في طبقات الشعراء من معاصريه مرتبا على الأعمار، قال ابن رشيق: «وقد كان أخذ في عمل طبقات الشعراء على رتب الأسنان، وكنت أصغر القوم سنا فصنعت: ¬

(¬1) نقل ياقوت عن ابن رشيق انه توفي في هذه السنة (413) وقال ابن بسّام سنة 453، ورجح ابن خلكان القول الأول، ونقل الصفدي عن كتاب «الجنان» لابن الزبير أن الحصري ألف «زهر الأدب» سنة 450. (¬2) نسبة إلى قرية قرب القيروان، وقال ابن خلكان نسبة إلى عمل الحصر وبيعها راجع لب اللباب للسيوطي ص 80.

مؤلفاته

رفقا أبا إسحاق بالعالم … حطت في أضيق من خاتم لو كان فضل السبق مندوحة … فضّل ابليس على آدم فبلغه البيتان فامسك عنه واعتذر عنه، ومات وقد سدّ عليه باب الفكرة فيه ولم يصنع شيئا». مات بالمنصورية قرب القيروان. مؤلفاته: 1) جمع الجواهر في الملح والنوادر، نشر لأول مرة في القاهرة بعنوان «نيل زهر الآداب»، ثم نشره وحققه محمد علي البجاوي، مط عيس البابي الحلبي، القاهرة 1372/ 1953 دار إحياء الكتب العربية، وهو يمتاز عن «زهر الآداب» بمادته المحددة، وهو مجموعة من الحكايات، وكلمات حسنة في الفكاهة وحكايات المجانين وهو على ميله إلى الفكاهة لا يخرج عن حدود اللياقة، وغايته هي التسلية وتعليم فن المحاورة. 2) زهر الآداب وثمر الألباب، قال عنه ابن بسّام: «فلعمري ما قصر مداه، ولا قصرت خطاه، لولا أنه شغل أكثر أجزائه وأنحائه، ومرج يحبو حمى أرضه وسمائه بكلام أهل العصر دون كلام العرب، لكان كتاب الأدب، لا ينازعه في ذلك إلا من ضاق عنه الأمد وأعمى بصيرته الحسد». فابن بسّام يعترف بقيمته وإنما يأخذ عليه اعتناءه بكلام أهل العصر دون كلام العرب وهذه نظرة محافظة جدا، وإيراده لكلام المعاصرين جعل الكتاب ممتازا عن غيره من كتب المنتخبات الأدبية. ألف هذا الكتاب سنة 405/ 1014 بطلب من كاتب ديوان الانشاء أبي الفضل العباس بن سليمان الذي أتى من المشرق بكثير من القطع الأدبية المعاصرة، والمؤلف يعترف بأن مساهمته تقف عند الاختيار، وهو مختارات أدبية، يذكر المؤلف النصوص المختلفة والقصيرة نسبيا ليمكن حفظها بسهولة واتباعها كنماذج، والكتاب تنقصه الوحدة، والقصد من

وضعه هو إمداد المتعلمين بثروة من جيد المنتخبات الشعرية والنثرية لتهذيب قريحتهم. ط، بعناية الدكتور زكي مبارك ومحمد علي البجاوي، ثم إن الشخص الثاني طبعه طبعة اتم وأحسن في القاهرة 1372/ 1953. 3) ديوان شعر، مفقود. 4) المصون في سر الهوى المكنون، وعند ياقوت المصون والدر المكنون، يوجد في ليدن، وفي مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، وهو يبحث في عاطفة الحب بصفة عامة، وبالخصوص في مظاهره البادية في مجالي كثيرة، رغما عن الرغبة الواعية واللاواعية في إبقائه مكتوما، فهو دراسة ذات صفة موسوعية، وخلافا لمؤلفات الحصري الأخرى فإن الخبر والمادة هما في معظمهما من الدرجة الثانية والعرض خارج عن الاستشهاد شعرا ونثرا من قلم المؤلف، والأشخاص المحتج بهم ليسوا عربا فقط، بل أسماء مفكرين وفلاسفة يونانيين وهي ترد بكثرة، والتأليف في شكل حوار. 5) نور الطرف ونور الظرف، مخطوط بالأسكوريال 392، وغوطا 2129، ويسميه ياقوت كتاب النورين له نفس الأساس ونفس روح زهر الآداب، والذي يمكن أن يحل محله لدى القارئ المتسرع أو غير المستعد لمطالعة زهر الآداب، وغاية الحصري من مؤلفاته هي تطبيقية تعليمية. والحصري يتجنب فيما يورده من نوادر وحكايات عن الفحش متقيدا بنظرة دينية أو ما يسيء إلى الأخلاق، بما يخرج به قائله عن سبل المؤمنين»، ومن أهل الالحاد من يسر حسوا في ارتغاء يشفي به من دائه ويضحك خاصة أودائه، ويغرّ به من ضعفت نحيزته، ووهنت غريزته» (جمع الجواهر 3 - 4). ونعى على ابن قتيبة استبعاد المقياس الديني، من النظرة الى الأدب وقال: «ليت شعري ما اللذة فيما يضحك منه من هو معرض عنه إلا أن

المصادر والمراجع

يدخل في حد المستهزئين وحيز اللاعبين، نعوذ بالله من الحور بعد الكور (المصدر السالف 53). المصادر والمراجع: - الاعلام 1/ 44، 10/ 7. - تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 33. - الثعالبي اديبا وناقدا لمحمود عبد الله الجادر (بغداد 1976) ص 282. - الحلل السندسية 1 ق 1/ 276 - 278 (بنصه من ابن خلكان). - الذخيرة لابن بسام ق 4 م 2، ص 584 - 597 (تحقيق الدكتور احسان عباس، وقد ذيل كل ترجمة بذكر مصدرها). - عنوان الأريب 1/ 43 - 44. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 119 - 121. - معجم الأدباء 2/ 94 - 97. - معجم المؤلفين 1/ 04. - معجم المطبوعات 777 - 8. - وفيات الأعيان 1/ 37 - 38. - الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) للشاذلي بو يحيى 20 - 25. - دائرة المعارف الاسلامية (الطبعة الجديدة بالفرنسية) بقلم الشاذلي بو يحيى 3/ 660 - 661.

136 - الحصري (نحو 420 - 488 هـ‍) (1029 - 1095 م)

136 - الحصري (نحو 420 - 488 (¬1) هـ‍) (1029 - 1095 م) علي بن عبد الغني الحصري الفهري القيرواني (¬2)، أبو الحسن، المقرئ الشاعر الضرير. من شيوخه في القراءات أبو بكر عتيق بن أحمد بن إسحاق التميمي المعروف بالقصري إمام جامع القيروان، لازمه عشر سنوات من حين كان عمره عشر سنوات إلى أن أتم العشرين، وختم عليه في القراءات السبع تسعين ختمة، وعبد العزيز بن محمد المعروف بابن عبد الحميد، وأبو علي الحسن بن حسن بن حمدون الجلولي، ولم يذكر له مترجموه شيوخا في العلوم الأخرى أو الأدب. أقرأ الناس القرآن بسبتة وغيرها، ومن الآخذين عنه أبو القاسم بن صواب أخذ عنه قصيدته في القراءات، ومحمد بن أحمد الأموي، وأبو داود سليمان بن يحيى المعافري وغيرهم. قال ابن بسام «كان بحر براعة» ورأس صناعة، وزعيم جماعة، فتهادته ملوك طوائفها تهادي الرياض النسيم، وتنافسوا فيه تنافس الديار في الانس المقيم على أنه كان - فيما بلغني - ضيق العطف، مشهور اللسن، يتلفّت إلى الهجاء تلفت الظمآن إلى الماء، ولكنه طوى على غرّة، واحتمل بين زمانته وبعد قطره ولما خلع ملوك الطوائف بقطرنا اشتملت عليه مدينة طنجة، وقد ضاق ذرعه وتراجع طبعه، وله على ذلك سميع، تمج أكثره السمع، وما أراه سلك إلا سبيل المعري فيما انتحاه». ¬

(¬1) في غاية النهاية أن وفاته كانت سنة 468، وهو خطأ. (¬2) أغرب الجعبري في أواخر شرحه على الشاطبية (خط) فذكر أنه اسكندراني نزل القيروان.

بارح القيروان في سنة 449/ 1057 - 58 بعد الزحفة الهلالية فأقام فترة بسبتة ثم توجه إلى الأندلس نحو سنة 450، وقال الحميدي: دخل الاندلس، بعد الأربعين وخمسمائة (وهو سبق قلم أو تحريف لأنه مات قبل ذلك بزمان ولعل الصواب بعد الخمسين واربعمائة) وكان دخوله الاندلس استجابة لاستدعاء قديم من المعتمد بن عبّاد صاحب اشبيلية فنزلها وبقي بها مدة ثم إن ملوك الطوائف طلبوا منه النزول في بلدانهم، وتنافسوا في إكرامه، فجاب القطر الأندلسي وأقام في بلنسية، ودانية، ومالقة، والمرية، ومرسية، قبل أن يستقر في طنجة في سنة 483/ 1090 حيث توفي بها. قال المراكشي في «المعجب في تلخيص أخبار المغرب» عند الكلام عن المعتمد بن عباد: «ورحل بالمعتمد وآله، بعد استئصال جميع أحواله، ولم يصحب من ذلك كله بلغة زاد، فركب السفين، وحل بالعدوة محل الدفين، فكان نزوله من العدوة بطنجة، فأقام بها أياما ولقيه بها الحصري الشاعر، فجرى على سوء عادته من قبح الكدية، وإفراط الإلحاف، فرفع إليه اشعارا قديمة قد كان مدحه بها وأضاف إلى ذلك قصيدة استجدّها عند وصوله إليه، ولم يكن عند المعتمد في ذلك اليوم مما زود به - فيما بلغني - أكثر من ستة وثلاثين مثقالا فطبع عليها وكتب معها قطعة من شعر يعتذر عن قلتها - سقطت من حفظي - ووجّه بها إليه، فلم يجاوبه عن القطعة على سهولة الشعر على خاطره وخفته عليه - كان هذا الرجل - اعني الحصري - الأعمى أسرع الناس في الشعر خاطرا إلا أنه كان قليل الجيد منه. وكلام المراكشي ظاهر التحامل على الحصري، مع تزييف الواقع وقد وصمه بالالحاف في الكدية، وفساد الذوق، ويرى المحققان للكتاب «ان صاحب نفح الطيب يروي هذا الخبر على وجه آخر، فيقول إن الحصري كان قد ألف للمعتمد كتاب «المستحسن من اشعاره» فلم يقض بوصوله إليه إلا هو على تلك الحالة». وعند قدوم المعتمد إلى طنجة كان الحصري مقيما بها فأتاه الحصري مستقبلا لا مستجديا والحصري شاعر موهوب له معرفة واسعة باللغة

مؤلفاته

تساعده من السيطرة على شعره، وهو يعتبر من أحسن الممثلين للازدهار الأدبي في عهد الزيريين الصنهاجيين، والذي ساهم مع افريقيين آخرين في نشر روعته بالاندلس، وفي شعره كثير من الالفاظ الغريبة، وهو يقلد المعري في التزامه القيود الشعرية، وفي إكثاره من الوعظ ولم يسم إلى مكانة المعري لأنه لم يكن في مستوى مدارك المعري العلمية والفلسفية ولا يبلغ مدى قوة عقله. توفي بطنجة التي حل بها سنة 483/ 1090 - 91 قادما من الاندلس وأقرأ فيها القراءات، وأملى أدبه على الراغبين. مؤلفاته: 1) اقتراح القريح واجتراح الجريح (ديوان شعره) يشتمل على (2591) بيتا من الشعر وهو مرتب فيه على حروف الهجاء، وفيه القصائد المطولة، والمتوسطة، والمقطوعات وله ذيل يشتمل على (435) بيتا مرتبة على حروف المعجم، لكل حرف قصيدة فيها 15 بيتا، وجميع هذا الديوان خاص بالرثاء بكى فيه ولدا له مات صغيرا، نشره الاستاذان محمد المرزوقي والجيلاني بن الحاج يحيى ضمن كتابهما أبو الحسن علي الحصري (تونس 1963). 2) قصيدة في قراءة نافع في 209 أبيات، وهي رائية، توجد بالمكتبة الوطنية بتونس. 3) مستحسن الاشعار، ويقال ديوان مستحسن الاشعار، أهداه إلى صديقه المعتمد بن عباد عند مروره بطنجة، وقد جمع فيه مدائحه في بني عباد. 4) سهم السهم، قصيدة هجا بها ابن الطراوة قال عنها الحصري «ضمنتها مسائل لا تخفى على أولي الفهم فما بلغته حتى دمغته، وألفاها كأنها حية لدغته» ولابن الطراوة هذا، وهو نحوي اندلسي مناقضات لاشعاره. 5) المعشرات قصائد نظمها بعد تقدم سنه وقد أهملته زوجته الحسناء

المصادر والمراجع

الشابة، وهو مشغوف بحبها، فموضوع هذه المعشرات الثيب وهو يبدؤها بحرف الهمزة ملتزما لهذا الحرف في أول الأبيات العشرة وفي آخرها وبالرغم من هذا القيد الصناعي فإنها تسري فيها روح شاعرية من حرارة العاطفة واشراق الديباجة وجودة الصياغة. المصادر والمراجع: - الاعلام 5/ 114 - 115. - بغية الملتمس 412 - 413 رقم 1229. - بغية الوعاة 2/ 176. - أبو الحسن الحصري القيرواني لمحمد المرزوقي والجيلاني بن الحاج يحيى تونس 1963 (دراسة متبوعة بآثار الحصري نثرا وشعرا). - جذوة المقتبس للحميدي 296. - تاريخ أبي الفداء (بيروت) ج 4 م 1/ 122. - الذخيرة 1 ق 4/ 245 - 283. - شجرة النور الزكية 118. - الشذرات 3/ 385. - العبر 3/ 321. - عنوان الأريب 1/ 53 - 56. - المشتبه للذهبي 1/ 238. - معالم الايمان 3/ 250. - المعجب للمراكشي (القاهرة 1368/ 1949) تحقيق محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي (أول سفير للمغرب بتونس ص 144 - 145). - الصلة لابن بشكوال (مصر 1374/ 1955) 1/ 172 - 173 ومن جملة ما فيها «أخبرنا عنه أبو القاسم بن صواب بقصيدته التي نظمها في قراءة نافع وهي مائتا بيت وتسعة أبيات، قال: لقيته بمرسية سنة إحدى وثمانين وأربعمائة» - فهرسة ابن خير 74. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 158 - 162. - معجم المؤلفين 7/ 125. - معجم الأدباء 14/ 39 - 41.

- غاية النهاية 1/ 550 - 51. - نكت الهميان 213. - وفيات الأعيان 3/ 19 - 23. - الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) للشاذلي بو يحيى، ص 181 - 185. - دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية الطبعة الجديدة) بقلم الشاذلي بو يحيى 3/ 661 - 62. - خريدة القصر، قسم شعراء المغرب (تونس) 2/ 163 رقم 40. - قسم الفهارس 3/ 709. - الوفيات لابن قنفذ 39. - محمد محفوظ: حول رائية الحصري ومنظومات معارضة لرائية الخاقاني، مجلة الفكر ع س 10 اكتوبر 1964، ص 54 - 61.

137 - الحضرمي (675 - 749 هـ‍) (1276 - 1349 م)

137 - الحضرمي (675 - 749 هـ‍) (1276 - 1349 م) عبد المهيمن بن محمد (¬1) بن عبد المهيمن الحضرمي السبتي، المحدّث، الفقيه الكاتب، الخطيب، النحوي. أخذ عن ابن أبي الربيع، وأبي صالح الكناني الخطيب، وابن الغمّاز، وغيرهم ورد إلى تونس ضمن الوفد العلمي المصاحب للسلطان أبي الحسن المريني عند استيلائه على تونس سنة 748/ 1348، ولقيه ابن خلدون، وحضر مجلسه، وأخذ عنه كثيرا، وسمع عليه بعض الموطأ، وهو يرويه عن أبي جعفر بن الزبير وجملة من مشيخة أهل سبتة، ويتصل سنده فيه بالقاضي عياض، وأبي العباس العزفي صاحب «الدر المنظم في المولد المعظم» وأجاز ابن خلدون إجازة عامة كما أخذ عنه اجازة وسماعا الامهات الست، وكتاب ابن الصلاح، والسيرة لابن إسحاق، وكتبا أخرى كثيرة، ومن تلامذته عبد الله بن أبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي الغرناطي، أجازه بتصانيف ابن الحاجب عن غير واحد من أشياخه منهم عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز الهوّاري، ومحمد بن محمد الكتامي التلمساني عرف بابن الخضار فيما أجازه غير مرة مشافهة كلاهما عن ابن الحاجب اجازة، ويحمل تصانيف ابن مالك سماعا لبعضها، واجازة لجميعها عن ابن النحاس، ومحمد بن أبي الفتح البعلبكي من تلامذة ابن مالك. جلس للتدريس بتونس في مجلس السلطان أبي الحسن المريني، وكان القارئ هو الشيخ ابن عرفة في صحيح مسلم حديث مالك بن مغول ¬

(¬1) في التعريف بابن خلدون عبد المهيمن بن عبد المهيمن، وفي جذوة الاقتباس ودرة الحجال ابن محمد «وفي الوفيات لابن قنفذ» بن محمد بن علي بن محمد.

بكسر الميم وفتح الواو، فقال له عبد المهيمن وابن الصباغ: مغول بفتح الميم وكسر الواو، فأعادها القارئ ابن عرفة كما قرأها أول مرة قاصدا خلافه، فضحك السلطان وأدار وجهه لعبد المهيمن وقال له: أراه لم يسمع منك، فأجابه بقوله: «لا تبديل لخلق الله» وقد ضبط النووي اللفظ بالوجهين في كتاب الإيمان، ومن نظم أبي حيان في عهد المهيمن: ليس في الغرب عالم … غير عبد المهيمن نحن في العلم هكذا … أنا منه وهو مني وكان كاتبا للعلامة عند السلطان أبي سعيد، والسلطان أبي الحسن المرينيين، وكان من عادته إذا تخلف لمرض أو سافر لبلد توجه الأوامر إليه التي لا بد من علامته فيها، وهذه العلامة توضع أسفل الأوامر والمكاتيب السلطانية. وكان محدثا ضابطا حافلا له معرفة برجال الحديث، يروي عن ألف شيخ ذكرهم في «مشيخته» التي ضاعت في حياته، وضاع معها علم كثير، وكانت له خزانة كتب نفيسة تزيد على ثلاثة آلاف سفر في الحديث، والفقه، والعربية، والأدب، وسائر العلوم، مضبوطة كلها ومقابلة، ولا يخلو سفر منها من ثبت بخط بعض شيوخه المعروفين في سنده إلى مؤلفه. تخلف عن واقعة القيروان لما كان به من علة النقرس، ولما وصل الخبر بهزيمة السلطان أبي الحسن المريني إلى تونس وقع اضطراب فالتجأ اتباعه إلى القصبة والتجأ المترجم له إلى دار ابن خلدون في المدينة خشية أن يصاب معهم بمكروه، وبعد الهزيمة خرج السلطان إلى سوسة، وركب منها البحر إلى تونس وسخط على المترجم عدم التجائه إلى القصبة، واسند كتابه العلامة لأبي الفضل ابن الرئيس عبد الله بن أبي مدين، وأقام المترجم عاطلا عن العمل ثم أعاده السلطان إلى كتابة العلامة. له أربعينية تساعية في الحديث.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - بغية الوعاة 2/ 116 - 117. - تاريخ الدولتين 72 - 73. - التعريف بابن خلدون 20، 40 - 41، 309. - جذوة الاقتباس 127. - الحلل السندسية 1 ق 4/ 1057. - درة الحجال 3/ 173 - 174. - برنامج المجاري (خط). - شجرة النور الزكية 220 - 221. - فهرس الفهارس 1/ 258. - مستودع العلامة ومستبدع العلاّمة لأبي الوليد بن الأحمر ص 50. - نفح الطيب 3/ 243. - الوفيات لابن قنفذ 56.

138 - الحفصي (651 - 728 هـ‍) (1253 - 1328 م)

138 - الحفصي (651 - 728 هـ‍) (¬1) (1253 - 1328 م) زكريا ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ اللحياني محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص الهنتاتي، أبو يحيى الحفصي، من ملوك الدولة الحفصية بتونس، العالم المحدث، الكاتب الشاعر، أمه أم ولد اسمها محرم أصلها رومية. قرأ على جماعة بتونس، ورحل إلى المشرق، ولقي جماعة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية سماه ابن عمه السلطان الواثق بالله الملقب بأبي عصيدة شيخا للموحدين عند ما تولى المملكة سنة 694/ 1295. وفي منتصف سنة 706 ديسمبر 1306 عزم على تفقد شؤون المملكة، وأشاع أنه يريد محاربة الأسبان المغتصبين لجزيرة جربة، فجال في المملكة، ودخل طرابلس، ودامت هذه الرحلة عامين، وصاحبه فيها حد خواص كتابه الشيخ عبد الله بن محمد التجاني، الذي دوّن رحلته على اثر هذه السفرة، وحج الأمير أبو يحيى زكريا، ثم رجع إلى طرابلس، يرقب تطور الأحداث، لأن البيت الحفصي انقسم على نفسه، وهمّ افراده المسارعة للوصول إلى الحكم، وإحداث الثورات والاضطرابات، فعند ما توفي السلطان أبو عصيدة سنة 709/ 1309 قامت الحرب لأجل التنازع على السلطة بين الأمراء، أبي بكر بن يزيد الملقب بالشهيد، وبين أبي البقاء خالد وأخيه أبي بكر والي قسنطينة وعملها من قبل أخيه، وجهز له أبو البقاء خالد حملة عسكرية انتهت إلى باجة. ولما وصلت الحالة بتونس إلى هذا الحد من الاختلال دعا الأمير ¬

(¬1) وقيل سنة 727.

المترجم له لنفسه بطرابلس، وبايعته قبائل العرب، وراسله الثائر أبو بكر من قسنطينة، ووعده بالنصر، فقوي عزمه وزحف على تونس التي وصلها 8 جمادى الأولى سنة 711/ 1311، وخلع أبو البقاء خالد نفسه وكان مريضا وبويع أبو يحيى زكريا بالمحمدية في رجب 711. ولما استوثق له الأمر قطع ذكر المهدي بن تومرت من الخطبة واستبدل به اسم محمد بن قلاوون ملك مصر والشام لما بينهما من الود والمجاملة، وانكر عليه أهل بيته قطع ذكر المهدي من الخطبة. وقيل إنه توجه إلى الحج سنة 709 ثم رجع إلى القاهرة سنة 710، فجهز الناصر عسكرا فملك طرابلس، وخطب للناصر بها ثم صبحوا تونس في ثامن جمادى الأولى فنازلوها وصاحبها أبو البقاء خالد مريض، فدخل الأمير زكريا البلد وأشهد أبو البقاء على نفسه بالخلع، ثم إنه بعد استقراره بتونس أرسل إلى صاحب بجاية فهادنه فسار صاحب بجاية إلى افريقية وكان الأمير أبو بكر والي قسنطينة وعملها يستشعر ضعف قريبه السلطان أبي يحيى زكريا عن القيام بأعباء الملك لكبر سنه، وأعد العدة للثورة، فجمع حوله قبائل زناتة وزحف على افريقية وجال في هوارة وجباها، ورجع إلى قسنطينة، فخافه أبو يحيى زكريا، وعزم على مفارقة البلاد، فباع جميع ذخائر القصبة حتى الكتب التي جمعها أبو زكريا الأول وخرج من تونس سنة 717/ 1317 قاصدا قابس لمراقبة سير الأحداث، ولما بلغه أن الأمير أبا بكر هزم ولده محمد أبا ضربة خرج من قابس متوجها إلى طرابلس ببقية الجيش الذي معه وخمسين فارسا من رماة الأندلس، وأقام بطرابلس، وبنى موضعا لجلوسه بالزليج والرخام يقال له «الطارمة»، وأرسل الجيش الذي كان معه لنصرة ولده صحبة حاجبه أبي زكريا بن يعقوب ووزيره ابن ياسين الذي أعطاه مالا لتوزيعه على قبائل العرب، وزحفوا بهم على القيروان مع الأمير محمد أبي ضربة، فهزمهم الأمير أبو بكر، والتجأ محمد أبو ضربة إلى المهدية محتصنا بها، ورجع الحاجب أبو زكريا بن يعقوب وبعض فلول الجيش إلى السلطان أبي يحيى زكريا

مؤلفاته

بطرابلس فاستأجر ست سفن من بعض النصارى شحنها بأهله وماله وبعض اتباعه ونزل الاسكندرية ثم استأذن صديقه الناصر محمد بن قلاوون في القدوم عليه فأذن له فقدم القاهرة سنة 721/ 1321، وأراد الحج فمرض، فأقام بها ورفض الملك إلى أن مات وكان فاضلا متقنا للعربية، حسن النظم، ومحبا لأهل العلم والأدب يقرّبهم منه ويعاب بالشح، ولم تصف له الأيام ومات غريبا. مؤلفاته: 1) ديوان شعر، جمعته مدة إقامته في مصر. 2) روضات الجنات، وهي خطب جمعية، ط طبعة حجرية بالهند. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 170 - 172. - الاعلام 3/ 79 - 80. - البداية والنهاية لابن كثير 14/ 129. - البدر الطالع للشوكاني 1/ 251 - 252. - تاريخ ابن خلدون 6/ 325، وما بعدها. - تاريخ الدولتين 50 - 53. - الخلاصة النقية للباجي المسعودي 66. - الدرر الكامنة 1/ 206 - 207. - مقدمة رحلة التجاني لمحققها ح، ح عبد الوهاب 25 - 27. - النجوم الزاهرة 9/ 268.

139 - الحفصي ( ... -839 هـ‍) (1436 م)

139 - الحفصي ( ... - 839 هـ‍) (1436 م) الأمير محمد بن أحمد السلطان أبي العباس أحمد، أخو السلطان أبي فارس عزوز الحفصي، ويعرف بالحسن. كان من جلة امراء تونس وفقهائها المحققين. أخذ عن الإمام ابن عرفة، والقاضي أبي مهدي عيسى الغبريني، وغيرهما. نقل عنه ابن ناجي في شرح المدونة، والونشريسي في المعيار. له أجوبة مسائل الإمام أبي الحسن بن سمعت الاندلسي التي وجهها إلى افريقية، ذكرها القاضي الوزير أبو يحيى بن عاصم. المصادر: - شجرة النور الزكية 245. - نيل الابتهاج 307

140 - حلولو (نحو 815 - 898 هـ‍) (1412 - 1492 م)

140 - حلولو (نحو 815 (¬1) - 898 هـ‍) (1412 - 1492 م) أحمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عبد الحق اليزليطني القيرواني عرف حلولو الأصولي، الفقيه. أخذ عن البرزلي، وعمر القلشاني، وقاسم العقباني، وابن ناجي، وغيرهم وعنه الشيخ أحمد زروق، وأحمد بن حاتم، وعبد الرحمن الثعالبي الجزائري، والقلصادي، وغيرهم. قال السخاوي في تحليته «وهو أحد الأيمة الحافظين لفروع المذهب وغيره في التحقيق أمكن، وعربيته قليلة». ولي قضاء طرابلس، وقرأ عليه بطرابلس أحمد بن حاتم بن محمد النبطي الصنهاجي الفاسي الطبيب فيما بعد، ثم عزل عن قضاء طرابلس، ورجع إلى تونس فتولى مشيخة مدارس أعظمها المدرسة المنسوبة للقائد نبيل عوضا عن إبراهيم الأخضري، توفي بتونس. مؤلفاته: 1) شرح على اشارات الباجي في أصول الفقه. 2) شرح صغير على جمع الجوامع لتاج الدين السبكي، في الأصول، يسمى الضياء اللامع في شرح جمع الجوامع، ط طبعة حجرية بفاس سنة 1326/ 1908 بهامش نشر البنود في مراقي الصعود لعبد الله إبراهيم العلوي، وهو شرح مفيد يبين فيه أقوال المالكية، ويعضدها بفروع فقهية. ¬

(¬1) في الضوء اللامع أنه في سنة 895 في قيد الحياة ولا تنقص سنة عن الثمانين.

3) شرح كبير على جمع الجوامع. 4) شرح عقيدة الرسالة. 5) شرح صغير على مختصر خليل، في سفرين. 6) شرح كبير على مختصر خليل في 6 أسفار، يسمى البيان والتكميل في شرح مختصر خليل قال في «نيل الابتهاج»: «حسن مفيد، فيه أبحاث وتحرير، يعتني بنقل التوضيح، وابن عبد السلام، وابن عرفة ويبحث معهم، وينقل الفقه المتين». 7) شرح على تنقيح الفصول للشهاب القرافي يسمى «التوضيح في شرح التنقيح» ط، بتونس 1328/ 1910 وتم طبعه سنة 1330/ 1912 على هامش التنقيح بعناية العلامة الشيخ محمد النخيلي القيرواني جاء في خطبته «فإن الباعث على شرح تنقيح الفصول في علم الأصول للشيخ الإمام أبي العباس أحمد بن ادريس الصنهاجي المشهور بالقرافي - رحمه الله تعالى، ورضي عنه - ما رأيت من تشاغل المريدين لقراءة علم أصول الفقه به دون غيره لما اشتمل عليه من واضح العبارة وبين الدلالة والاشارة، مع ما فيه من فائدة العزو في بعض المسائل لأهل المذهب، لكنه مع ذلك فيه بعض عبارات غير محررة، ومسائل عن مورد التحقيق قاصرة، فأحببت تكميل فوائده ورد شوارده وتبيين بعض مقاصده ليكمل الانتفاع بذلك وسميته التوضيح في شرح التنقيح». 8) شرح ورقات الباجي في الأصول. 9) مختصر نوازل شيخه البرزلي، في سفر أوله «هذه مسائل افتتحتها مختصرة من كتاب شيخنا أبي القاسم البرزلي، رتبته على ترتيب أصله ورمز بحروف لأسماء العلماء» توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس في 184 ورقة من القطع المتوسط (وأصلها من المكتبة العبدلية)، وتوجد نسخة أخرى منه ضمن مجموع بنفس المكتبة (وأصلها من المكتبة العبدلية أيضا).

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - برنامج المكتبة العبدلية 3/ 30، 4/ 368، 375 - 376. - تكميل الصلحاء والأعيان 13 - 14 (فيه تحديد لتاريخ وفاته). - الحلل السندسية 1 ق 3/ 645 - 647. - شجرة النور الزكية 259. - الضوء اللامع 2/ 260 - 261. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 92. - كشف الظنون 596. - معجم المطبوعات 1536 (تحرف إلى ابن هلولو). - معجم المؤلفين 3/ 215، 269 - 270. - هدية العارفين 1/ 136. - نزهة الأنظار 1/ 242.

141 - الحليوي (1317 - 1398 هـ‍) (1900 - 1978 م)

141 - الحليوي (1317 - 1398 هـ‍) (1900 - 1978 م) محمد بن عبد السلام بن أحمد بن علي الحليوي القيرواني، الأديب الكاتب، الشاعر الناقد. تلقى تعلمه الابتدائي في مدرسة عربية فرنسية بالقيروان، واتصل في شبابه الباكر بثلة من أدباء القيروان، كالشعراء: الشاذلي عطا الله، ومحمد الفائز، ومحمد بو شربية، والصحفي الشيخ عمر العجزة صاحب جريدة «القيروان» واستفاد من أحاديثهم ومحاوراتهم وتوجيهاتهم، ونشر فصولا في جريدة «القيروان» بامضاء مستعار، وعمره لا يتجاوز الست عشرة سنة، وفي عصره كان أدباء القيروان الشبان يصدرون صحفا مكتوبة بأيديهم، ويطلق كل واحد منهم اسما على صحيفته، ويتبادلونها فيما بينهم، فالشيخ محمد الفائز له صحيفة «الشمعة» يتبادلها مع صحف أترابه الذين كان منهم الشيخ محمد بو شربية، والشيخ محمود الباجي، والشيخ محمد عبد الله، والشيخ المختار الخضراوي، وصاحب الترجمة. أحرز على الشهادة الابتدائية سنة 1924 بملاحظة حسن، ثم ارتحل إلى تونس مواصلا تعلمه في مدرسة ترشيح المعلمين، إلى أن تخرج منها معلما في حدود سنة 1928، وشارك بالكتابة في المجلة التي تصدرها مدرسة ترشيح المعلمين باشراف أستاذه الشاعر أبي الحسن بن شعبان، ونشر فيها فصولا في نقد الكتب الدراسية الصادرة بتونس، وعند ما كان تلميذا بهاته المدرسة تعرف بالشاعر أبي القاسم الشابي اتصل به في زياراته لمدرسة سكنى الطلبة الزيتونيين بالجامع الجديد، حيث كان يزور ابن خالته الشيخ محمود الباجي، وآل الأمر إلى انعقاد صداقة بينه وبين الشابي وتقدير كل واحد منهما لمواهب صاحبه.

أحرز على شهادة البر وفي العربية في الترجمة سنة 1930، وشهادة دبلوم الآداب العربية من المدرسة العليا للآداب العربية سنة 1940، وسمي استاذا مساعدا بمعهد القيروان الثانوي سنة 1960، وأحيل على التقاعد في 10 سبتمبر 1970.نشر فصولا في الأدب والنقد في جريدتي «الزهرة» و «النهضة» والمجلات الصادرة بتونس بحيث قل أن تخلو صحيفة أو مجلة من آثار قلمه، ومنها مجلة «العالم الأدبي» لزين العابدين السنوسي التي كانت تمثل الاتجاه الأدبي الجديد، ونشرت مجلة (الرسالة) المصرية قصائد، وهي أشهر وأرقى المجلات العربية في ذلك العهد ولا تنشر الا الجيد من الشعر أو النثر، وكتب في مجلة «ابولو» المصرية لصاحبها الطبيب الشاعر الدكتور أحمد زكي أبو شادي باقتراح من صديقه أبي القاسم الشابي، نشر فيها دراسة بعنوان «النقد عند ابن رشيق» ورد عليه في نفس المجلة زين العابدين السنوسي، لما في الدراسة من آراء لم يوافق عليها، وكتب في مجلة «الفكر» التونسية عن الاتجاهات الأدبية لدى بعض الأدباء والشعراء التونسيين، ومن الملاحظ أنه في العقدين الأخيرين من سني حياته قل نشاطه الكتابي في الصحف والمجلات. شارك في المؤتمر الثالث لأدباء العرب المنعقد بمصر سنة 1957 ومن المعارك الأدبية التي ساهم فيها أنه ناصر العقاد في خصومته مع الرافعي وكتب فصلا عنوانه «سفود من رصاص»، وقد احتج العقاد برأيه ونقل من هذا الفصل فقرات كثيرة في مقال له بعنوان «سماسرة الأدب». كان لا يحب الظهور وكثرة المخالطة ميالا إلى الانزواء، متقنا لما يكتبه ذا أسلوب رزين واضح. وكان من المشاركين بأحاديثه في الاذاعة منذ تأسيسها، وهو كاتب مفكر، أديب واسع الاطلاع على الأدب العربي والفرنسي، وشاعر يميل إلى النزعة العقلية في شعره إلا أنه يحسن بيانه وجمال تنسيقه وتسلسل تفكيره وتلوين أدائه بالصور البيانية الخلابة يغطي على ما في النزعة الفكرية من جفاف، وهو في نقده يميل إلى تحكيم الذوق والأسلوب التأثري.

مؤلفاته

وبالجملة فهو من كبار أدباء تونس وألمعهم الذين غذوا الفكر والأدب مدة تناهز النصف قرن. وفي السنوات الأخيرة من حياته انهكه مرض السكر، وتوفي في 28 رمضان 1398 غرة سبتمبر 1978. مؤلفاته: 1) رسائل الشابي، تونس 1966 2) مع الشابي، تونس 1955 3) في الأدب التونسي، تونس 1969. 4) مباحث ودراسات، تونس 1977 ومن مؤلفاته المخطوطة: 1) دراسة عن شاعر القيروان محمد الفائز 2) ديوان شعر 3) رسائل. 4) في التربية والتعليم. 5) القيروان: تاريخها، الحياة الأدبية بها. 6) نافذة على الأدب الفرنسي، وهي دراسة في الأدب الكلاسيكي. المراجع: - محمد الحليوي القيرواني، تونس 1978 نشر وزارة الشئون الثقافية (بمناسبة أربعينيته) اعداد أبو القاسم محمد كرّو. - مجلة الندوة، السنة الأولى عدد 11 نوفمبر 1953، ما سمعته من حلقتين عنه في التليفزيون بمناسبة أربعينيته.

142 - الحمادي ( ... -1256 هـ‍) (1840 م)

142 - الحمّادي ( ... - 1256 هـ‍) (1840 م) عبد الملك بن أحمد الحمّادي العوني (¬1)، الصوفي، الرحماني الطريقة من فروع الخلوتية. قال ابن أبي الضياف: «نشأ في بيت صلاح واعتقاد، وزاوية سيدي حمادة (¬2) من أشهر زوايا هذه القبيلة، وحفظ القرآن، ورحل من ناجعته لقراءة العلم بالحاضرة، فسكن المدرسة الحسينية، وأخذ عن الاعلام منهم: الشيخ صالح الكوّاش، والشيخ سيدي حسن الشريف، والشيخ الطاهر بن مسعود، وغيرهم، وضمه الباي حمودة باشا للكتابة في بيت خزنه دار، فأقام على ذلك نحو الجمعة، ثم طار به جناح الجذب إلى ناجعته وطلق الدنيا، وسافر مع الوزير صاحب الطابع في محلة سرّاط، ولما رجعت المحلة المنصورة طلب له الوزير أرضا من هنشير سليانة فقال له الباي: لأي سبب؟ - فقال له الوزير: إنه رجل صالح. وكان الوزير سليمان كاهية حاضرا فقال: لا كرامة له ولا ولاية، ولكنه يستحق هذه الأرض لثباته وشجاعته شاهدته بعيني يهجم على الصف وينكي غير مكترث بالموت، فقال له الباي: نعم، واعطاه الأرض. وكان عالما ذكيا أديبا ناظما ناثرا فصيح اللسان. ¬

(¬1) نسبة إلى قبيلة أولاد عون بسليانة. (¬2) وهي رحمانية خلوتية.

المصادر والمراجع

توفي في محرم 1256 مارس 1840، وخلف أولادا سلكوا هذه المسالك ما بين مجذوب وسالك. له الحزب اللطيفي. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 44. - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي لمحمد البهلي النيّال 310 - 311. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 645 - 647. - معجم المؤلفين 6/ 179. - هدية العارفين 1/ 629.

143 - الحمروني (كان حيا 1148 هـ‍) (1736 م)

143 - الحمروني (كان حيا 1148 هـ‍) (1736 م) عبد الكريم ابن الشيخ محمد بن عبد العزيز الحمروني، من قبيلة الحمارنة العربية بقابس، عالم نحوي. له اختصار اعراب القرآن، اختصره من كتاب إبراهيم القيسي الصفاقسي المسمى «المجيد في اعراب القرآن المجيد» كما يعلم من الاطلاع على التأليفين، أوله «الحمد لله الذي شرفنا بحفظ كتابه» إلى آخر الديباجة وهي كلها ديباجة اعراب الصفاقسي، نقص منها بعض الجمل بقي محلها بياضا. توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة العبدلية) بخط تونسي متوسط، بآخرها «هذا ما وجد بخط المؤلف الولي الزاهد الناصح، من حقق العلوم بلا نزاع الشيخ عبد الكريم الحمروني، وقابلناه بأصل المسودة، ووجدنا فيه محوا في الآخر أتم نسخه عام 1148 محمد البكري الحمروني، وأتم مقابلته الحاج محمد المكي، في 220 ورقة من القطع الكبير. المرجع: - برنامج المكتبة العبدلية الصادقية 1/ 19 - 20.

144 - ابن حميدة (1300 - 1381 هـ‍) (1882 - 1961 م)

144 - ابن حميدة (1300 - 1381 هـ‍) (1882 - 1961 م) سالم بن محمد بن حميدة الأكّودي (نسبة إلى قرية اكّودة بالساحل التونسي على مقربة من مدينة سوسة) الكاتب الخطيب، الشاعر، المصلح. أصل سلفه من عائلة عربية مغربية ريفية تنتمي إلى النسب النبوي الشريف، استوطنت هاته العائلة بلدة «مزدغبي» من بلاد الريف بالمغرب الأقصى، وعرفت هذه العائلة بالعلم والصلاح، والجد الأعلى لصاحب الترجمة هو العالم الحافظ الولي الصالح عبد الحكيم المزوغي دفين اكودة، هاجر بلدته «مزدغي» وفارق عشيرته مرابطا في خلال المائة السادسة من الهجرة، وما زال متنقلا إلى أن ألقى عصا تسياره في «كدي» (اكودة) شمالي مدينة سوسة، وتبعد عنها بنحو خمسة أميال. ومات عبد الحكيم وخلف ولدا اسمه عبد القادر، ومن ذرية هذا الأخير حفيده ووارث علمه وزهده وصلاحه «حميدة» وهو الجد الذي تنتسب إليه العائلة. حفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه، ثم ارتحل إلى تونس فالتحق بالمدرسة العصفورية التأديبية (مدرسة ترشيح معلمي العربية) وبعد تخرجه منها التحق بجامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع واقرأ به عامين متطوعا، وتابع دروس أبي النهضة الثاني الأستاذ البشير صفر بالمدرسة الخلدونية. كتب في الصحف التونسية الصادرة في عصره في مطلع هذا القرن

الميلادي، إذ كان ينتمي إلى حركة الشباب التونسي التي يتزعمها الأستاذ علي باش حانبة، مؤسس ومدير جريدة «التونسي» لسان تلك الحركة الوطنية، والمترجم من بين المساهمين في تحرير النشرة العربية لتلك الجريدة وهو في سن العشرين تقريبا. له ميول اصلاحية تمثلت في آرائه في اصلاح التعليم الزيتوني، وفي قضية المرأة، وهو غيور على وطنه يقاوم الدعوات الاستعمارية الهادفة إلى المس من الذاتية التونسية بشجاعة أدبية كبيرة، مثل موقفه من دعوة الانسلاخ من المحاكم التونسية التي دعا اليها بعض اليهود والمسلمين فقد خطب في المؤتمر المنعقد بالبلمريوم خطابا هزّ به المشاعر، وذلك سنة 1322/ 1904، وهو إذ ذاك معلم بالمدارس الحكومية، ففصل عن التعليم، واشتغل بالتعليم الخاص لأبناء الأسر في تونس، إلى أن عينته الجمعية الخيرية معلما بمدرستها فباشر وظيفته إلى سنة 1325/ 1907 حيث انتقل إلى سوسة للتعليم بمدرستها القرآنية، فمكث معلما بها ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى نيابة الأوقاف بسوسة في سنة 1328/ 1910 إلى أن أحيل على التقاعد فباشر خطة عدل موثق بسوسة، واستمر مباشرا لها إلى أن لقي ربه. عند ما باشرت وظيفتي لأول مرة في مدينة سوسة حرصت على التعرف عليه لأني لي عنه فكرة بأنه شاعر من خيرة الشعراء ومصلح من خلال مطالعتي لترجمته ومنتخبات أشعاره في كتاب الأدب التونسي في القرن الرابع عشر للأديب السيد زين العابدين السنوسي، وما كتبه من مقالات في المجلة الزيتونية، فتعرفت به في بداية صائفة سنة 1952 وجالسته مرات، ودارت بيننا امشاج من الأحاديث في الأدب والأخلاق والفلسفة والسياسة، فعرفت به سعة الاطلاع، ومتانة الحجة، وقوة العارضة، مع جسارة فكرية وميل إلى الإغراب، فقد جرى مرة بيننا الحديث عن الصدق والكذب، فأبدى رأيه بأن الكذب ممقوت في كل الأحوال والظروف، فناقشته موضحا بأنه يلتجئ إليه أحيانا في حدود

ضيقة، وذكرت له الاستثناء الوارد في الحديث الصحيح، فأجابني بأنه لا يقول بصحة الحديث ولو كان موجودا في الصحيحين إذا لم يطابق المعقول عنده، فتعجبت من هذا الميزان غير الدقيق الذي يتحكم به في الأحاديث، ومن جسارته في رد ما في الصحيحين إذا لم يطابق المعقول عنده، وقلت له إذا كان في الصدق إضرار بالمصلحة العامة مثل سؤال الشرطة لك عن أحداث وأشخاص يقومون بنشاط وطني (والثورة قائمة آنذاك في البلاد ضد الاستعمار الفرنسي) هل من المعقول تجنب الكذب وقول الصدق لأنه صدق؟ ولو أضر بالحركة الوطنية وبالأشخاص العاملين لفائدتها، فجمجم ولف ودار، ولم يجب إجابة صحيحة معقولة على دعواه في التشبث بما يمليه العقل، وسمعت منه بعض الطرائف والنوادر عن الشيخ أحمد أديب المكي (أصيل مكة المكرمة) نزيل سوسة، وسمعت منه مجموعة من قصائده المدونة في دفتر من القطع الربعي، وغاب عني اسمه لطول المدة هل هو النعم في النقم أهو اسم أطلقه على طائفة من قصائده؟ وبقي عالقا بذهني أنه متأثر في هذه القصائد بفلاسفة القرن الثامن عشر. وكان إذا حسر العمامة عن رأسه في الصيف قفزت إلى ذهني صورة قريبة من الصورة التخيلية التي رسمها بعضهم للإمام الغزالي، شعر مرسل يصل إلى الأذنين مع انحسار في وسطه. أوصاني مرة بأن اتمسك بالأخلاق، واستهين بالصعاب وأن أقبل على المطالعة لتنمية زادي الثقافي، وألاّ اندفع في تيار الملذات والإسفاف وصغائر الأمور، وختم وصيته بقوله «إياك أن يسوّسك المجتمع» فكانت وصية حكيمة من حكيم. ولمست منه التأثر بحجة الإسلام الغزالي، وله نزعة صوفية معتدلة، وهو واسع الاطلاع على الأدب الفرنسي. يستشهد في أحاديثه بفقرات من كلام أعلامه وفلاسفته، وقد كان أول داعية عملي لتعليم البنت، والخروج بها من الاطار الضيق الذي سجنت فيه، فأخرج بناته سافرات بعد تجاوز طور الصبا، وهو جريمة لا

مؤلفاته

تغتفر في ذلك العصر المظلم الكثيف الجهالة، وذاق من أجل مبادئه وأفكاره الاصلاحية الاجتماعية صنوف الأذى وضروب المحن، وحاول خصومه استعداء السلطة عليه بحجة الزندقة لخروجه عن مألوف تقاليدهم البالية، ولكنه صبر ومضى قدما في إيمان راسخ بأفكاره، ولم يقابل أضداده بمثل ما جابهوه به من أكاذيب وترهات ومكائد، بل كان عفيفا نزيها شريفا في خصومته، يعلم أن ضلال الجماهير هو شيء وقتي يزول بانتشار نور العلم وترقي التفكير. مؤلفاته: 1) ديوان شعر. 2) الزهريات: ط، الشركة التونسية للتوزيع، تونس 1976 بتحقيق الأستاذ محمد الحبيب عباس، في 285 ص عدا المقدمة الحافلة النفيسة التي كتبها محقق الكتاب، والزهريات نسبة إلى فتاة سماها زهرة درسي، وقد لقنها دروسا خاصة في العطلة الصيفية، وهي عبارة عن مجموعة أحاديث ومحاورات نثر فيها خواطره وتأملاته في تعليم البنت، وتربيتها، ومكانتها في الحياة ووظيفتها في المجتمع، مما يعد سابقا لعصره، ووشحها بقصائد من شعره، وبعض هذا الشعر على الطريقة الحديثة في الاعتماد على التفعيلة الواحدة، وأحيانا يفيض في بيان أسرار الشريعة الخاصة بالمرأة ومكانتها في الإسلام لمقاومة الانحراف والتخلف اللذين سادا مجتمعه، وليدعم رأيه واتجاهه بأسانيد قوية من روح الشريعة، وأسلوبه أدبي راق فيه خيال وقوة تعبير وجمال اداء مما بعد به عن السرد الجاف والتقرير الممل، وهذه الخصائص تغري بالمتابعة، وهذا الكتاب دونه سنة 1346/ 1928. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 1/ 288 - 304. - الزهريات ص 115 - 119. - شخصيات وتيارات لأحمد خالد (تونس 1978 ط 2/) ص 170، 189.

145 - ابن حميدة (كان حيا 1316 هـ‍) (1898 م)

145 - ابن حميدة (كان حيا 1316 هـ‍) (1898 م) عمار بن حميدة التونسي المالكي، المقرئ. له اللؤلؤ المنثور في القراءة العشرة البدور فرغ منه سنة 1316 هـ‍. المرجع: - إيضاح المكنون 2/ 417. - معجم المؤلفين 7/ 267.

146 - ابن حميدة (كان حيا 1295 هـ‍) (1878 م)

146 - ابن حميدة (كان حيا 1295 هـ‍) (1878 م) محمد بن حميدة، عالم جغرافي. له اطلس الأقاليم الخمسة، ط، بالمط، الرسمية التونسية سنة 1295/ 1878، هذا الأطلس يحتوي على خريطة مسطحة للكرة الأرضية Planisphere وخريطة القارات الخمس، طبعة حجرية. المرجع: - منشورات المطبعة الرسمية التونسية (بالفرنسية) بقلم J.Quemeneur مجلة ايبلا Ibla عدد 98، 1962، ص 166.

147 - الحنفي ( ... -1199 هـ‍) (1788 م)

147 - الحنفي ( ... - 1199 هـ‍) (1788 م) هبة الله بن أحمد الحنفي، الفقيه، الفرضي، الطبيب. ولد في بلدة ميدون (¬1) من جزيرة المورة، وقدم إلى تونس مع أولاده ووالده لما استولت النصارى على بلادهم، وفي تونس اجتهد في طلب العلم، فقرأ على علي الصوفي، وحسين الحنفي، ومحمد بن محجوبة، ومحمد والي الحنفي، وغيرهم وعلى الأخير توغل في الحساب والفرائض. وكان يقرئ في بيته بالمدرسة اليوسفية، الفقه، والصرف، واللغة التركية والفارسية، واستفاد منه خلق كثير، وتولى التدريس بالمدرسة اليوسفية، ثم تولى الإمامة والخطابة بجامع القصر، ثم سافر إلى الحج، ومات بالاسكندرية ودفن بها. وهو يحسن اليونانية، والطب، وهو أول من ذكر في كتابه الطبي وجود مرض الزهري بتونس، وهو أول من أدخل الطب الحديث إلى تونس، ومما يثبت أنه احترف الطب وكتب بتونس ذكره لجبل زغوان، اين يلتقط الأعشاب، وذكرها بأسمائها التونسية، وذكر أطعمة تونسية مثل الهريسة، واللبلابي، والطبيخة، والأعشاب يكرر ذكرها أحيانا بما يرادفها بالعربية، والفارسية، والتركية، ويشير أحيانا إلى دواء ذاكرا أنه نقله من كتب الافرنج. له كتاب في الطب غفل من العنوان يحتوي على مقدمة، وأربع مقالات، الأولى في أصول حفظ الصحة بالهواء، والأكل، والشرب، ¬

(¬1) على الساحل الغربي من جزيرة مورة، وهي أكبر جزر اليونان، تخلت عنها تركيا لحساب جمهورية البندقية سنة 1687 إلى سنة 1715، ثم رجعت للأتراك من جديد سنة 1715.

المراجع

والحركة والنوم واليقظة، والاستفراغ، والفصد، ودخول الحمّام، والثانية في المفردات والأعشاب، والبقول، والغلال، واللحوم، والثالثة في المركبات، والأشربة والمعاجين، والجوارش، والأقراص، وعلاج الأمراض من الرأس إلى القدم وأسبابها، والرابعة في الأمراض الشاملة للبدن، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس. المراجع: - تاريخ الطب العربي التونسي 121 - 124. - ذيل بشائر أهل الإيمان 209 - 210.

148 - ابن حيان الأوسي (635 - 718 هـ‍) (1237 - 1319 م)

148 - ابن حيّان الأوسي (635 - 718 هـ‍) (1237 - 1319 م) محمد بن أحمد بن حيّان بن محمد بن حيّان الأوسي الأنصاري الشاطبي، نزيل تونس، من علماء القراءات والحديث. لا ندري هل قدم تونس صغيرا أو ولد بها لأن مشايخه كلهم تونسيون، أو اندلسيون مستقرون بتونس، فمن مشايخه محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وعبد الله بن برطلة، والقاضيان ابن البراء، وعبد الحميد ابن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي وأبو عمرو عثمان بن سفيان التميمي عرف بابن الشقر، وأبو إسحاق ابراهيم بن عياش، وأبو عبد الله القحطاني، وأبو بكر بن حبيش، وحازم القرطاجني وعلي بن محمد التوزري المعروف بابن الشبّاط، وغيرهم. وأجازه علماء من المغرب والمشرق، منهم أبو الحسين بن السراج من بجاية، ورحل إلى المشرق، وسمع من أعلامه، أخذ عنه الرحالة المحدّث محمد بن جابر الوادي آشي، ولقبه ابن رشيد عند ذهابه إلى الحج ورجوعه منه. توفي ضحى يوم الجمعة 11 رجب، ودفن بمقبرة جامع القصر داخل تونس له فهرسة بأسماء شيوخه على حروف المعجم لم يتمها. المراجع: - برنامج الوادي آشي ص 67، 68.

- الدرر الكامنة 3/ 402. - درة الحجال 2/ 254. - فهرس الفهارس 1/ 268.

149 - الحيلاتي ( ... 1099 هـ‍) (1687 م)

149 - الحيلاتي ( ... 1099 هـ‍) (1687 م) سليمان بن أحمد بن محمد الحيلاتي الصدغياني الجربي الاباضي، أبو الربيع، وأسرة الحيلاتي من حومة (حارة) جعبرة قرب مسجد البوليمانيين غربي جزيرة جربة، أخذ العلم عن جماعة، وأكثر ما أخذ عن أبي الفضل قاسم بن سعيد الصدغياني، وأخذ عن أبي النجاة يونس بن تعاريت الخيري، وبعد استكمال تحصيله انتصب للتدريس، وتوافد عليه طلاب العلم من جربة، ومن جبل نفّوسة بليبيا، ومن وادي ميزاب بالجزائر للأخذ عنه والاستفادة منه. أحرز على مكانة في وسطه لسعة اطلاعه ونشاطه في ميدان العمل، وكان متّهما بسيرة السلف، معتنيا بالتاريخ، حتى أصبح عمدة في تاريخ المذهب الاباضي ورجاله. توفي في صفر، ودفن بمقبرة جامع البوليمانيين بحومة فصيل. 1) اسئلة وأجوبة في الفقه. 2) رسالة ترجم فيها للعلماء تراجم مختصرة. 3) رسالة ذكر فيها الاجتماعات العلمية والعلماء الذين انتهت إليهم رئاسة تلك المجامع، والمساجد والأماكن التي كانت تنعقد فيها تلك الاجتماعات، وأشار في كثير من الأحيان إلى حلق الدراسة ومواضعها. 4) رسالة في ذكر بعض حوادث جزيرة جربة، ارخ فيها الأحداث السياسية والاجتماعية والطبيعية بحسب السنوات، مخطوطة في 9 ورقات بمكتبة الشيخ سالم بن يعقوب في جربة.

المراجع

5) رسالة ذكر فيها مساجد جربة ومؤسسيها، وعصر كل واحد منهم. 6) رسالة ذكر فيها العلماء الذين جازت عليهم نسبة الدين من عصره إلى عهد النبوة، طبعة حجرية مع شرح الحائية للشيخ محمد المصعبي، من ص 8 إلى 10. 7) رسالة في شيوخ عزّابة جربة ونظام العزابة. 8) رسالة في مشاهد علماء جربة، توجد في مكتبة عمر بن يوسف بوادي ميزاب في كراس عادي. وله آثار أخرى ما تزال متفرقة وكثير منها غير منسق. المراجع: - الاباضية في موكب التاريخ الحلقة الثالثة، الاباضية في تونس 193. - مؤنس الأحبة في أخبار جربة 198. - نظام العزابة عند الاباضية الوهبية في جربة 205، 343 (قائمة المصادر والمراجع).

حرف الخاء

حرف الخاء

150 - الخراط- (1151 - 1251 هـ‍) (1739 - 1836 م)

150 - الخراط - (1151 - 1251 (¬1) هـ‍) (1739 - 1836 م) إبراهيم بن الشيخ أحمد الخراط الصفاقسي، الأديب الشاعر، قرأ ببلدة صفاقس على الطيب الشرفي، وعلى الأومي، ومحمد بن علي الفراتي. وهو من رفقاء الشاعرين علي ذويب، وعلي الغراب في الدراسة، ومن معاصري الشيخ محمود بن سعيد مقديش المؤرخ. كان والده من علماء عصره الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فسعي به إلى الأمير علي بن حسين باي فأمر بسجنه والتشديد عليه في السجن، فبلغ والده صاحب الترجمة أن عليا ابن الأمير محمد ابن الأمير الشهير إسماعيل سلطان فاس قادم إلى قابس في طريقه إلى الحج فلقيه في قابس مادحا له بقصيدة بليغة مستشفعا له في والده لدى أمير تونس علي باي، فقبله مولاي علي وأكرمه، وكتب كتابا إلى الأمير علي باي شافعا، وقدم صاحب الترجمة على الأمير علي باي بالمكتوب، فقبل الشفاعة، وأطلق سراح الوالد، وأحسن إليه، والقصيدة طويلة طالعها: إذا رمت إدراك العلى فاسلك الصّعبا … وبالنفس خاطر بالخطير ودع الرّهبا مؤلفاته: 1) زهر الربيع في محاسن البديع في 630 ص من القطع الكبير، رتبه على مقدمة و 51 نوعا من فن البديع، وخاتمة، وذكر في المقدمة تشجيع عامل صفاقس محمود بن فرحات الجلولي وابنه محمد على اتمامه، والمقدمة تشتمل على ثلاثة فصول، الفصل الأول في الكلام على فن الأدب وتقسيمه، وما يليق بمتعاطيه، والفصل الثاني في فضل الشعر، وما يجب ¬

(¬1) في المراجع الشرقية أنه توفي في حدود 1237 هـ‍.

المصادر والمراجع

على الشاعر اتباعه، والفصل الثالث فيما يجوز للشاعر ارتكابه، ثم انتقل للحديث عن أنواع البديع نوعا نوعا، وهو مع توسعه في فنه مجموعة أدب وطرائف، ففيه مختارات نادرة بارعة من شعر القدماء ونوادرهم، ومن شعر المحدثين، وفيه القواعد العلمية من شتى الفنون وفيه النقد البارع المفيد، وفيه مختارات من شعر القدامى ونثرهم، ومن شعر ونثر معاصريه، وفيه مجموعة من شعره ورسائله ومقاماته، وما دار بينه وبين علي الغراب، وعبد اللطيف الطوير مفتي القيروان وشاعرها من مراسلات ومساجلات، وختم الكتاب بقصيدة من نظمه في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتحدث عن شعراء صفاقس في القديم مما هو موجود غالبه في رحلة التجاني «الحلل السندسية» ثم انتقل للكلام عن شعراء عصره، ولم يكد يشرع في الترجمة الأولى حتى جاء البياض بباقي الصفحة والصفحتين المواليتين، والنسخة خطها جميل تارة ورديء اخرى، وبها كثير من التحريف وصفحات بيضاء، وهي في مكتبة المرحوم السيد محمد العزيز الجلولي. وبعد إتمام التأليف رفعت نسخة إلى الأمير حمودة باشا ابن علي باي، الذي عرضه على علماء تونس، فقرظه الشيخ عمر المحجوب بقصيدة، أجاب عنها المؤلف بقصيدة من نفس البحر والروي، وقرظه مفتي صفاقس الشيخ أحمد الشرفي نثرا ونظما. 2) ديوان شعر. المصادر والمراجع: - اتحاف اهل الزمان 8/ 23 - 24. - إيضاح المكنون 1/ 500، 617. - عنوان الأريب 2/ 85 - 87. - معجم المؤلفين 1/ 4. - نزهة الأنظار 2/ 194 - 197.

- هدية العارفين 1/ 38. - محمود خروف، مجلة الثريا، السنة الأولى العدد 8، رمضان /1363 سبتمبر 1944 ص 41 - 44، السنة 2 العدد 2 صفر /1364 جانفي 1945، ص 28 - 32.

151 - الخراط ( ..... -1114 هـ‍) (1703 م)

151 - الخراط ( ..... - 1114 هـ‍) (1703 م) علي الخراط الصفاقسي، الطبيب الصيدلي. لا أعلم عن حياته شيئا. مؤلفاته: 1) أرجوزة في الطب طالعها: يقول عبد ربه الغفار … مكوّر الليل على النهار وهي طويلة. 2) رسائل. 3) كتاب في الطب. المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي، ص 145.

152 - خروف ( ... 966 هـ‍) (1558 م)

152 - خروف ( ... 966 هـ‍) (1558 م) محمد بن أبي الفضل خروف التونسي، نزيل فاس، وشيخ الجماعة فيها، كان عالما بأصول الفقه، والكلام، والبيان، والمنطق، أخذ بتونس عن المفتي الخطيب حسن الزنديوي، ومحمد ماغوش، والفقيه البياني القاضي أحمد سليطن، والفقيه الشريف بن علي، وغيرهم، رحل إلى المشرق، وأخذ عن جماعة ككمال الدين الطويل، وابن فهد، ومحمد الحطاب، وبمصر الطبلاوي، والشمس والناصر اللقانيين، ولقي بفاس عبد الرحمن سقين، وعلي بن هارون، وعبد الواحد الونشريسي، وعبد الوهاب الزقاق ومحمد الستيتني، وغيرهم، وأخذ عنه اعلام من أهل تونس وفاس منهم الحميدي، وسعيد المقري، والقصار، والمنجور، وانتفعا به، وأبو المحاسن يوسف الفاسي، والقاضي الوطاسي .. امتحن بالأسر فاستنقذه منه أبو العباس أحمد المريني آخر ملوكهم بواسطة أبي عبد الله محمد الستيتني لمكاتبة جرت بينهما، وكان يكتب للمريني معتق إيالتكم فلان. قدم فاس من أرض اسبانيا بعد فكاكه من الأسر في سنة 947/ 1536، قدم به آسره الاسباني ختن المركيز صاحب غرناطة، وهو من علمائهم طالبا أن يقرئه النحو كشأنه في أرضهم فإنه كان يقرأ عليه هناك «المفصل» للزمخشري ليتوصل الآسر المذكور إلى فهم القرآن، فإنه كان ينظر فيه، ويتطلب فهمه، ويفهم النحو بعض الفهم، فافتى سقين بالمنع من ذلك، بعد أن كان أسيره يعده بذلك، ولذا قدم معه، وتصدى للتدريس بفاس، ونشر بها العلوم العقلية، في «خلاصة الاثر» عند ترجمة الشيخ القصار «كان سوق المعقول كاسدا بفاس فضلا عن سائر اقطار المغرب

فنفق في زمانه ما كان كاسدا من سوق الأصلين، والمنطق، والبيان، وسائر العلوم لأن أهل المغرب لا يعتنون بما عدا القرآن والفقه وما يوصل إلى الرئاسة الدنيوية، إلى أن رحل الستيتني إلى المشرق فأتى بشيء من ذلك، ثم وفد عليهم الشيخ خروف التونسي، وكان إمام ذلك كله والمقدم فيه إلا أنه جاء بغير كتب لابتلائه بالاسر، وغرق كتبه في البحر، ومع ذلك كان في لسانه عجمة مع ميله إلى الخمول، فلم يقدروا قدره، وإنما انتفع به الشيخ المنجور، والشيخ القصار (¬1)».وذكر المنجور شيئا من أحواله، وما قرأه عليه، وأسلوبه في التدريس «لازمته قريبا من سنتين أثر قدومه، وتجنبه أكثر الطلبة لوقفة كانت بلسانه تشبه العجمة، وما زال البعض منها إلا بعد مدة، ولأنهم ما ألفوا تلك الفنون، ولا عرفوا قدرها وقرأت عليه «تلخيص المفتاح» و «مختصر السعد التفتازاني» و «ايساغوجي» و «الرسالة الشمسية» في المنطق للكاتبي وبعض «جمل الخونجي» و «جمع الجوامع» للسبكي، و «محاذي ابن هشام» ختمته وأعدته إلى الإضافة، وجملة من القطب على «الشمسية» وختمت عليه «ايساغوجي» مرارا يضع ضروب الأشكال المنتجة والعقيمة من الاقتراني وما تركب من الحمليات والشرطيات متصلة أو منفصلة أو متنوعة أو من الحملي والشرطي ومن الاستثنائي، وصدرا من التناقض أو العكس في لوح الاستملاء حتى تفهم هنالك، وعلى يده فتح الله بصيرتي في تلك العلوم وبعد ذلك ذهبت إلى شيخنا الإمام اقرأ عليه فوفق الله أن قرأت عليه المنقول، وسهل الأمر عليّ وعليه. وذاكرت شيخنا خروف بعد قراءتي عليه سنين كثيرة إلى أن توفي سنة ست وستين واستفاد مني كثيرا من تلك العلوم وغيرها كما استفدت كذلك، وحضرت أثناء قراءتي عليه دولة في عبادات «مختصر» خليل يقرئها في بيتي بمدرسة العطارين، وصل فيها إلى قريب من باب الزكاة، وكان عليه تكلف وعسر في ذلك إذ لم يكن كتب في الفقه ما حفظ ولا درس، وإنما كان ينفذ في البيان ونحوه من الأدب، وشارك في النحو، والمنطق، ¬

(¬1) خلاصة الاثر 4/ 21 في ترجمة محمد بن قاسم القيسي الغرناطي المعروف بالقصار.

مؤلفاته

والأصلين، وربما أجاد في التفسير وكان يقرض الشعر، ويحسن فيه، وكان له دكان يتعاطى فيه الاشهاد». وكان حسن الأخلاق، طارحا للتكلف متواضعا هينا لينا مبغضا للمتكبرين والمتصنعين توفي بفاس في صفر أو ربيع الأول. مؤلفاته: 1) رحلة. 2) فهرسة. المصادر والمراجع: - جذوة الاقتباس 205. - درة الحجال 2/ 208 - 209. - سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس لمحمد بن جعفر الكتاني (المط الحجرية بفاس (1316/ 1898) 2/ 191، 3/ 281. - شجرة النور الزكية 281 - 282. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 102 - 103. - فهرس أحمد المنجور، تحقيق محمد حجي (الرباط 1396/ 1976) ص 15، 69 - 71. - فهرس الفهارس 1/ 279. - لفظ الفرائد من لفاظة حقق الفوائد لأحمد بن القاضي (الرباط 1396/ 1976) ص 297، 307. - نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني لمحمد بن الطيب القادري، تحقيق محمد حجي. أحمد التوفيق (الرباط 1397/ 1977) ج 1/ 91، 125.

153 - خريف ( ... -1356 هـ‍) (1937 م)

153 - خرّيف ( ... - 1356 هـ‍) (1937 م) إبراهيم بن عبد الكبير ابن الشيخ محمد التابعي خرّيف الميعادي النفطي، من اعلام الجريد، المؤرخ الشاعر والد الأديب الشاعر مصطفى خرّيف. له النهج السديد في التعريف بقطر الجريد، تكلم فيه عن طبيعة الجريد ومناظره الخلابة، وعن الناحية الاجتماعية، والسياسية والثقافية إذ ترجم لبعض اعلام الجريد المشاهير في 282 ص، يوجد مخطوطا لدى ابنه الأديب البشير خريف، وفق الله العزائم لنشره. المراجع: - الجديد في أدب الجريد 192 - 198، محمد الخضر حسين لمحمد مواعدة ص 23 تعليق (3).

154 - خريف (1328 - 1387 هـ‍) (1910 - 1967 م)

154 - خريف (1328 - 1387 هـ‍) (1910 - 1967 م) مصطفى ابن الشيخ إبراهيم بن عبد الكبير خريف، النفطي الأديب، الشاعر، والكاتب الصحفي، القصاص. ولد بنفطة في 10 اكتوبر 1910، وفيها استظهر القرآن، ثم انتقل إلى مدينة تونس صحبة اسرته عام 1920، ودخل مدرسة السلام القرآنية التي يديرها الشيخ الشاذلي المورالي، وفيها تعلم العربية تعلما صحيحا، وكان أستاذه في العربية العالم الأديب الشيخ محمد مناشو وتأثر بفصاحته، ومكث بهذه المدرسة نحو عامين، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1344/ 1926، ومن شيوخه: البشير النيفر قرأ عليه التاودي، والطاهر بن عبد السلام قرأ عليه شرح الأشموني على الفية ابن مالك، والشاذلي ضيف قرأ عليه البلاغة، وعلي النيفر قرأ عليه أصول الفقه، ومحمد الصالح بن مراد قرأ عليه تفسير حزب سبح باسم ربك الأعلى، ومحمد العنابي قرأ عليه الدردير على مختصر خليل، واستاذه في المدرسة القرآنية الشيخ محمد مناشو قرأ عليه الرحبية في الفرائض، وكان لا يحضر من الدروس إلاّ ما تتوق اليه نفسه مثل دروس التفسير والحديث، والنحو، والصرف، والبلاغة، لأنه كان مصابا بعلل جسمية لا يتحمل معها الارهاق والتعب، وقرأ العروض في المدرسة الخلدونية على الشاعر الشاذلي خزنه دار. نظم الشعر في عهد مبكر، وهو ما يزال تلميذا بالمدرسة القرآنية، ونشرت له جريدة «الوزير» في 8 جويلية 1924 قصيدة وعمره ثلاث عشرة سنة. وكانت له شجاعة أدبية في الجهر بآرائه في أحلك الظروف، فقد صاول الاستعمار بشعره، وحمل عليه، وشهّر بمظالمه في وقت خرست فيه

ألسن الشعراء، وكانت فيه عزّة نفس لا يتنازل للتزلف إلى طواغيت الاستعمار، ولا يهادن في سبيل قوميته ومبادئه. وشعره تقليدي، قوي النسج، متين السبك، جميل الايقاع، فيه رومانسية، وحوار، ودعوة قوية إلى البذل والفداء لتحرير الوطن، قال الناقد الكبير الذواقة مارون عبود في ختام كلامه عنه: «ومجمل القول يا سيد مصطفى أنك شاعر موهوب لا ينقصك إلا (الغربة) ليتك تقرأ روائع شعراء العالم، فلا تتكل على مخيلتك وحدها وإن كانت قوية». قال الأستاذ رشيد الذوّادي: «لاحظت أن هذا الشاعر يندرج في الشعراء التقليديين، لكن بجانب هذا له محاولات في تقليد الرومانسيين من الشعراء مثل إبراهيم ناجي، وإيليا أبو ماضي، وأحمد زكي أبو شادي، وجبران خليل جبران، وأبو القاسم الشابي تلمس في شعره ازدواجية في الشكل والمضمون لقد حاول خريف أن يصيغ اشعاره على أنماط الشعر الحديث الذي لا يحفل بالموسيقى والقافية، نظم قصيدة بين جبل وبحر على هذا النسق حاول أن يستعمل الكثير من أدوات التعبير التي اعتاد أن يستعملها أدباء المهجر والمجددون بوجه عام ... سعى إلى تقليد المجددين حتى في المضامين لكنه لم يستطع في رأيي أن يتخلص في مواطن أخرى من التعابير اللغوية التي كانت تستعمل في العصرين الجاهلي والأموي وخريف الذي عاش حياة بوهيمية، وأحب حلقات تحت السور، وواكب تاريخها السياسي والفكري أكثر من أربعين سنة يبدو لي شخصيا في شعره رؤية ومضامين هادفة وتأصلا». وكان إلى جانب براعته في الشعر الفصيح يجيد الشعر الملحون الشعبي. في سنواته الأخيرة اتعبه مرض السكر، ودخل المستشفى مرارا لمعالجته والحد من طغيانه إلى أن فارق الحياة وهو ما يزال في أوج فنه وذروة عطائه.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) الشعاع: ديوان شعر، تونس 1945 2) شوق وذوق: ديوان شعر، تونس 1965 ص 325 3) علي ابن قاصد السبيل، قصة وضعها للأطفال. 4) مجموعات من قصص الأطفال: الحاج زيان، بابا علي، خو القهواجي، الثالوث الثبات على المبدأ، عم خضير البواب، نشرتها الشركة التونسية للتوزيع بعد وفاته. وهذه القصص نشرت تباعا بجريدة «الزيتونة» ومجلة «المباحث» في الأربعينات والخمسينات تحت عنوان «صور من الحياة» ولم توضع في قالب قصصي للأطفال غير أن صياغتها البسيطة، وحوادثها المستمدة من واقع المجتمع التونسي جعلها صالحة لتكون من كتب الأطفال. 5) مصانع البحر، قصة استمدها من خرافة. 6) نصوص الفصوص، ألفه لتلاميذ السنة الثانية من التعليم الزيتوني، رفضته اللجنة المكلفة من مشيخة جامع الزيتونة للنظر فيه لأسباب فنية، ولأجل هذا بقي مخطوطا لم يطبع. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 271 - 282. - الجديد في أدب الجريد 251 - 254. - دمقس وارجوان لمارون عبود ص 79 - 85 (كلام عن ديوانه الشعاع). - صور وذكريات مع مصطفى خريف لمحيي الدين خريف (تونس 1397/ 1977). - جماعة تحت السور لرشيد الذوّادي 180 - 186. - الشعر التونسي المعاصر 1870 - 1970 لمحمد صالح الجابري ص 391 - 427. - محمد الشعبوني: مصطفى خريف لحن لن يموت، مجلة «الفكر» ع 8 س 13، ماي 1967، ص 36 - 40.

155 - الخزاعي ( ... -228 هـ‍) (911 م)

155 - الخزاعي ( ... - 228 هـ‍) (911 م) يحيى بن عون بن يوسف الخزاعي القيرواني، أبو زكرياء، الفقيه. له سماع من والده، وسحنون، وأبي زكرياء الحفري، وسمع منه الناس، وكان مصابا بإحدى عينيه، وصفه المالكي بأنه كان رجلا صالحا من أهل العلم والفقه، وكان في يوم الشك يجعل آنية من الماء في المسجد إلى جانبه فإذا سأله أحد عن الصوم شرب الماء. وذكر الخشني أنه كان يتهم ويطعن عليه، وضربه سحنون لما صلّى على ولده بغير أمره. له كتاب في الرد على أهل البدع. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 3/ 275. - شجرة النور الزكية 74. - معالم الإيمان 2/ 165.

156 - خزنه دار (1297 - 1373 هـ‍) (1879 - 1954 م)

156 - خزنه دار (1297 - 1373 هـ‍) (1879 - 1954 م) محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار، شاعر السياسة والوطنية، الملقب بأمير الشعراء. جده هو الوزير الأكبر مصطفى خزنه دار، أصله من قرية يونانية قرب سافس، جلب إلى تونس وسنه دون العشر سنوات، وتربى بقصر المشير الأول أحمد باشا باي، ووالده أمير الأمراء محمد المنجي الابن الثاني لمصطفى خزنه دار. درس العلوم الحربية في إحدى كليات باريس، وتخرج منها سنة 1248/ 1836. ولد بقصر جده قرب الكرم، وتسميته «محمد الشاذلي» تدل على ما كان يسود اسرته من تعلق بالأولياء، وانتساب إلى الطرق الصوفية، وخاصة الطريقة الشاذلية، وكانت والدته متعلمة تقرأ القرآن وتحفظ الأشعار، وتطالع القصص كقصة «رأس الغول» والمرأة المتعلمة من شواذ ذلك العصر لشيوع جهالة النساء فيه ولعلها أثّرت عليه في التوجه نحو الأدب والمطالعة. اعتنى والده بتربيته فلما بلغ سن التعلم جلب له مؤدبين خاصين لتعلم القرآن على عادة الكبراء والأعيان في ذلك الوقت في تعليم ابنائهم في منازلهم لا في المدارس، وبعد أن استظهر نصيبا من القرآن تلقى مبادئ العلوم العربية على الشيخ عثمان بن المكي التوزري، والشيخ علي الساسي نزيل سطيف بالجزائر، وفي سنة 1314/ 1896 أخذ في التلقي على الشيخ الطيب بوشناق، وقرأ عليه مدة سبع سنوات، ومن جملة ما قرأ عليه علم العروض والقوافي فامتلأ منه وطابه حتى صار فيه الاختصاصي الفذ، ودخل جامع الزيتونة سنة 1310/ 1893، ولم يكن غرضه الإحراز على شهادته العلمية، واجتياز الامتحانات بل كان غرضه اشباع

نهمه الأدبي واللغوي فحضر الدروس التي تلائم اتجاهه، وواظب على الحضور بدروس العلامة الشيخ سالم بو حاجب. ووالدته فاطمة بنت فرحات قرجي لقنته مبادئ الحروف والحساب واللغة: ومن فاطم أمي استفدت دراستي … فمنها تعلمت الكلام المركبا ومنها تعلمت الحساب مدققا … وتخطيط ما سطرت من الف وبا وفي غير أوقات الدراسة ينكب على المطالعة في مكتبة والده الفخمة بما فيها من مراجع قيمة، وهكذا استكمل ثقافته بكده وجده. ولما جاوز مرحلة الشباب الأولى، واكتملت رجولته، وصار يتصل بالمجتمع داخل القصر، تزوج الأميرة حسينة بنت محمد المأمون باي من الأسرة المالكة وأنعم عليه بعد زواجه بشهر واحد برتبة ضابط في القصر، وتدرج في سلم الترقي من رتبة ملازم إلى رتبة بوزباشي فبنباشي، وأحرز على الوسام الشرفي من الرتبة الرابعة، بمناسبة خروج الزعيم الشيخ عبد العزيز الثعالبي من السجن كان من بين المستقبلين والمهنئين له بقصيد من روائع شعره، فسخط عليه القصر والادارة العسكرية والاستعمار لأن في موقفه معنى الانتماء إلى حزب المعارضة، ومقاومة الحكم وطواغيته وهو ما لا يرضى عنه القصر، ولا السفارة الفرنسية، والنتيجة السريعة لموقفه هي الزج به في ظلمات السجن العسكري لمدة نصف شهر، وبعد خروجه من السجن بادر بالاستقالة من وظيفته للخروج من حياة رتيبة في القصر تعد الأنفاس وتستقصي الحركات والسكنات، وانتسب إلى الحزب الحر الدستوري الذي مدح زعيمه، وهو حزب ثائر على القصر، على ما في القصر من مغريات بالنسبة له من مرتب شهري محترم، وروابط الصهر والقرابة، ولكن النفوس الحرة تؤثر الحياة الطليقة على ما فيها من شظف وكفاح على حياة الرخاء والنعومة والجاه المكبلة للخطى، ووجد في هذا الانطلاق من السدود والقيود ما يشبع نهم الشاعرية عنده. وسأكتفي بوظيف شعري عائشا … ما بين اقلامي وبين محابري

وانتسب إلى الحزب الحر الدستوري، وانتخب عضوا في لجنته التنفيذية بأغلبية كبرى، ومن يعرف الانهيار المعنوي لدى الجماهير في ذلك العصر، والطاعة للحكومة في كل شيء وعدم التفكير في معارضتها ومقاومتها يقدر له هذا الموقف الشجاع، ولا يراه أمرا هينا لا يستحق الالتفات، وكان واسطة في إحدى المفاوضات ما بين اللجنة التنفيذية وبين الأمير محمد الناصر باي قبل اندلاع أحداث 15 افريل 1922 التي اتهمته الحكومة بالمشاركة في تدبيرها وسجنته بسببها. درّس العروض بالمدرسة الخلدونية، وبمدرسة ترشيح المعلمين، كان إلى جانب عمله السياسي في الحزب ينظم القصائد الكثيرة في الوطنية بما يحمس الجمهور وينير له الطريق، ولم يتوان عن كشف فضائح الاستعمار وطواغيته، وكان جيد الإلقاء للشعر ينسجم مع شعره في نغمة خاصة تعدي بحماستها الجمهور المستمع، وشعره جزل الألفاظ، واضح المعاني، لا يخلو من المنطق والاحتجاج العقلي بالخصوص في مطاولة الاستعمار، ومناقشته، وهو أول من انغمس بشعره في السياسة الوطنية من شعراء تونس المحدثين، ولم يكد ينظم إلا في هذا الغرض في هذا الطور من حياته، وإن كان قبل ذلك نظم في الأغراض الشعرية الأخرى، فالوطنية عنده هيام والتزام. وفي سنة 1946 استقال من اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري القديم مدعيا أنه ليس بالسياسي ولا الزعيم ولا الأمير بل هو الشاعر وكفى: لساني الشعور ولست السياسي … ولست الأمير ولست الزعيم ولكنه إذ ابتعد عن السياسة الحزبية فإنه بقي كسالف عهده شاعر الوطنية والسياسة، وله أدب ملحون شعبي وأغان. مؤلفاته: 1) حياة الشعر وأطواره الحاضرة، ط، بالمط، التونسية تونس 1338/ 1920، لم يذكره صاحب معجم المطبوعات.

المراجع

2) ديوانه: ط، مط، العرب تونس 1342/ 1922، وهو مهدى إلى الشيخ عبد العزيز الثعالبي، وصدر الجزء الثاني في نفس المط، سنة 1345/ 1926، وأعيد طبعه في السنوات القريبة. وهذا الديوان لا يحوي كل شعره، فإنه نظم قبل التزامه السياسة والوطنية في شعره ونظم بعد ذلك. المراجع: - أدباء تونسيون لرشيد الذوّادي (تونس) ص 66 - 89. - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 1/ 21 - 45. - الاعلام 7/ 26. - تراجم الاعلام لمحمد الفاضل بن عاشور (تونس 1970) ص 339 - 352 (آخر ترجمة فيه). - الحركة الأدبية والفكرية في تونس 145 - 6 (مقارنة بينه وبين زميله مصطفى آغا). - الشعر التونسي المعاصر 145 - 170. - معجم المؤلفين 10/ 61. - وقفات ونبضات للكاتب الجزائري محمد الصالح الصديق (الجزائر 1972) 81 - 93.

157 - الخشني ( ... -حوالي 371 هـ‍) (981 م)

157 - الخشني ( ... - حوالي 371 (¬1) هـ‍) (981 م) محمد بن حارث بن أسعد الخشني (¬2) القيرواني، أبو عبد الله، المحدّث، الفقيه الأديب المؤرخ، الكيمياوي، نزيل الأندلس. تفقه بالقيروان على أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد الهواري، وأبي بكر بن اللبّاد، والممّسي، وغيرهم. قدم الأندلس حدثا سنة 311/ 923، وسنه 12 سنة على ما قيل، وهذا محل نظر بل الغالب على الظن أنه عند ما انتقل إلى الأندلس لا تقل سنه عن العشرين لأن تراجمه للعلماء الافارقة تدل على معرفة ونقد، ويستبعد من صبي عمره اثنتا عشرة سنة أن يكون عارفا بأحوال المترجمين، وله ملكة نقدية، سمع بالأندلس من أحمد بن زياد، وأحمد بن عبادة، والحسن بن سعد، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن يحيى بن لبابة، وغيرهم من القرطبيين. دخل سبتة قبل سنة 320/ 933 فحبسه أهلها عندهم، وتفقه عليه قوم منهم، وحقق لهم قبلة جامعهم فوجد فيه تغريبا فامتثلوا أمره وشرّقوها، ثم دخل الاندلس، وتردد في كور الثغور، واستقر آخرا بقرطبة، وإصلاحه لقبلة جامع سبتة وامتثال أهلها لأمره يدل على أنه شاب في طور الرجولة لا صبيا عمره اثنتا عشرة سنة، وكان له بالقيروان دكان يجلس فيه لبيع ¬

(¬1) في تاريخ وفاته خلاف، منهم من جعلها سنة 331.وسنة 364، وغير ذلك، ورجح صاحب «الاعلام» وفاته سنة 366 وقلدت من ذكر وفاته سنة 371 لأن المستنصر مات سنة 366 والخشني عاش بعدها والغالب على الظن أنه عاش بعدها بضع سنوات ويبعد أنه توفي سنة 366 في عام وفاة المستنصر. (¬2) بالضم والفتح نسبة إلى خشن قرية بافريقية كذا في «شذرات الذهب».

تآليفه

الأدهان للتجميل من صنعه لأنه كان حكيما يتصرف في الأعمال اللطيفة، وهذه حجة أخرى على أنه ارتحل من القيروان وسنه فوق الاثنتي عشرة سنة بنحو عقد من السنين، لأن من كان صبيا لا يصنع الأدهان، ويعرضها للبيع ويشتريها الناس. قال أحمد بن عبادة: رأيت ابن الحارث في مجلس أحمد بن نصر - يعني وقت طلبه بالقيروان - وهو شعلة يتوقد في المناظرة. ومما قيل في وصفه: أنه كان ذكيا فطنا متفننا عالما بالفتيا، حسن القياس في المسائل حافظا للفقه، متقدما فيه، عالما بالاخبار وأسماء الرجال، شاعرا بليغا إلاّ أنه يلحن، من أهل الفضل والاطلاع، وكان يتعاطى صناعة الكيمياء ولاّه الحكم المواريث ببجّاية، وولي الشورى بقرطبة، وتمكن للحديث من ولي عهدها الحكم الثاني المستنصر بالله الأموي، وألّف له تآليف حسنة، وآلت به الحال بعد موت الحكم إلى الجلوس في حانوت لبيع الأدهان. توفي بقرطبة في 13 صفر، ودفن بمقبرة مومرة. تآليفه: 1) كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك، توجد منه قطعة صغيرة الحجم ذات 16 ست عشرة ورقة، مكتوبة على الرق بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 17778 (وأصلها من مكتبة القيروان). 2) كتاب أصول الفتيا، بالخزانة العامة بالرباط ضمن أول مجموع رقم 1729، والصديق الدكتور محمد أبو الأجفان بصدد تحقيقه. 3) كتاب الاقتباس. 4) تاريخ الافريقيين. 5) تاريخ علماء الأندلس. 6) تاريخ قضاة قرطبة، نشره المستشرق الاسباني جوليان ريبيرة بمدريد سنة 1914 معتمدا على النسخة المحفوظة باكسفورد، وأعاد نشره السيد عزت

المصادر والمراجع

العطار الحسيني في القاهرة سنة 1372/ 1952. 7) كتاب التعريف. 8) طبقات علماء افريقية، حققه محمد بن أبي الشنب (الجزائر 1914) ذيلا لطبقات أبي العرب التميمي، وأعاد طبعه ذيلا لقضاة قرطبة السيد عزت العطار الحسيني. 9) رأي مالك الذي خالفه فيه أصحابه. 10) الرواة عن مالك. 11) كتاب فقهاء المالكية. 12) كتاب المولد والوفاة. 13) مناقب سحنون. 14) كتاب النسب. غالب هذه التآليف ألفها لولي العهد الحكم الثاني، قال ابن الفرضي: بلغني أنه ألف له مائة ديوان. المصادر والمراجع: - الاكمال لابن ماكولا 3/ 261. - الاعلام 6/ 303. - الانساب للسمعاني 5/ 142. - تاريخ الطب العربي التونسي 76. - تاريخ ابن الفرضي 2/ 614 - 615. - ترتيب المدارك 4/ 531 - 532. - جذوة المقتبس 48 - 49. - بغية الملتمس 61 رقم 95 في ترجمة محمد بن أبي حجيرة الديباج 259 - 260. - شجرة النور الزكية 94 - 95. - شذرات الذهب 3/ 39. - طبقات الحفاظ للسيوطي 397.

- العبر 2/ 324 - 325. - مرآة الجنان لليافعي 2/ 375. - معالم الإيمان 3/ 100 - 103. - معجم الأدباء 18/ 111. - معجم المؤلفين 9/ 45، 168. - معجم المطبوعات 823 - 824. - نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس لإبراهيم الحلبي سبط ابن العجمي (خط، بالمكتبة الوطنية) 4/ 235 ب، محمد بن حارث بقلم محمد أبو الأجفان فصلة مستلة من النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، السنة 4 العدد 4، 1976 - 1977.

158 - الخضار ( ... -1267 هـ‍) (1851 م)

158 - الخضار ( ... - 1267 هـ‍) (1851 م) محمد بن محمد الخضار الشريف التونسي، الفقيه الأديب الشاعر، القادري الطريقة وله صلة باتباعها خارج مدينة تونس، كأحمد الكيلاني المنزلي (نسبة إلى منزل بوزلفة) ومحمود السيالة الصفاقسي مدة إقامته بتونس الذي قال في رسالته الطبية «المنافع الحاضرة في النوازل الحادرة» بعد تحليته باسجاع وبيان صلته به: «فوجدته محققا لنوازل (قضايا) الطب، ومدركا لأحوال النبض والعصب». قرأ بجامع الزيتونة، وتخرج على المشايخ: إبراهيم الرياحي، وحسن الشريف، والطاهر بن مسعود، ومحمد بن ملوكة، وغيرهم. وفي «عنوان الأريب»، «وكان الشيخ أبو عبد الله محمد البحري قاضي الجماعة يستعين بعلمه وذكائه في معاناة النوازل مع غيره من النجباء، ثم بعده الشيخ أبو عبد الله محمد بن سلامة، وكان كثيرا ما يبيت عنده، فإذا أظلم ما يعانيه من فهم عويص استعان بشعلة ذكائه أو بارقة من لوامع آرائه». وقال ابن أبي الضياف في التنويه بأخلاقه وأدبه وعلمه: «وكان عالما فقيها، ذكيا، خيّرا عفيفا كريم النفس غرا كريما، وله في الرثاء المنازع الغريبة خطيبا من انشائه، فصيحا جهوري الصوت، وله في القاء المواعظ أسلوب تجتمع به القلوب، بعيدا عن التصنع شبيها بالزهاد، حسن المحاضرة، حلو الدعابة ما نقصه ذلك ولا عابه، ما شئت من إيناس يسري في الأرواح، ومذاكرة اشهى من العذب القراح». ومع ذكائه فإن فيه غفلة.

مؤلفاته

واشتهر بشدة التحرير في الفتاوى حتى أن العلماء يتنافسون في اقتنائها تولى التدريس بجامع الزيتونة، وقضاء المحلة فأصابه ضعف في بصره أعجزه، ثم نقل إلى خطة الفتوى في عهد المشير الأول أحمد باشا باي، وولي الإمامة والخطابة بجامع الهوى. مؤلفاته: 1) ديوان خطب. 2) ديوان شعر 3) كنش في الفقه بمكتبة الإمام محمد الطاهر بن عاشور. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 81. - رياض البساتين لأحمد الكيلاني 17 - 18. - شجرة النور الزكية 389. - عنوان الأريب 2/ 104 - 107. - الطريقة المرضية في الاجراءات الشرعية لمحمد العزيز جعيط ص 230 هامش (2) (ط/ 2).

الخضراوي: ابن هشام 159 - ابن خلدون (732 - 808 هـ‍) (1332 - 1406 م)

الخضراوي: ابن هشام 159 - ابن خلدون (732 - 808 هـ‍) (1332 - 1406 م) عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن خلدون الحضرمي، الاشبيلي السلف، التونسي، أبو زيد، ولي الدين، المؤرخ، الفيلسوف، وعالم الاجتماع ورجل السياسة. ينحدر من أسرة عربية أصلها من حضر موت ترجع إلى الصحابي الجليل وائل بن حجر، استقرت منذ أوائل القرن الثالث للهجرة باشبيلية، ثم إنها انتقلت إلى سبتة قبل حركة الاسترداد، ومن هناك اتجهت إلى افريقية، واستقرت بتونس في عهد ابن زكرياء الأول الحفصي (625 - 647) وبعض أجداده تولى المناصب الرفيعة في تونس ووالده اعتزل السياسة، وعاش حياة فقيه وأديب، ففي هذه الأسرة ذات المكانة العلمية والسياسية نشأ ابن خلدون، فلا عجب إذا كان محبا للعلم مقبلا على دراسته، ومحبا للحياة والسياسة، ولد بتونس أول رمضان سنة 732/ 27 ماي 1332، واعتنى والده بتربيته وتوجيهه نحو الاقبال على الدراسة العلمية، فأخذ القرآن عن ابن برّال، وتأدب بوالده، وأخذ عن المحدث صاحب الرحلتين محمد بن جابر الوادي آشي، وحضر مجالس محمد بن عبد السلام، وروى عن علماء المغرب الوافدين على تونس صحبة السلطان أبي الحسن المريني (748 - 750/ 1347 - 49) كالسطي، وعبد المهيمن الحضرمي إمام المحدثين والنحاة في المغرب، أخذ عنه سماعا وإجازة الأمهات الست، وموطأ الإمام مالك، وكتاب السيرة لابن إسحاق، وكتاب ابن الصلاح في مصطلح الحديث، ومحمد بن إبراهيم الآبلي لازمه وانتفع به في العلوم الرياضية، والفلسفة، وتفقه بمحمد بن عبد الله الجيّاني، وأبي القاسم بن القصير قرأ عليه تهذيب المدونة، وحفظ الحماسة، وشعر أبي تمام، وقطعة من شعر

المتنبي، وسقط الزند للمعري. وأخذ العربية عن والده، وعن الإمام محمد بن العربي الحصايري شارح «تسهيل الفوائد» لابن مالك. ومات والده وأكثر مشايخه في الطاعون الجارف العالمي الذي اجتاح تونس سنة 749/ 1349، وله من العمر سبع عشرة سنة، وترك رحيل العلماء المرينيين فراغا كبيرا في الحياة الفكرية بتونس، وفكر في الرحيل إلى فاس التي كانت حينذاك ألمع عاصمة في المغرب الإسلامي، وأخوه الأكبر محمد صرفه عن هذه الوجهة لمدة قليلة، في سنة 751/ 1350 قلده الحاجب القوي ابن تافراجين كتابة العلامة للسلطان أبي إسحاق الحفصي، وهي كتابة «الحمد لله والشكر لله» بالقلم الغليظ مما بين البسملة من مخاطبة أو مرسوم، وقبل هذه الخطة مع العزم على الرحيل إلى فاس عند ما تحين الفرصة، وبهجوم أمير قسنطينة الحفصي على البلاد التونسية سنة 753/ 1352 للمطالبة بالعرش تهيأت له المناسبة المرجوة، فعند ما خرج السلطان أبو إسحاق لقتال أمير قسنطينة كان ابن خلدون معه، وانهزم السلطان، ترك ابن خلدون رفقة سيده بدون استئذان والتجأ إلى أبّة، ثم لحق بتبسة ثم قفصة حيث التقى فيها بمحمد بن مزني صاحب الزاب فصحبه إلى بسكرة حيث أمضى الشتاء عنده ومات السلطان أبو الحسن المريني سنة 752/ 1351 وصفا الجو لابنه أبي عثمان الذي احتل تلسمان سنة 753/ 1352، وأعاد بجاية إلى سيطرته، ومن بسكرة عرض عليه ابن خلدون خدماته، وفي أثناء الطريق لقي الحاجب المربني ابن أبي عمرو المسمى حاكما ببجاية، وصحبه ابن خلدون إلى هناك حيث لبث ببجاية زمنا (إلى نهاية سنة 754/ 1353) قبل أن يستدعى إلى بلاط فاس، ولما عاد السلطان أبو عنان إلى فاس جرى ذكر ابن خلدون عنده فاستدعاه إلى فاس سنة 755/ 1354، ونظمه في مجلسه العلمي، وبعد قليل صار من كتابه، واستمر على مواصلة التعلم والتردد على الشيوخ الكبار سواء من المغرب أو من الأندلس عند مرورهم بفاس، وعند ما مرض السلطان أبو عنان انغمس في مؤامرة هدفها تحرير الأمير أبي عبد الله محمد الحفصي من معتقله لاسترجاع

إمارته في بجاية، واستنصر هذا الأمير بابن خلدون، ووعده بتوليته منصب الحجابة إذا هو ساعده على الفرار، ونمي الخبر إلى السلطان أبي عنان فأمر بالقبض عليه وعلى الأمير واودعا السجن سنة 758/ 1357، ثم أطلق سراح الأمير بعد ذلك، وبقي ابن خلدون في السجن مدة سنتين، وابن خلدون يدافع عن نفسه ويعزو هذه المحنة التي حلت به إلى الدسائس والحسد وسوء النية، وبعد وفاة السلطان أبي عنان (759/ 1358) بادر وزيره الحسن بن عمر باطلاق سراحه وإعادته إلى ما كان عليه، وكانت وفاة السلطان أبي عنان فرصة لاضطرابات ومعارك مسلحة بين الطامعين في العرش، وكان من بين المطالبين بالعرش الأمير أبو سالم الذي عاد من منفاه إلى الأندلس سعيا وراء هذا الغرض، وناصره جماعة كان من ضمنها ابن خلدون، فدعاه إليه وخرج للقائه مع طائفة من وجوه الدولة، ثم رجع إلى فاس في ركاب السلطان الجديد، ورعى له أبو سالم هذه السابقة واستعمله في كتابة سره وإنشاء مخاطباته في شعبان 760 جويليه 1359، وليقوي وضعيته اجتهد ليصبح شاعر البلاط، وفي أثناء قيامه بهذه الخطة آثر في إنشاء مخاطباته الأسلوب المرسل على المسجوع، وهو شيء انفرد به بين زملائه كتاب العصر، قال «وكان أكثر ما يصدر عني بالكلام المرسل، من دون أن يشاركني أحد ممن ينتحل الكتابة في الاسجاع لضعف انتحالها، وخفاء المعاني منها على أكثر الناس، بخلاف غير المرسل، فانفردت به يومئذ وكان مستغربا عند من هم أهل هذه الصناعة». ثم إن السلطان أبا سالم ولى ابن خلدون خطة المظالم (وهي ولاية قضائية). ولما ثار الوزير عمر بن عبد الله على السلطان أبي سالم، ونصب على الملك أبا تاشفين أقرّ ابن خلدون على ما كان عليه، لكن ابن خلدون لم يقنع بذلك لأنه كما قال «يسمو بطغيان الشباب إلى أرفع مما كان عليه» وقد رأته حرم من ثمار النصر، وأظهر سوء مزاجه، وكوّن له الأعداء، وعتب على الوزير عمر بن عبد الله وهجره وانقطع عن دار السلطان مغاضبا له، وبعد عدة صعوبات تحصل على الاذن في السفر إلى غرناطة (خريف

764/ 1362)، وفي غرناطة استقبله سلطانها محمد بن الأحمر ووزيره لسان الدين بن الخطيب استقبالا حسنا، وعرف ابن خلدون ابن الخطيب بفاس وانعقدت بينهما صداقة، عند ما كان ابن الخطيب لاجئا سياسيا بفاس مع سلطانه محمد بن الأحمر قبل أن يعود كل منهما إلى منصبه في فترة من فترات دسائس القصر بغرناطة ودسائس القصر بفاس للتدخل في شؤون السياسة والحكم بغرناطة، وفي نهاية سنة 765/ 1364 أرسله سلطان غرناطة إلى اشبيلية لعقد الصلح مع ملك قشتالة بيدرو الفاسي الذي اتخذ اشبيلية عاصمة له، واستقبل ابن خلدون استقبالا حسنا، ووعده باعادة أملاك أجداده إليه إذا هو رضي بالبقاء في خدمته فرفض هذا العرض، وعاد إلى غرناطة ومعه هدايا ثمينة حملها إلى السلطان الذي أقطعه قرية بمرج غرناطة، ورأى أن يستقدم زوجته وأولاده من قسنطينة، وتوافرت له بعد وصولهم أسباب الراحة والطمأنينة، وشعر بانقباض صديقه القديم لسان الدين بن الخطيب وتنكره له لأنه ألقى عليه بعض الظل من نجاح صديقه الشاب، فأخذ يفكر في مغادرة الأندلس قبل أن تفسد السعايات ما بينه وبين لسان الدين بن الخطيب من أواصر المودة، وبينما هو يفكر في ذلك جاءه كتاب من صديقه أمير بجاية أبي عبد الله محمد الحفصي يدعوه إلى الالتحاق به لتولي منصب الحجابة، وهو ما يرضي طموحه، واستأذن سلطان غرناطة في الارتحال دون اطلاعه على شيء من انقباض لسان الدين بن الخطيب فأذن له بعد مرور نحو ثلاث سنوات على مجيئه إلى الأندلس، وعند وصوله إلى بجاية احتفل أميرها بقدومه وقلده منصب حاجب، والحجابة كانت أهم منصب في الدولة، واسندت الوزارة إلى أخيه الأصغر منه يحيى، وقدمه الأمير للخطابة بجامع القصبة، وداوم به على التدريس بعد فراغه من مهام العمل الرسمي، وإذا كان في بجاية وجد ما يرضي طموحه السياسي وشوقه العلمي إلى التدريس، فإن ذلك كان في ظرف مؤقت قصير الأمد لم يتجاوز سنة، لأنه في السنة الموالية قام أمير قسنطينة أبو العباس الحفصي بهجوم على بجاية وسقط أمير بجاية ابن عم المهاجم قتيلا ومنيت جموعه بهزيمة ساحقة، وانحاز ابن خلدون إلى

رأي القائلين بعدم متابعة المعركة واستقبال الأمير المتغلب وتسليم البلد له، وتم ذلك في شعبان /767 ماي 1366، ورفض الرأي القائل ببيعة أحد أطفال الأمير المقتول، ودخل ابن خلدون في خدمة الأمير الجديد لمدة وجيزة، ثم تخلى عنها، واستأذن في مغادرة بجاية فنزل أولا عند العرب الذواودة، ثم عند أصدقائه بني مزنى ببسكرة، وبعد مغادرته بجاية وقع إيقاف أخيه يحيى، وجاءه مكتوب وهو في بسكرة من السلطان أبي حمو صاحب تلمسان يعرض عليه منصب الحجابة، فأجابه بلطف بأنه لا يقبل، واكتفى بإرسال أخيه يحيى الذي أطلق سراحه قبل ذلك. وبقي في بسكرة معتزلا المناصب السياسية الرسمية، ولكنه لم يعتزل السياسة فاتصل بشيوخ القبائل محاولا أن يكوّن منها قوة جديرة بمسك نظام قوي حقيقة، وارتاب أصدقاؤه بنو مزنى من نشاطه لدى القبائل، وأوعز ابن مزني أمير بسكرة الى سلطان فاس بأن يستدعي لحضرته ابن خلدون، وفعلا استدعاه سلطان المغرب الأقصى إلى فاس فرحل إلى فاس، وقاسى شدائد في أثناء الطريق، وعند قدومه أكرمه الوزير ابن غازي، ورتب له جراية وافرة، وأقبل على قراءة العلم وتدريسه لكن الاضطرابات السياسية لم تتركه هادئا يعيش حسب هواه، فأوقف ثم أطلق سراحه وأذن له في النهاية بالذهاب إلى الأندلس فدخلها للمرة الثانية سنة 776/ 1375 طلبا للهدوء والاستقرار واعتزال السياسة، والاقبال على دراسة العلم، ولكن الدهر يعاكسه ويخيب آماله، فإن السلطة السياسية بفاس توجست خوفا من إقامته بالاندلس فيفسد علاقاتهم بسلطان غرناطة، وخرج من الأندلس واستقر بعائلته في تلمسان (غرة شوال سنة /776 مارس 1375) مؤملا أن يتفرغ للدراسة، ورأى سلطان تلمسان أن يستخدمه وكلفه بمهمة لدى الذواودة فاضطر لقبول الطلب، ولكنه لم يكد يفارق تلمسان حتى التجأ قرب أولاد عريف الذين اقتبلوه بحفاوة، وتداخلوا لفائدته لدى السلطان أبي حمو، وأنزلوه في قلعة ابن سلامة وأقام فيها أربع سنوات (776 - 780/ 1375 - 79) وهي تقع على بعد ستة كلم في الشمال الغربي من قرندة الحالية في مقاطعة وهران، وفي هذه القلعة شرع في تأليف

كتابه «العبر» وأكمل «المقدمة» منه «على ذلك النحو الغريب الذي اهتدى إليه في تلك الخلوة، فسالت فيها شآبيب الكلام والمعاني على الفكر، حتى امتخضت زبدتها، وتآلفت نتائجها» وأتم تأليف «المقدمة» في مدة خمسة أشهر، ثم كتب أخبار العرب والبربر، وزناتة من حفظه وتبين له ضرورة الرجوع إلى المصادر للتوثيق والتصحيح والتنقيح، وليس في قلعة ابن سلامة ما يريد الرجوع إليه من كتب فقرر العودة إلى تونس حيث يجد فيها ما يهمه من مصادر، فكاتب السلطان أبا العباس الحفصي الذي سبق له التعرف به منذ حادثة بجاية «بالفيئة الى طاعته فما كان غير بعيد وإذا بخطابه وعهوده بالأمان والاستحثاث للقدوم» فارتحل من قلعة ابن سلامة متوجها إلى وطنه، ووافى السلطان أبا العباس بظاهر مدينة سوسة، فأكرم وفادته وبالغ في تأنيسه، وشاوره في مهمات أموره ثم سافر إلى مدينة تونس وألقى عصاه واستقر به النوى في شعبان 780 نوفمبر ديسمبر 1378، وفي تونس اقتصرت جهوده على العلم والتدريس، وأكمل التحرير المبدئي لكتابه «العبر» وأهدى نسخة منه إلى السلطان أبي العباس مصحوبة بقصيدة طويلة في مدحه أملتها الظروف، وكان ابن خلدون يروم الاستقرار بوطنه لكن اعداءه وحساده دسوا له لدى السلطان محاولين إثارة غضبه عليه، وخشي من مساعيهم الهلاك، وعزم على ترك المغرب الإسلامي، وتعلل بالسفر للشرق لأداء فريضة الحج، واستأذن السلطان فأذن له، وكانت سفينة لتجار الاسكندرية راسية بميناء تونس فركب فيها متوجها إلى الاسكندرية، في 15 شعبان سنة 784/ 14 اكتوبر 1382 التي وصلها بعد أربعين ليلة، واستقر رأيه تأجيل السفر إلى الحجاز والذهاب إلى القاهرة، وفيها جلس للتدريس في الجامع الأزهر، وتقاطرت الطلبة على دروسه، ثم اتصل بالسلطان الظاهر برقوق فأبّر لقاءه وأنّس غربته، ووفّر الجراية من صدقاته، ثم ولاه التدريس بالمدرسة القمحية على أثر وفاة بعض المدرسين بها ثم المدرسة الظاهرية بعد فراغ السلطان الظاهر برقوق من بنائها، وبعد رجوعه من الحج شغرت خطة مدرس الحديث في مدرسة صرغتمش وذلك بدلا من تدريسه بالظاهرية، وجلس للتدريس فيها في محرم سنة 791، ثم

ولاه السلطان مشيخة خانقاه بيبرس بعد موت شيخها عند منصرف ابن خلدون من قضاء الحج، وهي من أعظم المصانع وأحفلها، وأوفرها ربحا، وأكثرها أوقافا، فكان رزق النظر فيها والمشيخة واسعا لمن تولاه (التعريف 313) وولي قاضي قضاة المالكية في جمادى الثانية سنة /786 جويليه - اوت 1384، وكانت ولايته للقضاء نذيرا بتوالي المحن، أذن السلطان الحفصي لعائلة ابن خلدون الالتحاق به بتداخل من السلطان الظاهر برقوق وغرقت السفينة الحاملة لهم في ميناء الاسكندرية «فذهب الموجود والمولود، فعظم الأسف واختلط الفكر» (التعريف 285)، وكان لتشدده في الأحكام والاجراءات مما أثار عليه أحقاد أصحاب المصالح من الأعيان، ودسائس أعدائه الغاصبين لتقليده إحدى الوظائف الهامة لأجنبي أدت في النهاية إلى تأخيره عن القضاء في جمادى الأولى /787 جوان - جويلية 1385 قال ابن خلدون بعد انصرافه عن القضاء «وفرغت لشأني من الاشتغال بالعلم تدريسا وتأليفا». وبعد أربع عشرة سنة في التدريس والتأليف قلده السلطان الظاهر برقوق خطة القضاء مرة ثانية في 15 رمضان 801/ 21 ماي 1399، وعزل منها في محرم /803 اوت - سبتمبر 1400، ولما اعتلى السلطان فرج بن برقوق عرش مصر بعد وفاة أبيه ثبّت ابن خلدون في وظيفة القضاء، ثم عزله بتأثير السعايات، ثم أعاده ثم عزله، وهكذا لبث مترددا بين الولاية والعزل إلى ما قبل وفاته بقليل، وولايته الأخيرة والسادسة كانت في شعبان /808 جانفي - فيفري 1406 قبل أسابيع من وفاته في 26 رمضان 808/ 17 مارس 1406، ودفن بمقبرة الصوفية. وخرج من مصر في ركاب السلطان الناصر فرج لنجدة دمشق المهددة بهجوم تيمور لنك وبينما السلطان الناصر يستعد للدفاع عن دمشق بتقوية اسوارها بلغه خبر مؤامرة تحاك ضده في مصر، فخرج من دمشق عائدا إلى القاهرة، وكان بعض علماء دمشق مجتمعين في المدرسة العادلية، واتفقوا على طلب الأمان من تيمور لنك، وشاوروا نائب القلعة فأبى عليهم ذلك ونكره، فلم يوافقوه، وخرج القاضي برهان الدين ابن مفلح الحنبلي

مؤلفاته

وشخص آخر وتدليا من السور وقابلا تيمور لنك فأمنهما، وسأل تيمور لنك القاضي برهان الدين ابن مفلح عن ابن خلدون، وهل سافر من دمشق مع عساكر مصر أو أقام بالمدينة، فأخبره بمقامه في المدرسة العادلية، وبلغ الخبر ابن خلدون في جوف الليل، فخشي البادرة على نفسه، وبكر سحرا إلى جماعة القضاة عند الباب، وطلب الخروج أو التدلي من السور فأبوا عليه ذلك أولا، ثم قبلوا ودلوه من السور، فوجد بطانة تيمور لنك عند الباب، ونائبه الذي عينه للولاية على دمشق وأسمه شاه ملك من بني جقطاي، فحيّاهم وحيّوه، وقدم له شاه ملك مركوبا، وبعث له من بطانة تيمور لنك من أوصله إليه، وجرى بينهما حديث كان المترجم بينهما الفقيه عبد الجبار الحنفي المعتزلي الخوارزمي، وطلب منه تيمور لنك أن يكتب له تأليفا عن جغرافية بلاد المغرب، وأقام ابن خلدون عند تيمور خمسة وثلاثين يوما ثم استأذنه في الرجوع إلى مصر فسمح له بذلك وكرّ راجعا إلى القاهرة، وفي أثناء الطريق تعرض له قطاع الطريق فترك لهم حتى ثيابه. مؤلفاته: 1) تقييد في المنطق، قال لسان الدين بن الخطيب في «الاحاطة» وعلّق للسلطان أيام نظره في العقليات تقييدا مفيدا في المنطق». 2) تلخيص كتب كثيرة لابن رشد الحفيد الفيلسوف، وهذه الكتب التي لخصها غير معروفة ما هي اسماؤها ومواضيعها. 3) كتاب في الحساب. 4) شرح البردة، قال عنه لسان الدين بن الخطيب: «شرح البردة شرحا بديعا دل به على انفساح ذرعه، وتفنن ادراكه، وغزارة حفظه». 5) شرح رجز في أصول الفقه للسان الدين بن الخطيب، ذكره المقري في «أزهار الرياض» 1/ 190. 6) شفاء السائل لتهذيب المسائل، وهو كتاب في التصوف، حققه الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي الأستاذ بكلية الإلهيات بانقرة، وطبع باستانبول سنة 1958، حققه تحقيقا علميا جيدا، ومهد له بمقدمة مستفيضة عامة

في التصوف، وتناول فيها تحقيق نسبة الكتاب إلى ابن خلدون، وزود الكتاب بحواش مفيدة غزيرة المادة ثم جاء الأب اغناطيوس عبده خليفه اليسوعي مدير مجلة «الشرق» التي يصدرها الآباء اليسوعيون في بيروت، فنشر الكتاب نشرة أخرى فرغ من طبعها في 30 افريل سنة 1959، ولم يطلع على نشرة الأستاذ الطنجي، وإلا لتلافى الأخطاء الفاحشة العديدة التي وقعت في طبعته. 7) العبر في ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، والجزء الأول منه هو «المقدمة» المشهورة، وطبع الكتاب بالمطبعة الأميرية ببولاق سنة 1284/ 1867 في سبعة أجزاء، ونشر البارون دي سلان De Slane ما يتعلق بتاريخ البربر والأسر الإسلامية بشمال افريقيا بعنوان Histoire des Berberes et des dynas ties musulmanes de l'Afrique septententrionale واعتمد في نشره على عدة مخطوطات موجودة في مكتبات الشرق والغرب وطبع في الجزائر 1852/ 1856، في جزءين، وهو ما يقابل الجزء السادس والجزء السابع من طبعة بولاق، واتبعهما بترجمة لهما إلى الفرنسية في جزءين الجزائر 1863 وآخر طبعة للكتاب في بيروت 1956 - 1959، وهي طبعة تجارية مزودة على كل حال بفهرس مفيد وإلى الآن لم تصدر طبعة نقدية علمية للكتاب بما فيه المقدمة على تعدد طبعاتها والقسم الأخير من الجزء السابع، وهو القسم الذي ترجم فيه ابن خلدون لنفسه، وهذا القسم يبتدئ من ص 376 إلى ص 462 من طبعة بولاق، ويقف عند سنة سبع وتسعين وسبعمائة، أما في نسخ دار الكتب المصرية، وآيا صوفيا، وأحمد الثالث، وأسعد افندي، وغيرها فتمتد حتى أواخر ذي القعدة سنة سبع وثمانمائة أي قبل وفاة ابن خلدون بتسعة أشهر. وقد حقق هذا القسم تحقيقا نقديا علميا ونشره الأستاذ المرحوم محمد بن تاويت الطنجي بعنوان «التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا

وغربا» وطبع بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1370/ 1951. 8) لباب المحصل في اصول الدين، وهو تلخيص لكتاب «محصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين من كتب فخر الدين محمد بن عمر الرازي المعروف بابن الخطيب» وطبع كتاب المحصّل في (القاهرة سنة 1905) وهو عبارة عن خلاصة توجز جميع الثقافة العربية الإسلامية فيما يخص مسألة العقيدة وانعكاساتها الفلسفية. فرغ من تأليف كتاب «لباب المحصّل» في التاسع والعشرين من صفر سنة اثنين وخمسين وسبعمائة (27 افريل 1351) أي أن سنه كانت تسع عشرة سنة وستة أشهر، فهو من أول مؤلفاته، وقد ذكر في مقدمة الكتاب الدواعي إلى تأليفه هذا الكتاب فإنه قرأ كتاب «المحصّل» على شيخه محمد بن إبراهيم الآبلي شيخ العلوم العقلية في المغرب، قال: «إلى أن قرأنا بين يديه كتاب «المحصّل» الذي صنفه الإمام الكبير فخر الدين بن الخطيب، فوجدناه كتابا احتوى على مذهب كل فريق، وأخذ في تحقيقه كل مسلك وطريق إلا أن فيه إسهابا لا تميل همم أهل العصر إليه واطنابا لا تعول قرائحهم عليه، فرأيت بعون الله تعالى أن أحذف من ألفاظه ما يستغنى عنه، وأترك منها ما لا بد منه، وأضيف كل جواب إلى سؤاله، وانسج في جميعها على منواله. فاختصرته وهذبته وحذو ترتيبه رتبته، وأضفت إليه ما أمكن من كلام الإمام الكبير نصير الدين الطوسي وقليلا من بنيات فكري، وعبرت عنهما ب‍ «ولقائل أن يقول» وسميته «لباب المحصّل» فجاء بحمد الله رائق اللفظ والمعنى مشيد القواعد والمبنى» توجد منه نسخة بخط المؤلف ابن خلدون نفسه في مكتبة الاسكوريال رقم 1614، ونشره لأول مرة عن هذه النسخة المخطوطة، الأب لوسيانو روبيو الأوغسطيني أستاذ الفلسفة في دير الاسكوريال الملكي، وذلك ضمن منشورات معهد مولاي الحسن في تطوان بدار الطباعة المغربية سنة 1952، وكان موضوعا

لرسالته في الدكتوراه من كلية الفلسفة والآداب بمدريد إلى جانب ترجمة الكتاب إلى الاسبانية، ونشرة هذا الكتاب حافلة بالأخطاء مما يستدعي الأمر معه إعادة نشره من جديد. 8) (مكرر) المقدمة سبق القول إنه جعلها مقدمة لتاريخه الكبير «العبر» وبها نال شهرة واسعة في العالم، وأول ما يتبادر إلى الذهن أنه لم يأخذ في تاريخه الكبير «العبر» بنظريات «المقدمة» وأحسن ما يعتذر له أنه ليس هناك رجل يستطيع أن يكتب وحده تاريخا عاما حسب متطلبات «المقدمة». وهي في رأي المؤلف وكما يدل عليه اسمها هي مدخل لصناعة المؤرخ، وفيها قواعد لنقد الرواية التاريخية، وفيها فلسفة للتاريخ وفيها علم الاجتماع (العمران البشري حسب عبارته)، وهو علم «مستحدث النشأة غريب النزعة، غزير الفائدة، اعثر عليه البحث وأدى إليه الغوص» كما قاله في «المقدمة». وهيكل المقدمة نفسها عرض مفصل لهذا العلم «المستحدث النشأة» وبالنظر إلى أبواب «المقدمة» الستة يتبين أنه وصل فيها إلى الاستناد على الظواهر الاجتماعية، والمحور الذي تدور حوله الملاحظات هو دراسة الأسباب والعلل للانحطاط، أي أعراض وطبيعة الأمراض التي تموت بها الحضارات. ومن الملاحظ أن ابن خلدون في نقده للمنطق الأرسطي والفلسفة النظرية لاغراقها في الأحكام العقلية المجردة التي لا تتطابق مع الواقع، وهو لا يرفض العقل وهو آلة ثمينة في اطار الحدود الطبيعية التي هي الفحص وترجمة الواقع، وهو لا يرفض الفلسفة بل ينقدها، وناقد الفلسفة يعد فيلسوفا، ففي المنطق قد يلتجئ إلى بعض مقولاته خصوصا في القياس الاستدلالي. وقد قاده البحث عن أسباب التطور التاريخي إلى الحديث عن الظواهر الاجتماعية والاقتصادية.

المصادر والمراجع

وابن خلدون مفكر عبقري جاء والحضارة العربية الإسلامية في طور التدلي والاندحار لذلك لم يوجد بعده من اثرى نظرياته في «المقدمة». وترجمت المقدمة بداية من القرن الثامن عشر إلى كثير من لغات العالم. المصادر والمراجع: - المراجع عن ابن خلدون كثيرة وسنكتفي بذكر بعضها: - الاعلام 4/ 106 - 107. - البدر الطالع للشوكاني 1/ 237 - 239. - حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 462، 2/ 189. - الحضارة للدكتور حسين مؤنس (سلسلة عالم المعرفة الكويت (1398/ 1978) ص 152 - 181، 279، 281. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 665 - 667. - ابن خلدون وفلسفته الاجتماعية لغاستون بوتول ترجمة عادل زعيتر، القاهرة 1955. - اعمال مهرجان ابن خلدون، القاهرة 1962. - ابن خلدون حياته وتراثه الفكري لمحمد عبد الله عنان، القاهرة 1965 (طبعة جديدة مزيد فيها). - دراسات عن مقدمة ابن خلدون لساطع الحصري، القاهرة 1953. - درة الحجال 1/ 357 - 358. - شذرات الذهب 7/ 67 - 77. - الضوء اللامع 4/ 145 - 149. - تاريخ الفلسفة العربية للدكتور جميل صليبا، دار الكتاب اللبناني، بيروت ص 543 - 663. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 218 - 223. - معجم المؤلفين 5/ 188 - 191، 13/ 396. - مؤلفات ابن خلدون للدكتور عبد الرحمن بدوي (ط ثانية تونس 1399/ 1979). - الموجز في تاريخ العلوم عند العرب للدكتور محمد عبد الرحمن مرحبا (بيروت 1970 ط 2/) ص 142 - 236.

- نيل الابتهاج 169 - 170. - دائرة المعارف الإسلامية (الط، الجديدة بالفرنسية) بقلم محمد الطالبي 3/ 848 - 855. - انباء الغمر لابن حجر العسقلاني 2/ 339 - 340. - دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام بن سودة المري 199 - 200. - منطق ابن خلدون للدكتور علي الوردي (القاهرة 1962). - مستودع العلامة ومستبدع العلامة لأبي الوليد بن الأحمر ص 64 - 65.

160 - ابن خلدون (حوالي 734 - 786 هـ‍) (1333 - 1385 م)

160 - ابن خلدون (حوالي 734 - 786 هـ‍) (1333 - 1385 م) يحيى بن محمد بن محمد بن خلدون التونسي المربى والمنشأ، دفين تلمسان، أبو زكرياء، الأديب الشاعر المؤرخ، شقيق عبد الرحمن - المقدمة ترجمته - والأصغر منه سنا تعلم بتونس على الشيوخ ذوي الشهرة في عصره بتونس، والمعلومات عنه قليلة، وله ذوق في الأدب والشعر كما يظهر ذلك من كتابه «بغية الرواد» قال عنه أبو الوليد بن الأحمر «وله معرفة بالتاريخ القديم والحديث، واقتدار على سبك الكلام الرائق وحوك النظام الفائق». لما هاجر أخوه عبد الرحمن من تونس، خرج هو منها مع أسرة أخيه، ثم انتقل إلى فاس صحبة أخيه على عهد السلطان أبي عنان المريني، ولما تولى السلطان أبو سالم المريني بعد أبي عنان كتب إلى السلطان أبي زيان المريني بالافراج عن الأميرين الحفصيين أبي عبد الله وأبي العباس، الأول ملك بعد سراحه بجاية، والثاني قسنطينة وأرسل الأمير صاحب بجاية حاجبه يحيى بن خلدون إلى ملك تلمسان أبي حمو الثاني لطلب العون المادي من هذا الملك لأن الأمير صاحب بجاية لم يتمكن من احتلالها واقتبل يحيى بتلمسان قبولا حسنا، وتحصل على ما طلب، وأمضى فترة المولد النبوي بتلمسان، وبهذه المناسبة نظم قصيدة، ثم قفل راجعا إلى مخدومه الذي أرجعه إلى تلمسان في 8 جمادى الثانية 764/ 25 مارس 1363، وعاد بعد قليل ومعه فرقة عسكرية، وقبل أن يتم استيلاء الأمير أبو عبد الله محمد الحفصي على بجاية كتب إلى عبد الرحمن بن خلدون بخطه عهدا بولاية الحجابة متى تملك بجاية، فأرسل إليه أخاه يحيى، وآثر هو الرجوع إلى فاس صحبة السلطان. وفي خلال سنة 765 استولى الأمير أبو عبد الله محمد بن أبي زكرياء

الحفصي المذكور على بجاية، وكتب يستقدم عبد الرحمن بن خلدون من الاندلس، وولاه الحجابة وفاء بوعده وفي سنة 767/ 1365 - 66 دارت معركة حاسمة بين الأمير أبي عبد الله محمد وبين ابن عمه الأمير أبي العباس أحمد صاحب قسنطينة قتل في أثنائها أمير بجاية، فاستولى عليها، وأبقى عبد الرحمن بن خلدون على خطته، وأكرم أخاه يحيى، وشعر عبد الرحمن بما يحاك ضده من دسائس ووشايات، فتحصل بعد لأي على الإذن في مبارحة بجاية، وبقي أخوه يحيى بها، وأفلحت الدسائس والوشايات، فتنكر الأمير ليحيى وسجنه بعنابة، وكبس بيته وبيت أخيه عبد الرحمن لظنه وجود ذخيرة بهما وأموال فلم يجد بهما شيئا، وبعد قليل فر يحيى من السجن، والتحق ببسكرة حيث نزل أخوه عبد الرحمن في جوار شيخها أحمد بن يوسف بن مزني. ولما اعتذر عبد الرحمن عن طلب ملك تلمسان أبي حمّو موسى بن يوسف في الالتحاق بخدمته، رحل يحيى إلى تلمسان نيابة عن أخيه، ووصلها في رجب /769 فيفري 1368 وولاه أبو حمّو كتابة سره بديوان الانشاء. وعند ما علم أن تلمسان مهددة باحتلال المرينيين، اغتنم فرصة غياب السلطان فبارحها في بداية سنة 772 والتحق بفاس، ودخل في خدمة السلطان عبد العزيز المريني ناسيا جميل أبي حمو ثم بعد السلطان عبد العزيز ابنه محمد السعيد المنصوب مكانه، ولما استولى السلطان أبو العباس المريني على المدينة البيضاء (فاس الجديد) في سنة 775/ 1373 استأذن في اللحاق بتلمسان، فأذن له واقتبله أبو حمو بحفاوة، وأرجع له وظيفة كتابة السر، وأحرز سريعا على ثقته، وهو ما أثار حسد الاتباع الآخرين وكان من أشدهم الأمير أبو تاشفين الثاني الابن الأكبر لأبي حمو وولي العهد، فقد طلب هذا ولاية وهران من أبيه التي كان أولى عليها ابنه أبا زيان أخا أبي تاشفين فتظاهر أبو حمو بقبول مطلبه، وعهد إلى المترجم له بمماطلته في كتابة عهد ولاية وهران حتى يجد أبو حمو مخرجا من هاته المشكلة، وظن أبو تاشفين أن الابطاء في إتمام رغبته سببه يحيى بن خلدون، فصمم على

تآليفه

الانتقام منه وترصد له مع طائفة من اتباعه منصرفه من القصر إلى بيته بعد صلاة التراويح في إحدى ليالي رمضان سنة /780 ديسمبر 1378 جانفي 1379، وانهالوا عليه طعنا بالخناجر حتى مات وسقط من دابته وبلغ الخبر أبا حمو في الصباح، وعزم على تتبع المجرمين وعقابهم، ولمّا علم أبو حمو أن ابنه أبا تاشفين كان المحرض على ارتكاب هذه الجريمة، عدل عن التتبع والعقاب. تآليفه: بغية الرواد في أخبار بني عبد الواد وأيام أبي حمو الشامخة الأطواد نشره الفرد بيل A.Bel (النص مع ترجمة فرنسية) بعنوان تاريخ بني عبد الواد ملوك تلمسان (2 جزءان الجزائر 1321/ 1904، الثاني 1330/ 1913). وهذا التاريخ لمملكة تلمسان هو هام بصفة خاصة لمعرفة العهد الطويل لأبي حمو الثاني، الذي كان المؤلف كاتب سره ونجيه، فاستطاع الاطلاع على الوثائق السياسية الأصلية، التي ذكر نصوص كثير منها في كتابه، وتظهر في هذا الكتاب مواهبه الشعرية والنثرية. قال ابن الأحمر: «ألف لسلطانه المذكور (أبي حمو) كتابا أي كتاب، أطنب فيه بمدحه ومدحه بالأطناب». واحتفظ في تأليفه بعدة قطع شعرية لشعراء القصر من معاصريه، وذكر معلومات عن علماء عصره، وعن الاجتماعات الشعرية بقصر تلمسان وكثيرا من الأشياء التي لا توجد في غيره، والتي تسمح بتكوين فكرة صحيحة عن العاصمة العبداودية في القرن الثامن. المصادر والمراجع: - الاعلام 9/ 210. - إيضاح المكنون 1/ 187. - شجرة النور الزكية 228.

- عنوان الأريب 2/ 115 - 119. - مستودع العلامة ومستبدع العلامة لأبي الوليد بن الأحمر (تطوان 1384/ 1964) ص 65. وتعاليق التحقيق ص 163. - معجم المطبوعات 97. - معجم المؤلفين 13/ 228. - نفح الطيب 7/ 218 - 219 (طبعه م. م. عبد الحميد). - هدية العارفين 2/ 527. - دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية الطبعة الجديدة 3/ 855 - 56، بقلم أ، بيل)، - التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، تحقيق محمد بن تاويت الطنجي القاهرة 1370/ 1951 ص، 97، 99، 103، 113، 115، 127، 131، 225.

161 - ابن الخلوف (829 - 899 هـ‍) (1425 - 1494 م)

161 - ابن الخلّوف (829 - 899 هـ‍) (1425 - 1494 م) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحميري الفاسي الأصل، القسنطيني المولد، التونسي القرار، المعروف بابن الخلّوف، شهاب الدين، أبو العباس، الأديب اللغوي، الفرضي. ولد بقسنطينة في 3 محرم 829/ 15 نوفمبر 1425، وسافر به أبوه وهو في المهد إلى مكة فأقام معه فيها أربع سنين، ثم تحول إلى القدس فسكن به، وحفظ القرآن وكتبا كثيرة في فنون من العلم، وعرض على جماعة، ولازم أبا القاسم النويري في الفقه، والعربية، والأصول، وغيرها حتى كان جل انتفاعه به، وكذا أخذ عن الشهاب بن رسلان، والعز القدسي، وغيرهما، وبالقاهرة أخذ النحو والصرف والمنطق عن العز بن عبد السلام البغدادي، وآخرين، وممن أخذ عنه ببلاد المغرب أحمد السلاوي، وقال: إنه احفظ من لقيه بها. واشتغل بالأدب فبرع فيه نظما ونثرا، وكتب للمسعود الحفصي ابن ملك تونس عثمان حفيد أبي فارس عزوز وولي عهد أبيه الملقب بذي الوزارتين. وقدم القاهرة غير مرة منها في أثناء سنة 877/ 1472 في البحر، وحج، ثم عاد إليها وبقي فيها إلى أن سافر في ربيع الثاني 881/ 1476، ولقيه السخاوي مودعا وكتب من نظمه. وهو حسن الشكل والأبهة، ظاهر النعمة طلق العبارة، ويذكر بظرف وميل إلى البزة ومتعلقاتها، كتب عنه غير واحد بالقاهرة، والاسكندرية، وقد أثنى عليه نظما ونثرا وفي مدة استقراره بتونس مدح السلطان أبا عمرو

مؤلفاته

عثمان الحفصي بقصائد عديدة توفي بتونس ودفن بتريبة سيدي محرز بن خلف. مؤلفاته: 1) تحرير الميزان لتصحيح الأوزان، في العروض. 2) جامع الأقوال في صيغ الأفعال، رجز في تصريف الأسماء والأفعال. 3) جني الجنتين في مدح خير الفريقين، منه نسخة في المكتبة الوطنية في تونس. 4) ديوان شعر، مرتب على حروف الهجاء، ط بيروت 1873، في 111 صفحة. 5) ديوان شعر خاص بمدح الحضرة النبوية، قال عنه الأستاذ عبد الرحمن محمد الجيلالي: توجه بمقدمة حافلة تدل على رسوخ قدمه وتمكنه من ناحية اختصاصه وتعلقه الشديد بالجناب النبوي الشريف، وقد - والله - ابدع في منظومه ومنثوره أيما إبداع، وجاء بما لم يوفق إليه غيره من أئمة هذا الشأن كالبوصيري واضرابه من شعراء المديح، فإن قصائده كلها عيون وكلها تتدفق سلاسة وطبعا، وأن أقصر قصيدة فيه لا تقل عن مئات الأبيات، مخطوط بمكتبة الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الجيلاني بالجزائر في 246 ص من القطع الكبير. 6) عدة الفارض، أرجوزة في الفرائض توجد في باريس وبرلين ولندن وبطرسبورج. 7) نظم تلخيص المفتاح في البلاغة للخطيب القزويني. 8) نظم مغني ابن هشام في النحو. 9) موشح بمكتبة برلين. 10) مواهب البديع في علم البديع، بديعية أولها:

المصادر والمراجع

امن هوى من ثوى في البان والعلم … هلّت براعة مزن الدمع كالعنم وشرحها شرحا حسنا. المصادر والمراجع: - الاعلام 2/ 221. - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 142. - تاريخ الجزائر العام لعبد الرحمن محمد الجيلالي (الجزائر 1375/ 1955) ص 64 - 66. - الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم لعبد الباسط بن خليل بن شاهين الملطي (القسم الخاص بشمال افريقيا) تحقيق وترجمة روبير برانشفيك Robert Brunshvig النص العربي ص 32. والترجمة ص 76 تعليق (4). - شجرة النور الزكية 273. - الضوء اللامع 2/ 122 - 123. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 38. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 224 - 230. - معجم المطبوعات 100. - معجم المؤلفين 2/ 11.

162 - خليف ( ... -1232 هـ‍) (1816 م)

162 - خليف ( ... - 1232 هـ‍) (1816 م) علي خليف الصفاقسي، الفقيه. كان مشهورا بالصلاح، منكبا على إفادة العلم، مائلا إلى التصوف. له نظم في تحريم شرب الدخان. المصدر: - اتحاف أهل الزمان 7/ 160.

163 - خليف (حوالي 1250 هـ‍) (1834 م)

163 - خليف (حوالي 1250 هـ‍) (1834 م) محمد خليف القيرواني، من المشتغلين بالتصوف، وكان مواظبا على حضور مجالس القادرية والشاذلية. له منظومة توسل فيها بالأولياء إلى الله سبحانه. المصدر - تكميل الصلحاء والأعيان ص 132.

164 - ابن خليفة (1080 - 1172 هـ‍) (1669 - 1758 م)

164 - ابن خليفة (1080 - 1172 هـ‍) (1669 - 1758 م) علي بن خليفة (بصيغة التصغير) الحسيني الشريف المساكني، نسبة إلى بلدة مساكن باقليم الساحل التونسي، بلدة الاشراف، الفقيه، الصوفي الناظم. ولد بمساكن، وأخذ عن الشيخ علي النوري في زاويته بصفاقس، ولازمه خمس سنين وانتفع به، وأجازه بمروياته بأسانيدها إجازة عامة، ثم رحل إلى مصر في سنة 1101 وجاور بالأزهر، وأخذ عن محمد الخرشي، وإبراهيم الشبراخيتي، وأجازه في الصحيحين بسنده، وبمختصر خليل، وإبراهيم الفيّومي، وأحمد النفراوي وأحمد اللقاني، ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني، واستكمل عليهم الحديث، والفقه، والنحو، وأخذ الحديث أيضا عن خليل اللقاني، وأحمد بن الفقيه الشافعي وعبد الرءوف لبشبيشي الشافعي، واستكمل عليهم علم المعاني والبيان، واستكمل القراءات على أحمد البقري، وأخذ التلمسانية في الفرائض على أحمد الجميلي. ولما كان طالبا بالأزهر أخرج نسخة من شرح شيخه إبراهيم الشبراخيتي، على مختصر خليل، وقابلها بالأصل بعد مراجعة المؤلف، ثم طرأ على شيخه المؤلف مرض الفالج وبعد إشباع نهمه من التحصيل رجع إلى بلده مساكن، وتصدر للتدريس بزاوية أبيه (¬1) وأنشأ زيتونا كثيرا أوقفه عليها، قال بعضهم: قصدنا الشيخ بالزيارة فقال من سألناهم عنه: ذهب إلى الغرس بالمكان الفلاني، فذهبنا لنجتمع به، وكان ذلك عقب مطر، ووصلنا المكان فوجدنا الشيخ في مكان جالسا يمنع خروج الماء من الغروس ¬

(¬1) في نزهة الأنظار أنه هو الذي أنشأها.

مؤلفاته

فلمناه على ذلك فقال «حبب إليكم من دنياكم ثلاث الغروس وملازمة الدروس وصحبة الملك القدوس» (¬1). أقرأ بالزاوية العلوم، وأخذ عنه جماعة منهم ابنه أحمد، وابن عمه أحمد الصغير، ومحمد الهدة السوسي المفتي، وقاسم المحجوب مفتي تونس، والموقت عبد الرحمن الغنّوشي السوسي، وحسن الحلواني شيخ زاوية سيدي أبي إسحاق الجبنياني. توفي عن سن عالية والحق الأحفاد بالأجداد. مؤلفاته: 1) الرياض الخليفية، منظومة في التوحيد أولها: حمد الرب واحد في ملكه … ذي قدرة متفضل منّان فرغ من نظمها في آخر جمادى الثانية سنة 1131/ 1713، توجد منها نسخة في المكتبة الأزهرية ضمن مجموع، وبدار الكتب المصرية، شرحها الفقيه العلامة الرياضي الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري بشرح سماه «المنح الوفية على الرياض الخليفية» توجد منه نسختان بدار الكتب المصرية ونسخة بالمكتبة الوطنية بتونس. 2) فهرسة في أسماء شيوخه ومروياته، ابتدأها بشيخه علي النوري، ثم شيوخه الأزهريين، وهي فهرسة صغيرة في نحو 8 ثماني ورقات بخط تونسي في مكتبتي نسخة منها، قدمت لها وحققتها وهيأتها للنشر يسر الله المرام. 3) منظومة من البحر الطويل في آداب قضاء الحاجة طالعها: ¬

(¬1) مقتبس من الحديث الشريف المروى عن انس بن مالك - رضي الله عنه - «حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة» حديث حسن أخرجه الإمام أحمد في الزهد، والنسائي والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن ومن زاد فيه لفظة «ثلاث» فقد وهم لأن زيادتها مخلة بالمعنى لأن الصلاة ليست من الدنيا، ولم تقع هذه الزيادة في شيء من طرق الحديث، وإن جاء كذلك في كتب غير العارفين بالحديث كالغزالي في «الاحياء» (فيض القدير 3/ 370 - 371).

المصادر والمراجع

بدأت باسم الله والحمد أولا … على نعم جلّت وعمّت تفضلا توجد منها نسختان بالمكتبة الوطنية في تونس (مكتبة المرحوم حسن حسني عبد الوهاب) احداهما رقمها 3855، والثانية رقمها 18838. المصادر والمراجع: - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 3/ 89. - ذيل بشائر أهل الإيمان 46 - 47 (ط 1/). - شجرة النور الزكية 347. - فهرس المكتبة الأزهرية 3/ 222. - معجم المؤلفين 7/ 87. - نزهة الأنظار 2/ 170. - هدية العارفين 1/ 765.

165 - الخماسي (1293 - 1387 هـ‍) (1876 - 1967 م)

165 - الخمّاسي (1293 - 1387 هـ‍) (1876 - 1967 م) علي الخمّاسي من رجال التعليم، والجغرافي الصحفي. ولد بحي القصبة من مدينة بنزرت، وتعلم في مدرستها الابتدائية المختلطة منذ تأسيسها سنة 1887، وتخرج منها سنة 1893، ثم سافر إلى تونس العاصمة، وواصل تعلمه بالمدرسة العلوية، ثم انتدب معلما بالمدرسة الابتدائية ببنزرت، وفي سنة 1902 تطوع بالقاء دروس حرة لافادة تلاميذ المدرسة وغيرهم، وبفضل هذه الدروس نجح الكثير على إحراز شهادة «البروفي العربي» في الترجمة، ثم أسس مدرسة قرآنية في بنزرت في جانفي 1913، وهي ثاني مدرسة قرآنية بالبلاد التونسية، والغرض من تأسيس المدارس القرآنية في ذلك العصر، هو الحفاظ على اللغة العربية، مع تلقين التلاميذ مبادئ العلوم التي تدرس بالمدارس الابتدائية الحكومية، وتعريف الناشئة بأمجادها العربية، وهدف هاته المدارس واضح يتمثل في عرس حب العروبة والإسلام والوطن في نفوس النابتة الجديدة، ومن البواعث المهمة لتأسيس هذه المدرسة ما قاله الأستاذ رشيد الدوّادي: «ومن جهة أخرى فقد كان من دواعي تأسيس هذه المدرسة أيضا ما حصل له ذات يوم من أيام 1912 م إذ بينما كان بمكتبه (الكائن بشاطئ المرسى القديم) يضع خريطة مجسمة للبلاد التونسية إذ دخل عليه ما يزيد على العشرين شخصا لابسين ومرتدين بالزي الأفرنجي فقال له أحدهم، أنا مصطفى النحاس، والثاني الغرابلي، والثالث مصطفى صادق الرافعي الخ، وقدموا بطاقات الزيارة، وذكروا أنهم يؤلفون الوفد المصري الرسمي الذي يمثل مصر في احتفالات تتويج الملك جورج الخامس ملك بريطانيا فرحب بهم، وتجاذب معهم أطراف الحديث، وتجول بهم عبر شوارع

مؤلفاته

المدينة وأثناء المحادثة استعمل علي الخماسي بعض العبارات الفرنسية فأجابه مصطفى النحاس باشا: بأن ذلك لا يليق بين عربيين لغتهما العربية. فأثرت كلمات النحاس في نفسه وفكر في تأسيس «مدرسة قرآنية» مساهمة في الحفاظ على العربية من التلاشي والاندثار». ولما تقدمت به السن وأدركه العجز تخلى عن ادارة هذه المدرسة في موفى عام 1947 وكان له اهتمام بالرياضيات، والجغرافيا والتاريخ، ورسم الخرائط التي ترك منها الشيء الكثير. وإلى جانب اهتمامه بالتعليم والنشاط الثقافي فإنه كان من مؤسسي الجمعية الخيرية الإسلامية ببنزرت سنة 1907، وفي أيام الحرب العالمية الثانية قام بجولات في قرى بنزرت وضواحيها للاتصال بالعائلات المنكوبة. كما ساهم في تأسيس فروع الجمعية الخيرية بولاية بنزرت، وكان من بين المؤسسين لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت سنة 1923، وبقي سنوات ضمن هيأتها المديرة، كما كان من جملة المؤسسين لجامع منزل بورقيبة، وجمعية قدماء المكتب العربي الفرنسي، وفرع قدماء المدرسة الفلاحية بسمنجة، وأبلى بلاء حسنا في تأسيس مصيدة غار الملح، ونشر في سبيل ذلك المقالات العديدة حتى نجحت مساعيه وجهوده، كما قام بحملات توعية بغار الملح وبنزرت لمحاربة المخدرات وندد بالتكروري في مقالاته الكثيرة التي نشرها بجريدتي الزهرة والديبيش الفرنسية كما نشر في الزهرة مقالات كثيرة في سنة 1962 عن الطفولة المشردة، توفي ببنزرت في 17 جانفي 1967. مؤلفاته: 1) بنزرت ودورها في تاريخ البلاد التونسية، في 180 ص الفه عام 1936، تناول فيه تاريخ بنزرت من العصر الفينيقي إلى العهد الحسيني، واعتمد على أمهات المراجع العربية والفرنسية (مخطوط).

المرجع

2) التمرينات الابتدائية في علم الجغرافيا، ألفه سنة 1920 لتلاميذ المدارس الابتدائية: جاء في نهاية مقدمته «واملي أن وقع الاقبال على هذا المشروع أن أضع كتابا آخر صالحا لتلامذة السنة الثانية، وهدفي في ذلك كله نفع وطني وبلادي» (مخطوط). 3) العرب، ألفه سنة 1931 في 160 ص من الحجم الكبير، ورسم به 27 خريطة على غاية من الدقة والاتقان، وتعرض في هذا الكتاب إلى تاريخ العرب السياسي والحضاري (مخطوط). المرجع: - اعلام من بنزرت لرشيد الدوّادي (تونس 1971) ص 109 - 115، 117.

166 - الخماسي (1324 - 1390 هـ‍) (1906 - 1970 م)

166 - الخمّاسي (1324 - 1390 هـ‍) (1906 - 1970 م) محمد الطاهر بن علي الخمّاسي، الصحفي، من رجال التعليم. ولد ببنزرت، وتعلم بالمدرسة القرآنية التي أسسها والده المترجم له قبل، وبعد نهاية التعلم بها سافر إلى تونس، ودخل جامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع في العلوم والقراءات، كما أحرز منه على شهادة العالمية. كتب في الصحافة سلسلة من المقالات ذات نزعة إسلامية في جريدة «الزهرة» بعنوان «وذكّر» من سنة 1934 إلى سنة 1941. وفي سنة 1929 باشر خطة عدل موثق ببنزرت، وبقي فيها إلى عام 1935، وجمع معها التعليم بالمدرسة القرآنية التي تخرج منها، والتعليم بالجامع الكبير بصفة مدرس متطوع، وسمي إماما وخطيبا بجامع الربع، واجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثالثة، سنة 1947، ثم أحيل على التقاعد سنة 1957، فالتحق بديوان أملاك الدولة، ثم عمل بمركز ادارة عمل بنزرت عدة سنوات إلى أن توفي يوم الثلاثاء في 20 جانفي 1970 على اثر حادث مرور، ودفن بمقبرة أبي النور ببنزرت زوال يوم الخميس 22 جانفي المذكور من تلك السنة. وكان له نشاط اجتماعي خارج أوقات العمل، فساهم في بعث جمعية المحافظة على القرآن الكريم ببنزرت سنة 1968، وانتصب للإملاءات القرآنية ودروس الوعظ والإرشاد بجامع الربع.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) مجموعة من المسامرات الدينية التي ألقاها ببنزرت في سنتي 1938 - 39. 2) مجموعة من المقالات التي نشرها في جريدة «الزهرة» في ركن «وذكّر». 3) مجموعة من مقالات في شتى الأغراض، كان نشر بعضها في جريدة «الزهرة» من اكتوبر 1934 إلى ديسمبر 1941. 4) مجموعة من الخطب الجمعية التي ألقاها بجامع الربع ببنزرت طوال ثماني عشرة سنة من 1953 إلى 1970. المرجع: - اعلام من بنزرت ص 116 - 123.

167 - الخميري (من رجال أواخر القرن 9 هـ‍) (15 م)

167 - الخميري (من رجال أواخر القرن 9 هـ‍) (15 م) أحمد بن أبي العباس أحمد الخميري، شهر المغازلي، أبو العباس، الطبيب الحاذق الماهر، تلميذ الأطباء الصقليين بمدينة تونس. له في الطب تحفة القادم، قال عنه الدكتور أحمد بن ميلاد: «هو كتاب فريد من نوعه متقدم عن زمانه، انفرد في علم واحد، هو حفظ الصحة». ويشتمل على مقدمة وسبعة أبواب، وأهداه إلى السلطان أبي فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد الحفصي، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية في تونس، وبدار الكتب المصرية. والمؤلف تتلمذ على الطبيب أحمد الصقلي في مجالس الاقراء بجامع الزيتونة أو في المساجد الأخرى كسائر العلوم، وقد ذكر في كتابه الأطباء الذين نقل عنهم، وكل ما زاد كان مبنيا على الملاحظة الدقيقة، والكتاب يدل على مكانته العلمية إلى جانب دقة التعبير. المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي ص 116 - 118.

168 - الخميري (1314 - 1393 هـ‍) (1904 - 1973 م)

168 - الخميري (1314 - 1393 هـ‍) (1904 - 1973 م) الطاهر الخميري، كاتب أديب، باحث لغوي. ولد بتونس في 25 ديسمبر سنة 1904 وتلقى تعليمه بجامع الزيتونة، وبالمدرسة الخلدونية، ولم يستكمل أمد الدراسة به، ثم سافر إلى بيروت، وتابع تعلمه بكلية القديس يوسف اليسوعية إلى أن تخرج منها، ثم رحل إلى المانيا وانتسب إلى جامعة هامبورغ بالمانيا، وأحرز منها على شهادة الدكتوراه في الآداب العربية في سنة 1936، وأحرز من نفس الجامعة على شهادة ماجستير في العلوم الحديثة، وقد أحرز على هذه الرتبة العلمية بعد شهادة الدكتوراه، وباشر التدريس في الجامعة نفسها، ورجع إلى تونس في أعقاب الحرب العالمية الثانية حوالي عام 1947، وقد أصيب بالصمم في عهد مبكر. وكان يجيد - عدا العربية - الالمانية، والانكليزية، والفرنسية، ودرس التركية والفارسية، والعبرية، والسربانية، واليونانية، واللاتينية، وهو كاتب مفكر، ذو أسلوب نقدي طريف ينتبه إلى ما لا ينتبه إليه الغير من ملاحظات نقدية في استعمال قوالب العبارات الجاهزة المعروفة في كل الظروف والمناسبات، واشتغل في السنوات الأخيرة بالعادات والتقاليد، واللباس، واللغة العامية وإرجاع مفرداتها الدخيلة إلى أصولها من اللغات الأخرى، كما عني بجمع الأمثال الشعبية، ونشر فصولا كثيرة في هذه الأغراض بالصحف التونسية دلت على اطلاعه وجهده، وهو ما لم يسبقه به أحد من الكتاب التونسيين في مثل هذا الشمول وتعدد النواحي.

مؤلفاته

ومن نشاطه في ميدان التدريس أنه دعي أولا إلى التعليم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم بجامعة هامبورغ بالمانيا، وقبل أن يقبل ادارة معهد الدراسات العربية بلندرة دعي إلى تقديم مساعدته في تأسيس معهد جوكير هوبنس Joker Hopkins بواشنطن لدراسة قضايا افريقيا الشمالية، وتنوير الطلبة عن المشاكل المتولدة بعد تطور القارة السمراء، وأظهر مقدرة فائقة في التدريس وكفاءة بيداغوجية نادرة، وهذا محل عجب من رجل عاش بين الأوراق والكتب. مؤلفاته: 1) الأمثال الشعبية، جمع فيه الأمثال مرتبة على الحروف بدون تحليل، ولعل ضيق وقته ومفاجأة المنية له اعجلتاه عن إعادة النظر والتحليل بعد الجمع ط بتونس 1967. 2) مكافحة الثقافة (سلسلة كتاب البعث، ط تونس 1957). المرجع: - وجوه تونسية (بالفرنسية) للصادق الزمرلي ص 99 - 101.

169 - ابن الخوجة (1245 - 1313 هـ‍) (1830 - 1896 م)

169 - ابن الخوجة (1245 - 1313 هـ‍) (1830 - 1896 م) أحمد المعروف بحميدة ابن الشيخ محمد بن أحمد بن الخوجة، الفقيه، الحنفي، المفكر، الأديب، الشاعر القادري الطريقة، ينحدر من سلالة تركية، وأسرته اشتهرت بالعلم في العصر الحسيني. ولد بتونس في شعبان 1245/ 1830، واعتنى والده بتربيته وتوجيهه، وأقبل بجد واجتهاد على التعلم بجامع الزيتونة، وكان أكثر أخذه ومعظم استفادته من دروس والده شيخ الإسلام من أجلة علماء عصره بجامع يوسف صاحب الطابع كما أخذ عن العلامة الأديب محمد بيرم الرابع بالمدرسة العنقية، وعن محمد بن عاشور بزاوية جده خارج باب المنارة، وأخذ بجامع الزيتونة عن القاضي الأديب محمد بن سلامة ومحمد بن حمدة الشاهد، والقاضي محمد الطاهر بن عاشور، والقاضي محمد النيفر وظهر نبوغه وتفوقه سريعا، وباشر التدريس بجامع الزيتونة تطوعا، وهو دون العشرين من عمره باشارة من شيوخه، ثم سمي مدرسا رسميا في ذي القعدة سنة 1266/ 1851 وكان في دروسه فصيحا مفهوما مع براعة في إيصال المعلومات إلى المستمعين، ويضيف إلى ذلك حسن التقرير، ودقة التحقيق مما يبهر الألباب بالسحر الحلال، ودرّس أهم الكتب المتداولة التدريس بالجامع، ولبث خمسة وأربعين عاما منبع افادة، ومنهل إجادة، وآخر دروسه وأشهرها درسه لتفسير القاضي البيضاوي. تولى القضاء في ربيع الأول سنة 1277/ 1861 وعمره لا يتجاوز اثنتين وثلاثين سنة عوضا عن الشيخ مصطفى بيرم، فأظهر كفاءة في الاجراءات وتطبيق النصوص، ثم نقل إلى خطة الافتاء سنة 1279/ 1863 بعد وفاة والده في محرم 1279 وتولى مشيخة الإسلام في 27 صفر 1294/ 1878 بعد

مؤلفاته

وفاة الشيخ محمد معاوية، وسمي خطيبا بجامع يوسف صاحب الطابع سنة 1278/ 1862، ثم نقل إلى جامع محمد باي المرادي خلفا عن والده عند وفاته وقد امتاز بين خطباء عصره بارتجال خطبة الجمعة مع الايجاز احتفاظا بالوقت لاداء فريضة الجمعة على أصح الأقوال الواردة في تعداد الخطبة في المصر الواحد. وفي أثناء قيامه بوظيفة الافتاء ظهرت مواهبه العالية في الفقه من تطبيق النصوص على مقتضيات الأحوال، وترجيح ما هو الأولى منها بالترجيح، فكان مائلا إلى الاجتهاد المذهبي، مستندا إلى علم أصول الفقه لتحرير مناط الحكم ودفع التعارض بين النصوص، ويضيف إلى ذلك الاطلاع على المذاهب الإسلامية، وكان في فتاويه متفتح الذهن، جيد الفكر، عارفا بما دخل على المجتمع من تطورات سياسية واجتماعية، والأحكام الشرعية المناسبة لها وبهذه المواهب الخصبة كان من أكبر المؤيدين لأصول قانون عهد الأمان والنظم المتفرعة عن تلك الأصول، وصدرت عنه الفتاوى المحررة، حاز بها شهرة في التحقيق والتحرير لا في تونس فحسب بل في أقطار المغرب والمشرق. وكان في طليعة رجال الدين الذين اعتمد عليهم الوزير المصلح خير الدين في سبيل انجاز برنامجه الاصلاحي، فشارك في تأسيس نظام جمعية الأوقاف، وفي تأسيس المدرسة الصادقية، وفي اصلاح ترتيب الدروس بجامع الزيتونة. وأقعده المرض ثلاث سنوات بمنزله ثم طغا المرض وازدادت مضاعفاته وافقده حياته ولحق برحمة ربه في ذي الحجة سنة 1313/ 1896. مؤلفاته: 1) اختام على أحاديث من صحيح البخاري. 2) تقارير على حاشية الشيخ عبد الحكيم السيالكوني على تفسير البيضاوي. 3) تكملة حاشية والده على الدرر.

المراجع

4) رسالة من حكم الانتفاع بشواطئ البحار ومعظم الأنهار. 5) رسائل فقهية، توجد ضمن مجموعة من الرسائل الفقهية ترتيبها الثالث بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من المكتبة العبدلية. 6) الصبح المسفر. 7) فتاوى كثيرة، أصدرها وهو متول للافتاء، توجد بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من المكتبة العبدلية. 8) الكردار في الأحباس بالمكتبة الوطنية بتونس وأصلها من المكتبة العبدلية. 9) كشف اللثام عن محاسن الإسلام، حرر فيه مسائل من أمهات الفقه والسياسة. 10) مجموعة من اجازاته واجازات مشايخه، فمن مجيزيه هو عامة الشيخ إبراهيم الرياحي، ووالده شيخ الإسلام محمد بن الخوجة اجازه سنة 1271/ 1855، والشيخ محمد بيرم الرابع، واجازته له نظما، وأجاز هو الشيخ محمد المكي بن عزوز وابن عمه الشيخ أحمد الأمين بن المدني بن عزوز. 11) المرشد. 12) نفثة المصدور. المراجع: - الاعلام 1/ 235. - أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث لأحمد تيمور (القاهرة 1387/ 1967 ط 1). ص 373 - 377، وفيه أن تاريخ ميلاده سنة 1246، واعتمد على ترجمة بخط صديقه الشيخ محمد الخضر حسين نقلا عن مذاكراته الخاصة. - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 365 - تاريخ معالم التوحيد 116.

- تراجم الاعلام 93 - 101. - شجرة النور الزكية 2/ 137. - عنوان الأريب 2/ 137 - 141. - فهرس الفهارس 1/ 285 - 286. - معجم المؤلفين 2/ 100.

170 - ابن الخوجة (1275 - 1364 هـ‍) (1859 - 1946 م)

170 - ابن الخوجة (1275 - 1364 هـ‍) (1859 - 1946 م) حسين ابن شيخ الإسلام أحمد بن الخوجة، من أعلام الحنفية في وقته، وممن ساهم بالكتابة في المجلات والصحف الصادرة في عصره. قرأ بجامع الزيتونة الفقه والتوحيد على عم والده الفقيه الكبير الشيخ محمد الأمين بن الخوجة، والنحو والبلاغة على الشيخ مصطفى رضوان السوسي، والتفسير على الشيخ عمر بن الشيخ، واللغة والحديث على الشيخ سالم بو حاجب، وجانبا من العربية على الشيخ حسين بن حسين القمّار الكافي، وحضر دروس المحلى في الأصول والزيلعي في الفقه، التي تولى القاءها عمه شيخ الإسلام محمود بن الخوجة وبعد تخرجه منح أمر مباشرة العدالة في ربيع الأنور 1297/ 1880، وبعد أن استمر مدة مديدة على القراءة والاقراء بصفة متطوع بجامع الزيتونة أحرز على خطة التدريس من الرتبة الثانية في ذي القعدة سنة 1308/ 1892 ثم انتخب مدرسا بالمدرسة العلوية الثانوية، وفي 18 شوال من السنة نفسها تولى الإمامة والخطابة بجامع القصر. وفي 14 رجب 1321/ 1903 تولى التدريس من الطبقة الأولى، وفي ربيع الثاني من سنة 1333/ 1915 تولى خطة الافتاء على عهد محمد الناصر باي، وأعفي من هاته الخطة لتقدم سنه في سنة 1355/ 1936 وسمي مفتيا شرفيا، وتولى خطة الافتاء عوضه أخوه الشيخ علي بن الخوجة. مؤلفاته: 1) الأدعية المستجابة.

المراجع

2) تعاليق على أبواب متعددة من صحيح البخاري. 3) خلاصة القول في سيرة أفضل رسول، مختصر في السيرة النبوية ط، مرارا بتونس. 4) رسالة اختصر فيها قواعد الأشباه والنظائر. 5) رسالة في بيان اثم من أهان الكتابة العربية. 6) الفتاوى الخوجية. المراجع: - معجم المؤلفين 4/ 6. - محمد بن محمود، مجلة الثريا ع 3 س 3، ربيع الثاني 1365 مارس 1946، ص 31 - 32.

171 - خوجة (حوالي 1077 - 1145 هـ‍) (1666 - 1782 م)

171 - خوجة (حوالي 1077 - 1145 هـ‍) (¬1) (1666 - 1782 م) حسين خوجة بن علي بن سليمان الحنفي، رئيس ديوان الانشاء بالحاضرة التونسية، وترجمان الدولة الحسينية ومؤرخها. أخذ عن الشيخ محمد زيتونة المنستيري، والشيخ مصطفى بن عبد الكريم، والشيخ محمود مهتار الحنفي ختم عليه كتاب «نور الإيضاح» في الفقه، والشيخ علي الصوفي قال: «كنت تتلمذت عليه ولازمته مدة من الزمان، فخصني وأكرمني وأعزّني وأحظاني ولطالما أفادني في الطريقة، وأرشدني في الحقيقة، وكلما أشار عليّ من ارشاداته شاهدت نفعه ونلت بركته»، كما أخذ عن الشيخ علي عزّوز الصوفي. كانت رحلته الأولى إلى الشرق لاداء فريضة الحج سنة 1111/ 1700 في أواخر الدولة المرادية التي كانت في حالة احتضار مؤذن بزوالها من الوجود، وبعد أداء فريضة الحج أقام بمصر مدة طويلة، وكان موجودا بالاسكندرية سنة 1114/ 1703 حيث لقي بها شيخه محمد زيتونة، وسافر مرة ثانية إلى المشرق وحج، وهذه الرحلة الثانية تعرض لها بتوسع في تاريخه «ذيل بشائر أهل الإيمان» وكانت في سنة 1125/ 1714 وكان خروجه من تونس إلى القيروان عن طريق البر، ثم من القيروان إلى المنستير، ومنها ركب البحر إلى الاسكندرية، ثم سافر إلى البحر الأحمر، وركب منه إلى رابغ، وزار المدينة المنورة، ثم قصد مكة المكرمة، واجتمع فيها بشيخه محمد زيتونة الذي كان مجاورا بمكة منذ حجته الثانية 1124 هـ‍ قال: «وبعد إتمام الحج وقضاء التفث والعج والثج، اتخذته إمامي وملكته زمامي، فأخذ يدور بي ¬

(¬1) ذكر ناشر الطبعة الأولى أنه توفي سنة 1169/ 1755 ولم يذكر مستندا له في هذا التاريخ، وهو غير صحيح.

على الأماكن المشرّفة، والأفاضل المتنسّكة، ثم سار بي إلى زيارة الشيخ البركة المعتقد الزاهد الشيخ سيدي محمد العابد، فلقيته وتبركت به، وهو من أجلّ من لاقيت ونالنا منه من دعاء الخير ما شهدت نفعه وبركته، فاستخرت الله تعالى وشاورت الشيخ العابدين في مسيرتي إلى دمشق، وزيارة القدس، وخليل الرحمن»، ودخل دمشق هو والشيخ محمود بن محمود، وتعرفا هنالك بالسيد الحصفي صالح دمشق ومعتقدها، وبالعلامة الشهير الشيخ عبد الغني النابلسي، زاره أولا بداره قرب الجامع الأموي وذكر أنه وجده يشرب الدخان فكفّ حتى ألح عليه زائره في الاستمرار ثم لقيه مرة ثانية بمقام الشيخ محيي الدين بن العربي وكان شيخ مدرسة ذلك المقام، وأقام بدمشق أياما معدودات ثم سافر مع قافلة إلى القدس، وأقام هنالك اثني عشر يوما زار فيها المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، ومدينة الخليل، ثم عاد إلى مكة، قال: «ثم عدنا إلى مكة المشرفة، فأخذني الشيخ محمد زيتونة المذكور - حفظه الله - وزورني وطاف بي على عدة رجال مشاهير من أولياء الله منهم القطب السيد جعفر، ثم الشيخ العارف بالله، السالك في الطريقة والحقيقة العلامة المدرس بدار الخيزران الشيخ سيدي محمد الوليدي، فأخذت عنه اجازات في وظائف وأحزاب، ولقنني اسم الله الأعظم، ودعا لي بخير، ودار بي على أمثال هؤلاء». ثم رجع إلى مصر وقصد الاسكندرية، فركب البحر منها على نية النزول بحاضرة تونس بمرسى حلق الوادي، لكن عوارض البحر صدت الركاب عن خليج الحمامات وأرجعتهم أدراجهم حتى أرسوا بالمنستير، فكان نزوله من حيث ركب. والمترجم كان عارفا بالتركية، والفارسية واللاتينية، توفي في شعبان سنة 1145 لا سنة 1169 كما ذكر محمد بن الخوجة ناشر «ذيل بشائر أهل الإيمان» للمرة الأولى، قال أميرالاي الهادي صاحب الطابع في مقال له عنوانه «على هامش أسفار وزراء الدولة الحسينية إلى الحج» المنشور بمجلة «الثريا» ع 3 س 3 ربيع الثاني /1365 مارس 1946، ص 16 والحقيقة أن حسين خوجة توفي 1145 حسبما يفيد ذلك رسم وفاته

مؤلفاته

الذي عثرت عليه أخيرا بين أوراق عائلتي حيث تربطني بحسين خوجة قرابة عائلية، وإليك محل الحاجة من رسم الوفاة المشار إليه الذي هو من تحرير العدلين الشيخ محمد الشريف والشيخ محمد الرصاع الأنصاري من عدول دولة حسين بن علي: «الحمد لله بعد أن توفي المعظم الأرفع، الفقيه الأكتب الأنفع، الحاج الأبر، الناسك المعتمر، أبو عبد الله حسين خوجة ابن المنعم المرحوم الصائر لرحمة الله القيّوم أبي الحسن علي بن سليمان الحنفي إلى عفو الله تعالى وأحاط بارثه الخ». إلى أن يقول الكتب: «شهد على أشهادهم في الحالة الجائزة غرة شعبان الأكرم عام خمسة وأربعين ومائة وألف». مؤلفاته: 1) الأسرار الكهينة بأحوال الكينة كينة، وهي رسالة في مقدمة واثنتي عشرة مقالة وخاتمة، وذكر فيها البلاد التي توجد فيها شجرة الكينة، ومتى دخلت أوربا، وأوصافها وخصائصها، والرد على من ادعى أنه تجدد الأمور الناشئة عن الحمى ومفعولها الوقتي لا يمنع الحمى من الرجوع، ثم ذكر أنواع الحميات وظهورها والحث على المبادرة بعلاجها. وسبب تأليف هذه الرسالة أنه أصيب بمرض الحمى سنة 1138/ 1726 فسافر إلى ايطاليا للعلاج، واجتمع بالأطباء، وكانت شجرة الكينة حديثة عهد بالاكتشاف في أوربا، وكانت تسمى الكينة كينة وقشرها دواء للحمى، ولما انتشرت بتونس حمى المستنقعات في السنة التي سافر فيها جلب من ايطاليا مسحوقا من هذه القشور وفرقه على أصدقائه فحصلت الفائدة من استعمال هذا الدواء، والرسالة توضح استعمال الكينة ترجمها عن اللاتينية، واستعان على حل العويص من ألفاظها الصناعية بالصيدلي هارون أبي العيون، توجد من هذه الرسالة نسخة بالمكتبة الوطنية في تونس.

2) بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان، ترجمه عن التركية من تأليف المولى مصلح الدين اللاري، وهو (اي اللاري المذكور) اعتمد على تاريخ النشري، وأضاف اليه من تاريخ شرف الدين في واقعة تيمور لنك وذيله لادريس الملازم لركاب السلطان سليم، ثم اعتمد ما نقله قطب الدين النهر والي المكي في كتاب «الاعلام باعلام بيت الله الحرام» وأتمه بما تضمنه تاريخ الشيخ البكري «نصرة أهل الإيمان بتاريخ دولة آل عثمان» ونص على هذا الاقتباس من كتب مختلفة بقوله: «هذا ما استخرجته من لساني التركية والفارسية وترجمة العربية، المستمطر سحائب الرحمة والغفران من الله المنّان حسين خوجة». والكتاب في تاريخ سلاطين آل عثمان من أولهم إلى عهد السلطان أحمد، ويحتوي على مقدمة وعشرين بابا، فالمقدمة للكلام عن أصول القبائل التركية التي انحدر منها آل عثمان، وخصص لكل سلطان بابا تحدث فيه عن خلافته وغزواته وانجازاته العمرانية، وختم الباب بتراجم وافية لعلماء دولته، والكتاب في مجلد من القطع الكبير، توجد منه نسخ في المكتبة الوطنية بتونس. 3) ذيل بشائر أهل الإيمان خصصه لتونس، تعرض فيه باختصار لتاريخ تونس من الفتح التركي إلى عهد حسين بن علي (مؤسس دولة البايات)، ثم ترجم لمجموعة من العلماء ابتداء من العهد التركي، ثم العهد الحسيني، وأخيرا عقد خاتمة ذكر فيها جماعة من الصوفية والعباد في تونس، ومصر ومكة، ودمشق أثناء رحلته إلى الحج. وقد صنف العلماء حسب المدن التي ينتسبون إليها ونشئوا فيها، وهو مصدر هام في هاته الناحية إذ اعتمده من جاء بعده من المؤرخين وكتاب التراجم، ومن الناحية السياسية هو مصدر مهم لمعرفة تطور أنظمة الحكم بتونس من عهد سنان باشا إلى عهد حسين بن علي، وأهمية منصبي الباي والدي والصراع الذي نشأ بينهما من أجل التنافس على الحكم.

وعرض كتابه حين شرع في تأليفه على بعض مشايخه وأصدقائه فقد قال في ترجمة محمد الصغير داود: «وكنت لما استخرت الله، وأردت ترجمة هذا الكتاب بقيت مدة أتردد بين اقدام وإحجام، وأقدم رجلا وأؤخر أخرى مع قصور وقلة بضاعتي فاستخرجت منه نبذة، وعرضتها عليه في خلوة، واستشرته في أن ينهاني أو يأمرني أن أطلق بناني، فأجابني وقال: «أكتب في الحين والله لك معين»، ثم إني عرضت تلك الوريقات على شيخنا وقدوتنا المولى الفاضل الشيخ سيدي محمد زيتونة، فحسن لي في جوابه والمقال، فامتثلت أمره في الحال، وكذلك فعلت أيضا مع أخي في الله وشيخي المولى الفاضل، القدوة الكامل، سيدي أحمد برناز فأجابني بجواب حسن وأجاز، فاستنجدته للاعانة والامداد فقال لي: اكتب والله يمدك بالاسعاد». وشيخاه اللذان ذكرهما برناز وزيتونة، هما من جملة مصادره الشفهية، التي نقل عنها مباشرة وأشار إلى شيخه أحمد برناز وتشجيعه وإعانته له بقوله: «وكان أول قادح لزندي، ومعين رفدي، استاذي المتصرف في سبيلي الحقيقة والمجاز، المولى أبو العباس أحمد برناز» ثم قال «وعاهدني على الإعانة، وقد وفى بما وعد». وهو في التراجم لا يذكر مصادره إلا قليلا، ويبدو أن غالبها شفهية وهم شيوخه: أحمد برناز، الصغير داود، علي الصوفي، محمد زيتونة، وهم زيادة على تشجيعهم له امدوه بالمعلومات الخاصة بالأشخاص الذين لا يعرفهم، فالأول مثلا أملى عليه الفصل المتعلق بالحالة الثقافية بتونس في عهد الاحتلال التركي، وذكر بأمانة ما رواه الثاني عن الشيخ إبراهيم الجمّني، والثالث أعلم بوفاة الشيخ التركي الأصل محمد قارة خوجة، ونقل عن الشيخ أحمد الطرودي ترجمة الشيخ محمد الصغير المعروف بالكفيف الحنفي المذهب، كما نقل عنه في ترجمة الشيخ المحجوز، وقد أخذ عن معاصرين آخرين معلومات كالشيخ يوسف برتقيز إمام حسين بن علي أمده بمعلومات عن الشيخ علي عزوز

وأحيانا لا يذكر المصدر كما في ترجمة شيخه مصطفى بن عبد الكريم، واكتفى بقوله عند ذكر ميلاده «فيما سمعت من بعض من يعرف التاريخ» وأحيانا لا يذكر المخبر مكتفيا بقوله «من أثق به» على أنه في الغالب عرف مباشرة الأشخاص الذين ترجم لهم والأحداث التي رواها. وتراجمه لا تشير إلى منهج مضبوط، ولا خطة معينة، مما يدل على أنه كان يلحق زيادات بعد الفراغ من الترجمة، ولم يتمكن من تنقيح تأليفه، أو أنه تعوزه ملكة التنظيم والترتيب، مثلا في ترجمة علي شعيب الباجي قاضي المحلة، بعد أن عدّد شيوخه، والخطط التي تولاها ختمها بقوله «وأخذ أيضا عن الشيخ سعيد والشيخ سعيد الشريف» وكان من المناسب أن يذكر هذا عند الكلام عن شيوخه الذين أخذ عنهم. وذكر وفاة الشيخ زيتونة مرتين في بداية الترجمة وفي آخرها، وقال في أثناء ترجمته «وهو في تدريسه - حفظه الله - يهدي لضعيف القريحة الدواء»، ويفهم من هذا أنه كتب الترجمة لشيخه وهو بقيد الحياة، ثم أضاف تاريخ الوفاة أولا وآخرا وهذا ما يؤيد أنه كان يضيف زيادات إلى تراجمه، ولم يتناول تأليفه بالتهذيب والتنقيح بوضع الزيادات في أماكنها الطبيعية، وحذف ما يحتاج إلى حذف كالدعاء ب‍ «حفظه الله» وقد ذكر وفاته في الأول، ولغة الكتاب ساذجة بسيطة تميل إلى الضعف والركاكة مع التحريف اللغوي أحيانا. وذكر في آخر الكتاب ظروف تأليفه، وتاريخ البداية والفراغ منه إذ قال: «هذا آخر ما أوردناه، وختام خاتمة ما تلقيناه وجمعناه مع قصور وضعف الحال، وكثرة الأشغال وكان الابتداء في تعريبه (¬1) وجمعه في أوائل شهر محرم الحرام سنة ست وثلاثين ومائة وألف، وكان ختامه - بحمد الله وحسن عونه - وتمامه جمعا وكتابة في صبيحة يوم السبت غرة شهر ربيع الأول عام سبعة وثلاثين ومائة وألف، ولما كان هذا المجموع مشتملا على فتوحات آل عثمان، وكسي ديباجة حسن بذكر علماء الزمان وأولياء ¬

(¬1) يشير إلى أصل الكتاب «بشائر أهل الإيمان».

المراجع

وصلحاء، وذكر الأمير حسين وخيراته الحسان، وافق أن جاء تاريخ ختمه أمان 1137/ 1725». ويبدو أنه أضاف إليه زيادات بعد هذا التاريخ بقليل فقد ذكر في ترجمة الشيخ زيتونة أنه توفي سنة 1138، وفي ترجمة الشيخ أحمد برناز أنه توفي في سنة 1138، طبع الكتاب لأول مرة بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1326/ 1908 باشراف المؤرخ محمد بن الخوجة اعتمد فيها على مخطوطة مع تبديل وتغيير في المقدمة التاريخية، وطبع مرة ثانية طبعة علمية محققة اعتمادا على عدة نسخ مخطوطة بتحقيق الأستاذ الطاهر المعموري، بتونس سنة 1395/ 1975، مصدرا بمقدمة حافلة نفيسة استفدت منها كثيرا في عرض الكتاب. المراجع: - الاعلام 2/ 269. - ايضاح المكنون 1/ 182. - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 343. - تاريخ الطب العربي التونسي ص 214، 244. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية ص 364. - مقدمة ذيل بشائر أهل الإيمان (ط 2/) للطاهر المعموري ص 59 - 68. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) لأحمد عبد السلام ص 206 - 219. - معجم المطبوعات 769. - معجم المؤلفين 4/ 31 - 32. - محمد الفاضل بن عاشور: اسفار وزراء الدولة الحسينية للحج، مجلة «الثريا» ع 3 س 2 محرم 1365، ديسمبر 1945، ص 2 - 3. - أميرالاي الهادي صاحب الطابع: «على هامش أسفار وزراء الدولة الحسينية إلى الحج» مجلة «الثريا» ع 3 س 3، ربيع الثاني 1365 مارس 1946، ص 16. - محمد ماضور: الأدب التونسي في العصر الحسيني، مجلة «الثريا» ع 5 س 1 ماي 1944 ص 30.

172 - ابن الخوجة ( ... -1279 هـ‍) (1862 م)

172 - ابن الخوجة ( ... - 1279 هـ‍) (1862 م) محمد ابن الشيخ أحمد (حميدة الأول) ابن حمودة بن محمد بن علي بن الخوجة الفقيه، المحدّث. اعتنى والده العلامة بتربيته وتوجيهه، وطلب العلم بجامع الزيتونة فأخذ عن والده، وحسن الشريف، ومحمد بيرم الثاني، ومحمد بيرم الثالث، وغيرهم وبعد استكمال تحصيله انتصب للتدريس بجامع الزيتونة، ثم ولي قضاء المذهب الحنفي، فأظهر العدل والتحري والمهارة في تطبيق الأحكام على القضايا ثم نقل إلى خطة الفتوى ثم إلى رئاسة الفتوى. قال ابن أبي الضياف في تحليته: «وكان هذا المحقق تقيا نقيا ورعا معدودا في درجة المجتهدين، خاتمة المحدثين، كاد أن يحفظ صحيح البخاري لأنه اتخذ قراءته كل يوم وردا، ذا فكرة يدعوها فلا تتوقف، ويلقي عصاها فتلقف .. »، توفي يوم الثلثاء يوم عاشوراء 1279/ 8 جويليه 1862 بجبل المنار قال بعض التونسيين مؤرخا لوفاته: «في لفظ عاشوراء تاريخ له» وحمل جثمانه إلى داره بتونس، ودفن حذو والده بزاوية سيدي عطية قرب داره. مؤلفاته: 1) رسالة في شرح الحكم المنسوبة لأرسطاطاليس (المط الرسمية بتونس 1290/ 1873) في 43 ص من القطع الربعي، مصدرة بترجمة للمؤلف

المراجع والمصادر

مأخوذة من ابن أبي الضياف، وهذا التأليف لم يذكره بروكلمان ولا سركيس. 2) مجموعة تتضمن اجازات مشايخه، واجازات مشايخ مشايخه لهم، واجازات محمد الغرياني، والمحجوب، والكواش، والرياحي، وأمثالهم من اعلام تونس، ومن المجيزين له الشيخ أبو المحاسن يوسف بن بدر الدين المغربي الدمشقي، ومحمد بن التهامي بن عمر الأوسي الرباطي، وأحمد بن محمود الأبي التونسي، وابراهيم الرياحي، وإسماعيل بن محمد التميمي، ومحمد بيرم الثالث وغيرهم. المراجع والمصادر - اتحاف أهل الزمان 8/ 127 - 129. - فهرس الفهارس 1/ 285. - معجم المؤلفين 8/ 256. - مجلة ايبلا 2/ 1962 Ibla ع 98 ص 159 رقم 31 بقلم. Quemeneur J .

173 - ابن الخوجة (1286 - 1363 هـ‍) (1870 - 1943 م)

173 - ابن الخوجة (1286 - 1363 هـ‍) (1870 - 1943 م) محمد ابن الشيخ محمد البشير ابن شيخ الإسلام محمد بن الخوجة، المؤرخ الموسوعي المعارف. ولد بمدينة تونس، ينحدر من أسرة ارستقراطية ذات علم ونبل من أشهر بيوت الحنفية بتونس، وكان والده له عناية بتاريخ تونس الحديث فشب الابن مقتديا بوالده. بعد أن تعلم القرآن في الكتاب دخل المدرسة الصادقية ضمن الرعيل الثاني من طلابها، ولما وصل إلى أقسامها النهائية انتصبت الحماية الفرنسية، فكان في عداد من نقل من المدرسة الصادقية إلى المدرسة العلوية لتكوين معلمين يعلمون مبادئ اللغة الفرنسية في المدارس العربية الفرنسية، ولكنه آثر الحياة الادارية ائتساء بالفوج الأول من خريجي المدرسة الصادقية، ودخل الادارة سنة 1304 - 1887 بصفة مترجم بالكتابة العامة، وكلف من أول الأمر بخدمة المحاسبات الادارية تحت رئاسة صديقه خريج الفوج الأول من المدرسة الصادقية وزعيم شبابها الأستاذ البشير صفر، وكان هذا القسم مندمجا في قسم الترجمة قبل أن يصبح قسما مستقلا، ولما نقل رئيسه البشير صفر إلى رئاسة جمعية الأوقاف سنة 1309/ 1891 خلفه هو في رئاسة قسم المحاسبات، وفي هذا الطور صار على رأس الكتابة العامة المستشرق برنار روا الذي كان صاحب ثقافة تاريخية مثل المترجم، وهذا الاتجاه الفكري المشترك جعلهما صديقين، وفي اثناء هذا الطور سمي ناظرا للمطبعة الرسمية من سنة 1319 إلى سنة 1332/ 1901 - 1914، واستغل هذه الخطة لنشر كتب تاريخية تونسية قديمة كمعالم الإيمان، وذيل بشائر أهل الإيمان، والحلل السندسية في الأخبار التونسية، وهذه المنشورات ينقصها التحقيق العلمي من وضع فهارس تحليلية متعددة، ومقابلة نسخ الخ.

ولما نقل صديقه برنار روا للكتابة العامة للأمور العدلية، وخلفه في الكتابة العامة للأمور الادارية الوزير بلان سعى في تسميته مدير التشريفات بقصر الباي، وهذا السعي صادف ارتياحا من محمد الناصر باي الذي سبقت له صداقة بالمترجم منذ عهد شبابه قبل توليه الملك، وكانت التسمية في شهر رمضان سنة 1332/ 1914، ولقب بأمير لواء في السنة الموالية، ثم رقي إلى رتبة امير أمراء (جنرال) وبانتهاء الحرب العالمية الأولى تخلى عن هذه الخطة في سنة 1338/ 1920، وسمي عاملا (واليا) على قابس وجربة، ثم نقل إلى الكاف سنة 1339/ 1921، ثم نقل إلى بنزرت سنة 1343/ 1925، وفي مدة مباشرته لهذه الأعمال بقي على اتصال بالقصر الملكي والادارة المركزية العليا فكان يستشار في الأمور المهمة، ويدعى للمشاركة في اللجان، فسمي مندوبا في الوفد التونسي الذي سافر إلى باريس للمشاركة في لجنة الاصلاحات التونسية التي عقدها الوزير ادوار هيريو سنة 1343/ 1925، وعضوا في الوفد الرسمي الممثل للحكومة التونسية في افتتاح جامع باريس سنة 1345/ 1927، وأحيل على التقاعد سنة 1353/ 1934، لكن دولة الحماية رأت عدم الاستغناء عن خدماته والحاجة إليه في الاستشارات فسمته مستشار الدولة التونسية، وبقي في هذا المنصب إلى وفاته، ومن هذا يتبين أنه كان محرزا على رضا وثقة الدولة الحامية، وهي لا تضعهما إلا في من كان ضالعا معها موافقا لها على سياستها مع الأهالي. كلف بتدريس الترجمة والتاريخ بالمدرسة العليا للغة والآداب العربية سنة 1329/ 1911، وشارك في بعض المؤتمرات العلمية كمؤتمر شمال افريقيا المنعقد بباريس سنة 1326/ 1909، وشارك في مجمع قرطاجنة منذ تأسيسه، وكان من المشاركين في تكوين الجمعية الخلدونية سنة 1314/ 1896، والغاية من تأسيسها هو فتح المجال أمام طلبة جامع الزيتونة لتلقي العلوم الصحيحة والثقافة الحديثة في التاريخ والجغرافيا، في وقت كانت فيه هذه المعارف تدرس بالفرنسية، وهو الذي حرر القانون الداخلي للجمعية الخلدونية، واستمر عاملا في مجلسها الاداري إلى أن فارقها صديقه البشير صفر سنة 1326/ 1909.وشارك بالكتابة في جريدة «الحاضرة» ونشر فصولا

مؤلفاته

تاريخية هامة في «المجلة الزيتونية» وعاون هو والشيخ محمد الحشائشي برنار روا على تصنيف فهرس المخطوطات والمطبوعات الموجودة في مكتبة الجامع الأعظم بتونس (جامع الزيتونة) المطبوع سنة 1900 كما وقع الاعتراف بذلك في عنوان الفهرس. وقام بعدة رحلات إلى الخارج فسافر في صائفة سنة 1331/ 1916 إلى المغرب الأقصى سفيرا عن محمد الناصر باي تونس إلى جلالة مولاي يوسف سلطان المغرب لعقد أواصر المودة بين الملكين، وتمتين الصلات بين القطرين، وتعددت رحلاته إلى المغرب والجزائر كما سافر إلى فرنسا مرات، وسافر إلى بلجيكا، وسويسرا، وهولندا. مؤلفاته: 1) تاريخ معالم التوحيد في القديم والجديد، وهو في تاريخ المدارس والمساجد بمدينة تونس، وهو آخر تأليفه صدورا ط. تونس سنة 1358/ 1939. 2) الرحلة الناصرية، في رحلة الملك محمد الناصر باشا باي إلى فرنسا، ط بالمط الرسمية بتونس سنة 1913. 3) الروزنامة التونسية، في عدة أجزاء، ط تونس يصدر منها كل سنة جزءا، وكل جزء يحتوي على أقسام منها الاداري والتاريخي والفلكي. 4) الشيخ عمر والحاج فتوح، وهي محاورة بين هذين الشخصين حول آداب رمضان وأسلوب هذا الكتاب بسيط في لغته ومعانيه وأغراضه، وهو أول تأليف له صدر سنة 1315/ 1898. المرجع: - تراجم الاعلام ص 293 - 316.

174 - ابن الخوجة (1249 - 1329 هـ‍) (1834 - 1911 م)

174 - ابن الخوجة (1249 - 1329 هـ‍) (1834 - 1911 م) محمود ابن الشيخ محمد بن أحمد بن الخوجة، الفقيه الحنفي، النحوي. ولد بمدينة تونس في 16 محرم، واعتنى والده بتربيته وارشاده وتوجيهه. طلب العلم بجامع الزيتونة فقرأ على والده، وأخيه شيخ الإسلام الثاني أحمد، وحمدة الشاهد وعمر بن الشيخ، وشيخ الإسلام محمد معاوية، ومحمد النيفر الأكبر، ومحمود قابادو، وبعد تخرجه أحرز على خطة التدريس من الطبقة الثانية بجامع الزيتونة، ثم ترقى إلى التدريس من الطبقة الأولى سنة 1278/ 1862، وتولى التدريس والامامة والخطابة بجامع يوسف صاحب الطابع سنة 1313/ 1895 كما سمي عضوا بالنظارة العلمية، وتولى خطة الافتاء سنة 1303/ 1885، ثم أسند إليه منصب مشيخة الإسلام. كان فصيحا مفوّها، فقيها محققا، لغويا مدققا، ناثرا ناظما، يميل في نثره إلى السجع والمحسنات البديعية على عادة أهل عصره. مؤلفاته: 1) أختام في الحديث، قال عنها الشيخ محمد مخلوف «بلغت الغاية في السبك والتحرير». 2) الحصن الحصين على التبيين، حاشية على الزيلعي (فقه حنفي). 3) الحواشي التوفيقية على الالفية، أي الفية ابن مالك في النحو. 4) رسالة في المذهبين الحنفي والمالكي في الرشد والسفه. 5) روضة المقل في مسألة طلاق المختل. 6) طلب العليل في مسألة ثبوت الدين في زعم الكفيل.

المراجع

7) القول البديع في مسألة المشتري من الشفيع. 8) القول المنتقى في مسألة الشرط من كليات أبي البقاء. 9) القول النفيس في مسألة تعدد التحبيس. المراجع: - الاعلام الشرقية لزكي مجاهد 2/ 184. - شجرة النور الزكية 439 رقم 1721. - عنوان الأريب 2/ 187 - 191. - معجم المؤلفين 2/ 195.

الخياط-الهاروشي 175 - ابن خيرون ( ... -301 هـ‍) (-914 م)

الخياط - الهاروشي 175 - ابن خيرون ( ... - 301 (¬1) هـ‍) (- 914 م) محمد بن محمد (¬2) بن خيرون المعافري الاندلسي المنشأ والدار، القيرواني القرار، أبو جعفر المقرئ، الفقيه. رحل إلى العراق فسمع ببغداد من محمد بن نصر صاحب يحيى بن معين، وعلي بن المديني ثم دخل مصر، وقرأ بها على محمد الانطاكي، وأبي بكر أحمد بن يوسف المقرئ، وعبيد بن رجاء وأبي الحسن إسماعيل بن أبي يعقوب الأزرق المزني رفيق ورش عن ورش، ثم دخل القيروان فاحترف التجارة وسكن موضعا منها يعرف بالزيادية، وبنى هناك مسجدا ينسب إليه، وسمع من علماء القيروان كعيسى بن مسكين، ودرس بها القراءات. قال ابن الفرضي: «قدم بقراءة نافع على أهل افريقية، وكان الغالب على قراءتهم حرف حمزة، ولم يكن يقرأ بحرف نافع إلا الخواص، حتى قدم ابن خيرون فاجتمع عليه الناس، ورحل إليه أهل القيروان من الآفاق» ومن ذلك التاريخ أصبحت قراءة نافع هي الشائعة عند أهل افريقية إلى الآن ونقل القاضي عياض في «ترتيب المدارك» والمالكي في «رياض النفوس» عن أبي عمرو الداني: «أن عبد الله بن طالب أيام قضائه بالقيروان سنة 267/ 881) أمر ابن برغوث المغربي بجامع القيروان ألا يقرئ الناس إلا بحرف نافع». وابن خيرون هو أول من أدخل بعض كتب داود الظاهري إلى القيروان. ¬

(¬1) في البيان المغرب أنه توفي سنة 300. (¬2) وقيل ابن عمر.

وبعد مدة من إقامته بالقيروان ارتحل إلى الاندلس، وسمع منه الناس، ثم عاد إلى القيروان واستقر بها إلى أن توفي. قال ابن الفرضي نقلا عن محمد بن قاسم «محمد بن محمد بن خيرون، أبو جعفر كتبت عنه بالقيروان وقد دخل الاندلس، وكتبت عنه بقرطبة أيضا». «واتخذ ابن خيرون لنفسه رباعا كثيرة بالقيروان، منها فنادق لتجارته كانت مجاورة لسجن البلد، وابتنى بها مسجدا جميلا باقيا إلى الآن معروفا باسمه عليه كتابة ضخمة بالقلم الكوفي نقشا في الحجارة على واجهة مدخله»، ونص الكتابة «بسم الله الرحمن الرحيم لله الأمر من قبل ومن بعد أمر ببناء هذا المسجد محمد بن خيرون المعافري الأندلسي تقربا إلى الله ورجاء لمغفرته ورحمته». «وقد أشار ابن عذاري إلى هذا التأسيس حيث قال: «وفي سنة 256 بنى محمد بن خيرون المعافري الجامع الشريف بالقيروان المنسوب إليه بناه بالآجر والجص والرخام، وبنى فيه جبابا للماء» (¬1). «ويسمى هذا المسجد اليوم (بجامع الثلاث بيبان) وفي نفس الحارة يوجد مسجد آخر غير بعيد عن الأول منسوب أيضا إلى ابن خيرون، وله كذلك ثلاثة أبواب غير أنها منفردة عن بعضها بينما أبواب الأول متلاصقة في صف واحد» (¬2). وفي بداية الدولة العبيدية يسعى به قاضيها محمد بن عمر المروذي (¬3) ¬

(¬1) البيان المغرب 1/ 108 أقول الكتابة المرسومة على واجهة هذا المسجد تجعل تاريخ بنائه في خلال 252 (866 م) لا في سنة 256 كما جاء في ابن عذاري وأظن ذلك تحريفا من الناسخ أو الطابع (ح. ح. عبد الوهاب: مجلة الثريا تعليق عدد 2). (¬2) المرجع السالف مجلة الثريا. (¬3) المروذي بالراء المشددة المضمومة نسبة إلى مروروذ بفتح الميم وسكون الراء، وروذ بضم الراء مدينة على نهر الروذ بخراسان، وتسمى مرو الصغرى، وقد ينسب إليها على قلة مروزي كالنسبة إلى مرو الكبرى، وموقعها الآن بالاتحاد السوفياتي على مقربة من حدود إيران وافغانستان غربي بخارى قرأت لأحدهم أنه حاول التشكيك فيه لتعدد ضبط نسبته في المصادر التي قرأها، وهي نسبة إلى مدينة واحدة ولشخص ينسب إليها (وانظر معالم الإيمان -

مؤلفاته

إلى عبيد الله المهدي بدعوى أن قبله ودية ذات بال لم يخبر عنها، فطولب بها وحبسه، وقد أمر عامل القيروان الحسن بن أبي خنزير بقتله فأدخله إلى محبس وبطح على ظهره وطلع السودان فوق سرير فقفزوا عليه بأرجلهم حتى مات في منتصف شعبان، ودفن بباب سلم، وعلى قبره عمود من رخام نقش عليه تاريخ وفاته، ونهب ابن أبي خنزير ماله وأخذ له مولدة. والظاهر في سبب قتله هو انحرافه عن دولة العبيديين اسوة باخوانه الفقهاء المالكية، وثراؤه العريض، وهذان سببا للكثيرين المتاعب والقتل في دولة عبيد الله المهدي، ولأجل هذا فأنا أشك كثيرا في رواية الخشني من أنه «كان مرشحا للقضاء وكان محمد بن عمر المروذي - فيما قيل - يغض منه، وهو الذي سعى به حتى قتل ابن خيرون».ولو كان ما ذكره صحيحا لقامت عليه حملة مقاومة من فقهاء القيروان ولنبذوه كما وقع لأبي سعيد البراذعي، انهم يعادون ويقاومون كل من أبدى ميلا إلى العبيديين. مؤلفاته: 1) الابتداء والتمام في القراءات. 2) الالفات واللامات في رسم المصحف. 3) كتاب في الاداء وهو ملخص لما رواه عن أصحاب ورش من قراءة نافع ابن أبي نعيم، قال ابن الابار «وقد أخذ الناس عنه هذا الكتاب بافريقية، وحمل إلى المغرب والأندلس». 4) نسب الشيعة وأخبارهم، قال الخشني: «بلغني أنه ألف لعبيد الله المهدي كتاب نسب الشيعة وأخبارهم». وهذا غريب جدا ولو كان صحيحا فكيف يأمر المهدي بقتله؟ ¬

- 2/ 289 تعليق 4 تحقيق د. محمد الأحمدي أبو النور ومحمد ماضور، نشر مكتبة الخانجي بمصر والمكتبة العتيقة بتونس).

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الاستقصاء لدول المغرب الأقصى لأحمد الناصري السلاوي (ط. الدار البيضاء) 1/ 126. - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر العسقلاني 2/ 545. - بغية الملتمس في تاريخ رجال الاندلس لأحمد بن عميرة الضبي (أعادت طبعه بالاوفست مكتبة المثنى ببغداد) ص 64 رقم 108 ص 102 رقم 226.ويبدو أنه اعتمد في الترجمة الأولى على «جذوة المقتبس» وفي الترجمة الثانية لم يذكر مصدره أيضا، وذكر في الترجمة الثانية أنه توفي بسوسة سنة 306 ويظهر أنه ظن الترجمة لشخصين مختلفين إذ ذكره في المرة الأول باسم محمد بن خيرون وفي الثانية باسم محمد بن عمر بن خيرون الاندلسي المقرئ. - البيان المغرب لابن عذاري 1/ 169. - تاريخ العلماء والرواة للعلم بالاندلس لابن الفرضي 2/ 112 - 113. - التكملة لكتاب الصلة لابن الابار (ط. مصر) 1/ 191، 360 - 361. - جذوة المقتبس للحميدي ص 50. - شجرة النور الزكية 81. - طبقات علماء افريقية للخشني 229 - 302. - غاية النهاية لابن الجزري 2/ 217. - المشتبه للذهبي 1/ 277. - معجم المؤلفين 11/ 214 - 215. - معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 227 - 228. - معالم الايمان 2/ 288 - 292 (ط.2/). - نزهة الأنظار لمقديش 1/ 124 - 125. - ح. ح. عبد الوهاب مجلة «الثريا» ع 5 س 2 جمادى الثانية 1364 ماي 1945.

176 - خير الدين (1324 - 1387 هـ‍) (1906 - 1967 م)

176 - خير الدين (1324 - 1387 هـ‍) (1906 - 1967 م) أحمد بن سليمان بن أحمد بن خير الدين كاهية دار الباشا، وأطلق اسم هذا الجد لقبا على الأسرة، الأديب، الشاعر، الكاتب المسرحي. ينحدر من أسرة كرجية، وجد أبيه خير الدين كان في أواسط الماضي على عهد المشير الأول أحمد باشا باي نائب دار الباشا، وكانوا يطلقون عليه الكاهية. احترف والده التجارة، وكان محبا للعلم والمعرفة، واعتنى بتربية وحيده هذا، ورغبه في حب العلم فأدخله الكتاب في الرابعة من عمره فأتم حفظ القرآن، وأعاد حفظه على مؤدب خاص لما انتقل والده إلى ضاحية سيدي أبي سعيد، ولما عاد الوالد إلى العاصمة أدخله جامع الزيتونة سنة 1336/ 1918 فقرأ على إبراهيم المارغني، وعثمان بن الخوجة، ومحمد مناشّو، وغيرهم، وأحرز على شهادة التطويع في سنة 1343/ 1926 وعلى أثر تخرجه باشر التدريس بجامع الزيتونة بصفة متطوع من سنة 1343 إلى سنة 1360، 1926 / - 1941 ثم في سنة 1941 سمي متوظفا بادارة جامع الزيتونة، ثم سمي قيما بالمدرسة الخلدونية سنة 1956 - 1957 ثم أحيل على الاذاعة فبقي منتجا فيها إلى وفاته. كان شغوفا بالمطالعة في عهد التلمذة يتردد باستمرار على مكتبات الخلدونية، ومكتبة جامع الزيتونة، وقدماء الصادقية، والعطارين (المكتبة الوطنية الآن) يطالع ما يقع بين يديه من مصادر الشعر الجاهلي، والأدب الأندلسي، وآثار أدباء المهجر كجبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وميخائيل

نعيمة وغيرهم، وكان يحضر دروس العروض في المدرسة الخلدونية التي يلقيها أمير الشعراء محمد الشاذلي خزنه دار. وكانت له علاقة بمفكري جيله وأدبائه كعثمان الكعاك، ومحمد الحبيب، والشيخ محمد العربي الكبادي ومصطفى آغه، وأحمد توفيق المدني، وأحمد الدرعي، وأبي الحسن بن شعبان، والطاهر الحداد، وجماعة تحت السور. شارك في عدة جمعيات مسرحية، وكتب بعض الآراء حول عدة تمثيليات ما بين 1923 - 1926 وألقى الكثير من المحاضرات حول فن المسرح واتجاهاته ومدارسه. قال المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور عن ظهور بواكير انتاجه المسرحي: «ثم اقتفى سبيله (أي محمد الحبيب) في الكتابة القصصية شاب زيتوني ظهر نبوغه الأدبي بتوجيه الأستاذين محمد مناشو وعثمان بن الخوجة، وهو الشيخ أحمد خير الدين فأظهر من التخيل وجمال الوصف وجاذبية التعبير ما مكن لرواياته رواجا ولسمعته الأدبية منزلة ثابتة». كما أمد المسرح والاذاعة بكثير من الروايات تجاوب معها الجمهور مثل مسلسل الحاج كلوف (باللغة الدارجة) الذي قلد فيها شخصية كموش الفكاهية لعلي الدوعاجي، أو رواية يزيد بن خالد العبسي التي قال عنها في سنة 1937: «هاته الرواية قطعة تاريخية تمثل فتوح العرب للشمال الافريقي واستقرارهم بها نهائيا بعد أن اخضعوا شوكة من تولى القيادة والسلطة من مختلف الأمم والدول». وفيها نرى ما لاقاه الفاتحون من المشاق والمقاومة التي كادت تهزمهم من جراء المقاومة العنيفة التي خاضها الافريقيون. وانتاجه الصحفي متنوع منه البحث الاجتماعي، والنقد للكتب، والقصيد الفصيح والدارج، وتغلب على قصائده مسحة التوجيه والارشاد،

مؤلفاته

ونظم كثيرا في الإسلاميات والوطنيات، والاجتماعيات، والغزل والرثاء توفي في 25 جويليه 1967. مؤلفاته: 1) أغاني أحمد خير الدين، طبع بعد وفاته بتونس 1968. 2) الجمهورية في الإسلام (مخطوط). 3) ديوان شعر، ط. تونس 1981. 4) العواصف والعواطف (مخطوط). 5) الغرام الصادق، رواية طبعت في تونس سنة 1344/ 1925. 6) فتاة الدير، رواية (مخطوطة). المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 1/ 255 - 271. - جماعة تحت السور 173 - 179. - الحركة الأدبية والفكرية في تونس 139. - مقدمة كتاب أغاني أحمد خير الدين بقلم عثمان الكعاك ص 5 - 20.

177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ‍) (1820 - 1890 م)

177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ‍) (1820 - 1890 م) خير الدين التونسي، السياسي، المصلح رجل الدولة. أصله من قبيلة أباظة الجركسية الضاربة بجبال الجركس في الشمال الغربي من بلاد القوقاز بمنطقة نهر الكوبان، فقد أباه مبكرا على أثر خلاف بين فريقين، وعند ما كان يقوم بجولة اختطفه فرسان مسلحون، واقتيد رقيقا إلى استانبول، وبيع في السوق لنقيب الاشراف تحسين بك ابن محمد الكبرى واتخذه رفيقا وأخا لابنه الوحيد في الدراسة، وكان يقاربه في السن، وأشرف على تعليمهما في المنزل مرب تلقيا عنه مبادئ العلوم الإسلامية ومبادئ اللغة الفرنسية، وعاش باستانبول حتى السابعة عشرة من عمره وفي يوم من الأيام مات رفيقه الابن الوحيد لسيده، واضطرب الأب لهذه المصيبة، ولم يعد يحتمل حضور رفيق ابنه الوحيد المفقود فحمله إلى سوق الرقيق وباعه إلى مبعوث باي تونس الذي جاء إلى استانبول للبحث عن مملوك صغير متعلم يعرف الفرنسية، وحمله هذا المبعوث إلى تونس التي وصلها في سنة 1255/ 1837 في بداية عهد المشير الأول أحمد باشا باي الذي ألحقه بمماليكه في قصر باردو حيث تعلم القرآن، واللغة العربية واستكمل معارفه الدينية، ثم انتقل إلى مدرسة باردو الحربية المؤسسة حديثا، ولاتباعه النظام، وانكبابه على التحصيل لفت أساتذته نظر أحمد باي الذي كان يزور المدرسة كثيرا، ويدعو إلى سؤال التلاميذ بمحضره، ويهتم بارتقاء الأصاغر، وألحق أحمد باي هذا الضابط الصغير بخدمته عند ما تمت دراسته، وترقى بسرعة إلى الرتب العسكرية للخيالة، فتحصل على رتبة أمير لواء (كولونيل) سنة 1266/ 1850.وكان لما أبداه من تنظيم ومهارة في الخدمة العسكرية أن التحق بحاشية المشير الأول أحمد باشا، وأظهر تفوقا

ومهارة في فهم المشاكل السياسية وبالخصوص ما يتصل منها بالعلائق الأوربية. وأسند إليه المشير الأول أحمد باشا باي في 1853 بيع مصوغه بفرنسا لأجل إرسال بعثة عسكرية تونسية إلى استانبول إعانة للسلطنة العثمانية في حرب القرم، والبحث عن إمكانية قرض مالي من فرنسا، وبالرغم من إلحاح المشير الأول في الاقتراض فانه تلكأ، ولم يرد سن سياسة الاقتراض من الأجنبي رعاية لمصالح القطر ولم يتم الاقتراض. كان الملتزم محمود بن عياد فر من تونس إلى باريس حاملا معه نصيبا مهما من موارد الخزينة التونسية فكلفه المشير الأول في سنة 1270/ 1854 بالدفاع أمام القضاء الفرنسي عن مصالح الايالة التونسية، وعاونه في معالجة هذه القضية صديقه الجنرال حسين، ونجح في هذه المهمة إذ توصل إلى رد قسط مهم من الأموال التي اختلسها ابن عياد من المالية التونسية، وعند ما توفي المشير الأول 1272/ 1855 وخلفه المشير الثاني محمد باي رقاه إلى رتبة امير أمراء (جنرال) وهو ما زال في باريس يتتبع قضية ابن عياد، وأقره الباي الجديد على هذه المأمورية، وعاد إلى تونس في سنة 1273/ 1856 فأقام بها مدة للبحث عما له ارتباط بقضية ابن عياد، ثم رجع إلى باريس وسماه محمد باي في مغيبه وزيرا للبحرية سنة 1274/ 1857 فعاد إلى تونس لتقلد مسئوليات المنصب الجديد، وفي ولاية المشير الثالث محمد الصادق باي سمي كاهية لرئيس المجلس الأكبر، وبعد أشهر سمي رئيسا للمجلس الأكبر عند وفاة رئيسه الوزير مصطفى صاحب الطابع مع بقائه وزيرا للبحرية، وفي أثناء قيامه برئاسة المجلس الأكبر الاستشاري أبدى نشاطا كبيرا لإظهار مبادئه الاصلاحية في السياسة والادارة والعسكرية والمجاهرة بنقد الأساليب التي كانت تسير فيها الدولة، ومن أجل ذلك اشتد الخلاف بينه وبين صهره الوزير الأكبر مصطفى خزنه دار، وأفكاره وأعماله أثارت اعجاب وتقدير المصلحين، وقاومهما مع خزنه دار كل الذين ليست لهم مصلحة في تغيير الأشياء، وشنوا حملة من الدسائس والافتراءات، وبعد خمس سنوات من المجهودات المبذولة للاصلاح وتغيير الأوضاع باءت

بالفشل وانتهت إلى خيبة، فقدم استقالته من الوزارة ورئاسة المجلس الأكبر في سنة 1862 وآثر الانزواء والاعتزال في بستان له. وانفجرت ثورة 1864 التي جعلت نظام الباي على حافة الهاوية، والقوات البحرية الأوربية على أهبة الاستعداد للتدخل في البلاد، وهذه الوضعية المحلية والعالمية للقطر التونسي، ووضعية السلطنة العثمانية بتونس، وسياسة بعض الدول الأوروبية في إبعاد الدولة العثمانية من الاهتمام بتونس أو القيام بمبادرة فيها فإنها أخرجته من عزلته السياسية فوالى الاجتماعات والمناقشات في تونس أو في ضاحية المرسى مع أنصاره من جماعة الإصلاح، وتحدثوا في وضعية الدولة العثمانية وولاياتها العربية الإسلامية، وبعد مدة كلفته حكومة الباي بسفارات خارجية زار فيها تسع دول أوروبية منها بالخصوص فرنسا. وفي رحلته الواسعة هذه اغتنم الفرصة لدراسة الأسس الحضارية والثقافية الغربية، والمؤسسات الاجتماعية والسياسية والثقافية لهذه الدول التي زارها واتضح له أسباب ركود المجتمع العربي الإسلامي، وتبين له برنامج إصلاح السلطنة، وعلاوة عن ذلك فإن مطالعاته للمؤلفات السياسية المترجمة في مصر عن الفرنسية باشراف رفاعة الطهطاوي الموجودة في مكتبة المدرسة الحربية بباردو، ومؤلفات خاصة بتاريخ المجتمع الإسلامي، ومؤلفات خاصة بتاريخ الغرب، ومعرفة فلسفة الدولة عند ابن خلدون، ومناقشاته مع أساتذة المدرسة الحربية بباردو، ومع اللاجئين السياسيين واتصالاته مع المصلحين العثمانيين وبالخصوص أنصار التنظيمات، سمحت له بتشكيل أفكاره السياسية والاجتماعية، وللاجابة عن المتعنتين، وعرض برنامجه السياسي، كتب عند ما تحرر من مسئولياته الحكومية في تونس واستانبول مذكراته. وفي مدة اعتزاله للمناصب السياسية دون كتابه «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك» وأودع فيه خلاصة آرائه في الاصلاح والتمدن. بعد ثورة 1864 اجتاحت البلاد ظروف سيئة من انتشار المجاعات والأوبئة واختلال الحياة الاقتصادية وإفلاس ميزانية الدولة، وانتصاب

اللجنة المالية المشهورة بالكومسيون المالي، كل ذلك دعا الوزير خزنه دار ومحمد الصادق باي إلى إعادة خير الدين إلى العمل والاستفادة من خبرته وتفكيره فسمي رئيسا للكومسيون المالي، ووزيرا مباشرا أي مباشرا لرئاسة الحكومة وشؤون الوزارة الكبرى مع بقاء مصطفى خزنه دار على لقب الوزارة الكبرى ملقيا بالنفوذ كله في يد خير الدين فتم ذلك في شعبان 1286 جانفي 1870، وسرعان ما دب الخلاف بين الوزيرين، ومن أهم أسبابه تصرفات الوزير خزنه دار على خلاف نظام قانون اللجنة المالية، وأدى هذا النزاع إلى استقالة خزنه دار وتولي خير الدين وزيرا أكبر عوضه في شعبان 1290/ 22 اكتوبر 1873.وفي مدة وجيزة ظهرت سداد آرائه ونجاعة سياسته في رئاسة اللجنة المالية فإنه أمام قوة حججه في مجلس اللجنة تمكنت تونس من تسديد فوائض ديونها في آجال معقولة ومناسبة وتعرض ابن أبي الضياف لنجاح هذا المصلح في هذه المهمة الصعبة قائلا: « ... إن هذه البلاد لها تيمن بخدمة هذا الوزير المنصف خير الدين الذي صار رئيسا للكومسيون وقد أعانها في شدائد وانقذها بنصحه من معضلات» (اتحاف اهل الزمان 6/ 135). ولنجاحه في رئاسة الكومسيون المالي كلفه محمد الصادق باي بمهمة توثيق الصلة بين تونس والدولة العثمانية وتحصل على فرمان من السلطان عبد العزيز ينظم العلاقات بين تونس والباب العالي فجازاه الباي بضيعة النفيضة (000.100.8 هكتار). وكان لولايته الوزارة الكبرى رنة ابتهاج واستبشار في الأوساط الشعبية فأقاموا الاحتفالات المعبرة عن عواطفهم وفرحتهم في العاصمة وفي المدن كباجة وبنزرت وتوزر وصفاقس والقيروان. وامتاز في وزارته بحسن التنظيم والكفاءة والاخلاص لمصالح البلاد وانجز كثيرا من الاصلاحات والمؤسسات الهامة التي بقي بعضها قائما حتى الآن منها المدرسة الصادقية، والخزانة العامة لأوراق الدولة، وإنشاء المكتبة الصادقية (العبدلية) الزيتونية وجمع الكتب المشتتة في المساجد فيها عدا ما

أهداه هو إليها من خزانته الخاصة، وتأسيس جمعية الأوقاف، وسن نظام العدول، وسن قانون الغابة، وقانون الخمّاسة وإصلاح نظام السجون، والتنوير بالغاز، والاصلاحات البلدية بتونس، وإسقاط المغارم على أهل الساحل وتوحيد فائض ديونهم، وهي بلايا كبلتهم وأفقرتهم منذ عهد حملة الجنرال أحمد زروق، وتوسيع ساحة الأراضي المبذورة من 60 ألف هكتار إلى نحو المليون هكتار، وحسم مشكلة أراضي السياليين بصفاقس وباعها لصغار الفلاحين. وقاومه صهره الوزير الأول السابق خزنه دار فكان عملاؤه من يهود وفرنسيين، والمغامر اللبناني الأديب الصحفي الكونت رشيد الدحداح الذي كان متوظفا في وزارة خزنه دار واغتنى بعد فقر يؤاجرون الصحف الباريسية لشن الحملة عليه، علاوة عن حاشية الباي التي لا تريد تبديل الأوضاع واصلاحها لأنها تفوّت عليها مصالحها الشخصية القريبة ولا تهمها المصلحة العامة، ومنها الوزير مصطفى بن إسماعيل المقرب من محمد الصادق باي ومحل ثقته، فقد وسوس إليه أن مقصد خير الدين هو تولي الملك بدل العائلة المالكة، ومحمد الصادق باي رجل ضعيف الشخصية، سريع التصديق لما يقال له، لا يعمل الفكر الصحيح الباحث المستقصي فيما يعرض له من مشاكل وأقوال، ولا يريد الاهتمام بالحياة العامة لأن اهتمامه مصروف إلى العب من لذات سخيفة تافهة كادمان شرب الخمر وغير ذلك مما لا خير في ذكره «فظن شرا ولا تسأل عن الخبر». وإزاء هذا الجو العفن الذي يسمم الأنفاس ولا يترك مجال العمل ميسرا اضطر للتخلي عن مباشرة الوزارة بعد أن سيرها أربع سنين إلا شهرا، فقدم استقالته إلى الباي في مجلس خاص بقصر حلق الوادي صباح يوم السبت 10 رجب 1294/ 22 جويليه 1877. وخير الدين على ما فيه من خصال عالية كرجل دولة من كفاءة واخلاص وتفان في خدمة المصلحة العامة ووطنية صادقة، وحسن تنظيم، وحب للاصلاح لم يكن يخلو من عيوب عرف كيف يستغلها خصومه فهو

لا مرونة له إذا عنت له فكرة أو تمسّك بمبدأ فهو لا يتزحزح عنهما ولو كانت الظروف الحالكة المحيطة به تجبر على انحناء الرأس قليلا حتى تمر العاصفة، مثلا ابان اشتداد الحملة الصحفية عليه في باريس عرض عليه صحفي فرنسي الدفاع عنه في مقابل معلوم مالي لا يتجاوز الثلاثين ألف فرنك فامتنع بحجة أن مالية الدولة لا تسمح بمثل هذا، وكان بوسعه أن يدفعها من حسابه الخاص، وهو ثري لا يثقله دفع هذا المبلغ، وكان فيه تعال وكبرياء، وعلى كل فإن استقالته كانت خسارة لتونس، إذ فقدت فيه رجل دولة عظيما. سافر في الصائفة التي استقال فيها للاستجمام في فيشي وفي الصائفة الموالية للاستجمام في سان نيكاتور، وكان بعد تخليه من الوزارة على اتصال مستمر بالأوساط السياسية العليا في الآستانة وعلى اتصال بقصر السلطان بواسطة الشيخ محمد ظافر المدني الطرابلسي شيخ الطريقة المدنية الدرقاوية الشاذلية والمقرب من السلطان عبد الحميد الثاني الذي أعجب بآراء خير الدين وسمو برنامجه الاصلاحي اللذين تضمنهما كتابه «أقوم المسالك» فاستدعاه للحضور لديه بدار الخلافة، فاستأذن من الباي وسافر إلى الآستانة فوصلها في شوال سنة 1295/ 1877 فكانت مدة إقامته بتونس أربعين سنة. وبمجرد مثوله لدى السلطان عبد الحميد الثاني أنعم عليه برتبة مشير، وهي أعلى رتبة في سلك التشريفات العثمانية، وأنزله في جناح خاص من قصر طولمه بغجة وعينه رئيسا للجنة اصلاح مالية الدولة، ثم ضم إليه وزارة العدل، وفي الثامن ذي الحجة 1295/ 4 ديسمبر 1878 سمي صدرا أعظم (رئيس الوزراء) وترك اصلاحات مهمة في مختلف الوزارات والادارات، وكانت الدولة العثمانية تتخبط في أزمات خطيرة ومشاكل عديدة سياسية ومالية واجتماعية، فبادر بعلاج ما يمكن علاجه وإنقاذه، فكفل مصالح المسلمين في بلغاريا، وأمضى معاهدة الهدنة بين تركيا والروسيا المعروفة بمعاهدة سان ستيفانو المنعقدة في برلين عام 1878 وسوى

مؤلفه

الخلاف بين تركيا والنمسا، وحل مشكلة الأرمن، إلى غير ذلك من أمهات المشاكل. واستقال من الصدارة العظمى سنة 1879 واستقال من هذا المنصب في جويليه 1879 لما شعر من تغيير في ثقة السلطان به، وبقي محل تقدير وعطف من السلطان فكان يعامل معاملة الصدر الأعظم، وسمي عضوا بمجلس شورى الدولة ومجلس الأعيان، وكان يدعى إلى المجالس التي تجتمع فيها جميع الوزراء وبقي يتقاضى مرتبه من السلطنة العثمانية مع مرتبه التونسي إلى أن أدركته الوفاة بقصره الخاص على ضفة البوسفور. وبرنامجه الاصلاحي يتمثل في السعي لسن التنظيمات السياسية أي الدستور، وما يتفرع منه لتقييد السلطة الاستبدادية الفردية لأنه يراها أصل العيوب والبلاء من انعدام أمن على الأنفس والأموال وما يتبع ذلك من أهوال للعمل المنمي للمال، وانعدام للعدل والحرية، لذلك هو يطالب بهما تبعا للتنظيمات، واقتباس العلوم والتيكنولوجيا من أوربا، وإذا كان يدعو إلى الأخذ من أوربا فلا يدعو إلى الذوبان فيها ويدعو إلى موقف انتقائي لاقتباس الصالح مما يعجل اللحاق بركب أوربا الزاحف المتطور، وكل هذه الأمور يراها كفيلة بتحقيق الازدهار والتقدم والخروج من حالة الانحطاط والتخلف، ولم يعر اهتماما لاصلاح الأحوال الاقتصادية وظهور ضعفها أمام الاقتصاد الأوربي وتسرب الدول الأوربية بواسطته إلى تفقد السلطة وفرض ما تراه صالحا لحماية مصالحها الاقتصادية مما يشكل تدخلا غير مباشر في الاستقلال ووقوف السلط المحلية موقف المعين والوسيط لمصالح هذا الاقتصاد الأوربي ووقوفها موقف القامع المضطهد لعامة الشعب الذي استغله الرأسمال الأوربي، فكان رأيه الاصلاحي ورأي معاصريه ليست له نظرة شاملة تعمل على اجتثاث جذور الفساد في كل الميادين. مؤلفه: له أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك، طبع بالمطبعة الرسمية بتونس 1284/ 1867 وترجمت المقدمة باشرافه إلى الفرنسية سنة 1868 وترجمه

المراجع

إلى التركية اسماعيل حقي سنة 1878، وصدرت طبعته العربية المقدمة في استانبول سنة 1876، كما ترجمت إلى الانكليزية سنة 1874. وفي هذا الكتاب يبدو تأثره بأنصار التنظيمات الخيرية من الأتراك وبالشبان الأتراك وبآراء رفاعة الطهطاوي، كما يبدو تأثره بالمفكرين الغربيين كتيار ومونتسكيو وستيوارات ميل وغيرهم، هو متأثر بالخصوص بتفكير عصر النور وهو متأثر أيضا بالنظريات الخلدونية كالعمران والعصبية. المراجع - اركان النهضة الأدبية للشيخ محمد الفاضل بن عاشور 11 - 15. - تراجم الاعلام للمذكور 47 - 59. - الاعلام 2/ 375، الاعلام الشرقية 1/ 78، ايضاح المكنون 1/ 114. - تاريخ آداب اللغة العربية 4/ 222. - تاريخ المغرب العربي في سبعة قرون لمحمد الهادي العامري (تونس 1974) 396 - 402. - خير الدين التونسي لأبي القاسم محمد كرو (تونس 1958 سلسلة كتاب البعث). - خير الدين باشا للمنجي الشملي (تونس 1972 ط 2/). - رواد الاصلاح لرشيد الذوادي (تونس 1973) 13 - 39. - زعماء الاصلاح في العصر الحديث لأحمد أمين 146 - 183. - العرب والتحدي للدكتور محمد عمارة (الكويت 1400/ 1980 سلسلة عالم المعرفة) 209 - 221. - فيض الخاطر 203 - 236. - تقديم مقدمة أقوم المسالك المنصف الشنوفي 13 - 46. - قابادو لعمر بن سالم 48 - 50. - العدالة والحرية في النهضة العربية الحديثة للدكتور عزت قرني (الكويت 1400/ 1980 عالم المعرفة 115 - 153. - Mohamed Salah Mzali et Jean Pignon، Khereddine homme d'etat، Memoires Tunis 1970. - Mongi Smida، Khereddine ministre reformateur Tunis 1971. - Jean Ganiage، Les origines du Protectorat francais en Tunisie (1861 - 1881) P.U.Paris 1959، p. 81 note (23) 437 - 491.

- الدكتور مسعود طاهر مقدمات منهجية لدراسة الفكر الاصلاحي عند خير الدين التونسي، مجلة الفكر العربي ع 15 ماي جوان 1980، ص 169 - 181. Bechir Tlili، Les rapports culturels et ideologiques entre l'Orient et l'Occident en Tunisie، au XIX siecle p.p.516 - 520 - 554، 614

178 - الخيري (من رجال القرن 10 هـ‍) (16 م)

178 - الخيري (من رجال القرن 10 هـ‍) (16 م) سعيد بن علي بن حميدة بن عبد الرزاق بن علي الخيري الجربي من جهة أجيم، ويعرف بالشيخ عمي سعيد الفقيه الإباضي من أبرز تلامذة الشيخ يونس بن سعيد بن تعاريت الجربي الصدغياني. وهو مصلح وادي ميزاب (موطن الاباضية بالجزائر) لأن هذا المكان في القرن العاشر وصل إلى حالة من التداعي حفزت همم عزّابة وادي ميزاب إلى الإسراع لمعالجة الحالة فطلبوا العون من عزّابة جربة وعلى رأسهم الشيخ يونس بن تعاريت فاختاروا لهم صاحب الترجمة، قال عنه الشيخ إبراهيم أبو اليقظان .. «وقد وفد إلى ميزاب حينما طلبه أهله من اخوانهم الاباضية بجربة بأن يرسلوا إليهم عالما حكيما لنشر العلم وتنوير عقولهم به لما استفحل الجهل بالبلاد». وإليه تنسب المقبرة المشهورة بغرداية وفي روضته استقر مجلس عزّابة القصور السبعة (أي قرى وادي ميزاب منذ ذلك العهد). ويقال إنه الواضع لذكر السلام (¬1) الذي يقرأه بعد صلاة الصبح أهل القرى الثماني (يضاف إلى السبع المشار إليها سابقا وارجلان) وهو الواضع لخطبتي العيدين اللتين ما زالتا تقرءان إلى الآن (¬2). وقد صاحبه في رحلته عالمان أحدهما من جربة وهو الشيخ دحمان الذي استقر في بتورة (¬3) والثاني الشيخ الحاج ابن سعيد من جبل نفوسة. ¬

(¬1) هو دعاء تردد فيه كلمة السلام كثيرا. (¬2) في مساجد وادي ميزاب وفي مساجد الاباضية بجربة. (¬3) من قرى وادي ميزاب قرب غرداية.

المرجع

ومن محاسنه أنه ترك مكتبة محتوية على نفائس الكتب موقوفة على دار التلميذ بغرداية. له سؤال كتب به لبعض فقهاء قومنا (يقصد المالكية) شعرا وطلب الجواب عليه شعرا، وهو في قصيدة دالية من بحر الطويل مطلعها: فلله حمدي مستمرا مؤكدا … يدوم دواما سرمديا مؤبدا وهي ناقصة تشتمل على 34 بيتا. عناصرها الستة أبيات الأولى مقدمة. من 7 إلى 9 الشرع. من 10 إلى 14 اللغة من 15 إلى 20 الحساب والفرائض من 21 إلى 24 النحو من 25 إلى 28 البيان من 29 إلى 34 المنطق. وله رسالة كتب بها إلى شيخه يونس بن تعاريت. المرجع: - نظام العزابة الاباضية الوهبية في جربة ص 269 - 271 - 290 - 291.

حرف الدال

حرف الدال

الداني-ابن أبي الصلت 179 - الدالي (كان حيا سنة 1277 هـ‍) (1861 م)

الداني - ابن أبي الصلت 179 - الدالي (كان حيا سنة 1277 هـ‍) (1861 م) أحمد الدالي، ويعرف بحميدة التونسي الأديب. تلقى العلم بجامع الزيتونة واشتغل بالأدب. مؤلفاته: 1) العز والدين وسعد اليقين في مدة محمد الصادق باي، منه نسخة في المكتبة الوطنية رقم 18303 (خزانة ح. ح. عبد الوهاب). 2) مقامات متولدة عن طريقة الورغي، منها نسخة بالمكتبة الوطنية (خزانة ح. ح. عبد الوهاب). المرجع: - ديوان الورغي المقدمة ص 33 هامش 2 تحقيق عبد العزيز الشابي (تونس 1398/ 1978).

180 - داود (1067 - بعد 1137 هـ‍) (1657 - 1725 م)

180 - داود (1067 - بعد 1137 هـ‍) (1657 - 1725 م) محمد الصغير ابن العارف بالله علي داود النابلي، الفقيه الناظم الصوفي. ولد بنابل وقرأ على والده القرآن، والرسالة، ونبذة من مختصر خليل، ثم رحل إلى زغوان وقرأ على الشيخ محمد الحجيج الأندلسي الفية ابن مالك، ثم رحل إلى تونس، وسكن بالمدرسة المرادية، وأخذ عن مشايخ جامع الزيتونة كالشيخ ساسي نوينة المقرئ، وعبد القادر الجبالي قرأ عليه الفقه والنحو والمنطق، والبيان، وسعيد الشريف قرأ عليه مختصر خليل، وشرح السعد التفتازاني في البلاغة، والعقيدة الوسطى للسنوسي، وغير ذلك، وأجازه وأثنى عليه، وأخذ عن الشيخ أحمد الشريف الحديث والأصلين، وأخذ عن محمد بن عبد الله السوسي الرسالة، ومختصر خليل، وعن محمد الغمّاد العقيدة الصغرى للسنوسي ومختصر خليل، وعن الشيخ محمد فتاتة مختصر خليل، ونبذة من المغني، وقرأ على قاسم الغماد الرحبية في الفرائض وسمع منه الحديث، وأخذ عن محمد قويسم، وغيرهم وأجازوه. وتمهر في علوم العربية، والفقه وأصوله، والحديث ومصطلحه، وعاد إلى بلده وتصدر بها للتدريس، واستفاد منه كثيرون، ثم رحل لاداء فريضة الحج سنة 1115/ 1704 واجتمع في القاهرة باجلاء علماء الأزهر، كما اجتمع في الحرمين الشريفين بعلمائهما وصوفيتهما. وبعد عودته اتخذ داره زاوية للتدريس وإفادة المريدين صباحا ومساء، وبعد صلاة المغرب يحضره جميع طلبته ومريديه قدر أربعين

مؤلفاته

شخصا أو أقل أو أكثر يقرءون حزبين من القرآن، وله درس بعد صلاة العشاء في التوحيد وغيره، ثم إن أهل بلده ألزموه بالتدريس في الجامع الكبير فتصدر به وتخرج عليه خلق، وهو مرجع أهل بلده في المهمات والمعضلات، دأبه اصلاح ذات البين بقطع النزاع بين الخصمين، ويطعم الطعام، ويترفق بالأرامل والأيتام. وفي التصوف كان شاذلي الطريقة. مؤلفاته: 1) تخميس على البردة. 2) تخميس على المنفرجة، نظمه حين اشتد به الألم بصدره فشفي. 3) قصائد في المديح النبوي. المصادر والمراجع: - ذيل بشائر أهل الإيمان 235 - 239 (ط 1/). - شجرة النور الزكية 327.

181 - الدباغ (605 - 699 هـ‍) (1208 - 1300 م)

181 - الدباغ (605 - 699 هـ‍) (1208 - 1300 م) عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري الأوسي الأسيدي من ولد أسيد بن حضير الاشهلي، المعروف بالدباغ، أبو زيد، المحدث، الفقيه، الصوفي المؤرخ. ولد بالقيروان في ذي الحجة سنة 605/ 1208 أخذ عن القاضي أبي زكرياء يحيى البرقي المهدوي، والقاضي عبد الجليل الأزدي، ووالده، وأبي عمرو عثمان بن شقر، وأبي العباس البطرني، وأبي المكارم محمد بن يوسف بن موسى، والقاضي أبي محمد عبد الله بن برطلة الأنصاري، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الحضرمي، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الزناتي المهدوي المعروف بالحنفي نزيل المنستير، روى عنه الحديث المسلسل بالأولية، وحديث انس بن مالك المسلسل بالمصافحة، وحديث ابن مسعود المسلسل بالتشهد، وأحاديث أخر من مسلسلات أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي، كما أخذ عن العالم الصوفي أبي محمد عبد السلام بن عبد الغالب المصراتي القيرواني الذي قال فيه «هو شيخي ومعلمي واحد من أنعم الله عليّ بصحبته اختلفت إليه كثيرا فلم تر عيني قط مثله نسكا وفضلا وصيانة لنفسه وانقباضا عن الناس، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما رأيت أحفظ منه لأخبار الصالحين وحكاياتهم، حسن الايراد لها، متقنا لما قد يحكيه منها، أنيس المجالسة، مليح المحادثة. ولعله تأثر بشيخه هذا في اتجاهه نحو التصوف وفي سلوكه كما أخذ عن أمين الدين بن أبي جعفر أحمد بن علي بن طلحة السبتي المعروف بابن عليم نزيل تونس، وأجازه من مصر تلامذة الحافظ أبي طاهر السلفي عبد الوهاب بن ظافر بن رواج، وأبي التقى صالح بن شجاع، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي، وأبو

القاسم بن الحاسب سبط السلفي، وشيوخه يزيدون على الثمانين كما ذكره في برنامجه وقاله العواني، والعبدري في رحلته. كان معتنيا بالآثار جامعا لها، محدثا فقيها، مؤرخا، مشاركا في العلوم النقلية والعقلية، نظم الكثير وربما أجاد في بعضه، قال العبدري: وله نظم جيد كثير، ومما كتبه على جلاء الأفكار في مناقب الأنصار من تأليفه: كتبت جلا الأفكار في فضل معشر … بهم عزّ دين الله في الشرق والغرب الهي فحقّق للأسيديّ ما رجا … بتأليفه واغفر لنا سائر الذنب وبوّأه والقاري ومن هو سامع … وكاتبه اعلا المقامات في القرب لقيه العبدري واثنى عليه، وامتدح سعة مروياته، وأجازه إجازة عامة، ولقيه محمد بن جابر الوادي آشي في تونس، وروى عنه، ووصفه بالشيخ الفقيه العدل المؤرخ الفقيه المسند. قال ابن ناجي: وكان عادلا شهادته اكثرية، يرفع على خطه، ويظهر من هذا أنه كان مباشرا لخطة العدالة في بلده القيروان، وسبب تسمية جده الكبير بالدباغ هو أنه قدّمه قاضي الجماعة والسلطان لقضاء بلده وكتب له الظهير وبعث له به فلما عرف أن الظهير يرد عليه في وقت الضحى بكر إلى دار الدباغ وعرى حوائجه (¬1) وتحزم ثم أخذ يملي بالدلو من بئر الدار ويفرغ على الجلود، فلما وصل الرسول بالظهير إليه طلبه في داره وفي المسجد وما زال يبحث عنه حتى وجده فقال له يا سيدي، نحب البشارة. فقال له ارجع بظهيرك وقل لمن بعثك به وجدته دباغا فلا يليق بكم أن تقدموا من كانت هذه حالته قاضيا على رقاب الناس، فلما عرف من ذكر نعرف أنه ليس صناعته دبغ الجلود، وإنما تظاهر بذلك بقصد ¬

(¬1) كلمة مستعملة إلى الآن في اللهجة التونسية ومعناها نزع الثياب، ونستفيد من النص أنها كانت مستعملة منذ العصر الحفصي.

مؤلفاته

الهروب من القضاء ليختار نفسه وقدموا غيره، كذا قال ابن ناجي في ملحقه على «معالم الإيمان» نقلا عن شيخه أبي عبد الله محمد بن شبل. توفي بالقيروان يوم السبت 15 ربيع الثاني سنة 699/ 1300. مؤلفاته: 1) الأربعون حديثا التساعية (أي التي في سندها تسعة رجال). 2) كتاب الأحاديث الأربعين في عموم رحمة الله لسائر المؤمنين. 3) جلاء الأفكار في مناقب الأنصار. 4) سراج المتقين المنتخب من كلام سيد المرسلين، حذا فيه حذو شهاب الأخبار لمحمد بن سلامة القضاعي المصري. 5) برنامج (فهرسة) في أسماء شيوخه ومروياته عنهم. 6) شرح أو تعليق على تهذيب المدونة للبراذعي، ذكره في ترجمة سحنون (¬1) قال «وما جرى له مع ابن أبي الجواد وضربه له حتى مات فقد ذكرته في كتاب المديان فيما وضعته على تهذيب البراذعي». 7) كرامات أبي يوسف الدهماني، قال ابن ناجي وهو مقدار ثلاثة أرباع رسالة أبي محمد بن أبي زيد توجد منه نسخة في مكتبة الجزائر رقم 1718 ونسخ بالمكتبة الوطنية في تونس وهو في 13 ورقة من القطع المتوسط. 8) مناهج أهل الدين وطرائق أيمة المتقين، في ذكر من كان بالقيروان من الصحابة والتابعين، ومشاهير العلماء الراسخين وأفاضل الأولياء والصالحين، هكذا ذكره تلميذه محمد بن جابر الوادي آشي في (برنامجه) وهو المعروف بمعالم الإيمان، وفي رحلة العبدري «معالم الإيمان وروضات الرضوان في مناقب المشهورين من صلحاء القيروان»، وفي النسخة المطبوعة معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، ويبدو من كل ذلك أن الدباغ غير واختصر عنوان الكتاب في المرحلة الأخيرة من حياته، وربما يكون ابن ناجي قد تصرف في عنوان الكتاب. ¬

(¬1) معالم الإيمان (ط 2/) 2/ 88.

وتناول المؤلف في هذا الكتاب تاريخ الفتح الإسلامي وتأسيس مدينة القيروان وتراجم الفقهاء والمحدثين واللغويين والأدباء والأطباء والصوفية والصالحين، ونثر خلال التراجم معلومات ثمينة اجتماعية واقتصادية، وأصل الكتاب هو اختصار لطبقات التجيبي عتيق بن خلف (ت 422/ 1034) ويزيد أحيانا بعض الزيادات عليه، ونقل فيه عن طبقات أبي العرب التميمي ورياض النفوس للمالكي. ولم يشن الكتاب إلا اغراقه في نقل العجائب وخوارق الكرامات التي لا يكاد العقل يصدق الكثير منها ولكن يبدو أنه منذ عصره شغفت العقول بتصيد الكرامات مهما كان ماتاها ومقدار صدقها ومطابقتها للواقع، فهل يصح لنا أن نعتبر أن أواخر القرن السادس هـ‍ بتونس هو عصر بداية الانحطاط الفكري، وتقلص ملكة النقد وانكماش العقل والاعتقاد المغالي في الصوفية. طبع الكتاب لأول مرة بالمطبعة العربية التونسية سنة 1330/ 1900 مع تعليقات لابن ناجي 4 أجزاء في مجلدين والجزء الأخير فيه تراجم إضافية بعد عصر المؤلف من زيادات ابن ناجي، وطبع للمرة الثانية بالقاهرة، نشر المكتبة العتيقة بتونس، وصدر الجزء الأول سنة 1968 بتصحيح وتعليق الأستاذ إبراهيم شبّوح، والجزء الثاني بتحقيق الدكتور الأحمدي أبو النور والشيخ محمد ماضور القاهرة 1972 والجزء الثالث بتحقيق محمد ماضور طبع بتونس سنة 1978. 9) مشارق انوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب ط. دار صادر بيروت 1959 بتحقيق ريثر. والكتاب في التصوف في موضوع الحب الإلهي ويرى محقق الكتاب «ان هذه الرسالة مثل جيد لأقوال الصوفيين في العشق المتأثرين بالفلسفة الافلاطونية». 10) واسطة النظام في تواريخ ملوك الإسلام.

المصادر والمراجع

قال ابن ناجي (¬1): «وصف فيه بني عبيد بأوصاف حميدة، من تغيير المنكر والنهي عن شرب الخمر وبرأهم من المذام كلها التي نسبت إليهم، ونسبها لبعض دعاتهم وأنهم لما اتصل بهم ما اتصل عن بعض دعاتهم عاقبوهم أشد العقوبة على ذلك وتبرءوا منهم، ومدح المنصور العبيدي بالاحسان إلى الرعية والعدل والعفو والحلم واستأصل الخراج عن الرعية بتولية أهل الورع والدين وصحبته الصالحين وقد وصفه هو بضد ذلك في كتاب معالم الإيمان» وهذا الكتاب مفقود. المصادر والمراجع: - الاعلام 4/ 105، 10/ 122. - برنامج الوادي آشي 60 - 61. - تذكرة الحفاظ للذهبي (ط 1/) 4/ 271. - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي لمحمد البهلي النيال (تونس 1384/ 1965) ص 59. - الحلل السندسية 1/ 262 - 270 (نقلا عن رحلة العبدري). - رحلة التيجاني 56 تعليق 1. - رحلة العبدري 66 - 72. - شجرة النور الزكية 193. - فهرس الفهارس والاثبات 1/ 292 - 293. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 469 - 470. - كشف الظنون 301. - معالم الايمان 4/ 89 - 92، معجم المطبوعات 863 - 864 (نقل الترجمة عن رحلة العبدري). - معجم المؤلفين 5/ 185. - نيل الابتهاج 163 - 164 (باختصار عن رحلة العبدري). - هدية العارفين 1/ 596. ¬

(¬1) تعليق ابن ناجي على معالم الإيمان نقلا عن إبراهيم بن يوسف بن عبد الملك العواني الحسيني في كتابه «انس النساك المعرب عن فضائل علماء قيروان المغرب».

182 - دحمان (-1244 هـ‍) (-1829 م)

182 - دحمان (- 1244 هـ‍) (- 1829 م) محمد ابن الحاج قاسم دحمان الغساني القيرواني، المحدث الفقيه الفرضي الصوفي. قرأ ببلده القيروان، وبعد إتمام الدراسة انتصب للتدريس فكان يقضي سحابة يومه في إقراء العلوم بعدة أماكن إلى صلاة العشاء، وبعد الصلاة يعقد الميعاد مع اتباع الطريقة الشاذلية لأنه شيخها. مؤلفاته: 1) تأليف في ذكر الله. 2) ديوان الأولياء، تأليف في 11 ورقة حكى فيه كيفية اجتماع الديوان (أي ديوان الصالحين) وكيفية ترتيب جلوسهم وما يقع بينهم من المفاوضة والتناوب في الكلام على قدر مقامهم، والاقطاب والابدال فيه وتصرفاتهم، وذكر أنه استمد هاته الأوصاف من مكاشفات الشيخ أحمد الطائفي الشريف الحسيني لما اجتمع به في شعبان سنة 1218 هـ‍، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس وأصلها من المكتبة العبدلية. 3) سيرتان في المولد النبوي الشريف. 4) شرح المنظومة الحوضية في العقائد (¬1). 5) منظومة في مشكلات الرسالة في 300 بيت. ¬

(¬1) من نظم محمد بن عبد الرحمن الحوضي التلمساني (ت 910/ 1505).

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 154. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 3/ 128. - تكميل الصلحاء والأعيان 162/ 164.

183 - دحمان (-1247 هـ‍) (-1832 م)

183 - دحمان (- 1247 هـ‍) (- 1832 م) محمد بن محمد دحمان الغساني القيرواني. كان رجلا صالحا خيرا فاضلا زاهدا، وكان في أول أمره يخدم صنعة البلغة، ثم تركها وصار مشتغلا بالصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم. له نحو الأربعين تأليفا في الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم. كل تأليف سماه «دلائل الخيرات». المصدر: - تكميل الصلحاء والأعيان ص 184.

184 - الدرجيني (حوالي 600 - حوالي 670 هـ‍) (1204 - 1272 م)

184 - الدّرجيني (حوالي 600 (¬1) - حوالي 670 (¬2) هـ‍) (1204 - 1272 م) أحمد بن سعيد بن سليمان بن علي بن يخلف التّمجاري الدرجيني الإباضي، أبو العباس الأديب الفقيه، المؤرح. أصله من أسرة بربرية اباضية كانت تسكن تمجار وسط جبل نفوسة بليبيا هاجر جده الأعلى الحاج يخلف بن يخلف إلى بلاد الجريد التي كان سكانها اباضيين ويبدو أنه نزل كنومة من قرى دقاش بالجريد، واستمرت الأسرة مقيمة بهذه القرية إلى أن أخرج النكّار الوهبية منها، فخرج جده الأدنى سليمان منها، وعند خروجه طعنه أحد النكار قاصدا قتله فنجا منه (¬3) ونزل بربض من أرباض نفطة ثم انتقل والد المؤلف إلى درجين السفلى الجديدة قرب نفطة، وفيها نشأ المترجم واليها ينتسب. ويبدو أن الخلاف بين النكار والوهبية اشتد في دقاش وفي توزر، ثم إن التصوف والمذهب المالكي تسربا إلى توزر وكان لأبي علي النفطي السني دور في مقاومة المذهب إلى أن انقرض المذهب الإباضي من اقليم الجريد حوالي القرن الثامن نتيجة للتمزقات الداخلية. والمترجم من أسرة انجبت شيوخا علماء في المذهب الاباضي، والمعلومات حول حياته قليلة تكاد تنحصر فيما يرويه هو من أخبار، فقد رحل في أول سن البلوغ وارجلان (واحة في الجنوب الجزائري، ويقال ¬

(¬1) إذا كانت رحلته الى وارجلان لطلب العلم في أول سن البلغ سنة 616 فإن سنه تكون 15 أو 16 سنة ويكون مولده حوالي سنة 600. (¬2) قلدت في هذا ناشر كتاب «طبقات المشايخ» وإن كان تاريخ وفاته لا يعرف بدقة. (¬3) راجع كتاب طبقات المشايخ 2/ 620، السير للشماخي ص 458.

عليها وارقلان على العادة في تعاقب الجيم والقاف المعقدة، وهي المعروفة الآن بورقلة بالقاف المعقدة) للأخذ عن شيوخها قال: «دخلت حلقة وارجلان - حرسها الله - وذلك في ربيع الأخير سنة 616 (1219) أول ما وجب علي الصيام» (¬1). وفي وارجلان أخذ العلم عن أبي سهل يحيى بن إبراهيم أحد علمائها وائمتها المشاهير في القرن السابع. وكان المترجم ذكيا ألمعيا مقبلا بكليته على التحصيل، وعاملا بوصية أبيه الذي وجهه توجيها صادقا، ودفع به دفعا قويا بقصيدته التي حضه فيها على الجد في طلب العلم والكرع من مناهله العذبة، وفي هذه القصيدة تنويه بعلم شيخه أبي سهل: فإن تك تلميذا نبيها وحاذقا … فشيخك بحر العلم اعظم به بحرا فما عذر من أستاذه بحر عصره … «أبو سهل» الحبر الذي قد علا فخرا حوى العلم والدين القويم وراثة … فاصبح ذلك العصر أطيبهم ذكرا فقيه تناهى في العلوم فحسبه … بكل فقيه ماهر فطن ازرى به «ورقلا» تزهو جمالا وبهجة … به اشرقت نورا به ابتسمت فخرا وهذه القصيدة نظمها في العام الثاني من رحلة ابنه إلى الشيخ أبي سهل إذ قال في طالعها: مضت سنة واستقبلت بعدها أخرى … فيا ليت شعري ما تجيء به البشرى وكان والده في طليعة الشيوخ الذين أخذ عنهم. وفي سنة 633/ 1235 واصل الدراسة بتوزر، وأقام مدة بجربة حيث اشتهر بين العزّابة فيها بمعرفته الواسعة في الأدب واللغة والسير والفقه، واختاره عزابة الجزيرة لتأليف «طبقات المشايخ» حسب «رواية الجواهر المنتقاة» للبرّادي (¬2). ¬

(¬1) طبقات المشايخ 1/ 180. (¬2) ص 11 (القاهرة 1302).

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) ديوان شعر. 2) طبقات المشايخ ذكر في هذا الكتاب أنه قسمه إلى جزءين: جزء في التاريخ، وجزء في السيرة، كما قسم كل قرن إلى قسمين الخمسين الأولى، والخمسين الثانية، على غرار أبي عمار عبد الكافي. والكتب السابقة له من طبقات الاباضية خالية غالبا من تاريخ الميلاد أو الوفاة، فكان في طريقته حصر للعصر. وترسم خطى أبي زكريا يحيى بن أبي بكر اليهراسني الوارجلاني (ق 5/ 11) وفصل ما أجمله. أبو زكريا في «سيره» هو كتاب مخطوط إلى الآن. وفي القسم الثاني ترجم لعدد كبير من شيوخ الدعوة لم يترجم لهم أبو زكريا. واعتمد على مصادر اباضية تعد مفقودة لحد الآن، وقدم في طبقاته معلومات ضافية عن بعض الجوانب المهمة في تاريخ الاباضية بالمغرب، مثل النظام الدقيق للعزّابة، وتنظيم شؤون الدعوة في جبل نفوسة على يد الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر بعد انقراض الدولة الرستمية. وهو في تراجمه يستطرد إلى إيراد محاورات علمية، فكثيرا ما يسوق مسألة علمية مؤيدا لها أو مبطلا ويختمها بتقرير القول المعتمد. والدارس للتاريخ الإسلامي في المغرب لا يمكنه استيفاء معلوماته دون الاطلاع على هذا الكتاب. وقد اعتمد هذا الكتاب اعتمادا كليا كتب التراجم للاباضية التي ألفت بعده مثل كتاب «السير» للشمّاخي، واستدرك عليه البرّادي في كتاب «الجواهر المنتقاة فيما أخل به صاحب الطبقات». والكتاب طبع بقسنطينة سنة 1977 بتحقيق الأستاذ إبراهيم طلاي مصدرا بكلمة عن الكتاب لبكلي عبد الرحمن بن عمر. 3) كتاب في الرد على العمرية الاباضية اتباع عيسى بن عمر ذكره في

المراجع

الطبقات 1/ 47 عند الكلام عن إمامة عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم من أيمة الدولة الرستمية الاباضية. المراجع: - الاباضية بالجريد لصالح باجية ص 206 - 212. - الاباضية في موكب التاريخ الحلقة الثالثة. - الإباضية في تونس لعلي يحيى معمر (بيروت 1385/ 1966) ص 133 - 134. - تصدير بكلي عبد الرحمن بن عمر لكتاب طبقات المشايخ. - الجواهر المنتقاة لأبي الفضل أبي القاسم بن إبراهيم البرادي طبعة حجرية (القاهرة 1302/ 1884 - 85) 2/ 215 - 16 - 219 - السير للشماخي، 164، 178، 453. - دائرة المعارف الإسلامية (ط 1/) 1/ 683 بقلم ريني باسي (R.Basset) و (ط 2/) 2/ 144 - 145 بقلم لويكي (E. Le wiki) - د/الحبيب الجنحاني: كتاب طبقات المشايخ لأبي العباس أحمد بن سعيد الدرجيني، حوليات الجامعة التونسية ع 15/ 1977 ص 161 - 177. - محمد بو رقعة: سندات في تاريخ إباضية الشمال الأفريقي: مجلة الثريا ع 12 س 2 محرم /1365 ديسمبر 1945 ص 12 - 14.

185 - الدرعي (1318 - 1385 هـ‍) (1902 - 1965 م)

185 - الدرعي (1318 - 1385 هـ‍) (1902 - 1965 م) أحمد الدرعي، الكاتب المفكر، رجل القانون، صديق الطاهر الحداد ونصيره. ولد بتونس، وتعلم بإحدى المدارس الابتدائية، ثم التحق بجامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع عام 1920، ثم تابع دروس المدرسة العليا للآداب العربية، وأحرز على ديبلومها، ثم تابع دروس الحقوق التونسية، وأحرز على شهادتها. واشتغل سنوات قبل الحرب العالمية الثانية مترجما بادارة الفلاحة، وبعدها في أعقاب الحرب باشر مهنة المحاماة، ثم اختار الالتحاق بسلك القضاء العدلي بعد الاستقلال إلى أن توفي. انتسب إلى الحزب الدستوري القديم، وعمل مع الحداد، والدكتور محمد علي في الكفاح النقابي والاجتماعي. قال عنه صديقه الحداد في كتابه «العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية»، «هو من خيرة الشباب الساعين لخير بلادهم بشعور حي وفكرة صحيحة وعميقة، يؤمن بأولوية الحركة الاجتماعية ويراها منبع القوة الشعبية وسبيل الفوز في الحياة، هو قليل الإيمان بالأفكار السلبية القائمة على مجرد الجدل والحق المنطقي، فمجيء الحركة النقابية قد كان باعثا قويا لنشاطه، ملآنة نفسه ببؤس البائسين وأنين المظلومين، فهو كئيب بكآبتهم ومتألم بألمهم، كان في مجموع أعماله مثالا واضحا للأخلاق والتضحية ونضوج الرأي وزكاء النفس». وقد كان هو والحداد وأفراد آخرون قلائل يمثلون الجناح اليساري التقدمي في الحزب، وانفصل من الحزب بعد تغذية هذا الأخير الحملة ضد الحداد.

وله موقف شجاع كان له صدى كبير في وقته، وذلك عند صدور أوامر التجنيس سنة 1922 فأرسل إلى الباي محمد الحبيب برقية ضمنها بيتا لابن رشيق قائلا في أولها: «إن تم هذا يكون ملكك كما قال الشاعر: القاب سلطنة في غير مملكة … كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد فحكم عليه من أجلها بالسجن مع الإسعاف بقانون التأجيل، قال عنه أحمد توفيق المدني: «هو من خيرة شبابنا علما وعملا». (حياة كفاح 1/ 283). وقد ساهم في إنشاء كثير من الجمعيات والعمل ضمن مشاريع خيرية أفادت الشعب التونسي منها جمعية المساكن الرخيصة، وآخر عمل قام به في هذا الميدان مساهمته في تأسيس الاتحاد القومي للمكفوفين. وكان رجلا اجتماعيا لين الجانب قوي التفكير واسع الأفق. وقد عاش مناصرا لآراء الحداد. وبعد وفاة هذا الأخير لم يتوان عن تأييده بالكتابة كلما سنحت الفرصة، وما زلت اتذكر أنه حوالي عام 1937 كتب في جريدة «البوق» لصاحبها عزّ الدين بلحاج مقالا عنوانه: «الاشراك بالله والتغرير بالناس» رد به على بعضهم، وأثار مقاله عاصفة من الردود منها مقال تافه في جريدة «النهضة» عنوانه «جرثومة الالحاد تتحرك». وفي الخمسينات نشر سلسلة من الفصول في جريدة «الصباح» في نقد مجلة الاجراءات الشرعية لواضعها الشيخ محمد العزيز جعيط شيخ الإسلام المالكي. ومن جملة عيوب هذه المجلة هو الجمود الغريب على أقوال بعض الفقهاء التي تجاوزتها الأحداث، ولم يعد مستساغا التمسك بها في حياتنا الحاضرة كالتفريق بين قاضي الحاضرة وغيره في بعض الاجراءات القضائية، وهو رأي يعبر عن اتجاه طبقي لا سند له إلا اجتهاد شخصي، ولو ألقى واضع المجلة المذكورة نظرة عابرة على مجلة قانون المرافعات المدنية لالغى هذا الفصل بدون توقف، وأقوال الفقهاء الاجتهادية لا قداسة لها حتى يقع التشبث بها رغم تطور الأحوال وتغير الظروف.

مؤلفاته

وقد دلت الفصول الموما إليها على تمكن المترجم من الفقه والقانون، وعلى عقليته النقدية التحليلية التي لا تقف عند ظواهر النصوص، وكان لها دوي في الأوساط المهتمة بمثل هذه الدراسات. مؤلفاته: 1) حياة الطاهر الحداد (تونس 1395/ 1975) بتحقيق وتقديم محمد أنور بوسنينة وضع فيه شخصية الحداد في اطارها التاريخي المتدرج فترة فترة وحدثا حدثا مبرزا كل ما يمكن إبرازه، والملاحظ أنه يلح على تحليل الحياة الاجتماعية أكثر من الحديث عن حياة الحداد. وهذا الكتاب ألفه بعد حياة الحداد بفترة قصيرة. 2) دفاعا عن الحداد أو كبت الكبت، وهو رد على كتاب الطاهر الحداد للأستاذين محمد المرزوقي والجيلاني بن الحاج يحيى (تونس 1976). المراجع: - تقديم كتاب حياة الطاهر الحداد لمحمد أنور بوسنينة - الجناة لزين العابدين السنوسي - معلومات شخصية.

186 - الدرناوي (-1199 هـ‍) (-1785 م)

186 - الدرناوي (- 1199 هـ‍) (- 1785 م) محمد بن حسين الدرناوي الليبي الأصل، الفقيه الفرضي، الحاسب، والأديب الشاعر. قرأ بالزاوية الجمّنية بجربة، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة فقرأ على المسند الرواية الشيخ محمد الغرياني، ومدحه بقصائد عند ختمه البخاري وغيره، وقرأ على غيره. ودرّس بجامع الزيتونة، وتولى خطة الافتاء، وأولاه الأمير علي بن حسين باي قلم الانشاء في دولته، ولما توفي الشيخ أحمد الاصرم رئيس الكتابة أولاه رئاسة الكتابة، ثم أخره عنها، وبقي بعد عزله على وجاهته واحترام جانبه، وله مدائح في مخدومه علي باشا. وكان جمّاعة للكتب نسخ بعضها بخط يده، وعلى جميعها تقارير مفيدة. قال ابن أبي الضياف «وتباع الكتب التي بخط يده بضعف قيمتها إلى الآن، لما على حواشيها من تقاريره الواضحة البيان». مؤلفاته: 1) تقارير على شرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل. 2) شرح على الدرة البيضاء في الحساب والفرائض للشيخ عبد الرحمن الأخضري الجزائري، مطبوع. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 19.

- شجرة النور الزكية 350. - عنوان الأريب 2/ 62 - 63. - معجم المؤلفين 9/ 299 نقلا عن فهرس الأزهرية 2/ 673.

187 - الدروال (-733 هـ‍) (1335 م)

187 - الدّروال (¬1) (- 733 هـ‍) (1335 م) عبد العزيز بن أبي القاسم بن حسين الربعي التونسي المعروف بالدروال، ركن الدين، الفقيه الأصولي، الصوفي، المتفنن في العلوم. أخذ عن القاضي ابن زيتون بتونس، وببجاية عن الإمام أبي علي ناصر الدين المشدّالي، ورحل إلى القاهرة فأقام بها، ولم يحج، وبه تفقه الاخوان برهان الدين إبراهيم، وشمس الدين محمد ابنا محمد بن إبراهيم القيسي الصفاقسيان. توفي في القاهرة. قال ابن فرحون: له تآليف لم أقف على تعيينها. المصادر والمراجع: - درة الحجال 3/ 117 - 118. - الديباج المذهب 158 - 159. - شجرة النور الزكية 207. - معجم المؤلفين 5/ 245. ولم يترجم له الحافظ ابن حجر العسقلاني في «الدرر الكامنة» وهو من شرط كتابه. ¬

(¬1) بكسر الدال وسكون الراء المهملتين.

188 - الدهماني (كان حيا 1236 هـ‍) (1837 م)

188 - الدهماني (كان حيا 1236 هـ‍) (1837 م) أحمد الدهماني، طبيب تونسي، حنفي المذهب. تفاصيل حياته غير معروفة إلا أنه يؤخذ من تآليفه أنه تجول في الأقطار المغربية والمشرقية فدخل مصر، والحجاز وتركيا. وكان في تجواله بهذه الأقطار يتصل بزملائه الأطباء مستطلعا ما عندهم، ومحترفا لصناعة الطب، وقد شاهد في رحلاته ما آلت إليه صناعة الطب من انحطاط، إذ الأطباء يستعملون أنواعا من الأدوية ليست - حسب قوله - من تراكيب الأقدمين، ولا من ابتكارات الافرنجيين، وأكثر شيوع ذلك باستانبول ومصر، ورأى في رحلاته إطباق العامة شرقا وغربا على عدم علاج أمراض كثيرة، مما يدل على إهمال أمر الصحة العامة. تولى في تونس خطة أمين الأطباء، وهي خطة كانت موجودة في القرن الماضي بمدينة تونس وصفاقس وبغيرهما. وفي تونس يقلدها الأمير لمن فيه الكفاءة لادارة المارستان، والمعالجة فيه، وامتحان المتطببين، ومنحهم الاجازة التي تخول لهم مباشرة صناعة الطب. وكان يعالج مرض الزهري بطريقة أنجع وأحسن من غيره بتونس وحتى بفرنسا نفسها في ذلك العصر (هذا هو رأي الطبيب الدكتور أحمد بن ميلاد). مؤلفاته: 1) نفائس الدر الحسان فيما يزيل المرض ويحفظ صحة الإنسان. فرغ من تأليفه في أواسط ذي الحجة الحرام سنة 1236 بمصر، وألفه برسم الحاج إبراهيم بن الكنجي بن كاوي على ما جاء في خطبة الكتاب التي قال

فيها: «أردت اتحافه بتأليف في الطب أجمع فيه بين فوائد الأقدمين وأظهر فيه فوائد ما ابتكرته من العجائب حكماء المتأخرين». ورتب الكتاب على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة: أما المقدمة فهي مشتملة على فوائد يحتاج إليها في التداوي، ودفع إيهام، وبيان كذب سفلة الناس في مبالغتهم مدح الأطباء. والفن الأول يشتمل على أربعة فصول: الفصل الأول في شرف علم الطب وما ورد فيه. الفصل الثاني في الطبيعيات بقول كلي. الفصل الثالث في الضروريات الست وهي: الهواء والأكل والشرب، والنوم واليقظة والحركة والسكون، والاحتقان والاستفراغ، والاحداث النفسانية. والفصل الرابع في المفردات والمركبات على ترتيب حروف المعجم ذكر فيه بعض مفردات الأقدمين، وبعض مفردات الحكماء الافرنجيين، وكذلك في المركبات، وهو يذكر غالبا أسماء المفردات من أعشاب ومعادن وما يقابلها في اللهجة التونسية، ويبين أحيانا ما وقع لداود الانطاكي من أوهام منشؤها اعتماده في وصفها على غير الثقات كما في كلامه على جوز الرّقع المعروف عندنا بالهندي وعند كلامه عن بعض النباتات يشير أحيانا إلى مجرباته وممارسته للتطبيب في المغرب والمشرق، وتقطير حكماء الافرنج لبعض الأعشاب. والفن الثاني من الكتاب يشتمل على أربعة عشر فصلا في الأمراض الخاصة عضوا عضوا على ما هو الأغلب في الوقوع. والفن الثالث يشتمل على ثمانية فصول في الأمراض العامة التي لا يختص بها عضو دون عضو بل عامة الأعضاء كلها. والخاتمة فيما يزيل المرض بالخاصية.

المراجع

توجد من الكتاب نسخ بالمكتبة الوطنية بتونس، والكتاب في نحو 35 ورقة من القطع الربعي. 2) أرجوزة في مداواة بعض الأمراض توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية رقم 7936، طالعها: الحمد لله المغيث بالشفا … ثم صلاته على من اصطفى بها سبعة عشر بيتا. المراجع: - تاريخ الطب العربي التونسي للحكيم أحمد بن ميلاد 129 - 131. - كتاب نفائس الدر الحسان.

189 - ابن أبي الدنيا الصدفي (606 - 684 هـ‍) (1210 - 1285 م)

189 - ابن أبي الدنيا الصدفي (606 - 684 هـ‍) (1210 - 1285 م) عبد الحميد بن أبي البركات بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي، نزيل تونس، أبو محمد المحدث، الفقيه، الأصولي. ولد بمدينة طرابلس الغرب في منتصف شعبان، وتفقه بها على ابن الصابوني، ورحل إلى المشرق مرتين الأولى سنة 624/ 1227 والثانية سنة 633/ 1237 فأخذ بالاسكندرية عن عبد الكريم بن عطاء الله الجذامي الصوفي، وعن شيخ القراء عبد الحميد بن الصفراوي، وقاضي الجماعة بها جمال الدين بن أبي عبد الله بن قائد الربعي (¬1) وبالقاهرة عن عزّ الدين بن عبد السلام وغيره، وحج ثم رجع إلى طرابلس بلده واشتغل بالتدريس فقرأ عليه جماعة منهم أبو يحيى بن أبي بكر بن برنيق الهواري المحيرسي، والأستاذ الكبير الحافظ عبد العزيز بن عبد العظيم قرأ عليه كتاب «الارشاد» و «البرهان» لإمام الحرمين، وجملة من كتاب «المستصفى» للغزالي وغيرها. قدم إلى تونس في مدة الامير أبي زكريا يحيى الأول الحفصي، ثم رجع إلى بلده، واستمر على بث العلم فاشتهر أمره وطار صيته فكلفه الخليفة المستنصر الحفصي ببناء المدرسة المستنصرية داخل مدينة طرابلس الغرب فيما بين سنة 655/ 1258 إلى سنة 658/ 1261 «وهي من أحسن المدارس وضعا وأظرفها صنعا» ثم استدعاه المستنصر إلى الإقامة بتونس، فولي الخطط الرفيعة من قضاء الانكحة، وقضاء الجماعة، والخطابة بجامع الزيتونة، وغير ذلك من الخطط. ¬

(¬1) في رحلة التيجاني «الريغي» وهو تحريف.

مؤلفاته

وفي مدة اقامته بتونس اقرأ الفقه وأصوله وأصول الدين، وكان علمه بالأصلين وتدريسه فيهما على طريقة الأقدمين، ولا يرى طريقة المتأخرين طريقة الفخر الرازي واتباعه، وكان ينكر علم المنطق، وكان في الفقه على طريقة القرويين. لقيه بتونس، وانتفع برؤيته وتبرك بمشاهدته أحمد الغبريني صاحب «عنوان الدراية». وكان دينا فاضلا، صينا، ذا رواء وسمت حسن، ازدان به القضاء لكفاءته العلمية وصونه وعفافه ودينه. وله نظم قليل. توفي بتونس في ربيع الأول (¬1) ودفن بالزلاج «وتلمح العامة أن عند رأسه سارية طويلة فيقولون قال صاحب هذا القبر اجعلوا لحدي بقدر علمي» (¬2). مؤلفاته: 1) الايضاح والبيان في العمل بالظن المعتبر شرعا بالسنة الصحيحة والقرآن. 2) جلاء الالتباس في الرد على نفاة القياس (¬3). 3) العقيدة الدينية، كان الطلبة يحفظونها ويقرءونها عليه. 4) شرحها ¬

(¬1) كذا في تاريخ الدولتين وفي رحلة التجاني 22 ربيع الأول. (¬2) تاريخ الدولتين ص 41. (¬3) الظاهرية نفاة القياس كانوا موجودين بتونس في الدولة الحفصية ولعل ابن أبي الدنيا قصدهم بالرد في هذا الكتاب قال الأبي في شرحه على مسلم 4/ 270 - 271: «كان ابن الحباب من شيوخ شيوخنا يحكي أنه كان بتونس جماعة من الظاهرية فكان بعضهم يشنّع ويقول: القط افقه من مالك في المسألة، فإنه إذا رميت له لقمتان أحداهما شعير فإنه يأنف منها ويقبل على الأخرى».عند الكلام عن الحديث: «فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم».

المصادر والمراجع

5) كتاب فيمن لقي من الصالحين. 6) مذكر الفؤاد في الحض على الجهاد. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 167. - الاعلام 4/ 56. - اعلام من طرابلس لعلي المصراتي ص 65 - 72. - تاريخ الدولتين للزركشي 34 - 41. - الحلل السندسية 1 ق 4/ 1040 - 1041. - درة الحجال 3/ 161 - 162. - الديباج 159. - رحلة التجاني 272 - 274 وألم بطرف من أخباره في ص 152 - 218. - شجرة النور الزكية 192. - عنوان الأريب 1/ 69 - 70. - عنوان الدراية (ط 1/) 64 - 65. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 69. - معجم المؤلفين 9/ 102 وفيه «محمد بن أبي الدنيا» نقلا عن إيضاح المكنون 1/ 416 و 5/ 99 ذكر اسمه على وجه الصواب، وهما شخص واحد وكون اسمه محمد مجرد وهم. - نفحات النسرين والريحان لأحمد النائب 90/ 92 نقلا عن رحلة التجاني. - التذكار [في الأعلام (ط 3 ج 3 ص 311): التذكرة] لابن غلبون (ط 1/) 175 - 176. - جامع الزيتونة ومدارس العلم في العصرين الحفصي والتركي للطاهر المعموري (تونس 1980) ص 9.

190 - الدوعاجي (1327 - 1369 هـ‍) (1909 - 1949 م)

190 - الدوعاجي (1327 - 1369 هـ‍) (1909 - 1949 م) علي الدوعاجي الشاعر الزجال، وناظم الأغاني، والقصاص، والكاتب المسرحي، والرسام، فهو من أخصب أدباء عصره مواهب وانتاجا. ولد بتونس من أسرة تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة، وهي تنحدر من أصل تركي. مات أبوه وهو في سن الثالثة من عمره فربته أمه تربية ناعمة نشأ عنها مدللا لم يذق فيها طعم الفقر والجوع والحرمان. تلقى تعلمه الابتدائي في المدرسة العرفانية القرآنية، وتخرج منها ملما بالعربية والفرنسية، ثم اشتغل أجيرا في متجر الباهي المبزع، ثم تخلى عن ممارسة هذه المهنة وأصبح من رواد بعض المقاهي التي كانت أمكنة لقاء رجال الأدب والفكر في عصره مثل مقهى المرابط، ومقهى القصبة، ومقهى البانكة العريانة ... وتعرف في هذه المقاهي على ثلة من رجال الأدب كأبي القاسم الشابي، ومصطفى خريف والطاهر الحداد، والهادي العبيدي، ومحمد الحبيب، وعلي الجندوبي، والعربي الكبّادي. وكان ينام النهار، ويسهر بالليل في المقاهي والأندية مثل نادي المجانين، وفي هذا الطور من حياته أدمن على تعاطي المخدرات حتى أودت بحياته فمات بمستشفى الرابطة في 27 ماي 1949. بدأ حياته رساما وخطاطا بمجلة «العالم الأدبي» لصاحبها زين العابدين السنوسي، ثم اتصل بمحمود بيرم عند قدومه تونس سنة 1932، وعنه تعلم فن الزجل، ونبغ فيه فيما بعد.

- مؤلفاته

بدأ نشاطه الثقافي برسم الصور الكاريكاتورية، ونظم الأغاني وعمره خمس عشرة سنة (1924)، وكان يطالع ويكتب بالليل ويبقى ساهرا إلى مطلع الفجر، فهو يشبه لسان الدين بن الخطيب الذي كان مصابا بداء الأرق ويتفرغ في الليل للمطالعة والتأليف. وكان مغرما بالمطالعة، يطالع ما يقع تحت يديه من كتب ومجلات عربية وفرنسية، وله ولوع بمؤلفات شكسبير، وبودلير، وآثار أدباء المهجر. ومن خلال مجالسه مع أدباء تحت السور ولقاءاته الأدبية مع أدباء آخرين بمنزله بنهج سيدي بالنعيم فيما بين أعوام 1929 - 1949 تمكن من الاطلاع على دواوين كبار الشعراء الفرنسيين خاصة ديوان «ازهار الشر» لبودلير، ودراسة انتاج أدباء المهجر، ومجموعات مجلة «روز اليوسف»، وهذا الاطلاع المتنوع مكنه من التعمق في فنون الأدب، وكشف له أسرار الصناعة والخبرة بأساليب التعبير مما استفاد منه في انتاجه، وانعكست عليه آثار ما طالعه وهضمه، وبدأ أديبا لامعا وقصاصا بارعا. وظل يغذي الصحف والمجلات بانتاجه المتنوع من مقالات نقدية وأدبية، وقصص، وأغان، وأزجال، وأشعار كتب في جريدة «السرور» عام 1936 مقالات مازحة وكتب في جريدة «الزهرة» سلسلة من الملاحظات بعنوان «زاويتي» ونشر في جريدة «الأسبوع» عن جماعة أدباء تحت السور، كما نشر مقالات في مجلة «العالم الأدبي» ومجلة «المباحث». - مؤلفاته: 1) جولة بين حانات الأبيض المتوسط. نشرها تباعا في مجلة العالم الأدبي سنة 1935 وأعيد نشرها بمجلة «المباحث» سنة 1944 وط. بتونس سنة 1962. 2) سهرت منه الليالي، مجموعة قصص. ومثل هذين التأليفين لا يعطيان صورة كاملة عن نشاطه الغزير المتنوع في الانتاج. والأدب التونسي الحديث مشتت في الصحف

المرجع

والمجلات وهذا من الأسباب التي جعلته مجهولا إلا لدى طائفة من المختصين، وحبذا لو تبذل وزارة الشئون الثقافية عنايتها لجمع هذا الأدب بتجنيد طائفة من الباحثين لاستخراجه من الصحف والمجلات، وإذا توفرت مادة كتاب نسبت لصاحبها ونشرت لاقناع الشباب بأن له أدبا قوميا محترما يستحق العناية والدرس. المرجع: - رشيد الذوادي: جماعة تحت السور (تونس 1975) ص 134 - 145.

191 - ابن أبي دينار (كان حيا قريبا من 1110 هـ‍) (1698 م)

191 - ابن أبي دينار (كان حيا قريبا من 1110 هـ‍) (1698 م) محمد بن أبي القاسم الرعيني المعروف بابن أبي دينار القيرواني، الأديب الشاعر، وشعره أحسن من نثره، المؤرخ. ولد بالقيروان، وتعلم بها، ثم بتونس. كان في طبقة الآخذين عن الشيخ محمد فتاتة، ولكن لم يأخذ عنه، وإنما أخذ عن ابنه الشيخ أحمد مسائل، واستفاد منه. قال في أواخر الفصل الأول من خاتمة «المونس» أثناء كلامه عن الشيخ فتاتة ما نصه «وان كنت حرمت أن اغترف من بحره، ولم يساعدني الحال أن ألتقط من درره، ولقد أصابني رذاذ من وبله، ذلك أن نجله السعيد النجيب، الشاب الأنجد الشيخ أبا العباس أحمد ابن الشيخ المذكور، له عندي يد، أفادني مسائل فتق ذهني بها، واستفدت به زاد الله في حسناته». وأخذ عن الأستاذ محمد المعروف بابن الشيخ من علماء عصره على ما يؤخذ من قوله أواخر الفصل الثالث من الخاتمة عند الكلام على علماء الحاضرة «ومنهم شيخنا وصديقنا، الشيخ الفقيه والحبر النبيه الوجيه، الشيخ الأمجد أبو عبد الله محمد، عرف ابن الشيخ ... ». وذكر في آخر «المونس» أنه عاين اعلاما فضلاء، وأيمة نبهاء، وأخذ عن بعضهم منهم الشيخ أحمد الشريف الأكبر، وأبو عبد الله الغمّاد، وأبو الحسن الغمّاد والشيخ المهدوي، والشيخ سعيد الشريف، وعبد القادر الجبالي، ومحمد قويسم، وأبو القاسم الغماري. وأخذ أيضا عن الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري على ما يؤخذ من تأليفه الأدبي «هداية المتعلم» إذ جاء فيه «ولما اجتمعنا

بالعالم الجليل الذي فاق نظمه الرائق سيبويه والخليل، فرد الزمان، وواحد الاقران، العالم الراوية، ذي التآليف العجيبة، والتقاليد الغريبة شيخنا أبي الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري». ولعله باشر التدريس واقرأ «الشفا» للقاضي عياض. قال في تأليفه الأدبي السابق الذكر إذ تكلم على ما امتحن به القاضي «وقد تعرضنا لذلك في تخلص ذوي المودة والصفا بختم أواخر الشفا». وكان ولي قضاء سوسة، ثم نقل إلى قضاء القيروان، كما ذكر ذلك في تأليفه الأدبي المار ذكره، وأنه كان قاضيا بالقيروان على عهد مراد باي ابن الأمير حمودة باشا، ويؤخذ من تأليفه هذا أنه سكن تونس قال فيه: «وقد كنت اجتمعت مع الصاحب الجليل، أخي كل صديق وخليل، فخر الزمان، ورئيس الأقران، الشيخ الكبير أبي الحسن علي ثابت - رحمه الله - بدار القاضي فضل الله أفندي قاضي الحضرة العلية قبل سكناي بها». قال الأستاذ الشيخ محمد شمام «والذي نستفيده مما وصل إلينا من مؤلفاته ومما وقفنا عليه من نظمه ونثره أنه كان ضعيفا في العربية وصناعة الإعراب (¬1) ويبعد غاية البعد أن يكون كل ما وقع في مؤلفاته من اللحن الكثير تحريف الناسخين».وقد أثنى على بلاغة شعره وذيوع صيته الأدبي الشيخ محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي، وهو شاعر يتذوق الشعر الجديد فمدحه بعشرة أبيات طالعها: وقائلة أرى الأيام ولت … وأعقب حسن بهجتها الذبول وهي موجودة في ديوانه ص 55 وفي نزهة الأنظار لمقديش 2/ 178. وقال فيه قصيدة ثانية في 21 بيتا: يا سميري بليلتي ونهاري … ونديمي بقهوتي وخماري ¬

(¬1) الظاهر أن هذا الكتاب (المؤنس) أصلح عربيته مصحح المطبعة التونسية لما طبع هناك لأن النسخ الخطية التي وقعت بأيدينا كثيرة اللحن ومنها النسخة التي بالجامع تحت عدد 49606 ولعلها التي طبع عليها بالطبعة الأولى (من مقدمة الطبعة الثالثة للشيخ الأستاذ محمد الشمام).

مؤلفاته

لاح وجه الزمان بالبشر يبدو … وبدا الشعر في سما الأفكار قم بنا نجتني من الروض زهرا … طيبا شابه ندى الأسحار في رياض تدبجت فرباها … قد تحلت بحلة الأزهار ونسيم الصبا تضوّع حتى … كاد عنا ينم بالأسرار وتغنّت حمائم الدوح فيها … بحوار غنت على الأوتار فهي تشدو وتستبي بشداها … العاشقين استبى أبي دينار شاعر العصر من تشد إليه … عزمات المطي بالتسيار ناظم جوهر المعاني عقودا … في نحور كواعب الأبكار بحجى يبهر العقول إذا ما … قدحته ثواقب الأنظار فهو قطب بذا الزمان عليه … فلك المجد دائر كسوار فخرت تونس به ولها الفخ‍ … ر وناهيك من علا وفخار أصبحت تزدهي به وتباهي … ما سواها من سائر الأمصار يا فريد الزمان أصبحت فيها … علما مفردا بغير ممار من يجاريك في القريض إذا ما … جال أهل القريض في مضمار من تصدى أو رام يحكي نظاما … صغته عاد خاسئ الأفكار غصت في لجة القوافي فاستخ‍ … رجت منه نفائس الأشعار صغت منه قوافيا لو رآها … من مضى قال هذه من نضار لحت بدرا بتونس مستنيرا … في سما العلو والافتخار دمت في نعمة وطيب زمان … وسرور وغبطة ويسار ما شدا الورق في الصباح وقامت … خطبا في منابر الأشجار (¬1) مؤلفاته: 1) تخلص ذوي المودة والصفا بختم أواخر الشفا وهو كتابه على أواخر كتاب الشفا ذكره في كتابه الأدبي «هداية المتعلم». ¬

(¬1) ديوان محمد الشرفي الصفاقسي تحقيق محمد محفوظ (تونس 1979) ص 56 - 57.

2) رضاب العقيق في الروض الأنيق في مجاراة الاخوان وأحوال الصاحب والصديق، ذكره في كتابه الأدبي في مواضع متفرقة منه. 3) مناقب الأيمة الأربعة ط. تونس سنة 1285/ 1868 في 48 ص من القطع الصغير. 4) هداية المتعلم، وهو كتابه الأدبي، مخطوط بالمكتبة الوطنية وأصله من المكتبة الأحمدية أوله: «نحمدك اللهم أن شرفتنا بشرف الأدب، ومنحتنا مما لديك بالفهم والتصرف بالاعراب في لسان العرب». قال في ديباجته: «هذا وقد طلب مني من حل مني محل الروح من الجسد، وصرت منه بمنزلة الوالد من الولد بعض الالماع من الأدبيات فكتبت له هذه الرسالة بمنزلة الجزئيات من الكليات».وقد أودعه نتفا من شعره وشعر غيره وطرفا أدبية شتى. 5) المؤنس (¬1) في أخبار افريقية وتونس، وقد تم تدوينه سنة 1110/ 1696 كما في المطبوعة أو في سنة 1092 كما قاله ريموزا (Remusat) قال المستشرق الروسي كراتشكوفسكي «ولا يزال غير مفهوم على الاطلاق ذلك السهو الذي جعل كرامرس (Kramers) يرجع ذلك إلى عام 850/ 1446». ويظهر أنه ألفه لمخدومه علي باي ابن مراد الثاني والكتاب يعتبر مصدرا هاما عن الفترة التركية المرادية لأنه أول مصدر تكلم عن الفتح التركي وحكم الدايات والدولة المرادية إلى عهد مخدومه السالف الذكر. ولغة الكتاب بسيطة حتى أن الشيخ محمد سعادة أشار إلى هذا الكتاب بقوله: «ساق وقائع من تقدم في تاريخه مساق كلام العامة وهو معذور بعاميته معذور بحرفته» (نقلا عن تقديم ذيل بشائر أهل الإيمان لمحقق الكتاب الطاهر المعموري ص 51). ¬

(¬1) كذا في الطبعات الثلاث باثبات الهمزة، ويجوز اسقاطها ليتم الجناس بين (تونس) و (مونس) وهو أمر يحرص عليه كثيرا في زمن المؤلف وقبله بعصور.

وينقسم الكتاب إلى سبعة أبواب وخاتمة فالباب الأول في وصف تونس، والثاني في ولاية افريقية والثالث في الفتح الإسلامي، وبقية الأبواب في تاريخ الدول المتعاقبة على افريقية، والباب السابع والأخير لعهد السيادة التركية. وتتضمن الخاتمة أربعة أقسام تحتوي على زيادات وتتمات وبعضها ذو طابع عرضي مثل معلومات متفرقة عن تونس وما جرى فيها من تغييرات على مر التاريخ وعما اكتسبه صحيح البخاري من رواج في شمال افريقيا الخ وعني في آخر الكتاب ببعض العادات والتقاليد، واعتمد على تاريخ ابن خلدون، وتاريخ ابن نخيل الذي سماه ابن بخيل، وعلى تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب الراهب الاسباني الذي أسلم، وعلى تاريخ الدولتين للزركشي، وعن فتح سنان باشا لتونس اعتمد على كتاب الإعلام بأعلام البيت الحرام لقطب الدين النهروالي المكي، قال المستشرق الروسي الكبير واصفا الكتاب ومحللا له: «ورغما عن تاريخه المتأخر فإن الكتاب يظفر بتقدير عال. وعنه يقول اماري - وهو خبير بمثل هذه المواد - هذا مصنف نقلي دقيق للقرن السابع عشر جمع فيه بين دفتيه عددا كبيرا من الملاحظات الطيبوغرافية والتاريخية عن افريقيا منذ الفتح العربي إلى الفتح العثماني. والمؤلف يفتقر إلى موهبة النقد وقد أفاد كثيرا من مواد جديدة لم تصل إلينا بطريق مباشر». ولاحظ كوديرا (Codera) أن كتاب القيرواني لا يخلو من أهمية حتى بالنسبة لتاريخ اسبانيا. طبع الكتاب ثلاث مرات بتونس المرة الأولى بالمطبعة الرسمية سنة 1286/ 1896 في 304 ص. والمرة الثانية بمطبعة النهضة سنة 1350/ 1931 في 288 ص+ - 6 ص

المراجع والمصادر

فهرس وقسم الكتاب فيها إلى فصول، وهو أمر غير موجود في الطبعة الأولى، وهو مصدر بترجمة للمؤلف بقلم الشيخ محمد البشير النيفر. والمرة الثالثة سنة 1387/ 1967 نشر المكتبة العتيقة بتحقيق الشيخ محمد شمام في 320 ص مع 44 فهرس+10 ص مقدمة للمحقق في التعريف بالمؤلف. نقل هذا الكتاب إلى الفرنسية بالسيي وراموزا في: Pelissier et Remusat: Explorations scientifiques en Tunisie، Paris 1845. المراجع والمصادر: - الاعلام 7/ 229. - ايضاح المكنون 2/ 607 .. - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 1342. - تاريخ الأدب الجغرافي العربي لكراتشكوفسكي، ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم ق 2 ص 734، 735. - شجرة النور الزكية 307. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية ص 62، 404. - معجم المطبوعات 30. - معجم المؤلفين 11/ 139، مقدمة الطبعة الثالثة من «المؤنس» لمحقق الكتاب الشيخ الأستاذ محمد شمّام. - دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية ط 2/) 3/ 705 بقلم هـ‍.ر. ادريس - فصل قصير في سطور. Ahmed Abdesselem، Les Historiens Tunisiens. (Tunis 1973) pp .154 - 171. J.Quemeneur، in revue Ibla 1962 No 98 p.157.

حرف الذال

حرف الذال

192 - ذويب (1199 هـ‍) (1788 م)

192 - ذويب (1199 هـ‍) (1788 م) علي ذويب الصفاقسي، الأديب الشاعر المشارك في علوم الأوائل (الفلسفة في المصطلح القديم) من طب وموسيقى، يجيد الضرب على العود. قرأ ببلده صفاقس على الشيخ الأومي، وعنه تمكن في علم العروض، وأخذ عنه العربية، والفقه وعلى الشيخ رمضان بو عصيدة الكفيف الأدبيات، كما قرأ على الشيخ الطيب الشرفي، ثم ارتحل إلى تونس وأخذ عن شيوخ جامع الزيتونة، وامتدح أمراء تونس، وأخذ جوائزهم، وقد زامله في الدراسة بصفاقس الشاعران إبراهيم الخراط، وعلي الغراب. وكان سليط اللسان هجا جماعة لا يستحقون الذم، فجمعوا أمرهم، وكادوا له حتى اضطر إلى الهجرة إلى القاهرة المعزية سنة 1173/ 1760 قال في تقريراته على شرح الاشموني «ولما توجهت إلى مصر القاهرة سنة ثلاث وسبعين من هذا القرن وجدت الشيخين الشيخ محمد الحفناوي، وأخاه الشيخ يوسف في سن الشيخوخة إلا أن الشيخ يوسف أصغر سنا من الشيخ محمد، وأكثر ضعفا منه لتوالي السقم عليه الذي حمله على هجر الأزهر، والشيخ محمد أصح بدنا فلم يترك الأزهر للاقراء فقرأنا عليه مدة يسيرة، ثم هجر الأزهر لاشتغاله بطريق القوم من التصوف، واجتمعت عليه تلامذة لا يحصون عددا لأخذ ورد اسم الجلالة وغيره فصارت له مواعيد بالديار المصرية، وعظّمته الحكام والأمراء تعظيما لا يعدله تعظيم، فكان منزله ملجأ الخائف والجامع، والغريب والجاني، حتى أنه ليسمع من أصوات اللائذين به من المذكورين أصوات كأصوات دوي النحل في

القفار، والرياح في البحر، وله مطبخ في بيته يصرف فيه كل يوم ما تصلح به الأطعمة والبزارات، ما يشرب من القهوة ثمانية عشر محبوبا. هذا كله بعد ما ظهرت هذه الحاشية (¬1) وخرجت ومضى على ذلك سنين لأن الحاشية وصلت صفاقس قبل سفري إلى القاهرة بسنين عديدة، ولما وردتها وجدت الشيخ يوسف في غاية الضعف والسقم، فلم يمكنني التلاقي به إلا في محله، ولم آخذ عليه شيئا في غيره لكونه هجر الجامع. فكان سفري إلى القاهرة والتلاقي بأشياخها، والأخذ عنهم مما جمعته طراز مفاخري على أقراني ولله الحمد على ذلك». وقد ذاكر الشيخ يوسف الحفناوي في الشعر ونقده، واثبت طرفا من ذلك في حاشيته، كما أخذ عن الشيخ علي الصعيدي، وسافر إلى الاسكندرية، واجتمع فيها بأحد الأدباء الظرفاء أحمد شتوان أصيل بلدة بني غازي، واستعار منه «وفيات الأعيان» لابن خلكان، واقتبس منه فوائد، وقيد منه شوارد وكان هذا دأبه مدة مقامه بمصر، فهو مغرم بمطالعة الكتب النادرة الوجود ببلده «كوفيات الأعيان» و «خريدة القصر» للعماد الأصبهاني. ثم إن والده توسط له في الرجوع إلى مسقط رأسه فرجع ولبث بها مدة إلى أن توفي شهيدا بالطاعون. والظاهر أن اعتداده بمواهبه وعلمه، وسلاطة لسانه، والمجابهة بالمكروه، والتهكم على الناس جرت له المتاعب في حياته، وكونت له عقدة بغضاء لبلده ومعاصريه، وننقل عنه حادثة دونها بقلمه تؤيد ما قلناه «قلت ومن الغرائب أنه دخل عليّ بعض المدرسين وأنا أكتب في هذا المحل فوقف على قوله «والعائد على المبتدأ الأول مستتر في بانوها» فأشكل عليه قوله «مستتر في بانوها» ثم قال كيف يقول «مستتر» وهو ظاهر موجود يعني بارزا. ¬

(¬1) أي حاشية شيخه يوسف الحفناوي على الأشموني.

مؤلفاته

- فقلت له: يا مولانا! أقرأت الخلاصة؟ - فقال: نعم! مرارا كثيرة. - فقلت له: أقررت للطلبة «وارفع بواو وبيا اجرر وانصب». - فقال: نعم! ثم قال: هذا هو الجواب عن الإشكال فتضاحكنا فقام مغضبا فأنشدته: وما عليّ إذا لم تفهم البقر. - فقال: لا تراني بعدها. - فقلت: انصرف إلى حيث إذا سار. إلى أن قال: أكثر الله من أمثاله في هذا البلد الظالم أهله». وكان شاعرا مكثرا ذكر له مقديش في نزهة الأنظار مرثيته الطويلة في شيخه الطيب الشرفي على تحريف كثير فيها، وذكرها هو في تقريراته على حاشية شيخه يوسف الحفناوي، قال مقديش: «وله قصائد ومقطعات لا تعد ولا تحصى كثرة». مؤلفاته: 1) تقريرات على حاشية شيخه يوسف الحفناوي على شرح الاشموني على الخلاصة الألفية لابن مالك في النحو. توجد منها قطعة بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من المكتبة النورية بصفاقس. ويشير إلى شيخه المذكور بقوله «قال شيخنا قدس الله سره»، وهو يستطرد فيها كثيرا إلى إيراد النكت الأدبية والشعر والتراجم للقدامى والمحدثين، فذكر فيها ترجمة الشيخ يحيى الشاوي، والشيخ علي النوري وأورد فيها قطعة غزلية من نظمه. 2) كناش أدبي.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - تقريراته على حاشية شيخه يوسف الحفناوي (مخطوطة). - عنوان الأريب 2/ 193 - 194 (خلاصة من نزهة الأنظار). - نزهة الأنظار لمقديش 2/ 193 - 194.

حرف الراء

حرف الراء

193 - ابن راشد القفصي (736 هـ‍) (1336 م)

193 - ابن راشد القفصي (736 هـ‍) (1336 م) أصبحت تونس من مراكز اشعاع الثقافة الإسلامية في العصر الحفصي فحفلت بالاعلام، وزخرت بالأدباء من ابنائها ومن الوافدين عليها من الأندلسيين، وغيرهم، ونشطت فيها حركة التأليف في الفقه والأصول، والنحو، والأدب، والتاريخ، والطب، والعلوم الرياضية، وقد تساندت عدة عوامل على نمو هذه الحركة العلمية وانتشارها منها استقرار الأمن والنظام، والقضاء على الفتن والاضطرابات وتأسيس المدارس، واستقرار جالية من علماء الأندلس وأدبائها اشتهروا بمواهبهم الخصبة ونشاطهم العظيم في التدريس والتأليف، وإحياء الدراسات النحوية والأدبية والتاريخية، كابن الابار، وحازم القرطاجني وابن الغماز، واللبلي، وابن عصفور وغيرهم من يطول تعداده. وتجددت الرحلة إلى المشرق العربي، وبالخصوص إلى مصر التي أصبحت زعيمة العالم الإسلامي في النهضة العلمية بعد سقوط الخلافة العباسية ببغداد، واستبحر فيها العمران واكتظت باعلام ذوي شهرة ومكانة في كل المعارف المتداولة في ذلك العصر. وقد أشار إلى ذلك ابن خلدون في «المقدمة» إذ قال: «ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر، فهي أم العالم، وايوان الإسلام، وينبوع العلم والصنائع». ومنذ نشوء الحركة العلمية في أقطار المغرب لم تنقطع رحلة علمائه

إلى المشرق إلا في عصور الفتن والاضطرابات. وهذه الرحلات لها أثرها في انتقال مؤلفات المغاربة إلى المشرق، ومؤلفات المشارقة إلى المغرب، وما يتبع ذلك من تلقيح لمناهج التدريس، وأساليب التأليف، ومن توفر المادة، وتعدد المصادر أمام الباحثين والدارسين. وفي صدر العصر الحفصي رحل أبو القاسم بن زيتون إلى مصر مرتين، وأدرك تلامذة ابن خطيب الري فخر الدين الرازي، فأخذ عنهم واقتبس مناهجهم في التدريس القائمة على حرية الجدل والمناقشة، ومهر في العقليات والنقليات، ومال إلى الاجتهاد في الفقه، وهو أول من درّس بتونس تآليف فخر الدين الرازي الأصولية ذات الأسلوب الخاص في تقرير الحقائق، وإيراد شبه الخصم كاملة، ثم مناقشتها ونقضها في هدوء واتزان مما يكسب العقل دربة على الجدل، ويقوي العارضة، ويربي نزعة الاحاطة والشمول في الدراسة والبحث. وجاء بعد ابن زيتون من المشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي المغربي الذي قرأ على علماء مصر، واقتبس منهم أسلوبهم في التدريس، واستقر بتونس يدرس بها وفقا للمنهج الذي اقتبسه من شيوخه المصريين. وعن هذين الرجلين ابن زيتون والدكالي تلقى أهل تونس أسلوبهما في التدريس، واستمر متسلسلا في تلاميذهما الآخذين عنهم جيلا بعد جيل حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلام الهواري شارح ابن الحاجب الفرعي، ومعاصر ابن راشد. هذا ما يفهم من كلام ابن خلدون (¬1). وتطورت الدراسات الفقهية في هذا العهد، فبعد أن كانت مقصورة على مؤلفات القيروانيين والصقليين وغالبها يدور حول المدونة بالشرح والتعليق كتآليف أبي سعيد البراذعي، وابن أبي زيد، وأبي إسحاق التونسي، وأبي الحسن اللخمي، وابن يونس، أصبحت تعتمد أيضا على مؤلفات الأندلسيين من شروح وتعاليق على الجنبية ثم ظهر مختصر ابن الحاجب الفرعي المسمى «بجامع الأمهات» الذي لخص فيه طرق أهل ¬

(¬1) راجع المقدمة ص 431 (مطبعة مصطفى محمد، القاهرة، بلا تاريخ).

المذهب في كل باب، وتعديد أقوالهم في كل مسألة فجاء كالبرنامج للمذهب (¬1) وأول من أدخله إلى المغرب ناصر الدين المشدّالي الزواوي البجائي وعن طريق تلاميذه انتشر في سائر أقطار المغرب فانكب التونسيون على تدارسه مع تعاهد كتاب تهذيب المدونة لأبي سعيد البراذعي (¬2). في جو هذه التقاليد العلمية تربى وتخرج محمد بن عبد الله بن راشد البكري القفصي المولود بقفصة وبها نشأ وتعلم، ثم رحل إلى تونس فأدرك بها ابن الغمّاز، وحازما القرطاجني وغيرهما، وبرع في العربية والفقه وأصوله، والحساب، والفرائض قال عن نفسه: «قرأت العربية، والفرائض والحساب، وأدركت بتونس جملة من النبلاء وصدورا من النحاة والأدباء، ثم تشاغلت بالأصول والفقه زمانا». ثم رحل إلى مصر، ونزل بالاسكندرية حيث أخذ عن ناصر الدين الابياري تلميذ ابن الحاجب المأذون له في اصلاح مختصره الفقهي، وأخذ عن ناصر الدين بن المنيّر، وعن الكمال بن التنيسي تهذيب المدونة للبراذعي، وعن ضياء الدين بن العلاف، وقرأ على اللغوي الأديب محيي الدين المازوني المعروف بحافي رأسه، ثم رحل إلى القاهرة ولازم امام المالكية العلامة النظار شهاب الدين القرافي، وقرأ عليه المحصول في أصول الفقه لفخر الدين الرازي، ومختصره الحاصل للأرموي، واجازه بالامامة في علم الأصول، وأذن له في التدريس والافادة، وتردد على العلامة النظار تقي الدين بن دقيق العيد في مختصر ابن الحاجب الفقهي، وحضر دروس شيخ العقليات في عصره الشمس الأصبهاني، واستفاد منه طريقته الرشيقة وأبحاثه الأنيقة وكان يشكر ذهن ابن راشد ويفضله على غيره كما أخذ عن غيرهم «ممن لا يحصى كثرة». وبعد أن حج سنة 680/ 1282 رجع إلى وطنه وتولى قضاء بلده ¬

(¬1) المقدمة 450. (¬2) راجع المقدمة 451 قال ابن خلدون عند كلامه عن شراح مختصر ابن الحاجب الفرعي من التونسيين وسابق حلبتهم في الاجادة في ذلك ابن عبد السلام (المقدمة 451).

أما مؤلفاته

قفصة، وعزل عنه لتألب الخصوم عليه، وقدم لقضاء الجزيرة القبلية، ثم عزل واخمل ذكره واستقر بتونس، قال الزركشي في تاريخ الدولتين: «وناوأه القاضي أبو إسحاق بن عبد الرفيع فلم يتركه يخرج رأسه طرفة عين حتى منعه الجلوس للوعظ بجامع القصر الأعلى وقال له: إن دخلته أكسر رجليك، فكان أبو راشد يقول: أتمنى أن أجلس أنا وهو للمناظرة حتى يظهر الحق، ومن هو المقدم في العلم». ومن الآخذين عنه ابن مرزوق الخطيب. ويبدو أن هذه المضايقات الرسمية غير المنصفة لم تعرف مكانة ابن راشد العلمية وتفوقه على معاصريه فكانت نتيجتها تفرغه للتأليف فانتج الكثير في الفقه وأصوله، والعربية، وانتشرت مؤلفاته في حياته شرقا وغربا وتصدى الناس لاستنساخها، قال في مقدمة كتابه «لباب اللباب» فإن الله تعالى أجرى على يدي تصانيف في فنون شتى تقرب من ستين مجلدا في القالب الصغير وقد سار ذكرها بحمد الله ... في المشرق والمغرب ووصل إليّ الناس من جهات برسم نسخها». توفي في 20 جمادى الثانية ودفن بمقبرة الزلاج. أما مؤلفاته في الأصول فهي: 1) تلخيص المحصول. 2) نخبة الواصل في شرح الحاصل. 3) رسالة غفل من الاسم، توجد في مكتبة الجامع الكبير بالجزائر (فهرس المخطوطات العربية في الجامع الكبير بالجزائر لمحمد بن شنب، الجزائر 5 الملحق ص 17 - 18). وفي الفقه: 4) الشهاب الثاقب في شرح ابن الحاجب في ثمانية أسفار، وهو شرح

مختصر ابن الحاجب الفرعي، وحل مشكلاته وإيضاح رموزه واشاراته، وعزو مسائله وتقرير دلائله، وقد استخرج مسائله في أماكنها ولم يبق منه إلا نحو خمس مسائل لم يقف على النقل فيها وكذا بعض الأقوال. ولعله أول من شرح مختصر ابن الحاجب الفرعي، قال الإمام ابن عرفة: «حضرت جنازته بعد أن جلس الفقيه ابن الحباب بالجبانة مستندا إلى حائط في جبانة أخرى، وكان بالأخرى مستندا إلى ذلك الحائط الشيخان القاضي ابن عبد السلام، والمفتي ابن هارون، فأخذ ابن الحباب في الثناء على ابن راشد، وذكر من فضائله وعمله ما دعاه الحال إلى أن قال ويكفي من فضله أنه أول من شرح «جامع الأمهات» لابن الحاجب وجاء هؤلاء السراق - وأشار إلى الجالسين خلفه - فعمد كل واحد على وضع شرح عليه، وأخذ من كلامه، ولولاه لما علم أين يدور ولا أين يجيء». 5) الفائق في الأحكام والوثائق، في سبعة أسفار من القالب الكبير توجد منه عدة نسخ بالمكتبة الوطنية. 6) المذهب في ضبط مسائل المذهب في ستة أسفار من القالب الصغير قال عنه ابن مرزوق التلمساني ليس للمالكية مثله. 7) لباب اللباب فيما تضمنه أبواب الكتاب من الأركان والشروط والموانع الأسباب، وهو من أواخر مؤلفاته قال في مقدمته «ولما رأيت نهار الشيب قد تجلّى، وليل الشباب شمر ذيله فرقا وولّى رغبت في وسيلة أختم بها عملي، وانتفع بها - إن شاء الله - عند حلول أجلي، فوضعت هذا المختصر، ورتبته ترتيبا لم أسبق لغيره لينتفع به المبتدي ويستبصر به المنتهى».والكتاب مطبوع بتونس سنة 1346 في كتبه الثلاثة الفائق، ولباب اللباب، والمذهب، مال إلى ضبط مسائل المذهب المالكي ضبطا منظما تفاصيله ومنهجا يقوم على بيان أركان كل باب من أبواب الفقه إذ إن كل مسألة وقعت أو تقع فإنها داخلة في ركنها وما يحدث بعد كمال

المصادر والمراجع

الحقيقة فإنه يذكره بعد استيفاء الكلام عن الأركان لا الشروط والموانع والأسباب في آخر الباب بعنوان «اللواحق». 8) النظم البديع في اختصار التفريع، وهو اختصار لكتاب التفريع لابن الجلاب. 9) وله في التفسير اختصار تفسير فخر الدين الرازي وسماه تحفة اللبيب في اختصار ابن الخطيب في أربعة أجزاء. 10) وله في العربية المذاهب السنية في علم العربية. 11) وفي تفسير المنامات المرقية العليا في تفسير (او تعبير) الرؤيا، بالمكتبة الوطنية بتونس. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 172. - الاعلام 7/ 111 - 112. - إيضاح المكنون 2/ 399. - تاريخ الدولتين 60 - 61. - درة الحجال 2/ 112. - الديباج 334 - 336 (من العجب أن الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة أهمل ترجمته وهو من شرط كتابه). - شجرة النور الزكية 207 - 208. - معجم المؤلفين 10/ 213 - 214. - الشيخ الأستاذ محمد الشاذلي النيفر في كتاب دراسات في اللغة والحضارة قدمت في ملتقى ابن منظور 1974. (تونس 1975) ص 91 - 120. - نيل الابتهاج 235 - 236.

194 - الراشدي (كان حيا 760 هـ‍) (1359 م)

194 - الراشدي (كان حيا 760 هـ‍) (1359 م) عمر بن علي الراشدي الجزائري، الصوفي. دخل تونس سنة 757/ 1356، وانتسب إلى الصوفي الشيخ أحمد بن عروس، وتتبع أحواله وألف في مناقبه كتابه «وشي الطروس في مناقب أبي العباس أحمد بن عروس» ط. تونس سنة 1303/ 1885 في 522 ص وجعله على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة. توفي بتونس ودفن بزاوية قاسم الزليجي. المرجع: - معجم المطبوعات 688.

195 - ابن الرامي (734 هـ‍) (1334 م)

195 - ابن الرامي (734 هـ‍) (1334 م) محمد بن إبراهيم اللخمي المعروف بابن الرامي، الفقيه، البناء صناعة، من أهل تونس والمعلومات عن مراحل حياته قليلة، ولعل لاشتغاله بالبناء، وبعده عن مجالس التدريس لم يعتن بأمره أصحاب تراجم الطبقات. يستفاد من كتابه «الاعلان» أنه أخذ عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم ابن عبد الرفيع قاضي تونس المتوفى في شهر رمضان سنة 734، وذكر في عدة قضايا أنه توجه للنظر فيها مدة القاضي المذكور وغيره ومدة قاضي الجماعة أبي زيد بن القطان إذ كان من الخبراء في صناعة البناء بتونس. له الاعلان بأحكام البنيان، وهو تأليف مفيد جامع لمسائل الأبنية والغروس، وما يتصل بالأرض، وفيه بيان ما جرى به العمل بتونس، يفتتح المسائل بقوله: قال المعلم: واعتذر عن ذلك في الخطبة بقوله: «ليعلم من قرأ كتابي هذا أني بناء أجير فيعذرني إن وجد فيه خطا في اللفظ والترتيب أما في النقل فلا لأني بذلت الجهد والتحوط .. » ولأجل تثبته في النقل وخبرته في البناء اعتمده من جاء بعده من الفقهاء في خصوص هذه المادة فنقل عنه الونشريسي في «المعيار» وشراح تحفة الحكام لابن عاصم كالتاودي، والتسولي، وابن رحال، وميارة. والكتاب مطبوع طبعة حجرية بفاس سنة 1332 - 1914 في 146 ص +6 ص فهرس. ويبدو أنه كان يتوقع ضياع أول كتابه أو يعبث به حساده ومزاحموه فيخمد ذكره وتقبر جهوده لذلك نراه يذكر اسمه خلال تأليفه، وعلى

المراجع

الأخص في أول الفصول والأبواب إذ هو يستهل الموضوع بقوله: «قال المعلم محمد» أو «قال المعلم محمد بن الرامي» أو «قال المعلم محمد مؤلف الكتاب» وذكر سبب ذلك في آخر مقدمة الكتاب التي عرف فيها بنفسه بعض التعريف قال: «وجعلت في أول فصل قال المعلم محمد وذلك لوجهين أني بناء أجير .... والوجه الثاني خوفا من الحساد، وتغيير أول ورقة يكون فيها أول اسم المؤلف للكتاب حتى يبقى مجهولا فنرجو من الله أن يعفينا من مؤونة الحساد». واعتمده قضاة عصره خبيرا في قضايا البناء ذكرهم في كتابه مثال ابن الغماز، وأبي يحيى أبي بكر الغوري الصفاقسي وشيخه إبراهيم بن حسن بن عبد الرفيع، وعبد الرحمن بن عثمان بن القطان البلوي السوسي، ومحمد بن أحمد بن الغماز الابن. وكثيرا ما يدعم أقواله وآراءه بأقوال الفقهاء التونسيين وغيرهم. ويعين أحيانا المصدر والباب الذي ذكرت فيه القضية ويسأل أهل العلم فيما أشكل عليه. وتكلم عن أنواع البناء وأسمائها الاصطلاحية بتونس كبناء اللفة، وبناء ضرب الباب، وبناء الداموس المعروف بالقبو، ويسمى بصفاقس «دمس» كما عرف بالتزويق وبناء الجابية. واستشهد من حين لآخر بوقائع عالج مشاكلها سواء بمدينة تونس أو بغيرها كسوسة والقيروان. المراجع: - الاعلام 6/ 189. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 274 - 275. - معجم المؤلفين 8/ 213. - معجم المطبوعات 1588. - أبو بكر عبد الكافي: مجلة الفكر س 13 اكتوبر 1967 ص 50 - 53.

196 - الربعي (639 - 715 هـ‍) (1241 - 1315 م)

196 - الربعي (639 - 715 هـ‍) (1241 - 1315 م) محمد بن أبي القاسم بن عبد السلام بن جميل الربعي التونسي، شمس الدين، أبو عبد الله، الفقيه، المفسر، الأصولي. ولد بتونس، وسمع الحديث من جماعة بها، ورحل إلى مصر فسمع بالقاهرة من أبي المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود اليغموري الدمشقي المعروف بالحافظ، ومن قاضي القضاة شمس الدين محمد بن ابراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي. تولى نيابة الحكم بالحسينية بالقاهرة مدة، وتولى قضاء الاسكندرية سنة تسع وسبعمائة 709 - 1310 قال الحافظ ابن حجر «فلم يحمد، ويقال إنه كان يقول: أنا أعرف كيف آخذ الدراهم في قضاء الحوائج» ثم عزل عن قضاء الاسكندرية فرجع إلى القاهرة، وأقام بها يشتغل في العلوم. توفي في شهر صفر بالقاهرة، ودفن بالقرافة. مؤلفاته: 1) مختصر التفريع لابن الجلاب في الفقه. 2) مختصر تفسير فخر الدين الرازي. 3) مختصر قواعد (الفروق) للقرافي. المصادر والمراجع: - الدرر الكامنة 4/ 260. - الديباج 323.

- ذيل العبر للذهبي 84 - شذرات الذهب 6/ 37 - 38. - طبقات المفسرين للداودي 2/ 231. - معجم المؤلفين 11/ 141 تحرف إلى العونسي في «الشذرات» ورجح ذلك محقق ذيل العبر الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب مع أنه وقع النص في الديباج على أن مولده بتونس فنسبته العونسي إلى ماذا؟ .

197 - ابن الربيب (340 - 420 هـ‍) (951 - 1029 م)

197 - ابن الربيب (340 - 420 (¬1) هـ‍) (951 - 1029 م) الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد التميمي القيرواني أبو علي، المعروف بابن الربيب وبالقاضي التاهرتي لولايته قضاء تاهرت مدة، اللغوي، النحوي، الأديب، الشاعر النسابة الرياضي. طلب العلم بالقيروان، واعتنى به محمد بن جعفر القزّاز كبير النحويين واللغويين في وقته، وكان محبا له، وبه تخرج في اللغة والنحو، وكان عبد الكريم النهشلي يروي له ما لا يروي لأحد من شعراء عصره. مؤلفاته: 1) رسالة كتب بها إلى ابن المغيرة عبد الوهاب بن حزم، ذكر فيها تقصير أهل الأندلس بأخبار علمائهم، ومآثر فضلائهم، وسيرة ملوكهم، أجابه عنها أبو محمد علي بن أحمد بن حزم ابن عم المرسل إليه (¬2) وأجابه عنه المرسل إليه أبو المغيرة بن حزم. 2) رسالة اخوانية أجاب بها أبا الحسن علي بن مروان الرباطي الكاتب عن أبيات خاطبه بها. 3) رسالة إلى أبي الحسن الرباطي المذكور طلب منه استعارة كتاب تاريخ ¬

(¬1) في الوافي بالوفيات أنه توفي سنة 430 وقد تجاوز الخمسين وفي بقية المصادر أنه توفي سنة 420 وقد قارب الثمانين. (¬2) نفح الطيب (نشر محمد محيي الدين عبد الحميد) 4/ 152 - 171.

المصادر والمراجع

عريب القرطبي الذي لخص فيه تاريخ الطبري، واستدرك عليه ما هو من شرطه وذيّل ما حدث بعده (¬1) 4) كتاب في النسب. المصادر والمراجع: - انباه الرواة 1/ 318 - 319. - بغية الوعاة 1/ 525. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 124 - 127. - معجم المؤلفين 3/ 277 - 278. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 783 - 784. - دائرة المعارف الاسلامية (بالفرنسية) 3/ 925 - 926. Chedly Bouyahia، La vie litteraire en Ifriqiya sous les Zirides، S.T.D.Tunis 1972 p.p.102 - 104. ¬

(¬1) نفح الطيب 3/ 67 - 68.

198 - ابن الربيع (نحو 254 - 339 هـ‍) (869 - 951 م)

198 - ابن الربيع (نحو 254 - 339 هـ‍) (869 - 951 م) حبيب بن الربيع القيرواني، مولى أحمد بن أبي سليمان داود الصواف، أبو القاسم، أبو نصر، الفقيه الشاعر. روى عن مولاه أحمد الصواف، ويحيى بن عمر، ومحمد أخيه، والمغامي، وحماس بن مروان، وأبي داود العطار، وعبد الجبار بن عياش، ويحيى بن عبد العزيز، وابن الحداد وعبد الرحمن الورنة وغيرهم. روى عنه ابن أبي زيد، وابن ادريس وعلي بن إسحاق وجماعة. قال الخراط: كان فقيه اليدن، يميل إلى الحجة عالما بكتبه، حسن الأخلاق، بارا، سمحا، وكان مولاه أحمد يقول: الذي خسرته في ابني ربحته في حبيب. وكان يقول، قال لي مولاي، تخلق بأخلاقي في كل شيء إلا في الدينار والدرهم لسعة يدي. قال: فتخلقت بخلقه في كل شيء إلا في الدينار والدرهم. وخاطبه مولاه أحمد فقال: تسمع يا حبيب - هديت - قولي … تنل بسماعه خيرا كثيرا سمعتك تذكر الشعراء طرّا … وتنشد شعرهم جمعا كثيرا وليس مؤلف قولا حليما … كآخر قائلا إفكا وزورا له أجوبة عن مسائل سأله عنها مولاه، وابن الحداد وابن بطريقة، وعبد الرحمن الورنة. المصادر: - ترتيب المدارك 3/ 343 - 344. - الديباج 306.

199 - ابن أبي الرجال (426 هـ‍) (1035 م)

199 - ابن أبي الرجال (426 هـ‍) (1035 م) علي بن أبي الرجال الشيباني أبو الحسن، الكاتب، الشاعر، الفلكي المنجم. ولد بتاهرت من أسرة قوية، وتربى في القيروان، وفيها تولى رئاسة ديوان الانشاء على عهد الأمير باديس الصنهاجي الذي جعله مربيا لابنه المعز، فلقنه حب المذهب السني، وبغض المذهب الشيعي، فكان من المعز ما كان بعد توليه الامارة من مقاومة المذهب الاسماعيلي الباطني، وقطع الصلات بالدولة الفاطمية في مصر، وكان لابن أبي الرجال تأثير على سير قضايا الأمور. وكان نصيرا للآداب يغمر الشعراء والكتاب باحسانه وعطاياه في كرم، وأسرته ثرية حتى أطلق عليها برامكة افريقية، قال ابن الأبّار في ترجمة ابنه محمود بن أبي الرجال: «إنه كان هو وأبوه وأهل بيته برامكة افريقية» (إعتاب الكتاب ص 214). وقد ألف باسمه ابن رشيق مؤلفات أدبية من أهمها كتاب (العمدة) (¬1) كما قدم له ابن شرف «رسائل الانتقاد». قال ابن شرف في مدحه من قصيدة: جاور عليّا ولا تحفل بحادثة … إذا ادّرعت فلا تسأل عن الأسل اسم حكاه المسمى في الفعال فقد … حاز العليين من قول ومن عمل فالماجد السيد الحر الكريم له … كالنعت والعطف والتوكيد والبدل ¬

(¬1) العمدة 1/ 87.

مؤلفاته

زان العلا وسواه شانها وكذا … للشمس حالان في الميزان والحمل وربما عابه ما يفخرون به … يشنا من الخصر ما يهوى من الكفل سل عنه وانطق وانظر إليه تجد … ملء المسامع والأفواه والمقل ومنها يعطي من التنويل معتذرا … ورب معطي قليل غير معتذر إن الزمان على يأس به لبني الد … نيا كبشرى بمولود على الكبر إني ومجدك صيرت الورى نهرا … وقلت ما قاله طالوت في النهر فأنت عندي منهم غرفة بيدي … حلّت وحزم باقي النهر في الزّبر (¬1) وحضر الارصاد الفلكية ببغداد سنة 378/ 988 ليساهم فيها والمجراة بأمر من شرف الدولة البويهي، والتي قام بها أبو سهل يقظان بن رستم الكوهي. وفي سنة 405/ 1014 قام برحلة قصيرة إلى القاهرة. ودعاه المعز بن باديس لحساب مدة حياة أمير صقلية أحمد بن أبي الحسين الأكحل وسعيد بن خزرون. توفي سنة 426 كما في نصب باسمه محفوظ بمعهد الآثار والفن بتونس (الشاذلي بو يحيى). مؤلفاته: 1) أرجوزة في الفلك شرحها كمال التركماني في سنة 755/ 1350 وابن قنفذ القسنطيني في سنة 774/ 1372 (مخطوط في القاهرة، والاسكوريال، واكسفورد، والمتحف البريطاني). 2) البارع في أحكام النجوم في 8 مجلدات تناول فيه أنواع الفلك وفي المجلد الأخير الفلك العام (الذي يتضمن الفلك السياسي والتاريخي) ¬

(¬1) الذخيرة لابن بسام تحقيق الدكتور إحسان عباس (تونس 1399/ 1979) ق 4 م 1 ص 222 - 223 تعليق (1) لمحقق الكتاب ص 222.

المصادر والمراجع

ترجم إلى اللغة القشتالية القديمة (توجد منها الخمسة المجلدات الأولى) قام بها يهوذا بن موسى لألفونس الحكيم سنة 1254 وهذه الترجمة نقلت مرتين إلى اللاتينية، ونقل إلى البرتغالية القديمة، من الراجح أن الترجمات الفرنسية والانكليزية مأخوذة من الترجمة اللاتينية. وهذه الترجمات تدل على أهمية الكتاب. والكتاب موجود في الاسكوريال، وبرلين، والمتحف البريطاني، وسيرجافو، وغيرها. 3) حل العقد وبيان الرصد، في الرموز وزيجه، مفقود. المصادر والمراجع: - البيان المغرب 1/ 272 - 279. - شجرة النور الزكية 129. - عنوان الأريب 1/ 57 - 58. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 129 - 131. - معالم الإيمان 2/ 112. - ورقات ... 1/ 213. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 784 - 785 - 810 - 811. - الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) للشاذلي بو يحيى ص 83 - 88. - دائرة المعارف الإسلامية 3/ 709 بقلم (D.Pingree).

200 - الرزقي (1294 - 1358 هـ‍) (1877 - 1939 م)

200 - الرزقي (¬1) (1294 - 1358 هـ‍) (1877 - 1939 م) الصادق بن البشير بن الطاهر بن عبد الله الرزقي، الكاتب الصحفي، الأديب. ولد بتونس من أب يقرض الشعر، ونشأ ببنزرت عند ما انتقل والده للكتابة لدى عمالها (ولاتها)، وتوفي والده سنة 1318/ 1900، وكان قد أتم حفظ القرآن على المؤدب حسن بن محمد الشافعي الذي كان مشهورا بالخط المغربي الجميل، وأخذ عنه المترجم الخط، فكان خطه من أجمل الخطوط المغربية، وقرأ على الشيخ محمد القطاري أغلب كتب العربية الابتدائية، وزامله في الدراسة الشاعر الطيب القطاري ابن شيخه، وكانا يتباريان في محاولة قرض الشعر، كما قرأ على الشيخ ادريس بن محفوظ الشريف الرسالة، والجامع الصغير، والسيرة النبوية، بمسجد سيدي عتيق ثم بالزاوية الرحمانية العزوزية. وبعد وفاة والده اضطر بصفته كبير العائلة إلى العمل بمكان والده بادارة العمل، وتعرف على جماعة من الأدباء والفنانين ببنزرت كالبشير المتهمم الكاتب بادارة العمل، ومحمد السلاوي نائب ادارة الغابة، والطاهر بلحسين عدل نيابة الأوقاف، والعدل الحاج محمد بلغربية، والعدل الطيب الصوابني مؤرخ بنزرت والبشير الأسود، وعبد القادر بن الأخوة، ومحمد الصفاقسي، والحاج العربي بن الكاهية الكاتب بإدارة العمل، والعدل الشاعر الحاج محمد موسى، ومحمد الترنان شيخ عمل العيساوية، فكان ¬

(¬1) بكسر الراء وسكون الزاي والقاف المعقدة نسبة إلى بني رزق من بطون بني هلال، أصل أسلافه منها.

المرجع

يتكون من اجتماعات هؤلاء منتدى أدبي استفادوا منه جميعا، وبه تخرجوا، ثم انتقل من ادارة عمل بنزرت إلى فرع ادارة الغابة بها مع محمود السلاوي، ومنها انتقل إلى ادارة الغابة بتونس، وشارك سنة 1909 في تأسيس شركة السعادة لبيع الكتب مع شريكيه إبراهيم بن شعبان، وعلي بوغدير، كما شارك في نفس السنة في تأسيس جمعية الشهامة العربية، وكان كاتبها العام، وفي سنة 1911 شارك في تأسيس شركة الاقتصاد التونسي، وفي سنة 1922 شارك في تأسيس شركة الحوت (شركة الصيادين) زيادة عن شركات عديدة حرر قوانينها، وحضر تأسيسها، ووظف كاتبا بادارة المصالح الاقتصادية الأهلية، ولما ضاقت نفسه بالوظيف اشتغل بالنيابات التجارية وأصدر مجلة «العمران» ثم أصدر جريدة «افريقيا» في 15 افريل 1922، وفتح مكتبا للنيابة التجارية إلى أن توفي في 22 ديسمبر 1939. وكان ذا أخلاق رضية، ويد كريمة، ولسان ذلق، وفكر نير، وذكاء وقاد، واطلاع واسع، نشر عدة بحوث بالصحافة التونسية ومجلته وصحيفته. له مؤلفات كثيرة منها: 1) الأمثال التونسية. 2) تهذيب روايات القباني «الأمير محمود، ونجل شاه العجم» وقدمتها فرقة السعادة باسم السلاطين الثلاثة. 3) الأغاني التونسية، نشر كتابة الدولة للشئون الثقافية والأخبار في سنة 1967. 4) رسالة في تربية النحل. 5) الساحرة التونسية، ط. تونس. 6) عنترة، قدمتها فرقة السعادة. المرجع: - بتصرف يسير من مقدمة كتاب الأغاني التونسية بقلم المحامي الأستاذ محمد الحبيب، وانظر القصة التونسية نشأتها تطورها محمد صالح الجابري (تونس 1975) ص 54 - 55.

201 - ابن رزين التجيبي (626 - 692 هـ‍) (1229 - 1293 م)

201 - ابن رزين التجيبي (626 (¬1) - 692 هـ‍) (1229 - 1293 م) علي بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن رزين به عرف التجيبي المرسي، نزيل تونس، أبو الحسن المحدث، الفقيه، الكاتب البليغ، المؤرخ الأديب. أخذ عن جماعة كأبي الحسن بن السراج، وابن الأبّار، وابن عمته أبي القاسم بن نبيل، وابن برطلة، وأبو المطرّف بن عميرة، وابن الجلاب، وابن أبي السداد، وابن القرشية، وابن الجنان، وغيرهم، واجازه جماعة من المشارقة بافادة البلفيقي. انتقل من مرسية إلى سبتة، ثم انتقل إلى بجاية واستقر آخر الأمر بتونس. لقيه العبدري عند عودته من الحج وقال في حقه: «لقيت منه خيرا فاضلا، لين الجانب وطيء الأخلاق، مقيدا مفيدا، له النظم الفائق، والنثر الرائق، وأدرك جلة من الاعلام، وجملة من علماء الإسلام، وسمع كثيرا منهم، وأجازه خلق كثير». وقرأ عليه وسمع منه المحدث الرحالة محمد بن جابر الوادي آشي، وأجازه اجازة عامة. توفي بتونس عصر يوم الجمعة 12 شعبان. مؤلفاته: 1) الأخبار التونسية في الأخبار الفرنسية. ¬

(¬1) وقيل سنة 627، وقيل في حدود سنة 620.

المصادر والمراجع

2) جني الزّهر ووشي الزّهر. 3) الدرر الثمينة في خبر القلّ وفتح قسنطينة. 4) فهرسة أسماء شيوخه ومروياته، وصفها العبدري بقوله: «جمعها فحسّن ونمّق، واتقن وحقق». 5) مجموع في شعره وترسيله. 6) نظم الفريد في منتخب الطارف والتليد. وهذه المؤلفات مفقودة. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي ص 65. - رحلة العبدري 252 - 256. - فهرس الفهارس 1/ 330 - 331. - محمد الحبيب بن الخوجة: الحياة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية: النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين ع 4 س 4، 1976 - 1977 ص 72 (نقل ترجمته عن رحلة ابن رشيد).

202 - ابن رشيق (390 - 463 هـ‍) (1000 - 1071 م)

202 - ابن رشيق (390 (¬1) - 463 (¬2) هـ‍) (1000 - 1071 م) الحسن بن رشيق القيرواني، أبو علي، الأزدي مولاهم، المسيلي الأصل، الأديب الشاعر الناقد، اللغوي. ولد بالمسيلة (المحمدية بالجزائر) وعرف أبوه برشيق، وكان على الراجح مملوكا عتيقا من أصل بيزنطي (رومي) حليفا للأزد، وكان صائغا، وتعلم منه ابنه هذه الصناعة، وبعد دراسته الأولية بدأ ميله للأدب فقال الشعر قبل أن يبلغ الحلم. وتاقت نفسه إلى التزيد من المعرفة والرغبة في استكمال معلوماته فارتحل إلى القيروان فوصلها سنة 406/ 1016 سنة وفاة ابن باديس، وله من العمر سبع عشرة سنة أو عشرون سنة، وتتلمذ على مشاهير رجال المدرسة الأدبية بالقيروان أمثال: الخشني، والقزاز، وإبراهيم الحصري، والنهشلي الذي سبق له التعرف به - فيما يبدو - بمسقط رأسه المسيلة، والراوية محمد بن إبراهيم السمين، وغيرهم. ومنذ سنة 410/ 1020 أصبح محميا لنصير الآداب علي بن أبي الرجال الشاعر الأديب الفلكي رئيس ديوان الانشاء حيث استخدم فيه ابن رشيق. وفي نفس السنة أصبح شاعر بلاط المعز بن باديس، واحد المقربين لديه، ومنذ ذلك الحين لم يكف مجده عن الارتفاع بفضل شاعريته وصفاته المعنوية، فهو بشوش، ذو فكر جميل، ممتلئ رشاقة، وكان المعز معجبا به لأجل شعره الذي نال شهرة فائقة في حياته في الأندلس وصقلية. وكان بينه وبين ابن شرف في أول الأمر مواصلة، ثم آلت إلى خصومة ومناقضة ¬

(¬1) وقيل سنة 385. (¬2) قال ابن العماد الحنبلي وهو الأصح.

ومنافسة غذاها خفية الأمير المعز الهمت ابن رشيق تأليف عدد من رسائل الهجاء، وأثارت غالبا مساجلات شعرية بينهما، ولم ينته ما بينهما إلا في صقلية بتدخل من المعجبين الصقليين بالشاعرين. وبعد سقوط القيروان وتخريبها من الاعراب الهلاليين في سنة 449/ 1057 تابع ابن رشيق المعز إلى المهدية، ونظم المدائح في المعز وابنه تميم حاكم المهدية، بالرغم من أنه تحمل أحيانا غضبا قاسيا من المعز الذي أصبح سريع الغضب بعد طوارق الدهر. ولما هاجم أسطول مسيحي المهدية قال مخاطبا الأمير تميم بن المعز: تثبت لا يخامرك اضطراب … فقد خضعت لعزتك الرقاب فقيل إنه وبخ على هذا الفضول والتدخل فيما لا يعنيه، فكانت حياته بالمهدية يشوبها حرج وإيلام لم يعرفهما في القيروان. وبعد وفاة المعز بن باديس في 24 شعبان سنة 454/ 2 سبتمبر 1052 ببضعة أشهر ركب البحر قاصدا صقلية حيث وجد ابن شرف سبقه إليها، وتصالح معه، واستقر بمدينة مازرة، وأحسن إليه حاكمها، ولم يتابع ابن شرف في السفر إلى الأندلس حيث استدعاهما المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية، وقال لزميله متبرما بملوك الطوائف في الأندلس وتحليهم بالألقاب الفخمة ببيتيه المشهورين: مما يزهدني في أرض أندلس … القاب معتصم فيها ومعتضد ألقاب سلطنة في غير مملكة … كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد فأجاب ابن شرف: إن ترمك الغربة في معشر … قد جبل الطبع على بغضهم فدارهم ما دمت في دارهم … وأرضهم ما دمت في أرضهم ومات بمازرة سنة 456/ 1063 - 64 أو 463/ 1070 - 71.

قال الشعر في جميع الأغراض المعروفة للشعر العربي، وله أشعار كثيرة خاصة بالمناسبات، من أشهر قصائده مرثيته في خراب القيروان، والتعبير فيها واضح لا ينقصه النفس الملحمي، وهو شاعر ماهر يطبق النظريات وقواعد الشعر العربي المعروضة باتقان في كتابه «العمدة»، وهو أحد كبار النقاد في الأدب العربي، يعرف تيارات النقد الأدبي التي يمثلها اعلام النقد في المشرق العربي وفي نقده للشعر قام بعمل تركيبي عقلي قياسي، وهو في عرضه ودراسته للصور الشعرية لم يقتصر على شاعر واحد لكن للشعر في مجموعه، وتكلم في آخر «العمدة» عن السرقات الشعرية وأفردها بالتأليف في كتابه «قراضة الذهب في نقد شعر العرب». وفيما يخص الشعر القديم والمحدث اضطربت آراؤه قال الأستاذ محمود عبد الله الجادر: وابن رشيق اضطربت آراؤه في هذا الصدد (تفضيل القديم أو المحدث) فهو يقول مرة: «وليعلم المتأخر مقدار ما بقي له من الشعر، فتصفح مقدار ما قبله فينظر كم بين المخضرم والجاهلي، وبين الإسلامي والمخضرم وأن المحدث الأول فضلا عمن دونه دونهم في المنزلة، على أنه أغمض مسلكا، وأرق حاشية فإذا رأى أنه ساقه الساقة تحفظ على نفسه وعلم من أين يؤتى، ولم تغرره حلاوة لفظه، ولا رشاقة معناه ففي الجاهلية والإسلام من ذهب بكل حلاوة ورشاقة، وسبق إلى كل طلاوة ولباقة. ويقول مرة: «كل قديم من الشعر فهو محدث في زمانه بالإضافة إلى ما كان قبله». والشعر عنده مطبوع ومصنوع أكثر منه إلهاما، وهو متفوق على النثر في مضمونه وشكله، وقيمة الشعر عنده في سحر اللغة وانسجام الكلمات، وفي الإيقاع الموسيقى، وأخيار الوزن والقافية. وله ملاحظات دقيقة عميقة عن الطبع والصنعة، والفرق بين الشاعر المصنوع والمطبوع، وعن الفن والعبقرية. قال فيه ياقوت الحموي: «كان شاعرا أديبا نحويا لغويا حاذقا،

مؤلفاته

عروضيا كثير التصنيف، حسن التأليف، وكان بينه وبين ابن شرف الأديب مناقضات ومحاقدات، وصنف في الرد عليه عدة تصانيف». مؤلفاته: 1) أنموذج الزمان في شعراء القيروان، والكثير ممن ترجم لهم في هذا الكتاب لا يعرفون إلا منه واحتفظت لنا معاجم التراجم المتأخرة عنه بغالب مادته، مما يدل على قيمته ومنه قطعة صالحة في «مسالك الأبصار» وفي «الوافي بالوفيات» وبعض نقول في «معجم البلدان». وفي ترجمة ابن قاضي ميله من «الذخيرة» قال ابن رشيق في كتابه هذا: «ولعل بعض من يتصفح كتابي هذا يقول إن شعراء الأنموذج مائة شاعر وشاعرة، وأكثرهم كان في المائة الخامسة من الهجرة، وتقاربت موالدهم، وتشابهت مصادرهم ومواردهم». وقد طبق فيه منهجه في النقد، وهذا الكتاب مفقود. 2) الروضة الموشية في شعراء المهدية ألفه بهذه المدينة عند ما انتقل إليها من القيروان، ولا نعرف عنه شيئا بدقة، وهو مفقود. 3) الشذوذ في اللغة، ذكر فيه كل كلمة شاذة في بابها، نادرة الاستعمال، وهو ما يسمى في العرف الغريب أو الشاذ، وهو من جملة مؤلفاته المفقودة. 4) شرح لهذا الكتاب، وهو مفقود أيضا. 5) رسالة الإشكال ودفع المحال. 6) رسالة ساجور الكلب (وتنسب إلى ابن شرف أيضا). 7) نقض الرسالة الشعوذية، والقصيدة الدعية. 8) نسخ الملح وفسخ اللمح، في تهجين معاصره ابن شرف. 9) الرسالة المنقوضة. 10) نجح الطلب

11) قطع الأنفاس وهذه الرسائل ألفها للرد على منتقديه وخصومه ومنهم زميله ابن شرف، وهي مفقودة. 12) قراضة الذهب في نقد شعر العرب، ط. القاهرة 1926، نشر الخانجي وأعاد تحقيقه تحقيقا علميا نقديا جيدا الأستاذ الشاذلي بو يحيى، ط. تونس سنة 1972. 13) العمدة في صناعة الشعر ونقده وعيوبه، أشهر مؤلفاته وأكثرها قيمة، ألفه برسم علي بن أبي الرجال حوالى سنة 420/ 1029، وهي يمكن أن تضعه في مكانه الصحيح من تاريخ النقد الأدبي ط. بتونس في جزء واحد فقط نحو سنة 1285/ 1868، ثم كاملا في القاهرة سنة 1325/ 1907 و 1344/ 1925 و 1934 و 1955 قال ابن خلدون عن هذا الكتاب: «هو الكتاب الذي انفرد بهذه الصنعة، وأعطاها حقها، ولم يكتب فيها أحد قبله ولا بعده مثله». وجمع شعره عبد العزيز الميمني في «النتف من شعر ابن رشيق وابن شرف» (القاهرة) سنة 1343/ 1924، وجمع له ديوانا الدكتور عبد الرحمن ياغي (بيروت) بدون تاريخ. 14) كشف المساوي في السرقات الشعرية. ونسب له بعضهم خطأ كتاب «ميزان العمل» في التاريخ وهو لأبي علي الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق الثعلبي المرسي ثم السبتي من رجال أواخر القرن السابع، ومنشأ هذا التخليط الاتفاق في الكنية «أبو علي» وفي اللقب «ابن رشيق» والتقارب في الاسم «الحسن» و «الحسين». كما نسب له بعضهم «شرح الموطأ» وهو في الحقيقة لعبد الرحمن بن رشيق القيرواني السابق لعصره بقليل، وابن رشيق لم يعرف بالامامة في الفقه والحديث.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الاعلام 2/ 204. - انباه الرواة 298/ 304/1. - ايضاح المكنون 1/ 577، 2/ 190، 626. - بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق، ح. ح. عبد الوهاب، تقديم محمد العروسي المطوي (تونس 1970، ط 2/). - بغية الوعاة 1/ 504. - البلغة في تاريخ ائمة اللغة للفيروزآبادي (صاحب القاموس 58 - 59). - الحلل السندسية 1 ق 1/ 278 - 282 (اعتمد الوافي بالوفيات، وأشار إلى الذخيرة) 1 ق 4/ 949 - 952. - حياة القيروان وموقف ابن رشيق منها للدكتور عبد الرحمن ياغي (بيروت 1962). - الذخيرة لابن بسّام 4 ق 2/ 597 - 602. - شجرة النور الزكية 110. - شذرات الذهب 3/ 297 - 298. - ابن رشيق لعبد العزيز الميمني (القاهرة 1343/ 1924). - عنوان الأريب 1/ 52 - 54. - كشف الظنون 185، 301، 373، 539، 1169، 1907، 1918. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 143 - 150. - مرآة الجنان 3/ 78 - 79. - معجم الأدباء 8/ 110 - 121. - معجم المؤلفين 3/ 225. - تاريخ الجزائر العام لعبد الرحمن بن محمد الجيلالي (بيروت 1384/ 1965) 1/ 358 - 359. - الثعالبي ناقدا وأديبا لمحمود عبد الله الجادر (بغداد 1396/ 1976) ص 250. - معجم المطبوعات 210. - وفيات الأعيان (القاهرة 1948) 1/ 366 - 368. - الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) للشاذلي بو يحيى ص 104 - 116. - دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية ط. جديدة) بقلم الشاذلي بو يحيى 3/ 927 - 928. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 792 - 794.

203 - ابن رشيق (كان حيا سنة 376 هـ‍) (986 م)

203 - ابن رشيق (كان حيا سنة 376 (¬1) هـ‍) (986 م) عبد الرحمن بن محمد بن رشيق القيرواني، أبو القاسم، المحدث الفقيه المؤرخ الشاعر. له سماعات في كتب الفقه، فروى عن أبي القاسم عبد الخالق بن شبلون، ومحمد بن أبي صفرة الأندلسي، والحسن بن عبد الله الأجدابي، وأبي القاسم عبد الرحمن التجيبي التونسي، ومحمد بن إدريس الناظور. وكان حافظا للحديث وعلله، عارفا بأسماء رجاله ونقلته، وله مشاركة في سائر العلوم، وتقدم في معرفة الآثار والسنن والأخبار، وعناية كاملة بتقييد السنن والأحاديث المشهورة. حج في سنة 376/ 986 وأخذ عن جماعة منهم أبو ذر الهروي، وكان حافظا للقرآن، حسن الصوت به، مجود التلاوة، حسن الخط، مدلا بقلمه وعلمه، نال السؤدد بأدبه وفطنته، ممن يقول الشعر الحسن، موصوفا بالمعرفة واليقظة. مؤلفاته: 1) تأليف في أخبار العلماء والصلحاء ومناقبهم وكرامتهم شرقا وغربا. 2) المستوعب لزيادات مسائل المبسوط مما ليس في المدونة. المصادر والمراجع: - الاعلام 4/ 100 ¬

(¬1) ذكر الزركلي في «الاعلام» وفاته سنة 380/ 990 ولا أدري ما هو مستنده؟

- شجرة النور الزكية 110. - معالم الإيمان 3/ 231 - 232. - معجم المؤلفين 5/ 174. - الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) للشاذلي بو يحيى ص 5.

204 - الرصاع (894 هـ‍) (1489 م)

204 - الرصاع (894 هـ‍) (1489 م) محمد بن أبي القاسم بن أبي يحيى بن أبي الفضل بن محمد (¬1) الرصاع (بتشديد الصاد) الأنصاري التلمساني، ثم التونسي وعرف بالرصاع لأن جده الرابع كان يصنع المنابر ويرصعها، وهو الذي صنع منبر جامع الزيتونة، الفقيه المحقق المشارك في علوم. حفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه تلمسان، ثم انتقل إلى تونس في حدود سنة (¬2) 831/ 1429 وهو صبي مع والدته في الوفد الذي جاء بالهدية من سلطان تلمسان إلى سلطان تونس أبي فارس عبد العزيز الحفصي، وكان والده قدم تونس قبله بعامين. أخذ عن تلامذة الإمام ابن عرفة كالبرزلي، والأخوين القلشانيين، أحمد وعمر، وابن عقاب، وأبي القاسم العبدوسي الفاسي نزيل تونس، والمفتي عبد الله البحيري، ومحمد بن سالم بن حسن الصابري الزناتي الذي نقل عنه في «شرح آيات المغني» وغيرهم. وبعد استكمال تحصيله وتخرجه ولي قضاء المحلة (أي العسكر)، والتدريس بزاوية باب البحر (¬3) خلفا للفقيه أحمد بن كحيل التجاني الذي أعفي من مباشرتهما في رجب سنة 865/ 1461، وفي 15 صفر سنة 875/ 1471 ولي قضاء الانكحة بعد عزل الشيخ علي بن محمد الزنديوي، ثم تولى ¬

(¬1) اعتمدت سياق نسبه من خط حفيده أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الرصاع على ظهر الورقة الأخيرة من «تحفة الأخيار». (¬2) فهرست الرصاع، ص 43. (¬3) تاريخ الدولتين 136، 143.

مؤلفاته

قضاء الجماعة، والإمامة والخطابة بجامع الزيتونة، والفتيا به بعد الشيخ محمد ابن القاضي عمر القلشاني الحفيد الذي أقعده المرض عن مباشرة أعماله في صفر 886/ 1482، ثم تخلى عن خطة قاضي الجماعة، واقتصر على مباشرة وظائفه بجامع الزيتونة مع التدريس به، فأخذ عنه جماعة منهم أحمد زروق الفقيه الصوفي المشهور، وأبو النور بن أحمد السوسي، وغيرهما. وكان إماما محققا ضليعا من الفقه، والمعقول والمنقول واستفتي من خارج تونس، وله فتاوى بعضها في «المعيار» و «المازونية». توفي بتونس، ويقال إنه مقبور بالمسجد الجوفي (الشمالي) الكائن بنهج الوصفان قرب سوق النحاس بمدينة تونس. مؤلفاته: 1) الأجوبة التونسية عن الأسئلة الغرناطية. الأسئلة وجهها له الشيخ محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري الغرناطي المعروف بالموّاق، فأجابه عنها بهذه الأجوبة المجموعة في سفر لطيف واحتفظ هو بنسخة منها، وقرئت عليه بتونس، وهي بخط أبي النور بن أحمد السوسي أحد تلامذته الذي قرأها عليه، وفي آخرها المصادقة على ذلك بخط المؤلف. وبآخرها ما نصه: «قرى (كذا) جميع هذه الأجوبة على سيدنا وبركتنا وعمدتنا، الشيخ الفقيه الإمام العلم القدوة المفتي الخطيب بالجامع الأعظم من تونس المحروسة أيضا .... الله بركته، وأدام عافيته، قراءة تصحيح قراها عليه ربي نعمتهم، الفقير إلى رحمة الله تعالى، أبو النور بن أحمد السوسي، أغناه الله به». يليه بخط المؤلف الرصاع ما نصه: «قابل الطالب المكرم المجتهد أبو النور، الجواب المذكور وصحح ذلك من المبيضة تصحيحا على قدر الاجتهاد، والله سبحانه يصلح منا الفساد، ويحملنا على طريق السداد والرشاد، وقال ذلك وكتبه مصليا على نبيه ومولاه وشفيعه محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه في أواخر جمادى الأولى عام 80 عرف الله خيره ومنه وفضله «يلي ذلك امضاؤه (عقده) وفقه الله تعالى ولطف به بمنّه وفضله آمين». وهذه الأجوبة في 97 ورقة، وهي بحالة غير جيدة لترهلها وانفساخ مدادها بحيث تعسر قراءتها في مواضع كثيرة، ولعل هذه الأجوبة من أواخر مؤلفاته، توجد منها نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس يليها شرح غريب ألفاظ المدونة للجبّي تحت رقم 19646 (أصلهما من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس). ويبدو أن الموّاق كان معجبا به وثيق الصلة به عن طريق المراسلة، فإنه لما فرغ من تأليف كتابه «سنن المهتدين» أرسل له نسخة منه ولما وقف عليه اثنى على المؤلف وشكره. 2) تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي المختار، منها نسخ بالمكتبة الوطنية بتونس. 3) تذكرة المحبين في أسماء سيد المرسلين قال في أوله: «قصدت شرح بعض أسماء المصطفى وما وقع من ذلك في كتاب «الشفا» شرحا ذكرت فيه اشتقاقها ومعانيها وما يليق بمدلولها، ويشير إلى فحواها، وما يصلح للمريد أن يتخلق به، وذكرت أشعارا من كلام أهل الطريق، وأفعال الصالحين».بدا فيه بباب في معنى اسمه محمد - صلّى الله عليه وسلم - وختمه بباب في معنى اسمه البشير المبشر، توجد منه نسخ بالمكتبة الوطنية. 4) التسهيل والتقريب والتصحيح لرواية الجامع الصحيح، وهو تعليق مختصر على صحيح البخاري انتقاه من شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني المعروف (بفتح الباري) وغالب مسائله في صورة السؤال والجواب. توجد منه نسخة كاملة بمكتبة الشيخ عبد الحي الكتاني (المكتبة العامة بالرباط الآن) منها جزء عليه خط الرصاع،

المصادر والمراجع

ويوجد منها جزءان الأول والثالث في مجلد واحد في المكتبة الوطنية (من كتب المكتبة العبدلية). 5) الجمع والتقريب في ترتيب آي مغني اللبيب، وهو تفسير للشواهد القرآنية الواردة في «مغني اللبيب» لابن هشام بعد أن أفردها، ورتبها على السور، وتكلم عليها، 2 جزءان يوجد الأول منه بمكتبة الزاوية الحمزية العياشية بتافيلالت جنوبي المغرب الأقصى، وهو بخط مغربي. 6) أحكام لو، وجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية. 7) اعراب كلمة الشهادة، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية. 8) شرح حدود ابن عرفة الفقهية، ويسمى الهداية الشافية الكافية لبيان حقائق الامام ابن عرفة الوافية، ط. طبعة حجرية بفاس سنة 1316 هـ‍ وط. بتونس سنة 1350 هـ‍ بتصحيح الشيخ محمد الصالح النيفر. 9) فهرست في أسماء شيوخه ومروياته (تونس 1967) بتحقيق الأستاذ محمد العنابي. 10) تأليف يتضمن خمسمائة صلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم، ويلي ذلك دعاء رتبه اثر صلواته المذكورة، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية. 11) شرح وصية الشيخ الظريّف، منه نسخة ناقصة بالمكتبة الوطنية رقم 15456 ونسخة كاملة بخزانة الشيخ الأستاذ محمد الشاذلي النيفر. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 83 - 84. - الاعلام 7/ 228، 10/ 124. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 1/ 84، 281، 2/ 48، 241 - 242، 3/ 227 - 228. ، 4/ 387 - 388

- إيضاح المكنون 1/ 276. - البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لمحمد بن مريم التلمساني (الجزائر 1326/ 1908) 283. - تاريخ الدولتين 136، 143. - تاريخ معالم التوحيد، ص 22. - الزاوية الحمزية، صفحة من تاريخها لمحمد المنوني، ص 40. - شجرة النور الزكية 259 - 260. - الضوء اللامع 8/ 287 - 288. - فهرس الفهارس 1/ 322. - معجم المؤلفين 11/ 137. - معجم المطبوعات 339. - مسامرات الظريف 108. - مقدمة فهرست الرصاع لمحققها محمد العنابي. - نيل الابتهاج 323 - 324. - درة الحجال 2/ 140. - هدية العارفين 2/ 216.

205 - الرصافي (650 - بعد 736 هـ‍) (1253 م-بعد 1335 م)

205 - الرصافي (650 - بعد 736 هـ‍) (1253 م - بعد 1335 م) أحمد بن عبد الله الأنصاري الرصافي الأندلسي، أبو العباس، نزيل تونس، الفقيه، الأديب، الشاعر. ولد بمرسية في 22 رمضان، وجال بوطنه الأندلس لطلب العلم، وأخذ بغرناطة عن أبي جعفر بن الطباع، قرأ عليه بعض القرآن، وأجازه، وأبي الحسن بن الضائع الأشبيلي، سمع عليه العربية، وأجازه إجازة عامة، والفقيه المقرئ أبي سهل اليسر بن عبد الله بن محمد بن خلف القشيري قرأ عليه الأربعين حديثا عن أربعين شيخا المسماة «بالجواهر والدرر» تأليف علي بن أحمد بن يحيى الأزدي الجيّاني، وقرأ كتاب «التيسير» للمقرئ أبي عمرو الداني علي أبي بكر محمد بن مشليون الأنصاري البلنسي. ورحل في شبابه إلى المغرب الأقصى فلقي جماعة من العلماء منهم بسبتة أبو القاسم بن أبي العباس العزفي السبتي، سمع عليه طائفة من كتاب أبيه «الدر المنظم في مولد الرسول المعظم» وكتب له بالسماع والاجازة العامة، وأبو الحسن أبي الربيع القرشي، سمع عليه كثيرا من كتاب سيبويه والايضاح، والجمل، وشرحه عليهما، وأجازه، وسمع على مالك بن المرحل كثيرا من تآليفه ومن امداحه في النبي صلّى الله عليه وسلم، ومن نظمه ونثره، وأجازه إجازة عامة، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الأنصاري التلمساني، قرأ عليه قصيدته اللامية المتضمنة النسب النبوي الكريم، والمعشرات التي له على أعاريض الشعر، والرجز الذي له في الفرائض. وممن أخذ عنه خالد البلوي، وأطال الثناء عليه، لقيه بتونس سنة 736. مؤلفاته: 1) برنامج رواياته.

المصادر والمراجع

2) تخميس قصيدة إبراهيم بن سهل الاسرايلي التي أولها: * تنازعني الآمال كهلا ويافعا * المصادر والمراجع: - الحلل السندسية 1 ق 3/ 823 - 827 (نقلا عن رحلة خالد البلوي). - درة الحجال 1/ 33 - 34. - رحلة التجاني 299. - عنوان الأريب 1/ 95.

206 - رضوان (1244 - 1322 هـ‍) (1829 - 1914 م)

206 - رضوان (1244 - 1322 هـ‍) (1829 - 1914 م) مصطفى بن علي رضوان، الفقيه الأديب الرياضي. ولد بمدينة سوسة في أسرة منحدرة من الجنود الأتراك، قرأ في الكتاب وحفظ القرآن الكريم وبعد ذلك طلب العلم على شيوخ بلده، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1260/ 1844 وقرأ على اعلامه كشيخ الإسلام محمد بن الخوجة، وشيخ الإسلام محمد معاوية، ومحمد النيفر، وغيرهم. وكان فقيرا لقي في مبتدأ أمر الإقامة بتونس ضيقا وعسرا استعان على التغلب عليهما بالصبر وبخطه الجميل، فقد نسخ كتبا نادرة للمولعين من أصحاب الخزائن، واكتسب ما يعينه على مواصلة طلب العلم. واتصل بأمير اللواء عامل سوسة، محمد خزنه دار الوزير فيما بعد، وذلك أنه امتدحه بقصيدة اعتنى بتجويد خطها، فقربه واستكتبه في دائرة عمله سنة 1262/ 1846 مع السماح له بالاستمرار في مزاولة دروسه، وأصبح العامل محمد خزنه دار يعتمد عليه في شئونه الرسمية والخصوصية لما ظهرت عليه مواهب متعددة من أصالة رأي، وبراعة في التحرير، وباع طويلا في الحسابيات. ففي سنة 1270/ 1854 لما قرر المشير الأول أحمد باشا باي إرسال إعانة عسكرية للدولة العثمانية لحرب الروسيا ببلاد القرم، انتدب اللواء محمد خزنه دار للسفر إلى الآستانة لاعداد وسائل نقله الجيش التونسي وتموينه، فسافر معه المترجم كاتبا له في تلك المأمورية، وأقام باستانبول من شوال 1270 إلى ربيع الأول سنة 1271، ولم يلبث محمد خزنه دار طويلا حتى عاد إلى استانبول للقيام بمأمورية أخرى، وذلك بعد موت المشير الأول

وولاية المشير الثاني محمد باشا لطلب أمر الولاية، فسافر معه المترجم في شوال 1272، ووقع تقليده في هذه المرة النيشان المجيدي، وترقى محمد خزنه دار إلى رتبة امير امراء بعد رجوعه، وفي محرم من سنة 1273/ 1857 سمي عاملا على الأعراض وقائدا عاما للمحلة العسكرية المهيئة لمقاومة الانتفاضة التي أثارها الفارس غومة المحمودي بعد فراره من سجنه بتركيا، فكان المترجم رئيس كتاب المحلة، وتقلد هذه المسئوليات لم يقطعه عن مواصلة طلب العلم، وتخلى عن هذه المسئوليات سنة 1280/ 1864 للتفرغ الكامل إلى طلب العلم إلى أن سمي مدرسا من الطبقة الثانية. وفي سنة 1286/ 1870 حصل شغور في خطة تدريس من الطبقة الأولى، وكان للنظارة العلمية الحق القانوني في تسديد الشغور بتعيين من تراه إلا إذا اعترض أحد المرشحين على التعيين، وطلب اجراء المناظرة بدلا من التعيين فإنه تقع إجابة طلبه، وعين شيخ الإسلام محمد معاوية للخطة الشاغرة المدرس من الطبقة الثانية الشيخ محمود بن مصطفى بيرم، ولم يرض المترجم بهذا التعيين وطالب باجراء المناظرة، مخاطبا شيخ الإسلام محمد معاوية بأبيات لطيفة رقيقة وهي: أيا شيخ إسلام وقدوة أمة … مقامك أعلى من مديحي واعظم معاوية الاستاذ هل من معنف … فلا العلم مغبون ولا الحق يكتم عهدناك قبل اليوم تشكو تأخرا … وتقديم من لا يعلمون وتعلم أعيذك من أن أشتكي منك مثلها … فعلمك يأباها ورأيك احزم فلا تجعلني واو عمرو أو انني … «أنا الميم والأيام، افلح اعلم» هديتم إلى رشد فخذ قول منصف … «سلي ان جهلت الناس عنا وعنهم» واني على عليا لأثني مسلّما … ولست لمن قدمتموه اسلّم فأجريت المناظرة، واجتازها بنجاح. وفي هذه السنة 1286/ 1870 عجزت الدولة التونسية عن خلاص ديونها وانتصبت اللجنة الدولية المختلطة لمراقبة الميزانية وتصفية الديون وهي المعروفة بالكوميسيون المالي، وتولى رئاستها الوزير المباشر خير الدين،

والوزير الأول مصطفى خزنه دار من أعضائها، وانتخب المترجم منشئا في قسم العمل من الكوميسيون المالي لما عرف به من ضلاعة من المسائل المالية، وما اشتهر به من استقامة وحزم، وبعد مرور سنة رقي إلى وظيفة منشئ أول، فتوطدت الصلة بينه وبين الوزير خير الدين، وصار يستعين بآرائه في مشاريعه الاصلاحية ويشترك فيها. ففي سنة 1291/ 1872 عينه عضوا في مجلس تنظيم الدروس بجامع الزيتونة، وتأليف قانونه كما عينه عضوا في مجلس تأسيس المدرسة الصادقية، وشارك في سائر القوانين التي أبرزها الوزير خير الدين. وفي سنة 1294/ 1875 عين عضوا في لجنة النظر في منح امتياز الخط الحديدي بين تونس والحدود الجزائرية، ثم عضوا للجنة العليا للسكك الحديدية، ثم عضوا في لجنة التحكيم في قضية الخلاف بين الكونت دي سانسي الفرنسي والدولة التونسية في هنشير سيدي ثابت. وفي سنة 1296/ 1877 سمي عضوا في مجلس شورى الملك. ولما انحل الكومسيون المالي سنة 1300/ 1881 استمر عمدة الدولة التونسية في معضلاتها المالية، فعين عضوا في لجنة التحكيم لمحاسبة الوزير مصطفى بن إسماعيل، ووكيلا عن الدولة التونسية في محاسبة حميدة بن عياد، وفي سنة 1310/ 1891 سمي رئيسا لقلم الانشاء بادارة المال العامة. ولم تحل هذه المسئوليات الضخام بينه وبين التدريس بجامع الزيتونة، فأقرأ أمهات الكتب وابان عن غزارة علم، وقوة عارضة، وكان نابغة العلوم الرياضية في عصره بجامع الزيتونة، درس فيه مؤلفات القلصادي. توفي في 29 ربيع الثاني سنة 1322/ 1914 ودفن بمقبرة الشهداء بالمرسى جوار الشيخ عبد العزيز المهدوي.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) رسالة في تقدير نصاب العين بحسب دنانير ودراهم الوقت. 2) رسالة في حكم المسح على الجورب. المراجع: - تراجم الاعلام 131 - 137. - عنوان الأريب 2/ 167 - 175.

207 - الرقادي (310 هـ‍) (923 م)

207 - الرقّادي (310 هـ‍) (923 م) أحمد بن فتح الرقّادي القيرواني، يعرف بابن شقون لجرح بشفتيه، الفقيه المتكلم النظار. كان يذهب مذهب أهل الجدل والمناظرة والذب عن أهل السنة ومذهب مالك، وهو من مشاهير المتكلمين والنظار بالقيروان في عصره. له تآليف حسان في المناظرة والكلام. المصادر: - الديباج 37. - طبقات علماء افريقية للخشني 284.

208 - الرقادي (316 هـ‍) (929 م)

208 - الرقّادي (316 هـ‍) (929 م) محمد الرقادي القيرواني، الفقيه، المناظر. نشأ بالقيروان آخر أيام سعيد بن الحداد، وتقلد مذهب أهل السنة، وأخذ في الذب عنه على طريقة سعيد بن الحداد، والدولة العبيدية قائمة توالي نشاطها الدعائي لمذهبها، وتشتد في مقاومة أهل السنة. وكان ظهوره واشتهاره بعد سعيد بن الحداد، ولم تكن له منه صحبة. قال الخشني: وكان حادا حاذقا، بصيرا لحدود المناظرة، حاضر الجواب، مليح المناظرة وألف كتبا كثيرة في ذلك. سافر في مركب بحري إلى مصر، وكيلا على مال لصاحب المركب مؤمن البلوقي (البولاقي) فغرق. المصدر: - طبقات علماء افريقية للخشني، ص 284.

209 - الرقام (-705 هـ‍) (-1300 م)

209 - الرقّام (- 705 هـ‍) (- 1300 م) القاسم بن سعيد بن محمد بن عبد الرحمن العذري السبتي التونسي، المعروف بالرقام أبو الفضل الصوفي. مؤلفاته 1) اصطلاح الصوفية والتنبيه على مقاصدهم الكلية والجزئية. 2) تكملة الأنوار في علم المقربين والأسرار. المرجع: - هدية العارفين 1/ 830.

210 - بورقعة (1322 - 1386 هـ‍) (1906 - 1967 م)

210 - بورقعة (1322 - 1386 هـ‍) (1906 - 1967 م) محمد بن أحمد بورقعة، الأديب، والكاتب المسرحي، المؤرخ، ولد بتوزر في 15 افريل سنة 1906، ونشأ بها، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عربية فرنسية، ثم انتقل إلى تونس صحبة شقيقه الأكبر منه سنا الأستاذ إبراهيم المحامي المتقاعد الآن، فالتحق بجامع الزيتونة وتابع دروس المدرسة العليا للآداب العربية بالعطارين، ولم يستوف بالمعهدين مدة الدراسة المقررة، ثم انتقل إلى السكنى بصفاقس صحبة شقيقه الأستاذ إبراهيم الذي باشر خطة وكيل بالمحاكم التونسية، واشتغل كاتبا في مكتب أخيه إلى أن بارحه بعد سنوات عديدة لخلاف وقع بينهما، وانقطع الكلام بينهما سنوات طويلة إلى أن اجتمعا في مأتم والدهما بتوزر، وزال ما بينهما من مقاطعة، وانتقلت معهما والدتهما إلى صفاقس لخلاف بينها وبين زوجها في مداواة طبيب لمرض بعينيها. كان عصاميا في تكوينه الأدبي والعلمي، دائبا على المطالعة والبحث. كان وهو تلميذ بالزيتونة يطالع بمكتبة المدرسة الخلدونية ما فيها من مجلدات المجلة الآسيوية الفرنسية. وكان كاتبا غزير الانتاج، وشاعرا مقلا، وناظما للأدب الشعبي الملحون، وله فيه قطع جيدة أذاعت بعضها الاذاعة التونسية. وكان يملك صبرا عجيبا ودأبا متواصلا على المطالعة والكتابة والبحث لا يعرف كللا ولا فتورا، ولا يساوره ملل ولا سأم منذ ريّق شبابه وعنفوان فتوته إلى أن اشرف على اعتاب الشيخوخة، ولم ينقطع عن هذا العمل المضني إلا في مدة المرض القصير الذي أودى بحياته، وفي الفترات التي تشتد فيها وطأة المرض، وتخف فيها سيطرة العقل الواعي على العقل الباطن، كان يهذي

بكلمات لا تخرج عن عالم الأوراق والكتب والبحث، وقبل موته بساعات كان يغمغم «انقلوني إلى منزلي، أريد أن أطالع، أحب أن أكتب وأبحث».وفي مدة هذا المرض كان مقيما بمصحة الدكتور صالح قطاط بحي البستان. وهذا الجنون بحب المطالعة والكتابة والبحث حتى في يوم الموت هو شبيه بما روي أن الإمام ابن مالك النحوي حفظ ثمانية شواهد شعرية يوم موته. وهو من الأدباء القلائل الذين حازوا شهرة واسعة تجاوزت حدود الوطن بفضل ما أذاعته له محطات الشرق والغرب، من روايات مسرحية، وبحوث ودراسات، مثل المحطة الاذاعية بلندن، وهولندا، وصوت أميركا، والجزائر، والمغرب الأقصى، وليبيا، والكويت، والهند. وكثيرا من رواياته المسرحية أحرزت اعجاب المستمعين على اختلاف مستواهم الثقافي والعقلي وميولهم واتجاهاتهم وكان يمد بين الحين والآخر اذاعة ليبيا بدراسات عن الأدب الشعبي التونسي، والتعريف بمشاهير رجاله، وانتقاء منتخبات لهم لها صلة بأحداث التاريخ المعاصر لليبيا، وقبل وفاته بشهور اتصل به في الصيف أحد كبار المسئولين في الاذاعة الليبية، وطلب منه بإلحاح أن يعود إلى مد الاذاعة برواياته وبحوثه. وقد أذاعت له الاذاعة القومية بتونس والجهوية بصفاقس بحوثا وروايات. كان راهبا في محراب العلم والأدب والبحث لم يتزوج، ولم يتوظف، وله اشعار قليلة بالفصحى على ضعف فيها أحيانا، ويعترف هو بهذا قائلا «نظم الشعر بالنسبة لي مجرد هواية ولست من فحوله ولا المبرزين فيه» وله أغان باللغة الدارجة، فيها جمال المعنى وحسن السبك وتناسق الأجزاء، وجرس موسيقي فاتن أخاذ، وخيال خصب قوي. ومن النوادر أنه قدم لإذاعة صفاقس قصيدا باللغة الدارجة طالعه:

رياض الجريد من رياض الجنه … ومنها سرق الشعر وحيه وفنه ورفضته الاذاعة حسب اشارة المكلف بفحص الأغاني، وهو رجل احتكر ميدان الأغنية الشعبية في ذلك الوقت، ولا يريد أن يزاحمه فيها أحد، ودأب على رفض ما يكلف بفحصه، وإذا كان هذا السيد يتصرف حسب هواه فالمدير المسئول أين شعوره بمسئوليته ومستواه الأدبي حتى يترك هذا السيد يفعل ما يمليه عليه هواه؟ . حدث له جرح بابهام رجله اليمنى، وتشرب الماء وتقيّح، وانتفخت رجله فعاقته عن المشي فلازم الفراش بداره إلى أن نقله شقيقه الأستاذ ابراهيم الى مستشفى الهادي شاكر، ثم نقل إلى مصحة البستان للدكتور محمد الصالح قطاط، وبتر إبهام رجله وتبين أنه مصاب بسوسة في العظم وبمرض السكر والملح في الدم، وفي أثناء إقامته بمصحة البستان أصيب بنزلة صدرية قوية. توفي في حدود الساعة التاسعة ليلا من يوم الثلاثاء في 29 رمضان 10/ 1386 جانفي 1967 بعد ساعات من نقله الى منزل شقيقه الأستاذ إبراهيم، ومن الغد صلي على جثمانه على مقربة من سيدي الفرياني ونقل اثر ذلك إلى مسقط رأسه توزر حيث دفن هناك. وبكته الأوساط الأدبية والفنية. وكان لموته المفاجئ صدى أسف وحزن بالغين ممزوجين بالحيرة والذهول لدى أصدقائه المقدرين لنبوغه وعبقريته في وقت كانوا يترقبون فيه بشوق بروز انتاجه القيم النفيس بعد أن تم الاتفاق المبدئي مع بعض دور النشر على طبع مؤلفاته. كان طويل القامة مهيب الطلعة، كريما، شهما، أبي النفس لطيف المعشر، على سرعة انفعاله وصعوبة مراسه يميل إلى الفكاهة والنكتة، بارا بوعوده، صادقا في أقواله يكره التلون والكذب.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) جمع مقالاته المنشورة في الصحف والمجلات في مجلدين ضخمين جاهزين للطبع. وهي مقالات كثيرة في الأدب والتاريخ والنقد بمجلات العالم الأدبي، والثريا، والمباحث، وبجرائد الزهرة، والنهضة، والزمان، وصدى الأمة، ولسان الشعب. 2) تاريخ الجريد، في ثلاثة أجزاء أطلعني على جزء منه. درس في هذا التأليف تاريخ الجريد من أقدم العصور إلى عصره وتكلم فيه عن نشأة مدن وقرى الجريد وتطورها على صدى التاريخ وتاريخها السياسي والديني والاقتصادي والأدبي والبشري. 3) ثورة أبي يزيد الخارجي، وهي أوسع دراسة عن هذه الثورة التي كادت تؤدي إلى زوال دولة العبيديين. حلل فيه أسباب الثورة ودواعيها باطناب ومنها الصراع القديم والعداء المتوارث بين صنهاجة وزناتة، واثر المذهب الاباضي في تأليب قبائل زناتة وحشدها للقيام بالثورة وأسباب إخفاق الثورة، وله رأي خاص في أبي يزيد مخلد بن كيداد بطل الثورة خلاصته أنه من أبطال الحلقات الاستقلالية في تاريخ البلاد، وأن خصومه تعمدوا تشويه سمعته وسيرته بتلفيق الأخبار والحكايات التي لا أساس لها من الصحة، وساهم في حملة التشويه والتزوير حتى فرقة الاباضية الوهبية المعادية لفرقة أبي يزيد النكارية. ولم أكن اتفق معه في هذا الرأي، بالرغم من الجدل الطويل الذي استمر بيننا ما يناهز الساعة وكنت إذا اردت مداعبته اتحكك بأبي يزيد مهوّنا من شأنه كقائد ثورة ناجح، وما نشر من خراب ودمار، فيلتفت إلي مبتسما قائلا: «أنت تقصدني، قوم روح لا نتعاركو». وناقش في كتابه هذا كل الذين كتبوا عن ثورة أبي يزيد من

عرب ومستشرقين وأخبرني - رحمه الله - أن الكتاب يحتاج إلى التنسيق النهائي ليكون معدا للطبع. 4) رسالة عن الشيخ أبي علي النفطي السني. 5) رسالة عن أبي الفضل النحوي التوزري. 6) النخلة في الاعتقاد والتاريخ، جمع فيه كل ما يتعلق بالنخلة عقائديا وتاريخيا وأدبيا، وما له صلة بالعادات والتقاليد، وعدد فيه أصناف البسر والرطب والتمر، وأرجع الكلمات إلى أصولها اللغوية الأولى كالطابوني، والدقلة، مما يدل على ما بذله من جهد وتنقيب في هذا التأليف النفيس المبتكر، نشرت بعض الصحف الصادرة قبل الاستقلال فصولا منه. 7) تاريخ المدن والقرى التونسية، نشرت له جريدة «النهضة» في صفحاتها الأدبية الأسبوعية فصولا منه خاصة بأسماء بعض المدن، وتفسير معانيها، وأذاعت له الاذاعة التونسية مجموعة من هذه الدراسات، ونشرت له اذاعة صفاقس الجهوية ما يزيد على المائة حلقة، خص كل منطقة جغرافية من مناطق الجمهورية بمجموعة من الأحاديث بعناوين: أضواء على الجنوب، أضواء على الساحل والوسط، أضواء على الشمال الغربي، الخ وقد كانت هذه الدراسات محل اهتمام واعجاب من كافة المستمعين، حتى أن الحديث الواحد كان يعاد في الأسبوع ثلاث مرات وأكثر في اذاعة صفاقس واذاعة تونس. وأبادر ملاحظا أن عنوان الكتاب من كيسي، لأنه لم يضع له عنوانا خاصا، وإنما هو لديه مجموعات كان في نيته تجزئتها إلى أجزاء، وتخصيص كل جزء منها بولاية أو منطقة ليقدمها إلى الطبع ومن رأيه أن إبراز الكتاب على هذه الصورة يخفف من ثقل التكاليف على الناشر، ولا يمل منه القارئ لكن الموت المفاجئ حال بينه وبين تحقيق أمنيته. 8) وفي المسرح ألف ما يقرب من 80 رواية بالفصحى والعامية، مثل الكثير

منها بصفاقس، وتونس وسوسة وغيرها من مدن الجمهورية، وأذيع الكثير منها، من الاذاعات التي كان يزودها بانتاجه. ومسرحياته يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات، مجموعة خاصة بتاريخ صدر الإسلام، ومجموعة خاصة بالتاريخ التونسي مثل صفونيسب القرطاجنية، وإلى صقلية يا جنود القيروان، ومجموعة خاصة بمعالجة المشاكل الاجتماعية المنتزعة من صميم الواقع التونسي، وتمتاز رواياته بتوفر عنصري الحركة والمفاجأة، وبتحليل نوازع الخير والشر في النفس الإنسانية، وجوانب الضعف فيها، لذلك كان إقبال الجماهير عليها عظيما يجدون فيها تجاوبا مع عواطفهم وميولهم وجوا قريبا من الجو الذي يعيشون فيه، وتجارب مشابهة لتجاربهم. ولا ينكر ما له من فضل في إحياء الحركة التمثيلية بصفاقس في فترة محدودة من الزمان بذل فيها كل ما يملك من طاقة ونشاط وحيوية، عند ما كان مشرفا على بعض الجمعيات التمثيلية بصفاقس، وكان الخلية الحية فيها يمدها بنجيع الحياة إذ كان مؤلفا وممرنا ومخرجا، وسافر صحبة الفرقة التي كان يشرف عليها إلى كثير من جهات الجمهورية، وإلى الجزائر. وقد كان له ولوع خاص، وغرام مضطرم بالفن المسرحي، لا يكاد ينقطع مدة عن التأليف حتى يعاوده حنين غلاب، وشوق مبرح لا يحس بالراحة إلاّ إذا ألف رواية مسرحية، والذي ساعده على غزارة الانتاج المسرحي ذهن واع متفتح لما يمر به من أحداث وتيارات، وملاحظة دقيقة ورصد متأن للحياة الاجتماعية، وخيال خصب، وقلم سيال، وعقل منظم مرتب. 9) وله نشاط في حقل الأدب الشعبي، فجمع شعر أحمد ملاك، وتلميذه وروايته أحمد السماوي، وجمع شعر علي اللوز، والرديسي، ومحمد الأزرق، وغيرهم هذا عدا ما له من الدراسات في الأدب الشعبي تتمثل في المقارنة

المراجع

بين مشاهيره، واستخلاص الحقائق الأدبية، والاجتماعية والتاريخية من منظومهم. 10) وفي الفولكلور له دراسات متعددة عن العادات والتقاليد والأزياء، مع محاولة موفقة ناجحة في إرجاعها إلى جذورها التاريخية الأولى. 11) ومن مؤلفاته التاريخية، ثورة بني غانية بالجنوب التونسي. 12) تاريخ غابة ومياه توزر. 13) الزوجة الخائنة، قصة، طبعت بتونس عام 1926. المراجع: - الجديد في أدب الجريد 254 - 255. - محمد محفوظ: مجلة الاذاعة والتلفزة ع 184 س 8، 1967، ص 3 - 4 فصل غفل من الامضاء. - محمد محفوظ: جريدة الصباح 22 شوال 1386/ 22 فيفري 1967 س 7 ع 4516. - محمد محفوظ: جريدة العمل، 13 من ذي الحجة /1386 مايو 1967 س 30 ع 3574.

211 - الرقيق (حوالي 425 هـ‍) (1034 م)

211 - الرقيق (حوالي 425 هـ‍) (1034 م) إبراهيم بن القاسم المعروف بالرقيق القيرواني، أبو إسحاق، الكاتب الأديب الشاعر المؤرخ. ولد بالقيروان ومات بها وتاريخ ميلاده ووفاته غير معروفين، كما أن تفاصيل حياته غير معروفة بدقة. تولى الكتابة الخاصة لثلاثة أمراء صنهاجيين زيريين: المنصور (96 - 984/ 86 - 374) وباديس (386 - 406/ 996 - 1016)، والمعز (بداية من 406/ 1016). ذكر ابن رشيق في «أنموذج الزمان» وهو مصدر أولي لتعيين وتحديد زمن وظائفه وكذلك اشارة نفس المؤلف إلى مهمة الرقيق في القاهرة في 388/ 998، وعبارة ابن خلدون في رفوف سنة 417/ 1026 - 27 عن خبر الرقيق عن تاريخ بني خزرون بطرابلس، استخدمتها الدراسات الحديثة في محاولات غير منزهة من الضعف لتعيين بعض نقط الاستدلال في حياة الرقيق التي بقيت مع ذلك غير تامة المعرفة وقليلة الوضوح (¬1). قال ابن رشيق من جملة كلام له عن الرقيق: «وكاتب الحضرة منذ نيّف وعشرين سنة إلى الآن».وذكر المؤرخ المرحوم ح. ح. عبد الوهاب أن كلمة «الآن» الواردة في كلام ابن رشيق تعني حدود عام 425 هـ‍ وهو الوقت الذي ألف فيه ابن رشيق كتاب «الأنموذج» ومما سبق يتضح أن وفاة الرقيق كانت حوالي سنة 425 هـ‍ أو بعدها بقليل، وهذا غاية ما يمكننا ترجيحه (¬2). ¬

(¬1) انظر ما كتبه الشاذلي بو يحيى عن الرقيق في كتابه الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) ص 138. (¬2) المرجع السالف نفس الص. وترجمة الرقيق المنقولة من كتاب «العمر» للمؤرخ المرحوم ح. ح. عبد الوهاب، المنشورة في تقديم كتاب اختيار قطب السرور لعلي المسعودي ص 14.

ويرى أنه ولد بالقيروان في منتصف القرن الرابع للهجرة حوالي الوقت الذي انتقل فيه الفاطميون من افريقية إلى مصر (362/ 972) عقب تأسيس القاهرة المعزيّة (¬1). ووظائف كاتب الأمير أسندت له القيام بمهمات تشريفاتية أكثر منها ديبلوماسية (¬2) وسافر مع مخدوميه في حروبهم مع قبائل المغرب الأوسط أو بني عمهم الحمّاديين أمراء القلعة. أرسله باديس بن المنصور سنة 386/ 996 ثم في سنة 388/ 998 إلى القاهرة لتهنئة الحاكم بأمر الله الفاطمي، مع هدية لتقديمها له، وأنشد الحاكم قصيدة طالعها: إذا ما ابن شهر قد لبسنا شبابه … بدا آخر من جانب الأفق يطلع وهي طويلة ثم عاد إلى وطنه. وخدمته للأمراء الثلاثة جعلته نديما لهم ومقدرين فيه آداب السلوك وميله إلى حياة السرور، ولثقافته وصفات الأديب الماهر، سمي الكاتب النديم (¬3). وابن رشيق يثني على شعره مع قلته، ويرى أنه غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ، فقد قال عنه في الأنموذج: «هو شاعر، سهل الكلام محكمه، لطيف الطبع قويه، تلوح الكتابة على ألفاظه قليل صنعة الشعر، غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ وتأليف الأخبار، وهو بذلك أحذق الناس». وقال ابن خلدون في أوائل «المقدمة» مثنيا على موهبته التاريخية ومهارته فيها: «ابن الرقيق مؤرخ افريقية والدول التي كانت بالقيروان، ولم يأت من بعده إلا مقلد». ¬

(¬1) الترجمة المنقولة من كتاب «العمر» ص 11. (¬2) الشاذلي بو يحيى، مرجع سبق ذكره، ص 139. (¬3) المرجع السالف نفس الص.

وكان يعيش عيشة الأدباء من معاقرة الخمر مع أصحابه، وله شعر أجاب به عن أبيات كتبها إليه عمار بن جميل وقد انقطع عن مجالس الشراب، ولذلك تحامى الفقهاء رواياته الشاذة التي ينفرد بها والتي يحوم الشك حول صحتها (¬1) ولعل ولوعه بإيراد الحكايات سعيا وراء تخفيف جفاف السرد الأخباري جعله لا يتحرى، ولا يستخدم النقد في غربلة ما ينقله. قال بروكلمان في «ملحقه»: «وذكر دوسلان أن للرقيق كتابا في تاريخ البربر تحدث عنه في «المجلة الآسيوية» الفرنسية ج 4 م 4 سنة 1844 ص 347» وقد ألف تاريخا لافريقيا الشمالية (تاريخ افريقية والمغرب في عدة مجلدات) وتاريخ انساب البربر، وديوانا شعريا توجد منه نسخة بمكتبة باريس. وذكره الرحالة الاسباني مرمول (ابن الرقيق) وهو الذي ذكره محمد الوزاني (ليون الافريقي) في رحلته أيضا. وفي خلال القرن السابع عشر أي عند ما مرّ مرمول (Marmol) بتونس كانت لا تزال توجد عدة نسخ من تاريخ ابن الرقيق بتونس. ثم إن دوسلان تحدث بعد ذلك عن المؤرخين الذين اعتمدهم النويري في الجزء من كتابه «نهاية الأرب» عند ما تعرض لتاريخ افريقية فقال (¬2): «هؤلاء هم المؤرخون الذين اعتمدهم النويري في ¬

(¬1) قال الأبي في شرحه على مسلم (إكمال اكمال المعلم) 7/ 54 - 55 «قلت كان سحنون في ايام قضائه سجن ابن أبي الجواد في دين ترتب عليه، وضربه بالسوط مرة بعد مرة، واتفق أن مات ابن أبي الجواد من الضرب، فكان سحنون يرى في منامه ابن أبي الجواد بما يسوؤه فإذا استيقظ قال: مالي ولابن أبي الجواد؟ ! فظاهر هذا أن سحنونا قاله بسبب تعذيبه مع أنه إنما عذبه بحق، وإذا كان يقول - إذا ذكر له - الحق قتله. وأجاب بعضهم - وأظنه الشيخ ابن عبد السلام - بأن هذا إنما هو حكاية ابن الرقيق المؤرخ وهو ليس بثقة لأنه كان شارب خمر متخلفا فلا يقبل خبره، والحكاية وإن ذكرها بعض مؤرخي الأندلس فلعله نقلها عن ابن الرقيق». (¬2) تاريخ تونس من «نهاية الأرب» هو موضوع الجزء 20 تقريبا والبارون دوسلان ترجمه إلى -

مؤلفاته

الجزء من كتابه «نهاية الأرب» ولكنه اعتمد بالخصوص على تاريخ إبراهيم الرقيق وابن شدّاد وهذان المؤرخان هما اللذان أمداه بالقصص الطويلة المتعلقة بأمراء العرب الذين حكموا افريقية وخصوصا ملوك الأغالبة وأمراء بني زيري الصنهاجيين. وهذه القصص المطولة هي التي أكسبت تاريخ افريقية كل هذه الأهمية. ومع ذلك فإن ابن خلدون لا يمنح الرقيق دائما ثقته التامة، بل لقد رفض روايته في كثير من المواطن، وإني أميل إلى الاعتقاد بأن قصة بنت البطريق جرجير مع عبد الله بن الزبير في أول فتح عربي للديار الافريقية إنما هي من وضع إبراهيم الرقيق «انتهى ما كتبه البارون دوسلان في «المجلة الآسيوية» عن الرقيق». ويرى كراشكوفسكي في «تاريخ الأدب الجغرافي العربي» أن فيما يتعلق بنقل الوزان (ليون الافريقي) عنه فإنه قلما يشير إلى مصادره، وهو حين يفعل ذلك يوردها من الذاكرة ... ومن الجلي أن معرفته بالمؤلفين المغاربة كانت أقرب، وهو أمر طبيعي، وأكثر نقوله عن ابن الرقيق، وإليه يدين ليون الافريقي بتصنيفه الأصل للقبائل العربية والبربرية وبقدر كبير من المعطيات المختلفة بل الاطار العام لمصنفه وذلك من الناحيتين التاريخية والاثنوغرافية. مؤلفاته: 1) الأغاني، نحا فيه منحى أبي الفرج الاصبهاني، مجلد ضخم. 2) الاختصار البارع للتاريخ الجامع، عدة مجلدات. ولعله اختصار لتاريخه الكبير عن افريقية والمغرب، وكثير من المؤلفين القدامى يستخرجون من كتابهم الكبير في التاريخ مختصرا ومؤلفات أخرى في التراجم عامة أو لطبقات معينة مثل الحافظ الذهبي اختصر تاريخه الكبير، واستخرج منه مؤلفات أخرى كالنبلاء، وتذكرة ¬

- الفرنسية وجعله ذيلا لترجمة ابن خلدون (تعليق المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك على فصله المنشور بمجلة «الثريا» الآتي ذكره.

الحفاظ، ومعرفة القراء الكبار، ومثل صلاح الدين الصفدي وتأليفه الكبير «الوافي بالوفيات» فقد استخرج منه «نكت الهميان بنكت العميان» وتراجم معاصريه في «أعوان النصر بأعيان العصر» وكذلك فعل غيرهما مما يطول سرده. 3) أخبار بني زيري الصنهاجيين، يشمل أخبار الأمراء الثلاثة الأول منهم وهم: زيري بن مناد وابنه أبو الفتوح يوسف، وابنه المنصور، وقد أشار إليه عند الكلام عن دولة المنصور (من سنة 374 الى 386/ 984 - 996) حيث قال: «وقد ذكرت سيرته وحروبه وعطاياه في كتاب مفرد لأخبار جده وأبيه وأخباره». (نقل ذلك ابن عذاري في «البيان المغرب») وهو مفقود. ولعله استخرجه من كتابه الكبير. 4) كتاب انساب البربر، مفقود. 5) تاريخ افريقية والمغرب، في عشر مجلدات ابتدأ فيه بأخبار الفتح العربي إلى نهاية سنة 417 ولعله هو الذي سماه ابن الفوطي في «تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب «بالمغرب في أخبار المغرب» وهو تاريخه الكبير المفقود. وهو الذي وصله ابن شرف ثم ابنه جعفر بن شرف، وأبو الصلت أمية بن أبي الصلت الداني نزيل المهدية (ت سنة 537/ 1142)، والكتاب وذيوله نقل عنهما من أتى بعدهما من المؤرخين كابن عذاري، والتجاني في رحلته، والوزير السراج في الحلل السندسية، وغيرهم، وذيول الكتاب مفقودة أيضا. والقطعة الغفل المبتورة الأول في تاريخ المغرب عن حكومة عقبة بن نافع إلى حكومة إبراهيم الأول الأغلبي التي اكتشفها بالرباط الشيخ محمد المنّوني المكناسي، والتي نشرها بتونس الأستاذ المنجي الكعبي سنة 1968 مشكوك في نسبتها إلى الرقيق. 6) فتوح افريقية، ذكره الأبي في شرحه على مسلم 1/ 71 ولعله منتزع من تاريخه الكبير.

7) ديوان شعر، منه نسخة في مكتبة باريس. 8) قطب السرور في وصف الأنبذة والخمور، في جزءين، وهو الكتاب الذي وصل إلينا كاملا من مؤلفاته. يوجد الجزء الأول منه مخطوطا في باريس، والثاني في الاسكوريال وكاملا في برلين وقد نشر الأستاذ أحمد الجندي القسم الأخير منه، وهو يظن أنه الكتاب كله، من منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1969 واختصره في جزء نور الدين علي المسعودي، حققه الأستاذ عبد الحفيظ منصور (تونس 1976) قال المؤلف في مقدمة الكتاب: «وأودعته من أمثال الحكماء ومنثور البلغاء، ومنظوم الشعراء، وأخبار الأدباء والظرفاء ما لا يستغني عنه شريف، ولا يجوز أن يخلو منه ظريف وليس في الأمور التي وقع فيها الحظر والاطلاق شيء اختلف الناس فيه اختلافهم في الأشربة، وما يحل منها وما يحرم، على قدم الأيام ومع قرب العهد بالرسول عليه السلام وخيار الصحابة وكثرة العلماء الذين يؤخذ عنهم ويقتدى بهم ... وإن شيئا وقع فيه الاختلاف في ذلك العصر بين أولئك الأئمة لحري أن يشكل على من بعدهم، وتختلف فيه آراؤهم ويكثر تنازعهم»، إلى أن يقول: «وجمعت لك في الخمرة رأي العرب وشعرائها، وشيئا من علم الفلاسفة وحكمائها، وإلى الله عزّ وجل الرغبة في الهداية إلى صالح الأعمال، وبه المعاذ من الزلل في مقال وفعال، ونستغفره من فعل لا يرضيه، وقول يحث على معاصيه (¬1)» وذكر في هذا الكتاب الخلفاء والكبراء من عظماء الإسلام الذين كانوا مولعين بالخمر، وأورد كثيرا من النوادر النثرية والشعرية المتعلقة بهم. فالكتاب فيه لغة وأدب وجمع لما يتعلق بالخمر مما يدل على أن المؤلف كان شريبا مدمنا. 9) الروح والارتياح، منه نسخة في خزانة الأستاذ صادق كمونة المحامي في بغداد .. ولهذا الكتاب صلة بأمور الخمر. ¬

(¬1) تقديم كتاب المختار من قطب السرور ... لمحققه ص 5 وترجمة الرقيق المنقولة من كتاب «العمر» ص 16.

المصادر والمراجع

10) معاقرة الشراب، نقل منه فقرات في نفح الطيب 4/ 128 - 129. 11) الصبوح والغبوق. 12) كتاب المتيّمين. 13) النساء خصصه بأخبار الشاعرات المشهورات. 14) كتاب نظم السلوك في مسايرة الملوك في مجلدات، توجد منه نحو كراس من القطع الكبير بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 19383 (وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس) وتشتمل هذه القطعة على حكايات عجيبة غريبة وبعضها لا يكاد يصدقها العقل، مما يصلح أن يثير انتباه المستمع وتعجبه. المصادر والمراجع: - الاعلام 1/ 51 - 52. - تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (الترجمة العربية) 3/ 81. - تاريخ الأدب الجغرافي العربي 1/ 453. - تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب لعبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطي الشيباني الحنبلي، تحقيق المرحوم الدكتور مصطفى جواد (المط الهاشمية بدمشق 1962) ق 1 ج 4/ 213 في ترجمة عزّ الدين أبي العرب بن شداد بن تميم الحميري القيرواني عند ذكره لانتخاب التواريخ التي تقدمته «وأبي إسحاق إبراهيم المعروف بالرقيق صاحب كتاب المغرب عن أخبار المغرب». - إيضاح المكنون 1/ 47. - الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) للشاذلي بو يحيى ص 138 - 144 رقم 138. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 781 - 782. - دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية الطبعة الجديدة) بقلم محمد الطالبي 3/ 927. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 121 - 124. - معجم الأدباء 1/ 216 - 226.

- معجم المؤلفين 1/ 76. - نزهة الأنظار لمقديش 1/ 30. - هدية العارفين 1/ 67. - الترجمة المنقولة عن كتاب «العمر» في تقديم المختار من قطب السرور ص 11 - 18. - ورقات ... 2/ 219 - 20، 438 - 447. - ح. ح. عبد الوهاب: «مجلة البدر» ج 76 من المجلد الثاني 2 رجب 1340 ص 995 - 400. عثمان الكعاك تاريخ الأدب التونسي نقلا عن بروكلمان (ترجم ما في الأصل والملحق) «مجلة الثريا» ع 12 س 1 ذو الحجة 1363، ديسمبر 1944 ع 1 س 2 صفر 1364 جانفي 1945 ص 9.

212 - الرياحي (1180 - 1266 هـ‍) (1767 - 1850 م)

212 - الرياحي (1180 - 1266 هـ‍) (1767 - 1850 م) إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد بن إبراهيم الرياحي الليبي الأسلاف، قدم جده إبراهيم من ليبيا، ونزل بالموضع المعروف بالعروسة منزل رياح، وكان حافظا للقرآن، وله معرفة بسر الحرف، واشتغل هنالك بتأديب الصبيان. وأصل سلفه من قبيلة المحاميد القاطنين بليبيا من فريق رياح الهلالية الذين دخلوا افريقية على عهد المعز بن باديس الزيري الصنهاجي. العلامة الفقيه، الأديب الشاعر، الصوفي، الرحالة، السياسي. ولد بتستور، وبها حفظ القرآن، ثم ارتحل إلى تونس لطلب العلم في أواخر القرن الثاني عشر، وسكن بحوانيت مدرسة عاشور ثم بمدرسة بير الحجار. وأخذ بجامع الزيتونة عن أعلام عصره كصالح الكوّاش، وحسن الشريف، وأخذ الأصول عن إسماعيل التميمي، والبيان والمنطق عن عمر المحجوب، وأخيه محمد المحجوب، وقرأ النحو على حمزة الجبّاس في مكتب اشهاده كتاب المغني لابن هشام، وكان هذا الشيخ عالم العربية في عصره (ت سنة 1217/ 1802 ودفن بالزلاج) وأخذ عن أحمد بو خريص، والطاهر بن مسعود وكان يميزه عن أقرانه بإبطال الدرس إذا غاب، وكلمه بعض الطلبة في ذلك فقال: «هذا الرجل ننتفع به أكثر مما ينتفع بنا»، وأخذ عن غيرهم من اعلام عصره وغالبهم أجازه إجازة عامة، وأخذ التصوف عن شيخ الطريقة الشاذلية الشيخ البشير بن عبد الرحمن الونيسي الزواوي نزيل تونس، وكان ملازما له، ويدخل منزله بلا استئذان، ومدح الطريقة الشاذلية، وابتكر لها الادعية، وفي سنة 1216/ 1801 تعرف بالشيخ علي حرازم بن العربي برّادة والفاسي وأخذ عنه الطريقة التيجانية بتونس،

ونشرها، وأقام أورادها، وأسس لها زاويته المشهورة قرب حوانيت عاشور، وله شعر كثير في مدح الطريقة التيجانية، وكان على صلة بالشيخ مصطفى بن عزوز البرجي الجزائري نزيل نفطة، وله فيه مدائح نثرية وشعرية، وبعد استكمال تحصيله انتصب للتدريس بجامع الزيتونة وازدحمت الطلبة على دروسه. وطريقته في التدريس، أنه ينقل الدرس ويمليه من حفظه، ثم يقرر ما يظهر له، ثم يسرد كلام المصنف بكيفية تبعث النشاط في النفس، وهو أول من ابتكر هذه الطريقة، وقلده فيها من جاء بعده كمحمد بيرم الثالث، ومحمود بن الخوجة، وغيرهما، وسمعه شيخه الطاهر ابن مسعود يدرس الشرح المختصر للسعد التفتازاني على التلخيص فاعجب به. وعند ما توفي شيخه محمد الفاسي خلفه في تدريس تفسير البيضاوي، وصحيح البخاري، في جامع صاحب الطابع. وبعد عشرين سنة من إقامته بتونس سئم ضيق العيش، والوحدة بالمدرسة حتى عزم على الهجرة من البلاد التونسية، وبلغ ذلك الوزير يوسف صاحب الطابع، فتسبب له في إسناد خطة العدالة ولما جاءه الحاج بالضياف بأمر الولاية قال له «نترجى عشرين سنة مستقبلة حتى أجمع من أجر الوثائق ما اتخذ به بيتا وزوجة! » وعزم على الهجرة، وعظم هذا على الوزير صاحب الطابع فاشترى له دارا بما يلزمها من المرافق والاثاث، والتزم له بنفقة الزواج فتزوج، وكان ذلك في أيسر وقت، ووالى عليه وابل كرمه فعدل عن فكرة الهجرة. تخرج عليه كثير من الاعلام منهم ابناه الطيب وعلي، ومحمد بن ملوكة، ومحمد النيفر وابناه الطيب والطاهر، ومحمد البنّا، ومحمد البحري بن عبد الستار، والطاهر بن عاشور، ومحمد بن سلامة، وأحمد بن حسين القمّار الكافي وأحمد بن أبي الضياف المؤرخ، وسالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، وغيرهم كثير. وفي سنة 1218/ 1803 انتخبه الأمير حمودة باشا سفيرا للسلطنة

الشريفية بالمغرب الأقصى على عهد السلطان سليمان بن محمد لغرض طلب الميرة لوجود مجاعة بتونس، وأصحبه رسالة من انشاء الشيخ عمر المحجوب وقابل السلطان، وأنشده قصيدته التي مطلعها: إن عزّ من خير الانام مزار … فلنا بزورة نجله استبشار وهي من جيد شعره. وفي هذه الرحلة اجتمع في فاس بالشيخ أحمد التيجاني، وأخذ عنه الطريقة، كما اجتمع بكثير من العلماء منهم الشيخ الطيب بن كيران، وتباحث معه في مسائل من العلوم، وحضر درس السلطان في التفسير، ودخل مدينة سلا، وأجازه فيها العلامة محمد الطاهر المير السلاوي بما تضمنه ثبت الشيخ أحمد الصباغ الاسكندري من العلوم على اختلاف أنواعها والكتب المصنفة فيها من المطولات والمختصرات بالأسانيد المتصلة إلى أربابها كما أجازه بذلك الشيخ عمر بن عبد الصادق الشستي المالكي عن شيخه أحمد الصباغ جامع الثبت المذكور، والشيخ محمد مليكة عن الشيخ عبد الوهاب العفيفي، ومحمد بن عيسى الزهار، عن مؤلفه الشيخ أحمد الصباغ المذكور والاجازة مؤرخة في شوال سنة 1219 هـ‍.وكانت رحلته إلى المغرب الأقصى رحلة سياسية وعلمية. وفي سنة 1241/ 1826 قدم إلى تونس أحد تلامذة الشيخ أحمد التيجاني فذهب معه إلى تماسين في الجنوب الجزائري، واجتمع بخليفة صاحب الطريقة الحاج علي التماسيني، ثم رجع إلى تونس، وبعدها سافر إلى الحج، وحج مرة ثانية سنة 1252/ 1836 نيابة عن مصطفى باي الذي قام بسائر ضرورياته ذهابا وإيابا وأركبه الفرقاطة الحسينية ورجع في 19 رجب 1253/ 13 اكتوبر 1837 بعد وفاة منوبه الأمير مصطفى باي بثلاثة أيام. وكان سبب سفره للحج في هذه المرة وحشة وقعت بينه وبين تلميذه القاضي المالكي محمد البحري بن عبد الستار وذلك أنهما اختلفا في يتيم تزوجت أمه فانتقل الحق في حضانته إلى جدته للأم، وقضى بهذا القاضي بناء على المشهور في المذهب، ولم يرض عم الطفل بهذا الحكم، وطلب أن

يكون الطفل في حضانته والتزم بالنفقة عليه من ماله إلى أن يبلغ أشده ويأخذ ارثه من أبيه كاملا، فقضى له بذلك الشيخ المترجم اعتمادا على غير المشهور نظرا لمصلحة اليتيم، فانتصر هذا لرأيه وهذا لرأيه ووقع بينهما اختلاف في مجلس مصطفى باي آل الأمر فيه أن القاضي أتى بكتب الفقه تحملها الأعوان وجعلوها بين يديه، وطلب من الباي أن يأمر أحد الكتاب بقراءة محل الحاجة من كل كتاب فغضب الشيخ المترجم له وقال لتلميذه القاضي المذكور في ذلك المجلس «قصر يا قليل الحياء». وامتعض الباي من هذه المقالة، وانفصل المجلس بتنفيذ حكم القاضي، وتأثر المترجم من موقف تلميذه القاضي، وقدم استقالته من خطة رئاسة الفتوى المالكية فلم يقبلها الباي، وألزمه على الاستمرار في القيام بها، فبعث إليه برسالة جاء فيها: «فإن معظم قدركم لم يطلب الإقالة إلاّ لما عيل وضاق ذرعا أمري، فإني منذ توليتها وأنا حزين الفؤاد، رهين الندم والانكاد، من يقوم بحق الله وحق العباد؟ حتى وهن العظم مني، وهذا القدر من الأعذار كاف في تفضلكم عليّ بالاسعاف، كيف وقد انضم إلى ذلك ما لا صبر لأحد عليه، وهو مواجهتنا على رءوس الاشهاد، باساءة الأدب في ذلك الناد، ممن كان نلقمه ثدي التعليم، ويرعانا بعين الاجلال والتعظيم، ثم إنه لم يقنع بسنان لسانه حتى شرع لنا رمح بنانه، فهل بعد هذا التعدي من اذلال؟ ! وماذا بعد الحق إلا الضلال .. » فأجابه الباي «بأن هذا الأمر متعين عليك شرعا، والمعارضة في العلم ليست من سوء الأدب وإلا سد باب المشورة، ومثلك ومثله تكون قلوبكم متعاضدة، وأنفسكم على الخير متواردة .. ». وكان الباي منتصرا للشيخ محمد البحري بن عبد الستار القاضي، وأكبر قول الشيخ لتلميذه بمحضره في المجلس «يا قليل الحياء». ولما وصل المترجم إلى الحرم النبوي أنشد عند باب السلام: إليك رسول الله جئت من البعد … أبثّك ما في القلب من شدة الوقد بغى وطغى مستكبر متشبّث … بوهم يقود الناس للخطإ المردي

ودعا على خصمه، وطلب من رسول الله صلّى الله عليه وسلم أخذ ثأره منه. قال تلميذهما الشيخ أحمد بن أبي الضياف بعد أن أورد القصيدة معلقا: «وما ضرّ الشيخ البحري لو راجع شيخه بلطف، أو سأله عن مستنده كما كان يسأله، أو نقل ما في تلك الكتب، أو بعث بها إليه، وأي داع إلى كتب بأيدي صف من الأعوان في ذلك المشهد إلا تبريد شيخه، ونسبته إلى المكابرة! والحال أن شيخه لم يخالف اجماعا، ولا قاطعا من النصوص، ولا قياسا جليا، بل القياس الجلي في النظر لليتيم هو حفظ ماله حتى يبلغ الأشد، ولا معرة تلحقه إلا أنفق عليه عمه، فعم الرجل صنو أبيه، وللعم حق الحضانة بعد غيره لأنه من العصبة، ومصلحة اليتيم في حفظ ماله توافق فتوى الشيخ، والأصل في الأحكام الشرعية أن تكون معقولة المعنى، والنازلة مناط اجتهاد ما ضرّ الشيخ - رضي الله عنه - لو صبر وعفى، وكان أجره على الله». وصدق ابن أبي الضياف في ملاحظاته، فإن الأحكام الشرعية معقولة المعنى كما قال، ورعاية المصلحة المعقولة المعتبرة شرعا تقضي العمل بفتوى الشيخ الرياحي، لكن التعبد بنصوص الفقهاء وبمشهور المذهب لهما من السيطرة على العقول ما يلغي كل اعتداد معقول المصلحة، ومثل هذا الجمود كان من أسباب تأخر الفقه، وانحطاط المجتمعات الإسلامية. وفي سفرته هذه للحج اجتمع بأعلام الاسكندرية، والقاهرة، والحرمين الشريفين، منهم محدث المدينة المنورة محمد عابد السندي المدرس بالحرم النبوي، وأجازه ما حواه ثبته المعروف «بحصر الشارد في أسانيد محمد عابد». كما أجازه بالقاهرة الشيخ محمد الأمير الصغير بما حواه ثبت والده، وسمع هو منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية. وسند الشيخ إبراهيم الرياحي المتصل بالشيخ الأمير في الصحيحين، والموطأ والشفا يرويه كثير من تلامذته، والطبقات التي جاءت بعدهم إلى عهود قريبة، ويتصل سندي بها من طريق شيخنا محمد الهادي العلاني الأنصاري الخزرجي من

ذرية سيدنا أبي أيوب الأنصاري القيرواني المحتد، التونسي الدار، رحمة الله عليه. وفي القاهرة أجاز إبراهيم بن حسن السقا الأزهري المصري. ولما حل بتونس محمد بن التهامي بن عمر الأنصاري الرباطي سنة 1243/ 1829 تدبّج معه وكتب له محمد بن التهامي المذكور اجازة مطولة في خصوص رحلة العياشي وما تضمنته. وفي يوم السبت 8 ربيع الثاني 1254/ 30 جوان 1838 سافر إلى استانبول صحبة الكاتب الفقيه محمود بو خريص بتكليف من المشير الأول أحمد باشا باي للقيام بمهمة سياسية لدى السلطنة العثمانية تتمثل في طلب اعفاء الامارة التونسية من اداء المال السنوي المقرر. ولما وصل إلى استانبول أكرمت السلطنة وفادته، واستعد للحضور بالسراي بعد أيام حيث سيجري الاحتفال بمقابلة السلطان محمود، وفي الساعة المحددة وصل السفير التونسي ملتفا في برنس الصوف النقي الطاهر، وقف أمام مدخل قاعة العرش، حيث اجتمعت الحاشية كلها، وعوض أن يكتفي المترجم - حسب المعتاد - بلمس مع احترام لشريط الحرير المطرز بالذهب المربوط بالعرش، والذي يمسكه الحاجب الأول بايع المترجم بصوت عال السلطان خليفة رسول الله ودعا له بالبركات وافضال الله تعالى، ثم تقدم خطوات أمام الحضور المبهوتين بهذه الجسارة، واقترب من السلطان بحيث يسمعه، والقى بهدوء قصيدته المعدة لهذه المناسبة، والتي طلب فيها من السلطان إعفاء بلاده من دفع الاعانة المالية السنوية، والتي لا مبرر لبقائها في نظره، وطالع هذه القصيدة: العز بالله للسلطان محمود … ابن السلاطين محمود بن محمود واجتمع بالصدر الأعظم رشيد باشا وأنشده: الصدر الأعظم مقصد المتوسّل … وهو المؤمّل في القضاء المنزل واجتمع بشيخ الإسلام أحمد عارف حكمت، ووقعت بينهما

مراسلات شعرا ونثرا، وعرف كل منهما قدر صاحبه واستجازه شيخ الإسلام فأجازه المترجم نظما، وهكذا كان في رحلاته السياسية لا يهمل الاتصال برجال العلم، والاستفادة منهم، ومطارحتهم، واستجازتهم، أو إجازته لهم. ورجع إلى تونس في أواسط رجب /1254 أوائل اكتوبر 1838 بالغا في سفارته شيئا من الأمل، وهو أن الدولة العثمانية لا تلح في طلب الاعانة المالية السنوية، ويتوقف الحال لوقت آخر، فإذا اقتضى هذا المال الضرر فلا حاجة به. وفي شعبان /1256 نوفمبر - ديسمبر 1840 ختم تفسير البيضاوي بجامع صاحب الطابع، وأبدع ما شاء في ذلك الختم، وحضر هذا الختم مصطفى باشا باي، وصحبته وزراؤه وخاصته، وجلس حذو الشيخ كآحاد الطلبة. وكان أول المدرسين بجامع يوسف صاحب الطابع عند تمام بنائه في سنة 1229/ 1814 وأقرأ به شرح القسطلاني على البخاري ومختصر خليل في الفقه، وأقرأ النحو، وسماه الوزير يوسف صاحب الطابع شيخا للمدرسة التي بقرب الجامع، وقدمه حسين باشا باي لرئاسة أهل الشورى من المفتين بعد أن قال له الحاضرون: «قد تعين الأمر عليك شرعا بعد وفاة الشيخ إسماعيل التميمي» فقال له الباي: أقبلت شهادتهم؟ فقبل الولاية سنة 1248/ 1832.وكاد لا يقبل الولاية، ودلك أن الباي استقدمه على لسان الثقة المقرّب محمد ابن الوزير العربي زروق، ولما وصل قام الباي، وأجلسه حذوه، وقال له: «إن سيدي حمودة باشا اختارك لخطة القضاء فهربت منه، وأنا أرجو ألا تمتنع الآن من رئاسة الفتوى، ولا تهرب مني». فقال له: «الأحسن أن تتركني للتدريس لأنه أنفع للمسلمين، وتقدم لهذه الخطة من حصل له التميز فيها من أهل المجلس». فأومأ الباي إلى الشيخ أحمد بن أبي الضياف أن يعارضه فقال له:

«يا سيدي! إن الأمر متعين عليك، وصار واجبا شرعيا في حقك، وحاشاك أن تترك واجبا». - فقال له: «أتشهد بذلك»؟ . - فقال: «نعم أشهد به». - فقال: «من يشهد معك؟ ». - فقال له: «تلميذك الشيخ محمد الأصرم كاهية باش كاتب» وكان جالسا أمام الباي. - فقال: «أشهد بذلك، وأدين الله به». - فقال للباي: «أقبلت شهادة هؤلاء». - فقال: «نعم! وأنا معهم». - فقال: «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن» وقبل الولاية وألبس خلعتها بحضرة الباي». وقدم للتدريس من الرتبة الأولى بجامع الزيتونة، عند وضع ترتيب التدريس به المشير الأول أحمد باشا باي في شهر رمضان 1255/ 1842 وقدمه المشير الأول المذكور للخطابة والإمامة بجامع الزيتونة في السنة نفسها، وهو أول من جمع بين هاتين الخطتين: رئاسة أهل الشورى والإمامة والخطابة بجامع الزيتونة. والمترجم يمثل النضوج العلمي الذي بلغ أوجه في أيام المشير الأول أحمد باشا باي، كما يمثل خير تمثيل شخصية رجال العصر الحسيني في أخذه من معارف عصره من كل شيء بطرف، ففي الوقت الذي يحرر البحوث العلمية الدقيقة، نجده ينشئ الخطب، ويدبّج الرسائل، وينظم الشعر، وهو عالم أكثر منه أديبا، وهو شاعر أكثر منه كاتبا، وقد كان بحق أبا للنهضة التي ابتدأت في أواسط العصر الحسيني بنقده، وتوجيهه، وكثرة الشيوخ الذين تخرجوا عليه، ونوّروا النصف الثاني من القرن التاسع عشر/الثالث عشر هـ‍.ولعبوا دورا كبيرا في التمهيد لحركة الاصلاح التي قام بها خير الدين، وبعد أول أديب تونسي عرّف بالأديب التونسي في الخارج.

وكان شديدا على البايات، لا يهادن، ولا يتردد أن يعاملهم معاملة عامة الناس. استدعاه أحد البايات إلى قصر باردو ليخبره أنه عينه لخطة التدريس بجامع صاحب الطابع، وكان من عادة البايات تقديم أيديهم للتقبيل، وحين دخل على الباي صافحه، ولم يقبل يده فتغيّر عليه الباي، وأراد أن يحرجه فسأله عن سبب قدومه فأجابه بأن لا سبب له، وأنه هو الذي أرسل إليه، ولولا طلبه لما قدم، ولم يسع الباي إلا أن يكاشفه برغبته، ولم يقبل الوظيفة إلا بعد الحاحه الشديد. وبالرغم من حب المشير الأول له كان المترجم ما فتئ ينتقده وينكر عليه سياسته الجائرة في فرض الضرائب، وفي طريقة جمعها، وكان يصرح بهذا الانكار ولا يخفيه، ومع ذلك كان المشير يجلّه ويخشاه، ويتودد إليه، وكان قد تخلّق باخلاق استاذه الشيخ صالح الكوّاش في موقفه من البايات لا يتوانى في الرد عليهم، ولا يخاف في الله لومة لائم. وكان مقصودا لقضاء الحوائج لما عليه من كريم الأخلاق، وسامي المكانة في النفوس، واعتقاد المسئولين فيه الولاية والصلاح، يقال إن المشير الأول أحمد باشا كان يقول: إنه لم يقتل والدي غير دعاء الشيخ إبراهيم، ولذلك كان يتحامى جانبه، ويجلّ مكانه، خرج المترجم يوم المولد النبوي لقصد التوجه إلى جامع الزيتونة، فوجد عند بابه أرملة وأولادها عائلة رجل يسمى السعدي، قد أقام في سجن الكرّاكة (¬1) مدة فضجوا بين يديه ضجة واحدة، وتراموا بين يديه يسألونه بجاه الله ورسوله أن يشفع لهم في السجين المذكور عند الباي المشير الأول، ولما أتم قراءة المولد، وأخذ المشير يحادثه عرض عليه شفاعته في السعدي، فقال له المشير: «مؤبّد» ولم يستكمل كلامه حتى استعاذ المترجم، وقال: «إنما التأبيد لله» ونهض يكررها قبل اتمام الموكب، وقد بهت المشير من ذلك بمرأى ومسمع من جميع الحاضرين، وعند ذلك قام على أثره الوزير ولسان الدولة يعتذران ¬

(¬1) الكراكة بمعنى السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، وسجن الكراكة كان بباردو وأصل الكلمة من التركية كيورك، راجع: M.ben Cheneb، Mots tures et persans conserves dans le parler algerien، Alger 1922، p.74.

عن صدور تلك المقالة من الوالي، وأعلماه بأنه أصدر أذنه بتخلية سبيل السعدي. ومن لطائفه أنه استجار به العدل الشيخ منصور الورغمي في لبس الملوّسة حين ألزمها الأمير حسين باشا باي لكافة العدول على نظر الشيخ محمد بيرم الثالث، وكان الشيخ منصور دميما فاستهجن لبسها، وخاف أن يتعاطاه الناس بسببها، فكتب المترجم في ذلك إلى شيخ الإسلام محمد بيرم الثالث مستشفعا بقوله: كبرت عليهم إنها لكبيرة … منصوبة علما على التمييز فتفرقوا أيدي سبا في فضلها … والخلف بين الناس غير عزيز فعلى فريق منهم هي مثلة … ولبعضهم زلفى إلى التمييز أما بنو ورغمة ففقيههم … لم يجز مذهبه على التجويز فلذاك رام حماك علما أنّ من … يأتيه في حرز هناك حريز فأجره من همز ومن لمز بها … ما حالة المهموز والملموز؟ لا زلتم كهفا يلاذ بعزه … فينال فوق القصد كل عزيز فأجابه عن ذلك شيخ الإسلام محمد بيرم الثالث بقوله: يا أيها العلم الذي حسناته … شرفت بطلعتها على الابريز وجهت لي دررا يقر بحسنها … أهل الصياغة من أولي التبريز فعرفت مطلبها ونيل مرامها … سهل يمين الله غير عزيز فعليه تأخير العمامة برهة … حتى يكون القول في التمييز ومن مواقف المترجم التي يؤاخذ عليها، ويراها بعضهم أنه جانب فيها الصواب، فتواه في جواز الاحتماء بالدول الأجنبية إذا خاف المحتمي من ظلم قد يؤدي بحياته، وهذه الفتوى صدرت منه في مسألة القاضي محمد العنابي، وقد رد عليها ردا مطولا مفتي فاس الشيخ المهدي الوزاني في أوائل نوازله المسماة بالمعيار الجديد. توفي بمرض الكوليرا الذي اجتاح تونس في 22 رمضان، ودفن بتربته بالزاوية التي أحدثها لذكر الورد التيجاني.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) أجوبة عن مسائل علمية، ورسائل، في قدر مجلد منها: أ - فتوى في جواز الاحتماء بالأجنبي عن الملة. ب - رسالة في تحريره لمسألة إراقة خمر المسلم، وتعقب الخلاف الذي وقع في تفصيل الحكم بالنظر لتطهيرها بالتخليل ونحوه مما استدركه الشيخ أبو مهدي عيسى الغبريني على الشيخ الشبيبي. ج - رسالة أجاب بها الشيخ محمد المسعودي قاضي رأس الجبل عن مسألة من استدعي للحلف على المصحف فقال: ائتوني به وأنا اعفس عليه بساقي، وأنه لا تلزمه الردة حيث إن مراده الحلف على الحق، ومسألة مجاعلة وكيل الخصام باجر معيّن على اتمام القضية، وبسط المسألتين بسطا عجيبا. د - رسالة في تمكين من امتثل دفع بعض دين عليه، وادعى في باقيه لدى قاضي مالكي من المطلوبية وانتقل بالقضية الى قاض حنفي. هـ‍ - رسالة رفع اللجاج في نازلة ابن الحاج، في شأن قضية الحضانة، الحضانة التي اختلف فيها مع القاضي محمد البحري بن عبد الستار. و- رسالة في الماجل المشترك. وله أجوبة عن أسئلة كثيرة. ز - جواب أجاب الأمير حسن باي في جواز معاوضة العقار، وجواز تحويل أبواب المساجد لمراعاة المصلحة. ح - جواب في سطح الجامع، وبيان ما يخالف فيه الجامع وما حكم. ط - جواب في الفرق بين الحمار الأهلي، والحمار الوحشي. ي - جواب في من نسي تكبيرات العيد، ولم يأت الا بتكبيرة الاحرام. ك - رسالة في الحكم اذا علل بعلة وارتفعت فإنه يرتفع. ل - رسالة في الرد على منكري الطريقة التيجانية.

م - رسالة في الرد على الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي قرضها الشيخ محمد بيرم الثالث نظما. ن - رسالة المبرد، رد بها على رسالة الصوارم والاسنة في الرد على من أخرج الشيخ التيجاني من دائرة السنة، ورسالة الصوارم والأسنة للشيخ محمد النميلي (¬1) التونسي عالم مصر، رد بها على الشيخ أحمد التيجاني على بعض كتابته في صفة الكلام من علم التوحيد، قيل إن المترجم حين اجتاز بمصر في حجته الثانية أقام بها نحو خمسة عشر يوما يطلب الاجتماع بالشيخ النميلي، ولم يجتمع به، ولما بلغت رسالة المبرد للشيخ النميلي كتب ردا عليها في نحو خمس وأربعين كراسا في علم الكلام. ورسالة المبرد قرضها الشيخ محمد بيرم الثالث نظما. س - رسالة في الأعذار ألفها أواخر سنة 1265 وقرضها شيخ الإسلام محمد بيرم الثالث شعرا، ورسائله توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية. ع - وله أجوبة مسائل أتت إليه من غدامس (بالجنوب الليبي)، ومسائل أتت إليه من وادي سوف (بالجنوب الجزائري) وتليها مسائل أجاب بها قاضي الحاضرة الشيخ محمد بن سلامة، ثم مسائل أجاب بها المترجم كثيرا من قضاة المالكية وغيرهم من السائلين بحيث إن مجموعها يعد من عزيز الفتاوى، وهو يميل في كتابته إلى الاختصار، وتحرير ما به الحاجة في المسألة. ف - جواب وفتوى عن مسألة الانزال، يوجد ضمن مجموع رسائل بالمكتبة الوطنية (أصله من المكتبة العبدلية) ورسائله توجد في مجموع بالمكتبة الوطنية (أصله من العبدلية). ص - حاشية على شرح الفاكهي على القطر، ناهزت التمام، ولم تتم توجد بالمكتبة الوطنية. ¬

(¬1) لعل أصله من جزيرة جربة، لأن أسرة النميلي موجودة في الجزيرة منذ العصر الصنهاجي لأن قتل أبي عمرو النميلي ذبحا في عهد المعز بن باديس معروفة.

ق - حاشية على شرح الخزرجية للقاضي زكريا على الخزرجية في العروض. ر - ديوان خطب جمعية. ش - ديوان شعر، ط. بالقسم العربي من مطبعة بكار ونشر سنة 1330/ 1912 وهذا المطبوع لا يشمل كل شعره لأن له مجموعة شعرية في «مجموع الدواوين التونسية (تأليف الشيخ محمد السنوسي) ما يناهز الألفي بيت». ت - مولد، اختصره من تأليف الشيخ مصطفى البكري المصري عام 1257/ 1841 باقتراح من المشير الأول أحمد باشا باي، ذكر فيه فضائل المولد، وما وقع فيه من الارهاصات عند ولادته والنسب الشريف، وغير ذلك، ساق نصه الأصلي حفيده في «تعطير النواحي» مصدرا به الجزء الثاني من خط مصنفه، وقال بخلاف المستعمل الآن فإن فيه التصرف والاختصار ط. بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1293/ 1876 في 11 ص وهذا المولد لم يذكره سركيس ولا بروكلمان. ث - كتابة على قوله تعالى {إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً} في رسالة. خ - النرجسية العنبرية في الصلاة على خير البرية (رسالة). ذ - منظومة في الصلوات التي تفسد على الإمام دون المأموم. ض - نظم الآجرومية «فهو وإن جمع ما احتوى عليه الأصل والمسائل، وسهل حفظها على كل طالب وسائل، غير أنه - فيما يظن - من مبادئ نظمه كما لا يخفى على مطالع كلامه، وإلا فإنه كان آية الله في حسن الانشاء، يتصرف في النظم والنثر كيف يشاء (¬1)» توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 2923. ¬

(¬1) مسامرات الظريف ص 238.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - اتحاف اهل الزمان 3/ 185، 211، 4، 21، 4/ 23، 35، 53، 136، 7/ 73، 82، 91، 92، 93، 99، 100 (في ترجمة الوزير يوسف صاحب الطابع). - الاعلام 4/ 41 (لو بخطه رقم 16). - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 2/ 276، 277، 3/ 236، 4/ 302، 365. - الأدب التونسي في العصر الحسيني للدكتور الهادي حمودة الغزي (تونس 1972) 119 - 134. - تاريخ معالم التوحيد 28، 30. - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 329، 331. - دليل مؤرخ المغرب الأقصى، ص 474 جاء فيه ان «قصيدته في مدح إبراهيم ابن السلطان سليمان العلوي المتوفى سنة 1234/ 1816 في حياة والده، شرحها شرحا عجيبا علي بن عبد الله الميتوي سنة 1247/ 1831 وقف عليه صاحب «السلوة» وذكر أنه التزم فيه السجع من أوله إلى آخره انظر ج 3/ 132». - شجرة النور الزكية 386 - 389. - عنوان الأريب 2/ 90 - 97. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 133. - فهرس الفهارس 1/ 328، 329. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية ص 260. - مسامرات الظريف لمحمد السنوسي 147 - 250 (أوسع ترجمة له). - معجم المطبوعات 957 - 958. - معجم المؤلفين 1/ 49. - هدية العارفين 1/ 42. - وجوه تونسية (بالفرنسية) للصادق الزمرلي ص 31 - 40. - أحمد الحمروني: بيبلوغرافيا إبراهيم الرياحي، مجلة «الهداية» ع 2 س 8 ص 116، 119. J.Quemeneur، Publications، de l'Impremerie officielle tunisiene، in revue Ibla 1962، p.161 no 43.

213 - الرياحي (كان حيا 1323 هـ‍) (1905 م)

213 - الرياحي (كان حيا 1323 هـ‍) (1905 م) عمر بن محمد بن علي بن إبراهيم الرياحي، أديب، شاعر، مؤرخ. ولد بتونس، وتعلم بجامع الزيتونة. من آثاره: تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي، جمع فيه مجموعة من شعر ونثر جده الشيخ إبراهيم المذكور، 2 جزءان ط. تونس 1320/ 1902 بمط. بيكار وشركائه ج 1 في 160 وج.2 في 146 ص. المراجع: - معجم المؤلفين 7/ 314 نقلا عن ايضاح المكنون 1/ 297. - معجم المطبوعات 1386.

214 - الرياحي (1226 - 1266 هـ‍) (1811 - 1850 م)

214 - الرياحي (1226 - 1266 هـ‍) (1811 - 1850 م) محمد الطيب ابن الشيخ إبراهيم الرياحي، الأصولي، الفقيه، الأديب، الشاعر، النحوي. ولد بتونس، واعتنى والده بتربيته وتوجيهه، واختار له في مبتدأ أمره الشيخ أحمد بن حسين القمار الكافي لاقرائه النحو، وقرأ على شيخ الإسلام محمد بيرم الثالث، وعلى غيره. وبعد تخرجه تصدر للتدريس والافادة إلى أن ولي التدريس من الطبقة الأولى بجامع الزيتونة عند وضع الترتيب الأحمدي في 27 رمضان /1255 غرة ديسمبر 1842. وتقدم إماما وخطيبا بجامع أبي محمد الحفصي، وخطب فيه بعض الخطب من انشائه. وكان أديبا شاعرا جمع له الشيخ محمد السنوسي في «مجمع الدواوين» طائفة من شعره وكان عالي الهمة، ظريفا ألمعيا، لطيف المحاضرة، وكان كثير المطالعة، يدون ما يعنّ له من ملاحظات على هوامش الكتب التي طالعها. توفي بمرض الكوليرا في 23 ربيع الأول 1266/ 6 فيفري 1850. مؤلفاته: 1) حواشي على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، تدل على رسوخ قدمه واتقاد ذكائه.

المصادر والمراجع

2) حواشي على شرح المحلى لجمع الجوامع في أصول الفقه، كتب هاتين الحاشيتين أثناء إقرائه. 3) طرر يسيرة على الجزء الرابع من «إرشاد الساري» للقسطلاني، موجودة بخطه في المكتبة الوطنية بتونس (أصلها من العبدلية). المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 75 - 76. - شجرة النور الزكية 389. - عنوان الأريب 2/ 97. - مسامرات الظريف 246.

215 - (الرياحي (1323 هـ‍) (1905 م)

215 - (الرياحي (1323 هـ‍) (1905 م) محمد بن علي الرياحي، مؤرخ. ولد بتونس، وتعلم بجامع الزيتونة. له السحر الحلال في تراجم أعيان الرجال. المرجع: - معجم المؤلفين 11/ 12 نقلا عن هدية العارفين 2/ 400.

216 - الرياضي (223 - 298 هـ‍) (838 - 911 م)

216 - الرياضي (223 - 298 هـ‍) (838 - 911 م) إبراهيم بن أحمد (¬1) الشيباني البغدادي، ويعرف بالرياضي، أبو اليسر، من أهل بغداد نزيل القيروان، العالم، الأديب الشاعر. قرأ ببغداد على جلة المحدّثين والفقهاء ولقي الجاحظ، والمبرّد، وثعلبا، وابن قتيبة، ولقي من الشعراء: أبا تمّام، ودعبلا، وابن الجهم، والبحتري، ومن الكتاب سعيد بن حميد وسليمان بن وهب، وأحمد بن أبي طاهر، وغيرهم. جال في البلاد شرقا وغربا من خراسان إلى الأندلس، وقد ذكر ذلك في اشعار له، دخل الأندلس عن طريق البحر، وقدم على الخليفة محمد بن عبد الرحمن الأموي بقرطبة بكتاب اخترعه على ألسنة أهل الشام، فتقبله الخليفة محمد، وأنزله ووسع عليه، ووصله، واطلع على الكتاب، وعرف أنه مخترع مصنوع، فلما أراد أبو اليسر الانصراف رفع إليه كتابا مختوما جوابا عن كتاب أهل الشام فلما جاز أبو اليسر البحر فك الكتاب ليقرأه فإذا هو بياض ليس فيه إلا بسم الله الرحمن الرحيم فعلم أن تمويهه لم يجز، وان الذي أعطاه الخليفة محمد وحباه به كان عن كرم وفضل، وعظم في عينه ملوك الأندلس ورجاله، وحدّث بما عرض له، وعجب الناس منه. وفي مدة إقامته بالأندلس جال في بلدانها فروى عنه جماعة، ثم نزل افريقية عن طريق البحر، ورحل إلى القيروان فاتصل بأميرها إبراهيم بن أحمد الأغلبي الثاني الذي أولاه رئاسة ديوان الرسائل، واستمر على ذلك في ¬

(¬1) في بعض المصادر إبراهيم بن محمد.

مؤلفاته

عهد ابنه أبي العباس عبد الله الثاني، وفي عهد زيادة الله الثالث آخر ملوك الامارة الأغلبية ضم إليها رئاسة بيت الحكمة، ويرى المؤرخ المرحوم الأستاذ ح. ح. عبد الوهاب أنه كان من الحاملين الأمير إبراهيم الثاني على تأسيس بيت الحكمة فقال: «ولا شك عندي أن أبا اليسر الشيباني كانت له أكبر يد في حمل إبراهيم الثاني على تأسيس «بيت الحكمة» الافريقي لما كان يعلمه من بيت الحكمة البغدادي، ولا ريب أنه كان من جلسائه، ومن الممتزجين بأساطين أعلامه» (¬1). ولما زالت الامارة الأغلبية انضم إلى دعوة العبيديين فابقاه عبيد الله المهدي على وظيفته شأن الدول الجديدة في عدم الاستغناء عن كبار متوظفي العصر السابق، والاستفادة من خبرتهم وكفاءتهم. وكتب بيده الكتب الكثيرة مع براعة خطه، وحسن وراقته، وحكي أنه كتب في كبره كتاب سيبويه كله بقلم واحد ما زال يبريه حتى قصر فأدخله في قرم آخر حتى فني بتمام الكتاب. وهو الذي أدخل افريقية رسائل المحدثين وأشعارهم. وطرائف أخبارهم. وكان أديب الأخلاق، نزيه النفس، روى عنه ابنه يزيد، وأبو جعفر الكاتب، وعبد الله بن الصائغ، وتلميذه المختص به أبو سعيد عثمان بن سعيد الصيقل مولى زيادة الله بن الأغلب. توفي بالقيروان يوم الأحد 15 جمادى الأولى سنة 298/ 20 جانفي 911 في أيام عبيد الله المهدي، ودفن بباب سلم. مؤلفاته: 1) الرسالة الوحيدة والمؤنسة. 2) سراج الهدى، في القرآن ومشكله واعرابه ومعانيه. ¬

(¬1) ورقات من الحضارة ... 2/ 247.

المصادر والمراجع

3) قطب الأدب. 4) لقيط المرجان، وهو أكبر من عيون الأخبار لابن قتيبة. 5) المرصعة المدبجة (رسائل نثرية) 6) مسند في الحديث. وهذه الكتب مفقودة. المصادر والمراجع: - الاعلام 1/ 22، 57. - إيضاح المكنون 1/ 70، 2/ 9، 234، 408. - البلغة في تاريخ ائمة اللغة 3 - 4. - البيان المغرب 1/ 162، 163. - تكملة الصلة لابن الابار (ط. مصر) 1/ 173 - 174. - شجرة النور الزكية 74. - معجم المؤلفين 1/ 5، 97. - نفح الطيب (نشر. م. م. عبد الحميد) 4/ 130، 131. - هدية العارفين 1/ 4. - ورقات من الحضارة .... 2/ 244، 247.

حرف الزاي

حرف الزاي

217 - الزبيري (359 هـ‍) (969 م)

217 - الزبيري (359 هـ‍) (¬1) (969 م) إبراهيم بن عبد الله الزبيري (¬2) المعروف بالقلانسي، القيرواني، أبو إسحاق، الفقيه المتكلم. سمع من حماس بن مروان، والمغاسي، ومحمد بن عبادة السوسي، ومحمد بن فرات بن محمد وخلق كثير. روى عنه إبراهيم بن سعيد، وأبو جعفر الداودي، وغيرهما. امتحن على يد أبي القاسم بن عبد الله الشيعي، فضربه سبعمائة سوط، وحبسه في دار البحر بالمهدية أربعة أشهر بسبب تأليفه كتاب الإمامة، وقيل بسبب كتاب الإمامة الذي ألفه محمد بن سحنون. والدولة العبيدية الاسماعيلية الباطنية سلكت مسلك البطش والارهاب مع فقهاء المالكية المباينين لمذهبها وبالخصوص من يؤلف منهم تآليف تمس أصول وعقائد المذهب الاسماعيلي الباطني كالإمامة مثلا، فإن عقيدة السنيين تخالف عقيدة الشيعة ومنهم الاسماعيلية لأن الإمامة عند السنيين تكون بالبيعة العامة (ما يشبه الانتخاب العام) وعند الشيعة لا تخرج من ذرية علي لزعمهم ورود النص في ذلك من النبي صلّى الله عليه وسلم، فخرجوا بالإمامة من اتجاهها الديمقراطي إلى اتجاه أسري ضيق، ¬

(¬1) وفاته عند الصفدي سنة 357. (¬2) في المصادر الشرقية الزبيدي، وهو خطأ منشؤه تقارب الدال والراء في الخط.

مؤلفاته

مع الغلو في الإمام بدعوى أنه حل فيه جزء من الله وقدّسوه تقديسا يقرب من العبادة، فلوثوا عقيدة الإسلام بالوثنية والشرك، مع اتفاق جميع الشيعة بأنه معصوم لا يخطئ، وأن من حقه نسخ الشريعة، كذب المبطلون الضالون. مؤلفاته: 1) له تآليف حسنة منها الامامة. 2) الرد على الرافضة. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 524. - الديباج 88. - شجرة النور الزكية 94. - معجم المؤلفين 1/ 54. - الوافي بالوفيات 5/ 43. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 116.

218 - الزركشي (حوالي 820 - 883 هـ‍) (1418 - 1478 م)

218 - الزركشي (حوالي 820 - 883 هـ‍) (¬1) (1418 - 1478 م) محمد بن أحمد بن اللؤلؤ الزركشي، كذا نسب نفسه في فاتحة شرحه على الدمامينية، المؤرخ. ونسب نفسه في عنوان تاريخه «اللؤلؤي» نسبة إلى جده اللؤلؤ، وهو - فيما يبدو - مملوك. وحفيده المترجم له ولد بتونس، ونشأ فيها حرا، وفي «المؤنس» لابن أبي دينار من موالي الحفصيين، ولعله ولاء عتق. وتولى خطة عدل خاص بالدولة يشهد على رجالها، كما كان في الآن نفسه كاتبا بديوان الانشاء في الدولة الحفصية. ومن شيوخه أحمد القلشاني، وحفيده محمد بن عمر، وأحمد القسنطيني، ومحمد البيدموري التريكي، وأبو البركات محمد بن عصفور، أما الأول فنقل عنه في التاريخ غير مرة واصفا له بشيخنا ويظهر أن هذا الشيخ كان معتنيا برواية الأخبار، أما الثاني فنعته بشيخنا وبركتنا وعمدتنا «في شرح الدمامينية»، أما الأخير وهو أبو البركات بن عصفور فقد ذكره في الشرح بلفظ شيخنا الفقيه المحدّث المكثر، الورع الزاهد، وأسند روايته للقصيدة المشروحة عن الحافظ ابن الجزري عن ناظمها البدر الدماميني، ويظهر في تآليفه أنه لم يكن ضليعا من العلوم. وهو آخر مؤرخ ظهر في دولة الحفصيين. ¬

(¬1) يرى الشيخ محمد ماضور أنه ولد حوالي سنة 820 ويستبعد جدا امتداد حياته إلى سنة 932 وفي ظني أنه مصيب في هذا الرأي.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) بلوغ الأماني. يرى ابن أبي دينار في «المؤنس» أنه هو شرح الدمامينية، وذهب الباحث الشيخ محمد ماضور أنه ترجم فيه لشعراء عصره، توجد منه نسخة مخطوطة بالمكتبة الوطنية بالجزائر ومنه نسختان بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة الأحمدية الزيتونية). 2) تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، ولعله أخذ هذه التسمية من الكاتب المؤرخ ابن نخيل (ت 618/ 1222) فإن له تاريخا باسم تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، كما في دليل مؤرخ المغرب للشيخ عبد السلام بن سودة (تطوان 1369/ 1950) ص 162 فالزركشي متأخر زمنا عنه، وهو قد نقل عنه في تاريخه، وإذن فاللاحق قد أخذ اسم كتابه من السابق، وليس اسم الكتاب مأخوذا من تاريخ الدولتين، لأبي شامة المقدسي كما ظنه شيخنا الأستاذ محمد الشاذلي النيفر. وهو ينقل في تاريخه عن ابن خلدون، وابن قنفذ القسنطيني في الفارسية، ويعبر عنه بابن الخطيب، وعن ابن نخيل كما تقدم، وأحمد بن محمد الغرناطي نزيل تونس. فإذا خرج من النقل عن هؤلاء قصرت عبارته، واعتورتها العامية، وفي النسخة المطبوعة من الكتاب تنتهي حوادثه في سنة 882/ 1478 وفي نسخة باريس تنتهي حوادثه سنة 1/ 526 - 932. وذكر ابن أبي دينار في «المؤنس» عند الكلام عن مبدأ ولاية الحسن بن محمد المسعود بن أبي عمرو عثمان الحفصي الذي بويع يوم وفاة والده يوم الخميس 25 ربيع الثاني سنة 932 «وهنا انتهى النقل الذي قيده الزركشي». وقد يكون ما في نسخة باريس وما ذكره ابن أبي دينار ناشئا في الأصل عن الحاقات للحوادث بهامش النسخة الأصلية، واعتمد صاحب الالحاقات على مسايرة اسلوب المؤلف، وجاء ناسخ قليل الخبرة والمعرفة

فأدرجها في صلب الكتاب، وتنوقلت مثل هذه النسخة التي ظفر بها ابن أبي دينار والتي وصلت منها نسخة إلى باريس. وهذا غير عزيز في الكتب العربية القديمة، لذلك كان اعتماد تعدد النسخ في التحقيق لا سيما في كتب التاريخ يكشف عن زغل الزيادة والالحاق، ولأن هذه الزيادة تستغرق أحداث نصف قرن، وهو قدر ليس باليسير، ولأن المؤلف يكون قد عمّر أكثر من قرن وهو أمر مستبعد. طبع الكتاب بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1289/ 1872 - 73 في 155 ص، ويليه ذيل يشتمل على أسماء ملوك الدولتين المذكورتين (الموحدية والحفصية) وتاريخ ولاية كل واحد منهم مع تاريخ وفاته، وذكر بعض مآثرهم (دليل مؤرخ المغرب الأقصى). وطبع مرة ثانية بتونس سنة 1965 نشر المكتبة العتيقة اعتمادا على الطبعة الأولى، مع مقدمة في التعريف بالمؤلف والكتاب وتعليقات وفهارس بقلم الشيخ محمد ماضور. والكتاب ترجمه إلى الفرنسية م. أ. فانيان M.E.Fagnan Chronique des Almohades et des Hafsides، Constantine 1895 VI + 298. وذكر جرجي زيدان أن هاته الترجمة طبعت بالاستانة، والذي غلّطه هو ظنه أن قسنطينة (بالجزائر) هي القسطنطينية (الآستانة). 3) شرح على الدمامينية وهي قصيدة في مدح السلطان أبي العباس أحمد الحفصي بعثها إليه من مصر سنة 793/ 1390 ناظمها بدر الدين محمد بن أبي بكر الدماميني المخزومي الاسكندري وطالعها: تجنّى فأخفى الجسم والوجد يظهر … ولا ينكر الاخفاء فاللحظ يسحر وعدد أبياتها 99 بيتا. والشرح يميل إلى الاختصار، وفيه فوائد تاريخية، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة الأحمدية).

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الاعلام 6/ 192. - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 342. - دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام بن سودة (تطوان 1369/ 1950) ص 164. - محمد ماضور: مقدمة الطبعة الثانية لكتاب تاريخ الدولتين. - المستشرقون لنجيب العقيقي (ط 3/ دار المعارف بمصر، القاهرة 1964) 1/ 237. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية لعبد الحفيظ منصور، ص 29 - 30. - معجم المطبوعات 1600. - معجم المؤلفين 8/ 214. - محمد الشاذلي النيفر: مجلة «الندوة» س 1 ع 2 فيفري 1953، ع 5 ماي 1953. - J.Quemeneur منشورات المطبعة الرسمية التونسية (بالفرنسية). - مجلة ايبلا 1962) Ibla (عدد 98 ص 159.

219 - الزرلي (1111 - نحو 1171 هـ‍) (1700 - 1758 م)

219 - الزرلّي (1111 - نحو 1171 هـ‍) (¬1) (1700 - 1758 م) علي بن علي زيد المعروف بالزرلي، الفقيه الأديب. ولد بمدينة سوسة، وكف بصره وهو صغير، حفظ القرآن ببلده، وجوّده على الشيخ أحمد الريغي والشيخ حسن السوسي، وأخذ الفقه عن الريغي، ويحيى السوسي، وقرأ النحو والصرف واللغة والعروض على مشايخ بلده، ثم ارتحل إلى تونس لطلب العلم بجامع الزيتونة، وأتقن القراءات على الشيخ حمودة العامري والشيخ محمد الحرقافي. وبعد تخرجه عينه الأمير حسين بن علي باي مدرسا ببلده في زاوية الشيخ أبي فاتح، ودرس بمسجد أبي فتاتة. وكان صيّتا، حسن القراءة والانشاد، ذا صلة وثيقة بأمير عصره حسين بن علي باي، يقرأ القرآن بحضرته، وينشد القصائد، ويأتي بغريب المواعظ، ويرفده الأمير باحسانه. مؤلفاته: 1) تخميس على لامية العجم للطغرائي. 2) تخميسان على البردة. 3) الدرر السنية في مدح خير البرية، وهي منظومة مقصورة تحتوي على ألف بيت. ¬

(¬1) تاريخ وفاته غير معروف، وهو مجرد استنباط مني، وقد كنت أظن أن علي باشا الأول فتك به بعد إزالة دولة عمه حسين بن علي، كما هو دأبه في شأن المقربين من عمه، ولو تم هذا لكانت وفاته هي سنة 1147/ 1735 وهو تاريخ مبكر لا يسمح له بترك ما دبج من المنظومات والمؤلفات.

المصدر

4) شرح على لامية العجم. 5) منهاج الهدى وسراج الاقتداء في مقامات الأولياء واثبات كراماتهم والرد على من أنكر ذلك. المصدر: - ذيل بشائر أهل الايمان 139 - 140 (ط 2/).

220 - ابن زغدان (نحو 820 - 882 هـ‍) (1418 - 1478 م)

220 - ابن زغدان (¬1) (نحو 820 - 882 هـ‍) (¬2) (1418 - 1478 م) محمد بن أحمد بن داود بن سلامة اليزليتني المعروف بابن زغدان، أبو المواهب المالكي المذهب، الشاذلي الوفائي الطريقة، الصوفي، الفقيه، الأديب. ولد بتونس، وأخذ عن أصحاب ابن عرفة، وغيرهم كأبي عثمان المغربي، وبحث في العربية على أبي عبد الله الرملي، وعمر القلشاني، وغيرهما، وأخذ الفقه عن عمر القلشاني، وأخذ المنطق عن محمد الواصلي، وغيره، والاصلين مع الفقه عن إبراهيم الأخضري. من مخاريقه أنه كان يقول: لبست خرقة التصوف من رسول الله صلّى الله عليه وسلم. قدم القاهرة في سنة 842/ 1439 أو في سنة 851/ 1448 ونزل مع الصوفية في خانقاه سعيد السعداء، وحج، وجاور. وفي مقامه بالقاهرة أخذ اليسير عن الحافظ ابن حجر، ومدحه بقصيدة سمع منه السخاوي أكثرها الذي كتب بالاجازة عن شيخه ابن حجر، وصحب يحيى بن أبي الوفاء، وفهم كلام الصوفية، ومال إلى ابن عربي بحيث اشتهر بالدفاع عنه، وله اقتدار في التقرير وبلاغة في التعبير، وفي مدة إقامته بالقاهرة أخذ عنه جماعة كالشمس اللقاني، وغيره. قال الشيخ أحمد زروق: رحل إلى مصر، وتوطنها، وأخذ عن ¬

(¬1) بفتح الزاي، وفي «هدية العارفين» شكلت الزاي بالضم، وهو خطأ. (¬2) انفرد الكوهن في «طبقات الشاذلية» بكونه توفي بعد سنة 850 هـ‍.

الوفائية، وكان حسن الأخلاق متجملا جدا ذا لسان عظيم في كلام القوم (الصوفية). قال الشعراني في «طبقاته»: «وكان مقيما بالقرب من الجامع الأزهر، وكان له خلوة فوق سطحه موضع المنارة التي عملها السلطان الغوري، وكان يغلب عليه سكر الحال، فينزل يتمشى ويتمايل في الجامع الأزهر، فيتكلم الناس فيه بحسب ما في أوعيتهم حسنا وقبحا ... وكان أولاد أبي الوفاء لا يقيمون له وزنا لأنه حاكى دواوينهم، وصار كلامه ينشد في الموالد والاجتماعات والمساجد على رءوس العلماء والصالحين، فيتمايلون طربا من حلاوته، وما خلا جسد من حسد، وكان هو معهم في غاية الأدب والرقة، والخدمة، وامسكوه مرة - وهو داخل يزور السادات - فضربوه حتى أدموا رأسه، وهو يبتسم، ويقول: «انتم أسيادي وأنا عبدكم». واتهمه البقاعي بالفسق، ولكنه لم ينف تأثيره، والاعتقاد فيه لدى كثير من الطبقات، قال: «إنه فاضل، حسن الشكل، لكنه قبيح النقل، أقبل على الفسوق، ثم لزم الفقراء الوفائية، وخلب بعض أولي العقول الضعيفة، فصار كثير من العامة، والنساء والجند يعتقدونه مع ملازمة الفسوق». ووصف البقاعي له بأنه قبيح النقل لعله بسبب ميل المترجم إلى ابن عربي والدفاع عنه والبقاعي من خصوم ابن عربي، وخصوم القائلين بالاتحاد والحلول، وقال البقاعي في موضع آخر «إنه قدم القاهرة - على ما ادعى - سنة إحدى وخمسين حاجا، ولم يحج، وصحب بني الوفاء حتى مات». والسخاوي سيّئ الظن فيه أيضا فقد قال بعد نقله كلام البقاعي: «وقد قمت عليه حتى خرج من المدرسة النابلسية لكونه آجر مجلسها لمن ينسج فيه القماش ولغير ذلك، وما كنت أحمد أمره». وصحبه الشيخ أحمد زروق مدة لم تطل وقال فيه: «دعواه أكبر من قدمه».

مؤلفاته

مات في ظهر يوم الاثنين 13 صفر، وصلي عليه بعد صلاة العصر بالأزهر، ثم دفن بالتربة الشاذلية من القرافة قريبا من حسين الجار، والصلاح الكلائي. مؤلفاته: 1) الأذكياء في أخبار الأولياء. 2) بغية السؤال عن مراتب أهل الكمال، في التصوف، ابان فيه عن عقيدة صحيحة، وذوق سليم في طريق القوم، مجلد لطيف. 3) جمع مرائية للنبي صلّى الله عليه وسلم في كتاب. 4) سلاح الوفائية بثغر الاسكندرية. 5) شرح الحكم لابن عطاء الله، قيل إنه نحا فيه نحو دقائق الفلاسفة، لم يتم. 6) فرح الاسماع يرخص السماع، وهي رسالة في السماع نقلها الشيخ محمد الأمير في حاشيته على شرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني لمختصر خليل في باب الوليمة، وميله إلى الترخيص في السماع قاومه الشيخ ابن حجر الهيثمي بالرد عليه في تأليف خاص اسمه «كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع». 7) قوانين حكم الاشراق في قواعد الصوفية على الاطلاق، وقيل في اسمه: قوانين حكم الاشراق إلى صوفية جميع الآفاق، طبع بدمشق سنة 1309 هـ‍ باسم قوانين حكم الاشراق إلى كل الصوفية بجميع الآفاق، في 108 ص، مط. ولاية سورية، دمشق. 8) مولد النبي صلّى الله عليه وسلم. 9) مواهب المعارف، ديوان شعر على لسان الصوفية.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 1/ 187، 193. - إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة (طبعة عبد الحميد حنفي، القاهرة بدون تاريخ) 2/ 186، 187. - تحفة الاحباب لعلي بن أحمد السخاوي (بهامش نفح الطيب) 2/ 482، 483. - جامع كرامات الأولياء ليوسف النبهاني (مصر) 1/ 283، 284. - شجرة النور الزكية 257. - شذرات الذهب 7/ 335، 336. - الضوء اللامع 7/ 66، 67. - طبقات الشاذلية الكبرى للحسن ابن الحاج محمد الكوهن الفاسي، ص 131، 133. - الطبقات الكبرى للشعراني 2/ 67، 81. - معجم المطبوعات 649. - معجم المؤلفين 9/ 5، 9/ 142، وفي المرة الثانية نقل ترجمته عن الكوهن ولعله ظنهما شخصين، وهما شخص واحد. - نيل الابتهام 322، 323. - هدية العارفين 2/ 209.

221 - الزغواني (-1399 هـ‍) (-1979 م)

221 - الزغواني (- 1399 هـ‍) (- 1979 م) محمد بن عمر الزغواني، المفسر، المحدّث، الفقيه. قرأ بجامع الزيتونة على الشيخ محمد الصادق النيفر، وغيره، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع، ثم اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، ثم بعد ذلك مناظرة التدريس من الطبقة الأولى، ولبث مدرسا بجامع الزيتونة أكثر من نصف قرن. واشتهر بدراسة كتب الحديث خارج دروسه الرسمية كالبخاري ومسلم، والشفا، ومسند الإمام أحمد بن حنبل الذي وصل إلى جزئه السابع عشر، وعاقته المنية المفاجئة عن إتمامه، كما اشتهر بدراسة التفسير، وأسلوبه فيه أنه يتوسع في المعنى اللغوي، ومختلف استعمال الكلمة المفسرة، وأصل اشتقاقها، وما يتعلق بالكلمة من أحكام نحوية، وصرفية، ويتبع ذلك ببيان المعنى المناسب مع إيراد مختلف التفاسير والآراء، وينتقل إلى تحليل الآية تحليلا دقيقا، وذكر ما يمكن فهمه من المعاني. وهو بقدر توسعه اللغوي لا يعتني كثيرا بالكلام على الناحية البلاغية. تولى إمامة جامع الحجامين حوالي نصف قرن منذ تأسيسه سنة 1351/ 1932 وقد كان قبل ذلك ينوب الشيخ محمد الصادق النيفر بجامع الزرارعية. مؤلفاته: 1) الدرر المنتثرة في تفسير سورة البقرة، نشر منه سبع حلقات في «مجلة الهداية».

المرجع

2) سلم المعالي في الأسانيد العوالي، وهو ثبت جمع فيه إجازاته من شيوخ متعددين. ويؤخذ من هذا الثبت أن من شيوخه المجيزين الشيخ محمد الصادق المحرزي (من ذرية الشيخ محرز بن خلف) المتوفى في 14 جمادى الثانية سنة 1382، والشيخ إبراهيم المارغني الذي أخذ عنه القراءات السبع جمعا وإفرادا، وممن أجازه من غير التونسيين الشيخ عبد الحي الكتاني الفاسي، والشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي أصلا الرباطي استقرارا. المرجع: - مجلة «الهداية» ع 32 س 7، ص 94 - 95، ع 5 س 7 ماي، جوان 1980 دراسة عن «سلم المعالي» للأستاذ مصطفى المهيري.

222 - الزنديوي (774 - 874 هـ‍) (1372 - 1469 م)

222 - الزنديوي (¬1) (774 - 874 هـ‍) (¬2) (1372 - 1469 م) محمد بن محمد بن عيسى العفوي الزنديوي التونسي، المفسر، الفقيه، المشارك في عدة علوم، من أصحاب ابن عرفة، انتفع به الفضلاء كأحمد بن يونس بن سعيد القسنطيني، فأخذ عنه الحديث، والأصلين والعربية، والبيان، والمنطق، والطب، وغيرها، من العلوم النقلية، والعقلية. ولما تم إحداث الزاوية والمدرسة التي بدار صولة في أول عهد السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي أولاه مدرسا بها. وفي أول جمادى الأولى من سنة 839/ 1436 ولاه قضاء قسنطينة عوضا عن الشيخ أحمد بن محمد القلشاني، وفي أواسط جمادى الثانية من سنة 856/ 1453 أولاه قضاء المحلة عوضا عن الشيخ أحمد بن كحيل التجاني وفي أول جمادى الثانية من سنة 857/ 1454 صرف عن قضاء المحلة، وأعيد اليه أحمد بن كحيل التجاني، وفي 19 شعبان 863/ 1460 ولاه الخطابة والفتيا بجامع التوفيق، والتدريس بالمدرسة الشماعية، وفي شوال سنة 864/ 1461 تولى قضاء الأنكحة بعد وفاة أحمد القسنطيني. عمّر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وتوفي في جمادى الأولى، ودفن بجبل المرسى المعروف بجبل المنار جوار سيدي أبي سعيد الباجي. مؤلفاته: 1) تفسير القرآن. ¬

(¬1) ويقال الزلديوي، وهو قسنطيني الأصل. (¬2) تاريخ الوفاة في هذه السنة ذكره الزركشي في «تاريخ الدولتين»، وذكر السخاوي وفاته في سنة 882، والزركشي اعرف بتواريخ وفيات أبناء بلده من السخاوي.

المصادر والمراجع

2) رسالة في الفرائض، طبعت بتونس. 3) شرح على متن الشبيبي في الفرائض، توجد منه نسختان، كل واحدة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من العبدلية). 4) شرح مختصر ابن الحاجب الفرعي. 5) فتاوى، ذكر بعضها في «المعيار» و «المازونية». المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 1/ 305. - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 414 - 415. - تاريخ الدولتين (ط 1/) 119، 120، 129، 131، 135، 136، 143. - شجرة النور الزكية 259. - الضوء اللامع 7/ 179 - 180. - معجم الأطباء للدكتور أحمد عيسى (القاهرة 1361/ 1942) ص 440. - معجم المؤلفين 11/ 255. - نزهة الأنظار لمقديش 1/ 249. - نيل الابتهاج 315.

223 - الزوابي (927 هـ‍) (1521 م)

223 - الزوابي (927 هـ‍) (1521 م) قاسم بن عمر الزوابي (¬1)، القيرواني، المالكي، نزيل مصر، شرف الدين. الشيخ الفاضل الصالح. كان أولا مقيما صحبة قريبه ورفيقه الشيخ العابد الزاهد محمد الزوابي بمقام الشيخ ابن عطاء الله الاسكندري، ثم أقام بمقام الإمام الشافعي خادما لضريحه. صحب الشيخ جلال الدين السيوطي، واقتدى به وقلده في ملازمة لبس الطيلسان صيفا وشتاء، وكان يتردد الى التقي الاوجاقي، وأخذ عنه البدر الغزي. توفي يوم الثلاثاء في 14 شعبان. له تصانيف لم تصلنا اسماؤها. المصادر والمراجع: - شذرات الذهب 8/ 154 - 155. - معجم المؤلفين 8/ 109. - هدية العارفين 2/ 832. ¬

(¬1) في المراجع والمصادر الآتية: «الزواوي» وهو تحريف وأسرة الزوابي بالقيروان نبغ منها جماعة، وما زالت موجودة إلى الآن بالقيروان.

224 - الزواغي (بعد 750 هـ‍) (1350 م)

224 - الزواغي (بعد 750 هـ‍) (1350 م) يعيش بن موسى الزواغي الجربي الاباضي، أبو البقاء. قال الشماخي: «كان شخصا موصوفا بالخير، سكن جبل دمّر (¬1) زمانا ثم رجع الى جربة» أخذ عن الشيخ صالح المغراوي بالجامع الجديد بجرية، ثم ذهب إلى دمّر بعد استكمال الدراسة ثم استقر بجربة، ولعله بدأ يدرس بالجامع الجديد حيث تعلم، لكن بعد المسافة بين مسكنه بحومة (حارة) جعبيرة غربي الجزيرة وهذا الجامع بحومة فاتو بداية الناحية الشرقية جعلت أهل الخير يؤسسون مسجد وادي الزبيب، وهو قريب جدا من مسكنه بحومة فصيل وهو أول المدرسين به وكان شيخ العزابة في عصره. تخرج عليه جيل من علماء الاباضية، منهم أبو القاسم البرّادي صاحب «الجواهر المنتقاة» وغيره كثيرون. لم يترك مؤلفات ذات قيمة علمية كبرى، ومن آثاره: 1) رسالة أجاب بها أحمد بن مكي عند ما كان في قابس أي سنة 738/ 1338 وهي فتوى فقهية توجد منها نسخة بمكتبة الشيخ سالم بن يعقوب في جربة. 2) رسالة الى بعض الطلبة من أهل آريغ (¬2) يلومهم على تقصيرهم، في ثلاث صفحات من الحجم الكبير، توجد منها نسخة بمكتبة الشيخ سالم بن يعقوب في جربة، بدأها بذكر الرابطة المتينة بين جربة وآريغ، ثم دعاهم ¬

(¬1) سلسلة جبلية في الجنوب الليبي والتونسي تمتد من جنوب طرابلس إلى جنوب قابس ويطلق الاسم خاصة على الجهة الغربية، وتقابل جهة بني خداش (نظام العزابة عند الاباضية الوهبية في جربة ص 160 الهامش 11). (¬2) ما يقابل جهة تقرت شرقي بلاد الجزائر (المرجع السالف ص 35 بالهامش).

المرجع

الى التفقه، وذكّرهم بمحمد سلفهم، ثم دعا أولياءهم على الانفاق على تعليم ابنائهم. إن لهجته في الرسالة شديدة حاول فيها ردع أهل آريغ. 3) مرثية في العلماء وتلاميذه الذين ماتوا بالطاعون سنة 750 هـ‍ وهي رائية عدد أبياتها 42 مطلعها: ومما دهاني واستبى اللب والكرى … طوال الليالي مستكينا مدثّرا المرجع: - نظام العزابة عند الاباضية الوهبية في جربة لفرحات الجعبيري ص 205 - 207 - 267 - 268.

225 - ابن زياد الفارسي (234 - 318 هـ‍) (848 - 931 م)

225 - ابن زياد الفارسي (234 - 318 هـ‍) (¬1) (848 - 931 م) محمد بن أحمد بن زياد الفارسي، القيرواني، أبو جعفر، الفقيه، البليغ القلم، ومذهبه المناظرة ولا يرى التقليد. سمع من محمد بن عبدوس، ومن محمد بن يحيى بن سلام تفسير القرآن لجده يحيى بن سلام، ومن ابن تميم القفصي كتاب أنس بن عياض. وسمع منه ربيع القطان، وأبو العرب التميمي، ومحمد بن الحارث الخشني، وهبة الله بن عقبة وغيرهم. وكان من ذوي الجاه، وله ثروة، ثم امتحن في آخر عمره بمغارم عبيد الله المهدي على أهل الضياع وافتقر بعد غنى، وهذا يدل على السياسة الضرائبية المجحفة عند العبيديين، وجمع الأموال من الرعية بعناوين ظالمة حتى يفتقر من كان غنيا، ولما افتقر بعد غناه لجأ بنفسه إلى محمد بن أحمد البغدادي متوسلا به إلى عبيد الله المهدي يسأله التخفيف بأي وجه رآه، وهش البغدادي إلى حاجته وقال له: إن هذه المغارم لم يفتح السلطان قط فيها بابا من التخفيف لولد من أولاده ولا لقائد من قواده، ولكن نسأله لك صلة تستعين بها على دهرك، فكم تحب أن نسأله لك من مال؟ وبعد محاورة مع البغدادي، وإجراءات ترتيبية مع عبيد الله المهدي منح ستين مثقالا. مؤلفاته: 1) كتاب في أحكام القرآن، في عشرة أجزاء. ¬

(¬1) وقيل سنة 319.

المصادر والمراجع

2) كتاب الوثائق والشروط، في عشرة أجزاء. المصادر والمراجع: - البيان المغرب لابن عذاري (دار الثقافة، بيروت) 1/ 204. - الديباج 37. - شجرة النور الزكية 81. - طبقات علماء افريقية للخشني (مصر) 221 - 223.

226 - ابن زيتون (620 - 690 هـ‍) (1223 - 1291 م)

226 - ابن زيتون (620 (¬1) - 690 هـ‍) (1223 - 1291 م) أبو الفضل، أبو القاسم (¬2) بن أبي بكر (¬3) بن مسافر بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرفيع اليمني المعروف بابن زيتون، الملقب تقي الدين، الفقيه النظار، المعقولي، له علم بالمنطق والجدل وله مشاركة في الحكمة (الفلسفة)، قاضي الجماعة بتونس. تفقه بتونس على المحدّث الراوية أمين الدين عبد الرحيم بن أحمد ابن طلحة المعروف بابن عليم الأنصاري السبتي نزيل تونس، وشيخ الجماعة محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وابن القاسم بن البراء. رحل إلى المشرق مرتين الأولى سنة 648/ 1250 - 51 أخذ فيها الأصلين عن شمس الدين الخسروشاهيّ تلميذ الإمام فخر الدين الرازي، وسراج الدين الأرموي، وسمع من عزّ الدين بن عبد السلام تأليفيه «مختصر الرعاية» والقواعد المسماة «بمصالح الطاعات»، وسمع من فخر الدين البندهي، وسمع الحديث من الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، ومن الحافظ رشيد الدين العطار، ومحمد بن أبي الفضل المرسي، وعبد الغني بن سليمان بن بنين، وغيرهم، وحج، ورجع إلى تونس بعلم كثير ورواية واسعة، ثم رحل ثانية سنة 656/ 1258 فأقام في القاهرة بالمدرسة الضيائية، وبمدرسة الصاحب ابن شكر، ثم حج ورجع إلى تونس، ويفهم من كلام ابن خلدون أنه آب إلى تونس بأسلوب جديد حسن في التعليم، وجاء بعده من المشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي ذو الأسلوب المفيد ¬

(¬1) وفي رواية 621. (¬2) انفرد الديباج بالاقتصار على تكنيته بأبي أحمد. (¬3) وفي رواية بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرفيع، على وجه الحذف والاختصار.

في التعليم، وأخذ عنها أهل تونس، واتصل سند تعليمهما جيلا بعد جيل حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلام، ثم انتقل هذا السند التعليمي من تونس إلى تلمسان. قال ابن خلدون (¬1): «وبعد انقراض الدولة بمراكش ارتحل إلى المشرق من افريقية القاضي أبو القاسم بن زيتون لعهد المائة السابعة فأدرك تلميذ الإمام ابن الخطيب، فأخذ عنهم واتقن تعليمهم، وحذق في العقليات والنقليات، ورجع إلى تونس بعلم كثير وتعليم حسن، وجاء على أثره من المشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي كان ارتحل من المغرب فأخذ عن مشيخة مصر، ورجع إلى تونس، واستقر بها، وكان تعليمه مفيدا فأخذ عنهما أهل تونس واتصل سند تعليمهما في تلاميذهما جيلا بعد جيل، حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلام شارح ابن الحاجب وتلميذه، وانتقل من تونس إلى تلمسان في ابن الإمام وتلميذه، فإنه قرأ مع ابن عبد السلام على مشيخة واحدة، ومجالس بأعيانها. وتلميذ ابن عبد السلام بتونس وابن الإمام بتلمسان لهذا العهد إلا أنهم من القلة بحيث يخشى انقطاع سندهم». قال المقري (¬2): «له تمكن من ملكة التعليم، وقدم إلى تونس فانتفع به أهلها» ولاحظ أيضا أن طريقته النظرية تلفاها تلميذه محمد بن عبد السلام، ثم استقل بها محمد بن عرفة، ولما رجع إلى تونس من رحلته المشرقية الثانية تولى بها قضاء الجماعة، فعظم محله ونبل قدره، وانتفع به الناس، وكان إماما عالما، حسن الخلق والخلق. قال ابن رشيد: «كان أبو القاسم ممن أعزّ به العلم، وصان نفسه عن الضعة والابتذال، وأعانه على ذلك الجد وسعة الحال، وكان المفزع إليه في الفتيا بتونس». وهو أول من أظهر بتونس تآليف الإمام فخر الدين الرازي، وأول من نشر طريقته في الأصول. ¬

(¬1) مقدمة ابن خلدون (مط. مصطفى محمد، القاهرة، بلا تاريخ) ص 431. (¬2) ازهار الرياض 3/ 26.

درّس بالمدرسة الشماعية، وبسقيفة منزله أين تغص الدكاكين بالطلاب، ومما قرئ عليه الموطأ، ومختصر الرعاية لشيخه عزّ الدين بن عبد السلام، وكتاب الأسامي والغايات في شرح الآيات البيّنات لفخر الدين الرازي بشرح سراج الدين الأرموي. أخذ عنه ابن رشيد، والعبدري، ومحمد بن جابر الوادي آشي، وغيرهم. وفي سنة 670/ 1271 توجه رسولا في مهمة إلى الملك يغمراسن الزياني العبدوادي ملك تلمسان. وهو الذي تولى كتابة الصلح المنعقد بين المستنصر الحفصي ولويس التاسع ملك فرنسا، ومعاهدة الصلح هذه محفوظة إلى الآن في وزارة الخارجية الفرنسية، وأثبت صورة شمسية منها الشيخ محمد المقداد الورتتاني في كتابه النفحة الندية ص 28 (¬1). وتوجه لبعض ملوك المغرب عن المستنصر بالله مرتين فشكرت رسالته، وحمدت همته العلية وسياسته، وكان قبل ولايته القضاء من أشياخ البيت (أي الحفصي الموحدي) في المدة التي كان فيها البيت بيتا. وكان يقول إن ادخار القوت عامين بتونس لا ينافي التوكل لفساد اعرابها، وعدم أمن الاعراب بها (¬2)، وحكى ابن عبد السلام أن ابن زيتون كان يتخذ العصافير في الأقفاص لسماع نغماتها، فإذا مضت عليها مدة - أظنه قال ستة أشهر - أطلقها (¬3). ولما دخل على الأمير أبي عبد الله المستنصر سلطان افريقية سأله عن اسمه فعرفه به فقال له: كيف هذا؟ وقد صح حديث تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فقال: إنما تسميت بكنيته، ولم أتكن بكنيته، فاستحسن ¬

(¬1) المؤنس لابن أبي دينار (ط 3/) ص 136 التعليق (2) لمحقق الكتاب الشيخ محمد الشمام. (¬2) اكمال الاكمال للأبي 7/ 58. (¬3) المصدر السالف 5/ 224.

المصادر والمراجع

جوابه هذا أبناء عصره من شيوخ شيوخنا (أي الأبي) ولا يخفى عليك ما في هذا الجواب من النظر على هذا الحديث على هذا القول، وإذا روعي الاشتقاق فلا فرق بين كون القاسم كنية أو اسما (¬1). توفي يوم الاثنين صبيحة رمضان، ودفن بجبل المنارة (¬2). له: أمثلة التعارضات، بين فيه امثلة المسائل التي وضعها فخر الدين الرازي في «المعالم» في مدارات الاحتمال بين النقل والمجاز والاضمار والتخصيص ولم يبين لها أمثلة. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي، تحقيق محمد محفوظ (بيروت 1400/ 1980) ص 40 - 41 رقم 2. - تاريخ الدولتين للزركشي (ط 1/) 34 - 42. - جامع الزيتونة للطاهر المعموري (تونس 1980) ص 8. - الحلل السندسية للوزير السراج 1 ق 3/ 684 - 85. - درة الحجال 3/ 276 - 277. - الديباج 99 - 100 (نقل الترجمة من المشرق في علماء المغرب والمشرق لأحمد الشريف الغرناطي نزيل تونس، ومعاصر ابن زيتون، وكتابه مفقود، ومن رحلة ابن رشيد). - رحلة العبدري 256. - شجرة النور الزكية 193. - عنوان الدراية (ط 2/) 114 - 115. - الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية 132 - 150. - نيل الابتهاج 222 (النقل من رحلة العبدري ورحلة أبي القاسم التجيبي، ووقع ¬

(¬1) المصدر السالف 5/ 416. (¬2) هكذا يذكره الوادي آشي دائما في «برنامجه» وهو المعروف بجبل المنار، وبجبل المرسى عند الزركشي، وبسيدي أبي سعيد حيث يوجد ضريح الصوفي الصالح الشيخ أبي سعيد الباجي وهو ليس جبلا بمعناه المعروف وإنما هو ربوة، وهذا المكان من الضواحي الشمالية لمدينة تونس.

الاقتصار على ترجمة التجيبي دون ذكر ما ورد في رحلته من ترجمة ابن زيتون، ولعل النقل منها سقط عند الطبع). - محمد الحبيب بن الخوجة: من الحياة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية، النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، ع 4 س 4، 1976 - 77 ص 64.

227 - زيتونة (1081 - 1138 هـ‍) (1670 - 1726 م)

227 - زيتونة (1081 - 1138 هـ‍) (1670 - 1726 م) محمد بن عبد الله زيتونة الشريف المنستيري، المفسر، الفقيه، الناظم الكفيف، الذكي الذي كان يحفظ من سماع واحد، وله في ذلك حكايات عجيبة. ولد بالمنستير، وبها استظهر القرآن الكريم، وحفظ المنون، ومبادئ العلوم، ثم ارتحل إلى القيروان، ومكث بها مدة تقرب من ثلاثة أعوام، وقرأ على مشايخها كالشيخ محمد عظّوم تلميذ الشيخين علي الأجهوري، وسلطان المزّاحي (¬1) وطبقتهما، وعلى الشيخ علي الغرياني، وأحمد البرجيني، وغيرهم، ثم رحل إلى تونس، وقرأ على جماعة منهم سعيد الشريف، ومحمد الحجيج الأندلسي قال: أخذت عنه علم الفقه قراءة للمختصر مرة لجميعه، ومرة لبعضه، وحصلت عليه الكلام، وأخذت عنه جميع عقائد السنوسي إلا المقدمات، والجوهرة حضورا فيها، باشرت في غيرهما، وأخذت عنه علم الحديث فقرأت عليه صحيح البخاري بعضه رواية ودراية، والباقي بالاجازة، وأخذت عنه التفسير من آية الصوم إلى قوله «يسألونك عن الأهلة».وشمائل الترمذي، ومنظومة الأجهوري في الصوم، وغير ذلك، كما أخذ عن محمد فتاتة، ولازم هذين الأخيرين إلى وفاتهما، وعبد القادر الجبالي المطماطي، وأخذ النحو، والفقه عن محمد الغماري، ومحمد الغماد، ولازمه بالمدرسة المرادية، وإبراهيم الجمل ¬

(¬1) هو سلطان بن أحمد بن سلامة المزّاحي (بتشديد الزاي، والحاء المهملة، نسبة إلى مزّاح قرية بمصر) الشافعي من علماء الأزهر (ت 1075 - 1664 ورد اسمه محرفا في «ذيل بشائر أهل الإيمان إلى المزاجي (هكذا مخففا وبالجيم) وقلده في هذا الخطأ الناقلون عنه، بل إن المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك لم يفهم عبارته على وجهها، وذكره في عداد الشيوخ القيروانيين للتراجم.

الصفاقسي المقرئ، النحوي، الصوفي، ومحمد الشريف الحفيد، والمحدث سعيد المحجوز، وحمودة فتاتة وغيرهم. فقد بصره وهو صغير، وذلك أنه خرج هاربا من تونس، فركب مركبا مشحونا بالملح في شدة الشتاء، فأثّر ذلك في بصره فكف، ولم تحل هذه الزمانة بينه وبين النبوغ والتفوق على معاصريه. وتصدر للتدريس بجامع الزيتونة، عند طلوع الفجر، وبعد الظهر حسبة لله من غير وظيفة، وله درس آخر في مسجد الشيخ أبي جبرة بنهج المشرع قرب الصباغين، وكانت تلقى دروس بهذا المسجد، وكانت به مكتبة نادرة المثال نقلها الوزير خير الدين إلى المكتبة العبدلية الصادقية. وكان للباي حسين بن علي فيه محبة واعتقاد، وإذا دهمه أمر يبعث إليه ويستشيره، فكان إذا أتاه يخرج لتلقيه خارج البيت، ويأخذ بيده ويقوده ويجلسه حذوه، ولا يحضر معهما ثالث في الغالب. توجه إلى الحج وأدى الفريضة سنة 1114/ 1703 قال حسين خوجة: «وكنت حاضرا حين دخوله الاسكندرية، وكان دخوله إليها يوم الخميس وكان الثالث والعشرين من شهر رجب، وفي عشية ليلة المعراج أتى اليه جماعة من أعيان البلد وطلبوا منه احياء تلك الليلة المباركة على حين غفلة، ولم يكن الشيخ متهيئا لهذه المهمة، فنظر قليلا عقيب النهار في بعض التفاسير، وامتلأ جامع ابن تربانة بازدحام الخلق من فوق ومن أسفل، وصلّى بهم صلاة العشاء ... ثم تصدى في المحراب، وتلا قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى»}. ولم ينفك عن تفسير تلك الآية، وأتى فيها من كل الفنون والمعاني، ومن جميع العلوم إلى السابعة من الليل، وحضرته اجلاء العلماء ومن جملة من حضره الشيخ إبراهيم مفتي المالكية بثغر الاسكندرية ممن شهد له بالفضل، وشهد للشيخ سيدي محمد زيتونة، وأثنى عليه، ثم توجه إلى القاهرة، ولقي علماء الأزهر، وقرأ عليهم كالشيخ محمد الزرقاني دروسه في صحيح مسلم، ومختصر خليل، وغيرهما، والشيخ أحمد بن الفقيه، والشيخ منصور المنوفي».

وبعد حجه رجع إلى تونس، وولي مشيخة المدرسة المرادية (¬1) بعد المناظرة مع علماء عصره المنازعين له، وقد شرط محبسها أن لا يتولى مشيختها إلا اعلم أهل عصره، فعقد له مع منازعيه مجلس علمي حضره جلة علماء جامع الزيتونة، فكان صاحب الترجمة الفائز في المناظرة، وذلك سنة 1115/ 1704 على اثر وفاة الشيخ محمد الغمّاد أول مدرس بها (¬2). وفي سنة 1124/ 1712 حج حجته الثانية، واجتمع في مكة بتلميذه الشيخ حسين خوجة المؤرخ، وعرفه ببعض علمائها وصوفيتها، وذلك سنة 1125/ 1713، واجتمع في القاهرة بالشيخ سليمان الشبرخيتي تلميذ الشيخ علي الأجهوري وأخذ عنه، وبالشيخ علي الطولوني المحدث بجامع ميرزا ببولاق، وفي الاسكندرية أجاز أحمد بن مصطفى بن أحمد الزبيري المالكي الاسكندري الشهير بالصباغ، كما ذكره الجبرتي في تاريخه 1/ 248 (من طبعة بيروت)، وللشيخ الصباغ هذا ثبت رواه عنه المغاربة، ووقع التعرض له في ترجمة الشيخ ابراهيم الرياحي. ولقي بمكة المحدث الرحالة الشيخ عبد الله بن سالم البصري الشافعي تلميذ المحدث محمد علاء الدين البابلي المصري، ولقي بالمدينة الشيخ عمر الزلفي، كما لقي غير هؤلاء، وفي هذه الحجة جاور بالمدينة المنورة، وأقرأ التفسير، وتكميل حاشيته على تفسير أبي السعود المسمى «بإرشاد العقل السليم الى مزايا كتاب الله الكريم». وعند رجوعه من الحج مر بصفاقس فاجتمع به الشيخ أحمد ابن الشيخ علي النوري، وعلي الغراب الشاعر، والشيخ محمد الأومي، والشيخ إبراهيم المزغني، والشيخ إبراهيم بو عصيدة، وطلبوا منه الاجازة فأجازهم ¬

(¬1) الكائنة بسوق القماش أسسها مراد باي الثاني في سنة 1084/ 1674 مكان فندق يسكنه الانكشارية، ثاروا عليه ذات يوم فعاجلهم بالقتل وهدم الفندق، وبنى مكانه هذه المدرسة ورتب بها وقفا لرواية الحديث (تاريخ معالم التوحيد، ص 188). (¬2) من عقبه شيخ المدينة الحاج حميدة الغماد من رجال دولة الباي حمودة باشا، وانقرضت هذه الأسرة سنة 1355/ 1936 بوفاة المرحوم أحمد الغماد شيخ ربض باب السويقة (المرجع السالف ص 189).

مؤلفاته

نظما بعد وصوله إلى تونس بما حواه «منتخب الأسانيد في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد» للشيخ عيسى الثعالبي الجزائري نزيل مكة الذي اقتصر في هذا الكتاب على رواياته عن شيخه محمد علاء الدين البابلي حين مجاورته بالحرم المكي. وبعد رجوعه الى تونس صار ملازما للتدريس والمراجعة والتدوين ليلا ونهارا لا ينام من الليل إلا قليلا، وولي الخطابة بجامع باب البحر خارج باب تونس، وأحدث فيه كرسيا للوعظ، وأتى في وعظه بكل غريب، وهرعت إليه الناس. توفي صبيحة الخميس في 5 شوال 1138/ 7 جوان 1726 وحضر جنازته الأمير حسين بن علي باي، وكانت جنازة حافلة حتى قالوا: إن هذه الجنازة ضاقت عنها شوارع تونس فاضطر المشيعون بسبب كثرتهم للخروج من أبواب الحاضرة للالتحاق بمقبرة الزلاج حيث واروه التراب ودفن قرب ضريح القاضي محمد بن عبد السلام. مؤلفاته: 1) حاشية على تفسير أبي السعود العمادي مفتي استانبول تسمى مطالع السعود وفتح الودود على تفسير أبي السعود. وهذه الحاشية جاوز بها نصفه في 16 جزءا من القطع الكبير. قال الشيخ محمد النيفر في «عنوان الأريب»: «أتم الحاشية العظيمة على تفسير أبي السعود في أجزاء عدتها عشرون، وكان يمليها من حفظه على تلاميذه فيكتبون كل يوم ما يعجزهم نسخا فضلا عن التأليف». وفي آخر الجزء الأول من هذه الحاشية ذكر المؤلف ما اعترضه من عوائق الزمان حتى أخذ بيده أمير تونس سنة 1127/ 1716 وحمله على بما نشط به، والأمير يومئذ هو حسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية. إتمامها ابتدأ هذه الحاشية سنة 1110/ 1690، وتم تسويد الجزء الأول، وهو

شرح الديباجة سنة 1125/ 1713 وهو مجاور بالمدينة المنورة، وبعد رجوعه إلى تونس تم تسويدها يوم الجمعة قبل الزوال أواسط ربيع الأول سنة 1132/ 1720، وهذه الحاشية توسع فيها، وأفاض الكلام على عبارات أبي السعود من جميع العلوم التي لها مساس بها. فتكلم عليها من جهة النحو والصرف واللغة وعلوم البلاغة والتوحيد والأصول، والفروع، والاشارات إلى غير ذلك. حتى أسرار الحروف. وكثيرا ما يعتمد كلام الشهاب الخفاجي (¬1). توجد منها نسختان في 12 جزءا بالمكتبة الوطنية بتونس رقم الأولى 7227 والثانية 8275. 2) حاشية على العقيدة الوسطى للسندسي، في مجلدين. 3) شرح خطبة الشرح المختصر لسعد الدين التفتازاني على التلخيص في البلاغة. 4) شرح خطبة المطول، في عدة كراريس، ويلوح أنه لم يتمه لأن النسخ الموجودة منه بها نقص في آخرها، توجد منه نسخة في المكتبة الوطنية (أصلها من العبدلية). 5) شرح السلم المنطقي. 6) شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث. 7) كتابة على أبواب متفرقة من صحيح مسلم، بمناسبة مجالس الاختام في رمضان. 8) كتابة على ألفية ابن مالك لم تكمل. 9) منظومة في المنطق سماها الجامعة. وله نظم، وجد في الجزء العاشر من نسخة من إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني قصيدة له على روي القاف في مدح البخاري وصحيحه أولها. ¬

(¬1) برنامج المكتبة العبدلية.

المصادر والمراجع

هذا الكتاب بشرع أحمد ينطق … ولشمل أرباب الضلال يمزّق وصرح بأنه يملك النسخة. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 2/ 104 - 105. - الاعلام 6/ 636. - إيضاح المكنون 2/ 498. - برنامج المكتبة العبدلية 1/ 115 - 117، 2/ 19 - 20. - تاريخ معالم التوحيد 190. - ذيل بشائر أهل الإيمان 224 - 230 (ط 2/) ويراجع فيه ترجمة محمد الحجيج الاندلسي. - شجرة النور الزكية 323 - 324. - عنوان الأريب 2/ 9 - 11. - معجم المؤلفين 10/ 215. - هدية العارفين 2/ 312. - عثمان الكعاك جريدة «العمل» 16 جمادى الثانية 1383/ 27 اكتوبر 1963 و 17 جمادى الثانية 1383/ 3 نوفمبر 1963.

228 - ابن أبي زيد (310 - 386 هـ‍) (922 - 996 م)

228 - ابن أبي زيد (310 - 386 (¬1) هـ‍) (922 - 996 م) عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن، أبو محمد، الفقيه، المتكلم، الأديب يقول الشعر ويجيده، نفزي النسب سكن القيروان. كان إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، وشارح أقوال مالك، الملقب بمالك الصغير، وكان واسع العلم، كثير الرواية، وكتبه تشهد بذلك، بصيرا بالرد على أهل الاهواء ويجمع إلى ذلك صلاحا تاما، وورعا وعفة، وحاز رئاسة الدنيا والدين، وإليه انتهت الرحلة من الأقطار. تفقه بالقيروان، وسمع من شيوخه، وعوّل على ابن اللبّاد، وأبي الفضل الممسي، وأخذ عن الأبياني، ودارس بن إسماعيل، وحبيب بن الربيع مولى ابن الصواف، وأحمد بن سعيد، وزياد بن موسى، وسعدون الخولاني، وعبد الله بن مسرور الحجام، وأبي العرب التميمي، وسمع أيضا من الحسن بن نصر السوسي، وعثمان بن سعيد الغرابلي، وحبيب بن أبي حبيب الجزري، وغيرهم، ورحل إلى الشرق فحج، وسمع من ابن الاعرابي، وابراهيم محمد بن المنذر، وأبي علي بن أبي هلال، وأحمد بن ابراهيم بن حماد القاضي، واستجاز ابن شعبان، والأبهري والمروزي. وسمع منه خلق كثير، وتفقه به جماعة جلة منهم أبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو سعيد البراذعي، واللبيدي، وابنا الأجدابي، وأبو عبد الله بن الخراط، ومكي بن أبي طالب. وتفقه به من أهل الأندلس أبو بكر بن موهب القبري، وابن عابد، وابن الحذاء، وأبو مروان القنازعي، ومن ¬

(¬1) في الشذرات والعبر وفاته سنة 389.

مؤلفاته

أهل المغرب الأقصى ابن امدكنو السجلماسي، ومن أهل سبتة عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن العجوز الكتامي، وأبو محمد عبد الله بن غالب الهمذاني، وخلف بن ناصر، وغيرهم، ومن أهل الجزائر عبد الله بن يونس بن طلحة بن عمرون الوهراني الطبيب، وغيره. وتتلمذ عليه جماعة من الصقليين والليبيين، واستجاره ابن مجاهد البغدادي، والابهري والأخير جمع الأحاديث التي تستند عليها مسائل الرسالة. وفي «الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي» للشيخ محمد الحجوي. «وعندي أنه أحق من يصدق عليه حديث: «يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها».هذا في افريقيا وما قرب منها، وفي المشرق القاضي أبو بكر الباقلاني لسان الفقهاء والمتكلمين، وقيل الأستاذ (أبو) سهل الصعلوكي، وقيل أبو حامد الاسفراييني». وطارت شهرته عند معاصريه شرقا وغربا فقد طلب منه ابن مجاهد البغدادي في سنة 368/ 978 «المختصر» و «النوادر» فكلف المترجم محمد بن خلفون، وإسماعيل بن عذرة القيروانيين ليسلما لابن مجاهد نسخة مصححة من «المختصر» وأجازه. وشرح «الرسالة» و «المختصر» القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي، فبعث إليه المترجم ألف دينار، فقال القاضي عبد الوهاب عند ما قبلها: «ها هوذا رجل أجازني». توفي بالقيروان في نصف شعبان، ودفن بداره، ورثاه جماعة منهم يحيى بن علي الشقراطسي التوزري، وأبو الخواص الكفيف، وأبو علي بن سفيان. مؤلفاته: 1) كتاب الاستظهار في الرد على البكرية (¬1). لما ألف هذا الكتاب، وكتاب ¬

(¬1) في ترتيب المدارك والديباج، وغيرهما (الفكرية) وهو تحريف لا معنى له، والبكرية نسبة إلى أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد البكري الصقلي نزيل القيروان، الفقيه الصوفي، وكتاب -

الكشف والتلبيس في الرد عليهم أيضا رد كثيرا من خوارق العادات، وشنع عليه الصوفية وكثير من أهل الحديث، وأشاعوا بأنه نفى الكرامات، وهو لم يقل بذلك، ورد عليه جماعة من أهل الأندلس، ومن أهل المشرق، وألفوا تآليف ككتاب أبي الحسن بن جهضم الهمداني، وكتاب أبي بكر الباقلاني، وأبي عبد الله بن شق الليل، وأبي عمر الطلمنكي، وغيرهم، قال القاضي عياض «وكان أرشدهم في ذلك وأعرفهم بغرضه ومقداره إمام وقته القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني، فإنه بين مقصوده. قال أبو عمر الطلمنكي، كان ذلك من أبي محمد نادرة لها أسباب أوجبها التناظر الذي يقع بين العلماء، صح عندنا رجوعه عنها ... ». 2) كتاب الرد على ابن مسرة المارق. قال أبو علي عمر بن محمد السكوني «وقد صنف الفقيه أبو محمد بن أبي زيد - رحمه الله تعالى - كتابا في الرد عليه (أي ابن مسرة) منطويا على التقاسيم الأصولية، والقوانين الحقيقية البرهانية، تدل على تبحره - رحمه الله - في علم أصول الدين وبهذا شهد له القاضي أبو بكر بن الطيب - رحمه الله تعالى - في كتابه المصنف في كرامات الأولياء (لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام لأبي علي عمر بن محمد السكوني ص 210، تحقيق سعد غراب، مجلة حوليات الجامعة التونسية ع 12 س 1975). 3) كتاب الاقتداء بأهل السنة. 4) كتاب البيان عن اعجاز القرآن. 5) كتاب تفسير أوقات الصلاة. 6) كتاب التنبيه على القول في أولاد المرتدين. 7) كتاب الثقة بالله والتوكل على الله. 8) الجامع في السنن والآداب، والمغازي، والتاريخ، توجد منه نسخة ¬

- البكري الذي رد عليه ابن أبي زيد هو كرامات الأولياء والمطيعين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان، انكر عليه ابن أبي زيد كرامة الأولياء من قلب الأعيان ورؤية الله في اليقظة.

بخزانة جامع القرويين بفاس 40/ 645. 9) كتاب تهذيب العتبية. 10) كتاب الذب عن مذهب مالك. 11) كتاب رد السائل. 12) كتاب الرسالة، مشهور ومطبوع وعليه شروح، سأله تأليفه قريبه قيل إنه ابن خالته الشيخ محرز بن خلف من ذرية أبي بكر الصديق دفين مدينة تونس. ألفه وسنه 17 عاما، وهو أول تآليفه. 13) رسالة اعطاء القرابة من الزكاة. 14) رسالة في أصول التوحيد. 15) رسالة إلى أهل سلجماسة في تلاوة القرآن. 16) رسالة في الرد على القدرية. 17) رسالة طلب العلم. 18) كتاب المناسك. 19) كتاب فضل قيام رمضان. 20) كتاب غاية تمرض المؤمن. 21) رسالة فيمن نأخذه عند قراءة القرآن والذكر حركة. 22) كتاب حماية عرض المؤمن. 23) كتاب كشف التلبيس في الرد على البكرية. 24) كتاب مختصر المدونة. 25) كتاب النوادر والزيادات على المدونة، أزيد من مائة جزء. وعلى هذين الكتابين المعوّل بالمغرب في التفقه، وكتاب النوادر قال في الفكر السامي «أوعب فيه الفروع المالكية، فهو في المذهب المالكي كمسند أحمد عند المحدثين إذا لم توجد فيه المسألة فالغالب ألاّ نصّ فيها». وقال ابن خلدون في «المقدمة» ص 450 (مطبعة مصطفى محمد القاهرة، بلا تاريخ) «وجمع ابن أبي زيد جميع ما في الأمهات من المسائل والخلاف في كتاب النوادر فاشتمل على جميع أقوال المذاهب

المصادر والمراجع

وفرّع الأمهات كلها في هذا الكتاب ونقل ابن يونس معظمه في كتابه على المدونة». 26) كتاب المضمون من الرزق. 27) مسألة الحبس على أولاد الأعيان. 28) رسالة النهي عن الجدل. 29) رسالة الموعظة والنصيحة. 30) رسالة الموعظة الحسنة لأهل الصدق. 31) كتاب الوسواس. 32) مناقضة رسالة علي بن أحمد بن إسماعيل المعتزلي البغدادي المالكي نزيل مصر، ويبدو أنه انتسب إلى مالك لتروج دعوته عند الطبقات الشعبية، وكتب إلى فقهاء القيروان رسالة يدعوهم إلى الاعتزال، والقول بالقدر، والقرآن مخلوق، وغير ذلك من مذهب المعتزلة، وجاوبه صاحب الترجمة برسالته هذه ظهر فيها علمه وقوته في الكلام بالرد على أهل الاهواء، ونفى عن مالك وأصحابه جميع ما نسب إليه، وجعل يحتج على نقض قوله في القدر من كلام مالك البديع في رسالته في القدر إلى ابن وهب (¬1). والرسالة نقل منها الحافظ ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» فقرات في موضعين. وتآليفه كلها مفيدة بديعة غزيرة العلم. 33) قصيدة في البعث (مخطوطة في باريس). 34) قصيدة في شرف المصطفى (مخطوطة في المتحف البريطاني رقم 1617). 35) مجموعة أحاديث (مخطوطة في المتحف البريطاني II 888). المصادر والمراجع: - الاعلام 4/ 230، 10/ 133. - ترتيب المدارك 4/ 492 - 7. ¬

(¬1) انظر ترتيب المدارك 4/ 486.

- تبيين كذب المفتري 122 - 123. - تذكرة النوادر لهاشم الندوي 54. - الديباج 136 - 8. - شجرة النور الزكية 96. - شذرات الذهب 3/ 131. - طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي (تحقيق الدكتور إحسان عباس) 160. - عنوان الأريب 1/ 34. - الفكر السامي 3/ 120. - كشف الظنون 840 - 880. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 106 - 8. - مرآة الجنان لليافعي 2/ 441. - معالم الإيمان 3/ 135 - 151. - معجم المؤلفين 6/ 73، 13/ 400. - النجوم الزاهرة 4/ 200. - هدية العارفين 1/ 447 - 8. - الوفيات لابن قنفذ 33. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 702 - 718 - 720. - الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 27 - 29. - دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية، الط. الجديدة) بقلم هـ‍.ر. ادريس 3/ 717.

229 - زيرو (1215 هـ‍) (1800 م)

229 - زيرّو (¬1) (1215 هـ‍) (1800 م) القاسم بن علي التونسي المعروف بزيرو، المفسر، النحوي. زار المدينة المنورة، ثم قدم حلب وسكن بها إلى أن توفي. مؤلفاته: 1) حاشية على اعراب الألفية لخالد الأزهري. 2) رسالة في تفسير قوله تعالى: «{وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ}». المراجع: - ايضاح المكنون 1/ 302. - معجم المؤلفين 8/ 106. - هدية العارفين 1/ 834. ¬

(¬1) بتشديد الزاي المعجمة (هدية العارفين).

حرف السين

حرف السين

230 - السبخي (265 - 342 هـ‍) (878 - 953 م)

230 - السبخي (265 - 342 هـ‍) (878 - 953 م) الحسن بن علي السبخي، أبو علي، وكأنه نسب إلى السبخة، التي قرب القيروان، النحوي اللغوي الشاعر. ولد أعمى، وأدرك رجال سحنون وأخذ عنهم، ولازم أبا محمد عبد الله الأموي النحوي المكفوف، وتخرج عليه في العربية والنحو، واشتهر بذلك بين معاصريه، وفتح مكتبا قصده صغار الطلبة وكبارهم ودرسوا عليه وتخرج عليه أجيال، وقد طال عمره. قال المالكي في «رياض النفوس»: «كان عالما باختلاف العلماء واتفاقهم، مع المعرفة الواسعة بالنحو واللغة وعلوم القرآن، وانتفع به خلق من الناس». توفي يوم الاثنين 18 ربيع الأول وقيل ربيع الثاني (4 أغسطس) ودفن بمقبرة باب سلم. له كتاب أقيسة الأفعال، وهو على طريقة الأمالي جمعه بعض تلامذته. المصادر والمراجع: - بغية الوعاة 1/ 516، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 264، معالم الإيمان 3/ 61، ورقات عن الحضارة ... 1/ 170 - 72.

231 - ابن أبي ستة (1022 - 1088 هـ‍) (1614 - 1678)

231 - ابن أبي ستة (1022 - 1088 هـ‍) (1614 - 1678) محمد بن عمرو بن محمد بن أبي ستة القصيبي (نسبة إلى حومة القصيبيين من جهة قلالة بجربة) الجربي، من أعلام الأباضية وأئمتهم، والمعروف بالمحشي لأن أغلب مؤلفاته حواش على الكتب وهو مشهور بهذا اللقب إلى اليوم بجربة، والكثير من الناس لا يعرف اسمه الحقيقي، وإنما هو معروف بلقب المحشي خصوصا في جهتي قلالة وسدويكش، وأسرة أبي ستة من الاسر المعروفة بجربة اشتهر منها عدد غير قليل من العلماء. بدأ المترجم تعلمه بجربة فأخذ عن كثير من مشايخها وعمدته هو الشيخ عبد الله بن سعيد السدويكشي ثم رحل إلى القاهرة وجاور بالازهر مدة ثمان وعشرين سنة بين متعلم ومدرس، وبعد استكمال تحصيله انتصب للتدريس، والتف حوله عدد وافر من الطلاب وتعلقوا به أشد التعلق، وتخرج عليه عدد كثير من العلماء المصريين حتى اشتهر بينهم بلقب البدر، وكان ذكاؤه الوقاد واطلاعه الواسع سببا في تزاحم الطلبة على حلقات دروسه وكانت رحلته إلى مصر سنة 1040/ 1631. وكان بالقاهرة مقر يأوى إليه الطلبة الاباضيون، وهو المعروف بوكالة الجاموس قرب جامع ابن طولون وهو يشتمل على مساكن للطلبة ومخازن تكرى للتجار يكون دخلها لفائدة الفقراء من الطلبة، وأهم ما كان يشتمل عليه هذا المركز المكتبة النفيسة الزاخرة بالمخطوطات النادرة، وكان المترجم يهتم اهتماما كبيرا بهذه المكتبة، ويوجه الطلبة إلى الاستفادة منها زيادة على الدروس الخاصة التي كان يلقيها عليهم خصوصا فيما يتعلق بالمذهب الاباضي الذي لا يجدون له مكانا بين الدروس الرسمية بالازهر وبقيت

وكالة الجاموس تلعب دورا هاما في توجيه الطلبة الاباضية بالقاهرة مدة قرون متوالية، وتوقف نشاطها منذ ثلاثة عقود ونصف من السنين وشملها تهديم بعض الاحياء العتيقة في القاهرة. وبعد هذه المدة الطويلة من الاغتراب رجع إلى مسقط رأسه سنة 1068/ 1659 واحتفل أهل الجزيرة بقدومه فكان عند حسن ظنهم فخصص وقتا للاتصال بالجماهير واعظا ومرشدا وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ولما رجع إلى الجزيرة أدرك شيخه عبد الله السدويكشي في آخر عمره ولما توفي اسندت إليه رئاسة حلقة العزابة والتدريس في نفس الوقت وأبدى نشاطا كبيرا أكثر ممن سبقه إذ كانت له مجالس علمية مختلفة، وأهم هذه المجالس هو المجلس العمومي الذي كان ينعقد بجامع بني لاكين (جامع تلاكين اليوم) الذي يحضره أغلب فقهاء الجزيرة وطلبتها، وكان يصلي هناك الظهر ويبدأ الدرس بعد اداء صلاة الظهر إلى صلاة العصر، وبعدها يجلس للحكم بين الناس وله مكان معلوم بالمسجد إلى اليوم يحكم فيه بين الناس به مقصورة يوقف ببابها الممتنع عن اداء الحق لا يطلق سراحه ويخرج من المقصورة حتى يذعن. وله مجلس علمي آخر بمسجده المشهور بأبي ستة بسدويكش وبمسجد القصيبيين بقلالة. توفي بجربة وضريحه ما زال معروفا بحومة درسغيتن قرب سدويكش ورثاه جماعة من الشعراء منهم تلميذه الاديب المؤرخ علي بن بيان بقصيدة طويلة مطلعها: إلى الله أشكو لوعتي وشجوني وكان علماء الجزيرة يقيمون كل سنة حفلة بجامع المحشي تسمى خلاعة المحشي تدوم ثلاثة أيام يحضرها العلماء ونخبة من الطلبة وعدد من الوجهاء وفيها يقع ختم القرآن الكريم ترحما على روحه وتلقى بعض المحاضرات وكانت فرصة للطلبة النابهين المتحمسين للحديث إلى الجمهور،

مؤلفاته

وتطرح بعض المسائل الطارئة، ويتفق على حلها بما يراه أصحاب ذلك المجلس. مؤلفاته: (1) حاشية على تبيين أفعال العباد لأبي العباس بن أبي بكر. (2) حاشية الترتيب على المسند الجامع الصحيح للربيع بن حبيب الفراهيدي في أربعة أجزاء ضخمة وهذه الحاشية من أجل مؤلفاته. (3) حاشية على العقيدة لأبي العباس أحمد الشمّاخي. (4) حاشية اضافية على قواعد الإسلام لاسماعيل الجيطالي، وهي أول تأليف له ألفه سنة 1057/ 1647. (5) حاشية على كتاب السؤالات. (6) حاشية على كتاب شرح الجهالات. (7) حاشية على كتاب الفرائض لاسماعيل الجيطالي. (8) حاشية على كتاب الشيخ تبغور بن عيسى. (9) حاشية على كتاب النكاح. (10) حاشية على تفسير هود بن محكم الهواري قاضي الإمام عبد الوهاب الرسقمي لم يتمها إذ أدركته المنية عند قوله تعالى: {حافِظُوا عَلَى الصَّلَااتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى} الآية 228 من سورة البقرة. (11) حاشية على كتاب الوجيز لأبي عمار عبد الكافي الوارجلاني من أهل القرن 8/ 14 في أصول الدين وكتاب الوجيز حققه أحمد الطالبي بالجزائر، وطبع بمصر سنة 1971.بدون الحاشية. (12) حاشية على مختصر العدل والانصاف لأبي العباس أحمد الشمّاخي. (13) حواش على بعض الأجزاء من كتاب الايضاح لأبي ساكن عامر الشماخي. (14) اللمع وهو شرح لكتاب الوضع تأليف أبي زكرياء الجنّاوني. (15) مجموعة من الفتاوى، طبعت طبعة حجرية بالمطبعة البارونية بالقاهرة سنة 1325 هـ‍.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأباضية في موكب التاريخ، الحلقة الثالثة الأباضية في تونس ص 189 - 192، نظام العزابة عند الأباضية الوهبية في جربة 225 - 227، 272 - 273 - الصادق بن مرزوق جريدة «الصباح» 10 - 8 - 1967 العدد 4680.

232 - سحنون (160 - 240 هـ‍) (777 - 854 م)

232 - سحنون (160 - 240 هـ‍) (777 - 854 م) سحنون بن سعيد بن حبيب بن ربيعة التنوخي - أبو سعيد، واسمه عبد السلام، وغلب عليه لقب سحنون، وهو طائر حديد النظر، وذلك لجودة نظره في المسائل. قدم أبوه في جند حمص، وولد ابنه بالقيروان، وبها تربى، وقرأ على مشايخها كالبهلول بن راشد، وابن أشرس، وابن غانم، ومعاوية الصمادحي، وأبي زياد الرّعيني، ورحل إلى علي بن زياد بمدينة تونس، وروى عنه الموطأ. رحل إلى مصر في طلب العلم سنة 178/ 795 في حياة الامام مالك على ما قاله ابنه. قال سحنون كنت عند أبي القاسم وجوابات مالك ترد عليه. فقيل له: ما منعك من السماع منه؟ قال: قلة الدرهم. وقال مرة أخرى: لحى الله الفقر فلولاه لأدركت مالكا. وقيل إنه رحل في أول سنة 188/ 804.قال القاضي عياض: فإنه سمع ممن مات قبل ثمان وثمانين من المدنيين بها كابن نافع توفي سنة ست وثمانين. سمع في رحلته إلى مصر والحجاز من أبي القاسم، وأشهب، وابن وهب، وطليب بن كامل، وعبد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن الليث، ويوسف بن محمد. وسمع الحديث من سفيان بن عيينة، وأنس بن عياض، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجرّاح، ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم، وحفص بن غياث، وأبي داود الطيالسي، وغيرهم.

وسمع من أصحاب مالك كمعن بن عيسى، وابن الماجشون، ومطرّف. قال سحنون: لما حججت كنت ازامل ابن وهب، وكان أشهب يزامله يتيمه، وابن القاسم يزامله ابنه موسى، وكنت إذا نزلت سألت ابن القاسم، وكنا نمشي بالنهار ونلقي المسائل، فإذا كان الليل قام كل واحد إلى حزبه من الصلاة، فقال ابن وهب يوما لأصحابه: ألا ترون هذا المغربي يلقي بالنهار ولا يدرس بالليل؟ فقال ابن القاسم: هو نور يجعله الله في القلوب. رجع إلى القيروان سنة 191/ 807 وفيها مات ابن القاسم. قال: وخرجت إلى ابن القاسم ابن خمس وعشرين، وقدمت افريقية ابن ثلاثين سنة. ولما رجع أظهر مذهب مالك، وتصدى للتدريس فأخذ عنه مئات من أبناء البلاد، ومن القادمين من أقطار المغرب والأندلس، وممن أخذ عنه ابنه محمد، ومحمد بن عبدوس، وأحمد بن الصواف، وحمديس القطان، وسعيد بن الحداد، وأبو محمد يونس الورداني ولازمه كثيرا، وفرات بن محمد العبدي، ويحيى بن عمر الكناني الاندلسي دفين سوسة، وغيرهم، والرواة عنه يبلغ عددهم السبعمائة. قال الخشني: كانت أفريقية قبل رحلة سحنون قد غمرها مذهب مالك بن أنس لأنه رحل إليها أكثر من ثلاثين رجلا كلهم لقي مالك بن أنس وسمع منه إن كان الفقه والفتيا، إنما كان في قليل منهم كما في ذلك في علماء البلاد، ثم قدم سحنون بذلك المذهب، واجتمع له مع ذلك فضل الدين والعقل والورع والعفاف والانقباض فبارك الله فيه للمسلمين، فمالت إليه الوجوه وأحبته القلوب وصار زمانه كأنه مبتدأ قد امّحى ما قبله فكان أصحابه من أهل القيروان وكان حافظا حتى قيل: إن العلم في صدره كسورة في القرآن من حفظه وقال: إني حفظت هذه الكتب حتى صارت في صدري كأم القرآن. قال أبو العرب التميمي: «كان جامعا للعلم، فقيه الدين، اجتمعت فيه خلال ما اجتمعت في غيره: الفقه البارع، والورع الصادق، والصواب

في الحق، والزهادة في الدنيا، والتخشن في الملبس والمطعم، والسماحة والترك، لا يقبل من السلطان شيئا. وكان أول من شرد أهل الأهواء من المسجد الجامع وكانوا فيه حلقا من الصقرية والاباضية وكان حافظا للعلم، ولم يكن يهاب سلطانا في حق يقيمه». وقال عيسى بن مسكين: سحنون راهب هذه الامة، ولم يكن بين مالك وسحنون أفقه من سحنون. وقال أبو إسحاق الشيرازي: إليه انتهت الرئاسة في العلم بالمغرب، وعلى قوله المعوّل بالمعرب، وصنف المدونة وعليها يعتمد أهل القيروان، وحصل له من الأصحاب ما لم يحصل لأحد من أصحاب مالك في المغرب. وعيشه من غروس زيتون بالساحل، وكان أحيانا يباشر شئونها بنفسه من حرث وغيره. قال عبد الجبار بن خالد: كنا نسمع من سحنون جالسا بمنزله بالساحل، فخرج علينا يوما وعلى كتفه المحراث وبين يديه الزوج (أي الثوران) فقال لنا: إن الغلام حمّ البارحة، فإذا فرغت اسمعتكم فقلت: أنا أذهب وأحرث، وأنت تسمع أصحابنا، فإذا جئت قرأت عليك ما فاتني، ففعل فلما جئته قرّب إليّ غداءه خبز شعير وزيتا قديما. ومن كرمه وسماحته ما قاله أبو داود القطان: باع سحنون زيتونا له بنحو ثلاثمائة دينار ودفع ذلك إليّ، فكان يبعث إليّ البطائق يتصدق من ذلك المال إلى أن نفد، فاتيته بتلك البطائق ليحاسبني عليها، فقال لي: بقي من المال شيء؟ فقلت: لا، فرمى بالبطائق ولم يحاسبني وقال: إذا فرغ المال فلم أحاسبك؟ وقال محمد بن عبد الله الرعينيّ: لما سرت إلى الغزو إلى صفاقس مع سحنون فتح لنا مطمورة شعير لعلف دوابنا، فما كنا نأخذ منها بكيل سماحة منه في ذات الله. قال غيره: وفدى سحنون يومئذ أسارى المسلمين وظن أن الأمير

يعطيه ما فداهم به، وأخذ الأموال التي فداهم بها سلفا، فلما قدم على الأمير أبى أن يعطيه الفداء، فالزم سحنون الاسرى بما أمروا به وقال لهم: قد كنتم عبيدا للعدو، ولا تملكون من أموالكم وتأمنون الفتنة على دينكم فمن أعطى تركته، ومن أبى حبسته، ويفهم من الكلام أن الحادثة كانت في زمن ولايته القضاء. ولي القضاء سنة 234/ 849 فلم يزل قاضيا إلى أن مات. قال ابنه محمد: ولي سحنون القضاء بعد أن أدبر عليه حولا، وأغلظ عليه أشد الغلظة، وحلف عليه محمد بن الاغلب بأشد الايمان، فولي يوم الاثنين الثالث من رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين فأقام أياما ينظر في القضايا يلتمس أعوانا ثم قعد للناس يوم الأحد بعده. قال سليمان بن سالم: لما تمت ولاية سحنون تلقاه الناس فرأيته راكبا على دابة ما عليه كسوة ولا قلنسوة والكآبة في وجهه ما يتجرّأ أحد يهنيه، فسار حتى دخل على ابنته خديجة - وكانت من خيار النساء - فقال لها: اليوم ذبح أبوك بغير سكين (¬1). ولما ولي جاءه عون بن يوسف الخزاعي فقال له: نهنئك أم نعزيك؟ ! فسكت ثم قال له: بلغني أن من اتاها من غير مسألة أعين عليها ومن أتاها عن مسألة لم يعن عليها فقال له سحنون: من ولته الشفاعة عزلته، ومن ولته الشفاعة حكم بالشفاعة. قال ابنه: يضرب الخصوم إذا آذى بعضهم بعضا أو تعرضوا للشهود، ويقول: إذا تعرض للشهود كيف يشهدون؟ ويؤدب الخصم إن طعن على الشاهد بعيب أو تجريح حتى يسأله هو عن تجريحه ويقول للخصم: أنا أعنى بذلك منك. ¬

(¬1) يشير إلى الحديث الشريف: من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة، ورمز لحسنه السيوطي في الجامع الصغير، قال شارحه المناوي: هو أعلى من ذلك فقد قال الحافظ العراقي: سنده صحيح. فيض القدير 6/ 238.

وهو أول من نظر في الأسواق، وإنما كان ينظر فيها الولاة، فنظر فيها يصلح من المعاش، وما يغش من السلع، وجعل الأمناء على ذلك، ويؤدب على الغش، وينفي من الأسواق من يستحق ذلك، ثم جعل على الأسواق قاضيا خاصا يعرف بصاحب السوق وصاحب المظالم، وأذن له أن يقضي في عشرين دينارا وأول من تولى هذه الخطة حبيب بن نصر بن سهل التميمي، وهو أول من جعل في الجامع إماما يصلي بالناس وكان ذلك للأمراء، وأول من جعل الودائع عند الامناء، وكانت قبل في بيوت القضاة، وأول من قدم الأمناء في البوادي، وكان من قبله يكتب إلى جماعة من الصالحين منهم، وكان يعطي الطابع لأهل العدوى فإذا جاء المستعدي بصاحبه أخذ منه الطابع لئلا يبعث به للناس، وكتب مرارا يأمر بقتل الكلاب ويسيّب الأعوان وراءها بالحراب. قال عيسى بن مسكين: فحصل للناس بولايته على شريعة من الحق ولم يصل قضاء افريقية مثله. وقال سعيد بن إسحاق: كل من ولي قضاء أفريقية اكتسب إلا سحنون. وكان لا يأخذ لنفسه مرتبا ولا صلة من الأمير في قضائه كله ويأخذ لأعوانه وكتابه وقضاته من جزية أهل الكتاب. لمّا أكثر من رد الظلامات في رجال الأمير ابن الأغلب، وأبى أن يقبل منهم الوكلاء في الخصومة وأن يحضروا بأنفسهم، وجه إليه الأمير - وقد شكوه إليه - بأنه يغلظ عليهم، فأرسل إليه ابن الأغلب وقال: إن فيهم غلظة وقد شكوك، ورأيت مما فاتك من شرهم فلا تنظر في أمرهم، فقال سحنون للرسول: ليس هذا الذي بيني وبينه قل له خذلتني خذلك الله، فلما أنهى الرسالة للأمير قال له: ما نعمل به إنما أراد الله. ولما ثار القوبع على الأمير محمد بن الأغلب قال بعض القواد: اليوم نستمكن من سحنون إما بخسر دينه أو دنياه: فقالوا للأمير: سحنون داعية

مؤلفاته

مطاع فأمره بنصرك على هذا الخارجي، فبعث إليه الأمير وأعلمه بالأمر، واستشاره في قتاله، وأن يعلم الناس بعرض ذلك عليهم. قال له سحنون: غشك من دلّك على هذا، متى كانت القضاة تشاورها الملوك في صلاح سلطاتها؟ ونهض من عنده. وأخباره كثيرة وفضائله غزيرة، ومواقفه في نصرة الحق شهيرة، لا يخشى العزل، ولا يخاف أميرا. ولابي العرب التميمي فيه كتاب خاص اسمه «فضائل سحنون» ولما مات رثته الشعراء منهم عبد الملك الهذلي وعبد الملك بن قطن. مؤلفاته: (1) المدونة وهي المختلطة، والمتداول منها تهذيب البراذعي، سمع أقوال مالك من أبي القاسم، وبعد ذلك هذبها وبوبها، وألحق فيها من خلاف كبار أصحاب مالك، وذيل أبوابها بالحديث والآثار إلا كتبا منها متفرقة بقيت على أصل اختلاطها في السماع (باختصار من ترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 472 في ترجمة أسد بن الفرات) وفي الموضع نفسه من المصدر السابق: عليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح وروايته والمدونة من العلم بمنزلة أم القرآن من القرآن تجزي في الصلاة من غيرها ولا يجزي غيرها عنها. طبعت المدونة في 16 جزءا بالقاهرة سنة 1323 هـ‍. (2) مختصر في المناسك، مفقود. المصادر والمراجع: - الاعلام 4/ 125، ترتيب المدارك 3/ 585 - 626، البداية والنهاية لابن كثير 10/ 323، البيان المغرب 1/ 142، حياة الحيوان للدميري (مصر 2356) 2/ 17، الديباج 160 - 166، رياض النفوس للمالكي 1/ 249 - 280، الحلل السندسية 1 ق 1/ 285 - 288 (آخر ترجمة فيه) وأعاد ترجمته في 1 ق 769/ 807/3، طبقات علماء أفريقية للخشني (ط الجزائر 1914) 227 - 236، طبقات علماء أفريقية لأبي العرب التميمي (ط 2/) 184 - 187، طبقات الفقهاء للشيرازي، ص 155 - 156، شجرة النور الزكية 69 - 70، شذرات الذهب 2/ 94، العبر للذهبي 1/ 422 - 23، مرآة الجنان لليافعي 2/ 131 - 32،

المرقية العليا للنباهي 28 - 30، معجم المؤلفين 5/ 224، لسان الميزان 3/ 8، معالم الإيمان (ط 1/) 2/ 49 - 68، مجمل تاريخ الأدب التونسي 52 - 57، النجوم الزاهرة 2/ 303، وفيات الأعيان 2/ 352 - 354، الوفيات لابن قنفذ 26، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي لمحمد النهلي النيال (تونس 1384/ 1965) 143 - 149.

233 - ابن سحنون (202 - 256 هـ‍) (817 - 870 م)

233 - ابن سحنون (202 (¬1) - 256 هـ‍) (817 - 870 م) محمد بن سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي القيرواني، المحدث الفقيه المناظر، الإمام. تفقه بأبيه وكان يقول لمؤدبه: لا تؤدبه إلا بالكلام الطيب والمدح، فليس هو ممن يؤدب بالعنف والضرب، واتركه على بختي فإني أرجو أن يكون إمام وقته وفريد أهل زمانه. وقال: ما غبنت في ابني محمد إلا أني أخاف أن يكون عمره قصيرا، وقال: ما أشبهه إلا بأشهب، وسمع من ابن أبي حسان، وموسى بن معاوية الصمادحي، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وغيرهم. ورحل إلى المشرق فلقي بالمدينة أبا مصعب الزهري، وابن كاسب، وسمع من سلمة ابن شبيب. قال الخشني: «وكان في مذهب مالك من الحفاظ المتقدمين، وفي غير ذلك من المذاهب من المناظرين المتصرفين. وكان كثير الوضع للكتب، غزير التأليف، يحكى أنه لما تصفح محمد بن عبد الحكم كتابه وكتاب ابن عبدوس قال في كتاب ابن عبدوس: هذا كتاب رجل أتى بعلم مالك على وجهه أو كما قال، وقال في كتاب ابن سحنون: هذا كتاب رجل سبح في العلم سبحا. وكان كريما في نفسه سمحا بما في يديه جوادا بماله وجاهه كان يصل من قصده بعشرات من الدنانير، وكان يكتب لمن يعنى به إلى الكور فيعطي الاموال الجسيمة. وهذا عنه مستفيض عند أهل القيروان، وكان ¬

(¬1) قال الخشني، وكان مولده على رأس المائتين.

وجيها في العامة، مقدّما عند الملوك، حسن العناية، نهّاضا بالأثقال، واسع الحيلة جيد النظر عند الحوادث والملمات». وقال ابن الجزار: «كان ابن سحنون إمام عصره في مذهب أهل المدينة بالمغرب، جامعا لخلال قلما اجتمعت في غيره من الفقه البارع، والعلم بالأثر والجدل والحديث، والذب عن مذهب أهل الحجاز سمحا بماله كريما في معاشرته، نفّاعا للناس، مطاعا، جوادا بماله وجاهه، وجيها عند الملوك والعامة، جيد النظر في الملمات». وكان قد عني بسليمان بن عمران حتى استكتبه أبوه، ثم ولاه قضاء باجة، فلما مات سحنون، وولي سليمان بن عمران قضاء القيروان مكانه، أساء صحبة محمد بن سحنون، وفسدت الحال بينهما إلى أن وجه إليه سليمان فأتاه في خلق من اتباعه فأغلظ سليمان في القول، ومن جملة ما قال له: «ما أحوجك إلى من يمضغك قطن قلنسوتك هذه» ولم يجسر عليه بمكروه وانصرف. وكان سليمان يلقيه ويؤذيه بالقول، ثم تفاقم الأمر بينه وبين سليمان بن عمران القاضي حتى توارى ابن سحنون خوفا على نفسه فكتب أثناء تواريه إلى الأمير محمد بن الأغلب ما كتب عثمان بن عفان إلى علي بن أبي طالب متمثلا ببيت شاس بن نهار: فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي … وإلا تداركني ولمّا أمزّق فقال الأمير بن الأغلب: ومن يمزقه مزّق الله جلده، ثم رفع يد سليمان عنه، وامّنه منه، فرد سليمان غضبه على أصحاب ابن سحنون، فأخذ فرات بن محمد العبدي فضربه بالسياط. وبينما محمد بن سحنون يمشي يوما لقيه صاحب الصلاة بالقيروان المعروف بابن أبي الحواجب - وكان من أعدائه - فأومأ إلى أذنه فأمكنه ابن سحنون منها، فقال له سرا: يا زاني، يا ابن الزانية، فأجابه ابن سحنون جهرا: نقضي حاجتك إن شاء الله، وأوهم من حضره أنه سأله حاجة، وسار ابن أبي الحواجب فأخبر سليمان بن عمران بما كان من قوله وبما كان من جواب ابن سحنون، فقال

له: إن كان الأمر على ما وصفت فتحفّظ، وركب ابن سحنون من يومه إلى أحمد بن محمد الحضرمي فسأله أن يزيّن للأمير تولية ابن طالب التميمي على الصلاة، فأجابه الأمير إليه، فخرج الحضرمي بذلك إلى ابن سحنون فسأله كتم ذلك إلى وقت الخطبة من يوم الجمعة، وأرسل ابن سحنون في طلب ابن طالب فأعلمه بذلك وقال له: تهيأ فإذا رأيت ابن أبي الحواجب قد خرج من المقصورة فقم أنت بين يديه وأرق المنبر وأخطب، فلما كان يوم الجمعة هجّر ابن أبي الحواجب إلى الجامع فنزل في المقصورة وأتى ابن طالب فركع إلى جانب ابن سحنون، وسليمان بن عمران عند المنبر، فلما خرج ابن أبي الحواجب من المقصورة وهي حجرة قبلي الجامع، ورفع رجله إلى درجة المنبر صعد ابن طالب على المنبر وقد تقلّد السيف، ومدّ القيم يده إلى ثوب ابن أبي الحواجب فجذبه وكان سليمان بن عمران جالسا وقد نعس حينئذ فما راعه إلا صوت ابن طالب، فعلت سليمان بن عمران كآبة وتهلّل وجه ابن سحنون، واستمر ابن طالب في خطبته وتمت الصلاة، وانصرف سليمان إلى منزله وجمع شيوخ القيروان وأمرهم أن يسيروا إلى الأمير ليزكوا عنده ابن أبي الحواجب ويسألوه رده إلى الصلاة فبلغ الخبر ابن سحنون، فوجه إلى الحضرمي فأعلمه بالأمر، فلما أطل القوم على القصر أرسل إليهم الحضرمي أما تستحيون أن تسألوا الأمير أن يحط ابن عمه ومن أراد التنويه به وأن يشرّف صاحبكم انصرفوا فإنا لم نسألكم عن تزكية ولا عن جرحة، فانصرف القوم، فكانت تلك أول نكبة سليمان بن عمران، ثم لم تزل أمور ابن طالب تنمي وتزيد إلى أن عزل سليمان بن عمران، وولي ابن طالب قضاء أفريقية مكانه. حج ابن سحنون سنة 235/ 946، ونزل في مصر على أبي رجاء ابن أشهب بن عبد العزيز، فقصده علماء مصر ووجوههم يسلمون عليه، وابن المزني أطال الجلوس معه ليخلو به فلما خرج أبو رجاء سأله عنه فقال: لم أر - والله - أعلم منه ولا أحدّ ذهنا على حداثة سنه. وذكر أن رجلا من أصحابه دخل حماما بمصر عليه رجل يهودي فتناظر

معه فغلبه اليهودي لقلة معرفته فلما حج محمد بن سحنون سبقه الرجل وأنشب المناظرة مع اليهودي حتى حانت الصلاة فصلى ابن سحنون الظهر، ثم رجع معه إلى المناظرة حتى كانت العصر فصلاها ثم كذلك المغرب ثم إلى العشاء، ثم إلى الفجر، وقد اجتمع الناس وشاع الخبر بمصر الفقيه المغربي يناظر اليهودي، فلما كانت صلاة الفجر انقطع اليهودي وتبين له الحق وأسلم، فكبّر الناس وعلت أصواتهم، فخرج ابن سحنون وهو يمسح العرق عن وجهه وقال لصاحبه: لا جزاك الله خيرا كادت تجري على يديك فتنة عظيمة تناظر يهوديا وأنت بضعف، فإن ظهر عليك اليهودي لضعفك افتتن من قدّر الله فتنته أو كما قال. مذهبه في الايمان. كان لا يستثني في مسألة الايمان أي لا يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، وكان يقول: أنا مؤمن عند الله، وغالب ابن عبدوس وغيره، وكان ابن عبدوس وأصحابه وأهل مصر ينكرون ذلك عليه وعلى من يقوله وينسبون قائله إلى الارجاء. وكان ابن سحنون يقول: المرء يعلم اعتقاده فكيف يعتقد الايمان ثم يشك فيه؟ وبقي هو وأصحابه بعده بينهم وبين أصحاب ابن عبدوس وغيرهم في المسألة تنازع ومجادلات وكانوا يسمون من خالفهم الشكوكية لاستثنائهم. قال القاضي عياض: والمسألة قد كثر الخوض فيها وكلام الائمة عليها، والحقيقة فيها أنه خلاف في الألفاظ لا حقيقة، فمن التفت إلى مغيّب الحال والخاتمة وما سبق به القدر قال بالاستثناء ومن التفت إلى حال نفسه وصحة معتقده في وقته لم يقل به. توفي بالساحل ونقل جثمانه إلى القيروان، وصلّى عليه الأمير ابراهيم ابن أحمد بن أحمد بن الأغلب وضرب على قبره قبة، وضربت الأقبية حول قبره وأقام الناس فيها شهورا كثيرة حتى قامت الأسواق والبيع والشراء حول

تآليفه

قبره من كثرة الناس حتى خاف من ذلك الأمير ابن الأغلب وبعث إلى ابن عم ابن سحنون أحمد المعروف بابن لبدة فتفرق الناس، ورثاه الشعراء بمراث كثيرة كصاحبه محمد بن داود، وأحمد بن داود الصوّاف وغيرهما. وهو أول من صنف في الجدل من الفقهاء المالكية. تآليفه: (1) رسالة في أدب المناظرة، 2 جزءان. (2) رسالة في السنة. (3) كتاب الجامع وهو كتاب كبير جمع فيه فنون العلم والفقه فيه عدة كتب نحو ستين (بابا). (4) كتاب الإباحة. (5) كتاب الأشربة. (6) كتاب الإمامة. (7) كتاب الإيمان والرد على أهل الشرك. (8) رسالة فيمن سب النبي صلّى الله عليه وسلم. (9) كتاب تحريم النبيذ. قال: دخل علي أبي وأنا أؤلف كتاب تحريم النبيذ فقال: يا بني إنك ترد على أهل العراق ولهم لطافة أذهان وألسنة حداد فإياك أن يسبقك قلمك إلى ما يعتذر منه. (10) كتاب تفسير الموطأ، أربعة أجزاء. (11) كتاب الحجة على القدرية. (12) كتاب الحجة على النصارى. (13) كتاب الرد على أهل البدع، ثلاثة كتب (أبواب). (14) كتاب الرد على البكرية. (15) كتاب في الرد على الشافعي وعلى أهل العراق، وهو كتاب الجوابات خمسة كتب (أبواب). (16) كتاب التاريخ ستة أجزاء.

المصادر والمراجع

(17) كتاب غريب الحديث، ثلاثة أجزاء. (18) كتاب طبقات العلماء سبعة أجزاء. (19) كتاب السير، عشرون كتابا (بابا). (20) كتاب آداب المعلمين حققه ح ح عبد الوهاب (تونس 1350/ 1931) وأعيد طبعه باشراف الأستاذ محمد العروسي المطوي، ونشره د/أحمد فؤاد الأهواني ضمن كتاب التربية في الإسلام والتعليم في رأي القابسي القاهرة 1955 (ط 2/). (21) كتاب المسند في الحديث، وهو كبير. (22) كتاب الورع، ومؤلفاته كثيرة أوصلها بعضهم إلى مائتي كتاب، قال بعضهم: ألف ابن سحنون كتابه الكبير (لعله الجامع) مائة جزء: عشرون في السير، وخمسة وعشرون في الأمثال، وعشرة في آداب القضاة، وخمسة في الفرائض، وأربعة في الإقرار، وأربعة في التاريخ والطبقات، والباقي في فنون العلم. قال غيره: وألف في أحكام القرآن. المصادر والمراجع: - الاعلام 7/ 76، تذكرة الحفاظ 2/ 130، ترتيب المدارك 3/ 104 - 118، الديباج 234 - 37، رياض النفوس 344 - 60، شجرة النور الزكية 70، شذرات الذهب 2/ 150، طبقات علماء افريقية للخشني 178 - 182، 256، 296، طبقات الفقهاء للشيرازي 157 - 58، العبر 2/ 31، معالم الإيمان 2/ 79، معجم المؤلفين 10/ 169، هدية العارفين 2/ 17.

234 - السدويكشي (كان حيا 1068 هـ‍) (1659 م)

234 - السدويكشي (كان حيا 1068 هـ‍) (1659 م) عبد الله بن سعيد السدويكشي الجربي الأباضي، ينسب إلى جهة سدويكش المعروفة بجربة. نظم مجالس وعظية في أهم مساجد جربة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يستعمل وسائل متنوعة لاستهواء العامة وترغيبهم في حضور تلك المجالس التي صار عدد أصحابها يزداد من يوم لآخر، حتى أثمرت ثمارها الزكية، فكانت سببا في الرفع من مستوى الطبقات الشعبية، وبعث وعي إسلامي بينها، ولم يكتف بهذا بل جمع حوله عددا من خيرة الشبان، وكون لهم مدرسة في بني لاكين، وهو المعروف اليوم بجامع تلاكين في حومة غيزن قرب شاطئ سيدي محرز الشهير بنشاطه السياحي وبفضل الشيخ السدويكشي صار لهذا الجامع ازدهاره، وأصبح مقصد طلاب العلم من داخل الجزيرة وخارجها وتخرج منه عدد من العلماء الأعلام في مقدمتهم الشيخ أبو ستة الملقب بالمحشي لكثرة حواشيه عند ما سمي ابن أبي الجلود واليا على جربة، ورأى الناس لم يقيموا له وزنا ولم يعد له دور سوى جباية الاداءات بالقهر فهاله ما رأى من التفاف الناس حول العزابة وتعظيمهم لرئيسها فأراد أن يهين صاحب الترجمة وأن يصغر من قيمته فأجبره على أن يلبس طاقية من القماش الأبيض عوضا عن العمامة مثل لباس أطفال ذلك العصر، واضطر الشيخ أمام التهديد إلى لبسها، لكن سرعان ما أصبحت لباس جماعة العزابة وكافة العلماء وبصفة عامة عند الأباضيين لا في جزيرة جربة فقط بل انتقلت إلى الجنوب التونسي وليبيا ووادي ميزاب بالجزائر وإلى اليوم ما زالت بعض الجهات تتخذها علامة على رجال الدين.

مؤلفاته

توفي المترجم له بمكة أثناء ادائه فريضة الحج. مؤلفاته: (1) حاشية جزء الصلاة من كتاب الايضاح الذي يعتبر من أهم كتب الأباضية وهو الجزء الأول من الكتاب طبع مع متن الايضاح طبعة حديثة ببيروت. (2) حاشية على قطر الندى لابن هشام. (3) حاشية على كتاب الديانات لأبي ساكن عامر الشمّاخي. (4) عدد من الأجوبة، وهي في صورة فتاوى أجاب بها عن بعض الرسائل الواردة إليه حول مشاكل أصحاب عصره. (5) عدد من الأحكام التي أصدرها في بعض القضايا التي يتقدم بها أصحابها إلى مجلس العزابة الذي كان تحت رئاسته في ذلك الوقت. قال فيه الشيخ سعيد بن تعاريت الأول: «لا تمر به مسألة إلا حل مشكلها، كان آية من آيات الله تعالى في حل كلام الفحول، ومن اطلع على مصنفاته يشهد له بطول الباع وبدقة النظر». المراجع: - الاباضية في موكب التاريخ الحلقة الثالثة الأباضية في تونس ص 183 - 187، نظام العزابة عند الأباضية الوهبية في جربة ص 224 - 225، 271، الصادق بن مرزوق جريدة الصباح 7/ 1967/6 العدد 4652.

235 - السرقسطي (نحو 1021 - نحو 1091 هـ‍) (1613 - 1680 م)

235 - السرقسطي (نحو 1021 - نحو 1091 هـ‍) (1613 - 1680 م) ابراهيم بن علي السرقسطي الاندلسي، الفقيه المتكلم، ولد بتونس وتفقه على علمائها، وكان مائلا إلى العزلة معتكفا في بيته لا يخرج إلا يوم الجمعة، وكان يقرئ في سقيفة داره من الصبح إلى الليل، ويرتزق من كتابة التمائم والحروز، ولم يتول وظيفا ما عدا مسجدا قريبا من داره كان يؤم فيه. توفي وله من العمر نحو سبعين سنة ودفن بالزلاج بثنية بئر فضل. ألف كتبا عديدة لم نقف على اسمائها إلا كتاب «الهبة والعطا في شرح العقيدة الوسطى» لمحمد بن يوسف السنوسي أتمه سنة 1088 هـ‍، طبع بتونس. المراجع: - ذيل بشائر أهل الإيمان 187 - 188، معجم المؤلفين 1/ 65.

236 - ابن سرور ( ... -700 هـ‍) ( ... -1301 م)

236 - ابن سرور ( ... - 700 هـ‍) ( ... - 1301 م) أبو الطاهر بن سرور الفقيه الزاهد. ولي قضاء الأنكجة بتونس. له شرح المعالم الفقهية لابن التلمساني. المصدر: - الوفيات لابن قنفذ ص 52.

237 - سعادة (1088 - 1171 هـ‍) (1678 - 1758 م)

237 - سعادة (1088 - 1171 هـ‍) (1678 - 1758 م) محمد بن عمر سعادة المنستيري أصلا، العالم الأديب الشاعر. ولد بتونس (¬1) ونشأ بها، وقد ذكر في كتابه «قرة العين» أن أجداده استقروا بتونس منذ العصر الحفصي، وذكر في هذا الكتاب معلومات كثيرة عن عائلته وعن حياته وعن دراسته وأسفاره وبداية توظفه، وتشكى في هذا الكتاب من اعتباره غير بلدي في مدينة تونس، ويمكن أن نستخلص من هذه المعلومات التي يشوبها التناقض أنه هو وأسرته كانوا يعيشون تارة في بلده الأصلي المنستير، وتارة في مدينة تونس، وجده الأعلى قاسم هو الذي عاش بتونس، ومنها أطلق عليه لقب سعادة الذي احتفظت به العائلة فيما بعد. قرأ على علماء جامع الزيتونة كالشيخ محمد زيتونة المنستيري، ومحمد الحجيج الأندلسي، ومحمد الغماري النحوي، وسعيد الشريف وسعيد المحجوز، ومحمد فتاتة، وغيرهم من أساتذة جامع الزيتونة والمدارس في آخر العهد المرادي. وبعد وفاة شيخه سعيد الشريف بارح تونس وله نحو سبع عشرة سنة قاصدا مصر حوالي 1105/ 1694 فجاور بالأزهر مدة سبع سنوات قرأ فيها على مشايخه وحصل الفقه والنحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والأصول والحديث، فمن مشايخه بالأزهر المحدث الشيخ علي الطولوني، والعلامة الشيخ أحمد الشرفي الصفاقسي نزيل مصر من علماء ¬

(¬1) في «عنوان الأريب» أنه ولد بالمنستير بدون ذكر لمصدره على عادته، وعلى كل فإن بقاء صلات عائلته بالمنستير يدل على حداثة عهدها بالإقامة في مدينة تونس لا أنها استقرت فيها منذ العصر الحفصي - كما زعم - لأن هذه المدة المتطاولة تندثر معها كل رابطة بالبلد الأصلي، ولعل المترجم كان يباهي خصمه الشيخ حمودة الرصاع.

الرياضيات والفلك والملاحة والشيخ علي النشرتي، والشيخ محمد الزرقاني، والشيخ منصور المنوفي، والعلامة النفراوي، والشيخ البشبيشي، وابراهيم الفيومي، وأحمد بن الفقيه، وأجازه هؤلاء المشايخ الذين قرأ عليهم ومجموع الاجازات في سفر نحو ست كراريس، وعند محاولته الرجوع إلى تونس عن طريق البحر غرقت السفينة التي تحمله في ميناء الاسكندرية في ليلة السفر، وغرق أثاثه وكتبه ومذكراته. وبسبب فقره وبسبب الحرب بين الفرنسيين والانكليز التي صيرت البحر غير آمن لبث بالاسكندرية ثلاثة أشهر، واهتم به علماء البلدة وبالخصوص مفتيها الشيخ يوسف الخوشي، وسمحوا له بالتدريس في عدة مساجد، وكانوا يحضرون دروسه أحيانا، ولما يئس من الرجوع مباشرة إلى تونس، وعلم بأن السفن التونسية باستانبول قبل عرض من يسمى سلام لحمله في سفينته إلى استانبول، وفي البحر هاجم النصارى السفن التونسية التي كانت عائدة إلى تونس، وهكذا اضطر المترجم إلى الاقامة في استانبول التي مدح كرم سكانها عامة وعلمائها خاصّة ونزل ضيفا عند قاضي العسكر عارف افندي، ومدحه بمناسبة تعيينه في هذا المنصب الذي تقلده، بعد عشرين يوما من وصول المترجم إلى استانبول. وأحرز المترجم على نصيب من مال الأوقاف المخصصة للعلماء التي توزع عادة في المولد النبوي، وكان نصيبه ثلاثة وثلاثين ريالا تونسيا وذكر هذا للمقارنة بالأوقاف التونسية التي كانت تدار إدارة سيئة، وألقى دروسا في استانبول وحضر دورسا أخرى، لكنه لم يستطع التحاور محاورة مفيدة مع بعضهم لاختلاف اللغة عدا قلة من العلماء يجيدون العربية كعارف أفندي على أنه احتفظ بانطباع حسن عن استانبول، ولولا حب الوطن والواجب نحو الأهل لبقي بها. وعند ما رجع إلى تونس ألقى دروسا احتسابا لكن سرعان ما حباه الأمير بالعطاء، وذكر حسين خوجة في «ذيل بشائر أهل الإيمان» أن الأمير أسند إليه وظيفة مدرس بجامع الزيتونة وسماه أيضا بالمدرسة المنتصرية، وذكر الشيخ محمد السنوسي في «مسامرات الظريف» انه صار شيخا للمنتصرية

حوالي 1125/ 1747، وهذا يتفق مع ما في «قرة العين» حيث ذكر أن المفتي حمودة الرصاع حقد عليه حظوته عند ما لطخ جدار المدرسة، وأسند إليه الأمير أيضا خطة العدالة، وفي آخر سنة 1135/ 1728 اتهم بالتدليس لتزويره في وثيقة بإدخاله رجلا في النسب الشريف وهو ليس بشريف، ووقع التحقيق معه من أجل ذلك، ورفعت القضية للأمير، وذهب المترجم للقائه بالقيروان حيث كان مع المحلة العسكرية لاستخلاص الضرائب، وبإعانة من باش كاتب قدم له قصيدة استعرض فيها حالته واسترحمه، وبعد مدة تحصل على عفو الأمير الباي بتدخل من باش كاتب قاسم بن سلطان، وتنوسيت هذه الحادثة سريعا لأنه سمي فيما بعد في وظيفة مهمة. وفي شعبان /1140 مارس - افريل 1728 كان عضوا حاملا لاسم مفت ضمن وفد رجال الدين الذين بعثهم حسين بن علي باي إلى جبل وسلات لحمل ابن أخيه علي باشا على العدول عن الثورة، وعند ما دخل علي باشا إلى مدينة تونس في سنة 1147/ 1735 بإعانة من حسين داي الجزائر كان المترجم من جملة أفراد حاشيته وتمتع بحظوة كبيرة لديه حتى أن محمد الصغير ابن يوسف الباجي قال إنه كان مقربا منه وألصق من القلادة بالعنق، واتهمه هذا المؤلف بأنه سعى للإضرار بزملائه القدامى ومنافسيه وبالخصوص ابراهيم بن علي شعيب قاضي باردو وكان الذي سعى في سجنه لتسببه في رجوع والده الهارب. وفي تذكرة محفوظة بوثائق الحكومة التونسية صادرة عن علي باشا ومؤرخة بغرة جمادى الأولى /1151 أوت 1738 أطلقت عليه لقب قاض. وهذه الوثيقة تؤيد ما ذكره السنوسي الذي يؤكد أن علي باشا منذ أول عهده سمى سعادة نائبا مالكيا لقاضي تونس الذي كان - كما هو معروف - تركيا حنفيا يسمى مباشرة من استانبول. وعند ما تحصل علي باشا على الاذن من السلطنة العثمانية بتسمية قاضي تونس بنفسه من بين الفقهاء المحليين في سنة 1157/ 1745 فإن المترجم على قول المؤلف السنوسي تقلد خطة قضاء المالكية بتونس.

ثم ترقى إلى رئاسة الشوري في تاريخ لم يحدده المؤلف المذكور على أن تلميذه العياضي الذي ترجم له نسب إليه وظيفة مفت في سنة 1153/ 1741 ولا يعرف كيف يقع التوفيق بين ما ذكره مؤلف معاصر للأحداث وبين ما ذكره السنوسي. وعزله علي باشا عن الفتوى في صفر سنة 1161/ 1749، وعزل الريكلي عن القضاء وأولاه الافتاء، وفي شرح الشيخ محمد الشافعي ابن القاضي على قصيدة محمد الرشيد باي المسماة «محركات السواكن إلى أشرف الأماكن» أن الوافي ولي القضاء بعد عزل الشيخ سعادة منه ثم ولي وعزل الريكلي. قال الشيخ محمد الشافعي: وفي هؤلاء الثلاثة يقول بعضهم: الا يا تونس الخضراء فابكي … على العليا بدمع ذي انبعاث أبعد قضاتك البررات قبلا … وصرت اليوم من بغث البغاث أحرّاثا ودباغا ونذلا … ثلاثتهم أشر من الثلاث يريد بالحراث أبا عبد الله محمد الوافي المثلوثي، وبالدباغ أبا عبد الله محمد الريكلي لأن صناعته كانت صناعة الدباغة، وبالنذل أبا عبد الله محمد سعادة لأنه كان شريرا بذيئا (¬1). وممن قرأ عليه وتخرج به الشاعر علي الغراب الصفاقسي، وأحمد زروق الكافي عم القيرواني، والشاعر محمد الورغي. وكان المترجم يداري أحيانا أرباب السلطة والنفوذ، فقد حكم وهو متقلد خطة الافتاء في عهد علي باشا بفساد وقف على بعض الأقوال، وكان ليونس باي ابن علي باشا غرض في فساده فكتب المترجم الحكم بخطه ونسبه إلى الشيخ الريكلي الاندلسي قاضي المالكية وناوله الحكم في المجلس فأبى الإمضاء عليه وأصر على الامتناع، فقال المترجم كيف نفعل؟ فقال ¬

(¬1) من كنش اطلعني عليه شيخنا العلامة محمد الشاذلي النيفر الباحث المعتني بجمع آثار التونسيين.

مؤلفاته

له الشيخ الريكلي: «حكم سعادة وطابع الباشا، والريكلي لا يقتحم جهنم» فصار قوله مثلا لكل أمر يبنى بين اثنين على غير أساس. وأنكر علي باشا ذلك وعذل ابنه وأمر القاضي أن يحكم بالراجح الجاري به العمل. ومن أخبار علي باشا مع الشيخ سعادة المفتي أنه عزله بالمجلس من الفتوى فقام منصرفا ولما شارف باب البيت استرجعه فعزله من مشيخة التدريس، ولما ولى استرجعه فعزله من خطة أخرى فقال له: نسيت خطة لم تعزلني منها وهي أعز الخطط علي». - فقال له: وما هي؟ فقال له: «أن تنزع ما بقلبي من العلم إن قدرت». - فاسترجع وقال له: «قاتلك الله اجلس وأنت على سائر خططك التي نقدر على نزعها والتي لا نقدر» قال العياضي في تحليته في «مفاتيح النصر»: حاز في العلوم المعقولة والمنقولة قصب السبق فكأنه في أفق تلك العلوم لمع البرق، هذا هو في هذا القطر لسان الأدب، وراوية شعر العرب، علامة الاعلام، مبدع النثر والنظام، واسع الدائرة في الكلام، عالم علامة، وحبر فهامة، على غصن لسانه تصدح بلابل التحقيق، على هامة بنائه تخفق رايات التدقيق، له شعر يعبث بالنسيم، ونثر يزدري بالدر النظيم لا يخلو شعره من المعاني المبتدعة، وكأنما شعره جواهر مرصعة ... ». مؤلفاته: (1) تحفة المعتبر من كل حاج ومعتمر، وهو نظم بديع لمناسك الحج، قال عنه العياضي: «لم ينظم على منواله، ولا سمحت قريحة بمثاله». (2) تنوير المسالك في شرح نهج المسالك إلى ألفية ابن مالك وهو حاشية

المصادر والمراجع

على شرح الأشموني على الفية ابن مالك، أظهر فيها طول باعه وقوة حفظه وسعة اطلاعه. (3) قرة العين بنشر فضائل الملك حسين الممجّد ونجله الأمير ابن الأمير سيدي محمد - ويبدو أنه تصرف في آخر الأمر في عنوان الكتاب «قرة العين في نشر فضائل الملك حسين وكيد ذي المين» وقيل «قمع ذي المين». ذكر انه انتهى من تأليفه في أواخر محرم /1136 أكتوبر 1723 والتأليف يشتمل على مقدمة في بضع صفحات، وعلى بابين كبيرين يحتويان على عدة فصول وخاتمة، وفي الخاتمة تحدث عن عائلته وطفولته وعن تعلمه في تونس والقاهرة، ورحلته دامت سبع سنوات حكاها ببعض التفصيل. والكتاب في مدح الأمير حسين بن علي باي، يذكر مآثره في نثر مسجوع ثم يعقب ذلك بأبيات شعرية في المعنى، وهجاء خصمه حمودة الرصاع قال حسين خوجه: «وأتى فيه بكل غريب من النظم والنثر العجيب» توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية أصلها من المكتبة الأحمدية رقمها 7129 ويقال إن د/محمد الحبيب الهيلة بصدد تحقيقه. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 2/ 121، تاريخ معالم التوحيد 38، ذيل بشائر أهل الإيمان 249 - 50، شجرة النور الزكية 346، عنوان الأريب 2/ 15 - 18، مفاتيح النصر في التعريف بعلماء العصر لمحمد العياضي الباجي تقديم وتحقيق محمد الحبيب الهيلة في النشرة العلمية للكلية الزيتونية، ع 4، س 4، 1976، 77، ص 143 - 144.المؤرخون التونسيون .. (بالفرنسية) لأحمد عبد السلام 193 - 205، عثمان الكعاك: جريدة العمل غرة رجب /1383 نوفمبر 1963 السنة 30، محمد بن الخوجة المجلة الزيتونية م 3 ج 5، ربيع الأول /1358 جانفي 1939 ص 35 (243).

238 - ابن سعدون (413 - 486 هـ‍) (1023 - 1093 م)

238 - ابن سعدون (413 - 486 (¬1) هـ‍) (1023 - 1093 م) محمد بن سعدون بن علي بن بلال البلوي (¬2) القيرواني، المحدث، الفقيه، الأصولي. سمع بالقيروان من أبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي بكر محمد بن محمد بن الناظور، والحسن بن عبد الله الأجدابي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد اللبيدي، وأبي القاسم السيوري، وأبي عبد الله محمد المالكي، ومكي القرشي، وتفقه بأبي إسحاق التونسي. ورحل إلى الحج فسمع بمصر من أبي الحسن بن المنير، وبمكة من أبي الحسن بن صخر، وابن ربيعة، وأبي ذر الهروي، وحمل عنه تآليفه في التصوف وغيرها. وبعد حجه ورجوعه من المشرق اشتغل بالتجارة، فخرج من القيروان تاجرا وطاف بالمغرب والأندلس، وأخذ الناس عنه هناك وسمعوا منه كثيرا، ولم تكن له أصول حسنة، سمع منه بالاندلس أبو علي الجيّاني الصدقي، وأبو الحسن مغيث، وأبو علي الغسّاني، وابن مفوّز وأبو بحر سفيان بن أحمد بن العاصي، وغيرهم. ومن أهل سبتة القاضي محمد بن يحيى التميمي، وأبو علي النحوي الصدقي، وغيرهما، كان فقيها حافظا للمسائل نظارا على مذهب القيروانيين، حسن اللسان. توفي في جمادى الأولى. بأغمات جنوبي المغرب الأقصى. ¬

(¬1) كذا في تهذيب المدارك، وفي التشوف سنة 484، وفي معالم الايمان سنة 385. (¬2) في الديباج «البدوي» وهو تحريف.

تآليفه

تآليفه: (1) اكمال تعليقه شيخه أبي اسحاق التونسي على المدونة (2) تأسي أهل الإيمان بما طرأ على مدينة القيروان، وذكر بعضهم كصاحب «البيان المغرب» باسم «تعزية أهل القيروان بما جرى على البلدان من هيجان الفتن وتغلب الأزمان»، ولخص منه فقرات في تاريخ الدولة الفاطمية بالمغرب والمشرق (1/ 281 - 287). (3) فهرسة رواها أبو بكر بن خير من طريق عبد العزيز بن خلف بن موسى الأزدي، رواها القاضي عياض عن جماعة من شيوخه. (4) مناقب شيخه أبي بكر بن عبد الرحمن وأصحابه. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 8، ترتيب المدارك 4/ 799 - 800، الحلل السندسية 1 ق 2/ 271 - 272 (نقلا عن التشوف)، التشوف 61 - 62، الديباج 273، 311، شجرة النور الزكية 117 - 118، الصلة 570 - 71، فهرسة ابن خير 434، فهرس الفهارس 2/ 369، معالم الإيمان 3/ 245 - 46، معجم المؤلفين 10/ 23، هدية العارفين 2/ 77، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 186، 188، 731، الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 202.

239 - ابن سعيد الاندلسي (610 - 685 هـ‍) (1214 - 1286 م)

239 - ابن سعيد الاندلسي (610 - 685 هـ‍) (1214 - 1286 م) علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف الغرناطي القلعي، ويعرف بابن سعيد، أبو الحسن، الأديب، الشاعر، الجغرافي، المؤرخ. ولد بغرناطة من أسرة تنحدر من الصحابي عمار بن ياسر هاجرت إلى الاندلس منذ زمن طويل في عصر ملوك الطّوائف واتخذت امارة في قلعة بني أيوب (Alcala la Real) ولما بلغ مبلغ الرجال وضع نفسه في خدمة الموحدين. وبعد أن قضى شبابه في اشبيلية مقسما وقته بين الطرب والدراسات التقليدية، بارح الأندلس صحبة والده في سنة 638/ 1241 لأداء فريضة الحج، ومات والده في أثناء الطريق بالاسكندرية في سنة 640/ 1242، واقتبل فيما بعد اقتبالا حارا في القاهرة حيث سبقته شهرته من الراجح أنها بسبب كتابه المغرب في حلى المغرب الذي حمله معه. ولقي في القاهرة الشاعر البهاء زهير، وكمال الدين بن العديم صاحب حلب، واتصل بصاحب حلب في رحلته الثانية إلى المشرق فانهالت عليه الدنيا. وفي سنة 648/ 1249 بارح مصر لأداء الحج فجال في العراق وسورية، وفي دمشق دخل مجلس السلطان المعظم ابن المالك الصالح. ومن أغراض هذه الرحلة جمع الوثائق والمستندات لتزويد تأليفه المشرف على

مؤلفاته

النهاية كتاب المشرق في حلى المشرق الذي بدأه والده وكتب منه الأول، ويبدو أن هذا التأليف لم يتم، توجد منه عدة أجزاء مخطوطة في القاهرة. وبعد إتمام حجته الثانية أخذ في طريق الرجوع، وفي أثناء الطريق كتب قصة رحلته النفحة المسكية في الرحلة المكية. وعند مروره بتونس 652/ 1267 وضع نفسه في خدمة المستنصر الحفصي ونال الدرجة المرموقة لكن اعتراها فتور في بعض الوقت وتوصل إلى تسوية وضعيته وإعادة اعتباره، وفي أول رجوعه إلى تونس نزل عند صديقه أبي العباس أحمد التيفاشي. وفي سنة 666/ 1267 بارح تونس للقيام برحلة ثانية إلى المشرق وصل فيها إلى إيران والسنوات الأخيرة من حياته يحيط بها بعض الغموض ويبدو أنه رجع إلى تونس خلال سنة 675/ 1276 حيث توفي بها بعد عشر سنوات. مؤلفاته: (1) رايات المبرزين وغايات المميزين، حققه مع ترجمة اسبانية جزئية غرسية غومز، مدريد 1942، وترجمه إلى الانجليزية أ. ج اربري، كمبريدج 1953، وأعاد تحقيقه الدكتور النعمان عبد المتعال القاضي 1393/ 1973. (2) عنوان المرقصات والمطربات الذي هو قسم من جامع المرقصات والمطربات، القاهرة 1286، ونشره مع ترجمة فرنسية عبد القادر مجداد الجزائر 1949. (3) الغصون اليانعة في شعراء المائة السابعة، حققه ابراهيم الأبياري، القاهرة 1959، وترتيب هذا الكتاب على ثلاثة أقسام: الأول في تراجم الذين تحققت سنة وفاتهم. والثاني في تراجم الذين لم يقف منهم على ذلك، والثالث من استقر العلم على حياته عند انتهاء هذا التصنيف وذلك في سنة سبع وستين وستمائة، هذا ما يؤخذ من مقدمة الكتاب.

المصادر والمراجع

(4) القدح المعلّى في التاريخ المحلى، اختصره محمد بن عبد الله بن خليل، وحقق هذا المختصر ابراهيم الأبياري، القاهرة 1959. (5) مختصر الجغرافية (عنوانين مؤلفات أخرى) نشر ج. فرنيه J.Vernet تطوان 1958. (6) المغرب في حلى المغرب، وهذا الكتاب تعاونت على تأليفه أجيال، ابتدأه في سنة 550/ 1135 أبو محمد عبد الله بن ابراهيم الحجاري باقتراح من عبد الملك بن سعيد وعنوانه الكتاب المسهب في غرائب المغرب، وهو يحتوي على الأحداث الواقعة بين فتح الأندلس وسنة 530 ثم واصل العمل فيه ابنا عبد الملك أحمد (ت 558/ 1169) ومحمد (519 - 94/ 1125 - 95) ثم ابن هذا الأخير موسى وأخيرا المترجم علي بن موسى الذي أثراه بمعلومات جديدة مع تغيير العنوان الذي قام بهذا العمل عند ما كان موجودا في القاهرة في سنة 641/ 1243 وهو المخطوط الأصلي للكتاب لكنه غير كامل وأجزاؤه المختلفة مؤرخة من سنة 645 إلى 657/ 1247 - 59 والذي كان أساسا لطبعات جزئية، فالقسم الخاص بمصر حققه زكي محمد حسن، القاهرة 1953، في جزء واحد والقسم الخاص بالأندلس حققه شوقي ضيف وهو في جزءين، القاهرة 1953 من أربعة. وله مؤلفات أخرى لم تنشر كالطالع السعيد في تاريخ بني سعيد في تاريخ بيته وبلده. وغيره. المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 26 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 485، 2/ 96، 128 - 129، 187 - 188، 289، 465، 540، 671، بغية الوعاة 2/ 209 - 210، حسن المحاضرة 1/ 555، درة الحجال 3/ 240 - 241، شجرة النور الزكية 97 - 98، كشف الظنون 279، 940، 1198، 1444، 158، 1658، 1693، 1747، 184، 1925، معجم المؤلفين 7/ 249، فوات الوفيات 2/ 178 - 184، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية، الطبعة الجديدة بقلم ش بالا، 951 - 950/ 3 Ch.Pellat فهرس معجم شيوخ الدمياطي (بالفرنسية) لجورج فايدا ص 50.

240 - ابن سعيد ( ... -671 هـ‍) ( ... -1270 م)

240 - ابن سعيد ( ... - 671 هـ‍) ( ... - 1270 م) محمد بن الحسين بن أبي الحسين سعيد الحسن بن سعيد بن خلف العنسي من ذرية عمار بن ياسر، ويعرف بابن أبي الحسين، الوزير الفقيه اللغوي الاديب الناثر الناظم، الغرناطي نزيل تونس، من أسرة ابن سعيد المعروفة بالعلم والأدب، ويعرف بابن ابي الحسين. اتصل بالأمير أبي زكريا الحفصي فقربه حتى أصبح من خاصته، وقد ظل على مكانته إلى عهد ثورة اللحياني فكان له ميل ومساندة لهذا الثائر مما جعل المستنصر الحفصي يعتقله مدة تسعة أشهر ثم عفا عنه وأعاده إلى منصبه، فرجع إلى النفوذ والسطوة من جديد وانتقم من خصومه، وكان مستوليا على زمام الأمور ولقب برئيس الدولة، وانتهى في دولة الاميرين إلى غاية لم يلحقه فيها أحد، وكان أحد رجالات الدنيا دهاء ورأيا وذكاء ومعرفة قال ابن خلدون: «وكان الرئيس ابن أبي الحسين متفننا في العلوم، مجيدا في اللغة، يقرض الشعر فيحسن، ويترسل فيجيد، وكان في رئاسته صلب الرأي، قوي الشكيمة، عالي الهمة، شديد المراقبة والحزم في الخدمة» وفي الفارسية لابن القنفذ: «وكان كبير داره وخاصة رجاله من غير الموحدين وكان رئيس الدار من الدخلة والاندلس وغيرهم». مؤلفاته: (1) ترتيب المحكم لابن سيدة، رتبه على أواخر الكلم كصحاح الجوهري. (2) خلاصة المحكم، وهو اختصار له.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 334 نقلا عن صدور الأفارقة، رايات المبرزين وغايات المميزين ص 796، العبر لابن خلدون 6/ 272 - 273، الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية 116، 132، معجم المؤلفين 9/ 240 نقلا عن الأعلام، المغرب في حلى المغرب 2/ 168، محمد العروسي المطوي نظرات في التاريخ، أثر الهجرة الأندلسية في المجتمع الحفصي في مجلة الاذاعة والتلفزة ع 388، س 17 اكتوبر 1976، ص 28.

241 - ابن سعيدان ( ... -1304 هـ‍) ( ... -1881 م)

241 - ابن سعيدان ( ... - 1304 هـ‍) ( ... - 1881 م) عمّار بن سعيدان الجلاصي، الفقيه. نشأ بالعلا في بيت له مكانة في الدولة، تقلد أفراده الوظائف الحكومية التي تمنح عادة لرؤساء بيوت القبائل تولى تربيته شقيقه صالح، وحفظ القرآن العظيم، ثم ارتحل إلى القيروان، فقرأ على مفتيها الشيخ محمد بوهاها، وعلى مفتيها الشيخ محمد صالح الجودي وتفقه به، ثم التحق بجامع الزيتونة فقرأ على المشايخ محمد بن ملوكة، وعلي العفيف، وعمر بن الشيخ، وغيرهم، وسافر إلى الشرق للحج صحبة صديقه الوزير محمد العربي زروق وغيره فمر بمصر واجتمع في القاهرة بالشيخ محمد عليش، ووقعت بينهما محاورات علمية شهد له فيها بالفضل. تولى التدريس بجامع الزيتونة فانتفع به جماعة، منهم حمودة تاج، وعلي الشنّوفي، والمكي بن عزوز، وصالح الشريف، وحمدة النيفر، وابراهيم المارغني، وحسن الخيري مفتي المنستير. توفي بتونس، ودفن بتربة آل زروق. له اختصار شرح ابن ناجي على المدونة. المرجع: - شجرة النور الزكية 1/ 413.

242 - ابن سفيان ( ... -415 هـ‍-1024 م)

242 - ابن سفيان ( ... - 415 (¬1) هـ‍ - 1024 م) محمد بن سفيان الهوّاري القيرواني، أبو عبد الله نزيل المهدية، عالم بالقراءات. تفقه بأبي الحسن القابسي. وكان يحسن الظن فيه ويدعو له ويقول: «من أراد أن ينظر إلى زهرة من زهرات الدنيا فلينظر إلى أبي عبد الله محمد ابن سفيان» وتفقه بغيره. أخذ عنه الناس بالمهدية، ورووا عنه مؤلفاته منهم عبد الله بن خزرج، وعمر بن حسين النفوسي الذي روى عنه جماعة من الاندلسيين كتب ابن سفيان في مسجده برحبة القمح بالمهدية، وحاتم الطرابلسي، والدلائي، وغيرهم. وقرأ عليه أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي، وأبو العباس البندوني، وعثمان بن بلال الزاهد، وعبد الملك بن داود القسطلاني، وأبو محمد عبد الحق الجلاد، وحدث عنه حاتم بن محمد الطرابلسي والداني وغيرهما. رحل إلى مصر فقرأ على إسماعيل بن محمد المهري لورش، وعرض الروايات على أبي الطيب عبد المنعم بن غليون، رحل إليه قبل سنة 380/ 981 وقرأ أيضا على يعقوب بن سعيد الهواري، وكردم بن عبد الله، ¬

(¬1) في معالم الإيمان أنه توفي سنة 408 وهو خطأ بلا شك لأن ابن خير ذكر في فهرسته 39 أنه أجاز بخط يده في شعبان 415 أبا عبد الله اسماعيل بن خزرج اللخمي برواية كتابه اختلاف قراء الأمصار.

مؤلفاته

وعاد من مصر ولم يحج، وخرج من القيروان لاداء فريضة الحج سنة 413/ 1022 وجاور بمكة، ثم أتى المدينة المنورة فتوفي بها. قال أبو عمرو الداني: «كان ذا فهم وحفظ وعفاف». مؤلفاته: (1) اختلاف قراء الأمصار في عدد آي القرآن. (2) الارشاد في مذهب القراء. (3) التذكرة في القراءات. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 16، ترتيب المدارك 4/ 712، الديباج 271، 314، شجرة النور الزكية 105 - 106، غاية النهاية 2/ 147، فهرسة ابن خير 24، 38 - 39، كشف الظنون 2027، معالم الإيمان 3/ 196، معرفة القراء الكبار 1/ 305، هدية العارفين 2/ 63، الوافي بالوفيات 3/ 114، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 725.

243 - ابن السكان (كان حيا سنة 689 هـ‍) (1290 م)

243 - ابن السكّان (كان حيا سنة 689 هـ‍) (1290 م) أحمد بن محمد بن ميمون الأشعري المالقي المعروف بابن السكان، نزيل تونس، المحدث، الفقيه الأديب الكاتب الشاعر المؤرخ. قال ابن رشيد، فانتقل منها (مالقة) صغيرا، وأظنه ابن اثنتي عشرة سنة مع أبيه رحمه الله فنزل تونس، وبها قرأ وتعلم وتفقه وتأدب».إلى أن قال، «سمع أبا محمد الحجام، وأبا العباس بن الغماز، وأبا الحسن بن مفرج بن مناد، وأبا العباس بن رقيقة وعليه تعلم العربية، وأبا الحسن حازم بن محمد وأبا بكر وتجاهر بن حبيش، وجميع من كان بتونس، وأخذ عن أبي عبد الله المصري التوزري (ابن الشبّاط)، وعن عدد لا يحصى .. ». لقيه الرحالة العبدري سنة 689 عند رجوعه من الحج ووصفه بقوله: «رايته مجربا إلى غاية من كمل ومبرّزا في حلبة العلم والعمل، عذبت أخلاقه ففاحت زلالا، واستقامت أحواله كالبان اعتدالا، وفاضت أنامله كالمزن انهمالا، أدرك مزايا الشيوخ على فتاء سنة، فما تكلم في علم إلا قلت هذا معظم فنه قد ألف الانقباض فما يبسط إلا يده، وسحب قصر الامل فيما يؤمل عنده وله اعتناء بتصحيح الرواية، وأعباء في تنقيح الدراية، سمع من الشيوخ واستجازهم واستجازوا له فاتسعت بذلك روايته». واجتمع به الرحالة بن رشيد. مؤلفاته: (1) الاطلاع على ما يلزم في رفع الأيدي في الصلاة من الاتباع.

المصادر والمراجع

(2) اكمال تذييل أبي بكر بن فتحون على الاستيعاب لابن عمر بن عبد البر. (3) اكمال ميزان السابقين وحلية الصادقين المصدقين في ذكر الصحابة الأكرمين لأبي الربيع الكلاعي. (4) برنامج جمعه لشيخه أبي بكر محمد بن الحسن بن يوسف بن حبيش في أسماء شيوخه. (5) خلاصة الصفا في خصائص المصطفى، قصيدة في مدح النبي صلّى الله عليه وسلم وذكر معجزاته تزيد على 320 بيتا. المصادر والمراجع: - الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي، تحقيق محمد بن شريفة (دار الثقافة، بيروت، بلا تاريخ) ج 1 ق 1/ 521 - 522، رحلة العبدري 267 - 271، نيل الابتهاج 68، محمد الحبيب بن الخوجة: الحياة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية (وفيها ابن السكن)، النشرة العلمية للكلية الزيتونية س 4 ع 4، 1976 - 1977، ص 73 - 74.

244 - السكوني (حوالى 630 - 717 هـ‍) (1223 - 1317 م)

244 - السكوني (حوالى 630 - 717 هـ‍) (1223 - 1317 م) عمر بن محمد بن خليل بن اسماعيل بن عبد الملك بن خلف بن محمد بن عبد الله السكوني، أبو علي الاشبيلي الأصل نزيل تونس، المتكلم المشارك في علوم. يرجع الاستاذ سعد غراب في دراسته عنه (بالفرنسية) ص 26 تعليق 109 مكررا انه ولد بأشبيلية أو لبلة سنة 630 هـ‍. ويرجح الأستاذ سعد غراب في مقدمته ل‍ «لحن العوام» أن هجرة عائلة السكوني إلى تونس كانت في منتصف القرن السابع مع والد المترجم أبي الحسين محمد لأن آخر معلوماتنا عن الفترة الاندلسية لهذه العائلة نجدها في ترجمة جد المترجم أبي الخطاب محمد الذي فقد بعض كتبه عند فراره من إشبيلية عند سقوطها سنة 646/ 1248، ويستبعد أن يكون التجأ إذ ذاك إلى تونس بل يرجح أنه بقي في بعض أنحاء الأندلس إلى أن توفي في شعبان /652 أكتوبر 1254 عن سن عالية ويكون ابنه أبو الحسين محمد والد المترجم هو الذي قرر الهجرة بعد ذلك إلى تونس بأن أصبحت العودة إلى أشبيلية ميئوسا منها وقال لا شك أن أبا علي تلقى ثقافة تقليدية متينة شهد بها مؤلفاته العديدة، خاصة وأنه من عائلة علمية شهيرة يكثر فيها الكتاب والقضاة والمفتون. تلقى بعض المعلومات عن ابن السماط بالمهدية سنة 674/ 1275. في «مقتضب التمييز» نقل إفادة لفخر الدين الرازي الذي كان على الراجح شيخه (سعد غراب ص 27 بالفرنسية) ونظم بعض الأشعار

مؤلفاته

موضوعها دائما لاهوتي، وفي تأليفه «مقتضب التمييز» أجاب بأربعة أبيات رائية عن شعر للزمخشري، وحياته لا نعلم عنها شيئا كثيرا. في برنامج المكتبة العبدلية 1/ 54 توفي سنة 717/ 1317 على ما في «كشف الظنون» ويقول أحمد بابا في «نيل الابتهاج» انه توفي سنة 816 وهو الصحيح لأن بن الخطيب ذكره في «نفاضة الجراب» وذكر أنه حضر مذكراته وابن الخطيب ولد سنة 713. ويرجح الاستاذ سعد غراب أنه توفي سنة 717، ويرى أن ما جاء في برنامج العبدلية وهم بدون شك واستنتاج خاطئ ناتج عن قراءة سيئة لنيل الابتهاج، وهذا التاريخ (816) لا يتفق مع الشجرة النسبية التي وضعها قبل هذا، وعلى هذا التاريخ يكون أبو علي من جيل حفيديه اللذين لا يدحض تاريخ وفاتهما بنقيشتين (زبيس نقائش القرجاني ص 81 رقم 138، وص 76 رقم 53) أما حاجي خليفة فهو يذكر تاريخ 711 - 1311 (كشف الظنون 2/ 1482) لكن يبدو أنه خطأ بسيط لأنه هو نفسه ذكر في موضع آخر تاريخ 717 (الكشف 2/ 1883). وحينئذ يرى أن التاريخ الصحيح لوفاته هو سنة 717 لأنها المذكورة أكثر وإن أصلها من المصادر الاكثر تتبعا، وإن التاريخين 707/ 1307 و 716/ 1316 هما على الراجح انتشرا من أخطاء نساخ المخطوطات. مؤلفاته: (1) اختصار كتاب البرهان لإمام الحرمين الجويني، تحدث عنه في كتابه «التمييز» بمناسبة الكلام على عدم كفاية المعرفة العقلية وضرورة طلب تعليم الأنبياء وقال إنه تكلم عن هذه المسألة بتفصيل في اختصار كتاب البرهان للجويني، مفقود. (2) كتاب الأربعين مسألة في أصول الدين على مذهب أهل السنة. (3) التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسيره لكتاب الله العزيز،

وهو تأليف هام (263 ورقة كبيرة). ذكر في «لحن العوام» إن كتاب التمييز كان قد ابتدأه والده - رحمه الله - ثم منّ الله سبحانه بتكميله على يده، وفي «برنامج العبدلية» «وهو في جله تابع للانتصاف من الكشاف لابن المنبّر. وقدم فيه 13 مسألة أكثرها مسائل خلافية بين الأشعرية والمعتزلة، ويظهر أنه سريع المناقشة، وصدره بمقدمة في التوحيد» وهذه المقدمة في 36 ورقة، وينصح بالرجوع إليها عند ما تمس الحاجة لا سيما عند قراءة التمييز، فهو قد كتبها أساسا لهذا الغرض العملي (سعد غراب)، توجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية الأولى رقم 9485 (وأصلها من العبدلية) والثانية رقم 4959. (4) شرح منظومة الأقصري في التوحيد، والأقصري هو أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحيم (ت 642/ 1244) وهو من الأقصر في مصر العليا، توجد منه نسخة في مكتبة القرويين بفاس رقم 728 في 86 ورقة، ونسخة في دار الكتب المصرية. (5) علم البراهين القاطعة، ذكره في كتابه لحن العوام. (6) علم الحقائق وقواعد العقائد، ذكره في كتابه «لحن العوام» وبفضل حالاته العديدة يمكن أن نعرف بعض المواضيع التي درسها الكتاب وهي مثلا القدرة الإلهية، واستقلال الله الاستقلال الكامل لأنه لا يجب عليه بالضرورة اعتبار الأصلح كما يدعي المعتزلة، عدم الاعتقاد في تأثير الكواكب، مسألة شفاعة الرسول، والرد على الاتحاد الذي يقول به الصوفية، مفقود. (7) كتاب عيون المناظرات يبدو أنه من أوائل مؤلفاته لأنه ذكره في مؤلفاته الأخرى كالتمييز والمقتضب من التمييز، ولحن العوام، وهي مجموعة من المناظرات تبلغ 160 مناظرة مختلفة الطول تدور حول عدة مواضيع في علم التوحيد، قال في خطبة الكتاب: «فإنه لما كان التوحيد أشرف العلوم ... قصدت إلى تعريفه بطريق ترغب في سمعه الآذان، ويسهل مدركه على الأذهان، ويحمل على تحصيله من به أراد معرفة

حقائق قواعد الايمان، فألهمني سبحانه إلى منهج تقرب فائدته وترتجى بفضل الله عائدته، وذلك أني رأيت القلوب كالمجبولة على حب سماع ما كان وما جرى في التاريخ وسالف الأزمان ووجدت معظم قواعد هذا العلم الشريف قد تضمنتها عيون مناظرات وأشكال مناظرات جرت لأولي العلم في العالمين والأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين إلى الخلفاء الراشدين وصدور العلماء المتقدمين والمتأخرين فرتبتها في هذا المجموع». حقق هذا الكتاب وألحق به في آخره دراسة بالفرنسية عن المؤلف وحياته ومؤلفاته في 110 ص وفهارس تحليلية الأستاذ سعد غراب والكتاب يقع في 313 ص عدا الفهارس، من منشورات الجامعة التونسية سنة 1976 طبع الشركة التونسية لفنون الرسم. (8) فهرسة أطلع عليها المقرّي. (9) لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام (نسب بروكلمان في 2/ 250 هذا الكتاب لوالده محمد بن خليل السكوني المتوفي سنة 716/ 1316) جاء في برنامج المكتبة العبدلية «تناول فيه أغلاط العامة في ايمانهم وبدعهم وعوائدهم» وقال الأستاذ سعد غراب: «وهو في هذا التأليف يرد على مجموعة من العبارات التي يستعملها رجل الشعب، ويغتنم الفرصة لمواجهة بعض الفلاسفة والصوفية والمتكلمين» حققه الأستاذ سعد غراب ووضع له فهارس تحليلية، ونشره في مجلة «الجامعة التونسية» ع 12 س 1975 من ص 111 إلى 217 عدا الفهارس ثم أستله منها ونشره في فصلة». (10) المعتمد في المعتقد، ذكره في لحن العوام، ويؤكد أنه خصصه لمسألة الألوهية، وسماه مرة المعتمد فقط، مفقود. (11) مقتضب التمييز، وهو كما يدل عليه اسمه اختصار وتلخيص لكتابه التمييز السابق الذكر، وهو أيضا مسبوق بمقدمة، توجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية الأولى رقم 5654 والثانية رقم 7262.

المصادر والمراجع

(12) المنهج المشرق في الاعتراض على كثير من أهل المنطق، ويبدو من عنوانه أنه هام في تاريخ المنطق العربي، وكان بعمله هذا سابقا لشيخ الإسلام ابن تيمية وللسيوطي من بعده، وهو مخطوط في 41 ورقة من القطع الكبير في خزانة فيض الله باستانبول رقم 239. (13) الوسيلة الحسنى في شرح الأسماء الحسنى، والإشارة الوحيدة التي عن هذا التأليف توجد في مقدمة التمييز، مفقود. المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 63 (ط 5/)، إيضاح المكنون 2/ 401، برنامج المكتبة لعبدلية 1/ 54 - 55، 111، توطئة الكتاب الجمانة في إزالة الرطانة لحسن ح عبد الوهاب، ص ى، العيون والمناظرات دراسة عنه بالفرنسية منشورة في آخر الكتاب بقلم محققه سعد غراب ص 25 - 42، كشف الظنون 485، 1482، 1483، معجم المؤلفين 7/ 309، مقدمة لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام لمحققه سعد غراب ص 111 - 113، نفح الطيب 6/ 41، نيل الابتهاج 195، هدية العارفين 1/ 788.

245 - ابن سلام (حوالى 180 - 262 هـ‍) (796 - 875 م)

245 - ابن سلام (حوالى 180 - 262 هـ‍) (796 - 875 م) محمد بن يحيى بن سلاّم، المفسر، المحدث، الفقيه. ولد بالبصرة وانتقل إلى القيروان مع والده وكان تحصيله بها إذ ورد إليها بعد ميلاده بقليل أو في سنواته الاولى كما يعلم من تاريخ انتقال والده إلى القيروان الذي كان بين سنة 180 و 183.وتتلمذ على والده فروى عنه التفسير، وروى عنه محمد بن أبي داود العطار، وأبو العرب التميمي، وابنه يحيى بن محمد. ذكر أبو العرب انه كان ثقة نبيلا، وقال الدباغ: «إنه كان حافظا له عناية كاملة بالحديث ونقله وروايته وضبطه ومعرفة رجاله وحملته». زاد على تفسير ابيه يحيى، وحدث بتلك الزيادة أبو الحسن علي بن الحسن المري البجّاني. المصادر والمراجع: - تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين ترجمة د. فهمي أبو الفضل (القاهرة 1971) 1/ 203 - 204، طبقات أبي العرب ص 113، فهرس ابن خير ص 57، معالم الإيمان 2/ 145 - 150 (ط 2/)، مقدمة كتاب التصاريف لمحققته الأستاذة هند شلبي 76 - 77.

246 - ابن سلام (124 - 200 هـ‍) (742 - 815 م)

246 - ابن سلاّم (124 - 200 هـ‍) (742 - 815 م) يحيى بن سلاّم بن أبي ثعلبة التيمي ولاء من تيم ربيعة البصري ثم الافريقي القيرواني، أبو زكرياء المفسر، المحدث، الفقيه. ولد بالكوفة وكان والده من أهلها، ثم سكن البصرة فنشأ بها ونسب إليها، ورحل إلى مصر، ومنها إلى أفريقية فاستوطنها، وحج في آخر عمره فتوفي عند عودته من الحج بمصر، ودفن بالمقّطم بجوار قبر عبد الله بن فرّوخ. وفي «طبقات أبي العرب التميمي»: «وكان ما سمع شيئا إلا حفظه حتى انه كان إذا مرّ بمن يتغنى سد أذنيه لئلا يسمعه فيحفظ» روى عن جماعة بالمشرق، وكان يقول: «أحصيت بقلبي من لقيت من العلماء فعددت ثلاثمائة وستين عالما سوى التابعين وهم أربعة وعشرون وامرأة تحدث عن عائشة رضي الله عنها» ولقي ابن الجارود الكوفي وروى عنه جماعة بالمشرق وبالمغرب، وكان يقول: «كل من رويت عنه العلم فقد روى عني إلا القليل منهم».وذكر أنه «يروي عني من العلماء أربعة: مالك والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة» ونسي الرابع وقال: «كتب عني مالك ابن أنس ثمانية عشر حديثا» وروى عن الحسن بن دينار، وحماد بن سلمة، وهمّام بن يحيى، وسعيد بن أبي عروبة، وسفيان الثوري. وروى عن الضعفاء كالحارث بن نبهان، وبحر بن كثير السقاء، كما روى عن أصحاب الأهواء المتهمين أمثال ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى، والكلبي، ونافع بن الازرق الخارجي.

قدم أفريقية ما بين سنة 180 - 183 فسمع من البهلول بن راشد المتوفي سنة 183/ 799 حديثا واحدا، كما سمع من عبد الله بن فرّوخ. قال الحافظ المقرئ أبو عمرو الداني: «ويقال انه أدرك من التابعين نحوا من عشرين رجلا وسمع منهم وروى عنهم».روى عنه من أهل مصر أصبغ بن الفرج، وعبد الله بن وهب. وغيرهما، وروى عنه بالقيروان ابنه محمد وأبو داود أحمد بن موسى بن جرير الازدي العطّار، وهما اللذان وصل إلينا تفسيره عن طريقهما، وروى القراءات عن أصحاب الحسن البصري عن الحسن بن دينار وغيره. وله اختيار في القراءة من طريق الآثار، ويشير إلى هذا الاختيار في تفسيره بقوله: «وهذا الذي في مصحفنا» وذكره القاضي عياض في «ترتيب المدارك» في عداد الرواة عن مالك. ورماه سحنون بالإرجاء لكن ذلك لم يثبت عنه وكان يراه بدعة، قال ابن الجزري: «وكان ثقة ثبتا ذا علم بالكتاب والسنة ومعرفة باللغة العربية» وقال الحافظ بن حجر في «لسان الميزان»: «ضعفه الدارقطني في الحديث، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: ربما أخطأ وقال ابن عدي: «يكتب حديثه مع ضعفه». وسمع الناس منه بالقيروان كتابه في التفسير وكتابه «الجامع».وسبب خروجه إلى الشرق في طريقه إلى الحج ما ذكره ابن الابار في «الحلة السيراء» في ترجمة عمران بن مجالد بن يزيد الريعي الثائر على ابراهيم بن الاغلب «ذلك أن عمران بقي بالزاب إلى وفاة ابراهيم بن الاغلب ومصير الأمر إلى ابنه أبي العباس عبد الله، فكتب إليه عمران يسأله تجديد الامان فأمنه وأسكنه القصر معه، وكان يغدو إليه ويروح إلى أن سعي به وقيل لعبد الله: «هذا ثائر على أبيك وحاله حاله» فبعث إليه في الظهيرة فلم يشك في الشر. وكان عبد الله قد قال لمولى له: «إذا ورد إلي وهو مشتغل بالنظر فلا يستقر إلا وقد رميت برأسه».فكان ذلك على ما حدّه. وكان يحيى بن سلام الفقيه صاحب التفسير قد سفر بينهما في الأمان على ماله ونفسه وولده، فلما

مؤلفاته

قتله وجد لذلك وقال: «لا أسكن بلدا أخفر فيه على يدي» فخرج إلى مصر ثم مضى إلى مكة فحج ورجع فلم يلبث يسيرا حتى اعتل ومات (الحلة السيراء 1/ 105) توفي في صفر. مؤلّفاته: 1) التصاريف، وهو تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه، وبعبارة أخرى هو تأليف في الوجوه والنظائر القرآنية، ولم يسبقه أحد إلى التأليف فيها إلا مقاتل بن سليمان، حققته الأستاذة هند شلبي ونشرته الشركة التونسية للتوزيع (تونس 1400/ 1980)، وقد رجحت المحققة نسبة الكتاب له لا إلى حفيده يحيى بن محمد بن يحيى بن سلام راوي كتابي جده التصاريف والتفسير. انظر عن هذا الكتاب وتحقيقه كلمة الأستاذ عبد العزيز المجدوب المنشورة في مجلة الهداية ص 110 - 112، ع 6 س 7، رمضان شوال /1400 جويلية أوت 1980. 2) تفسير منه أجزاء بالمكتبة العبدلية (نقلت إلى المكتبة الوطنية) غير كامل 7 كراسات 99 ورقة، منه نسخة مصورة في دار الكتب المصرية، فهرست المخطوطات 1/ 168، وبالمكتبة العتيقة بالقيروان (نقلت إلى المكتبة الوطنية) برواية أبي داود أحمد بن موسى بن جرير الأزدي العطار المتوفي سنة 244/ 858، ولهذا التفسير درجة عالية في التحرير قال الداني: «ليس لأحد من المتقدمين مثل تفسيره».وطريقته موجزة أثرية ونظرية ويشير إلى اختياره بقوله: «قال يحيى». والذي كان موجودا منه بالمكتبة العبدلية، سفر واحد يحتوي على سبعة أجزاء متوالية يبتدئ أولها وهو الثالث عشر عند قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ»} من سورة النحل، وينتهي آخرها بختام سورة فاطر، وهو منسوخ على رق متين، لم يزل حتى الآن على

المصادر والمراجع

أحسن حال، وكله بخط منشرح مكتوب بالمداد الأسود القديم على مقربة من انتقال الخط الكوفي إلى الخط الأفريقي المعروف. وفي أواخر الجزء 18 ما يفيد تمام نسخه يوم السبت مستهل المحرم سنة 383، كما إنه يوجد على ظهر الورقة الأولى من جزئيه 13 و 14 ما يفيد دخوله في نوبة بعض أفاضل المائة الثامنة، وجميعه في غاية الصحة. ولعل هذا التفسير من أوقاف الوزير يوسف خوجة المعروف بصاحب الطابع المتوفي سنة 1230 على جامعه ومدرسته بتونس، وبالمكتبة العتيقة بجامع القيروان (المكتبة الوطنية بتونس الآن) ثلاثة أجزاء منه الخامس والعشرون والسادس والعشرون والخامس والثلاثون، وفي الجزء الأخير قراءة مؤرخة في شعبان سنة 387/ 997، ثم قراءة أخرى في ذي القعدة 417/ 1027.ومما في مخطوطات الرق بالقيروان ورقة عليها النص الآتي: «الجزء السادس عشر من تفسير القرآن من قوله في براءة «وأنزل جنودا لم تروها» إلى آخرها تفسير يحيى بن محمد بن يحيى بن سلام ولعله تفسير آخر لحفيده ولابنه محمد زيادات عليه أفردت باستناد عنه (وصف نسخة كلا المكتبتين العبدلية والمكتبة العتيقة بالقيروان منقول بنصه من كتاب التفسير ورجاله للعلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور) واختصر تفسيره أبو المطرف القنازعي القرطبي عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن (ت 413/ 1022) وابن أبي زمنين أبو عبد الله محمد (ت 399/ 1009). 3) اختيارات في الفقه. 4) الجامع. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 148 (ط 5/)، برنامج المكتبة العبدلية 1/ 44 - 46، تاريخ التراث العربي

1/ 204، التفسير ورجاله 23 - 28 (تونس 1966)، رياض النفوس للمالكي 1/ 122 - 125، طبقات علماء افريقية لأبي العرب التميمي 37 - 39، طبقات المفسرين للداودي 2/ 371، غاية النهاية لابن الجزري 2/ 373، فهرسة ابن خير 56 - 57، لسان الميزان 6/ 259، معالم الإيمان 1/ 239 - 245، معجم المؤلفين 13/ 200 - 201، ميزان الاعتدال للذهبي تحقيق علي محمد البجاوي (مط عيسى البابي الحلبي القاهرة) 4/ 380 - 381 رقم 9526.

247 - ابن سلامة ( ... -1266 هـ‍) ( .... 1850 م)

247 - ابن سلامة ( ... - 1266 هـ‍) ( .... 1850 م) محمد بن محمد الطيب ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ علي بن سلامة الطرابلسي الأصل، ومن أسرة فقهاء فوالده كان عدلا موثقا، وجده درّس على ما يبدو، الفقيه، الشاعر المؤرخ. اعتنى بتربيته جده الفقيه الشيخ أحمد وشارك في تكوينه. طلب العلم بجامع الزيتونة فأخذ عن المشايخ: ابراهيم الرياحي، وأحمد الآبي، والشاذلي بن صالح، ومحمد الشاذلي المؤدب ولازمه، ومحمد البحري بن عبد الستار، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد بن ملوكة، ومحمد المنّاعي، وغيرهم. وبعد تحصيله تصدر للتدريس مدة، ثم تخلى عنه ومارس خطة الاشهاد «فاختص بالقاضي الشيخ محمد البحري بن عبد الستار، فتخرج في علم الوثيقة بطول ممارسة كتب الاحكام وتسجيل المرافعات، وكان من خواص سماره وتلامذته. وقد كان الشيخ البحري أول من جمع المتفقهين من الطلبة وغيرهم للنظر معه ليلا في النوازل المنشورة على بساط المرافعة من قضاة الحاضرة لتحرير النصوص المنطبقة عليها، فكان صاحب الترجمة في زمرتهم، ولما ضرب الدهر ضرباته تولى خطة قضاء الجماعة جرى في ذلك السبيل، فألّب المتخرجين من فقهاء الطلبة والعدول وربما ضم إليهم بعض المفتين والمدرسين لتحرير النصوص الفقهية بتتبع دواوين المذهب، كل واحد يتكفل بمطالعة ديوان منها، ويخلص زبدة ما مخضوه من المسألة،

ويتحفهم بلذيذ المأكولات وروائق المشروبات، وسلك ذلك حتى في تآليفه كحاشية التاودي على التحفة، وغيرها وغيرها من رسائله (¬1). تولى مشيخة المدرسة المستنصرية وفترة التردد بين الخطط المختلفة للبحث عن خطة رابجة كانت في ظروف صعبة ترجع إلى عهد الباي حسين الثاني المتوفي في 1251/ 1835، وفي عهد خلفه مصطفى باي تحسنت وضعيته شيئا ما، ولمعت شهرته سريعا في عهد المشير الأول أحمد باشا باي الذي تولى في 10 رجب 1253/ 10 أكتوبر 1837، فتولى قضاء المحلة في العشر الأخيرة من رمضان /1253 نوفمبر ديسمبر 1837 عوضا عن الشيخ محمد الخضار الذي سمي مفتيا (¬2) وتولى قضاء باردو بعد وفاة شيخه قاضي الجماعة محمد البحري بن عبد الستار (¬3) المتوفي في 21 ربيع الأول 1254، 14 جوان 1836 حيث يستطيع التلاقي مع الأمير أحمد باشا باي المشير الأول الذي كان مستشاره ومحل ثقته قبل أن يتولى الامارة. وفي آخر شعبان /1255 أول أفريل 1839 سمي قاضي الجماعة بتونس، وفي غرة محرم 1261/ 10 جانفي 1845 تولى كاهية باش مفتي نقله الأمير إليها وتخطى بها المفتين قبله. وكانت له صلة متينة بالمشير الأول أحمد باشا باي وبوزيره مصطفى خزنه دار، وهو الذي نبه الأمير لازالة امتيازات خاصة برجال المذهب الحنفي نشأت منذ استيلاء الاتراك على تونس كاختصاص القاضي الحنفي بختم الحجج والأحكام، ومنها تقدم المجلس الحنفي بحيث يكون رئيس المفتين من المالكية خلفه ومنها تمييز الحنفية بجلوسهم على أسرة يمين الأمير، والمالكية يجلسون يساره بمقاعد بالأرض إظهارا للتمييز المبني على التعصب المذهبي فأبطل الأمير أحمد باشا جميع ذلك (¬4). ¬

(¬1) عنوان الأريب 2/ 101. (¬2) اتحاف أهل الزمان 4/ 16، 18، 34. (¬3) اتحاف أهل الزمان 8/ 18. (¬4) عنوان الأريب 2/ 102.

ولما اجرى الأمير أحمد باشا لشيوخ المجلس المالكي مرتبا مع الجند النظامي كما لشيوخ المجلس الحنفي دفعا لما يتوهم من الايثار والتمييز بين جملة الشريعة وهداة الأمة، فكان ذلك في 20 ذي الحجة /1255 الأحد 24 فيفرى 1840 فاجتمع علماء المذهبين أمام محراب جامع الزيتونة بإذن أميري بين الظهرين وأرسل إليهم كاتب السر الشيخ أحمد بن أبي الضياف بمكتوبه في إعلامهم بذلك، وقرأ المكتوب عليهم أمام المحراب الشيخ ابراهيم الرياحي (¬1) فقال صاحب الترجمة مادحا للأمير على هذه المنحة: نظمت القوم في سلك النظام … فثغر المالكية في ابتسام واعززت الجماعة بانتساب … وليس العز في كسب الحطام فسويت الورى في عدل قسم … نسخت بصلحه حيف الظلام محال أن يظن الناس هذا … وكاد يكون من نوع الحرام ولولا الله أرشد منك قلبا … لما لاقته حتى في المنام ولكن الإله أراد خيرا … فأرشدك السبيل إلى القوام فألفت القلوب بها جميعا … وواخيت البرية بالتمام فأنت اليوم أعدل من رأينا … بك المبدا وخاتمة الختام وكاتب الشيخ ابراهيم الرياحي الباي بما نصه (¬2): جبرت بإحسان لمذهب مالك … قلوبا كواها الكسر يا خير مالك وما جبرها نيل الحطام وإنما … بتنوير ليل من دجى الحيف حالك تداركت تفريطا من الناس غفلة … وكم لك من رأي عزيز المدارك فسويت ما بين الأفاضل رتبة … فهم من بساط العدل فوق أرائك أتيت بمقياس عزيز تباشرت … بفرحته الأرواح من كل ناسك يمينا لو النعمان قرّر عنده … لقرّبه عينا ولست بآفك ¬

(¬1) اتحاف أهل الزمان 4/ 35، عنوان الأريب 2/ 103. (¬2) اتحاف أهل الزمان 8/ 78.

مؤلفاته

جرى لبن من ثدي أحمد فارتوى … به حنفي في الاخاء ومالكي بما أودع الرحمن فيه وما يرى … لسيدنا الباشا به من مشارك أدام لنا المولى سعادة جدّه … بوجه وجيه باسم الثغر ضاحك وأيامه يروى صحيح حديثها … عن العز عن نصر له متدارك كان المترجم شديد الذكاء ومات بوباء الكوليرا في 11 شعبان 1266/ 20 جوان 1850 بضاحية سيدي أبي سعيد وأوصى أن يدفن بسيدي عبد العزيز المهدوي بالمرسى فدفن حذاءه. مؤلفاته: 1) حاشية على تفسير القاضي البيضاوي إلى تفسير الفاتحة. 2) حاشية على شرح التاودي على تحفة ابن عاصم لم تكمل وبقيت في مسودتها، توجد بالمكتبة الوطنية، أصلها من المكتبة الأحمدية. 3) الدرة النفيسة في أمراء تونس الأنيسة، أرجوزة في تاريخ أمراء الدولة الحسينية، وأطول قسم فيها في مدح مخدومه المشير أحمد باشا باي، توجد في مكتبة العلامة الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله. 4) رسالة في معاوضة أرض القنديل. 5) جملة من الرسائل في مسائل خلافية. 6) شرح قصيدة الشيخ مصطفى البكري التي أولها: ما أرسل الرحمن أو يرسل … من رحمة تصعد أو تنزل شرحها - كما نقل عنه - للتحصن من الوباء الذي مات فيه. 7) كنش بالمكتبة الوطنية رقم 3332.

8) العقد المنضد في أخبار مولانا المشير الباشا أحمد، منه نسخة في مكتبة المرحوم ح. ح عبد الوهاب في 122 ورقة وهي الآن بالمكتبة الوطنية تحت رقم 18618، ومنه نسخة أخرى بالمكتبة الوطنية رقم 8618، وترك فراغا في بعض الأوراق لعله كان يريد إتمامها، وليس هو مسودة إذ لا شطب فيه، ولكنه غير تام على الأرجح، والغرض من تأليفه هو تقديمه لأحمد باشا باي ليقرأه في سهرات رمضان حيث كانت عادته التسلي بمحادثات ممزوجة بنكت فكرية، ويجد فيه مزاياه المعترف بها، وهكذا تتهيأ له الفرصة لشكر الله على هذه الفضائل التي منحه إياها. والكتاب يشتمل على مقدمة طويلة تتحدث عن التاريخ بصفة عامة، وعن سلطة الأمير في مختلف وظائف الدولة، وأخيرا تقسيم العلوم وتعاريفها. واتساع هذه المقدمة وبعض الإحالات تذكرنا بابن خلدون الذي لم يخش من مقارنة نفسه به حيث قال: «إنها لعمري تربو على مقدمة ابن خلدون». والفصول التاريخية تبتدأ بنسب أحمد باي، وبخلاصة موجزة لتاريخ الحسينيين إلى ولاية حمودة باشا، والأخبار أكثر اتساعا منذ عهد حمودة باشا. ورواية الأخبار بتفصيل نسبي عن هذا العهد وما والاه والباعث على ذلك هو تقدير حمودة باي وجمع أخبار عصره لم تدوّن في تأليف تاريخي معروف. وفي عهد حسين باشا الثاني وقع حادثان ذكرهما بتفصيل ملاحظا أهميتهما وعاقدا مقارنة بينهما وهما: إنشاء الجيش النظامي، واحتلال الجزائر. وعند كلامه عن أحداث احتلال الجزائر يبدي عداء واضحا لداي الجزائر الذي يلفت النظر بفقدانه الديبلوماسية وحب الذات. وعند ما هاجمه الفرنسيون لم يفكر إلا في نجاة رأسه وماله، لكن المؤلف غير مؤيد للفرنسيين، ويرى أن هؤلاء تمكنوا من احتلال الجزائر بالتواطؤ والاتفاقات لا بتفوق الأسلحة، ووجودهم في الجزائر هو

المصادر والمراجع

خطر على تونس، وأحمد باي قسنطينة هزمهم طويلا لكن شراسته واستبداده أبعدا عنه طائفة من السكان، ومدح في غير تحفظ الأمير عبد القادر. وخصص بعض الصفحات لأهم معاوني الباي وبالخصوص لوزيره مصطفى خزنة دار ومدحه. وبوصفه قاضيا للمحلة سافر معها سنة 1254/ 1838 - 39 وذكر في تأليفه وصفا لقفصة وتوزر. وسافر صحبة الأمير أحمد باي على رأس حملة عسكرية مسلحة إلى الشرق والجنوب الشرقي من البلاد في ربيع الأول /1256 ماي 1840 والاضطرابات التي برّرت هذا السفر وقمعها مرّ عنها بصمت، على أنه يذكر تفاصيل لا نجدها في مكان آخر كحديثه عن الاحتفال الذي حضره أحمد باي مع أعيان الساحل المجتمعين في المهدية، وعن سن ضريبة على الزيتون تعرف باسم القانون، وكلف الأمير أحمد باشا باي المترجم باقتبال هؤلاء الأعيان الذين كان منهم القضاة والعدول. وفي وصف هذا السفر لم ينس وصف البلدان والقرى التي مرت بها المحلة. وإذا كانت الأحداث الداخلية تحتل أوسع مكان في العقد المنضد فإن الأحداث الخارجية ليست مهملة تماما. والكتاب يحتوي على معلومات تكمل تكميلا مفيدا التواريخ المعاصرة له وبالخصوص تاريخ ابن أبي الضياف والباجي المسعودي. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 77 - 79، سياسة حمودة باشا في تونس د. رشاد الامام 22 - 23، عقد الفرائد في تذييل الخلاصة وفوائد الرائد للباجي المسعودي (تونس 1323/ 1905) 15، 17، عنوان الأريب 2/ 101 - 103، شجرة النور الزكية 386، المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) وعليه اعتمادي في الكلام على العقد المنضد) ص 300 - 307.

248 - ابن سلامة ( ... -746 هـ‍) ( ... -1356 م)

248 - ابن سلامة ( ... - 746 هـ‍) ( ... - 1356 م) محمد بن محمد بن حسن بن سلامة (¬1)، أبو عبد الله، العالم الزاهد، الصالح العابد المقرئ الفقيه، وخليفة الإمامة بجامع الزيتونة. أخذ عنه الامام ابن عرفة القراءات وسمع عليه جملة من الموطأ، وقرأ عليه كتاب «التيسير» لابي عمرو عثمان بن سعيد الداني، والكافي لابن شريح، ومفردتي يعقوب الدانية والشريحية، وقرأ عليه جملة من التفريع لابن الجلاب، وجملة من كتاب «الارشاد» لامام الحرمين الجويني، وجملة من «المعالم الدينية» في الأصول لفخر الدين الرازي، وأجازه ذلك وجميع مروياته. وأخذ عنه الامام المقرّي تولى التدريس بالمدرسة عنق الجمل بعد عزل القاضي ابن عبد السلام عنها. من تآليفه مفردة يعقوب جمع فيها بين مفردة أبي عمرو الداني، ومفردة محمد بن شريح الرعيني الاشبيلي. المصادر والمراجع: - برنامج المجاري محمد بن محمد بن علي بن عبد الواحد الغرناطي الأندلسي (ومخطوط بالمكتبة الوطنية أصله من مكتبة الشيخ علي النوري) الورقة 14 ب، تاريخ الدولتين 58، الحلل السندسية 1 ق 2/ 600، شجرة النور الزكية 209. ¬

(¬1) في برنامج (فهرسة) المجاري «سلمة» عند سرده لأسماء شيوخ شيخه ابن عرفة، وما قرأه ورواه عنهم.

249 - السنوسي (1318 - 1385 هـ‍) (1901 - 1965 م)

249 - السنوسي (1318 - 1385 هـ‍) (1901 - 1965 م) زين العابدين ابن الشيخ محمد بن عثمان السنوسي، الاديب الكاتب، الصحفي، مؤرخ الادب التونسي. ولد في 16 نوفمبر 1901 بسيدي أبي سعيد من ضواحي تونس الشمالية، مات والده وتركه رضيعا فاعتنت أمه بتربيته وكانت امرأة ذكية عندها ثقافة بسيطة فلقنته مبادئ اللغة العربية ومبادئ اللغة الفرنسية، وقسطا من القرآن والفقه، ثم دخل الكتاب، وبعد ذلك التحق بالفرع الابتدائي للمدرسة الصادقية فأحرز على الشهادة الابتدائية سنة 1332/ 1916 ثم تابع دراسته بالفرع الثانوي بها عاما واحدا، وبعدها التحق بجامع الزيتونة فيما بين عام 1334/ 1917 وعام 1337/ 1920 ولم يستوف به أمد الدراسة المقرر للاحراز على شهادة التطويع، وأقبل بنهم على المطالعة والتفرغ إلى الأعمال الادبية والصحافية، وكان من الاعضاء المؤسسين للجمعية الزيتونية ومجلتها «البدر» وكان مغامرا شجاعا في سبيل خدمة الأدب ونشر أفكاره. فأسس مطبعة العرب بنهج السيدة عجولة في محرم /1341 أوت 1922 بالرغم من قلة ذات يده فقد ضحى بمصوغ وأثاث زوجته بنت أحمد باشا باي الثاني الملك فيما بعد، واذا عرفنا قلة القراء في ذلك العصر، ومقاومة السلطة الاستعمارية للمنشورات العربية قدرنا مغامرته ونضاله في سبيل خدمة أدب لغة الضاد. وقد تحيل على المنع القانوني فأصدر نشرة شهرية سماها «العرب» على غرار مجلة «البدر» منعت الحكومة رواجها ابتداء من العدد الرابع. وقد نشر في هذه المطبعة كثيرا من المؤلفات والرسائل لمؤلفين تونسيين مغمورين وحتى لبعض أدباء المغرب الاقصى، وبواسطة هذه المطبعة استطاع أن يطبع وينشر مجلة «العالم الادبي» التي كتب فيها الكتاب والشعراء المشهورون إذ ذاك.

وبالجملة فإن هذه المطبعة لعبت دورا هاما في الحياة الادبية بتونس فيما بين الحربين العالميتين، وقد بذل نشاطا خارقا لخدمة الادب ونشره وضحى في سبيله بالمال والراحة والتحيل على القوانين الجائرة لحكومة الحماية. بعد تجربته في مطبعة العرب عزم على جمع منتخبات تونسية لادباء عصره تكون تكملة لمجمع الدواوين من تآليف والده وسماها «الادب التونسي في القرن الرابع عشر»، وقام برحلة واسعة في بلدان الجمهورية صحبة الشاعر الشاذلي خزنة دار للبحث عن مادة تأليفه، وجعل من هذه المادة تغذية للصفحة الادبية بجريدة «النهضة» من سنة 1927 قبل أن يصبح المسئول عن هذه الصفحة الادبية، وعند ما لطفت الحكومة من شدة قوانين الصحافة في 1929 تحصل على رخصة مجلة عنوانها «الواردات والصادرات» التي غير اسمها إلى «العالم» وأصدر منها عددين، وبعد سحب الرخصة بادر بنشر مجلة «العالم الادبي» قبل أن يتحصل على ترخيص الحكومة الذي لم يمنح له إلا في السنة الوالية (مارس 1931)، واغتنم فرصة وصول الواجهة الشعبية للحكم بفرنسا والتسهيلات التي تحصل عليها مدير والصحف أصدر جريدة تونس وهي سياسية عام 1355/ 1936 التي حملت مشعل النضال لفترة حالكة مدلهمة إلى أن صدر قرار بتعطيلها بعد أحداث 9 أفريل 1938 الدامية في 21 أوت 1939 للهجتها الثورية، ثم عادت إلى الظهور في جوان 1948 ولم تحد عن سالف عهدها إلى أن عطلتها السلطة نهائيا في 13 فيفريه 51 إبان المعركة الوطنية الحاسمة الأخيرة. والمترجم كاتب صحفي جم النشاط، متنوع الانتاج، يجيد الكتابة في المقال السياسي، والتاريخ، والدراسة الادبية وقد كتب في مجلة «البدر» وجريدة «الزهرة» «والنهضة»، و «الحرية»، ومجلات «المباحث» و «العالم الادبي» و «الندوة» و «الفكر» وجريدتي «الصباح» و «العمل». وفي أثناء الحرب العالمية الثانية عند احتلال جيوش المحور للبلاد التونسية ترك كل نشاط لكن الأحداث بدلت مجرى حياته إذ التمس منه

مؤلفاته

الألمان الاشراف على تحرير صحيفة عربية يريدون نشرها للدعاية وكان الالمان قد استولوا على مطبعة جريدة «البتي ماتان» التي كان مالكها يهوديا (جاك شمّامة) فشرط عليهم إعلان استقلال تونس بعد الحرب، ولم يكن الالمان متعودين بقبول الشروط بل تعودوا على أن يأمروا فيطاعوا، وحملوه في طيارة منفيا إلى رومة في سنة 1943، وحكم عليه الطليان بالإقامة قريبا من معسكر حرره الحلفاء لكن عند ارسائه بمدينة بنزرت في 7 جويلية 1945 أوقفته السلطة الفرنسية بتهمة التعاون مع العدو واعتقلته ولبث بالسجن أكثر من عام وتعالت أصوات الكتاب بإطلاق سراحه، فأطلق سراحه ووضع تحت الرقابة إلى سنة 1947. وفي مدة إقامته بإيطاليا أتقن اللغة الايطالية، وتعرف ببعض المستشرقين فيها مثل أتورى روسي، وكان يكن له تقديرا كبيرا ويثني على أخلاقه وعلمه، وقام ببحوث في الوثائق، ومن جملة ما ظفر به هناك ديوان ابن حمديس في طبعته الايطالية. وبعد الاستقلال قل نشاطه لكنه لم ينقطع عن الكتابة في الصحف والمجلات، والعكوف على المطالعة والبحث بمكتبته الثرية، وانتج مؤلفات حدث عنها أصدقاؤه. وهذا الكاتب المناضل المنتج دوامة من النشاط والعمل إلى أن فارق الحياة في 27 ماي 1965 لانسداد في العروق. مؤلفاته: 1) أبو القاسم الشابي حياته أدبه (تونس 1956) ص 69. 2) بنت قصر الجم، قصة طويلة وضعها عام 1944 أيام نفيه بإيطاليا، وهي تصور آخر مقاومة مسيحية للفتح الإسلامي قضي عليها بافريقية. 3) الدستور التونسي (تونس 1955) 208 ص. يبتدئ بفترة عهد الأمان

وينتهي بإحراز تونس على استقلالها الداخلي عام 1955، وهو يحتوي على مجموعة من الوثائق التاريخية كنص قانون عهد الأمان ومعاهدة باردو، واتفاقية المرسى، والمذكرة التونسية المرفوعة إلى الحكومة الفرنسية (10/ 1951/31)، ومذكرة غرة سبتمبر 1951، ولائحة مؤتمر جانفي 1952. 4) الشاذلي خزنة دار أمير شعراء تونس. 5) شعراء القيروان (جمع وتعليق) جمعه من «الوافي بالوفيات» للصفدي وما ذكره من نقول عن «أنموذج الزمان» لابن رشيق، طالع الوافي بالوفيات بالمكتبة العبدلية الزيتونية، وعلق عليه وطبعت بمطبعة العرب، لكن الظروف لم تساعده على خروج هذا العمل إلى عالم النشر، ونشره بعد وفاته الأستاذ أبو القاسم كرو في سنة 1971 جمع جزءا هاما من هذا الكتاب، وقد احتوى على 27 ترجمة من شعراء القيروان من ص 9 إلى ص 44 وقدم للكتاب الأستاد كرو وفهرسه وأصدره ضمن سلسلة منشوراته «تراثنا». 6) محمد بيرم الخامس (تونس 1952) 48 ص. 7) محمود قابادو (تونس 1952) 48 ص. 8) فتح افريقية أو عبد الله بن الزبير وابنة جرجير، قصة تاريخية في ثلاثة فصول في 83 ص (تونس بلا تاريخ). 9) الوطنية في شعر ابن حمديس (تونس 1952) 64 ص ألفها حينما كان منفيا بإيطاليا سنتي 43 - 44. 10) الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2 جزءان (تونس الأول عام 1927 والثاني عام 1928) وأعيد طبعه في تونس 1977 11) التقويم الاجتماعي التونسي (تونس 1925).

12) في حضارة الأندلس (تونس 1930) ترجمه إلى الفرنسية جان تارو وكلود فرار. 13) محرز بن خلف، تقديم وتعليق أحمد الطويلي (تونس 1401/ 1981) مشى في هذا الكتاب على أن محرز بن خلف تزعم الثورة ضد المشارقة بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي (في الاصطلاح الافريقي المشارقة في عصر العبيديين والعصر الزيري الصنهاجي هم الشيعة الاسماعيلية سواء كانوا من أصل مشرقي أو مغربي) انتصارا للقومية المغربية، وهو يتغنى بالأمجاد الافريقية القديمة كالحضارة القرطاجنية التي وقف يندب أطلالها. وفي تفسير هذه المواقف تجن على الحقيقة والتاريخ مما يطول بيانه، ومحاولة جعل محرز بن خلف كأنه من رجال العصر الحديث لا توافق الواقع ولا مسار التاريخ لأن فكرة القومية فكرة جديدة لا يعرفها الشيخ محرز بن خلف، والشيخ محرز لم يكن زعيما وطنيا، وإنما كان رجلا صالحا عالما عاملا تزعم الثورة على المشارقة في مدينة تونس، وكان الجو العام مهيأ للتخلص من هذه الطائفة وإزالة نفوذها من الدولة والحياة العامة، وقد أعد الوسائل، ونبه الأذهان لتقبل هذه الخطوة المعز بن باديس الزيري الصنهاجي، وتخلص في النهاية من التبعية للدولة الفاطمية، فالصراع في حقيقته صراع مذهبي لا قومي، وأي مشارقة يعني في ذلك التاريخ السحيق؟ من المعلوم أن الدولة الزيرية الصنهاجية بربرية الأصل اعتمدت في تسيير شئونها بالدرجة الأولى على أبناء البلاد فلا وجود للمشارقة إلا في إطار الاصطلاح المذهبي. ولا يكون تفسير أحداث التاريخ حسب الهوى والغرض وإن خالف الواقع، ولا بإصباغ نظرة عصرية عليها لم يكن أهل ذلك العصر يتصورونها ولا تجول بخاطرهم. ولعل هذا الكتاب أضعف كتبه وأبعدها عن المنهج العلمي الرزين.

المراجع

ومن مؤلفاته التي لم تطبع تاريخ الأدب التونسي في نحو 20 جزءا وقد استغرق منه سنوات عديدة في الجمع والتنسيق. المراجع: - أدباء تونسيون رشيد الذوادي (تونس 1972) ص 113 - 150، الأضواء على الصحافة التونسية، عمر بن قفصية (تونس 1972) 142، الحركة الأدبية والفكرية في تونس: محمد الفاضل بن عاشور (القاهرة 1950) 125 - 126، 165، جماعة تحت السور 163 - 166، الصحافة الأدبية بتونس: من 1904 إلى 1955 (بالفرنسية) جعفر ماجد (تونس 1979) ص 135 - 137، عالم تونسي في القرن التاسع عشر، محمد السنوسي د./علي الشنوفي (بالفرنسية) ص 33 - 35، وجوه تونسية: الصادق الزمرلي (بالفرنسية) 126، أحمد الطويلي: مجلة الحياة الثقافية فيفري مارس أفريل س 7، ع 19 - 20، ص 4 - 9.

250 - السنوسي (1199 - 1255 هـ‍) (1765 - 1839 م)

250 - السنوسي (1199 - 1255 هـ‍) (1765 - 1839 م) محمد بن عثمان بن محمد بن محمد السنوسي الكافي، ويعرف بابن مهنية، وهو من أحفاد سيدي عساكر دفين قلعة سنان قرب الكاف، وأصل أسرته من هناك. استوطن مدينة تونس لطلب العلم حتى أصبح من أعيان علماء وقته، وتولى قضاء الجماعة، كما تولى هذه الخطة أخوه وشيخه أحمد السنوسي الكافي المتوفي سنة 1830 - 31. أخذ صاحب الترجمة عن جماعة منهم الشيخ صالح الكواش واختص به، والشيخ محمد الشحمي، والشيخ محمد الغرياني، وغيرهم. تولى التدريس بجامع الزيتونة، ثم قضاء بنزرت سنة 1230/ 1814 - 15 ثم قضاء باردو سنة 1235/ 1819 - 20، ثم رجع للتدريس بجامع الزيتونة، وتوفي وهو على قضاء الجماعة بتونس. تشكى منه الشيخ محمد ابن الشيخ صالح الكواش، ولم يراع حق شيخه هذا في ابنه محمد، وقد طلب منه هذا الأخير أن يمهله مدة يستحضر في أثنائها مسكنا فأبى عليه ولم يساعفه. توفي في ليلة في آخر شعبان 1255/ 7 - 8 نوفمبر 1839. مؤلفاته: 1) رسالة في أحكام الخلو، توجد ضمن مجموع في الرسائل الفقهية بالمكتبة الوطنية (أصلها من المكتبة العبدلية).

المصادر والمراجع

2) لقط الدرر فيما جرى به العمل من مذهب أمام دار الهجرة مالك بن أنس، وهو رجز في الأحكام الجاري بها العمل في تونس وهو 4022 بيتا في فقه المعاملات مع الإشارة إلى أهم ما يحتاج إليه وأسسه على ما وقع تعويل فقهاء تونس عليه، وله عليه تعليق وجيز في عزو النقول. طبع بالمطبعة الرسمية في تونس سنة 1297/ 1979 - 80 في 270 ص بعناية حفيده الشيخ محمد بن عثمان السنوسي. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 41، برنامج المكتبة الصادقية 4/ 360، 365، شجرة النور الزكية 386، الأعلام 6/ 262 (ط 5/). - J.Quemeneur، les ublications de I'Imprimerie Officielle Tunisienne، in revue Ibla، 2 / 1962، n 65، p.167. - أحمد الطويلي، مجلة الحياة الثقافية جانفي فيفري مارس أفريل، س 7، ع 19 - 20 ص 4 - 9.

251 - السنوسي (1267 - 1318 هـ‍) (1850 - 51 - 1900 م)

251 - السنوسي (1267 - 1318 هـ‍) (1850 - 51 - 1900 م) محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن أحمد بن مهنية السنوسي، الفقيه الاديب الشاعر المؤرخ، الصحفي، الرحالة، صاحب المواهب الخصبة، والقلم السيال. من بيت علمي نبيه في دولة البايات، أصل سلفه من قلعة سنان بولاية الكاف من أحفاد سيدي عساكر من السلالة الادريسية الحسنية، وجده محمد - السابقة ترجمته - هو الذي استقر بتونس، والسنوسي أطلقه الجد على ابنه تيمنا وتقديرا للعالم التلمساني (من رجال القرن التاسع الهجري) وهو ليس اسم عائلة وأن أصبح فيما بعد علما على هذه العائلة. وكان والده الشيخ عثمان قاضيا بجبل المنار (سيدي بو سعيد) قرأ بجامع الزيتونة على أعلام منهم المشايخ: سالم بو حاجب وهو عمدته، وصالح بن فرحات، وصالح النيفر، وأحمد الشريف، والطاهر النيفر، وعلي العفيف، ومحمد الشاهد، ومحمود قابادو، وغيرهم. وبعد إحرازه على شهادة التطويع أقرأ مدة بجامع الزيتونة متطوعا على العادة المتبعة في ذلك العصر وما والاه من أن المحرز على شهادة التطويع يقرئ صغار الطلبة، وفي نفس الوقت يتابع دروس التعليم العالي، ثم باشر خطة الاشهاد بين المتعاقدين لأن شهادة التطويع كانت تخول لحاملها أن يصبح عدلا موثقا، ثم تولى التدريس بزاوية سيدي الهيّاص خارج باب القرجاني في الضاحية الجنوبية من مدينة تونس ثم في جامع حمودة باشا المرادي. واختاره مستشار التعليم الجنرال حسين ليكون معلما للشاب الأمير

محمد الناصر بن محمد باي، فاختار أسلوبا حاول أن يوفق به بين القديم والحديث، فأمره بحفظ المتون المتعارفة، وأقرأه المؤلفات التاريخية والأدبية، ودربه على التحرير في المواضيع العامة أو السياسية. وكون علاقات مع البيارمة الاسرة القوية الأرستقراطية العلمية التي لها صلة قرابة مع والدة تلميذه الناصر باي، وارتبط بالخصوص بصداقة دائمة مع الشيخ محمد بيرم الخامس، واشترك معه في بعض المسئوليات الهامة التي قام بها في حكومة خير الدين، وبفضل حماية هذا الصديق، وبتقدير من الجنرال حسين جمع المترجم منذ سنة 1870 الكتابة بجمعية الاوقاف، والتحرير بجريدة الرائد التونسي والعمل بالمطبعة الرسمية وكان أهم معين لمديرها محمد بيرم الخامس، وحرر غالب افتتاحيات الرائد وعددا من فصوله، وهو أول تونسي جذبته الصحافة كصناعة، وعمل عدة سنوات إلى جانب منصور كيرلتيّ الذي كان منشئا ومترجما في الصحيفة التونسية، وكان المترجم من جملة ما يكتب بها الفصل الادبي، يرأس اختيار ما في الصحف، وبفضل تكوينه الادبي المتين وذوقه الصحفي جعل من جريدة الرائد دورية ثرية متنوعة في مستوى المنشورات الشرقية، على أن فصوله ذات طابع تعليمي وكان له من الصحافة الاسلوب الواضح المركز ومعنى الرد السريع والجواب الحاضر والانتباه لمسائل العصر. وأساس أفكاره هي أفكار الحزب الاصلاحي، والصفة الرسمية «للرائد» حملته على أن يكون حذرا جدا وكان مثل اصلاحيين آخرين خاب ظنه في حكومة خير الدين ذات الطابع الاستبدادي المطلق التي تخلت عن كل اصلاح دستوري. ولم يتخل عن وظائفه لاستقالة خير الدين واستمر على مباشرتها في وزارة محمد خزنة دار وخلفه مصطفى بن اسماعيل. حرر بعض الفصول الشديدة المدح لهذا الأخير على أنه كان بعيدا عن تأييد السياسة الملتوية. وفي بداية الحماية جرد المترجم من إدارة الرائد التي اسندت للحاج

حسن لازغلي الجزائري الأصل مجازاة له من السلطة الفرنسية للخدمات التي أداها للفرنسيين، وقرار التجريد أبلغه إلى صاحب الترجمة مترجم الاقامة العامة الفرنسية الذي أكد له انهم لا يؤاخذونه بشيء وأنهم عازمون على تسميته في وظائف أخرى، واستمر على مباشرة وظيفة كاتب بجمعية الأوقاف. وانتابه قلق وضيق من الوضعية السياسية الجديدة ففكر في مبارحة تونس، وطلب الاذن في السماح له بالسفر لضرورة الراحة، ورفض هذا الطلب، وبقي مباشرا لوظيفته، وفي سنة 1882 أعاد تقديم الطلب لغرض أداء فريضة الحج، وأذن له في السفر، فركب البحر في 8 رجب 1299/ 25 ماي 1882 على باخرة البريد الايطالي برانس دي نابولي التي حملته من حلق الوادي إلى نابولي، وفي إيطاليا لقي الجنرال حسين الذي زار معه عدة مدن إيطالية، واقترح عليه كتابة رسالة قدح في مصطفى بن إسماعيل وسياسته نسبت إلى علالة بالزاي. والتقى بشخصيات أخرى في إيطاليا منهم الصحفي المصري ابراهيم المويلحي. وبارح إيطاليا في 2 رمضان 1299/ 18 جويلية 1882 على متن باخرة وكالة الاسفار البحرية، ونزل باستانبول في 6 رمضان 22/ جويلية، وأقام فيها عند محمد بيرم الخامس ولقي خير الدين، واتصل بالجالية التونسية التي لم يكن بعض أفرادها اللاجئين حديثا راضين بشروط الاقامة التي منحت لهم، وهذا مما حدا بالمترجم أن يقلع عن فكرة الهجرة، وبدأ في تهيئة الرجوع إلى الوطن فوجه مكتوبا إلى تلميذه القديم الناصر باي، وفي استانبول تعرف بالعلماء وبعض الشخصيات الهامة، منهم شيخ الطريقة المدنية الشاذلية ذو الأصل الليبي محمد ظافر مستودع أسرار السلطان عبد الحميد ونظم فيه قصيدة مدح ترجمت إلى التركية، ورفض عرض إنشاء جريدة عربية باستانبول ذات ميل للجامعة الإسلامية والرابطة العثمانية بمساندة من السلطان.

وركب البحر من استانبول في ذي القعدة 1299/ 24 سبتمبر 1882 إلى جدة، ومنها أدى مناسك الحج، ولقي بمكة رجال علم ودين من الهنود كرحمة الله، وحبيب الرحمن الموسوي، والشيخين عبد الجليل برّادة، ومحمود التركزي الشنقيطي، وكان دخوله عن طريق البر إلى سوريا مع قافلة الحجاج المصريين والسوريين، وحجز بالمحجر الصحي في وادي الزرقاء. وفي ليلة الخميس 9 صفر والجمعة 10 منه سنة 1300/ 21 - 22 ديسمبر 1882 علم بعدد من جريدة ثمرات الفنون التي وصلت إلى حاج مصري وفاة الصادق باي في ليلة 27 - 28 نوفمبر 1882، وارتقاء أخيه علي باي العرش، فقرر المبادرة بالرجوع إلى تونس بعد إقامة بدمشق سمحت له بعقد اتصالات مختلفة، واقتبله الأمير عبد القادر الجزائري، ثم سافر إلى بيروت حيث تردد على رجال الادب والصحفيين من أشهرهم بطرس البستاني، وعدل عن فكرة زيارة القدس بسبب قلة الأمن لوجود قطاع الطريق، وركب البحر 14 ربيع الأول 1300/ 20 جانفي 1883، وبعد وقفات قصيرة في بورسعيد ومالطة وصل إلى تونس يوم الاثنين 26 ربيع الأول 1300/ 5 فيفرى 1883. وبرجوعه إلى العاصمة التونسية باشر وظيفته القديمة كاتبا بجمعية الأوقاف، وامتزج من جديد بالأوساط الفكرية والبورجوازية التي ما زالت مضطربة من الأحداث التي كانت بلادهم مسرحا لها وانتصاب الحماية الفرنسية. واهتمامات هاته الاوساط جعلتها حساسة للفصول ذات الاتجاه نحو الجامعة الاسلامية والمترجم يقرأ باهتمام كبير ما تنشره مجلة «العروة الوثقى» التي يصدرها بباريس جمال الدين الافغاني ومحمد عبده، وبعد صدور الأعداد الأولى من هذه المجلة وجه رسالة تقدير وإعجاب إلى الشيخ محمد عبدة. وكان معجبا بأفكار جمال الدين الافغاني ومحمد عبده، ويبدو أنه كان من المؤسسين بتونس للجمعية السرية الحاملة لاسم العروة الوثقى، وفي

بداية سنة /1302 اواخر 1884 انكف الشيخ عبده عن النشاط بسبب وباء الكوليرا الذي اجتاح باريس، والذي اجبره على إيقاف صدور العروة الوثقى، فتوجه عن طريق البحر إلى تونس التي وصلها في 19 صفر 1302/ 6 ديسمبر 1884، واقتبله الباي وولي عهده، والأميران حسين والناصر، ومدرسو جامع الزيتونة وأكثر الأعيان، ويبدو أن المترجم ساهم في حرارة هذا الاقتبال وهو نفسه استدعى عبده إلى منزله في ليلة 25 إلى 26 صفر (12 إلى 13 ديسمبر) وحضر بعض الاجتماعات الاخرى المنعقدة حول الزائر الشهير، وبعد أن حضر الاحتفال بعيد المولد النبوي بارح الشيخ عبده تونس يوم الأحد 17 ربيع الأول 1302/ 4 جانفي 1885.والمناقشات الجدية المحدودة في دوائر محصورة التي تسببت فيها زيارة عبده لم تبطئ بظهور أثرها في بادرة عمل كان أول مظهر لمقاومة الاحتلال من سكان العاصمة، فمنذ 16 جمادي الأولى 1302/ 3 مارس 1885 انطلقت حركة احتجاج ضد الاجراءات التي اتخذتها السلطة الفرنسية، وهذه الاجراءات البلدية كالقوانين الجديدة تمس حياة السكان التونسيين بالعاصمة، وانعقدت اجتماعات بجامع الزيتونة وغيره، وتكونت مواكب في المرسى أمام قصر الباي واقتبل الوفود الموكلة من السكان، ودارت محادثات مع الوزير الأول، كل هذا جرى خلال شهر أفريل وقسم من شهر ماي، وهذا الهيجان أجاب عنه المقيم العام بول كامبون بإصدار بعض الأوامر وبضغط قوي على الباي وبمسارعة إنذار الادارة المباشرة وردع لحق عددا من الأعيان، وألقي القبض على المترجم بقرار في شعبان /1302 ماي 1885 وعزل من كتابة جمعية الأوقاف، ونفي إلى قابس لأنه كان من زعماء الحركة ولسانها المدافع، ووقع تفتيش منزله وحجز أوراقه، ويبدو أنه لم يتحمل الصدمة فطلب العفو فعفي عنه بعد ثلاثة أشهر من نفيه في النصف الأول من ذي القعدة /1302 أوت 1885، وقادة الحركة الآخرون قاموا بمساع وحرروا رسائل الاعتذار التي طلبت منهم، وطرحت العقوبات المتخذة ضدهم، كل هذا هيأ المترجم للتعاون مع سلطة الحماية، وسبق ذلك إعداده نفسانيا في قابس من قبل يوسف اليقرو والضباط الفرنسيين بهذه المدينة، وبعد زمن قليل من

رجوعه سمي كاتبا بالمجلس المختلط العقاري الذي أنشئ حديثا، وبعد قليل سمي منشئا بالوزارة الكبرى في أوت 1887، وفي 13 صفر 1307/ 14 أكتوبر 1889 سمي حاكما نائبا بالمجلس المختلط العقاري. وعن اتفاق النخبة مع سلط الحماية أنشئت في سنة 1305/ 1888 - 89 جريدة «الحاضرة» وهي مستقلة ظاهريا لكنها في الواقع راضية بالتراتيب السياسية في البلاد، وكان المترجم من أهم معاونيها وحرر افتتاحياتها غالبا. ولما كان متعطشا للمعرفة محبا للرحلة سافر إلى باريس لزيارة معرضها العالمي، وكان سفره يوم الجمعة في 8 ذي القعدة 1306/ 4 جويلية 1889 ورجع إلى تونس في غرة أوت الموالي. وعن هذه الرحلة وانطباعاته دوّن كتابه «الاستطلاعات الباريزية» الذي ربما ألّف في نفس السنة، وأبان عن إعجابه بالحضارة الحديثة التي كان له وقت فراغ للتأمل في مظاهرها المختلفة، كما أبان عن رضا بالسياسة الفرنسية، ومما لا مجال لنكرانه أنه كان متوظفا نشيطا في حكومة الحماية شارحا في بعض الأحيان ومبررا للاجراءات التي تتخذها، ففي هذه السنة آخر 1305/ 1889 أيد في افتتاحية «الحاضرة» المنع من الحج بسبب وباء جارف في الشرق الأدنى (وأشار إلى المسألة في الاستطلاعات الباريزية ص 5). وبعد زمن قليل شرح القانون العقاري الجديد في «مطلع الدراري في توجيه النظر الشرعي على القانون العقاري» والنظرة التي بسطها في هذا الكتاب هي توافق هذا التشريع مع الفقه الاسلامي مما أثار انتقادات عديدة في الأوساط الدينية التونسية. وفي السنوات الأخيرة من حياته أصابه مرض عضال لم يترك له فترات استراحة قصيرة إلى أن أودى بحياته في 24 رجب 1318/ 17 نوفمبر 1900.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) الاستطلاعات الباريزية، طبع بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1309/ 1892، وحصر فيه موضوعات الكتاب كما يلي: النظر الأول في الأصول السياسية والحكمية والبلدية. النظر الثاني في اجتماعات الأهالي العمومية والزيارات الشخصية ومنافعهم الخيرية. النظر الثالث في أحوال المعارف والمدارس والمكتبات والمتاحف والمجامع العلمية. النظر الرابع في المعرض والمعروضات. وهو عند ما يصف مظاهر الحياة الحضارية يقف مقارنا لها بما صنعته الحضارة الإسلامية في عهد ازدهارها جالبا للنماذج والشواهد داعيا قومه إلى الاقتداء والمحاكاة، وهو في هذه الناحية شبيه برفاعة الطهطاوي في كتابة «تخليص الإبريز في تلخيص باريز». 2) تحفة الأخيار بمولد المختار، وهو في ذكرى المولد النبوي، ط بالمطبعة الرسمية سنة 1307/ 1890 «ولا يمتاز على المؤلفات المولدية إلا في كثرة الإرهاصات والخوارق والعجائب التي رفضها علماء الحديث ونقاد الآثار ولا يقبلها الإسلام الصحيح، والمقام النبوي أعظم من أن يكرّم بما يأباه الشرع ولا يقبله العقل» (محمد الصادق بسيس ص 163 - 64). 3) تفتيق الأكمام عن حقوق المرأة في الإسلام، ألف هذا الكتاب في سنة 1314/ 1897، ونشره مترجما إلى الفرنسية ابنه المحامي محيي الدين وابن أخته عبد القادر القبائلي، ونشر بالمجلة التونسية (الفرنسية اللسان) في عدد جويلية من عام 1314/ 1897. 4) الجنة الدانية الاقتطاف بمفاخر سلسلة السادة الإشراف، وهي قصيدة لامية في مدح المقام النبوي وآله ذكرها في خاتمة الجزء الأول من كتابه

«مسامرات الظريف» ثم طبعت على حدة بالمطبعة الرسمية سنة 1295/ 1878 محتوية على 59 بيتا. 5) خلاصة النازلة التونسية: وهي حركة الاحتجاج على القوانين البلدية التي سنها الاستعمار، ولم يقبلها سكان العاصمة بارتياح، وكان هو من زعماء هذه الحركة، ووقع نفيه إلى قابس، طبعت بتونس بالدار التونسية للنشر، تحقيق المرحوم الأستاذ الشيخ محمد الصادق بسيّس. 6) درة العروض منظومة من بحر الرجز في علم العروض والقوافي تحتوي على 271 بيتا، ووعد في آخرها بشرحها. ط. بالمطبعة الرسمية سنة 1297/ 1880. 7) ديوان خطب جمعية، خطب بها بجامع سيدي أبي سعيد الباجي. 8) ديوان شعر، وفي خاتمته مجموعة من رسائله إلى أدباء عصره من المشارقة، منه نسخة بخطه بدار الكتب التونسية رقم 16629. 9) تراجم مختصر خليل. ترجم فيه لشراح مختصر خليل وهم نحو سبعين شارحا مخطوطا بالمكتبة الوطنية. 10) الرحلة الحجازية في 3 أجزاء، حقق د. علي الشنوفي الجزء الأول، ط. تونس 1976، والجزء الثالث سنة 1978. 11) الروض الزاهر في إسناد الحبس للإسلام الباهر رسالة كتبها سنة 1308/ 1891، ونشرها صهره على ابنته السيد محسن زكرياء بالمط التونسية 1348/ 1930. 12) الرياض الناضرة بمقالات الحاضرة. جمع فيه مقالاته المنشورة بجريدة الحاضرة. 13) غرر الفرائد بمحاسن الرائد. جمع فيه مقالاته المنشورة في الرائد التونسي، وهذه المقالات تحاول التوفيق بين الشريعة الإسلامية ومقتضيات الحضارة الحديثة، ط. بالمط الرسمية سنة 1296/ 1871.

14) شفاء النفوس السنية في مجمع الدواوين التونسية، ويعرف اختصارا بمجمع الدواوين. وقد جمع فيه ما أمكنه جمعه من أخبار ونتاج الأدباء ممن سبقه تأليفا ومن مصادره الخاصة. وتراجمه تربو على 80 أديبا شاعرا من عصر الدولة الحسينية، ابتدأ تأليفه من سنة 1287 إلى سنة 1292 هـ‍. وطبع في حياته من هذا التأليف ديوان شيخه قابادو في جزءين مصدر بترجمة في المط الرسمية 1877 - 1294 - 59.وتاريخ طبعه يدل على أن مجمع الدواوين من أوائل مؤلفاته وأحال عليه كثيرا في مسامرات الظريف. 15) الفريدة في المخترعات الجديدة. وهي قصيدة في 116 بيتا أودعها في الجزء الأول من الرحلة الحجازية مع حل عقدها وشرح لغربيها، وذكرها صاحب «عنوان الأريب» ونشرتها صحيفة «الجنان» في بيروت، و «الأهرام» في مصر و «الرائد التونسي» واقترح عليه بعض المترجمين حل نظمها لتقع ترجمتها إلى الفرنسية فأجابه إلى ذلك. وسبب نظمها إنه عند ما كان في المدينة المنورة كان يحضر مجلس أديب الحجاز عبد الجليل برّادة، فذكر في مجلسه الكهرباء فقال له «إن أدباء العصر الحاضر عليهم دين للكهرباء لم يف به واحد منهم، وإلا فكيف يحسن بهم أن يقفوا عند حد تشبيه الغصن بالقد والورد بالخد، وبين أيديهم عجائب الاختراعات ما لم يره من سبقهم، ثم اقترح عليه نظم أبيات فنظم في طريق إيابه إلى تونس هذه القصيدة. 16) الكشكول في محاسن القول. ذكره الشيخ عبد الحي الكتاني في مقدمة كتابة التراتيب الإدارية 1/ 30. 17) كشف الغموض عن دائرة العروض. وهو شرح لمنظومته درة العروض ط. بالمط الرسمية 1297/ 1880.

18) كنش مخطوط بالمكتبة الوطنية رقم 6631 وبالرباط بالمغرب الأقصى وهو من أوائل مؤلفاته. 19) مسألة المجبي، وهي رسالة عن الضريبة الشخصية المسماة بالمجبي، ترجمها إلى الفرنسية عبد العزيز البكوش، ونشرت بالمجلة التونسية في جويلية 1896. 20) مسامرات الظريف بحسن التعريف، وهي في تراجم الأمراء والعلماء والأدباء في العصر الحسيني يقع في 2 جزءين، ط منه الجزء الأول بالمط الرسمية سنة 1309/ 1890، وهو الآن قيد الطبع بدار بوسلامة للنشر بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد الشاذلي النيفر. 21) مطلع الدراري بتوجيه النظر الشرعي على القانون العقاري، قارن فيه بين أحكام الفقه الإسلامي والقانون المدني الفرنسي الخاص بالعقار «إلا أن كثيرا من مسائله التي رام تطبيقها على أحد المذهبين المالكي والحنفي انتقدت عليه، وفوقت، بسببه سهام الاعتراض عليه» (عنوان الأريب 2/ 156). 22) مجموع يحتوي على: 1) شفاء الظمئان بمديح الجواري والغلمان. 2) شفاء النفوس السرية بالملح الشعرية. 3) شفاء القلب الجريح بجيش التوشيح. 4) شفاء ذوي المحاسن والالتجاء. 5) لمح من الملح. وغالب ما فيها من الشعر لشعراء تونسيين في العصر الحسيني، وفي شفاء النفوس السرية وصف لكثير من بلدان تونس كسوسة ونابل وقربص والمرسى وتونس العاصمة. وهذا المجموع يوجد في مكتبة القاضي الفاضل الأستاذ محمد الطيب بسيّس. 23) المورد الأمين في ذكر الأربعين. ترجم فيه لأصحاب الشيخ أبي الحسن

المراجع

الشاذلي الثمانية والأربعين، والمؤلف شاذلي الطريقة، ألفه في سنة 1308/ 1891. 24) النبذة التاريخية في منشأ الوزير مصطفى بن اسماعيل، رسالة كتبها عند ما كان في ليفورن بإيطاليا سنة 1300/ 1882 باقتراح من الجنرال حسين ونسبها لعلالة بالزاي، وهي تمس في جوانب كثيرة السياسة الفرنسية بتونس قبل الاحتلال، واعتمد التعمية عن اسمه لغرض عدم توتر الموقف مع الحكومة، وفيها تحرير ما كان يهذي به علالة بالزاي في شأن مخدومه مصطفى بن اسماعيل. وقد حققها ونشرها د/رشاد الإمام في مجلة «الأبحاث» التي تصدرها الجامعة الأمريكية ببيروت، وحللها تحليلا ضافيا الأستاذ أحمد عبد السلام في كتابه المؤرخون التونسيون ... (بالفرنسية) ص 444 - 451. المراجع: - أركان النهضة الأدبية لمحمد الفاضل بن عاشور 28 - 33، الأعلام 7/ 145 - 146، تراجم الأعلام 117 - 127، شجرة النور الزكية 416 - 17، عنوان الأريب 2/ 145 - 153، قابادو وحياته، آثار تفكيره الاصلاحي لعمر بن سالم، ص 63 - 66 (ترجمة تلامذة قابادو)، محمد بن عثمان السنوسي، حياته وآثاره، الشيخ محمد الصادق بسيس، الدار التونسية للنشر، تونس (1978) بلا تاريخ، صدر بعد وفاة المؤلف بأشهر، مجمل تاريخ الأدب التونسي 289 - 293، معجم المطبوعات 1058، معجم المؤلفين 10/ 285 - 286، الاستطلاعات الباريزية 30، 75، 26 وفيه بعض نظمه، خير الدين وزير مصلح المنجي صميدة (بالفرنسية) تونس 1970، ص 343 - 344، عالم تونسي في القرن التاسع عشر محمد السنوسي حياته وآثاره د./علي الشنوفي (بالفرنسية) تونس 1977، المؤرخون التونسيون ... (بالفرنسية) 407 - 451.

252 - السوسي ( ... -1193 هـ‍) ( ... -1779 م)

252 - السوسي ( ... - 1193 هـ‍) (¬1) ( ... - 1779 م) أحمد ابن الشيخ عبد الله بن محمد بن علي بن سعيد بن أحمد السكتاني السوسي (نسبة إلى السوس بالمغرب الاقصى) المغربي الأصل، المولود بتونس، والمتوفى بها، العالم الأديب الصوفي، ووالده الشيخ عبد الله أول من أستوطن تونس، ودرس بجامع الزيتونة، وتخرج عليه جماعة. قرأ صاحب الترجمة على والده، وعلى الشيخ محمد الغرباني، وجماعة، وعاقه المرض عن التدريس بجامع الزيتونة فلازم بيته منكبا على المطالعة في مكتبته النفيسة، وتدوين ما يعنّ له من ملاحظات على هوامش الكتب تدل على اطلاعه، والمذاكرة مع خواص أصحابه. وكان مائلا إلى التصوف مع تصوّن وعفاف منقبضا عن الاختلاط بالناس، لا يخرج إلا لزيارة ولي أو زيارة والده في الاعياد، وكان لعلي باشا اعتقاد فيه، عرض عليه الدنيا مرارا فلم يقبلها، وعرضت عليه المدارس التي كانت بيد والده فأعرض عنها، وكان يرسل في كل سنة قائمة بأسماء كتب نادرة إلى الشيخ مرتضى الزبيدي ليشتري له ما يطلب منها، وكان يكاتبه ويراسله كثيرا. وكان صافي الذهن، سريع الادراك متوقد الخاطر، وكان والده يحبه ويعتمد على ما يقوله في تحرير نقله ويصرح بذلك في أثناء دروسه، وبلغ من الصلاح والتقوى الغاية، واشتهر بأفريقية أمره وشاع ذكره وأحبه الكبير والصغير. ¬

(¬1) ذكر ابن أبي الضياف أنه توفي في أوسط رمضان 1208 و (أواسط افريل 1794).

المصادر والمراجع

من تآليفه حاشية على شرح السنوسي على أم البراهين توجد نسخة منها ضمن مجموعة بدار الكتب المصرية. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 27 - 28، شجرة النور الزكية 345 - 46، عجائب الآثار للجبرتي 4/ 84، (بهامش الكامل لابن الأثير)، معجم المؤلفين 1/ 301 عن فهرسة الخديوية 4/ 49، الأعلام 1/ 162 (ط 5/، دار العلم للملايين 1980).

253 - السوسي ( ... -في حدود 1169 هـ‍) ( ... -1752 م)

253 - السوسي ( ... - في حدود 1169 هـ‍) ( ... - 1752 م) عبد الله بن محمد بن علي بن سعيد بن أحمد بن علي بن سعيد بن أحمد السوسي (نسبة إلى أقليم السوس بالمغرب الأقصى والد أحمد المتقدمة ترجمته) السكتاني نسبا، المسكناني دارا ومنشأ التونسي اقامة ومدفنا، المالكي مذهبا، أبو محمد، الفقيه المشارك في علوم من نحو وبيان وحديث وكلام، الاديب الشاعر. قدم تونس وقرأ بالزاوية الجمنية بجربة على ابراهيم بن عبد الله الجمنيّ، وقرأ بجامع الزيتونة على محمد الصفار القيرواني (ت 1127/ 1715)، وعلى غيره، ثم رحل إلى مصر، ودخل الحجاز فحج، وقرأ بالأزهر على إبراهيم الفيّومي، ومنصور المنوفي الضرير، ومحمد بن أبي العز العجمي، وغيرهم. وسمع بمكة من عبد الله بن سالم البصري، ومحمد الوليدي المكي مدرس دار الخيزران سمع منه «دلائل الخيرات»، وروى الطريقة الناصرية عن شيخها أبي العباس أحمد بن محمد ناصر الدرعي، والغالب على الظن أنه لقيه بالمغرب الأقصى، وقرأ النحو والصرف والفقه في احواز مراكش وفاس. وصفه حسين خوجة بأنه رجل أسمر، حسن القامة، مليح الوجه، صاحب سكينة ووقار، عفيف ديّن ذو مهابة، وله ميل إلى الخمول. ويستفاد منه أنه بعد رجوعه من المشرق «مكث بجزيرة جربة واستقر بمدرستها، وأخذ عن الشيخ الفاضل البركة ... ابراهيم الجمني: وهذا

مؤلفاته

عجيب لأنه نزل جربة قبل ارتحاله إلى المشرق ولكنه بعد رجوعه زارها زيارة مجاملة لشيخه ابراهيم الجمني. وانتقل إلى القيروان ودرس بزاوية الولي الصالح سعيد الوحيشي، وممن قرأ عليه هناك علي الأومي الصفاقسي، واجازه بما تضمنه ثبته وصادق على ذلك بخط يده، وعمدته على عبد الله بن سالم البصري، ثم انتقل إلى مدينة تونس يطلب من أميرها حسين بن علي باي، وقيل من أميرها علي باشا الأول، وتولى بها مشيخة المدرسة العاشورية، وأخذ عنه أعلام منهم ابناؤه أحمد ومحمد السنوسي ومحمد الأوسط، وأبو بكر بن ناصر القابسي، والحسين الورتيلاني الجزائري، ومحمود مقديش الصفاقسي، وغيرهم. ولما حضرته الوفاة أحضر أولاده الثلاثة: أحمد، ومحمد السنوسي، ومحمد الأوسط، وقال لهم: من ترك أولادا - والشكر لله - مثلكم أتنفذ وصيته؟ - فقالوا: لك علينا السمع والطاعة. - فقال لهم: إذا مت فاغسلوني على مقتضى السنة، واحملوني إلى قبري من غير جهر بالذكر امام النعش. ونفذوا وصيته وحمل إلى قبره وجميع من شهد الجنازة سكوت يذكرون الله سرا (¬1). وهذا يدل على أن بدعة رفع الصوت في الجنائز كانت شائعة في عصره بتونس. مؤلفاته: 1) ثبت في مروياته عن شيوخه المشارقة. منه نسخة بخط الشيخ علي الأومي لأنه أجازه عند تدريسه بالقيروان، موجودة بالمكتبة الوطنية وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري. 2) نظم في سند الطريقة الناصرية. ¬

(¬1) اتحاف أهل الزمان أواخر ترجمة ابنه أحمد.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - تاريخ معالم التوحيد 201، ذيل بشائر أهل الإيمان لحسين خوجة 119 (ط 2/)، شجرة النور الزكية 345، فهرس الفهارس والإثبات لعبد الحي الكتاني 2/ 145 - 46، مفاتيح النصر تحقيق محمد الحبيب الهيلة المنشور في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، س 1976 - 1977، عنوان الأريب 2/ 20 - 21.

254 - السوسي (567 - 662 هـ‍) (1172 - 1263 م)

254 - السوسي (567 - 662 هـ‍) (1172 - 1263 م) محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي (نسبة إلى مدينة سوسة) (¬1) أبو عبد الله، الفقيه المعمر ملحق الأحفاد بالاجداد. أخذ عن القاضي أبي يحيى زكرياء بن الحداد المهدوي تلميذ الامام المازري وأخذ عن غيره. وكان عالما كبيرا مقرئا محدثا فقيها أديبا، شيخ أبي زكرياء الأول الحفصي الذي قرأ عليه كتاب المستصفى للغزالي، وغيره من الكتب. وممن أخذ عنه العربية أبو عبد الله بن أبي تميم الحميري البجائي نزيل تونس الشاعر الأديب. اشتغل بالعلم والاقراء مدة حياته فأقرأ الحفيد والأب والجد. كان حسن الواسطة قاضيا لحاجات الناس، مقبول القول عند الملوك ناهضا بالطلبة، قال تلميذه الفقيه أبو عبد الله بن العواد: أحب الاشياء إلى شيخنا أبي عبد الله السوسي المشي في حاجة الطالب على رجليه قالوا: وكانت له حركة في مشيته يعرف منها إذا خرج مقضي الحاجة، وينحلّ احرامه حتى ينجر فيعرف من يعتاده من تلك الحركة سروره بقضاء تلك الحاجة. وممن أخذ عنه محمد بن علي بن يحيى اللخمي المعروف بابن الفراد النحوي التونسي (ت سنة 721/ 1322). ¬

(¬1) أسماء البلدان التي فيها السين تدل على الماء في اللغة البربرية كسوس وسوسة وسفيطلة (سبيطلة) وسوف.

المصادر والمراجع

وله شعر قال التجاني «ولابي عبد الله شعر حسن والموجود منه قليل، وكان يداعب الطلبة من أهل العلم بتونس عن قول الشاعر (خفيف). لا تلمني على الدناءة أني … تونسي وجزت يوما بسوسه له فهرسة ذكرها الوادي آشي في «برنامجه». المصادر والمراجع: - بغية الوعاة 1/ 153 (وفيه من سخاة تونس كذا ذكره أبو حيان في الارتشاف)، الحلل السندسية 1 ق 2/ 316 - 17، برنامج الوادي آشي ص 222، رحلة التجاني 52 - 53، شجرة النور الزكية 190، عنوان الأريب 1/ 61، الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية الوفيات لابن القنفذ القسنطيني 126.

255 - سويسي (1296 - 1360 هـ‍) (1878 - 1941 م)

255 - سويسي (1296 - 1360 هـ‍) (1878 - 1941 م) صالح بن عمر سويسي الشريف القيرواني، الاديب الشاعر، والقصاص، المصلح. ولد بالقيروان ونشأ بتونس حيث ارتحلت إليها أسرته وعلى رأسها والده في سنة 1296/ 1876، واستظهر فيها القرآن بالكتاب، ثم عاد إلى القيروان صحبة والدته، وبقي والده بتونس لقضاء مآرب له فمكث نحو سنة، ثم عزم على الرحيل فمات فجأة ليلة سفره في شهر رمضان عام 1307/ 1887. ولم يزاول تعلمه بغير الكتاب إلا أنه كان شديد الولوع بالمطالعة، يطالع ما ظفرت به يده من صحف ومجلات شرقية وكتب ودواوين شعر، وتأثر بمدرسة الشيخ محمد عبده الاصلاحية وبتلامذته، ونظم الشعر ذا النزعة الاجتماعية والنزعة الاصلاحية الدينية، ونشرت له الصحف التونسية كالزهرة والنهضة والحاضرة والتونسي والصواب شعره وخواطره وآراءه، وبعث بانتاجه إلى مجلة «الاسلام» المصرية، ومجلة «الفنون» وغرضه - كما قال - هو إيقاظ بني وطنه خصوصا والمسلمين عموما إلى السير على ما كان عليه السلف الصالح وسلوك الناشئة سبيل الرشاد، لكن مقصده هذا النبيل لم يخل من تألب الحساد والمبغضين عليه فحاكوا ضده الدسائس، وزعموا أن له يدا في السياسة والانتقاد على الدولة، وحرروا هذه الدعاوي إلى الكتابة العامة، وجاء إعلام إلى المراقب المدني بالقيروان بتوجهه إلى القسم الأول بالوزارة الكبرى فتوجه إليه سنة 1315/ 1895، ولما مثل بين يدي الوزير الأكبر سئل عما بلغ مسامع الوزارة فأجاب بما ظهر فيه براءته مما

نسب إليه، ولم يلق أعداؤه السلاح فاستمروا على حبك الدسائس وكتابة التقارير ضده إلى أن نجحت مساعيهم فنفي إلى بلدة توزر لمدة ثلاثة أشهر، فتوجه إلى توزر صحبة زوجته وخالته سنة 1317/ 1898، وأكرم وفادته أهل توزر، وخصصوا له دارا للسكنى بغير كراء، واتصل بالعالم الاديب قاضي توزر الشيخ يوسف بن عون، وانفتح بينهما سوق الأدب والمساجلات الشعرية. وهو قصاص يعتبر أبا القصة في تونس والمغرب العربي، ومن كتابها الأوائل في العالم العربي، وله في بعض كتاباته ملامح القصة مثل «اليتيم والنعش» و «منارات تضيء» و «بيوت في الظلام» و «الصخر يمشي» و «خصومة بين مدينة وادارة» الخ. فهو يثير مشاكل اجتماعية وسياسية يمكن تعميمها فتشمل العالم الاسلامي كله. وشعره سهل لا تعقيد فيه على ما فيه من ضعف الصياغة أحيانا، وخياله قريب الغور، ونثره لم يتخلص من المحسنات البديعية من جناس وسجع الخ، ولا يخلو من بعض الأخطاء النحوية. قال المرحوم الاستاذ الشيخ محمد الفاضل بن عاشور «وكان متصلا بالشيخ المصلح محمد النخلي القيرواني المدرس بجامع الزيتونة، فهو يقبل على مجالس الشيخ في لهفة، ويطلب منه أن يعقد مجالس للدرس لا ينقطع عن شهودها حتى أصبحت دعوة الشيخ محمد عبده متعة روحه وذكر الشيخ الدخلي لمقامه منها سلواه وعدة ضميره الاصلاحي ففاض شعره ونثره بهذا الوجدان الذي أصبح مسيطرا على نتاجه ومؤثرا على نتاج الادباء من حوله ومن بعده». ولما بلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة نشرت له جريدة «الحاضرة» في سنة 1338/ 1900 أولى قصائده ثم راسل الصحف الاخرى كجريدة «الصواب» وغيرها.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) الأناشيد المكتبية، ط تونس سنة 1344/ 1926. 2) تشطير رباعيات الخيام، مخطوط. 3) دليل القيروان، ط تونس 1329/ 1911. 4) ديوان شعر مخطوط. 5) رسائل الحياة قال عنها المرحوم زين العابدين السنوسي: «مجموعة نثرية من أبدع ما خط في الممالحة» مخطوط. 6) زفرات ضمير، فيه 14 مقالة في نحو 86 ص، ط تونس 1329/ 1911. 7) السرور القابل في زيارة تونس ونابل، رحلة ألفها في سنة 1313/ 1893 دوّن فيها مشاهداته وانطباعاته عن زيارته لمدينتي تونس ونابل، مخطوطة. 8) قراءات الزمان في زيارة باجة وزغوان، وهي رحلة ألفها سنة 1319/ 1900، مخطوطة. 9) مقامات منشورة بآخر الهيفاء وسراج الليل وعددها 8. 10) منجم التبر في الشعر والنثر، ألفه سنة 1319/ 1900 جمع فيه الكثير من نظمه ونثره، ويبدو أن مساجلاته الشعرية مع الشيخ يوسف بن عون أوحت إليه بتأليف هذا الكتاب، مط السعادة مصر 1324/ 1906. 11) النثر البديع في الصلاة على الشفيع، ألفه بعد خمود نار أعدائه وانكفاف دسائسهم، ط على نفقة محمد الحبيب باي بالمط. التونسية سنة 1341/ 1923. 12) فجائع اليتامى والبائسين، تونس 1911. 13) الهيفاء وسراج الليل، وهي رواية قصصية في فصول أراد منها تلخيص

المراجع

نظراته الإصلاحية وما يعرفه عن هذه الحركة، وبسط فلسفته في الحياة ونظرته للمجتمع. وبطله (سراج الليل) في اليمامة بالجزيرة العربية، وأمه (الهيفاء) تركية مثقفة لها اطلاع على الحركات الفكرية في العالم الإسلامي، وأبوه متوفّ وشاءت أمه أن يرتحل إلى مصر ليكرع من موارد العلم وفي طريقهما إلى مصر مرا بلبنان، وأستاذه ومرشده في مصر هو محمد رشيد المصري، وربما كان المقصود به هو الشيخ محمد رشيد رضا. وهي أول رواية ظهرت بتونس على ما فيها من نقص كضعف العقدة الروائية. وعند ما صدرت هذه الرواية نوهت بها الصحف التونسية، ونشرت بمجلة خير الدين بالعددين 6 و 7 لصاحبها محمد الجعايبي، وقد طبعت (الهيفاء وسراج الليل) للمرة الثانية بمطبعة الدار التونسية للنشر سنة 1399/ 1978. وبعد مدة طويلة من نشر المؤلف لها في مجلة خير الدين نشرها ثانية بجريدة القيروان في حلقات ابتداء من العدد 15 - 20 جمادي الأولى 1319/ 10 جانفي 1921 تحت عنوان (شؤون عامة) مع تنقيحات أدخلت بالأصل المنشور بمجلة خير الدين، فحذف المقدمة وعوضها بغيرها، وجعل القيروان محط القاصدين لطلب العلم وليست مصر. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 231 - 256، أركان النهضة الأدبية بتونس محمد الفاضل بن عاشور (تونس بلا تاريخ) 54 - 57، الأعلام 3/ 191 (ط 5/)، الحركة الأدبية والفكرية بتونس ص 55 - 70، القصة التونسية نشأتها وروادها محمد صالح الجابري (تونس 1975) 33 - 45، الصحافة الأدبية بتونس ... جعفر ماجد (بالفرنسية) ص 54 - 55، الشابي شاعر الحب والحياة 70 - 71، في الأدب التونسي 231، 235.

256 - السيالة (كان حيا بعد 1204 هـ‍) (1790 م)

256 - السيالة (كان حيا بعد 1204 هـ‍) (1790 م) ابراهيم بن عبد الله السيالة الصفاقسي، من تلامذة الشيخ أحمد بن عمار الجزائري. جمع ثبت شيخه أحمد بن عمار الجزائري أتمه سنة 1204 وسماه «منتخب الاسانيد في وصل المصنفات والاجزاء والمسانيد» (¬1) توجد منه نسخة بمكتبة الشيخ عبد الحي الكتاني (المكتبة العامة بالرباط الآن) عليها خط أحمد بن عمار المذكور بتاريخ 1204. ومن تأليفه محاسن الازهار ودوحة الأخيار، وهو كتاب في التاريخ يشتمل على مقدمة وأربعة أقسام وتتألف المقدمة من أربعة فصول كلها نقول من كتب الادب، وفي الفصل الأول نقول لها صلة بالفضائل النافعة في الحياة الاجتماعية، وفي الفصل الثاني نقول لها صلة بالفضائل التي يحتاج إليها الأمراء بالخصوص، والفصل الثالث فيما له صلة بالصفات اللازمة لأصحاب الرتب والسلطة، والرابع فيها وصايا وحكم والقسم الأول في سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم وحياة الخلفاء الراشدين والقسم الثاني في تراجم الخلفاء الامويين والعباسيين وأخلاقهم وأخيرا تراجم السلاطين العثمانيين. والقسم الثالث في تاريخ المغرب والاندلس. والقسم الرابع في تاريخ أفريقية. ¬

(¬1) للشيخ عيسى الثعالبي الجزائري نزيل مكة (ت 1080/ 1669) كتاب بهذا الاسم في رواياته عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي المصري، والظاهر أنه وقع اقتباس عنوان الكتاب منه لأخذ اللاحق من السابق.

المصادر والمراجع

توجد منه نسخة ناقصة بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 260 في 148 ورقة، وهذه النسخة تنتهي بأواسط القسم الأول، وهو لا أهمية له لأن المؤلف لا يعدو طور الناقل عن المتقدمين. وهذا الكتاب التاريخي ذكره الباجي المسعودي من بين مصادر كتابه «الخلاصة النقية (¬1)» وذكره محمد السنوسي في أوائل كتابه «مسامرات الظريف بحسن التعريف» حيث قال عند ترجمة حمودة باشا الحسين: «وتصدى الشيخ ابراهيم السيالة لتأليف تاريخ في مفاخر دولة المذكور، وقفت على قطعة منه غير أنه لم يستكمله (¬2)». وله تأليف آخر هو عبارة عن رسالة متعلقة بالزوجة التي تختلع ثم تندم، توجد بالمكتبة الوطنية (ح ح عبد الوهاب رقم 18313). المصادر والمراجع: - فهرس الفهارس 2/ 26، معجم المؤلفين 1/ 53، المؤرخون التونسيون ... (بالفرنسية) ص 16 - 17. ¬

(¬1) الخلاصة النقية ص 34 (ط 3/ تونس 1323 هـ‍). (¬2) مسامرات الظريف 1/ 38.

257 - السيالة ( ... -1247 هـ‍) ( ... -1332 م)

257 - السيالة ( ... - 1247 هـ‍) ( ... - 1332 م) محمد السيالة الصفاقسي الأصل، الملقب بالحكيم، المؤرخ الشاعر، المشارك في الطب والطبيعيات والرياضيات. ولد بتونس، وبها تلقى تعليمه بجامع الزيتونة، فأخذ من أعلام عصره كالمشايخ حمودة بن عبد العزيز، وصالح الكواش، ومحمد الشحمي، ومحمد بن قاسم المحجوب وهو الذي لقبه بالحكيم لما رأى من ولوعه بالطب والرياضيات. وبعد تخرجه تصدى للتدريس بجامع الزيتونة، ثم أقبل على الوظائف الحكومية، فسافر في مهمة سياسية مع الوزير محمد خوجة إلى لندن وغيرها من بلدان أوروبا، وهذبه السفر وحنكته التجربة، فكان يتحدث عن البلدان الأوربية والعقلاء يعتبرون والاغبياء يكذبون كما قال الشيخ أحمد بن أبي الضياف. وكان يجالس الأمير حسين باي الثاني، ويسامره فيستفيد من مسامرته ومحاضرته، وأولاه مشيخة مدرسة باردو، ثم سامر المشير الأول أحمد باشا باي واستفاد منه. قال المؤرخ ابن أبي الضياف في وصفه: «وكان - رحمه الله عالما شاعرا خيّرا فاضلا، حلو المحاضرة، حسن المعاشرة، نزيه النفس، بعيدا عن الفضول، أصيل المروءة، نقي العرض، غاض الطرف عن عيوب الناس، جاريا في ميادين الخير، ممن سلم الناس من يده ولسانه».

المصدر والمرجع

توفي في شعبان /1247 جانفي 1832. له تاريخ. المصدر والمرجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 162، عنوان الأريب 2/ 76 - 78.

258 - السيالة (كان حيا 1270 هـ‍) (1874 م)

258 - السيالة (كان حيا 1270 هـ‍) (1874 م) محمود بن محمد ابن الحاج محمد السيالة الصفاقسي «أحد عدول تونس وأعمالها، ومن علماء صفاقس وحكمائها، الشاذلي، القادري «هكذا عرف بنفسه في بعض رسائله، وهو من أحفاد الشيخ علي الأومي للبنت، ولا نعلم من شيوخه الذين تلقى عنهم ببلدة صفاقس سوى الشيخ المؤرخ محمود بن سعيد مقديش وابنه العالم الرياضي محمود مقديش حينما كان مدرسا بصفاقس قبل أن ينتقل إلى تونس، ويحترف التجارة، ويتصل بالوزير أبي المحاسن يوسف صاحب الطابع الذي عينه وكيلا على عشر الزيت وشرائه للدولة، ونالته محنة على يد الوزير شاكير صاحب الطابع، فهاجر إلى المشرق، وتوفي بجدة سنة 1250/ 1835، وقد قرأ عليه الرياضيات والمنطق وعلم الكلام. هذا غاية ما استطعت أن أجده عن حياته العلمية بصفاقس، ويستروح من رسالة له خاطب بها القاضي المالكي بالحاضرة تشكى أثناءها من بعض خصومه أنه تلقى العلم عن شيوخ جامع الزيتونة بتونس حيث قال فيها: «ثم بلغني أنه يبحث عن أصلي وعلمي، ويبحث عن فرعي وفهمي، فأخبروه بأصلي وعرفوه بنسلي، وقولوا له: قد انتشأ أصله ندرا لجوهر، وحلى بالياقوت والكوثر، ومعارفه في العلوم لا تخفى، ونظامه ونثره لا يجفى، قد روى روايات العطر والزبد، وله اجازات في العلوم من الاكابر بالسند»، وأكابر العلماء موجودون بتونس إذ ذاك، وبهذا يصح له الافتخار، ولو اقتصر في التلمذة على علماء بلده لم يصح له الافتخار، ولا اقناع خصمه بمكانته العلمية.

ويبدو أنه بعد استكمال معلوماته درس بصفاقس بصفة حرة، وانتصب شيخا مربيا بالطريقة القادرية. وفي 9 رمضان 1242/ 1827 صدر له أمر من حسين باي الثاني في ولايته عدلا موثقا بصفاقس. وكان هو ووالده من مستوري الحال فافتقرا بعد أن لحقتهما مظلمة باعا فيها أملاكهما من منقول وعقار وكان الجو مظلما والعلاقات متوترة بينه وبين قاضي صفاقس الشيخ محمد شيخ روحه وأحد أتباعه من العدول محمد كريشان. ولم يكن القاضي نقي الماضي، نظيف السيرة نزيها على ما يستفاد من رسالة لصاحب الترجمة وجهها إلى الوزير صاحب الطابع غير مؤرخة جاء فيها «فقد كنت أنا ووالدي نستغني بالله عن الزمان، إلى أن وقعت لنا محنة من بعض أهل الطغيان، فبعنا فيها أثاثنا ودار سكنانا، وبعد وفاة والدي بعت ما بقي من ذلك، خلصت ما بقي علينا من دين، بما يبكي به القلب والعين، ولا بقي علي من بعض مخلفاته إلا بعض رسوم فيها دين على العربان، فطلبت أهلها إلى شريعة النبي العدنان (¬1) ومكثت أياما أتردد على محكمة هذا القاضي، وهو مشغول بالبيع والشراء، وليس لحكم الشريعة قاضي، والناس على بابه واقفون (¬2) يتهارجون بالخطاب، ولم يشعر بهم ويرد عليهم الجواب، ففي بعض الأيام وأنا مستند إلى حائط في هذا المقام، إذ بازائي ثلاثة من الرجال يتحدثون على هذه الأحوال، فسمعت بعضهم يقول: إن مال هذا القاضي أصله من مال القائد أحمد السبعي لأن والد هذا القاضي كان وكيله في القبض والدفع، وقال الآخر: وكذلك صار له أيضا من شركة الشيخ المكي من غير ظن عندي ولا شك، وقال الآخر: كذلك صار له من مال الغربي الغشام، وربطوهم (¬3) على ذلك الحكام، فبادرت إليهم بالاعلام - واللسان لا يرجع عن الكلام - فقلت لهم: إني أعرف هذا وأعرف شيئا آخر سمعته من خالي العدل محمد الأومي قال ¬

(¬1) الصواب: العدناني، والحرص على استقامة السجع أسقط ياء النسبة. (¬2) الصواب: واقفين بالنصب على الحال ولا يصح أن يكون نعتا لأن المنعوت معرف بالألف واللام. (¬3) تعبير عامي معناه سجنوهم.

لي: كان رجب رايس (¬1)، والجيلاني رايس، كل واحد منهما وضع أمانة عند هذا القاضي عن كرات ليدخروها للشدائد والغصرات، فمات الريسان في الجهاد، وبقي هذا المال بيد هذا القاضي ووالده إلى الآن، فسمع هذا القول مني بعض الوشاة، وبلغوه إليه فخلفني حافي بين العراة، ومع ذلك في الخصام يعاكسني، وفي مطالبي يدفعني، ويقطع عني المنافع، وضيّع لي كل حق ساطع، وبقي ديني ودين والدي عند العرب ولا رأيت منه خلاص ولا أمان (¬2). وأعلم - يا سيدي - أن لزوجتي زيتونا ببلد حزق (¬3) فغار (¬4) علينا هذا القاضي وافتك منا أربعة قراريط وكذلك صاحبه محمد كريشان افتك لنا من ذلك عدة قراريط، وكذلك أصحابهما الطغاة من أهل حزق قد استولوا على عدة قراريط واستغلالاتها». وهذه المضايقات المستمرة من القاضي والعدل التابع له الجأته إلى الهجرة إلى الحاضرة مباشرا لخطة العدالة نفسها، وقد أشار إلى ذلك في خطبة رسالته «المنافع الحاضرة في النوازل الحادرة» إذ قال: «وقد هتكني بالتهمة قاض جهول، وافترسني بالحيلة عدل ذهول، إذ هو عن تعديل العدالة مكبول، وعن معرفة الحقائق مفصول، فارتحلت إلى مدينة تونس الخضراء لنحتمي بمن يفرج كربتي والغصر (¬5) فصرت بها كاني طير بلا وكر، وعابر بلا مقر». وفي تونس أصبحت له علاقة طيبة مع الشيخ محمد البحري بن عبد ¬

(¬1) أي رئيس البحرية وكان رؤساء البحرية على جانب من الثراء في ذلك الوقت للاحتياج إليهم في نقل البضائع، وفي القرصنة البحرية. (¬2) الصواب: خلاصا ولا امانا، والحرص على استقامة السجع يضحي بقواعد النحو. (¬3) بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة والقاف المعقودة في آخر من القرى القريبة من جبنيانة. (¬4) صوابه: فأغار. (¬5) كلمة عامية آخرها هاء هكذا «غصرة» وهي بمعنى الشدة والضيق.

أ-مؤلفاته في الطب

الستار (¬1) (ت 21 ربيع الأول 1254/ 13 جوان 1830) ومع الشيخ محمد الخضار، ولم تطل إقامته بتونس بعد وفاة القاضي الشيخ محمد البحري بن عبد الستار، إذ كان موجودا بصفاقس في سنة 1270/ 1874 على ما يستفاد من بعض رسائله. هذا وآخر ما علمنا أنه كان حيا في سنة 1270/ 1874 على ما يستفاد من بعض مؤلفاته. وتعاطى الطب، وألف فيه ولا ندري عمن أخذه وتخرج فيه، وله نظم ضعيف ونظمه بالدارجة أحسن من نظمه بالفصحى، منه قسيم مربع عن الاحتلال الفرنسي للجزائر (¬2) وكان على صلة متينة طيبة بآل النوري، وربما ربطت بينهما وشائج القرابة، وكل تراثه كان موجودا بمكتبة الشيخ علي النوري وهو في كثير من رسائله يشتكي من حساده وأضداده، ويتسخط الزمان وأهله، ويتألم من مضض الفقر وقلة ذات اليد. وله مؤلفات ورسائل، والملاحظ أنه لم يتم أي كتاب أو أية رسالة. أ - مؤلفاته في الطب: 1) الجواهر النورانية في الأدوية الجسمانية والروحانية، وسماه مرة أخرى الجوهر النوراني في الدواء الجسماني والروحاني، وهو شرح وتهذيب ل‍ «تذكرة» داود الانطاكي، في أربعة أجزاء كما ذكر في المقدمة، ورتبه حسب ترتيب «التذكرة» واستدرك ما فات داود الانطاكي، وما وقع له من الأوهام، وأضاف أسماء مفردات ومعاجين وأدوية من مستوردات المدنية الحديثة غير معروفة في زمن الانطاكي كالتاي والشكلاطة. ¬

(¬1) ترجمته في اتحاف أهل الزمان 8/ 35 - 36. (¬2) نشرته وقدمت له بدراسة «بمجلة القلم» الصادرة عن اللجنة الثقافية بصفاقس.

جاء في خطبة الكتاب «وقررت فيه بعض أدوية ومفبردات حادثة، وقد كنت شديد الحرص على المسائل الأنيقة، والمركبات الحادثة والعتيقة، حتى صارت عندي في مسودات غزيرة وكراريس كثيرة فطررتها في هذا الشرح السعيد».وهو في الغالب عند ذكر المفرد يبين اسمه بالبربرية والتركية واللهجة التونسية والمغربية، ويعين مكان وجوده بالقطر التونسي، وينقل عند ما يستدرك على الأصل عن الزهراوي، وابن جلجل، وابن سيد الناس، والصقلي، وابن الحشا، واعتمد هذا الأخير في الأسماء البربرية ولهجة المغرب الأقصى، وفي تشخيص الامراض وأدويتها ينقل أحيانا ما استقر عليه الرأي عند أطباء الحاضرة وصفاقس. نسق هذا التأليف وجمعه عند استقراره بمسقط رأسه في شيخوخته على ما يفهم من رسالة خاطب بها صديقه محمد ذياب سنة 1263/ 1867 توجد من الجزء الأول 33 ورقة، وغالبها مسودة من خطبة الشرح، وشرح أوائل «التذكرة» وبعض الأوراق بها خرم. قطعة أخرى منه في 213 ورقة، بها نقص من أولها ومن آخرها ومن وسطها، غالبها أوراق متفرقة وبعضها مخروم وبعضها به أثر رطوبة، وغالب الاوراق غير متساوية الحجم. قطعة من الجزء الثالث والرابع في 118 ورقة، غالبها أوراق متفرقة وبعضها مخروم، وبعضها به أثر رطوبة 2) المنافع الحاضرة في النوازل (¬1) الحادرة، ألفها برسم قاضي المالكية بالحاضرة الشيخ محمد البحري بن عبد الستار تلبية لرغبة صديقه الشيخ محمد الخضار أحد المتصلين بالقاضي، جاء في خطبتها «إلى أن جمعني الله بجمع من أحسن الاخوان، ممن علا قدرهم والشان، وناظرت فيهم شيخا لبيبا وعاقلا مصيبا، ممن طاب خيمه، وصفا ¬

(¬1) جمع نزلة وهي المعروفة عندنا بالبرودة.

نديمه، ذو فكر وفطانة، ونباهة وديانة، الأوحد العالم العلامة الفقيه الفهامة، الذكي المحقق، اللبيب المدقق، العدل الاعدل، والمتفنن الافضل، المتوكل على ربه الستار، أبو عبد الله سيدي محمد الخضار ... فوجدته محققا لنوازل الطب، ومدركا لأحوال النبض والعصب، ولا زلت أبحث معه بالتدقيق كبحث المحب مع الصديق، إلى أن أخبرني - حفظه الله بأن الشيخ الهمام، العالم المقدام أبا عبد الله سيدي محمد البحري بن عبد الستار قاضي قضاة المالكية بالديار الافريقية ... بأن هذا الشيخ الهمام، المتفنن بالأحكام قد وقعت له نوازل باردة مع هذه الارياح الفاسدة وهو يتألم من أسقامها، ويتوجع من حدوث آلامها، ففهمت من إشاراته القولية: على معرفة أدوية سليمة، وما يقوم بهذا الشيخ وحظه، وما يوافق ذهاب مرضه، إذ لم يف أحد بدواء جليل، ولا من يشفي بمعرفته الغليل، ولا من يحقق هذا المرض ودليله ولا من يقوم بأدوية تنقع عليله. وقسمها إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، فالمقدمة تحتوى على تقسيم هذا المرض وأحواله، وعلى بيان انتمائه وأسبابه، والفصل الأول يحتوي على معالجة من ابتلي بالنزول، والأدوية التي يذهب معها كل مرض ويزول، والفصل الثاني في علاج أمراضها الحادرة، والفصل الثالث في علاج أمراضها الباردة، والخاتمة تحتوي على مسهلات عجيبة، ومركبات قديمة وجديدة، توجد منها نسختان بخطه، الأولى في 24 ورقة من القطع المتوسط، ناقصة من آخرها، وبعد الورقة العاشرة، والثانية في عشر ورقات ناقصة من أولها ومن آخرها. 3) سر اللب في الحكمة والطب - نهج فيه منهج داود الانطاكي في «التذكرة» ولعله تلخيص أو بسط وزيادة لما في تأليفه الجواهر النورانية اتسم الجزء الأول منه سنة 1270، وهو يشتمل على عدة اجزاء ويظهر من المقدمة أنه ألفه بتونس عند ما هاجر إليها، ومن العجيب أنه ينقل عن ابن عبد الرفيع التونسي ولم يكن معروفا بالاشتغال في الطب،

ب-في الموسيقى

ولعله اطلع له على كنش في الموضوع أو نحو ذلك. وهذا الكتاب لم أقف عليه وإنما أفادني بهذه المعلومات عنه الصديق القاضي الفاضل الاستاذ محمد الطيب بسيّس، وهو لم يره كله وإنما اطلع على اوراق من الجزء الأول على ما أفادني به كتابة في 7/ 1982/20 ولعله آخر ما تركه من الآثار إذ أن تاريخ آخر رسائله يقف في سنة 1265. ب - في الموسيقى: 1) قانون الاصفياء في علم نغمات الاذكياء، في 29 ورقة من القطع المتوسط، ناقص في آخره لأنه لم يكمله، وهو بخطة وتوجد منه نسخة في مكتبة المتحف العراقي ببغداد على ما أفادني به صديقنا الاستاذ محسن الحبيب الذي اطلع على هذه النسخة هناك عند ما كان طالبا بكلية الآداب بجامعة بغداد، وكتب عنه دراسة مفيدة أذاعتها الاذاعة الجهوية بصفاقس. أوله: «الحمد لله الذي أنعم على الانسان بأسرار العلم والنطق وزينه بمجالس الصناعة والفصاحة والصدق، ونوره بالتمييز والعقل والبراعة». اشتمل على مقدمة وعشرة فصول. المقدمة قال في أولها: «أذكر ما يجب تقديمه في هذا العلم بالصناعة ... جمعته يشمل ما نقص منه وتبددا، وقيدت ما كان من أوابده متشردا». وقسمت هذا العلم إلى فصول، الفصل الأول أذكر فيه معرفة قواعده، فالقاعدة الأولى يجب فيها معرفة النقرات، وكيفية تأليف الأصوات منها، ولها أصول كالأسباب والاوتاد في العروض.

القاعدة الثانية في معرفة الايقاع هو هنا تنزيل الاصوات بالنغمات على الآلات المعروفة، وطرق الضرب عليها. والقاعدة الثالثة في معرفة التسمية، ومعرفة البمّ وهو الوتر الأول إذا كان عدد منازله مثلا ستين طاقا فيكون الثالث وهو الوتر الثاني ثلاثة أرباع الأول قدر ثمانية وأربعين طاقا، وأن المثنى وهو الوتر الثالث يكون ثلاثة أرباع المثلث قدر ستة وثلاثين طاقا، وإن الزير وهو الوتر الرابع يكون ثلاثة أرباع المثنى قدر سبعة وعشرين طاقا. والقاعدة الرابعة في معرفة تفكيك الدوائر التي وضعتها الحكماء، وبيان ما بين المقامات من النسبة واشتقاق النغمات، وذلك كاشتقاق نغمة من نغمة أو نغمتين من نغمة، ونحو ذلك. والقاعدة الخامسة في معرفة التلحين، وهو الموشحات والاشعار الرائعة إلى نغمة مخصوصة بحركاتها التامة. الفصل الثالث ذكر أحوال المنشد، ومنافع السماع أيضا، وفي بيان منافع العود. الفصل الرابع لما كان الحسن والقبح في نظام الكلام والنغمات يستدعي حينئذ الكلام على ماهية الفصاحة والبلاغة وبعض ما يلتحق بهما. الفصل الخامس ذكر فيه صناعة الموسيقى، وبيان حدودها، وكيفية الضرب على العود وميزانه بالحروف وبيان النغمات. الفصل السادس ذكر فيه معرفة هيئة العود، وكيفية الضرب على أوتاره بالعلامات الدالة على النقرات والدس عليها طريقة الحكماء. الفصل السابع ذكر فيه معرفة الصوت الذي تتم به النغمات وتقاسيم حركاته وتعديل الايقاعات إلى غير ذلك.

ج-في التصوف

الفصل الثامن ذكر فيه أن جميع الآلات والايقاعات تختلف كالأزمنة والبلدان. الفصل التاسع ذكر فيه أحكام الطباع وميزاتها وضوابطها وتفاصيلها وبيان دوائرها، واسمائها اللغوية بالفارسية والعربية والعجمية. الفصل العاشر في معرفة المطبوع ونغماتها المجردة على الآلات المصطلح عليها في عصره وتركيب فروعها، وما يشتق منها على طريق العلماء من العرب وغيرهم، والكتاب مزين ببعض الصور كصورة العود ودوائر الأنغام. في صائفة عام 1975 زارني في مكان عملي بالمكتبة العمومية بصفاقس كتبي من بغداد ذكر أنه أخو قاسم الرجب صاحب مكتبة المثنى المشهورة، وكان مصحوبا بالكاتب العام للجنة الثقافية الجهوية، وأعلمني أنه يريد نشر كتاب «قانون الاصفياء» اعتمادا على النسخة الوحيدة الموجودة ببغداد، وطلب مني مده بالمعلومات عن المؤلف، فأعلمته بأن النسخة التي بخط المؤلف موجودة بالمكتبة الوطنية بالعاصمة، وأطلعته اللجنة الثقافية على عدد من مجلة «الفكر» التي نشرت لي ترجمة موجزة له، وأعطيته أوراقا بخطي فيها تفاصيل عن حياته ومؤلفاته وهي الأصل الذي نقلت عنه المسودة، ويبدو أنه لم يرقن ما بمجلة «الفكر» ولا الأوراق، وساورني شك في كفاءته العلمية ولا أدري هل نشر الكتاب أم لا؟ . 2) رسالة فيما يلزم المنشد من معرفة القواعد الموسيقية، وهي شديدة الشبه بما في آخر الجزء الثالث من كتابه «تلقين المقالات الادبية في معرفة الطريقة القادرية». ج - في التصوف: 1) تلقين المقالات الادبية في معرفة الطريقة القادرية، أصل الكتاب في

د-في الأدب

ثلاثة أجزاء الموجود منه الجزء الأول في 286 ورقة من القطع المتوسط، وهو ناقص من أوله وآخره وفي أماكن متعددة من وسطه، وكثير من الأوراق مترهل ولطخ المداد تصعب قراءة ما فيه، وبغالب الاوراق أثر رطوبة. والجزء الثالث والأخير فيه 14 ورقة وبه نقص بعد الورقة 13، وفي آخره نبذة عن الموسيقى (قارن برسالة فيما يلزم المنشد من معرفة القواعد الموسيقية). 2) عطر الازهار في مدح أهل الاسرار ومذمات الجهلاء الاغمار، وسماه مرة ثانية «عطر الأخيار» يحتوى على 135 ورقة ناقص من آخره وفي مواضع كثيرة من وسطه، وبعض الأوراق مترهل ومخروم، ألفه بعد كتابه «الجواهر النورانية» و «تلقين المقالات الادبية» جمع فيه مدائحه وتوسلاته بالشيخ عبد القادر الجيلاني واوراده واحزابه وصلواته على النبي صلّى الله عليه وسلم. وقد حكى في أوله ما لقيه من خصومه وأضداده، وفي آخره دعاء منظوم على جماعة من الحكام والعدول وخطبة الكتاب مكررة في خمس ورقات، ومع ذلك فهو ناقص من أوله وآخره. د - في الأدب: 1) كنش به منتخبات شعرية، وطرائف أدبية، وفيه بعض أشعار من نظمه فرغ منه يوم الاثنين 15 جمادي الأولى 1223 هـ‍. هـ‍ - في العروض: 1) حكمة اختصار العروض لمن له بشاشة وحظوظ. به نقص من آخره، يبدو أنه لم يتم، ويحتوى على 5 ورقات، ومنه قطعة أخرى ناقصة من أولها ومن آخرها في 3 ورقات أوله: «الحمد لله الذي أحكم السنة العقلاء بالفاظ الشعر وتنويع اتقانه المنظوم».

و-في المناقب

و - في المناقب: 1) مناقب أبي عنبسة خارة بن عنبسة الغافقي، المدفون قرب حصن يونقة (بالقاف المعقدة) البيزنطي غربي صفاقس فرغ منها في أول صفر 1238 في 7 ورقات، اعتمد فيها على تاريخ شيخه مقديش، وفيها زيادات قليلة. ز - في سر الحرف والاوفاق: 1) العرف في تصريف الحرف به نقص من أوله وآخره وبعض الأوراق مترهل وبعضها مخزوم، في 14 ورقة. 2) قطعة من كتاب في سر الحرف ناقصة من أولها ومن آخرها وفي أماكن من وسطها، وببعض الأوراق أثر ترهل ورطوبة بها 55 ورقة من القطع الكبير. ح - في الفلك: 1) لولب السيادة لصعود سلم السعادة، وهو شرح لسلم سعادة لمعرفة سمت القبلة وأوقات العبادة تأليف شيخه محمود ابن الشيخ محمود بن سعيد مقديش، ابتدأ تأليفه سنة 1249، منه قطعتان كل واحدة منهما في أربع ورقات من القطع الكبير، ولعله شرع في تأليفه ثم انقطع عنه. ط - الرسائل: 1) المنارة الذهبية في الآداب العقلية، رسالة كاتب بها حميدة الشباب (¬1) من المقربين لدى المشير أحمد باشا باي، وأولاه الخطط النبيهة كالكمرك وغيره، توفي سنة 1263/ 1847.منها نسخة تامة في 17 ورقة من القطع المتوسط، وثلاث نسخ أخرى ناقصة. ¬

(¬1) حميدة بن علي الشباب ترجمته في اتحاف أهل الزمان 8/ 65.

2) رسالة السر في تهنئة أهل البر، وهي في تهنئة الشيخ محمد بن سلامة المفتي المالكي بالحاضرة بزواج انجاله فرغ منها في 15 رجب 1263 منها ثلاث نسخ ناقصة. 3) الرسالة البشرية في المطالب الحكمية، خاطب بها القاضي الحنفي بالحاضرة الشيخ مصطفى بيرم كتبها يوم الجمعة أواخر جمادى الأولى سنة 1263، في 6 ورقات. 4) شهد الشهود في بيان مرتبة الشهود منها 8 نسخ كلها ناقصة. 5) رسالة الارواح ومرجانة السرور والافراح تهدي الانشراح إلى أهل الصلاح، خاطب بها صديقه المنشد الحاج أحمد الاكودي منها نسخة تامة في 7 ورقات ونصف، وثماني نسخ ناقصة. 6) الجواهر المثمّنة والاشابر المكمنة، كل جوهرة مخصوصة بمخاطبة أحد أصدقائه كالشيخ محمد الباهي ومحمد خلف، وشيخه علي الشريف شيخ الطريقة العيساوية بتودس، منها ثلاث نسخ ناقصة. 7) شكاية المقهور بالفي إلى الملك الأعلى أحمد باي. مضمون الرسالة الشكاية من إلزام القائد محمود الجلولي له بأداء خطية باع فيها أثاثه واقترض بالفائدة، وما ناله من الجلد والسجن بأمر القائد وشاوشه سعيد ملاك. 8) قطعة من رسالة، الغالب على الظن أنها موجهة إلى المشير الأول أحمد باشا باي في بيان مساويء القاضي الشيخ محمد شيخ روحه وأسلافه ومحمد كريشات تابع القاضي، وقائد صفاقس. ناقصة من أولها ولم يستوف كتابتها في ورقة ونصف. 9) رسالة إلى الوزير صاحب الطابع في بيان مظالم القاضي صفاقس، ومنشأ ثروته واغتصابه مع تابعه العدل الشيخ محمد كريشان لقراريط من أرض بحزق لزوجة الكاتب.

259 - ابن سيد الناس (من رجال القرن 12 هـ‍) (18 م)

استخلصت معلوماتي عنه من رسائله ومؤلفاته التي هي مسودات لم تبيض يكثر فيها التشطيب والإخراج حتى أن قراءتها تحتاج إلى صبر وعناء يتعبان الناظر ويكدان الخاطر، وقد سبق لي أن نشرت له ترجمة مقتضبة في مجلة «الفكر» ع 6 ديسمبر 1962 ص 55 - 59: واعتمد عليها الزركلي في الأعلام 7/ 184 (ط 5/). 10) رسالة في الدعاء وآدابه، تشتمل على فضل الدعاء، والاسم الأعظم، وادعية واوراد، ناقصة من آخرها لأن المؤلف لم يكملها على ما يظهر، في 12 ورقة. مؤلفاته كلها بخط يده موجودة بالمكتبة الوطنية، أصلها من مكتبة الشيخ علي النوري. 259 - ابن سيد الناس (من رجال القرن 12 هـ‍) (18 م) ابن سيد الناس المهدوي، أبو جعفر، طبيب، وعالم بالهيئة. له كتاب في الادوية المفردة، ذكر فيه المفردات مرتبة على حروف المعجم، وذكر أسماءها بالفارسية واليونانية والبربرية والاعجمية، ونوع المفرد وبعض منافعه، وذكر الزئبق ومضاره فنستدل على أنه من أطباء القرن الثامن عشر أو بعده. يوجد بالمكتبة الوطنية بتونس تحت رقم 1817، به 377 ورقة، ويوجد بالمكتبة المذكورة مختصر منه ضمن مجموع رقم 20327 في 81 ورقة، وبه نقص كما توجد بها نسختان أخريان. وابن سيد الناس هذا هو الذي ينقل عنه الشيخ محمود السيالة في كتابه «الجواهر النورانية». المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي ص 77.

260 - ابن سيد الناس (597 - 659 هـ‍) (1201 - 1261 م)

260 - ابن سيد الناس (597 - 659 (¬1) هـ‍) (1201 - 1261 م) محمد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس اليعمري الاشبيلي، أبو بكر، المقرئ المحدث الحافظ الفقيه، اللغوي، المؤرخ، نزيل تونس، والمتوفى بها. أصله من أبّدة من عمل جيّان، وهي وما أولاها دار اليعمريين بالاندلس، مولده بقرية من قرى أشبيلية عمل حصن القصر بالشرف تسمى الحجيرة (بالتصغير) عند خروج أبويه إليها في غلة الزيتون لضم فائدة أملاكهم قبل السيل الكبير بأشبيلية بأشهر. في مشايخه كثرة منهم والده، وجدته أم أبيه أم العفاف نزهة بنت أبي الحسن سليمان بن أحمد بن سليمان اللخمي، وابن جبير، وابن خروف وأحمد بن محمد بن حسين بن علي اللواتي ابن تامتيت (بفتح الميم وكسر التاء المثناة من فوق) الفاسي نزيل أشبيلية روى عنه، وأجازه أعلام من المشرق والمغرب. أخذ عنه أخوه أبو الحسن، وأبو جعفر بن الزبير، وصهره محمد بن محمد بن كبير، وأبو عبد الله محمد بن صالح الكناني نزيل بجاية، سمع منه بها، وأبو العباس بن عثمان بن عجلان، وغيرهم. أقرأ القرآن بحصن القصر من نظر أشبيلية مدة، قال ابن عبد الملك المراكشي: «وفي الاكتاب ذهب معظم عمره بالاندلس «ثم انتقل مباشرا الصناعة بقرية خاملة من قرى شيريش تسمى بونينة (بفتح الباء الموحدة وسكون الواو ¬

(¬1) في تاريخ ميلاده ووفاته اضطراب في المصادر التي ترجمت له، واعتمدت على ما ذكره ابن عبد الملك المراكشي وغيره.

وكسر النون الأولى وفتح الثانية) ثم انفصل إلى سبتة، ثم إلى بجاية بعد الأربعين وستمائة 640، وتولى الامامة والخطابة بجامعها، ودرس بها مدة «وكثر الآخذون عنه والسامعون منه والمعتقدون. قال ابن عبد الملك المراكشي: «ثم استدعي متوها به في حدود أربعة وخمسين وستمائة إلى تونس، وقدم للخطابة بجامعها الجديد (¬1) والصلاة بها، وتصدى لاسماع الحديث وغيره متظاهرا بسعة الرواية، والاكثار من الشيوخ - حسبما تقدمت الاشارة إليه في سرد شيوخه - فأنكر كثير من الناس عليه ونسبوه إلى ادعاء ما لم يروه، ولقاء من لم يلقه على الوجه الذي زعمه. وعلى الجملة كان قاصرا عن ما يتعاطاه من ذلك، شديد التجاسر عليه تأييدا لما ناله من الجاه والحظوة عند الامير بتونس الذي ولاه الخطبة والامامة بجامعه وألحق وراء ذلك». وهذا تحامل من ابن عبد الملك المراكشي لان الغبريني أطال في الثناء عليه من حفظ الأحاديث، ومعرفة الرجال، والغريب واللغة، قال في حقه: «كان راوية حافظا للحديث، عارفا برجاله واسمائهم وتاريخ وفاتهم ومبلغ أعمارهم، وكان يقوم على البخاري قياما حسنا، وكان إذا قرأ الحديث يسنده إلى أن ينتهي إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، ثم إذا انتهى الاسناد رجع إلى ذكر رجاله فيبدأ من الصحابي - رضي الله عنه - فيذكر اسمه ونسبه وصفته وتاريخ ولادته ووفاته وحكاية أن عرفت له، ثم يتلوه بالتابعي كذلك، ولا يزال يتبعهم واحدا واحدا إلى أن ينتهي إلى شيخه فيقول ويذكر ما ذكر فيمن تقدم، ويزيد على ذلك بأنه لقيه وقرأ عليه كذا، وسمع منه كذا، وبعد الفراغ من ذلك يذكر لغة الحديث وعربيته، ويتعرض لما فيه من الفقه والخلاف العالي ودقائقه ورقائقه المستفادات منه، كل ذلك بفصاحة لسان، وجودة بيان». وقال تلميذه أبو جعفر بن الزبير: «أجاز له نحوا من أربعمائة، ثم ¬

(¬1) هو المسمى أيضا بجامع الموحدين وبجامع القصبة.

آثاره

انتقل إلى حصن القصر، ثم إلى طنجة، واقرأ بجامعها وام وخطب، ثم انتقل إلى بجاية فخطب بجامعها، ثم طولب إلى تونس فدرس بها وكان ظاهري المذهب على طريقة أبي العباس النباتي إلا أن النباتي اشتهر بالورع والفضل التام» (تذكرة الحفاظ 4/ 234) هل في خاتمة كلام ابن الزبير غمز خفيف لشيخه؟ وقال القطب اليونيني في «ذيل مرآة الزمان»: «سمع الكثير وحصّل جملة من الكتب، وصنّف وجمع، وكان أحد حفاظ المحدثين المشهورين، وفضلائهم المذكورين، وبه ختم هذا الشأن بالمغرب»، والملاحظ أن عبد الملك المراكشي لم يأت بدليل واحد على صحة ما قال، وهو شبيبه بالجرح غير المفسر، وهو غير مقبول عند المحدثين. ولما خاطب المستنصر الحفصي مالك أفريقية صاحب الترجمة بقوله: وليس لي حيلة غير الدعاء فيا … رب براوي الصحيحين حنانيكا أجابه الحافظ أبو المطرّف بن عميرة المخزومي عن صاحب الترجمة: مولاي حالها - والله - صالحة … لما سألت فأعلى الله حاليكا ما كان من سفر أو كان من حضر … حتى تكون الثريا دون نعليكا توفي في 24 رجب سنة 659/ 1261. قال الذهبي: «وقد كان شيخنا أبو محمد بن هارون مسند المغرب لازم مجلس أبي بكر الخطيب للفقه والنظر. وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفسير أحاديث أملاها من حفظه وكان ظاهريا علامة. آثاره: (1) برنامج. (2) كتاب بيع أمهات الأولاد، مجلد قال الذهبي «يدل على سيلان ذهنه، وسعة حفظه وسعة إمامته».

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 162 (ومن أوهامه أنه ذكر أنه صاحب السيرة)، البداية والنهاية 13/ 241، تذكرة الحفاظ 4/ 233 - 35، الحلل السندسية 1 ق 3/ 694 - 95، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لابن عبد الملك المراكشي 5/ 652 - 662، ذيل مرآة الزمان 2/ 131 - 32، شذرات الذهب 5/ 298 - 99، شجرة النور الزكية 194 - 95، طبقات الحفاظ للسيوطي 505، العبر 5/ 255، عنوان الدراية (ط 2/) 246 - 49، مرآة الجنان 3/ 151، معجم المؤلفين 2/ 124، 8/ 283 - 84، نزهة الأنظار لمقديش 1/ 218، نفح الطيب (طبعة م م عبد الحميد) 5/ 248 - 49، الوافي بالوفيات 2/ 121 - 22، وفيات ابن قنفذ 51.

261 - السبوري ( ... -460 أو 462 هـ‍) ( ... -1067 أو 1069 م)

261 - السبوري ( ... - 460 أو 462 هـ‍) ( ... - 1067 أو 1069 م) عبد الخالق بن عبد الوارث السبوري القيرواني، أبو القاسم، خاتمة ائمة القيروان، وذوي الشأن البديع بالحفظ والقيام بالمذهب والمعرفة بخلاف العلماء وذكر أنه يحفظ دواوين المذهب الحفظ الجيد، ويحفظ غيرها من كتب الخلاف، حتى أنه كان يذكر له القول لبعض العلماء فيقول: «اين وقع هذا ليس في كتاب كذا أو لا كتاب كذا، ويعد أكثر الدواوين المستعملة من كتب المذهب، والمخالفين والجامعين، فكان في ذلك آية». وكان نظارا ويقال أنه مال أخيرا إلى مذهب الشافعي. تفقه بأبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي عمران الفاسي، وطبقهما، وقرأ الكلام والأصول على الحسين بن عبد الله الاذري تلميذ أبي بكر الباقلاني نزيل القيروان وأكثر ما قرأ عليه الكلام. ولازم مدينة القيروان بعد خرابها إلى أن مات بها، وعليه تفقه عبد الحميد الصائغ، وأبو الحسن اللخمي والذكي المازري، وأخذ عنه عبد الحق الصقلي، وابن سعدون وغيرهما. له تعليق على نكت من المدونة أخذه عنه أصحابه، قال الحجوي في «الفكر السامي»: أما التعليق المنسوب إليه عليها (المدونة) فكتبه أصحابه عن درسه ونسبوه إليه». المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 770 - 71، الديباج 158، شجرة النور الزكية 116، الفكر السامي

4/ 47 - 48، معالم الإيمان 3/ 225 - 28، نزهة الأنظار 1/ 224 - 25، الوفيات لابن قنفذ 37، هادي روجي ادريس بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 730.

حرف الشين

حرف الشين

262 - الشابي (835 تقريبا-نحو 887 هـ‍) (1443 - 1482 م)

262 - الشابي (835 تقريبا - نحو 887 هـ‍) (1443 - 1482 م) أحمد بن مخلوف الشابي، الفقيه الصوفي، مؤسس الطريقة الشابية وجد الشابيين بتوزر، ولد ببلدة الشابة بالساحل الشرقي في رأس قبودية قرب المهدية وصفاقس. حفظ القرآن ببلدته الشابة، ثم انتقل إلى تونس، وأخذ عن محمد بن قاسم الرصاع، ومحمد البيدموري التريكي، وأحمد القسنطيني، ومحمد القسنطيني وأحمد القلشاني، وأخذ التصوف في تونس على الشيخ أحمد بن عروس، وبقصور الساف على الشيخ علي المزوغي شهر المحجوب، وفي مكة على الشيخ عبد الوهاب الهندي، والشيخ عبد الكبير اليمني، وانتفع به طيلة اقامته بمكة أما الشيخ عبد الوهاب الهندي فقد لقيه بالقيروان بعد عودته من زيارة الشيخ ابي مدين شعيب بتلمسان، وخرجا للحج معا. بارح مدينة تونس حوالي سنة 861/ 1456، وذلك بسبب صفعه لجندي من جنود السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي، فقد خرج ذات مرة إلى السوق لقضاء بعض حوائجه فوجد جنديا يضرب رجلا ويجره والرجل يصيح ويقول: أنا مظلوم، فوثب المترجم على الجندي وضربه وفك منه الرجل، فسأل الجندي عنه فقيل انه من طلبة الشيخ الفلاني فأخبر الجندي السلطان فأرسل السلطان إلى الشيخ ونازعه فحلف الشيخ أن الذي فعل هذا وأوقعني مع السلطان هذا الموقع لا يبقى عندي ولا يقرأ علي، فطلب منه شيخه مغادرة المدرسة حفاظا على علاقته مع السلطان. وبعد مبارحته لتونس سار إلى بلدته الشابة، ومنها التحق بالشيخ علي المزوغي شهرا لمحجوب ببلدة قصور الساف فحظي بمحبته وخدمته،

واستعمله ناظرا على مزرعته ومكث بهذه البلدة نحو ثماني سنوات بين (862/ 1457 - 870/ 1465) لأنه كان موجودا بقصور الساف في العام الذي غلا فيه الطعام وهو عام 862/ 1457. وأخلص المترجم في خدمة شيخه وراض نفسه على ممارسة حياة صوفية، ومن ذلك انه غرس بعض الأشجار المثمرة في جنان شيخه ومنها الرمان فاتفق مجيء الاعراب إلى الشيخ في فصل نضج الرمان فقال له يا أحمد بن مخلوف ائتني بالرمان الطيب، فذهب إلى الجنان فاختار الرمان الأحمر الكبير، وأتى به فوجده حامضا فقال له: ارجع ائتنا بالطيب، فرجع فاختار ما راقه في الظاهر فأتى به فوجده حامضا فقال له الشيخ: أنا أقول ائت بالطيب وأنت تأتي بالحامض، فقال له: يا سيدي لا أعرف الحامض من الطيب، فقال له الشيخ: أنت غرسته بيدك ولم تعرف الطيب منه من الحامض، قال: نعم أنت لم تأمرني بالأكل وأنا لم أجسر على أكله بغير إذنك، فتعجب الشيخ من ذلك وقال: يا أحمد، شيخ ما يخدم شيخ فعليك بالقيروان، فانتقل المترجم إلى القيروان في سنة 870/ 1485، ولم يغادر القيروان إلا مرات قليلة، ذهب إلى الحج سنة 878/ 1473 وزار تونس في رمضان سنة 879/ 1474 وتردد على مواطن الحنانشة في المنطقة التي تقع بين ترسق في ضفة مجردة بتونس وبين جبال الأوراس بالجزائر. وكان استقراره بالقيروان في مرحلة الكهولة، وتولى فيها امامة جامع الداروني بحومة الباي حاليا، وأقرأ القرآن بمكتب قريب منه، وتزوج بامرأة قيروانية وسنه نحو الاربعين. وكان فقيرا في بداية أمره، وبعد رجوعه من الحج بفترة قصيرة قام أحمد التباسي ونصر بن أحمد المقنعي الحناشي بنشر الطريقة، والثاني نشرها بين قبيلة الحنانشة القوية بالجزائر، فأقبلت الدنيا على المترجم وانقلب عسره إلى يسر. وحاز شهرة علمية كبيرة حتى كان أهل العلم يفدون إليه من القطر الجزائري لحل ما يشكل عليهم مثل نصر بن أحمد المقنعي الذي جاءه من

مؤلفاته

القطر الجزائري لحل مشكلة في علم التوحيد لم يجد جوابها إلا عنده فانقلب داعية له ينشر طريقته بين الحنانشة في الجزائر. يرى الدكتور علي الشابي أن تصوفه فيه مزج بين التصوف السني والفلسفي القائل بوحدة الوجود المطلقة على مذاق ابن عربي وخطى ابن سبعين، ويقول بالحقيقة المحمدية والانسان الكامل مثل أصحاب الاتجاه الفلسفي في التصوف كابن عربي وابن سبعين وغيرهما. وقال: انتشرت طريقته الصوفية في العصر الحفصي بين البوادي في تونس والجزائر فهذب نفوسها وسما بغرائزها وربطها بالاسلام لأنها كان ديدنها السلب والنهب والتخريب مما لا يقره الاسلام. وصلت طريقته إلى الشرق، وصار لها اتباع ومريدون فإن علي بن ميمون المغربي من اتباع الطريقة انتقل إلى الشام، وأدخل في الطريقة كثيرين، وكان لأحمد التباسي مقدمون بالعراق واليمن ومصر وتركيا (الدكتور علي الشابي). توفي في آخر رمضان 887/ 11 نوفمبر 1482. مؤلفاته: 1) الجمع في التوحيد والفقه والتصوف، أعاره الشيخ سعيد بن عمار الشابي للوزير خير الدين ولم يرجعه إليه على ما ذكره ابنه صالح في كتابه «الأنوار السنية في تاريخ السادة الشابية». 2) مجموع الفضائل في سر منافع الرسائل في بداية الطريق لأهل التحقيق وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل كان يرسلها إلى مريديه في المدن والبوادي وهذه الرسائل جمعها أحد مريديه بعد وفاته وقد اعترف بأنها قلة من كثرة لكثرة تفرقها في البلاد. منه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 18039 (خزانة ح. ح عبد الوهاب).

المراجع

المراجع: - جامع كرامات الأولياء يوسف النبهاني، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، القاهرة 1382/ 1962، 1/ 534 - 36، العارف بالله أحمد بن مخلوف الشابي، الدكتور علي الشابي (تونس 1979). (اعتمدته كثيرا ونقلت عباراته لغزارة ما به من معلومات مفيدة)، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 241 - 243، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 360 - 361.

263 - الشابي ( ... -1386 هـ‍) ( ... -1966 م)

263 - الشابي ( ... - 1386 هـ‍) ( ... - 1966 م) صالح بن سعيد بن عمار الشابي، الصوفي، المؤرخ. ولد بالشابية بتوزر، وتلقى تعليمه الابتدائي ببلده، ثم التحق بجامع الزيتونة بتونس، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع، ثم عاد واستقر بحي الشابية بتوزر. له الأنوار السنية في تاريخ السادة الشابية (مخطوط) أتم تأليفه سنة 1342/ 1924، ترجم فيه الشيوخ للطريقة الشابية ولبعض خلفائهم من بعدهم، وكذلك للابطال المحاربين المقاومين للاتراك العثمانيين كعبد الصمد بن محمد بنور الشابي رائد أدب الاحاجي والالغاز في تونس والجزائر، وابنه علي وابنه بوزيان، وقد اعتمد في تراجمه على الكتب المخطوطة والمطبوعة. المرجع: - العارف بالله أحمد بن مخلوف الشابي، الدكتور علي الشابي ص 18.

264 - الشابي (879 - 948 هـ‍) (1473 - 1542 م)

264 - الشابي (879 - 948 هـ‍) (1473 - 1542 م) عرفة بن أحمد بن مخلوف الشابي، الصوفي، ورجل الدولة، وهو شيخ الطريقة الشابية، وخليفة والده من بعده، ورئيس الدولة الشابية بالقيروان. ولد بالقيروان عند ما كان والده غائبا بمكة لاداء مناسك الحج. كان يتصل بمريديه اتصالا مباشرا في القيروان، وفي مواطنهم أثناء زيارته لهم، وآثر - على خلاف والده - استخدام العامية كوسيلة لافهام الاعراب وافتائهم. ونقل الدكتور علي الشابي عن «الفتح المنير» انه كان يعمد إلى التكرار لأن «الأمي يعسر عليه الفهم فيغتفر في حق معلمه تكرار العبارة وتلوينها على حسب فهمه ليتمكن من قلبه فينشرح صدره للايمان» ومن ثم انتقده بعض أهل العلم في عصره فقالوا عنه: إن عرفة يعلم التوحيد لرعاة البقر. قال الدكتور علي الشابي: «والحق أن هؤلاء الرعاة الذين هجنوا هم الذين أشاعوا الهداية بين ذويهم، وقامت في الوقت نفسه على جهودهم الدولة الشابية التي أسسها المترجم». «وتأثير الشيخ عرفة يشع من القيروان على القبائل العديدة المتفرقة بين طرابلس وقسنطينة».وهو شيخ الشيخ علي بن ميمون المغربي الفاسي ناشر الطريقة الشابية بالشام. وكان ظهور الدولة الشابية إبان ضعف الدولة الحفصية وانحلالها واختلال الأمن في الداخل. فالسلطان الحسن الحفصي محمي من قبل الاسبان، وعند ما قامت الدولة الشابية في القيروان كان يريد احتلال

المراجع

القيروان، والتحم مع الشابية في معارك انجلت عن هزيمته منها معركة جمال سنة 946/ 1540. له موجز في التوحيد، كتبه بلغة أقرب إلى العامية قصد به إفهام العاميين من تلاميذه، وهو عمل - في رايه - لم يسبق إليه. المراجع: - جامع كرامات الأولياء 2/ 302، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي، العارف بالله أحمد بن مخلوف الشابي ص 112.

265 - الشابي ( ... -1074 هـ‍) ( ... -1663 م)

265 - الشابي ( ... - 1074 هـ‍) ( ... - 1663 م) علي بن محمد المسعود بن محمد بنور الشابي، من أحفاد مؤسس الطريقة أحمد بن مخلوف الشابي، الفقيه الصوفي. أسست على عهده بيت الشريعة، وكان قد انتقل مع ذويه نتيجة لانتشار الوباء والمجاعة في جبل ششار بالجزائر إلى صحراء الجنوب الغربي التونسي، فنصبت الخيام، وراى مقدموه أن ينصبوا وسط الخيام خيمتين أحداهما لسكنى الشيخ، والأخرى لانعقاد مجالس العلم والذكر والقضاء، كما تكون مقرا للضيوف والفقراء والمساكين، وغرضهم أن تكون البديل للزاوية بجبل ششار، فتطوع الشيخ عبد الملك جد أولاد عبد الملك من أولاد سيدي عبيد بإعداد الخيمة سكنى الشيخ، وتطوع المقدم بلقاسم بن منصور من أولاد معمر من الهمامة بإعداد الخيمة الأخرى لتكون البديل للزاوية، وسميت «بيت الشريعة» فأصبحت مقصدا لطلاب العلم والتقوى وملجأ الخصوم يطلبون منها الحكم الشرعي الفاصل، ولسعتها كانت تعقد فيها عشرة مجالس دون أن يفسد أحدها الأمر على الآخر، وينام فيها كل ليلة نحو أربعمائة من الوافدين من البلاد التونسية والجزائرية، وتخرج في مجالسها العلمية عدد كبير من العلماء، وكان قد اختص أولاد معمر بإهداء خيمة كل ثلاث سنوات تكون مقرا لبيت الشريعة. واستمرت بيت الشريعة تؤدي رسالتها إلى مطلع المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد قامت بمهمة عظيمة شاقة في نشر العلم والعدل في تلك المنطقة النائية المهجورة التي أهملت أمرها حكومة البايات.

المرجع

له مناقب محمد المسعود الشابي (أي مناقب والده). المرجع: - العارف بالله أحمد بن مخلوف الشابي، ص 21، 113.

266 - الشابي (1324 - 1353 هـ‍) (1906 - 1934 م)

266 - الشابي (1324 - 1353 هـ‍) (1906 - 1934 م) أبو القاسم ابن الشيخ محمد بن أبي القاسم الشابي، الاديب الشاعر المجدد، ذو النزعة الرومانسية الواسع الخيال في لغة صافية مشرقة. ولد بحي الشابية بتوزر في محرم/فيفرى، وهو أكبر أبناء أبيه الذي كان يشغل خطة قاض شرعي، وتنقل معه في أطراف البلاد، وبعد اتمامه مرحلة التعليم الابتدائي، قدم العاصمة لطلب العلم بجامع الزيتونة. وأقبل بنهم على مطالعة كتب الادب، ومطالعة النشريات الادبية الحديثة الصادرة بالمشرق والمغرب. وظهرت عبقريته الشعرية وهو ما زال طالبا لم يبارح مقاعد الدرس، فنشرت له الصحف التونسية انتاجه الشعري، الذي أحدث دويا في الأوساط لنغمته الجديدة المبتكرة، ولفت إليه الأنظار، كما نشرت له مجلة «أبولو» المصرية مجموعة من شعره. وفي سنة 1928 نشر كتاب «الخيال الشعري عند العرب» وأصله محاضرة كان ألقاها بتونس، فأثار الكتاب ضجة لما فيه من آراء لم يتعود القراء على مطالعة مثلها، ويتبين منه سعة اطلاعه على الادب العربي، ومعرفته بأصول الأدب الأوروبي رغما عن عدم اتقانه لاية لغة أجنبية، وفيه من الآراء الجديدة الطريفة والجسورة أيضا. والكثير منها لا يثبت أمام الفحص والامتحان، وعذره في ذلك أنه شاب في مطلع شبابه لم يستوف عدة الاطلاع ولم يكمل نضج تفكيره. وفي سنة 1929 مات والده، فتأثر تأثرا كبيرا لمحبته فيه، وغادر

المراجع

العاصمة، وقام بأعباء الاسرة لأنه كبير أخوته، ثم تزوج، ولم يمض على زواجه سنة حتى أصيب بداء تضخم القلب، ولم يعقه هذا عن الانتاج الادبي، ومراسلة أصدقائه داخل القطر وخارجه. توفي بتونس العاصمة يوم 19 أكتوبر 1934 ثم نقل جثمانه إلى بلدة توزر وقد حاز شهرة أدبية واسعة في الشرق والغرب. له ديوان شعر اسمه «أغاني الحياة» ط مصر المرة الأولى نشر دار الكتب الشرقية 1955، وط دار العودة في بيروت 1972.وطبعته دار النشر التونسية. شرع في جمعه وهو بقيد الحياة وكان في نيته طبعه لكن المنية باغتته. 2 - الخيال الشعري عند العرب نشرته للمرة الثانية (تونس 1961) وهو يرد به على كتاب الخيال في الشعر العربي للشيخ محمد الخضر حسين. 3 - صفحات دامية (قصة). 4 - السكير (مسرحية). المراجع: - المراجع عن الشابي كثيرة ونكتفي بما يلي: الأدب التونسي في القرن الرابع عشر، الأعلام 5/ 185 (ط 5/)، الشابي شاعر الحب والحياة د. عمر فروخ (دار العلم للملايين، بيروت 1980، ط 3/) أوسع دراسة موضوعية رزينة عنه لحد الآن، مجمل تاريخ الأدب التونسي 294 - 300، معجم المؤلفين 8/ 121، 6، 13/ 413.

267 - الشابي ( ... -1028 هـ‍) ( ... -1618 م)

267 - الشابي ( ... - 1028 هـ‍) ( ... - 1618 م) محمد المسعود بن محمد بنور بن عبد اللطيف بن أبي الكرم بن أحمد بن مخلوف الشابي، وهو جد الشابية بتوزر عدا أسرة واحدة منهم وهي أسرة الطيب الطالب الشابي فإنها تنسب لأخيه عبد الصمد. الفقيه، الصوفي، المتكلم، المؤرخ. من مشايخه في التصوف الشيخ أبو الغيث القشاش بمدينة تونس واستشار شيخه هذا في الهجرة إلى باجة فأشار عليه بالاستقرار في أطراف العمالة، وللاختلاف بينه وبين أخيه عبد الصمد وخوفا من أن يقتله مثلما قتل أخويهما قاسما انتقل إلى جبل ورغة (قرب الكاف) وعبد الصمد كان متمردا على الاتراك العثمانيين، ويؤلب ضدهم الجموع، وكان يسعى لانضمام أخيه المترجم إليه إلا أنه لم يكن على هواه في السياسة وكان منصرفا إلى تحصيل العلم وارشاد الناس، وكان اخوه عبد الصمد يستهزئ عليه لاجل ذلك ويقول له: «خليك طويلب علم» ومن ثمة حاول قتله ففر منه إلى جبل ورغة على أن ابتعاده عن السياسة والتمرد على السلطة لم ينجه من عسف الاتراك لصلته بالجماهير وانتسابه إلى الطريقة الشابية، فالقوا عليه القبض في تيروقرارين بالجزائر ولما استقر في جبل ششار ضيق عليه أخوه عبد الصمد، ولم تمض على هذه المضايقة ثلاث سنوات حتى توفي عبد الصمد وتوفي المترجم بعده بنحو ثلاث سنوات بششار. مؤلفاته: له 18 تأليفا في الفقه والتصوف والكلام والتاريخ نذكر منها:

المراجع

1) الفتح المنير في التعريف بالطريقة الشابية وما ربوا به الفقير، بين فيه أصول الطريقة الشابية وقدم لها بمناقب مشايخ الطريقة، وفي مقدمتهم مؤسسها جده أحمد بن مخلوف. 2) المقرب المفيد في فروض العين والتوحيد، 3 أجزاء الأول في التوحيد، والثاني في الرعاية، والثالث في الفقه توجد من الجزء الثالث نسخة في المكتبة الوطنية باسم (المسائل) وهو الاسم الذي اشتهر به الكتاب. 3) الدر الفائض، لخص فيه أصول الطريقة كما وضعها أحمد بن مخلوف، وابنه الشيخ عرفة، وفسر وحلل هذا الكتاب في الباب الرابع من كتابه «الفتح المنير». 4) مطالع الأنوار ومواهب الأسرار في خمسة أذكار. المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 497، العارف بالله أحمد بن مخلوف الشابي ص 2513 - 26، 71، 81، هدية العارفين 2/ 421.

268 - الشاطبي ( ... -691 هـ‍) ( ... -1292 م)

268 - الشاطبي ( ... - 691 هـ‍) ( ... - 1292 م) محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يحيى الخزرجي الشاطبي، نزيل تونس، الفقيه، العدل الصدر المحصل، المشارك في علوم منها قوانين الطب، من بيت علم وقضاء وسؤدد. تولى القضاء ببجاية ثم بتونس. وكان كثير التثبت في أمر الشهادة والشهود يرى التنصل عنها صلاحا وكان لا يرى أن يقدم الشهود إلا عند الحاجة إذا كان من تقع به الكفاية فلا يقدم، ويرى أن الكثرة مفسدة. وقبل ولايته قضاء بجاية ارتحل إلى الشرق ومر بها وبعد رجوعه نزل بها. أخذ عنه الغبريني صاحب «عنوان الدراية» مدة قضائه ببجاية. توفي بتونس في 18 صفر 691/ 1292. له شرح على الجزولية في النحو. المرجع والمصدر: - شجرة النور الزكية 198، عنوان الدراية (ط 2/) 126 - 128.

269 - شاكر (1292 - 1383 هـ‍) (1875 - 1963 م)

269 - شاكر (1292 - 1383 هـ‍) (1875 - 1963 م) محمد بن محمد شاكر، الفقيه الاديب الشاعر الصوفي. ولد بصفاقس وكان والده تاجرا ميسور الحال فاعتنى بتربيته فتلقى تعليمه الابتدائي أولا في الكتاب حيث حفظ القرآن، وتعلم الكتابة ومبادئ العربية، وبعد مبارحة الكتاب صار يحضر حلقات الدرس المنعقدة بمساجد المدينة فأخذ القراءات بالجامع الكبير على الشيخ عبد السلام الشرفي باش مفتي صفاقس، والنحو على الشيخ أحمد الكراي إمام الجامع المذكور وخطيبه، وعلى الشيخ الطيب بن عبد السلام الشرفي بجامع الامام اللخمي، والنحو والفقه على الشيخ محمود الشرفي الازهري إثر عودته من مصر بزاوية سيدي علي الكراي، وقرأ شرح التاودي على تحفة الحكام لابن عاصم، وصحيح البخاري على الشيخ محمود الكتاري بمسجد سيدي عبد الرحمن الطباع وسيدي الياس ليلا. وحوالي سنة 1306/ 1888 أحدثت أول مدرسة ابتدائية لتعليم الفرنسية والعربية في المدرسة الحسينية، ولم يقع إقبال الجمهور على هذا النوع من التعليم لاسباب نفسية وعقلية فاستنجدت السلطة بأعيان المدينة لاقناع الناس والتأثير عليهم لإرسال ابنائهم إلى هذه المدرسة، وكان والد المترجم جارا لخليفة المدينة السيد عمر قدور فاستدعاه والح عليه في توجيه ابنه إلى المدرسة فلبى رغبته فدخل هاته المدرسة، وأقبل على تعلم اللغة الفرنسية، ويحضر بجامع المدرسة دروس العربية التي يلقيها الشيخ أحمد الفراتي باش مفتي المدينة، ولم يكد يجاوز ثلاث سنوات من التعلم بهاته المدرسة حتى أصيب برمد شديد في عينه اليسرى، واليمنى فقدها من قبل

في مراحل الطفولة الأولى وأجبرته العلة الطاغية على مبارحة المدرسة، ولم يترشح لامتحان الشهادة الابتدائية، ولم يمهله الداء طويلا فقد فقد كريمته الأخرى وأصبح كفيفا بالرغم عن عرضه على الطبيب الوحيد بالمدينة ووقوعه في حبالة متطبب دجال، وسافر إلى العاصمة للمعالجة، لكن الطبيب الذي تولى فحصه أعلمه بأن القدح بمرود الذهب من قبل المتطبب الدجال قضى على عروق العين ولا أمل في إعادة الابصار إليها. وفي سنة 1317/ 1899 سافر إلى تونس العاصمة صحبة بعض زملائه لمواصلة التعلم بجامع الزيتونة، ومكث به طالب علم مدة عامين، ثم تقدم مدعيا لاداء امتحان شهادة التطويع فكان من الفائزين بها في سنة 1319/ 1901، وبعدها عاد إلى مسقط رأسه واحتفل بمقدمه فهنأه الشيخ محمد السلامي ببيتين: أمحمد يهنيك ما قد نلت من … علم يقصر عن مداه الذاكر فأهنأ بفوز الامتحان فإنه … قد جاء في التاريخ «فز يا شاكر» وانتصب بصفاقس مدرسا متطوعا، وكان في دروسه يحمل على البدع والخرافات القبورية ومالها من ذيول وتأثيرها في العقائد والاخلاق لأنه كان متأثرا بالحركة الاصلاحية التي تقودها مجلة «المنار» وكانت بينه وبين صاحبها الشيخ رشيد رضا مراسلات، والجهر بهذه الآراء في ذلك العصر لم تكن لتحرز رضا كل الناس لأن أغلبهم يرى أن الدين ما مضى عليه السلف الجاهل من استنجاد بالمقبورين، واعتقاد تصرفهم تصرفا جزئيا في الكون، وهكذا يصبح عند العقول الميتة الشرك الجلي مما ينافح عنه. وقام هؤلاء الأضداد المتحمسون بتقديم قضية ضد المترجم إلى المحكمة الشرعية بصفاقس، وقد حكى المترجم في مذكرة له ما حف بدعوته والقضية المقدمة ضده من ملابسات فقال؛ «الأمر الذي فيه خطر على عقيدة التوحيد، ولم يرق لبعض من يحضر الدرس فرفع قضية إلى المجلس الشرعي، ووقعت بيني وبين أعضائه مناقشة شديدة، فقلت لهم في آخرها: كان بودي أن أرى

شيوخ المجلس يعاضدونني في إزالة تلك البدع التي ينكرها الاسلام، وتطهير المجتمع من تلك الموبقات، لا أن يدعونني إلى المحكمة كخصم، ولكن هكذا قضى علينا عموم الجهل». واستاء أعضاء المجلس الشرعي وغضبوا من مجابهته لهم بمثل هذا فاشتكوا كتابة إلى عامل البلد (الوالي) طالبين عزله، فسار العامل في ركابهم، وصدر الامر الملكي في عزله من التدريس، وتجريده من شهادة التطويع، وكان ذلك في شعبان 1320/ 1902، وهذا الاجراء غاية في الظلم والتنكيل، فإذا كانت خطة التدريس مما يوهب ويسلب فإن شهادة التطويع نتيجة مجهود شخصي لا توهب ولا تسلب، ونشرت خبر عزله وتجريده مجلة «المنار» وجريدة «الطان» الباريسية، وسافر إلى العاصمة لمتابعة القضية وناصره شيخ الشيوخ فخر العلماء الشيخ سالم بو حاجب، وبعد أربع سنوات الغي أمر العزل، وأعيدت له حقوقه المسلوبة بفضل توسط بعض أصدقائه. ويبدو أن هذه الصدمة القاسية الظالمة، والرجل كفيف البصر لا سلاح له في الحياة إلا شهادته العلمية، وهذه الصدمة أفهمته أن الجو العام غير قابل للآراء الاصلاحية، وإن الرجعية والخرافات تؤيدها السلطة العليا في البلاد، ولعل الوسطاء الذين تدخلوا لتسوية القضية أشاروا عليه بأن يكف عن الدعوة إلى الآراء الاصلاحية، وينتسب إلى الطريقة التيجانية الضالة لأن قصر الباي وحاشيته من اتباع هذه الطريقة، وهما ينظران إلى معتنقها بعين الإكبار لا سيما بعد إعلانها بعد إعلان مجلة المنار الخصومة للشيخ أحمد التيجاني، ويتهمونها بالوهابية كأن الوهابية جريمة في نظر هؤلاء السادة. ومن الملاحظ أن خصوم مجلة المنار كثيرون بتونس. وليت المترجم سكت عن آرائه الاصلاحية، ولم يتنكر لها وينكص على عقبيه، ويصبح صوفيا غاليا يغذي بدع الصوفية التي قاومتها بشدة مجلة «المنار» ولعله معذور إذا نظرنا بعين الانصاف إلى الجو الخرافي السائد في قصر الباي مركز السلطة العليا في البلاد.

وحوالى سنة 1324/ 1906 فكر في فتح مدرسة قرآنية بصفاقس، وعرض الموضوع على بعض أعيان المدينة الذين راقت لهم الفكرة، وكلفوه باستصدار رخصة من إدارة العلوم والمعارف التي كان مديرها فرنسيا من طواغيت الاستعمار الذي لا يروق له تعليم اللغة القومية خارج اشرافه وتخطيطه، وأشعره عامل المدينة بوجوب التخلي عن هذه الفكرة بواسطة عضو في مجلس الشورى كان نصير الفكرة، وبعد عامين حل بصفاقس تلاميذ المدرسة القرآنية بالمكنين، وسمع الناس من محفوظاتهم وأناشيدهم ما أثار إعجاب العموم والخواص مما دعا السيدين أحمد السلامي ومحمد كمون من أعيان المدينة السعي لاستصدار رخصة مدرسة قرآنية، والأعيان في ذلك العصر تجاملهم السلطة الاستعمارية، وتسترضيهم، ونجحا في مسعاهما وتأسست المدرسة القرآنية «التهذيبية» في سنة 1328/ 1909. وكان هذا حافزا للمترجم في إعادة طلب رخصة فتح مدرسة قرآنية فتحصل على الرخصة في سنة 1330/ 1911، وفتح المدرسة بداره الكائنة بنهج حنون رقم 26 بمساعدة تلميذه أحمد بودبوس، وسماها المدرسة القرآنية «العلمية» ولم تطل مدة إدارته لهذه المدرسة لاسباب مالية وغيرها وعاد للتدريس بالجامع الكبير. وكان له حس وطني صادق يكره الاستعمار وسياسته الملتوية ووعوده الكاذبة الجوفاء، فكون مع بعض معاصريه كالسيد أحمد المهيري صاحب جريدة «العصر الجديد»، والشيخ الطاهر طريفة جمعية سياسية سرية بعد انقضاء الحرب العالمية الأولى، وإعلان الهدنة، وكانت هذه الجمعية تعقد اجتماعاتها بدار الشيخ الطاهر طريفة قرب سيدي سعادة، ويظهر أن القائمين بهذه الجمعية لم يكونوا متكونين تكوينا سياسيا عميقا لأن بعض أسرار الجمعية تسربت إلى الخارج وانكشف أمرها لدى السلطة الاستعمارية فأقبرت بعد عمر قصير، وكان الجو العام السائد في تونس هو السعي للمطالبة بالوعود والحقوق، وانبثقت حركة شعبية لتحقيق هذه الاهداف بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي.

مؤلفاته

يميل في أدبه إلى الطريقة الكلاسيكية العتيقة، فنثره مقيد بالسجع وبالوان البديع، وتضمين الأمثال، وشعره على قصره قريب الخيال يغلب عليه الوعظ والارشاد، ويسري في شعره أحيانا نفس ديني كمدح الرسول صلّى الله عليه وسلم، وتشوقه للكعبة، وتسري فيه أيضا روح صوفية كالتوجه للشيخ أحمد التيجاني شيخه في الطريقة، ولشعره وجهة إصلاحية تهدف إلى مقاومة ما شاع في مجتمعه من عادات وتقاليد منكوسة، وشعره وسط بين الجودة والتفاهة، وله شعر في المدائح والتهاني. توفي في صباح 7 مارس 1963. مؤلفاته: 1) الرد الوافي على زعم الشيخ الكافي، مط النجاح بتونس من القطع الثمني الصغير. وهو رسالة رد بها على الشيخ محمد بن يوسف الكافي الذي كان رد على العلاّمة الإمام الشيخ محمد طاهر بن عاشور برسالة سماها «المرآة في الرد على من غير نصاب الزكاة» ذلك أن الشيخ بن عاشور قارن بين الصاع النبوي والليترة بالمعيار القديم وبالمعيار الحديث من اعتبار وزن الماء فتسرع الشيخ الكافي في الرد عليه لأنه لم يقل ما قاله الأولون. والشيخ الكافي كثير التسرع شديد الجمود على أقوال قدامى الفقهاء، ومكانته في العلم لا تقاس بمكانة الشيخ ابن عاشور وأين الثرى من الثريا. 2) عقيدة الفلاح ومنهج الرشاد والاصلاح، أرجوزة تحتوي على 115 بيتا، وهي مذيلة بأحاديث نبوية، وقصيدة في الحث على تيسير أمر الزواج والتحذير عما يرتكب فيه من منكرات ط بالمطبعة التونسة، تونس سنة 1349 هـ‍ في 12 ص وبها مقدمة ومطلع الأرجوزة: قال الحقير شاكر محمد … وفقه الله لما يسدد حمد الربى وصلاته على … خير الورى وآله ومن سما

المرجع

وبعد ذا فهاك نظما سهلا … يحوي من الدين الحنيف أصلا سميته عقيدة الفلاح … ومنهج الرشاد والصلاح جعلها الله إلى السعاده … وسيلة خالصة الإراده 3) مذكرة عن حياته. المرجع: - أبو بكر عبد الكافي جريدة «الصباح» 4 - 4 - 1965، مذكرة عن بعض مؤلفاته أمدني بها مشكورا الصديق الأستاذ محمد الشعبوني.

270 - ابن الشباط (618 - 684 هـ‍) (1221 - 1282 م)

270 - ابن الشبّاط (618 - 684 هـ‍) (1221 - 1282 م) محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر المعروف بابن الشباط التوزري، ويعرف بالمصري لأن أحد أجداده استوطن القاهرة زمنا، العالم الرياضي، والأديب المؤرخ، وهو على الخصوص مهندس بارع قسم مياه توزر على الاسلوب الذي شاهده التجاني وذكره في رحلته، وهو مشاهد إلى اليوم وبه العمل، ترجم لنفسه في شرحه لقصيدة الشقراطسي المسمى «صلة السمط» فقال: «إن أصله من روم توزر الذين أسلموا ومنّ الله عليهم بهذا الدين القويم». ذكر تلميذه محمد بن أحمد بن حيان الشاطبي أن مولده بتوزر ليلة الخميس السادس والعشرين من شعبان المكرم عام ثمانية عشر وستمائة، وفي رواية أخرى عن غير ابن حيان أن أباه رحل من توزر فأقام بمدينة قسنطينة، وولد صاحب الترجمة ثم رجع به إلى توزر وهو ابن أربع سنين. لم يأخذ إلا عن علماء توزر مما يدل على أنها مركز علمي هام في عصره، ومن شيوخه محمد بن أبي يحيى ومن الآخذين عنه محمد بن حيان الشاطبي نزيل تونس، ومحمد ابن عبد المعطي النفزاوي المعروف بابن هريرة، والطولقي الذي يروي قصيدة الشقراطسي بالسند المتصل إلى ناظمها. درس مدة بتوزر، وولي قضاءها، ثم انتقل إلى تونس ودرّس بها، ثم رجع إلى بلده، وتوفي بها يوم السبت حادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وستمائة، ودفن في بلد الحضر من توزر في مقصورة إلى جانب الشقراطيسي، وقبره بسيط، ليس هناك على الجدار ترجمة له.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) تخميس الشقراطسية وطالعه: أبدأ بحمد الذي أعطى ولا تسل … وذويه ريب الابن والكسل فالحمد أحلى جنى من طيب العسل … والحمد لله منا باعث الرسل هدى بأحمد منا أحمد السبل قال العبدري: وهو تخميس لا بأس به ووسمه «بسمط الهدي في الفخر المحمدي». 2) شرح التخميس المذكور وسماه «صلة السمط وسمة المرط» تكلم في كل بيت من جهة اللغة والصرف والمعاني والبيان والبديع والآثار والتاريخ، ومن كل علم يمس شرحها، في أربعة أجزاء كبار بالمكتبة الوطنية رقم 18574 و 18565 (الجزء الثاني في مجلدين)، ونسخة أخرى أصلها من المكتبة العبدلية. 3) عجالة الروية في تسميط القصيدة النحوية، وهو تخميس لمنفرجة ابن النحوي التوزري، ذكره العبدري في رحلته ص 52 - 53، ويوجد ضمن مجموعة قصائد في المتحف البريطاني رقم 1393. 4) العقد الفريد في تاريخ علماء الجريد، مخطوط عند بعض الخواص في توزر. 5) أنيس الفريد في حلية أهل الجريد. 6) تحف المسائل بمنتخب الرسائل. 7) الشعب الشهية والتحف الفقهية. 8) الغرة اللائحة والمسكة الفائحة في الخطوط الصمدية والمفاخر المحمدية، قال: «ولد عندنا بتوزر - حرسها الله - ليلة غرة رجب الفرد عام أربعة وسبعين وستمائة جدي أسود غرته بيضاء وفيها مكتوب بالأسود «محمد» بخط بين يقرأه كل أحد «فألف في ذلك هذا التأليف، ولعله من أواخر مؤلفاته ونظم في ذلك قصيدة منها:

المصادر والمراجع

جدي غدا كالجدي أشرق نوره … فمحله فوق السماك الأعزل رقمت الأقدار صفحة وجهه … رقما بديعا باسم أكرم مرسل 9) كتاب في الهندسة. 10) كتاب الملقين إلى سبيل التلقين. 11) النخب الماهية، في اختلاف الفقهاء في الخيال هل هو منعقد حتى ينحلّ ومنحلّ حتى ينعقد (¬1). المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 172 - 173، تاريخ توزر (محاضرة) للأستاذ عثمان الكعاك في نشرية «أسبوع الفن بتوزر» نشر كتابه الدولة للشئون الثقافية 1963 - 64، ص 30، الجديد في أدب الجريد ص 68 - 75، رحلة العبدري 50، رحلة العياشي 2/ 253، شجرة النور الزكية 191، عنوان الأريب 1/ 65 - 66، كشف الظنون 1198، معجم المؤلفين 11/ 57. وعن تقسيم المياه بتوزر انظر: رحلة التجاني 157 - 158. ¬

(¬1) ذكره ابن رشيد في ملء العيبة في ترجمة ابن حيّان 2/ 189.

271 - ابن شبلون- ( ... -390 هـ‍) ( ... -989 م)

271 - ابن شبلون - ( ... - 390 (¬1) هـ‍) ( ... - 989 م) عبد الخالق بن خلف بن سعيد بن شبلون القيرواني، أبو القاسم، الفقيه. تفقه بابن أخي هشام، وسمع من ابن مسرور الحجام. وكان الاعتماد عليه بالقيروان في الفتوى والتدريس بعد ابن أبي زيد، وكان يفتي في اللازمة بطلقة واحدة. توفي في 17 ربيع الأول كما هو منقوش على قبره الموافق 26 فيفرى. له كتاب المقصد في 40 جزءا، وهو فيه يتابع المدونة حرفيا ويختلف في كثير من المسائل مع ابن أبي زيد، وهذا الكتاب مفقود. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 528، الديباج 158، شجرة النور الزكية 197، طبقات الفقهاء للشيرازي 160 - 61، معالم الإيمان (ط 2/) 123 - 25، معجم المؤلفين 10/ 77. ¬

(¬1) وقيل 393 وقيل 399، والقول الأول (390) هو الموافق لما هو منقوش على قبره.

272 - الشبيبي ( ... -782 هـ‍) ( ... -1380 م)

272 - الشبيبي ( ... - 782 (¬1) هـ‍) ( ... - 1380 م) عبد الله (¬2) بن محمد بن يوسف البلوي الشبيبي القيرواني، المقرئ، الفقيه، الراوية، المشارك في علوم. قال تلميذه أبو القاسم البرزلي: «كان شيخنا الشبيبي فقيها راوية صالحا متفننا، عرضت عليه الشاطبية الكبرى (¬3)، وقرأت عليه أكثر التهذيب (¬4) والجلاّب (¬5)، والرسالة والموطأ، ومسلم، والنحو والحساب، والفرائض، والتنجيم في علم الاوقات، وحضرت مجلسه في عام ستين وسبعمائة إلى عام سبعين واجازني في جميعها». وأخذ عنه ابن ناجي واثنى عليه فقال من جملة كلام له: «ومن دأبه الإقراء من نحو طلوع الشمس إلى صلاة الظهر، وكان فصيحا متواضعا لا يعتب على مستشكل أو سائل، فيخرج للأكل والوضوء ويصلي الظهر قرب العصر ثم يصليها، ويجود من حينئذ للعشاء الأخيرة، وربما قرئ عليه بعد ذلك». وأكثر ابن ناجي من النقل عنه في شرحه على الرسالة وعلى المدونة، وممن أخذ عنه عبد الله العواني، وعمر المسراتي، والزعبي. ¬

(¬1) وفاته في اتحاف أهل الزمان سنة 787/ 1385 وهو خطأ. (¬2) بكسر الدال، هكذا ضبطه تلميذه ابن ناجي في «معالم الإيمان» ومن المعلوم في هذه اللفظة أن كسر الدال مؤذن بكسر العين قبلها. (¬3) الشاطبية الكبرى هي «حرز الأماني ووجه التهاني» في القراءات والصغرى هي عقيلة أتراب القصائد في الرسم. (¬4) هو تهذيب المدونة للبراذعي. (¬5) هو التفريع لابن الجلاب البصري المالكي.

مؤلفاته

قرأ بالقيروان على الشيخ أبي الحسن علي بن الحسن بن عبد الله العواني الشريف وعليه اعتماده قال: وبعث ورائي مرة واحضر شاهدين معي، ومشى بي إلى الدار المعروفة بدار محمد بن حمص فوهبني إياها وحزتها، وكانت دارا معتبرة فباعها بثمانين دينارا ذهبا وانتفع بثمنها، (معالم الايمان لابن ناجي 3/ 169 في ترجمة العواني المذكور). وقرأ أيضا على أبي عمران موسى بن عيسى المناري، وعبد الله الحجاري، ومحمد القلال، وارتحل إلى تونس فقرأ بها يسيرا على الشيخ المفتي محمد السكوني، وقرأ عليه خلق كثير، وانتفعوا به كالبرزلي، ومحمد بن أبي بكر الفاسي، ويعقوب الزغبي، وأحمد بن عفيف القمودي، وعمر بن ابراهيم المسراتي، وأحمد الترهوني، وعبد الله الشريف التكودي، ومحمد بن محمد بن مسعود الكنائسي، ومحمد الرماح القيسي، وأحمد بن محمد بن يونس المعروف بابن قطانية، وأحمد بن موسى المناري، وغيرهم. كان سافر للحج في حياة شيخه العواني، وجاور بالمدينة سنة، وعزم على الاقامة هناك، وهرب من القيروان، فكلمه شيخه يعقوب الزعبي للمشي معه إلى القيروان فأبى فألح عليه وهو يتمادى على الهروب فقال: تجيء وأنت كاره ويكون منك عبد الله. توفي في 12 صفر ودفن بالقيروان بازاء قبر عبد الله بن أبي زيد داخل القيروان. مؤلفاته: 1) شرح الرسالة، اختصره من شرح الفاكهاني، في جزء واحد، منه نسخ في المكتبة الوطنية. 2) كراسة سماها شروط التكليف، فيها فرائض الصلاة، وسننها وفضائلها، وغير ذلك من ضروريات فرض العين، فينتفع المرابطون بها إذ هي تخرجهم من قيد الجهالة.

المصادر والمراجع

3) وضع حسن على الحبيبية في حرف نافع. 4) متن في فرائض المالكية، شرحه الزنديوي، وهو مختصر مفيد في علم الفرائض، قسمه إلى ثلاثة أركان: الأول في معرفة من يرث ومن لا يرث، والثاني في معرفة من يحجب ومن لا يحجب، والثالث في معرفة الأقسام وتصحيح الفرائض، والمتن والشرح يوجدان ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية (وأصله من العبدلية). المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 181، برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 206 - 307، تاريخ الدولتين 97، الحلل السندسية 1 ق 3/ 652، 1 ق 4/ 1068، شجرة النور الزكية 225، معالم الإيمان لابن ناجي (تذييل) 203/ 226، نزهة الأنظار 1/ 235، 2/ 144 - 145 عرضا في ترجمة أبي بكر القرقوري (بنصه من معالم الإيمان)، نيل الابتهاج 149 - 150، الأعلام 4/ 148 (ط 5/).

273 - الشحمي ( ... -بعد 1190 هـ‍) ( ... -1776 م)

273 - الشحمي ( ... - بعد 1190 هـ‍) ( ... - 1776 م) محمد الشحمي عالم تونس ومفتيها، من كبار علماء تونس في المعقولات في عصره. أخذ عن الشيخ محمد زيتونة وغيره، وأخذ عنه الشيخ حمودة بن عبد العزيز، وذكره في معاصريه الذين لا يشق غبارهم، ولا يجارى مضمارهم، وقال فيه: «وشيخنا أبي عبد الله الشحمي نسيج وحده الذي لا يدانيه أحد، ولا يتعلق به في تحقيق العلوم العقلية من الكلام والمنطق والحكمة». ومدحه الشيخ حمودة بن عبد العزيز بقصيدتين مطلع الأولى: قد أيقظ الطل وهنا ناعس الزهر … وطاف يسعى بكاسات على الشجر ومطلع الثانية عند ما ختم عليه شرح المطول: مطول زادك الوصل آذن بالختم … رأيت له استهلال دمعي من الحتم وهي 58 بيتا. وممن أخذ عنه محمد السقا قاضي سوسة، والشيخ حسن الشريف. في سنة 1178/ 1764 ورد على تونس الشيخ لطف الله العجمي الازميرلي شارح أسماء الله الحسنى، ووقع مجلس علمي حضره الأمير الباشا علي بن حسين باي، فيه وقعت محاورة علمية بين هذا الشيخ وصاحب الترجمة، اعترف في آخرها الشيخ لطف الله لصاحب الترجمة بالفضل والعلم، ووضع يده على بطنه وقال: «امتلأ علما لا شحما» حيث كان جسيما. مؤلفاته: 1) اختصار الأغاني، مخطوط بالمكتبة الوطنية (أصله من المكتبة الأحمدية).

المصادر والمراجع

2) رسالة الأصفياء في تحقيق حياة الأنبياء، فرغ من تأليفها في شوال سنة 1177 في 11 ص بخط الشيخ محمود السبالة فرغ من نسخها في جمادي الأولى سنة 1253 رأيتها بمكتبة الشيخ علي النوري الملحقة الآن بالمكتبة الوطنية. 3) شرح موشح ابن سهل، يوجد بالمكتبة الوطنية ضمن مجموع رقم 16024. 4) فهرسة في أسماء شيوخه ومروياته. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 12 (نقلا عن التاريخ الباشي لحمودة بن عبد العزيز)، إيضاح المكنون 1/ 558، شجرة النور الزكية 349، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية ص 14.

274 - ابن شداد (كان موجودا سنة 600 هـ‍) (1204 م)

274 - ابن شداد (كان موجودا سنة 600 هـ‍) (1204 م) عبد العزيز بن شداد بن تميم بن المعز بن باديس الزيري الصنهاجي القيرواني، أبو العرب، عزّ الدين المؤرخ. عاش في حاشية آخر زيري بالمهدية الحسن بن علي، وكان موجودا في بلارمو سنة 551/ 1556 - 7 وفي النهاية هاجر إلى المشرق واستقر بدمشق وحدث عن الحافظ أبي القاسم علي بن حسن بن عساكر، وأخذ منه إجازة سنة سبع وستين وخمسمائة. تآليفه: الجمع (¬1) والبيان في أخبار القيروان، ذكر فيه جميع أخبار المغرب من أفريقية والأندلس وصقلية وانتخب التواريخ التي تقدمته من تأليف عطية بن مخلد بن رباع المغربي، وابن اليسع (¬2) الأندلسي وابراهيم الرقيق صاحب كتاب «المغرب في أخبار المغرب». وتاريخه ضد العبيديين استفاد منه من جاء من بعده كابن خلكان، وابن الأثير، والتجاني في «الرحلة» والمقريزي، والنويري، وهو مفقود. ¬

(¬1) جاء في كشف الظنون في تواريخ القيروان من بلاد المغرب أن منها الجمع والبيان، وجاء في باب الجيم منه «الجمع والبيان في تاريخ القيروان» لأبي الغريب (كذا) الصنهاجي المتوفى سنة ... ولم يذكر سنة وفاته. (¬2) جاء في «تواريخ المغرب» من كشف الظنون منها «المعرب» ليسع بن حزم. من مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن الفوطي، تحقيق د/مصطفى جواد، الجزء الرابع القسم الأول (دمشق 1962) ص 213، والتعليقات لمحقق الكتاب.

المراجع

المراجع: - مجمع الآداب في معجم الألقاب ق 1 ج 4/ 213، محمد الطالبي: دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية) 3/ 957 - 958.

275 - بو شربية (1321 - 1372 هـ‍) (1903 - 1952 م)

275 - بو شربية (1321 - 1372 هـ‍) (1903 - 1952 م) محمد بو شربية الأنصاري الاديب الشاعر. ولد بالقيروان، وزاول تعلمه الابتدائي بمدرستها القرآنية التي أسسها الشيخ محمد شويشة، وظل بها إلى سنة 1918 حيث انتقل إلى المكتب العربي الفرنسي، وخرج منه متحصلا على الشهادة الابتدائية سنة 1920، وفي سنة 1921 التحق بالجامع الكبير بالقيروان فدرس فيه سنة وبضعة أشهر تهيئة للالتحاق بجامع الزيتونة الذي احتضنه في؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ في سبتمبر 1922 وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع سنة 1928 ناجحا بتفوق. كان - وهو ما يزال طالبا - يحرر بجريدة «القيروان» لصاحبها الشيخ عمر العجرة، وهي الجريدة التي كان يحرر فيها شباب أدباء القيروان كمحمد الفائز، ومحمد الحليوي، وغيرهما. وكانت من الجرائد الراقية في ذلك العصر لما ينشر فيها من بحوث وأدب وشعر، ونشرت له الصحف الصادرة بتونس قصائد وهو ما يزال طالبا. ثم تابع التعليم العالي والتدريس بصفة متطوع للتدرب - على هذه الصناعة. ولما تولى الشيخ محمد الطاهر بن عاشور مشيخة جامع الزيتونة، وهو أول من سمي في هذه الخطة ومثلها مشيخة الاسلام المالكية سنة 1351/ 1932 أدخل بعض الاصلاحات على التعليم الزيتوني كتقسيم التعليم إلى المراحل الثلاث المعلومة، وجعل حصة الدرس لا تتجاوز ساعة، وتعيين مواد الدراسة والشيخ المدرس لها في كل فصل (طريقة) مع بيان أوقات

الدرس لكل مادة، ولم يكن المشايخ المدرسون متعودين بمثل هذه الاصلاحات الجزئية فقد كان المدرس حرا في مدة حصة الدرس التي تستغرق وقتا حسب رغبته. سمعت من الشيخ محمد السلامي - وهو معاصر للشيخ الطاهر بن عاشور والشيخ محمد الخضر حسين - أنه قرأ شرح التاودي للعاصمية على الشيخ عمر بن الشيخ فكان درسه يستمر ثلاث ساعات من التاسعة إلى الزوال، ويأتي الدرس ومعه عون حامل لمجلدات كثيرة يراجع منها بعض النصوص والنقول التي ذكرها التاودي. وكان التلاميذ احرارا في انتخاب المدرس الذي يروق لهم، وساعات التعليم غير منضبطة بوقت محدد، بل تبتدئ أحيانا من صلاة الصبح وتستمر إلى صلاة العشاء، ومثل هذه الاصلاحات التنظيمية لم يقبلها كثيرون من خصوم الشيخ ابن عاشور بارتياح، وراحوا يكيدون له الدسائس، ويسودون المقالات في جريدة «الزهرة» وسمى الشيخ الطاهر بن عاشور المترجم قيما عاما، وأوصاه بأن ينبه عند اقتراب الساعة على انتهاء موعد الدرس، وأن ينبه عليه نفسه إذ كان يقرئ درسا في الموطأ عند الساعة الحادية عشرة فكان المترجم ينبه عليه فعلا عند اقتراب انقضاء الساعة بعبارته التقليدية: «سيدي وقت» فيجيبه الله يبارك ويقرأ فاتحة الكتاب وينتهي مجلس الدرس. وفي ذات مرة كان الشيخ محمد الصالح بن مراد (المتوفى سنة 1399/ 1979) يقرئ درسا فنبه عليه المترجم «سيدي وقت» فحدجه بنظرة منكرة، واستمر في إلقاء الدرس، وبعد لحظة اخترق المترجم حلقة الدرس (وهذا من الكبائر عندهم) وخطف من أمامه سجل مناداة التلاميذ قائلا: أنا نبهت عليك باقتراب الوقت وأنت تنظر إلي كأنني لم أعجبك أو كأنني أتصرف حسب هواي، احترم القانون ولا تعد لمثل هذا. وانفض المجلس، وتحلق حول الشيخ ابن مراد الناقمون المتضايقون من هذا الاجراء يسألونه ماذا حدث؟ فقال: إنه انتهك حرمة درسه باختراقه

الحلقة، وحكى لهم ما قال فقال احدهم: انه وقح، وقال آخر: ملاّسي بوقلة هذا الذي عملهونا (¬1). وفي هذه الفترة كان الناقمون على الشيخ ابن عاشور يكتبون المقالات الغثة الباردة في جريدة «الزهرة»، ويرد عليهم أنصاره والمؤيدون له في جريدة «النهضة» ومنهم المترجم. والكاتبون في جريدة «الزهرة» لا يخلون من تمحل وضيق أفق، وذات مرة ضاق المترجم ذرعا بهذه المقالات فكتب بجريدة «النهضة» مقالا مثيرا صارخا عنوانه «جنازة عجوز الصحف التونسية فاللهم مشامة وسحقا» وكان للمقال دوي في أوساط المؤيدين والناقمين (¬2). ثم تخلى عن خطة قيم عام لنجاحه في مناظرة التدريس سنة 1934 «بعد أن كبده الاستعمار الفرنسي من جانب والحزازات النفسية من جانب آخر ثلاث خيبات في المناظرات مع مقدرته العلمية والادبية ومهارته في صناعة التدريس التي كانت مثار الاعجاب في الأوساط الثقافية بتونس «وقفات ونبضات ص 96» «ارتمى في خضم السياسة منذ نعومة أظفاره، وبذل وسعه في سبيلها بخطابته وشعره، والتحق بزعماء الحركة السياسية، فكان ينطق بالسنتهم مسخرا أدبه ووقته لاعلاء كلمتهم التي هي كلمة الدين والوطن .. ولقد لقي في اندفاعه السياسي ما لقي من سجن واضطهاد وابعاد عن حياته الثقافية» (باختصار من المرجع السالف ص 97). والمترجم طويل القامة قوى البنية، يضع نظارتين سميكتين على عينيه لشدة ضعف بصره، صوته أجش أصحل له رنة خاصة تعين على ابقاء الكلمات في الذاكرة. بقي عالقا بذاكرتي انه في يوم عيد العروبة الثاني (افريل 1947) ألقى قصيدة طالعها: ¬

(¬1) سمعت هذه الحكاية من الصديق الشيخ محمد عبيد (من القلعة الكبرى). (¬2) سمعتها من الشيخ رمضان الطرابلسي الليبي الأصل من جبل ككلة، وقد بلغني أنه بعد إحالته على التقاعد انتقل إلى ليبيا.

يوم العروبة هذا عيدك الثاني … يفتر عن أمل بالشعر اغراني نشرتها الصحف التونسية وجريدة «البصائر الجزائرية. وهو في دروسه يميل إلى التنكيت، ويحسن تقليد الأصوات، مع إشارات وحركات تضفي مسحة تمثيلية على الدرس، وتطرد شبح السآمة، مع اطلاع حتى على الطبوع الموسيقية، وفصاحة لسان وحسن توجيه وارشاد مما جعل درسه محببا لا يمل، وكان بعض التلاميذ يتضايقون من تنكيته لكنهم سرعان ما يتراجعون لتبين سلامة القصد، وفي ذات مرة اتهمه أحدهم بالتحيز والمحاباة فقال له: يا ولدي لا تتهمني بهذه التهمة لأني أوذيت في سبيل مقاومتها، وأنا إلى الآن متمسك بمبدئي لا أتحول ولا ألين، فقد طلب مني ذات مرة أن يجلس بجانبي تلميذان (من عائلة ارستقراطية علمية بتونس) لئلا يختلطا ببقية التلاميذ فقلت للطالب: يجلسان حيث ينتهي بهما المجلس لا أقيم للفوارق الطبقية وزنا، فكان جزائي أن أوقفت عن التدريس ثلاثة أشهر بدون مرتب». وكان له آراء أدبية سديدة، وذوق رفيع، واطلاع على الاتجاهات الادبية في مختلف العصور، ومعرفة واسعة بتراجم اعلام هذه الاتجاهات، وهو شاعر مجيد، على شعره مسحة من التشاؤم العلائي، وفيه روح تقدمية وثورة جامحة على أوضاع مجتمع عصره، ونشرت له جريدة «النهضة» في صفحتها الادبية قطعا شعرية من ديوانه تحت عنوان (الديوان المقبور) فانذرت من حكومة الحماية الا تتمادى على هذا النشر، وترجمت مجلة «الحياة» الفرنسية طائفة من قصائده «وأذكر أنه أكد لي في إحدى جلساتنا الادبية أن هذه العناية المذكورة لم تكن إلا إغراء وتحريشا (وقفات ونبضات ص 103). أصيب بمرض السكر في السنوات الأخيرة من حياته، وسافر مرة إلى بلدة عين دراهم صحبة جماعة من زملائه ابناء بلدة القيروان منهم الامجد قدية، وعبد الرحمن خليف، وانقلبت السيارة لسقوطها من مكان مرتفع

مؤلفاته

واصيب الراكبون برضوض فنقلوا إلى مستشفى سوق الأربعاء (جندوبة الآن)، ووافاه الأجل المحتوم بعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة الواقعة في 13 جويلية 1952 ومات أيضا الامجد قدية ومحمود قريبع. مؤلفاته: 1) ديوان شعر سماه مع الأيام منذ سنة 1941 وهو سجل تاريخي جامع لمختلف نشاطه الفكري والسياسي طيلة اثنتين وعشرين عاما «ولقد نشر جزءا يسيرا منه الأستاذ زين العابدين السنوسي في تأليفه (صحف مختارة من الأدب التونسي) فكان نصيب الجزء الذي نشر فيه هذا الشعر المبتور أن عطلته الإدارة التونسية في عهد الحماية، ومنعت بيعه ورواجه وحجزت كمية عظيمة منه (وقفات ونبضات ص 103). 2) مختارات من الأدب العربي. 3) مختارات من الأدب الفرنسي، جمع فيه ما راق له من الأدب الفرنسي وبدأ بقصيدة الخلود للشاعر لامرتين ثم «غناء الجبل» لفيكتور هيجو، و «النفس» لبودلير، ثم قصائد أخرى. 4) كتاب في النحو. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 46 - 85، أدباء التونسيين 47 - 64، الحركة الأدبية والفكرية في تونس ص 172، وقفات ونبضات محمد الصالح الصديق (الجزائر 1972) ص 95 - 112، الشابي شاعر الحب والحياة 79 - 80، الأدب التونسي لمحمد الحليوي (تونس 1969) 151 - 158، مجلة الفكر 1959 مجلة الندوة تونس.

276 - ابن شرف (444 - 534 هـ‍) (1053 - 1139 م)

276 - ابن شرف (444 - 534 هـ‍) (1053 - 1139 م) جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني، نزيل الأندلس، الأديب الشاعر، العالم، أبو الفضل، ولد بالقيروان، ودخل الأندلس مع أبيه وهو ابن سبع سنين. روى عن أبيه وأخذ عنه ديوان شعره، وعن القاضي محمد بن المرابط، وأبي الوليد الوقشي، وأبي سعيد الوراق، وغيرهم. استوطن برجة من ناحية المرية واتصل بملوك الطوائف ومدحهم، وانخرط في دواوينهم فعلا قدره وسما ذكره ونال خطة الوزارة في المرية في عهد محمد المعتصم (443 - 84/ 1051 - 91) وقضى في قصره عدة سنوات طال عمره فألحق الآباء بالأبناء، وسمع منه جماعة منهم محمد بن عبد الله، وأجاز جماعة منهم ابن بشكوال، وأبو بكر عبد الله بن طلحة الأنصاري. قال ابن بشكوال: «وكان شاعر وقته غير مدافع».وهو يملك ثقافة واسعة جدا، وينظم بسهولة في الأغراض الاعتيادية: المديح، والوصف، وشعر الحكمة وله رسائل رسمية وقطع شعرية احتفظ بها ابن بسام. توفي بيرجة. مؤلفاته: 1) أرجوزة في الزهد وذكر النبي صلّى الله عليه وسلم. 2) كتاب في الأخبار والآداب والأشعار. 3) نجح النجح وسر البر، مجموعة من الحكم شعرا ونثرا.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 2/ 128 (ط 5/)، بغية الملتمس رقم 610 و 1557، ص 231، بغية الوعاة 1/ 486، تكملة الصلة لابن الابار 1/ 139 - 140، خريدة القصر (ط. تونس)، قسم شعراء المغرب 2/ 154 رقم 31 وقسم الفهارس 3/ 708، الذخيرة لابن بسام تحقيق إحسان عباس م 2 ق 3/ 867 - 86، شجرة النور الزكية 126 - 27، الصلة لابن بشكوال 1/ 139 - 40، المغرب لابن سعيد 2/ 230، قلائد العقبان للفتح بن خاقان (تونس 1966) 290 - 322، مسائل الانتقاد الأدبي المدخل ل‍: ش. بالا ص 20 تعليق (7)، مجمل تاريخ الأدب التونسي 177 - 80، نفح الطيب (بيروت، تحقيق د. إحسان عباس 3/ 395 و (القاهرة 1949) 363 - 67، هدية العارفين 1/ 253، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية) بقلم ch.Pellat .

277 - ابن شرف (390 - 460 هـ‍) (1000 - 1067 م)

277 - ابن شرف (390 - 460 هـ‍) (1000 - 1067 م) محمد بن أبي سعيد بن محمد بن أحمد بن شرف الجذامي القيرواني، أبو عبد الله، الأديب الشاعر، الناقد، وشرف اسم أمه على ما ذكره الفيروزآبادي في «تحفة الابيه فيمن نسب لغير أبيه» وذكر ابن شاكر الكتبي في «فوات الوفيات» إنه أعور لكن هذا لم يمنعه أن يكون مقبولا في محيط الأمير المعز بن باديس وبيئة القصر التي كانت مؤيدة له، وهذا التأييد أمكن له مصادقة النخبة الفكرية بأفريقية وبالخصوص الشاعر الناقد ابن رشيق بالرغم من أن هذا الأخير على شهرة أوسع مما عند ابن شرف، وآلت بينهما الحال إلى خصومات ومناقضات، وكان الأمير المعز يغذي سرا هذه المنافسة بينهما، التي كانت ذات أثر في الإنتاج الأدبي عند الخصمين، ولما بلغ ابن شرف سن الطلب أخذ عن القزاز اللغة والنحو، والأدب عن ابراهيم الحصري، والفقه عن أبي عمران الفاسي والقابسي، وبرع في جميع هذه المعارف، وبعد الزحفة الهلالية والاستيلاء على القيروان بارحها إلى المهدية وأقام فيها مدة في جوار الأمير تميم بن المعز، ثم ارتحل إلى صقلية حيث لحق به ابن رشيق بعد وفاة المعز (24 شعبان 454/ 2 سبتمبر 1062) وتصالحا وأقاما بصقلية مدة ثم استنهض ابن شرف رفيقه ابن رشيق على دخول الأندلس فتردد ابن رشيق وأنشد: مما يزهدني في أرض أندلس … ألقاب مقتدر فيها ومعتضد ألقاب مملكة في غير موضعها … كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد فأجابه ابن شرف على الفور: أن ترمك الغربة في معشر … قد جبل الطبع على بغضهم

مؤلفاته

فدارهم ما دمت في دارهم … وأرضهم ما دامت في أرضهم ثم أن ابن شرف توجه إلى الأندلس بصحبة أسرته عن طريق البحر، واستقر في برجة قرب المرية، وتردد على بلاطات ملوك الطوائف، وفي السنوات الأخيرة من حياته وجه كل عنايته لتعليم ابنه أبي الفضل جعفر الذي حاز شهرة في الشعر والنثر مثل أبيه. وتوفي بإشبيلية في غرة محرم 460/ 11 نوفمبر 1067. قال ابن بسام «وكان أبو عبد الله بن شرف القيرواني من فرسان هذا الميدان، وأحد من نظم قلائد الآداب، وجمع أشتات الصواب، وتلاعب بالمنظوم والموزون، تلاعب الرياح بأعناق الغصون، وبينه وبين أبي علي بن رشيق ماج بحر البراعة ودام، ورجع نجم هذه الصناعة واستقام، وذهبا في المناقضة مذهبا تنازعاه شرا طويلا وخلّداه ذكرا محمولا، واحتملاه - إن لم يسمح الله - وزرا ثقيلا. وكان أبو علي أوسعهما نفسا وأقربهما ملتمسا ولابن شرف أصالة منزعه وحلاوة مقطعه ومتانة لفظه وسعة حفظه. فتسمع شعره ملآن من وعوعة وجعجعة، ولكن ما أبعد دائما بروحه وأبدعه». وقد أثنى عليه أبو الوليد الباجي، ووصفه بالعلم والذكاء. قال ابن بشكوال: «وقد أخبرنا عنه ابنه الأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بجميع مجموعات أبيه وكتب بذلك إلينا خطه». مؤلفاته: 1) أبكار الأفكار، وهو مختارات من شعره ونثره، وفيه فصل جاء فيه: «وقد أطلت الوقوف والعكوف على غير ما تصنيف» وقال ابن بسام «ذكر عن ابن شرف أنه يحتوي على مواعظ وأمثال وحكايات طوال» وذكر ابن دحية أنه في جزءين قال ابن بسام ناقلا عن ابن شرف: «وقد تكررت تواليفهم على الأبصار والأسماع، والمكرر مملول بالإجماع.

والنفس صبابة بالغرائب، وإن لم تكن من الأطايب لانفرادها عما سئمته القلوب وتجافت عنه الجنوب، إلا أن الابتداع والاختراع بينه وبين الاستطاعة حجاب، وقد كنت حاولت ما لم أسبق إليه، ولم أجعل سوى ناظري معينا عليه، فصنفت الكتاب الملقب ب‍ «أبكار الأفكار» يشتمل على مائة نوع من مواعظ وأمثال وحكايات قصار طوال، مما عزوته إلى من لم يحكها، وأضفت نسمها إلى من لم يحكها، وقد طرزت بملح الجد والهزل، وحسنت بمقابلة الضد للمثل، وليس في ذلك كله رواية رويتها عن قديم ولا جديد، ولا حدثت بها عن قريب ولا بعيد، وقد وقعت إليه البكر ابنة الفكر، في هودجها الفرج، وجلبابها الأرج، وأتت الكفؤ الكريم، وأشرف من الهدي عليه الحريم الذي لا يشوبه التحريم، وعلى كرمك القبول، وما أهداه الود فمقبول». «فلما وصل الكتاب والخطاب إلى المعتمد لم يجد بدا من انفاذ صلته إليه من البعد» قال ابن بسام «ومع وصول هذه الصلة إلى ابن شرف لم يزل على ملوك الطوائف يومئذ يتطوف، وينتقل في الدول من منزل إلى منزل ومن بلد إلى بلد إلا حضره المعتمد فإنه كان يخاطبه وينشده: أحبك في البتول وفي أبيها … ولكني أحبك من بعيد والظاهر من كلام ابن شرف الذي حكاه ابن بسام يشتمل على أحاديث في شكل مقامات يرويها عن شخص خيالي كما هو الشأن في المقامات. 2) اعلام الكلام نقد في سلسلة «الرسائل النادرة» (القاهرة 1926) هذه الرسالة هي نفسها رسائل الانتقاد المنشورة ضمن «رسائل البلغاء» ص 302 - 342 (القاهرة 1926) ونشرة رسائل البلغاء مأخوذة من مجلة «المقتبس» السنة السادسة شرح ح. ح. عبد الوهاب ثم نشرت رسائل الانتقاد مفردة سنة 1329/ 1911 ط. المقتبس دمشق وتحتوي على: أ) ملخص النسختين اللتين اعتمدهما المحقق ح. ح عبد الوهاب،

إحداهما مخطوطة تونسية ناقصة من القرن السابع، ومخطوطة مكتبة الاسكوريال رقم 536 قبل سنة 536/ 1111. ب) ترجمة لابن شرف مأخوذة - بدون شك - من ياقوت. ج) النص نفسه، وهو حديث عن أحسن الشعراء العرب، وحديث ثان عن أصول النقد الأدبي. وهذه الطبعة ذكرها سركيس في معجم المطبوعات 239. 3) الطبعة الثانية لعبد العزيز الخانجي، وهي النشرة الأولى من سلسلة الرسائل النادرة (القاهرة 1344/ 1926) وعنوانها أعلام الكلام، نشرت اعتمادا على مخطوطة من مكتبة خاصة تاريخ النسخة 1013/ 1605، وموجز الترجمة منقول عن نشرة عبد الوهاب، والنص يحتوي علاوة على المحادثتين مختارات شعرية لاحسن الشعراء. وقد ذكر ابن بسام في الذخيرة نص المحادثة الأولى من غير ذكر المقدمة التي عرض فيها ابن شرف منهجه. ويستفاد مما ذكره ياقوت في «معجم الأدباء» أن أعلام الكلام رسالة في النقد الأدبي، والنسخة المنشورة بدمشق عنوانها «رسائل الانتقاء» وهي «مقامات» لا رسائل. وصرح ابن شرف أنه انشأ عشرين حديثا يتألف منها بدون شك أعلام الكلام، وكل واحد من هذه الأحاديث أو كل مجموعة منها يجب أن تحمل عنوانا فرعيا، والمخطوطات التي اعتمدها الأستاذ شارل بالا تحمل اسم «مسائل الانتقاد» وورد في نهاية المحادثة الثانية «تمت المقامة المعروفة بمسائل الانتقاد» ولاجل هذا اختار هذا العنوان ويرى أن من المسموح به الاستنتاج أن هذا التأليف كتب باسبانيا بين 449/ 1057 وهذا الافتراض مؤكد في أضيق حد لوجود مخطوطة في الاسكوريال ولعناية المؤلف بابن دراج القسطلي بينما من المعروف أن افريقية لم تقم قط علاقات ثقافية مع اسبانيا.

وقال علي إنه لا يبحث في هذا التأليف عن تحليل عميق للأعمال النقدية، والقسم الأول من مسائل الانتقاد كتب نثرا أخذ معناه صعب في الغالب لأجل الاقتضاب ونص الحديث الأول كان ناقصا لأن الشعراء المذكورين في المقدمة لم يستعرضوا كلهم، وأخيرا فإن أصالة هذا التأليف تظهر في تقديمه الشكل الأدبي للأحاديث التي أرجع نشأتها إلى الهمذاني والتي اختارها على غرار ابن دريد الذي لا يذكر اسمه واكتفى باستعمال كلمة «حديث» وبهذا العنوان تستحق مسائل الانتقاد المكانة الأولى، وهي مكانة من غير شك جديرة بالتقدير في أدب المقامات التي هي على الأرجح من أول نماذجها في المغرب. ومسائل الانتقاد حققها الأستاذ شارل بالا Ch.Pellat مع ترجمة فرنسية (الجزائر 1953) ومن نماذج ما في رسائل الانتقاد من آراء نقدية انه نعى على امرئ القيس تصريحه بالزنا فسلك مسلك الباقلاني ثم حكم بقوله «وكل ما يخزي من الشعر فهو من أشد عيوبه» ووصف فيه عبد بني الحسحاس بالسواد والحقارة وادعاء الزنا لقوله (من الطويل): واقبلن من أقصى البيوت يعدنني … نواهد لا يعرفن خلقا سوائيا يعدن مريضا هنّ هيجن ما به … الا أن بعض العائدات دوائيا توسدني كفا وتحنو بمعصم … علي وترمي رجلها من ورائيا (انظر: الثعالبي ناقدا وأديبا محمود عبد الله الجادر، دار الرسالة للطباعة بغداد 1396/ 1976 ص 283 - 4). 4) أذى البراغيث، قدم تأليفه هذا على أنه عمل أدبي أصيل يشتمل على المواعظ والحكم والمدائح، وتعرض فيه لمواضيع مختلفة: حقل أتلفه البرد، التماس لاشهاد عمامة، كلام سجين، وصف ملاذ الحياة، العداوة القرابة، الكرم البخل. الخ ..

المصادر والمراجع

5) ديوان شعر ذكر ابن دحية في المطرب ان شعره في خمسة مجلدات، ومن رسائله التي ناقض بها ابن رشيق ورد عليه. 6) رسالة ساجور الكلب. 7) رسالة قطع الأنفاس. 8) رسالة نجح الطالب. 9) كتاب الزمان قلد فيه أو عارض كليلة ودمنة لابن المقفع. 10) صلة تاريخ الرقيق، ينقل عنه التجاني في الرحلة، وابن عذاري في البيان المغرب. 11) كتاب في العروض. 12) كتاب عقيل وعالم. 13) كتاب لمح الملح، رد فيه على ابن رشيق في رسالته: نسخ الملح وفسخ اللمح. 14) رسالة نجح الطلب. 15) كتاب في النحو. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 10، 10/ 200، بغية الوعاة 1/ 114، تحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه ص 108، 49 (من المجموعة الأولى من نوادر المخطوطات عبد السلام هارون)، الذخيرة لابن بسام 4 ق 1/ 169 - 238، والقسم الأول منها 91 (الحاشية جريدة القصر (تونس) قسم شعراء المغرب 2/ 189 رقم 66، قسم الفهارس 3/ 713 - 14، شجرة النور الزكية 110، فوات الوفيات 2/ 410 - 12، وذكره عرضا ابن خلكان في وفيات الأعيان 4/ 18، الصلة لابن بشكوال 2/ 571، عنوان الأريب 5/ 56 - 57، المطرب 71، معالم الإيمان 233 - 238 - 41، مقدمة مسائل الانتقاد، مجمل تاريخ الأدب التونسي 150 - 154، معجم الأدباء 19/ 37 - 43، معجم المؤلفين 10/ 25، كشف الظنون 986، المغرب 2/ 230، النتف من شعر ابن رشيق وابن شرف (القاهرة 1943)، الوافي بالوفيات 3/ 97 - 101،

بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين 794 - 96، شارل بالا: دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية) 3/ 960 - 61، الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) ص 116 - 124.

278 - الشرفي ( ... -كان حيا 1080 هـ‍) ( ... -1669 م)

278 - الشرفي ( ... - كان حيا 1080 هـ‍) ( ... - 1669 م) أحمد بن عبد العزيز الشرفي الصفاقسي الأزهري، نزيل القاهرة، فقيه، حاسب، فلكي من تلامذته علي بن موسى السوسي الأزهري. ومحمد ابن المؤدب محمد الشرفي. مؤلفاته: 1) فتح البرية لحل ألفاظ النمسة النفحية المتضمنة لرسالة الفتحية. 2) تذكرة الاخوان في الرد على من قال بحلية الدخان، فرغ من تأليفها في شعبان 1080، أولها الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما. المراجع: - إيضاح المكنون 1/ 272، 2/ 464، معجم المؤلفين 1/ 276.

279 - الشرفي ( ... -1229 هـ‍) ( ... -1814 م)

279 - الشرفي ( ... - 1229 هـ‍) ( ... - 1814 م) أحمد ابن الشيخ المفتي أحمد ابن الشيخ المفتي حسن الشرفي. كان من العلماء المحققين والفقهاء المشاركين في العلوم الدينية الأخرى، والعلوم اللغوية، والعلوم الرياضية من حساب وميقات أخذ ببلدة صفاقس عن شقيقه حسن، وشيخه الطيب الشرفي، ورحل إلى تونس في حدود سنة 1167/ 1754 فأخذ القراءات عن الشيخ حمودة ادريس، وقاسم المحجوب، وعبد الله السوسي، ومحمد الشحمي، ومحمد الغرياني، ومحمد المهدي السوسي، وغيرهم. وبعد تخرجه تصدى للتدريس ببلدة صفاقس، فدرس بالجامع الكبير، والمدرسة الحسينية. وله شعر قليل منه ذو مشرب ديني، ومنه ذو مشرب أدبي اعتنى فيه بالتورية، ومن شعره الديني: إلهي سألتك بالمصطفى … شفيع الخلائق يوم المعاد لتغفر ذنبي وتسترني … وأنت الغفور لذنب العباد ومن تورياته فيمن لقبه «كمون»: مرضت فجاءت بالطبيب أحبتي … وقد علموا إني مريض وعادوني فقال: بماذا تشتكي؟ قلت: الجوى … فنيرانه تزداد في غير ما حين فقال: أتبغي دواء؟ فقلت: … لو يكون رقاء من حبيبي يشفيني قال: وهل يشفي الرقاء متيم؟ … فقلت: نعم إن كان ذاك «بكمون» وقوله موريا بمن اسمها آمنة: وكامنة مني مخافة أهلها … فقلت لها زوري محبك آمنه

مؤلفاته

فقالت: أخاف من رقيب يصدني … فقلت لها كلا فإنك آمنه ومن تورياته: مررت بظبي رائع حول مكنس … ومن رام أن يصطاده فيكيد أتاه غراب حازه وهو راتع … إلا فاعجبوا أن الغراب يصيد وفيه تورية يلقب الشاعر علي الغراب. مؤلفاته: 1) تحفة الأخوان بشرح نظم أوجه الآن، ألفه وهو شاب، وهو شرح لنظم شيخه حمودة إدريس الذي ذكر فيه الأوجه المنقولة عن الشيخ علي النوري في كتابه: «غيث النفع» وجعل جدولا يستخرج منه توجيه ما بسورة يونس من الآن لا سيما إن ركبت مع آمنتم أو آمنت، وذلك على رواية الأزرق عن ورش، وبحث الشارح صاحب الترجمة مع صاحب «غيث النفع» ألف هذه الرسالة في حياة حمودة ادريس، وأرسلها له فقرظها نثرا ونظما في جمادي الأولى 1177/ 1761، كما قرظ الرسالة بعض رفقائه في الدراسة كأحمد بن أحمد الشقانسي القيرواني نظما ونثرا، ومحمد السنان نظما ونثرا، والشيخ المجود أحمد بن منصور، وفرغ من تأليفها في أوائل محرم 1177/ 1761، وهي رسالة صغيرة في تسع ورقات من القطع الكبير، والتقاريظ في خمس ورقات رأيت نسخة منها كتبت في سنة 1268/ 1833، وأصلها من كاتب العدل محمد شيخ روحه والد السيد الطاهر شيخ روحه وهي موجودة الآن في المكتبة الوطنية بتونس. 2) تقريرات على شرح الرسالة لأبي الحسن علي بن محمد الشاذلي المنوفي المعروف ب‍ «كفاية الطالب الرباني». 3) تقريرات على شرح عبد الباقي الزرقاني، وشرح محمد الخرشي على

المصادر والمراجع

مختصر خليل، وله غير ذلك. وجرت بينه وبين عبد السلام المسدي الشهير بالأزهري سؤالات وأجوبة نحوية نظما ونثرا. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 89، شجرة النور الزكية 350، نزهة الأنظار 2/ 291 - 92، كنش لمحمود السيالة (خط).

280 - الشرفي ( ... -1188 هـ‍) ( ... -1774 م)

280 - الشرفي ( ... - 1188 هـ‍) ( ... - 1774 م) أحمد بن محمد بن عبد السلام الشرفي الصفاقسي الأصل، المصري المولد والقرار. كان من علماء الميقات لديه معرفة جيدة مع مشاركة حسنة في غيره، وتوفي في ربيع الأول 1188 كان والده شيخ رواق المغاربة بالأزهر، ومن شيوخ الشيخ أحمد الدمنهوري. له الدرر الفاخرات في العمل بريع المقنطرات في جميع الأقطار والجهات، موجود بدار الكتب المصرية. المراجع: - إيضاح المكنون 1/ 467، شجرة النور الزكية 341، معجم المؤلفين 2/ 119، هدية العارفين 1/ 178.

281 - الشرفي (كان حيا بعد 958 هـ‍) (1559 م)

281 - الشرفي (كان حيا بعد 958 هـ‍) (1559 م) علي بن أحمد بن محمد الشرفي (¬1) العالم الجغرافي. لا أعلم شيئا عن تاريخ حياته، سوى إنه ولد بصفاقس وعاش بها، له مجموعة من الخرائط على شكل أطلس وضعها في سنة 958/ 1559، ويشتمل هذا الأطلس على ثماني خرائط جغرافية منها تقويم شمسي، ومنها مرتسم دائري يمثل طول النهار لكل شهر من السنة الشمسية في الإقليم الرابع، ومنها خارطة شمال أفريقية، وخارطات السواحل الإسبانية وسواحل البحر الأسود، والبحر الأبيض المتوسط. وفي المكتبة الوطنية بباريس نسخة قديمة مخطوطة من هذا الأطلس برقم 2278، وارتفاع هذه الخارطات المخطوطة 25 سنتيمترا، وعرضها 20 سنتيمترا. المرجع: - العراق في الخوارط القديمة، جمعها وحققها د. أحمد سوسة. ط. المعارف، بغداد 1379/ 1959 (مطبوعات المجمع العلمي العراقي) ص 21 - 22، والخريطة رقم 37 بالكتاب المذكور. ¬

(¬1) نبهني إليه مشكورا الأخ الصديق القاضي الفاضل الأستاذ محمد الطيب بسيس، وأهدى لي نسخة من كتاب الدكتور أحمد سوسة الآتي ذكره، فله الشكر مجددا وبارك الله في أنفاسه الطيبة.

282 - الشرفي (1072 - 1157 هـ‍) (1662 - 1744 م)

282 - الشرفي (1072 - 1157 هـ‍) (1662 - 1744 م) محمد ابن المؤدب محمد الشرفي، الفقيه الأديب الصوفي الفلكي المشارك في علوم كثيرة. تفقه ببلدة صفاقس على الشيخين عبد العزيز الفراتي، وعلي النوري، ثم ارتحل إلى الجامع الأزهر فأخذ عن أعلامه كالشيخ أحمد الشرفي الصفاقسي نزيل مصر الحيسوبي الفلكي، أخذ عنه العلوم الرياضية، وأتقن معرفة عمل الأرباع الجيبية والمقنطرة، وانفرد بصفاقس بتلك الصناعة، فأخذها عنه كثير من الناس، وبعد إشباع نهمه من العلم رجع إلى صفاقس فابتنى له حسين بن علي باي مؤسس دولة البايات مدرسة على مقربة من الجامع الكبير ولها بابان في نهج العدول أحدهما على مقربة من قيسارية العشرة والآخر مواجه لرحبة الرماد مما يدل على كبرها، وأصبحت بعد الاحتلال بأقل من عقد من السنين مدرسة ابتدائية. ولما تم بناؤها نظم صاحب الترجمة شعرا في بنائها: سعد الزمان وأشرقت أنواره … وبدا السرور وهذه آثاره بحسين بن علي باي الذي … طابت بطيب فعاله أخباره يا حبذا للعلم مدرسة بنى … بصفاقس فعلا بذاك مناره فافترّ رونقها البديع وحسنها … روضا تضوع نوره وبهاره في عام شوقك للبنا تاريخها … يا من سما بين الملوك فخاره لا زلت أصلا للفضائل والعلا … ما دام دهر ليله ونهاره عمّر حتى ألحق الأجداد بالأحفاد، وتولى مشيخة المدرسة المذكورة،

المصادر والمراجع

وأخذ عنه بها كثيرون كالشيخ المفتي أحمد الشرفي وابنه حسن، وأخذ عنه أنجاله أحمد والطيب وعبد السلام ومحمد، وتلامذة أحمد النوري وغيرهم من الوافدين على صفاقس. توفي في ذي القعدة. له ديوان شعر صغير، وغالب شعره في مدح أهل الفضل من مشايخه ومشايخ عصره، وبه استغاثات وقواعد فلكية وأدبية وألغاز وجرت بينه وبين شيخه عبد العزيز الفراتي محاجات نظما وأجوبة منظومة حققته ونشرته الدار التونسية للنشر تونس 1979. المصادر والمراجع: - الحلل السندسية ج 3 (مخطوط)، ذيل بشائر أهل الإيمان 126 - 127 (ط 2/)، شجرة النور الزكية 344 - 45، نزهة الأنظار 2/ 177 - 79، محمد محفوظ: مقدمة ديوانه ص 23.

283 - الشرياني (من رجال القرن الثامن هـ‍) (القرن 14 م)

283 - الشرياني (من رجال القرن الثامن هـ‍) (القرن 14 م) الشيخ مخلوف الشرياني الشريف، أصله مغربي صحب الشيخ العياشي بطبلبة، وهو من أكابر الصالحين والعلماء العاملين، سكن شربانة قرب جبنيانة، ثم انتقل إلى أنشلة شرقي صفاقس، ومن أعقابه أسرة مخلوف بالمنستير، وعبد المقصود بصفاقس، وفرع من أسرة عبد الكافي تنتسب إليه لا إلى عبد الكافي بوعتور العثماني منها صديقنا الباحث الأستاذ أبو بكر عبد الكافي. له تخميس على بردة المديح. المصادر والمراجع: - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي لمحمد البهلي النيال ص 315، شجرة النور الزكية 2/ 197 - 198، نزهة الأنظار 2/ 56.

284 - الشريف ( ... -1055 هـ‍) ( ... -1645 م)

284 - الشريف ( ... - 1055 هـ‍) ( ... - 1645 م) أحمد الشريف الأندلسي الأصل، نزيل تونس، الحنفي المذهب، الصوفي المشرب، الجامع بين المعقول والمنقول، المحقق للفروع والأصول. بارح وطنه الأندلس عند جلاء سكانها المسلمين منها لتغلب الملوك المسيحيين الإسبان، ورحل إلى تركيا، واستقر مدة ببلاد البوشناق وتفقه على علمائها، ثم انتقل إلى بروسا فأخذ عن علمائها، وكان رفيقه في الطلب هناك يحيى أفندي شيخ الإسلام فيما بعد في أيام السلطان مراد فاتح بغداد. ولما بلغه استقرار قرابته بتونس الذين أجلتهم نكبة الأندلس توجه إلى تونس فدخلها بعلم كثير وبث فيها علما جما وبث فيها الفقه الحنفي، فأخذه عنه جماعة أعظمهم شأنا الشيخ مصطفى ابن عبد الكريم. وتولى التدريس بالمدرسة الشماعية (¬1) وهو أول مدرس حنفي بها، وتولى الفتوى بعد عزل أحمد الشريف أيام الداي أحمد خوجة (¬2) (المتولي سنة 1050/ 1638). وقد كان السلطان مراد طلب من شيخ الإسلام يحيى أفندي أن يختار له فقيها يتخذه إماما ومعلما فذكر له صاحب الترجمة لسابق ما بينهما من الصحبة أيام القراءة، وعرف السلطان أنه بتونس، فخرج الفرمان، وعين ¬

(¬1) سميت بذلك نسبة لسوق الشماعين الذي كان حولها في أوائل الدولة الحفصية، ثم صار سوق السبايطيين في الدولة المرادية، واسمه اليوم سوق البلغاجية وهي من حسنات الأمير أبي زكرياء يحيى ابن الشيخ أبي محمد عبد الله بن أبي حفص، وذلك سنة 633 هـ‍ في الوقت الذي أتم بناء صومعة جامع القصبة. (¬2) محمد بن الخوجة: تاريخ معالم التوحيد ص 176.

به (¬1) قبجي باشي في استدعائه للحضرة السلطانية، فأجاب بالامتثال وتهيأ للسفر لكن والدته وأقاربه شق عليهم ذلك وبكوا بين يديه وقالوا له: لا يحل لك أن تقطع الرحم، فبكى هو أيضا وكتب إلى شيخ الإسلام يحيى بالطاعة لله ولولي الأمر: «لكن منعني من ذلك خوف قطع الرحم» وكتب إلى شيخ الإسلام بعذره ليقره عند السلطان، فقره لديه فقبله منه وعين قبجي باشي ثانيا بفرمان يتضمن الأمر بتعيين ست ريالات من الجزية كل يوم: فاستكثر ذلك المترجم وقال: «ربعها يكفيني» فاقتصر عليه ولما ظهر له بهاته الواقعة شفوف، وكان تعيين هذا القدر بهذا القطر غير مألوف في ذلك الزمان، مع أن داء الحسد الذميم بين الفقهاء قديم تعصبوا عليه فنصبوا له حبائل المكر حتى نسبوه للكفر في قضية حكاها في تأليف له في صفة الإيمان مضمونها أنه سئل عن صغيرة في حضانة أمها المطلقة وصلت حد الشهوة ولم تبلغ بعد هل تسقط حضانة أمها أم لا. فأجاب بما هو المعتمد في المذهب من قول محمد بسقوطها، وكان المعارضون له أجابوا بقول الإمامين من عدم السقوط إلى البلوغ، وزعموا أن ذلك قول أبي حنيفة وجميع أصحابه. فقال المترجم: أما قول أبي حنيفة فصحيح، وأما قول أصحابه فباطل «(لأن منهم محمد بن الحسن، وليس ذلك قوله). قال المترجم: «ففهموا عني - أو جاءوا إفكا وزورا - أني حكمت ببطلان قول الإمام» ثم قال: «وأطلقوا على رد من تلفظ بذلك، وأطلقوا فتواهم مع ذلك القول، ولو فرض صدوره من مسلم لا يترتب عليه طعن في الدين، ولا إنكار ضروري من ضرورياته». مع أن المترجم كان كما قال بعضهم في مثله: كان مقبلا على شأنه غير عارف بزمانه، وكما قال الشاعر: كان لا يدري مداراة الورى … ومداراة الورى أمر مهم ¬

(¬1) قبجي: كلمة تركية بضم القاف وسكون الباء الموحدة.

مؤلفاته

ولما وقعت الواقعة عزل نفسه عن جميع الوظائف، واعتزل الناس حتى بنى على نفسه باب داره وبقي إلى أن توفي، ودفن بالزلاج قرب القنطرة التي أمام باب عليوة. مؤلفاته: 1) الرد على بعض أقوال أشهب. 2) صفة الايمان. 3) شرح منية المصلي، أبان فيه عن يد طولى وباع مديد، ولا غرابة في تحقيق مذهبه وإنما العجب في تحقيقه مع ذلك لمذهب غيره من المالكية والشافعية بنقل نصوص كتبهم، ويبتدئ بالراجح على الأخذ منها بالمرجوح من ذلك المذهب. المصادر والمراجع: - برنامج العبدلية 2/ 261 - 62 (عرضا) تراجم المقتيين الحنفيين لمحمد بيرم الثاني، مجلة الندوة، ع 5 - 6 جويلية - أوت 1954 ص 52 - 54 (وترتيبه الثالث)، ذيل بشائر أهل الإيمان 170 - 71 (ط 2/).

285 - الشريف ( ... -1092 هـ‍) ( ... -1681 م)

285 - الشريف ( ... - 1092 هـ‍) ( ... - 1681 م) أحمد بن حسن بن علي بن حسن الشريف، الفقيه، مفتي تونس، وشيخ شيوخ جامع الزيتونة الشهير بإمام جامع دار الباشا، وفي ذريته نقابة الاشراف وإمامة جامع الزيتونة. كان قائما على الصحاح الستة وسائر العلوم بجامع الزيتونة، وهو يروي عن أبي محمد ساسي نوينة الأنصاري الأندلسي الأصل، وأبي القاسم بن جمال الدين المسراتي القيرواني، وعن غيرهما. رحل إلى الديار المصرية والحجازية مرات، وهو في أحداها أمير الركب التونسي، وأجيز وأجاز وأفاد واستفاد، وممن لقيهم وأجازه الشيخ عامر الشبراوي المصري، وهو يروي عن الشيخ سالم السنهوري بسنده. تخرج به جلة، وانتفعوا به منهم سعيد الشريف، وسعيد المحجوز، ومحمد ابن الشيخ، وابن أبي دينار مؤلف «المونس» وعبد العزيز الفراتي الصفاقسي، وغيرهم وله أبناء من زوجته ابنة الشيخ أبي الفضل المصراتي منهم محسن ومحمد. مؤلفاته: 1) ثبت أجاز به الشيخ أحمد بن عبد القادر الرفاعي المكي المدني. 2) فهرسة. المراجع: - شجرة النور الزكية 306 - 7، فهرس الفهارس 1/ 73.

286 - الشريف ( ... -كان حيا سنة 1139 هـ‍) (1727 م)

286 - الشريف ( ... - كان حيا سنة 1139 هـ‍) (1727 م) أحمد بن محمد بن أحمد الشريف، الفقيه، امام جامع دار الباشا. أخذ عن الشيخ عبد القادر الجبالي المطماطي النحو الصرف وغيرهما، والحديث عن محمد بن عمر الرعيني الصفار القيرواني، والتوحيد والمنطق والمعاني عن أحمد بن محمد الخضراوي، وأخذ عن غيرهم. انتصب للتدريس بعدة أماكن، ثم صدره الأمير حسين بن علي باي للتدريس بجامع الزيتونة، فدرّس الفقه والتوحيد، والنحو، وغيرها، وأخذ عنه جماعة منهم ابنه عبد الكبير. ولي القضاء أياما على عهد حسين بن علي، ثم عزل ورجع إلى الإشهاد والإقراء. مؤلفاته: 1) له رسالة جمع فيها أبحاثا تتعلق بالبسملة في 51 ورقة من القطع الربعي، موجودة بالمكتبة الوطنية وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري، فرغ منها عشية يوم الأربعاء السادس من شهر شوال المبارك سنة 1139 أولها: «الحمد لله الذي باسمه تفتتح مهمات الأمور فيتم النفع بها». من خطبة الكتاب «هذه ورقات تشتمل على أبحاث مفيدة - إن شاء الله تعالى - تتعلق بالبسملة تحتوي على فوائد جمة، منقولات من كلام فحول الأيمّة، وضعتها لنفسي ثم للقاصرين مثلي». يغلب على الظن أنها بخطه إذ يوجد في وجه الورقة الأولى ما

المصادر والمراجع

نصه: «مستعار من شيخنا سيدي عبد الكبير الشريف»، وهو ابن المؤلف. 2) تخميس على البردة. المصادر والمراجع: - ذيل بشائر أهل الإيمان 262، شجرة النور الزكية 347، مفاتيح النصر في علماء العصر لمحمد المختار العياضي، تقديم وتحقيق محمد الحبيب الهيلة، المنشورة بالنشرة العلمية للكلية الزيتونية ع 4 س 19764 - 1977، ص 180 - 181.

287 - الشريف (1284 - 1354 هـ‍) (1866 - 1934 م).

287 - الشريف (1284 - 1354 هـ‍) (1866 - 1934 م). ادريس بن محفوظ ابن الحاج أحمد الشريف البكري، الفقيه، الشاعر، نزحت عائلته من بلدة دلّس بالجزائر فرارا من الاحتلال الفرنسي، وذلك سنة 1262/ 1846، واستوطنت ببنزرت. ولد بحومة المنزه ببنزرت، وبعد سنة توفي والده فكفله جده الحاج أحمد، ثم عمه الفقيه الحاج محمد الشريف. حفظ القرآن ببلده ثم التحق بجامع الزيتونة، وجوّد القرآن بقراءة نافع عن الشيخ المقرئ محمد البشير التواتي، وقضى سنوات في التعلم على أعلام منهم: سالم بو حاجب، والعربي الميزوني، وعمر بن الشيخ، وحسين بن حسين، ومحمد النجار، ومحمد الطيب النيفر، ومحمد السماتي، ومحمد بيرم القاضي الحنفي، ومحمد جعيط، ومحمد الصادق الشاهد، ومحمد المكي بن عزوز، ومحمد بن محمود. وبعد إحرازه على شهادة التطويع سنة 1313/ 1895 بقي سبع سنوات يدرس متطوعا في جامع الزيتونة، ويقضي بقية أوقاته مصححا بالمطبعة الرسمية، ثم رجع إلى بلده بنزرت في سنة 1321/ 1904 ولم يباشر خطة العدالة الممنوحة له ضمن أمر التطويع حيث كان في كفاف من العيش، ولذا فضل أن ينفع بدروسه، وانكب على الدراسة والتأليف إلى أن صدر له أمر التدريس سنة 1910 فصار يقرئ نهارا التلامذة بالجامع الكبير، وليلا عامة الناس بمسجد ابن عبد الرحمن، وبدروسه استفاد خيرة شباب بنزرت، وقد كان الإقبال عليها يزداد من يوم لآخر، وذلك بوصية من زعيم بنزرت الحبيب بوقطفة (1900 - 1943)، قال الأستاذ رشيد الذوادي: «ومما يذكر

عنه إنه كان يلقن الدروس، ويتوجه بنصائحه إلى المواطنين حتى في الطريق العام». وفي هذا الطور كان مقبلا بشغف على مطالعة مجلة «الفتح» لصاحبها الكاتب الإسلامي محب الدين الخطيب، وجعلها مرجعا لدروسه. وتقلد بعد التدريس إمامة الصلوات الخمس بالجامع الكبير سنة 1921، ثم تولى خطة الافتاء سنة 1923 إلى أن توفي. وكانت له مواقف سياسية وقفها في مناسبات عديدة كونت له شهرة واسعة وذكرا جميلا، ومن أشهرها وأعظمها فتواه في عام 1932 في كفر المتجنّس وإنه تبعا لذلك لا يدفن في مقابر المسلمين، وسبب هذه الفتوى أن متجنسا توفي ببنزرت أرادت السلطة دفنه في مقابر المسلمين، فامتنع السكان وقاموا بمظاهرة، وتراجعت السلطة الاستعمارية ودفن هذا المتجنس بمقبرة مسيحية مهجورة. قال الأستاذ رشيد الذوادي: «وقد سجل فيها (أي الحادثة) المرحوم محمد الحبيب بوقطفة دورا هاما. إذ بالإضافة إلى مقالاته الحماسية الرائعة حول هذا الموضوع في الصحافة التونسية أراد أن يفنّد ما تسعى إليه السلطة الحاكمة آنذاك من إرادة وسعي لمحو آثار الإسلام وطمس معالمه، فتقدم بسؤاله التالي إلى الشيخ إدريس مفتي بنزرت، وطلب منه إيضاح الحق وإنارة العقول، والتصدي لمن باعوا ضمائرهم وأرادوا تضليل هذا الشعب العربي المسلم».وقد كانت السلطة الاستعمارية جاهدة في نشر التجنيس بين المسلمين إمعانا في سياسة المسخ والذوبان حتى تنام ملء جفونها لا تخشى المطالبة بالحقوق أو الاحتجاج أو قيام المظاهرات تعبيرا عن عدم الرضا بسياستها الملتوية الماكرة المستهينة بحقوق الشعب، ورجال المحكمة الشرعية بالعاصمة وقفوا موقفا متخاذلا ضعيفا هو أقرب إلى تأييد التجنيس خوفا على مناصبهم وأشخاصهم، ولا مجال للرد عليهم، ولكنها كلمة عابرة لتوضيح موقف الشيخ ادريس في هذا الظرف المكفهر، وشجاعته الأدبية

بحيث لم يخش الاستعمار وهو في عنفوان شراسته وبطشه، واستقامة ضميره الديني وخوفه من ربه بحيث لم يداهن ولم يجامل وكفاه مثل هذا شرفا وفخرا وطيب ذكرى. نص السؤال: هل يغسل ويصلى على المتجنس إذا مات وهل يدفن في مقابر المسلمين أم لا؟ فأجاب المترجم على هذا السؤال بما يلي: جاء في «أحكام غسل الميت والصلاة عليه في أقرب المسالك» للعلامة سيدي أحمد الدردير وحاشية الشيخ سيدي أحمد الصاوي عليه حيث قال: وحرما أي الغسل والصلاة على الكافر وإن صغيرا ارتد لأن ردة الصغير معتبرة قبلها المحشي المذكور بقوله: حيث كان يميز وإلا فلا تعتبر ردته بالإجماع وأما الدفن في مقبرة المسلمين فإنه مثل الصلاة والغسل إلا إذا اختلط بالمسلمين ولم يتميز منهم فإنه يغسل ويصلى عليه ويدفن في مقبرة المسلمين، وكذا المتجنس لا يرث المسلم ولا يورث لقول صاحب الرحبية: في رق وقتل واختلاف دين … فافهم فليس الشك كاليقين فإن قيل لا علاقة بين الدين والجنسية؟ والجواب أن المتجنس لم يقصد خصوص الجنسية من انه عربي أو افرنجي وإنما دعواه أن تجري عليه أحكام الجنس الذي دخل فيه ونبذه لجنسيته ودينه وعدم إجراء الأحكام الشرعية عليه التي كان متمسكا بها وتجري عليه غيرها برضا منه وحينئذ لا دين له. فإن قيل هل تقبل توبة المتجنس؟ انظر: «أقرب المسالك» باب ما جاء في الردة وأحكامها وغيره من كتب الدين، وانظر في تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحِيماً} الآية.

وإنما افتيت بذلك لقوله تعالى: {فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ.} وقوله تعالى: {وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيّايَ فَاتَّقُونِ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} الآية وقوله صلّى الله عليه وسلم: «من سئل على علم نافع فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار» انتهى من ادريس بن محفوظ الشريف في رمضان 1351 الموافق 31 ديسمبر سنة 1932. قال الأستاذ رشيد الذوادي: «وبهذه الفتوى ارتفع نجم الشيخ ادريس عاليا وقد تعزز جانبه بوقوف الشعب بجانبه، وقد ذاع صيت هذه الفتوى وعلقت عليها حتى الصحف العربية في الشرقين الأوسط والأقصى».وكانت هذه الفتوى غذاء لنفوس الشعب خارج مدينة بنزرت في أنحاء الجمهورية وبعثت فيهم ثباتا وتصميما في مقاومة فتنة التجنيس. وكان له ذوق فني ومعرفة بطبوع الألحان الموسيقية، وله الفضل الأكبر في نجاح الفنان البنزرتي معلم الرشيدية خميس ترنان، فقد كان يصحح له القصائد ويختار له جيدها، ويستمع له وينشطه. وفي السنوات الأخيرة من حياته دفعه دينه ووطنيته للتشهير بانعقاد المؤتمر الأفخارستي بتونس من القساوسة والرهبان المسيحيين بتأييد من السلطة الاستعمارية، وخاب ظنهم في إعادة السكان إلى حضيرة المسيحية كما كانت في عهد الرومان، وكان انعقاد هذا المؤتمر المتحدي الفاشل فيما بين 11 - 17 ماي 1930. وله شعر اتباعي تقليدي في الأغراض المطروقة في الشعر العربي كالمدح والرثاء والهجاء والوطنية، وله قصائد عديدة في ابطال الإسلام كعمر وعلي وخالد بن الوليد وأبي زمعة البلوي، وصلاح الدين الأيوبي لبعث النخوة والثقة في النفوس، وهذا الحنين إلى الماضي المشرق مبعثه حاضر غائم مظلم الأفق يثير اليأس في النفوس إن لم تستنجد بالماضي وتستلهم منه

مؤلفاته

الذكرى والعبرة، وقد نشرت له الصحف التونسية الصادرة في عصره كثيرا من شعره. توفي ببنزرت وأقام له تلامذته حفلة تأبين كبرى شارك فيها أعضاء الديوان السياسي وجمهرة من رجال الأدب والفكر. مؤلفاته: 1) إتحاف الأخوان في ضبط ورسم القرآن. 2) إجلاء المرآة لاظهار الضلالات، رد فيه على تأليف اسمه «جلاء المرآة لاظهار الضلالات» لرجل من الوهابية. 3) الافادة في خوارق العادة، تناول فيه خوارق العادة التي تظهر على يد الأولياء (الكرامات) واستعرض الأدلة المثبتة لوقوع الكرامات لهم. 4) بزوغ الشمس في أجوبة الأسئلة الخمس، في هذا التأليف أجاب عن خمسة أسئلة وجهت إليه تتعلق بالتصوف والأولياء. 5) بلوغ المرام في آباء النبي عليه السلام. 6) تبيان الاجمال في مقاصد الاحتلال، يشتمل على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، فالمقدمة في الدواعي التي دعت فرنسا لاحتلال تونس والفصول الخمسة في شرح فساد سياستها، والخاتمة في حكم من امتزج بالفرنسيين في العهد الاستعماري. 7) تحرير البيان في الرفق بالحيوان. رسالة تحتوي على مقدمة وثلاثة مقاصد، أما المقدمة ففي تسخير الحيوان وغيره من الأكوان لنوع الإنسان، وأما المقصد الأول ففي الرفق بالحيوان والاحسان إليه أما المقصد الثاني ففي حبس الحيوان في الأقفاص ومنعها من الجولان أما المقصد الثالث ففي الاختلاف في حشرها والاقتصاص من بعضها، أما الخاتمة ففي بيان هل لها عقل وعرفان أم إلهام تهتدي به في كل زمان

ومكان، وهي في نحو 56 ص طبعت بمطبعة تونس سنة 1371/ 1951 بعناية ابنه الحبيب، وبعدها منظومة له تسمى «تحفة الأخوان فيما يباح وما لا يباح أكله من الحيوان» نظمها في 27 رمضان 1321، 3 ص. 8) تنوير الألباب في علم الحساب. 9) الحدائق الزاهرة الغصون في ذكر آبائي إلى النبي الكريم ومنه إلى عدنان نجل من فدي بذبح عظيم، يحتوي على ترجمة وعلى تاريخ أسرته المهاجرة من الجزائر والتي تنحدر من النسب النبوي الشريف. 10) حلية فكر السامع في تحقيق الفعل المضارع. 11) الدرر الحسان في الرسم والتعليم وتلاوة القرآن، فيه مقدمة وثلاثة مقاصد، فالمقدمة في نزول القرآن وترتيب سوره، وفيها سبعة فصول، والمقصد الأول في جمع القرآن في المصاحف، والمقصد الثاني في حكم تعلمه وتعليمه، والمقصد الثالث في حكم تلاوة القرآن وما يتعلق بذلك، وكل مقصد يتضمن سبعة فصول. 12) الدر النفيس في شعر ادريس (ديوان شعره). 13) طلوع الهالات في أن صفات الله من مقتضى الذات. 14) لطائف الاشارات في أحوال الكائنات يحتوي على تأملات في ما خلق الله من كائنات وتطبيقها على ما جاء في آيات كثيرة مع التحليل والبحث المنطقي الذي يكون الحتمية لوجود الله ووحدانيته. 15) المسائل المفيدة والدرر الفريدة، رسالة بين فيها فضل الأولياء عند الله. 16) مطالع الأنوار في حكم الاحتكار والمعاملات مع من في ماله حرام والكفار. 17) النثر الرائق في كتب الرسوم والوثائق.

المراجع

المراجع: - أعلام من بنزرت الرشيد الذوادي (تونس 1971)، ص 51 - 75، ترجمة بقلم حسن قارة ببيان المدرس بالفرع الزيتوني ببنزرت في مقدمة «تحرير البيان في الرفق بالحيوان». وينظر كتاب التهاني والفتاوي في ما صح لدى العلماء من أمر الشيخ العلاوي جمع محمد بن محمد بن عبد الباري الحسني التونسي (من أهل الساحل) المطبعة التونسية، تونس 1343/ 1924، ص 26 - 28 حيث نشر له رسالة في تأييد الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي الجزائري شيخ الطريقة العلاوية المتفرعة عن الطريقة الدرقاوية الشاذلية.

288 - الشريف (1179 - 1234 هـ‍) (1759 - 1819 م)

288 - الشريف (1179 - 1234 هـ‍) (1759 - 1819 م) حسن بن عبد الكبير الشريف الحسيني، الهندي الأصل، الفقيه، اللغوي، الأديب الشاعر. تلقى العلم بجامع الزيتونة عن والده وعن محمد الشحمي، ومحمد الغرياني، وعبد الله السوسي السكتاني المغربي، وحمودة بن عبد العزيز، وقاسم المحجوب. تولى التدريس بجامع الزيتونة، وأخذ عنه جماعة كابراهيم الرياحي، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد بن الخوجة، ومحمد بن ملوكة، والمفتي محمد الخضار، ومحمد معاوية شيخ الإسلام الحنفي، وغيرهم. أولاه الباي حمودة باشا كاتب إنشاء «وكان أول يوم كتب فيه بمجلس الأمير حرر منشورا فلما فرغ منه أخذ الشيخ حمودة بن عبد العزيز كاتب السر إذ ذاك، فسأل صاحب الترجمة عن علامة جزم فعل أمر معتل وقع في المنشور فأجابه فقال: الحمد لله إن ما أقرأتك من النحو لم يذهب سدى، وهي مسألة ضرورية للمبتدئين من الطلبة، غير إنه أراد إعلام الأمير أن صاحب الترجمة من تلامذته. ومن يومئذ ظهرت عليه مخايل الغيرة حتى إنه غص به فيقال إنه احتال فداخل بعض خدم صاحب الترجمة فاختلس من جيبه أوراقا دولية سرية فأطلعه عليها، وأمكنته الفرصة لإفساد الأمير عليه بدعوى إفشاء أسرار الدولة فقال للأمير: ما بال أسرار الدولة تتحدث فيه العامة ولا يعلمها كاتب سرك؟ بلغني أن أتباع صاحب الترجمة يتحدثون بكذا وكذا، فراج على الأمير وأخره عن الكتابة» (¬1). ¬

(¬1) عنوان الأريب 2/ 72 - 73 TJ.Quemeneur، T.Pullication de l'Imprenerie Tunisienne.

مؤلفاته

تولى الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة بعد خروجها من البكريين وهو أول من تولاها من أهل بيته، ثم تولى الفتوى المالكية سنة 1230/ 1815. توفي في 28 ذي القعدة سنة 1234/ 18 سبتمبر 1819 بمرض الوباء، ودفن بتربة أجداده بالزلاج. مؤلفاته: 1) حاشية على حاشية مبارة على لامية الزقاق، بالمكتبة الوطنية (ح. ح. عبد الوهاب رقم 18940). 2) حاشية على شرح القطر لابن هشام، طبعت بالمطبعة الرسمية بتونس في أواخر ذي الحجة سنة /1281 آخر ماي 1865، من القطع الصغير، 7 ص فهرس وتعريف بالمؤلف 375 ص. 3) ديوان خطب، جمع فيه خطبه التي كان يخطب بها من انشائه بجامع الزيتونة. 4) كتابة حافلة على شواهد المغني. 5) معين المفتي، وهو مجموع في الأحكام أعاقته المنية عن إتمامه، والموجود منه عظيم النفع. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 3/ 130، الأعلام 2/ 240، تاريخ معالم التوحيد 26 - 27، شجرة النور الزكية 367، عنوان الأريب 2/ 72 - 76، مسامرات الظريف 132 - 144، معجم المؤلفين 3/ 237، هدية العارفين 1/ 300. J.quemencur، Gublications del'Impremerie officielle tunisienne، in revue Jbla n 98 P.153.

289 - الشريف (1354 - 1386 هـ‍) (1935 - 1966 م)

289 - الشريف (1354 - 1386 هـ‍) (1935 - 1966 م) الطيب بن محمد الحضري الشريف القيرواني، الأديب الشاعر المجدد ينظم الشعر على الطريقة الحديثة ولد بالقيروان في 7 جانفي 1935، وبها تلقى تعليمه الابتدائي فتعلم أولا بمدرسة الفتح القرآنية، وأحد معلميها الشيخ الشاذلي العلاني الذي لقنه الأصول الأولى والأساسية للغة العربية، ووجه لمحبتها كلغة، وهو رابع وآخر الأشخاص الذين أثروا عليه، ثم انتقل إلى المدرسة العربية الفرنسية وتخرج منها محرزا على الشهادة الابتدائية، ثم انتسب إلى الفرع الزيتوني بالقيروان بجامع عقبة بن نافع إلى أن أحرز على الشهادة الأهلية وفي خلال دراسته بالفرع الزيتوني قاد الحركة الوطنية المدرسية لتلاميذ الفرع الزيتوني ضد الاستعمار الفرنسي حوالى 1372/ 1952 والبلاد تجتاز مرحلة حاسمة دقيقة من الصراع مع الاستعمار آل في النهاية إلى ثورة مسلحة انتهت بجلاء الاستعمار وانحسار ظله الثقيل ولعله اكتسب المغامرة في سبيل القضية الوطنية من والده الذي ضحى بنصيب من ماله من أجل الكفاح الوطني أثناء نزول الجيش الألماني بتونس أثناء الحرب العالمية الثانية. وعند ما فرغت حاجته العلمية من القيروان ارتحل إلى تونس لإتمام تعلمه بجامع الزيتونة إلى أن تخرج منه محرزا على شهادة التحصيل، ثم ارتحل إلى القاهرة لمواصلة تعليمه العالي، وانتسب إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وتخرج منها متحصلا على الإجازة في الآداب العربية والعلوم الإسلامية مع التخصص التربوي سنة 1960.بعد إتمام تعلمه العالي بالقاهرة باشر التعليم بالمملكة العربية السعودية، ثم عاد إلى مسقط

رأسه القيروان وباشر خطة أستاذ بالتعليم الثانوي، وبعد ذلك ارتحل إلى الجزائر، وباشر مهمة التعليم بالجزائر (العاصمة) حيث وافاه الأجل المحتوم في أحد المستشفيات في جوان 1966. وهكذا انطفأت شعلة من الذكاء الوقاد والإنتاج الأدبي المثمر، وفي مدة إقامته بالقاهرة انعقدت رابطة وثيقة بينه وبين المفكر والكاتب الإسلامي الشهيد سيد قطب الذي عاش في منزله مع أسرته الكريمة حوالى خمسة أشهر، وقد سجل بقلمه هذه الصلة، وما كان لشخص سيد قطب من تأثير على مجرى حياته « ... وربطتني بشخصه النبيل (سيد قطب) علاقة أبوية روحية حميمة .. كما كان سلوكه الرفيع الذي أتيحت لي مشاهدته رأي العين، ولبعض التجارب التي مرّ بها، والمواقف التي اتخذها حيال التجارب، وإنتاجه الفكري والفني على العموم، أكبر تأثير على مجرى حياتي ومواقفي وأفكاري».نشر إنتاجه الأدبي في الخمسينات والستينات في الصحف التونسية والجزائرية والسعودية والمصرية واللبنانية ومنها مجلة «الآداب» البيروتية. وكان في طليعة المجددين في الشعر العربي إلى جانب بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي بل لعله سبقهما حيث كتب أول قصائده الحرة في سنتي 1953 - 54. وجدد في الشكل والمضمون فشحن شعره بالصور والمحافظة على الإيقاع، وفي شعره ثورة على الظلم وغضب على مظاهر البؤس والفقر والاستغلال والتخدير. وتحدث عن معتقده فقال: «وأما عن معتقدي فأنا أؤمن بالإسلام الحق باعتباره أفضل عقيدة ومجتمع وحضارة الإنسان حيث كان كما أؤمن بضرورة أن تكون الحرية هي البعد الخامس للإنسان وأعني بذلك أن أبعاد المكان الثلاثة المندمجة مع بعد رابع وهو الزمان تظل في جميع الأحوال منافية لحياة الإنسان انّى يكون ما لم تتكامل مع بعد خامس هو الحرية فكان من

آثاره

مهام المفكر والفنان بالخصوص الإلحاح الدائم على دعم هذا البعد الضروري في أدق حدود والدفاع عنه كلما انتابه التفسخ والزيف أو دهمه التلاشي في ظل كل عبودية وطغيان ... » (مقدمة ديوانه انعتاق). وخلاصة القول إنه يؤمن بالإسلام، ويؤمن بالحرية، ونظرته إليها نظرة فلسفية واقعية تعبر عن رأيه في دورها في مجالات الحياة. آثاره: 1) آفاق جزائرية للحضارة، للثقافة، للمفهومية -، للكاتب الجزائري مالك بن نبي، ترجمه عن الفرنسية ط لبنان سنة 1966. 2) انعتاق (ديوان شعر صغير في 86 ص داخل فيها المقدمة) مط الدار التونسية للنشر تونس 1398/ 1978. 3) ضروب الاخفاق المدرسي، وهو معرب عن كتاب المربي الفرنسي اندري لوغال، صدر عن الدار التونسية للنشر 1978. 4) عيار الإنسان (Taille de l'homme) للكاتب السويسري شارل فرديناند رامو (Charles Ferdinand Ramuz) (مخطوط). 5) فكرة كومنولث إسلامي لمالك بن نبي، مترجم عن الفرنسية ط القاهرة. 6) النزعة الافريقية والآسيوية لمالك بن نبي، مترجم عن الفرنسية (مخطوط). المرجع: - مقدمة ديوانه انعتاق تليها ترجمة ذاتية.

290 - الشريف (1234 - 1307 هـ‍) (1819 - 1889 م)

290 - الشريف (1234 - 1307 (¬1) هـ‍) (1819 - 1889 م) محمد بن أحمد بن عبد الكبير بن محمد بن أحمد الشريف الحسيني الهندي الأصل، المحدث، الفقيه. قرأ بجامع الزيتونة على والده ومشايخ الإسلام، بيرم، وابن الخوجة، ومعاوية، وعلى المشايخ: محمد النيفر الأكبر، والشاذلي بن صالح وغيرهم. وتولى التدريس بجامع الزيتونة فأخذ عنه عمر بن الشيخ وأجازه بسنده ومروياته، كما أخذ عنه غيره. حصل على إجازات كثيرة في رواية كتب الحديث، وسنده في صحيح البخاري عن الشيخ محمد بن الخوجة إلى أن يتصل بالحافظ بن حجر، ولازم رواية صحيح البخاري والشفا للقاضي عياض بمسجد سيدي أبي حديد، وواظب على رواية صحيح البخاري بجامع الزيتونة بعد أن أصبح إمامه الأول، وأجاز الشيخ محمد السنوسي برواية صحيح البخاري. وقد تقدم في الطريقة التيجانية، ولقّنها الكثير من المريدين. وكان مشهورا بالصلاح وإجابة الدعاء قال الشيخ السنوسي في مسامرات الظريف: «وله مع ذلك دعاء مستجاب، وخاطر ليس بينه وبين الله حجاب، جلس مرة في جبل المنار قرب الناظور من الجانب الشرقي، ومعه جملة من الأعيان، فمرت بهم فلوكة بها جمع من الصيادين للسمك، فقال أحد الحاضرين إن كنت شريفا فادع لهؤلاء ليغرقهم الله، فظهرت ¬

(¬1) في فهرس الفهارس سنة 1306.

المصادر والمراجع

غمرته ودعا عليهم بجاه جده فلم تلبث الفلوكة ان انقلبت بمن فيها في البحر، ومات جميعهم». هكذا ذكر السنوسي، والحكاية فيها ما فيها، وإلا فما هو ذنب هؤلاء حتى يشتهي لهم الغرق أحدهم ويساير هواه المترجم فيدعو عليهم. له ثبت تضمن أسانيده في رواية الكتب الستة والموطأ. المصادر والمراجع: - تاريخ معالم التوحيد 34، شجرة النور الزكية 413 - 14، فهرس الفهارس 1/ 393، مسامرات الظريف 276 - 81، معجم المؤلفين 9/ 9.

291 - الشريف (1295 - 1362 هـ‍) (1878 - 1942 م)

291 - الشريف (1295 - 1362 هـ‍) (1878 - 1942 م) محمد الميداني بن أبي بكر الشريف التوزري، الفقيه، المتكلم، الأديب، الشاعر، المشارك في عدة علوم اعتنى به جده الشيخ محمد المولدي الشريف الذي تنبأ له بمستقبل باسم مربيا ومعلما حتى نبغ في جميع العلوم المتداولة. ومن شيوخه يونس بن عبد الرحيم، وغيره من أعلام توزر. أسندت له خطة الافتاء بتوزر سنة 1355/ 1936 على كره منه. مؤلفاته: 1) الجواهر المرضية لمن أخلاقه دينية، منظومة في الأحاديث النبوية. 2) الديوان المفيد بما لا يخطر على بال امرئ من المنافع، فيه مسائل متفرقة. 3) عطية الإله في منافع المياه. 4) العقد النفيس الغالي، في الرد على أهل الزيغ والبدع. 5) العقود الفائقة في أسماء الفرق المفارقة. 6) قلائد العسجد المرصعة في تراجم المشايخ الأربعة. 7) المدائح الميدانية في الثناء على خير البرية صلّى الله عليه وسلم. 8) مرشد الأنام في بيان الحلال والحرام. 9) مرشد الاخوان في التوحيد، شرحه الشيخ محمد بالريش الشريف. 10) المقاصد المقربة في الأدوية المجرّبة، منظومة ألفية. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 215 - 225.

292 - الشطي (1312 - 1364 هـ‍) (1894 - 1945 م)

292 - الشطي (1312 - 1364 هـ‍) (1894 - 1945 م) محمد الصادق بن محمد بن محمد الشطي الشريف المساكني، الفقيه، الفرضي. ولد بمساكن بلدة الأشراف، واستظهر القرآن، وتلقى مبادئ العلوم العربية والشرعية، والفرائض، والحساب، وحفظ كثيرا من المتون على المؤدب في الكتاب الذي لبث فيه ثماني سنوات، وفي هذا الطور أبدى عناية خاصة، ونجابة ملحوظة في دراسة الحساب والفرائض على خلاف المألوف في مثل سنه. بلغ في الحساب إلى اتقان الكسور العشرية، وتمرن تمرينا طيبا على العمل في الفرائض. ولما بلغ سن الرابعة عشرة التحق بجامع الزيتونة في سنة 1325/ 1907، وأخذ عن أعلامه كمحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد العزيز جعيط، وبلحسن النجار، وصالح المالقي، ومحمد الخضر حسين، ومحمد رضوان ومحمد بن يوسف، ومحمد النخلي، ومحمد جعيّط ومحمد الصادق النيفر، وصالح الهوّاري، وعثمان المكي التوزري، وعلي الشنوفي، وسعيد بن فطوش السطيفي، وغيرهم، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع في سنة 1331/ 1912، وبعد ذلك درس بجامع الزيتونة بصفته متطوعا مع متابعة دروس التعليم العالي، ثم شارك في مناظرة التدريس من الطبقة الثالثة، فكان النجاح حليفه، وفي سنة 1340/ 1921 نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، وفي سنة 1342/ 1932 نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى بعد وفاة شيخه محمد النخلي.

مؤلفاته

طغى عليه مرض السكر في السنوات الأخيرة من حياته إلى أن أودى بحياته في 21 ربيع الثاني 1364/ 4 إفريل 1945. مؤلفاته: 1) تهذيب وتحرير ايضاح السالك في قواعد الإمام مالك للونشريسي صاحب المعيار. 2) روح التربية والتعليم، كلف بتدريس هذه المادة في وقت كانت المؤلفات فيه قليلة باللغة العربية وهي على قلتها يعز ورودها إلى تونس، فرجع إلى ما كتبه الأقدمون في ثنايا مؤلفاتهم مما له صلة بهذه المادة ومستفيدا من تجاربه في التدريس مدة تناهز الثلاثين عاما، وأملى من جمع ذلك على الطلبة دروسا مفيدة، ط بتونس بلا تاريخ والغالب على الظن في 1363/ 1944. 3) الغرة في شرح فقه الدرة وهو شرح على قسم الفرائض من منظومة الدرة البيضاء للشيخ عبد الرحمن الأخضري الجزائري، وجعل لها خاتمة في تصحيح الفرائض بأسلوب سهل، وكان مقررا تدريسه على طلبة السنة الرابعة من تعليم المرحلة الابتدائية الزيتونية (تونس 1355). 4) لباب الفرائض، جمع فيه بين الفقه والحساب والعمل، والحق به من الجداول والتمارين ما يعين الطالب ويوضح له الموضوع تمام الوضوح، كان مقررا تدريسه على طلبة المرحلة الثانوية من التعليم الزيتوني طبع للمرة الأولى بتونس سنة 1353/ 1934، وطبع مرة ثانية بمطبعة الارادة سنة 1370/ 1951، وعن هذه الطبعة صدرت طبعة مصورة قامت بها مكتبة النجاح بطرابلس (ليبيا) بلا تاريخ. المراجع: - مقدمة الطبعة الثانية لكتاب «لباب الفرائض» بقلم الكاتب الصحفي تلميذ المترجم الشيخ المرحوم محمد المنصف المنستيري في سبع صفحات، الأعلام 6/ 162 (ط 5/)، معجم المؤلفين 10/ 77.

293 - ابن شعبان (1315 - 1383 هـ‍) (1897 - 1963 م)

293 - ابن شعبان (1315 - 1383 هـ‍) (1897 - 1963 م) أبو الحسن بن شعبان، الأديب الشاعر. ولد بتونس، وهو ينحدر من عائلة صوفية تنتسب للطريقة القادرية. تلقى تعلمه الثانوي بجامع الزيتونة، وتخرج منه متحصلا على شهادة التطويع سنة 1333/ 1918، فباشر مهنة التعليم بمدرسة ترشيح المعلمين، وهو من أساتذة الشاعر والكاتب الناقد محمد الحليوي في هذه المدرسة. ظهر نبوغه في الشعر باكرا فنشرت له الصحف شعره قبل استكمال دراسته بجامع الزيتونة، وشعره سهل منساب فيه رقة وعذوبة، وكان عالي الهمة لا يمل من المطالعة والاستزادة من طلب العلم، حكى عن نفسه أنه كان يحضر دروس العلامة الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في الموطأ وهو إذ ذاك شيخ جامع الزيتونة، وشيخ الإسلام المالكي حوالي عام 1933، وفي ذات مرة ناقش الشيخ ابن عاشور في مدلول لفظة لغوية، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور متمكن في مادة اللغة، متثبت في نقله مع سمو ذوق وقدرة على الترجيح بين الأقوال في أسلوب علمي وحسن عرض، ولما طالت المناقشة أراد المترجم أن يفحم الشيخ ابن عاشور فاخترع لوقته شاهدا شعريا على صحة زعمه، فأجابه الشيخ ابن عاشور بديهة ومن نفس الوزن والروي: يروون من الشعر ما لا يوجد ففغرفاه مبهوتا من شدة ذكاء الشيخ وسرعة بديهته (¬1). ¬

(¬1) هذه الحكاية سمعها منه مباشرة الصديق الشيخ علي بن الأكحل، وهو الذي قصها عليّ في بعض مجالس محادثاتنا بمدينة سوسة.

المراجع

له ديوان شعر قيل إنه ضاع في قائم حياته. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 1/ 46 - 17، الحركة الأدبية والفكرية في تونس 243 - 244، الشابي شاعر الحياة والحب د. عمر فروخ (بيروت 1980 ط 3/) ص 75.

294 - الشعبوني ( ... -كان حيا سنة 1285 هـ‍) (1868 م)

294 - الشعبوني ( ... - كان حيا سنة 1285 هـ‍) (1868 م) محمد بن محمد الشعبوني الصفاقسي، فاضل عارف بسر الحروف والأسماء. له: (1) ياقوتة الأحداق في علم طرق السير في الأوفاق. (2) شرحها فرغ منه لعشر بقين من شعبان سنة 1285 أوله: «بحمدك اللهم على فتح طريق الاشكال من توفيق جداول فضلك العميم». وهذان التأليفان موجودان بدار الكتب المصرية. المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 730، معجم المؤلفين 11/ 233.

295 - الشقانصي ( ... -ما بين 1228 - 1235 هـ‍) (1813 - 1820 م)

295 - الشقانصي ( ... - ما بين 1228 - 1235 هـ‍) (1813 - 1820 م) أحمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الشقانصي (¬1) القرشي القيرواني، كان من علماء القراءات في عصره. مؤلفاته: 1) الأجوبة المدققة عن الأسئلة المحققة، جمع في تحريره من مسائل القراءات وعلوم القرآن جملة وافرة وأبرزه في صورة أسئلة وأجوبة، وبناه على خمسين سؤالا كان قدمها للعلامة الشيخ لطف الله العجمي الأزميرلي الوافد على تونس في سياحة للاجتماع بعلمائها فأجابه عن عشر منها واعتذر عن الباقي فطلب المترجم الجواب عنها فأجاب، وأضاف إليها غيرها حتى بلغ مجموعها خمسمائة وخمسة أسئلة، والمظنون أنه كان يؤمل ابلاغها لأكثر بدليل أن عدد الأسئلة تركه بياضا. وقد ذكر في آخر الجزء الثاني أنه يليه الجزء الثالث، ولم يوجد هذا الجزء وقد وصف أسئلته بأنها من علوم القرآن وان تجاذبها كل من علوم القرآن وعلم القراءات إلا أن ما فيها من غير القراءات يرجع أكثره إلى الارتباط أو إلى ألفاظ القرآن ورسمه كمسألة قراءة القرآن بالتلحين، ومتعمد التغيير الحقيقي هل تلزمه الحرمة أو الكفر، واقتباسه لها من «الاتقان» وغيره. يوجد 2 جزءان منه بالمكتبة الوطنية (أصلها من المكتبة العبدلية) وله تآليف أخرى لخصها من هذا الكتاب منها: ¬

(¬1) نسبة إلى شقا نص من قرى المنستير والمترجم قيرواني المولد.

2) الثواقب والسيوف الهندية. 3) نصرة أهل الإسلام والايمان في تنزيه القرآن. 4) عمدة القارئ والمقرئ، في الرد على الشيخ صالح الكواش في مسألة جمع القراءات في ختمة واحدة غير أنه تنكب عن آداب البحث فأكثر السباب لمنازعيه حيث تعرض لمسألة كانت وقعت في ذي القعدة، سنة 1197 هـ‍ وحاصلها أن الشيخ صالح الكواش أنكر على تلميذ يقرأ بالسبع على الشيخ حمادة بن الأمين يوم ختمه بجامع الزيتونة حيث عطف بقراءة من لا في قوله تعالى: {ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ} من اعادة ما النافية قائلا إن الله يقول: {ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ} وأنت تقول: «لا اغنى عنه وماله وما كسب» فأجابه الشيخ حمادة أن تلك طريقة القراء، فذكر ذلك الشيخ صالح وعارضه في فهم كلام القراء وإن ذلك مشروط بصحة الوقف والابتداء بما بعد الموقوف عليه، ويظهر أن المترجم لم تبلغه المسألة على وجهها فكتب في جوابها ما لا ينطبق عن اعتراض الشيخ صالح، ثم تجاوز حد آداب البحث فأغلظ بشتم الشيخ المذكور، وإن أمير عصره نفاه إلى منزل تميم، وجرده من وظائفه لذلك مع أن الحق انها مسألة علمية لم يتداخل فيها الأمير، بل لما استعداه الشيخ حمادة على الشيخ صالح قال له: نرفع أمرك لرئيسي المفتيين وكانا يومئذ الشيخ محمد بيرم الثاني، ومحمد المحجوب، فأجابه بأنه رفع إليهم المسألة فلم يردا عليه، فقال له: وما أصنع بعد ذلك فقال: اني حلفت إن لم يؤخذ بيدي أترك الأقراء، فأجابه الأمير: لتبر في يمينك، ومرتباتك تجري لك وتمت المسألة على هذا الوجه. ولنفي الشيخ صالح سبب آخر كما يعلم من ترجمته حياته. أول الكتاب «الحمد لله الذي تفضل علينا بنعمة الإسلام والايمان» 2 جزءان بخط المؤلف (كتابة الأجوبة المدققة) الجزء الأول من الديباجة إلى السؤال السادس والعشرين بعد المائة وبآخر ورقة منه ملصق على أكثر من ثلثها غطى على كتابة المؤلف في انتهاء تأليفه

المراجع

ونسخه وتاريخ ذلك قصد به فاعله التدليس بأنه جزء أول تام ليجعل الجزءين بعده ثانيا وثالثا حتى يكون التأليف تاما حيث نص المؤلف آخر الثاني بأنه يليه الثالث والحق أن الذي جعله هذا المدلس ثالثا هو تكملة الجزء الأول لانتظام عدد آخر الأسئلة وتاريخ إتمامها وأحد تآليفها وكتابه. وقد قرئ ما حجبه الملصق فإذا هو يوم الأربعاء السابع من شوال 1221. 233 ورقة من القطع الكبير. الجزء الثاني يشتمل على تكملة الجزء الأول وان وضعت بعد الجزء الثاني، وعلى الجزء الثاني تبتدئ التكملة من السؤال السادس والعشرين إلى الثامن والعشرين بعد المائة، وتنتهي إلى السؤال الثالث والثلاثين بعد المائة - تم تأليفها - حسبما قرئ خلف الملصق على آخر ورقة منه مثل الجزء الأول - كمل تأليف الجزء الأول من هذه الأجوبة المدققة الأسئلة المحققة على يد مؤلفها وكاتبها الفقير لربه الغني المنشي أحمد بن أحمد أيضا بن محمد بن أبي بكر الشقانصي القيرواني القرشي في يوم الأربعاء السابع من شوال سنة 1221. ويبتدئ الجزء الثاني من السؤال الثالث والثلاثين إلى الأربعين بعد المائة وينتهي بالسؤال الخامس من المائة السادسة، وتم تأليفه ونسخه على يد مؤلفه - حسبما قرئ ذلك من خلف ملصق على الورقة الأخيرة منه - ليلة الجمعة السادس من قعدة الحرام سنة 1228 225 ورقة من القطع الكبير. 5) الحجة الباهرة في القراءات. المراجع: - إيضاح المكنون 1/ 392، 2/ 123، 651، برنامج المكتبة العبدلية 1/ 132 - 136 (بتصرف يسير منه).

296 - الشقراطسي ( ... -466 هـ‍) ( ... -1073 م)

296 - الشقراطسي ( ... - 466 هـ‍) ( ... - 1073 م) عبد الله بن الشيخ يحيى بن علي بن زكرياء الشقراطسي التوزري، أبو محمد، العالم الأديب الشاعر. ولد بتوزر، واعتنى بتربيته والده، ولقنه مبادئ العلوم اللغوية والدينية، ثم رحل إلى القيروان للقراءة على أعلامها، فأخذ عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، وعبد الحق الصقلي، وعبد المنعم الكندي، والسيوري، وأبي عمران الفاسي، وأبي حفص العطار، وغيرهم، وبعد إتمام تحصيله رجع إلى بلده. كما أخذ بالجريد عن المحدث الفقيه الخطيب محمد بن خلف بن واطّاس النفطي، ثم سافر إلى المشرق حاجا ولقي أعلاما روى عنهم، وفي طريق رجوعه صادف بمصر هجوما مسيحيا بيزنطيا فشارك في القتال مع جيش المسلمين في رد العدوان، وعند رجوعه إلى بلده اشتغل بالتدريس فانتفع به جماعة منهم أبو الفضل يوسف بن النحوي. مؤلفاته: 1) الإعلام بمعجزات النبي عليه السلام، وختمه بقصيدته اللامية الشهيرة المنسوبة إليه (الشقراطسية) 2) القصيدة الشقراطسية، وهي قصيدة لامية في مدح خير البرية صلّى الله عليه وسلم، وذكر معجزاته وغزواته، أورد العبدري في رحلته نصها كاملا، وهي في 135، بيتا من البحر البسيط، وبعد قرنين استلهم منها البوصيري نظم البردة.

المصادر والمراجع

3) تعليق لطيف على مسائل من المدونة كتب عنه في حدود سنة 1038/ 429. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 144 - 45 (ط 5/)، أعلام الأفارقة عبد الله الشقراطسي للهادي مصطفى التوزري (تونس 1955)، رحلة العبدري 44 - 51، شجرة النور الزكية 117، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية، القاهرة المطبعة الأزهرية المصرية 1327 هـ‍ (ط 1/) 1/ 122 - 123، أورد أبياتا من الشقراطسية ونقل ترجمته من شرح أبي شامة للقصيدة وذكر منها أبياتا في 1/ 268 وأعاد ترجمته وذكر أبياتا من القصيدة وفسر غريبها 2/ 328 وذكر في 1/ 268 - 69 أن الطرابلسي شرحها ولم يذكر ما هو اسمه، الجديد في أدب الجريد 30 - 53، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 197 - 98، فهرسة ابن خير 119 - 20، مجمل تاريخ الأدب التونسي 163 - 67، معجم المؤلفين 10/ 106 (وفيه محمد بن يحيى نقلا عن كشف الظنون 1119، 1120 وترجم له في 10/ 71 (محمد الشقراطسي)، عنوان الأريب 1/ 42 - 43، وفيات ابن قنفذ 38 وفي تراجم وأخبار أندلسية مستخرجة من معجم السّفر للسلفي (د/إحسان عباس) ص 91 - 92 أبيات شعرية له، كشف الظنون 1339 - 40، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 728 - 29، الحياة الأدبية بافريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 146 - 48، هدية العارفين 2/ 73.

297 - الشقراطسي ( ... -429 هـ‍) ( ... -1036 م)

297 - الشقراطسي ( ... - 429 (¬1) هـ‍) ( ... - 1036 م) يحيى بن علي بن زكريا الشقراطسي (¬2) التوزري، أبو زكرياء، ولد بتوزر، ورحل إلى القيروان لطلب العلم فأخذ عن أعلامها كابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وابن أخي هشام، وعلق عنهم فتاوى، وأخذ عن غيرهم، ثم عاد إلى بلده بعد إشباع نهمه من العلم، ثم رحل إلى المشرق لأداء فريضة الحج فلقي أعلاما روى عنهم الحديث، ولقي أدباء شعراء، ثم رجع إلى بلده توزر، وتصدر للتدريس بجامعها فتخرجت به جماعة، وحاز الرئاسة العلمية ببلده فأصبح مرجع الفتوى. وله شعر نعته ابن مرزوق الحفيد بقوله: «وله حظ وافر من الأدب وذكر المترجمون له مرثية في شيخه ابن أبي زيد القيرواني (¬3). مؤلفاته: 1) أرجوزة في مناسك الحج. 2) برنامج شيوخه، كتبه لأولاده، وذكر انه روى عن اثنين وسبعين شيخا. ¬

(¬1) هذا ما ذكره صاحب الأعلام في تاريخ وفاته مع أنه اقتصر على رسالة الهادي مصطفى التوزري (أعلام الأفارقة ... ) وهذه لم تذكر وفاته وفي «الجديد في أدب الجريد» وفاته عام 439. (¬2) بفتح الشين وسكون القاف وكسر الطاء نسبة إلى شقراطس حصن قديم رومي (بيزنطي) على مقربة من قفصة وانفرد ابن قنفذ القسنطيني في «الوفيات» بأنه قرية من قرى توزر، ولعل هذا هو الأقرب للصواب والمشكلة يحلها علماء الآثار والمتخصصون في التاريخ القديم. (¬3) ذكر معظمها في «معالم الإيمان» 3/ 147 - 48 في ترجمة ابن أبي زيد.

المصادر والمراجع

3) مجموعة الأسئلة الفقهية جمع فيه أسئلة لشيوخه، الذين قرأ عليهم مع أجوبتهم. 4) نزهة المحاجر، نسبه له في كشف الظنون، ولم يبين ما هو موضوعه. المصادر والمراجع: - الأعلام 9/ 196، أعلام الأفارقة عبد الله الشقراطسي للهادي مصطفى التوزري ص 7، 15، الجديد في أدب الجديد 28 - 29، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 196 - 97، شجرة النور الزكية 96، عنوان الأريب 1/ 41 - 42، كشف الظنون 1947، معالم الإيمان 3/ 147 - 48، معجم المؤلفين 13/ 213 (نقلا عن الأعلام)، المفاتيح القرطاسية شرح القصيدة الشقراطسية لابن مرزوق الحفيد الورقة اب (مخطوط بالمكتبة الوطنية وأصله من مكتبة الشيخ علي النوري)، بلاد البربر الشرقية ... (بالفرنسية) 728، الحياة الأدبية بافريقية ... (بالفرنسية) 145 - 46.

ابن شقون-الرقادي 298 - الشماع ( ... -833 هـ‍) ( ... -1430 م)

ابن شقون - الرقادي 298 - الشماع ( ... - 833 هـ‍) ( ... - 1430 م) أحمد ابن الولي الصالح أبي عبد الله محمد المرجاني الهنتاتي شهر الشماع، الفقيه الأديب الشاعر، لا نعلم عن حياته العلمية تفاصيل كثيرة سوى أنه من تلامذة الإمام ابن عرفة، وقاضي محلة السلطان أبي فارس عبد العزيز الحفصي، وخطيب جامع القصبة، وتولى بعده الخطابة والقضاء الفقيه الورع أبو عبد الله محمد المسراتي. وهو الذي تولى غسل وتكفين الأمير أبي عبد الله ابن أبي فارس عبد العزيز، وحزن عليه إلى أن لحق به بعد نحو ثلاثة أشهر، وله شعر منه قصيدة في 59 بيتا في التحريض على الجهاد قدمها للأمير أبي عبد الله ابن السلطان أبي فارس عبد العزيز. تروح ليالي النصر فينا وتغتدي … بحرمة ذي الجاه العظيم الممجد وأشرف خلق الله أصلا ومحتدا … وخير نهي ضمه الحشر والندي فشدّ مطايا العزم وأقصد محمدا … نبيك يا عبد العزيز بن أحمد إلى أن قال مخاطبا الأمير أبي عبد الله ولي العهد: ويا عدة التوفيق والفضل والهدى … وخير مليك في الزمان مؤيد تلقب بالمنصور في الباس والندى … وفي الفضل كهف للمسلمين محمد شددت القوى والعزم من خير ملكه … أفديك من بار على البر مسعد أذكّرك الله الذي عز شأنه … وسلطانه من سيد وابن سيد وله قصيدة ذات 76 بيتا في مدح السلطان أبي فارس عبد العزيز ابن السلطان أبي العباس أحمد

المصادر والمراجع

أيا ذاك الإمام ومن إليه … تناهى العز والشرف الخطير ومن عظمت وقائعه وجلّت … صنائعه فتم به السرور على آساس مجدك في البرايا … وجدك في النقى نصب السرير شددت الملك بالتقوى فتمت … خصال المجد وانتظم النفير وشيدت المنابر إذ بناها … بنو حفص فعزّ لك النظير عززت بنصرة عند الأعادي … ظفرت وحزت والله النصير عقدت العزم في ترك الخطايا … فمثلك لا يجار ولا يجور له مطلع التمام ومنجاة الخواص والعوام في رد القول بأخذ عزم ذوي الإجرام، تأليف في كراريس رد به على البرزلي في مسألة العقوبة بالمال، شنع عليه غاية في القول بجوازها، وذكر فيه أنه تواتر عنده عن شيخه ابن عرفة أنه كان يقول في سجوده: «اللهم احفظ دين محمد - صلّى الله عليه وسلم - من البرزلي» وهذا بعيد عن الإمام ابن عرفة، والبرزلي لازمه نحوا من أربعين سنة، ولقب بشيخ الإسلام، والخلاف في الرأي لا يدعو إلى اختراع مبالغات بعيدة عن التصديق وله فتاوى في المعيار. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 182، الحلل السندسية 1 ق 2/ 610، 1 ق 4/ 1078، شجرة النور الزكية 244، الأدلة البينة النورانية على مفاخر الدولة الحفصية لابن المترجم محمد بن أحمد بن الشماع ص 44، 146، 148.

299 - ابن الشماع (حوالى 873 هـ‍) (1459 م)

299 - ابن الشماع (حوالى 873 هـ‍) (1459 م) محمد بن أحمد بن محمد المرجاني الهنتاتي المعروف بابن الشماع، المؤرخ، لم تتوفر لدي معلومات عنه، ولعله توفي بالوباء الواقع في زمن أبي عمر وعثمان الحفصي. له الأدلة البينة النورانية على مفاخر الدولة الحفصية، حققه ونشره المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك، ط تونس سنة 1936 وهذا الكتاب ينقل عنه ابن أبي دينار في «المؤنس» وينظر بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 335.

300 - شملة ( ... -كان حيا سنة 1295 هـ‍) (1878 م)

300 - شملة ( ... - كان حيا سنة 1295 هـ‍) (1878 م) مردخاي شملة اليهودي التونسي، كان يجيد اللغة العربية، ويعرف اللغات الأجنبية الأوربية، وكان مترجما منشئا بجريدة «الرائد التونسي». نسب له القسطاس المستقيم في اختلال الحكم بنفي جنسية القائد نسيم، أي نسيم شمامة اليهودي التونسي الذي كان قابض مالية الدولة في عهد محمد الصادق باي وفر إلى إيطاليا أبان ثورة علي بن غذاهم 1864 حاملا معه مبالغ كبيرة مختلسة من مال الدولة، وتوفي هناك فحاول ورثته إثبات إنه غير تونسي وقد سبق أن هذا التأليف للجنرال حسين. وله مفاوضات المؤتمر المنعقد بالأستانة في المسألة الشرقية، ط. تونس سنة 1295/ 1878، 79 ص، وهو عبارة عن تقرير للجلسات التسع للمؤتمر المنعقد بطلب من محمد البكوش المستشار في الأمور الخارجية. المرجع: - مجلة إيبلاع 98، 1962/ 2، ص 165 رقم 59.

301 - الشنوفي (1326 هـ‍) (1908 م)

301 - الشنّوفي (1326 هـ‍) (1908 م) علي الشنّوفي، العالم الأديب. طلب العلم بجامع الزيتونة فقرأ علي سالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، والشاذلي بن القاضي، ومحمد النجار، وغيرهم. وبعد تخرجه تولى التدريس بجامع الزيتونة، واشتهر بفصاحة العبارة، وجودة الإلقاء، وتخرج به كثيرون. له مجموع حدائق الحقائق (في التوحيد، والنحو، والمنطق، والاستعارات، وآداب البحث، والصرف، والعروض). ط. تونس سنة 1304/ 1885. المراجع: - شجرة النور الزكية 1/ 420، معجم المطبوعات 1151.

302 - ابن الشيخ (نحو 1239 - 1329 هـ‍) (1826 - 1911 م)

302 - ابن الشيخ (نحو 1239 - 1329 هـ‍) (1826 - 1911 م) عمر بن أحمد بن علي بن حسن بن علي بن قاسم المعروف بابن الشيخ، الفقيه، المتكلم، العارف بالفلسفة، الجامع بين المنقول والمعقول. أصله من الماتلين من قرى بنزرت، ثم انتقل مع والده إلى رأس الجبل، وكان والده ثريا قائما بالأعمال التجارية والفلاحية. لمّا عزل الشيخ الطاهر بن أحمد اللطيف القلعي (من القلعة الصغرى بإقليم الساحل) عن التدريس بسبب إداري طفيف، ولزم بيته وكان لعزله صدى كبير في الأوساط الزيتونية، وبلغ الخبر إلى والد المترجم فاتصل بالشيخ اللطيف، وألح عليه وأقنعه في احترام أن يقبل منه عين المرتب الذي كان يتقاضاه من وظيفته ليتفرغ لتعليم ابنه فرضي الشيخ اللطيف بهذا العرض، وأصبح أستاذا خاصا للمترجم، واعتنى بتوجيهه وتربيته حتى تمكن من الفوز بنجاح في الانخراط في سلك التلامذة الزيتونيين، واستمر الشيخ اللطيف في رعايته وتوجيهه في حياته التعليمية، وبإشارته التحق بالدروس التي يلقيها أعلام مرموقون في تلك الفترة، وكانت العادة الجاري بها العمل أن التلميذ ينتخب لدروسه من يختاره من المشايخ المدرسين، وكان المترجم قبل أن يلتحق بجامع الزيتونة قد انتقل للسكنى بالعاصمة بصحبة أسرته، وبقي والده مترددا بينها وبين رأس الجبل، وتلقى المترجم تعلمه الابتدائي بالعاصمة التونسية. وكان دخوله جامع الزيتونة سنة 1259/ 1844 وقرأ على المشايخ: ابراهيم الرياخي، ومحمد البناء، ومحمد الخضار، ومحمد بن سلامة، ومحمد

بن الخوجة، ومحمد بن حمزة الشاهد، ومحمد معاوية ومحمد بن عاشور الشهير بحمدة، ومحمد النيفر، ومحمد بن ملوكة ومحمود قابادو، ومحمد الشريف الذي أجازه بما في ثبته، ومحمد الشاذلي بن صالح الذي أجازه بما في فهرسته، ومصطفى البارودي. ونجح في شهادة التطويع بدرجة حسن جدا، وباشر بعدها التدريس بجامع الزيتونة بصفة متطوع بإذن من شيوخه وإلحاحهم وذلك سنة 1266/ 1848، وفي سنة 1268/ 1850 أعلن عن فتح مناظرة للتدريس من الطبقة الثانية فلم يشارك فيها، ولما انتهى المتناظرون من مواد المناظرة قال العلامة شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع لرفاقه في النظارة: إني سمعت منذ أيام طالبا صغيرا لا أعرف اسمه يقرئ درسا يفوق هذه الدروس التي ألقاها المتناظرون، وبحث المشايخ النظار عن ذلك الطالب الصغير فإذا هو صاحب الترجمة فأولي مدرسا من الطبقة الثانية، وبقي فيها خمس عشرة سنة فارتقى إلى الطبقة الأولى سنة 1283/ 1865، واستمر على التدريس نحوا من ستين عاما درس فيها أهم الكتب والمواد في التعليم الزيتوني كالتفسير، والحديث، والفقه، والأصلين، والبلاغة، والمنطق، وآداب البحث والمناظرة، وتخرجت عليه طبقات لا تحصى: وممن قرأ عليه ابراهيم المارغني، وحمودة تاج، وصالح الشريف، ومحمد القصار، ومحمد مخلوف المنستيري صاحب «شجرة النور الزكية» ومحمد السلامي الصفاقسي، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد الخضر حسين، ومحمد المكي بن عزوز، وعلي الشنوفي، وغيرهم كثيرون. قال عن أسلوبه وطريقته في التدريس تلميذه العلامة الشيخ محمد الخضر حسين: «أما أسلوب الأستاذ في التعليم فمن أنفع الطرق كان يقرئ عبارة المتن ويبسطها حتى يتضح المراد منها، ثم يأخذ في شرح عبارات الشرح، وما تمس الحاجة إليه من الحواشي والكتب التي بحثت في الموضوع لا سيما الكتب التي استمد منها شارح الكتاب، ويتبعها بالبيان جملة جملة، ولا يغادر عويصة أو عقدة إلا حل مغلقها، وأوضح مجملها

حيث يتعلم الطالب من دروسه كيف يلتقط جواهر المعاني من أقوال المؤلفين زيادة عما يستفيده من علم. والأستاذ لم يأخذ في دروسه بطريقة الإملاء كما يصنع كثير من الأساتذة إلا أن له مزيد التحقيق والكشف عن أسرارها بوجه يدلك على ما له من سعة العارضة والغوص في أعماق المباحث إلى أبعد غاية. وعادته أن لا يورد بحثا أو جوابا عن اعتراض إلا بعد التثبت والاستناد فيه إلى قاعدة مسلمة ومن هنا كان الغالب على إفهامه الاستقامة وإصابة المرمى، وإذا عثر على خلل لبعض المؤلفين التمس له المعذرة ما أمكنه وإلا قرّر وجه الخلل ونبّه على مكانه بأدب ولطف في البيان، وكان له عقل أشرب قوانين المنطق فلا يروح عليه الزيف وإن صدر من عظيم أو خرج من زخرف من القول ومن أشهر دروسه وأدلها على مقدرته الفائقة درسه للمواقف لعضد الدين الإيجي بشرح السيد الشريف الجرجاني الذي ابتدأه في حدود سنة 1285/ 1867 ولبث في تدريس هذا الكتاب عشرين سنة أو أكثر حتى أتى على ختمه، ويوم ختمه أنشد تلامذته القصائد البليغة من إنشائهم وانقطع لهذا الدرس انقطاعا عديم النظير، وأظهر من الضلاعة في العلوم الحكمية ودقة الفهم، وبراعة التقرير معاني سارت بها الركبان، ولإعداد هذا الدرس يعقد مجلسا ليليا في منزله يشهده كثير من العلماء الذين يحضرون الدرس بجامع الزيتونة للتذاكر في مسائل درس الغد فيهتدي بتوقفاتهم وإفهامهم إلى مقاعد التحرير من الدرس، ويفارقونه والمسائل عندهم وعنده لا تزال محاطة بشيء من الغموض محتاجة إلى طريق فيصل في تقريرها وتصويرها، وبعد انصرافهم يخلو بنفسه للمطالعة فيجيء إلى الدرس صباحا وقد قتل مسائله بحثا وتحقيقا. وقد حضر هذا الدرس الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في زيارته الأولى لتونس سنة 1300/ 1883 وأعجب بقيمة المترجم ودرسه أيما إعجاب، وناهيك بقيمة الشيخ محمد عبده في العلوم الحكمية.

وفي سنة 1278/ 1861 انتخب عضوا في المجلس الأكبر المؤسس بمقتضى قانون عهد الأمان، ونائبا لرئيس المجلس الاعتيادي فظهرت له براعة فائقة في تطبيق القوانين. لما عزل الوزير مصطفى خزنه دار، وعزمت حكومة خير الدين على محاسبته على الأموال التي دخلت خزينة الدولة مدة ولايته تشكل مجلس يتركب من اثنين من الوزراء واثنين من شيوخ المجلس الشرعي تحت رئاسة ولي العهد، وأن تتقدم الدولة بمطالبها على خزنه دار، ويتولى وكيله الدفاع عنه واختار الوزير خير الدين صاحب الترجمة وكيلا للدولة في هذه القضية ثقة بما عرف به من رجاحة العقل وسداد الرأي ولما انتهت هذه المسألة تولى قضاء باردو سنة 1290/ 1876 أثر انتقال شيخه محمد الشاذلي بن صالح من هذه الخطة إلى خطة الافتاء، وكان من أعضاء اللجنة التي تشكلت في وزارة خير الدين لوضع قانون تنظيمي للتعليم الزيتوني تحت رئاسته، وأعضاء هذه اللجنة هم كما يلي: رئيسها الوزير خير الدين، وكيل الرئيس الباش كاتب (وزير القلم) الشيخ محمد العزيز بوعتور، والأعضاء هم: صاحب الترجمة، والشيخ أحمد بن الخوجة، والشيخ الطاهر النيفر، والشيخ محمد بيرم الخامس، والشيخ أحمد الورتاني، والشيخ مصطفى رضوان، والسيد العربي زروق. وكان كل واحد من أعضاء هذه اللجنة يضع ما يبدو له، ثم يجتمعون وينقحون ذلك ويدونونه فصولا حتى انتهى ذلك القانون سنة 1292/ 1878، وبعد انتهائه عرض عليهم الوزير خير الدين قانونا حرره بنفسه لنظارة الجامع وإقامة نائبين عن الدولة، وسمي صاحب الترجمة نائبا أول عن مستشار المعارف الجنرال حسين، فوقف المترجم على تنفيذ القانون أحسن قيام، وأصبحت إدارة الجامع العلمية بيد صاحب الترجمة فكان مثال العدالة والاستقامة. لما أراد المقيم العام الفرنسي بول كامبون إجراء تنظيمات جديدة تمس التقاضي بين التونسيين والأجانب في شأن الأراضي اهتم أولا بقضايا

التسجيل وما يطرأ من خلافات بين التونسيين والأجانب واقترح وضع القانون العقاري فكان المترجم من العمد في تدوينه وصدر به الأمر عام 1303/ 1885، وبمقتضى هذا القانون تأسس المجلس المختلط العقاري، وانتخب المترجم لرئاسة القسم التونسي فيه. واختير ضمن من سيضعون لائحة مجلة العقود والالتزامات فكانت تقاريره محل إعجاب أساتذة الحقوق في الجامعات الأوربية الذين حلوا بتونس لهذا الغرض. وولي في عام 1303/ 1890 خطة الافتاء للمالكية مع احتفاظه بوظائفه الأخرى فأظهر فيها ضلاعة فقهية مع براعة فائقة في تطبيق الفروع على الأصول. ومن حبه للخير وإيثار العمل الصالح أنه تنازل في سنة 1324/ 1906 عن مرتب التدريس للمتطوعين بالتدريس بجامع الزيتونة، وأوصى لهم بقطع من المزارع يصرف لهم ريعها بعد وفاته. وفي سنة 1325/ 1907 استقال من جميع وظائفه عدا التدريس بجامع الزيتونة لتقدمه في السن وضعفه عن القيام بأعباء وظائفه وبقي في التدريس يدرس تفسير البيضاوي، وقبلت الدولة استقالته من منصب الفتوى والنيابة بجامع الزيتونة، وسمته مفتيا شرفيا ونائبا شرفيا، وعينت له في السنة أربعة آلاف وسبعمائة وأربعين فرنكا مرتبا دائما. وفيما يخص أخلاقه قال عنه تلميذه محمد الخضر حسين: «كان ذا جبين طلق وصدر رحب يقابل الأذى بالحلم، وربما ابتسم للكلمة يرمى بها وهو شاعر بما تنطوي عليه من سوء، ولا تأخذه رفعة منصبه من الانبساط للفقراء والأميين والنزول إلى محادثتهم بقدر ما يفهمون، وله عطف على سائر المتعلمين، واعتناء بالغ بالأذكياء منهم، كما اشتهر بالمحافظة على إجلال الأساتذة، ورعاية حقوقهم في حال الغيبة واللقاء.

مؤلفاته

توفي ليلة الثلاثاء في 3 محرم عام 1329/ 3 جانفي 1911، ودفن بمقبرة الزلاج بتربة الاشراف الهنديين لمكان علاقته المتينة بالبيت المحسني. مؤلفاته: 1) رسائل في مسائل من العلوم. 2) فهرسة صغرى. 3) فهرسة كبرى. المراجع: - أعلام من بنزرت رشيد الذوادي (تونس 1971) 26 - 33، تراجم الأعلام محمد الفاضل بن عاشور (تونس 1970) 163 - 172، تونس وجامع الزيتونة محمد الخضر حسين جمعة وحققه علي الرضا التونسي (دمشق 1391/ 1971) ص 112 - 116، شجرة النور الزكية 420 - 21، 460 - 61، 471 - 72، محمد الخضر حسين حياته آثاره محمد مواعدة (تونس 1974) ص 35 - 36.

حرف الصاد

حرف الصاد

303 - بوصاع (كان حيا سنة 1230 هـ‍) (1804 م)

303 - بوصاع (كان حيا سنة 1230 (¬1) هـ‍) (1804 م) محمد بوصاع النابلي كان خيرا فاضلا صالحا. له تأليف في كرامات الشيخ صالح بن سعيد بو علة القيرواني (المتوفي سنة 1229/ 1814) وأقام هذا الشيخ سنوات بنابل. ¬

(¬1) لم أجد تاريخ ميلاده أو وفاته ولا ترجمة له ولو مقتضبة تعرف بأحواله وإنما أخذت ما يتعلق به من «تكملة الصلحاء والأعيان لمعالم الإيمان» تأليف محمد بن صالح عيسى الكناني القيرواني ص 146 - 148 حيث وردت الإشارة إليه وإلى تأليفه في ترجمة الشيخ صالح بن سعيد بو علة القيرواني، ونقل ذلك - على ما نعتقد - عن أحمد ابن الحاج محمد الحربي القيرواني، قال الحربي بعد أن نقل من تأليف بوصاع ما نقل «وهذا الشيخ بوصاع الذي نقل عليه (كذا) ما ذكرنا قد كان بنابل رجلا صالحا من الأخيار، وكان عاكفا وأعرفه معرفة تامة من الصلاّح».

304 - ابن صالح (من رجال القرن الثاني عشر هـ‍) (18 م)

304 - ابن صالح (من رجال القرن الثاني عشر هـ‍) (18 م) محمد بن صالح، الفقيه. ولد ببلد الكاف. قال حسين خوجة: «وله ولوع بالرسالة في مذهب الإمام مالك - رضي الله عنه ... تعاطى الفتيا ببلده واستفاد منه خلق». مؤلفاته: 1) شرح مختصر على رسالة ابن أبي زيد القيرواني. 2) شرح مطول عليها. 3) شرح على مختصر خليل. المصدر: - ذيل بشائر أهل الإيمان 150 - 151 (لم يذكر ميلاده ولا وفاته).

305 - ابن صالح (نحو 1225 - 1308 هـ‍) (1810 - 1891 م)

305 - ابن صالح (نحو 1225 - 1308 هـ‍) (1810 - 1891 م) محمد الشاذلي ابن الشيخ عثمان، المسند، الفقيه المحقق، الصوفي، هو شريف النسب ينحدر من عائلة صوفية فاضلة معتقد في صلاحها هي عائلة سيدي بو عزيز بن الشيخ بالريش الوافد على الحاضرة التونسية أثناء القرن الحادي عشر من عوالي جبال السلسلة الأطلسية في أقصى الجنوب التونسي. تلقى تعليمه الابتدائي بالكتاب فاستظهر القرآن الكريم ثم التحق بجامع الزيتونة والمدارس المتصلة به فأخذ عن اسماعيل التميمي أدركه في السنين الأخيرة من حياته، وابراهيم الرياحي، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد البناء، وعن الصوفي المربي محمد بن ملوكة قال العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «ولعل أوثق هؤلاء الشيوخ صلة به هو شيخ الإسلام محمد بيرم الثالث، فقد كتب له في إجازته «لمن لازم العبد الضعيف السنين العديدة في كتب مفيدة» وهذه الإجازة هي التي وصلت سند مترجمنا بإجازة الشيخ عبد القادر الفاسي الشهيرة المنقحة الجامعة من طريق شيخ الإسلام أحمد المكودي عن الشيخ أحمد بن مبارك السجلماسي والشيخ علي المرسيشي. وهي التي عمت بها إجازة الشيخ عبد القادر الفاسي في الأسانيد التونسية بإجازة مترجمنا بها لاثنين من تلاميذه هما العلامة المفتي عمر بن الشيخ والعالم الوزير محمد العزيز بوعتور». لقيه الشيخ المحدث الأديب الصوفي علي بن طاهر الوتري المدني الحنفي عام 1287/ 1870 وأجازه.

تآليفه

وبعد تخرجه انتصب للتدريس بجامع الزيتونة، وتخرج به جماعة كسالم بو حاجب، والطاهر النيفر، وعمر بن الشيخ، ومحمد مخلوف، ومحمد النجار، وغيرهم. ودرس بالمدرسة الحسينية الكبرى. وكان يعقد حلقات ذكر وتذكير بالخلوة الشاذلية بمسجد سوق البلاط، وانتخب مدرسا ومشرفا على تربية المهيئين لقيادة الجيش التونسي، وكان له أثر عميق في تكوينهم الديني والنفسي. تولى قضاء باردو، ثم الافتاء بالحاضرة سنة 1277/ 1860 ثم رئاسة الفتوى سنة 1290/ 1876، ورئاسة المجلس الشرعي المالكي. واختلفت الأنظار في تطبيق النصوص على القضايا بينه وبين المفتي الشيخ محمد الشاهد، والقاضي الشيخ محمد الطاهر النيفر. فكان هذا الاختلاف داعيا لتحرير رسائل وتقارير هي من أنفس الآثار الفقهية. وقد كان لهذه المنازعات العلمية أثر في استحكام الخلاف بين رجال المجلس المالكي ومدعاة تعطيل وقال وقيل مما دعته نفسه الأبية إلى الاستعفاء من منصب رئاسة الفتوى فقدم استقالته سنة 1302/ 1884 م، فرجع إلى التدريس بجامع الزيتونة إلى أن فارق الحياة. تآليفه: 1) رسائل فقهية ذكر فيها حكم اعطاء اراضي الوقف المشجرة على وجه الانزال، توجد ضمن مجموعة من الرسائل الفقهية ترتيبها السادسة بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة العبدلية). 2) فتاوى. المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 365 - 366، تراجم الأعلام 71 - 77، شجرة النور الزكية 414.

306 - ابن الصائغ ( ... -486 هـ‍) ( ... -1093 م)

306 - ابن الصائغ ( ... - 486 هـ‍) ( ... - 1093 م) عبد الحميد بن محمد المقرئ المعروف بابن الصائغ، القيرواني ثم السوسي، سكن سوسة بعد خراب القيروان. كان فقيها محققا، أصوليا نظارا قوي العارضة. أدرك صغيرا أبا بكر بن عبد الرحمن، وأبا عمران الفاسي، وتفقه بأبي حفص العطار، وابن محرز وأبي إسحاق التونسي، وأبي الطيب الكندي، والسيوري، وغيرهم، ورحل حاجا فسمع بمكة أبا ذر الهروي. وبه تفقه الإمام المازري، وأبو علي حسان البربري، وغيرهما. وأخذ عنه من أهل الأندلس أبو بكر بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية والد المفسر عبد الحق حين مروره بالمهدية روى عنه المدونة سنة 479 (فهرس ابن عطية ص 43). وأصحابه يفضلونه على قرينه أبي الحسن اللخمي تفضيلا كثيرا. لما أراد تميم بن المعز الزيري الصنهاجي أمير المهدية تولية أبي الفضل بن شعلان قضاء المهدية شرط عليه تولية ابن الصائغ الفتيا فأجابه إلى ذلك وجلبه إلى المهدية، ودارت عليه فتواها، وذلك أن ابن شعلان لا يرى استفتاء أحد من أهل المهدية لأمور يتهمهم بها. ولما ثار أهل سوسة على تميم بن المعز قبض على جماعة منهم ولد صاحب الترجمة فضربه وأغرمه ستمائة دينار، فباع صاحب الترجمة كتبه، وكانت هذه الحادثة سبب انقباضه عن الفتوى، ولقيه بعد ذلك تميم بن المعز فاعتذر إليه فلم ينفعه، ولزم داره منقبضا لا يجالس أحدا، ثم تحيل في

المصادر والمراجع

الخروج إلى سوسة بعلة حسن هوائها، وبقي على ذلك لا ينتفع به أحد إلى أن احتل الترمان المهدية سنة 480/ 1087 ودخلوا قصر الأمير تميم بن المعز، وهذه الحادثة خفضت من مكانة الأمير تميم وكل حزبه، وهان على الناس وداراهم، فظهر المترجم، وافتى ودرّس، وانتفع به الناس، وهذا الموقف العجيب من المترجم أهو شماتة من تميم أم ابتهاج بنكبته على أيدي الترمان وفي الحادثة مس باستقلال البلاد وقربها من حافة الاستعباد من عدو تتحلب أشداقه للاستيلاء على البلاد، ولهذا قال الشيخ الحجوي في «الفكر السامي» معلقا على هذا الموقف: «وأنا لا أعجب من انبساطه وانقباضه لقد فسدت أحوال وأخلاق ذلك الزمان، ولذلك كانت دولة أفريقيا في اضمحلال حيث صارت أفكار أكابر علمائها وأعمال أمرائها إلى ما سمعت». توفي بسوسة، ودفن في ضاحية من ضواحيها تنسب إليه الآن «سيدي عبد الحميد». له تعليق على المدونة أكمل به الكتب (الأبواب) التي بقيت على التونسي. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 794 - 96، الديباج 159، شجرة النور الزكية 117، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 51، معالم الإيمان 2/ 248 - 49، هدية العارفين 1/ 505، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 731.

307 - الصباغ (كان حيا 751 هـ‍) (1358 م).

307 - الصباغ (كان حيا 751 هـ‍) (1358 م). محمد بن أبي القاسم الحميري التونسي يعرف بابن الصباغ، كان صوفيا. مؤلفاته: 1) التعريف بمشايخ شرف المركاض. 2) درة الاسرار وتحفة الابرار في مناقب أبي الحسن الشاذلي ووصاياه وترجمة سبعة من أصحابه، ط بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1304/ 1886 وتوجد منه نسخة مخطوطة بالمكتبة الوطنية (أصلها من المكتبة الاحمدية). 3) فضائل جامع الصفصافة، وهو الكائن بزاوية سيدي عبد الله خارج الباب المنسوب إليه من تونس. 4) فضائل الخلوة المحرزية بتونس. 5) مناقب سيدي أحمد السقا، يقع مع التأليف السابق وفضائل جامع الصفصافة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، وفضائل جامع الصفصافة يقع ضمن مجموع آخر. 6) مناقب أربعين من أصحاب الشاذلي. 7) مناقب أبي العباس المرسي، وماضي بن سلطان، ومحمد الحبوبي (من تلاميذ الشاذلي). هذا والتأليف الذي قبله يوجدان ضمن مجموع

المراجع

بالمكتبة الوطنية، ومناقب ماضي بن سلطان يوجد بالمكتبة الوطنية (مكتبة ح ح عبد الوهاب). 8) مناقب سيدي مبارك العجمي. المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 3/ 254، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية عبد الحفيظ منصور 459.

308 - صدام ( ... 1101 هـ‍ تقريبا) ( ... 1690 م)

308 - صدّام ( ... 1101 هـ‍ تقريبا) ( ... 1690 م) محمد ابن الشيخ أبي بكر ابن الشيخ المفتي الحاج محمد ابن الشيخ أبي بكر ابن الشيخ المفتي أبي الطيب ابن الحاج أحمد بن عبد الكريم بن أبي الطيب بن عبد الكريم صدّام اليمني القيرواني. كان فقيها فاضلا، ومحدثا راويا، ومدرس بلده، وتولى بها خطة الافتاء. له (مواهب الرب العلي في جواز طي الأرض للولي) في نحو 10 كراريس (نحو 40 ورقة) من القالب الربعي، تكلم فيه عن كرامات الأولياء وبالخصوص على كرامتي النشر والطي، فرغ منه في شوال سنة 1081/ 1671، وقرظه المفتي محمد عظوم القيرواني. المصدر والمراجع: - تكملة الصلحاء والأعيان 87 - 88، شجرة النور الزكية 306.

309 - صدام ( ... -1225 هـ‍) ( ... -1820 م).

309 - صدام ( ... - 1225 هـ‍) ( ... - 1820 م). محمد ابن الشيخ محمد بن محمد صدام اليمني القيرواني. كان فقيها مدرسا فاضلا متواضعا، زاهدا، خيرا. ولي قضاء القيروان، ثم استعفي فولي الفتيا بها فبقي مفتيا إلى أن مات، وولي إمامة الجامع الكبير وخطابته خليفة عن شقيقه أبي بكر. مؤلفاته: 1) خطب حسان رائقة رتبها ترتيبا عجيبا، وجعل لكل خطبة مجلسا يناسبها يقرؤه بعد الفراغ من الخطبة والصلاة إلى صلاة العصر، وكل مجلس يجلب فيه حكايات رائقة عجيبة عن الصالحين تناسب المقام بحيث أنه صنع صنعا عجيبا في ذلك لم يسبق إليه. 2) مجالس لقراءة المولد النبوي الشريف، طرزها بقصائد تناسب المقام. المصدر: - تكملة الصلحاء والأعيان ص 155 - 57.

310 - الصدغياني (من رجال القرن العاشر هـ‍) (15 م)

310 - الصدغياني (من رجال القرن العاشر هـ‍) (¬1) (15 م) زكرياء بن أفلح الصدغياني الجربي الأباضي. تتلمذ على أبي محمد عبد الله ابن الشيخ أبي القاسم البرّادي في جامع وادي الزبيب. ولما مات شيخه آل إليه نظام العزابة فكان يهتم به خاصة، وإلى جانب هذا النشاط لم يتخل عن التدريس، ومن أشهر تلامذته يونس بن تعاريت. مؤلفاته: 1) نظم في الإعراب. 2) نظم في الفرائض به 64 بيتا غير موحد القافية. المرجع: - نظام العزابة عند الأباضية الوهبية في جربة فرحات الجعبيري، ص 212 - 31، 269. ¬

(¬1) لا يعرف تاريخ وفاته إلا أنه من الثابت لم يدرك سنة 903/ 1457 إذ انعقد اجتماع في هذه السنة للعزابة برئاسة تلميذه يونس بن تعاريت، ودفن بمسجد معزون زين من الشمال بحومة صدغيان.

311 - الصدغياني (القرن السابع هـ‍) (13 م)

311 - الصدغياني (القرن السابع هـ‍) (13 م) عبد الله بن أبي عثمان سعيد الصدغياني الجربي الأباضي، أبو محمد، نسبته إلى صدغيان من أشهر جهات الأباضية الوهبية بجربة. قال عنه الشماخي: «كان شيخا فاضلا، وهو المقصود في زمانه بجربة، وله رسالة إلى أهل وارجلان فيها الرد على المخالفين» وهذا يقال عادة عن شيوخ الحلقة في نظام العزابة وفي تطوعه للرد على المخالفين بوارجلان دليل على طول باعه في العلم، وهذه صفة شيخ العزابة. ورسالته إلى أهل وارجلان في الرد على المخالفين، منها مخطوطة نسخت في محرم سنة 1226 في 112 ورقة بالمكتبة البارونية في حومة الجثمان بجربة. المرجع: - نظام العزابة عند الأباضية ... ص 203 - 204، ص 341 قائمة المصادر والمراجع.

312 - الصفائحي (1269 - 1337 هـ‍) (1853 - 1918 م)

الصدفي - ابن الضابط 312 - الصفائحي (1269 - 1337 هـ‍) (1853 - 1918 م) إسماعيل بن محمد حمدة بن حسن ابن الحاج إسماعيل بن محمد القائمي البوسنوي. ورد جده الأعلى محمد القائمي على تونس أواسط القرن الحادي عشر فيما ورد عليها من مآمير السلطنة العثمانية، وكان يدعى بمحمد بوشناق، ومحمد الزكي، توفي وترك ولديه الحاج سلمان والحاج إسماعيل جد صاحب الترجمة. صاهر الحاج إسماعيل عائلة تونسية تدعى بعائلة الكفيف لها اتصال بملوك تونس الحفصيين فولدت له ابنه الوحيد حسن الذي لقب بالكفيف كعائلة والدته ثم غلبت عليه نسبته إلى حرفته فصار يدعى الصفائحي، وترك ثلاثة أولادهم: محمد حمدة، وصالح، وحمودة وهم من أم واحدة هي ابنة حمودة بو غازلي، وهي من البيوتات التركية النازحة إلى تونس. وكان محمد حمدة أب المترجم أكبر أخوته سنا حسن السيرة طيب السريرة. بعد تجاوز سني الطفولة الأولى أرسله أبوه إلى الكتاب فعني به مؤدبه الشيخ صالح الرباحي بتأديبه وأكب على تلقينه وتدريبه إلى أن استظهر القرآن في بضع سنين. ولم يكن لعمه صالح أولاد فوجه كل عنايته إلى ابن أخيه المترجم الذي لم يفقد شيئا من عناية أبيه. وفي سنة 1285/ 1868 انخرط في سلك تلامذة جامع الزيتونة وأهم مشايخه الذين لازمهم حتى انتفع بهم شيخ

الجماعة سالم بو حاجب، والشاذلي بن القاضي، ومحمد بيرم، ومصطفى رضوان وغيرهم، ومن أقرانه الشيخ محمد بن يوسف، وعلي الشنوفي، وحمودة وعبد العزيز تاج، تخرج عليه غالب مشايخ جامع الزيتونة ورجال الدولة منهم محمد بن القاضي القاضي الحنفي، وإبراهيم المارغني المفتي المالكي وممن حضر دروسه في الأستانة الوزير الطاهر خير الدين وأمثاله. أحرز على شهادة التطويع سنة 1297/ 1879 فبدأ بالتدريس في جامع الزيتونة متطوعا مستمرا على الحضور بدروس شيوخه إلى أن أتمّ قراءة الكتب التي شرع في دراستها عليهم. وكان قبل ذلك قد صدر له أمر في مباشرة الإشهاد بتاريخ 29 ربيع الأنور فلم يشغله ذلك عن المثابرة في طلب العلم. وفي سنة 1298/ 1880 عين للنيابة عمن يعرض له عذر في التخلف عن التدريس من أساتذة المدرسة الصادقية فأظهر من الاستقامة في عمله ما أوجب تعيينه بالأصالة في سنة 1309/ 1890.وقد كان عين قبل ذلك شاهدا على أوقاف الديوان (المحكمة الشرعية العليا) في سنة 1302/ 1884، ثم اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية بجامع الزيتونة وذلك في نفس السنة. واختاره المستشرق مدير المعارف مشويل لإدارة المدرسة العصفورية التي أنشأها لتخريج المؤدبين (المعلمين) وصدر له أمر بذلك في 10 رجب سنة 1312/ 1893 فأبان في إدارته عن كفاءة ومقدرة وفي السنة بعدها أحرز على الطبقة الأولى من التدريس بجامع الزيتونة. وهو في جميع وظائفه اعتناء زائد وكفاءة بحيث كان أكبر من الوظيف الذي يعهد إليه مما جعل الحكومة ترفعه إلى مقام أعلى. فصدر له الأمر بولاية القضاء الحنفي في غرة صفر سنة 1315/ 1896 رغما عن كونه لم يتجاوز العامين في الطبقة الأولى بينما جرت العادة بالاختيار من قدماء المدرسين. وسافر إلى الحج في أواخر شعبان سنة 1324/ 1905 بعد أن رخصت له الحكومة في التخلف عاما عن مباشرة وظيفته، وقصد الشام حيث عاقته عن الحج أمور عائلية بحتة، ومن هناك أرسل استقالته إلى تونس، وتوجه إلى الأستانة حيث نوى العزلة والانقطاع عن الدنيا وانتظار الأجل.

المراجع

ووظفته الحكومة التركية وظائف علمية لما رأت له من المقدرة النادرة في البيان فعين مدرسا بمدرسة الخطباء التي أنشئت لتخريج خطباء حقيقيين يقومون بوظيفة الخطابة الشرعية والإرشاد ورغما عن كون هذه المادة لم تكن فيها مؤلفات من قبل مع عدم انضباطها بقواعد، ولم يعتن بها السابقون، فقد اجتهد المترجم في حصر مباحثها وتقريرها بصورة دراسية، وبعد أن أشبع ابنه الشيخ محمد بفكرته أمره بكتابة كتاب في المادة أطلق عليه اسم «الفصول المستطابة في أصول الخطابة» فجاء كتابا حافلا بالمباحث الفنية، وتعين مع ذلك مدرسا للحديث الشريف بجامع أم السلطان بالأستانة فعمل جهده في تفهيم العامة مغازي كلمة صلّى الله عليه وسلم، ولم يترك الزي التونسي في الأستانة. مات في ربيع الأول عام 1337 بعد هدنة الحرب العالمية الأولى بقليل تاركا ما تركه بتونس من الذكر الجميل وترك هناك ابنه المفرد الشيخ محمد فولي بعده مدرسا بمدرسة الخطباء، ومدرسا للحديث الشريف بجامع أم السلطان. من تأليفه إيقاظ الإخوان لدسائس الأعداء وما يقتضيه حال الزمان، ذكر فيه حقيقة الملك وأصنافه، ومعنى الخلافة والإمامة، ط. باستانبول مط عسكرية سنة 1333 هـ‍. المراجع: - معجم المطبوعات 1809. - مجلة البدر م 2 ج 1، ص 26 - 33، وج 8 - 9، ص 498 - 99.

313 - الصفار ( ... -بعد 825 هـ‍) ( ... -1414 م)

313 - الصفّار ( ... - بعد 825 هـ‍) ( ... - 1414 م) محمد بن أحمد الأنصاري شهر الصفار، الصفاقسي، المحدث الفقيه. تولى الإمامة والخطابة بالجامع الكبير بصفاقس، قال المقرئ الشيخ محمد الصنهاجي في شرحه لنظم الخراز: «فقدمنا لصفاقس - أدامها الله للمسلمين بالنصر والتمكين - لثلاث بقين من شهر ربيع الثاني من شهور سنة خمس وعشرين وثمانمائة فلقينا بها الشيخ الصالح أبا عبد الله محمد الصفار، وكنت أحضر في مجلس، وأغتنم بركاته. ويحضر مجلسه من اخوان صالحين وآخيناهم، ونظمنا معهم الشيخ في سلك». وضريحه في أول مقبرة طريق العين قبلة قبة الشيخ أبي بكر الفرياني إلى الجهة الغربية، وبنت البلدية قبة على مقام ضريحه حوالى سنة 1963. له اختصار إكمال المعلم بفوائد كتاب مسلم للقاضي عياض.

314 - صفر (1280 - 1335 هـ‍) (1864 - 1917 م)

314 - صفر (1280 - 1335 هـ‍) (1864 - 1917 م) البشير بن مصطفى صفر، الجغرافي، المؤرخ المشارك في علوم من أول الصحفيين بتونس، الملقب بأبي النهضة التونسية. أصله من أسرة شهيرة بالمهدية من سلائل الجنود الأتراك، ووالده تدرج في سلك الجند النظامي من عهد المشير الأول أحمد باشا حتى كان من كبار الضباط في عهد الصادق باي. ولد بتونس، ودخل الكتاب القرآني حتى فتحت المدرسة الصادقية سنة 1293/ 1878، فكان من أوائل الملتحقين بها وأظهر فيها من النجابة والذكاء ما أصبح به مضرب الأمثال بين الأساتذة ولفتت خلاله الفضلى نظر الوزير خير الدين فشجعه ودعاه إلى مائدته مرات عديدة. وبعد إحرازه على ديبلوم الصادقية سافر إلى فرنسا لمواصلة التعليم العالي بصحبة بعثة من رفاقه تلامذة الصادقية، وكان هو رئيس هذه البعثة وناظرا على رفاقه وقيما على شئونهم لما عرف عنه من خصال حميدة، واستقامة سلوك أحلته محل الزعامة وتابع دروسه في باريس بمدرسة سان لوي. ورجعت البعثة إلى تونس في العطلة الصيفية سنة 1299/ 1881 فصادف رجوعها انتصاب الحماية الفرنسية وظهور الحاجة الأكيدة إلى طبقة من متعلمي اللغة الفرنسية تتولى التوسط بين الأقلام العربية في الإدارة التونسية والقلم الفرنسي في ادارة الحماية، وتتصل من قريب بما يجري في المراجع العالية بما يتعلق بحقوق التونسيين، وكان الخريجون الأولون من المدرسة الصادقية هم معقد الآمال ومناط الرجاء للقيام بهذه المهام، ولما

عرضت الفكرة على المترجم أنكرها إنكارا شديدا وأبى أن يدخل الوظيفة ويترك الدراسة، واتصل بكتاب من الوزير محمد العزيز بوعتور يشرح له الأسباب الداعية لطلب انخراطهم في الوظائف، ويبين له ما للوطن من المصلحة الأكيدة في انتدابهم لذلك والتضحية بآمالهم العلمية في هذا السبيل الذي يحمده المؤسس لو كان حاضرا ويرى أنه من أكبر ثمرات مؤسسته إسداءها هذه الخدمة للوطن في هذا الوقت الحرج. وكان لهذا الكتاب تأثيره عليه فاقتنع بصواب ولوج باب الوظيفة خدمة للمصلحة العامة، فسمي مترجما بالكتابة العامة سنة 1300/ 1882، وأظهر من سامي الخلال ورفيع الخصال ما لقت إليه أنظار المسئولين، وأسند إليه مع الترجمة محاسبات الإدارة العامة حتى استقل بها فكان أول رئيس لقسم الحسابات سنة /1307/ 1882. لما أنشئ فرع ابتدائي للمدرسة الصادقية ببطحاء رمضان باي سمي مديرا له ومعلما به سنة 1305/ 1888. وعند ما أنشأ على بوشوشة جريدة «الحاضرة» في 24 ذي القعدة 1305/ 2 أوت 1888 كان محررا فكتب فيها المقالات العلمية والاجتماعية والسياسية، فظهرت مقدرته في الكتابة الصحفية بحيث كان حاملا راية التحرير الصحفي بتونس في عصره. وسعى لتأسيس الجمعية الخلدونية سنة 1314/ 1896 لإلقاء دروس حرة ومحاضرات في المواد العلمية التي لا تدرس بجامع الزيتونة كالعلوم الرياضية والطبيعية والتاريخ والجغرافيا، فكان القصد من تأسيسها هو النهوض بالطلبة الزيتونيين وتلقيح معارفهم بالثقافة الحديثة. وكانت هذه العلوم تدرس في المدارس باللغة الفرنسية لا العربية، ومن هنا يظهر فضله وفضل رفاقه من خريجي الصادقية الأوائل على إحياء اللغة العربية وربطها بالعلوم الحديثة وعلى التلامذة الزيتونيين، وهذه الخطوة الجريئة لم يكن الطريق أمامها سهلا مفروشا بالورد فالاستعمار لا يشجع هذه المبادرة إن لم

يضع في طريقها الصعاب، والمتزمتون الجامدون على كل قديم ولو اتضح عواره ونقصه وقد نقل عنهم أنهم سموا الخلدونية (خل ودونية) وأطلقوا على البشير صفر (البشير كفر) فيا لله من هذي العقول. وكان المترجم يقوم بدروس الجغرافيا والتاريخ، وفي هذه المادة الثانية أبدى ضلاعة ومقدرة على ربط الحوادث وتعليلها بالرجوع إلى أبعد التفاصيل التاريخية إلى أحدث المشاكل السياسية التي كانت تشغل الأفكار حينئذ. وحازت دروسه التاريخية شهرة واسعة وأقبل عليها الراغبون بشغف وشوق، ويحكى أن الشيخ محمد المهدي الوزاني مفتي فاس حضر مرة في إحدى زياراته إلى تونس محاضرة في التاريخ بقاعة الخلدونية، وفرنسا إذ ذاك تمهد لاحتلال المغرب الأقصى، وأحواله السياسية لا تبعث على الاطمئنان فتجاذب أطراف الحديث مع الزائر عن أحوال المغرب الأقصى وما هي وسائل اصلاح أوضاعه للوقوف في وجه الأطماع الاستعمارية، وأصبحت له بين الزيتونيين زعامة لا تقل على زعامته بين الصادقيين، يكنون له جميعا الإجلال والمحبة حتى لقب بحق أبا النهضة التونسية. تولى رئاسة جمعية الأوقاف من سنة 1317 إلى سنة 1327/ 1899 - 1909، وأبدى من الكفاءة والمقدرة والغيرة على مصالح الأوقاف ما وطد حبه في القلوب واجلاله في النفوس، وقد أجرى من الأوقاف إعانات كثيرة لمؤسسات خيرية وعلمية، وأسس تكية العجز بشارع باب البنات من أموال الأوقاف. وهذه المنزلة الشخصية التي سادها بجده وإخلاصه وكريم خلاله جعلته محل تقدير واغتباط من زعماء النهضة الشرقية أمثال الشيخ محمد عبده الذي عرفه في زيارته لتونس سنة 1322/ 1902، وزعيم النهضة الوطنية المصرية مصطفى كامل باشا الذي عرفه في فرنسا، وزعيم الوطنية المصرية والوحدة الإسلامية محمد فريد بك الذي لقيه عند زيارته لتونس ثم اجتمع به في مصر عند رحلة المترجم إليها في ضيافة الأميرة نازلي. وكل هذا لم يكن يمر برضا من الاستعمار ففكرت حكومة الحماية في

المراجع

إقصائه عن العاصمة بأمر ظاهره الترقية وباطنه النفي عن مكان إشعاعه ونشاطه فسمته عاملا على سوسة سنة 1327/ 1909 وصعق الناس وذهلوا لهذه النقلة غير المنتظرة واعتراهم الأسف والحزن، وأقيمت له حفلة توديع بالجمعية الخلدونية. وفي مدة ولايته عمل سوسة، سلك ما عهد فيه من الجدية والبساطة فاطرح ما كان عليه العمال قبله من الاغراق في الحجاب والأخذ بالرهبة، وإعاد على منظوريه كرامتهم وحرمتهم. وأقام عاملا بسوسة يحوطه الإجلال والاحترام كما هو شأنه فيما تقلد من مسئوليات إلى أن لبى داعي ربه في سنة 1335/ 1917، وبكاه عارفو فضله ونبله. له دروس جغرافية، طبعت بتونس مرتين في أواخر القرن الماضي. المراجع: - تراجم الأعلام 197 - 206، الصادق الزمر لي: وجوه تونسية الأخلاق: Figures Tunisiennes، Les successeurs، p.p.13 - 29.

315 - الصقلي ( ... -في حدود 820 هـ‍) ( ... -1418 م)

315 - الصقلي ( ... - في حدود 820 هـ‍) ( ... - 1418 م) أحمد بن عبد السلام الشريف الحسيني الصقلي التونسي، أبو العباس، الطبيب. يقال إنه أقرأ الطب في جامع الزيتونة، واشتغل في المارستان (المستشفى) الذي أسسه السلطان أبو فارس عبد العزيز بمدينة تونس وكان حاد الطبع، ومن تلامذته أحمد الخميري صاحب «تحفة القادم». مؤلفاته: 1) الأدوية المفردة. يشتمل على عشرين بابا جمع فيها الأمراض من الرأس إلى القدم. قال عن هذا الكتاب الدكتور أحمد بن ميلاد: «إن الكتاب معجم للأدوية وفقير من السريريات وهو عيبه والقارئ يكل عند مطالعته ولهذا السبب كانت أكثر النسخ الموجودة مختصرة منه». توجد نسخة منه في استانبول رقم 3614 في 166 ورقة، وفي هولندا 159 ورقة، وفي تونس ضمن مجموع رقم 5584، 156 ورقة. 2) مداواة الأمراض، مخطوط في مكتبة الاوقاف ببغداد رقم 6563 (ينظر فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الاوقاف العامة ببغداد لعبد الله الجبوري 4/ 181 - 182). جاء في خطبته «مشتمل على مداواة الامراض من القرن إلى القدم بأدوية بسيطة نبطية قريبة، لأن التركيب في الأدوية صعب ... وقلما يصاب به التحقيق». 3) شرح ارجوزة أبي علي بن سينا في الطب. والكتاب ليس من تدوينه

المصادر والمراجع

وإنما دونه بعض تلامذته عنه أثناء الدروس كما يؤخذ من خطبة الكتاب. توجد من الكتاب نسخ متعددة في المكتبة الوطنية بتونس وجزءان منه في الرباط رقم 1568 ك. 4) كتاب حفظ الصحة ويسمى أيضا الطب الشريف، ألفه السلطان أبي فارس عبد العزيز الحفصي، وقسمه إلى قسمين، أمراض النفس ومداواتها في أربعين ورقة وحفظ صحة الجسم في تسع عشرة ورقة، وبوبه 80 بابا توجد منه نسخة باستانبول رقم 18316 رقم 6316 - 1، وبالمكتبة الوطنية بباريس ضمن مجموع رقم 6844، وأربع نسخ كل واحدة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس، وفي المجموع الأخير رقم 1413 عنوان الكتاب أمراض الجسم، وببرلين مختصر من الكتاب. 5) المختصر في الطب في شستربيتي. المصادر والمراجع: - الأعلام 2/ 150 (ط 5/)، تاريخ الطب العربي التونسي للحكيم أحمد بن ميلاد (تونس 1401/ 1980) ص 97 - 105، الضوء اللامع 1/ 347، كشف الظنون 1412. بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) لروبير برانشفيك 2/ 371 - 372.

316 - الصقلي ( ... -501 هـ‍) ( ... -1107 م)

316 - الصقلي ( ... - 501 هـ‍) ( ... - 1107 م) عمر بن خلف بن مكي الحميري المازري الصقلي، أبو حفص، نزيل تونس، المحدث الفقيه، الخطيب النحوي، اللغوي، الشاعر، القاضي. هاجر إلى تونس بعد سقوط صقلية بأيدي الترمان، وكانت هجرته حوالى 460/ 1068، وولي قضاء تونس على عهد الأمراء الخراسانيين، وتولى الخطابة بأحد مساجدها، وكان يخطب يوم الجمعة من إنشائه، وقرن اسمه في الخطابة بابن نباتة، قال العماد الأصفهاني: «تروى له خطب لا تقصر على خطب ابن نباتة»، وله شعر أورد منه العماد مقتطفات في «جريدة القصر». أخذ بصقلية عن أبي محمد عبد الحق بن محمد بن هارون السهمي القرشي، وأبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن البر التميمي الصقلي اللغوي، ولقي ابن رشيق القيرواني عند نزوحه إلى صقلية، وذاكره واستفاد منه. وقد أخذ برأيه في رواية أبيات للمتنبي، وجميل وكثير، كما أخذ عن غير هؤلاء. له تثقيف اللسان وتلقيح الجنان. قال عبد العزيز مطر أراد ابن مكي بكتابه أن يكون تثقيفا للسان بما يضم من تصحيح الأخطاء اللغوية التي شاعت في العامة والخاصة في القرن الخامس الهجري وأن يكون تلقيحا للجنان ما تضمنه من شرح لها يجري على الألسنة من أمثال سائرة، ومن تفسير طائفة من أبيات الشعر التي ظاهر لفظها مخالف لمعناها إلى غير ذلك من الموضوعات التي اشتمل عليها الكتاب».

المصادر والمراجع

حققه الدكتور عبد العزيز مطر المدرس بكية البنات جامعة عين شمس وطبع بالقاهرة 1386/ 1966 في مجلد صخم، نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، ولإبراهيم بن إسماعيل الأجدابي اللواتي الطرابلسي رد على هذا الكتاب (ينظر رحلة التجاني ص 162). المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 16 (ط 5/) أنباه الرواة 2/ 329، بغية الوعاة 2/ 219، البلغة في تاريخ ائمة اللغة 271 - 272، مقدمة د/عبد العزيز مطر ل‍ «تثقيف اللسان» ص 139، كشف الظنون 993، معجم المؤلفين 7/ 287، هدية العارفين 1/ 782، بلاد البربر الشرقية على عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 796 - 797، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية ط/ جديدة) 3/ 884 بقلم ريزيتانو Rizzitano وانظر عرضا لكتاب «تثقيف اللسان» في جولة بين الكتب لمحمد محفوظ 1/ 35 - 43.

317 - الصقلي (عاش حوالى 860 هـ‍) (1456 م)

317 - الصقلي (عاش حوالى 860 هـ‍) (1456 م) محمد بن أحمد بن عبد السلام الشريف الحسيني الصقلي التونسي، الطبيب ابن الطبيب. لا نعلم عن حياته شيئا وكونه كان موجودا في النصف الثاني من القرن التاسع هـ‍ على سبيل التخمين لأنه إذا فرضنا أنه عاش أربعين سنة على أقل تقدير فإنه يكون موجودا في هذا التاريخ. له كتاب صغير في الطب في ورقات معدودات منه نسخة في استانبول ضمن مجموع رقم 2776 من الورقة 10 إلى 13، والظاهر أن هذه الورقات مقتبسة من كتاب ابنه «الأدوية المفردة». المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي ص 106.

318 - الصقلي (حوالى 820 هـ‍) (1418 م)

318 - الصقلي (حوالى 820 هـ‍) (1418 م) محمد بن محمد بن عثمان الشريف الحسيني الصقلي من مواليد مدينة تونس، ومن أسرة اشتهرت بتعاطي الطب في العصر الحفصي، وكان معاصرا للطبيبين أحمد الصقلي وابنه محمد المتقدمي الذكر، أدى فريضة الحج وأثناء مروره بمصر ضيفه الملك الظاهر سيف الدين، وأكرم وفادته، وألف له رسالة «التحفظ من الوباء» جاء في مقدمة كتابه «المختصر الفارسي»: «لما أراد الله للعبد الهجرة الحجازية في ثمانمائة فعبرت إلى القاهرة المحروسة فحضرت مجلس الملك برقوق فرأيت من ضخامة ملكه ما هو مشهور فوقع في نفسي أن وضعت له كتابا يحتوي على مقالتين الواحدة في تدبير الصحة بحسب الضروريات والثانية في تدبير الهواء عند حدوث الوباء إذ مصر مخصوصة به دون غيرها من البلدان، وذلك مدة إقامتي بها قبل الطلوع إلى الحج ... فلما وقفت على عرفات، وسمعت الدعاء لمولانا أبي فارس عبد العزيز ... سميت هذا الكتاب «المختصر الفارسي». مؤلفاته: 1) رسالة في التحفظ من مرض الوباء، تقدم ذكرها في خطبة كتابه «المختصر الفارسي» وهي مفقودة الآن. 2) المختصر الفارسي ألفه باسم السلطان أبي فارس عبد العزيز الحفصي قال عنه الدكتور أحمد بن ميلاد: «يمتاز خصوصا بكثرة الأوصاف والعلامات للمرض، وهو الشيء الثابت والمهم، ويأتي بأوصاف جديدة

المرجع

لكثير من الأمراض التي لم يسبقه بها أحد قبله في أمراض المخ والعينين والقلب والمعدة والكلي والرئة مما يدل على تضلعه». والكتاب جزءان في عشرة مقالات، توجد منه عدة نسخ في المكتبة الوطنية بتونس. المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي ص 107 - 115 R.Brunshsig، la Berberie Oriental sous les Hafsides، T.II، p.p.371 - 372.

319 - ابن أبي الصلت (460 - 529 هـ‍) (1067 - 1135 م)

319 - ابن أبي الصلت (460 - 529 هـ‍) (1067 - 1135 م) أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الأندلسي، أبو الصلت، الفيلسوف والعالم الرياضي، الموسيقى، الشاعر، نزيل المهدية، الداني الإشبيلي. ولد بدانية من الجزائر الشرقية بالأندلس المعروفة الآن بجزائر البالبار وتتلمذ على قاضي دانية أبي الوليد الوقّشي، وورث عنه ثقافته الموسوعية، كما أخذ عن غيره، وتلقى العلم أيضا بإشبيلية بلد النحاة والفنانين، واستقر بها مدة، ولذلك يقال له الداني الإشبيلي، وبعد أن تضلع من الأدب والفلسفة وعلوم الأوائل رحل إلى مصر، وتجشم المشاق، وقطع المفاوز والقفار طمعا في الظفر بعيش كريم في مصر واكتساب جاه وثروة إلا أن آماله خابت ولقي عكس ما يرجوه، وبارح الأندلس خلال عام 1069/ 489 ولنستمع إليه يحدثنا عن رحلته البرية إلى مصر فقد قال في صدر رسالته المصرية: «فجعلت استقري البلاد لأتيمم أوفقها للمقام، وأعونها على مقارعة الأيام، فكانت مصر مما وقع عليه اختياري وصدّقت حسن ظني قبل اختياري، وسرت قاصدا إليها اعتسف المجاهل والنتائف، وأخوض المهالك والمتالف، فلما تحرت ركابي من النيل، واستذرت ظل المقطّم، ألقيت عصا التسيار، واستقرت بي النوى، وخفّت ظهورهن من الرجال، وأرحتهن من الحل والترحال، وقلت: ضالتي المنشودة وبغيتي المقصودة، ههنا ألبث وأقيم، فلا أبرح ولا أريم «بلدة طيبة ورب غفور» ولم تطل مدة اللبث حتى تبينت بما شاهدته أني فيها مبخوس البضاعة موكوس الصناعة، مخصوص بالإهانة والاضاعة، وأن عيشها الرغد مقصور على الوغد، وغابها

المرّ موقوف على الحر، فلو تقدمت فعلت ذلك لخف عنها مركبي وصرفت إلى سواها رحلة طلبي، ولكان في الأرض مرمى شاسع ومنتاب واسع، بل شبلت حتى تورطت حتى عوجلت بما يعامل به ذوو الجرائر والذنوب، وجرعتني المذلة بأرض ذنوب، هذا مع ما حبرت من المدح التي اشتهرت شهرة الصباح، وهبّت هبوب الرياح، ولهج بها الحادي والملاّح. فسار بها من لا يسير مستعرا … وغنّى بها من لا يغنّي مفردا». متى قدم إلى مصر؟ وهل أقام بالمهدية مدة في بلاط الملوك الصنهاجيين قبل ارتحاله إلى مصر؟ وما هو سبب سجنه بمصر؟ ومتى حل بالمهدية بعد خروجه من مصر؟ هذه الاسئلة لا تتفق المصادر التي ترجمت له في الاجابة عنها، وتبادر بالقول بأنه لم يقم بالمهدية فترة من الزمان تحت رعاية ملوكها الصنهاجيين، بل كان مقصده من رحلته البرية الحلول بمصر على ما يستفاد من مطالعة «رسالته المصرية» التي نقلنا منها الفقرات السابقة، وهي نصوص صريحة يبطل معها كل اجتهاد شخصي أو محاولة ترجيح أو توفيق بين الروايات المتضاربة المدونة في المصادر التي تكفلت بترجمته. أما عن تاريخ حلوله بمصر فقد نص المؤرخ الثقة ابن خلكان أنه قدم الاسكندرية مع أمه يوم عيد الأضحى من سنة تسع وثمانين وأربعمائة 489 (1096) في أيام الخليفة المستنصر الفاطمي ووزيره الأفضل شاهن شاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي الأرمني، وذكر ياقوت الحموي في «معجم الأدباء» أنه «كان قدومه إلى مصر في أيام المسمى بالآمر من ملوك مصر واتصل بوزيره ومدير دولته الأفضل شاهن شاه ابن أمير الجيوش بدر». وحسب هذا القول كان حلوله بمصر على عهد الآمر بأحكام الله منصور ابن المستعلي بالله أحمد ابن المستنصر الفاطمي، ويمكن الجمع بين الروايتين بأنه ورد مصر في أيام المستنصر، وأنه لبث في زوايا الخمول والإغفال إلى أن اتصل بالوزير الأفضل شاهنشاه فذاع صيته ولقي الاكرام

والمبرة مدة. وذكر ابن أبي أصيبعة في «عيون الأنباء» أن أبا الصلت أتى من الأندلس إلى ديار مصر وأقام بالقاهرة مدة ثم عاد بعد ذلك إلى الأندلس، وكان دخوله إلى مصر في حدود سنة عشر وخمسمائة ولما كان بالاسكندرية حبس بها. فإن صحت هذه الرواية يكون قد رجع إلى وطنه بعد خروجه من مصر، ثم استقر مدة في المهدية في خدمة أبي الطاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، ورحل إلى مصر مرة أخرى بعد وفاة ولي نعمته سنة تسع وخمسمائة وروى المقري في «نفح الطيب» ما نصه: «يقال إن عمره ستون سنة، عشرون في بلده إشبيلية وعشرون في مصر محبوسا في خزانة الكتب وكان وجهه صاحب المهدية إلى ملك مصر فسجن بها طول تلك المدة في خزانة الكتب فخرج في فنون العلم إماما» كلام المقري لا يثبت أمام التمحيص لانفراده بأشياء لم يذكرها غيره. والبعض منها لا يتفق مع كلام أبي الصلت نفسه. يفهم من كلام المقري أنه بارح بلده إشبيلية في حدود العشرين من عمره أي أنه بارحها في حدود سنة ثمانين وأربعمائة بينما سبق لنا النقل عن ابن خلكان أنه قدم الاسكندرية مع أمه في سنة تسع وثمانين وأربعمائة وله من العمر تسع وعشرون سنة، وما ذكره المقري من أن صاحب المهدية وجهه رسولا إلى مصر فإن أبا الصلت نفسه أثبت صدر رسالته المصرية أنه رحل إلى مصر بمحض رغبته وكمال اختياره. وتختلف الروايات في مكان سجنه فذكر ياقوت الحموي أن الأفضل حبسه بسجن المعونة بالقاهرة، وكان يحبس في هذا السجن أرباب الجرائم، أما الأمراء والأعيان فيسجنون بخزانة البنود على ما ذكره المقريزي في «الخطط» وقد لمح أبو الصلت في صدر رسالته المصرية إلى أنه عومل بما يعامل به ذوو الجرائم والذنوب، ولذلك نستبعد كلام المقري في كونه لبث في السجن عشرين سنة في خزانة الكتب بالقاهرة، وقد نص ابن أبي أصيبعة أنه سجن بالاسكندرية إذ قال: «نفاه الأفضل شاهنشاه من مصر سنة خمس وخمسمائة وتردد إلى الاسكندرية».

ولبث أبو الصلت بسجن المعونة مدة ثلاث سنوات وشهر واحد على ما ذكره ياقوت الحموي حسبما أخبر به الثقة عن أبي الصلت نفسه. أما سبب سجن أبي الصلت فإن ياقوتا الحموي يعلله بحسد ودسائس كاتب الوزير الأفضل ضده بعد زوال حظوة تاج المعالي مختار ونكبته واعتقاله، وكان هذا الرجل هو السبب في ايصاله إلى الأفضل، وذكر ابن أبي أصيبعة سبب سجنه بالإسكندرية فقال: «وحدثني الشيخ سديد الدين المنطقي بالقاهرة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة أن أبا الصلت أمية بن عبد العزيز كان سبب حبسه بالاسكندرية أن مركبا وصل إليها وهو موقر بالنحاس فغرق قريبا منها، ولم يكن لهم حيلة في تخليصه لطول المسافة في عمق البحر فذكر أبو الصلت في أمره وأجال النظر في هذا المعنى حتى تلخص له فيه رأي واجه به الأفضل أمير الجيوش ملك الاسكندرية وأجمله أنه قام أن تهيأت له جميع ما يحتاج إليه من الآلات أن يرفع المركب من عمق البحر ويجعله على وجه الماء مع ما فيه من الثقل فتعجب من قوله وخرج به وسأله أن يفعل ذلك، ثم أتاه على جميع ما يطلبه من الآلات وغرم عليه جملة من المال، ولما تهيأت وضعها في مركب عظيم على موازاة المركب الذي غرق، وأرسى إليه حبالا مروحة من الإبريسم، وأمر قوما لهم خبرة في البحر أن يغوصوا ويوثقوا ربط الحبال في المركب الغارق. وكان قد صنع آلات بها أشكال هندسية لرفع الأثقال في المركب الذين هم فيه، وأمر الجماعة ما يفعلونه في تلك الآلات، ولم يزل شأنهم ذلك والحبال الابريسم ترفع إليهم أولا فأول وتنطوي على دواليب بين أيديهم حتى بان لهم المركب الذي قد غرق وارتفع إلى قرب من سطح الماء ثم بعد ذلك انقطعت الحبال الابريسم، وهبط المركب راجعا إلى قاع البحر. ولقد تلطف أبو الصلت جدا فيما فعله في التخيل إلى رفع المركب على أن القدر لم يساعده وحنق عليه الملك لما غرمه من الآلات وكونها أموالا

جمة، وأمر بحبسه وإن لم يستوجب ذلك، وبقي في الاعتقال إلى أن شفع فيه بعض الأعيان وأطلق، وكان ذلك في خلافة الآمر بأحكام الله ووزارة الأفضل ابن أمير الجيوش». وعلق الأستاذ قدري حافظ طوقان على هذه الحكاية في كتابه «تراث العربي العلمي في الرياضيات والفلك» بقوله: «ومن هذا يتبين جليا أن العرب فكروا في إمكان رفع المراكب الموجودة في قعر البحر، وهذا ولا شك يعطي فكرة عن بعض التقدم الذي وصلت إليه العلوم الطبيعية والهندسية عند العرب في القرون الوسطى إذ في صنع الآلات بأشكال هندسية، واستعمالها في رفع الأثقال دليل على تقمصهم بحث الميكانيكا والهندسة وبراعتهم في الجمع بينهما جمعا عمليا». وبعد خروجه من السجن استقر بالمهدية في سنة ست وخمسمائة، وخدم الأمراء الصنهاجيين أبا الطاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس وابنه علي وابنه الحسن آخر أمرائهم إلى أن أدركته منيته في يوم الاثنين غرة محرم سنة 529/ 1135 ودفن تحت الرباط الكبير بالمنستير. والمترجم شخصية خصبة المواهب متعددة الجوانب، خصبة الانتاج، فهو شاعر ناثر ومؤرخ آداب، وطبيب وعالم رياضي، وفلكي وموسيقي، قال ابن أبي اصيبعة: «وقد بلغ في صناعة الطب مبلغا لم يصل إليه غيره من الأطباء، وحصل من معرفة الأدب ما لم يدركه كثير من سائر الأدباء، وكان أوحد في العلم الرياضي متقنا لعلم الموسيقى وعمله جيد اللعب بالعود». قال المقري في «نفح الطيب» إنه: «هو الذي لحن الأغاني الافريقية». قال ابن سعيد: «وإليه تنسب إلى الآن» أي القرن السابع الهجري في عهد الدولة الحفصية.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) أجوبة المسائل، وهي أجوبة عن مسائل علمية وجهت له تتعلق بمشكلات مختلفة في الفيزياء والعلويات. 2) كتاب الأدوية المفردة على ترتيب الاعضاء المتشابهة الاجراء والآلية وهو مختصر رتبه أحسن ترتيب منه نسخة في مكتبة بودليان ترجمه إلى اللاتينية الطبيب أرنالدو فيلونوفا Arnaldo Vilonova وترجمه إلى العبرية يهوذا ناثان. 3) كتاب الانتصار لحنين بن اسحاق على علي بن رضوان في تشنيعه على مسائل حنين. 4) الانتصار في أصول الفقه. 5) أوراق من كتاب في الفلك موجودة بالاسكوريال. 6) تقويم النفس في المنطق، منه نسخة في الأسكوريال صغيرة حققها وترجمها إلى الاسبانية غونزاس بلنثيا A.Gonzadez Palencia مدريد 1915. 7) الحديقة على أسلوب يتمية الدهر للثعالبي استفاد منها العماد الاصفهاني في «الخريدة» وغيره، وقد ألفها للأمير الحسن الصنهاجي، وفيها تراجم ومنتخبات لمعاصريه من الشعراء. 8) ديوان شعر، جمعه وحققه وقدم له محمد المرزوقي (1981) نشر دار الكتب الشرقية تونس 1974 في 1174 ص، ورتبه على الحروف الهجائية، جمعه المحقق من مظان عديدة خاصة الخريدة للأصفهاني. 9) الديباجة في مفاخر صنهاجة. 10) رسالة في العمل بالأسطرلاب ألفه وهو في اعتقال الافضل بمصر، توجد

المصادر والمراجع

في برلين وليدن وبودليان والمتحف العراقي رقم 1248 والكتب 2 و 3 و 6 ألفها في السجن على ما يستفاد من كلام ابن خلكان. 11) الرسالة المصرية، ذكر فيها ما رآه في ديار مصر من هيئتها وآثارها ومن اجتمع به من الاطباء والمنجمين والشعراء وغيرهم من أهل الأدب، ألف هذه الرسالة لأبي الطاهر يحيى بن تميم، ونشرها الاستاذ عبد السلام هارون ضمن السلسلة الأولى من نوادر المخطوطات سنة 1370/ 1951، وصدرها بمقدمة نفيسة في حياته وتحليل الرسالة، وذكر بقية مؤلفاته وأماكن وجودها. 12) رسالة في الموسيقى ضاع أصلها وبقيت منها ترجمة عبرية لمجهول في المكتبة الوطنية بباريس في المخطوط العبري رقم 1036. 13) كتاب الوجيز في علم الهيئة صنفه للأفضل الذي عرضه على منجمه أبي عبد الله الحلبي فلما وقف عليه قال: «هذا كتاب لا ينتفع به المبتدئ ويستغني عنه المنتهى». المصادر والمراجع: - الأعلام 2/ 23 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 111، تكملة الصلة لابن الأبار (مصر 1375/ 1955) 1/ 203 - 204 رقم 539، تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك لقدري حافظ طوقان (القاهرة 1382/ 1962 ط 2/) 337 - 339، حسن المحاضرة 1/ 539، شذرات الذهب 4/ 83 - 84، العبر 4/ 74، عيون الأنباء في طبقات الأطباء 3/ 86 - 100، كشف الظنون 51، 469 - 646، 770 - 777، 845، 891، 894، 1472، 2004، الحلل السندسية 4/ 956/1، عنوان الأريب 1/ 58 - 59، مرآة الجنان 2/ 253 - 254 معجم الأدباء 7/ 52 - 70، معجم المؤلفين 3/ 3، المغرب في حلى المغرب لابن سعيد 1/ 256، المقتضب من تحفة القادم 5 - 7، مقدمة الرسالة المصرية 6 - 56، الكامل لابن الأثير 11/ 7، نزهة الأنظار 2/ 84 - 85، شجرة النور الزكية 2/ 200 - 201، تاريخ مختصر الدول لابن العبري (بيروت 1958) 200 - 201،

وفيات الأعيان 1/ 220 - 223، هدية العارفين 1/ 223، بلاد البربر الشرقية (بالفرنسية) 2/ 799 - 800، 809 - 810، الحياة الأدبية بأفريقية (بالفرنسية) 165 - 175، تاريخ الطب العربي التونسي 77 - 79، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية، ط جديدة) 1/ 153 بقلم ج. م. ميلاّس.

320 - الصواف (204 - 291 هـ‍) (819 - 904 م)

320 - الصواف (204 - 291 هـ‍) (819 - 904 م) أحمد بن أبي سليمان داود الربعي المعروف بالصواف القيرواني، الفقيه الشاعر الكاتب، من مقدمي رجال سحنون الذي أجازه جميع كتبه، ولازمه عشرين سنة إلى أن توفي، ويسمى جوهرة أصحاب سحنون. أخذ عنه أبو العرب التميمي، وسمع منه جماعة منهم عمر بن عبد الله بن مسرور، وعلي بن مسرور الدباغ، وأبو ميسرة أحمد بن نزار، وابن اللباد، وحبيب بن الربيع. قال الخشني: «وكان يحسن الشعر ويقوله، وكانت عنايته به في ابتداء أمره ثم لما صار إلى درجة العلم وصحبة العلماء ترك الشعر وصنعته».ولعل الصحيح أنه أقل من قول الشعر لأنه استمر على نظمه بعد أن تقدمت به السن وبلغ من العمر ثمانين سنة على ما يستفاد من قصيدة له طالعها: ولمّا فجا عمري ثمانين حجة … وأيقنت أني قد قربت من المدى وفي كبر سنه قال قصيدة له: دعيت معلما إذ صرت شيخا … وأيام الشبيبة كنت بورا قال الخشني: «ولم يكن معدودا من أهل الحفظ ولا في أهل المعرفة بما دق من العلم»، وقال غيره: كان ثقة في علمه، كريم الأخلاق، أكثر كلامه حكمة حتى أنه نقش على خاتمه «أحمد تفكر تعتبر».وله أشعار كثيرة في النصح والموعظة وكان يقول: أنا حبس وكتبي حبس على طلبة العلم. توفي في رمضان سنة 291 ودفن بباب سلم بالقيروان.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) كتاب الحجر، ألفه للصاحب بن عباد ووجهه له فقال الصاحب: ردوا الحجر من حيث أتى ثم قبله ووصله. 2) رسالة حسنة طويلة إلى بعض الكتاب في شأن الحماسة ذكرها أبو منصور الثعالبي في «يتيمة الدهر». المصادر والمراجع: - البيان المغرب لابن عذاري 1/ 184 - 185، ترتيب المدارك 3/ 242 - 245، الديباج 36، رياض النفوس للمالكي 407 - 413، طبقات الخشني (ط. مصر) 190 - 192 (الجزائر) 139 - 140، عنوان الأريب 1/ 23 - 24، مجمل تاريخ الأدب التونسي 69 - 71، معالم الايمان 2/ 131 - 141

321 - الصيد ( ... -1266 هـ‍) ( ... -1850 م)

321 - الصيد ( ... - 1266 هـ‍) ( ... - 1850 م) محمد بن عمر الصيد المناري القيرواني. كان خديم زاوية أبي زمعة البلوي الصحابي، وارتحل إلى تونس وقرأ على علمائها. كان أديبا شاعرا ينظم القصائد المطولات ذات الثلاثمائة بيت فأقل، أخذ عنه محمد بن صالح عيسى الكناني صاحب «تكميل الصلحاء والأعيان» بعض اصطلاحات القاموس، والخزرجية في العروض، وعلم البديع. له ديوان شعر كبير تركه في مسودات. المرجع: - تكملة الصلحاء والأعيان 219.

حرف الضاد

حرف الضاد

322 - ابن الضابط (386 - 444 هـ‍) (995 - 1052 م)

322 - ابن الضابط ((¬1) 386 - 444 هـ‍) (995 - 1052 م) عثمان بن أبي بكر بن حمود بن أحمد الصدفي المعروف بابن الضابط الصفاقسي، المحدث الأديب. ولد بصفاقس، وطلب العلم بالقيروان، وله رحلة واسعة إلى المشرق أخذ فيها عن علمائه، وسمع من محدثيه، روى عن أبي نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله الحافظ، وكتب عنه مائة ألف حديث بخطه. وكان يقول: «لم الق مثل أبي نعيم علما وعملا».ولقي بمكة أبا ذر الهروي، وسمع ببغداد من أبي الطيب الطبري، وروى عن أبي عثمان بن إسماعيل النيسابوري وعن محمد بن علي بن عبد الملك الفارض، وكتب له القاضي أبو عبد الله أحمد بن بنان، وبالجملة فإنه روى بمصر، والعراق، والشام، وبلاد الفرس، ومن شيوخه في العربية أبو العلاء المعري. وكانت رحلته إلى المشرق بعد العشرين وأربعمائة، وعرف كثيرا من أخبار البلاد التي دخلها ومن فيها من أهل الرواية والعلم، وكان رجوعه من رحلته سنة 436/ 1044. وكان حافظا ضابطا واسع الرواية غزير الاطلاع. وبعد رجوعه من رحلته المشرقية استقر بالقيروان، فبعثه المعز بن باديس سفيرا إلى القسطنطينية للقيام بمهمة سياسية ثم سافر إلى الأندلس وبقي فيها من سنة 436/ 1036 إلى سنة 438/ 1038، وربما يكون المعز بن باديس قد كلفه بمهمة سياسية سرية لدى أمراء الأندلس للتقارب معهم لأن المعز كان على وشك ¬

(¬1) هناك رواية أخرى في تاريخ ميلاده ووفاته فقيل ولد سنة 385 وتوفي سنة 440 و 442.

مؤلفاته

قطع العلاقات مع الدولة الفاطمية. وفي مدة اقامته بالأندلس سمع منه الناس ورووا عنه كالقاضي أبي الوليد هشام بن أحمد بن هشام بن خالد بن سعيد الكناني المعروف بابن الوقّشي، وابن عتاب، والحميدي، وابن عبد البر، وسراج بن عبد الملك بن سراج، وأبي العباس العذري وغيرهم. وفي رحلته إلى الأندلس أخذوا عنه كتب المعري، وهو أول من أدخل الأندلس كتاب غريب الحديث للخطابي. وبعد رجوعه من الأندلس أواخر سنة 438/ 1038 أرسله المعز مرة ثانية إلى قسطنطينية ولم يرجع إلى أفريقية حيث مات في الذهاب أو الإياب مجاهدا في جزيرة من جزر الروم. وكان بينه وبين ابن شرف تراسل نظما ونثرا. قال الحافظ ابن عساكر في وصفه ... «وكان فهما فاضلا لبيبا عاقلا قدم دمشق وسمع منه شيوخ شيوخنا أبو محمد عبد العزيز الكتاني الحافظ وغيره». وقال أبو عمرو الحذّاء في تسمية رجاله الذين التقى بهم: «قدم علينا طليطلة وسنه نحو الخمسين وكانت له رواية واسعة وكتب كثيرة قد رواها بالعراق والشام والحجاز ومصر، وتجول عندنا بالأندلس نحو عامين، ثم انصرف إلى القيروان وكان لي صديقا، وتكررت كتبه إلي من القيروان إلى أن أرسله الصنهاجي إلى القسطنطينية فبلغتنا وفاته». مؤلفاته: 1) له تأليف تضمن عوالي أحاديث كتبها لأبي محمد بن عتّاب تعرف بعوالي الصفاقسي.

المصادر والمراجع

2) فهرسة. ومن نسب له الاقتصاد في القراءات السبع فقد غلط كصاحب الاعلام وإنما هو لابي عمرو الداني. المصادر والمراجع: - الأعلام 3/ 346، تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري تصنيف الحافظ المؤرخ أبي القاسم بن عساكر ص 40، برنامج التجيبي تحقيق عبد الحفيظ منصور 106، 107، بغية الملتمس للضبي 397 - 298، جذوة المقتبس للحميدي 285 - 286، الحلل السندسية 1 ق 2/ 335 - 336، الديباج 188 - 189، رحلة التجاني 78 - 80، شجرة النور الزكية 109، الصلة لابن بشكوال (مصر) 2/ 387 - 390، عنوان الأريب 1/ 39، فهرسة ابن خير 435، معجم المؤلفين 6/ 251، نزهة الأنظار 2/ 122 - 123، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 1/ 175، 2/ 729، الحياة الأدبية بأفريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 92 - 93.

323 - ابن أبي الضياف (1217 - 1291 هـ‍) (1804 - 1874 م)

323 - ابن أبي الضياف (1217 - 1291 هـ‍) (1804 - 1874 م) أحمد بن أبي الضياف بن عمر بن أحمد العوني أصله من قبيلة أولاد عون بسليانة، المولود بتونس العاصمة، الفقيه الأديب السياسي المؤرخ. تلقى تعليمه الابتدائي بزاوية ابن ملوكة خارج باب الفرجاني على شيخه محمد بن صالح بن ملوكة وبعد اجتيازه بسرعة مرحلة التعليم الابتدائي دخل جامع الزيتونة، كما تابع دروسه بجامع صاحب الطابع، ومن شيوخه إبراهيم الرياحي، وأحمد الأبي، ومحمد بن الخوجة، وإسماعيل التميمي، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد بن ملوكة، ومحمد البحري بن عبد الستار، وعبد الرحمن الكامل، وغيرهم. وكان يميل إلى الأدب منذ عهد الطلب يجتمع في أوقات الفراغ مع بعض زملائه لدراسة الكتب الأدبية. ولما استكمل تحصيله تولى خطة العدالة (التوثيق) وله من العمر نحو 18 ثماني عشرة سنة في غرة شوال /1237 جوان 1822، ثم التحق بديوان الإنشاء على عهد حسين باي الثاني في أوائل شوال /1242 أواخر أفريل 1827 على كره من والده، ابتدأ مهمته كاتبا للوزير شاكير صاحب الطابع، وفي نهاية عهد المشير أحمد باي أصبح كاهية باش كاتب. وفي عهد حسين باي سرت اشاعة أن الدولة العثمانية تريد احتلال تونس من أجل تعاونها مع فرنسا ضد الجزائر فهاج الباي ورأى هو والحاشية المحيطة به إرسال وفد إلى استانبول لتبرير الموقف، فوقع تكليف صاحب الترجمة بهذه المهمة، ومعه رسالة خاصة إلى وزير الحرب ورسالة إلى قائد

الأسطول ومعه رجل ذو خطة عسكرية هو مصطفى البلهوان التركي باش حانبة الترك مصحوبا بمكاتيب في استئذان السلطنة العثمانية لإنشاء العسكر النظامي، ودامت اقامته باستانبول خمسة أشهر، ورجع بعد نجاح مهمته إلى تونس في جمادي الأولى سنة /1247 أكتوبر 1332. وفي عهد المشير الأول أحمد باشا باي كلفه بمهمة سياسية في استانبول بصحبة الشيخ المسن خير الدين كاهية دار الباشا، وعول الباي في نجاح المهمة على المترجم فاستهول هذا الموقف فأعطاه شيخه إبراهيم الرياحي مكتوبا إلى شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت في توصيته بإعانته في نجاح مهمته، وسافر إلى تركيا للقيام بهذه المهمة في 8 محرم 1252/ 11 مارس 1842. وفي 16 ذي العقدة 1262/ 6 نوفمبر 1846 سافر إلى فرنسا بصحبة المشير الأول أحمد باشا باي، وقد وصف في تاريخه هذه الرحلة وصفا دقيقا وسجل انطباعاته تسجيلا أمينا. وعند تولي أحمد باي (10 رجب 1253/ 10 أكتوبر 1837) جعل المترجم كاتب سره (ومن ذلك الحين لازمه هذا اللقب) وعهد إليه بتحرير المكاتيب الهامة، وضمه إلى تلك البطانة من الشبان الذين اصطفاهم وكان يعتمدهم أكثر من «شيوخ الدولة». ولما صدر قانون عهد الأمان (القانون الدستوري) في دولة المشير الثاني محمد باشا باي في 20 محرم 1274/ 9 سبتمبر 1857 صدر قرار من الباي في اجتماع بعض رجال الشريعة والوزراء ومنهم المترجم بدار الباي بالقصبة يومي الأربعاء والخميس للتحاور في شرح فصول عهد الأمان. وفي عهد المشير الثالث محمد الصادق باي استمرت المداولات حول قانون عهد الأمان لاستنباط القوانين الملائمة لأصوله كالقانون الجنائي، وصدر مكتوب من الباي في مخاطبة الأفراد الموكول إليهم هذه المهمة ومنهم المترجم إذ ورد فيه ما يخصه: «وكاتب سرنا أمير اللواء الشيخ سي أحمد بن أبي الضياف».

وفي سنة 1277/ 1860 سماه الباي من أعضاء المجلس الأكبر، وهو أحد المجالس المنبثقة عن قانون عهد الأمان، ويبدو أنه منذ الأشهر الأخيرة من سنة 1281/ 1864 أبعد عن السلطة أسوة بغيره من كبار المتوظفين وحيكت له الدسائس حتى صار فاقد الحظوة، وبعد سنة 1284/ 1867 لم يعد له أي نشاط ظاهر ورأى نقصا كثيرا في موارده. وعند ما سمي خير الدين رئيسا للجنة المالية (الكومسيون) في جمادي الأولى 1286/ 16 سبتمبر 1869 ثم وزيرا مباشرا في جانفي 1870 ساعده على الخروج من هذه الوضعية الانعزالية فسمي عضوا في اللجنة المكلفة بمحاسبة الجنرال الوزير أحمد زروق عما وقع لأهل الساحل على يده وما استخلصه منهم من الأموال بمختلف العناوين. وفي جمادي الأولى /1287 جويلية - أوت 1870 سمي المستشار الأول بالقسم الثالث من الوزارة الكبرى، وهذا القسم له صلاحيات قانونية تتصل بالأحوال الشخصية، ويبدو أنه أنشئ لأجله لأنه بعد استقالته أدمج في القسم الثاني. كان يلقب بكاتب سر الدولة وبعد وفاته زال هذا اللقب من وظائف الدولة الحسينية، ولم يتول وظيفة باش كاتب بالرغم من كفاءته وأقدميته، ولحقته المضايقات من الوزير الأكبر مصطفى خزنة دار لأنه كان من أنصار خير الدين، وفي خاتمة المطاف تفضل عليه محمد الصادق باي بلقب وزير تغطية لما لحقه من غبن واسترضاء له حرصا على ابقائه في الخدمة ولبث مستمرا على مباشرة الخدمة إلى أن تقدمت به السن وأقعده العجز فاستعفى فأعفي في ذي القعدة /1288 جانفي - فيفري 1872، ولم تعطل جرايته بسعي من صديقه الوزير خير الدين إذ سعى له لدى الأمير محمد الصادق باي في مرتب عمري رعيا لما له من سوالف الخدمات، واشترى منه خير الدين كتبه التي ألحقها بالمكتبة الصادقية (العبدلية) وفي هذه الفترة لازم بيته وتفرغ لتأليف تاريخه.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) تاريخ يسمى اتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الامان وهو في تاريخ تونس في العصور الاسلامية إلى عهده، والقسم الأول منه تلخيص مقتضب لسابقيه لا أصالة فيه، وتبدأ تظهر قيمته منذ تاريخ حمودة باشا الحسيني. «وهو كتاب هام جدا غني بالوثائق، فيه من المعلومات والأخبار ما يجعله يتمتع بمرتبة خاصة لا يشاركه فيها أي كتاب آخر، أرخ للعهد الذي تدرسه، وذلك على الرغم من أن مؤلّفه اتبع التاريخ الحولي لفترة طويلة من تاريخ تونس، وهي تمتد من الفتح الاسلامي إلى الثلث الأخير من القرن التاسع عشر مع تركيز كثير على العهد الحسيني (يبتدئ سنة 1705) (الدكتور رشاد الامام سياسة حمودة باشا في تونس، ص 35 - 36). وكان مغرما بكتابة لسان الدين بن الخطيب يقلدها ويقتفي آثارها قال الشيخ محمد الهادي العامري: وكان الشيخ صبا بكتابة لسان الدين بن الخطيب لأبعد حدّ متهافتا على أساليبها مولعا بالنسج على منوالها وربما أغار على بعض رسائل ابن الخطيب ينقلها بحذافيرها ويسندها لقلمه كما فعل في الرسالة التي كتبها على لسان الأمير مصطفى باي إلى الرسول الكريم (صلّى الله عليه وسلم) وهذا - أعني - أسلوب الرسائل للحضرة النبوية من مبتكرات لسان الدين بن الخطيب التي لم يسبق إليها. (تاريخ المغرب العربي في سبعة قرون، ص 356 الهامش (1)). ومن جملة مصادره الشفهية والده الذي كان مطلعا على أسرار الدولة ويخبر ابنه عن كثير من الحوادث التي جرت في عهد حمودة باشا ويفسر غوامضها، كما كان يعتمد على رواية بعض المسئولين المعاصرين للأحداث. وهذا الكتاب يقع في 8 ثمانية أجزاء منها 2 جزءان خاصان بالتراجم.

المصادر والمراجع

طبعته وزارة الشئون الثقافية بتونس من سنة 1963 إلى 1966 في 8 اجزاء، وهي طبعة غير نقدية، وخالية من التعاليق المفيدة، والفهارس التحليلية، وحقق الباب السادس منه الاستاذ أحمد عبد السلام (تونس 1971)، واعيد نشر الجزء الأول سنة 1976، والثاني سنة 1977، والثالث سنة 1979 بمراجعة وتعليق السيد أحمد الطويلي، وصدرت هذه الاجزاء الثلاثة عن الدار التونسية للنشر، وطبعت مقدمة (العقد الأول) بالمطبعة الرسمية في 1319/ 1901 وقد جعله أشبه بمقدمة الكتاب. 2) رسالة في المرأة تقديم وتحقيق د المنصف الشنّوفي في حوليات الجامعة التونسية ع 5 لسنة 1968 ص 149 - 112. 3) المقامة البشرية في الأنوار البشيرية بالمكتبة الوطنية رقم 4346. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 138 - 9 (ط 5/)، ايضاح المكنون 1/ 16، الباب السادس من اتحاف أهل الزمان تحقيق أحمد عبد السلام (تونس 1971) ص 9 - 13، شجرة النور الزكية 394، ابن أبي الضياف حياته نظرات في تاريخه محمد محفوظ (مخطوط مهيأ للطبع بدار أبو سلامة)، عنوان الأريب 2/ 130 - 133، مجمل تاريخ الأدب التونسي 278 - 282، معجم المطبوعات 33، معجم المؤلفين 1/ 255، هدية العارفين 1/ 190، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية ط جديدة) 3/ 705 - 706 بقلم أحمد عبد السلام، المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) ص 332 - 382، أصول الحماية الفرنسية جان فانباج (بالفرنسية) ص 86 تعليق (83)، خير الدين وزير مصلح المنجي صميدة (بالفرنسية) تونس 1970) ص 388. - محاولة بيبليوغرافية عن أحمد بن أبي الضياف بقلم أحمد الطويلي في مجلة الهداية ع 1 س 9 ذو القعدة ذو الحجة 1401 سبتمبر - أكتوبر 1981 ص 99 - 100. - المنصف الشنّوفي: رسالة أحمد بن أبي الضياف في المرأة (مخطوط)، ذيل أقدم ترجمة لابن أبي الضياف (تحقيق) بقلم محمد السنوسي، حوليات الجامعة التونسية، ع 5 سنة 1968، ص 49 - 118.

حرف الطاء

حرف الطاء

324 - ابن طالب (210 - 275 هـ‍) (826 - 888 م)

324 - ابن طالب (210 - 275 هـ‍) (826 - 888 م) عبد الله بن أحمد بن طالب بن سفيان التميمي، أبو العباس من بني عم الأغالبة، ومن كبار تلاميذ سحنون وأصحابه بل من أجل أعيان مدرسة الفقه المالكي بالقيروان. رحل إلى المشرق ولقي بمصر محمد بن عبد الحكم، ويونس بن عبد الأعلى، وحج ثم عاد إلى بلده، وتولى قضاء أفريقية مرتين آخرها سنة 275/ 888. وسمع منه خلق لا يحصون منهم أبو العرب التميمي، وابن اللبّاد، قال الخشني في حقه: «كان لقنا فطنا جيد النظر مشغوفا بالمناظرة يجمع في مجلسه بين المتخالفين، ويغري بينهم في المناظرة، وربما باتهم عند نفسه، وكان إذا تكلم أبان وأجاد، فيستحلي السامع لفظه ويستحسن كلامه حتى يتمنى ألا يسكت، وكان مجبولا على كرم النفس مع سماحة الكف، وله أخبار كثيرة ومعرفة في البر والعطاء، وكان عدلا في قضائه وفي أحكامه والمشاورة لأهل العلم». وتقدمت الإشارة إلى مشاركته في المناظرات في بيت الحكمة بين إبراهيم الثاني وأبي عثمان سعيد بن الحداد، واستشهاد الأمير بآرائه. ودارت عليه محنة في أيام إبراهيم الثاني فعزله عن القضاء وسجنه في رقادة ومات في محبسه وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

مؤلفاته

مؤلفاته: له مؤلفات مشهورة منها: 1) الرد على من خالف مالك. 2) اجزاء من أماليه وغير ذلك. المصادر والمراجع: - البيان المغرب لابن عذاري (دار الثقافة بيروت) 115 - 120، ترتيب المدارك 3/ 194 - 212، الديباج 134، رياض النفوس للمالكي 375 - 388، شجرة النور الزكية 71، الخشني 126، 198، معالم الايمان 3/ 159 - 174 وط 2/)، ورقات 263 - 64. كتاب المحن لأبي العرب التميمي وتحقيق د. يحيى وهيب الجبوري - نشر دار الغرب الإسلامي، بيروت 1399/ 1970.

325 - ابن أبي طالب (من رجال القرن الخامس هـ‍) (الحادي عشر م)

325 - ابن أبي طالب (من رجال القرن الخامس هـ‍) (الحادي عشر م) علي بن أبي طالب القيرواني من أصل علوي، أبو الحسن، الفقيه، المتكلم العابر. أبدى ابن حزم تعجبه في «نقط العروس» من تفضيل عثمان على علي من متكلم وفقيه أفريقي من أصل علوي، وهو يقصد صاحب الترجمة، وهو من تلامذة القابسي، وكان شيخا لأبي القاسم المهلب بن أبي صفرة، وله في تعبير المنامات بعض الآراء رد عليها علماء القيروان بشدة. له كتاب الأزهار. المصادر والمراجع: - تاريخ الطب العربي التونسي ص 140، بلاد البربر الشرقية .. 2/ 607 - 608، 725 - 726.

326 - ابن أبي طالب (354 - 437 هـ‍) (966 - 1045 م)

326 - ابن أبي طالب (354 - 437 هـ‍) (966 - 1045 م) مكي بن أبي طالب محمد ويقال حمّوش بن مختار القيسي القيرواني أبو محمد نزيل قرطبة، المقرئ النحوي، اللغوي. قال ياقوت الحموي: «كان أماما عالما بوجوه القراءات، متبحرا في علوم القرآن والعربية، فقيها أديبا متفننا غلبت عليه علوم القرآن فكان من الراسخين فيه. ولد بالقيروان لسبع بقين من شعبان سنة 354/ 965 ونشأ بها ورحل إلى مصر سنة 367/ 968 وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فاختلف بها إلى ابن غلبون المقرئ وغيره من المؤدبين والعلماء ثم رجع إلى القيروان سنة 379/ 982 وقد حفظ القرآن، واستظهر القراءات وغيرها من الآداب ثم رجع إلى مصر ليتلقى ما بقي عليه من القراءات سنة 382/ 993، ثم رجع إلى القيروان سنة 383/ 994 فأقام بها إلى سنة 387/ 998 فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وغيرهما ثم خرج إلى مكة سنة 387 هـ‍ وأقام بها إلى آخر سنة 390/ 1000 فحج أربع حجج متوالية، وسمع من أكابر علمائها ثم رجع من مكة فوصل إلى مصر سنة 391/ 1001 ثم عاد إلى بلدة القيروان سنة 392/ 1002. وفي سنة 393/ 1003 رحل إلى الأندلس فدخل قرطبة في رجب من نفس السنة في أيام المظفر بن أبي عامر، ونزل في مسجد النخلة بالرواقين عند باب العطارين ثم نقله ابن ذكوان القاضي إلى المسجد الجامع فجلس فيه للإقراء ونشر علمه فعلا ذكره ورحل إليه، فلما انصرمت دولة آل عامر

مؤلفاته

نقله محمد بن هشام المهدي إلى المسجد الخارج بقرطبة فأقرأ فيه وقلده الحسن بن جوهر الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع فأقام على ذلك إلى أن مات. روى عنه جماعة من الأندلسيين كأبي عبد الله بن عتّاب، وأبي الوليد الباجي، وغيرهما. وكان مشهورا بالصلاح وإجابة الدعاء، ومما روي في إجابته الدعاء أنه كان إنسان يتسلط عليه ويحصي عليه سقطاته، وكان الشيخ كثيرا ما يتلعثم ويتوقف فحضر ذلك الرجل في بعض الجمع وجعل يحد النظر إلى الشيخ ويغمزه فلما خرج مضى ونزل في الموضع الذي كان يقرأ فيه ثم قال: امّنوا على دعائي، ثم رفع يديه وقال: اللهم اكفنيه، قال: فأمّنا، فأقعد ذلك الرجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم. توفي بقرطبة يوم السبت لليلتين خلتا من المحرم سنة 437، وصلّى عليه ولده أبو طالب، ودفن صبيحة يوم الأحد بالربض. مؤلفاته: 1) الإبانة عن معاني القراءات، حققه الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي مكتبة نهضة مصر بالفجالة القاهرة بدون تاريخ 81 ص من القطع الربعي. 2) أحكام القرآن. 3) اختلاف العلماء في النفس والروح. 4) الإشارة في تغيير الرؤيا. 5) إعراب القرآن (انظر كلمة عنه في أوائل المغني لابن هشام). 6) الانتصاف فيمن رد على ابي بكر في كتاب الإمالة. 7) الإيجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه.

8) الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه في ثلاثة أجزاء في خزانة القرويين بفاس رقم 80/ 63. 9) التبصرة في القراءات وهي من أشهر تآليفه في خمسة أجزاء مخزونة بدار الكتب المصرية رقم 23936 ب ومصورة برقم 20103. 10) التفسير في خمسة عشر جزءا. 11) تنزيه الملائكة من الذنوب وتفضيلهم على بني آدم. 12) الرعاية في تجويد القرآن وتحقيق لفظ تلاوة، توجد ضمن مجموعة مخطوطة برقم 77 قراءات بالمكتبة الأزهرية. 13) رسالة في تحكيم المد، مصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم 36. 14) كتاب في الصغائر والكبائر في جزء. 15) الكشف عن وجوه القراءات وعللها، وهو شرح للتبصرة، السفر الثاني منه على الرق في خزانة الرباط ومنها نسخة مصورة بدار الكتب المصرية رقم 19982. 16) مشكل إعراب القرآن من الكتب القيمة التي سلك فيها مسلك المحققين، وجمع وجوه القراءات لكل آية على اختلاف القراءات والمذاهب اللغوية والنحوية، طبع بدار المأمون بدمشق 1398 هـ‍ (ط 2/) جزءان. 17) مشكلات القرآن. 18) المنتقي في الأخبار. 19) الهداية في بلوغ النهاية في معاني القرآن وتفسيره. 20) الهداية في الوقف على كلاّ. 21) الوجيز في القراءات 2 جزءان.

المصادر والمراجع

22) الباءات المشددة في القرآن. وله غير ذلك ومؤلفاته نحو الثمانين. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 286 (ط 5/)، أنباء الرواة 1/ 239، 2/ 207، 313، إيضاح المكنون 1/ 85، 2/ 554، بغية الوعاة 2/ 298، البلغة 63، الديباج 346، شجرة النور الزكية 107 - 8، شذرات الذهب 3/ 260 - 61، الصلة 2/ 597 - 8، رقم 1390 عنوان الأريب 1/ 041، غاية النهاية 309، كشف الظنون 2، 20، 33، 121، 174، 206، 210، 393، 404، 459، 908، 909، 938، 1431، 1470، 1491، 1695، 1899، 2004، 2041، 2048، معالم الإيمان 3/ 213 - 14، معجم الأدباء 19/ 171، هدية العارفين 2/ 470 - 71، الحياة الأدبية بأفريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 129 - 130، وفيات الأعيان 4/ 361 - 4، الوفيات لابن قنفذ 36، أسعد طلس: المخطوطات العربية بالمعهد الرضوي، مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ج 1 م 24، 3 ربيع الأول 1368 كانون الثاني 1949.طبقات المفسرين للداودي 2/ 321 - 328.

327 - الطبلبي ( ... -962 هـ‍) ( ... -1555 م)

327 - الطّبلبي (¬1) ( ... - 962 هـ‍) (¬2) ( ... - 1555 م) محمد الطبلبي، شمس الدين، الفقيه المالكي، النحوي، اللغوي، المنطقي. ولد بطبلبة، وارتحل إلى تونس لطلب العلم فلازم العلاّمة محمد مغوش سنين عديدة، وقرأ على غيره وهاجر من تونس عند انحلال الدولة الحفصية، واحتلال خير الدين بربروس لها، مثل شيخه مغوش وغيرهما من العلماء، ونزل بطرابلس بلبنان. قال رضي الدين ابن الحنبلي «ولم يكن مقدرا لمواهبه واستوطن طرابلس الشام، وأشغل بها الطلبة مع الترك كثيرا لاشتغاله بكسب المال والمترفهات والمنتزهات، وربما أشغل الغبي البليد، دون الذكي الجليد، وربما ترك الاشتغال حيث حضر لديه ذو الجدال «وربما كان رضي الدين ابن الحنبلي متحاملا عليه لأن غيره وصفه بالإمام العلامة. ويبدو أنه أقرأ بتونس إذ من الآخذين عنه محمد بن المسلّم التونسي الحصيني (بصيغة التصغير نسبة إلى بني حصين طائفة من العرب بتونس في العصر الحفصي) نزيل حلب. ¬

(¬1) في «الكواكب السائرة» و «الشذرات» الطبلني نسبة إلى طبلنا، وفي الشذرات إلى طبلنة قرية من قرى تونس، وذكره حاجي خليفة مرة بالطيبي «كشف الظنون» 2/ 1789، وذكره مرة أخرى بالطبلبي 2/ 1970، وذكره البغدادي في «هدية العارفين» الطبلبي وفي «در الحبيب» 2/ 245 في ترجمة تلميذه محمد بن المسلّم الحصيني التونسي» ... بعد ما كان أخذ عن الشيخ محمد الطبلني المغربي ورجح محققا الكتاب محمود الفاخوري ويحيى عبارة في الهامش «الطبلني» مع أنه في الأصل «الطبلبي»، والصحيح أنه الطبلبي نسبة إلى طبلبة قرية من ولاية المنستير بالساحل التونسي وفي هدية العارفين ضبط ضبطا صحيحا. (¬2) في شذرات الذهب والكواكب السائرة «اثنتين وسبعين وتسعمائة» وفي در الحبيب «اثنتين وستين وتسعمائة» وهو ما رجحه محققا الكتاب.

مؤلفاته

ولما ورد شيخه مغوش إلى حلب قادما من تركيا في طريقه إلى مصر سنة 944/ 1537 «وقد عليه قضاء لحق المشيخة، وقطن بالحلاوية ثم عاد إلى طرابلس مودعا وبها توفي في خامس عشر صفر ... » قاله رضي الدين ابن الحنبلي. مؤلفاته: 1) حاشية على توضيح ابن هشام في النحو. 2) شرح مقامات الحريري، وقال ابن الحنبلي: «يقال إنه سلخه من شرحها للشريشي»، وفي كشف الظنون: «وكتب عليها أبو السعود بن محمد بن علي الكنفاني ... شرحا جعله تكملة لشرح شيخه محمد بن الطبلبي المتوفى سنة 962 المغربي التونسي وفاته شرع في شرحها وكتب ستين جزءا ووصل إلى المقامة الرابعة والعشرين فمات فأكمله أبو السعود المذكور ووصل إلى آخر الرابعة والعشرين وفرغ منه سنة 966». المصادر والمراجع: - در الحبب في تاريخ أعيان حلب، رضي الدين ابن الحنبلي (دمشق 1973) 2/ 129، 262 - 63، شذرات الذهب 8/ 368، الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة نجم الدين الغزي 3/ 77، كشف الظنون 2/ 1789، 1790، هدية العارفين 2/ 245.

328 - طراد ( ... -1370 هـ‍) ( ... -1950 م)

328 - طراد ( ... - 1370 هـ‍) ( ... - 1950 م) محمد طراد القيرواني من سلالة الشابيين، باحث له عناية بالتاريخ نشر مقالات في المجلة الزيتونية، باشر مهنة العدالة في القيروان. له فهرس مكتب القيروان، وطريقته أن يسمّي الكتاب ويصفه وصفا موجزا ويذكر ما عليه من سماعات وخطوط وينقل المهم منها، وربما ترجم لمصنفه باختصار. والكتاب في 148 ورقة، منه فلم في دار الكتب المصرية. المرجع: - الأعلام 8/ 327 (ط 5/) قسم المصادر والمراجع.

329 - طريفة (1260 - 1327 هـ‍) (1844 - 1905 م)

329 - طريفة (1260 - 1327 هـ‍) (1844 - 1905 م) محمد بن محمد طريفة، المقرئ، الفقيه، الأديب، الشاعر، ولد بصفاقس، ومرض في صباح بالجدري فعمي، وحفظ القرآن حفظا جيدا ثم جوّده على علماء القراءات وأخذه بالروايات عن طريق الشاطبية وغيرها حتى ختم بالسبع، وكان حسن الصوت، وقرأ نصيبا من العلم على مشايخ بلده ثم سافر إلى الحج وبعد رجوعه التحق بجامع الزيتونة فأخذ عن أعلامه وقرأ مع جماعة من الطلبة في دار الشيخ محمد الطيب النيفر والد صاحب عنوان الأريب كتبا في الأصول والفرائض والفقه ومصطلح الحديث والعروض، وقرأ بجامع الزيتونة على شيخه محمد الطيب النيفر شرح الدردير على مختصر خليل، وشرح النووي على صحيح مسلم، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، وعلى الشيخ محمد النيفر جملة من تفسير البيضاوي، وجملة من شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، وقرأ المطول في البلاغة على الشيخ سالم بو حاجب وقرأ العقيدة الكبرى للسنوسي وجملة من شرح الشريف الجرجاني للمواقف على الشيخ عمر بن الشيخ، وقرأ على غيرهم، وظهر نبوغه وهو ما يزال تلميذا فأعانه ذوو الفضل ليستمر على الدراسة والتحصيل، ومنح إعانة من جمعية الأوقاف بصفاقس لأنه كان فقيرا، وبعد إحرازه على شهادة التطويع أقرأ بجامع الزيتونة. وفي سنة 1298/ 1879 أولاه محمد الصادق باي مفتيا بصفاقس، فرجع إلى بلده ودرّس وأفتى وانتفع به الناس، ويبدو أنه كان له علاقة متينة مع شيخه محمد الطيب النيفر ومع ابنه محمد وهو أصغر منه سنا.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) ديوان شعر ضخم في مكتبة الشيخ محمد الشاذلي النيفر، وأصله من تركة الشيخ محمد المقداد الورتتاني الذي استعار كتبا هامة من صفاقس ولم يرجعها، والمظنون أنها النسخة الأصلية، ومنه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 3460. 2) رسائل دينية. 3) مجموعة فتاوى. المراجع: - شجرة النور الزكية 418، عنوان الأريب 2/ 153، معجم المؤلفين 11/ 227. - مجلة «القلم» الصادرة عن اللجنة الثقافية بصفاقس، ص 3، ع 1، 1970، مقالة عن المترجم بقلم أبي بكر عبد الكافي، ص 11 - 12.

330 - ابن الطواح (كان حيا 714 هـ‍) (1314 م)

330 - ابن الطوّاح (كان حيا 714 هـ‍) (1314 م) عبد الواحد بن محمد ابن الطوّاح، أبو محمد التونسي، من أهل مدينة تونس. لم تتوفر إلى الآن المعلومات الكافية عنه. له كتاب «سبك المقال لفكّ العقال»، صدره بفصل في معرفة العلم وشرفه وهو يحتوي على ست وعشرين ترجمة لجماعة من مشاهير الصوفية ممن قارب عصره أو عاصره، ويذكر سيرهم ونبذا من كلامهم، كما ترجم لزمرة من العلماء والأدباء، وفيهم من لقيه ووفدوا على بلده تونس، وهذه بعض أسماء من ترجم لهم: - عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي. - أبو الحسن علي الشاذلي. - علي بن ابراهيم بن محمد التجاني. - محمد بن أحمد التجاني. - أبو القاسم بن أحمد بن عميرة المخزومي أبو المطرّف. - عبد الله بن محمد بن هارون القرطبي. - حازم القرطاجنيّ. والكتاب مجهول منذ القديم، نقل عنه أحمد زروق أوائل شرح تونية الششتري. والكتاب مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم 1053 في 112 ورقة

قياس 14 × 18.5 سم 15 سطرا بخط مغربي جميل، وقع الفراغ من نسخه سنة 1018. والكتاب استجلب منه مصورة الشيخ علي العسلي صاحب المكتبة العتيقة بتونس، وأعلن منذ سنوات أنه تحت الطبع، ولكن لم يظهر شيء إلى الآن، واستفدت كتابة من الأستاذ سعد غراب أن الأستاذ الزغلامي من تلامذته، حققه تحت إشرافه، .واتصل بالشيخ علي العسلي ولم يتم بينهما اتفاق، والكتاب له قيمة في التاريخ الثقافي لتونس في القرنين السابع وبداية القرن الثامن، فعسى أن تتوفر الهمم ليرى النور ويستفيد منه المغرمون. - المرجع: أنا مدين بترجمته للصديق القاضي الفاضل الأستاذ محمد الطيب بسيس بارك الله في أنفاسه الطيبة، ونقل الترجمة عن مجلة المغرب 6 - 7 ديسمبر 1965.

331 - الطواحني (حوالى 1280 هـ‍) (1963 م)

331 - الطواحني (حوالى 1280 (¬1) هـ‍) (1963 م) خليل الطواحني، أديب. كانت له صلات متينة بالأسرة البيرمية، ويعرف أفرادها معرفة جيدة، ونسخ كثيرا من مؤلفاتهم. له كنش ينسب خطأ لمحمد بيرم الرابع لأنه نقل نصوصا كثيرة عن هذا الأخير، يوجد مخطوطا بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 829. ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة، وخمنت أنه توفي حوالى هذا التاريخ اعتمادا على وفاة الشيخ محمد بيرم الرابع الذي توفي قبل هذا التاريخ بعامين.

332 - الطولقي (1246 - 1309 هـ‍) (1830 - 1891 م)

332 - الطولقي (1246 - 1309 هـ‍) (1830 - 1891 م) الحسين بن علي بن عمر الطولقي الشريف الجزائري، نزيل تونس، ينسب إلى طولقة من صحراء قسنطينة بالقطر الجزائري. مؤلفاته: 1) دقائق النكت في المذكرات العلمية. 2) فاكهة الحلقوم في علم القوم. المراجع: - الأعلام 2/ 249 (ط 5/)، إيضاح المكنون 2/ 153.

333 - الطوير (1199 هـ‍) (1785 م)

333 - الطويّر (1199 هـ‍) (1785 م) عبد اللطيف بن أحمد (¬1) الطويّر المذحجي القيرواني، الفقيه، الأديب، الشاعر، من بيت علم بالقيروان. قرأ على علماء بلده ومنهم الشيخ عبد الله السوسي المغربي السكتاني عند ما كان مدرسا في الزاوية الوحيشية بالقيروان قبل انتقاله إلى تونس، ولازمه وانتفع به، ثم ارتحل إلى تونس، فأخذ عن جماعة من أعلام جامع الزيتونة، ثم سافر إلى القاهرة وأخذ عن أعلام الأزهر منهم الشيخ علي الصعيدي. تولّى التدريس والقضاء والإفتاء ورئاسة الإفتاء بالقيروان. أخذ عنه جماعة منهم ابنه محمد الباش مفتي، والمفتي محمد الخضراوي، والمدرّس الحاج قاسم أبو الأجفان التميمي وغيرهم. وصفه صاحب «مفاتيح النصر» بأنه «من الشعراء المجيدين والفقهاء المدرّسين، وافر العقل حسن الملاقاة حافظ لمسائل الفقه، جامع للطائف الأدب. وفي «اتحاف أهل الزمان»: «وكان إذا أتى يحضر مجلس الباشا أبي الحسن علي باي ويسامره مع أهل سمره، وله فيه أمداح رائقة رام أن يزاحم بها إمام البلاغة الكاتب أبي عبد الله محمد الورغي، والتاريخ الباشي مشحون بها». ¬

(¬1) كذا في تكميل الصلحاء والأعيان، وفي اتحاف أهل الزمان وعنوان الأريب «محمد» ولعل الراجح الأول لأن المؤلف قيرواني فهو أعرف بأبناء بلده من غيره.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) رسالة انتصر فيها للشيخ المفتي حسين البارودي على الشيخ لطف الله العجمي الأزميرلي لما قدم تونس. 2) ديوان شعر حققه الأستاذ أحمد الطويلي، الدار العربية للكتاب، تونس 1981. 3) فتاوى محررة. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 17، تكميل الصلحاء والأعيان 26/ 1 - 7، وتعليقات محقق الكتاب ص 329 - 30، شجرة النور الزكية 350، عنوان الأريب 2/ 41 - 43، مفاتيح النصر في التعريف بعلماء العصر لمحمد المختار العياضي، تقديم وتحقيق محمد الحبيب الهيلة، المنشور بالنشرة العلمية للكلية الزيتونية س 4 ع 4، 1976 - 1977 ص 185 - 187.

334 - ابن الطير (كان حيا بعد 675 هـ‍) (1276 م)

334 - ابن الطير (كان حيا بعد 675 هـ‍) (1276 م) محمد بن عبد الله (¬1) بن أحمد بن عبد السلام عرف بابن الطير التونسي. قرأ بتونس، ثم رحل إلى الحج ولقي في طريقه أعلاما، ورجع إلى تونس، وباشر صناعة التوثيق. كان فقيها أصوليا مع رئاسة ونزاهة وعلوّ همة، أكره على تولي قضاء بجاية، ولما استقر بها تخير رئيسين من رؤسائها وقدّمهما، وولى أحدهما قضاء الأنكجة وولى الآخر النظر في الأحكام، وقرأ عليه هناك خواص الطلبة الفقه، وأصول الفقه على طريقة الأقدمين. ولما وصله كتاب العزل من القضاء سجد شكرا لله ورجع إلى تونس، وقابل السلطان الحفصي، وشكر أهل بجاية، وأثنى عليهم بخير. ولما كان قاضيا ببجاية سعى أبو اسحاق بن عياش - القاضي فيما بعد - بعبد الحق بن ربيع الجياتي (ت 675/ 1276) برسمه مع العدول، وشهد معه شاهد آخر استكتبه الفقيه في ذلك فأذن له في ذلك، ولما انتقل المترجم إلى تونس انتقل معه أبو اسحاق بن عياش، واستوطنها، وباشر بها صناعة التوثيق، ولما توفي المترجم بعد مدة بتونس، وحصرت تركته كان ابن عياش أحد العدلين الحاصرين فوجد رسم الاختبار في تركته فتعجب كل العجب، وأثنى على الشيخ بما وجب وقال: «والله ما شعرت بهذا أو ما عرفته». ¬

(¬1) في نيل الابتهاج «محمد بن أحمد بن عيسى» نقلا عن عنوان الدراية، وما في عنوان الدراية يخالف هذا، واعتمدت في سياق نسبه عنوان الدراية.

المصادر

اختصر كتاب المستصفى للغزالي في أصول الفقه اختصارا حسنا. المصادر: - عنوان الدراية (ط 2/) 104 - 5، نيل الابتهاج 229.

حرف الظاء

حرف الظاء

335 - الظريف (787 هـ‍) (1395 م)

335 - الظريّف (787 هـ‍) (1395 م) محمد ابن الشيخ أبي بكر شهر الظريّف، الصوفي الصالح، الأديب الشاعر. ولد بمدينة تونس ونشأ بها فطلب العلم، واشتهر بالفضل، وكان معتقدا في عصره معروفا بإجابة الدعاء. ومن شعره قصيدة في المدح النبوي ضمنها القاب الطبوع الموسيقية سماها بعضهم ناعورة الطبوع. توفي يوم الخميس 11 جمادي الثانية، ودفن بجبل المنار بسيدي أبي سعيد من الضواحي الشمالية لتونس. ومن شعره قوله: ليس الظريف بكامل في ظرفه … حتى يكون عن الحرام عفيفا فإذا تعفف عن محارم ربه … فهناك يدعوه الأنام ظريفا له وصية شرحها الشيخ الرصاع، ونشرها ملحقا بكتاب الأدلة البينة النورانية المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك ص 206 - 8. المرجع: - تاريخ الدولتين للزركشي 98، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 268 - 272، 291، عنوان الأريب 1/ 103 - 105.

حرف العين

حرف العين

336 - ابن العازار (نحو 363 هـ‍) (983 م)

336 - ابن العازار (نحو 363 هـ‍) (983 م) موسى بن العازار، طبيب اسرائيلي كان هو وآل بيته في خدمة الدولة الفاطمية، وترك موسى أبناء أطباء انتقلوا مع الفاطميين إلى مصر. قال عنه ابن أبي أصيبعة: «مشهور بالتقدم والحذق في صناعة الطب» وقال القفطي: «إن موسى كان طبيبا عالما بصناعة العلاج وتركيب الأدوية وصناعة المفردات، وركب للمعز أدوية كثيرة منها شراب التمر هندي، وهو أول من ركبه، واشترط شروطا كثيرة لصحته، كما ألف أيضا شراب الأصول المفتح السدد والمحلل للرياح الشراسفية والامغاص العارضة للنساء عند حضور الطمث، إلى غير ذلك من الأدوية النافعة». وكان موسى في خدمة المعز لدين الله، وكان يلازمه في مقامه وسفره فهو تارة يصحبه إلى المنصورية، وتارة إلى المهدية، وكان للمعز ثقة كاملة في علم طبيبه، ويعمل بوصفاته ومستحضراته الطبية. وذكر أبو بكر المالكي حكاية تدل على مهارته في علاج أمراض العيون بالقيروان (معالم الإيمان 3/ 33). مؤلفاته: 1) الأقراباذين، أي الصيدلة في جزء. 2) السعال، وهو مقالة أجاب بها عن سؤال سأله إياه أحد الباحثين عن حقائق العلوم للراغبين جني ثمارها. 3) الكتاب المعزي في الطبيخ ألفه للمعز لدين الله.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - أخبار العلماء بأخبار الحكماء 210 - 11، عيون الأنباء في طبقات الأطباء (بيروت 1377 - 1957) 3/ 141 - 2، ورقات ... 1/ 301 - 4، هدية العارفين 2/ 478، معجم المؤلفين 13/ 41.

337 - ابن عاشور ( ... -1265 هـ‍) ( ... -1849 م)

337 - ابن عاشور ( ... - 1265 هـ‍) ( ... - 1849 م) محمد بن محمد الشاذلي بن عبد القادر بن محمد بن عاشور المعروف بحمدة، من بيت علم وشرف وصلاح اشتهر في عصر البايات الحسينيين بتونس، الفقيه، الأصولي، درّس بجامع الزيتونة، وبزاوية جدة بباب المنارة، وتخرج به جماعة منهم أخوه محمد الطاهر الآتية ترجمته. توفي في 26 صفر 1265/ 21 جانفي 1849.له حاشية على شرح المحلي لجمع الجوامع للسبكي في أصول الفقه. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 70، شجرة النور الزكية 392 عرضا في ترجمة أخيه محمد الطاهر، واقتصر على ذكر وفاته.

338 - ابن عاشور (1235 - 1284 هـ‍) (1815 - 1868 م)

338 - ابن عاشور (1235 - 1284 هـ‍) (1815 - 1868 م) محمد الطاهر بن محمد بن محمد الشاذلي بن عبد القادر بن محمد بن عاشور الشريف، أصل سلفه من الأندلس، ثم هاجروا إلى سلا بالمغرب الأقصى ثم انتقلوا إلى تونس، وأول من استوطنها الصوفي محمد المولود بسلا - توفي والده وتركه صغيرا فرباه أخوه الأكبر الشيخ محمد (حمدة). قرأ بجامع الزيتونة فأخذ عن أعلامه المشاهير كأخيه محمد بن عاشور، ومحمد بن ملوكة، ومحمد بن الخوجة ومحمد بيرم الثالث، ومحمد معاوية، وإبراهيم الرياحي، ومحمد الخضار، وعاشور الساحلي، وأقبل بجد على طلب العلم، وبعد تخرجه تصدر للتدريس بجامع الزيتونة، وفي سنة 1262/ 1846 سمي مدرسا من الطبقة الأولى بجامع الزيتونة، وأقرأ النحو، والبلاغة والأصول، والأدب فدرّس شرح المحلي لجمع الجوامع للسبكي بين العسائين وهو قاض تلبية لرغبة تلاميذه في اكمال الكتاب، ولما ذاع صيته بعد زمن قليل رام المشير الأول أحمد باشا باي تقديمه لخطة القضاء قائلا في مجلسه: «هذه ثمرة غرسي نريد الانتفاع بها في حياتي» لأن تحصيله كان في أيام دولته، واستشار فيه محمد بيرم الثالث فما عابه إلا بصغر السن. فقال له: هل تعلم أعلم منه ممن تقدمه بالسن؟ فأجابه بعدم العلم. فأولاه الباي قاضيا في 25 رجب 1267/ 26 ماي 1851 وله من العمر 35 سنة. قال ابن أبي الضياف: «وكان - يومئذ - في الفنون المعقولة أحسن منه في الفقه، وللرجل همة حملته على الانقطاع إلى الدواوين الفقهية وعمّر بها أوقاته، حتى تدارك في قليل من الزمان ما فاته، وجرى مع فحول الفقهاء

في مضمارهم، ومعارك أنظارهم، ويحذو في الفقه حذو العلامة أبي الفداء إسماعيل التميمي من مشاركة الأصول بالفروع، لا يذكر فقها أو ترجيحا إلا بدليله ويقول: لا يعجبني أن أقول هكذا قال الفقهاء، وما يمنعني أن أعلم الدليل كما علموه». وفي دولة المشير محمد الصادق باي في سنة 1277/ 1861 تقلد خطة الافتاء، ونقابة الاشراف والاحتساب على فواضل الأحباس في طرق البر العامة، وخطة الاحتساب هذه تشبه خطة مدير إدارة الأوقاف كالاشراف على الأوقاف بالبلدان بواسطة النواب كما هو الشأن بعد تأسيس إدارة الأوقاف وتنظيمها، وهذا الإصلاح من مبتكرات الوزير خير الدين. وعين عضوا في مجلس الباي الخاص، والمجلس الأكبر للشورى «الحامي لحقوق المملكة والدولة والسكان» قال ابن أبي الضياف: «فلم يكن عند الظن في مصلحة البلاد والعباد، وربما أعان شراع الوحدة بالاستبداد لما رأى في ذلك من المصلحة والاجتهاد». وابن أبي الضياف عفيف القلم، يلتمس المعاذير لمعاصريه ومعارفه وإلا فإن الإعانة على خرق القانون الدستوري وتأييد الحكم الاستبدادي المطلق ليست فيهما مراعاة المصلحة العامة. كان ذكيا، عالي الهمة، رفيع الأخلاق، كاتبا شاعرا، حلو المحاضرة، طيب المعاشرة مع تلاميذه، بعيدا عن التصنع في الزي يلتحف في الشتاء بالحولي، ويقول لمن يعذله: «دونك وقولي». كانت له أملاك ودخل من أوقاف أسرته، ودخل من وظائفه، فعاش عيشة سيد، وهذا الثراء أعانه على أشباع نهمه من الكتب العلمية النادرة الوجود، فعند ما كان يدرس المطول في البلاغة استجلب كتاب دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني واستنسخه من بعض مكتبات استانبول بواسطة بعض التجار لأن الكتاب غير موجود بتونس فكان لدرسه رنة عظيمة في المحافل العلمية.

وقسم حياته بين المنزل العائلي بمدينة تونس والمصيف بسيدي أبي سعيد وبالخصوص بضيعة أريانة (على بضعة كيلومترات من تونس). وكان يملك بإريانة زيادة عن مسكنه عدة بساتين، وديار، وطاحونة القرية، وله على القرويين سلطة أبوية وهم يتمتعون بحمايته، وهو الذي حبس على المجتمع القروي بأريانة بئر بلحسن التي كانت بأملاكه. وفي منزله المؤثث جيدا يقتبل فيه الطبقة العليا من المجتمع التونسي في ذلك العصر، وكان فارسا ماهرا، يقوم بجولات وبالصيد في الغابة. وهذه الحياة القريبة من حياة الوجهاء ومن القواد الحكام، وكذلك من حياة بعض العائلات الكبرى لعلماء الحنفية أثارت غضب الأوساط المالكية وكونت له كثيرا من الأعداء. وحالته في عيشه تضاد تماما حالة شقيقه الأكبر الشيخ محمد (حمدة) الذي كان مائلا إلى التقشف مع الرغبة في تعليم العلم، ورفض الخطط الرسمية الشرعية ومثل هذا يتطابق مع الصورة التقليدية للعالم المالكي. وتسميته قاضيا مالكيا تولد عنها حسد وأحقاد في وسط العلماء لأن القاضي الشاب لا يستطيع التضحية من أجل المتطلبات الاجتماعية للخطة، ولم يبذل أي مجهود ليظهر مسنا والمشي بخطوة رزينة تناسب الوقار الشكلي حسب مفهوم ذلك العصر، ومثل هذه الهيئة يناسبها ركوب البغلة ولكن المترجم تحصل من الباي على حق ركوب جواد. ومن تلامذته الوزير محمد العزيز بوعتور، والوزير يوسف جعيط، وشيخ الإسلام أحمد بن الخوجة وسالم بو حاجب، ومحمد بن الخوجة شيخ الإسلام، ومحمد النجار، ومحمد بيرم الخامس، وغيرهم. توفي يوم الاثنين 21 ذي الحجة 1284/ 13 أفريل 1868 وله 54 سنة، وحضر جنازته الباي وجمهور غفير ودفن في تربة عائلته قرب سيدي علي الزواوي رفيق جده.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) تعليقات على ما أقراه من صحيح مسلم. 2) حاشية على شرح المحلي لجمع الجوامع لم تتم. 3) حاشية على شرح ابن سعد الحجري على الأشموني، جمعها من خطه تلميذه شيخ الإسلام أحمد كريم. 4) حاشية على شرح العصام لرسالة البيان. 5) حاشية على القطر تسمى هدية الأريب إلى أصدق حبيب. 6) شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح، ط بالمط الوهبية بمصر سنة 1296/ 1877. 7) الغيث الافريقي وهو تقاييد على حاشية عبد الحكيم السيالكوتي على المطول في البلاغة، لم يتم. 8) تقارير على حاشية الصبان على الأشموني، لم تتم. 9) كنش في الفقه. مخطوط بمكتبة سميه وحفيده. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 165 - 7، الأعلام 7/ 43، ايضاح المكنون 2/ 151، 726، تونس وجامع الزيتونة لمحمد الخضر حسين 108 - 11، شجرة النور الزكية 392، عنوان الأريب 2/ 122 - 27، مجمل تاريخ الأدب التونسي 268 - 70، معجم المطبوعات 156 معجم المؤلفين 5/ 37، 6/ 124، 10/ 101 (ظنا منه أنها تراجم لأشخاص متعددين وهم شخص واحد)، هدية العارفين 2/ 378، محمد الصالح المهيدي، المجلة الزيتونية محرم صفر 1365 جانفي فيفري 1946 أثناء التعريف بأسلاف الشيخ محمد الطاهر بن عاشور (الحفيد) شيخ جامع الزيتونة. علماء تونس في القرن الثامن عشر والتاسع عشر (أطروحة دكتوراه الحلقة الثالثة، بالفرنسية) لمحمد العزيز بن عاشور (مرقونة بكلية الآداب شعبة التاريخ بالجامعة التونسية) ص 82 - 87.

339 - ابن عاشور (1296 - 1394 هـ‍) 1879 - 1973 م)

339 - ابن عاشور (1296 - 1394 هـ‍) 1879 - 1973 م) محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور، الإمام الضليع في العلوم الشرعية واللغوية والأدبية والتاريخية. جده للأب تقدمت ترجمته، وجده للأم هو الوزير الأكبر الشيخ محمد العزيز بوعتور. تعلم في الكتاب حتى اتقن حفظ القرآن، ثم تعلم ما تيسر من اللغة الفرنسية، والتحق بجامع الزيتونة في سنة 1310 - 1892 ووقع تكليف العلامة الشيخ عمر بن الشيخ لترتيب دروسه وتعيين مشايخه الأولين فكان أول اسم ذكره من أسماء الشيوخ الذين انتخبهم له اسم الشيخ صالح الشريف، وقرأ بجامع الزيتونة على جماعة من أعلامه منهم إبراهيم المارغني، وسالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، ومحمد النجار، ومحمد بن يوسف، ومحمد النخلي إلى أن أحرز شهادة التطويع سنة 1317/ 1896، وشارك في مناظرة التدريس من الرتبة الثانية، وكان موضوع الدرس في بيع الخيار واجتازها بنجاح سنة 1320/ 1899، وخطة التدريس، التي أحرز عنها منحلة عن المرحوم حسين بن حسين (المتوفي سنة 1323/ 1902). وبعد نحو أربع سنوات شارك في مناظرة التدريس من الرتبة الأولى فنجح فيها سنة 1324/ 1903، وفي سنة 1321/ 1900 أضيف إليه التدريس بالمدرسة الصادقية. وفي سنة 1325/ 1904 سمي نائبا عن الدولة لدى نظارة جامع الزيتونة فابتدأ أعماله بإدخال نظم مهمة على التعليم بحسب ما سمح به الحال، وحرر لائحة في إصلاح التعليم وعرضها على الحكومة فوقع تنفيذ شيء منها وأبقي الكثير منها في انتظار فرصة أخرى. وسعى في أحياء بعض العلوم العربية التي كانت مقتصرة على النحو والبلاغة فأكثر من دروس

الصرف في مراحل التعليم الثلاث، ومن دروس أدب اللغة ودرس بنفسه شرح ديوان الحماسة الذي أبدى فيه ضلاعة في اللغة والنقد وسمو الذوق وحاز به شهرة. وفي سنة 1329/ 1908 سمي عضوا في لجنة تنقيح برامج التعليم، وكتب تقريرا عن حالة التعليم فكان الاعتماد على لائحته المشار إليها قبل قليل، وقدم لائحة في إيجاد تعليم ابتدائي إسلامي منظم في المدن الخمس القيروان، وسوسة، وصفاقس، وتوزر، وقفصة، وفي نفس السنة سمي عضوا بالمجلس المختلط العقاري. وفي سنة 1331/ 1913 سمي قاضيا مالكيا للجماعة، وبموجب ذلك دخل في هيئة النظارة العلمية المديرة لشئون جامع الزيتونة، وفي سنة 1341/ 1923 عاد إلى التدريس بجامع الزيتونة والمدرسة الصادقية. وفي نفس السنة سمي نائبا عن الشيخ باش مفتي، وفوض إليه مباشرة وظائفه الشرعية والعلمية. وفي سنة 1345/ 1927 أسندت إليه خطة باش منت. وفي جمادى الأولى سنة 1351/ 1932 سمي شيخ الإسلام المالكي وهو أول من تولى هاته الخطة وشيخا لجامع الزيتونة وفروعه ثم اقتصر على وظيفة شيخ الإسلام وفي ربيع الأول /1364 نوفمبر 1944 سمي شيخا لجامع الزيتونة وفروعه، واعتزل هذا المنصب خلال سنة 1951، ولما جاء الاستقلال سمي عميدا للجامعة الزيتونة في أفريل 1956. وفي المرتين اللتين تولى فيهما مشيخة جامع الزيتونة أدخل إصلاحات مهمة على نظام التعليم، وفي المرة الثانية أدخل في الدراسة مواد جديدة كالفيزياء والكيمياء والجبر، وانتدب لتدريسها أساتذة مختصين، ومثل هذه الإصلاحات لاقت ازورارا ومقاومة من عبّاد القديم الذين لا يروق لهم الخروج عن المألوف، وقاموا بمختلف الوسائل منها الكيد والدسّ لدى الباي كلما سنحت الفرصة، وكان بعض البسطاء ينقادون لوشاياتهم المغرضة

فقد سمعت مرة من معلم وهو زيتوني قديم أن الشيخ ابن عاشور ألغى من برنامج الدراسة الكتب ذات البركة ودهشت من هذا الكلام فبركة الكتب في حسن أسلوبها الموصل للمعلومات بأيسر الطرق لا في قدمها وتعقد أسلوبها وصعوبة أخذ ما فيها فمثل هذه الكتب تجاوزتها الأحداث هي وبركتها الخيالية الموهومة. وكان جم النشاط غزير الإنتاج تزينه أخلاق رضية وتواضع فلم يكن على سعة اطلاعه وغزارة معارفه مغرورا كشأن بعض الادعياء ممن لم يبلغ مستواه. وألقى المحاضرات القيمة التي كان البعض منها مرجعا للباحثين في الجمعية الخلدونية وجمعية قدماء الصادقية. قال زميله وصديقه العلامة المرحوم الشيخ محمد الخضر حسين «وللأستاذ فصاحة منطق وبراعة بيان ويضيف إلى غزارة العلم وقوة النظر صفاء الذوق وسعة الاطلاع في آداب اللغة» إلى أن قال وبالإجمال ليس أعجابي بوضاءة أخلاقه وسماحة آدابه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم». قام برحلات إلى المشرق لأداء فريضة الحج وإلى أوروبا واستانبول حيث شارك في مؤتمر المستشرقين سنة 1951. وهو أول من أحرز على الجائزة التقديرية للرئيس الحبيب بورقيبة سنة 1968. قال عن نفسه: «ولا آنس برفقة ولا حديث أنسي بمسامرة الاساتيذ والاخوان في دقائق العلم ورقائق الأدب، ولا حبب إلي شيء ما حببت إلي الخلوة إلى كتاب والقرطاس متنكبا كل ما يجري من مشاغل تكاليف الحياة الخاصة ولا أعباء الامانات العامة التي حملتها فاحتملتها في القضاء وإدارة التعليم حالت بيني وبين أنسي في دروس تضيء منها بروق البحث الذكي والفهم الصائب بيني وبين أبنائي الذين ما كانوا إلا قرة عين وعدة فخر، ومنهم اليوم علماء بارزون، أو في مطالعة تحارير أخلص فيها نجيا إلى الماضي من العلماء والأدباء الذين خلفوا لنا آثارهم الجليلة ميادين

مؤلفاته المطبوعة

فسيحة ركضنا فيها الأفهام والأقلام ومرامي بعيدة سدّدنا إليها صائب المهام. فالحمد لله الذي بوأنا بين الماضي من أسلافنا والآتين من أخلافنا منزلة من تلقى الأمانة فأداها وأوتي النعمة فشكرها ووفاها» (من الكلمة التي ألقاها يوم إسناد جائزة الرئيس بورقيبة إليه). وكان من أعضاء المجمعين في دمشق والقاهرة. واشتهر بالصبر وقوة الاحتمال وعلو الهمة والاعتزاز بالنفس والصمود أمام الكوارث والترفع عن الدنايا توفي يوم الأحد 13 رجب 1393/ 12 أوت 1973. ودفن بمقبرة الزلاج. مؤلفاته المطبوعة: 1) أصول الإنشاء والخطابة. 2) أليس الصبح بقريب. 3) التحرير والتنوير تفسير القرآن الكريم في 30 مجلدا طبع منه لحد الآن 17 مجلدا .. 4) حاشية على التنقيح للقرافي في أصول الفقه سمي التوضيح والتصحيح. 5) شرح قصيدة الأعشى الأكبر في مدح المحلّق. 6) قصة المولد النبوي الشريف. 7) كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ. 8) مقاصد الشريعة الإسلامية. 9) موجز البلاغة.

ومن تحقيقاته

10) النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح (تونس /1399 - 1979) وهو آخر ما طبع له لحد الآن (سنة 1982). 11) النظام الاجتماعي في الإسلام. 12) الوقف وأثره في الإسلام. ومن تحقيقاته: 1) ديوان بشار بن برد، طبع لأول مرة في القاهرة في أربعة أجزاء. 2) الواضح في مشكلات المتنبي. 3) سرقات المتنبي. 4) ديوان النابغة الذبياني، جمع وشرح وتعليق. ومن مؤلفاته المخطوطة: 1) أصول التقدم في الإسلام. 2) أمالي على دلائل الاعجاز. 3) أمالي على مختصر خليل. 4) آراء اجتهادية. 5) تراجم بعض الأعلام. 6) تحقيق وتصحيح وتعليق على كتاب الاقتضاب لابن السيد البطليوسي مع شرح أدب الكاتب، ومن يطالع كتاب الاقتضاب يعرف مكانة ابن السيد البطليوسي في اللغة ورواية الأدب ويدرك منزلة المترجم في الاستدراك عليه. 7) تحقيق وتعليق على كتاب خلف الأحمر المعروف بمقدمة في النحو. 8) تعليقات وتحقيق على حديث أم زرع.

المراجع

9) تعاليق على المطول وحاشية السيالكوتي. 10) شرح ديوان الحماسة. 11) شرح معلقة امرئ القيس. 12) تصحيح وتعليق على كتاب الانتصار لجالينوس للطبيب ابن زهر. 13) كتاب تاريخ العرب. 14) جمع وشرح ديوان سحيم. 15) الفتاوى. 16) قضايا وأحكام شرعية. 17) غرائب الاستعمال. 18) مراجعات تتعلق بكتابي معجز أحمد واللامع العزيزي. 19) مسائل فقهية وعلمية تكثر الحاجة إليها ويعول في الأحكام عليها. 20) قلائد العقبان للفتح بن خاقان شرح وتحقيق وإكمال، أعلن أنه قيد الطبع في سنة 1982). 21) تحقيق لشرح القرشي على ديوان المتنبي. المراجع: - الأعلام 6/ 274 (ط 5/)، تونس وجامع الزيتونة 123 - 26، الحركة الأدبية والفكرية في تونس 202 - 3، ذكرى سماحة الأستاذ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور، نشر وزارة الشئون الثقافية، ادارة الآداب مطبعة الدار التونسية للنشر.

340 - ابن عاشور (1327 - 1390 هـ‍) (1909 - 1970 م)

340 - ابن عاشور (1327 - 1390 هـ‍) (1909 - 1970 م) محمد الفاضل ابن الاستاذ الامام الشيخ محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، أحد الائمة الاعلام في تاريخ تونس المعاصر ومن اعلام الفكر الاسلامي الحديث، الموسوعي الثقافة، والخطيب اللامع، والسياسي المحنك ولد بالمرسى من ضواحي تونس الشمالية أو بتونس في 2 شوال سنة 1327/ 16 اكتوبر 1909 وسماه جده محمد الفاضل. واعتنى والده بتربيته وتوجيهه، عناية بالغة فيها حزم ولين، وتعلم في المنزل بداية من السنة السادسة من عمره الهجاء في كتب مدرسية مصرية، ثم شرع في حفظ القرآن العظيم ولما بلغ التاسعة من عمره شرع في حفظ المتون العلمية كالآجرومية والمرشد المعين لابن عاشر، والرسالة لابن أبي زيد القيرواني، والفية ابن مالك وتحفة الحكام لابن عاصم. ولما بلغ العاشرة من عمره أعاد حفظ القرآن مرة ثانية، وبدأ في تعلم الفرنسية على معلمين خصوصيين في ساعات معينة بالمنزل. وفي سنة 1340/ 1922 شرع في قراءة دروس في القراءة، والتوحيد، والفقه، والنحو بمسجد سيدي أبي حديد المجاور للمنزل بتونس بنهج الباشا، في آخر السنة اجتاز بنجاح امتحان الدخول للتعليم الزيتوني فقبل في السنة الثانية، واستمر على تلقي الدروس الخاصة باللغة الفرنسية، وأختزل سنة أخرى عن برنامج التعليم بجامع الزيتونة فاجتاز بنجاح شهادة ختم الدروس الثانوية المسماة في ذلك العصر شهادة التطويع سنة 1347/ 1928، وفي السنة الدراسية الموالية أقبل على مزاولة التعليم العالي بجامع الزيتونة، وانخرط في سلك المدرسة العليا للغة والآداب العربية بسوق العطارين وانتسب إلى كلية الآداب بجامعة

الجزائر سنة 1931.اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية سنة 1932، وبعد مدة اجتاز كذلك بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الأولى. وفي مدة دراسته بجامع الزيتونة كان يعيش تحت مراقبة حازمة من قبل والده فتنقله بين الجامع والمنزل ونظام أوقاته مضيق عليهما جدا لئلا ينغمس في حركات أدبية واجتماعية أو يختلط بجماعات تجعله غير ناجح في دراسته أو مقبلا عليها بكلل أو مشمئزا منها ومفكرا في الانقطاع عنها كما كان شأن غيره من سلك هذا السبيل فكان من الحكمة الكبرى مراقبته والتضييق عليه ليقبل بجد على الدراسة لا غير. ولما احرز على شهادة التطويع زالت عنه قيود المراقبة والتضييق فقام بنشاط اجتماعي متعدد الجوانب والاتجاهات فعمل بالجمعية الخيرية وبجمعية قدماء الصادقية ولجان الحفلات بالمرسى والمنظمات التي أنشأها مع جماعة من زملائه الطلبة، ودخل المجلس الاداري للخلدونية سنة 1931 بعد أن ربطه بالخلدونية رئيسها الاستاذ عبد الرحمن الكعاك، وألقى محاضرات على منبر الخلدونية، وكان موضوع أول محاضرة له عن: «القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني». وقد قام بعدة رحلات فرحل أول مرة إلى فرنسا سنة 1926، وزار مصر مرات، والحرمين الشريفين أكثر من مرة والقطر الجزائري، وزار المغرب الاقصى كما زار ليبيا مرة واحدة، ورحل إلى سوريا ولبنان وبغداد وإيطاليا وسويسرا وتركيا والمانيا والنمسا واليونان وبلغاريا ويوغوسلافيا، وربط صلات مع كثير من رجال العلم والادب ورحل للاشتراك في مؤتمرات المستشرقين عدة مرات وفي مؤتمرهم المنعقد باستانبول حضره بصحبة والده ودعيا للحضور بصفة شخصية لا يمثلان دولة ولا منظمة، وألقى فيها محاضرة باللغة الفرنسية عن كتاب لابن حزم في الاحتجاج لمذهبه ضد القياس، وقد ترجمها إلى العربية ونشرت في عددين من المجلة الزيتونية سنة 1952.وفي سنة 1948 حضر بباريس مؤتمر المستشرقين استجابة لدعوة الكوليج دي فرانس قصد المشاركة في حوار علمي،

والكوليج دي فرانس لا يفتح إلا في وجه صفوة الصفوة من العلماء، قال تلميذه الاستاذ الطيب السحباني: «واجتمعت بعد أيام بأحدهم فقال لي جاءنا أخيرا من بلدكم الشيخ ابن عاشور، وقد أحدث في المستمعين أثرا بليغا قلت كيف وفي أي لغة؟ قال ألقى علينا دراسة عظيمة ثم رد على مناقشتنا إياه في اللغة الفرنسية، واستطرد الاجنبي قائلا: إن لكم في تونس عالما جليلا فليتني أوتيت من فقه اللغة العربية ما أوتيه من معرفة مشاغلنا ولغتنا». كنت قبل أن أرحل من صفاقس لطلب العلم بجامع الزيتونة في تطلع لمعرفة شخصه وسماع دروسه ومحاضراته لما له من صيت علمي ذائع، وما كنت أطالع له بشغف وإعجاب مقالاته المنشورة في مجلة الثريا والمجلة الزيتونية، ولما دخلت جامع الزيتونة وجدته يدرس في التعليم العالي على طلبة العالمية في الآداب والتفسير ومقدمة ابن خلدون، وأنا آنذاك ما زلت في التعليم الثانوي فاهتبلت أول فرصة تخلف فيها أحد شيوخي عن درسه واستمعت لدرسه في التفسير فطرق أذني ما لم أسمعه وما لم أقرأه في كتب التفسير، سمعت أسلوبا جديدا لا يعتمد على المناقشات النحوية واللفظية، ويعتمد كثيرا على علم النفس لاستجلاء سياق الآيات والكشف عن معانيها في يسر. ومرة أخرى سمعته يدرس مقدمة ابن خلدون فكانت اسماء الفلاسفة كاوقست كونت وكارل ماركس تدور على لسانه مقارنا بين آرائهما وآراء ابن خلدون حتى أني اتذكر أنا كنا في حلقة الشيخ مصطفى المؤدب فانقطع يسيرا عن الإلقاء واصغى إليه قليلا. وفي هذه الفترة سنة 1945 - 46 كان مديرا للخلدونية ولمعهد البحوث الاسلامية التابع لها، وغالب محاضرات هذا المعهد يقوم هو بإلقائها، وهذه المحاضرات تناولت أقطار العالم العربي والعالم الاسلامي، وقسم العالم الاسلامي إلى وحدات كالوحدة الطورانية، ويحاضر عن أقطار كل وحدة، ويبتدئ بالحديث عن جغرافيتها ثم عن تاريخها إلى العصر الحاضر، ويختم محاضرته عن حالتها السياسية والاجتماعية. وهذه المحاضرات بعيدة عن

جفاف العلم بل يحليها برونق البيان وجمال التصوير ودقته مما يقربها إلى النفوس لتمكنه من عبقرية اللغة وبراعة الأداء، وبما له من موهبة أدبية عالية تجيد تصوير الاغراض والمعاني، وتعرف بدقة ما يؤثر على النفس ويجلب انتباهها ويشوقها للمتابعة. وكان يلقي هذه المحاضرات ارتجالا مكتفيا بوضع مذكرة صغيرة أمامه، فكان محل تعجب وتقدير من مستمعيه لما رأوا فيه من قوة تركيز ذاكرته، والتنظيم الجيد لعناصر المحاضرة، والبعد عن الحشو والاستطراد وغزارة الاطلاع التي لا مثيل لها بين معاصريه. وقد فتح بهذه المحاضرات المجال واسعا لفهم السياسة الدولية وسير منعرجاتها والقاء الاضواء الكاشفة على دروبها المظلمة، وهذه المحاضرات تدل على اطلاعه الواسع وفكره النير وفهمه الدقيق وذوقه الرشيق، وكان يحضرها تلاميذ الزيتونة وبعض تلاميذ المدرسة الصادقية وأهل العلم والأدب وبعض الذوات المرموقة كوزير متقاعد والمستشرق الايطالي قويدو مدينة وغيرهم. وكان فذا بين مدرسي الزيتونة لا يشاركه أحد في سعة معارفه وثقافته الحديثة وغزارة اطلاعه وسمو اخلاقه قرأت عليه في التعليم العالي شرح السعد التفتازاني على العقائد النسفية وتاريخ الفرق الاسلامية وفيهما سمعنا الاسلوب الجديد والمعلومات الغزيرة، ففي درس العقائد كان كثيرا ما يقارن بين آراء المتكلمين والفلاسفة كابن سينا والفارابي وابن طفيل وابن رشد، وفي درس تاريخ الفرق سمعت منه من غزارة التحليل ودقة التعليل وسعة الاطلاع ما وددت أن تكون حصة الدرس ثلاث مرات في الأسبوع لا مرة واحدة مع أني لست خالي الذهن عن تاريخ الفرق فقد كنت طالعت التبصير في الدين للاسفراييني وما كتبه المستشرق كارا دي فو في كتابه «مفكر والاسلام». كان عضوا بمجمع اللغة العربية في القاهرة.

مؤلفاته

توفي في 2 أفريل سنة 1970، وتولى إمامة الصلاة عليه والده بكل قوة وبرباطة جأش. مؤلفاته: 1) أركان النهضة الأدبية بتونس (تونس 1968). 2) أعلام الفكر الإسلامي في المغرب العربي (تونس 1965). 3) الحركة الأدبية والفكرية في تونس (القاهرة 1956). 4) التفسير ورجاله (تونس 1966). 5) المحاضرات المغربيات (تونس 1394/ 1974) مصدرة بدراسة عنوانها الفكر الإسلامي بين تونس والمغرب على مدى القرون لجامع هذه المحاضرات عبد الكريم محمد وفيها لمحات عن خصائص المحاضر ومكانته العلمية، وتحليل وجيز للمحاضرات وعددها سبع. 6) ومضات فكر، الجزء الأول (تونس 1981) ووقع الإعلان عن عزم طبع الجزء الثاني خلال سنة 1982. 7) تراجم الأعلام (تونس 1970). المراجع: - الأعلام 6/ 325 (ط 5/)، مقدمة كتاب تراجم الأعلام، وقفات ونبضات لمحمد صالح الصديق (الجزائر 1972) ص 113 - 122، وجوه تونسية الصادق الزمرلي ص 141 - 49 (بالفرنسية مجلة الهداية ع 6 س 8 رمضان شوال /1401 جويلية 1931.

341 - ابن عاشور ( ... -1325 هـ‍) ( ... -1907 م)

341 - ابن عاشور ( ... - 1325 هـ‍) ( ... - 1907 م) محمد المولدي بن محمد بن عاشور التميمي البوعثماني، من أحفاد الشيخ بو عثمان صاحب الزاوية المشهورة بالسحل قرب الوردانين. حفظ القرآن ببلده منزل تميم ثم التحق بجامع الزيتونة فأخذ القراءات عن الشيخ محمد البشير التواتي وختم عليه بالسبع، وفي العلوم على محمد جعيط، والمكي بن عزوز وغيرهما. كان موثقا ماهرا وفرضيا حاسبا وينظم الشعر. توفى في رمضان بأريانة من ضواحي تونس ودفن بمقبرتها. له أرجوزة في الفرائض قرضها شيخه المكي بن عزوز وغيره. المرجع: - شجرة النور الزكية 419.

342 - العامري (1325 - 1398 هـ‍) (1903 - 1978 م)

342 - العامري (1325 - 1398 هـ‍) (1903 - 1978 م) محمد الهادي العامري من بلدة القلعة الصغرى بالساحل التونسي، كاتب أديب له عناية بالتاريخ. تخرج من جامع الزيتونة وسنه نحو العشرين عاما وباشر التعليم بالمدرسة القرآنية التابعة للجمعية الخيرية الاسلامية بتونس، وتعرف فيها بمديرها الاستاذ الطاهر صفر، وبزميله محمد الصالح العياري الذي أصبح طبيبا فيما بعد، واستمرت صلة الصداقة بينهما. وبعد سنوات انتقل إلى المنستير مديرا للمدرسة القرآنية بها، ولبث بها نحوا من عشرين عاما إلى أن جاء الاستقلال وهدمت المدرسة في نطاق الاصلاحات فالحق بالفرع الزيتوني بسوسة لمدة عام حوالى 1958 - 59 ثم عاد إلى التعليم الابتدائي في بعض مدارس سوسة إلى أن أحيل على التقاعد حوالى سنة 1970. وفي مدة مباشرته للعمل بالفرع الزيتوني بسوسة تعرفت به إذ كان في أوقات الفراغ يجلس بالادارة وجرت بيننا مباحثات تاريخية، وأدبية متنوعة فاستنجبني واستضافني في منزله بالقلعة الصغرى، وأطلعني على مكتبته، ودارت بيننا أحاديث حول بعض الكتب وتراجم مؤلفيها كفتح الباري للحافظ ابن حجر، والبحر المحيط لابي حيان الأندلسي، وسمع مني معلومات استغربها لعدم اطلاعه عليها وسألني عن مصادري فذكرتها له فازداد إعجابا، واستضافني بمنزله مرات عديدة، وفي إحدى الزيارات أطلعني على كتابه المخطوط في تاريخ تونس «تونس في مواكب الحضارات والعصور» في جزءين ضخمين وطلب مني إبداء ملاحظاتي فقرأت كثيرا من فصول الكتاب وابديت له ملاحظات حول الاسماعيلية مذهب العبيديين فناقشني وأتاني

بجزء من تاريخ ابن خلدون ومقدمته وبينت له عدم صحة استنباطه وطلب مني تحريرا وجيزا في الموضوع عن أسس المذهب الاسماعيلي واساليبه الدعائية مدعما بالمصادر ففعلت وأحلت على المصادر من كتب الفرق والتاريخ، وعلى ضوئه حور الفصل المتعلق بالعبيديين، كما أبديت له ملاحظات حول العصر الحفصي، وأن البحث يتطلب الاطلاع على إنتاج ذلك العصر حتى كتب الفتاوى وكتب شرح الحديث وكتب الفقه وكتب الرحلات، واعلمته بأني جردت ما يتعلق بالتاريخ التونسي من شرح الآبي على مسلم «اكمال اكمال العلم» وهو في سبع مجلدات وأن لدي مختصرا من رحلة العبدري علقته في اخريات عهد الطلب، وحرصت فيه على نقل كل ما يتعلق بالتونسيين والنازلين بتونس من الاندلسيين فتلهف للاطلاع عليهما فاعرتهما له، وقد أعاد تحرير العصر الحفصي على ضوء ما أمددته به، وفي كتابه «تاريخ المغرب العربي الكبير في سبعة قرون بين الازدهار والذبول» المطبوع احالات كثيرة على كتاب «اكمال اكمال المعلم» وطلب مني امداده بما لدي من كتب تاريخية حديثة لها صلة بتاريخ تونس فلبيت طلبه، وكنت استصحب الكتب معي من صفاقس إلى القلعة الصغرى، ويرجعها إلي بعد قضاء حاجته منها بحالة غير جيدة ولم تنقطع صلة الزيارة والمراسلة بعد نقلي إلى مسقط رأسي صفاقس، وكان يطلب مني مشافهة ومكاتبة بأن اعلمه بكل فائدة لها صلة بالتاريخ التونسي اثناء مطالعاتي، ولم أبخل عليه بتلبية مرغوبه، وترجمت قليلا من الفرنسية عن اواخر الدولة الحفصية، وخير الدين بربروس، وأعرت له خلاصة ما اقتبسته من كنش تونسي في شذرات عن الادب في العصر الحسيني، هذا عدا ما كان يطلب مني مكاتبة من ترجمة فلان وعلان. وبعد صدور كتابه «المغرب العربي في سبعة قرون» ضنّ باهداء نسخة إلي، ولو كان الأمر مجرد صداقة لا أعتب عليه في عدم الاهداء، ولكن بعد اتعابي وامدادي له بالكثير مما لا يعلم صعقت وذهلت وبعد انتظار نحو ثلاثة أشهر كاتبته معاتبا وعاذلا فاعتذر بأن الطبعة سيئة (وهل لم

يهد من هذه الطبعة شيئا) وذكر أن الكتاب بصدد إعادة الطبع وكذب وما صدق. وفاتني أن أذكر أني وضعت له فهرس المصادر والمراجع وقال لي بأنه خدمة جليلة للكتاب. وما سبق ذكره ليس تقولا لا أساس له بل عندي رسائل بخط يده تثبت كثيرا مما ذكرت. وكان موقفه الأخير معي باعثا على الامتعاض والمرارة، فقطعت صلاتي به من زيارة ومراسلة نحو ثلاث سنوات قبل وفاته، رحمه الله وغفر له، ذكرت ما ذكرت خدمة للحقيقة والتاريخ. وكان من المنتجين بالاذاعة منذ تأسيسها، ولم ينقطع عنها إلا في فترات وجيزة معينة، ونشر في جريدة لسان الشعب لصاحبها السيد البشير الخنقي فصولا تبلغ الاربعين بعنوان «سانحة»، وذكر لي أن جريدة البلاغ المصرية تنشر مقتطفات وأحيانا تنشرها كاملة، وهذه السوانح تتناول السياسة والاجتماع والقضايا الادبية. ونشر كثيرا من الدراسات الادبية في مجلة «المباحث» في سلسلتها الثانية الصادرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، نشر فيها دراسة عن المتنبي بعنوان «فتنة العصور» ودراسة عن الادب الاندلسي، ونشر في مجلة الفكر تراجم لكثير من أعلام التونسيين في مختلف العصور ممن كان لهم تأثير في الاتجاه الفكري والادبي. وفي مجلة «الفكر» ساهم في المعركة التي دارت بين الدكتور ابراهيم السامرائي (الذي كان استاذا بكلية الآداب بالجامعة التونسية) وعبد المجيد بن جدو (من أسرة الاذاعة) ونور الدين صمود (أستاذ في العربية وشاعر) عن شعر الشاذلي خزنه دار وقيمته. وكان من قلة ذوق ولياقة المترجم وابن جدو أن قالا ما معناه عن الدكتور السامرائي: «إنه اجنبي لا يفهمنا، ولماذا يقحم نفسه في شئوننا» أو نحو هذا وهذا محل تعجب ودهشة فابراهيم السامرائي عربي من العراق القطر العربي، وله اختصاصات لغوية، وثقافة أدبية متينة، فكيف لا يفهم

الشاذلي خزنه دار؟ وهل يحجر عليه دراسة أدب خزنه دار لأنه اجنبي عنا؟ إن تراث خزنه دار يحق لكل عالم بالعربية وآدابها دراسته سواء كان مشرقيا أو مغربيا، والعلم والأدب يتعاليان عن قيود السياسة في تحديد الاقطار لانهما لا وطن لهما، وحسب منطق هؤلاء هل يحجر على التونسي أو غيره من ابناء العربية دراسة شعر الرصافي أو الزهاوي العراقيين؟ بحجة أنهما اجنبيان، سبحان الله، إن الانسان في فورة الاندفاع والحماس يكتب أحيانا ما لا يقبل، وأتذكر أني زرته في منزله أثناء هذه المعركة، وسألني هل أنا متتبع لها؟ فأجبته بالايجاب، ودار نقاش بيننا حول شاعرية خزنه دار، وقلت له بأن شعر خزنه دار كسيح لا يحلق وقريب الغور، ولولا ما فيه من حسن سبك وموسيقى وخدمة للأغراض الوطنية لعد نظما مبتذلا، وأنت تدافع بحماس عن قضية غير مضمونة النجاح، فلم يهضم هذا الكلام، وأطلعني على أبيات لخزنه دار في تهنئته بميلاد ابنه عياض بعد تفتيش في مخبئاته، وقرأت الأبيات: هذا مما يؤكد عندي ضعف شعر خزنه دار، وكأنه يريد أن يدلل على أنه شخصية مرموقة بهذه التهنئة الصادرة من أمير الشعراء بتونس، وقد نشر هذه التهنئة بمجلة الفكر اثناء دفاعه عن خزنه دار، وكانت محل تفكه وتندر لدى كثير ممن سمعت. وسمعت منه في مجالسه أنه كان على صلة بالشيخ محمود موسى مفتي المنستير وشاعرها يجلس معه في المقهى بعد الفراغ من العمل، ويسهر أحيانا في داره إلى أن تشيب ذوائب الليل، وحكى لي كثيرا من نوادره وطرائفه ووصفه بسلاطة اللسان والمجابهة بالمكروه وحكى لي أحداثا تثبت ذلك، وأثنى على علمه وأدبه واطلاعه، وكانت له صلة بالشيخ أحمد أديب المكي (من مكة المكرمة) نزيل سوسة الكاتب بإدارة عملها، وذكر لي طرفا من نوادره وطرائفه، وإنه كان سليط اللسان، محدثا فقيها راوية للأدب العربي لغويا شاعرا وإن الشيخ محمد موسى نعته بأن الشعر أقل خلاله. وهكذا كانت مجالسنا لا تخلو من أمثال هذه الاحاديث، ومن الخوض في السياسة والادب والتاريخ واللغة والتفسير والحديث، وكان جيد المشاركة في هذه

مؤلفاته

الفنون إلا في السياسة وعلم الحديث فإنه ضعيف فيهما ولا يعرف من أصولهما شيئا يعتد به. ولم يكن يحسن الظن بالشيخ محمد مخلوف المنستيري مؤلف شجرة النور الزكية، ويتشبث بحكاية ذكرها في كتابه تدل على قبوريته وعقليته القابلة لتصديق الخرافات، وكنت أبين له أن هذا يجافي الانصاف لأن كتابه ليس خاليا من أية قيمة علمية، ومثل هذه الحكاية لا تسلب الكتاب مزاياه الأخرى العديدة وإن كان عليه مآخذ أخرى في المنهج وميله إلى السجع في كتابته والانصاف يدعو إلى ذكر ماله وما عليه، ولا تكون حكاية عابرة أو زلقة سالبة له من كل قيمة، فكان يصر على رأيه قائلا: هذا رأيي فيه ويورد حكايات على أنه فقيه غير مجيد لما يتعاطاه من تراجم وتاريخ، وإنه يحسن النقل من الكتب بأمانة، ولا فكرة نقدية أو تحليلية عنده وأثنيت له على سعة اطلاعه وتراجم المتأخرين من التونسيين وذكرت له أن عنايته بالتاريخ وتراجم التونسيين تدعوانه إلى مراجعة الكتاب اتباعا لمنهج العمل في الاستقصاء، وإذا كان له خطأ أو مأخذ يقع تبيينه، فكان يجيب أنه لا يضيع وقته في تتبع كتاب لا قيمة له في نظره وانه لا يملكه ولا يطالعه، ومع ذلك فقد طلب مني ذات مرة تراجم بعض رجال من الساحل لا توجد إلا فيه، وأشعرته بالاستمداد منه والاقتصار عليه. توفي رحمه الله يوم الاحد في 5 شعبان 1398/ 30 جويلية 1978 بعد إجراء عملية جراحية. مؤلفاته: 1) تاريخ الأدب التونسي، حاول فيه دراسة العوامل والتيارات الكبرى التي أثرت فيه والترجمة لاعلام رجاله، في مجلد مخطوط. 2) ابطال الجلاء في المغرب العربي، مخطوط.

3) تونس في مواكب الحضارات والعصور (¬1) في جزءين، طبع منه القسم الذي يبتدئ بالعصر الحفصي وينتهي بالاحتلال الفرنسي باسم «المغرب العربي في سبعة قرون بين الازدهار والذبول» (¬2) ولم يشر في المقدمة أدنى إشارة إلى ما بذلته معه من مجهودات وقدمت له من إعانات وهكذا تكون الأخلاق والأمانة. ¬

(¬1) انظر عرضا له في جولة بين الكتب لمحمد محفوظ ص 177 - 180. (¬2) انظر عرضا ونقدا للكتاب في مجلة القلم الصادرة بصفاقس بقلم محمد محفوظ.

343 - ابن عبد الرفيع (639 - 733 أو 734 هـ‍) (1244 - 1332) أو 1333 م).

343 - ابن عبد الرفيع (639 - 733 أو 734 هـ‍) (¬1) (1244 - 1332) أو 1333 م). ابراهيم بن حسن بن علي بن عبد الرفيع الربعي التونسي، أبو اسحاق، العلامة المحدث، الفقيه المدرس الخطيب القاضي المفتي. ولد بتونس في 8 ربيع الأول، وبيته من البيوت المشهورة بتونس في العصر الحفصي. أخذ عن القاضي محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وعثمان بن سفيان بن عثمان التميمي ابن الشقر، وعبد الله بن محمد بن أحمد بن الحجام اللخمي، وعن جماعة من الأندلسيين الوافدين على تونس، وممن قرأ عليه وروى عنه محمد بن جابر الوادي آشي، وسمع منه علي بن محمد بن القاسم بن فرحون اليعمري المدني مولدا التونسي الأصل عند حلوله بتونس، وروى عنه حسن بن أبي القاسم بن باديس القسنطيني (راجع رحلة العياشي 2/ 205). وأخذ عنه الخطيب ابن مرزوق التلمساني، وأجاز للمحدث الرحالة محمد بن سعيد بن محمد الرعيني الأندلسي الفاسي. تردد في ولاية القضاء بين تبرسق وقابس نحو ثلاثين عاما، وتولى قضاء الجماعة بتونس نحو خمس مرات أولها سنة 699/ 1300، وتولى الخطابة بجامع الزيتونة ثم صرف عنها وتولى عوضه هارون الحميري. وامتحن بالعزل والنفي إلى المهدية والسجن بها في ما جل ما يزيد عن العامين، وذلك أن الأمير أبي ضربة بن أبي زكرياء اللحياني قتل نفسا فسلمه ¬

(¬1) هذا التاريخ ذكره تلميذه الوادي آشي في «برنامجه» وذكر غيره سنة 634.

مؤلفاته

والده إلى قاضي الجماعة ابن عبد الرفيع فاقرّ بالقتل وحكم عليه بالقصاص، ولما عفا الأولياء بقي في سجن القاضي على مقتضى المذهب المالكي من سجن القاتل عاما وضربه مائة أن لم يقع القصاص كفارة للقتل إن كان القتل بإقراره، ولبث بالسجن إلى أن أخرجه أهل الحل والعقد وبايعوه لما تخلى والده عن السلطنة، وكان أول ما قام به بعد ولايته هو الانتقام من قاضي دولتهم ابن عبد الرفيع. وابن عبد الرفيع على علمه وفضله كانت فيه عصبية بلدية ضيقة. لما مرض إمام جامع الزيتونة هارون الحميري (ت 729/ 1329) استخلف في الخطابة الشيخ محمد بن عبد السلام المنستيري فبلغ ذلك قاضي الجماعة صاحب الترجمة فقدم الشيخ محمد بن محمد بن عبد الستار وأخّر ابن عبد السلام فأتاه وقال له: أيجرحه هذا؟ فقال: لا، ولكن أهل تونس ما يولون جامعها إلا من هو من بلدهم. وهذا قول عجيب من قاضي الجماعة فهل أن البلدية من شروط الإمامة أم لها شروط أخر إذا توفرت تسند لمستحقها ولو كان أجنبيا من غير أبناء القطر فضلا عن أن يكون من أبنائه نعوذ بالله من هوى النفس ومخالفة القول والعمل للعلم. وضايق بسوء معاملته ابن راشد القصصي فقد منعه من الجلوس بجامع القصر الأعلى وقال له: إن دخلته أكسر رجليك، وابن راشد من أشهر علماء عصره فما معنى منعه من الجلوس للوعظ بجامع من الجوامع؟ ونسي ابن عبد الرفيع قوله تعالى {وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ} غفر الله له وعفا عنه. توفي في شهر رمضان ودفن بدار أعدها لدفنه قرب جامع القصر الأعلى وجعل بإزائها كتابا لتعليم الصبيان. مؤلفاته: 1) أربعون حديثا في ذكر أربعين صحابيا روى عنهم غريبة الإسناد عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال الحافظ الذهبي: استفدت منها.

المصادر والمراجع

2) البديع في شرح التفريع لابن الجلاب، وفي كشف الظنون أنه مختصر التفريع المسمى بالسهل البديع وعزاه لابن عبد الرفيع. 3) الرد على ابن حزم في اعتراضه على مالك في أحاديثه خرّجها في الموطأ ولم يقل بها. 4) الرد على قاضي الأنكحة أبي علي عمر بن محمد بن إبراهيم بن عبد السيد الهاشمي في عدم جواز عقدة نكاح بين ذميين بشهادة المسلمين، وألف بن عبد السيد كتابا في إباحة الحكم والشهادة عليهم وفي أنكحتهم سماه «إدراك الصواب في أنكحة أهل الكتاب» ورد ابن عبد الرفيع على هذا الكتاب. 5) الأجوبة عن أسئلة أوردها أبو بكر الطرطوشي 5 مكرر) الرد على المتنصّرين. ذكره برانشفيك. في بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 12. 6) فهرسة. 7) مختصر (¬1) فتاوى (أجوبة) القاضي ابن رشد. 8) معين الحكام وهو كتاب كثير الفائدة، غزير العلم، نحا فيه إلى اختصار المتبطية، 2 مجلدان مخطوطات المكتبة الوطنية بتونس. رقم 3498. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي ص 41 - 42، تاريخ الدولتين 44، 46، 50، 51، 54 - 65، 57، 60، تاريخ معالم التوحيد 17 - 18، الحلل السندسية 1 ق 2/ 652 - 53، درة الحجال 1/ 177 - 78، الدرر الكامنة 1/ 24، الديباج 29، وفي نهاية ترجمته ذكره الذهبي في العبر، والعبر ينتهي في وفيات سنة 700 فراجعت ذيل العبر للذهبي في وفيات سنتي 733 و 734 فلم أجد له ترجمة، شجرة النور الزكية 1/ 207، 2/ 147، الفكر السامي 4/ 74، فهرس الفهارس 1/ 327، كشف الظنون 1036، 1745، مرآة الجنان لليافعي 4/ 291، معجم المؤلفين 1/ 25، المنهل الصافي لابن تغرى بردى 1/ 45 - 46، الوفيات لابن قنفذ 54، هدية العارفين 1/ 15. ¬

(¬1) كذا في «التبصرة» لابن فرحون 1/ 152، وفي الديباج «اختصار أجوبة».

344 - ابن عبد السلام (676 - 749 هـ‍) (1277 - 1348 م)

344 - ابن عبد السلام (676 - 749 (¬1) هـ‍) (1277 - 1348 م) محمد بن عبد السلام بن يوسف (¬2) بن كثير الهوّاري المنستيري، العلامة الإمام الجامع بين العلوم النقلية والعقلية مع دقة نظر، وشفوف فكر، قاضي الجماعة بتونس، الملقب شيخ الإسلام. سمع من أبي العباس البطرني، وعبد الله بن محمد بن هارون القرطبي نزيل تونس العالي الإسناد في رواية الموطأ، وأدرك جماعة من الاعلام الأجلّة الذين أخذ عنهم وفي إكمال اكمال العلم للأبي 2/ 262 عند الكلام عن أحاديث النهي في انشاد الضالة في المسجد ما نصه: «وكان البوذري من متأخري التونسيين واحد شيوخ ابن عبد السلام مدرسا بمدرسة التوفيق ... ». وبعد استكمال تحصيله انتصب للتدريس، وتخرج به كثيرون كابن خلدون، وابن عرفة، وأجاز للمحدث الرحالة محمد بن سعيد بن محمد الرعيني الأندلسي الفاسي، وكانت دروسه محط رحال المستفيدين لغزارة علمه وتحقيقه وقوة عارضته وفصاحته فذاع صيته وانتشر أمره. ولما نزل السلطان أبو الحسن المريني بتونس حضر مجلس درسه ومعه طائفة من كبار أعلام فاس ناقشوه وابدوا اعتراضاتهم فقطعهم واحدا بعد واحد (¬3). وكان زيادة عن مجالس دروسه العامة تسمع منه بعض الكتب كالموطإ بمنزله على عادة بعض العلماء في العصر الحفصي من التدريس ¬

(¬1) وفاته في بعض المصادر سنة 750. (¬2) في هدية العارفين «محمد بن عبد السلام بن يونس بن اسحاق التونسي». (¬3) انظر أزهار الرياض للمقري 3/ 28.

بمنازلهم زيادة عن دروسهم في المؤسسات العامة. كان يدرس بالمدرسة الشماعية (¬1) الكائنة بسوق البلغاجية، ولما بنت الأميرة فاطمة بنت الأمير أبي زكرياء الحفصي مدرسة عنق الجمل (¬2) طلبت من أخيها السلطان أبي يحيى أن يكون قاضي الجماعة صاحب الترجمة مدرسا بها فاسعفها فكان يقسم الأسبوع بين المدرستين، ثم أن الأميرة فاطمة عزلته عن مدرستها ونسبته للتفريط. تولى المترجم قضاء الجماعة بعد وفاة الشيخ عمر بن قدّاح الهوّاري المتوفي سنة 734/ 1334، وأظهر من الصلابة في الحق، والشجاعة الأدبية في المواقف الحرجة الخطرة ما سارت به الأمثال، ودوّن في الصحف قال ابن عرفة: «حدثني من أثق به لما مات القاضي ابن قداح بتونس تكلم أهل مجلس السلطان أبي يحيى في ولاية قاض فذكر بعض أهل المجلس الشيخ ابن عبد السلام فقال بعض أهل المجلس الكبار» أنه شديد الأمر لا تطيقونه، فقال بعضهم «نستخبر أمره» فدسوا عليه رجلا من الموحدين كان جارا له يعرف بابن ابراهيم فقال له «هؤلاء امتنعوا من توليتك لأنك شديد في الحكم» فقال له: «أنا أعرف الفوائد وأمشيها» فحينئذ ولوه من عام 734 إلى أن توفي عام 749، قال الشيخ البرزلي بعد أن ذكر هذه الحكاية «لعله ذكر ذلك لأنه خاف أن يتولى من لا يصلح بوجه فكان كلامه مانعا منه» كان يسكن في زقاق الخلدونية اليوم المعروف يومئذ بدرب ابن عبد السلام. وقد بلغ رتبة مجتهد الفتوى وكانت له قوة الترجيح بين الأقوال، واعتمد ترجيحه معاصره خليل بن اسحاق وغيره. توفي في 22 رجب، ومات ولده قبله بثلاثة أيام في الطاعون الجارف. ¬

(¬1) راجع عن هذه المدرسة تاريخ معالم التوحيد 176 - 8. (¬2) اسمها مشتق من الزقاق الواقعة فيه وهو نهج عنق الجمل سموه بذلك - فيما يلوح - لطوله وانحرافه ومنه يفهم أن عنق الجمل كان معروفا بهذا الاسم في أول المائة الثامنة وما قبلها (تاريخ معالم التوحيد 83).

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) تنبيه الطالب لفهم ألفاظ جامع الأمهات لابن الحاجب، وهو شرح حافل سبق به غيره وكان قدوة لمن بعده، ومهد الطريق لمعاصره خليل بن إسحاق في شرحه المسمى بالتوضيح، وقال بعضهم في مدحه: «وكان غيره من شروحات ابن الحاجب بالنسبة إليه كالعين من الحاجب (¬1)» وفي كشف الظنون 1/ 1487 وهو مختصر مشتمل على شرح ألفاظ كتاب جامع الامهات لأبي عمرو عثمان بن الحاجب وتقييدها لفظا مرتبا على الحروف كالمصباح المنير. «وكان قد شرع في الشرح وهو في حال ضيق ومحنة أصيب بها أسوة بالعلماء قبله فلم يحضره كتب حتى أنه لم يقدر على الوقوف على مختصر ابن الجلاب لمراجعة مسألة نسبت إليه حتى وصل في الشرح نحو ثلث الأصل ثم أكمله إكمالا حسنا ثم فرّج الله عنه وعظم قدره وانتشر ذكره وانتفع به الناس (¬2)». يوجد الجزء الرابع منه بدار الكتب المصرية، وتوجد أجزاء منه بالمكتبة الوطنية بتونس. 2) ديوان فتاوى مخطوط بدار الكتب المصرية. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 77، ايضاح المكنون 1/ 153، تاريخ الدولتين 54، 58، 62، 66، 73، الحلل السندسية 1 ق 3/ 524 - 98، درة الحجال 2/ 123، الديباج 336 - 37، الفكر السامي 4/ 75 - 76، شجرة النور الزكية 210، فهرس الفهارس 1/ 327، كشف الظنون 487، المرقية العليا للنباهي المالقي (القاهرة 1948) ص 161 - 63، معجم المؤلفين 10/ 71، نزهة الأنظار 1/ 226، نيل الابتهاج 336، ¬

(¬1) تاريخ الدولتين. (¬2) الديباج 336 - 37.

هدية العارفين 2/ 155 - 6، الوفيات لابن قنفذ 56، تعليقات المرحوم عثمان الكعاك على الأدلة البينة النورانية لابن الشماع ص 125، محمد الهادي العامري أعلامنا مدرسة محمد بن عبد السلام في العهد الحفصي مجلة الفكر ص 27 - 30 ع 6 س 10 مارس 1965، وانظر عن مجلس درسه بمحضر السلطان أبي الحسن المريني وعلماء فارس وتفوقه عليهم وقطعهم واحدا بعد واحد أزهار الرياض 3/ 28.

345 - ابن عبد السيد ( ... -731 هـ‍) ( ... -1330 م)

345 - ابن عبد السيد ( ... - 731 هـ‍) ( ... - 1330 م) عمر بن محمد بن ابراهيم بن عبد السيد الهاشمي، أبو علي، قاضي الأنكحة بتونس على عهد أبي بكر بن أبي زكرياء الحفصي. كان بينه وبين قاضي الجماعة أبي اسحاق ابراهيم بن عبد الرفيع مناقشات جرتها الرئاسة، وأوجبها التنازع على استحقاق منصب خطة القضاء، بحيث آل الأمر بينهما إلى تباعد كل منهما عن صاحبه. شوور القاضي أبو علي في عقده نكاحا بين ذميين بشهادة المسلمين فأباحه فسمع قاضي الجماعة فأنكره فوجه قاضي الأنكحة هذا لعدول تونس وأمرهم بالشهادة فيه، وألف كتابا في إباحة الحكم والشهادة عليهم في أنكحتهم سماه «إدراك الصواب في أنكحة أهل الكتاب» وألف قاضي الجماعة كتابا على صحة قوله ذكر ذلك ابن عبد السلام عنهما. المصدر: - تاريخ الدولتين للزركشي 56.

346 - ابن عبد العزيز (حوالى 1146 - 1202 هـ‍) (1734 - 1787 - 8 م)

346 - ابن عبد العزيز (حوالى 1146 (¬1) - 1202 هـ‍) (1734 - 1787 - 8 م) حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد، الأديب الشاعر المؤرخ الوزير. ولد بتونس، واعتنى بتربيته والده المدرس الذي لم يكن في عصره من يحسن المختصر الخليلي وشروحه مثله، وأخذ عنه ولده المترجم، قال ابن أبي الضياف: «حتى أنه كان يسامره ليلا بعلم السير والتاريخ» وقد مات والده وتركه صغيرا ثم أخذ المترجم عن أعلام عصره كالمفاتي أحمد المكودي، وقاسم المحجوب ومحمد بن حسين بيرم الأول، ومحمد بن حسن الهدة السوسي، ومحمد الغرباني، وعلي الشريف، ومحمد الشحمي، وغيرهم، وبعد استكمال تحصيله تصدر للتدريس بجامع الزيتونة في سن مبكّرة؛ وكان ممن أخذ عنه المفتي محمد بيرم الثاني، والمفتي محمد المحجوب، وأخوه القاضي عمر. قام برحلتين في شبابه إلى المغرب وإلى المشرق، قال محمد بيرم الرابع: «وكان الزمان مدبرا عليه في أول أمره إلى أن حمله عسره على مفارقة وطنه والوفود على المغرب الأقصى، فمهّد لذلك بقصيدة قالها في سلطانه المولى محمد بن عبد الله، ثم رجع عن ذلك لسبب اقتضاه، وحج في أيام شبابه واجتمع في طريقه بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد التاودي فكان بينهما ما يدل على إعجاب الشيخ به. طلب منه أقراء ولده مختصر السنوسي في المنطق وكان ذلك بمصر فاقرأه له بالأزهر». ¬

(¬1) هذا ما يرجحه الشيخ محمد ماضور في التعريف به في المقدمة التي كتبها للجزء الأول من «الكتاب الباشي» ومن المعلوم أن تاريخ ميلاده لم يتعرض له المترجمون.

وقد بالغ في مدح سلطان المغرب بقصيدة طويلة تمنى فيها أن ينتظم له ملك المغرب والمشرق: متى أرى خيله من بعد وقعتها … بالكفر تنهل في بغداد أو حلبا وترتمي شهبا في أفق أندلس … تكسوه من بهجة الاسلام ما بليا «وكانت الرحلة والقصيدة قبل اتصاله بالباي ولما خدمه عمل على أخفائها لئلا يتحرج منه، والمغرب ضد لدول الترك بأفريقيا الشمالية من قديم» (¬1). وحجته الثانية كانت في سنة 1181/ 1768 وكان فيها قاضيا للركب التونسي «ولم يذكر من تفاصيلها إلا رواية عن الشيخ السمان بالمدينة المنورة» (¬2). تولى رئاسة ديوان الانشاء في دولة علي باشا باي الحسيني، وفي أول الأمر أبدى تمنعا.، ثم أعاد الباي الطلب على يد المفتي محمد بن حسن البارودي فأجاب، قال ابن أبي الضياف: وقبله (أي الأمير) أحسن قبول وقرّبه نجيا، واستعان به في تدبير دولته، «وقال الشيخ محمد النيفر في «عنوان الأريب» بعد ذكر القبول» ولما سامره أول ليلة أعجبته محاضرته حتى أن الأمير لم يزل يدنو منه حتى كاد أن يماسّ مجلسه. وبعثه علي باشا باي سفيرا عنه إلى قسنطينة والجزائر في بعض الأغراض السياسية. وفي سنة 1186/ 1772 - 73 كلفه الباي بتربية أولاده ومنهم كبيرهم حمودة فعلمهم النحو والصرف والتاريخ، وعلمهم الفقه الحنفي الشيخ حمودة باكير إمام باردو. قال ابن أبي الضياف: «وكان يدلّ على مخدومه الثاني، وهو ابن تربيته ¬

(¬1) الشيخ محمد ماضور، المصدر السالف ص 22. (¬2) الشيخ محمد ماضور المصدر السالف نفس الصفحة.

الباي حمودة باشا بماله من حق التعليم بما لا يحتمله من الشباب، وعلى رجال دولته ويحتملون له لقصور الانشاء والترسيل على قلمه يومئذ، ولما تفاقم الحال أردفه مخدومه بولاية العلامة الأكتب، الجامع بين شرفي النسب والاكتساب أبي محمد سيدي حسن بن عبد الكبير الشريف، فغص منه، وضاق ذرعه لتقدمه في العلم والصناعة، فتحيل - يغفر الله له - بما اقتضى انفصال سيدي حسن الشريف عن خطة الكتابة، وابدل الله درهمه دينارا». وفي أوائل دولة حمودة باشا وقعت ولاية العمال بمشارطة مالية وهي من إشارة صاحب الترجمة أثناء مداولة بمجلس استشاري للوزراء عقده الباي حمودة باشا وكان العمال يتفننون في سلب أموال منظوريهم بعناوين مختلفة ويرشون حاشية الباي ووزراءه مما نهبوا، وأشار صاحب الترجمة أن تكون ولاية العمال على يد الوزير يوسف صاحب الطابع، وكان من المنكرين على صاحب الطابع الوزير مصطفى خوجة، ولم يتصل أصحابه بالوزير صاحب الطابع، فقيّض عليهم من زاد عليهم في المشارطة فاشتد حنق الوزير مصطفى خوجة وصار ينكر ذلك، ويوسف صاحب الطابع يتحمل ويتجاوز له لشيخوخته ومكانته في الدولة، وكان الحاج فرج الجوز عاملا بباجة وله صلة قوية بالوزير مصطفى خوجة، فامتدت له يد يوسف صاحب الطابع، فأتاه يستشيط غضبا فقال له: إن أردت الولاية فهذا سبيلها، وإن أردت التخلي فأنت في سعة، هكذا دبّر الحاج حمودة بن عبد العزيز». قال ابن أبي الضياف: «فعظم على الحاج فرج ذلك، وكان له ابن أخ فاتك داعر ترصد للحاج حمودة وضربه بالرصاص منصرفا من باردو امام سيدي عبد الله الشريف فحمل إلى داره مغشيا عليه إلا أن الضربة لم تصب مقتلا، ولا هشمت عظما وعظم وقع ذلك عند الباي، وقد قبض على الضارب، وحضر بين يديه وأمر أن يوثق كتافا ويحمل إلى الوزير الكاتب الشيخ حمودة بن عبد العزيز ليحكم بما يراه من العقوبة، فصادف أن كان الشيخ في معاناة ألم الجرح فحكم بتكسير يديه ورجليه والقائه ببطحاء

مؤلفاته

القصبة حتى يموت، ففعل به ذلك بمطارق الحدادين وألقي بالبطحاء فرق له تركي من الجند فاجهز عليه، وكانت لعنة على هذا العالم وقبح أحدوثة في دار الدنيا، ولما بلغ هذا الأمر الفظيع إلى الباي غضب وندم ولات حين مندم وهي لعنة محسوبة عليه أيضا، ولما برئ الشيخ وأتى باردو على عادته غضّ الباي من جانبه وتنكر له ولم يجد ما كان يعهده، وأدبر اقباله، ورمقته أعين الانتقاد، وسلقته الألسن الحداد، إلى أن أزعجته المنية إلى اللحاق بطالبه أثر ذلك سنة 1202/ 1787». مؤلفاته: 1) حاشية على العقيدة الوسطى للسنوسي. 2) رسالة في تحرير سمت القبلة. 3) ثماني رسائل حرر فيها مسائل من علم الكلام سأل عنها علماء قسنطينة، توجد بالمكتبة الوطنية وأصلها من مكتبة الخلدونية، ومنها ثلاث رسائل أصلها من المكتبة العبدلية ضمن مجموع. 4) ديوان شعر. 5) شرح موشحة ابن سهل «هل درى ضبي الحمى» بشرح أدبي لطيف التزم فيه تجربة الاستعارات البيانية واستخراج نكت البلاغة. 6) الكتاب الباشي، وهو كما يدل عليه عنوانه في تاريخ الباشا علي بن حسين باي من 1172/ 1759 إلى 1196/ 1782 كتبه في حياة هذا الأمير في سنة 1190/ 1776، وتكلم فيه عرضا عن تاريخ تونس من عهد الحفصيين، والدايات الأتراك والمراديين والحسينيين الأول، وهو يبتدئ بالحوليات المفصلة للإحدى عشر سنة الأولى لعلي بن حسين، وبالحملات ضد المتمردين، وبأحداث القصر، وبقصائد المديح لإحدى المناسبات، وهذه الحوليات تنقطع فجأة بعد الكلام عن قمع ثورة بجبل خمير قام بها دعي، وهي مشابهة لمغامرة الدعي الحفصي مما دعاه

إلى ذكر تاريخ الحفصيين، والمعارك بين الأسبان والترك، واحتلال سنان باشا للبلاد ثم تأتي بعض التأملات عن عظمة وانحطاط الأسر المالكة مستلهمة من ابن خلدون كما في القسم الخاص بالحفصيين يتبعها بسطة عن أفراح وأتراح تونس خلال العصور. والكتاب لا يخلو من أهمية تاريخية لولا إثقاله بالمقتطفات الشعرية والنثرية (مقامات)، وبعد قرن رأى ابن أبي الضياف أن هذه المأثورات لا فائدة فيها حيث قال: «وقد اعتنى وزيره العلامة الكاتب أبو محمد حمودة بن عبد العزيز بتخليد مآثره ومحاسنه وأنبائه في تاريخه حتى كاد أن يلحق بالمداحين من الشعراء، ومجته العقول لذلك على بلاغته وجميل نسقه وبديع نسجه». وقال في أوائل الجزء الأول من تاريخه عند تعرضه لمن اعتنى بتاريخ تونس من المتقدمين: «وجرى في مضمارهم العلامة الوزير الكاتب أبو محمد حمودة بن عبد العزيز إلا أن كتابه في أخبار مخدومه أبي الحسن الباشا على باي الحسيني - كما أشار إلى ذلك في كتابه المذكور - وذكر غيره استطرادا، وانتهى بانتهاء دولته فهو أشبه بالمديح». ومصادره ليست موضع أي نقد وعند ما تتناقض يفضل المصادر الأحدث عهدا فيأخذ مثلا برأي الوزير السراج عوضا عن ابن أبي دينار، ورأي المخبرين الشفهيين المعاصرين قبل رواية المؤلفين الأموات، ودلائل هذا الاختيار عنده هي أنه يحب الأخذ بتصحيحات المؤلفين المحدثين لنصوص المؤرخين الذين سبقوهم، وفيما عدا ذلك فإن هؤلاء لا يكادون يغلطون. وفي الكتاب صورة عن الحياة الاقتصادية والفكرية من الفتح التركي إلى عصر المؤلف. حقق الجزء الأول منه (قسم السيرة) الشيخ محمد ماضور ونشرته الدار التونسية للنشر (تونس 1970).

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 3، 2/ 159، 3/ 17 - 18، 7/ 22 - 24، الأعلام 2/ 282 (ط/ 5)، برنامج المكتبة الصادقية 3/ 63 - 64، الجواهر السنية في شعراء الديار التونسية لمحمد بيرم الرابع (تونس بلا تاريخ) 286 - 417، شجرة النور الزكية 364، عنوان الأريب 2/ 58 - 62، مجمل تاريخ الأدب التونسي 257 - 260، معجم المؤلفين 4/ 82، المقدمة التي كتبها للكتاب الباشي محققه الشيخ محمد ماضور ص 17 - 35، هدية العارفين 1/ 338، اليواقيت الثمينة 144 - 54، سياسة حمودة باشا في تونس للدكتور رشاد الإمام (تونس 1980) ص 15 - 16، 83 - 84، 127 - 128، المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) ص 260 - 271.

347 - ابن عبد النور (كان حيا سنة 726 هـ‍) (1326 م)

347 - ابن عبد النور (كان حيا سنة 726 (¬1) هـ‍) (1326 م) محمد بن محمد بن عبد النور الحميري، التونسي. أخذ العلم عن أبي القاسم بن زيتون، والقاضي الخطيب أبي محمد بن برطلة الأزدي، وغيرهما. كان من صدور العدول المبرزين وله تفنن في سائر العلوم. مؤلفاته: 1) تقييد كبير على الحاصل في الأصول. 2) الحاوي في الفتاوي، جمع فيه فتاوي على طريقة ابن سهل. 3) نفحات الطيب في اختصار تفسير ابن الخطيب وهو اختصار حسن لتفسير الإمام الرازي في سبعة أسفار. وله غير ذلك مما لم تبلغنا أسماؤه. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي ص 41 - 42، الحلل السندسية 1 ق 3/ 652 - 53، درة الحجال 2/ 110، الديباج 237، شجرة النور الزكية 1/ 207، 2/ 247، طبقات المفسرين للداودي 2/ 241، كشف الظنون 417، معجم المؤلفين 11/ 241، المنهل الصافي 1/ 45 الوفيات لابن قنفذ 54. ¬

(¬1) في درة الحجال انه توفي في هذه السنة.

348 - عبد الوهاب (1301 - 1388 هـ‍) (1884 - 1968 م)

348 - عبد الوهاب (1301 - 1388 هـ‍) (1884 - 1968 م) حسن حسني بن صالح بن عبد الوهاب بن يوسف الصمادحي، جده الأعلى المعتصم الصمادحي (محمد بن معن التجيبي الأندلسي) العالم البحاثة المؤرخ. ولد في تونس في آخر شعبان 21/ جويلية، وتعلم في الكتاب قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية بالمهدية ثم دخل المدرسة الفرنسية نهج السويد بتونس حيث أحرز على الشهادة الابتدائية سنة 1317/ 1899، وتابع دراسته الثانوية بالمدرسة الصادقية، وكانت باريس هي خاتمة المطاف بالنسبة لتعليمه حيث التحق بمدرسة العلوم السياسية. ولما توفي والده سنة 1323/ 1904 عاد إلى تونس، وعين متوظفا بإدارة الفلاحة والتجارة في قسم أملاك الدولة سنة 1324/ 1905، ثم سمي رئيسا لادارة الغابات بالشمال التونسي سنة 1328/ 1910، وعين سنة 1335/ 1916 بإدارة المصالح الاقتصادية، وفي سنة 1340/ 1920 سمي رئيسا لخزينة المحفوظات التونسية، وقال عن وظيفته في هذه المصلحة: «واستفدت كثيرا من هذا العمل حيث أتيح لي الاطلاع على مجرى أحداث التاريخ التونسي منذ الفتح التركي أو بعده بقليل، ولا يخفى أن خزينة المكاتيب الدولية - كما كانت تسمى - هي من محاسن مؤسسات الوزير خير الدين حين مباشرته لشئون الدولة التونسية، وأهم عمل قمت به هناك هو أني وضعت لها جهازا تاما لفهرس محتوياتها في جذاذات محفوظة في صندوق خاص، وهو المعمول به إلى الآن. ولم يكن ذلك موجودا بها من قبل».

وفي سنة 1925 سمي عاملا على المثاليث ومقر الإدارة جبنيانة فسعى جهده لاقرار أهاليها بالأرض لتعميرها، واحداث عدة مكاتب ابتدائية، واحداث طرق معبدة، وتزويد القرى بالماء الصالح للشراب وتنوير مركز العمل ليلا. وفي سنة 1928 نقل واليا على المهدية، فاجتهد في نشر التعليم في القرى، وكان يلقي كل أسبوع محاضرات في التاريخ الإسلامي وبخاصة في أحداث تلك الجهة في ناديها ونادي الشبيبة المدرسية، واوقف كتبا كثيرة على مكتبات المدينة. وفي سنة 1935 سمي عاملا على الوطن القبلي (نابل وناحيتها) فاهتم بمصالحها العمومية، وأوقف كثيرا من الكتب العربية على مركز الولاية وعلى القرى الكبيرة والصغيرة. وفي سنة 1939 عاد إلى العاصمة بصفة وكيل الإدارة المحلية والجهوية يعني شؤون الادارة الداخلية للبلاد. وتحدث عن هذه الفترة فقال: «وفي أثناء مباشرتي لهذا المنصب احلت على التقاعد لبلوغي السن القانوني بعد أربعة وثلاثين عاما من العمل المنهك لكن الإدارة المركزية أبت إلا أن تعينني رئيسا لمصلحة الأوقاف (وذلك سنة 1361/ 1942) فاجتهدت في الذب عن مصالحها ومنع أيدي الطمع والاستبداد إلى أملاك الأوقاف وأراضيها الخصبة». وفي أواخر الحرب العالمية الثانية وانتهائها من البلاد التونسية انتخب وزيرا للقلم (3 ماي 1943 جويلية 1947) وهو وظيف الاشراف على الشئون الداخلية للبلاد والقيام بتحرير المهم من المكاتيب الدولية ومخاطبة ملوك الخارج. ولما تخلى عن هذا المنصب أقبل على العمل في تأليفه الكبير «كتاب العمر» وكذلك السفر إلى الأقطار الشرقية والغربية.

ولما نالت البلاد التونسية الاستقلال، وفارق المتوظفون الفرنسيون المصالح الإدارية دعي من جانب الحكومة التونسية الجديدة لرئاسة «المعهد القومي للآثار والفنون» في سنة 1957، وفي تلك الفترة نقلت مصلحة الآثار من محلها القديم «ساباط سوق الفكة» إلى دار الفريق (الجنرال) حسين الذي كان مقرا لقائد الجيش الفرنسي ولأركان الحرب بساحة القصر (أي قصر بني خراسان)، وبعد ترميم الدار جعلت مكاتب الإدارة بقسمها الأعلى، وقسمها الأسفل متحفا للفنون الاسلامية. وفي مدة رئاسته للآثار تأسست خمسة متاحف أربعة منها للآثار الإسلامية «متحف علي بورقيبة» في رباط المنستير، ومتحف أسد «ابن الفرات» برباط سوسة، ومتحف «ابراهيم بن الأغلب» في القيروان، ومتحف دار حسين المتقدم الذكر، ثم مستودع الآثار الكلاسيكية القرطاجنية في بيت أحد أعيان الرومان بقرطاجنة واهدى لهذه المتاحف ما يملك من آثار وتحف. وفي تلك المدة نشر فصولا كثيرة في مختلف الجرائد والمجلات العلمية عن الآثار بتونس، وحث أهل الاختصاص في هذا الشان لاخراج ما كتبوه بالعربية والفرنسية، كما كتب تمهيدات لنحو عشرة مؤلفات في شتى الأغراض الأثرية طلب منه مؤلفوها أن يقدمها للقراء. ومن نشاطه التدريسي أنه درس من سنة 1905 إلى 1924 التاريخ بالمدرسة الخلدونية، ودرس نفس المادة بالمدرسة العليا للغة والآداب العربية بسوق العطارين بين سنتي 1923 و 24. ونشر فصولا في مجلة «الجامعة» بتونس - السنة الأولى - عنوانها «نقل الحبيب إلى الأديب» ذكر في حواشيها تراجم كثير من أدباء أفريقية وغيرها كما نشر فصولا في التراجم عنوانها «صدور الأفارقة» من كتابه الكبير في الموضوع «كتاب العمر» شارك في مؤتمرات المستشرقين ابتداء من عام 1905 في عاصمة الجزائر، وقدم بحثا عن الاستيلاء العربي بصقلية، وتعرف

هناك بثلة من العلماء المشاركين عربا كانوا أو إفرنجا منهم محمد فريد رئيس الحزب الوطني المصري، والشيخ عبد العزيز جاريش، وجورج براون، وآمر دوز، وفولارس، ونولدكي، وكوديرا، وريبيرا وميشال آسين بالاثيوس، وليويس ماسينيون، وولييم مرسي، ومحمد بن أبي الشنب، وغيرهم. وفي عام 1908 شارك في مؤتمر كوبنهاكن عاصمة الدنمارك، وفي هذا المؤتمر قدم الأب لامنس والأب لويس شيخو اليسوعيان كلاهما بحثا في وصف النبي - ص - بما لا يليق وافتريا عليه، فقام لمعارضتهما فيما قدما، وكان هو المسلم الوحيد الحاضر في هذا المؤتمر، وكان لمعارضته صدى كبير لدى المؤتمرين وتأييد جانب عظيم منهم. وفي عام 1922 شارك في مؤتمر باريس للمستشرقين الفرنسيين، ثم في المؤتمر المنعقد برباط الفتح بالمغرب الأقصى سنة 1927، ثم في مؤتمر كمبريدج واستانبول ومونيخ، وفي جميعها كان الممثل للحكومة التونسية. ودعي لحضور الندوات العلمية التي دارت بالبندقية في معهد كونت تشيني Comte Cini، وكذلك ملتقى فيورنسة بايطاليا للتقارب بين الحضارات والأديان برئاسة الأمير الحسن المغربي الشرفية. ومثل الحكومة التونسية في مؤتمر الموسيقى الشرقية المنعقد بالقاهرة في افريل 1932، وكان قد تعرف قبل ذلك في سنة 1914، بالأمير أحمد فؤاد نجل الخديوي اسماعيل في نابلي بايطاليا قبل أن يصير ملكا لمصر، والملك أحمد فؤاد هو الذي عينه عضوا دائما في مجمع اللغة العربية لأول تأسيسه آخر سنة 1932، وقد شارك بقدر الاستطاعة في الأبحاث والمناقشات الدائرة في المجمع منذ التأسيس لا سيما عند ما أثيرت الدعوى لابدال الحروف العربية باللاتينية، وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق، وبغداد والمجمع الفرنسي للنقوش والأدب. وهو يجيد الفرنسية وقليلا من الايطالية والتركية.

مؤلفاته

أما اهتماماته بالتاريخ فهو بتأثر من والده فقد قال: «وكان الوالد المرحوم مولعا بفن التاريخ، والعرق دساس كما في الحديث النبوي وله تأليف في أخبار مملكة المغرب الأقصى لم يطبع بعد». توفي في 18 شعبان 1388/ 9 نوفمبر 1968. مؤلفاته: 1) الإرشاد إلى قواعد الاقتصاد، ط تونس 1919. 2) الإمام المازري، ط 1955، وهو ترجمة لحياته وبحث عن تسلسل السند العلمي في تونس منذ الفتح الإسلامي العربي. 3) بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق (تونس 1912) والطبعة الثانية بإشراف الأستاذ محمد العروسي المطوي (تونس 1970). 4) خلاصة تاريخ تونس (تونس 1918 ط 1/) وطبع للمرة الرابعة بتونس 1968. 5) شهيرات التونسيات (تونس 1934) و (ط 2/ تونس 1965 بإشراف الأستاذ محمد العروسي المطوي). 6) المنتخب المدرسي من الأدب التونسي (تونس 1908) وأذن الدكتور طه حسين بإعادة طبعه بالمطبعة الأميرية (القاهرة 1944) وط للمرة الثالثة بتونس 1968 بعنوان «مجمل تاريخ الأدب التونسي» وهذه الطبعة نقحها وزاد فيها كثيرا. 7) ورقات عن الحضارة العربية بافريقية التونسية، جمع فيها بعض مقالاته المنشورة في المجلات. الجزء الأول (تونس 1965). الجزء الثاني (تونس 1966).

الجزء الثالث (تونس 1977) بإشراف الأستاذ محمد العروسي المطوي، وفيه بحوث مترجمة عن الفرنسية كان نشرها قبل ذلك. 8) كتاب العمر. 9) مشاهير أحبابي. ما حققه من كتب. أ - أعمال الاعلام (قسم تاريخ افريقية وصقلية) للسان الدين بن الخطيب (بالرمو 1910). ب - أحكام السوق ليحيى بن عمر دفين سوسة (ت 289/ 901) رواية أبي جعفر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القصري (ت 321/ 933) نشرته الشركة التونسية للتوزيع طبع الشركة التونسية لفنون الرسم تونس 1975، وقد راجعه وأعده للنشر بعد وفاته الدكتور فرحات الدشراوي. ج - كتاب آداب المعلمين لمحمد بن سحنون (تونس 1350/ 1937) وأعيد طبعه ثانية بمراجعة الأستاذ محمد العروسي المطوي (تونس 1972). د - رسائل الانتقاد لمحمد بن شرف القيرواني، نشرها أولا في مجلة «المقتبس»، ثم نشرها مفردة في دمشق سنة 1329/ 1911 في 40 ص (معجم المطبوعات 139)، ونشرها الأستاذ محمد كرد علي ضمن «رسائل البلغاء» دمشق 1331/ 1913) انظر بساط العقيق ط 2/، ص 75 - 76 تعليق 10). هـ‍ - التبصر بالتجارة للجاحظ (دمشق 1933) (مصر 1945 ط 2/) (بيروت 1966 ط 3/). و- الجمانة في إزالة الرطانة لمجهول في اللهجة التونسية والأندلسية (المعهد العلمي بمصر 1953).

المراجع

ز - رحلة التجاني (تونس 1958). ح - ملقى السبيل لأبي العلاء المعري (دمشق 1912) علق حواشيها وقارن بين آراء المعري وآراء الفيلسوف الألماني شوبنهور. ط - وصف افريقية والأندلس، أخذه من مسالك الأبصار لابن فضل العمري (تونس 1920) (وانظر معجم المطبوعات 1329). ى - كتاب يفعول للصاغاني (تونس 1924). له مكتبة بها مخطوطات عديدة ألحقت بعد وفاته بالمكتبة الوطنية. المراجع: - أدباء تونسيون لرشيد الذوادي 151 - 183، الأعلام 2/ 187 - 88 (ط 5/)، الحركة الأدبية والفكرية في تونس 112 - 113، ورقات 3/ 11 - 29، ترجمة لنفسه بقلمه، رشيد الذوادي جريدة «الصباح» 10 نوفمبر 1982، عبد الجبار الشريف جريدة «الصباح» 11 نوفمبر 1982.

349 - ابن عبد الوهاب ( ... -1322 هـ‍) ( ... -1904 م)

349 - ابن عبد الوهاب ( ... - 1322 هـ‍) ( ... - 1904 م) صالح بن عبد الوهاب بن يوسف الصمادحي، والد المؤرخ حسن حسني عبد الوهاب الذي تقدمت ترجمته ولد بتونس، وتلقى العلم بجامع الزيتونة، وتعلم بعد ذلك الفرنسية، بمكتب الرهبان (cole des Freres) حتى اتقنها فاضافه الفريق حسين وزير الخارجية إليه، وصار يصاحبه كمترجم في السفارات المتنقلة التي كانت ترسلها الدولة التونسية إلى أوروبا كلما حدث خلاف مع الدول الاوروبية كايطاليا قبل الوحدة وفرنسا وانكلترا وغيرها في عصر كانت فيه رحلة التونسيين إلى تلك البلدان قليلة جدا (من 1869 إلى 1880) وبعد انتصاب الحماية الفرنسية تقلب في عدة وظائف منها عمل الاعراض (قابس) والمهدية. وكان له ولوع بالتاريخ التونسي وهو الذي حببه إلى ابنه. له أخبار مملكة المغرب الأقصى. المراجع: - أدباء تونسيون (عرضا في ترجمة ابنه ح حسني عبد الوهاب) ص 152، 170، ورقات 3/ 12.

350 - ابن عبدوس (202 - 260 هـ‍) (817 - 874 م)

350 - ابن عبدوس (202 - 260 هـ‍) (817 - 874 م) محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن عبدوس بن بشير القيرواني، أصله من العجم، وهو من موالي قريش من أكابر أصحاب سحنون، وائمة وقته، وهو رابع المحمدين الذين اجتمعوا في عصر واحد من ائمة مذهب مالك لم يجتمع في زمان مثلهم، اثنان بمصر: ابن عبد الحكم، وابن الموّاز، واثنان قيروانيان ابن سحنون وابن عبدوس. وكان ثقة إماما في الفقه زاهدا ظاهر الخشوع، ذا ورع وتواضع، بذّ الهيئة، أشبه الناس بأخلاق سحنون في فهمه وزهادته في ملبسه ومطعمه، نقل عن ابن اللبّاد انه قال: «إن محمد بن عبدوس صلّى الصبح بوضوء العتمة ثلاثين سنة، خمس عشرة من دراسة، وخمس عشرة من عبادة (انظر الغنية للقاضي عياض ص 231). وكان صحيح الكتاب، حسن التقييد، عالما بما اختلف فيه أهل المدينة وما اجمعوا عليه. قال الخشني: «كان حافظا لمذهب مالك بن أنس والرواية عن أصحابه، إماما مقدما غزير الاستنباط، جيد القريحة وكان ناسكا عابدا متواضعا، ولم يكن أفقه منه ومن محمد بن سحنون، وكانت الناس في أيامهما بين حزبين المحمدية والعبدوسية».شنع أصحاب ابن سحنون على ابن عبدوس وأصحابه وسموهم الشكوكية لقولهم: انا مؤمن ان شاء الله. وقال: إن ابن عبدوس بهذا يشك في إيمان نفسه، قال القاضي عياض والذي صح عن ابن عبدوس أنه قال أدين أني مؤمن عند الله في وقتي هذا ولا أدري ما يختم لي به. ثم روى عن أحمد بن أبي سليمان قوله لابن

مؤلفاته

عبدوس: الناس يتكلمون فيك وزعموا أنك تشك في دين نفسك وتقول لا أدري وأرجو أن أكون مؤمنا عند الله، فقال: والله ما قلته قط ما شككت قط أني مؤمن عند الله. وممن أخذ عنه حماس بن مروان الهمداني القيرواني، وغيره. وكان يكتب لسحنون إذ كان قاضيا فنظر في الديوان إلى شيء فانكره فحلف أن لا يكتب له فعافاه ويقال بل هرب إلى سوسة، وكان صاحب كشف الشهود لسحنون. مؤلفاته: 1) كتاب التفاسير، فسر فيه أبوابا من الفقه كتفسير كتاب المرابحة، والمواضعة، وكتاب الشفعة من كتاب المدونة، وقد تضاف هذه الكتب إلى تأليف المجموعة. 2) فضائل أصحاب مالك. 3) مجالس مالك، أربعة أجزاء. 4) المجموعة في مذهب مالك وأصحابه، أعجلته المنية قبل اتمامه، وهو من الكتب المعتمدة في المذهب، لما تصفح هذا الكتاب محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: هذا كتاب رجل أتى بعلم مالك على وجهه (ترتيب المدارك 3/ 105 في ترجمة محمد بن سحنون) 5) كتاب الورع. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 183، البيان المغرب 1/ 150، 216، ترتيب المدارك 3/ 119 - 24، الديباج 237 - 8، رياض النفوس 1/ 360 - 3، شجرة النور الزكية 70، طبقات الخشني 133، طبقات الفقهاء لأبي اسحاق الشيرازي 158، الكامل لابن الأثير 7/ 92، معالم الايمان 2/ 137 - 44 (ط 2/)، معجم المؤلفين 8/ 209.

351 - ابن عبدون ( ... -299 هـ‍) ( ... -912 م)

351 - ابن عبدون ( ... - 299 هـ‍) ( ... - 912 م) محمد بن عبد الله بن ثور بن عبدون الرعيني ولاء، القيرواني الحنفي، أبو العباس، قاضي القيروان، فقيه أصولي مشارك في بعض العلوم، قال المالكي في رياض النفوس: «كان إماما علامة بمذهب العراقيين يتفقه لأبي حنيفة» تخرج بالقاضي سليمان بن عمران تلميذ أسد بن الفرات وبرع في العلوم الشرعية، وفي الكلام. وقد أولاه ابراهيم الثاني قضاء افريقية، وفي البيان المغرب 1/ 121 ان جده كان طحانا وكان يكتب اسمه محمد بن عبد الله الرعيني، ويستفاد منه أنه تولى القضاء بعد عزل أحمد بن طالب بن سفيان وموته سنه 275، وقام بأعباء خطة القضاء نحو الثلاثين شهرا، وكان الأمير محبا فيه شديد الاعجاب به لفطنته وذكائه، وكان يحضر مجالس المناظرة برقادة. لما خرج ابراهيم الثاني إلى صقلية، وخلفه ابنه أبو العباس عبد الله في إمارة أفريقية أوصاه بابن عبدون وقال له: «احفظه لي» فاغراه بعض جلسائه وقال للأمير أبي العباس: قد كان أبوك دفع إليه ألفي دينار لعمل أبواب جامع القيروان فبعث الأمير في طلبه من تونس إلى القيروان، وأخذ ابن عبدون من ماله ألفي دينار فلما دخل على الأمير قال له: «ائتنا بحساب المال الذي انفق في أبواب الجامع» فأجابه ابن عبدون: «اعز الله الأمير لست بصاحب ديوان تحاسبني» وأخرج كيسا من كمه وقال: «هذه ألفا دينار من مالي فخذوها ويكون ثواب عمل الأبواب التي بالجامع لي، وقد عملت وصية أبيك بي، ومع هذا فخف الله، واحفظ أهل العلم فإن الله يحفظك» فاستحى الأمير وقال له «والله ما ترى منا إلا الخير» وصرف المال.

ولابن عبدون طرائف أورد الأخباريون كثيرا منها، وهي تدل على فرط ذكائه، قال الخشني: «كانت في القيروان طبقة تسمى بالركنية كانوا لا شغل لهم، فكان جلوسهم ومجتمعهم في ركن الجامع فلزمهم الاسم وكان الناس يدارونهم ويتقون السنتهم، وكان فيهم رجل يعرف بأبي القاسم المساجدي، كان خاصا بأبي العباس بن عبدون، وكان مقلا، وكان ابن عبدون يرفقه ويصله ويجدي عليه ويحسن إليه، فحسده سائر أصحابه من الركنية، واجتمع منهم أربعة في الادارة عليه لينقطع ما بينه وبين ابن عبدون قطيعة لا يكون بعدها وصل أبدا فأتى أحد الاربعة إلى القاضي ابن عبدون فجلس عنده وحادثه، ثم أخطر عن ذكر الصحبة والصداقة وقلة الوفاء، ثم قال له: «ما الذي حدث بينك وبين المساجدي»؟ فقال ابن عبدون: ما أعلم انه كان حدث في ما بيني وبينه شيء فما الخبر؟ فجعل الرجل يحيد له عن أن يخبره بشيء فلما كان بعد ذلك بيوم أتاه الثاني فجلس إلى ابن عبدون، وادار الحديث، ثم خرج إلى ذكر المساجدي فقال: قد كان المساجدي لك صديقا، وكنت إليه محسنا، ثم كان من أمره ما كان، فتحرك ابن عبدون وجعل يستقصيه عن حقيقة هذا الخبر، وذكر أنه لا علم له بشيء من ذلك فانزوى الرجل عنه وانقبض وحلف ألا يخبره اجلالا له وإعظاما، فلما كان في اليوم الثالث أتاه الثالث منهم والرابع فجلسا وتحدثا ثم قال له أحدهما ما ينبغي لأحد أن يثق بأحد، قد كان المساجدي لك وكنت له على أفضل حال ثم قد خرج فيك إلى ما خرج، فقال ابن عبدون: قد تكرر علي هذا الخبر من غير إنسان، وعلى غير لسان، وما أجد أحدا يخبرني بالحقيقة في ذلك فأخبرني بذلك فقد ضجرت من اكتتام الحقيقة عني في ذلك، فقال الرجل لا - والله - لا أفعل ولا استهين بك هذه الاستهانة فاستجاب الرابع وقال: لانك - والله - لا تحب القاضي ولا تنصحه إن كنت أنت لا تخبره فقال له ابن عبدون: هات، فقال الرجل: يقول المساجدي أنك خنثي وإن لك قرعة كقرعة النساء، فتلون وجه ابن عبدون، وصار يحلف ماله قرعة، ثم بلغ المساجدي فأتى منتصلا فوجد في قلب ابن عبدون مر التصديق ما قيل له عنه ما لا يعمل

مؤلفاته

فيه الاعتذار ولا يمحوه التنصل فأبعده وأقصاه عن نفسه» وعقب الخشني الراوي لهذه الرواية بكلمة قال فيها: «لعمري هذه الادارة لطيفة من الفكر وعجيبة من الحيل ولو قرع منها أدهى الناس ما خلص منها، نستعيذ بالله من حيل الماكرين، ومن أفك الكائدين».وفي معالم الايمان في ترجمة أبي إسحاق ابراهيم بن الضاء (ت 276 وقيل 250 معالم الايمان 3/ 176 ط 2/) «إن ابن عبدون لما تولى القضاء ضرب طائفة من أهل العلم والصلاح من أصحاب سحنون بالسياط وطيف بهم على الجمال بغضا منه في مذهب مالك - رحمه الله - وفي أصحابه منهم أحمد بن معتّب، وأبو إسحاق بن المضاء، وأبو زيد المديني والحسن بن مفرّج مولى مهرية، ومات المديني، وأبو إسحاق بن المضاء على الحال وهما على الجمال، وكان ابن عبدون حنفيا ورجل سوء، قال ابراهيم بن أحمد الامير: لو ساعدته على مقصوده فيمن يشكو به لجعلت له مقبرة على حدة». وهذه الحكاية المنسوبة إلى الأمير ابراهيم بن أحمد الاغلبي ينظر إليها بعين الشك والاحتراز، فقد مرّ أن هذا الامير كان يحبه وشديد الاعجاب به، ولما خرج إلى صقلية أوصى ابنه به. وفي ترجمة جبلة بن حمّود من معالم الايمان (3/ 274 ط 2/) دارت محاورة بينه وبين جبلة بن حمود قال له جبلة: «أنت الذي ضربت أحمد بن معتب، وابراهيم الدمني، وقطعت بهم سماط القيروان، وأمرت أن ينادى عليهم هؤلاء حزب الشيطان». وكانت وفاته بالقيروان بعد استيلاء العبيديين على أفريقية. مؤلفاته: 1) كتاب الآثار في الفقه. 2) الاحتجاج بقول أبي حنيفة في تسعين جزءا، والظاهر أنها أجزاء صغيرة في حجم الأجزاء الحديثة.

المصادر والمراجع

3) الاعتلال لأبي حنيفة. 4) قصيدة رائية في التاريخ. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 95، تاج التراجم لقاسم بن قطلوبغا، ط. العاني بغداد 1963، ص 63، الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2/ 66 - 67، طبقات علماء أفريقية للخشني 137، كشف الظنون 15، كتاب المحن لأبي العرب التميمي (دار الغرب الإسلامي، بيروت) ص 17 - 71، 119، معالم الايمان 3/ 275 (ط 2/) عرضا في ترجمة جبلة بن حمود، معجم المؤلفين 1/ 225، هدية العارفين 2/ 23، ورقات 1/ 264 - 66.

352 - العبيدلي ( ... -748 هـ‍) ( ... -1348 م)

352 - العبيدلي ( ... - 748 هـ‍) ( ... - 1348 م) علي بن عبد الله بن عياش العبيدلي القيرواني، أبو الحسن الفقيه الصوفي، أصله من عربان البوادي وجاء القيروان كبيرا فتعلم القرآن والعلم، وقرأ على الشيخ محمد بن عبد الرحمن القبسي الرمّاح. عمل على نشر التصوف في البوادي فكانوا يتوبون على يديه، وهذب غرائزهم وطباعهم، فأقلعوا عن تعاطي ما عرفوا به من سلب ونهب وأخافة السابلة. وفي آخر العصر الحفصي انتشر التصوف في البوادي، ولعل من أقوى حركاته الطريقة الشابية التي وصل نفوذها إلى بوادي الجزائر. وكان المترجم لا تأخذه في الله لومة لائم. كثير الخوف من الله متبعا للسنة. مؤلفاته: 1) عقيدة. 2) كتاب في الفقه. المصادر والمراجع: - تذييل بان ناجي على معالم الإيمان 4/ 121 - 136، شجرة النور الزكية 211، معجم المؤلفين 7/ 139، هدية العارفين 2/ 22 كشف الظنون 45، 119، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين بالفرنسية 2/ 338.

353 - العبيدي ( ... -1356 هـ‍) ( ... -1937 م)

353 - العبيدي ( ... - 1356 هـ‍) ( ... - 1937 م) علي بن عمار العبيدي التوزري، الفقيه الاديب الشاعر. تلقى تعليمه الابتدائي بمنزله على معلم خاص، ثم ارتحل إلى جامع الزيتونة وتابع به الدروس حتى أحرز على شهادة التطويع. وباشر ببلده توزر خطة العدالة ثم اسندت إليه خطة التدريس بالفرع الزيتوني فزانها بفصاحة لسانه وعذوبة بيانه وأسلوبه المشوق الجذاب، فكان تلاميذه ينصتون إليه كأن على رءوسهم الطير، ثم أسندت إليه خطة القضاء. له جمع الكلمات اللغوية الغريبة الغامضة وشرحها بعبارات سهلة ميسورة لا يصعب على القارئ فهمها. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 177 - 84.

354 - العتقي ( ... -385 هـ‍) ( ... -995 م)

354 - العتقي ( ... - 385 هـ‍) ( ... - 995 م) محمد بن عبد الله بن محمد العتقي الفرياني (¬1) الافريقي، نزيل مصر، المنجم، كان متفننا في عدة علوم، والغالب عليه النجوم (الفلك)، قدم مع معز الدولة لما استولى على مصر، كان عدلا بمصر له قربة من الملوك القصرية (¬2) بالديار المصرية، ولم يزل على ذلك إلى أيام العزيز بن المعز، واتفق أن صنف كتابا تاريخيا ذكر فيه أخبار بني أمية وبني العباس، وذكر فيه أشياء عن محاسن القوم وجميل أفعالهم على عادة المؤرخين واطلع يعقوب بن كلّس اليهودي وزير العزيز على شيء من ذلك فأنهاه إلى العزيز في شهور سنة 377/ 988 فوبخ على ذلك، وجمع الوزير الناس إلى ذلك وخاطبهم وذم العتقي، فلزم منزله وقبضت ضيعة كانت له وتحت يده ولم يزل ملازما لمنزله تحت الغضب إلى أن توفي يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر رمضان. وهكذا تتجلى حرمة العلم والبحث عند الفاطميين، فالعلم يجب أن يكون خاضعا لأهوائهم وأغراضهم ولو ديست الحقائق، وماذا يتخيل هؤلاء في أنفسهم إذا جردوا الامويين والعباسيين من كل المحاسن الا يوجد في الدنيا منصف يذكر ما لهم وما عليهم. مؤلفاته: 1) أدب الشهادة. ¬

(¬1) في أخبار العلماء بأخبار الحكماء «الفريابي» ونعته بالأفريقي ينفي هذا النسب، ومن كان افريقيا فهو فرياني نسبة إلى فريانة بالجنوب التونسي لا فريابي. (¬2) هكذا في أخبار العلماء وهي كلمة غير واضحة المعنى.

المصدر والمرجع

2) كتاب التاريخ الجامع الذي بلغ به إلى بعض أيام العزيز، ويقال له التاريخ الكبير، وهو سبب نكبته وملازمته لمنزله. 3) السبب إلى علم العرب في النحو، أغار عليه معاصره المهذب كاتب بيت المال بالقاهرة على الاسم وجعله لكتاب صنفه في اللغة على أوزان الأفعال وسماه السبب لحصر كلام العرب. 4) سيرة العزيز الفاطمي. 5) كتاب في النجوم وأحكامها. 6) الوسيلة إلى درك الفضيلة. المصدر والمرجع: - أخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي، ص 47، الأعلام 6/ 225 (ط 5/)، الاكمال لابن ماكولاج ج 2 خط، هدية العارفين 2/ 55.

355 - بوعتور (1240 - 1325 هـ‍) (1825 - 1907 م)

355 - بوعتور (1240 - 1325 هـ‍) (1825 - 1907 م) محمد العزيز بن محمد الحبيب بن محمد الطيب ابن الوزير محمد بن محمد بوعتور، وزير من العلماء والكتاب، أصل سلفه من صفاقس من ذرية الشيخ عبد الكافي بوعتور العثماني من سلالة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ولد بتونس في رجب ونشأ في رعاية أبيه الشيخ محمد الحبيب فلقنه القرآن حتى حفظه على ظهر قلب، والتحق بجامع الزيتونة في سنة 1254/ 1839 فأخذ عن أعلامه كابراهيم الرياحي، وابنه محمد الطيب، ومحمد بن الخوجة، ومحمد بن سلامة، ومحمد الطاهر بن عاشور، وأخيه محمد الشهير بحمدة، وأحمد عاشور، ومحمد الشاذلي بن صالح، ومحمد النيفر، ووقت طلبه وفد على تونس الامام محمد الصالح الرضوي السمرقندي الشريف ضجيع المدينة المنورة فلازمه ملازمة شديدة، وروى عنه بأسانيده العالية الجامعة، وتلقى عنه من أسرار السنة وآداب الشريعة ما زاد فضائله الغريزية وتربيته الشرعية في نفسه رسوخا وبرع في العلم والذكاء حتى بلغ صيته مجلس المشير الأول أحمد باشا باي فاستدعاه واولاه خطة الكتابة بديوان الانشاء سنة 1262/ 1847.قال صاحب الترجمة عند حكايته طلب أحمد باشا باي له وتردده في قبول الولاية: «ويشهد الله اني ما فكرت قط في وظيفة مدة قراءتي العلم، وما قرأت إلا طلبا للكمال العقلي، ولقد فاجأتني الأقدار بما آل إليه أمري، والانسان مسير لا مخير» وقبل انتخابه للكتابة درس متطوعا بجامع الزيتونة بإجازة شيوخه، ودرس كتبا عديدة منها شرح المختصر للسعد في البلاغة، ولم تمنعه الوظيفة عن الاشغال العلمية والتحريرات والمطالعات، ولا حال مقامه المخزني الجديد بينه وبين الدروس العليا بجامع الزيتونة فكان يحضر دروس استاذه محمد

الطاهر بن عاشور في عهد الدولة الصادقية وهو يومئذ وزير ومن كبار رجال الدولة. ثم اختاره أحمد باشا لتلاوة التقارير والحجج التي تعرض عليه لما رأى فيه من فصاحه اللسان وحسن الايجاز، وكان يصاحب ولي العهد محمد باي عند تجوله في البلاد، ولما توفي أحمد باشا باي كانت مكانة صاحب الترجمة عند الامير الجديد محمد باي راسخة حتى أن هذا الامير كان يحليه في بعض أوامره بقوله «محبنا». وبعد ولاية المشير الثاني محمد باي سمي رئيسا لكتبة وزارة المال في شوال 1276/ 1860، وفي سنة 1277 تألف المجلس الأكبر الذي اقتضاه قانون عهد الامان فكان من أعضائه، ثم سمي بأثر ذلك كاتبا خاصا لاسرار الملك وعضوا في مجلس الشورى الملكي الخاص، وبذلك أصبح الواسطة بين الملك ونواب الامة. وفي سنة 1281/ 1865 سمي باش كاتب ووزيرا للقلم فكان أول من حمل هذا اللقب الأخير في الدولة التونسية. وفي سنة 1283/ 1867 سمي وزير مال فكان أول من تقلده وآخره. ولما تأسست اللجنة الدولية المشتركة (الكومسيون المالي) لمراقبة مالية الدولة التونسية سنة 1286/ 1869 وانقسمت إلى قسمين قسم العمل وقسم النظر كان رئيس قسم النظر الوزير المباشر خير الدين، وكان المترجم رئيس قسم العمل. ولما تولى خير الدين الوزارة الكبرى كان المترجم أول اعضاده فكان عمدته في الأعمال الادارية والتحريرات الدولية والمسائل الشرعية، وسمي وزير استشارة سنة 1290/ 1873، ووجد فيه خير الدين عضدا قويا ونصيرا كبيرا فشاركه في تنظيم التعليم بجامع الزيتونة، وفي تأسيس المدرسة الصادقية، وفي تأسيس جمعية الأوقاف، وتنظيم المحاكم الشرعية، وسن قانون العدول، إلى غير ذلك من المؤسسات النافعة. بعد انتصاب الحماية الفرنسية واعتلاء علي باشا العرش قلد منصب الوزارة الكبرى في المحرم

المراجع

سنة 1300/ 1883 فأظهر من المهارة السياسية ما جعله محل إكبار ورضا من الأهالي والمقيم العام على خطورة هذا المنصب وما فيه من توفيق بين المتناقضات في ذلك الظرف الدقيق الحرج. أصيب بنزلة صدرية وتوفي يوم الخميس غرة محرم 1325/ 4 فيفرى 1907، ودفن يوم السبت 3 محرم في موكب ملكي عسكري، وكان دفنه بمقبرة الامراء الحسينيين برغبة من الأمير محمد الناصر باشا باي. له كنش أدبي مخطوط بالمكتبة الوطنية (أصله من مكتبة الخلدونية). المراجع: - الأعلام 6/ 286 (ط 5/)، تراجم الأعلام 141 - 51، تونس وجامع الزيتونة 89 - 93، شجرة النور الزكية 419، عنوان الأريب 2/ 178 - 87.

356 - ابن عديس (551 - 596 هـ‍) (1156 - 1200 م)

356 - ابن عديس (551 - 596 هـ‍) (1156 - 1200 م) محمد بن أحمد بن محمد بن عديس (بصيغة التصغير)، القضاعي القرطبي، وقيل البلنسي، نزيل تونس العالم اللغوي، روى عن أبي محمد بن السيد البطليوسي واختص به كثيرا، وروى عن غيره، وتجول طالبا للعلم بالأندلس والعدوة وأفريقية وغيرها، روى عنه بأفريقية أبو محمد عبد الحق ابن الحاج أبي بكر بن أبي الحسين بن ثعبان. وكان إماما في اللغة مستبحرا في حفظها ذاكرا للتواريخ والآداب، نحويا يقظا ماهرا. مولده بقرطبة وقيل ببلنسية وأقوأ ببلنسية وأشبيلية، ثم انتقل إلى تونس، وأقبل على الإفادة والتصنيف. له في اللغة والآداب مصنفات مفيدة منها: (1) الباهر في المثلثات مضافا إليه المثنيات في ثلاثة مجلدات. (2) شرح الفصيح لثعلب في مقدار الباهر. (3) الصواب في شرح أدب الكتاب في ثلاثة مجلدات ضخمة. المصدر: - الذيل والتكملة 5 ق 2/ 457 - 8.

357 - أبو العرب التميمي (ما بين 250 - 260 - 333 هـ‍) (864 - 879 - 945 م)

357 - أبو العرب التميمي (ما بين 250 - 260 - 333 هـ‍) (864 - 879 - 945 م) محمد بن أحمد بن تميم بن تمام التميمي القيرواني أبو العرب، المحدث الفقيه المؤرخ الأديب. كان جده تمام بن تميم أمير مدينة تونس، وهو الذي ثار على محمد بن مقاتل العكي بالقيروان سنة 183/ 799 وكان أبوه أحمد ممن سمع من شجرة بن عيسى، وسليمان بن عمران، وغيرهما، وأسرته عريقة في تقاليد الامارة حديث العهد بتقاليد العلم، وهي لا تريد أن تضحي بهذه في سبيل تلك، وقد صور لنا أبو العرب بدايته في طلب العلم، وما لاقاه من عنت في سبيل المحافظة على التقليدين تصويرا طريفا فيه بيان لزي طلبة العلم وزي أبناء الأمراء قال «أتيت يوما وأنا حدث دار محمد بن يحيى بن سلاّم فرأيت عنده الطلبة، ورأيت أمرا أعجبني وركنت إليه نفسي فعاودت الموضع، وكنت آتي إليه والطرطور على رأسي، ونعلي أحمر في رجلي في زي أبناء السلاطين، وكان الطلبة ينقبضون مني من أجل ذلك الزي، فقال لي رجل يوما بجواري: لا تتزيّ بهذا الزي فليس هو زي طلبة العلم وأهله فرجعت إلى أمي فقلت: نلبس الرداء وثيابا تشاكل أهل العلم والتجار فأبت علي وقالت: إنما تكون مثل آبائك وأعمامك، فاحتلت حتى اشتريت ثيابا وجعلتها عند صباغ في باب أبي الربيع فكنت إذا أتيت من القصر القديم أتيت بذلك الزي الذي تحبه أمي ووالدي، فإذا وصلت إلى باب أبي الربيع ودخلت حانوت الصباغ خلعتها ولبست الثياب الأخرى، فكنت كلما ترددت فعلت ذلك، ثم قال لي رجل من أصحابي: أراك تأتي في هذا

المجلس فتسمع فيه العلم ولا تكتب شيئا مما تسمع يكون عندك ما هذا حقيقة طلب العلم. - فقلت له، والدي راغب عن هذا وعن المعونة عليه وما مكنني من شيء اشتري به الرق. - فقال لي: أنا أعطيك جلدا تكتب لنفسك وتكتب لي جلدا عوضا عنه، فرضيت له بذلك فكنت أكتب لنفسي ما شئت، واكتب له في جلوده ما يحب حتى يسرّ الله عزّ وجل ما اشتريت به الرق وما قويت به على طلب العلم». سمع أبو العرب من جماعة من أصحاب سحنون واكثر علماء القيروان كأبي داود العطار، وعيسى ومحمد ابني مسكين، وابن طالب، وعبد الجبار بن خالد، وغيرهم. قال أبو عبد الله الخراط: كان صالحا ثقة عالما بالسنن والرجال من أبصر أهل وقته بها، كثير الكتب، حسن التقييد، كريم النفس والخلق، كتب بخطه كثيرا في الحديث والفقه، ويقال إنه كتب بخطه ثلاثة آلاف كتاب وخمسمائة وشيوخه تنيف على العشرين ومائة شيخ. وقال ابن أبي دليم: كان حافظا للمذهب معتنيا به وغلب عليه الحديث والرجال وتصنيف الكتب والرواية والأسماع. وقال تلميذه محمد بن حارث الخشني: يغلب عليه الرواية والجمع، ولم أحس عنده علما ولا فقها. أما غلبة الرواية والجمع فقد مر ما يؤيده، أما تجريده من العلم والفقه فقد مر ما يناقضه، ولا ندري ما هو الباعث للخشني على التحامل على شيخه، ومن ترك مؤلفات متعددة لا يوصف بأنه غير عالم ولا فقيه. سمع عليه خلق كثير منهم ابناه أبو العباس تمام، وأبو جعفر تميم، والحسن بن سعيد، وابن أبي يزيد، والشذوني، وغيرهم.

مؤلفاته

وهو من الذين آذتهم الدولة العبيدية كدأبها مع علماء المالكية فحبس وقيد مع ابنه مرة بسبب بني الأغلب، وهو أحد العلماء الذين خرجوا لقتال بني عبيد مع أبي يزيد الخارجي، وعند حصارهم للمهدية سمع عليه كتابي الإمامة لمحمد بن سحنون، وكان يقول: «سماع هذين الكتابين عليّ أفضل من كل ما كتبت».توفي في السجن. مؤلفاته: 1) كتاب التاريخ 17 جزءا (¬1). 2) كتاب الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر. 3) كتاب الصلاة. 4) كتاب ثقات المحدثين. 5) كتاب ضعاف المحدثين (¬2). 6) كتاب طبقات أهل البصرة، مخزون بالمكتبة الوطنية رقم 151. 7) كتاب طبقات علماء أفريقية، وتونس حققه محمد بن أبي الشنب طبع بالجزائر سنة 1914، وأعيد نشره بتحقيق علي الشابي ونعيم اليافي وطبع بتونس سنة 1968 وقد وصل إلينا الكتاب مختصرا عن طريق الطلمنكي. 8) كتاب عباد أفريقية. 9) كتاب عوالي حديثة. 10) كتاب فضائل مالك. 11) كتاب في موت العلماء جزءان. ¬

(¬1) الغالب على الظن أن الجزء حسب اصطلاح المحدثين وهو لا يتجاوز نحو 10 ورقات أو أكثر. (¬2) نقل منه مرات الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان»، وتوجد منه قطعة في المكتبة الوطنية.

المصادر والمراجع

12) كتاب المحن (¬1) حققه يحيى وهيب الجبوري، ونشرته دار العرب الإسلامي ببيروت، سنة 1982. 13) كتاب مناقب بني تميم. 14) كتاب مناقب سحنون بن سعيد وسيرته وأدبه. 15) كتاب سند حديث مالك. 16) كتاب الوضوء والطهارة. لم يذكر المترجمون له كامل اسماء مؤلفاته فالقاضي عياض في «ترتيب المدارك» قال بعد سرد أسماء كتبه «وغير ذلك» وأغلب هذه الكتب أبواب كما في «معالم الإيمان». المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 309 (ط 5/)، ايضاح المكنون 213/، 329، تذكرة الحفاظ 3/ 99، ترتيب المدارك 3/ 334 - 36، الديباج 250، شجرة النور الزكية 82 - 3، طبقات الحفاظ للسيوطي 363، طبقات علماء أفريقية للخشني (نشر عزت العطار) 226 - 7، عنوان الأريب 1/ 28، فهرسة ابن خير 297، كشف الظنون 1122، مجمل تاريخ الأدب التونسي 80 - 2، معالم الايمان 3/ 42، معجم المؤلفين 8/ 24، مقدمة طبقات علماء أفريقية لمحققي الكتاب ص 24 - 31، هدية العارفين 2/ 37، الوافي بالوفيات 2/ 37، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 715، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية ط جديدة) بقلم ش. بالاّ Ch.Pellat. ¬

(¬1) نقل منه فقرة المقري في «ازدهار الرياض» 713.

358 - ابن عرفة (716 - 803 هـ‍) (1316 - 1401 م)

358 - ابن عرفة (¬1) (716 - 803 هـ‍) (1316 - 1401 م) محمد بن محمد بن عرفة بن حماد الورغمي (¬2) المولود بمدينة تونس كما قاله تلميذه أبو حامد بن ظهيرة في معجمه ونقله عنه السيوطي في بغية الوعاة، ولم يولد بقبيلة ورغمة كما ظنه بعضهم، الإمام العلامة شيخ الإسلام بالمغرب، كان مقرئا فقيها منطقيا فرضيا نحويا، اشتغل في مبدأ أمره بالقراءات والنحو والأصلين والمنطق وغير ذلك، وأقبل في آخر عهده على التوسع في دراسة الفقه حتى صار فيه اماما مبرزا له فيه أنظار جيدة، نعته المجارى الأندلسي في برنامجه بقوله: الشيخ الفقيه المفتي المحدث الراوية امام أهل زمانه في فتح إقفال المشكلات، وكشف نقاب شبه المعضلات». أخذ عن والده كما قاله ابن الجزري نقلا عن التحفة لعبد الله بن غالب. وقرأ القرآن على الشيخ الصالح الفقيه محمد بن محمد بن حسن بن سلامة الأنصاري، وعرض عليه الشاطبيتين في القراءات وفي الرسم، والجزولية في النحو، وسمع عليه جملة من الموطأ تفقها. وقرأ عليه كتاب ¬

(¬1) بعضهم يضبطه بسكون الراء، ويؤيد زعمه بقوله: «من قال ابن عرفة فما عرفه» كذا سمعته من بعض شيوخي الذين أخذت عنهم الفقه، وفي الفهرس الملحق بآخر كتاب «التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا» في الكلمات التي ضبطها ابن خلدون بالحركات حيث ضبط ابن عرفة بفتح العين والراء في نسخة اسطنبول التي وقف عليها محقق الكتاب المرحوم الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي، وانظر محمد شمام ابن عرفة الإمام الفقيه وخصوماته مع أبرز معاصريه، المنشور بملتقى الإمام ابن عرفة، ص 117. (¬2) بفتح الواو وسكون الراء المهملة والغين المعجمة المفتوحة وتشديد الميم نسبة إلى قبيلة ورغمة البربرية المتعربة في أقصى الجنوب الشرقي التونسي بولاية مدنين، لا إلى قرية بتونس كما قاله السخاوي في «الضوء اللامع» ومقلدوه، وانظر في ضبطها شرح أحمد زروق على الرسالة 1/ 13، والضوء اللامع 11/ 233 (قسم الأنساب) وفيه يعد ضبطها نسبة لقبيلة من هوّارة، طبقات المفسرين 2/ 235.

التيسير لأبي عمرو الداني، والكافي لابن شريح، ومفردتي يعقوب للداني وابن شريح، ومفردته في الجمع بينهما من تأليفه. وقرأ عليه جملة من التفريع لابن الجلاب، وجملة من كتاب الارشاد لإمام الحرمين وجملة من المعالم الدينية لفخر الدين الرازي، وأجازه جميع ذلك وجميع مروياته. وأخذ القراءات السبع عن محمد بن سعيد بن برّال الأنصاري. وعرض عليه الشاطبية، وقرأ عليه التيسير ومفردة يعقوب لابي عمرو الداني، وعقيلة أرباب المقاصد في الرسم للشاطبي، وأجازه جميع ذلك وجميع ما يحمله ويرويه. وسمع على الشيخ القاضي محمد بن عبد السلام الهوّاري القاءه تفسير القرآن. وقرأ عليه جميع صحيح مسلم الا يسيرا منه سمعه من لفظ قراءة غيره، وسمع عليه بعض صحيح البخاري، وبعض الموطأ، وقرأ جملة من تهذيب المدونة لأبي سعيد البراذعي، وسمع سائره مرارا، وسمع تفريع ابن الجلاب، وابن الحاجب الفرعي وقرأ عليه بعض كتاب الحاصل في أصول الفقه لتاج الدين الأرموي، وكل ذلك قراءة تفقه وبحث ونظر وسمع بقراءة غيره الموطأ، وقرأ عليه بعض كتاب ابن الصلاح في علم الحديث، وسمع سائره، وأجازه جميع ما رواه وحمله. وسمع صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وبعض رسالة القشيري على المحدث الراوية الرحالة محمد بن جابر الوادي آشي، وأجازه إجازة عامة. وقرأ جملة من كتاب سيبويه قراءة بحث وتحقيق على الفقيه الكاتب محمد بن عمر بن حباب المعافري، وبمثل ذلك سمع عليه كتاب ابن الحاجب الأصولي، وقرأ عليه كتاب الإرشاد للعميدي ويسمع سائره بقراءة غيره، وقرأ عليه العلم الأول من كتاب كشف الحقائق لأثير الدين الأبهري بمثل القراءة المذكورة، وسمع عليه جملة من كتاب الجمل للخونجي، وأجازه جميع ما رواه.

ومن أشهر شيوخ ابن عرفة في العلوم العقلية، أي في الحساب والمنطق خاصة، ابن الحباب، وأبو يعقوب بن اندراس، والآبلي، واستشهد بهم في مختصره المنطقي عدة مرات. وقرأ على الفقيه الحافظ محمد بن سليمان السطي جملة من كتاب تهذيب المدونة قراءة بحث ونظر، وجميع كتاب أبي القاسم الحوفي في الفرائض قراءة بحث وتحقيق لأحكامه الفقهية وتصوير لاعماله الجزئية بأعماله الثلاثة العدد (الحساب)، والكليات، والجبر والمقابلة إلا يسيرا من آخر باب الولاء. وسمع على الآبلي كتاب ابن الحاجب الأصلي قراءة بحث وتحقيق، وبمثل ذلك سمع عليه جملة من كتاب الارشاد لإمام الحرمين، وبمثل ذلك سمع عليه جمل الخونجي، وبمثل ذلك قرأ عليه الحساب والهندسة. وقرأ كتاب التيسير على أحمد بن عبد الله الأنصاري الرّصافي، وأجازه جميعه بسنده فيه. ومن شيوخه في الفقه محمد بن هارون الكناني، ومن شيوخه بالإجازة المعمر المسند شهاب الدين أحمد بن أبي طالب الحجار ابن الشحنة الصالحي الدمشقي أجازه في رواية صحيح البخاري باسناده فيه. وكان شيخه الآبلي يثني عليه كثيرا ويقول: أنه لم ير ممن قرأ عليه مثله والشريف التلمساني. تخرج به طائفة كبيرة من علماء تونس، وغالب علماء القرن التاسع من تلامذته، ومن تلامذته ابن قنفذ القسنطيني الذي قال «وله مصنفات ارفعها المختصر الكبير في فروع المذهب قرأت عليه بعضه وأنعم بمناولته وإجازته. وزرته سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدويرة جامع الزيتونة وجدته على حال من اجتهاد في العلم والقيام بالخطبة، ثم لقيته قبل وفاته بسنة وبه ضعف وبعض نسيان وبلغت امامته بجامع الزيتونة في بلده خمسين سنة». وهو من رؤساء العلوم في القرن الثامن، قال طاش كبري زاده بعد أن ذكر جماعة منهم «ومحمد بن عرفة في فقه المالكية وفي سائر العلوم

بالمغرب (اشتقاق النعمانية (بيروت) ص 22 معجم المطبوعات 1460 - 61) وكان عارفا بالطب قرأه علي أحمد الصقلى (فهرست الرصاع، ص 160) ولحسن سلوكه وورعه وتثبته ومجانبته لهوى النفس كان محل تقدير من تلامذته قال ابن ناجي: «وكان شيخنا الغبريني (أي أبو مهدي عيسى) لا يقدم أحدا لقضاء ولا شهادة إلا بموافقة الشيخ ابن عرفة (تذييل ابن ناجي على معالم الايمان في ترجمة محمد بن أحمد اليزليتني). وحج سنة 792/ 1398 فتلقاه العامة وأرباب المناصب بالإكرام التام، واجتمع بسلطان مصر الملك الظاهر فأكرمه وأوصى أمير الركب بخدمته، وتسابق العلماء للأخذ عنه واستجازته منهم الحافظ ابن حجر، واغتبط كل واحد منهما بالآخر، والدماميني، وشمس الدين بن عمار المالكي، وأبو علي ابن أبي كامل العقيقي القبائلي اللخمي الاسكندري المعروف بالسقلوني المالكي (طبقات المفسرين 2/ 282)، ولما زار المدينة المنورة نزل في دار ابن فرحون صاحب «الديباج المذهب»، وأخذ عنه بمكة أبو حامد بن ظهيرة الذي قال عنه في «معجمه» «إمام علامة برع في الأصول والفروع والعربية والمعاني والبيان والفرائض والحساب، وكان رأسا في العبادة والزهد، ملازما للشغل بالعلم، رحل إليه الناس وانتفعوا به، ولم يكن بالعربية من يجري مجراه في التحقيق، ولا من اجتمع له من العلوم ما اجتمع له، وكانت الفتوى تأتيه من مسافة شهر». لم يتول من المناصب سوى الخطابة والإمامة بجامع الزيتونة، وذلك بداية من سنة 772/ 1370 وبعد وفاة الشيخ ابراهيم البسيلي سنة 756/ 1355 تقدم عوضه لإمامة الخمس، وولي خطيبا سنة 772.وفي هذا العام تولى الفتيا بجامع الزيتونة وكان المفتي بعد صلاة الجمعة هو الشيخ أحمد بن أحمد الغبريني (وله صاحب عنوان الدراية) إلى أن توفي سنة 770/ 1368 فوليها عوضه الإمام ابن عرفة. ولما تولى الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة لم يرض به أهل مدينة تونس لأنه ليس ابن بلدتهم فاشترطوا عليه شروطا فقبلها منها ألا يأكل التين لعسر الاتقاء منه فقال: «من فضل الله ما أكلته قط» ومنها

مؤلفاته

ألا يمشي على الأرض حافيا فقال «لا اتركها ولا في المسجد» وأول مرة رقي المنبر قال أيها الناس: يرفع الدهر أناسا … بعد أن كانوا سفاله من له في الغيب شيء … لم يمت حتى يناله وله نظم وسط. توفي في الرابع والعشرين من جمادى الأولى وقيل في 27 رجب 6/ اكتوبر ودفن بالزلاج تحت جبانة أبي الحسن المنتصر على مقربة من مقام أبي الحسن الشاذلي المعروف بالمغارة السفلية. له مؤلفات كثيرة والغالب على كتبه الاختصار والميل إلى جمع المسائل في اللفظ القليل الموجز، وهي طريقة شاعت قبل عصره ويمثلها خير تمثيل مختصر خليل بن اسحاق المصري في الفقه المالكي، قال تلميذه الرصاع «وألف - رضي الله عنه - تآليف عجيبة ومصنفات غريبة منها تأليفه الفقهي لم يسبق إليه في تحقيقه وتهذيبه وجمعه .. وتأليفه المنطقي فيه من القواعد والفوائد ما يعجز عنه كبار الفحول على صغر حجمه وكثرة علمه». مؤلفاته: 1) تفسير، ختم تفسير الكتاب الكريم عدة ختمات، وكان تلاميذه يدونون ما يلقي عليهم، واشتهر من هؤلاء المدونين ثلاثة، البسيلي، والأبي، والسلاوي، والموجود الآن ما دونه البسيلي والأبيّ، والمخطوط والمخطوطات الموجودة عندنا هي من رواية الأبي، أما رواية البسيلي فمنها مخطوطة مبتورة الأول، في حين تعددت نسخ الأبي مع نقص عدد كبير من السور. واعتمد في التفسير على ابن عطية والزمخشري إلى جانب

بقية المفسرين وعلماء اللغة والأصول والمنطق، وهذه النقول لم تطغ عليه، وبدت آراؤه واضحة معبرة عن شخصيته. 2) تساعيات في الحديث. 3) عشاريات في الحديث. 4) شرح مختصر الحوفي في الفرائض ويسمى مختصر الفرائض، والحوفي هو أبو القاسم محمد بن محمد بن خلف الأشبيلي (ت 580/ 1185) وذكر في أوله أنه لما تكرر إقراؤه لكتاب الحوفي، وكان يلقي لطلبته مسائله الجزئية بضوابط كلية، وكثيرا ما التمسوا منه تكريرها اختصره مع زيادة وتنبيهات على مواضع مشكلة وهو في 58 ورقة من القطع المتوسط يوجد بالمكتبة الوطنية (وأصله من المكتبة العبدلية). 5) المبسوط في الفقه، 9 أسفار. 6) المختصر الشامل في التوحيد أوله: الحمد لله المنفرد بصفات التقديس والكمال والعزة والجلال قال في ديباجته «لمّا كان علم الكلام هو الموصل لإدراك حقيقة الإيمان، بواضح الأدلة والبرهان رأيت أن أجمع فيه مختصرا شاملا لأصول طريقتي الأقدمين والمتأخرين، ورتبته على منوال طوالع الأنوار للشيخ القاضي ناصر الدين البيضاوي - رحمه الله - ليكون معينا على فهمه وعلمه، كاشفا عما اختص به وما هو لغيره عن تراجمه بلفظه، وعن مباحثه بلفظ المسائل، وعن ضروري لم يذكر بلفظ التتميم، فرتبته على ثلاثة كتب ومقدمة فيها فصول». أتمّ تأليفه يوم الجمعة 27 رمضان سنة 789/ 1387، وهو في 198 ورقة من القطع المتوسط مخطوط بالمكتبة الوطنية (أصله من المكتبة العبدلية). 7) مختصر المذهب، جامع لمسائل المذهب، وأقوال أصحابه، وفروع

مسائله ويذكر في بعض المسائل خمسين قولا منسوبة لقائلها (¬1) اعتمد فيه بالدرجة الأولى المدونة، وأورد كثيرا من أقوال ابن الحاجب وشارحه شيخه ابن عبد السلام وبقية أقوال أهل المذهب منسوبة لأصحابها، ومشفوعة بمناقشات وتكميلات وتوضيحات، قال ابن عقاب متحدثا عن هذا المختصر «مختصره الفقهي لم يسبق به في تهذيبه وجمعه وأبحاثه الرشيقة، وحدوده الأنيقة» وقال فيه العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «بحث فيه الأنظار المهجورة والأقوال المتروكة منذ القرن السادس، ووضعها بين الأقوال المصطلح بين الفقهاء على الأخذ بها تشهيرا وترجيحا واختيارا على بساط واحد من النقد والتحقيق والمقارنة والاستدلال والكشف عما ارتبطت به تلك الأقوال من اعتبارات باقية وزائلة، وما ارتبط بها اختيارها وتشهيرها من اعتبار لظروف واقعية أو اعمال لأصول نظرية قد يكون وجه ذلك الاختبار قائما ومقبولا وقد يكون زائلا ومحل نظر». واعتنى ابن عرفة بضبط حدود الحقائق الفقهية في مختصره، شرح هذه الحدود تلميذه الرصاع، ومن المعلوم أن الفقه والنحو وغيرهما يصعب وضع حدود لهما جامعة مانعة، ولذلك تكثر الإيرادات والاعتراضات على حدودها بينما يكفي فيها الرسم المقرب للحقيقة إلى الأذهان، لكن التشبث الحرفي بمنطق أرسطو على ما فيه من خلل دعا الكثيرين إلى التقيد بقواعده، ويظنون أنهم بذلك يسدون خدمة جلّى للعلم، بينما هو في الواقع افساد للعلم وضياع للوقت فيما لا يجدي ولا نفع وراءه، ماذا ينتفع المتتبع الذي يكد ذهنه لمعرفة الحدود، وما عليها من إيراد واعتراض. لا شيء. ولا يكتسب بها معرفة جديدة تنمي عقله، وتقوّم فكره، وقد كنت منذ عهد الطلب أكره هذه المباحث إلاّ ما تدعو إليه الحاجة الملحة، وكان الجو السائد أن الإحاطة بمثل هذا هو من الأشياء اللازمة، سمعت مرة مدرسا يتحدث عن الوقت الذي ¬

(¬1) فهرس الفهارس 2/ 446 - 7 في ترجمة يحيى الشاوي، وذكر انه في ستة أسفار كبار.

المصادر والمراجع

اضاعه لإفهام الطلبة حدا من حدود النحو مفتخرا وكأنه أتى بفتح جديد فقلت له: أضعت وقتك فيما لا ينفع، وطلبتك لا يفهمون مثل هذه المباحث ولا تروق لهم، ولو اقتصرت على تقريب الحقيقة بالأمثلة لكان أجدى لك ولهم. توجد من مختصر المذهب نسخة في أربعة أجزاء ناقصة ما بين كتاب الزكاة إلى الصداق في المكتبة الوطنية (وأصله من المكتبة العبدلية). ولعيسى بن علال الكتامي الصمودي الفاسي (ت 823/ 1421) تعليق على هذا المختصر (جذوة الاقتباس 282). 8) المختصر في المنطق، حققه ونشره الاستاذ سعد غراب، المطبعة العصرية، تونس بلا تاريخ، ومعه الجمل للخونجي. 9) منظومة في قراءة يعقوب. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 182، 7/ 61، الأعلام 7/ 43 - 4 (ط 5/)، أنباء الغمر للحافظ ابن حجر 2/ 192، البدر الطالع للشوكاني 2/ 255 - 56، برنامج المجاري الأندلسي، تحقيق محمد أبو الأجفان (بيروت 1982) ص 138 - 148، برنامج المكتبة الصادقية 3/ 93 - 4، 4/ 374 - 4185 - 19 البستان لابن مريم 190، 201، بغية الوعاة 1/ 30 - 229، تاريخ الدولتين 51، 72 - 3، 93، 105 - 6، تاريخ معالم التوحيد 29، الحلل السندسية 1 ق 2/ 577 - 94، درة الحجال 2/ 280 - 3، الديباج 40 - 337، شجرة النور الزكية 227، شذرات الذهب 7/ 285، طبقات المفسرين للداودي 2/ 235 - 7، الضوء اللامع 9/ 240 - 2، عنوان الأريب 1/ 105 - 7، غاية النهاية لابن الجزري 1/ 243، كشف الظنون 438 - 9، 1246، 1582، 1626، 1867، لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ، ص 193، مسامرات الظريف 103، أعلام الفكر الإسلامي في المغرب العربي محمد الفاضل بن عاشور (تونس 1965) ص 67، معجم المؤلفين 11/ 285، فهرسة الرصاع 76 (وتعليقات محقق الكتاب ص 78 - 83) نزهة الأنظار 1/ 237 - 8، نيل الابتهاج 274 - 9، هدية العارفين 2/ 177،

مقدمة المختصر في المنطق لمحققه الأستاذ سعد غراب ص 43 - 54، ملتقى الإمام ابن عرفة منشورات مجلة الحياة الثقافية (تونس 1977)، الوفيات لابن قنفذ 63، تاريخ الطب العربي التونسي 139 - 40 وانظر طرفا من أخباره في التعريف بابن خلدون 144، 232، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية) ط جديدة 3/ 734 بقلم هادي روجي ادريس بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 293 - 4، 379 - 80، 408.

359 - العروسي (كان حيا 1326 هـ‍) (1908 م).

359 - العروسي (كان حيا 1326 هـ‍) (1908 م). أبو بكر العروسي التونسي من أعيان المتطوعين بالجامع الأعظم (جامع الزيتونة) له سياسة الإسلام في الدولة، ط. تونس سنة 1326. المرجع: - معجم المطبوعات 2/ 12/2 (استدراك).

360 - ابن عربها (600 - 659 هـ‍) (1203 - 1260 م)

360 - ابن عربها (600 - 659 هـ‍) (1203 - 1260 م) عثمان بن عتيق بن عثمان القيسي المهدوي المعروف بابن عربها (¬1)، أبو عمرو، المحدث، الأديب الشاعر ولد في المهدية وتوفي بتبرسق وهو قاضيها، ودفن هناك بجبل الرحمة، وكانت وفاته في 28 محرم. رغب في تولي قضاء المهدية فلم يتم له ذلك، وله من قصيدة مدح بها أبا زكرياء الحفصي وعرض له في آخرها الرغبة في تقديمه لقضاء المهدية: ذكرت جمة والذكرى تهيج أسى … وأين جمّة مني والمنستير وما مناي لياليها التي سلفت … ولا هواي مجانيها المعاطير لكن بها رحم مجفوة يئست … من أن تقربني منها المقادير فإن رأى من أدام الله نعمته … لعبده خطة فيها فمأجور وفي هذا الغرض قال أيضا من قصيدة: فأطلّ وانهض بضبعي وارع لي … حمدا له علق لديك ثمين وإلى ذرى المهدية اثن أعنّتي … فبموطني أنا مغرم مفتون مؤلفاته: 1) آثار السجابة في أشعار الصحابة. 2) تخميس الشقراطسية، قال العبدري: «خمسها أيضا الفقيه الأديب الأفضل أبو عمرو عثمان بن عتيق المعروف بابن عربها، وهو من ¬

(¬1) هو في بعض المصادر والمراجع ابن عربية وابن عريبة، والذين ذكروا عربها مالوا إلى ضبطه. وفي رحلة العبدري ... المعروف بابن غربعها وقيده صاحبا أبو عبد الله (محمد بن المعطي النفزاوي شهر بابن هريرة) عربهة بالتاء».

المشاهير في أفريقية، وشعره مجموع وقفت عليه بخطه، وأكثره قعقعة ما ترسل بغيث مزنا، وكما قيل: جعجعة ولا أرى طحنا». وظاهر هذا أن شعره فخم الألفاظ ضعيف المعاني، وهو تحامل من العبدري فقد فضله الأمير أبو زكرياء الأول الحفصي على معاصريه من الشعراء كابن الأبار حيث قال: الا أن مضمار القريض لممتدّ … به شعراء السبق أربعة لدّ فأما المجلّي فهو شاعر جمّة (¬1) … أتى أولا والناس كلهم بعد ونسبه شاعر إلى انتحال أشعار الناس. يا أهل ترشيش (¬2) … ألا حاكم يحكم في السارق بالنص قد جاءكم من جمة شاعر … وشعره يأتيه من حمص (¬3) والحسد داء يحمل على الكذب والتزيد. 3) جوامع الكلم النبوية على طريقة شهاب الأخبار للقضاعي. 4) الروضة الثريا في امتداح الأمير أبي يحيى (زكرياء الحفصي ولي العهد وأمير بجاية ابن الأمير أبي زكرياء الأول). 5) سنن القوم في آداب الليلة واليوم. 6) قصائد المدح ومصائد المنح (ديوان شعره). 7) المائة المنتقاة من المشيخة الثقات خرجها لأمين الدين عبد الرحيم بن أحمد بن طلحة الأنصاري السبتي المعروف بابن علم نزيل تونس، ذكرها الوادي آشي في برنامجه. 8) المستوفي في رفع أحاديث المستصفي. ¬

(¬1) هو اسم قديم لموضع المهدية. (¬2) هو اسم قديم لمدينة تونس عند المتقدمين. (¬3) المقصود بحمص اشبيلية

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأدلة البينة النورانية لابن الشماع 53 - 54، الأعلام 4/ 209 - 10 (7/ 5) الحلل السندسية 17 ق 2/ 503 - 7، رحلة التجاني 375 - 79، رحلة العبدري 50، الروض المعطار - 3 - 172، شجرة النور الزكية 189 - 90، عنوان الأريب 1/ 74 - 6، الفارسية في مبادئ الحفصية 122، مجمل تاريخ الأدب التونسي 197 - 99، معجم المؤلفين 6/ 264، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين 2/ 408.

361 - ابن عزم (816 - 891 هـ‍) (1414 - 1486 م)

361 - ابن عزم (816 - 891 هـ‍) (1414 - 1486 م) محمد بن عمر بن أحمد بن عزم (¬1)، وبه يعرف، التميمي التونسي، نزيل مكة، جمال الدين، شمس الدين، أبو عبد الله، المؤرخ. ولد بتونس في شوال، ونشأ بها وطلب بها العلم، فحفظ القرآن والرائية الشاطبية في الرسم، والأجرومية وأرجوزة الولدان المعروفة بالقرطبية في الفقه، وقطعة صالحة من رسالة ابن أبي زيد القيرواني، ومعظم الشاطبية في القراءات. وتلا لورش على مقرئ تونس أبي القاسم بن الماجد، وبعضه لنافع عن غيره، وسمع العشر بقراءة أخيه على بعض القراء. ارتحل إلى المشرق في أوائل رجب سنة 837/ 1435 فنزل الاسكندرية وحضر مجلس عمر البلقوني وغيره، ثم قدم القاهرة في أثناء السنة فأقام بها إلى أواخر سنة 839/ 1437، وتوجه إلى مكة عن طريق البحر فوصلها أوائل سنة 840/ 1438، ولبث مقيما بها إلى أن حج، ثم توجه أوائل سنة 841/ 1439 إلى المدينة المنورة فسمع بها الجمال الكازروني، ثم خرج منها أثناء السنة فوصل القاهرة ثم رجع إلى مكة أثناء سنة 842/ 1440 ولبث مقيما بها إلى أثناء سنة 847/ 1445 فسافر إلى القاهرة، وسمع من الحافظ ابن حجر الحديث المسلسل بالأولية، ومجلسا من صحيح مسلم، وكتب عنه مجالس من أماليه، وفي سنة 849/ 1447 زار بيت المقدس، ثم عاد إلى القاهرة ثم إلى مكة، وأقام بها، وسمع بها على مشايخها والوافدين عليها، وأكثر عن أبي الفتح المراغي، ولازم محي الدين بن عبد القادر المالكي في العربية، وتخرج بالنجم بن فهد في كتابه الطباق، وتتبع شيوخ الرواية، ¬

(¬1) بمهملة ثم معجمة مفتوحتين ثم ميم (الضوء اللامع).

مؤلفاته

وصار له في ذلك نوع من المام مع اعتناء بتقييد الوفيات. ولما كان الحافظ السخاوي بمكة رافقه في سماع أشياء، وسمع منه السخاوي الرسالة القشيرية بقراءته وسمع منه غيرها. وطاف بالقاهرة على الشيوخ. وسمع فيها السخاوي، واستمد منه كثيرا، ووصفه بشيخنا العلامة، حافظ العصر. وكان كثير التردد بين مكة والقاهرة مكتسبا بالتجليد وتجارة الكتب (¬1). قال السخاوي في أواخر ترجمته: «ثم أنه خلّط فاشتد حرصه على تحصيل تصانيف ابن عربي والتنويه بها ومصنفها، حتى صار داعية لمقالته، وركن إليه أهل هذا المذهب، فكان يجلب إليهم من تصانيفه ما ينسقه ويحسّنه فيرغبونه في ثمنه، وربما قصد كثيرا من عوام المسلمين في الخفية لقراءتها لتكون متصلة الاسناد - زعم - وعذلته كثيرا عن ذلك فما كف، بل أفاد حقدا ومقاطعة». وكان بينه وبين الجلال السيوطي صداقة، وينقل عنه السيوطي أحيانا مواليد بعض العلماء أو تاريخ وفياتهم قائلا: أفادني صاحبنا المؤرخ شمس الدين بن عزم (انظر مواضع متفرقة من بغية الوعاة) وله نظم، مات في ليلة الجمعة تاسع ربيع الثاني. مؤلفاته: 1) دستور الإعلام بمعارف الأعلام. قال الزركلي: «جديد في أسلوبه جمع على صغر حجمه تراجم أشهر الرجال، ولا تتجاوز الترجمة ثلاثة أسطر، وجعله على خمسة أقسام، ورتب كل قسم على الحروف فالقسم الأول فيمن اشتهر باسمه كمالك، والجنيد، والحجاج، والثاني فيمن اشتهر بكنيته كأبي الأسود وأبي داود، وأبي تمام، والثالث فيمن اشتهر ¬

(¬1) رأيت خطه في طالع وجه الورقة الأولى من نسخة عتيقة من كتاب الصلة لابن بشكوال موجودة الآن بالمكتبة الوطنية (أصلها من مكتبة الشيخ علي النوري).

المصادر والمراجع

بنسب أو سبب أو لقب كالجوهري، والحريري، وقطرب وذي الرمة، والرابع فيمن اشتهر بابن كابن عباس، وابن العربي، وابن دريد، والخامس فيمن اشتهر بصاحب كصاحب الكتاب الفلاني أو البلدة الفلانية». وأكمله إبراهيم بن سليمان الجنيني نزيل دمشق (¬1) (ت 1108/ 1697)، وزاد فيه أشياء زين الدين بن محمد البصروي الدمشقي (¬2) (ت 1102/ 1691) والكتاب مخطوط في برلين وغيرها. 2) المنهل العذب في شرح أسماء الرب. المصادر والمراجع الأعلام - 7/ 206 - 7، تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 218، الضوء اللامع 8/ 255 - 56، كشف الظنون 2، 75، معجم المؤلفين 11/ 90. ¬

(¬1) سلك الدرر للمرادي 1/ 7. (¬2) المصدر السالف 2/ 120.

362 - ابن عزوز (-1288 هـ‍) (-1866 م)

362 - ابن عزوز (- 1288 هـ‍) (- 1866 م) مصطفى بن محمد بن عزوز الحسني الإدريسي، البرجي ثم النفطي، أبو النخبة، الفقيه الصوفي. ولد بالبرج وهو بلدة صغيرة تابعة لبسكرة بالزاب جنوبي القطر الجزائري، ولأسلافه بها زاوية لنشر الطريقة الرحمانية (¬1) الخلوتية، وهو ينحدر من عائلة صوفية هاجرت إلى نفطة ابان الاحتلال الفرنسي لبسكرة سنة 1843 مع عائلة الشيخ محمد الخضر حسين. أخذ الطريقة عن الشيخ علي بن عمر صاحب زاوية طولقة، وهو عن محمد بن عزوز والد المترجم، وهو عن الشيخ عبد الرحمن الأزهري الزواوي، وهو عن الشيخ محمد الحفناوي المصري الشافعي الخلوتي. وانتقلت وراثة الطريقة إلى صاحب الترجمة سنة 1842، وأخذ عنه الطريقة ابنه الشيخ محمد المكي. وانشأ المترجم زاوية بنفطة انفصلت عن الطريقة الرحمانية الخلوتية بالجزائر انشأها لنشر الطريقة بالقطر التونسي، وفيها تخفيف كثير من قيود الخلوتية ترغيبا للناس حتى يقبل أكبر عدد ممكن ونجح في اجتذاب عدد كبير إلى الطريقة، وانتشر صيته. وكان المشير الأول أحمد باشا باي يعتقده ويعظم شأنه، وكذلك المشير الثالث محمد الصادق باشا باي ومدحه الشيخ إبراهيم الرياحي بمدائح شعرية ونثرية. وكان صاحب شخصية جذابة بما له من فصاحة، وبيان وتمكن في العلم وديانة وذوق صوفي وصدق في ممارسة طقوسه، قال ابن أبي الضياف: ¬

(¬1) نسبة إلى الشيخ عبد الرحمن بو قبرين الكشطولي الزواوي الأزهري المولود ما بين 1126 - 133/ 1714 - 1721 في آيت اسماعيل، وكان من تلامذة الشيخ محمد بن سالم الحفناوي (ت 1181/ 1768) الذي تلقى عنه أصول الطريقة الخلوتية أيام مجاورته بالأزهر.

«وكان - رحمه الله - فصيح اللسان، بليغ البيان في أسرار القرآن، صاحب ذوق في مقام العرفان، متواضعا على رفعة هذا الشان، يرشح وعاؤه بالرحمة والرأفة والحنان، يحب الخير لكل إنسان، داعيا لعبادة الله بالهداية والايمان والاحسان، ما شئت من محاضرات أبرار، ومطالع أسرار وأنوار، وزهد أخيار». وكان للطرق الصوفية ورجالها مكانة لدى سائر الطبقات، وقد مر أن صاحب الترجمة حاز مكانة في القصر ولدى بعض العلماء الطرقيين، لذا استغله ثعلب الحكومة التونسية إذ ذاك الوزير الأكبر مصطفى خزنة دار لبذل الوعود والتطمينات للقائمين بثورة علي بن غذاهم تمهيدا للانتقام الشرس الوحشي من الأشخاص والقبائل وسكان البلدان الذين تعاطفوا مع هذه الثورة وأيدوها. وقام صاحب الترجمة بجولة في مناطق القبائل وفي البلدان، ونجح في مهمته نجاحا مؤزرا. وغاية ما يعذر به أنه كان على حسن نية غير عالم بما يبيته محمد الصادق باي ووزيره مصطفى خزنة دار من غدر ونكث للعهد ويبدو أن صلات ابن غذاهم المريبة مع القنصلية الفرنسية وعطفها عليه هي التي أوحت إلى خزنة دار استخدام نفوذ المترجم ومكانته لدى القبائل وعداوته لفرنسا للقيام بدور التهدئة بالرغم من أن محمد الصادق باي تيجاني الطريقة، ومثله علي بن غذاهم، من أتباع زاوية تماسين بالجنوب الجزائري، وشيخها من أخلص الصنائع لفرنسا. وقد سبق ان ذكرنا أن مما امتازت به الطريقة العزوزية هو التخفيف من قيود الخلوتية وشكلياتها في تسليك التابع الجديد، ونضيف إلى ذلك ان اتباع الطريقة العزوزية يميزون أنفسهم بسبحة بيضاء في أعناقهم وبتسليمهم على بعض بتشابك أيديهم مرتين بكيفية مختلفة، وكانت هذه الطريقة واسعة الانتشار بالجنوب التونسي والجزائري. توفي في آخر ذي الحجة سنة 1282/ 14 ماي 1866.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) بهجة الشائقين في روضة الأنوار للعارفين، منظومة في التصوف شرحها ولده محمد المكي. 2) رسالة في سلوك طريق الرحمانية الخلوتية. 3) رسالة في مناقب شيخه علي بن عمر الطولقي. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 8/ 132 - 3، ايضاح المكنون 1/ 201، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 329، شجرة النور الزكية 391، محمد الخضر حسين لمحمد مواعدة ص 22 - 25، معجم المؤلفين 12/ 380، هدية العارفين 2/ 458، محمد محفوظ من تاريخ الطرق الصوفية، مجلة القلم الصادرة عن اللجنة الثقافية بصفاقس، س 2 افريل، ماي، جوان، 1976 - ص 10 - 11.

363 - ابن عزوز (1270 - 1334 هـ‍) (1854 - 1916 م)

363 - ابن عزوز (1270 - 1334 هـ‍) (1854 - 1916 م) محمد المكي مصطفى بن محمد بن عزوز البرجي السلف (نسبة إلى البرج بصحراء بسكرة) النفطي الحسني الادريسي، سماه بالمكي عمّه الشيخ المدني بن عزوز، وكناه بأبي طالب تيمنا بأبي طالب المكي صاحب «قوت القلوب» الإمام العلامة المحدث المقرئ الرياضي الفرضي، الصوفي، المسند الشهير. ولد بنفطة في 15 رمضان. قال عبد الحي الكتاني في «فهرس الفهارس»: «وهذا الرجل مسند أفريقية ونادرتها، ولم نر ونسمع فيها أكثر اعتناء منه بالرواية والإسناد والاتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم، والاطلاع على الخبايا والغرائب من الفنون والكتب، والرحلة الواسعة، وكثرة الشيوخ، إلى طيب منبت وكريم أرومة وكان كثير التهافت على جمع الفهارس وتملكها حتى حدّثني الهامل الشمس محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري الضرير أنه اشترى ثبت السقاط وهو في نحو الكراسين بأربعين ريالا، وهذا بذل عجيب بالنسبة لحاله، وأعجب ما كان فيه الهيام بالأثر والدعاء إلى السنة مع كونه كان شيخ طريقة ومن المطلعين على الأفكار العصرية، وهذه نادرة النوادر في زماننا هذا الذي يكثر فيه الافراط والتفريط. حلاه شيخ الاسلام بمكة الشهاب دحلان في إجازته له بقوله: قد اشتهر في الأقطار وبلا شك ولا مين لا سيما بالحرمين الشريفين بالعلم والعمل، نخبة العلماء والأعيان، وخلاصة الأعيان من ذوي العرفان، سراج أفريقية، بل بدر تلك الأصقاع الغربية، الأستاذ الكامل، جامع ما تفرق من الفضائل والفواضل الخ وهذه

حلى نادرة من مثل الشيخ دحلان، يعلم ذلك من تتبع حلاه في إجازاته لأهل المشرق والمغرب، وهي كثيرة». تولى والده تربيته وتوجيهه وتعليمه، وكانت توزر ونفطة في عهده آهلتين بالعلم، زاخرتين بالأدب ناشطتين في حركة التدريس والتأليف حتى اشتهرتا باسم الكوفة والبصرة. وتلقى عن علماء الجريد أمثال عمه المدني بن عزوز، والنوري بن بلقاسم النفطي، وإبراهيم البختري التوزري، ثم ارتحل إلى تونس والتحق بجامع الزيتونة فأخذ عن جماعة منهم البشير التواتي المقرئ وأجازه بما حواه ثبته في القراءات، وعمر بن الشيخ، ومحمد الشاذلي بن صالح، وشيخ الاسلام أحمد بن الخوجة، وسالم بو حاجب، ومحمد النجار، ومصطفى رضوان، وتخرج منه باحرازه على شهادة التطويع. تولى مشيخة الطريقة بعد وفاة والده، وتولى خطة الفتوى ببلد نفطة سنة 1297/ 1883 ثم خطة القضاء بها، ثم انتقل إلى تونس وباشر التدريس بجامع الزيتونة بصفة مدرس غير رسمي سنة 1309/ 1890 وامتازت دروسه بغزارة المادة وفصاحة القول، ورشاقة الأسلوب وجاذبيته، فاقبل عليها الوارد، وعد من العلماء البارزين، وانتفع به جماعة منهم ابن أخته محمد الخضر حسين، وعبد البارزين، وانتفع به جماعة منهم ابن أخته محمد الخضر حسين، وعبد العزيز الثعالبي كثيرا من نفائس لكتب التي أثرى لها خزانته الآيلة إليه من أبيه وجده، وكان مغرما باقتناء نفائس الكتب التي تصله من الجزائر والجنوب التونسي، لا يستكثر البذل حتى جمع مكتبة زاخرة بالنفائس والنوادر. سافر إلى القطر الجزائري واتصل هنالك بالأستاذ المربي الشيخ محمد بن أبي القاسم صاحب زاوية بو سعادة من سلسلة جبال الزاب والسبخة المعروفة بزاوية الهامل، فاتخذ الشيخ محمد بن أبي القاسم شيخ سلوك وتربية، واتصل بعلماء الجزائر ثم رجع إلى تونس مقبلا على ما كان بعد منقطعا من علوم الرياضيات مجددا لعهدها مروجا لكتبها واشتهر بالتفوق في الأدب شعرا ونثرا وبالبراعة في العلوم الرياضية.

مؤلفاته

ورحل إلى المشرق فأقام ببنغازي مدة، ثم انتقل إلى مصر والحجاز والشام، واجتمع بكثير من الأعلام واستجاز وأجاز، واستفاد وأفاد، ثم توجه إلى استانبول سنة 1313/ 1894، وتولى بها تدريس الحديث بدار الفنون، ثم سمي مدرسا بمدرسة الواعظين. ونقل معه إلى استانبول خزانة كتبه متكلفا في ذلك المشاق وهناك تمكن من توسيع مكتبته، ومدينة استانبول مقر لنفائس الكتب الواردة إليها من المشرق والمغرب فهو مغرم دائما باقتناء الكتب أينما حل وارتحل. توفي بالآستانة، وترك مؤلفات كثيرة في القراءات والأسانيد والفلك والفقه والتصوف وهو من أكثر التونسيين تأليفا في القديم والحديث، ولا يقاربه في كثرة الانتاج من المعاصرين إلا المرحوم محمد المرزوقي، وتآليفه استقصاها البغدادي في «ايضاح المكنون» وعليه المعوّل في حصرها. مؤلفاته: 1) الأجوبة المكية عن الأسئلة الحجازية (نظم) وهي أسئلة رفعها الشيخ عبد الحفيظ القارئ والتمس الجواب عنها في القراءات، المط الحميدية بالاستانة 1323. 2) اختصار الشفا، لم يتم. 3) ارشاد الحيران في خلاف قالون وعثمان. 4) إسعاف الأخوان في جواب السؤال الوارد من داغستان. 5) أصول الطرائق وفروعها وسلاسها. 6) الإنباء بمعنى الحب في الله والبغض في الله. 7) انتهاز الفرصة في مذاكرة متفنن قفصة. 8) الانصاف في تحريم الصور ولو مأخوذة بالفوتوغراف.

9) إيضاح الأكوان في مذاكرة الأحبة بالقيروان، لم يتم. 10) بروق المباسم في ترجمة محمد بن أبي القاسم. 11) تعديل الحركة في عمران المملكة، لم يتم. 12) التفصيل الجامع في رفع الأصوات بالأمداح في المجامع. 13) التخت في ارشاد المنقب على معنى البخت. 14) تلخيص الأسانيد، وهو ثبته المختصر. 15) تذكرة المنصفين في أن المكتشفات الجديدة لا تكذب الدين. 16) التفريح بحل الإشكال في صلاة التراويح. 17) التفهيم لمن جهل معنى القلب السليم. 18) التقرار المهذب، وهو شرح للجوهر المرتب من تأليفه ط بتونس 1298. 19) تنظيف الوعا من سوء الفهم في آية ليس للإنسان إلا ما سعى. 20) تنوير الحوالك في أن رفع اليدين في الصلاة هو الراجح من مذهب مالك. 21) تهذيب التفاسير القرآنية. 22) الثبت الجامع، وهو جامع لأسانيده وإجازته في كل فن. 23) الجواب المنصور في سؤال الدكتور. 24) الجوهر المرتب في العمل بالربع المحبب، ط بالمطبعة الرسمية بتونس 1295/ 1878، والإجازة التي بالصفحة الأولى مؤرخة في غرة جمادي الأولى 1298/ 11 أفريل 1881، في 211 ص، فرغ من طبعه في غرة شعبان 1298/ 29 جوان 1881. 25) برنامج دول الإسلام.

26) بطاقة العقائد. 27) حزم اليقظان في أن الصلاح والفساد يسريان من الخلان. 28) الحق الصريح في المناسك على القول الصحيح. 29) حقيقة الأمر في تحريم البيرة والتداوي بما فيه الخمر. 30) الدراية بما ليس في رأس آية، رسالة صغيرة، ط بالمط الرسمية بتونس 1295/ 1878 ذكرها بروكلمان في الملحق 2/ 88، وهو نظم من البحر الطويل يحتوي على اثنين وأربعين بيتا أتمه في صفر 1295 مضمونه الكلام على ما ليس برأس آية طالعه. أصدّ رحمة الله ربي ليقبلا … نظامي وأرجو العون منه ليكملا 31) ديوان شعر. 32) الذخيرة المكية في الخزانة المدنية (هيئة). 33) الذخيرة السنية في الخزانة المدنية. 34) الرحلة الجزائرية. 35) الرحلة الهاملية، لم تتم. 36) رد الذاهب فيما يقلد وما لا يقلد من المذاهب. 37) الرشقة الهنية في المذاكرة المأمونية. 38) رفع النزاع في معنى التقليد ومعنى الأتباع. 39) رفع الهوس في صلاة الصبح وقت الغلس. 40) الرياض البواسم في رواية حفص عن عاصم (قراءات). 41) الزاهر في إجابة الأخ محمد طاهر. 42) الزلف في ترجيح تفويض السلف على تأويل الخلف.

43) السلوى والمن في مواضع حسن الظن وسوء الظن. 44) شارعة الأنوار بالأدعية الصحيحة الآثار. 45) صادق النبا في عقوبة صاحب الربا. 46) رسالة في أصول الحديث، طبعت بالآستانة سنة 1322. 47) السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني، رد على رسالة لمن سمى نفسه القرماني يرمون بها أبا الهدى الصيادي الرفاعي طعنا في نسب وكرامات الشيخ عبد القادر الجيلاني، ط بالمط الرسمية بتونس 1310/ 1893. 48) الصفح السعيد في اختصار الأسانيد (نظم). 49) طبقات المحدثين (نظم). 50) طريق الجنة في تحلية المؤمنات بالفقه والسنة. 51) طريق السلامة في هيئات الناس يوم القيامة. 52) طي المسافة إلى دار الأمن من المخافة. 53) العلم الأخضر في مطارحات السيد الأخضر. 54) عمدة الاثبات في الاتصال بالفهارس والأثبات، وهي أوسع وأفيد ما كتب في هذه الصناعة، ألفها برسم الشيخ عبد الحي الكتاني عام 1330/ 1912 بالاستانة، ولعلها آخر ما ألف، ذكر فيها الذين أجازوه عامة، وعددهم ينيف على الثمانين شيخا منهم نحو أثني عشر بالمراسلة والباقي شفاها افتتحها بسند حديث الأولية، ثم ذكر الأثبات بعد ترتيبها على حروف المعجم، وذلك وفق اقتراح الشيخ عبد الحي الكتاني، وغاية ما ذكر منها نحو 148، وأما باعتبار مؤلفيها وتعدد من ذكره فهو 129 لأن بعضهم له فهارس متعددة كمرتضى الزبيدي،

والكوراني، وابن عقيلة، ثم ساق اسناده العالي في القراءات وهي في نحو 5 كراريس. قال الكتاني: «بوقوفك على العمدة المذكورة تعلم وتتحقق أن الأستاذ ابن عزوز كان فذ مصره في سعة الرواية والاعتناء وعلو الاهتمام والهمة، وأن الصقع التونسي ما أنجب مثله في هذا الباب منذ أحقاب، ولكنه ممن ضيعه قومه ولله الأمر من قبل ومن بعد». 55) عمدة الشيوخ في الناسخ والمنسوخ لم يتم. 56) الفانوس الدائر على أنوار السائر. 57) الفائدة في تفسير سورة المائدة لم يتم. 58) فتح الخلاق في استكمال الإسلام لمحاسن الأخلاق. 59) فتح السلام في نجاة من لم تبلغهم دعوة الإسلام. 60) فتح القيوم في وجوب الفاتحة على المأموم. 61) الفرائد في شرح بطاقة العقائد، وبطاقة العقائد من تأليفه. 62) قواطع المريد (منظومة في التصوف). 63) القول القيم في حال ابن تيمية وابن القيم. 64) كشف الباس في كلمات يقولها كثير من الناس. 65) المبرة في أن القيض في الصلاة هو مذهب إمام دار الهجرة. 66) مجمع الأسانيد وهو ثبته الكبير. 67) مروي الظماء في قوله تعالى {إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ}. 68) مزيل الإشكال في آية ولو أسمعهم في سورة الأنفال. 69) المسألة المهمة في سبب اختلافات الأئمة.

المصادر والمراجع

70) المسلك الأزخر في بيان الحج الأبر. 71) مغانم السعادة في أن العلم أفضل أنواع العبادة. 72) المقالات العزوزية (في الأدب). 73) مقامة المفاخرة بين الصيف والشتاء. 74) مناسك. 75) مناقب الرجال الخلوتية. 76) المنبهات بحكم ذبائح القبور والمزارات. 77) مورد المحبين في أسماء سيد المرسلين. 78) النجدة في زجر من تهاون بأحكام العدة. 79) النشر والطي في حبلى ماتت وجنينها حي. 80) النفح المسكي في قراءة ابن كثير المكي. 81) النفحة الحجازية في الأجوبة البنغازية. 82) الهلال في بيان حركة الإقبال (في علم الميقات). 83) هيئة الناسك في أن السدل في الصلاة ليس مذهب الإمام مالك ألفها سنة 1320، مصر 1327. 84) النص المتين في زلقات العامة وبعض المتعلمين لم يتم. 85) نظم الجغرافية التي لا تتحول بمغالبة الدول، لم يتم. 86) نظم جمع الجوامع لم يتم. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 330 - 1، ايضاح المكنون 1/ 60، 78، 92، 113، 129، 131، 134، 161، 177، 185، 269، 277، 301، 301، 313، 318، 329، 330، 333،

341، 373، 384، 402، 409، 411، 489، 540، 550، 553، 553، 575، 581، 600، 607، 614، 2/ 19، 26، 35، 38، 38، 62، 80، 85، 89، 108، 156، 161، 166، 169، 183، 241، 251، 257، 426، 436، 470، 471، 477، 479، 519، 537، 539، 561، 561، 566، 605، 626، 648، 648، 668، 668، 729، 730، برنامج الصادقية (العبدلية) 1/ 43، 3/ 207، 4/ 389، تراجم الأعلام 187 - 193، الجديد في أدب الجريد 132 - 3، شجرة النور الزكية 423، فهرس الفهارس 2/ 229 - 33، 246، محمد الخضر حسين محمد مواعدة ص 25 - 6، معجم المطبوعات 1787 - 8، معجم المؤلفين 12/ 49 - 50، هدية العارفين 2/ 458. J.Quemeneur، Publications de l'Imprimerie Officielle Tunisienne، in revue Ibla.

364 - ابن عصفور (597 - 669 هـ‍) (1200 - 1271 م).

364 - ابن عصفور (597 - 669 (¬1) هـ‍) (1200 - 1271 م). علي بن مؤمن بن محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن منظور ابن عصفور الحضرمي الأشبيلي، أبو الحسن، هكذا أملى ابن عصفور نسبه على تلميذه أبي علي الحسين بن أحمد الطبلي الباجي (من باجة أفريقية)، نزيل تونس النحوي اللغوي، وله مقطوعتان شعريتان ذكرهما مترجموه لا تؤهلانه لأن يكون معدودا من الشعراء ولعله لم يمارس نظم الشعر كثيرا. مولده عام السيل الكبير باشبيلية، وبها نشأ، وعن شيوخها أخذ العلم، فقرأ النحو على علمين من أعلام النحاة في عصره أبي الحسن الدبّاج، وأبي علي الشلوبين الذي لازمه عشر سنين، وهو أبرع من تخرج عليه، ثم كانت بينهما منافرة ومقاطعة، وتصدر للاشتغال مدة بعدة بلدان من الأندلس، فجال بالأندلس وأقبل الطلبة عليه، وكان أمير الناس على المطالعة بالأندلس لا يمل ذلك، قاله أبو جعفر بن الزبير اقرأ باشبيلية، وشريش، ومالقة، ولورقة، ومرسية، ودخل المغرب الأقصى، وسكن ثغر آنفا وازمور، ثم عبر البحر إلى تونس وأقام بها يسيرا. ثم انتقل إلى بجاية بالقطر الجزائري بانتقال مخدومه الأمير ولي العهد أبي عبد الله محمد المستنصر بن أبي زكرياء الحفصي، وكان له اختصاص به فأقام بها مدة، ثم عاد إلى ¬

(¬1) شذ ابن عبد الملك لمراكشي - على تثبته وتحريه - فذكر أنه توفي سنة 659 ولعله تحريف الناسخ، وفي كشف الظنون 2/ 1805 وفاته سنة 663، وتبعه في هذا السهو غير واحد من مفهرسي المخطوطات، انظر فهرس دار الكتب 2/ 163، وفؤاد سيد، فهرس المخطوطات المصورة 1/ 398 (مقدمة المغرب ص 10 لمحققي الكتاب)، وكذا ابن أبي الضياف ذكر وفاته في هذا التاريخ في «اتحاف أهل الزمان».

تونس؛ ثم سافر إلى الأندلس، وقصد لورقة وعاد إلى غرب الأندلس ثم عبر إلى مدينة سلا بالمغرب الأقصى، وأقام بها يسيرا، ثم عاد إلى تونس باستدعاء من محمد المستنصر بعد توليه الملك واستقر بها إلى أن توفي، وتخرج به جماعة منهم أبو حيان الأندلسي. نقل عن الشيخ تقي الدين بن تيمية ان ابن عصفور لم يزل يرجم بالنارنج في مجلس الشراب إلى أن مات ولم يوضح الناقلون لهذه الحكاية الغريبة مستندها ولعلها تلفيق من بعض الخصوم الذين لا يتورعون عن الكذب والاختلاق، مع ان المترجمين لابن عصفور من الأندلسيين والمغاربة لم يشيروا إلى هذه الحكاية ادنى اشارة، ولا غمزوا سيرته الشخصية بأدنى مغمز، وذكر المؤرخون التونسيون سببا آخر لموته وهم أعرف بهذا من غيرهم لوفاته في بلدهم. وكان سبب موته فيما نقل الشيخ القلشاني وغيره أنه دخل على السلطان محمد المستنصر الحفصي يوما وهو جالس برياض أبي فهر في اريانة في القبة التي على الجابية الكبيرة، فقال السلطان على جهة الفخر مصراع بيت كأنه يريد إجازته: «قد أصبح ملكنا الغداة عظيما» فقال ابن عصفور: «بنا وبأمثالنا». فوجد منها السلطان وأسرها، ولما قام ابن عصفور ليخرج أوعز إلى بعض خواصه أن يقذفه بثيابه في الجابية، وتثاقل الحاضرون على إخراجه من الجابية المذكورة، وأوصاهم بأن لا يتركوه يصعد مظهرين اللعب معه فكلما أراد الصعود ردوه، وكان اليوم شديد البرد، وبعد صعوده أصابه برد وحمى، وبقي ثلاثة أيام ومات في ليلة الأحد 25 ذي القعدة /669 أوت 1271، ودفن بمقبرة ابن مهنا قرب جبانة ابن نفيس شرقي باب ينتجمي أحد أبواب القصبة، وسبب دخول ابن عصفور على السلطان المستنصر انه رتب أعلاما لمجالسته منهم ابن عصفور، وابن الابار، وأبو المطرّف بن عميرة، وأبو بكر بن سيد الناس وغيرهم. إن ابن عصفور كان شيخ المستنصر ثم جليسه ومع ذلك لم يستنكف عن تعريضه للموت غيلة وغدرا لأن الأرواح البشرية لا تساوي شيئا عند الطغاة الحريصين على الأبهة

مؤلفاته

والناموس. ولتلميذه أحمد بن يوسف الكناني «الدر المنثور في أخبار ابن عصفور» وهو كتاب مفقود. مؤلفاته: 1) إنارة الدياجي. 2) البديع في شرح المقدمة الجزولية قيل لم يتمها ابن عصفور وإنما تلميذه الشلوبين الصغير محمد بن علي المالقي الأنصاري المتوفي في حدود سنة 670/ 1272. 3) شرح الأشعار الستة. 4) شرح جمل الزجاجي منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس بها نقص، ونسخ في مكتبة بني جامع وفي ليدن وفي المكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية وفي الأمير وسيانا، منه مصورتان في معهد المخطوطات العربية. 5) شرح ديوان المتنبي. 6) شرح ديوان الحماسة. 7) شرح كتابة المقرب ذكره في خزانة الأدب 1/ 30 - 31.وقيل إن هذه الشروح لم يكملها وكتاب شرح المقرب ألفه بطلب من أحد الملوك الحفصيين بتونس شرح فيه المسائل المشكلة من كتاب المقرب منه نسخة في جامعة استانبول، ونسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية. 8) سرقات الشعراء. 9) الشرائر الشعرية نقل عنه مرات عبد القادر البغدادي في «خزانة الأدب» وفي «شرح شواهد المغني». 10) شرح الإيضاح. 11) شرح أبيات الإيضاح قال الغبريني: «ولم يسبقه أحد بمثله» وكلامه في جميع تأليفه سهل منسبك محصل. والذي قيّده عنه أصحابه أكثر من

تآليفه النحوية، على أن له مشاركة في علم المنطق ولأجل ذلك حسن إيراده فيها تقسيما وحدودا واستعمال الأدلة وبالجملة فيليق كلامه مقدما على كلام غيره من المعبرين من النحاة». 12) كتاب المفتاح. 13) المقرب، وهو من أهم آثاره التي حازت شهرة، وتناوله النحاة بالشرح والتعليق والتهذيب والاختصار ألفه بإشارة من الأمير العالم أبي زكرياء الحفصي كما ذكر ذلك في ديباجة الكتاب، وبين له منهج التأليف ... «إلى وضع تأليفه منزه عن الأطناب الممل، والاختصار المخل، يحتوي على كلياته، مشتمل على فصوله وغاياته، عار من إيراد الخلاف والدليل، مجرد أكثره من ذكر التوجيه والتعليل، ليشرف الناظر فيه على جملة العلم في أقرب زمان ويحيط بمسائله في أقصر أوان، فوضعت في ذلك كتابا صغير الحجم، مقربا للفهم، ورفعت فيه من علم النحو شرائعه، وملكته عصيه وطائعه وذللته للفهم بحسن الترتيب، وكثرة التهذيب لألفاظه والتقريب، حتى صار «تمنعا إلى القلب أسرع من لفظه إلى السمع فلما أتيت به على القدح «منعا على القدح مشبها للعقد في التئام أصوله وانتظام فصوله سميته بالمقرب ليكون أسسه وفق معناه، ومترجما عن فحواه». والظاهر أنه ألف الكتاب للمبتدئين، وتوخى فيه التبسيط والتوضيح والبعد عن إيراد الخلافات مع حسن التنسيق والترتيب، ومما يتميز به هذا الكتاب: (1) البراعة والدقة في التعاريف، أكثر الاقتباس من تعاريفه أمثال ابن هشام، والأشموني، وابن يعيش (2) غلبة المنطق عليه والذي يلاحظ أنه بالرغم من اقتباسه اصطلاحات قليلة من الكوفيين مثل «حروف الخفض» وبعض آرائهم إلا أنه متبع في الأصول المذهب البصري القائم على القياس وما كان مخالفا للقياس يعد شاذا، وهو خلاف مذهب الكوفيين.

(3) في الاعتداد بالشاذلي في جواز الاستعمال، وإذن مذهبه انتقائي يأخذ من الكوفي والبصري مع التقيد بأصول المذهب البصري، وهذا المذهب الانتقائي ظهر منذ القرن الرابع مع أبي علي الفارسي وغيره وانتقلت عدواه إلى الأندلس، واستمر قائما حيا لدى كبار النحاة ومنهم ابن هشام صاحب «المغني» والقسم الأخير من الجزء الثاني من الكتاب مخصص للتصريف، ط الكتاب في مط العاني ببغداد 1399/ 1971 - 1392/ 1972، جزءان، وهو الكتاب الثالث من سلسلة إحياء التراث الإسلامي التي تصدرها رئاسة ديوان الأوقاف بالجمهورية العراقية، وصدر الكتاب بتحقيق الدكتور عبد الستار الجواري وعبد الله الجبوري. 14) مثل المقرب، منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم 1911 كتبت نحو سنة 127 تقع في خمسين ورقة ومنه نسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية. 15) الممتع في التصريف، ط في حلب سنة 1390/ 1970، المط العربية 2 جزءان بتحقيق الدكتور فخر الدين قباوة. 16) مختصر الغرة. 17) مختصر المحتسب. 18) المقنع، مخطوط في مكتبة القرويين بفاس. 19) كتاب الهلالية، وسماه بعضهم الهلال القدير على اسم القائد هلال من القواد العلوج في عهد المستنصر. 20) تفسير جزء من القرآن، قال الغبريني: «وسلك فيه مسلكا لم يسبق إليه من الإيراد والإصدار والاعذار وما يتعلق بالألفاظ ثم المعاني، ثم بإيراد الأسئلة الأدبية على انحاء مستحسنة» انفرد بذكره الغبريني في «عنوان الدراية» وقال قبل ذلك مثنيا على تآليفه «وتآليف أبي الحسن - رحمه

المصادر والمراجع

الله - في العربية من أحسن التصانيف ومن أجل الموضوعات والتآليف». 21) منظومة في النحو. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 1/ 162، الأعلام 5/ 27 (ط 5/)، ايضاح المكنون 1/ 527، بغية الوعاة 2/ 216، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 169 - 70، تاريخ الأدب العربي في العراق عباس العزاوي 1/ 176 - 7، تاريخ الدولتين 29 - 30، تاريخ ابن الوردي (بيروت 1389/ 1971) 1/ 197، 315 - 16، تاريخ معالم التوحيد 179، الذيل والتكملة 1/ 444/5، رحلة العبدري 37 - 8، شجرة النور الزكية 197، شذرات الذهب 5/ 330، صلة الصلة لأبي جعفر بن الزبير 142 - 3، العبر للذهبي 5/ 292، عنوان الدراية (ط 2/) 266 - 8، الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية 123 وتعليقات أواخر الكتاب 244 - 5 فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية بتونس 77، فوات الوفيات 2/ 184 - 5، كشف الظنون 527 (ومواضع كثيرة أحصاها صاحب معجم المؤلفين)، مسامرات الظريف 108 (عرضا في ترجمة حفيده محمد بن محمد أمام جامع الزيتونة) معجم المؤلفين 7/ 251، مفتاح السعادة (ط 1/) 1/ 118، المقدمة التي كتبها محققا كتاب «المقرب» (ابن عصفور حياته وآثاره)، نزهة الأنظار 1/ 218، 19، هدية العارفين 1/ 712، الوفيات لابن قنفذ 51، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية الطبعة الجديدة) 3/ 987، بقلم ج تروبو J.Troupeau وانظر عن ابن عصفور جمهرة الأنساب لابن حزم 340، محمد العروسي المطوي أثر الهجرة الأندلسية في المجتمع الحفصي، مجلة الاذاعة والتلفزة، ع 388 س 17، 15 أكتوبر 1976، ذيل كشف الظنون تعليقات وتقييدات الشيخ آقا بزرك الطهراني ملحق في آخر الجزء الثاني من هدية العارفين ص 101 مطبوع بالأوفسيت في بيروت عن طبعة استانبول سنة 1955.

365 - العصفوري ( ... 1199 هـ‍) ( ... 1788 م)

365 - العصفوري ( ... 1199 هـ‍) ( ... 1788 م) أحمد العصفوري التونسي، من سلالة ابن عصفور النحوي، الفقيه المشارك في علوم، الأديب الشاعر، وأسرته انقرضت من تونس. قرأ بجامع الزيتونة وبعد تخرجه وتحصيله ولي مشيخة المدرسة العصفورية بسوق العطارين، وتعرف بالحكيمية، نسبت إليهم لطول من تداول مشيختها منهم، وهي الآن مقر المدرسة الخلدونية. من شعره يمدح أبا الحسن أحمد هويدي: يا أحمد الأدباء بالفهم الذي … بذكائه أبطلت دعوى المدعي أخرجت در البحر من أصدافه … ونظمته في كل معنى مبدع لو رمت معنى في الكواكب تشركا … «هبطت إليك من المحل الارفع» (¬1) فأجابه هويدي بقوله: يا من ينظم فضله وعلاؤه … في جيد دهرك من منالك بلقع مهلا فقد حزت البشاشة مثلما … شنفت سمعي بالنظام المبدع نظم وما أدراك نظم من أرى … ذي الشوق أشهى من وصال مفتد لو لم يكن درا لخلنا أنه … لحن الغواني في الظباء الرتّع فعلمت بعد بأن زهرا لفظه … «هبطت إليك من المحل الأرفع» قرأ عليه بعض أحفاد الشيخ على النوري، وانعقدت بينهما صحبة، فاستعار المترجم بعض الكتب من مكتبة الشيخ علي النوري، ومما يثبت هذا ¬

(¬1) هو طالع القصيدة العينية لابن سينا.

مؤلفاته

أن خطه موجود بهامش ورقة من «المفاتيح القرطاسية شرح القصيدة الشقراطسية» لابن مرزوق الحفيد، وأعاره هو بعض مؤلفاته حتى أن رسالته «تعطير نفحات نسيم الغياض» وجدت بالمكتبة النورية. وهذا الحفيد طلب من شيخه المترجم نظم أبيات يخاطب بها الشيخ محمد سعادة في طلب كتابة فتيا في رسم له به فتاوى لأهل العصر وقد كان الشيخ سعادة امتنع من ذلك فقال المترجم: أرى المفتين قد وضعوا خطوطا … بفتياهم لنا حصلت إفاده وما زجرت يراع الشيخ حتى … نراها مثل واسطة القلاده لقد سبقت سعادتنا بفتيا … إذا ختمت بخط من سعاده فأجاب الشيخ سعادة: تأملت السؤال وما حواه … من العمرى المسطرة المعاده وما زبر الشيوخ أمام رقمي … ويمناه لسائلهم افاده فأيقنت الجميع أفاد فيها … أجاب وكان أغنى عن زياده وما نقلوا بموضعه صريح … به قد حاز سائلهم مراده وأغنى عن مزيد فيه طول … ونفس الحر تجتنب الاعاده وناظمها يجيب بمثل ما قد … أجابوا سائلا رب السعاده وعفوا عن خطايانا جميعا وكنت عن الجواب عنيت فيما … أتاني سائل يبغي الافاده وراقم ما على نظمي بردّ … وآنى فيه واسطة القلاده فألجأني المعذب رحب نفسي … هو (العصفوري) من حاز السياده فحينئذ تسمحت بما قد … دعاه إلى جواب من سعاده جزاه الله في دنياه خيرا … وبلغه من الأخرى مراده مؤلفاته: 1) تعطير نفحات نسيم الغياض في تحرير طالعه نسيم الرياض، وهي شرح لديباجة نسيم الرياض شرح شفا القاضي عياض لشهاب

المراجع

الدين الخفاجي، في نحو 15 ورقة بخط يده بالمكتبة الوطنية ناقصة من آخرها (أصلها من المكتبة النورية). 2) الفوائد العصفورية على العقيدة النورية، وهي شرح لعقيدة الشيخ علي النوري، أتمّها في غرة رجب 1169. المراجع: - عنوان الأريب 2/ 50 - 2، كنش على ملك المرحوم الأستاذ الشيخ محمد البشير النيفر أطلعني عليه أستاذنا الشيخ محمد الشاذلي النيفر حوالى عام 1963.

366 - العطار ( ... -نحو 430 هـ‍) ( ... -1033 م)

366 - العطار ( ... - نحو 430 هـ‍) ( ... - 1033 م) عمر بن أبي الطيب بن محمد التميمي العطار القيرواني، أبو حفص. كان حافظا قيما بالمذهب المالكي، حسن الاستنباط، وكان اعتماده على المدونة. أخذ عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي الحسن القابسي، وكان من أقران ابن محرز ونظرائه، وبه تفقه عبد الحميد الصائغ، وابن سعدون، وانتفع به خلق كثير حتى كان يقال إن الذكر لأبي بكر بن عبد الرحمن والتعليم لأبي حفص العطار. مات بالقيروان وقيل بالمنستير، ودفن بها، ولما مات قال شيخه أبو بكر بن عبد الرحمن: يا أبا حفص لقد كنت تنصرني، وتكفيني كثيرا من الفتيا. له تعليق على المدونة، وقيل أملاه سنة 427/ 1036 - 37 المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 772، الحلل السندسية 3/ 676/1، شجرة النور الزكية 107، معالم الايمان 3/ 205 - 6، نيل الابتهاج 194، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 727.

367 - عظوم ( ... -1013 هـ‍ ( ... -1605 م)

367 - عظوم ( ... - 1013 هـ‍ (¬1) ( ... - 1605 م) بلقاسم بن محمد مرزوق (¬2) بن عبد الجليل بن محمد بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن عبد العظيم عظوم بن فندار المرادي القيرواني، الفقيه المحقق. ولد بالقيروان، وبها نشأ وتعلم، ثم ارتحل إلى تونس، وأقام بها سنين عديدة، وتولى بها خطة العدالة ثم خطة الافتاء، وتحكى عنه نوادر أيام فتياه، وكان لا يأخذ أجرا على فتواه إلا بقدر ما يكفيه ليومه مع أنه فقير ذو عيال، ثم رجع إلى القيروان، وتوفي بها. مؤلفاته: 1) الأجوبة وهي عبارة عن مسائل فقهية أثيرت بواسطة سؤال وجّه من طرف مسترشد لأحد علماء العصر وطريقة المترجم هي إثبات السؤال أولا ثمّ جواب العالم ثانيا ويختم المسألة ببيان رأيه في القضية قائلا: «وعطفت عليه بما نصه، وفي بعض الأسئلة يكون السؤال موجها له نفسه بصفته مفتيا فقد سئل من طرف باشوات وقادة ومن جهات كثيرة داخل البلاد التونسية». ¬

(¬1) «بعد البحث الطويل تمكنت من الوقوف على تاريخ وفاته سنة 1013 ولا يزال تحقيق سنة وفاته يحتاج إلى بحث (الشيخ محمد الشاذلي النيفر: تراجم خليل لعظوم والطرق التقريبية للفقه، ص 107). (¬2) هذا هو الصواب في اسمه كما جاء بخطه في مجموع تناوب عليه هو وأخوه عبد الجليل وإذا كان هذا هو الثابت بخطه لم يتلف لما جاء مخالفا لهذا في اسمه واسم أبيه. والذي جاء بخطه مثل في أوائل برنامج الشوارد وغير .. (المرجع السالف ص 104).

(مقدمة ذيل بشائر أهل الإيمان للطاهر المعموري ص 53 - 4) وهي أجوبة محررة مع أطناب في نحو 30 مجلدا كما في شجرة النور الزكية، وفي تكميل الصلحاء والأعيان في 12 جزءا منه نسخ بالمكتبة الوطنية أرقام 14، 718، 482، 4846. 2) برنامج الشوارد، قال في طالعته: «وضعت هذا البرنامج لاستخراج مسائل هذا الكتاب الجليل (أي الشامل لتاج الدين بهرام)» وبالاضافة الى شهرة صاحب الاصل الذي وضعه بهرام فقد اشتهر البرنامج كذلك لمكانة صاحبه، وصار معتمد الفتوى بتونس بالنسبة للمذهبين المالكي والحنفي». والخطة التي اتبعها هي استخراج المسائل وتحقيق ما تكرر منها مع نسبتها لقائلها، وذكر الاقوال المشهورة أو ما به العمل والفتوى بتونس والقيروان، او ما خالف ذلك، واقتصر في الاستخراج على اصول المسائل، وما كثر وقوعه منها. والتنبيه على مواضعها ومضانها ليجدها المفتي متى استفتي توجد منه عدة نسخ بالمكتبة الوطنية منها نسخة ذات اجزاء. 3) تراجم مختصر خليل ويسمى ايضا برنامجا، نشر بتحقيق الاستاذ الشيخ محمد الشاذلي النيفر (¬1) 4) رسالة في نعوت المشهود عليه التي يعتبرها الشاهد في شهادته عليه منحصرة في مسائل بحسب غرضه في هذه العجالة، وقد حرر فيها مسألة معرفة عين المشهود عليه وبسط فيها القول في 12 ورقة من القطع المتوسط بالمكتبة الوطنية (واصلها من العبدلية) 5) مد الباع في إعراب الاذراع ¬

(¬1) المرجع السالف.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - ايضاح المكنون 2/ 455، برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 274، 301، تراجم خليل لعظوم والطرق التقريبية للفقه محمد الشاذلي النيفر (تونس 1972)، تكميل الصلحاء والأعيان 25 - 6، ذيل بشائر أهل الايمان 9، 183 - 4 (ط 2/) التعليقات عليه ص 315، شجرة النور الزكية 292، معجم المؤلفين 8/ 124 (نقلا عن بروكلمان، الملحق 2/ 653).

368 - عظوم ( ... -960 هـ‍) ( ... -1533 م).

368 - عظوم ( ... - 960 هـ‍) ( ... - 1533 م). عبد الجليل بن محمد بن أحمد عيسى بن أحمد بن عبد العظيم عظوم بن فندار المرادي القيرواني، لا نعلم عن حياته شيئا. مؤلفاته: 1) تنبيه الأنام في بيان علوّ مقام نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، جمع فيه الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم المروية المأثورة، واستوعب ذكر فضائل الصلاة ومحبته وحرمته، إلا أنه شحنه بالأحاديث الموضوعة التي لا يصدقها نقل ولا عقل، مما يدل على أنه ليس بذاك في علم الحديث. وقد نال شهرة بتأليفه هذا الكتاب، طبع مرات بمصر في جزءين، وكان يدرّسه الوعّاظ بالقيروان منهم حفيده محمد بن محمد بن عظوم، وأحمد الصيد، (انظر نيل بشائر أهل الإيمان 121، 122). وكان هناك حبسان في تونس لرواية تنبيه الأنام (انظر: تاريخ معالم التوحيد 61). 61). 2) تذكرة أهل الإسلام في الصلاة على خير الأنام. 3) شفاء الأسقام ومحو الآثام في الصلاة على خير الأنام. المصادر والمراجع: - الأعلام 3/ 275 (ط 5/)، ايضاح المكنون 1/ 324، محمد الشاذلي النيفر، تراجم خليل لعظوم والطرق التقريبية للفقه مستل من النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأهل

الدين) تونس 1972، ص 105، تكميل الصلحاء والأعيان 23 - 25، الكشاف عن مخطوطات الأوقاف (بغداد) تأليف د. أسعد طلس ص 163، كشف الظنون 486، معجم المطبوعات 185 - 6، معجم المؤلفين 5/ 82، هدية العارفين 1/ 500.

369 - عظوم ( ... -950 أو 1009 تقريبا هـ‍) ( ... -1544 أو 1581 م).

369 - عظوم ( ... - 950 أو (¬1) 1009 تقريبا هـ‍) ( ... - 1544 أو 1581 م). محمد بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن عبد العظيم بن عظوم بن فندار المرادي القيرواني، من أعلام الفقهاء في عصره، وكان كبير أهل الشورى في تونس، وقضاة الجماعة يجلونه، وكتبهم تشهد له بذلك، ويشهدون له برسوخ القدم في العلم، وعمر طويلا. توفي بتونس، ونقله أبناؤه إلى القيروان، ودفن بمقبرة الجناح الأخضر، وقبره معروف. ترك تآليف كلها مسودات وذلك سبب تلاشيها. مؤلفاته: 1) الإسعاف بالإنصاف في الرد على أهل الاعتساف. 2) تذكير الغافل وتعليم الجاهل المعروف بالدكانة، رد به على الشيخ محمد بن عبد الله العلويني المغيلي قاضي القيروان في زمن السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي، وقف هذا القاضي موقفا أيّد فيه أخاه لأمه قاسم ابن ابراهيم الليلي فيما أحدثه بحانوته المحبس بسوق العطارين بالقيروان من الزيادة في سفلي حانوته المذكور، وكان عرضه إلى الشارع نحو ذراع وثلث، وكان الشارع عرضه نحو سبعة أذرع ونصف، وهذا الحانوت (والدكانة به) قديمة فحكم القاضي بهدمها، وتشكّى المتضرر من ذلك، وحدث اضطراب لدى السكان، وهدمت بعض الدكاكين بأمر المحتسب من ناحية أخرى، ومن أجل ذلك ألّف المترجم هذا الكتاب ¬

(¬1) هما روايتان في تاريخ وفاته، والرواية الأولى معقولة لذا قورنت بتاريخ مسألة الدكانة، ولا يمكن أن يستمر حيا إلى التاريخ الثاني لأنه يكون قد عاش قبل سنوات قليلة من وفاة حفيده بلقاسم بن محمد مرزوق.

المصادر والمراجع

في إبطال الحكم ونقضه بنصوص أهل المذهب لكنه ملأه بمسائل مهمة من أبواب كثيرة، وهذه المسألة وقعت سنة 864/ 1459. توجد من الكتاب نسختان بالمكتبة الوطنية رقم 759 رقم 51044، ونسخة أخرى بها فهرس وترجمة للمؤلف وذكر تآليفه بقلم حفيده بلقاسم بن محمد مرزوق بن عبد الجليل بن محمد، فرغ الحفيد من نسخها 993/ 1585 توجد بالمكتبة الوطنية (وأصلها من العبدلية). 3) رفع الالتباس في بيع ما خرب من الأحباس. 4) حاشية على جمع الجوامع. 5) حاشية على مختصر ابن عرفة في علم الكلام. 6) شرح على المدونة، مطول في أسفار عديدة. 7) المباني اليقينية في حكم المسألة العبدودية، تعقب فيه رسم تسجيل على بيع دار، جمع فيه مسائل غريبة. 8) مختصر في الفقه ضاهى به مختصر ابن عرفة لكنه مبسوط سهل واضح. 9) المهند المذهب في ضبط قواعد المذهب (¬1)، اشتمل على الأصول وإجراء الفروع عليها في خمسة أسفار. المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 335 (ط 5/)، تكميل الصلحاء والأعيان ص 23، تعليقات محقق الكتاب الأستاذ محمد العنابي ص 315، برنامج الصادقية (العبدلية) 4/ 299 - 300، شجرة النور الزكية 259. ¬

(¬1) في برنامج الصادقية نقلا عن حفيده السند المذهب.

370 - ابن عقاب ( ... -851 هـ‍) ( ... -1447 م).

370 - ابن عقاب ( ... - 851 هـ‍) ( ... - 1447 م). محمد بن محمد بن إبراهيم بن عقاب، وبه اشتهر الجذامي التونسي، المقرئ، المحدث الحافظ الفقيه أصل سلفه من شاطبة، وأول من استوطن تونس منهم يوسف بن إبراهيم بن أحمد بن عقاب المقرئ الصوفي (613 - 692/ 1216 - 1292). أخذ عن ابن عرفة، وانتفع به وأجازه، وكان من أذكياء تلامذته، وأجازه سعيد العقباني التلمساني وغيره. وممن أخذ عنه الرصاع، والقاضي عمر القلشاني، ومحمد بن محمد بن مرزوق التلمساني الكفيف، والقلصادي، وأطال الثناء عليه في «رحلته»، وغيرهم. ومما قرأ عليه القلصادي التفسير، وبعضا من صحيح مسلم، والموطأ، وتهذيب المدونة، والرسالة والتفريع لابن الجلاب، وابن الحاجب الفرعي، وسمع عليه صحيح البخاري غير مرة، والشفا للقاضي عياض، وقرأ عليه أيضا من عمدة الأحكام، والتيسير لأبي عمرو الداني، والشاطبتين والحوفية والجعدية في الفرائض، ومختصر ابن عرفة الفقهي، ومختصره المنطقي، وطوالع الأنوار للقاضي البيضاوي، وجمل الخونجي، وناوله الجميع وأجازه، وحضر عليه المستصفى للغزالي، والمنهاج في شرح مسلم بن الحجاج للنووي، والأربعين للنووي، ومختصر الحوفية، والبردة، والشقراطسية، وأبكار الأفكار وإحكام الأحكام للأمدي. وتنقيح الفصول للشهاب القرافي، والذخيرة له، وبعض نوادر ابن أبي زيد، والقواعد للقاضي عياض، وجمع الجوامع، وأجازه الجميع، تولى التدريس بالمدرسة

المصادر والمراجع

المنتصرية بسوق القلعة عند ما تم بناؤها، وقضاء الجماعة، والفتوى بجامع الزيتونة بعد صلاة الجمعة، والخطابة بجامع القصبة بعد وفاة قاضي الجماعة عمر القلشاني سنة 847/ 1444، وقبل ذلك في عام 845/ 1442 وقدم للخطابة والفتوى بجامع التوفيق. توفي يوم الاثنين في 17 جمادي الأولى /851 جويلية 1447، وصلي عليه من الغد بجامع الزيتونة بعد صلاة الظهر، ودفن بجبل المنار (ويقال له جبل المرسى) بجبانة الشيخ أبي سعيد الباجي. له أجوبة مفيدة. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 7/ 63، تاريخ الدولتين 119، 125، 126، تاريخ معالم التوحيد 20، الحلل السندسية 3/ 263/1 - 4، 690 - 1، رحلة القلصادي، تحقيق محمد أبو الأجفان (تونس 1978) 118 - 22، شجرة النور الزكية 246، الضوء اللامع 10/ 16، نيل الابتهاج 308 - 9.

371 - ابن العلا (من رجال القرن 9 هـ‍) (15 م)

371 - ابن العلا (من رجال القرن 9 هـ‍) (15 م) لا يعرف عن حياته شيء، وهو طبيب عاش في أيام السلطان أبي فارس عبد العزيز الحفصي. له المجموع على التيسير في المداواة والتدبير، وهو كتاب في الطب أهداه لسلطان عصره يحتوي هذا الكتاب على 28 ورقة، منها 3 ورقات في خصائص الأعضاء، والنباتات التي حققها عن أشهر عشابي الآفاق، وهو منتخب من كتب كثيرة، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 18556 كتبت سنة 827/ 1423. المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي، ص 138 - 9.

372 - بوعلاق (1240 - 1303 هـ‍) (1824 - 1886 م)

372 - بوعلاق (¬1) (1240 - 1303 هـ‍) (1824 - 1886 م) إبراهيم بو علاق الزبيدي (نسبة إلى عرش الزبدة بتوزر)، التوزري، الفقيه، الأديب، الشاعر. حاز في عصره شهرة باقتداره على ارتجال الشعر، يحكى عنه أنه دخل مرة إلى جامع الزيتونة فجلس يستمع إلى الشيخ سالم بو حاجب الذي كان يقرئ درسا في أصول الفقه، فناقشه مناقشة طويلة تضايق منها الشيخ سالم، وبدرت منه كلمة فيها استنقاص فقال المترجم على الفور: تقاصرت مذ أبدى التطاول سالم … وسالمت والقاصي (¬2) المكان يسالم فقال الشيخ سالم بو حاجب: أنت إبراهيم بو علاق؟ - نعم أنا هو. - سألتك بالله اسكت، وانتظرني إلى ختام الدرس. وبعد انتهاء الدرس أقبل عليه الشيخ سالم معاتبا له لماذا لم يعرفه بنفسه من أول الأمر، واستدعاه إلى تناول طعام الغداء بمنزله، وانعقدت بينهما صداقة، وصار المترجم إذا زار تونس ينزل ضيفا على الشيخ سالم بو حاجب. ومن نوادر الأحداث التي وقعت له أنه كان مرة ضمن وفد من أهل الجريد لمقابلة محمد الصادق باي فقال مخاطبا له: باشر بنفسك أمر الملك سيدنا … فإن تكليف بعض الناس تهميل ¬

(¬1) القاف المعقدة. (¬2) وفي رواية: «والحر الغريب».

مؤلفاته

وقاضي نفطة (¬1) … لا تنسى خوارقه ففسقه لا تفي فيه الأقاويل من قصيدة طويلة زج به من أجلها في ظلمات السجن، ويبدو من شعره أنه كان من أنصار الاصلاحات كدستور عهد الأمان، ومن أنصار زعيم الاصلاحات الوزير خير الدين. وهو في شعره يميل إلى استعمال الألفاظ الغريبة المهجورة الاستعمال. ولي خطة الافتاء ببلدة توزر، فأظهر نزاهة فائقة، وعفة عديمة النظير. مؤلفاته: 1) شرح الجوهر المكنون في البلاغة لعبد الرحمن الأخضري الجزائري. 2) نظم في أبواب وفصول مختصر خليل. المراجع: - ايضاح المكنون 1/ 384، الجديد في أدب الجريد 88 - 108 ذكر قصائده كاملة، معجم المؤلفين 1/ 17 (نقلا عن ابراهيم بو رقعة العالم الأدبي 1/ 60 - 61). وأعاد ترجمته في ص 60 باسم ابراهيم الزبيدي (وهما شخص واحد). ¬

(¬1) قيل هو علي الساسي الذي قال فيه الشيخ قابادو من أبيات أولها: عوى الكلب الملفف في الثياب يخبرنا بفاتحة الكتاب

373 - بو علاق ( ... -1353 هـ‍) ( ... 1934 م).

373 - بو علاق ( ... - 1353 هـ‍) ( ... 1934 م). سليمان بن صالح بن بلقاسم بو علاق الزبيدي التوزري من خريجي جامع الزيتونة، الأديب الشاعر، باشر خطة الاشهاد ببلده، ثم نيابة الأوقاف بإقليم الجديد. توفي في 8 رمضان. له العجالة في ما اختصت به توزر من بلدان الأياله. المرجع: - الجريد في أدب الجريد 165 - 169.

374 - ابن علوان (727 هـ‍) (1327 - 1385 م)

374 - ابن علوان (727 هـ‍) (1327 - 1385 م) أحمد بن محمد بن علوان التونسي الشهير بالمصري، العالم الفقيه الزاهد الكثير التأليف، له نحو 40 مؤلفا لم يبلغنا من أسمائها إلا القليل منها، وغالبها مختصرات لكتب سابقة. توفي في 17 شوال بثغر الاسكندرية. مؤلفاته: 1) اجتناء الزهر من كتاب الطرر. 2) اختصار كتاب أنوار القلوب في العلم الموهوب. 3) اختصار كتاب ترتيب المدارك للقاضي عياض، في سفر. 4) اختصار كتاب التشوف إلى رجال التصوف. 5) اقتطاف الأكف من الروض الأنف. 6) الباب اللباب، شرح تفريع ابن الجلاب في الفقه. المصدر والمرجع: - شجرة النور الزكية 226، نيل الابتهاج 74.

375 - ابن علوان ( ... 710 هـ‍) ( ... -1311 م).

375 - ابن علوان ( ... 710 (¬1) هـ‍) ( ... - 1311 م). عمر بن محمد بن علوان الهذلي التونسي، أبو علي، الفقيه. ممن أخذ عنه عبد الله بن محمد التجاني صاحب «الرحلة».له تأليف في موجبات أحكام مغيب الحشفة. قال تلميذه التجاني: «وكان شيخنا الإمام أبو علي عمر بن محمد الهذلي - رحمه الله تعالى - قد ألف في ذلك تأليفا تهاداه الناس، واستغربوه، جمع فيه ما قاله غيره، واستدرك أحكاما كثيرة، استخرجها بكثرة اطلاعه، وقوة استطلاعه، وتبحره في العلوم واتساعه، وكان يزعم أنه لا يكاد حكم يشذ عن كتابه وكنت حين قرأت عليه التأليف في شهر ذي القعدة سنة اثنتين وسبعمائة رأيته قد أهمل أحكاما كثيرة حملني سن الحداثة إذ ذاك، وحب الظهور على أن وضعت فيها جزءا انتهت الأحكام المستدركة فيه إلى خمسين حكما واتسعت في ذكر الخلاف، وبسط التعليل، فجاء تأليفا تاما أيضا مستقلا، ووقفته عليه فعظمه غاية التعظيم، وتلا قوله سبحانه وتعالى {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} وكانت وفاة شيخنا المذكور في الرابع لشعبان سنة عشر وسبعمائة (¬2)». المصادر والمراجع: - تاريخ الدولتين 49، الحلل السندسية 3/ 676/1 - 7، شجرة النور الزكية 205، معجم المؤلفين 7/ 314، نيل الابتهاج 194 - 5، هدية العارفين 1/ 788. ¬

(¬1) في نيل الابتهاج وفاته سنة 716، وقلده في هذا صاحب الحلل السندسية، ولكن تلميذه التجاني هو أعرف الناس به والزركشي ذكرا وفاته في هذا التاريخ. (¬2) تحفة العروس ونزهة النفوس لعبد الله بن محمد بن أحمد التجاني التونسي ص 161، المطبعة الشرقية بمصر 1301 هـ‍، ونسب الكتاب في هذه الطبعة إلى أحمد التجاني صاحب الطريقة، وهو خطأ لا مستند له.

376 - ابن علوان ( ... -827 هـ‍) ( ... -1424 م).

376 - ابن علوان ( ... - 827 هـ‍) ( ... - 1424 م). محمد بن أحمد بن محمد بن علوان التونسي الشهير بالمصري، ابن الشيخ أحمد السابقة ترجمته رقم 352، أبو الطيب الراوية الرحالة، الفقيه الزاهد. أخذ من والده وأبي القاسم أحمد بن أحمد الغبريني، والقاضي ابن حيدرة، والخطيب ابن مرزوق التلمساني، وأبي الحسن البطرلي، وابن الحاجة البلنسي، والإمام ابن عرفة، وفي رحلته إلى المشرق لقي بمصر الحافظ زين الدين العراقي، وولده ولي الدين أبا زرعة، والحافظ نور الدين الهيثمي وعلي بن وفاء الصوفي، وجلال الدين بن نصر البغدادي، والمؤرخ ناصر الدين بن الفرات، والكمال الدّميري، والتقي الدجوى، ولقي بتونس أو ببجاية أحمد الغبريني صاحب «عنوان الدراية» كما لقي غير هؤلاء ذكرهم في إجازته لابن مرزوق الحفيد .. كان مثل والده علما ودينا وصلاحا ورواية وزهدا وسلوكا. توفي في أواسط ذي القعدة/حوالي 10 سبتمبر. مؤلفاته: 1) جزء في الاجتماع على الذكر. 2) التعريف بمشايخه. المصادر والمراجع: - الحلل السندسية 3/ 682/1 - 3، شجرة النور الزكية 243 - 4، سعد غراب: ابن عرفة في المشرق العربي، مجلة الهداية ع 4 س 8 مارس افريل 1981، ص 86.

377 - ابن عليم (585 - 655 هـ‍) (1189 - 1257 م)

377 - ابن عليم (585 - 655 هـ‍) (1189 - 1257 م) عبد الرحيم بن أبي جعفر أحمد بن علي بن طلحة الأنصاري المعروف بابن عليم (بصيغة التصغير) السبتي، أمين الدين، أبو القاسم، أبو محمد، نزيل تونس، والمتوفى بها، المحدث الرحال. سمع من أبي القاسم بن بشكوال، وابن حوط الله، ورحل إلى المشرق فدخل مصر، والعراق، والحجاز، فسمع بقرافة مصر من محمد بن أبي النصر النوقاني، وسمع ببغداد من جماعة منهم الحسن بن المبارك الزّبيدي، وابن روزبة، ومحمد بن أحمد بن عمر القطيعي، وأبي القاسم علي بن أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ، ومحمد بن سعيد بن السديد يحيى، وبمكة من أبي طالب عبد المحسن بن أبي العميد الخفيفي الأبهري. ثم رجع فاستوطن تونس، وحدث فيها بالكثير، وكان صدوقا، صحيح السماع، اختلط في آخر عمره ولم يحدث في حال اختلاطه بشيء. سمع منه بتونس جماعة منهم المحدث المؤرخ عبد الرحمن الدباغ القيرواني، وعثمان بن عتيق القيسي، المهدوي المعروف بابن عربها الذي خرج لشيخه هذا «المائة المنتقاة من المشيخة الثقات» والقاضي أبو القاسم بن زيتون، وأبو القاسم أبو الفضل البيدي، وابنه محمد، وأبو يحيى أبو بكر بن صدقة العوفي. مؤلفاته: 1) جزء فيه ذكر الحمام وما ورد فيه من الأحاديث.

المصادر والمراجع

2) ما أظهره اللطف للعيان من بحر اللؤلؤ والمرجان من الأحاديث العوالي والأبيات الحسان. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي (لمعرفة طائفة من شيوخه، وتلامذته التونسيين ومؤلفاته) ص 40، 46، 50، 55، 60، 235، 268، 279، 280، 284، برنامج التجيبي 234، لسان الميزان 3/ 4.

378 - علي باشا الأول ( ... -1169 هـ‍) ( ... -1756 م)

378 - علي باشا الأول ( ... - 1169 هـ‍) ( ... - 1756 م) علي باشا الأول ابن محمد بن علي ابن أخي حسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية كان مرشحا لولاية العهد، ولما صار لعمه ولد (محمد الرشيد باي) أخره وقدم ابنه فلم تتحمل نفسه هذا التأخير، وذهب مغاضبا إلى جبل وسلات في سنة 1140/ 1728 متأهبا للثورة، ولم تفد شيئا محاولات الصلح التي بذلها عمه، ودارت معركة في جبل وسلات، كاد ينهزم فيها، ثم أعاد الكرة ودارت الحرب سجالا. وبعد حصار جبل وسلات أكثر من ثلاثة أشهر رجع عمه حسين بن علي باي إلى مدينة تونس. ونزل علي باشا من جبل وسلات في فوشانة بعد انهزام أتباعه، وهاجم جيش عمه بمرما جنة قرب الكاف، ولم تسفر المعركة عن انتصار أحد الفريقين، فاتجه علي باشا نحو القيروان فحاصرها ثلاثة أيام، ثم ارتحل إلى الساحل وقطع زياتينه وحرقها، وطوع كثيرا من بلدانه، وامتنعت عليه القلعة الكبرى فحاصرها فجاء عمه وفك عنها الحصار، وهزم علي باشا ففر إلى الحامة فامتنعت قلعتها عليه بقيادة آغة زواوة، ففر مخترقا الصحراء إلى أن وصل إلى صحراء الجزائر، ودخل مدينة الجزائر فاعتقله داي الجزائر عبدي باشا، وجعله تحت الإقامة الجبرية، ولهذا الداي صداقة مع الباي حسين بن علي، ولما مات الداي عبدي باشا تولى مكانه إبراهيم باشا فأفرج عنه، ووسع عليه، وبدأ علي باشا في الاستعداد للعودة إلى تونس وأعانه داي الجزائر بالجيش، وذلك في ذي الحجة /1147 أفريل ماي 1735 وزحف علي باشا صحبة الجيش الجزائري إلى أن وصل إلى ضواحي الحاضرة وعسكر حسين بن علي باي بسمنجة، وبعد نحو 16 يوما التحم القتال في 11 ربيع الثاني 1148/ 4 سبتمبر 1735،

وانتصر حسين بن علي في الجولة الأولى، ثم هجم فرسان الجزائر من خلف واستولوا على المحلة (القتال وقع ليلا) وانهزم حسين بن علي، وأصابته رصاصة في فخذه وفر إلى القيروان، واستولى علي باشا على العاصمة، وبعث ابنه يونس لحصار القيروان 1149/ 1736 - 1737، وحاصرها أشهرا فلم ينل منها مراده، وأعاد حصارها في سنة 1151/ 1738 - 39 مدة تسعة أشهر، ثم أعاد الكرة في شعبان /1152 نوفمبر 1739، وغيّر خطته بما يحقق له النصر فاحتلها في 16 صفر 1153/ 13 ماي 1740.وقتل عم والده حسين بن علي باي، وكان محمد الرشيد باي ابن حسين بن علي باي قد التجأ إلى الجزائر بعد قتل والده، وبعث مركبا لنقل أخيه محمود من سوسة، ثم زحفت جيوش الجزائر صحبة محمد الرشيد وعلي ابني حسين بن علي باي، واحتلوا الحصون والبلدان في طريقهم إلى أن وصلوا إلى العاصمة، وألقوا القبض على علي باشا، وتوفي قتيلا في اخر ليلة من ذي الحجة 25/ سبتمبر. كان عالما وشيخه الذي تخرج به هو محمد الخضراوي: قال ابن أبي الضياف في وصفه: «كان عالما شجاعا حازما مهيبا وقور المجلس، أبي النفس، عالي الهمة، مرهوب الحد، شديدا على العمال، محترسا من عسفهم، رادعا لعدواتهم، يحب أن يظلم وحده، ولا يحب أن يشاركه غيره فيه، جريئا على سفك الدماء لا سيما فيما يتعلق بالطاعة».ومن جسارته على سفك الدماء أنه لما استولى على الإمارة أشاع الرعب والخوف لأنه كان يسجن أو يقتل كل من اتهم بأن له صلة بأبناء عمه في الجزائر ولو مجرد سلام فضلا عن المراسلة، وقتل من كان متعاونا مع عمه من العلماء. وعمل على نشر التعليم، وقد جمع من غرائب المؤلفات ما لم يجتمع لغيره من امراء تونس، ومن عنايته بذلك أنه بعث الشيخ أبا محمد حسن البارودي إلى استانبول، وأتاه بما لم يصل إلى المغرب من تآليف علماء الأتراك وعلماء الفرس كحواشي الكشاف وغيرها. له دفع الملم عن قراء التسهيل بجلب المهم مما يقع به التحصيل،

المصادر والمراجع

وهو شرح على تسهيل الفوائد لابن مالك في النحو. به نقص من أثناء الديباجة أوله: «اشتغلت بالقراءة على علامة القطر الأفريقي سيدي محمد الخضراوي».جمع فيه تقارير شيخه الخضراوي أيام قراءته عليه، ونقل عنه الصبّان في حاشيته على شرح الأشموني على الخلاصة الألفية في باب جمع التكسير. شرع في تأليفه سنة 1138/ 1736 وأتمه سنة 1139/ 1737، وقد أمر العلماء بتدريسه في جامع الزيتونة فكان المدرس يقول: قال المصنف أيده الله. وقد جزم حمودة بن عبد العزيز في كتابه «الباشي» بأن الشرح لشيخه ألفه شيخه ونسبه إليه قال ابن أبي الضياف في رد هذا القول: «مع أن ذلك لا يكون إلا عن يقين بنقل صحيح عن أحدهما وأنّى له به؟ ونسبة الرجل إلى العلم مسلمة من علماء عصره، وما بخطه على هوامش الكتب يشهد له بذلك وهي موجودة بالحاضرة» إلى أن قال: «فلا يبعد من مثله أن يفهم تقارير شيخه ويعرف مواضع تنزيلها وليته ذكر الشرح بأنه لم يزد على ما في الشروح». توجد منه نسخ بالمكتبة الوطنية أرقام 5188، 5189، 12360. المصادر والمراجع: - اتحاف أهل الزمان 2/ 117 - 154، الأعلام 5/ 15 (ط 5/)، ايضاح المكنون 474، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 266، مسامرات الظريف 13 - 18، معجم المؤلفين 7/ 50، هدية العارفين 1/ 767، المؤرخون التونسيون .. (بالفرنسية) 61 - 63.

379 - علي باشا الثالث (1233 - 1320 هـ‍) (1817 - 1902 م)

379 - علي باشا الثالث (1233 - 1320 هـ‍) (1817 - 1902 م) علي باشا باي ابن حسين باشا باي ابن محمود ابن محمد الرشيد باي. هو الباي الثاني الذي تولى العرش على عهد الحماية الفرنسية بعد وفاة أخيه المشير الثالث محمد الصادق باي. بدأ حكمه بالعفو عن جميع العصاة ورد أملاكهم إليهم، وكان النفوذ في أيامه كلها يعد في أيدي الفرنسيين فبالغ في مسالمة الاستعمار، وعكف على الاشتغال بالفقه، وأنعمت عليه الحكومة الفرنسية بو سام جوقة الشرف. له تأليف سماه «مناهج التعريف بأصول التكليف» وهو في الفقه الحنفي، والتوحيد والآداب الشرعية، جمع فيه أصول المطلوب على المكلف على وجه الإيضاح والاختصار، وغايته أن يتعرف العبد على ما يخرجه من داعية هواه، ويعرف ما يجب عليه لمولاه في سره ونجواه. وعزي هذا التأليف أيضا للشيخ أحمد جمال الدين الخياري المالكي المدرس بجامع الزيتونة، ونسبه للمترجم وكان على صلة به. ط بتونس سنة 1302/ 1896، وأعيد طبعه سنة 1304/ 1898، ومعه تقاريظ في 12 ص، والكتاب في 180 ص. المراجع: - الأعلام 5/ 92، الأعلام الشرقية 1/ 21 - 2، ايضاح المكنون 2/ 563، 586، وفي الإحالة الثانية ترجم له باسم علي صادق باي التونسي وهذا هو الذي غر صاحب

«معجم المؤلفين» فترجم له مرتين 7/ 79 - 80 - 7/ 108، ففي المرة الأولى ذكره على وجه الصواب، وفي المرة الثانية أخطأ في اسم والده وترجم له باسم «علي صادق باي التونسي» ونقل ذلك عن ايضاح المكنون 2/ 563.ولو تنبه المؤلف قليلا لعلم أنه الشخص نفسه الذي ترجم له أولا وذكر في الموضعين أنه مؤلف «مناهج التعريف» ولا يمكن أن يكون اسم تأليف واحد لشخصين متعاصرين في بلد واحد، برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 250، شجرة النور الزكية 2/ 178 - 9، معجم المطبوعات 2/ 355، هدية العارفين 1/ 778.

380 - ابن عمر (213 - 289 هـ‍) (828 - 902 م)

380 - ابن عمر (213 - 289 هـ‍) (828 - 902 م) يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر الكناني، وقيل البلوي، مولى بني أمية أبو زكرياء الأندلسي من أهل جيّان، الفقيه الورع. نشأ بقرطبة، وطلب العلم عند عبد الملك بن حبيب وغيره، ودخل أفريقية فسمع من سحنون، وعون بن يوسف، وأبي زكرياء الحضرمي ورحل إلى الشرق فسمع بمصر من أصحاب أشهب، وابن القاسم، وابن وهب، وسمع بالحجاز وغيره من أبي مصعب الزهري، ونصر بن مرزوق، وابن محاسب، وأحمد بن عمران الأخفش وإبراهيم بن مرزوق، وسليمان بن داود، وزهير بن عباد، وغيرهم. سكن القيروان ثم استقر أخيرا بسوسة، وفي المدينتين سمع منه الناس، وممن تفقه به أخوه محمد، وأبو بكر بن اللباد، وأبو العرب التميمي، وأبو العباس الأبياني، وعمر بن يوسف، وأحمد بن خالد الأندلسي. وكان فقيها حافظا للرأي، ثقة ضابطا لكتبه، فقيه البدن، كثير الكتب في الفقه والآثار ضابطا لما روى وكان له منزلة عند الخاصة والعامة والسلطان، وكان يجلس في جامع القيروان، ويجلس القارئ المسمى بالكبش على كرسي يسمع من بعد من الناس لكثرة من يحضره، وكان لا يفتح لنفسه باب المناظرة، وإذا لحف عليه سائل وأتى بالمسائل العويصة ربما طرده. ومن ورعه أنه خرج من القيروان إلى قرطبة بسبب دانق كان عليه

لبقال، فخوطب في ذلك فقال: رد دانق على أهله أفضل من عبادة سبعين سنة. قال الخشني: «وكان - فيما قال لي غير واحد - لا يتصرف فيما يتصرف فيه الحذاق وأهل النظر والعلوم من معرفة معاني القول، وأعراب ما ينطق به من الألفاظ، قال لي أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القصري: كنت أسأله عن الشيء من المسائل فيجيبني ثم اسأله بعد ذلك بزمان عن تلك الأشياء بأعيانها فلا يخالف قوله عليّ، وكان غيره يخالف قوله». قال الكانشي: «ما رأيت مثل يحيى بن عمر ولا أحفظ منه كأنما كانت الدواوين في صدره».وقال «اجتمعت بأربعين عالما فما رأيت أهيب من يحيى بن عمر». قال أبو الحسن اللواتي: «كان عندنا يحيى بن عمر بسوسة يسمع الناس في المسجد فيمتلئ المسجد وما حوله فسئل عن سماعهم فقال يجزئهم». وقال يحيى بن عمر: «لا ترغب في مصاحبة الأخوان، وكفى بك من ابتليت بمعرفته أن تحترس منه».وكانت وفاته بمدينة سوسة. تآليفه: قال ابن أبي خالد في تعريفه: «له نحو أربعين جزءا». 1) كتاب أحمية الحصون. 2) اختلاف ابن القاسم وأشهب. 3) كتب في أصول السنن. 4) كتاب الرد على المرجئة. 5) كتاب الحجة في الرد على الإمام الشافعي الجزء 12 منه بدار الكتب الوطنية.

المصادر والمراجع

6) كتاب الرد على الشكوكية. 7) كتاب فضائل المنستير والرباط. 8) المنتخبة، وهو اختصار المستخرجة. 9) النظر والأحكام في جميع أحوال السوق، ويعرف بأحكام السوق اختصارا. وهو فيما يتعلق بالأسواق، وما يجري فيها من المعاملات، ومقاومة أساليب الغش، حققه المرحوم الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب، وراجعه وأعدّه للنشر الدكتور فرحات الدشراوي، وقدّم له في 26 ص (تونس بلا تاريخ) وهو من رواية أبي جعفر أحمد القصري القيرواني، وألحق به رواية ابن شبل الافريقي محمد بن سليم التي نشرها الأستاذ محمود علي مكي بصحيفة العهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد، وهذه الرواية الملحقة تبتدئ من ص 103 وتنتهي بص 143، ورواية القصري من ص 31 إلى ص 134 الغاية عدا الفهارس. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 160 (ط 5/)، رتيب المدارك 3/ 234 - 241، جذوة المقتبس 354، الديباج 351 - 3، رياض النفوس 1/ 396 - 406، شجرة النور 1/ 103، 108، تاريخ ابن الفرضي 2/ 181، طبقات الخشني 184 - 186، 297، معالم الايمان 2/ 156، معجم المؤلفين 13/ 217.

381 - ابن عمران ( ... -في حدود 291 هـ‍) ( ...

381 - ابن عمران ( ... - في حدود (¬1) 291 هـ‍) ( ... اسحاق بن عمران الطبيب الأفريقي، البغدادي الأصل، المسلم النحلة، المعروف بسم ساعة «وكأنها إشارة لما يظهر من سرعة تأثير الأدوية التي كان يصفها للمرضى» (ورقات). دخل أفريقية على الراجح باستدعاء من الأمير إبراهيم الثاني الأغلبي فنزح إليها سنة 264/ 887 قادما من بغداد، وقيل إنه شرط متى أراد الرجوع إلى وطنه انصرف، وقيل إن الذي استجلبه زيادة الله الثالث ابن عبد الله الأغلبي آخر أمراء الأغالبة، الذي تولى الإمارة من سنة 290 إلى سنة 7/ 296 - 903، وهذه الرواية ضعيفة لا تؤيدها أحداث حياته لأنه أول من نشر علوم الطب والفلسفة بأفريقية، قال ابن جلجل: «وبه ظهر الطب بالمغرب، وعرفت الفلسفة».وعلى هذه الرواية يكون قد عاش بالقيروان نحو أربع سنوات، وهي مدة غير كافية لنشر الطب والفلسفة، وتخرجت طائفة من الأطباء عليه، ومن أشهر من تخرج به ابنه علي المتزايد بالقيروان، واسحاق بن سليمان الاسرائيلي الوافد من مصر، وأبو بكر محمد بن الجزار عم أحمد بن الجزار الذائع الصيت، وأبو سعيد الصيقل الفيلسوف، وغيرهم. وخدم الأمير إبراهيم الثاني، والأمير زيادة الثالث، وكان يراقب أكل ¬

(¬1) ذكر ابن عذاري في «البيان المغرب» 1/ 122 أن وفاته سنة 279، قتله إبراهيم بن أحمد الأغلبي، وهو خطأ لأنه أدرك أواخر الدولة الأغلبية، وفي هدية العارفين وفاته سنة 251 وهو بعيه، ولا ندري ما هو مستنده في هذا وذكر صاحب الورقات وفاته سنة 294 أو 295.

هذا الأخير ويقول له: «كل هذا أودع هذا» حتى ورد عليه شاب يهودي أندلسي فقربه وخف عليه وأشهده أكله فكان إذا قال اسحاق أترك هذا لا تأكله قال الاسرائيلي: نصلحه عليك. وكان زيادة الله مريضا بضيق النفس، فقدم له مرة لبن مريّب، ونهاه اسحاق عن أكله، وسهّل عليه الاسرائيلي فوافقه بالأكل فعرض له ضيق النفس حتى أشرف على الهلاك، فأرسل إلى اسحاق فقيل له: هل عندك من علاج؟ فقال قد نهيته فلم يقبل، فقيل لاسحاق: «هذه خمسمائة دينار وعالج، فأبى حتى انتهى إلى مائة مثقال فأخذها وأمر باحضار الثلج وأمره بالأكل منه حتى يمتلئ ثم قيّاه فخرج جميع اللبن الذي تجبّن ببرد الثلج، فقال اسحاق أيها الأمير لو وصل هذا اللبن إلى أنابيب رئتك ولحج فيها أهلكك بتضييقه للنفس، لكني جمدته وأخرجته قبل وصوله. قال زيادة الله: باع اسحاق روحي في النداء، اقطعوا رزقه، فلما قطع عنه الرزق خرج إلى موضع فسيح من رحاب القيروان، ووضع هناك كرسيا ودواة وقراطيس، فكان يكتب الوصفات كل يوم فقيل لزيادة الله عرضت اسحاق للغنى، فأمر بضمه إلى السجن، فتبعه الناس هنالك، ثم أخرجه بالليل إلى نفسه، وكانت له معه حكايات ومعاتبات، حتى غضب عليه زيادة الله، وأمر بفصده من ذراعيه، وسال دمه حتى مات، وأمر بصلبه وطال مقامه مصلوبا حتى عشش في جوفه صقر. وكان مما قال لزيادة الله في تلك الليلة: يا ملخوني والله أنك تدعى سيد العرب وما أنت لها بسيد، ولقد سقيتك منذ دهر دواء ليفعلن في عقلك، وكان زيادة الله مجنونا تسلخن ومات. وعلق بعضهم على هذه الحكاية بقوله: وخان من وجده (كذا) وليس بحكيم، وله من اسمه (أي سم ساعة) نصيب، وما نطق به في حق زيادة الله في حالة غضب وانفعال فلا يؤخذ مأخذ الجد والإقرار الذي يتحمل نتائجه صاحبه، زيادة عن أن الأطباء في القديم أو الحديث يؤخذ عليهم العهد بأن لا يشيروا على المرضى بالأدوية المضرة بالصحة أو العقل أو اعطاء السموم المهلكة.

مؤلفاته

وعن قصة أمره لزيادة الله بأكل الثلج علق عليها الدكتور أحمد بن ميلاد بقوله: «وهذه خرافة لا يقبلها العقل مطلقا ذلك أن الثلج لا يوجد بالقيروان شتاء ولا صيفا وأن وجد بمرتفعات جبال خمير والشعانبي في الشتاء، ومن الصعب أن يحضر في ليلة» إلى أن قال مفندا لما نسب إليه من قول في حق الأمير زيادة الله وموضحا سبب اغتياله «ومن المستحيل أن يجرأ الطبيب على الأمير بخطاب مثل ما ذكر وسبب اغتياله هو امتناعه من صناعة السم للأمير حسب الظن، ليس العطايا والهدايا التي يبذلها الملوك وأصحاب السلطة كلها عن حسن نية بل منها ما يراد به الأغراض الشخصية». مؤلفاته: 1) الأدوية المفردة. 2) أقاويل جالينوس في الشراب. 3) كتاب في البول من كلام ابقراط. 4) كتاب في داء المانخوليا، لم يسبق إلى مثله (الهلواس، الاكتئاب) من أهم كتبه، ولم يكتب العرب من نوعه قبل، منه نسخة بمكتبة ميونيخ بألمانيا ضمن مجموع، ومنها نسخة مصورة بالمكتبة الوطنية بتونس ونسخة بالمكتبة الوطنية بباريس، وبأكسفورد، والأسكوريال من غير اسم المؤلف ونسبت إليه، وناقشت الجامعة التونسية في يوم 10/ 1979/16 أول أطروحة دكتوراه في الطب باللغة العربية حول مقالة إسحاق بن عمران في المانخوليا (بحث في الطب النفسي المقارن) قدم الأطروحة الدكتور شمس الدين المبروك، وأشرف على الأطروحة الدكتور الأستاذ سليم عمّار، وقررت لجنة التحكيم بالإجماع إسناد شهادة الدكتوراه في الطب للسيد شمس الدين المبروك بدرجة ممتاز جدا، وقررت منحه جائزة الأطروحات.

المصادر والمراجع

5) كتاب العنصر والتمام، ألّفه برسم زيادة الله الثالث، ونقل عنه ابن البيطار كثيرا في كتابه «الجامع في الأدوية المفردة». 6) كتاب في بياض المدة (رسوب البول وبياض المني). 7) رسالة إلى بعض إخوانه في حفظ الصحة وتدبيرها، أوردها ابن عبد ربه في «العقد الفريد» بتحقيق محمد سعيد العريان 8/ 42 - 43. 8) كتاب في الفصد. 9) مقالة في علل القولنج وأنواعه وشرح أدويته، وهي الرسالة التي كتب بها إلى أبي العباس وكيل ابراهيم بن الأغلب. 10) مسائل مجموعة على ما ذهب إليه ابقراط وجالينوس وغيرهما في المقالة الثالثة من كتاب تدبير الأمراض الحارة وما ذكر فيها من الخمر. 11) نزهة النفس في الطب. 12) كتاب في النبض. والظاهر أن هذه المؤلفات رسائل صغيرة أو مقالات. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 95 (ط 5/) ايضاح المكنون 2/ 465، 279، 315، 326، 342، 375، 475، 534، 641، البيان المغرب 1/ 166، تاريخ الطب العربي التونسي ص 32 - 34، طبقات الأطباء لابن جلجل 84 - 86، عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة (دار الفكر بيروت 1377/ 1957) 3/ 56 - 8، كشف الظنون 1949، معجم المؤلفين 2/ 236، هدية العارفين 1/ 198، ورقات 1/ 233.

382 - العموري ( ... -1391 هـ‍) ( ... -1971 م)

382 - العموري ( ... - 1391 هـ‍) ( ... - 1971 م) محمد العموري، الممثل، والمناضل والمنشد. من مواليد صفاقس، وكان في شبابه من أعلام الحركة المسرحية بصفاقس إذ شارك في عدة جمعيات وفرق مسرحية، قام فيها بالتمثيل والإخراج منها جمعيات النجم والنهضة، والهلال ومن أبرز المسرحيات التي شارك فيها تمثيلا وإخراجا صلاح الدين الأيوبي، عطيل، السلطان عبد العزيز، المائدة الخضراء، ألف ليلة وليلة، الولدان الشريدان. وكان في اواخر الثلاثينات من مسيري النادي الرياضي الصفاقسي (النادي التونسي آنذاك). وكان من المناضلين المتحزبين، وقد أسندت إليه أيام الكفاح التحريري مسئولية لجنة الدعاية بالأسواق، وتربطه صلة مباشرة خلال المعركة الحاسمة بالشهيد الهادي شاكر، والشيخ محمود كريشان، وبغيرهما من كل ما يتصل بالإضرابات وجمع التبرعات وإبلاغ التعليمات وتنفيذها وكان من بين المناضلين الذين تقع دعوتهم للاجتماع في (جنان شاكر). وكان يحترف التجارة في حانوت بنهج العدول. وفي شهر فيفري 1952 داهمت الجندرمة منزله لاعتقاله أثر موجة التخريب وكان متغيبا فاحتجزوا ابنه أحمد (العدل المنفذ الآن بالعاصمة) وسجنوه بدار المراقبة المدنية، واستولت السلطة الاستعمارية عنوة على منزله الفخم الجديد إذ ذاك الكائن بطريق تنيور بعد أن طردته منه، وجعلته لمدة ثلاثة أعوام مقرا لثلاثة مراقبين مدنيين فرنسيين. وفي خلال الحرب العالمية الثانية، ونزول جيوش المحور بالبلاد أفتك منه هذا المنزل ليكون مقر القيادة الجهوية

المرجع

للضباط الالمان. وكان أفاضل مدينة صفاقس يقصدونه في الليالي العشر الأخيرة من رمضان لقراءة ختم القرآن بمنازلهم فكان يتحول إلى الاجنة للأشراف على هذه المواكب، ولسرد قصة المولد النبوي الشريف في أعقاب عودة الحجيج ولا يرد في ذلك طلبا ولو كان مريضا، وكان جميل الصوت، وله باع في الإنشاد على الطبوع التونسية والشرقية. وكان يلاحظ ما في تأليف قصة المولد النبوي من بعض المآخذ فأقبل على درس ما عنده من التآليف المولدية وغيرها، وكان حصاد هذه الدراسة تأليف قصة في المولد جامعة وشاملة ومركزة، اطلع عليها العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور، ونالت أعجابه ورضاه. وكان مجلسه حافلا بالإمتاع وحسن المحاضرة ينثر فيه الحكم ونوادر التاريخ، والأحاديث النبوية، يحفظ كثيرا من الشعر، ويقوله من نظمه، وكان حريصا على تنشئة أبنائه على حب الله والوطن، وعشق اللغة العربية، ويؤمهم في صلوات الليل وصلاة التراويح، ويفسر لهم الآيات القرآنية، ويحبب إليهم الشعر والخطابة والأدب. توفي بمدينة تونس على أثر عملية جراحية بعد أصابته بانسداد الشرايين. المرجع: - أبو حامد، جريدة الصباح، جمادي الثانية 1401 ماي 1981.

383 - ابن عميرة (580 - 658 هـ‍) (1184 - 1258 م)

383 - ابن عميرة (580 - 658 هـ‍) (1184 - 1258 م) أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن أحمد بن عميرة (بفتح العين المهملة، والميم المكسورة بعدها ياء مثناة من تحت وبعدها راء مفتوحة وتاء تأنيث آخر الحروف) المخزومي الشهير بجده أبو العباس، أبو المطرّف، نزيل تونس، الفقيه العالم الأديب. مولده في جزيرة شقر قرب بلنسية، وقيل ببلنسية في رمضان /580 ديسمبر 1184 وفي الأندلس، روى عن أبي الخطاب أحمد بن محمد بن واجب، وأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي، وأبي عبد الله بن نوح، وأبي علي عمر بن محمد الشلويين، وأبي عمر أحمد بن هارون بن عات، وأبي محمد سليمان بن حوط الله، لقيهم وقرأ عليهم وسمع وأجازوا له. وصحب أبا بكر عزيز بن عبد الله بن عبد الملك بن خطاب قبل توليه ما تولى من رئاسة بلده مرسية، وسافر إلى المشرق حيث تلقى معارف واسعة في الحديث والفقه والأدب، وتلقى بعض شعب المعقول كالفلسفة والكلام ومن أجاز له من أهل المشرق أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري. وبعد رجوعه استقر بعض الوقت بمسقط رأسه الذي أصبح من أعيانه. سمع منه ابن الابار وبالغ في الثناء عليه، وسمع منه غيره كابنه أبي القاسم، وأبي اسحاق التلمساني، وأبي جعفر بن الزبير، وأبي الحسن طاهر بن علي الشقري، وأبي بكر عبد الله بن خطاب وغيرهم. وعقد مع ابن الأبار روابط صداقة، وبعد اقامته مدة قليلة بجزيرة

شقر سمي قاضيا بشاطبة، ثم نقل إلى قضاء ميورقة خلال سنة 627/ 1229 - 30 لأنه كان موجودا بالجزيرة عند ما احتلها جاقما الأول الفاتح ملك أرغون، وقد حكى الحادثة في كتابه الذي سماه بعضهم كتاب عن كائنة ميورقة وعنوانه الحقيقي غير معروف، ونقل عنه المقري في نفح الطيب، ثم رجع فيما بعد إلى بلنسية حيث كان شاهدا لسنواتها الأخيرة من تاريخها الإسلامي إلى أن سلمت إلى جاقما الأول نفسه تسع سنوات بعد ميورقة (17 صفر 636/ 29 سبتمبر 1238)، وبعد ذلك دخل المغرب الأقصى، وخدم أبا محمد عبد الواحد الرشيد عاشر خليفة موحدي (630 - 40/ 1232 - 42 الذي سماه كاتبا بديوان الانشاء، وبعد قليل سماه قاضيا لقبيلة بلد هيلانة من نظر مراكش الشرقي، وهي التي تعرف اليوم بكلاوة فتولاه قليلا ثم نقله إلى قضاء رباط الفتح، وسلا، وأقام يتولاه إلى أن توفي الرشيد، وولي مكانه أخوه المعتضد بالله أبو الحسن علي فأخره عنها مدة، ثم نقله إلى قضاء مكناسة الزيتون، ولما قتل المعتضد خرج من مكناسة قاصدا سبتة وفي عزمه الانتقال إلى البلاد الأفريقية، فلقيه هو ورفاقه جمع من بني مرين سلبوه وكل من كان معه، ثم ركب من سبتة متوجها إلى أفريقية فوصل بجاية سنة 645/ 1257 وقدم على أميرها ولي العهد أبي يحيى زكرياء ابن الأمير أبي زكرياء الحفصي، وهو منذ مبارحته الأندلس ينوي الالتحاق بالبلاد الأفريقية، ويهتبل الفرص للإشادة بأميرها، فعند ما بايع أهل مكناسة أبا زكرياء الحفصي سنة 643/ 1255 بعثوا إليه بمبايعتهم من انشاء قاضيهم صاحب الترجمة، وعند ما وصل بجاية سلم للأمير أبي يحيى رسالة وصف فيها رحلته ومدح أبا زكرياء، واستوطن بجاية مدة وأقرأ بها ودرس الذي استدعاه بعد مدة إلى تونس هو الأمير أبو زكرياء ولما قدم تونس مال إلى صحبة الصالحين والزهاد برهة، ثم نزع عن ذلك رغبة في خدمة الملوك فاستقضي بالأربس، ثم نقل منها إلى قابس ثم استدعاه المستنصر الحفصي وجعله من جملة جلسائه، قال ابن عبد الملك المراكشي: «فيذكر أنه داخله مداخلة أنكرها المستنصر وحاشيته عليه حتى ليؤثر من كلام المستنصر في حقه وقد سئل عنه: ذلك رجل رام إفساد دنيانا

مؤلفاته

علينا فأفسدنا عليه دينه» وقال: «وكان شديد التطارح على خدمة الرؤساء، كثير الحرص والرغبة في ضم حطام الدنيا متظاهرا بالاقلال وقال في صفاته: «وكان حسن الخلق، جميل السعي للناس في أغراضهم، حسن المشاركة لهم في حوائجهم، متسرعا إلى بذل مجهوده فيما أمكن من قضائها بنفسه وجاهه» ومثل هذه الأوصاف تجعله محبوبا محترما في كل الأوساط. توفي بتونس ليلة الجمعة 20 ذي الحجة سنة /658 نوفمبر 1260 وقيل أنه توفي نفس الشهر سنة /656 ديسمبر 1258. كان مؤلفا خصبا نثرا وشعرا ومصادر ترجمته تنقل عنه مادة كثيرة معظمها في شكل رسائل موجهة إلى الاصدقاء حتى أن كتابه عن سقوط ميورقة كان رسالة موجهة إلى شخص ما، ونثره مركز ذو جمل فصيحة عليها جمال ودقة، لكنه أقل نثرا من معاصره ابن الأبار، وشعره أحسن من نثره. مؤلفاته: 1) التبيان في علم الكلام، مخطوط بالأسكوريال رقم 296. 2) تعقب على الإمام فخر الرازي في كتابه المعالم في أصول الفقه. 3) التنبيهات على ما في التبيان من التمويهات رد به على كتاب «التبيان في علم البيان المطّلع على إعجاز القرآن» لكمال الدين أبي محمد عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري المعروف بالسماكي ابن الزملكاني مخطوط بالأسكوريال (115) كما في تذكرة النوادر، هامش ص 132. 4) اختصار من تاريخ ثورة المريدين لأبي محمد عبد الملك بن أحمد ابن صاحب الصلاة. 5) تأليف في كائنة ميورقة وتغلّب الإسبان عليها نحا فيه منحى عماد الدين الأصبهاني في كتابه: «الفيح القسي في الفتح القدسي» وقد مرّ أن

المصادر والمراجع

غيره وضع له العنوان استمدادا من موضوع الكتاب وأنه في الأصل رسالة خاطب بها شخصا ما. 6) مجموع رسائله، مخطوط، الرباط 5233. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 59 (ط 5/)، أزهار الرياض للمقري (القاهرة 1942) 3/ 218، الاحاطة (دار المعارف) 179 - 86، ايضاح المكنون 1/ 1941، 323، 623 بغية الوعاة 1/ 319، جذوة الاقتباس لابن القاضي (فاس 1315) 72 - 73، الحلل السندسية 3/ 658/1 - 9، الذيل والتكملة 1/ 150/1 - 80، رحلة التجاني 89 - 91، شجرة النور الزكية 195، عنوان الدراية 250 - 3، الفارسية 122 - 3، معجم المؤلفين 145 - 50 تحفة القادم 145 - 154، (مختارات من شعره) محمد بن شريفة حياته وأثره، الرباط 1966، منشورات البحث الجامعي العلمي بالمغرب، تاريخ الدولتين 29، الديباج 46 - 47 المغرب في حلى المغرب لابن سعيد 2/ 362 - 364، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية) 3/ 726 - 7 بقلم حسين مؤنس، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (الفرنسية) 2/ 400 - 401.

384 - ابن عون (1256 - 1327 هـ‍) (1840 - 1909 م)

384 - ابن عون (1256 - 1327 هـ‍) (1840 - 1909 م) يوسف بن عبد الله بن عون، الزبيدي النفطي، الفقيه الفلكي، الأديب الشاعر، تخرج من جامع الزيتونة، وتولى القضاء بتوزر. له منظومة فلكية في عرض توزر ونفطة، استخرجها من الرسالة الماردينية. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 117 - 28، معجم المؤلفين 13/ 314.

385 - العواني ( ... -716 هـ‍) ( ... -1316 م)

385 - العواني ( ... - 716 هـ‍) ( ... - 1316 م) إبراهيم بن يوسف بن عبد الملك العواني (نسبة إلى جده ابن عوانة) الشريف الحسيني القيرواني الفقيه المؤرخ، الأديب الشاعر. أخذ عن جده أبي مروان عبد الملك، وعبد الحميد بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي بتونس، وغيرهما. كان عدلا موثقا بين الناس، وتولى قضاء الحامة وسوسة. مؤلفاته 1) أنس النساك المعرب عن فضائل قيروان المغرب، وأكثر اعتماده فيه على «معالم الإيمان» للدباغ، ثم ذيل ابن ناجي على تأليفه، وألحقه بزياداته على «معالم الإيمان» من سنة 747/ 1347 كما ذكره في أواخر ترجمته، قال ابن ناجي: «ومن بعده لم يؤلف أحد شيئا فبقيت مشيخة إلى سنة 747 لا أجد من لحقهم، ولا من نقل عنهم بواسطة، وها أنا أذكر من كان بعدهم بحول الله تعالى وقوته». 2) تذهيب الأمنية في تهذيب الشاطبية، 3 أسفار. 3) شرح الشقراطسية، 3 أسفار. المصادر والمراجع: - ايضاح المكنون 2/ 265، 270، 315، 319، 326، 342، 375، 534، شجرة النور الزكية 206، معالم الايمان (تذييل على الأصل) 4/ 103 - 4 (وان كان في المطبوع ج 3)، هدية العارفين 1/ 15.

386 - العياضي (نحو 1123 - 1173 هـ‍) (1710 - 1760)

386 - العياضي (نحو 1123 (¬1) - 1173 (¬2) هـ‍) (1710 - 1760) المختار (¬3) ابن الشيخ محمد الشريف (¬4) الشوثري (¬5) شهر العياضي الباجي المالكي، الفقيه الأديب الكاتب الشاعر. ولد بمدينة باجة، وقرأ بها على مسعود الباجي شرح المكودي على ألفية ابن مالك، وشرح الأشموني عليها، وشرح المرادي عليها، وغير ذلك من كتب النحو، وشرح الخبيصي على التهذيب في المنطق مرارا ومختصر السنوسي في المنطق، وغير ذلك وعلى الشيخ علي الشريف المعروف بالطويل قرأ عليه في بداية الطلب شرح الشيخ خالد الأزهري على الآجروميّة، وشرح الشيخ زكرياء الأنصاري على ايساغوجي في المنطق، وذلك سنة 1146/ 1733 - 4، وقرأ على والده الذي روى له بعض أخبار شيوخه الباجيين والتونسيين، ثم انتقل إلى تونس وقرأ على أعلام من جامع الزيتونة منهم: أحمد الماكودي الفاسي نزيل تونس قرأ عليه المغني لابن هشام، ونبذة من شرح قطب الدين الشيرازي على الشمسية في المنطق. وفي سنة 1153/ 1740 (سنة تأليفه كتاب مفاتيح النصر) قرأ على شرح علي باشا على تسهيل الفوائد لابن مالك، وقرأ على منصور المنزلي مختصر المنطق للسنوسي، والمطول على التلخيص في البلاغة إلى آخر الفن الأول، واستفاد منه كثيرا، وقرأ على محمد بن عبد العزيز مختصر خليل ونبذة من شرح المحلي على جمع ¬

(¬1) هذا الاستنباط أخذ من تاريخ وضع كتابه وأنه في الثلاثين من عمره. (¬2) ولم يذكر المترجمون له تاريخ ميلاده ولا تاريخ وفاته. فما هذا مجرد اجتهاد. (¬3) وفي مراجع ترجمته محمد. (¬4) - انفرد بذكرهما في عنوان الأريب. (¬5) انفرد بذكرهما في عنوان الأريب.

الجوامع من لواحق القياس. هؤلاء شيوخه الذين ذكرهم في «مفاتيح النصر» ولم يستوفهم لأنه لم يترجم إلا للمقربين من علي باشا، ولم يترجم للرجال الذين لمعوا في عهد حسين بن علي باي تزلفا لعلي باشا، ومسايرة لهواه. ولاّه علي باشا وظيفة الكتابة بالوزارة بعد أن تقرّب إليه بقصائد المديح، وتأليف كتابه «مفاتيح النصر» الذي ترجم فيه لعلي باشا، وأورد فيه تقاريض نثرية وشعرية لكتاب علي باشا «شرح التسهيل»، وهو بذلك يهدف إلى إبراز مكانة علي باشا والدعاية له. له مفاتيح النصر في التعريف بعلماء العصر، شرع في تأليفه في شوال سنة 1153/ 1740، وفي الأثناء أصابه مرض عاقه عن إتمامه، وعند ما برئ أكمله كما ذكر في المقدمة. وفي زمن تأليفه الكتاب كان ما يزال يتابع دراسته بجامع الزيتونة. وضع هذا التأليف ليترجم لطائفة من علماء عصره متأسيا من سبقه من علماء الطبقات، لكنه لم يوف بالغرض ولم يستجب في كتابه لما دلّ عليه العنوان نظرا إلى أنه لم يورد من التراجم إلا 23 ترجمة في حين أن عدد علماء عصره عظيم، وتراجمه كلها موجزة قصيرة لا تفي كلها بمقومات الترجمة، ويهمل في غالب الأحيان تاريخ الميلاد والوفاة، وذكر في هذا الكتاب بعض مدائحه لعلي باشا. يوجد من الكتاب ثلاث نسخ بالمكتبة الوطنية (¬1). وقد قدم للكتاب وحققه البحاثة الدكتور محمد الحبيب الهيلة، ونشره في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين ع 4 س 4، 1976 - 7، مقدمة المحقق من ص 101 إلى ص 121، ونصّ الكتاب من ص 125 إلى ص 192 عدا قائمة المصادر والمراجع والفهارس. ¬

(¬1) وصف هذه النسخ د. محمد الحبيب الهيلة في دراسته ص 118 - 20.

المراجع

المراجع: - عنوان الأريب 2/ 21 - 23، مفاتيح النصر في التعريف بعلماء العصر مقدمة المحقق ص 101 - 21، المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 237 - 242.

حرف الغين

حرف الغين

387 - غازي ( ... -1381) ( ... -1961 م)

387 - غازي ( ... - 1381) ( ... - 1961 م) محمد فريد غازي، الباحث الأديب الشاعر. من مواليد مدينة تونس، وبها تلقّى التعليم الابتدائي، وزاول الثانوي بالمدرسة الصادقية، وبارحها ولم يحرز على دبلومها، ثم سافر إلى باريس مواصلا للدراسة فأحرز على شهادة التبريز في اللغة والآداب العربية عام 1959، وكان موضوع أطروحته عن عبد الله بن المقفع، وأطروحة الدكتوراه عنوانها: «أبو القاسم الشابي شاهد عصره» وله عدد من البحوث عن الشابي نشرها في جريدة «الوزير» وفي مجلة «الإذاعة والتلفزة» وفي مجلة «الفكر»، وفي جريدة «الصباح». تولى التدريس بالجامعة التونسية. ومات وهو ما يزال في مقتبل العمر يدلف إلى الكهولة، وسمعت عن سبب وفاته رواية لا أحب أن أذكرها وكان السبب في موته إساءته إلى نفسه وعدم اعتداله وتحرزه. قد كان ما كان مما لست أذكره … فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر توفي في 19 جانفي 1961. مؤلفاته: 1) ديوان شعر اسمه ليال (مخطوط).

المرجع

2) الرواية والقصة في تونس (بالفرنسية) (الدار التونسية للنشر تونس 1970) وله غير ذلك من التآليف مما لا أعرفه. المرجع: - الشابي شاعر الحب والحياة الدكتور عمر فروخ ص 10 هامش.

388 - ابن غافق (204 - 257 هـ‍) (819 - 888 م)

388 - ابن غافق (204 - 257 (¬1) هـ‍) (819 - 888 م) عبد الله بن غافق التونسي، أبو عبد الرحمن الفقيه. سمع من سحنون، ويزيد بن بشير، ورحل إلى مصر فلقي محمد بن عبد الحكم، وعليه كان اعتماد مدينة تونس في الفتوى. وكان كريما، ولما حجّ أهدى إليه رجل هدية في سفره فكافأه عليها في حينه، ثم أهدى إليه ثانية فكافأه، فجعل يكثر في تهاديه وابن غافق يكثر في مكافأته فلما أكثر عليه لقيه فقال: إن كان يسرك أن أرجع إلى بلدي وعليّ دين فتماد في فعلك فكفّ الرجل عنه. ولما وصل إلى مصر كان يأتي مجلس محمد بن عبد الحكم وهو لا يعرفه فسأل محمد أصحابه عن مسألة فأجابه عنها بعضهم فقال له ابن عبد الحكم: من أين لك هذا؟ فقال: من هذا - يعني ابن غافق - وكان جالسا إلى جانبه فسأله ابن عبد الحكم من أين الرجل؟ فقال: من تونس، فقال أنت ابن غافق؟ فقال نعم فسلم عليه وسأله عن مسألة الإيمان وما وقع فيها من الاختلاف بالقيروان فقال له: قال قوم: نحن مؤمنون عند الله مذنبون، وقال قوم: نحن مؤمنون ولا ندري ما نحن عند الله. فسأله ابن غافق من المصيب منهما فقال: الصواب ما قال محمد بن سحنون، وقد مرّ في ترجمة ابن عبدوس أنه القائل بخلاف مقالة ابن سحنون، وأنه هو وجماعته كان يسميهم ابن سحنون وجماعته الشكوكية، ومرّ في ترجمة يحيى ¬

(¬1) وقيل سنة 277.

المصادر

بن عمران من تصانيفه الرد على الشكوكية، كما مرّ في ترجمة ابن عبدوس الاعتذار له وتوجيه كلامه. ولما قدم ابن غافق وضع رسالة في الإيمان، ولم ينسبها إلى نفسه فكتبها الناس واستحسنوها فأذاعها رجل نحوي فبلغ الخبر ابن غافق فقال: إنما ظننت أنكم تعملون بما فيها فلما نسبت لغير أهل العلم والله لم يسعني السكوت أنا واضعها، وقرأتها على يحيى بن عمر فاستحسنها، وقال: أنا أرويها عنك، وكان يحيى بن عمر وحمديس القطان يعجبان بها. المصادر: - ترتيب المدارك 3/ 271 - 3، طبقات الفقهاء للشيرازي 157.

389 - الغراب ( ... -1183 هـ‍) ( ... -1796 م)

389 - الغراب ( ... - 1183 هـ‍) (¬1) ( ... - 1796 م) علي الغراب الأديب الشاعر، الشهير لدى معاصريه بالبارع، أبو الحسن. كان مشاركا في عدة علوم من رياضيات ومنطق، وبلاغة، وتاريخ قال الشيخ مقديش: «أما علوم التاريخ، وأيام الناس، وعلوم البلاغة فحدّث عن البحر ولا حرج». ولد بصفاقس ونشأ بها، ووالده كان ثريا ميسور الحال، وقرأ على مشايخ بلده، وعمدته الشيخ علي الأومي، وقرأ عليه مع زميليه الشاعرين ابراهيم الخراط، وعلي ذويب، ومما قرأ عليه شرح سعد الدين التفتازاني على التخليص في البلاغة، وأخذ عنه العروض، واشتهر بقول الشعر منذ عهد الطلب، وحاز شهرة واسعة حتى قال الشيخ أبو القاسم الأديب المصري: «ولا أعلم أحدا في هذه الأعصار المتأخرة أدرك شأو الغراب لا من المشارقة ولا من المغاربة». ولما رحل شيخه علي الأومي إلى مصر ملتحقا بالأزهر نظم له قصيدة نوّه فيها بالجامع الأزهر وعلمائه ومنهم الشيخ يوسف الحفناوي محشي الأشموني، فلما وقف على القصيدة قال: «كم في الزوايا من الخبايا». والتحق بجامع الزيتونة فقرأ على اعلامه كعبد الله السوسي السكتاني المغربي نزيل تونس، ومحمد بيرم الأول، ومحمد سعادة، ومحمد الشحمي، ومحمد ¬

(¬1) هذا ما ذكره معاصره مقديش في تاريخه نزهة الأنظار. ووجدت في كنش أطلعني عليه شيخنا العلامة محمد الشاذلي النيفر ما نصه: «وسمعت من مفتي صفاقس الشيخ الفقيه المشارك الأديب أبي العباس أحمد الفراتي أن وفاة الأديب أبي الحسن الغراب الشاعر المشهور الصفاقسي كانت سنة 1185 خمس وثمانين ومائة وألف كذا بخط ثقة».

الغرياني، وغيرهم، وبعد استكمال تحصيله رجع إلى بلده ثم انتقل إلى تونس، واستقر بها حوالى سنة 1156/ 1733 في عصر علي باشا الأول الذي جعله من خواص ندمائه، ولما قتل علي باشا تقرب إلى علي بن حسين بن علي باي بالمدائح فعفا عنه وألحقه بأدباء حاشيته، واحترف في تونس خطة الشهادة. وسبب انتقاله إلى تونس أن والده أوصى لذكوره وذكور أخويه بثلث مخلفه وله ذكر واحد هو صاحب الترجمة، ولكل واحد من أخويه عدة ذكور. وبعد وفاة الوالد الموصي طلب المترجم أن تكون قسمة الوصية على عدة جهات الموصي لهم لينوب، ولده ثلث الوصية وطلب اخوة الموصي قسمتها على عدد رءوس الجهات الثلاث لتضعف حصة ولده فتنازعوا في ذلك، وأدعى المترجم أن العرف إنما جرى بالقسمة على الجهات، واستفتى المفتين في ذلك فأجابه الشيخ المتبني مفتي جربة بالعمل بمقتضى العرف حسبما هو مطلوب المترجم، وبذلك أجاب مفتي صفاقس الشيخ الشرفي الذي قرر أن عرف البلد جرى بذلك وعليه العمل عندنا بصفاقس، وحكم الشيخ أحمد لولو قاضي صفاقس بما أجاب به المفتيان. ورفع الخلاف في القضية، ثم توجّه المترجم إلى تونس ليحكم قاضي الحاضرة في القضية، وكان الشيخ محمد سعادة مفتي تونس من شيوخ المترجم، وعلم أن الدعوى لا تتم إلا بعد وقوف الشيخ سعادة عليها وأنه لا بد من أخذ فتواه فاستفتاه معتذرا عن تقديم غيره في الاستفتاء وتأخيره هو ناظما سؤاله في أوجز عبارة وألطف إشارة بقوله: (¬1) يا سيدا ساد الأنام بفضله … فسما على ظهر السما وزياده ألقت إليك المشكلات سلاحها … من طوعها قهرا بغير إراده ما جاء باب للإفادة سائل … إلا سمحت له بكل إفاده ومتى أتى مستنجدا من دهره … ما عوده إلا بخير إعاده نظم الأفاضل درهم في عقدنا … ولقد رجوت لكم تمام قلاده فلذا جعلناك الختام لأنه … ذو الفوز من يختم له بسعاده ¬

(¬1) الديوان 139، نزهة الأنظار 2/ 203.

فأجابه الشيخ سعادة بقوله: (¬1) حمدا لمن زان الوجود بعصبة … فضلاء في حل العويص وقاده فهم الكهوف لمن أتى مستنجدا … ولهم بأسرار (1) العلوم إفاده وصلاته وسلامه تترى على … من أوضح الدين القويم وشاده فهو الصحيح وما حكوا من أنه … عرف لديهم في البلاد وعاده يقضي به أيضا ويكفيك الذي … قد أسندوا عزوا بغير زياده ولي بما نصّ الوصية يقتضي … هذا تأمله فخذه مفاده إذ الاشتراك والانفراد لواحد … قد عيّن الموصي بذاك مراده فاقبله يا من قد أتى بفريضة … سحرا وحلاّنا بغير قلاده واعذر بنسجي هلهل لكنه … بقبولكم يكسو حلي سياده فالله يمنحنا مواهب فضله … وتنال في الدارين خير سعاده وحكم بصحة ما أجاب به الأشياخ قاضي الحاضرة أحمد الطرودي الحنفي، وأشهد على ذلك بتاريخ أول رمضان 1156/ 1733. ومن شعره يطلب وظيفة الشهادة من الشيخ محمد سعادة: (¬2) إلى من حلّ في أفق السعاده … وخصص بالرئاسة والسياده ومن وطئ السماك بأخمصيه … ومبسوط الذراع له وساده لعدلك اشتكى من جور دهر … يبالغ في معاندتي مراده لأنك قد ملكت له قيادا … وكفّ سواك ما ملكت قياده ومن عجب رأيت الحر عبدا … بها والعبد يدعى بالسياده وقد شاهدت فيها الفضل نقصا … وفيها النقص فضلا والزياده وكم من شاهد قد غاب فيها … وكم من غائب نال الشهاده وكم في الناس من فطن لبيب … ولم يبلغ بفطنته مراده ¬

(¬1) نزهة الأنظار 2/ 204. (¬2) الديوان 140.

وكم من غائب الإدراك أمست … تقاد له بغيبته الشهاده! فها أنا ميت مما ألاقي … بها فأدرك مماتي بالشهاده فلا أخشى وأنت معي شقاء … وهل يشقى فتى وله سعاده؟ ويبدو أن طلبه للعدالة كان وهو ما يزال بصفاقس لأن الشيخ الدرناوي لما علم بهذا الطلب راسله حاثا إياه على المجيء إلى تونس بقوله: (¬1) معا أبا الحسن الغراب لمنصح … لك يبتغي نيل العلا وزياده! أيام دهرك قد مضت بصفاقس … وكذا لياليه بغير إفاده فأرحل إلى الخضر لكي تعطى المنى … وتنال ما أملته بسعاده لما باشر العدالة قال فيه أحمد سمية القيرواني: حوانيت الشهود عفت وأمست … عيون معمريها مثل عين وقد سأل الأنام بأي ذنب … فقلت مؤرخا بغراب بين وكان بينه وبين أحمد سمية خصومة شديدة نال كل واحد منهما من عرض صاحبه. وكان كثير الهجاء مقذعه، يهجو لأتفه الأسباب، وهو يعتمد في هجائه على السخرية كقوله في عدل لقبه الزقموط (بالقاف المعقدة): أرى الزقموط يدعى بالإمام … ويجلس بين أقوام لئام فعلمهم حساب الرأس منهم … بضرب فيه بسط للمقام فما أحد يريد البسط إلا … ويضرب ما على رأس الإمام وقال في رجل لقبه العقربي استأجره على حراسة داره فأجابه أولا ثم امتنع لما قيل له إنه لا يوفي بالأجر (¬2): ¬

(¬1) الديوان 140 هامش (5). (¬2) الديوان 268.

قد صحّ أن العقربي لعقرب … نسبوه وهو لغيرها لم ينسب هو عقرب لذعاته بلسانه … فإذا بدا لك خذ بنعلك واضرب أعطيته جعلا ليحرس منزلي … فأجابني برضا ولم يتقطب فثناه عن جعلي أزاذل مثله … كل بتعنيف له وتأنب فذممتهم في العذل ثم مدحتهم … لزواله عني بمدح مطنب إذ كان عذلهم الذي عذلوا به … صدّا لداري من دخول العقرب ولم يسلم من هجائه بلدته صفاقس وساكنيها فقال (¬1): قلت ومزن السماء ينهل من … سحب وراح سيله فينا دائما جاري أيا سماء على البلدان هامية … إلاّ على بلد يابس الأشجار مالك بلت على أرض صفاقس (¬2) … من السحاب كرش الطل للساري قالت أراها من القوم الذين هم … قد قال بيتين فيهم شاعر الدار «قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم … قالوا لأمهم بولي على النار فتمسك البول بخلا أن تجود به … ولا تبول لهم إلا بمقدار» وحسده لشعراء عصره أثار في نفسه الحقد والنقمة عليهم مما جعله يهجوهم قائلا: دع الشعراء في مدح وذم … لجلب الرزق تضرب في البلاد فهم مثل الضفادع أين حلّوا … «ألم تر أنهم في كل واد» ومما له صلة بحياته وسلوكه أن علي باشا الأول وعده بوظيفة كاتب في ديوان الإنشاء لكنه تراجع عن وعده لما بلغه عنه من سوء السيرة وبذاءة اللسان فساءت حالته وتكدّر عيشه، وقنع في آخر الأمر بمهنة العدالة، وبقي بها إلى أن توفي. ¬

(¬1) الديوان 275. (¬2) أصلها ماء وقصرها للوزن.

المصادر والمراجع

واشتهر بالإجادة في التورية، ولذلك يكثر في شعره التلاعب بالألفاظ مع ميل أحيانا إلى تضمين الحكم أو شعر الغير وولوع بأنواع البديع والاقتباس وتضمين مصطلحات العلوم وبالخصوص الحساب والهندسة وقد نظم في سائر الأغراض الشعرية، ونظم في المواضيع التافهة، وكان في هجائه لا يتورع عن الثلب وفي شعره أحيانا ميل إلى المجون واستعمال الألفاظ المكشوفة التي لا تقرها الآداب، وله رسائل نثرية سماها مقامات، وهي لا تتوفر فيها عناصر المقامة التقليدية، ونثرها مثقل بأنواع البديع. له ديوان شعر وبآخره مقاماته النثرية حققه الأستاذان عمر بن سالم والهادي المطوي (تونس 1974) في 399 ص من القطع الربعي عدا الفهارس. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 319 (ط 5/)، الأدب التونسي في العهد الحسيني، الدكتور الهادي حمودة الغزي (تونس 1972) 91 - 103، الجواهر السنية في شعراء الدولة الحسينية محمد بيرم الرابع (تونس بدون تاريخ) تحقيق الهادي حمودة الغزي 418 - 450، شجرة النور الزكية 348، عنوان الأريب 2/ 32 - 35، المجمل في تاريخ الأدب التونسي 239 - 244، نزهة الأنظار 2/ 201 - 4.

390 - الغرناطي ( ... -692 هـ‍) ( ... -1293 م)

390 - الغرناطي ( ... - 692 هـ‍) ( ... - 1293 م) أحمد بن محمد القرشي، الشريف الغرناطي، أبو العباس نزيل تونس، الحافظ المحدث المؤرخ المعمر، لا نعلم شيئا عن حياته الأولى بالأندلس، وعن حياته العلمية بها، وتبتدئ معرفتنا بأخباره منذ إقامته بثغر بجاية من القطر الجزائري التابعة حينذاك للديار التونسية والتي استقرّ بها كثير من العلماء الأندلسيين المهاجرين فترة من الزمن قبل انتقالهم النهائي إلى تونس. وفي بجاية تصدّر للتدريس بجامعها الكبير، وظهرت مواهبه الغزيرة في الحفظ وإتقان النقل والعناية بالرواية، ومعرفة تراجم الرجال من المتقدمين والمعاصرين. ولا ندري هل أنه انتقل من بجاية إلى تونس، ثم سافر بعد ذلك إلى المغرب الأقصى، ثم رجع إلى تونس للاستقرار بها نهائيا، أو أنه سافر من بجاية إلى المغرب الأقصى ثم ارتحل إلى تونس إذ أن كلام الغبريني في «عنوان الدراية» يشوبه شيء من الغموض لأنه بعد أن تكلم عن مقامه ببجاية وعن نشاطه في التدريس والتأليف قال عقب ذلك: «وانفصل إلى المغرب فبلغ أقصاه، ولقي من به من العلماء وعرف من اشتمل عليه الفضلاء، وقضى بعض مدة ثم رجع إلى حاضرة إفريقية ولم يزل عاكفا على التدريس والتذكير رحمه الله ... ». وأنا أميل إلى الفرض الأول أي أنه انتقل من بجاية إلى تونس لقول الغبريني: «ثم رجع إلى حاضرة إفريقية» ولما استقرّ بالحاضرة التونسية نهائيا

تولّى التدريس بمدرسة المعرض التي أسسّها الأمير أبو زكرياء يحيى بن السلطان أبي إسحاق ابراهيم الحفصي سنة 683/ 1284، وتحدث الزركشي في «تاريخ الدولتين» عن تأسيس هذه المدرسة، وولاية أحمد الغرناطي التدريس بها، وازدحامها بالطلبة يوم افتتاحها، وتزويدها بمكتبة نفيسة، ورصد لها أوقاف كثيرة للقيام بشئونها، ومقدار المرتب الشهري للمدرس، وحضور الأمير لمجلس الوعظ يومي الاثنين والجمعة، قال الزركشي: «وكانت سكنى الأمير أبي زكرياء بدار الغوري، وكان نزيه النفس محبا للعلم وأهله، وكان بإزائها فندق يسكنه أهل السرف فبلغه ذلك فأمر أن يبني مدرسة للعلم فبنى مدرسة المعرض، وحبّس عليها ريعا كثيرا من ماله مع مكتبة نفيسة في كل فن من فنون العلم. ولما كمل بناؤها جلس فيها المدرس الشريف أبو العباس الغرناطي الشريف صاحب كتاب «المشرق في علماء المغرب والمشرق»، ووجه للمدرس قرطاسين ذهبا وقال له: فرقهما على كل من يجد في المدرسة، فسمع الناس بذلك فجاءوها من كل مدرسة حتى امتلأت، ولم يجد أحد أين يجلس، وكان يحضر مجلسه للوعظ يومي الاثنين والجمعة، فيطلق العنبر والعود ما دام بالمجلس، وأجرى على المدرس رزقا كثيرا قدره عشرة دنانير في الشهر، وجعل بين دار سكناه وبين المدرسة طاقة يسمع منها ما يقرأ في المدرسة» (¬1). وكان المترجم من ذوي الضلاعة في الثقافة الإسلامية، والاطلاع الواسع الغزير، يملك حافظة قوية نادرة فقد قيل عنه إنه يحفظ تاريخ الطبري، وتفسير الثعلبي وغيرهما من أمهات الدواوين العلمية، قال الغبريني في «عنوان الدراية»: «وكان أعلم الناس بالكتب المصنفة، وأعلمهم لأسمائها، وكانت له فصاحة لسان، وعذوبة بيان «فهو عالم بيبليوغرافي فهرسي، وهذا أمر نادر في تلك العصور بالمغربين الأدنى والأوسط، وأنما اشتهر به الأندلسيون وجماعة قليلة بالمغرب الأقصى. ¬

(¬1) تاريخ الدولتين 40 - 41.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) تآليف في علوم القرآن، قال الغبريني: «طالعت بعضها». 2) المشرق في علماء المغرب والمشرق، ترجم فيه للمؤلفين خاصة من معاصريه المغاربة والمشارقة. ويبدو أنه شرع في جمع مادته مدة إقامته ببجاية، وأكمله بتونس وانتهز فرصة رحلته إلى المغرب الأقصى للقاء المؤلفين وتدوين تراجمهم، وقد اتصل بمعاصريه المؤلفين ببجاية، وتونس والمغرب الأقصى، وكاتب جماعة من المشارقة لمعرفة تراجم مؤلفيهم وأخبارهم وتصانيفهم، وأودعها في كتابه. قال الغبريني: «وكان له اعتناء بأهل العصر شرع في تأليف ذكر فيه المصنفين من أهل العصر من أهل المشرق والمغرب، وكتب إلى علماء المشرق للتطلع على ذلك، وبذل في ذلك وسعه وجده، وبالغ فيه جهده، وفي مدة حضوره على بجاية اجتمع مشايخنا - رحمهم الله - وسألهم عما صنفوه، أما شيخنا أبو عبد الله التميم فأعلمه بما صنفه، وذكره في تأليفه، أما غيره فلم يكن منهم من ألف».ونستفيد من كلام الغبريني أنه لم يترجم لعلماء بجاية إلا لشيخه أبي عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن ميمون القلعي من قلعة بني حماد نزيل بجاية، والمتوفى سنة 673/ 1274. ولا نعلم المنهج الذي اتبعه في كتابه، ولعله اتّبع فيه طريقة أصحاب المعاجم الخاصة بالتراجم من ترتيب أسماء الأعلام على حروف المعجم، هو كتاب مفيد لم يصل إلينا، وقد لخصه ابن البراء الابن. المصادر والمراجع: - تاريخ الدولتين 40 - 41، 42، عنوان الدراية 301 - 2، معجم المؤلفين 2/ 145، نيل الابتهاج 64، تعليقات المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك على الأدلة البينة النورانية لابن الشماع 789، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 384.

389 - الغرياني (كان حيا 875 هـ‍) (1471 م)

389 - الغرياني (كان حيا 875 هـ‍) (1471 م) عبد الرحمن الغرياني الليبي ثم التونسي، الفقيه. أخذ عن أصحاب ابن عرفة منهم الزغبي أبو يوسف يعقوب، وغيره. قال حلولو: له معرفة بالفقه له حاشية على المدونة. المصدر والمرجع: - شجرة النور الزكية 260، نيل الابتهاج 171 - 2، أعلام ليبيا لطاهر أحمد الزاوي (طرابلس ليبيا 1381/ 1961 ط أولى) ص 167).

_ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع، الرقم مكرر مع ما قبل سابقه

391 - الغرياني ( ... 1195 هـ‍) ( ... 1781 م)

391 - الغرياني ( ... 1195 هـ‍) ( ... 1781 م) محمد بن علي بن خليفة الغرياني، الليبي الأصل، ثم التونسي، الراوية المسند، الفقيه الصوفي. قرأ بجربة في المدرسة الجمنية على الشيخ ابراهيم الجمني، ثم قدم تونس، وأخذ عن جماعة منهم محمد زيتونة، وحمودة الريكلي، ومنصور المنزلي، ثم رحل إلى الحج فأخذ بالقاهرة عن أعلام الأزهر المشاهير كمحمد بن سالم الحفناوي، ومحمد البليدي، وأحمد الدمنهوري، وأخذ بمكة عن مفتيها تاج الدين بن عبد المحسن بن سالم، ومحمد بن عقيلة، وغالبهم أجازه، وهو يروي عن الشمس محمد البليدي، والجمال محمد بن علي بن فضل الطبري، ومحمد الإسكندري، وسليمان المنصوري، وتاج الدين القلعي المكي، والعماري، وابن عقيلة، والشمس الحفناوي، والشمس محمد العشماوي ويروي الفقه المالكي عن عمر الجمني، عن إبراهيم الجمني، عن الخرشي، والزرقاني، ويروي دلائل الخيرات عاليا عن المنصوري عن المعمر محمد الباعلوي الأحمدي عن المعمر عبد الشكور عن الجزولي وكان من أهل الاعتناء بالرواية، واستجاز لأولاده الثلاثة: محمد الصالح، ومحمد السنوسي، الشيخ مرتضى الزبيدي فأجازهم بثبت اسمه «العقد المكلل بالدر العقباني في إجازة أولاد شيخنا الغرياني» قال فيه: «كذا أجزت لسائر طلبة العلم الملازمين في حلقة دروس والدهم، ولسائر أحبابهم وأصحابهم ممن فيه أهلية التحمل لهذا العلم». أخذ عنه ابناه المذكوران وابنه أحمد، ومحمد بن قاسم المحجوب، وعلي البقلوطي، وعلي الملولي وعلي الغراب، ومحمد كمون، وأحمد العصفوري وهؤلاء وغيرهم قرءوا عليه المختصر مرات، والبخاري،

تآليفه

والشمائل، والمواهب اللدنية، والتفسير، وكبرى السنوسي، والأشموني، وغيرها من الكتب، وقالوا في ختمها قصائد في مدحه. وأخذ عنه الشيخ العلاّمة محمد بن صالح بن محمد الفلاني السوداني نزيل المدينة المنورة عند ما جاور بتونس طلبا للعلم، وأجاز للحافظ مرتضى الزبيدي بما حوته فهرسته، وذكره مرتضى الزبيدي في ألفية السند، وغيرها، ولم يذكر في المعجم المختص الذي أهمل فيه ذكر كثير من شيوخه وأجاز لعبد القادر بن مصطفى بن عبد القادر المشرقي الراشدي المعسكري دفين مكناسة الزيتون. كان يقرئ بجامع الزيتونة الفقه، وعلوم اللسان وغيرهما كعلم الفرائض، والمنطق، والبيان، وهو أول من تولّى التدريس بالمدرسة السليمانية التي أسّسها علي باشا الأول باسم ابنه سليمان. تآليفه: 1) حاشية على شرح الجنبصي على التهذيب في المنطق. 2) رسالة في الخنثى المشكل. 3) فهرسة حافلة جمع فيها إجازات مشايخه المصريين والحجازيين وذكر فيها التآليف التي رواها عن شيوخه في سائر العلوم بسنده إلى مؤلفيها. 4) فيض الخلاق في الصلاة على راكب البراق. المصادر والمراجع: - أعلام ليبيا 290، شجرة النور الزكية 349، فهرس الفهارس 1/ 410 (في ترجمة مرتضى الزبيدي) 2/ 252 - 3، مفاتيح النصر في التعريف بعلماء العصر لمختار العياضي، تحقيق تقديم محمد الحبيب الهيلة، المنشور بالنشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين ع 4 س 4، 1976 - 7، ص 189.

392 - الغساني ( ... -668 هـ‍) ( ... -1269 م)

392 - الغساني ( ... - 668 هـ‍) (¬1) ( ... - 1269 م) أحمد بن ابراهيم بن عبد الحق الغساني، التونسي المولد، الأندلسي الأصل أبو العباس، الفقيه الأديب الشاعر، كاتب علامة أبي زكرياء الحفصي، وابنه المستنصر بعده، قال ابن الأحمر: «قدم للرئاسة، وهو صبي، ولزم النفاسة إذ هو أبي، ونال من السلطان من الأثر، ما اتضح من حديثه الأثر، وكانت أدوات الرياسة متوفرة لديه، وإمارات الكتابة مستقرة في يديه». قال ابن سعيد في «القدح المعلّى» اختصار محمد بن عبد الله بن خليل: «كاتب مذكور وشاعر مشهور، وبدر الملك، ونادرة الفلك، والبحر الزاخر في الرواية، والروض الناضر في المعرفة والدراية، إن أخذ في الإيراد والإنشاء فكأنما ردّ الحياة إلى حياد، فارس ميدان الارتجال في أي نوع طلب من أنواع المقال، قد انقادت إليه أزمة البيان، وكلامه يشتمل على الحسن والإحسان، وهو الآن لسان الدولة العلية، وكاتب سرها، والمعول عليه في نظمها ونثرها، قد اختصّه الملك بالعلامة، وهي النهاية في الكرامة، تصرف في أنواع البلاغة وسائر فنونها، وأتى بإبكار المعاني المخترعة ومنتخب عيونها يفتح من خطه الرائق أزهار الرياض، ويأتي وشيه المبهج بين السواد والبياض ونظمه ونثره شاهدان على ما قلت فيه .. ». كان يكتب بالخط المشرقي أحسن خط، وعرضت له جفوة من المستنصر أخر بسببها، وقدم للعلاّمة الفقيه أبو علي الحسن بن موسى بن ¬

(¬1) اعتمدت ما في «تاريخ الدولتين» وفي «الفارسية» وفاته سنة 658.

معمّر الطرابلسي، ثم وقع الرضا عنه وأعيد للعلامة حتى توفي، وجلّ عند المستنصر حتى بلغ الغاية لأنه كان من ظرفاء الأدباء. كان مولعا بجنة له في الجزيرة، وتزهد في آخر عمره، وحبس داره على الضعفاء من أقاربه. ويبدو أنه كان مترفها في لباسه وعيشه، ذكر ابن الشماع في الأدلة البينة النورانية حكاية له مع أبي زكرياء الحفصي أراه ما هو عليه من التقشف في المأكل والملبس، وعدم الاستنكاف عن ممارسة صناعة يدوية بسيطة وهي الخياطة تواضعا وبعدا عن الكبرياء، قال ابن الشماع: «استدعاه يوما السلطان أبو زكرياء الحفصي بمحضر وزرائه من باب الصرف بعد انفصال المجلس، والعادة أن من استدعاه من باب الصرف إنما يستدعيه للعقوبة. قال: فلما استدعيت أدخل بي بابا بابا حتى انتهيت إلى قبة الخليفة، فوجدته جالسا على كرسي من خشب وبيده إبرة وهو يرقع ثوبا فسلمت عليه، أمرني بالجلوس، وإذا بالخادم أتاني بمائدة مغطاة وأتى بطست، ورفع عن المائدة فإذا فيها غذاء واحد، وخبز غير نقي، فأكل وأكلت، فلما فرغ قال: «انصرف بسلام» فخرجت، وما كدت أخرج حتى وقعت عندي حيرة فعرّفت بذلك ابن أبي الحسين فقال لي «ماذا صنعت؟ ». - قلت: «لا شيء إلا أني لما دخلت عليه نظرني شزرا». - فقال لي: «دخلت عليه بثيابك هذه». - فقلت له: «نعم». - فقال لي: «من ههنا أتى عليك تراه أخبرك أن كسوته الثياب المرقعة، وأكله الخشن من الطعام، فإن انتهيت من فعلك، ولبسك الثياب الرفيعة وإلا فلا تلومن إلا نفسك». وبعد وفاته قدم للعلاّمة أبو عبد الله محمد بن الحسين، وللإنشاء محمد بن الرائس الربعي.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) اختيارات. 2) تدوين سير المستنصر، وكتابة ما يجب من تواريخه، وما يحتاج إليه من أخبار دولته، لا يشاركه في ذلك أحد، ولا يجسر أن يتحدث في ذلك غيره، وابن أبي الحسين المدبّر الكبير المتحدث في أحوال الدولة بالإيراد والإصدار والغساني للخاصة. المصادر: - اختصار القدم المعلّى لابن سعيد الأندلسي، اختصار محمد بن عبد الله بن خليل، تحقيق ابراهيم الأبياري (القاهرة 11959) ص 12، الأدلة البينة النورانية على مفاخر الدولة الحفصية لأحمد بن الشماع، تحقيق عثمان الكعاك (تونس 1936) ص 44 - 45 رايات المبرزين لابن سعيد الأندلسي ص 180 - 144، تاريخ الدولتين 25، 29، الفارسية 123 - 4، مستودع العلامة لأبي الوليد بن الأحمر ص 29، نفح الطيب 3/ 57.

393 - ابن الغماز (609 - 693 هـ‍) (1213 - 1293 م)

393 - ابن الغمّاز (609 - 693 هـ‍) (1213 - 1293 م) أحمد ابن الشيخ محمد بن حسن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي الأنصاري الخزرجي ابن الغمّاز البلنسي، نزيل تونس، العلاّمة المقرئ المحدث، الفقيه، الكاتب الأديب، له شعر قليل. ولد ببلنسية عام واقعة العقاب، وهي الواقعة التي انهزم فيها الموحدون أمام القوات الإسبانية المسيحية. قرأ ببلنسية القرآن برواية نافع عن طريق الشاطبية جمعا على محمد بن أحمد بن مسعود الأزدي ابن صاحب الصلاة، وأخذ القراءات السبع افرادا وجمعا برواية يعقوب عن سعيد بن علي بن زاهر بسنده. وقرأ ختمات على صهره القاضي محمد بن ابراهيم بن روبيل وهو آخر الرواة عنه، وأجازه كل واحد منهما بما يرويه. ومن أشياخه جمع كثير أخذ عنهم بالقراءة والسماع كالحافظ الكبير سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي، وهو عمدته وأكثر عنه، وأبي الحسن علي بن أحمد بن خيرة البلنسي وهو آخر من روى عنه، ومحمد بن علي بن الزبير، ولقي ابن قطرال المراكشي، ومحمد بن محمد بن أبي السداد. وأجاز له اسماعيل المنبشي، وكتب له مجيزا من أهل المغرب الأقصى أحمد بن محمد العزفي السبتي، ومن أهل المشرق حامد بن سليمان بن أحمد المرجاني الإسكندري، وحامد بن عبد الباري بن عبد الرحمن بن الصواف، وحامد بن عبد الله بن علوان الأسدي، وعلي بن يوسف الدمشقي، وأسحاق بن أبي بكر الطبري المكي، وسبط السلفي عبد الرحمن بن مكي، وعزّ الدين بن عبد السلام والحافظ زكي الدين المنذري، وغيرهم. ولما نزل بجاية لقي بها المشايخ، وروى عنهم كأبي بكر محمد بن

عبد الرحمن بن محرز وأبي المطرّف بن عميرة، وأبي الحسن بن أبي نصر، وأبي الحسين أحمد السرّاج. تولى قضاء بلنسية نائبا عن غيره، ولما احتل الإسبان بلنسية في 17 صفر /636 سبتمبر 1238 هاجر إلى بجاية (¬1)، وباشر خطة التوثيق، ثم انتقل إلى تونس، وباشر نفس الخطة، فاشتهر أمره، ونبل قدره ثم ولي قضاء بجاية والإمامة بجامعها فأظهر العدل، والقدرة في فصل القضايا، والصلابة في الحق، مع سياسة وكياسة، يعرف كيف يلين في مواطن اللين، ويشتد في المواطن الموجبة لذلك، وهو ممن يصدق عليه أنه كان عارفا بزمانه مقبلا على شأنه. وله شقوف نظر في معالجة المشاكل فإنه لما خرج جيش بجاية مع جيش تونس لحصار مليانة، وخلت بجاية من الحامية، عاث في خارجها المفسدون، واختلّت حالة الأمن، فأمر بحفر خندق خارج السور، ورمّم الأسوار، ونجح في مهمته. وبعد رجوع الجيش قدّرت له الدولة الحفصية هذا الموقف فاستدعته ليتولى قضاء الجماعة بتونس، فظهرت خلاله الحسنة في القضاء أضعاف ما ظهرت ببجاية، وفصل كثيرا من القضايا المشكلة التي كانت موقوفة، وأخر عن القضاء مرات لا لجرحة أو غضب، ثم لا يلبث طويلا حتى يعود إليه، قال الغبريني في عنوان الدراية: «ولم يزل يخلع ولاية القضاء بحاضرة إفريقية، ويلبسها خلعا أحسن من لبس، ولبس أحسن من خلع لأنه كان لا يخلعها إلا لمثلها وما هو أسمى منها، ولم يكن يخلع لشيء أصلا». تولى كتابة العلامة للسلطان ابراهيم بن يحيى الحفصي. ويبدو أنه قبل توليته قضاء بجاية تولى - على ما قاله تلميذه الوادي آشي قضاء قسنطينة والخطابة بجامعها. ووجهه المستنصر الحفصي سفيرا في مهمة سياسية إلى بعض ملوك ¬

(¬1) المهاجرون الأندلسيون في العصر الحفصي ينزلون أولا وغالبا ببجاية في القطر الجزائري التي كانت تابعة للدولة الحفصية قبل انتقالهم نهائيا إلى تونس حاضرة الحفصيين.

المغرب، فأظهر من علو الهمة، وحسن السياسة ما ازداد به قيمة. قال الغبريني: «وكان محبوبا من الناس لقربه منهم» أي أنه كان متواضعا حسن الأخلاق، وهذه الصفات جعلته محبوبا من سائر الطبقات. ولم تلحقه نكبة أو إهانة من السلط طول حياته بخلاف معاصره بلديّة ابن الابار فقد كان سليط اللسان، لا يمسك عن الإيذاء والتفوه بما لا يليق في بعض كبار رجال الدولة، مع فضول وغرور شديد، وميل إلى احتقار أبناء البلاد مما دفع ثمنه غاليا في آخر الأمر، وإذن ليس صحيحا ما رآه بعض الباحثين أن تولي الأندلسيين كبار المناصب كان مثيرا لحسد ودسائس أبناء البلاد. والقائلون بهذا الرأي لا يستطيعون أن يظفروا إلا بما وقع لابن الأبار، وهو قد ذهب ضحية إيذائه وقلة تحفظه وغروره وسوء أخلاقه، أما غيره فقد عاش في أمان واطمئنان كالمترجم، وأبي المطرّف بن عميرة وغيرهما كثير. ووصفه ابن الأحمر في «مستودع العلامة» بأوصاف موجزة بأسلوب مسجوع لا تخرج عامة عما سبق وصفه به فقال: « ... المتميز عن القضاة بالعدل في قضاء الجماعة، والمصغي إلى أخبار الطاعة بإذن سماعة». وكان المترجم مواظبا على التدريس والإسماع حتى بعد علو سنه وضعف قواه فكان مواظبا على الإسماع بداره غدوة وعشية وممن سمع منه محمد بن جابر الوادي آشي، وهو عمدته وأكثر عنه، وعلي التجاني، والرحالة العبدري المغربي عند رجوعه من الحج، وأحمد البطرقي، وابن راشد القفصي، وروى عنه محمد بن عبد الملك المراكشي، وخلف بن عبد العزيز الغافقي القبتوري. توفي بتونس في 10 محرم وكان لموته رنة أسى في الأوساط العلمية والأدبية، ورثي بمراث شعرية كثيرة جمع بعض هذه المراثي تلميذه علي التجاني أحد الناظمين لبعض المراثي في تأليف سماه «تسلية القلب الحزين في مراثي قاضي قضاة المسلمين» رتب، فيه الشعر على حروف المعجم، وجمع المراثي أيضا في تأليف آخر اسمه «رائق الوشي وعالي الطراز في

مؤلفاته

مراثي القاضي الأجل أبي العباس بن الغمّاز» ورتب فيه الشعر حسب قيمته الذاتية. مؤلفاته: 1) أربعون حديثا تساعية الإسناد. 2) فهرسة حافلة تضمنت أسماء مشايخه بالتلقي والإجازة من أندلسيين ومغاربة وشرقيين وهم كثيرون ومروياته عنهم، وممن ذكرها وسمعها التجيبي كما في «برنامجه» ص 248 تحقيق عبد الحفيظ منصور (تونس 1981). المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 231 (ط 5/)، برنامج الوادي آشي ص 38 - 40، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر العسقلاني 3/ 969، 1509، تاريخ الدولتين 38، 45، 53، الحلل السندسية 3/ 661/1، درة الحجال 1/ 79 - 80، الديباج 76 - 79، الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي 1/ 409/1 - 13، رحلة العبدري 240 - 3، شجرة النور الزكية 199، عنوان الأريب 1/ 67 - 8، عنوان الدراية (ط 2/) 129 - 31، غاية النهاية 1/ 110، الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية 138، 141، 151، فهرس الفهارس 2/ 258، مستودع العلامة ومستبدع العلاّمة لابن الأحمر 132، المشتبه للذهبي 2/ 471 - 3، المرقية العليا للنّباهي 122 - 3، ذكر له في نفح الطيب شعرا 6/ 51، 6/ 55 - 72، 7/ 158، نيل الابتهاج 64، الوافي بالوفيات للصفدي 7/ 82، الوفيات لابن قنفذ 52، محمد العنابي بين العالم والآثار، مجلة «الفكر» ع 8 س 19، ماي 1974، ص 91 - 5.

حرف الفاء

حرف الفاء

415 - الفاسي (0000 - 1243 هـ‍) (0000 - 1833 م).

415 - الفاسي (0000 - 1243 هـ‍) (0000 - 1833 م). محمد الفاسي: نزيل تونس طبيب علم الطب بتونس وألّف رسائل كثيرة في الطب. له الرسالة الشهابية في الطب موجودة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 16313 من الورقة 1 إلى 17 شرح فيها بعض المفردات الطبية يذكر أسماءها عند أهل تونس وزمن التقاطها والأماكن التي توجد بها وينقل عن الأطباء التونسيين كالدّنوني والصقلي وينقل أحيانا عن «التذكرة» لداود الأنطاكي. المرجع: - تاريخ الطب العربي التونسي للحكيم أحمد بن ميلاد (تونس 1980) ص 136 - 137.

416 - الفاسي (368 - 430 هـ‍) (979 - 1039 م).

416 - الفاسي (368 - 430 هـ‍) (979 - 1039 م). موسى بن عيسى بن أبي حاج واسمه يحج بن وليهم بن الخير الفاسي الغفجومي (بفتح الغاء المعجمة والفاء وضم الجيم، نسبة إلى غفجوم فخذ من زناتة) أبو عمران نزيل القيروان المقرئ والمحدث والفقيه الكبير أصله من فاس من بيت مشهور له نباهة ويعرفون ببني أبي حاج. قال أبو عمر بن عبد البر: ولدت مع أبي عمران الفاسي في سنة واحدة. استوطن القيروان طالبا للعلم إلى أن حصلت له رئاسة العلم وتفقه بالقيروان على أبي الحسن القابسي وسمع من أبي بكر أحمد بن أبي بكر الزويلي وعلي بن أحمد اللواتي السوسي ثم رحل إلى قرطبة واتصل بأعلامها فتفقه بأبي محمد الأصيلي (رفيق شيخه القابسي في الرحلة إلى المشرق) وسمع بها من عبد الوارث بن سفيان، وأحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، وصاحب قاسم بن أصبغ، وأبي عثمان سعيد بن نصر، وأبي زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار وغيرهم ثم رحل إلى المشرق فحج حججا وفي طريقه سمع بمصر من أبي الحسين عبد الكريم بن عبد الجبار، وأحمد بن نور القاضي وعبد الوهاب بن منير الوشاء وغيرهم، وأخذ الفقه عن أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالوشاء المصري، وسمع بمكة من أبي ذر الهروي وأبي الفرج بن أبي الفوارس، وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد السقطي، وغيرهم، وببغداد من جماعة كثيرة منهم أبو الحسين ابن الحمامي المقرئ وأبو أحمد الفرضي،

وأبو العباس الكرخي ابن المحاملي، وهلال الحفار، وغيرهم، ودرس أصول الدين (علم الكلام) على القاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري حوالي عام 399/ 1008، وعند خروجه من العراق مرّ بمكة للقاء شيخه أبي ذر الهروي، فوجده بالسراة خارج مكة، وكتبه بمكة عند جارية فطلبها من جاريته فامتنعت فلم يزل يلح عليها مبينا ما بينهما من صلات حتى مكنته من الكتب لأنه كان له غرض في مراجعة بعضها، ورجع أبو ذر إلى منزله فغضب وقامت قيامته وأغلظ في الكلام لأبي عمران، وحدثت الجفوة بينهما، فكان أبو عمران لا يسميه في روايته عنه ويقتصر على القول: فيما سمعت، أو يوري عن اسم أبي ذر ويقول: أبو عيسى وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده، قال الذهبي: قلت: هذه الحكاية تدل على زعارة الشيخ والصاحب (تذكرة الحفاظ أثناء ترجمة أبي ذر الهروي) والحرص الشديد على المطالعة والاستفادة لا يحمد في كل المواطن، ما ضر المترجم لو انتظر قليلا حتى يرجع شيخه أبو ذر إلى منزله؟ . ورجع إلى القيروان بعد وفاة شيخه القابسي سنة 403/ 1012 ثم عاد للرحلة إلى المشرق في خلال سنة 425/ 1033. وابتدأ أبو عمران حياته التدريسية بإقراء القرآن الكريم بعد رحلته الأولى إلى المشرق، ثم ترك الإقراء ودرس الفقه والحديث. وكان أبو عمران محدثا حافظا عارفا بأسماء الرجال ومقرئا ضابطا وفقيها محققا راسخ القدم في علم الكلام يقول الشعر انتهت إليه الرئاسة العلمية بالقيروان، أخذ عنه خلق كثير من القيروانيين والأندلسيين والسبتيين والفاسيين فممن أخذ عنه أبو القاسم السبوري، وأبو محمد الفحصلي وتفقه به عبد الله بن رشيق القرطبي واختص به، وفي شيخه أبي عمران أكثر شعره، وهو نزيل القيروان وتوفي بمصر بعد منصرفه من الحج سنة 419/ 1029، واستجازه من لم يلقه، وكان يجلس للمذاكرة والسماع

مؤلفاته

بداره من غدوة إلى الظهر، فلا يتكلم بشيء ولا يكتب عنه، قال تلميذه حاتم بن محمد الطرابلسي الأندلسي: «لم ألق أحدا أوسع منه علما ولا أكثر رواية». وكان بينه وبين أبي بكر بن عبد الرحمن نفرة، لما اشتهر أمر أبي عمران بالقيروان قال كبار أصحاب أبي بكر بن عبد الرحمن نسير إليه، وقالوا: إنه يعز على شيخنا ذلك. وتروّوا في الحضور ثم عزموا على ذلك وقالوا إنه لا يجمل بنا التخلف عن مثله فأسخطوا شيخهم أبا بكر بن عبد الرحمن، حتى يحكى أنه دعا عليهم وهجرهم. وهذه النفرة يحوطها دين متين وخلق قويم، بحيث لا يمكن لأي أحد أن يستغلها لطعن أحدهما في الآخر والإيقاع بينهما، حكي أن المعز بن باديس أراد أن يستغل هذه النفرة لتقليل نفوذهما على العامة بشهادة أحدهما على الآخر، وتقوم الحجة عليهما معا إذ كانت العامة طوعهما، فلما اختبرهما وجد ما بينهما أمكن مما يظن، وخاب ظنه. مات أبو عمران في 13 رمضان سنة 430/ 1039 ودفن بداره. مؤلفاته: 1 - تعليق على المدونة، كتاب جليل لم يكمل. 2 - تعاليق في تراجم المالكية (¬1). 3 - عوالي حديثة، في نحو مائة ورقة. 4 - فهرسة. وهذه الكتب مفقودة. ¬

(¬1) قال القاضي عياض عند ذكره لمصادره: «وتعاليق وجدتها بخط أبي عمران الفاسي» (ترتيب المدارك: 50).

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الاستقصا (الدار البيضاء) 1/ 208. - الأعلام 8/ 278، 10/ 243. - بغية الملتمس للضبي 442 رقم 1332. - البيان المغرب لابن عذاري 1/ 275. - ترتيب المدارك 4/ 702 - 706. - التشوف إلى رجال التصوف 64. - جذوة الاقتباس لابن القاضي 230. - جذوة المقتبس للحميدي 317. - الحلل السندسية 1 ق 1/ 272 - 73. - الديباج 344 - 45. - الروض المعطار للحميري (تحقيق د. إحسان عباس) 435. - شجرة النور الزكية 106. - شذرات الذهب 3/ 247 - 48. - الصلة لابن بشكوال (مصر) 2/ 577 - 78. - العبر للذهبي 3/ 173 - 174. - غاية النهاية لابن الجزري 2/ 321 - 22. - الفكر السامي للحجوي 1/ 41 - 42. - فهرس الفهارس 1/ 111. - معالم الإيمان 3/ 199 - 205. - معرفة القرّاء الكبار للذهبي 1/ 132. - معجم المؤلفين 13/ 144. - النجوم الزاهرة 5/ 30 - 77. - هدية العارفين 2/ 480. - الوفيات لابن قنفذ 36. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية 2/ 703 - 704 - 726 - 727. - القراءات بإفريقية لهند شلبي 329 - 332. - وعن سنده في الفقه ينظر رحلة العياشي 2/ 198.

417 - الفائز (1321 - 1372 هـ‍) (1902 - 1953 م).

417 - الفائز (1321 - 1372 هـ‍) (1902 - 1953 م). محمد الفائز القيرواني، من سلالة الشيخ الصالح عبيد الغرياني دفين القيروان، ولد بها، وتعلّم في الكتاب فاستظهر القرآن الكريم، ثم التحق بجامعها الكبير جامع عقبة بن نافع ثم بجامع الزيتونة حوالي سنة 1921، ولم يستوف أمد التعليم به بحيث لم يحرز على شهادة التطويع لموت والده الذي اضطره للرجوع إلى مسقط رأسه، وكان والده يحب التعرف على أخبار العالم فاقتدى به في مطالعة الصحف على صغر سنه، ونما فيه شغف وهيام بالمطالعة، فطالع ما ظفرت به يده من كتب غير ذات قيمة كرأس الغول، وخريدة العجائب لابن الوردي، والعرائس في قصص الأنبياء للثعلبي المفسر، وغيرها من المطبوعات الرخيصة المتداولة. نظم الشعر وسنه لم يتجاوز الخامسة عشرة، وكان للوسط الأدبي الذي نشأ فيه أول الأمر بالقيروان ثم اندماجه في الأوساط الأدبية بالحاضرة أكبر أثر في توجيه ذهنه إلى الأدب وصقل ذهنه المرهف وعاطفته الرقيقة. وكان شبان القيروان في ذلك العصر لهم ولوع بإصدار صحف يكتبونها بأيديهم ويوزعونها فيما بينهم، وكانت هذه الصحف اليدوية تتناول مشاكل التعليم والتمثيل وتتحدث عن أخبار الأندية والجمعيات، وكان للشاب محمد الفائز جريدته «الشمعة» يتبادلها مع جرائد أترابه الذين كان منهم محمد بو شربية ومحمود الباجي، ومحمود عبد الله، ومحمد الحليوي، والمختار الخضراوي.

وكان من أثر هذه الهواية أن أصدر الشيخ عمر العجرة جريدة «القيروان» وأسند تحريرها إلى هؤلاء الشبان، وكان المترجم من أبرز محرريها. أما في العاصمة فقد لازم نادي الشيخ محمد ماضور بداره الكائنة بنهج الكنز، ثم بالمدرسة الباشية وكان هذا النادي مثابة لكبار الأدباء والعلماء، كما كان يرتاده كثير من شداة الأدب وهواته وفي هذا النادي تعرف بشيخ الأدباء الشيخ محمد العربي الكبادي، ومن هنا توثقت بينهما الصلة كما كان يرتاد نادي الشيخ معاوية التميمي، ولما رجع إلى القيروان علم بالمدرسة القرآنية الوحيدة بها ولازم مجلس أديبي القيروان الشيخ صالح سويسي، والشيخ الشاذلي عطاء الله، وانكب على القيام بمهمته بجد وإخلاص، ثم صار مديرا لمدرسة الفتح التي علم بها أكثر من عشر سنوات. وكان له نشاط أدبي متواصل يراسل الصحف اليومية والأسبوعية بانتظام وحتى بعض الصحف الجزائرية ويزود المدارس بالأناشيد الرائقة التي تتغنى بمجد العرب ومجد القيروان السالف ويضمن هاته الأناشيد من الحماس والمعاني الرائقة ما يجعلها مؤثرة في النفوس باعثة فيها العزة والنخوة. وكان عاطفي المزاج مرهف الحس، حاد الذكاء وشعره يمتاز بالسهولة والعذوبة ولا يروقه من الشعر إلاّ ما كان على هاته الصفة، لذلك كان شديد الإعجاب بشعر حافظ إبراهيم، حتى كاد يحفظه كله وكان يتعصب له ويفضله على شوقي، وكان يهيم بشعر البحتري والموشحات الأندلسية وينسج على منوالها. وموضوعات شعره هي موضوعات الشعر العربي المعروفة، فقد نظم في الغزل كثيرا كما نظم في الوصف والاجتماعيات، وله مدائح ومراث وله قصائد حماسية يتغنى فيها بأمجاد القيروان والأمة العربية، كما

المراجع

نظم شيئا مما يسمى شعر المناسبات، وأحسن شعره ما كان في الأمور العاطفية كالغزل والحماس والذكريات وموشحات كثيرة فيها نفحات أندلسية أصيلة تذكرك بعهد ابن زيدون وابن سهل وابن الخطيب. توفي يوم الثلاثاء 25 أوت سنة 1953 بمدينة المنستير حيث كان يصطاف وتعوّد الاصطياف بها لاشتداد وطأة المرض عليه وحاجته للطقس المعتدل. له ديوان شعر (ط. بتونس 1978). المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر لزين العابدين السنوسي (ط 1/) 1/ 144 - 160. - في الأدب التونسي لمحمد الحليوي (تونس 1969) ص 139 - 147. - معجم المؤلفين 11/ 115. - محمد الحليوي «كلمة عن الشيخ محمد الفائز» مجلة الندوة السنة الأولى ع 11 ص 6 - 8 وفيها تحليل لشعره.

418 - فتاتة (0000 - 1115 هـ‍) (0000 - 1704 م).

418 - فتاتة (0000 - 1115 هـ‍) (0000 - 1704 م). محمد بن إبراهيم فتاتة الفقيه المشارك في علوم والناظم للشعر الجيد. ولد بمدينة تونس، وتفقه فيها على عدة مشايخ منهم تاج العارفين البكري، ومحمد براو وأبو الفضل المصراتي، وبعد تخرجه تصدر للتدريس بجامع الزيتونة، فأقرأ مختصر خليل والمغني لابن هشام، واستفاد منه الكثيرون في علمي المعقول والمنقول منهم محمد بوراس، وقاسم عبّان (بالباء الموحدة من أسفل بعد العين) القيروانيان، وأخذ عنه أبناؤه إبراهيم وأحمد وحمودة، وسعيد الشريف، وعبد القادر الجبالي، ومحمد الخضراوي، ومحمد زيتونة، والوزير السراج، وغيرهم كثيرون. تولّى منصب الفتوى على مذهب الإمام مالك مدة إحدى وثلاثين سنة وزانها بعلمه وبفضله وربما كان يفتي من مجموع الفتاوى التي جمعها لشيخه أبي الفضل المصراتي ومن غيرها من فتاوى علماء العصر. وفي سنة 1088/ 1677 كانت الفتنة المشهورة بين محمد باي وعلي باي المراديين وتسبب عنها إلقاء القبض على صاحب الترجمة وسجنه مع رفيقه مفتي الحنفية أبي المحاسن يوسف درغوث الذي قتل في السجن، ونجا صاحب الترجمة لفراره ليلا من بين العسس، واختفائه بدار تلميذه سعيد الشريف، وبقي بها مختفيا إلى أن أمنه محمد باي، وأعاده إلى خطته، وندم على ما صنع بصاحبه. وامتحن بقتل ابنه حمودة الذي قتل سنة 1109/ 1698.

المصادر والمراجع

له إكمال شرح «الدرة البيضاء» في الحساب والفرائض للشيخ عبد الرحمن الأخضري الجزائري، واعتذر في الإكمال المذكور بقوله: «وأين الرقعة من الثوب؟ » تضمن أواخر المحاصات إلى تمام الكتاب ويوجد مع أصله شرح الأخضري صاحب «الدرة البيضاء» في المكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة العبدلية 2 نسختان. قال حسين خوجة: «ولم يسمح العصر بمثله لتضلعه في علم النوازل، وتحقيقها وتدقيقها وكان - رحمه الله - مرضي الأخلاق، حسن الملاقاة، مليح الصورة، عفيفا ظريفا، استكمل الفضائل كلها» إلى أن قال: «وكان ينشد الشعر الرائق وفضائله ليس لها حد». المصادر والمراجع: - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 400. - ذيل بشائر أهل الإيمان 198 - 199. - شجرة النور الزكية 320 - 321. - وعن فتنة سنة 1088 ينظر المؤنس (ط 3/) ص 325 وتعليق (1) لمحقق الكتاب الشيخ محمد (بفتح الميم) شمّام.

419 - ابن الفرات (145 - 213 هـ‍) (762 - 828 م).

419 - ابن الفرات (145 (¬1) - 213 (¬2) هـ‍) (762 - 828 م). أسد بن الفرات بن سنان مولى سليم بن قيس أبو عبد الله الفقيه الإمام. أبوه من نيسابور، قدم القيروان سنة 144/ 761 مع جيش محمد بن الأشعث الخزاعي في خلافة أبي جعفر المنصور العباسي، قال بعضهم: ولد بحرّان، وقيل بل قدم أبوه وأمه حامل. وقد كان علّم القرآن بقرية من قرى وادي مجردة، ثم اختلف إلى علي بن زياد بتونس فلزمه وتعلّم منه وتفقه بفقهه، ثم رحل إلى المشرق فحج، وسمع من الإمام مالك بن أنس الموطأ، ثم ذهب إلى الكوفة فلقي أبا يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني، وأسد بن عمرو، وكتب الحديث عن يحيى بن أبي زائدة، سمع منه عشرين ألف حديث، وهشيم بن بشير كتب عنه اثني عشر ألف حديث، والمسيّب بن شريك، وأبي بكر بن عياش، وغيرهم. وشيخه أبو يوسف أخذ عنه الموطأ. قال أسد: لما خرجت إلى المشرق وأتيت المدينة، قدمت مالكا وكان إذا أصبح خرج آذنه فأدخل أهل المدينة، ثم أهل مصر، ثم عامة الناس، فكنت أدخل معهم فرأى مالك رغبتي في العلم فقال لآذنه: أدخل القروي مع المصريين، فلما كان بعد يومين أو ثلاثة قلت له: إن ¬

(¬1) وقيل سنة 142 وقيل سنة 143. (¬2) وقيل سنة 214 وقيل سنة 217.

لي صاحبين وقد استوحشت أن أدخل قبلهما فأمر بإدخالهما معي، وكان ابن القاسم وغيره يحملني على أن أسأل مالكا فإذا أجابني قالوا لي: قل له فإن كان كذا وكذا فضاق عليّ يوما وقال: هذه سلسلة بنت سلسلة إن كان كذا كان كذا، إن أردت فعليك بالعراق. قال أسد: فلما أتيت الكوفة أتيت أبا يوسف فوجدته جالسا ومعه شاب وهو يملي عليه مسألة فلما فرغ منها قال: ليت شعري! ما يقول فيها مالك؟ قلت: كذا وكذا، فنظر إليّ، فلما كان في اليوم الثاني مثل ذلك وفي الثالث مثله، فلما افترق الناس دعاني وقال: من أين أنت، ومن أين أقبلت؟ فأخبرته، قال: وما تطلب؟ قلت: ما ينفعني الله به، فعطف على الشاب الجالس فقال: ضمه إليك لعل الله ينفعك به في الدنيا والآخرة، فخرجت معه إلى داره فإذا محمد بن الحسن فلزمته حتى كنت من المناظرين من أصحابه قلت له: أنا غريب والسماع منك قليل، قال: اسمع العراقيين بالنهار وجئني بالليل وحدك تبيت معي فأسمعك، فكان إذا رآني نعست نضح وجهي بالماء ورآني يوما أشرب ماء السبيل، فقال لي أتشربه؟ فقلت له: أنا ابن سبيل، فلما كان الليل بعث إليّ بثمانين دينارا وقال: ما عرفت أنك ابن سبيل إلاّ الآن. فلما أراد الرجوع إلى إفريقية لم يكن عنده نفقة السفر، فذكر ذلك لمحمد بن الحسن، فقال له: اذكر شأنك لولي العهد، فلقي محمد بن الحسن ولي العهد، وذاكره أمر أسد، ثم قال لأسد: قف بالحاجب يوم كذا يدخلك عليه، وأعلم أنك حيث تنزل نفسك أنزلوك، فمضى أسد واستأذن فأذن له فدخل حتى انتهى إلى موضع أمر بالجلوس فيه، ومضى الخادم الذي أدخله فجاءه بمائدة مغطاة فجعلها بين يديه، قال أسد: ففكرت وقلت: ما أرى هذه إلاّ منقصة، وقلت للخادم، هذا الذي جئت به منك أو من مولاك؟ قال: مولاي أمرني به، قلت: مولاك لا يرضى بهذا يأكل ضيفه دونه يا غلام هذا أمر منك وجبت مكافأتك

عليه، وكانت في جيبي أربعون درهما لم يبق معي سواها فدفعتها إلى الخادم، وقلت له: ارفع مائدتك! ففعل وعرف مولاه، فبلغني أنه قال: حرّ والذي لا إله إلاّ هو، ثم قال الخادم أدخل: فدخلت عليه وهو على السرير، ومعلم على آخر وسرير ثالث فأمرني بالجلوس عليه فجلست، وجعل يسائلني وأجيبه، فلما قرب انصرافي كتب رقعة وختمها ودفعها إلي وقال: قف بهذا إلى صاحب الديوان، وتعود إليّ، فأخذت الرقعة، ولقيت محمد من الغد فسألني فأعلمته فقال لي: أوصل الساعة الرقعة، ففعلت فدفع إليّ صاحب الديوان عشرة آلاف درهم، فأعلمت محمد بن الحسن، فقال لي: إن عدت إلى القوم صرت لهم خادما وفيما أخذت عون لك. ورغب إليّ محمد أن أزامله إلى مكة، فكأني كرهت هذا، فقال لي أصحابه، وددنا لو اشترينا هذا منه بعشرة آلاف درهم فزاملته وكنت أسأله عما أريده وربما سألته وهو في الصلاة فيمهد بالقراءة يعلمني أنه يصلي فأقول: تشتغل عني بالصلاة وقد قطعت البلاد إليك، فيقطع ويجيبني. فخرج من العراق إلى مصر فوجد فيها أصحاب مالك المصريين: ابن وهب، وابن القاسم، وأشهب، وابن عبد الحكم، فأراد أن يخدم الفقه المالكي معهم خدمة جديدة، وذلك أن يأخذ المنهج العراقي في تفصيل المسائل وتأصيلها ويدرج عليه من مسائل الاحكام على مذهب مالك، فيكون بذلك قد أدخل المذهب المالكي في دور جديد من التدوين المؤصل المرتب ولم يجد أسد من يسايره في هذا الصنيع من المصريين إلاّ عبد الرحمن بن القاسم العتقي أكبر أصحاب مالك وأتمهم قياما على أقواله، فدوّن أسد أسئلته لابن القاسم ومباحثاته معه وأجوبة ابن القاسم أحيانا بقول مالك، وأحيانا بما رأى ابن القاسم من خلافه، وأخرج ذلك كتابا كاملا جامعا قد دوّن فيه المذهب المالكي لأول مرة تدوينا وافيا هو

«الأسدية» التي تشتمل على ستين كتابا إلاّ أن هذا الأثر العظيم الذي أبرزه أسد قد بقي كما هو شأن كل عمل في ابتدائه منقوصا من جهتين: الجهة الأولى هو أنه لما بنى أدراج مذهب على منهج مذهب آخر فقد وقع فيه من الاختلاط في الأقوال والاختلال في عزوها أمور جاءت قادحة في ما يطلب في كتب الاحكام من الصحة المطلقة، والجهة الثانية في النقص: وهي أن فقهاء المالكية اعتادوا بناء الفقه على الأحاديث والآثار كما هي طريقة مالك في الموطأ، وقد سلك أسد في كتابه طريقة فقه خالص مبني على صريح الاجتهاد فلذلك لقيت هذه الطريقة بعض ازورار منذ انتشر كتاب أسد في مصر ثم بعد أن عاد به إلى إفريقية فكان الناس يقولون: جئتنا بإخال وأظن وأحسب وتركت الآثار وما عليه السلف. (محمد الفاضل بن عاشور): أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي، أثناء ترجمة علي بن زياد ص 27). قال ابن سحنون وحصلت لأسد بتلك الكتب في القيروان رياسة، قال غيره: وأنكر عليه الناس إذ جاء بهذه الكتب وقالوا: أجئتنا بإخال وأظن وأحسب، وتركت الآثار وما عليه السلف، قال أسد: أما علمتم أن قول السلف هو رأي لهم وأثر لمن بعدهم، ولقد كنت أسأل ابن القاسم عن مسألة فيجيبني عنها، فأقول: هو قول مالك؟ فيقول: كذا إخال وأرى، وكان ربما يكره أن يهجم على الجواب. وعاد أسد إلى إفريقية سنة 181/ 797 وانتصب بالقيروان يفيض ذلك العلم الجم ويخرج ناشئة الفقهاء على ذلك الأسلوب الذي صاغ عليه كتابه البديع (المرجع السالف نفس الصفحة، وينظر ومضات فكر لنفس المؤلف 2/ 302 - 304). ومنع أسد كتابه «الأسدية» عن سحنون، فتلطف سحنون حتى وصلت إليه، ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم، فعرضها

عليه، فقال ابن القاسم فيها شيء لا بد من تفسيره وأجاب عما كان يشك فيه، واستدرك فيها أشياء كثيرة لأنه كان أملاها على أسد من حفظه، وكتب ابن القاسم إلى أسد أن عارض كتبك على كتب سحنون فإني رجعت عن أشياء مما رويتها عني، فغضب أسد وقال لابن القاسم: أنا صيرتك ابن القاسم، ارجع إلى ما اتفقنا عليه إلى ما رجعت أنت الآن عنه، فترك أسد سماعها، وذكر أن أسدا همّ بإصلاحها فرده عن ذلك بعض أصحابه وقال: ألا تضع من قدرك تصلح كتبك من كتبه وأنت سمعتها قبله؟ فترك ذلك، وأهملت «الأسدية» واقتصر الناس في التفقه على «مدونة» سحنون. ولاه الأمير زيادة الله الأول الأغلبي القضاء شريكا لأبي محرز الكناني سنة 203 أو 204/ 818 - 19 وكان ما بينهما غير جميل، فكان أسد أغزر علما وفقها وأبو محرز أسدّهما رأيا وأكثرهما صوابا. بعث الأمير زيادة الله إلى أبي محرز وأسد فأقبل أسد وإذا أبو محرز ينتظره مع بعض الرسل، ثم دخلا على الأمير فأجلس أبا محرز عن يمينه وأسد عن شماله، ثم دفع صكا إلى أسد ليقرأه، ووقع حوار وجدال بينه وبين أبي محرز، ثم دخل عليهم رجل فذكر للأمير أنه رأى كأن جبريل هبط من السماء ومعه نور حتى وقف بين يديك وصافحك، وفي رواية وقبل يدك، فابتسم زيادة الله وقال: هذا عدل يجزيه الله على يدي فقال أسد: كذب الشيخ أيها الأمير، فغضب الأمير، ونظر إلى أبي محرز كالمحرك له ليعلم ما بينهما، فقال أبو محرز صدق أسد وكذب الشيخ لأن جبريل لا ينزل بوحي إلاّ على نبي، وقد انقطع الوحي، وهذا وأمثاله يأتونكم بمثل هذا طلبا للدنيا، فاتق الله، فسكت الأمير، وخرجا. وكان أسد وأبو محرز على تباعدهما لا يستحل أحد من صاحبه ما لا يحل. لما غلب عمران بن مجاهد على القيروان بعث إلى أسد في الخروج معه فتمارض ولزم بيته فبعث إليه إن لم تخرج معي بعثت إليك من يجرك

برجلك فقال للرسول: لئن أخرجنني لأنادين القاتل والمقتول في النار، فلما سمع ذلك تركه. لما خرج الجيش إلى غزو صقلية سنة 212/ 827 تطوع في الجيش لأنه كان - على علمه وفقهه - أحد الشجعان، ولاه زيادة الله إمارة الجيش فقال له أسد: من بعد القضاء والنظر في الحلال والحرام تعزلني وتوليني الإمارة؟ فقال: لا ولكني وليتك الإمارة وهي أشرف، وأبقيت لك القضاء فأنت أمير قاض. لما خرج أسد إلى سوسة ليتوجه منها إلى صقلية، وفي سوسة يقيم الأسطول الإفريقي، خرج معه وجوه أهل العلم، والناس يشيعونه، وأمر زيادة الله أن لا يبقى أحد من رجاله إلاّ شيعه، فلما نظر الناس حوله من كل جهة، وقد صهلت الخيول وضربت الطبول وخفقت البنود، صعد متن السفينة المعدة له وقام خطيبا فقال: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، والله يا معشر المسلمين ما ولي لي أب ولا جد، ولا رأى أحد الناس من سلفي مثل هذا، ولا بلغت مثل ما ترون إلاّ بالأقلام فأجهدوا أنفسكم فيها، وثابروا على تدوين العلم تنالوا به الدنيا والآخرة. وخرج أسد إلى صقلية في عشرة آلاف رجل منهم تسعمائة فارس، وفتح مدنا وقلاعا مثل مازرة والشاقّة، ثم قصد القاعدة الكبرى سرقوسة شرقي الجزيرة، فضيق عليها الخناق، قال بعضهم ممن حضر هذه الحملة، فرأيت أسدا وفي يده اللواء وهو يزمزم وأقبل على قراءة يس، ثم حرض الناس وحمل وحملوا معه، فهزم الله جموع النصارى، ورأيت أسدا وقد سالت الدماء على قناة اللواء حتى صار تحت إبطه ولقد رد يده في بعض تلك الأيام فلم يستطع مما اجتمع من الدم تحت إبطه. ومن أهداف الحملة على صقلية هو إبعاد الخطر الخارجي عن إفريقية لأن صقلية هي بمثابة حصن لبيزنطة، وإبعاد الجند العربي المتكون

المصادر والمراجع

من عناصر ترجع إلى قبائل متنافسة ومن ملل رؤسائه الذين يحاولون إثارة السلطة واغتصابها لأن الكثيرين منهم يجادلون في شرعيتها بعد احتلال قسم من جزيرة صقلية حاصر أسد سرقوسة وضايق بالحصار ميناءها بواسطة أسطول أرسل من إفريقية، لكن الحصن قاوم كل الحملات، واقتلع الوباء كثيرا من الضحايا ومن بينهم أسد. وكان أسد يقول عن نفسه: أنا أسد وهو خير الوحوش، وأبي فرات وهو خير المياه، وجدي سنان وهو خير السلاح. المصادر والمراجع: - الأعلام (ط 5) 1/ 298. - أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي ص 26 - 28 (أثناء ترجمة علي بن زياد). - انتصار الفقير المالك لترجيح مذهب الإمام الكبير مالك، تأليف شمس الدين محمد بن محمد الراعي الأندلسي/تحقيق د. محمد أبو الأجفان (دار الغرب الإسلامي بيروت 1981) ص 209 - 211. - إيضاح المكنون 1/ 74. - بغية الملتمس 223. - تذكرة الحفاظ 1/ 248. - ترتيب المدارك 3/ 465 - 480. - تونس وجامع الزيتونة لمحمد الخضر حسين (المطبعة التعاونية بدمشق 1391/ 1971) ص 70 - 81. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 741 - 755. - الديباج المذهب 98. - رياض النفوس 1/ 172 - 189. - شجرة النور الزكية 62. - شذرات الذهب 2/ 29. - طبقات علماء إفريقية لأبي العرب التميمي 163 - 166. - طبقات الخشني 235. - طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، تحقيق: د. إحسان عباس (بيروت 1970) ص 155 - 156. - العبر 1/ 364.

- مجمل تاريخ الأدب التونسي 47 - 51. - مقدمة ابن خلدون (مط. مصطفى محمد، القاهرة، بلا تاريخ) ص 450. - المرقية العليا للنباهي 54. - معالم الإيمان 2/ 3 - 26 (ط 2/). - معجم المؤلفين 2/ 240. - هدية العارفين 1/ 202. - وجوه تونسية (بالفرنسية) للصادق الزمرلي ص 9 - 12. - القراءات بإفريقية لهند شلبي 279 - 281.

420 - الفراتي (1050 - 1131 هـ‍) (1641 - 1719 م).

420 - الفراتي (1050 - 1131 هـ‍) (1641 - 1719 م). عبد العزيز بن محمد الفراتي، الفقيه النحوي الأديب، له شعر قليل ضعيف، من بيت علم قديم هو عاشرهم، ولد بصفاقس ونشأ بها، وقرأ بها على علمائها، ثم رحل إلى تونس ولبث بها نحو عشرين عاما، وأخذ عن أعلام كالشيخ عبد القادر الجبالي وأخيه أحمد، وأحمد الشريف، ومحمد الشريف، وعاشور القسنطيني، وأبي الفضل المسراتي، ومحمد فتاتة، ثم رحل إلى مصر، وقرأ على أعلام الأزهر كيحيى الشاوي الجزائري، وإبراهيم الشبرخيتي، وأحمد البشبيشي، ومحمد الخرشي ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني، وأجازوه، ورحل إلى استنبول بصحبة شيخه يحيى الشاوي، ورجع معه إلى القاهرة ولبث بالأزهر نحو خمس سنوات، وبعد تخرجه من الأزهر جاور بالحرم الشريف، وأقرأ هناك الحديث، ثم رجع إلى صفاقس ودرس بالجامع الكبير، وقرأ عليه جماعة منهم الأديب الفلكي محمد ابن المؤدب الشرفي والفقيه عبد الله الجموسي وغيرهما. وكان رجلا صالحا ورعا زاهدا عفيفا لا تأخذه في الله لومة لائم. ابتلي بفقد ثلاثة من أولاده وهو حي، فرثاهم، وقد أجابه عن إحدى المراثي تلميذه محمد ابن المؤدب الشرفي مسليا، ولتلميذه المذكور قصيدة مدحه فيها وأشاد بعلمه وخصاله وأخلاقه. تولى الإمامة والخطابة بالجامع الكبير بصفاقس.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - اختصار سيرة الحلبي (¬1) واسمها نور الإنسان في سيرة ولد عدنان، وذكر في آخره ما وقع في الحديث من عام ولادته صلّى الله عليه وسلم إلى عام وفاته على سبيل الإجمال مع بيان تاريخ الحادثة وكون هذه السيرة مختصرة من سيرة الحلبي قاله مقديش وقال غيره إنها اختصار من سيرة بعض شيوخ مشايخه، توجد من هذا الكتاب نسخة بخط محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي الشرفي كتبت سنة 1135/ 1723 (أي بعد وفاة المؤلف بنحو أربع سنوات) بأثنائها نقص قدر 8 ثماني ورقات، وهو مخزون بالمكتبة الوطنية وأصله من المكتبة العبدلية. 2 - تأليف في النحو. 3 - تقاييد في الفتاوى. 4 - ديوان خطب. 5 - شرح على ألفية السيوطي في النحو. 6 - شرح منظومة معاصره الشيخ أحمد المكني في العقائد. 7 - شرح مقدمة الشيخ السنوسي، في علم الكلام. 8 - نظم في التوحيد. 9 - نظم في مسائل الفقه. 10 - نظم في مناسك الحج. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 152. - برنامج المكتبة العبدلية 2/ 312. - ذيل بشائر أهل الإيمان (ط 2/) 129 - 130. - شجرة النور الزكية 233 - 234. - ديوان محمد ابن المؤدب الشرفي تحقيق محمد محفوظ الدار التونسية للنشر 1400/ 1979. - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار لمحمود بن سعيد مقديش 2/ 172 - 175. ¬

(¬1) ذكر الشيخ محمود مقديش ومن قلده أنه اختصرها محذوفة الأسانيد وسيرة الحلبي خالية من الأسانيد.

421 - الفرزدقي (0000 - 479 هـ‍) (0000 - 1086 م).

421 - الفرزدقي (0000 - 479 هـ‍) (0000 - 1086 م). محمد بن علي بن فضال بن علي بن غالب بن جابر المشاجعي التميمي الفرزدقي القيرواني من ذرية الفرزدق الشاعر، أبو الحسن، الإمام في اللغة والنحو والتفسير والسير، المؤرخ الشاعر ولد بهجر وطوف في الأرض، وأقام بغزنة مدة وصادف بها قبولا ورجع إلى العراق، وأقرأ ببغداد مدة اللغة والنحو، وحدث عن جماعة من شيوخ المغرب، قال هبة الله السقطي: كتبت عنه أحاديث فعرضتها على بعض المحدثين فأنكرها وقال: أسانيدها مركبة على متون موضوعة، فاجتمع به جماعة من المحدثين، وأنكروا عليه فاعتذر وقال: وهمت فيها. قال عبد الغافر الفارسي: «ورد ابن فضال نيسابور فاجتمعت به فوجدته بحرا في علمه ما علمت في البلديين ولا في الغرباء مثله، وكان حنبليا يقع في كل شافعي». رحل إلى العراق، ولقي نظام الملك، وحظي عنده، وقال ياقوت الحموي في ترجمته: «هجر مسقط رأسه ورفض مألوف نفسه، وطفق يدوّخ بسيط الأرض ذات الطول والعرض، يشرق مرة ويغرب أخرى، ويركب القفار ويأوي إلى ظل الأمصار برهة، حتى ألّم بغزنة، فألقى عصاه، ودرت له أخلافها فلقي وجه الأماني، وصنف عدة تصانيف بأسامي أكابر غزنة سارت في البلاد، ثم عاد إلى العراق وانخرط في سلك خدمة نظام الملك مع أفاضل العراق، ولم تطل أيامه حتى نزل به حمامه».

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - الإشارة إلى تحسين العبارة، حققه: د. حسن شاذلي فرهو، الرياض، دار العلوم للطباعة والنشر 1982. 2 - إكسير الذهب في صناعة الأدب، 5 مجلدات. 3 - الإكسير في علم التفسير، 35 مجلدا. 4 - البرهان العميدي في التفسير، 20 مجلدا. 5 - شجرة الذهب في معرفة أئمة الأدب. 6 - شرح عنوان الإعراب. 7 - شرح معاني الحروف. 8 - كتاب كبير في بسم الله الرحمن الرحيم. 9 - كتاب الدول، في التاريخ، 30 مجلدا. 10 - كتاب معارف الأدب، في النحو، 3 مجلدات. 11 - العوامل والهوامل، في النحو. 12 - العروض. 13 - الفصول في معرفة الأصول. 14 - مدرج الأدب ذكره منسوبا إليه في خزانة الأدب 1/ 34 (ط/محب الدين الخطيب). 15 - المقدمة في النحو. 16 - النكت في القرآن. المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 135. - إنباه الرواة 2/ 299. - إيضاح المكنون 1/ 85 - 115 - 116 - 178 - 2/ 127 - 194 - 504 - 506 - 544 - 677. - البداية والنهاية 12/ 132. - بغية الوعاة 2/ 183. - البلغة في تاريخ أئمة اللغة 161.

- شذرات الذهب 3/ 363. - طبقات المفسرين للسيوطي 24. - طبقات المفسرين للداودي 1/ 421 - 422. - العبر 3/ 295. - خريدة القصر (قسم شعراء المغرب) (ط. تونس) 1/ 287 - 289. - الكامل 10/ 59. - كشف الظنون 1027 - 1174 - 1418. - مرآة الجنان 3/ 132. - معاهد التنصيص 3/ 210. - معجم الأدباء 14/ 90 - 98. - معجم المؤلفين 7/ 165. - المنتظم 9/ 33. - النجوم الزاهرة 5/ 124. - هدية العارفين 1/ 693. - ورقات 1/ 186 - 189. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 779. - الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 487 - 88.

422 - الفكروني (0000 كان حيا بعد 1046 هـ‍) (1637 م).

422 - الفكروني (0000 كان حيا بعد 1046 هـ‍) (1637 م). عمر بن علي الفكرون الأزهري الفقيه الأديب وله شعر، نزيل القاهرة، أصله من مدينة سوسة، وتولى قضاء المالكية بمصر، ومشيخة رواق المغاربة بالأزهر، وهو من تلاميذ الشيخ سالم السنهوري. قال عن أدبه محمد أمين المحبي في «نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة»: «وله أدب واسع مداه، ريّان كالروض بلله نداه، وقال عن شعره، وشعر كماء العنقود في جامه، وقطر الندى في حسن انسجامه». له رسالة عن سؤال من تونس وجه إلى علماء الأزهر في قضية حال تتعلق بتوريث زوجة شهد بطلاقها بعد موت الزوج، والقضية وقعت سنة 1046 في إمارة يوسف داي، وهذه الرسالة توجد بخطه في المكتبة العاشورية. المراجع: - نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة لمحمد أمين المحبي تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو (القاهرة 1389/ 1969 ط 1/) 5/ 35. - ومضات فكر للأستاذ الكبير الشيخ محمد الفاضل بن عاشور (تونس 1982) 2/ 419.

423 - فقوسة (0000 كان حيا 1214 هـ‍) (1800 م).

423 - فقّوسة (0000 كان حيا 1214 هـ‍) (1800 م). أبو بكر فقّوسة الشريف التونسي، الفقيه الصوفي. له كنوز الأسرار وشوارق الأنوار قال فيها: «رويت عن أهل الباطن في فضائل هذا الكنز العظيم المشتمل على التضرع إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، وطرزتها بآيات من كتاب الله». ألّفها في مقام أبي سعيد الباجي سنة 1214/ 1800. المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 219. - معجم المؤلفين 3/ 69 نقلا عن بروكلمان، الملحق 2/ 873.

424 - الفقي (1310 - 1399 هـ‍) (1892 - 1979 م).

424 - الفقي (1310 - 1399 هـ‍) (1892 - 1979 م). الصادق بن محمود بن محمد (بالفتح) الفقي، شاعر أديب، ولد بصفاقس، وتلقى بها تعلمه الابتدائي، فزاول أولا تعلمه بالكتاب فحفظ القرآن، ثم دخل المكتب العربي الفرنسي المحدث بالمدرسة الحسينية الكائنة بنهج العدول، التحق بها في سنة 1907، وخرج منها سنة 1910 محرزا على الشهادة الابتدائية، وكان مجموع الناجحين في تلك السنة خمسة، ثم زاول تعلمه بالجامع الكبير لمدة سنة فقط، فقرأ على المشايخ: سعيد قطاطة، والصادق بو عصيدة، والطاهر بوشعالة، والطيب كمون، ومحمود الشرفي، ثم اختار أن يكون معلما بالمدرسة القرآنية الأدبية لمدة عامين، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1913 بصحبة الصادق عشيش، والصادق قوبعة، ومحمد الشافعي، وقرأ على المشايخ: أحمد النيفر وابنه محمد البشير، وبلحسن النجار، ومحمد الصادق النيفر والطيب بيرم، ومحمد العنابي وغيرهم. وتأثر عظيم التأثر بدروس شيخه محمد الصادق النيفر لأنه كان يمزجها بالتوجيه الوطني فيوقظ المشاعر، مما جعل التلاميذ حريصين على الحضور. وبعد إحرازه على شهادة التطويع عاد إلى العمل بالمدرسة القرآنية الأدبية، ثم استقال وعمل بلجنة قيس الأراضي وحزر الزرع، ثم استقال وباشر التجارة بسوق الربع مدة قصيرة ثم عاد للمدرسة القرآنية للمرة الثالثة وعمل بها نحو ثلاث سنوات، وفي سنة 1923 دخل في سلك التعليم العمومي الحكومي، وأول ما باشر التعليم في هذا الدور بالمدرسة الفرنسية العربية الكائنة بطريق قرمدة مركز كمون.

المراجع

وفي عام 1945 تأسست مدرسة الفتاة، وهي أول مدرسة ابتدائية قرآنية لتعليم البنات، فاختير مديرا لها لما اشتهر به من مهارة تربوية واستقامة، وأحيل من هذه المدرسة على التقاعد سنة 1959 فانكب في منزله على استظهار القرآن ومطالعة كتب التفسير والحديث. قال الأستاذ زين العابدين السنوسي عن خصائص شعره: ويلاحظ الإنسان بسهولة أن أدبه مشبع بعاطفتين عزيزتين، هما: 1 - الروح الوطنية التي تشبع بها أيام مزاولته القراءة بالعاصمة. 2 - ترديده وشدوه بوصف الطبيعة ولطائفها «ما تلهم جنات صفاقس وبدائعها». وهاتان العاطفتان عاشتا مع شعره إلى النهاية، ويمكن أن يضاف إليهما العاطفة الإسلامية التي تسري قوية في شعره، ومرد عنايته بالطبيعة وتغنيه بها في شعره إلى أثر البيئة التي نشأ فيها فقد نشأ بين نحر البحر في وسط بساتين سيدي منصور الغلام، وقضى بها حياته. توفي في 12 جمادى الأولى سنة 1399/ 19 أفريل 1979. له ديوان شعر اسمه الرياض، قدمه للطبع قبل وفاته بنحو شهرين في مطبعة الجنوب الكبرى بصفاقس، ولم يبرز إلى الآن لأن ورثته - فيما يبدو - لم تسمح أنفسهم بدفع المال المطلوب إلى المطبعة، وأنا في خلال هذه المدة كنت أنتظر بشوق صدور الديوان لأن شعره من السهل الممتنع فيه عذوبة ورواء ولأن ناظمه أكنّ له أطيب الذكريات فهو أول من تعلمت عليه العربية لمدة ثلاث سنوات، رحمه الله وأجزل ثوابه. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 161 - 192. - أبو بكر عبد الكافي جريدة «الصباح» 21 جمادى الثانية 1399/ 11 ماي 1979 ع 974 س 29.

425 - الفورتي (1300 - 1374 هـ‍) (1882 - 1954 م).

425 - الفورتي (1300 - 1374 هـ‍) (1882 - 1954 م). البشير الفورتي، الكاتب الصحفي الرحالة. ولد بمدينة تونس، وقرأ في الكتاب، ثم التحق بجامع الزيتونة، فأخذ به عن جماعة كسالم بو حاجب، ومحمد الطيب النيفر، ومحمد النجار، وغيرهم، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع، ثم تابع التعلم بالمدرسة الخلدونية، فتعلم العلوم العصرية على أشهر أعلام تونس وأدبائها في ذلك الوقت أمثال البشير صفر وغيره. وبعد إتمام تعلّمه رأى توعية الجماهير وبث أفكاره عن طريق الصحافة، فأصدر جريدة «التقدم» عام 1324 - 1906 بعد أن جلب لها آلات طباعة وأحرفا عربية مفردة من سوريا ومصر، لأن الطباعة في وقته على النحت بالأيدي أو على الحجر. وصدرت جريدة «التقدم» في إخراج بديع، وكانت صحيفة راقية، يكتب فيها أعلام من المفكرين والأدباء من البلاد العربية من بينهم جبران خليل جبران. وهذه الصحيفة تنشر في كل أسبوع صفحة خاصة تعنى بشئون العلم وقضايا الأدب والفكر، وبهذا كان أبا للصحافة اليومية في شكلها الجديد العصري، واستمرت الجريدة على الصدور إلى سنة 1911. وفي سنة 1912 أصدر مع الشيخ عبد العزيز جاوبش باستانبول جريدة «الهلال العثماني» التي ظلت لسنين عديدة الناطقة بنداء الجهاد

مؤلفاته

الإسلامي، ونشر كلمة الخلافة العثمانية، وكلمة حزب تركيا الفتاة، واستمر صدور هذه الجريدة إلى أن حدث الانقلاب. وعلى أثر عودته من المشرق سنة 1914 أصدر جريدة «صوت الفلاح» التي استمرت ثلاث سنوات، والجرائد التي كتب فيها منذ رجوعه من المشرق إلى ما قبل وفاته هي: «التسامح» و «المنار» ومجلة «العالم الأدبي» و «تونس» و «الهدى». سافر إلى طرابلس الغرب سنة 1911 بعد أن أوقف جريدة «التقدم» وعينته القيادة التركية خطيبا للجيش العثماني، وبقي في طرابلس إلى أن انسحب الجيش العثماني من ليبيا بعد قيام حرب البلقان، وبأمر من السلطنة العثمانية توجه إلى استانبول، وهناك اهتم بالتأليف، والصحافة من جديد ونال شهرة واسعة في أقطار الشرق. وأراد أن يستقر نهائيا في المشرق فجاء تونس ليأخذ عائلته ويعود بها إلاّ أن الحرب العالمية الأولى حالت دون مرغوبه وبقي يترقب الفرصة المؤاتية، لكن آماله ضاعت عند ما أطاح مصطفى كمال بالخلافة، فلبث بتونس وانصرف إلى خدمة المشاريع التي كان آخرها مشروع تعاضدية الطباعة سنة 1945 وإلى التحرير في الصحف وكانت آخر صحيفة كتب فيها هي جريدة «الهدى». توفي في 15 جانفي 1954 على أثر عملية جراحية بالمستشفى لأن بدنه لم يحتمل المخدر. له عدة تقارير أدبية وفنية هامة، قدم بعضها لمعهد الآداب العربية للآباء البيض بتونس (ويلاحظ هنا أن الحامل له على ذلك هو قلة ذات اليد). مؤلفاته: 1 - تراجم، ترجم فيه لمن عرفهم من الأدباء والعلماء. 2 - العالم الإسلامي، 3 أجزاء، ط. باستانبول.

المراجع

3 - فضائح وفظائع، ط. باستانبول بعد حلوله بها. 4 - مذكرات كتبها عام 1953. 5 - حسن المزوغي (هو شاعر من أهل القلعة الكبرى) مط. الشريف 1371/ 1951 (رسالة). ونشر عام 1329/ 1911 كتاب «الحلل الموشية في الأخبار المراكشية» ونسبه للسان الدين بن الخطيب، والصحيح أنه لأبي عبد الله محمد بن أبي المعالي ابن السماك، الذي عاش في عصر ملك غرناطة محمد الخامس، وقد مدحه في مقدمة تأليفه الذي فرغ منه في 12 ربيع الأول 783/ 6 جوان 1381 (دائرة المعارف الإسلامية) الطبعة الجديدة 3/ 389 - 390 تحت عنوان الحلل الموشية بقلم هوبسي ميراندا. المراجع: - أدباء تونسيون 90 - 112. - الأعلام 2/ 56 (ط 5/). - معجم المؤلفين 3/ 147.

426 - الفيتوري (0000 - 1088 هـ‍) (0000 - 1678 م).

426 - الفيتوري (0000 - 1088 هـ‍) (0000 - 1678 م). أبو راوي عبد الله بن محمد بن عمران ابن الشيخ عبد السلام بن سليم الأسمر الفيتوري من علماء الميقات، الصوفي، المربي. أخذ عن ابن ناصر الدرعي المغربي اجتمع به في سنة 1067/ 1648، وعن غيره. قدم جربة لزيارة علي الفرجاني وأصحابه، وهو الذي نصب محراب مسجد مدرسة الشيخ إبراهيم الجمني بجربة، وفي جربة توفي بالطاعون الجارف في ذي الحجة سنة 1088 ودفن قرب جامع القصارين قرب جامع الغرباء بمقبرة الشهداء. له رسائل في الذكر والوعظ وغيرهما خاطب بها بعض تلاميذه. المراجع: - أعلام ليبيا ص 194. - شجرة النور الزكية 306 رقم 1185.

حرف القاف

حرف القاف

427 - قابادو (1230 - 1288 هـ‍) (1815 - 1871 م).

427 - قابادو (1230 (¬1) - 1288 هـ‍) (1815 - 1871 م). محمود بن محمد بن محمد بن عمر قابادو الشريف، أبو الثناء، الأديب الشاعر والعالم بالرياضيات. أصل سلفه من الأندلس من بين الذين وفدوا على تونس في الجلاء الأخير وذلك على عهد عثمان باي سنة 1016/ 1607 وما بعدها، واستقر أسلاف المترجم أولا بصفاقس (¬2)، ثم انتقل والده إلى مدينة تونس قبل ميلاد المترجم له، وكان والده يحترف صناعة الزنايدية. ولما بلغ سن التعلم دخل كتاب الحي القريب من دار سكناه لحفظ القرآن وتلقي مبادئ اللغة والفقه وتميز في هذا الطور بذكاء وقّاد، وحافظة قوية إذ كان لا يقرأ لوحه أبدا مقتنعا بنفسه أنه قد حفظها بنصها من إملاء المؤدب، وانتهى الأمر به إلى العصيان عن كتابة لوحه لأنه كان قد حفظ القرآن من لفظ الصغار وأصواتهم المترددة بين جنبات الكتاب. وخرج من الكتاب وقد فهم مبادئ النحو والصرف وهو ما يزال صبيا دون الحلم، وطرأت عليه فترة من التبلد والغباء انتهت به بعد زمن من التفتيش عما يملأ به عقله ووقته ووجد في كتب الحكمة والتصوف وخاصة كتب محيي الدين بن العربي ما يشغل باله ويملأ فراغه، وآل به الأمر إلى الخروج عن اللياقة، ومشى في الطرقات عاري ¬

(¬1) وقيل سنة 1228 أو 1229 والخلاف ناشئ عند تقدير سنه عند وفاته. (¬2) كانت بصفاقس حومة تعرف بحومة قابادو في أواخر القرن الثالث عشر، وبقي من الأسرة فرع بصفاقس.

الرأس حافي القدمين صيفا وشتاء، معترضا سبيل المارة واعظا مرشدا داعيا إلى ذكر الله أو صارخا لاعنا. ويئس ذووه من إصلاحه فتركوا أمره إلى الله يفعل ما يشاء، وعندها ساح على وجهه منتقلا من بلد إلى بلد حتى بلغ به التطواف مدينة مصراتة في ليبيا، وفيها تتلمذ على الشيخ محمد ظافر المدني صاحب الطريقة المدنية إحدى فروع الطريقة الشاذلية، ونزل مجاورا في زاويته فأرشده وهداه وأعاد لشخصيته التوازن الذي فقده أيام المراهقة. وهكذا وجد في حلقة هذا الشيخ لذة الطلب والتحصيل وفتح الله عليه فتحا عاد بعده إلى وطنه وأهله بزينة شرف العلم وجمال الأدب وتحصل على إجازات من الشيخ المدني، وبعد عودته إلى تونس واصل طلب العلم بجامع الزيتونة، فأخذ عن محمد بيرم الثالث، وأحمد بن الطاهر اللطيف، ومحمد بن ملوكة، وغيرهم، وشيخه أحمد بن الطاهر اللطيف رشحه لتعليم ابن سليمان كاهية صهر أمراء البيت المالك ووزير حمودة باشا للحربية، وانتابته الوساوس والشكوك، وخاف من بطش المشير الأول أحمد باشا به، ففر من تونس، وسافر إلى استانبول بعد وفاة سليمان كاهية 1254/ 1838 الذي كان له سندا وحاميا ومدافعا مفندا لا دعاءات السعاة. وعند استقراره باستانبول قسم وقته بين القراءة والإقراء، وتعرف فيها بعلمائها وأدبائها، وكانت له معهم مواعيد ولقاءات، وملّ الاغتراب في الآستانة فعاوده الشوق إلى تونس التي رجع إليها في جمادى الأولى سنة 1258/ 1848 وكان عند رجوعه ما يزال أحمد باشا باي موجودا، فكيف فرّ ثم عاد. إن شكوكه ووساوسه ونفسيته الغربية حملته على الهجرة، وتطمين التونسيين له الوافدين من عاصمة الخلافة وضمان عفو الأمير عنه سهّل له أمر الرجوع ومن هؤلاء الوافدين المؤرخ الشيخ أحمد بن أبي الضياف الذي أعانه على العودة، وتكفل له بالعفو والتوسط لدى المشير أحمد باشا باي في شأنه.

ولم يلبث طويلا بعد عودته حتى سمي معلما للعربية بمدرسة باردو العسكرية، وتخلى عن التدريس بهذه المدرسة سنة 1271/ 1855، وذلك في بداية عهد المشير الثاني، محمد باشا باي بعد تسميته مدرسا من الطبقة الأولى بجامع الزيتونة ولانتقاله بالسكنى إلى مدينة تونس، وسمي في خطة التدريس بتوسط من الشيخ محمد بيرم الرابع. ومن نبغاء تلامذته بجامع الزيتونة سالم بو حاجب، ومحمد السنوسي، وابن أخته محمد النجار، وغيرهم، ومن تلامذته بالمدرسة العسكرية بباردو الوزير خير الدين باشا، والجنرال حسين. ثم عين قاضيا بباردو في يوم الأحد 15 شعبان سنة 1277/ 26 فيفري 1867، ثم ولي خطة الإفتاء يوم الاثنين 9 شعبان 1285/ 25 نوفمبر 1868، ولبث متوليا لهذه الخطة نحو ثلاث سنوات، فقد أصيب بدمل خبيث طلع بين كتفيه من الخلف يسمى «حمرة وشهوة» انفتح له، فأعيا الأطباء علاجه، وكان سبب موته. توفي يوم الأحد 3 رجب 1288/ 7 سبتمبر 1871، ودفن في اليوم الموالي بمقبرة الزلاج في تربة الولي الصالح سيدي الونيش. وكان من الدعاة إلى الأفكار الإصلاحية المتمثلة في مجاراة الأمم الأوروبية، ودراسة العلوم الرياضية والطبيعية، والأخذ بالقانون الدستوري لتنظيم هياكل الدولة، إلاّ أنه كان متلونا مضطربا يميل مع الريح حيث مالت مجاريا للأمير الصادق باي ووزيره الأكبر مصطفى خزندار وكان ذا نزعة أرستقراطية لا يعطف على الشعب ومطالبه وموقفه من ثورة علي بن غذاهم موقف الشماتة والتبرير للتنكيل بالمشاركين فيها ومدح لمحمد الصادق باي ووزيره مصطفى خزندار. وكان أول شاعر تونسي خرج بالشعر من الأغراض التقليدية في الشعر العربي إلى ميدان الحياة العامة، على أن شعره لا يخلو من النظم

تآليفه

في الأغراض المألوفة في الشعر العربي، كما أنه نظم في الأغراض التافهة. تآليفه: 1 - ديوان شعر في جزءين، نشره بعد سنوات من وفاته تلميذه الشيخ محمد السنوسي وطبع بالمطبعة الرسمية بتونس 1294 - 95/ 1877 - 78، وأعادت طبعه الدار التونسية للنشر سنة 1972 في جزءين منفردين، ولا امتياز لها عن الطبعة الأولى. 2 - شرح ديوان المتنبي (غير موجود). المراجع: - أركان النهضة الأدبية بتونس 5 - 10. - الأعلام 7/ 185 (ط.5). - إيضاح المكنون 1/ 524، 2/ 114. - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 4/ 214. - تاريخ آداب اللغة العربية في القرن التاسع عشر للويس شيخو 1/ 100 - 105. - الأدب التونسي في العهد الحسيني لمحمد الهادي الغزي (تونس 1972) 177 - 219. - تونس وجامع الزيتونة لمحمد الخضر حسين ص 82 - 88. - الحركة الأدبية والفكرية بتونس ص 14 وما بعدها وفي مواضع متفرقة. - اكتفاء القنوع بما هو مطبوع لإدوارد كارنيليوس فانديك ص 481. - رواد النهضة الحديثة لمارون عبود ص 82 - 83. - شجرة النور الزكية 393. - الشعر التونسي المعاصر لمحمد صالح الجابري ص 31 - 53. - عنوان الأريب 2/ 127 - 130. - محمود قابادو لزين العابدين السنوسي (تونس 1954). - قابادو حياته وآثاره وتفكيره الإصلاحي لعمر بن سالم (تونس 1975) وهو أوسع دراسة صدرت عنه إلى الآن، وهي دراسة موضوعية تحليلية تجنبت الأخطاء والحماس لشخصية قابادو لدى بعض الدارسين على حساب الحقيقة والتاريخ. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 271 - 278. - معجم المطبوعات 1492 - 93. - معجم المؤلفين 12/ 191. - هدية العارفين 2/ 419. - محمد محفوظ قابادو وثورة ابن غذاهم مجلة الفكر س 9 ع 19 جوان 1964.

428 - القابسي (324 - 403 هـ‍) (926 - 1012 م).

428 - القابسي (324 - 403 هـ‍) (926 - 1012 م). علي بن محمد بن خلف المعافري ابن القابسي، أبو الحسن وأحيانا تحذف ابن قبل القابسي، والمعافري نسبة إلى قرية المعافرين من قرى قابس، دثرت قبل القرن التاسع هـ‍ على ما يستفاد من كلام ابن ناجي. وقال غيره كالقاضي عياض ومتابعيه إنه لم يكن قابسيا وإنما كان له عم يشد عمامته مثل شد القابسيين فسمي القابسي بذلك. ولا يخفى ضعف هذا التفسير، والصحيح أن النسبتين إشارة إلى القرية والبلد اللذين أصله منهما، وهو قيرواني، وهو ابن خالة ابن أبي زيد القيرواني مثل محرز بن خلف على ما يبدو. كان مقرئا محدثا فقيها أصوليا أشعريا زاهدا متقللا من الدنيا. كان حافظا للحديث ورجاله منقطع القرين. وكان ضريرا، وقيل عمي في كبره. أخذ قراءة القرآن عرضا وسماعا على أبي الفتح بن يدهن وعليه اعتماده، وسمع الفقه من جماعة كأبي العباس الأبياني، وأبي الحسن بن مسرور الدباغ، وأبي عبد الله بن مسرور العسال، وأبي محمد بن مسرور الحجام، ودراس بن إسماعيل الفاسي نزيل القيروان، وغيرهم. ورحل إلى الحج وعمره اثنتان وخمسون سنة (¬1) في سنة 376/ 986 ¬

(¬1) في شجرة النور الزكية «ورحل سنة 352 فحج» والصواب ما ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك «وكانت رحلته إلى المشرق وسنه اثنتان وخمسون سنة» فتكون رحلته على هذا سنة 376.

فسمع بمصر ومكة من حمزة الكناني، روى عنه سنن النسائي، ومن أبي زيد المروزي، وأبي أحمد محمد بن زيد الجرجاني روى عنهما صحيح البخاري وهما عن الفربري عن البخاري، وهو أول من أدخل رواية صحيح البخاري إفريقية وروى عن أبي الحسن بن حيويه النيسابوري، والذي ضبط له صحيح البخاري سماعا على أبي زيد المروزي بمكة هو أبو محمد الأصيلي بخط يده. لبث بالمشرق خمس سنوات. وكان مع عماه من أصح الناس كتبا وأجودها ضبطا، يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه. أقرأ الناس القرآن مدة بالقيروان ثم انصرف عن الإقراء لأنه بلغه أن أحد أصحابه استقرأه الأمير فقرأ عليه. قال أبو عمرو الداني: «أقرأ الناس بالقيروان دهرا ثم انقطع عن الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه السلطان فقرأ عليه، فشغل نفسه بالحديث والفقه إلى أن رأس فيها وبرع». تفقه به أبو عمران الفاسي، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله المالكي، وأبو علي حسن بن خلدون، وعتيق السوسي، وعمر العطار، وابن الأجدابي، وابن محرز، وروى عنه من الأندلسيين: أبو عمرو الداني المقرئ، وحاتم بن محمد الطرابلسي، والمهلب بن أبي صفرة، وغيرهم. ولما جلس للناس وعزم عليه في الفتوى تأبّى وسد بابه دون الناس فقال لهم أبو القاسم بن شبلون: كسروا عليه بابه لأنه قد وجب عليه فرض الفتيا هو أعلم من بقي بالقيروان، فلما رأى ذلك خرج عليهم ينشد: لعمر أبيك ما نسب المعلّى … إلى كرم وفي الدنيا كريم ولكن البلاد إذا اقشعرّت … وصوّح نبتها رعي الهشيم

ثم بكى حتى أبكى الناس، وقال: أنا الهشيم ثلاثا، والله لو أن في الدنيا خضراء ما دعيت أنا. وكان يفضل كتاب ابن المواز في الفقه على سائر الأمهات، وقال: إن صاحبه قصد بناء فروع أصحاب المذهب على أصولهم، وغيره إنما قصد لجمع الروايات، ونقل مقصود السماعات - كذا نقله القاضي عياض. وبالعكس كان يؤاخذ العالم المصري أبا إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرطي (بضم القاف وكسر الطاء بعدها ياء النسبة، ت 355/ 965) بأن كتبه فيها غرائب من قول مالك وأقوال شاذة عن قوم لم يشتهروا بصحبته ليست مما رواه ثقات أصحابه واستقر من مذهبه، كذا ذكره القاضي عياض، وأورد له الوشريسي في «المعيار» مجموعة من فتاويه وكذلك البرزلي. ومن مواقفه في تغيير المنكر والذب عن دين الله بصفته شيخ فقهاء القيروان يبدو بوضوح في قضية ابن أخي حاضنة باديس، فقد كان بالمهدية نصراني ابن أخ لحاضنة باديس بن المنصور الصنهاجي، افتض هذا النصراني صبية شريفة، فلما سمعت بذلك العامة رجعوا إليه فقتلوه، وبلغ ذلك باديس فعظم ذلك عليه وأرسل قائدا بعسكر إلى المهدية، وقال لهم: اقتلوا من هو قدّ السيف إلى فوق وبلغ ذلك القابسي، فدخل المحراب، وأقبل على الدعاء، فلما وصل القائد إلى قصر مسور قرب المهدية بات فيه، فقام بالليل وهو سكران يمشي على السطح فمشى في الهواء وسقط على رأسه وانتثر دماغه، وجاءت البرد إلى باديس بذلك، وأعلم بدعاء الشيخ أبي الحسن، فرعب لذلك وقال لأبي العرب وكبار رجاله تمشون إلى الشيخ، فلما ضربوا عليه بابه وأعلم بهم قال: تمضون للجوامع حتى يأتيكم العلماء، ولم يدخلهم داره، ووجه إلى أصحابه أبي بكر بن عبد الرحمن، والخواص، وابن

مؤلفاته

سفيان وأبي عبد الله المالكي، ومكي الفارسي، وابن الأجدابي، والربعي، وابن سمحان وغيرهم وأملى عليهم رسالة طويلة. مؤلفاته: 1 - أحكام المتعلمين والمعلمين وسمي الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين وهي التي حققها ونشرها د. أحمد فؤاد الأهواني (القاهرة 1955 ط 2/) ضمن كتابه التربية في الإسلام، والتعليم في رأي القابسي. 2 - أحكام الديانة. 3 - الرسالة التي أملاها بمناسبة حادثة اعتداء النصراني ابن أخي حاضنة باديس على عرض صبية شريفة. 4 - رسالة تزكية الشهود. 5 - رسالة في أبي الحسن الأشعري «أحسن الثناء عليه وذكر فضله وإمامته» كذا في «تبيين كذب المفتري» ص 122 للحافظ أبي القاسم بن عساكر. 6 - رسالة كشف المقالة. 7 - الرسالة المعظمة لأحوال المتقين. 8 - رسالة سماها الناصرة. 9 - رسالة في الورع. 10 - كتاب أحمية الحصون. 11 - كتاب الاعتقادات سماها النافعة. 12 - كتاب الذكر والدعاء وما فيه للسائل مكتفى. 13 - كتاب رتب العلم وأحوال أهله. 14 - الرسالة الناصرية في الرد على البكرية (أتباع عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله البكري الصقلي القيرواني الفقيه الصوفي المتوفى تقريبا سنة 350/ 990 وفي بعض مؤلفاته الصوفية آراء رد عليها

علماء القيروان). وفي بعض المصادر الرد على الفكرية، وهو تحريف. 15 - كتاب الملخص لمسند موطأ مالك بن أنس رواية ابن القاسم جمع فيه ما اتصل إسناده من حديث مالك في الموطأ من رواية ابن القاسم، وهو 520 حديثا، ذكر صاحب تثقيف اللسان أنه بكسر الخاء وكذلك سماه صاحبه. جمع فيه أحاديث الموطأ لأبي عمران موسى بن محمد بن عبد الله الأندلسي (رحلة العياشي 2/ 206) قال القاضي عياض في «الغنية» ص 113 (ط. تونس): وترجمة الكتاب تدل على الوجهين. فإذا كانت الترجمة «الملخص لمسند الموطأ» فهو بالكسر. قال ابن مكي في «تقويم (كذا) والصواب: تثقيف اللسان» كذا سماه مؤلفه، وكذا في أكثر النسخ، وإن كان من مسند الموطأ فالفتح. وهذا الكتاب ما يزال باقيا مخطوطا، توجد منه نسخة بالقرويين رقم 1391، ونسخة بالمكتبة الحمزاوية بتافيلالت رقم 192 (ينظر فهرس ابن عطية، ص 60 تعليق (1)) وفي «هدية العارفين» «الملخص في تلخيص القبس» لأبي بكر المعافري في «شرح الموطأ».وأبو بكر المعافري هو القاضي أبو بكر بن العربي المتوفى بعد القابسي بأكثر من قرن، وفيها القروي الأندلسي وأعجب لهذا التخليط. 16 - كتاب «الممهد في الفقه» بلغ فيه إلى ستين جزءا، ومات ولم يكمله، وهو كتاب كثير الفائدة مبوب على أبواب الفقه، جمع فيه الحديث والأثر والفقه، أجازه لجماعة منهم أبو عمرو الداني المقرئ. 17 - كتاب المنقذ من شبه التأويل. 18 - المنبه للفطن من غوائل المحن.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 326 (ط 5/). - إيضاح المكنون 1/ 566 - 584. - البداية والنهاية 11/ 351. - تذكرة الحفاظ 3/ 933 (دار إحياء التراث العربي بيروت). - ترتيب المدارك 4/ 616 - 21. - تبيين كذب المفتري 122 - 3. - الديباج 199 - 201. - شجرة النور الزكية 197. - شذرات الذهب 2/ 168. - العبر 3/ 85 - 6. - غاية النهاية 1/ 567. - فهرست ابن خير 90 - 1 - 296. - كشف الظنون 818 - 908. - معالم الإيمان 3/ 134 - 143 (ط 2/). - معجم المؤلفين 7/ 194 - 195. - النجوم الزاهرة 4/ 233 - 234. - نكت الهميان على نكت العميان لصلاح الدين الصفدي 217 - 218. - هدية العارفين 1/ 685. - الوفيات لابن قنفذ 34. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 702 - 3 - 722 - 24. - القراءات بإفريقية لهند شلبي ص 312 - 317.

429 - قاره باطاق (0000 - 1197 هـ‍) (0000 - 1783 م).

429 - قاره باطاق (0000 - 1197 هـ‍) (0000 - 1783 م). محمد بن مصطفى المعروف بقاره باطاق، الحنفي التونسي، من علماء القراءات. حفظ القرآن العظيم في حال صغره، وجوده بالسبع والعشر على الشيخ حمودة العامري، وعلى الشيخ رمضان القدري، وقرأ على الشيخ محمد زيتونة، وأحمد برناز، وأحمد الطرودي، الحنفي، وأحمد بن محمد التونسي، وأبي القاسم الجبالي، تصدر لتدريس التجويد بجامع الزيتونة، واستفاد منه الناس، ثم رتبه الأمير حسين بن علي باي بجامع محمد باي جوار مقام الشيخ محرز بن خلف. مؤلفاته: 1 - تحفة البررة بقراءة الثلاثة المتممين للعشرة، قال حسين خوجة: وتناولته أيدي علماء العصر فأجازوه ومدحوه وكتبوا عليه إجازات، وأثنوا عليه. 2 - الجواهر النضرة والرياض العطرة في متواتر القراءات العشرة، مدحه علماء عصره. المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 1/ 244 - 381. - ذيل بشائر أهل الإيمان 165 - 66. - معجم المؤلفين 11/ 135. - هدية العارفين 2/ 344.

430 - ابن القاضي (1105 - 1180 هـ‍) (1692 - 1766 م).

430 - ابن القاضي (1105 - 1180 هـ‍) (1692 - 1766 م). محمد الشافعي بن محمد بن محمد بن القاضي الشريف المساكني ثم الباجي ثم التونسي، الأديب الشاعر، الفقيه، اللغوي، الأصولي. والتسمية بالشافعي غير مشهورة بتونس، ولهذا الاسم قصة طريفة، وهي ان والده محمد بن القاضي لما حج سنة 1096/ 1685 لمح بمكة أربعة صبيان يدخلون الحرم الشريف في زي يلفت إليه الأنظار وهم من أبناء بعض الأشراف فسأل عنهم فأخبر أن أحدهم يسمى المختار، والآخر اسمه المتوكل، والثالث يسمى المكي، والرابع يسمى الشافعي، فتاقت نفسه أن يكون له أبناء أربعة كهؤلاء، فتوجه بالدعاء إلى الله أن يرزقه أربعة ذكور تكون تسميتهم بأسماء الصبيان المتقدم ذكرهم، فتحققت الأمنية وسماهم بالأسماء المذكورة. وكان نصيب مترجمنا من هذه الأسماء الشافعي فاشتهر بأنه محمد الشافعي، وهذا ما صدر به في التعريف بنفسه وعائلته حين مست المناسبة في كتابه الآتي التعريف به. وأصل عائلته من مساكن، ثم انتقلت إلى باجة، وتولى بها جده محمد الشريف القضاء، وكان هذا الجد من أهل العلم والورع، وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1096/ 1685، أما والده فكان من عدول باجة، تولى الإشهاد بها مدة أربعين سنة، واضطر للانتقال إلى تونس بسبب نزاع ثار بينه وبين صهرين له من عائلة الصمادحي بباجة. ولد المترجم بباجة، ونشأ بتونس حين هاجر أبوه إليها، وبها

حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بجامع الزيتونة، وأخذ عن أعلامه منهم عبد القادر الجبالي العيسي المطماطي، وأبو القاسم الجبالي العيسي المطماطي، وحمودة الرصاع الأنصاري الأندلسي، ومحمد الخضراوي، ومحمد زيتونة، ومحمد الصفار، وقد حط على شيوخه كلهم غير الشيخ محمد زيتونة فإنه نوه بكتابته على تفسير أبي السعود، وذكر أنه ترك دروس غيره اغتباطا بدروسه ولازمه ملازمة كلية إلى أن توفي. وقال في حقه: «وكان المربي والمعلم والمكمل والمقدم، وقد كان - رحمه الله - رحب العطن خائضا في كل فن» .. وقد قرأ عليه التفسير وكتبا منها موطأ مالك رواية ودراية، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والجامع الصغير للسيوطي، ومختصر خليل، وكان يختمه في سنة ونصف، وقرأ عليه رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وكان يختمها في تسعة أشهر، كما قرأ عليه شرح الدماميني على التسهيل، وكان يقارن في تحريره بين كلام الدماميني وابن المرابط شارح التسهيل، ويضعف اعتراضات ابن المرابط على الدماميني، وذكر عنه أنه قال لعلي: أتصدى لردها. ووصف المترجم شيخه هذا بأنه أحفظ أهل زمانه. وبعد أن أتم تعلمه تقلد قضاء المحلة، وكان مختصا بالأمير حسين بن علي باي، وكان في المحلة التي حفت بها الهزيمة بجيش الأمير المذكور من قبل ابن أخيه علي باشا. وحين فر أبناء الأمير المذكور إلى الجزائر عند ما تغلب على ملك تونس علي باشا فرّ المترجم معهم وقاسمهم الشدائد، وذاق معهم الأهوال، وأخلص لأكبر أبناء الأمير المذكور محمد الرشيد، وأبدى له من الإخلاص ما جعله يستصفيه لنفسه. وكانت هذه الغربة قد طالت نحو اثنتين وعشرين سنة قاسوا

المراجع

فيها من الاغتراب ما أنساه المنزل المستطار، ولكنه اغتراب فتق القريحة، وبعث على إنشاء كثير من الشعر المتضمن استغاثات وأشواقا إلى الوطن، مع التشكي من الزمن، ونظم هذه القصائد إما باقتراح من الأمير محمد الرشيد، وإما ببواعث شخصية. كان يحمل محمد الرشيد باي إذا أجهده المشي، وكان كاتبه في الجزائر. ولما قضى أبناء حسين بن علي على دولة علي باشا حفظوا له سالف خدمته، وعرضوا عليه مناصب جليلة، فلم يقبل، وتفرغ إلى العبادة والعلم في جبل المنار، وكان الأمير محمد الرشيد باي يرسل إليه ليلة كل جمعة فرسه الأشهب فيحضر عنده بباردو للمبيت، ومن الغد يرجع على الفرس المذكور موصولا بجميل الصلات. له شرح على قصيدة محمد الرشيد باي الميمية المسماة: «بمحركات السواكن إلى أشرف الأماكن» سماه «إبداء النكات من خبايا المحركات» اعتنى فيه باللغة والنحو والصرف والبلاغة، وهذا الشرح في جزءين ضخمين. المراجع: - الجواهر السنية في شعراء الديار التونسية 28 - 86. - شجرة النور الزكية 2/ 166. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 244 - 47. - مسامرات الظريف 38 - 39 في ترجمة محمد الرشيد باي. - الشيخ محمد الشاذلي النيفر: جريدة «العمل» 2 فيفري 1968 - 9 فيفري 1968 وهي أوفي دراسة عنه، وفيها تفاصيل لا توجد في غيرها.

431 - القبجي (0000 - 1262 هـ‍) (0000 - 1846 م).

431 - القبجي (0000 - 1262 هـ‍) (0000 - 1846 م). أحمد بن علي بن أحمد القبجي (بضم القاف وسكون الباء الموحدة المسفولة وجيم قبل ياء النسبة) القليبي، ينحدر من أصل تركي، الفقيه الأديب الشاعر. ولد ببلدة قليبية، وبها نشأ، وحفظ القرآن الكريم، ثم طلب العلم بجامع الزيتونة، وأخذ عن جماعة منهم الشيخ إسماعيل التميمي، وهو من أصدقاء الشيخ إبراهيم الرياسي من عهد التلمذة. بعد تخرجه من جامع الزيتونة اشتغل سنوات رئيسا للسفن البحرية متنقلا بها بين قليبية وتونس وصفاقس وجربة وطرابلس ومالطة والإسكندرية وغيرها، وذلك في مهمات تجارية، وأقام بصفاقس سنوات تاجرا ثم عاش بطرابلس (عاصمة ليبيا) بضع عشرة سنة مشرفا على أعمال الترسانة (دار الصناعة) ويرسله الباشا يوسف القرمانلي لاستخلاص الضرائب والأعشار عن زيت الزيتون من مدينة مسلاتة في ضاحية تاجوراء. ولما قامت الانتفاضة ضد يوسف القرمانلي شاهد منها فترة، ثم بارح القطر الليبي، ودخل البلاد التونسية وتزوج بطرابلس ومات له فيها ولد من زوجته الطرابلسية، وله في نفس الوقت زوجة من قليبية وذرية منها، وامتدت إقامته بطرابلس من سنة 1233 إلى 1246/ 1817 - 1830 وهو على موهبته الأدبية ذو بضاعة مزجاة في العلم، ففي رسائله

مؤلفاته

المكتوبة بالدارجة يدخل لم على الفعل الماضي، وهو أمر يتحاشاه من شدا شيئا من علم النحو. وكانت وفاته ببلدة قليبية بعد أن تقدمت به السن ومل من الترحال والتجوال. مؤلفاته: 1 - الدر النضير في مدح البشير النذير أتمه في سنة 1236 هـ‍ وهو مرتب على حروف المعجم يوجد مخطوطا بخزانة السيد محمود بن حميدة بن عفيف بقليبية. 2 - أنس النفوس. 3 - جليس الأديب. ورد ذكر هذين التأليفين في كتاب «وثائق عن نهاية العهد القرمانلي» لإسماعيل كمالي عرّبه عن الإيطالية مصطفى بازامة ص 114 (بيروت 1965) أفادني بذلك مشكورا الأخ الأستاذ محمد الصادق عبد اللطيف مراسلة من قليبية. 4 - مجموع به تشطير وتخميس لامية ابن الوردي (ط. دار العرب بتونس) في أوائل هذا القرن. 5 - رسائل أحمد القليبي بين طرابلس وتونس، جمعها الأديب الصديق الأستاذ علي مصطفى المصراتي، نشر الدار العربية للكتاب ليبيا - تونس 1976 وهي عبارة عن الرسائل التي تبادلها مع الحاج محمد حامد النوري بصفاقس ومع بعض رجال الدولة بطرابلس أيام حكم القرمانليين، ومع والده بقليبية. وصدر الكتاب به مقدمة عن حياته، ومظاهر الحياة الاجتماعية بطرابلس وتونس. وقد نشر الرسائل الخاصة المخزونة بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية بصفاقس (متحف دار الجلولي) الأستاذ الصديق علي الزواري (تونس 1982) وعددها 26 رسالة وصدر كل رسالة بصورة شمسية لها

المراجع

وعنوان الكتاب «رسائل أحمد القليبي بين طرابلس وصفاقس» وفيه تصحيح لبعض قراءات الأستاذ علي مصطفى المصراتي وإكمال فقرات حذفها. المراجع: - صفحات من تاريخ قليبية لعبد الرحمن بن عبد اللطيف (تونس 1983) ص 126 - 128. - محمد محفوظ: متوظف تونسي في دولة القرمانليين، مجلة الفكر تونس جانفي 1966 ص 75 - 84. - أبو بكر عبد الكافي: مجلة القلم صفاقس ع 2، 1969 ص 10 - 12. - محمد الصادق عبد اللطيف، جريدة الصباح 7/ 1974/23 - 8/ 1974/2 - 8/ 1974/9 - 9/ 1974/4 - 10/ 1974/2 - 7/ 1978/24.

432 - ابن قداح (000 - 734 هـ‍) (0000 - 1333 م).

432 - ابن قدّاح (000 - 734 (¬1) هـ‍) (0000 - 1333 م). عمر بن علي بن قدّاح الهوّاري التونسي، أبو علي. كان عالما بمذهب مالك عليه مدار الفتيا مع القاضي إبراهيم بن عبد الرفيع، وكان مشاركا في الأصول وغيره. أخذ عن عبد الحميد بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي وغيره، وعنه ابن عرفة وغيره، ولقيه علي بن محمد بن القاسم بن فرحون المدني المولد التونسي الأصل عند حلوله بتونس. درّس بالمدرسة الشماعية، وولي قضاء الأنكحة بتونس في كرتين، وولي قضاء الجماعة بعد ابن عبد الرفيع، وكان نائبه ولم تطل مدته. وكان من عادته أن يستند كل يوم جمعة بعد صلاته إلى بعض أساطين جامع الزيتونة ويستفتيه الناس في المسائل فإذا أفتى في أربعين مسألة انصرف من مجلسه ذلك. في «معالم الإيمان» 3/ 144 في ترجمة أبي محمد عبد الله بن محمد بن زيد الحجاجي «أنه ارتحل لتونس فقرأ بها على الشيخ أبي علي بن قداح، وكان الشيخ أبو علي هذا قاضي الجماعة بتونس، وكان رقيق القلب، فقدم في ولايته نحو الخمسين عدلا دفعة واحدة توسعة على الناس وقدم بكل مدينة عدولا من الأربعة إلى الخمسة أو نحو ذلك، فقيل له ¬

(¬1) تاريخ وفاته في هذه السنة ذكره الزركشي، وذكر ابن فرحون في «الديباج» أنه توفي سنة 736، والزركشي أعرف بوفيات أبناء بلده من ابن فرحون.

المصادر والمراجع

في ذلك فقال: إذا كان الطالب يأتي إلينا، ويترك زوجته إن كان متزوجا ويرضى بالغربة والصبر على القمل والبرغوث والبق، ويخدم بيده من طبخ وغيره وهو مجد في العلم فإذا لم نقدمه في خطة تليق به من شهادة وقضاء أو نحو ذلك طلع ولده لصناعة الحدادين». له مسائل مشهورة قيدت عنه. المصادر والمراجع: - تاريخ الدولتين 57 - 58. - الدرر الكامنة 3/ 255. - درة الحجال 3/ 199 - 200. - الديباج 187. - رحلة ابن بطوطة 7. - شجرة النور الزكية 207. - نزهة الأنظار 1/ 266.

433 - قدور (1304 - 1383 هـ‍) (1884 - 1963 م).

433 - قدّور (1304 - 1383 هـ‍) (1884 - 1963 م). علي بن عمر قدّور من رجال التربية والتعليم. ولد بصفاقس، وتلقى تعلمه بالكتاب ثم انتقل إلى مدرسة عربية فرنسية، وتخرج منها محرزا على الشهادة الابتدائية، ثم تابع دراسته بالجامع الكبير بمدينة صفاقس، فأخذ عن المشايخ: محمد السلامي، والحاج محمد القفال، ومحمد بن يوسف الكافي وهو عمدته، ومحمود الكتاري. وفي سنة 1922 اختاره أهالي صفاقس لتعليم البنات عند فتح أول مدرسة لتعليم الفتاة بالمدينة، ومكث بها إلى سنة 1952 حيث أحيل على التقاعد، وكانت وفاته في جويلية سنة 1963. له كتاب «مبادئ الفقه والتوحيد» كتاب صغير مدرسي، مطبوع بصفاقس، وطبع على نفقته الخاصة كتاب «الشذرات الذهبية» تأليف شيخه محمد بن يوسف الكافي، وكتاب «شرح الأحاديث القضاعية» لشيخه المذكور، وشرح شيخه هذا على «تحفة الحكام» لابن عاصم. المرجع: - محمد الشعبوني: جريدة الصباح س 31 ع 10380 - 12 رمضان 1401، 14 جويلية 1981.

434 - قدية (0000 - 1372 هـ‍) (0000 - 1952 م).

434 - قدية (0000 - 1372 هـ‍) (0000 - 1952 م). الأمجد قدية القيرواني، ولد بالقيروان، ونشأ بها، وطلب العلم ببلده، ثم ارتحل إلى تونس، وتابع تعلمه بجامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التحصيل، ثم نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثالثة، واشتهر في دروسه بتمكنه من مادته ويسر أسلوبه وبذله الجهد في تفهيم الطلبة، ونصحه البالغ. توفي وهو ما يزال في عنفوان قوته، وذلك أنه سافر مع جماعة من أبناء بلدته القيروان إلى بلدة عين دراهم في سيارة فانقلبت السيارة وقيل إنها سقطت من مكان عال، وأصيب ركابها برضوض فنقلوا إلى مستشفى سوق الأربعاء (جندوبة الآن) فمات من جراء هذه الحادثة في جويلية كما مات الشيخ محمد بو شربية. مؤلفاته: 1 - سبيل الإنشاء، ط. النهضة، تونس 1368/ 1949، مط/الشريف، تونس، بلا تاريخ. 2 - الصرف الحديث (ط. تونس).

435 - القرطاجني (608 - 684 هـ‍) (1211 - 1285 م).

435 - القرطاجني (608 - 684 هـ‍) (1211 - 1285 م). حازم بن محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن حازم الأنصاري الأوسي القرطاجني، الأديب الشاعر الكاتب، المشارك في العلوم العقلية. ولد بقرطاجنة من بلاد الأندلس، والمظنون أنه هاجر بعد وفاة والده الذي كان قاضي مدينة مرسية أكثر من 40 سنة، وتوفي وقد بلغ من العمر 68 سنة في شهر شوال من سنة 632/ 1234 وقد اشتهر بتضلعه في الفقه والأدب. أما ابنه حازم فإنه لما سقطت قرطاجنة فيما سقط من كورة تدمير فإنه كان يناهز الثلاثين إذا قدرنا أنه فارق بلده في حدود سنة 637، ومكث بعض الوقت في مراكش، واتصل بالسلطان الموحدي الرشيد بن محمد عبد الواحد بن المأمون، وله فيه أمداح كثيرة، ثم انتقل منها إلى إفريقية (أي البلاد التونسية)، واتخذها دار إقامة في ظل ملوك بني حفص، ومدح منهم الأمير أبا زكريا يحيى، وابنه محمد المستنصر، ومدح أخاه يحيى، وقضى بقية عمره في تونس محتفظا بزيه الأندلسي، وشعره في هذه الحقبة كان مواكبا للأحداث التاريخية والعمرانية التي قام بها الحفصيون وبخاصة المستنصر. ومع علمه وفضله كانت فيه سذاجة وغفلة في شؤون الحياة العملية، فقد روى الشيخ أبو العباس الكاتب ببجاية قال: «كنت آويا إلى أبي الحسن حازم القرطاجني بتونس، وكنت أحسن الخياطة، فقال

لي: إن المستنصر خلع عليّ جبة جربية من لباسه وتفصيلها ليس من تفصيل أثوابنا بشرق الأندلس وأريد أن تحل أكمامها، وتصيرها مثل ملابسنا، فقلت له وكيف يكون العمل؟ فقال: تحل رأس الكم، ويوضع الضيق الأعلى والواسع بالطرف، فقلت له: وبما يجبر الأعلى فإنه إذا وضع في موضع واسع سطت عليه فرج ما عندنا ما نضع فيها إلاّ رقعها بغيرها، فلم يفهم، فلما يئست منه تركته وانصرفت، قال لسان الدين بن الخطيب الذي نقل هذه الحكاية فأين هذا الذهن الذي صنع المقصورة وغيرها من عجائب الكلام (الإحاطة 1/ 208 تحقيق عبد الله عنان). وحاز مكانة في بلاط المستنصر بفضل سلوكه وحسن سيرته فأدخله ديوان الإنشاء، وتميز حازم في هذا الوسط، وفرض نفسه بعلمه ومواهبه، وسار ذكره في الآفاق، ووصله من المشرق إجازات. قال ابن رشيد في رحلته: «حبر البلغاء، وبحر الأدباء ذو اختيارات فائقة، واختراعات رائقة لا نعلم أحدا ممن لقيناه جمع من علم اللغة ما جمع أخذ عن والده العربية، وطرفا من الفقه والحديث، وتردد على مدينة مرسية القريبة منه للأخذ عن أشياخها كأبي القاسم أحمد بن محمد الطرسوني، وأحمد بن محمد بن هلال العروضي الجزائري الأصل، ودخل غرناطة وأشبيلية، وأخذ فيهما عن أبي علي الشلوبين. أحكم من معاقد علم البيان ما أحكم من منقول ومبتدع، وأما البلاغة فهو بحرها العذب والمتفرد يحمل رايتها أميرا في الشرق والغرب وأما حفظ لغات العرب وأشعارها وأخبارها فهو جماء (¬1) روايتها ¬

(¬1) لعل الصواب: حمّاد روايتها.

تآليفه

حمال أوقارها، يجمع إلى ذلك جودة التصنيف وبراعة الخط، ويضرب بسهم في العقليات، والدراية أغلب عليه من الرواية». وممن تخرج عليه أبو حيان الأندلسي، وابن رشيد، وأبو الحسن التجاني، وابن راشد القفصي، وابن القوبع، وغيرهم. توفي بتونس ليلة السبت 12 رمضان 684/ 23 نوفمبر 1285. تآليفه: 1 - منهاج البلغاء وسراج الأدباء، حققه محمد الحبيب ابن الخوجة (تونس 1966) نال به درجة الدكتوراه الحلقة الثالثة من جامعة باريس، وأعادت نشره دار الغرب الإسلامي، بيروت سنة 1982. 2 - شد الزيار على جحفلة الحمار، رد به على كتاب المقرب لابن عصفور، مفقود. 3 - المقصورة في مناقب المستنصر الحفصي، وبهاته القصيدة ذاع صيته، وقد شرحها أبو القاسم محمد بن أحمد المعروف بالشريف الغرناطي، واسم شرحه «رفع الحجب المستورة عن محاسن المقصورة» (مصر 1344/ 1925) في جزءين. والشريف الغرناطي هو سبتي الأصل، نزيل غرناطة ولد بمدينة سبتة يوم 6 ربيع الثاني من سنة 697/ 22 ديسمبر 1297، وتوفي بغرناطة في أوائل شعبان من سنة /760 جوان - جويلية 1359. ذكر حازم في مقدمة المقصورة أنه عارض بها مقصورة أبي بكر بن دريد، وذكر الشارح الشريف الغرناطي أن المستنصر أعطاه ألف دينار كل بيت بدينار واحد افتتحها بالنسيب إلى غاية 52 بيتا ثم تخلص إلى المدح، وذكر مناقب المستنصر.

4 - وله قصائد أخرى في مدح مخدومه المستنصر منها مجموعة تحت رقم 382 بالأسكوريال، ومجموع آخر تحت رقم 454. 5 - حديقة الأزهار وحقيقة الافتخار في مدح النبي المختار وهي قصيدة جعل صدورها في مدح الحضرة النبوية وأعجازها من معلقة امرئ القيس، نشرت ضمن ديوان شعره، وأوردها المقري في «نفح الطيب» 8/ 34 - 38. 6 - قصائد ومقطعات، تقديم وتحقيق الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، الدار التونسية للنشر (تونس 1972). 7 - قصيدة في النحو على حرف الميم في 217 بيتا، صدرها بمدح المستنصر، وأشار إلى إكرامه لمن جاء من الأندلسيين، ومدح تونس في الأبيات 17 - 19: فتونس تؤنس الأبصار رؤيتها … وتمنح الأمم الأسماء والأمما كأنما الصبح فيها ثغر مبتسم … وصوّة الليل فيها حوة ولمى فأقبلت نحوها للناس أفئدة … ترتاد غيثا من الإحسان منسجما نشرت ملحقة بديوان شعره وشرحها أبو سلامة ناجي بن عبد الواحد الطراح (وينظر بغية الوعاة 2/ 310). 8 - المناهج الأدبية، وهو في فن الشعر، قال عنه الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة: «متميز بموضوعه وبطريقة التناول والبحث لفن القريض» يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، أصله من المكتبة العبدلية. 9 - ديوان شعره حققه المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك (دار الثقافة بيروت 1964) في 133 ص عدا الفهارس، وقال: «وشعره كثير، وهذا الذي ننشره معتمدين على مخطوطة الأسكوريال وعلى بعض ما تناثر من شعره في المصادر لا يمثل إلاّ جزءا ضئيلا منه».

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 2/ 159 (ط 5/). - بغية الوعاة 1/ 491 - 92. - تاريخ المغرب العربي في سبعة قرون بين الازدهار والذبول لمحمد الهادي العامري (تونس 1974) 71 - 73. - درة الحجال 1/ 254 - 255. - شجرة النور الزكية 197. - شذرات الذهب 5/ 387 - 88. - اختصار القدح المعلى 20 - 21. - أزهار الرياض 3/ 172. - كشف الظنون 1347 - 1870. - برنامج الوادي آشي 299. - طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي في ترجمة شيخه أبي حيان 6/ 38 - 41 (ط 1/) وذكر له طائفة من مقصورته. - مقدمة منهاج البلغاء ص 45 - 118. - مقدمة ديوان شعره. - نفح الطيب (ط. م. م. عبد الحميد) 3/ 341 - 346 أورد له في الأثناء قصيدة مطولة في مدح المستنصر الحفصي وينظر منه 5/ 278. - الأدلة البينة النورانية، تحقيق وتعليق الأستاذ عثمان الكعاك، ص 62 - 63 (التعليقات). - معجم المؤلفين 3/ 177. - هدية العارفين 1/ 260. - وللدكتور مهدي علام أطروحة (أبو الحسن حازم القرطاجني وفن المقصورة في الأدب العربي) نشرت في حوليات كلية الآداب (جامعة إبراهيم) المجلد الأول (مايو 1951). والمجلد الثاني وقد بلغت 140 ص (ينظر: المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مائة عام لأنور الجندي، ص 737).

436 - القرطبي (000 - 636 هـ‍) (0000 - 1239 م).

436 - القرطبي (000 - 636 هـ‍) (0000 - 1239 م). عبد الله بن نعيم الحضرمي القرطبي، أبو عبد الله، العالم الأديب الشاعر. ولد بتونس، ونشأ بها، وتوفي بقسنطينة. كان منتصبا للتدريس والرواية، وقرأ عليه جماعة منهم محمد بن الحسن التميمي القلعي شيخ الغبريني. تولى الإشراف (الديوانة) ببجاية في زمن ولاية ابن عمران من بني عبد المؤمن. ولما أخذت البلاد من يد ابن عمران سنة 581/ 1186 وأخذت معه حاشيته كان المترجم من بين أحد المعتقلين، وبعد ليلة أو ليلتين من اعتقاله رأى الأمير الجديد النبي - صلّى الله عليه وسلم - في المنام، وأمره أن يطلق سراح المترجم من اعتقاله، فاستيقظ، وبعث له الفتيان في بقية ليلته فارتاع كل من كان معتقلا واستشعر شرا، فاستدعى المترجم من بينهم، وسيقت له بغلة وسرج وكسوة وأحسن إليه، فسئل المترجم عن السبب في ذلك فقال: إنه لم يكن له سبب سوى أنه خمس القصيدة الجيمية المسماة بالمنفرجة لأبي الفضل بن النحوي، وهي حكاية شبيهة بحكايات الفرج بعد الشدة التي جمعها التنوخي في كتابه، وهذا التخميس طالعه: لا بد لضيق من فرج … والصبر مطية كل شج وبدعوة أحمد فابتهجي … (اشتدي أزمة تنفرجي) قد آذن ليلك بالبلج

مؤلفاته

أورده الغبريني كاملا وقال: «وهو تخميس لا بأس به». مؤلفاته: 1 - تخميس المنفرجة السابق الذكر. 2 - شرح مطول لمقامات الحريري، شرح خطبتها في 15 كراسا. المصادر والمراجع: - عنوان الدراسة للغبريني 271 - 278 (ط 2/). - معجم المؤلفين 6/ 143.

437 - القرمادي (1354 - 1402 هـ‍) (1933 - 1982 م).

437 - القرمادي (1354 - 1402 هـ‍) (1933 - 1982 م). صالح بن الهادي القرمادي (بالقاف المعقدة المفتوحة والراء المهملة الساكنة) الباحث الممتاز والعالم بالألسنية، والأديب والأستاذ بالجامعة التونسية كلية الآداب والعلوم الإنسانية. ولد بتونس في 12 أفريل سنة 1933. ويبدو أن دراسته الابتدائية لم تخل من تقلبات عديدة بدأها في المدرسة العمومية بساحة الحلفاوين ثم واصلها بعد فترة قصيرة في مدرسة من مدارس حي باب الجزيرة قبل أن ينتقل إلى مدرسة أبي عثمان القيطوني القرآنية الكائنة بنهج القنطرة القريبة من منزله، وقرأ فيها على السيد الباهي الأدغم الذي أظهر منذ البداية اهتماما خاصا بهذا التلميذ ذي الموهبة الخاصة، وقد ظل المترجم طول حياته يكن لهذا المعلم احتراما جليلا لأنه قاد خطواته الأولى على درب المعرفة. وإلى جانب دراسته فقد أودع - حسب التقاليد التربوية في ذلك العهد - عند أحد نجاري الحي ليتدرب على تعلم صناعة، ثم أودع لدى أحد باعة الفخار بنهج سيدي محرز. وفي أوقات فراغه كان يعيش حياة كل أطفال الحي، فكان يلهو مع أترابه معاكسا المارة، وكان كذلك يقوم بدور المؤذن أو المقرئ في الجامع الصغير المجاور، وهو ما يفسر حبه الذي لازمه للتراتيل القرآنية ومدائح السلامية. ويمكن القول بأنه سواء تعلق الأمر بمحيطه العائلي أو بمحيطه الاجتماعي الذي نشأ فيه فإنه قد تربى حسب التقاليد الشعبية التي ظل

وفيا لها حتى النهاية وإن أصبح - فيما بعد - أحد المثقفين الكبار، ذلك العالم مادة لحكايته المعروفة «سعيد أو بذرة الحلفاوين» ولما كتب الشعر غنى مرابع صباه وخاصة في قصيدته «شارعنا». وفي سنة 1946 نجح في مناظرة الدخول للمدرسة الصادقية، وبعد سبع سنوات تخرج منها محرزا على شهادة البكالوريا، واختار قسم الآداب الكلاسيكية شعبة (أ) فأصبح من التونسيين القلائل الذين درسوا اليونانية واللاتينية، علاوة عن لغته الوطنية والفرنسية والإنكليزية. ولعل معرفته المبكرة لهذه اللغات كلها هيئته فيما بعد للتخصص في الألسنية، ومن بين أساتذة العربية بالمعهد الصادقي الذين تركوا فيه أثرا كان يحب ذكر أحمد الغربي، وعبد الوهاب باكير، والشاذلي بو يحيى. وعند ما كان طالبا بالمدرسة الصادقية لم يكن تلميذا نابها فقط بل شارك في الإضرابات العديدة التي نظمت احتجاجا على سياسة المستعمر، وطرد لأيام عديدة من المدرسة مع جماعة ممن كانوا يدرسون معه، وفي خضم المعركة الوطنية من أجل الاستقلال اكتشف الماركسية، فكان ذلك بمثابة العلامة الكبيرة على مسار التحولات الفكرية والميول السياسية له إذ حاول منذ ذلك التاريخ أن يوفق في سلوكه السياسي وطريقته في التفكير بين المكاسب الكونية للنظرية الجدلية، وبين الإرث الغني الذي أفرزته الحركة الوطنية التونسية. وفي سنة 1954 عمل قيما بمدرسة خزندار فرع المدرسة الصادقية، وفي نفس المدة أعد بنجاح الدراسة التمهيدية لشهادة الإجازة بجامعة بوردو الفرنسية، ثم التحق بهذه المدينة حيث تحصل في ما بين سنتي 1955 و 1957 على ست شهادات عليا في العربية والإنكليزية، وإلى جانب هذه الحصيلة الهامة تحصل أيضا سنة 1957 على شهادات دراسات عليا حول ابن رشد، وعلى شهادة مماثلة في تاريخ الفلسفة العربية

والاثنتان أعدهما تحت إشراف روجي أرنلديز ويبدو أنه في نفس السنة قام بتربص لغوي في الإنكليزية في مدينة كارديف من بلاد الغال، وخلال إقامته ببوردو نمى شغفه بالألسنية إذ إلى جانب الحظوة التي كان يلقاها هذا العلم عند البعض من رفاقه مثل خير الدين بن عثمان، فقد ساعده على طرق أبواب هذا التخصص دراسته لعلم الأصوات في اللغتين العربية والإنكليزية. ثم بعد أن انتقل من بوردو إلى باريس قبل بنجاح في مناظرة التبريز للغة العربية في جوان 1958 وكان له نشاط سياسي في صلب المنظمات الطلابية المغربية، واتصال بالحركات التقدمية الفرنسية المتركزة أولا على الدفاع عن القضية التونسية، وقد كان هذا النشاط متجها في بدايته نحو الدفاع عن القضية التونسية لينتقل بعد عام 1956 نحو العمل على دعم التضامن مع الشعب الجزائري في نضاله من أجل الانعتاق والحرية. ورجع إلى تونس في صائفة 1958 بصحبة زوجته جوليات وابنه فوزي الذي ما يزال رضيعا وهو يحمل في جرابه العديد من الشهائد ومزود بتجربة ثرية. كان أحد العناصر البارزة التي تحملت عبء إقامة النواة الأولى للدراسات الأدبية واللغوية بالجامعة التونسية، وهو مثال الأستاذ الواسع الاطّلاع، وخاصة في الميدان اللغوي بما كان يتمتع به من تضلع في لغة الضاد، وإتقان للغات أجنبية متعددة. وهو أستاذ محاضر في الألسنية بكلية الآداب وباحث بمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية، وساهم في بعث مركز الدراسات والأبحاث الاجتماعية، ومؤسس قسم الألسنية به. اختفى عن الوجود لعدة أيام وفي يوم الخميس 29 جمادى الأولى 1402/ 25 مارس 1982 وقع العثور على جثته في منطقة تاكلسة بالوطن

مؤلفاته

القبلي بمكان يعرف برأس الفرطاس على مقربة من ثكنة قديمة مبنية تحت الأرض في شكل دهاليز يصل عمق بعضها إلى خمسة وأربعين مترا، وقد تحولت مع مرور الزمن إلى منتزه، ولعله نزل في أحد هذه الدهاليز وسقط وأصابته رضوض فخرج منه متعبا منهوكا مرضوضا فأصابه أجله، وكان لموته لوعة وأسى في أوساط زملائه بالجامعة ولدى تلامذته الكثيرين، وقد كان فقده - وهو في أوج عطائه - خسارة على التدريس والبحث المبتكر، فقد كان أستاذا ملتزما بالعلم والأدب الخلاق، وله بحوث وفيرة بالعربية والفرنسية نشرتها المجلات، وهي تتسم بالابتكار والتقصي، والروح العلمية الجادة الملتزمة. مؤلفاته: 1 - علم أصوات العربية لجان كانتينو نقله إلى العربية، وذيله بمعجم صوتي فرنسي عربي نشرته الجامعة التونسية، تونس 1966، 224 ص. 2 - اللحمة الحية، ديوان شعر على الطريقة الحديثة، نشر دار سيراس، تونس، الطبعة الأولى في 1970 والطبعة الثانية 1982 في 68 ص وفي آخره شعر بالفرنسية في 28 ص كتب له مقدمة زميل المترجم وصديقه الأستاذ توفيق بكار، جاء فيها ص 8 «شعر القرمادي عديم الوزن قليل القافية وهو مع ذلك شعر، والشعر ما إذا أزلت عنه دربكة الأوزان وتصفيق القوافي ظل شعرا لأن الشعر الجوهر والروح، وليست الأوزان والقوافي سوى وسائل محلية تزيد الشعر الحسن حسنا ... وتغطي عيوب الآخر». ومناقشة الأستاذ بكار تطول نجتزئ منها بما يلي: «إن الشعر كسائر الفنون له شكليات لا بد من مراعاتها وهي هنا الوزن ولو على الطريقة الحديثة من وحدة التفعيلة، ودعواه أن الشعر الجوهر والروح غير صحيح على إطلاقه فهل أن النثر الذي فيه خيال وبعض الفقر

الموزونة المقفاة يعد شعرا؟ لا يعد شعرا وإن كان فيه بعض عناصر الشعر، ثم إنه يستدرك أن الأوزان والقوافي تزيد الشعر الحسن حسنا وتغطي عيوب الآخر وفي هذا اعتراف بفضل الوزن والقافية على الشعر وأنهما تزيدان الحسن حسنا، أما دعواه أن القافية والوزن يغطيان عيوب الشعر غير الحسن فغير صحيح فإن الشعر الضعيف والذي فيه حشو يبقى بادي السوأة للعيان لا تستره القوافي والأوزان، ثم إن للشعر لغة خاصة تميل إلى التركيز، وعدم الإفراط في ذكر التفاصيل، وعدم التكرار الممل والبعد عن الإسفاف، وتناول المعاني الصغيرة والأشياء التافهة بحجة الاستمساك بالواقعية». وقال في ص 6: «وهذا عذاب القبر يجرده من هوله فإذا هو (موربريزبارتي) وعشاق تحت اللحود وبين الحشرات وهذه طقوس الموت لا يبيح منها إلاّ أن يبول القط على ضريحه».وهو يشير إلى قصيدته التي هي بعنوان: «نصائح إلى أهلي بعد موتي» ص 20 ولا تمنعوا القطط من البول على ضريحي، فقد اعتادت أن تبول على جدار بيتي، أهذا شعر؟ إنه أشبه بالكلام العادي الذي لا رواء فيه ولا جمال ولا خيال زيادة عن تفاهة المعنى، فما يهم القارئ أن تبول القطط أو غيرها على ضريحه، ثم لاحظ ما في لفظة البول من ذوق وبعد عن الشاعرية. وقال الأستاذ بكار في ص 8: لقد لوى عنكوش (¬1) البلاغة بيدين خشنتين فهو يحدثك بلغة يعرب ولغة الحلفاوين معا ويقطع «المألوف (¬2) بالعروبي» وأن عباراته العامية لتنفلق في الكلام الفصيح «كالتقريعة» بين المتأدبين «تضر تقريعة» الصحة والعافية. صحيح أنه أكثر من استعمال الكلمات العامية، وحاول ¬

(¬1) كلمة دارجة بمعنى العنق. (¬2) الغناء على الطبوع الأندلسية.

الأستاذ بكار أن يبررها ولكنه كلام غير مقنع لأن هذه الألفاظ التي أوردها يمكن تعويضها بالفصيح، ولاستعمال الألفاظ العامية مجال في غير الشعر الفصيح، ولأن هذه الألفاظ التي أوردها لا شحنة معنوية أو نفسية لها حتى يقال إن تفصيحها يفسد مذاقها، وفي قصيدة الأمل ص 27: عام الفيل وعام الفيل … فيل عام وعام ليال وأيام … ثم أمل عام الفيل وعام الفيل وعام الفيل … فيل عام وعام ليال وأيام … ثم أمل عام الفيل وعام الفيل وعام الفيل … ثلاثة أعوام وفيل تململ وجرح … عام الفيل وعام الفيل وعام الفيل وعام الفيل قتل وألف وأربعمائة وواحد وستون يوما … قلق وضجر ثم هل إلخ هل في هذا التكرار الممل نفحة من نفحات الشعر؟ ونكتفي بإيراد هذا القدر من الديوان وبه يتبين للقارئ أنه ليس بشعر أو الأحرى أن يسمى خواطر منثورة. إني لست خصما للشعر العصري الحديث، لكن المجيدين في

المراجع

هذا الشعر قليلون في العالم العربي كله، فمنهم من له مواهب شعرية تأسر بألفاظها ومعانيها، وعلى شعرهم رواء وجمال، ومنهم من يرصف الألفاظ كيفما اتفق ولو كانت متنافرة لا تلاؤم بينها، وليست له مواهب شعرية، وكلامهم ليس فيه رونق وجمال وسمو فكرة مع ميل إلى الإغراب والخروج عن المعتاد المألوف من تقاليد وآداب بدعوى الواقعية، ويا لها من واقعية تنحدر بالشعر إلى الدركات، إنهم علقوا لافتة الشعر الحديث لجلب الأنظار والسكوت عن قعقعاتهم الفارغة لأن لألفاظ الحداثة والتجديد وما اشتق منهما سحر الاستهواء للنفوس. 3 - سأهبك غزالة لمالك حداد الكاتب الجزائري ترجمه عن الفرنسية الدار التونسية للنشر تونس 1968، 181 ص. أشكر الأخ الأستاذ سعد غراب فقد وجه لي من تونس نشرتين خاصتين بالمترجم لم تصلا إلى صفاقس، بارك الله فيه وأثابه. المراجع: - أربعينية الفقيد صالح القرمادي محاولة في ضبط ببليوغرافي نشر دار الكتب الوطنية، وزارة الشئون الثقافية، مصلحة العلاقات الخارجية عدد 1 (1982). - جريدة الصباح 26 مارس 1982 ع 10660 س 32. - جريدة الشعب 6 - 7 مارس وأفريل 1982/ 2 أفريل 1982 ماي 1982.

438 - القريشي (كان حيا 851 هـ‍) (1447 م).

438 - القريشي (كان حيا 851 هـ‍) (1447 م). محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن محمد بن زكريا القريشي التونسي فاضل فلكي. له إخلاص النصائح في تخطيط على رسالة محصلة المطلوب في العمل يربع الجيوب، فرغ منه في شعبان سنة 851 هـ‍. المراجع: - إيضاح المكنون 1/ 50. - معجم المؤلفين 7/ 289. - هدية العارفين 1/ 793.

439 - القزاح (1238 - 1323 هـ‍) (1823 - 1905 م).

439 - القزّاح (1238 - 1323 هـ‍) (1823 - 1905 م). محمد ابن الشيخ الولي الصالح علي (¬1) ابن القارئ الحاج عمر ابن الحاج أحمد بن حسن بن محمد بن عمر الجد الجامع لآل القزاح (بضم القاف المعقودة والزاي المشددة) الشريف المساكني. ولد بمساكن بلدة الاشراف بالساحل التونسي، وبها تعلم، الفقيه الصوفي. مات أبوه وهو لم يولد بعد، فتربى يتيما عند أخواله من بني بوصويبع القزاح، وكانوا من أهل الفلاحة فكلفوه برعي الغنم لهم، لكن أمه كانت حريصة أن يكون طالبا للقرآن والعلم، فأدخلته الكتاب، حدّث ابنه الشيخ عبد القادر المتوفى سنة 1942 قال حدثني والدي - رحمه الله - حين كنت أتعلم القرآن بالكتاب المجاور للجامع الأوسط: كنت أستأذن من مؤدبي الخروج لأمر ما، وأدخل الجامع لأنظر حلقات الدروس وسماع ما يقولون، ولما أرجع إلى الكتاب وقد مضى زمن يتجاوز عرفا ما ذهبت لأجله فيقابلني المؤدب بالغضب والقرع بالعصا، وهكذا تعدد مني هذا الصنيع مرات عديدة، وفي الآخر تمكن مني شدة الشوق إلى العلم، فانتظمت في زمرة من يواظب على ملازمة الدروس. لم يذهب إلى جامع الزيتونة، وإنما أخذ عن مشايخ بلده إذ كانت البلدة تعج بحلقات الدروس، في الجامع الأوسط، ومدرسة الشيخ ¬

(¬1) في شجرة النور الزكية «ابن الشيخ محمد» وهو غير صحيح وصوابه «ابن الشيخ علي».

علي بن خليفة، ومدرسة الشيخ أحمد الصغير ابن عم الشيخ علي بن خليفة وأحد تلاميذه المجازين، وأبرز مشايخه وعمدته الفقيه الصوفي الشيخ محمد ابن الحاج علي العذاري الشريف المساكني، لازمه سنوات وانتفع به وأجازه إجازة عامة بما حوته «فهرسته» وقد جاء في آخر الإجازة ما نصه: «قد أجزت أخانا في الله السيد محمد ابن الفقيه علي القزاح الشريف المساكني بما أجازني به شيخنا أحمد ابن الحاج الصغير المساكني - قدس الله روحه ونوّر ضريحه - بما أجيز من أشياخه المذكورين بالكتب المسطورة المتقدمة وغيرها - رحمهم الله أجمعين - إلى أن قال: كتبه المجيز المذكور للمنوه بذكره في شهر ربيع الأول عام اثنين وسبعين ومائتين وألف هجرية، باشر التدريس إثر وفاة شيخه بداية من رمضان 1281 إلى سنة وفاته 1323. قصد البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، وهو ما زال شابا طالب علم سنة 1268، وقد دون رحلته هذه في كنش واصفا ما زاره من قبور الأولياء والصالحين في الإسكندرية والقاهرة. ولم يباشر أي عمل رسمي إلى جانب التدريس سوى أنه كان ينسخ الكتب، وجل كتب خزانته بخط يده كما أنه نسخ لأصدقائه ويقال إنه نسخ شرح الدردير على مختصر خليل مرات. وكان إلى جانب ذلك يباشر الأعمال الفلاحية بنفسه في أملاكه من زراعة وجني الزيتون وكان يرى القعود عن العمل حراما، والكرامة تكمن في العمل، ولا يحل لمسلم أن يكسل عن طلب رزقه باسم التفرغ للعبادة إذا كان يملك من أسباب القدرة ما يسعى به عن نفسه ويغني به أهله. ومن أحب الكتب إليه في الحديث صحيح البخاري، وفي الفقه مختصر الشيخ خليل، وكان يحفظه، وفي النحو مغني اللبيب لابن هشام،

مؤلفاته

وفي التصوف كتب الشعراني، وعاش متواضعا يلبس الخشن من الثياب، ويأكل ما حضر من الطعام، وكأنه عامل بوصية الشيخ محرز بن خلف القائل: المؤمن يلبس ما ستر، ويأكل ما حضر، ويأخذ ما صفا ويترك ما كدر. وكانت له صداقات حميمة مع جل شيوخ عصره خصوصا بين علماء جامع الزيتونة، ومنهم الشيخ سالم بو حاجب الذي كان يزوره إذا جاء للساحل أو القيروان. وهناك طريفة ما زالت تحكى بمساكن عند ما زاره الشيخ سالم بو حاجب للمرة الأولى وخلاصتها أنه لما نزل الشيخ سالم بسوق البلدة سأل صبيا عن منزل الشيخ القزاح، فتطوع الصبي بإيصاله إلى منزل الشيخ، وسار به حتى خرج من السوق، فوقف الشيخ سالم أمام زاوية سأل عنها فقال له: هذه زاوية سيدي الحضري، فقال للصبي: إن منزل الشيخ هنا قرب هذه الزاوية، فأين هو؟ فأجابه الصبي على البداهة وبسذاجة: «لا تعرف ولا اتبع» فكان لهذا الجواب وقع كبير في نفس الشيخ سالم، وسلم أمره إليه حتى أوصله إلى دار الشيخ. وأخذ عنه جماعة من أبرزهم ابنه عبد القادر الذي واصل عمله في التدريس، وعلي قلولو الخطيب بالجامع الكبير، والحاج محمد بللونة، من أحفاد الشيخ علي بن خليفة، ومحمد الزبيدي، الخطيب بالجامع الكبير، وأجاز الشيخ علي بلعيد (من القلعة الكبرى) قاضي جمال. توفي ليلة الثلاثاء في 8 شوال 1323 ورثاه الشيخ صالح سويسي شاعر القيروان بقصيد طالعه: نعى الناعي لنا شيخا جليلا … تقيا عالما ورعا نبيلا مؤلفاته: 1 - كتاب كبير نظم فيه أغلب المسائل الفقهية مسايرا به مختصر الشيخ

المراجع

خليل، انتهى من نظمه في 26 محرم 1313 ولعله آخر مؤلفاته. 2 - تائية في التصوف، نظم. 3 - شرح فرائض الدرة البيضاء للشيخ عبد الرحمن الأخضري الجزائري. 4 - فهرس احتوى على فهرس الشيوخ المذكورين قبل في إجازة الشيخ العذاري وهم أحمد ابن الحاج الصغير، وعلي بن خليفة الآخذ عن الشيخ علي النوري، وفهرسة علي بن خليفة في ورقات معدودات. 5 - كنش دون فيه رحلته عن الحج واصفا ما زاره من قبور الأولياء والصالحين في الإسكندرية والقاهرة ولعله أول مؤلفاته إذا علمنا أنه حج وهو شاب ما يزال طالب علم. المراجع: - شجرة النور الزكية 418، 471. - رسالة كاتبني بها الأخ الباحث الفاضل محمود القزاح من مساكن مؤرخة في 11/ 1983/9، صانه الله وبارك فيه.

440 - القزاز (نحو 345 - 412 هـ‍) (956 - 1021 م).

440 - القزاز (نحو 345 - 412 هـ‍) (956 - 1021 م). محمد بن جعفر القزّاز القيرواني، اللغوي الأديب الشاعر، قال ياقوت: كان إماما علامة قيما بعلوم العربية. رحل إلى المشرق وأخذ عن الآمدي صاحب ابن دريد والأخفش، وأقام مدة طويلة في مصر، حيث خدم الفاطميين، وبالخصوص العزيز الذي ألّف له عدة مؤلفات. ورجع إلى إفريقية بعد موت العزيز 386/ 996 حسب الظن الغالب فدرس اللغة والأدب، ومن تلامذته: ابن رشيق وابن شرف، ويعلى الأربسي، وابن الربيب، وعبد الرحمن المطرز، وسمع منه إبراهيم بن صدفة الغرناطي تأليفه «الجامع» في اللغة سمعه منه سنة 403/ 1012 (ينظر: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 33 ط. مصر)، وأخذ عنه غيره من الأندلسيين. قال ابن رشيق: كان مهيبا عند الملوك والعلماء، محبوبا عند العامة والخاصة، يملك لسانه ملكا شديدا، وقد مدحه الشعراء. مدحه الشعراء في حياته وكان محبوبا من الشعب لحياته المثالية وطيبته وكرمه، وكانت له ثروة طائلة سمحت له بإعانة بعض تلاميذه الفقراء. مؤلفاته: 1 - أدب السلطان والتأديب له 10 مجلدات. 2 - إعراب الدريدية، مجلد واحد، ولعلها القصيدة المقصورة لابن دريد. 3 - أبيات معان في شعر المتنبي.

4 - كتاب الجامع في اللغة. قال عنه القفطي: أكبر كتاب صنف في هذا النوع وقال ياقوت الحموي: هو كتاب كبير حسن متقن يقارب كتاب التهذيب لأبي منصور الأزهري، رتبه على حروف المعجم، وقال حاجي خليفة في كشف الظنون: وهو كتاب معتبر، لكنه قليل الوجود، وهو كتاب عديم النظير، من مصادر لسان العرب لابن منظور، والقاموس للفيروزآبادي وبهذا يتبين أنه في اللغة لا علاقة له بالنحو وغير كتاب الحروف في النحو كما زعم بعض المعاصرين. 5 - شرح رسالة البلاغة في عدة مجلدات. 6 - كتاب الحروف، ذكر فيه معنى كل حرف ومثلا له واستعماله ووظيفته في الجملة، وفي مرآة الجنان لليافعي: «وكان العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر تقدم إليه أن يؤلف كتابا يجمع فيه سائر الحروف التي ذكر النحويون أن الكلام كله اسم وفعل وحرف جاء لمعنى. قال ابن الجزار وما علمت أن نحويا ألّف شيئا من النحو على حروف المعجم سواه. إلى أن قال: وبلغ جملة الكتاب الذي ألّفه للعبيدي ألف ورقة جمع فيه المفرق في الكتب النفيسة على أقصر سبيل وأقرب ما يؤخذ وأوضح طريق، وكأنه قد اقترح عليه أن يؤلفه على حروف المعجم على وجه لم يسبق إليه كما تقدم». 7 - كتاب التعريض والتصريح أو التعريض فيما يدور بين الناس من المعاريض، مجلد واحد. 8 - كتاب الضاد والظاء، مجلد واحد. 9 - كتاب ما يجوز استعماله لضرورة، كذا أسماه ياقوت، ويعرف أيضا بضرائر الشعر، حققه د. المنجي الكعبي (الدار التونسية للنشر). 10 - كتاب المعشرات. معجم في اللغة لتعدد معاني الكلمات، كل كلمة

المصادر والمراجع

لها عشرة معان مختلفة وأحيانا أكثر من ذلك، ط. في صيدا سنة 1344 هـ‍ ذكر في نهاية الكتاب أنه عازم على تأليف كتاب آخر عن الكلمات ذات المائة معنى واسمه كتاب المئات. 11 - كتاب الغلام (وصف الشاب) طبع صيدا سنة 1344 هـ‍. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 277 (ط 5/). - إنباه الرواة للقفطي 3/ 84 - 87. - إيضاح المكنون 1/ 296. - بغية الوعاة 1/ 73. - البلغة 214. - القزاز القيرواني حياته وآثاره للدكتور المنجي الكعبي (تونس 1968). - مرآة الجنان 3/ 27. - معجم الأدباء 18/ 105 - 109. - معجم المؤلفين 9/ 48. - هدية العارفين 2/ 61.

441 - القسنطيني (816 - 878 هـ‍) (1414 - 1474 م).

441 - القسنطيني (816 - 878 هـ‍) (1414 - 1474 م). أحمد بن يونس بن سعيد بن غلام الله القسنطيني التونسي، أبو العباس، الفقيه. أخذ عن البرزلي، وابن مرزوق الحفيد، وعن غيرهما، وتفقه بالزنديوي، ورحل إلى مصر فأخذ عن البساطي شيئا من العقليات. أخذ عنه أحمد زروق، والتتائي، ونقل عنه في باب الحج من شرح المختصر. تولى بتونس قضاء الأنكحة، وتوفي بها في شوال. مؤلفاته: 1 - أجوبة على أسئلة وردت عليه من صنعاء. 2 - تأليف في ترجيح ذكر السيادة في الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم. 3 - قصيدة في مدح النبي صلّى الله عليه وسلم مطلعها: يا أعظم الخلق عند الله منزلة … ومن عليه الثناء في سائر الكتب المصادر والمراجع: - شجرة النور الزكية 259. - الضوء اللامع 2/ 352 - 53. - معجم المؤلفين 2/ 1215. - نيل الابتهاج 82. في الضوء اللامع ما يستفاد أنه نزل الحرمين الشريفين وأنه التقى به في مكة، وهناك جزئيات أخرى تخالف كسياق نسبه وغير ذلك.

442 - القسنطيني (000 نحو 940 هـ‍) (0000 - 1534 م).

442 - القسنطيني (000 نحو 940 هـ‍) (0000 - 1534 م). عبد العزيز بن خليفة القسنطيني الأصل ثم التونسي، الفقيه الصوفي، له رسائل صوفية توجد ضمن مجموع صغير عدد أوراقه 36، بالزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى. المرجع: - الزاوية الحمزية صفحة من تاريخها لمحمد المنوني 26.

443 - ابن القصار (كان حيا بعد 790 هـ‍) (1388 م).

443 - ابن القصار (كان حيا بعد 790 هـ‍) (1388 م). أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي التونسي شهر بابن القصار، عالم لغوي، نحوي مفسر، عاصر ابن عرفة وهو من شيوخ ابن مرزوق الحفيد، وأحمد البسيلي، وغيرهما. مؤلفاته: 1 - حاشية على الكشاف. 2 - شرح مختصر على البردة. 3 - شرح شواهد المقرب لابن عصفور في مجلدين، قيل عنه إنه نفيس جدا. المصادر والمراجع: - الحلل السندسية 1 ق 662. - شجرة النور الزكية 226. - معجم المؤلفين 2/ 117. - نيل الابتهاج 74.

444 - ابن القصير (000 - 576 هـ‍) (0000 - 1181 م).

444 - ابن القصير (000 - 576 (¬1) هـ‍) (0000 - 1181 م). عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي (¬2) الغرناطي، المعروف بابن القصير، أبو جعفر، نزيل تونس، من بيت علم وشورى. روى عن أبيه، وأبي مروان عبد الملك بن أحمد، وأبي الحسن أحمد بن أحمد، وأبوي الحسن بن دري وابن الباذش، وأبي الوليد بن رشد الحفيد، وأبي إسحاق إبراهيم بن رشيق الطليطلي، نزيل وادي آش، وأبي بكر بن العربي، وأبي الحسن بن موهب، وأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية، وأبي عبد الله بن أبي الخصال، وأبي الحسن بن يونس بن مغيث، وأبي القاسم بن ورد، وأبي بكر بن مسعود الخشني، وأبي القاسم بن بقي، وأبي الفضل عياض بن موسى، وغيرهم. كان محدثا فقيها مشاورا عارفا بالوثيقة نقادا لها، صاحب رواية ودراية، أديبا مولعا بإنشاء الخطب والرسائل والمقامات. جال ببلاد الأندلس، وأخذ الناس عنه بمرسية وغيرها، ودخل مدينة فاس، فأخذ الناس عنه، ودخل إفريقية، وولي قضاء تقيوس (¬3) ¬

(¬1) في الديباج: «توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة» وهو تحريف. (¬2) «عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ويعرف بابن القصير».وفي جذوة الاقتباس: « ... أبو جعفر بن النصير». (¬3) في جذوة الاقتباس «واستقضي بتوزر من بلاد الجريد».

مؤلفاته

(دقاش الآن) ببلاد الجريد على مقربة من توزر، وحدّث بتونس سنة 574/ 1179 ثم عزم على الحج فركب البحر من مدينة تونس، فتعرض قرصان النصارى للمركب الذي كان فيه وقاتلوه قتالا شديدا، وأبلى صاحب الترجمة بلاء حسنا حتى تغلبوا على المركب، وقتلوا كل من كانت فيه نجدة، وكان المترجم من أنجدهم وأنكاهم للعدو، فاستشهد بمرسى تونس يوم الأحد من العشر الوسط من شهر ربيع الآخر سنة 576/ 1181. مؤلفاته: 1 - اختصار سنن الترمذي. 2 - اختصار كتاب الحبل (¬1) لابن خاقان الأصبهاني. 3 - اختصار الموطأ. 4 - اختصار الوثائق. 5 - استخراج الدرر وعيون الفوائد والخمر. 6 - برنامج، يضم رواياته، ذكره أبو القاسم بن الملجوم في «برنامجه». 7 - كتاب الألفاظ المساوية للعيان المختلفة المعاني في الشكل واللسان. 8 - خطب. 9 - رسائل. 10 - مقامات. 11 - مناقب من أدركه من أهل عصره، وله غير ذلك من التآليف لم يذكر أسماءها المترجمون له. المصادر والمراجع: - أزهار الرياض في أخبار عياض للمقري، تحقيق مصطفي السقا ومن معه، القاهرة ¬

(¬1) في الديباج «الجمل».

1361/ 1942، 3/ 15 - 16 نقلا عن صلة الصلة لابن الزبير، وهو غير موجود في المطبوعة لأنها تهتدي بمن اسمه عبد العزيز، وينظر حكاية له مع القاضي عياض في مجلس درسه ذكرت في المصدر السالف 3/ 13. - الأعلام 4/ 66. - تكملة الصلة 2/ 528 - 529. - جذوة الاقتباس فيمن حل من الأعلام بمدينة فاس لأحمد بن القاضي ط. على الحجر بفاس 1309 هـ‍ ص 252 - 253. - الديباج 152. - شجرة النور الزكية 153 - 154. - معجم المؤلفين 5/ 114.

445 - القصري (000 - 322 هـ‍) (000 - 935 م).

445 - القصري (000 - 322 هـ‍) (000 - 935 م). أحمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي القصري (نسبة إلى القصر القديم قصر ابن الأغلب قرب القيروان من قبليها)، أبو جعفر، مولى الأغلب بن سالم، الفقيه الصالح. روى عن إسحاق بن محمد، وفرات بن محمد العبدي، ويحيى بن عمر، وعبد الجبار بن خالد السرتي، وابن طالب القاضي، والمغامي، وسليمان بن سالم، وأحمد بن يزيد، وغيرهم، ويبدو أن له رحلة إلى مصر إذ سمع من عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم. وسمع منه ابن اللباد، والخشني، وغيرهما. قال الخشني: «وكان جماعا كثير الكتب، يميل إلى الحديث، ولم يكن عنده حفظ ولا قريحة، وسمعنا عنه غير شيء من صنوف العلم». قال ابن ناجي في تعليقه على «معالم الإيمان»: «وكان ربما باع بعض ثيابه واشترى بها كتبا. قال أبو بكر المالكي ووصل إلى سوسة برسم زيارة يحيى بن عمر، فوجده ألّف كتابا فلم يجد ما يشتري به رقا يكتب فيه، فباع قميصه الذي كان عليه، واشترى بثمنه رقوقا، وكتب الكتاب وقابله وأتى به القيروان».وهذا الكتاب الذي نسخه وقابله لعله أحكام السوق لشيخه يحيى بن عمر. وقال الدبّاغ في «معالم الإيمان»: «له عناية بالعلم والروايات، ويصحح الكتب ويجمعها، ثم نقل عن ابن أبي دليم، وغلب عليه

المصادر والمراجع

الحديث، وكان كثير الرواية، والناس يعظمونه».وهو أحد الراويين لكتاب أحكام السوق. له تآليف في معجزات النبي صلّى الله عليه وسلم. المصادر والمراجع: - تقديم كتاب أحكام السوق لفرحات الدشراوي ص 13 - 14. - شجرة النور الزكية 82. - طبقات علماء إفريقية للخشني 224. - معالم الإيمان 3/ 9 - 12.

القطان-ابن الكحالة 446 - القطان (288 - 333 هـ‍) (901 - 945 م).

القطان - ابن الكحالة 446 - القطان (288 - 333 هـ‍) (901 - 945 م). ربيع بن سليمان بن عطاء الله القرشي القطان، أبو سليمان، الفقيه الأديب الشاعر، الناسك الزاهد. ولد بالقيروان، وسمع بها من أبي بكر بن اللّباد وأبي العرب التميمي، وأبي جعفر القصري، والتمار، وغيرهم، وأخذ النحو عن أبي علي المكفوف، والدارمي، ورحل إلى المشرق فلقي بمصر أبا الحسن الدينوري، وبمكة أبا يعقوب الجوهري، وأبا سعيد بن الأعرابي، وأبا علي بن الكاتب، درّس بالقيروان، وأخذ عنه جماعة، منهم أحمد بن نصر الذي لازمه، وكان من كبار أصحابه. وكان ملازما لحانوته يبيع فيه القطن، وفيه يأتيه من يطلبه ويسأله. خرج أول مرة إلى الحج سنة 323/ 935 وهي التي لقي فيها العلماء، وسمع الحديث، وخرج ثانية متنكرا في زي طنجي حتى لا يؤبه به، ويخلص له عمله، فاجتمع في تلك السفرة بجماعة من المتعبدين. كان عالما بالقرآن وقراءته وتفسيره ومعانيه، حافظا للحديث، عالما بمعانيه ورجاله وغريبه، معتنيا بالمسائل والفقه، وكان لسان أهل إفريقية في الزهد والرقائق، وشعره كثير، وخطبه ورسائله كثيرة، وكان جعل على نفسه أن لا يشبع من طعام ولا نوم حتى يقطع الله دولة بني عبيد، وكان من أكبر الدعاة النشطين للخروج على بني عبيد، وتواعد فقهاء القيروان للخروج على بني عبيد يوم السبت، وركب ربيع القطان فرسه وعليه آلة الحرب وفي عنقه مصحف، وقتل قرب المهدية بالوادي المالح، وقطع

مؤلفاته

رأسه وأتى به إلى أبي القاسم بن عبيد الله في طست في يوم الاثنين في رجب سنة 333 وقيل استشهد في صفر سنة 334. قال أبو بكر المالكي، عوتب ربيع في خروجه مع أبي يزيد إلى حرب بني عبيد، فقال: وكيف لا أفعل وقد سمعت الكفر بأذني، فمن ذلك أني حضرت اشهادا، وكان فيه جمع كثير من أهل السنة ومشارقة، وكان بالقرب مني أبو قضاعة الداعي، فأتى رجل مشرقي من أهل الشرق من أعظم المشارقة، فقام إليه رجل مشرقي، وقال: إلى ههنا يا سيدي إلى جانب رسول الله صلّى الله عليه وسلم - يعني أبا قضاعة الداعي، ويشير بيده إليه - فما أنكر أحد شيئا من ذلك، فكيف ينبغي أن أترك القيام عليهم؟ . مؤلفاته: 1 - كتاب الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر. 2 - كتاب الطهارة والوضوء. 3 - كتاب في الصلاة. 4 - كتاب فضائل سحنون. 5 - كتاب فضائل مالك. 6 - كتاب المحن. 7 - موت العلماء، جزءان. المصادر والمراجع: - الأعلام 3/ 15 (ط.5). - ترتيب المدارك 3/ 323 - 332. - شجرة النور الزكية 83. - القراءات بإفريقية لهند شلبي ص 297 - 298.

447 - القطان (232 - 309 هـ‍) (847 - 919 م).

447 - القطان (232 - 309 (¬1) هـ‍) (847 - 919 م). موسى بن عبد الرحمن بن جنوب أو حبيب القطان، أبو الأسود، كان ثقة فقيها حافظا إماما صالحا، ألّف الناس في فضائله. ولد بالقيروان، وهو من عجم قمودة مولى بني أمية، سمع من سحنون، ومحمد بن عامر الأندلسي، وعلي بن عبد العزيز، وغيرهم. وروى عنه تميم بن أبي العرب التميمي، وأبو القاسم السدري، وغيرهما وما أعجب أهل مصر بمن قدم عليهم من القيروان إعجابهم به وبأبي العباس بن طالب. وكان إبراهيم بن أحمد الأغلبي ولاه قضاء طرابلس، فسار بالعدل، ولم يحاب، نفّذ الحقوق، وأخذها للضعيف من القوي، فبغي عليه وأوذي، وحبس في الكنيسة شهرا، ثم أطلق، وكان سبب إطلاقه أن رجلا اشترى حوتا فوجد في بطنه آخر، فاختلفوا هل هو للبائع أو للمشتري؟ فأفتى المترجم إن كان الشراء على الوزن فهو للمشتري، وإن كان على الجزاف فهو للبائع، فقال الوالي مثل هذا لا يحبس، وأطلقه. له أحكام القرآن، في اثني عشر 12 جزءا. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 274. ¬

(¬1) في البيان المغرب أن وفاته سنة 306.

- البيان المغرب 1/ 181. - تراجم أغلبية مستخرجة من المدارك للقاضي عياض تحقيق محمد الطالبي ص 563 - 565. - الديباج 242 - 243. - شجرة النور الزكية 81. - طبقات علماء إفريقية للخشني 421. - طبقات الفقهاء للشيرازي 159. - طبقات المفسرين للداودي 2/ 341 - 342. - معالم الإيمان 2/ 230. - معجم المؤلفين 13/ 41.

448 - القفصي (000 - 305 هـ‍) (000 - 917 م).

448 - القفصي (000 - 305 هـ‍) (000 - 917 م). مالك بن نصر بن عيسى القفصي، أبو عبد الله، المحدث الفقيه. سمع من محمد بن سحنون، وأبي الحسن الكوفي، وشجرة بن عيسى، ورحل إلى المشرق لسماع الحديث، ومكث في تطوافه بأقطاره نحو عشرين سنة، فلقي علماء الأمصار والزهاد، وأكثر الرواية فسمع من محمد بن عبد الحكم، ويونس بن عبد الأعلى، وغيرهما. قال أبو العرب: كان ثقة له فقه كثير، وعلم بالحديث وعلله والرجال منه. وقال الخشني: «وامتحنه عبيد الله الشيعي بصحبته في تعديل الأرض له لتوظيف الخراج الذي يسميه المقسط».ودارت عليه محنة من عبيد الله المهدي بسبب ضيعة له وتعديل الأرض له لتوظيف الضرائب. قال الخشني: وسمعت من يقول إنه لو عاش قليلا وامتد به العمر لغلب على القيروان علم الحديث ووصفه قبل ذلك بأنه في الحديث به بصيرا وفي علمه نافذا، وقال سعيد بن الخراط: أخرجت مالكا في الحديث إلى غيره وكأني أجر ثورا. له كتاب الأشربة. وكان يقول: مذهبي في تحريم السكر مذهب أهل المدينة، وإنما ألّفت ذلك الكتاب لرجل صالح سألني أن أجمع ما ورد في تحريم النبيذ وتحليله، فلا يظن في هذا أحد أني أميل إلى تحليله.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 265 (ط 5/). - تراجم أغلبية من مدارك القاضي عياض، تحقيق محمد الطالبي (تونس 1968) ص 396 - 397. - شجرة النور الزكية 80. - طبقات علماء إفريقية للخشني 228. - طبقات الفقهاء للشيرازي 159. - معجم المؤلفين 8/ 169.

449 - القفصي (776 - 843 هـ‍) (1375 - 1438 م).

449 - القفصي (776 - 843 هـ‍) (1375 - 1438 م). محمد بن قاسم بن محمد بن عبد العزيز القرشي المخزومي القفصي، أبو عبد الله، الفقيه المحدث الزاهد. أخذ العلم بقفصة عن جماعة كأبي عبد الله الدكالي، وارتحل إلى الحجاز في أواخر القرن الثامن فجاور بمكة نحو ثلاث سنين، ثم توجه منها ماشيا إلى المدينة المنورة، فأقام بها أكثر من سنة. ثم عاد إلى مكة، ثم سافر إلى القاهرة، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى قفصة فلبث مقيما بها إلى سنة 815/ 1413، ثم تحول إلى الحجاز بأهله فجاور بمكة سبع سنين، ثم رجع إلى القاهرة فانقطع بها بمدرسة شيخ الشيوخ نظام الدين بالصحراء قرب قلعة الجبل، ولم يقصد الإقامة بالقاهرة إنما كانت نيته المجيء من بلده للمجاورة بأحد المساجد الثلاثة. ولكن اعتقده الظاهر جقمق وأحبه واغتبط به، ولم يسمح بفراقه بحيث إنه لما رام التوجه إلى مكة كاد يكفه عنه، وسافر في موسم سنة 842/ 1440 فلم يلبث أن مرض بعد إتمامه الحج، ومات بمكة في مستهل محرم. وكان إماما زاهدا ورعا مديما الانقطاع إلى الله من صغره لا يتردد على أحد، سيماء الخير لائحة عليه كريما ريضا ضليعا في علم السنة، كثير الاطّلاع على الخلاف العالي والنازل، يكثر من مطالعة التمهيد لابن عبد البر، وكان لا يعرف العربية، كذا نعته السخاوي، وممن أخذ عنه النجم بن فهد. له حواش على التمهيد لابن عبد البر.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الضوء اللامع 8/ 285 - 286. - معجم المؤلفين 11/ 145.

450 - القفصي (000 - 336 هـ‍) (000 - 947 م).

450 - القفصي (000 - 336 هـ‍) (000 - 947 م). يوسف بن عبد الله التميمي القفصي، المحدث، الفقيه، اللغوي، الشاعر كان من أجلّ أهل زمانه وأفقههم مع أدب بارع وعقل وتصون وصبر وزهد في كل ما يتنافس فيه من الدنيا. روى عن مالك القفصي، وغيره. له كتاب في غريب الحديث، نصر فيه أبا عبيد بن سلام على ابن قتيبة. المصدر: - ترتيب المدارك 3/ 356.

451 - القلشاني (000 - 863 هـ‍) (0000 - 1459 م).

451 - القلشاني (000 - 863 (¬1) هـ‍) (0000 - 1459 م). أحمد بن عبد الله بن محمد القلشاني، أبو العباس، الفقيه المحقق، المشارك في علوم. أخذ عن والده، وابن عرفة، وعيسى الغبريني، وغيرهم، وعنه القلصادي، وذكره في رحلته، وغيره. قال القلصادي: «ولم أر أعرف منه بمذهب مالك، ولا من يستحضر النوازل والأحكام مثله إلى أن قال: حضرت عليه بعض تفسير القرآن، وجميع صحيح البخاري، وبعض صحيح مسلم، والرسالة والجلاب، والتهذيب، وابن الحاجب قرأته عليه مع التهذيب، وأجازني جميعها». تولى قضاء قسنطينة سنة 822/ 1420 فبقي فيه زمنا طويلا، وفي مدته شرح ابن الحاجب الفرعي، ولما تولاه أوصاه والده فقال: أوصيك بتقوى الله سرا وعلانية، وأوصيك مع ذلك بآية وحديث أما الآية فقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً} والحديث قوله عليه السلام: «حسن خلقك للناس يا معاذ بن جبل».قال وأوصى صديق صديقه وقد ولي أمر الناس بقوله: «صن أذنك عن أخبارهم تسلم من عداوتهم، وأوف لذوي الحقوق حقوقهم تستجلب مودتهم، وشاور ذوي العقل والدين يقل عتبهم عليك، وتجاوز عن جفوة ذوي الهفوة يقل ندمك، وتأن في ¬

(¬1) في برنامج المكتبة الصادقية وفاته في سنة 843 وهو خطأ لأن تاريخ وفاته مضبوط بلسان القلم في نيل الابتهاج، ولأن ابن عقاب الذي تولى بعده قضاء الجماعة توفي سنة 851/ 1447.

مؤلفاته

الحكم يقل خطؤك، واصبر على ما تكره تصل إلى ما تحب، والسلام». ثم تولى قضاء الجماعة بتونس بعد موت ابن عقاب، ثم الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة والفتيا به بعد صلاة الجمعة، وبعد نحو من ثمانية أشهر استقال من منصب القضاء، وولي مشيخة المدرسة الشماعية. ومن نظمه تحريضا لقراءة مذهب الإمام مالك رضي الله عنه: إذا ما اعتز ذو علم بعلم … فعلم الفقه أشرف في اعتزاز فكم طيب يفوح ولا كمسك … وكم طير يطير ولا كبازي توفي بعد غروب الشمس يوم الأحد 8 شعبان، ودفن بالزلاج، وحضر لدفنه السلطان أبو عمر وعثمان الحفصي ووجوه دولته. مؤلفاته: 1 - شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وقام عليه قاضي الجماعة أبو القاسم القسنطيني بسبب ما وقع في هذا الشرح من نقل كلام بعض المفسرين في قصة آدم عليه السلام. يوجد منه جزء منفرد يبتدئ بديباجة الشرح وينقص من آخره، ينتهي بقول الشرح: «وقد سئل عليه السلام عن الرجل يقاتل شجاعة» من كتاب الجهاد، منه نسختان بالمكتبة الوطنية إحداهما أصلها من المكتبة العبدلية، وثانيتهما رقمها 12251، ويوجد مجلدان من هذا الشرح بدار الكتب المصرية رقم 24030. 2 - شرح على مختصر ابن الحاجب الفرعي، في سبعة أسفار، ألّفه وهو قاض بقسنطينة بأمر من والده، قال أحمد بابا: «وهو حسن مفيد، وفيه أبحاث مع ابن عرفة وغيره إلاّ أنه اختصر أوائله جدا». 3 - شرح المدونة.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 64. - الأعلام 1/ 229 (ط 5/). - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 306. - تاريخ الدولتين 132 - 133 - 135. - تاريخ معالم التوحيد 21. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 625 - 626 - 650 - 651. - درة الحجال 1/ 81 - 82. - رحلة القلصادي 115 - 117 بتحقيق محمد أبو الأجفان (تونس 1978). - شجرة النور الزكية 258. - الضوء اللامع 2/ 137 - 138. - مسامرات الظريف 1/ 107. - معجم المؤلفين 2/ 123. - نيل الابتهاج 78، 196 (في ترجمة أخيه عمر) 292 (في ترجمة والده نقلا عن ابنه المترجم).

452 - القلشاني (773 - 847 هـ‍) (1381 - 1444 م).

452 - القلشاني (773 - 847 هـ‍) (1381 - 1444 م). عمر ابن الشيخ محمد بن عبد الله القلشاني (¬1) قاضي الجماعة بتونس، وإمام وخطيب جامع الزيتونة بعد أبي القاسم القسنطيني، الفقيه العلاّمة المحقق النظار، الحافظ الحجة. أخذ عن والده، وابن عرفة، والأبي، والغبريني، وابن مرزوق الحفيد، وغيرهم، وأخذ علم الطب عن الشريف أحمد الصقلي، وعنه ولده القاضي محمد، وإبراهيم الأخضري، وحلولو والرصاع، وابن زغدان، وعبد المعطي بن خصيب، وغيرهم. وهو أخو أحمد شارح الرسالة المتقدمة ترجمته، أقرأ الفقه، والأصلين، والمنطق، والبلاغة والعربية، وحدث بصحيح البخاري عن ابن مرزوق. نقل عنه المازوني جملة من فتاويه، وكذا الونشريسي في «المعيار». ولي قضاء الأنكحة بتونس كأبيه، وتولى الخطابة بجامع التوفيق والفتيا به، هو قاض للأنكحة سنة 741/ 1340 وفي سنة 746/ 1345 تقدم لقضاء ¬

(¬1) نسبة إلى قلشانة بلدة قريبة من القيروان عفت رسومها لهذا العهد وبعض المؤرخين يكتبونها بالجيم فيقولون قلجاني لا قلشاني كالشيخ أبان أبي دينار، والعامة يصحفونها تصحيفا آخر فجعلوها قرشاني كأن لفظها مشتق من القروش المشرقية (تاريخ معالم التوحيد ص 20) وينظر الضوء اللامع 8/ 257 في ترجمة محمد بن عمر بن محمد القلشاني و 11/ 221 وفيه بفتح أوله وكسره.

مؤلفاته

الجماعة بعد وفاة أبي القاسم القسنطيني، والخطابة بجامع الزيتونة والفتوى به بعد صلاة الجمعة. توفي ليلة الأربعاء 24 رمضان ودفن من الغد بالزلاج بإزاء قبر والده، وكانت ولادته بباجة ليلة السبت الثانية من شوال. مؤلفاته: 1 - دقائق الفهم في مباحث العلم. 2 - شرح على ابن الحاجب الفرعي في غاية الحسن والاستيفاء والجمع والتحقيق، والبحث في ألفاظه إفرادا وتركيبا، بما يدل على سعة علمه وقوة إدراكه وجودة نظره وإمامته في العلوم، ينقل فيه كلام ابن عبد السلام، ويذيّله بكلام غيره من الشراح كابن راشد، وابن هارون، والناصر المشدّالي وخليل، وابن عرفة، وابن فرحون، وغيرهم، ويطرزها بنقل كلام فحول المذهب كالنوادر، وابن يونس، والباجي، واللخمي، وابن رشد، والمازري، وابن بشير، وسند، وابن العربي، وغيرهم. 3 - شرح طوالع الأنوار للبيضاوي، وصل فيه إلى الإلهيات، في أكثر من مجلد. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 82، 83. - إيضاح المكنون 1/ 475. - تاريخ الدولتين 114، 118، 122، 124، 125. - تاريخ معالم التوحيد 20. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 623، 1 ق 3/ 668. - شجرة النور الزكية 245 - 246.

- الضوء اللامع 9/ 137. - الفكر السامي 4/ 91 - 92. - مسامرات الظريف 105، 106. - معجم المؤلفين 7/ 312. - نيل الابتهاج 196، 197. - هدية العارفين 1/ 793.

453 - القلصادي (815 - 891 هـ‍) (1412 - 1486 م).

453 - القلصادي (¬1) (815 - 891 هـ‍) (1412 - 1486 م). علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي البسطي القلصادي، أبو الحسن، نزيل باجة من تونس، الفقيه الفرضي، النحوي الرياضي. عرف به تلميذه أحمد بن علي البلوي في كتابه ايضاح الغامض فقال: أصله من بسطة، وبها تفقه على شيخ طبقتها وبقية شيوخها أبي الحسن علي بن موسى اللخمي القرباقي، ثم انتقل إلى غرناطة فاستوطنها طلبا للعلم، فأخذ عن أجلّة شيوخها كالأستاذ أبي إسحاق بن فتوح، والإمام المشاور أبي عبد الله السرقسطي، وغيرهما. ومما يلاحظ أنه قرأ ببسطة على أبي بكر محمد بن محمد البياز المقرئ، وجعفر بن أبي يحيى المتضلع في الفقه والفرائض، والحساب، وعلي بن عزيز المهتم بقراءة القرآن، ومحمد القسطرلي، وكان خلال إقامته ببسطة يتردد على غرناطة عاصمة المملكة. وجال في بعض جهات الأندلس كالمنكب إذ قرأ فيها على أحمد بن محمد خلف الله البجلي تقي الدين أبي عبد الله، خطيب مدينة المنكب، وفي هذه المدينة قرأ عليه النحو والفقه أبو الحسن العامري الذي قرأ عليه الفقه في قرية الموز من المنكب. وفي غرناطة اشتغل بالتأليف والتدريس، ومساعدة الطلبة على ¬

(¬1) بالقاف والصاد واللام الساكنة كذا في الضوء اللامع، وضبطه البقاعي بفتح القاف وسكون اللام كما في ذيل اللباب، ونقل في نيل الابتهاج عن السخاوي أنه بفتح اللام.

مقابلة ما كتبوه من مؤلفاته. وممن أخذ عنه بغرناطة أبو جعفر أحمد بن علي البلوي أخذ عنه الحساب والفرائض بعد رجوع القلصادي من الحج، وعلي البياضي وأجاز له أن يروي جميع مؤلفاته. ورحل إلى المشرق، فتوقف طويلا بتلمسان، وبتونس، ففي تلمسان من شيوخه أبو عبد الله بن مرزوق، والإمام الصوفي أبو العباس بن زاغو، والعلاّمة محمد بن النجار، والشريف محمد المعروف بحمود، وقاسم بن سعيد العقباني، وإقامته بتلمسان دامت نحو ثماني سنوات، وقضى بها سبعة أشهر في طريق الرجوع من المشرق والعودة إلى الأندلس، وكانت أوقاته مقسمة بين الإفادة والاستفادة، فانتصب للتدريس، وانتفع به كثيرون كالإمام السنوسي الذي أخذ عنه الفرائض، والحساب، وأجازه إجازة عامة، وقرأ عليه جم غفير ومنهم محمد الملالي، وفي مدة إقامته بتلمسان ألّف التبصرة الواضحة في مسائل الاعداد، ودرّس بتلمسان بعض مصنفاته وغيرها. ومن تلمسان مرّ بتونس، وأقام بها مدة سنتين ونصف، سكن خلالها بالمدرسة الجديدة بحي باب السويقة، والمدرسة المنتصرية، والذين قرأ عليهم بتونس هم الأعلام: أحمد القلشاني، وأحمد المنستيري المتبحر في النحو، والطبيب محمد الدهان، ومحمد بن عقاب الجذامي، ومحمد الواصلي الذي قرأ عليه عند صدوره من المشرق، وفي تونس لقي الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن موسى اليزليتني عرف حلولو. وإقامته بتونس في إيابه من المشرق استغرقت سنة كاملة، وفي تونس اشتغل - كما هي عادته - بالتدريس والتأليف. فقد ألّف فيها كشف الجلباب عن علم الحساب، والقانون في الحساب وشرحه، والكليات في الفرائض وشرحه في نحو أربع كراريس. ومن تونس قصد الارتحال إلى القاهرة عبر جربة فطرابلس الغرب فالإسكندرية، ومن شيوخه بالقاهرة الحافظ ابن حجر وطاهر

النويري، وأبو القاسم النويري، وعلم الدين الحصني الشافعي، والجلال المحلي، وتقي الدين الشمني، وعبد السلام البغدادي، ومدة إقامته بالقاهرة لم تتجاوز الستة أشهر إلاّ بقليل، وفي طريق عودته من البقاع المقدسة أقام بمصر أكثر من ثلاثة عشر شهرا اشتغل فيها بطلب العلم قراءة وأقرأ كما يقول هو نفسه. وفي القاهرة درس المنطق على بعض العجم، ودرس كتبا في التفسير والبلاغة والعلوم العقلية على الشيخ شمس الدين الكريمي السمرقندي. وفي البقاع المقدسة ألّف فرائض ابن الحاجب، وروى الحديث عن أبي الفتح المراغي الحسيني، وأجازه بأسانيده في رواية كتب الحديث، ودامت رحلته نحو خمس عشرة سنة. ولما تفاقم الخطر على غرناطة، وبات من المتوقع سقوطها بيد الأسبان في القريب، خرج من غرناطة واستقر بمدينة باجة التونسية، ويرى الباحث التونسي الأستاذ محمد العنابي أن سبب اختياره لمدينة باجة أنها «كانت من أبرز العواصم العلمية والحضارية بالبلاد التونسية وكانت لها جالية أندلسية، وأخرى مغربية، وفرق عربية ترجع في نسبتها إلى قريش، وكان للعلم والآداب بها سوق نافقة، وتخرّج بها أعلام». توفي في منتصف ذي الحجة /891 ديسمبر 1486 بمدينة باجة التونسية، ودفن بمكان يعرف عند أهالي باجة بالمسيد (تحريف المسجد) بناحية سيدي فرج على ربوة تشرف على المدينة، وفي برنامج الصادقية خرج قاصدا تونس، فأدركته المنية بباجة تونس في منتصف ذي الحجة سنة 891 ودفن بتونس قرب ضريح سيدي محرز (برنامج المكتبة الصادقية 4/ 117 عند الكلام عن كتابه الغرة المصرية الموجودة ضمن مجموع).

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - أشرف المسالك إلى مذهب الإمام مالك. 2 - التبصرة الواضحة في مسائل الاعداد. 3 - بغية المبتدي وغنية المنتهى - وهو في الفرائض على المذاهب الأربعة، وهو تأليف مختصر مرتب على مقدمة وثمانية أبواب وخاتمة، ألّفه بعد كتابه تقريب الموارث، توجد منه نسخة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس، وطبع بفاس مع كشف الأسرار والأرجوزة الياسمينية. 4 - تنبيه الإنسان إلى علم الميزان. 5 - رسالة ذوات الأسماء، تأليف في الحساب صغير الحجم كبير المحتوى. 6 - رسالة في كليات الفرائض، رسالة مختصرة في ست ورقات جمع فيها كليات الفرائض وضبط قواعدها باختصار. توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس، أصلها من المكتبة العبدلية. وشرح هذه الكليات توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية ثاني مجموع رقم 10093. 7 - رحلة تسمى تمهيد الطالب ومنتهى الراغب إلى أعلى المنازل والمناقب، حققها وقدم لها بدراسة حافلة نفيسة الصديق الدكتور محمد أبو الأجفان (تونس 1978). 8 - شرح على الآجرومية. 9 - شرح على ألفية ابن مالك. 10 - شرح أيساغوجي في المنطق. 11 - شرح جمل الزجاجي.

12 - شرح الخزرجية في العروض. 13 - شرح أرجوزة ابن فتوح في النجوم. 14 - شرح البردة. 15 - شرح حكم ابن عطاء الله. 16 - شرح رجز ابن بري في القراءات. 17 - شرح رجز أبي عمرو بن منظور قاضي الجماعة في أسماء الرسول صلّى الله عليه وسلم. 18 - شرح الأنوار السنية لابن جزي واسمه لب الأزهار في شرح الأنوار (مط. السعادة بمصر 1347 هـ‍) ويسمى أيضا الأزهار اليمنية على الأنوار السنية في الألفاظ النبوية، وهو شرح مختصر قال: إنما اختصرته حفاظا على ما يرمي إليه المؤلف لأن ينتفع به المبتدئ. 19 - شرح الأرجوزة الياسمينية في الجبر والمقابلة سماه تحفة الناشئين على أرجوزة ابن الياسمين. 20 - شرحان كبير وصغير على تلخيص ابن البناء المراكشي في الحساب. 21 - شرحان على التلمسانية في الفرائض طويل ومختصر، والمختصر يسمى الغرة المصرية في شرح الأرجوزة التلمسانية، اقتصر فيه على حل المتن، وبيان الأمثلة. قال في خطبته، لما صنفت شرح التلمسانية بطريقة التصحيح والكسور، واستصعبه الدخيل، رأيت نتائج العزم قوية لاختصار ذلك الكتاب. وذكر في آخره أنه فرغ من اختصاره لثمان خلون من ذي القعدة سنة 852 بمدينة القاهرة في زاوية ابن أبي الوفا قرب باب كافور (برنامج المكتبة الصادقية 4/ 417 - 418) يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة العبدلية.

22 - شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني. 23 - شرح مختصر خليل. 24 - شرح فرائض التلقين. 25 - شرح فرائض ابن الحاجب. 26 - شرح فرائض ابن الشاط توجد منه نسخة بمكتبة القرويين بفاس رقم 323. 27 - شرح فرائض مختصر خليل توجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية رقم 19219 ورقم 19741 ونسخة بالخزانة العامة بالرباط ضمن مجموع 15310 واسمه فيها إرشاد المتعلم وتنبيه المعلم لفرائض الشيخ خليل. 28 - شرح فرائض صالح بن شريف. 29 - شرح منظومة الشران. 30 - شرح على ملحة الإعراب للحريري. 31 - شرح على رجز أبي مقرع في الفلك. 32 - الضروري في علم المواريث. 33 - كشف الأسرار في علم الغبار. 34 - قانون الحساب في مقدار تلخيص ابن البناء. 35 - انكشاف الجلباب عن علم الحساب، وهو شرح لكتابه قانون الحساب، توجد منه نسخة بدار الكتب المصرية. 36 - كشف الجلباب عن علم الحساب، منه نسخة بخطه بمكتبة القاضي الأستاذ محمد الطيب بسيّس.

المصادر والمراجع

37 - غنية ذوي الألباب في شرح كشف الجلباب (ط. بالقاهرة 1891 وبفاس 1897) وكتب القلصادي في الحساب ظلت إلى القرن الثالث عشر هـ‍.مرجعا لعلماء الزيتونة والقرويين (ينظر مقدمة شرح مقديش لكشف الجلباب). 38 - المستوفي في مسائل الحوفي في الفرائض. 39 - مختصر في النحو. 40 - مختصر في العروض. 41 - النصيحة في السياسة العامة والخاصة. 42 - غنية النجاة. 43 - لباب تقريب الموارث وغنية العقول البواحث، في «الفرائض» منه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 19738. 44 - هداية الأنام في شرح مختصر قواعد الإسلام. 45 - هدية النظار في تحفة الأحكام. المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 314 (ط 5/). - إيضاح المكنون 1/ 87، 136، 153، 314، 324، 413، 551، 2/ 150، 219، 355، 419، 455، 552، 654، 719، 724. - البستان 141. - تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك لقدري حافظ طوقان 461، 63 (ط 2/). - شجرة النور الزكية 261. - الضوء اللامع 5/ 14. - دراسة عن القلصادي ورحلته (مقدمة محقق الكتاب الدكتور محمد أبو الأجفان) 30، 56. - كشف الظنون 339، 1311، 1488، 1507. - معجم المطبوعات 1519.

- معجم المؤلفين 7/ 230. - نظم العقيان للسيوطي 131. - نفح الطيب 3/ 445، 447. - نيل الابتهاج 209. - هدية العارفين 1/ 737، 738. - تاريخ الأدب العربي في العراق لعباس العزاوي 1/ 192. - تاريخ علم الفلك في العراق للعزاوي 229.

القلانسي-الزبيري 454 - القمار (1210 - 1285 هـ‍) (1800 - 1874 م).

القلانسي - الزبيري 454 - القمّار (1210 - 1285 هـ‍) (1800 - 1874 م). أحمد بن حسين القمّار (بالقاف المعقودة) الكافي، ينحدر من أسرة نبيهة في بلد الكاف تداول أفرادها المناصب السياسية المحلية، ومال هو إلى طلب العلم فبعد حفظه للقرآن الكريم قرر الالتحاق بجامع الزيتونة، ولبى والده رغبته فانتقل مع العائلة إلى السكنى بتونس للقيام بضروريات ابنه الذي اختار السكنى بمدارس الطلبة، فسكن بالمدرسة السليمانية، واختص بشيخها محمد الطاهر بن مسعود، وقرأ عليه الفقه، والنحو، والبلاغة، والأصول، والمنطق، ولما توفي شيخه هذا انتقل إلى السكنى بمدرسة يوسف صاحب الطابع، وصار مواظبا على حضور الدروس العلمية التي تلقى بجامع يوسف صاحب الطابع، فلازم الشيخ إبراهيم الرياحي، وقرأ عليه تفسير البيضاوي، وشرح القسطلاني على البخاري، ومختصر خليل في الفقه، وأجازه بما في ثبت الأمير، وثبت أحمد الصباغ الإسكندري، وقرأ على أحمد الأبي الشرح المختصر في البلاغة على التلخيص لسعد الدين التفتازاني، وغالب شرح جمع الجوامع للمحلي فيه أصول الفقه، وقرأ على غيرهما. ويبدو من هذا أن جامع صاحب الطابع في طوره الأخير كانت تلقى في دروس المرحلة العالية. وبعد استكمال تحصيله وتخرجه طلبه شيخه إبراهيم الرياحي ليقرئ ابنه الطيب النحو وغيره، وكان يعرف منزلته، ويشهد له بالتقدم، فامتثل أمر شيخه وقال له: تأتيه كل يوم إلى الدار، فقال له

مؤلفاته

العلم يؤتى إليه ولا يأتي، فتأدب مع شيخه وقال له: لا نقرئ بجامع صاحب الطابع وأنت المدرس به فاختار مسجدا قربه، واستفاد منه ابن شيخه ومن معه من الطلبة أي استفادة، ثم عزم على العودة إلى بلده الكاف، وعز على شيخه إبراهيم الرياحي خروج مثله من الحاضرة، وتسبب له قاضي الجماعة محمد البحري بن عبد الستار في توليته قاضيا بالكاف فقبل الخطة على كره، وذلك سنة 1248/ 1832. ولما توفي شيخه إبراهيم الرياحي رئيس المفتين (كبير أهل الشورى) في سنة 1266/ 1850 قال المشير أحمد باي: «لا يسد هذا الثلم إلاّ مثل الشيخ أحمد بن حسين الكافي» فاستقدمه وأولاه خطط شيخه عدا إمامة جامع الزيتونة، فباشر بجد وكفاءة ما أسند إليه، ودرس بجامع صاحب الطابع، واستفاد منه جماعة، منهم أبنه حسين المدرس بجامع الزيتونة. وابتلي قبل وفاته بموت أكبر أولاده الذي كان ينوبه في الخطابة بجامع أبي محمد. كان عالي الهمة، نزيه النفس، يغلب عليه الصمت وحب العزلة، وكان فقيها ضليعا محققا إماما في المعقول والمنقول. توفي ليلة الاثنين غرة شعبان 1285/ 16 نوفمبر 1874 ودفن بتربة أعدها لنفسه بدرب عسّال قرب داره. مؤلفاته: 1 - اختصار شرح الشيخ صالح الكواش لقصيدة محمد الرشيد باي التي طالعها: أمولاي إن النفس لما تعودت … جميلك راحت بالفواضل تنطق 2 - تقارير على شرح التاودي لتحفة ابن عاصم. 3 - تقارير على شرح الدردير لمختصر خليل. 4 - فتاوى.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 8/ 171، 172. - شجرة النور الزكية 392، 393. - عنوان الأريب 2/ 126 أواخر ترجمة محمد الرشيد باي. - وجوه تونسية (بالفرنسية) للصادق الزمرلي 43، 49.

455 - القليبي (1318 - 1374 هـ‍) (1900 - 1954 م).

455 - القليبي (1318 - 1374 هـ‍) (1900 - 1954 م). محيي الدين ابن الشيخ محمد بن عبد القادر القليبي، السياسي والعامل في الحقل الديني، والكاتب الصحفي، ينحدر من أسرة نزحت من بلدة قليبية بالوطن القبلي، واستقرت بتونس العاصمة منذ القرن الثاني عشر/الثامن عشر ميلادي. كان أبوه يعمل كاتبا بالدائرة السنية منذ عهد علي باي، وهو شيخ الطريقة العيساوية بضاحية المرسى، ووالدته هناني بنت الصحبي أصيلة بلد القيروان، ومن سلالة السيد الصحابي (الصحبي) أبي زمعة البلوي. حفظ القرآن بالكتاب ثم انتقل إلى جامع الزيتونة بطريقة الانتساب الحر حتى وصل إلى المرتبة النهائية، ثم انقطع عن الدراسة لينضم إلى طليعة الرواد المصلحين والشباب المثقف الذي يتحسس طريق الخلاص من جور الحكم الاستبدادي والاستعمار. لما أطلق سراح الشيخ عبد العزيز الثعالبي في سنة 1922 كان من بين من وفدوا للتهنئة، وألقى بين يدي الثعالبي خطابا كان له الأثر الكبير، واستحسن الثعالبي جرأة هذا الشاب الذي جاء ينصحه في هذه المناسبة، وحذره من أن يداخله الغرور نتيجة ما يشهده من توافد القوم عليه الذين غصت بهم دار الشيخ علي كاهية بنهج الباشا، ولفت نظره إلى العمل الكبير، والكفاح الشاق الذي ينتظره في المستقبل، فأعجب به الثعالبي كثيرا، ومن يومها دعاه إلى الالتحاق بالحزب الحر الدستوري والعمل في صفوفه بحيث لم تمض أشهر قلائل حتى انتخب

عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب القديم. ثم أصبح الكاتب العام بعد عام 1925، فتحمل الأمانة، ووجد في ذلك العمل ما يشنبع طموحه فتصدى لمقاومة الاستعمار، ومقارعة دعاة الانخذال، يخطب في المجتمعات والندوات، ويحبر المقالات الجريئة للصحف، والتي كان يوقعها بأسماء مستعارة عديدة منها: مؤمن، مسلم، وطني، دستوري، عصام إلخ ... ويعلل إمضاءاته تلك أنه لا يكتم اسمه خوفا من المسئولية ولا خشية الانتقاد، لكن في نفسه ميل إلى الانزواء، وهو لا يكتب إرضاء للناس، أو لاكتساب ما يمنّ به بعضهم على الكاتبين من فخم الألقاب لكنه يكتب ليمثل عواطفه ويصور آراءه فيما يعرض من أحداث ذات أهمية، ومن الجرائد التي حرر فيها، ومدها بحرارة إيمانه وطيب بيانه، الاتحاد، الأمة، وقد تولى رئاسة تحريرهما مدة، لسان الشعب، المشير، النذير، النديم، العصر الجديد، الصواب، الإرادة، مرشد الأمة، وفي فترة من الفترات ترأس تحرير جريدة الزهرة أقدم الصحف التونسية. لقد كان المترجم يواجه جبهات متعددة في كفاحه: الاستعمار، مقارعة الصحف الاستعمارية والرد عليها، دعاة الانخذال المطالبين بالإصلاحات والاندماج، ويمثلهم الحزب الإصلاحي وزعيمه حسن قلاتي المحامي، المتميعين من المثقفين ودعاة التحرر الزائف، ثم الطرق الصوفية وزواياها التي أصبحت خلايا للانهزامية والتطرف في البدع التي ليست من الكتاب والسنّة في شيء إلى آخر تلك السلسلة من الضلالات والانحرافات التي قارعها المترجم بإيمان الفدائي الصابر وحيدا. يقال إن الشيخ الثعالبي قال له عند سفره إلى المشرق «جعلت الحزب أمانة في عنقك». قدم للمحاكمة في 16 فيفري سنة 1924 بسبب مقال نشره في جريدة «العصر الجديد» واشتهر في ذلك الوقت بأنه مثل السرطان

للجرائد، ما اتصل بجريدة إلاّ عطلتها الحكومة، أو أوقفها صاحبها بإيعاز منها كما يذكر ذلك مازحا الشيخ سليمان الجادوي صاحب جريدة «مرشد الأمة». وحوكم مرة أخرى، ونفي إلى برج الوبوف (برج بورقيبة الآن) في أقصى الجنوب بالصحراء سنة 1934 لوقوفه إلى جانب زعماء الحزب الدستوري الجديد في معتقلهم. وقد أبت عليه همته أن يسكت تونسي عن المستعمر، وإن كان على خلاف في الرأي مع التونسي، فوقف يناصر المبعدين من الديوان السياسي للحزب الدستوري الجديد حتى ألحق بهم في المنفى، وفي مدة نفيه أصيب بمرض السكر، وأطلق سراحه بعد 20 شهرا. وله مواقف مشهورة في النهضة الفكرية، والندوات العلمية التي كان محورها نادي قدماء الصادقية، وتبنّى قضية إصلاح التعليم الزيتوني، فنظم الحركة الطلابية الداعية إلى ذلك الإصلاح، أدت إلى عدة إضرابات عن الدروس، وقدم تقريرا إضافيا عن إجراءات الإصلاح المقترحة. وأهم فترات كفاحه وهو في ريعان الشباب مواقفه المشرفة في عهد المقيم العام لوسيان سان الممتد من سنة 1922 إلى سنة 1928، تلك الفترة المليئة عملا جديا، وصراعا عنيفا، وفيها برزت شخصيته كرجل مؤمن عميق الإيمان، والمسلم وراثة وتكوينا وثقافة وسلوكا الذي يمتاز بالحكمة والحرارة والصدق فيما يقول ويكتب، وكانت الندوات التي يعقدها في ذلك الوقت بنادي شعبة الحلفاوين على أثر التضييق الذي فرضه المقيم على الصحافة العربية، واستصدار أمر يقضي بنقل القضايا السياسية والصحفية من المحاكم التونسية إلى المحاكم الفرنسية. وحج سنة 1947 فاستقر بمصر موفدا من اللجنة التنفيذية، وواصل العمل لقضية بلاده وعاد إلى تونس سنة 1948.

مؤلفاته

وهاجر ثانية إلى المشرق لخدمة القضايا الإسلامية مع من يعرفهم كالشيخ الحاج أمين الحسيني، والشيخ محمد الخضر حسين، ومحمد بن عبد الكريم الخطابي، واستقر بدمشق، وتوفي بها مساء يوم 5 ربيع الثاني /1374 غرة ديسمبر 1954 في مستشفى المجتهد. وفي دمشق أسس «بيت تونس» للدفاع عن القضية التونسية، كما أسس هناك دار الفكر الإسلامي للترجمة والنشر. ألقى عدة محاضرات في معهد البحوث الإسلامية على منبر الخلدونية حول تاريخ الحركة الوطنية وبعض قضايا العالم الإسلامي. وكان فقيرا يسير راجلا من المرسى إلى تونس، وباع ما سلمته له والدته من أملاك. ولما سعى الرئيس بورقيبة في نقل رفات المناضلين المتوفين بالخارج كان من بين من نقل جثمانه إلى تونس. مؤلفاته: 1 - ظاهرة مريبة في سياسة الاستعمار الفرنسي ألّفه بعد انعقاد المؤتمر الأفخاريستي في تونس في ماي سنة 1930 نشرته المكتبة السلفية في القاهرة، والكتاب خال من اسم المؤلف لكنه من الثابت أنه من تأليفه، وأعيد طبعه بتونس في السنوات الأخيرة. 2 - ذكرى الحماية، رسالة مطبوعة. 3 - رسالة في التعليم بتونس، قدمها إلى مؤتمر اليونسكو المنعقد في بيروت سنة 1948. 4 - مأساة عرش، كتبه بعد خلع الاستعمار لمحمد المنصف باي ونفيه، ط. في القاهرة.

المراجع

5 - ملك تونس، ط. في القاهرة. وله مؤلفات أخرى مخطوطة. المراجع: - الأعلام 7/ 190 (ط 5/). - الحركة الأدبية والفكرية في تونس 134، 135. - حياة كفاح لأحمد توفيق المدني (الجزائر) 2/ 340، 400، 401. - معجم المؤلفين 12/ 208. - محيي الدين القليبي لحسين المغربي (الدار التونسية للنشر 1968). - أبو إياد: ذكرى مجاهد طواه النسيان، مجلة المعرفة، تونس ع 4 س 5، 4 جمادى الأولى /1399 أفريل 1979 ص 10 - 12.

456 - ابن القوبع (664 - 738 هـ‍) (1266 - 1338 م).

456 - ابن القوبع (664 - 738 هـ‍) (1266 - 1338 م). محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل الجعفري الهاشمي القرشي المعروف بابن القوبع (¬1)، ركن الدين، أبو عبد الله، الأديب الطبيب المشارك في الفلسفة وغيرها. ولد بتونس، وقرأ النحو على يحيى بن الفرج بن زيتون، والأصول على محمد بن عبد الرحمن قاضي تونس، وتأدب بابن حبيش، وقرأ المعقول على ابن اندراس. وكان يستحضر جملة من أشعار المولدين والمتأخرين، ويعرف خطوط الأشياخ ولا سيما أهل الغرب، وكان نقده جيدا، وذهنه يتوقد ذكاء، قد مهر في الآداب والعلوم، إذا تحدث في شيء منها تكلم على دقائقه ونكته وغوامضه حتى يقول القائل: إنه أفنى عمره في هذا الفن، وكان له حافظة لا قطة، وذاكرة قوية، تروى عنه نوادر فيهما، وكان يلثغ بالراء فيجعلها همزة، وفيه سآمة وملل وضجر، وكان مواظبا على مطالعة كتاب «الشفاء» لابن سينا كل ليلة، وكان فيه بادرة وحدة. قال تقي الدين السبكي: ما أعرف أحدا مثله، ووصفه ابن سيد الناس أنه ثبت. وممن أخذ عنه بمصر الشيخ عبد الله المنوفي شيخ الشيخ خليل بن إسحاق، وله شعر يغلب عليه الإغراق في الصناعة اللفظية. ¬

(¬1) بضم القاف فيما اشتهر على الألسنة، وقيل بفتحها، وهو عصفور ما زال معروفا بهذا الاسم ويقال في واحده قوبعة، وما زالت عائلة بصفاقس تحمل هذا الاسم «قوبعة».

رحل إلى الشرق سنة 690/ 1291 فسمع بدمشق من ابن القواس، وأبي الفضائل بن عساكر، وجماعة، واجتمع به ابن فضل الله العمري، مؤلف «مسالك الأبصار» واستفاد منه فوائد جمة نقلها في كتابه المذكور، ثم انتقل إلى القاهرة، ودرس بالمدرسة المنكوتمرية، وأعاد بالمدرسة الناصرية، ودرس الطب بالمارستان المنصوري. قال الأسنوي في «طبقات الشافعية» في ترجمة الملك المؤيد الأيوبي صاحب حماة المعروف بأبي الفداء (1/ 456) فاتفق قدومه إلى الديار المصرية في بعض الشئون، فاستدعاني إلى مجلسه على لسان الشيخ ركن الدين بن القوبع، فحضرت معه وصحبنا الصلاح بن البرهان الطبيب المشهور إلى أن قال: ثم انتقل الكلام إلى علم النبات والحشائش، فكلما وقع ذكر نبات ذكر صفته الدالة والأرض التي ينبت فيها والمنفعة التي فيه، واستطرد من ذلك استطرادا عجيبا، وهذا الفن الخاص هو الذي كان يتبجح بمعرفته الطبيبان الحاضران وهما ابن القوبع وابن البرهان. وقال ابن كثير: كان من أعيان الفضلاء، وسادة الأذكياء، ممن جمع العلوم الكثيرة، والعلوم الأخروية الدينية الشرعية والطبية، وكان مدرسا بالمنكوتمرية، وله وظيفة في المارستان المنصوري. وكان يتودد إلى الناس من غير حاجة إلى أحد ولا سعي في منصب. قال الشيخ الحافظ تقي الدين بن سيد الناس: قدم الديار المصرية وهو شاب، فحضر سوق الكتب، والشيخ بهاء الدين النحاس شيخ العربية حاضر ومع المنادي ديوان ابن هاني المغربي، فأخذه الشيخ ركن الدين وأخذ يترنم: فتكات لحظك أم سيوف أبيك … وكئوس خمرك أم مراشف فيك فكسر التاء وفتح السين، فالتفت إليه الشيخ بهاء الدين وقال: يا مولانا ماذا الأنصب كبير! فقال له الشيخ ركن الدين بتلك الحدة المعروفة منه

مؤلفاته

والنفرة: أنا ما أعرف الذي تريده أنت من رفع هذه الأشياء على أنها أخبار لمبتدآت مقدرة أي هذه فتكات لحظك أم كذا؟ وأنا الذي أريده أغزل وأقدح وتقديره، أقاسي فتكات لحظك أم أقاسي سيوف أبيك، وأرشف كئوس خمرك أم مراشف فيك فأخجل الشيخ بهاء الدين وقال له: يا مولانا: فلأي شيء ما تتصدر، وتشغل الناس، فقال استخفافا بالنحو واحتقارا له: وأيش هو النحو في الدنيا، النحو علم يذكر، أو كما قال: وأخبر عن نفسه أنه لما أوقفه فتح الدين بن سيد الناس على السيرة التي عملها علّم فيها على مائة وأربعين موضعا أو مائة وعشرين موضعا السهو منه أو كما قال: وقد رآه بعضهم يواقف الشيخ فتح الدين في أسماء الرجال، ويكشف عنها فيظهر الصواب مع ركن الدين. جاء إليه إنسان يصحح عليه «أمالي القالي» فكان يسبقه إلى ألفاظ الكتاب فبهت ذلك الرجل، فقال له: لي عشرون سنة ما كررت عليها. وتولى نيابة الحكم بالقاهرة لقاضي القضاة المالكي مدة، ثم إنه تركها تدينا منه وقال: يتعذر فيها براءة الذمة وكانت سيرته فيها جميلة، لم يسمع عنه أنه ارتشى في حكومة، ولا حابى أحدا. مؤلفاته: 1 - تعليق على قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ}. 2 - تفسير سورة قاف، في مجلد. 3 - شرح ديوان المتنبي، في عدة أجزاء. 4 - اختصار أفعال ابن الحاج. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 264. - إيضاح المكنون 1/ 527.

- البداية والنهاية 14/ 183. (دار المعارف، بيروت 1977) محرفا إلى القوبع. - بغية الوعاة 1/ 226، 228. - الحلل السندسية 1 ق 3/ 698، 701. - الدرر الكامنة 4/ 299، 302. - درة الحجال 2/ 300، 302. - الديباج 329. - رحلة ابن بطوطة 25. - شجرة النور الزكية 208. - طبقات المفسرين للداودي 2/ 237، 239. - معجم الأطباء 429، 439. - معجم المؤلفين 11/ 233. - نيل الابتهاج 232، 233. - هدية العارفين 2/ 149. - الوافي بالوفيات 1/ 298، 242.

457 - قويسم (نحو 1033 - 1114 هـ‍) (1623 - 1702 م).

457 - قويسم (نحو 1033 - 1114 هـ‍) (1623 - 1702 م). محمد قويسم (بالقاف المعقودة) بن علي التونسي، أبو عبد الله، الفقيه الأديب المشارك في علوم، وله شعر. ولد بتونس، ونشأ في طلب العلم، فأخذ عن أعلامها. وقد ترجم في آخر كتابه «سمط اللئال» لطائفة من شيوخه، فمنهم عاشور بن قاسم القسنطيني (لم يذكره في كتابه) أخذ عنه الحديث والعروض، والأدب، وعلي بن عبد الرحمن النعاس التاجوري أخذ عنه مختصر خليل، ومحمد بن أحمد براو الربعي البوسعيدي الجزائري، أخذ عنه كتاب «الشفا» للقاضي عياض، والمفتي محمد بن مصطفى الحنفي العارف بمذهب مالك الذي تلقاه عن شيوخ الأزهر قبل رجوعه إلى تونس، أخذ عنه النحو، والكلام، وذاكره في العلوم الرياضية، ومن شيوخه محمد بن أبي الفضل اللبني أخذ عنه أصول الفقه، ومصطلح الحديث، ومنهم أبو الربيع الأندلسي، وغيرهم. وبهم تخرج، وبرع في اللغة والنحو والتراجم، والتاريخ، والعلوم المتداولة في عصره، تصدر للتدريس بجامع أبي محمد الحفصي بربض باب السويقة، وكان إماما يصلي به الخمس، وتخرّج به كثير من العلماء ويبدو أنه كان يقوم بوظيفة التدريس بين العامة مجانا أو بمرتب ضئيل لا يضمن كفاف العيش، لذلك كان في أوقات فراغه يحترف بيع الرياحين والزهور بدكان بباب السويقة. وعند ما بنى الأمير محمد باي المرادي جامعه أمام زاوية سيدي محرز بن خلف جعل فيه درسا لرواية صحيح البخاري ومسلم وبقية الصحاح، والشفا، رواية ودراية، وأولى صاحب الترجمة القيام بهذه المهمة، وعين له مرتبا شهريا،

مؤلفاته

ولم يكن حريصا على إحراز مكانة لدى الكبراء، ولا على تقلد الوظائف التي يمنحها هؤلاء للمقربين لديهم مما جعله محل تقدير واحترام واعتقاد من أهل ربض باب السويقة. توفي في 13 محرم 1114/ 10 ماي 1702 ودفن بدار سكناه بدرب العسل بنهج خميس في المكان المعروف بالحفير داخل باب الخضراء من تونس. مؤلفاته: 1 - إصابة الغرض في الرد على من اعترض. رسالة في المواقيت والنجوم، وبين أن للوقت أصلا في السنة، وذكر ما ورد في ذلك من الآيات، ومآخذها من السنة. 2 - حدائق الفنون في اختصار الأغاني وابن خلدون. قال في خطبة الكتاب: «وكنت لفرط اللهج باقتباسها نستقصي عن كتب الأخبار والأثر، فطالعت من ذلك كتبا عديدة منها كتاب الاكتفا في سيرة المصطفى، ثم تشوقت نفسي إلى أخبار الدول الإسلامية، فطالعت كتاب «العبر» لابن خلدون، ثم لا زالت نفسي مشتاقة إلى تآليف أبي الفرج الأصفهاني المعروف بكتاب «الأغاني» إلى أن وقفت عليه ضرب في الإجادة بسهم مصيب، فخطر لي أن أجرد من كتبهم مختصرا موجزا أحذو فيه حذوهم».مجلد في 427 ورقة من القطع الكبير بالمكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة الأحمدية الزيتونية. 3 - سمط اللئال في تعريف ما بالشفا من الرجال وهو أكبر تآليفه وأعظمها قيمة، حاز به شهرة في حياته وبعد وفاته. ويقع في 11 مجلدا من القطع الكبير، ويوجد مخطوطا بالمكتبة الوطنية بتونس من رقم 11396 إلى رقم 11406 ويوجد أيضا في المكتبة الوطنية بالرباط (مكتبة الشيخ عبد الحي الكتاني) وتوجد أجزاء منه في قسنطينة والبليدة بالجزائر. وقد مكث في تصنيفه أربع عشرة سنة وقرظه علماء عصره

كمحمد زيتونة، ومحمد الحجيج الأندلسي، والمفتي الحنفي عبد الكبير درغوث. وهذه التقاريظ بتاريخ سنة 1104/ 1692 على ما قاله الوزير السراج في «الحلل السندسية». ألّفه بإشارة من صديقه الشيخ محمد بن شعبان الحنفي، إليه أشار في طالعة كتابه بقوله: «وأشار صديق عليّ اسمه مشتق من الحمد ومتشعب الرحمة، يريد به ابن شعبان (ذيل بشائر أهل الإيمان) وأتى فيه بعجب العجائب، وأبدع فيه غاية الإبداع، محشوا بالأحاديث الشريفة والسير النبوية، وتراجم الصحابة والتابعين، وسائر المحدثين، وفقهاء الأمصار، والشعراء إلى غير ذلك (ذيل بشائر أهل الإيمان) وقد رتب تراجم الكتاب على حروف المعجم. والظاهر من عنوان الكتاب أنه في تراجم الرجال المذكورين في كتاب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي، والواقع أنه لم يقتصر على هذا الموضوع المحدد بل استطرد إلى تراجم غيرهم من مختلف العصور والطبقات، واستطرد إلى إيراد المسائل الفقهية والكلامية واللغوية، والنوادر الأدبية، ومزيته أنه يذكر المصادر التي نقل عنها وهي متنوعة وكثيرة. والكتاب يشتمل على تسعة وعشرين بابا ومقدمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول في ترجمة القاضي عياض، وسرد أسماء مؤلفاته، والقسم الثاني فيه بسطة عن التاريخ، والقسم الثالث فيه تحديد لمنهج التراجم في ذكر الأسماء والألقاب والصفات، والنظام الذي سار عليه في ترتيب التراجم. وقد اختصر الكتاب أبو العباس أحمد بن بوراوي في جزءين، رأيت جزءا منهما في خزانة شيخنا محمد المهيري رحمه الله.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 233، 234، 10/ 222. - إيضاح المكنون 2/ 27. - ذيل بشائر أهل الإيمان 195 - 196 (ط 2/). - مقدمة ذيل بشائر أهل الإيمان لمحققه الطاهر المعموري ص 56، 57. - شجرة النور الزكية 320. - عنوان الأريب 2/ 6، 8. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 39. - معجم المؤلفين 11/ 154. - هدية العارفين 2/ 309. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 172 - 182.

458 - القيرواني (000 - 514 هـ‍) (0000 - 1120 م).

458 - القيرواني (000 - 514 هـ‍) (0000 - 1120 م). عمر بن خلف القيرواني، أبو الحسن، المقرئ. له تلخيص العبارات في القراءات. المرجع: - مرآة الجنان 3/ 210.

459 - القيسي الصفاقسي (نحو 697 - 748 هـ‍) (1298 - 1348 م).

459 - القيسي الصفاقسي (نحو 697 - 748 (¬1) هـ‍) (1298 - 1348 م). إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم القيسي الصفاقسي، المالكي، أبو إسحاق برهان الدين نزيل القاهرة، الفقيه، الأصولي، النحوي. سمع بتونس من عبد العزيز الدروال، وببجاية شيخها ناصر الدين المشدّالي، وبالقاهرة أخذ عن أبي حيان، ورحل إلى دمشق، فسمع من الحافظ المزي، وزينب بنت الكمال، وأبي بكر بن عنتر، وغيرهم. قال الخطيب ابن مرزوق الجد (¬2): «ومن شيوخي إبراهيم الصفاقسي نزيل القاهرة وأحد أئمتها، أحمل عنه مصنفاته سمعت من لفظه كتابه الذي أعرب فيه وأغرب في إعراب القرآن، وتحدث فيه مع شيخنا أبي حيان في أبحاثه، وقرأت عليه بعض تآليفه في نوازل الفروع سئل عنها منها «الروض الأريج في مسألة الصهريج» سئل عن أرض أبتعيت فوجد فيها صهريج مغطى، هل يكون كواحد الأشجار أم لا؟ وأبدع فيها وخالف فيها كثيرا من المالكية وعمل على مذهبه فيها. والجزء الذي ألّفه في أسماع المؤذنين خلف الإمام وغيرهما، وقرأت عليه أكثر تقييده على ابن الحاجب القرعي تركته لم يكمله، وتلخيص المفتاح لشيخنا وشيخه القزويني».ونقل أبو العباس أحمد البسيلي عن شيخه ابن ¬

(¬1) كذا في الديباج، وشجرة النور، والنجوم الزاهرة. (¬2) في برنامج المكتبة العبدلية أنه من تلامذة الخطيب ابن مرزوق، وهو خطأ لأن المترجم من شيوخ ابن مرزوق لا من تلامذته.

مؤلفاته

عرفة أنه قال: إن برهان الدين الصفاقسي عالم بالأصول. وناهيك بشهادة الإمام ابن عرفة في ذلك. توفي في 18 ذي الحجة 748/ 1342. مؤلفاته: 1 - تقييد على ابن الحاجب الفرعي. 2 - جزء ألّفه في أسماع المؤذنين خلف الإمام. 3 - الروض الأريج في مسألة الصهريج. 4 - المجيد في إعراب القرآن المجيد، أوله: «الحمد لله الذي شرفنا بحفظ كتابه» إلى أن قال: «ولما كان الغرض إلى فهم مفردات القرآن، وجب صرف العناية إلى ما يتعلق به من علم اللسان تصريفا وإعرابا، وقل من سلك هذا الطريق من المصنفين إلاّ الشيخ أثير الدين أبا حيان الأندلسي، لكنه سلك طريقة المفسرين في الجمع بين التفسير والإعراب ففرق فيه، فاستخرت الله في تلخيصه في أقرب زمان على نحو ما أملت».كما أنه جمع ما بقي من إعراب كتاب أبي البقاء العكبري المسمى «التبيان في إعراب القرآن» وهو الذي يعنيه بالشيخ مما لم يضمنه في كتابه ليكتفي الطالب لهذا الفن، وجعل حرف الميم علامة على ما زاده عليه، وجميع ما في الكتاب من لفظ اعترض وأجيب ونحو ذلك مما لم يسم قائله فهو المؤلف. وفي «كشف الظنون» أنه أحسن من إعراب أبي البقاء العكبري، توجد منه نسخة تامة تنقص الورقة الأولى من الخطبة في أربعة أجزاء من القطع الكبير في المكتبة الوطنية بتونس وأصلها من المكتبة العبدلية. قال ابن غازي في «المطلب الكلي في محادثة الإمام القلي» «وقد كان شيخنا شيخ الجماعة الإمام الأستاذ أبو عبد الله الكبير يثني كثيرا على فهم الصفاقسي، ويراه مصيبا في أكثر تعليقاته وانتقاداته لأبي

حيان، وقد كان له أخ نبيل شاركه في تصنيف كتابه «المجيد» كما نبّه عليه صاحب «المغني» حيث نكت عليهما في إعراب زيرا في غير محله تبعا لأبي حيان «قال أحمد بابا التنبكتي»: الذي في «المغني» يعد اعتراضه على أبي حيان - نصه وتبعه على هذا الوهم رجلان لخصا من تفسيره إعرابا. إلى أن قال: «أما ما ذكره ابن غازي من أن ثاني الرجلين هو أخوه - يعني الشمس الصفاقسي - فكأنه اغتر في ذلك بما وقع في «الديباج» لأنه قال، ومن تصانيفهما إعراب القرآن جرداه من «البحر المحيط» انتهى، وليس ذلك بمعتمد، وقد تقدم من كلام ابن مرزوق تلميذه، ومن كلام الحافظ ابن حجر أن برهان الدين هو مؤلف الإعراب، وإنما ثاني الرجلين الذي عناه ابن هشام (هو) الإمام العلاّمة شهاب الدين أحمد بن عبد الدائم الحلبي المصري الشافعي الشهير بالسمين، فالرجلان اللذان عنى ابن هشام هما: الصفاقسي والسمين». وفي إجازة أبي حيان لمنديل (¬1) بن آجروم الصنهاجي، ومما أملى عليه «وليعلم واقفه أن شخصا يسمى إبراهيم الصفاقسي وقف على نسخة سقيمة غاية في الرداءة والتصحيف من كتابي «البحر المحيط» فنقل منه في كتاب جمعه في الإعراب وغير نسبها لي، ولم ينقل كلامي ليروج كتابه فأنا بريء من عهدة ما نقل عني إذ لم ينقل كلامي بلفظه ولم ينتقه، وليس بأهل لفهم كلامي لضعفه جدا في العربية، مشتغل بمذهب مالك، وشيء من أصول الفقه، مع صغر السن وعدم الأصل، ومنشأ يعرفه من يعرفه». وهنا يبدو تحامل أبي حيان، وإلاّ فما هو دخل الأصل والمنشأ في قضايا العلم؟ مع أن الرجل معروف الأصل والبلد، غفر الله لأبي ¬

(¬1) ينظر ترجمة منديل المذكور في درة الحجال 3/ 17 - 18 نيل الابتهاج 347.

المصادر والمراجع

حيان نزواته وسقطاته، وناهيك برجل مدح شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم ذمه لما أبدى استخفافا بسيبويه. قال أحمد بابا: «ومع هذا أعطاه المغرب الأقصى الأذن الصماء وأكبّوا على تصنيف الصفاقسي: والناس أكيس من أن يمدحوا رجلا … من غير أن يجدوا عليه آثار إحسان المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 61. - برنامج المكتبة العبدلية 1/ 112، 115. - بغية الوعاة 1/ 425. - الدرر الكامنة 1/ 57. - درة الحجال 1/ 178. - الديباج 92. - رحلة ابن بطوطة 25. - شجرة النور الزكية 209. - كشف الظنون 122، 1477، 1607. - مفتاح السعادة 1/ 437 (ط 1/). - معجم المؤلفين 1/ 82. - النجوم الزاهرة 10/ 18. - نزهة الأنظار 2/ 146. - نيل الابتهاج 39، 43 (أجمع وأوسع المصادر). - هدية العارفين 1/ 15.

460 - القيسي الصفاقسي (706 - 741 هـ‍) (1307 - 1343 م).

460 - القيسي الصفاقسي (706 - 741 هـ‍) (1307 - 1343 م). محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم القيسي الصفاقسي أخو إبراهيم المذكور قبله، الأصولي، اللغوي. أخذ بتونس من عبد العزيز الدروال، ورحل إلى المشرق، فقدم دمشق، وغيرها، وسكن بآخرة مدينة حلب، وحظي بها، ولعله تولى القضاء بها. مات في رمضان سنة 744/ 1343. مؤلفاته: 1 - شرح على مختصر ابن الحاجب في الأصول. 2 - شفاء الغليل في شرح المقصد الجليل في علم الخليل لابن الحاجب في «كشف الظنون» أنه شرح بسيط بالقول .. ذكر فيه أنه شرحه أولا وسمّاه شفاء الغليل، ثم خرج من يده، وشرحه ثانيا وسمّاه المورد الصافي في شرح عروض ابن الحاجب والقوافي. 3 - المورد الصافي في شرح عروض ابن الحاجب والقوافي. المصادر والمراجع: - الدرر الكامنة 4/ 275. - الديباج 92 (عرضا في ترجمة أخيه إبراهيم). - شجرة النور الزكية 209 (عرضا في ترجمة أخيه إبراهيم). - كشف الظنون 1134. - هدية العارفين 2/ 151.

461 - القيسي (000 - 275 هـ‍) (000 - 888 م).

461 - القيسي (000 - 275 (¬1) هـ‍) (000 - 888 م). الهيثم بن سليمان بن حمدون القيسي، أبو المهلب، الفقيه المحقق. ولد بمدينة تونس، ونشأ بها، ورحل إلى القيروان، للقاء رجال العلم الحنفيين كسليمان بن عمران، وأحمد بن قادم من تلامذة أسد بن الفرات، ورحل إلى بغداد، فروى عن محمد بن شجاع الثلجي، وغيره من أصحاب أبي يوسف. ولما رجع من رحلته ولاّه شيخه سليمان بن عمران قضاء مدينة تونس، وتوفي بها وهو مباشر لخطة القضاء. له: أدب القاضي والقضاء، حققه الدكتور فرحات الدشراوي (تونس بدون تاريخ والمظنون أنه حوالي 1970). المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 104 (ط 5/). - طبقات علماء إفريقية للخشني 192. - مقدمة أدب القاضي والقضاء لمحقق الكتاب ص 8 - 10. ¬

(¬1) في الأعلام: نحو 310/ 922.

حرف الكاف

حرف الكاف

462 - ابن الكاتب (000 - 408 هـ‍) (0000 - 1018 م).

462 - ابن الكاتب (000 - 408 هـ‍) (0000 - 1018 م). عبد الرحمن بن محمد الكناني القيرواني، المعروف بابن الكاتب، أبو القاسم، الفقيه المشهور بالعلم، وقوة العارضة، وإقامة الحجة. أخذ عن ابن شبلون، وغيره، ورحل إلى المشرق حاجا فلقيه أبو القاسم الطائي بمصر، وسأله عن فروق أجوبة في مسائل متشعبة من المذهب، قال الطائي: وقد كان أعضل جوابها بكل من لقيت من علماء القيروان، فأجابني أبو القاسم فيها ارتجالا على ما كان عليه من شغل البال بالسفر. وكان قويا في المناظرة، ناظر أبا عمران الفاسي مرة، وطالت بينهما المناظرة حتى علا العرق أبا عمران وبلّ قميصه ورداءه كمن غمس في ماء، وبينهما نزاع ومراجعة في مسائل نقلت عنهما. نزلت بالقيروان مسألة الملاعنة إذا نكلت عن اليمين ثم أرادت الرجوع إلى اللعان، فاختلف فيها فقهاء القيروان فأفتى أبو علي حسن بن خلدون وغيره أن لها ذلك كما لها الرجوع بالإقرار المحض، وذهب المترجم إلى أن الرجم قد وجب عليها، وليس لها الرجوع بعد النكول، لأن ذلك لما حقق ما رماها به بالشهادات الأربع، صارت تلك الشهادات كأربعة شهود على معاينة الزنا. فغلبها أن تأتي بما يقابل ذلك ويكافئ شهادته، فإن نكلت فكأنها صدقت شهادته بخلاف مجرد الإقرار.

تآليفه

تآليفه: 1 - له في المسألة السالفة تأليف طويل نص فيه فتياه وبين جوابه (المدارك 4/ 624 - 625 في ترجمة أبي علي حسن بن خلدون). 2 - تأليف كبير في الفقه في نحو مائة وخمسين جزءا. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 706 - 707. - شجرة النور الزكية 106. - معالم الإيمان 3/ 194، 195.

463 - الكافي (1278 - 1380 هـ‍) (1861 - 1960 م).

463 - الكافي (1278 - 1380 هـ‍) (1861 - 1960 م). محمد بن يوسف بن محمد بن سعد الحيدري (نسبة إلى حيدرة من ألقاب سيدنا علي) الشريف النسب (يرفع نسبه إلى الحسن السبط) الكافي، الفقيه المالكي، المتكلم الصوفي. ولد ببلد الكاف، وحفظ القرآن الكريم، ولما كبر اشتغل بتجارة الحبوب، وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ محمد بن محمود الجبنياني الكفيف البصر في بلدة جبنيانة، وقد استشار شيخه هذا في طلب العلم أو الحج، فأشار عليه بطلب العلم أولا، فعمل بوصية شيخه في الطريقة، وشرع في طلب العلم وهو ابن سبع وعشرين سنة، فذهب إلى بلدة الوردانين على مقربة من مدينة سوسة، وقرأ على الشيخ الحبيب البكوش، والشيخ فرج قريسة، ومما قرأ الآجرومية، وشرح المرشد المعين وشرح الرسالة، وشيئا من الدرة البيضاء في الحساب والفرائض، ومكث بالوردانين نحو سنتين، ثم بدا له السفر إلى مصر لطلب العلم بالأزهر، وأتى شيخه في الطريقة المتقدم الذكر فأعلمه فأعطاه مكتوبا إلى السيد حسن الزغيدي إمام زاوية أبي سعدة بربض القوابسية من ضواحي صفاقس، ومن صفاقس ركب باخرة إيطالية إلى مدينة طرابلس، وسلمه السيد حسن الزغيدي مكتوب توصية إلى السيد إبراهيم عبادة القيرواني من ذرية الشيخ عمر عبادة، وكان سفره من صفاقس يوم الجمعة في شوال 1306/ 1895. وبعد مكثه أياما قليلة بطرابلس في ضيافة السيد إبراهيم عبادة سافر إلى زليتن فمصراتة، وأعطاه إبراهيم عبادة المذكور مكتوب توصية

إلى بعض أصدقائه بمصراتة، وقد لقي منه كل ترحيب وإكرام، ومكث بمصراتة مدة ينتظر قدوم باخرة توصله إلى بنغازي ومنها إلى الإسكندرية، ولبث بمصراتة وضاحيتها يدر أكثر من شهر ونصف. ولما طالت المدة في انتظار باخرة ذاهبة إلى بنغازي والإسكندرية آثر أن يسافر في مركب شراعي إلى بنغازي، ومنها يركب باخرة إلى الإسكندرية، وتسلّم من الشيخ شنيشح الذي نزل عنده في مصراتة مكتوب توصية إلى الفقيه الفاضل مسعود الورفلّي التاجر ببنغازي، وبعد خمسة أيام من إحضار المركب الشراعي بمرسى مصراتة وصل إلى بنغازي التي مكث بها خمسة أشهر وخمسة أيام في انتظار باخرة ذاهبة إلى الإسكندرية ضيفا على الرجل الفقيه الفاضل مسعود الورفلي. وببنغازي كاد يبطل السفر، ويرجع من حيث أتى لأنه تناقش مع جماعة من السنوسية يخالفون في كثير من المسائل المشهورة المذهب المالكي، وحصل خلاف بينه وبينهم، ودسّوا عليه للسلطنة أشياء بقصد التخلص منه، وإخراجه من مدينة بنغازي، فأرجعته السلطة المحلية إلى طرابلس، وسافر معه جاسوس من السلطة وفي مدينة طرابلس اتصلت به القنصلية الفرنسية، وأفهمته أنه إذا أقرّ بتبعيته لفرنسا فإنه يقع إخراجه حالا، فقال لمبعوث القنصل: أنا لا أنتسب لغير الدولة العثمانية ولو قطعتني إربا إربا، وكان الجاسوس المصاحب له يسمع كلام مبعوث القنصل، وما ردّ به عليه، فبلغ الجاسوس المحاورة إلى باشا طرابلس، فأمر بإخراجه وإنزاله منزلا رفيعا، وطالبه بالحضور عنده فقابله مقابلة حسنة، واعتذر له عن جلبه إلى طرابلس، وقال إن أردت الرجوع إلى بنغازي فإذنك معك وإني آمر متصرف بنغازي بأن لا يتعرض لك أحد في شؤونك، فودعه وعاد إلى بنغازي. وفي رجوعه إلى بنغازي قرأ على الشيخ بدر الدين الفليتي الوهراني من جنود الأمير عبد القادر الجزائري قرأ عليه العقيدة الصغرى للسنوسي بحاشية الياجوري، وشرح الشرقاوي على الحكم لابن

عطاء الله، وفي النهاية جاءت باخرة لرجل بيروتي فسافر إلى بيروت، وأعطاه الشيخ بدر الدين مكتوبي توصية أحدهما لمحمد باشا ابن الأمير عبد القادر الجزائري المقيم بدمشق، والثاني للشيخ عبد الله السعداوي الورفلي شيخ الشاذلية بحمص، ودامت إقامته في بيروت خمسة أيام، وفي اليوم السادس سافر إلى دمشق، وحاول مقابلة محمد باشا ابن الأمير عبد القادر الجزائري، فلم يقابله وأبلغه بأن يقصد خان المغاربة، بالرغم من أنه قدم له مكتوب التوصية من الشيخ بدر الدين الفليتي الوهراني، ولبث بدمشق ثلاثة أيام، ثم سافر إلى حمص، وفيها نزل بزاوية الشاذلية، وأكرمه شيخها عبد الله السعداوي الورفلّي الليبي، ومكث بحمص شهرا وثلاثة عشر يوما، ثم قصد طرابلس الشام شمالي لبنان، ومكث بها خمسة أيام، ومنها سافر إلى بيروت، ومنها أبحر إلى يافا فبيت المقدس، وفيها التقى بالشيخ الطاهر المتيجي الذي سبق له التعرف به في الوردانين، ونزل في رواق المغاربة المنسوب للغوت أبي مدين دفين تلمسان، وهذا الرواق في وسط البلد، ونزله لأنه كان حافظا للقرآن حسب الشرط للنازل بالرواق، وزار الخليل وبيت لحم، ثم عاد إلى القدس، ومنها إلى يافا، ومنها ركب باخرة نمساوية إلى بور سعيد فالإسماعيلية، فالقاهرة، ومنها الأزهر، ومنه دخل رواق المغاربة ودخل الأزهر يوم الأربعاء 24 شوال 1307 هـ‍، فكانت مدة سفره من صفاقس إلى الأزهر سنة إلاّ خمسة أيام، وبعد مرور عام من إقامته برواق المغاربة سافر لأداء فريضة الحج بعد الاستئذان من شيخ الرواق وتجاوز العام على الإقامة فيه طبق القانون، ثم رجع إلى الأزهر لمواصلة دراسته به، ولبث به عشر سنوات إلاّ خمسة أشهر، ومشايخه بالأزهر كثيرون، والذين أجازوه منهم أحمد الرفاعي الفيومي، وسليم البشري، وأبو الفضل الجيزاوي وخلف الحسيني، وحسن داود الصعيدي العدوي، وحسين مخلوف، وعلي جمعة، وحسن زايد وعلي الحسيني البولاقي، وعلي الصالح، وعبد الغني محمود، ومحمد بخيت المطيعي،

وخلف الفيومي، وإبراهيم السقا، ومحمود محمد خطاب، وغيرهم، وأخذ الحساب عن إدريس أفندي، ثم سافر من القاهرة إلى الإسكندرية متوجها إلى صفاقس، فتلقاه في مينائها خلق كثير من غير سابق معرفة وإنما يبلغهم اسمه واسم بلده، وبات فيها ليلتين أو ثلاث، ومنها سافر إلى بلدة جبنيانة لمقابلة شيخه في الطريقة الخلوتية محمد بن محمود، ومكث عنده أياما ثم أمره بالرجوع إلى صفاقس لتعليم من يرغب، وتلقاه محمد بن محمود الشعبوني بواسطة حسن الزغيدي الجبنياني، وهيّئ له بيت في مدرسة القلال بسوق الجمعة ثم اكتروا له محلا خاصا، ودرس بصفاقس دروسا خاصة بالطلبة ودروسا للطلبة وغيرهم، وبعد مدة سافر إلى مدينة تونس، ونزل ضيفا على ابن بلدته الشيخ صالح العسلي، وفيها اجتمع بثلة من رجال العلم كالشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ صالح الشريف وغيرهما، ثم رجع إلى صفاقس، وبعد مدة أراد السفر إلى جربة، وطلب من التاجر الحاج محمد بن حسين الطرابلسي أن يخاطب من يعرف من تجار جربة ليهيئوا له بيتا في مدرسة الشيخ إبراهيم الجمني، فخاطب السيد عبد السلام غريب الذي رد على الخطاب بالإيجاب، ولما وصل إلى جربة، لبث في ضيافة عبد السلام غريب المذكور وحاكمها السيد مهذب بن خليفة النفاتي الذي تعرف به عند ما كان حاكما في قابس، ومكث بجربة خمسة عشر يوما، ثم عاد إلى صفاقس، وبعد مدة سافر إلى مدينة طرابلس بصحبة الشيخ محمود بن محمد الشعبوني، وبعد أيام سافر إلى زنزور، ومنه إلى الزاوية الغربية، ومنها إلى سيدي أبي عجيلة، ثم عاد إلى طرابلس، وفي كل مكان يجد أحبابه وزملاءه بالأزهر فيفرحون به ويكرمونه، ومكث بطرابلس أياما ثم سافر إلى مسلاّتة، ومنها إلى الخمس، ثم ذهب إلى لبدة وزار بعض آثارها، وبعد الخروج منها مرّ على ساحل حامد، وعلى عين الكعام وعلى الشهداء، إلى أن وصل إلى زليتن، ومنها إلى مصراتة، ونزل مع رفيقه بزاوية السنوسية، ودامت رحلته بالبلاد الليبية نحو شهرين، ثم

عاد إلى صفاقس، ثم خطر له المجاورة بالمدينة المنورة، وبعد حلوله بمدينة طرابلس الغرب ظهر له أن يسافر إلى الآستانة، ومنها إلى المدينة المنورة، فسافر في باخرة إيطالية في وجهتها إلى بنغازي، ومنها توجهت إلى كريد، ومنها إلى إزمير، ومنها إلى شاناق قلعة ومنها إلى الآستانة حيث أرست الباخرة بميناء إستانبول، وفي الآستانة قابل الشيخ المكي بن عزوز، والشيخ أبا الهدى الصيادي، وبعد يوم ظهر الانقلاب، وزار منتزهات الآستانة، ومكتبة السلطان بايزيد، ولم يطلب منها إلاّ كتابا في الفقه المالكي، فلم يجد فيها إلاّ جزءا من فتاوى الشيخ عليش، وفي يوم الغد أتى إلى المكتبة بخمسة عشر كتابا في الفقه المالكي وغيره هدية منه للمكتبة، وهذا أمر لافت للنظر لأن الآستانة وكثرة مكتباتها وما فيها من نفائس في مختلف العلوم الإسلامية وغيرها لم تسترع انتباهه ولم يشده إلاّ عدم وجود كتب الفقه المالكي، ويبدو أن عدم معرفته باللغة التركية جعلته يشعر بالضيق والانقباض في الآستانة، والعزم على الخروج منها، فأبحر منها على متن باخرة مصرية أرست به في ميناء الإسكندرية، ووقع منعه هو وثلاثة ركاب معه منهم يهودي وجهته الحجاز بدعوى أنهم حجاج، مع أن الوقت ليس وقت حج، واليهودي يصيح ويصرح بيهوديته ولا حج عليه فلا يسمع كلامه أحد، ونزل في كرنتينة القباري وبقي أربعة أيام، وهيأ له معارفه بالإسكندرية تذكرة مرور إلى بيروت التي وصلها بعد أربع وعشرين ساعة، وبعد نحو يومين قطع تذكرة ركوب إلى بور سعيد ومنه ركب القطار إلى بنها العسل، ولما جاء القطار من مصر ركب فيه إلى الإسكندرية، وفيها نزل ضيفا على الحاج إبراهيم والحاج أبي بكر والحاج يونس الطرابلسي، وبقي عندهم أياما، ثم تحول إلى مصر فنزل عند الشيخ بلقاسم بن محمد باري، وبقي عنده إلى وقت السفر إلى الحج، ومن القاهرة سافر إلى السويس، ومنه إلى جدة، ومنها إلى مكة، فأدى مناسك الحج، وبعدها سافر إلى المدينة المنورة فوصلها يوم الخميس السابع من محرم سنة 1326/ 1909 - 10، ودرس بالحرم

النبوي، وفي المدينة تعرف بالشيخ العزيز الوزير التونسي ثم انتقل إلى دمشق، واستقرّ بها نهائيا، ووصلها يوم 10 ربيع الثاني سنة 1336/ 1918، وكان في نيته الرجوع إلى المدينة المنورة، ولذلك لم ينقل كل ما في بيت سكناه من أثاث، ومكتبته، وسلم المفتاح إلى الشيخ أحمد الشنقيطي، ولم يتم له الرجوع، واستقر نهائيا بدمشق، وبعد مدة قليلة سافر إلى بيروت لمقابلة بعض أصدقائه، ومكث عنده أياما قليلة، ثم رجع إلى دمشق، وتوفي بدمشق في 29 ربيع الثاني 1380 ودفن بمقبرة الدحداح. وقد أخذ عنه بصفاقس كثيرون منهم الحاج أحمد القرقوري، وشقيقه الحاج عبد الرحمن، والحاج محمد بن محمد كمون، وعلي بن عمر قدور، الناشر لبعض مؤلفاته، وعلي بن محمد السلامي والحاج محمود الشعبوني، وغيرهم. وعمامة تلامذته لها شكل خاص لا يلبسها إلاّ هم، وهي عبارة عن ثلاث طيات عريضة تشبه العمامة الأزهرية. ولم تنقطع صلاته بتلاميذه الصفاقسيين بعد هجرته إلى دمشق، بل لبثت متواصلة بواسطة المراسلة البريدية، ومن يحج منهم يغتنم الفرصة للحلول بدمشق لزيارة شيخه ولم ينسوا إمداده بتبرعاتهم المالية بين الآونة والأخرى. وكان من الناقمين على دعاة فتح باب الاجتهاد، ومن المنتقدين لآراء الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده لأنهما لا يقولان بما يقوله المتقدمون ويخالفون في بعض آرائهما الفقهاء والمفسرين، وله آراء أخرى كنفي كروية الأرض ودورانها، وفي زعمه أن ذلك عقيدة المسلمين وقول علمائها. وخلاف ذلك هو قول الضالين، وأن القول بكرويتها وحركتها تخيلات وتخمينات لا ثبوت لها في الواقع ونفس الأمر، وساق آيات كثيرة لتأييد زعمه والرد عليه يطول يخرجنا عما نحن فيه، ومن تلامذته أحد مشايخنا بصفاقس - رحمه الله - ذهب إلى أن الإسلام لا يقول بالعدوى، أفبمثل هذه الآراء يخدم الإسلام؟ إنهم يصورونه دينا ضد العلم وما هو ثابت بالتجربة التي لا يرقى إليها الشك لأنهم لم

مؤلفاته المطبوعة

يستوفوا الموضوع من جميع أطرافه مما يدل على قصور ونقص في الاطّلاع على القديم فضلا عن الثقافة والفكر الحديثين، ولو سكت من لا يعلم لقلّ الخلاف كما قال ابن حزم، والحديث طويل الذيل لا مجال لبسطه وله موضع آخر. مؤلفاته المطبوعة: 1 - الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية. 2 - إحقاق الحق وإبطال الباطل، وهو شبه ترجمة شخصية لنفسه. 3 - إحكام الأحكام على تحفة الحكام لابن عاصم. 4 - إيقاظ الوسنان الفاتح لمنظومة التوحيد لابن عبد الرحمن. 5 - البيانات الكافية في خطأ وضلال الطائفة الأحمدية القاديانية. 6 - البيان للمراد بالتغني بالقرآن. 7 - البيان والبرهان لتشتيت شمل البرهان. 8 - الانتصار المؤزر للإمام الغزالي في عبارته المشهورة (ليس في الإمكان أبدع مما كان). 9 - تمييز الحق والصدق والطيب والصحيح والباطل والكذب والخبيث والفاسد. 10 - التوسلات الكافية تتلى عند ختم القرآن، طبع بعد وفاته. 11 - التوضيحات الوافية لنبذة من الأحاديث القضاعية ومعها منحة رب العالمين على عقيدة الإمام السيوطي جلال الدين، من أوائل كتبه المطبوعة. 12 - الحصن والجنة على عقيدة أهل السنّة للإمام الغزالي. 13 - الدرة الثمينة في الكلام على حكم العورة.

ومما هو مخطوط

14 - رسالة الفروع الكافية لإزالة غياهب الأنوار القدسية في مقدمة الطريقة السنوسية. وكان خصما للطريقة السنوسية لأنها تقول بالاجتهاد. 15 - السيف اليماني المسلول في عنق من طعن في أصحاب الرسول. 16 - الشذرات الذهبية على النصيحة الزروقية. 17 - فتح العليم الفتاح بما تطمئن له القلوب وترتاح. 18 - الفصول الكافية المشتملة على مسائل هامة علية ونقض بعض الحبل المتين. 19 - المرآة في الرد على من غير نصاب الزكاة. رد به على الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور لأنه ذكر وسائل العلم الحديث في إثبات ميزان الليترة، وما يقابلها من الصاع النبوي واعتمد قول ابن رشد وطائفة من الفقهاء في وزن المد النبوي بالماء، وعد مثل هذا تغييرا لنصاب الزكاة وأين منزلته في العلم من منزلة الشيخ ابن عاشور؟ ورد عليه الشيخ محمد شاكر برسالة صغيرة سمّاها الرد الوافي على زعم الشيخ الكافي. 20 - المسائل الكافية في بيان وجوب صدق خبر رب البرية. 21 - نصرة الفقيه السالك على إنكار مشهورية السدل في مذهب مالك. 22 - نقض إسلام النشاشيبي الصحيح. 23 - النور المبين على الرشد المعين لابن عاشور. 24 - هبة المالك على تأليف الشيخ علي النوري في المناسك. ومما هو مخطوط: 1 - بغية ذي الجلال في حكم الاحتكار والعقوبة بالمال مع نصرة الحق

المراجع

على الباطل في الرد على من اعترض على هيبة ذي الجلال. 2 - الخبر العجيب الغريب. 3 - الفرائد الحسان في بيان رسم القرآن. 4 - مميز الحق من الباطل في الرد على معجز محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم تأليف الشيخ عبد العزيز الثعالبي. المراجع: - إحقاق الحق وإبطال الباطل (دمشق 1369 هـ‍). - الأعلام 7/ 159 (ط 5/). - مقدمة التوسلات الكافية بقلم السيد محمد الحسني ص 5 - 6. - معجم المؤلفين 12/ 136.

464 - الكتاني (كان حيا 684 هـ‍) (1286 م).

464 - الكتاني (كان حيا 684 هـ‍) (1286 م). أحمد بن يوسف بن يعقوب الكتاني التونسي، الفقيه النحوي الأديب. اختص بابن عصفور ولازمه، وكان جماعة للكتب ملك منها الفرائد والنفائس، وكان طيب النفس بها يعيرها لبعض أصدقائه للاستفادة والانتفاع بها. له الدر المنثور في أخبار ابن عصفور. المرجع: - محمد الحبيب بن الخوجة، الحياة الثقافية في إفريقية في صدر الدولة الحفصية، النشرة العلمية للكلية الزيتونية وأصول الدين، س 4 ع 4، 1976 - 1977 ص 75 (نقلا عن رحلة ابن رشيد).

465 - ابن الكحالة (000 - 281 هـ‍). (000 - 894 م).

465 - ابن الكحالة (000 - 281 (¬1) هـ‍). (000 - 894 م). سليمان بن موسى بن سالم القطان القيرواني، المعروف بابن الكحّالة، مولى لغسان، وقيل الكندي اليحصبي، من أصحاب سحنون. سمع من سحنون، وابنه محمد، وعون بن يوسف الخزاعي، وابن رزين، وغيرهم. ودخل المدينة المنورة فحدث عن محمد بن مالك بن أنس بحكاية عن أبيه. سمع منه أبو العرب التميمي، وغيره. قال أبو العرب: «كان ثقة كثير الكتب والشيوخ، حسن الأخلاق، بارا بطلبة العلم، أديبا كريما، سمع منه في حياة ابن سحنون، وكان الغالب عليه الرواية والتقييد». ولاّه ابن الأغلب قضاء باجة، ثم ولي قضاء صقلية، فخرج إليها، ونشر بها علما كثيرا، وعنه انتشر مذهب مالك بها، ولم يزل عليها قاضيا إلى أن مات. له: تأليف في الفقه يعرف بالسليمانية مضافا إليه. المصادر والمراجع: - الأعلام 3/ 125 (ط 5/). - ترتيب المدارك 3/ 233، 234. ¬

(¬1) في شجرة النور الزكية مات سنة 282 أو 289.

- الديباج 119. - شجرة النور الزكية 71. - طبقات علماء إفريقية للخشني 200 - 201. - طبقات الفقهاء للشيرازي 158. - معجم المؤلفين 4/ 264.

466 - الكراي (0000 - 1115 هـ‍) (0000 - 1703 م).

466 - الكرّاي (0000 - 1115 هـ‍) (0000 - 1703 م). أبو الحسن بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن ميمون الكرّاي من أحفاد الشيخ الصالح علي الكراي أبي بغيلة، العالم الصوفي الوفائي نسبا وطريقة (من فروع الطريقة الشاذلية)، الولي الصالح. ولد بصفاقس، وبها نشأ، وقرأ على فقهاء بلده كوالده، والشيخ عبيد الأومي وهو عمدته، وعن غيرهما، وارتحل إلى الأزهر وقرأ به، واشترى من القاهرة أجزاء حديثية نادرة كمشيخة ابن الجوزي، والأربعين حديثا لصدر الدين البكري، وغيرهما، وحصل له الجذب على يد الشيخ علي الوحيشي القيرواني، فساح مدة، ثم رجع إلى صفاقس، وأنشأ زاويته المشهورة، واشتغل بنشر العلم وانتفع به جماعة منهم خليفته على الزاوية الشيخ محمد المراكشي الذي أخذ عليه العهد أن يجتنب المناصب الشرعية، فقبل منه العهد، ووفى به، ثم استأذن من المترجم في حج بيت الله الحرام، فلما رجع أقامه مقامه في حياته وصار يعمل الميعاد (مجلس الوعظ) يوم الجمعة بقراءة كتب الوعظ والسير والمغازي على عادة أهل صفاقس في ذلك التاريخ، ويعلّم التلاميذ علوم الطريقة والحقيقة، وكتب المترجم في وقفه واستخلافه للشيخ المراكشي أنه يقبض دخل الزاوية وينفق عليها، ولا حساب عليه ولا يدخل في ذلك معه أحد، وكلما فضل عنده شيء من غلال الوقف يشتري به عقارا للزاوية فكثر بذلك دخلها واتسع حالها.

وجرت على المترجم محنة على عهد قائد صفاقس ابن عطية جلّي سنة 1088/ 1678 في زمن الفتنة بين الأخوين علي باي ومحمد باي ابني مراد باي. وعند ما تغلب علي باي على أخيه استلزم ابن عطية بلد صفاقس، والناس يعرفون ظلمه، فحاروا ويئسوا، فالتجأ أعيانهم إلى زاوية سيدي علي الكراي بعيالهم، وأودعوا أمتعتهم وأثاثهم بدار بعض حفدة الشيخ القريبة من الزاوية، ودخل ابن عطية جلي إلى البلد ليلا بصحبة نحو ستين فارسا من أتباعه ما بين مماليك وصبايحية، وأخرجوا من بالزاوية، واستولوا على ما في الدار، وذلك يوم السبت 13 صفر 1088 هـ‍، وفي نفس اليوم هجم ابن عطية جلي وهو سكران على المترجم وأخرجه من الزاوية، وأجبره على المشي لداره، ثم ندم على فعلته. وتطورت الأحداث بسرعة فاستولى محمد باي على الحكم، فأرسل ابن الانكشاري إلى صفاقس بصحبة عشرين فارسا للقبض على ابن عطية جلّي الذي التجأ إلى زاوية سيدي علي الكراي هو وأتباعه عند ما بلغه الخبر فأخذهم السيف والرصاص، وربطت أرجلهم بالحبال، وجرّوا بالأزقة. وكان بين إخراج المترجم من زاويته وقدوم ابن الانكشاري خمسة أيام، ولذلك سمي بالخموسي، وما زال معروفا بهذا اللقب إلى يومنا هذا، وللناس عقيدة إلى الآن أن من حلف به في زاويته كاذبا لا بد أن تصيبه نائبة بعد خمسة أيام، ولهذا يتحاشى أفجر الخلق وأعتاهم عن الحلف بالزاوية كذبا. ولبث المترجم معتكفا بزاويته مدة خمسين سنة بين ذكر وعبادة ونسخ وتأليف إلى أن وافاه أجله. ويحكى عنه أنه كان يفتتح مجلس وعظه بأبيات من نظمه تناسب الموضوع، يقرأها منغمة تنغيما موسيقيا حسب طبوع المألوف، وإلى الآن

مؤلفاته

يعقد بالزاوية في كل يوم سبت مجلس ينشد فيه القوالون من موشحات المترجم أو من موشحات تلميذه وخليفته محمد المراكشي طبق أنغام المألوف. مؤلفاته: 1 - تحفة المريد وردع النفوس على نسج الشيخ أحمد الكامل بن عروس. وهي منظومة باللغة الدارجة على عادة المترجم في منظوماته، وهي وظيفة، ذكر منها في «تكميل الصلحاء والأعيان» سبعة أبيات (66 - 67) شرحها الشيخ عبد الوهاب الأزهري، ومدحه بقصيدة أرسلها مع هذا الشرح. 2 - 56 موشحة على طريقة السادة الوفائية في تعظيم البيت والتشويق للكعبة، ومدح الرسول عليه الصلاة والسلام وغير ذلك. 3 - شرح لمعظمها على مشرب الصوفية. المصادر والمراجع: - تكميل الصلحاء والأعيان 64، 66 (عرضا في ترجمة علي الوحيشي نقلا عن نزهة الأنظار لمقديش وفيه زيادة عما ذكر مقديش). - شجرة النور الزكية 320. - نزهة الأنظار 2/ 88، 92، 154، 156.

467 - ابن الكردبوس (كان حيا-575 هـ‍) (1179 م).

467 - ابن الكردبوس (كان حيا - 575 هـ‍) (1179 م). عبد الملك بن محمد بن أبي القاسم بن الكردبوس التوزري، أبو مروان، المحدث، المؤرخ. تلقّى العلم بتونس كما أفاده ابن الأبار في ترجمة محمد بن قاسم بن عبد الرحمن التميمي الفاسي حيث ذكر أنه من أصحابه والآخذين عنه بتونس. رحل إلى الإسكندرية عن طريق البحر من تونس في محرم سنة 573/ 1177، واجتمع على ظهر السفينة بعبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب القرطبي، وروى عنه، وحدث بالإسكندرية شيخه بتونس المتقدم محمد بن قاسم التميمي الفاسي، وسمع منه كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس، ولقي بها الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وسمع عبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة الأصبحي الداني حين صدوره من رحلته سنة 575/ 1179 والذي كان يطلب معه الحديث فلذلك عبر عنه بالصاحب، وحدث عنه ابن الكردبوس في كتابه الأربعين، وفي هذه المرحلة لقي المترجم - كما قال ابن الشباط التوزري - الأئمة، وروى عنهم كثيرا من أعالي أسانيدهم، وغير ذلك - وذكر ابن الشباط سماعه من ابن سعادة عند شرحه لحديث الاستسقاء، فذكر أنه وقف على رواية ابن الكردبوس بخطه وهي: أخبرني الثقة الفاضل المقرئ صاحبنا أبو عبد الله بن خلف بن سعادة الداني أكرمه الله - بقراءتي عليه في أوائل صفر سنة 575 بالإسكندرية، قال: أنبأنا

مؤلفاته

القاضي الشريف أبو الطاهر بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن إسماعيل العثماني، قرأت عليه في شعبان سنة 572 بالإسكندرية وفي آخر السماع ما نصه: سمع مني هذا الحديث حديث الاستسقاء رواية أبي ذر الهروي الحافظ صاحبنا الشيخ الفقيه الورع الزكي أبو مروان عبد الملك، وكتبه عبد الله بن خلف بن سعادة الأصبحي الداني غرة سنة 575 بثغر الإسكندرية، حماه الله، والحمد لله. وبعد رجوع المترجم من رحلته أقام مدة بمدينة تونس، ثم رجع إلى مسقط رأسه توزر حيث توفي ودفن هناك، ورأى أصوله وأوراقه ابن الشباط. مؤلفاته: 1 - الأربعون حديثا، نسبها له ابن الأبار حين عرّف بمن أخذ عن ابن سعادة، فقال: «وأبو مروان عبد الملك بن محمد بن الكردبوس التوزري، وحدث عنه في الأربعين حديثا من جمعه قال وكان يطلب الحديث معنا». 2 - الاكتفاء في أخبار الخلفاء، منه نسختان بالمكتبة الوطنية بتونس، الأولى ناقصة من أولها وآخرها والثانية كاملة في 136 ورقة من القطع الكبير، وأصلها من المكتبة الأحمدية الزيتونية. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 161 (ط 5/). - الجديد في أدب الجريد 53 - 55 (ذكر وفاته عام 500 وهو غير صحيح). - تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 682 (طبعة مصر) في ترجمة ابن سعادة. - الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي 4/ 228، 5 ق 1/ 75. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية ص 361 (نقلا عن بروكلمان، ذيل 1/ 587).

468 - ابن كرم (0000 - 1234 هـ‍) (0000 - 1813 م).

468 - ابن كرم (0000 - 1234 هـ‍) (0000 - 1813 م). قاسم بن كرم، الأديب، الشاعر. أخذ عن حسن الشريف، وله فيه شعر، وأخذ عن غيره. قال المؤرخ ابن أبي الضياف: «وشعره معروف بين أدباء الحاضرة». توفي بالطاعون في 10 ربيع الثاني 1234/ 10 جانفي 1813، ودفن بزاوية جده في تونس له: زبدة التوحيد، وهي حاشية على العقيدة الكبرى للسنوسي، رام تقديمها للشيخ لطف الله الأزميرلي ليجيزها، وطلب من صديقه الشيخ محمد ابن الشيخ صالح الكواش أن ينظم في هذا الغرض شعرا فكتب على ظهر الحاشية: بك زبدة التوحيد لاذت واحتمت … تبغي النجاة من الحسود اللاهي قالت وقد بسطت أكف ضراعة … يا رب داركني بلطف الله المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 111. - عنوان الأريب 2/ 71. - مسامرات الظريف 139 - 141.

469 - كريم (1243 - 1315 هـ‍) (1827 - 1897 م).

469 - كريّم (1243 - 1315 هـ‍) (1827 - 1897 م). أحمد بن محمود بن عبد الكريم المدعو ابن عصمان كريّم (بالتصغير) من سلالة الجنود الأتراك من أسرة تنتمي للبورجوازية الصغيرة، المفسر، الفقيه، اللغوي، الأديب، الشاعر. ولد في 27 صفر بدار والده بحومة بير الحجار (نهج الباشا) بتونس، قرأ القرآن في أحد الكتاتيب، ثم انتقل للأخذ عن الشيخ محمد ذهب بدار خاله محمود درغوث، وعليه حفظ ما تيسر من القرآن والمتون. شرع في طلب العلم سنة 1258/ 1842 فقرأ على مشايخ بمساجد، وقرأ بجامع الزيتونة على المشايخ محمد بن عاشور وأخيه محمد الطاهر، ومن جملة ما قرأ عليه الفقه المالكي وهو حنفي المذهب، وكان ملازما لفقهاء المذهب المالكي وخصوصا الشيخ إسماعيل التميمي، فكان كثير التردد عليه، ومن شيوخه محمد معاوية، ومحمد بن الخوجة، وقرأ على محمد بن سلامة تفسير البيضاوي بحاشيته على خطبته، وروى عن الشيخ محمد بن عثمان الحشائشي كتاب «الامداد بمعرفة علو الاسناد» لعبد الله بن سالم البصري من طريق الشيخ محمد الصالح الرضوي البخاري، كما روى الصحيحين من طريق هذا الشيخ. تولّى التدريس من الطبقة الثانية في ربيع الأول سنة 1265/ 1859، ومن الطبقة الأولى سنة 1267/ 1861 وأقرأ كتبا في الفقه الحنفي، وفي البلاغة وفي الأدب كشرحه على بانت سعاد، واستمر على التدريس بعد

تآليفه

ولايته الفتيا، فدرس التفسير، والحديث والنحو، ومن المتخرجين عليه المفتي الشيخ محمد بيرم، والمفتي محمود بن محمود، ومحمد بن يوسف، وإسماعيل الصفائحي، ومحمد جعيط ومحمد السنوسي، وحمود تاج وأخوه عبد العزيز، وبلحسن النجار. ولما صدر قانون عهد الأمان، ونص على تأسيس المجالس العدلية انتخب نائب رئيس في مجلس الجنايات، ولما تخلى الشيخ صالح النيفر عن رئاسة المجلس في شوال سنة 1280 هـ‍ لسفره للحج تولى المترجم رئاسته إلى أن أبطل المجلس سنة 1281/ 1864 في ثورة علي بن غذاهم. وفي تاريخ ولايته رئاسة مجلس الجنايات تولى الفتوى والخطابة بالجامع الجديد، ولما توفي شيخ الإسلام أحمد بن الخوجة تولى صاحب الترجمة خطة مشيخة الإسلام في ذي الحجة سنة 1313/ 1895، وعند ما تفرغ لخطة الفتوى كان طالما يستأنس لما يعتمده أو يرجحه من فروع الفقه الحنفي بما جرت عليه فتاوى المحققين من المالكية، لذلك كان مرجع المستفتين في المسائل الحادثة التي قضى بها تطور البلاد يومئذ، وكان معتمد الدولة في كثير مما جرى به عليه عملها من التصرفات الشرعية ومن القوانين. وكان من أتباع الطريقة التيجانية كما هو الشأن لدى كثير من معاصريه من علماء وأمراء، وله فيها مدائح. أصابه داء الفالج فلازمه مدة، وعفي منه، ثم انتقض عليه فمات فجأة في محرم سنة 1315 جوان 1897 بمحل إقامته الربيعي بمنوبة، ونقل إلى داره بتونس، ودفن بالزلاج. تآليفه: 1 - حاشية على مقدمة ابن هشام النحوية. 2 - ديوان لأشعار شيوخه.

3 - السحر الحلال (ديوان شعره) وشعره تقليدي، وتراكيبه متكلفة وضخمة، وشعره شعر مناسبات ينقصه الإلهام الشعري. 4 - رسالة في المحاكمة بين الشيخ لطف الله الأزميرلي والشيخ أحمد البارودي في مسألة قضاء الفوائت. 5 - شرح بانت سعاد بشرح واف واسمه «حامي الحمى بشرح قصيدة كعب بن زهير بن أبي سلمى». 6 - نحو العشرين تعليقا على أحاديث من صحيح البخاري ألقاها بدروس الأختام الرمضانية بالجامع الجديد. 7 - الكنوز الفقهية على متن المحبية، وسمّاه أيضا «عدة الاحكام على عمدة الاحكام» 2 جزءان. شرع فيه على عهد المشير الأول أحمد باشا باي، وأتمه سنة ألف وثلاثمائة، تعرض في هذا الشرح لما جرى به العمل في الديار التونسية، وتصدى فيه لربط الأحكام بأصولها. 8 - الفتاوى الأحمدية، وهو مجموع لفتاواه قبل مشيخة الإسلام. 9 - مجموع خطب منبرية. 10 - مختصر التاريخ، ذكر فيه دولة الحفصيين والترك من الدايات والمراديين والحسينيين إلى الأمير علي باشا، وذكر فيه المفتيين الحنفيين إلى زمنه، وتخلص من ذلك إلى ذكر فتاوى صدرت عنه في عهد محمد الصادق باي وغيره. 11 - مختصر قصة المولد، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة العبدلية. 12 - مزاهر الكواكب على زواهر الكواكب لبواهر المواكب، وهي حاشية

المراجع

على حاشية الشيخ محمد بن سعيد الحجري على الأشموني جمع فيه تقارير شيخيه محمد بن عاشور وأخيه محمد الطاهر. المراجع: - الأعلام 1/ 239. - برنامج المكتبة العبدلية 2/ 310، 4/ 160. - تراجم الأعلام 105، 113. - تونس وجامع الزيتونة 117، 118. - عنوان الأريب 2/ 141، 145. - معجم المؤلفين 2/ 172. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 405، 406. - خير الدين وزير مصلح (بالفرنسية) للمنجي صميدة 339.

470 - بن أبي كريمة (000 - 204 هـ‍) (000 - 819 م).

470 - بن أبي كريمة (000 - 204 (¬1) هـ‍) (000 - 819 م). عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري التونسي، أبو يزيد، مولى لإسماعيل بن عبيد تاجر الله، المحدث، الفقيه، والورع. رحل إلى المشرق، وروى عنه من أهله أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وروى عنه من أهل إفريقية سحنون، وداود بن يحيى، وشجرة بن عيسى، وغيرهم، وسمع من سفيان الثوري، وروى له أبو داود. وصفه ابن حجر بأنه صدوق صالح. له: كتاب في الزهد قال أبو العرب: «فيه رجال ما ينبغي أن يكون سمع منهم مثل موسى بن عبيدة الربذي، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن زيد، وغيرهم. ويقال إن كتاب الزهد إنما هو كله عن مسيرة بن عبد ربه عنهم». المصادر والمراجع: - تهذيب التهذيب 6/ 418. - تذهيب التهذيب للذهبي (خط) 2/ 29 أ. - تقريب التهذيب (دار المعرفة، بيروت) 1/ 522. - خلاصة تذهيب الكمال 208. - رياض النفوس 1/ 203. - طبقات علماء إفريقية وتونس لأبي العرب التميمي 215 - 217. - الكاشف للذهبي 2/ 313. ¬

(¬1) وقيل سنة عشر ومائتين.

471 - الكعاك (كان حيا-1312 هـ‍) (1894 م).

471 - الكعاك (كان حيا - 1312 هـ‍) (1894 م). أحمد الكعاك. له العقد الثمين في تاريخ غراسة الزياتين. ط/في تونس سنة 1312 هـ‍. المرجع: - معجم المؤلفين 2/ 59.

472 - الكعاك (1318 - 1396 هـ‍) (1900 - 1976 م).

472 - الكعاك (1318 - 1396 هـ‍) (1900 - 1976 م). عثمان بن محمد بن العربي بن عثمان الكعاك العياضي من سلالة القاضي عياض الأندلسي الأصل، هاجر أجداده من الأندلس إلى تونس سنة 1017/ 1613، من كبار أعلام تونس المعاصرين أديب لغوي، مؤرخ غزير الإنتاج. ولد بقمرت (من أحواز تونس الشمالية)، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة عربية فرنسية، وتابع دراسته الثانوية بالمدرسة الصادقية، وتخرج منها محرزا على الديبلوم، وفي هذه المدرسة أقبل على تعلم اللغة الألمانية باجتهاد عظيم حتى حذقها، وكان يتحدث بها في السر مع معلم الرياضيات، ويواري كتبها تحت المحشاة في السدة التي فوق الفراش، ويطالع دروسها بإطالة الإقامة في المتوضأ حتى لا يعلم بذلك أحد، وأسس مع صديقه الحكيم أحمد بن ميلاد جمعية الصادقية لتعليم المفردات الاصطلاحية في الرياضيات والحسابيات، فكانا يجمعان المفردات ويعلمانها لأصحابها، وفي الآن نفسه كان يزاحم صديقه الحكيم الزاوش في تعلّم الإنكليزية، وصديقه الحكيم الشاذلي زويتن في تعلم الإيطالية، وحكى عن نفسه أنه كان إلى سن الثالثة عشرة من عمره يحتقر اللغة العربية وآدابها، ويهزأ بالحضارة العربية والتاريخ الإسلامي، ويرى أنه من العبث تعلم اللغة العربية، بل الواجب هو تعلم اللغة الفرنسية، وكان يحمد الله كثيرا على أنه لا يعرف شيئا من لسان العرب. حتى ولو مجرد الحروف وفي شهر ماي سنة 1915 لما دخلت تركيا الحرب ضد الحلفاء كان مارا بالموالحية وعلى رأسه طربوش فأدركته كوكبة من

الجنود الفرنسيين، وصفعه أحدهم وطرحه على الأرض، وداس الطربوش، ومن ذلك التاريخ أقبل على تعلم العربية وآدابها بحزم ما عليه من مزيد، كما أخذ في تعلم اللغة الألمانية، وأقبل على المطالعة بنهم، فطالع ما في مكتبة أخيه عبد الرحمن، وأول ما طالعه كتاب حديث عيسى بن هشام. ثم قضى عامين يطالع بتلهف ما يوجد في مكتبة محمد الصادق باي بالمرسى، فقرأ روايات جرجي زيدان كلها، ووفيات الأعيان، وكل ما فيها من كتب تاريخية، ثم أقبل على مكتبة خزنة دار بالمرسى، فطالع ما فيها من كتب الأدب والطب والعلوم، كل ذلك في خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، وبعد الهدنة بقليل في سنة 1919 رفع الحجر عن الصحف التونسية، فكان يطالعها بشغف، ثم صار يحرر فيها المقالات الأدبية والخيالية والاجتماعية والتاريخية خصوصا في «الوزير» و «الصواب» و «لسان الشعب» وكان ينشر المقالات التاريخية في مجلة «الفجر» التي نشرها الحزب الحر الدستوري بعد الهدنة، ومنذ سنة 1922 انقلب إلى نشر المقالات السياسية، وذلك عند صدور إصلاحات المقيم العام لوسيان سان، وانتقدها انتقادا مرا. وألقى منذ شبابه عدة محاضرات على منابر الجمعيات الأدبية، وأول محاضرة ألقاها كانت بنادي قدماء الصادقية سنة 1924، ثم توالت محاضراته الأدبية والتاريخية والسياسية والاقتصادية. وفي سنة 1926 سافر إلى باريس حيث تابع دراسته العليا بجامعة السربون، وبمعهد اللغات الشرقية، ثم بالمعهد التطبيقي للدراسات العليا وبكوليج دي فرانس، وتحصل على ديبلومات في اللغات التالية: الآداب العربية، العربية الدارجة بشمال إفريقيا، العربية الدارجة بالمشرق، اللغة الفارسية، اللغة الحميرية ثم أحرز على الإجازة في الآداب العربية، والإجازة من مدرسة اللغات الشرقية، ودرس على عدة مستشرقين من

ذوي الشهرة العالمية مثل هانري مارسي، ووليام مارسي، وجورج كولان، ومحمد قزويني خان. وقال في مقدمة كتابه «العلاقات بين تونس وإيران عبر التاريخ»: وأقبلنا على دراسات مقارنة في اللغات الآرية من السنسكريتية إلى الفهلوية إلى اللغات الصقلية واليونانية واللاتينية والجرمانية واللغات اللاتينية المعاصرة من إيطالية وفرنسية وإسبانية وبرتغالية، فتحصلت لدينا معلومات طريفة عن إيران، وكان يستضيفنا أستاذنا الكبير العلاّمة المرحوم محمد قزويني خان كاتب السفارة الإيرانية بباريس في منزله بروضة منسور من أحياء العاصمة الفرنسية فيقضي أوقات مطولة طريفة في الدراسات الإيرانية والعربية، ثم نبحث مع أستاذنا الآخر المرحوم محمد محلاتي خان معيد الفارسية بمدرسة اللغات الشرقية فنتجاذب أطراف الحديث في كل ما لذّ وطاب من بحوث لغوية وأدبية وفلكلورية مقارنة ثم كان أستاذنا (H.Masse) يعلمنا بأسلوب آخر هو أسلوب اللغات الآرية المقارنة والآداب الفارسية والعربية الأوروبية المقارنة فنقضي العجب، ثم كنا طالما نجتمع بالأستاذ مينوريسكي فندرس الإيرانيات من زاوية أخرى، حتى إذا عدنا إلى بلدنا تونس كنا ننظر إلى ألفاظ الحضارة وتاريخ الحضارة بعين أخرى فعلى حين كنا ندرس الشاشية (الطربوش المغربي) من ناحية أندلسية انصرفنا إليها من أصولها الإيرانية، ودرسنا تاريخ الصناعات والزراعات والعلوم والآداب من هذه الزوايا أيضا فارتفعت الحجب المستورة وارتفعت الآفاق، وأدركنا أن هناك محورا تونسيا إيرانيا تدور على قطبيه منذ عشرات القرون السياسيات والعسكريات والحضارات والعلوم والآداب والفنون. كان يتقن من اللغات - عدا العربية - الإسبانية والإيطالية والفرنسية والإنكليزية والألمانية ومن اللغات الشرقية التركية والفارسية، ولعله لا ثاني له في تونس يتقن مثل هذا العدد من اللغات.

مؤلفاته

ولما عاد إلى تونس درس التاريخ والجغرافيا بالمدرسة الخلدونية ثم عيّن للتدريس بالمدرسة العليا للآداب واللغة العربية منذ سنة 1928 إلى سنة 1954، وعيّن أستاذا بمعهد الدراسات العليا، فمديرا للقسم الشرقي بنفس المدرسة من أوت 1954 إلى أكتوبر 1956، وسمي كاتبا عاما لقسم البرامج العربية بالإذاعة التونسية من سنة 1938 إلى سنة 1943، وسمي حافظا (خزائنيا ومصادريا) للقسم العربي بالمكتبة الوطنية (العطارين)، وبعد الاستقلال سمي حافظا عاما بالمكتبة المذكورة من سنة 1956 إلى سنة 1965 حيث أحيل على التقاعد، فانتدبته وزارة الشئون الثقافية للعمل فيها والاستفادة من خبرته واطّلاعه، وعين فيها بصفة مستشار من سنة 1965 إلى 1967، ثم عيّن مكلفا بمهمة في الوزارة نفسها من سنة 1967، وهو محاضر زائر بجامعة الرباط بالمغرب الأقصى، وبالجامعات الليبية والأردنية والسورية، وهو عضو بالمجمع العلمي العربي بدمشق. توفي في الساعة الثالثة من صبيحة يوم الخميس في 19 رجب 1396/ 15 جويلية 1976 بمدينة عنابة بالجزائر قبل ساعات من إلقائه محاضرته في ملتقى الفكر الإسلامي، وحمل جثمانه إلى تونس ودفن بها، وصحبه من عنابة إلى تونس وفد جزائري يتقدمه السيد أحمد حماني المستشار ورئيس مجلس وزارة التعليم الأصلي والشئون الدينية الذي ألقي كلمة تقدير ووفاء باسم الوفد الجزائري، فكان رثاء الجزائر كلمة بليغة مؤثرة بمنزلة المترجم في الثقافة العربية والإسلامية. مؤلفاته: ألّف ما يناهز الأربعين كتابا في التاريخ والأدب والفلكلور وعلم اللغات، منها نحو العشرين مطبوعا، والباقي مخطوط. 1 - البلاغة العربية في الجزائر (تونس 1927) رسالة صغيرة. 2 - المجتمع التونسي على عهد الأغالبة، نشره أولا في تقويم المنصور ثم في رسالة.

المراجع

3 - مراكز الثقافة بالمغرب العربي (مصر 1957). 4 - الحضارة العربية في حوض البحر المتوسط (مصر 1956). 5 - مصادر الفلكلور العراقي (بغداد 1957). 6 - البربر (سلسلة كتاب البعث، تونس 1957). 7 - العلاقات بين تونس وإيران عبر التاريخ (تونس 1972). 8 - الفلكلور التونسي (تونس 1957). 9 - جزر قرقنة (المطبعة الكبرى بالجنوب التونسي صفاقس 1955). 10 - مصادر بيبليوغرافية عن ابن خلدون (تونس 1957). 11 - موجز التاريخ العام للجزائر (مط. العرب تونس 1344/ 1926) ولعله أول مؤلفاته ويدل على اطّلاع، ومستقبل زاهر في البحث التاريخي. هذا ما عرفته من مؤلفاته المطبوعة. وله من المخطوطات: 1 - إتحاف الظراف في تاريخ الكاف. 2 - باجة. 3 - تاريخ المسرح التونسي. 4 - الوساطة في الخطاطة. 5 - معجم موسوعي عربي فرنسي لبث في جمعه سنوات عديدة. المراجع: - مجلة الإذاعة والتلفزة 15 سبتمبر 1976 ع 351 س 15، فيفري 1976 س 16. - مجلة الندوة أدباؤنا بأقلامهم، ع 4 س 4 أبريل 1956 ص 53 - 62. - جريدة الصباح 2/ جويلية 1976 ع 8822 س 26. - العلاقات بين تونس وإيران عبر التاريخ لعثمان الكعاك (تونس 1972).

473 - الكلاعي (نحو 613 - 693 هـ‍) (1216 - 1293 م).

473 - الكلاعي (نحو 613 - 693 هـ‍) (1216 - 1293 م). محمد بن أحمد بن عبد الله الكلاعي المعروف بابن الرومي وابن النجار، القرطبي، أبو عبد الله، نزيل تونس، المحدث، الصوفي الصالح، روى عن جماعة من أهل الأندلس والعدوة منهم بتونس أبو محمد بن برطلة، وأبو محمد الحجام، وأبو محمد بن ستاري، وعبد الحميد بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي، وأخذ القرآن والحديث والفقه والأصول عن محمد بن عبد الرحمن الأزدي الأبّدي، وعن أبي الحسن علي بن محمد الهواري، وأخذ بالمشرق عن رشيد العطار، ومحيي الدين بن سراقة، وزكي الدين المنذري، وأبي عبد الله التوزري، وغيرهم، وكان شيخا صالحا عابدا زاهدا صوفيا يتكلم على طريقة أهل الحقيقة وأرباب القلوب كلاما حسنا. توفي يوم السبت في 20 ربيع الثاني سنة 693، ودفن بعد صلاة العصر بالزلاج له مؤلفات في التصوف منها: 1 - تلقين المبتدي وتهذيب المقتدي. 2 - تحفة الحبيب وأنس اللبيب. 3 - كتاب الرسالة الذوقية في بعض الطرق الصوفية. 4 - نزهة العين وجلاء الرين فيما يتعلق بإصلاح الباطن وفرض العين. 5 - نزهة العين وجلاء الغين.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي 65، 66. - درة الحجال 2/ 253. - الذيل والتكملة 6/ 50.

474 - ابن الكماد (كان حيا بعد 679 هـ‍) (1280 - 81 م).

474 - ابن الكمّاد (كان حيا بعد 679 هـ‍) (1280 - 81 م). أحمد بن علي التميمي المعروف بابن الكمّاد، عالم فلكي، حرر جداول فلكية بعد سنة 679/ 1280 - 81 بقليل اعتمادا على مؤلفات ابن الزرقالة الأندلسي. المرجع: - بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) لروبير برانشفيك 2/ 369.

475 - الكمرائي (0000 - 1031 هـ‍) (0000 - 1624 م).

475 - الكمرائي (0000 - 1031 هـ‍) (0000 - 1624 م). محمد الكمرائي التونسي، أبو الغيث القادري الطريقة، الطبيب. مؤلفاته: 1 - شرح دلائل الخيرات. 2 - شفاء الأجسام، في الطب. المصادر والمراجع: - كشف الظنون 1049. - معجم المؤلفين 11/ 163. - هدية العارفين 2/ 272.

الكناني-ابن الكاتب 476 - الكناني (1222 - 1292 هـ‍) (1807 - 1875 م).

الكناني - ابن الكاتب 476 - الكناني (1222 - 1292 هـ‍) (1807 - 1875 م). محمد بن صالح عيسى الكناني القيرواني من سلالة الشيخ عمر الكناني صاحب زاوية القيروان، الفقيه المؤرخ، الصوفي، الشاعر، قرأ على علماء القيروان كعلي بن عبد الله البليّش، وعلي بن قاسم الحليوي، ومحمد صدام، ومحمد صالح الجودي، ومحمد بوهاها، وغيرهم، وبهم تخرج، ولم يبارح القيروان لطلب العلم، وباشر خطة العدالة ببلده. وكانت فيه غفلة كما صرح محمد بن عبد المؤمن (¬1). وفي سنة 1275/ 1859 أنابه شيخه محمد المعيلل شيخ الطريقة القادرية عنه لما اشتد به المرض، وبعد وفاته أسندت له مشيختها. وهو قادري الطريقة، ومن الآخذين عن الشيخ محمد الإمام المنزلي شيخ الطريقة القادرية وناشرها بالقطر التونسي في القرن الثالث عشر. كان يحترف التجارة أيضا، وله حانوت تجارة بالقيروان، وسافر مرة إلى تونس لبيع بضاعة اللفة (المنسوجات الصوفية) واجتمع بأفراد من أهل العلم من بينهم الشيخ عاشور القسنطيني، وسافر بعدها إلى تونس مرات كثيرة وكان سفره أول مرة إلى تونس سنة 1247/ 1831 لتسوية قضايا لوالده، واتصل بالعلماء والأدباء (¬2). وفي سنة 1265/ 1849 سافر لأداء فريضة الحج، وتعرف على جماعة من كبار العلماء. ¬

(¬1) تكميل الصلحاء والأعيان ص 258. (¬2) المصدر السالف ص 73 - 74.

مؤلفاته

وفي سنة 1277/ 1860 أقام بتونس مدة، وفي نفس السنة سمي حاكما بالمجلس الجنائي بالقيروان تطبيقا لقانون عهد الأمان، واستقال منه بعد قليل. عند ما أسس الوزير خير الدين إدارة الأوقاف في سنة 1291/ 1874 سمي ممثلا لها في القيروان وبعد مدة قدم استقالته لتقدم سنه. ومنذ سنة 1275/ 1859 صار شيخا للطريقة القادرية ونجح بعد عامين في جمع الأتباع وانقسمت القادرية إلى زاويتين متنافستين، واحتفظ بوظيفته شيخا للقادرية إلى أن مات ليلة الأربعاء في 12 شوال أو الخميس في 13 منه سنة 1292/ 10 - 11 نوفمبر 1875. وكان شاعرا له مدائح كثيرة في الشيخ عبد القادر الجيلاني. ونظم في أغراض أخرى كالرثاء والغزل، وشعره ضعيف النسج. مؤلفاته: 1 - تكميل الصلحاء والأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان، ط. بتونس 1970 بتحقيق الأستاذ محمد العنابي. 2 - ديوان شعر. 3 - ديباجة الأعيان، ترجم فيه لتسعة عشر عالما ممن أخذ عنهم العلم والأدب، وقد أطنب في الكتابة عنهم سالكا سبيل السجع، ومقلدا لطريقة صاحب قلائد العقبان، ولا يخلو سجعه من تكلف واشتمل الكتاب على كثير من الشعر الطريف الرقيق، منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس (مكتبة ح. ح عبد الوهاب). قال الأستاذ محمد العنابي: وفي النية إبرازه للطبع، وقد مضى على هذا الوعد ثلاث عشرة سنة ولم يطبع. 4 - تأليف في مناقب المشايخ الوحيشيين، ألّفه للشيخ أبي الضياء بكار

المراجع

ابن الحاج محمد الوحيشي وجعل فيه شجرة لنسلهم من أولهم إلى عصره. المراجع: - الأعلام 6/ 165 (ط 5/). - مقدمة كتاب تكميل الصلحاء والأعيان لمحقق الكتاب محمد العنابي. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 384 - 386، وما ورد فيه من معلومات تخص حياته أخذها من مورد الظمآن للشيخ محمد الجودي القيرواني.

477 - الكندي (000 - 435 هـ‍) (0000 - 1043 م).

477 - الكندي (000 - 435 هـ‍) (0000 - 1043 م). عبد المنعم بن محمد بن إبراهيم الكندي القيرواني المعروف بابن بنت خلدون، وهو ابن أخت الشيخ أبي علي حسن بن خلدون البلوي. كان له علم بالأصول، وحذق الفقه والنظر والهندسة تفقه بأبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي عمران الفاسي، وأخذ عن ابن سفيان المقرئ وبه تفقه اللخمي وأبو إسحاق بن منصور القفصي، وعبد الحق الصقلي، وابن سعدون، وغيرهم. وكان له حظ من الحساب والهندسة، يحكى أنه دبر جلب ماء البحر من ساحل تونس إلى القيروان، وسوفه خليجا من هناك بنظر هندسي ظهر له فمات قبل نفاذ رأيه فيه. وله رحلة دخل فيها مصر، وكان قدوة في العلم والدين. قال فيه الإمام المازري: لم تمنعه الإمامة في الفقه من الإمامة في الهندسة، ولما مات رثاه عبد الله بن يحيى الشقراطسي في قصيدة: وقلت لعبد المنعم بن محمد … تنال جسيمات وتقضي مآرب له تعليق على المدونة. له تآليف أخرى لم يسمها مترجموه. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 317. - ترتيب المدارك 4/ 771.

- شجرة النور الزكية 107. - معالم الإيمان 3/ 128 - 129. - معجم المؤلفين 4/ 193، 6/ 195. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 727، 728.

478 - الكواش (1137 - 1218 هـ‍) (1735 - 1803 م).

478 - الكوّاش (¬1) (1137 - 1218 هـ‍) (1735 - 1803 م). صالح بن حسين بن محمد الكواش الكافي، ينتهي نسبه إلى الشيخ عبد السلام بن مشيش الحسيني، وارتحلوا من المغرب إلى الكاف، وانتقل محمد من الكاف إلى تونس، ونشأ بها ولده حسين في تعاطي الفلاحة، وكان كواشا بكوشة سيدي المشرف. ولد المترجم في ربيع الأول، وكان والده في مزرعة له فسمع في تلك الليلة هاتفا ينادي يا صالح ثلاثا، فلما رجع إلى أهله وعلم بازدياد ولده سمّاه صالحا، واعتنى به في حفظ القرآن، فظهرت عليه نجابة، كان بها مؤدبه يملي عليه ما يمكنه فيحفظه بالإعادة مرتين أو ثلاثا. ولما بلغ أربع عشرة سنة توفي والده فأقبل على التعليم بجامع الزيتونة، فقرأ الأزهرية على حسونة الترجمان، وعلّم الكلام والمنطق، وقطعة من شرح العقائد النسفية بجميع حواشيها على الشيخ محمد الغرياني، وقرأ على عبد الكبير الشريف، وحمودة الريكلي، ومحمد المنصوري شارح مختصر خليل، وعبد الله الغدامسي معقول العلوم ومنقولها، وأحمد اللعلاع، ومحمد بيرم الأول، وغيرهم. وارتحل إلى طرابلس لطلب العلم، فأدرك بها الشيخ محمد التاودي بن سودة الفاسي فختم عليه الشفا، وقرأ هناك التفسير والحديث على الشيخ محمد أكنسوس المغربي. ورجع إلى تونس على أكمل حال من التحصيل وولي مشيخة المدرسة المنتصرية بعد وفاة ¬

(¬1) الكواش كلمة بربرية معناها فران المخبزة شاعت في استعمال اللهجة التونسية منذ قرون ولا معنى لإرجاعها إلى أصل عربي لأنه مجرد تمحل وتكلف.

قاضي الحاضرة الشيخ إبراهيم المزاح الأندلسي في ذي القعدة سنة 1175/ 1762، وأقرأ بها ودرس بجامع الزيتونة أيضا. أخذ عنه إبراهيم الرياحي، وأحمد زروق الكافي وأخوه محمد السنوسي، وإسماعيل التميمي، وحسن الهدة السوسي، وأجازه بما في ثبته، وصالح بن محمد الفلاني السوداني عند ما جاور بتونس طلبا للعلم، وأجاز لمرتضى الزبيدي ولم يذكره في حرفه من المعجم المختص. وهو من مشايخه كما صرح بذلك في ترجمة محمد بن خالد العنابي من معجمه وفي غيره من إجازاته. وقد رحل من تونس على عهد الأمير علي باي حيث أنكر على قراء الأحزاب أسلوب قراءة القرآن الذي أفضى إلى تغيير، وشدد عليهم النكير في النهي حتى وقع اضطراب بين العامة، فاضطره الأمير إلى الرحيل، ورجع بعد حين. وكان متحليا بالزهد وملازمة التقشف، لا تأخذه في الله لومة لائم، حاضر الجواب، لا يتهيب فيما يخطر بباله سواء عنده الأمير والمأمور، استدعاه الأمير حمودة باشا إلى منزله في بعض الليالي مع جماعة من العلماء، فلما استقر بهم المجلس بادر بعض المماليك يصلح السراج، فوقعت ذبالة الشمعة بحجر المترجم، فرمى بها، وقام وخرج وهو يتلو {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ} (سورة هود: 13). وسأله مرة بعض الوزراء المماليك عن اسم أبيه وحرفته، وقصد بذلك استنقاصه حيث إن أباه كان كوّاشا، ففهم المترجم قصده فقال له: أنا ابن فلان الكواش، وأنت ابن من؟ فسكت الوزير المملوك، وكان ذلك بحضرة الأمير والجمع الغفير فقال المترجم: أنت ابن جوان أو ابن نيكولا أو أنطون إلى غير ذلك من أسماء الكفر، فحصل للوزير خجل فبكته ومقته.

ولما ولي المدرسة المنتصرية كان من أحباسها دار يسكنها شيخها، وسكنها المترجم حتى تداعت فأتى بنفسه إلى الأمير حمودة باشا وطلب منه أن يصلحها من بيت مال المسلمين حيث كان الوقف لا فاضل في ريعه لإصلاحها، فرغب منه الأمير أن يشتري له دارا تبقى لولده، ووكيل الوقف يصلح دار الوقف من فواضله فقال له: أما ولدي فالله له، وليس من حسن العهد أن نسكن دار الوقف حتى تتداعى، ثم نتركها خرابا، فراجعه الأمير فأصر على ذلك، فأمر بإصلاحها. وكان الوزير يوسف صاحب الطابع يأتي بنفسه لتفقد ترميمها عناية بصاحب الترجمة. وكانت له حافظة قوية يكاد يحفظ كل ما يطالعه. كان يقرئ المطول وشرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل، ويمر بمحل الدرس بحانوت بعض الكتبيين، ويأتي في درسه بما لا يوجد فوقه من التحرير مما يعجز عنه بعد طول مطالعة النحارير، ونقل من حواشي المطول ما مرّ على نظره السنون. وذكر أنه أنكر على أيمة جامع الزيتونة التزامهم تأخير صلاة الظهر، وكان إمام الخمس إذ ذاك أبا حفص عمر المحجوب، فبلغه فقال: سبحان الله أينكر الشيخ هذا العمل، وقد قال أبو إسحاق الشاطبي في «الموافقات» إن ذلك جائز، فنقل كلامه هذا لصاحب الترجمة فقال للمخبر قل له: اقلب الورقة تجد في نهاية كلامه قوله: ما لم يتخذ ذلك عادة، وكأن الشيخ عمر المحجوب لم يستقص كلام الشاطبي مطالعة فتأمله فإذا هو كما قال صاحب الترجمة. وقال له الأمير علي باي يوما: يا شيخ صالح قد اجتمع فيك ما تفرق في غيرك من العلم والفضل وجعل يعدد محاسنه لكن ليس لك حظ من السياسة، فأجابه صاحب الترجمة بقوله: أنا من أعلم الناس بالسياسة، غير أنكم معاشر الأمراء تريدون أن تخالفوا الشرع ونساعدكم على مخالفتكم.

وختامها

اضطر للخروج من تونس مختفيا من زاوية سيدي منصور بن جردان خوفا على نفسه، وذلك أن البلاد التونسية كانت تعيش مدة علي باشا في جو من الإرهاب بحيث إن الناس كانوا لا يأمنون على أنفسهم، ويكفي علي باشا أن يتهم عنده إنسان بورود مكتوب إليه أو سلام من أبناء عمه الملتجئين بقسنطينة فيأمر بشنقه أو سجنه بدون بحث أو تحقيق، وقد وشي بالمترجم إلى الباشا أن له علاقة بأبناء عمه فعزم على الانتقام منه فعلم المترجم بذلك فخرج متنكرا منتقلا من بلد إلى بلد حتى وصل إلى طرابلس، ثم ذهب إلى إزمير فاستانبول فاستقر بها، ولقي حظوة كبرى، واجتمع بشيخ الإسلام وعلماء استانبول، وجرت بينه وبينهم مذاكرات علمية، وشاع فضله، واستقر بها زمنا لقي فيه من أهلها كرامة موفورة، وحصلت يده على ثروة عزم بها على الاستقرار نهائيا، ولما زالت الدولة الباشية وآلت إلى محمد الرشيد بن حسين باي استدعاه كتابة ليرجع إلى وطنه، وأكد عليه رغبة فيه وضنّا به أن تخسره تونس، فلما قدم تلقاه تلقيا حسنا، وقد ثقل بصره في آخر عمره. توفي يوم الاثنين 17 شوال سنة 1218/ 30 جانفي 1803 ودفن من الغد خلف ضريح الإمام ابن عرفة جوار المغارة الشاذلية، ورثاه تلميذه أحمد زروق الكافي بمرثية حائية ذكر في آخرها تاريخ وفاته نقشت على ضريحه أولها: لمثلك من خطب تنوح النوائح … وترتاع في أغمادهن الصفائح أريقت له دون الدموع دماؤنا … وشقت له دون الجيوب الجوارح وختامها: وقال الورى قد مات علاّمة الورى … فأرخ (يموت العلم إن مات صالح) مؤلفاته: 1 - ثبت مروياته.

المصادر والمراجع

2 - شرح قصيدة الأمير محمد الرشيد باي التي مطلعها: أمولاي إن النفس لما تعودت … جميلك راحت بالفواضل تنطق شرحها في حياة الأمير، وقدم له نسخة من الشرح، فأجابه نظما. 3 - شرح على الصلاة المشيشية، ألّفه باستانبول باقتراح من شيخ الإسلام، حاز استحسانا لدى علمائها مطبوع. وله شعر بعضه في التاريخ الباشي. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 44، 46. - الأعلام 3/ 275. - رحلة الورشلاني بطرر صالح بن مهنا القسنطيني (طبعة حجرية بتونس) 3/ 208 - 209. - شجرة النور الزكية 365. - عنوان الأريب 2/ 64، 67. - فهرس الفهارس 2/ 49. - مسامرات الظريف 149، 152. - معجم المؤلفين 5/ 16. - اليواقيت الثمينة 168 - 171. - إبراهيم النيفر: المجلة الزيتونية م 8 ج 8، ص 41 - 45.

479 - الكواش (0000 - 1232 هـ‍) (0000 - 1818 م).

479 - الكوّاش (0000 - 1232 هـ‍) (0000 - 1818 م). محمد ابن الشيخ صالح بن حسين الكواش، اعتنى والده بتربيته فقرأ عليه وعلى غيره، وكان والده يحبه ولا يذكر اسمه إلاّ مقرونا بالسيادة، ولذا كان تلامذته لا يذكرونه إلاّ كما يذكره والده. ولما أتمّ تحصيله درس بجامع الزيتونة، وباشر خطة الإشهاد. وبعد وفاة والده لحقته مضايقات، منها أنه كان ساكنا في دار من أوقاف المدرسة المنتصرية لأن والده كان شيخها، ولما توفي والده ولي مشيخة المدرسة المنتصرية الشيخ محمد السنوسي الكافي صاحب «لقط الدرر» تلميذ والده وضايقه في سكنى الدار، حتى إنه طلب منه أن يمهله أياما ريثما يجد دارا يسكنها، فلم يسعفه بذلك، وأخر عن مباشرة الإشهاد، ورجع إليه أمر مباشرته بسعي من الشيخ محمد بيرم الثاني تلميذ والده. وله شعر، وتوفي بالطاعون. مؤلفاته: 1 - شرح قصيدة الشيخ إبراهيم الرياحي التي طالعها: إن عزّ من خير الأنام مزار … فلنا بطلعة نجله استبشار 2 - كنش، ذكر فيه شيئا من أحوال حياته. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 105. - عنوان الأريب 2/ 69 - 71.

480 - الكومي (كان حيا 880 هـ‍) (1475 م).

480 - الكومي (كان حيا 880 هـ‍) (1475 م). محمد بن محمد بن يعقوب الكومي (¬1) التونسي، أبو عبد الله فاضل من المشتغلين بعلم الحروف. مؤلفاته: 1 - الإيماء إلى علم الأسماء فرغ منه في سنة ثمانين وثمانمائة، وهو مختصر. 2 - الرسالة الهوية في ذيل كتاب الإيماء. 3 - تيسير المطالب لكل طالب (في الأسماء والحروف) وهو مختصر رتب على الحروف، وذكر الأسماء وخواصها، مخطوط في شسرتربتي (4942). المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 50 (ط 5/). - كشف الظنون 512، 513. - معجم المؤلفين 11/ 311. - هدية العارفين 2/ 209. ذكر المترجمون له أنه كان حيا سنة 880 ولعله توفي في القرن الثامن إذ جاء في كتابه الإيماء إلى علم الأسماء حدثنيه شيخنا أبو العباس الدهان عن أبي العباس الحامي عن سيدي أبي العزائم ماضي (بن سلطان) صاحب الشاذلي عن أبي الحسن الشاذلي. ¬

(¬1) في معجم المؤلفين الكوفي، وفي هدية العارفين الكوجي وكل ذلك تحريف، والتصويب من كشف الظنون، والكومي نسبة إلى قبيلة كومية البربرية.

481 - الكوندي (نحو 1028 - 1119 هـ‍) (1619 - 1708 م).

481 - الكوندي (نحو 1028 - 1119 هـ‍) (1619 - 1708 م). الحاج علي الكوندي الأندلسي الأصل، التستوري (¬1) التونسي، الفقيه العالم بالقراءات. كان رحالة في طلب العلم، فبلغ الساقية الحمراء، ومنتهى الموس الأقصى، والصين وممن قرأ عليه محمد العنابي، أخذ عنه عند ما توقف في الجزائر قاصدا تونس، وحصل عنه الفقه والنحو. توفي في شوال، ودفن بمقبرة تستور. مؤلفاته: 1 - تأليف في الوقوف القرآنية ملخص من كتاب المرشد للعماني مع زيادة مفيدة، في 90 ورقة من القطع المتوسط، موجود بالمكتبة الوطنية وأصله من المكتبة العبدلية. 2 - رسالة في الوقف، توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، وأصلها من المكتبة العبدلية. 3 - قلائد الدرر في شرح المختصر (أي مختصر خليل) في ستة أجزاء بالمكتبة الوطنية. المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 238. - برنامج المكتبة العبدلية 1/ 157. ¬

(¬1) نسبة إلى بلد تستور بالجمهورية التونسية، وهو من المدن التي استقرت بها طائفة من الجالية الأندلسية في جلائهم الأخير من الأندلس.

482 - الكيلاني (0000 - 1274 هـ‍) (0000 - 1857 م).

482 - الكيلاني (0000 - 1274 هـ‍) (0000 - 1857 م). محمد الأمين ابن الشيخ الفقيه الأديب الحاج أحمد ابن الشيخ المحدث الفقيه محمد الكيلاني، من بلدة منزل بوزلفة، الكاتب الأديب، القادري الطريقة، أخذ الطريقة عن والده وهو عن علي بن عمر الشائب المنزلي الذي أسس بمنزل بوزلفة زاوية قادرية، وتوفي سنة 1199/ 1785 ودفن بالزاوية المذكورة. ووالد المترجم الشيخ الحاج أحمد الكيلاني من أدباء عصره له أشعار تسع مجلدا على قول ابن أبي الضياف (¬1) وتوفي في 26 ذي الحجة 1272/ 4 مارس 1856. والمترجم نشأ في بيئة قادرية، وله أشعار صوفية، وشعر آخر قليل، فمن ذلك ما خاطب به الشيخ الشريف محمد الخضار المفتي المالكي بتونس في طلب استعارة رسالة «نتيجة التحقيق في بعض أهل الشرف الوثيق» تأليف الشيخ محمد بن أحمد المسناوي الدلائي البكري الفاسي، وكان الشيخ الخضار وعده بإعارة الرسالة، وأبطأ عنه لعذر فخاطبه قائلا: أيا بهجة الأعلام حقا بلا نكر … ويا نزهة الآداب في النظم والنثر لعمرك إني شائق لرسالة … لتشفي من الآلام ما حل بالصدر فمن لي بها والنفس شاقت لوصلها … وقد صرت مشغولا بها عائق الفكر فهب لجناني نزهة في رياضها … تريح بها مضنى من البعد والهجر ¬

(¬1) إتحاف أهل الزمان 8/ 99 - 100.

مؤلفاته

فإني لظمآن وروضة نزهتي … معطلة الأنوار خاملة الذكر وحقك مالي غير فضلك أرتجي … وحسن الوفا بالوعد فرض على الحر عليك سلام الله ما هبت الصبا … وما فاح زهر بالرياض مدى الدهر فأرسل له الشيخ الخضار الرسالة وأجابه بقوله: عليك سلام الله نم كالمسك عطره … كريح الصبا الهيفاء مرت على الزهر أحملها ما بالحشا من تشويق … إليكم ومن وجد يضيق عن الحصر وبعد فقد أرسلت لي في رسالة … يتيمة دهر لا تناط على نحر تتيه على أترابها بملاحة … وحسن، ولا حسن الغزالة والبدر هي الكوكب الدري يلمع نوره … سما ببني الزهراء مشرقة الزهر ورافلة قد أقبلت في ذبولها … إليك فذق طعم الوصال على هجر وقال ابن أبي الضياف: «نشأ هذا الفاضل في بيته النبيه، وأخذ العلم عن أبيه، وعن غيره كالشيخ أبي إسحاق إبراهيم الرياحي، والشيخ أبي العباس أحمد الأبي، والشيخ أبي عبد الله محمد المناعي، وحصل واستفاد ودرس، وأقبل على صناعة التوثيق. وكان فقيها ذكيا خيّرا وجيها نقي العرض كريم النفس، عالي الهمة، حسن الخلق، طيب المعاشرة، ممتع المحاضرة. توفي في 8 جمادى الأولى (¬1) 1274/ 16 ديسمبر 1857. مؤلفاته: 1 - ختم كتاب الحج من صحيح البخاري، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية (مكتبة ح. ح. عبد الوهاب) (¬2). ¬

(¬1) المصدر السالف 8/ 103 - 104. (¬2) فهرس مخطوطات مكتبة ح. ح. عبد الوهاب - حوليات الجامعة التونسية، العدد السابع سنة 1970 ص 150.

المراجع

2 - رياض البساتين في أخبار الشيخ عبد القادر الجيلي محيي الدين، وقسم الكتاب إلى ثماني روضات وخاتمة، وهو تهذيب لكتاب بهجة الأسرار للشطنوفي واختصار له، وإثبات ما لم يكن فيه مما أخلّ به مؤلفه وعسر عليه تلافيه من ذكر ما للشيخ من الأحزاب والاذكار، وما له من النظم الشائع ذكره في الأمصار وضم إليه بعض الوصايا والكرامات مما صدر منه ولو بعد الممات إلى غير ذلك من الفوائد المرشحة والزوائد (¬1). طبع بمطبعة الدولة التونسية سنة 1302/ 1882. وفي آخر الكتاب تم طبعه يوم الخميس 10 جمادى الأولى 1304، طبع بهامش بهجة الأسرار ومعدن الأنوار لعلي بن يوسف الشطنوفي. المراجع: - إيضاح المكنون 1/ 600. - معجم المؤلفين 9/ 69، 70. ¬

(¬1) مقدمة الكتاب.

حرف اللام

حرف اللام

483 - لاز أغلي أو لاظ أوغلي (0000 - 1319 هـ‍) (0000 - 1901 م).

483 - لاز أغلي أو لاظ أوغلي (0000 - 1319 هـ‍) (0000 - 1901 م). الحاج حسن لازغلي البوني أصيل بلدة بونة (عنابة) بالجزائر، نزيل تونس المنحدر من أصل تركي، الرياضي الفلكي، وكان يكتب اسمه بالفرنسية هكذا El Hadj Hassen Lazoughlay . سمي مدير المطبعة الرسمية لمدة أربعين سنة، ورئيس تحرير لجريدة «الرائد التونسي» أصدر أولا تقويما باسم «البغية الحسينية» في التواريخ الحالية وهذا يدل على أنه يتجه بتآليفه إلى الحاكم العام، وفيه مقابلة التواريخ الهجرية والغريغوارية، وظهوره في بداية كل سنة هجرية بداية من سنة 1275 إلى 1290/ 1865 إلى 1873. وفي سنة 1874 سمّاه: «النزهة الخيرية» (باسم الوزير الشهير خير الدين) فوسع وحسن مضمون هذا التقويم، وكان الوزير خير الدين يحمل اهتماما خاصا بهذه النشرية، ويساعد على انتشارها. وفي أوت 1839 بدأ في نشر طبعة فرنسية لتقويمه عنوانها «دليل سنوي Eunisien Annuaire «وكتب «منذ 21 سنة منذ نشرت تقويمي باللغة العربية، وكانت عندي دائما فكرة لأجل المصلحة العامة نشره بلغة أوروبية».وهذا التقويم الذي سميته Annuaire Eunisien يحتوي على مقابلة الشهور القريقوارية واليوليوسية والعربية والعبرية، وساعات طلوع ومغيب الشمس وخطوط الطول المحسوبة على خط الاعتدال بتونس، ومنازل القمر وخسوف القمر والشمس، والسير اليومي للكواكب وأخيرا فصلا

المراجع

فلكيا مستندا في حساباتي على أزياج السلطان «ألوغ بك» بسمرقند التي لخصها بتونس منذ قرنين قمريّين العالم التونسي الشريف المسمى صنجق دار الذي حسب خطوط الطول على مقتضى النظام القديم أي على خط اعتدال جزيرة الحديد التي هي جزيرة من جزائر كناري وحسب خطوط الطول بالدرجات والدقائق والثواني تقريبا، وقابلت حساباتي مع حسابات التأليف الفلكي المنشور بباريس بعنوان «معرفة الأوقات» وزيادة على ذلك عمل جداول مقابلة. وهذا التقويم يتضمن عناصر تراجم وعناصر إدارية. وهذا التقويم المصلح استمر في الصدور إلى سنة 1318/ 1900 أي إلى ما قبل وفاته بعام. والتحويرات التي أدخلت على التقويم «النزهة» وجريدة «الرائد» تدل على أن تونس تعيش عهدا جديدا أي عصر الإصلاحات السياسية والاجتماعية وتعصير المؤسسات العامة. المراجع: - الحركة الأدبية والفكرية بتونس ص 26 - 27. - محمد بن عثمان السنوسي لمحمد الصادق بسيس ص 75. - معجم المطبوعات 1585. - خير الدين وزير مصلح للمنجي صميدة (بالفرنسية) ص 351. - العلاقات الثقافية والإيديولوجية بين الشرق والغرب في تونس في القرن التاسع عشر للبشير التليلي (بالفرنسية) ص 615 - 616.

484 - اللؤلؤي (272 - 318 هـ‍) (885 - 930 م).

484 - اللؤلؤي (272 - 318 هـ‍) (885 - 930 م). أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم اللؤلؤي، أبو بكر، النحوي، اللغوي، الشاعر. ولد بالقيروان على عهد الأمير الأغلبي إبراهيم الثاني، وقرأ اللغة والأدب على علماء القيروان، ولازم بالخصوص عبد الله بن محمد المكفوف الأموي السرتي النحوي، نزيل القيروان. قال الزبيدي: «وكان أبوه موسرا فلم يك يمدح أحدا لمجازاته، وترك صنعة الشعر في آخر عمره وأقبل على طلب الحديث والفقه». وقال أيضا: «وكان من العلماء النقاد في العربية والغريب والنحو والحفظ لذلك، والقيام بأكثر دواوين العرب، وكان الشعر عليه سهلا وكان يحتذي في كثير من صنعته أشعار العرب ومعانيها». مات وله 46 سنة على ما ذكره ياقوت عن الزبيدي (¬1). ألّف كتابا في الضاد والظاء حسّنه وبيّنه. المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 81. - إنباه الرواة 1/ 27 - 28. - بغية الوعاة 1/ 293. ¬

(¬1) ما نقله غير موجود في طبقات الزبيدي المطبوعة.

- البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي (صاحب القاموس) 14 - 16. - طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص 265 - 266. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 79، 80. - معجم الأدباء 2/ 218 - 224. - معجم المؤلفين 1/ 139. - ورقات ... 1/ 166، 167. - هدية العارفين 1/ 58. - الوافي بالوفيات 2/ 81.

485 - ابن اللباد (250 - 333 هـ‍) (864 - 944 م).

485 - ابن اللبّاد (250 - 333 هـ‍) (864 - 944 م). محمد بن محمد بن وشاح ابن اللباد اللخمي ولاء، مولى الأقرع مولى موسى بن نصر اللخمي، أبو بكر، العالم الفقيه. تفقه بيحيى بن عمر، وأخذ عن أخيه محمد بن عمر، وابن طالب، وحمد يس القطان، وأحمد بن مزيد، وعبد الجبار بن خالد، والمغامي، وسمع من الشيوخ الجلّة الذين كانوا في وقته كأبي بكر بن عبد العزيز الأندلسي المعروف بابن الجزار، والزبير وغيرهم. وممن روى عنه زياد بن عبد الرحمن القروي، ودرّاس بن إسماعيل، وغيرهما. قال الخشني: «كان عنده حفظ كثير وجمع للكتب وله حظ وافر من الفقه والحفظ، فشغله باسماع الكتب عن التكلم في الفقه، وكانت مذاكرته تعسر لضيق في حلقه وكأنّ في حلقه شيئا». قال أبو العرب: وكان مفتيا جليل القدر، عالما باختلاف أهل الدين واجتماعهم، مهيبا مطاعا أصابته محنة في زمن العبيديين فسجن ثم أخرج من السجن وشرطوا عليه أن لا يفتي، ولا يستمع عليه أحد، ولا يفتي إلاّ بمذهب الدولة العبيدية، فلزم داره، وأغلق بابه، ولا يسمع إلاّ خفية، تأتي الطلبة إلى داره فيفتح لهم خادمه فإذا اجتمعوا أتته خادمته فيدخل ويغلق عليهم فيقرءوا، وكان منهم أبو محمد التبان، وابن أبي زيد، وغيرهما وكانوا ربما جعلوا الكتب في أوساطهم حتى تبتل بعرقهم، فأقاموا على ذلك إلى أن توفي.

مؤلفاته

وامتحن أيضا على يد التاهرتي طلبه بوديعة وجلده. وأصيب بالفالج في آخر عمره وتوفي في منتصف صفر قبل دخول أبي يزيد الخارجي القيروان بخمسة أيام، ورثاه ابن أبي زيد بقصيدة طويلة. وكان له أصحاب نشروا فقهه شبهوهم بأصحاب مالك: محمد بن نظيف القيرواني، ثم المصري بابن القاسم وابن أبي زيد بأشهب، وابن أخي هشام بابن نافع، وابن التبان بابن بكير. مؤلفاته: 1 - كتاب الآثار والفوائد في عشرة أجزاء. 2 - كتاب الحجة في إثبات العصمة للأنبياء. 3 - كتاب الطهارة. 4 - كتاب فضائل مالك. 5 - فضائل مكة. 6 - كشف الرواق عن الصروف الجامعة للأواق، في أوزان الصروف الشرعية والأواقي (ذكر في الأعلام أنه مخطوط). المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 13 (ط 5/). - ترتيب المدارك 3/ 300، 311. - شجرة النور الزكية 154. - طبقات علماء إفريقية وتونس 97 - 207. - الديباج 249، 250. - الفكر السامي 3/ 111.

- معالم الإيمان 3/ 23، 31. - معجم المؤلفين 11/ 309. - الوفيات لابن قنفذ 32 (وفيها أن وفاته سنة 353). - الوافي بالوفيات 1/ 30. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 715.

486 - اللبلي (623 - 691 هـ‍) (1226 - 1292 م).

486 - اللّبلي (623 (¬1) - 691 هـ‍) (1226 - 1292 م). أحمد بن يوسف بن يعقوب (¬2) بن علي الفهري اللبلي (بفتح اللام تليها باء موحدة ساكنة نسبة إلى لبلة من أعمال إشبيلية) أبو العباس، وأبو جعفر، النحوي الأديب، الراوية، المحدث المقرئ. ولد بلبلة، وأخذ ببلده عن أبي زكرياء يحيى بن عبد الكريم الفندلاوي، وبإشبيلية عن أبي علي عمر بن محمد بن عمر الأزدي الشّلوبين وهو من مشاهير أصحابه، وأبي الحسن بن الدباج، كما أخذ عن الأعلم البطليوسي، وابن لب الشاطبي، وبسبتة من أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي وأبي القاسم عبد الرحمن بن رحمون، ومحمد بن محمد العنسي، ثم ارتحل إلى العدوة وسكن بجيلية وأقرأ بها مدة، وأخذ فيها عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن السراج، ثم ارتحل إلى تونس وأخذ بها عن أبي العباس أحمد بن علي الحميري البلاطي، ثم ارتحل إلى المشرق للحج، فأخذ بالإسكندرية من شرف الدين بن أبي الفضل المرسي، وعبد الرحمن بن مكي سبط الحافظ السلفي، وعبد العزيز بن الحسين، وبمصر عن شرف الدين يحيى بن عبد الله بن يحيى الفهري ابن التلمساني، وناصر الدين بن أبي الفتوح بن ناهض الحصري، وبالقاهرة عن أبي عبد الله محمد بن لب بن خيرة، ومحي الدين محمد بن محمد بن سراقة، وعزّ الدين بن عبد السلام، والحافظ عبد العظيم ¬

(¬1) في الديباج ولد سنة 613. (¬2) وفي بعض المصادر أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف.

تآليفه

المنذري، ولقي العلاّمة القاضي ابن دقيق العيد الذي قال له حين دخل عليه: خير مقدم، ثم سأله بعد حين بم انتصب خير مقدم؟ فقال له: على المصدر، وهو من المصادر التي لا تظهر أفعالها، وقد ذكره سيبويه، ثم سرد عليه الباب من أوله إلى آخره لأنه كان يحفظ أكثره، فأكرمه القاضي وعظمه، وقرأ قصيدة الشاطبية على صهر أبي القاسم الشاطبي زوج ابنته كمال الدين أبي الحسن علي بن شجاع، ولقي المحدث رشيد الدين العطار المالكي وغيرهم، ومن شيوخه محمد القاياتي الأغماتي الأيلي (انفرد بذكره التجيبي في برنامجه ص 271) ودخل دمشق فأخذ عن الحسين بن إبراهيم بن الحسن الأربلي، وأخذ المعقولات عن عبد الحميد الخسروشاهيّ، وغيرهما. قال الغبريني في «عنوان الدراية»: ولم يستفد بالمشرق علما لأنه ما ارتحل إلاّ بعد الأستاذية والاقتصار على ما علم. وبعد رجوعه من المشرق استقر بتونس واتخذها وطنا مزاولا بها التدريس والتأليف إلى أن مات في غرة محرم، ودفن بعد العصر بداره. أخذ عنه ابن جابر الوادي آشي، وأبو حيان، وابن رشيد، والعبدري، والقاسم بن يوسف التجيبي سمع منه كتاب الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة لابن شاس وأجازه له. وكان يقرئ الكبار الموطأ، والشاطبية، والتيسير للداني، ويعلم الصبيان. تآليفه: 1 - الإعلام بحدود قواعد الكلام، تكلم فيه على الكلم الثلاث الاسم والفعل والحرف. 2 - بغية الآمال في معرفة النطق بجميع مستقبلات الأفعال، اقترح

عليه تأليفه شيخه عزّ الدين بن عبد السلام. طبع في تونس سنة 1972 بعنوان (بغية الآمال في معرفة مستقبل الأفعال) بتحقيق الأستاذ جعفر ماجد، في 105 ص من القطع الكبير عدا الفهارس. 3 - تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح، ألّفه باقتراح من الوزير أبي بكر ابن الوزير ابن الحسن بن غالب، وقدمه لخزانة الوزير أبي القاسم ابن الوزير أبي علي. ذكر أنه جمعه من تواليف عدة ذكرها في أوله ربما ما يعلم بعضها ولا لمن هي منسوبة إلاّ منه. ويزيد في أهمية هذا الكتاب أنه يوجد من بين مصادره التي سماها في خطبته كتب يعتبر بعضها ضائعا وهي: 1 - موعب اللغة لأبي تمام بن غالب المعروف بالتياني القرطبي المتوفى سنة 426/ 1035. 2 - جامع اللغة لمحمد بن جعفر التميمي المعروف بالقزاز القيرواني المتوفى سنة 412/ 1021. 3 - واعي اللغة لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الإشبيلي المتوفى سنة 582/ 1186. 4 - كتاب السماء والعالم لمحمد بن أبان بن سيد اللخمي القرطبي المتوفى سنة 354/ 965. وهذا الكتاب الأخير يوجد السفر الثالث منه بخزانة القرويين ويوجد الجزء الأول من كتاب تحفة المجد الصريح بالزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى، مبتور الآخر، وبخط أندلسي. اختصر هذا الكتاب في مجلد وسمّاه لباب تحفة المجد الصريح. 4 - رفع التلبيس عن حقيقة التجنيس. 5 - شرح أبيات أدب الكاتب. 6 - شرح كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت.

7 - تقييد في النحو. 8 - تسبيح مرجّز. 9 - عقيدة منظومة على بحر الرجز (¬1)، قال العبدري: «وقد أخذ يحفظها صبيان المكتب رغبة في نشرها والانتفاع بها، وحملني حتى سمعتها، وحرضني على نشرها رجاء الانتفاع بذلك». 10 - كتاب في التصريف ضاهى به الممتع لمعاصره ابن عصفور. 11 - تأليف في الأذكار. 12 - الكرم والصفح والغفران والعفو. 13 - فهرسة كبرى وصغرى في أسماء شيوخه وعمن أخذوا، وذكر مروياته وعدد تآليفه. 14 - وشي الحلل في شرح أبيات الجمل، ذكر الشيخ أبو الطيب بن علوان التونسي عن والده الشهير بالمصري أنه وقع «وشي الحلل» للملك المستنصر الحفصي بتونس. فدفعه المستنصر للأستاذ أبي الحسن حازم القرطاجني، وأمره أن يتعقب عليه ما فيه من خلل وجده فحكى أبو عبد الله القطان المسفّر - وكان يخدم حازما - قال: كنت يوما بدار أبي الحسن حازم، فسمعت نقر الباب فخرجت فإذا بالفقيه أبي جعفر، فرجعت وأخبرت أبا الحسن، فقام مبادرا حتى أدخله وبالغ في بره وإكرامه فرأى الكتاب بين يديه فقال له: يا أبا الحسن قال الشاعر: * وعين الرضا عن كل عيب كليلة * فقال له: يا فقيه أبا جعفر، أنت سيدي وأخي، ولكن هذا ¬

(¬1) أول من نظم قصيدة في العقائد ابن مكي وسماها «الصلاحية» لأنه أهداها للسلطان صلاح الدين الأيوبي فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى الصبيان في المكتب.

المصادر والمراجع

أمر الملك لا يمكن فيه إلاّ قول الحق والعلم لا يحتمل المداهنة. فقال له: فأخبرني بما عثرت عليه. فقال: نعم، فأظهر له مواضع فسلمها أبو جعفر، وبشرها وأصلحها بخطه (¬1). المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 260. - إيضاح المكنون 1/ 102، 578. - بغية الوعاة 1/ 402، 403. - البلغة في تاريخ أئمة علماء اللغة ص 35. - برنامج الوادي آشي 54، 55، 303، 310. - خزانة الأدب للبغدادي، تحقيق عبد السلام هارون (الطبعة الجديدة) 1/ 31، 36. - درة الحجال 1/ 38 - 39. - الديباج 80، 81. - رحلة العبدري 43، 44. - رحلة ابن رشيد ملء العيبة 2/ 209، 250. - بروكلمان 2/ 174 (الترجمة العربية). - الزاوية الحمزية صفحة من تاريخها لمحمد المنوني ص 43، 44. - شجرة النور الزكية 198. - فهرس الفهارس 2/ 69. - كشف الظنون 247، 251، 409، 1273، 1674. - معجم المؤلفين 2/ 12، 3/ 2. - نفح الطيب 2/ 106، 409. - هدية العارفين 1/ 100. ¬

(¬1) نفح الطيب (بتحقيق م. م. عبد الحميد) 2/ 407.

487 - اللبي (839 - 893 هـ‍) (1425 - 1487 م).

487 - اللبي (839 - 893 هـ‍) (1425 - 1487 م). أبو القاسم بن إبراهيم اللبي الأزدي الأنصاري القيرواني، الطبيب، باشر الطب بالقيروان واشتهر بها. له تأليف في الطب اسمه درة السلوك الموضوع لسيد الملوك، به مقدمة وفصلان، الفصل الأول في حفظ الصحة، والفصل الثاني في المفردات الطبية يذكرها بخصائصها ومفعولها ويؤكدها في آخر الكتاب بشرح قصيدة لأستاذ الشيخ المراكشي، ومنافع المفردات من لحوم وبقول وفواكه، ألّفه للأمير أبي عمر وعثمان بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس عبد العزيز السلطان الحفصي، وتم تأليفه سنة 863/ 1456 توجد نسخة من الكتاب بالمكتبة الوطنية بتونس ضمن مجموع رقم 13112 في 161 ورقة بخط علي المنزلي سنة 1241.والشيخ علي العسلي صاحب المكتبة العتيقة بتونس يعده للطبع عن نسخة يظن أنها بخط المؤلف. المراجع: - تاريخ الطب العربي التونسي ص 119، معلومات أفادنيها مكاتبة الأخ الفاضل محمد الطيب بسيس.

488 - اللبيدي (360 - 440 هـ‍) (977 - 1048 م).

488 - اللّبيدي (360 - 440 هـ‍) (977 - 1048 م). عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي اللّبيدي (بفتح اللام وكسر الباء الموحدة وبعدها ياء مثناة مسفولة وبعدها قبل ياء النسب دال مهملة) نسبة إلى لبيدة كما نسبها الرشاطي أو لبيدي كما تحققها التجاني، وهي من منازل صفاقس واقعة بينها وبين جبنيانة وآثارها باقية إلى اليوم واستمرت النسبة إليها إلى القرن الثالث عشر الهجري، واللبيدي هذا نزيل القيروان، أبو القاسم، الفقيه. سمع من أبي الحسن القابسي، وابن أبي زيد، وغيرهما، وعباد أهل الرباط كأبي الحسن اللواتي، وأبي إسحاق الساحلي، وأبي بكر بن مسلم، وحفص بن مثنى، وأبي إسحاق الجبنياني. وكان له اعتقاد في الصالحين يزورهم في الساحل، ويبحث عن مناقبهم وأحوالهم، ووجهه شيخه أبو الحسن القابسي لتفقيه أهل المهدية. وامتد عمره بعد إقرانه فحاز رئاسة العلم. روى عنه محمد بن سعدون، وعلي بن عبد الله اللمائي المعروف بالمالطي، وغيرهما. توفي بالقيروان، وصلّى عليه ابنه أبو بكر. مؤلفاته: 1 - زيادات الأمهات ونوادر الروايات، جمع فيه من النوادر لشيخه ابن أبي زيد القيرواني، وموطأ مالك وغيرهما، جمع فيه مذهب مالك كله.

2 - الشرح والتفصيل لمسائل المدونة. قال الرشاطي، كتاب كبير، ويفهم من كلام القاضي عياض وابن فرحون أنه في أكثر من مائتي جزء كبار في مسائل المدونة وبسطها والتفريع عليها. 3 - كتاب في القراءات ذكره الحافظ الذهبي في «معرفة القراء الكبار» 2/ 492 في ترجمة أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي الشريشي ثم الإسكندري. 4 - الملخص، وهو اختصار للمدونة. 5 - مناقب شيخه أبي إسحاق الجبنياني، ترجم فيه لكثير من تلامذة أبي إسحاق الجبنياني وأصحابه حققه وترجمه إلى الفرنسية الأستاذ هادي روجي إدريس مع مناقب محرز بن خلف لأبي طاهر الفارسي (أطروحة تكميلية) من منشورات كلية الآداب بجامعة الجزائر ط. بتونس 1959. أنشد لنفسه بعد ذكر مناقب أبي إسحاق الجبنياني وأصحابه: أنت العلي وأنت الخالق الباري … أنت العليم بما تخفيه أسراري أنت الغني فما للخلق مقدرة … في وسع عيش وفي بؤس وإفقار تصفي الولاية أقواما فتلبسهم … ثوب المهابة محروسا من العار تجول في ملكوت العز أنفسهم … تبدو مدامعهم خوفا من النار قد أسلموا الأهل والأوطان وارتحلوا … ما أن ترى مثلهم في نازح الدار يا طول حزني على تركي لوصلهم … يا ويح نفسي على بعدي وادبار لم لا أطيل على الأحزان معتكفا … أدعو أجبك بإفصاح وادبار عسى المليك يذود النفس من عطب … يجلو العمى بتوفيق وأنوار قال التجاني: «وأنشد لنفسه في كتابه المذكور شعرا ضعيفا». وشعره الذي نقلناه حقيق بهذا الوصف.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 3/ 336 (ط 5/). - ترتيب المدارك 4/ 708 - 709. - الحلل السندسية 2/ 339/1 - 340. - الديباج 152. - رحلة التجاني 83. - الروض المعطار للحميري، تحقيق د. إحسان عباس 508. - شجرة النور الزكية 109. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 44. - اللباب لابن الأثير 3/ 66. - معالم الإيمان 3/ 217، 218. - معجم المؤلفين 5/ 173، 8/ 117. - نزهة الأنظار 2/ 122. - هدية العارفين 1/ 516. - الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 129.

489 - ابن أبي لحية (كان حيا 1032 هـ‍) (1622 م).

489 - ابن أبي لحية (كان حيا 1032 هـ‍) (1622 م). المنتصر ابن المرابط أبي يحيى أو أبي لحية القفصي، كان صوفيا من أتباع الشيخ أبي الغيث القشاش، وشيخ زاوية القشاشين بقفصة، لا نعلم من حياته شيئا إلاّ ما ذكره هو في كتابه، وأمه عائشة أخت أحمد البرجي شيخ زاوية أسلافه بقفصة. وكان صديقا ومريدا لأبي الغيث القشاش ودعا أهل قفصة لاتباع طريقة هذا الشيخ، وأسس بقفصة زاوية باسم أبي الغيث القشاش. وكانت عائشة مثل أخيها معروفة من الشيخ أبي الغيث القشاش وأسرته وأقامت عندهما مرات، وكان لهما اعتبار إزاءها لأنها من عائلة مرابطية، وهذا من جملة الأسباب التي دعت أبا الغيث إلى تسمية المترجم خلفا لخاله وصهره أحمد البرجي بعد وفاته بالرغم من معارضة بعض فقراء قفصة وبعد وفاة والد المترجم أبي لحية لم يقم أبو الغيث وزنا للتحفظات المحلية، وسمى ابنه المنتصر في الوظائف التي كان يمارسها أبوه. والمترجم لا يعلمنا إلاّ قليلا بالدراسات التي تلقاها، استظهر القرآن لأنه معدود من حملة القرآن، وحفظ بعض المتون في النحو والفقه، وحضر دروسا في الحديث، وحضر بانتظام في زاويتهم بقفصة وزاوية أبي الغيث بتونس حلقات الذكر. وأسلوب كتابه نور الأرماش يدل على أن تعلمه لم يكن عميقا. وإدارة الزاويتين بقفصة زاوية القشاش وزاوية البرجي لم يلتهما كل وقته فإنه مارس نشاطات أخرى، كاحتراف التجارة في الصوف وأغطية الصوف المصنوعة بقفصة المشهورة والمطلوبة في العاصمة ولعله كان

المراجع

ينسجها بنفسه وكان كثير التردد على العاصمة لبيع وإهداء ما عنده من أغطية ويحمل منسوجات أخرى من الجريد والتمر. ولا نعرف شيئا عن علاقاته بالمخزن التركي وتداخل أبو الغيث لدى مراد باي لإطلاقه من سجن قفصة الذي قضى به شهرين. له نور الارماش في مناقب أبي الغيث القشاش أتم تأليفه بعد وفاة أبي الغيث القشاش بعد نحو أحد عشر شهرا أو عام وأبو الغيث توفي في الثالث من ربيع الثاني سنة 1031/ 10 فيفري 1621 فيكون الكتاب ألّف ما بين صفر وربيع الأول /1022 ديسمبر 1622 جانفي 1623. والكتاب يحتوي على خمسين فصلا، ولكل فصل عنوان، والكتاب خليط من الذكريات الشخصية وحكايات حكاها راو، وفيه كثير من التكرار، ولغته يشوبها غموض، وهي وسط بين الفصحى والدارجة ويمكن بشيء من الصبر جمع معلومات هامة من هنا وهناك عن عصر ليس لنا فيه أي تأليف تاريخي معاصر والكتاب يجلي شخصية أبي الغيث القشاش ودوره التاريخي، وصلاته السياسية مع السلطان العثماني وفي تونس له شبكة من الأتباع والمراسلين يغطون كامل البلاد. وهذا النفوذ والتأثير يثيران الحكام الأتراك، وقوة أبي الغيث سمحت للحد من قوة الديوان والدايات في القرن الحادي عشر ويؤخذ من الكتاب أن مساجد وزوايا تونس وغيرها لها أوقافها التابعة لأبي الغيث ويقوم بشئونها لأن الميليشيا الرسمية لا تهتم غالبا إلاّ بنقل ريع الأوقاف إلى أعضائها الأقوياء أو الأكثر جسارة وفي عمل أبي الغيث معارضة للإفراط في السلطة. توجد من الكتاب ثلاث نسخ بالمكتبة الوطنية أصلها من المكتبة الأحمدية الزيتونية. المراجع: - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي ص 288، 294. - المؤرخون التونسيون ... (بالفرنسية) 149، 153.

490 - اللخمي (000 - 299 هـ‍) (000 - 912 م).

490 - اللخمي (000 - 299 هـ‍) (000 - 912 م). حمد يس بن إبراهيم بن صخر اللخمي القفصي، الفقيه، سمع بالقيروان من ابن عبدوس وابن عون، وبمصر من محمد بن عبد الحكم، ويونس الصدفي نزل مصر، وبها توفي، قال أبو العرب هو ثقة. له اختصار مسائل المدونة رواها عنه مؤمل بن يحيى والناس. المصادر: - ترتيب المدارك 3/ 259. - الديباج (تحقيق د. محمد الأحمدي أبو النور) 1/ 342.

491 - اللخمي (000 - 478 هـ‍) (0000 - 1085 م).

491 - اللخمي (000 - 478 (¬1) هـ‍) (0000 - 1085 م). علي بن محمد الربعي المعروف باللخمي، أبو الحسن، هو ابن بنت اللخمي ولا نعلم عن جده للأم شيئا، الفقيه النظار. نشأ بالقيروان، وتفقه على ابن محرز، وأبي الفضل ابن بنت خلدون، وأبي الطيب بن عبد المنعم بن محمد بن إبراهيم الكندي المعروف بابن بنت خلدون، وأبي إسحاق التونسي والسيوري وظهر في أيامه وطارت فتاويه، وكان السيوري يسيء الظن فيه طعنا عليه ويبدو أن السبوري الذي كان سريع الغضب نوعا ما استراب من اللخمي الذي اشتهر إذ ذاك بفتاويه، وأنكر ميله إلى الخروج أحيانا عن مذهب الأشعري وكلام الأصوليين، وعلى كل حال فإن اللخمي أصبح بعد موت السبوري أكبر عالم في إفريقية، ومما يدل على عدم تقيده في كل شيء بمذهب الأشعري ما جاء في «المعيار المغرب» 12/ 233 وسئل المازري عن قوله صلّى الله عليه وسلم: ما سمع المؤذن أنس ولا جن ولا رطب ولا يابس، وفي لفظة ولا شيء إلاّ شهد له يوم القيامة. فإنه يقتضي أن الجمادات تعقل ذلك. فأجاب الذي عند أهل الأصول أن الجماد لا يسبح، ويستحيل ¬

(¬1) من نظم عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر المضغري من مضغرة سجلماسة في وفيات الأيمة الأربعة الذين في أول مختصر خليل بن إسحاق: فاللخمي تاج ماز فضلا أبو بكر تفضل نال أولا وإن أبا الوليد ثوى كريما ومازري تراه وإن ليلا أشار إلى وفاة كل إمام منهم في أوائل الكلم فاللخمي حساب التاء والحاء (كذا) والفاء وذلك ثمانية وثمانون وأربعمائة (جذوة الاقتباس ص 266 في ترجمة الناظم المذكور).

أن يكون الجماد يعقل شيئا من ذلك، وقد ذكرت شيئا من ذلك عند اللخمي، وقلت: إن القاضي ابن الطيب يمنع من هذا، فقال لي: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} يدل على أن الجمادات كلها تسبح، وأنكر قول القاضي غاية الإنكار، وقال لي: خلوا ما أنتم عليه من كلام الأصوليين، وكان - رحمه الله - يستثقل كلام الأصوليين فقال له عبد الجليل، فهذه الحمى تسبح، فقال له: نعم تسبح بالغيظ، فسكت عبد الجليل لما رأينا من غيظه. نزل اللخمي بصفاقس على أثر زحفة الهلاليين وتفرق علماء القيروان ببلدان الساحل وغيرها (¬1) وأسس له مسجد درّس به ونشر به علمه وبالخصوص تأليفه «التبصرة» و «صحيح البخاري» وهذا المسجد ما زال منسوبا إليه، ويعرف أيضا بمسجد الدريبة لمواجهته دريبة الجلالة (¬2)، وهو واقع في طرف المدينة من الناحية الشرقية في الحومة المعروفة قديما بحومة الرقة أو بربع الرقة (¬3) (بكسر الراء المهملة والقاف المعقدة المفتوحة) والظاهر أن أهل الرقة عمروا هذه الناحية بعد جلائهم عن قريتهم على أثر زحفة بني هلال، وربما كانوا المؤسسين لمسجد الشيخ اللخمي، وهو ثاني مسجد لإقامة الجمعة في شهر صفر 1289/ 1877 وأول خطيب به الشيخ عبد السلام بن علي الشرفي (ت 1304/ 1892) ثم ابنه من بعده محمد الطيب. وفي شعبان سنة /1401 جوان 1981 تم بناء ¬

(¬1) ترتيب المدارك في ترجمة عبد الله بن عبد العزيز التميمي وهو من طبقة اللخمي. (¬2) الدريبة في اصطلاح الصفاقسيين هي محكمة العامل (الوالي) وتنسب هذه الدريبة، لآل الجلولي لأنهم امتلكوها وحكموا بها في القرن الثالث عشر الهجري ثم اشتراها آل النوري وأصبحت مصحة للطبيب الإيطالي بالومبا، وهي الآن معروفة بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية (متحف دار الجلولي). (¬3) حومة الرقة أو ربع الرقة تبتدئ من هذا المسجد وتمتد إلى برج النار بالسور الجنوبي والرقة هي المعروفة قديما بأم الأصابع (ينظر رحلة التجاني ص 66 - 67 تعليق 3) وأم الأصابع هذه هي برّروس (Barrarus) وينسب إليها سيدي حماد الرقي دفين صفاقس له مسجد إمام حمام السلطان.

مسجد عظيم يقع خارج أسوار المدينة بتعاون من السلطة المحلية والمواطنين ونسب للشيخ اللخمي، وهو مسجد جمعة، وأول خطيب به هو صديقنا الأستاذ الشيخ أحمد بن الشيخ الصادق جبير. وقرأ على المترجم بصفاقس الإمام المازري دفين المنستير (ت 536/ 1141) وعبد الحميد الصفاقسي، وعبد الجليل بن مفوّز، وأبو الفضل بن النحوي التوزري، والفقيه الرياضي الفرضي أبو علي الحسن بن عبد الأعلى الكلاعي الصفاقسي (ت 505/ 1111 بأغمات جنوبي المغرب الأقصى)، ومحمد بن عبد الله الصقلي (ت 518/ 1124) وهو من شيوخ القاضي عياض، وأبو يحيى زكريا بن الضابط مفتي صفاقس بعد اللخمي والذي قتله النرمان، وسعيد بن أحمد بن سعيد الصفاقسي الينونشي نسبة إلى ينونش من قرى صفاقس، أبو الطيب الفقيه الزاهد (ت بأغمات سنة 501/ 1108) وهو من مشايخ القاضي عياض، وأثنى عليه في «الغنية» ص 220 (ط/تونس). قال القاضي عياض في حق اللخمي: وكان فقيها فاضلا مفتيا متقنا ذا حظ من الأدب والحديث جيد النظر، حسن الفقه، جيد الفهم، وكان فقيه وقته أبعد الناس صيتا في بلده، وبقي بعد أصحابه فحاز رئاسة بلاد إفريقية جملة، وقال: كان حسن الخلق مشهور المذهب. وقال العلاّمة محمد الحجوي في «الفكر السامي»: «كان متفننا في علوم الأدب والحديث والفقه حسن الفهم، جيد الفقه والنظر، أبعد الناس صيتا فحاز رياسة إفريقية جملة وطارت فتاويه كل مطار مشهور بالفضل وحسن الخلق. وهو أحد الأئمة الأربعة المعتمدة ترجيحاتهم في مختصر خليل حتى في اختياره من عنده رغما عما قاله عياض. والقاضي عياض يرى أن ترجيحاته واختياراته تخالف المذهب فقد

قال: «وهو مغرى بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال وربما اتسع نظره فخالف المذهب فيما ترجح عنده فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب ... ». وأيّد بعضهم هذا فقال في مدح ألفية ابن مالك: لقد مزّقت قلبي سهام جفونها … كما مزّق اللخمي مذهب مالك ولبعضهم في مدح أنظاره وطريقته في الترجيح: واظب على نظر اللخمي إن له … فضلا على غيره للناس قد بانا يستحسن القول إن صحت أدلته … ويوضح الحق تبيانا وفرقانا (¬1) ولا يبالي إذا ما الحق ساعده … بمن يخالفه في الناس من كانا وربما يفهم منه أنه كان مائلا للاجتهاد يميل مع الدليل حيث مال، ولا يتقيد بقول أي أحد إذا كان مخالفا للنظر والدليل، وقال عن منهجه وطريقته العلاّمة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: « ... فكتب شرحه الشهير على المدونة الذي سماه «التبصرة» والذي جعله سائرا على هذا المنهج من البحث في الصور من جهة، والبحث في الفتاوى المأثورة من جهة أخرى، إلاّ أنه نحا فيه منحاه المشهور الذي اختص به من بحثه أحيانا مع الذين ينقل أقوالهم في مستندات تلك الأقوال على طريقة لم يشترك معه غيره فيها من الأيمة الذين عاصروه أو تقدموه فهو الذي ابتدأ يتصرف ... بمعنى أنه ابتدأ يجنح إلى اللحاق برجال دور التفريع في منزلتهم من الاجتهاد المقيد، فكان في شرحه على المدونة «التبصرة» يعتمد أحيانا على نقد الأقوال من ناحية إسنادها فيعتبر أن أحد القولين أصح من القول الآخر أي إسنادا وأحيانا ينتقدها من ناحية رشاقة استخراجها من الأصول التي استخرجت منها، وهو ما يعبر ¬

(¬1) ينظر مثلا «التعلل برسوم الإسناد» لابن غازي ص 67.

مؤلفاته

عنه بالأولى، يقول أحيانا وهذا أولى وينظر إلى أنه الأقرب إلى تحقيق المصلحة المرعية من الشرع في تفريع ذلك الحكم وهو ما يقول فيه أحيانا وهذا أرفع. وليس من الخفي ما اشتهر به الإمام اللخمي في هذا المعنى من التصرف في المذهب المالكي وما يأتي به من القول اختيارا، كما درج على ذلك الاصطلاح الذي بقي عليه مختصر الشيخ خليل، وتكون بالإمام اللخمي أبو عبد الله المازري وابن بشير وابن رشد الكبير والقاضي عياض فهؤلاء هم الذين سلكوا طريقة جديدة في خدمة الحكم، هي الطريقة النقدية التي أسس منهجها أبو الحسن اللخمي». توفي بصفاقس، وهو مدفون خارج السور في الجبانة الشرقية بين طريق العين والأفران، وضريحه على نشز من الأرض يعرف في القديم بجبل النور، وبنى على ضريحه مراد باي قبة، وفي أعلى بابها نقشت أبيات من الشعر السقيم أولها: هلال تبدا (¬1) … في أعلى الأفق ساطع وأشرق عليه الكون كالبرق لامع (¬2) وخلف قبره قبر تلميذه الشيخ عبد الجبار الفرياني، وفي مؤخر القبة قبر عليه شباك في الركن الشرقي الشمالي لبعض الولاة من آل الجلولي. وما في «الديباج» أنه توفي سنة ثمان وتسعين مخالف لما ذكره غيره، وهو تصحيف. مؤلفاته: 1 - تعليق كبير على المدونة سماه «التبصرة» بسط فيه المسائل بحكاية أقوال علماء المذهب وبيان ما فيها من الخلاف، وفي الكثير يرجح بين الأقوال بمقتضى الأدلة، ويختار منها ما يراه في نظره صوابا حتى قيل ¬

(¬1) نزهة الأنظار 2/ 125. (¬2) هكذا ذكرها مقديش في نزهة الأنظار، وهي كذلك في النقش.

المصادر والمراجع

إن اختياراته تخرج في كثير من الأحيان عن قواعد المذهب. يوجد مخطوطا في مكتبة القرويين بفاس، وفي برلين، ومنه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس. ربما يكون شرع في تأليف «التبصرة» سنة 469 أو نحوها لأنه في هذه السنة مر بالمهدية الشيخ أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية الأندلسي قال ابنه القاضي المفسر عبد الحق في «فهرسته» عند ترجمة والده: «وسمعته - رحمه الله - يقول: كنت بالمهدية أناظر على عبد الحميد والناس يتحدثون أن أبا الحسن اللخمي الربعي في صفاقس يؤلف كتابا على المدونة فظهر بعد مدة كتاب التبصرة (فهرس ابن عطية 43، تحقيق محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي) (دار الغرب الإسلامي بيروت، 1400/ 1980) وفيه: وقرأته (البخاري) بالمهدية عند طلوعي إلى الحج سنة تسع وستين وأربعمائة (فهرس ابن عطية ص 146). 2 - فضائل الشام ألّفه سنة 435 بدار الكتب المصرية (كذا في الأعلام). المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 328 (ط 5/). - ترتيب المدارك 4/ 797. - أبو الحسن اللخمي. - رسالة لأبي بكر عبد الكافي (صفاقس 1981). - الحلل السندسية 1/ 88، 143، 1 ق 2/ 330 - 336. - الديباج 203. - رحلة الورثلاني (ط/تونس) 430. - شجرة النور الزكية 117. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 50 - 51. - معجم المؤلفين 7/ 197. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 730.

- هادي روجي إدريس كراريس تونس (بالفرنسية) الثلاثة أشهر الرابعة 1956 ع 16، ص 500، 502. - المحاضرات المغربيات لمحمد الفاضل بن عاشور (تونس) 79 - 81. - معالم الإيمان 3/ 46، 48. - نزهة الأنظار 2/ 123، 124. - هدية العارفين 1/ 692. - وفيات ابن قنفذ 39.

492 - اللطيف (0000 - 1273 هـ‍) (0000 - 1857 م).

492 - اللطيف (0000 - 1273 هـ‍) (0000 - 1857 م). أحمد بن طاهر اللطيف (بالتصغير) أبو العباس، الفقيه المحقق، أصله من القلعة الصغرى بالساحل، قدم إلى تونس، وأخذ عن أعلام جامع الزيتونة كالمشايخ إبراهيم الرياحي، وحسن الشريف، ومحمد الطاهر بن مسعود، وبعد تخرجه استقر بتونس، وباشر خطة الإشهاد، ثم ولي قضاء المحلة 1254/ 1838 ثم عزل عن القضاء فلزم بيته، واختص به في هاته المدة الشيخ عمر بن الشيخ وممن أخذ عنه الشيخ سالم بو حاجب. توفي بتونس في ذي الحجة. نسخ كثيرا من الكتب الفقهية كالفائق لابن راشد، والبيان والتحصيل لابن رشد. استمد غالب مؤلفاته من مكتبة الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد الغرياني، وهاته المكتبة جمعت كثيرا من النفائس والنوادر. مؤلفاته: 1 - حاشيته على شرح التاودي لتحفة ابن عاصم، في جزءين، أكثر فيها من النقل، ولم يعتن فيها بعبارات الشارح، توجد منها نسخة بخطه في المكتبة الوطنية بتونس. 2 - رسائل كثيرة.

المراجع

3 - - كناش، جمع فيه فروعا من نوادر الفقه. المراجع: - إتحاف أهل الزمان 4/ 18 آخر الصفحة. - شجرة النور الزكية 389، 390.

493 - الللياني (000 - 650 هـ‍) (0000 - 1260 م).

493 - اللّلياني (000 - 650 هـ‍) (0000 - 1260 م). أحمد بن إبراهيم القيسي اللّلياني (¬1)، أبو العباس، الفقيه الأديب الشاعر من كبار المتوظفين في الدولة الحفصية، كان أبوه مشتغلا بأعمال المهدية، ونشأ ابنه نشأة علمية أدبية ولازم بالمهدية الإمام أبا زكرياء يحيى البرقي، وتخرج به في الفقه، ثم طالع مذاهب الفلاسفة، ثم انتقل إلى تونس، وساعده الحظ فتولى الوظائف العالية كرئاسة ديوان البحر وغيره، وولي أعمال الجباية، ثم صودر في ولايته على مال أعطاه، وتخلص من نكبته، فنهض في الولايات حتى شارك كل عامل في عمله بما ظهر من كفاءته وتنمية للأموال حتى قصر بهم وأديل منهم، وكان الكثير منهم متعلقا بابن أبي الحسين كبير الدولة بذمة خدمة، فأسفه ذلك، وأغرى به بطانة السلطان ومواليه حتى سعوا به إلى السلطان وأنه يروم الثورة بالمهدية حتى خشن له باطن السلطان. ويبدو أنه كان ناقما على الأوضاع في عصره، وربما كان يبيت في نفسه الإعداد لانقلاب أو ثورة إذ نقل عنه أنه قال أو أن الوشاة زوروا عليه هذه الأبيات: في أم رأسي حديث … لسامع ليس يذكر فإن تطاول عمري … وساعد الجد يظهر أرى جموعا صحاحا … ومذهبي إن تكسر ¬

(¬1) بضم اللام الأولى المشددة وكسر الثانية كما ضبطه التجاني في رحلته وابن خلدون في تاريخه نسبة إلى لليانة من قرى المهدية.

وشاع على ألسنة العامة: «ويل للأمة من سبع جمة» (¬1). وطرق سمع السلطان المستنصر الحفصي هذه الأقوال، وملوك الإطلاق يسارعون إلى تصديق الوشايات ضد كبار متوظفيهم، فاهتبل هذه الفرصة خصومه للإسراع بالتخلص منه، ووشى به ابن أبي الحسين وغيره لدى المستنصر بأنه اختزن لنفسه مالا جليلا وأنه عازم على القيام بثورة في المهدية، وأتت الوشايات بثمارها المرجوة، فأذن المستنصر قائدين من العلوج لمباغتته في داره والاستيلاء على ما يجدان من مال، فأخذا صندوقا فيه الياقوت والزمرد واللؤلؤ، فقيل له: ما هذا؟ وأنت تزعم الأمانة؟ - فقال: إنما اخترتها لمولانا السلطان. - فقيل له: حسن قد وصل إليه. ثم ألقي عليه القبض، وطولب بمال كثير فأحضره وأطلق سراحه بعد أيام، وتوقع مصيره الأقتم ففكر في الفرار إلى صقلية في مركب له، فبلغ الخبر إلى المستنصر، فاختفى مدة، ثم ظهر، فلما كان غرة محرم فاتح سنة 659/ 1261 دخل أبو العباس أحمد بن إبراهيم الغساني على الملك المستنصر الجالس في قبة الجلوس الكبيرة بالقصبة التي بناها هو والمعروفة بقبة أساراك، ومعناها باللسان البربري المصمودي، القوراء الفسيحة، فنزل المطر، فقال المستنصر مستدعيا الإجازة «اليوم يوم المطر» اجز يا أحمد. فقال الغساني: «واليوم رفع الضرر». فتنبه الملك لما سمع وقال له: إيه فما بعد هذا؟ فقال الغساني: والعام عام تسعة … كمثل عام الجوهري ¬

(¬1) جمة اسم موضع المهدية.

وكان القبض على الجوهري (¬1) وقتله سنة 639/ 1242، ووقع البيت في نفس الملك موقعا حسنا وحرك عزمه على التخلص من الللياني، فأحضر أشياخ الراي وقال: اسمعوا ما قال الغساني، وأخذ يردد البيت، ثم قال: ينبغي ألا يرجع عن هذا، اقبضوا على الللياني لنرضي به الله والخاصة والعامة، فقبض عليه ومن الغد قبض على ابن العطار الذي كان متوليا إشراف (¬2) تونس ثم إشراف بجاية ثم ولي مختص الحضرة، وأودعا في مكان واحد بالقصبة، وتولى ضربهما وطلب المال منهما أبو زيد المحتسب ابن يغمور الهنتاتي، يركب كل واحد منهما وهو مكبل بقيوده حمارا، ويخرجان من الباب الكبير بالقصبة، فيحمل الللياني إلى دار الأشراف وابن العطار إلى دار المختص وكل يوم تؤخذ الأموال من الللياني، واستمر عليه العذاب والسلب لماله من محرم إلى رجب حتى أخذ منه - على ما قيل - نحو ثلاثمائة ألف دينار. ولما شعر المستنصر بأن مال الضحية نفد أمر بحمله إلى دار السكة وبموالاة العذاب عليه إلى أن مات، ودفع إلى هلال كبير الموالي من العلوج فضربه إلى أن قتله، وقذفت جثته إلى الصبيان يجرونها حتى رموها في البحيرة، ثم تتبع أقاربه وذويه بالنكال وشهوة الانتقام والتنكيل لا حد لها عند النفوس الشريرة المريضة من شكل الطاغية المستنصر. وبعد وفاته طلب التجار الفرنسيون الملك المستنصر بأداء ثلاثمائة ألف دينار مقدار ما اقترضه منهم الللياني، ولم يدلوا بأي مستند فامتنع المستنصر من الدفع، فاشتكوا إلى ملكهم القديس لويس التاسع، وأغروه ¬

(¬1) هو محمد الجوهري صاحب الأشغال (وزارة المالية) بتونس، وهو أول من تولى النظر في دار الأشغال من غير الموحدين، ولاّه أبو زكرياء الأول الحفصي ثم دارت عليه الدوائر فأودع بالقصبة، وعذب لاستخراج الأموال منه فلم يظهر منها شيئا، وللتخلص من العذاب مات منتحرا مختنقا بعمامته. يراجع مثلا تاريخ الدولتين 22. (¬2) الإشراف هو وظيفة مدير القمارق في العصر الحفصي، والمتولي لهذه الخطة يسمى المشرف.

تآليفه

بإعلان الحرب على تونس، فجهز حملته الصليبية المعروفة في سنة 668/ 1270.وكان مقتل الللياني من جملة أسباب هذه الحملة التي أشاعت المجاعة والخوف. تآليفه: 1 - تقييد على التلقين للقاضي عبد الوهاب البغدادي. 2 - تقييد على المدونة. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 1/ 161، 162. - تاريخ الدولتين 27، 28. - الحلل السندسية 1 ق 2/ 500 - 503. - رحلة التجاني 371، 375. - شجرة النور الزكية 189. - عنوان الأريب 1/ 73، 74 (وفيهما أحمد بن عثمان). - العبر وديوان المبتدأ والخبر (بيروت) 6/ 655، 656. - الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية 125. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 195، 197.

حرف الميم

حرف الميم

494 - المارغني (1281 - 1349 هـ‍) (1865 - 1931 م).

494 - المارغني (1281 - 1349 هـ‍) (1865 - 1931 م). إبراهيم بن أحمد بن سليمان المارغني (بكسر الراء المهملة وسكون الغين المعجمة) نسبة إلى قبيلة بساحل حامد من أعمال ليبيا وينسب إليها عمر بن جحا المارغني دفين الداموس من قرى الساحل التونسي، وحفيده محمد المارغني دفين الخمس بليبيا بزاوية تزار وتقصد قراءة وضيافة، والمترجم ولد بتونس، ودخل الكتاب فحفظ القرآن، ثم التحق بجامع الزيتونة، فقرأ على جماعة منهم عمر بن الشيخ مفتي المالكية، وهو أخص شيوخه وأكثرهم ملازمة له وقراءة عليه لا سيما في التفسير والحديث، والمنطق، وسالم بو حاجب، ومحمود بن الخوجة الحنفي رئيس الفتوى، ومحمد النجار، ومحمد بيرم، ومحمود بن محمود، وإسماعيل الصفائحي، وعمار بن سعيدان، وأخذ القراءات والتجويد على شيخ القراءات محمد بن يالوشة، وتخرج عليه في القراءات السبع والعشر وصاهره في ابنته، وصار خليفته في علمه وخطته، كما أخذ عن إبراهيم نور الدين، والشاذلي الصدام، وغيرهم. أحرز على شهادة التطويع في سنة 1299/ 1882، ودرّس بجامع الزيتونة كتب التوحيد والقراءات والفقه، والبلاغة والعربية، والفرائض، والميقات، والعلوم الرياضية والأدب والتفسير والحديث والأصول، ومن تلامذته الإمام محمد الطاهر بن عاشور، ومحمد العزيز جعيط، وبلحسن النجار، ومحمد الصادق النيفر، والطيب السيالة، ومحمد البشير النيفر، وحسن السناوني الغدامسي، ومحمد الجديد، وعبد السلام التونسي، وعثمان بن الخوجة، وأحمد العياري، وابنه عبد الواحد، وأقرباؤه

مؤلفاته

حمودة بن يحيى، والطيب السبعي، وصالح الكسراوي. ولي مدرسا من الطبقة الثانية في التجويد والقراءات سنة 1312/ 1895، وفي السنة نفسها عيّن مدرّسا بالمدرسة العصفورية، ثم سمي مدرسا من الرتبة الأولى عام 1314/ 1897 ثم ولي عضوا نائبا بالمجلس المختلط العقاري في عام 1326/ 1908، وعضوا رسميا عام 1337/ 1919 وبعد نحو عام بدل تدريسه في القراءات بتدريس سائر العلوم. توفي يوم الأحد في 3 ربيع الثاني، ودفن بمقبرة أسلافه بالزلاج، ورثاه شيخ الأدباء محمد العربي الكبادي بقصيدة نقشت على قبره. مؤلفاته: 1 - بغية المريد بجوهرة التوحيد (المطبعة التونسية 1344/ 1926 - 1345) في 126 ص من القطع المتوسط، وطبع ثانية 1357/ 1938 - 167 ص تقاريظ مع ترجمة للمؤلف وفهرس، وهو حاشية بمنزلة الشرح مختصرة من حاشية الشيخ إبراهيم البيجوري كما صرح به في الديباجة. 2 - الشذرات الذهبية على العقائد الشرنوبية (تونس 1341 هـ‍) وطبع ط 5/ بمطبعة المنار بتونس 1372/ 1953. 3 - حاشية على شرح ابن القاصح للشاطبية، لم يكمل. 4 - تأليف في القراءات على نسق غيث النفع أوجز منه وأوضح. 5 - شرح على رسالة الوضع. 6 - شرح على البيقونية. 7 - شرح على المرشد المعين لم يكمل. 8 - شرح النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في مقرأ نافع (تونس

المصادر والمراجع

1322 هـ‍) وطبع ثانية سنة 1354، وأعادت طبعه دار الطباعة الجديدة بالرباط 1982. 9 - شرح دليل الحيران على مورد الظمآن في رسم القرآن (تونس 1325) ومعه شرح لطيف يسمى تنبيه الخلان على الإعلان بتكميل مورد الظمآن في رسم باقي السبعة الأعيان. 10 - شرح على العقيدة الوسطى للسنوسي، لم يكمل. 11 - شرح في جهات العصوبة السبع، شرحه تلميذه محمد المكني. 12 - طالع البشرى على العقيدة السنوسية الصغرى (تونس 1342 و 1348 و 1357 هـ‍). 13 - القول الأجلى في كون البسملة من القرآن أولى، فرغ منه سنة 1321 هـ‍. المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 2/ 246، 448، 628 (وذكر اسمه هكذا إبراهيم بن عبد الله المارغني). - معجم المؤلفين 1/ 54 واقتصر على المرجع السالف. - محمد الشاذلي النيفر ترجم له في الطبعة الثانية من بغية المريد ص 133، 138.

495 - المازري (453 - 536 هـ‍) (1061 - 1142 م).

495 - المازري (453 - 536 هـ‍) (1061 - 1142 م). محمد بن علي بن عمر التميمي المازري أبو عبد الله، الإمام الفقيه ويفهم من كلام القاضي عياض أنه ليس من أهل المهدية أصالة إذ قال المستوطن بالمهدية، وقد وصفه في كتابه «الغنية» بقوله: «إمام بلاد إفريقية وما وراءها من المغرب، وآخر المشتغلين من شيوخ إفريقية بتحقيق الفقه ورتبة الاجتهاد ودقة النظر».ويبدو أنه استوطن المهدية صغيرا في سن المراهقة، إذ لا يعرف له شيوخ إلاّ فيها أو اللخمي في صفاقس، أخذ عن أبي محمد عبد الحميد بن الصائغ دفين سوسة، وعن غيره من شيوخ إفريقية، ودرس أصول الفقه والدين، وتقدم في ذلك كله فجاء سابقا لم يكن في عصره للمالكية في أقطار الأرض وفي وقته أفقه منه ولا أقوى لمذهبهم، وسمع الحديث وطالع معانيه واطّلع على علوم كثيرة من الطب والحساب والآداب وغير ذلك فكان من رجال الكمال في العلم في وقته وإليه كان يفزع في الفتوى في الطب كما يفزع إليه في الفتوى في الفقه، يحكى أن سبب قراءته الطب ونظره فيه أنه مرض فكان يطبه يهودي فقال له يوما: يا سيدي مثلي يطب مثلكم! وأي قربة أجدها أتقرب بها في ديني مثل أن أفقدكم المسلمين، فمن حينئذ نظر في الطب. وكان حسن الخلق مليح المجلس أنيسه كثير الحكاية وإنشاد قطع الشعر، وكان قلمه في العلم أبلغ من لسانه وفي أزهار الرياض (3/ 29) وكان كثير الحكايات في المجلس، ويقول: هي جند من جنود الله حتى كان لا يخلي مجلسه منها.

وحكي أن بعض طلبة الأندلس ورد المهدية وكان يحضر مجلس المازري، ودخل شعاع الشمس من كوة، فوقع على رجل الشيخ المازري فقال الشيخ: «هذا شعاع منعكس» فذيله المذكور حين رآه متزنا فقال: هذا شعاع منعكس … لعلة لا تلتبس لما رآك عنصرا … من كل علم ينبجس أتى يمد ساعدا … من نور علم يقتبس (أزهار الرياض ص 3/ 166). والآخذون عنه كثيرون لا سيما من رجال الأندلس عند ذهابهم إلى المشرق أو عند رجوعهم منه وأجاز بعضهم مكاتبة. فمن الآخذين عنه أبو القاسم بن مجكان القابسي، وهو آخر الرواة عنه وصالح بن أبي القاسم خلف بن عامر الأنصاري الأندلسي (ت 586) ذكره ابن عبد الملك في الذيل والتكملة (ينظر جذوة الاقتباس 233)، وصالح بن يحيى بن صالح الأنصاري القرطبي (ت 586) لقي المازري فحمل عنه العلم سماعا لبعضه وإجازة لباقيه، وسمع منه غير ذلك، وعيسى بن عبد الله الشلبي (ت بهراة سنة 551) دخل المهدية في رحلته إلى الحج فلقي بها المازري، وأقام في صحبته نحوا من ثلاثة أعوام، وعبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود بن عيشون المعافري البلنسي (ت سنة 574) ففي ترجمة هذا الأخير من «تكملة الصلة» (ط. مصر) 2/ 936 ولقي أيضا أبا عبد الله المازري بالمهدية، وحكى عنه أنه سمعه يقول: وقد جرى ذكر كتابه «المعلم بفوائد صحيح مسلم»: إني لم أقصد تأليفه، وإنما كان السبب فيه أنه قرئ علي كتاب مسلم في شهر رمضان فتكلمت على بعض نكت منه فلما فرغنا من القراءة عرض علي الأصحاب ما أمليته عليهم، فنظرت فيه وهذبته، فهذا كان سبب جمعه، أو كلاما معناه هذا. توفي يوم السبت الثالث من ربيع الأول، ودفن بالمنستير ولما خشي

مؤلفاته

على قبره من البحر نقل لمقامه المشهور لهذا الوقت، أسس هذا المقام على ضريحي الشيخين الإمامين العالمين أبوي عبد الله محمد المازري ومحمد بن المواز ومن معهما من الفضلاء الأجلاء بعد نقلهم من ضريحهم ليلة الأحد الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة 1176 وأمر ببنائه علي باشا باي ابن حسين باي. مؤلفاته: 1 - أمال على شيء من رسائل إخوان الصفاء سأله الأمير تميم عنه. 2 - الإنباء على المترجم بالإحياء رد فيه على الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين. ذكر تاج الدين السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى» أثناء ترجمة الإمام الغزالي عنوانا (ذكر كلام الطاغين على هذا الإمام ورده ونقض عرى باطله وهدمه) قال الإمام أبو عبد الله المازري المالكي مجيبا لمن سأله عن حال كتاب إحياء علوم الدين ومصنفه، ثم ساق كلام الإمام المازري (4/ 122، 123 إلى أن قال ص 124): أما المازري فقيل الخوض في الكلام أقدم لك مقدمة وهي أن هذا الرجل كان من أذكى المغاربة قريحة، وأحدهم ذهنا بحيث اجترأ على شرح البرهان لإمام الحرمين وهو لغز الأمة الذي لا يحوم نحو حماه ولا يدندن حول مغزاه إلاّ غواص على المعاني، ثاقب الذهن، مبرز في العلم، وكان مصمما على مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري - رضي الله عنه - جليلها وحقيرها كبيرها وصغيرها، لا يتعداها ويبدّع من خالفه ولو في النزر اليسير والشيء الحقير، ثم هو مع ذلك مالكي المذهب، شديد الميل إلى مذهبه كثير المناضلة عنه. وهذان الإمامان - أعني إمام الحرمين وتلميذه الغزالي وصلا من التحقيق وسعة الدائرة في العلم إلى المبلغ الذي يعرف كل منصف بأنه ما انتهى إليه

أحد بعدهما، وربما خالفا أبا الحسن في مسائل من علم الكلام، والقوم - أعني الأشاعرة لا سيما المغاربة منهم يستصعبون هذا الصنيع ولا يرون مخالفة أبي الحسن في نقير ولا قطمير ... وربما ضعفا مالك في كثير من المسائل كما فعلا في مسألة المصالح المرسلة، وعند ذكر الترجيح بين المذاهب فهذان الأمران نفرا المازري عنهما، وينضم إلى ذلك أن الطرق شتى مختلفة، ما رأيت سالك طريق إلاّ ويستقبح الطريق التي لم يسلكها ولم يفتح عليه من قبلها، ويضع عند ذلك من غيره، ولا ينجو من ذلك إلاّ القليل من أهل المعرفة والتمكين. ولقد وجدت هذا واعتبرته حتى في مشايخ الطريقة، ولا يخفى أن طريقة الغزالي التصوف والتعمق في الحقائق ومحبة إشارات القوم، وطريقة المازري الجمود على العبارات الظاهرة والوقوف معها، والكل حسن ولله الحمد، إلاّ أن اختلاف الطريقتين يوجب تباين المزاجين، وبعد ما بين القلبين لا سيما وقد انضم إليه ما ذكرناه من المخالفة في المذهب، وتوهم المازري أنه يضع من مذهبه، وأنه خالف شيخ السنة أبا الحسن الأشعري حتى رأيته - أعني المازري - قال في شرح «البرهان» في مسألة خالف فيها إمام الحرمين أبا الحسن الأشعري وليست من القواعد المعتبرة ولا المسائل المهمة من خطأ شيخ السنة أبا الحسن الأشعري فهو المخطئ وأطال في هذا. وقال في الكلام على ماهية العقل في أوائل «البرهان» وقد حكى عن الأشعري أنه يقول العقل هو العلم. وأن الإمام - رضي الله عنه - قال مقالة الحارث المحاسبي أنه غريزة بعد أن كان في «الشامل» ينكرها وأنه إنما ضمها لكونه في آخر عمره قرع باب قوم آخرين، يشير إلى الفلاسفة، فليت شعري ما في هذه المقالة مما يدل على ذلك! وأعجب من هذا أنه - أعني المازري - في آخر كلامه بأن الإمام ينحو نحوهم وأخذ يجل من قدره، وله من هذا الجنس كثير، وهذه الأمور توجب التنافر بينهم، ويجمل المنصف أن لا يسمع كلام المازري فيهما إلاّ بعد حجة

كلامية، ولا تحسب أنا نفعل ذلك إزراء بالمازري وحطا من قدره لا وهديل بيننا طريق الوهم عليه وهو معذور، فإن المرء إذا ظن بشخص سوءا قلما أمعن بعد ذلك النظر في كلامه بل يصير بأدنى لمحة أدلت يحمل أمره على السوء ويكون مخطئا في ذلك إلاّ من وفقه الله تعالى ممن يرى من الأغراض ولم يظن إلاّ الخير، وتوقف عند سماع كل كلمة، وذلك مقام لم يصل إليه إلاّ الآحاد من الخلق، وليس المازري بالنسبة إلى هذين الإمامين من هذا القبيل، وقد رأيت ما فعله في حق إمام الحرمين في مسألة الاسترسال التي حكينا في ترجمة الإمام في الطبقة الرابعة، وكيف وهم على الإمام، وفهم عنه ما لا يفهمه العوام، وفوق نحوه سهام الملام إلى أن قال: وهذا المازري كان رجلا فاضلا ذكيا، وقال بعده وأما المازري لأنه مغربي، وكانت المغاربة لما وقع لهم كتاب الإحياء لم يفهموه فحرقوه فمن تلك الحال تكلم المازري ثم إن المغاربة بعد ذلك أقاموا عليه ومدحوه بقصائد. ولا ينكر علو مرتبة المازري، ولكن كل حال لا يعرفه من لم يذقه أو يشرف عليه، وكل أحد إنما يتكيّف بما نشأ عليه ووصل إليه (طبقات الشافعية الكبرى للتاج السبكي المطبعة الحسينية 4/ 122، 130). 3 - شرح البرهان لإمام الحرمين وقد قال التاج السبكي عن هذا الكتاب (البرهان) لغز الأمة. 4 - شرح التلقين للقاضي عبد الوهاب في 10 عشرة مجلدات. 5 - الفرائد في علم العقائد. 6 - كشف الغطا عن لمس الخطا. 7 - المعلم بفوائد مسلم، وهو شرح على صحيح مسلم، منه مخطوطة في خزانة الرباط وهي جيدة كتبت سنة 629 كذا في الأعلام. وقال ابن

المصادر والمراجع

خلدون، اشتمل على عيون من علم الحديث. وقد سبق أنه إملاء دونه عنه أصحابه ثم نظر في هذا التدوين بالتهذيب. 8 - الواضح في قطع لسان الكلب النابح. 9 - إيضاح المحصول في الأصول والمازري أحد الأربعة الذين اعتمد خليل ترجيحهم بل وافق أقوالهم. 10 - كتاب النكت القطعية في الرد على الحشوية الذين يقولون بقدم الأصوات والحروف. 11 - فتاوى كثيرة أورد منها في المعيار مجموعة. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 277 (ط 5/). - الإمام المازري لحسن حسني عبد الوهاب (تونس). - المازري للشيخ محمد الشاذلي النيفر (تونس). - أزهار الرياض للمقري 3/ 29، 165، 166. - إيضاح المكنون 1/ 156. - شجرة النور لزكية 127 - 128. - شذرات الذهب 4/ 114. - العبر 4/ 100 - 101. - فهرس ابن عطية 107 (كتب لعبد الحق بن عطية يجيزه بكتاب المعلم وبجميع تواليفه سنة 504). - الديباج 279 - 281. - الغنية للقاضي عياض تحقيق د. محمد بن عبد الكريم ص 132، 133 (تونس 1398/ 1978). - سيرة القيروان لمحمد العروسي المطوي (تونس) 47، 48. - الفكر السامي 4/ 57. - كشف الظنون 557 عند الكلام عن الجامع الصحيح لمسلم، مرآة الجنان لليافعي 3/ 267. - معجم الأطباء للد/أحمد عيسى 410، 412. - معجم المؤلفين 11/ 32. - هدية العارفين 2/ 88. - وفيات الأعيان 3/ 413.

- الوفيات لابن قنفذ 42. - مقدمة ابن خلدون ص 443 (ط. مصطفى محمد، القاهرة بلا تاريخ). - لحظ الالحاظ يذيل طبقات الحفاظ لابن فهد المكي ص 73. - الإمام المازري الفقيه المتكلم وكتابه المعلم للشيخ محمد الشاذلي النيفر مجلة الهداية س 10 ع 2 محرم وصفر /1403 نوفمبر ديسمبر 1982.

496 - ابن المازق (0000 - 1354 هـ‍) (0000 - 1936 م).

496 - ابن المازق (0000 - 1354 هـ‍) (0000 - 1936 م). المبارك بن القاسم بن المازق (بالقاف المعقودة) الزبيدي التوزري، الفقيه الأديب الشاعر. زاول تعلمه في كتاب ببلده فحفظ القرآن، ثم قرأ على علماء بلده ثم ارتحل إلى الأزهر وأخذ عن أعلامه حتى أشبع رغبته من المعرفة فعاد إلى بلده توزر، وانتصب مدرسا واعظا فاستفاد منه عموم الناس وكان مغرما بالمطالعة يقضي ليله في المطالعة والتدوين. مؤلفاته: 1 - شرح الآجرومية. 2 - تقارير على كثير من الشروح والحواشي. 3 - نظم الآجرومية. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 173 - 175.

497 - ماضور (1150 - 1226 هـ‍) (1737 - 1811 م).

497 - ماضور (1150 - 1226 هـ‍) (1737 - 1811 م). محمد بن محمد ماضور من أسرة أندلسية الأصل، وكان سلفه من حماة الثغور بالأندلس ينتسبون إلى أبي القاسم أحمد بن يحيى بن محمد بن عيسى بن منظور القيسي عالم إشبيلية وقاضيها المتوفى سنة 520/ 1127، وبعد جلائهم نزلوا بقرية «الجديدة» وهي خربة الآن تقع على بضعة أميال من «قرنبالية» تبعد عن مدينة تونس بنحو خمسين ميلا. ولد صاحب الترجمة ببلدة سليمان التي هاجر إليها قومه بعد خلاء قريتهم فاستوطنوها وجددها المهاجرون الأندلسيون وكانت تسمى إذ ذاك بنت تونس. وهي بلدة أنيسة جميلة الموقع حسنة المناخ تبعد عن مدينة تونس بنحو 30 كلم. وكانت ولادته أيام ولاية والده قضاء تلك البلدة وما يليها من شبه جزيرة شريك. كان عالما فقيها أديبا شاعرا. كان على طول باعه في علوم اللغة والشريعة يتعاطى ما بلغه العلم إذ ذاك من المعارف الطبية وخواص المفردات الطبيعية، وله إلمام بأحكام النجوم ويستعمل لذلك الأسطرلاب والأرباع التي اخترعها العرب. وله يد في الحساب والهندسة، أما أدبه فله شعر سهل المآخذ رقيق المعاني ينم عن شاعرية مطبوعة وذوق لطيف. تتلمذ في بلدة سليمان على أجلّة العلماء منهم والده الذي قرأ عليه تفسير الخازن ومدحه بقصيدة طويلة عند الختم طالعها: تفسير أشواقي لديك تحرر … فعساك تختم بالوصال وتجبر يا أيها البلد الذي به أحدقت … أحداقنا فرأت كمالا يبصر

مؤلفاته

ثم انتقل إلى جامع الزيتونة، فأخذ القراءات عن حمودة إدريس، والعربية عن حمودة بن حسين باكير، والبلاغة عن قاضي بارد ومنصور المنزلي، وأخذ عن شيخي الإسلام حسين البارودي ومحمد بيرم الأول، وعن أبي الفضل قاسم القلشاني، ومحمد الشحمي، ومحمد الغرياني وله فيه مدائح. وبعد تخرجه درّس مدة بجامع الزيتونة إلى أن توفي والده وأجمع أهل بلده لأن يقوم مقامه في القضاء والإمامة والتدريس ببلد سليمان، فتقدم لذلك مكرها كما يظهر من نفثات شكواه التي أودعها ديوانه. وقال ابن أبي الضياف عن علمه وأخلاقه وسجاياه: «وكان عالما فقيها أديبا ذا فهم سديد وفكر ثاقب، خيّرا عفيفا تقيا عالي الهمة، ولشعره ديوان معروف». توفي في ذي الحجة /1226 ديسمبر 1811 جانفي 1812. مؤلفاته: 1 - تعليقات كثيرة على كتب في فنون شتى. 2 - تعليقات على ألفية ابن سينا في الطب. 3 - التطبيق في التوثيق. 4 - الدر المكنون في رواية قالون. 5 - ديوان شعر صغير في 9 ورقات بالمكتبة الوطنية وأصله من المكتبة الأحمدية الزيتونية ومعظمه في الغزل. 6 - مختارات أدبية. 7 - مختصر في رسوم القراءات.

المصادر والمراجع

8 - مختصر في مخارج الحروف. 9 - مقالة في مراتب العلوم. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 71 (ط 5/). - إتحاف أهل الزمان 7/ 59، 60. - تاريخ الأدب التونسي في العهد الحسيني 104، 118. - تونس وجامع الزيتونة لمحمد الخضر حسين ص 94، 96. - شجرة النور الزكية 366. - عنوان الأريب 2/ 71، 72. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 261، 265.

498 - المالطي (000 - 537 هـ‍) (0000 - 1143 م).

498 - المالطي (000 - 537 هـ‍) (0000 - 1143 م). علي بن عبد الله بن داود اللمائي القيرواني المعروف بالمالطي، نزيل المهدية ثم الأندلس، أبو الحسن، الفقيه المشاور، المقرئ المتفنن. روى عن أبي الحسن بن مكي اللواتي، وأصحاب أبي بكر المالكي، وأبي القاسم اللبيدي، وارتحل إلى الأندلس فسمع بالمرية من أبي علي الصدفي كتاب اختصار الطريق لأبي سعيد بن الأعرابي وغير ذلك، روى عنه عبد القادر الخياط. توفي بالمرية يوم السبت غرة جمادى الأولى وصلّى عليه القاضي أبو محمد بن عطية من الغد يوم الأحد. مؤلفاته: 1 - جمع بين الاستذكار لابن عبد البر والمنتقى للباجي. 2 - زهر الحدائق وهو شرح لرقائق عبد الله بن المبارك. المصادر والمراجع: - شجرة النور الزكية 127. - معجم أصحاب الإمام أبي علي الصدفي 281، 282. - معجم المؤلفين 7/ 135.

499 - المالقي (1309 - 1400 هـ‍) (1889 - 1980 م).

499 - المالقي (1309 - 1400 هـ‍) (1889 - 1980 م). محمد بن الهادي المالقي، العالم بالحقوق. ولد بتونس في 25 أوت 1889، وبها تلقى تعلمه الابتدائي، وزاول تعلمه الثانوي بالمدرسة الصادقية، وتخرج منها محرزا على ديبلومها. ودخل الحياة الإدارية فسمي كاتبا متربصا بمحكمة الوزارة بتونس في 16 سبتمبر 1909، وما زال مترقيا في سلك الحياة الإدارية إلى أن سمي مترجما أصليا بمحكمة الوزارة في غرة أوت سنة 1920، ثم ترقى إلى السلك القضائي فسمي حاكما بمحكمة الوزارة في غرة جويلية سنة 1922، واستمر مترقيا في سلك الحكام العدليين إلى أن سمي رئيسا أول بمحكمة التعقيب (أعلى محكمة في الجهاز القضائي وتسمى في بعض الأقطار محكمة التمييز، وفي بعضها الآخر محكمة النقض والإبرام) في 2 مارس 1958، وأحيل على التقاعد في غرة مارس 1959. وبعد إحالته على التقاعد درّس بمدرسة الحقوق التونسية التي أصبحت بعد الاستقلال تابعة للجامعة التونسية، وأسندت إليه إدارتها إلى أن ألغيت، وبقي تدريس الحقوق مقتصرا على كلية الحقوق بالجامعة. ودرّس بمدرسة الحقوق التونسية قبل الاستقلال، وكانت دروسها تلقى بمحكمة الوزارة، وعنه قرأنا القانون المدني التونسي (شرح مجلة العقود والالتزامات). توفي في يوم الثلاثاء 18 ذي الحجة 1400/ 27 أكتوبر 1980، وشيعت جنازته في اليوم الموالي.

آثاره

كان مرح الطبع، يميل في محادثاته إلى الفكاهة والنكتة مع ذكاء، سمعت من بعضهم أن الشيخ الشاذلي السنوسي ألقى تحت إشراف بعض الجمعيات الأدبية - وأظنها قدماء الصادقية، وكان المترجم عضوا في هيئتها - محاضرة أطال فيها، وسئم السامعون وبدءوا يتململون، وفي غفلة من المحاضر الذي بارح المنصة لقضاء الحاجة البشرية قام المترجم بإفساد نظام ترتيب الأوراق بحيث إن إعادة ترتيبها يحتاج إلى وقت كبير، فاضطر المحاضر لإنهاء المحاضرة، واستراح الناس من العناء، وحمدوا للمترجم حسن حيلته وذكائه. آثاره: 1 - ترجم إلى العربية شرح مجلة العقود والالتزامات التونسية للأستاذ دوبلا في جزءين (تونس مطبعة التليلي 1367/ 1948). 2 - محاضرات في شرح القانون المدني التونسي 2 جزءان (حلقتان) تونس 1376. 3 - محاضرات في شرح القانون المدني التونسي 2 جزءان (المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية 1400/ 1980) وهذا تاريخ الحلقة الثانية، والأولى بدون تاريخ. 4 - محاضرات في القانون المدني التونسي، نشر الجامعة التونسية كلية الحقوق مركز الدراسات والبحوث والنشر (تونس 1980) وتوفي والكتاب تحت الطبع وتم طبعه بعد وفاته. أمدني بمعلومات عنه الأخ الأستاذ الهادي محفوظ المحامي، فله الشكر مجدّدا.

500 - المالكي (بعد 453 هـ‍) (1061 م).

500 - المالكي (بعد 453 هـ‍) (1061 م). عبد الله بن محمد بن عبد الله المالكي، أبو بكر، الفقيه المؤرخ صحب أبا بكر بن عبد الرحمن وهو الذي كان يقرأ عليه الميعاد، وانتفع به وكان هو ممن بقي مع أبي عبد الله محمد بن العباس الخواص، وأبي عبد الله الحسين بن عبد الله الأجدابي، وجماعة من العلماء بعد خراب القيروان، والعجب أن المعلومات قليلة جدا عنه. له: رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم وعبادهم ونساكهم وسيرهم وأخبارهم وفضائلهم وأوصافهم في 3 أجزاء، يوجد منه 2 جزءان. حقق الجزء الأول منه ونشره الدكتور حسين مؤنس/القاهرة 1951) وحققه البشير البكوش بمراجعة محمد العروسي المطوي. ويقع في ثلاثة أجزاء والثالث والأخير للفهارس، صدر منه جزءان عن دار الغرب الإسلامي ببيروت سنة 1983.

501 - المالكي (000 - 438 هـ‍) (0000 - 1036 م).

501 - المالكي (000 - 438 (¬1) هـ‍) (0000 - 1036 م). محمد بن عبد الله المالكي القيرواني، الفقيه والد أبي بكر مؤلف رياض النفوس. أخذ عن أبي الحسن القابسي ولازمه، وبعد وفاته رحل إلى مكة ولقي أبا ذر الهروي وروى عنه صحيح البخاري، ورجع إلى القيروان بصحبة أبي القاسم ابن الكاتب في سنة 408/ 1018. وشيخه أبو الحسن القابسي هو الذي سماه المالكي، وكان يقال له ابن الشافعي، فقال أبو الحسن هو المالكي ابن المالكي فاشتهر بذلك. وروي أنه قال: كان الشيخ أبو الحسن إذا دعاني لقراءة علم أو قربة يقول لي يا محمد، وإذا دعاني لخدمة أو قضاء حاجة يقول لي يا مالكي احتراما منه لاسم محمد. توفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شعبان على ما وقف ابن ناجي على نقيشة قبره. له مناقب القابسي. المصادر والمراجع: - شجرة النور الزكية 108. - معالم الإيمان 3/ 173، 174 (ط 2/ تونس). - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 729. ¬

(¬1) قال الدباغ سنة 444 وقال ابن ناجي سنة 438 اعتمادا على ما هو منقوش بقبره.

502 - المتيم (000 نحو 440 هـ‍) (0000 - 1040 م).

502 - المتيّم (000 نحو 440 هـ‍) (0000 - 1040 م). أحمد بن محمد الإفريقي المعروف بالمتيّم، أبو الحسن، الطبيب، المنجم، الشاعر. لا نعرف عن حياته شيئا بإفريقية، ولا نعلم بدقة هل ولد بها أو بغيرها، وبقي انتسابه يشير إلى أصله. قال الثعالبي: رأيته ببخارى شيخا رث الهيئة تلوح عليه سيماء الحرفة، وكان يتطبب ويتنجم، فأما صناعته التي يعتمد عليها فالشعر، ثم ذكر ما أنشده لنفسه. مؤلفاته: 1 - الانتصار المنبي عن فضل المتنبي. 2 - بقية الانتصار المكثر الاختصار. 3 - التنبيه المنبي عن رذائل المتنبي. 4 - تحفة الكتاب. 5 - ديوان شعر كبير. 6 - الرسائل الممتعة. 7 - كتاب الشعراء الندماء. 8 - مجموع حسن جيد ممتع نسبه له ياقوت الحموي.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 313 (ط 5/). - إيضاح المكنون 1/ 130. - معجم الأدباء 4/ 144، 147 (أحمد بن محمد). 7/ 127، 132 (محمد بن أحمد). - معجم الأطباء تأليف د. أحمد عيسى (القاهرة 1361/ 1942) ص 118. - معجم المؤلفين 8/ 235. - فوات الوفيات 1/ 133. - يتيمة الدهر للثعالبي 4/ 157، 158 (ط. م. م. عبد الحميد). - الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) ص 50، 52.

503 - المحجوب (0000 - 1222 هـ‍) (0000 - 1807 م).

503 - المحجوب (0000 - 1222 هـ‍) (0000 - 1807 م). عمر ابن الشيخ قاسم المحجوب الشريف المساكني ثم التونسي، الفقيه الأديب. أخذ عن والده الفقيه المحقق الحافظ، وحمودة بن عبد العزيز، ومحمد الغرياني، وغيرهم. برع في المعقول والمنقول والأدب، وتصدر للتدريس، وانتفع به جماعة كإبراهيم الرياحي. الذي كان يطيل الثناء عليه، وإسماعيل التميمي، وغيرهما، وتقدم إماما ثالثا بجامع الزيتونة مع الشيخ الطويبي، ثم تقدم لخطة القضاء، ومع ذلك يكتب للباي ما يحتاجه في مهمات الإنشاء، وخطاب الملوك، إذ لم يكن - يومئذ - كاتب بارع سواه، ولما توجه الشيخ إبراهيم الرياحي للسلطنة الشريفية بالمغرب الأقصى سفيرا عن الباي حمودة باشا في طلب الميرة طلب منه الباي أن يكتب على لسان الحال لصاحبه الشيخ ابن شقرون من أعيان الدولة. وكان بينه وبين الوزير أبي المحاسن يوسف صاحب الطابع مودة وثيقة يشاكيه ما يلاقيه من العزوبية، فاقتضى نظر المترجم إنشاء خطبة بليغة ذكر فيها وعيد العضل وغير ذلك مما ينادي بلسان الحال على الباي حمودة باشا بسوء ما ارتكب من منع بطانته من التزوج إيثارا لمصلحته على مصلحتهم وعلى المصلحة العامة، ومباهاة الرسول صلّى الله عليه وسلم بأمته يوم القيامة، فحرك ذلك غضب الباي، وكاد يقوم قبل الصلاة لولا أناة فيه قيدت طبيعته الغضبية، فأسرّها في نفسه، وتأخر عن خطة القضاء في صفر /1221 أفريل - ماي 1806 لتوالي الأمراض عليه منعته من مباشرة أعماله. توفي يوم الخميس في محرم 19/ أفريل بجبل المنار، ودفن بتربة

المصادر والمراجع

آله بالزلاج. له: 1 - رسالة في الرد على محمد بن عبد الوهاب كلفه بها حمودة باشا لما وردت إليه رسالة ابن عبد الوهاب، وذكرها ابن أبي الضياف في «إتحاف أهل الزمان» 3/ 64، 75. ولما كانت مجلة «المنار» لمحمد رشيد رضا تؤيد مذهب ابن عبد الوهاب فيما يتصل بالتوسل والاستنجاد بالمقبورين، وكان الشيخ أحمد جمال الدين ضد هذا الاتجاه نشر رسالة المترجم في الرد على ابن عبد الوهاب، وطبعها بتونس في سنة 1327 في 17 ص من القطع الكبير، ومن ص 18 إلى ص 29 تعليق وتذييل للشيخ أحمد جمال الدين. 2 - كناش. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 52، 55. - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 77، 78. - شجرة النور الزكية 366. - معجم المؤلفين 7/ 304.

504 - المحجوز (0000 - 1119 هـ‍) (0000 - 1707 م).

504 - المحجوز (0000 - 1119 هـ‍) (0000 - 1707 م). سعيد بن إبراهيم المحجوز، الإمام الخطيب، الفقيه المحدث. قرأ على علماء تونس وحصل عليهم، وأجازوه في كثير من العلوم، وله سند عال في الكتب الستة في الحديث. وكان شيخ عصره في الرواية والدراية. لازم التدريس بجامع الزيتونة، وتخرج به جماعة منهم الشيخ محمد زيتونة وأحمد الطرودي، وغيرهما، وكان يروي الحديث بمسجد قريب من داره عند طلوع الفجر. توفي في طريقه إلى الحج بمرسى مطروح قريبا من الإسكندرية في 17 رمضان ودفن في تابوت، ولمّا رجع الحجاج حملوه معهم إلى تونس، ودفنوه في مقبرة الشيخ منصور بن جردان. له شرح على الموطأ لم يكمل. المصادر والمراجع: - ذيل بشائر أهل الإيمان (ط 2/) 210، 211. - شجرة النور الزكية 322، 323. - المؤنس 316 (ط 3/).

505 - ابن محرز (000 نحو 450 هـ‍) (0000 - 1068 م).

505 - ابن محرز (000 نحو 450 هـ‍) (0000 - 1068 م). عبد الرحمن بن محرز القيرواني، أبو القاسم، المقرئ، الفقيه، النظار. تفقه بأبي بكر بن عبد الرحمن، أو أبي عمران الفاسي، والقابسي، وأبي حفص العطار، وكانت له عناية بالحديث ورجاله. رحل إلى المشرق، ولقي المشايخ، وأخذ عنهم الحديث، وكان مليح المناظرة حتى قال ابن علاق المصري: ما رأيت من أهل المغرب من يحسن المناظرة مثل أبي القاسم بن محرز، وكان أبو طاهر البكري يفضله على جميع من بالقيروان في طريق المناظرة والكلام على مسائل الخلاف. ابتلي بالجذام في آخر عمره. تآليفه: 1 - التبصرة وهي تعليق على المدونة. 2 - القصد والإيجاز. كتاب كبير. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 772. - الديباج 226. - شجرة النور الزكية 110. - معالم الإيمان 3/ 229، 230. - معجم المؤلفين 8/ 113. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 729.

506 - ابن محمود (كان حيا 1178 هـ‍) (1764 م).

506 - ابن محمود (كان حيا 1178 هـ‍) (1764 م). محمد (¬1) بن محمد بن محمود به لقب الحنفي التونسي، الفقيه الفرضي. المعلومات عن حياته تكاد تكون معدومة، تولى التدريس بالمدرسة الجديدة (الحسينية) الكبرى، وهو أول مدرس بها، وكان أول ما أقرأ بها جوهرة القدوري. له إسعاف الحكام بفقه الفرائض وذوي الأرحام، تأليف مفيد رتبه على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة فرغ من تبييضه في شهر ربيع الثاني 1178 في 49 ورقة من القطع المتوسط وهو معروف بحسن جمعه وكثرة مسائله، منه ثلاث نسخ بالمكتبة الوطنية، ونسخة أخرى ضمن مجموع، وأخرى ضمن مجموع وترتيبه الأول وهذه النسخ أصلها من المكتبة العبدلية. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 68 (ط 5/). - إيضاح المكنون 1/ 78. - برنامج المكتبة الصادقية 6/ 395، 396، 414. - تاريخ معالم التوحيد 210 هامش 1. ¬

(¬1) واسمه حمودة في تاريخ معالم التوحيد.

507 - محمد الرشيد باي (1123 - 1172 هـ‍) (1710 - 1758 م).

507 - محمد الرشيد باي (1123 - 1172 هـ‍) (1710 - 1758 م). محمد الرشيد بن حسين بن علي تركي، الأمير الشاعر، اعتنى والده بتربيته وتعليمه واختصه بإمامه الشيخ الحاج يوسف برنقيز، فاعتكف على إقرائه العلوم العقلية والدينية إلى أن بلغ خمس عشرة سنة فقدمه رجال الدولة بموافقة والده وليا للعهد، ومع توليه هذه الخطة لازم قراءة العلم، وظهر ولوعه بالأدب، وأبدع رقيق الشعر باعتناء قاضي محلته وأستاذه الشيخ محمد بن محمد الشافعي بن القاضي، ومن انضم إليه من الأدباء. ولما زالت دولة والده وخشي سطوة ابن عمه علي باشا الأول خرج من القيروان هو وأخواه علي باي ومحمود باي ومعهم أتباعهم الموالون لهم أوائل صفر سنة 1153 فقصدوا الجزائر وطلبوا من حاكمها نصرتهم على ابن عمهم، وبعد طول المقام جهزهم بمحلة (جيش) خرجوا بها في ربيع الأول سنة 1159. كان أمير المحلة حسين باي قسنطينة، فوصلوا إلى الكاف، ووافتهم نجوع العرب بالرجال والعون لكن أمير المحلة ردها بدون كبير قتال، ورجع إلى الجزائر بدون حصول المأمول، ولبث صابرا إلى أن استؤنفت الكرة، ودخل تونس بصحبة الجيش الجزائري وأطاحوا بدولة علي باشا. وقد عمّ فضله سائر الموفين بعهده من أصدقائه ومن أدركهم من رجال دولة والده إلى أن مرض نحو العشرة أيام، وتوفي ليلة الاثنين 14 جمادى الثانية سنة 1172.

المصادر والمراجع

ودفن بتربة والده، وقد رثاه الشيخ محمد الورغي بقصيدة نقشت على قبره طالعها: هذا ضريح للإمام الأمجد … فخر الملوك السيد ابن السيد وختامها: بشرى له إذ جاء في تاريخه … بأحسن حور زينت لمحمد له ديوان شعر بديع جيد النظم والنثر والتوشيح، وقد حققه الأستاذ محمد التريكي سنة 1971 وقدمه لنيل درجة الكفاءة في البحث العلمي من قسم اللغة العربية كلية الآداب بالجامعة التونسية (لم يطبع). المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 2/ 156، 157. - الجواهر السنية في شعراء الديار التونسية 8 - 27. - عنوان الأريب 24، 26. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 236 - 238. - مسامرات الظريف 18، 30. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 63.

508 - مخلوف (حوالي 1280 - 1360 هـ‍) (1864 - 1941 م).

508 - مخلوف (حوالي 1280 - 1360 هـ‍) (1864 - 1941 م). محمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف الشريف المنستيري، الفقيه الأديب، المؤرخ، ومن هذا الفريق الشيخ مخلوف الشرياني الذي قبره بشريانة القريبة من صفاقس (شجرة النور الزكية 2/ 197، 198). توفي والده في غرة شعبان سنة 1302، والمترجم لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره. كان والده من كبار تجار الزيت بالمنستير، وكوّن ثروة حسنة، وكان - لحفظه القرآن العظيم - ميالا إلى العلماء والأدباء، ويتقرب إلى المنسوبين للصلاح. اعتنى والده بتهذيبه وتربيته وتوجيهه إلى التعلّم، ويؤثره على إخوته لما ظهر من نجابته. حفظ القرآن العظيم برواية ورش على عمر خفشة (¬1) في زاوية الولي الصالح عمر القلال، وكان يعرض أحزابه ليلا على الشيخ علي الخيري، وحفظ كثيرا من المتون العلمية. وتعلم الحساب والفرائض ونبغ فيهما على العدل الشيخ حسن لاز، كما قرأ توحيد المرشد المعين، والعمل بالربع المجيب على العدل الموثق الشيخ علي زهرة، ثم حدث بعد ذلك غير الحال، وعاقه عن متابعة العلم أربع سنوات (¬2) ولما تقشعت الغيوم وتجلى كابوس الأزمة تحسنت الأمور فزوده والده بالدعاء الصالح ¬

(¬1) شجرة النور الزكية ص 44. (¬2) المرجع السالف ص 446 «طرأ على والدي ما كدر حالي وغيّر بلبالي، ودام ذلك نحو أربع سنوات لم يقع فيها من التفات لقراءة العلوم، وصار الالتفات إلى ذلك في حكم المعدوم لحصول ارتباك في ثروته بسبب ركونه لظالم وهو الوزير مصطفى بن إسماعيل».

والمال بقصد الترحال إلى الحاضرة تونس لمواصلة طلب العلم بجامع الزيتونة، فوصل تونس في جمادى الأولى سنة 1291/ 1882، وقرأ على المشايخ، محمود بيرم، ومحمود بن الخوجة، ومحمود بن محمود، وأحمد بن مراد وسالم بو حاجب، وحسين بن حسين، وحمودة تاج، وفي سنة 1306/ 1889 أجازه الشيخ عمر بن الشيخ في رواية كتب على ما أجاز به الشيخ محمد الشريف، وأحرز على شهادة التطويع في سنة 1307/ 1890 ودرّس بجامع الزيتونة كتبا خاصة بالمرحلة الابتدائية في العقائد والفقه والنحو (¬1). وفي سنة 1313/ 1896 أسند إليه التدريس بالمنستير (¬2)، وفي نفس السنة أسندت إليه الفتوى بمدينة قابس، ثم القضاء بها، وفي سنة 1319/ 1902 أسندت إليه خطة القضاء بالمنستير والخطابة بجامعها الكبير (¬3) وكان في مدة ولايته القضاء معروفا بالنزاهة، وفي شهر شوال سنة 1355/ 1936 أسندت إليه خطة باش مفتي بالمنستير ورئاسة مجلسها الشرعي إلى أن توفي يوم الأحد في 20 جمادى الأولى سنة سنة 1360/ 15 جوان 1941 (¬4). وكان غاية في حسن الخلق يضرب بكرمه المثل لا سيما كرمه لأهل العلم، فإن بستانه بسقانص (من ضواحي المنستير) كعبة القصاد، ومثابة الرواد، ومنتدى العلماء، وكان يعتني بضيوفه ويكرمهم. وكان كاتبا لامعا يميل إلى السجع، وكان يقرض الشعر في أيام دراسته بجامع الزيتونة، ثم تركه عند ما نهاه الشيخ أحمد بن موسى المنستيري، ذكر ذلك في ترجمة الشيخ المذكور فقال: «وقد كنت ميالا ¬

(¬1) المرجع السالف ص 447. (¬2) المرجع السالف نفس الصفحة. (¬3) المرجع السالف نفس الصفحة. (¬4) المرجع السالف نفس الصفحة.

للأدب ونظم الشعر وتتبع كلام العرب ثم اجتمعت به (أي أحمد بن موسى) وسألني - رحمه الله - عند دروسي فأجبته عنها ومنها الأدب وقول الشعر، فأجابني: دع الشعر فإن سوقه غير نافقة، واجتهد في العلوم الشرعية المفيدة دنيا وأخرى، فوقع مني كلامه موقعا، وتركت الشعر بتاتا» (¬1). ومن شيوخه أحمد بو خريص، ومحمد الصادق الشاهد، وعلي بن الحاج، ومحمد العربي المازوني، ومحمد البشير التواتي، وبلحسن النجار الذي أجازه بمروياته وبما حوته فهرسته، ومحمد الطيب النيفر وأجازه الشيخ عبد الحي الكتاني لمّا حلّ بالمنستير لزيارة الإمامين ابن يونس والمازري سنة 1340 وأجازه الشيخ المهدي الوزاني إجازة عامة بما حوته فهرسته قرآنا وحديثا وأصولا وفقها وعقائد. وشعره جار على طريقة تقليدية يقوله في ختم بعض الكتب على مشايخه حسب العادة الجارية في ذلك العصر. وابتدأ في النظم منذ المرحلة الابتدائية في التعلم بالزيتونة، فمن ذلك القصيدة التي أنشدها عند ختم رسالة ابن أبي زيد القيرواني على شيخه حسين بن حسين ومطلعها: أحن إلى الأوطان والدمع سائل … وأبحث عن ذاك الحمى وأسائل ومنها: وجئت بها والقلب فيه صبابة … إلى من غدا بحرا وما له ساحل ومنها بيت الختم والتاريخ: ودونك قولي يوم ختم مؤرخا … (حسين فريد العصر برّ حلاحل) وتساوي حروف هذا العجز بحساب الجمل سنة 1302. ¬

(¬1) المرجع السالف نفس الصفحة. ترجمة الشيخ أحمد بن موسى والحكاية معه في شجرة النور الزكية صفحة 419.

وقال في شيخه حمودة تاج وقد ختم شرح القطر قصيدة منها: وقد همت وجدا حين فارقته فلم … أجد غير تاج فخره متوافر ومنها: وكم من عويصات تحلى بحلها … فشاهدتها من فيه وهي جواهر وكم عنده من الشعر حسن براعة … وفي النثر سحبان بيانه ساحر وقال عند ما ختم شيخه محمود بيرم شرح القطر قصيدة مطلعها: حباني على عمد بوعد وهجران … غزال رخيم الدل من أهل نجران وأحرق أحشائي بنار تأجّجت … ففاضت دموع العين من حر نيران فصرت أناجي الأفق من شدة الجوى … فأرعى له مسرى النجوم ويرعاني ومنها: غزال سبى عقلي وأدهش فكرتي … ومزّق أحشائي بأحور فتّان ترى البدر حقا من سناه إذا بدا … ومن وجنتيه الورد نثرا ببرهان ومنها: طفقت أطوف الأرض عن خيرهم فلم … أجد غير محمود وما له من ثان هو الأوحد الحاوي لعلم وهيبة … ومجد ربا عن مجد أقيال غسّان وأعني بذاك البيرمي الذي غدا … ككوكب شمس شع في الأنس والجان ومنها: فيا علم الأعلام والمصقع الذي … محبته سرّي وشكره إعلاني إليك عقيلات تجر ذيولها … تثني بعطفها فتزهو على البان تؤمل منكم مهرها وهو الرضى … ولا تبتغي يوما سواكم من ثان بقيت كما تبغي ودمت مهنأ … يختم فتساقينا بروح وريحان ومن نظمه أرجوزة ذيل بها السلسلة الذهبية في نظم سند الطريقة العروسية للشيخ عبد السلام بن سليم الأسمر والتي أثبتها في كتابه «مواهب الرحيم».

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - رسالة في ترجمة شيخه سالم بو حاجب أرسلها إلى ابنه الوزير الأكبر خليل بو حاجب. 2 - شرح أربعين حديثا من ثنائيات الموطأ، وهو شرح شامل لفوائد جمة، حشد فيه من القرآن والحديث والفقه والتوحيد والأدب والتاريخ، يقع في أكثر من 400 ص. 3 - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ابتدأه بفوائد تاريخية عامة، ثم ابتدأ التراجم بسيد الوجود صلّى الله عليه وسلم، ثم بسادات من الصحابة، ثم بجماعة من التابعين ثم بالإمام مالك بن أنس، ثم بطبقات أعلام مذهب مالك إلى الزمان الذي أدركه وهو سنة 1344/ 1926، ورتب الطبقات حسب الأقطار مبتدئا بالأقطار المشرقية، ثم تونس والأندلس وفاس، وختمه بخاتمة في تاريخ علوم السنة، وهو جزء ضخم يدل على اطلاع واسع ومجهود، والجزء الثاني وهو تتمة للجزء الأول وأصغر منه وقسمه إلى طبقات علماء إفريقية وخلاصة الأدوار والأطوار التي وقعت لهم، وخاتمته خصصها للكلام على مدينة المنستير. طبع بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1350/ 1932، ووقف على طبعه الشيخ محمد الخضر حسين، وأعيد طبعه طبعة مصورة في بيروت في السنوات القريبة الماضية. 4 - المازرية، عهد بطبعها ونشرها للأستاذ عبد الله الزنّاد عام 1356/ 1937، وطبعت بمطبعة شكلونة بصفاقس، وهي رسالة في 100 ص من القالب المتوسط اقتطفها من كتاب ابن أبي أصيبعة عيون الأنباء في طبقات الأطباء، وهي تبحث في الطب والمستشفيات، وبها تراجم فائقة حسنة لمن اشتغلوا بالطب من العرب. ألّفها بمناسبة تأسيس مستشفى المنستير، وسماها المازرية نسبة إلى الإمام المازري دفين

المراجع

المنستير الذي كان يفزع إليه في الطب كما يفزع إليه في الفقه، عبّر عن فصوله بالإشارات مرتبة على 125 إشارة تكلم في الاثنتين والعشرين الأولى منها على معلومات عامة في تاريخ الطب وما يتعلق به، وجمع في الإشارة الثالثة والعشرين تراجم بعض علماء الطب، فترجم ل‍ 84 طبيبا رتبهم على حروف المعجم، ثم ختم الرسالة بأجوبة كبار علماء مصر على استفتاء وجه إليهم صورته: هل تجب المبادرة إلى معالجة الأمراض من أول ظهورها أم تهمل المعالجة ويترك الشأن للطبيعة. 5 - مواهب الرحيم في مناقب الشيخ عبد السلام بن سليم، وهو اختصار لكتاب «روضة الأزهار ومنية السادات الأبرار في جمع بعض مناقب صاحب الطار» تأليف الشيخ عبد الكريم بن ناصر البرموني (ت 998/ 1590) والقسم الثاني ذكر فيه مجموعة من القصائد والأذكار التي يتغنى بها أتباع الطريقة السلامية في خلواتهم واحتفالاتهم العامة والخاصة، وهو أول مؤلف له ألّفه أثناء وجوده بقابس، ط. قديما بتونس، وأعيد طبعه بالمطبعة اليوسفية بالقاهرة على ذمة مكتبة النجاح بليبيا في سنة 1386/ 1966. وكان اشتغاله بالتحبير والتأليف لا يقل عن اشتغاله بالبحث والتنقيب ومطالعة نفائس الكتب وقيم الأسفار، فقد كان شغوفا بجمع المصنفات النادرة حتى تحصل له منها جملة لا يستهان بها كلها أمهات في مختلف العلوم. المراجع: - الأعلام 7/ 82 (ط.5). أمدني بهذه الترجمة مشكورا الأستاذ عبد الله الزنّاد مراسلة من المنستير، وبعد نشر ترجمة له في مجلة «الهداية» ع 2 - 3 س 7 ذو الحجة إلى ربيع الأول 1400 نوفمبر 1979 إلى فيفري 1980 ص 89 - 93.

509 - المدني (1317 - 1404 هـ‍) (1899 - 1983 م).

509 - المدني (1317 - 1404 هـ‍) (1899 - 1983 م). أحمد توفيق بن محمد بن أحمد بن محمد المدني التونسي مولدا وقانونا، الجزائري إقامة ووفاة، وأتاه لقب المدني من جده الأعلى المولود بالمدينة المنورة، وكان أولا اسمه أحمد زاده، توفيق الضابط التركي فتحي بك القائد العام للجيش العثماني بطرابلس الغرب. وذلك أثناء مأدبة عشاء صغيرة بدار السيد المختار كاهية بتونس. قدمت أسرته من الجزائر قبل سنين من احتلال تونس، وهي عائلة شتتها الاستعمار بقي البعض منها بالجزائر والبعض منها بتونس ومنهم الأستاذ الشاعر الهادي المدني (الحاكم المتقاعد المحامي الآن) وأصل سلفه يعرفون بالقبي هاجروا من غرناطة إلى الجزائر وهم أشراف. الخطيب الساحر، السياسي المناضل، الكاتل الغزير الإنتاج، المؤرخ وله شعر قليل. دخل الكتاب وعمره خمس سنوات فحفظ القرآن الكريم، وكان وهو ما يزال في الكتاب يطالع الصحف التونسية، وتفتق ذهنه عن السياسة العامة وأساليبها وأكاذيبها، وفي أوقات الفراغ يلتف حوله زملاؤه، من صبيان الكتاب فيحدثهم عن أمور السياسة كما سمع وكما قرأ، ويبدو أن للبيئة العائلية تأثيرها في توجيهه نحو السياسة، وفضح أساليب الأوروبيين في التكالب على ديار العروبة والإسلام ومظالمهم وبالخصوص الفرنسيين، وأسرته شاركت في معارك الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي وتعلق الآمال على الدولة العثمانية، فكان وهو في طور الصبا

يستمع إلى ما يدور في مجالس العائلة ويتأثر بها مما يدل على ذكاء وقّاد وسرعة تقبل وانفعال. وفي أول سنة 1909 انتقل من الكتاب إلى المدرسة القرآنية الأهلية التي يديرها الشيخ محمد صفر، وبعد سنتين أصبح أستاذا له السيد الشاذلي المورالي، وكانت له ميول سياسية وطنية وإسلامية وكان له نعم الأستاذ، ومن أساتذته الشيخ الشاذلي الجزيري، وفي أوقات الفراغ يلتف حوله التلاميذ كما كان شأنه في الكتاب يروي لهم ما اختزنته ذاكرته من أحاديث أبيه وجده للأم وخاله، ويستفز هممهم للعمل والثورة في كل الميادين وتقويم الأخلاق، والسعي لجمع كلمة المسلمين، ومقاومة المطامع الأوروبية التي كانت تكتنف ديار الإسلام من كل جانب. والتزم هو والمحيطون به أن يشتري كل واحد منهم صحيفة معينة من صحف تونس أو من صحف ومجلات مصر وإستانبول ثم يقع تداولها بينهم. في سنة 1911 عند ما هاجمت إيطاليا ليبيا جمع حوله بعض المتحمسين من أبناء المدرسة فكان يطوف الأسواق ومختلف الحارات يحرّض على الجهاد، ويتوجه بالقارص من القول إلى رواد المقاهي العربية معيرا إياهم بأنهم أصبحوا من القواعد بينما غيرهم يموت في سبيل الله وفي سبيل الوطن وكان مع أصحابه يجمع النقود القليلة للهلال الأحمر العثماني. وكان يحفظ عن ظهر قلب كل القصائد المثيرة المنشورة في الصحف الشرقية وخاصة أشعار الرصافي فكان يرتاد الأسواق والمقاهي العربية ويقول لهم: اسمعوا ما يقوله الرصافي الشاعر العظيم عن جهاد المسلمين في طرابلس، فتتجه إليه الأبصار، ويشتد به الحماس وهو يلقي القصيدة وتحمر أحداقه ويتهدج صوته ويزداد ارتفاعا وهو يرى الناس يتأثرون ويبكون أحيانا وهم يستعيدون القصيد.

وفي معركة الزلاج 7 نوفمبر 1911 كان من بين الذين يطوفون بالأسواق والمقاهي وينادي بأعلى صوته نموت ولا نسلم زلاجنا. وفي سنة 1913 انتهت دراسته بالمدرسة القرآنية وخرج منها ملمّا بمبادئ اللغة الفرنسية وكان خلال السنتين الأخيرتين خطيب المدرسة وكاتبها المبرز، فأثناء الحفل الشهري الذي توزع فيه الإجازات على المتفوقين كان أستاذه الشاذلي المورالي يأخذ بيده ويقوده إلى فوارة رخامية تتوسط البهو الأكبر، فيصعد فوق حافتها ويقول له بلهجة الوالد الآمر حدّثهم عن موضوع كذا، وكان - مهما كان الموضوع - يتدرج إلى الحديث عن حالة الوطن وحالة المسلمين، والواجب عن الدين والوطن اليوم وغدا. أما المواضيع الإنشائية التي كان يكتبها ويطيل النفس فيها ويحررها بقلم حار ويضمنها آراءه وأفكاره عن حالة الوطن وحالة الإسلام والواجبات نحوهما، فقد كانت بأمر من المدير الشيخ محمد صفر تنسخ وتعلق عند باب كل قسم، ويقبل الطلبة على قراءتها. وقد اتضح مما سبق أن لوسطه العائلي تأثيرا كبيرا على ميوله واتجاهاته السياسية، وللمدرسة القرآنية دورها في إعداده للخطابة والكتابة. بعد مبارحة المدرسة القرآنية دخل جامع الزيتونة، وكان يتابع الدروس بصفة حرة لا يشارك في امتحانات آخر السنة لأنه لم يكن له رغبة في تقلّد الوظيف، واختار لنفسه دروسا على جماعة من الأساتذة كالشيخ محمد النخلي في التفسير، والشيخ محمد بن يوسف في البلاغة، والشيخ محمد الصادق النيفر في الفقه، والشيخ محمد بن القاضي في النحو والصرف، والشيخ محمد بن شعبان في المنطق والشيخ معاوية التميمي في آداب اللغة العربية، وكان يلازم الدروس عشر ساعات كل يوم دون انقطاع تبتدئ بعد أداء صلاة الصبح وتنتهي بعد أداء صلاة العشاء مع ما يتخلل ذلك من حفظ مختلف المتون، كما دخل المدرسة

الخلدونية ودرس فيها التاريخ على الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب وانعقدت بينه وبين أستاذه روابط المحبة والتقدير والاحترام وأهدى له أستاذه مجموعة من مؤلفاته. وكان نهما في المطالعة وهو ما يزال تلميذا كان للسيد علي بوغدير دكان صغير بسوق الكتبية وكان يعير الكتب للراغبين بالأجرة وخاصة الروايات، كل راغب يتناول الرواية مقابل عشر صنتيمات لمدة ثلاثة أيام ثم يرجعها ويأخذ رواية أخرى أو كتابا آخر لمثل تلك المدة وبمثل ذلك الأجر وقد أعجب يومئذ بروايات ميشال زيفاكو التاريخية بترجمة طانيوس عبدة، وقد فتحت هذه الروايات أمام عينيه نافذة واسعة على عالم كان مجهولا لديه، واكتسب منها ما كان ينقصه من الاطلاع على حالة وعلى تفكير وعلى تعبير العالم الغربي، وكان يطالع أيضا في مكتبة المدرسة الخلدونية، وتعرف في هذه الفترة على رجلين كان لهما تأثير على مجرى حياته هما السيدان حسين الجزيري والصادق الرزقي، وفي إحدى اللقاءات بحسين الجزيري أمام دكان علي بوغدير عرض عليه حسين الجزيري أن ينضم إلى أسرة جريدة «الفاروق» الصادرة بالجزائر، وكان الجزيري يراسلها بانتظام أسبوعيا، ونشرت له جريدة «الفاروق» في نوفمبر 1914 مقالا بعنوان «الإدمان أول وزراء السوء» وهي أول مقالة له في الكتابة الصحفية، وكتب بهاته الصحيفة نحو خمس مقالات لتعطل الصحيفة واضطهاد صاحبها، وكان لبعض تلك المقالات رنّة استحسان، ورمقته من أجلها أعين الناس بالتقدير والإعجاب. وكان سبب تعطيل هاته الصحيفة نشرها لمقالته «بين لجج الهواجس». وفي سنة 1915 اتفق هو وطائفة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة على التخطيط لإثارة انتفاضة ضد فرنسا تبتدئ بواسطة قبيلة بني يزيد في الجنوب التونسي وتعم مدن الجنوب، وفكر في حمل زملائه الطلبة الجزائريين على القيام بانتفاضة ضد فرنسا في بعض المدن الجزائرية كتبسة

وغيرها، وفي أثناء التخطيط عثروا على نشيد وطني ناري للشاعر الشاذلي خزنة دار فاستخرج منه نسخا عديدة وزعها على الجمهور، وسافر إلى قابس بعد أن راسل السيد علي فارس بالحامة الذي تعرف به أيام الدراسة بالزيتونة، وكان سفره ظاهريا بحجة التعرف على تجارة التمر، والاجتماع بالتجار لأنه تظاهر بأنه سيصبح تاجر تمور، وفي قابس تفاوض مع تجار التمور، ومعه كراس سجل فيه كل ما قيل عن التمور، ثم خلا بالسيد علي فارس، وأعلمه بأن قضية تجارة التمور ما كانت إلاّ ستارا لإخفاء المهمة الحقيقية عن أنظار العدو وعن أنظار المتطفلين، وأعلمه عن الدور الخطير الذي سيضطلع به شخصيا عند التنفيذ، ودار نقاش بينه وبين السيد علي فارس عن الصعاب والعقبات التي تحول دون قيام انتفاضة ضد الجيش الفرنسي، والسيد علي فارس كان على صلة بواسطة المكاتبة بنوري باشا بطرابلس، ورجع إلى العاصمة خلال العشر الأول من شهر جانفي 1915 فأخذ يتجول في الأسواق يجادل التجار حول التمر وأسعاره وأنواعه، ويعرض عليهم أنواع ما عنده من البضاعة وأسعارها. وكان يتعمد الكلام بصوت جهوري، ويتظاهر بشيء من ثقل السمع حتى يرفع محدثه صوته، كل ذلك لكي يعلم الجواسيس ويعلموا أسيادهم أنه أقدم بكليته على تجارة التمر. في خلال شهر فيفري 1915 دق على باب داره الجاسوس البشير بو خريص وقال له إن سيدا قادما من الخارج يود مقابلتك وهو هنا فتفضل معي لتراه، وتبعه وما خطا خطوات واجتاز منعرج الطريق حتى وجد نفسه محاطا بطائفة من أعوان البوليس الفرنسيين، وتقدم إليه كوميسار القسم السياسي مسيو كلابي قائلا له: عندي أمر بتفتيش غرفتك فخذني إليها من فضلك، قال هذا وتوجه نحو الدار ودخل ودخلت الجماعة وراءه وهو بينهم مندهش، وذهب بهم إلى المكان الذي ينام فيه وإلى جانبه مكتبه، وبعد التفتيش نحو الساعة جمع ما وقع حجزه

من أوراق ومحفظة طلب منه الكوميسار أن يصحبه إلى دار الشرطة، وفيها وقع استنطاقه وبعد ذلك زج به في السجن في الزنزانة رقم 15، وبعد تردد تأقلم وتعود على حياة السجن وطعامه، وفي المدة الأولى أقبل على التنقل بالصلاة وتلاوة القرآن العظيم، وهاله أنه تعثر في شيء من سورة الأنعام، فطلب من أهله مصحفا حتى لا ينسى شيئا من كتاب الله، ثم أقبل بنهم على المطالعة، وطلب من أسرته أن يمدوه بكتب عينها لهم، وخصص وقتا لدراسة الفرنسية حتى أصبح عارفا بها. وفي غرة نوفمبر 1918 خرج من السجن، وعاد إلى حضور الدروس بجامع الزيتونة. وفي سنة 1920 أمد جريدتي «الصواب» و «الوزير» بمقالات متوالية ممضاة باسم «المنصور» اتقاء لشر الإدارة وعملها التنكيلي ضد السادة الثلاثة من الأعيان الذين ضمنوا فيه لدى الكتابة العامة للحكومة بعد خروجه من السجن ألا يشتغل بالسياسة. ونشر في صحيفة «المشير» ترجمة لمقال هنري دي شامنير صاحب المجلة البرلمانية بباريس، وهي فصل لاذع ينتقد فيه انتقادا قاسيا الإدارة الاستعمارية بتونس، وقد اقتبس قصة ذلك من كتاب «تونس الشهيدة» ويوم بروز الفصل المترجم بجريدة «المشير» تهافت الناس على «المشير» يختطفونه من الباعة، فلم يبق بالسوق إلاّ بعض أعداد فقط حجزتها الإدارة وأمرت بإغلاق جريدة المشير. وهذا الفصل المترجم يعري السياسة الفرنسية بتونس ويشنع بوسائلها وأهدافها. وكان يكتب المقالات السياسية لمختلف الصحف باسم «المنصور» تارة وبدون إمضاء تارة أخرى فعرف بوطنيته ومقدرته القلمية في أوساط النخبة التونسية يومئذ، فكانوا يستدعونه لأخذ رأيه وتكليفه بعمل نحو بعض المهمات، وهم محمد التليلي صاحب مطبعة التليلي، ومحمد الجعايبي صاحب جريدة «الصواب» ومحمد بن عمار، وعلي كاهية.

في منتصف شهر ماي من سنة 1920 جاء صديقه الشيخ المنصف المنستيري إلى حلقة الشيخ محمد بن يوسف الصباحية يقول له إن والده يطلب من فضلك أن تزوره هذه العشية بالبيت في المرسى فهو يريد أن يتحدث إليك في أشياء، وذهب إليه (هو الشيخ حمودة المنستيري) وبعد السلام والترحيب والقهوة قال له: إن إخوانك الذين تعرفهم من رجال الحزب الحر الدستوري يرون ضرورة انضمامك للعمل في صفوفهم وإنهم قرروا أن تكون ضمن اللجنة التنفيذية العليا للحزب أثناء الانتخابات المقبلة لأنهم يحتاجون لعملك منذ الآن بصفة منظمة وقد عرضت عليهم رأيا فقبلوه بارتياح والكلمة الأخيرة لك. وقبل بارتياح المقترحات وأبدى له أنه يقبل ما يرتئيه قبل أن يعرف تفصيله وطلب منه أن يوضح له الرأي فقال له: أن تكون ابتداء من الغد بصفة رسمية كاتبا في مكتب ابني الطاهر وابن أخي الصادق، فتشتغل ظاهريا بضبط حساباتهما الزراعية، أما مهمتك الأساسية الحقيقية فهي أن تكون كاتبا للحزب حافظا لأسراره أمينا على أوراقه ريثما يكون للحزب مقر، وريثما يتم انتخاب اللجنة التنفيذية الثانية، وعندئذ تباشر عملك بصفة ظاهرة جلية. قال له: والدراسة؟ قال أظن أن أمدها قد انتهى، وفي ساعة كفاح كهذا الكفاح الذي نباشره اليوم تهون غاية الذات ولا نعيش إلاّ غاية الوطن. ومن الغد باشر العمل، وفي نفس اليوم جاءه الشيخ حمودة المنستيري بأوراق الحزب وحساباته وقائمة أعضائه وهكذا استطاع أن يقوم بالمهمتين، ترتيب حسابات مالية وزراعية وترتيب دفتر لها والقيام بأعمال متنوعة تتصل بالحزب. لما قرر الحزب إنشاء مجلة «الفجر» وهي في ظاهرها مجلة أدبية علمية فكرية، وباطنها الوسيلة الشرعية الوحيدة لجمع أموال الحزب

وتغطية مصاريفه الكثيرة، واختاروا للمجلة مكانا بشارع باب البنات، وكان على رأسها العالم الأديب الشيخ راجح إبراهيم الذي تعرّف به وانعقدت بينهما أواصر صداقة وتقدير كل منهما لصاحبه. وأسندت إليه إدارة وتحرير مجلة «الفجر» واستمر ذلك إلى أن أصبحت للحزب موارد، وإلى أن كثرت وتشعبت الأعمال، وكثرت المسئوليات، فترك «الفجر» واشتغل بالمعمعة الكبرى، وكان قبل ذلك انتخب بإجماع لعضوية اللجنة التنفيذية، وعين أمينا عاما للقلم العربي بها. وكان أثناء عمله باللجنة التنفيذية ثائرا متطرفا عنيدا بخلاف بقية الأعضاء، وكانت هذه خطته في الخطب والمظاهرات التي يسوقها. حاول الأستاذ حسن قلاتي زعيم الحزب الإصلاحي أن يجره إلى حزبه، ويغريه بإسناد رئاسة تحرير جريدة «البرهان» لصاحب الترجمة، فأبى وبقي ثابتا على مبادئه منضويا تحت لواء الحزب الحر الدستوري. وفي سبتمبر 1921 انتدبته اللجنة التنفيذية للقيام بجولات في المدن والقرى لتأسيس الشعب، وعينت معه السيد محمد الجعايبي العضو في اللجنة التنفيذية وصاحب جريدة «الصواب» وخطب في الجمهور الخطب الحماسية الثورية، ونجح نجاحا كبيرا في إثارة حماس الجماهير وانضمامهم إلى الحزب. وكان كل يوم يكتب مقالا سياسيا يحلل فيه الحالة السياسية الخارجية، وكان في هذه المقالات ينوّه بالكفاح الشعبي في كل مكان مثل كفاح الشعب التركي، وكأنه يقول للشعب بين السطور هذا هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى إدراك الحقوق، كما كان يشيد بالكفاح الشعبي المصري بزعامة سعد زغلول، كما كان يشيد بكفاح شعب ارلندا، ولم يكتف بما كان ينشره في الصحف عن كفاح ارلندا بل نشر رسالة مستقلة عن ذلك الكفاح تحت عنوان «الحرية ثمرة الجهاد» اختطفتها أكف الناس فما غابت شمس النهار الذي صدرت فيه حتى

كانت قد انتهت، وطالب الشعب بإعادة طبعها فنشرها في مجلة «الفجر» كما كان يعالج الأحوال السياسية في المشرق العربي، ويشيد بنهضة الشرق العربي، وينبه الأذهان إلى حالة فلسطين وألاعيب الإنكليز واليهود لجعلها وطنا قوميا لليهود، وكان إلى جانب ذلك يكتب حول القضايا المهمة التونسية بنفس الأسلوب. كانت تصدر بلاهور جريدة أسبوعية اسمها «منصور» تدافع عن وحدة الإسلام، وعن الخلافة العثمانية فجاءته منها رسالة تطلب إليه أن يسمح لها بترجمة مقالاته ونشرها في جريدة «منصور» بإمضائه المعروف «المنصور» وأجاب وسمح، فكانت «منصور» بالهند تنشر أسبوعيا مقالات «المنصور» بتونس، وازداد اهتماما في الدفاع عن الهند والتبشير بنضال الهند القريب. وكان بعد ذلك سندا للجنة الدفاع عن حقوق سوريا وفلسطين، وهذه اللجنة كان يمثلها الأمير شكيب أرسلان، وإحسان الجابري، ورياض الصلح، وابتدأ ارتباطه بالأمير شكيب أرسلان، واستمرت تلك الصلة قوية متينة فعّالة أثناء انتقاله منفيا إلى الجزائر إلى أن لبت روحه الطاهرة دعوة ربها. لما صدر قانون التجنيس في 20 ديسمبر 1923، ووقف رجال المجلس الشرعي موقفا ضعيفا متخاذلا هو أقرب إلى تأييد التجنيس من أي شيء آخر، ذهب إليهم بنفسه وقابلهم واحدا واحدا، وكان يصحبه المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك، فكانا يقابلان بالترحيب، ويخاطبان بالاحترام ويقولان لهم: إن التجنيس حرام وكفر، وكان الجدال العنيف يطول بينهم، وهم مصممون على الموقف الذي ثبت فيما بعد أنهم اتفقوا عليه وهم كارهون عند الملك الحبيب باي عميل الاستعمار الفرنسي المطيع وتابعه الذليل.

وساند حركة العمال التونسيين التي أسسها الدكتور محمد علي الحامي، وتوسط لهم - والحركة في بدء التكوين - في تبرع الحزب بخمسة آلاف فرنك، وهو مقدار لا بأس به في ذلك الوقت، والحزب في ضائقة مالية وقع تخطيها بأريحية ومبادرة معقولة من الشيخ حمودة المنستيري. وفي خلال سنة 1924 استمر على عمله ونشاطه وأصبح يحرر لجريدة «الزهرة» مقالا يوميا عن السياسة الخارجية، كانت مرآة صادقة لحركة التحرير العالمية وخاصة ما يتعلق منها بالشرق. ووقع تعيينه كاتبا للوفد الثالث الذي سافر إلى باريس في 29 نوفمبر 1924 للدفاع عن مطالب التونسيين، وتلطيف جو الدعاية المسمومة المغرضة، التي أشاعها في باريس المقيم العام لوسيان سان والاستعماريون، وإفهام الحزب الاشتراكي حقيقة وضع الحزب لأن الاشتراكيين منذ تأييد الحزب لحركات العمال ظنوا أنه أصبح متفقا مع الشيوعيين ضدهم، فجاهروا الحزب بالعداء، ولم يعودوا من أنصاره ومؤيديه. بعد أيام من رجوع الوفد الثالث إلى تونس طرق عليه باب الدار طرقا متواصلا في ليلة حالكة الجلباب شديدة البرد، فنزل، وأعلمه الطارق أن الشرطة ستفتش منزله غدا فعليه الاستعداد لإخفاء ما ليس في صالحه بقاؤه، فانكب على فرز أوراقه وجمع كل ما له صلة بالحزب، وجعله في لفافة وأودعه في بيت مجاور له على ملك الشيخ حسن السناوني وفي الغد داهمت الشرطة منزله، وفتشوا الأوراق فلم يجدوا شيئا يهمهم أمره. بعد هذه الحادثة بنحو شهرين دعاه إلى مكتبه بالجمعية الخلدونية مديرها الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، وعرض عليه ترك السياسة مؤقتا، والسفر إلى القاهرة أو دمشق للدراسة دراسة جامعية حتى النهاية،

وترجع بعد ذلك إلى تونس رجلا كاملا عالما، فقال أنى لي ذلك وأنا لست صاحب مال، وكيف أنفق على نفسي وأنا مملق. قال: لا تخف ولا تخش شيئا فهنا لك من يتعهد لك بالنفقة ومن يرعاك ويكفيك كل حاجاتك قل إنك تقبل السفر من أجل الدراسة وستجد من يمدك بالمال، ويهيئ لك في القاهرة أو دمشق سبيل الحياة الكريمة، فوقف وتقدم خطوة نحو الباب، وقال: قل للذين أرسلوك أيها الأستاذ إن هذا الشخص الضعيف الذي يقف الآن أمامك لا يباع ولا يشترى، ولا يساوم كغيره من الرجال، أنا مكافح مناضل، سأبقى هنا في مركز النضال والكفاح، وما على الذين أرسلوك إلاّ أن يزجوا بي من جديد في السجن، أو يبعثوا بي إلى المنفى، أو ينفذوا فيّ حكم الإعدام فأموت شهيدا في سبيل الله، أمّا أن أخون وأتراجع وأستخذي فذلك لا يكون إطلاقا. ووقف الشيخ شاحبا متجهما، وتقدم نحوه فقبل جبينه وهو يقول: والله قد كنت أعلم أنك تقول هذا وأكثر من هذا، وقد قلت لهم: إن هذا الشاب من طينة أخرى، فقالوا لي: جرب على كل حال، اذهب الله يحفظك ويسترك وما عند الله خير وأبقى. وخرج من عنده وقد أيقن أن مدة وجوده بتونس أصبحت محدودة، فازداد شدة وحدة، وأقدم مرتاحا مطمئنا على النفي مصيره المحتوم. ولم يكن نشاطه محصورا في العمل الحزبي والصحافي، بل شارك في ميدان التأليف والنشاط الاجتماعي فكان عضوا في لجنة الخلافة الإسلامية، بعد إلغاء الأتراك لنظام السلطنة، وإعلانهم استقلال الخلافة عن الدولة وهو الذي كوّن هذه اللجنة، وضم إليها جماعة ممن كان يرى فيهم الخير والهمة والمشاركة في الرأي من أمثال محي الدين القليبي، ومحمد معلّى، وعثمان الكعاك، والحبيب المزيو وغيرهم وكانوا عشرة رجال عقدوا اجتماعا بمنزله في شارع الديوان، وأسندوا له الرئاسة، وقرروا توجيه برقية للخليفة عبد المجيد.

وما عتمت السلطة التركية قبل مرور سنة أن أعلنت إلغاء الخلافة نهائيا وإبعاد الخليفة عن أرض الوطن، فكان لذلك رنّة حزن وأسى بأغلب البلدان الإسلامية ومنها تونس، وأرسل إلى حسن راغب ممثل تركيا بباريس برقية احتجاج صارخ وانتظمت المراسلة بينه وبين الخليفة عبد المجيد ردحا من الزمن واتفقا - بناء على اقتراحهما - أن يكون مجلس الخليفة في بقعة من بقاع العالم الإسلامي الحر، يشمل خمسين عالما من أكبر علماء العالم الإسلامي من مختلف المذاهب الإسلامية، تكون مهمته تحت رئاسة الخليفة، لدراسة مشاكل العالم الإسلامي المختلفة، والسعي الحثيث من أجل تحقيق كل ما يجمع العالم الإسلامي ويعيد له قوته ومنعته وحريته، ويصدر مختلف الفتاوى التي تكون مرجعا دينيا لجميع العالم الإسلامي، وهكذا وعلى هذا النمط استمرت الاتصالات بينهما، نحو تحقيق الهدف الأسمى إلى أن نفي من تونس، ثم فصل الموت بينهما، وقضى الله على هذا المشروع العظيم، وكان من أعمال لجنة الخلافة أن علاقة متينة تكونت بينه وبين مولانا محمد علي، وشوكت علي، وسليمان الندوي من الهند. وكوّن مع نخبة المجمع العلمي التونسي وهم زين العابدين السنوسي، وعثمان الكعاك، والطاهر صفر، ومحمد بن حسين، بعد عقد اجتماع بنادي قدماء الصادقية وحرر المترجم قانونه الأساسي وعرضه على اجتماع المؤسسين، فنقحوا بعضه، ثم أقروه على صورته النهائية، وبعد المصادقة على القانون الأساسي تشكلت اللجنة التأسيسية من الأساتذة: مصطفى الكعاك، وعبد الرحمن الكعاك والطاهر صفر، والشاذلي خزندار، والمكي بن حسين، ومصطفى آغا، والتيجاني بن سالم، وعثمان الكعاك، وزين العابدين السنوسي، والمترجم. ثم اختارت اللجنة التأسيسية مكتبا مؤقتا من السادة: زين

العابدين السنوسي، والمترجم وعثمان الكعاك كي تباشر نيابة عنهم تقديم القانون للحكومة والمفاوضة معها في شأنه، وقدمت هذه اللجنة القانون الأساسي الدوائر المسئولة يوم 15 ماي 1924 ولم تتصل هذه الهيئة بمصادقة الحكومة إلى يوم إبعاده من تونس، فمات المشروع. ثم شارك في تأسيس الرابطة القلمية في رمضان من سنة 1342/ 1924 ووضع لها القانون الأساسي وتوالت الاجتماعات مدة أشهر قليلة إلى أن صدر الأمر بإبعاده من تونس، فهمد المشروع ثم انهار. وإزاء تضييقات الحكومة من الاكتتاب وجمع المال ومنع الاجتماعات العامة وملاحقتها، والضائقة المالية أخذت بخناق الحزب إذ أصبح لا يكاد يجد ما يكفي لدفع أجرة النادي ولا مرتبات صغار العمال، وهداه تفكيره هو وجماعة إلى تكوين فرقة تمثيلية من الشباب المنتمين للحزب، وسمّوها فرقة «السعادة» وأسندت إليه رئاستها وكانت مداخيل حفلاتها بعد دفع المصاريف الأكيدة تدفع لإعانة مال الحزب. بعد الاستعداد الحسن والدعاية الكافية لتمثيل رواية طارق بن زياد، وقبل رفع الستار بنحو ساعة جاء أمر الحكومة بمنع تمثيل هاته الرواية. في يوم السبت 5 جوان 1925 نفاه الاستعمار إلى الجزائر تخلصا من عناده في المقاومة ونشاطه الصحفي في فضح الاستعمار وأساليبه الملتوية بحجة أنه من الرعايا الجزائريين. وكان الاستعمار يريد تسديد ضربة قاسية إلى الحزب بإبعاد العناصر النشيطة القوية فيه، فأبعد العناصر التونسية ذات الأصل الجزائري كالمترجم، والشيخ عبد الرحمن اليعلاوي الذي نفي إلى الجزائر أيضا (ووالداهما جزائريا الأصل) والعناصر الجزائرية كالشيخ إبراهيم طفيش الذي نفي من تونس فاختار القاهرة مقرا له وتوفي بها، والشيخ صالح بن يحيى الذي أرجع إلى وادي

ميزاب، وغداة نفيه أصبحت البلاد التونسية مضربة عن العمل، وقامت مظاهرات في المدن شتتها البوليس بقسوة وعنف. وقضى بعناية بضعة أيام ثم انتقل إلى قسنطينة، ولبث بها أسبوعا اجتمع فيها بالشيخ مبارك الميلي الذي لديه معرفة سابقة به، والشيخ عبد الحميد بن باديس، وغيرهما، ودارت بينهم شجون من الأحاديث ثم بارح قسنطينة إلى الجزائر العاصمة، وفيها قضى ليلته الأولى في فندق متواضع قرب حديقة، وفي الصباح لما نزل من البيت إلى البهو وجد في انتظاره محمد الموهوب، ومحمد رضا الأكحل وهما ابنا بنات عمه قدور المدني، وقد بحثا عنه قبل ذلك في الفنادق المحيطة بالحديقة وذهبا به إلى منزل السيد إبراهيم الموهوب (والد الشخص الأول) وهو رجل من الطبقة البورجوازية الثرية يعيش عيشة مترفة، وخصص له غرفة في منزله، وجعل له مقرا مؤقتا بمتجره الفسيح يغشاه صباح كل يوم للتعرف بالناس، وقصده هناك جماعة كان لهم الحظ الأوفر فيما بعد في نجاح الحركات التي كوّنها أو التي شارك فيها. وكان - كعادته - يسجل يوميا ما سمع، ويرسم صورة لمن عرف من الرجال، وما سمع من الأفكار، وبعد شهر ونيف أقام له جماعة المجلس البلدي بالعاصمة حفل تكريم بمناسبة عودته للجزائر بعد مغادرة أهله لها منذ ما يزيد عن الستين سنة، وأقيم الحفل في مقهى من أفخر مقاهي ومطاعم الضواهي الجزائرية، وخطب في الحفل من رحب به ونوّه بمكانة العائلة وعودة الدر إلى معدنه، وبعد ذلك وقف خطيبا وأطنب في ذكر أريحية الأجواد ومروءة المجاهدين، ونوه بمكانة الدين ولغة الضاد في حياتهم وتكوينهم وبمكانة وطنهم ذي الشرف التليد، ودعاهم إلى النظر إلى المستقبل، وأن النصر بالإيمان والعمل والكفاح، إلى غير ذلك من المعاني التي تحفز الهمم للعمل الجدي المثمر، والتي تغرس الكرامة والاعتزاز في النفوس. أرادت الحكومة الجزائرية أن تغلله بقيد من قيود الوظيف يضمن

له الرخاء المادي، وتستغل نشاطه الصحفي في التحرير في جريدة «المبشر» الرسمية، فأرسلت إليه الشيخ أبا القاسم الحفناوي ابن الشيخ صاحب «تعريف الخلف برجال السلف» مفتي الجزائر، والمحرر بجريدة «المبشر» وعرض عليه ما ذكر من رغبة الحكومة، فرفض العرض في لطف. تولى تحرير قسمي السياسة الداخلية والخارجية لمجلة «الشهاب» منذ أن أنشأها الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى آخر عدد صدر منها، ومقالاته كانت خلوا من الإمضاء كي لا يقال عنها إنها من تأثير حزب الدستور التونسي، ومن بينها مقال كان له دوي كبير وضجة عارمة عنوانه «كلمة صريحة» رد به على فرحات عباس في تنكره للوطنية الجزائرية، وقد نسبه شارل اندري جوليان في كتابه «إفريقيا الشمالية تسير» للشيخ عبد الحميد بن باديس لأنه من غير إمضاء. وكان يغتنم الفرص ليقف خطيبا حافزا للهمم، ومنبها للفطن، ومثيرا للحماس، مبينا مساويء الاستعمار وداعيا إلى الحفاظ على الذاتية الوطنية والعربية الإسلامية في وقت يسعى الاستعمار جاهدا للفرنسة ومسخ الذات، ومن العجائب أن هذا لم يكلفه عنتا من سجن أو نفي لأن والي الجزائر إذ ذاك موريس فيوليت الفرنسي الحر اليساري النزعة الديمقراطي غير راض عن سياسة فرنسا في الجزائر. وفي يوم 6 جانفي 1926 وصل إلى الجزائر السيد مصطفى صفر موفدا من الحكومة الاستعمارية بتونس للاتصال بالمترجم وحمله على العدول عن الكفاح السياسي، فقصده في مكتبه بمتجر الدخان وتبادل معه أطراف الحديث، وتناولا طعام الغداء بمطعم فاخر، ودارت بينهما شجون من الأحاديث عن الأدب والعلم والثقافة، إلى أن قال له: أتريد الرجوع إلى تونس؟ فأجابه أود الرجوع السريع على أنني قد فتحت في الجزائر فتحا جديدا، ولن أتخلى عن الجزائر إطلاقا.

فقال له: إذا أردت الرجوع لتونس سريعا فلا تفكر في حزب ولا تتكلم عن ملية، ودع عنك الأوهام والخرافات، تستطيع أن تعيش بقلمك في الصحافة، وتستطيع أن تتخصص في التأليف، وقد مارسته مشكورا ونجحت فيه، إنما تذكر قول النبي محمد صلّى الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، فدع عنك هذا الجحر السياسي الذي لدغت فيه، وفكر في والدك الشيخ، وأمك العجوز، وإخوتك الصغار، إنهم جميعا في حاجة إليك، وإن الوطن الصغير قبل الوطن الكبير، ومن يدري بما تأتي به الأيام، ولا تزال شابا، ولك علم وثقافة، وتتمتع بمركز ملحوظ في وطنك، فطلق - ولو مؤقتا - خرافة الحزب وهوس الدستور، وكلنا يعينك على تكوين مركز ممتاز بعيدا عن ذلك. ورفض في لطف هذا العرض وهذه المساومة. وفي مساء ذلك اليوم امتطى القطار راجعا إلى تونس، وشيعه مجاملا، وأدرك من محاورته مع مصطفى صفر أن الجزائر الرسمية تحاول أن تتخلص منه بالتي هي أحسن، وأن تونس الرسمية تحاول أن يرجع إليها تائبا. ولم ينسه إخوانه في الحزب بتونس، فقد زاره يوم 5 جوان 1926 السادة، صالح فرحات الأمين العام الثاني للجنة التنفيذية، ومحي الدين القليبي، ومحمد الصالح ختاش، والشاذلي خير الله، وبعد ثلاثة أيام من وصولهم قفى على أثرهم الشيخ راجح إبراهيم. وكان متين الاتصال بتونس عن طريق أعضاء اللجنة التنفيذية ورجال الشعب المختلفة، وكان يتصل بمعدل 750 رسالة شهرية في أوائل الأمر من كل الجهات، وكان يجيب على الكثير منها، أما اللجنة التنفيذية فكان معها على اتصال يكاد يكون يوميا بواسطة السيد محي الدين القليبي.

وعاش مدة عام ونصف عيش اللاجئين القانعين ليس له من المورد إلاّ 50 فرنكا يتقاضاها شهريا من جريدة «النجاح» مقابل تحرير مقالات عن السياسة الخارجية كان يمضيها «الخبير» وما اتصل به من الحزب وهو لا يعدو 920 فرنكا. وزاره السادة من آل المنستيري، الطاهر والصادق ومحمد المنصف وعرض عليه الطاهر والصادق المنستيري اقتراحا يتمثل في تقديم رأسمال له يبلغ الستين ألف فرنك على أن يفتح محلا تجاريا، وتكون الأرباح مناصفة بينهم. واستجابت السلطة الاستعمارية الفرنسية بتونس لوالديه وسمحت له بقضاء نصف شهر بتونس في رخصة مؤقتة من أجل عيادة والديه اللذين ساءت حالتهما الصحية، وارتحل من الجزائر في 13 ديسمبر 1926 إلى تونس. وبعد حلوله بتونس اكتشف الشيخ راجح إبراهيم طريقة مبتكرة لتكريمه من لدن إخوانه بتونس إذ بث فيهم دعوة لتقديم كتاب له مما صدر بمصر خلال السنة الأخيرة يحمل اسم مهديه وزاد على ذلك أن اختار نحو 150 كتابا من مكتبة السيد محمد الأمين، وحرر بها قائمة، فالإخوان يختارون من تلك القائمة ما يودون إهداءه له، وتشطب أسماء الكتب التي اشتراها الأحباب حتى لا يكون لديه ما هو مكرر، ولم تنقض أيام قليلة حتى كانت المائة والخمسون كتابا عنده، وزاد عليها عدد من الإخوان كتبا أخرى من خزائنهم الخاصة، فما رجع إلى الجزائر إلاّ وهو يحمل نحو المائتي كتاب. وبعد أن قابل عددا من التجار وخاطبهم في أمر تزويد متجره الذي سمّاه «المستودع التونسي» أعلنت إحدى الجمعيات الفنية عن تمثيل رواية «أموزيس» بالمسرح البلدي يوم 22 ديسمبر 1926 وأراد شهود ذلك الحفل فذهب وجلس منفردا فوق كرسي من الطابق الأوسط، وما كاد الشعب يراه حتى تهاطل القوم مسلمين، ثم انقلب السلام هتافا، ورفع

الستار عن الفصل الأول فسكت الناس حتى إذا نزل الستار عادوا إليه بصفة أشد وطأة وأكثر حماسا فما وسعه إلاّ الانسحاب عند ما رفع الستار عن الفصل الثاني، ولبث ينتظر رد فعل الإدارة الفرنسية، وعلى الساعة الرابعة من مساء الغد جاءه عون سري يحمل إليه أمرا إجباريا بمغادرة تونس صبيحة اليوم الموالي إلى الجزائر قبل إتمام النصف شهر المسموح به بيومين، وجاء في ذلك الأمر أن هذا الإبعاد الجديد وقع من أجل مظاهرات المسرح البلدي أثناء رواية مثلت «من أجله خاصة». وباشر عمله التجاري نحو سنتين وتبين له أنه لا يصلح للتجارة، فباع متجره وأرجع رأس المال لصاحبيه مع منابهما من الأرباح. وبعد انسحابه من التجارة أسس نادي الترقي، وتولدت عنه حركات بناءة صحيحة كانت للجزائر بعثا، وكانت للقومية الجزائرية نشورا، وألقيت بالنادي محاضرات عديدة وانبثقت عنه مشاريع اجتماعية عديدة، وبرامج عمل لمقاومة سياسة التجنيس والاندماج ومساعدة الكفاح الفلسطيني، ومن أهم هذه المشاريع تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كانت ركنا متينا في بناء القومية الجزائرية. وقد قام برحلات في شرق الجزائر وغربها وجنوبها. وما كاد ينتهي من تصفية حساب المستودع التونسي حتى اقترح عليه السيد عمر الموهوب من ذوي قرابته أن يتولى الإشراف على مكتب له يتولى إدارة أملاكه الخاصة مقابل جعل شهري يفوق ما كان يتناوله من «المستودع التونسي» وقد قبل العرض بارتياح. وفي اليوم الثاني من أفريل 1928 استقرّ به المقام في مكتب فسيح ذي غرفتين اتخذ من الأولى مكتبا للأعمال، واتخذ من الثانية مكتبا خاصا به وضع به مكتبته، ورتب فيه أوراقه، وأخذ يستقبل فيه أصدقاءه وكل من أراد أن يزوره، ولبث مقيما بهذا المكتب مدة 28 سنة، ولم

يغادره إلاّ عند ما انتدبته جبهة التحرير الوطني الجزائري للالتحاق بمدينة القاهرة في شهر مارس 1956. وكان وثيق الصلة بالكاتب الكبير شكيب أرسلان، وكانت المراسلات الأدبية والسياسية والاجتماعية تترى بينهما منذ سنة 1923 أيام كان على رأس الإدارة الدستورية بتونس، وكان يمد الأمير شكيب أرسلان طوال سنوات عدة بالمعلومات الغزيرة عن المغرب العربي، وقد اعتبره الأمير أخا صادقا وكتب عنه مرات في تعليقاته على كتاب «حاضر العالم الإسلامي». ولما حلّت سنة 1935 وجد نفسه في خلاف شديد مع الأمير شكيب أرسلان حول مبدأ الاستقلال لكل الشعوب، ومقارعة الاستعمار مهما كان المستعمر وأين كان، ذلك أن الأمير شكيب أرسلان يميل إلى موسوليني وإلى النظام الفاشيستي، ولم يبد معارضة لغزو إيطالية للحبشة بينما كان المترجم عدوا لهذا النظام ومطامعه واعتدائه على حرية الشعوب. كان مخالفا لسياسة الأمير شكيب أرسلان، وقد أراد مقاومتها على صفحات القسم الذي كان يحرره بمجلة «الشهاب» الشهر السياسي في عالمي الشرق والغرب إلاّ أن الشيخ عبد الحميد بن باديس قد أثناه مكرها عن ذلك مذكرا بأن صداقة الأمير الجليل تعتبر كسبا ثمينا لا يمكن الزهد فيه وأن دفاعنا عن الحبشة أو تأييدنا لموسوليني ضدها لا يقدم في الميدان ولا يؤخر. قد عجزت وسقطت ولم تستطع أن تعمل شيئا. وكان على صلة بالمراسلة مع إحسان الجابري، والشيخ أمين الحسيني، وبقي خلافه مع الأمير شكيب أرسلان خافتا إنما كان المترجم يكتب بطريقة، وكان الأمير يكتب بطريقة أخرى، ووهنت بينهما صلات المودة حينا من الدهر، وقلّت المراسلة إلى أن انتهت الحرب بين

إيطاليا والحبشة فعادت الاتصالات بينهما إلى سيرتها الأولى. وكان يزور تونس زيارة لا تتجاوز النصف الشهر بإذن من السفارة الفرنسية بتونس، وبواسطة المساعي التي يبذلها الأستاذ أحمد الصافي وبواسطة جهود السيد محمد عتيق رئيس القسم التونسي من المجلس الكبير قررت السفارة رفع قرار الإبعاد عنه والسماح له بغشيان تونس كلما أراد، وكان ذلك سنة 1932 وخلال هذه السنوات السبع لم يفقد صفته باللجنة التنفيذية. ولما جاءت الحرب العالمية الثانية كان مهددا بالدخول في الجنوب الغربي لأن نفيه من تونس كان بحجة أنه من الرعايا الجزائريين فهداه تفكيره أن يطلب من أخيه حسن المدني بتونس أن يذهب إلى شيخ مدينة تونس السيد مصطفى صفر. وطلب إليه أن يسلم له شهادة رسمية تثبت أن المترجم تونسي الجنسية، ففكر السيد مصطفى صفر قليلا ثم قال بأن هذه الشهادة تناقض على خط مستقيم قرار السفارة الفرنسية التي اعتبرت الأخ أحمد جزائريا وأمرت بإبعاده لكن الحالة اليوم جد خطيرة ويمكن أن تؤاخذ الأخ بجريرة فراره من الجندية الفرنسية، والرجل وطني مقدام مؤمن إن لم يكن من صفي فأنا أعترف له بصفات الكمال، وله عليّ أن أحقق رغبته وأنقذه من موقف صعب، ولفرنسا أن تفعل معي ما تشاء بعد ذلك، ثم حرر رسالة رسمية تثبت الجنسية التونسية للمترجم، وبهذه الشهادة سوّى وضعيته مع السلطة الاستعمارية بالجزائر، وأنقذته أجنبيته من التجنيد الإجباري والقتال في صفوف فرنسا. وفي أثناء الحرب فتش البوليس السري أوراقه بمكتبه وحملوها إلى حاكم تحقيق عسكري، ولم يوجد بين أوراقه شيء ذو بال لأنه أخذ احتياطه قبل ذلك وفرز أوراقه وما كان مهما أودعه في صندوق خشبي وردمه في حديقة منزله. استدعاه حاكم التحقيق وبعد أسئلة أعاد إليه أوراقه

وأعلمه بأنه يحجر عليه مغادرة الجزائر إلى أي جهة كانت إلاّ بعد الإعلام. ومات العلاّمة المصلح الشيخ عبد الحميد بن باديس في 16 أفريل 1940، وحاول السفر إلى قسنطينة لحضور موكب الدفن وتأبين الرجل العظيم، وطلب الإذن، فأجيب بالمنع من السفر. وكان له نشاط كبير في الحركات السياسية الجزائرية، وحاول أحيانا تنسيق الصلة بين هذه الحركات والحزب الحر الدستوري في تونس، ومن أجل نشاطه ضد السياسة الفرنسية فتش مكتبه مرارا وسجن للتحقيق معه سجنا لم تطل مدته. وفي عام 1953 انتخب بإجماع عضوا إداريا بجمعية العلماء، وانتخبه بإجماع المجلس الإداري أمينا عاما، وبعد سفر رئيسها الشيخ البشير الإبراهيمي للشرق اندفع في ميدان العمل الشعبي العظيم وهو تأسيس المدارس والنوادي والمساجد، والوقوف على إنجاز معهد عبد الحميد بن باديس الضخم الذي بني بمدينة قسنطينة. وفي هذه الأثناء طاف بمختلف المدن الجزائرية شرقا وغربا يحاضر ويسامر ويدرس، وأيقظ الأذهان وألهب نار الحماس، وبشر بيوم قريب لا ريب فيه يوم تقوم الأمة كرجل واحد يعرف كيف يستخرج الحياة من بين براثن الموت الرهيب. من نشاطه الصحفي أنه كان يمد جريدة «البصائر» بمقاله الأسبوعي «بمنبر السياسة العالمية» الذي كان يمضيه «أبو محمد» ثم مقاله الأسبوعي عن «العلم والاختراع» ويمضيه «أتم» ومن بعد الثورة الجزائرية (نوفمبر 1952) أصبح يحرّر بها المقال الافتتاحي بإمضاء «البصائر» ومقال يوميات الأزمة الجزائرية، وفيه أخبار الثورة الجزائرية، يوما فيوما. ولم تنقطع زيارته لتونس لرؤية الأهل، والتفاهم في قضايا سياسية

هامة مع رجال اللجنة التنفيذية ورجال الديوان السياسي. زار تونس في شهر أفريل سنة 1947 (على ما أتذكر). يوم العروبة الثاني (الذكرى الثانية لتأسيس الجامعة العربية) وكان مسك الختام أن وقف مرتجلا خطابا حماسيا مؤثرا في نبرة خاصة ولغة لا تعلو عن مستوى الجماهير، ولا يبتذلها المتعلمون، ولا تفقد تأثيرها عليهم مع البعد عن التكرار للألفاظ والمعاني، وفيها ما هو جديد الفكر كقوله: إن لم تقل بالحلول والاتحاد في الدين فلنقل بهما في السياسة، وكان الحاضرون خليطا من جمهور الشعب ومن الطلبة الزيتونيين. وكانوا كلهم ساعة إلقاء الخطاب مسحورين مأخوذين كأن على رءوسهم الطير لا تسمع همسا، ولا ترى أدنى إشارة. وتأملته فإذا هو رجل مربوع القامة يميل إلى القصر، وله ملامح جميلة ظريفة. وما سمعت بتونس خطيبا أشد تأثيرا منه على ما فيها من خطباء مصاقع، ولا أبالغ إذا قلت: إنه أكبر خطيب في عصره في العالم العربي كله فقد سمعت عن طريق الإذاعة والتلفزيون بعض كبار الخطباء بالمشرق، فما سمعت من يساويه في شدة تأثيره وسمو بيانه، وسمعت من بعض العارفين المسنين أنه في الخطابة صورة من الشيخ الثعالبي، وقد حكى هو نفسه تأثره بالشيخ الثعالبي بعد ما سمعه لأول مرة خطيبا بالمدرسة القرآنية التي ما زال تلميذا بها، فقد قال: «واستوعبت لهجة الثعالبي الخطابية، واندمجت في كياني إلى آخر رمق من حياتي، فمن سمعني وأنا أخطب - وطالما خطبت - فكأنه سمع الثعالبي في لهجته ونبراته وقوة عارضته وشدة شكيمته» (حياة كفاح 1/ 49). وكان موجودا بتونس في شهر فيفري 1952 وحضر الاحتفال الذي أقيم لذكرى تأسيس الجامعة العربية، وطلب منه إلقاء كلمة، وجعل محور حديثه بيت شوقي: وللحرية الحمراء باب … بكل يد مضرجة يدق وكان الخطاب حماسيا ملتهبا، وهاج المستمعون وماجوا، وتعالت الهتافات

مؤلفاته

للحرية الحمراء وبعد الانتهاء من الخطاب التف حوله جمع غفير من الطلبة الجزائريين مهنئين فخورين بينما تعلق به جمع من الشبان التونسيين، والنتيجة السريعة لهذا الخطاب الثوري الملتهب أن اتخذت الإقامة العامة الفرنسية قرارا بإبعاده عن البلاد التونسية، وعدم السماح له بدخولها فيما بعد. ولما قامت الثورة الجزائرية كان محل ثقة منها وأوفدته إلى القاهرة - كما سبق - وعند تأسيس الحكومة المؤقتة الأولى سمي وزيرا للشئون الثقافية وبعد الاستقلال سمي سفيرا بمصر، ثم وزيرا للأوقاف. وبالجملة فهو من أفذاذ رجال المغرب العربي نضالا وعملا سياسيا، وفكرا وإنتاجا ونشاطا خارقا لا يعرف اليأس ولا الكلل. توفي - رحمه الله - بمدينة الجزائر يوم الثلاثاء في 12 محرم 1404/ 18 أكتوبر 1983 وقرأت نبأ وفاته في جريدة «الصباح» فقلت: هذا رجل عظيم انتهى خبره، وطوي بساطه، غفر الله له وأجزل ثوابه، وأسكنه فراديس الجنان. مؤلفاته: 1 - تقويم المنصور، كتاب يشتمل على أبواب شتى في العلوم والفنون والآداب والسياسة والتاريخ والجغرافيا طبع بتونس سنة 1922 ثم أتبعه بتقاويم أخرى سنة 1923 و 1924 و 1925 والجزء الرابع صدر بالجزائر سنة 1926، وما كاد الكتاب يوزع بالمكتبات حتى صدر قرار من الوالي العام موريس فيوليت مؤرخا بيوم 8 فيفري 1926 يقتضي تحجير تداول الكتاب، وحجز ما يوجد منه في المكتبات كذلك أصدرت الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب الأقصى أمرها بالتحجير على الكتاب، وحجز ما يوجد منه في المكتبات، أما في تونس فقد وزع الكتاب على المشتركين بواسطة البريد ولم يوزع على

المكتبات، ولم يعرض للبيع. وصدر الجزء الخامس بالجزائر سنة 1930 وكان جزءا ممتازا من حيث مادته وتركيبه وأفكاره وطبعه. 2 - تونس وجمعية الأمم، رسالة طبعت بمطبعة العرب بتونس سنة 1924 نادى فيها بوجوب انسحاب فرنسا من تونس حسبما ورد في نص صريح من معاهدة باردو واتفاقية المرسى، ولهذا فهو يستنتج أن تونس دولة مستقلة، وأن هناك جنسية تونسية وبناء على ذلك يحق لتونس أن تنضم حالا لجمعية الأمم، ونفدت الرسالة خلال أسبوع، وتخاطفها الناس. 3 - الحرية ثمرة الجهاد، تونس 1924 رسالة عن كفاح ارلندا وسبق إقبال الناس عليها ونفادها وإعادة نشرها بمجلة «الفجر». 4 - كتاب الجزائر (التاريخ والجغرافيا والمجتمع) ط. بالمطبعة العربية بالجزائر سنة 1931 لبث سنة في تحريره وتنسيقه، وأربع سنوات في الجمع والترتيب، سجل فيه تاريخ الجزائر من أقدم العصور إلى سنة 1930 كاشفا عن كذب الاستعمار وضلاله وزيفه، وقفى عليه بذكر التاريخ، العلمي والأدبي وذكر خلاصة وافية عن العنصر البربري المسلم المؤمن وأصله وقبائله، وأفرد الميزابيين الأباضيين ببحث طويل مبتكر، نسف نسفا ذلك الرجس الاستعماري الذي جعل الميزابيين في نظر السنيين نفرا من اليهود، وبين فيه أجلى بيان الخلافات الجزئية المذهبية الموجودة بين الفريقين، وبعد ذلك كان الفصل المخصص للعنصر العربي وأطنب في ذكر أصوله وقبائله ومضاربه، وذكر أخلاقه وعوائده وتقاليده وأثبت أن اللهجة العربية العامة في جنوب القطر الجزائري هي من أفصح اللهجات العربية. ثم أفرد فصلا للأجانب فبين أصول اليهود الجزائريين وعوائدهم وأخلاقهم مع المحتل وأهل البلاد ثم بين حالة

المستعمرين الفرنسيين، وشرح ما درجوا عليه من مساويء إزاء المسلم الجزائري، وأثبت أنهم خليط من مسيحي البحر الأبيض المتوسط. وبعد بسطة وافية عن جغرافية البلاد الجزائرية، وعن تقسيمها الإداري، أفرد فصلا إضافيا عن ذكر موقع وتاريخ كل مدينة من مدن القطر الجزائري، فترجم لاثنتين وسبعين مدينة ترجمة واقعية ثم كان قسم الحالة الحاضرة بالبلاد الجزائرية سنة 1930 فأطنب في ذكر النظام الإداري والسياسي والمالي والاقتصادي والقضائي، وبين خلو كامل ذلك النظام من العنصر الجزائري، وأخيرا كان فصل الختام حالة المسلمين العامة، فذكر فيه بإطناب وضعيتهم القانونية الجائرة المذبذبة، وقضية التجنيس الفرنسي والحالة الصحية، والعمال والمرأة والموسيقى والتمثيل والصحافة وحالة الدين الإسلامي وختم بذكر الحالة الاقتصادية العامة. وانتشر الكتاب في القطر الجزائري وخارجه وكتب عنه الكتاب، فكتب عنه الأمير شكيب أرسلان فصولا في مجلة «الفتح» ومحمد كرد علي في مجلة «القبس» والدكتور حسين مؤنس في مجلة «البحوث الإسبانية» والدكتورة بنت الشاطئ في الأهرام وغيرهم كثير. وعني العالم الغربي الأوروبي بنقده والكتابة عنه والاقتباس منه جمهرة من العلماء والكتاب والباحثين أمثال ماسينيون، وشارل أندري جوليان، وجاك بيرك، وغيرهم (ينظر عن الكتاب حياة كفاح 2/ 197 - 208). 5 - هذه هي الجزائر (1957). 6 - جغرافية القطر الجزائري (1948 - 1952 - 1964) (حياة كفاح 2/ 395 - 396).

7 - هنبعل، مسرحية تاريخية (الجزائر 1950) مثلت بمسرح الأوبرا بالجزائر، ومثلت بإذاعة الجزائر قبل طبعها، ومثلتها إذاعة لندن العربية مرارا، مثلت بتونس والجزائر أكثر من مائتي مرة (حياة كفاح 2/ 392 - 395). 8 - حرب الثلاثمائة سنة (1492 - 1792) (طبعة أولى الجزائر 1968) ثانية 1976 كشف هذا الكتاب عن مطامع إسبانيا في شمال إفريقيا، وانتهاء أحلامها بالفشل والإخفاق. 9 - حياة كفاح (مذكرات) في ثلاثة أجزاء (الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1977، 1982) وفيه تفاصيل وافية عن حياته ونشاطه ونضاله في تونس والجزائر. 10 - مذكرات نقيب أشراف الجزائر. 11 - محمد عثمان باشا داي الجزائر، وخلاصة تاريخ الجزائر العثمانية (نشر المكتبة المصرية الجزائر 1938) أن العنصر العثماني بالقطر الجزائري كان هو العدو الألد للسلطة الفرنسية وشوهت الدعاية الاستعمارية الفاجرة الكاذبة هذا العنصر حتى قال الناس: إن فرنسا جاءت منقذة وأنه لولا تدخلها لما بقي في أرض الجزائر أحد من رجالها، ولا شيء من خيراتها، وبين فيه حقيقة القرصنة، وأنها كانت نوعا من الحرب المشروعة النظامية شاركت فيها كل دول العالم، ولم يكن المسلمون خلالها إلاّ مدافعين. ولم تكن عندنا بحال من الأحوال «لصوصية بحر» كنا نسالم من يسالمنا ونحميه، وكنا نحارب من يحاربنا ونرديه، وأظهر أن حالة التعليم خير مما هي عليه في الحاضر وأن الأمية كانت أقل مما هي عليه سنة 1937 وبين أن العدالة والجباية والحرية كانت خيرا مما عليه أوروبا في تلك العصور.

واهتبل الفرصة للكشف عما ارتكبه الفرنسيون أثناء احتلال الأرض الجزائرية من مذابح وفظائع وتحطيم وإحراق وأورد على ذلك شواهد كثيرة جدا مما ذكره الفرنسيون أنفسهم في كتبهم. وتلقى مسيو «كاروت» المدير العام لمكتبة هاشيت بالقطر الجزائري، والمكتبة المصرية تابعة لمكتبة هاشيت، تلقى من الحكومة توبيخا عنيفا وتهديدا سافرا على طبع الكتاب فلم يجرأ على إعادة طبعه (ينظر حياة كفاح 2/ 266 - 271). 12 - المسلمون في جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا (المطبعة العربية، الجزائر 1946) قدم فيه دراسة وافية عن جزيرة صقلية وتاريخها القديم، ثم أفاض الكلام عن الفتح الإسلامي وأسبابه وظروفه واندفاع المسلمين نحو تلك الجزيرة، وكيف أخذت المدنية الإسلامية تزهو وتزدهر وتزخر، وكيف وثب المسلمون من هنالك إلى جنوب إيطاليا ينشرون المدنية ويؤسسون في مدينة «باري» بالجنوب الشرقي الإيطالي إمارات زاهية زاهرة، ثم تتبع تاريخ ولاتهم وأمرائهم إلى أن وصل إلى استيلاء النرمان على الجزيرة ثم إنهم كيف تهذّبوا بها وأصبحوا يعتمدون على العلماء والصناع المعماريين المسلمين في كل شئونهم ولما جاءت دولة الجرمانيين أخرجوا بقايا المسلمين من الجزيرة، وختم ببيان واف عما نشأ بتلك الجزيرة من عالم وأديب، وذكر ترجمة ثلاثين منهم، وذكر مؤلفاتهم ونبذا من شعرهم (ينظر حياة كفاح 2/ 341 - 343). 13 - قرطاجنة في أربعة عصور، تاريخ شمال إفريقيا قبل الإسلام (المطبعة الأهلية بتونس 1927). اختار له أبدع الصور الأثرية التي لم يسبق نشرها إطلاقا في اللغة العربية. وطبع له مصورا جغرافيا لكامل المغرب العربي الكبير الحجم. واضح الشكل كتب بخط عمر راسم (ينظر عنه حياة كفاح 2/ 107 - 109).

المراجع

المراجع: - حياة كفاح 2 جزءان والثالث ط.1982. - النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس 1900 - 1962 لمحمد صالح الجابري (الدار العربية للكتاب 1983، تونس مطبعة القلم) ص 192، 284، 285، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 294، 295، 296، 297، 298.

510 - المدني (1307 - 1378 هـ‍) (1889 - 1959 م).

510 - المدني (1307 - 1378 هـ‍) (1889 - 1959 م). محمد بن خليفة بن حسن ابن الحاج عمر خلف الله المشهور بالمدني ويقال المداني بإمالة الدال، المفسر الفقيه، الصوفي الذي تنسب إليه الطريقة المدنية الشاذلية، وهي غير الطريقة المدنية الشاذلية الليبية. ولد بقصيبة المديوني من ولاية المنستير، وهو من ذرية الولي الصالح الشيخ سيدي المديوني الذي تسمت به قصيبة المديوني. كان والده مقدم الطريقة الظافرية المدنية، ولقب لأجل ذلك بالمدني. دخل الكتاب، وحفظ القرآن العظيم، وبعد ذلك ارتحل إلى تونس فالتحق بجامع الزيتونة وأخذ عن أعلامه المشايخ، محمد بن يوسف شيخ الإسلام الحنفي، وبلحسن النجار، ومحمد الطاهر بن عاشور، وأجازه الشيخ محمد جمال الدين بن محمد الأمير، بن حسن مفتي المالكية بمكة، وهي إجازة في علم التفسير والحديث والفقه والتوحيد وأوراد وأحزاب، ومن مشايخه محمد الصادق النيفر وغيره. وفي السنة الأخيرة من سنوات الدراسة بجامع الزيتونة خلال سنة 1328/ 1910 اتصل في تونس بالشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي (ويقال ابن عليوة) المستغانمي الجزائري شيخ الطريقة العلاوية المتفرعة عن الدرقاوية الشاذلية وهو شيخ يقرب من العامي ويدين بوحدة الوجود (ينظر عنه حياة كفاح 2/ 70، 74) الذي ورد إلى تونس لطبع كتابه المسمى «بالمنح القدسية في شيخ المرشد المعين بالطريقة الصوفية»، وهو

مؤلفاته في التفسير

كتاب محشو جهالة وخرافات مضحكة، فأعجبه مشربه الصوفي، وسافر معه إلى مستغانم ببلاد الجزائر، وتفانى في خدمته، وقرّبه هذا الشيخ وأدناه حتى صار من أعز الخواص، وقد اقتضى نظره أن يوجهه إلى نشر الطريقة في أنحاء القطر الجزائري ثم إنه أجازه إجازة عامة في الطريقة في 11 ذي الحجة 1329، وبقي في خدمة شيخه نحو ثلاث سنوات استكتبه فيها لتأليف رسائله، ثم أجازه في تلقين الورد العام والاسم الخاص والمفرد، وتلقين أسرار التوحيد، وأذنه في نشر الطريقة بالقطر التونسي، وبذلك تحولت وجهة نظره فبعد أن كان عازما على إتمام دراسته بجامع الزيتونة والإحراز على شهادة التطويع، ثم الوصول إلى وظيفة تضمن له العيش، أصبح صوفيا جادا في تربية العموم بالطريقة، ولبث نحو، نصف قرن في نشر الطريقة وتربية المريدين في قرى الساحل ومدنه وصفاقس وقابس وغيرهما من المدن، وأسس زاوية ببلدته قصيبة المديوني. توفي في صبيحة يوم الخميس الثامن من ذي القعدة سنة 1378/ 14 ماي 1959، ودفن في زاويته بقصيبة المديوني. مؤلفاته في التفسير: أ - تفسير سورة الواقعة، جمع في تفسيرها بين الظاهر والباطن، وسماه بالروضة الجامعة في تفسير سورة الواقعة، ألّفه باقتراح من الشيخ المفتي محمد السخيري المنستيري. طبع بتونس. ب - تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ} إلى قوله: {فَقِنا عَذابَ النّارِ}. ج‍ - تفسير قوله تعالى: {إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} إلى قوله: {وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً}.

وله شرح على بعض الأحاديث

د - تفسير قوله تعالى: {اللهُ نُورُ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} إلى قوله: {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * *} ويسمى رسالة النور. هـ‍ - تفسير قوله تعالى: {وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً}. و- تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}. ز - تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} الآية. ح‍ - تفسير قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} الآية. ط - تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْاالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}. ي - تفسير قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ} الآية. ك - تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى}. ل - تفسير قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ}. م - تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ} الآية. ن - تفسير قوله تعالى: {وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ}. س - تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ}. ع - تفسير سورة الفاتحة، وهو تفسير يجمع بين الظاهر والباطن. وله شرح على بعض الأحاديث: أ - كشرح حديث: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله» الحديث، تكلم عن هذا الحديث حين زيارته لمقام عقبة بن نافع عام 1346/ 1928

وله من الرسائل

وجرت مذاكرة قلمية مع بعض من أهل الطريقة العلاوية. فاقترح عليه بعضهم أن يشرح هذا الحديث فشرحه بجميع طرقه العلمية والحكمية (ظاهرا وباطنا) وأرسل به إلى جريدة «البلاغ» الجزائرية فنشرته. ب - شرح قوله صلّى الله عليه وسلم: «لي وقت لا يسعني الأرض». ج‍ - شرح حديث: «أن تعبد الله كأنك تراه» الحديث. د - شرح قوله صلّى الله عليه وسلم: «إن الله قبض قبضة من نور» الحديث. هـ‍ - شرح ما نسب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من عشق فكتم فعف فمات مات شهيدا». و- شرح قوله صلّى الله عليه وسلم: «نية المؤمن خير من عمله». ز - شرح قوله صلّى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو تدومون» الحديث. ح‍ - رسالة اللحظة المرسلة في شرح حديث حنظلة، رسالة صغيرة مطبوعة بتونس. - الديوان - فيه مئات من الأبيات المنظومة في الاستغراق في الحضرة الإلهية للحضرة المحمدية. وله من الرسائل: 1 - رسالة برهان الذاكرين في الرد على المنكرين. 2 - تحفة الذاكرين بمحاورة وحكم العارفين، صغيرة الحجم. 3 - كفاية المريد في فن التوحيد وشرحها يسمى «المنهل المريد على كفاية التوحيد». 4 - رسالة اللباب في إثبات الحجاب بالسنة والكتاب، ط. تونس. ومن مؤلفاته في التصوف خاصة: 1 - شرح على ألفية شيخه العلاوي في التوحيد والعبادات والتصوف

وله مؤلفات في مسائل فقهية

سماها «الأصول الدينية في شرح الرسالة العلاوية». 2 - شرح أبيات عمر بن الفارض التي أولها: وبما شئت من هواك اختبرني … فاختباري ما فيه إلاّ رضاك 3 - من أحوج الناس إلى صحبة شيخ التربية. 4 - مسألة في اسم الصدر. وهو وجماعته في مجامعهم يذكرون بصوت يخرج من الصدر يزعمون أنه اسم الله، وتعالى الله أن يذكر أو يسمى بما لا يعقل. 5 - مقالة في الفرق بين الإرادة والرضا والمحبة. 6 - شرح حكمة لبعضهم: «من أقبل على الدنيا» إلخ. 7 - حكم التوسل. 8 - وظيفة تسمى شجرة الأكوان. وله مؤلفات في مسائل فقهية: 1 - مسألة مس المصحف. 2 - مأموم سلم قبل الإمام. 3 - عدة المطلقة. 4 - هل يحجب الجد أبناء إخوة الميت. 5 - مسألة في زكاة العين. 6 - مسألة يسقط الدين زكاة الحرث. وله رسالة في الإسلام والإيمان والإحسان تسمى هدية الإخوان نظما، وله شرح على الجوهر المكنون في البلاغة للشيخ عبد الرحمن الأخضري الجزائري.

المراجع

رسائل إلى صفاقس وقابس وغيرهما من المدن، تحتوي على مذاكرات ونصائح وتوجيهات. المراجع: هذه الترجمة أمدّني بوثائقها الأخ الصديق الأستاذ محمد الحبيب السلامي وتسلمها من السيد الحاج المبروك ابن الحاج أحد أتباع طريقة الشيخ المترجم، وينظر عنه كتاب الشهائد والفتاوي فيما صح لدى العلماء من أمر الشيخ العلاوي، جمع محمد بن محمد بن عبد الباري الحسني التونسي، المطبعة التونسية، نهج سوق البلاط 57 تونس 1349/ 1931 ص 83.

511 - ابن مراد (0000 - 1399 هـ‍) (0000 - 1979 م).

511 - ابن مراد (0000 - 1399 هـ‍) (0000 - 1979 م). محمد الصالح ابن الشيخ المفتي أحمد بن مراد، الحنفي الفقيه، الكاتب ولد بتونس ولا أعلم شيئا عن تفاصيل حياته سوى أنه تعلّم بجامع الزيتونة، ونجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، وباشر خطة العدالة (التوثيق) ثم ارتقى إلى التدريس من الطبقة الأولى وبعد ذلك ولي الإفتاء، ثم مشيخة الإسلام الحنفية في عهد محمد الأمين باي (آخر البايات بتونس) وعزل عن مشيخة الإسلام في سنة 1946 وولي عوضه الشيخ محمد الدامرجي. وأصدر أعدادا من مجلته «شمس الإسلام». توفي يوم الثلاثاء في 8 ربيع الأول 1399/ 6 فيفري 1979 ودفن في اليوم الموالي. له الحداد على امرأة الحدّاد، ردّ به على كتاب «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» للطاهر الحداد، طبع في تونس بلا تاريخ، ولعل طبعه كان قريبا من سنة 1349/ 1931 إذ ورد في آخره ما نصه، وكان الفراغ من تأليفه يوم الاثنين السادس عشر من ذي الحجة الحرام سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف.

512 - المرادي (من رجال القرن السادس هـ‍) (الثاني عشر م).

512 - المرادي (من رجال القرن السادس هـ‍) (الثاني عشر م). أبو بكر بن الحسن المرادي القيرواني، الفقيه الأديب الشاعر، تجول في بلاد الأندلس منتجعا ملوك الطوائف، ثم استقر أخيرا في جنوبي المغرب الأقصى (زمن دولة المرابطين)، فولاّه الأمير محمد بن يحيى بن عمر قضاء العسكر إلى أن توفي بدكّالة من بلاد الصحراء. قال ابن بسام في التعريف به: «وكان أبو بكر هذا فقيها فطنا وشاعرا لسنا، ممن جمع براعة الفقهاء وبراعة الشعراء النبهاء، وتصرف تصرف المطبوعين، وتكلم بألسنة المجيدين، أشعار كصفحات البدور، ودواوين كأثباج البحور ... » له رسالة في الرد على المؤدب بالمرية وليد بن عبد الوارث المنبوز بالبقري القائل بقدم الحروف فنظم المترجم قصيدة قال فيها: لا در در سخافة … شنعاء جاء بها الوليد كفر تكاد له الجبا … ل على ثقالتها تميد قل للرئيس الأحوص‍ … ي ورأيه أبدا سديد حمق المؤدب فادعى … من بينهم ما لا يحيد مكنتموه من الكلا … م وجهله أبدا يزيد وتركتموه مسرّحا … أين السلاسل والحديد؟ أغلا الحديد بأرضكم … أم ليس يمكنه الحديد المرجع: - الذخيرة لابن بسام، تحقيق د. إحسان عباس (ط. تونس) ق 4 م 1، ص 364 - 367.

513 - المراكشي (0000 - 1148 هـ‍) (0000 - 1736 م).

513 - المراكشي (0000 - 1148 هـ‍) (0000 - 1736 م). محمد بن محمد بن علي المراكشي الصفاقسي، الفقيه الصوفي، الناظم، تلميذ أبي الحسن الكراي، وخليفته في زاويته، أصل أسلافه من مراكش استقرّوا بصفاقس حوالي القرن الثامن للهجرة. استأذن شيخه أبا الحسن الكراي في الحج، ولما رجع أقامه الشيخ مقامه، وصار يعمل الميعاد من الجمعة إلى الجمعة بقراءة كتب الوعظ والسير والمغازي والتحريض على الجهاد وأفعال الطاعة كما هي عادة البلد في ذلك التاريخ، ويعلّم التلاميذ علم الطريقة والحقيقة إلى أن توفي الشيخ أبو الحسن الكراي فاستقل بالزاوية بعده. توفي في 19 رمضان، ورثاه تلميذه محمد الفرياني، بمرثية طويلة منها: وبعد ثنائي بالجميل تأسيا … أردت بمرثاتي الذي كان لي يقري محمد المراكشي الذي سما … على عصره بالجود والبذل والقدر له منطق عذب يشوق من أتى … لمجلسه المرسوم للوعظ كالعطر فوفقه رب السما في حياته … إلى أن توفاه الصفوح عن الوزر ففي شهر رمضان المعظم قدره … عفا عنه رب جاد بالصفح والستر بليلة عشر منه تتلو لتسعة … توفاه مولاه قبيل ضيا الفجر لدى عام ألف وأربعين ومائة … تليها ثمان بالحساب وبالحصر ورثاه ابنه أحمد بمرثية طويلة. له قصائد وموشحات، وخمس قصائد كثيرة. المصدر: - نزهة الأنظار 2/ 155 - 156.

514 - المرجاني (633 - 699 هـ‍) (1235 - 1300 م).

514 - المرجاني (633 - 699 هـ‍) (1235 - 1300 م). عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الله بن محمد البكري العرشي التونسي الإسكندري المعروف بالمرجاني (¬1)، أصله من تونس، وولد بالإسكندرية، وتوفي بتونس. كان من أصحاب أبي الحسن الشاذلي، وكان واعظا من الأعلام في الفقه والتصوف، قدم مصر، ووعظ بها، قال الشعراني: «وامتحن، وأفتى العلماء بتفكيره ولم يؤثروا فيه فعملوا عليه الحيلة وقتلوه» (¬2). كانت له مكانة لدى أمراء الدولة الحفصية، وكان صديقا حميما لقاضي الجماعة أبي يحيى أبي بكر الغوري الصفاقسي. توفي في أوائل جمادى الأولى (¬3) ودفن بمقبرة الزلاج. مؤلفاته: 1 - بهجة النفوس والأسرار في تاريخ هجرة النبي المختار (تاريخ للمدينة) في مكتبة عارف حكمت (مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة 45 تاريخ). ¬

(¬1) وهو معاصر لسميه أبي محمد عبد الله المرجاني المغربي، ينظر معالم التوحيد 70 - 72 الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 264 - 266. (¬2) لم أجد مستندا في هذا. (¬3) في الفارسية أنه دفن في 23 ذي الحجة.

المصادر والمراجع

2 - أملى دروسا في التفسير جمعها ابن السكري من كلامه سمّاها «الفتوحات الربّانية في المواجد المرجانية» (خط في التيمورية بدار الكتب المصرية). 3 - شرح الزايرجة للمراكشي. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 125 (ط 5/). - تاريخ الدولتين 43. - تذكرة الحفاظ 4/ 270 في وفيات سنة 699. - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 264 - 265. - شجرة النور الزكية 193. - شذرات الذهب 5/ 151. - شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 1/ 223. - الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 203. - العبر 5/ 408. - الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية 154. - كشف الظنون 29، 152، 237، 444. - معالم التوحيد 181. - معجم المؤلفين 6/ 130. - هدية العارفين 1/ 63.

515 - ابن مرزوق (000 - 472 هـ‍) (0000 - 1080 م).

515 - ابن مرزوق (000 - 472 هـ‍) (0000 - 1080 م). عبد الدائم بن مرزوق بن خير أبو القاسم، من كبار علماء اللغة ورواة الأدب. ولد بالقيروان، ورحل صغيرا في طلب العلم إلى المشرق، فدخل العراق، وأخذ بالبصرة عن أبي الحسين بن الحسن، وهلال بن المحسّن في سنة 426/ 1084، ولقي أبا العلاء المعري بالشام، وروى عنه شعره مباشرة، ودخل مصر فقرأ على أبي الحسن الحوفي، ثم رجع إلى بلده بعلم جم، وقد أدخل كثيرا من كتب اللغة والأدب. وأقام بالقيروان إلى الزحفة الهلالية، فخرج من القيروان وتوجه إلى الأندلس، ونزل بالمرية وإشبيلية، ونشر العلم، وقد أخذ عنه أعلام منهم محمد بن السيد البطليوسي، وأبو جعفر محمد بن الحكم السّرقسطي، ومحمد بن أغلب بن أبي الدوس المرسي، وأورد له ابن السيد البطليوسي في كتابه «الاقتضاب ص 267» روايته عنه بقوله: «وفي رواية ثعلب التي رويناها عن الشيخ عبد الدائم بن مرزوق القيرواني» وقد ورد اسم والده وجده محرفا في كتاب «الصلة» لابن بشكوال حيث جعله عبد الدائم بن مروان بدل ابن مرزوق وابن جبر بدل خير، وكذلك جاء في «بغية الملتمس». توفي بطليطلة. مؤلفاته: 1 - حلى العلي، وهو معجم في اللغة ذكره أحمد بن يوسف الفهري اللبلي

المصادر والمراجع

في شرحه لفصيح ثعلب، ونقل عنه في عدة مواضع من تآليفه وأكثر أبو حيان في كتابه «الارتشاف» من النقل عنه. 2 - المكتفي في شرح ديوان المتنبي نقل عنه ابن الابار في «تكملة الصلة». المصادر والمراجع: - الصلة 1/ 382 (مصر) وفيها وسمع بالأندلس من أبي عمر بن عبد البر وغيره. - بغية الوعاة 2/ 75. - بغية الملتمس 1128 رقم 386. - ورقات 1/ 184، 185. - الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 192، 193. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 792 رقم 110.

516 - المرزوقي (1336 - 1402 هـ‍) (1916 - 1981 م).

516 - المرزوقي (1336 - 1402 هـ‍) (1916 - 1981 م). محمد (بالفتح) بن مصطفى بن علي المرزوقي، ذو الشخصية الخصبة المواهب المتعددة الجوانب، الأديب الشاعر، الصحفي، الباحث القصاص، والمناضل الوطني. ولد في 22 سبتمبر 1916 بقرية العوينة مركز دوز من أرض نفزاوة في ولاية قبلي بالجنوب التونسي حيث مضارب قبيلة المرازيق المنحدرة من بني سليم، وهذه القبيلة تعيش في جو شاعري حيث واحات النخيل، وخرير المياه، وزقزقة العصافير، وظهر منها عدة شعراء في الشعر الملحون الشعبي، والشعر يدور على ألسنة أفراد القبيلة رواية وحفظا. في هذا المناخ الشاعري عاش المترجم صدرا من حياته، وسمع الشعر، وهوت نفسه إليه. دخل الكتاب فحفظ القرآن، ثم رحل إلى تونس العاصمة، فدخل المدرسة الابتدائية بنهج الكنز سنة 1927، وغادرها في عام 1930 قبل التحصيل على شهادتها فالتحق بجامع الزيتونة، وتابع الدروس الليلية بالمدرسة الخلدونية، وتحصل منها على ديبلوم العلوم العملية في سنة 1933، ثم أحرز على الشهادة الأهلية من جامع الزيتونة في سنة 1935، وزجّ به في السجن المدني بالعاصمة في 15 أفريل 1938 وأفرج عنه في 13 أوت من نفس السنة، على أنه وضع تحت الرقابة لمدة ستة أشهر كان يتردد أثناءها على مشيخة المدينة للإمضاء على الحضور كل خمسة عشر يوما.

وعاد إلى الدراسة بجامع الزيتونة بعد الخروج من السجن، وكوّن هو وجماعة من زملائه الطلبة المثقفين في المشرب السياسي جريدة «الهلال» وفتحوا واجهتين واجهة ضد السياسة الاستعمارية وواجهة ضد أنصارها من الشيوخ الجامدين، وكان هو شخصيا يرى الاقتصار على الواجهة الأولى حتى لا تتحد القوتان ضدهم. ولم ترق هذه الحركة الطالبية الكتابة العامة للحكومة (وهي مصلحة فرنسية استعمارية) وطلبت من شيخ جامع الزيتونة في أوائل أفريل 1939 القضاء على هذه الحركة الخطيرة بالزيتونة، وطرد القائمين بها، ومنعهم من مواصلة تعلمهم، وكان شيخ الجامع في ذلك العهد هو الشيخ صالح المالقي آلة طيعة في يد الفرنسيين، ينفذ رغباتهم خوفا منهم، فجمع مجلس التأديب لمحاكمة الجماعة الذين سموهم «بالشياطين العشرة» بتهمة النيل من كرامة الجامع وشيوخه، وقدم للمجلس أعدادا من جريدة «الهلال» وطلب من أعضائه الأربعة الحكم بسرعة على الطلبة المقدمة أسماؤهم لهم بالطرد من الجامع، ولما اعترض أحد الأعضاء بأن هذه المحاكمة غير قانونية لأن قانون الجامع ينص على حضور المتهم والترخيص له في الدفاع عن نفسه أو اختيار من يدافع عنه، غضب شيخ الجامع وأفهمه بأن المطلوب منه الإمضاء على الحكم المطلوب بدون مناقشة وإلاّ اعتبر من (إخوان الشياطين) الذين لا يسلمون من العقوبة، وأوضح أن حضور المتهمين لا فائدة منه لأنه لا حجة لدى إدارة المشيخة عليهم ما داموا يمضون بأسماء مستعارة، وصدر الحكم بطردهم من جامع الزيتونة وطلب شيخ الجامع من الكتابة العامة إبعادهم عن العاصمة (ومن بينهم المترجم) لأن وجودهم فيها سيحدث تشويشا في الطلبة، ولم يتفطن هؤلاء الطلبة المنكودون المظلومون إلاّ وقائمة أسمائهم منشورة على عرصات جامع الزيتونة، واتصلوا بإنذار من إدارة الأمن في وجوب مغادرة العاصمة كل إلى مسقط رأسه، وهذه الحادثة الظالمة أثارت

انفعاله، وأهاجت شجونه فقال فيها قصيدة بقيت منها هذه الأبيات، ووجهها من مسقط رأسه بالجنوب التونسي إلى الشيخ صالح المالقي شيخ جامع الزيتونة وهذه هي الأبيات: قولوا (لشيخ) الجامع المتعامي … مهلا فإنك صائر لحمام ماذا تقول أمام ربك عن أذى … ألحقته بالشعب والإسلام؟ أتخون شعبك في أعز شبابه … لتنال منزلة لدى الظلام يا خائنا للعلم خلفك شاعر … سيحط رأسك في أحط رغام وفي جويلية 1939 رجع إلى العاصمة بصفة سرية، وفي أول ماي 1940 ألقت عليه الجندرمة القبض بالعاصمة، وركب قطار الليل تحت الحراسة إلى قابس، وهناك مكث بسجن الجندرمة إلى عشية 3 ماي، ثم نقل في سيارة خاصة إلى قبلي حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية هناك، وفرض عليه عامل (والي) المكان رحومة بن الهيبة المبيت ليلا بالسجن من الخامسة مساء إلى الخامسة صباحا ومقابلة حراس مكتب الأمور الأهلية والإمضاء في دفتر خاص بإدارة العمل (الولاية) كل صباح. وقد أثر المبيت في السجن على صحته تأثيرا سيئا أدى إلى مرض خطير نقل من أجله إلى المستشفى وأصيب أيضا بمرض الملاريا الذي تسرب إليه من ماء البلد. والذي عانى منه ما عانى مدة سنة كاملة ولما غادر المستشفى تدخّل الطبيب الفرنسي فأنقذه من المبيت بالسجن، ولما جاء إلى قبلي السيد علي بن أبي الضياف عاملا (واليا) أراحه من مراقبة الفرنسيين، ومن الإمضاءات اليومية وأطلق له حرية التنقل في الأماكن القريبة، ثم تدخّل لدى السلطة العليا حتى وافقت على نقله إلى مسقط رأسه. وألقى في المؤتمر الدستوري المنعقد بالعاصمة في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر 1937 قصيدا رائعا كان له دوي لدى المؤتمرين، وأعيد إلقاؤه مرارا بطلب من الجمهور، ونشر بجريدة «العمل» لسان حال الحزب، أما بقية الجرائد فلم تتجرأ واحدة منها على نشره. وهذا القصيد

من أعظم الأسباب التي كونت له ملفا أسود في دوائر الشرطة الاستعمارية، وأشير له في ملفاتهم بالشاعر الثوري، وهذه مقتطفات من القصيد: مهلا فؤادي ففي الأيام أيام … بها تحقق آمال وأحلام الدهر يعبث حينا ثم تعقبه … من المسرة والأفراح أعوام إن كان في حكمه نقض بآونة … فإنما به ذاك النقض إبرام هذا التقلب قد مارت به زمنا … ألباب أهل الحجا منا وأفهام لذا كلي أمل أني أرى زمنا … به توارى عن الأنظار آلام ولست ممن يزور اليأس معقله … لأنني من حياة الذل سئّام قلبي يتوق إلى حرية قربت … وإنه للقاها اليوم بسّام سيخدم السعد شعبا ظل محتملا … كل الأذى وهو ممراح ومقدام ويرجع الملك رب الملك بعد مدى … وإن تقاسمه سود وأروام من بعد معركة حمراء طاحنة … فيها تحطم أرأس وأقلام النصر فيها حليف الحق لا عدد … تفوز فيها ولا جند وأرقام الحق يحسم فيها كل مشكلة … والحق في سائر الآباد حسّام هناك بعد ما طأطأت يا وطني … دهرا إلى الأجنبي تعلو لك الهام هناك أعلامهم تضحى منكسة … إليك تخفق فوق الرأس أعلام لا ترتضي قول من يدعوك يا وطني … إلى الرضا فهو تضليل وإبهام الحق يؤخذ قسرا لا مسالمة … صرح وجاهر فما في الحق إيهام طالب وجاهد جهاد المستميت … يتول عنك إذا أقدمت إحجام وقل لمن يدعي فيك القصور ألا … يا قوم هذي ضلالات وأوهام بلغت رشدي فأعطوا الدار مالكها … فإنما ملك مال الغير إجرام جئتم تريدون خبزا فانثنيتم على … ملكي ورزقي ورب الناس علام وكنت إذ ذاك طفلا لا نصير له … واليوم كل من الأشبال ضرغام لذاك آمركم أن تتركوا وطنا … أنتم به اليوم سادات وحكام فإن رضيتم بسلم مرحبا بكم … وإن أبيتم فذا للحرب إعلام

كفاكم زمنا كنتم جبابرة … فيه وأنتم إلى الأبناء ظلاّم عهد به صار أبنائي عبيدكم … تبدلت فيه عادات وأحكام وما تنبهت والأخطار محدقة … لما يدبره في السر أقوام وهل تظنون أن الدهر غيّرني … كلا! فظنكم يا قوم أحلام أصلي العروبة، أما الضاد هي لغتي … بالرغم منكم وإن الدين إسلام * * * واليوم قد بان نور الشمس واتسعت … لشمس نهضتنا سهل وآكام بفضل من أرجعوا للشعب عزته … من بعد ما قد قضى عنه الألى ناموا وبعد قضاء نحو خمس سنوات بين السجن والنفي سمح له بأداء امتحان شهادة التحصيل في أواخر مدة مشيخة الشيخ محمد العزيز جعيط، فاجتاز الامتحان بتفوق وأحرز على هذه الشهادة سنة 1944. ثم اشتغل بالصحافة من عام 1944 إلى 1953، وكان يكتب في جريدة «النهضة» ويمضي بإمضاء «زورق اليم» وهو اسم منحوت من لقبه، غلى أن مشاركته في الإنتاج الصحفي من مقالات وشعر وقصص ظهرت وهو ما يزال طالبا وذلك في الصحف والمجلات الصادرة في عصر شبابه. واشترك في البرامج الإذاعية بإلقاء المحاضرات وتأليف القصص والمسرحيات منذ عام 1945 إلى قبيل وفاته. في أوائل سنة 1938 عن له أن يجمع مختارات من شعره في كراس خاص، وأن يقدمه للطبع فجمع من ذلك نحو 2500 بيت، وجاءت حوادث معركة 9 أفريل 1938 الشهيرة فأودت به إلى السجن حيث قضى به نحو الخمسة أشهر، ثم غادره ليجد محل سكناه قد نهب أثناء سجنه نهبا تاما، ولم يبق منه شيء من الفراش والغطاء والكتب والمخطوطات، وقد حزّ في نفسه أنه وجد السارق الناهب هو ناظر المدرسة التي يسكن بها

مؤلفاته

الذي كان طلبة جامع الزيتونة يؤمنون عنده المفاتيح، ومن الغريب أن الناظر أقرّ بفعلته الشنعاء، وتقدم إلى المترجم باكيا ملتمسا العفو، فصفح عنه، ولم يحزن المترجم على ضياع «الديوان» كما حزن على ضياع «كنش مذكرات» كان يحمل تاريخا مفصلا لجميع الأحداث السياسية وزاد في حزنه أنّ المذنب أقرّ بكل بساطة أنه أحرقه خوفا من تفتيش الشرطة ورأفة به هو حسب زعمه. توفي في 16 محرم 1402/ 13 نوفمبر 1981. مؤلفاته: 1 - أشعة الجمال (مطبعة الاتحاد، تونس 1354/ 1936) 64 ص وهو عبارة عن مقالات عن الجمال والحب عند القدماء وعند العصريين ورأي المؤلف فيها (ص 1 - 30) تليها قصة عنوانها الأحلام المزعجة أو طيف الحبيب (ص 31 - 51) وهي قصة غرامية، ثم آراء وتقاريظ لعدد من الكتاب وقد أصدر هذا الكتاب وهو ما يزال طالبا. 2 - أحاديث السمر (الدار التونسية للنشر 1973) قدّمها المؤلف بقوله: « ... إنها مجرد أحاديث سمر كتبت على الأسلوب القصصي أو وضعت في قالب القصة ... » إنها أحاديث أخذت من صميم الحياة، وقعت فعلا ليس لي فيها إلاّ الرواية وأما أن الواقع يقتضيها فالمجالات الصحراوية والريفية التي وصفت في بعض الأحاديث كانت مرتعا لصباي، ومن محيطها وشيوخها وعجائزها رويت تلك الأحاديث، وإذا وصفت حياة العمال في المعامل والأفراد في العائلات أو العائلات في الأحياء ومظاهر التفسخ في المجتمع الحضري، فتلك حياة عرفتها في العاصمة وأنا كبير مدرك. 3 - أحمد ملاّك شاعر الحكمة والملحمة، دراسة ونماذج، وزارة الشئون

الثقافية (تونس 1980) وأحمد ملاك هذا شاعر صفاقس من القرن التاسع عشر. 4 - بورقيبيات من شعر الكفاح، وزارة الشئون الثقافية تونس 1981، 64 ص ديوان شعر وهو آخر ما ظهر له بتونس في حياته ويحتوي على قصائد خاصة بالكفاح الوطني وبجهاد المجاهد الأكبر نظمت ما بين 1936 و 1967 في مناسبات وطنية متعددة، ونشر بعضها في ديوان «بقايا شباب» وبعضها لم ينشر سابقا. 5 - بين زوجتين وقصص أخرى (سلسلة كتاب البعث رقم 23 تونس ديسمبر 1957) 116 ص وهو مجموعة قصصية اجتماعية المضمون، تصور المجتمع التونسي والعلاقات بين الأزواج وبين الأجيال في فترة الاستقلال الوطني وهي قصص واقعية استوحاها من الحياة اليومية، ومن أهم أغراضها التحولات الهامة التي شاهدتها أصناف المجتمع وعاشتها عقليات الناس والصراع المشتد بين المحافظين من الشيوخ والمتحررين من الشباب. 6 - الجازية الهلالية، قصة من التراث الشعبي (الدار التونسية للنشر تونس 1978) 382 ص من الحجم الكبير، أضفى عليها من خياله وبيانه وزادها من شعره بعض القصائد والمقطوعات، وقد عمد إلى حذف كثير من الأحاديث من «تغريبة بني هلال» بتونس. 7 - الأدب الشعبي (الدار التونسية للنشر تونس 1967) 240 ص يعرف بالأدب الشعبي ومضامينه الأساسية، الأساطير، الأمثال، التعابير والألغاز الشعر وأقسامه وفروعه وموازينه وأغراضه. 8 - جزاء الخائنة (تونس 1947) قصة. 9 - ثورة المرازيق بالجنوب الغربي التونسي (1943) بالاشتراك مع علي

المرزوقي (سلسلة معارك وأبطال 4، دار بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع تونس 1979). 10 - خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصفهاني الكاتب، قسم شعراء المغرب، 3 أجزاء تحقيق بالاشتراك مع محمد العروسي المطوي، والجيلاني بن الحاج يحيى (الدار التونسية للنشر والشركة الوطنية للنشر والتوزيع، تونس - الجزائر 1971). 11 - بقايا شباب (ديوان شعر، تونس). 12 - دموع وعواطف (تونس 1365/ 1946) المطبعة الفنية نهج المفتي، 112 ص أول ديوان له يتضمن أشعار الشباب الوجدانية. 13 - ديوان الحكيم أبي الصلت أمية بن عبد العزيز الداني، جمع وتحقيق وتقديم (دار الكتب الشرقية تونس 1974) 174 ص جمعه من مظان عديدة خاصة من «الخريدة» للعماد الأصفهاني. 14 - ديوان الفيتوري تليش، شعر شعبي تقديم وتحقيق وشرح الغوامض، وزارة الشئون الثقافية منشورات مجلة الحياة الثقافية، تونس 1976 تتناول المقدمة الرمزية في الشعر الشعبي، وهو شعر من «غبتن» في الجنوب التونسي شمالي مدينة مدنين، وقد تعلق الناس بشعره الواغل في الرمزية، وتلقفته الأفراح والأعراس، وتوفي الشاعر سنة 1944. 15 - حسونة الليلي، ملحمة شعبية، جمع وتقديم وشرح ألفاظ، وزارة الشئون الثقافية منشورات مجلة الحياة الثقافية تونس 1976 - قصة شعرية تتغنى بحب رجل فاجأته نظرة امرأة فتبعها قلبه وضحى بكل شيء في سبيلها بمنصبه وزوجته وماله، وشق الصحارى، وعانى الأهوال، وقاسى الشدائد، ويستنتج المؤلف أن أحداث هذه القصة تعود إلى أواخر العهد الحفصي بطلها أحد أحفاد أبي الليل وهو

حسونة الليلي، جمع المؤلف قصيدتين ترويان هذه القصة، قصيدة لسالم العيدودي وأخرى لحمدون شلبي أو أحمد ملاّك، وبين المؤلف الاختلافات بينهما. 16 - الدغباجي محمد بن صالح، سلسلة معارك وأبطال رقم 5 طبعة ثانية مزيدة ومنقحة منشورات مكتبة المنار، تونس 1979 مقدمة الطبعة الأولى مؤرخة في جوان 1968. 17 - دماء على الحدود ثورة 1915 سلسلة معارك وأبطال رقم 3 الدار العربية للكتاب تونس ليبيا 1976. 18 - الشعر الشعبي والانتفاضات التحريرية من سلسلة أعلم رقم 7 سلسلة الثقافة العامة، الدار التونسية للنشر 1971، 112 ص من الحجم الصغير. 19 - الشهيد مصباح الجربوع (1914 - 1958) سلسلة معارك وأبطال منشورات مكتبة المنار تونس 1979. 20 - صراع مع الحماية، سلسلة معارك وأبطال رقم 2 دار الكتب الشرقية تونس 1973. 21 - الطاهر الحداد، حياته تراثه بالاشتراك مع الجيلاني بن الحاج يحيى، دار بوسلامة للطباعة والنشر، تونس 1963. 22 - عبد الصمد قال كلمات (تشنشين) تقديم وشرح وزارة الشئون الثقافية إدارة الموسيقى والفنون الشعبية قسم الأدب الشعبي، مطبعة الدار التونسية للنشر تونس بدون تاريخ (1968). عبد الصمد هو الشابي من الشعراء الشعبيين الفائقين في تونس والجزائر حتى نسب إلى حبكة الألغاز، وحتى صار نعت «الصمدي» أو «الصندي» يدل على المتين والصحيح من الأمور ووصفوا كل أحجية متينة التركيب تامة الشروط بأنها كلام صمدي،

بل إنهم يصفون كل كلام حسن حكيم بأنه صمدي ولو كان في غير الألغاز. 23 - عبد النبي بالخير داهية السياسة وفارس الجهاد، الدار العربية للكتاب تونس ليبيا 1978، 300 ص. يستعرض هذا الكتاب سيرة رجل قاوم الاستعمار الإيطالي من 1911 إلى 1930 بدهائه وسلاحه ثم تشرد في صحراء الجزائر حيث قضي عليه عطشا ودفنته رمالها إلى الأبد وهو مجاهد لم يكتب عنه المؤرخون إلاّ فقرات مقتضبة في كتب التراجم الليبية، ويحلل هذا الكتاب حياة هذا الرجل ومواقفه السياسية والبطولية جامعا الوثائق التي لها اتصال بشخصيته. 24 - مع البدو في حلهم وترحالهم، الدار العربية للكتاب، تونس ليبيا 1983 من آخر الكتب التي أخرجها آخر حياته، وهو عرض كامل لحياة البدو في الجنوب التونسي وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم. 25 - أبو الحسن علي الحصري القيرواني بالاشتراك مع الجيلاني بن الحاج يحيى من منشورات مكتبة المنار 1963، 521 ص، وأعادت طبعه الشركة التونسية للتوزيع، تونس 1974. الكتاب دراسة عن عصر الشاعر وحياته وشعره ونثره. 26 - يا ليل الصب ومعارضتها، بالاشتراك مع الجيلاني بن الحاج يحيى. الدار العربية للكتاب تونس ليبيا 1978، 300 ص. 27 - في سبيل الحرية، منشورات مكتبة النجاح، تونس 1956، 96 ص مجموعة قصصية وطنية متركبة من 18 أقصوصة تعلم الشباب الفداء للوطن والإخلاص له والتعلق به. 28 - المعهد الرشيدي والموسيقى التونسية، تأسيسه، تراثه الفني بالاشتراك مع صالح المهدي تونس 1981.

29 - المهدية وشاعرها تميم نشر المعهد القومي للآثار والفنون. سلسلة المكتبة التاريخية رقم 9، تونس 1982. 30 - قابس جنة الدنيا، نشر مكتبة الخانجي بمصر ومكتبة المثنى ببغداد سنة 1962، 310 ص. 31 - ومما حققه مؤنس الأحبة في أخبار جربة تأليف محمد أبو رأس الجربي (كذا) تحقيق وتمهيد وتعليق تقديم ح. ح. عبد الوهاب، من منشورات المعهد القومي للآثار والفنون تونس 1960. والمؤلف الحقيقي للكتاب هو محمد أبو رأس بن أحمد الراشدي الغريسي المعسكري صاحب المؤلفات العديدة الذي قرأ بجامع الزيتونة وأقام بتونس مدة طويلة وزار كثيرا من مدنها. 32 - مختارات من محل شاهد، الدار التونسية للنشر تونس 1969. يفسر المؤلف عبارة محل شاهد بأنها «في عرف الأدباء التونسيين عبارة عن مثل سائر يتعاطاه شاعر كقاعدة لنظم مقطوع شعري على وزن مخصوص هو وزن القسيم المثنى الخفيف وهو الوزن المعروف بالعروبي». 33 - مختارات من شعر المهرجانات تقديم وتعليق وشرح كتابة الدولة للشئون الثقافية والأخبار إدارة الموسيقى والفنون الشعبية، تونس 1969. 34 - مختارات من القصائد التي ألقيت في المهرجانات القومية للشعر الشعبي بقابس (سبتمبر 1964) والقصرين (سبتمبر 1965) ومدنين (سبتمبر 1967) ومواضيع هذه القصائد وطنية وغزلية وأخلاقية واجتماعية وتتقدم القصائد نبذ عن حياة أصحاب هذه القصائد مع صور لهم، وفي الآخر شرح للألفاظ الغامضة في النصوص. 35 - الينبوع، قصة نقلها إلى الروسية كوروخيفسكي.

وله مؤلفات مخطوطة جاهزة للطبع: أ - أحاديث السمر (الأقسام 2 - 3 - 4). ب - اعترافات، وهي رواية إذا استثنينا سيد الأدغال، ولم تظهر إلاّ في شكل مسلسل إذاعي. ج‍ - الجهاد الليبي في الشعر الشعبي التونسي. د - خواطر، وفيه قطع طريفة لاذعة أحيانا في النقد الاجتماعي والتأملات تذكر إلى حد ما بلزوميات المعري. هـ‍ - تحقيق رحلة محمد بن عثمان الحشائشي إلى طرابلس (ليبيا) والصحراء وهو كتاب قضى في إنجازه سنوات عديدة، وكان من المشاريع التي شغلت باله باستمرار قبل موته، بل إنه آخر عمل قام به في المنزل، ومات قبل أن يتم بصفة كاملة، فتولى ابنه الأستاذ رياض المرزوقي عنه ذلك، والكتاب جاهز الآن بصفة كاملة. و- ديوان أحمد البرغوثي. ز - ديوان العربي النجار. ح‍ - ديوان من الشعر الشعبي (من نظمه). ط - ديوانان من الشعر الفصيح. ي - عبد الصمد قال كلمات (القسم الثاني). ك - على هامش السيرة الهلالية (دراسة ونماذج). ل - عبيد حواء، وهو في الأصل برنامج إذاعي كان يقدمه في الخمسينات في شكل تمثيلي، ويعرف ببعض الشعراء القدامى. م - مزامير داود، وهي مجموعة مقالات تعرف بالغناء في العهد الأموي، وتترجم لعدد من أساطين الغناء. ن - من وحي الجهاد الجزائري. س - هذيان، وضمنه شعرا لم يحوه ديواناه المنشوران «دموع وعواطف» و «بقايا شباب».

المراجع

وكان يشرف على إصدار سلسلة من المؤلفات عن الموسيقى التونسية وأعلامها وقد صدر منها كتابان الرشيدية، وخميس الترنان، وسيصدر كتاب عن أحمد الوافي أشرف على قسم كبير منه كذلك وكان ليلة إصابته مشتغلا بإنجازه. ع - سار شوطا في تأليف كتاب عن الخطط التونسية، جمعها جذاذات كثيرة عن المدن والقرى التونسية استفاد منها في بعض منشوراته كمؤنس الأحبة، وقابس جنة الدنيا، والمهدية وشاعرها تميم. ومجموع مؤلفاته 61 كتابا والمنشور منها 41 كتابا، وهو أغزر المؤلفين التونسيين إنتاجا، ولا يقارب من المحدثين إلاّ الشيخ محمد المكي بن عزوز، وعثمان الكعاك. المراجع: - التعريف بالأدب التونسي لرضوان إبراهيم ص 25، 28، 29، 35، 76، 77. - بقايا شباب (ديوان للمترجم) ص 71، 85، 87. - مجلة الحياة الثقافية (نوفمبر - ديسمبر 1981) س 6، ص 84، 118. - حوليات الجامعة التونسية ع 81، 82 ص 11، 17 (بقلم محمد اليعلاوي).

517 - المزاتي (000 - 471 هـ‍) (0000 - 1078 م).

517 - المزاتي (000 - 471 هـ‍) (0000 - 1078 م). سليمان بن يخلف المزاتي (¬1) القابسي الإباضي، أبو الربيع، الفقيه المقرئ. كان من تلامذة الشيخ محمد بن بكر اليهراسني، وكان مقرئا أخذ عنه القراءات خلق كثير، وأحرز على شهرة كبيرة في العلم وتربية الأجيال ويبدو أنه عاش في جربة لأنه ذكر أنه بتحريضه وابتهالاته مع مشايخ جربة مات مقدم طرة أبو علي لأنه أساء معاملة العزّابة الوهبية. تآليفه: 1 - المتحف في الأصول (أصول الدين) في جزءين صغيرين، الجزء الأول في 24 ورقة، والجزء الثاني في 32 ورقة يوجد مخطوطا في المكتبة البارونية مجموعة الجثماني بجربة. 2 - كتاب في السير. المصادر والمراجع: - السير للشماخي 409، 421. - بلاد البربر الشرقية على عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 754. - نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة ص 98، 187، 343. ¬

(¬1) نسبة إلى مزاتة بفتح أولها وثانيها مع التخفيف قبيلة بربرية من لواتة في الجنوب التونسي (نظام العرابة 169 تعليق (2)).

518 - المزاح (0000 - 1175 هـ‍) (0000 - 1762 م).

518 - المزاح (0000 - 1175 هـ‍) (0000 - 1762 م). إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد المزاح (بتخفيف الزاي) الأندلسي الأصل، التونسي، الفقيه. تولّى القضاء بتونس في حدود سنة 1170/ 1757، وكانت بيده المدرسة المنتصرية وكانت وفاته في ذي القعدة. تآليفه: 1 - شرح على لامية الزقاق، مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس. وأصله من المكتبة العبدلية. 2 - شرح على مختصر خليل. المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 144 عند الكلام عن شرح تحفة الملوك (فقه حنفي) بخط المترجم وبهامش هذه النسخة تعريف له بخط شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع. - شجرة النور الزكية 347.

519 - المزوغي (000 - 677 هـ‍) (0000 - 1288 م).

519 - المزوغي (000 - 677 (¬1) هـ‍) (0000 - 1288 م). علي بن بلقاسم ابن الشيخ الطاهر المزوغي من عرب مزوغة، الملقب بالمحجوب، أبو الحسن العالم الصوفي، الولي الصالح. وجده الطاهر من أصحاب أبي مدين الغوث شعيب بن الحسين، وهو من أقران أبي علي النفطي، وعبد العزيز المهدوي، وأبي سعيد الباجي، ولقب بالمحجوب لكثرة احتجابه عن الناس وانقطاعه للعبادة. أخذ عن الشيخ أبي علي يونس السماط المهدوي، وعبد الغني المزوغي، وعبد الرحمن بن البناء قطب مكة، وعنه محمد الزرمديني، وأحمد الزهدني الفاسي، وعلي الكراي الصفاقسي وأحمد بن مخلوف الشابي. انتهت إليه تربية المريدين من تونس إلى طرابلس. قال حفيده في مناقبه «تصدر للفتوى في جميع العلوم، ووضع الكتب في علم الشريعة والحقيقة».وكان يقول الشعر على مشرب الصوفية. توفي بقصور الساف في تاريخ مجهول، وقبره فيها معروف قيل له تآليف في علوم الدين والتصوف لم نقف على أسمائها سوى كتاب مختصر العلم. المصادر والمراجع: - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 320. - شجرة النور الزكية 211. - مناقبه تأليف أحد أحفاده محمد بن عبد الرحمن المحجوب في نحو تسعة (9) أوراق. - نزهة الأنظار 2/ 120، 130. ¬

(¬1) وقيل سنة 676.

520 - المسراتي (0000 - 1043 هـ‍) (0000 - 1634 م).

520 - المسراتي (0000 - 1043 هـ‍) (0000 - 1634 م). جمال الدين بن محمد جمال الدين بن أبي القاسم بن خلف المسراتي التجيبي نسبة إلى قرية التجيبيين من قرى القيروان لأن أصل سلفه منها، القيرواني، الفقيه الصوفي، من بيت علم وصلاح. تولّى خطة الإفتاء بالقيروان إلى أن مات، والإمامة والخطابة بجامعها الكبير. مؤلفاته: 1 - بلوغ السول في الصلاة والسلام على الرسول، يشتمل على نبذ من أوصافه صلّى الله عليه وسلم وأسمائه وسيرة حبيب الرحمن، وسوغ أن يسمى عقد الجمان في سيرة حبيب الرحمن في 17 ورقة بالمكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة العبدلية. 2 - تنبيه الأنام (¬1) في فضل الصلاة على خير الأنام. 3 - رسالة في زيارة الصالحين في 17 ورقة، مات قبل إتمامها، بالمكتبة الوطنية بتونس ضمن مجموع وأصلها من المكتبة العبدلية. 4 - الرسالة الكافية لمن له واعية، وبآخرها ما نصه «قد انتهى كمال هذه الأوراق التي ختمت بها هذا التأليف بعد سنين من كتب ما قبلها، ¬

(¬1) لعبد الجليل عظوم تأليف بهذا الاسم.

المصادر والمراجع

وذلك يوم التروية في ذي الحجة الحرام متمم شهور عام أربعة وعشرين وألف». 5 - شرح الهمزية. 6 - مناقب جده أبي القاسم بن خلف. المصادر والمراجع: - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 159، 192. - تكميل الصلحاء والأعيان 91، 92. - التعليقات عليه ص 322.

521 - المسراتي (576 - 646 هـ‍) (1180 - 1248 م).

521 - المسراتي (576 - 646 هـ‍) (1180 - 1248 م). عبد السلام بن عبد الغالب المسراتي القيرواني المعروف بابن غلاب، أبو محمد، الفقيه الصوفي. قرأ على الشيخ الصوفي الصالح أبي يوسف يعقوب بن ثابت الدهماني، ولقي الشيخ أبا هلال السدادي (نسبة إلى سدادة بالجريد)، وأخذ القراءات السبع، والفقه، والحديث عن أبي زكرياء يحيى بن محمد البرقي المهدوي، وقرأ عليه جماعة منهم ابنه عبد الرحمن، والمحدث المؤرخ عبد الرحمن بن محمد الدباغ الأنصاري الذي قال في حقه: «هو شيخي ومعلمي، وأحد من أنعم عليّ بصحبته، اختلفت إليه كثيرا فلم تر عيني قط مثله نسكا وفضلا وصيانة لنفسه وانقباضا عن الناس، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما رأيت أحفظ منه لأخبار الصالحين وحكاياتهم حسن الإيراد لها، متفننا لما قد يحكيه منها، أنيس المجالسة مليح المحادثة». توفي بالقيروان ضحى يوم الخميس 25 صفر، ودفن في الغد يوم الجمعة بباب تونس خارج القيروان وقبره مجاور قبر الشيخ أبي بكر بن عبد الرحمن. مؤلفاته: 1 - الزهر الأنيق في قصة سيدنا يوسف الصديق، قال ابن ناجي: وتكلم في ذلك بكلام حسن ويخرج في كلامه لتدقيقات وإشارات، توجد منه

المصادر والمراجع

نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة العبدلية. 2 - شرح الأسماء الحسنى اسمه الزاهر الأسنى في شرح الأسماء الحسنى، مخطوط في المكتبة العامة بالرباط (544). 3 - الوجيز في الفقه: قال ابن ناجي: وهو تأليف حسن، وفيه فقه كثير، ونقل منه الشيخ خليل في شرحه على ابن الحاجب. وجرت عادة شيخنا أبي عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الورغمي يتعقب نقله لأنه تصل المسائل فيه عن كتاب ابن سحنون وغيره لا يوجد ذلك لدى غيره صدره بأبواب من عقائد التوحيد، وختمه بعد كتاب الفرائض بكتاب جامع لمسائل متفرقة. توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس وأصلها من المكتبة العبدلية. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 17 (ط 5/). - أعلام من طرابلس لعلي مصطفى المصراتي 101، 104. - إيضاح المكنون 1/ 616، 2/ 702. - أعلام ليبيا لطاهر أحمد الزاوي ص 173. - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 391 - 392. - معجم المؤلفين 5/ 226، 227. - معالم الإيمان 4/ 148. - هدية العارفين 1/ 570.

522 - المسراتي (0000 - 1085 هـ‍) (0000 - 1675 م).

522 - المسراتي (0000 - 1085 هـ‍) (0000 - 1675 م). أبو الفضل المسراتي الفقيه، من بيت علم قديم بتونس، جده الشيخ محمد بن عمر المسراتي كان إماما بجامع الزيتونة، وهو الذي صلّى على الشيخ أحمد بن عروس. ولد بتونس، ومن مشايخه بها أبو يحيى الرصاع. كان عالما بالفقه المالكي والحنفي حتى إنه كان غالبا ما يسأل عن المسألة يقول في الكتاب الفلاني في المحل الفلاني في الورقة الفلانية، سواء كانت في كتب المالكية أو الحنفية. تولّى الفتوى على مذهب مالك، وعزل عنها مرارا، وتوجه إلى الحج فسئل بمصر عن مسألة حار فيها علماء الأزهر، فاستلقى على قفاه، وأجلس كاتبا بإزائه فصار يملي عليه ويكتب فملأ الكاغد (¬1) جميعه. تولّى المدرسة العنقية سنين إلى أن توفي بها. من الآخذين عنه الشيخ المفتي محمد بن إبراهيم فتاتة، ومحمد حمودة البوجادي، وعبد العزيز الفراتي الصفاقسي. له فتاوى عديدة جمعها في مجموع تلميذه محمد فتاتة المذكور الذي كان ربما يفتي منها. المصادر والمراجع: - ذيل بشائر أهل الإيمان 186، 187. - شجرة النور الزكية 306. ¬

(¬1) الكاغد: القرطاس.306.

523 - ابن مسرور (000 - 325 هـ‍) (000 - 937 م).

523 - ابن مسرور (000 - 325 هـ‍) (000 - 937 م). يوسف بن مسرور بن نصر بن جعفر الصيرفي مولى لخم القيرواني، أبو الفضل، العابد بالمنستير. سمع من يحيى بن عمر، وسعيد بن إسحاق، وعون بن يوسف، وفرات بن محمد العبدي، وغيرهم، وقرأ عليه أبو نصر الخادم. كان زاهدا عابدا له كلام في الرقائق. توفي بقصر سهل من رباط المنستير، قال الدباغ في ليلة الاثنين مع ربيع الآخر سنة ست وعشرين وثلاثمائة. قال ابن ناجي، وقال بعضهم، توفي سنة 325. قال بعضهم في رثائه: بقصر المنستير ثوى خير عالم … نزيل غريب الدار يكنى أبا الفضل مؤلفاته: 1 - كتاب الأخمية وما يجب على السكان أن يعلموا به، وأذاه أهل الحصن لذلك. وهذا الكتاب ينسب لعبد بن نصر أيضا. 2 - كتاب فضل العلم والعلماء. رواه عنه محمد بن أحمد الخزار القيرواني نزيل الأندلس (ت سنة 359 تقريبا 970)، وعنه انتشرت رواية الكتاب.

المصادر والمراجع

3 - تأليف في الرقائق. المصادر والمراجع: - تراجم أغلبية مستخرجة من مدارك القاضي عياض لمحمد الطالبي 416، 419. - شجرة النور الزكية 83. - فهرسة ابن خير 302، 303. - معالم الإيمان 153 (ط 2/).

524 - ابن مسعود (0000 - 1234 هـ‍) (0000 - 1818 م).

524 - ابن مسعود (0000 - 1234 هـ‍) (0000 - 1818 م). محمد الطاهر بن مسعود بن أبي بكر العيسوي الفاروقي التونسي، الفقيه المشارك في علوم. ولد بقبيلة أولاد سيدي عيسى من الناحية الغربية، قرأ بجامع الزيتونة على أحمد بو خريص، وحسن الشريف، وحسونة الصباغ، وصالح الكواش، وعمر الشريف، ومحمد الطويبي، وغيرهم، وعنه محمد البحري بن عبد الستار، وإبراهيم الرياحي، وأحمد بن حسين. درس المدرسة السليمانية التي تولّى مشيختها بعد وفاة شيخها محمد الغرياني، ودرس بجامع الزيتونة التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والبيان، والأصول، والمنطق. تولّى الإمامة بجامع الزيتونة إماما ثانيا خليفة للشيخ عمر المحجوب في 30 صفر 1221/ 18 ماي 1806. أصيب بالطاعون في صلاة الصبح بمحراب جامع الزيتونة، وتوفي بعد ثلاثة أيام يوم الجمعة في /25 صفر 22 ديسمبر، ودفن من الغد شمالي الزلاج، وله من العمر نيف وستون سنة، ورثاه تلميذه الشيخ إبراهيم الرياحي بقصيدة نقشت على قبره. مؤلفاته: 1 - حاشية على شرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل.

المصادر والمراجع

2 - المواهب الصمدية لكشف لثام السمرقندية، وهو شرح على متن البيان لأبي الليث السمرقندي. ط. بالمطبعة الرسمية بتونس في أواخر رجب /1288 آخر جوان 1881، 68 ص من القطع الصغير. استند في شرحه كما ذكر في ص 3 على شرح عصام الدين، والملوي، والدمنهوري، وتعقب عليهم. قال الشيخ محمد السنوسي: وسلك فيه مسلك التحقيق، ففاق على سائر شروحها السالفة. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 3/ 129، 7/ 108، 109. - شجرة النور الزكية 367. - مسامرات الظريف 130، 131. - محمد بن الخوجة، المجلة الزيتونية، م 4 - فيفري 1941، ص 66، 68، رقم 162. - ترجمة اعتمد فيها على مسامرات الظريف. - بروكلمان، الملحق 3/ 1269.

525 - المسعودي (1225 - 1297 هـ‍) (1810 - 1892 م).

525 - المسعودي (1225 (¬1) - 1297 هـ‍) (1810 - 1892 م). محمد الباجي بن محمد بن محمد المسعودي البكري التبرسقي ثم التونسي، وهو من أحفاد الولي الصالح بو بكر صاحب الزاوية ببلدة تبرسق، الأديب الكاتب الشاعر. انتقل أبوه من مسقط رأسه إلى تونس العاصمة، وبها ولد، ولما بلغ الرابعة أدخله أبوه الكتاب، فتعلم الكتابة وحفظ القرآن وبعض المتون العلمية، ثم دخل جامع الزيتونة، وبه درس علم القراءات على الشيخ محمد المشّاط، ودرس بقية العلوم على أبيه، وأحمد اللبّي، ومحمد بن الخوجة، ومحمد بن سلامة، ومحمد بن ملوكة، والشيخان اللذان أحبهما ولازم دروسهما هما محمد بن الخوجة، وإبراهيم الرياحي الذي لازمه في كثير من أماليه. ومن محبته في الشيخ إبراهيم الرياحي وراسخ اعتقاده فيه رغبته في دفنه بزاويته تيمنا بجواره، فساعفه محمد الرياحي شيخ الزاوية، فأعطاه قبرا بباب السماط أمام القبة، فلما توفي أقبر به. وامتاز في العلوم العربية بالخصوص. وعن طريق والده اتصل بأمراء العائلة الحسينية، وتولى في دولتهم خطة الكتابة ببيت خزندار أيام حسين باي، ثم تولى الكتابة بديوان الإنشاء، وظهرت كفاءته فأحله حسين محلا رفيعا، وسافر في كثير من «الامحال» واستمر نجمه في صعود ¬

(¬1) وقيل سنة 1227.

إلى أن رقي إلى رئاسة القسم الثاني بالوزارة الكبرى، ثم رئاسة القسم الثالث بها، وظل به إلى أن توفي يوم الخميس الثاني عشر من شوال 7 سبتمبر. ومما يذكر أنه كان يشكو داء الصدر والقلب أو ما يسمى بالمرض الإفرنجي وهو مرض وراثي. وكان لا يختلف عن رجال عصره في إحاطته بمعارف العصر وإنتاجه المتعدد، فهو مؤرخ وكاتب رسائل وشاعر، ووصف بأنه أديب بارع وكاتب بليغ. وأسلوبه في نثره الفني صورة لأساليب كتاب العصر الحسيني تحمل طابع التكلف والتصنع لتهالكه على المحسنات البديعية، وبالرغم من الجهد الذي بذله في انتقاء اللفظ وسبك العبارة فإنه عديم التأثير على القارئ، وهذا يرجع إلى أسلوبه المتكلف وتفاهة موضوعاته، وجميع مكاتباته لا تخرج عن التقريظ والإطراء المفرط، وكلما أمعن في المديح ازداد ضعفه. وقد كان الحلقة الأخيرة من كتاب ديوان الإنشاء المتصنعين المتكلفين إذ بعده بدأت هذه المدرسة في الانحلال والتلاشي بظهور النثر المرسل في صحيفة «الرائد»، وازدهار فن المقالة بها. وشعره من حيث الطابع الفني والموضوع صورة للشعر الحسيني، فلقد شطّر، وعارض قصائد لشعراء الشرق والأندلس مثل علي بن الجهم، ولسان الدين بن الخطيب، ومدح الملوك والوزراء على مثل شعراء عصره، وتغزل كما تغزلوا، ووصف مجالس لهوه وأنسه كما وصفوا. ويبدو أنه كان له إلمام باللغة الإيطالية كما يشير إلى ذلك قوله (من قصيدة غزلية): تقول أترضى اليوم أنك ثالث؟ ! … فقلت بنعم «سي سي قراسي بونو» ومن آثاره الباقية:

المراجع

1 - الخلاصة النقية في أمراء إفريقية (تونس 1323/ 1905 ط 3/). 2 - عقد الفرائد في تذييل الخلاصة وفوائد الرائد. وهذان الكتابان لا يمتازان بتفوق علمي ولا بأسلوب خاص. أما آثاره الأخرى فقد ترك لنا: 3 - ديوانا من جمع ابنه عبد العزيز، ومجموعة من رسائله تتخلل ذلك الديوان، وبعض رسائل أخرى متفرقة في الكتب. ومن آثاره الباقية: 4 - أشهر ملوك الشعر والنثر مخزون بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 2515. 5 - المنجي من المرض الإفرنجي. المراجع: - الأعلام 6/ 47، 48 (ط 5/). - إيضاح المكنون 1/ 437، 2/ 109، 2/ 575. - تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 4/ 294. - شجرة النور الزكية 395. - عنوان الأريب 2/ 134، 136. - مجمل تاريخ الأدب التونسي 282، 285. - الأدب التونسي في العهد الحسيني للد/الهادي حمودة الغزي (تونس 1972). - الباجي المسعودي لمحسن بن حميدة (تونس 1968). - معجم المؤلفين 9/ 84، 9/ 142. - هدية العارفين 2/ 381. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 308 - 314.

526 - المشيرقي (1293 - 1382 هـ‍) (1885 - 1962 م).

526 - المشيرقي (1293 - 1382 هـ‍) (1885 - 1962 م). محمد المشيرقي، الكاتب الأديب. ولد بتونس، وتابع تعلمه الثانوي بالمدرسة الصادقية وجامع الزيتونة، ويحمل الديبلوم العالي في الترجمة والتشريع باللغة العربية. اشتغل بوظائف كاتب في المحاكم العدلية بتونس، ثم مترجما بها منذ سنة 1908. انتخب أمينا لمالية الجمعية الرياضية الإسلامية، وكاتبا عاما للجمعية الخيرية الناصرية، وللجمعية الخيرية الإسلامية بتونس، وأسس جمعية التضامن الطبي وترأسها سنة 1910، تحصّل على ميدالية فارماي للجمعية الوطنية للتشجيع على الإحسان. لقد اصطدم مع الغطرسة الاستعمارية في الإدارة فاستقال أو أقيل، واختلت قواه الفكرية، وفقد سمعه. يعد من أول من ترجم قصصا طويلة من اللغة الفرنسية، واختار فيما اختار ترجمة بعض الفصول من قصص تلستوي الكاتب الروسي المعروف لما اعتقد من أهمية هذا الكاتب ومكانته من القصة العالمية، ولما شاهد بين أسطرها من انتقاد عوائد روسية كثيرا ما تنطبق على عوائدنا التونسية (سلطان الضلال) و (أنا كارنينا)، واطلع على رواية «خاتم عقد بني سراج» التي ألّفها شاتوبريان رئيس الأدباء الفرنسيين «فتعلقت همتي بترجمتها لما رأيت فيها من الفائدة للمطالع حيث إنها أندلسية

آثاره

تونسية، ويمكن بمطالعتها معرفة مقدار البراعة في الجمع مع النظام العجيب في تشخيص الوقائع التاريخية والمواقع الجغرافية وعوائد وأخلاق ثلاث أمم، وإعطاء كل مترجم له حقه بإنصاف تام بقطع النظر عن المعتقد والدين». آثاره: 1 - خاتم عقد بن سراج، مطبعة التقدم سنة 1911 تونس. أسندت لترجمة هذا الكتاب ميدالية ذهبية في معرض الكتاب الذي أقيم بفرنسا سنة 1911 ونوّه بالترجمة الشعراء ورجال الصحافة. 2 - سلطان الضلال وأنا كارنينا لتولستوي، وهي ترجمة اقتصرت على بعض المقتطفات، مطبعة التقدم الإسلامية، تونس 1911. المرجع: - محمد صالح الجابري، القصة التونسية نشأتها وروادها (تونس 1975) ص 73، 76 (عرض وتحليل للقصص المترجمة، وترجمته في ص 76 هامش 6.

527 - المشيشي (0000 - 1310 هـ‍) (0000 - 1892 م).

527 - المشيشي (0000 - 1310 هـ‍) (0000 - 1892 م). محمد الكيلاني بن إبراهيم بن أحمد بن عطاء الله الشريف الحسني النفطي المعروف بالمشيشي القادري، دفين القصور بالشمال الغربي التونسي. له مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني، منظومة رائية من البحر الوافر. المصادر والمراجع: - معجم المؤلفين 8/ 192. - هدية العارفين 2/ 391.

528 - المصعبي (0000 - 1207 هـ‍) (0000 - 1783 م).

528 - المصعبي (0000 - 1207 هـ‍) (0000 - 1783 م). محمد (بالفتح) بن يوسف بن محمد المصعبي المليكي الميزابي الأصل، الجربي مولدا ووفاة، الفقيه الإباضي المذهب. تعلم بجربة فأخذ عن أبيه، وأحمد بن عمر بن رمضان التلاتلي، وغيرهم. له خط جميل، ونسخ عددا كثيرا من الكتب. تولّى مناصب والده في جميع الأمور من رئاسة مجالس العلم والحكم والتدريس والفتوى بمدرسة الجامع الكبير. رشحه مجلس العزّابة لقيادة الوفد الجربي لمناظرة علماء تونس بحضرة الباي حتى تتبين له حقيقة الإباضية. تآليفه: 1 - شرح لقصيدة أبي نصر فتح بن نوح الملوشائي (من علماء جبل نفّوسة في القرن 7 هـ‍) الحائية الشهيرة بين الطلبة الإباضية، وعدد أبيات القصيدة 134، وهذه القصيدة طبعت بمطبعة كستليو بمصر 17 شوال 1315 هـ‍ وفي آخرها شرحها لمحمد المصعبي من ص 148 - 152. ونسب له علي بن يحيى معمر مراسلات دارت بينه وبين شعبان بن أحمد القنوشي الجربي وهي لوالده كما سيأتي في ترجمته، وله غير ذلك. المراجع: - الإباضية في موكب التاريخ، الإباضية في تونس الحلقة الثالثة ص 200، 201. - نظام العزّابة الإباضية الوهبية في جربة 221، 274.

529 - المصعبي (0000 - 1188 هـ‍) (0000 - 1775 م).

529 - المصعبي (0000 - 1188 هـ‍) (0000 - 1775 م). يوسف بن محمد المصعبي المليكي من آل يرّوفي مليكة (من قرى وادي ميزاب قرب مدينة غارداية)، ووادي ميزاب هو موطن الإباضية بالجنوب الجزائري، أبو يعقوب، نزيل جربة انتقل مع والده من وادي ميزاب إلى جربة، واستقرّ بها. أخذ العلم عن سعيد بن محمد الجادوي، وسليمان بن محمد الباروني، وعمر الويرارتي السدويكشي. كان عالما فقيها مشاركا في عدة علوم منها الجبر والمقابلة. ورد ذكره في أحداث سنة 1108/ 1691، فقد مثّل في هذا التاريخ جربة في الاجتماع العلمي الذي انعقد بلالوت (من مدن جبل نفوسة). وله عدة مواقف تثبت منزلته العلمية نذكر منها موقفين: أولهما: يثبت ترؤسه لحلقة العزابة وهو إفتاؤه بإهدار دم أحد العصاة، وذلك أنه بلغ شيوخ العزّابة وعلى رأسهم المترجم أن عبد الرحمن اليونسي من حومة قشعيين، (على مقربة من حومة صدغيان) يطعن في الدين، ويتجسس عليهم، فاجتمعوا للنظر في هذا الخبر، ولما ثبت عندهم ذلك أهدروا دمه، ولم يعينوا القاتل، والذي أفتى بهذا هو المترجم، والشيخ سعيد بن يحيى الجادوي وسرعان ما نفذ فتوى القتل أحد الأنصار، وخشي الشيخان المفتيان على حياتهما فتحولا إلى طرابلس سنة 1111/ 1717، ثم عادا إلى جربة عند استيلاء علي باشا على تونس 1147/ 1734.

المراجع

ثانيا: يتمثل في الدفاع عن شهادة الجربيين الإباضية لما طعن في ثبوتها بعض فقهاء طرابلس وذلك برسالة بيّن فيها المترجم عقيدة الإباضية، وأرسلها إلى طرابلس سنة 1169/ 1755، درّس بجربة، وكان يحضر دروسه بعض الطلبة المالكية. توفي بجربة، ودفن في روضة الجامع الكبير، وقبره معروف، ودفن بها أولاده علي ومحمد ومهني. مؤلفاته: ترك ما لا يقل عن عشرين مؤلفا بين حواش ورسائل: 1 - حاشية على تفسير الجلالين، 2 جزءان. 2 - أجوبة وفتاوى لو جمعت لكانت مجلدا ضخما وقد وجد منها رسالتان. 3 - رسالة ردّ بها على فقهاء طرابلس لعدم قبولهم شهادة الجربيين الإباضية في مجلس المحكمة، تقع في تسع صفحات من القطع الكبير، قال فيها بعد المقدمة: «فرتبت هذه الرسالة على أصول وفروع، فالأصل في بيان عقيدتنا ... » الخاتمة أسئلة موجهة للوشاة في المناظرة، وعلم الفرائض والإقرار، والجبر والمقابلة، توجد مخطوطة بمكتبة الشيخ سالم بن يعقوب بجربة. 4 - رسالة أجاب بها الحاج شعبان بن أحمد القنوشي الجربي، وهو في مسائل مختلفة في الفقه والأحكام الشرعية أهمها الكفارات التي تلزم المسلم عند التوبة. 5 - رسالة في تنجيس أبوال الحيوانات، ردّ بها على من زعم طهارتها. المراجع: - الإباضية في موكب التاريخ، الإباضية في تونس، الحلقة الثالثة 199، 200. - نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة 229، 230، 273، 274

530 - المطوي (1347 - 1385 هـ‍) (1929 - 1965 م).

530 - المطوي (1347 - 1385 هـ‍) (1929 - 1965 م). عبد المجيد بن طاهر المطوي، الأديب المؤرخ. ولد بالمطوية في 21 ديسمبر 1929، وتلقى تعلمه الابتدائي بها، والثانوي بجامع الزيتونة بتونس، وتخرج منه محرزا على شهادة التحصيل سنة 1951، وتابع به الدراسة العالية إلى سنة 1953، ثم التحق في نفس السنة بكلية الآداب بجامعة عين شمس بالقاهرة، وتخرج منها محرزا على الإجازة في التاريخ سنة 1957. باشر التدريس بالمدرسة الثانوية الزيتونية بسوسة من سنة 1957 إلى سنة 1958، ثم بالمدرسة الثانوية طريق العين بصفاقس من سنة 1958 إلى سنة 1963، ثم نقل إلى العاصمة في أكتوبر 1963، وآخر مدرسة باشر فيها عمله هي المدرسة العلوية إلى أن لحق بربه مأسوفا عليه مبكيا على شبابه في 31 جويلية 1965 ببلده المطوية. عرفته عند ما كنت بسوسة، ولأول لقاء به انعقدت بيننا روابط الأخوة والصداقة، ولما انتقلت إلى صفاقس في السنة الدراسية 1959 - 1960 جدّدنا العهد، واستمرت الروابط إلى أن فارقنا إلى العاصمة في أوائل شهر أوت، ولم ألتق به حتى قرأت نعيه في الصحف. وكان في العزم الحرص على لقائه بمكتبة السيد علي الساسي المطوي عند ما أزور العاصمة في أوائل شهر أوت، ولم استكمل قراءة خبر نعيه حتى قذفت بالصحيفة جانبا، وطفر الدمع من عيني وأنا البخيل به، واستغرقت لحظات في دوامة من التفكير الحزين لهول المفاجأة، ومر أمامي

تآليفه

سريعا شريط مضيء من خلال الفقيد، فقد كان - رحمه الله - مثالا شرودا في الإخلاص لمهنته يبذل الكثير من وقته وما له لإعداد دروسه ما لا يبذله غيره، إلى هدوء في الطبع وميل إلى النكتة، وعدم مجابهة أحد بمكروه، مع عزة نفس، وسداد حكم، وأصالة رأي، وغزارة اطلاع، وذوق رفيع، مما أكسبه المحبة والاحترام لدى كل من عرفه واتصل به. كنت عند ما التقي به يدور حديثنا غالبا حول ما صدر من كتب جديدة، أو حول بعض فترات من التاريخ التونسي، أو بعض أعلامه ومشاهيره، أو حول الآثار الإسلامية بتونس، أو حول بعض الكلمات الدخيلة في لهجتنا ومحاولة إرجاعها إلى أصولها. ولا تخلو مجالسنا من فكاهة مستملحة، أو نكتة بارعة يجيد إرسالها. وكان من المغرمين المولعين بالبحث والمطالعة، أعيره الكتب التي ليست عنده وعند ما انتقل إلى تونس شعرت بفراغ كبير حولي، وأسفت على مفارقته لنا إذ كنا منسجمين متفقين في كثير من الآراء لم يعكر صفو صداقتنا شيء. كتبت هذه الترجمة وأنا أسيف حزين غلبني البكاء مرات وأنا مسترسل في الكتابة، رحمه الله رحمة واسعة. ألقى محاضرات على منابر الجمعيات الثقافية في التاريخ والأدب، ونشرت له مجلة «الفكر» بعنوان «أنابيش» بحوثا لغوية في إرجاع الكلمات الدخيلة في لهجتنا إلى أصولها. تآليفه: 1 - تونس وفرنسا في القرن التاسع عشر (كتاب البعث 17) مطبعة الترقي، تونس، أفريل 1957، 94 ص، من القطع الصغير مع مقدمتين وفهرس المراجع. تناول في هذا الكتاب نظام حكم البايات وتأثير النفوذ الفرنسي في توجيه سياسة كثير من البايات، وسياسة

المراجع

الوزير خير الدين، والاختلال المالي في عهد الصادق باي، ومطامع فرنسا في تونس، ومؤازرة الدول الاستعمارية لها في آخر الشوط، والاحتلال الفرنسي لتونس، والنظم السياسية والإدارية، والحالة الاقتصادية والثقافية على عهد الحماية. 2 - كتاب مدرسي في التاريخ وفق برنامج السنة الأولى من التعليم الثانوي، تعب في جمعه وترتيبه وتنسيقه، حلاّه بالصور وألّفه على أحدث المناهج التربوية، أطلبعني على البعض منه ووصفه لي مشافهة (مخطوط). المراجع: - ترجمة موجزة له في داخل غلاف كتابه (تونس وفرنسا في القرن التاسع عشر). - يحيى بن محمد يحيى، جريدة «الصباح» 29 ربيع الثاني 1385/ 26 أوت 1965.

531 - المعافري (167 - 262 هـ‍) (784 - 874 م).

531 - المعافري (167 - 262 هـ‍) (784 - 874 م). شجرة بن عيسى المعافري، أبو شجرة وقيل أبو يزيد، القاضي الفقيه، ولد بتونس، سمع من علي بن زياد، وابن أشرس، وأبيه عيسى وغيرهم، وأبوه عيسى ممن روى عن الإمام مالك، والليث بن سعد. أخذ عنه جماعة من أصحاب سحنون، وغيرهم. ولي قضاء مدينة تونس أيام سحنون. قال أبو العرب: كان شجرة من خير القضاة وأعلمهم، ثقة عدلا مأمونا، وله كتاب في مسائله لسحنون. المصادر والمراجع: - الديباج المذهب تحقيق محمد الأحمدي أبو النور 1/ 401 - 402. - ترتيب المدارك 3/ 12 - 13.

532 - معاوية (0000 - 1294 هـ‍) (0000 - 1877 م).

532 - معاوية (0000 - 1294 هـ‍) (0000 - 1877 م). محمد معاوية بن محمود بن محمد بن مصطفى بن محمد بن حسن بن بابا محمد التونسي الحنفي، المعروف بالتركي، الفقيه، شيخ الإسلام الحنفي بتونس. مؤلفاته: 1 - نزهة الفكر في أسرار فواتح السور (هو شرح على أسرار فواتح سور القرآن للشيخ محمد بن ملوكة). 2 - حاشية على شرح المختصر لسعد الدين التفتازاني في البلاغة ينقل عنه الشيخ الأنبابي، ويناقشه في تقريراته على حواشي البناني. المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 2/ 640. - معجم المؤلفين 12/ 39. - هدية العارفين 2/ 381.

533 - ابن المعز (422 - 501 هـ‍) (1031 - 1108 م).

533 - ابن المعز (422 - 501 هـ‍) (1031 - 1108 م). تميم بن المعز بن باديس الزيري الصنهاجي، أمير المهدية، وملك البلاد الإفريقية، الشاعر المجيد الرقيق، أبو يحيى. ولد بالمنصورة، وتولّى في حياة والده إمارة المهدية، وآل إليه الملك بعد وفاته، ولبث يسير أمور المملكة حوالي ثمان وأربعين (48) عاما من 433/ 1041 إلى سنة وفاته 501/ 1108، ويبدو أنه كان له كثير من السرايا إذ ذكروا أن له من الأولاد 110. قال العماد الأصفهاني في «خريدة القصر» (¬1): «لقيت بدمشق ولد ولده وهو الأمير عبد العزيز بن شدّاد بن تميم، وهو بها مقيم، وأعارني في سنة إحدى وسبعين (¬2) ديوان جده فطالعته فاطلعت على كل ما دل على جده وجودته وجده ... » وديوان شعره هذا جمعه نديمه حميد بن سعيد بن يحيى الخزرجي كما ذكره العماد في «الخريدة» (¬3). المصادر والمراجع: - الأعلام 2/ 88 (ط 5/). - الحلل السندسية 1 ق 2/ 465، 469، 4/ 947/1، 949. ¬

(¬1) قسم شعراء المغرب (ط/تونس) ج.1 ص 142 - 143. (¬2) أي وأربعمائة. (¬3) في ترجمة حميد بن سعيد، وهي الترجمة الموالية لترجمة تميم بن المعز 1/ 160.

- خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصفهاني الكاتب، تحقيق محمد المرزوقي، ومحمد العروسي المطوي والجيلاني بن الحاج يحيى (تونس 1966) 1/ 141، 143. - الحلة السيراء لابن الآبار 2/ 21 - 26. - رحلة التيجاني 73، 97، 328، 333. - المهدية وشاعرها تميم لمحمد المرزوقي (تونس 1981). - وفيات الأعيان 1/ 271، 273. - وينظر الجزء الثاني من «الخريدة» في قسم الفهارس بعنوان مصادر ومراجع المترجم لهم في الجزءين الأول والثاني بقسميه حسب ترتيب ورودهم في الكتاب، ص 687.

المغازلي-الخميري 534 - المغامي (000 - 288 هـ‍) (000 - 901 م).

المغازلي - الخميري 534 - المغامي (000 - 288 هـ‍) (000 - 901 م). يوسف بن يحيى بن يوسف الأزدي المغامي (بفتح الميم والغين المعجمة كسحاب بلدة بطليطلة) الأندلسي أبو عمرو، من ذرية أبي هريرة. نشأ بقرطبة وأقام مدة بمصر، ومكة، وصنعاء، ودرّس بهما، وجاور بالحرمين سبع سنين، وتوفي بالقيروان. سمع منه الناس بمصر كتب ابن حبيب. وفي قطره الأندلس سمع من يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وروى عن عبد الملك بن حبيب مصنفاته، وسمع من يوسف بن يزيد القراطيسي، وبعد رحلته إلى مصر عاد إلى الأندلس فأقام بقرطبة أعواما، ثم عاد إلى مصر، وأقام بها، وسمع الناس منه، وعظم أمره بالبلاد المشرقية، هو آخر من سمع من عبد الملك بن حبيب، وآخر من روى عنه سعيد بن فحلون الأندلسي. تآليفه: 1 - الرد على الشافعي عشرة أجزاء. 2 - فضائل عمر بن عبد العزيز. 3 - فضائل مالك. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 257 (ط 5/).

- إيضاح المكنون 2/ 197. - بغية الملتمس 481، 482. - تاريخ ابن الفرضي 2/ 64، 65. - جذوة المقتبس 352. - الديباج 2/ 313، 314، تحقيق الأحمدي أبو النور. - شجرة النور الزكية 76. - شذرات الذهب 2/ 198. - معجم المؤلفين 3/ 344. - المعجم في أصحاب الصدفي 306، 307. - نفح الطيب 3/ 274، 275، 9/ 294، 300. - هدية العارفين 2/ 546.

535 - المغراوي (من رجال القرن 12 هـ‍) (18 م).

535 - المغراوي (من رجال القرن 12 هـ‍) (18 م). منصور بن محمد المغراوي، فاضل منطقي، عاش في دولة علي باشا الأول. له كشف اللثام عن مخدرات الرسالة الأثيرية وشيخ الإسلام (أي زكرياء الأنصاري). من خطبة الكتاب: «لما منّ الله عليّ باستفادة الرسالة الأثيرية وإفادتها، واستخراج معانيها وإشاراتها بالشرح المنسوب لشيخ الإسلام والمسلمين، حجة الناظرين أبي يحيى زكرياء، برد الله ثراه وجعل الجنة مثواه، وكان مختصر العبارة، لطيف الإشارة، صعب فهمه على بعض الأحبة، ممن له توجه ورغبة، سألني أن أجعله كأصله متنا، ونشرحه شرحا ليكون للقارئ عونا». ويستفاد من الخطبة أنه ألّفه في زمان علي باشا الأول إذ وصفه بقوله: «حائز قصبات السبق في مضمار البلاغة، مالك زمام القرطاس واليراعة، مالك زمام الحضرة التونسية، والمملكة الإفريقية المذعن لطاعة الملك الحي، مولانا الباشا علي باي». توجد منه قطعة مخطوطة في المكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري.

536 - مغوش (000 - 947 هـ‍) (0000 - 1540 م).

536 - مغوش (000 - 947 هـ‍) (0000 - 1540 م). محمد بن محمد الكومي التونسي المعروف بمغوش، وبالغوثي نسبة إلى أبي مدين الغوث دفين تلمسان، شمس الدين، المقرئ الفقيه المالكي، الإمام في المعقولات. سمع صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وجملة من الموطأ، وجامع الترمذي، والشفا للقاضي عياض، وقرأ البعض من ذلك بلفظه على شيخ الإسلام المعمر أبي العباس أحمد الأندلسي الشهير بالمشّاط، وأجاز له جميع ذلك وجميع محفوظاته، وسمع البخاري، وصدرا من مسلم على قاضي العسكر بتونس أبي عبد الله محمد البكري، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البيدموري التريكي التونسي قاضي العسكر بتونس، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني. من تلامذته بتونس محمد خروف نزيل فاس، ومحمد الطبلبي نزيل طرابلس الشام (لبنان). تولّى قضاء العسكر بتونس في دولة سلطانها الحسن بن محمد بن عثمان الحفصي، ولما احتل خير الدين بربروس تونس سنة 941/ 1534 نفاه منها فتوجه إلى استانبول عن طريق البحر في دولة السلطان سليمان العثماني، فاغتبط به وأكرم مثواه، ورتب له مرتبا حسنا، وجعله إماما عنده، ورتب له كل يوم سبعين درهما، وسكن هناك عمارة الوزير محمود باشا، والتقى هناك بالشيخ أبي السعود العمادي صاحب التفسير. وشاع فضله بين أكابرها، وأخذ عنه جماعة منهم قاضي العسكرين، وأحمد بن

مصطفى بن خليل المعروف بطاش كبري زاده صاحب «الشقائق النعمانية» ولم يصبر على شدة الشتاء في البلاد التركية واستأذن السلطان في الارتحال إلى مصر، فأذن له وسافر عن طريق البر فدخل حلب سنة 944/ 1537، واجتمع مع بعض علمائها، وقرأ عليه فيها جماعة، وأقرأ دروسا في «العضد» سمعها منه جماعة منهم رضي الدين الحنبلي صاحب «در الحبب»، ثم توعك وعوفي، ورحل مع تلميذه الطبلبي إلى دمشق فدخلاها يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى من سنة 944، وقد حفظ لنا النجم الغزي أخباره في دمشق، وما كاد يعلم بقدومه القاضي زين الدين معروف حتى جاء مسلما عليه وحمله مكرما إلى داره فتوارد عليه أفاضل دمشق، وشهدوا له بالعلم والتحقيق خصوصا في التفسير والعربية والمنطق والكلام والعروض، والقراءات، والمعاني والبيان، وقالوا: لم يرد إلى دمشق من يستحضر كلام السعد التفتازاني والسيد الشريف ويقرره ولا يرد عليه غيره. وكان ممن قرأ عليه بدمشق الشيخ علاء الدين بن عماد الدين الشافعي في أوائل تفسير البيضاوي، والقاضي زين الدين معروف رسالة الوجود للسيد الشريف، وبعض شرح آداب البحث للمسعودي، وقرأ عليه الشيخ شهاب الدين أحمد بن بدر الدين الطيبي في القراءات، وأجازه إجازة حافلة، والطيبي هذا (ت. سنة 979 هـ‍) وله السكر المرشوش في تاريخ سفر الشيخ مغوش. ثم توجه إلى القاهرة، فنزل بها، وانتشرت فضائله بها، فاشتغل عليه جماعة، وتوجه إلى مكة ولم يلبث أن انتقل إلى رحمة الله في العشر الأخير من شعبان. وكانت له ذاكرة عجيبة وحافظة خارقة حتى إنه كان يقرأ القرآن العظيم على القراءات السبع بل العشر من حفظه بلا مطالعة كتاب، وكان شرح المطول للتلخيص مع حواشيه للسيد الشريف الجرجاني في

تآليفه

حفظه من أوله إلى آخره مع إتقان تحقيقات وتدقيقات زائدة من عنده، وكذا شرح الطوالع للأصفهاني، وكذا شرح المواقف للشريف الجرجاني كانا محفوظين له مع إتقان وتدقيق، وكذا شرح المطالع للعلاّمة قطب الدين الرازي كان في حفظه من أوله إلى آخره. وكانت قواعد المنطق محفوظة له بحيث لا يغيب شيء منها عن خاطره، وكذا التلويح في شرح التوضيح، وشرح مختصر ابن الحاجب للقاضي عضد الدين الإيجي مع حواشيه في حفظه مع إتقان وتحقيق، وكذا الكشاف مع حواشي الطيبي كان محفوظا له من أوله إلى آخره .. وكان مع إمامته في العلم لين الجانب طارحا للتكلف، ومتصفا بالأخلاق الحميدة، وكان مشتغلا بقراءة القرآن العظيم في غالب أوقاته وكان يطالع من حفظه كل ما أراد من العلوم، ولم يكن عنده كتاب ولا ورقة أصلا. ومن غريب ما ذكره صاحب «در الحبب»: «وكان من دأبه وعادته الاستلقاء على القفا ولو في حالة التدريس، وعدم النهوض لمن ورد عليه ولو من الأكابر إلاّ لبعض الأفراد وقليل ما هم، كل ذلك لما كان عنده من حب الرفاهية والراحة والانبساط والشهامة». ونحن لا نفهم الاستلقاء على ظهره في حالة التدريس لا سيما إذا كان بمسجد من المساجد لأنه ينافي أدب الدرس وأدب المسجد، ولعل هذا يكون منه في المجالس الخاصة حيث لا كلفة. تآليفه: 1 - الأمالي على شرح الشاطبية للجعبري أملاها عند إقامته باستانبول. 2 - رسالة في الكيمياء ألّفها لأبي السعود العمادي مفتي استانبول. 3 - كتاب في الطب من غير عنوان يوجد بالمكتبة الوطنية بتونس ضمن مجموع رقم 16299 من الورقة 193 إلى 271.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 57 (ط 5/). - إيضاح المكنون 2/ 19. - تاريخ الطب العربي التونسي ص 143، 144. - الحلل السندسية 3/ 843/1 - 844 (آخر ترجمة فيه) 4/ 1094/1. - در الحبب في تاريخ حلب 2/ 212، 217. - شجرة النور الزكية 273. - الشقائق النعمانية (ط/بيروت) 269، 270. - عرفة الشابي لعلي الشابي (1982) ص 153. - كشف الظنون 887. - الكواكب السائرة لنجم الدين الغزي 2/ 15 نقلا عن در الحبب. - معجم المؤلفين 11/ 261 نقلا عن الأعلام للزركلي. - المؤنس لابن أبي دينار (ط 3/) ص 163. - نيل الابتهاج 336. - الدكتور صلاح الدين المنجّد علماء تونسيون في دمشق، ذكرى مرور ثلاثة عشر قرنا على تأسيس جامع الزيتونة 25 محرم 2 صفر 1400/ 15، 21 ديسمبر 1979 تونس، نسخة مرقونة.

537 - ابن مفرج (000 - 308 هـ‍) (000 - 921 م).

537 - ابن مفرّج (000 - 308 هـ‍) (000 - 921 م). حسين بن مفرّج، مولى مهرية بنت الأغلب، أبو القاسم، المحدث، الفقيه. سمع من أصحاب سحنون، وغلب عليه الحديث، وكان عالما برجاله. كان ممن امتحن من المالكية على يد قاضي العبيديين ابن عبدون، فنقل هو وأبو عبد الله السدري إلى المهدية، فضربا ثم قتلا، ثم صلبا لكلام حفظ عليهما في عبيد الله المهدي. له كتاب حسن في تاريخ المولد والوفاة (لعله في تاريخ مواليد ووفيات المحدثين). المرجع: - تراجم أغلبية مستخرجة من مدارك القاضي عياض، ص 402.

538 - ابن مفوز (596 - 661 هـ‍) (1200 - 1262 م).

538 - ابن مفوّز (596 - 661 هـ‍) (1200 - 1262 م). عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن طاهر بن حيدرة بن مفوّز المعافري الشاطبي، أبو الحسين نزيل تونس. روى عن أبيه، وعمه أبي الحسين محمد، وأبي الخطاب بن واجب، وأبي الربيع سالم الكلاعي، وأبي عبد الله بن عبد العزيز بن سعادة، وغيرهم، أسمع بمنرفة وتونس، روى عنه أبو محمد مولى أبي عثمان بن حكم. استقضى بغير موضع، فخمدت بموته. وكان أديبا بارعا ناظما ناثرا مشاركا في علوم. توفي بتونس في الثلث من ليلة الأربعاء مستهل محرم. له: تشوف الأريب لتأليف الغريب. المصدر: - الذيل والتكملة 1/ 10/5.

539 - المقدم (من رجال القرن 12 هـ‍) (18 م).

539 - المقدم (من رجال القرن 12 هـ‍) (18 م). أبو القاسم المقدم الشريف الحسيني التوزري، فاضل أديب، لم أجد له ترجمة إلاّ ما وجدت بخط ابنه محمد الذي عاش بمصر مدة طويلة من 1157 إلى 1182 هـ‍ بهامش كتاب في الكيمياء ما نصه: قال والدنا السيد أبو القاسم المقدم الشريف الحسيني - رحمه الله تعالى - في بعض قصائده من ديوانه: لقد شربت نطاف عهد ودادهم … وشمّرت أثوابي على الأنطاف وهي في مدحه عليه السلام، وأول القصيدة قوله: أصبحت من لدن الصبا بتلاف … وتلاعب الأطفال بالأرضاف له ديوان شعر مفقود.

540 - المقدمي (من أهل القرن 12 هـ‍) (18 م).

540 - المقدمي (من أهل القرن 12 هـ‍) (18 م). عبد الرحيم المقدمي النفطي، المفسر. له الجوهر اليتيم في تفسير القرآن العظيم، في مجلدات. المرجع: - إيضاح المكنون 1/ 385.

541 - مقديش (1154 - 1228 هـ‍) (1742 - 1813 م).

541 - مقديش (1154 - 1228 هـ‍) (1742 - 1813 م). محمود بن سعيد مقديش (بفتح الميم والقاف المعقدة الساكنة والدال المهملة المكسورة) الفقيه المؤرخ المشارك في علوم. ولد بصفاقس، ونشأ في عائلة نبيهة نبيلة من أنبه بيوت صفاقس أصلها من أنشلة Ucella إحدى قرى صفاقس من الجهة الشرقية، وتربّى تربية صالحة، فقضى معظم حياته بين طلب العلم والتدريس والتأليف معتمدا على نفسه، مستهينا بالصعاب والعقبات في عصامية نادرة لا يثبطها ولا يثني عزمها أحرج الظروف المادية. تلقى العلم في مبتدأ أمره عمّن أدركه ببلده من تلامذة الشيخ علي النوري كالشيخ محمد الزواري، والمحدث المفسر الشيخ رمضان بو عصيدة، وأخذ الفقه عن المقرئ الفقيه الرياضي الشيخ علي الأومي، وشاركه في شيوخه التونسيين والمصريين، والشيخ محمد الدرناوي الليبي عند إقامته بصفاقس قبل أن يستقر نهائيا بالحاضرة، ثم التحق بجامع الزيتونة، ولقي أعلامه كالشيخ قاسم المحجوب، والشيخ محمد الشحمي كبير علماء المعقولات في عصره والشيخ المحدث الفقيه الرحالة عبد الله السوسي السكتاني المغربي، وهو من شيوخ الشيخ علي الأومي، وعاقته قلة ذات اليد عن إرواء غلته من طلب العلم والإقامة بتونس، فانتقل إلى الزاوية الجمّنية بجربة التي تتكفل بالإنفاق على الطلبة المقيمين بها من ريع أوقافها ومن تبرعات أهل الفضل والإحسان، وقرأ هناك مختصر الشيخ خليل بشرح الشيخ محمد الخرشي وشرح الشيخ عبد

الباقي الزرقاني على الشيخ إبراهيم الجمني الحفيد، والشيخ أحمد بن عبد الصادق الجبالي العيادي الليبي، ثم جاور بالأزهر وهو كهل متزوج له ذرية، فأخذ العلوم الرياضية عن الشيخ أحمد الدمنهوري وحسن الجبزتي والد المؤرخ عبد الرحمن، وأخذ عن الشيخ علي الصعيدي الفقه والحديث، وقرأ على غيرهم من شيوخ الأزهر. ولا نعلم تاريخ التحاقه بالأزهر، ومدة إقامته بمصر سوى ما ذكره في القسم الأول من تاريخه الخاص بالجغرافيا أنه كان موجودا بالإسكندرية سنة إحدى ومائتين وألف 1786/، ولعل ذلك كان لغرض التجارة وكان مدة مجاورته بالأزهر ينسخ الكتب الثمينة، ثم يئوب إلى بلده صفاقس، ويبيع ذلك إلى علماء المدينة، ويترك محصول ذلك لزوجته وذريته، ويرجع إلى القاهرة لاستكمال قراءته، وبعد تخرجه من الأزهر انتصب للتدريس مجانا ببلده، قال الشيخ ابن أبي الضياف: «ولما تضلع من العلوم رجع إلى بلده صفاقس فأفاد وأجاد ونفع العباد، وتزاحمت على منهله الورّاد، وأفنى عمره في هذا المراد، وأتى بما يستجاد فتلاميذه بصفاقس أعلام وأيمة في الإسلام، وكان متخلقا بالإنصاف سمح بما عهد فيه من محمود الأوصاف». وكان لا يقتصر في تدريسه على أسلوب الإلقاء والتلقين، بل يستخدم الأسئلة عن المشاكل والقواعد في قالب قصصي مخترع لاختبار ذكاء الطلبة، ومعرفة ما هضموه من معلومات وتروى له حكايات يرويها بعضهم إلى اليوم. ولبث ببلده مقسما أوقاته بين التدريس والتأليف واحتراف التجارة لكسب قوته متجافيا عن الوظائف الرسمية إلى أن هاجر إلى القيروان في آخر حياته حيث توفي بها. وحمل جثمانه إلى صفاقس. قال كراتشكوفسكي: «وأمضى معظم حياته بمسقط رأسه ولو أنه - كما يبدو - ساح كثيرا، وزار مواضع كالبندقية مثلا».

تآليفه

تآليفه: 1 - حاشية على العقيدة الوسطى للسنوسي ينقل فيها من كتب قليلة الوجود في عصره كالصحائف للسمرقندي مطبوعة على الحجر بتونس سنة 1321/ 1903 جزءان في مجلد واحد. 2 - حاشية على تفسير أبي السعود العمادي سمّاها «مطالع السعود» في تفسير أبي السعود، في 13 مجلدا بمكتبة المرحوم الشيخ محمد الصادق النيفر. 3 - شرح على المرشد المعين لابن عاشر 2 جزءان. 4 - شرح جانب من التذكرة للقرطبي، وهذا انفرد بذكره الشيخ محمد المهيري في بحثه الذي سنشير إليه. 5 - شرح على كشف الأستار للقلصادي سمّاه «إعانة ذوي الاستبصار على كشف الأستار عن علم حروف الغبار» وهو مختصر من كتاب القلصادي كشف الجلبات في علم الحساب، وهذا مختصر من كتابه التبصرة. وهو أول مؤلفات المترجم، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس (مكتبة ح. ح. عبد الوهاب بخط محمد المصمودي في أواسط ذي الحجة 1283 في 312 ورقة 21 سطرا، قياس 16 * 22 سم، وتوجد منه قطعة أخرى في 50 ورقة بنفس المكتبة وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري. ذكر في الخطبة قيمة علم الحساب، وحالته في عصره، والإقبال على تآليف القلصادي في القطر التونسي وخصائص كتابه «كشف الأستار» وتأليفه لهذا الشرح باقتراح من بعض الإخوان، فقال: «أما بعد فإن المآثر وإن تكاثرت، والمفاخر وإن تفاوتت، فأشرقها رفعة، وأعلاها رتبة العلم، ثم هو وإن قد تفننت أفنانه وبسقت فروعه وأغصانه، فأبينها تبيانا، وأوضحها حجة وبرهانا - بعد علم

الهندسة - علم الحساب، الذي هو أول التعاليم القديمة، وأمتن العلوم المستقيمة، ثم هو مع ذلك قد صارت آثاره خفية وأسراره مطوية، ولم يبق منه إلاّ بقايا لا تبل الصدى، ولا تجيب النداء وإن وجد منه رسوم دارسة استولى عليها داء العجل من أصحابها ولا يمكن الإفصاح عنها من أربابها، ومع هذا فالطلب فيه حثيث شديد والباعث عليه من النفوس أكيد، فلما تعلقت همتي به، وطمحت نفسي في تحصيله رأيت تآليفه بحرا لا ساحل له وبعدا لا منتهى له، غير أن علماء العصر من إفريقية - حماها الله من كل أذية - قد أكبّوا على اختصارات الإمام الأوحد الفاضل الأمجد أبي الحسن علي بن محمد بن علي القرشي الأندلسي البسطي الشهير بالقلصادي، واختاروا من اختصاراته أخصرها، ومن تواليفه أنورها، وهو أصغر كتبه حجما وأغربها علما المسمى «بكشف الأستار عن علم حروف الغبار» فكنت في جملة من أكبّ عليه، ولم يجعل معوله إلاّ عليه، فوجدته عظيم الشأن رفيع الأركان محكم البنيان، غير أنه لشدة اختصاره تكاد النفوس تيأس منه، سيما وهو - مع ذلك - مهرة لم تركب، ودرّة لم تثقب، وإن تعاطاه أحد صار كأنما وقع في أجمة أسد، لم يبلغنا عنه تعليق يليق له لا يليق (؟ ) وصار كلام الناس فيه آثارها تطيرها الرياح وأحاديث ليل تمحوها به الصباح لأن ما يسطر في الدفاتر لا يستقر في الفكر، ولا تحويه الضمائر ولما تردد عليّ بعض الإخوان فربما صدر مني بعض إشارات لمقاصده ولمحات لمراشده، فطلبوا مني أن أقيد لهم ما سمعوه، وأرسم لهم ما فهموه، ثم إني فكرت فيما أمليت وجدته في كل لحظة يتغير فيه الأمر، ويقبل الزيادة والنقص والتغيير والتبديل تحاشيا من النقص، وطلبا للكمال المحبوب طبعا للنفس، فإذا أنا لم أجد لذاك غاية، فاضطرب عندي الأمر، سيما ولم يسبق عندي تأليف، فعزمت

على محو ما كتبت، ورجعت عما أضمرت حتى رأيت كلام أستاذ البلغاء القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني إلى العماد الأصبهاني معتذرا عن كلام استدركه عليه أنه قد وقع لي شيء، ولا أدري أوقع لك أم لا؟ . وها أنا أخبرك به وذلك أني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلاّ قال في غده: لو غير هذا الكتاب لكان أحسن ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا الكلام أفضل ولو ترى هذا المكان أجمل، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص عل جملة البشر. هـ‍. فأقلعت عن ذلك العزم، وعولت على إنقاذه بالفور والحزم. 6 - القول الجاوي في جواب وقفة الشيخ يحيى الشاوي في الفرق بين السبب والشرط، مخزون بالمكتبة الوطنية بتونس (مكتبة ح. ح. عبد الوهاب) بخط علي بن عون الساسي بتاريخ ذي القعدة 1242، 7 ورقات، قياس 16 * 22، وتوجد بها نسخة أخرى. 7 - وأشهر مؤلفاته هو تاريخه المعروف «بنزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار» والمعروف أيضا «بدائرة مقديش» المطبوع طبعة حجرية بتونس 1321/ 1903 في جزءين، وهي طبعة سقيمة كثيرة التحريفات والأخطاء، ويوجد مخطوطا في جزءين بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 2520، ج 1، 527 وج 2، 434 ونسخ محمد المنوبي الفراتي الصفاقسي مسطرة 22 حجم 17 * 5، 23، وفي مكتبة شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت بالمدينة المنورة 2 جزءان في مجلد، كتبت هذه النسخة في النصف الأول من القرن الثالث عشر نقلا عن نسخة بخط المؤلف في 250 و 350 ورقة مسطرتها 21 قياسها 17 * 24 سم، رقم 142 تاريخ (ينظر، فؤاد سيد، فهرس المخطوطات المصورة، ج 2، ص 316).

ابتدأ تأليفه في سنة 1207/ 1793 على ما ذكره عند كلامه عن مدينة وهران إذ قال: «وكثيرا ما تغلب عليها الإفرنج الأندلس من أيدي المسلمين، ثم يفتحها المسلمون منهم، وساعة تاريخ الكتاب سنة سبع ومائتين وألف بأيدي المسلمين». ويرى المستشرق الروسي كراتشكوفسكي أنه أتم الجزء الأول من مصنفه عام 1210/ 1796. وفي الجزء الأول عقد مقدمة مطولة للكلام عن مدن أقطار المغرب، تناول فيها جغرافيتها البشرية والاقتصادية والوصفية معتمدا على نزهة المشتاق للإدريسي، وخريدة العجائب لابن الوردي، ورحلة التجاني، وحاول أحيانا أن يقارن بين معلوماته ومشاهداته، فعتد كلامه عن الإسكندرية ومعالمها كالمجلس الذي بجنوبيها، والأسطوانة المفردة الكائنة في الركن الشمالي من هذا المجلس فقال: «ولقد وقفت عليها سنة إحدى ومائتين وألف فلم يبق من هذا المجلس أثر».وأن هذه الأسطوانة المفردة نحتها أصحاب الطمع رجاء أن يجدوا تحتها بعض الكنوز، فلما لم يجدوا شيئا ردموا ما احتفروه». وتحدث عن القطر الأندلسي، واعتمد في ضبط الألفاظ، ووصف بعض المعالم على ابن خلكان، ثم وصف بعض جزر الأبيض المتوسط، كصقلية وسردانية، ومالطة. ويرى المستشرق الروسي كراتشكوفسكي أن هذا القسم يغلب عليه طابع النقل إذ قال: «وتحمل المقالة الأولى لهذا التاريخ طابعا تغلب عليه الجغرافيا، إذ يمثل وصفا لأقطار المغرب والأندلس وكما يبدو من البحث الذي دوّنه يراع نالّينو Nallino فإن الكتاب بأجمعه يغلب عليه طابع النقل والتجميع فالقسم الجغرافي مثلا يعتمد اعتمادا تاما بالتقريب على الإدريسي وابن الوردي والقزويني والتجاني».

وبعد الفراغ من المقالة الأولى الجغرافية تناول التاريخ الإسلامي من مبتدأ أمره وتعاقب دوله وإماراته بالمشرق والمغرب في إيجاز واختصار. وهذا القسم ينتهي بانقراض الدولة الفاطمية، وظهور الدولة الأيوبية بمصر، واعتمد في تدوين أخبار هذا القسم على وفيات الأعيان لابن خلكان، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ورياض النفوس للمالكي، ومعالم الإيمان للدباغ، ورحلة التجاني، وعند كلامه عن دولة الموحدين والحفصيين رجع إلى كتاب تاريخ الدولتين للزركشي ينقل نص عباراته غالبا من غير إشارة إلى ذلك، وأحيانا ينقل من «المؤنس» لابن أبي دينار من غير تنبيه. والجزء الثاني أرخ فيه للدولة العثمانية واحتلالها لتونس، وللدولة المرادية والحسينية إلى عهد محمود باي، وتنتهي حوادثه سنة 1238 هـ‍. وقد سبق لنا أنه توفي في عام 1228 هـ‍، فلعل هذه الزيادة كتبت في الهامش فأضافها بعض النساخ إلى صلب الكتاب، وهذه الزيادة شديدة الاختصار، مباينة لأسلوب الكتاب. ثم تناول تاريخ صفاقس منذ نشأتها، وأرخ لمعالمها وآثارها، وترجم لعلمائها وأدبائها وصلحائها من أقدم العهود إلى عصره، وجلب ما طمّ ورمّ من الخوارق والكرامات، وفي القسم الأخير من كتابه لا سيما عند الكلام عن الصوفية والصالحين يصل أسلوبه إلى حد كبير من الإسفاف والضعف، واعتمد أحيانا على المأثورات الشعبية كعند كلامه عن الثورة على النرمان. ومصادره تبدو أحيانا قليلة، أو فيها بعض التخليط، فهو عند كلامه عن الدولة العثمانية نقل كثيرا من كتاب «الإعلام بأعلام بيت الله الحرام» للقطب النهروالي، وعزا هذا النقل إلى أبي الوليد الأزرقي، وهو متقدم بينه وبين النهروالي قرون، ولعله كانت عنده نسخة من «أخبار

المصادر والمراجع

مكة» لأبي الوليد الأزرقي يليه «الإعلام بأعلام البيت الحرام» فلم ينتبه لهذا، وظن أن الكتاب كله للأزرقي، وفي ترجمة عيسى بن مسكين لم يعرف تاريخ وفاته حتى أخبره صديق له بذلك ويبدو أنه لم يكن مطلعا على الديباج المذهب لابن فرحون، ولو رجع إليه لوجد ترجمته وتاريخ وفاته فضلا عن الرجوع إلى أصله ترتيب المدارك للقاضي عياض، على أنه في الحوادث القريبة من عصره ذكر تفصيلات مهمة كالحرب بين تونس والبندقية قال كراتشكوفسكي: «فإن مصنفه فيما يتعلق بعرض الحوادث القريبة العهد منه يمثل أهمية كبيرة، فهو مثلا يلقي ضوءا على حوادث الحرب بين تونس والبندقية في عام 1784 - 1792».ولما ظهر كتابه صادرته الحكومة التونسية، ولعل سبب ذلك ما أبداه من تقدير لعلي باشا الأول، وهذه المصادرة جعلت نسخ الكتاب قليلة منذ القديم، قال كراتشكوفسكي: «ويبدو أنه قد مسّ مسائل معاصرة لأن حكومة تونس صادرته على الفور». المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 85، 86. - الأعلام 7/ 172 (ط 5/). - إيضاح المكنون 2/ 637. - سياسة حمودة باشا في تونس د. رشاد الإمام (تونس 1980) ص 19، 120. - شجرة النور الزكية 366. - معجم المطبوعات 1209. - معجم المؤلفين 12/ 167 نقلا عن فهرس دار الكتب المصرية 5/ 387. - هدية العارفين 2/ 417، 418. - كراتشكوفسكي: تاريخ الأدب الجغرافي عند العرب (الترجمة العربية) 2/ 768. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) ص 274، 284. - مجلة الثريا شعبان /1363 جويلية 1944 ص 109 بقلم الشيخ محمد المهيري مفتي صفاقس في ذلك التاريخ أحمد الطويلي: مجلة الهداية ع 6 س 10 رمضان شوال ذو القعدة /1403 جويلية وأوت 1983 ص 28 - 34.

542 - مقديش (0000 - 1251 هـ‍) (0000 - 1836 م).

542 - مقديش (0000 - 1251 هـ‍) (0000 - 1836 م). محمود بن محمود بن سعيد مقديش، الفقيه الرياضي، أخذ عن والده، وعن غيره. درّس مدة قليلة بصفاقس الفلك، والمنطق، وقرأ عليه محمود السيالة، وعبد السلام الشرفي، ثم انتقل إلى تونس، واحترف التجارة، واتصل بالوزير يوسف صاحب الطابع، وكان يقوم لتلقيه على عادته مع العلماء، ثم تقدم وكيلا على عشر الزيت وشرائه للدولة، ونالته بسبب ذلك محنة على يد الوزير محمد شاكير صاحب الطابع، فارتحل إلى المشرق، وأقام بمصر مدة فأخذ عنه الشيخ محمد عليش وغيره، وتوفي بجدة. له تأليف في الفلك يسمى سلم السعادة لمعرفة سمت القبلة وأوقات العبادة، شرحه تلميذه محمود السيالة بشرح سماه لولب السيادة لصعود سلم السعادة، وهذا الكتاب رأيت أوراقا يسيرة منه مع تعليقات بخط محمود السيالة، موجودة بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري أوله: «سبحان من أبدع ما اخترع، وأتقن بحكمته ما صنع، رفع السموات بقدرته، وخضع كل شيء لجلال عظمته». وجعله مشتملا على مقدمة وستة وعشرين بابا. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 8/ 24. - شجرة النور الزكية 335. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية، ص 106.

543 - المكفوف (000 - 308 هـ‍) (000 - 920 م).

543 - المكفوف (000 - 308 هـ‍) (000 - 920 م). عبد الله بن محمد وقيل محمود الأموي المكفوف، أبو محمد، نزيل القيروان، أصله من سرت، النحوي اللغوي، الأخباري الشاعر. أدرك أبا الوليد عبد الملك بن قطن المهري، وأخذ عنه، ثم صحب من بعده حمدون النعجة فكان لا يبارحه. قال الزبيدي: «ولم يمت حمدون حتى علا المكفوف، وفضله في أشياء». وكان صاحب حافظة عجيبة، وذاكرة غريبة، وكان يجلس مع حمدون في مكتبه فربما استعار بعض الصبيان كتابا فيه شعر أو غريب أو من أخبار العرب فيقتضيه صاحبه فيه، فإذا ألحّ عليه أعلم بذلك أبا محمد المكفوف، فيقول له: اقرأه عليّ، فإذا فعل قال: أعده ثانية ثم يقول: ردّه على صاحبه ومتى شئت فتعال حتى أمليه عليك (الزبيدي). وعليه قرأ الناس الشروح، وإليه كانت الرحلة من إفريقية والمغرب، ومن تلامذته أبو القاسم إبراهيم الوزّان. هجاه أبو إسحاق بن خنيس فأجابه: إن الخنيسي يهجوني لأرفعه … إخسأ خنيس فإني غير هاجيك لم تبق مثلبة تحصى إذا جمعت … من المثالب إلاّ كلها فيك وكان على صلة بابن الصائغ صاحب البريد، وصله منه نحو خمسمائة دينار، سوى الخلع وقضاء الحوائج والبر والإكرام، ولا كان يسأله شيئا إلاّ إذا كان يوم الجمعة بعث في طلبه دابته وابنه وأحضر على مائدته.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1 - كتاب في شرح صفة أبي زبيد الطائي للأسد جوّد فيه وحسّنه. 2 - كتاب في العروض، قال عنه الزبيدي: «يفضله أهل العلم على سائر الكتب المؤلفة فيه لما بيّن فيه وقرّب». المصادر والمراجع: - بغية الوعاة 2/ 62. - طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 257، 259. - معجم المؤلفين 6/ 138. - نكت العميان للصفدي 184، 185. - هدية العارفين 1/ 444.

544 - المكني (0000 - 1122 هـ‍) (0000 - 1710 م).

544 - المكني (0000 - 1122 هـ‍) (0000 - 1710 م). أحمد بن محمد بن حمد (بفتح الميم والحاء) بن إبراهيم العجمي المكني (¬1) منشأ ومسكنا، الفزاني نسبا من أحفاد الولي الصالح سالم الغلام صاحب زاوية بلد بني حسان، المقرئ المحدث الفقيه. أخذ بصفاقس عن الشيخ علي النوري، ولازمه وانتفع به، وأجازه وأثنى عليه كثيرا، ووصفه بالعلم والصلاح والتقوى والدين المتين. وذكر في هذه الإجازة مشايخه والكتب التي قرأها عليهم، والإجازات التي حصلت منهم، كما أنه ذكر الكتب التي ختمها عليه تلميذه المذكور، ثم رحل إلى مصر، واجتمع بأعلام، وأخذ عنهم كإبراهيم الشيرخيتي، ومحمد الخرشي، وحج، ثم رجع لبلده المكنين بعلم جم مع ركب كان فيه الشيخ الحسن اليوسي المغربي صاحبه، وانتفع به، ولما بلغ المكنين أسس بها مدرسة، وتصدى للتدريس وانتفع به جماعة منهم ابناه أحمد وحسين. وله تصانيف منها منظومة سماها عقيدة التوحيد شرحها الشيخ عبد العزيز الفراتي طالعها: يقول راجي الله جلت قدرته … أحمد المكني تلك شهرته الحمد لله العظيم الباري … الواحد المهيمن الغفار المرجع: - شجرة النور الزكية 322. ¬

(¬1) نسبة إلى بلدة المكنين (بضم الميم وتشديد الكاف الساكنة) بالساحل التونسي، والمكني من تغييرات النسب والقياس أن يقال مكنيني.

545 - المكودي (0000 - 1169 أو 70 هـ‍) (0000 - 1158 أو 59 م).

545 - المكودي (0000 - 1169 أو 70 هـ‍) (0000 - 1158 أو 59 م). أحمد بن الحسن بن محمد المعروف بالورشان الملقب بالمكوّدي الشريف الحسني، من بيت المكودي بفاس، الشهير بالعلم والفضل، المحدّث، المسند الراوية، الفقيه، نزيل تونس. أخذ عن الشيخ أحمد بن مبارك، وأجازه إجازة عامة بسنده المشهور، وعن علي الحريشي، ونزل تونس، وحصلت له بها شهرة تامة، ودرّس بها العلوم العربية لأنه كان من مهرتها، فدرّس المغني لابن هشام، وشرح التسهيل لعلي باشا، وفي المنطق شرح القطب على الشمسية. وأخذ عن أعلام منهم محمود بن سعيد مقديش، ومحمد بيرم الأول شيخ الإسلام، وغيرهما. وتقلّد الفتوى في عهد علي باشا الأول. وكانت وفاته بتونس. مؤلفاته: 1 - تحرير وفيات الفقهاء السبعة. 2 - فهرسة.

المراجع

المراجع: - إتحاف أهل الزمان. - شجرة النور الزكية 346. - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 123 - 124. - فهرس الفهارس 1/ 420 - 421.

546 - المكي (0000 - 1352 هـ‍) (0000 - 1933 - 34 م).

546 - المكي (0000 - 1352 هـ‍) (0000 - 1933 - 34 م). أحمد بن عبد الله أديب المكي الشافعي، أصله من مكة المكرمة، وطوحت به الأقدار إلى أن استقرّ بتونس العاصمة في أواخر القرن الماضي، ثم انتقل إلى مدينة سوسة، وعلّم ببعض مدارسها القرآنية، ثم توظف كاتبا بإدارة عملها على عهد محمد الطيب الجلولي الوزير الأكبر فيما بعد. وتزوج مدة إقامته في سوسة، وبها توفي. كان محدثا فقيها، راوية للأشعار، لغويا شاعرا، مرّ اللسان، سليطه. هجا في بعض المناسبات أهل سوسة، فاستدعاه الشيخ عبد الحميد السقا الباش مفتي بها، وقال له: هجوتنا يا شيخ أحمد؟ فأجابه لا، وإنما عندي في المنزل تذكرة ترجمت فيها لكل فقيه وسفيه، وانفصل الحال على أن يصون لسانه، ويدفع له الشيخ باش مفتي كل شهر ثلاثين فرنكا، وهو مبلغ له قيمة في ذلك الوقت، ولما تولى الشيخ محمد بن عبد الجواد (من قصيبة المديوني) قضاء سوسة ألحّ بعض العدول من أهل القلعة الصغرى على المترجم أن يمدحه بشعره فلبى رغبتهم، فقطع عنه الشيخ عبد الحميد السقا الإعانة الشهرية، فكان يطوف عليهم بعد ذلك قائلا: «كفارة الكف أو أجرة الكذب» منددا بهم. مدح مرة الباي في بعض المناسبات، فأبطأت الجائزة عنه، فدخل على السيد العربي بسيّس من حاشية القصر، وقال له: وجودك هنا من علامات قيام الساعة! فاستفسره عن مراده فذكر له أنه يشير إلى ما ورد

مؤلفاته

في الحديث الشريف: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» فأعطاه 300 ثلاثمائة فرنك مقدار الجائزة وزاده 300 من عنده. قال: كان رجلا عاقلا اشترى مني عرضه بثلاثمائة فرنك، وله غير ذلك من النوادر والحكايات وينقل عن الشيخ محمود موسى المنستيري أنه كان يقول: الشعر أقل خلاله. له شعر في مدح بايات عصره بالمناسبات منشورة في الصحف التونسية. مؤلفاته: 1 - بلوغ الأماني في مناقب الشيخ أحمد التيجاني ط. بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1295/ 1878 في 16 ص من القطع الصغير، وطبع ثانية سنة 1312/ 1895، وط. بفاس على الحجر في نفس سنة الطبعة الثانية بتونس باسم رسالة بلوغ الأماني (ينظر دليل مؤرخ المغرب الأقصى 216، 217 وفيه لعله من علماء شنجيط) أي ما يعرف الآن بموريتانيا. وهذه الرسالة تعرضت لنسب الشيخ التيجاني، وأسفاره بالمغرب الأقصى، وتونس، ومصر والحجاز، وتاريخ تأسيسه طريقته في 1196/ 1781 - 82، ومناقبه وأتباعه ووفاته. والمترجم لم يكن صوفيا ولا من أتباع الطرق الصوفية، والطريقة التيجانية كانت منتشرة في الأوساط العليا الحكومية، ولعله ألّفها تقربا وزلفى وتعريفا بنفسه لدى هاته الأوساط. 2 - مصارع أرباب العذر في التوسل بأهل بدر، ط. بالمطبعة الرسمية بتونس 1299/ 1881 - 82.

المراجع

المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 192، 193. - معجم المطبوعات 374. - ج. كيمنار: منشورات المطبعة الرسمية التونسية (بالفرنسية) في مجلة (ابلا) عدد 98/ 1962 ص 166، رقم 163 ص 170 رقم 75. - مجلة مرآة الساحل ع 16، جانفي 1970.سمعت أخباره ونوادره من الشيخ سالم بن حميدة الأكودي ومن غيره من أدباء سوسة.

547 - الملتاني (000 - 644 هـ‍) (0000 - 1246 م).

547 - الملتاني (000 - 644 هـ‍) (0000 - 1246 م). أحمد بن عثمان بن عبد الجبار المتوسي الملتاني التونسي، أبو العباس، الفقيه العالم بالأصلين وبالعربية. رحل إلى المشرق، ولقي أعلاما، ثم رجع فسكن بجاية وأقرأ بها وأسمع. قيل إن له تقدما في «التلقين» للقاضي عبد الوهاب ونظرا لم يكن لغيره، ولم يكن له مثله في غيره من الكتب، وهو وإن كان إماما في الفقه لكنه في هذا الكتاب آصل من غيره. استدعاه الأمير أبو زكرياء الحفصي الأول إلى تونس، وحضر مجلسه، فجعل بعض الحاضرين يلقي بعض مسائل المبادئ، فرأى أن الكلام في المبادئ لا تظهر فيه فضيلة فاضل، ولا فضل الجاهل. تآليفه: 1 - تقييد وتنبيهات على كتاب التلقين. 2 - تكميل ما فات الإمام المازري على التلقين. المصادر: - عنوان الدراية 109، 110 (ط 1/). - نيل الابتهاج 63.

548 - الملا أو المنلا (0000 - 1209 هـ‍) (0000 - 1795 م).

548 - الملا أو المنلا (0000 - 1209 هـ‍) (0000 - 1795 م). محمد بن أحمد الملا، ويقال المنلا، الحنفي، من بيت الملا الحنفي الشهير بتونس، كان من أهل العلم، وغلب عليه الفقه والتصوف، القادري الطريقة، كان من المحبين في الشيخ عبد القادر الجيلاني، ولا يفتر عن مدحه بالمنظوم والمنثور، له في مدحه والتشويق إليه القصائد الكثيرة، وهي بالقطر التونسي شهيرة ينشدونها في ميعاد الشيخ بالطبوع والألحان، ونظم بعض توجهات لبعض أحزاب، وتصليات الشيخ عبد القادر، يتوجه بها أتباع الطريقة في البداية عند القراءة. أخذ الطريقة عن الشيخ مرتضى الزبيدي الذي أرسل له سندها المتصل إلى الشيخ عبد القادر، وأخذ عن الشيخ محمد الأمين من أحفاد الشيخ عبد القادر بسنده إلى جده عند قدومه إلى تونس. كان ذا وجاهة عند العامة والخاصة لعفته حتى حسده بعض أهل عصره من أجل مذهبه. توفي بالوباء، ورثاه بعض أهل عصره بأبيات نقشت على قبره هي هذه: كل إلى دار البقا مأواه … وإلى الفنا تسعى به دنياه والله يحكم لا مردّ لحكمه … سبحانه لا حاكم إلاّ هو هذا أبو عبد الله المن‍ … لا خطيب واعظ أوّاه كم شنّفت آدابه من مسمع … وتعلقت بلذيذها الأفواه جاء الوبا بحمامه فاستسلمت … أنفاسه وقضى عليه الله

مؤلفاته

بشرى له فلقد أتى تاريخه … دار السرور وبردها مأواه وله قصيدة رائية أولها: مل لبغداد واركبن البحارا … واقطعن الديار دارا فدارا جمع فيها مناقب الشيخ عبد القادر المروية في «بهجة الأسرار» للشطنوقي. مؤلفاته: 1 - ديوان شعر حافل، توجد منه نسخة في المكتبة الوطنية بتونس وأصلها من العبدلية. 2 - شرح على قصيدته الرائية المذكورة. 3 - الصلات الكبرى على الصلاة الصغرى، وهو شرح على الصلاة الصغرى التي ختم بها الشيخ عبد القادر حزبه في 68 ورقة من القطع الكبير بالمكتبة الوطنية وأصلها من المكتبة العبدلية. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 28، 29. - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 226. - تكميل الصلحاء والأعيان التعليق رقم 251 ص 341. - رياض البساتين لمحمد أمين الكيلاني ص 254، 255.

549 - ابن ملوكة (0000 - 1276 هـ‍) (0000 - 1860 م).

549 - ابن ملوكة (0000 - 1276 هـ‍) (0000 - 1860 م). محمد بن صالح بن ملوكة التونسي، المفسر، الفقيه، الزاهد، الصوفي، الفرضي، الحاسب، قال تلميذه ابن أبي الضياف: «له قدم راسخ في العلوم العقلية كالحساب والهندسة، وله في معارف التصوف ذوق واطّلاع، ورسوخ قدم، وطول باع». أخذ عن الشيخ إبراهيم الرياحي، وعن الشيخ أحمد بو خريص الفرائض، ولازمه، والشيخ حسن الشريف، والشيخ محمد الطاهر بن مسعود. درّس بجامع الزيتونة وبغيره من المساجد القريبة من زاويته وبزاويته. أخذ عنه غالب مشاهير القرن الثالث عشر منهم، أحمد بن أبي الضياف، ومحمد النيفر، وأخوه صالح، وسالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، وحسن شبيل، ومحمد الجدي، وبالإجازة الشيخ محمد عليش المصري الليبي الأصل، وكان يعلم القرآن بزاويته، واختار تعليم القرآن على أسلوب لم يسبق إليه، فكان التلميذ يخرج من زاويته حافظا للقرآن عارفا بالرسم، عارفا بضروريات دينه وتقويم لسانه حافظا لمتون علمية، ويروض أبدانهم خشية السآمة بالمصارعة والرماية وتلقف الكرة وغير ذلك، والتلامذة يسكنون بالزاوية، وكان يجالس تلامذته ويذاكرهم في المسائل، ويباشر معهم الألعاب الرياضية كالرماية التي كان ماهرا فيها، وكان يدرب تلامذته على ممارسة الصلاة والمواظبة عليها في أوقاتها،

تآليفه

فيصلي بهم العشاء ويأتي قبل الفجر لإيقاظهم للصلاة رافعا صوته: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً} قال ابن أبي الضياف: «وزاويته منزه العلماء والأتقياء، ومرتع الأدباء والأذكياء». يتلو الفقراء بالزاوية الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم، ويتصدق عليهم، وفي الزاوية مكتبة صغيرة حبس عليها مجموعة من الكتب، وكان حسن الأخلاق متواضعا جميل اللقاء، وكان يلتحف بالحرام ويلبس الخشن ولا يعتم بعمامة الفقهاء. توفي في منتصف نهار الجمعة 28 شوال 1276/ 18 ماي 1860، ودفن بزاويته الكائنة خارج باب القرجاني. تآليفه: 1 - الأوراد السبعة، وهي بقدر أيام الأسبوع، في الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم، أولها ورد ليلة السبت وآخرها ورد ليلة الجمعة. 2 - تفسير سورة الفاتحة وشيء من سورة البقرة. 3 - رسالة في مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ * *}. 4 - رسالة في أحكام التوأمين. 5 - رسالة في النحو وضعها لولده حمدان، منها نسختان بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلهما من المكتبة العبدلية. 6 - رسالة في المنطق. 7 - أسرار فواتح سور القرآن شرحها شيخ الإسلام محمد معاوية شرحا سمّاه نزهة الفكر. 8 - رسالة في علم الخطائين من فروع علم الحساب.

المصادر والمراجع

9 - الشرح الصغير على الدرة البيضاء في الحساب والفرائض، اختصره من شرحه الكبير، ولم يصدره بخطبة، منه نسختان بالمكتبة الوطنية وأصلهما من المكتبة العبدلية. 10 - الدر الملوكية في الصلاة على خير البرية، ط. بالآستانة. 11 - لوامع الأسنة في الصلاة على عين الرحمة وهو من مختصر صلواته، فرغ منه يوم الجمعة جمادى الأولى 1264 هـ‍ قبل طلوع شمس ذلك اليوم بثلاثة أدراج تجاه سيدي علي الحطاب ط. بالآستانة تليه صلوات أولها بعد البسملة، وهذه صلوات بحسب ما خطر بالبال من المقاصد لمن كان له مطلب من مطالب الدنيا والآخرة. 12 - مجموع صلوات، جمع تآليف أربعة مطولة ومختصرة، أتى فيها بصلوات على النبي صلّى الله عليه وسلم مع أسماء الله الحسنى، وتتضمن حكايات ومرائي في بركتها، نسخ جميعها الشيخ المختار المحرزي للمترجم سنة 1266، مخطوط بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة العبدلية. 13 - فهرسة. 14 - مريح المعاني بتحرير المباني وتحقيق المعاني، شرح لرسالة في النحو، ينتهي إلى اسم كان وأخواتها، في 16 ورقة من القطع المتوسط، منه نسخة بخط مؤلفها في المكتبة الوطنية وأصله من المكتبة العبدلية. 15 - تفسير الجوهرة للشيخ عبد القادر الجيلاني، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية وأصله من المكتبة العبدلية. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 8/ 109، 111. - الأعلام 7/ 34 (ص 108 لوحة بخطه).

- إيضاح المكنون 1/ 307، 2/ 413. - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 187، 213، 222، 228، 236، 241، 242، 4/ 398، 399. - شجرة النور الزكية 390. - فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 267، 311، 312. - معجم المؤلفين 10/ 88. - هدية العارفين 2/ 376.

550 - المليكشي (000 - 740 هـ‍) (0000 - 1340 م).

550 - المليكشي (000 - 740 هـ‍) (0000 - 1340 م). محمد بن عمر بن علي بن محمد بن إبراهيم الملّيكشي، وعرف بابن عمر، البجائي ثم التونسي فقيه أديب كاتب. تولّى خطة الإنشاء بتونس نعته المقري بكاتب الخلافة، وقال لسان الدين بن الخطيب: كتب عند الأمراء بإفريقية. وله شعر رائق، وكتابة بليغة، وتآليفه مستطرفة، وقد ذكره خالد البلوي في رحلته وأثنى عليه، ورحل إلى المشرق فحج وروى عن جماعة بالحجاز ومصر والإسكندرية، كالرضي الطبري سمع عليه الكتب الخمسة، والسراج محمد بن طراد قاضي المدينة وخطيبها، وأبي محمد الدلاصي، والنجم الطبري، وغيرهم. ودخل الأندلس، ومدح الكبراء، ثم رجع إلى وطنه، وامتحن مدة، ثم خلص. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 314 (ط 5/). - تعريف الخلف برجال السلف 1/ 173. - نفح الطيب 8/ 346، 348 (نقلا عن الإحاطة). - نيل الابتهاج 239، 240.

551 - الممسي (000 - 333 هـ‍) (000 - 945 م).

551 - الممسي (000 - 333 هـ‍) (000 - 945 م). العباس بن عيسى بن محمد بن عيسى بن العباس الممسي (¬1)، أبو الفضل، الفقيه، الزاهد. سمع من موسى القطان، وجبلة بن حمود، وغيرهما، خرج إلى الحج سنة 318/ 931 فأقام عامه ذلك بمصر، وسمع في حجته تلك حديثا كثيرا، فسمع بمصر من أحمد بن جعفر الحضرمي، وأبي عبد الله الجيزي، وأبي بكر بن مروان المالكي، والذهلي، وابن عبد الوارث، وأبي الحسن بن سوادة وأبي الحسين بن المتتاب بمكة، وغيرهم. أخذ عنه ابن أبي زيد، وكان يتشبه به، ومحمد بن حارث، وأبو بكر الزويلي وأبو الحسن بن الحلاف قال ابن حارث: ولما انصرف من رحلته لزم الانقباض من النسك، فكانت تلك حالته إلى سنة قيام مخلد بن كيداد أبي يزيد على بني عبيد، فخرج معه علماء القيروان، فكان ممن خرج، فمات - رحمه الله - بباب المهدية (أي بالوادي المالح قرب المهدية) كان أهل السنة بالقيروان في أيام بني عبيد في حالة شديدة من الاهتضام والتستر كأنهم ذمة تجري عليهم في كثير من الأيام محن شديدة، ولما أظهر بنو عبيد أمرهم، ونصبوا حسينا الأعمى الصبي المكوكب في الأسواق للسب بأسجاع لقنها، يوصل منها إلى سب النبي صلّى الله عليه وسلم في ألفاظ حفظها كقوله: العنوا الغار وما حوى، والكساء ¬

(¬1) نسبة إلى ممس قرية بإفريقية، وقيل ممسّ بتشديد الميم الثانية وهي مم (Mamma) البيزنطية، واقعة على بعد 50 كلم من القيروان و 33 كلم من سبيطلة، وهي التي تحصن بها كسيلة عند زحف ابن قيس البلوي نحو القيروان، وهي واقعة غربي القيروان.

مؤلفاته

وما حوى وغير ذلك، وعلقت رءوس الأكباش والحمر على أبواب الحوانيت عليها قراطيس معلقة مكتوب فيها أسماء الصحابة اشتد الأمر على أهل السنة، فمن تحرك أو تكلم قتل ومثل به، وذلك أيام إسماعيل المنصور ثالث ملوك بني عبيد سنة 331/ 942. ولما ثار أبو يزيد صاحب الحمار دخل القيروان، وخرج معه أهلها للقتال ومعهم فقهاؤهم وعلماؤهم، وانتصروا في الجولة الأولى، وحصروا أعداءهم بالمهدية، فلما رأى أبو يزيد ذلك قال لأصحابه: إذا لقيتم القوم فانكشفوا عن علماء القيروان، حتى يتمكن أعداؤهم منهم، فقتلوا جماعة منهم الممسي وذلك في رجب سنة 335 هـ‍. وهذه غلطة كبرى من أبي يزيد، فانفض من حوله جموع الإباضية الوهبية، وعرفوا أنه يميل إلى الاستئثار بالسلطة إذا انتصر، وأنه يميل إلى التخلص من المخالفين له، وكان هذا بداية لتوالي الهزائم على أبي يزيد، والعجب منه أنه يفكر في الاستئثار بالسلطة بعد النصر قبل كسب معركة حاسمة باحتلال المهدية. ورثى المترجم ابن أبي زيد، وأبو القاسم الفزاري، وأبو عبد الله الدارمي، وأبو عبد الله بن سعيد المؤدب. مؤلفاته: 1 - اختصار كتاب محمد بن الموّاز. 2 - كتاب في قبول الأعمال. 3 - كتاب في تحريم المسكر ناقض به كتاب الطحاوي. المصادر والمراجع: - الأعلام 3/ 263 - 4 (ط 5/). - ترتيب المدارك 3/ 313، 323.

- الديباج 217. - شجرة النور الزكية 33. - طبقات علماء إفريقية للخشني 234. - معالم الإيمان 3/ 31، 35. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 715.

552 - المناري (0000 - 1266 هـ‍) (0000 - 1850 م).

552 - المناري (0000 - 1266 هـ‍) (0000 - 1850 م). محمد بن عمر الصيد المناري القيرواني، الأديب الشاعر، ذو النفس الطويل في نظمه. قرأ بتونس، وأقرأ بالقيروان اللغة والأدب. له ديوان شعر كبير، قصائده طويلة جدا من 300 بيت إلى ما دونها. مات ولم يبيضه. المصدر: - تكميل الصلحاء والأعيان، ص 219.

553 - المناري (000 نحو 750 هـ‍) (0000 - 1350 م).

553 - المناري (000 نحو 750 هـ‍) (0000 - 1350 م). موسى بن عيسى المناري القيرواني، أبو عمران، الفقيه الصالح، الواعظ، الناسك الورع. قرأ على الشيخ محمد الرمّاح، وقرأ عليه الشيخ محمد الشبيبي، ولم يرحل إلى تونس لأن تولي الخطط لأصحاب هذه الرحلة في ذلك العصر وهو لم يكن راغبا في توليها. وكان فقيها ثقة في نقله، جيد الذهن، حسن العبارة. له شرح تهذيب المدونة من أوله إلى القصر في القالب الصغير، ولم يتمه. ولما ورد إلى القيروان «الأحياء» للغزالي نظره وترك التأليف، واشتغل بعمل الميعاد (الوعظ) والتفرغ للعبادة إلى أن مات. قال ابن ناجي: ولو تمادى على تأليفه لكان أفضل لحفظه في نقل المذهب، وحسن فكرته، ونقل عنه ابن ناجي في شرح التهذيب وغيره. المصدر: - معالم الإيمان 4/ 136، 142.

554 - ابن مناس (000 - 390 هـ‍) (000 - 999 م).

554 - ابن مناس (000 - 390 هـ‍) (000 - 999 م). عيسى بن مناس القيرواني، أبو موسى، من فقهاء إفريقية ونبهائها، والمقدمين بها. سمع من البوني، وغيره، وتفقه بابن هشام، وكان الاعتماد عليه في القيروان في الفتوى والتدريس بعد ابن أبي زيد (كذا في معالم الإيمان). وكان مفتيا بارعا له فصاحة وجزالة وجميل لقاء. مؤلفاته: 1 - تفسير لمسائل المدونة. 2 - كتاب القصر. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 4/ 624. - معالم الإيمان 3/ 161. - معجم المؤلفين 8/ 34. - هدية العارفين 1/ 806.

555 - مناشو (1302 - 1354 هـ‍) (1884 - 1933 م).

555 - مناشّو (1302 - 1354 هـ‍) (1884 - 1933 م). محمد بن عثمان مناشو، العالم الأديب، الشاعر. ولد بتونس، ودخل جامع الزيتونة سنة 1312/ 1894، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع سنة 1319/ 1901 فانتصب عدلا موثقا. كان ميالا للأدب والبحوث الاجتماعية، فكتب في الصحف كثيرا من المقالات والقصائد، فذاع صيته رغم ميله إلى الانزواء. وسمّي مدرّسا من الطبقة الثانية بجامع الزيتونة، وعلّم بالمدرسة الخيرية منذ سنة 1329/ 1911، وبعد قليل صدر قرار إيقاف الصحف العربية فانقطع عن الكتابة، وصرف همته إلى التعليم ونجح في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى بجامع الزيتونة. وهو في كتابته مولع بالمحسنات البديعية، فكانت له اليد الطولى في فن السجع المزدوج الذي بلغ فيه أوج الإجادة، وخففت من وطأته على قلمه ما كان له من معرفة واسعة باللغة، ومقدرة على حسن التصرف في مفرداتها، وممارسة متينة لفنون البلاغة والأدب، زيادة عن حسه المرهف في النقد يملكه الذوق المجرد. (الحركة الأدبية والفكرية في تونس). توفي في شهر جوان 1933. له مؤلفات مدرسية منها كتاب في الهندسة.

المراجع

المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 1/ 2. - الحركة الأدبية والفكرية في تونس ص 104. - القصة التونسية نشأتها وروادها (تونس 1975) ص 46، 49 (أورد قصته فكاهة في مجلس القضاء مع تحليل موجز لها).

556 - ابن المناصف (563 - 621 هـ‍) (1168 - 1223 م).

556 - ابن المناصف (563 - 621 هـ‍) (1168 - 1223 م). محمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ الأزدي المعروف بابن المناصف، الفقيه النظار الواقف على الاتفاق والاختلاف معللا مرجحا، مع الحظ الوافر في اللغة والأدب، والتصرف الحسن في قرض الشعر. ولد بالمهدية، ووالده أصله من قرطبة التي خرج منها في الفتنة عند انقراض الدولة المرابطية. ونشأ وأخذ عن جماعة من أهل تونس كأبي الحجاج الخزرجي قاضي تونس، وسمع بها من أبي عبد الله بن أبي ذرقة، وبتلمسان من أبي عبد الله التجيبي، وله رواية عن أبيه عن جده، ومن الرواة عنه يوسف بن محمد بن إبراهيم البيّاسي الأنصاري، ثم ارتحل إلى الأندلس فولي قضاء بلنسية، ثم مرسية، ثم صرف عن القضاء لحدته وصلابته فسكن قرطبة، ثم لحق بمراكش حيث توفي بها، ومن سقطات ابن الأبار قوله في آخر ترجمته: «وذكره في الغرباء لا يصلح ضنا بعلمه على العدوة». مؤلفاته: 1 - تنبيه الحكام في الأحكام، جمع فيه ما يحتاج إليه من مسائل القضاء على وجه الاختصار، وينحصر مضمونه في خمسة أبواب، الأول في سيرة القضاة، الثاني في قبول الشهادات، الثالث في تلقي كتب القضاة، الرابع في تنفيذ الأحكام، الخامس في الحمية على تغيير

المصادر والمراجع

المنكر. توجد منه نسخة مخطوطة في المكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من المكتبة العبدلية. 2 - الانجاد في أبواب الجهاد. 3 - الدرة السنية في الفروع والأدلة الشرعية، منظومة عدد أبياتها سبعة آلاف واثنان، وقيل في اسمها الدرة السنية في مقتفي المعالم السنية. 4 - المذهب في الحلى والشيات، رجز، وفي برنامج الوادي آشي (دار الغرب الإسلامي، بيروت) الأرجوزة الملقبة بالمذهبة في الشيات والحلى. وله غير ذلك مما لم نقف على أسمائه. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 214. - برنامج المكتبة الصادقية 4/ 283. - برنامج الوادي آشي ص 304. - تكملة الصلة لابن الأبار (مصر 1375/ 1955) 2/ 611، 612، وتراجع منه ص 325، 326. - شجرة النور الزكية 177، 178. - طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، تحقيق د. محسن عياض (النجف 1974) ص 235. - كشف الظنون 74. - معجم المؤلفين 11/ 107، 108. - نيل الابتهاج 228، 229. - هدية العارفين 2/ 109.

557 - ابن من الله (000 - 493 هـ‍) (0000 - 1100 م).

557 - ابن منّ الله (000 - 493 هـ‍) (0000 - 1100 م). عبد المؤمن بن منّ الله بن أبي بحر الهوّاري القيرواني، أبو الطيب، الفقيه، الأديب الشاعر. ولد بالقيروان، وهاجر إلى الأندلس، فروى فيها الحديث عن محمد بن عبد الله التميمي، وغيره. توفي يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر /493 جانفي 1100. له حديقة البلاغة، ودوحة البراعة المورقة أفنانها والمثمرة أشجانها بذكر المآثر العربية ونشر المفاخر الإسلامية والرد على ابن غرسية في مدائحه للأمم الأعجمية، وهذه الرسالة كما يتضح من آخر العنوان رد على الرسالة الشعوبية لابن غرسية، وهي ضمن مجموع يحتوي على رسالة ابن غرسية وأربعة ردود عليها (نشرها عبد السلام هارون في نوادر المخطوطات، القاهرة 1959، 3/ 227، 330). وهي الرسالة الرابعة، والوحيدة الناقصة، وأطولها. ولم يذكر ابن بسام في «الذخيرة» إلاّ بعض الفصول من هذه الرسالة الطويلة. المصادر والمراجع: - ألف باء للبلوي 1/ 350.

- الصلة 1/ 377. - كشف الظنون 644، 645. - نوادر المخطوطات لعبد السلام هارون 3/ 229 - 230. - الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 193، 197. - بلاد البربر الشرقية على عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 797.

558 - المناعي (0000 - 1247 هـ‍) (0000 - 1831، 32 م).

558 - المنّاعي (0000 - 1247 (¬1) هـ‍) (0000 - 1831، 32 م). محمد بن سليمان المنّاعي، نسبة إلى أولاد منّاع بطن من دريد، ودريد بطن من بني هلال، الفقيه المتبحر، الشاعر، نشأ بقبيلته، ثم ارتحل إلى مدينة تونس لطلب العلم، فأخذ عن أعلام جامع الزيتونة في عصره كالمشايخ، إبراهيم الرياحي، وأحمد بو خريص، وإسماعيل التميمي، وصالح الكواش، وغيرهم. ورحل في طلب الفقه إلى فاس، فأخذ عن الشيخ عبد السلام اليازمي، والشيخ التاودي بن سودة، واجتمع بالشيخ أحمد التيجاني، وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى وطنه، ودرّس بجامع الزيتونة، فأخذ عنه ابن أبي الضياف، ومحمد النيفر، وغيرهما، وباشر خطة التوثيق، واعتنى به الوزير يوسف صاحب الطابع، فأولاه الإشهاد على أموال الحفصية دار عمل المدافع. وهي من الخطط النبيهة في ذلك الوقت. وهو أول شاهد على أوقاف جامع الوزير يوسف صاحب الطابع ببطحاء الحلفاويين، ثم أولاه حسين باي الكتابة عنه، وسافر معه بمحاله (أي جيوشه جمع محلة) ونال منه الحظوة والعناية. كان فاضلا كريما شهما عالي الهمة عزيز النفس ويستفاد مما ذكره الشيخ محمد السنوسي في كتابه «مجمع الدواوين» أنه كان يعطي برنسه في مقابل مشموم ياسمين لم يستطع دفع ثمنه وله قريحة هجائية نادرة بحيث كان يخشى منه، ونسب إليه ادعاء أشعار الشيخ محمد الخضار التي ¬

(¬1) هذا التاريخ ذكره مترجموه من التونسيين وما ذكره البغدادي في «إيضاح المكنون» أنه كان حيا سنة 1250/ 1834 محض خطأ، وقلّده في ذلك صاحب «معجم المؤلفين».

تآليفه

سلمها له هذا بدون تحرز، واستعملها لاستمالة فضل الكبراء، ولما جوبه وأفحم اعترف، وبالجملة عاش - كما يقول السنوسي - مجنونا. تآليفه: 1 - تحفة الموقنين ومرشدة الضالين رسالة في الوباء ألّفها بطلب من مخدومه الباشا حسين باي قال ابن أبي الضياف: «ومن طالعها علم مقداره». 2 - رسالة في بسط الأرض وعدم كرويتها، ألّفها على أثر محاورة بينه وبين شيخ الإسلام محمد بيرم الثالث، ولهذا الأخير رسالة في إثبات كروية الأرض. 3 - رسالة في المنع من الكرنتينة (الحجر الصحي) ألّفها على أثر محاورة بينه وبين الشيخ محمد بيرم الثالث (¬1) ولهذا الأخير رسالة في هذا الحوار أثبت فيها العدوى وصحة الأخذ بالكرنتينة. 4 - كنش بالمكتبة الوطنية رقم 16589 أصله من المكتبة الخلدونية. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 164، 166. - إيضاح المكنون 1/ 260. - شجرة النور الزكية 1/ 370، 2/ 169، 170. - معجم المؤلفين 12/ 50. - المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) ص 420 عرضا عند إيراد نماذج من أسلوب السنوسي في التراجم في «مجمع الدواوين». ¬

(¬1) اضطرب صاحب «شجرة النور الزكية» فقال مرة: إنه بيرم الثاني وقال مرة: إنه بيرم الثالث.

559 - المنصوري (كان حيا في النصف الأول من القرن 12 هـ‍) (18 م).

559 - المنصوري (كان حيا في النصف الأول من القرن 12 هـ‍) (18 م). محمد المنصوري، من أعلام فقهاء تونس في عصره، ومن شيوخ الشيخ صالح الكواش. له شرح على مختصر خليل في 14 جزءا من القطع الصغير. المراجع: - ورد ذكره في ترجمة صالح الكواش عند ذكر شيوخه. - شجرة النور الزكية 365. - مسامرات الظريف 150.

560 - ابن أبي المهاجر (من رجال النصف الأول من القرن 3 هـ‍) (القرن 9 م).

560 - ابن أبي المهاجر (من رجال النصف الأول من القرن 3 هـ‍) (القرن 9 م). عيسى بن محمد بن سليمان بن أبي المهاجر، وجده أبو المهاجر ولي إفريقية بعد عقبة بن نافع المحدث، الفقيه الثقة. سمع من ابن وهب، وأبي خارجة عنبسة بن خارجة، وغيرهما. وسمع منه جبلة بن حمود، وفرات بن محمد العبدي، وغيرهما. قال أبو العرب: «ولم يسمع فيه سوء». له كتاب فتوح إفريقية، وهو مفقود. المصادر والمراجع: - شجرة النور الزكية 69. - طبقات علماء إفريقية 206.

561 - المهدوي (000 - 440 هـ‍) (0000 - 1048 م).

561 - المهدوي (000 - 440 هـ‍) (0000 - 1048 م). أحمد بن عمار بن أبي العباس التميمي المهدوي أبو العباس، المقرئ، المفسر، العالم بالنحو والآداب. ولد بالمهدية، وأخذ القراءات على محمد بن سفيان بالقيروان، وعلى جده لأمه مهدي بن إبراهيم وروى عن أبي الحسن القابسي، وغيره. ورحل إلى المشرق فأخذ بمكة عن أبي الحسن أحمد بن محمد القنطري، ودخل الأندلس في حدود سنة 430/ 1038 فروى عنه كتبه جماعة من أهل الأندلس منهم أبو الوليد غانم بن وليد المخزومي المالقي، وأبو عبد الله محمد بن محمد الطرفي، وموسى بن سليمان اللخمي، ومحمد بن إبراهيم بن إلياس، ومحمد بن عيسى بن فرج المغامي، ومحمد بن عبد العزيز القروي المؤدب، ويحيى بن إبراهيم بن البياز. توفي بالأندلس. تآليفه: 1 - تفسير كبير سمّاه التفصيل الجامع لعلوم التنزيل، ينقل عنه القرطبي والشوكاني في تفسيرهما قال عنه في «كشف الظنون»: «وهو تفسير كبير بالقول، فسر الآيات أولا ثم ذكر القراءات ثم الإعراب، وكتب في آخره قواعد القراءات، ثم اختصره وسماه «التحصيل». وذكر السيوطي في «أعيان الأعيان» نقلا عن الحميدي أنه لأبي

حفص أحمد محمد بن أحمد الأندلسي، وكان حيا سنة 440 أربعين وأربعمائة. وفي «إنباه الرواة» للقفطي «وألّف كتبا كثيرة النفع منها كتاب التفصيل، وهو كتابه الكبير في التفسير، ولما ظهر هذا الكتاب في الأندلس قيل لمتولي الجهة التي نزل بها من الأندلس ليس الكتاب له وإذا أردت علم ذلك فخذ الكتاب إليك واطلب منه تأليف غيره، ففعل ذلك وطلب غيره فألّف له «التحصيل» وهو كالمختصر منه وإن تغير الترتيب بعض التغير، والكتابان مشهوران في الآفاق سائران على أيدي الرفاق». توجد نسخة من الجزء الرابع من التحصيل بدار الكتب الوطنية بتونس وهي مصورة عن نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة كلية الشريعة وأصول الدين بتونس، والتفصيل توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بباريس رقم 594. 2 - والمختصر الذي أشار له القفطي اسمه الكامل التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل ومتولي الجهة التي نزل بها من الأندلس هو الأمير مجاهد العامري صاحب دانية. يوجد الجزء الأول منه مبتور الآخر بخط مشرقي في الزاوية الحمزية بالمغرب الأقصى وبالمكتبة الطاهرية بدمشق رقم 504/ 107 تفسير، ويوجد بها جزء آخر من نسخة أخرى 505/ 109 تفسير، ويوجد الجزء الثاني والأخير بالمكتبة العامة بالرباط رقم 188 وهي نسخة قديمة جيدة وبدار الكتب المصرية المجلد الرابع منه. 3 - أجناس الظاءات في المكتبة العامة بالرباط ضمن مجموع 235/ 5. 4 - تعليل القراءات السبع، قال القفطي: «وهو كتاب جميل، ذاكرت

بعض أدباء عصرنا فقال: هو عندي أنفع من الحجة لأبي علي الفارسي، فقلت له: هو صغير الحجم، فقال: إلاّ أنه كثير الفوائد حسن الاختصار، يصلح للمبتدئ والمنتهى. وإن الواقف على كتاب الحجة إذا نظر إلى أبي علي (¬1) على «مالك» وما تصرف فيه من القول صده عن النظر في شيء منه بعده. قال ابن أم مكتوم: «رأيت الكتاب المذكور وطالعته، وهو كتاب حسن إلاّ أن تفضيله على الحجة قبيح، وما هو إلاّ كقول المتنبي: ولا الفضة البيضاء والتبر واحدا … نفوعان للمكدي وبينهما صرف أي فضل وزيادة والله أعلم»، وهو الموضح في تعليل وجوه القراءات وهو مخطوط في الخزينة العامة بالرباط. 5 - التسيير في القراءات ذكره الجعبري، وقال: التيسيران كبير وصغير (كشف الظنون). 6 - ريّ العاطش وأنس الواحش ذكره السهيلي في الروض الانف 1/ 93 إذ جاء فيه: «ووقع أيضا في كتاب ري العاطش وأنس الواحش لأحمد بن عمار» وقد اكتفى السهيلي بغزو الكتاب لأحمد بن عمار بدون نسبته إلى بلده اختصارا، وكأنه يراه من الشهرة بمكان بحيث لا يدعو الأمر إلى زيادة الإيضاح، ولا أعلم في أسماء المؤلفين السابقين لعصر السهيلي من اسمه أحمد بن عمار غير صاحبنا المهدوي هذا، وهذا الكتاب لم يذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» واستدركه عليه البغدادي في «إيضاح المكنون» 1/ 604، فنسبه لابن عماد الإسكندري بدون بيان لمستنده فقال: «ري العاطش وأنس الواحش منصور (كذا) بن سليمان الإسكندري ¬

(¬1) يريد أن انظر إلى أبي علي في حديثه على «مالك» إنباه الرواة 1/ 92 تعليق (1).

صاحب ذيل التقييد».وقال في هدية العارفين 24/ 474 «ابن العماد الهمذاني الحافظ وجيه الدين أبو الظفر منصور بن سليم بن منصور بن فتوح للهمذاني الشافعي المعروف، بابن العماد، ويقال ابن العمادية كان مدرسا تولّى الحسبة بالإسكندرية، ولد سنة 607 وتوفي سنة 673 من تصانيفه ري العاطش وأنس الواحش». ولم أجد من نسب الكتاب لابن العمادية من المتقدمين الذين ترجموا له، والبغدادي يسيء القراءة أحيانا فقد حصل له اشتباه بين ابن عمار وابن العماد، وهو كثيرا ما يجتهد اجتهادا شخصيا خاطئا فيجب عدم الركون إلى زياداته عما ذكره المتقدمون لأجل هذا لا أعتد بنسبة كتاب «ري العاطش وأنس الواحش» لابن العمادية، وأطمئن إلى نسبته لابن عمار المهدوي، اقتداء بالسهيلي لأمانته وثقته وعدم مجازفته ولئن ضن بزيارة المهدوي. 7 - عجالة مصاحف الأمصار بمصاحف الأمصار على غاية التقرير والاختصار، في 19 ورقة في جامعة الرياض (263 ص) كتب في حياة مؤلفه سنة 398 هـ‍. 8 - بيان السبب الموجب لاختلاف القراءة وكثرة الطرق والروايات، مخطوط بمكتبة سشتر بيتي في ديبلن بإيرلندا رقم 3653 - ضمن مجموع وعنها نسخة مصورة بمكة وهو في 4 ورقات، 27 سطرا. 9 - شرح الهداية. 10 - الكفاية في شرح مقاري الهداية. 11 - الهداية إلى مذهب القراء السبعة. وقال ابن جزي عنه: «أما أبو العباس المهدوي فمتقن التأليف، حسن الترتيب، جامع لفنون علوم القرآن».

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - الأعلام 1/ 184، 185 (ط 5/). - إنباه الرواة 1/ 92. - بغية الملتمس للضبي ص 152 رقم 350. - بغية الوعاة 1/ 351. - البلغة في تاريخ أيمة اللغة 27. - التسهيل لعلوم التنزيل (تفسير) لمحمد بن أحمد بن جزي الكلبي 1/ 10 (ط 1/ بمص‍ 1355 هـ‍). - جذوة المقتبس 106 - 107. - شجرة النور الزكية 108. - الصلة لابن بشكوال 1/ 188 (ط/مصر). - طبقات المفسرين للداودي 1/ 56. - طبقات المفسرين للسيوطي 5. - غاية النهاية 1/ 92. - الغنية للقاضي عياض (ط. تونس) ص 128. - فهرسة ابن خير 31، 43، 44 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم القرآن للدكتور عزة حسن (مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق 1382/ 1967) ص 169 - 170. - كشف الظنون 184، 185، 459، 462، 524، 940، 2044. - مفتاح السعادة (ط 1/) 1/ 419، 420. - معجم الأدباء 5/ 39، 41. - معجم المؤلفين 2/ 127. - معرفة القرّاء الكبار للذهبي 1/ 320. - مكتبة الزاوية الحمزية صفحة من تاريخها لمحمد المنّوني ص 47. - هدية العارفين 1/ 75.أحال على الصلة ونسب له ري العاطش. - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 725. - الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) ص 89. - القراءات بإفريقية لهند شلبي ص 349، 357.

562 - المهدوي (000 - 631 هـ‍) (0000 - 1233 م).

562 - المهدوي (000 - 631 هـ‍) (0000 - 1233 م). عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق المهدوي، أبو محمد، من أحفاد الإمام المازري الفقيه. أخذ عن والده، وعن غيره. تولّى القضاء بغرناطة، ثم إشبيلية، ثم مراكش، وبها توفي. له كتاب رد فيه على ابن حزم دل على حفظه وعلمه. المصادر والمراجع: - شجرة النور الزكية 169. - معجم المؤلفين.

563 - المهدوي (000 - 621 هـ‍) (0000 - 1224 م).

563 - المهدوي (000 - 621 هـ‍) (0000 - 1224 م). عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي، كان أميا من كبار الصوفية، وعلى أميته يقرأ القرآن وكان يلبس مرقعة زنتها سبعون رطلا. حضر محي الدين بن العربي مجالسه عند إقامته بتونس قبل انتقاله إلى المشرق، ونوّه بشأنه في كتابه «الفتوحات المكية» وفي الرسالة التي وجهها إليه من مكة في ربيع الأول سنة 600 وتعرف برسالة «روح القدس» وتسمى أيضا «بمشاهد الأنوار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية». وصرح باسمه في همزيته، ويظهر أنه استفاد منه علما وحقائق ما كان يعرفها من قبل لأنه لم يخف إعجابه به، ولقد ميزه عن شيوخه بثناء وتقدير وإعجاب. ويقال إن أبا مدين استقر بتونس مدة عند رجوعه من الحج، وكان يجتمع بمسجد بسوق السكاجين (وإلى يومنا هذا يسمى بمسجد أبي مدين) بالشيوخ عبد العزيز المهدوي، وأبي سعيد الباجي، وأبي علي النفطي، والطاهر المزوغي السافي، وجرّاح بن خميس، وأبي عبد الله محمد الدباغ (والد صاحب معالم الإيمان) وأبي محمد صالح بن محمد بن عبد الخالق التونسي، وأبي يوسف الدهماني، فهو إذن ممن أخذ عن أبي مدين. وتلامذة المترجم كثيرون منهم أبو سعيد الباجي الذي تولى غسله بعد وفاته (التي كانت في رجب أوت) وصلّى عليه، ولحده في قبره بمرسى جرّاح (كانت تعرف في القديم ابن عبدون، وجرّاح هو ابن خميس دفين

المرسى من ضواحي تونس، وكان من شيوخ ابن العربي أيضا ذكره في «الفتوحات المكية» الباب الخامس والعشرون). وكان يقوم بسياحات من باب المجاهدة ومخالفة النفس، فمن المهدية انتقل للتعبد في المنستير ومنها انتقل إلى تونس، ومن المجاهدة والمخالفة للنفس ما في قصة شهوته للسردين وهو صائم، فقد حكى عن نفسه ما يلي: «كنت في البداية في حال المجاهدة، وكنت صائما فأكلني أنفي، وكان يوافق في العادة أكل السردين، فجاءتني النفس فقالت: أكلني أنفي تعني السردين، فاعترضت عنها. فقالت يا ترى آكله مطبوخا أو مقلوا فقلت: هذه ترشيش وما طلعت الشمس عليّ إلاّ أبيت في بلد فخرجت من البلد فانقطعت النفس وهلكت». وأوليته يكتنفها الغموض، ولعله تلقى التصوف في مبتدأ أمره عن شيخ متأثر بالإسماعيلية مع عدم إدراك المقاصد. والإسماعيلية اندسوا في صفوف الصوفية، وبثوا كثيرا من مبادئهم البالغة الخطورة في الزيغ والانحراف ولهم قدرة على التلون والنفاق حسب الظروف والمحيط، فالواحد منهم يتظاهر بأنه سني إن عاش وسط السنيين أو صوفي إن خالط الصوفية، ومجوسي أو يهودي إن قذفت به الظروف لمعاشرة هذه الطوائف إمعانا في التلبيس والخداع وخلق المناخ الملائم لبث السموم والانحراف. وكان لظهور أبي الحسن الشاذلي ومدرسته رد فعل للحركة الصوفية المتأثرة بالإسماعيلية في تونس ورد فعل لمدرسة ابن العربي، والشاذلي امتداد لمدرسة الغزالي. والمترجم من القائلين بوحدة الوجود، واللاهجين بالحقيقة المحمدية المقتبسة من نظرية الفيض والانبثاق عند الأفلاطونية الحديثة وهذه الحقيقة والنور الإلهي مشاركة لله في تدبير العالم، وهي نظرية ابتدعها الشيعة

الإسماعيلية، وسرت منهم إلى أوساط التصوف المنحرف والمعتدل عن حسن نية وبدون إدراك صحيح لمقاصدها ومراميها. وعن الحقيقة المحمدية قال الدكتور عبد القادر محمود إنه «قال بها الصوفية الفرس المتأثرون بالمجوسية، وتسربت إلى الشيعة والصوفية، وانصهرت فيه النظرية الشيعية والصوفية في فلسفتها الكاملة في بوتقة المزج الأفلاطوني، ومن أوائل القائلين بها الحلاّج. إنها أول تعين لله، ومنه تفرعت المخلوقات صدورا وفيضا استنادا إلى الأفستا التي تقول: «إن إله الخير لم يخلق الكون وما فيه من كائنات روحية ومادية خلقا مباشرا بل خلقه عن طريق الكلمة الإلهية المشتركة» (الفلسفة الصوفية في الإسلام القاهرة 1966، 67 ص 99). ومما يدل عل تأثره بالأفلاطونية الحديثة قوله: «اعلم أن العقل هو أول المبتدعات، وهو واسطة بين الحق والخلق، مقبل على الحق لأن الأول أولى بالأول». والإسماعيلية الباطنية يدينون بكثير من نظريات هاته الفلسفة الوثنية الشركية، وربما كان المترجم من أتباع الاتجاه الصوفي لهذه الطائفة، ولذلك روى عنه مجالسه بتونس محيي مناهج وآراء الإسماعيلية محي الدين بن العربي، كما جالس غيره من أصحاب هذا الاتجاه المشبوه، فقد روى كتاب «خلع النعلين» لابن قسي عن ابنه نزيل تونس. وهو من القائلين بالنفس الكلية أو الروح الكلية، وهي مما تسرب إلى الإسماعيلية، ودانوا بها فعند ما تكلم على قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا} قال: اعلم أن المراد هنا الروح الكلي الذي ورد أن نصفه ثلج، ونصفه نار، وهو يدعو اللهمّ كما ألّفت بين الثلج والنار

مؤلفاته

ألّف بين قلوب عبادك المؤمنين، وهذا الروح هو القائم بالأرواح التي خلقت منه كلها، وله الأولية». وللمترجم كثير من مثل هذا التفسير الباطني المساوق للأفلاطونية الحديثة والإسماعيلية لعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. مؤلفاته: قدمنا أنه كان أميا، فيبدو أنه يملي على تلامذته وهم يدونون ما يملي ولذلك نسبت إليه مؤلفات منها: 1 - صلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم تسمى الصلاة المباركة (ذكرت بنصها الكامل في الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي ص 219، 221). 2 - رسالة في التصوف شرحها أبو الحسن علي ابن الشيخ الفقيه المتصوف أبي زيد عبد الرحمن البجائي تلميذ فتح الله العجمي (¬1) وألّف الشرح في حياته وتسمى الرسالة محجة القاصدين وحجة الواجدين في خزانتي نسخة مخطوطة منها بشرحها. 3 - رسالة صغيرة في التصوف توجد ضمن مجموع في التصوف بالمكتبة الوطنية بتونس، وهذا المجموع أصله من مكتبة الشيخ علي النوري. المراجع: - جامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 172، 173 (وفيه وفاته سنة 671 نقلا عن صغرى المناوي وهو غير صحيح). - الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 206، 218، 222، 351، 355. - بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 320. ¬

(¬1) هو الخوارزمي، أبو المواهب، نزيل تونس، توفي في 12 شوال 847/ 1446 ودفن بزاويته التي توفي بها قرب جبل الجلود. إتحاف أهل الزمان 1/ 188 تاريخ الدولتين 128.

564 - المهدوي (000 - 595 هـ‍) (0000 - 1112 م).

564 - المهدوي (000 - 595 هـ‍) (0000 - 1112 م). محمد بن إبراهيم المهدوي، الشيخ الصالح العابد، نزيل فاس. دخل مدينة فاس بأربعين ألف دينار، فأنفقها كلها في سبيل الخير، حتى لم يبق بيده إلاّ دار سكناه فباعها، وأمتعه المشتري بها إلى أن توفي. وكان لا يقبل من أحد شيئا. سأله بعض الصالحين الرواية عنه فامتنع وقال له: إن أصول روايتي ضاعت فلا يحل أن يحمل عني واحد. توفي يوم الجمعة الخامس والعشرين لجمادى الأولى سنة 595 هـ‍ خمس وتسعين وخمسمائة ذكره في التشوف وابن صعد في النجم الثاقب. له كتاب الهداية. المصدر: - جذوة الاقتباس ص 169، 170.

565 - المهري (000 - 256 هـ‍) (000 - 870 م).

565 - المهري (000 - 256 (¬1) هـ‍) (000 - 870 م). عبد الملك بن قطن المهري القيرواني، أبو الوليد، النحوي، اللغوي، الراوية، الشاعر الخطيب. كان من أحفظ الناس لكلام العرب وأشعارها ووقائعها وأيامها، وكانت الأشعار تقرأ عليه مجردة من الشرح فيشرحها، ويفسر معانيها، فلما دخلت الشروح قسطلية (بلاد الجريد) لم يجدوا في شرحه خلافا لما قال أصحاب الشرح، ولا أخذوا عليه في روايته وتفسيره شيئا من خطأ. وقد لقي كثيرا من الأعراب منهم أبو المنيع الأعرابي، وروى عن يونس المقرئ، وقرأ عليه جماعة استفادوا من غزارة علمه وسعة روايته كأحمد بن أبي الأسود، وحمدون النعجة، وأبي محمد حسن بن محمد التميمي العنبري المعروف بالداروني، وابن الطرمّاح، وعياض بن عوانة، وقتيبة النحوي، وروى عنه يحيى بن خشيش. وكان كريما ما يمسك درهما، من عقلاء العلماء توفي يوم الجمعة لعشر خلون من رمضان. مؤلفاته: 1 - تفسير مغازي الواقدي. 2 - كتاب في الألفاظ. ¬

(¬1) انفرد الزبيدي بذكر وفاته سنة 253.

المصادر والمراجع

3 - كتاب في اشتقاق الأسماء مما لم يأت به قطرب. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 162 (ط 5/). - إنباه الرواة 2/ 209، 211. - بغية الوعاة 2/ 114. - البلغة 130. - طبقات الزبيدي 249، 253. - كشف الظنون 1020. - المجمل في تاريخ الأدب التونسي 62، 64. - معجم المؤلفين 6/ 188.

566 - المهيدي (1322 - 1389 هـ‍) (1902 - 1969 م).

566 - المهيدي (1322 - 1389 هـ‍) (1902 - 1969 م). محمد الصالح المهيدي، الكاتب الصحفي، المؤرخ الباحث، من الأعلام. ولد بنفطة الواحة الجميلة بالجريد التونسي التي خرج منها نوابغ أعلام، وتلقى بها تعلمه الابتدائي بالمدارس العربية الفرنسية، ثم التحق بجامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع وتابع دروس معهد الحقوق، وأحرز على شهادته وباشر فترة مهنة التدريس، وعرف بآرائه الإصلاحية منذ الطور الأخير من طور التلمذة، ثم وقع تعيينه خليفة (معتمدا) بجربة وباشر هذه الخطة مدة، ثم استقال منها والتحق بجمعية الأوقاف في تونس وسبب استقالته أنه دخل عليه المراقب المدني مرة بدون استئذان فقال له: اخرج واستأذن، فأشعره بأنه المراقب المدني فقال له: أعرف هذا، وأنت أولى الناس باتباع الآداب، وعلم بأن بقاءه في هذه الخطة يعرضه للانتقام والتنكيل، فاستقال، وباشر وظيفته بجمعية الأوقاف، وهذه الحادثة شبيهة بما يروى عن عامل (والي) سبيطلة علي شريط الذي كان متجولا مع المقيم العام في آثار سبيطلة فقال له المقيم العام: أرأيت ما ترك هؤلاء الرجال العظام من آثار؟ فأجابه غفلت عن الرجال العظام الذين أخرجوهم منها (يقصد الفاتحين العرب المسلمين)، وأسرها المقيم العام في نفسه وعزم على الانتقام منه عند رجوعه إلى تونس، وأدرك علي شريط القصد المبيت فبادر بتقديم استقالته.

مؤلفاته

شارك في تحرير الصحف والمجلات من سنة 1920 إلى سنة وفاته 1969 ونشر فيها بحوثا ودراسات قيمة، وألقى كثيرا من المحاضرات في معهد البحوث الإسلامية التابع للجمعية الخلدونية، وفي جمعيات الطلبة الزيتونيين. وشارك بنشاطه في جمعيات: قدماء الصادقية، والشبان المسلمين، والناصرية، وكانت له مشاركة هامة في المسرح، والأندية الثقافية واللقاءات الفكرية. وبعد انتهاء نشاط جمعية الأوقاف التحق بمصلحة التربية الاجتماعية التابعة لوزارة التربية القومية سنة 1956 ثم وزارة الشئون الثقافية والدار التونسية للنشر سنة 1965، ثم ديوان التربية الاجتماعية سنة 1967 الذي بقي فيه إلى وفاته التي كانت في 26 فيفري 1969. مؤلفاته: 1 - تاريخ الصحافة التونسية وتطورها بالبلاد التونسية (تونس 1965) نشره معهد علي باش حانبة 20 ص. 2 - تاريخ الصحافة المغربية. 3 - أعلام الصحافة بتونس. 4 - تراجم التونسيين. 5 - تاريخ الطباعة والنشر بتونس قبل ظهور الطباعة بتونس 1276/ 1860 إنشاء الوزير خير الدين المطبعة الرسمية إلى ظهور التعاضدية العالمية للطبع والنشر بصفاقس، عام 1379/ 1959 في 31 ص (تونس 1965) نشر معهد علي باش حانبة. 6 - تاريخ المسرح التونسي.

المرجع

7 - تاريخ المدن والقرى التونسية. 8 - تاريخ النوادي والجمعيات التونسية. 9 - العواصم الأميرية، وأصله أحاديث ألقاها بالإذاعة، ونشرت له مجلة «الثريا» أنموذجا منها. المرجع: - رشيد الذوادي: جماعة تحت السور (تونس 1975) ص 187، 193.

567 - المهيري (1304 - 1393 هـ‍) (1888 - 1973 م).

567 - المهيري (1304 - 1393 هـ‍) (1888 - 1973 م). محمد بن محمد بن حمودة ابن الحاج حمودة بن علي المهيري، المفسر الفقيه المحقق المائل إلى الاجتهاد وإعمال العقل، المشارك في علوم، الناظم، وله شعر قليل .. ينتسب إلى مهيرة من قضاعة المستقرة بشرقي اليمن، ومن أفرادها سليمان المهيري من مشاهير البحارين الملقب بمعلم البحر (نحو 1554 م) وله مؤلفات تعرض فيها لأحوال النجوم والرياح ونواميسها في أنواء البحار، ووصف الطرق البحرية بين بلاد العرب والهند وأندونيسيا واليمن. خرج من هذه القبيلة أفراد إلى صحارى مصر حيث أسسوا مقبرة خاصة بهم تزيد على ميل تعرف بمقبرة آل المهيري إلى اليوم. قدم أفراد من هذه الأسرة إلى صفاقس وتوجه البعض منها إلى سوسة، وآخر إلى جربة في أيام عامل صفاقس محمد المكني المستقل عن الدولة الحفصية (القرن العاشر هـ‍) والذي أزاله القائد التركي درغوث باشا. تلقى المترجم تعلمه الابتدائي ببلدة صفاقس فدخل الكتاب وحفظ القرآن، وكان مؤدبه الحاج علي المصمودي من طلبة العلم فتلقى عنه مبادئ العلوم النحوية والدينية، ووجهه للالتحاق بالجامع الكبير، فأخذ فيه عن الشيخ الحاج محمد القفال الأزهرية، والقطر، وعن الشيخ محمد السلامي القطر، وشرح المكودي على ألفية ابن مالك، وعن الشيخ محمود الشرفي الأزهري الفقه والنحو، وعن الشيخ محمد بن يوسف الكافي أقرب المسالك للدردير في الفقه. ثم ارتحل إلى تونس في شوال سنة 1320/ 1903 والتحق بجامع الزيتونة فقرأ على المشايخ: حسين بن

حسين، وحميدة بيرم المفتي الحنفي، وصالح الهواري، وخليفة الجريدي قرأ عليه الجامع الصغير للسيوطي، وعلي الشنوفي قرأ عليه كتاب التنقيح للقرافي في الأصول، ومحمد الصادق النيفر قرأ عليه شرح التاودي على تحفة ابن عاصم، وشرح البردة، وغير ذلك، ومحمد النجار، وتابع دروس الخلدونية، ومن أساتذته فيها البشير صفر، وأحرز على شهادة التطويع سنة 1324/ 1906 وكان من أول الناجحين. تصدى للتدريس بالجامع الكبير بصفاقس، وسمي عدلا موثقا، وباشر الخطة بنيابة جمعية الأوقاف بصفاقس عوضا عن شيخه محمد السلامي الذي ارتقى إلى وظيفة نائب الأوقاف بصفاقس في ديسمبر 1913. سمي مفتيا بصفاقس في ربيع الثاني /1360 غرة ماي 1941، وفي شوال 1351/ 9 فيفري 1931 سمي إماما نائبا وخطيبا بجامع النخلة سيدي المسدي، وسمي إماما أولا به في 18 ذي القعدة 1361، 26 نوفمبر 1942. وفي ذي الحجة /1367/ 17 أكتوبر 1948 ارتقى إلى خطة باش مفتي، وعند ما وقع توحيد القضاء بعد الاستقلال ألحق بمحكمة الاستئناف بصفاقس، ثم أحيل على التقاعد. كان قوي الشخصية في دروسه مع ميله إلى الانبساط والبعد عن التجهم، وهو في دروسه يستشهد كثيرا بالأحاديث الصحيحة، وكتب شروح الحديث على طرف اللسان كشرح الأبي على مسلم، وفتح الباري لابن حجر، عدا ما ينثره من فرائد منتزعة من تفسير القرآن الكريم، وهو واسع الاطلاع على الدواوين الفقهية كالمعيار للونشريسي، والمعيار الجديد للمهدي الوزاني وغير ذلك، وهو يكثر النقل من الكتابين الأخيرين في دروسه، وكان يقضي سحابة يومه يلقي الدروس بالجامع

مؤلفاته

الكبير (الفرع الزيتوني) وفي الليل يلقي درسا في التفسير بمسجد سيدي الطباع والإقبال على هذا الدرس عظيم إذ يحضره الشبان المتنورون، وطلبة العلم من طبقته فمن دونها، وقد لبث يقرئ درس التفسير مدة عشرين عاما إلى أن ختم تفسير القرآن كله، وهو يشبه بعض مشاهير العلماء الذين لبثوا هذه المدة في تدريس التفسير إلى أن ختموا، ومنهم على ما أتذكر الشريف التلمساني، وكانت له مكتبة نفيسة ثرية فيها جانب من المخطوطات وهو مغرم بالمطالعة فإذا زرته في بيت الاقتبال في منزله تجد على المنضدة كثيرا من الكتب التي هي بصدد مطالعتها لاستخراج مباحث وتحقيقات منها. مؤلفاته: 1 - تفسير سورة يوسف، نشر منه قسما في مجلة «مكارم الأخلاق» الصادرة بصفاقس لصاحبها السيد حامد بن علي قدور. 2 - رسائل فقهية كثيرة. لو جمعت لكانت مجلدا، وفيها الكلام على السيقورتة، والرد في الميراث والوصية، وغير ذلك، وهو ينحو في بحوثه منحى التحقيق والاجتهاد والاستقصاء في النقل من المصادر. 3 - نظم في التاريخ الإسلامي وتاريخ تونس إلى الدولة الحسينية، يشير فيه إلى سنة التاريخ بحروف أبجدية، وهو في نحو 300 بيت، قال: «وإنما توجهت إلى النظم في هذه المواضيع لأنها تنفع أصحابها في هذه النواحي». 4 - نظم في البلاغة. 5 - نظم في الأصول مأخوذ من «التنقيح» للقرافي في زهاء 300 بيت، وشرح أكثره. 6 - نظم في الفقه مأخوذ من مجموع الشيخ الأمير وشرحه في 300 بيت.

المرجع

7 - نظم القطر لابن هشام في النحو، يشمل جميع مسائله مع زيادات وبيان الحروف في أكثر من 300 بيت. المرجع: - الشيخ المهيري فقيد التحرر الفكري الإسلامي، نسخة مرقونة بقلم ابنه الأستاذ حامد المهيري سلمني إياها الأخ الصديق الأستاذ محمد الحبيب السلامي قريب المترجم، معلومات شخصية.

568 - المؤخر (كان حيا سنة 1118 هـ‍) (0000 - 1707 م).

568 - المؤخر (كان حيا سنة 1118 هـ‍) (0000 - 1707 م). علي بن محمد بن محمد المقدم الملقب بالمؤخر التميمي الصفاقسي، المقرئ، المتكلم، النحوي، الفلكي. أخذ عن الشيخ علي النوري علوم اللسان، والشريعة، والميقات، والحساب، وهو أكبر تلامذته سنا، ومدفون بتربة شيخه مع بقية زملائه تلامذة الشيخ علي النوري، وقرأ ببلده أيضا على الشيخ عبد العزيز الفراتي، ولا نعلم له رحلة إلى تونس. تولّى الإمامة وتدريس التجويد بضريح الشيخ أبي الحسن اللخمي، وكان ساكنا بصحن المقام مع عياله زاره الشيخ عبد الله السوسي السكتاني المغربي عند توجهه إلى جربة للقراءة على الشيخ إبراهيم الجمني. مؤلفاته: كانت موجودة بالمكتبة النورية وهي الآن بالمكتبة الوطنية بتونس. 1 - تقييد في بعض قواعد من أصول القراءات، توجد قطعة منه. 2 - تقريب البعيد إلى جوهرة التوحيد، وهو شرح على الجوهرة، توجد قطعة منه بخطه. 3 - رسالة في العمل بالربع المجيّب، واختصرها في رسالة أخرى بهذا

الاسم، وتمتاز عنها برسم الأشكال الهندسية، وهما بخط الشيخ محمود السيالة. 4 - شرح ألفية السيوطي في النحو، توجد منها قطعة مسودة بخطه. 5 - فرائد القلائد في صحة الإيمان والعقائد، منظومة فرغ منها يوم الجمعة صدر شعبان سنة 1111 في نحو ست 6 ورقات. جاء في آخرها ما نصه: «انتهى النظم المبارك على يد ناظمه الفقير إلى ربه علي بن محمد التميمي الملقب بالمقدم الشهير بالمؤخر صفح الله عنه بمنّه وكرمه يوم الجمعة صدر شعبان عام مائة وأحد عشر وألف». 6 - لامية في حروف المعاني، من البحر البسيط، نظمها استجابة لرغبة علي بن سليمان المهدوي المعروف بابن أبي سلامة، ولخص فيها ما في «المغني» لابن هشام، وهي في ثماني 8 ورقات وبعدها فرائد القلائد. توجد بالمكتبة الوطنية. 7 - شرح على لاميته في حروف المعاني، ينقل عن «المغني» ويناقشه ويستعين بقواعد القراءات ومن أنفس ما فيه الكلام على كلاّ ومعانيها في القرآن، وحكم الوقف عليها. توجد مسودة منها بخطه. 8 - مبلغ الطالب إلى معرفة المطالب، وهو شرح على عقيدة شيخه علي النوري ألّفه في حياة شيخه كما يستفاد من ديباجة الشرح، ألّفه بعد تقريب البعيد إلى جوهرة التوحيد، استجابة لرغبة بعض الإخوان، واعتمد فيه على شرح الشيخ أحمد الفيومي الغرقاوي المصري (ت 1101/ 1690) ورمز له بحرف - ح - وشرحه يسمى «الخلع البهية على العقيدة النورية (في إيضاح المكنون 1/ 438 الخلع البهية على القصيدة (كذا) النورية، ولم يذكر المؤلف)، وعلى شرح بن أحمد الحريشي الفاسي (ت 1143/ 1730) وشرحه يسمى المواهب الربانية

المصادر والمراجع

على العقيدة النورية، ورمز له بحرف - ف - وألّف الشرح في حياة هذا الأخير. جاء في ديباجة الشرح ما نصه: « ... وقد شرحها السيدان الجليلان الشيخان الكاملان أبو العباس أحمد الغرقاوي المصري - رحمه الله - والشيخ أبو الحسن سيدي علي الحريشي المغربي ثم الفاسي - سدده الله - فاستصعب طلبة الوقت الشرحين واستطال بعضهم شرح الغرقاوي مع أنه لكل فائدة حاوي، ولكل لفظ من ألفاظ العقيدة كاشف عن معنى بها ثاوي، فقام بعض الإخوان المحبين - جعلني الله وإياهم من المتحابين في الله آمين - فعزم عليّ أن أجعل عليها شرحا يليق بطلبة الزمان، سالما من الصعوبة والتعقيد، وعدم البيان، وأمرني بأن أبالغ في الإيضاح وأن أودعه العبارات الصحيحة والبراهين الصحاح ... وقد طلبني قبله في هذا أخ آخر غاية الطلب، ورغبني غاية الرغب ... فاعتذرت إليه بأني مشغول بتقريب البعيد إلى جوهرة التوحيد، وحيث أضع صورة - ح - فمرادي بذلك العلامة الشيخ أحمد الغرقاوي، وهو علامة على الشارح أو الشرح، وحيث أريد الفاسي أضع له صورة - ف - وسميته مبلغ الطالب إلى معرفة المطالب» ا. هـ‍. توجد منه نسخة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، وأصلها من المكتبة العبدلية، كما توجد بها قطع منه. المصادر والمراجع: - برنامج المكتبة العبدلية 3/ 80. - شجرة النور الزكية 345. - نزهة الأنظار 2/ 168.

569 - المؤخر (1072 - كان حيا بعد 1117 هـ‍) (1661 - كان حيا بعد 1705 م).

569 - المؤخر (1072 - كان حيا بعد 1117 هـ‍) (1661 - كان حيا بعد 1705 م). قاسم وقيل أبو القاسم المؤخر الأنصاري الصفاقسي، أبو الفضل، الفرضي، الحاسب الميقاتي. حفظ ببلده القرآن الكريم، وأتقنه على الشيخ علي النوري، وبه تفقه، ثم رحل إلى جربة، ولازم الشيخ إبراهيم الجمني 25 خمسا وعشرين سنة، قرأ عليه مختصر خليل، والفرائض، والحساب، ثم رحل إلى تونس، فأخذ علم الميقات على الشيخ علي كرباصة الحنفي، ونبغ في الحساب والفرائض والفلك، وله الخبرة التامة بتسطير البسائط الوقتية، والربع المجيّب والمقنطر. ولما جدّد الأمير حسين بن علي باي الزاوية القادرية بمدينة سوسة وصيّرها مدرسة، وأوقف عليها أوقافا من رباعات وعقار وعين ريعها لمدرسها وطلبتها ومن بها من مؤذن وإمام وغيرهم، عين للتدريس بها المترجم سنة 1117/ 1705 الذي درس بها وبغيرها من معاهد العلم بسوسة، وأخذ عنه جمع غفير الحساب والفرائض والفلك. له رسائل في الفلك، منها رسالة الربع المجيّب، أتى فيها بما لم يسبقه غيره. المصادر: - ذيل بشائر أهل الإيمان 134 (ط 2/). - الحلل السندسية ج 3 (مخطوط).

570 - المورالي (نحو 1318 هـ‍) (1900 م).

570 - المورالي (نحو 1318 هـ‍) (1900 م). أحمد المورالي، الضابط العسكري، من أبناء مدينة تونس، كان أستاذا بالمدرسة الحربية بباردو (حوالي 1855 - 1868). له: طابور التعليم، ط. بالمطبعة الرسمية بتونس في 22 ربيع الثاني 1282/ 17 سبتمبر 1865 في 166 ص من القطع الصغير. المراجع: - ج. كمنار: منشورات المطبعة الرسمية التونسية، مجلة «ابلا» (بالفرنسية) عدد 98/ 1962، ص 154.

571 - الميانشي (بعد 381 هـ‍) (991 م).

571 - الميّانشي (بعد 381 هـ‍) (991 م). أحمد بن محمد بن سعد الميّانشي، الأديب أصله من قرية ميّانش من ضواحي المهدية والمعلومات عن حياته غير متوافرة، فلا يعلم منها إلاّ أنه هاجر إلى القاهرة، وألّف بها كتاب النقائض بين جرير والفرزدق اطّلع عليه ياقوت الحموي، وقدر قيمته. المصادر والمراجع: - معجم البلدان لياقوت الحموي 8/ 219. - الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) ص 48.

572 - الميانشي (000 - 581 هـ‍) (0000 - 1185 م).

572 - الميّانشي (000 - 581 هـ‍) (0000 - 1185 م). عمر بن عبد المجيد بن عمر بن الحسن بن عمر بن أحمد بن محمد القرشي الميّانشي (¬1) المهدوي أبو حفص، أبو الخطاب، نزيل مكة وشيخ الحرم، المحدث الإمام. أخذ بالمهدية عن الإمام المازري، وتروى عنه مع الإمام المازري حكاية قال: صليت خلف الإمام أبي عبد الله المازري، فسمعته يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. فلما خلوت به قلت له: يا سيدي سمعتك تقرأ في صلاة الفريضة - كذا - فقال لي: أوقد سمعت ذلك يا عمر؟ . فقلت له: أنت إمام في مذهب مالك، ولا بد أن تخبرني. فقال لي: اسمع يا عمر: قول واحد في مذهب مالك أن من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم في الفريضة لا تبطل صلاته، وقول واحد في مذهب الشافعي: أن من لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم بطلت صلاته، فأنا أفعل ما لا تبطل به صلاتي في مذهب إمامي، وتبطل في مذهب ¬

(¬1) نسبة إلى ميانش (بالفتح وتشديد الثاني وبعد الألف نون مكسورة وشين قبل ياء النسبة) قرية صغيرة من قرى المهدية بالساحل التونسي بينهما فرسخ، وماؤها عذب كان يجلب إلى المهدية. تاج العروس 3/ 352 - مراصد الاطلاع 3/ 342 - معجم البلدان 8/ 219 - المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب (وهو جزء من كتاب المسالك والممالك) لأبي عبيد البكري ص 29، 30 - بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 1/ 45.

مؤلفاته

الغير، كي أخرج من الخلاف (ينظر ملء العيبة لابن رشيد تحقيق د. الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة مفتي الديار التونسية (تونس بدون تاريخ) 3/ 246). وروى عن محمد بن علي بن ياسر الأنصاري الجياني الأندلسي نزيل حلب والمتوفى بها سنة 563، ومحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التميمي الفاسي، وأجازه وتناول من أبي عبد الله محمد الرازي سداسياته، وحدّث بمصر في طريقه إلى مكة وسمع منه كثيرون، وهو من شيوخ محي الدين بن العربي وأجازه إجازة عامة (ينظر جامع كرامات الأولياء 1/ 205) وممن روى عنه حفيده للبنت المحدث الرحال أبو علي الحسن بن محمد البكري النيسابوري الأصل الدمشقي، وعلي بن أحمد بن عبد الله بن خيرة البلنسي، وعلي بن أحمد بن محمد بن كوثر المحاربي الغرناطي، وعلي بن هشام الشريشي، وابن جبير الكناني الأندلسي، ومحمد بن أحمد بن محمد الأنصاري المروي الأندرشي المعروف بابن البلنسي، وابن اليتيم، فأكثر عنه، ومحمد بن حسن بن عبد الله الأنصاري المالقي ابن الحاج، وابن صاحب الصلاة، ومحمد بن علي بن خلف التجيبي الإشبيلي، وروى رسالة التصوف للقشيري أيوب بن عبد الله الفهري، وسمع منه محمد بن الحسين بن محمد القزويني دفين الموصل، وفياض بن موسى بن حسن اللكي نسبة إلى لك من أعمال برقة ويوسف بن أبي بكر الصوفي الواسطي المعروف بابن صقير وهو جد شيخ الحرم الخطيب أبي الربيع سليمان بن خليل بن إبراهيم الكناني العسقلاني الأصل لأمه. مؤلفاته: 1 - المجالس المكية في الأحاديث النبوية، ذكره في «فهرس الفهارس» 2/ 141 في ترجمة والده وذكر أنه من أصل عتيق بخط الحافظ أبي العلا العراقي. قيل روى فيه أحاديث باطلة. سمعه فتوح بن بنين بن عبد

المصادر والمراجع

الرحمن المكي الصوفي (برنامج التجيبي القاسم بن يوسف السبتي، تحقيق عبد الحفيظ منصور (تونس 1981 م) ص 208. 2 - ما لا يسع المحدث جهله، في مصطلح الحديث، عبّر عنه الذهبي بكراس في علم الحديث، وهو تأليف صغير في أوراق معدودات، كتبه قبل وفاته بنحو عامين، ففي كشف الظنون 2/ 1575 «وكتبه بمكة سنة 579 تسع وسبعين وخمسمائة».طبع في بغداد 1387/ 1967 بتحقيق صبحي السامرائي في 23 ص عدا المقدمة. 3 - الاختيار في الملح والأخبار، مخطوط في شستربيتي 4971. 4 - تعليقات على الفردوس في شستربيتي، مخطوط 5169. المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 53 (ط 5/). - تاج العروس (مصر) لمحمد مرتضى الزبيدي 3/ 352. - تذكرة الحفاظ 4/ 126. - شذرات الذهب 4/ 472. - العبر 4/ 245. - معجم البلدان 8/ 219. - معجم المؤلفين 7/ 295. - النجوم الزاهرة 6/ 101. - العقد الثمين للتقي الفاسي 6/ 234، 237. - وفي إيضاح المكنون 2/ 153. - وهدية العارفين 1/ 784 خلط غريب بينه وبين عمر بن عبد المجيد الرندي أبو حفص أبو علي، نزيل مالقة، من تلامذة السهيلي (ت 616/ 1220) وهو مقرئ نحوي، له في النحو تأليفان، والميانشي المهدوي محدث لا اختصاص له في النحو وما إليه، قال البغدادي في «هدية العارفين»: عمر بن عبد المجيد بن حسن الأزدي الرندي المهدوي الميانشي الأندلسي النحوي المقرئ نزيل مالقة المتوفى سنة 579 تسع وسبعين وخمسمائة له الفاخر في شرح جمل عبد القادر. ومثار الاشتباه هو اتفاقهما في الاسم واسم الأب، وإذا كان الأندلسي أزديا فإن الميانشي المهدوي قرشي، والرندي يكون أندلسيا ولا يكون مهدويا تونسيا. هذا مع اختلافهما في تاريخ الوفاة، وما ذكره في تاريخ وفاته سنة 579 لا يوافق تاريخ وفاة المهدوي الميانشي، ولا الرندي الأندلسي، تراجع ترجمة الرندي الأندلسي في بغية الوعاة 2/ 220.

- الذيل والتكملة 2/ 450/5، 454. - صلة الصلة 67. - برنامج الرعيني 86، 87. - غاية النهاية 1/ 594. - كشف الظنون 1575. - تذكرة الحفاظ 4/ 1337 (دار إحياء التراث العربي، بيروت) في من توفي سنة وفاة أبي موسى المديني.

573 - ابن مية (0000 - 1338 هـ‍) (0000 - 1920 م).

573 - ابن ميّة (0000 - 1338 هـ‍) (0000 - 1920 م). الطاهر بن عثمان بن ميّة، عرف بالمصعبي التوزري، الفقيه المشارك في علوم، الأديب الشاعر، له مقدرة في النظم بنوعيه الفصيح والملحون، لا يجاريه أحد في ذلك. توفي في 19 رمضان. مؤلفاته: 1 - نظم في مسائل علوم متنوعة. 2 - نظم في مسائل الفقه. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 137، 141.

574 - الميلي (0000 - 1248 هـ‍) (0000 - 1833 م).

574 - الميلي (0000 - 1248 هـ‍) (0000 - 1833 م). علي بن محمد الميلي (¬1) الجمّالي، نزيل مصر، المفسر، الفقيه المتكلم. تآليفه: 1 - أشراط الساعة وخروج المهدي، مخطوط بدار الكتب المصرية. 2 - تحفة الأحباب في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ} مخطوط بالمكتبة الأزهرية. 3 - الحسام السمهري في تكذيب فرية نسبت إلى الإمام الأشعري - وفي «إيضاح المكنون» لقطع جيد الكاذب المفتري فيما نسب للأشعري، مخطوط بدار الكتب المصرية. 4 - السيوف السمهرية لقطع أعناق القائلين بالجهة والجسمية، رد به على الشيخ أحمد التيجاني صاحب الطريقة، مخطوط بدار الكتب المصرية. 5 - الشمس والقمر والنجوم الدراري في إثبات القدر والكسب والجزء الاختياري، مخطوط بدار الكتب المصرية وبالمكتبة الأزهرية. ¬

(¬1) الميلي نسبة إلى ميلة قرب قسنطينة، أصل سلفه منها، والجمالي نسبة إلى جمّال بلدة صغيرة بالساحل التونسي.

المراجع

6 - الصمصام الفاتك في نصرة الإمام مالك، مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 371 وبالمكتبة الأزهرية. 7 - الصوارم والأسنة، ردّ به على الشيخ أحمد التيجاني، وردّ على هذا التأليف الشيخ إبراهيم الرياحي وانتصر فيه للشيخ أحمد التيجاني، وفي حجته الثانية حاول التعرف على صاحب الترجمة عند حلوله بالقاهرة، ولبث بها نحو شهر ينتظر هذه الرغبة التي لم تتم ولم يلتق به (راجع ترجمة الرياحي إبراهيم). 8 - العجالة متممة السيوف السمهرية، مخطوط بدار الكتب المصرية. 9 - القول المبسوط في اجتماع البيع والشروط. 10 - رسالة في علامات الساعة الصغرى. 11 - الكواكب الدرية والأنوار السنية في إثبات الصفات السنية القائمة بالذات الأزلية، في الرد على من رد على أهل السنة. المراجع: - الأعلام 5/ 17 (ط 5/). - إيضاح المكنون 1/ 237، 402، 2/ 37، 56، 71، 251، 391. - فهرس المكتبة الأزهرية 6/ 201. - معجم المؤلفين 7/ 235. - هدية العارفين 1/ 773، 74. ان‍ تهى الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس والأخير. تنبيه: وقع خطأ في الأرقام المسلسلة بالجزءين الثاني والثالث، فالجزء الثاني بدايته برقم 106 ونهايته برقم 250 - والجزء الثالث بدايته برقم 251 ونهايته برقم 414.

حرف النون

حرف النون

575 - النابلسي (كان حيا-1277 هـ‍) (1860 م)

575 - النابلسي (كان حيّا - 1277 هـ‍) (1860 م) محمد بن عبد الرحمن النابلسي التونسي مقرئ ميقاتي. مؤلفاته: 1) عمدة العرفان في مرسوم القرآن فرغ من تأليفها لثمان ليال من ربيع الثاني سنة 1277 هـ‍. 2) منظومة تحفة الإخوان في الميقات. 3) كشف الحجاب عن مرشد الطلاب. المرجع: - معجم المؤلفين 10/ 157، نقلا عن فهرسة الخديوية 6/ 158 - 159، فهرس الأزهرية 6/ 312.

576 - ابن ناجي (760 - 839 هـ‍) (1359 - 1435 م)

576 - ابن ناجي (760 - 839 هـ‍) (¬1) (1359 - 1435 م) أبو القاسم (¬2) بن عيسى بن ناجي التنوخي القيرواني أبو الفضل، الفقيه، حافظ المذهب من أسرة فقيرة، كان والده معلم بناء (¬3) وتوفي وتركه صغيرا في كفالة عمه. ولد بالقيروان سنة 760 كما يؤخذ ذلك مما ذكره أنه عند دخول السلطان الحفصي أبي العباس أحمد القيروان كان سنّه واحدا وعشرين عاما وقد كان ذلك سنة 781 كما حقّقه الزركشي (أعلام الفكر الإسلامي في المغرب العربي) ص 103 وقد نشأ بالقيروان وبها تعلم. قرأ القرآن على الشيخ الفقيه أبي محمد عبد السلام الصفاقسي وعلى عمه خليفة بن ناجي وكان رجلا صالحا. لما وصل سورة طه أمره عمّه خليفة أن يعرض عليه ما يقرأ فأبى وقال حتى أصل إلى سورة البقرة كغيري، فأعطاه درهما وقال له إذا حفظت هذه السورة أعطيك درهما آخر وبقي إذا فرغ من سورة أعطاه درهما آخر حتى حفظ سورا ترك عنه ذلك فحفظ من ذلك إلى سورة البقرة ولما كثرت أحزابه كان يعرض على عمه خمسة أحزاب بعد الغداء أو خمسة أحزاب بعد العشاء إلى أذان العشاء ¬

(¬1) في المصادر التي ترجمت له أنه توفي سنة 837 والوثائق الخطية أثبتت خطأ ذلك التاريخ. (¬2) في المصادر القاسم وفي تكميل الصلحاء والأعيان أبو القاسم وهو ما أثبتته وثيقة إشهاد علي بن ناجي مؤرّخة في ربيع الثاني 839. (¬3) معالم الإيمان 4/ 193.

الآخرة في الظلام، فضربه ليلة من الليالي بكفّه على أحد خدّيه لأنه توقف في كلمة بعد كلمة ولم يضربه إلا هذه المرة وبقي يقرأ وهو يبكي فوقفت والدته على الباب من خارج وبكت لبكائه، فلما سمع بكاءها أسكته وقال: يا عائشة أنت التي عملت له هذا أخرجته معك إلى الزرع فبقي عن أسواره ضائعا أزيد من شهر وطلبت منك ألاّ تفعلي ذلك فأبيت وقلت لا أقدر على فراقه ولولا هذا ما يخصّه شيء، فقالت يا سيدي: وبكائي عليه لوجه آخر وهو كونه طفلا صغيرا يقرأ في الظلام كل ليلة ولم تتركني أشعل المصباح فيما مضى فأمرها بإشعاله فيما يأتي (¬4). وبعد حفظ القرآن قرأ العلم على شيوخ القيروان منهم القاضي محمد بن قليل الهمّ، ومحمد بن فندار، وأحمد بن سلامة الموساوي الوسلاتي الفقيه بداره، وعلي بن حسن الزياتي المعروف بابن قيراط، ومحمد الرماح، وقرأ الرسالة على قاضي القيروان الشيخ محمد بن أبي بكر الفاسي، وكان يخرج من عنده ليقرأها على الشيخ عبد الله الشبيبي، وكان هذا يطول بالوعظ وقراءة الرقائق، وكان المترجم يحفظ كل يوم شيئا من مختصر ابن الحاجب، وحدّثه عمّه خليفة أن شيخه القاضي الفاسي قال له إن بقي ابن أخيك يقرأ يكون منه مالك الصغير (¬5). لما توفي شيخه محمد بن أبي بكر الفاسي قاضي القيروان، وتولى عوضه قاضيا محمد بن قليل الهمّ بادر عند وصوله إلى القيروان أن عمل الميعاد فيها بكرة، فحضر معظم أصحاب ابن ناجي ثم ينصرفون إذا فرغوا إلى مواعيدهم، وحضر المترجم. وفي أول حضوره لم يجد موضعا يجلس فيه لكثرتهم فجلس خلفهم، فتكلم كثيرا ثم ¬

(¬4) معالم الإيمان 4/ 194 - 195. (¬5) معالم الإيمان 4/ 197 - 198 في ترجمة عمّه.

سأل بعض الطلبة الحاضرين عن إمام أحدث وهو راكع فرفع رأسه ليستخلف لهم، فلم يحضر القاضي ولا جميعهم جوابا، فقال المترجم في بطلانها قولان قال ابن الحاجب فإن رفعوا مقتدين لم تبطل على الأصحّ كالرفع قبل إمامه غلطا، فقالوا ما قيل هذا فلعلّه ليست المسألة فجلب لهم ذلك ناجزا، وكان عمه - رحمه الله - حاضرا لذلك، وكان المترجم إذ ذاك ابن خمس عشرة سنة، وله في الميعاد سنة وزيادة أشهر، وكان حفظ في ذلك جملة من مختصر ابن الحاجب حتى جاوز الضحايا. فلما خرج من الميعاد ناداه عمه فدخل معه داره وكانت مجاورة للمسجد الذي فيه الميعاد المذكور، وهو مسجد الدباغ فقبّل رأسه وقال ثبت عندي قول القاضي أبي عبد الله محمد الفاسي إن عاش ابن أخيك يكون منه مالك الصغير (¬6). وسكن المترجم الزاوية العوانية بالقيروان، وكان في أول عهده فقيرا جدا، وقد حكى في شرحه الكبير للمدونة عن شدة فقره واشترائه الكسور (قراقش الخبز الجاف) من سائل بالدين، وقد بلغ مقدار ما بذمّته لذلك السائل ما يزيد على الدينار، وشكر الله على ما أنعم به بعد ذلك، ثم سكن بعد بدار أمام مسجد التلالسي، ولما ظهرت عليه مخايل النجابة وحسن السلوك ولي الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة بالقيروان وله واحدة وعشرون سنة بتقديم شيخه البرزلي. وسبب رحلته إلى تونس لطلب العلم الحاج الشيخ عبيد الغرياني عليه في ذلك فقد حكى أن الشيخ عبيد الغرياني اجتاز عليه وهو جالس على دكانة دار سكناه فقام إليه وقبّل يده ومشى معه فقال له امش لتونس تعلّم العلم بها فلم يقبل كلامه لأن في الغالب إنما ¬

(¬6) معالم الإيمان 4/ 197 - 198 في ترجمة عمّه.

يسافر إليها من الطلبة من يريد القضاء أو الشهادة أو هما معا، وكان في ذلك الزمان لا يريد المترجم ذلك وإنما غرضه تعلّم العلم، وكان يومئذ يعمل الميعاد بالعشي ويقرأ على شيخه القاضي محمد بن قليل الهمّ بكرة مع جماعة من أصحابه وذلك بعد انصراف شيخه البرزلي إلى تونس، وكان المترجم يقول في نفسه إن مات من هو أكبر منه يحتاج الناس إلى قارئ التفسير والحديث بكرة فلا يفتقر أن يمشي إلى تونس، فأعاد عليه الشيخ عبيد الغرياني كلامه مرة ثانية وثالثة وألحّ عليه في ذلك، وقال لا يخرج الخبر إلا من تونس، فوقع كلامه بتكرره في قلبه فتحرك خاطره للمشي إلى تونس، فأقام بها أربعة عشر عاما مجتهدا في الفروع ليلا ونهارا يتعلم ويعلّم حتى خرج منها قاضيا وخطيبا بجزيرة جربة فأقام بها ثلاثة أعوام وخمسة أشهر، وخرج زائرا فرأى الصواب استعفاءه منها فطلب ذلك من شيخه أبي مهدي عيسى الغبريني فوافقه على ذلك ومشى إلى بلده القيروان فسكنها سنة يعمل فيها الميعاد من قراءة التفسير وغيره ويتكلم على الناس بالوعظ وحكايات الصالحين، فسأل الشيخ أبو علي حسن البيار الشيخ عبيد أن يكلّم السلطان في أن يعمل له مرتبا حتى لا يخرج من القيروان، فتكلم في ذلك فخرج الظهير بقضاء قابس، فمشى إليها وعرفه وقال من هذا خفنا عليه ولو كان له راتب ينفق منه ما خرج من القيروان فقال أرأيت إن سبق في سابق علم الله أن يتولى بلادا وأوطانا أتقفصه أنت في القيروان (¬7)؟ وفي تونس قرأ على أعلامها البارزين كالإمام ابن عرفة وتلامذته كالأبي والزغبي والغبريني والوانّوغي وأبي القاسم القسنطيني والبرزلي وأبي الفضل أبي القاسم الشريف السلاوي وقرأ على عبد الله الشبيبي ¬

(¬7) معالم الإيمان 4/ 260 - 261 في ترجمة عبيد الغرياني.

ومحمد العواني وعمر المسرّاتي القيروانيين وشيخه محمد بن قليل الهمّ المنتقل من القيروان إلى تونس وغيرهم. تخرّج به الشيخ أحمد حلولو القيرواني وغيره. تولى القضاء كما سبق بجربة وبباجة ومكث بها سبعة أشهر ثم نقل إلى الأربس ثم إلى سوسة وقابس وتبسة، ثم إلى القيروان وأقرأ بها التفسير وغيره. وكان عارفا بقيمة خطة القضاء، صلبا في الحق، لا يداري أصحاب السلطة التنفيذية السياسية على استيفاء الحقوق ممّن صدرت ضده الأحكام، ويقدّم الولاة شكاياتهم إلى ملك الوقت، وشيخه الغبريني يحميه من كيدهم على ما يستفاد من ترجمة أحمد بن أبي محرز فقد قال: «وشاهدت في زماننا قائد الموضع يخرج من سجنه القاضي ويقول: عليه طلب المخزن، وهو يكذب في ذلك، وهب أنه يصدق فلا يجوز له ذلك، وإن هو فعله فأقل المراتب أن يردّه كما كان، ويتغافل بعض القضاة عن ذلك لئلا يتخاشن معه فما ينصفه في مرتبه، فأحرى أن لو خاف من تسبّبه في عزله، وقد وقفت في هذا الباب في مدينة باجة وطاردني ولاتها بمكاتبتهم لأمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيز وغلبتهم عنده، والمباشر لي في ذلك شيخنا أبو مهدي عيسى الغبريني - رحمه الله تعالى - فإن جواب أمير المؤمنين أن من عليه طلب المخزن من البوادي وسبق حكم الشرع فيه فإن ادّعى ذلك فحكمه مقدم وإن سبق حكم المخزن فيه ودعا الشرع يؤخذ طلب المخزن من حكم وغيره ويرد يفوز ذلك القاضي وينفذ الحكم على هذا يكون العمل» (¬8) وهو قرار حاسم لتطاول الولاة على المسّ من حرية القضاء والتدخل في شئونه حسب الهوى. ¬

(¬8) معالم الإيمان 2/ 47 - 48 (ط 2/).

تآليفه كثيرة منها

ويبدو أنه كان معتنيا بأخبار علماء القيروان مند عهده بالطلب، فقد جاء في آخر ترجمة أبي بكر بن أبي عقبة التميمي ما نصّه «ولما قرئ على شيخنا أبي الفضل البرزلي قول الشيخ أبي سعيد البراذعي في خطبته (أي في تهذيب المدونة) قال وصححتها على أبي بكر بن (أبي) عقبة عن جبلة بن حمود عن سحنون» فعرّف بأبي سعيد وجبلة وسحنون وأما هبة الله فلم يذكره عياض ولا أعرف من عرّف به، فقلت له ذكره الدباغ وذكرت له ما تقدم من إعطائه لذلك الرجل ما تقدم وما نقلته الكافة عن الكافة باختصار فأمرني أن أوقفه على ذلك فأوقفته عليه وأمسكته إياه وأعطاني إياه فيغلب على الظن أنه نسخ ذلك (معالم الإيمان 3/ 88 (ط 2/) تونس 1978). تآليفه كثيرة منها: 1) شرح تهذيب المدونة للبرذعي بشرحين صغير سمّاه الصيفي في جزءين ضخمين، والشرح الكبير يعرف بالشتوي في 15 جزءا في أربعة أسفار منه جزءان بالمكتبة الوطنية رقم 5808 أصلهما من المكتبة العبدلية. 2) شرح تفريع ابن الجلاب في ثلاثة أسفار منه نسخة بالمكتبة الوطنية. 3) شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني ط/مع شرح أحمد زروق على نفقة ابن شقرون بمصر سنة 1330 هـ‍ وهو من أوائل مؤلفاته، ونقل عن الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي أنه كان يبالغ في الثناء على هذا الشرح ويقول له المذهب. 4) اختصار مع تذييل لمعالم الإيمان وتذييله فيه زيادات تراجم بعد عصر الدباغ من سنة 690 إلى سنة 837 هـ‍.

المصادر والمراجع

ويبدو أن ابن ناجي تصرّف بالاختصار حتى في اسم الكتاب واختصاره لا يدلّ على أن الدباغ كان محدّثا والعادة أن المحدّث مهما بالغ في التخفّي فإن أسلوبه ينمّ عنه كالعناية بالأسانيد لأدنى مناسبة، وكان الدباغ من كبار المحدّثين المعتنين بالرواية ومن البعيد خلو كتابه من أية إشارة إلى الصناعة الحديثية. المصادر والمراجع: - الأعلام 5/ 179 (ط 5/) - أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي لمحمد الفاضل بن عاشور 009 - 106 مط/النجاح تونس بلا تاريخ - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 282، 305، 306، 308، 309، 313 - تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 223 (ترجمة سقيمة مشحونة بالأخطاء) - تكميل الصلحاء والأعيان ص 6 - 9، مقدمة الكتاب المذكور لمحقّقه الأستاذ محمد العنابي وهي ترجمة نفيسة فيها تصحيح الخطأ الشائع في اسمه وتاريخ وفاته اعتمادا على وثيقتين خطيتين كانتا بمكتبة جامع القيروان وفيها إلمام واسع بأطوار حياته وفيها فوائد وجزئيات غير معروفة - الحلل السندسية 1 قسم 3/ 707 - 708 (تونس)، (وفهم من شرحه في المدوّنة أنه إذا أطلق لفظ شيخنا فالمراد به البرزلي، وبعض شيوخنا فمراده ابن عرفة وما عداه يصرّح باسمه وكان اشتغاله على البرزلي أكثر ويفهم من سياق الكلام أنه بالنقل عن القرافي)، درّة الحجال 3/ 282، شجرة النور الزكيّة 244 - 245، الضوء اللامع 11/ 137، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 90، كشف الظنون 873، معجم المطبوعات 261، معجم المؤلفين 8/ 110، نيل الابتهاج 1223، توشيح الديباج لبدر الدين القرافي ص 266 - 267، الحلل السندسية 1/ 691، (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985)، مقدمة الجزء الأول من معالم الإيمان (مكتبة الخانجي مصر 1968) ص وز.

577 - النجار ( ... -1373 هـ‍) ( ... -1953 م) بلحسن ابن الشيخ محمد بن عثمان النجار،

577 - النجار ( ... - 1373 هـ‍) ( ... - 1953 م) بلحسن ابن الشيخ محمد بن عثمان النجار، الفقيه الكبير المحقّق من أعلام تونس في العصر الحديث. ولد بالعاصمة، ونشأ بها تحت رعاية والده وتوجيهه الذي كان من أعلام جامع الزيتونة، وبعد اجتياز مرحلة التعلّم الابتدائي انخرط في سلك طلبة جامع الزيتونة، وأخذ به عن جماعة منهم والده، وأجازه، وأخذ عن غيره، وممّن أجازه الشيخ عمر بن الشيخ، والشيخ محمد الطيب النيفر، والشيخ المهدي الوزاني، والشيخ أحمد بن محمد الخياط الفاسي بما في فهارسهم. وبعد إحرازه على شهادة التطويع تولى التدريس بجامع الزيتونة من الطبقة الثانية، ثم ارتقى إلى الطبقة الأولى، وتخرّجت عليه أجيال من رجال التدريس والقضاء، ودرس بمدرسة ترشيح المعلمين، واشتهر في تدريسه بالتقرير الجيد والاطّلاع الواسع مع الفصاحة النادرة مما يشدّ الانتباه، كما تولى تدريس رواية الحديث بجامع حرمل، وارتقي إلى خطة الإفتاء في ذي الحجة 1342/ 1924 وتوفي في رجب وهو متقلّد لهذه الخطة. له فهرسة أجاز بها تلميذه محمد مخلوف. المرجع: شجرة النور الزكية ص 492، محمد الحليوي ناقدا وأديبا لمحمد الهادي المطوي ص 62. شكرا للأخ الدكتور محمد أبو الأجفان والأخ الحبيب اللمسي لبحثهما لي عن تاريخ وفاته.

578 - النجار (1255 - 1331 هـ‍) (1839 - 1913 م) محمد بن عثمان بن محمد النجار،

578 - النجار (1255 - 1331 هـ‍) (1839 - 1913 م) محمد بن عثمان بن محمد النجار، يتصل نسبه بالشيخ عبد السلام بن مشيش الإدريسي الحسني، القيرواني الأصل، التونسي الدار، وأمه شقيقة الشيخ محمود قابادو، المفسّر، الأصولي، الفقيه. ولد في 15 شعبان بتونس، وبها نشأ وتعلم، فأخذ عن والده القرآن ومبادئ العلوم، ثم توفي وتركه قاصرا فكفله أخوه للأب صالح وخاله الشاعر الشيخ محمود قابادو. والتحق بجامع الزيتونة سنة 1270/ 1854 فأخذ عن أعلامه كالمشايخ محمد النيفر الأكبر وأخيه صالح، وعبد الله الدرّاجي الجزائري نزيل مكة، وعلي العفيف، وعمر بن الشيخ، ومحمد الشاذلي بن صالح، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد البنّا، ومحمد الشاهد، وخاله محمود قابادو، وشيخ الإسلام الحنفي محمد معاوية، وأحمد بن الخوجة، وسالم بو حاجب، وبعد تخرّجه وقع تعيينه مدرّسا بجامع الزيتونة عام 1272/ 1856، وانتخب مدرّسا من الرتبة الثانية عام 1284/ 1868، ثم ارتقى إلى التدريس من الطبقة الأولى عام 1287/ 1871. أقرأ الأصول، والفقه، والتفسير، والبلاغة والمنطق، وأخذ عنه ابنه الشيخ بلحسن، وحمودة تاج، وشيخ الإسلام الحنفي محمد بن يوسف، وإسماعيل الصفائحي، وعلي الشنّوفي، ومحمود موسى

مؤلفاته

المنستيري، ومحمد مخلوف صاحب شجرة النور الزكية، ومحمد الخضر حسين. تولى منصب الإفتاء في 12 صفر عام 1312/ 1901، وكان يجمع بين الفتوى والتدريس بجامع الزيتونة حتى توفي في منتصف ليلة السادس من رمضان ورثاه كثير من أهل العلم والأدب. وكان له مزيد اختصاص بالرياضيات كالهندسة والهيئة، كما كان عالما بالأنساب وتراجم المؤلفين، وكان ولوعا بالمطالعة، مولعا باقتناء نفائس المخطوطات حتى جمع مكتبة مهمة حوت كثيرا من المخطوطات النادرة. وكان غزير العلم، كريم الأخلاق، يحبّ البحث ويتلقى مناقشة الطلاب بصدر رحب، امتاز عن علماء عصره بسعة الاطّلاع وقوة الحفظ والشغف بالمطالعة. مؤلفاته: 1) ما أملاه على أهم أبواب صحيح البخاري بمناسبة أختامه الرمضانية التي لا تقلّ عن سبعين موضعا لو جمعت لكانت مؤلفا مفيدا وهي التي كان أملاها بجامع سيدي أحمد بن عروس منذ عام 1282 وبجامع حرمل منذ عام 1311. 2) بغية المشتاق في مسائل الاستحقاق في مجلد ضخم جمع فيه ما تفرق من مباحث هذا الباب وحرّر فيه أحكام القضايا التي تعرض بالقطر التونسي كثيرا. 3) شرح حديث لا عدوى، ألّفه بمناسبة تفشّي الوباء بالقطر التونسي عام 1329 هـ‍ وهو خاتمة مؤلفاته. 4) تحرير على كتاب العلم من صحيح البخاري ط/بتونس سنة

المصادر والمراجع

1325 هـ‍ بمط/ التقدم الوطنية في 68 ص. 5) تحرير المقال في أحكام رؤية الهلال، حرّر في أثناء بحثه مسائل فقهية وأصولية وفلكية. 6) تقريرات على شرح الشريف الجرجاني على المواقف. 7) تقريرات على شرح المطوّل. 8) حاشية على تفسير البيضاوي. 9) حاشية على شرح المحلي على جمع الجوامع. 10) ترجمة الشيخ عمر بن الشيخ ووالده الشيخ أحمد. 11) رسالة في حكم الحاكم المالكي بتأبيد حرمة المدخول بها في العدة. 12) شمس الظهيرة في مناقب وفقه أبي هريرة قصد به الرد على من سلب الاجتهاد من هذا الصحابي الجليل. 13) مجموع الفتاوي 8 مجلدات. المصادر والمراجع: - الأعلام الشرقية لزكي مجاهد 2/ 177 - 178، الأعلام 7/ 146، بروكلمان 3/ 177 (الترجمة العربية)، شجرة النور الزكية 421 - 422، معجم المطبوعات 2/ 1700 - 1701، معجم المؤلفين 10/ 286، تونس وجامع الزيتونة لمحمد الخضر حسين 97 - 99.

579 - ابن النحوي (434 - 513 هـ‍) (1042 - 1119 م)

579 - ابن النحوي (434 - 513 هـ‍) (1042 - 1119 م) يوسف بن محمد بن يوسف التوزري المعروف بابن النحوي، أبو الفضل، الفقيه الصوفي، ولد بتوزر، وأقام في قلعة بني حماد في الجزائر، ولم يكد يجاوز طور المراهقة حتى تدفقت على البلاد سيول أعراب بني هلال وسليم ناشرة وراءها الخراب والدمار، ولاقت منهم مدينة القيروان عاصمة الدولة الزيرية الصنهاجية ما لم تلاقه مدينة أخرى من الويلات والنكبات حتى اضطر علماؤها وأدباؤها إلى الهجرة خارج القطر التونسي أو الاستقرار ببعض مدن الساحل التونسي، ولم يبق بها إلا عبد الخالق السيوري المتوفى في 460/ 1068 من تلامذة أبي عمران الفاسي وأبي بكر بن عبد الرحمن، وانفرد في عصره برواية المدونة والإمامة في الفقه، ومن أشهر تلامذته عبد الحميد الصائغ الذي انتقل إلى سوسة وتوفي بها سنة 486/ 1093، وأبو الحسن علي بن محمد الربعي اللخمي الذي انتقل إلى صفاقس حيث توفي بها سنة 478/ 1086، وكان يقصده الطلاب من أطراف البلاد ليأخذوا عنه تعليقه على المدوّنة المسمى بالتبصرة، ويرووا عنه صحيح البخاري، ومن أشهر تلامذته الإمام المازري دفين المنستير، والمترجم له. وكانت توزر في عصر المترجم بها أعلام أمثال عبد الله بن محمد الشقراطسي الذي كان إماما في الحديث والعربية والفقه، أديبا شاعرا، وهو من شيوخ المترجم، ثم ارتحل المترجم إلى صفاقس للأخذ عن شيخ فقهاء وقته الشيخ أبي الحسن اللخمي فقرأ عليه كتاب

«التبصرة» وروى عنه صحيح البخاري، ولما لقي اللخمي سأله ما جاء بك؟ فقال جئت لأنسخ تأليفك التبصرة، فقال له إنما تريد أن تحملني في كفّك إلى المغرب أو كلاما هذا معناه مشيرا إلى أن علمه كله في هذا الكتاب. وأخذ عن الإمام المازري فقرأ عليه أصول الفقه، وعلم الكلام، وكان المازري إماما مبرزا فيهما. في هذا الجو العلمي تنفس المترجم، وتأثر به، فكان مثل شيخه اللخمي مائلا إلى الاجتهاد في الفقه، متمكّنا من الأصلين أصول الدين (علم الكلام) وأصول الفقه مثل شيخنا الإمام المازري، شاعرا أديبا لغويا مثل شيخه الشقراطسي وإذا كانت تونس قبيل ذلك العصر نبتت فيها طلائع متأثرة بتعاليم شيخ أهل السنّة أبي الحسن الأشعري في علم الكلام مع العناية بأصول الفقه، وميل بعض فقهائها إلى الاجتهاد المذهبي، فإن الطابع الغالب لدى فقهاء المغربين الأوسط والأقصى في عهد المرابطين هو النفور من علم الكلام، وأصول الفقه، ولقد لقي المترجم المتاعب والمقاومة من الفقهاء والرؤساء زمن استقراره بالمغرب الأقصى عند ما أقرأ علم الكلام، وعلم أصول الفقه. وبعد أن استكمل المترجم رحلته العلمية رجع إلى بلده توزر ثم بارحها في ظروف غامضة لظلم الوالي له، ولبث متجوّلا بين مدن الجزائر والمغرب الأقصى مدرّسا للنحو، والفقه، والأصول، وعلم الكلام، سالكا طريق الزهد والتقشف، ففي الجزائر أخذ عنه النحو عبد الملك بن سليمان التاهرتي، وفي فاس أقرأ «اللمع» في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي، ودرّس علم الكلام وذلك سنة 490/ 1097. دخل ابن دبوس قاضي فاس الجامع والمترجم يدرّس علم الكلام، فأمر بإبطال الدرس، ولما انتقل إلى سجلماسة جنوبي المغرب

الأقصى استمر في تدريس الأصلين، فأمر ابن بسّام أحد رؤساء البلد بطرده من المسجد قائلا: «هذا يريد أن يدخل علينا علوما لا نعرفها». وقد تأثر المترجم بهذه المضايقة والمعاملة السيئة من أجل نشره لعلمين غير معروفين في المغرب ودعا على مضطهديه ولعلّه في هذه الفترة قال بيتيه المشهورين: أصبحت في من له دين بلا أدب … ومن له أدب خال من الدين أصبحت فيهم غريب الشكل منفردا … كبيت حسان في ديوان سحنون أشار في العجز الأخير إلى بيت حسان بن ثابت في باب الجهاد من المدوّنة: وهان على سراة بني لؤي … حريق بالبويرة مستطير ويبدو أن المترجم كان متأثرا بتعاليم الإمام الغزالي الصوفية الفلسفية المتقيدة بالأصول الإسلامية، ومعجبا به غاية الإعجاب، لما أفتى ابن حمدين قاضي قرطبة بحرق كتاب «إحياء علوم الدين» للغزالي وتابعه على فتواه طائفة من الفقهاء الرسميين بالأندلس والمغرب الأقصى، وانصاع أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي لرأي الفقهاء فأصدر أمره بجمع نسخ الإحياء وبإحراقها وتحليف الناس الأيمان المغلظة أن ليس لديهم «الإحياء» كتب إليه المترجم معارضا لفتوى ابن حمدين ومنتصرا للغزالي ومفتيا بعدم لزوم تلك الأيمان، وكان المترجم قد انتسخ كتاب الإحياء في ثلاثين جزءا ليقرأ منه جزءا في كل يوم من أيام رمضان ويقول: «وددت أني لم انظر في عمري سوى هذا الكتاب». ولعلّ هذه المضايقات المستمرة دعت المترجم إلى الخروج من المغرب الأقصى والاستقرار بالقطر الجزائري منتقلا بين مدنه كبجاية

أدبه

وقلعة بني حماد، ولم يسلم من إيذاء الفقهاء الرسميين بهذا القطر، وظهر تأثير التربية الصوفية لدى المترجم في صبره على تحمّل صنوف الأذى من أجل أفكاره ومبادثه، وعزوفه عن تقلّد المناصب، وقبول الهدايا، مقتصرا في معاشه على ما يرد إليه من بلده توزر مع ميله إلى الإنصاف من نفسه بالرجوع إلى الحق دون أن يرى في ذلك غضاضة عليه، والعفو عن البوادر الصادرة عن البعض بدون سوء نيّة وقصد. ولما كانت تعاليم المترجم الأصولية والكلامية لم تصادف نجاحا يذكر بالمغربين الأوسط والأقصى لم تتخرج عليه إلا طائفة محصورة العدد من الفقهاء والصوفية وعلى رأس هؤلاء الأخيرين علي بن حرزهم المتوفى سنة 559/ 1164 الذي قال عنه الساحلي الأندلسي في «بغية السالك» (خط) «أنه أحكم كتاب الإحياء وضبط مسائله وكان يستحسنه ويثني عليه»، ومن تلامذته الفقهاء عبد الرحمن بن محمد الكتامي المعروف بابن العجوز السبتي. والمترجم قام بدور الرائد المصلح الذي هيّأ الأذهان، وأيقظ العقول لتلقّي تعاليم الغزالي التي أصبحت بعد وفاة المترجم بزمن غير طويل من دعائم مذهب دولة الموحدين التي قضت على دولة المرابطين وحلّت محلها. أدبه: إن عاطفة التديّن ألهمت المترجم نظم الشعر الجيد الرقيق مثلما ألهمت شيخه الشقراطسي من قبل نظم لاميته في مدح الرسول - عليه السلام - وذكر معجزاته، ومن أطول وأجود شعر المترجم القصيدة المنفرجة التي نظمها على إثر ضائقة لحقته، والتي صحح نسبتها إليه كثير من أهل العلم ومطلعها: اشتدّي أزمة تنفرجي … قد آذن ليلك بالبلج

وهو متأثر بالمنفرجة التي تنسب للغزالي وإن كان المترجم أسلس نظما وأخصب خيالا وها هي ذي أبيات من المنفرجة المنسوبة للغزالي نذكرها للمقارنة: الشدة أودت بالمهج … يا رب فعجّل بالفرج فهاجت لدعاك خواطرنا … والويل لها إن لم تهج واغلق باب الضيق وشدته … وافتح ما سدّ من الفرج عجنا لحماك نقصده … والأنفس في أوج الوهج وصادفت منفرجة أبي الفضل الذيوع والانتشار وقامت حولها حركة أدبية شرحا أو تخميسا، ومن أشهر شروحها شرح القاضي شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري المسمى «الأضواء البهجة في إبراز دقائق المنفرجة» وشرحها الفقيه الصوفي المغربي ابن عجيبة وخمسها ابن الشباط التوزري وسمى تخميسه «عجالة الروية في تسميط القصيدة النحوية» أورد التخميس برمته العبدري في رحلته (¬1) وطالعه: يا من يشكو ألم الحرج … ويرى عسره قرب الفرج أبشر بشذى أوج الفرج … اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج ويوجد ضمن مجموعة قصائد بالمتحف البريطاني رقم 1393، وخمسها عبد الله بن نعيم الحضرمي القرطبي التونسي المولد المتوفى بقسنطينة سنة 636/ 1239 وطالعه: لا بدّ لضيق من فرج … والصبر مطيّة كل شجي وبدعوة أحمد فالتهجي … اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج ¬

(¬1) رحلة العبدري ص 52 - 53.

المصادر والمراجع

وتخميسه أورده كاملا الغبريني في «عنوان الدراية (¬2)». ومن شعر ابن النحوي ذي النزعة الصوفية: عطاء ذي العرش خير من عطائكم … وسيبه واسع يرجى وينتظر أنتم يكدّر ما تعطون منّكم … والله يعطي ولا منّ ولا كدر لا حكم إلا لمن تمضي مشيئته … وفي يديه على ما شاءه القدر ومن شعره الرائق ما قاله في مدينة فاس: يا فاس منك جميع الحسن مسترق … وساكنوك ليهنهم ما رزقوا هذا نسيمك أم روح لراحتنا … وماؤك السلسل الصافي أم الورق أرض تخللها الأنهار داخلها … حتى المجالس والأسواق والطرق وله في النثر بعض الأدعية ووصية، وهذه الأخيرة ذكرها الغبريني في «عنوان الدراية» (¬3) وله مقطعة في مدح مالك ومذهبه ذكرها القاضي عياض في ترتيب المدارك في ترجمة مالك (¬4). المصادر والمراجع: - الاستقصاء لدول المغرب الأقصى لأحمد بن خالد الناصري السلاوط (الدار البيضاء 1954) 1/ 153، 2/ 67 - 68، الأعلام 9/ 325 - 326، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع ص 390، البستان 299 - 304، بغية الوعاة 2/ 362، تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 93، التشوف إلى رجال التصوف تحقيق أحمد التوفيق (الرباط 1405/ 1984) ص 95 - 101، توشيح الديباج لبدر الدين القرافي 265، الجديد في أدب الجريد 55 - 61، جذوة الاقتباس 346 - 347، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 299 - 301، الخريدة قسم شعراء المغرب (تونس 1966) 1/ 110، سيرة القيروان لمحمد العروسي المطوي 67 - 68، شجرة النور الزكية 126، العلاقات بين تونس وإيران لعثمان الكعاك 199 - 200، عنوان الأريب ¬

(¬2) عنوان الدراية ص 272 - 278. (¬3) المصدر السالف ص 278 - 279. (¬4) ترتيب المدارك 1/ 252.

1/ 50 - 52، كشف الظنون 2/ 1946 - 47، مجمل تاريخ الأدب التونسي 172 - 175، معجم المؤلفين 13/ 334، المقتضب من تحفة القادم 908، نيل الابتهاج 349 - 351، هدية العارفين 2/ 551، الوفيّات لابن قنفذ 40، ومن الملاحظ أن ابن قنفذ نسبه بسكريا لكن في مصادر ترجمته النص على أنه توزري، ومن الحكايات المثبتة لهذا أنه لما كان بقلعة بني حماد مرّ بالفقيه أبي عبد الله بن عصمة فلم يسلم عليه لشغل باله فلما رجع ناداه محتقرا يا يوسف، فجاءه فقال له يا توزري اصفرّت وجهك ورققت ساقيك وصرت تمرّ ولا تسلم فاعتذر فلم يقبل وأغلظ له في القول فقال له غفر الله لك يا فقيه، يا أبا محمد وانصرف، توشيح الديباج لبدر الدين القرافي ص 285، بلاد البربر الشرقية على عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 732 - 798، الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 197 - 199، بلاد البربر الإسلامية لجورج مارسي (الجزائر 1946) 190 - 201.

580 - النخلي (1285 - 1342 هـ‍) (1867 - 1924 م)

580 - النخلي (1285 - 1342 هـ‍) (1867 - 1924 م) محمد النخلي القيرواني، من أعلام جامع الزيتونة في عصره، كان هو والشيخ محمد الطاهر بن عاشور يشار إليهما بالرسوخ في العلم، وسعة الاطّلاع، وجودة البيان مع الميل إلى آراء الشيخ محمد عبده، دخل جامع الزيتونة سنة 1304/ 1886 فأخذ على جلّة أعلامه كالمشايخ: عمر بن الشيخ، وسالم بو حاجب، ومحمد الطيب النيفر، ومصطفى رضوان، ومحمد النجار، ومحمود بن محمود، وأحمد بن مراد، وصالح الشريف. وبعد تخرّجه انتصب للتدريس بجامع الزيتونة، وتدرج، واجتاز المناظرات إلى أن وصل مدرّسا من الطبقة الأولى، وتخرّج عليه كثيرون منهم المصلح الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس، وكان له عليه تأثير. وفي سنوات التدريس ختم الكتب العالية في علوم شتى، فشاع بذلك ذكره، وارتفع قدره، وكانت له شجاعة أدبية في الجهر بآرائه المخالفة للمتعارف في وسطه، ومنها آراء الشيخ عبده في وقت كان فيه الميل إلى مدرسة الشيخ عبده واعتقاد صحة أقوالها عنوان زندقة وانحراف عن الطريق السوي، ومن جملة ما جاهر به إنكاره لمسخ الصور حتى قال فيه الشيخ محمد بوشارب الهلالي (من قصر هلال): أنكر المسخ وفي خلقته … شاهد عدل لقوم يعقلون وكان غير جميل الوجه، وكان حرّ التفكير لا يقدس أقوال القدماء

المراجع

بل ينتقدهم، ويبيّن ما في أقوالهم من زيف ومخالفة للمعقول فقاومه المتزمتون الجامدون الذين يرون الحق فيما قاله الأسلاف، ولا يستطيبون إعمال العقل والخضوع لمقاييسه واتهموه في عقيدته لأن في نظرهم تقرير ما يمليه العقل زندقة وانحراف. وعدا دروسه بجامع الزيتونة درس بالخلدونية فلسفة الأخلاق، وكان عضوا في الجمعية الزيتونية رفقة الشيخ محمد الخضر حسين قصد العمل على إصلاح التعليم الزيتوني، وكان يقول الشعر ويجيده. توفي بتونس في رجب وحمل جثمانه إلى القيروان، وكانت جنازته مشهودة قبل حمل جثمانه إلى القيروان وكذلك بالقيروان ودفن بالجناح الأخضر. له ألفيّة في الجغرافيا. المراجع: - أليس الصبح بقريب لمحمد الطاهر بن عاشور، التعليم الإسلامي وحركة الإصلاح بجامع الزيتونة للطاهر الحداد (تونس 1401/ 1981) 63 - 64 تقديم وتحقيق محمد أنور بوسنينة، في آخر الكتاب تراجم الأعلام لمحقّق الكتاب ص 98 - 99.

581 - ابن نخيل ( ... -618 هـ‍) ( ... -1222 م)

581 - ابن نخيل ( ... - 618 هـ‍) ( ... - 1222 م) محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز بن نخيل الأندلسي، أبو عبد الله، نزيل تونس، الأديب، الكاتب، المورّخ، وكان أبوه شاعرا صالحا. لما استنقذ الخليفة عبد المؤمن بن علي البلاد التونسية من الاحتلال النرماني في سنة الأخماس 555/ 1169 أصبحت تونس جزءا من السلطنة الموحدية الشاسعة، يتعاقب عليها الولاة من الموحدين، إلى أن انقطعت عن الدولة الموحدية واستقلّ أبو زكريا يحيى الحفصي سنة 626/ 1229 مغتنما فرصة ضعف الدولة الموحدية. وكانت تونس والجزائر - إذ ذاك - تجتازان أزمات الاختلال والاضطراب من جرّاء ثورة بني غانية الميورقيين من بقايا الملثمين المرابطين، وطموح بعض أمراء الطوائف إلى التغلّب على الجهات التي كانوا يحكمونها مستغلين بعد السلطة المركزية عنهم، فحاول بنو الرند استعادة قفصة وما يتبعها من بلاد الجريد، لكن الخليفة أبا يعقوب يوسف بن عبد المؤمن قضى على إمارتهم نهائيا في سنة 576/ 1181. أما ثورة بني غانية فإنها شكّلت تهديدا خطيرا لنفوذ الموحدين بإفريقية، وكادت تعصف بحكمهم وأشاعت الفوضى والاضطراب، ونشرت الخراب والدمار، والبلاد لم تندمل جراحها من زحفة الأعراب وتفكّك الوحدة واحتلال النرمان، وكانت القبائل العربية التي استقرت بالبلاد الإفريقية منذ زحفها في أواخر حكم المعزّ بن باديس الزيري

الصنهاجي لا يلذ لها العيش إلا في ظل الفوضى والاستجابة السريعة لكل ناعق بفتنة أو داعية إلى ثورة طمعا في الأسلاب والغنائم، ولا تحب قيام نظام قوي يقضي على ميولها الفوضوية، ونزوعها إلى الشغب، وتعاطيها السلب والنهب بمختلف العناوين، وظهرت هذه الخصائص وبرزت بروزا بيّنا إبان ضعف الدولة الحفصية مما سبّب لها كثيرا من المتاعب والمشاكل، وقد استغل بنو غانية هذه الخصائص والمساوئ من القبائل العربية واستعانوا بها على تمديد مدة الثورة على الموحدين مما دعا خلفاءهم بالمغرب الأقصى إلى القدوم بأنفسهم إلى تونس لتدبير الخطط الرامية إلى القضاء على الثورة، فقدم إلى تونس أمير المؤمنين يعقوب المنصور سنة 558/ 1172 وابنه الناصر الذي جاءها سنة 601/ 1204 صحبة الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص جدّ الملوك الحفصيين في وقت استفحال أمر يحيى بن إسحاق الميورقي الثائر الذي استولى على تونس العاصمة وسوسة والقيروان عدا بلاد الجريد ونفزاوة وطرابلس، وسار أمير المؤمنين الناصر الموحدي في جيش كثيف فاسترجع منه تونس والمهدية وقابس حتى اضطر يحيى بن غانية للفرار قاصدا طرابلس فأذن الناصر الموحدي الشيخ أبا محمد عبد الواحد بن أبي حفص بملاحقته فالتقى به في تاجرّا قرب مدنين وحطمه شرّ تحطيم، واكتفى الثائر بنجاة رأسه لاجئا إلى التراب الليبي ريثما يجمع قواه، ويعيد الكرة ليشتبك في معركة أخرى مع الموحدين سنة 604/ 1205 بشبرو على مقربة من تبسّة، وفي سنة 606/ 1207 بسفح جبل نفوسة بليبيا وفي المعركتين انتصر عليه الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص انتصارا ساحقا. وقبل أن يعود الخليفة الناصر إلى المغرب سنة 603/ 1204 ولّى الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص أمر إفريقية لما عهد فيه من الكفاءة والحزم والتفاني في خدمة الدولة الموحدية، وهي خصال زادتها

الأحداث ثباتا ورسوخا، ومنحه صلاحيات واسعة لحكم الإمارة الإفريقية، ولأول عهد ولايته لمع نجم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن نخيل فعيّنه في أول الأمر رئيسا لديوان الأعمال، ثم رئيسا لديوان الرسائل، قال الحافظ المؤرّخ ابن الأبّار في كتابه «إعتاب الكتاب» واصفا نفوذ كلمته وارتفاع مكانته وانتقاله من ديوان الأعمال إلى ديوان الرسائل «وكان ابن نخيل لأول هذه الإيالة المباركة من فاز بقدح النباهة المعلّى، وعاد يعدّ العطل من الوجاهة المحلّى، نقلته السعادة من ديوان الأعمال إلى ديوان الرسائل، وأعلقته بأعظم الحرمات وأشرف الوسائل، فأجاد الإنشاء وتبوأ من رفيعات المراتب حيث شاء، مفردا بخلوص الحماية ومحكموها ومعتمدا بخصوص العناية وعمومها، لا إنشاء عليه في توقيع ولا اقتصار بعد على ترفيع». ويبدو أن ابن نخيل أعان الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص على توطيد أركان ولايته، واعتمد عليه اعتمادا كليّا في تسيير شئونها لما لمس فيه من كفاءة، ومكارم أخلاق، وحسن معاملة للناس، قال ابن الشمّاع في «الأدلة البيّنة النورانية في مفاخر الدولة الحفصية» عند الكلام عن إمارة الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص: «ولما ولي استكتب محمد بن نخيل المشهور بالجود وحسن الوساطة، فكان الناس معهما في كل خير وساس الناس سياسة حسنة طال عهدهم بها فأمّنهم وحباهم، فرأوا من بركته وبركة أيامه وحسن رعاية من يصلهم وأحبّوه الحبّ الشديد». وفي مدة الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص كون ابن نخيل ثورة كبيرة حاول من أجلها حسّاده ومبغضوه أن يفسدوا ما بينه وبين رئيسه الذي أصمّ أذنيه عن سماع كل السعايات، وقبض على بعض أصحابها، وأبقاه في شامخ عزّه، وإلى هذا أشار ابن الأبّار بقوله:

«وبلغ ابن نخيل ما ليس عليه من مزيد الارتفاع المشيد غلب على مشرفه بالاصطناع غلبة جعفر على الرشيد، فنهى وأمر آمنا من التعقيب، وأورد وأصدر نائما عن التثريب، وقد فوّض إليه في كافة الأمور، وقطرت عليه قصص الخاصة والجمهور إلى أن كثب بالمعايات المحضة، وقذف باحتجان ما يخرج من الحسبان من الذهب والفضة، وما أثّرت في انتقاص ثروته ولا اعترف على انتقاص حظوته، بل صمم عنها المجد الصميم صمما وعمّ المنتسبين إليه والمتجنبين إليه قبضا وقمما». ولكن الحظ لم يبسم طويلا لابن نخيل بعد وفاة مخدومه ووليّ نعمته الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص سنة 618/ 1222 الذي تولى مكانه ابنه عبد الرحمن الذي عزل بعد ثلاثة أشهر من ولايته وغوّض بالسيد أبي العلاء إدريس بن يوسف بن عبد المؤمن الذي وصل إلى تونس في ذي القعدة سنة 618/ 1222، وبعد شهر من وصوله قبض على ابن نخيل وعلى أخويه أبي بكر ويحيى، وصادر أموالهم من منقول وعقار، ثم قتل ابن نخيل وأخاه يحيى لشهر من اعتقالهما بعد فرار أولهما من السجن وإعادة اعتقاله، ونقل أخاهما أبا بكر إلى مطبق المهدية. ومن أسباب نكبة ابن نخيل أنه في أيام الإقبال بدرت منه فلتات لسانية وخطية في حق الخليفة الموحدي يوسف المنتصر ابن الناصر فأذن هذا قريبه السيد أبا العلاء إدريس بالتنكيل به ومصادرة أمواله. ألّف ابن نخيل في التاريخ كتابا سمّاه تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية (دليل مؤرخ المغرب الأقصى) لم يصل إلينا وإنما نقل عنه المؤرخون التونسيون فقرات في تآليفهم كالتجاني في رحلته، وابن خلدون، والزركشي وابن أبي دينار ومقديش (واسمه عندهما ابن بخيل

وهو تحريف من الناسخ أو الطابع)، ونقل عنه ابن سعيد الأندلسي في كتابه «الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة»، ويظهر من النصوص التي نقلها عنه التونسيون أنه تحدّث في تاريخه عن أمراء الطوائف في عهد انحلال الدولة الزيرية الصنهاجية كأمراء بني جامع بقابس، وبني الرند بقفصة والجريد، وعن الدولة الموحدية وزعيمها المهدي بن تومرت، وعن ظهورها، وخلفائها إلى عصره، وعن الأحداث الواقعة بتونس عند ما كانت تابعة للسلطنة الموحدية كمحاولة رجوع بني الرند إلى حكم قفصة والجريد، وثورة بني غانية الذي ذكر تفاصيلها بكثير من الدقة والإسهاب، ووصل بتاريخه إلى عهد مخدومه الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص، ويفهم من نقل ابن سعيد عنه في «الغصون اليانعة» أنه ترجم للأعلام والأدباء، وله عناية بالأنساب، وعنه نقل المؤرخون الذين جاءوا بعده نسب المهدي بن تومرت ونسب بني أبي حفص، وأورد في تاريخه بعض النصوص الأدبية المتعلقة بالأحداث كقصيدة عبد البرّ بن فرسان في إحدى انتصارات يحيى بن إسحاق الميورقي، وحلّى كتابه ببعض الحكايات التي تكشف عن أخلاق وصفات الذين ترجم لهم مثل الحكاية التي نقلها عنه الكثير من المؤرخين في جودة فهم وذكاء أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص. وذكر التجاني في «رحلته» أن لابن نخيل تاريخا لإفريقية وتونس، ولعلّه الكتاب السابق الذكر، وتصرف التجاني في اسمه وموضوعه وقد احتفظ لنا ابن الأبّار بمناسبة انتصار الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص على الثائر يحيى بن إسحاق الميورقي في واقعة شبرو في منتصف صفر سنة 604/ 1208 برسالة من إنشاء ابن نخيل، وبرسالة ثانية بمناسبة انتصاره على الثائر يحيى الميورقي في واقعة منهل وادي موسى من سفح جبل نفوسة بليبيا سنة 606/ 1210، وفي الرسالتين يتجلى نثره الفني بخصائصه من ميل إلى تقسيم الكلام إلى

المصادر والمراجع

فقرات مقفاة موزونة باستخدام المحسنات البديعة من جناس وسجع، ونزوع إلى الاقتباس وتضمين الأمثال السائرة، ونثر الأبيات الشعرية حسب الطريقة المتّبعة لدى كتّاب عصره شرقا وغربا، وبالرغم من هذه القيود اللفظية فإنه استطاع أن يبرز معانيه وأغراضه في صور بيانية واضحة التقاسيم والملامح، وله حاسّة فنية يقظة تلتقط من المشاهد المتعددة أبرز الصور التي تسترعي النظر وتجلب الانتباه فيصوغها في وصف دقيق بريشة فنان يحسن المزاوجة بين الأصباغ والألوان لتخرج الصورة نابضة بالحركة والحياة، وقد وصف خروج الأعراب للقتال مصحوبين بنسائهم وأطفالهم وإبلهم، وصوّر مشهد الفوضى والاختلاط عند انهزامهم وسهولة الإجهاز عليهم وسط هذا الركام من الناس والأنعام، وهي ظاهرة احتفظت بها القبائل العربية بتونس إلى العصور المتأخرة وسجّلها الملاحظون الأجانب إبان الاحتلال الإسباني لتونس. ولا تخلو الرسالة من معلومات تاريخية مفيدة كأسماء القبائل الموالية للموحدين أو الموالية للميورقي وإيراد تفاصيل دقيقة للأحداث. المصادر والمراجع: - الأدلة البيّنة النورانية لابن الشماع تحقيق عثمان الكعاك (تونس 1936) ص 40 مع تعليق محقّق الكتاب، إعتاب الكتاب لابن الأبّار تحقيق د/صالح الأشتر (دمشق 1380/ 1961) ص 235 - 249، دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام بن سودة (تطوان 1369/ 1950) ص 162 (وتحرّف فيه إلى ابن نجيل)، رحلة التجاني 108 - 147، الغضون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة لابن سعيد الأندلسي تحقيق إبراهيم الابيارى ص 98 - تعليق (2) (محرّفا إلى ابن نجيل)، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين لروبير برانشفيك (بالفرنسية) 1/ 17 تعليق رقم 24 - 2/ 385.

582 - ابن نصيب ( ... -1316 هـ‍) ( ... -1897 م)

582 - ابن نصيب ( ... - 1316 هـ‍) ( ... - 1897 م) علي بن نصيب الكافي، العالم الفلكي، ولد بمدينة الكاف، وتلقى العلم بجامع الزيتونة، ودرّس به، ومن الآخذين عنه الشيخ عبد الرحمن البناء المفتي المالكي وكان له الفضل في تهذيب علوم الفلك وشرحها وإفراغها في قالب جديد من البيان والتوضيح. وعلى إثر وفاته تلاشت مكتبته حيث باعها ورثته. وكانت طريقته في التأليف أن يعمد إلى فرع من فروع الفلك فيؤلّف فيه كتابا ثم كتابا آخر وهكذا دواليك حتى تتكون له من ذلك موسوعة. مؤلفاته: 1) الخلاصة النقية في أنواع من العلوم الفلكية وضع فيه زيجا تونسيا أقامه على أصول الرصد الجديد الذي وضعه جماعة في سمرقند على عهد الأمير العالم بالفلك والرياضيات الوغ نك حفيد تيمورلنك، كما درس فيه الأصول التي تصنع منها الجداول التي يشتمل عليها هذا الزيج وطرق تركيبها بالطرق الحسابية الفلكية، وذكر أنه ألّفه سنة 1299 هـ‍. 2) غنية اللبيب في الحل والتركيب. 3) المنهج القويم في تقديم الكواكب السبعة بطريق الدرّ اليتيم. وهذان الكتابان أدرجهما ضمن موسوعة الخلاصة وهما يتعلقان بطريقة حساب تقويم الكواكب السيّارة على الأصول التي وضعها

المرجع

أحمد بن المجدي، وذلك لمدة طويلة تصلح للعمل بها سنة كاملة بحساب كل يوم حتى لا يحتاج الفلكي إلى عمل حساب كل يوم خاص به وهكذا، وهذه طريقة جليلة درجت عليها التقاويم الأوربية الآن. 4) الدرر المنثورة في التواريخ المشهورة، ألّفه في دراسة أصول التواريخ المستعملة لدى الأمم كالتاريخ الهجري والميلادي والقبطي والرومي والعبري، واستخراج بعضها من بعض. 5) مجموعة في الرمل. 6) مجموعة في التنجيم. 7) مجموعة في الجفر والزايرجة. 8) مجموعة في العلوم الحكمية (سرّ الحرف وما إليه) وله فيها اليد الطولى. المرجع: - هذه الترجمة من رسالة بعثها إليّ الأخ القاضي الفاضل الأستاذ محمد الطيّب بسيّس جزاه الله خيرا في 14 نوفمبر 1982.

583 - النعجة ( ... -نحو 300 هـ‍) ( ... -913 م)

583 - النعجة ( ... - نحو 300 هـ‍) ( ... - 913 م) حمدون (¬1) بن إسماعيل القيرواني الملقّب بالنعجة، أبو عبد الله، الأديب النحوي، اللغوي، قرأ النحو واللغة على أبي الوليد المهري، ويقال إنه أعلم بالنحو خاصة من شيخه المهري لأنه كان يحفظ كتاب سيبويه. قال الزبيدي: «كان أحد المتشدقين في كلامه والمتقعرين في خطابه، وكان معلمه المهري على خلاف ذلك لأن المهري من عقلاء العلماء، ولم يكن حمدون موصوف بالعقل وكان في شعره تكلّف وضعف، وهو في العربية والغريب الغاية التي لا بعدها». وكان مؤدبا للصبيان روى الزبيدي (¬2) في ترجمة أبي محمد المكفوف «وكان يجلس مع حمدون في مكتبه فربما استعار بعض الصبيان كتابا فيه شعر أو غريب أو (شيء) (¬3) من أخبار العرب فيقتضيه صاحبه (إياه) (¬4) فإذا ألحّ عليه أعلم بذلك أبا محمد المكفوف فيقول له اقرأه عليّ فإذا فعل ذلك قال أعده ثانية، ثم يقول ردّه على صاحبه ومتى شئت فتعال حتى أمليه عليك». ¬

(¬1) تصغير محمد، والتصغير هذا للتحبّب، وكما قال بعضهم قد يعذب اسم الشخص بالتصغير. (¬2) طبقات الزبيدي 257. (¬3) و (¬4) ما بين الحاصرتين () من نكت العميان للصفدي 184 - 185 في ترجمة أبي محمد المكفوف وقد نقل عبارات الزبيدي من غير تنبيه، وما نقله الصفدي أصوب في نظري مما هو موجود في طبقات الزبيدي المطبوعة «وإياه» الموجودة بين الحاصرتين والتي أثرناها أصحّ والموجود في الطبقات «فيقتضيه صاحبه فيه».

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) أوضاع في اللغة (¬5). 2) كتاب في النحو. المصادر والمراجع: - أنباه الرواة 1/ 332 - 333، بغية الوعاة 1/ 56، البلغة في أئمة اللغة 175، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 257، معجم المؤلفين 9/ 60، ورقات من الحضارة ... 1/ 167 - 170، وذكر أن وفاته في سنة 385 وهو بعيد جدا لأن تلميذه المكفوف توفي سنة 308 ومن المستبعد أن يعيش بعده شيخه المترجم له نحو 77 سنة، وشيخ المترجم المهري توفي سنة 256 فكم يكون بين وفاة التلميذ وشيخه؟ يكون لأكثر من قرن؟ ووجدته يتصرف في النقل من (نكت العميان) للصفدي وزاد عبارات من كيسه مع أن صنيعه يقتضي أنه نقل نص كلام الصفدي إذ ذكر الكلام بين هاتين العلامتين () والصفدي نفسه ناقل عن الزبيدي كما قدّمنا. وبمناسبة وفاته نقول إن القفطي والسيوطي ذكراها بعد المائتين. ¬

(¬5) في بعض المصادر أوضاح في اللغة، ولا ندري ما معنى أوضاح.

584 - النفزاوي (نحو 785 - نحو 850 هـ‍) (1383 - 1446 م) عبد الله بن أحمد بن قاسم بن مناد النفزاوي القيرواني الفقيه،

584 - النفزاوي (نحو 785 - نحو 850 هـ‍) (1383 - 1446 م) عبد الله بن أحمد بن قاسم بن مناد النفزاوي القيرواني الفقيه، الصوفي، الناظم. قرأ القرآن لنافع على محمد بن أبي زيد صاحب قصر المنستير، وقرأ الفقه على محمد بن مسعود، وعنه أخذ التصوف، وصحيح مسلم، وقرأ الشفا على محمد الرماح، وأبي القاسم بن ناجي، وكتاب البردعي والمورد العذب وكلاهما في الوعظ على حسن الحلفاوي، والأذكار على عبد الله بن محمد الشبيبي. وشغف بالتصوف وأهله فأخذ عن أبي زيد عبد الرحمن البنّا، وسالم المزوغي، وغيرهما وحجّ مرارا ولقيه البقاعي وقال: إنه كان شيخا حسنا يلوح عليه الخير وسلامة الفطرة غير أنه متوغل في أمور الصوفية منهمك في عشرتهم، سريع النظم مع لحنه، وربما يقع له الوعظ، وعنده فضيلة. دخل تونس، وقسنطينة وبسكرة. مؤلفاته: 1) أنوار الفكر في أسرار الذكر، قصيدة. 2) إنجاد الأنجاد في فضل الجهاد. 3) الصفوة بشرح القهوة، قصيدة. 4) قصيدة وعظية في أحوال الآخرة. المصدر: - الضوء اللامع 5/ 10 - 11.

585 - النفزاوي (من رجال القرن-8 هـ‍) (14 م) محمد بن عمر النفزاوي عاش في دولة السلطان أبي فارس عبد

585 - النفزاوي (من رجال القرن - 8 هـ‍) (14 م) محمد بن عمر النفزاوي عاش في دولة السلطان أبي فارس عبد العزيز الحفصي (796 - 837 هـ‍)، واشتهر بتأليف كتاب «الروض العاطر ونزهة الخاطر» وذكر في مقدمته أنه كتبه في بادئ الأمر بشكل مختصر سمّاه «مصباح الكون» ثم وسّعه وأضاف إليه بناء على اقتراح وزير الدولة آنذاك. ولتأليف الكتاب قصة طريفة يرويها ريتشارد بيرتون Birton Richard (مترجم الكتاب إلى الإنجليزية) فيقول إن حاكم تونس عرض على الشيخ النفزاوي منصب القضاء لما عرف من علمه بالدين والقانون والأدب والطب، ولم يرغب الشيخ في هذا المنصب، ولكي لا يرفض للحاكم أمرا فقد طلب تأجيل تولّيه مهام القضاء حتى يتمكن من الانتهاء من كتاب يعمل به، فأجيب إلى طلبه، واستطاع إنهاء كتابه وأهدى منه نسخة إلى وزير الدولة آنذاك محمد بن عوانة الزناوي، ولفت الكتاب الانتباه، ولطبيعة موضوعه أصبح من المستحيل أن يسند إلى مؤلفه منصب كمنصب القاضي. وإن كان يصعب تصديق هذه الحكاية فكتاب كهذا لا يمكن أن يضعه مؤلفه تهربا من تولّي منصب القضاء دون أن تكون لديه نيّة حقيقية واستعداد شامل لتأليف هذه «الموسوعة للسلوك الجنسي» كما وصفه آلان والتون (Walton) فمادة الكتاب وإن لم يذكر النفزاوي مراجعه إلا أنها اعتمدت على العديد من الكتابات الكلاسيكية العربية

لشعراء وكتّاب نثر ومختارات أدبية وأطباء وفلاسفة وعلماء لغة بالإضافة إلى الكتابات الدينية. وبعد انتهاء النفزاوي من كتابه زاره وزير الدولة في بيته وحينما تطرق الحديث إلى موضوع الكتاب يقول النفزاوي «احمرّ وجهي خجلا» فقال الوزير لا تخجل ما قلته في هذا الكتاب حقيقي لا يجب أن يصدم أحدا وإنك لست أول من عالج هذه المسائل ومن الضروري أن يعرف كل واحد ما جاء في هذا الكتاب وإنه من الجهل وقلّة الدراية أن يتجاهله المرء ويسخر منه لكني كنت أودّ أن يتناول الكتاب مسائل أخرى تتعلق بالموضوع حتى يأتي كتابك كاملا. واقترح عليه الوزير إضافة ملحق للكتاب يصف فيه علاجا لبعض الحالات التي ذكرها، وسردا لدوافع العمل الجنسي وكل الحقائق المتعلقة به، له أو عليه دون حذف شيء ويكون الحديث بتفصيل أكثر عن العمل والعوامل المسبّبة للعقم وعلاجها وطرق إبطال مفعول السحر والرقي التي تستخدم للحدّ من القدرات الجنسية (وقد كانت منتشرة آنذاك)، بل وطريقة زيادة هذه القدرات، ثم وصف أدوية لإزالة الروائح الكريهة تحت الإبط ومناطق الأعضاء التناسلية، وما شابه ذلك. وقد عمل الشيخ بالنصيحة، وضاعف حجم كتابه، وهذا لا ينفي أن النسّاخ أضافوا إلى الكتاب بعض ما عندهم من المعلومات عن الموضوع - كما هي العادة - خاصة وإن مادة الكتاب تلمس وترا حساسا عند معظم الناس. والكتاب مقسم إلى 21 فصلا، يتناول كل فصل موضوعا مستقلا، وتشمل مختلف الموضوعات التي تتعلق بحياة الإنسان الجنسية من عملية الجماع بأنواعها المتعددة، وطرقها الصحيحة، وما

هو ضارّ بها، والمؤثرات الخاصة لبعض الأطعمة عليها وعلى الأعضاء التناسلية والعجز الجنسي عند الرجل وأسبابه وعلاجه، والعقم عند النساء وأسبابه وعلاجه، والحمل وإمكانية معرفة نوع الجنين هل هو ذكر أم أنثى، والحقوق الجنسية لكلّ من الزوج والزوجة، وحدود حرية الرجل، والاستمتاع الجنسي، وعن مستحضرات التجميل والعطور، وما يزيل الروائح الكريهة من الجسم، ويتحدث أيضا عن الجنس الشاذ أسبابه وأنواعه من السحاق إلى اللواط إلى القوادين والنساء الشهوانيات، وعن أنواع النساء، وصفات كلّ منهنّ، وعن الجمال والجاذبية، وعن الغيرة ما لها وما عليها، وعن الطرق المختلفة لخيانة المرأة، وحيل الرجال للإيقاع بالنساء، بالإضافة إلى ذلك يسرد المؤلف حالات تاريخية، ونوادر توضّح ما يريد قوله مما يضفي على الكتاب نوعا من المرح كعادة الكتب العربية آنذاك. والكتاب ترجم إلى الفرنسية والإنجليزية، ويقول المترجم الإنجليزي بيرتون أنه قام بحذف بعض الفقرات التي بدت له أنها تصطدم مع العلوم الحديثة، وإن احتفظ ببعض المواد التي تبدو مضحكة في نظر القارئ الأوربي، ووجهة نظره في ذلك أنها تعطي فكرة عن عقلية الإنسان العربي ليس فقط في العصر الذي كتب فيه الكتاب، ولكن في العصر الحاضر أيضا، فلا يزال - على حدّ رأيه - كثير من العرب يؤمنون بالوصفات الطبية القديمة والعرافة والتنبؤ، ويحترمون الأشياء التي يلعب فيها السحر والأحجبة دورا كبيرا، ولا تنسى أن بيرتون هذا كان في أواخر القرن الماضي، كذلك احتفظ المترجم بالملح والنوادر التي تظهر أن العربي محبّ للظرافة مغرما بالتورية التي تلعب دورا كبيرا في حديثه عن الجنس، وإن انتقد بيرتون الشيخ النفزاوي أنه يضحّي أحيانا بالواقع في سبيل الخيال، ويقول إن هذه الصفات من العلامات المميزة للأدب العربي في تلك

العصور، والروض العاطر مطعّم بالحكايات الشعبية الفكاهية المتعلقة بالجنس مما يضفي على الكتاب متعة، وهي تشبه في كتب علم النفس الجنسي الحديث الحالات التي تسرد لتوضيح حالة ما، كما يقدم معرفة نادرة لدراسة المجتمعات البشرية وعلم الأجناس وعلم النفس. وهو يقدّم واقعا جنسيا وليس أدبا فاحشا، ومعرفة هذا الواقع الجنسي تعتبر أساسا صحيّا للحياة السليمة، وتأثير هذه المعرفة على الشخص العادي لا تنكر فائدته، وإن لاحت نوادر للإثارة الجنسية هنا وهناك فهي ليست مقصودة لذاتها وتختلف درجة تأثيرها من قارئ إلى آخر تبعا للمزاج وللبيئة. وإذا كانت المادة أحيانا فظّة أو منافية للذوق السليم، إلا أنها في أماكن أخرى كثيرة تكشف عن فهم حسّاس للعواطف البشرية، ووعي حقيقي لأهمية التوافق الروحي والجسمي بين الأزواج المبني على التعاطف المتبادل والمحبة والولاء، ويعتبر البعض أن الشيخ النفزاوي كان سابقا لفان دي فيلد Van de Veld عالم أمراض النساء الشهير مؤلف كتاب «الزواج المثالي» الذي صدر عام 1929، وقد ترجم الكتاب إلى العربية بل إن كتاب النفزاوي أشمل وأوسع في موضوعاته، وقد استفاد دي فيلد من كتاب النفزاوي. ومما لا شك فيه أن كثيرا من الكتّاب ممّن كتبوا مؤلفات عامة في الجنس وإرشاداته - يدينون إلى الكتب الشرقية عامة ولكتاب النفزاوي خاصة، فها هو فلك إليس يرجع إليه ويستشهد بالنفزاوي في كتابه الأساسي «دراسات في علم النفس الجنسي» Studies in the psychology of sex وكذلك كينزي (Kinesey) فعل مثل ذلك في دراسته «السلوك الجنسي عند الأنثى» Sexuel behaviour in the human female

المراجع

ونورمان هيمز (Norman Himes) الذي كان كتاب النفزاوي أحد مراجعه الأساسية في كتابه الفريد «التاريخ الطبي لمنع الحمل» (Medical history of contraception). والجدير بالملاحظة أن الروض طبع بتونس مرات في شكل رسالة صغيرة معدودة الأوراق مع العلم بأن ترجمة بيرتون الإنجليزي في جزءين فلعلّ المطبوع بتونس أبواب يسيرة من الكتاب، وهذه الطبعة لا تظهر بمظهر علمي يستحق العناية. المراجع: - الروض العاطر ونزهة الخاطر موسوعة عربية فريدة في الثقافة الجنسية للشيخ الإمام محمد بن عمر النفزاوي تقديم أحمد عمر شاهين، مجلة العربي شوّال 1402 أغسطس (آب) 1982 ص 174 - 178، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 372 - 373.

النفزي-ابن هريرة 586 - النفطي ( ... -610 هـ‍) ( ... -1214 م)

النفزي - ابن هريرة 586 - النفطي ( ... - 610 هـ‍) ( ... - 1214 م) حسن بن محمد بن عمران النفطي، أبو علي، الفقيه الصوفي الصالح، الشاعر، ويعرف بالسنّي وبسلطان الجريد، وسمّاه أهل بلده المصري لأنه كان يلبس القفطان. ولد بنفطة بالجريد، وإليها نسبته، وبها نشأ وتعلم، ومن شيوخه الصوفي أبو الفضل البسكري، وعند ما بلغ مبلغ الرجال رحل إلى بجاية للقاء الشيخ أبي مدين صحبة ستة من المشايخ منهم عبد العزيز المهدوي. أخذ عنه محمد بن عبد السلام الحدّاد الصنهاجي دفين المرسى بمقبرة الشيخ عبد العزيز المهدوي، وعبد الله السقطي، وأبو حفص عمر الجاسوس، وغيرهم، وهذان مقبوران بالزلاج، والسقطي كان من المقرّبين لأبي سعيد الباجي، وكان الباجي يثني عليه، ويصفه بالتعفّف ويخصّه بالعناية. والمترجم عمل على نشر المذهب السنّي في الجريد (لذلك عرف بالسنّي) الذي كان الغالب عليه المذهب الإباضي، ويقال إن أحدهم اغتاله لأجل ذلك فسقاه النخلي سمّا، ولما سمع بذلك صاحبه أبو يوسف الدهماني قال: لا بدّ أن آخذ بثأر أخي أبي علي النفطي، وقد قيل إن الذي سمّه هو الوزير المؤرّخ ابن نخيل وزير الأمير أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص لأن الأمراء الحفصيين كانوا يقاومون التصوف لأنه يوجّه الجماهير توجيها يخالف رغبة السلطة (يراجع جامع الزيتونة للطاهر المعموري ص 12).

مؤلفاته

ويبدو أن الشيخ الدهماني حرّض على خروج حملة عسكرية تأديبية من القيروان ضد إباضية نفطة انتقاما لمقتل المترجم، وتوفي بنفطة وقبره خارجها في رباط عليه قبّة تجري مياه النهر من تحته، وغابة النخيل تحيط به، وهو شيخ الشيخ عمر الجاسوس دفين الجلاز (ت سنة 636/ 1238). مؤلفاته: 1) ديوان للشعر فيه أشعار صوفية أوله: دعا موسى نجّيك يا عبادي 2) رسالة في الرد على أبي يعقوب الطرّي النفزاوي ذكرها التجاني في رحلته، وللحسن بن أحمد البجائي تأليف في مناقبه وكان من أتباعه. المصادر والمراجع: - الإباضية في الجريد لصالح باجية 94 - 141، الجديد في أدب الجريد 64 - 67، التشوّف إلى رجال التصوف (الرباط 1405/ 1984) 433 - 434 ترجمة موجزة جدا، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 211 - 217، رحلة التجاني 211 - 217، معالم الإيمان 3/ 220 (ط 2/) عرضا في ترجمة أبي يوسف يعقوب الدهماني، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 321، شجرة النور الزكية ص 169.

587 - نقرة ( ... -1110 هـ‍) ( ... -1689 م)

587 - نقرة ( ... - 1110 هـ‍) ( ... - 1689 م) رمضان بن محمد نقرة (بالقاف المعقودة الساكنة) البوسالمي القيرواني، أبو المواسم. كان فقيها فاضلا ورعا مدرّسا ببلده مائلا إلى الزهد والتقشف. مؤلفاته: 1) شرح على الأربعين النووية. 2) نظم في أسماء الله الحسنى. المصدر: - تكميل الصلحاء والأعيان ص 128.

588 - النهشلي ( ... -405 هـ‍) ( ... -1014 م)

588 - النهشلي ( ... - 405 هـ‍) ( ... - 1014 م) عبد الكريم بن إبراهيم النهشلي التميمي القيرواني، الأديب الشاعر الناقد، العارف باللغة وبأيام العرب وأشعارها، ولم يهج أحدا. ولد بالمحمدية (المسيلة بالجزائر) وعاش بالقيروان، وأكمل بقية حياته في المهدية. لما قدم من المحمدية تابع دراسة العلم بالقيروان في وقت كانت القيروان زاخرة بأعلام العلماء وكبار الشعراء وكان متّبعا للقديم حتى شبّه بشعراء الجاهلية. تولى الكتابة في ديوان الخراج، ثم نقل إلى الكتابة في ديوان الإنشاء على عهد المعز بن باديس. من آثاره: الممتع في علم الشعر وعمله، وفيه نظرات نقدية نقل منها جملة ابن رشيق في «العمدة»، وفيه دقة التحليل، وسداد الحكم من ناقد كبير، وتلاميذ النهشلي وجدوا عنده المادة وأسلوب الأدب التقليدي والقواعد الأساسية للشعر، والأصول الموجّهة للنقد الأدبي، وابن رشيق وصل إلى القيروان في سنة 406/ 1015 - 16، ولا يبدو أنه كان تلميذا مباشرا للنهشلي المتوفى قبل ذلك بسنة، ولم يعرفه بالمسيلة. وكتاب الممتع وصلنا منه منتخب يظن أنه لابن منظور صاحب «لسان العرب»، وقد حقّقه د/المنجي الكعبي (الدار العربية للكتاب 1398/ 1978).

المراجع

المراجع: - مجمل تاريخ الأدب التونسي 111/ 114، النهشلي القيرواني تأليف د/المنجي الكعبي (الدار العربية للكتاب 1398/ 1978)، ظهر الإسلام (القاهرة 1946) 304 - 306، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 778، الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 52 - 54.

589 - النوري (1053 - 1118 هـ‍) (1644 - 1706 م)

589 - النوري (1053 - 1118 هـ‍) (1644 - 1706 م) علي بن سالم بن محمد بن سالم بن أحمد بن سعيد النوري (كما وجدته بخط يده لا علي بن محمد بن سالم أو سليم كما في بعض المصادر والمراجع) أبو الحسن، أبو محمد، المقرئ الفقيه، الفلكي الصوفي، وكان يعرف بشطورو والنوري وهذا اللقب استمر معه عند مجاورته بالأزهر، ثم اقتصر على النوري خفّة وتفاؤلا. ولد بصفاقس، وقد أشار إلى تاريخ ميلاده وتاريخ حجّه في كتابه «الهدى والتبيين» حيث قال: «ولما منّ الله عليّ بالوصول إلى تلك الأماكن المشرفة سنة ست وسبعين وألف، وأردت شرب ماء زمزم فلم أجد حاجة أهم عندي إذ ذاك من الموت على الإيمان، فطلبته من الله، وشربته لذلك وعمري إذ ذاك ثلاث وعشرون سنة، ولو أردت شربه الآن لشربته لأكون عند الله من المحبوبين حبّا لا قطيعة بعده». أخذ بصفاقس عن الشيخ أبي الحسن الكراي الوفائي نسبا وطريقة الأزهري تحصيلا، وعن غيره ممّن لم نهتد لمعرفته، ورحل إلى تونس وهو ابن أربع عشرة سنة، وقرأ على أجلّة مشايخ عصره بجامع الزيتونة، وحصل على كثير من العلوم، ومن مشايخه بتونس الشيخ عاشور القسنطيني، والشيخ سليمان الأندلسي، والشيخ محمد القروي، وأثنى عليهم في «فهرسته» وفي مدة إقامته بتونس سكن المدرستين الشماعية والمنتصرية. وكان والده فقيرا ولذا فإنه لم يوافقه على السفر إلى تونس لطلب

العلم، إلا أن قوة عزيمته لم تحل دون طموحه ومبتغاه، وقاسى في سبيل ذلك شظف العيش، وتجمّل بالصبر إلى أن سخّر الله له بعض أهل الخير فتكفّل بقوته مدة طلبه العلم بتونس. ولما استكمل تحصيله بتونس أرسله بعض أهل الخير والصلاح إلى مصر لطلب العلم بالأزهر، وفي القرن الحادي عشر والثاني عشر توافد الطلاب التونسيون على الأزهر ولا سيما من الجنوب التونسي وبالخصوص صفاقس وجربة، والطلبة الصفاقسيون يشعرون بأنهم أقلّ غربة في القاهرة لوجود جالية تجارية من أبناء بلدتهم مستقرة بالقاهرة، وأحيانا بعض الأساتذة. وفي الأزهر لازم جماعة من الأعلام وهم المشايخ: محمد بن عبد الله الخرشي البحيري، قرأ عليه الفقه والأربعين النووية وقطعة من الجامع الصغير للسيوطي، وأجازه إجازة مطلقة، كما قرأ على الشيخ إبراهيم الشبرخيتي، وأجازه إجازة مطلقة في رواية الحديث والفقه، ثم أجازه بأسانيده في رواية مختصر خليل، والصحيحين، والموطأ رواية يحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي، وعيون الأثر في فنون المغازي والسير لابن سيد الناس، والشفا للقاضي عياض، والأربعين النووية، والتذكرة للقرطبي، وتفسير البيضاوي وتفاسير الزمخشري والواحدي وفخر الدين الرازي، والبغوي، وابن عطية، وأبي حيّان الأندلسي. وقرأ على الشيخ شرف الدين يحيى أبي المواهب وأبي هادي بن زين العابدين حفيد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري قطعة من صحيح البخاري، وقطعة من صحيح مسلم، وموطأ الإمام مالك، وأول سنن الترمذي، والأحاديث العشاريات للحافظ ابن حجر، وأول كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، وكتاب

الأخلاق المتبولية لعبد الوهاب الشعراني، وأول كتاب الدرّ المنضود في الصلاة على صاحب المقام المحمود لابن حجر الهرتمي، وأجازه بأسانيده في رواية هذه الكتب، وأجازه إجازة مطلقة بغيرها، وقد طلب منه تلقينه كلمة النجاة وهي لا إله إلاّ الله، وطلب منه إلباسه خرقة التصوف، فألبسه قطعة من الجوخ، وقرأ عليه الكتب المذكورة في أوقات متعددة آخرها عصر يوم السبت في 15 ربيع الثاني سنة 1073، وضمّن هذه الإجازة في رسالة سمّاها «الشرف الظاهر الجليّ في إجازة سيدي علي المغربي المالكي» كتبها في ربيع الأول سنة 1078، وهي بخط المجيز شرف الدين المذكور، والخط مشرقي نسخي من أردأ ما رأيت من الخطوط، وهي في 9 ورقات من الحجم الصغير نبّه فيها على أمور غريبة (ينظر فهرس الفهارس 2/ 1094 من ط 2/) قال عنها المترجم: وهي كتابة طويلة عجيبة، وسمع من شيخه أحمد بن أحمد بن محمد العجمي أول حديث من «الشمائل» بقراءة صاحبه علي الفرغلي، وأجازهما برواية الكتاب، كما سمع منه «ثلاثيات البخاري» بقراءة رفيقه الشيخ علي بن إبراهيم الفرغلي المصري، وأجازهما بروايتها، كما أجازهما إجازة عامة وتاريخها في أواسط ربيع الأول سنة 1078، كما روى عن شيخه العجمي المذكور كتاب «عمدة الأحكام» لعبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي، وأجازه الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البوذري (ولعلّه من قرية بوذر بالساحل التونسي) في رواق المغاربة برواية شرح جمع الجوامع وبغيره من الكتب سنة 1078. وقرأ على الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عيسى المأموني الشافعي الأحاديث العشارية للحافظ السيوطي، كما أجازه برواية الحديث المسلسل بالأولية كما أجازه بذلك شيوخه، وتاريخ الإجازة في الرابع من ربيع الثاني سنة 1078، وفي طالعتها نوّه بالشيخ علي النوري وأثنى عليه.

ومن مشايخه بالأزهر الشيخ يحيى بن محمد الشاوي الملياني الجزائري، ولعلّه قرأ عليه النحو والتوحيد إذ اشتهر بإقرائهما في الأزهر، وكان واسع الاطّلاع على كثير من العلوم قوي الحجة حاضر البديهة، ولمغربيته كانت مجالس درسه غاصّة بالمغاربة وكان مدوّنه مصريا. ومن شيوخه بالأزهر الشيخ علي الشيراملّسي، أخذ عنه القراءات كما يستفاد من «غيث النفع» ولعلّه قرأ عليه «المواهب اللدنية» للقسطلاني في السيرة النبوية إذ للشيخ حاشية عليها اشتهرت في عصره. ومن شيوخه محمد بن محمد الأفراني المغربي السوسي، ولعلّه أخذ عنه القراءات إذ هي اختصاصه، وبها اشتهر في مصر، وعلي الخياط المغربي الرشيدي، وعبد السلام اللقاني، وجلال الدين الصديقي، وأحمد البشبيشي، وأحمد العناني الكناني وغيرهم. ومن أجلّ شيوخه الشيخ محمد بن محمد بن ناصر الدرعي المغربي لقيه بالأزهر، وأخذ عنه طريق القوم، ولقّنه ورد الذكر، وتوقف في إجازته أولا ثم أجازه لرؤيا رآها المستجيز، وأثنى عليه، وكان قدوة للشيخ علي النوري في مسلكه الصوفي، يحتجّ بمواقفه في مقاومة بدع التصوف، ويثني عليه، وربما كان من أتباع الطريقة الناصرية. والشيخ علي النوري حريص على استجازة المشاهير حتى بعد علو سنّه، وكان مرور الركب المغربي في موسم الحج فرصة لتحقيق هذه الرغبة وإذا لم تتم في البلاد التونسية فإنها تتمّ في ليبيا بواسطة أحد أصدقائه من أهلها، فقد استجاز له الشمس محمد بن أحمد المكني الطرابلسي أبا علي اليوسي لما مرّ بطرابلس يريد الحج عام

1101 فأجازه نظما ببيت يخصّ المترجم: كذا الماجد النحرير عين صفاقس … أبو الحسن النوري ذو المجد والفخر وهو يثني على الشيخ البوسي، ويعبّر عنه بشيخنا وصاحبنا. ويبدو أن المترجم رجع إلى بلده صفاقس في أواخر سنة 1078/ 1668، وله من العمر 25 سنة بعد أخذ الإجازات من شيوخه، والحصول عليها مؤذنا بانتهاء الدراسة، والتصدّي للتدريس والإفادة، ولا نعلم تاريخ سفره إلى مصر للالتحاق بالأزهر على وجه التحديد وربما كان في غضون سنة 1073/ 1663 أو قريبا منها لأن مدة المجاورة بالأزهر لمن استكمل تحصيله بتونس هي في الغالب خمس سنوات، قال المترجم في «فهرسته» عند الكلام عن شيخه يحيى الشاوي «ولما كتب لي الإجازة قال مؤرخه بمجموع الاسم واللقب، فعدّدت حروف يحيى الشاوي فوجدتها 78 وألف وذلك هو التاريخ» (ينظر فهرس الفهارس والأثبات 2/ 1133 من ط 2/) وإذا ثبت هذا فإنه يكون قد لبث في تونس سبع سنوات لطلب العلم. ولما رجع المترجم إلى بلده اتخذ من دار سكناه الكائنة بحومة اللولب زاوية لقراءة القرآن وقراءة العلم، وهذه الزاوية أو المدرسة كانت على غرار المدارس المحدثة في ذلك العصر فيها بيت للصلاة تلقى فيه الدروس العلمية، وبيوت لسكنى الطلبة الوافدين من الضواحي أو من البلدان الأخرى، وكان يبرّ الطلبة المقيمين بالزاوية بالطعام، ويكسوهم، ولذلك توافد عليها الطلبة من جهات عديدة من البلاد التونسية وحتى من ليبيا كالشيخ عبد السلام بن عثمان التاجوري من ذريّة الشيخ عبد السلام الأسمر وشيخ الطريقة السلامية بليبيا، زيادة عمّا اشتهر به مؤسس هذه المدرسة من رسوخ قدم في العلم، ونصح في التعليم، ومداومة على إلقاء الدروس التي تستغرق كثيرا من وقته،

واشتهار بحسن السلوك باتّباع السنّة في جليل الأمور ودقيقها ومجافاة للبدعة من أين كان مأتاها ولو من الصوفية الذين كانوا محلّ قدوة من الجميع. ويبدو أن المترجم اشتغل بالتجارة في مصر إذ في القاهرة تقيم جالية صفاقسية تشتغل بالتجارة، وبذلك وفّر نصيبا من المال يسّر له القيام بشئون طلبة الزاوية، ويرجّح هذا أنه كان فقيرا، ولو بقي على حالته لما استطاع أن يبرّ الطلبة، وامر اشتغاله بالتجارة مدة مجاورته بالأزهر لم يذكره المترجمون له لكن برّه للطلبة بالطعام والكسوة يؤيد ذلك وإلا فمن أين أتاه المال؟ وفي أوقات فراغه يشتغل في داره بالحياكة، وهي صناعة شريفة رابحة في ذلك التاريخ، وليست هي عندهم كما قال بعضهم: «فلا حنّ حجام ولا حاك فاضل». وإذا كان حلوله كالغيث في البلد الماحل الجديب أروى العقول من ظمأ الجهل، وأيّد السنّة، وقاوم البدعة، وأحسن إلى الضعفاء والمكروبين، كما عمل على نشر التصوف الخالي من بدع السماع والرقص بين تلامذته وغيرهم مقتديا في مسلكه وربما في طريقته بشيخه محمد بن محمد بن ناصر الدرعي، وهو يلقن تلاميذه بعض الأوراد والأذكار، ويدربهم على ممارسة طقوس التصوّف الخالية من البدع، وهذا لا غرابة فيه بالنسبة لمقاييس ذلك العصر، وفيه شاع بين الطلبة الانتساب إلى طريقة من الطرق الصوفية، ومعروف أن الطرق الصوفية تهتم قبل كل شيء بالتربية العلمية والروحية، ومن ثمّ كان التدريب العملي على العبادة والذكر والأخلاق الدينية أحد المعالم الكبرى للتربية القائمة في ذلك العهد (الدكتور إبراهيم اللبان، التربية الإسلامية التي يحتاج إليها العالم الإسلامي في الوقت الحاضر، مط/

الأزهر شوال 1392 نوفمبر 1972 ص 9) ومدة الدراسة بالمدرسة النورية خمس سنوات بين ابتدائي وثانوي، ثم يتأهّل الطالب للالتحاق بالزيتونة أو الأزهر. ولما رجع المترجم إلى بلده وجد الناس يشتكون من عدوان فرسان مالطة (فرسان القديس يوحنا) على صفاقس، ينهبون السفن الراسية بمرساها، ويخطفون الغافلين الآمنين، ولا يخفى أن أعمال القرصنة هذه تخلّ بالأمن وتشلّ حركة التجارة بين بلدان البحر الأبيض المتوسط مثل الإسكندرية التي كانت السفن التجارية لا تنقطع عن الذهاب إليها والإياب منها في أوقات الأمن والاستقرار، وصفاقس بلد تجاري يؤثر على حياته الاقتصادية الحدّ من نشاط الحياة التجارية، زيادة عن كون ردّ عادية الكفّار عن إيذاء المسلمين يعتبر جهادا في سبيل الله، ولذا فكر المترجم في إنشاء سفن لهذا الغرض، فتشاور مع أهل الفضل في إنشاء سفن للجهاد فوافقه أكثر الناس على ذلك، فأنشئوا سفنا جعل الله فيها بركة وانقطع جور الكفرة، وغنم المسلمون منه خيرا كثيرا، وجعل مقدما على السفن يأتمرون بأمره ويصلي بهم إماما الشيخ الصالح ابن أخته الحاج الأبرّ أبو عبد الله محمد قوبعة معلم أطفال المسلمين وكان مقدّما على ضريح منصور الغلام (نزهة الأنظار 2/ 164). ولعلّ المترجم لبث مدة يفكر في اتخاذ الوسيلة الناجعة لردّ غارات فرسان مالطة على شواطئ صفاقس فإنه كان يسمع متألما ما يرتكبونه من عبث وفساد، وكان يفتي المتحمسين من الشبّان للدفاع عن حمى مدينتهم بمخالفة أمر والديهم إذا حاولوا منعهم من التطوع للجهاد، وقد حكى في كتابه «الهدى والتبيين فيما فعله فرض عين على المكلفين» عدوان القراصنة وفتواه التي أشرنا إليها وفي خاتمة هذه

الفتوى أن الجهاد فرض عين والوالدان يعصيان في القيام بفرض العين لأن تركه معصية، ولا يطاعان في معصية. وإذا علمنا أنه ألّف كتابه «الهدى والتبيين» وهو على أعتاب الشيخوخة فإن حركة إنشاء السفن تكون حوالى سنة 1113/ 1703 أي قبل موته بخمس سنوات. ومن مآثر المترجم اكتشافه لدواء الكلب قبل باستور بأكثر من قرن، وقد أنقذ بهذا الدواء الكثيرين من الموت بداء الكلب، وقد احتفظ أحفاده بتركيبه، ويسلمونه مجانا لطالبه إلى أن جاء الاستقلال فأبطل استعماله وحجر عليهم صنعه. ولعلّ المترجم استنبطه من تذكرة الشيخ داود الأنطاكي ومن غيرها إذ مكتبته تحتوي على جانب مهم من كتب الطب، ولا ندري هل أخذ الطب عن شيخ أو اكتفى فيه بالمطالعة. وهذا الدواء يتركّب من النشادر والذراريح، ولهم حمية مخصوصة عند استعماله، ولما كان الدواء يتركب من مواد حادّة فإنه يحدث تمزقا يسيرا في مجرى البول إذ تخرج مع البول قشرة يسيرة منسلخة من المجرى تضطرب وتتحرك، وهي علامة على النجاة من الداء. وقد لحقت المترجم محنة قبل انقراض الدولة المرادية، وسببها أن بعض الوشاة الحاقدين وشى به إلى السلطة بأنه يتآمر على قلبها نظرا إلى مكانته ونفوذه في بلده لا سيما وتاريخ المغرب العربي حافل بهذا الصنف من معلمي الصبيان الذين أقلقوا الدول بثوراتهم، وصادفت هذه الوشاية أذنا صاغية من السلطة فنكلت بأتباعه ونجا هو بالفرار متنكرا، فقد أرسل السلطان جماعة من رجاله لأخذ الشيخ وأتباعه وذهب أموالهم فأرسل بعض أهل الفضل كتابا إلى الشيخ

يحذره قبل وصول رجال السلطة فلبس إحرام امرأة ونعلها وخرج مع نسوان الشيخ أبي عبد الله السيالة مستخفيا مهاجرا بدينه فذهب في خفاء مع خديمه ابن الأكحل إلى أن وصل لزاوية الشيخ أبي حجبة بين تونس وزغوان، ولما دخل رجال السلطان نهبوا أتباعه وسجنوهم، وسلّم الله الشيخ فأقام زمانا مشتغلا بالعلم، فلما ظهر خبره اعتقده أهل الخبر، وعرّفوا السلطان أنه من الصالحين، ولم يكن قصده في بلده إلا الذبّ على المسلمين بالعلم والجهاد على سنّة المصطفى - صلّى الله عليه وسلم -، فلما تحقّق السلطان الأمر علم أن الساعي كان حاسدا، وعفا عن الشيخ بالرجوع لوطنه، وإظهار السنّة، وقمع البدعة، وإن عارضه معارض كاتب السلطان بذلك (نزهة الأنظار 2/ 164 - 165). ومما يلفت النظر أن التنكيل بأتباعه ومحاولة القبض عليه لولا فراره متنكرا كل ذلك قد تم بمجرد وشاية الاتهام بمحاولة قلب نظام الحكم بدون تثبّت أو تحقيق من صحة التهمة، مما يدل على انعدام أبسط أسس العدالة، وعدم رعاية أوليات حقوق الإنسان في ذلك العصر الكثيف الظلمات، هذا زيادة عن كون المترجم بعيدا عن خوض غمار السياسة وحبك المؤامرات ضد السلطة القائمة بحكم تكوينه العلمي، ولشدة اتّباعه للسنّة إذ المعروف عند أهل السنّة أنهم لا يرون الثورة على الحكام لظلمهم، وعندهم أن السلطان الجائر خير من فتنة الثورة، ومن أمثالهم «سلطان غشوم خير من فتنة تدوم». وبعد حياة حافلة بجليل الأعمال ونافعها توفي المترجم يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة 1118، 25 جوان 1706، وسنة تاريخ الوفاة ذكرها حسين خوجة في «ذيل بشائر أهل الإيمان» وغيره وهو التاريخ المنقوش على قبره، وما ذكره الشيخ مقديش في «نزهة الأنظار» أنه توفي سنة سبع عشرة ومائة وألف غير صحيح.

مؤلفاته

مكتبته: كوّن المترجم مكتبة نفيسة لما انبسطت له الدنيا، وصارت له أملاك، وأصبح معتنيا بالتجارة بواسطة شركائه، وقد أعانته مكتبته على توسيع دائرة اطّلاعه وعلى تأليف مؤلفاته، وقد نفلت هذه المكتبة في صائفة 1969 إلى المكتبة الوطنية بتونس. قال الوزير السراج في كتابه «الحلل السندسية» (ج 3) «وجمع كتبا عديدة ما أعلم أحدا اليوم جمع ما جمع هو حيث أطلق يد شركائه في بر المشرق مهما رأوا كتابا بلغت الكرّاسة منه أربعة نواصر يأخذونه ولو كان مكررا فيمسك الطيب من المكررين». مؤلفاته: ألّف في القراءات والفقه والتوحيد والفلك، وسأذكرها مرتبة حسب موضوعاتها جاعلا رقما مسلسلا لجميعها: أ - القراءات: 1) تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين عمّا يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم للكتاب المبين، وهو كتاب في التجويد، توجد منه مسودّة بخطّه في أربعين ورقة من القطع الربعي، نشر بتحقيق الشيخ الأستاذ محمد الشاذلي النيفر (تونس 1974). 2) غيث النفع في القراءات السبع، ألّفه بعد كتابه تنبيه الغافلين، وفي مقدمته بين موضوع الكتاب ومادته ومنهجه، وقد طبع لأول مرة بمصر بهامش سراج القارئ المبتدئ لابن القاصع (ينظر معجم المطبوعات ليوسف اليان سركيس 2/ 1873، ثم طبع بعد ذلك. ب - الفقه: 1) مقدمة في الفقه والتوحيد، شرحها الشيخ أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي (بالراء المهملة) المالكي المصري، وهذا الشرح يوجد

ج‍-الأدعية

بالمكتبة الأزهرية، وشرحها هو شرحا لم يستكمله، وسمي هذا الشرح الهدى والتبيين فيما فعله فرض عين على المكلفين، منه قطعة كبيرة غير متتابعة الأوراق، وهي بحالة غير جيدة لتشبّع أوراقها بالرطوبة، وبيّن في خطبة الشرح إقبال الناس على الاستفادة من الأصل، واقتراح بعضهم عليه شرحه، وتأليفه لهذا الشرح زمن المشيب، والمنهج الذي اختاره في الشرح. 2) مناسك شرحها الشيخ محمد بن يوسف الكافي، وسمى شرحه «هبة الناسك على تأليف الشيخ علي النوري في المناسك» (مط/ الأمة بمصر 1330/ 1918) في 192 ص من القطع المتوسط عدا التصويبات والفهرس. 3) رسالة في تحريم الدخان توجد بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الخلدونية. 4) رسالة في حكم السماع ووجوب كتابة المصحف بالرسم العثماني، كتبها إجابة لملتمس تلميذه الشيخ عبد السلام بن عثمان التاجوري شيخ الطريقة السلامية بطرابلس الذي بعث له بتأليفين في الموضوع، وطلب منه إبداء رأيه فيهما هو وشيخه الشيخ علي الفرجاني القابسي التونسي، ويتبيّن منها أنه لا يقول بالبدع المصاحبة للسماع (الحضرة) من ضرب للبندير (الدف) والرقص، وفرغ من كتابتها في أوائل محرم سنة 1117 وهي آخر مؤلفاته على ما يبدو. ج‍ - الأدعية: 1) أدعية ختم القرآن (صفاقس 1984). 2) معين السائلين من فضل ربّ العالمين، وهو في الأدعية المأثورة، وآداب الدعاء وأركانه وشروطه تضمن أدعية نبويّة من طرق

د-التوحيد

صحيحة مجرّبة النفع، أوّله «الحمد لله الذي أمرنا بالدعاء ووعدنا بمحض فضله بالإجابة» منه نسخة بالمكتبة الوطنية، ونسخة أخرى ضمن مجموع رقم 7866. د - التوحيد: 1) عقيدة اختصرها من العقيدة الصغرى للشيخ السنوسي، وهذّبها قال عنها مرة في مجلس درسه «وهذه العقيدة أفيد من عقيدة الشيخ السنوسي من حيث إني كلما ذكرت عقيدة أتبعها بدليلها، وأما الصغرى فإن الشيخ السنوسي ساق عقائده مجرّدة، وبعد استيفائها أتبعها بالأدلة على طريق اللفّ والنشر المرتب» (ينظر نزهة الأنظار 2/ 169 أثناء ترجمة الشيخ رمضان بو عصيدة أحد تلامذة المترجم). وقد شرحها في حياته الشيخ علي بن أحمد الحريشي الفاسي، نزيل المدينة المنورة (ت 1143/ 1730)، وشرحه يسمى «المواهب الربانيّة على العقيدة النورية»، وأثنى في مقدمة الشرح على المؤلف، وأنه علم بها من بعض الطلبة حين مروره بصفاقس في طريقه إلى الحج، وطلب منه شرحها، فأجاب طلبه، رأيت من هذا الشرح نسخة بهوامشها تصحيحات يسيرة بخط الشيخ علي النوري، ومنه نسخة بالخزانة العامة بالرباط رقم 2140 ضمن مجموع، كما شرحها في حياة المؤلف الشيخ علي الشريف الزواوي، ولا ذكر لهذا الشرح إلا في شرح الشيخ أحمد الفيّومي الغرقاوي الآتي الحديث عنه. وشرحها في حياة المؤلف بعد زمان من الشرحين السابقي الذكر الشيخ أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن الفيّومي الغرقاوي المصري المالكي (ت 1101) بشرح سمّاه «الخلع البهيّة على العقيدة النورية» (وفي إيضاح المكنون 1/ 128 الخلع البهيّة على

هـ‍-الفلك

القصيدة النورية، وقوله القصيدة تحريف). كما شرحها في حياة المؤلف تلميذه الشيخ علي المقدم الملقب بالمؤخر التميمي الصفاقسي بشرح سمّاه «مبلغ الطالب إلى علم المطالب» ولخّص فيه شرح الحريشي الفاسي والغرقاوي، ورمز بحرف ح للحريشي وبحرف ق للغرقاوي، وألّف شرحه استجابة لطلب البعض. وآخر من شرحها هو الشيخ أحمد العصفوري التونسي، وسمى شرحه «الفوائد العصفورية على العقائد النورية». هـ‍ - الفلك: 1) المنقذ من الوحلة في معرفة السنين وما فيها والأوقات والقبلة (تونس 1331 هـ‍) في 78 ص من القطع الصغير، ألّفه استجابة لرغبة أحدهم، والكتاب يشتمل على سبعة أبواب. و- الفهارس والإجازات: 1) فهرسة حافلة ذكر فيها رواياته عن شيوخه المغاربة والمشارقة، وما أجازوه به، والفهارس المغربية والمشرقية التي اتصل سنده بها، وقال فيها: «ولا تجد كتابا للمتقدمين ولا للمتأخرين في جميع العلوم إلا ولنا به اتصال سند يوصلنا إلى مؤلفه» (شجرة النور الزكية 1/ 457) «تمهيد لخلاصة الأسانيد الطبقة الثالثة والعشرون». وهذه الفهرسة بناها على إجازته لتلميذه أحمد العجمي المكني، وأجازه إجازة عامة، وأثنى عليه كثيرا، ووصفه بالعلم والصلاح والتقوى والدين المتين، وذكر في هاته الإجازة مشايخه والكتب التي قرأها عليهم والإجازات التي حصلت منهم كما أنه ذكر الكتب التي ختمها عليه تلميذه المجاز المذكور (شجرة النور

المصادر والمراجع

الزكية 1/ 322)، وهذه الفهرسة في حكم المفقودة الآن. المصادر والمراجع: - الأعلام (ط 5/) 5/ 14 نقلا عن ذيل بشائر أهل الإيمان ويبدو أنه اعتبر «النوري» غير لقب عائلي إذ جاء فيه «علي النوري بن محمد أبو الحسن»، برنامج المكتبة العبدلية (تونس 1326، 27، 28) 1/ 155، 169، 3/ 80، 171، 245، 4/ 387، حاشية الشيخ علي ذويب على شرح الألفية للأشموني (قطعة منها مخطوطة بالمكتبة الوطنية بتونس وأصلها من المكتبة النورية)، الحلل السندسية في الأخبار التونسية لمحمد بن محمد الوزير السراج الأندلسي التونسي 3/ 122، 125، (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985)، ذيل بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان لحسين خوجة تحقيق وتقديم الطاهر المعموري (تونس 1395/ 1975) ص 127 - 128، شجرة النور الزكية 321 - 322 - 457، فهرسة الشيخ علي بن خليفة المساكني محققة ومرقونة ومهيأة للطبع، فهرس الفهارس والأثبات لعبد الحيّ الكناني 2/ 85 - 86، فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية علوم القرآن وضعه د/عزّة حسن (دمشق 1381/ 1962) ص 110، معجم المطبوعات ليوسف إليان سركيس (مصر 1349/ 1931) 2/ 1873، معجم المؤلفين 7/ 201، نزهة الأنظار لمحمود بن سعيد مقديش (طبعة حجرية تونس 1321) 2/ 163 - 167، محمد محفوظ على النوري حياته آثاره (ضمن تطور علوم البحار ودورها في النمو الحضاري، دراسات للعلوم الصحيحة بصفاقس ملتقى علي النوري، وزارة الشئون الثقافية تونس نوفمبر 1976) ص 138 - 175 وهي آخر دراسة في النشرية المذكورة.

590 - النيال ( ... -1388 هـ‍) ( ... -1968 م)

590 - النّيّال ( ... - 1388 هـ‍) ( ... - 1968 م) محمد البهلي النيّال، الكاتب الباحث. ولد بتونس، وبها نشأ، وتلقى تعلمه الابتدائي، وتابع تعلمه الثانوي بجامع الزيتونة والمدرسة الخلدونية، وبعد إتمام تعلمه التحق بجمعية الأوقاف، ولما وقعت تصفية الأحباس في عهد الاستقلال وانحلّت جمعية الأوقاف وقع إلحاقه بوزارة الشئون الثقافية. في عهد شبابه كتب في صحف الحزب الدستوري القديم، واشتهر في كتاباته بدقة استعمال التراكيب والمفردات، وطرافة التفكير، وجمال العرض، ونشرت له المجلات كثيرا من الدراسات. من آثاره: 1) الحقيقة التاريخية في التصوّف الإسلامي (تونس 1384/ 1965). 2) المكتبة الأثرية بالقيروان عرض دليل (تونس 1963).

591 - النيفر (1236 - 1290 هـ‍) (1820 - 1873 م) صالح بن أحمد بن قاسم بن محمد بن أبي النور النيفر،

591 - النيفر (1236 - 1290 هـ‍) (1820 - 1873 م) صالح بن أحمد بن قاسم بن محمد بن أبي النور النيفر، الفقيه، الأصولي. ولد بتونس، ودخل جامع الزيتونة بعد أن قرأ في الكتاب، وأخذ عن المشايخ: إبراهيم الرياحي، وعن شقيقه محمد، ومحمد البنّا، ومحمد بن سلامة، ومحمد الخضار، ومحمد بن ملوكة، ومن جملة ما قرأ عليه رسالته المنطقية، وعن غيرهم. تولى التدريس بجامع الزيتونة، فأخذ عنه جماعة، منهم محمد بن عثمان السنوسي، ومحمد البشير التواتي، وغيرهما، وتولى الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة، وكان يبيت بالجامع للقيام بصلاة الصبح وصلاة العشاء في زمن الصيف، ثم تولى القضاء، ثم رئاسة الفتوى، وتولى قبل ذلك كاهية لرئيس مجلس الجنايات مع خطة الحسبة والنظر في بيت المال في شعبان 1284/ 1868 بعد وفاة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور. توفي في أواخر ذي القعدة. مؤلفاته: 1) ختم في الحديث ط/بالمط/الرسمية بتونس، وقد كتب أختاما كثيرة على أبواب من صحيح البخاري. 2) شرح الموطأ، تركه مسودّة، كتب في ذلك كتابة جليلة تضمنت المقدار الذي درسه من ذلك بجامع الزيتونة.

المراجع

المراجع: - تاريخ معالم التوحيد 33 - 34، شجرة النور الزكية 393 - 394، مسامرات الظريف 263 - 275، مقدمة عنوان الأريب لمحمد (بالفتح) بن الخوجة، ج كيمنار منشورات المطبعة الرسمية التونسية (بالفرنسية) مجلة أبلا 1962، ع 98 ص 151 رقم 6.

592 - النيفر ( ... -1332 هـ‍) ( ... -1913 م) علي بن الشيخ صالح بن أحمد النيفر،

592 - النيفر ( ... - 1332 هـ‍) ( ... - 1913 م) علي بن الشيخ صالح بن أحمد النيفر، الفقيه، من علماء جامع الزيتونة، تقلّب في خطط إدارية وقلمية. من آثاره: الدرّ المنظوم في كيفية كتب الرسوم، جمع فيه أساليب من كتب الرسوم والحجج مع بيان الأحكام في طوالع الأبواب، وهو تأليف يحتوي على نماذج كيفية كتب العقود بالشهادة العادلة ط/بالمط الرسمية بتونس سنة 1298/ 1880 - 81، فرغ من طبعه في منتصف صفر /1298 جانفي 1881، 190 ص من القطع الصغير مع 10 ص فهرس، لم يذكره بروكلمان ولا سركيس. المراجع: برنامج المكتبة الصادقية 4/ 298، ج كيمار منشورات المطبعة الرسمية التونسية (بالفرنسية)، مجلة أبلا 1962 ع 98 ص 167 - 168 رقم 69.

593 - النيفر (1306 - 1394 هـ‍) (1887 - 1974 م) محمد البشير ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن أحمد النيفر،

593 - النيفر (1306 - 1394 هـ‍) (1887 - 1974 م) محمد البشير ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن أحمد النيفر، الفقيه، المشارك في علوم، والعارف بالمخطوطات. دخل الكتاب سنة 1311/ 1892 فاستظهر القرآن، وتلقى مبادئ العربية، وحفظ شيئا من المتون، وكان تمام دراسته الابتدائية في سنة 1317/ 1898، ثم انخرط في سلك التعليم الزيتوني في شعبان من سنة 1317 بصفة غير رسمية، وانخرط بصفة رسمية في سنة 1318/ 1899. ومن شيوخه والده، وجده للأم محمد الطيب النيفر، وخاله محمد بن محمد الطيب النيفر صاحب «عنوان الأريب»، ومحمد النخلي، ومحمد الشاذلي بن القاضي، ومحمد الشاذلي بن مراد، ومحمد جعيط، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد النجار. وأحرز على شهادة التطويع في سنة 1330/ 1912، ونجح في مناظرة التدريس من الرتبة الثانية سنة 1330، وكان التدريس فيه رتبتان الأولى والثانية حسبما جاء به نظام التدريس في عهد المشير الأول أحمد باشا باي، ونجح في مناظرة التدريس من الرتبة الأولى سنة 1332/ 1914، ولما أحدثت رتبة أستاذ بالزيتونة، وكانت ثماني خطط اختير لها ثمانية من الأساتذة من بينهم المترجم له وذلك سنة 1353/ 1934، سمي مدرّسا بمدرسة ترشيح المعلمين سنة 1339/ 1921، وباشر بها التدريس ثماني سنوات وبضعة أشهر، ودرس بالمدرسة الصادقية في سنة 1347/ 1928.

سمي عضوا في لجنة تنظيم كتب جامع الزيتونة بالمكتبة الأحمدية والصادقية (العبدلية) سنة 1332/ 1914 وقد أنتجت هذه اللجنة الفهرس (البرنامج) الذي طبع منه 4 أجزاء، وبقيت المحررات التي لم تطبع أضعاف ما طبع مصدرا ثريّا للباحثين. وباشر القضاء المختلط العقاري في سنة 1348/ 1929 بصفة عضو نائب ثم عضو به. وفي سنة 1359/ 1940 سمي مفتيا بصفة تكليف عن الشيخ محمد العزيز جعيط الذي سمي شيخا لجامع الزيونة، وتولى القضاء المالكي سنة 1362/ 1942 مدة تزيد على ثلاث سنوات إلى أن استقال منها سنة 1365/ 1945، ثم عاد إلى الإفتاء والتدريس بجامع الزيتونة. واستقال من الإفتاء حين وقع توحيد القضاء سنة 1376/ 1956. باشر الإمامة والخطابة ما يقرب من نصف قرن فقد ابتدأها بجامع أبي محمد يحيى الحلفاوين أولا نيابة عن والده، ثم تنازل له والده عن الخطابة بالجامع المذكور وذلك سنة 1340/ 1922، وانتقل إلى الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة سنة 1376/ 1957 إلى أن تخلى عنها سنة 1380/ 1960. سافر إلى الحجاز ست مرات بقصد الحج والاعتمار، وضم إلى ذلك الوقوف على الكتب المخطوطة النادرة، والاستفادة منها، فقد كان يتردد على مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، وكان مشهورا بقوة الذاكرة والخبرة الجيدة بالكتب المخطوطة. حضرت دروسه في التفسير التي كان يلقيها في الصباح الباكر على طلبة التعليم العالي لمدة ثلاث سنوات، وكان يعتمد كثيرا على حاشية الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي على تفسير البيضاوي بحيث يقضي الوقت الطويل في إعراب كلمة واحدة، وإذا كان الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي متأثرا بأسلوب أهل عصره في

المناقشات اللفظية وإضاعة الوقت فيما لا يجدي، فإن أسلوب العصر يقتضي الاقتصاد في مثل هذه المباحث بتقرير الإعراب الذي يساعد على فهم المعنى، وعدم الإكثار من المجادلات الجوفاء التي لا يخرج منها الطالب بأية فائدة، والإيغال في مسائل الإعراب والبلاغة يصدّ عن الفهم الصحيح لكتاب الله، وكأن الرجل يعيش في القرون الخوالي لا في عصرنا، ويوم الانتهاء من تفسير الآية أو الآيات يجيء حاملا لعدة كتب تفسير كتفسير الآلوسي، وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا وغيرهما، وعند ما يفتح تفسير محمد رشيد رضا لا يصرّح باسمه وإنما يقول «قال بعض المتأخرين» وسبب هذا ما يكنّه له من نفرة لما دار بينهما من جدل حول بعض المسائل ولمباينته للشيخ محمد رشيد رضا في تفكيره واتجاهه. سمعت منه مرة في درس التفسير أن الخرقة المملوءة بخرء الذباب إذا دفنت في الأرض نبت منها نبات النعنع، وعجبت من سماع هذه الخرافة من رجل يعتبره الكثيرون من أعلام عصره، وهذه الخرافة آتية من فكرة التولّد الذاتي (generation spontanee) وهي التي سدد إليها باستور الضربات المميتة في القرن الماضي بواسطة التجارب المتعددة، وقلت في نفسي هل إن الرجل خال من كل ثقافة حديثة؟ وقد تتّبعت له مرة كتابه في التراجم فوجدته لا حسّ تاريخي له، ولا تفكير منظم عنده إذ مسّت المناسبة للكلام عن حكم التكنّي بكنية النبي صلّى الله عليه وسلم (أبي القاسم) فأطال في إيراد الأقوال، فخرج من بحثه في الترجمة إلى بحث فقهي لا صلة له بالموضوع، وكان بإمكانه أن يشير له إشارة خفيفة في الهامش مع الإحالة على المصادر، وبذلك لا يخرج عن منهج البحث التاريخي ولا عن منهج البحث العلمي المنظّم الذي أصبح الاستطراد فيه والانتقال من موضوع إلى موضوع من العيوب الفكرية المنهجية، وله كتابات إسلامية وكتابات في التراجم

مؤلفاته

نشرها ببعض المجلات التونسية وبمجلتيّ المنار والهداية الإسلامية المصريتين ومجلة الهداية العراقية. وكان فيه كبر وحدة طبع فعند ما كنت أقرأ بالثانوي في جامع الزيتونة صادفته مرة صباحا داخلا من الجهة الشرقية قرب مقر إدارة المكتبة الأحمدية فصبّحت عليه ولكني لم أكبّ عليه (أقبّل) كما هي العادة الشائعة فردّ عليّ بصوت متشنج مغيظ، وأراد نبزي فقال لي تعفّص بالحذاء على الحصير التي يصلي عليها المسلمون؟ وكأنه أراد رميي بعدم إقامة الصلاة، ومن أين له ذلك؟ وأجبته بأن الحصير مسودّة من أثر وقع الأحذية، وشاهدت الناس مرارا يدوسونها بأحذيتهم وإلا لما تجاسرت على ذلك فسكت، وهذا أعرفه من كثيرين إذ يستاءون ممّن يسلّم عليهم بدون كبّ والعلماء أولى الناس بمراعاة الآداب الإسلامية لا الحفاظ على البدعة وعادة الانكباب التي هي انحناء وتقبيل لسرّة المسلّم عليه بدعة شنيعة جدا لا تهضمها إلا النفوس المريضة، وهي منافية للآداب الإسلامية، توفي في 26 جمادى الثانية 16/ جويلية. مؤلفاته: 1) تراجم المفتيين والقضاة، صدّرها ببحث جامع في تاريخ الإفتاء والقضاء في تونس مع كل ما يتصل بذلك من وصف الزي وبعض الإجراءات التاريخية. 2) تاريخ حياته. 3) تاريخ عائلته. 4) شمول الأحكام الشرعية لأول الأمة وآخرها، بحث مستفيض ردّ به على ما كتبه الطاهر الحدّاد في كتاب «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» ط/بالمط السلفية القاهرة.

المراجع

5) القصص في القرآن رسالة صغيرة طبعت في مصر. 6) مجموعة مقالاته الإسلامية وقد نشر بعضها في مجلة «المنار» و «الهداية الإسلامية» وغيرهما من كبريات المجلات. 7) نبراس المسترشدين في أمور الدنيا والدين ط بتونس بعد وفاته سنة 1397/ 1977، وهو مجموعة من خطبه المنبرية، وقد ذكر اتجاهه في الديباجة بكلمة «وجميع الخطب التي خطبت بها من إنشائي، وكنت أخطب فيما أرى الناس في حاجة إلى بيان الحق فيه، ومن خطبي خطبة في الربا والتشديد في التحذير منه، وأخرى في المرأة وما لها وما عليها من حق، وأخرى في الإسلام وصلاحية الشريعة لمصالح الناس في جميع العصور، وخطب في شهر رمضان». 8) رسالة في شرّاح البخاري من علماء المغرب والأندلس. المراجع: - تقديم كتاب نبراس المرشدين بقلم الأستاذ الشيخ محمد الشاذلي النيفر عميد الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين في ذلك التاريخ وعضو مجلس النواب الآن، محمد الحليوي ناقدا وأديبا (تونس 1984) لمحمد الهادي المطوي ص 62 - 63.

594 - النيفر (1222 - 1277 هـ‍) (1807 - 1860 م) محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن أبي النور بن

594 - النيفر (1222 - 1277 هـ‍) (1807 - 1860 م) محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن أبي النور بن محمد بن أحمد النيفر الشريف، العالم الفقيه، وله شعر قليل. يتصل نسبه بالشيخ محمد الرفاعي أخي الشيخ أحمد الرفاعي الشهير وجده الأعلى قدم من الأندلس بعد زوال الحكم الإسلامي منها، وانتقل جده أبو النور من صفاقس إلى تونس في أواخر الدولة المرادية. والمترجم له هو أول من اشتغل بالعلم من هذا البيت، ثم أصبح العلم من تقاليد هذه الأسرة، واستمر فيهم إلى الآن، وكانوا قبل ذلك يحترفون التجارة. قرأ صاحب الترجمة على أعلام عصره بجامع الزيتونة كإبراهيم الرياحي، وأحمد الأبي، وإسماعيل التميمي، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد بن الخوجة ومحمد بن ملوكة، ومحمد المنّاعي وغيرهم. وامتاز بالذكاء والجدّ في التحصيل حتى سبق الأقران، وفات من تقدّمه بأزمان، قال ابن أبي الضياف «العبد الفقير ممّن تقدّمه ويقرّ له بفضيلة التقدم». وبعد استكمال تحصيله صار مدرّسا بجامع الزيتونة، واشتهر درسه في تفسير البيضاوي، فكان محل إعجاب وتقدير من معاصريه، قال ابن أبي الضياف في وصف مجلس درسه هذا وأسلوبه «فجلّى في

مضمار الأنظار، وأتى بما يزري بالنّضار، فكان يتلو الآية من حفظه، ويأتي بجميع ما يمكن أن يقال في تفسيرها من حفظه، ولا كتاب معه يظن سامعه أنه يؤلف حاشية على التفسير، ويقول في الدرس ما كتبه، جلوسه في الدرس بخشوع ووقار وسكينة، لا يستعين في تقريره بإشارة يد. وكان شيخنا محمد بن الخوجة إذا رآه على ذلك يقول لنا هذا معنى راحة العلم لأن مسائل الدرس صارت في نظره كالضروري». تولى رواية الحديث في جامع باب الجزيرة المعروف بجامع القنيطرة ونظارة مدرسة بير الحجار، تولى قضاء المحلة (¬1) بإلزام من شيخه محمد بيرم الثالث الذي اقترح على الباي تولّيه مكاتبا له في ذلك، وفي مدة ولايته أظهر صلابة في الحق لأنه يراه أعظم من كل عظيم، قال ابن أبي الضياف: «رفعت إليه مظلمة من الكاهية صالح بن محمد في أمر سياسي فأقرّ لما يرى أنه غير مؤاخذ بإقراره فحكم عليه بردّ الحق أو السجن، فبعث إليه الباي بالمحلة وهو يومئذ أبو عبد الله محمد باي كاتبه البارع الأديب صاحبنا أبا عبد الله الباجي المسعودي يلاطفه بما محصله بأن هذا الرجل - والحالة هذه - أمير جيش في خدمة وأنا لا أقدر على سجنه إلا بإذن خاص، فقال له «أنا قلت ما لزمني، وله النظر في سجنه وعدمه». وهو جواب سديد لأن التنفيذ ليس بيد القاضي، وليس له قوة الإجبار على التنفيذ للتمييز بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية، وأنا ما زالت متعجبا من قول ابن أبي الضياف ممهّدا لهذه القضية «فسافر ¬

(¬1) قضاء المحلة هو قضاء العسكر، ولكنه في تونس منذ عصر الدولة المرادية محدود الصلاحية كقضاء العسكر في السلطنة العثمانية، وقاضي المحلة يسافر مع باي الأمحال (وليّ العهد) في رحلتي الشتاء والصيف لاستخلاص الضرائب، واستخدام القوة العسكرية مع القبائل الممتنعة من الأداء، وكان لا يخلو من ظلم واعتداء على حريات الأشخاص ومكاسبهم، والتلهّي بأنواع الملاهي كصيد الغزال في مناطق الجنوب الصحراوي حتى كاد ينقطع من هناك.

مؤلفاته

قاضيا وهو على السذاجة العلمية الدينية»، كأن غير السذاجة تقتضي التمييز في الحكم بين ذوي الأقدار والمناصب وبين عامة الناس، وأية عدالة هذه؟ ولكن العصر عصر إسراف في التمييز الطبقي، وتملّق لأصحاب السلطة والنفوذ، واحتقار للطبقات الشعبية. وبعد وقوع هذه الحادثة ورجوع المحلة إلى تونس، أعفاه المشير الأول أحمد باشا باي من خطته فرجع إلى مجالس دروسه، قال ابن أبي الضياف: «وترقب الباي لما فعل فعلته متزلّفا ومداهنا بحسنها ويشين الرجل بعدم السياسة فلم يسمع إلا السكوت فندم ولات حين مندم». «وكان مهما تذكرها يقول: فعل ما يجب عليه، وأبقى لنفسه فخرا، ثم داوى استعجاله وكان من السياسة بالمكان المكين، فقدمه لخطة القضاء بالحاضرة (في 1263) وكانت ولايته يوم ولاية شبيهه أبي عبد الله محمد البنّا للفتوى، وأحضر يوم ولايتهما رئيس المفتيين إبراهيم الرياحي فقال له بمحضر الفقهاء من الديوان: أصبت في انتخابك لا زلت تصيب هما خير أقرانهما علما ودينا، وقبل الولاية بعد لأي ثم نقل إلى خطة الإفتاء». وكان حسن الأخلاق، عالي الهمّة، مستقيم السلوك، محببا إلى الناس، سافر إلى الحج ثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة توفي بالمدينة المنورة يوم الأحد في 12 محرم 1277/ 29 جويلية 1860. مؤلفاته: 1) تقارير على الجزء السادس من إرشاد الساري للقسطلاني بخطه في المكتبة الوطنية وأصله من المكتبة العبدلية. 2) تعليقات على شرح الأشموني على الخلاصة.

المصادر والمراجع

3) رسالة في البسملة، حصر الخلاف فيها بين المفسرين والفقهاء والقرّاء. 4) رسالة في تقديم المسند إليه على المسند الفعلي. 5) فتاوي. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 8/ 111 - 114، الأعلام 6/ 19 (ط 5/)، برنامج العبدلية 2/ 28 عند الكلام عن نسخ إرشاد الساري للقسطلاني، شجرة النور الزكية 390، معجم المؤلفين 8/ 309، مقدمة عنوان الأريب لمحمد بن الخوجة، تونس وجامع الزيتونة 105 - 107.

595 - النيفر (1276 - 1330 هـ‍) (1860 - 1912 م) محمد ابن الشيخ محمد الطيب ابن الشيخ محمد

595 - النيفر (1276 - 1330 هـ‍) (1860 - 1912 م) محمد ابن الشيخ محمد الطيب ابن الشيخ محمد (بالفتح) النيفر، كان فقيها معتنيا بالتراجم والتاريخ، الأديب، الشاعر اللغوي. نشأ في بيت علمي نبيه، واعتنى والده بتربيته، وتخرّج عليه في العلم والأدب. دخل جامع الزيتونة في سنة 1290/ 1874، فأخذ عن أعلامه، وأقبل على التحصيل بكدّ وجدّ حتى أحرز على شهادة التطويع 1299/ 1883، وأحرز على التدريس من الرتبة الثانية سنة 1312/ 1893 والتدريس من الرتبة الأولى في 1316/ 1897، واستجاز العلماء غربا وشرقا، فأجازه عمّ والده الشيخ محمد النيفر، ومفتي تونس الشيخ حسين بن حسين، ومفتي فاس الشيخ المهدي الوزّاني، ومفتي مكة الشيخ أحمد زيني دحلان. وفي سنة 1323/ 1905 انتخب للعضوية بلجنة إصلاح فهارس كتب جامع الزيتونة، وفي سنة 1325/ 1907 سمي حاكما معاونا فحاكما رسميا بالمجلس المختلط العقاري، فنائبا عن الوزارة الكبرى لدى النظارة العلمية بجامع الزيتونة وكان نزيها مستقيما في كل الوظائف التي باشرها، وكان يميل في كتابته إلى السجع حسب الأسلوب الشائع في عصره، لكنه غير مشوب بضعف أو اضطراب. توفي فجأة بمرض القلب يوم الأحد 6 رمضان.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) التحفة السنية في الأخلاق والسيرة المدنية العقلية. 2) تخميس القصيدة الشقراطسية. 3) جلاء العين بذكر أخبار الوزير خير الدين، رجز في نحو 50 بيتا، شرحه شرحا موجزا مختصرا بما جلّ به كتاب «رقم الحلل في نظم الدول» للسان الدين بن الخطيب قال فيه: به لقد ساجلت رقم الحلل … لابن الخطيب بنظم الدول 4) حسن البيان عما بلغته إفريقية الشمالية من السطوة والعمران في عهد خلافة الإسلام، ط/الجزء الأول منه (تونس 1353 هـ‍) ونشرت جريدة «الزهرة» اليومية قسما منه، وأعجلته المنية قبل إتمامه. 5) ديوان شعر. 6) رسالة في أحكام العقلة. 7) رسالة في أراضي العروش ذيلها بالتعريف بطائفة عظيمة من العلماء الذين ورد ذكرهم بها. 8) رسالة في تاريخ نشأة مقبرة الزلاج كتبها إثر حادثة مقبرة الزلاج في ذي القعدة 1329/ 1 نوفمبر 1911. 9) رسالة وضعها على من ادّعى تحريف القرآن. 10) اللئالي النضيدة بتاج الياقوتة الفريدة، وهو شرح على صلاة الفاتح لما أغلق للشيخ أحمد التيجاني، وكان من أتباع طريقته، تكلم فيه على مسائل في الفقه والتصوّف، مرتب على تمهيد ومقصد وخاتمة في 103 ورقات من القطع الكبير، تمّ تبييضه في ذي الحجة

المصادر والمراجع

1309، منه نسخة بالمكتبة الوطنية، وأصلها من المكتبة العبدلية. 11) عنوان الأريب عمّا نشأ بالمملكة التونسية من عالم أديب، جزءان (المط/التونسية بسوق البلاط تونس 1351/ 1932 - 33) به تراجم أدباء البلاد التونسية ومنتخبات من أشعارهم من أقدم العصور إلى سنة 1319/ 1901 - 2. 12) مرصّع الزاج من سلسلة واسطة التاج فيما إليه من عيون الحكم والوصايا يحتاج، مختصر من كتابه واسطة التاج. 13) مقدمة تقويم المنطق الحضري بكفّ اللسان المضري، جمع فيه قسطا وافرا من الفروق الموجودة بين لهجة تونس وبين الفصحى، وأبان عن وجوه الأغلاط وإرجاعها بطريق المعالجة إلى اللسان المضري العربي (المط/الرسمية بتونس) 1312/ 1894. 14) واسطة التاج فيما إليه من عيون الحكم والوصايا يحتاج. المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 77 (ط 5)، الأعلام الشرقية 2/ 75 - 76 - 174، برنامج المكتبة الصادقية 3/ 220، ح ح عبد الوهاب توطئة كتاب الجمانة في إزالة الرطانة ص 5 (القاهرة 1953)، معجم المؤلفين 11/ 228، مقدمة كتاب عنوان الأريب التي كتبها محمد (بالفتح) بن الخوجة.

596 - النيفر (1299 - 1356 هـ‍) (1883 - 1938 م) محمد الصادق ابن الشيخ محمد الطاهر بن محمود ابن الشيخ

596 - النيفر (1299 - 1356 هـ‍) (1883 - 1938 م) محمد الصادق ابن الشيخ محمد الطاهر بن محمود ابن الشيخ أحمد النيفر، المحدّث، الفقيه، المشارك في علوم، السياسي الخطيب. بعد أن استظهر القرآن التحق بجامع الزيتونة سنة 1313/ 1894، وأخذ عن أعلامه كالمشايخ: سالم بو حاجب، ومحمد النخلي، ووالده، وإبراهيم المارغني، والمولدي بن عاشور، وأحمد بن مراد، ومحمد رضوان، ومحمد بن يوسف، وأحمد بيرم، وإسماعيل الصفائحي، وغيرهم. تولى التدريس بجامع الزيتونة وتدرّج إلى أن صار مدرّسا من الطبقة الأولى، وتخرّجت عليه أجيال، وكان في دروسه مثالا لجودة البيان، وسعة الاطّلاع، وقوة العارضة، وهو أول من غرس حبّ الوطن في نفوس تلاميذه والتغنّي بأمجاده. كان له علاقة بمفتي فاس الشيخ المهدي الوزاني عن طريق المراسلة، ولما زار تونس سنة 1323/ 1905 استضافه في منزله، وأكرم وفادته، ومكث عنده مدة شهرين مكرّما. وفي عام 1330/ 1912 ردّ الزيارة إلى الشيخ المهدي الوزّاني إجابة لطلبه المتكرر. كان إماما وخطيبا بجامع باب البحر (المعروف بجامع الزرارعية

وهو جامع الدعي الحفصي ابن أبي عمارة) وكثيرا ما يتعرض للسياسة والاقتصاد، ويسوق المواعظ المؤثرة فيبكي الحاضرين ويبكي، وحاز بها شهرة واسعة، ومما له صلة بحياته العلمية أنه لما ورد فاس ألّف الشيخ عبد الحيّ الكتاني باسم المترجم فهرس اسمه الفجر الصادق في إجازة الشيخ الصادق في نحو الست كراريس وفي (دليل مؤرخ الأقصى ص 144) في نحو كرّاسة عدّد فيه مشايخه ثم إسناد الكتب الستة والمسانيد الأربعة ونحوها من الكتب الرائجة، ثم إسناد الفقه المالكي، وإسناد كثير من الفهارس على حروف المعجم، وهو ثبت نافع أجمع ما صدر عن مؤلفه وأفيد في بابه وختمه ببعض الإنشادات والوصايا (فهرس الفهارس 2/ 280). وعند ما تأسّس الحزب الحرّ الدستوري عام 1337/ 1918 انتسب إليه فكان يتردد على نادي الحزب بنهج إنكلترا، وكان عضوا باللجنة التنفيذية للحزب في الوقت الذي كان غيره من العلماء لا يتظاهرون بالانتماء إلى حزب المعارضة لسياسة الحكومة، وهو أول من طالب الحكومة بإعطاء الدستور التونسي، وذلك بمخاطبة ممثّل الحكومة الفرنسية بتونس (نائب المقيم العام ايتيان فلندان ولنائب اسمه دي كاسيون) ثم بمخاطبة الملك وبعد مخاطبة ممثّل الحكومة الفرنسية بتونس لم يبق إلا مشافهة ملك البلاد، وقد وقعت محاولات كثيرة واجتماعات متعددة لتنظيم القيام بمخاطبة الملك، وأخيرا استقر الرأي على تكوين وفد يشتمل على مختلف الطبقات من الشعب، وأسندت رئاسة هذا الوفد للمترجم له، وإثر صلاة العصر قصد الوفد القصر الملكي بالمرسى وذلك يوم الجمعة 2 شوّال 1338/ 18 جوان 1920، وألقى صاحب الترجمة خطابا طالب فيه منح الشعب مجلسا تشريعيا يتكوّن أعضاؤه بالانتخاب الحر، وذكر أن المشير الثاني محمد (بالفتح) باشا باي والد الملك هو الذي منح الشعب دستورا كان مناسبا لذلك

العصر، وبعد الانتهاء من الخطاب سلّم إلى الملك عريضة ممضاة من آلاف التونسيين، وبها بيان جملة المطالب التي يرغب الشعب من الملك إنجازها. والاستعمار لا ينظر بعين الرضا والاطمئنان إلى اتصال أيّ وفد بالملك، وتقديم المطالب له، فدبر مبررا لعقاب رجال الوفد من المتوظفين، وهو أنهم قابلوا الملك بدون حضور الوزير الأكبر، فكان عقاب المترجم وزميله الشيخ عثمان بن الخوجة الإيقاف عن مباشرة التدريس لمدة ستة أشهر من أواسط شوّال 1338 إلى أواسط ربيع الثاني /1339 من غرّة جويلية إلى موفى ديسمبر 1920، وبعد انقضاء مدة الإيقاف دخلا إلى جامع الزيتونة في 11 ربيع الثاني 1339/ 3 جانفي 1921، ووقع لهما اقتبال عظيم من التلامذة، وانعقد موكب تحت المعلقة قرب باب الشفاء، وألقى كثير من التلامذة خطبا في الترحيب بهما منهم حسن السيالة، وعبد الرحمن اليعلاوي، ومحمد معلّى، وبعد أيام قليلة شرعا في مباشرة التعليم. وكان المترجم على صلة طيبة بالأمير محمد الحبيب باي قبل تولّيه الملك، وبعد تولّيه الملك سمّي المترجم قاضيا في شهر شعبان 1341/ 1923، وقد حاول المقيم العام لوسيان سان التأثير على الباي للعدول عن رأيه في إسناد القضاء له، ورام إقناع الملك في توظيف المترجم حاكما بالمجلس المختلط العقاري لكن أبي الملك ذلك. كان في مدة قضائه دءوبا على العمل، نشيطا فصل كثيرا من القضايا الاستحقاقية المتجمدة، وكان صارما عادلا لا يداري، وكان في أول أمره صديقا لوزير العدلية الطاهر خير الدين، ثم توترت العلائق بينهما لمحاولة الوزير التداخل في سير القضايا وبالخصوص ما كان منها خاصّا بأتباعه المقرّبين لديه، ولما توفي الملك محمد الحبيب

مؤلفاته

خلا الجو لدسائس هذا الوزير، ونجح في حمل الباي الجديد على عزله من القضاء في ذي القعدة 1347/ 1929، وبقي في القضاء مدة سبعة أعوام، وبعد عزله لازم بيته منعزلا عن الحياة العامة، وبعث إليه الشيخ محمد شاكر من صفاقس بالأبيات التالية: الله قد صرف القضا … وحبا الجميل على الرضا إن زال سلطان الولا … ية لم يزل مجد أضا والله يعلم ما يكن الصد … ر ممّا قد قضى وبعد إعفائه من خطة القضاء حاول بعض الفضلاء أن يرجعوا إليه خطة التدريس، وبعد تلك المحاولات والمساعي الكثيرة التي يرجع الفضل فيها إلى شيخ الإسلام الحنفي الشيخ أحمد بيرم جاء الجواب النهائي وهو أن الشيخ دستوري، وله أفكار سياسية، وعليه فلا يمكن إرجاعه إلى التدريس. ومن كل هذا يتبين لنا أن المترجم كان وطنيا صادقا، وسياسيا محنكا، وذا مواهب خصبة عاملا في ميدان السياسة والعلم والقضاء بكفاءة ونزاهة، وكان من أعلام تونس النابغين فهو فقيه محقّق، ضليع فيما يتصل بالأحكام والقضاء وفقهه، محدّثا ضليعا متمكنا من العلوم المتداولة الدراسة بجامع الزيتونة بل له مشاركة في علوم أخرى كالفلك مثلا، وكان ولوعا بالمطالعة، وشفى رغبته منها بتكوين مكتبة ثرية بنفائس المخطوطات أعانته على تدوين مؤلفاته. توفي يوم الجمعة في 28 ذي القعدة 1356/ 1938. مؤلفاته: 1) حاشية على شرح التاودي للعاصمية. 2) ذيل الديباج المذهب لابن فرحون.

المراجع

3) سلوة المحزون (¬1) في تتمة كشف الظنون. المراجع: - الأعلام 6/ 161 - 162 (ط 5/)، حياة كفاح لأحمد توفيق المدني (الجزائر) 1/ 243 - 274، معجم المؤلفين 10/ 78، مجلة الجامعة (عدد خاص بذكراه الأربعينية) م 1 ع 9 و 10 محرم 1357 مارس 1938. ¬

(¬1) حبّذا لو يتوفق أبناؤه إلى طبعه تخليدا لذكراه لأنه أثر علمي نفيس يدل على مكانة صاحبه في الاطّلاع على التراث العربي، وناهيك بمن يذيّل مستدركا على كشف الظنون.

597 - النيفر (1247 - 1345 هـ‍) (1831 - 1927 م) محمد الطيب ابن الشيخ محمد

597 - النيفر (1247 - 1345 هـ‍) (1831 - 1927 م) محمد الطيب ابن الشيخ محمد (بالفتح) النيفر، خاتمة المحدّثين المسندين، الضليع في المعقول والمنقول، نشأ في بيت علم، وسار آخذا بتقاليده في العناية بالرواية والدراية والحرص على استجازة الأعلام أصحاب الأثبات المشهورة. قرأ على والده وانتفع به وأجازه بما حواه ثبته، وعلى عمّه صالح، وإبراهيم الرياحي، وأجازه بما حواه ثبت الأمير وبما حواه ثبت الشيخ محمد عايد السندي المسمى حصر الشارد، ومحمد البناء، ومحمد بن ملوكة وأجازه، وممّن أجازه شيخ الإسلام محمد بن أحمد بن الخوجة، وشيخ الإسلام محمد بيرم الرابع، والشيخ أحمد زيني دحلان، ومنّة الله الشباسي الأزهري أحد تلامذة الأمير، وأجازه بما حواه ثبت شيخه المذكور، وعمر الخطيب الأزهري، ومحمد الكتبي شيخ الإسلام بمكة، ومحمد كمّون الصفاقسي شيخ رواق المغاربة بالأزهر. درس بجامع الزيتونة مدة تناهز النصف قرن، وقرأ عليه أجيال منهم ابنه محمد صاحب «عنوان الأريب» ومحمد مخلوف، واستجازه جماعة منهم عبد الحيّ الكتاني وبلحسن النجار، درّس وختم بجامع الزيتونة كتبا بعد العهد بختمها فيه كشرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل، وشرح القسطلاني على البخاري، وشرح محمد بن عبد الباقي الزرقاني على الموطأ، والاكتفاء لأبي الربيع الكلاعي، والحكم

تآليفه

لابن عطاء الله الإسكندري، وغير ذلك. التقى بالشيخ السنوسي في حجته الأولى، وقدّم له نسخة من تهذيب البراذعي كان وجهها معه أحد أحبائه، فسأله عمّا يريد فيها مع ما يعرف عنه من ميلانه إلى الاجتهاد والترجيح، فقال لأجيب منها إذا سألني سائل عن المذهب المالكي (فهرس الفهارس 2/ 377 في ترجمة محمد بن علي السنوسي). وتولى القضاء، ثم الإفتاء، ثم رئاسة الإفتاء، وعيّن عضوا في مجلس الجنايات المنبثق عن قانون عهد الأمان، وهو آخر من توفي من أعضاء هذا المجلس. توفي في 17 رجب 1345/ 1927. تآليفه: 1) تقارير على صحيح البخاري، في غاية الإجادة والتحرير (شجرة النور الزكية). 2) فتاوي غاية في التحرير (شجرة النور الزكية). 3) كنش. المراجع: - الأعلام 7/ 79 (ط 5/)، الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشر هجرية لزكي مجاهد 3/ 65، شجرة النور الزكية 428 - 429، معجم المؤلفين 10/ 112، مقدمة عنوان الأريب لمحمد بن الخوجة.

حرف الهاء

حرف الهاء

598 - الهادفي ( ... -1100 هـ‍) ( ... -1689 م)

598 - الهادفي ( ... - 1100 هـ‍) ( ... - 1689 م) أحمد بن يوسف الهادفي التوزري، الفقيه الفلكي. مؤلفاته: 1) زاد المسافر في الفلك. 2) فوائد مهمة. 3) نزهة النظر على متن المختصر، شرح على مختصر خليل في الفقه المالكي. المرجع: - الجديد في أدب الجريد 81 - 82.

599 - ابن هادية ( ... -1397 هـ‍) ( ... -1977 م)

599 - ابن هادية ( ... - 1397 هـ‍) ( ... - 1977 م) علي بن هادية، الأديب الشاعر، من رجال التربية والتعليم، ولد بالقيروان وبها تلقى تعلّمه الابتدائي في مدرسة عربية فرنسية، ثم التحق بمدرسة ترشيح المعلمين بتونس العاصمة، ومنها تخرّج معلما فباشر مهنته في جهات من الجمهورية، وانتقل إلى تونس العاصمة إلى أن توفي في 22 جوان 1977. مؤلفاته: 1) وحي الخريف، مجموعة شعرية (تونس 1957) توزيع دار الكتب الشرقية. 2) تونس الخالدة، مجموعة شعرية (تونس 1976) الدار التونسية للنشر. - أمدّني بعناصر هذه الترجمة الصديق الشاعر الأستاذ محمد الشعبوني فله الشكر.

600 - الهاروشي (1091 - 1175 هـ‍) (1680 - 1761 م)

600 - الهاروشي (1091 - 1175 هـ‍) (¬1) (1680 - 1761 م) عبد الله بن محمد الخياط الشهير بالهاروشي الفاسي المولد، التونسي الدار والقرار، أخذ عن الشيخ محمد بن عبد القادر الفاسي، وأحمد بن محمد بن جابر النائلي الليبي، والعارف بالله الشيخ قاسم الخصاص، اجتمع به في مصر حين قدم إليها حاجّا لازمه مدة إقامته بها وانتفع به، والعارف الشيخ محمد العياشي تلميذ الشيخ محمد بن ناصر الدّرعي، وهؤلاء الشيوخ الثلاثة أثنى عليهم كثيرا في كتابه «الفتح المبين والدرّ الثمين». توفي بتونس، ودفن بالزلاج وتاريخ وفاته منقوش على لوح من رخام فوق قبره أنه توفي سنة 1175 هـ‍. مؤلفاته: 1) الفتح المبين (¬2) والدرّ الثمين في فضل الصلاة على سيد المرسلين، وهو شرح على كتابه كنوز الأسرار، يشتمل على مقدمة وثمانية أبواب وخاتمة، فرغ منه سنة 1142 مخطوط بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة العبدلية. ¬

(¬1) لم يذكر تاريخ وفاته في هدية العارفين، وذكر أنه فرغ من كتابه كنوز الأسرار سنة 1186، ولعلّ الأصح أنه تاريخ للنسخة التي اطّلع عليها. (¬2) في اتحاف إعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لعبد الرحمن بن زيدان 4/ 506 نسبة الفتح المنير لعبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم الخياط (939/ 1532) المدفون بزاويته بجبل زرهون في المغرب الأقصى، وقلّده في هذا صاحب معجم المؤلفين 6/ 17.

المراجع

2) كنوز الأسرار في الصلاة على النبي المختار (ط/تونس). المراجع: - الأعلام 4/ 130 (ط 5/)، إيضاح المكنون 2/ 388، برنامج المكتبة الصادقية 3/ 214، 238، 247 وفيه وفاته سنة 1170 وعنه أخد بروكلمان في الملحق 2/ 692، والأصحّ ما في شجرة النور لقوله «منقوش على لوح من رخام إلخ» (ينظر الأعلام)، شجرة النور الزكيّة 354، معجم المؤلفين 6/ 118، هدية العارفين 1/ 484.

601 - ابن هارون (603 - 702 هـ‍) (1207 - 1302 م)

601 - ابن هارون (603 - 702 هـ‍) (¬1) (1207 - 1302 م) عبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي القرطبي، نزيل تونس، المحدّث، الأديب الشاعر، أخذ بقرطبة عن جده لأمه المقرئ أبي عبد الله محمد بن قادم المعافري، ووالده، وخال أمه عصام بن خلصة الحميري، ولازمه وقرأ الفصيح، والأشعار الستة، والروض الأنف على قريبه أبي زكرياء الحميري، وسمع من قاضي مراكش أبي القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن بقي الموطأ، وقرأ عليه الكامل للمبرد، وسمع صحيح مسلم على أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عطية، وصحيح البخاري على أبي بكر بن سيد الناس، والسيرة على أحمد بن علي الفحّام النحوي، وأخذ كتاب سيبويه تفهما على أبي علي الشّلوبين، وأبي الحسن الدبّاج، وقرأ المقامات تفهما على عامر بن صيام الأزدي، وتفرّد بأكثر مروياته، وحدّث بالشفا عن سهل بن مالك، أنا أبو جعفر بن حكم سماعا، أنا المؤلف سماعا. ومن شيوخه عبد الله بن حوط الله الأنصاري الحارثي، وأخوه داود، وصحب أبا القاسم بن الطيلسان، وأخذ عنه كثيرا، فسمع منه غير شيء من كتابه الوعد والإيجاز في عوالي الحديث، وأجاز له ما يجوز له روايته، وكتب له سأل مني فلان أن أجيز له ما رويته فأجبته، أسمى الله قدره، وأعلى ¬

(¬1) وقيل سنة 703 قال ابن حجر «وأرّخه بعضهم سنة ثلاث فوهم» ووفاته سنة 703 هو ما أثبته تلميذه ابن جابر الوادي آشي.

مؤلفاته

ذكره، اعتناء لسؤاله واعتناء للطاعة التي تجب لأمثاله فأجزت له ولابنه أحمد، بارك الله فيه، وأقرّ به عين أبيه - في سنة إحدى وأربعين وستمائة (ينظر تذكرة الحفاظ في ترجمة ابن الطيلسان 4/ 211 - 212، دار إحياء التراث العربي بيروت). وفي بغية الوعاة: وهو من بيت علم وجلالة، وبرع في النحو واللغة، وسائر علوم الآداب، والتواريخ، وله نظم كثير، وكان شديد التشيّع. وفي الدرر الكامنة، وبخط ناصر الدين الغرناطي شيخنا أبو محمد بن هارون فيه تشيّع وانحراف عن معاوية بن أبي سفيان، وطعن عليهما نظما ونثرا. وقد استوطن تونس، وعنه أخذ الرحّالة العبدري في طريقه إلى الحج، والرحّالة ابن رشيد وابن زيتون، وابن عبد السلام، وأبو حيّان الأندلسي النحوي، ومحمد بن جابر الوادي آشي، وابن هارون الكناني التونسي، وروى عنه القاسم بن يوسف بن عبد الله التجيبي (ينظر برنامج التجيبي ص 247)، وأجاز للحافظ الذهبي، وهو ينقل عنه أخبارا، ويروي أحاديث بالسند في تذكرة الحفاظ، وكان له عناية بالرواية والسماع، واختلط قبل موته بقليل. توفي بتونس في 11 ذي القعدة، ودفن بمقبرة الزلاج. مؤلفاته: 1) ديوان شعر فيه نظم كثير في الأمداح والمراثي لسيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين، ومنه مخمسات كثيرة، ومجموعات زهديات وتشوقات إلى الحج والزيارة مثلثة في كل حرف مفتوحة الأوائل والأواخر، وفي الضم والكسر كذلك ينيف على الألف وستمائة كذا في إجازته لأبي القاسم بن الشاط (ينظر ملء العيية الملحق الإجازات 2/ 420 - 421).

المصادر والمراجع

قال ابن مرزوق وشعره الفائق لا يحصر، وهو عندي في مجلد كبير. 2) اللئالي المجموعة من باهر النظام وبارع الكلام في صفة مثال نعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وسبب جمعه على ما قال أنه سئل نظم أبيات تكتب على النعل المشرقة فكتب في ذلك قطعة، وندب أدباء قطره الأندلسي لذلك فأجابوه، وكتب من ذلك ما وصل إليه وجملة ما فيه من المقطعات ما ينيف على مائة وثلاثين بين صغيرة وكبيرة. قلت (العياشي) ولم يطّلع على هذا التأليف شيخ مشايخنا الحافظ سيدي أبو العباس المقري مع سعة حفظه وكثرة اطّلاعه ومبالغته في التنقير والتفتيش عمّا قيل في النعل، ولم يطّلع لمن قبل عصره إلا على عدد أقل من هذا الكثير، وغالب ما أودعه في كتابه فتح المتعال في مدح النعال من كلامه وكلام أهل عصره، ولو اطّلع على هذا الكتاب لاغتبط به كثيرا (رحلة العياشي 2/ 256). 3) مقارضة الأجر الجزيل ومراوضة الصبر الجميل، عارض به مفاوضة القلب العليل لأبي الربيع الكلاعي الذي عارض بكتابه ملقى السبيل لأبي العلاء المعرّي. المصادر والمراجع: - برنامج الوادي آشي (تحقيق محمد محفوظ دار الغرب الإسلامي، بيروت 1399/ 1979) 51 - 53 - 219، بغية الوعاة 2/ 60 - 61، تذكرة الحفاظ (دار إحياء التراث العربي ببيروت) 4/ 1383 في وفيات سنة 702، التعريف بابن خلدون 19 (حيث أشار إلى رواية ابن عبد السلام الموطأ عنه قبل اختلاطه)، الدرر الكامنة 2/ 409 - 410، درّة الحجال 3/ 44 - 45، الديباج 143 - 144، ذيل العبر للذهبي 23، رحلة العبدري 42 - 43، شجرة النور الزكية 199، شذرات الذهب 6/ 7، فهرس الفهارس 2/ 425، مرآة الجنان 4/ 238، معجم المؤلفين 6 - 143، نفح الطيب 7/ 127 (تحقيق د/إحسان عباس، بيروت 1388/ 1968) في ترجمة ابن جابر الوادي آشي، ونقل كلام ابن مرزوق في شعره، وذكر له شيئا من شعره في نفح الطيب 6/ 58، 7/ 27 (طبعة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد).

602 - ابن هارون الكناني (690 - 760 هـ‍) (1291 - 1359 م)

602 - ابن هارون الكناني (690 - 760 هـ‍) (1291 - 1359 م) محمد بن هارون الكناني التونسي (¬1)، الفقيه، الحافظ، وصفه ابن عرفة ببلوغ درجة الاجتهاد المذهبي، ووصفه خالد البلوي في «رحلته» بإمام الفقه وأصوله، وعلم الكلام وفصوله. أخذ عن جماعة منهم المعمر المسند عبد الله بن هارون الطائي القرطبي، ورحل إلى المشرق وحج، ولقي جماعة من الأعلام، وأخذ عنهم. ومن تلامذته المشهورين الإمام ابن عرفة، وابن مرزوق الحفيد، والمقرّي، وخالد البلوي الذي ذكره في «رحلته» وأطال الثناء عليه، قرأ عليه نصف مختصر ابن الحاجب الأصلي والفرعي قراءة بحث وتحقيق، وسمع عليه كثيرا من التهذيب وغيره من كتب الفقه والأصول العربية. تولى القضاء بغير مدينة تونس، ووقع بينه وبين قاضي الجماعة ابن عبد السلام نزاع في مسائل، ولما توفي قاضي الجماعة ابن عبد السلام ذكر لقضاء الجماعة فولّى عوضه قاضي الأنكحة محمد الأجمي. قال الزركشي «يقال إن ابن عبد الرفيع رمى بنفسه على ابن ¬

(¬1) في إتحاف أهل الزمان أن توفي سنة 750، وفي درّة الحجال سنة 749، وكذا في الفكر السامي، وفي تذكرة الحفّاظ 4/ 364 (في وفيات 702 عن 99 سنة).

مؤلفاته

تاسكرت، وكان مكينا في الدولة المرينية قال له: إن توسطت لي في خطة القضاء فأنا أولّيك عدلا بتونس، فلم يزل الآخر يتمثل إلى أن وقع الشرط ومشروطه، وذلك أن الأجمي كان قاضي الأنكحة، فنقل لقضاء الجماعة، فاحتال ابن تاسكرت في تولية ابن عبد الرفيع قاضي الأنكحة، ثم إن الأجمي أقام مدة يسيرة، ثم توفي، فقيل، يقدم ابن هارون، فقال ابن تاسكرت جرت العادة بأن قاضي الأنكحة هو الذي يتولى قضاء الجماعة، ووطد ذلك بأنه من بيوتات تونس فولاّه السلطان بواسطته». تولى المترجم خطة الفتوى، وبقي فيها إلى أن مات بالوباء العام هو وزوجته في يوم واحد، وحفر قبران متدانيان، حضر لدفنهما السلطان أبو الحسن المريني، فسأل السطّي أيّهما يقدّم؟ فقال الأمر في ذلك واسع. مؤلفاته: 1) شرح تهذيب المدونة في مجلدات. 2) شرح الحاصل للأرموي في الأصول. 3) شرح المعالم الفقهية. 4) شرح مختصر ابن الحاجب الأصولي. 5) شرح مختصر ابن الحاجب الفروعي. 6) مختصر تهذيب المدونة. 7) مختصر النهاية والإتمام، اختصره من كتاب النهاية في التوثيق للمنيطي بحذف المكرر، وحذف كيفية كتب العقود، فجاء في قدر ثلث الأصل، وهو في جزءين يتخلّل بينهما نقص أبواب نحو الكراس

المصادر والمراجع

الجزء الأول ينتهي بقوله «ومن ابتاع سلعة بدين فلا يبيع بالنقد مرابحة» من كتاب المرابي في 222 ورقة والجزء الثاني من كتاب الجعل فينقص ما بينه وبين المرابحة، وذلك العين والخيار والغرر والوكالة والقرض في 250 ورقة من القطع المتوسط، وهذان الجزءان مخزونان بالمكتبة الوطنية، وأصلهما من المكتبة العبدلية. 8) اختصار أجوبة ابن رشد، في غاية الحسن منه نسخة بالمكتبة الوطنية، وأصلها من مكتبة بلحسن النجار. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 1/ 177، 7/ 353، الأعلام 7/ 128 (ط 5/)، برنامج المكتبة الصادقية 4/ 373 - 374، الحلل السندسية 1 ق 3/ 598 - 600 - 827 - 829 (نقلا عن رحلة خالد البلوي)، درّة الحجال 2/ 134، شجرة النور الزكية 211، الفكر السامي 4/ 79 - 80، فهرست الرصاع 87، معجم المؤلفين 12/ 85، نيل الابتهاج 242 - 43، الوفيات لابن قنفذ 56.

603 - الهدة ( ... -1248 هـ‍) ( ... -1832 م) حسن بن محمد بن حسين بن عبد الرزاق الهدة،

603 - الهدّة ( ... - 1248 هـ‍) ( ... - 1832 م) حسن بن محمد بن حسين بن عبد الرزاق الهدّة، الفقيه. ولد بسوسة، وبها نشأ وتعلم، ثم رحل إلى تونس، وتلقى العلم عن والده الآتية ترجمته، وعن الشيخ صالح الكواش، وعن غيرهما. وبعد تخرجه درّس مدة بجامع الزيتونة، ثم رجع إلى مسقط رأسه، وتولى التدريس والفتوى إلى أن صار رئيس المجلس الشرعي به (باش مفتي). توفي في 13 ربيع الأول 18/ أوت. تآليفه: 1) رسالة في العمري. 2) رسائل فقهية. 3) شرح البسملة. المصدر والمرجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 166، شجرة النور الزكية 371.

604 - الهدة ( ... -1197 هـ‍) ( ... -1782 م) محمد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الرزاق الهدة،

604 - الهدّة ( ... - 1197 هـ‍) (¬1) ( ... - 1782 م) محمد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الرزاق الهدّة، الفقيه، الأصولي، النحوي، البياني. ولد بسوسة، ونشأ في بيت علم وفضل، قرأ على الشيخ علي بن خليفة المساكني بمساكن، وعلى غيره بسوسة، ثم رحل إلى الأزهر، وأخذ عن أعلامه كالشيخ علي الصعيدي، والشيخ محمد البليدي، والعالم الرياضي الفلكي الشيخ أحمد الدمنهوري، ومحمد الحفناوي، وهو يروي عنه عامة ماله، وعن غيرهم. ثم رجع إلى بلده سوسة، وباشر بها التدريس مدة، وبعدها انتقل إلى العاصمة ودرّس بجامع الزيتونة، ثم رجع إلى مسقط رأسه، أخذ عنه جماعة منهم ابنه حسن، والوزير حمودة بن عبد العزيز الذي مدحه بقصيدة عند ختم المحلي على شرح جمع الجوامع مطلعها: أختامها مسك يفكّ فتبسم … أم طيب ريّاها الذي يتبسّم في 58 بيتا كما أخذ عنه محمد السقّا قاضي سوسة، ومحمد المحجوب المساكني رئيس المفتيين. قال ابن أبي الضياف: «كان عالما محقّقا فاضلا تقيّا ورعا ذا فكر وقّاد، يلتفت إلى الصعاب فتنقاد، مع همّة عالية، وسرت فتاويه ¬

(¬1) شجرة النور الزكية سنة 1199.

تآليفه

في الحاضر والباد، محبّبا إلى الناس، معظما عند الخاصة والعامة، وكان شيخنا أبو الفداء إسماعيل التميمي يحلّيه بأكثر من هذا». ترك بعض الآثار منها ما بيّضه بنفسه ومنها ما بيّضه ابنه حسن بعد وفاته. تآليفه: 1) ثبت. 2) حاشية على شرح الحطاب على الورقات في الأصول، ط بتونس مرارا. 3) حاشية على شرح السعد التفتازاني على تلخيص المفتاح للقزويني في علوم البلاغة. 4) حواش على شرح الفاكهي على قطر الندى لابن هشام. 5) رسالة في ذم الدنيا. 6) رسالة في الربا. 7) رسالة في الرجاء والخوف. 8) شرح السلم في المنطق. المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 7/ 14 - 15، الأعلام 6/ 91 - 92 (ط 5/)، شجرة النور الزكية 351، فهرس الفهارس 2/ 424، معجم المطبوعات 1630.

605 - الهذلي (428 - 519 هـ‍) (1037 - 1126 م)

605 - الهذلي (428 - 519 هـ‍) (1037 - 1126 م) علي بن عبد الجبار بن سلامة بن عبدون الهذلي التونسي، أبو الحسن، الأديب الشاعر، اللغويّ. قال الحافظ السّلفي في «معجم السفر» «سألته عن مولده فقال: سنة ثمان وعشرين وأربعمائة يوم عيد النحر بتونس، وتوفي - رحمه الله - في آخر ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة بالإسكندرية. وكان إماما في اللغة حافظا لها حتى أنه لو قيل لم يكن في زمانه ألغى منه لما استبعد، وكانت له قدرة على نظم الشعر، وله إليّ قصائد قد أجبته عنها. وسمعته يقول: رأيت أبا بكر محمد بن علي بن عبد البر اللغوي بمدينة مازر من جزيرة صقلية، وكنت عزمت على أن أقرأ عليه لما اشتهر من فضله وتبحره في اللغة، فاتصل بابن منكود صاحب البلد أنه يشرب - وكان يكرمه - وشقّ عليه، وصار يكرهه، وأنفذ إليه وقال: المدينة أكبر والشراب بها أكثر، فأحوجته الضرورة إلى الخروج منها، ولم أقرأ عليه شيئا». وفي مازر اجتمع بابن رشيق، وقرأ كثيرا على ابن القطّاع الصقلي. له قصيدة في الرد على المرتد البغدادي فيها أحد عشر ألف بيت على قافية واحدة، وفيها فوائد أدبية.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - انباه الرواة 2/ 292 - 93، بغية الوعاة 2/ 173، شذرات الذهب 4/ 59، العبر 4/ 14، معجم الأدباء 14/ 8 - 10، معجم المؤلفين 7/ 117، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 798، الحياة الأدبية بإفريقية في عصر الزيريين (بالفرنسية) 187.

606 - ابن هريرة ( ... -كان حيا 698 هـ‍) ( ... -1289 م)

606 - ابن هريرة ( ... - كان حيّا 698 هـ‍) ( ... - 1289 م) محمد بن عبد المعطي بن محمد النفزاوي شهر بابن هريرة، الأديب، المؤرّخ، من تلامذة ابن الشبّاط التوزري، وكان مقيما بمدينة تونس. قال العبدري عند الكلام عمّن لقيهم بتونس في طريقه إلى الحج «لقيت منه خيّرا فاضلا صدوقا ذا مروءة وأخلاق جميلة، وله عناية بالتاريخ وحظ من الأدب، ومشاركة في غيرهما، أفادنا وأفدناه. وناولني كتابه الذي جمع فيه وفيات المشاهير من كل فن، ومولدهم، ونتفا من أخبارهم، وأسمعني مواضع منه، وأجازني بسائره، وهو كتاب مفيد لولا أنه لم يرتب على ما ينبغي». وهو من الكتب المفقودة. المصدر: - رحلة العبدري ص 44.

607 - ابن هشام الخضراوي (575 - 646 هـ‍) (1179 - 1248 م)

607 - ابن هشام الخضراوي (575 - 646 (¬1) هـ‍) (1179 - 1248 م) محمد بن يحيى بن هشام بن عبد الله بن أحمد الأنصاري الخزرجي، ويعرف بابن البرذعي، من أهل الجزيرة الخضراء بالأندلس، نزيل تونس، النحوي، الأديب، الشاعر، اللغوي. أخذ القراءات عن أبيه، والعربية عن أبي ذر الخشني، وأبي الحسن الرّندي، وأبي الحسن بن خروف، ولقي ابن رشد الحفيد، وأبا محمد بن حوط الله، وأخاه أبا سليمان داود، وأبا محمد القرطبي، وغيرهم، وعنه أخذ جماعة منهم ابن الأبّار، وأجازه، وأبو علي الشّلوبين الذي كان لا يعترف بأنه إمام في العربية. توفي يوم الأحد في 14 جمادي الآخرة، ودفن بالمصلى خارج تونس، وذلك بعد نكبات ومصادرات. تآليفه: 1) الإفصاح بفوائد الإيضاح لأبي علي الفارسي، في خمسة أجزاء، يوجد الجزء الأخير منه بدار الكتب المصرية. 2) الاقتراح في تلخيص الإيضاح وتتّبع الإيضاح بالشرح والتتميم والإصلاح. 3) حل الألغاز النحوية، حقّقه وعلّق عليه جعفر مرتضي العاملي (مط ¬

(¬1) وقيل سنة 649.

المصادر والمراجع

النعمان، النجف الأشرف سنة 1387/ 1967) 1511 ص من القطع الكبير. 4) غرّة الإصباح في شرح أبيات الإيضاح. 5) فصل المقال في تلخيص أبنية الأفعال. 6) المدخل إلى تقويم اللسان وتعليم البيان، ويعرف أيضا بالردّ على الزبيدي في لحن الكلام، منه نسخة بالأسكوريال رقم 46. 7) المسائل النخب، وهو يشتمل على مسائل جمعها في أسفاره. 8) الفصيح المفهم، وهو شرح على صحيح مسلم نسبه إليه فؤاد سيد في مجلة معهد المخطوطات العربية، ومنه نسخة في مكتبة طلعت بدار الكتب المصرية (ينظر محمد الشاذلي النيفر في دراسة له بعنوان عناية أهل المغرب بصحيح مسلم مجلة الهداية ع 4 س 10 جمادى الأولى وجمادى الثانية 1402 مارس إفريل 1983 ص 23). 9) النقض على الممتع لابن عصفور. 10) شرح ألفيّة ابن معطي في النحو. المصادر والمراجع: - إيضاح المكنون 1/ 110 - 120 - 2/ 145، برنامج التجيبي 279، بغية الوعاة 1/ 267 - 268، البلغة 250، تكملة الصلة (مصر) 600/ 661، شجرة النور الزكية 183، كشف الظنون 212 - 1261، معجم المؤلفين 12/ 112، هدية العارفين 2/ 124، بروكلمان (الترجمة العربية) 2/ 192.

608 - الهمذاني ( ... -186 هـ‍) ( ... -802 م)

608 - الهمذاني ( ... - 186 هـ‍) ( ... - 802 م) شقران بن علي الهمذاني القيرواني، أبو علي، عالم بالحديث، وبالحساب، والفرائض، فقيه، صوفي كبير. كان مؤاخيا للبهلول بن راشد، وهما تربان في سن واحدة، وكان ضرير البدن والبصر، قال أبو العرب: «وهو ثقة مأمون، روى عنه سحنون وعون بن يوسف الخزاعي، وذو النون المصري جاء من مصر لملاقاته». مات في القيروان ودفن بباب سلم. له كتاب في الفرائض وهو مفقود. المصادر والمراجع: - الإكمال لابن ماكولا (خط)، الأعلام 3/ 170 (ط 5/)، جامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 121 - 122، رياض النفوس 1/ 222 - 229، شجرة النور الزكية 60، طبقات أبي العرب 139، فهرسة ابن خير 25 - 26، معالم الإيمان 1/ 206.

609 - الهواري (584 - 664 هـ‍) (1189 - 1265 م) علي بن عمر بن محمد بن أبي القاسم الهواري التونسي،

الهوّاري - محمد بن عبد السلام الهوّاري - محمد بن سفيان الهوّاري - ابن منّ الله عبد المنعم 609 - الهوّاري (584 - 664 هـ‍) (¬1) (1189 - 1265 م) علي بن عمر بن محمد بن أبي القاسم الهوّاري التونسي، الصوفي، من أصحاب الشيخ أبي سعيد الباجي، واشتهر بالصلاح، وتحرير مناقب مشاهير الصوفية في عصره. مؤلفاته: 1) مناقب الأولياء وبيان ترباتهم ومزاراتهم. 2) مناقب عياد الزيّات، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة العبدلية. 3) مناقب أبي العباس أحمد بن جعفر السبتي، ومحمد المغربي، ومحرز بن خلف، وأحمد بن نفيس، وعبد الرحمن المناطقي، وأبي علي طاهر المزوغي، وعياد الزيّات، وأبي عمران موسى الغماري، وأبي الحسن الشاذلي، وعبد القادر الجيلاني وأبي بكر الهواري البطائحي، وعزاز بن مسعود البطائحي، وأبي سعيد الباجي، وأبي إسحاق إبراهيم الجبنياني، هذا المجموع يوجد ¬

(¬1) في برنامج المكتبة الصادقية «من رجال المائة الثامنة» وإذا ثبت أنه من أصحاب أبي سعيد الباجي (المتوفى سنة 628/ 1231) فإنه بعيد جدا أن يستكمل القرن السابع، ويدرك الثامن، وفي معالم التوحيد ص 100 من فضلاء القرن السادس وأدرك السابع.

المراجع

بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة العبدلية وبآخره نقص يقرب من النصف، وسقطت مناقب ماضي بن سلطان بين مناقب أبي الحسن الشاذلي وعبد القادر الجيلاني، وتنقص مناقب الجيلي من أولها. المراجع: - برنامج المكتبة الصادقية 3/ 231 - 232، تاريخ معالم التوحيد 100، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي ص 218 تعليق (1)، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 467.

610 - الهواري (668 - ... هـ‍) (1270 - ... م) علي بن يونس بن عبد الله الهواري أبو الحسن،

610 - الهوّاري (668 - ... هـ‍) (1270 - ... م) علي بن يونس بن عبد الله الهوّاري أبو الحسن، نور الدين، الفقيه، الأصولي. لقيه خالد البلوي بالإسكندرية، فسمع منه جملة من تخميس ابن مهيب لشعر بنيات الفازازي، وحدّث بها سماعا عن أبي العباس الأبلي عن ناظمها ابن مهيب. مؤلفاته: 1) شرح على مختصر ابن الحاجب الأصلي. 2) شرح على تنقيح الفصول للشهاب القرافي. المصادر والمراجع: - الحلل السندسية القسم 3/ 1683، معجم المؤلفين 7/ 266، نيل الابتهاج 204.

حرف الواو

حرف الواو

611 - الوادي آشي (673 - 749 هـ‍) (1274 - 1338 م)

611 - الوادي آشي (673 - 749 هـ‍) (1274 - 1338 م) محمد بن جابر بن محمد بن القاسم بن أحمد بن إبراهيم بن حسان القيسي الوادي آشي (¬1)، التونسي المولد والقرار، شمس الدين، أبو عبد الله، المقرئ، المحدّث، النحوي، اللغوي، الشاعر، صاحب الرحلتين لرحلته مرتين إلى المشرق الجوّال في الأقطار المغربية والمشرقية. وفي مشايخه كثرة من المغاربة والمشارقة. أخذ بتونس عن والده معين الدين العالم الرحّال المحدّث، النحوي، ومن القاضيين ابن الغمّاز البلنسي وهو عمدته، وإبراهيم بن عبد الرفيع، وأبي القاسم اللّبيدي، وابن هارون الطائي القرطبي، المعمّر، العالي الإسناد في الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي، والمحدّث المؤرّخ عبد الرحمن الدباغ القيرواني، والراوية النحوي أبي جعفر أحمد بن يوسف الفهري اللبلي، وروى عن قاضي بجاية صاحب «عنوان الدراية» أحمد الغبريني حين وروده إلى تونس، وعن غيرهم من التونسيين والأندلسيين. ورحل إلى المشرق مرتين الأولى في حدود سنة 720/ 1321، والثانية في حدود سنة 734/ 1334 فسمع بالإسكندرية والقاهرة من أهلهما ¬

(¬1) بالهمزة ويقال بالياء بدل الهمزة تسهيلا نسبة إلى وادي آش بالأندلس من كورة البيرة بينها وبين غرناطة أربعون فرسخا واسمها (gwadix) وهي الآن مدينة صغيرة من ولاية غرناطة.

ومن نزلائهما، سمع من عبد الرحمن بن مخلوف، وغيره، وفي القاهرة من علي بن عمر الواني المتفرّد برواية حديث الحافظ السلفي، ومن قاضي القضاة بدر الدين إبراهيم بن جماعة وعزّ القضاة فخر الدين عبد الواحد بن المنبّر، وأبي حيّان الأندلسي النحوي، وقطب الدين عبد الكريم الحلبي المحدّث المؤرّخ، وتدبّج معه، وبدمشق من القاسم بن محمد بن عساكر، وتدبّج مع الحفّاظ البرزالي، والذهبي، والمزّي، وبالخليل من إبراهيم الجعبري، وبمكة من الرضي الطبري وغيره. ومن مشاهير تلامذته لسان الدين بن الخطيب الأندلسي، وأبو سعيد بن لب الأندلسي، وابن مرزوق التلمساني، وعبد الرحمن بن خلدون، وابن عرفة، وابن فرحون صاحب «الديباج المذهب» وابن جزي الأندلسي مدوّن رحلة ابن بطوطة، وغيرهم في المشرق والمغرب. قال الخطيب ابن مرزوق «وعاشرته كثيرا سفرا وحضرا، وسمعت بقراءته، وسمع بقراءتي، وقرأت عليه الكثير وقيدت من فوائده وأنشدني الكثير، فأول ما قرأت عليه بالقاهرة، وقرأت عليه بمدينة فاس، وبظاهر قسنطينة، وبمدينة بجاية، وبظاهر المهدية، وبمنزلي من تلمسان، وقرأت عليه أحاديث عوالي من تخريج الدمياطي، وفيها الحديث المسلسل بالأولية، وسلسلته عنه من غير رواية الدمياطي بشرطه، ثم قرأت عليه كتاب الموطأ رواية يحيى بن يحيى، وأعجله السفر فأتممته عليه في غير القاهرة، ومعوّله على الشيخين قاضي القضاة أبي العباس بن الغماز الخزرجي، وهو أحمد بن محمد بن حسن، والشيخ أبي محمد بن هارون، وهو عبد الله بن محمد القرطبي الطائي الكاتب المعمر الأديب بحق سماعه لأكثره على الأول، وقراءته بأجمعه على الثاني إلى أن قال: «ثم قرأت عليه كتاب الشفا لعياض».

مؤلفاته

وقال ابن خلدون: «ولازمت أيضا مجلس إمام المحدّثين بتونس شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جابر بن سلطان (¬2) الوادياشي صاحب الرحلتين، وسمعت عليه كتاب مسلم بن الحجاج إلاّ فوتا يسيرا من كتاب الصيد، وسمعت عليه كتاب الموطأ من أوله إلى آخره، وبعضا من الأمهات الخمسة، وناولني كتبا كثيرة في العربية والفقه، وأجازني إجازة عامة، وأخبرني عن مشايخه المذكورين في برنامجه وأشهرهم بتونس قاضي الجماعة أبو العباس أحمد بن الغماز الخزرجي». لم يتولّ أية خطة من الخطط العلمية، وكان يسمع الطلبة احتسابا، ويحترف التجارة مثل والده. مؤلفاته: 1) الأربعون البلدانية قال ابن فرحون: «أغرب فيها بما دلّ على سعة نظر وانفساح رحلة». 2) أسانيد كتب المالكية مروية إلى مؤلفيها. 3) الإنشادات البلدانية. 4) برنامج يحتوي على أسماء شيوخه ومروياته، وقسّمه إلى قسمين الأول في أسماء شيوخه بالسماع وبالإجازة غربا وشرقا، والثاني في أسماء الكتب التي رواها عنهم، وهي كتب في الحديث وفي التصوف وفهارس ومشيخات وكتب في النحو وفي الأدب ودواوين شعر، قدّم له وحقّقه محمد محفوظ ط/بيروت سنة 1399/ 1979 دار الغرب الإسلامي، وبعد نحو ثلاث سنوات صدر بتونس ¬

(¬2) كذا ولا يوجد في سلسلة نسبه من اسمه سلطان، وأبو سليمان كنية والده، ولعلّ الصواب محمد بن جابر أبي سلطان.

المصادر والمراجع

بتحقيق د/محمد الحبيب الهيلة. 5) ترجمة القاضي عياض، وهو - فيما يبدو - أول تأليف له إذ كتبه وهو ما يزال طالبا، نقل منه المقرّي فقرات في كتابه «أزهار الرياض». 6) تقييد على القصيدة العروضية المسمّاة المقصد الجليل إلى علم الخليل للإمام ابن الحاجب. 7) زاد المسافر وأنس المسامر، وهو تأليف بديع ذكر فيه بلدانا دخلها، وما فيها من الأشياخ (¬3). 8) مسلسلات انتخبها من مرويات شيخه قاضي مصر عبد الغفار بن عبد الكافي السعدي مع أناشيد، وقرأها عليه. ونسب له المرحوم خير الدين الزركلي في «الأعلام» ديوان شعر في مجلد كبير، وقلّده في ذلك عمر رضا كحالة في «معجم المؤلفين» ومنشأ الاشتباه في هذه النسبة أن الخطيب ابن مرزوق بعد أن ذكر ما أنشده إياه صاحب الترجمة من أشعار لابن هارون الطائي القرطبي، قال عقب ذلك «وشعره الفائق لا يحصر، وهو عندي في مجلد كبير» وسياق الكلام يرجع إلى ابن هارون لا إلى الوادي آشي ولم ينسب له أحد ممّن ترجم له ديوان شعر، وإنما تروى له أبيات ومقطعات. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 293 - 294، التعريف بابن خلدون 18 - 19، الدرر الكامنة 3/ 413 - 414، درّة الحجال 1/ 205، الديباج 311 - 313، رحلة ابن بطوطة 50 (القاهرة 1358/ 1938)، شجرة ¬

(¬3) فهرس الفهارس 1/ 249 - 2/ 425.

النور الزكية 210، غاية النهاية 2/ 106، فهرس الفهارس 2/ 434 - 435، فهرس المخطوطات المصوّرة لفؤاد سيد 2/ 3 - 45، لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفّاظ 115 - 116، معجم المؤلفين 9/ 146، نفح الطيب (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) 7/ 125 - 127، مقدمة برنامج الوادي آشي بقلم كاتبه 9 - 24، الوافي بالوفيّات 2/ 283، برنامج ابن جابر الوادي آشي الأندلسي التونسي لسليمان مصطفى، زبيس في الصراع العقائدي في الفلسفة الإسلامية ص 100 - 107 (تونس 1978).

612 - الوانوغي (759 - 819 هـ‍) (1357 - 1416 م) محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر الوانوغي

612 - الوانّوغي (759 - 819 هـ‍) (1357 - 1416 م) محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر الوانّوغي (¬1) التوزري، أبو عبد الله، نزيل الحرمين الشريفين كان عالما بالتفسير والأصلين والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة ومعرفته بالفقه دون هذه العلوم. ولد بتونس، ونشأ بها، وسمع من مسندها أبي الحسن محمد بن أبي العباس أحمد البطرني (¬2) خاتمة أصحاب ابن الزبير بالإجازة، وسمع من ابن عرفة، وأخذ عنه التفسير والفقه والأصلين والمنطق، وقرأ على عبد الرحمن بن خلدون الحساب والهندسة والأصلين، وقرأ الأصلين والمنطق والنحو على أبي العباس القصار. أخذ عنه ابن ناجي، وغيره. كان شديد الذكاء، سريع الفهم، إذا رأى شيئا وعاه، وقرره وإن لم يعتن به، قال الحافظ ابن حجر بعد أن وصفه بنحو ما تقدم «حسن الإيراد للنوادر المستظرفة كثير الوقيعة في أعيان المتقدمين وعلماء العصر وشيوخهم، شديد الإعجاب بنفسه والازدراء بمعاصريه فلهجوا بذمّه وتتبعوا أغلاطه في فتاويه، ثم أقام بمكة فجاور مقبلا على ¬

(¬1) بتشديد النون المضمومة وسكون الواو بعدها غير المعجمة (ينظر شذرات الذهب، الضوء اللامع). (¬2) توفي في تونس 793/ 1390 واستقر بتونس منذ سنة 777/ 1376 (ينظر تاريخ الدولتين 99، نيل الابتهاج 273 - الوفيات لابن قنفذ 62).

مؤلفاته

الاشتغال والتدريس والتصنيف والإفادة، اجتمعت به فيهما وسمعت من فوائده». وقال السيوطي: «كان يعاب عليه إطلاق لسانه في العلماء، ومراعاة السائلين في الإفتاء، أجاز لغير واحد من شيوخنا المكيّين». وفي مدة مقامه بالمدينة أخذ عنه التقي الفاسي الفقه والأصول وغير ذلك عند ما زار المدينة في سنة 812 وترجم له ترجمة مطوّلة في كتابه «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين». مات بمكة يوم الجمعة 19 ربيع الثاني. مؤلفاته: 1) أجوبة على مسائل النجم بن فهد. 2) انتقاد على قواعد العزّ بن عبد السلام. 3) عشرون سؤالا في فنون من العلم بعث بها إلى القاضي جلال الدين البلقيني، فأجابه عنها فردّ ما قاله البلقيني. 4) فتاوي كثيرة متفرقة، قال عنها التقي الفاسي لم يسدّد في كثير منها لمخالفته في ذلك المنقول ومقتضى القواعد. المصادر والمراجع: - الأعلام 6/ 231 (ط 5/)، بغية الوعاة 1/ 31 - 32، الحلل السندسية 1 ق 3/ 678 - 680، درّة الحجال 2/ 38 - 39، شجرة النور الزكيّة 243، شذرات الذهب 7/ 138، الضوء اللامع 7/ 3 - 4، طبقات المفسرين للداودي 2/ 57 - 58 - وأعاد ترجمته في 2/ 64 - 65، توشيح الديباج لبدر الدين القرافي ص 173 - 174، العقد الثمين لتقي الدين الفاسي 1/ 308 - 317 تحقيق محمد حامد الفقي، مط السنة المحمدية، القاهرة 1378/ 1958، كشف الظنون 92، لحظ الألحاظ 267، معجم المؤلفين 8/ 289، نيل الابتهاج 286، هدية العارفين 2/ 183.

613 - الوانوغي ( ... -كان حيا بعد 803 هـ‍) ( ... -1401 م) عيسى الوانوغي التوزري،

613 - الوانّوغي ( ... - كان حيّا بعد 803 هـ‍) ( ... - 1401 م) عيسى الوانوغي التوزري، أبو مهدي، الفقيه. من معاصري أبي عبد الله الوانوغي المتقدم، ومن تلامذة ابن عرفة. رحل إلى الشرق، وأخذ عن محمد بن عطاء الله الزبيري الإسكندري المعروف بابن الننسي قاضي قضاة مصر. له حاشية على تهذيب المدونة ذكر الشيخ بدر الدين القرافي في «توشيح الديباج» إن لمحمد بن أحمد الوانوغي حاشية على تهذيب البراذعي في غاية الجودة محتوية على أبحاث جليلة مرتبة على مقدمات منطقية. قال الشيخ أحمد بابا التنبكتي «محشي المدونة إنما هو أبو مهدي عيسى الوانوغي، كما ذكر المشدالي (¬1) في أول تكملته وهو أيضا من أصحاب ابن عرفة حج عام ثلاثة وثمانمائة ورجع لبلاده كما في الحاشية». المصادر والمراجع: - توشيح الديباج ص 175، الحلل السندسية 1 ق 3/ 680/، شجرة النور الزكية 243، نيل الابتهاج 286 في آخر ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحمد الوانوغي. ¬

(¬1) هو محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الصمد المشدالي البجائي (ت سنة 866 هـ‍) كمل حاشية الوانوغي على تهذيب المدونة وفرغ منها سنة 836 وهي في مجلد (ينظر نيل الابتهاج 314).

614 - الورتتاني (1303 - 1392 هـ‍) (1889 - 1972 م)

614 - الورتتاني (1303 - 1392 هـ‍) (1889 - 1972 م) محمد (بالفتح) بن أحمد بن عمّار الورتتاني، العالم الحقوقي. ولد بتونس، وبها نشأ، وتلقى بها تعلّمه الابتدائي، ثم الثانوي بالمدرسة الصادقية، وخرج منها محرزا على ديبلومها، ثم انخرط في سلك الحياة الإدارية، فسمي مترجما أصليا بمحكمة الوزارة في 22 مارس 1921، ثم انتقل إلى سلك القضاء، فسمي في بداية الأمر مترجما مكلّفا بخطة المدّعي العمومي في 30 جانفي سنة 1922، وما زال يرتقي في سلك القضاء إلى أن سمي وكيل الدولة العام لدى محكمة التعقيب في 10 نوفمبر 1958، وأحيل على التقاعد في غرّة مارس 1959، وانتخب رئيسا لودادية القضاة لعدة سنوات، ودرّس القانون الجنائي بمدرسة الحقوق التونسية لسنوات عديدة وعنه أخذناه. كان جادا صارما معروفا بعفّته ونزاهته واتساع دائرة اطّلاعه ومواهبه في القانون، وله اطّلاع جيد على أمّهات كتب الفقه الإسلامي سمعت منه مرة أثناء درس القانون الجنائي أنه قال: من أراد أن يعرف سموّ الشريعة الإسلامية فليطالع أعلام الموقعين لابن القيّم. توفي في 12 جويلية عام 1972. آثاره: 1) نقل من الفرنسية إلى العربية تأليفا عنوانه مختصر في شرح قانون المرافعات الجنائية التونسية في مجلد ضخم، ط/بتونس.

المرجع

2) كشف الحجب عن مدينة العرب (تونس 1352/ 1933) وأصله محاضرة ألقاها بقصر الجمعيات الفرنسية بتونس على كرّتين 74 ص مع 6 ص تقاريظ. المرجع: - أمدّني بعناصر هذه الترجمة الأخ الأستاذ الهادي محفوظ المحامي فله الشكر مجددا.

615 - الورتتاني (1292 - 1369 هـ‍) (1875 - 1950 م)

615 - الورتتاني (1292 - 1369 هـ‍) (1875 - 1950 م) محمد المقداد بن نصر بن عمّار الورتتاني، الكاتب، الشاعر، المؤرّخ. ولد في منازل ورتتان القبيلة البربرية المتعربة الضاربة بجنوبي الكاف قرب مدينة أبّة، وكان والده شيخ القبيلة فربّاه تربية بدوية دينية فمارس ركوب الخيل والرماية، وحفظ القرآن، ومتون العلم، وقرأ مبادئ الفقه والعربية، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1310/ 1892 وأخذ عن المشايخ: سالم بو حاجب، والصادق بن القاضي، وصالح الشريف، ومحمد بن محمود، ومحمد النخلي، ومحمد المكّي بن عزوز، ومصطفى رضوان. وأحرز على شهادة التطويع سنة 1316/ 1898 فدرّس متطوعا مع استمراره على مزاولة دروس المرتبة العليا، وتابع دروس المدرسة الخلدونية، ومن أساتذته بها الأستاذ البشير صفر، وظهرت عنايته بالتاريخ. سمّاه الأستاذ البشير صفر نائبا لجمعية الأوقاف بمدينة القيروان سنة 1319/ 1901 فبذل جهده لتنظيم الآثار والأوراق التي اشتملت عليها بقايا المعاهد الدينية بالقيروان ولا سيما جامع عقبة بن نافع، وتمرّس بقراءة الخطوط، وصار عارفا بها، وخبيرا بآثار القيروان، وبذلك كان الرائد الأول في الكشف عن آثار القيروان وترتيبها.

مؤلفاته

وكان إلى جانب هذا العمل ينشر في الصحف التونسية التحارير الراقية الرائقة، ونظم القصائد واشترك في إنشاء مستشفى ابن الجزار بالقيروان. وفارق نيابة الأوقاف بالقيروان سنة 1333/ 1915 فسمي رئيس دائرة بالإدارة المركزية لجمعية الأوقاف، ثم انتخبه الوزير الأكبر مصطفى دنقزلي ملحقا بالوزارة الكبرى، ودرّس بالمدرسة الخلدونية. أحيل على التقاعد سنة 1359/ 1939 فتفرّغ للبحث في مكتبته القيّمة ولخدمة المكتبة الصادقية (والعبدلية) التي كان عضوا بلجنة تنظيمها وكاتبا لها. وفي سنة 1366/ 1946 نجح في مناظرة المدرّسين المساعدين بجامع الزيتونة ودرس بالعاصمة، وهذا في غاية الغرابة متوظف متقاعد يشارك في مناظرة، ويدخل حياة الوظيفة من جديد، لكن ذلك العصر لا تحصى عجائبه، وكان قد بلغ من الكبر عتيّا، ولم تبق له قوة على مجابهة مصاعب التدريس، والسيطرة على التلامذة وتبرموا به حتى أنه بقي عالقا بذهني أن الشاعر العربي صمادح (الحاكم الآن) كتب له على السبورة بقسم من أقسام الخلدونية وذلك قبل ميعاد الدرس بقليل: وللمقداد رأس أي رأس … بكل هراوة كبرى يدق توفي بتونس في رجب /1369 أفريل 1950. مؤلفاته: 1) البرنس في باريس (تونس 1330/ 1912) دوّن فيه رحلته إلى فرنسا وسويسرا، وسجل انطباعاته عن الحضارة الغربية، والمقارنة بينها وبين الحضارة الإسلامية، وخصوصا حضارة القيروان، وشاب هذه

المراجع

الرحلة كثرة الاستطراد. 2) دليل الدياجي في أخبار محمد الدغباجي (خط). 3) دراسة في تاريخ الأطعمة التونسية في العصر الحفصي (خط) عرضها على مؤتمر الثقافة الإسلامية المنعقد بتونس. 4) الرحلة الأحمدية في وصف رحلة أحمد باشا باي الثاني إلى فرنسا (ط/تونس). 5) رسالة في تاريخ الشابية بالقيروان، قيل إن المراقب المدني المستشرق شارل منشيكور الفرنسي بنى عليها كتابه القيروان والشابية (سنة 1450 إلى 1592) (بالفرنسية). 6) المفيد السنوي 2 جزءان (ط/تونس) هو دليل إداري إلخ. 7) النفحة النديّة في الرحلة الأحمدية في سيرة أحمد باي ورحلته الثانية إلى فرنسا سنة 1353/ 1934 (ط/تونس 1355/ 1936). المراجع: - الأعلام 7/ 107 (ط 5/)، تراجم الأعلام 327 - 333، معجم المؤلفين 12/ 45 (نقلا عن الأعلام).

616 - الوراق (292 - 362 هـ‍) (905 - 973 م)

616 - الوراق (292 - 362 هـ‍) (905 - 973 م) محمد بن يوسف الوراق القيرواني، الجغرافي المؤرّخ. مولده بوادي الحجارة (¬1) بالأندلس، ومنشؤه بالقيروان، ولذلك يقال له القيرواني، ووفاته ومدفنه بقرطبة. ولا ندري سبب رجوعه إلى موطنه الأصلي الأندلس بعد إقامته زمنا بالقيروان، ولعلّه لم تطب له الإقامة لما ألحقه ملوك العبيديين من اضطهاد وتنكيل بمخاليفهم من أهل السنّة، وكان الملوك الأمويون يرحبون بالوافدين عليهم الفارّين من العبيديين ويستغلونهم، فالعلماء يؤلفون لهم في تاريخ القيروان وإفريقية وجغرافيتها، والساسة وعامّة الناس يسخّرونهم للدعاية والأغراض العسكرية وحتى للتجسس إذ كثر في هذا العهد تجسّس كلتا الدولتين على الأخرى. مؤلفاته: 1) ألّف في أخبار ملوك إفريقية وحروبهم والغالبين عليهم، كتبا جمّة. 2) وألّف في أخبار تيهرت، ووهران، وتنس، وسجلماسة، ونكّور (¬2) وغيرها تآليف حسنة، وقد ضاعت تآليفه، ولم يبق منها غير ما نقله عنه الآخرون، وتآليفه كتبها للحكم المستنصر الأموي ومنها. 3) كتاب ضخم في ممالك إفريقية ومسالكها، وهو في وصف ¬

(¬1) وادي الحجارة شمالي مدريد. (¬2) نكّور بلاد في الريف بالمغرب الأقصى شمالي مدينة مليلة.

المصادر والمراجع

المغرب، وأبو عبيد البكري لا يدين له بعنوان كتابه فحسب بل بمقتطفات عديدة كما يتضح ذلك من نقوله عنه. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 21، بغية الملتمس 131، تاريخ الأدب الجغرافي العربي ق 1/ 169، تاريخ الفكر الأندلسي لجوز ثالث بالنثيا ترجمة حسين مؤنس 309، تكملة الصلة (مصر) 2/ 671، جذوة المقتبس 90، دليل مؤرخ المغرب الأقصى 36 - 73 - 149، سيرة القيروان لمحمد العروسي المطوي 92 - 94، عبد الرحمن علي الحجي تعليق رقم (1) على المقتبس لابن حيان ص 33، معجم المؤلفين 12/ 141، نفح الطيب 4/ 158، (رسالة ابن حزم في الرد على ابن الريب القيرواني)، مقدمة كتاب المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري بقلم دي سلان بالفرنسية، ص 15 - 16.

617 - الورداني (1278 - 1333 هـ‍) (1861 - 1905 م) علي بن سالم الورداني،

617 - الورداني (1278 - 1333 هـ‍) (1861 - 1905 م) علي بن سالم الورداني، الأديب الشاعر، الرحّالة. ولد في بلدة أكودة من ولاية سوسة، وتلقى التعلّم الثانوي في المدرسة الصادقية، وأتقن بها من اللغات التركية، والفرنسية، والإيطالية. وبمواهبه واجتهاده جذب أنظار الوزير خير الدين الذي دعاه مرات إلى تناول الطعام على مائدته، وجعله من كتّاب ديوانه لأن مواهب هذا الطالب أعجبته، وعند ما بارح خير الدين تونس سنة 1295 هـ‍ واستقر باستانبول، استدعى المترجم فالتحق به، وسكن في قصر خير الدين بإستانبول، وتعرّف بروّاد القصر من الشخصيات المرموقة، وأتقن اللغة التركية إتقانا جيدا، وعند ما أصبح خير الدين رئيسا لمجلس التاج مدى الحياة قدّمه للسلطان عبد الحميد الثاني بصفة كاتب للبعثة العلمية برئاسة الشيخ محمود بن التلاميد التّركزي الشنقيطي للبحث عن المخطوطات العربية في إسبانيا، وفرنسا، وإنكلترا. وسافرت البعثة من إستانبول في 8 سبتمبر 1878، ونزلت لبضعة أيام في مرسيليا، وبعد وقفة قصيرة في باردو دخلت إسبانيا، ووصلت إلى مدريد، ثم دخلت دير الإسكوريال حيث شرعت في العمل بدون تأخير في فحص وفهرسة المخطوطات النادرة، وبالرغم من صعوبة العمل وفنيّته فإن أعضاء البعثة أنهوا العمل في بضعة أسابيع.

المراجع

وفي أثناء الإقامة شاهدوا آثار العاصمة الإسبانية، ورحلوا إلى مدن إشبيلية، وبلنسية، وقرطبة، وغرناطة، والمترجم دوّن كل ما يجذب نظره وانتباهه في أوصاف حيّة عجيبة، وترك الانطباعات التي جمعها خلال رحلته. وبعد انتهاء مهمته عاد إلى إستانبول، ونزل في سراي تسناكيلي، وتوالت الإلحاحات من أمه لرجوعه التي حطمها طول الغياب، وعند ما عاد إلى تونس احتفل أصدقاؤه بقدومه، ومنذ الأيام الأولى سمي مترجما بالمصالح العدلية، ثم منشئا بقسم الدولة فيما بعد، وامتاز بدقة ترجمته. وهو شاعر ينظم رباعيات أحيانا على غرار الخيام وغيره من الشعراء الماضين. مات عن غير عقب، ولفقدانه المبكر غير المنتظر لم يفكر أصدقاؤه في جمع أشعاره وتقييدها. له كتاب الرحلة الأندلسية نشره تباعا في 23 عددا من جريدة «الحاضرة» من سنة 1305 إلى سنة 1307. المراجع: - الأعلام 4/ 290 (ط 5/)، ورقات ... 2/ 461 - 466، وجوه تونسية للصادق الزمرلي (بالفرنسية) 59 - 62.

618 - الورداني ( ... -كان حيا 1360 هـ‍) ( ... -1941 م) محمد ابن الحاج حسين منصور الورداني،

618 - الورداني ( ... - كان حيّا 1360 هـ‍) ( ... - 1941 م) محمد ابن الحاج حسين منصور الورداني، نسبة إلى الوردانين القريبة من مساكن على الطريق الرابطة بين مساكن والمنستير، الفقيه، المتكلّم. طلب العلم بمساكن، فكان كثير التردد على حلقات دروس الشيخ الحاج محمد بن للّونة أحد أحفاد الشيخ علي بن خليفة المساكني، وقد أجازه الشيخ المذكور. له اختصار المنح الوفيّة شرح الرياض الخليفية تأليف الشيخ أحمد الدمنهوري، والرياض الخليفية منظومة في التوحيد للشيخ علي بن خليفة. قال في مقدمة هذا الاختصار «لما نظرت فيه ظهر لي أن أختصره، وسبب ذلك طوله في بعض المواضع حتى خرج عن موضوع النظم» (مخطوط) وقد انتهى من اختصاره في 14 جمادى الثانية 1360. المرجع: - دراسة عن الشيخ علي بن خليفة المساكني (مرقونة) بقلم الصديق الباحث الأستاذ محمود القزاح.

619 - الورغي (حوالى سنة 1125 - 1190 هـ‍) (1713 - 1776 م)

619 - الورغي (حوالى سنة 1125 - 1190 هـ‍) (1713 - 1776 م) محمد بن أحمد الورغي، أبو عبد الله، الفقيه، الأديب الشاعر، مجدّد الشعر العربي غربا وشرقا، والمعيد له رواءه بحسن صياغته وجمال خياله وبعده عن التقليد والاجترار. ولد بقرية ورغة الواقعة عند جبل ورغة بين قرية الطويرف ومدينة الكاف من جهة ملاّلة. حفظ القرآن في الكتاب، وبعض المتون، ثم التحق بجامع الزيتونة وقرأ على أعلامه، فأخذ عن أحمد المكودي الفاسي، نزيل تونس، وحمودة الرصاع، وعلي سويسي التفسير والحديث وعلم الكلام وعلوم العربية والمنطق، كما أخذ العلوم الشرعية والحديثية على الشيخ قاسم بن منصور، وأخذ التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية على المفتي الأديب محمد سعادة المنستيري. ولما امتلأ وطابه تصدّر للتدريس بجامع الزيتونة «فجلّى في ميدان التحقيق والإفادة، وأحرز السبق في التحرير والإجادة» (عنوان الأريب). واختاره علي باشا لخاصّته، وقلّده منصب الكتابة بديوان القلم، فأناط عقدها بلبّة حقيق، ومستأهل لها خليق، فحرّر ودبّج، وعطّر أرجاء الأدب وأرّج (عنوان الأريب). وتقلبت به الأحوال بعد زوال دولة مخدومه علي باشا واستيلاء

آثاره

أبناء حسين بن علي على السلطة، فأودع السجن لما سلف منه من مواقف التحزّب لعلي باشا والتأييد والتحريض والشتم لأبناء حسين بن علي، فصفع وضرب، فما كان منه إلا أن استغاث واسترحم وطلب الشفاعة فتوسّل بكل من يأنس لديه رحمة إلى أن عفي عنه، وولي شهادة غابة الزيتون إلى أن وافاه أجله في أوائل جمادى الثانية ودفن بمقبرة القرجاني جنوبي العاصمة. آثاره: 1) ديوان شعر (الدار التونسية للنشر تونس 1398/ 1978) تحقيق عبد العزيز الشابي. 2) مقامات الورغي ورسائله (الدار التونسية للنشر تونس 1972)، وهي تشتمل على المقامة الباهية، وهي في مدح الولي أحمد الباهي ظاهرا وباطنا في نقد حكم أولاد حسين بن علي، ويشير إلى سوء حاله في ظل حكمهم. والمقامة الثانية وهي المقامة الورغية فإنه كتبها بمناسبة ختن علي باشا الثاني أولاده وأولاد أخيه محمد الرشيد. ومقامته الثالثة هي الخمرية كتبها عند ما هدم علي باشا الثاني حانات بالعاصمة، وهي تقوم على الرواية والعرض وبطلها يسمّيه «سعد السعود» وفتاة تسمي نفسها «تونس»، و «سعد السعود» هو الورغي نفسه، وأشار إلى الصراع المرير الذي دار بين علي باشا وبين عمّه حسين بن علي وأبنائه، ثم يذكر سعد السعود أنه صرف صوب ذلك البلد «تونس» العنان، فوافاه في فصل الربيع، وراح يتأمله فوجده قد تبدّل، ولم يعد كالذي كان، وكأنه من طرف خفي ينتقد سياسة أولاد حسين بن علي، ويأسى على أيام علي باشا.

المصادر والمراجع

حقّق محمد المصفار مقامات الورغي، وما نسب له من نثر سنة 1971 لنيل درجة الكفاءة في البحث العلمي من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة التونسية (لم ينشر هذا التحقيق). وقال الدكتور الغزّي عن نثره: «وإذ كان الورغي قد امتاز في نثره بالإكثار من الفواصل وتأليف الجمل القصيرة، فإنه رغم هذا محدود الخيال، فجاءت نتيجة ذلك مقاماته حكايات لا يتجاوز غالبها العرض البسيط الخالي من التصوير، وكان في مقاماته ولا سيما مقامته الخمرية ناقدا سياسيا، وملاحظا اجتماعيا ذكيا، وقد وفّق في أسلوبه الرمزي توفيقا يدعو إلى الإعجاب». المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان 2/ 130 - 131 - 132 - 143، الأدب التونسي على عهد الحسينيين للد/ الهادي الغزّي (تونس 1972) ص 149 - 175، الأعلام 6/ 150 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 537 - 2/ 537، الجواهر السنيّة في شعراء الديار التونسية لمحمد بيرم الرابع 87 - 256، ديوان الورغي ص 18 - 19، شجرة النور الزكية 348، عنوان الأريب 2/ 36 - 39، مقامات الورغي ورسائله (الدار التونسية للنشر 1972)، مجمل تاريخ الأدب التونسي 347 - 352، معجم المؤلفين 8/ 244، مفاتيح النصر بعلماء العصر للعياضي تحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة في النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين س 4/ 1976 - 1977، هدية العارفين 2/ 340، الورغي لمحمد الحبيب بن الخوجة، سلسلة أدباء المغرب العربي (الشركة التونسية للنشر والتوزيع تونس 1380/ 1961).

620 - ابن الوزان ( ... -346 هـ‍) ( ... -957 م)

620 - ابن الوزّان ( ... - 346 هـ‍) ( ... - 957 م) إبراهيم بن عثمان ابن الوزّان القيرواني، أبو القاسم، من أئمة النحو واللغة، والحفّاظ المتبحّرين. سمع من ابن عبدون، وأكثر عنه، ومما قرأ عليه شرح غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلاّم. ظهر عليه النبوغ في النحو منذ حداثته حتى أن شيخه عبد الله بن محمد الأموي المكفوف كان إذا ورد عليه سائل عن النحو سأله الإجابة عنها وأقرّ له بالتقدّم. قال الزبيدي: «وانتهى من اللغة والعربية إلى ما لعلّه لم يبلغه أحد قبله، وأما في زمانه فما يشك فيه، يحفظ كتاب الخليل بن أحمد في العين، وكتاب أبي عبيد في المصنّف، وكتاب ابن السكّيت، وغيرهما من كتب اللغة، وحفظ قبل ذلك كتاب سيبويه، ثم كتب الفرّاء، وكان يميل إلى قول أهل البصرة مع علمه بقول الكوفيين، وكان يفضّل المازني في النحو، وابن السكّيت في اللغة. وكان من أضبط خلق الله، وهو مع ذلك حسن الاستخراج والقياس، وقلّما اجتمع الحفظ وحسن الاستخراج، ولقد كان يستخرج من مسائل النحو واللغة أمورا لم يتقدمه فيها أحد، وأمره في هذا يفوق كل أمر، وكان غاية في استخراج المعمّى، وكان مقصرا في صناعة الشعر، ولم يتعرّضه، وربما أتى منه بشيء ولا يحبّ أن يوسم به، وإنما صنعه في آخر عمره».

المصادر والمراجع

وكان من العلماء المترددين على بيت الحكمة برقادة لشكل الكتب وتصحيحها، ذكر الزبيدي (¬1) في ترجمة أبي محمد عبد الله الأموي المكفوف ما نصّه «وأبطأ عنه أبو القاسم بن عثمان الوزّان النحوي أياما كثيرة ثم أتاه فلامه على تخلّفه عنه، وقال له: يا أبا القاسم: نحن كنّا سبب ما أنت فيه من العلم، وقد علمت كيف كنت أخصّك وأؤثرك على غيرك فلما صرت إلى هذه الحال قطعتنا. - فقال له: أصلحك الله أعذر، فقد كان لي شغل اختلف إلى رقادة إلى دار فلان وذكر بعض السلاطين (¬2) أشكّل له كتبا وأصحّحها. - فقال سررتني والله. - فقال له: بماذا سررتك؟ - قال بما يكون من برّه ومكافاته على اختلافك إليه وتصحيحك لكتبه. - فضحك وقال: والله ما هو إلا أن أكتري دابّة إذا مضيت وكذلك إذا رجعت من مالي. فعجب من ذلك». وكانت وفاة أبي القاسم في يوم عاشوراء. له في النحو واللغة تصانيف كثيرة لم تصلنا أسماؤها. المصادر والمراجع: - انباه الرواة 1/ 172 - 174، بغية الوعاة 1/ 417، البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي (صاحب القاموس) ص 6، الديباج 91، شذرات الذهب 2/ 372، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 269 - 270، العبر للذهبي 1/ 271، معجم الأدباء 1/ 203، معجم المؤلفين 1/ 58. ¬

(¬1) طبقات النحويين واللغويين ص 258. (¬2) هو إبراهيم الأغلبي الثاني يراجع ح ح عبد الوهاب مجلة الندوة س 4 ع 1 جانفي 1956 ص 5.

621 - الوزير (1330 - 1403 هـ‍) (1912 - 1983 م)

621 - الوزير (1330 - 1403 هـ‍) (1912 - 1983 م) أحمد بن المختار الوزير الأديب الكاتب الشاعر، الباحث، من رجال التربية والتعليم. ولد بمدينة تونس العاصمة، وبها تلقى تعلمه الابتدائي، ثم انخرط في سلك طلبة جامع الزيتونة، وبعد تخرّجه منه سافر إلى القاهرة، وانتسب إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة إلى أن تخرّج منها محرزا على شهادتها. وبعد ما رجع إلى مسقط رأسه باشر التعليم بالمدرسة الخلدونية لتلامذة جامع الزيتونة في المرحلة الثانوية والعالية، فأقرأ التربية وعلم النفس، وعنه أخذنا هذين العلمين في المرحلتين، فعرفنا فيه الجدّ، وعدم الميل إلى المزاح، وعدم التخلّف عن دروسه، كما عرفنا فيه التمكّن من المادتين والاطّلاع على أحدث الآراء والنظريات كما قام بتدريس المادتين لتلاميذ مدرسة ترشيح المعلمين. نشر في الصحف والمجلات دراسات وبحوثا تتّسم بالابتكار وسعة الأفق في لغة مشرقة جذابة. وشعره يتّسم بالروعة والجمال والبعد عن الإغراب، واستخدام القوالب الجاهزة، والعبارات الميتة. توفي في 17 أفريل 1983.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) أناشيد للأطفال (الدار التونسية للنشر 1971). 2) الأهازيج، شعر للتلاميذ (الشركة التونسية للتوزيع 1975). 3) ديوان للأطفال (الدار التونسية للنشر 1974). 4) المختار من شعر الوزير (دار بوسلامة للنشر تونس 1958). 5) الموجز في التعليم (مطبعة الإرادة تونس 1950). 6) ينبوع لا يجف (شعر) الدار التونسية للنشر 1969.

622 - الوزير السراج (نحو 1070 - 1149 هـ‍) (1659 - 1736 م)

622 - الوزير السرّاج (نحو 1070 - 1149 هـ‍) (1659 - 1736 م) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مصطفى الوزير المشهور بالسّراج، الأندلسي أصلا، التونسي ميلادا ومنشأ، الأديب الشاعر المؤرّخ. ولد بتونس، وأخذ العلم عن مشايخ جامع الزيتونة، ومشايخ المدارس الموجودة بتونس، ومن مشايخه سعيد الشريف، ومحمد فتاتة، ومحمد الحجّيج الأندلسي، وعلي الغمّاد، ومحمد الغمّاد، وأحمد برناز، ومصطفى البايلي، وإبراهيم الجمل الصفاقسي، ومحمد بن عاشور، ومحمد الغماري، ومحمد الخضراوي، ومحمد الصغيّر داود، وغيرهم. وبعد تمام تخرّجه درّس في عدّة مدارس حتى اشتهر أمره في ميدان العلم والأدب، ولما تولى حسين بن علي (مؤسّس دولة البايات) قرّبه إليه، واختاره لوظائف متعددة منها التدريس بجامع الزيتونة، والقيام على مرتبات المدرّسين به وصرفها إليهم، ثم هو يدعوه إلى مرافقته في بعض أسفاره ويستدعي العلماء للاستماع إلى ما أتمّ من كتاب «الحلل السندسية» ويميّزه على غيره من الشعراء، فكلّفه بكتابة النص الذي نقشه على خاتمه ليختم به رسائله وأوامره، وتقوى العلاقات بين الأديب والأمير فتقع بينهما مراسلة وديّة كلما سافر أحدهما إلى بعض النواحي، هذا ما رجّحه واستنبطه د/محمد الحبيب الهيلة.

مؤلفاته

نتيجة لهذه العلاقة قد أفاض حسين بن علي على المترجم العطايا والصلات ما أثلج صدره، وجعل عيشه رغدا، وأطلق لسانه بالمدح وتخليد المآثر. مؤلفاته: 1) الحلل السندسية في الأخبار التونسية، وهو كتاب أرّخ فيه للعهد التركي إلى عهد الأمير حسين بن علي باي إلى قيام علي باشا ضد عمّه حسين بن علي، وأتمّه سنة 1144، ورتّبه على ثمانية أبواب؛ الأول في التاريخ العام، والثاني في أخبار العرب، والثالث في إفريقية، والرابع في قرطاجنة، والخامس في تونس، والسادس في ملوكهم، والسابع في الأمراء الذين تولّوها تحت آل عثمان، والثامن استطرادات وأخبار مفصّلة (ينظر تاريخ آداب اللغة العربية). ألّف الكتاب برغبة من الأمير حسين بن علي، ولمّا أتمّ الجزء الأول استدعاه الأمير إلى قراءته في جمع من العلماء، فأعجب به الملك والحاضرون، وأغدق عليه الأمير الصلات الجزيلة. أتمّ تأليف الجزء الأول سنة 1117 والجزء الثاني كتبه سنة 1138، والكتاب يشتمل على أربعة أجزاء، والجزء الرابع والأخير مفقود، وقد تناول في هذا الجزء تاريخ تونس من سنة 1137 إلى سنة 1147 وهي نفس الفترة العصيبة التي احتدّ فيها الخلاف بين حسين علي وعلي باشا، ويبدو أنه ذكر تفاصيل هذه المحنة، ومن الطبيعي أن يكون ميله مع مخدومه الأمير حسين بن علي، فليس غريبا بعد ذلك أن يكره علي باشا الإبقاء على كتاب يسجّل مخازي ثورته على عمّه فأحرق هذا الجزء، ولم يبق منه عينا ولا أثرا، وهو ما أثبته الوزير الشيخ حمودة بن عبد العزيز في مقدمة

المصادر والمراجع

التاريخ الباشي، وذكر الشيخ محمد مخلوف في «شجرة النور الزكية» ناقلا عن الشيخ محمد بن عثمان السنوسي في كتابه الاستطلاعات الباريزية (ص 125) «وقد اتفق لي أن تذاكرت مع أحد مشاهير علماء باريس في التواريخ العربية المحضة المختصة بالمملكة التونسية، وذكرت له كتاب «الحلل السندسية» للوزير السرّاج، وأنه لا توجد منه نسخة كاملة عندنا لوقوع إحراق جزئه الأخير فأطلعني على ديوان كتب مكتبة المونيك في الباقيرة من ألمانيا فإذا فيه نسخة مؤرّخة سنة 1136 تامّة مؤلفة من أربعة مجلدات». وهذا غير صحيح ولا أساس له إذ لا يوجد بها إلا الجزء الأول، طبع الجزء الأول منه بالمط/الرسمية التونسية سنة 1870/ 1287 - 1871، ولم تطبع منه إلا الأبواب الأربعة الأولى، وجزء من الجزء الخامس، وقد حقّقه د/محمد الحبيب الهيلة ونشرته الدار التونسية للنشر سنة 1970 وطبعت الجزء الأول في أربعة أقسام، والقسم الأول من الجزء الثاني، ونشرته دار الكتب الشرقية سنة 1973 (نشرت الكتاب كاملا بأجزائه الثلاثة دار الغرب الإسلامي، ببيروت لبنان 1985 بتحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة). المصادر والمراجع: - الأعلام 7/ 66 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 418، تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 343 - 4/ 344، ذيل بشائر أهل الإيمان 208، شجرة النور الزكيّة 1/ 326 - 2/ 164، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية لعبد الحفيظ منصور (بيروت) 377 - 379 (مخطط الحلل السندسية)، معجم المطبوعات 1018، معجم المؤلفين 11/ 194، محمد بن الخوجة، المجلة الزيتونية م 4، 5 محرم 1360/ 5 فيفري 1941، رقم 24 - المقدمة التي كتبها محقّق الحلل د/محمد الحبيب الهيلة ص 72 - 124. J.quemeneur، publications de I'imprimerie officielle tunisienne، revue Ible، n 98، 1962 / 2. P.158، n 250.

623 - الوسياني ( ... -القرن 6 هـ‍) ( ... -12 م)

623 - الوسياني ( ... - القرن 6 هـ‍) ( ... - 12 م) سليمان بن عبد السلام بن حسان الوسياني الزناتي، نسبة إلى بني وسيان، ويقال واسين من زناتة الذين كانوا يسكنون بقسطلية (الجريد توزر) الإباضي المذهب، المؤرّخ. كان أحد شيوخ الحلق الكبار الحفّاظ للسير والآثار، رويت عنه التواريخ والأخبار وكان معاصرا لأبي عمّار عبد الكافي. تآليفة: 1) تأليف في السير، حسن. 2) تراجم الإباضية، نقل عنها كثيرا الشمّاخي ومدحها. 3) مشايخ المغرب حقّقه الدكتور إسماعيل العربي (من الجزائر). المصادر والمراجع: - الإباضية بالجريد لصالح باجية ص 205، السير للشماخي 654، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 756.

624 - ابن الوكيل ( ... -1175 هـ‍) ( ... -1762 م)

624 - ابن الوكيل ( ... - 1175 هـ‍) ( ... - 1762 م) عمر بن علي الفتوشي التونسي المعروف بابن الوكيل، نزيل الإسكندرية، الأديب الشاعر ورد مصر سنة 1154/ 1741 فسمع صحيح البخاري على الشيخ محمد الحفناوي، وأجازه في ثاني محرم من السنة، ثم توجه إلى الإسكندرية واستوطنها مدة، ثم جاء إلى القاهرة أثناء سنة 1174. كان ينشد كثيرا من المقاطع الشعرية لنفسه ولغيره، تولى نيابة القضاء بالكاملية. وكان إنسانا حسنا، لطيف المحاورة، كثير التودّد والمراعاة، بشوش الملتقى، مقبلا على شأنه. توفي في 2 ذي الحجة. له رسالة في الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم، خرّج صيغها بالدور الأعلى للشيخ محيي الدين بن عربي. المصدر: - عجائب الآثار للجبرتي 1/ 328 (دار الجيل بيروت ط 2/).

حرف الياء

حرف الياء

625 - ابن يالوشة (1260 - 1314 هـ‍) (1844 - 1894 م)

625 - ابن يالوشة (1260 - 1314 هـ‍) (1844 - 1894 م) محمد بن علي بن يوسف المعروف بابن يالوشة الشريف التونسي، من علماء القراءات ومدرّسيها بجامع الزيتونة، ينحدر من أصل أندلسي، وفد أسلافه إلى تونس في زمن الجلاء الأخير في عهد يوسف داي سنة 1016، وكان آباؤه قائمين بشعيرة الأذان بجامع الزيتونة وقراءة أحزاب القرآن، ومشتغلين بصناعة الشاشية. بعد حفظه للقرآن العظيم التحق بجامع الزيتونة، وأخذ عن أعلامه كالمشايخ: عمر بن الشيخ، ومحمد النيفر، وصالح الهواري، والعربي المازوني، ومصطفى بن خليل، ومحمد المكّي بن عزوز، وأخذ التجويد والقراءات على الشيخ محمد البشير التواتي، وأحرز على شهادة التطويع في سنة 1292/ 1884. تولى تدريس القراءات بجامع الزيتونة، ودرّس الحديث، والعربية، والتوحيد، والفرائض، ومن تلامذته صهره زوج ابنته إبراهيم المارغني، ومحمد الجديد، وعمّار بن حميدة، والمختار المؤدب، وأحمد البناني. وتولى التدريس من الرتبة الأولى سنة 1312/ 1892. توفي في آخر جمادى الثانية. مؤلفاته: 1) تحرير الكلام في وقف حمزة وهشام، تونس 1301 بإشراف المؤلف، والثانية سنة 1322 بهامش النجوم الطوالع، والثالثة سنة

المراجع

1354 بهامش الكتاب المذكور. 2) اختصار وتعليق باب هاء الكناية وحصره في جدول محكم لطيف، طبع بهامش النجوم الطوالع سنة 1354. 3) شرح على قسم الفرائض من الدرّة البيضاء (تركه مسودّة). 4) الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة فرغ منها سنة 1300 ط/ بتونس مرات. 5) المعلم أداء من أوجه الخلاف القرّاء السبعة. المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 210، معجم المؤلفين 12/ 97، عبد الواحد المارغني ترجمة له في الفوائد المفهمة ص 70 - 72.

626 - ابن يملول ( ... -من رجال القرن 3 هـ‍) ( ... -9 م)

626 - ابن يملول (¬1) ( ... - من رجال القرن 3 هـ‍) ( ... - 9 م) محمد بن أحمد بن يملول التنوخي التوزري، أبو بكر، الفقيه الفاضل. سمع من سحنون، ورحل إلى الشرق في طلب الحديث، وناظر محمد بن عبد الحكم بمصر، وسمع منه عند رجوعه كثيرون. قال القاضي عياض، وكان مطاعا ببلده، كثير الأتباع، مذكورا بالخير، ثقة مأمونا، قديم الموت. سمع منه بكر بن حمّاد، وكثير من أهل القيروان وغيرهم. قال ابن فرحون: ألّف تآليف كثيرة. المصادر: - ترتيب المدارك 3/ 129، الديباج 36 - 167 تحقيق د/محمد الأحمدي أبو النور. ¬

(¬1) في الديباج هكذا ابن يملول، وابن يملول أسرة كانت معروفة بتوزر قديما تولّت إمارة توزر في العصر الحفصي وإلى الآن هناك صنف من التمر يقال له يمنون، وهو تحريف عن يملول، ولعلّ هذه الأسرة أوّل من جلبته إلى توزر.

627 - ابن يونس ( ... -451 هـ‍) ( ... -1059 م)

627 - ابن يونس ( ... - 451 هـ‍) ( ... - 1059 م) محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي، أبو بكر، الفقيه النظّار، الفرضي، من أئمة الترجيح. ميلاده بصقلية، وتعلّمه بها، فأخذ بها عن القاضي أبي الحسن الحصايري، وعتيق بن عبد الحميد الفرضي، وأبي بكر بن عباس، وغيرهم. ثم انتقل إلى القيروان، وأخذ عن شيوخها، وأكثر النقل عن بعضهم، منهم أبو عمران الفاسي، وحدّث عن أبي الحسن القابسي. توفي بالقيروان، وقبره بالمنستير حذو باب القصر الكبير يعرف بسيدي الإمام. مؤلفاته: 1) كتاب في الفرائض. 2) كتاب جامع حافل للمدونة أضاف إليها غيرها من الأمهات، عليه اعتماد الطلبة (شجرة النور)، واعتمد ترجيحاته خليل في المختصر. المصادر والمراجع: - الديباج 274، شجرة النور الزكيّة 111، معجم المؤلفين 10/ 252.

628 - الينونشي ( ... -501 هـ‍) ( ... -1107 م)

628 - الينونشي ( ... - 501 هـ‍) ( ... - 1107 م) قال القاضي عياض في «الغنية»: سعيد بن أحمد بن سعيد السفاقسي (¬1) ثم الينّونشي، قرية من قراها (¬2)، الفقيه الزاهد، أبو الطيب، اجتاز ببلدنا، وسكن أغمات، كان من المحققين للفقه والكلام من أهل البلاغة والتأليف والنظم والنثر. تفقّه بأبي الحسن اللخمي وطبقته، وكان من أهل الخير التام والفضل الكامل وسلوك طريق الزهد والورع والتقلّل متواضعا، حسن الصحبة، كريم العشرة، زاد على الأيام فضلا وشهرة اسمه وبعد صيته عند السلطان وغيره، فلم يزده إلاّ خيرا وانقباضا وتواضعا، ولم يتشبث بشيء من أمور الدنيا وخططها إلى أن توفي - رحمه الله - من سقطة سقطها من درج منزله في صدر رجب سنة إحدى وخمسمائة. المصدر: - الغنية للقاضي عياض تحقيق ماهر إبراهيم جرّار (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1402/ 1982) ص 210 رقم 90. ¬

(¬1) كانت تكتب بالسين إلى القرن الثامن الهجري، ومن ذلك التاريخ صارت تكتب بالصاد كما تراه في رحلة التجاني، وتاريخ ابن خلدون، وكتابتها بالسين يوافق اللغة البربرية إذ لا صاد فيها، وكلمة صفاقس من أصل بربري لا صلة لها بسيفاكس، وإلى الآن في اللهجة الدارجة يقع النطق بالسين بدل الصاد. (¬2) قرية قديمة انقرضت منذ زمان ولا مكان لها في الخرائط المفصّلة.

629 - ابن يوسف (1274 - 1358 هـ‍) (1863 - 1939 م)

629 - ابن يوسف (1274 - 1358 هـ‍) (1863 - 1939 م) محمد بن يوسف، من كبار أعلام تونس في العصر الحديث، وهو إلى جانب مكانته العلمية له ميل إلى الأدب، يطالع الكتب، وينظم الشعر، وله ذوق أدبي رفيع. ولد بمدينة تونس، وكان والده يوسف بن إبراهيم جنديا من ضباط الأمن العام بالمدينة، ينتمي إلى أصل جركسي، دخل المترجم الكتاب فحفظ القرآن العظيم، وأتقن مبادئ العلوم، ثم دخل جامع الزيتونة، فأقبل على طلب العلم بهمّة ونشاط وانقطاع عن كل ما يشغل أو يضيّع الوقت حتى اتخذ لنفسه بيتا بالمدرسة الباشية اقتصادا في أوقات الذهاب والإياب بين منزله والجامع، فكان يقضي يومه بين الجامع والمدرسة والمكتبة العبدلية الزيتونية، ولم يكن يدخل منزل والده إلا ليلا عند انتهاء أشغاله العلمية. قرأ على المفاتي أحمد بن الخوجة، وحسين بن حسين، ومحمد النجار، ومحمد بيرم، وسالم بو حاجب، والمشايخ: عمار بن سعيدان، ومحمد الشاذلي بن القاضي، وغيرهما، واجتاز امتحان شهادة التطويع سنة 1297/ 1866، ونجح بتفوق، ونال الإعجاب والتقدير، واستقرت منزلته العالية في نفوس المشايخ النظّار (المشرفين على إدارة الجامع المسماة بالنظارة العلمية) إلى أن حصل شغور في التدريس من الطبقة الثانية، ولم تمض على نجاحه في امتحان شهادة التطويع أشهر عديدة فانتخبه النظّار لخطة التدريس من الطبقة الثانية سنة 1298/ 1867،

وانتقل إلى التدريس من الطبقة الأولى سنة 1311/ 1880، واشتغل بالعدالة (التوثيق) حتى عدّ من أشهر الموثقين وأفقههم بالإجراءات على المذهب الحنفي، وزاد اشتهارا بذلك عند ولاية صديقه الشيخ إسماعيل الصفائحي خطة القضاء الحنفي واعتماده عليه في تهيئة النوازل للقضاء، ثم عمل عدلا بجمعية الأوقاف، وترقّى من ناظر العدول بها إلى خطة كاتب أول، ثم سمي عضوا بمجلس الجمعية على عهد الرئيس البشير صفر، وحاز شهرة علمية فائقة، ودعي سنة 1316/ 1896 للسفر إلى باريس لتمثيل جامع الزيتونة في مؤتمر المستشرقين، وكان سفره بصحبة صديقه الشيخ محمود بن محمود، والمستشرقين الفرنسيين برنار روا الكاتب العام للحكومة التونسية، ولويس ماشويل مدير العلوم والمعارف، وفي هذه الرحلة قلّد وسام العلوم من الدرجة الأولى، كما سمي عضوا في مجلس إصلاح التعليم بجامع الزيتونة مرتين الأولى سنة 1328/ 1908، والثانية سنة 1342/ 1924، وعضوا في لجنة إصلاح نظام العدول التي انعقدت برئاسة المقيم العام لوسيان سان، وصدر عنها الأمر المؤرّخ في محرم سنة 1348 المعمول به الآن في نظام الإشهاد العام. وفي حدود سنة 1317/ 1897 قام برحلة زار فيها مصر، وإستانبول، ولقي العلماء منهم الشيخ محمد نجيب المطيعي الذي كان يحبه ويعجب به. أما عمله في دار الشريعة فقد ولي خطة الإفتاء سنة 1334/ 1894، فأظهر البراعة في التطبيق والضلاعة في جلب النصوص الفقهية، والنظر الدقيق في طرق الإجراءات وسير النوازل، وكانت له مواقف شهيرة في العمل لمخالفة طرائق الفقهاء بالقضاء لا يقرّها التحقيق ولا التطبيق.

مؤلفاته

«ولما أسندت إليه مشيخة الإسلام الحنفية قام بأعبائها سبع سنين في نشاط لائق وحكمة في إدارة المجلس الحنفي ودقة في إجراء النوازل لا تبقي وراءها مجالا للنظر، واستمر قائما بأعباء هذا العمل إلى أن اختاره الله لجواره صباح يوم الخميس في 25 شوال 1358، ورفع جثمانه من منزله صباح الجمعة بمحضر الأمير أحمد باشا باي الثاني، وصلّى عليه بساحة القصبة، ودفن بمقبرة الزلاج. وهو في الأدب كثير الميل إلى الناحية الفنية، ولذلك كان يتعصب للشعر الأندلسي، ويعكف على مطالعة نفح الطيب، ويذهب مذهب الأندلسيين في تفضيل طريقة البحتري على طريقة أبي تمّام والمتنبي، فكان يرى أن العمل الفني الشعري هو العمل الذي يعدّ ابتكار المعنى من اختيار الألفاظ والذوق في تركيبها وصبغ التركيب صبغة تحسين بها تلقي النفوس للمعاني التي يريد الشاعر أداءها، فذلك هو الفن الشعري عنده، وذلك هو عمل الشعراء الذين تفاوتوا في إجادته، وكان يرى أن للأذن حكما لا يرفض في هذا الغرض. قام بتدريس مقامات الحريري بجامع الزيتونة في حدود سنة 1315 «وعلى أصوله النقدية هذّب شعره ونثره حتى أتى في النثر بالمتين المعجب، وفي الشعر بالرقيق المغرب». مؤلفاته: 1) رسالة أدبية حرّرها لأحد أصدقائه يردّ مذهبه في تفضيل المتنبي على البحتري، ويوضّح أن مدار جودة الشعر في نظره على الرقة والسلامة. المرجع: - تراجم الأعلام للعلاّمة محمد الفاضل بن عاشور ص 261 - 270.

خاتمة الكتاب

خاتمة الكتاب انتهى الكتاب بعون الملك الوهّاب، وله الحمد أولا وآخرا على نعمه وإفضاله. وأريد هنا أن أشكر جزيل الشكر الأخ الفاضل السيد الحبيب اللمسي صاحب دار الغرب الإسلامي ببيروت إذ لولاه ما رأى هذا الكتاب النور، وأذكر أني عند ما أتممت تدوين الجزء الأول ومشيت شوطا في الجزء الثاني طافت برأسي فكرة من يتولى نشر الكتاب، وساورني اليأس، وقلت في نفسي: إن آخر حل عندي أن أخاطب في شأن طبعه الأخ السيد الحبيب اللمسي فإن رفض انكففت عن العمل، وفعلا راسلته مبيّنا له موضوع الكتاب وطريقته فأبدى لي رغبة في نشره وشجعني، وعند ما طبع الجزء الأول في أقرب وقت أصبح يطالب بإرسال الجزء الثاني وهو إذ ذاك لم يتم تدوينه. فتمثلت بقول القائل: أبلعني ريقي فقد أجهدني طريقي، وانكببت على إتمام الجزء الثاني إلى أن يسّر الله بعونه إتمامه، وواليت العمل في تدوين بقية الأجزاء. وقد لاقيت في تدوين هذا التأليف نصبا نسأل الله جلّ وعلا أن يثيبني بقدر إخلاصي وحسن نيّتي وخدمتي للعلم، ولا أدّعي أنه عمل ممتاز لأني أشعر بجوانب نقص فيه ولكني ما ادّخرت وسعا، والله يسدّد الخطى، ويوفّق للخير.

المستدرك

المستدرك لما صدر بعض أجزاء الكتاب ظهرت دراسات أو كتب لها مساس بالأشخاص الذين ترجمت لهم، ومن حسن الحظ أنني لم أغفل بعض المصادر والمراجع إلا مرّات معدودات، ولأجل كل ذلك وجب الاستدراك والتنبيه، وسبحان من تفرّد بالكمال المطلق.

مستدرك الجزء الأول

مستدرك الجزء الأول ج 1/ 15 (ترجمة اغة مصطفى) يزاد في قائمة المراجع - الأعلام 7/ 245 وفيه مصطفى بن محمد بن مصطفى وترجمته أملاها عليه الأستاذ عثمان الكعّاك، Sadok Zmerli، figures tunisiennes Les successeurs، PP 181 - 188 . - ص 39 (ترجمة ابن الأبّار) الكتاب رقم 15 درر السمط في خير السبط، ط. بتحقيق محسن جمال الدين عمارة، مط. المعارف بغداد 1974، 14 ص مستل من مجلة البلاغ ع 5 س 4 و 5 (مجلة المورد العراقية ج 2 مجلد 10، 1981 ص 451). يزاد في قائمة المصادر والمراجع في ترجمة ابن الأبّار - إيضاح المكنون 1/ 419، 2/ 502، 1/ 97، 107، 148، 2/ 235، 236، كشف الظنون 372، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين لروبير براشفيك (بالفرنسية) 2/ 184. - ص 45 (ترجمة الأبياني) كتابه ترتيب السماسرة نشره مع التعاليق اللازمة في مجلة (العرب) عثمان الكعاك (ينظر تأليفه العلاقات بين تونس وإيران ص 41 (تونس 1974) وط، بمط العاني ببغداد 1965 ص 3 - 22 مستلّ من مجلة كلية الشريعة ع 1/ 1965 باسم رسالة في السمسرة والسمسار وأحكامه (مجلة المورد م 10 ج 2، 1981 ص 267). ويزاد في قائمة مصادر ومراجع ترجمته (ص 45) الأعلام 4/ 166 (ط 5/). - ص 1/ 50 (ترجمة الأبّي) يزاد في أسماء المصادر والمراجع، أبو عبد الله الأبي وكتابه الإكمال تأليف د/عبد الرحمن عون 512 ص

(الدار العربية للكتاب، تونس 1984) وفيه ترجمة مستفيضة للمؤلف، توشيح الديباج لبدر الدين القرافي ص 204 - 250 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1983)، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) لروبير برانشفيك 2/ 375، ويلاحظ أنه ألّف الإكمال في سنة 823 كما ذكره في 2/ 360 (إكمال الإكمال). - في ترجمة الإسرائيلي إسحاق 1/ 62 يزاد في أسماء المصادر والمراجع، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع لإدوارد كرنيليوس فانديك (القاهرة 1897) ص 217، هدية العارفين 1/ 199. - 1/ 65 (ترجمة أعين بن أعين) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 2/ 273، 424، 1/ 73 (في ترجمة الأندلسي علي بن إبراهيم بن أحمد) كتابه العزّ والمنافع منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 440، وحقّق الجزء الأول منه سعيد بن عثمان سنة 1974 لنيل درجة الكفاءة في البحث العلمي من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة التونسية (لم ينشر). يزاد في أسماء المراجع والمصادر إيضاح المكنون 2/ 147، هدية العارفين 1/ 21 وفيه أنه فرغ منه سنة 1048 وأنه موجود بدار الكتب كوبرلي، المؤرخون التونسيون ص 33 هامش (1)، وثائق عن الهجرة الأندلسية الأخيرة إلى تونس بقلم عبد المجيد التركي، حوليّات الجامعة التونسية ع 4، 1967، ص 64 - 67. 1/ 94 (ترجمة ابن باديس المعز) يزاد في أسماء المراجع: الأعلام 7/ 269 - 70 (ط 5/)، هدية العارفين 2/ 465. 1/ 104 (ترجمة البراذعي) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: هدية العارفين 1/ 347 - 8. 1/ 108 (ترجمة البرّادي) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 5/ 171 (ط 5/) وفيه النفوسي (كذا) الدمّاري (صوابه الدمّري)،

دائرة المعارف الإسلامية (ط 1/ الترجمة العربية 7/ 40 - 43 بقلم روني باسيتي (Rene Basset et Bulinacce). 1 / 111(ترجمة برتقيز يوسف) يزاد في أسماء مؤلفاته منظومة في العبادات توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية وعليها شرح (أصلها من المكتبة العبدلية). 1/ 117 (ترجمة البرزلي) يزاد في قائمة المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 358، 2/ 56، 100، 155، 156، بغية الوعاة 2/ 359، الأعلام 5/ 172 (ط 5/)، توشيح الديباج 267 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1983)، معجم المؤلفين 8/ 94، كتاب الفتاوي وقيمتها الاجتماعية - مثال نوازل البرزلي، فصلة مستلّة من حوليات الجامعة التونسية بقلم الأستاذ سعد غراب ع 16/ 1978، دائرة المعارف الإسلامية (ط 1/) 7/ 47 - 48 بقلم بروكلمان، برنامج المكتبة الصادقية 4/ 351، 352. 1/ 121 (ترجمة البرشكي عبد الرحمن) يزاد في قائمة المصادر والمراجع: توشيح الديباج 153. 1/ 125 (ترجمة برناز أحمد) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: معجم المؤلفين 2/ 179 تحت عنوان «قرّة خوجة» نقلا عن بروكلمان الملحق 2/ 692. - ص 126 ذيل بشائر أهل الإيمان يزاد بعده ص 230 - 234 (ط 2/). 1/ 129 (ترجمة ابن بزيزة) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: شجرة النور الزكية 190، معجم المؤلفين 5/ 239، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين 2/ 376، الحلل السندسية 1/ 665 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985). 1/ 139 (ترجمة البسيلي) يزاد في أسماء المصادر والمراجع:

توشيح الديباج 58، الحلل السندسية 1/ 633، والأعلام 1/ 227. 1/ 141 (ترجمة البشروش) يزاد في أسماء المراجع وفي الأدب التونسي لمحمد الحليوي (تونس 1969) 107 - 113، محمد الهادي المطوي حول كتاب «محمد البشروش» حياته وآثاره، مجلة «الحياة الثقافية» ع 21 س 7 ماي - جوان 1982، ص 106 - 113. 1/ 145 (ترجمة البطرني) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: رحلة ابن رشيد المسماة ملء العيبة تحقيق الشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة (تونس 1402/ 1982) ص 169 - 172 ج 2. - ص 153 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 3/ 335 (ط 5/) وص 514/ 1 من هدية العارفين. 1/ 156 (ترجمة البكري محمد تاج العارفين) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 303 - 304، المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 39 - 40. 1/ 162 (ترجمة البلهوان علي) يزاد في أسماء المراجع: الأعلام 4/ 300 (ط 5/)، حياة كفاح لأحمد توفيق المدني (الجزائر) 2/ 338 - 339. 1/ 168 (ترجمة ابن بلّيمة) يزاد بعد صفحات كشف الظنون ص 573، ويزاد في أسماء المصادر والمراجع، هدية العارفين 1/ 278. 1/ 172 (ترجمة البيّاسي) كتابه الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام، حقق الجزء الأول منه عام 1974 د/شفيق جاسر أحمد محمود، وحصل به على درجة الماجستير من جامعة عين شمس، وحقّق الجزء الثاني رئيس قسم التاريخ بكلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1/ 173 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 358، 2/ 56، 100، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 384، هدية العارفين 2/ 554.

1/ 176 (ترجمة بيرم الأول) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: سياسة حمودة باشا في تونس للدكتور رشاد الإمام (منشورات الجامعة التونسية) تونس 1980، ص 16 - 17 (تحليل لرسالة السياسة الشرعية)، المرجع السالف ص 135 - 136، هدية العارفين 2/ 352. 1/ 179 (ترجمة بيرم الثاني) 2 - حسن البنّا ... وط/بمصر. - ص 181 يزاد في أسماء المصادر والمراجع تونس وجامع الزيتونة لمحمد الخضر حسين، جمعه وحقّقه علي الرضا التونسي (المط/التعاونية بدمشق 1391/ 1971) ص 100 - 103، إيضاح المكنون 1/ 405 - 2/ 108، يزاد في مؤلفاته تقارير بخط يده على نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، موجود ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس (ينظر برنامج المكتبة العبدلية 2/ 234). 1/ 182 (ترجمة بيرم الثالث) يزاد في أسماء مؤلفاته، حسن الخط في توهم الاحتجاج عندنا بالخط. - ص 183 يزاد في أسماء المصادر والمراجع، إيضاح المكنون 1/ 404، هدية العارفين 2/ 370. j.quemeneur، in revue Ibla، n 98، 2 / 1962 p .1 / 400, 58 - 59. 1 / 190(ترجمة بيرم الرابع) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: فهرس الفهارس 1/ 242 - 243 (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1402/ 1982 ط 2/ باعتناء د/إحسان عباس)، هدية العارفين 2/ 376. 1/ 193 (ترجمة بيرم الخامس) وعند ما رجع أسّس المستشفى الصادقي، والصحيح أنه كان عضوا في اللجنة التي كلّفت بتنظيم مستشفى العاصمة التونسية الذي دشّنه الأمير محمد الصادق باي رسميا 10 فيفري 1894، وأصبح يعرف بالمستشفى الصادقي (تصحيح الأستاذ حمّادي الساحلي).

1/ 197 (ترجمة بيرم الخامس) يزاد في أسماء المراجع: إيضاح المكنون 1/ 104 (يسمّيه خطأ محمد بيرم الثالث، والدليل أنه نسب له صفوة الاعتبار) 2/ 68، وذكره على وجه الصواب في هدية العارفين 2/ 388، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع لإدوارد كرنيليوس فانديك ص 414، المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مائة عام لأنور الجندي ص 77، 79، خير الدين وزير مصلح (بالفرنسية) للمنجي صيدة 273، 275، 341، 343، 367، مشاهير الشرق لجرجي زيدان 2/ 289، 290، الآداب العربية للأب لويس شيخو 2/ 189، فهرس الأزهر 2/ 119 - 1/ 249، منتخبات المؤيد 1/ 498، صفوة الاعتبار 1/ 194، ثم ملحق الجزء الخامس منه، أصول الحماية لجان قانياج (بالفرنسية) ص 559 تعليق 89 ص 570 تعليق 132. - ص 153 يزاد في قائمة المصادر والمراجع: الأعلام 3/ 335 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 476. - ص 181 إيضاح المكنون 2/ 108. 1/ 208 (ترجمة التجاني أحمد بن محمد) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 2/ 511، 2/ 541، 701، توشيح الديباج 57، 58 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1983)، الحلل السندسية 1/ 631 (دار الغرب الإسلامي بيروت). 1/ 213 (ترجمة التجاني عبد الله بن محمد) يزاد في قائمة المصادر والمراجع: الأعلام 4/ 125 (ط 5/)، إيضاح المكنون 2/ 713، كشف الظنون 1/ 370، 2/ 713، هدية العارفين 2/ 141 - 142، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 397 - 399، دائرة المعارف الإسلامية (ط 1/ الترجمة العربية - كتاب الشعب) 9/ 225 - 226. - ص 223 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 118 - 119، الحلل السندسية 1/ 648 - 650.

1/ 224 (ترجمة التجيبي عتيق بن خلف) كتابه الافتخار ينقل عنه ابن الأبار في تكملة الصلة تراجم الأندلسيين نزلاء القيروان. 1/ 225 (ترجمة الترجمان عبد الله) ما بين القوسين يعمر بما يلي (Anselm Termuda). 1 / 231 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 2/ 381، كشف الظنون 362، تاريخ الدولتين للزركشي (ط 1/) 57، هدية العارفين 1/ 468، تحفة [الأريب] ترجمة وردّ إسلامي على النصارى تأليف ميقال دي ايبلزا (Miguel de Apalaza) تقديم عبد المجيد الشرفي، حوليات الجامعة التونسية ع 12، 1975، ص 283 - 290، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين 1/ 322، 470، 471، 2/ 376، معجم المؤلفين 6/ 78. 1/ 233 (ترجمة التريكي) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: توشيح الديباج 187 - 188. 1/ 247 (ترجمة التميمي إسماعيل) اسم والده محمد، ونسبته إلى بلدة منزل تميم، وأصل سلفه من هنشير الصقالية، وهي قرية قرب منزل تميم، ويضاف إلى ما تولاّه من خطط تولّي مشيخة المدرسة الأندلسية سيدي العجمي سنة 1238. - ص 248 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 1/ 126 (ط 5/)، محمد بن الخوجة، مجلة شمس الإسلام ج 5 - 6 عام 1356/ 1937 ص 293 وما بعدها. 1/ 258 (ترجمة التوزري عثمان بن محمد) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: العقد الثمين لتقي الدين الفاسي 6/ 46 - 47، ويستفاد منه أنه مصري المولد والتحصيل، أواخر تذكرة الحفاظ 4/ 3052 (دار إحياء التراث العربي بيروت) عند ذكر مشايخه الذين سمع منهم.

1/ 261 (ترجمة التوزري عثمان بن المكّي) يزاد في أسماء كتبه المرآة لإظهار الضلالات (تونس 1344 هـ‍) 24 ص في مقاومة البدع والمنكرات، مجموعة من الأحاديث النبوية (تونس)، النبراس لرفع الالتباس على من كان من أشباه الناس في نازلة نكاح التياس، رسالة ألّفها سنة 1328 هـ‍ منها مخطوطة في مكتبة الأخ الأستاذ السيد محمد الطيب بسيس (وهو الذي كاتبني بهذه الإفادات مشكورا). - ص 249 يزاد في أسماء المصادر: معجم المؤلفين 3/ 186. 1/ 261 يزاد في قائمة المراجع: الأعلام 4/ 212 (ط 5/). 1/ 269 (ترجمة التونسي محمد بن عمر) رحلته تشحيذ الأذهان، حقّقه وكتب حواشيه د/خليل محمود عساكر ود/مصطفى محمد مسعد، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، الدار المصرية للتأليف والترجمة سنة 1969، 478 ص مع خرائط وجداول. ومن تآليفه الدرر اللوامع في النباتات وما فيها من المنافع (طب) فرغ منه سنة 1256 (مطبوع)، إيضاح المكنون 1/ 468. 1/ 272 (ترجمة التيفاشي) تاريخ وفاته 655 يوضع فوقه (1). كتابه أزهار الأفكار حقّقه وعلّق عليه د/محمد يوسف حسن ود/محمود بسيوني خفاجي، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1977، 327 ص، أفادنيه الأخ الأستاذ السيد محمد الطيب بسيس، نزهة الألباب مخطوط في خزانة الرباط 333 كتابي) (الأعلام 1/ 273 ط 5/)، الوافي في الطب الشافي جمعه من كتاب أبي نعيم الأصفهاني الشفا المسند عن المصطفى فيما ورد من السند من غير تغيير في تبويبه وترتيبه (باختصار من كشف الظنون 1055). - ص 275 يزاد في أسماء المصادر والمراجع والأعلام 1/ 273 (ط 5/)، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع 225 - 226، كشف الظنون 742، 979، 990، 1260، هدية العارفين 1/ 94، 1/ 276 (ترجمة ابن التين) في

ذكر المصادر والمراجع نيل الابتهاج ص 188 (سقط ذكر الصفحة عند الطبع)، الأعلام 1/ 273 - 274 (ط 5/)، كشف الظنون 546، وينظر مقدمة ابن خلدون ص 443 (مط/مصطفى محمد، القاهرة، بلا تاريخ). - ص 276 ينقل عن شارح البخاري أبي جعفر أحمد بوسعيد الداودي (كشف الظنون 455) 1/ 281 (ترجمة الثعالبي عبد العزيز) تابع الكلام عن جريدة سبيل الرشاد أظهر فيها ميلا إلى الجدل حول مسائل لها صلة بالدين واقتبلها الحزب الديني اقتبالا سيئا فلم تلبث أن تعطلت. بعد قوله وتأثر بدعوتهما في الإصلاح الديني والاجتماعي، كان من أنصار آراء مصطفى كامل باشا رئيس الحزب الوطني المصري. - ص 282 بعد قوله الشهامة العربية في سنة 1903، زار الجزائر والمغرب ورجع إلى تونس سنة 1904، ولم يتردد في مهاجمة الأولياء في الأماكن العامة، وهذا الموقف حاكمته من أجله محكمة الدريبة بشهرين سجنا، وبعد خروجه من السجن التحق بحزب الشباب التونسي الذي كان في حالة تكوين، ولم يلبث أن أصبح من أعضائه الأكثر نشاطا. - ص 283 بعد قوله إثر حوادث الزلاج، ومن غير أن يكون مسئولا مباشرة عن حوادث الزلاج فقد ساهم بفضوله في خلق حالة فكرية تؤيد هذه الاضطرابات، وامتزج بأحداث الترمفاي، فنفي من تونس في شهر مارس 1912 ورجع إلى تونس في 26 أوت 1913 بعد طرح قرار النفي. 291 - تونس الشهيدة نقله إلى العربية الأستاذ حمّادي الساحلي (دار الغرب الإسلامي 1984) ويقول العارفون بأنه أدقّ من ترجمة الأستاذ سامي الجندي، معجز محمد قدم له د/محمد اليعلاوي (دار الغرب الإسلامي بيروت 1984).

1/ 291 - روح القرآن يزاد بعده الحرة، ألّفه بالاشتراك مع الهادي السبعي وسيزار بن عطار (تونس 1905)، والجملة المتقدمة على هذه يقال إن الأستاذ أحمد السقا إلى قوله الفرنسية تحذف. له محاضرة عنوانها ابن خلدون حياته وكتبه ألقاها في تونس سنة 1911 لخّصها الصادق الزمرلي في المجلة التونسية (الفرنسية اللسان) ج 18 (1911) ص 532 - 536 (مؤلفات ابن خلدون د/عبد الرحمن بدوي ص 366). يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع من المحيط إلى الخليج لأنور الجندي (مط/ الرسالة، القاهرة 1969) ص 126 - 128، المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مائة عام لأنور الجندي ص 421 - 424، عبد العزيز الثعالبي رائد الحرية والنهضة الإسلامية لأنور الجندي (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1984) عن حياته ونضاله السياسي والعلمي والثقافي ورحلاته الواسعة ومساعيه في العالم الإسلامي على مدى أربعين عاما قضاها كلها مغتربا مناضلا عن قضايا العرب والمسلمين، التعريف بالأدب التونسي لرضوان إبراهيم ص 63 - 64، وينظر النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس 1900 - 1962 لمحمد صالح الجابري (الدار العربية للكتاب 1981) ص 265، 266، 273، 274، 275، أصول الحركة الوطنية في تونس 1904 - 1934 منشورات الجامعة التونسية كلية الآداب 1962 (بالفرنسية) لعلي المحجوبي 128، 135، 138، 188، 201، وصفحات أخرى كثيرة ينظر في فهرس الأعلام في آخر الكتاب. - ص 263 يزاد في أسماء المراجع والمصادر: توشيح الديباج ص 216 - 217، الحلل السندسية 1/ 673.

مستدرك الجزء الثاني

مستدرك الجزء الثاني 2/ 11 (ترجمة الجامعي) يزاد في قائمة المصادر والمراجع، الأعلام 3/ 313 - 314 (ط 5/). - ص 15 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحلل السندسية 3/ 152 - 156. - ص 23 يشار إلى أن كتاب سياسة الصبيان وتدبيرهم، أعيد طبعه منقحا بدار الغرب الإسلامي ببيروت سنة 1984. - ص 24 (ترجمة ابن الجزار الطبيب) الكتاب رقم 27 كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها، حقّقه سليمان قطاية، وصدر سنة 1980 عن وزارة الثقافة والإعلام دائرة الشئون الثقافية ببغداد ضمن سلسلة كتب التراث (98) (ينظر مجلة المورد ع 43 م 10، 1402/ 1981، مطبوعات تراثية بقلم صادق هامل ص 534 - 535). - ص 28 يزاد في أسماء المراجع: معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض، ص 69 (المكتب التجاري، بيروت 1941). - ص 22 يزاد في مؤلفات الجزري. 10 القوانين الجليّة في الاصطلاحات الجدلية. 11 كيفية الديباجة في تحرير البلاغة والفصاحة. 12 المنهج المعرب في الرد على المقرّب. 13 منتهى الآيات في شرح الآيات. - ص 34 يزاد في أسماء المراجع (عن الجزيري حسين) مجلة الإذاعة ع 438، 1 فيفري 1979 ص 20 - 21، مجلة البدر 2/ 1921 -

1922 ص 432، جريدة الصباح 26 أكتوبر 1970 (ينظر عرض ونقد لهذا الكتاب في مجلة أبلا (بالفرنسية) 1531 جوان 1984 بقلم جان فونتان. 2/ 41 (ترجمة جعيط محمد العزيز) يزاد في أسماء المراجع: الأعلام 6/ 268 (ط 5/). 2/ 46 بعد الكلام عن نسخة مخطوطة للكتاب يزاد وفي الخزانة العلمية بالرباط (565) كما في الأعلام. 2/ 47 (ترجمة ابن الجلاّب) يزاد في المراجع الأعلام 5/ 322 (ط 5/). 2/ 51 (ترجمة جمال الدين أحمد) يزاد في أسماء مؤلفاته. 4 النشر العاطر بمولد الشيخ عبد القادر، أعني الجيلاني، ويزاد في أسماء المراجع: إيضاح المكنون 2/ 647. 2/ 55 (ترجمة الجمالي أحمد بن محمد) يحذف لأنه لم يثبت عندي كونه تونسيا. 2/ 55 يزاد في أسماء المراجع والمصادر، الحلل السندسية 2/ 582، 588 (دار الغرب الإسلامي). 2/ 58 يزاد في أسماء المراجع: (ترجمة إبراهيم الجمني) إتحاف أهل الزمان 3/ 103، الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي 301 - 303، الحلل السندسية 3/ 296 - 302. 2/ 67 (ترجمة الجنرال حسين) ما يتعلق بالصادق باي يحذف لأنه توفي سنة 1882 قبل وفاة الجنرال حسين بخمس سنوات (تصحيحات الأستاذ حمّادي الساحلي). 2/ 71 (ترجمة الجودي) يزاد في المراجع: الأعلام 7/ 83 (ط 5/). 2/ 73 (ترجمة الجيطالي) يزاد في آخر الكلام عن كتابه قناطر

الخيرات وط/في عمان في ثلاثة أجزاء بوزارة التراث القومي والثقافة 1983 - 1984. - ص 74 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 1/ 327 - 28 (ط 5/). 2/ 82 (ترجمة الحارثي) يزاد في نهاية ترجمته قبل الكلام عن مؤلفاته، حضر دروس أبي الفتح المراغي بالحرم المكي سنة 846، ودخل دمشق، وبيت المقدس، إذ قال: قرئ عليّ كتاب على وجه الرواية بدمشق، وبيت المقدس يستفاد من طرره على مقدمات ابن رشد. ويزاد في أسماء مؤلفاته كتاب في الجمع بين الأحاديث على طريقة السؤال والجواب، أفادني بكل ذلك مكاتبة الأخ الأستاذ السيد محمد الطيب بسيس صانه الله. - ص 87 يزاد في أسماء المراجع والمصادر: الحلل السندسية 2/ 173 - 174. 2/ 93 (ترجمة ابن حبيش) يزاد في أسماء المصادر والمراجع ملء العيبة لابن رشيد، تحقيق الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة (تونس 1402/ 1982) 2/ 83 - 126. 2/ 96 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 4/ 142 - 143 (ط 5/). 2/ 97 (ترجمة الحجري) يزاد بعد الكلام عن شيوخه، وأجازه أبو الحسن بن عمر القلعي بلدا التونسي وطنا إجازة عامة بما رواه وقرأه على شيوخه الأزهريين كمحمد بن سالم الحفناوي، وأخيه يوسف، وعلي الصعيدي العدوي، ومحمد البليدي، وغيرهم، وهي في نحو ثلاث ورقات بعث لي منها صورة الأخ الأستاذ السيد محمد الطيب بسيس صانه الله.

2/ 101 كتاب الفلك المشحون حقّقه عبد الخالق التوكابري لنيل درجة الكفاءة في البحث العلمي من قسم اللغة العربية كلية الآداب بالجامعة التونسية (لم ينشر)، ويزاد في أسماء المصادر والمراجع إيضاح المكنون 1/ 289، 615، 2/ 414، ومضات فكر للشيخ محمد الفاضل بن عاشور 2/ 420، 421، فصل بعنوان امتزاج الأزهر بالزيتونة. 2/ 108 (ترجمة الحداد سعيد بن محمد) يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 424، 2/ 210، هدية العارفين 1/ 289، معجم المؤلفين 4/ 213 - 4/ 230. 2/ 116 (ترجمة الحداد الطاهر) يزاد في أسماء المراجع: الأعلام 3/ 220 (ط 5/)، الطاهر الحداد تأليف أبي القاسم محمد كرو (كتاب البعث 1957)، ملحق دائرة المعارف الإسلامية 1982 ص 333 - 334 (ينظر عرض ونقد لهذا الكتاب بقلم جان فونتان في مجلة أبلا (بالفرنسية) رقم 1531 جوان 1984. 2/ 117 (ترجمة ابن الحداد عبد الرحمن) بعد عبد الرحمن يزاد ابن إسماعيل، بعد النحوي، اللغوي، يزاد: ولقي بمكة أبا حفص الميّانشي، وبمصر القاسم بن فيرة الشاطبي، وبالإسكندرية أبا الطاهر بن عوف، وسمع منهم، وسكن إشبيلية وقتا، وتصدّر لإقراء العربية، وذكر السيوطي في بغية الوعاة أنه توفي في حدود الأربعين وستمائة، في نهاية الصفحة يزاد في المصادر بغية الوعاة 2/ 78. 2/ 135 يزاد في المراجع: الأعلام 6/ 12 (ط 5/) أصول الحركة الوطنية في تونس (بالفرنسية) لعلي المحجوبي 1904 - 1934 ص 132، 140، 146، 198. 2/ 127 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: معجم المؤلفين 4/ 270. 2/ 143 (ترجمة ابن الحشا) يزاد في قائمة المراجع: كشف

الظنون 2/ 1777، الأعلام 1/ 219 (ط 5/). 2/ 145 (ترجمة الحشائشي) في آخر السطر الأخير في نهاية الصفحة بعد قوله قوات رباح: وهو المتغلب على برنو والمؤسّس بها مملكة، وهي داخلة في منطقة نفوذ فرنسا. 2/ 147 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحركة الأدبية والفكرية في تونس 34 - 35، شجرة النور الزكية 417، عنوان الأريب 2/ 145. 2/ 152 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحصري صاحب زهر الآداب للد/محمد سعد الشويعر، نشر الدار العربية للكتاب (ط/ تونس 1401/ 1981) في 539 ص، عدا الفهارس التحليلية، وهو أوسع دراسة عنه لحدّ الآن، كشف الظنون 957، 1712، 1983، هدية العارفين 1/ 8، الحلل السندسية 1/ 263 - 264. 2/ 157 يزاد في أسماء المصادر والمراجع كشف الظنون 957، 1337، 1344، 1712، 1983، إيضاح المكنون 1/ 115 - الأعلام 4/ 300 - 301 (ط 5/). 2/ 160 يزاد في أسماء المصادر والمراجع الأعلام 4/ 169 (ط 5/)، نفح الطيب 7/ 163 - 164 - 384 - 391 (ذكر له قصيدة طويلة نقلا عن الإحاطة)، الحلل السندسية 2/ 173. - ص 166 مختصر نوازل البرزلي لحلولو توجد منه نسخة بدار الكتب المصرية. 2/ 167 (ترجمة حلولو) يزاد في أسماء المصادر والمراجع الأعلام 1/ 147 (ط 5/)، أعلام ليبيا لطاهر أحمد الزاوي (طرابلس ليبيا 1381/ 1961) ص 37 - 38، توشيح الديباج لبدر الدين القرافي تحقيق أحمد الشتيوي (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983) ص 62، ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي، تحقيق د/عبد الله

العمراني (دار الغرب الإسلامي بيروت 1983) ص 398 - 399، الحلل السندسية 1/ 628 - 630. 2/ 170 يزاد في مؤلفات محمد الحليوي: مباحث ودراسات أدبية (الشركة التونسية للتوزيع، تونس 1977) ويزاد في أسماء المراجع التعريف بالأدب التونسي لرضوان إبراهيم ص 206 - 213 فصل بعنوان محمد الحليوي في كتابه «في الأدب التونسي»، محمد الحليوي ناقدا وأديبا محمد الهادي المطوي (الدار العربية للكتاب، تونس 1984) وهي دراسة تحليلية واسعة، ورجع إلى إنتاجه في مختلف الصحف والمجلات مما يدل على جهد في البحث، والكتاب يدل على اطّلاع واسع، وخبرة جيدة بالآراء الأدبية والنقدية، وهو باكورة إنتاج يبعث على طلب المزيد من هذا الأستاذ الباحث النابغ. 2/ 172 الحزب اللطيفي يزاد بعده: دعاء منظوم جامع للمقاصد (كذا في هدية العارفين). 2/ 189 يزاد في أسماء المراجع ملء العيبة لابن رشيد 2/ 173 - 208، إيضاح المكنون 2/ 518. 2/ 199 يزاد في أسماء المراجع دراسات في الأدب التونسي لمحمد صالح الجابري (الدار العربية للكتاب، تونس 1398/ 1978) ص 107 - 117، مصطفى خريف في الميزان لمحمد صالح النهدي (الدار العربية للكتاب). - ص 203 إيضاح المكنون 2/ 61. 2/ 204 يزاد في المصادر والمراجع: التعريف بالأدب التونسي لرضوان إبراهيم (الدار العربية للكتاب تونس 1397) ص 49 - 51، ومضات فكر للأستاذ الكبير الشيخ محمد الفاضل بن عاشور (الدار العربية للكتاب، تونس 1981) ص 323 - 332، الشاذلي خزندار لمحمد العياري (تونس 1974) وجوه تونسية - الأخلاف (بالفرنسية)

للصادق الزمرلي، ص 85 - 99. 2/ 208 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 295، تذكرة الحفاظ 3/ 1101 - 2 (دار إحياء التراث العربي، لبنان، طبعة مصوّرة عن الطبعة الثالثة الهندية)، هدية العارفين 2/ 28، 37. 2/ 210 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 7/ 73 (ط 5/)، تونس وجامع الزيتونة ص 104. 2/ 222 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 118 - 119. - ص 223 يزاد في أسماء مؤلفاته شرح قصيدة ابن عبدون الإشبيلي، نسبه له إسماعيل باشا البغدادي في إيضاح المكنون. يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 2/ 278. 2/ 227 (ترجمة ابن خلدون يحيى) ذكر له في نفح الطيب قصيدة قالها في المولد 3/ 212 - 215، ومقطوعات شعرية قالها على لسان جارية المنجانة في مخاطبة السلطان أبي حمّو معلمة بما مرّ من ليلها. ويشار إلى أن كتابه بغية الروّاد حقّقه أيضا وترجمه فوندر هادن، Vonderheden الجزائر وباريس 1927. 2/ 230 (ترجمة ابن الخلّوف) يزاد في المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 351 - 2/ 122 معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض (المكتب التجاري بيروت 1971) ص 175. 2/ 233 (ترجمة ابن خليفة علي) يزاد بعد قوله (بصيغة التصغير) بن خليفة أيضا ابن رزق الله بعد قوله ولد بمساكن يزاد بعدها، وحفظ بها القرآن الكريم، ثم أخذ عن علماء بلدته مبادئ الفقه والنحو، ولما بلغ طور الشباب رحل إلى صفاقس سنة 1095، يزاد بعد قوله بعد إشباع نهمه من التحصيل: أدّى فريضة الحج، ثم رجع، في التعليق في آخر الصفحة يزاد بعده الصحيح أنه هو الذي

أسّسها سنة 1104 كما هو منقوش برخامة في الزاوية المذكورة. 2/ 234 يزاد بعد قوله وتوفي عن سنّ عالية: وذلك ليلة الأربعاء 25 جمادى الأولى. في نفس الصفحة عند الكلام عن أول مؤلفاته، يزاد بعد قوله في آخر جمادى الثانية سنة ... ، وهي 415 بيتا، وتشتمل على مقدمة وثمانية أبواب. ويزاد بعد قوله بالمكتبة الوطنية بتونس واختصر هذا الشرح محمد بن منصور ابن الحاج حسين منصور الورداني، وفرغ من هذا الاختصار في 14 جمادى الثانية سنة 1360، قال فيه: «ولما نظرت فيه ظهر لي أن أختصره وسبب ذلك طوله في بعض المواضع حتى خرج عن موضوع النظم». - ص 235 قبل قوله توجد منها نسختان، والمنظومة في 34 بيتا. 2/ 243 (ترجمة الخميري الطاهر) تابع مؤلفاته: عطيل لشكسبير ترجمة بتصرّف، قابل النص الإنكليزي بترجمة الفرنسية، وترجمة الألمانية، وتعريب خليل مطران (الدار التونسية للنشر، تونس 1968)، وله زعماء الأدب العربي المعاصر (بالإنكليزية) ليبزيغ 1930، مفهوم العصبية عند ابن خلدون (بالألمانية) همبورغ 1931، وله مؤلفات أخرى بالإنكليزية. في نفس النص يزاد في أسماء المراجع: الأعلام 3/ 221 (ط 5/). 2/ 257 (ترجمة ابن الخوجة محمد ابن الشيخ أحمد) عند الكلام عن أول مؤلفاته: يزاد في الأخير ألّفه باقتراح من المشير الأول أحمد باشا باي. - ص 258 يزاد في أسماء مؤلفاته: حاشية على شرح المكودي

لألفيّة ابن مالك، تعليقات على كتاب الدرر، معين المعاني في علم المعاني، وهو تعليقات على حاشية عبد الحكيم السيالكوتي على تفسير البيضاوي، المحررات الفقهية في 3 م، النفحة النديّة في شرح المقامة الهويدية. في نفس الصفحة يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 182، تونس وجامع الزيتونة 119 - 121. 2/ 261 (ترجمة ابن الخوجة محمد) يزاد في أسماء مؤلفاته: بحث تاريخي يتعلق بالقضاء الشرعي وخطة شيخ الإسلام (تونس 1326 هـ‍). في نفس الصفحة يزاد في أسماء المراجع: حياة كفاح لأحمد توفيق المدني 242، 252، وجوه تونسية، الأخلاف، للصادق الزمرلي (بالفرنسية) ص 163 - 178. 2/ 264 (ترجمة ابن خيرون) سطر 2 وفاته 301 هـ‍ هذا تاريخ وفاة الابن، والأب توفي بسوسة سنة 306/ 918. في آخر الصفحة تعليق (2) وقيل ابن عمر، وهو الصحيح، والأول نسب الابن. في نفس الصفحة س 4 أبو جعفر، صوابه: أبو عبد الله، لأن الأول كنية الابن. - ص 266 يلاحظ أن الذي مات مقتولا هو الابن لا الوالد، في أواخر الصفحة عند الكلام عن مؤلفات ابن خيرون تأليف نسب الشيعة وأخبارهم، وهو للابن لا للأب. - ص 267 يزاد في أسماء المراجع والمصادر نفح الطيب 2/ 271، القراءات بإفريقية لهند شلبي (تونس 1983) ص 284 - 294. 2/ 279 (ترجمة الوزير خير الدين) يزاد في أسماء المراجع: إيضاح المكنون 1/ 114، هدية العارفين 1/ 358، الأدب العربي الحديث

في معركة المقاومة والتجمع من المحيط إلى الخليج لأنور الجندي ص 120 - 122. - ص 292 يزاد في أسماء المصادر والمراجع بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 183، الحلل السندسية 1/ 249 - 256 (نشر دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان نقلا عن رحلة العبدري 1985). 2/ 294 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 7/ 8 (ط 5/). - ص 296 (ترجمة الدرجيني) رحل في أول من البلوغ يزاد بعد كلمة إلى. ص 308 (ترجمة الدهماني أحمد) يزاد في أسماء المراجع والمصادر: إيضاح المكنون 2/ 662. - ص 311 يزاد في أسماء المصادر والمراجع في أعلام ليبيا لطاهر أحمد الزاوي ص 154 - 155، ملء العيبة لابن رشيد 2/ 403 - 406، إيضاح المكنون 1/ 416. - ص 314 يزاد في أسماء المراجع: الأعلام 4/ 287 - 288 (ط 5/)، التعريف بالأدب التونسي لرضوان إبراهيم ص 64، 66، 100، 165، 183، دراسات في الأدب التونسي لمحمد صالح الجابري ص 118 - 127، معجم المؤلفين 7/ 91. - ص 319 يزاد بعد المستشرق الروسي الكبير كراتشكوفسكي. - ص 323 يزاد بعد كلمة الشيخ كلمة علي. - ص 334 في أسماء المصادر والمراجع ذكر إيضاح المكنون، ولم تذكر كل صفحاته، ويزاد على ما ذكر 2/ 154، 456، 464، 657، ويزاد في أسماء المصادر والمراجع، هدية العارفين 2/ 134، ومن أوهامه أنه شكل القفصي بضم القاف. - ص 335 يزاد في أسماء المراجع: برنامج المكتبة الصادقية 3/ 187.

- ص 337 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين لروبير برانشفيك (بالفرنسية) 2/ 379 - 1/ 577 - 581. - ص 345 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 4/ 228 (ط 5/)، كشف الظنون 217، معجم المطبوعات 1/ 131، معجم كحالة 7/ 82. - ص 347 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: حياة كفاح 1/ 64 - 66. - ص 354 يزاد في أسماء المراجع والمصادر: الحلل السندسية 1/ 264 - 268 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985). - ص 355 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: هدية العارفين 1/ 276، الحلل السندسية 1/ 264 - 268، إيضاح المكنون 2/ 235، عبد الرءوف مخلوف ابن رشيق القيرواني (نوابغ الفكر العربي 32). - ص 362 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 216 - 217. - ص 371 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحلل السندسية 1/ 561 - 576 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985). - ص 385 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 2/ 659. - ص 386 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 47 - 2/ 659، كشف الظنون 1351. - ص 398 التعليق (1) في آخر الصفحة يحذف لأنه غير صحيح. - ص 400 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 501، 506، 2/ 235، 424، 437. - ص 407 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: سيرة القيروان

لمحمد العروسي المطوي (تونس 1981). - ص 99 - 100، القراءات بإفريقية لهند شلبي ص 282 - 283، نفح الطيب 4/ 130 - 131. - ص 416 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 312، 395، 396، 400. - ص 422 إيضاح المكنون 1/ 413، 2/ 20، 44، 321، 603. - ص 426 يزاد في أسماء المصادر والمراجع توشيح الديباج ص 220 وفيه الدارنوي، وهو تحريف، هدية العارفين 2/ 210. - ص 430 يزاد في أسماء المراجع والمصادر رحلة العبدري 256. 2/ 445 - 46 (ترجمة ابن أبي زيد القيرواني) تأليفه رقم 8 الجامع في السنن والآداب حققه د/محمد أبو الأجفان، ونشرته المكتبة العتيقة بتونس، ومؤسسة الرسالة ببيروت 1982. 2/ 447 كتاب النوادر والزيادات يشار إلى أنه مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس، رقم 18498، وأصله من المكتبة العبدلية، وهو في ستة مجلدات، واسمه كاملا: النوادر والزيادات على ما في المدونة من غريب الأمهات. - ص 448 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: برنامج المكتبة الصادقية 4/ 300 - 301، أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي للشيخ محمد الفاضل بن عاشور ص 44 - 49، وومضات فكر للأستاذ الكبير الشيخ محمد الفاضل بن عاشور ج 2/ 69 - 70 عرضا أثناء البحث المعنون «المصطلح الفقهي في المذهب المالكي».

مستدرك الجزء الثالث

مستدرك الجزء الثالث - ص 10 حاشية الترتيب على المسند الجامع الصحيح للربيع بن حبيب الفراهيدي، والترتيب لأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني، وحاشيته لأبي ستة وقد طبع الكتاب بحاشية في ثمانية أجزاء بعمان وزارة التراث القومي والثقافة 1983/ 1984. - ص 18 يزاد في أسماء المصادر والمراجع الحلل السندسية 1/ 271 - 273 (دار الغرب الإسلامي) 1/ 750 - 785. - ص 36 يزاد في أسماء المصادر والمراجع التشوف (ط 2/) تحقيق أحمد التوفيق (الرباط 1406/ 1984) ص 83 - 84، الحلل السندسية 1/ 257 - 258 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985) نقلا عن التشوف، هدية العارفين ص 1/ 569. - ص 41 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: شجرة النور الزكية ص 198. - ص 44 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: القراءات بإفريقية لهند شلبي ص 321 - 328. - ص 51 بعد ذكر معجم المؤلفين، وأعاد ترجمته في 9/ 289 باسم محمد بن خليل، وهما شخص واحد. - ص 57 يزاد في نهاية المصادر والمراجع: القراءات بإفريقية لهند شلبي ص 151 - 185، حميدة صمود مجلة أبلا (بالفرنسية) 1970 ص 227 - 312.

- ص 70 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: محمد الحليوي ناقدا وأديبا لمحمد الهادي المطوي (تونس 1984) هامش ص 361 - 362. - ص 85 عجائب الآثار للجبرتي، الأحسن الرجوع إلى طبعة دار الجيل بيروت (ط 2/، 1978) 1/ 544 - 545. - ص 93 يزاد في أسماء المصادر والمراجع ملء العيبة لابن رشيد 2/ 83 - 126، معجم كحالة 9/ 229. - ص 94 يزاد في أسماء مؤلفاته ديوان صالح سويسي (شعر) الدار التونسية للنشر 1977، وهو مجموعة شعرية صغيرة. - ص 93 تشطير رباعيات الخيام (ترجمة وديع البستاني). - ص 94 يزاد في أسماء المراجع: محمد الحليوي ناقدا وأديبا لمحمد الهادي المطوي (تونس 1984) ص 93 - 98، معجم المطبوعات 1088، 1188. - ص 101 يزاد في أسماء المراجع والمصادر، إيضاح المكنون 1/ 289، 290، 615، 2/ 414، ومضات فكر للشيخ محمد الفاضل بن عاشور 2/ 420 - 421 فصل بعنوان امتزاج الأزهر بالزيتونة. - ص 115 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 240 - 242. - ص 127 يزاد في أسماء المصادر والمراجع الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي ص 283 - 284، عرفة الشابي للد/علي الشابي (تونس 1983). - ص 131 يزاد في أسماء المؤلفات: رسائل الشابي تأليف محمد الحليوي (دار المغرب العربي تونس 1966) مذكرات (الدار التونسية للنشر 1966). في نفس الصفحة يزاد في أسماء المراجع آثار الشابي وصداه في

الشرق تأليف أبي القاسم كرو (بيروت 1961)، أبو القاسم الشابي حياته وآثاره وشعره تأليف أبي القاسم كرو (الشركة التونسية للتوزيع تونس 1973). - ص 139 الصواب: أنه ردّ بها على المترجم التابع في تقريره للأستاذ الإمام محمد الطاهر بن عاشور. - ص 143 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: مجلة الثريا فيفري وماي 1945، إيضاح المكنون 2/ 70. - ص 144 يزاد في آخر سطر من الصفحة: معجم المؤلفين 5/ 109. - ص 156 يزاد في أسماء المراجع معجم المؤلفين 9/ 123. - ص 165 يزاد في أسماء المصادر والمراجع هدية العارفين 2/ 22. - ص 187 يزاد في أسماء المصادر والمراجع تعريف السلف لرجال السلف 2/ 166 - 167. - ص 199 يزاد في المراجع: محمد الحليوي ناقدا وأديبا (تونس 1984) لمحمد الهادي المطوي هامش ص 64. - ص 218 يزاد في أسماء المراجع: معجم المؤلفين 7/ 273. - ص 237 يزاد بعد كلمة المصدر: نزهة الأنظار 2/ 146. - ص 240 يزاد في أسماء مؤلفاته الجغرافيا عند العرب، أصله محاضرة بالفرنسية ألقاها في المؤتمر الخامس والعشرين للجغرافيا التجارية المنعقدة بتونس سنة 1323 - 1904 نالت استحسانا ونقلها إلى العربية الأستاذ حمّادي الساحلي (دار الغرب الإسلامي بيروت 1984)، وصدّرها بتعريف للمؤلف، وختمها بترجمة لجماعة من الكتّاب. كتاب الجغرافيا تكلم فيه عن القارّات الخمس، وأصل مادته دروس ألقاها بالخلدونية فدوّنها، مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصله من الخلدونية.

الشواطئ التونسية المجهولة، المهدية، نقله عن الفرنسية، وهو من تأليف الكاتب الفرنسي بوفي (Bouvy). مفتاح التاريخ (تونس 1928) نشره بعد سنوات من وفاته ابنه الجنرال مصطفى صفر شيخ مدينة تونس، وهو في التاريخ العام، وأصل مادته مذكرات لدروسه بالخلدونية، ولذلك يبدو فيه نقص التنظيم وله ثلاث رسائل بالفرنسية. - ص 263 يزاد ما يلي في أعقاب المصادر والمراجع: وينظر فهرس الفهارس والأثبات 2/ 172 بعناية د/إحسان عباس (دار الغرب الإسلامي بيروت بلا تاريخ). - ص 268 في المصادر والمراجع بعد قوله (مخطوط مهيأ للطبع بدار بوسلامة) صدر أواخر سنة 1983. - ص 272 يزاد في أسماء المصادر والمراجع طبقات الفقهاء للشيرازي ص 158، الأعلام 4/ 65، (ط 5/)، معجم كحالة 6/ 75. - ص 276 عند الكلام عن مؤلفات ابن أبي طالب مكّي. 16 مشكل إعراب القرآن ... وحقّقه حاتم صالح الضامن (بغداد 1395/ 1975). 15 الكشف عن وجوه القراءات (ط/دمشق 1974، 2 جزءان). - ص 277 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: طبقات المفسرين لداودي تحقيق علي محمد عمر (القاهرة) 2/ 231 - 232، وأعاد ترجمته في ص 337 - 338، القراءات بإفريقية لهند شلبي ص 333 - 348، معجم المؤلفين 13/ 3، تذكرة النوادر لهاشم الندوي 21 - 22. - ص 262 يزاد في أسماء المصادر والمراجع الحلل السندسية 1/ 320 - 322 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985). - ص 285 يزاد في أسماء مؤلفاته رياض السرور في أخبار الأهلّة والبدور منه مخطوطة في المكتبة الوطنية بتونس رقم 18375.

- ص 290 يزاد في أسماء المصادر: توشيح الديباج ص 143 - 144، واسمه فيه عبد الله بن أحمد. - ص 293 يزاد في قائمة المراجع: الحلل السندسية 3/ 307 - 311 أثبت للشيخ الظريف الوصية، وقصيدة طويلة. - ص 321 يزاد في نهايتها: المرجع محمد مزالي مجلة الفكر نوفمبر 1978 - ص 4 - 10. - ص 303 إيضاح المكنون 2/ 52. - ص 324 يزاد في أسماء المصادر والمراجع توشيح الديباج لبدر الدين القرافي ص 79 - 80. - ص 327 في أسماء المصادر والمراجع: معجم المؤلفين 10/ 71 وصوابه 10/ 171، وترجم له قبل ذلك في 10/ 167 وهما شخص واحد. - ص 336 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: معجم المؤلفين 11/ 241. - ص 343 يزاد في أسماء مؤلفاته تاريخ تونس الكبير (مخطوط) ذكره في مقدمة كتابه خلاصة تاريخ تونس في نفس الصفحة يزاد في المراجع: الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع من المحيط إلى الخليج لأنور الجندي (مط/الرسالة القاهرة 1959) ص 130 - 131، المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مائة عام تأليف أنور الجندي ص 523 - 526، ومضات فكر 1/ 333، الأعلام 2/ 187 - 188 (ط 5/). - ص 344 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 1/ 226. - ص 351 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: معجم كحالة 7/ 139.

- ص 354 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: معجم المؤلفين 10/ 244. - ص 371 يزاد في قائمة المصادر والمراجع توشيح الديباج ص 251 - 255. - ص 390 ما يتعلق بمجلة أبلا يزاد في نهايته 1962، عدد 98. - ص 414 يزاد في أسماء المراجع والمصادر توشيح الديباج 759. - ص 407 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: إيضاح المكنون 2/ 433، 455. - ص 424 يزاد في المصدر والمرجع: توشيح الديباج ص 75. - ص 426 يزاد في أسماء المراجع والمصادر الحلل السندسية 1/ 282 (دار الغرب الإسلامي) إيضاح المكنون 1/ 35. - ص 436 يزاد في أسماء المراجع والمصادر الديباج 1/ 206 - 207 تحقيق د/محمد الأحمدي أبو النور، توشيح الديباج ص 71 - 72. - ص 426 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحلل السندسية 1/ 262 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985)، طبقات الفقهاء للشيرازي 163، إيضاح المكنون 1/ 35. - ص 445 (ترجمة غازي محمد فريد) يزاد في ترجمته ولقبه الحقيقي ابن غازي، ينحدر من أسرة تونسية عريقة فكان أبوه وكيلا لدى المحاكم التونسية، وأمه هي شقيقة المرحوم الشيخ محمد عباس شيخ الإسلام الحنفي، وأخوه الأكبر السيد سليم بن غازي كان سفيرا لتونس بأنقرة وأمستردام. نفس الصفحة بعد قوله: ولم يحرز، وعمل في سلك التعليم الابتدائي، بعد قوله ثم سافر إلى باريس مواصلا للدراسة، فالتحق بمدرسة اللغات الشرقية، وتحصّل على شهادتها التي تخوّل له الانتساب إلى الجامعة، فزاول دراسته العليا بالسربون، وتحصّل على

الشهادات التالية الإجازة في اللغة والآداب العربية (1956) دكتوراه الدولة بعد مناقشة اطروحته عن ابن المقفع (1958)، وهو أول تونسي يتحصّل على دكتوراه الدولة في الآداب العربية، نجح في مناظرة التبريز (1958). قوله: تولى التدريس بالجامعة التونسية، تعوّض بما يلي: عيّن باحثا بالجامعة التونسية ولم يتولّ بها التدريس. فيما يخصّ مؤلفاته: 1) ديوان شعر تعوض كلمة (مخطوط) ب‍ (مطبوع بالفرنسية). - ص 447 يزاد في أسماء مؤلفاته الشابي من خلال يومياته (الدار التونسية للنشر 1975/ 1983). مجموعة نصوص في القصة العربية المعاصرة (ط/تونس) القصة والأقصوصة بتونس (بالفرنسية) مط/هذه الزيادات من استدراك السيد حمادي الساحلي. - ص 457 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: شجرة النور الزكية ص 199، وتوشيح الديباج 70 - 71. - ص 460 يزاد بعد فهرس الفهارس وذكر الجزء والصفحة وترجم له في 2/ 325 (ط 2/). - ص 467 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: توشيح الديباج لبدر الدين القرافي تحقيق أحمد الشتيوي (دار الغرب الإسلامي بيروت 1983) ص 74 - 75، الحلل السندسية 2/ 159.

مستدرك الجزء الرابع

مستدرك الجزء الرابع - ص 10 من مؤلفات الفاسي أبي عمران: نظائر في الفقه، مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس، رقم 1694. - ص 11 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحلل السندسية للوزير السراج 1/ 258 - 259 نقلا عن التشوف. - ص 25 (ترجمة الفراتي عبد العزيز) في الحلل السندسية 3/ 315 أنه توفي يوم الخميس 21 ذي الحجة سنة 1134 (2 أكتوبر 1722) وهو عبد العزيز بن محمد (ثلاثا) كما في الحلل السندسية. - ص 26 يزاد في أسماء المراجع والمصادر: الحلل السندسية 3/ 303 - 305، معجم المؤلفين 5/ 260 - 261. - ص 83 إيضاح المكنون 2/ 101. - ص 84 يزاد في قائمة المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 65 - 66. - ص 86 يزاد في قائمة المصادر والمراجع توشيح الديباج ص 75، الحلل السندسية 1/ 645 - 646. - ص 103 يزاد في قائمة المصادر والمراجع توشيح الديباج ص 63، ثبت أبي جعفر البلوي الوادي آشي ص 130 - 131 تحقيق د/ عبد الله العمراني (دار الغرب الإسلامي بيروت 1983)، الحلل السندسية 1/ 634. - ص 106 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 128، الحلل السندسية 1/ 651 - 653.

- ص 114 ثبت أبي جعفر البلوي الوادي آشي ص 104 - 131، توشيح الديباج 132 - 134، الحلل السندسية 1/ 654 - 657. - ص 126 يزاد في قائمة المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 248 - 251. - 127 يزاد بعد ابن علي كلمة النواوري. - ص 130 يزاد في المصادر والمراجع: الحلل السندسية 2/ 677 - 682. - ص 135 يزاد في قائمة المصادر والمراجع: توشيح الديباج ص 81 - 82. - ص 76 يحذف كان حيّا 851/ 1447 ويجعل بدلها في تاريخ وفاته 858/ 1454، ويزاد بعد قوله القريشي: المخزومي التوزري - يزاد بعد قوله في تخطيط الصفائح - يزاد في أسماء المراجع: الأعلام 5/ 49 (ط 5/). - ص 150 ردّ به على الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور - والصحيح أنه ردّ به على الشيخ محمد شاكر التابع لما ورد في فتوى الإمام محمد الطاهر بن عاشور باش مفتي تونس إذ ذاك والشيخ شاكر قرر في دروسه بالجامع الكبير بصفاقس مضمون هذه الفتوى، ولما صدر ردّ الشيخ الكافي المسمى بالمرآة ردّ عليه الشيخ شاكر برسالة صغيرة تسمى الرد الشافي على زعم الكافي وبيّن ما في رسالته من اعتماد على الأقوال الضعيفة في المذهب مع سوء فهم وعدم جودة استنباط. - ص 185 عند ذكر تأليفات الشيخ الكواش صالح شرح قصيدة الأمير محمد الرشيد باي يشار عند نهاية الكلام عنه إلى أنه مطبوع كما ذكره الزركلي في الأعلام 3/ 190 (ط 5/). ص 200 طبقات علماء إفريقية 97، 207.

- ص 210 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحلل السندسية 1/ 325 - 326. - ص 220 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: معجم المؤلفين 7/ 197، الحلل السندسية 1/ 322 - 23 (دار الغرب الإسلامي بيروت 1985). - 226 يزاد في أسماء المراجع والمصادر الحلل السندسية 1/ 479 - 482. - ص 246 (ترجمة المالكي المؤرخ) سقط عند الطبع أسماء المراجع والمصادر، وهي الأعلام 4/ 21 - 22 (ط 5/)، مقدمة رياض النفوس لمحققه د/حسين مؤنس ص 42 - 56، معالم الإيمان 3/ 190، 192 (ط 2/)، معجم المؤلفين 6/ 129 نقلا عن الأعلام. - ص 232 يزاد في أسماء المراجع والمصادر الحلل السندسية 3/ 131 - 132. - ص 238 يزاد في أسماء المراجع والمصادر J.quemeneur Publications de I'imprimerie officielle tunisienne، in revue Ibla، n، 98، 2 / 1962، p.168، n 168، n 72 معجم المؤلفين 5/ 39. - ص 252 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الحلل السندسية 3/ 131 - 132. - ص 402 في أسماء المصادر والمراجع: معجم المؤلفين 5/ 92 - 93، نيل الابتهاج 184. - ص 406 (ترجمة المهدوي عبد العزيز) يزاد في أسماء المراجع: الحلل السندسية 3/ 312 - 322. - ص 413 سليمان المهيري، وفي الأعلام للزركلي 3/ 121 (ط 5/) المهري نسبة إلى مهرة بن حيدان من قضاعة (نحو 1554 م) ويوافق 961 هـ‍.

- ص 331 الأدب التونسي في العصر الحسيني ص 135 - 147. - ص 363 (ترجمة مقديش) عند ذكر معجم المؤلفين و 12/ 203 - 204، 13/ 387. - ص 346 (ترجمة المغامي) يزاد في أسماء المصادر والمراجع، طبقات الفقهاء للشيرازي 162، 163. - ص 375 يزاد في أسماء المصادر والمراجع: الأعلام 7/ 110 (ط 5/). - ص 390 تنبيه الحكام في الأحكام لابن المناصف، رقمه في المكتبة الوطنية بتونس 8241. - ص 410 (ترجمة المهيدي محمد الصالح) يزاد في س 8 بعد قوله من طور التلمذة، وباشر التعليم بالمدرسة القرآنية العرفانية التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية، ومن زملائه فيها أحمد خير الدين وحسن الزمرلي. - ص 411 يزاد بعد قوله مشاركة هامة في المسرح (س 6) وكان عضوا في لجنة الدفاع عن المسرح التونسي التي أسّسها الأستاذ حسن الزمرلي سنة 1945، وترأسها الشيخ محمد العربي الكبادي (شيخ الأدباء).

الملحق

الملحق هناك جماعة توفّوا بعد فوات حرفهم، وجماعة أخرى غفلت عنهم أو نبّهني إليهم بعض الإخوان لا سيما الأخ الصديق الأستاذ محمد الشعبوني نبّهني إلى طائفة لا بأس بها، وكتب لي تراجم بعضهم فله الشكر والثناء مجددا.

حرف الألف

حرف الألف 630 - الأصرم ( ... - حوالى 1172 هـ‍) ( ... - 1756 م) أحمد الأصرم، الأديب الشاعر، والفقيه المشارك في علوم، رئيس كتاب ديوان الإنشاء. ولد بالقروان، ونشأ بها، وأخذ عن الشيخ عبد الله السوسي السكتاني المغربي أيام إقامته بالقيروان، ونسبهم في قبائل الفتح من اليمنية (إتحاف أهل الزمان)، قال محمد بيرم الرابع «صحب الأمير محمد باي أيام مقامه ببلدته عند تأجّج نار الفتنة الشهيرة، وذهب معه إلى الجزائر وأقام بها، وتصدّر للإشهاد، وقضى هناك أياما بالنيابة، ولما فرّ الأمير محمد الرشيد إلى الجزائر هو وإخوانه كان في صحبتهم». قال في «عنوان الأريب»: «حتى كان يحمل الأمير محمد الرشيد على كاهله إذا أعياه المشي، حتى بلغ منجاته من الجزائر، فحفظوا ذلك العهد، وأولوه خير جزاء من بعد، فاقتعد دست الكتابة ... » إلى أن قال: «ولا يزال الأمراء الحسينيون يرعون لآله عهد أبيهم، حتى جعلوا رئاسة الكتابة فيهم، فتداولها خلفهم عن سلفهم». توفي في دولة علي باي. له حاشية على شرح المحلي لجمع الجوامع في أصول الفقه.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: - إتحاف أهل الزمان عرضا في ترجمة أخيه محمد، ولم يذكر تاريخ وفاته، الجواهر السنيّة في شعراء الدولة الحسينية لمحمد بيرم الرابع ص 257 - 285، عنوان الأريب 2/ 30 - 32، ولم يذكر تاريخ وفاته وإنما اقتصر صاحب الجواهر السنيّة على أنه مات في أيام علي باي. حرف الباء 631 - البارودي ( ... - 1216 هـ‍) ( ... - 1801 م) محمد ابن الشيخ المفتي حسين البارودي، الفقيه المجوّد. أخذ العلم عن والده وحمودة بن محمود، ومحمد الدرناوي، وأحمد السويسي إمام النحو في عصره، وأتقن التجويد عن والده وحمودة إدريس. درس بالشمّاعية (1) نيابة عن والده في حياته، واستقلالا بعد وفاته، وولي خطة الإفتاء. توفي ضحى يوم الثلاثاء 16 ربيع الأول 1216/ 28 جويلية 1881. له رسالة في مسائل الحيطان قرظها له محمد بيرم الثاني. المصدر: - إتحاف أهل الزمان 7/ 40.

حرف التاء

حرف التاء 632 - التركي (1328 - 1397 هـ‍) (1910 - 1977 م) عبد السلام بن محمود التركي، الأديب الشاعر، الكاتب. ولد بصفاقس في 15 أوت 1910، وتلقى التعليم الابتدائي بالمدرسة التهذيبية القرآنية، ثم الثانوي بالجامع الكبير (الفرع الزيتوني) ثم ارتحل إلى العاصمة سنة 1922، وواصل تعلّمه بجامع الزيتونة إلى أن تخرّج منه محرزا على شهادة التطويع في 20 جويلية 1926. ورجع إلى مسقط رأسه فسمي في غرّة أكتوبر 1926 معلما بمدرسة الهلال القرآنية إلى سنة 1956 حيث عيّن مديرا لها، وفي غرّة فيفري 1964 سمي مديرا لمدرسة 18 جانفي بضم مدرستي الهلال والسعادة، وفي سنة 1967 تخلى عن مهام الإدارة، وعاد للتدريس بصفة معلّم دولة استثنائي إلى نهاية سنة 1969 - 1970، وهي السنة التي أحيل فيها على التقاعد. كتب بالصحف والمجلات بإمضاءات مستعارة منها: «المدرسي» و «ابن الزيتونة» ويرمز أحيانا إلى اسمه ولقبه (عين الله ترعاكم)، وله مراسلات أدبية واجتماعية مع كبار المفكرين ورجال الصحافة. عمل بالإذاعة الجهويّة بصفاقس من سنة 1971 إلى سنة وفاته، وأنتج من البرامج (وحي القرآن) وهو تفسير لآيات من القرآن الحكيم، و (أحاديث دينية) متعددة، وكان يشرف على إصلاح البرامج ويراقبها. وكانت وفاته في 3 جوان 1977.

المرجع

له ديوان شعر قدّم منه نماذج بالإذاعة الجهويّة بصفاقس. المرجع: - أمدّني بهذه الترجمة مشكورا الصديق العزيز شاعر صفاقس الأستاذ محمد الشعبوني بارك الله في أنفاسه الطيبة.

633 - التلاتلي (1288 - 1370 هـ‍) (1871 - 1950 م)

633 - التلاتلي (1288 - 1370 هـ‍) (1871 - 1950 م) الصادق بن محمد التلاتلي (¬1) رجل التربية والتعليم ذو الثقافة الواسعة، ورجل السياسة. ولد بنابل، وبها زاول تعلّمه الابتدائي، وتابع الدراسة الثانوية بالعاصمة في المدرسة العلوية، ومدرسة ترشيح المعلمين، ومن المعهد الأول أحرز على شهادة البروفي، ومن الثاني على الديبلوم العالي للعربية، ثم تابع دروس الحقوق في كلية مدينة (إيكس) في بروفانس (Aix on Provence) وأحرز على الإجازة، وانقطع عن الدراسة. وفي سنة 1309/ 1892 اشتغل معلما ثم أستاذا للعربية في ليسي كارنو، وأستاذا للفرنسية بمدرسة ترشيح المعلمين، واستدعاه صديقه الأستاذ البشير صفر لتعليم الرياضيات والجغرافيا باللغة العربية في المدرسة الخلدونية التي كان أحد مؤسسيها. وفي سنة 1908 كلّفه مدير التعليم الابتدائي شارلتي (Charlety) بمهمة إنشاء وتنظيم التعليم العربي الابتدائي بوصفه متفقدا للتعليم العربي، وأبدى نشاطا لإنجاز هذه المهمة التاريخية، واستعان بمنابع ثقافته الواسعة العربية والفرنسية، وعمل على نشر الأصول الدينية والثقافة العربية، ورغم الحواجز والعوائق عمل على نشرهما في شبكة ¬

(¬1) نسبة إلى حومة (حارة) التلات بجربة قرب قلالة، ويظهر أن حرف اللام زيد قبل ياء النسب في العصر التركي، وأسرة التلاتلي بجربة إباضية وهبية، نبغ منها أفراد، وهاجر فرع منها إلى نابل وانسلخ عن المذهب الإباضي.

واسعة من المدارس إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1929، وكان قصده من كل ذلك إيقاظ الضمير الوطني، وحفظ الذاتية التونسية من الإدماج بواسطة تعليم عصري للغة العربية والدين الإسلامي. وفي سنة 1921 سلّم سريا تقريرا عن التعليم إلى أصدقائه الدستوريين، وكلّفه الشيخ عبد العزيز الثعالبي ليحرّر فصلا عن التعليم في كتابه «تونس الشهيدة». وعند إحالته على التقاعد كان تعليم اللغة العربية على أحدث المناهج البيداغوجية منتشرا في كامل البلاد في مئات من المدارس الفرنسية الغربية، وأنشأ امتحانات ونظّمها، وهذا كله من غير اصطدام أو إثارة شكوك للمتفوقين من طواغيت الاستعمار الأعداء الألدّاء لكل ثقافة تونسية. وعمله الإنشائي والتنظيمي للتعليم كان مقترنا بخطة التفقد، وهو المتفقد الوحيد لكامل القطر التونسي مدة تقرب من ربع قرن والإنسان يقدّر له عمله المثمر الممتاز. كان من سنة 1931 إلى سنة 1945 مقررا لميزانية التعليم بالمجلس الكبير، أو عضوا بالمجلس الأعلى للتعليم، وعضوا في المجلس الأعلى بتونس، أو عضوا في مجلس إصلاحات تعليم جامع الزيتونة، وفي كل هذه المسئوليات في المؤسسات المذكورة واصل بدون كلل وبشجاعة الدفاع عن المبدأ الذي خصّص له حياته، وهو نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية. وفي غداة الحرب العالمية الثانية طالب بالاستقلال الداخلي لتونس في أثناء خطاب له بالمجلس الكبير بصفته قيدوم المجلس. توفي في 9 نوفمبر 1950. له كتاب الطريقة العصرية (2 جزءان) الأول لتعليم العربية في

المرجع

المرحلة الأولى والثاني لتعليمها في المرحلة الأخيرة من التعليم الابتدائي (ط/تونس). المرجع: - وجوه تونسية، الأخلاف، للصادق الزمرلي (بالفرنسية) ص 111 - 118.

634 - التميمي ( ... -363 هـ‍) ( ... -974 م)

634 - التميمي ( ... - 363 هـ‍) ( ... - 974 م) النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيّون، أبو حنيفة، ويقال له القاضي النعمان، وهو كبير فقهاء الشيعة الإسماعيلية، وله مواهب تاريخية وأدبية. وربما كان إسماعيليا منذ نشأته لأنه لما زالت الدولة الأغلبية، وحلّت محلّها الدولة الفاطمية وجد طريقه إلى الوظائف العالية بسهولة من صاحب الخبر إلى أمين المكتبة إلى قاضي القضاة، خدم المهدي والقائم، والمنصور، والمعزّ لدين الله، وقدم معه إلى مصر، وهو كبير قضاته، وتوفي بها في آخر جمادى الثانية أو أول رجب سنة 363/ 27 مارس 974. استقضاه المنصور ثالث الخلفاء العبيديين بطرابلس الغرب، وبعد إخماد ثورة أبي يزيد الخارجي استقدمه المنصور من طرابلس بعد فراغه من تأسيس عاصمته الجديدة المنصورية، وأمره أن يقيم صلاة الجمعة والخطبة بجامع القيروان، وعهد له بقضاء المنصورية والقيروان وسائر مدن إفريقية وأعمالها. وفي أيام المعز كانت شخصية النعمان تأخذ أبعاد غير الأبعاد الرسمية، فلم يعد مجرد قاضي القضاة الموظف بل أصبح يسهم في تركيز الدعوة وفي بسط قضيتها، وتدوين فقهها، ويسجّل أمجادها وأحداثها مما جعل منه دعامة متينة للفقه الشيعي والفكر الإسماعيلي،

مؤلفاته

فقد أعدّ المعز مجلسا في قصره يلتئم إثر صلاة الجمعة يقرأ فيه القاضي النعمان كتبا في علم الباطن (مقدمة كتاب المجالس والمسايرات ص 10). مؤلفاته: 1) دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام، وهو أهم مصنف في الفقه، 2 جزءان (القاهرة سنة 1952 وسنة 1962) بتحقيق آصف فيضي. وكان الظاهر الفاطمي قد أمر الدعاة بحضّ الناس على حفظه وجعل لمن يحفظه مكافأة. 2) تأويل دعائم الإسلام، وعنوانه الأصلي تربية المؤمنين بالتوقيف على حدود باطن علم الدين، نشر منه محمد حسن الأعظمي بالقاهرة (1969) ويقول الناشر إن القاضي النعمان توفي قبل أن يفرغ من تصنيفه، فيكون هذا الكتاب آخر مؤلفاته. 3) كتاب الاقتصار، وهو شبيه في مادته بكتاب الدعائم، نشره وحيد ميرزا، دمشق 1957. 4) أساس التأويل، نشره عارف تامر الإسماعيلي اللبناني، بيروت 1960، في طبعة رديئة مليئة بالأخطاء. 5) كتاب الهمّة في آداب أتباع الأئمة نشره محمد كامل حسين سنة 1947 في سلسلة مخطوطات الفاطميين. 6) افتتاح الدعوة في ذكر أمراء الدعوة بالمغرب إلى المهدي وابتدائها فيها، نشر في 1970 ببيروت بتحقيق الدكتورة وداد القاضي، وبتونس سنة 1975 بتحقيق الدكتور فرحات الدشراوي مع دراسة مفصّلة للكتاب. 7) المجالس والمسايرات وهو آخر ما صدر له حتى الآن، قيّد فيه ما

المصادر والمراجع

سمعه من الخليفة المعز في مواضيع شتى، من تاريخ وعقيدة واحتجاج على الخصوم وبحوث لغوية، حقّقه الأستاذة، الحبيب الفقي، إبراهيم شبّوح، محمد اليعلاوي (المط/الرسمية للجمهورية التونسية 1978) وهو سفر ضخم. 8) الأرجوزة المختارة، نشرها إسماعيل قريان بوناولا، مونريال بكندا سنة 1970، ألّفها في عهد القائم للاحتجاج للأئمة، وهي غير الأرجوزة المنتخبة التي ذكرها في مقدمة كتابه الاقتصار. وله مؤلفات أخرى كثيرة، بعضها موجود وبعضها مفقود. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 41 - 42 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 8 - 48 - 92 - 472 - 2/ 32 - 176 - 755، شذرات الذهب 3/ 47، العبر 2/ 331، كشف الظنون 135، مقدمة المجالس والمسايرات لمحققي الكتاب، ذكروا في هامش ص 6 المصادر والمراجع التي ترجمت له، مرآة الجنان 2/ 379 - 380، معجم المؤلفين 13/ 106 - 107، النجوم الزاهرة 4/ 116، هدية العارفين 2/ 495، وفيات الأعيان 5/ 48 - 56 (القاهرة 1949). - وينظر: تاريخ الخلفاء الفاطميين بالمغرب القسم الخاص من كتاب عيون الأخبار للداعي إدريس عماد الدين المتوفي سنة 872/ 1488 تحقيق محمد اليعلاوي، (دار الغرب الإسلامي في بيروت 1985) ص 490 - 495 - 524 - 556 - 557 - 559 - 569 - 735.

635 - التميمي التونسي ( ... -1286 هـ‍) ( ... -1869 م)

635 - التميمي التونسي ( ... - 1286 هـ‍) (¬1) ( ... - 1869 م) محمد بن علي التميمي التونسي. قدم مصر، وجعل ناظرا لمسجد أبي الذهب وأوقافه واتصل بإبراهيم باشا، فكان يعلّم أولاده العربية، وكان عالما ذكيّا، ودرّس بالأزهر فحسنت حالته، وكانت فيه حدّة، ولما توفي إبراهيم باشا نفاه الخديوي عباس، فذهب إلى الحجاز، ثم رحل إلى القسطنطينية فتوفي بها. من آثاره: 1) تعديل المرقاة وجلاء المرآة لملاّ خسرو. 2) حاشية على مرآة الأصول. المراجع: - الأعلام 6/ 299 (ط 5/)، إيضاح المكنون 1/ 295، معجم المؤلفين 10/ 312. ¬

(¬1) وقيل 1287/ 1870.

636 - التونسي ( ... -كان حيا سنة 1190 هـ‍) ( ... -1776 م)

636 - التونسي ( ... - كان حيّا سنة 1190 هـ‍) ( ... - 1776 م) علي بن عبد الله التونسي المالكي، نزيل مصر، (علاء الدين، أبو الحسن)، عالم أديب، ولي مشيخة رواق المغاربة بالجامع الأزهر. من آثاره: شرح على رسالة راغب باشا الوزير في العروض، وله تحريرات كثيرة. المصادر والمراجع: - سلك الدرر للمرادي 3/ 259، معجم المؤلفين 7/ 50، هدية العارفين 1/ 769.

637 - التنبكتي ( ... -كان حيا سنة 1248 هـ‍) ( ... -1832 م)

637 - التنبكتي ( ... - كان حيّا سنة 1248 هـ‍) ( ... - 1832 م) أحمد ابن القاضي أبي بكر التّنبكتي السوداني، نزيل تونس، الفقيه، والمعلومات عن حياته قليلة، جاهد بجانب السودانيين في الحرب بين تونس والبندقية الواقعة في عهد حمودة باشا الحسيني. أدّى فريضة الحج، ومرّ بمصر في طريقه إلى الحجاز. له هتك الستر فيما عليه سودان تونس من المكر، تكلم في هذا الكتاب عن انتشار الشعوذة بين السودان، وتكاثر الجرائم والرذائل في محيط الجند السوداني وعائلاتهم بالعاصمة، وفيه معلومات عن إصلاحات حمودة باشا، وتحقير للحرب بين البندقية وتونس، وهو عبارة عن رسالة في نحو عشرين 20 ورقة. المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 717 (ذكر اسم الكتاب فقط)، سياسة حمودة باشا تونس 1782 - 1814 للدكتور رشاد الإمام (تونس 1980) ص 17 - 19، 241 - 242.

حرف الجيم

حرف الجيم 638 - الجباري (نحو 1329 - 1361 هـ‍) (1911 - 1942 م) محمد العيد بن خليفة بن محمد بن أبي القاسم بن حسن الحسني الجباري، الأديب الشاعر والمناضل الوطني، نزح والده من الجزائر، واستقر بتونس مع أسرته. زاول المترجم تعلّمه بجامع الزيتونة، والمدرسة الخلدونية، واعتنى بنظم الشعر يدوّن فيه خواطره وشارك في الحزب الدستوري الجديد، وأظهر نشاطا في صفوفه فألقي عليه القبض مرات عديدة، والمرة الأخيرة والسابعة كانت في 12/ 1939/17، وفي هذه المرة ألقت والدته بإنتاجه الشعري في النار، وأعاد جمعه من جديد ملتقطا له مما نشرته له الصحف، وما راسل به أصدقاءه ورفاقه، ونشر جميع ذلك في ديوان سمّاه «اللهيب» (الدار التونسية للنشر، تونس 1974)، قال الأستاذ المرحوم محمد المرزوقي في تقديم ديوانه: «إن آثار العيد الجباري ليست من الآثار التي يهملها الإنسان، أو يستطيع السكوت عنها، فهي تمثّل مرحلة هامة من مراحل الكفاح التونسي ضد الاضطهاد الاستعماري عاشها العيد الجباري، وكان من أبطالها وضحاياها أيضا، وسجّل لنا أطوارها في شعره طورا طورا ومرحلة مرحلة، فهو يصف لنا السجون وأعوان السجون، والجندرمة والشرطة والمحاكم الفرنسية وما يجري في هذه الجهات كلها، وإلى جانب ذلك كله يصف لنا في شخصه إصرار الوطنيين على الكفاح والمقاومة، ويزيد هذا الشعر قيمة أنه قيل في زمن لم يجرؤ فيه الشعراء أمثاله على

النظم في المواضيع الوطنية التي كان أصحابها معرّضين للاضطهاد ... » وله الفرائد في علم الأدب والاجتماع (تونس 1936). تتلمذ في الشعر والوطنية على الشاعر السيد الشاذلي خزندار الذي كان معجبا به منذ صغره ومعجبا بوطنيته العالية مما جعله يقف على توجيهه واصطحابه معه إلى معظم الأماكن التي كان يرتادها رغم فارق السن والطبقة والمكانة بينهما، جاهد في الحركة الوطنية جهاد الأبطال، وكرّس كل حياته لمثل هذا النضال إلى أن مات بائسا مريضا، كرّمته الحكومة التونسية بعد الاستقلال بتسمية بعض الشوارع باسمه وإطلاق اسمه على أحد مستشفيات العاصمة. وعهد إليه بعدة مهام أساسية كالإشراف على إدارة جريدة «العمل» لسان الحزب الدستوري الجديد، ورئاسة الشبيبة الدستورية التي كانت تعمل على تجنيد الشباب، وإعداده للعمل الوطني السياسي، زيادة على ما كان يتطوع للقيام به من أعمال وطنية وقومية ومغربية كمحاولة تأسيس جمعية شباب شمال إفريقيا في سنة 1936 التي تقرر أن يتعهد أعضاؤها بالاعتراف بشمال إفريقيا وحدة لا تتجزأ ووطنا يجب على أبنائه تكوين جبهة للدفاع عنه، ورئاسته للجنة إسعاف فلسطين التي دأبت على التنسيق مع اللجنة العليا لإغاثة منكوبي فلسطين، ودعوة أقطار شمال إفريقيا للمساهمة في هذا المجهود القومي، والتعامل مع قضية أبناء جلدتهم مع العرب. وبسبب اندفاعه للعمل في الحزب، وتحمّل مسئوليات هذه التنظيمات الوطنية والمغربية والقومية، وكتابته لعدد هائل من القصائد والمقالات السياسية الحاملة على الاستعمار والفاضحة له تمكنت قبضة السلطة منه سبع مرات متتاليات أدخل خلالها السجن، وكان جزاؤه الإبعاد إلى أقصى النواحي في تونس، وأقصى السجون في الجزائر،

وما من مرة فتح له باب السجن إلا وعاود الكرّة على المستعمر عنيفة ومريرة متمسكا بما كان يدعو له ويؤمن به من المبادئ الوطنية، وذلك رغم ما كان يشكوه من علل مزمنة ووهن جسمي، والمرض الذي كان يهدد كيانه ويبلغ به أوج الآلام. ولا شك أن الاستعمار كان يدرك كل الإدراك مواطن ضعف هذا المناضل العنيد، ومن ثمة تجده يتفنّن في إرهاقه ويمعن في تعذيبه، وإجباره على قبول الموت البطيء أو اللجوء إلى أهون السبل وأحطّها وهي قبول الاستسلام والرضوخ. وبالمقابل كان يعرف خطط خصمه، وكان على استعداد دائم لقبول هذا التحدّي بروح عالية شجاعة ويعطي المثل الرائع على الصبر والصمود والتفنن وحبك الخطط المضادة. وفي الوقت الذي كانت السلطات الاستعمارية تعلم علم اليقين ما يتعرض له جسمه من التعذيب والتعب كان يتحمل ذلك بصبر وثبات واستمرار على النضال. وآخر السجون التي دخلها هو أكبر سجون الجزائر (الميزون كاري) وقد فرّ منه وقطع المسافة الفاصلة بين تونس والجزائر وهي ألفان من الكيلومترات مشيا على الأقدام في وقت سقطت فيه الواجهة الفرنسية، وهو يرى أن سقوط هذه الواجهة يجب أن يكون فرصة للعمل ضد الظلم والاضطهاد، ونالته من هذه الرحلة الطويلة المضنية أتعاب جسام واشتداد وطأة المرض عليه، وأحسّ بدنوّ أجله فبادر بالالتفاف في برنسه وقصد (مطبعة العرب) لصاحبها زين العابدين السنوسي الذي كان على صلة وثيقة به منذ قدّمه إليه أستاذه الشاذلي خزندار في سنة 1926، وسلّمه ما جمعه من شعر في ديوانه وحسنا فعل في تسليمه ديوانه للسيد زين العابدين السنوسي فإنه لبث محتفظا

المراجع

به إلى أن وقع نشره، وبعد هذا اللقاء قضى المترجم نحبه وسار إلى عفو الله وسعة رحمته في يوم الاثنين الثاني 2 من شوّال 1361 الموافق للتاسع من أكتوبر 1942 بعد أن لبث في مستشفى الرابطة عشرين يوما رحمه الله رحمة واسعة وغفر له. المراجع: - مقدمة ديوان اللهيب بقلم محمد المرزوقي، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس 1900 - 1962 لمحمد صالح الجابري (الدار العربية للكتاب، تونس 1983) ص 135 هامش (1)، ص 190 هامش (3) ص 314، 325. 639 - الجربي (من رجال القرن العاشر) ( ... - 16 م) سليمان الجربي، العالم البياني المنطقي، عاش بمصر، وتولى بها التدريس وأقبل عليه الطلبة. مؤلفاته: 1) حاشية على المتوسط. 2) حاشية على المختصر شرح التلخيص في البلاغة. 3) حاشية على إيساغوجي، في المنطق. 4) حاشية على الكافية. وله غير ذلك. المصدر: - توشيح الديباج ص 105 تحقيق أحمد الشتيوي (دار الغرب الإسلامي بيروت 1403/ 1983).

حرف الحاء

حرف الحاء 640 - ابن حمود الصدفي (210 - 299 هـ‍) (825 - 912 م) جبلة بن حمّود بن عبد الرحمن بن جبلة الصدفي القيرواني، أبو يوسف، الفقيه الورع الزاهد العابد. سمع من سحنون أخذ عنه الموطأ والمدونة، وعون بن يوسف، وأبي إسحاق البرقي وداود بن يحيى، ومحمود بن رزين، ومحمد بن عبد الحكم، وغيرهم من المصريين والإفريقيين. وسمع منه جماعة منهم أبو العرب التميمي، وهبة الله بن أبي عقبة، وعبد الله بن سعيد، وغيرهم. ترك سكنى رباط قصر الطوب قرب سوسة، ونزل القيروان، فقيل له في ذلك فقال: كنا نحرس عدوا بيننا وبينه البحر، والآن حلّ العدو بساحتنا، وهو عبيد الله المهدي. وكان أبوه من خدمة السلطان، وأهل الأموال، فنابذه في حياته ثم تبرأ من تركته بعد وفاته، وكانت تركته ثمانية آلاف مثقال. توفي في صفر بالقيروان، ودفن بباب سلم. له ثلاثة أجزاء مجالس عن سحنون. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 2/ 247 - 254، الديباج 1/ 323 (دار التراث، القاهرة) تحقيق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، شجرة النور الزكية ص 73 - 74، طبقات علماء إفريقية للخشني (مصر) 195 - 196، معالم الإيمان 2/ 270 - 280 (ط 2/).

حرف الخاء

حرف الخاء 641 - خريف (1335 - 1403 هـ‍) (1917 - 1983 م) البشير ابن الشيخ إبراهيم خريف، الكاتب القصصي المبدع، ورائد كتاب الرواية (القصة الطويلة) في تونس. ولد بنفطة بمشيخة المواعدة يوم 10 أفريل 1917 من أب نفطي وأم من العاصمة، وفي سنة 1920 انتقلت الأسرة للسكنى بالعاصمة، وفي سنة 1922 دخل الكتاب، ثم انتقل إلى مدرسة السلام القرآنية التي يديرها السيد الشاذلي المورالي، ثم التحق بمدرسة دار الجلد العربية الفرنسية وأحرز على الشهادة الابتدائية سنة 1932. ويقول عن نفسه في تلك الفترة: تفتحت نفسي على الأدب، وبدأت أدوّن يومياتي، وكتبت أول محاولاتي في القصة والشعر، في البيت كنا نقضي سهراتنا في تلاوة السيرة الحلبية، وألف ليلة وليلة، ونتبارى في المساجلات الشعرية واللطائف الأدبية. وكنت أحضر مجالس والدي مع أحبابه في مجادلاتهم العلمية، فيدعوني لأناوله المعاجم والمراجع، وكان أخي مصطفى يغريني بحفظ الشعر. وبعد إحرازه على الشهادة الابتدائية التحق بالمدرسة العلوية الثانوية، ولبث يتابع الدروس بها نحو عامين، ثم فصل منها لضعفه في الرياضيات، فأصيب بصدمة نفسية إذ كان ناجحا في المواد الأخرى، فكره الكتاب والكرّاس، واختلف إلى المقاهي، وكانت تنتابه لحظات طويلة من الحيرة والفراغ. ويقول: وكان يؤمّ بيتنا ثلّة من أدباء العصر من أحباب أخي

مصطفى كالشابي، وعلى الدوعاجي، والمهيدي، والبشروش أيام مجلتي «الرسالة» و «أبولو» ولقد تأثرت لتبرّم الدوعاجي من أنه لا يستطيع استعمال العاميّة خوفا من الجمهور المحافظ، ولو أمكنه ذلك لأتى بالعجب، إذ العامية حيّة غنيّة واقعية. ومن هنا يتبين أن للوسط العائلي دخلا في توجيهه نحو الأدب. ويقول: وأصبت بذات الصدر فأقمت برادس سنين للاستشفاء، وقد مارست أنشطة مختلفة قبل ذلك منها صناعة الشاشية، وعلب الحلقوم، وفي رادس أنشأت برّاكة لبيع الليموناضة والكسكروت، توفي والدي سنة 1937، وأصدر أخي مصطفى جريدة «الدستور» فكلّفني بتوزيعها، ونشرت بها قصة قصيرة «ليلة الوطية».وفي أواخر سبتمبر كنت مجتمعا مع رفقة لي من تلاميذ مدرسة الفلاحة، وكان موعد المناظرة لقبول الرعيل الجديد على الأبواب، فعلمت أن من شروط القبول فحصا طيّبا يشهد بسلامة الجسم، ثم إنه صحبة هذه العصابة أظهرت توافقا في الطبع، وأثار حديث البلد أشجانا وأشواقا فرغبت في متابعته فشاركت وانخرطت معهم لكن في الأعمال الفلاحية جهد، فاعتلّت صحتي، وتركت المدرسة. ورسّم نفسه لمتابعة دروس المدرسة الخلدونية، وكان إذ ذاك يعمل كاتبا لمحام. وقد تزوج في سنّ مبكرة نسيبا، وتعرّف بزوجته وكان عمره 22 عاما إذ وجدها عند جيران لهم تقرأ ديوان حافظ الشيرازي فأكبر فيها ذلك، وكان سببا في الزواج وهي جزائرية الأصل. وقد أنجب منها ثمانية أبناء خمس بنات وثلاثة أولاد، هذه المسئوليات العائلية دفعته إلى البحث عن مورد رزق يعول به أفراد عائلته فأقام دكانا بسوق الكبابجية يبيع فيه الحرير ومشتقاته، وذلك أثناء

الحرب العالمية الثانية، وبعد انقضائها بنحو عامين 1942 - 1947 والحرب يسّرت المضاربات المالية، واستفحلت السوق السوداء فأغدقت على المترجم وكل التجار أموالا طائلة يسّرت أحوال معيشتهم، وقال عن تلك السنوات الخمس: إنها أحلى سنوات حياته، وفي تلك الأثناء أصبح يتردد على مجالس الأدباء الذين تجمعهم حلقات باب منارة فيدعوه الشيخ محمد العربي الكبادي أن يحضر دروسه بمعهد كارنو، فيستجيب له يدفعه طموحه إلى الأخذ بكل ما تيسّر له أخذه من حقل المعرفة والثقافة. وفي سنة 1947 كسدت السوق التجارية، ورأى أن يبارح صناعة التجارة، وبحث عن الوظيف الحكومي، فسمي معلما فالتحق أولا بقرية «السند» لمدة سنتين، ثم انتقل إلى «أريانة» من ضواحي العاصمة «فعين دراهم» «فالعمران» من ضواحي العاصمة، ثم أرسى بنهج الثقافة بالعاصمة، ومن هناك أحيل على المعاش بعد أن قضى تسعة عشر 19 عاما متنقلا بين المدارس الابتدائية والمهنية. وبالرغم من اختلاف اهتماماته باختلاف أوضاعه فإن اهتمامه بالأدب قد طغى على كل الاهتمامات الأخرى، وإن خمد نشاطه في زمن ما فهو لم ينقطع أبدا عن الكتابة، وهكذا نراه يعود إلى النشر بعد انقطاع دام 22 سنة بقصة «إفلاس» في مجلة «الفكر»، وفي هذه المرة أيضا تعرّض إلى المضايقات التي صادفته في شبابه بنشره قصة «الوطية»، وإجرائه فيها الحوار بالدارجة مما انتقده عليه المحافظون، وأثيرت من جديد مشكلة اللغة، فشنّ عليه المحافظون حملات على صفحات جريدة الصباح، وجريدة العمل، وفي مجلة الفكر أيضا مما دعا الدكتور محمد فريد غازي إلى التدخل فكتب بمجلة الفكر السنة 4 بالعدد 8 بالصفحة 40: «في رأيي أن مشكلة اللغة مشكلة «فارغة» يحاول من ورائها مهاجمو «إفلاس» النيل من القصة نفسها، وهو أمر

مؤسف أرجو أن لا ينخدع القرّاء به لأن البشير خريف وجه قبل كل شيء قصته إلى القارئ التونسي. في هذه المرة لم يتخاذل المترجم، وقد بلغ من النضج الفكري ما يؤهله لخوض المعركة، فكتب بمجلة الفكر بالسنة 4 بالعدد 10 بالصفحة 19 مقاله الشهير «خطر الفصحى على العربية» ردّا على المحافظين قال فيه: «إن اللغة كائن حيّ وكل حيّ تتجدد خلاياه». وكان لا يهمل وقته يذهب سدى بدون فائدة، بل كان دائما إما يطالع، وإما يكتب، حتى في أوقات الراحة الصيفية فترة الراحة من عناء العمل الرسمي، قال عن نفسه: وكان المصيف سنة 1956 في «الزهراء» فاستأجرت مغني لأحد الفرنسيين الذين يقضون راحتهم بفرنسا، فتركه لنا كامل العدة بما في ذلك مكتبته فكنت انظر فيها حتى عثرت بقصة لجان جاك غوتيبه، فيها من الحرية والجرأة والصدق ما شفى نفسي، واستفاقت علّتي، وأجبرت على راحة طويلة الأمد، فتلهيت بتصنيف قصتي «حبك درباني»، وطبّقت ما كان يتحرّق إليه علي الدوعاجي، ولا زلت إن شاء الله. ونفهم من هذا أنه بالرغم مما وجّه إليه من حملات مصر على إجراء الحوار في قصصه باللغة الدارجة. وقصصه منتزعة من واقع الحياة التونسية، فهو لا يدور في فراع، وحتى قصته ذات الصبغة التاريخية (برق الليل) التي تعود أحداثها إلى القرن العاشر الهجري في فترة احتلال خير الدين بربروس للعاصمة قد جعل من التاريخ إطارا لا هدفا لتحريك القصة، ولم ينس تصوير الحياة التونسية في ذلك العهد. وانطفأ هذا المشعل الوضّاء يوم الأحد في 18 ديسمبر 1983 فيما بين الساعة السابعة والثامنة مساء، وفي يوم الثلاثاء 20 ديسمبر شيّع

مؤلفاته المطبوعة

رجال الفكر والأدب جثمانه إلى مثواه الأخير بمقبرة الزلاج، وقد أبّنه الأستاذ البشير بن سلامة وزير الشئون الثقافية، والأستاذ محمد العروسي المطوي رئيس اتحاد الكتّاب التونسيين. مؤلفاته المطبوعة: 1) برق الليل، الشركة القومية للنشر والتوزيع 1961، وط/مرة ثانية عن دار بوسلامة للنشر تونس، سنة 1967، وهي طبعة رديئة ومشوّهة، وهذه الرواية نالت جائزة علي البلهوان من بلدية العاصمة. 2) الدقلة في عراجينها، الدار التونسية للنشر 1969 (رواية). 3) مشموم الفل (نادي القصة) الدار التونسية للنشر 1971 (مجموعة قصص). 4) حبك درباني، على حساب المؤلف 1980 (رواية) نشرها أولا بمجلة «الفكر» بعنوان «إفلاس» سنة 1959. آثاره المخطوطة: 1) بلارة التي أخرج منها قصة «برق الليل» والتي قال إنها غلبته على أمره فما عاد يقدر عليها، وقد مسحت أحداث ثلاثة قرون أو تزيد. 2) سوق البلاط (مسرحية). 4) رسالة بني. 5) سوق العطّارين. ونشر قصصا ونقدا لقصص غيره، وبعض الخواطر والدراسات بمجلة «الفكر» ولقي صعوبة في طبع آثاره سواء في

المراجع

القطاع العام أو الخاص مما يدل على أزمة الطبع بتونس، وإزاء ذلك زهد في الإنتاج والنشر. المراجع: - مجلة الفكر السنة 27 العدد 9 مارس 84 ماي 1982 العدد 6 السنة 20 مارس 1984 مجلة قصص جانفي 1984 عدد 63.

642 - ابن الخوجة (1310 - 1402 هـ‍) (1892 - 1982 م)

642 - ابن الخوجة (1310 - 1402 هـ‍) (1892 - 1982 م) علي بن محمود بن محمد بن الخوجة الشهير بالحاج علي، الفقيه. ولد بتونس، ودخل الكتاب فحفظ القرآن الكريم، ثم أدخله والده فرع المدرسة الصادقية، وخرج منه محرزا على الشهادة الابتدائية سنة 1906، ثم انخرط في سلك تلامذة جامع الزيتونة، فأخذ العلم فيه عن جماعة من المشايخ كالصادق بن ضيف، ومحمد الصادق النيفر، ومحمد بن يوسف، ومحمد الطاهر بن عاشور، وحميدة النيفر، والصادق بن القاضي، والخضر حسين وغيرهم. واختير للخطابة بجامع يوسف صاحب الطابع بعد وفاة والده في سنة 1329/ 1911، فكان الإمام والخطيب بالجامع المذكور، وفي العشرين من رمضان يلقي درس الختم، وواظب على إلقاء الدروس بجامع صاحب الطابع. وانتصب عدلا لا يتعاطى الإشهاد في دكان بقرب الديوان (المحكمة الشرعية) مع ابن عمه وسميّه الشيخ علي بن حميدة بن الخوجة، ومع صهره الشيخ محمد الصالح بن مراد بمحل الإشهاد قبالة جامع الزيتونة. ثم انتصب للإشهاد بوصفه من الموظفين بالديوان، وكان يشهد مع ابن عمه الشيخ محمد العربي بن الخوجة، وكان رجال المجلس

أثره

الشرعي يعتمدون تحقيقاته لتحرّيه واطّلاعه الواسع وعلمه الكبير بالتوثيق. وفي سنة 1336/ 1918 فاز في مناظرة التدريس من الرتبة الثانية، واستمر على تعاطي العدالة، أول مرة أدّى فيها فريضة الحج سنة 1346/ 1927، واستمر على شدّ الرحال إلى الحج والعمرة، وترأّس الوفد الرسمي عدة مرات. في عام 1937 أصبح مدرّسا من الطبقة الأولى، فانقطع عن الإشهاد، وفي أوائل عام 1943 سمي مفتيا حنفيا فباشر هذه الخطة حتى توحيد القضاء وحذف المحكمة الشرعية إثر الاستقلال 19 صفر سنة 1376/ 25 سبتمبر 1956 حيث فضّل الاستقالة والتمتّع بالتقاعد على الالتحاق بمحاكم الحق العام. ومن نشاطاته الاجتماعية مشاركته في اللجنة التي أسّست الحي الزيتوني، وجمعت الأموال لبنائه. وقد كان عضوا في الجمعية الخيرية الإسلامية، وأستاذا بالمدرسة القرآنية مع شيخه وصديقه الشيخ محمد مناشو، وكان عضوا في جمعية الشبان المسلمين، وهو من مؤسسي مجامع حفظ القرآن الكريم مع صديقه وصفيّه الشيخ عبد العزيز الباوندي. توفي يوم الجمعة 8 جمادى الثانية 1402/ 21 أفريل 1982. أثره: كناش في الفقه، جامع، في أربعة أجزاء من القالب الكبير، وهو كتاب فقه قضائي من الدرجة الأولى، إذ به مجموعة أحكام مشروحة مفسّرة مبيّنة المصادر. المرجع: - محمود شمام مجلة الهداية ع 6 سنة 9 رمضان شوال 1402 - جويلية أوت 1982 ص 100 - 103.

643 - خير الله (1307 - 1392 هـ‍) (1892 - 1972 م)

643 - خير الله (1307 - 1392 هـ‍) (1892 - 1972 م) الشاذلي خير الله، الكاتب الصحفي، الوطني، المفكر. ولد بالعاصمة في 10 مارس 1892، وتلقى تعليمه بالكتاب وبفرع المدرسة الصادقية، ثم الثانوي بليسي كارنو، ثم سافر إلى فرنسا، وتابع دراسته بليون، وبعد رجوعه توظف بالداخلية، وانتسب إلى الحزب الدستوري القديم سنة 1924، وأسّس في السنة الموالية جريدة «المتحرر»، ودخل السجن من أجل هذه الصحيفة، وفي سنة 1926 رحل إلى باريس لدراسة القانون، وأسّس جريدة نجم الشمال الإفريقي، وفي سنة 1929 اللواء التونسي، وفي سنة 1930 أصدر صوت التونسي التي دامت عشرين سنة (هذه الجرائد فرنسية اللسان). وفي سنة 1935 ترأس الدستور الجديد لمدة أربعة أشهر، ثم هاجر إلى إيطاليا بعد الاستقلال وكانت وفاته في 15 مارس 1972. آثاره: 1) الشرق في الأدب الفرنسي (تونس) 88 ص. 2) الحركة التطورية التونسية (بالفرنسية) g'arrot 36 - 1934 ثلاثة أجزاء. 3) حركة الشباب التونسي (بالفرنسية) 1956، 207 ص.

المرجع

المرجع: - جان فونتان مجلة أبلا (بالفرنسية) عدد 1531 جوان 1984 عرض ونقد للجزء الثاني من تراجم المؤلفين التونسيين، وذكر الكاتب أن أحسن دراسة عن هذا المؤلف هي لمحمد دبّاب في (tunisie Actualites) عدد 47 - 48. 644 - الخيراني ( ... - 1307 هـ‍) ( ... - 1890 م) القاسم بن محمد بن علي الخيراني الشريف الجزائري، ثم التونسي له العقيدة القاسمية، وهي منظومة في كلمتي الشهادة، وشرح العقيدة المذكورة. المراجع: - إيضاح المكنون 2/ 116 - 117، معجم المؤلفين 8/ 119، هدية العارفين 1/ 834.

حرف الدال

حرف الدال 645 - داود (1318 - 1397 هـ‍) (1901 - 1977 م) عثمان بن محمد داود، العارف بالنباتات الطبية، وبالطب على الطريقة القديمة، من أسرة التعليم بمركز الشيخية طريق تنيور من ضواحي صفاقس، ولم يكن يمارس الطب لمنع القانون له من ذلك إذ لا يسمح به إلا لمن كان محرزا على شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات، وإنما كان يعين الأدوية لمن يقصده من أصدقائه، أو يسلّم له ما عنده من مستحضرات. وقد أصيب بالصمم لسقوطه من شجرة، ورأى أنه لم يعد صالحا لمهنة التعليم فتركه ومال إلى مطالعة كتب النباتات الطبية، وطبّق منها بعض التجارب. له كتب مخطوطة جاهزة للطبع، منها كتاب المرشد العائلي لنيل الأرب وبإحياء مجد طب العرب يقع في 272 ص كتب له مقدمته تلميذه الأستاذ محمد الشعبوني. المرجع: - هذه الترجمة أمدّني بها الأخ الأستاذ محمد الشعبوني صانه الله.

حرف الراء

حرف الراء 646 - ابن راشد الرعيني (128 - 183 هـ‍) (746 - 799 م) البهلول بن راشد الحجري الرعيني، مولاهم، أبو عمرو الفقيه الزاهد الناسك. ولد بالقروان، ونشأ بها، ورحل إلى المشرق لطلب العلم، فروى عنه مالك بن أنس، والثوري والليث بن سعد، ويونس بن يزيد، وموسى بن علي بن رباح اللخمي، والحارث بن نبهان، وسمع بالقيروان من عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. وسمع منه بالمشرق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وسمع منه بالقيروان سحنون بن سعيد، وعون بن يوسف الخزاعي، وأبو زكرياء الحفري، ويحيى بن سلاّم، وغيرهم. وكان شديد التمسك بالسنّة، وكان سحنون يقول: أنا اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء وترك الصلاة عليهم، بفعل البهلول، وعن سعيد بن الحداد ما كان بهذا البلد أحد أقوم بالسنّة من رجلين: البهلول بن راشد في وقته، وسحنون بن سعيد في وقته. قال المالكي، قال سحنون مثل العلم القليل في الرجل الصالح مثل العين العذبة في الأرض العذبة، يزرع عليها صاحبها زرعا فينتفع به، ومثل العلم الكثير في الرجل الغير الصالح مثل العين الخرّارة في الأرض السبخة تهدر بالليل والنهار لا ينتفع بها، ويقول على أثر هذا البهلول كان رجلا صالحا، ولم يكن عنده من الفقه ما عند غيره نفعنا

المصادر والمراجع

الله به، وذكر رجلا آخر قد صحب السلطان فقال بحر من البحور ما نفعنا الله بعلمه. وسبب موته أن محمد بن مقاتل العكّي أمير إفريقية كان يلاطف الطاغية (صاحب صقلية)، ويبعث إليه بالألطاف، فيكافئه الطاغية، فكتب إليه الطاغية أن ابعث إلينا بالنحاس والحديد والسلاح، فلما عزم العكي على ذلك وعظه البهلول لتزول عنه الحجة من الله فلما ألحّ في ذلك بعث إليه من ضربه أسواطا دون العشرين فبرئت كلها إلا أثر سوط واحد نغل فكان سبب موته، وأرسل إليه العكي بكسوة وكيس فأبى البهلول أن يقبلها، فقال له رسوله: يقول لك العكي: إذا كنت لم تقبل مني فاجعلني في حلّ، فقال له البهلول: قل له ما حللت يدي من العقالين حتى جعلتك في حلّ، واغتمّ العكّي لذلك وندم. وكانت وفاته بالقيروان ودفن بباب سلم. له ديوان في الفقه، والغالب عليه اتباع مالك، وربما مال إلى قول الثوري. المصادر والمراجع: - ترتيب المدارك 1/ 230 - 239، الديباج (دار التراث القاهرة) 1/ 315 - 316، رياض النفوس للمالكي (ط 1/) 1/ 132 - 143، شجرة النور الزكية 60، طبقات علماء إفريقية لأبي العرب التميمي 126 - 138، لسان الميزان 2/ 66، معالم الإيمان (ط 2/) 1/ 264 - 279، ميزان الاعتدال 1/ 355، معجم المؤلفين 3/ 81.

647 - الرصاع ( ... -1149 هـ‍) ( ... -1736 م)

647 - الرصاع ( ... - 1149 هـ‍) ( ... - 1736 م) إبراهيم بن علي الرصاع الأنصاري التونسي، الفقيه. له قضاء الوطر من نزهة توضيح الفكر (لإبراهيم بن إبراهيم اللقاني). المرجع: - برنامج المكتبة العبدلية 2/ 231.

648 - بورقعة (1323 - 1403 هـ‍) (1904 - 1982 م)

648 - بورقعة (1323 - 1403 هـ‍) (1904 - 1982 م) إبراهيم بن أحمد بورقعة، الأديب الشاعر المقلّ، من رجال القانون. ولد بتوزر، وبها نشأ، وتلقى تعليمه الابتدائي حيث حفظ القرآن، ودرس مبادئ الفقه والنحو، وفي سنة 1339/ 1921 رحل إلى العاصمة لمواصلة التعلّم بجامع الزيتونة، قال الأستاذ زين العابدين السنوسي: «فكان معروفا بمماحكته ولجاجته في بحوثه حتى عرف بالشذوذ، وحتى هدّد بالطرد من المعهد» ومن شيوخه محمد الصادق النيفر، ومحمد بن القاضي ومعاوية التميمي، وغيرهم، وهذا الأخير كان منتميا لحزب الإصلاح والمترجم منتميا للحزب الحر الدستوري، ومن أجل ذلك تجري بينهما مشادات في حلق الدروس وخارجها، مثلا ينقل المترجم قول المؤلفين: هذا قول جمهور الشارحين، ويذهب إلى أن قول الجمهور هو المنصور حتى في السياسة لأن الحزب الحرّ الدستوري يمثّل جمهور الشعب، وبمبادئه وسياسته يدين الجمهور، بخلاف حزب الإصلاح الذي يمثّل طائفة ضيقة تكاد تنحصر في الأرستقراطيين. وحكى أنه التقى مرة بشيخه هذا خارج الدرس فقال له: هل قرأت جريدة «البرهان» (جريدة حزب الإصلاح) فقال له: لا، فقال شيخه متمثلا بقول ابن سهل: «وما أضيع البرهان عند المقلد» ووجد شيخه هذا مرة بمحل الشيخ محمد الصادق النيفر فخشي أن يغريه

على إسقاطه في امتحان شهادة التطويع، فجالت الوساوس برأسه، واستنجد بشيخه محمد بن القاضي لحمايته من مثل هذا فطمأنه بأنه لا يظلم ويقع إنصافه، والشيخ النيفر له ديانة تصونه عن الانزلاق في مثل ما توهم. وتخرّج من جامع الزيتونة محرزا على شهادة التطويع بتفوق سنة 1344/ 1925، وتابع دروس مدرسة الحقوق التونسية وتحصّل على شهادتها سنة 1927. وشارك في مناظرة الحاكمية سنة 1930 حيث نجح حاكما في المحاكم العدلية التونسية، وفي السنة نفسها نجح في مناظرة الوكالة (المحاماة)، وفي السنة الموالية زاول مهنة الوكالة بصفاقس، وزفّت الخبر جريدة «النهضة» مهنئة له، وكذلك جريدة «النديم»، ولبث مباشرا لهاته المهنة وقدم صفاقس لأول مرة بصحبة صديقه الأديب الشاعر سعيد أبي بكر، والتقى في مكتبة محمد اللوز بالسادة: حامد قدور، والشيخ محمد بن إسماعيل، والشيخ محمد المزيو، ويوسف بن حميدة، وتعرّف بهم وتعدّدت بينهم اللقاءات في هذه المكتبة، وتولّد عن هذه اللقاءات جمعية كوكب الأدب، وجمعية الشبان المسلمين، ومجلة مكارم الأخلاق، ولبث مباشرا لمهنة الوكالة «المحاماة» بصفاقس مدة نصف قرن، إلى أن تقدمت به السن، وأنهكه مرض السكر، فأحيل على التقاعد قبل وفاته بنحو سنتين، كتب في الصحف والمجلات بحوثا في الأدب والنقد والتراجم، وله نشاط في الجمعيات الثقافية فكان عضوا في جمعية كوكب الأدب، وعضوا في اللجنة الثقافية الجهويّة. توفي بصفاقس يوم الخميس الثاني من صفر 1403 الموافق للثامن عشر من نوفمبر 1982، ودفن بمقبرة الشعري في اليوم الموالي

مؤلفاته

وحضر جنازته جمهور من المثقفين وألقى زميله المحامي الأستاذ عبد العزيز طريفة كلمة في تأبينه. مؤلفاته: 1) معجم الرجال التوزريين، قد تحدّثت مرة معه في شأنه وطلبت منه المسارعة بطبعه منذ عقد ونصف من السنين، فأجابني بأنه يحتاج إلى لمسات ختامية ليقدمه إلى الطبع، ولكنه مات ولم يطبع. 2) المؤسسات الحديثة قديمة عند المسلمين، رسالة ضخمة نشر معظمها في جريدة «القيروان». 3) ألحان الخواص، وهو عبارة عن مراجعات لغوية نشرتها له الصفحة الأدبية بجريدة النهضة في سلسلة من المقالات المتتابعة، ونشر طائفة منها بعد الاستقلال في جريدة «الصباح»، وهو في نظره اللغوي متزمّت جدا، لا هو على رأي المتقدمين القائلين الخطأ المشهور خير من الصواب المهجور، ولا على رأي المحدثين الذين يرون للاستعمال دخلا في تطوير اللغة، والخروج بها جزئيا أو كليّا عن وضعها الأول، هو مثلا قد قال إن كلمة فنان أصلها في اللغة حمار الوحش، ونقل عن القاموس المحيط، واللفظة الفصيحة في نظره مفن، وله غير ذلك من نحو هذا، وهو في نقده ينحو منحى لغويا عروضيا وقلّما يعرّج على المعاني والأفكار والاتجاهات والنقد الذوقي. 4) في الغربال، وأصله فصول نقدية لإنتاج الشعراء نشرها بجريدة «الزهرة»، وقد جمع هذه الفصول وهيّأها للطبع. 5) مذكرات محام، ينقصها التنظيم والتبويب، وهو ميدان بكر لم يسبقه به محام تونسي على ما أعلم، نشر منه فصلا في مجلة

المراجع

«المحامي» الصادرة بصفاقس السنة الأولى العدد الأول أكتوبر 1974. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 139 - 144، محمد الشعبوني، جريدة الصباح 10 صفر 1403/ 26 نوفمبر 1982 العدد 10905 السنة 32، محمد محفوظ مجلة الهداية س 10 رجب شعبان 1403 - ماي جوان 1983 ص 95 - 96، في الأدب التونسي لمحمد الحليوي (تونس 1968) فصل بعنوان رد على نقد إلى صاحب الغربال ص 235 - 243. 649 - الرهوني ( ... - 739 هـ‍) ( ... - 1338 م) يحيى بن أبي بكر بن عبد العزيز التونسي المعروف بالرهوني، المالكي، شرف الدين. نزيل مصر، اللغوي. له الصادر في اللغة. المرجع: - هدية العارفين 2/ 527.

حرف الزاي

حرف الزاي 650 - زكرياء ( ... - كان حيّا 1331 هـ‍) ( ... - 1913 م) محسن زكرياء، صهر الشيخ محمد بن عثمان السنوسي على ابنته، له سلافة العناصر في سيرة الباي الناصر (ط/تونس سنة 1913).

651 - الزمرلي (1325 - 1403 هـ‍) (1907 - 1983 م)

651 - الزمرلي (1325 - 1403 هـ‍) (1907 - 1983 م) حسن الزمرلي، الملقب بعميد المسرح في تونس، المؤلف المسرحي، والمخرج والناقد المسرحي. ولد في 27 ماي عام 1907 وهو متحدّر من أصل تركي، ونشأ في وسط أدبي وعلمي، وشبّ على حبّ المسرح الذي اكتشفه وهو في العقد الثاني من عمره عند ما كان شقيقه الأكبر أحد أعضاء جمعية الآداب التمثيلية، وزاد هيامه به عند قدوم رجل المسرح العربي جورج أبيض على رأس فرقته سنة 1921 إلى تونس فانبهر بما شاهده من براعة فنية لهذه الفرقة. تابع تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية، وتخرّج منها محرزا على دبلومها، وتحصّل على الجزء الأول من شهادة البكالوريا ثم على الجزء الثاني منها. عمل معلما بالمدرسة العرفانية القرآنية التي كانت تشرف عليها الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم سافر إلى فرنسا سنة 1929 لمتابعة التعليم العالي، وكان ينوي الحصول على الإجازة في الفلسفة، وتغيّر هذا القصد لما التقى بطائفة من الشباب العربي يحسنون ارتجال الخطب بالعربية الفصحى، وهو لم يكن وصل إلى هذا المستوى لأن رصيده في العربية كان ضعيفا، فترك دراسة الفلسفة، وانتسب إلى قسم اللغة العربية بمعهد الدراسات العليا للغات الشرقية. وانكبّ على دراسة العربية بشغف وجد إلى أن أصبح من فرسان الخطابة في محافل بجمعية طلبة شمال إفريقيا، وجمعية الثقافة العربية

التي أسندت إليه نيابة الرئيس، وهو الذي ترأس في مرحلة أخرى حفل تأبين الشاعرين أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم. ولم تلهه الدراسة عن حبّ الفن المسرحي فكان يتردد على مسارح الأحياء في باريس بصفة متفرّج على عروضها، ثم انضم إلى المستمعين الأحرار بالمعهد القومي الفرنسي للتمثيل. بعد ما تحصّل على الإجازة في الآداب العربية، وتحصّل على زاد من العلوم المسرحية، عاد إلى تونس، ووجد الحركة المسرحية لها نشاط مضطرم، ولم يجد حركة نقدية محترفة للفن المسرحي، فساهم في هذه الوظيفة، ونشر في الصحف والإذاعة كتاباته في النقد المسرحي، فتضايق منه بعض الممثلين ومديري الفرق من مقالاته وأحاديثه الإذاعية التي كان يقوم بها أسبوعيا بالإذاعة في حصة (الغربال). وكان هدفه من مقالاته وأحاديثه النقدية رفع شأن الفن المسرحي، ولهذا الغرض أسّس جمعية الدفاع عن المسرح سنة 1945، وقامت هذه الجمعية بإلقاء محاضرات، وألقى هو على منابر الجمعيات الثقافية في كامل أنحاء البلاد محاضرات عن المسرح، ومكانته عند الأمم، ودور المسرح في تثقيف الجمهور وتوعيته. وشارك في الدروس التي نظّمتها جمعية الكوكب التمثيلي مساء كل جمعة، وكانت تلك الدروس الخطوة الأولى لإحداث مدرسة للتمثيل العربي التي تأسّست في غرّة فيفري 1951 بإلقاء دروس نظرية وتطبيقية عن المسرح وفنونه شارك في إلقاء هذه الدروس محمد الحبيب، وعثمان الكعّاك، ومحمد عبد العزيز العقربي، وبلحسن بن شعبان، والطاهر قيقة، وتولى إدارة هذه المدرسة، وتخرّج منها عدد كبير ممّن كرّسوا حياتهم لمهنة التمثيل. وعلى أثر الاستقلال في ديسمبر 1957 قدّم تلامذة المدرسة مسرحية «غرام يزيد» للشاعر محمود

مؤلفاته

غنيم بحضور فخامة الرئيس الحبيب بورقيبة الذي عبّر عن استحسانه واعتزازه بنشاط المدرسة لمقاومة التخلّف في الميدان المسرحي. ومن المصادفات العجبية الغريبة أن هذا الرجل المتفاني في خدمة المسرح لمدة تقرب من نصف قرن وقع نعيه على ركح مسرح مدينة تونس يوم السبت في 5 فيفري 1983 قبل عرض مسرحية جيل اليوم التي قدّمت في مهرجان علي بن عياد الأول، وقام بنعيه السيد محسن بن عبد الله مدير مسرح مدينة تونس. وله جوانب هامة في حياته الأدبية والمسرحية كالترجمة والاقتباس والتأليف والدراسة والإدارة والإخراج المسرحي. في عهد الاستعمار كان رئيسا لقسم التعليم العربي مصلحة التعليم الابتدائي بإدارة العلوم والمعارف بداية من سنة 1946، وقبل ذلك كان بالصندوق العقاري بإدارة أملاك الدولة لمدة 12 سنة، وفي عام 1949 أحيل على المكتبة العمومية حيث عمل بها سنتين، ثم عيّن كاتبا عاما لمعهد الدراسات العليا بتونس. وفي أكتوبر 1962 عيّن رئيس مصلحة التمثيل، ثم مستشارا لوزير الشئون الثقافية حتى سنة 1971 حيث أحيل على التقاعد. مؤلفاته: 1) يوغرطة (مسرحية) (تونس 1973) قام بإخراجها وتقدم بها لمهرجان قرطاج قبل وفاته بمدة قليلة. 2) العاصفة، لسومرست مسوم (مترجمة عن الإنكليزية). وله نحو 18 مسرحية مترجمة، وقد أثبت فيها طول باعه وقدرته على الترجمة وعلى التعمّق في تجسيم أفكار مؤلفيها الأصليين (الأستاذ البشير بن سلامة في أربعينية الفقيد).

المراجع

ومن هذه المترجمات: الوحش لترسيطان برنارد، وحادث المقهى لكورتلين، وجيل سكابان لموليار، والمشاغل لهنري باتاي، وبرج بال لإسكندر دوماس، ومصرف ينحو للويس فرناي، والدكتور كنوك لجول رومان، واقتبس عن نفس الكاتب رواية اسمها الزعيم، ومن الروايات التي أخرجتها له الإذاعة التونسية صندوق البخيل، وطريحة النساء، ونادي السفهاء. المراجع: - مجلة الإذاعة والتلفزة ع 575 - 12 فيفري 1983، مجلة الثريا ع 6 س 2 جوان 1945، مجلة الندوة ع 8 س 4 أكتوبر 1956، نشرية وزارة الشئون الثقافية: بمناسبة أربعينية الفقيد (دار الثقافة ابن خلدون).

652 - الزواري ( ... -بعد 1187 هـ‍) ( ... -1773 م)

652 - الزواري ( ... - بعد 1187 هـ‍) ( ... - 1773 م) الحاج قاسم بن محمد بن أحمد الزواري، أبو الفضل، الفقيه الأديب، ولد بقليبية وجاء جدّه الأول إلى قليبية من زوارة بليبيا في القرن 9/ 15، وأجداده الأول من الأنصار من أهل ينبع بالحجاز قبل مجيئهم إلى ليبيا. ولي قضاء باردو أيام علي باشا الأول (1735 - 1756). مؤلفاته: ألّف بعض الكتب، وله شروح لبعض الرسائل في الفقه والسيرة النبويّة. المرجع: - صفحات من تاريخ قليبية لعبد الرحمن بن عبد اللطيف (تونس 1983) ص 121 - 123.

حرف السين

حرف السين 653 - السلاوي (614 - كان حيّا 684 هـ‍) (1217 - 1285 م) محمد بن إبراهيم القيسي السّلاوي، الفقيه، الصوفي، نزيل تونس، المعروف بخدّيم المشايخ لكثرة من خدم منهم. أصله من سلا بالمغرب الأقصى، وبها ولد ليلة الاثنين 12 رمضان سنة 614، وبها نشأ في بيت جده للأم قال ابن رشيد: «وكان جده مألفا للفضلاء، عليه ينزلون، وبفنائه يحطّون، وإليه يهرعون، فلقي من الأدباء من كان يفد عليه وهو صبي صغير، وحفظ عنهم بعض أدبهم، كالقاضي الكاتب أبي يحيى أبي بكر بن هشام القرطبي». ورحل إلى المشرق، وسمع من جماعة، وخدمهم، واختصّ منهم بخدمة الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن الحرّالي التجيبي المراكشي المتوفى بحماة سنة 637/ 1239. ومن شيوخه تاج الدين أبو العباس أحمد بن محمد البكري الشبريشي، لقيه بالفيّوم، وابن المقيّر، والرشيد العطار يحيى بن علي، ومنهم حسين بن يوسف الشاطبي، سمع على ابن المقيّر صحيح البخاري، وصحيح مسلم، والفرج بعد الشدة، وروى عن رشيد العطار الشمائل للترمذي، وسمع عليه أجزاء كثيرة من الحديث، وروايته في بعض أشهر عام 636، ودخل دمشق، وأملى عليه الحرّالي بتربة صلاح الدين بالكلاّسة بجامعها الأعظم كتاب الوصية لسالك طريق الصوفية في أوائل محرّم عام 638. وشيخه الشبريشي أصله من سلا، وبمدينة دمشق لقي محيي

المصدر

الدين بن العربي وأخذ عنه المشابكة متصلة بالنبي صلّى الله عليه وسلم، وهو أخذها عن شيوخه، وأجاز له في كل ما عليه خطه وروايته ونسب إليه وذلك في سنة 637. له كتاب في كرامات شيخه الحرّالي التي رآها، ولم ينقل فيه عن أحد لقيه ابن رشيد بتونس عند الورود. المصدر: - رحلة ابن رشيد - ملء العيبة، تحقيق الشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة (تونس 1402/ 1982) 2/ 295 - 308. 654 - ابن السّماط (613 - 690 هـ‍) (1216 - 1291 م) يوسف بن علي بن عبد الملك البكري المعروف بابن السّماط، أبو يعقوب، الشاعر. ولد وتوفي في المهدية. قال التجاني في «رحلته»: «شعره مدوّن مشهور قصر على المدائح النبويّة إلا القليل مما قاله في صباه»، وأورد له صاحب الحلل السندسية قصائد من نظمه، وقال الوادي آشي في «برنامجه»: «وله نظم كثير بديع، وخمّس عشرينيات، وهو من النظم بمكان يسير عليه إلى أن قال: وتوفي في شعبان عام تسعين وستمائة». له شعر مدوّن. المصادر والمراجع: - الأعلام 8/ 243 (ط 5/)، برنامج الوادي آشي (ط 2/، دار الغرب الإسلامي بيروت 1981)، الحلل السندسية 1 ق 2/ 508 - 517 (تونس)، درّة الحجال 2/ 248 - 249، رحلة التجاني 380 - 392، شجرة النور الزكية 192، عنوان الأريب 1/ 77 - 79، معجم المؤلفين 13/ 318، مجمل تاريخ الأدب التونسي ص 208 - 210.

655 - السماوي (نحو 1320 - 1373 هـ‍) (1902 - 1952 م)

655 - السماوي (نحو 1320 - 1373 هـ‍) (1902 - 1952 م) المختار بن الطيب السماوي، الفقيه، له عناية بالتاريخ والجغرافيا، ولد بصفاقس، ودخل الكتاب واستظهر القرآن الكريم، وتلقى مبادئ الفقه والنحو والحساب، ثم ارتحل إلى تونس والتحق بجامع الزيتونة ولبث به سبع سنوات إلى أن أحرز على شهادة التطويع، وشهادة المدرسة الخلدونية، وبهذه الأخيرة تابع بجدّ وعناية دروس التاريخ والجغرافيا، وبذلك حصل له امتياز بين أمثاله من خرّيجي جامع الزيتونة، ولما رجع إلى بلده احترف التعليم بإحدى المدارس القرآنية، وبعد نحو عامين باشر مهنة العدالة (التوثيق) إلى أن استقال منها وآثر عليها خطة مدرّس معاون (مساعد) في الفرع الزيتوني بصفاقس. وفي السنوات الأخيرة من حياته أنهكه مرض السكر والملح في الدم وتغيّر لون بشرته، وثقلت حركته ومشيته على خلاف عادته إلى أن فارق الحياة رحمة الله عليه. آثاره: ألّف كتاب الدروس الجغرافية مع السيد محمد كمّون عند ما كان معلما (تونس 1929) - وله كتاب جغرافية تونس (تونس 1935) وكان مقررا تدريسه في السنتين الأوليين من التعليم الزيتوني والكتاب مؤلف على أسلوب تربوي حديث.

656 - السوسي ( ... -من رجال القرن 12 هـ‍) ( ... -18 م)

656 - السوسي ( ... - من رجال القرن 12 هـ‍) ( ... - 18 م) محمد الشهيد السوسي الصفاقسي، وهو السوسي لقبا، الصفاقسي إقامة وبلدا، وهو من تلامذة الشيخ علي النوري، ولم يترجم له الشيخ مقديش ضمن تلامذة الشيخ علي النوري. له كتاب الفواتح النبويّة في شرح المقدمة العشماوية (فقه مالكي).

657 - سومر ( ... -كان حيا 1350 هـ‍) ( ... -1930 م)

657 - سومر ( ... - كان حيّا 1350 هـ‍) ( ... - 1930 م) عبد الرحمن سومر، الكاتب الأديب، الشاعر، الصحفي، من رجال التربية والتعليم، قضى سنوات بصفاقس مديرا للمدرسة الأدبية القرآنية، وعمل في غيرها، ثم التحق بإدارة التعليم العمومي إلى أن أحيل على المعاش. أصدر مجلة الآداب سنة 1920. له عدة مؤلفات مدرسية منها: 1) الدروس الأوليّة في التوحيد وفقه المالكية لتلاميذ المدارس الابتدائية (نشر مكتبة المنار تونس). 2) النتائج الفكرية في المبادئ العلمية، وهو كتاب علمي متوسط الحجم كثير الفائدة، جمع فيه أهم مبادئ العلوم القديمة وبعض العلوم الحديثة، ترجم فيها ل‍ 28 علما عرّف به، «التقدم الاجتماعي» لسنة 1344 لصاحبه زين العابدين السنوسي. 3) كتاب مبادئ الإنشاء، وضع على طريقة تدريسية في 28 درسا موضّحة بتمارين مفيدة، ألّفه وهو معلّم بالمدارس الحكومية يقع في 40 ص (مط/العرب)، عرفت به مجلة العرب، ص 406. المرجع: - هذه الترجمة أمدّني بها مشكورا الصديق الأستاذ محمد الشعبوني بارك الله فيه.

حرف الشين

حرف الشين 658 - ابن شعبان (1309 - نحو 1370 هـ‍) (1891 - 1950 م) إبراهيم بن شعبان، الأديب الكاتب، الشاعر. ولد بتونس سنة 1309/ 1891، ودخل جامع الزيتونة سنة 1321، ولما ظهرت الأفكار الإصلاحية بين التلاميذ التي هدفها إصلاح التعليم بجامع الزيتونة، كان في طليعة الداعين لها خصوصا بعد أن أحرز على شهادة المدرسة الخلدونية في العلوم الرياضية واللغة الفرنسية. ولما قررت النظارة العلمية التخلّص من رءوس التلامذة الداعين إلى إصلاح التعليم كان المترجم من بين المرفوضين من المعهد الزيتوني، بعد أن تقدم للامتحان النهائي، فانقطع عن العلم، واحترف التجارة، وأخيرا التحق بإدارة العلوم والمعارف، وباشر التعليم بمدارسها. آثاره: 1) ألّف رواية اسمها «فظائع المقامرة» بسّط فيها مواقف اعتصاب (التلامذة الزيتونيين)، وتشرح عواقب المقامرة، فهي رواية تهذيبية (تونس 1328/ 1910). 2) كتاب اللواء، الذي بسط فيه للعموم حقائق الدين، وعدم منافاته للتطور، إلا أن الحكومة منعت نشره أيضا. المرجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 97 - 108، مجلة قصص، ع 4، جويلية 1967.

حرف الصاد

حرف الصاد 659 - الصفائحي ( ... كان حيّا بعد 1337 هـ‍) ( ... 1918 م) محمد ابن الشيخ إسماعيل بن محمد حمدة بن حسن الصفائحي، وهو ابنه المفرد. ولد بتونس، وتاريخ حياته غير معروف، ولعلّه طلب العلم بجامع الزيتونة إلى أن أحرز على شهادة التطويع، ولا ندري هل تولى بعض الوظائف بتونس، والتحق بوالده في الآستانة حوالي سنة 1905 أو بعدها بقليل، ولبث مقيما بها إلى وفاته. ولما مات والده تولي مكانه مدرّسا بمدرسة الخطباء ومدرّسا للحديث الشريف بجامع أم السلطان، ولعلّه عاش بعد موت والده عشرين سنة أو أكثر، وكانت وفاة والده بعد هدنة الحرب العالمية الأولى بقليل. من آثاره: 1) كشف النقاب عن وجه التلفّظ بالكنى والألقاب (مخطوط). 2) الفصول المستطابة من أصول الخطابة، فقد اجتهد والده في حصر مباحث الخطابة وتقريرها بصورة دراسية عند ما كان مدرّسا بمدرسة الخطباء بإستانبول، وبعد أن أشبع ابنه محمد المترجم له بفكرته أمره بكتابة هذا الكتاب، فجاء كتابا مثقلا بالمباحث الفنيّة.

660 - صفر (1320 - 1362 هـ‍) (1903 - 1942 م)

660 - صفر (1320 - 1362 هـ‍) (1903 - 1942 م) الطاهر بن مصطفى صفر، المناضل السياسي، ورجل القانون، الكاتب الخطيب، والمحاضر في شؤون الفكر والوطنية والاقتصاد السياسي. ولد بمدينة المهدية من إقليم الساحل التونسي في 12 نوفمبر 1903، حيث نشأ بها وتلقّى تعليمه الابتدائي، وتلقى تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية، ثم بالليسي كارنو، وبعد انتهاء التعليم الثانوي تولى إدارة وتنظيم المدرسة العرفانية القرآنية التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية بتونس العاصمة، ثم التحق بباريس، وواصل تعلمه العالي، إلى أن تحصّل على الإجازة في القانون، ودرس الاقتصاد السياسي، والآداب العربية، والفلسفة وبعد رجوعه إلى أرض الوطن اشتغل بالمحاماة في العاصمة، ظفر وهو طالب بباريس بالجائزة الأولى في مسابقة عالمية حول الاقتصاد السياسي. ساهم في نشاط طلبة شمال إفريقيا، وكتب في كثير من الصحف والمجلات منها (العمل) و (ليلى) و (صوت التونسي). كان من رفقاء الرئيس بورقيبة منذ تأسيس الديوان السياسي الأول للحزب الحر الدستوري الجديد، وناله من السلط الاستعمارية النفي والسجن فنفي إلى برج لوبوف (برج بورقيبة الآن) بأقصى الجنوب التونسي مع الرئيس بورقيبة وغيره من أعضاء الديوان السياسي، وسجن مرارا من أجل القضية الوطنية.

مؤلفاته

مؤلفاته: 1) الاقتصاد السياسي من سلسلة كتاب البعث رقم 26 المط/العصرية تونس (مارس 1968) 92 ص. 2) يوميات منفي، جرجيس 1935 (دار بوسلامة للنشر والطباعة تونس 1960) 100 ص. المرجع: - أمدّني بهذه الترجمة مشكورا الأخ الصديق الأستاذ محمد الشعبوني بارك الله في أنفاسه الطيبة.

حرف العين

حرف العين 661 - ابن عبد الباري ( ... - كان حيّا سنة 1343 هـ‍) ( ... 1924 م) محمد بن محمد بن عبد الباري الحسني التونسي، الصوفي، من أتباع الطريقة العلاوية (نسبة لأحمد بن علاوي المستغانمي الجزائري، المتفرعة عن الدرقاوية الشاذلية). لا نعلم عنه شيئا، ولعلّه من أهل إقليم الساحل. له كتاب الشهادات والفتاوي فيما صحّ لدى العلماء من أمر الشيخ العلاوي ط. بالمط التونسية نهج سوق البلاط 1343/ 1924 في 259 ص عدا الفهرس العام، من القطع الربعي الكبير. ومما يجب التنبيه إليه أن الناس في ذلك العصر يقدّسون الصوفية ومجرد الاشتغال بالتصوف يخلع على صاحبه هالة الإكبار والإجلال، بدون بحث ولا استقصاء لأحوال صاحبه، وهذا الشيخ العلاوي شبه عامي اشتغل بالتصوف ودان بنظرية وحدة الوجود التي يقول العلماء بكفر معتنقها، ولعلّ هؤلاء العلماء الذين جلب أقوالهم وفتاويهم اكتفوا بالظاهر من أمر الشيخ العلاوي واشتغاله بالتصوّف.

662 - العذاري (1190 - 1282 هـ‍) (1774 - 1864 م)

662 - العذاري (1190 - 1282 هـ‍) (1774 - 1864 م) محمد ابن الحاج علي العذاري الشريف المساكني، المسند، الفقيه، الفاضل، المربي الناصح. قرأ بمساكن على الشيخ أحمد الصغير، ولازمه، وانتفع به، وقام مقامه في التدريس بعد وفاته وأجازه إجازة عامة بما في فهرسته. أخذ عن جماعة منهم الشيخ محمد القزاح الشريف المساكني وأجازه وكان خليفته من بعده. له ثبت صغير بالمكتبة الوطنية بتونس، يرويه الشيخ محمد المكّي بن عزوز عن خليفة المترجم الشيخ محمد القزاح الشريف المساكني الذي سبق ذكره، وسند المترجم مذكور في فهرس الشيخ إسماعيل العجلوني المسمى حلية أهل الفضل والكمال في اتصال الأسانيد يكمّل الرجال. المراجع: - شجرة النور الزكية 391، فهرس الفهارس والأثبات (دار الغرب الإسلامي بيروت 1982 باعتناء الدكتور إحسان عباس) 1/ 363، 2/ 814 رقم 457.

663 - ابن أبي عصفور ( ... -269 هـ‍) ( ... -883 م)

663 - ابن أبي عصفور ( ... - 269 هـ‍) ( ... - 883 م) سليمان ابن أبي عصفور المعروف بالفرّاء، من أهل القيروان، كان معتزليا، ومن أهل الجدل والمناظرة في خلق القرآن، وهو من القائلين بذلك. رحل إلى المشرق، ودخل بغداد، وصحب أبا الهذيل العلاف، وبشرا المريسي وغيرهما من رءوس المعتزلة، ولما رجع رام أهل القيروان قتله فسلم من ذلك. تآليفه: 1) كتاب في مشكل القرآن، قال عنه الخشني: «وسمعت من يذكر أنه سلخه من كتاب مشكل القرآن لقطرب النحوي». 2) كتاب في أعلام النبوّة. 3) كتاب في خلق القرآن. المصادر والمراجع: - علماء إفريقية (طبقات علماء إفريقية) للخشني ص 281، الكامل لابن الأثير 7/ 1337.

664 - ابن عياد (1322 - 1393 هـ‍) (1904 - 1973 م)

664 - ابن عياد (1322 - 1393 هـ‍) (1904 - 1973 م) سالم بن عياد. كان معلّما للقرآن الشريف بالمدارس القرآنية، ونشط كثيرا في المؤسسات الاجتماعية والجمعيات التي تدافع عن حقوق المكفوفين. أدّى فريضة الحج سنة 1966، وألّف على أثر ذلك كتيّبه الوحيد «الطريق إلى البيت العتيق» (صفاقس 1966). توفي في 7 أفريل 1973، ودفن بمقبرة الزلاج بالعاصمة. المرجع: - أمدّني بهذه الترجمة مشكورا الصديق الأستاذ محمد الشعبوني جازاه الله خيرا.

حرف الغين

حرف الغين 665 - ابن غانم (128 - 190 هـ‍) (745 - 806 م) عبد الله بن عمر بن غانم بن شرحبيل بن ثوبان الرعيني أبو عبد الرحمن، الفقيه، الورع، الثقة، الثبت. روى عن مالك، وعليه كان معتمده، وروى عن سفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس، وعثمان بن الضحاك المدني، وجماعة، وروى بإفريقية عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وخالد بن عمران، ودخل الشام، والعراق في طلب العلم، ولقي أبا يوسف صاحب أبي حنيفة. وروى عنه سحنون في المدونة. وكان مالك إذا دخل عليه ابن غانم وقت سماعه أجلسه إلى جانبه، ويقول لأصحابه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه» وهذا كريم في بلده. وتولى قضاء القيروان في أيام الأمير روح بن حاتم. ونظر يوما إلى قارورة في يد الأمير إبراهيم بن الأغلب فيها دهن يسير، فقال لإبراهيم: ما هذا؟ قال له: دهن، ثم قال كم تظن أنه يساوي؟ فقال له: هذا تافه يسير، كم عسى أن يساوي؟ فقال: إن ثمنه كذا وكذا درهما، وذكر له ثمنا كثيرا، فقال ابن غانم: ما هذا؟ فقال: السم القاتل، قال: أرنيه، فدفع إليه القارورة، فلما أخذها ضرب بها عمودا في المجلس فانكسرت، وذهب ما فيها، فقال له إبراهيم: ما صنعت؟ ! قال: أفنترك معك ما تقتل به الناس اغتيالا.

المصادر والمراجع

وكان كثيرا ما ينشد هذين البيتين في مجلسه: إذا انقرضت عني من العيش مدتي … فإن غناء الباكيات قليل سيعرض عن ذكري وتنسى مودّتي … ويحدث بعدي للخليل خليل له كتاب جمع فيه ما سمعه من الإمام مالك يسمى ديوان ابن غانم. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 109 (ط 5/)، ترتيب المدارك 1/ 316 - 325، تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر 5/ 331، تقريب التهذيب 1/ 435، رياض النفوس 1/ 143، شجرة النور الزكية 62، خلاصة تهذيب الكمال لصفي الدين الخزرجي 176، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 266 رقم 974، طبقات علماء إفريقية لأبي العرب التميمي 116 - 117، طبقات علماء إفريقية للخشني 304، طبقات الفقهاء للشيرازي 151، معالم الإيمان 1/ 288 - 313 (ط 2/)، معجم المؤلفين 6/ 97، النجوم الزاهرة 1/ 538، الكاشف للذهبي 2/ 112. 666 - الغماري (643 - 724 هـ‍) (1245 - 1325 م) يحيى بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد الغماري التونسي، النحوي، أبو زكرياء. قرأ العربية في تونس على ابن عصفور، وبدمشق على ابن مالك، وبالقاهرة على البهاء ابن النحاس، ومع ذلك كانت تصانيفه في النحو مزجاة. مات في 23 ذي الحجة 724. المصدر: - بغية الوعاة 2/ 331.

حرف الفاء

حرف الفاء 667 - ابن فرّوخ (115 - 175 هـ‍) (733 - 792 م) عبد الله بن فرّوخ الفارسي، الفقيه الفاضل، الورع المتواضع، قيل إن مولده بالأندلس، ثم سكن القيروان، واستوطنها، ومن تواضعه أنه كان يغسل موتى الضعفاء بيده. رحل إلى المشرق وسمع من زكرياء بن أبي زائدة، ومن مالك بن أنس، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، والأعمش، وهشام بن حسّان، وابن جريج. وكان اعتماده في الحديث والفقه على مالك بن أنس، وبصحبته اشتهر، وبه تفقّه، ولكنه كان يميل إلى النظر والاستدلال، فربما مال إلى قول أهل العراق فيما تبين له منه الصواب. وبعد قضاء وطره من رحلته الأولى، رجع إلى القيروان يعلّم الناس ويحدّثهم، فانتفع به خلق، وفي رحلته الثانية قدم على مالك فقام له مالك، وكان لا يفعل ذلك لكثير من الناس، فأجلسه إلى جنبه، وقال لو علمت بقدومك لأتيت إليك، وجعل مالك لا ترد عليه مسألة - وعبد الله حاضر - إلا قال: أجب أبا محمد، فيجيب عبد الله، ثم يقول مالك للسائل: هو كما قال لك، ثم التفت مالك إلى أصحابه فقال: هذا فقيه المغرب. ورجع من رحلته الثانية هذه فأتى مصر، ولبث بها مدة يسيرة، فوافاه أجله ودفن بالمقطم.

من آثاره

وفضائله ومناقبه كثيرة، وأخلاقه جميلة، مع تعبّد وتمسّك بالسنّة، ومجافاة للبدعة، ومباينة لأصحابها، وأكره على تولّي القضاء وأعفي منه بعد قليل. من آثاره: 1) ديوان يعرف باسمه جمع فيه مسموعاته وسؤالاته للإمامين أبي حنيفة ومالك. 2) كتاب في الرد على أهل البدع والأهواء. المصادر والمراجع: - الأعلام 4/ 112 (ط 5/)، ترتيب المدارك 1/ 339 - 347، تقريب التهذيب 1/ 440 (دار المعرفة بيروت 1975)، تهذيب التهذيب 5/ 356، خلاصة تهذيب الكمال 177، شجرة النور الزكية 60، طبقات علماء إفريقية لأبي العرب التميمي 107 - 111، طبقات علماء إفريقية للخشني 304، الكاشف 2/ 118، معجم المؤلفين 6/ 102، ميزان الاعتدال 2/ 471 - 472.

حرف الكاف

حرف الكاف 668 - كرباكة (1319 - 1363 هـ‍) (1901 - 1944 م) عبد الرزاق بن البشير بن الطاهر كرباكة الشريف العبادي، مؤلف مسرحي، صحافي، له شعر وزجل. أصل سلفه من كرباكة في الشمال الغربي من مرسية بالأندلس، وكان العرب يسمّونها «قاراباقة» خرج عنها أسلافه إلى تونس سنة 1017 هـ‍ واحتفظوا بنسبتهم إليها، ويقال إنهم من نسل المعتمد بن عباد. ولد بتونس وزاول تعلّمه الابتدائي بالمدرسة القرآنية، ثم انتقل إلى المدرسة الصادقية، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة إلى أن تخرّج منه، وهو أحد تلامذة الشيخ مناشو عني به حتى حسب عليه، ولم يفارقه إلا بعد بضع سنوات من مفارقة جامع الزيتونة، ولنشأته على يدي الشيخ مناشو أثّر على تراكيبه التي فيها الألفاظ المتخيّرة الجزلة؛ وشغف بالتمثيل فأدار فرقة، ووضع روايات عرضتها مسارح تونس، منها: ولاّدة وابن زيدون، وعائشة القادرة، وأميرة المهدية، ونشر في الصحف فصولا بعنوان: «حديث الثلاثاء»، وقام بتحرير جريدة «الزمان» من سنة 1922، ودعا إلى تأليف نقابات للصناعات والحرف وألّفها، وقاومتها سلطة الحماية فدافع عنها، وعاش دائم الحركة عاملا برأيه وقلمه، ونظمه كثير، وأجوده شعره الملحون (الزجل)، له فيه أغان وموشحات رفع بها مستوى الغناء في بلاده، وأذاع كثيرا في محطة الإذاعة التونسية مدى ست سنوات.

المراجع

وكانت وفاته بتونس. المراجع: - الأدب التونسي في القرن الرابع عشر 2/ 257 - 270، الأعلام 3/ 250 - 251 (ط 5/)، معجم المؤلفين 5/ 216.

حرف الميم

حرف الميم 669 - المدني (1263 - 1313 هـ‍) (1847 - 1895 م) محمد بن خليفة المدني، أصله من تونس من أولاد الرقاع، الفقيه، الأديب، المسند، الرحّال، الواسع الاطّلاع. رحل صغيرا إلى المدينة المنورة وتديّرها، ثم رحل إلى مصر، وتونس، ودخل بعض مدنها كالقيروان، والمنستير، ودخل الجزائر، وفاس، ومراكش، وغيرهما من مدن المغرب الأقصى، وفي كل بلد رحل إليه روى عن علمائه، وروى عن مؤلفي زمانه مؤلفاتهم كالشيخ رحمة الله الهندي صاحب «إظهار الحق» ورحمة الله محمد حقّي النازلي صاحب «خزينة الأسرار»، وأحمد دحلان المكّي، ومحمد بن أبي خضير المدني، وعمر بن إبراهيم سرّي المدني، ومحمد بن عمر بالي المدني، ومحمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي اللبناني، وهو أعلى من لقي، وأعظمهم شهرة، وجعفر بن إسماعيل البرزنجي المدني، ومحمد الانبابي المصري مفتي المالكية، وروى عن مفتي القيروان محمد الصدام، وحمودة الصدام، ومحمد عظوم، وبالمنستير عن محمد الجدي بوزقرّوباش مفتيها، وبمدينة تونس عن عمر بن الشيخ، ومحمد الطيب النيفر، وسالم بو حاجب، وقاضي القيروان الشيخ محمد بوهاها، وبالجملة فمشايخه الذين لقيهم شرقا وغربا فيهم كثرة. وله شعر وكان جمّاعة للكتب والدواوين بالشراء والاستنساخ فحصل على عدة صناديق ضاعت وتفرقت بموته في مكناس غريبا.

من آثاره

وكانت وفاته في ربيع الأول. من آثاره: 1) ثبت. 2) رسالة في جدار المحراب. المراجع: - شجرة النور الزكية 415 - 416 - 459، فهرس الفهارس (دار الغرب الإسلامي بيروت) 1/ 380 - 382، معجم المؤلفين 9/ 286 - 287 نقلا عن إعلام الناس بجمال حاضرة مكناس لعبد الرحمن بن زيدان 271 - 275.

670 - المزيو (1274 - 1369 هـ‍) (1858 - 1949 م)

670 - المزيو (1274 - 1369 هـ‍) (1858 - 1949 م) محمد بن أحمد المزيو الرجل الفاضل ذو المكارم، والأديب، الشاعر، قرأ بجامع الزيتونة، وأحرز على شهادة التطويع، وآثر أن يعيش حرّا طليقا من قيود الوظيف، واحترف صناعة تقطير مياه الأزهار، وما يتبعها من صناعة الندّ، ولهذا الغرض خصّص قسما من سكناه وبستانه الكائن بطريق تونس قرب ساقية الزيت، وكان منزله مقصد الزوار من أهل الأدب والوطنية والتمثيل، ويقتبل بحفاوة الوفود الواردة من الخارج، وقد قيل عنه إنه لا يخيب من قصده مهما كان مستواه الاجتماعي، وكذلك لمكارم أخلاقه، وترحيبه بمن يزوره، وطلاقة يده إن اقتضى الحال، وقد تحدّث عن فضله وأدبه وجوده العديد من الكتّاب. ومنذ أواخر القرن الميلادي الماضي نشر شعره في الصحف، واستمر على النشر والإنشاد في المهرجانات إلى قرب منتصف القرن، ولما تقدمت به السن أصبح ينوبه في الإلقاء ابنه السيد الحبيب. له ديوان شعر. المرجع: - حديث مرقون للأخ الأستاذ محمد الشعبوني بثّته له الإذاعة الجهويّة بصفاقس مكّنني من الاطّلاع عليه.

§1/1