تذكرة الحفاظ = طبقات الحفاظ للذهبي

الذهبي، شمس الدين

المجلد الأول

المجلد الأول مقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛ فإن الحديث النبوي الشريف قد استحوذ على هم الصحابة والتابعين وكل العلماء، فما من صغيرة ولا كبيرة، وما من أمر عظيم أو دقيق، حتى ما يتعلق في جزئيات حياته صلى الله عليه وسلم من طعام أو شراب أو قيام أو قعود أو سفر أو حضر أو التفاتة إلا وأحاطوها بالعناية الكبرى فحفظوها وتناقلوها جيلا بعد جيل، وأمة بعد أمة، فالصحابة إذًا هم ذوو الفضل ولهم اليد الكريمة والعظيمة في علم الرواية للحديث حيث وضعوا القوانين والمبادئ التي تحقق ضبط العدل للحديث، ومن هم الرجال الذين يؤخذ عنهم ويُسمع منهم ومن هم الذين يترك كلامهم ولا تقبل منهم روايتهم. ولقد وضع العلماء لرواة الحديث ألقابا كل حسب درجته وقوة ذكائه وكثرة حفظه وغير ذلك، ومن هذه الألقاب: 1- المسند: وهو من يروي الحديث بإسناده، سواء كان عنده علم به أو ليس له إلا مجرد الرواية. 2- المحدث: وهو كما قال ابن سيد الناس: "من اشتغل بالحديث رواية ودراية، وجمع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه" انظر تدريب الراوي ص11. وقسم الرواة ص197. 3- الحافظ: وهو أرفع من المحدث وفي تعريفه يقول ابن الجزري: "من روى ما يصل إليه ووعى ما يحتاج لديه". 4- الحجة: وهو الحافظ العظيم الإتقان والمدقق فيما يحفظ من الأسانيد والمتون تدقيقا بالغا ليصل حينذاك إلى لقب الحجة. أما المتأخرون من العلماء فقد عرفوه بأنه الذي يحفظ ثلاثمائة ألف حديث مع معرفة أسانيدها ومتونها. 5- الحاكم: وهو الذي أحاط علما بجميع الأحاديث حتى لا يفوته منها إلا اليسير.

6- أمير المؤمنين في الحديث: وهو الذي فاق حفظا وإتقانا في علم الأحاديث ومن هؤلاء: سفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم. أما من المتأخرين فمنهم الحافظ بن علي بن حجر العسقلاني. ولقد صنف الإمام الذهبي "تذكرة الحفاظ" جمع فيها من لقب بالحفاظ بالمعنى الذي يشمل الحافظ والحجة فما فوق. الذهبي: هو الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله، التركماني الأصل، الفارقي ثم الدمشقي، أبو عبد الله شمس الدين الذهبي. هكذا ذكر نسبه الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "الدرر الكامنة" ويذكر لمحات عن حياته فيقول: ولد في ثالث ربيع الآخر سنة 673، وأجاز له في تلك السنة بعناية أخيه من الرضاعة الشيخ علاء الدين ابن العطار أحمد بن أبي الخير وابن الدرجي وابن علان وابن أبي اليسر وابن أبي عمر والفخر علي. مهر في فن الحديث وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفا، فله: أخبار أبي مسلم الخراساني، أخبار قضاة دمشق، الإعلام بالوفيات، تاريخ الإسلام في اثني عشر مجلدا، التبيان في مناقب عثمان بن عفان، التجريد في أسماء الصحابة، تحريم الأدبار مجلدين، تشبيه الخسيس بأهل الخميس، التعزية الحسنة بالآخرة، تقويم البلدان، توقيف أهل التوقيف في مناقب أبي بكر الصديق، تهذيب التهذيب في أسماء الرجال، الدرة اليتيمة في سيرة ابن تيمية أعني تقي الدين أحمد، دول الإسلام في التاريخ. الروع والأوجال في نبأ المسيح والدجال، سيرة الحلاج، سير النبلاء في التاريخ والتراجم في عشرين مجلدا، العبر في خبر من غبر، العذب السلسل في الحديث المسلسل، العلو للعلي الأعلى الغفار في إيضاح الأخبار، عنوان السير في ذكر الصحابة، فتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب، قض نهارك بأخبار ابن مبارك، الكاشف في أسماء الرجال، المقتضب من تهذيب الكمال للمزي، كتاب العرش وصفته، كتاب الكبائر جزآن، كتاب الوتر، كشف الكربة عند فقد الأحبة، ما بعد الموت مجلد، المجرد في رجال الكتب الستة المختصر في محدثي العصر، مختصر سلاح المؤمن، مختصر معجم الشيوخ، المستحلى في اختصار المحلى، مشتبه النسبة في الأنساب، المعجم الصغير المسمى

باللطيف، المعجم الكبير، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، المغني في الضعفاء وبعض الثقات، المقتنى في سرد الكنى، منية الطالب لأعز المطالب، ميزان الاعتدال في نقد الرجال مجلدين مطبوع في الهند، نعم السمر في مناقب عمر رضي الله عنه، نقض الجعبة في أخبار شعبة, هالة البدر في عدد أهل بدر وغير ذلك1. رأي العلماء في الإمام الذهبي: يقول تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى "9/ 201، 102": "وأما أستاذنا أبو عبد الله، فبَصَر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظا، وذَهَبُ العصر معنى ولفظا، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كل سبيل، كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها أخبار من حضرها". ثم يقول أيضا: "وسمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس إلا أنه لا يتقلص بالمطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليال" "9/ 103". ويقول ابن كثير في "البداية والنهاية" "14/ 255": "وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه". ويقول ابن شاكر الكتبي في "فوات الوفيات" "2/ 370": "حافظ لا يجارى، ولاحظ لا يبارى، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس وأبان الإبهام في تواريخهم والإلباس. جمع الكثير، ونفع الجم الغفير، وأكثر من التصنيف، ووفر بالاختصار مؤنة التطويل في التأليف". ويذكر ابن حجر مدح الصلاح الصفدي له فيقول: "لم يكن عنده جمود المحدثين ولا كودنة "بلادة" النقلة، بل كان فقيه النفس، له دربة بأقوال الناس". أما في نهاية حياته فيقول الإمام ابن حجر: "وكان قد أضر قبل موته بسنوات، وكان يغضب إذا قيل له لو قدحت عينك لأبصرت؛ لأنه كان نزل فيها ماء، ويقول: ليس هذا ماء أنا ما زلت أعرف بصري ينقص قليلا قليلا إلى أن تكامل عدمه". ومات في ليلة الثالث من ذي القعدة سنة 748هـ".

_ 1 انظر هدية العارفين "2/ 154، 155".

الطبقة الأولي من الكتاب

الطبقة الأولى من الكتاب: 1- 1/1 ع أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أفضل الأمة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومؤنسه في الغار، وصديقه الأكبر، وصديقه الأشفق، ووزيره الأحزم، عبد الله بن أبي قحافة عثمان القرشي التيمي قد أفردت سيرته في مجلد وسط. وكان أول من احتاط في قبول الأخبار فروى بن شهاب عن قبيصة بن ذويب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لك شيئا ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطيها السدس. فقال له: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه. ومن مراسيل بن أبي مليكة أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه. فهذا المرسل يدلك أن مراد الصديق التثبت في الأخبار والتحري لا سد باب الرواية، ألا تراه لما نزل به أمر الجدة ولم يجده في الكتاب كيف سأل عنه في السنة، فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج. وحديث يونس عن الزهري أن أبا بكر حدث رجلا حديثا فاستفهمه الرجل إياه فقال أبو بكر: هو كما حدثتك، أي أرض تقلني إذا أنا قلت ما لم أعلم؟ وصح أن الصديق خطبهم فقال: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار. وقال علي بن عاصم وهو من أوعية العلم لكنه سيء الحفظ أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: إياكم والكذب؛ فإن الكذب

مجانب الإيمان. قلت: صدق الصديق فإن الكذب أس النفاق وآية المنافق والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية لا على الخيانة والكذب، فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه وهو القائل: "إن كذبا علي ليس ككذب على غيري، من يكذبْ علي بني له بيت في النار" 1 وقال: "من يقل علي ما لم أقل" 2، الحديث. فهذا وعيد لمن نقل عن نبيه ما لم يقله مع غلبة الظن أنه ما قاله فكيف حال من تهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعمد عليه الكذب وقوله ما لم يقل، وقد قال عليه السلام: "من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين" 3 فإنا لله وإنا إليه راجعون ما ذي إلا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروي الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب، فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقله الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل: فدع عنك الكتابة لست منها ... ولو سودت وجهك بالمداد قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تتعن وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى والمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب. نعم؛ فرأس الصادقين في الأمة الصديق وإليه المنتهى في التحري في القول وفي القبول. وقد نقل الحاكم فقال: حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو أنا محمد بن موسى البربري أنا المفضل بن غسان أنا علي بن صالح أنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمد قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت: فغمني

_ 1 رواه البخاري في كتاب الجنائز باب 34. 2 رواه ابن ماجه في المقدمة باب 4. "221" 3 رواه أحمد في مسنده "1/ 113" "4/ 250، 252، 255".

فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنا فحرقها فقلت: لم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك. فهذا لا يصح والله أعلم. توفي الصديق رضي الله عنه لثمانٍ بقين من جمادي الآخرة من سنة ثلاث عشرة وله ثلاث وستون سنة. 2- 2/ 1 أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبو حفص العدوي الفاروق: وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أيد الله به الإسلام وفتح به الأمصار وهو الصادق المحدث الملهم الذي جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو كان بعدي نبي لكان عمر" 1 الذي فر منه الشيطان وأعلى به الإيمان وأعلن الأذان. قال نافع بن أبي نعيم عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ". فيا أخي إن أحببت أن تعرف هذا الإمام حق المعرفة فعليك بكتابي "نعم السمر في سيرة عمر" فإنه فارق فيصل بين المسلم والرافضي، فوالله ما يغض من عمر إلا جاهل دائص أو رافضي فاجر وأين مثل أبي حفص؟! فما دار الفلك على مثل شكل عمر وهو الذي سن للمحدثين التثبت في النقل وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب فروى الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن أبا موسى سلم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له، فرجع فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يجب فليرجع" قال: لتأتيني على ذلك بينة أو لأفعلن بك فجاءنا أبو موسى ممتقعا لونه ونحن جلوس فقلنا: ما شأنك؟ فأخبرنا وقال: فهل سمع أحد منكم؟ فقلنا: نعم كلنا سمعه فأرسلوا معه رجلا منهم حتى أتى عمر فأخبره. أحب عمر أن يتأكد عنده خبر أبي موسى بقول صاحب آخر ففي هذا دليل على أن الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى وأرجح مما انفرد به واحد، وفي ذلك حض على تكثير طرق الحديث؛ لكي يرتقي عن درجة الظن إلى درجة العلم؛ إذ الواحد يجوز عليه النسيان والوهم ولا يكاد يجوز ذلك على ثقتين لم يخالفهما أحد، وقد كان عمر من وجله أن يخطىء الصاحب على

_ 2- تهذيب الكمال: 2/ 1006. تهذيب التهذيب: 7/ 441 "725". تقريب التهذيب: 2/ 54. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 268. الكاشف: 2/ 309. الثقات: 8/ 447. 1 رواه البخاري في كتاب الأدب باب 109.

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمرهم أن يقلوا الرواية عن نبيهم ولئلا يتشاغل الناس بالأحاديث عن حفظ القرآن. وقد روى شعبة وغيره عن بيان عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال: لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر وقال: أتدرون لم شيعتكم؟ قالوا: نعم تكرمة لنا قال: ومع ذلك أنكم تأتون أهل قرية لهم دوى بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم. فلما قدم قرظة بن كعب قالوا: حدثنا فقال: نهانا عمر رضي الله عنه. الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقلت له: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا؟ فقال: لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته. معن بن عيسى أنا مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن علية عن رجاء بن أبي سلمة قال: بلغني أن معاوية كان يقول: عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر فإنه كان قد أخاف الناس في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة أن عمر استشارهم في أملاص المرأة يعني السقط فقال له المغيرة: قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة، فقال له عمر: إن كنت صادقا فأت بأحد يعلم ذلك. قال: فشهد محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به. وروى صفوان بن عيسى أنا محمد بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان للعباس بيت في قبلة المسجد فضاق المسجد على الناس فطلب إليه عمر البيع فأبى، فذكر الحديث وفيه فقال عمر لأبي: لتأتيني على ما تقول ببينة فخرجا فإذا ناس من الأنصار قال: فذكر لهم قالوا: قد سمعنا هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: أما إني لم أتهمك ولكني أحببت أن أتثبت. وقال بن عيينة رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أبي جماعة فعلاه بالدرة فقال أبي: اعلم ما تصنع يرحمك الله. فقال عمر: أما علمت أنها فتنة للمتبوع مذلة للتابع. استشهد أمير المؤمنين عمر في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين وعاش نحوا من ستين سنة فمنهم من يقول عاش خمسين سنة والأرجح أنه عاش ثلاثا وستين سنة رضي الله عنه.

3- 3/ 1ع- أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أبو عمرو الأموي ذو النورين: ومن تستحي منه الملائكة، ومن جمع الأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف، ومن افتتح نوابه إقليم خراسان وإقليم المغرب، وكان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل الله، ممن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وزوجه بابنتيه رقية وأم كلثوم رضي الله عنهم أجمعين. من نظر في تحريه وقت أمره بجمع القرآن علم مرتبته وجلالته، وقد أفردت سيرته في مصنف، عداد في السابقين الأولين وفي العشرة المشهود لهم بالجنة وفي الخلفاء الراشدين، وهو أفضل من قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وروى جملة كثيرة من العلم. روى عنه بنوه عمرو وأبان وسعيد ومولاه حمران وأنس بن مالك وأبو أمامة بن سهل والأحنف بن قيس وسعيد بن المسيب وأبو وائل وطارق بن شهاب وأبو عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس ومالك بن أوس بن الحدثان وخلق سواهم وعداده في البدريين لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتخلف على زوجته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وأجره. هاجت رؤوس الفتنة والشر وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة وقاتلوه قاتلهم الله فصبر وكف نفسه وعبيده حتى ذبح صبرا في داره والمصحف بين يديه وزوجته نائلة عنده وتسور عليه أربعة أنفس. وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وعاش بضعا وثمانين سنة. كان من أقران النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وكان أكبر من علي بثمان وعشرين سنة أو أكثر، وكان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجد والإتقان والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام فقبح الله الرافضة. قال هشام بن يوسف الصنعاني: أخبرنا عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته رضي الله عنه. 4- 4/ 1ع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو الحسن الهاشمي:

_ 3- تهذيب التهذيب: 7/ 139 "289". تقريب التهذيب: 2/ 12. تاريخ البخاري الكبير: 2086. الجرح والتعديل: 6/ 160. تاريخ الثقات: 1109. شذرات الذهب: 1/ 10، 25، 30، 33، 43، 45. نسب قريش: "110" جمهرة أنساب العرب. 83. أنساب الأشراف: 44، 45. أسماء الصحابة الرواة: ت: 28. 4- تهذيب الكمال: 2/ 971. تهذيب التهذيب: 7/ 334 "565". تقريب التهذيب: 2/ 39. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 250. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 259. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 435. الجرح والتعديل: 6/ 191. أسد الغابة: 4/ 91. الرياض المستطابة: ص163. تاريخ بغداد: 1/ 133. الإصابة: 2/ 105. البداية والنهاية: 7/ 223، 324، شذرات: 1/ 49. تاريخ الخففاء: 166. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 392.الاستبصار: 390. الحلية: 2/ 87، 61. طبقات ابن سعد: 9/ 137. أسماء الصحابة الرواة: ت: 10.

قاضي الأمة وفارس الإسلام وختن المصطفى صلى الله عليه وسلم، كان ممن سبق إلى الإسلام لم يتلعثم وجاهد في الله حق جهاده ونهض بأعباء العلم والعمل وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" 1 وقال له "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" 2 وقال: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" 3. ومناقب هذا الإمام جمة أفردتها في مجلدة وسميته "بفتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه" وكان إماما عالما متحريا في الأخذ بحيث أنه يستحلف من يحدثه بالحديث فقال عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري أنه سمع عليا يقول كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه وكان إذا حدثني عنه غيره استحلفته فإذا حلف صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من عبد مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له" 4 رواه مسعر وشريك وسفيان وأبو عوانة وقيس عنه وإسناده حسن. قرأت على أبي الفضل بن عساكر عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد المقرئ أنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن سنة تسع وأربعين وأربع مائة أنا محمد بن محمد الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي بالكوفة أنا إسماعيل بن موسى الفزاري أنا عاصم بن حميد الحناط أو رجل عنه قال: ثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ علي رضي الله عنه بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحرنا جلس ثم تنفس فقال: يا كميل القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك الناس ثلاثة فعالم رباني وعالم متعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق العلم خير من المال يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال ينقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان بها باكتساب اطاعة في حياته وجميل إلا حدوثه بعد موته وصنيعه، وصنيعة المال تزول بزوال صاحبه مات، خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، ها إن

_ 1 رواه الترمذي كتاب المناقب باب 19. ابن ماج/ 5 في المقدمة باب 11. 2 رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب 9 الترمذي في كتاب المناقب باب 20. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11. 3 رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب 4. مسلم في كتاب الإيمان حديث 129، 131. 4 رواه أبو داود في كتاب الوتر باب 26. الترمذي في كتاب الصلاة باب 181.

هاهنا- وأشار بيده رضي الله عنه إلى صدره- علما لو أصبت له حملة، بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة اللهم لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والإدخار ليسا من دعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلي لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر تلك أبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى. أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم رواه ضرار بن صرد عن عاصم بن حميد. ويروى من وجه آخر عن كميل وإسناده لين؛ ففيه تنبيهات على صفات العالم المتقن والعالم الذي دونه والهمج المخلط في دينه أو علمه، وزاد فيه ضرار وليس بمعتمد عليه بعد قوله هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا منه ما استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه. سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال: ما كتبنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا القرآن وما في هذه الصحيفة. شريك عن أبي إسحاق قال سمعت خزيمة بن نصير قال سمعت عليا يقول بصفين قاتلهم الله أي عصابة بيضاء سودوا، وأي حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفسدوا. شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن قيس بن عباد قال: دخلت المدينة ألتمس العلم والشرف فرأيت رجلا عليه بردان له ضفيرتان واضعا يده على عاتق عمر فقلت: من هذا فقالوا: علي بن أبي طالب رضي الله عنه. زياد بن خيثمة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: ألا أنبئكم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم مكر الله. وقال معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي قال: حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله. فقد زجر الإمام علي رضي الله عنه عن رواية المنكر وحث علي التحديث بالمشهور وهذا أصل كبير في الكف عن بث الأشياء

الواهية والمنكرة من الأحاديث في الفضائل والعقائد والرقائق ولا سبيل إلى معرفة هذا من هذا إلا بالإمعان في معرفة الرجال والله أعلم. وقد استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسنه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين رضي الله عنه. 5- 5/ 1ع ابن مسعود الإمام الرباني رضي الله عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أم عبد الهذلي: صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخادمه وأحد السابقين الأولين ومن كبار البدريين ومن نبلاء الفقهاء والمقرئين، كان ممن يتحرى في الأداء ويشدد في الرواية ويزجر تلامذته عن التهاون في ضبط الألفاظ. أسلم قبل عمر وحفظ من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعين سورة وتسمع عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة وهو يدعو فقال: سل تعطه، وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراة بن أم عبد" 1. قال إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال أتينا حذيفة فقلنا له حدثنا عن أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هديا ودلا وسمتا فنأخذ عنه ونسمع منه، قال: هو بن مسعود ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان بن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى. الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قرئ علينا كتاب عمر: إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا، وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي. وقد نظر عمر مرة إلى ابن مسعود وقد قام فقال: كنيف2 ملئ علما. وكان بن مسعود يقل من الرواية للحديث ويتورع في الألفاظ.

_ 5- تهذيب الكمال: 2/ 740. تهذيب التهذيب: 6/ 27 "42". تقريب التهذيب: 1/ 450 "630". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 99. الكاشف: 2/ 130. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 2. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 60، 72، 73، 74. الجرح والتعديل: 5/ 149. الثقات: 3/ 208. أسد الغابة: 3/ 384. تجريد أسماء الصحابة. 1/ 334. الإصابة: 2/ 36. 4. 233. الاستيعاب "3-4" 987. الوافي بالوفيات: 17/ 406 سير الأعلام: 1/ 461. الحلية: 1/ 375. طبقات ابن سعد: 9/ 122. والفهرس. أسماء الصحابة الرواة. ت8. 1 رواه ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11. أحمد في مسنده "1/ 7، 26. 38. 2 الكنيف: تصغير كنف - الوعاء

اتفق موته بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وله نحو من ستين سنة، وكان تلامذته لا يفضلون عليه أحدا من الصحابة رضي الله عنهم. أبو شهاب عبد ربه الحناط عن محمد بن واسع عن سعيد بن جبير عن أبي الدرداء قال خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبة خفيفة ثم قال: "قم يا أبا بكر" فقام فخطب فقصر دون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "قم يا عمر فاخطب". فقام فخطب فقصر دون أبي بكر، ثم قال: قم يا فلان فاخطب إلى أن قال: قم يا بن أم عبد فاخطب فقام عبد الله بن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله ربنا وإن الإسلام ديننا وإن هذا نبينا و أومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم- رضينا ما رضى الله لنا ورسوله السلام عليكم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أصاب ابن أم عبد، صدق ابن أم عبد. هذا منقطع. شريك عن أبي العميس عن مسلم البطين عن أبي عمرو الشيباني قال: كنت اجلس إلى ابن مسعود حولا لا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إلا استقلته الرعدة وقال: هكذا، أو نحو ذا أو قريب من ذا أو أو ... يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن مسعود قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم. أبو الأحوص عن عبد الله قال: كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع. حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة قال بن مسعود: عليكم بالعلم قبل أن يقبض؛ وقبضه ذهاب أهله؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق. سفيان عن أبي إسحاق عن مرة عن عبد الله: إذا أردتم العلم فانثروا القرآن؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين. الأعمش عن عمارة ومالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: الاقتصاد في السنة أفضل من الاجتهاد في البدعة. يمكن أن يجمع سيرة ابن مسعود في نصف مجلد فلقد كان من سادة الصحابة وأوعية العلم وأئمة الهدي، ومع هذا فله قراءات وفتاوى ينفرد بها، مذكورة في كتب العلم، وكل إمام يؤخذ من قوله ويُترك إلا إمام المتقين الصادق المصدوق الأمين المعصوم صلوات الله

وسلامه عليه، فيا لله العجب من عالم يقلد دينه إماما بعينه في كل ما قال مع علمه بما يرد على مذهب إمامه من النصوص النبوية فلا قوة إلا بالله. 6- 6/ 1ع أبي بن كعب بن قيس أبو المنذر الأنصاري الخزرجي النجاري: أقرأ الصحابة وسيد القراء، شهد بدرا والمشاهد وقرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحد من سمع الكثير وجمع بين العلم والعمل ومناقبه جمة. حدث عنه أبو أيوب الأنصاري وابن عباس وسويد بن غفلة وأبو هريرة وطائفة حملوا عنه الكتاب والسنة، وكان ربعة من الرجال أسمر أبيض الرأس واللحية. روى الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: اتخذ كتاب الله إماما وارض به حكما وقاضيا، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع وشاهد لا يتهم. فيه ذكركم وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر ما بعدكم. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكرم أبيا ويهابه، ويستفتيه ولما توفي قال عمر: اليوم مات سيد المسلمين. توفي بالمدينة في قول الهيثم بن عدي وغيره سنة تسع عشرة وقال الواقدي ومحمد بن عبد الله بن نمير والذهلي وغيرهم: سنة اثنتين وعشرين1 رضي الله عنه. 7- 7/ 1ع- أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة على الصحيح: أحد السابقين الأولين. أسلم في أول المبعث خامس خمسة ثم رجع إلى بلاد قومه ثم بعدَ حينٍ هاجر إلى المدينة، وكان رأسا في العلم والزهد والجهاد وصدق اللهجة والإخلاص، وكان آدم جسيما كث الليحة. قال أبو داود: لم يشهد بدرا ولكن عمر ألحقه مع القراء وكان يوازي ابن مسعود في العلم وكان رزقه أربع مائة دينار وكان لا يدخر مالا ويصدع بالحق وإن كان مرا، حدث عنه أنس بن مالك وزيد بن وهب وجبير بن نفير والأحنف بن قيس وأبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ وعبد الرحمن بن غنم وسعيد بن المسيب وخلق من قدماء التابعين.

_ 6- أسد الغابة: ت 33. تهذيب التهذيب: 1/ 187. تقريب التهذيب: 1/ 48. الإصابة: 1/ 16. الثقات: 3/ 5. تاريخ ابن معين: 1564. الجرح والتعديل: 2/ 290. سير أعلام النبلاء: 1/ 389. مشاهير علماء الأمصار: 12. تلقيح الفهوم: 364. أسماء الصحابة الرواة: 25. 1 وقيل سنة اثنتين وثلاثين. 7- تهذيب: 12/ 90 رقم "40". تقريب: 2/ 420.

ومناقبه شهيرة، منها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر" 1. وروى همام عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: إن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلي: "أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز وجل". البابلتي أخبرنا الأوزاعي حدثني مرثد أبو كثير عن أبيه عن أبي ذر أن رجلا أتاه، فقال: إن مصدقي عثمان "رضي الله عنه" ازدادوا علينا أنغيب عليهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال: لا، وقف مالك وقال: ما كان لكم من حق فخذوه، وما كان باطلا فردوه. فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة، قال وعلى رأسه فتى من قريش فقال: أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال: أرقيب أنت علي فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها قلت لقوة أبي ذر في الحق ولأخلاقه نهى عن الفتيا فانقطع بالربذة سنوات حتى توفي سنة اثنتين وثلاثين رضي الله عنه. 8- 8/ 1ع معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس العالم الرباني أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي: شهد العقبة وهو بن ثمان عشرة سنة أو دونها وشهد بدرا والمشاهد وكان من نجباء الصحابة وفقائهم والبائهم ضي الله عنه. قال محمد بن سعد: كان معاذ بن جبل رجلا طوالا أبيض حسن الثغر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا. قلت: حدث عنه أنس بن مالك وأبو الطفيل وأسلم مولى عمر، والأسود بن هلال والأسود بن يزيد وأبو مسلم الخولاني وأبو وائل وأبو بحرية السكوني عبد الله بن قيس والصنابحي وعبد الرحمن بن غنم ومالك بن يخامر ومسروق وقيس بن أبي حازم ويزيد بن

_ 1 رواه الترمذي في كتاب المناقب باب 35. ابن ماجه في كتاب المقدمة باب 11. 8- تهذيب الكمال: 3/ 1338. تهذيب التهذيب: 10/ 186 "347". تقريب التهذيب: 2/ 255. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 35. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 359. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 41، 47، 49، 52، 53، 54، 58، 66، 73، 157، 176. الثقات: 3/ 168. أسد الغابة: 5/ 194. تاريخ الإسلام: 3/ 105. شذرات: 1/ 30، 62، 63. طبقات الحفاظ: 6، 24. تجريد أسماء الصحابة: 2/ 80. الاستيعاب: 3/ 1402. سير الأعلام: 1/ 443. الحلية: 1/ 228. طبقات ابن سعد: 9/ 184 والفهرس. أسماء الصحابة الرواة: ت: 27.

عميرة الزبيدي وطائفة، وفيهم من روايته عنه منقطعة وقد قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا معاذ والله إني لأحبك". وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ ". وعنه عليه السلام: "يأتي معاذ أمام العلماء برتوة" إسناده مرسل. قال بن مسعود: كنا نشبه معاذ بإبراهيم الخليل عليه السلام، كان أمة قانتا لله حنيفا. وروى شهر بن حوشب أن عمر رضي الله عنه قال: لو استخلفت معاذا فسألني عنه ربي عز وجل لقلت سمعت نبيك صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن العلماء إذا حضروا ربهم كان معاذ بين أيديهم رتوة حجر ". وقال أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة وفيهم شاب أكحل براق الثنايا ساكت فإذا امتروا في شيء سألوه فقيل لي: هذا معاذ. ورواه شهر بن حوشب عن بن غنم عن عائذ الله بن عبد الله أنه دخل المسجد أول خلافة عمر وفي الحلقة شاب شديد الأدمة وضيء حلو المنطق وهو أشبهم سنا فإذا اشتبه عليهم شيء ردوه إليه. وروى أيوب بن سيار عن يعقوب بن زيد عن أبي بحرية قال دخلت مسجد حمص فإذا بفتى جعد قطط حوله الناس إذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقالوا: هذا معاذ بن جبل. أبو عبيد في الأموال أخبرنا عبد الله بن صالح أخبرنا موسى بن علي عن أبيه عن عمر قال خطبهم بالجابية فقال: من أراد القرآن فليأت أبيا، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيدا ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذا ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله جعلني له خازنا وقاسما، صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني أن معاذا لما بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن خرج يشيعه ماشيا تحت راحلته ثم قال يا معاذ عسى الا أن تلقاني بعد عامي هذا ولعلك تمر بمسجدي وقبري فبكى معاذ أسفا لفراق رسول الله صلى الله عليه وآله: وسلم فقال: "لا تبك البكاء من الشيطان" سمعه أبو اليمان منه. معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه قال: كان معاذ شابا

سمحا جميلا من أفضل شباب قومه وكان لا يمسك فلم يزل يدان حتى اغلق ماله كله من الدين فطلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسأل غرماءه أن يضعوا له فباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماله كله في دينه وقام بغير شيء حتى إذا كان عام تح بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى طائفة من اليمن أميرا ليجبره، الحديث. أنبأنا المسلم بن محمد وغيره قالوا: أخبرنا الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا الخطيب أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي املاء سنة ست وأربع مائة أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن موسى الأنباري ولقبه حسنس أنا يحيى بن أبي طالب أخبرنا أبو النضر عن الأشجعي عن سفيان عن حصين عن رجل عن معاذ بن جبل قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا أفطر: "الحمد الله الذي أعانني فصُمت، ورزقني فأفطرت". استشهد معاذ في الطاعون بالأردن في سنة ثماني عشرة وله خمس وثلاثون سنة تقريبا رضي الله عنه. 9- 9/1 ع- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، مالك بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الأمير أبو إسحاق الزهري البدري العشري: أول من رمى بسهم في سبيل الله، روى عنه بنوه عامر ومحمد ومصعب وإبراهيم وعمر وعائشة وقيس بن أبي حازم وسعيد بن المسيب وعلقمة وأبو عثمان النهدي ومجاهد وأيمن المكي وخلق. أسلم وهو ابن سبع عشرة سنة وكان قصيرا غليظا جعدا شعر الجسم آدم أفطس وقيل كان طويلا. روى نافع القارىء عن ولد لسعد عن أبيه قال: أسلمت وما في وجهي شعرة. وقال بن المسيب: سمعت سعدا يقول: مكثت ليالي وإني لثلث الإسلام. وقال سعد: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ارم فداك أبي وأمي" يوم أحد وكان سعد مجاب الدعوة. له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبار ووقع في نفوس المؤمنين. اعتزل الفتنة ولم يقاتل مع علي ومعاوية ثم كان علي يغبطه على ذلك.

_ 9- تهذيب الكمال: 1/ 371. تهذيب التهذيب: 3/ 479. تقريب التهذيب: 1/ 289. الكاشف: 1/ 354. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 73. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 26، 51، 69، 72، 83، 91، 100، 101، 104، 108، 114، 250. الجرح والتعديل: 4/ 93. أسد الغابة: 2/ 366. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 218. الاستيعاب: 2/ 606.الإصابة: 3/ 73. طبقات ابن سعد: 9/ 80. الخلية: 1/ 368. سير الأعلام: 1/ 92. الوافي بالوفيات: 15/ 199. البداية والنهاية: 3/ 319، 8/ 72. أسماء الصحابة الرواة: ب16.

فعنه أنه قال: لله منزل نزله سعد وابن عمر، لئن كان ذنبا إنه لصغير ولئن كان حسنا إنه لعظيم. قال الزهري: إن سعدا لما احتضر دعا بخلق جبة صوف وقال: كفنوني فيها؛ فإني قاتلت فيها يوم بدر وإنما خبأتها لهذا، وقيل: إن تركته كانت مائتي ألف درهم وخمسين ألف درهم وكان قد اعتزل في قصر بناه بالعقيق سنة خمس وخمسين وحمل فدفن بالبقيع. 10- 10/ 1 ع- أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب: هاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقدم مع جعفر زمن فتح خيبر واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذ على اليمن ثم ولي لعمر الكوفة والبصرة وكان عالما عاملا صالحا تاليا لكتاب الله إليه المنتهى في حسن الصوت بالقرآن. روى علما طيبا مباركا وأقرأ القرآن. حدث عنه طارق بن شهاب وابن المسيب والأسود وأبو وائل وأبو عبد الرحمن السلمي وربعي بن بن حراش وأبو عثمان النهدي وخلق، أقرأ أهل البصرة وأفقههم. شعبة وغيره عن سماك بن حرب سمعت عياضا الأشعري يقول: لما نزلت {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} [المائدة: 54] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هم قومك يا أبا موسى" وأومى إليه. صححه الحاكم وإنما يرويه عياض عن أبي موسى. وفي الصحيحين عن أبي بردة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما ". وعن بريدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسمع لقراءة أبي موسى فقال: "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود" 1. وقال البختري سألنا عليا عن أبي موسى قال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه. قال أبو إسحاق سمعت الأسود يقول: لم أر بالكوفة أعلم من علي وأبي موسى. وقال الشعبي: كان العلم يؤخذ عن ستة: عمر وعلي وأبي وابن مسعود وزيد، وأبي موسى. وقال أيضا: قضاة الأمة أربعة: عمر وعلي وزيد وأبو موسى رضي الله عنهم.

_ 10- تهذيب الكمال: 2/ 724. تهذيب التهذيب: 5/ 362 "625". تقريب التهذيب: 1/ 441 "551".. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 89. الكاشف: 2/ 89. الكاشف: 2/ 119. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 22، 172. الجرح والتعديل: 5/ 138، 643، 644. الثقات: 3/ 221. التجريد: 1/ 330. الإصابة: 4/ 211. الاستيعاب: "3-4" 6 79.الوافي بالوفيات: 17/ 407. سير الأعلام: 2/ 380. أسماء الصحابة الرواة ت 13. 1 رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب 31. مسلم في كتاب المسافرين حديث 235، 236.

وقال صفوان بن سليم: لم يكن يفتي في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير عمر وعلي ومعاذ وأبي موسى. وقال النهدي: ما سمعت طنبورا ولا صنجا ولا مزمارا أحسن من صوت أبي موسى، كان يصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة. وكان أبو موسى عابدا صواما قواما كبير القدر. مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين1 على الصحيح رضي الله عنه. 11- 11/ 1 ع- أبو الدرداء عويمر بن زيد رضي الله عنه ويقال عويمر بن عبد الله ويقال بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الإمام الرباني: وكان يقال: هو حكيم هذه الأمة. قيل إن إسلامه تأخر إلى يوم بدر ثم شهد أحدا وأبلى يومئذ بلاء حسنا وحفظ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان عالم أهل الشام ومقرئ أهل دمشق وفقيههم وقاضيهم. روى جملة أحاديث روى عنه ابنه بلال وزوجته أم الدرداء الفقيهة وجبير بن نفير وعلقمة وسعيد بن المسيب وخالد بن معدان وأبو إدريس الخولاني وعدة، آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين سلمان. وروى العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة قال: قال أبو الدرداء: بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا تاجر فأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم تجتمعا فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة، والذي نفسي بيده ما أحب أن لي حانوتا على باب لا تخطئني فيه صلاة أربح فيه كل يوم أربعين دينارا وأتصدق بها كلها قيل وما تكره من ذلك قال شدة الحساب. شعبة عن عمرو بن مرة عن شيخ عن أبي الدرداء قال: أحب الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب الفقر تواضعا لربي، وأحب المرض تكفيرًا لخطيئتي، مات أبو الدرداء سنة اثنتين وثلاثين، وفي صحيح البخاري عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة، أبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي زيد. قال القاسم بن عبد الرحمن: كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم. وروى أبو الضحى عن مسروق قال: وجدت علم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم انتهى إلى ستة: إلى عمر، وعلي، وعبد الله، ومعاذ، وأبي الدرداء، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم. وقال بن أبي مليكة سمعت يزيد بن معاوية يقول: إن أبا الدرداء من الفقهاء العلماء الذين يشفون من الداء.

_ 1 وقيل عام 50. 11- تهذيب التهذيب: 8/175 "315". تاريخ البخاري الكبير: 7/ 76. الثقات: 3/ 85. أسد الغابة: 4/ 218. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 430. الاستيعاب: 3/ 1227. طبقات ابن سعد: 2/ 352.

وروى الليث بن سعد عن فلان قال: رأيت أبا الدرداء دخل المسجد ومعه من الأتباع مثل ما يكون مع السلطان وهم يسألونه عن العلم. 12- 12/ 1 ع- عبد الله بن سلام بن الحارث الحبر أبو يوسف الإسرائيلي رضي الله عنه حليف الأنصار: أسلم وقت مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان اسمه الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله وشهد له بالجنة وفيه نزلت: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِه} [الأحقاف: 10] وقوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب} [الرعد: 43] وكان عبد الله عالم أهل الكتاب وفاضلهم في زمانه بالمدينة. وروى عدة أحاديث. حدث عنه أنس بن مالك وزرارة بن أوفى قاضي البصرة وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو سعيد المقبري وأبو بردة بن أبي موسى وابناه يوسف ومحمد ابنا عبد الله وآخرون. معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال لما احتضر معاذ قيل له أوصنا قال: إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما فالتمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي أسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنه عاشر عشرة في الجنة"، أخرجه الترمذي. مالك عن سالم أبي النضر عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأحد إنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِه} متفق عليه. عاصم بن بهدلة عن مصعب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة"، فدخل ابن سلام ومن غير وجه أن ابن سلام رأى رؤيا فقصها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: "تموت وأنت مستمسك بالعروة الوثقى"، وعنه أنه مر يحمل حزمة حطب فقيل: أليس قد أغناك الله عن هذا؟ قال: بلى، ولكن أردت أن أقمع الكِبْر. إبراهيم بن أبي يحيى أنا معاذ بن عبد الرحمن عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن

_ 12- تهذيب الكمال: 2/ 64. تهذيب التهذيب: 5/ 239 "437". تقريب التهذيب: 1/ 422 "370". خلاصة تهذيب الكمال: 5/ 62. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 18. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 71، 74، 92، 93. الجرح والتعديل: 5/ 388. أسد الغابة: 3/ الاستيعاب: 3/ 921. الوافي بالوفيات: 17/ 198. الثقات: 3/ 228. أسماء الصحابة الرواة: ت/ 315، 105. نفقة الصديان: ت 245.

أبيه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنى قرأت القرآن والتوراة فقال: "اقرأ هذا ليلة وهذا ليلة"، فهذا إن صح ففيه الرخصة في تكرير التوراة وتدبرها، اتفقوا على موت بن سلام في سنة ثلاث وأربعين بالمدينة رضي الله عنه. 13- 13/ 1ع- أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أم عبد الله حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه: من أكبر فقهاء الصحابة. كان فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرجعون إليها. تفقه بها جماعة. بنى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شوال بعد وقعة بدر فأقامت في صحبته ثمانية أعوام وخمسة أشهر فكانت أحب نسائه اليه. ونزلت الآيات في تبرئتها مما رماها به أهل الإفك وعاشت خمسا وستين سنة. حدث عنها جماعة من الصحابة ومسروق والأسود وابن المسيب وعروة والقاسم والشعبي وعطاء وابن أبي مليكة ومجاهد وعكرمة وعمرة ومعاذة العدوية ونافع مولى بن عمر وخلق كثير. يروى عن قبيصة بن ذؤيب قال: كانت عائشة أعلم الناس يسألها أكابر الصحابة. وروى أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما. قلت: كانت غزيرة العلم بحيث إن عروة يقول: ما رأيت أحدا أعلم بالطب منها، وقال علي بن مسهر أخبرنا هشام عن أبيه قال: ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال وحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا النسب من عائشة رضي الله عنها. روى هشام عن أبيه أن معاوية بعث إلى عائشة بمائة ألف فوالله ما غابت عليها

_ 13- تهذيب "12/ 433 رقم 2841". التقريب: 2/ 606. أسماء الصحابة الرواة: ت: 4. الثقات: 3/ 323. أسد الغابة: 7/ 188. أعلام النساء: 3/ 9. تنوير قلوب المسلمين: 54، 116. تجريد أسماء الصحابة: 2/ 286. الكاشف: 3/ 476 تهذيب الكمال: 3/ 1689. الخلاصة: 3/ 387. الحلية: 2/ 43. تذكرة: 1/ 27. شذرات: 1/ 61. طبقات ابن سعد: 8/ 39. معجم طبقات الحفاظ: 105. التاريخ الصغير: 1/ 99، 100، 102، 103. أزمنة التاريخ الإسلامي: 989. تلقيح فهوم أهل الأثر: 20، 363.

الشمس حتى فرقتها، فقالت مولاة لها: لو اشتريت لنا من ذلك بدرهم لحما؟ فقالت: ألا ذكرتنى؟ رواه عنه هشام بن حسان هكذا. وأما أبو معاوية فقال: حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة أن عائشة بعثت إليها بمال في غرارتين، قالت: أراه ثمانين ومائة ألف فدعوت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست فقسمته فأمست وما عندها منه درهم فقالت: يا جارية هلمي فطري، فجاءتها بزيت وخبز، فقالت لها أم ذرة: أما استطعت أن تشترى لنا لحما بدرهم نفطر عليه؟ قالت: لا تعنفينى لو كنت ذكرتينى لفعلت. قرأت على أبي إسحاق الأسدي أنا يوسف الآدمى أنا أحمد بن محمد التيمى أنا أبو علي الأصبهاني أنا أبو نعيم أنا بن خلاد أنا الحارث أنا روح أنا حاتم بن أبي صغيرة أنا بن أبي مليكة أن عائشة بنت طلحة حدثته أن عائشة قتلت جانا فأريت في النوم: والله لقد قتلته مسلما، فقالت: لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقيل: وهل دخل إلا وعليك ثيابك؟ فأصبحت فزعة فأمرت باثنى عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز وجل. قلت: توفيت في سنة سبع وخمسين، وقيل في سنة ثمان وخمسين وقد أفردت أخبارها في مصنف رضي الله عنها. 14- 14/ 1ع- عمران بن حصين بن عبيد بن خلف أبو نجيد الخزاعي: صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إسلامه وقت إسلام أبي هريرة له أحاديث عدة، وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة ليفقههم. وقال زرارة بن أوفى رأيت عمران بن حصين يلبس الخز، وقد ولي عمران قضاء البصرة وكان الحسن يحلف بالله ما قدم البصرة أحد خير لهم من عمران بن حصين، حدث عنه زرارة والحسن ومحمد بن سيرين وزهدم الجرمي وعامر الشعبي وابن بريدة ومطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو رجاء العطاردي وآخرون رحمة الله عليهم. وكان ممن يسلم عليه الملائكة. مات سنة اثنتين وخمسين وكان به داء الناصور فاكتوى لأجله فقال: اكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن، وروينا أنه لما اكتوى انقطع عنه التسليم مدة ثم عاد اليه، له أحاديث عدة في الكتب وكان من ألباء الصحابة

_ 14- تهذيب التهذيب: 8/ 126 "219". تقريب التهذيب: 2/ 82. الكاشف: 348. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 408. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 107. الجرح والتعديل: 6/ ص 296. الثقات: 3/ 287. الاستيعاب: 3/ 1208. أسد الغابة: 4/ 281. سير الأعلام: 2/ 508. طبقات ابن سعد: 1/ 1. وانظر الفهرس. مجمع: 8/ 266. أسماء الصحابة الرواة: ت21.

وفضلائهم، مات في عام هو وأبو أيوب الأنصاري وأبو بكرة الثقفي وكعب بن عجرة ومعاوية بن حديج الأمير وخمستهم من الصحابة الذين اعتزلوا صفين رضي الله عنهم على خلاف في أبي أيوب. 15- 15/ 1ع- زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد وأبو خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري المقرئ الفرضي: كاتب وحي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قتل أبوه يوم بعاث؛ حرب كان بين الأوس والخزرج قبل الهجرة، فقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزيد صبي ذكي نجيب عمره إحدى عشرة سنة فأسلم وأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتعلم خط اليهود فجود الكتابة وكتب الوحي وحفظ القرآن وأتقنه وأحكم الفرائض وشهد الخندق وما بعدها، وانتدبه الصديق لجمع القرآن فتتبعه وتعب على جمعه ثم عينه عثمان لكتابة المصحف؛ وثوقًا بحفظه ودينه وأمانته وحسن كتابته. قرأ عليه القرآن جماعة منهم ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وحدث عنه ابنه خارجة وأنس بن مالك وابن عمر ومروان وعبيد بن السباق وعطاء بن يسار وبشر بن سعيد وحجر المدري وطاوس. وعروة وخلق سواهم وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة إذا حج. ومناقبه كثيرة. مات في قول الواقدي عن رجاله وقول يحيى بن بكير وخليفة وابن نمير سنة خمس وأربعين وقيل مات سنة أربع وخمسين وقيل سنة خمس وخمسين. جرير بن حازم حدثني قيس بن سعد عن مكحول ان عبادة بن الصامت دعا نبطيا ليمسك دابته عند بيت المقدس فأبى فضربه فشجه فاستعدى عليه عمر فقال: ما هذا؟ قال أمرته يمسك دابتى فأبى وأنا رجل في حدة فضربته، فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك؟ فترك القود ورضي بالدية. وروى خارجة بن زيد عن أبيه قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وقد قرأت سبع عشرة سورة فقرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعجبه ذلك،

_ 15- تهذيب التهذيب: 3/ 399. تقريب التهذيب: 1/ 272. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 350. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 380. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 34، 42، 46، 81، 101، 120، 173، 174. أسد الغابة: 2/ 278. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 197. الإصابة: 2/ 592. الاستيعاب: 2/ 537. الوافي بالوفيات: 15/ 24. شذرات: 1/ 54، 62. سير الأعلام: 2/ 426. البداية والنهاية: 8/ 29. طبقات ابن سعد: 1/ 37، 2/ 22، 107، 3/ 31، 70، 81، 182، 212، 4/ 211، 5/ 14، 36، 43. الثقات: 3/ 135. أسماء الصحابة الرواة: ت 785.

وقال: يا زيد تعلم لي كتابة يهود فإنى ما آمنهم على كتابي، قال: فحذقته في نصف شهر. قال أنس: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة من الأنصار: أبي وزيد بن ثابت ومعاذ وأبو زيد رضي الله عنهم. وفي حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس مرفوعا: "أفرض أمتى زيد بن ثابت". وروى عاصم الأحول عن الشعبي قال: غلب زيد الناس على اثنتين: الفرائض والقرآن. وروى مطرف عن الشعبي عن مسروق قال: كان أصحاب الفتوى من الصحابة عمر وعلي وعبد الله وزيد وأبي وأبو موسى. وعن سليمان بن يسار قال: ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحدا في الفتوى والفرائض والقراءة. وروى حجاج بن أرطأة عن نافع أن عمرا استعمل زيدا على القضاء وفرض له رزقا. قال أحمد العجلي: الناس على قراءة زيد وفرض زيد. وعن بن عباس قال: زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم وكان يأخذ له بالركاب. قال يحيى بن سعيد الأنصاري: لما مات زيد قال أبو هريرة: مات حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا، وقال علي بن رباح: كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال: آلله كان هذا؟ فإن قال: نعم، أفتى وإلا سكت. 16- 16/ 1ع- أبو هريرة الدوسي اليماني الحافظ الفقيه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن صخر على الأشهر: كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، وقال: كنانى أبي بأبي هريرة لأنى كنت أرعى غنما فوجدت أولاد هرة وحشية فلما أبصرهن وسمع أصواتهن أخبرته فقال: أنت أبو هر وكان اسمى عبد شمس. قدم أبو هريرة مهاجرا ليالي فتح خيبر حفظ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير وعن أبي بكر وعمر وأبي بن كعب وكعب1 وعنه الأغر أبو مسلم وسعيد بن المسيب وبشير بن نهيك وحفص بن عاصم وحميد بن عبد الرحمن الزهرى وحميد بن عبد الرحمن الحميري وأبو صالح السمان وخلاس بن عمرو وسالم أبو الغيث وسعيد المقبري وأبوه أبو سعيد وسعيد بن مرجانة وسلمان الأغر وأبو حازم سلمان الأشجعي وأبو

_ 16- تهذيب الكمال: 2/ 795. تهذيب التهذيب: 6/ 199 "401". تقريب التهذيب: 1/ 485 "981". خلاصة تهذيب الكمال:2/ 397. الكاشف: 2/ 169. الجرح والتعديل: 5/ ص 246. أسد الغابة: 6/ 318. طبقات ابن سعد: 4/ 52. أسماء الصحابة الرواة: ب1. نقعةالصديان: ت232. ديوان الإسلام: ت 2145. 1 روى عنه جماعة عن الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وجابر وأنس وواثلة كما في الاستيعاب.

يونس سليم بن جبير وسليمان بن يسار وشهر بن حوشب وصالح مولى التوءمة وضمضم بن جوس وطاوس والشعبي وأبو إدريس الخولاني وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن الأعرج وعراك بن مالك وعكرمة وعروة وعطاء ومجاهد وابن سيرين ومحمد بن زياد الجمحي ومحمد بن كعب وموسى بن وردان ونعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر وهمام بن منبه وخلق كثير. وكان من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى مع الجلالة والعبادة والتواضع قال البخاري: روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر. وقيل: كان آدم بعيد ما بين المنكبين أفرق الثنيتين له ضفيرتان يخضب بالحمرة، وكان من أصحاب الصفة فقيرا ذاق جوعا وفاقة ثم بعد النبي صلى الله عليه وسلم صلح حاله وكثر ماله وكان كثير التعبد والذكر ولي إمرة المدينة وناب أيضا عن مروان في امرتها، وكان يمر في السوق يحمل الحزمة وهو يقول: أوسعوا الطريق للأمير، وكان فيه دعابة رضي الله عنه. قال أبو القاسم بن النحاس: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: رأيت في النوم- وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، أبا هريرة كث اللحية أسمر عليه ثياب غلاظ فقلت له: إنى أحبك فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا. إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي هريرة قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت في الطريق. يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت قال: وأبق لي غلام فلما قدمت وبايعت إذ طلع الغلام فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هذا غلامك يا أبا هريرة"، فقلت: هو حر لوجه الله فأعتقته. أيوب عن محمد أن أبا هريرة كان يقول لبنته: لا تلبسي الذهب فإنى أخشى عليك اللهب. سليم بن حيان عن أبيه عن أبي هريرة قال: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي، أحدو بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وأبا هريرة إماما. الزهرى عن سالم سمع أبا هريرة قال: سألني قوم محرمون عن محلين أهدوا لهم صيدا فأمرتهم بأكله ثم لقيت عمر فأخبرته فقال: لو أفتيتهم بغير هذا لأوجعتك. أبو بكر الحنفي أنا عبد الله بن أبي يحيى سمعت سعيد بن أبي هند يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا تسألني من هذه الغنائم؟ " فقلت

أسألك أن تعلمني مما علمك الله، فنزع صرة على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر الى القمل تدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: اجمعها فصرها إليك، قال فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني. خالد الحذاء عن عكرمة قال: قال أبو هريرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثنى عشر ألف مرة، وذلك على قدر ذنبى. وروى زيد بن الحباب عن عبد الواحد بن موسى أنا أبو نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أنه كان له خيط فيها ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح به. قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال: جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال قال بن سيرين: قال أبو هريرة: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع حتى يقولوا مجنون، فيجلس الرجل على صدري فأرفع رأسي فأقول: ليس الذي ترى؛ إنما هو الجوع. روى أحمد في مسنده عن أبي كثير السحيمي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم حبب عُبَيدك هذا -يعنى أبا هريرة وأمه- إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما". قال أبو نضرة العبدي عن الطفاوي قال نزلت على أبي هريرة بالمدينة ستة اشهر فلم أر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه. ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعائين فأما أحدهما فبثثته في الناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم قال الأعمش عن أبي صالح السمان كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره وروى كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: قال أبو هريرة: لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحفظ لحديثه منى. أبو داود الطيالسي أنا عمران القطان عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع عن أبي هريرة أنه لقى كعبا فجعل يحدثه ويسأله فقال كعب: ما رأيت أحدًا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة. هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن بن عمر أنه قال: يا أبا هريرة إن كنت لألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه.

حماد بن زيد عن عباس الجريري سمعت أبا عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ الآخر فيصلي ثم يوقظ الثالث. أخبرنا إبراهيم بن يوسف، أنا ابن رواحة أنا السلفي أنا ابن البسري أنا السكري أنا الصفار أنا الرمادي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن محمد بن زياد قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة، فإذا غضب عليه بعث مروان وعزله فلم يلبث أن بعث أبا هريرة ونزع مروان فقال لغلام أسود قف على الباب فلا تمنع إلا مروان ففعل الغلام ثم جاء مروان نوبة فدخل وقال حجبنا قال إن أحق من لا أنكر هذا لأنت. توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين قاله جماعة وقال آخرون سنة تسع وقيل سنة سبع وخمسين رضي الله عنه. 17- 17/ 1ع- عبد الله بن عمر بن الخطاب الإمام رضي الله عنهما أبو عبد الرحمن العدوى المدني الفقيه: أحد الأعلام في العلم والعمل، شهد الخندق وهو من أهل بيعة الرضوان وممن كان يصلح للخلافة فعين لذلك يوم الحكمين مع وجود مثل الإمام على وفاتح العراق سعد ونحوهما رضي الله عنهما ومناقبه جمة أثنى عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووصفه بالصلاح. قال محمد بن إسماعيل الأحمسي أنا أحمد بن يعقوب بن المسعودي أنا إسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي عن أبيه عن ابن عمر أنه قام والحجاج يخطب فقال: عدو الله استحل حرم الله وخرب بيت الله وقتل أولياء الله فقال الحجاج من هذا فقيل: عبد الله بن عمر فقال الحجاج: اسكت يا شيخا قد خرف فلما صدر الحجاج أمر بعض الأعوان فأخذ حربة مسمومة فضرب بها رجل عبد الله بن عمر فمرض ومات منها ودخل عليه الحجاج عائدا فسلم ولم يرد عليه وكلمه فلم يجبه أخرجه البخاري مختصرا. الزهري عن عبيد الله قال: كان البر لا يعرف على عمر وابن عمر حتى يقولا أو

_ 17- تهذيب الكمال: 2/ 713. تهذيب التهذيب: 5/ 328 "565". تقريب التهذيب: 1/ 435 "491". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 81. الكاشف: 2/ 112. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 2، 145. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 154، 157. الجرح والتعديل: 5/ 107. أسد الغابة: 3/ 340. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 325. الإصابة: 4/ 181. الاستيعاب: "3-4" 950.الوافي بالوفيات: 13/ 262. طبقات ابن سعد: 9/ 120. والفهرس. سير الأعلام: 3/ 203. الثقات: 3/ 209. أسماء الصحابة الرواة: ت2.

يفعلا. عن نافع قال دخل بن عمر الكعبة فسمعته يقول في سجوده ما يمنعني من مزاحمة قريش في هذا الأمر إلا خوفك. جرير بن حازم عن يعلى عن نافع قال: لما قدم أبو موسى وعمرو بن العاص أيام حكما قال أبو موسى: لا أرى لها غير ابن عمر، فقال عمرو له: إنا نريد أن نبايعك فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب فقام فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه فقال: يا أبا عبد الرحمن إنما قال تعطينى مالا على أن أبايعك فقال ابن عمر ويحك يا عمرو فقال إنما قلت لأجربك قال: لا والله لا أعطى عليها ولا أقبل عليها ولا أفعلها إلا عن رضى من المسلمين. يحيى الحماني أنا شريك عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري عن ابن الحنفية قال كان ابن عمر حبر هذه الأمة. وروى قتادة عن سعيد بن المسيب قال: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لابن عمر. وقال سلام بن مسكين سمعت الحسن يقول أتوا ابن عمر فقالوا: أنت سيد الناس وابن سيدهم والناس بك راضون اخرج نبايعك، قال لا والله لا يهراق في محجمة دم. ابن عيينة عن عمر بن محمد بن زيد سمعت أبي يقول: ما ذكر ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط إلا بكى وما مر على ربعهم إلا غمض عينيه وما أحسن قول سفيان الثوري: يقتدى بعمر في الجماعة وبابنه في الفرقة. الضحاك بن عثمان عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار قال كنت أقسم نفسي بين ابن عباس وابن عمر فكنت أكثر ما أسمع بن عمر يقول: لا أدري، وابن عباس لا يرد أحدا فسمعت ابن عباس يقول عجبا لابن عمر ورده الناس ألا ينظر في ما يشك فإن كانت مضت به سنة قال بها وإلا قال برأيه قال: سمعت بن عباس وسئل عن مسألة فارتج فيها فقال: البلاء موكل بالقول. عتيق بن يعقوب سمعت مالكا يقول قال لي ابن شهاب: لا تعدلن برأي ابن عمر فإنه أقام ستين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر أصحابه. قال يحيى بن يحيى التميمي قلت لمالك؟ أليس قلت سمعت المشايخ يقولون من أخذ بقول بن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا؟ قال: نعم. وذكر نافع أن عبد الله تتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآثاره وأفعاله حتى كأنه خيف على عقله.

محمد بن سوقة عن أبي جعفر محمد بن علي قال: لم يكن أحد من الصحابة إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا احذر أن لا يزيد فيه أو ينقص منه ولا ولا من بن عمر. حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن محمد أن الحجاج خطب فقال: إن ابن الزبير بدل كلام الله، فقام بن عمر فقال: كذب لم يكن بن الزبير يستطيع أن يبدل كلام الله ولا أنت، قال إنك شيخ قد خرفت اقعد، قال أما أنك لو عدت عدت. عمران بن حدير عن أبي مجلز شهدت بن عمر والناس يسألونه فقال: إياكم عنى إياكم عني فأنى كنت مع من هو أفقه مني، ولو علمت أني أبقى حتى يفتقر إلي لتعلمت لكم. توفي ابن عمر في أول سنة أربع وسبعين1 وهو شقيق أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، قال جابر: ما منا إلا من مالت به الدنيا ومال بها الا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. 18- 18/ 1ع- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما الإمام البحر عالم العصر أبو العباس الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو الخلفاء: مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولعبد الله ثلاث عشرة سنة وقد دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل. خالد الحذاء قال عن عكرمة عن ابن عباس قال مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسي ودعا لي بالحكمة. أبو عاصم أنا شبيب بن بشر أنا عكرمة عن بن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المخرج ثم خرج فإذا تور مغطى فقال: "من صنع هذا؟ " قال عبد الله فقلت: أنا، فقال: "اللهم علمه تأويل القرآن ".

_ 1 وقيل سنة 73. 18- تهذيب الكمال: 2/ 698. تهذيب التهذيب: 5/ 276 "474". تقريب التقريب: 1/ 425 "404". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 69، 172. الكاشف: 2/ 100. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 3، 5/ 3، 7/ 2. الجرح والتعديل: 5/ 116. الثقات: 3/ 207. أسد الغابة: 3/ 290. الحلية: 1/ 314، 329. البداية والنهاية: 8/ 295. تجريد: 1/ 320. الإصابة: 1/ 322، 4/ 131. الاستيعاب: 3/ 933. طبقات ابن سعد: 9/ 118، 119. الوافي بالوفيات: 17/ 231. أسماء الصحابة الرواة: ت5.

الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد. الأعمش عن أبي وائل استعمل على ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها. المدائني عن نعيم بن حفص قال أبو بكر: قدم بن عباس علينا البصرة وما في العرب مثله جسما وعلما وبيانا وجمالا وكمالا. عبد الرزاق عن معمر قال: عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر وعلي وأبي بن كعب رضي الله عنهم. أبو بكر بن عياش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن بن عباس قال: كنت أسمع بالرجل عنده، الحديث، فآتيه فأجلس حتى يخرج فأسأله ولو شئت أن أستخرجه لفعلت. زائدة أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني أنا عبد الله بن شداد قال قال لي بن عباس: يا ابن شداد ألا تعجب؟ جاءني الغلام وقد أخذت مضجعي للقيلولة فقال: هذا رجل بالباب يستأذن، فقلت ما جاء به إلا حاجة، إيذن له قال فدخل فقال ألا تخبرنى عن ذاك الرجل؟ قلت أي رجل؟ قال علي بن أبي طالب متى يبعث؟ قلت: سبحان الله، إذا بعث من في القبور، فقال، ألا أراك تقول كما يقول هؤلاء الحمقى، فقلت أخرجوه أو لأضربنه. معمر عن قتادة عن مطرف سمعت بن عباس يقول: مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة. توفي ابن عباس بالطائف في سنة ثمان وستين فصلى عليه محمد بن الحنفية وقال: اليوم مات ربانى هذه الأمة رضي الله عنه. 19- 19/ 1ع- عبد الله بن عمرو بن العاص العالم الربانى رضي الله عنهما أبو محمد

_ 19- تهذيب الكمال: 2/ 716. تهذيب التهذيب: 5/ 337 "575". تقريب التهذيب: 1/ 436 "502". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 83. الكاشف: 2/ 113. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 5. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 124، 239. الجرح والتعديل: 5/ 116. الثقات: 3/ 210. أسد الغابة: 3/ 349. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 326. الإصابة: 4/ 192. الاستيعاب: "3، 4" 956". الوافي بالوفيات: 17/ 380. طبقات ابن سعد: 9/ 120 والفهرس. الأنساب 7/ 317. سير الأعلام: 3/ 79. أسماء الصحابة الرواة: ت9.

وأبو عبد الرحمن القرشي السهمي: أحد من هاجر هو وأبوه قبل الفتح وأبوه أسن منه بأحد عشر عاما فقط وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفضله على والده وقد كان من أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم صواما قواما تاليا لكتاب الله طلابة للعلم، كتب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علما كثيرا وكان يعترف له أبو هريرة بالإكثار من العلم، وقال: فإنه كان يكتب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكنت لا أكتب وكان خيرا مقبلا على شأنه ويلوم أباه على القيام نوبة الفتنة ويتأثم من القعود عنه خوف العقوق فحضر صفين ولم يسل سيفا وكان أصاب جملة من كتب أهل الكتاب وأدمن النظر فيها ورأى فيها عجائب قد خلف له أبوه أموالا عظيمة وكان له عبيد وخدم وله بستان بالطائف يسمى الوهط قيمة ألف ألف درهم حمل عنه المصريون علما كثيرًا. توفي بمصر سنة خمس وستين ليالي حصار الفسطاط فلما توفي لم يقدروا أن يخرجوا بجنازته لمكان الحرب بين مروان بن الحكم وعسكر بن الزبير فدفن بداره رضي الله عنه حدث عنه ابن المسيب وعكرمة وأبو عبد الرحمن الحبلي وعروة ووهب وابن أبي مليكة وأبو عمرو شعيب بن محمد حفيده. 20- 20/ 1ع- عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كان فقيها علامة قارئا لكتاب الله بصيرا بالفرائض فصيحا مفوها شاعرا كبير القدر، قال بن يونس مصحفه بخطه وهو الآن موجود ولي إمرة مصر لمعاوية ثم عزله وأغزاه البحر سنة سبع وأربعين وقيل كان يخضب بالسواد قلت: وفي حديثه كثرة وحدث عنه جبير بن نفير وأبو عشانة حي بن يؤمن وأبو قبيل حي بن هانئ المعافريان وبعجة بن عبد الله الجهني وسعيد المقبري وأبو الخير مرثد اليزني وعلي بن رباح وآخرون أرخ بن يونس موته في سنة ثمان وخمسين1 رضي الله عنه. 21- 21/ 1ع- جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الإمام أبو عبد الله الأنصاري الفقيه:

_ 20- تهذيب الكمال: 2/ 945. تهذيب التهذيب: 7/ 242 "439".تقريب التهذيب: 2/ 27. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 236. الكاشف: 2/ 272. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 430. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 123. الجرح والتعديل: 6/ 313. البداية والنهاية: 5/ 337. شذرات: 1/ 64. در السحابة: 799. الثقات: 3/ 280. الرياض المستطابة: 220: 4/ 53. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 384. الإصابة: 4/ 520. الاستيعاب: "3-4" 1073. طبقات ابن سعد: 2/ 376، 3/ 259. الحلية: 2/ 8. سير الأعلام: 2/ 467. أسماء الصحابة الرواة: ت60. 1 وقيل قرابة الستين. 21- تهذيب الكمال: 1/ 179. تهذيب التهذيب: 2/ 42. تقريب التهذيب: 1/ 122. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 156. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 207. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 21، 115، 161، 190. الجرج والتعديل: 2/ 2019. أسد الغابة: 13/ 305. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 73. الاستيعاب: 1/ 219. طبقات ابن سعد: 3/ 561. شذرات: 1/ 84. الوافي بالوفيات: 11/ 27. طبقات الحفاظ: 11. سير الأعلام: 3/ 189. الثقات: 3/ 51. أسماء الصحابة الرواة: ت6.

مفتي المدينة في زمانه: كان آخر من شهد بيعة العقبة في السبعين من الأنصار وحمل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علما كثيرا نافعا وله منسك صغير في الحج أخرجه مسلم، وأراد شهود بدر وشهود أحد فكان أبوه يخلفه على أخواته ثم شهد الخندق وبيعة الرضوان. عمر دهرا وشاخ وأضر. روى حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه قال: استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة، وقيل انه شهد بدرا. وقال محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت أميح أصحابي يوم بدر، أخرجه أبو داود من طريق أبي معاوية الضرير ولفظه: كنت أميح الماء يوم بدر، قال بن عيينة لقى عطاء وعمر وجابر بن عبد الله سنة جاور بمكة. قلت: حدث عنه سعيد بن ميناء وأبو الزبير وأبو سفيان طلحة بن نافع والحسن البصري وسالم بن أبي الجعد ومحمد بن المنكدر وخلق كثير عاش أربعا وتسعين سنة، توفي في سنة ثمان وسبعين1 رضي الله عنه. 22- 22/ 1ع- أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي المدني: كان من علماء الصحابة وممن شهد بيعة الشجرة، روى حديثا كثيرًا وأفتى مدة وأبوه من شهداء أحد، عاش أبو سعيد ستا وثمانين سنة2 وحدث عنه بن عمرو جابر بن عبد الله وغيرهما من الصحابة وعامر بن سعد وعمرو بن سليم ونافع مولى بن عمر وأبو نضرة العبدي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعدة مات في أول سنة أربع وسبعين ويروى ان أبا سعيد كان من أهل الصفة وحديثه كثير فمنه في الصحيحين ثلاثة وأربعون حديثا، وانفرد البخاري بستة عشر حديثا له وانفرد مسلم له باثنين وخمسين حديثا رضي الله عنه.

_ 1 وقيل عام 73 وقيل عام 77. 22- تهذيب الكمال: 1/ 473. تهذيب التهذيب: 3/ 479. تقريب التهذيب: 1/ 289. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 371. الكاشف: 1/ 353. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 44. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 103، 135، 139، 161، 167. الجرح والتعديل: 4 ترجمة 406. أسد الغابة: 2/ 365. طبقات ابن سعد: 9/ 80. سير الأعلام: 3/ 168. الوافي بالوفيات: 15/ 200. البداية والنهاية: 9/ 2. الثقات: 3/ 150. 2 مات عام 63 وقيل 63 وقيل 65 وقيل 74.

23- 23/ 1ع- أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم الإمام أبو حمزة الأنصاري النجاري المدني: خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله صحبة طويلة وحديث كثير وملازمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ هاجر الى أن مات، ثم أخذ عن أبي بكر وعمر وعثمان وأبي طائفة وعمر دهرا وكان آخر الصحابة موتا، روى عنه الحسن والزهري وقتادة وثابت البناني وحميد الطويل وسليمان التيمى ويحيى بن سعيد الأنصاري وأمم سواهم خرج له البخاري دون مسلم ثمانين حديثا وانفرد له مسلم بسبعين حديثا واتفقا له على إخراج مائة وثمانية وعشرين حديثا. مات في سنة ثلاث وتسعين قاله حميد الطويل وابن علية وسعيد الضبعي وأبو نعيم والفلاس وقعنب والسري بن يحيى وخلق، وقال قتادة والهيثم بن عدى وأبو عبيد: مات سنة إحدى وتسعين، وروى معن بن عيسى عن ولد لأنس أنه توفي سنة اثنتين وتسعين، تابعه الواقدي. وروى جرير بن حازم عن شعيب بن الحبحاب أنه توفي سنة تسعين رضي الله عنه. ومن نبلاء الصحابة الذين حديثهم في الصحاح أسيد بن الحضير الأسهلي البدري، والبراء بن عازب الأنصاري الأوسي، وبريدة بن الحصيب الأسلمي نزيل مرو وعالمها، وبلال بن رباح التيمى مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزيل داريا، وجابر بن سمرة السوائي، وجبير بن مطعم القرشي النوفلي، وجرير بن عبد الله البجلي، وحذيفة بن اليمان صاحب السر وكان من كبار العلماء وحكيم بن حزام الأسدي، وأبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري من البدريين النجباء، وخالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي الأمير سيف الله وخباب بن الأرت أحد السابقين ورافع بن خديج الأنصاري والزبير بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي بن عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحواريه، وزيد بن أرقم الأنصاري. من أهل بيعة الرضوان وزيد بن خالد الجهني، وأبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري. وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوى أحد العشرة، وسلمان الفارسي أبو عبد الله كان كبير القدر وهو أسن الصحابة مطلقا في قول، وسلمة بن الأكوع أحد الشجعان الموصوفين وسمرة بن جندب الفزاري، وسهل بن حنيف أحد البدريين، وسهل بن سعد الساعدي آخر من مات بالمدينة من

_ 23- تهذيب الكمال: 1/ 122. تهذيب التهذيب: 1/ 376. تقريب التهذيب: 1/ 84. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 105. أسماء الصحابة الرواة: 3. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 27. تاريخ البخاري الصغير: 245. الجرح والتعديل: 2/ 1036. الثقات: 3/ 4. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 31. أسد الغابة: 1/ 157. الإصابة: 1/ 126، 84. شذرات الذهب: 1/ 100. معجم طبقات الحفاظ: 66. الوافي بالوفيات: 9/ 411. الاستيعاب: 1/ 109. طبقات ابن سعد: "1/ 399". سير الأعلام: 3/ 395. البداية والنهاية: 9/ 88.

الصحابة. وشداد بن أوس الأنصاري، وأبو أمامة صدى بن عجلان الباهلي، وصهيب بن سنان النمري أحد السابقين، وطلحة بن عبيد الله التيمى الشهيد أحد العشرة، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، وعبادة بن الصامت الأنصاري البدري أحد النقباء، والعباس بن عبد المطلب الهاشمي عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي آخر الصحابة موتا بالكوفة، وعبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، وعبد الله بن مغفل المزني من علماء البصرة، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمى، وعبد الرحمن بن سمرة القرشي العبشمي، وعبد الرحمن بن عوف الزهرى البدري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وعتبان بن مالك السالمي الأنصاري البدري، وعدي بن حاتم الطائي، وعقبة بن عمرو أبو مسعود البدري الأنصاري، وعمار بن ياسر أبو اليقظان العبسي أحد السابقين الأولين، وعمر بن أبي سلمة المخزومي، وعمرو بن أمية الضمري، وعمرو بن العاص السهمي الأمير، وعوف بن مالك الأشجعي، وقيس بن سعد بن عبادة الخزرجي سياف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكعب بن عجرة الأنصاري، وكعب بن مالك السلمي شاعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومالك بن الحويرث الليثي، والمسود بن مخرمة بن نوفل الزهرى، والمسيب بن حزن المخزومي، ومعاوية بن أبي سفيان الأموي، ووالده ومعقل بن يسار، والمغيرة بن شعبة الثقفي نائب الكوفة، والمقداد بن الأسود الكندي أحد السابقين، وأبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي والنعمان بن بشير بن سعد الأنصاري والنعمان بن مقرن المزني ونفيع بن الحارث أبو بكرة الثقفي وواثلة بن الأسقع الكناني وأبو جحيفة وهب السوائي، وأبو أسيد الساعدي، واسمه مالك وأبو حميد الساعدي منذر، وقيل عبد الرحمن، وأبو رافع القبطي مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قتادة الأنصاري الحارث، وقيل: نعمان وقيل:، عمرو وأبو لبابة الأنصاري عبد المنذر وقيل رفاعة وأبو واقد الليثي الحارث وقيل: عوف رضي الله عنهم. ومن النساء: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأم المؤمنين جويرية بنت الحارث المصطلقية، وأم المؤمنين حفصة بنت عمر العدوية، وأم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الاموية، وأم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية، وزينب بنت أبي سلمة المخزومية، وفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الهاشمية، وأم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وأختها أم المؤمنين ميمونة، وأم عطية الأنصارية نسيبة، وأم المؤمنين أم سلمة هند المخزومية، وأم حرام بنت ملحان الأنصارية، وأختها أم سليم، وأم هانئ أخت علي بن أبي طالب رضي الله عنهن.

الطبقة الثانية من الكتاب

الطبقة الثانية من الكتاب: كبراء التابعين وهم الطبقة الثانية من الكتاب: 24- 1/ 2ع- علقمة بن قيس بن عبد الله فقيه العراق الإمام أبو شبل النخعي الكوفي: خال إبراهيم النخعي وعم الأسود ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولحق الجاهلية وسمع من عمر وعثمان وابن مسعود وعلي وأبي الدرداء وجود القرآن على ابن مسعود وتفقه به وكان من أنبل أصحابه قال عبد الرحمن بن يزيد قال ابن مسعود: ما أقرأ شيئا وما أعلم شيئا إلا وعلقمة يقرؤه ويعلمه. قال قابوس بن أبي ظبيان قلت لأبي: لأي شيء كنت تدع الصحابة وتأتي علقمة؟ قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يسألون علقمة ويستفتونه. قلت: كان فقيها إماما بارعا طيب الصوت بالقرآن ثبتا فيما ينقل صاحب خير وورع كان يشبه بن مسعود في هديه ودله وسمته وفضله وكان أعرج أخذ عنه إبراهيم، وإبراهيم بن سويد النخعي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح، والشعبي، والقاسم بن مخيمرة ويحيى بن وثاب وطائفة. مات سنة اثنتين1 وستين رحمه الله تعالى. فائدة: إنما توانيت في تخريج حديث في ترجمة علقمة وخلق كثير من المتقدمين لشهرة رواياتهم في الكتب الستة وقصرت تراجمهم لئلا يطول الكتاب، والله الموفق للصواب والأصول محفوظة. 25- 2/2 م- أبو مسلم الخولاني الفقيه العابد الزاهد ريحانة الشام: الذي ألقاه الأسود

_ 24- تهذيب الكمال: 2/ 953. تهذيب التهذيب: 7/ 276 "484". تقريب التهذيب: 2/ 31. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 241. الكاشف: 2/ 277. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 41. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 123، 149. الجرح والتعديل: 6/ 2258. تاريخ الثقات: 339. تاريخ بغداد: 12/ 696. شذرات: 1/ 586. الحلية: 2/ 98. تراجم الأحبار: 3/ 63. البداية والنهاية: 8/ 217. سير الأعلام: 4/ 35. معرفة الثقات: 1273. النجوم: 1/ 157. الثقات: 5/ 207. 1 وقيل عام 60 وقيل عام 70. 25- تهذيب: 12/ 235 "1068". تقريب: 2/ 473. ريحانة الأدب: 7/ 261، 264. الكنى والأسماء: 2/ 112. سير الأعلام: 4/ 18. الكنى للقمي: 1/ 158. در السحابة: 817 تهذيب الكمال: 1647، 1648. ذكر أسماء التابعين: 1463. التاريخ الكبير: 9/ 83. فتاوي ابن تيمية: 213 الفهارس. معرفة الثقات للعجلي: 2253، 2254. تاريخ الثقات للعجلي: 2043، 2044.

العنسي في النار فنجا منها ذكر ذلك شرحبيل بن مسلم، هاجر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وروى عن عمر ومعاذ وأبي عبيدة والكبار، حدث عنه أبو إدريس الخولاني وأبو العالية الرياحي وجبير بن نفير وعطاء وأبو قلابة وطائفة وثقه بن معين وغيره وله مناقب وكرامات وكان يقال: هو حكيم هذه الأمة رحمه الله ومات قريبا من اثنتين وستين قال بن سعد وغيره: مات في دولة يزيد. 26- 3/ 2ع- مسروق بن الأجدع الإمام أبو عائشة الهمداني الكوفى الفقيه: أحد الأعلام وكان أبوه فارس أهل اليمن في زمانه ومسروق هو بن أخت البطل الكرار عمرو بن معدى كرب أخذ عن عمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وأبي وعنه إبراهيم والشعبي أبو الضحى وأبو إسحاق وخلق. فعن الشعبي أن عائشة كانت قد تبنت مسروقا، وعن الشعبي قال ما علمت أحد كان أطلب للعلم منه وكان أعلم بالفتوى من شريح وكان شريح يستشيره، وكان مسروق لا يحتاج الى شريح وقال أبو إسحاق: حج مسروق فما نام إلا ساجدا حتى رجع، وعن امرأة مسروق أنه كان يصلي حتى يتورم قدماه. قال ابن المديني: ما أقدم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله وقد صلى خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه. توفى مسروق سنة ثلاث وستين رحمة الله عليه. 27- 4/ 2ع- عبيدة بن عمرو السلماني المرادي الكوفى الفقيه العلم: كاد أن يكون صحابيا أسلم زمن فتح مكة باليمن وأخذ عن علي وابن مسعود. قال الشعبي: كان يوازى شريحا في القضاء، وقال العجلي: عبيدة أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون الناس. قال ابن سيرين ما رأيت رجلا أشد توقيا من عبيدة، وكان مكثرا عنه. وسلمان

_ 26- تهذيب الكمال: 3/ 1320. تهذيب التهذيب: 10/ 110 "205". تقريب التهذيب: 5/ 242. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 21. الكاشف: 3/ 436. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 35. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 89، 123، الجرح والتعديل: 8/ 1820. الحلية: 2/ 95. تراجم الأحبار: 3/ 30. نسيم الرياض: 3/ 4، 4/ 63. ثقات: 5/ 456. طبقات ابن سعد: 4/ 113. سير الأعلام: 4/ 63. تاريخ بغداد: 13/ 232. معرفة الثقات: 1709. طبقات الحفاظ: 14. تهذيب مستمر الأوهام: ب: 89. ديوان الإسلام: ت: 1810. 27- تهذيب الكمال: 2/ 89. تهذيب التهذيب: 7/ 84 "185". تقريب التهذيب: 1/ 547. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 207. الكاشف: 2/ 242. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 82. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 146، 147، 149. الجرح والتعديل: 6/ 466. طبقات ابن سعد: 6/ 62، 168، سير الأعلام: 4/ 40 والحاشية. الثقات: 5/ 139. ويقال: ابن قيس بن عمرو. ويقال: عبيدة بن قيس بن مسلم.

المنسوب إليه عبيدة هو سلمان بن ناجية بن مراد. روى عنه ابن سيرين والشعبي والنخعي والسبيعي وعبد الله بن سلمة ومسلم بن حسان الأعرج وغيرهم مات على الصحيح في سنة اثنتين وسبعين. 28- 5/ 2ع- عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي: روى عن عمر وأبي ذر وعلي وعائشة وعدة: وعنه عطاء وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وأبو الزبير وعبد العزيز بن رفيع وطائفة، وكان عالما واعظا كبير القدر مات مع بن عمر، بل قبله سنة أربع وسبعين1 رحمه الله تعالى. 29- 6/ 2ع- الأسود بن يزيد بن قيس الإمام أبو عمرو النخعي الفقيه الزاهد العابد عالم الكوفة وابن أخي عالمها علقمة وخال إبراهيم النخعي الفقيه وأخو عبد الرحمن بن يزيد: أخذ عن معاذ وابن مسعود وحذيفة وبلال والكبار. حدث عنه ابنه عبد الرحمن وإبراهيم وأبو إسحاق السبيعي وعدة. وكان من العبادة والحج على أمر كبير، روى ابن علية عن ميمون أبي حمزة سافر الأسود بن يزيد ثمانين حجة وعمرة لم يجمع بينهما وكذلك فعل ابنه. وقال النضر بن إسماعيل عمن أخبره قال كان عبد الرحمن بن الأسود يصلي كل يوم سبع مائة ركعة وكانوا يقولون إنه من أقل أهل بيته اجتهادا وكانوا يسمون الأسود من أهل الجنة مات في سنة خمس وسبعين2 أو قريبا منها رحمة الله عليه. 30- 7/ 2 ع- عبد الرحمن بن غنم الأشعري الفقيه: شيخ أهل فلسطين وفقيه الشام.

_ 28- تهذيب الكمال: 2/ 895. تهذيب التهذيب: 7/ 71 "148". تقريب التهذيب: 1/ 544. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 203. الكاشف: 2/ 239. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 455. الجرح والتعديل: 5/ 1896. طبقات ابن سعد: 5/ 456. البداية والنهاية: 9/ 5. سير الأعلام: 4/ 156 والحاشية. الثقات: 5/ 132. 1 وقيل عام 68. 29- تهذيب الكمال: 1/ 112. تهذيب التهذيب: 1/ 324. تقريب التهذيب: 1/ 77. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 97. الكاشف: 1/ 132. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 449. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 146. الجحر والتعديل: 2/ 291. تذكرة الحفاظ: 1/ 50. الثقات: 4/ 31. الوافي بالوفيات: 9/ 256. طبقات الحفاظ: 12، 14، 15، شذرات الذهب: 1/ 82، 113. سير الأعلام: 4/ 50. والحاشية. الكنى للإمام مسلم: 151. حلية الأولياء: 2/ 102. البداية والنهاية: 9/ 11. نسيم الرياض: 2/ 126. أعيان الشيعة: 3/ 433. طبقات ابن سعد: 9/ 4 الفهرس. 2 وقيل: 74. 30- تهذيب الكمال: 2/ 810. تهذيب التهذيب: 6/ 250 "498". تقريب التهذيب: 1/ 494 "1077". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 148.الكاشف: 2/ 181. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 247، 337, تاريخ البخاري الصغير: 1/ 190. الجرح والتعديل: 5/ 1300. أسد الغابة: 3/ 486. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 354. الثقات: 5/ 78.

روى عن عمر ومعاذ بن جبل وجماعة، وعنه أبو سلام ممطور ورجاء بن حيوة ومكحول وإسماعيل بن عبد الله وطائفة بعثه عمر إلى الشام ليفقه الناس، وكان مولده في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولأبيه غنم صحبة، وقيل لعبد الرحمن رؤية، قال أبو مسهر الغساني: هو رأس التابعين، وقيل هو الذي تفقه عليه التابعون بالشام، كان كبير القدر صادقا فاضلا مات مع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في سنة ثمان وسبعين1 رحمه الله تعالى. 31- 8/ 2م ع- كثير بن مرة الحضرمي الحمصي الفقيه عالم أهل حمص: كان إماما عالما طلابة للعلم أدرك سبعين بدريا حدث عن معاذ وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وطبقتهم، وعنه أبو الزاهرية وخالد بن معدان ومكحول وسليم بن عامر وعبد الرحمن بن جبير وعدة. قال النسائي لا بأس به رحمه الله تعالى. 32- 9/ 2م ع- جبير بن نفير الحضرمي الحمصي: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عن أبي بكر وعمر وأبي ذر وأبي الدرداء وجماعة وعنه ابنه عبد الرحمن بن جبير وخالد بن معدان ومكحول وسليم بن عامر وآخرون. وكان من أجلة العلماء حدث في الكتب كلها سوى صحيح البخاري وما ذاك للين فيه ولكنه ربما دلس عن قدماء الصحابة والبخاري لا يقنع الا بأن يصرح الشيخ بلقاء من روى عنه مات سنة ثمانين2. 33- 10/ 2خ د ت س- كعب الأحبار: هو كعب بن ماتع الحميري من أوعية العلم

_ 1 وقيل 98. 31- تهذيب الكمال: 2/ 1145. تهذيب التهذيب: 8/ 428 "766". تقريب التهذيب: 2/ 133. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 364. الكاشف: 3/ 7. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 208. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 191. الجحر والتعديل: 7/ 157. أسد الغابة: 4/ 461. تجريد أسماء الصحابة: 2/ 28. الإصابة: 5/ 638. تراجم الأحبار: 3/ 295. الثقات: 5/ 352. 32- تهذيب الكمال: 1/ 185. تهذيب التهذيب: 2/ 64. تقريب التهذيب: 1/ 126. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 161. الكاشف: 1/ 180. الثقات: 4/ 111. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 223. الجرح والتعديل: 2/ 2116. أسد الغابة: 1/ 341. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 79. الإصابة: 1/ 463. الاستيعاب: 1/ 234. طبقات ابن سعد: 7/ 440. الوافي بالوفيات: 11/ 59. حلية الأولياء: 5/ 133. البداية والنهاية: 9/ 33. سير الأعلام: 4/ 76. 2 وقيل: 75. 33- تهذيب الكمال: 11473. تهذيب التهذيب: 8/ 438 "793". تقريب التهذيب: 2/ 135. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 366. الكاشف: 3/ 9. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 62. الجرح والتعديل: 7/ 906. لسان الميزان: 4/ 488. تراجم الأحبار: 3/ 301. ثقات: 5/ 334. سير الأعلام: 3/ 489 والحاشية. الحلية: 5/ 364. نسيم الرياض: 1/ 108. طبقات ابن سعد: 9/ 163 والحاشية.

ومن كبار علماء أهل الكتاب، أسلم في زمن أبي بكر وقدم من اليمن في دولة أمير المؤمنين عمر فأخذ عنه الصحابة وغيرهم، وأخذ هو من الكتاب والسنة عن الصحابة وتوفي1 في خلافة عثمان وروى عنه جماعة من التابعين مرسلا وله شيء في صحيح البخاري وغيره. 34- 11/ 2ع- أسلم أبو زيد العدوى: عن مولاه عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق ومعاذ وأبي عبيدة وغيرهم من كبار علماء التابعين وهو حبشي اشتراه عمر سنة إحدى عشرة لما حج وقيل هو من سبي عين التمر، روى عنه ابنه زيد بن أسلم ونافع وسلم بن جندب، توفي سنة ثمانين2 بالمدينة رحمه الله تعالى. 35- 12/ 2ع- علقمة بن وقاص الليثي العتواري المدني: ثقة نبيل حدث عن عمر وعائشة وابن عباس رضي الله عنهم، وعنه ابناه عمرو وعبد الله والزهري ومحمد بن إبراهيم التيمي وابن أبي مليكة التيمي وثقه ابن سعد، مات بعد الثمانين رحمه الله تعالى. 36- 13/ 2ع- سويد بن غفلة النخعي الكوفي المعمر: ولد عام الفيل أو بعده بعامين وأسلم وقد شاخ فقدم المدينة وقد فرغوا من دفن المصطفى صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك وحدث عن أبي بكر وعمر وعلي وأبي رضي الله عنهم وطائفة وعنه إبراهيم النخعي وسلمة بن كهيل وعبدة بن أبي لبابة وآخرون وكان ثقة نبيلا عابدا زاهدا قانعا باليسير كبير الشأن رحمه الله، يكنى النية مات سنة إحدى وثمانين3.

_ 1 عام 34 وقيل 32. 34- تهذيب التهذيب: 1/ 266. تقريب التهذيب: 1/ 64. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 81. الكاشف: 1/ 117. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 2، 24. الجرح والتعديل: 2/ 396. الثقات: 4/ 45. الوافي بالوفيات: 9/ 51. تذكرة الحفاظ: 1/ 52. سير الأعلام: 4/ 98. مشكاة المصابيح: 3/ 607. شذرات الذهب: 1/ 88. الكنى للإمام مسلم: 107. طبقات الحفاظ: 16، 50. البداية والنهاية: 9/ 32. طبقات ابن سعد: 187، 216. 2 وقيل عام 70. 35- تهذيب الكمال: 2/ 954. تهذيب التهذيب: 7/ 280 "488". تقريب التهذيب: 2/ 31. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 241. الكاشف: 2/ 278. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 40. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 126. الجرح والتعديل: 6/ 2259. الثقات: 5/ 209. تاريخ الثقات: 342. سير الأعلام: 4/ 61. والحاشية: معرفة الثقات: 1276. 36- تهذيب الكمال: 1/ 561. تهذيب التهذيب: 4/ 278. تقريب التهذيب: 1/ 341. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 432. الكاشف: 1/ 412. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 142. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 154، 155، أسد الغابة: 1/ 250 الاستيعاب: 679. الوافي بالوفيات: 16/ 46. البداية والنهاية: 9/ 37. اللية: 4/ 174. سير الأعلام: 4/ 69 والحاشية. الثقات: 4/ 321. 3 وقيل عام 80 وقيل 83 وله 130 سنة.

37- 14/ 2ع- أم الدرداء هجيمة الوصابية الحميرية زوجة أبي الدرداء: كانت فقيهة عالمة عابدة مليحة جميلة واسعة العلم وافرة العقل روت الكثير عن أبي الدرداء وعن سلمان وعائشة رضي الله عنهم وعنها مكحول وسالم بن أبي الجعد وزيد بن أسلم وإسماعيل بن عبيد الله وأبو حازم المديني وعطاء الكيخاراني وعدة، حجت في سنة إحدى وثمانين وقد خطبها معاوية رضي الله عنه فأبت رحمها الله تعالى. 38- 15/ 2ع- سعيد بن المسيب الإمام شيخ الإسلام فقيه المدينة أبو محمد المخزومي: أجل التابعين ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وسمع من عمر شيئا وهو يخطب وسمع من عثمان وزيد بن ثابت وعائشة وسعد وأبي هريرة رضي الله عنهم وخلق، وكان واسع العلم وافر الحرمة متين الديانة، قوالا بالحق فقيه النفس. روى أسامة بن زيد عن نافع أن ابن عمر قال سعيد بن المسيب هو والله أحد المفتين وقال أحمد بن حنبل وغيره: مراسلات سعيد صحاح، وقال قتادة ما رأيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيب، وكذا قال الزهري ومكحول وغير واحد وصدقوا. قال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما من سعيد، هو عندي أجل التابعين. وقال العجلي وغيره: كان لا يقبل جوائز السلطان وله أربع مائة دينار يتجر فيها بالزيت وغيره قال سعد بن إبراهيم سمعت سعيد بن المسيب يقول ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أبو بكر وعمر مني. قال الواقدي حدثني هشام بن سعد سمعت الزهرى وسئل عن أخذ سعيد بن المسيب علمه؟ قال: عن زيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر، وقد سمع من عثمان وعلي وصهيب، وجل روايته المسندة عن أبي هريرة وكان زوج ابنته وكان يقال ليس أحد أعلم بقضاء عمر وعثمان منه. وروى معمر عن الزهري كان سعيد أعلم الناس بقضاء عمر وعثمان وعن قتادة قال كان الحسن إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأل حماد بن زيد عن يزيد بن حازم أن ابن المسيب كان يسرد الصوم وقال عبد الرحمن بن حرملة سمعت سعيدا يقول: حججت أربعين حجة.

_ 37- تقريب التهذيب: 2/ 617، 612. الثقات: 5/ 517. 38- تهذيب الكمال: 1/ 504. تهذيب التهذيب: 4/ 84. تقريب التهذيب: 1/ 305، 306. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 390. الكاشف: 1/ 372. الثقات: 4/ 273. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 510. الجرح والتعديل: 4/ 262. شذرات: 1/ 102. تذكرة الحفاظ: 1/ 54. الحلية: 2/ 161. الوافي بالوفيات: 4/ 262. طبقات ابن سعد: 9/ 82 والفهارس. البداية والنهاية: 9/ 99. سير الأعلام: 4/ 217 والحاشية. ديوان الإسلام: 1112، 2003.

يوسف بن يعقوب الماجشون عن المطلب بن السائب قال: كنت جالسا مع سعيد بن المسيب بالسوق فمر بريد لبني مروان فقال له سعيد: من رسل بني مروان أنت قال: نعم، قال: كيف تركت بني مروان؟ قال: بخير، قال: تركتهم يجيعون الناس ويشبعون الكلاب، فاشرأب الرسول ققمت إليه فلم أزل أزجيه حتى انطلق فقلت لسعيد: يغفر الله لك تشيط بدمك؟ فقال: اسكت يا أحيمق فوالله لا يسلمنى الله ما أخذت بحقوقه. عن مكحول من وجه ضعيف أنه قال لما بلغه موت بن المسيب: استوى الناس. قال مالك بلغني أن سعيد بن المسيب قال: إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد. قال مصعب بن عبد الله حدثني مصعب بن عثمان ان الذي شهد لسعيد بن المسيب حين أراد مسلم بن عقبة قتله عمرو بن عثمان ومروان بن الحكم شهدا أنه مجنون فخلى سبيله قال أبو يونس القوي دخلت المسجد فإذا سعيد بن المسيب جالس وحده قلت: ما شأنه: قالوا نهى أن يجالسه أحد. قلت: قد أفردت سيرة سعيد في مؤلف، وقد اختلفوا في وفاته على أقوال أقواها سنة أربع وتسعين أرخها الهيثم بن عدي وسعيد بن عفير وابن نمير وغيرهم. وقال قتادة: سنة تسع وثمانين، وقال يحيى القطان: سنة إحدى وتسعين، وقال ضمرة سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. وقال علي بن المديني وابن معين والمدائني: سنة خمس ومائة رحمه الله تعالى، قال الحاكم: أكثر أئمة الحديث على هذا. 39- 16/ 2ع- أبو إدريس الخولاني عالم أهل الشام عائذ الله بن عبد الله الدمشقي الفقيه: أحد من جمع بين العلم والعمل ذكر سعيد بن عبد العزيز مولده عام حنين أخذ عن معاذ بن جبل قال ابن عبد البر سماعه منه صحيح وروى عن أبي الدرداء وأبي ذر وحذيفة وعبادة بن الصامت وعوف بن مالك وأبي هريرة وطائفة وعنه الزهري ومكحول وربيعة القصير ويحيى بن يحيى الغساني ويونس بن ميسرة وآخرون وكان واعظ أهل دمشق وقاصهم وقاضيهم قال أبو داود سمع أبو إدريس الخولاني من أبي الدرداء وعبادة قال مكحول: ما علمت أعلم من أبي إدريس وثقه النسائي وغيره، وذكر لدحيم هو وجبير بن نفير، فقال: أبو إدريس عندي هو المقدم، ورفع1 من شأن

_ 39- تهذيب الكمال: 2/ 648- تهذيب التهذيب: 5/ 85 "141". تقريب التهذيب: 1/ 390 "75". تاريخ البخاري الكبير: 7/ 83. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 135، 190. الجرح والتعديل: 7/ 200. الوافي بالوفيات: 16/ 595 والحاشية. سير الأعلام: 4/ 272 والحاشية. الثقات: 5/ 277. ديوان الإسلام: ت69. 1 كذا، ولعله ارفع.

جبير لإسناده وأحاديثه، وقال الزهري: كان أبو إدريس من فقهاء الشام وقال سعيد بن عبد العزيز: كان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء. وقال ابن جابر عزل عبد الملك أبا إدريس عن القصص وأقره على القضاء فقال: عزلوني عن رغبتي وتركوني في رهبتي، قال سيار وابن معين مات: سنة ثمانين رحمة الله عليه. 40- 27/ 2ع- زر بن حبيش الإمام القدوة أبو مريم الأسدي الكوفي: عاش مائة وعشرين سنة وحدث عن عمر وأبي وعبد الله وعلي وحذيفة وعنه عاصم بن بهدلة وقرأ عليه القرآن وأثنى عليه وقال: كان زر من أعرب الناس، كان ابن مسعود يسأله عن العربية، وروى عنه أيضا عبدة بن أبي لبابة وابن أبي خالد وعدي بن ثابت وأبو إسحاق الشيباني والأعمش وعدة، مات سنة اثنتين وثمانين1 رحمه الله تعالى. 41- 81/ 2خ م ت س ق- الربيع بن خثيم الإمام القدوة أبو يزيد الثوري الكوفي: روى عن ابن مسعود وأبي أيوب الأنصاري وطائفة وعن عمرو بن ميمون الأودي، وعنه الشعبي والنخعي وهلال بن يساف وبكر بن ماعز وآخرون، وكان قديم الوفاة، قال ابن معين لا يسئل عن مثله، وقال الشعبي: كان من معادن الصدق وروى عبد الله بن الربيع بن خثيم عن أبي عبيدة بن عبد الله قال: كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن عليه أذن لأحد حتى يفرغ كل منهما من صحابه قال وقال عبد الله: يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين. وقال الشعبي: كان الربيع بن خثيم أشدهم ورعا، قيل مات في خلافة يزيد بن معاوية2.

_ 40- تهذيب الكمال: 1/ 428. تهذيب التهذيب: 3/ 321. تقريب التهذيب: 1/ 259. خلاصة تهذيب الكمال. 1/ 358. الكاشف: 1/ 321. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 447. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 154. الجرح والتعديل: 3/ 2817. الوافي بالوفيات: 14/ 190. الحلية: 4/ 181. البداية والنهاية: 90/ 66. الاستيعاب: 1/ 212. الإصابة: 1/ 577. سير الأعلام: 4/ 166. الثقات: 4/ 269. 1 وقيل عام 81 وقيل 83. 41- تهذيب الكمال: 1/ 403. تهذيب التهذيب: 3/ 242. تقريب التهذيب: 1/ 244. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 318. الكاشف: 1/ 304. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 269. الجرح والتعديل: 3/ 2068. الحلية: 2/ 105. نسيم الرياض: 2/ 107. الجمع بين رجال الصحيحين:/ 524. طبقات ابن سعد: 6/ 10، 96، 118. البداية والنهاية: 8/ ج 217. الوافي بالوفيات: 14/ 80. سير الأعلام: 4/ 258. الثقات: 4/ 224. 2 عام 61 وقيل 63.

42- 19/ 2ع- عبد الرحمن بن أبي ليلى الإمام أبو عيسى الأنصاري الكوفي الفقيه والد القاضي محمد: رأى عمر يمسح على خفيه، وروى عن عثمان وعلي وابن مسعود وأبي ذر وطائفة مولده في أثناء خلافة عمر بالمدينة، قال ابن سيرين: جلست إليه وأصحابه يعظمونه كأنه أمير وعن أبي حصين أن الحجاج استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء ثم عزله ثم ضربه ليسب عليا رضي الله عنه وكان يوري ولا يصرح، ثم إنه خرج مع ابن الأشعث وغرق رحمه ليلة دجيل سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين. 43- 20/ 2ع- أبو عبد الرحمن السلمي مقرئ الكوفة وعالمها عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي: قرأ على عثمان وعلي وابن مسعود وسمع منهم ومن عمر وتصدر للإقراء في خلافة عثمان إلى أن مات في سنة ثلاث وسبعين أو بعدها في إمرة بشر بن مروان على العراق قرأ عليه عاصم، وحدث عنه إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وعلقمة بن مرثد وعطاء بن السائب وإسماعيل بن عبد الرحمن السدى وكان ثقة رفيع المحل رحمه الله تعالى. 44- 21/ 2خ س- شريح بن الحارث بن قيس القاضي أبو أمية الكندي الكوفي الفقيه ويقال شريح بن شرحبيل: من المخضرمين استقضاه عمر على الكوفة ثم علي فمن بعده وحدث عن عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم. وعنه الشعبي والنخعي وعبد العزيز بن رفيع ومحمد بن سيرين وطائفة استعفى من القضاء قبل موته بسنة من الحجاج،

_ 42- تهذيب الكمال: 2/ 813. تهذيب التهذيب: 6/ 260 "515". تقريب التهذيب: 1/ 496 "1094". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 150. الكاشف: 1/ 183. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 368. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 179، 189. الجرح والتعديل: 5/ 1424. ميزان الاعتدال: 2/ 584. الثقات: 5/ 100. طبقات ابن سعد: 2/ 115، 6/ 54، 114، 247. 43- تهذيب الكمال: 2/ 674. تهذيب التهذيب: 5/ 183 "317". تقريب التهذيب: 1/ 408 "250". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 48. الكاشف: 2/ 79. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 72. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 201، 158. الجرح والتعديل: 5/ 164. طبقات ابن سعد: 6/ 119. سير الأعلام: 4/ 267 والحاشية. الوافي بالوفيات: 17/ 121 والحاشية. الثقات: 5/ 9. ديوان الإسلام: ت 1461. 44- تهذيب الكمال: 2/ 577. تهذيب التهذيب: 4/ 326. تقريب التهذيب: 1/ 349. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 447. الكاشف: 2/ 9. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 228، 229. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 149، 154، 167، 168. الجرح والتعديل: 4/ ص 332. أسد الغابة: 2/ 517. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 256. الاستيعاب: 2/ 701. الإصابة: 3/ 396. الوافي بالوفيات: 16/ 140. البداية والنهاية: 9/ 22، 73. سير الأعلام: 4/ 100 والحاشية. الحلية: 4/ 132، 172. طبقات ابن سعد: 6/ 90. ديوان الإسلام: 1234. الثقات: 4/ 352.

وعاش مائة وعشرين سنة وثقه يحيى بن معين وكان فقيها شاعرا فائقا فيه دعابة مات سنة ثمان وسبعين وقيل في سنة ثمان1. 45- 22/ 2م 4- شريح بن هانئ أبو المقدام المذحجي الكوفي: مخضرم له عن علي وعائشة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم وعدة وعنه ابناه محمد والمقدام والشعبي والقاسم بن مخيمرة وحبيب بن أبي ثابت ويونس بن أبي إسحاق. وهو من أمراء جيش على يقال عاش مائة وعشرين سنة قتل بسجستان في سنة ثمان وسبعين2 رحمه الله تعالى روى له الجماعة سوى البخاري. 46- 23/ 2 46 ع- أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي: شيخ الكوفة وعالمها: مخضرم جليل روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وعائشة رضي الله عنهم وجماعة، وعنه الأعمش ومنصور وحصين وخلق سواهم، يقال أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، روى محمد بن فضيل عن أبيه عن شقيق أنه تعلم القرآن في شهرين فهذا غاية الذكاء قال إبراهيم النخعي إنى لأحسب أبا وائل ممن يدفع عنا به وروى عاصم بن بهدلة عن شقيق قال عثمان أحب الى من على وعن أبي وائل قال أتاني مصدق النبي صلى الله عليه وسلم توفي سنة اثنتين وثمانين3 رحمه الله تعالى. 47- 24/ 2ع- قبيصة بن ذؤيب الفقيه أبو سعيد الخزاعي المدني ثم الدمشقي: كان علي

_ 1 وقيل 79، 82، 85، 97، 99. 45- تهذيب الكمال: 2/ 579. تهذيب التهذيب: 4/ 330: 1/ 350. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 447. الكاشف: 2/ 9. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 228. الجرح والتعديل: 4/ 1459. طبقات ابن سعد: 6/ 90. البداية والنهاية: 9/ 29. الثقات: 4/ 353. 2 وقيل 80أو 82أو 87أو 93 أو 96. 46- تهذيب الكمال: 2/ 587. تهذيب التهذيب: 4/ 361. تقريب التهذيب: 1/ 350. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 452. الكاشف: 2/ 15. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 245. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 219، 231، 252. الجرح والتعديل: 4/ 1613. الوافي بالوفيات: 16/ 172 والحاشية. طبقات ابن سعد: 6/ 101. سير الأعلام: 4/ 161 والحاشية. الثقات: 4/ 354. 3 وقيل 99. 47- تهذيب الكمال: 2/ 1119. تهذيب التهذيب: 8/ 346 "628". تقريب التهذيب: 2/ 122. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 349. الكاشف: 2/ 396. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 174. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 203. الجرح والتعديل: 7/ 713. تاريخ الثقات: 388. تراجم الأحبار: 3/ 274، 286. الثقات: 5/ 317. طبقات ابن سعد: 9/ 156 والحاشية. البداية والنهاية: 9/ 73. سير الأعلام: 4/ 282 والحاشية.

خاتم الخليفة عبد الملك حدث عن أبي بكر وعمر وأبي الدرداء رضي الله عنهم وطائفة، روى عنه مكحول والزهري ورجاء بن حيوة وأبو قلابة وآخرون روى بن لهيعة عن الزهري قال كان قبيصة بن ذؤيب من علماء هذه الأمة وقال مكحول ما رأيت أعلم منه وعن الشعبي كان قبيصة أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت رضي الله عنه قيل إنه ولد فأتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليدعو له ومات سنة ست وثمانين رحمه الله تعالى. 48- 25/ 2خ م ت س ق- صفوان بن محرز المازني البصري: أحد العلماء العاملين عن أبي موسى الأشعري وعمران بن حصين وحكيم بن حزام رضي الله عنهم وعنه ثابت البناني وقتادة وبكر المزني وعاصم الأحول وجامع بن شداد وعدة قال بن سعد: ثقة له فضل وورع رحمه الله تعالى1. 49- 26/ 2ع- قيس بن أبي حازم الإمام أبو عبد الله الأحمسي البجلي الكوفي: محدث الكوفة سار ليدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليبايعه فتوفي نبي الله وقيس في الطريق، سمع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وأبا عبيدة وابن مسعود رضي الله عنهم وعدة من الكبار وكان عثمانيا حدث عنه بيان بن بشر والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد ومجالد وآخرون وثقه يحيى بن معين وغيره وقال ابن المديني قال لي يحيى بن سعيد هو منكر الحديث ثم ذكر له حديث كلاب الحوأب قلت حديثه محتج به في كل دواوين الإسلام. توفي سنة سبع وتسعين وقيل سنة ثمان رحمه الله تعالى. 50- 27/ 2ع- أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران البصري الفقيه المقرىء: مولى امرأة

_ 48- تهذيب الكمال: 2/ 611. تهذيب التهذيب: 4/ 430. تقريب التهذيب: 1/ 368. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 470. الكاشف: 2/ 30. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 305. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 151. الجرح والتعديل: 4/ 1853. الحلية: 2/ 213. الوافي بالوفيات: 16/ 319. طبقات ابن سعد: 7/ 1/ 107. سير الأعلام: 4/ 286 والحاشية. الثقات: 4/ 380. 1 توفي عام 74. 49- تهذيب الكمال: 2/ 1132. تهذيب التهذيب: 8/ 386 "689". تقريب التهذيب: 2/ 127. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 355. الكاشف: 2/ 403. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 145. الجرح والتعديل: 7/ 579. ميزان الاعتدال: 3/ 392. لسان الميزان: 7/ 343. تاريخ أسماء الثقات: 1158. تاريخ الثقات: 392. تراجم الأحبار: 3/ 270. تاريخ بغداد: 12/ 452. تذكر الحفاظ: 1/ 61. الثقات: 5/ 307. 50- تهذيب الكمال: 1/ 416. تهذيب التهذيب: 3/ 284. تقريب التهذيب: 1/ 252. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 330. الكاشف: 1/ 312. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 326: تاريخ البخاري الصغير: 1/ 225، 226، الجرح والتعديل: 3/ 2312. ميزان الاعتدال: 2/ 54. لسان الميزان: 7/ 217. مقدمة الفتح: 402. الحلية: 2/ 217. طبقات ابن سعد: 7/ 81. الوافي بالوفيات: 14/ 138. طبقات المحدثين بأصبهان: ت21. تاريخ أصبهان: ت: 685.

من بني رياح بطن من تميم رأى أبا بكر وقرأ القرآن على أبي وغيره، وسمع من عمر وابن مسعود وعلي وعائشة رضي الله عنهم وطائفة، وعنه قتادة وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وعوف الأعرابى والربيع بن أنس وأبو عمرو بن العلاء وطائفة، روى قتادة عنه قال: قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وعن أبي خلدة عنه قال: كان بن عباس يرفعنى على سريره وقريش أسفل منه ويقول: هكذا العلم يزيد الشريف شرفا ويجلس الملوك على الأسرة، قال أبو بكر بن أبي داود: ليس أحد اعلم القرآن بعد الصحابة من أبي العالية ثم سعيد بن جبير، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما مات سنة تسعين والأصح سنة ثلاث وتسعين رحمه الله تعالى1. 51- 28/ 2ع - عروة بن الزبير بن العوام الإمام عالم المدينة أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني: روى عن أبيه يسيرا وعن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد وسعيد بن زيد وحكيم بن حزام وعائشة وأبي هريرة رضي الله عنهم وخلق وتفقه بخالته عائشة وكان عالما بالسيرة حافظا ثبتا حدث عنه بنوه هشام ومحمد وعثمان ويحيى وعبد الله وحفيده عمر بن عبد الله والزهري وأبو الزناد وابن المنكدر وصالح بن كيسان ويتيمه أبو الأسود وخلق قال الزهري رأيته بحرا لا ينزف قال: وكان يتألف الناس على حديثه وقال هشام بن عروة ما حفظت من أبي جزءا من ألف جزء من حديثه وقال هشام كان أبي يصوم الدهر ومات صائما قال بن شوذب كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف ويقوم به في الليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله وقع فيها الأكلة فنشرها ولد في خلافة عثمان وقال شباب ولد في آخر خلافة عمر مات سنة أربع وتسعين2 رحمه الله تعالى. 52- 29/ 2 ع - أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني: الحافظ اسمه كنيته، قاله مالك وقيل: عبد الله، روى عن أبيه يسيرا وعن عثمان وأبي قتادة وأبي أسيد

_ 1 وقيل 106، 111. 51- تهذيب الكمال: 2/ 927. تهذيب التهذيب: 7/ 180 "351". تقريب التهذيب: 2/ 19. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 226. الكاشف: 2/ 262. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 31. تاريخ البخاري الصغير: 1، 2/ 434. الجرح والتعديل: 6/ 2207. البداية والنهاية: 9/ 101. طبقات ابن سعد: 9/ 132 والفهرس. الحلية: 2/ 176. سير الأعلام: 4/ 441 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 1404. الثقات: 5/ 194. 2 وقيل 95و93و99. 52- تهذيب: 12/ 115 "537" تقريب: 2/ 430. طبقات ابن سعد: 15/ 323. الوافي بالوفيات: 15/ 323. المغني للهندي: 290. تهذيب الكمال: 1610. ديوان النسائي: 895. تاريخ الثقات للعجلي: 1960. معرفة الثقات للعجلي: 2163. المعين رقم 355. الزهد لوكيع رقم 122. طبقات الحفاظ: 23. المدخل إلى الصحيح: 129. مسند ابن عباس: 879.

وعائشة وأبي هريرة وحسان بن ثابت رضي الله عنهم وعدة، وعنه سالم أبو النضر وسعد بن إبراهيم القاضى وأبو الزناد والزهري ويحيى بن سعيد ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو وخلق وكان من كبار أئمة التابعين غزير العلم ثقة عالما قال الزهري أربعة وجدتهم بحورا عروة بن الزبير وابن المسيب وأبو سلمة وعبيد الله بن عبد الله قلت كان أبو سلمة يتفقه ويناظر بن عباس ويراجعه توفي سنة أربع وتسعين وقيل مات سنة أربع ومائة رحمه الله تعالى. 53- 30/ 2ع - أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي المدني الفقيه: أحد الفقهاء السبعة، يقال اسمه محمد والأصح أن اسمه كنيته وله عدة إخوة، روى عن أبيه وعن عمار بن ياسر وأبي مسعود البدري وعائشة وأبي هريرة وعبد الرحمن بن مطيع وجماعة وعنه الحكم بن عتيبة وسمى مولاه والزهري وعمرو بن دينار وبنوه عبد الله وعبد الملك وعمر وسلمة وابن أخيه القاسم بن محمد بن عبد الرحمن وعبد الواحد بن أيمن وآخرون استصغر يوم الجمل فرد من عسكر طلحة والزبير هو وعروة وكان ثقة حجة فقيها إماما كثير الرواية سخيا قاله الواقدي مولده في خلافة عمر رضي الله عنه وكان صالحا عابدا متألها كان يقال له راهب قريش قال بن سعد وكان مكفوفا، مات بالمدينة في سنة الفقهاء وهي سنة أربع وتسعين رحمه الله تعالى، حديثه في دواوين الإسلام كلها. 54- 31/ 2ع - مطرف بن عبد الله بن الشخير الإمام أبو عبد الله العامري الحرشي البصري: كان رأسا في العلم والعمل وله جلالة في الإسلام ووقع في النفوس، حدث عن أبيه وعن علي وعمار وعمران بن حصين وعائشة وعياض بن حمار وعبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنهم وعدة، روى عنه اخوه يزيد أبو العلاء وحميد بن هلال وثابت بن

_ 53- تهذيب: 12/ 30 "141". تقريب: 2/ 398. التاريخ الكبير: 9/ 9. الجمع بين الصحيحين: 231. الجرح والتعديل: 9/ 336. طبقات ابن سعد بيروت: 2/ 382. سير الأعلام: 4/ 416 والحاشية. تاريخ الثقات للعجلي: 1911. معرفة الثقات للعجلي: 2097. تهذيب الكمال: 1584. الكنى والأسماء: 2/ 65. تفسير الطبري: 15/ 17601. الثقات لابن حبان: 5/ 560. نسيم الرياض: 4/ 96. 54- تهذيب الكمال: 3/ 1335. تهذيب: 10/ 173 "324". تقريب التهذيب: 2/ 353. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 33. الكاشف: 3/ 150. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 396. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 319. الجرح والتعديل: 8/ 1446. الحلية: 2/ 198. معجم طبقات الحفاظ: 174. المعين: 237. تراجم الأحبار: 3/ 325. طبقات الحفاظ: 24. ثقات: 5/ 430. الأنساب: 8/ 69. تذكرة الحفاظ: 1/ 64. البداية والنهاية: 9/ 69. تاريخ الثقات: 431. التمهيد: 1/ 351، 8/ 118. سير الأعلام: 4/ 187. البداية والنهاية: 9/ 21. معرفة الثقات: 1738.

أسلم البناني وسعيد الجريري وقتادة وغيلان بن جرير ومحمد بن واسع وجماعة. ذكره بن سعد فقال: روى عن أبي بن كعب وكان ثقة فضل وورع وعقل وأدب، قال أحمد العجلي: لم ينج من فتنة ابن الأشعث بالبصرة إلا مطرف بن الشخير وابن سيرين، ولم ينج منها بالكوفة إلا خيثمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي، وروى غيلان بن جرير عنه أن رجلا كذب عليه فقال مطرف: اللهم إن كان كاذبا فأمته فخر مكانه ميتا. روى داود بن أبي هند عن مطرف قال: ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه ويقول قدر لي ربي ولكن يحذر ويجتهد فإن أصابه شيء علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب له. أبو جعفر الرازي عن قتادة عن مطرف قال: إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه. قلت: كان مطرف سيدا كبير القدر وكان يلبس فاخر الثياب ويركب الخيل ويدخل على السلطان، مات سنة خمس وتسعين رحمة الله عليه. 55- 32/ 2ع - عمرو بن ميمون الإمام أبو عبد الله الأودي المذحجي اليماني: نزيل الكوفة قدم زمن الصديق مع معاذ فروى عنه وعن عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم وعنه أبو إسحاق وحصين وعبدة بن أبي لبابة ومحمد بن سوقة وغيرهم وثقه يحيى بن معين. قال أبو إسحاق حج واعتمر مائة مرة وكان إذا رأى ذكر الله تعالى وقال إبراهيم كان عمرو بن ميمون لما كبر أو ند له في الحائط فإذا سئم من القيام لله تعالى استعان بالوتد يقال مات سنة خمس وسبعين، أو في سنة أربع وسبعين رحمه الله تعالى حديثه في الكتب وليس بالكثير. 56- 33/ 2ع - أبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل البصري: أدرك من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وارتحل زمن عمر فسمع منه ومن بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأسامة بن زيد رضي الله عنهم وجماعة، وعنه قتادة وخالد الحذاء وحميد وداود بن أبي هند وسليمان التيمى وخلق. شهد يوم اليرموك وقد حج في الجاهلية مرتين ثم أسلم وأدى

_ 55- تهذيب الكمال: 2/ 1052. تهذيب التهذيب: 8/ 109، "108". تقريب التهذيب: 2/ 80. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 297. الكاشف: 2/ 344. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 367. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 154، 157، 169، 170، 190. الجرح والتعديل: 6/ 1422. الحلية: 4/ 148. طبقات ابن سعد: 6/ 71، 75، 169، 170، 190. الجرح والتعديل: 6/ 1422. الحلية: 4/ 148. طبقات ابن سعد: 6/ 71، 57، 92، 108، 326. تاريخ الثقات: 371. لمعين: 224. الثقات: 5/ 166. تراجم الأحبار: 2/ 577. معرفة الثقات: 1412. سير الأعلام: 4/ 158 والحاشية. 56- تهذيب الكمال: 2/ 819. تهذيب التهذيب: 6/ 277 "546". تقريب التهذيب: 1/ 499 "1123". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 153. الكاشف: 2/ 187. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 235. الجرح والتعديل: 5/ 1350. الثقات: 5/ 75.

الصدقة إلى عمال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحب سلمان الفارسي اثنتي عشرة سنة وكان عالما صواما قواما يصلي حتى يغشى عليه. قال سليمان التيمى: إني لأحسبه لا يصيب ذنبا، توفي سنة مائة أو بعدها بقليل رحمه الله. 57- 34/ 2ع - أبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان البصري: مخضرم من كبار علماء التابعين أسلم زمن الفتح ولم ير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم رحل وسمع من عمر وعلي وعمران بن حصين وأبي موسى رضي الله عنهم وطائفة وتلقن القرآن من أبي موسى وعرضه على بن عباس تلا عليه أبو الأشهب العطاردي وغيره حدث عنه أيوب وابن عون وعوف وسلم بن زرير وجرير بن حازم وسعيد بن أبي عروبة وصخر بن جويرية ومهدى بن ميمون وطائفة قال جرير سألته عن طعم الدم فقال: حلو قال أبو الحارث الكرماني ثقة من مشيخة أبي سلمة المنقري سمعت أبا رجاء يقول أدركت النبي صلى الله عليه وآلهع وسلم وأنا أمرد وما رأيت أضل من العرب كانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها، وقيل كان أبو رجاء يخضب رأسه دون لحيته وقال بن الأعرابي: كان شجاعا عابدا كثير الصلاة، والتلاوة. قلت: كان ثقة نبيلا عالما عاملا عاش مائة وعشرين سنة قال أبو الأشهب كان أبو رجاء يختم بنا في رمضان كل عشرة أيام قلت مات سنة سبع ومائة وقيل سنة ثمان وقيل سنة خمس ومائة رحمه الله تعالى. 58- 35/ 2ع - زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفى: إمام مخضرم قدم المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأيام، سمع عمر وعثمان وعليا وابن مسعود وأبا ذر وحذيفة رضي الله عنهم وجماعة وعنه حصين وعبد العزيز بن رفيع والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعدة وكان ثقة كثير العلم ولا عبرة بكلام الفسوي فيه فإنه قد احتج به أرباب الصحاح مات قريبا من سنة أربع وثمانين1 رحمه الله تعالى.

_ 57- تهذيب الكمال: 2/ 1059. تهذيب التهذيب: 8/ 140. تقريب التهذيب: 2/ 85. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 303. الكاشف: 2/ 310. الجرح والتعديل: 6/ 1687. ثقات: 5/ 217. طبقات ابن سعد: 7/ 100، 138. تراجم الأحبار: 3/ 117. سير الأعلام: 4/ 253 والحاشية. 58- تهذيب الكمال: 1/ 457. تهذيب التهذيب: 3/ 427. تقريب التهذيب: 1/ 277. خلاصة تهذيب الكمال. 1/ 355. الكاشف: 1/ 342. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 407. الجرح والتعديل: 3/ 2600. ميزان الاعتدال: 2/ 107. لسان الميزان: 7/ 224. أسد الغابة: 2/ 201.تجريد أسماء الصحابة: 1/ 202. الإصابة: 2/ 649. طبقات ابن سعد: 6/ 102. الوافي بالوفيات: 15/ 41. الثقات: 4/ 250. 1 وقيل 80 وقيل 96.

59- 36/ 2ع - المعرور بن سويد أبو أمية الأسدي الكوفى: من الثقات المعمرين عاش مائة وعشرين سنة حدث عن عمر وأبي ذر وابن مسعود رضي الله عنهم وعنه عاصم بن بهدلة وأعمش وواصل الأحدب والمغيرة اليشكري وثقه يحيى بن معين رحمهم الله. 60- 37/ 2ع - مرة الطيب ويقال له مرة الخير وهو مرة 1 بن شراحيل الهمداني الكوفى المفسر العابد: روى عن أبي بكر وعمر وأبي ذر وابن مسعود وأبي موسى وعنه اسلم الكوفى وإسماعيل السدى وزبيد اليامي وعطاء بن السائب وإسماعيل بن أبي خالد وحصين بن عبد الرحمن وآخرون وثقه يحيى بن معين: يقال أنه سجد حتى أكل التراب جبهته وكان بصيرا بالتفسير مات في حدود سنة تسعين2 وهو مخضرم. 61- 38/ 2ع - مالك بن أوس بن الحدثان أبو سعيد النصرى المدني: مخضرم رأى الصديق وقيل له صحبة روى عن عمر وعثمان وعلي وطلحة وجماعة وعنه بن المنكدر وعكرمة بن خالد والزهري وجماعة وهو من العلماء الأثبات ومن فصحاء العرب مذكور بالبلاغة والبيان شهد فتح بيت المقدس توفى سنة اثنتين وتسعين. 62- 39/ 2ع - أبو عمرو الشيباني من بنى شيبان بن ثعلبة بن عكابة واسمه سعد بن إياس الكوفى: قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى ابلا بكاظمة

_ 59- تهذيب الكمال: 3/ 1352. تهذيب التهذيب: 10/ 230 "420" "420". تقريب التهذيب: 2/ 263. الكاشف: 3/ 162. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 39. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 192. الجرح والتعديل: 8/ 1895. المعين: 238. تراجم الأحبار: 3/ 467. ثقات: 5/ 457. تذكرة الحفاظ: 1/ 67. طبقات الحفاظ: 25. تاريخ الثقات: 434. سير الأعلام: 4/ 174. معرفة الثقات: 1757. 60- تهذيب الكمال: 3/ 1315. تهذيب التهذيب: 3/ 131. 10/ 88 "158". تقري التقريب: 2/ 238. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 18. الكاشف: 3/ 131. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 5. الجرح والتعديل: 8/ 1672. الحلية: 4/ 161. تراجم الأحبار: 3/ 389. تذكرة الحفاظ: 67. المعين: 235. طبقات الحفاظ: 26. معجم طبقات الحفاظ: 172. طبقات ابن سعد: 6/ 116. البداية والنهاية: 8/ 70. تاريخ الثقات: 424. سير الأعلام: 4/ 74. معرفة الثقات: 1703. 1 وقيل موقع: 2 وقيل سنة: 76. 61- تهذيب الكمال: 3/ 1297. تهذيب التهذيب: 10/ 10 "5". تقريب التهذيب: 2/ 223. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 3. الكاشف: 3/ 112. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 305. الجرح والتعديل: 8/ 896. تراجم الأحبار: 4313. الثقات: 5/ 382. البداية والنهاية: 9/ 84. سير الأعلام: 4/ 171 والحاشية. 62- تهذيب الكمال: 1/ 470. تهذيب التهذيب: 3/ 468. تقريب التهذيب: 1/ 286. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 368.الكاشف: 1/ 351. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 47. الجرح والتعديل: 4/ 340. طبقات ابن سعد: 6/ 104. سير الأعلام: 173. والحاشية.

وقال: كنت يوم القادسية بن أربعين سنة حدث عن علي وابن مسعود وحذيفة، وعنه منصور والأعمش وابن أبي خالد وسليمان التيمى والوليد بن العيزار وعمرو بن عبد الله أبو معاوية النخعي وعدة عاش مائة وعشرين سنة. قال عاصم: كان أبو عمرو الشيباني يقرأ القرآن في المسجد الأعظم فقرأت عليه ثم سألته يوما عن آية فاتهمنى بهوى. قلت: مات سنة ثمان وتسعين1. 63- 40/ 2ع - عبد الله بن محيريز بن جنادة ابن وهب القرشي الجمحي أبو محيريز المكى: أحد الأعلام سكن بيت المقدس وحدث عن عبادة بن الصامت وأبي محذورة المؤذن ومعاوية وأبي سعيد رضي الله عنهم وجماعة وعنه مكحول والزهري وحسان بن عطية وإبراهيم بن أبي عبلة وكان ذا فضل وجلالة حتى ان رجاء بن حيوة يقول ان يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم بن عمر فانا نفخر عليهم بعابدنا بن محيريز والله إن كنت أعد بقاءه امانا لأهل الأرض، وعن الأوزاعي قال: من كان مقتديا فليقتد بمثل بن محيريز بقى بن محيريز. حيا الى دولة سليمان بن عبد الملك ولعله توفى سنة تسع وتسعين رحمه الله تعالى. 64- 41/ 2ع - أبو رافع الصائغ نفيع المدني: مولى آل عمر رضي الله عنه أدرك الجاهلية وحدث عن أبي بن كعب وعمر بن الخطاب وأبي موسى وأبي هريرة رضي الله عنهم وكعب الأحبار وعدة، وروى عنه الحسن وثابت البناني وعطاء، بن ميمونة وقتادة وعلي بن زيد بن جدعان وثقه أحمد العجلي وغيره روى جملة صالحة وموته قريب من موت أنس بن مالك رضي الله عنه. 65- 42/ 2ع - ربعى بن حراش الغطفاني العبسي الكوفى العالم العامل: سمع عمر وكان

_ 1 وقيل 95، 96، 101. 63- تهذيب الكمال: 2/ 739. تهذيب التهذيب 6/ 22 "31" تقريب التهذيب: 1/ 449 "620". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 98. الكاشف: 2/ 128. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 193. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 210، 226. الجرح والتعديل: 5/ 168. أسد الغابة: 3/ 378. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 333. الاستيعاب: "3-4" 983. الوافي بالوفيات: 17/ 599. الثقات: 5/ 6. 64- تهذيب الكمال: 3/ 1424. تهذيب التهذيب: 10/ 472 "848". خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 99. الكاشف: 3/ 209. الجرح والتعديل: 8/ 2242. تاريخ الثقات: 452. التاريخ لابن معين: 3/ 610. المعين: 240. معرفة الثقات: 1866. الجمع بين الصحيحين: 2075. سير الأعلام: 4/ 414 والحاشية. 65- تهذيب الكمال: 1/ 401. تهذيب التهذيب: 3/ 236. تقريب التهذيب: 1/ 243. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 317. الكاشف: 1/ 302. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 327. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 88، 212. الجرح والتعديل: 3/ 2307. تاريخ بغداد: 8/ 433. طبقات الحفاظ: 27. الحلية: 4/ 367. البداية والنهاية: 9/ 220. الوافي بالوفيات: 14/ 8. سير الأعلام: 4/ 359. الثقات: 4/ 240.

معه بالجابية وعليا وحذيفة وأبا موسى وطائفة، وعنه منصور وعبد الملك بن عمير وأبو مالك الأشجعي وغيره ورد أنه لم يكذب قط وكان قد الى على نفسه أنه لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار؟ متفق على ثقته وأمانته والاحتجاج به توفي سنة إحدى ومائة1. وقد كان في هذا القرن الفاضل خلق عظيم من أهل العلم وأئمة الاجتهاد وأبطال الجهاد في أقطار البلاد وسادة عباد ابدال أو أوتاد ولعل في من تركناهم من هو أجل وأعلم وكان الإسلام ظاهرا عاليا قد طبق الأرض وافتتحت بلاد الترك وإقليم الأندلس بعد التسعين في دولة الوليد وجميع الأمة من تحت أوامره بل بعض نوابه وهو الحجاج الظالم في رتبة أعظم سلطان يكون وعمر إذا ذاك مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكمل زخرفة غرم عليه أموال عظيمة وأنشيء جامع دمشق وغرم عليه ازيد من ستة آلاف ألف دينار وذلك بجاه العمل وكان خراج الدنيا لا يكاد ينحصر كثرة فقد كان عمر رتب الجزية على القبط في العام اثنى عشر ألف ألف دينار فما ظنك بجزية الروم وما ظنك بجزية الفرس. ولقد كان الخليفة من بني أمية لو شاء أن يبعث بعوثه إلى أقصى الصين لفعل لكثرة الجيوش والأموال فهذا سليمان لما ولي قد اغزى جيوشه في البر والبحر إلى مدينة القسطنطينية وحاصروها نحوا من عشرين شهرا ووقع للمسلمين غلاء وجوع لبعد الديار ولكن بلغنا أنه كان في منزله العسكر عرمة حنطة كالجبل العالي ذخيرة للجند وغيظا للروم فلما استخلف عمر بن عبد العزيز اذن للجيش في الترحل عنها وصالح أهلها وخضعوا له رضي الله عنه.

_ 1 وقيل 100 وقيل 104.

الطبقة الثالثة من الكتاب

الطبقة الثالثة من الكتاب: وهي الطبقة الوسطى من التابعين ورأسها هو الحسن البصري وغالب ذلك كان في دولة يزيد وهشام. 66- 1/ 3ع- الحسن بن أبي الحسن يسار الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري: يقال مولى زيد بن ثابت ويقال مولى جميل بن قطبة، وأمه خيرة مولاة أم سلمة نشأ بالمدينة وحفظ كتاب الله في خلافة عثمان وسمعه يخطب مرات وكان يوم الدار بن أربع عشرة سنة ثم كبر ولازم الجهاد ولازم العلم والعمل وكان أحد الشجعان الموصوفين يذكر مع قطري بن الفجاءة وصار كاتبا في دولة معاوية لوالي خراسان الربيع بن زياد حدث عن عثمان وعمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وسمرة بن جندب وجندب البجلي وابن عباس وابن عمر وأبي بكرة وعمرو بن تغلب وجابر وطائفة كثيرة حدث عنه قتادة وأيوب وابن عون ويونس وخالد الحذاء وهشام بن حسان وحميد الطويل وجرير بن حازم وشيبان النحوي ويزيد بن إبراهيم التستري ومبارك بن فضالة والربيع بن صبيح وأبان بن يزيد العطار وقرة بن خالد وأمم سواهم قال بن سعد كان جامعا عالما رفيعا ثقة حجة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما إلى أن قال: وما أرسله فليس هو بحجة قلت وهو مدلس فلا يحتج بقوله عن في من لم يدركه وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه والله أعلم. ولكنه حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس كبير الشأن عديم النظير مليح التذكير بليغ الموعظة رأس في أنواع الخير وقد كنت أفردت ترجمته في جزء سميته "الزخرف القصري"، مات سنة عشر ومائة وله ثمان وثمانون سنة رحمه الله تعالى. 67- 2/ 3ع- أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي البصري: أحد الأعلام وصاحب ابن

_ 66- تهذيب الكمال: 1/ 255. تهذيب التهذيب: 2/ 263. تقريب التهذيب: 1/ 165. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 210. الكاشف: 1/ 220. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 289. الجرح والتعديل: 3/ 177. ميزان الاعتدال: 1/ 483. لسان الميزان: 2/ 199. طبقات خليفة: 1726. أخبار القضاة: 2/ 3. حلية أوولياء: 2/ 131. طبقات ابن سعد: 9/ 49. سير الأعلام: 4/ 563. الثقات: 4/ 122. تاريخ أصبهان. 67- تهذيب الكمال: 1/ 178. تهذيب التهذيب: 2/ 38. تقريب التهذيب: 1/ 122. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 156. الكاشف: 1/ 176. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 204. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 157، 209. الجرح والتعديل: 2/ 2032، 1/ 494، الوافي بالوفيات: 11/ 32. طبقات ابن سعد: 7/ 179. الحلية: 3/ 85. طبقات الحفاظ: 28. البداية والنهاية: 9/ 93. سير الأعلام: 4/ 481. اثقات: 4/ 101.

عباس روى عنه قتادة وأيوب وعمرو بن دينار وطائفة، روى عطاء عن بن عباس قال: لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله، وروى عن بن عباس قال: تسألوني عن شيء وفيكم جابر بن زيد، وقال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا أعلم بالفتيا من جابر بن زيد. وعن ضحاك الضبي قال: لقي بن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال: يا جابر إنك من فقهاء البصرة وإنك تستفتي فلا تفتين إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية فإن لم تفعل هلكت وأهلكت وعن أبي الحباب قال لما دفن أبو الشعثاء قال قتادة اليوم دفن علم الأرض سمعه من أبي الحباب محمد بن سواء وعن إياس بن معاوية قال أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر بن زيد قال حماد بن زيد سئل أيوب هل رأيت جابر بن زيد؟ قال نعم، كان لبيبا لبيبا- وجعل يعجب من فقهه قال أحمد والفلاس والبخاري مات سنة ثلاث وتسعين. وقال الواقدي وابن سعد مات سنة ثلاث ومائة رحمه الله تعالى. 68- 3/ 3ع- أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني المصري الفقيه مفتي أهل مصر ويزن من حمير: روى عن أبي أيوب الأنصاري وأبي بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني وتفقه عليه وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم وعدة وعنه عبد الرحمن بن شماسة وجعفر بن ربيعة ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم قال بن يونس كان مفتي أهل مصر في زمانه وتوفي سنة تسعين رحمه الله تعالى. 69- 4/ 3ع- إبراهيم التيمي: هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي 1: تيم الرباب الكوفي العالم العامل روى عن أبيه والحارث بن سويد وعمرو بن ميمون الأودي وطائفة وعنه بيان بن بشر ويونس بن عبيد والأعمش وجماعة وكان من الثقات. قتله الحجاج،

_ 68- تهذيب الكمال: 3/ 1314. تهذيب التهذيب: 10/ 82 "142". تقريب التهذيب: 2/ 236. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 17. الكاشف: 3/ 130. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 416. الجرح والتعديل: 8/ 1380. ميزان الاعتدال: 4/ 87. لسان الميزان: 7/ 381. تراجم الأحبار: 3/ 428. ثقات: 5/ 439. تاريخ أسماء الثقات: 1444. تاريخ الثقات: 423. المغني: 5614. سير الأعلام: 4/ 284. معرفة الثقات: 1700. 69- تهذيب الكمال: 1/ 67. تهذيب التهذيب: 1/ 176. تقريب التهذيب: 1/ 45، 46. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 59. الكاشف: 1/ 96. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 334. الثقات: 4/ 7. الجرح والتعديل: 2/ 145. ميزان الاعتدال: 1/ 74. لسان الميزان: 7/ 171. تذكرة الحفاظ: 1/ 73. طبقات الحفاظ: 29. شذرات الذهب: 1/ 100. سير الأعلام: 5/ 60 والحاشية. الوافي بالوفيات: 6/ 168. طبقات ابن سعد: 6/ 199. 1 وكنيته أبو أسماء.

وقيل: بل مات في حبسه ولم يبلغ الأربعين قال الأعمش سمعته يقول ربما أتى علي شهران لا أطعم فيها لا يسمعن هذا منك أحد قلت: ليس حديثه بكثير احتج به أهل الكتب يكنى أبا أسماء مات قبل أنس بن مالك وذلك في سنة اثنتين وتسعين رحمه الله تعالى. 70- 5/ 3ع- إبراهيم النخعي فقيه العراق أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود الكوفي الفقيه: روى عن علقمة ومسروق والأسود وطائفة ودخل علي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهو صبي أخذ عنه حماد بن أبي سليمان الفقيه وسماك بن حرب والحكم بن عتيبة وابن عون والأعمش ومنصور وخلق وكان من العلماء ذوي الإخلاص قال مغيرة كنا نهاب إبراهيم كما يهاب الأمير وقال الأعمش ربما رأيت إبراهيم يصلي ثم يأتينا فيبقى ساعة كأنه مريض وقال كان إبراهيم صيرفيا في الحديث وكان يتوقى الشهرة ولا يجلس الى الإسطوانة وقال الشعبي لما بلغه موت إبراهيم ما خلف بعده مثله وقال بن عون كان إبراهيم يأتي الأمراء ويسألهم الجوائز وقال الحسن بن عمرو الفقيمي كان إبراهيم يشتري الوز ويسمنه ويهديه إلى الأمراء روى أبو حنيفة عن حماد قال بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد وبكى من الفرح وقال عبد الله بن أبي سليمان سمعت سعيد بن جبير يقول تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي وقالت هنيدة زوجة إبراهيم أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وجاء من وجوه عن إبراهيم أنه كان لا يتكلم في العلم ألا أن يسئل وروى بن عون عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن ما عنده مات إبراهيم في آخر سنة خمس وتسعين كهلا قبل الشيخوخة رحمه الله تعالى. 71- 6/ 3ع- علي بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زين العابدين أبو

_ 70- تهذيب الكمال: 1/ 67. تهذيب التهذيب: 1/ 177. تقريب التهذيب: 1/ 46. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 59. الكاشف: 1/ 96. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 333. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 210، 211، 222. الجرح والتعديل: 2/ 145. ميزان الاعتدال: 1/ 74. لسان الميزان: 7/ 171. تذكرة الحفاظ: 1/ 73. الوافي بالوفيات: 6/ 196. سير الأعلام: 4/ 520. طبقات الحفاظ: 20.الحلية: 4/ 217. طبقات ابن سعد: 6/ 188. مجمع: 7/ 139.تاريخ واسط: 48، 196، 217، الترغيب والترهيب: 19. 71- تهذيب الكمال: 2/ 961. تهذيب التهذيب: 7/ 304 "520". تقريب التهذيب: 2/ 35. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 245. الكاشف: 2/ 282. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 266. الجرح والتعديل: 6/ 977. الحلية: 3/ 133. طبقات ابن سعد: 5/ 156، 181، 285، 432. البداية والنهاية: 9/ 103. سير الأعلام: 4/ 386 والحاشية. ثلاثيات أحمد: 2/ 648. شذرات: 1/ 104. طبقات الحفاظ: 30. نسيم الرياض: 3/ 472. تراجم الأحبار: 3/ 109. ثقات: 5/ 159.

الحسين الهاشمي المدني رضي الله عنه: حضر كربلاء مريضا فقال عمر بن سعد لا تعرضوا لهذا وكان يومئد بن نيف وعشرين سنة روى عن أبيه وعمه الحسن وعائشة وأبي هريرة وابن عباس والمسور وابن عمر وعدة وعنه بنوه أبو جعفر محمد بن علي وزيد وعمر وعبد الله وزيد بن أسلم وعاصم بن عمر والزهري ويحيى بن سعيد وأبو الزناد وآخرون قال الزهري ما رأيت أحدا كان أفقه من علي بن الحسين لكنه قليل الحديث وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى عبد الملك وقال أبو حازم الأعرج ما رأيت هاشميا أفضل منه وعن بن المسيب قال ما رأيت أورع منه وقال مالك بلغني أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات قال وكان يسمي زين العابدين لعبادته وقال فضيل بن غزوان عنه: من ضحك ضحكة مج مجة من العلم وعن علي قال إن الجسد إذا لم يمرض أشر وجاء عن علي أنه كان كثير الصدق في السر رضي الله عنه مات في ربيع الأول سنة أربع وتسعين. 72- 7/ 3ع- يحيى بن يعمر القاضي أبو سليمان ويقال أبو عدي العدواني البصري الفقيه قاضي مرو 1: روى عن أبي ذر وعمار وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وأبي الأسود الديلي وغيرهم وعنه عبد الله بن بريدة وقتادة ويحيى بن عقيل وعطاء الخراساني وسليمان التيمي وإسحاق بن سويد العدوي قال أبو داود لم يسمع من عائشة قلت فما الظن بالذين قبلها وقيل أنه أول من نقط المصحف وكان أحد الفصحاء الفقهاء أخذ العربية عن أبي الأسود وكان الحجاج قد نفاه فقبله قتيبة بن مسلم وولاه قضاء خراسان، وكان له عدة نواب ثم عزله قتيبة لما بلغه عنه شرب المنصف متفق على حديثه وثقته. 83- 8/ 3ع- سعيد بن جبير الوالبي مولاهم الكوفي المقرئ الفقيه: أحد الأعلام سمع

_ 72- تهذيب الكمال: 3/ 1526. تهذيب التهذيب: 11/ 305 "588". تقريب التهذيب: 2/ 361. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 164، 165. الكاشف: 3/ 273. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 311. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 235، 236. الجرح والتعديل: 9/ ص 196. ميزان الاعتدال: 4/ 415. لسان الميزان 7/ 439. تراجم الأحبار: 4/ 251. الثقات: 5/ 524. التاريخ لابن معين: 3/ 666. البداية والنهاية: 9/ 73، 126. التمهيد: 2/ 183. سير الأعلام: 4/ 441 والحاشية: معجم طبقات الحفاظ: 187. تذكرة الحفاظ: 1/ 75. طبقات الحفاظ: 30. الإكمال: 7/ 433. 1 توفي قبل 100 أو بعدها. 73- تهذيب الكمال: 1/ 479. تهذيب التهذيب: 4/ 11. تقريب التهذيب: 1/ 292. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 374. الكاشف: 1: 356. الثقات: 4/ 275. تاري البخاري الكبير: 3/ 461. تاري البخاري الصغير: 1/ 210، 211، 213، 221، 226، 227، 284. شذرات: 1/ 108. الوافي بالوفيات: 15/ 206. الحلية: 4/ 272. طبقات ابن سعد: 9/ 81 الفهرس. البداية والنهاية؛ 9/ 98. سير الأعلام: 4/ 3121 والحاشية ديوان الإسلام: ت1097. تاريخ أصبهان: 711 طبقات أصبهان: 22.

ابن عباس وعدي بن حاتم وابن عمر وعبد الله بن مغفل وطائفة وعنه جعفر بن أبي المغيرة وأبو بشر جعفر بن إياس وأيوب والأعمش وعطاء بن السائب وخلق قتله الحجاج قاتله الله في شعبان سنة خمس وتسعين وله تسع وأربعون سنة على الأشهر وقيل بل عاش بضعا وخمسين سنة وقيل كان أسود اللون وكان بن عباس إذا حج أهل الكوفة وسألوه يقول أليس فيكم سعيد بن جبير وعن أشعث بن إسحاق قال كان يقال لسعيد بن جبير جهبذ العلماء كان قتل الحجاج له لكونه قاتله مع بن الأشعث وروى أصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب قال كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش وسمعته يردد هذه الآية {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه} [البقرة: 281] بضعا وعشرين مرة. وقيل أنه قام ليلة في جوف الكعبة فقرأ القرآن في ركعة رواها حماد بن أبي سليمان عنه وقال عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد أنه كان يختم في كل ليلتين وروى الثوري عن عمر بن سعيد قال دعا سعيد بن جبير ولده لما قتل فجعل يبكي فقال ما يبكيك ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ ابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة قال لما أتى بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال أنت شقي بن كسير قال أنا سعيد بن جبير قال لأقتلنك قال أنا اذن كا سمتني أمي وقال دعوني أصلي ركعين قال وجهوه إلى قبلة النصارى، قال أينما تولوا فثم وجه الله ثم قال إني استعيذ منك بما عاذت به مريم {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم:18] . وروى هشيم عن عقبة مولى الحجاج قال حضرت سعيد بن جبير فجعل الحجاج يقول له ألم أفعل بك ألم أفعل بك؟ فيقول بلى، قال فما حملك على ما صنعت قال بيعة كانت علي فغضب وصفق بيده وقال بيعة أمير المؤمنين كانت أولى واسبق وأمر به فقتل وعن سعيد بن جبير انه كان لا يدع أحدا يغتاب عنده. إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت سعيد بن جبير يصلى في الطاق ولا يقنت في الصبح ويعتم ويرخيها شبرا من ورائه. قال ميمون بن مهران: مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل الا وهو يحتاج الى علمه وقال فطر بن خليفة رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية وروى أبو معشر عن سعيد بن جبير قال رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة فقال يا غلام لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام. من الغيلانيات حدثنا محمد بن شداد أخبرنا أبو نعيم انا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال أوحى الله الى محمد صلى الله عليه وسلم انى قتلت بيحيى سبعين ألفا وانى قاتل بابن ابنتك سبعين الفا وسبعين الفا غريب وعبد الله خرج له مسلم.

74- 9/ 3ع- محمد بن سيرين الإمام الربانى أبو بكر مولى أنس بن مالك: وأصل سيرين من جرجرايا. قال أنس بن سيرين ولد اخى لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدت بعده بسنة سمع محمد أبا هريرة وعمران بن حصين وابن عباس وابن عمر وطائفة وعنه أيوب وابن عون وقرة بن خالد وأبو هلال محمد بن سليم وعوف وهشام بن حسان ويونس ومهدى بن ميمون وجرير بن حازم وخلق كثير وكان فقيها إماما غزير العلم ثقة ثبتا علامة في التعبير رأسا في الورع وأمه صفية مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه قال مورق العجلي ما رأيت أحدا افقه في ورعه ولا اورع في فقهه من بن سيرين وقال أبو قلابة من يطيق مثل ما يطيق محمد يركب مثل حد السنان وقال شعيب بن الحبحاب قال لي الشعبي عليك بذلك الأصم يعنى بن سيرين وقال بن عون لم تر عيناي مثل بن سيرين والقاسم ورجاء بن حيوة وقال أبو عوانة رأيت بن سيرين فما رآه أحد الا ذكر الله تعالى وذكر الثوري عن زهير الأقطع قال بن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه. قال يونس: كان بن سيرين صاحب ضحك ومزاح. توفي محمد بعد الحسن بمائة يوم في شوال سنة عشر ومائة؟ وهو اثبت من الحسن رحمة الله عليهما. 75- 10/ 3ع- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الفقيه العلم أبو عبد الله الهذلى المدني الضرير أحد الفقهاء السبعة: أخذ عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وعدة وعنه عراك بن مالك رفيقه والزهري وصالح بن كيسان وأبو الزناد وكان مع إمامته في الفقه والحديث شاعرا محسنا وهو مؤدب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال الزهرى كان عبيد الله من بحور العلم وقال محمد بن الضحاك الحزامى قال مالك كان بن شهاب يأتى عبيد الله بن عبد الله وكان من العلماء فكان يحدثه ويستقى هو له الماء

_ 74- تهذيب الكمال: 3/ 1208. تهذيب التهذيب: 9/ 214. تقريب التهذيب: 2/ 169. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 412. الكاشف: 3/ 51. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 90. تاريخ البخاري الصغير: 221/ 443. الجرح والتعديل: 7/ 1518.المعين: 327. تاريخ الثقات: 405. معجم طبقات الحفاظ: ص57. البداية والنهاية: 9/ 267. الوافي بالوفيات: 3/ 146. طبقات ابن سعد: 7/ 140، 9/ 174. نسيم الياض: 2/ 408. تراجم الأحبار: 4/ 10. ثقات: 5/ 349. الحلية: 2/ 363. طبقات الحفاظ: 31. تذكرة الحفاظ: 1/ 77، 173. سير الأعلام: 4/ 606 والحاشية. تاريخ بغداد: 5/ 331. معرفة الثقات رقم: 1606. 75- تهذيب الكمال: 2/ 880. تهذيب التهذيب: 7/ 23 "50". تقريب التهذيب: 1/ 535. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 194. الكاشف: 2/ 228. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 385. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 2، 210، 225. الجرح والتعديل: 5/ 1517. الحلية: 2/ 188. طبقات ابن سعد: 2/ 382، 383، 5/ 185، 215، 334. البداية والنهاية: 9/ 177. سير الأعلام: 4/ 475 والحاشية. الثقات: 5/ 63.

من البئر، وكان عبيد الله يطول الصلاة ولا يعجل عنها لأحد فبلغنى ان علي بن الحسين جاءه وهو يصلى فجلس ينتظره وطول عليه فعوتب في ذلك وقيل يأتيك بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحبسه هذ الحبس فقال اللهم غفرا لا بد لمن طلب هذا الشأن ان يعنى مات عبيد الله سنة ثمان وتسعين على الصحيح رحمه الله تعالى. 76- 11/ 3ع- الشعبي علامة التابعين أبو عمرو عامر بن شراحيل الهمداني الكوفى من شعب همدان: مولده في أثناء خلافة عمر في ما قيل كان إماما حافظا فقيها متفننا ثبتا متقنا وكان يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء وروى عن علي فيقال مرسل وعن عمران بن حصين وجرير بن عبد الله وأبي هريرة وابن عباس وعائشة وعبد الله بن عمر وعدى بن حاتم والمغيرة بن شعبة وفاطمة بنت قيس وخلق وعنه إسماعيل بن أبي خالد وأشعث بن سوار وداود بن أبي هند وزكريا بن أبي زائدة ومجالد بن سعيد والأعمش وأبو حنيفة وهو أكبر شيخ لأبي حنيفة وابن عون ويونس بن أبي إسحاق والسرى بن يحيى وخلق قال أحمد العجلي مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل الا صحيحا. قال الواقدي: الشعبي من حمير، وعداده في همدان فمن كان بالكوفة قيل لهم شعبيون ومن كان منهم بالشام قيل لهم شعبانيون ومن كان باليمن قيل لهم آل ذي شعبين ومن كان بالمغرب قيل لهم الأشعوب وكلهم ولد حسان بن عمرو بن شعبين فبنو علي بن حسان هم رهط الشعبي دخلوا في جمهور همدان باليمن وكان الشعبي ضئيلا ولد هو آخر في بطن فكان يقول انى زوحمت في الرحم ولد سنة جلولاء وأقام بالمدينة هاربا من المختار اشهرا فسمع من بن عمر وتعلم الحساب من الحارث الأعور وشهد وقعة الجماجم مع بن الأشعث ثم نجا من سيف الحجاج وعفى عنه وولي قضاء الكوفة. قال بن سعد أنا عبد الله بن محمد بن مرة الشعباني حدثني أشياخ من شعبان منهم محمد بن أبي أمية أن مطرا أصاب اليمن فجحف السيل موضعا فأبدى عن ازج عليه باب حجر فكسر الغلق ودخل فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب عليه رجل شبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا وعليه جباب من وشى منسوجة بالذهب وإلى جنبه محجن من ذهب على رأسه

_ 76- تهذيب الكمال: 2/ 643. تهذيب التهذيب: 5/ 65 "110". تقريب التهذيب: 1/ 387 "46". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 22. الكاشف: 2/ 54. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 450. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 234، 253. الجرح والتعديل: 6/ 1802. الوافي ابن سعد: 5/ 341، 6/ 179، 207، 247، 252، 9/ 93 والفهرس. الثقات: 5/ 185.

ياقوتة حمراء وإذا رجل أبيض الرأس واللحية له ضفيرتان والى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية باسمك اللهم رب حمير انا حسان بن عمرو القبيل إذ لا قيل الا الله عشت بأمل ومت بأجل أيام وخزهيد وما وخزهيد هلك فيه اثنا عشر ألف قيل فكنت آخرهم قيلا فأتيت جبل ذي شعبين ليجيرنى من الموت فأخفرنى والى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية انا سيف قيل بي يدرك الثأر. شعبة عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: أدركت خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال ما رأيت اعلم من الشعبي إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال ما مات لي قرابة وعليه دين الا قضيته عنه ولا ضربت مملوكا لي قط. أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال: ما رأيت أحدا قط افقه من الشعبي. زائدة عن مجالد قال كنت مع إبراهيم فاقبل الشعبي فقام اليه إبراهيم ثم جاء فجلس في موضع إبراهيم سليمان التيمى عن أبي مجلز قال ما رأيت أحدا افقه من الشعبي لا سعيد بن المسيب ولا طاوس ولا عطاء ولا الحسن ولا بن سيرين. جرير بن أيوب قال سأل رجل الشعبي عن ولد الزنا شر الثلاثة هو فقال لو كان كذلك لرجمت أمه وهو في بطنها. وعن الشعبي وقال له رجل من الكيسانية ان عثمان كان كلا على مواليه فقال ويحك فهل قتل عثمان الا صنيعه في مواليه. وعن أبي بكر الهذلى قال قال لي بن سيرين: الزم الشعبي فلقد رأيته يستفتى والصحابة متوافرون. وعن بن المديني قال قيل للشعبى: من أين لك هذا العلم كله؟ قال بنفى الاعتماد والسير في البلاد وصبر كصبر الجماد وبكور كبكور الغراب قال بن عيينة العلماء ثلاثة بن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه. جعفر بن عون سمعت بن أبي ليلى يقول وذكر هذين فقال كان الشعبي صاحب آثار وكان إبراهيم صاحب قياس وعن عبد الملك بن عمير قال مر بن عمر بالشعبى وهو يحدث بالمغازى فقال شهدت القوم ولهذا احفظ لها واعلم بها منى وقال عيسى الحناط

قال الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من جمع النسك والعقل، فإن كان عاقلا بلا نسك قيل: هذا لا يناله، وان كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل هذا أمر لا يناله الا العقلاء، ثم قال فلقد رأيت اليوم يطلبه من لا عقل له ولا نسك. قال حفص بن غياث عن الأعمش عن الشعبي قال لا بأس بذبيحة الليطة، فقلت يا أبا محمد ما منعك من اتيان الشعبي فقال: ويحك كيف آتيه وهو إذا رآني سخر بي ويقول: هذه هيئة عالم ما هيئتك إلا هيئة حائك وكنت إذا أتيت إبراهيم أكرمني وأدناني. خالد بن عبد الله عن حصين عن عامر قال: ما كذب على أحد في هذه الأمة ما كذب على علي رضي الله عنه. أشعث عن ابن سيرين قال قدمت الكوفة وللشعبى حلقة عظيمة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ كثير. عبيد الله بن موسى ثنا داود بن يزيد سمعت الشعبي يقول والله لو أصبت تسعا وتسعين مرة واخطأت مرة لأعدلوا على تلك الواحدة وعن الشعبي انا مبغض لمن ابغض عثمان وعليا زكريا بن أبي زائدة قال كان الشعبي يمر بأبي صالح فأخذ بإذنه ويقول تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن؟ الهيثم ابن عدى أنا مجالد عن الشعبي قال: كره الصالحون الأولون الإكثار من الحديث، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حدثت الا بما أجمع عليه أهل الحديث. قال الحاكم في ترجمة الشعبي ثنا إبراهيم بن مضارب القمرى ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عبد الواحد بن نجدة الحوطى انا بقية انا سعيد بن عبد العزيز حدثني ربيعة بن يزيد قال قعدت الى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك فحدث رجل من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واطيعوا الأمراء فان كان خيرا فلكم وان كان شرا فعليهم وأنتم منه برآء فقال له الشعبي: كذبت. شبابة بن سوار انا يزيد بن عياض وغير واحد عن مجالد عن الشعبي قال ما كنت اعرف فقهاء الكوفة الا أصحاب عبد الله فقال له قيس الأرقب أفلا تعرف أصحاب على فقال: نعم قال: فتعرف الحارث الأعور قال: نعم لقد تعلمت منه حساب الفرائض والجد فخشيت على نفسي منه الوسواس فلا أدري ممن تعلمه قال فهل تعرف بن صبوة قال نعم لم يكن بفقيه ولم يكن فيه خير قال فهل تعرف صعصعة بن صوحان قال كان رجلا خطيبا ولم يكن بفقيه قال: فهل تعرف رشيد الهجري قال الشعبي: نعم، بينما واقف في الهجريين إذ قال لي رجل هل لك في رجل يحب أمير المؤمنين؟ قلت: نعم،

فأدخلنى على رشيد فلما رآني أشار بيده إلي وأنشأ يحدث، قال خرجت حاجا فلما قضيت نسكي قلت لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين، فمررت بالمدينة فأتيت باب على فقلت لإنسان استأذن لي على سيد المسلمين فقال هو نائم وهو يظن أني أعنى الحسن فقلت لست أعني الحسن إنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين قال أوليس قد مات فقلت أما والله انه ليتنفس الآن بنفس حي ويعرق من الدثار الثقيل فقال: أما إذا عرفت سر آل محمد فادخل وسلم عليه وأخرج فدخلت على أمير المؤمنين فأنبأنى بأشياء تكون فقلت لرشيد إن كنت كاذبا فلعنك الله، وقمت وبلغ الحديث زيادا فبعث الى رشيد فقطع لسانه وصلبه. السري بن إسماعيل عن الشعبي: ولدت عام جلولاء يعنى سنة سبع عشرة. عاصم الأحول عن الشعبي أنه كان أكثر حديثا من الحسن وأسن منه بسنتين. ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء الى يومى هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط الا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان به عالما. نوح بن قيس عن يونس بن مسلم عن وادع الراسبي عن الشعبي قال: ما أروي شيئا أقل من الشعر ولو شئت لأنشدتكم شهرًا لا أعيد. وفي نسخة: عن يونس ووادع، رواه بن أبي خيثمة في تاريخه داود بن أبي هند قال: ما جالست أحدا اعلم من الشعبي. وقال عاصم الأحول: ما رأيت أحدا اعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز من الشعبي. الأعمش: قال الشعبي: ألا تعجبون من هذا الأعور يأتينى يسألني بالليل ويفتى بالنهار يعنى إبراهيم. أبو شهاب الحناط عن الصلت بن بهرام قال: ما رأيت أحدا بلغ مبلغ الشعبي أكثر منه يقول: لا أدري. ابن عون: كان الشعبي إذا جاءه شيء اتقاه. وكان إبراهيم يقول ويقول وقال كان الشعبي منبسطا وكان إبراهيم منقبضا. فإذا وقعت الفتوى انقبض الشعبي وانبسط إبراهيم. أبو نعيم: حدثنا أبو الجابية الفراء قال قال الشعبي انا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه الفقهاء من إذا علم عمل قال بن عائشة وجه عبد الملك الشعبي رسولا الى ملك الروم فلما رد قال يا شعبى تدرى ما كتب به الى ملك الروم كتب الى العجب لأهل دينك كيف لم يستخلفوا رسولك فقلت يا أمير المؤمنين لأنه رآني وما رآك ذكرها الأصمعي وزاد فيها إنما أراد ان يغرينى بقتلك فبلغ ذلك ملك الروم فقال ما أردت الا ذاك. قال جابر بن نوح الحماني حدثنا مجالد عن الشعبي قال: قدم الحجاج وسألنى عن

أشياء فوجدني بها عارفا فجعلني عريفا على قومي ومنكبا على جميع همدان وفرض لي فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان بن الأشعث فأتاني قراء أهل الكوفة فقالوا انك زعيم القراء فلم يزالوا حتى خرجت فقمت بين الصفين اعيب الحجاج فبلغنى أنه قال: ألا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث لئن امكننى الله منه لأجعلن الدنيا عليه اضيق من مسك جمل فما لبثنا ان هزمنا فجئت واغلقت بابي فمكثت تسعة أشهر فندب الناس لخراسان فقام قتيبة بن مسلم فقال: أنا لها فعقد له فنادى مناديه من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن فاشترى مولى لي حمارا وزودنى وخرجت فلم أزل مع قتيبة حتى أتينا فرغانة فجلس ذات يوم قد برز فنظرت اليه فقلت أيها الأمير عندي علم قال ومن أنت قلت اعيذك لا تسألني عن ذلك فعرف أني ممن يغفى نفسه فدعى بكتاب فقال: أكتب يعني مسودة قلت لست ممن يحتاج فجعلت أملى عليه وهو ينظر حتى فرغ من كتاب الفتح قال فحملنى على بغلة وأرسل الى بسرق حرير وكنت عنده في أحسن منزلة فانى أتعشى معه ليلة إذ انا برسول الحجاج بكتاب فيه إذا نظرت في كتابي هذا فان صاحب كتابك عامر الشعبي فان فاتك قطعت يدك ورجلك وعزلت قال فالتفت إلي وقال: ما عرفت قبل الساعة فاذهب حيث شئت فلأحلفن له بكل يمين فقلت: إن مثلي لا يخفى فقال: أنت أعلم فبعثنى إليه وإذا وصلت إلى قرب واسط أمرهم أني يقيدونى فلما قدمت استقبلنى بن أبي مسلم فقال: يا أبا عمرو إني لأضن بك عن القتل إذا دخلت على الأمير فقل كذا وقل كذا فلما دخلت عليه قال لا مرحبا ولا أهلا جئتنى ولست في الشرف من قومك ففعلت وفعلت ثم خرجت على وانا ساكت فقال تكلم قلت أصلح الله الأمير كل ما قلته حق ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر وتحلسنا الخوف ولم نكن مع ذلك. بررة اتقياء ولا فجرة أقوياء فهذا أوان حقنت دمى واستقبلت بي التوبة قال: قد فعلت ذلك. قال الأصمعي: لما أدخل الشعبي قال الحجاج: هيه يا شعبى، قال: احزن بنا المنزل واكتحلنا السهر واستحلسنا الخوف فلم نكن فيما فعلنا بررة اتقياء ولا فجرة أقوياء فالله. درك قال بن سعد اختفى زمانا وكان يكتب الى يزيد بن أبي مسلم ان يكلم فيه الحجاج مالك بن مغول عن الشعبي قال: ما بكيت من زمان الا بكيت عليه. مجالد وغيره أن رجلا لقى الشعبي وامرأة تمشي معه فقال: ايكما الشعبي؟ قال: هذه. وعن عامر بن يساف. قال لي الشعبي: امض بنا نفر من أصحاب الحديث، فخرجنا قال فمر بنا شيخ قال له الشعبي: ما صنعتك؟ قال رفاء، قال: عندنا دن مكسور ترفوه لنا؟ قال: إن وهبت لي سلوكا من رمل رفوته، فضحك الشعبي حتى استلقى. قال عطاء بن السائب عن الشعبي: ما اختلفت امة بعد نبيها الا ظهر أهل باطلها على أهل حقها. قال عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن

عبد الرحمن قال رأيت الشعبي سلم على نصرانى فقال السلام عليكم ورحمة الله، فقيل له في ذلك فقال: أوليس في رحمة الله؟ لولا ذلك لهلك وروى مجالد عن الشعبي قال: لعن الله أرأيت. قال أبو بكر الهذلى قال الشعبي: أرأيتم لو قتل الأحنف وقتل معه صغير أكانت ديتهما سواء أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه؟ قلت: بل سواء قال: فليس القياس بشيء. مجالد عن الشعبي قال نعم الشيء الغوغاء يسدون السيل ويطفئون الحريق ويشغبون على ولاة السوء. وعن الشعبي قال يا ليتني أنفلت من علمي كفافا، لا على ولا لي. إسحاق الأزرق عن الأعمش قال أتى رجل الشعبي فقال: ما اسم امرأة إبليس؟ قال: ذاك عرس ما شهدته. بن عيينة عن بن شبرمة سئل الشعبي عمن نذر أن يطلق امرأته فقال: ليس بشيء قال فنبهت الشعبي انا فقال: ردوا علي الرجل فقال: نذرك في عنقك الى يوم القيامة. عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت الشعبي ينشد الشعر في المسجد ورأيت عليه ملحفة حمراء وإزرار أصفر. بن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما سمعت منذ عشرين سنة من رجل يحدث بحديث الا وانا اعلم به منه قال: واستعمل بن هبيرة الشعبي على القضاء وكلفه أن يسامره فقال: لا أستطيع فأفردنى بأحدهما. 77- 12/ 3ع- سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عمر ويقال أبو عبد الله العدوى العمرى المدني الفقيه الحجة: أحد من جمع بين العلم والعمل والزهد والشرف سمع أباه وعائشة وأبا هريرة ورافع بن خديج وسفينة وسعيد بن المسيب وعنه عمرو بن دينار والزهري وعبيد الله بن عمر وصالح بن كيسان وموسى بن عقبة وحنظلة بن أبي سفيان وخلق كثير. وكان شديد الأدمة علج الخلق خشن العيش يلبس الصوف تواضعا ويهنأ بعيره، ومحاسنه كثيرة وكان أبوه معجبا به وكان يقول:

_ 77- تهذيب الكمال: 1/ 460. تهذيب التهذيب: 3/ 436. تقريب التهذيب: 1/ 280. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 361. الكاشف: 3/ 344. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 115. الجرح والتعديل: 4/ 797. الوافي بالوفيات: 15/ 83. الحلية: 2/ 193. البداية والنهاية: 9/ 234. سير الأعلام: 4/ 457 والحاشية. طبقات ابن سعد: 5/ 144. الثقات: 4/ 305.

يلوموننى في سالم وألومهم1 ... وجلدة بين العين والأنف سالم قال مالك: لم يكن أحد في زمانه أشبه منه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل، وقال أحمد وإسحاق: أصح الطرق الزهرى عن سالم عن أبيه وقيل كان سالم يشترى الثوب بدرهمين. وقال له سليمان بن عبد الملك أي شيء تأكل؟ قال الخبز والزيت فإذا وجدت اللحم أكلته. وعن ميمون بن مهران قال: كان سالم على سمت أبيه وعدم رفاهيته وقيل كان يشترى في السوق ويتجر وقيل انه دخل في ثياب رثة غليظة على سليمان فأجلسه معه على سرير الخلافة مات سنة ست ومائة2 وقد شاخ رحمه الله تعالى. 78- 13/ 3ع- أبو صالح السمان ذكوان المدني مولى جويرية الغطفانية: وكان يجلب الزيت والسمن الى الكوفة شهد الدار وحصار عثمان رضي الله عنه وسأل سعد بن أبي وقاص وسمع أبا هريرة وعائشة وابن عباس وعدة من الصحابة رضي الله عنهم. وعنه ابنه سهيل والأعمش وسمى وزيد بن اسلم وبكير بن الأشج ويحيى بن سعيد وطائفة ذكره أحمد فقال ثقة ثقة من أجل الناس واوثقهم قال الأعمش: سمعت من أبي صالح ألف حديث قلت: توفى سنة إحدى ومائة رحمه الله تعالى. 79- 14/ 3ع- طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن اليماني الجندي من الأبناء: سمع زيد بن ثابت وعائشة وأبا هريرة وزيد بن أرقم وابن عباس وطائفة. حدث عنه ابنه عبد الله والزهري وإبراهيم بن ميسرة وأبو الزبير المكى وعبد الله بن أبي نجيح وحنظلة بن أبي سفيان وعدة وكان رأسا في العلم والعمل. قال عمرو بن دينار ما رأيت أحدا مثل طاوس، وقال قيس بن سعد كان طاوس فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة.

_ 1 كذا في الأصل - وفي تاج العروس ولسان العرب في س ل م "يديرونني عن سالم وأريغه" وفي هامش ديوان زهير بن أبي سلمى ص341 "ورد في 87 م" "يديرونني عن سالم وأديرهم". 2 وقيل 107أو 108. 78- تهذيب التهذيب: 3/ 219. تقريب التهذيب: 1/ 238. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 260. الجرح والتعديل: 3/ 450. طبقات ابن سعد: 5/ 222. معجم طبقات الحفاظ: 88. 79- تهذيب الكمال: 2/ 623. تهذيب التهذيب: 5/ 8 "14". تقريب التهذيب: 1/ 377 "14". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 15. الكاشف: 2/ 14. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 365. الجرح والتعديل: 4/ 2203 سير الأعلام: 5/ 38 والحاشية. الحلية: 4/ 4. البداية والنهاية: 9/ 235. الوافي بالوفيات: 16/ 412 والحاشية. الثقات: 4/ 391. ديوان الإسلام: ت1348.

الزبير الصنعاني: بعث أمير اليمن إلى طاوس بخمس مائة دينار فلم يقبلها. وقال إبراهيم بن ميسرة: ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاوسا. قلت: طاوس كان شيخ أهل اليمن وبركتهم ومفتيهم له جلالة عظيمة وكان كثير الحج فاتفق موته بمكة قبل التروية بيوم سنة ست ومائة وصلى عليه هشام بن عبد الملك الخليفة، رحمة الله عليه. 80- 15/ 3 ع- عطاء بن يسار الإمام الرباني أبو محمد المدني مولى أم المؤمنين ميمونة الفقيه الواعظ أخو الفقيه سليمان وعبد الله وعبد الملك: روى عن زيد بن ثابت وأبي أيوب وعائشة وأسامة بن زيد وأبي هريرة وعدة، وعنه زيد بن أسلم وعمرو بن دينار وصفوان بن سليم وهلال بن أبي ميمونة وشريك بن أبي نمر، وكان ثقة جليلا من أوعية العلم يقال مات سنة ثلاث ومائة، وقيل بل توفي سنة بضع وتسعين. ذكر أبو داود أنه سمع من ابن مسعود وقال سعيد ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني محمد بن أبي حرملة عن عطاء ابن يسار أخبرني أبو الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان} [الرحمن: 46] قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "نعم". وذكر الحديث سمعناه في الحادي عشر من حديث ابن زياد القطان. 81- 16/ 3ع- سليمان بن يسار المدني الفقيه العلم: عن عائشة وأبي هريرة وزيد بن ثابت وابن عباس وميمونة وطائفة، وعنه عمرو بن دينار والزهري وسالم أبو النضر ويحيى بن سعيد وصالح بن كيسان وآخرون. وكان من أئمة الاجتهاد. قال الحسن بن محمد ابن الحنفية: هو أفهم عندنا من سعيد بن المسيب. وقيل كان المستفتي يأتي سعيد بن المسيب فيقول له: عليك بسليمان بن يسار. وقال مالك: كان سليمان من علماء الناس. وقال مصعب بن عثمان: كان سليمان من أحسن الشباب صورة فدخلت عليه امرأة فراودته فامتنع وهرب منها. قيل مات سنة سبع ومائة وقيل سنة أربع ومائة1 وقيل غير ذلك رحمه الله تعالى.

_ 80- تهذيب الكمال: 2/ 938. تهذيب التهذيب: 7/ 317 "399". تقريب التهذيب: 2/ 23. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 232. الكاشف: 2/ 267. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 461. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 87. الجرح والتعديل: 6/ 1867. ميزان الاعتدال: 3/ 77. سير الأعلام: 4/ 448. والحاشية. الإكمال: 1/ 313. العبر: 1/ 125. الثقات: 5/ 199. ديوان الإسلام: ت 1411. 81- تهذيب الكمال: 1/ 548. تهذيب التهذيب: 4/ 228. تقريب التهذيب: 1/ 331. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 420. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 41. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 87. الجرح والتعديل: 4/ ص 149. الحلية: 2/ 19. البداية والنهاية: 9/ 244. سير الأعلام: 4/ 301. ديوان الإسلام: 1124. الثقات: 4/ 301. 1 وقيل 94، 100، 103، 109.

82- 17/ 3ع- خارجة بن زيد بن ثابت 1 الأنصاري المدني: أحد الفقهاء من كبار العلماء الا انه قليل الحديث فلهذا لم أذكره في الحفاظ رحمه الله تعالى. 83- 18/ 3ع- مجاهد بن جبر الإمام أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكى المقرى المفسر الحافظ: مولى السائب بن أبي السائب المخزومي سمع سعدا وعائشة وأبا هريرة وأم هانئ وعبد الله بن عمر وابن عباس ولزمه مدة وقرأ عليه القرآن وكان أحد أوعية العلم روى عنه قتادة والحكم بن عتيبة وعمرو بن دينار ومنصور والأعمش وأيوب وابن عون وعمر بن ذر وخلق قال مجاهد عرضت القرآن علي بن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت؟ وكيف كانت؟ قرأ على مجاهد بن كثير وأبو عمرو بن العلاء وابن محيصن. قال قتادة أعلم ممن بقى بالتفسير مجاهد. وقال بن جريج: لأن أكون سمعت من مجاهد أحب الى من أهلي ومالى. وقال خصيف: أعلمهم بالتفسير مجاهد. وروى إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: ربما أخذ لي بن عمر رضي الله عنهما بالركاب2. وقال الأعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته مبتذلا كأنه خربندج قد ضل حماره وهو مهتم لذلك فإذا انطق خرج من فيه اللؤلؤ. وقال حميد الأعرج كان مجاهد يكبر من: {وَالضُّحَى} قال غير واحد توفى سنة ثلاث ومائة. وروى الواقدي عن بن جريج قال: بلغ ثلاثا وثمانين سنة3. ذكر محمد بن حميد أخبرنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش

_ 82- تهذيب التهذيب: 3/ 74. تقريب التهذيب: 1/ 210. الكاشف: 1/ 265. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 204. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 42، 215، 216، 241. الجرح والتعديل: 3/ 374. أسد الغابة: 2/ 85. الإصابة: 2/ 223. 367. تجريد أسماء الصحابة: 1/ 147. الطبقات الكبرى: 3/ 524. سير الأعلام. جـ 4/ 437- 441. الحلية: 2/ 189. تذكرة الحفاظ: 1/ 91. الأعلام: 2/ 293. الثقات: 4/ 211. 1 توفي عام 99أو 100. 83- تهذيب الكمال: 3/ 1305. تهذيب التهذيب: 10/ 42 "68". تقريب التهذيب: 2/ 229. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 10. الكاشف: 3/ 120. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 411. الجرح والتعديل: 8/ 1469. ميزان الاعتدال: 3/ 439. لسان الميزان: 7/ 349. البداية والنهاية: 9/ 224. تاريخ الثقات: 420. الحلية: 3/ 279. مجمع: 1/ 191. تراجم الأحبار: 3/ 336. نسيم الرياض: 1/ 142. معرفة الثقات: 1686. لغير: 1/ 125. سير الأعلام: 4/ 449. والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 1801. الثقات: 5/ 419. 2 وفي تهذيب التهذيب ج 10 ص43 "قال ربما أخذ لابن عمر بالركاب" 3 توفي عام 101أو 102 أو 103 أو 104.

قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب لينظر إليها. ذهب الى حضرموت ليرى بئر برهوت وذهب الى بابل وعليه وال فقال له مجاهد: تعرض على هاروت وماروت فدعا رجلا من السحرة فقال: اذهب به فقال اليهودي بشرط ألا تدعو الله عندهما قال فذهب به الى قلعة فقطع منها حجرا ثم قال خذ برجلى فهوى به حتى انتهى الى جوبة فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين فلما رأيتهما قلت سبحان الله خالقكما فاضطربا فكأن الجبال تدكدكت فغشي على وعلى اليهودي ثم أفاق قبلى فقال قد أهلكت نفسك وأهلكتنى. 84- 19/ 3ع - خالد بن معدان أبو عبد الله الكلاعي الحمصي: عالم أهل بلده في زمانه سمع ثوبان ومعاوية وأبا امامة والمقدام بن معدى كرب وجبير بن نفير وكثير بن مرة وخلقا كثيرا وأرسل عن معاذ بن جبل والكبار حدث عنه بحير بن سعد وثور بن يزيد وحريز بن عثمان وصفوان بن عمرو وعبدة ابنته وآخرون فقال صفوان سمعته يقول لقيت سبعين صحابيا وقال بحير ما رأيت أحدا الزم للعلم منه وكان علمه في مصحف له ازرار وعرى وقال صفوان كان إذا عظمت حلقته قام خوف الشهرة قال سفيان الثوري ما اقدم على خالد بن معدان أحدا ويروى انه كان يسبح في اليوم سبعين ألف مرة وعنه قال لو كان للموت غاية تعرف ما سبقنى أحد اليه الا بفضل قوة قال جماعة مات سنة أربع ومائة قال الهيثم والمدائنى وجماعة سنة ثلاث ومائة، وهو أحد الأثبات غير أنه يدلس ويرسل حديثه في الكتب الستة رحمه الله تعالى. 85- 20/ 3ع- أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي البصري: أحد الأعلام روى عن سمرة بن جندب وثابت بن الضحاك وأنس بن مالك النجاري وأنس بن مالك الكعبي وزهدم بن مضرب وعمرو بن سلمة وخلق، وأرسل عن حذيفة وعائشة وطائفة وروايته عن عائشة مع هذا في صحيح مسلم حدث عنه أيوب وحميد ويحيى بن أبي كثير وخالد الحذاء وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وآخرون، طلب للقضاء فتغيب وتغرب عن وطنه فقدم

_ 84- تهذيب الكمال: 1/ 363. تهذيب التهذيب: 3/ 118. تقريب التهذيب: 1/ 218. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 284. الكاشف: 1/ 274. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 176. الجرح والتعديل: 3/ 1584. نسيم الرياض: 3/ 323. طبقات الحفاظ:/ 16. الحلية: 5/ 210. طبقات ابن سعد: 7/ 393. سير الأعلام: 4/ 516. الثقات: 4/ 196. 85- تهذيب الكمال: 2/ 684: 2/ 684. تهذيب التهذيب: 5/ 224 "387". تقريب التهذيب: 1/ 417 "319". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 58. الكاشف: 2/ 88. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 92. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 203. الجرح والتعديل: 5/ 268. ميزان الاعتدال: 2/ 425، 426. لسان الميزان: 7/ 262. الوافي بالوفيات: 17/ 185 والحاشية. البداية والنهاية: 9/ 231. سير الأعلام: 4/ 468 والحاشية. الثقات: 5/ 2. ديوان الإسلام: ت 1677.

الشام ونزل داريا وكان عظيم القدر. روى حماد بن زيد عن أيوب قال: مرض أبو قلابة بالشام فعاده عمر بن عبد العزيز وقال يا أبا قلابة: تشدد لا يشمت بنا المنافقون. قال حماد: مات أبو قلابة بالشام فاوصى بكتبه لأيوب السختياني فجىء بها في عدل راحلة. وقال ابن علية أخبرنا أيوب قال أوصى لي أبو قلابة بكتبه فأتيت بها من الشام فأديت كراءها بضعة عشرة درهما قال أبو عبيدة وشباب وأبو سعيد بن يونس: مات أبو قلابة سنة أربع ومائة. وقال الهيثم بن عدى وغيره سنة سبع ومائة وقال بن معين: سنة ست أو سبع رحمه الله تعالى. وأخبرني عبد المؤمن بن خالد الحافظ قال وأبو قلابة ممن ابتلى في بدنه ودينه أريد على القضاء بالبصرة فهرب الى الشام فمات بعريش مصر سنة أربع وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر. 86- 21/ 3 ع- أبو بردة 1 بن أبي موسى الأشعري الفقيه: أحد الأئمة الأثبات روى عن أبيه وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وحذيفة وابن سلام وأبي هريرة وغيرهم. وعنه ابنه بلال الأمير وحفيده بريد بن عبد الله وبكير بن الأشج وثابت البناني وقتادة وأبو إسحاق الشيباني وأمم كان علامة كثير الحديث، يقال اسمه عامر ولي قضاء الكوفة بعد شريح. قال الروياني في مسنده حدثنا أحمد بن اخى بن وهب حدثنا عمى نا عبد الله بن عياش القتباني عن أبيه ان يزيد بن المهلب ولي إمرة خراسان فقال: دلونى على رجل كامل في خصال الخير فدلوه على أبي بردة فلما رآه رأى رجلا فائقا فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرآته فقال انى وليتك كذا وكذا من عملى فاستعفاه فأبى فقال حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل فليتبوأ مقعده من النار" قال أبو نعيم: مات أبو بردة سنة أربع ومائة وقال الواقدي: سنة ثلاث رحمه الله تعالى. 87- 22/ 3ع- عكرمة الحبر العالم أبو عبد الله البربري ثم المدني الهاشمي مولى ابن

_ 86- تهذيب: "12/ 18 رقم 95". تقريب: 2/ 394. تعجيل: 1597. تهذيب الكمال: 1579. الزهد لوكيع: رقم 66. تفسير الطبي: 1/ 129، 15/ 18559. طبقات ابن سعد: 1/ 136. كتاب الإيمان الفهرس: 1/ 256. 1 قيل اسمه الحارث وقيل عامر. 87- تهذيب الكمال: 2/ 950. تهذيب التهذيب: 7/ 263 "475". تقريب التهذيب: 2/ 30. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 240. الكاشف: 2/ 276. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 49. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 119، 243، 257، 258. الجرح والتعديل: 7/ 41. ميزان الاعتدال: 3/ 93. لسان الميزان: 7/ 308. تاريخ الثقات: 339. مقدمة الفتح: 425. المغني: 4169. الحلية: 3/ 326. الثقات: 5/ 229. 230. طبقات الحفاظ: 37. تراجم الأحبار: 3/ 32. سير الأعلام: 5/ 12 والحاشية. البداية والنهاية: 9/ 244. ديوان الإسلام: ت: 1416. تاريخ أصبهان: 896.

عباس: روى عن مولاه وعائشة وأبي هريرة وعقبة بن عامر وأبي سعيد وروايته عن علي بن أبي طالب في سنن النسائي وذلك ممكن لأن ابن عباس ملكه عند ما ولي البصرة لعلي حدث عنه خلائق منهم أيوب وأبو بشر وعاصم الأحول وثور بن يزيد وثور بن زيد وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وعقيل بن خالد وعباد بن منصور وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل وأفتى في حياة ابن عباس. قال عكرمة طلبت العلم أربعين سنة وكان بن عباس يضع الكبل في رجلي على تعليم القرآن والسنن. قال عمرو بن دينار سمعت أبا الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى بن عباس، هذا اعلم الناس وروى مغيرة عن سعيد بن جبير وقيل له: تعلم أحدا أعلم منك قال: نعم عكرمة وعن الشعبي قال: ما بقى أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة قال أيوب قال عكرمة إني لأخرج الى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فيفتح لي خمسون بابا من العلم. قلت: لا ريب إن هذا الإمام من بحور العلم وقد تكلم فيه بأنه على رأى الخوارج ومن ثم اعرض عنه مالك الإمام ومسلم. قال قرة بن خالد: كان الحسن إذا قدم عكرمة البصرة امسك عن التفسير والفتيا ما دام عكرمة بالبصرة، وقال طاوس لو ان مولى ابن عباس اتقى الله وكف عن بعض حديثه لشدت إليه المطايا، مات سنة سبع ومائة1 بالمدينة رحمه الله. 88- 23/ 3ع- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عتيق بن عثمان رضي الله عنه الإمام القدوة أبو عبد الرحمن القرشي التيمى المدني الفقيه: سمع عمته عائشة وابن عباس ومعاوية وفاطمة بنت قيس وابن عمر وطائفة، وعنه ابنه عبد الرحمن الزهرى وابن المنكدر وابن عون وربيعة الرأي وأفلح بن حميد وحنظلة بن أبي سفيان وأيوب السختياني وخلق. قتل أبوه فربى يتيما في حجر عمته فتفقه بها. قال يحيى بن سعيد الأنصاري: ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم. وعن أبي الزياد قال: ما رأيت فقيها أعلم من القاسم, وما رأيت أحدا أعلم بالسنة منه وقال بن عيينة: كان القاسم اعلم أهل زمانه. وقال على بن المديني: له مائتا حديث. وقال بن سعد: كان إماما فقيها ثقة رفيعا ورعا كثير

_ 1 وقيل 108أو 109أو 110. 88- تهذيب الكمال: 2/ 1115. تهذيب التهذيب: 8/ 333 "601". تقريب التهذيب: 2/ 120. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 346. الكاشف: 2/ 393. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 157. الجرح والتعديل: 7/ 675. سير الأعلام: 5/ 53 والحاشية. تاريخ الثقات: 387. الحلية: 2/ 183. تراجم الأحبار: 3/ 266. طبقات ابن سعد: 5/ 344، 420. البداية والنهاية: 9/ 250. ثقات: 5/ 302.ديوان الإسلم: ت: 1659.

الحديث. قال أيوب السختياني: ما رأيت رجلا أفضل من القاسم. لقد ترك مائة ألف وهي له حلال. وعن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي من الأمر شيء لاستخلفت أعيمش بنى تيم يعنى القاسم، وصدق فإن الخلافة من بعده كانت معهودة إلى يزيد بن عبد الملك من سليمان. قال خليفة بن خياط: مات في آخر سنة ست ومائة أو أول سنة سبع. وقال الهيثم بن عدى وابن بكير: مات سنة سبع ومائة1 رحمه الله. 89- 24/ 3ع- الأعرج الحافظ المقرئ أبو داود عبد الرحمن بن هرمز مولى ربيعة بن الحارث بن عبد الملك الهاشمي المدني كاتب المصاحف: سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري وعبد الله بن بحينة وجماعة حدث عنه الزهرى وأبو الزناد وصالح بن كيسان ويحيى بن سعيد وعبد الله بن لهيعة وآخرون وكان ثقة ثبتا عالما مقرئا تحول في آخر عمره إلى ثغر الإسكندرية مرابطا فتوفى في سنة سبع عشرة ومائة2. 90- 25/ 3 ع- عطاء بن أبي رباح مفتي أهل مكة ومحدثهم القدوة العلم أبو محمد بن أسلم القرشي مولاهم المكى الأسود: ولد في خلافة عثمان وقيل في خلافة عمر وهو أشبه، سمع عائشة وأبا هريرة وابن عباس وأبا سعيد وأم سلمة وطائفة وعنه أيوب وحسين المعلم وابن جريج وابن إسحاق والأوزاعي وأبو حنيفة وهمام بن يحيى وجرير بن حازم وخلق كثير كان أسود مفلفلا فصيحا كثير العلم من مولدي الجند. قال أبو حنيفة: ما رأيت أحدا أفضل من عطاء وقال ابن جريج: كان المسجد فراشه عشرين سنة. قال: وكان من أحسن الناس صلاة قال الأوزاعي: مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس وقال محمد بن عبد الله الديباج: ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر فإن سئل أحسن الجواب، وقال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم خيل إلينا أنه يؤيد. وقال عبد الله بن عباس: يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم

_ 1 وقيل 101و102. 89- تهذيب الكمال: 2/ 823. تهذيب التهذيب: 6/ 290 "566". تقريب التهذيب: 1/ 501 "1142". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 156. الكاشف: 2/ 189. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 360. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 283. الجرح والتعديل: 5/ 1408. طبقات ابن سعد: 5/ 209. الثقات: 5/ 107. 2 110 أو 127. 90- تهذيب الكمال: 2/ 933. تهذيب التهذيب: 7/ 199 "384". تقريب التهذيب: 2/ 22. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 230. الكاشف: 2/ 265. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 463. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 277. الجرح والتعديل: 6/ ص 330. ميزان الاعتدال: 3/ 70. لسان الميزان: 7/ 305. البداية والنهاية: 9/ 306. الحلية: 3/ 310. طبقات ابن سعد: 2/ 386، 5/ 555، 483، 7/ 370. سير الأعلام: 5/ 78 والحاشية. الثقات: 5/ 198. ديوان الإسلام: ت: 1414.

عطاء؟ وروى الثوري عن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: قدم ابن عمر مكة فسألوه فقال تجتمعون لي المسائل وفيكم عطاء؟ وعن أبي جعفر الباقر قال: ما بقى على وجه الأرض أعلم بمناسك الحج من عطاء قلت: مناقب عطاء في العلم والزهد والتأله كثيرة. مات على الأصح في رمضان سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة خمس عشرة بمكة. 91- 26/ 3ع- ميمون بن مهران الإمام القدوة أبو أيوب الرقي: عالم أهل الجزيرة أعتقته امرأة بالكوفة فنشأ بها واستوطن الجزيرة. روى عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وطائفة, وأرسل عن عمر والزبير وغيرهما وحدث عنه أبو بشر وخصيف وجعفر بن برقان وحجاج بن أرطاة وسالم بن أبي المهاجر والأوزاعي وأبو المليح الرقى ومعقل بن عبيد الله وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة. وروى جعفر بن برقان عن ميمون قال: قمت من عند عمر بن عبد العزيز فقال: إذا ذهب هذا وضرباؤه صار الناس رجراجة. قال سليمان بن موسى الفقيه: كان هؤلاء علماء الناس في خلافة هشام الحسن, ومكحول, وميمون بن مهران والزهري. وقال أبو المليح: ما رأيت رجلا أفضل من ميمون. قلت: استعمله عمر بن عبد العزيز على خراج الجزيرة وقضائها فقال ولده عمرو سمعت أبي يقول: وددت أن أصبعى قطعت من ههنا وأنى لم ألِ لا لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره. ويروى أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يومًا سبعة عشر ألف ركعة. قال النسائي: ثقة. توفى ميمون سنة سبع عشرة ومائة وكان من أبناء الثمانين رحمه الله تعالى. 92- 27/ 3ع- نافع الإمام العلم أبو عبد الله العدوى المدني: حدث عن مولاه ابن عمر

_ 91- تهذيب الكمال: 3/ 1397. تهذيب التهذيب: 10/ 390 "703". تقريب التهذيب: 2/ 292. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 74. الكاشف: 3/ 193. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 338. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 256، 284. الجرح والتعديل: 8/ 1053. تاريخ الثقات: 445. ثقات: 5/ 417. تراجم الأحبار: 3/ 392. طبقات ابن سعد: 9/ 192 والفهرس. الحلية: 4/ 82. البداية والنهاية: 9/ 201. تاريخ أسماء الثقات: 1405. سير الأعلام: 5/ 71 والحاشية. معرفة الثقات: 1828. 92- تهذيب الكمال: 3/ 1405. تهذيب التهذيب: 10/ 412 "742". تقريب التهذيب: 2/ 296. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 89. الكاشف: 3/ 197. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 84. الجرح والتعديل: 8/ 2070. تاريخ الثقات: 447. تاريخ الإسلام: 5/ 10. تاريخ أسماء الثقات: 469. نسيم الرياض: 3/ 64. ثقات: 5/ 467. البداية والنهاية: 9/ 319. سير الأعلام: 5/ 95 والحاشية. تراجم الأحبار: 4/ 116. معرفة الثقات: 1838. معجم طبقات الحفاظ: 79. ديوان الإسلام: ت: 2068.

وعن عائشة وأبي هريرة وأم سلمة ورافع بن خديج وأبي لبابة وطائفة, وعنه أيوب وعبيد الله بن عمر وابن عون وابن جريج والأوزاعي ومالك وعقيل بن خالد والليث وخلق قال البخاري وغيره أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر. قال عبيد الله بن عمر بعث عمر بن عبد العزيز نافعا إلى أهل مصر يعلمهم السنن. روى الأصمعي عن العمرى عن نافع قال: أعطى عبد الله بن جعفر بن عمر في اثني عشر ألفا فأبى وأعتقنى قال: أحمد بن حنبل إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما. ابن وهب حدثني مالك قال: كنت آتى نافعا وأنا غلام حديث السن معي غلام فينزل ويحدثنى وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد فإذا طلعت الشمس قام وكان في حياة سالم لا يفتى وكان يلتف بكساء أسود يضعه على فيه ولا يكلم أحدا كان صغير النفس، أصبغ بن الفرج أخبرنا عبد الله بن رجاء عن يونس بن يزيد قال: قال نافع: من يعذرنى من زهريكم يأتينى فأحدثه عن ابن عمر ثم يذهب إلى سالم فيقول: سمعت هذا من أبيك فيقول: نعم فيحدث به عن سالم ويدعنى والسياق من عندي قال حماد بن زيد ومحمد بن سعد وجماعة: مات نافع سنة سبع عشرة ومائة1. قال يحيى بن معين: نافع ديلمى فيه لكنة. مات سنة سبع عشرة. وعن نافع: قد خدمت بن عمر ثلاثين سنة فأعطاه بن عامر في ثلاثين ألفا فقال: إني أخاف أن تفتننى دراهم ابن عامر, اذهب فأنت حر. وقيل كان لنافع جارية اسمها كوكب الصبح. 93- 28/ 3 ع- وهب بن منبه الحافظ أبو عبد الله الصنعاني عالم أهل اليمن: ولد سنة أربع وثلاثين روى عن أبي هريرة يسيرا وعن عبد الله بن عمر وابن عباس وأبي سعيد وجابر بن عبد الله وغيرهم, وعنده من علم أهل الكتاب شيء كثير فإنه صرف عنايته إلى ذلك وبالغ وحديثه في الصحيحين عن أخيه همام. ولهمام عن أبي هريرة نسخة مشهورة أكثرها في الصحاح رواها عنه معمر. وطال عمر همام وعاش إلى سنة نيف وثلاثين ومائة

_ 1 وقيل 120. 93- تهذيب الكمال: 3/ 1480. تهذيب التهذيب: 11/ 166 "288". تقريب التهذيب: 2/ 339. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 138. الكاشف: 3/ 245. ديوان الإسلام: ت: 2166. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 164. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 252، 274، 2/ 33. الجرح والتعديل: 9/ 110. ميزان الاعتدال: 4/ 353. لسان الميزان: 7/ 428. المشتبه: 9، 405. معجم طبقات الحفاظ: 185. تاريخ الثقات: 467. مقدمة الفتح: 450. الحلية: 4/ 23. تراجم الأحبار: 4/ 218. نسيم الرياض: 1/ 369. البداية والنهاية: 9/ 276. سير الأعلام: 4/ 554 والحاشية. تاريخ الإسلام: 5/ 14. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 189. ثقات: 5/ 487.

حدث عنه وهب ابن أخيه عبد الصمد وأقاربه وعمرو بن دينار وإسرائيل أبو موسى وسماك بن الفضل وعوف الأعرابي وآخرون. وكان ثقة واسع العلم ينظر بكعب الأحبار في زمانه. قال العجلي: كان ثقة تابعيا على قضاء صنعاء. وقيل: كان والده منبه من أهل هراة ممن بعثهم كسرى لأخذ اليمن فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وعن وهب قال: يقولون عبد الله بن سلام أعلم أهل زمانه, وكعب أعلم أهل زمانه, أفرأيت من جمع علمهما؟ يعنى نفسه. قال مثنى بن الصباح: لبث وهب عشرين سنة ولم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا. ولوهب ترجمة طويلة في تاريخ دمشق توفي سنة أربع عشرة ومائة رحمه الله تعالى. 94- 29/ 3 ع- ابن أبي مليكة الإمام شيخ الحرم أبو بكر وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمى المكى الأحول قاضى مكة زمن بن الزبير ومؤذن الحرم: روى عن جده وعائشة وأم سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وابن عمر وطائفة, وعنه عمرو بن دينار وأيوب وابن جريج ويزيد بن إبراهيم وجرير بن حازم ونافع بن عمر الجمحي وأبو عامر الخزاز وعبد الواحد بن أيمن والليث بن سعد وخلق سواهم وكان إماما فقيها حجة فصيحا مفوها متفقا على ثقته, روى عنه أيوب قال بعثني ابن الزبير على قضاء الطائف فكنت أسأل ابن عباس. توفي سنة سبع عشرة ومائة. 95- 30/ 3ع- عبد الله بن بريدة بن الحصيب الحافظ أبو سهل الأسلمى المروزي قاضى مرو وعالم خراسان: حدث عن أبيه وعائشة وسمرة بن جندب وعمران بن حصين وأبى موسى الأشعري وأبي الأسود ظالم الدؤلي والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن مغفل. وقيل إنه لقي ابن مسعود. مولده في خلافة عمر. حدث عنه الجريري وحسين المعلم ومقاتل ابن حيان وأجلح الكندي وكهمس بن الحسن ومعاوية بن عبد الكريم الثقفى ومالك بن مغول وقاضى مرو الحسين بن واقد وخلق كثير. وهو متفق على الاحتجاج به وقد عاش مائة سنة توفي خمس عشرة ومائة1 وقد نشر علما كثيرا ولله الحمد.

_ 94- تهذيب: 12/ 132 رقم: 146". تقريب: 2/ 398. تهذيب المال: 1585. الجرح والتعديل: 9/ 346. 95- تهذيب الكمال: 2/ 667. تهذيب التهذيب: 5/ 157 "270". تقريب التهذيب: 1/ 403 "203". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 42. الكاشف: 2/ 74. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 51. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 139. الجرح والتعديل: 5/ 61. ميزان الاعتدال: 2/ 369، 396. لسان الميزان: 7/ 258. مقدمة لفتح: 413. طبقات ابن سعد: 7/ 1/ 160، 7/ 158، 334، 371. الوافي بالوفيات: 17/ 84 والحاشية. سير الأعلام: 5/ 50 والحاشية. الثقات: 5/ 16. 1 وقيل 105 أو 125.

عدد من علماء التابعين: وكان في هذا الوقت من علماء التابعين عدد كثير في مملكة الإسلام منهم: الأغر أبو مسلم الكوفي وأصله مدني يروي عن أبي هريرة وغيره, وأنس بن سيرين من علماء البصرة, وأخته حفصة, وبسر بن سعيد المدني الرجل الصالح, وبسر بن عبد الله الحضرمي من ثقات الحمصيين, وبشير بن يسار المدني من موالي الأنصار, وبكر بن عبد الله المزني البصري يذكر مع الحسن ومات قبله, وأبو الصديق بكر بن عمرو الناجي أحد الثقات بالبصرة, وأبو الزاهرية حدير بن كريب شامي ثقة, وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني, وخارجة بن زيد بن ثابت أحد الفقهاء بالمدينة, وذر بن عبد الله الهمداني الكوفي, وراشد بن سعد من علماء الحمصيين, وسالم بن أبي الجعد الأشجعي من مواليهم وسالم أبو الغيث صاحب أبي هريرة, وسعد بن عبيدة الكوفي السلمي, وسعيد بن أبي سعيد المقبري ووالده من علماء التابعين, وسعيد بن مرجانة المدني, وسعيد بن أبي هند المدني, وسعيد بن يسار أبو الحباب المدني, وسلمان مولى عزة أبو حازم الأشجعي الكوفي, وسليم بن عامر الخبائري حمصي, وشداد أبو عمار الدمشقي مولى معاوية, وشفي بن ماتع الأصبحي المصري, وشريح بن عبيد الحضرمي الحمصي, وشهر بن حوشب الأشعري, والضحاك بن شراحيل المشرقي الكوفي, والضحاك بن عرزب الأردني والضحاك بن مزاحم الخراساني المفسر, وضمرة بن حبيب الحمصي, وطريف أبو تميمة الهجيمي, وطلحة بن نافع أبو سفيان الكوفي, وطلق بن حبيب البصري, وعامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري, وعامر بن سعد البجلي الكوفي, وعباد بن تميم المازني المدني, وعبادة بن نسي الكندي الأردني, وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري, وعباس بن سهل بن سعد الساعدي, وعبد الله بن خباب الأنصاري, وأبو رافع عبد الله بن رافع مولى أم سلمة, وعبد الله بن شقيق العقيلي, وعبد الله بن عامر اليحصبي مقرئ الشام, وعبد الله بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر العدوي, وعبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي, وعبد الله بن محيريز الجمحي, وعبد الله بن مرة الخارفي الكوفي, وعبد الله بن معبد بن عباس الهاشمي, وعبد الله بن معبد الزماني, وعبد الله بن نيار بن مكرم الأسلمي, وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي الفقيه, وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن يد بن الخطاب العدوي, وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي, وعبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي, وعبد الرحمن بن البيلماني والد الضعيف محمد, وعبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي, وعبد الرحمن بن جبير المصري المؤذن, وعبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي إفريقية, وعبد الرحمن بن سابط الجمحي وعبد الرحمن بن شماسة المهري, وعبد الرحمن بن عائذ

الثمالي الحمصي, وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك, وعمه عبد الرحمن بن كعب, وعبد الرحمن بن مطعم أبو المنهال البناني, وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي, وعبد الرحمن بن هلال العبسي, وعبد الرحمن بن, وعلة المصري, وعبد الرحمن بن يعقوب الحرقي والد العلاء, وعبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب, وعبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي, وعبيد الله بن مقسم بن جريج المدني, وعبيد بن جبير المدني, وعبيد بن السباق الثقفي, وعراك بن مالك الغفاري, وعروة بن المغيرة الثقفي, وعطاء بن ميناء المدني, وعطاء بن يزيد الليثي, وعطية بن سعد العوفي, وعطية بن قيس الحمصي, وعكرمة بن خالد المخزومي, وعكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام, وعلقمة بن وائل بن حجر الكندي, وعلي بن داود أبو المتوكل الناجي, وعلي بن رباح اللخمي, وعلي بن عبد الله بن عباس الهاشمي, وعلي بن عبد الله البارقي, وعمارة بن عمير التيمي الكوفي, وعمر بن الحكم بن ثوبان المدني, وعمر بن الحكم بن رافع المدني, وعمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب, وعمرو بن أوس الثقفي الطائفي, وعمرو بن سليم الزرقي من علماء المدينة, وعمرو بن الشريد بن سويد الطائفي, وعمرو بن علقمة بن وقاص الليثي, وعمرو بن مالك أبو علي الجنبي بصري, وعمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي شامي, وعمير بن هاني العنسي الداراني, وعياض بن عبد الله بن سعد العامري, والعيزار بن حريث العبدي, والقاسم بن مخيمرة الفقيه أبو عروة الهمداني, وقزعة بن يحيى ويكنى أبا الغادية, وكريب أبو رشدين العباسي, ولقمان بن عامر الوصابي الحمصي, ومحمد بن جبير بن مطعم النوفلي, وأخوه نافع, ومحمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة, ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري وله أولاد علماء, ومحمد بن سعد بن أبي وقاص الزهري, ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي من فقهاء مكة, ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني, ومحمد بن عمرو بن عطاء العامري المدني, ومحمد بن كعب القرظي من علماء المدينة, ومسلم بن صبيح أبو الضحى من علماء الكوفة, ومسلم بن يسار الفقيه أبو عبد الله, والمسيب بن رافع أبو العلاء الكوفي فقيه ضرير, ومصدع أبو يحيى المعرقب ومصعب بن سعد بن أبي وقاص, والمطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي المدني, ومعاوية بن قرة أبو إياس المزني من علماء البصرة, ومعبد بن سيرين أحد الأخوة, ومعبد بن كعب بن مالك السلمي أحد الأخوة, وممطور أبو سلام الحبشي الأسود من علماء الشام, والمنذر بن جرير بن عبد الله البجلي, والمنذر بن مالك أبو نضرة العبدي من علماء البصرة. ونافذ أبو معبد الفقيه مولى بن عباس ونصر بن عاصم الليثي النحوي بصري, والنضر بن أنس بن مالك من علماء البصرة والنعمان بن سالم أدركه شعبة, والنعمان بن أبي عياش الزرقي,

ونعيم بن عبد الله المجمر المدني, وهلال بن يساف الأشجعي مولاهم الكوفي, وواسع بن حبان بن منقذ الأنصاري المدني, والوليد بن عبد الرحمن الجرشي فقيه حمصي, وأبو مجلز لاحق بن حميد من علماء البصرة, ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب المدني, ويحيى بن عقيل الخزاعي الفقيه نزيل مرو, ويحيى بن عمارة بن أبي الحسن المازني المدني ويحيى بن, وثاب الأسدي مقريء الكوفة, ويحيى بن يعمر نزيل مرو ويزيد بن الأصم الفقيه بن خالة بن عباس ويزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف أبو العلاء العامري ويزيد مولى المنبعث مدني حجة, ويوسف بن مالك من علماء مكة, ويونس بن جبير أبو غلاب البصري الفقيه, وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي, والفقيه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قاضي المدينة, وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري, وأبو الجوزاء الربعي, واسمه أوس بن عبد الله, وأبو حرب بن أبي الأسود الديلي البصري, وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني المصري الفقيه, وأبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي, وأبو السائب مولى هشام بن زهرة المدني, وأبو السفر الهمداني سعيد بن يحمد, وأبو سفيان مولى عبد الله بن أبي أحمد, وأبو ظبيان الجنبي حسين بن جندب, وأبو العالية البصري البراء اسمه زياد, ولقبه أذينة, وأبو العباس الشاعر اسمه السائب بن فروخ مكي, وأبو عبد الله الأغر اسمه سليمان, وأبو المليح بن أسامة الهذلي يقال: اسمه عامر ويقال: زيد وأبو الوداك الهمداني جبر بن نوف, وأبو الوضيء القيسي عباد بن نسيب, وأبو يونس مولى أبي هريرة سليم بن جبير, وأبو يونس مولى عائشة لم يسم, وزينب بنت كعب بن عجرة, وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص, وعمرة بنت عبد الرحمن الفقيهة رضي الله عنهم.

الطبقة الرابعة من الكتاب

الطبقة الرابعة من الكتاب: وهي الثالثة من التابعين وفيها من تأخر منهم أو توفي معهم وكان في عصرهم من كبار الحفاظ رحمهم الله تعالى: 96- 1/ 4 ع- مكحول عالم أهل الشام أبو عبد الله بن أبي مسلم الهذلي الفقيه الحافظ: مولى امرأة من هذيل وأصله من كابل وقيل هو من أولاد كسرى وداره بدمشق بطرف سوق الأحد يرسل كثيرا ويدلس عن أبي بن كعب وعبادة بن الصامت وعائشة والكبار وروى عن أبي أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن غنم وأبي إدريس الخولاني وأبي سلام ممطور وخلق وعنه أيوب بن موسى والعلاء بن الحارث, وزيد بن واقد وثور بن يزيد, وحجاج بن أرطاة, والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وآخرون كثيرون. قال ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول: طفت الأرض في طلب العلم. وروى أبو وهب عن مكحول قال عتقت بمصر فلم أدع بها علما إلا حويته في ما أرى ثم أتيت العراق ثم المدينة فلم أدع بهما علما إلا حويت عليه فيما أرى ثم أتيت الشام فغربلتها وقال الزهري العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولا وقال أبو حاتم: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول قال بن زرير سمعت مكحول يقول كنت عبدا لسعيد بن العاص فوهبني لامرأة من هذيل بمصر فما خرجت من مصر حتى ظننت أن ليس بها علم إلا وقد سمعته ولم أر مثل الشعبي قال سعيد بن عبد العزيز قال مكحول ما استودعت صدري شيئا إلا وجدته حين أريد ثم قال سعيد كان مكحول أفقه من الزهري وكان بريئا من القدر وقال سعيد بن عبد العزيز أعطى مكحول صرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين دينارا ثمن الفرس وقيل كان في لسانه لكنة يجعل القاف كافا قال أبو مسهر وجماعة توفي مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة وقال أبو نعيم ودحيم سنة اثنتي عشرة وقيل غير ذلك.

_ 96- تهذيب الكمال: 3/ 1369 تهذيب التهذيب: 10/ 289 "509". تقريب التهذيب: 2/ 273. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 54. الكاشف: 3/ 172. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 21. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 27، 272، 307. الجرح والتعديل: 8/ 1867. ميزان الاعتدال: 4/ 177. لسان الميزان: 7/ 397. تاريخ الثقات: 439. الحلية: 5/ 177. تراجم الأحبار: 3/ 367. البداية والنهاية: 9/ 305. المغني: 6407. معرفة الثقات: 1784. سير الأعلام: 5/ 155. معجم المؤلفين: 12/ 319.ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 138. الأنساب: 8/ 37. ديوان الإسلام: ت: 1821.

97- 2/ 4ع- الزهري أعلم الحفاظ أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني الإمام: ولد سنة خمسين، وحدث عن بن عمر وسهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وطبقتهم من صغار الصحابة وكبار التابعين وعنه عقيل ويونس والزبيدي وصالح بن كيسان ومعمر وشعيب ابنأبي حمزة والأوزاعي والليث ومالك وابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وأمم سواهم. قال أبو داود: حديثه ألفان ومائتان, النصف منها مسند. وقال معمر: سمع الزهري من بن عمر حديثين. قال الزهري: جالست ابن المسيب ثمان سنين. قال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف يكتب كلما سمع. وروى أبو صالح عن الليث قال ما رأيت عالما قط أجمع من الزهري, يحدث في الترغيب فتقول لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن العرب والأنساب قلت لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن القرآن والسنة فكذلك. روى إسحاق المسيبي عن نافع أنه عرض القرآن على الزهري. قال الليث قال الزهري: ما صبر أحد على العلم صبري, ولا نشره أحد نشري، قال عمر بن عبد العزيز: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري وروى الليث عنه قال: ما استودعت قلبي علما فنسيته قال مالك: بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير وقال أيوب السختياني: ما رأيت أعلم منه وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البعر. قال الليث: كان من أسخى الناس. وقال غيره: كان الزهري جنديا جليلا وكان يخضب بحناء وكتم. قال سعيد بن عبد العزيز: أدى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار دينا وكان يؤدب ولده ويجالسه. قلت: وفد في حدود سنة ثمانين على الخليفة عبد الملك فأعجب بعلمه ووصله وقضى دينه قال هشام بن عمار أنا الوليد بن مسلم عن سعيد أن هشام بن عبد الملك سأل الزهري أن يملي على بعض ولده شيئا فأملي عليه أربعمائة حديث. وخرج

_ 97- تهذيب الكمال: 3/ 1269. تهذيب التهذيب: 9/ 445. تقريب التهذيب: 2/ 207. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 457. الكاشف: 3/ 96. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 220. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 56، 320. الجرح والتعديل: 8/ 318. ميزان الاعتدال: 4/ 40. تاريخ الثقات: 412. تراجم الأحبار: 4/ 13. الحلية: 3/ 360. طبقات ابن سعد: 4/ 126. سير الأعلام: 5/ 326 والحاشية. معرفة الثقات رقم 1645. المعين: 427. نسيم الرياض: 193، 401. معجم الثقات: 343. الثقات: 5/ 149. الوافي بالوفيات: 5/ 24. تاريخ أسماء الثقات: 1191.

الزهري فقال: أين أنتم يا أصحاب الحديث فحدثهم بتلك الأربعمائة ثم لقي هشاما بعد شهر أو نحوه فقال للزهري: أن ذلك الكتاب ضاع, فدعا بكاتب فأملاها عليه, ثم قابل بالكتاب الأول فما غادر حرفا واحدا. ومن حفظ الزهري أنه حفظ القرآن في ثمانين ليلة. روى ذلك عنه ابن أخيه محمد بن عبد الله وعن الزهري قال: ما استعدت علما قط. قال بقية حدث شعيب بن أبي حمزة قال قيل لمكحول من أعلم من لقيت قال: ابن شهاب, ثم قال من؟ قال: ابن شهاب. يحيى بن بكير حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن مالك قال قدم بن شهاب المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان فلما خرجا وقت العصر خرج بن شهاب وهو يقول: ما ظننت إن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة, يقول: ما ظننت أن أحدا بلغ من العلم ما بلغ بن شهاب. عقيل عن بن شهاب قال: من سنة الصلاة أن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم بسم الله الرحمن الرحيم ثم سورة وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص قال الليث: كان ابن شهاب يكثر شرب العسل ولا يأكل التفاح قال أنس بن عياض حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال رأيت ابن شهاب يؤتي بالكتاب وما يقرأ ولا يقرأ عليه فيقولون: نأخذ هذا عنك؟ فيقول: نعم, فيأخذونه وما يراه. بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال ما استعدت حديثا قط وما شككت في حديث إلا حديثا واحدا فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت. قال أبو قدامة السرخسي قال يحيى بن سعيد: مرسل الزهري شر من مرسل غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمى سمي وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه. أبو مسهر أخبرنا يزيد بن السمط أنا قرة بن حيوءيل قال: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب في نسب قومه. ابن وهب قال: مالك هلك ابن المسيب فلم يترك كتابا هو ولا القاسم ولا عروة ولا ابن شهاب. فقلت, لابن شهاب وأنا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب؟ قال: لا قلت ولا تسأل أن تظاهر عليك الحديث؟ قال: لا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري قال جالست أربعة من قريش بحورا سعيدا وعروة وعبيد الله وأبا سلمة بن عبد الرحمن، قال ابن المديني: دار علم الثقات علي الزهري وعمرو بن دينار بالحجاز وقتادة ويحيى بن أبي كثير بالبصرة وأبي إسحاق والأعمش بالكوفة يعني أن غالب الأحاديث الصحاح لا تخرج عن هؤلاء الستة.

قال محمد بن عبد العزيز قلت للوليد بن محمد الموقري صف لي الزهري قال: كان قصيرا أعمش له جمة وفصاحة، قلت له يوما يا أبا بكر لا أعرف لك عيبا إلا الدين قال: وما علي من الدين علي أربعة آلاف دينار. ولي أربعة"؟ " أعين كل عين خير من أربعين ألف دينار ولا يرثني إلا ابن ابن ووددت ألا يرثني أحد. محمد بن عثمان التنوخي أخبرنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان الزهري يلعن من حدث بهذا "ونهيتكم عن النبيذ فاشربوا" قلت لسعيد يرويه عمرو بن شعيب؟ قال: إياه كان يعني. محمد بن ميمون المكي أخبرنا ابن عيينة، قال: مررت على الزهري وهو جالس على سارية عند باب الصفا فجلست بين يديه فقال: يا صبي قرأت القرآن قلت: بلى قال: تعلمت الفرائض؟ قلت: بلى, كتبت الحديث؟ قلت: بلى, وذكرت له أبا إسحاق الهمداني, قال أبو إسحاق أستاذ, عن إسماعيل المكي عن الزهري قال: من سره أن يحفظ الحديث فيأكل الزبيب. أيوب بن سويد حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال قال لي القاسم بن محمد: أراك تحرص علي العلم أفلا أدلك على وعائه؟ قلت: بلى. قال عليك بعمرة بنت عبد الرحمن فإنها كانت في حجر عائشة, فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينزف. يروي عن الزهري قال: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة. قال عبد الرزاق سمعت معمرا يقول: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد بن يزيد فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته من علم الزهري. معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم. مناقب الزهري وأخباره وتحتمل أربعين ورقة طول ذلك الحافظ ابن عساكر, وقد وقع لي من عواليه نحو سبعين حديثا. توفي في رمضان سنة أربع وعشرين1 ومائة. 98- 3/ 4ع - عمرو بن دينار الحافظ الإمام عالم الحرم أبو محمد الجمحي مولاهم المكي الأثرم:

_ 1 وقيل 123، 125. 98- تهذيب الكمال: 2/ 1031. تهذيب التهذيب: 8/ 28 "5ط". تقريب التهذيب: 2/ 69. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 284. الكاشف: 2/ 328. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 328. تاريخ البخاري الصغير: 1، 2/ 437. الجرح والتعديل: 6/ 8280. ميزن الاعتدال: 3/ 260. البداية والنهاية: 10/ 21. تاريخ الثقات: 363. سير الأعلام: 5/ 311 والحاشية.

ولد سنة ست وأربعين أو نحوها وسمع ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وبجالة بن عبدة وأنس بن مالك وأبا الشعثاء وطاوسا وعدة. حدث عنه شعبة وابن جريج والحمادان والسفيانان وورقاء وخلق سواهم قال شعبة ما رأيت أحدا أثبت في الحديث من عمرو وقال ابن عيينة: كان لا يدع المسجد كان يحمل على حمار. وما رأيته إلا وهو مقعد, وكان فقيها وكان يحدث علي المعنى ويقول: أحرج على من يكتب عني, وكنت أتحفظ حديثه. وقال ابن مهدي: قال لي شعبة: لم أرَ مثل عمرو بن دينار. وقال يحيى القطان: وأحمد هو أثبت من قتادة. قال عبد الله بن أبي نجيح: ما رأيت أحدا قط أفقه من عمرو, لا عطاء ولا مجاهدا ولا طاوسا وذكره ابن عيينة، فقال: ثقة ثقة ثقة، كان قد جزء الليل فثلثا ينام وثلثا يدرس حديثه وثلثا يصلي. وروى نعيم بن حماد عن ابن عيينة قال ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار قال الواقدي عاش ثمانين سنة. قلت: توفي في أول سنة ست وعشرين1 ومائة. وهو أحد الأربعة الذين أثبتهم ابن المفضل الحافظ في الطبقة الأولى من الأربعين تأليفه وهم الزهري وعمرو بن دينار وقتادة وأبو إسحاق السبيعي. حدثني أبو الفتح الحافظ إملاء أنه قرأ على أبي الحسن بن الجميزي عن أبي طاهر السلفي سماعا أنا أبو عبد الله الثقفي أنا علي بن محمد أنا إسماعيل الصفار أنا سعدان أنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: لما أنزل الله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُم} [الأنعام: 65] قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} [الأنعام: 65] قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض} [الأنعام: 65] قال: "هاتان أهون أو أيسر". أخرجه البخاري2 عن علي عن سفيان بن عيينة. 99- 4/ 4ع- أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي الحافظ أحد الأعلام:

_ 1 وقيل 125. 2 في تفسير سورة 6 باب2 والاعتصام باب11. 99- تهذيب الكمال: 2/ 1039. تهذيب التهذيب: 8/ 63 "100". تقريب التهذيب: 2/ 73. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 290. الكاشف: 2/ 334. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 347. تاريخ البخاري الصغير: 1، 2/ 437. الجرح والتعديل: 6/ 1347. ميزان الاعتدال: 3/ 270. لسان الميزان: 7/ 326. الحلية: 4/ 338. ثقات: 5/ 177. 4671. طبقات ابن سعد: 6/ 313. تراجم الأحبار: 2/ 564. سير الأعلام: 5/ 392 والحاشية. مقدمة الفتح: 431. تاريخ الثقات: 366.

رأى عليا رضي الله عنه وهو يخطب وروى عن زيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو وعدي بن حاتم والبراء بن عازب ومسروق وخلق كثير. يقال حدث عن ثلاثمائة شيخ, وروى عنه الأعمش وشعبة والثوري وإسرائيل وزهير وأبو الأحوص وزائدة وشريك وأبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وخلائق. وكان قد قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي والأسود بن يزيد عرض عليه حمزة الزيات وقد غزا الروم في خلافة معاوية، وقال: سألني معاوية: كم عطاء أبيك؟ قلت: ثلاثمائة، ففرضها لي، وقيل: إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا، قال أبو حاتم: ثقة يشبه الزهري في الكثرة وهو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني، قال فضيل بن غزوان: كان أبو إسحاق يختم في كل ثلاث، وقيل: كان صواما قواما متبتلا من أوعية العلم ومناقبه غزيرة، قال أحمد بن عبدة: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: وجدنا الحديث عند أربعة: الزهري، وقتادة، وأبي إسحاق، والأعمش، فكان قتادة أعلمهم بالاختلاف، والزهري أعلمهم بالإسناد، وأبو إسحاق أعلمهم بحديث علي وابن مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا ولم يكن عند واحد من هؤلاء إلا الفين الفين. قال يحيى القطان: توفي أبو إسحاق السبيعي سنة سبع وعشرين ومائة يوم دخل الضحاك بن قيس الكوفة. وكذا أرخه جماعة, وشذ أبو نعيم فقال: سنة ثمان وعشرين1. قال مغيرة: كنت إذا رأيت أبا إسحاق ذكرت به الضرب الأول. قال أحمد بن عمران الأخنسي أنا أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق يقول: ما أقلت عيني غمضا منذ أربعين سنة. قال بن عيينة قال عون بن عبد الله لأبي إسحاق ما بقي منك قال: أصلي فأقرأ البقرة في ركعة قال: ذهب شرك, وبقي خيرك. وقال أبو الأحوص عن أبي إسحاق: قد كبرت وضعفت، ما أصوم إلا ثلاثة أيام من الشهر والإثنين والخميس وشهور الحرم. وقع لي عدة أحاديث من عوالي أبي إسحاق, منها أنبأنا أحمد بن سلامة وغيره عن عبد المنعم بن كليب أخبرنا علي بن بيان أنا بن مخلد أنا إسماعيل الصفار أنا الحسن بن عرفة حدثني أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم عمرة, فقالوا قد احرمنا بالحج وكيف نجعلها عمرة؟ فقال: انظروا الذي آمركم به فافعلوا فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان, فرأت الغضب في وجهه فقالت من أغضبك اغضبه الله, فقال ومالي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع.

_ 1 وقيل 126 و129.

100- 5/ 4ع- حبيب بن أبي ثابت 1 الكوفي الفقيه الحافظ: عن ابن عباس وابن عمر وأنس وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي وائل وسعيد بن جبير وطائفة, وعنه مسعر وشعبة وسفيان الثوري وأبو بكر بن عياش وآخرون. وذكر علي بن المديني أنه سمع من عائشة, وأما البخاري فقال: لم يسمع من عروة. وقال غيره: كان هو وحماد بن أبي سليمان فقيهي أهل الكوفة. قال أبو يحيى القتات: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف فكأنما قدم عليهم نبي. قال البخاري وجماعة: مات حبيب سنة تسع عشرة ومائة, وقيل توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة. 101- 6/ 4ع- سعيد بن أبي سعيد كيسان الإمام المحدث الثقة أبو سعيد المقبري المدني مولى بني ليث: سمع أباه وأبا هريرة وأبا سعيد وسعد بن أبي وقاص وجبير بن مطعم وجابرا وأنسا وعائشة ومعاوية وأبا شريح الخزاعي وخلقا وينزل إلى شريك بن أبي نمر وعنه إسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى وزيد بن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الأنصاري وعمرو بن أبي عمرو والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وابن إسحاق وابن أبي ذئب وهشام بن سعد ومالك والليث ومحمد بن موسى الفطري وخلق كثير قال أحمد وابن معين ليس به بأس. وقال علي وابن سعد وأبو زرعة وجماعة: ثقة. وبعضهم يقول: كبر واختلط قبل موته بأربع سنين. وحديثه في سائر الصحاح قال أبو عبيد: مات سنة خمس وعشرين ومائة. وقيل ست: وقيل غير ذلك. 102- 7/ 4 ع- الحكم بن عتيبة الحافظ الفقيه أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي شيخ الكوفة:

_ 100- تهذيب الكمال: 1/ 226. تهذيب التهذيب: 2/ 178. تقريب التهذيب: 1/ 148. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 191. الكاشف: 1/ 201. 4/ 137. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 313. الجرح والتعديل: 1/ 191. الكاشف: 1/ 201. الثقات: 4/ 137. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 313. الجرح والتعديل: 1/ 139، 3/ 495. ميزان الاعتدال: 1/ 451. لسان الميزان: 7/ 193. طبقات ابن سعد: 6/ 223. رجال الصحيحين: 377. الوافي بالوفيات: 11/ 290. مقدمة الفتح: 395. طبقات الحفاظ: 44. الحلية: 5/ 60، 69. تذكرة الحفاظ: 1/ 109. شذرات: 1/ 156. سير أعلام النبلاء: 5/ 288. 1 ويقال حبيب بن قيس حبيب بن هند بن دينار. 101- تهذيب الكمال: 1/ 312. تهذيب التهذيب: 2/ 432. تقريب التهذيب: 1/ 192. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 245. الكاشف: 1/ 246. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 332. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 276، 277، 292، 293، 294، 295. الجرح والتعديل: 3/ 567. ميزان الاعتدال: 1/ 577. لسان الميزان: 2/ 336. طبقات ابن سعد: 6/ 226، 320. الوافي بالوفيات: جـ13 رقم 118 ص111. شذرات: 1/ 151. سير الأعلام: 5/ 208 والحاشية. الثقات: 4/ 144.

حدث عن أبي جحيفة السوائي والقاضي شريح وأبي وائل وإبراهيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير وخلق وعنه مسعر والأوزاعي وحمزة الزيات وشعبة وأبو عوانة وآخرون قال عبدة بن أبي لبابة: ما بين لابتيها أفقه من الحكم. وقال أحمد بن حنبل: الحكم أثبت الناس في إبراهيم وقال الحكم: كنت في جنازة وأنا غلام فصلى عليها زيد بن أرقم. وقال ابن عيينة: ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد وقال العجلي: ثقة ثبت فقيه صاحب سنة واتباع وقال مغيرة: كان الحكم إذا قدم المدينة خلوا له سارية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي إليها. قال ليث بن أبي سليم: كان الحكم أفقه من الشعبي. وروى أبو إسرائيل الملائي عن مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد مني نظرت إليهم عيال عليه. مات في سنة خمس عشرة ومائة وقيل بل توفي سنة أربع عشرة ومائة. 103- 8/ 4 ع- رجاء بن حيوة الإمام أبو نصر وأبو المقدام الكندي الشامي: شيخ أهل الشام وكبير الدولة الأموية روى عن معاوية وعبد الله بن عمر وأبي أمامة وجابر بن عبد الله وقبيصة بن ذؤيب وعدة وعنه بن عون وثور بن يزيد وابن عجلان وطائفة. قال مطر الوراق: ما رأيت شاميا أفقه منه. وقال مكحول: رجاء سيد أهل الشام في أنفسهم. وقال مسلمة الأمير: برجاء وبأمثاله ننصر. قال ابن سعيد: كان رجاء فاضلا ثقة كثير العلم. وقال أبو أسامة: كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة. وقال ابن عون: لم أَرَ مثل رجاء بالشام, ولا مثل ابن سيرين بالعراق ولا مثل القاسم بالحجاز. قلت: هو الذي أشار على سليمان باستخلاف عمر بن عبد العزيز مات في سنة اثنتي عشرة ومائة وقد شاخ. 104- 9/ 4ع- عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الإمام أمير المؤمنين أبو حفص الأموي القرشي: مولده بالمدينة زمن يزيد ونشأ في مصر في ولاية أبيه عليها وحدث عن

_ 103- تهذيب الكمال: 1/ 410. تهذيب التهذيب: 3/ 265. تقريب التهذيب: 1/ 248. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 323. الكاشف: 1/ 308. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 312. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 457. الجرح والتعديل: 3/ 2266. الوافي بالوفيات: 14/ 103. الجمع ين رجال الصحيحين: 544. الحلية: 5/ 170. طبقات ابن سعد: 5/ 335، 336، 337، 338، 339، 395، 407. البداية والنهاية: 9/ 304. سير الأعلام: 4/ 557 والحاشية. الثقات: 4/ 237. 6/ 305. 104- تهذيب الكمال: 2/ 1016. تهذيب التهذيب: 7/ 475 "790". تقريب التهذيب: 2/ 59، 60. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 274. الكاشف: 2/ 317. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 174. الجرح والتعديل: 1/ 663. ثقات: 5/ 151. طبقات الحفاظ: 46. الحلية: 5/ 254. تراجم الأحبار: 2/ 536. البداية والنهاية: 9/ 192. طبقات ابن سعد: 5/ 330، 9/ 142 والفهرس. الوافي بالوفيات: 22/ 506 والحاشية. سير الأعلام: 5/ 114. شذرات: 1/ 119.

عبد الله بن جعفر وأنس بن مالك وأبي بكر بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وطائفة وكان إماما فقيها مجتهدا عارفا بالسنن كبير الشأن ثبتا حجة حافظا قنتا لله أواها منيبا حدث عنه ابناه عبد الله وعبد العزيز والزهري وأيوب وحميد وإبراهيم بن أبي عبلة وأبو بكر بن حزم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهما من شيوخه وأمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب, وكان مليحا أبيض جميل الشكل نحيفا حسن اللحية بجبهته أثر حافر فرس شجه في صغره ولذا كان يقال له أشج بني أمية وفي آخر أيامه وخطه الشيب عاش أربعين سنة وبعدله وزهده يضرب المثل رضي الله عنه. قال الشافعي الخلفاء الراشدون خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز وقد ولي أولا. إمرة المدينة في خلافة الوليد وبني المسجد وزخرفه وكان إذ ذاك لا يذكر بكثير عدل ولا زهد ولكن تجدد له لما استخلف وقلبه الله فصار يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمه عمر وفي الزهد مع الحسن البصري وفي العلم مع الزهري, ولكن موته قرب من موت شيوخه فلم ينتشر علمه. عن أبي جعفر الباقر قال: إن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز, أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وقال مجاهد: أتيناه لنعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه. وقال ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلا تلامذة. وقال غيره: استخلف عمر بن عبد العزيز فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت معه الزهاد والفقهاء وقالوا: ما يسعنا فراقه حتى يخالف فعله قوله. روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: خرجت من المدينة وما أحد أعلم مني فلما قدمت الشام نسيت. ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن رياح بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده فقلت إن هذا جاف فلما انصرف من الصلاة قلت: من هذا؟ قال: رأيته؟ قلت: نعم؟ قال: ما أحسبك إلا رجلا صالحا, ذاك أخي الخضر يبشرني أني سألي وأعدل. رواها يعقوب الفسوي في تاريخه عن محمد بن عبد العزيز عن ضمرة وإسناده جيد. قال فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو مكثت فيكم خمسين سنة ما استكملت العدل, إني لأريد الأمر فأخاف أن تأباه القلوب, فاخرج معه طمعا من طمع الدنيا. معاوية بن صالح أنا سعيد بن سويد: أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة وجلس وعليه قميص مرقوع الجيب فقيل له: أن الله قد أعطاك فلو لبست. قال مالك بن دينار:

يقولون: إني زاهد, إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها. روى إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال: كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين. قال مغيرة بن حكيم قالت لي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز: يكون في الناس من هو أكثر صوما وصلاة من عمر وما رأيت أحدا أشد فرقا من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في المسجد ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى يغلبه النوم ثم ينتبه فلا يزال يدعو رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عيناه يفعل ذلك ليله أجمع، وعن فاطمة قالت: ما اغتسل من جنابة منذ ولي روى هشام بن الغاز عن مكحول قال لو حلفت لصدقت إني ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز. قلت كان قد شدد على أقاربه وانتزع كثيرا مما في أيديهم فتبرموا به وسموه, فروى معروف بن مشكان عن مجاهد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون إنك مسحور, قال: ما أنا بمسحور, ثم دعا غلاما له فقال له ويحك ما حملك على ان سقيتني السم؟ قال: ألف دينار أعطيتها وعلى أن أعتق, قال: هات الألف, فجاء بها فألقاها عمر في بيت المال. وقال اذهب حيث لا يراك أحد. روى هشام عن الحسن إنه قال لما بلغه موت عمر بن عبد العزيز: مات خير الناس. قلت: سيرته تحتمل مجلدا, ومات بدير سمعان وقبره هناك يزار مات في رجب سنة إحدى ومائة وله أربعون سنة سوى ستة أشهر رحمه الله تعالى. 105- 10/ 4ع - عمرو بن مرة الحافظ أبو عبد الله المرادي ثم الجملي الكوفي الضرير: سمع عبد الله بن أبي أوفى وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومرة الطيب وطبقتهم وعنه زيد بن أبي أنيسة ومسعر وشعبة وسفيان وقيس بن الربيع وكان ثقة ثبتا إماما له نحو مائتي حديث قال مسعر ما أدركت أحدًا أفضل منه وعن عبد الرحمن بن مهدي قال هو من حفاظ الكوفة قال قراد أبو نوح: سمعت شعبة يقول: ما رأيت عمرو بن مرة يصلي فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له، وقال عبد الملك بن ميسرة يوم دفنه: إني لأحسبه خير أهل الأرض، وقيل: إن عمرو بن مرة دخل في الأرجاء والله يغفر وثقه جماعة توفي

_ 105- تهذيب الكمال: 2/ 1050. تهذيب التهذيب: 8/ 102 "163". تقريب التهذيب: 2/ 78. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 296. الكاشف: 2/ 243. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 368. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 201، 278، 279. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 201، 278، 279. الجرح والتعديل: 6/ 1421. ميزانالاعتدال: 3/ 288. لسان الميزان: 7/ 327. تاريخ الثقات: 370. الثقات: 5/ 183. تراجم الأحبار: 2/ 573. مقدمة الفتح: 432. معرفة الثقات: 1408. سير الأعلام. 5/ 196 والحاشية.

سنة ست عشرة1 ومائة رحمه الله تعالى. 106- 11/ 4م- القاسم بن مخيمرة الأمام أبو عروة الهمداني الكوفي نزيل دمشق: حدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وعلقمة بن قيس وشريح بن هانئ وطائفة وعنه حسان بن عطية وعمر بن أبي زائدة والأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن عبد العزيز وآخرون وثقه ابن معين وغيره ولم يخرج له البخاري وكان يؤذن وكان من العلماء العاملين وكان يتقنع بالقليل وقال: ما أغلقت بابي ولي خلفه هم. وروى عنه سعيد بن عبد العزيز أنه قال: دخلت علي عمر بن عبد العزيز فقضى عني سبعين دينارًا وحملني على بغلة وفرض لي خمسين, فقلت: اغنيتني عن التجارة, فسألني عن حديث فقلت: هنني يا أمير المؤمنين قال سعيد كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه. قال الهيثم بن عدي: مات سنة إحدى عشرة2 ومائة رحمه الله تعالى. 107- 12/ 4ع- قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز الحافظ العلامة أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه المفسر: حدث عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب ومعاذة وأبي الطفيل وخلق, وعنه مسعر وابن أبي عروبة وشيبان وشعبة ومعمر وأبان بن يزيد وأبو عوانة وحماد بن سلمة وأمم سواهم. قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام فقام له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني. قال قتادة: ما قلت نحدث قط: أعد علي وما سمعت أذناي قط شيئا إلا وعاه قلبي. قال ابن سيرين: قتادة أحفظ الناس. قال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا. قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاط العلماء ووصفه بالحفظ

_ 1 وقيل 118. 106- تهذيب الكمال: 2/ 1116. تهذيب التهذيب: 8/ 337 "608". تقريب التهذيب: 2/ 120. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 347. الكاشف: 2/ 394. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 167. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 255. الجرح والتعديل: 7/ 684. تاريخ الثقات: 387. ثقات: 7/ 332، 5/ 307. تراجم الأحبار: 3/ 272. الحلية: 6/ 79. طبقات ابن سعد: 5/ 349. 2 وقيل 100. 107- تهذيب الكمال: 2/ 1121. تهذيب التهذيب: 8/ 351 "635". تقريب التهذيب: 8/ 351 "635". تقريب التهذيب: 2/ 123. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 350. الكاشف: 2/ 396. تاريخ البخاري الكبير. 7/ 185. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 282. الجرح والتعديل: 7/ 756. ميزان الاعتدال: 3/ 385. لسان الميزان: 7/ 341. البداية والنهاية: 9/ 313. تاريخ الثقات: 389. طبقات ابن سعد: 7/ 1، 3. الحلية: 2/ 333. تراجم الأحبار: 3/ 264. الثقات: 5/ 322. سير الأعلام: 5/ 269 والحاشية. معرفة الثقات: 1513. طبقات ابن سعد: 9/ 156 والحاشية.

والفقه وأطنب في ذكره. وقال: قل من تجد أن يتقدمه. وقال همام سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيء من رأي منذ عشرين سنة. قال سفيان الثوري أو كان في الدنيا مثل قتادة وقال معمر قلت للزهري: أقتادة أعلم عندك أو مكحول؟ قال بل قتادة. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة لا يسمع شيئا إلا حفظه, قرئت عليه صحيفة جابر مرة فحفظها قال شعبة: قصصت على قتادة سبعين حديثا كلها يقول فيها: سمعت أنس بن مالك, إلا أربعة. قلت: وكان قتادة معروفا بالتدليس، قال بن معين: لم يسمع من سعيد بن جبير ولا من مجاهد. وقال شعبة: لا يعرف أنه سمع من أبي رافع قلت ومع حفظ قتادة وعلمه بالحديث كان رأسا في العربية واللغة وأيام العرب والنسب، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، قال أبو هلال عن غالب عن بكر بن عبد الله قال: من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركناه فلينظر إلى قتادة. وقال الصعق بن حزن ثنا زيد أبو عبد الله الواحد سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتانا عراقي أحفظ من قتادة. قلت مات بواسط في الطاعون سنة ثماني عشرة ومائة، وقيل: سنة سبع عشرة ومائة، وله سبع وخمسون سنة، وكان يرى القدر، قال ضمرة عن ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحا يعني القدر قال ابن أبي عروبة والدستوائي: قال قتادة: كل شيء بقدر إلا المعاصي قلت ومع هذا الاعتقاد الردي ما تأخر أحد عن الاحتجاج بحديثه سامحه الله. 108- 13/ 4ع- محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المدني الإمام الثقة أبو عبد الله: روى عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وعلقمة بن وقاص وعيسى بن طلحة وغيرهم وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة ومحمد بن عمرو والأوزاعي ومحمد بن إسحاق وغيرهم وكان فقيها ثقة جليل القدر وهو صاحب حديث نية الأعمال مات سنة عشرين ومات وحديثه في الكتب الستة. 109- 14/ 4 ع- أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني أحد الأعلام:

_ 108- تهذيب الكمال: 3/ 1156. تهذيب التهذيب: 9/ 5. تقريب التهذيب: 2/ 140. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 373. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 22. الجرح والتعديل: 7/ ص 184. لسان الميزان: 7/ 351. تاريخ أسماء الثقات: 1193. ثقات: 5/ 381. تراجم الأحبار: 4/ 21. سير الأعلام: 5/ 294 والحاشية. 109- تهذيب الكمال: 3/ 1245. تهذيب التهذيب: 9/ 350. تقريب التهذيب: 2/ 192. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 440. الكاشف: 3/ 79. تعجيل المنفعة: 960. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 183. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 274، 276. الجرح والتعديل: 8/ 117. تاريخ الثقات: 410. معرفة الثقات رقم: 1630. سير الأعلام: 4/ 401 والحاشية. معجم طبقات الحفاظ: ص163. نسيم الرياض: 1/ 234. تراجم الأحبار: 4/ 26. ثقات: 5/ 348. طبقات الحفاظ: 49. جامع التحصيل: 327. الجمع بين الصحيحين: 1/ 1701. ديوان الإسلام: ت: 319.

روى عن أبيه وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وابن عمر وعبد الله بن جعفر وعدة, وأرسل عن عائشة وأم سلمة وابن عباس, حدث عنه ابنه جعفر بن محمد وعمرو بن دينار والأعمش والأوزاعي وابن جريج وقرة بن خالد وخلق. مولده سنة ست وخمسين, وروايته في سنن النسائي عن جده لأمه الحسن, وكذا في روايته عن عائشة وكان سيد بني هاشم في زمانه اشتهر بالباقر من قولهم بقر العلم يعني شقه فعلم أصله وخفيه وقيل: إنه كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة وعده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة قال أبو نعيم: وجماعة مات سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة سبع عشرة. 110- 15/ 4ع- ثابت بن أسلم الإمام الحجة القدوة أبو محمد البناني البصري: عن بن عمر وعبد الله بن مغفل المزني وابن الزبير وأنس بن مالك وعدة, وعنه شعبة وحماد بن سلمة وهمام بن يحيى وجعفر بن سليمان وحماد بن زيد وخلق قال بن المديني: له نحو مائتين وخمسين حديثا. قال سليمان بن المغيرة: رأيت ثابتا يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم. روى غالب القطان عن بكر بن عبد الله قال: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني, فما أدركنا الذي هو أعبد منه, ومن أراد أن ينظر إلى أحفظ أهل زمانه فلينظر إلى قتادة. روى روح عن شعبة قال: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر. وقال حماد بن زيد رأيت ثابتا يبكي حتى تختلف أضلاعه. وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب, فكلم في ذلك فقال: ما خيرهما أن لم تبكيا وأبي أن يعالج. مات ثابت في سنة ثلاث وعشرين ومائة ويقال في سنة سبع وقد جاوز الثمانين. 111- 16/ 4ع- عبد الله بن دينار الإمام الفقيه أبو عبد الرحمن العمري المدني: حدث عن مولاه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبي صالح السمان, وعنه

_ 110- تهذيب الكمال: 1/ 170. تهذيب التهذيب: 2/ 2. تقريب التهذيب: 1/ 115. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 147. الكاشف: 1/ 170. الثقات: 4/ 89. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 159. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 261، 318. الجرح والتعديل: 2/ 1805. ميزان الاعتدال: 1/ 362. لسان الميزان: 7/ 187. تذكرة الحفاظ: 125. الحلية: 2/ 318. سير الأعلام: 5/ 220. الوافي بالوفيات: 10/ 461. طبقات ابن سعد: 1/ 478، 7/ 231، 344، 8/ 124. 111- تهذيب الكمال: 2/ 679. تهذيب التهذيب: 5/ 201 "349". تقريب اتهذيب: 1/ 413 "284". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 53. الكاشف: 2/ 84. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 81. الجرح والتعديل: 5/ 217. ميزان الاعتدال: 2/ 417. الوافي بالوفيات: 17/ 162 والحاشية. طبقات الحفاظ: 50 سير الأعلام: 5/ 253 والحاشية. الثقات: 5/ 10.

"موسى بن عقبة" وشعبة ومالك والسفيانان وورقاء وإسماعيل بن جعفر وخلق سواهم وحديثه في الصحاح كلها توفي سنة سبع وعشرين ومائة. 112- 17/ 4ع- عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة الفقيه الحجة أبو محمد القرشي التيمي المدني الإمام: سمع أباه وأسلم مولى عمر ومحمد بن جعفر بن الزبير وعنه شعبة وسفيان والأوزاعي ومالك وابن عيينة وكان ثقة إماما ورعا كبير القدر قال ابن عيينة: كان من أفضل أهل زمانه وهو خال جعفر الصادق مولده في حياة عائشة ومات بحوران إذ وفد على الوليد بن يزيد ليستفتيه في سنة ست وعشرين ومائة. 113- 18/ 4ع- أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي الحافظ المكثر الصدوق مولى حكيم بن حزام القرشي الأسدي: حدث عن ابن عباس وابن عمر وجابر وأبي الطفيل وسعيد بن جبير وعائشة وعدة وعنه أيوب وشعبة وسفيان وحماد بن سلمة ومالك والليث وخلق خاتمتهم سفيان بن عيينة قال يعلى بن عطاء ثنا أبو الزبير وكان من أكمل الناس عقلا وأحفظهم قال عطاء بن أبي رباح كنا نكون عند جابر فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا فكان أبو الزبير أحفظنا للحديث وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا يحتج به، وكان أيوب يقول: أخبرنا أبو الزبير وأبو الزبير وأبو الزبير قال أحمد بن حنبل: يعني يضعفه بذلك. وقال غير واحد هو مدلس فإذا صرح بالسماع فهو حجة. وأخرج له البخاري مقرونا بآخر وحديثه عن عائشة في صحيح مسلم وما أراه لقيها قال الفلاس وغيره مات في سنة ثمان وعشرين1 ومائة. 114- 19/ 4ع - محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير الإمام شيخ الإسلام أبوعبد الله القرشي التيمي المدني أخو أبي بكر وعمر:

_ 112- تهذيب الكمال: 2/ 811، 111، تهذيب التهذيب: 6/ 254 "501". تقريب التهذيب: 1/ 495 "1080". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 149، 151. الكاشف: 2/ 181، 184. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 339. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 253، 289، 321، 322. الجرح والتعديل: 5/ 1324. البداية والنهاية: 10/ 21. الثقات: 7/ 62. 113- تهذيب الكمال الكمال: 3/ 1267. تهذيب التهذيب: 9/ 440. تقريب التهذيب: 2/ 207. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 456. الكاشف: 3/ 95. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 221. ميزان الاعتدال: 4/ 37. لسان الميزان: 7/ 370. المعرفة والتاريخ: 2/ 22. تاريخ الإسلام: 5/ 152. معجم طبقات الرجال: ص168. تاريخ الثقات: 413. إسعاف المبطأ: 2134. طبقات الحفاظ: 5. الثقات: 5/ 351. المغني: 598. تراجم الأحبار: 4/ 13. تاريخ أسماء الثقات: 1192. معرفة الثقات: 1647. سير الأعلام: 5/ 380 والحاشية. 1 وقيل 125و 126. 114- تهذيب الكمال: 3/ 1276. تهذيب التهذيب: 9/ 473. تقريب التهذيب: 2/ 210. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 460. الكاشف: 3/ 100. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 219. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 32. نسيم الرياض: 3/ 399. تراجم الأحبار: 4/ 20. المعين: 428. طبقات الحفاظ: 51. ثقات: 5/ 350. الحلية: 3/ 146. طبقات ابن سعد: 7/ 520. البداية والنهاية: 10/ 37. تاريخ الثقات: 414. الوافي بالوفيات: 5/ 78. معجم طبقات الحفاظ: 169. سير الأعلام: 5/ 353. الجرح والتعديل: 8/ 97.

سمع أبا هريرة وابن عباس وجابرا وأنسا وسعيد بن المسيب وطائفة سواهم وعنه ابنه المنكدر وشعبة ومعمر وروح بن القاسم والسفيانان ومالك وخلق. قال ابن عيينة: كان من معادن الصدق, يجتمع إليه الصالحون. وقال الحميدي: ابن المنكدر حافظ. وقال البخاري: سمع من عائشة. وقال مالك: كان سيد القراء. قلت مجمع على ثقته وتقدمه في العلم والعمل وهو من طبقة عطاء لكنه تأخر موته قيل: إنه تهجد ليلة فاشتد بكاؤه فسأله إخوانه فقال: تلوت هذه الآية: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون} [الزمر: 47] . وقيل: إنه لما احتضر جزع كثيرا وقال: أخشى هذه الآية أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. قال ابن عيينة: كان لابن المنكدر جار مبتلى فكان محمد إذا رفع جاره صوته بالبلاء رفع صوته بالحمد وعن ابن المنكدر قال كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت قرأت على أبي الفضل الأسدي عن ابن خليل قراءة أن أبا المكارم المعدل أخبره أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم أنا أبو علي الصواف أنا أبو إسماعيل الترمذي أنا عبد العزيز الأويسي أنا مالك قال: كان محمد بن المنكدر سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان1 يبكي قال الواقدي توفي سنة ثلاثين ومائة. 115- 20/ 4ع- يحيى بن أبي كثير الإمام أبو نصر الطائي مولاهم اليمامي أحد الأعلام: روايته عن أبي أمامة الباهلي في صحيح مسلم وروايته عن أنس في صحيح النسائي وذلك مرسل وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي قلابة وعمران بن حطان وهلال بن أبي ميمونة وطائفة وعنه ابنه عبد الله وعكرمة بن عمار ومعمر وهشام الدستوائي والأوزاعي وهمام بن يحيى وأبان بن يزيد وأيوب بن عتبة وخلق كثير، قال شعبة: هو أحسن حديثا

_ 1 كذا والظاهر كاد. 115- تهذيب التهذيب: 11/ 268 "538". تقريب التهذيب: 2/ 356. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 159. الكاشف: 3/ 266. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 301، 9/ 137. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 28. الجرح والتعديل: 9/ 599. ميزان الاعتدال: 4/ 402، 403، لسان الميزان: 6/ 274. البداية والنهاية: 10/ 34. تاريخ أسماء الثقات: 1595. تاريخ الثقات: 475. طبقات ابن سعد: 5/ 404، 556، 7/ 227، 488. مقدمة الفتح: 452. المغني: 7036. تراجم الأحبار: 4/ 237. الأنساب: 13/ 522. معرفة الثقات: 1994.

من الزهري. وقال أحمد بن حنبل: إذا خالفه الزهري فالقول قول يحيى. وقال أبو حاتم ثقة إمام لا يروي إلا عن ثقة وروى وهيب عن أيوب السختياني قال ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير وقد روى أن يحيى امتحن وضرب وحلق لكونه انتقص بني أمية قال جماعة: إنه توفي سنة تسع وعشرين ومائة1. أخبرنا أبو الحسن العلوي أخبرنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر المخلص أنا يحيى بن محمد أنا محمد بن عبد الرحمن المقرئ أنا أيوب بن النجار أنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله صلي عليه وآله وسلم- قال: "حاج آدم موسى فقال أنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم فقال يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه تلومني على أمر كتبه الله علي أو قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فحج آدم موسى" 2. 116- 21/ 4ع- يزيد بن أبي حبيب الإمام الكبير أبو رجاء الأزدي مولاهم المصري الفقيه: عن عبد الله بن الحارث الزبيدي وأبي الطفيل وسعيد بن أبي هند وعراك بن مالك وخلق كثير من التابعين القدماء حدث عنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب ومحمد بن إسحاق والليث وخلق. قال أبو سعيد بن يونس كان مفتي أهل مصر وكان حليما عاقلا وهو أول من أظهر العلم بمصر والمسائل والحلال والحرام وقبل ذلك كانوا يحدثون في الترغيب والملاحم والفتن. وقال الليث بن سعد يزيد عالمنا وسيدنا يقال أنه ولد في خلافة معاوية وقيل: إن يزيد أحد ثلاثة جعل عمر بن عبد العزيز الفتيا إليهم بمصر وعن ابن لهيعة قال: كان أسود نوبيا ولد سنة ثلاث وخمسين سمعته يقول: كان أبي من أهل دمقلة ونشأت بمصر وهم علوية يعني شيعة فقلبتهم عثمانية.

_ 1 وقيل 132. 2 رواه البخاري في كتاب تفسير سورة 20 باب 1، 3. وكتاب القدر باب 11. ومسلم في كتاب القدر حديث 13- 15. 116- تهذيب الكمال: 3/ 1531 تهذيب التهذيب: 11/ 318 "614". تقريب التهذيب: 2/ 363. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 167. الكاشف: 3/ 275. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 324، 326. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 10. الجرح والتعديل: 9/ 1122. تاريخ الإسلام: 5/ 184. الثقات: 5/ 546. نسيم الرياض: 3/ 391. المعين: 445. تراجم الأحبار: 4/ 234. التمهيد: 1/ 541. تراجم الأحبار: 4/ 243. التمهيد: 1/ 54. طبقات ابن سعد: 7/ 507. التاريخ لابن معين: 3/ 668. سير الأعلام: 6/ 31. معرفة الثقات: 2010. 3 واسمه سويد.

وقال الليث: أخبرنا بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا البلاد: كانت البيعة إذا جاءت الخليفة هما أول من يبايع. وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة. وقال ابن وهب: قيل لعمرو بن الحارث أيهما أفضل؟ يزيد أو عبيد الله بن أبي جعفر؟ فقال: لو جعلا في ميزان ما رجح أحدهما. قال ابن لهيعة: مرض يزيد فعاده الحوثرة بن سهيل أمير مصر فقال: يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في الثوب وفيه دم البراغيث فحول وجهه ولم يكلمه، وقال: فنظر إليه يزيد وقال: تقتل كل يوم خلقا وتسألني عن دم البراغيث، روى الليث عن يزيد أنه سمع بن جزء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة ". وعن يزيد قال: لا أدع أخا لي يغضب علي مرتين, بل انظر الأمر الذي يكره فأدعه. سعيد بن عفير أبو خالد المرادي أن زبان بن عبد العزيز أرسل إلى يزيد ائتني لأسألك عن شيء من العلم فأرسل إليه: بل أنت فأتنى فإن مجيئك إلى زين لك ومجيئي إليك شين عليك. قال ضمام بن إسماعيل: لما كثرت المسائل على يزيد بن أبي حبيب لزم بيته. قلت كان حجة حافظًا للحديث مات سنة ثمان وعشرين ومائة. 117- 22/ 4 ع- أيوب بن أبي تميمة كيسان الإمام أبو بكر السختياني البصري الحافظ أحد الأعلام: كان من الموالي سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية الرياحي وسعيد بن جبير وأبا قلابة وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وعدة وعنه شعبة ومعمر والحمادان والسفيانان ومعتمر بن سليمان وابن علية وخلق كثير. قال ابن المديني: له نحو ثمانمائة حديث. وقال شعبة: كان أيوب سيد العلماء. وقال بن عيينة: لم ألق مثله وقال حماد بن زيد: هو أفضل من جالست وأشده اتباعا للسنة وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان أنه سمع الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة. قال بن عون: لما مات محمد بن سيرين قلنا: من ثم قلنا أيوب. قال بن سعد: كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا. وقال أبو حاتم ثقة لا

_ 117- تهذيب الكمال: 1/ 133. تهذيب التهذيب: 1/ 397. تقريب التهذيب: 1/ 89. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 110. الكاشف: 1/ 145. الثقات: 6/ 53. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 409. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 24، 25، 26، 28. الجرح والتعديل: 2/ 257. طبقات الحفاظ: 52. تذكرة الحفاظ: 1/ 130. شذرات الذهب: 1/ 181. حلية الأولياء: 3/ 3. الكنى للإمام مسلم: 11. طبقات ابن سعد: 7/ 246. الوافي بالوفيات: 10/ 54. سير الأعلام: 6/ 15. والحاشية: أعيا الشيعة: 3/ 525. تاريخ واسط: 164، 166.

يسأل عن مثله. وروى جرير الضبي عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء. وقال هشام بن عروة: لم أر بالبصرة مثل أيوب. وقال إسحاق بن محمد الفروي سمعت مالكا يقول: كنا ندخل على أيوب فإذا ذكرنا له حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى حتى نرحمه. وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب السختياني أربعين حجة. قال وهيب سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل. وقال حماد بن زيد: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد فلما ولي الخلافة قال: اللهم أنسه ذكرى وكان يقول: ليتق الله رجل, وإن زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس. وكان أيوب يخفي زهده. سعيد بن عامر الضبعي عن سلام قال: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله ويخفى ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. ابن مهدي أنا حماد بن زيد سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في هذا؟ يعني الرأي قال: قيل للحمار: ألا تجتر؟ قال أكره مضغ الباطل. وقال حماد: ما رأيت رجلا قط أشد تبسما في وجوه الناس من أيوب قال ابن عقيل في شمائل الزهاد: أنا محمد بن إبراهيم أنا أبو الربيع سمعت أبا يعمر بالري يقول: كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس عطش وخافوا فقال أيوب: تكتمون علي قالوا: نعم فدور دائرة ودعا فنبع الماء فرووا وسقوا الجمال، ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بهذا فقال حدثني عبد الواحد بن زياد أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها. عن النظر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال: كنت مع أيوب فعطشت عطشا شديدا فقال؛ تستر علي؟ فقلت: نعم فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي، مات أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة1 في الطاعون وله ثلاث وستون سنة. 118- 23/ 4ع- زيد بن أسلم الإمام أبو عبد الله العمري المدني الفقيه: عن مولاه

_ 1 وقيل 125. 118- تهذيب الكمال: 1/ 448. تهذيب الكمال: 3/ 395. تقريب التهذيب: 1/ 272. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 349. الكاشف: 1/ 136. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 387. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 137. الجرح والتعديل: 3/ 2509. ميزان الاعتدال: 2/ 98.الثقات: 6/ 246.

عبد الله بن عمر وسلمة بن الأكوع وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعطاء بن يسار وعلي بن الحسين وعدة وعنه مالك وهشام بن سعد والسفيانان وعبد العزيز الدراوردي وخلق. وكان له حلقة للعلم بمسجد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا وما رأيت فيه متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا. وكان أبو حازم يقول: لا أراني الله يوم زيد. إنه لم يبق أحد أرضى لديني ونفسي منه فأتاه نعي زيد فعقر فما شهده قال البخاري كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم فكلم في ذلك فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه قلت ولزيد تفسير يرويه عنه ولده عبد الرحمن وكان من العلماء الأبرار قال مالك: قال ابن عجلان: ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم. وقال ابن معين: لم يسمع زيد من أبي هريرة ولا من جابر. مات زيد سنة ست وثلاثين ومائة. 119- 24/ 4 ع- أبو حازم سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المدني الأعرج الأفزر التمار القاص الواعظ الزاهد عالم المدينة وقاصها أو شيخها: سمع سهل بن سعد الساعدي وسعيد بن المسيب والنعمان بن أبي عياش وأبا صالح السمان وعدة وعنه مالك والسفيانان والحمادان وأبو ضمرة وخلق قال ابن خزيمة: لم يكن في زمانه أحد مثله، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم، روى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: كل عمل تركه الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت قال أبو غسان محمد بن مطرف أخبرنا أبو حازم قال لا يحسن عبد فيما بينه وبين ربه إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور ما بينه وبين الله إلا أعور الله في ما بينه وبين العباد لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها وقال الخليفة هشام لأبي حازم ما النجاة من هذا الأمر؟ يعني الملك قال: هين، لا تأخذن شيئًا إلا من حله ولا تضعه إلا في حقه قال هذا حسن لمن أيده الله بالسلامة من الهوى وكان فقيه النفس، مناقب أبي حازم كثيرة وكان ثقة فقيها ثبتا كثير العلم كبير القدر، وكان فارسيا وأمه رومية، أرخ جماعة موته في سنة أربعين ومائة

_ 119- تهذيب الكمال: 1/ 523، تهذيب التهذيب: 4/ 143. تقريب التهذيب: 1/ 316. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 402. 1/ 383. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 78. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 227. الجرح والتعديل: 4/ 701، 702. نسيم الرياض: 2/ 64. الحلية: 3/ 229. طبقات ابن سعد: 5/ 424. الوافي بالوفيات: 15/ 319. سير الأعلام: 6/ 96. الثقات: 4/ 316.

120- 25/ 4ع- صفوان بن سليم الإمام أبو عبد الله وقيل أبو الحارث الزهري مولاهم المدني الفقيه: روى عن بن عمر وجابر بن عبد الله وأنس وسعيد بن المسيب ومولاه حميد بن عبد الرحمن وعدة, وعنه بن جريج ومالك والسفيانان وإبراهيم بن سعد وأبو ضمرة وخلق, وكان ثقة حجة من أعلام الهدى. قال أبو ضمرة رأيته ولو قيل له الساعة غدا ما كان عنده مزيد عمل, وقال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد الله تعالى يستنزل بذكره القطر وعن ابن عيينة قال: حلف صفوان ألا يضع جنبه على الأرض حتى يلقى الله، مكث على هذا ثلاثين عاما فمات، وإنه لجالس، وقيل: إن جبهته ثقبت من كثرة السجود، قال إسحاق الفروي عن مالك قال: كان صفوان يصلي في الشتاء على السطح وفي الصيف في البيت يتيقظ بالحر والبرد وإنه لترم رجلاه حتى يسقط رحمه الله تعالى، اتفقوا على موت صفوان سنة اثنتين وثلاثين ومائة1. 121- 26/ 4ع- أبو الزناد فقيه المدينة أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان المدني: سمع أنس بن مالك وأبا أمامة أسعد بن سهل بن حنيف وعبد الله بن جعفر وسعيد بن المسيب وهو رواية عبد الرحمن الأعرج. حدث عنه مالك وشعيب بن أبي حمزة والليث والسفيانان وابنه عبد الرحمن وخلق، قال الليث بن سعد: رأيت خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف قال: ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة الرأي، وقال: أبو حنيفة رأيت ربيعة وأبا الزناد، وأبو الزناد أفقه الرجلين، وقال أحمد: هو أعلم من ربيعة، قال: وكان سفيان يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث، وقال مصعب الزبيري: هو كان فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتابة وحساب وفد على هشام بحساب ديوان المدينة وكان يعاند ربيعة، قال إبراهيم بن المنذر: هو كان سبب جلد ربيعة فولى بعد أمير فطين على أبي الزناد بيتا فشفع فيه ربيعة، قلت: وثقه جماعة، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين وقع لي أحاديث من عواليه رحمه الله تعالى.

_ 120- تهذيب الكمال: 2/ 608. تهذيب التهذيب: 4/ 425. تقريب التهذيب: 1/ 3689. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 469. الكاشف: 2/ 29. تاري البخاري الكبير: 4/ 307. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 19. الجرح والتعديل: 4/ 1858. سير الأعلام: 5/ 364 والحاشية. الوافي بالوفيات: 16/ 317. الحلية: 3/ 158. الثقات: 6/ 468. 1 وقيل 124و133. 121- تهذيب التهذيب: 2/ 679. تهذيب التهذيب: 5/ 203 "351". تقريب التهذيب: 1/ 413 "286. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 53. الكاشف: 2/ 84. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 83. الجرح والتعديل: 5/ 227، 229، 288. ميزان الاعتدال: 2/ 417، 418، 420. لسان الميزان: 7/ 261. مقدمة الفتح: 413. سير الأعلام: 5/ 445 والحاشية. الوافي بالوفيات: 17/ 162 والحاشية. الثقات: 7/ 6.

122- 27/ 4م- العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة: حافظ ذكر في الممتع. 123- 28/ 4ع- عبد الملك بن عمير الإمام أبو عمرو اللخمي الكوفي: حدث عن جابر بن سمرة وجندب بن عبد الله وعدي بن حاتم وابن الزبير وربعي بن حراش وخلق، وعنه زائدة والسفيانان وإسرائيل وعبيدة بن حميد وزياد البكائي وآخرون ولي قضاء الكوفة بعد الشعبي وكان من العلماء الأعلام، قال النسائي وغيره: ليس به بأس، واحتج به الشيخان، وقال أبو حاتم: ليس بحافظ. وقال يحيى بن معين: هو مختلط، قلت: ما اختلط الرجل ولكنه تغير تغير الكبر، وضعفه أحمد بن حنبل لغلطه، عاش أزيد من مائة عام. مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بلا نزاع وقع لي من عواليه. 124- 29/ 4ع- سعد بن إبراهيم الزهري 1. 125- 30/ 4ع- عبيد الله بن أبي جعفر الإمام 2 أبو بكر الليثي مولاهم المصري المغربي الأب الفقيه القدوة: سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وحمزة بن عبد الله بن عمر وعطاء بن أبي رباح وطائفة. قال بن يونس: كان عالما زاهدًا عابدًا ولد سنة ستين. وقال أبو حاتم: هو ثقة بابة يزيد بن أبي حبيب. قلت: حدث عنه حيوة بن شريح

_ 122- تهذيب الكمال: 2/ 1072. تهذيب التهذيب: 2/ 92، 93. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 312. الكاشف: 2/ 361. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 508. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 29. الجرح والتعديل: 6/ 1974. ميزان الاعتدال: 3/ 102. لسان الميزان: 7/ 308. تاريخ الثقات: 343. المغني: 4184. تراجم الأحبار: 3/ 121. ثقات: 5/ 247. معرفة الثقات: 1282. سير الأعلام: 6/ 186 والحاشية. 123- تهذيب الكمال: 2/ 858. تهذيب التهذيب: 6/ 411 "865". تقريب التهذيب: 1/ 521 "1331". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 178. الكاشف: 2/ 212. تاريخ الكبير: 5/ 426. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 39.الجرح والتعديل: 5/ 1700. ميزان الاعتدال: 2/ 660. لسان الميزان: 7/ 292. البداية والنهاية: 10/ 61. مقدمة الفتح: 422. سير الأعلام: 5/ 438 والحاشية. الثقات: 5/ 116. 124- تهذيب الكمال: 1/ 468. تهذيب التهذيب: 3/ 463. تقريب التهذيب: 1/ 286. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 367. الكاشف: 1/ 350. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 51. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 313، 322، 324. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 51. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 313، 322، 324. الجرح والتعديل: 4/ 342. البداية والنهاية: 10/ 26. الوافي الوفيات: 15/ 148. الثقات: 4/ 297. سير الأعلام: 5/ 418 والحاشية. 1 توفي 125 أو 126أو 127. 125- تهذيب الكمال: 2/ 875. تهذيب التهذيب: 7/ 5 "10". تقريب التهذيب: 1/ 531. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 190. الكاشف: 2/ 224. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 376. الجرح والتعديل: 5/ 1478. ميزان الاعتدال: 3/ 4. لسان الميزان: 7/ 296. مقدمة الفتح: 423. سير الأعلام: 6/ 8. والحاشية. 2 وقيل عبد الله بن يسار.

وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة وآخرون. وقال ابن سعد: كان ثقة في زمانه ومن كلام عبيد الله قال: إذا حدث المرء فأعجبه الحديث فليمسك, وإن كان ساكتا فأعجبه السكوت فليتحدث. قال سليمان بن أبي داود: ما رأت عيني عالمًا زاهدًا إلا عبيد الله بن أبي جعفر. مات سنة ست وقيل سنة اثنتين ومائة1. 126- 31/ 4 ع- يزيد 2 بن الهاد يحفظ ذكر في الممتع. 127- 32/ 4 ع- عوف3 الأعرابي كذلك. 128- 33/ م 4- سهيل بن أبي صالح 4 في عداد الحفاظ 129- 34/ 4ع- أشعث الحمراني 5 كذلك.

_ 1 وقيل 132، 135، 136. 126- تهذيب الكمال: 3/ 1536. تهذيب التهذيب: 11/ 36"710". تقريب التهذيب: 2/ 372. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 172. الكاشف: 3/ 281. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 344. الجرح والتعديل: 9/ 1156. لسان الميزان: 7/ 441. الثقات: 5/ 542. معرفة الثقات: 2022. تاريخ الثقات: 794. 2 هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. 127- تهذيب الكمال: 2/ 1065. تهذيب التهذيب: 8/ 166، "301". تقريب التهذيب: 2/ 89. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 308. الكاشف: 2/ 356. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 58. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 805. لسان الميزان: 7/ 330. مقدمة الفتح: 433. ثقات: 7/ 296. تراجم الأحبار: 3/ 116. سير الأعلام: 6/ 383 والحاشية. نسيم الرياض: 2/ 444، 244. تاريخ الإسلام: 6/ 111. الجرح والتعديل: 7/ 71. 3 هو عوف بن أبي جميلة وكنيته أبو سهل. وقيل أبو عبد الله توفي عام 146 وقيل 147. 128- تهذيب الكمال: 1/ 558. تهذيب التهذيب: 4/ 263. تقريب التهذيب: 1/ 338. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 429. الكاشف: 1/ 409. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 104. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 35، 36. الجرح والتعديل: 4/ 1063. ميزان الاعتدال: 2/ 243. مقدمة الفتح: 408. طبقات ابن سعد: 1/ 339، 5/ 301. الوافي بالوفيات: 16/ 31. 4 ويقال سهيل بن ذكوان وهو أبو زيد السمان وقيل المدني وقيل الزيات. توفي عام 138. 129- تهذيب الكمال: 1/ 116. تهذيب التهذيب: 1/ 135. تقريب التهذيب: 1/ 80. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 100. الكاشف: 1/ 135. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 431. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 85. الجرح والتعديل: 2/ 275. ميزان الاعتدال: 1/ 266. لسان الميزان: 7/ 179. الوافي بالوفيات: 9/ 275. شذرات الذهب: 2/ 275. مميزان الاعتدال: 1/ 266. لسان الميزان 7/ 179. الوافي بالوفيات: 9/ 275. شذرات الذهب: 1/ 217. طبقات ابن سعد: 7/ 276. الكنى للإمام مسلم: 117. تاريخ الإسلام: 6/ 40. سير الأعلام: 6/ 278 والحاشية. الثقات: 6/ 62. 5 هو أبو هانئ أشعث بن عبد الملك الحمراني الصري مولى حمران: توفي عام 142 وقيل 146.

130- 35/ 4ع- يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الحافظ شيخ الإسلام أبو سعيد الأنصاري النجاري المدني قاضي المدينة ثم قاضي القضاة للمنصور: حدث عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وخلق, وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وابن المبارك ويحيى القطان وأمم سواهم. قال أيوب السختياني: ما تركت بالمدينة أحدا أفقه من يحيى بن سعيد. وقال يحيى القطان: هو مقدم على الزهري, اختلف على الزهري ولم يختلف عليه. وقال الثوري: كان من الحفاظ. وقال أبو حاتم ثقة يوازي الزهري وقال ابن المديني: له نحو من ثلاثمائة حديث وقال العجلي: ثقة فقيه رجل صالح وقال ابن المديني: كنيته أبو نصر. قال إبراهيم الحزامي حدثني يحيى بن محمد بن طلحة التيمي حدثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق شديد وركبه الدين فجاء كتاب المنصور بالقضاء فوكلني بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا فلما قدم العراق كتب إلي أنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصا شيئا والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي فاسأل ربيعة واكتب إلي بما يقول واكتم هذا قال سليمان: ولما سار خرجت أشيعه فاستقبلته جنارة فتغيرت فقال: يا أبا محمد كأنك تغيرت؟ فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك, قال: والله لئن صدق طيرك لينعشن أمري قال فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه وأصاب خيرًا جعفر بن عون أخبرنا يحيى بن سعيد قال: رأيت ابن عمر رافعًا يديه إلى منكبيه عند القاص، وقال حماد بن زيد: انتسب يحيى بن سعيد فقال: أنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل، قال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس، وقال على بن مسهر: سمعت سفيان يقول: أدركت من الحفاظ ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري عارم، أخبرنا حماد عن هشام بن عروة قال: لم أسمعه من أبي ولكن حدثني عنه العدل الرضى الأمين يحيى بن سعيد. قال وهيب: قدمت المدينة فلم ألقَ بها أحدًا إلا وأنت تعرف وتنكر غير يحيى بن سعيد ومالك. قال يحيى بن أيوب المقابري حدثني أبو عيسى وغيره أن قومًا كانت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد قاض أبي جعفر فكتب إليه

_ 130- تهذيب الكمال: 3/ 1500. تهذيب التهذيب: 11/ 221 "360". تقريب التهذيب: 2/ 348. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 149. الكاشف: 3/ 256. الجرح والتعديل: 9/ 620. ميزان الاعتدال: 4/ 308. تاريخ الإسلام: 6/ 149. تاريخ بغداد: 1ذ4/ 101. تاريخ الثقات: 472. الأنساب: 10/ 266، 13/ 36. تراجم الأحبار: 4/ 227، 307. سير الأعلام: 5/ 468 والحاشية. معرفة الثقات: 1977.

يحيى أن يحضر فأتوا المسيب بكتابه فانتهرهم وتمنع فأتوا يحيى فأخبروه فقام مغضبا يريد المسيب فوافقه وقد ركب بين يديه نحو المائتين من الخشابة، فلما رأوا يحيى أفرجوا له فأتي المسيب فأخذ بحمائل سيفه وروى به إلى الأرض ثم نزل عليه يحيى يخنقه قال فما خلص حمائل السيف من يده إلا أبو جعفر المنصور بنفسه. قال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخًا أنبل من يحيى بن سعيد. وقال حماد بن زيد: كان يحيى بن سعيد يقول: في مجلسه اللهم سلم سلم. وقال يحيى كان عبيد الله بن عدي بن الخيار يقول في مجلسه: اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا. يحيى بن بكير أنا الليث عن يحيى بن سعيد قال: أهل العلم أهل توسعة, وما برح المفتون يختلفون فيحلل هذا ويحرم هذا فلا يعيب هذا على هذا ولا هذا على هذا وإن المسألة لترد على أحدهم كالجبل فإذا فتح له بابها قال: ما أهون هذه، قال يعقوب بن كاسب: حدثني بعض أهل العلم قال: سمعت صائحا يصيح بمكة في أيام مروان بن محمد: لا يفتي الحاج إلا يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمرو ومالك بن أنس. قال سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول: ليس لأحد عندي كتاب ولو كان لسرني أن يكون ليحيى بن سعيد الأنصاري. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن داود الزاهد يقول: سمعت محمد بن أحمد بن المقدام يقول: سمعت أبا سعيد الحنفي سمعت يزيد بن هارون يقول: حفظت ليحيى بن سعيد ثلاثة آلاف حديث فمرضت فنسيت نصفها. مات بالهاشمية في سنة ثلاث وأربعين ومائة. 131- 36/ 4ع- زيد بن أبي أنيسة الحافظ الإمام أبو أسامة الرهاوي أحد الأثبات: روى عن سعيد المقبري وشهر بن حوشب والحكم وطلحة بن مصرف ونعيم المجمر وطائفة سمع أيضا من المنهال بن عمرو ونافع العمري وشرحبيل بن سعد وعطاء بن أبي رباح وينزل إلى ابن عجلان ومالك حدث عنه أبو حنيفة ومسعر ومالك وعبيد الله بن عمر وخالد بن أبي يزيد وطائفة مات شابا لم يكتهل ولو عاش لكان له شأن, حديثه في الكتب الستة مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومائة بالجزيرة, وهو من طبقة الأوزاعي قدمته لتقدم وفاته رحمه الله تعالى.

_ 131- تهذيب الكمال: 1/ 448. تهذيب التهذيب: 3/ 387. تقريب التهذيب: 1/ 272. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 349. الكاشف: 1/ 336. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 388. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 321. الجرح والتعديل: 3/ 556. ميزان الاعتدال: 2/ 98. لسان الميزان: 7/ 223. الوافي بالوفيات: 15/ 42. طبقات ابن سعد: 7/ 484. سير الأعلام: 6/ 88. الثقات: 6/ 315.

132- 37/ 4 ع- عبد الكريم بن مالك الجزري الحافظ الفقيه أبو سعيد الحراني من موالي بني أمية: حدث عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وطاوس ومقسم وعدة, وعنه معمر وسفيان ومالك وسفيان بن عيينة وغيرهم وثقه النسائي وغيره ووصف بالحفظ مات سنة سبع وعشرين ومائة. فأما عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية فشيخ بصري مؤدب ليس بقوي الحديث روى عن أنس بن مالك ومجاهد وسعيد بن جبير حدث عنه السفيانان وحماد بن سلمة ومالك وغيرهم وكان فقيهًا مرجئًا. وهو من طبقة سمية فذكرته معه للتمييز. 133- 38/ 4 م 4- علي بن زيد بن جدعان الإمام أبو الحسن التيمي القرشي البصري الأعمى عالم البصرة: عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي وعروة بن الزبير وخلق, وعنه قتادة وشعبة والسفيانان والحمادان وعبد الوارث وإسماعيل بن علية: ولد أعمى وهو من أوعية العلم وفيه تشيع. قال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي. وقال أحمد ويحيى: ضعيف وقال الترمذي: صدوق ربما رفع الموقوف. قال منصور بن زاذان قلنا لعلي بن زيد لما مات الحسن: اجلس موضعه. قلت: لم يحتج به الشيخان لكن قرنه مسلم بغيره ومات سنة تسع وعشرين ومائة وقيل سنة إحدى وثلاثين ومائة رحمه الله تعالى. 134- 39/ 4ع- منصور بن زاذان الثقفي مولاهم الواسطي الإمام أحد الأعلام: عن أنس بن مالك وأبي العالية الرياحي والحسن ومحمد وعطاء وخلق, وعنه شعبة وهشيم وأبو

_ 132- تهذيب الكمال: 2/ 848. تهذيب التهذيب: 6/ 373 "714". تقريب التهذيب: 1/ 516 "1283". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 173. الكاشف: 2/ 206. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 88. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 315، 621، 2/ 6. الجرح والتعديل: 6/ 310. ميزان الاعتدال: 2/ 645. لسان الميزان: 7/ 290. مقدمة الفتح: 421 طبقات ابن سعد: 7/ 180. سير الأعلام: 6/ 80والحاشية. 133- تهذيب الكمال: 2/ 967. تهذيب التهذيب: 7/ 322 "544". تقريب التهذيب: 2/ 37. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 248. الكاشف: 2/ 285. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 275. تاري البخاري الصغير: 1/ 318. الجرح والتعديل: 6/ 1021. ميزان الاعتدال: 3/ 127. لسان الميزان: 7/ 311. البداية والنهاية: 10/ 34. تاريخ الثقات: 346. المجروحين: 2/ 103. الأنساب: 12/ 432. طبقات الحفاظ: 58. نسيم الرياض: 3/ 359. ترغيب: 4/ 575. ضعفاء ابن الجوزي: 2/ 193. سير الأعلام: 5/ 206. والحاشية: 1/ 96، 106، 168، 173، 202، 269، 314، 2/ 36، 3/ 17، 4/ 117، 220، 273، 5/ 44، 180، 10/ 932. 134- تهذيب الكمال: 3/ 1374. تهذيب التهذيب: 10/ 306 "535". تقريب التهذيب: 2/ 275. خلاصة تهذيب الكمال: 8/ 759. الكاشف: 3/ 175. الجرح والتعديل: 8/ 57. تاريخ الثقات: 440. تاريخ الإسلام: 5/ 303. الثقات: 7/ 474. تراجم الأحبار: 3/ 316. الأنساب: 12/ 71. طبقات الحفاظ: 58. المعين رقم: 438. الحلية: 3/ 57. طبقات ابن سعد: 7/ 315. تاريخ أسماء الثقات: 1322. معرفة الثقات: 1793. سير الأعلام: 5/ 441 والحاشية.

عوانة وخلف بن خليفة وآخرون وكان ثقة حجة صالحًا متعبدًا كبير الشأن. قال هشيم كان لو قيل له: ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب. قال يحيى بن أبي كثير: حدثنا شعبة عن هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان في ما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن في الركعة الأولى وبلغ في الثانية إلى النحل. وروى نحوها مخلد بن الحسين عن هشام فإسنادها صحيح وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات, والأشر والبطر يزيد في السيئات. قال عباد بن العوام شهدت جنازة منصور بن زاذان فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام قلت: كنيته أبو المغيرة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة1. 135- 40/ 4ع- منصور بن المعتمر الإمام الحافظ الحجة أبو عتاب منصور السلمي الكوفي أحد الأعلام: لا أحفظ له شيئا عن الصحابة. وحدث عن أبي وائل وربعي بن حراش وإبراهيم وسعيد بن جبير ومجاهد والشعبي وأبي حازم الأشجعي وطبقتهم وعن شعبة وشيبان والسفيانان وشريك وفضيل بن عياض وخلق كثير. حكى عنه شعبة قال: ما كتبت حديثا قط. وقال ابن مهدي لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور. وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه قال: فتقول له أمه: أقتلت قتيلا؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت نفسي, أخذه يوسف بن عمر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيده ثم خلى عنه، قال أحمد البجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة, لا يختلف فيه أحد صالح متعبد, أكره على القضاء فقضى شهرين، قال: وفيه تشيع قليل وكان قد عمش من البكاء قالت فتاة يا أبت الإسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي الليل وقد مات قال الثوري: لو رأيت منصورا يصلي لقلت يموت الساعة قال ابن عيينة: رأيت منصورا فقلت ما فعل الله بك قال كدت أن ألقى الله بعمل نبي.

_ 1 وقيل 129. 135- تهذيب الكمال: 3/ 1376. تهذيب التهذيب: 10/ 312 "546". تقريب التهذيب: 2/ 276، 277. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 58. الكاشف: 3/ 177. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 346. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 28. الجرح والتعديل: 8/ 778. تاريخ الإسلام: 5/ 305. تاريخ الثقات: 440. التاريخ لابن معين: 3/ 588. تراجم الأحبار: 3/ 332. ثقات: 7/ 473. رجال الصحيحين: 1929. الأنساب: 9/ 213. المعين: 439. طبقات الحفاظ: 59. الحلية: 5/ 40. نسيم الرياض: 1/ 128. تاريخ أمساء الثقات: 1317. طبقات ابن سعد: جـ 5/ 500، جـ 6/ 369، 396، جـ 7/ 329. سير الأعلام: 5/ 402 والحاشية.

قلت: مات في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 136- 41/ 4 ع- مغيرة بن مقسم الفقيه الحافظ أبو هشام الضبي مولاهم الكوفي الأعمى: ولد أعمى وكان عجبًا في الذكاء حدث عن أبي وائل والشعبي وإبراهيم النخعي ومجاهد وعدة وعنه شعبة والثوري وزائدة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وابن فضيل وهشيم وخلق. قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان. وروى جرير عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته وضعف أحمد روايته عن إبراهيم فقط, وقال: ذكي حافظ صاحب سنة وقال أحمد العجلي: ثقة يرسل عن إبراهيم فإذا وقف ممن سمعه يخبرهم, وكان من فقهاء أصحاب إبراهيم وكان عثمانيا ويحمل على علي بعض الحمل1. 137- 42/ 4ع- حصين بن عبد الرحمن السلمي الحافظ أبو الهذيل بن عم منصور بن المعتمر: حدث عن جابر بن سمرة وعمارة بن رويبة وابن أبي ليلى وأبي وائل وزيد بن وهب وعدة, وعنه شعبة والثوري وأبو عوانة وعبثر وعلي بن عاصم وآخرون وكان ثقة حجة حافظا عالي الإسناد قال أحمد: حصين ثقة مأمون من كبار أصحاب الحديث، عاش ثلاثا وتسعين سنة؟ مات سنة ست وثلاثين ومائة. 138- 43/ 4ع - هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الإمام الحافظ الحجة أبوالمنذر القرشي الزبيري المدني الفقيه:

_ 136- تهذيب الكمال: 3/ 1363. تهذيب التهذيب: 10/ 269 "482". تقريب التهذيب: 2/ 270. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 51. الكاشف: 3/ 169. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 322. الجرح والتعديل: 8/ 1030. ميزان الاعتدال: 4/ 165. لسان الميزان: 7/ 396. تاريخ الإسلام: 5/ 302. تاريخ الثقات: 437. تاريخ أسماء الثقات: 1333. تراجم الأحبار: 3/ 320، 404. ثقات: 7/ 464. التمهيد: 1/ 158، 6/ 483. سير الأعلام: 6/ 10 والحاشية. 1 توفي عام 133 وقيل 136. 137- تهذيب الكمال: 1/ 298. تهذيب التهذيب: 2/ 381. تقريب التهذيب: 1/ 182. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 234. الكاشف: 1/ 237. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 7. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 217. الجرح والتعديل: 3/ 837. ميزان الاعتدال: 1/ 551. لسان الميزان: 7/ 199. الوافي بالوفيات: جـ 13 رقم 86 ص92. طبقات ابن سعد: 6/ 236. مقدمة الفتح: 398. سير الأعلام: 5/ 422 والحاشية. 138- تهذيب الكمال: 3/ 1442. تهذيب التهذيب: 11/ 48 "89". تقريب التهذيب: 2/ 319. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 115. الكاشف: 3/ 223. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 193. الجرح والتعديل: 9/ 294. ميزان الاعتدال: 4/ 301. لسان الميزان: 7/ 419. البداية والنهاية: 10/ 103. لسان الميزان: 7/ 419. البداية والنهاية: 10/ 103. تاريخ الثقات: 458. معجم طبقات الحفاظ: 182. مقدمة الفتح: 448. المعين 548. نسيم الرياض: 4/ 29. الثقات: 5/ 512. تراجم الأحبار: 1514. تاريخ أسماء الثقات: 1526. تراجم الأحبار: 4/ 151. تاريخ أسماء الثقات: 1526. سير الأعلام: 6/ 34. تاريخ بغداد: 14/ 37. معرفة الثقات: 1906.

حدث عن عمه ابن الزبير وأبيه وزوجته فاطمة بنت المنذر وأبي سلمة بن عبد الرحمن وطائفة. وعنه شعبة وأيوب ومالك والسفيانان والحمادان وابن نمير ويحيى القطان وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى وخلق. قال هشام: مسح ابن عمر برأسي ودعا لي. قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين. وقال ابن سعد: كان هشام ثقة ثبتًا كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة إمام في الحديث. أخبرنا محمود بن محمد الزاهد سنة خمس وتسعين أخبرنا يوسف بن خليل أنا مسعود بن أبي منصور ح وأنبأني ابن سلامة عن مسعود أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم أنا فاروق بن عبد الكبير أنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية أنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله إن أمي افتلتت وأظن لو تكلمت تصدقت فهل لها من أجر أن تصدقت عنها قال: نعم، قال يعقوب بن شيبة: هشام بن عروة ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية فأنكر عليه ذلك أهل بلده فإنه كان لا يحدث عن أبيه إلا ما سمعه منه ثم تسهل فكان يرسل عن أبيه، قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين هشام أحب إليك أو الزهري، فقال: كلاهما ولم يفضل. قالوا: توفي هشام ببغداد في سنة ست وأربعين ومائة1 وله ثمانون سنة رحمه الله تعالى. 139- 44/ 4ع- يونس بن عبيد الإمام القدوة الحجة أبو عبد الله العبدي مولاهم البصري الحافظ: رأى أنسا وسمع الحسن وابن سيرين وعطاء وإبراهيم التيمي وحميد بن هلال وزياد بن جبير ونافع العمرى وعدة؟ وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وعبد الوارث وبشر بن المفضل وهشيم وابن علية وكان أحد الأئمة الأعلام الورعين كان يقول ما كتبت شيئًا قط. قال أبو حاتم: هو أكبر من سليمان التيمي, ولا يبلغ التيمي منزلة يونس. وقال سعيد بن عامر: ما رأيت رجلا قط أفضل من يونس بن عبيد, وأهل البصرة على ذا. قال حماد بن زيد: مرض يونس بن عبيد فقال أيوب ما في العيش بعدك خير.

_ 1 وقيل 145. 139- تهذيب الكمال: 3/ 1568. تهذيب التهذيب: 11/ 442 "855". تقريب التهذيب: 2/ 385. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 193. الكاشف: 3/ 304. تعجيل المنفعة: 1215. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 402. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 49.الجرح والتعديل: 9/ 1020. ثقات: 7/ 647.

وقال أمية بن بسطام جاءت يونس امرأة بجبة خز فقال: بكم هي؟ قالت: بخمسائة, قال هو خير من ذاك, قالت: بست مائة, قال هي خير من ذاك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفا وقال النضر بن شميل: غلا الخز وكان يونس بن عبيد خزازًا فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفًا فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه: هل كنت علمت أن المتاع كان قد غلا بأرض كذا وكذا ولو علمت لبعت ثم قال هلم إلى مالي فرد عليه الثلاثين الألف. وعن هشام بن حسان قال: ما رأيت أحدا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر حدثنا محمد بن عبد الرحمن أنا القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ سنة ست وسبعين وثلاث مائة أنا أبو عروبة الحراني أنا محمد بن عباد بن آدم أنا عبد الوهاب عن يونس عن الحسن عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا يسترعي الله عبدًا رعية فيموت وهو لها غاش إلا حرم الله عليه الجنة" هذا حديث جيد الإسناد ولم يخرجه أرباب الكتب الستة ومحمد هذا من مشيخة ابن ماجه. قال معاذ بن معاذ: في سنة تسع وثلاثين ومائة صليت على يونس بن عبيد رحمه الله تعالى. 140- 45/ 4م ع- داود بن أبي هند الإمام الثبت أبو محمد البصري: رأى أنس بن مالك وروى عن أبي العالية وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي والشعبي وعكرمة. وعنه شعبة والحمادان وابن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون وكان من حفاظ أهل البصرة ومفتيهم حديثه في الكتب الستة لكن في البخاري استشهادًا قال يزيد بن زريع: كان مفتي أهل البصرة. يحيى بن الفضل الخرقي أنا سعيد بن عامر الضبعي قال: قال داود بن أبي هند: أتيت الشام فلقيني غيلان القدري فقال: أريد أن أسألك عن مسائل. قلت: سل عن خمسين وأسألك عن ثنتين قال: سل. قلت: ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، فقلت: أخبرني عن العقل هو شيء مباح للناس من شاء أخذه ومن شاء ترك أو هو شيء مقسوم بينهم؟ فمضى ولم يجبني. قلت: انقطع فكذلك قسم الله الإيمان والأديان ولا قوة إلا بالله.

_ 140- تهذيب الكمال: 1/ 391. تهذيب التهذيب: 3/ 204. تقريب التهذيب: 1/ 235. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 307. الكاشف: 1/ 292. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 232. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 49.الجرح والتعديل: 3/ 1881. ميزان الاعتدال: 2/ 11. شذرات: 1/ 208. الوافي بالوفيات: 13/ 496. طبقات ابن سعد: 7/ 285. الحلية: 3/ 92. الجمع بين رجال الصحيحين: 515. الثقات: 6/ 278.

وقال ابن عدي: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله كان خزازا كان يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا ويفطر معهم وقال لنا يوما يا فتيان أخبركم لعل الله أن ينفعكم كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق فإذا انقلبت إلى البيت حلفت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا حتى آتى ذلك المكان فإذا بلغته حلفت على نفسي أن أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا حتى آتي المنزل قيل مولد داود سنة خمسين ومات في أول سنة أربعين ومائة1 راجعا من الحج وكان رأسا في العلم والعمل. قرأت على إسحاق الأسدي أخبرنا بن خليل أنا بن اللبان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ أنا محمد بن أحمد بن الحسن وغيره قالوا أنا بشر بن موسى أنا هوذة أنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فتقتلها أولى الطائفتين بالحق. رواه أيضا داود بن أبي هند عن أبي نضرة مثله وقرأت على طاهر بن عبد الله بن عمر العجمي بمصر أخبركم بن خليل أنا مسعود الجمال, وأنبأني أحمد بن سلامة عن الجمال أنا الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم أنا بن خلاد ومحمد بن مخلد قالا ثنا الحارث بن أبي أسلمة أنا يزيد أنا داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقا وإن أبعدكم مني مساويكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون" 2. رواه وهيب وجماعة عن داود ورواته ثقات لكنه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة. 141- 46/ 4ع- موسى بن عقبة الأسدي المدني الحافظ مولى آل الزبير بن العوام: عن أم خالد بنت خالد الصحابية وعروة وسالم وأبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وطائفة وصنف المغازي حدث عنه ابن جريج ومالك وابن عيينة وحاتم بن إسماعيل وابن المبارك

_ 1 وقيل 139 وقيل 141. 2 رواه الترمذي في البر باب 71. أحمد في مسنده: 2/ 369". 141- تهذيب الكمال: 3/ 1390. تهذيب التهذيب: 10/ 360 "638". تقريب التهذيب: 2/ 286. الكاشف: 3/ 186. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 292. الجرح والتعديل: 8/ 693. تاريخ الإسلام: 6/ 133. تاريخ أسماء الثقات: 1343. تاريخ الثقات: 444. نسيم الرياض: 4/ 99. تراجم الأحبار: 3/ 365. ثقات: 5/ 404. طبقات ابن سعد: 9/ 191. والفهرس. التاريخ لابن معين: 3/ 593. والتمهيد: 2/ 76، 8/ 55. سير الأعلام: 6/ 114. والحاشية. معرفة الثقات رقم: 1820. ديوان الإسلام: ت: 1849.

وأبو ضمرة ومحمد بن فليح وخلق. قال الواقدي كان موسى مفتيا فقيها. وقال أبو حاتم صالح وقال أحمد بن حنبل عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة قرأت مغازي موسى بالمزة على أبي نصر الفارسي وكان وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة رحمه الله تعالى. 142- 47/ 4ع- صالح بن كيسان الحافظ: أحد علماء المدينة وكان مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز رأى عبد الله بن عمر ولم يسمع منه وحدث عن عروة بن الزبير ونافع وسالم ونافع مولى أبي قتادة وعبيد الله بن عبد الله والزهري وجماعة وكان رفيق الزهري في طلب العلم وإنما طلب في الكهولة حدث عنه بن جريج ومالك وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد فأكثر وسفيان بن عيينة سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ ويقال إنه جاوز المائة. قال الواقدي: مات بعد أربعين ومائة رحمه الله تعالى. 143- 48/ 4ع- خالد الحذاء: هو الحافظ الثبت أبو المنازل خالد بن مهران البصري محدث البصرة ولم يكن حذاء بل كان يجلس عندهم حدث عن عبد الله بن شقيق وأبي عثمان النهدي وعكرمة وعبد الرحمن بن أبي بكرة وحفصة بنت سيرين وأخيها محمد وطائفة وعنه محمد بن سيرين شيخه وشعبة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق الفزاري وإسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة وخلق آخرهم وفاة عبد الوهاب بن عطاء وثقه أحمد بن حنبل وابن معين واحتج به أصحاب الصحاح وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت: مات سنة إحدى أو سنة اثنتين وأربعين ومائة رحمه الله تعالى. 144- 49/ 4ع- عاصم بن سليمان الحافظ أبو عبد الرحمن البصري الأحول قاضي المدائن: حدث عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك والشعبي وأبي العالية ومعاذة

_ 142- تهذيب الكمال: 2/ 599. تهذيب التهذيب: 4/ 399. تقريب التهذيب: 1/ 362. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 464. الكاشف: 2/ 23. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 288. الجرح والتعديل: 4/ 1808. ميزان الاعتدال: 2/ 299. لسان الميزان: 7/ 246. البداية والنهاية: 9/ 192، 344. طبقات ابن سعد: 5/ 63، 304. الوافي بالوفيات: 16/ 268. سير الأعلام: 5/ 454 والحاشية. الثقات: 6/ 454. 143- تهذيب الكمال: 1/ 365. تهذيب التهذيب: 3/ 120. تقريب التهذيب: 1/ 219. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 284. الكاشف: 1/ 274. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 173. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 57. الجرح والتعديل: 3/ 1593. ميزان الاعتدال: 1/ 643. لسان الميزان: 7/ 209. طبقات الحفاظ: / 64. مقدمة الفتح: / 400. طبقات ابن سعد: 7/ 23. شذرات: 1/ 210. الوافي بالوفيات: جـ 13 "318"/ ص 360. سير الأعلام: 6/ 190. الثقات: 6/ 353. تهذيب مستمر الأوهام: ب112. 144- تهذيب التهذيب: 5/ 42 "73". تقريب التهذيب: 1/ 384 "9". تاريخ البخاري الكبير: 6/ 485. الجرح والتعديل: 6/ ص 343. ميزان: 2/ 350. الثقات: 5/ 237.

العدوية وخلق وعنه قتادة وشعبة وابن المبارك وأبو معاوية ويزيد بن هارون وخلق سواهم. وثقه على بن المديني وغيره وكان حافظا مكثرا وفي حفظه شيء لا يضر وحديثه في كتب الأئمة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا بن البناء أنا على بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال دمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى بابنة زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن فقال له قيس بن عبادة تبكي وقد نهيت عن البكاء فقال "إنما هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة1 رحمه الله تعالى. وقال سفيان الثوري: حفاظ الناس أربعة إسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الملك بن أبي سليمان وأبى أن يجعل الأعمش معهم رحمهم الله قال أبو الربيع الزهراني حدثنا محمد بن عباد أنا أبي قال ربما كان عاصم الأحول صائما فيفطر فإذا صلى العشاء تنحى فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر. 145- 50/ 4ع- سليمان التيمي الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو المعتمر سليمان بن طرخان القيسي: مولاهم البصري لم يكن تيميا بل نزل فيهم سمع أنس بن مالك وأبا عثمان النهدي وطاوسا والحسن وعدة وعنه شعبة والسفيانان وابن المبارك ويزيد بن هارون والأنصاري وهوذة بن خليفة وخلق قال شعبة ما رأيت أحدا أصدق من سليمان التيمي كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تغير لونه وقال معتمر مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء وعاش سبعا وتسعين سنة. قلت: له نحو من مائتي حديث وكان عابد البصرة وعالمها. قال يحيى القطان: ما رأيت أخوف لله منه. وقال بن المبارك عن سفيان. قال حفاظ البصريين ثلاثة: سليمان التيمي, وعاصم الأحول وداود بن أبي هند, وعاصم أحفظهم. وقال جرير: لم ير سليمان

_ 1 وقيل 141. 145- تهذيب الكمال: 1/ 540. تهذيب التهذيب: 4/ 201. تقريب التهذيب: 1/ 326. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 414. الكاشف: 1/ 396. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 20. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 7، 74. الجرح والتعديل: 4/ 539. ميزان الاعتدال: 2/ 212. لسان الميزان: 7/ 237. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 18. الوافي بالوفيات: 15/ 393. سير الأعلام: 6/ 195 والحاشية. الثقات: 4/ 300.

التيمي ساعة قط إلا تصدق بشيء فإن لم يكن صلى ركعتين. وقال خالد بن الحارث: قال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وقال سعيد بن عامر الضبعي: كان سليمان التيمي يسبح الله في كل سجدة سبعين تسبيحة. وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا كنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: ثنا الأنصاري قال: كان عامة الدهر سليمان التيمي يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب ويصوم الدهر. قال يحيى القطان: كان سفيان لا يقدم على سليمان التيمي أحدا من البصريين. وذكر مردويه عبد الصمد عن فضيل بن عياض قال قيل لسليمان التيمي أنت أنت ومن مثلك؟ قال: لا تقولوا هكذا ما أدري ما يبدو لي من ربي سمعت الله يقول: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون} [الزمر: 47] قال رقبة بن مصقلة: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي. وروى سعيد بن الكزبري عن سعيد بن عامر قال: مرض سليمان التيمي فبكى فقيل: ما يبكيك؟ قال: مررت على قدري، فسلمت عليه فأخاف الحساب عليه. أنبئت عن أبي المكارم الأصبهاني أنا أبو علي أنا أبو نعيم نا أبو الشيخ نا إسحاق بن أحمد نا سعيد بن عيسى سمعت مهدي بن هلال يقول أتيت سليمان التيمي فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وكان لا يحدث أحدا حتى يمتحنه فيقول له: الزنا بقدر؛ فإن قال: نعم استحلفه فإن حلف حدثه خمسة أحاديث. مات التيمي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة رحمه الله تعالى. 146- 51/ 4ع- حميد الطويل الحافظ المحدث الثقة أبو عبيدة بن أبي حميد تيرويه البصري أحد مشيخة الأثر: سمع أنس بن مالك وعبد الله بن شقيق والحسن وعكرمة وابن أبي مليكة وبكر بن عبد الله وجماعة وعنه شعبة ومالك وسفيان والحمادان وابن علية ويحيى القطان والأنصاري وخلق كثير. قال حماد بن سلمة: لم يدع حميد لثابت البناني

_ 146- تهذيب الكمال: 1/ 235. تهذيب التهذيب: 3/ 38. تقريب التهذيب: 1/ 202. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 258. 262. الكاشف: 1/ 256. الثقات: 4/ 148. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 348. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 72، 74. الجرح والتعديل: 3/ 961. ميزان الاعتدال: 1/ 610. لسان الميزان: 7/ 205. الوافي بالوفيات: 13/ 39. البداية والنهاية: 10/ 80. رجال الصحيحين: 345. الطبقات الكبرى: 7/ 333، 282. سير الأعلام: 6/ 163. مقدمة الفتح: 399.

علما إلا وعاه عنه وسمعه منه وعامة ما يرويه عن أنس سمعه من ثابت. قلت: قد صرح بالسماع من أنس بن مالك في شيء كثير. وقيل: بل سمع منه بضعة وعشرين حديثا, وباقي ذلك يدلسه عنه. قال الأصمعي: رأيته ولم يكن بطويل ولكن طويل اليدين. وقيل: بل كان في جيرانه رجل قصير اسمه حميد فقالوا: حميد الطويل؛ ليتميز من القصير. وكان قائما يصلي فمات فجأة رحمه الله تعالى في آخر سنة اثنين وأربعين ومائة1 وقع لي من عواليه بإجازة. قال معاذ بن معاذ: كان حميد الطويل قائما يصلي فمات فذكروه لابن عون وجعلوا يذكرون من فضله فقال: احتاج حميد إلى ما قدم وعن يونس قال: أكثر الله فينا مثل حميد. 147- 52/ 4ع- أبو إسحاق الشيباني الإمام سليمان بن فيروز 2 الكوفي الحافظ مولى بني شيبان: حدث عن عبد الله بن أبي أوفى وابن شداد وزر بن حبيش والشعبي والنخعي وعكرمة وطائفة, حدث عنه شعبة وسفيان وجرير بن عبد الحميد وعلي بن مسهر وابن عيينة وجعفر بن عون وآخرون. متفق على ثقته. وقد حدث عنه من شيوخه أبو إسحاق السبيعي. قال الفلاس: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة. وقال أبو معاوية: سنة تسع وثلاثين وقيل مات سنة إحدى وأربعين ومائة أو في التي بعدها رحمه الله تعالى. 148- 53/ 4ع- إسماعيل بن أبي خالد الإمام الحافظ أبو عبد الله البجلي الأحمسي مولاهم الكوفي أحد الأعلام: سمع بن أبي أوفى وأبا جحيفة السوائي وطارق بن شهاب وقيس بن أبي حازم وعمرو بن حريث وزر بن حبيش وعدة, حدث عنه شعبة والسفيانان وأبو أسامة ويزيد بن هارون وابن نمير ويحيى القطان ويعلى بن عبيد وخلق. وكان حجة متقنا مكثرا عالما وكان طحانا. قال أبو إسحاق السبيعي: إسماعيل شرب العلم شربا. روى مجالد عن الشعبي قال: إسماعيل هذا يزدرد العلم ازدرادا. وعن الثوري قال: حفاظ الناس ثلاثة فذكر منهم إسماعيل.

_ 1 وقيل 143. 147- تهذيب الكمال: 1/ 539. تهذيب التهذيب: 4/ 213. تقريب التهذيب: 1/ 329. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 413. الكاشف: 1/ 395. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 16. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 57. الجرح والتعديل: 4/ 592. سير الأعلام: 6/ 193. والحاشية. الوافي بالوفيات: 15/ 418. 2 ويقال سليمان بن عمرو ويقال سليمان بن أبي سليمان. 148- تهذيب الكمال: 1/ 99. تهذيب التهذيب: 1/ 291. تقريب التهذيب: 1/ 78. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 86. الكاشف: 1/ 122. الثقات: 4/ 19. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 35. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 85. الجرح والتعديل: 2/ 174. تذكرة الحفاظ: 1/ 153. الوافي بالوفيات: 9/ 115. طبقات الحفاظ: 22، 29، 66. مجمع: 3/ 223. شذرات الذهب: 1/ 216. سير الأعلام: 6/ 176. الكنى للإمام مسلم: 137. الثقات: 4/ 19. طبقات ابن سعد: 9/ 13.

قلت: وقع لنا من عواليه وكان من العلماء العاملين, مات في سنة خمس وأربعين ومائة وقيل سنة ست رحمه الله تعالى. عواليه من الغيلانيات وجزء محمد بن عاصم وجزء الجابري. 149- 54/ 4ع- الأعمش الحافظ الثقة شيخ الإسلام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي: أصله من بلاد الري رأى أنس بن مالك وحفظ عنه وروى عن بن أبي أوفى وعكرمة وأبي وائل وزر وأبي عمرو الشيباني والمعرور بن سويد وإبراهيم النخعي وخلق كثير, وعنه شعبة والسفيانان وزائدة ووكيع وعبيد الله بن موسى ويعلى بن عبيد وأبو نعيم وخلائق. قال بن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض وقال الفلاس: كان الأعمش يسمى المصحف؛ من صدقه. وقال يحيى القطان: الأعمش علامة الإسلام. وقال الحربي: ما خلف الأعمش أعبد منه لله. وقال وكيع: بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى, سيرة الأعمش يطول شرحها وهي مذكورة في تاريخي الكبير وفي طبقات القراء ويقع عواليه في صحيح البخاري وفي جزء بن عرفة؛ وابن الفرات والغيلانيات، وكان رأسا في العلم النافع والعلم الصالح, توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة1 وله سبع وثمانون سنة رحمه الله تعالى. 150- 55/ 4 ع- الجريري الحافظ الحجة أبو مسعود سعيد بن إياس البصري: حدث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة وعبد الله بن شقيق وعبد الله بن بريدة وغيرهم؛ وعنه شعبة والثوري والحمادان وابن المبارك وبشر بن المفضل وابن علية وأبو أسامة ويزيد بن هارون وآخرون. قال أحمد بن حنبل: هو محدث أهل البصرة. وقال أبو حاتم: تغير حفظه قبل موته وثقه جماعة. وقال أحمد بن حنبل: سألت بن علية أكان الجريري اختلط؛ فقال: لا كبر الشيخ فرق. وأما بن أبي عدي فقال: لا نكذب الله؛ سمعنا من الجريري وهو مختلط. وأما يزيد فقال: دخلت

_ 149- تهذيب التهذيب: 4/ 222. تقريب التهذيب: 1/ 331. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 37. الجرح والتعديل: 4/ 630. ميزان الاعتدال: 2/ 224. لسان الميزان: 7/ 238. الثقات: 4/ 302. الوافي بالوفيات: 15/ 429. سير الأعلام: 6/ 226. ديوان الإسلام: 44. 1 وقيل 147. 150- تقريب التهذيب: 1/ 291. الكاشف: 1/ 356. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 456. اريخ البخاري الصغير: 2/ 78. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 374. لسان الميزان: 7/ 227. سير الأعلام: 6/ 153 والحاشية. الجرح والتعديل: 4/ 1. ميزان الاعتدال: 2/ 127. الوافي بالوفيات: 15/ 202. شذرات الذهب: 1/ 215. طبقات ابن سعد: 7/ 24. الثقات: 6/ 351.

البصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة فسمعت من الجريري ولم ننكر منه شيئا. قلت: مات سنة أربع وأربعين ومائة رحمه الله تعالى. 151- 56/ 4 ع- عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الكوفي الحافظ الكبير: حدث عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وطائفة, وعنه جرير الضبي وإسحاق الأزرق وحفص بن غياث ويحيى القطان وابن نمير وعبد الرزاق وخلق, وكان من الحفاظ الأثبات. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يتعجب من حفظ عبد الملك. وقال أحمد بن حنبل: ثقة وكذا وثقه النسائي. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. توفي سنة خمس وأربعين ومائة وقد شاخ رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي أنا نصر بن جزء نا أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو البقاء المعمر بن محمد أنا زيد بن جعفر العلوي أنا محمد بن علي الشيباني أنا أحمد بن حازم الغفاري أنا يعلى بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تتخذوا بيوتكم قبورا وصلوا فيها" 1. 152- 57/ 4ع- ابن عون الإمام شيخ أهل البصرة أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم البصري الحافظ: حدث عن سعيد بن جبير وأبي وائل وإبراهيم النخعي وعطاء ومجاهد والشعبي والحسن والقاسم بن محمد وخلق, وعنه حماد بن زيد وإسماعيل بن علية وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وأبو عاصم الأنصاري ومسلم بن إبراهيم وخلق كثير. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان بالعراق أعلم بالسنة من بن عون. وقال قرة: كنا نعجب من ورع بن سيرين فأنساناه ابن عون. وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب

_ 151- تهذيب الكمال: 2/ 854. تهذيب التهذيب: 6/ 396 "848". تقريب التهذيب: 1/ 519 "1315". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 177. الكاشف: 2/ 209. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 417. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 83، 85. الجرح والتعديل: 5/ 1719. ميزان الاعتدال: 2/ 656. لسان الميزان: 7/ 291. سير الأعلام: 6/ 107 والحاشية. الثقات: 7/ 97. 1 رواه أبو داود في كتاب المناسك باب 96 ابن ماجه في كتاب الإقامة باب 186 أحمد في مسنده "2/ 367". 152- تهذيب الكمال: 2/ 719. تهذيب التهذيب: 5/ 346 "600" تقريب التهذيب: 1/ 439 "526". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ الكاشف: 2/ 116. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 163. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 111. الجرح والتعديل: 1/ 145، 5/ 605. طبقات ابن سعد: 7/ 24. سير الأعلام: 6/ 364 والحاشية. الوافي بالوفيات: 17/ 389 والحاشية. الثقات: 7/ 3.

وابن عون ويونس. وقال هشام بن حسان: لم تر عيناي مثل ابن عون. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون. وقال شعبة: شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره. وقال الأوزاعي: إذا مات ابن عون وسفيان استوى الناس. وقال ابن معين: ثقة في كل شيء. وقال بكار السيريني: كان ابن عون يصوم يوما ويفطر يوما, وصحبته دهرا وكان طيب الريح لين الكسوة يختم كل أسبوع وكان يغزو ويركب الخيل. بارز مرة علجا فقتله, وكان إذا جاء إخوانه كأن على رءوسهم الطير لهم خضوع وخشوع1. قلت: لابن عون جلالة عجيبة ووقع في النفوس؛ لأنه كان إماما في العلم رأسا في التأله والعبادة حافظا لأنفاسه. كبير الشأن. مات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة رحمه الله تعالى؛ قاله جماعة ويقع حديثه عاليا لأصحاب ابن طبرزد والكندي. 153- 58/ 4 ع- ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ الإمام أبو عثمان التيمي المدني الفقيه مولى آل المنكدر: روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وحنظلة بن قيس وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد, وعنه سفيان ومالك والأوزاعي وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وأبو ضمرة أنس بن عياض وخلق. وكان إماما حافظا فقيها مجتهدا بصيرا بالرأي ولذلك يقال له: ربيعة الراي. أخباره مستوفاة في تاريخ دمشق وتاريخ بغداد قال الخطيب: كان فقيها عالما حافظا للفقه والحديث. ابن وهب قال: حدثني بن زيد قال: مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار إلى أن جالس القوم فنطق بلب وعقل. وقال الليث: عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة. وقال معاذ بن معاذ: سمعت سواء بن عبد الله القاضي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي, قلت: ولا الحسن وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين. وعن ابن وهب أن ربيعة كان من الأجواد أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار. قال أحمد بن حنبل: ربيعة ثقة. أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ وجماعة قالوا: أخبرنا بن اللتي أنا أبو الوقت أنا بيبي أنا بن أبي شريح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا يعيش بن الجهم قرأت على أبي ضمرة عن ربيعة عن أنس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم توفي وقد أتى عليه ستون

_ 1 وقيل 150. 153- تهذيب الكمال: 1/ 408. تهذيب التهذيب: 3/ 258. تقريب التهذيب: 1/ 247. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 322.الاشف: 1/ 307. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 286. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 322، 2/ 32. الجرح والتعديل: 3/ 2131. ميزان الاعتدال: 2/ 44. لسان الميزان: 7/ 215. تاريخ بغداد: 8/ 421. طبقات الحفاظ: 136. الجمع بين رجال الصحيحين: 531. الوافي بالوفيات: 14/ 94. الحلية: 3/ 259. سير الأعلام: 6/ 89 والحاشية. الثقات: 4/ 23.

سنة وما في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. قال مصعب الزبيري: هو صاحب الفتوى بالمدينة كان يجلس إليه وجوه الناس. وبه تفقه مالك. وقال بن الماجشون: ما رأيت أحدا أحفظ لسنة من ربيعة. قال عبيد الله بن عمر: ربيعة هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا. قال مالك: لما مات القاسم وسالم أفضى الأمر إلى ربيعة. ولما قدم السفاح أمر له بمال فلم يقبله. قال سفيان بن عيينة: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومِنَ الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. مات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة. وفي عصر هذه الطبقة تحولت دولة الإسلام من بني أمية إلى بني العباس في عام اثنتين وثلاثين ومائة، فجرى بسبب ذلك التحول سيول من الدماء وذهب تحت السيف عالم لا يحصيهم إلا الله بخراسان والعراق والجزيرة والشام وفعلت العساكر الخراسانية الذين هم المسودة كل قبيح فلا حول ولا قوة إلا بالله. ومات محارب بن دثار القاضي, وإياس بن معاوية بن قرة المزني القاضي, وعاصم بن عمر بن قتادة, وعبد الله بن كثير أبو معبد الدارمي مقرئ الحرم, وعلقمة بن مرثد الكوفي الفقيه, وقيس بن مسلم الجدلي, ومحمد بن يحيى بن حبان المازني, وربيعة بن يزيد القصير من علماء الشام, ومحمد بن واسع الزاهد, ومالك بن دينار كاتب المصاحف, والقاسم بن أبي بزة المكي, وأبو بشر جعفر بن إياس الكوفي, وزياد بن علاقة أسند من لقيه ابن عيينة, وجبلة بن سحيم, وإبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي, وإبراهيم بن ميسرة الطائفي, وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي المفسر, وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر, والأسود بن قيس الكوفي, وأشعث بن أبي الشعثاء المحاربي, وإياد بن لقيط السدوسي, وأبو عمرو بن العلاء المازني مقرئ البصرة, وعاصم بن أبي النجود الأسدي مقرئ الكوفة, وأبو رويم نافع بن أبي نعيم مقرئ المدينة, وحمزة بن حبيب الزيات مقرئ الكوفة, ويحيى بن الحارث الذماري مقرئ دمشق, ودراج أبو السمح واعظ مصر, وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة, وأبو عمران الجوني محدث البصرة, وأبو حصين عثمان بن عاصم الكوفي, وبكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه, وأبو جمرة الضبعي نصر بن عمران البصري, وأبو التياح يزيد بن حميد عالم البصرة, وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن, وعبد الله بن أبي نجيح المفسر, وعبد الله بن طاوس اليماني, وأيوب بن موسى الفقيه, وفي هذا الزمان ظهر بالبصرة: عمرو بن عبيد العابد, وواصل بن عطاء الغزال, ودعوا الناس إلى الاعتزال والقول

بالقدر, وظهر بخراسان الجهم بن صفوان ودعا إلى تعطيل الرب عز وجل وخلق القرآن, وظهر بخراسان في قبالته مقاتل بن سليمان المفسر وبالغ في إثبات الصفات حتى جسم، وقام على هؤلاء علماء التابعين وأئمة السلف وحذروا من بدعهم وشرع الكبار في تدوين السنن وتأليف الفروع وتصنيف العربية ثم كثر ذلك في أيام الرشيد وكثرت التصانيف وألفوا في اللغات وأخذ حفظ العلماء ينقص ودونت الكتب واتكلوا عليها وإنما كان قبل ذلك علم الصحابة والتابعين في الصدور؛ فهي كانت خزائن العلم لهم رضي الله عنهم.

الطبقة الخامسة من الكتاب

الطبقة الخامسة من الكتاب: وتحتمل تراجمهم أن تعمل في مجلد تام وإنما لوحنا ههنا بنبذ من أخبارهم وهم نيف وسبعون إماما: 154- 1/ 5ع- عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الإمام الحافظ الثبت أبو عثمان العدوي المدني أخو عبد الله وعاصم وأبي بكر: روى عن أم خالد بنت خالد الصحابية حديثا واحدًا وعن القاسم وسالم وعطاء ونافع والمقبري والزهري وغيرهم وعنه شعبة والسفيانان وبشر بن الفضل وأبو أسامة ويحيى القطان وعبد الوهاب الثقفي وعبد الرزاق وخلائق قال بن معين: عبيد الله عن القاسم عن عائشة الذهب المشبوك بالدر، وقال النسائي: ثقة ثبت، وقال غيره: كان صالحا عابدا حجة كثير العلم. اعتزل فتنة ابن حسن. قال أبو حاتم: سألت أحمد بن حنبل عن مالك وأيوب وعبيد الله أيهم أثبت في نافع، فقال: عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية. وقال أحمد بن صالح: عبيد الله أحب إلي من مالك في نافعن وسئل عنهما بن معين فقال: كلاهما، ولم يفضل قلت: هو ومالك والثوري وشعبة أهل الطبقة الثانية من الحفاظ لابن المفضل وقد وقع لنا حديث عبيد الله بعلو في الثقفيات وفي جزء بن الفرات وجزء ابن عيينة وجزء محمد بن عاصم ومن طريق الطبراني أخبرنا إبراهيم بن أحمد الحاسب أنا إسماعيل بن ظفر أنا أحمد بن محمد التيمي وأنبأنا بن أبي الخير عن التيمي أنا الحداد أنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر أنا محمد بن عاصم أنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع أن ابن عمر كان يكره أن يكثر مس قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة بالمدينة رحمه الله تعالى. 155- 2/ 5ع- عقيل بن خالد بن عقيل الحافظ الحجة أبو خالد الأموي الأيلي من

_ 154- تهذيب الكمال: 2/ 885. تهذيب التهذيب: 7/ 38 "71". تقريب التهذيب: 1/ 537. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 196. الكاشف: 2/ 231. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 378، 392، 395. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 322. الجرح والتعديل: 5/ 1545، 1558. سير الأعلام: 6/ 304 والحاشية. الثقات: 7/ 149. 155- تهذيب الكمال: 2/ 948. تهذيب التهذيب: 7/ 255 "467. تقريب التهذيب: 2/ 29. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 94. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 58، 59. لسان الميزان: 7/ 307. تاريخ الإسلام: 6/ 101. تاريخ الثقات: 2/ 29. شذرات: 1/ 216. مقدمة الفتح: 425. طبقات الحفاظ: 70. نسيم الرياض: 2/ 137. الثقات: 7/ 305. حسن المحاضرة: 1/ 345. سير الأعلام: 6/ 301 والحاشية.

موالي عثمان رضي الله عنه: حدث عن القاسم وسالم وعكرمة وعراك بن مالك وعمرو بن شعيب وأكثر عن الزهري وجود, روى عنه بن أخيه سلامة بن روح ويحيى بن أيوب والليث ومفضل بن فضالة وابن لهيعة والمصريون وزامل الزهري في المحمل مرات. قال رفيقه يونس: ما أحد أعلم بحديث الزهري من عقيل. وقال أحمد بن حنبل: عقيل أقل خطأ من يونس. وقال بن معين: ثقة. وكذا وثقه غير واحد واحتج به أرباب الصحاح. مات بمصر فجأة في سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل سنة اثنتين. وحديثه كثير منتشر. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا الحرستاني حضورا أنا جمال الإسلام أنا ابن طلاب أنا بن جميع أنا الحسين بن سعيد المطبقي أنا محمد بن عزيز أنا سلامة بن روح حدثني عقيل عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يخرج زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير. 156- 3/ 5ع- يونس بن يزيد بن أبي النجاد الحافظ الثبت أبو يزيد الأيلي مولى معاوية بن أبي سفيان: حدث عن عكرمة والقاسم وسالم والزهري وطائفة وعنه الأوزاعي وجرير بن حازم والليث وابن وهب وعثمان بن عمر بن فارس وآخرون قال أحمد بن صالح الحافظ المصري: نحن لا نقدم في الزهري على يونس أحدا. وكان الزهري إذا قدم أيلة نزل عنده ثم يزامله إلى المدينة وقال أحمد: ثقة. قال أبو سعيد بن يونس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة رحمه الله تعالى قلت حديثه كثير جدا. 157- 4/ 5ع- الزبيدي الحافظ الحجة المتقن عالم أهل الشام أبو الهذيل محمد بن الوليد الحمصي القاضي: حدث عن أزهر بن سعيد الحرازي وراشد بن سعيد المقرئ

_ 156- تهذيب الكمال: 3/ 1572. تهذيب التهذيب: 11/ 450 "769". تقريب التقريب: 2/ 386. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 195. الكاشف: 3/ 305. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 406. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 133. الجرح والتعديل: 9/ 1042. ميزان الاعتدال: 4/ 484. لسان الميزان: 7/ 449. مقدمة الفتح: 455. نسيم الرياض: 1/ 74، 3/ 314. طبقات ابن سعد: 7/ 328. البداية والنهاية: 10/ 109. سير الأعلام: 6/ 297. الأنساب: 1/ 410. 1 وقيل 159 أو 160. 157- تهذيب الكمال: 3/ 1283. تهذيب التهذيب: 9/ 502. تقريب التهذيب: 2/ 215. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 466. الكاشف: 3/ 105. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 254. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 52. الجرح والتعديل: 8/ 494. تاريخ الثقات: 415. ثقات: 7/ 373. طبقات الحفاظ: 71/ الأنساب: 6/ 264.تراجم الأحبار: 1/ 447. 4/ 17. تاريخ أسماء الثقات: 1247. معرفة الثقات: 1657. سير الأعلام: 6/ 281 والحاشية. طبقات ابن سعد: 7/ 169. الوافي بالوفيات: 5/ 174.

ومكحول وعمرو بن شعيب والزهري وخلق سواهم, وهو أنبل أصحاب الزهري وأثبتهم, حدث عنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة ومحمد بن حرب وبقية بن الوليد ومنبه بن عثمان وآخرون, قال الزهري: قد احتوى هذا ما بين جنبي من العلم وقال الأوزاعي: ما أحد أثبت في الزهري من الزبيدي, وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ. وقال الزبيدي: أقمت بالرصافة مع الزهري عشر سنين. وقال ابن سعد: كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث. قيل: مات في المحرم سنة تسع وأربعين ومائة1 وله سبعون سنة. أنبأنا يحيى بن أبي منصور أنا عبد القادر أنا مسعود الثقفي أنا عبد الوهاب بن محمد أنا أبي حدثنا خيثمة بن سليمان نا أبو عتبة نا بقية نا محمد بن الوليد الزبيدي عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من دُعِيَ إلى عرس أو نحوه فليجب" أخرجه مسلم2 من طريق بقية. 158- 5/ 5ع- هشام بن حسان الحافظ الإمام أبو عبد الله الأزدي الفردوسي مولاهم البصري: عن الحسن ومحمد وعكرمة وحميد بن هلال وحفصة وعطاء وعدة, وعنه السفيانان والحمادان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم وعبد الرزاق وخلق قال بن عيينة كان أعلم الناس بحديث الحسن وكان حماد بن سلمة لا يختار عليه أحدا في حديث ابن سيرين وقيل: كان له ألف حديث. قال الفلاس: كان من البكائين وكان هشام بن حسان من العابدين؛ أحضرت إلى بابه الجمل والزاد والسفرة ليحج فشق على أمه وأخذها شبه الرعدة، فبطل من أجلها، فلما توفيت كان لا يدع الحج وكان يديم الصوم سوى يوم الجمعة من أجل أمه فلما ماتت سرد الصوم. وقال حماد بن سلمة كانت رؤية هشام بن حسان تبكي وعن هشام أنه قال: ليت حظي من العلم لا علي ولا لي. قال مكي بن إبراهيم: مات في أول صفر سنة ثمان وأربعين ومائة3.

_ 1 وقيل 146 أو 147. 2 في كتاب النكاح حديث 98، 101. 158- تهذيب الكمال: 3/ 1437. تهذيب التهذيب: 11/ 34 "75". تقريب التهذيب: 2/ 318. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 113. الكاشف: 3/ 221. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 85. الجرح والتعديل: 9/ 229. ميزان الاعتدال: 4/ 295. لسان الميزان: 7/ 418. الكامل: 7/ 2570. تاريخ الثقات: 4057. تاريخ الإسلام: 6/ 144. تاريخ أسماء الثقات: 1527، مقدمة الفتح: 448. المغني: 6745. تراجم الأحبار: 4/ 145. الثقات: 7/ 566. الحلية: 6/ 269. البداية والنهاية: 10/ 105. سير الأعلام: 6/ 355 والحاشية. معرفة الثقات: 1897. 3 وقيل 146أو 147.

159- 6/ 5ع- هشام الدستوائي: هو الحافظ: الحجة أبو بكر بن أبي عبد الله سنبر الربعي مولاهم البصري التاجر. كان يبيع الثياب المجلوبة من دستواء؛ إحدى كور الأهواز ولذلك يقال له: صاحب الدستوائي. حدث عن قتادة وحماد بن أبي سليمان ويحيى بن أبي كثير ومطر الوراق وطائفة، وعنه محمد بن أبي عدي وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وأبو عمر الحوضي وخلق كثير. قال شعبة: ما في الناس أحد أقول إنه طلب الحديث يريد به الله إلا هشاما الدستوائي، وهو أعلم بقتادة مني، وبحديثه. وقال أبو داود الطيالسي: هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد بن حنبل: ما يكون أحد أثبت منه، أما مثله فعسى. وقال شاذ بن فياض: بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه، وكان هشام يقول: ليتنا ننجو من الحديث، وعنه قال: عجبت للعالم كيف يضحك. وقال ابن سعد: كان ثقة حجة إلا أنه يرى القدر. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة وقيل سنة أربع: 160- 7/ 5 ع- حبيب بن الشهيد أبو محمد الأزدي الحافظ: سمع الحسن ومحمدا وابن أبي مليكة وطبقتهم، والظاهر أنه رأى أنس بن مالك؛ فإنه وُلِد سنة ثمانين أو قبلها بسنة وأكبر شيخ عنده أبو عثمان النهدي، وعنه شعبة ويزيد بن زريع وروح وقريش بن أنس وخلق، قال أحمد: ثقة ثبت يقوم مقام ابن عون ويونس. وقال أبو أسامة: كان من رفعاء الناس وإنما روى مائة حديث. وقال الضبعي: مات سنة خمس وأربعين ومائة. 161- 8/ 5 4- محمد بن عجلان الإمام القدوة أبو عبد الله المدني: روى عن أنس وأبيه

_ 159- تهذيب الكمال: 3/ 1440. تهذيب الكمال: 2/ 317. الكاشف: 3/ 222. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 116، 118. الجرح والتعديل: 9/ 240. لسان الميزان: 7/ 418. الثقات: 7/ 569. 160- تهذيب الكمال: 1/ 150، 228. تهذيب التهذيب: 2/ 185. تقريب التهذيب: 1/ 149. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 193. الكاشف: 1/ 203. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 320. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 84. الجرح والتعديل: 2/ 102، 3/ 478. الوافي بالوفيات: 11/ 291. سير النبلاء: 7/ 56. الثقات: 6/ 182. 161- تهذيب الكمال: 3/ 1242. تهذيب التهذيب: 9/ 341. تقريب التهذيب: 2/ 190. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 438. الكاشف: 3/ 77. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 196. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 219، 2/ 42، 34، 75، 359. الجرح والتعديل: 8/ 228. ميزان الاعتدال: 3/ 102، 103. لسان الميزان: 7/ 368. تاريخ الثقات: 410. المغني: 5816. ثقات: 7/ 386. طبقات الحفاظ: 72. نسيم الرياض: 4/ 434. تراجم الأحبار: 4/ 62. معجم الثقات: 210. الوافي بالوفيات: 4/ 92. تاريخ أسماء الثقات: 1344. سير الأعلام: 6/ 317. معرفة الثقات: 1627. طبقات ابن سعد: جـ 5/ 306، جـ 7/ 293، 335.

عجلان وعكرمة ومحمد بن كعب ونافع وعمرو بن شعيب وطائفة وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وأبو عاصم وخلق كثير، وكان مفتيا فقيها عالما عاملا ربانيا كبير القدر. له حلقة كبيرة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وثقه ابن عيينة وغيره وفي حفظه شيء. أبو حاتم الرازي عمن حدثه عن ابن المبارك قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء رحمة الله عليه. روى الواقدي: سمعت عبيد الله بن محمد بن عجلان يقول: حملت بأبي أمه ثلاث سنين. وقال الوليد بن مسلم: قلت لمالك: أي حديث عن عائشة أنها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل. فقال مالك: سبحان الله من يقول هذا هذه امرأة عجلان جارتنا امرأة صدق ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين قبل أن تلد. وقال سعيد بن داود الزنبري أخبرني محمد بن عجلان قال: أنا ولدت في أربع سنين في حياة أبي. وروى أن ابن عجلان بدت منه هفوة، فخرج مع محمد بن عبد الله بن حسن فلما قُتِل محمد أراد والي المدينة جعفر بن سليمان أن يجلد ابن عجلان فقيل له: أرأيت أصلحك الله لو أن الحسن البصري فعل مثل هذا أكنت ضاربه؟ قال: لا. قيل له: فابن عجلان في أهل المدينة كالحسن, فعفا عنه. لم يحتج الشيخان بمحمد وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة1 رحمه الله تعالى. 162- 9/ 5 ع- جعفر بن محمد بن علي ابن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق: أحد السادة الأعلام وابن بنت القاسم بن محمد وأم أمه هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فلذلك كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين. حدث عن جده القاسم وعن أبيه أبي جعفر الباقر وعبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير وعطاء ونافع وعدة وعنه مالك والسفيانان وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم النبيل وخلق كثير قيل مولده سنة ثمانين

_ 1 وقيل 149. 162- تهذيب الكمال: 1/ 199. تهذيب التهذيب: 2/ 103. تقريب التهذيب: 1/ 132. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 168. الكاشف: 1/ 186. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 198. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 73، 91. الجرح والتعديل: 2/ 1987. ميزن الاعتدال: 1/ 414. لسان الميزان: 7/ 190. الثقات: 6/ 131.تاريخ خليفة: 424. طبقات خليفة: 269. طبقات الحفاظ: 72. نسيم الرياض: 1/ 97. الحلية: 3/ 192. سير الأعلام: 6/ 255. الوافي بالوفيات: 11/ 126. طبقات ابن سعد: 5/ 87. الفهارس: 9/ 38. وفيات الأعيان: 1/ 327. تاريخ الإسلام: 6/ 45. شذرات: 1/ 20.

فالظاهر أنه رأى سهل بن سعد الساعدي وثقه الشافعي ويحيى بن معين. وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد وقال أبو حاتم: ثقة لا يسئل عن مثله. وعن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني؛ فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال هياج بن بسطام: كان جعفر الصادق يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء. قلت: مناقب هذا السيد جمة ومن أحسنها رواية حفص بن غياث أنه سمعه يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله لقد ولدني مرتين. توفي سنة ثمان وأربعين ومائة1, لم يحتج به البخاري واحتج به سائر الأمة. يقع لي من عواليه من طريق القطيعي عن الكجي عن أبي عاصم عنه. قال صاحب الحلية: أنا أبو أحمد الغطريفي أنا محمد بن أحمد بن مكرم أنا علي بن عبد الحميد أنا موسى بن مسعود أنا سفيان دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز وكساء خز دخاني فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس هذا من لباس آبائك قال: كانوا على قدر أقتار الزمان وهذا زمان قد أسبل عزاليه ثم حسر عن جبة صوف تحت, وقال: يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه. قال منصور بن أبي مزاحم: أنا عتبة الخثعمي سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق. أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا: أنا ابن طبرزد أنا أحمد بن الحسن أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر القطيعي أنا أبو مسلم الكجي حدثنا أبو عاصم عن جعفر بن محمد حدثني أبي قال عمر: ما أدري ما أصنع بالمجوس؟ فقام عبد الرحمن بن عوف قائما فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب", هذا منقطع الإسناد. 163- 10/ 5 ع- أبو حنيفة الإمام الأعظم فقيه العراق النعمان بن ثابت بن زوطا التيمي مولاهم الكوفي: مولده سنة ثمانين رأى أنس بن مالك غير مرة لما قدم عليهم الكوفة رواه

_ 1 وقيل 140. 163- تهذيب الكمال: 3/ 1415. تهذيب التهذيب: 10/ 449 "817". تقريب التهذيب: 2/ 303. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 95. الكاشف: 3/ 205. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 81. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 43، 100، 230. الجرح والتعديل: 8/ 2062. ميزان الاعتدال: 4/ 265. تاريخ أسماء الثقات: 1477. الأنساب: 6/ 64. الكامل: 7/ 2472. الضعفاء الكبير: 4/ 268. المعي: 546. تراجم الأحبار: 4/ 122. التاريخ لابن معين: 3/ 67. تاريخ الثقات: 450. تاريخ بغداد: 13/ 423، 424. سير الأعلام: 6/ 390 والحاشية. معرفة الثقات: 1853. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 163. ديوان الإسلام: ت: 763.

ابن سعد عن سيف بن جابر أنه سمع أبا حنيفة يقوله. وحدث عن عطاء ونافع وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعدي بن ثابت وسلمة بن كهيل وأبي جعفر محمد بن علي وقتادة وعمرو بن دينار وأبي إسحاق وخلق كثير. تفقه به زفر بن الهذيل وداود الطائي والقاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن وأسد بن عمرو والحسن بن زياد اللؤلؤي ونوح الجامع وأبو مطيع البلخي وعدة. وكان قد تفقه بحماد بن أبي سليمان وغيره وحدث عنه وكيع ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وأبو عاصم وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وأبو عبد الرحمن المقري وبشر كثير وكان إماما ورعا عالما عاملا متعبدا كبير الشأن لا يقبل جوائز السلطان بل يتجر ويتكسب. قال ضرار بن صرد: سئل يزيد بن هارون أيما أفقه: الثوري أم أبو حنيفة؟ فقال: أبو حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث. وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وقال الشاقعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة. وقال يزيد: ما رأيت أحدًا أورع ولا أعقل من أبي حنيفة. وروى أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز عن يحيى بن معين قال: لا بأس به لم يكن يتهم ولقد ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا. قال أبو داود رحمه الله: أن أبا حنيفة كان إماما. وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال: كنت أمشي مع أبي حنيفة فقال رجل لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل, فقال: والله لا يتحدث الناس عني بما لم أفعل, فكان يحيي الليل صلاة ودعاء وتضرعا. قلت: مناقب هذا الإمام قد أفردتها في جزء. كان موته في رجب سنة خمسين ومائة1 رضي الله عنه. أنبأنا ابن قدامة أخبرنا بن طبرزد أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر القطيعي نا بشر بن موسى أنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن أبي حنيفة عن عطاء عن جابر أنه رآه يصلي في قميص خفيف ليس عليه إزار ولا رداء قال: ولا أظنه صلى فيه إلا ليرينا أنه لا بأس بالصلاة في الثوب الواحد. 164- 11/ 5ع- ابن جريج الإمام الحافظ فقيه الحرم أبو الوليد ويقال أبوخالد عبد

_ 1 وقيل 151 أو 153. 164- تهذيب الكمال: 2/ 855. تهذيب التهذيب: 6/ 402 "855". تقريب التهذيب: 1/ 520 "1324". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 178. الكاشف: 2/ 210. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 422. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 98، 99، 111. الجرح والتعديل: 5/ 1687. ميزان الاعتدال: 2/ 659. لسان الميزان: 7/ 292. سير الأعلام: 6/ 325 والحاشية. الثقات: 7/ 93.

الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي الأموي مولاهم المكي الفقيه. صاحب التصانيف أحد الأعلام: حدث عن أبيه ومجاهد يسيرا وعطاء بن أبي رباح فأكثر وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب ونافع والزهري وخلق كثير, ولد سنة نيف وسبعين وأدرك صغار الصحابة لكن لم يحفظ عنهم. روى عنه السفيانان ومسلم بن خالد وابن علية وحجاج بن محمد وأبو عاصم وروح ووكيع وعبد الرزاق وأمم سواهم. قال أحمد بن حنبل: كان من أوعية العلم. وهو وابن أبي عروبة أول من صنف الكتب. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج, كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى الله. ويقال: إن عطاء قيل له: من نسأل بعدك؟ قال: هذا الفتى إن عاش, يعني ابن جريج. قلت: كان ابن جريج ثبتا لكنه يدلس. قال أحمد: لم يسمع من عمرو بن شعيب زكاة مال اليتيم ولا من أبي الزناد. وقال يحيى القطان: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال جرير كان ابن جريج يرى المتعة؛ تزوج ستين امرأة. قال ابن المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء من ابن جريج. وقال: لم أسمع من الزهري إنما أعطاني جزءًا كتبته وأجازه لي. وقيل: سمع من مجاهد حرفين في القراءات وقال عبد الوهاب بن همام: قال ابن جريج: لزمت عطاء ثمانية عشر عاما. قال الواقدي: مات ابن جريج في أول ذي الحجة سنة خمسين ومائة. وقال خالد بن نزار الأيلي: خرجت بكتب ابن جريج سنة خمسين ومائة لأوافيه فوجدته قد مات. وقال مؤمل بن إسماعيل: مات قبل الموسم سنة خمسين ومائة وفيها أرخه جماعة. ووهم بن المديني حيث يقول: توفي سنة تسع وأربعين. وكان ابن جريج قد قدم في آخر أيامه البصرة وحدث بها. قال ابن معين: أصله رومي وولاؤه لآل خالد بن أسيد الأموي. قال القطان: سمع من مجاهد حديث: طلقوهن قبل عدتهن. وسمع من طاوس قوله في محرم أصاب ذرات قال: قبضات من طعام. قال أبو عاصم كان ابن جريج من العباد؛ كان يصوم الدهر إلا ثلاثة أيام من الشهر. وكانت له امرأة عابدة. قال بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: استمتع ابن جريج بتسعين امرأة حتى إنه كان يحتقن في الليلة بأوقية شيرج طلبا للجماع وعن عبد الرزاق قال: كان ابن جريج يخضب بالسواد ويتغلى بالغالية وكان من ملوك القراء وخرجنا معه فأتاه سائل فأعطاه دينارا وقال ابن قتيبة: مولده بمكة سنة ثمانين عام الجحاف. 165- 12/ 5ع- ابن أبي ليلى الإمام العلم مفتي الكوفة وقاضيها أبو عبد الرحمن

_ 165- تهذيب الكمال: 3/ 1231. تهذيب التهذيب: 9/ 301. تقريب التهذيب: 2/ 184. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 430. الكاشف: 3/ 69. ديوان الإسلام: ت: 1796. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 162. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 91. الجرح والتعديل: 7/ 1739. ميزان الاعتدال: 3/ 87، 613. لسان الميزان: 7/ 366. وفيات الأعيان: 4/ 179. تاريخ الإسلام: 6/ 123. تاريخ الثقات: 407. معجم طبقات الحفاظ: ص158. جامع التحصيل: 327. جامع الرواة: 2/ 138. المغني: رقم 5723. الكامل: 6/ 2191. المعين: رقم 433. مجمع: جـ 78، 88، 101، 108، 218، 314. جـ 2/ 237. جـ 3/ 17. جـ 4/ 16. معجم الثقات: 110، 184. طبقات الحفاظ: 74. تراجم الأحبار: 4/ 12. الوافي بالوفيات: 3/ 221، 222. ترغيب: 4/ 577. سير الأعلام: 6/ 310 والحاشية.

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه المقرئ: حدث عن أخيه عيسى والشعبي وعطاء والحكم ونافع وعمرو بن مرة وطائفة, وكان أبوه من كبار التابعين فلم يدرك الأخذ عنه. حدث عنه شعبة والسفيانان وزائدة ووكيع والخريبي وأبو نعيم وخلائق. قال أحمد بن يونس: كان بن أبي ليلى أفقه أهل الدنيا. وقال العجلي: كان فقيها صدوقا صاحب سنة جائز الحديث قارئا عالما بالقرآن قرأ عليه حمزة. وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوى ما يكون. وقال أحمد: مضطرب الحديث. قلت: حديثه في وزن الحسن ولا يرتقي إلى الصحة؛ لأنه ليس بالمتقن عندهم ومناقبه كثيرة. مات في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين ومائة. وقال أبو حفص الأبار عنه قال: دخلت على عطاء فجعل يسألني وكأن أصحابه أنكروا ذلك فقال: وما تنكرون؟ هو أعلم مني. 166- 13/ 5م 4- جعفر بن برقان مفتي الجزيرة ومحدثها الإمام أبو عبد الله الكلابي مولاهم الرقي: حدث عن يزيد بن الأصم وميمون بن مهران وعطاء بن أبي رباح وابن شهاب حدث عنه السفيانان ومعمر وزهير بن معاوية ووكيع وكثير بن هشام وأبو نعيم وآخرون، فعن الثوري قال: ما رأيت أفضل منه وعن أحمد قال: لم يسمع من الزهري وهو فيه لين خاصة وقال النسائي وغيره: ليس به بأس. قلت: لم يحتج به البخاري. مات في سنة أربع وخمسين ومائة1 وهو وإن كان قد لين يسيرا في الزهري فما ذاك إلا لأنه لم يلازمه ولا هو بالمكثر عنه, وأما الرجل في نفسه فصادق حافظ للحديث كبير الشأن واجب قبول خبره رحمه الله. ابن عون 2: عالم أهل البصرة يقرر هنا ويحول فقد مر.

_ 166- تهذيب الكمال: 1/ 192. تهذيب التهذيب: 1/ 84. تقريب التهذيب: 1/ 129. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 166. الكاشف: 1/ 184. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 187. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 120. الجرح والتعديل: 2/ 1932. ميزان الاعتدال: 1/ 403. لسان الميزان: 7/ 189. الوافي بالوفيات: 11/ 99. طبقات الحفاظ: 75. الشذرات: 1/ 236. مجمع: 3/ 208. المغني: 1135. طبقات ابن سعد: 6/ 400، 7/ 334، 479. الثقات: 6/ 136. 1 وقيل 150، 151، 160. 2 قد تقدم تحت رقم "152.

167- 14/ 5م 4- محمد بن إسحاق بن يسار الإمام الحافظ أبو بكر المطلبي المدني مصنف المغازي مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف: رأى أنس بن مالك وحدث عن أبيه وعمه موسى وفاطمة بنت المنذر والقاسم وعطاء والأعرج ومحمد بن إبراهيم التيمي وعمرو بن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر والزهري وخلق كثير. حدث عنه جرير بن حازم والحمادان وإبراهيم بن سعد وزياد بن عبد الله البكائي وسلمة بن الفضل الأبرش وعبد الأعلى الشامي ومحمد بن سلمة الحراني ويونس بن بكير ويزيد بن هارون وأحمد بن خالد الوهبي ويعلى بن عبيد وعدة، وكان أحد أوعية العلم حَبرا في معرفة المغازي والسير وليس بذاك المتقن فانحط حديثه عن رتبة الصحة وهو صدوق في نفسه مرضي. قال يحيى بن معين: قد سمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبان بن عثمان وقال: هو ثقة وليس بحجة, وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث, وقال علي بن المديني: حديثه عندي صحيح, وقال النسائي: ليس بالقوي, وقال الدارقطني: لا يحتج به, وقال شعبة: هو أمير المؤمنين في الحديث, وقال يزيد بن هارون: لو كان لي سلطان لأمرت ابن إسحاق على المحدثين, وأما مالك رحمه الله تعالى فإنه نال منه بانزعاج؛ وذلك لأنه بلغه أنه يقول: اعرضوا علي علم مالك؛ فأنا بيطاره، فغضب مالك فقال: انظروا إلى دجال من الدجاجلة. وقد قال ابن عيينة: ما رأيت أحدًا يتهم بن إسحاق، وقيل: كان قدريا. وقال ابن أبي عدي: كان يلعب بالديوك والذي تقرر عليه العمل أن ابن إسحاق إليه المرجع في المغازي والأيام النبوية مع أنه يشذ بأشياء وأنه ليس بحجة في الحلال والحرام, نعم ولا بالواهي بل يستشهد به, مات سنة إحدى وخمسين ومائة قال جماعة وقيل سنة اثنتين1 رحمه الله تعالى. أنبأنا طائفة سمعوا عمر بن برزذ أنا هبة الله بن محمد أنا بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي حدثني محمد بن رميح بن سليمان البزاز أنا يزيد أنا محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر أو العصر -شك يزيد- وهو حامل أمامة بنت أبي العاص، فإذا أراد أن يركع وضعها ثم ركع، فإذا قام حملها، فلم يزل يفعل ذلك حتى قضى صلاته صلى الله عليه وسلم.

_ 167- تهذيب الكمال: 3/ 1167. تهذيب التهذيب: 9/ 38. تقريب التهذيب: 2/ 144. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 379. الكاشف: 3/ 19. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 111. الجرح والتعديل: 7/ 1087. ميزان الاعتدال: 3/ 24، 418. لسان الميزان: 5/ 73، 7/ 351. الوافي بالوفيات: 2/ 188. طبقات ابن سعد: 7/ 67. ثقات: 7/ 380. تاريخ الثقات: 400. معرفة الثقات: 1571. سير الأعلام: 7/ 33 والحاشية. المغني: 5275. ترغيب: 4/ 577. مجمع: 2/ 577. مجمع: 2/ 48، 5/ 50، 6/ 187. 1 وقيل 150، 153، 144.

168- 15/ 5م 4- مقاتل بن حيان عالم خراسان الحافظ أبو بسطام البلخي الخراز: حدث عن الشعبي وعكرمة ومجاهد وعبد الله بن بريدة وسالم بن عبد الله ومسلم بن هيصم والضحاك وطائفة حدث عنه علقمة بن مرثد أحد شيوخه وبكير بن معروف وإبراهيم بن أدهم وابن المبارك والمحاربي وعيسى غنجار وآخرون. كان إماما صادقا ناسكا خيرا كبير القدر صاحب سنة واتباع. هرب في أيام خروج أبى مسلم الخراساني إلى كابل ودعا خلقا إلى الإسلام فأسلموا. وثقه يحيى بن معين وأبو داود وقال: ليس به بأس. قلت: فأما مقاتل بن سليمان المفسر فكان في هذا الوقت وهو متروك الحديث وقد لطخ بالتجسيم مع أنه كان من أوعية العلم بحرا في التفسير1. 169- 16/ 5ع- كهمس 2 في نسختي الأخرى. 170- 17/ 5ع- الحسين المعلم: هو الحافظ الحجة الحسين بن ذكوان المكتب العوذي مولاهم البصري أحد الثقات حدث عن بن بريدة وعطاء بن أبى رباح وعمرو بن شعيب وقتادة ويحيى بن أبى كثير وعدة. روى عنه خلق كثير منهم: إبراهيم بن طهمان وابن المبارك وعبد الوارث ويحيى القطان وغندر ويزيد بن زريع وروح بن عبادة وثقه أبو حاتم والنسائي أظنه توفي سنة بضع وأربعين ومائة3 وقد جاوز الستين. وكان كبير القدر وافر العلم. رحمه الله تعالى.

_ 168- تهذيب الكمال: 3/ 1366. تهذيب التهذيب: 10/ 277 "500". تقريب التهذيب: 2/ 272. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 53. الكاشف: 3/ 171. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 31. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 11، 24. الجرح والتعديل: 8/ 1628. ميزان الاعتدال: 4/ 171. لسان الميزان: 7/ 397. تاريخ أسماء الثقات: 1382. تراجم الأحبار: 3/ 453. الأنساب: 13/ 26. طبقات الحفاظ: 76. ثقات: 7/ 508. سير الأعلام: 6/ 340 والحاشية. البداية والنهاية: 10/ 26. 1 مات قبل 150. 169- تهذيب الكمال: 3/ 1151. تهذيب التهذيب: 8/ 450 "816". تقريب التهذيب: 137. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 369. الكاشف: 3/ 11. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 239. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 318. الجرح والتعديل: 7/ 972. ميزان الاعتدال: 3/ 451. لسان الميزان: 7/ 346. تاريخ أسماء الثقات: 1182. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 31. ثقات: 7/ 358. المغني: 5113. الحلية: 6/ 211. تراجم الأحبار: 3/ 298. البداية والنهاية: 10/ 105. سير الأعلام: 6/ 316. 2 هو أبو الحسن وقيل أبو عبد الله كهمس بن الحسن التميمي النصري. توفي عام 149 وقيل 159. 170- تهذيب الكمال: 1/ 284. تهذيب التهذيب: 2/ 338. تقريب التهذيب: 1/ 175، 176. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 284. تهذيب التهذيب: 2/ 338. تقريب التهذيب: 1/ 175، 176. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 232، 236. الكاشف: 1/ 230. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 387. الجرح والتعديل: 3/ 233. ميزان الاعتدال: 1/ 534. لسان الميزان: 7/ 198. تاريخ خليفة: 424. طبقات خليفة: 220. مشاهير علماء الأمصار: 154. طبقات ابن سعد: 7/ 31. مقدمة الفتج: 398. الوافي بالوفيات: 12/ 366. سير الأعلام: 6/ 345. الثقات: 6/ 206. 3 توفي عام 145 وقيل 150.

171- 18/ 5خ 4- ثور بن يزيد الحافظ الثبت أبو خالد الكلاعي الحمصي القدري: حدث عن خالد بن معدان وعطاء وراشد بن سعد ورجاء بن حيوة وعمرو بن شعيب وحبيب بن عبيد وعدة وعنه سفيان بن عيينة وبقية وعيسى بن يونس ويحيى القطان وأبو عاصم وعبد الرزاق وخلق كثير. قال القطان: ما رأيت شاميا أوثق منه. وقال أبو حاتم: صدوق حافظ. وقال وكيع: هو صحيح الحديث, وكان أعبد من رأيت، وقال أحمد بن حنبل: كان يرى القدر فنفاه أهل حمص لذلك وليس به بأس. قال ابن سعد وجماعة: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقال يحيى بن بكير: سنة خمس وخمسين قلت: لولا القدر لكان كلمة إجماع. 172- 19/ 5 م 4- بحير بن سعد حمصي: حافظ يكنى أبا خالد السحولي الكلاعي له نسخة عن خالد بن معدان وشيء عن مكحول ليس إلا. روى عنه معاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش وبقية ومحمد بن حرب ومحمد بن حمير، روى محمد بن عوف عن أحمد بن حنبل قال: ليس بالشام أثبت من جرير إلا أن يكون بحير، وقال دحيم والنسائي: ثقة. رحمه الله تعالى1. 173- 20/ 5 م 4- معاوية بن صالح الإمام الفقيه أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس: انهزم إليها مع عبد الرحمن بن معاوية والي الأندلس. حج في أواخر عمره, حدث عن شريح بن عبيد ومكحول وزياد بن أبي سودة وأبي الزاهرية وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وربيعة القصير وطائفة روى عنه الليث وابن وهب ومعن وابن مهدي وأسد بن موسى وأبو صالح الكاتب وعدة. صادفوه بمنىً وثقه أحمد بن حنبل وقال ابن

_ 171- تهذيب الكمال: 1/ 176. تهذيب التهذيب: 2/ 33. تقريب التهذيب: 1/ 121. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 154. الكاشف: 1/ 175. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 181. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 99، 100. الجرح والتعديل: 2/ 1904. ميزان الاعتدال: 1/ 974. لسان الميزان: 7/ 188. الوافي بالوفيات: 11/ 25. البداية والنهاية 10/ 111 مقدمة الفتح:394، سير أعلام النبلاء: 6/ 344، الثقات: 6/ 129. 172- تهذيب الكمال: 1/ 138، 2/ 2011. تهذيب التهذيب: 1/ 421. تقريب التهذيب: 1/ 93. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 142. الكاشف: 1/ 150. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 137. الجرح والتعديل: 1/ 135، 2/ 1625. الثقات: 6/ 112. 1 مات عام 160. 173- تهذيب الكمال: 3/ 1345. تهذيب التهذيب: 10/ 209 "389". تهذيب التهذيب: 2/ 259. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 40. الكاشف: 3/ 157. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 335. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 175. الجرح والتعديل: 8/ 1750. ميزان الاعتدال: 4/ 135. ترغيب: 4/ 578. ثقات: 7/ 470. مجمع: 1/ 175. تراجم الأحبار: 3/ 346. طبقات الحفاظ: 77. تاريخ الإسلام: 6/ 391. سير الأعلم: 7/ 158. معرفة الثقات: 1746. طبقات ابن سعد: 7/ 335. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 127. نسيم الرياض: 1/ 441.

عدي هو عندي صدوق. قلت: لم يحتج به البخاري. توفي بعد قضاء حجه سنة ثمان وخمسين ومائة وكان من أوعية العلم ومن معادن الصدق. رحمه الله تعالى. 174- 21/ 5 ع- حنظلةُ بن أبي سفيان حنظلة بن أبي سفيان عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي الحافظ الثبت: عن طاوس وعكرمة ومجاهد ونافع العمري والقاسم وسالم وعنه ابن المبارك ووكيع والمعافى بن عمران ومكي بن إبراهيم وأبو عاصم وابن وهب وخلق. قال أحمد: ثقة ثقة. وقال أحمد بن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة. وقال ابن عدي: عامة ما روى مستقيم. قلت: بقي إلى سنة إحدى وخمسين ومائة. 175- 22/ 5 خ4- حريز بن عثمان الحافظ أبو عثمان الرحبي المشرقي الحمصي: محدث حمص عداده في صغار التابعين ومتقنيهم على نصب فيه سمع عبد الله بن بسر المازني وخالد بن معدان وراشد بن سعد وعبد الرحمن بن ميسرة وحبيب بن عبيد وجماعة وعنه بقية بن الوليد ويحيى القطان وحجاج الأعور وأبو اليمان وعلي بن عياش وآدم بن أبي إياس ويحيى بن صالح وعلي بن الجعد وخلق كثير. حدث بالشام والعراق وله نحو مائتي حديث. قال أبو حاتم: لا يصح عندي ما يقال في رأيه, ولا أعلم بالشام أحدًا أثبت منه. وقال أحمد حريز ثقة ثقة - وقال أبو اليمان كان ينال من رجل ثم ترك ذلك وعن علي بن عياش عن حريز وقال لرجل: أنا أشتم عليا؟ والله ما شتمته قط. قلت: يقع حديث حريز عن عبد الله بن بسر عاليا في جزء الغطريفي. مات سنة اثنتين أو ثلاث وستين ومائة. 176- 23/ 5 ع- سعيد بن أبي عروبة مهران الإمام الحافظ أبو النضر العدوي مولاهم

_ 174- تهذيب الكمال: 1/ 343. تهذيب التهذيب: 3/ 59. تقريب التهذيب: 1/ 206. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 263. الكاشف: 1/ 261. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 44. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 111، 113. الجرح والتعديل: 1071. لسان الميزان: 7/ 206. دائرة معارف الأعلمي: 17/ 73. سير أعلام النبلاء: 6/ 336. الثقات: 6/ 225. 175- تهذيب الكمال: 1/ 245. تهذيب التهذيب: 2/ 237. تقريب التهذيب: 1/ 159. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 205. الكاشف: 1/ 214. الجرح والتعديل: 3/ 289. ميزان الاعتدال: 1/ 475. لسان الميزان: 7/ 195. مقدمة الفتح: 396. طبقات ابن سعد: 7/ 335. البداية والنهاية: 10/ 146. تاريخ بغداد: 8/ 265. سير الأعلام: 7/ 79. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 197. 176- تهذيب الكمال: 1/ 499. تهذيب التهذيب: 4/ 63. تقريب التهذيب: 1/ 302. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 386. الكاشف: 1/ 368. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 505. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 40، 78، 122. الجرح والتعديل: 4/ 276. ميزان الاعتدال: 2/ 151. لسان الميزان: 7/ 230. مقدمة الفتح: 405. شذرات: 1/ 539. الوافي بالوفيات: 15/ 263 والحاشية. سير الأعلام: 6/ 413 والحاشية. ديوان الإسلام: 1113. الثقات: 6/ 360.

البصري أحد الأعلام: حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وأبي نضرة العبدي وأبي رجاء العطاردي والنضر بن أنس وقتادة ومطر الوراق وخلق كثير وعنه بشر بن المفضل وابن علية وغندر ويحيى بن سعيد وروح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء وسعيد بن عامر الضبعي وأبو عاصم والأنصاري وخلق سواهم. وثقه يحيى بن معين والنسائي وهو أول من صنف الأبواب بالبصرة قال أحمد بن حنبل: لم يكن له كتاب إنما كان يحفظ. وقال ابن معين: هو أثبت الناس في قتادة ومعه هشام وشعبة وقال أبو عوانة لم يكن عندنا في ذلك الزمان أحفظ من سعيد. قال أحمد بن حنبل: كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه وقيل: إنه تغير حفظه قبل موته بعشر سنين مات سنة ست وخمسين ومائة1 رحمه الله تعالى. أنبأني يحيى بن أبي منصور الفقيه أنا عبد العزيز بن منينا وزيد بن الحسن وقرأت على عمر بن عبد المنعم عن زيد قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا إبراهيم بن عمر حضورا نا بن ماسي أنا أبو مسلم نا الأنصاري نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن الأحنف أن عمر وعليا قالا: إذا أغلق بابا وأرخى سترا فقد وجب الصداق كاملا وعليها العدة. 177- 24/ 5 ع- الأوزاعي شيخ الإسلام أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي الحافظ: وُلِد سنة ثمان وثمانين وحدث عن عطاء بن أبي رباح والقاسم بن مخيمرة وشداد أبي عمار وربيعة بن يزيد والزهري ومحمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن أبي كثير وخلق. وروى محمد بن سيرين مريضا ويقال انه سمع منه حدث عنه شعبة وابن المبارك والوليد بن مسلم والهقل بن زياد ويحيى بن حمزة ويحيى القطان وأبو عاصم وأبو المغيرة ومحمد بن يوسف الفريابي وخلائق سكن في آخر عمره بيروت مرابطا. وبها توفي وأصله من سبي السند. قال أبو زرعة الدمشقي: كانت صنعته الكتابة والترسل فرسائله تؤثر. قلت: هذا نافلة سوى الفقه. وقال الوليد بن مزيد: ولد ببعلبك ورُبي يتيما فقيرا في

_ 1 وقيل 155، 157. 177- تهذيب الكمال: 2/ 807. تهذيب التهذيب: 6/ 238 "484". تقريب التهذيب: 1/ 493 "1064". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 146. الكاشف: 2/ 179. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 326. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 255، 2/ 124. الجرح والتعديل: 5/ 1257. طبقات ابن سعد: 7/ 488و 489و336. البداية والنهاية: 10/ 115.

حجر أمه, تعجز الملوك أن تؤدب أولادها أدبه في نفسه, ما سمعت منه كلمة فاضلة إلا أحتاج مستمعها إلى إثباتها عنه ولا رأيته ضاحكا يقهقه, ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول ترى في المجلس قلب لم يبكِ. قال أيوب بن سويد: خرج الأوزاعي في بعث إلى اليمامة فقال له يحيى بن أبي كثير: بادر إلى البصرة؛ لتدرك الحسن وابن سيرين, قال: فانطلقت فإذا الحسن قد مات، وعدت ابن سيرين وهو مريض. وقال الهقل: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة. وقال إسماعيل بن عياش: سمعتهم يقولون سنة أربعين ومائة: الأوزاعي اليوم عالم الأمة. وقال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه. قلت: وكان يصلح للخلافة فقال أبو إسحاق الفزاري: لو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي قال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه عمي من الخشوع وكان الوليد يقول: ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة منه وقال أبو مسهر: كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء. الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل. وقال عمرو بن أبي سلمة سمعت الأوزاعي يقول: أريت كأن ملكين عرجا بي إلى الله فأوقفاني بين يديه فقال: أنت عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. قلت: بعزتك ربي, فرداني إلى الأرض. وقال محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول: كنا -والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته قال الحاكم: الأوزاعي إمام عصره عموما وإمام أهل الشام خصوصا وقال الوليد بن مزيد: مولد الأوزاعي ببعلبك ومنشؤه بالكرك قرية بالبقاع ثم نقلته أمه إلى بيروت سمعته يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس, وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم. قال عامر بن يساف سمعت الأوزاعي يقول: إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديث فإياك أن تقول بغيره فإنه كان مبلغا عن الله. قال أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي كان يقول: خمسة كان عليها الصحابة والتابعون لزوم الجماعة, واتباع السنة, وعمارة المساجد والتلاوة, والجهاد. وقال بن شابور سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام. وعن الأوزاعي: ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه. قال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: كان يقال: "ويل للمتفقهين" لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات.

محمد بن خلف بن المرزبان أنا محمد بن هارون أبو نشيط أنا الفريابي قال اجتمع سفيان والأوزاعي وعباد بن كثير بمكة فقال سفيان: يا أبا عمرو حدثنا حديثك مع عبد الله بن علي -يعني عم السفاح- فقال: لما قدم الشام وقَتَل بني أمية جلس يوما على سريره وعبي أصحابه أربعة أصناف؛ صنف بالسيوف المسللة، وصنف معهم الجرزة، وصنف معهم الأعمدة، وصنف معهم الكافر كوب، ثم بعث إلي، فلما صرت إلى الباب انزلوني عن دابتي وأخذ اثنان بعضدي وأدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني بحيث يسمع كلامي، فقال لي: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير. قال: ما تقول في دماء بني أمية؟ قلت: قد كان بينك وبينهم عهود وكان ينبغي أن تفوا بها. قال: ويحك اجعلني وإياهم لا عهد بيننا، فأجهشت نفسي وكرهت القتل، فذكرت مقامي بين يدي الله فلفظتها فقلت: دماؤهم عليك حرام. فغضب، وانتفخت أوداجه، واحمرت عيناه، فقال لي: ويحك. ولم قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: ثيب زانٍ، ونفس بنفس، وتارك لدينه" 1, قال: ويحك أوليس الأمر لنا ديانة؟ قلت: كيف ذاك؟ قال: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى لعلي؟ قلت: لو أوصى إليه لم حُكم الحكمين. فسكت وقد اجتمع غضبا، فجعلت أتوقع رأسي يسقط بين يدي فقال بيده هكذا؛ أومى أن: أخرجوه، فخرجت فما أبعدت حتى لحقني فارس فنزلت وقلت: قد بعث ليأخذ رأسي أصلي ركعتين فكبرت فجاء وأنا أصلي فسلم وقال: إن الأمير بعث إليك هذه الدنانير قال: ففرقتها قبل أن أدخل بيتي. أخبرنا القاضي عبد الواسع الشافعي إجازة عن أبي الفتح الميداني أنا عبيد الله بن محمد بن الحافظ أبي بكر البيهقي أنا جدي أنا أبو عبد الله الحاكم أخبرني محمد بن علي الجوهري أنا إبراهيم بن الهيثم أنا محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول: كنا -والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته. هذا إسناد صحيح. موسى ابن أعين قال: قال الأوزاعي: كنا نضحك ونمزح فلما صرنا يُقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم. ابن قتيبة العسقلاني أنا الوليد بن أبي طلحة سمعت بقية سمعت الأوزاعي يقول: لبس الصوف في السفر سنة وفي الحضر بدعة. الوليد بن مزيد سئل الأوزاعي عن رجل معه من الماء ما يوضئه ومعه أبوه قال: يتوضأ به أبوه فإنه من ماله.

_ 1 رواه البخاري في كتاب الديات باب 6. مسلم في كتاب القسامة حديث 25، 26. أبو داود في كتاب الحدود باب1.

وسئل الأوزاعي عن المذي وكثرته فقال: ليسد فرجه بقطن وإلا فليتخذ كيسا من جلد يتخذ فيه قطنا أو مشاقة ويتوضأ لكل صلاة. وسمعت الأوزاعي يقول: يغسل الرجل ذكره وأنثيه من المذي والودي. وسمعت الأوزاعي يقول: العمائم تيجان العرب وكان يقول: اعتموا تزدادوا حلما. قال الوليد: رأيت الأوزاعي يعتم فلا يرخي لها شيئا. وسئل عن الخشوع في الصلاة فقال: غض البصر وخفض الجناح ولين القلب وهو الحزن. قلت: كان أهل الشام ثم أهل الأندلس على مذهب الأوزاعي مدة من الدهر، ثم فني العارفون به وبقي منه ما يوجد في كتب الخلاف. قال عقبة بن علقمة البيروتي: دخل الأوزاعي حماما في بيته وأدخلت معه زوجته كانونا فيه فحم ليدفأ به ثم أغلقت عليه وتشاغلت عنه، فهاج الفحم فمات، قال عقبة: فوجدناه متوسدا ذراعيه إلى القبلة رحمه الله. قال أبو مسهر: أغلقت عليه غير متعمدة فمات فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد كتب في ديوان الساحل. قلت: قد كان المنصور يعظم الأوزاعي ويصغي إلى وعظه ويجله. مات في ثاني صفر سنة سبع وخمسين ومائة1 رحمه الله تعالى. 178- 25/ 5 ع- عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الإمام الفقيه الحافظ أبو عتبة الأزدي الدمشقي الداراني: أخذ عن أبي سلام ممطور ومكحول وأبي الأشعث الصنعاني وعبد الله بن عامر اليحصبي والزهري وعدد كثير. وفد على المنصور لما طلبه وكان كبير القدر من أئمة الشاميين. وثقه ابن معين وأبو حاتم وما أحسن قوله مما سمعت منه الوليد بن مسلم يقول: لا تكتبوا العلم إلا ممن يعرف بطلب الحديث وقد لقي الكبار ولكن لم أر له شيئا عن صغار الصحابة وقد كان ركب مع أبيه في أيام الوليد بن عبد الملك. حديثه مخرج في الكتب الستة قال أبو مسهر: قد رأيته توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، روى عنه بن المبارك والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور وعمر بن عبد الواحد وحسين الجعفي وآخرون رحمة الله عليهم.

_ 1 وقيل 158، 159. 178- تهذيب الكمال: 2/ 825. تهذيب التهذيب: 6/ 297 "578". تقريب التهذيب: 1/ 502 "1153". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 157. الكاشف: 2/ 191. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 365. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 34، 117، 118. الجرح والتعديل: 5/ 1421. ميزان الاعتدال: 2/ 598. لسان الميزان: 7/ 285. مقدمة الفتح: 419. الثقات: 7/ 81.

179- 26/ 5 ع- عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري الإمام العلم أبو أمية المصري الفقيه المقرئ. أحد الأئمة. مولى قيس بن سعد بن عبادة: حدث عن أبي يونس مولى أبي هريرة وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وأبي عشانة المعافري وقتادة ويزيد بن أبي حبيب وطائفة، وعنه مالك والليث وبكر بن مضر وابن وهب وآخرون وأفتى في شيبته؛ روى سعيد بن أبي مريم عن خاله قال: كان عمرو بن الحارث المصري يخرج فيجد الناس صفوفا يسألونه عن القرآن والحديث والفقه والشعر والعربية والحساب، وكان صالح بن علي الأمير قد جعله مؤدبا لولده الفضل، فنال حشمة بذلك. قال أبو حاتم الرازي: كان عمرو بن الحارث أحفظ الناس في زمانه لم يكن له نظير في الحفظ. وقال ابن وهب: ما رأيت أحفظ منه وقال ابن وهب: اقتدينا بمصر به وبالليث روى أحمد بن يحيى بن وزير عن ابن وهب قال: لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك. وقال سعيد بن عفير: كان عمرو بن الحارث أخطب الناس وأبلغه وأرواه للشعر. وقال النسائي: عمرو بن الحارث أحفظ من ابن جريج. قال الليث: كنت أرى عمرا عليه ثياب بدينار فلم تمضِ الليالي حتى رأيته يجر الوشي والخز؛ فإنا لله. قال أحمد بن صالح: لم يكن بعد عمرو الحارث مثل الليث بمصر، وروى ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال: كان ربيعة يقول: لا يزال بالمغرب فقه ما دام فيهم ذاك القصير -يعني عمرو بن الحارث. قلت: وقع لي عدة أحاديث عالية لعمرو في الخلعيات ومات في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة1 رحمه الله تعالى وفي مولده اختلاف قيل: سنة اثنتين وتسعين وقيل سنة أربع وتسعين. 180- 27/ 5 ع- حيوة بن شريح الإمام القدوة أبو زرعة التجيبي المصري شيخ الديار المصرية: روى عن ربيعة بن يزيد القصير وعقبة بن مسلم ويزيد بن أبي حبيب وأبي يونس

_ 179- تهذيب الكمال: 2/ 1028. تهذيب التهذيب: 8/ 14 "22". تقريب التهذيب: 2/ 67. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 282. الكاشف: 2/ 326. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 320. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 96، 98. الجرح والتعديل: 6/ 1252. ميزان الاعتدال: 3/ 252. لسان الميزان: 7/ 324. ثقات: 7/ 228. تراجم الأحبار: 2/ 554، 563، 586، 602. البداية والنهاية: 10/ 105. سير الأعلام: 6/ 349 والحاشية. حسن المحاضرة: 1/ 300. 1 وقيل: 147، 149، 150. 180- تهذيب الكمال: 1/ 346. تهذيب التهذيب: 3/ 69. تقريب التقريب: 1/ 208. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 265. الكاشف: 1/ 263. تارخي البخاري الكبير: 3/ 120. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 9. الجرح والتعديل: 3/ 307. سير الأعلام: 6/ 404. الوافي بالوفيات: 380جـ 13 ص331. طبقات الحفاظ: 82.

سليم بن جبير وطبقتهم, حدث عنه ابن المبارك والليث وابن وهب وأبو عاصم وأبو عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن يحيى البرلسي وهانئ بن المتوكل الإسكندراني وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل وغيره وكان كبير الشأن قال ابن المبارك: وصف لي حيوة فكانت رؤيته أكبر من صفته. قال ابن وهب كان يأخذ عطاء في السنة ستين دينارا فلم يأتِ منزله حتى يتصدق بها ثم يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه. وبلغ ذلك ابن عم له فتصدق بعطائه وبادر إلى تحت فراشه فلم يجد شيئا فشكا إلى حيوة فقال: أنا أعطيت ربي بيقين وأنت أعطيته تجربة، وروى أحمد بن سهل الأردني عن خالد بن الفزر قال: كان حيوة بن شريح من البكائين وكان ضيق الحال جدا، فجلست وهو متخل يدعو فقلت: لو دعوت أن يوسع عليك فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فأخذ حصاة فرمى إلي بها؛ فإذا هي والله تبرة ما رأيت أحسن منها وقال: ما خير في الدنيا إلا الآخرة ثم قال: هو أعلم بما يصلح عباده فقلت: وما أصنع بهذه قال: استنفقها فهبته والله أن أرد. أنبأنا بن قدامة أنا بن طبرزد أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو محمد الجوهري قال: أنا أحمد بن جعفر أنا بشر بن موسى نا أبو عبد الرحمن المقرئ نا حيوة حدثني عياش بن عباس أن أبا نضر حدثه عن عامر بن سعد أن أسامة بن زيد أخبر والده سعدا فقال له: إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أعزل عن امرأتي قال: "لم؟ " قال: شفقا على ولدها. قال: "إن كان ذلك فلا؛ ما ضر ذلك فارس ولا الروم ". وقال حيوة مرة لبعض الولاة: لا تخلين بلدنا من السلاح فنحن بين قبطي لا يدري متى ينقض عهده ورومي لا يدري متى يحل ساحتنا وبربري لا ندري متى يثور وحبشي لا ندري متى يغشانا. قال ابن وهب: ما رأيت أحدا أشد استخفاء بعمله من حيوة. وكان يُعرف بإجابة الدعوة، وكنا نجلس إليه للفقه. وكان يقول: أبدلني الله بكم عمودا أقوم وراءه أصلي ثم فعل ذلك. توفي حيوة سنة ثمان وخمسين ومائة1 على الصحيح وقيل: سنة تسع. حديثه يقع عاليا في القطعيات. 181- 28/ 5 م 4- حجاج بن أرطاة الإمام مفتي العراق أبو أرطاة النخعي الكوفي أحد الأعلام: سمع عن الشعبي حديثا واحدا ومن الحكم وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب

_ 1 وقيل 153، 155، 159. 181- تهذيب الكمال: 1/ 232. تهذيب التهذيب: 2/ 196. تقريب التهذيب: 1/ 152. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 196. الكاشف: 1/ 205. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 378. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 110. الجرح والتعديل: 3/ 673. ميزان الاعتدال: 1/ 458. لسان الميزان: 7/ 193. مجمع الزوائد: 2/ 27. رجال الصحيحين: 389. طبقات الحفاظ: 81. الطبقات الكبرى: 6/ 343. البداية والنهاية: 10/ 54. سير النبلاء: 7/ 68 والحاشية. شذرات الذهب: 1/ 229.

وطائفة. وعنه سفيان وشعبة وحماد بن زيد وابن المبارك وغندر وحفص بن غياث وعبد الرزاق وآخرون. حدث عن حجاج شيخه منصور بن المعتمر وقد أفتى وله ست عشرة سنة وولي قضاء البصرة وكان من أوعية العلم، لكنه ليس بالمتقن لحديثه؟ وكان أيضا يدلس، لم يخرج له البخاري وقرنه مسلم بآخر وكان فيه تيه وسؤدد فكان يقول: أهلكني حب الشرف. قال يحيى بن سعيد القطان: هو وابن إسحاق عندي سواء. قال أبو حاتم: صدوق يدلس عن ضعفاء. وقال النسائي: ليس بالقوي. قال حماد بن زيد: كان حجاج أسرد للحديث من سفيان الثوري. وقال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: حجاج صدوق ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: أيضا إذا قال حدثنا فلا يرتاب في صدقه. وقال الثوري: ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه من حجاج. وقيل: له نحو من ستمائة حديث. وقال حماد بن زيد: حدثنا جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن حجاج بن أرطاة، فلبثنا ما شاء الله ثم قدم علينا حجاج وله إحدى وثلاثون سنة فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على حماد بن أبي سليمان قال حماد: فرأيت عنده يونس بن عبيد ومطر الوراق وداود بن أبي هند جثاة يقولون: يا أبا أرطاة ما تقول في كذا؟ ما تقول في كذا؟ قال حفص بن غياث: سمعت حجاجا يقول: ما خاصمت قط ولا جلست الى قوم يختصمون. قال ابن معين: سمع حجاج من مكحول ومن تيهه ما روى عبد الله بن إدريس عنه أنه سمعه يقول لا تتم مروءة الرجل حتى يدع الصلاة في الجماعة قلت قبح الله هذه المروءة التي هي كبر على خلق الله قال جرير رأيت حجاجا يخضب بالسواد مات حجاج ظنا سنة تسع وأربعين ومائة. قال يحيى بن آدم حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع قال قال لي شعبة عليك بحجاج بن أرطاة وابن إسحاق فإنهما حافظان وقع لي حديثه بعلو1. 182- 29/ 5 - خ م د س ق- روح بن القاسم الحافظ التميمي العنبري: سمع قتادة وابن المنكدر وعمرو بن دينار ومنصور بن المعتمر وابن طاوس, وعنه يزيد بن زريع ومحمد بن سواء وابن علية وعبد الوهاب بن عطاء وثقه أبو حاتم وغيره وقال الثوري لم ار أحدا طلب الحديث وهو مسن احفظ من روح بن القاسم رحمة الله عليهم2.

_ 1 توفي عام 145 أو 147أو 149. 182- تهذيب الكمال: 1/ 329، 420. تهذيب الكمال: 3/ 298. تقريب التهذيب: 1/ 254. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 329. الكاشف: 1/ 314. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 309. الجرح والتعليل: 3/ 2224. سير الأعلام: 6/ 404. الثقات: 6/ 305. 2 توفي عام 241.

183- 30/ 5ع- مسعر بن كدام الإمام الحافظ أبو سلمة الهلالي الكوفي الأحول أحد الأعلام: حدّث عن عدي بن ثابت والحكم بن عتيبة وقتادة وعمرو بن مرة وطبقتهم وعنه سفيان بن عيينة ويحيى القطان ومحمد بن بشر ويحيى بن آدم وأبو نعيم وخلاد بن يحيى وخلق كثير. قال محمد بن بشر كان عند مسعر نحو ألف حديث فكتبتها سوى عشرة. وقال يحيى القطان ما رأيت أثبت من مسعر. وقال أحمد بن حنبل الثقة مثل شعبة ومسعر. وقال وكيع شك مسعر كيقين غيره. وعن الحسن بن عمارة قال إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر فان أهل الجنة لقليل. وقال ابن عيينة قالوا للأعمش إن مسعرًا شك في حديثه فقال شكه كيقين غيره. وعن خالد بن عمرو قال رأيت مسعرا كأن جبهته ركبة عنز من السجود. قال شعبة كنا نسمي مسعرا المصحف من إتقانه. هو عند الكوفيين كابن عون عند البصريين وعن الخريبي قال ما من أحد إلا وقد أخذ عليه إلا مسعر. وقال محمد بن مسعر كان أبي لا ينام إلى أن يقرأ نصف القرآن. قال ابن عيينة سمعت مسعرا يقول: وددت أن الحديث كان قوارير على رأسي فسقطت فكسرت. وعن يعلى قال كان مسعر قد جمع العلم والورع قال الحكم بن هشام أنا مسعر قال دعاني أبو جعفر المنصور ليوليني فقلت إن أهلي يقولون لا نرضى اشتراءك لنا في شيء بدرهمين وأنت توليني أصلحك الله أن لنا قرابة وحقا فأعفاه. وقال ابن عيينة عندما قلت لأبي جعفر نحن لك والد يشير إلى أم الفضل الهلالية والدة ابن عباس فقال تقربت إليّ بأحبّ أمهاتي إليّ, ولو كان الناس كلهم مثلك لمشيت معهم في الطريق. وسمعت مسعرا يقول: من أبغضني جعله الله محدثًا. وقال مسعر: من صبر على الخل والبقل لم يستعبد. وقال معن: ما رأيت مسعرا إلا ويزداد كل يوم خيرًا. وقال ابن معين لم يرحل مسعر في حديث قط. وقال ابن سعد: كان لمسعر أم عابدة فكان يخدمها وكان مرجئًا فمات ولم يشهده سفيان ولا الحسن بن صالح. كتب إلي بن قدلة وجماعة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا محمد بن سليمان نا خلّاد بن يحيى نا مسعر نا حبيب بن أبي ثابت أنه سمع

_ 183- تهذيب الكمال: 3/ 1321. تهذيب التهذيب: 10/ 113 "209". تقريب التهذيب: 2/ 243. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 22. الكاشف: 3/ 137. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 13. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 121. الجرح والتعديل: 8/ 1685. ميزان الاعتدال: 4/ 99. لسان الميزان: 7/ 384. تاريخ أسماء الثقات: 1324. الحلية: 7/ 209. تراجم الأحبار: 3/ 117. ثقات: 7/ 507. طبقات الحفاظ: 81. نسيم الرياض: 2/ 95. طبقات ابن سعد: 6/ 400. سير الأعلام: 7/ 163. تفسير الطبري: 1/ 503، 3/ 1974، 5/ 5729. العبر: 1/ 224. معرفة الثقات: 1710. ديوان الإسلام: ت: 1812.

ابن عمر وسئل عن اللقطة فقال رجل أتصدق بها؟ قال: لها هي فتصدق بها؟ أدفعها إلى من يتصدق بها أو أدفعها إلى الإمام ولابن المبارك أو غيره. من كان ملتمسا جلسا صالحا ... فليأت حلقة مسعر بن كدام فيها السكينة والوقار وأهلها ... أهل العفاف وعلية الأقوام 184- 31/ 5ع- معمر بن راشد الإمام الحجة أبو عروة الأزدي مولاهم البصري أحد الأعلام وعالم اليمن: حدث عن الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن زياد الجمحي وطبقتهم حدث عنه السفيانان وابن المبارك وغندر وابن علية ويزيد بن زريع وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وهشام بن يوسف وعبد الرزاق وخلق وقد حدث عنه من شيوخه أيوب وأبو إسحاق. قال أحمد: ليس تضم معمرًا إلى أحد إلا وجدته فوقه. وقال يحيى بن معين: هو من أثبت الناس في الزهري. وقال عبد الرزاق كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث. وقال عبد الواحد بن زياد قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال: كنت مملوكا لقوم من طاحية فبعثوني ببز أبيعه فقدمت المدينة فنزلت دارا فرأيت شيخا1 والناس يعرضون عليه العلم فعرضت معهم. وعن معمر قال: طلبت العلم سنة مات الحسن. وسمعت من قتادة ولي أربع عشرة سنة, فما سمعته إذا ذاك كأنه مكتوب في صدري وجئت الزهري بالرصافة قال سفيان بن عيينة قال لي سعيد بن أبي عروبة روينا عن معمركم فشرفناه. وعن ابن جريج قال: عليكم بمعمر فإنه لم يبقَ في زمانه أعلم منه. وقال عبد الرزاق: بعث معن بن زائدة إلى معمر بذهب فرده وكتم ذلك. قال إبراهيم بن خالد وجماعة مات معمر سنة ثلاث وخمسين ومائة. زاد إبراهيم في رمضان وصليت عليه وقال أحمد ويحيى: مات سنة أربع والأول الأصح ولم يبلغ ستين، سنة وكان أول من صنف باليمن رحمه الله تعالى.

_ 184- تهذيب الكمال: 3/ 1355. تهذيب التهذيب: 10/ 243 "439". تقريب التقريب: 2/ 266. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 47. الكاشف: 3/ 164. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 378. تاريخ لبخاري الصغير: 2/ 115. الجرح والتعديل: 8/ 1165. ميزان الاعتدال: 4/ 154. لسان الميزان: 7/ 394. تاريخ الإسلام: 6/ 394. تاريخ الثقات: 435. طبقات ابن سعد: 3/ 397. تذكرة الحفاظ: 1/ 178. تراجم الأحبار: 3/ 255. الأنساب: 12/ 506. نسيم الرياض: 1/ 74، 783، 483. المغني: 6365. سير الأعلام: 7/ 5. والحاشية. معجم المؤلفين: 12/ 309 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 1833. ثقات: 7/ 484 والحاشية. 1 وذلك أنه روى عن معمر ومعمر شاب، وفي فتح الباري في حديث قطع اليد أن أبا عوانة رواه من طريق سعيد بن أبي عروة عن معمر "وقال أبو عوانة في آخره: قال سعيد معمرًا رويناه عنه وهو شاب".

185- 32/ 5 ع- ابن أبي ذئب الإمام الثبت العابد شيخ الوقت أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب هشام بن شعبة بن عبد الملك بن أبي قيس بن عبد ودّ القرشي العامري المدني الفقيه: حدّث عن عكرمة وشعبة بن دينار مولى ابن عباس وسعيد المقبري وشرحبيل بن سعد والزهري ونافع العمري وصالح مولى التوءمة وخلق عنه ابن المبارك ويحيى القطان وأبو نعيم والقعنبي وأسد بن موسى وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ابن أبي ذئب يشبه سعيد بن المسيب، فقيل لأحمد: أخلف مثله؟ قال: لا، وقال كان أفضل من مالك إلا أن مالكًا أشد تنقية للرجال منه. قال الواقدي: ولد سنة ثمانين، وكان من أروع الناس وأفضلهم، ورمي بالقدر وما كان قدريًّا لقد كان يعيبهم وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة ولو قيل له إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد اجتهاد. وأخبرني أخوه قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم سرد الصوم. وكان خشن العيش يتعشى الخبز بالزيت وله قميص وطيلسان يشتو فيه ويصيف وكان من رجال العلم صرامة وقولا بالحق، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب، وكان يبكر إلى الجمعة فيصلي حتى يخرج الإمام. ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها، وكان لا يغير شبيه ولما خرج ابن حسن لزم بيته. قال: وكان الحسن بن زيد الأمير يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير، ولما تولى جعفر بن سليمان المدينة بعث إليه بمائة دينار فاشترى منها ساجًا كرديًّا بعشرة دنانير ولبسه بقية عمره، وقدم به عليهم بغداد وما زالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألفي دينار، فلما رجع مات بالكوفة. وقال أحمد: هو أورع وأقوم بالحق من مالك، دخل على المنصور فلم يهبه أن قال له الحق وقال: الظلم ببابك فاش، وأبو جعفر أبو جعفر. قال مصعب الزبيري: كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة. وقال أبو نعيم: حججت عام حج أبو جعفر ومعه ابن ذئب ومالك فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد؟ قال: إنه ليتحرى العدل، فقال له ما تقول فيّ؟ وأعاد عليه

_ 185- تهذيب الكمال: 2/ 1232. تهذيب التهذيب: 9/ 303. تقريب التهذيب: 2/ 184. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 431. الكاشف: 3/ 69. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 160. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 73، 132. الجرح والتعديل: 7/ 1704. ميزان الاعتدال: 3/ 62. تاريخ بغداد: 2/ 296. تراجم الأحبار: 4/ 16. الثقات: 7/ 39. طبقات الحفاظ: 182. المعين: 609. الوافي بالوفيات: 3/ 223. سير الأعلام: 7/ 139. والحاشية. ديوان الإسلام: ت976.

فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر، قال فأخذ الربيع بلحيته فقال له أبو جعفر: كف يا بن اللخناء, وأمر له بثلاثمائة دينار وقيل إن المهدي حج فدخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق إلا من قام إلا ابن أبي ذئب فقيل له: قم فهذا أمير المؤمنين: قال إنما يقوم الناس لرب العالمين فقال المهدي دعوه فقد قامت كل شعرة في رأسي. توفي سنة تسع وخمسين ومائة1 رحمه الله تعالى. 186- 33/ 5ع- مالك بن مِغْول 2 إمام في الممتع. 187- 34/ 5ع- شعبة بن الحجاج بن الورد الحجة الحافظ شيخ الإسلام أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم: نزيل البصرة ومحدثها سمع من الحسن مسائل وسمع من معاوية بن قرة وعمرو بن مرة والحكم وسلمة بن كهيل وأنس بن سيرين ويحيى بن أبي كثير وقتادة وخلق كثير. وعنه أيوب السختياني وابن إسحاق من شيوخه وسفيان الثوري وابن المبارك وغندر وآدم وعفان بن مسلم وأبو داود وسليمان بن حرب وعلي بن الجعد وأمم لا يحصون. قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث. وكان الثوري يقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث. وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق. قال أبو بكر البكراوي: ما رأيت أحدًا أعبد لله من شعبة لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه واسودّ. وقال حمزة بن زياد الطوسي سمعت شعبة وكان ألثغ قد يبس جلده من العبادة يقول: لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة قال عمر بن هارون كان شعبة يصوم الدهر.

_ 1 وقيل 158، 157. 186- تهذيب الكمال: 3/ 1300. تهذيب التهذيب: 10/ 22 "35". تقريب التهذيب: 2/ 226. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 6. الكاشف: 3/ 116. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 314. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 131. الجرح والتعديل: 8/ 961. تراجم الأحبار: 3/ 372. طبقات ابن سعد: 6/ 324، 413. سير الأعلام: 7/ 174. والحاشية. البداية والنهاية: 10/ 131. تاريخ الثقات: 419. تاريخ أسماء الثقات: 1327. الثقات: 7/ 462. 2 هو أبو عبد الله بن مغول بن عاصم بن غزية بن حارثة بن خديج بن بجيلة. توفي عام 157 أو 158 أو 159. 187- تهذيب الكمال: 2/ 581. تهذيب التهذيب: 4/ 338. تقريب التهذيب: 1/ 351. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 449. الكاشف: 2/ 11. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 244. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 135. الجرح والتعديل: 1/ 126، 4/ 1609. طبقات ابن سعد: 9/ 93. والفهرس. البداية والنهاية: 10/ 132. الوافي بالوفيات: 16/ 155. سير الأعلام: 7/ 202 والحاشية. ديوان الإسلام: 1233. الثقات: 6/ 446.

وقال أبو قطن ما رأيت شعبة قد ركع إلا ظننت أنه نسي ولا سجد إلا قلت نسي. قال يحيى القطان: كان شعبة رقيقًا يعطي السائل ما أمكنه. قال أبو قطن: وكانت ثيابه لونها كالتراب وكان كثير الصلاة. قال الحاكم في ترجمة شعبة رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة وسمع من أربع مائة من التابعين. وحدث عنه من التابعين سعد بن إبراهيم ومنصور بن المعتمر والأعمش وأيوب وداود بن أبي هند. قال أبو زيد الهروي ولد شعبة سنة ثنتين وثمانين. قال أبو قتيبة قدمت الكوفة فقال لي سفيان: ما فعل أستاذنا شعبة. قال أبو قلابة أنا أبي أنا حماد بن زيد أنه كان إذا حدث عن شعبة قال: حدثنا الضخم عن الضخام، شعبة الخير أبو بسطام. وقال ابن المديني هؤلاء مشيخة شعبة الذين فاتوا سفيان بالكوفة إسماعيل بن رجاء، عبيد بن الحسن الحكم، عدي بن ثابت، طلحة بن مصرف، المنهال بن عمرو, علي بن مدرك, سماك الحنفي, سعيد بن أبي بردة, وسمّى جماعة. قال أبو الوليد قال لي حماد بن زيد إذا خالفني شعبة تبعته لأنه كان لا يرضى أن يسمع الحديث عشرين مرة وأنا أرضى أن أسمعه مرة: قال أبو زيد الهروي سمعت شعبة يقول: لأن أقع من السماء فأنقطع أحب إليّ من أن أدلس. صالح جزرة نا القواريري سمعت يحيى بن سعيد عن شعبة قال: من الناس من عقله معه، ومن الناس من عقله بفنائه، ومنهم من لا عقل له، فالأول من ينظر ما يخرج منه قبل أن يتكلم وأما الذي عقله بفنائه....... قال مكي بن إبراهيم سئل شعبة عن ابن عون فقال: سمن وعسل. فسئل عن أبي بكر الهذلي فقال دعني لا أقيء. قال عبد الرحمن بن يونس المستملي سمعت ابن عيينة يقول سمعت شعبة يقول: من طلب الحديث أفلس، بعت طست أمي بسبعة دنانير. صالح بن محمد جزرة أخبرنا سليمان بن داود القزاز سمعت أبا داود يقول سمعت من شعبة سبعة آلاف وسمع غندر سبعة آلاف حديث. أغربت عليه ألف حديث وأغرب عليّ مثلها قال الأصمعي كان شعبة إذا جاء بالحديث الحسن صاح: أوه، أفرق من جودته. قال أحمد بن حنبل: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن, يعني في الرجال وبصره بالحديث. قال أبو الوليد الطيالسي قلت ليحيى بن سعيد رأيت أحدًا أحسن حديثًا من شعبة؟ قال: لا، قلت فكم صحبته؟ قال عشرين سنة. قال صالح جزرة أخبرنا علي بن الجعد، سمعت شعبة يقول حدثني أبو إسحاق عن الحارث بن الأزمع قال: وجد قتيل في وادعة همدان، فقلت لأبي إسحاق أسمعته من الحارث؟ فقال حدثنيه مجالد عن الشعبي.

خالد بن خداش قال حدثني حريش ابن أخي جرير بن حازم قال رأيت شعبة في النوم فقلت أي الأعمال وجدت أشد عليك؟ قال: التجوز في الرجال. يونس بن بكير قال لي شعبة أكتم عليّ، ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث. أحمد بن سنان أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال لي شعبة: أحفظ عن أبي الزبير مائة حديث، قلت ولا تذكره؟ قال: لا أحب أن أذكره. سلم بن قتيبة قال شعبة يا قوم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن. قال ابن المديني شعبة أحفظ للمشايخ، وسفيان أحفظ للأبواب. روى عبدان بن عثمان عن أبيه قال قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه بضعة عشر درهمًا. قال أبو داود الطيالسي جاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال لشعبة: مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي، قال بكم أخذته؟ قال: بثلاثة دنانير، فقال: عندي ثلاثة دنانير ما أملك غيرها ثم قام ودفعها إلى سليمان. وروى سليمان بن أبي شيخ عن صالح بن سليمان قال منشأ شعبة واسط وعلمه كوفي، وله ابن اسمه سعد، وله إخوان بشار وحماد يعالجان الصرف. وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيال على أخوي. قال: وما أكل شعبة من كسبه درهما قط. قال علي بن الجعد: قدم شعبة بغداد مرتين اكتب عنه فيهما. قال أبو العباس السراج أخبرنا محمد بن عمرو سمعت أصحابنا يقولون: وهب المهدي شعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة فقدم البصرة فلم يجد شيئًا يطيب له فتركها. قال الأصمعي: لم تر أحدًا قط أعلم بالشعر من شعبة، قال لي كنت ألزم الطرماح أسأله عن الشعر قال أبو داود قال شعبة: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي. وعن شعبة: كان قتادة يسألني عن الشعر. فقلت أنشدك بيتا وتحدثني حديثا. قال أبو زيد الأنصاري: وذكر عنده فقال وهل العلماء إلا شعبة من شعبة. وقال أبو قطن قال شعبة لي: ما شيء أخوف عندي أن يدخلني النار من الحديث. وقال عنه وددت أني وقاد حمام ولم أعرف الحديث اتفقوا على موت شعبة سنة ستين ومائة فيقال مات في أولها رحمه الله تعالى. 188- 35/ 4 ع- المسعودي الإمام الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود

_ 188- تهذيب الكمال: 2/ 798. تهذيب التهذيب: 6/ 210 "427". تقريب التهذيب: 1/ 457 "1008". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 140. الكاشف: 2/ 171. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 314. الجرح والتعديل: 5/ ص250. ميزان الاعتدال: 2/ 574. لسان الميزان: 7/ 282. مقدمة الفتح: 418. مجمع: 1/ 319، 2/ 115، 4/ 32، 41، 251، 562، 5/ 89.

الهذلي المسعودي الكوفي أحد الأعلام وهو أخو أبي العميس عتبة: حدث عن عون بن عبد الله وعلي بن الأقمر وعلقمة بن مرثد وسعيد بن أبي بردة وزياد بن علاقة وعمرو بن مرة وطبقتهم. حدث عنه ابن المبارك وابن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي وأبو المغيرة الحمصي ويزيد بن هارون وجعفر بن عون وأبو داود وأبو نعيم والمقبري وعلي بن الجعد وخلق. وكان مداخلا للدولة يلبس قباء أسود وفي وسطه خنجر وعلى رأسه الطويلة فتوقف بعض العلماء عن الأخذ عنه لذلك. وقد تغير بعض حفظه في الآخر. وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني. وقال علي: قد كان يغلط في ما روى عن عاصم بن بهدلة وسلمة. وقال ابن نمير ثقة واختلط بأخرة. وقال النسائي: ليس به بأس. وعن مسعر قال: ما أعلم أحدا أعلم بابن مسعود من المسعودي وقال أبو حاتم: كان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود, تغير قبل موته بسنة أو بسنتين وقال شعبة: هو صدوق. قال طائفة: توفي سنة ستين ومائة1. 189- 36/ 5 ع- زياد بن سعد الحافظ أبو عبد الرحمن الخراساني ثم المكي شريك بن جريج: ثم سكن اليمن حدث عن عمرو بن دينار والزهري وعمرو بن مسلم الجندي وعنه مالك وابن عيينة وأبو معاوية وغيرهم مات كهلا. قال النسائي: ثقة ثبت، وقال ابن عيينة: كان عالما بحديث الزهري رحمة الله عليهم. 190- 37/ 5 ع- قرة بن خالد السدوسي الحافظ البصري: عن ابن سيرين وأبي رجاء العطاردي والحسن البصري ويزيد بن الشخير وعدة. وعنه حرمي بن عمارة وزيد بن الحباب وأبو عامر العقدي ويحيى القطان وبكر بن بكار ومسلم بن إبراهيم وخلق كثير. قال يحيى القطان كان من أثبت شيوخنا قلت توفي سنة أربع وخمسين ومائة2. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد وزينب بنت عبد الرحمن قالا أنا

_ 1 وقيل 165. 189- تهذيب الكمال: 1/ 441. تهذيب التهذيب: 3/ 369. تقريب التهذيب: 1/ 268. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 344. الكاشف: 1/ 331. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 258. الجرح والتعديل: 3/ 2408. الوافي بالوفيات: 15/ 16. سير الأعلام: 7/ 285. طبقات الحفاظ: 85. الثقات: 6/ 319. 190- تهذيب الكمال: 2/ 1127. تهذيب التهذيب: 8/ 371 "660". تقريب التهذيب: 2/ 125. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 352. الكاشف: 2/ 399. تعجيل المنفعة: 883. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 183. الجرح والتعديل: 7/ 747. تاريخ أسماء الثقات: 1162. ثقات: 7/ 342. تراجم الأحبار: 3/ 263. البداية والنهاية: 10/ 112. سير الأعلام: 7/ 95 والحاشية. 2 وقيل 155.

أبو القاسم الشحامي أنا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني أنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنا محمد بن أيوب البجلي أنا مسلم بن إبراهيم أنا قرة بن خالد أنا محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو آمن بي عشرة من اليهود ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم" أخرجه البخاري1 عن مسلم فوافقناه بعلو. 191- 38/ 5 ع- جرير بن حازم الإمام الحافظ أبو النضر الأزدي مولاهم البصري محدث البصرة أحد الأعلام: روى عن أبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين وطاوس وعطاء وابن أبي مليكة ونافع وحميد بن هلال وعنه ابنه وهب وشيخه أيوب السختياني والسفيانان وابن وهب وشيبان بن فروخ وأبو الربيع الزهراني وأبو نصر التمار وخلائق واحتج به أصحاب الكتب قال موسى بن إسماعيل ما رأيت حماد بن سلمة يعظم أحدا تعظيمه جرير بن حازم. وقال وهب كان شعبة يأتي أبي يسأله وقال وهب عن أبيه جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا. وقال وهب قرأ أبي على أبي عمرو بن العلاء فقال له: أنت أفصح من معد. قال ابن مهدي: اختلط جرير قبل موته فأحس بذلك بنوه فحجبوه فلم يسمع منه شيء في اختلاطه. قلت: في بعض حديثه عن قتادة ما ينكر وهو من أوعية العلم وغيره أحفظ منه مات في سنة سبعين ومائة2 وهو في عشر التسعين. فإنه قال لما توفي أنس أنه كان لي خمس سنين. وذكر أنه حج فشهد جنازة أبي الطفيل بمكة. قال ابن داسه أنا المغيرة بن محمد المهلبي سمعت علي بن المديني سمعت وهب بن جرير عن أبيه قال: رأيت أبا الطفيل بمكة قلت فلم لم تسمع منه؟ قال كان طواف واحد يا بني أحب إليّ من ذلك. قال أحمد بن حنبل: جرير بن حازم صاحب سنة، هو أحب إليّ من همام. وقال سليمان بن حرب سمعت جريرا ذكر التدليس فعابه، وقال: يرى أنه سمع ما لم يسمع أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أحمد بن محمد أنا عيسى بن علي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا شيبان نا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بالجابية فقال قام فينا

_ 1 في كتاب مناقب الأنصار باب 52. 191- تهذيب الكمال: 1/ 187. تهذيب التهذيب: 2/ 79. تقريب التهذيب: 1/ 127. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 162. الكاشف: 1/ 181. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 213. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 25، 181. الجرح والتعديل: 1/ 136، 2/ 2079. ميزان الاعتدال: 1/ 392. لسان الميزان: 7/ 189. مقدمة الفتح: 394. طبقات الحفاظ: 85. الوافي بالوفيات: 11/ 77. سير الأعلام: 7/ 98. الشذرات: 1/ 270. طبقات ابن سعد: 6/ 373، 286. الثقات: 6/ 144. 2 وقيل 167 وقيل 175.

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال "أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم" الحديث. 192- 39/ 5 ع- يزيد بن إبراهيم التستري الحافظ الثقة أبو سعيد البصري: حدث عن الحسن ومحمد وابن أبي مليكة وعطاء وأبي الزبير وقتادة, وعنه وكيع وابن مهدي وعفان وأبو الوليد والقعنبي وأبو سلمة المنقري وهدبة وشيبان وخلق كثير. وثقه أحمد بن حنبل وكان عفان يرفع أمره وقال علي بن المديني: هو ثبت في الحسن وابن سيرين قال ابن قانع توفي سنة اثنتين وستين ومائة. وقيل مات سنة إحدى وستين ومائة متفق على حديثه. 193- 40/ 5 د ت ق- مبارك بن فضالة الإمام الكبير أبو فضالة القرشي العدوي مولاهم البصري: من كبار علماء البصرة رأى أنس بن مالك يصلي وحدّث عن الحسن وبكر بن عبد الله ومحمد بن المنكدر وثابت وعدة، وعنه وكيع وعفان ومسلم وسليمان بن حرب وسعدويه وهدبة وشيبان وخلق كثير وكان يحيى القطان يحسن الثناء عليه وقال ابن معين صالح وقال أبو داود الطيالسي: شديد التدليس فإنه قال: حدثنا فهو ثبت وكان عفان يرفعه ويوثقه ويقول كان من النساك. وقال أحمد بن حنبل ما رواه عن الحسن يحتج به وقال مبارك بن فضالة: جالست الحسن ثلاث عشرة سنة وقال أبو حاتم هو أحب إليّ من الربيع بن صبيح. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة. توفي سنة أربع وستين ومائة قاله جماعة. وقال ابن سعد: سنة خمس رحمه الله تعالى. قلت: لم يبلغ حديثه درجة الصحة، ولا أخرج له النسائي وقع لي حديثه عاليًا من طريق المخلص.

_ 192- تهذيب الكمال: 3/ 1529. تهذيب التهذيب: 11/ 311 "598". تقريب التهذيب: 2/ 361. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 166. الكاشف: 3/ 274. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 318. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 123. الجرح والتعديل: 9/ 1057. ميزان الاعتدال: 4/ 419. لسان الميزان: 7/ 439. تاريخ أسماء الثقات: 1571، 2563. معرفة الثقات: 2003. تاريخ الثقات: 477. مقدمة الفتح: 452. المغني: 7083. الثقات: 7/ 631. المعين: 630. تراجم الأحبار: 4/ 241. طبقات ابن سعد: 7/ 315. التاريخ لابن معين: 3/ 667. 193- تهذيب الكمال: 3/ 1301. تهذيب التهذيب: 10/ 28 "50". تقريب التهذيب: 2/ 227. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 8. الكاشف: 3/ 118. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 436. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 156. الجرح والتعديل: 8/ 1557. ميزان العتدال: 3/ 431. لسان الميزان: 7/ 348. تاريخ الثقات: 419. المغني: 5164. تراجم الأحبار: 3/ 334. طبقات ابن سعد: 6/ 373، 7/ 117. الثقات: 7/ 501. سير الأعلام: 7/ 281 والحاشية. مجمع: جـ 1/ 25، 54، 150، جـ 2/ 177، جـ 3/ 126، جـ 4/ 29، 257، جـ 5/ 103، جـ 8/ 14، جـ 9/ 175. طبقات المحدثين بأصبهان: ت: 54. تاريخ أصبهان: ت: 1864.

194- 41/ 5ع- همام بن يحيى الإمام الحجة الحافظ أبو عبد الله ويقال أبو بكر العوذي مولاهم البصري: عن الحسن وعطاء ونافع وأبي جمرة الضبعي ويحيى بن أبي كثير وعدة؛ وعنه ابن مهدي وحبان وعفان وحجاج بن منهال وموسى بن إسماعيل وهدبة وشيبان بن فروخ. وقال أحمد: هو ثبت في كل مشايخه. ووثقه غير واحد وكان من أركان الحديث بالبصرة. قال أبو حاتم ثقة- في حفظه شيء. وقال التبوذكي: سمعت هماما يقول: ما من أعمال البر شيء إلا وأنا أرجو أن أريد به الله تعالى إلا هذا الحديث. مات في رمضان سنة أربع وستين ومائة رحمه الله تعالى. 195- 42/ 5ع- أبان بن يزيد الحافظ الثقة أبو يزيد البصري العطار: روى عن الحسن يسيرا وعن أبي عمران الجوني وقتادة وعمرو بن دينار ويحيى بن أبي كثير وبديل بن ميسرة. وعنه أبو داود وحبان ومسلم وعفان وموسى التبوذكي وهدبة وشيبان بن فروخ وخلق. قال أحمد: كان ثبتًا في كل المشايخ. وقال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال العجلي: ثقة يرى القدر ولا يتكلم به. قال أحمد بن زهير سئل ابن معين عن أبان وهمام فقال: كان يحيى بن سعيد يروي عن أبان وكان أحب إليه من همام وأنا همام أحب إلي. وقال أبو حاتم صالح الحديث. قلت لم أظفر بتاريخ وفاة أبان1. 196- 43/ 5م 4- هشام بن سعد 2 المدني يحفظ، في الممتع.

_ 194- تهذيب الكمال: 3/ 1449. تهذيب التهذيب: 11/ 67 "108". تقريب التهذيب: 2/ 321. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 117. الكاشف: 3/ 225. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 237. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 154. الجرح والتعديل: 9/ 457. ميزان الاعتدال: 4/ 310. لسان الميزان: 7/ 420. البداية والنهاية: 10/ 146. تاريخ الثقات: 461. مقدمة الفتح: 449. الضعفاء الكبير: 4/ 367. المغني: 6768. المعين: 625. الأنساب: 9/ 401، 12/ 119. نسيم الرياض: 1/ 280، 380. تراجم الأحبار: 4/ 153. مجمع: 7/ 281. الثقات: 7/ 286. طبقات ابن سعد: 7/ 302. سير الأعلام: 7/ 296. والحاشية. 195- تهذيب الكمال: 1/ 48. تهذيب التهذيب: 1/ 101. تقريب التهذيب: 1/ 31. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 39. الكاشف: 1/ 57. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 454. الجرح والتعديل: 2/ 299. ميزان الاعتدال: 1/ 16. لسان الميزان: 7/ 168. مقدمة الفتح: 387. الوافي بالوفيات: 5/ 301. سير الأعلام: 7/ 431. والحاشية. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 41. طبقات الحفاظ: 1/ 87. الثقات: 6/ 78. 1 توفي عام 161 كما في موسوعة رجال الكتب التسعة. 196- تهذيب الكمال: 3/ 1440. تهذيب التهذيب: 11/ 39 "80". تقريب التهذيب: 2/ 318 خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 114. الكاشف: 3/ 222. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 200، 9/ 132، 135. الجرح والتعديل: 9/ 241. ميزان الاعتدال: 4/ 298. لسان الميزان: 7/ 418. الكامل: 7/ 2566. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 174. تاريخ الإسلام: 6/ 311. تاريخ الثقات: 457. تراجم الأحبار: 4/ 161، 180.المعين: 624. المغني: 6748. الأنساب: 11/ 236. تاريخ ابن معين: 3/ 617. سير الأعلام: 7/ 344 والحاشية. معرفة الثقات: 1900؟. 2 أبو عباد وقيل أبو سعد. توفي عام 160 أو قبلها.

197- 44/ 5م 4- حماد بن سلمة بن دينار الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو سلمة الربعي مولاهم البصري البزاز البطائني النحوي المحدث: سمع خاله حميد الطويل وابن أبي مليكة وأبا جمرة الضبعي ومحمد بن زياد الجمحي وأنس بن سيرين وأبا عمران الجوني وقتادة وسماك بن حرب وثابتًا البناني وخلقا كثيرا، وعنه ابن المبارك والقطان وابن مهدي وعفان والقعنبي وعبد الأعلى بن حماد وشيبان بن فروخ وهدبة وخلق سواهم. قال شعبة كان حماد بن سلمة يفيدني عن عمار بن أبي عمار وقال وهيب: حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا. وقال أحمد بن حنبل: حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت البناني وأثبتهم في حميد. وقال ابن معين: هو أعلم من غيره بعلي بن زيد. قال ابن المديني كان عند يحيى بن ضريس عن حماد عشرة آلاف حديث. وروى الكوسج عن يحيى بن معين: ثقة. وقال شهاب بن معمر كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال. قلت هو أول من صنف التصانيف مع ابن أبي عروبة وكان بارعًا في العربية فقيهًا فصيحًا مفوهًا صاحب سنة وقع لي من عواليه أحاديث. قال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا. وقال عفان قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة. ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله منه. وقال يونس المؤدب مات حماد بن سلمة في الصلاة. وقال إسحاق بن الطباع سمعت حماد بن سلمة يقول: من طلب الحديث لغير الله مكر به. وقال حماد: ما كان من نيّتي أن أحدث حتى قال لي أيوب في النوم حدث. وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث وقيل إن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة ولم يولد له ولد. قال أبو داود: لم يكن لحماد بن سلمة كتاب إلا كتاب قيس بن سعد. وعن أحمد بن حنبل قال: إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام. مناقب حماد يطول شرحها. وتوفي بعد عيد النحر سنة سبع وستين ومائة وقد قارب الثمانين رحمه الله تعالى. 198- 45/ 5ع- سفيان بن سعيد بن مسروق الإمام شيخ الإسلام سيد الحفاظ أبو

_ 197- تهذيب الكمال: 1/ 325. تهذيب التهذيب: 3/ 11. تقريب التهذيب: 1/ 197. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 252. الكاشف: 1: 251. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 22. الجرح والتعديل: 3/ 623. ميزان الاعتدال: 1/ 590. لسان الميزان: 7/ 203. الثقات: 6/ 216. طبقات ابن سعد: 9/ 53. مقدمة الفتح: 399. البداية والنهاية: 10/ 150. الحلية: 6/ 249. الثقات: 6/ 216. الوافي بالوفيات: جـ 13 ص 145 رقم 153. مجمع: 2/ 127. 198- تهذيب الكمال: 1/ 512. تهذيب التهذيب: 4/ 111. تقريب التهذيب: 1/ 311. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 396. الكاشف: 1/ 378. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 92. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 151، 154. الجرح والتعديل: 4/ 972. ميزان الاعتدال: 2/ 169. للسان الميزان: 7/ 233. الوافي بالوفيات: 15/ 278. سير الأعلام: 7/ 229. طبقات ابن سعد: 6/ 334، 7/ 328، 9/ 83. الحلية: 6/ 7 طبقات الحفاظ: 88. نسيم الرياض: 4/ 337. ديوان الإسلام: 1103. الثقات: 6/ 401.

عبد الله الثوري ثور مضر لا ثور همدان الكوفي الفقيه: حدث عن أبيه وزيد بن الحارث وحبيب بن أبي ثابت والأسود بن قيس وزياد بن علاقة ومحارب بن دثار وطبقتهم, وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن وهب ووكيع والفريابي وقبيصة وأبو نعيم ومحمد بن كثير وأحمد بن يونس اليربوعي وخلائق. وقال شعبة ويحيى بن معين وجماعة سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان. وكان شعبة يقول: سفيان أحفظ مني. وقال ورقاء: لم ير الثوري مثل نفسه. وقال أحمد: لم يتقدمه في قلبي أحد. وقال القطان: ما رأيت أحفظ منه كنت إذا سألته عن مسألة أو عن حديث ليس عنده اشتد عليه. وقال عبد الرزاق قال سفيان: ما استودعت قلبي شيئا قط. فخانني. وقال الأوزاعي: لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضى والصحة إلا سفيان. وقال ابن المبارك لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان. وقال وكيع كان سفيان بحرًا. وقال القطان: سفيان فوق مالك في كل شيء. وقال أبو أسامة: من أخبرك أنه رأى مثل سفيان فلا تصدقه. وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت بالعراق أحدا يشبه ثوريكم. الثوري قال: وددت أني نجوت من العلم لا علي ولا لي وما من عمل أنا أخوف علي منه -يعني الحديث. قال يحيى بن يمان سمعت سفيان يقول: العالم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا اجتر الطبيب الداء إليه متى يداوي غيره. قال الخريبي سمعت الثوري يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث. وقال أبو أسامة سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل بها الرجل. قلت صدق والله إن طلب الحديث شيء غير الحديث فطلب الحديث اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث وكثير منها مراق إلى العلم وأكثرها أمور يشغف بها المحدث من تحصيل النسخ المليحة وتطلب العالي وتكثير الشيوخ والفرح بالألقاب والثناء وتمني العمر الطويل ليروي وحب التفرد إلى أمور عديدة لازمة للأغراض النفسانية لا الأعمال الربانية، فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفا بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلى الإخلاص، وإذا كان علم الآثار مدخولا فما ظنك بعلم المنطق والجدل وحكمة الأوائل التي تسلب الإيمان وتورث الشكوك والحيرة التي لم تكن والله من علم الصحابة ولا التابعين ولا من علم الأوزاعي والثوري ومالك وأبي حنيفة وابن أبي ذئب وشعبة ولا والله عرفها ابن المبارك ولا أبو يوسف القائل من طلب الدين بالكلام تزندق ولا وكيع ولا بن مهدي ولا بن وهب ولا الشافعي ولا عفان ولا أبو عبيد ولا ابن المديني وأحمد وأبو ثور

والمزني والبخاري والأثرم ومسلم والنسائي وابن خزيمة وابن سريج وابن المنذر وأمثالهم بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه والنحو وشبه ذلك نعم. وقال سفيان أيضًا فيما سمعه منه الفريابي: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه. قال وسمعته يقول: لو أردنا أن نحدثكم بالحديث كم سمعناه ما حدثناكم بحديث واحد. وقال الفريابي سمعت سفيان يقول: دخلت على المهدي فقلت بلغني أن عمر أنفق في حجته اثني عشر دينارًا وأنت فيما أنت فيه، فغضب وقال: تريدني أن أكون في مثل الذي أنت فيه؟ قلت: فإن لم تكن في مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه. قال ضمرة سمعت مالكًا يقول: إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري. قلت: مناقب هذا الإمام في مجلد لابن الجوزي وقد اختصرته وسقت جملة حسنة من ذلك في تاريخي. قال صالح: جزرة سفيان أحفظ وأكثر حديثًا من مالك لكن مالكا ينتقي الرجال وسفيان أحفظ من شعبة يبلغ حديثه ثلاثين ألفًا وحديث شعبة نحو عشرة آلاف. مولد سفيان في سنة سبع وتسعين وطلب العلم وهو حدث فإن أباه كان من علماء الكوفة مات في البصرة في الاختفاء من المهدي فإنه كان قوالًا بالحق شديد الإنكار، مات في شعبان سنة إحدى وستين ومائة رضي الله عنه وقد صح عن معدان عن الثوري في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُم} [الحديد: 4] قال: علمه، وهكذا جاء عن جماعة من المفسرين. اللالكائي في السنة نا المخلص نا أبو الفضل شعيب بن محمد نا علي بن حرب بن بسام سمعت شعيب بن حرب يقول قلت لسفيان الثوري حدث بحديث في السنة ينفعني الله به فإذا وقفت بين يديه وسألني عنه قلت يا رب حدثني بهذا سفيان فأنجو أنا وتؤخذ، فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود من قال غير هذا فهو كافر، والإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص وتقدمه الشيخين -إلى أن قال: يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى المسح على الخفين، وحتى ترى أن إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم أفضل من الجهر به، وحتى تؤمن بالقدر، وحتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد ماضِ إلى يوم القيامة، والصبر تحت لواء السلطان جار أو عدل، فقلت: يا أبا عبد الله الصلاة كلها قال: لا ولكن صلاة الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت، وأما سائر ذلك فأنت مخير لا تصلي إلا خلف من تثق به وتعلم أنه من أهل السنة، إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن هذا فقل يا رب حدثني بهذا سفيان بن سعيد ثم خلّ بيني وبين ربي عز وجل. هذا ثابت عن سفيان وشيخ المخلص ثقة رحمة الله عليهم.

199- 46/ 5ع- مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الإمام الحافظ فقيه الأمة شيخ الإسلام أبو عبد الله الأصبحي المدني الفقيه إمام دار الهجرة وهم حلفاء عثمان بن عبيد الله التيمي أخي طلحة رضي الله عنه: حدث عن نافع والمقبري ونعيم المجمر والزهري وعامر بن عبد الله بن الزبير وابن المنكدر وعبد الله بن دينار وخلق كثير. حدث عنه أمم لا يكادون يحصون منهم ابن المبارك والقطان وابن مهدي وابن وهب وابن القاسم والقعنبي وعبد الله بن يوسف وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى النيسابوري ويحيى بن يحيى الأندلسي ويحيى بن بكير وقتيبة وأبي مصعب الزبيري وخاتمة أصحابه أبو حذافة السهمي. وبيني وبين مالك سبعة أنفس في أربعين حديثًا متصلة لي, وبين الشيخ بهاء الدين بن الجميزي وبين مالك خمسة أنفس في حديثين وقد رأى مالك عطاء بن أبي رباح لما قدم المدينة. قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء. وقال عبد الرزاق في حديث "يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة"1 فكنا نرى أنه مالك وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدًا. وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم. قال ابن مهدي: مالك أفقه من الحكم وحماد. وقال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز. وقال ابن وهب: لولا مالك والليث لضللنا. وقال شعبة: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة فإذا لمالك حلقة. قال أبو مصعب: سمعت مالكا يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك. وقال إسحاق بن عيسى قال مالك أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبرائيل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله. وقال الشافعي: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابًا من موطأ مالك. وقال أشهب: كان مالك إذا اعتمّ جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفيها بين كتفيه. وقال مصعب: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد ويتطيّب. وقال القعنبي: كنت

_ 199- تهذيب الكمال: 3/ 1296. تهذيب التهذيب: 10/ 5 "3". تقريب التهذيب: 2/ 223. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 3. الكاشف: 3/ 112. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 310. الجرح والتعديل: 1/ 11، 2/ 902. سير الأعلام: 8/ 48 والحاشية. تراجم الأحبار: 3/ 321. طبقات ابن سعد: 9/ 168 والفهرس. الحلية: 6/ 316. معجم الثقات: 180. نسيم الرياض: 2/ 12. ثقات: 5/ 389، 7/ 460. البداية والنهاية: 10/ 174. تاريخ أسماء الثقات: 1326. تهذيب مستمر الأوهام: ب: 98. ديوان الإسلام: ت: 1799. 1 رواه الترمذي في كتاب العلم باب 18. أحمد في مسنده 2/ 299.

عند ابن عيينة فبلغه نعي مالك فحزن وقال: ما ترك على ظهر الأرض مثله. قال عبد الرحمن بن واقد: قد رأيت باب مالك بالمدينة كأنه باب الأمير. وقال ابن معين مالك أحب إليّ في نافع من أيوب وعبيد الله. وقال وهيب: إمام أهل الحديث مالك. قال أحمد بن الخليل سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: إذا اجتمع الثوري ومالك والأوزاعي على أمر فهو سنة وان لم يكن فيه نص. قال أحمد بن حنبل أنا سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع قال قال مالك رحمه الله: الله في السماء وعلمه في كل مكان. وصح أيضًا عن مالك أنه قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وروى سعيد بن أبي مريم عن أشهب بن عبد العزيز قال: رأيت أبا حنيفة بين يدي مالك كالصبي بين يدي أبيه1 قلت: فهذا يدل على حسن أدب أبي حنيفة وتواضعه مع كونه أسنّ من مالك بثلاث عشرة سنة. إسماعيل القاضي حدثنا أبو مصعب سمعت مالك يقول: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين وهو على فراشه وإذا صبي يخرج ثم يرجع فقال لي: أتدري من هذا؟ فقلت: لا, قال: ابني وإنما يفزع من هيبتك, قال: ثم سألني عن أشياء منها حلال ومنها حرام, ثم قال لي: أنت والله أعقل الناس وأعلم الناس؛ قلت: لا والله يا أمير المؤمنين. قال: بلى ولكنك تكتم, لئن بقيت لأكتبنّ قولك كما يكتب المصاحف ولأبعثنّ به إلى الآفاق فأحملهم عليه. ابن وهب قال مالك: سمعت ابن شهاب أحاديث كثيرة ما حدثت بها قط ولا أحدث بها. نصر بن علي الجهضمي حدثني حسين بن عروة قال: قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال: بثلاثة آلاف دينار ثم أتاه الربيع فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعاد له إلى مدينة السلام فقال مالك: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" والمال عندي على حاله. إسماعيل بن داود المخراقي سمعت مالكا يقول: سمعت ربيعة يقول: ورب هذا المقام ما رأيت عراقيًّا تام العقل. وسمعت مالكًا يقول: كان عطاء بن أبي رباح أسود ضعيف العقل2. قال الحاكم: نا علي بن عيسى الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي أنا قتيبة سمعت معن بن عيسى يقول: قدم هارون أمير المؤمنين المدينة ليحج ومعه

_ 1 هذه المكانة خطأ كما يظهر لأن أبا حنيفة توفي وأشهب صبي له نحو خمس سنين فإن صح السند فعل الصواب "رأيت محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة". 2 هذه الحكاية منكرة وإسماعيل بن داود حاكيها ليس بثقة.

أبو يوسف فأتى مالك أمير المؤمنين فقرّبه وأكرمه فلما جلس أقبل عليه أبو يوسف فسأله عن مسألة فلم يجبه ثم عاد فسأله فلم يجبه فقال أمير المؤمنين يا أبا عبد الله هذا قاضينا يعقوب يسألك، فأقبل عليه مالك فقال: يا هذا إذا رأيتني جلست لأهل الباطل فتعال أجبك معهم. قال قتيبة: كنا إذا أتينا مالكا خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه فتصدر ودعا بالمراوح فأعطى كل إنسان مروحة قال ابن سعد: حدثني محمد بن عمر قال: كان مالك يأتي المسجد ليشهد الصلوات والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد ثم يترك الجلوس فيه فكان يصلي وينصرف وترك شهود الجنائز فكان يأتي أصحابه فيعزيهم ثم ترك ذلك كله والصلاة في المسجد والجمعة واحتمل الناس ذلك كله فكانوا أرغب ما كانوا فيه وأشد له تعظيما وكان ربما كلم في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره، وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة يمنة ويسرة لمن يأتيه. وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وعلم، وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع الصوت، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه، وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة، فليس أحد ممن يحضره يدنو ولا ينظر في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالًا وكان إذا أخطأ حبيب فتح عليه مالك. مطرف بن عبد الله سمعت مالكا يقول: الدنو من الباطل هلكة، والقول بالباطل بعد عن الحق، ولا خير في شيء وإن كثر من الدنيا بفساد دين المرء ومروءته. حرملة نا ابن وهب: قال لي مالك: العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل ينقص بعد الأنبياء والكتب. عبد الله بن يوسف سمعت مالكا يقول: ما أدركت فقهاء بلدنا إلا وهم يلبسون الثياب الحسان. مصعب الزبيري قال سأل هارون مالكًا وهو في منزله ومعه بنوه أن يقرأ عليهم فقال: ما قرأت على أحد منذ زمان وإنما يقرأ عليّ فقال هارون: أخرج الناس عني حتى أقرأ أنا عليك فقال: إذا منع العام لبعض الخاص لم ينتفع الخاص وأمر معن بن عيسى فقرأ. قال إسماعيل بن أبي أويس كان خالي مالك لا يفتي حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله. إسماعيل القاضي سمعت أبا مصعب: لم يشهد مالك الجماعة خمسًا وعشرين سنة, فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة أن أرى منكرا فاحتاج أن أغيره. سمعها أبو بكر الشافعي من إسماعيل قال مطرف قال لي مالك: ما يقول الناس فيّ؟ قلت: أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذلك ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها. ابن وهب حججت سنة ثمان وأربعين وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز

الماجشون. إسحاق بن موسى ثنا معن: كان مالك يتحفظ من الياء والتاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قد كنت أفردت ترجمة مالك في جزء وطولتها في تاريخي الكبير. وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره: أحدها طول العمر وعلو الرواية, وثانيتها الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم, وثالثتها اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية، ورابعتها تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه السنن, وخامستها تقدمه في الفقه والفتوى, وصحة قواعده. عاش ستا وثمانين سنة، وقيل ولد سنة ست وتسعين وقال أبو داود: ولد سنة اثنتين وتسعين. وأما يحيى بن بكير فقال سمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وتسعين فهذا أصح أو قوال. وأما وفاته فقال أبو مصعب: لعشر مضت من ربيع الأول وكذلك قال ابن وهب. وقال: ابن سحنون: في حادي عشر ربيع الأول، وكذلك قال ابن أبي أويس: في بكرة أربع عشرة منه وقال مصعب الزبيري: في صفر، وكلهم قالوا في سنة تسع وسبعين ومائة رحمة الله عليه. 200- 47/ 5ع- إبراهيم بن طهمان الإمام الحافظ أبو سعيد الهروي ثم النيسابوري عالم خراسان: حدث عن سماك بن حرب وعمرو بن دينار ومحمد بن زياد الجمحي وأبي جمة وثابت البناني وأبي إسحاق وطبقتهم وعنه ابن المبارك وحفص بن عبد الله ومعن بن عيسى وخالد بن نزار الأيلي ومحمد بن سنان العوقي وأبو حذيفة النهدي وسعيد بن يزيد الفراء وحدث عنه من شيوخه صفوان بن سليم وأبو حنيفة الإمام. قال إسحاق بن راهويه: كان صحيح الحديث، ما كان بخراسان أحد أكثر حديثا منه. وقال أبو حاتم: ثقة مرجئ. وقال أحمد: كان مرجئًا شديدًا على الجهمية. وقال أبو زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فجلس وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ. وقال الخطيب قيل كان لإبراهيم على بيت المال شيء وكان يسخو به فسئل يوما عن مسألة في مجلس الخليفة فقال: لا أدري فقيل له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة؟ فقال: ما آخذه فعلى ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال. فأعجب ذلك أمير المؤمنين وأظنه كان المهدي. كان إبراهيم قد جاوز بمكة في أواخر عمره

_ 200- تهذيب الكمال: 1/ 56. تهذيب التهذيب: 1/ 129. تقريب التهذيب: 1/ 36. خلاصة تهذيب الكمال: 471.الكاشف: 1/ 82. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 294. الجرح والتعديل: 2/ 370. ميزان الاعتدال: 1/ 19. 38. لسان الميزان: 7/ 169. تذكر الحفاظ: 1/ 213. طبقات الحفاظ: ج. تاريخ بغداد: 6/ 105. الوافي بالوفيات: 6/ 23. الثقات: 6/ 27. سير الأعلام: 7/ 378. مقدمة الفتح: 388. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 36.

ومات في سنة ثلاث وستين ومائة1. وقع لي من عواليه بإجازة. 201- 48/ 5ع- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الإمام الحافظ أبو يوسف الكوفي: سمع جده وجوّد حديثه وأتقنه وزياد بن علاقة وسماك بن حرب ومنصور بن المعتمر وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الله بن رجاء الغداني وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وخلق كثير. وكان حافظًا حجة صالحا خاشعا من أوعية العلم ولا عبرة بقول من ليّنة فقد احتج به الشيخان توفي سنة اثنتين وستين ومائة وقيل توفي سنة إحدى وستين. أنا الفخر علي أنا ابن طبرزذ أنا عبد الوهاب الأنماطي أنا أبو محمد الصريفيني أنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو القاسم البغوي أنا علي بن الجعد أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن معد يكرب عن عبد الله قال: لا تأتم بقوم يتحدثون ويلغون. قال عيسى بن يونس قال لي أخي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن. قال يحيى بن معين: إسرائيل ثقة. قال علي بن المديني قال يحيى بن سعيد: إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش. فقيل ليحيى إن إسرائيل روى عن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة حديث. وعن أبي يحيى القتات ثلاثمائة. فقال لم يؤتَ منه أتى منهما جميعًا. أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي أنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن ذوقا أنا عبد الله بن صالح العجلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أني أنا الرزاق ذو القوة المتين" قد كان إسرائيل من العلماء العاملين. فعن شقيق البلخي قال: أخذت الخشوع عن إسرائيل كنا حوله لا يعرف من عن يمينه ولا من عن شماله من تفكره في الآخرة فعلمت أنه رجل صالح. 202- 49/ 5 ع- زائدة بن قدامة الإمام الحجة أبو الصلت الثقفي الكوفي: حدث عن

_ 1 وقيل 158 أو 168. 201- تهذيب الكمال: 1/ 92. تهذيب التهذيب: 1/ 261. تقريب التهذيب: 1/ 64. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 80. الكاشف: 1/ 116. تعجيل الثقات: 6/ 79. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 56. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 136. الجرح والتعديل: 2/ 330. ميزان الاعتدال: 1/ 208. لسان الميزان: 7/ 176. مقدمة الفتح: 390. الوافي بالوفيات: 8/ 11. سير الأعلام: 7/ 355 والحاشية. تاريخ بغداد: 7/ 20. نسيم الرياض: 3/ 65. طبقات ابن سعد: 6/ 260. 202- تهذيب الكمال: 1/ 421. تهذيب التهذيب: 3/ 306. تقريب التهذيب: 1/ 256. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 332. الكاشف: 1/ 317. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 432. الجرح والتعديل: 3/ 2777. نسيم الرياض: 3/ 423. الوافي بالوفيات: 14/ 169. البداية والنهاية: 10/ 134. سير الأعلام: 7/ 375 والحاشية. طبقات ابن سعد: 6/ 263. الثقات: 339.

زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير ومنصور وسماك وموسى بن أبي عائشة وطبقتهم. وعنه ابن عيينة وحسين الجعفي وابن مهدي ومعاوية بن عمرو وأبو نعيم وطلق بن غنام وأبو حذيفة النهدي وأحمد بن يونس وخلق كثير. وكان من نظراء شعبة في الإتقان لكن ما علمت له عن غير أهل بلده. قال أبو داود الطيالسي: كان لا يحدث صاحب بدعة. قال أبو أسامة: كان من أصدق الناس وأبرهم. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة صاحب سنة وقيل مات مرابطا بأرض الروم. توفي في أوائل سنة إحدى وستين ومائة وقد شاخ. قال أحمد بن حنبل: كان وكيع لا يقدم على زائدة في الحفظ أحدًا، يقع من عواليه لأصحاب ابن طبرزذ. قرأت على أحمد بن هبة الله أنباكم أبو روح عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أبو يعلى الصابوني أنا عبد الله بن محمد الرازي أنا محمد بن أيوب البجلي نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي ليلى عن معاذ قال جاء رجل فقال يا رسول الله رجل لقي امرأة فصنع بها ما يصنع الرجل بامرأته إلا أنه لم يجامعها، قال فأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَار} [هود: 114] الآية فقال له: توضأ وصل، قلت يا رسول الله هذا له خاصة أو للناس عامة؟ قال: "للناس أو للمسلمين عامة". 203- 50/ 5م 4- الحسن بن صالح بن حي الإمام القدوة أبو عبد الله الهمداني الكوفي الفقيه العابد: ولد سنة مائة كإسرائيل، حدث عن سلمة بن كهيل وعبد الله بن دينار ومنصور بن المعتمر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي وسماك بن حرب وخلق كثير. وهو أخو المحدث علي ابنا صالح بن صالح بن حيان بن شفي الثوري كانا توأمين وحي هو حيان، وقيل هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان وقيل صالح بن صالح بن حي بن مسلم، حدث عنه وكيع ويحيى بن آدم ومحمد بن فضيل وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وقبيصة وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وآخرون. قال أبو نعيم: كتبت عن ثمان مائة محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح. وقال أبو حاتم ثقة حافظ متقن. وقال أحمد بن حنبل ثقة. وقال وكيع جزّأ هو وأمه وأخوه الليل مثالثة للعبادة فماتت فقسما الليل بينهما فمات علي فقام الحسن بالليل كله. عن أبي سليمان الداراني قال: ما رأيت من

_ 203- تهذيب الكمال: 1/ 264. تهذيب التهذيب: 2/ 285. تقيب التهذيب: 1/ 167. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 214. الكاشف: 1/ 222. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 295. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 136. الجرح والتعديل: 3/ 68. ميزان الاعتدال: 1/ 498. لسان الميزان: 7/ 196. الوافي بالوفيات: 12/ 59. سير الأعلام: 7/ 361. البداية والنهاية: 10/ 150. الثقات: 6/ 164.

الخوف أظهر عليه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه فلم يختمها إلى الفجر. وعن الحسن قال: ربما أصبحت ما معي درهم وكأن الدنيا كلها قد حيزت لي. وعنه قال: إن الشيطان يفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا من الشر. روى عباس عن ابن معين قال: يكتب رأي الأوزاعي ورأي الحسن بن صالح. وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن بن حي إتقان وفقه وعبادة وزهد. وكان وكيع يشبهه بسعيد بن جبير. وقال أبو نعيم: ما كان بدون الثوري في الورع والقوة. وما رأيت إلا من غلط في شيء غير الحسن بن صالح، وقال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا مجاوز المقدار. قلت: أما علي أخوه فمات كهلا قبل أوان الرواية سنة أربع وخمسين أرخه أحمد بن حنبل. وقال أبو نعيم: مات الحسن سنة سبع وستين ومائة. قلت: مع جلالة الحسن وإمامته كان فيه خارجية. فقال الخريبي: ترك الجمعة وجاء فلان فناظره ليلة فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم والخروج عليهم بالسيف يعني الظلمة. وبإسنادي إلى علي بن الجعد أنا الحسن بن صالح عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور قباء راكبا وماشيا. وأنبأ ابن قدامة وابن البخاري قالا أنا ابن طبرزذ أنا أبو غالب ابن البناء أنا الجوهري أنا أحمد بن جعفر ثنا إسحاق الحربي أنا أبو نعيم ثنا الحسن بن صالح عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي" 1. 204- 51/ 5 ع- شيبان بن عبد الرحمن الإمام الحافظ الحجة أبو معاوية التميمي مولاهم النحوي نزيل الكوفة ومؤدب أولاد الأمير داود بن علي: قيل في نسبته النحوي إلى نحو بن شمس بطن من الأزد، وقال ابن أبي داود أو غيره بل كان نحويا. قلت: روى عن الحسن قليلا وعن قتادة والحكم وهلال الوزان ويحيى بن أبي كثير وزياد بن علاقة، ومنصور بن المعتمر حدث عنه الإمام أبو حنيفة والحسن بن موسى الأشيب وحسين المروزي وعبيد الله بن موسى ويونس بن محمد المؤدب وآدم بن أبي إياس وعلي بن الجعد

_ 1 وراه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب 9 والترمذي في كتاب المناقب باب 20. وابن ماجه في المقدمة باب 11. 204- تهذيب الكمال: 2/ 591. تهذيب التهذيب: 4/ 373. تقريب التهذيب: 4/ 16. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 454. الكاشف. 4/ 154. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 154. ميزان الاعتدال: 2/ 285. لسان الميزان: 7/ 244. الجرح والتعديل: 4/ ص355. الثقات: 6/ 449. طبقات ابن سعد: 7/ 322، 338. الوافي بالوفيات: 16/ 200. سير الأعلام: 7/ 406. والحاشية.

وطائفة، وثقة يحيى بن معين وغيره. وقال ابن حنبل: هو ثبت في كل المشايخ. قال يعقوب السدوسي: كان صاحب حروف وقراءات مشهورا بذلك. قلت: تحتمل عن عاصم أحد القراء السبعة رحمة الله عليهم. أخبرنا عبد الحافظ وابن عالية قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا ابن البناء أنا علي بن أحمد أنا المخلص أنا أبو القاسم البغوي أنا علي أنا شعبة وشيبان عن قتادة سمعت أنسا قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. توفي شيبان سنة أربع وستين ومائة، وهو في عشر الثمانين رحمه الله تعالى. 205- 52/ 5م 4- سعيد بن عبد العزيز الإمام فقيه أهل دمشق أبو محمد التنوخي الدمشقي: قرأ القرآن على ابن عامر وحج فسأل عطاء بن أبي رباح وسمع مكحولا ونافعا وربيعة بن يزيد والزهري وقتادة وبلال بن سعد وعدة. وعنه ابن المبارك وابن مهدي وعبد الرزاق ويحيى الوحاظي وأبو عاصم وأبو المغيرة الحمصي وأبو مسهر الغساني وأبو نصر التمار ويحيى بن بشر الجريري وآخرون. مولده سنة تسعين. وكان يقول: ما كتبت حديثا قط يعني كان يحفظ وكان لا يؤخذ العلم من صحفي. وقال يحيى بن معين: هو حجة. وقال أحمد بن حنبل: ليس بالشام أصح حديثا منه. وقال الحاكم: هو لأهل الشام كمالك لأهل الحجاز في التقدم والفقه. قال أبو نصر الفراديسي: كنت أسمع وقع دموعه على الحصير في الصلاة. وروى مروان بن محمد عن سعيد قال: ما قمت إلى صلاة إلا مثلت لي جهنم. وعن الوليد قال كان سعيد يحيى الليل. وقال أبو مسهر: لقد رأيتني أقتصر على سعيد، فما احتاج معه إلى أحد، سمعه يقول: لا خير في الحياة إلا لصموت واع وناطق عارف. وقال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي إذا سئل عن مسألة وسعيد بن عبد العزيز حاضر قال سلوا أبا محمد. وقال أبو مسهر: كان سعيد لا يجيب حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب. وقال محمد بن المبارك الصوري: رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة في جماعة بكى، وقال الوليد بن مزيد سئل سعيد عن الكفاف قال: جوع يوم وشبع يوم. وقال أبو مسهر: سمعته يقول: لا أدري نصف العلم. وسمعت رجلا قال له: أطال الله بقاءك، فقال بل عجل الله بي إلى رحمته.

_ 205- تهذيب الكمال: 1/ 385. تهذيب التهذيب: 4/ 59. تقريب التهذيب: 1/ 301. الكاشف: 1/ 366. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 497. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 167، 169. الجرح والتعديل: 4/ 184. ميزان الاعتدال: 2/ 149. شذرات: 6/ 163. الوافي بالوفيات: 15/ 239. والحاشية. سير الأعلام: 8/ 32 والحاشية. الثقات: 6/ 369.

قلت: لم يخرج له البخاري وما حديثه بالكثير. قال الوليد بن مسلم وأبو مسهر وجماعة: مات سنة سبع وستين ومائة وقيل مات سنة ثلاث وستين. أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن أبي الفضل عبد الرحيم الكاغذي أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله نا يحيى بن صالح ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أميركم هذا. 206- 53/ 5 ع- سليمان بن المغيرة الإمام الحافظ الثبت أبو سعيد القيسي مولاهم البصري: حدث عن محمد بن سيرين والحسن البصري وحميد بن هلال وثابت البناني وجماعة، وعنه ابن المبارك والقطان وابن مهدي وأبو سلمة وأسد بن موسى والقعنبي وشيبان بن فروخ وخلق كثير. قال يحيى بن معين: هو ثقة ثقة وسئل بن علية عن حفاظ البصرة فقال: سليمان بن المغيرة. وقال أبو نوح قراد: سمعت شعبة يقول: سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة. وقال الخريبي ما رأيت بصريا أفضل منه. ذكره أحمد بن حنبل فقال: ثبت ثبت. وقال سليمان بن حرب: أنا سليمان بن المغيرة العدل الرضا الأمين المأمون وقال عفان: كان سليمان بن المغيرة يخضبت بالحمرة. قلت: مات سنة ست وخمسين ومائة1. وبإسنادي إلى علي بن الجعد أنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس قولكم لا إله إلا الله: قلنا: يا أبا حمزة فالصلاة؟ قال: قد صليتم حين تغرب الشمس، فكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 207- 54/ 5 ع- شعيب بن أبي حمزة الإمام الحجة المتقن أبو بشر الأموي مولاهم

_ 206- تهذيب الكمال: 1/ 546. تهذيب التهذيب: 4/ 220. تقريب التهذيب: 3301. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 419. الكاشف: 1/ 400. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 38. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 162. الجرح والتعديل: 1/ 143، 4/ 626. الثقات: 6/ 490. الوافي بالوفيات: 15/ 429. طبقات ابن سعد: 6/ 163. البداية والنهاية: 10/ 147. 1 وقيل 165. 207- تهذيب الكمال: 2/ 585. تهذيب التهذيب: 4/ 351. تقريب التهذيب: 1/ 352. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 450. الكاشف: 2/ 12. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 222. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 54. الجرح والتعديل: 4/ 1508. سير الأعلام: 7/ 187. والحاشية. الوافي بالوفيات: 16/ 160. طبقات ابن سعد: 7/ 171. الثقات: 6/ 438.

الحمصي الكاتب: نروى عن نافع وابن المنكدر والزهري وعبد الوهاب بن بخت وعكرمة بن خالد وطائفة. وكان مليح الضبط أنيق الخط فكتب للخليفة هشام شيئا كثيرا بإملاء الزهري عليه. أبو زرعة الدمشقي سمعت أحمد بن حنبل يقول: رأيت كتب شعيب ابن أبي حمزة فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة- ورفع من ذكره. وقال: رافقت الزهري إلى مكة فكنت أدرس أنا وهو القرآن جميعا. قال أحمد بن حنبل: هو فوق عقيل ويونس، هو مثل الزبيدي، وكان قليل السقط وقال علي بن عياش الحمصي: كان شعيب عندنا من كبار الناس وكان ضنينا بالحديث، وكان من صنف آخر في العبادة. قلت: حدث عنه ولده بشر وبقية بن الوليد والوليد بن مسلم وعلي بن عياش وأبو اليمان وآخرون وحديثه في الكتب الستة. قال يحيى الوحاظي: توفي سنة ثلاث وستين ومائة. وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة اثنتين وستين رحمه الله تعالى. أنبأنا جماعة قالوا أنا عمر المؤدب نا هبة الله الشيباني أنا محمد بن محمد أنا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن الهيثم أنا علي بن عياش نا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك الوضوء مما مست النار. 208- 55/ 5 ع- الماجشون الإمام العلم أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة التيمي مولاهم المدني الفقيه مولى آل الهدير: حدث عن الزهري وعبد الله بن دينار وسعد بن إبراهيم ووهب بن كيسان وعبد الرحمن بن القاسم وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وحجاج بن منهال وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعلي بن الجعد ويحيى بن بكير وأحمد بن يونيس وخلق كثير وكان من العلماء الربانيين نظر مرة إلى شيء من كلام جهم فقال: هذا هدم بلا بناء وصفة بلا معنى. قال ابن وهب: حججت فسمع من ينادي لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة. وذكر عبد الملك بن عبد العزيز الفقيه أن المهدي أجازه إياه بعشرة آلاف دينار. وقال أحمد بن كامل له كتب مصنفة رواها عنه ابن وهب. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو

_ 208- تهذيب الكمال: 2/ 837، 838، 842. تهذيب التهذيب: 6/ 343 "660". تقريب التهذيب: 1/ 510 "1231". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 167. الكاشف: 2/ 199. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 13. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 259، 2/ 165. الجرح والتعديل: 5/ 1082. ميزان الاعتدال: 2/ 629. طبقات ابن سعد: 5/ 313، 7/ 338، 358. سير الأعلام: 7/ 309. والحاشية.

الوليد الطيالسي: كان يصلح للوزارة. قال أحمد بن أبي خيثمة: كان الماجشون أصبهانيًّا نزل المدينة وإليه تنسب سكة الماجشون كان يلقى الناس فيقول لهم جوني جوني يعني والد عبد العزيز. توفي عبد العزيز وقيل إنه يكنى أبا الأصبغ في سنة أربع وستين ومائة. وقد سمع منه أبو الجهم حديثا لم يضبط إسناده وذلك أعلى ما يوجد عنه. وبإسنادي إلى علي بن الجعد نا عبد العزيز بن عبد الله عن ابن شهاب عن محمود بن لبيد عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستلقي ثم ينصب إحدى رجليه ويعرض عليها الأخرى رواه مالك وابن عيينة عن ابن شهاب عن عباد ولم يذكرا محمودا. 209- 56/ 5 ع- فليح بن سليمان الإمام المحدث أبو يحيى العدوي مولاهم المدني ويقال اسمه عبد الملك: حدث عن نعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعباس بن سهل الساعدي وسعيد بن الحارث وعبدة بن أبي لبابة وطائفة. وعنه أبو داود الطيالسي وسريج بن النعمان ويحيى بن صالح الوحاظي وسعيد بن منصور وأبو الربيع الزهراني ومحمد بن جعفر الوركاني وخلق كثير وابنه محمد وكان صادقا عالما صاحب حديث وما هو بالمتين وقد قال الدارقطني لا بأس به، احتج به الشيخان وأما يحيى بن معين فقال: ليس. بقوي: وقال مرة: ضعيف، وقال مرة: ليس حديثه بذاك الجائز. وقال أبو داود: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي: قلت: توفي في سنة ثمان وستين ومائة بالمدينة. وحديثه في رتبة الحسن. 210- 57/ 5 ع- الليث بن سعد الإمام الحافظ شيخ الديار المصرية وعالمها ورئيسها أبو

_ 209- تهذيب الكمال: 2/ 1106. تهذيب التهذيب: 8/ 303 "551". تقريب التهذيب: 2/ 114. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 341. الكاشف: 2/ 387. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 133. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 176. الجرح والتعديل: 7/ 479. ميزان الاعتدال: 3/ 365. تاريخ أسماء الثقات: 1142. ثقات: 7/ 324. المغني: 4969. تراجم الأحبار: 3/ 238. طبقات ابن سعد: 5/ 285، 309، 7/ 341. نسيم الرياض: 1/ 146، 2/ 326. سير الأعلام: 7/ 351. والحاشية. 210- تهذيب الكمال: 3/ 1152. تهذيب التهذيب: 8/ 459 "832". تقريب التهذيب: 2/ 138. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 371. الكاشف: 3/ 13. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 246. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 209. الجرح والتعديل: 7/ 1015. ميزان الاعتدال: 3/ 423. لسان الميزان: 7/ 347. سير الأعلام: 8/ 136 والحاشية. الحلية: 7/ 318. الثقات: 7/ 36. تراجم الأحبار: 3/ 307، 311. طبقات ابن سعد: 7/ 316، 338، 340، 342، 379، 518. تاريخ بغداد: 3/ 13. معرفة الثقات: 1565. نسيم الرياض: 2/ 127. البداية والنهاية: 10/ 166. ديوان الإسلام: ت: 1778. طبقات المحدثين بأصبهان: ت: 56. تاريخ أصبهان: ت: 1317.

الحارث الفهمي مولاهم الأصبهاني الأصل المصري: حدث عن عطاء بن أبي رباح ونافع العمري وابن أبي مليكة وسعيد المقبري والزهري وأبي الزبير المكي ومشرح بن هاعان وأبي قبيل المعافري ويزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وخلق كثير. وينزل إلى أن يروي عن تلامذته. حدث عنه محمد بن عجلان وهو شيخه وابن وهب وسعيد بن أبي مريم وكاتبه عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير ويحيى بن يحيى النيسابوري ويحيى بن يحيى القرطبي وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح وعيسى بن حماد وأبو الجهم الباهلي وخلائق. حج سنة ثلاث عشرة وله تسعة عشر عامًا فلحق الكبار وكان كبير الديار المصرية وعالمها الأنبل حتى إن نائب مصر وقاضيها من تحت أوامره وإذا رابه من أحد منهم أمر كاتب فيه الخليفة فيعزله وقد طلب منه المنصور أن يعمل نيابة الملك فامتنع كان الشافعي يتأسف على فواته وكان يقول: هو أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وقال أيضا: كان أتبع للأثر من مالك. وقال يحيى بن بكير: هو أفقه من مالك لكن الحظوظ لمالك وقال ابن وهب: لولا الليث ومالك لضللنا. قال محمد بن رمح: كان دخل الليث في السنة ثمانين ألف دينار فما أوجب الله عليه زكاة قط. قلت كان أحد الأجواد بعث إلى مالك بألف دينار وأهدى إلى مالك مرة أحمال عصفر. وأعطى ابن لهيعة لما احترق منزله ألف دينار. ووصل منصور بن عمار الواعظ بألف دينار وجاءته امرأة مرة بسكرجة تطلب عسلا فأعطاها ظرف عسل. قال يحيى بن بكير قال الليث قال لي أبو جعفر تلى لي مصر؟ قلت: يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك لأني من الموالي، قال: ما بك ضعف معي ولكن ضعفت نيتك. ومن تاريخ الخطيب حدثني الصوري أنا عبد الرحمن بن عمر بمصر أنا الحسن بن يوسف بن مليح سمعت أبا الحسن الخادم وكان قد تستفتيه كنت واقفا على رأس ستي خلف الستارة فسأله الرشيد فقال له حلفت أن لي جنتين فاستحلفه الليث ثلاثا إنك تخاف الله فحلف فقال له الليث قال الله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان} [الرحمن: 46] قال فأقطعه قطائع كثيرة بمصر. قال يحيى بن بكير لما قدم الليث العراق قال المهدي لوزيره يعقوب: الزم هذا الشيخ فإنه قد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه. وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أكمل م الليث، كان فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الشعر والحديث حسن المذاكرة وما زال خصالا جميلة حتى عد عشرا، لم أرَ مثله. أبو عبد الله البوشنجي سمعت يحيى بن بكير يقول: أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب قال لو أن مالكا والليث اجتمعا لكان مالك عند الليث أبكم ولباع الليث مالكا فيمن يزيد.

أبو الطاهر بن السرح عن ابن وهب قال: لولا مالك والليث هلكت، كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم يفعل به. قال حرملة سمعت ابن وهب يقول: كان الليث يصل مالكا كل سنة بمائة دينار. وكتب مالك إليه أن علي دينا فبعثه إليه بخمسمائة دينار. وقال الأثرم قال أحمد: ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث لا عمرو بن الحارث ولا أحد. قال سليمان بن حرب قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه بثمانية عشر درهما إلى العشرين فقال له محمد بن معاوية النيسابوري خرج الليث يوما فقومنا ثيابه ودابته وخاتمه بثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا. مناقب الليث عديدة وهو إمام حجة كثيرة التصانيف، بين أبي العباس بن الشحنة وبينه ستة أنفس وهذا غاية العلو. مات ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة وله إحدى وثمانون سنة رحمه الله تعالى. 211- 58/ 5 د ت ق- قيس بن الربيع الحافظ أبو محمد الأسدي الكوفي: أحد الأعلام على ضعف فيه حدث عن عمرو بن مرة وحبيب بن أبي ثابت وعلقمة بن مرثد وزياد بن علاقة ومحارب بن دثار وطبقتهم من الكوفيين ولم يرتحل. وحدث عنه سفيان وشعبة وهما من طبقته وإسحاق السلولي وعاصم بن علي ومحمد بن بكار بن الريان وعلي بن الجعد ويحيى الحماني وخلق. كان شعبة يثني عليه وقال عفان كان ثقة. وقال يعقوب بن شبة هو عند جميع أصحابنا صدوق وكتابه صالح. وهو دريء الحفظ جدا ولينه أحمد بن حنبل. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. وأما ابن عدي فقواه وقال لا بأس به عامة رواياته مستقيمة القول فيه ما قال شعبة. وقال أبو الوليد شهد جنازة قيس بن الربيع شريك فقال: ما ترك بعده مثله. وقال محمد بن عبيد الطنافسي لم يكن قيس عندنا بدون الثوري وإنما ولي شيئا فأقام على رجل حدا فمات قال فطفئ أمره. قال وكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهن الزنابير وقال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستة آلاف حديث. قلت: وقد كان قيس من أوعية العلم وأرى الأئمة تكلموا فيه لظلمه، مات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى.

_ 211- تهذيب الكمال: 2/ 1133. تهذيب التهذيب: 8/ 391 "696". تقريب التهذيب: 2/ 128. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 356. الكاشف: 2/ 404. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 156. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 170، 172، 174. الجرح والتعديل: 7/ 553. ميزان الاعتدال: 3/ 393، 469. لسان الميزان: 4/ 477. المغني: 5062، 5061. معرفة الثقات: 1530. سير الأعلام: 8/ 41. والحاشية. مجمع: 1/ 88، 100، 158، 180، 211، 274، 2/ 14، 42، 69، 175، 187، 290. 3/ 27/ 112، 290، 4/ 110، 8/ 214، 10/ 216. طبقات ابن سعد: 6/ 60، 7/ 357. ترغيب: 4/ 576. تاريخ بغداد: 12/ 456. تراجم الأحبار: 3/ 262.

212- 59/ 5 ع- يحيى بن أيوب الإمام العباس الغافقي المصري فقيه أهل مصر ومفتيهم: حدث عن أبي قبيل حي بن هانئ ويزيد بن أبي حبيب وبكير بن الأشج وجعفر بن ربيعة وربيعة الرأي وحميد الطويل وخلق، وعنه ابن وهب وزيد بن الحباب وأبو عبد الرحمن المقرئ وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وخلق كثير حتى أن شيخه ابن جريج روى عنه. قال ابن عدي هو من فقهاء مصر وعلمائهم، وقال: كان قاضيا بها وهو عندي صدوق. وقال ابن يونس: كان أحد الطلابين للعلم حدث عن أهل الحرمين والشام ومصر والعراق. قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال أحمد بن حنبل سيئ الحفظ قلت حديثه في الكتب الستة، وحديثه فيه مناكير. قال سعيد بن عفيز وغيره: مات سنة ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى. 213- 60/ 5 ع- حماد بن زيد بن درهم الإمام الحافظ المجود شيخ العراق أبو إسماعيل الأزدي مولاهم البصري الأزرق الضرير: ودرهم جده من سبى سجستان من مولى آل جرير بن حازم. حدث حماد عن أبي عمران الجوني ومحمد بن زياد وأبي جمرة الضبعي وأنس بن سيرين وعمرو بن دينار وثابت البناني وخلق ولم يلحق قتادة. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومسدد والقواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعلي بن المديني وأحمد بن المقدام وأمم سواهم. قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري ومالك والأوزاعي وحماد بن زيد. وقال يحيى بن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد. وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت شيخا أحفظ منه. وقال أحمد بن حنبل: هو من أئمة المسلمين من أهل الدين وهو أحب إلي من حماد بن سلمة. وقال ابن مهدي: لم أرَ

_ 212- تهذيب الكمال: 3/ 1490. تهذيب التهذيب: 11/ 186 "315". تقريب التهذيب: 2/ 343. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 143. الكاشف: 3/ 250. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 260. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 158. الجرح والتعديل: 9/ 542. ميزان الاعتدال: 4/ 362. لسان الميزان: 7/ 430. تاريخ أسماء الثقات: 1594. تاريخ الثقات: 468. المعين: 629. الضعفاء الكبير: 4/ 391. المغني: 6931. تراجم الأحبار: 4/ 229. ترغيب: 4/ 579. البداية والنهاية: 10/ 146. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 191. 213- تهذيب التهذيب: 1/ 324. تهذيب التهذيب: 3/ 9. تقريب التهذيب: 1/ 197. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 251. الكاشف: 1/ 251. الجرح والتعديل 3/ 617. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 25. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 218. الثقات: 6/ 217. طبقات ابن سعد جـ9 ص 53. الحلية. جـ 6 ص 257. البداية والنهاية: 10/ 174. سير الأعلام: 7/ 456.

أحدا قط أعلى بالسنة منه. وقال أيضا: ما رأيت أعلم منه ومن مالك وسفيان وما رأيت بالبصرة أفقه منه. وفي الجزء الحادي عشر من حديث أبي سهل القطان سماعنا. قال أنا الحسن بن علي المعمري سمعت سليمان بن أيوب صاحب البصري سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من حماد بن يزيد لا سفيان ولا مالكا. قال أبو عاصم: مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودله، أظنه قال: وسمعته. وقال يزيد بن زريع هو سيد المسلمين. قال أبو حاتم بن حبان: كان ضريرا وكان يحفظ حديثه كله. وقال محمد بن مصفى سمعت بقية يقول: ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد. وعن الثوري قال رجل البصرة بعد شعبة ذاك الأزرق يعني حماد بن زيد. وقال وكيع: ما كنا ما نشبهه إلا بمسعر. وقال سليمان بن حرب: لم يكن له كتاب إلا كتاب يحيى بن سعيد. وقال ابن الطباع ما رأيت أعقل من حماد بن يزيد. وقال ابن خراش لم يخطئ في حديث قط. وقال العجلي: كان له أربعة آلاف حديث كان يحفظ ولم يكن له كتاب. مولد حماد سنة ثمان وتسعين. ومات في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى. قال أبو حاتم الرازي أنا سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول إنما يدرون على أن يقولوا: ليس في السماء إله. قال إبراهيم بن سعيد الجوهري سمعت أبا أسامة يقول: كنت إذا رأيت حماد بن زيد. قلت: أدبه كسرى وفقهه عمر رضي الله عنه. 214- 61/ 5 ع- أبو حمزة السكري الإمام المحدث شيخ خراسان محمد بن ميمون المروزي: حدث عن زياد بن علاقة وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وجماعة. وعنه ابن المبارك وعبدان بن عثمان ونعيم بن حماد وآخرون. كان ثقة ثبتا نبيلا ثبتا سمحا جوادا حلو الكلام ولذلك لقب بالسكري. وثقه يحيى بن معين. قال أبو حمزة ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف. وقال العباس بن مصعب كان أبو حمزة مجاب الدعوة. توفي سنة سبع أو ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى. قلت حديثه يقع عاليا في صحيح البخاري وبالإجارة.

_ 214- تهذيب الكمال: 3/ 1280. تهذيب التهذيب: 9/ 486. تقريب التهذيب: 2/ 212. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 463. الكاشف: 3/ 102. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 234. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 174. الجرح والتعديل: 8/ 338. ميزان الاعتدال: 4/ 53. تاريخ بغداد: 3/ 266. المعين: رقم 610. ثقات: 7/ 420. تراجم الأحبار: 4/ 87. الأنساب: 7/ 156. طبقات الحفاظ: 97. تاريخ أسماء الثقات: 1219. سير الأعلام: 7/ 385 والحاشية.

215- 62/ 5 ع- ورقاء بن عمر بن كليب الإمام الحجة شيخ السنة أبو بشر اليشكري الكوفي نزيل المدائن: حدث عن عمرو بن دينار ومحمد بن المنكدر وأبي إسحاق وعبيد الله بن أبي يزيد المكي ومنصور بن المعتمر وعدة. وعنه إسحاق الأزرق وشبابة وأبو داود وقبيصة وأبو عبد الرحمن المقرئ وأبو غسان النهدي والفريابي وعلي بن الجعد. قال أحمد بن حنبل ثقة صاحب سنة. وقال أبو داود قال لي شعبة عليك بورقاء فإنك لن تلقى مثله حتى ترجع. وقال أبو داود السجستاني: ورقاء صاحب سنة إلا أن فيه إرجاء. وقد روى عن يحيى القطان أنه أشار إلى لين فيه. قال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء وهو يموت فجعل يكبر ويهلل ويذكر الله فلما كثر الناس قال لابنه اكفني رد السلام لا يشغلوني عن ربي. توفي ورقاء سنة نيف وستين ومائة رحمه الله تعالى. 216- 63/ 5 ع- نافع بن عمر القرشي الجمحي المكي الحافظ محدث مكة في زمانه: سمع ابن أبي مليكة وسعيد بن أبي هند وعمرو بن دينار. وعنه يحيى بن سعيد وابن مهدي وخلاد بن يحيى وسعيد بن أبي مريم ومحرز بن سلمة داود بن عمرو الضبي وآخرون. قال عبد الرحمن بن مهدي كان من أثبت الناس. وقال أحمد بن حنبل ثبت ثبت. قال محمد بن سعد: ما بمكة سنة تسع وسبعين ومائة1 رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا أبو روح البزاز أنا تميم الجرجاني أنا أبو سعيد النحوي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي أنا داود بن عمرو نا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت عائشة توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي وبين سحري

_ 215- تهذيب الكمال: 3/ 1460. تهذيب التهذيب: 11/ 113 "200". تقريب التهذيب: 2/ 330. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 139. الكاشف: 3/ 235. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 188. الجرح والتعديل: 9/ 216. ميزان الاعتدال: 4/ 332. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 182. الأنساب: 13/ 512. معجم طبقات الحفاظ: 184. المعين: رقم 626. ثقات: 7/ 565. المغني: 6831. مقدمة الفتح: 449. تراجم الأحبار: 4/ 205. طبقات ابن سعيد: 7/ 338. سير الأعلام: 7/ 419. والحاشية. تاريخ بغداد: 13/ 484. تاريخ أسماء الثقات: 1506. 216- تهذيب الكمال: 3/ 1404. تهذيب التهذيب: 10/ 409 "736". تقريب التهذيب: 2/ 296. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 88. الكاشف: 3/ 197. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 86، 9/ 126. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 281، 2/ 178، 181. الجرح والتعديل: 8/ 2088. ميزان الاعتدال: 4/ 241 لسان الميزان: 7/ 408. تاريخ الثقات: 447. مقدمة الفتح: 447. المغني: 6584. تراجم الأحبار: 4/ 133. ثقات: 7/ 533. تاريخ أسماء الثقات: 1472. التمهيد: 1/ 186. سير الأعلام: 7/ 433 والحاشية. معرفة الثقات: 1835. الجمع بين الصحيحين: 2059. 1 وقيل 169.

ونحري، رواه البخاري عن سعيد بن أبي مريم عن نافع رحمة الله عليهم أجمعين. 217- 64/ 5 ع- جويرة بن أسماء بن عبيد الحافظ الثبت أبو مخارق الضبعي: قال أبو حاتم: أخطأ من قال أبو مخراق بصري إمام محدث. روى عن أبيه ونافع مولى ابن عمر وابن شهاب وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث ورفيقه مالك وجماعة. وعنه ابن أخيه عبد الله بن محمد بن أسماء وأبو سلمة التبوذكي وحيان بن هلال وحجاج بن منهال ومسدد وعدة. وممن روى عنه يحيى القطان. وثقه أحمد وقال ابن معين ليس به بأس. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة رحمه الله تعالى. 218- 65/ 5 م4- شريك بن عبد الله القاضي أبو عبد الله النخعي الكوفي أحد الأئمة الأعلام: حدث عن أبي صخرة جامع بن شداد وجامع بن أبي راشد وسلمة بن كهيل وأبي إسحاق وزياد بن علاقة وسماك بن حرب وعدة. وعنه أبان بن تغلب ومحمد بن إسحاق وهما من شيوخه. ومن المتأخرين قتيبة وعلي بن حجر وإسحاق بن أبي إسرائيل وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وهناد بن السري وخلائق. وذكر إسحاق الأزرق أنه أخذ عنه تسعة آلاف حديث. وقال ابن المبارك: هو أعلم بحديث أهل بلده من سفيان. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا قط أورع في علمه من شريك. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: كان شريك سيئ الحفظ. قلت: كان شريك حسن الحديث إماما فقيها ومحدثا مكثرا ليس هو في الإتقان كحماد بن زيد. وقد استشهد به البخاري وخرج له مسلم متابعة. ووثقه يحيى بن معين. مات في ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائة وله اثنتان وثمانون سنة رحمه الله. ووقع لي من عواليه، وحديثه من أقسام الحسن.

_ 217- تهذيب الكمال: 1/ 209. تهذيب التهذيب: 2/ 124. تقريب التهذيب: 1/ 136. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 174. الكاشف: 1/ 190. تاريخ البخاري الكبير: 9/ 20، 2/ 241. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 191. الجرح والتعديل: 2/ 2206. الوافي بالوفيات: 11/ 227. سير الأعلام: 7/ 317. الثقات: 6/ 153. العبر: 1/ 256. شذرات الذهب: 1/ 269. تاريخ الفسوي: 3/ 103. 218- تهذيب الكمال: 2/ 580. تهذيب التهذيب: 4/ 333. تقريب التهذيب: 1/ 351. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 448. الكاشف: 2/ 10. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 237. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 213. الجرح والتعديل: 4/ 1602. ميزان الاعتدال: 2/ 270. لسان الميزان: 7/ 242. طبقات ابن سعد: 5/ 417، 6/ 412. مقدمة الفتح: 410. سير الأعلام: 8/ 178، 200 والحاشية. الوافي بالوفيات: 16/ 48، 140. الثقات: 6/ 444.

219- 66/ 5ع- زهير بن معاوية بن حديج الحافظ الحجة أو خيثمة الجعفي الكوفي محدث الجزيرة وهو أخو الرحيل وحديج: حدث عن الأسود بن قيس وأبي إسحاق وسماك بن حرب وحميد الطويل وأبي الزبير وزياد بن علاقة وطبقتهم. وعنه أبو داود والحسن بن موسى الأشيب وأبو نعيم وأبو جعفر النفيلي وأحمد بن يونس ويحيى بن يحيى التميمي وخلق سواهم. وكان من علماء الحديث. قال ابن عيينة لطالب: عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله. وقال معاذ بن معاذ: والله ما كان سفيان الثوري عندي بأثبت من زهير. وقال شعيب بن حرب وذكر حديث لزهير وشعبة فقال: زهير أحفظ عندي من عشرين مثل شعبة. وقال أحمد: زهير من معادن العلم. وقال أبو حاتم الرازي: زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث أبي إسحاق. قيل لأبي حاتم: فزائدة وزهير؟ قال: زهير أتقن وهو صاحب سنة غير أنه تأخر سماعه عن أبي إسحاق. وقال أبو زرعة سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط وهو ثقة. قلت: ما اختلط أبو إسحاق أبدا وإنما يعني بذلك التغير ونقص الحفظ. قال حميد بن عبد الرحمن الرواسي كان زهير إذا سمع الحديث من الشيخ مرتين كتب عليه فرغت. يقال: نزل زهير الجزيرة سنة أربع وستين وأصابه الفالج سنة اثنتين. وبه تخرج النفيلي وقال: توفي في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائة1 رحمه الله تعالى. 220- 67/ 5 ع- سليمان بن بلال الحافظ المفتي أبو أيوب وأبو محمد التيمي المدني مولى آل أبي بكر الصديق: حدث عن عبد الله بن دينار وزيد بن أسلم وخثيم بن عراك وأبي حازم الأعرج وربيعة الرأي وأبي طوالة وسهيل بن أبي صالح وعدة. وعنه ابنه أيوب والقعنبي وخالد بن مخلد وسعيد بن أبي مريم وأبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس وسعيد بن عفير ولوين وإسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن يحيى التميمي وخلق. قال ابن سعد: كان بربريا جميلا حسن الهيئة ثقة عاقلا يفتي بالمدينة وولي الخراج بها. قال يحيى بن معين: ثقة صالح.

_ 219- تهذيب الكمال: 1/ 436. تهذيب التهذيب: 3/ 351. تقريب التهذيب: 1/ 265. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 340. الكاشف: 1/ 327. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 427. الجرح والتعديل: 3/ 2674. ميزان الاعتدال: 2/ 86. لسان الميزان: 7/ 221. الثقات: 6/ 337. مجمع: 2/ 109. الجمع بين رجال الصحيحين: 598. طبقات ابن سعد: 7/ 335. الوافي بالوفيات: 14/ 226. سير الأعلام: 8/ 181. 1 وقيل: 172 وقيل 177. 220- تهذيب الكمال: 1/ 532. تهذيب الكمال: 4/ 175. تقريب التهذيب: 1/ 322. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 409. الكاشف: 1/ 391. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 3، 9/ 37. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 213. الجرح والتعديل: 4/ 460. الوافي بالوفيات: 15/ 355. سير الأعلام: 7/ 425. الثقات: 6/ 388.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أبو الحسن بن النقور نا عيسى بن علي نا عبد الله بن سليمان أنا لوين نا سليمان بن بلال عن أبي وجزة عن عمر بن أبي سلمة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بني ادن وسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" أخرجه أبو داود1 عن لوين. توفي سليمان بن بلال سنة اثنتين وسبعين ومائة2 رحمه الله تعالى. 221- 68/ 5 4- أبو معشر السندي المدني الفقيه صاحب المغازي، هو نجيح بن عبد الرحمن: كاتب امرأة من بني مخزوم فأدى إليها فاشترت أم موسى بنت منصور ولاءه في ما قيل وكان من أوعية العلم على نقص في حفظه. رأي أبا أمامة بن سهل وروى عن محمد بن كعب القرظي وموسى بن يسار ونافع وابن المنكدر ومحمد بن قيس وطائفة. ولم يدرك سعيد بن المسيب وذلك في جامع أبي عيسى الترمذي، وأظنه سعيدا المقبري فإنه يكثر عنه، حدث عنه ابنه محمد وعبد الرزاق وأبو نعيم ومحمد بن بكار ومنصور بن أبي مزاحم وطائفة. قال ابن معين: ليس بقوي. وقال أحمد بن حنبل: كان بصيرا بالمغازي صدوقا وكان لا يقيم الإسناد. وقال أبو نعيم: كان أبو معشر سنديا الكن. يقول: حدثنا محمد بن قعب وقال أبو زرعة صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: قد احتج به النسائي ولم يخرج له الشيخان. وكان أبيض أزرق سميعًا. أشخصه معه المهدي إلى العراق وأمر له بألف دينار وقال تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا. ما أبو معشر في رمضان سنة سبعين ومائة رحمه الله تعالى. وشريك أقوى منه. 222- 69/ 5 ع- وُهَيب بن خالد بن عجلان الحافظ الثبت الإمام أبو بكر الباهلي مولاهم

_ 1 في كتاب الأطعمة باب 19. 2 وقيل 176أو 177. 221- تهذيب الكمال: 3/ 1407. تهذيب التهذيب: 10/ 419 "758". تقريب التهذيب: 2/ 298. الكاشف: 3/ 199. تاريخ البخار يالكبير: 8/ 114. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 174، 205. الجرح والتعديل: 8/ 2263. لسان الميزان: 7/ 409. سير الأعلام: 7/ 435. والحاشية. معجم المؤلفين: 13/ 83 والحاشية. العبر: 1/ 258. تاريخ بغداد: 13/ 427. تراجم الأحبار: 4/ 137. الأنساب: 7/ 269. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 157. ويقال كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال. 222- تهذيب الكمال: 3/ 1483. تهذيب التهذيب: 11/ 169 "290". تقريب التهذيب: 2/ 339. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 138. الكاشف: 3/ 246. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 177. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 162، 163. الجرح والتعديل: 9/ 158. معجم الثقات: 127. ثقات: 7/ 560. المعين: 628. تراجم الأحبار: 4/ 188، 207. تاريخ الثقات: 467. التمهيد: 2/ 64، 65. سير الأعلام: 8/ 223 والحاشية. العبر: 1/ 246، 248. معرفة الثقات: 1958. تاريخ ابن معين: 3/ 637.

البصري الكرابيسي: حدّث عن منصور بن المعتمر وأيوب وعبد الله بن طاوس وسهل بن أبي صالح وطبقتهم وعنه إسماعيل بن علية وعفان ومسلم بن إبراهيم وعارم وهدبة بن خالد وآخرون. قال ابن مهدي كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال. وقال أبو حاتم يقال إنه لم يكن أحد بعد شعبة أعلم بالرجال منه. قال محمد بن سعد سجن وهيب فذهب بصره وكان ثقة حجة يملي من حفظه. قال: وكان أحفظ من أبي عوانة. وقال أحمد بن حنبل عاش ثمانيا وخمسين سنة. وروى البخاري عن أحمد بن أبي رجاء الهروي أن وهيبا توفي سنة خمس وستين ومائة. وهو في الفقه والعلم نظير حماد بن زيد رحمة الله عليهم. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا محمد بن غسان أنا أبو سليمان بن زبر أنا أبو القاسم البغوي أنا عبد الأعلى بن حماد أنا وهيب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن البركة" أخرجه مسلم1 عن محمد بن حاتم عن بهز عن وهيب بن خالد. 223- 70/ 5 ع- أبو عوانة الوضاح بن خالد 2 مولى يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي البزاز الحافظ أحد الثقات: رأى الحسن وابن سيرين وحدث عن قتادة والحكم بن عتيبة وزيادة بن علاقة وأبي بشر وسماك وطبقتهم فأكثر وأطاب. حدث عنه حبان بن هلال وعفان وسعيد بن منصور ومسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي وقتيبة وشيبان بن فروخ وخلق. قال عفان هو أصح حديثا عندنا من شعبة. وقال أحمد بن حنبل: هو صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما يهم. قال عفان: كان كثير الضبط والنقط. وقال يحيى القطان: ما أشبه حديثه بحديث شعبة وسفيان. وقال عفان: قال لنا شعبة: إن حدثكم أبو عوانة عن أبي هريرة فصدقوه. وقال تمتام سمعت ابن معين يقول: كان أبو عوانة يقرأ ولا يكتب. وقال عباس عن ابن معين: كان أبو عوانة أميا يستعين بمن يكتب له وكان يقرأ الحديث. وقال حجاج بن محمد قال لي شعبة الزم أبا عوانة وقال جعفر بن أبي عثمان سئل ابن معين من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قال: شعبة، قيل: من لهم مثل زائدة؟ قال: أبو عوانة، قيل: من

_ 1 في كتاب الأشربة حديث 129، 130. 223- تهذيب الكمال: 3/ 1461. تهذيب التهذيب: 11/ 116 "204". تقريب التهذيب: 2/ 331. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 140. الكاشف: 3/ 235. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 210، 212. الجرح والتعديل: 9/ 173. ميزان الاعتدال: 4/ 334. معجم طبقات الحافظ: 184. رجال الصحيحين. 2125. التمهيد: 8/ 54. تراجم الأحبار: 4/ 187. تاريخ ابن معين: 3/ 629. سير الأعلام: 8/ 116، 217. والحاشية. طبقات الحفاظ: 100. 2 وقيل الوضاح بن عبد الله.

لهم مثل زهير بن معاوية؟ قال: وهيب. وقال ابن مهدي: أبو عوانة، قيل: من لهم مثل زهير بن معاوية؟ قال: وهيب. وقال ابن مهدي: أبو عوانة وهشام كابن أبي عروبة وهمام. وقال يحيى بن سعيد: أبو عوانة من كتابه أحب إلي من شعبة من حفظه. وقال أحمد بن حنبل عن ابن المديني: كان أبو عوانة في قتادة ضعيفا، ذهب كتابه وكان يحفظ من سعيد وقد أغرب فيها أحاديث. وقال يعقوب بن شيبة: هو أثبتهم في مغيرة وهو في قتادة ليس بذاك. وقال عبيد الله العبسي قال شعبة لأبي عوانة كتابك صالح وحفظك لا يساوي شيئًا، مع من طلبت الحديث؟ قال: مع منذر الصيرفي، قال: منذر صنع بك هذا. مات في شهر ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائة بالبصرة رحمة الله عليه. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا أبو القاسم بن البناء أنا علي بن البسري أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد نا خلف بن هشام نا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تنام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في لحاف واحد وهي حائض وعليها ثوب. 224- 71/ 5 د ت ق- ابن لهيعة الإمام الكبير قاضي الديار المصرية وعالمها ومحدثها أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان الحضرمي المصري: حدث عن عطاء بن أبي رباح وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو بن شعيب ومشرح بن هاعان وأبي يونس مولى أبي هريرة وزيدي بن أبي حبيب وأبي الأسود يتيم عروة وعدد كثير. ولم يكن على سعة علمه بالمتقن. حدث عنه ابن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه وقبل احتراق كتبه فحديث هؤلاء عنه أقوى وبعضهم يصححه ولا يرتقي إلى هذا. وحدث عنه أبو صالح الكاتب وقتيبة بن سعيد ويحيى بن بكير ومحمد بن رمح وكامل بن طلحة وخلائق. وروى عنه من القدماء الأوزاعي وعمرو بن الحارث وسفيان وشعبة. أخبرنا أحمد بن الربيع أنا ابن عبد السلام أنا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا أنا محمد بن أحمد أنا أبو الفضل الزهري أنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول: ليأتين على الرجل أحيان وما في جلده موضع إبرة من النفاق وإنه ليأتي عليه أحايين وما فيه موضع

_ 224- تهذيب الكمال: 2/ 727. تهذيب التهذيب: 5/ 383 "648". تقريب التهذيب: 1/ 444 "574". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 92. الكاشف: 2/ 122. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 207. الجرح والتعديل: الجرح والتعديل: 5/ ص 145. ميزان الاعتدال: 2/ 475، 483. لسان الميزان: 7/ 268. طبقات ابن سعد: 7/ 204. ديوان الإسلام: ت 1797.

إبرة من الإيمان. قال أحمد بن حنبل: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه. حدثني إسحاق بن موسى أنه لقيه سنة أربع وستين وإن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومائة. وأما سعيد بن أبي مريم فقال لم يحترق له كتاب وكان يضعفه. أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم. وقال زيد بن الحباب قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع. وقال عثمان بن صالح: احترقت داره وكتبه وسلمت أصوله، كتبت كتاب عمارة بن غزية من أصله، وقال يحيى القطان وجماعة ضعيف: وقال ابن معين: ليس بذاك القوي. وسئل عنه أبو زرعة وعن سماع القدماء منه فقال: أوله وآخره سواء إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله. قال قتيبة: لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث من الغد بألف دينار ولما مات سمعت الليث يقول: ما خلف مثله قلت ولي قضاء مصر سنة خمس وخمسين ومائة تسعة أشهر وقرر له المنصور في الشهر ثلاثين دينارا وقد وقع لي من عواليه قال ابن يونس: ولد سنة سبع وتسعين ومات في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى قلت يروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به. 225- 72/ 5 د س- القاسم بن معن 1 بن عبد الرحمن ابن صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن مسعود الإمام العلامة قاضي الكوفة أبو عبد الله الهذلي المسعودي الكوفي أحد الأعلام وهو أخو أبي عبيدة بن معن: حدث عن حصين بن عبد الرحمن وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وهشام بن عروة طبقتهم. حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وعبد الله بن الوليد العدني وأبو غسان النهدي وآخرون. قال أحمد بن حنبل: كان لا يأخذ على القضاء رزقا. وقال أبو حاتم: ثقة من أروى الناس للحديث والشعر وأعلمهم بالعربية والفقه. قلت: توفي سنة خمس وسبعين ومائة رحمه الله تعالى خرج له أبو داود والنسائي.

_ 225- تهذيب الكمال: 2/ 1117. تهذيب التهذيب: 8/ 338 "610". تقريب التهذيب: 2/ 120، 121. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 347. الكاشف: 2/ 394. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 170. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 224. الجرح والتعديل: 7/ 687. معرفة الثقات: 1502. تاريخ الثقات؛ 387. تاريخ أسماء الثقات: 1153. ثقات: 7/ 339. تراجم الأحبار: 3/ 281. سير الأعلام: 8/ 190. والحاشية. 1 ويقال معين.

226- 73/ 5 ع- بكر بن مضر الإمام المحدث الصادق العابد أبو عبد الملك المصري: ولد سنة مائة وحدث عن أبي قبيل المعافري ويزيد بن الهاد وجعفر بن ربيعة وابن عجلان وطائفة. وعنه ابنه إسحاق وابن وهب وعبد الرحمن بن القاسم وقتيبة بن سعيد وآخرون وهو من موالي شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه. قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يقدم عليه أحدا من أهل الفسطاط وقد رأيته وأنا حدث. حدثني ابنه إسحاق قال: ما كان أبي يجلس على طنفسة وكان طويل الحزن خازنا للسانه وربما جاءه المحدثون فيقول لهم: تعلموا الورع. توفي بكرة يوم عرفة سنة أربع وسبعين ومائة وكان ثقة حجة. أخبرنا أحمد بن هبة الله نا عبد المعز بن محمد أنا محمد بن إسماعيل أنا محلم بن إسماعيل الضبي أنا الخليل بن أحمد السجزي نا محمد بن إسحاق الثقفي نا قتيبة بن سعيد نا بكر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة عن سلمة بن الأكوع قال لما نزلت هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين} [البقرة: 184] . كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. أخرجه الجماعة سوى ابن ماجه عن قتيبة فوافقناهم بعلو. 227- 74/ 5م 4- جعفر بن سليمان الإمام أبو سليمان الضبعي البصري من ثقات الشيعة وزهادهم: حدث عن ثابت البناني وأبي عمران الجوني ويزيد الرشك ومالك بن دينار والجعد أبي عثمان وطائفة. وعنه سيار بن حاتم وعبد الرزاق، وعنه أخذ بدعة التشيع، وقتيبة بن سعيد وبشر بن هلال الصواف وإسحاق بن أبي إسرائيل ومسدد ومحمد بن سليمان لوين وآخرون. وثقه يحيى بن معين وكان راوية ثابت البناني وأحسن ابن سعد

_ 226- تهذيب الكمال: 1/ 136. تهذيب التهذيب: 1/ 487. تقريب التهذيب: 1/ 107. الثقات: 6/ 104. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 295. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 208. الجرح والتعديل: 2/ 1529. طبقات ابن سعد: 7/ 205. رجال الصحيحين: 222. الوافي بالوفيات: 10/ 218. سير الأعلام: 8/ 195. مشاهير علماء الأمصار: ت1534. تذكرة الحفاظ: 1/ 221. العبر: 1/ 265. شذرات الذهب: 1/ 284. 227- تهذيب الكمال: 1/ 196. تهذيب التهذيب: 2/ 95. تقريب التهذيب: 1/ 131. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 167. الكاشف: 1/ 185. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 192. الجرح والتعديل: 1/ 481، 2/ 1957. ميزان الاعتدال 1/ 408. لسان الميزان: 7/ 190. طبقات ابن سعد: 7/ 288. البداية والنهاية: 10/ 173. سير الأعلام: 8/ 197. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 171. معجم طبقات الحفاظ: 71. الحلية: 6/ 287. الثقات: 6/ 140. تاريخ ابن معين: 2/ 86. طبقات خليفة: 224. تاريخ الفسوي: 1/ 169. مشاهير علماء الأمصار: 1263. العبر: 1/ 271.

حيث يقول: كان ثقة فيه ضعف. وقد روى له الجماعة سوى البخاري. مات سنة ثمان وسبعين ومائة. 228- 75/ 5 ع- عبيد الله بن عمرو الإمام الحافظ مفتي الجزيرة أبو وهب الرقي: حدث عن زيد بن أبي أنيسة وعبد الملك بن عمرو وأيوب السختياني وعبد الكريم بن مالك وطائفة. وعنه عبد الله بن جعفر الرقي والعلاء بن هلال وأبو توبة الحلبي وعلي بن حجر وعبد الجبار بن عاصم ومحمد بن سليمان لوين وخلق كثير. قال محمد بن سعد: كان ثقة ربما أخطأ ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره. مولد عبيد الله في سنة إحدى ومائة ومات سنة ثمانين ومائة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الحجار قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي البسري أنا أبو طاهر المخلص أنا عبد الله بن محمد أنا عبد الجبار بن عاصم ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطاه إحداهما تحطّ خطيئة والأخرى ترفع درجة" هذا حديث صحيح غريب من الأفراد أخرجه مسلم1 وحده عن شيح له عن زكريا بن عدي عن عبيد الله وكأنه قد تفّرد به عن زيد وقع لنا بعلو درجتين. 229- 76/ 5ع- أبو غسان محمد بن مطراف المدني الحافظ الصدوق: حدث عن محمد بن المنكدر وحسان بن عطية وصفوان بن سليم وأبي حازم الأعرج. روى عنه سفيان الثوري مع تقدمه وابن وهب وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش الحمصي وسعيد بن أبي مريم وعلي بن الجعد وغيرهم، وقد قدم على المهدي بغداد فأكرمه. وثقه

_ 228- تهذيب الكمال: 2/ 887. تهذيب التهذيب: 7/ 42 "74". تقريب التهذيب: 1/ 537. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 197. الكاشف: 2/ 232. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 392. الجرح والتعديل: 5/ 1551. سير الأعلام: 8/ 310. والحاشية. الثقات: 7/ 149. 1 في كتاب المساجد حديث 282. 229- تهذيب الكمال: 3/ 1273. تهذيب التهذيب: 9/ 461. تقريب التهذيب: 2/ 208. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 458. الكاشف: 3/ 98. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 236. الجرح والتعديل: 8/ 431. ميزان الاعتدال: 4/ 430. لسان الميزان: 7/ 376. الثقات: 7/ 126. تراجم الأحبار: 4/ 45. طبقات الحفاظ: 102. المعين: رقم 632. تاريخ بغداد: 3/ 295. الوافي بالوفيات: 5/ 34. التمهيد: 2/ 307. سير الأعلام: 7/ 295 والحاشية.

أحمد بن حنبل. مات قبل السبعين ومائة. أنبأنا ابن قدامة أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا محمد بن محمد أنا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن الهيثم نا علي بن عياش نا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "طهور كل أديم دباغه ". 230- 77/ 5 ع- معاوية بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي الشامي الحافظ: روى عن أبيه وأخيه زيد بن سلام والزهري ويحيى بن أبي كثير وغيرهم. وعنه يحيى بن حسان التنيسي ويحيى بن صالح الوحاظي ويحيى بن يحيى التميمي وأبو مسهر الغساني ويحيى بن بشر الحريري ومروان بن محمد الطاطري وآخر من بقي من أصحابه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، كان يكون بحمص ثم نزل دمشق وثقه النسائي وغيره. وقال يحيى بن معين: أعده محدث أهل الشام. قلت عاش إلى سنة سبعين ومائة وفي هذا الحين لقيه يحيى بن يحيى وأبو توبة. 231- 78/ 5 ع- مهدي بن ميمون الحافظ أبو يحيى الأزدي المعولي مولاهم البصري: حدث عن محمد بن سيرين وأبي رجاء العطاردي وغيلان بن جرير وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسي والحسن البصري وواصل الأحدب وواصل مولى أبي عيينة وعرض القرآن على شعيب بن الحبحاب. حدث عنه يحيى القطان وابن مهدي وعارم وأبو الوليد وأبو سلمة المنقري وهدبة بن خالد ومسدد وعبد الله بن محمد بن أسماء وخلق كثير. وقد حدث عنه هشام بن حسان وهو أكبر منه. وثقه أحمد بن حنبل ومن قبله شعبة. قال ابن سعد: كان كرديا سنة ثنتين وسبعين ومائة. قلت: قرأ عليه يعقوب الحضرمي وحديثه في الدواوين الستة. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي. وأنا أبو نصر المزي أنا أبو عمرو بن

_ 230- تهذيب الكمال: 3/ 1344. تهذيب التهذيب: 10/ 28 "388". تقريب التهذيب: 2/ 259. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 40. الكاشف: 3/ 157. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 335. الجرح والتعديل: 8/ 1752. تراجم الأحبار: 3/ 406. ثقات: 7/ 469. طبقات الحفاظ: 102. سير الأعلام: 7/ 397. العبر: 1/ 469. طبقات ابن سعد: 6/ 412. معرفة الثقات: 1744. 231- تهذيب الكمال: 3/ 1380. تهذيب التهذيب: 10/ 326 "571". تقريب التهذيب: 2/ 279. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 61. الكاشف: 3/ 179. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 425. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 190. الجرح والتعديل: 8/ 1547. تاريخ الثقات: 442. العبر: 1/ 262. تراجم الأحبار: 3/ 353. ثقات: 7/ 501. طبقات الحفاظ: 103. الأنساب: 12/ 331. 360. تاريخ أسماء الثقات: 1376. معرفة الثقات: 1804. سير الأعلام: 8/ 10. والحاشية. رجال الصحيحين: 2022.

الصلاح وأبو إسحاق الصريفيني وطائفة قالوا أنا المؤيد بن محمد أنا أبو عبد الله الفراوي أنا الفارسي أنا ابن عمرويه أنا ابن سفيان أنا مسلم الحافظ نا سعيد بن منصور نا مهدي بن ميمون عن أبي الوازع سمعت أبا برزة: يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا إلى حي من العرب فسبوه وضربوه فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقال: "لو أهل عمان أتيتهم ما سبوك ولا ضربوك ". وفي زمان هذه الطبقة: كان الإسلام وأهله في عز تام وعلم غزير وإعلام الجهاد منثورة والسنن مشهورة والبدع مكبوتة والقوالون بالحق كثير والعباد متوافرون والناس في بُلَهنِيَة من العيش بالأمن وكثرة الجيوش المحمدية من أقصى المغرب وجزيرة الأندلس وإلى قريب مملكة الخطا وبعض الهند وإلى الحبشة. وخلفاء هذا الزمان: أبو جعفر المنصور، وأين مثل أبي جعفر -على ظلم فيه- في شجاعته وحزمه وكمال عقله وفهمه وعلمه ومشاركته في الأدب ووفور هيبته. ثم ابنه المهدي في سخائه وكثرة محاسنه وتتبعه لاستئصال الزنادقة، وولده الرشيد هارون في جهاده وحجه وعظمة سلطانه على لعب ولهو ولكن كان معظما لحرمات الدين قوي المشاركة في العلم نبيل الرأي محبا للسنن. وكان في هذا الوقت من الصالحين مثل إبراهيم بن أدهم وداود الطائي وسفيان الثوري. ومن النحاة مثل عيسى بن عمر والخليل بن أحمد وحماد بن سلمة وعدة. ومن القراء كحمزة بن حبيب وأبي عمرو بن العلاء ونافع بن أبي نعيم وشبل بن عباد وسلام الطويل شيخ يعقوب. ومن الشعراء عدد كثير كمروان بن أبي حفصة وبشار بن برد. ومن الفقهاء كأبي حنيفة ومالك والأوزاعي الذين مروا. وإنما اقتصرت على إيراد هؤلاء النيف والسبعين إماما طلبا للتخفيف والله أعلم.

الطبقة السادسة من الكتاب

الطبقة السادسة من الكتاب: وهم تسعة وسبعون إمامًا1: 232- 1/ 6 ع- الفضيل بن عياض الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي المروزي شيخ الحرم: حدث عن منصور بن المعتمر وبيان بن بشر وأبان بن أبي عياش وأبي هارون العبدي وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب وطبقتهم بالكوفة. روى عنه ابن المبارك ويحيى القطان والقعنبي والشافعي وأسد بن موسى وقتيبة وبشر الحافي ومسدد ويحيى بن يحيى التميمي وأحمد بن المقدام وخلق كثير. سكن مكة وكان إماما ربانيا صمدانيا قانتا ثقة كبير الشأن. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي بن أحمد أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى نا محمد بن زنبور أنا فضيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في نخل لي فقال: "من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر؟ " فقلت: مسلم، فقال "إنه لا يغرس مسلم غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو سبع أو طائر إلا كان له صدقة" أخرجه مسلم2. قال ابن المبارك ما بقي على ظهر الأرض أفضل من الفضيل. وقال إبراهيم بن شماس وغيره مولد الفضيل بسمرقند ونشا بأبيورد. وقال ابن سعد ولد بخراسان وسمع بالكوفة ثم تعبد ونزل مكة. وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا كثير الحديث. قال النسائي ثقة مأمون. وقال عبد الرحمن بن مهدي: فضيل صالح ولم يكن بحافظ. وقال هارون الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل. وقال شريك لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه. وقال إبراهيم بن الأشعث: رأيت ابن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين. وقال عبد الصمد مردويه سمعت الفضيل يقول: من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة.

_ 1 المترجمون في هذه الطبقة واحد وثمانون فكأن المؤلف يرى أن اثنين منهم ليسا من الحفاظ والله أعلم. 232- تهذيب الكمال: 2/ 1103. تهذيب التهذيب: 8/ 294 "538". تقريب التهذيب: 2/ 113. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 338. الكاشف: 2/ 386. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 123. الجرح والتعديل: 7/ 416. ميزان الاعتدال: 3/ 361. لسان الميزان: 337. تاريخ الثقات: 384. تاريخ أسماء الثقات: 1124. ثقات: 7/ 315. تراجم الأحبار: 3/ 251. طبقات ابن سعد: 7/ 363. البداية والنهاية: 10/ 199. الحلية: 8/ 84. شذرات: 1/ 316. سير الأعلام: 8/ 421 والحاشية. 2 في كتاب المساقاة حديث 7- 10، 12.

وقيل كان الفضيل يقبل صلة ابن المبارك وكان بارًّا به ولا يقبل جوائز الدولة. قال عبد الله بن خبيق قال الفضيل: تباعد من القراء فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم. قيل: توفي الفضيل يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة وقد نيف على الثمانين رحمة الله عليه ويقع حديثه عاليا في جزء الحفار. 233- 2/ 6 ق- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الفقيه المحدث أبو إسحاق الأسلمي المدني أحد الأعلام: روى عن الزهري وابن المنكدر وصفوان بن سليم وصالح مولى التوءمة وخلق كثير. حدث عنه الشافعي وابن جريج وهو من شيوخه وإبراهيم بن موسى السدي والحسن بن عرفة وطائفة. كان الشافعي يمشيه ويدلسه1 فيقول أخبرني من لا أتهم قلت: ما كان ابن أبي يحيى في وزن من يضع الحديث وكان من أوعية العلم وعمل موطأ كبيرا ولكنه ضعيف عند الجماعة ولو كان الشافعي ثقة لصرح بذلك كما يقول في غيره أخبرني الثقة ولكنه كان عنده غير متهم بالكذب كما حط عليه بذلك بعضهم. قال الشافعي كان قدريا. وقال أبو همام السكوني: سمعته يشتم بعض السلف. وقال يحيى القطان: سألت مالكا عنه أكان ثقة في الحديث قال: لا، ولا في دينه. وقال أحمد بن حنبل: قدري جهمي كلا بلاء فيه ترك الناس حديثه. وقال ابن معين وأبو داود: رافضي كذاب. وقال البخاري: قدري جهمي تركه ابن المبارك والناس. وقال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا إلا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه الكبار وموطؤه أضعاف موطأ مالك قلت: توفي سنة أربع وثمانين ومائة2 واسم جده سمعان. أخبرنا أحمد بن عبد المنعم نا محمد بن سعيد أنا أبو زرعة أنا مكي بن علان أنا أبو بكر الحيري ثنا أبو العباس الأصم أنا الربيع بن سليمان أنا أبو عبد الله الشافعي أنا إبراهيم بن محمد حدثني صالح مولى التوءمة أن أبا هريرة كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم. 234- 3/ 6، 4- عبد الرحمن بن أبي الزناد الإمام الحافظ أبو محمد المدني: سمع أباه

_ 233- تهذيب التهذيب: 1/ 158. تقريب التهذيب: 1/ 42. الجرح والتعديل: 2/ 125. ميزان الاعتدال: 1/ 57. شذرات الذهب: 1/ 306. الوافي بالوفيات: 6/ 165. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 51. 1 ليس هذا بتدليس فحق العبارة أن يقول "ويكنى عنه". 2 وقيل 191. 234- تهذيب الكمال: 2/ 786. تهذيب التهذيب: 6/ 170 "353". تقريب التهذيب: 1/ 479 "936". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 132، 139. الكاشف: 2/ 164. تاري البخاري الكبير: 5/ 315. الجرح والتعديل: 5/ 1201. ميزان الاعتدال: 2/ 575. لسان الميزان: 2/ 575. طبقات ابن سعد: جـ 5/ 307جـ 2/ 335، جـ 5/ 326، 412، جـ 7/ 343، 353.

وعمرو بن أبي عمرو وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وطبقتهم. حدث عنه أحمد بن يونس وسعيد بن منصور وعلي بن حجر وهناد بن السري وخلق كثير. وحدث عنه من شيوخه ابن جريج. قال ابن معين: هو أثبت الناس في هشام بن عروة. وقال ابن سعد: كان مفتيا فقيها وضعفه عبد الرحمن بن مهدي وقد احتج به النسائي وأهل السنن. وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا على أبو جعفر القارئ. قلت: مات ببغداد في سنة أربع وسبعين ومائة. وهو من أوعية العلم لكنه ليس بالثبت جدا مع أنه حجة في هشام بن عروة. وقد قال يعقوب السدوسي: سمعت ابن المديني يقول: حديثه بالمدينة مقارب وما حدّث به بالعراق فهو مضطرب. وقال صالح بن محمد جزرة قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وتكلم فيه مالك لروايته كتاب السبعة الفقهاء عن أبيه: أين كنا نحن من هذا. أخبرنا الأبرقوهي أنا الفتح الكاتب أنا هبة الله الحاسب أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي قال قرئ علي أبي القاسم البغوي وأنا أسمع قيل له حدثكم داود بن عمرو نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخذ العباس بيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العقبة حين وافى السبعون من الأنصار وأخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليهم واشترط له وذلك والله في غرة الإسلام وأوله من قيل أن يعبد الله أحد علانية. 235- 4/ 6 ع- هُشَيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار الحافظ الكبير محدث العصر أبو معاوية الواسطي نزيل بغداد: سمع الزهري وعمرو بن دينار ومنصور بن زاذان وحصين بن عبد الرحمن وأبا بشر وأيوب السختياني وخلقا كثيرا وعنى بهذا الشأن وفاق الأقران. حدث عنه شعبة ويحيى القطان وعبد الرحمن وأحمد بن حنبل وقتيبة وزياد بن أيوب ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة وعدد كثير. مولده سنة أربع ومائة. قال عمرو بن عون: كان هشيم سمع من الزهري وأبي الزبير وعمرو بمكة أيام الموسم. وقال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث. وقال وهب ابن جرير: قلنا لشعبة

_ 235- تهذيب الكمال: 3/ 1446. تهذيب التهذيب: 11/ 59 "100". تقريب التهذيب: 2/ 320. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 124. الكاشف: 3/ 224. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 242. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 230، 231، 232. الجرح والتعديل: 9/ 486. ميزان الاعتدال: 4/ 306. لسان الميزان: 7/ 419. تاريخ الثقات: 459. تاريخ بغداد: 14/ 85، 94. طبقات ابن سعد: 7/ 313. مقدمة الفتح: 449. الثقات: 7/ 587. المعين: 728. تاريخ أسماء الثقات: 1542. التمهيد: 1/ 31، 2/ 125. سير الأعلام: 8/ 287 والحاشية. معرفة الثقات: 1912.

نكتب عن هشيم؟ قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه. قال أحمد بن حنبل: لزمت هشيما أربع سنين ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث يقول لا إله الله يمد بها صوته. وعن ابن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من الثوري. وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا أحفظ من هشيم إلا سفيان إن شاء الله، قلت: لا نزاع في أنه كان من الحفاظ الثقات إلا أنه كثير التدليس فقد روى عن جماعة لم يسمع منهم. قال أحمد بن حنبل: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد ولا من عاصم بن كليب ولا من أبي خلدة ولا من علي بن جدعان - ثم سمّى جماعة قد روى عنهم كذلك. وعن حماد بن زيد: ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم. وسئل أبو حاتم عن هشيم فقال: لا تسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه. وقال عبد الله بن المبارك: من غيّر الدهر حفظه فلم يغير حفظ هشيم. مات هشيم في شعبان سنة ثلاث وثمانين. حديثه عال في جزء ابن عرفة. 236- 5/ 6 ع- أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي الحافظ أحد الثقات: حدث عن زياد بن علاقة وسماك بن حرب ومنصور بن المعتمر وآدم بن علي وأبي إسحاق وخلق. روى عنه مسدد وقتيبة وخلف بن هشام وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وهناد بن السري وخلق كثير. وقرأ القرآن على حمزة وهو خال سليم المقرئ. قال يحيى بن معين: ثقة متقن. وقال العجلي: صاحب سنة واتباع كان إذا ملئت داره من المحدثين يقول: لابنه انظر فمن رأيته يشتم الصحابة فأخرجه. وكان حديثه نحوا من أربعة آلاف حديث. قلت: كان موصوفا بالعبادة والفضل. مات سنة تسع وسبعين ومائة مع مالك وحماد وإنما أخرته لأنه أصغر منهما قليلا. ولا بد بي كل طبقة من مجاذبة الطبقتين وإلا فلو بولغ في تقسيم الطبقات لجاءت كل طبقة ثلاث طبقات وأكثر. وقع لنا حديث أبي الأحوص عاليا في المخلصيات. أخبرنا ابن بدران نا ابن عبد القادر أنا ابن البناء نا ابن البسري أنا المخلص أنا يحيى بن محمد أنا لوين أنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سأل الله الجنة

_ 236- تهذيب الكمال: 1/ 562. تهذيب التهذيب: 4/ 282. تقريب التهذيب: 1/ 342. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 433. الكاشف: 1/ 413. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 135. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 710، 2/ 218. الجرح والتعديل: 4/ 1121. ميزان الاعتدال: 2/ 176. لسان الميزان: 7/ 234. الوافر بالوفيات: 16/ 59 والحاشية. سير الأعلام: 8/ 211. الثقات: 6/ 417.

ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار بالله من النار قالت النار اللهم أجره من النار" 1. أخرجه "ت س ق" من حديث أبي الأحوص وبريد بموحدة. 237- 6/ 6 ع- إسماعيل [جعفر] 2 بن أبي كثير الإمام العالم أبو إسحاق الأنصاري مولاهم المقرئ المدني الفقيه: حدث عن عبد الله بن دينار والعلاء بن عبد الرحمن وأبي طوالة وربيعة الرأي وطبقتهم قرأ القرآن على شيبة بن نصاح ثم على نافع. حدث عنه محمد بن سلام البيكندي وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر وإبراهيم بن عبد الله الهروي وأبو همام السكوني ومحمد بن زنبور وأبو عمرو الدوري وخلق كثير. نزل بغداد فأدب بها علي بن المهدي. قال يحيى بن معين: ثقة مأمون. قلت: أخذ عنه القراءة الكسائي وسليمان بن داود الهاشمي والدوري: ومات في سنة ثمانين ومائة رحمه الله تعالى. وعندي جزء عال من حديثه. وقرأت على أبي المعالي القرافي غير مرة أخبركم الفتح بن عبد الله ببغداد أنا أبو الفضل محمد بن عمر ومحمد بن أحمد ومحمد بن علي ابن الداية قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا عبيد الله بن عبد الرحمن سنة ثمانين وثلثمائة أنا جعفر الفريابي سنة ثمان وتسعين ومائتين نا قتيبة نا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" 3 أخرجه "خ م س" عن قتيبة. 238 7/ 6 ع- المفضل بن فضالة الإمام الحجة القدوة قاضي مصر أبو معاوية القتباني

_ 1 رواه ابن ماجه في كتاب الزهد باب 39 والترمذي في كتاب الجنة باب 27 والنسائي في كتاب الاستعاذة باب 56. 2 ما بين حاصرتين زيادة من مصادر ترجمته. 237- تهذيب الكمال: 1/ 98. تهذيب التهذيب: 1/ 287. تقريب التهذيب: 1/ 68. خلاصة تهذيب الكمال: 851. الكاشف: 1/ 121. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 349. الجرح والتعديل: 2/ 162. الثقات: 6/ 44.الكنى للإمام مسلم: 81. البداية والنهاية: 10/ 175. سير الأعلام: 8/ 228. شذرات الذهب: 1/ 293. طبقات الحفاظ: 106. تاريخ بغداد: 6/ 218. 3 رواه البخاري في كتاب الإيمان باب 24 ومسلم في كتاب الإيمان حديث 106-108 والترمذي في كتاب الإيمان اب 14. 238- تهذيب الكمال: 3/ 1365 تهذيب التهذيب: 10/ 273 "491". تقريب التهذيب: 2/ 271. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 52. الكاشف: 3/ 170. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 405. الجرح والتعديل: 7/ 1461. ميزان الاعتدال: 4/ 170. لسان الميزان: 7/ 396. تاريخ أسماء الثقات: 1403. ثقات: 9/ 184. تراجم الأحبار: 3/ 379. الأنساب: 10/ 338. المغني: 6398. البداية والنهاية: 10/ 179. سير الأعلام: 8/ 171 والحاشية.

المصري: حدث عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس القتباني وعقيل بن خالد الأيلي وجماعة. وعنه أبو صالح كاتب الليث وزكريا بن يحيى كاتب العمري ومحمد بن رمح ويزيد بن موهب الرملي وآخرون. قال يحيى بن معين ثقة وقال أبو داود كان مجاب الدعوة وقال لهيعة بن عيسى: دعا المفضل أن يذهب عنه الأمل فأذهبه الله عنه فكاد أن يختلس عقله فدعا الله فردّ إليه الأمل. مات المفضل بن فضالة سنة إحدى وثمانين ومائة عن أربع وسبعين سنة رحمه الله تعالى. أنبأنا المسلم بن محمد أنا الكندي أنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري سنة ست وأربعين وأربعمائة أنا محمد بن المظفر نا محمد بن زياد بن حبيب نا زكريا بن يحيى القضاعي ثنا المفضل بن فضالة حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له ". تابعه ابن لهيعة عن ابن أبي بكر وأخرجه أرباب السنن من طريقهما قال الترمذي: الأصح نافع عن ابن عمر قوله قلت ورواه عبيد الله بن عمر وغيره عن الزهري لم يرفعه. 239- 8/ 6ع- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الحافظ الإمام أبو إسحاق الزهري المدني: سمع أباه قاضى المدينة والزهري وصفوان بن سليم ويزيد بن عبد الله بن الهاد وصالح بن كيسان وابن إسحاق وطائفة. وعنه ابناه يعقوب وسعد وأحمد بن حنبل ومنصور بن أبي مزاحم والحسين بن سيار الحراني وخلق كثير. ولي قضاء المدينة وعاش خمسا وسبعين سنة وقد روى عنه من الكبار شعبة والليث بن سعد. قال إبراهيم بن حمزة الزبيري: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابنت إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي رواها البخاري عنه، وهو محتج به في كتب الإسلام. وقع لي حديثه عاليا. مات في سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.

_ 1 رواه النسائي في كتاب الصيام باب 68.الدارمي في كتاب الصوم باب10. 239- تهذيب الكمال: 1/ 54. تهذيب التهذيب: 1/ 121. تقريب التهذيب: 1/ 35. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 45. الكاشف: 1/ 80. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 288. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 331. الجرح والتعديل: 2/ 101. ميزان الاعتدال: 1/ 33. لسان الميزان: 7/ 169. تذكرة الحفاظ: 1/ 252. طبقات الحفاظ: 1/ 252. طبقات الحفاظ: 107. الوافي بالوفيات: 5/ 352. شذرات الذهب: 1/ 305. تاريخ بغداد: 6/ 81. سير الأعلام: 8/ 304. مقدمة فتح الباري: 388. طبقات ابن سعد: 7/ 333. 2 وقيل 182أو 185أو 123.

أخبرنا يوسف بن أحمد وابن بدران قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي بن البسري أنا محمد بن عبد الرحمن أنا يحيى بن محمد أنا عبد الله بن عمران العابدي أنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة كاد يقتله بها العطش" 1. 240- 9/ 6، 4- إسماعيل بن عياش الإمام محدث الشام أبو عتبة العنسي الحمصي أحد الأعلام: روى عن شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد الألهاني وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن وبحير بن سعد وتميم بن عطية وسهيل بن أبي صالح وطبقتهم. وعنه أبو مسهر وأبو اليمان ومحمد بن بكار بن الريان وداود بن عمرو الضبي والحسن بن عرفة وعثمان بن أبي شيبة وخلق كثير. وحدث عنه من القدماء الأعمش وغيره. وفد على المنصور فولاه خزانة الثياب وكان محتشمًا نبيلًا جوادًا وكان من العلماء العاملين. قال أبو اليمان كان إسماعيل جارنا فكان يحيى الليل وربما قرأ ثم قطع ثم رجع فسألته عن ذلك، فقال: اذكر الحديث في الباب فأقطع الصلاة وأعلقه وقال يحيى الوحاظي ما رأيت أكبر نفسًا من إسماعيل، كان إذا أتيناه لا يرضى لنا إلا بالخروف والحلواء. قلت: كان من أوعية العلم إلا أنه ليس بمتقن لما سمعه بغير بلده، كأنه كان يعتمد على حفظه فوقع خلل في حديثه عن الحجازيين وغيرهم وكان أحول أزرق. قال يحيى بن معين والفلاس: هو ثقة في ما روى عن الشاميين. قال يزيد بن هارون: ما رأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من إسماعيل بن عياش ما أدري ما الثوري. وقال أبو أحمد بن عدي: يحتج به في الشاميين خاصة. وقال يزيد بن هارون: شهدت شعبة وهو يسمع من فرج بن فضالة عن إسماعيل بن عياش. قال داود بن عمرو الضبي كان إسماعيل يحدثنا من حفظه، ما رأيت معه كتابا قط فقال له عبد الله بن أحمد: أكان يحفظ عشرة آلاف حديث؟ فقال وعشرة آلاف وعشرة آلاف، فقال له أبي أحمد بن حنبل: هذا مثل وكيع. وقال الفسوي: كنت أسمعهم يقولون علم الشام عند إسماعيل والوليد بن مسلم.

_ 1 رواه البخاري في الدعوات باب3. ومسلم في التوبة حديث 1-8. 240- تهذيب الكمال: 1/ 106. تهذيب التهذيب: 3211. تقريب التهذيب: 1/ 73. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 92. الكاشف: 1/ 127. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 369. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 226. الجرح والتعديل: 2/ 191. ميزان الاعتدال: 1/ 240. الوافي بالوفيات: 9/ 184. مجمع الزوائد: 2/ 212. تاريخ بغداد: 6/ 221. شذرات الذهب: 1/ 294. سير الأعلام: 8/ 312. والحاشية. طبقات ابن سعد: 7/ 334، 350، 351، 474. الكنى للإمام مسلم: 161.

وقال البخاري: في حديث إسماعيل عن غير الشاميين نظر. وقال النسائي وغيره: ضعيف، مع أن النسائي قد احتج به. قال يحيى بن صالح: سمعت إسماعيل يقول: ورثت من أبي أربعة آلاف دينار أنفقتها في طلب العلم. قلت: يقع لنا حديث إسماعيل في نسخة يحيى بن معين بل وفي جزء ابن عرفة عاليا. عاش ثمانين سنة. وتوفي على الأصح في سنة اثنتين وثمانين ومائة. ويقال سنة إحدى، وقيل إنه ولد سنة ست ومائة رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن أبي الخير وغيره إذنا عن ابن كليب أنا ابن بيان أنا ابن مخلد أنا إسماعيل الصفار نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة" رواه الترمذي1 عن ابن عرفة. 241- 10/ 6 دق- مسلم بن خالد الإمام الفقيه شيخ الحرم أبو خالد المخزومي مولاهم المكي المشهور بالزنجي: حدث عن ابن أبي مليكة وابن شهاب وعمرو بن دينار وزيد بن أسلم وهشام بن عروة وطبقتهم ولازم ابن جريج مدة وتفقه وأفتى وتصدر العلم وحمل الحروف عن عبد الله بن كثير وهو الذي أذن للشافعي في الإفتاء. حدث عنه الشافعي ومروان الطاطري والحميدي ومسدد والحكم بن موسى وإبراهيم بن موسى الحافظ وهشام بن عمار وآخرون. قال الأزرقي: كان فقيها عابدا يصوم الدهر قال يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال ابن عدي: هو حسن الحديث أرجو أنه لا بأس به. قال أبو داود: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال إبراهيم الحربي: كان فقيه مكة. قال سويد سمي الزنجي بالضد لسواده. وأما ابن سعد وغيره فقالوا: كان أشقر لقب بالزنجي بالضد. قلت مات سنة ثمانين ومائة وله ثمانون سنة.

_ 1 في كتاب ثواب القرآن باب 20. 241- تهذيب الكمال: 3/ 1325. تهذيب التهذيب: 10/ 128 "228". تقريب التهذيب: 2/ 245. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 24. الكاشف: 3/ 140. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 260. الجرح والتعديل: 8/ 800. ميزان الاعتدال: 4/ 102. ترغيب: 4/ 578. البداية والنهاية: 10/ 177. تاريخ أسماء الثقات: 1394. ثقات: 7/ 448. تراجم الأحبار: 3/ 395. طبقات الحفاظ: 109. المغني: 6206. مجمع: 2/ 91. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 117.

أخبرنا أبو الحسين اليونينى أنا أبو عبد الله الزبيدي أنا أبو زرعة المقدسي أنا مكي الكرخي أنا أبو بكر الحيري نا الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن الثوري عن مالك عن يزيد بن قسيط عن ابن المسيب عن عمر وعثمان -مثله، يعني أنهما قضيا في الملطاة بنصف دية الموضحة. 242- 11/ 6 ع- يزيد بن زُرَيع الحافظ الحجة محدث البصرة أبو معاوية البصري العيشي: حدث عن أيوب السختياني وخالد الحذاء وحبيب المعلم وحسين المعلم ويونس والجريري وروح بن القاسم. وعنه علي بن المديني وأمية بن بسطام ومحمد بن المنهال الضرير ومحمد بن المنهال أخو حجاج وأحمد بن المقدام ونصر بن علي الجهضمي وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة ما أتقنه وما أحفظه. وقال أبو حاتم ثقة إمام. وقال أبو عوانة: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيرا. وقال بشر الحافي كان يزيد متقنا حافظًا ما أعلم أنى رأيت مثله ومثل صحة حديثه. وقال يحيى بن سعيد القطان: لم يكن ههنا أحد أثبت منه. قال نصر بن علي: رأيت يزيد بن زريع في المنام فقلت ما فعل الله بك؟ قال: دخلت الجنة قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة. مات يزيد في سنة اثنتين وثمانين ومائة1 وله إحدى وثمانون سنة وكان أبوه والي الأبلة. قرأت على إسماعيل بن عبد الرحمن المقدسي أخبركم الإمام أبو محمد بن قدامة في سنة ست عشرة وستمائة أخبرنا خطيب الموصلي وشهدة وتَجَنَّى قالوا أنا طراد بن محمد أنا هلال بن محمد أنا الحسين بن عياش نا أبو الأشعث نا يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كراء المزارع وقد كنا نكري بما على الماذيان من التبن. 243- 12/ 6 ع- عبد الوارث بن سعيد الحافظ الثبت أبو عبيدة العنبري مولاهم التنوري

_ 242- تهذيب الكمال: 3/ 1532. تهذيب التهذيب: 11/ 325 "626". تقريب التهذيب: 2/ 364. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 169. الكاشف: 3/ 277. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 335. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 228، 230، 295. الجرح والتعديل 9/ ص263. ميزان الاعتدال: 4/ 420، 422. لسان الميزان: 6/ 287. المعين: 739. الثقات: 7/ 632. نسيم الرياض: 2/ 131. تراجم الأحبار: 4/ 234. المغني: 7099. الأنساب: 9/ 142. ديوان الضعفاء: 4722. تاريخ الثقات: 478. طبقات ابن سعد: 7/ 321، 322. سير الأعلام: 8/ 296 والحاشية: التاريخ لابن معين: 3/ 670. 1 وقيل: 183أو 186. 243- تهذيب الكمال: 2/ 868. تهذيب التهذيب: 6/ 441 "923". تقريب التهذيب: 1/ 527 "1394". الكاشف: 2/ 219. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 118. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 221. الجرح والتعديل: 6/ 386. ميزان الاعتدال: 2/ 677. لسان الميزان: 7/ 294. البداية والنهاية: 10/ 176. مقدمة الفتح: 422. طبقات ابن سعد: 7/ 308. سير الأعلام: 8/ 300. والحاشية: الثقات: 7/ 140.

البصري: حدث عن أيوب السختياني ويزيد الرشك والجعد أبي عثمان وشعيب بن الحبحاب وأيوب بن موسى وطائفة. وعنه مسدد وقتيبة وبشر بن هلال وحميد بن مسعدة وخلق وابنه عبد الصمد وكان من أئمة هذا الشأن على بدعة فيه. قرئ على أبي عمرو بن العلاء قال محمود بن غيلان قيل لأبي لم لا تحدث عن عبد الوارث؟ قال: أحدثك عمن كان يزعم أن يوما من عمرو بن عبيد أكبر من عمر أيوب ويونس وابن عون. قال الحسن بن الربيع: كنا نسمع من عبد الوارث فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه. وقيل لابن المبارك لما رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو بن عبيد قال إن عمرا كان داعيا. قال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيها أفصح من عبد الوارث وكان حماد بن سلمة أفصح منه. قلت: لم يتأخر عنه أحد لإتقانه ودينه وتركوه وبدعته. مولده سنة اثنتين ومائة. ومات في المحرم سنة ثمانين. أخبرنا عبد الحافظ ويوسف قالا أنا موسى بن عبد القادر الجيلي أنا أبو القاسم بن البناء أنا علي بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله بن محمد نا بشر بن هلال نا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: "لعن عبد الدينار لعن عبد الدرهم ". أخرجه الترمذي1 عن بشر الصواف فوافقناه بعلو. 244- 13/ 6 ع- عبد الواحد بن زياد الإمام الفقيه أبو بشر ويقال أبو عبيدة العبدي مولاهم البصري: حدث عن كليب بن وائل وحبيب بن أبي عمرة وعاصم الأحول وعمارة بن القعقاع والأعمش ومختار بن فلفل وعدة. وعنه أبو داود وعفان ومسدد وعبيد الله القواريري ويحيى بن يحيى وقتيبة وخلق. وثقه أحمد وغيره. وأما ابن حبان فقال ليس بشيء. قلت: كان عالما صاحب حديث وله أوهام لكن حديثه محتج به في الكتب. قال

_ 1 في كتاب الزهد باب 42. 244- تهذيب الكمال: 2/ 865. تهذيب التهذيب: 6/ 434 "912". تقريب التهذيب: 1/ 526 "1382". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 183. الكاشف: 2182. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 59. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 218. الجرح والتعديل: 6/ 108. ميزان الاعتدال: 2/ 672. لسان الميزان: 7/ 294. مقدمة الفتح: 422. سير الأعلام: 9/ 7 والحاشية: طبقات ابن سعد: 6/ 388.الثقات: 7/ 123.

الفلاس وغيره: توفي سنة ست وثمانين ومائة وقال أحمد بن حنبل: مات سنة سبع. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا تميم المؤدب أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو عمرو الحيري أنا أبو يعلى أنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا عبد الواحد بن زياد نا عاصم الأحول عن عبد الله وهو ابن سرجس قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأكلت معه خبزا ولحما -أو قال: ثريدا- فقلت: غفر الله لك يا رسول الله قال: "ولك" قلت لعبد الله بن سرجس: استغفر لك رسول الله؟ قال: نعم، ولكم وتلا: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} [محمد: 19] . 245- 14/ 6 ع- عبثر بن القاسم الحافظ الثقة أبو زبيد الزبيدي الكوفي: روى عن حصين بن عبد الرحمن ومطرف بن طريف ومغيرة الضبي والعلاء بن المسيب وأشعث بن سوار وعدة. وعنه خلف بن هشام وأحمد بن إبراهيم الموصلي وقتيبة بن سعيد وهناد بن السري وأبو حصين عبد الله بن أحمد اليربوعي وآخرون. ذكره أبو داود فقال: ثقة ثقة. قلت: توفي سنة ثمان وسبعين ومائة رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد الدمشقي سنة 692 أنا أبو روح عبد المعز بن محمد إجازة أنا زاهر بن طاهر سنة 527 أنا أبو سعد الكجرودي أنا بشر بن محمد الحاكم أنا أبو بكر محمد بن إسحاق نا أبو حصين بن أحمد بن عبد الله بن يونس نا عبثر بن القاسم نا حصين عن الشعبي عن محمد بن مصفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء: "أمنكم أحد أكل اليوم؟ " قالوا: منا من صام ومنا من لم يصم، قال: "فأتموا بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العرض فليتموا بقية يومهم"، أخرجه النسائي عن أبي حصين فوافقناه. 246- 15/ 6 ع- خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الحافظ الإمام المزني مولاهم أبو الهيثم أو أبو محمد الواسط الطحان: حدث عن حصين بن عبد الرحمن وسهيل بن أبي صالح والجريري وعبد الملك بن أبي سليمان ويونس بن عبيد وخالد

_ 245- تهذيب الكمال: 2/ 662. تهذيب التهذيب: 5/ 136 "236". تقريب التهذيب: 1/ 400 "169". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 324. الكاشف: 2/ 70. تاريخ البخري الكبير: 7/ 94. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 216. الجرح والتعديل: 7/ 344. الوافي بالوفيات: 16/ 671 والحاشية. الثقات 7/ 207. 246- تهذيب الكمال: 1/ 357. تهذيب التهذيب: 3/ 100. تقريب التهذيب: 1/ 215. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 279. الكاشف: 1/ 270. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 160. الجرح والتعديل: 3/ 1536. الثقات: 6/ 267. سير الأعلام: 8/ 277. شذرات: 1/ 292. تاريخ بغداد: 8/ 294. طبقات الحفاظ: 112. نسيم الرياض: 3/ 91. رجال الصحيحين: 466.

الحذاء وعنه ابنه محمد وعمرو بن عون بن منصور ومسدد وإسحاق بن شاهين وخلق كثير. وكان عالما صالحا قانتا لله. قال أحمد بن حنبل: كان ثقة صالحا في دينه بلغني أنه اشترى نفسه من الله ثلاث مرات أو أربعا فتصدق بوزن نفسه فضة: وقيل كان يعرف بخالد الفراء. وقال إسحاق الأزرق: ما أدركت أحدا أفضل منه. وقال إبراهيم بن هاشم كان بشر الحافي معجبا بخالد الطحان مقدما له حامدا لمذاهبه قلت: وكان كثير المال آمرًا بالمعروف وقيل لإسحاق الأزرق فقد أدركت سفيان الثوري، فقال: نعم كان رجل نفسه، وكان خالد بن عبد الله رجل عامة. قال أبو عيسى الترمذي: وخالد ثقة حافظ. وقال خليفة وابن سعد: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. وأما عبد الحميد بن بيان فقال: مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله1. وقع لي من عواليه أخبرنا الأبرقوهي أنا أبو الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي الوزير نا أبو القاسم البغوي نا عبد الأعلى بن حماد نا خالد بن عبد الله عن سهيل عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإسلام بضع وستون أو بضع وسبعو بابا أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" 2. 247- 16/ 6 ع- عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الإمام الصدوق العتكي أبو معاوية الأزدي المهلبي البصري: حدث عن أبي جمرة الضبعي هشام بن عروة وعاصم الأحول وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل وقتيبة ومسدد ويحيى بن معين وأحمد بن منيع والحسن بن عرفة وآخرون. كان شريفا نبيلا جليلا ثقة من العقلاء قال ابن سعد لم يكن بالقوي في الحديث. قلت: مات في ثامن عشر رجب سنة إحدى وثمانين ومائة3. واحتج به

_ 1 وقيل 117أو 177. 2 رواه مسلم في كتاب الإيمان حديث 58. والبخاري في كتاب الهبة باب 35. وأبو داود في كتاب الأدب باب 160. 247- تهذيب الكمال: 2/ 651. تهذيب التهذيب: 5/ 95 "161". تقريب التهذيب: 1/ 392 "95". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 29. الكاشف: 2/ 61. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 40. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 219، 221، الجرح والتعديل: 6/ 423. ميزان الاعتدال: 2/ 367. لسان الميزان: 7/ 256. مقدمة الفتح: 412. الوافي بالوفيات: 16/ 613 والحاشية. سير الأعلام: 8/ 294. والحاشية. الثقات: 7/ 161. 3 وقيل: 179أو 180.

الجماعة. وقال يحيى بن معين: ثقة؛ وقال: هو أوثق وأكثر حديثا من حماد بن العوام. وقال ابن سعد: ثقة ربما غلط. مات ببغداد رحمه الله تعالى. وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق. أنبانا جماعة عن ابن كليب أنا ابن بيان أنا ابن مخلد أنا الصفار أنا ابن عرفة أنا عباد بن عباد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عباءة مثنية فانطلقت فبعثت إلي بفراش حشوه صوف فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "ما هذا؟ " فأخبرته فقال: "رُديه"؛ فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال لي ذلك ثلاثا فقال: "ردّيه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة". غريب جدًّا ومجالد ليس بحجة. 248- 17/ 6ع- عباد بن العوام الإمام المحدث أو سهل الواسطي: حدث عن أبي مالك الأشجعي وعبد الله بن أبي نجيح والجريري وأبي إسحاق الشيباني وابن عون وطبقتهم وعنه أحمد بن حنبل وعمرو الناقد وزياد بن أيوب والحسن بن عرفة وعلي بن مسلم الطوسي وخلق. وثقه أبو داود وغيره. وقال ابن سعد كان من نبلاء الرجال في كل أمره وكان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا ثم خلى عنه فأقام ببغداد. وقال ابن عرفة سألني وكيع عن عباد بن العوام ثم قال: ليس عندكم أحد يشبهه. قلت: اختلف في وفاته بعد سنة ثمانين ومائة على أقوال. سنة ثلاث وسنة خمس، وسنة ست، وسنة سبع وثمانين. متفق على الاحتجاج به بيني وبينه ستة أنفس. أخبرنا ابن بدران أنا موسى الجيلي أنا سعيد بن البناء أنا أبو القاسم البندار أنا أبو طاهر الذهبي ثنا عبد الله بن محمد نا محمد بن أبي سمينة أنا عباد بن العوام عن حجاج عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِكَ الأَعْلَى} وفي الثانية بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون} وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} .

_ 248- تهذيب الكمال: 2/ 652. تهذيب التهذيب: 5/ 99 "168". تقريب التهذيب: 1/ 393 "103". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 30. الكاشف: 2/ 62. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 41. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 238. الجرح والتعديل: 6/ 425. مقدمة الفتح: 412. الوافي بالوفيات: 16/ 114. والحاشية. الثقات: 7/ 162.

249- 18/ 6 ع- سفيان بن عيينة بن ميمون العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي: محدث الحرم مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مزاحم. ولد سنة سبع ومائة وطلب العلم في صغره. سمع عمرو بن دينار والزهري وزياد بن علاقة وأبا إسحاق والأسود بن قيس وزيد بن أسلم وعبد الله بن دينار ومنصور بن المعتمر وعبد الرحمن بن القاسم وأما سواهم. حدث عنه الأعمش وابن جريج وشعبة وغيرهم من شيوخه وابن المبارك وابن مهدي والشافعي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وأحمد بن صالح وابن نمير وأبو خيثمة والفلاس والزعفراني ويونس بن عبد الأعلى وسعدان بن نصر وعلي بن حرب ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني وزكريا بن يحيى المرزوي وأحمد بن سنان الرملي وخلق لا يحصون. فقد كان خلق يحجون والباعث لهم لقي ابن عيينة فيزدحمون عليه في أيام الحج. وكان إماما حجة حافظًا واسع العلم كبير القدر. قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وعن الشافعي قال: وجدت أحاديث الأحكام كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا ووجدتها كلها عند ابن عيينة سوى سنة أحاديث. قال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث أهل الحجاز. وقال الترمذي سمعت البخاري يقول: سفيان بن عيينة أحفظ من حماد بن زيد. قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيت أحدا أكف عن الفتيا منه، وما رأيت أحدا أحسن لتفسير الحديث منه. وقال ابن وهب: لا أعلم أحدا أعلم بالتفسير منه. وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. وقال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن عيينة. قال أحمد: دخل ابن عيينة اليمن على معن بن زائدة ووعظه ولم يكن سفيان تلطخ بعد بجوائزهم. قال العجلي: كان ابن عيينة ثبتا في الحديث وحديثه نحو من سبعة آلاف ولم يكن له كتب. وقال بهز بن أسد: ما رأيت مثله ولا شعبة. قال يحيى بن معين هو أثبت الناس في عمرو بن دينار وقال ابن مهدي: عند سفيان بن عيينة من المعرفة بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند الثوري. قال علي بن حرب أني كنت أحب أن لي جاية في غنج ابن عيينة إذا حدث. قال حامد بن يحيى سمعت ابن عيينة يقول رأيت كأن أسناني سقطت

_ 249- تهذيب الكمال: 1/ 514. تهذيب التهذيب: 4/ 117. تقريب التهذيب: 1/ 312. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 397. الكاشف: 1/ 379. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 94. الجرح والتعديل: 4/ 973، 1/ 32. ميزان الاعتدال: 2/ 170. طبقات ابن سعد: 9/ 83. البداية والنهاية: 10/ 205، 218، 239، 244. الوافي بالوفيات: 15/ 281. الحلية: 7/ 270. سير الأعلام: 8/ 454. ديوان الأعلام: 4/ 11. الثقات: 6/ 403.

فذكرت للزهري فقال: يموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت فجعل الله كل عدوّ لي محدثا. قال أبو مسلم المستملي سمعت سفيان يقول سمعت من عمرو بن دينار ما لبث نوح في قومه. قال علي بن الجعد سمعت ابن عيينة يقول: من زيد في عقله نقص من رزقه. وعن ابن عيينة قال: الزهد الصبر وارتقاب الموت وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك. اتفقت الأئمة على الاحتجاج بابن عيينة لحفظه وأمانته وقد حج سبعين سنة وكان مدلسًا لكن على الثقات مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة وعند سبط السلفي جملة من عواليه أخبرنا محمد بن مكي القرشي وعلي بن محمد الحافظ ببعلبك ومحمد بن بيان بها وإسماعيل بن عبد الرحمن بدمشق قالوا أنا الحسن بن يحيى المخزومي أنا بن رفاعة السغدى أنا أبو الحسن الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر النحاس نا أحمد بن محمد بن عمرو نا يونس بن عبد الأعلى ثنا سفيان عن مجالد وآخر سمعنا الشعبي يقول سمعت النعمان بن بشير وكان أميرا على الكوفة يقول: نحلني أبي غلاما فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أكل ولدك أعطيت قال لا. قال: لا أشهد إلا على حق. وبالإسناد سوى ابن مكي إلى ابن عيينة حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان أخبراه أنهما سمعا النعمان يقول نحلني أبي غلاما الحديث وفيه فاردد. 250- 19/ 6 خ 4 - أبو بكر بن عياش الإمام القدوة شيخ الإسلام الكوفي المقرئ مولى واصل الأحدب الأسدي الحناط: في اسمه أقوال أصحها كنيته أو شعبة فعلى الكنية جماعة ثقات عنه وقال حسين بن عبد الأول وأبو هشام الرفاعي سألناه فقال: اسمي شعبة، وقال النسائي: اسمه محمد. عرض القرآن ثلاث مرات على عاصم قرأ عليه الكسائي ويحيى العليمي وأبو يوسف الأعشى وجماعة. وقد سمع من إسماعيل السدي وعثمان بن عاصم وأبي إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وخلق. ومن قدماء شيوخه صالح مولى عمرو بن حريث حدثه عن أبي هريرة حدث عنه ابن المبارك وأبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وأبو كريب وابن نمير والحسن بن عرفة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وخلق كثير. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد وإسماعيل بن عميرة قالا أنا أبو محمد بن قدامة أنا أبو بكر بن النقور أنا علي بن محمد بن العلاف أنا علي بن أحمد الحمامي نا أبو عمرو بن

_ 250- تهذيب: "12/ 34 رقم 151". تقريب: 2/ 39. الوافي بالوفيات: 10/ 241. طبقات ابن سعد: 6/ 269.تذكرة الحفاظ: 265. العبر: 1/ 311. الشذرات: 1/ 334. تفسير الطبري: 7/ 8098. نسيم الرياض: 3/ 410. تهذيب الكمال: 1586. مقدمة الفتح: 455. الجرح والتعديل: 9/ 348. تاريخ بغداد: 14/ 371. الجمع بين الصحيحين: 2317.

السماك نا أحمد بن عبد الجبار نا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أبصر عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثيابا خلقانًا قال: "ألك مال؟ " قلت: نعم، قال: "أنعم على نفسك كما أنعم الله عليك"، قلت: إن رجلا مرّ بي فأقريته فمررت به فلم يقرني أفأقريه؟ قال: "نعم ". حديث صحيح. قال أحمد بن حنبل: ربما غلط وهو صاحب قرآن وخبر. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش. وذكر عثمان بن أبي شيبة أن الرشيد وصل أبا بكر بستة آلاف دينار وقال يعقوب بن شيبة: أبو بكر معروف بالصلاح البارع وكان له فقه وعلم بالأخبار في حديثه اضطراب. وقال أبو داود: ثقة وقال يزيد بن هارون: كان خيرا فاضلا لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة. قال يحيى الحماني حدثني أبو بكر قال: جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منها دلوًا عسلا ولبنا. أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول: الخلق أربعة، معذور ومخبور ومثبور، فالمعذور البهائم، والمخبور بنو آدم، والمجبور الملائكة، والمثبور إبليس. وروى أيوب الأصبهاني عن أبي بكر قال: الدخول في هذا الأمر يسير والخروج منه إلى الله شديد. ولد أبو بكر سنة ست وتسعين ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة. قال يحيى الحماني: لما احتضر أبو بكر بكت أخته فقال ما يبكيك؟ أنظري إلى تلك الزاوية قد ختمت فيها ثماني عشر ألف ختمة. قلت: بين ابن عبد الدائم وبينه خمسة رجال. 251- 20/ 6 ع- معتمر بن سليمان الإمام الحافظ الثقة أبو محمد التيمي البصري محدث البصرة: حدث عن أبيه وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وحميد وأيوب السختياني والركين بن الربيع وليث بن أبي سليم وعمرو بن دينار القهرمان وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق ويحيى بن معين وأبو حفص الفلاس وخليفة بن خياط وأبو كريب والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي وعدد كثير. مولده سنة ست ومائة وكان موصوفا بالثقة والإتقان والعبادة والورع حتى قال قرة بن خالد ما معتمر عندنا بدون سليمان التيمي. قال

_ 251- تهذيب الكمال: 3/ 1351. تهذيب التهذيب: 10/ 227 "415". تقريب التهذيب: 2/ 263. الكاشف: 3/ 161. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 49. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 241. الجرح والتعديل: 8/ 1846. ميزان الاعتدال: 4/ 142. لسان الميزان: 7/ 393. معجم طبقات الحفاظ: 175. تراجم الأحبار: 3/ 327. سير الأعلام: 8/ 477. والحاشية. طبقات الحفاظ: 114. الأنساب: 3/ 124. ثقات: 7/ 521. المعين رقم: 717. تاريخ الثقات: 433. معجم المؤلفين: 12/ 304 والحاشية: معرفة الثقات رقم: 1755.

سعيد بن عيسى الكريزي: مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي فكان الناس يقولون مات اليوم أعبد الناس وقتل أشطر الناس. مات في صفر سنة سبع وثمانين ومائة1. وروايته عالية في جزء ابن عرفة. أخبرنا أحمد بن المؤيد أنبأ أحمد بن صرماء وابن عبد السلام قالا أنا الأرموي أنا ابن النقور أنا علي بن عمر أنا أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن معين نا معتمر قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تزوج المرأة على العمة والخالة، وقال: "إنكن إذا فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن". أخرجه الترمذي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قاضي سجستان أبي حريز عبد الله بن الحسين. 252- 21/ 6 ع- يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الحافظ الثبت المتقن الفقيه أبو سعيد الهمداني الوادعي مولاهم الكوفي صاحب أبي حنيفة: روى عن أبيه وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمرو وليث بن أبي سليم وأبي مالك الأشجعي. وعنه أحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى الفراء وأبو كريب وزياد بن أيوب ويعقوب بن إبراهيم والحسن بن عرفة وآخرون. وكان إماما صاحب تصانيف قال علي بن المديني: لم يكن بالكوفة بعد سفيان الثوري أثبت منه. وقال أيضًا انتهى العلم إلى يحيى بن أبي زائدة في زمانه وقال عمرو الناقد سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه هدين: ابن المبارك ويحيى بن أبي زائدة. وقال يحيى القطان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشد علي من مخالفة ابن أبي زائدة وولي يحيى قضاءؤ المدائن وبها توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل عن مجالد ابن أبي زائدة وولي يحيى قضاء المدائن وبها توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل سنة ثلاث وله ثلاث وستون سنة. وبالإسناد إلى ابن معين أنا يحيى بن أبي زائدة عن مجالد قال: قال أبو بردة: تؤخذ الصدقة من الرطبة. 253 22/ 6ع- عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار الفقيه الإمام أبو تمام المدني:

_ 1 وقيل 180. 252- تهذيب الكمال: 3/ 1496. تهذيب التهذيب: 11/ 208 "349". تقريب التهذيب: 2/ 347. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 148. الكاشف: 3/ 255. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 273. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 200. الجرح والتعديل: 9/ 609. ميزان الاعتدال: 4/ 374. لسان الميزان: 7/ 431. تاريخ الثقات: 470. مقدمة الفتح: 451. تاريخ أسماء الثقات: 1597. الضعفاء الكبير: 2/ 401. المغني: 6963. الثقات: 7/ 615. تراجم الأحبار: 4/ 256، 298. الأنساب: 13/ 428. البداية والنهاية: 10/ 184. تاريخ بغداد: 4/ 114. معرفة الثقات: 1975. سير الأعلام: 8/ 377 والحاشية. 253- تهذيب الكمال: 2/ 835. تهذيب التهذيب: 6/ 333 "441". تقريب التهذيب: 1/ 508 "1212". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 165. الكاشف: 2/ 197. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 25. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 227، 2/ 228، 236. الجرح والتعديل: 5/ 1787. ميزان الاعتدال: 2/ 626. لسان الميزان: 7/ 288. مقدمة الفتح. 420. طبقات ابن سعد: 5/ 442، 7/ 344.سير الأعلام: 8/ 363. والحاشية. الثقات: 7/ 117

حدث عن أبيه وزيد بن أسلم وسهيل والعلاء بن عبد الرحمن ويزيد بن الهاد وموسى بن عقبة وعدة. وعنه الحميدي وأبو مصعب وعلي بن حجر وعمرو الناقد ويعقوب الدورقي ويحيى بن أكثم وآخرون. وكان فقيهًا كبير الشأن. قال ابن معين: صدوق. وقال مصعب الزبيري: أوصى إليه سليمان بن بلال بكتبه فكانت عنده قد بال عليها الفار فكان يقرأ ما استبان له منها ويدع ما لا يعرف. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من ابن أبي حازم وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدراوردي. وثقه غير واحد واحتج به أرباب الصحاح. وقد قال أحمد بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه. قلت: بل هو ثقة حجة في أبيه وقد يكون غيره أقوى وأثبت منه. قال ابن سعد: ولد سنة سبع ومائة. وتوفي ساجدا في سنة أربع وثمانين ومائة1 رحمه الله تعالى. أخبرنا ابن القواس أنا عبد الصمد بن محمد أنا أبو الحسن السلمي أنا ابن طلاب نا ابن جميع نا الحسين بن إسماعيل ببغداد نا عبد الرحمن بن يونس نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بيع الغرر. 254- 23/ 6 ع- عبد العزيز بن محمد بن عبيد الإمام المحدث أبو محمد الجهني مولاهم المدني الدراودري: ودراورد من قرى خراسان. حدث عن صفوان بن سليم ويزيد بن الهاد وأبي طوالة وثور بن زيد وسهيل بن أبي صالح وعدة. وعنه سفيان وشعبة مع تقدمهما وإسحاق بن راهويه وعلي بن خشرم وأحمد بن عبدة الضبي ويعقوب الدورقي وأبو حذافة السهمي وخلق كثير. قال يحيى بن معين: هو عندي أثبت من فليح. وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ. وقال معن بن عيسى: يصلح الدراوردي أن يكون أمير المؤمنين. قلت: روى له الجماعة لكن قرنه البخاري بآخر. توفي سنة سبع وثمانين ومائة.

_ 254- تهذيب الكمال: 2/ 842. تهذيب التهذيب: 1/ 353 "677". تقريب التهذيب: 1/ 512 "1248". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 169. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 25. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 236، 238، 239. الجرح والتعديل: 5/ ص395. ميزان الاعتدال: 2/ 633. لسان الميزان: 7/ 289. طبقات ابن سعد: 5/ 424، 442. مقدمة الفتح: 420. سير الأعلام: 8/ 366 والحاشية. الثقات: 7/ 116.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الوقاصي أنا عمي محمد بن أبي حامد أنا عاصم بن الحسن أنا عبد الواحد بن محمد أنا الحسين بن إسماعيل القاضي نا أحمد بن إسماعيل المدني نا الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" أخرجه أبو داود1 من طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال عن العلاء رحمة لله عليهم. 255- 24/ 6ع- عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري الحافظ الثقة أبو عبد الصمد: حدث عن أبي عمران الجوني ومطر الوراق ومنصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وزياد بن يحيى الحساني وبندار وعمرو بن علي الفلاس والحسن بن عرفة وآخرون. قال عبيد الله القواريري: حدثنا عبد العزيز العمي وكان حافظًا. وقال أحمد بن حنبل؛ ثقة. وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله. قلت: مات سنة سبع وثمانين ومائة2. وحديثه من عوالي جزء البعث. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن أبي الأزهر أنا سعيد بن أحمد أن محمد بن محمد الهاشمي أنا محمد بن عمر الوراق أنا أبو بكر بن أبي داود نا محمد بن بشار ونصر بن علي قالا نا أبو عبد الصمد العمي نا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" أخرجه مسلم عن بندار ونصر ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن بندار3.

_ 1 في كتاب الوصايا باب 14. 255- تهذيب الكمال: 2/ 840. تهذيب التهذيب: 6/ 346 "664". تقريب التهذيب: 1/ 510 "1235". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 167. الكاشف: 2/ 200. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 26. الجرح والتعديل: 5/ 1809. سير الأعلام: 8/ 369 والحاشية: تاريخ الثقات: 305. طبقات الحفاظ: 8115 2 وقيل: 189. 3 رواه مسلم في كتاب الإيمان حديث 296 والترمذي في كتاب الجنة باب 3 وابن ماجه في المقدمة باب 13. والبخاري في كتاب التوحيد باب 24.

256- 25/ 6ع- عبد السلام بن حرب الحافظ الصدوق أبو بكر النهدي البصري ثم الكوفي الملائي شريك أبي نعيم في بيع الملاء: سمع أيوب السختياني وعطاء بن السائب وخالد الحذاء وإسحاق بن أبي فروة وليث بن أبي سليم وعدة. وعنه أبو بكر بن أبي شيبة وهناد وأبو سعيد والأشج والحسن بن عرفة وخلق. وكان مسندا معمرا حافظا. ولد في حياة الصحابة. قال أبو حاتم الرازي كتب عنه أبو نعيم الوفا من الحديث وقال الترمذي: ثقة حافظ. وذكر الخطيب أن أبا إسحاق روى عنه. مات سنة سبع وثمانين1 ومائة وله ست وسبعون سنة2 رحمه الله تعالى. وقال يعقوب بن شيبة هو ثقة وفي حديثه لين. وقال يحيى بن معين: عبد السلام ثقة والكوفيون يوثقونه. وقال القواريري: أتيت عبد السلام بن حرب فقلت: حدثني فإني غريب من البصرة، قال: كأنك تقول جئت من السماء؛ فلم يحدثني. وقال ابن المديني: كان يجلس في السنة مرة مجلسا عاما. 257- 26/ 6 ع- جرير بن عبد الحميد الحافظ الحجة أبو عبد الله الضبي الكوفي محدث الري: ولد سنة عشر ومائة. وسمع من منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن. وبيان بن بشر وسهيل والأعمش وعدة. وقرأ القرآن على حمزة. حدث عنه علي ابن المديني وإسحاق وقتيبة ويوسف بن موسى القطان وأحمد بن حنبل وعلي بن حجر وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن حميد وخلق كثير. رحل إليه المحدثون لثقته وحفظه وسعة علمه. قال ابن معين سمعته يقول: عرض عليّ بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت ثم جئت أطلب ما عندهم. قال يحيى ين معين: طلب جرير الحديث خمس سنين فقط. توفي جرير بالريّ في سنة ثمان وثمانين ومائة رحمه الله تعالى وحديثه عال في جزء ابن عرفة.

_ 256- تهذيب الكمال: 2/ 830. تهذيب التهذيب: 6/ 316 "611". تقريب التهذيب: 1/ 505 "1186". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 162. الكاشف: 2/ 194. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 66. الجرح والتعديل: 5/ 246. ميزان الاعتدال: 2/ 615. لسان الميزان: 7/ 287. الثقات: 7/ 128. مقدمة الفتح: 420. البداية والنهاية: 10/ 199. سير الأعلام: 8/ 335 والحاشية. 1 وقيل 186. 2 وقيل 96 سنة. 257- تهذيب الكمال: 1/ 189. تهذيب التهذيب: 2/ 75. تقريب التهذيب: 1/ 127. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 163. الكاشف: 1/ 182. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 214. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 232. الجرح والتعديل: 1/ 505، 2/ 2080. ميزان الاعتدال: 1/ 394. لسان الميزان: 2/ 102، 7/ 189. طبقات الحفاظ: 116. مقدمة الفتح: 395. طبقات ابن سعد: 7/ 354. البداية والنهاية: 10/ 201. سير الأعلام: 9/ 9. الثقت: 6/ 145. تاريخ أصبهان: ت523. طبقات المحدثين بأصبهان: ت 61.

258- 27/ 6 ع- أبو خالد الأحمر الحافظ الصدوق سليمان بن حيان الأزدي الكوفي: ولد سنة أربع عشرة ومائة. وحدث عن سليمان التيمي وليث بن أبي سليم وهشام ابن عروة وحميد الطويل وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن نمير وأبو كريب وأبو سعيد الأشج ويوسف بن موسى القطان وإسحاق بن راهويه وهناد بن السري وحميد بن الربيع وطائفة. وثقه جماعة. وقال أبو حاتم: صدوق. قلت: هو من مشاهير المحدثين وغيره أثبت منه. مات سنة تسع وثمانين ومائة1 رحمه الله تعالى. أخبرنا عبد الخالق القاضي أنا أبو محمد بن قدامة سنة إحدى عشرة وست مائة أنا أحمد بن عبد الغني نا نصر بن البطر أنا أبو محمد بن البيع نا أبو عبد الله المحامي نا هارون بن إسحاق نا أبو خالد الأحمر عن سعيد بن طارق عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المعروف صدقة، وإن الله صانع كل صانع وصنعته، وإن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستح فاصنع ما شئت" 2. 259- 28/ 6 ع- أبو إسحاق الفزاري الإمام الحجة شيخ الإسلام إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء الكوفي المرابط بثغر المصيصة: حدث عن عبد الملك بن عمير وعطاء بن السائب وسهيل بن أبي صالح وعبيد الله بن عمر وطبقتهم. وعنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن عون الخراز ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم ومحمد بن سلام البيكندي وعلي بن بكار المصيصي خاتمه أصحابه. وهو ابن عم مروان بن معاوية الفزاري. حدث عنه الأوزاعي مرة فقال: حدثني الصادق المصدوق أبو إسحاق الفزاري قال يحيى بن معين: ثقة ثقة. وقال الفضيل بن عياض: ربما اشتقت إلى المصيصة وما بي فضل الرباط بل لأرى

_ 258- تهذيب الكمال: 1/ 534. تهذيب التهذيب: 4/ 181. تقريب التهذيب: 1/ 323. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 410. الكاشف: 1/ 392. تالريخ البخاري الكبير: 4/ 8. الجرح والتعديل: 4/ 473. ميزان الاعتدال: 2/ 200. لسان الميزان: 7/ 237. طبقات ابن سعد: 16/ 39. مقدمة الفتح: 407. سير الأعلام: 9/ 19. الثقات: 6/ 395. 1 وقيل 190. 2 رواه البخاري في كتاب الأنبياء باب 54 ابن ماجه في كتاب الزهد باب 17. الموطأ في كتاب السفر حديث 46. 259- تهذيب الكمال: 1/ 61. تهذيب التهذيب: 1/ 151. تقريب التهذيب: 1/ 41. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 17، 52. الكاشف: 1/ 89. الثقات: 6/ 23. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 321. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 238. الجرح والتعديل: 2/ 402. الوافي بالوفيات؛ 6/ 104. الأعلام: 1/ 59. سير الاعلام: 8/ 539. والحاشية. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 184، 185. تذكرة الحفاظ: 1/ 273. طبقات الحفاظ: 117.

أبا إسحاق. قال أبو مسهر قدم أبو إسحاق دمشق فاجتمع عليه الناس ليسمعوا منه فقال لي اخرج إلى الناس فقل لهم من كان يرى القدر فلا يحضر مجلسنا ومن كان يرى رأي فلان فلا يحضر مجلسنا ومن كان يأتي السلطان فلا يحضر مجلسنا، فخرجت فأخبرتهم. قال محمد بن سعد أبو إسحاق ثقة صاحب سنة وغزو. وقال أبو حاتم: عظيم الغناء في الإسلام ثقة مأمون. وقيل إن الرشيد أخذ زنديقًا ليقتله فقال أين أنت من ألف حديث وضعتها؟ قال: فأين أنت يا عدو الله عن أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا. قال أبو داود الطيالسي: مات أبو إسحاق الفزاري وليس على وجه الأرض أفضل منه. وعن ابن عيينة قال: والله ما رأيت أحدا أقّدمه على أبي إسحاق الفزاري: قال عطاء الخفاف: كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق الفزاري فقال لكاتبه: ابدأ به فإنه والله خير مني. وقال علي بن بكار: لقيت ابن عون فمن بعده ما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق الفزاري. وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا رأيت شاميًّا يحب الأوزاعي وأبا إسحاق فاطمئن إليه. قال ابن عيينة قال لي أبو إسحاق الفزاري دخلت على هارون فقال: يا أبا إسحاق إنك في موضع وفي شرف، فقلت: يا أمير المؤمنين ذلك لا يغني عني في الآخرة شيئا. وقال أبو أسامة سمعت فضيل بن عياض يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم وإلى جنبه فرجة فذهبت لأجلس فقال هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري. توفي أبو إسحاق سنة خمس وقيل سنة ست وثمانين ومائة. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا المبارك أنا ابن أبي الجود أنا أحمد بن أبي غالب أنا عبد العزيز بن علي أنا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون نا زيد ابن سعيد نا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرّني فقد اتخذ منه الله عهدًا ومن اتخذ عند الله عهدًا فلن تمسه النار أبدًا" هذا حديث منكر غريب لا مردود لا يحتمله أبو إسحاق وزيد الآفة منه مع أنه ما ذكروه من الضعفاء. 260- 29/ 6 ع- عبد الله بن المبارك بن واضح الحافظ العلامة شيخ الإسلام فخر

_ 260- تهذيب الكمال: 2/ 730. تهذيب التهذيب: 5/ 382 "657". تقريب التهذيب: 1/ 445 "583". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 93. الكاشف: 2/ 123. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 212. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 225، 229. الجرح والتعديل: 5/ 838، 1/ 262. الحلية: 8/ 162. 190. الثقات: 7/ 8. طبقات ابن سعد: 9/ 121. والفهرس. البداية والنهاية: 10/ 177. سير الأعلام: 8/ 378 والحاشية. الوافي بالوفيات: 17/ 419 والحاشية.

المجاهدين قدوة الزاهدين أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم المروزي التركي الأب الخوارزمي الام التاجر السفار صاحب التصانيف النافعة والرحلات الشاسعة: ولد سنة ثماني عشرة ومائة أو بعدها بعام وأفنى عمره في الأسفار حاجًا ومجاهدًا وتاجرًا، سمع سليمان التيمي وعاصم الأحول وحميد الطويل والربيع بن أنس وهشام بن عروة والجريري وإسماعيل بن أبي خالد وخالد الحذاء وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وأممًا سواهم حتى كتب عمن هو أصغر منه دوّن العلم في الأبواب والفقه وفي الغزو والزهد والرقائق وغير ذلك. حدث عنه خلق لا يحصون من أهل الأقاليم فإنه من صباه ما فتر عن السفر. منهم عبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن معين وحبان بن موسى وأبو بكر بن أبي شيبة وأخو عثمان وأحمد بن منيع وأحمد بن جميل المروزي والحسن بن عيسى بن ماسرجس والحسين بن الحسن المروزي والحسن بن عرفة. ووقع لي حديثه من غير وجه عاليًا. وبالإجازة بيني وبينه ستة أنفس والله إني لأحبه في الله وأرجوا الخير بحبه لما أمنحه الله من التقوى والعبادة والإخلاص والجهاد وسعة العلم والإتقان والمواساة والفتوة والصفات الحميدة. قال ابن مهدى: الأئمة أربعة: مالك والثوري وحماد بن زيد وابن المبارك وقد فضله ابن مهدى أيضا على الثوري وقال مرة حدثنا ابن المبارك وكان نسيج وحده. قال أحمد بن حنبل لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه وعن شعيب بن حرب قال ما لقي ابن المبارك مثل نفسه. وقال شعبة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك. وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. وقال ابن معين: كان ثقة متثبتًا وكانت كتبه التي حدث بها نحوًا من عشرين ألف حديث. قال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك أيست منه. وعن إسماعيل بن عياش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك قال عباس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء ومحبة الفرق له. قال أبو أسامة ما رأيت رجلا أطلب للعلم في الآفاق من ابن المبارك. وقال شعيب بن حرب: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر. وقال أبو أسامة: هو أمير المؤمنين في الحديث. قال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: عدو خصال ابن المبارك فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والفروسية وترك الكلام فيما لا يعنيه والإنصاف وقلة الخلاف على أصحابه.

روى العباس بن مصعب في تاريخه عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن المبارك قال حملت عن أربعة آلاف شيخ فرويت عن ألف منهم. ثم قال العباس: وقع لي من شيوخه ثمان مائة. قال عبدان: قال ابن المبارك: إذا غلبت محاسن الرجل لم تذكروا المساوي وإذا غلبت المساوي على المحاسن لم تذكر المحاسن. نعيم بن حماد سمعت عبد الله يقول قال لي أبي إني لئن وجدت كتبك حرقتها, فقلت: وما علي؟ هو في صدري. وعن علي بن الحسن بن شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرني عند الباب بحديث وذاكرته فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر. وعن أحمد بن أبي الحواري قال: جاء رجل من بني هاشم ليسمع من ابن المبارك فامتنع فقال الهاشمي لغلامه قم بنا فلما أراد الركوب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه فقال يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدثني وتمسك بركابي قال رأيت أن أذلّ لك بذلي ولا أذلّ لك الحديث. المسيب بن واضح سمعت ابن المبارك وسئل: عمن نأخذ؟ قال: من طلب العلم لله وكان في إسناده أشد، قد تلقى الرجل ثقة وهو يحدث عن غير ثقة، وتلقى لرجل غير ثقة وهو يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن يكون ثقة عن ثقة. وعن ابن معين وذكر عنده ابن المبارك فقال: سيد من سادات المسلمين. وقال محمد بن عين سمعت الفضيل يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل ابن المبارك قال نعيم بن حماد: ما رأيت ابن المبارك يقول قط حدثنا كأنه يرى خبرنا سمع وكان لا يردّ عليّ أحد حرفًا إذا قرأ. وعن بشر بن السري قال ابن مهدى: ابن المبارك آدب عندنا من الثوري. عثمان الدارمي ثنا نعيم بن حماد قال ما رأيت أعقل من ابن المبارك ولا أكثر اجتهادا منه. قال عبد الله بن سنان قدم ابن المبارك مكة وأنا بها فلما خرج شيعه سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وودّعاه فقال أحدهما هذا فقيه أهل المشرق فقال الآخر وفقيه أهل المغرب. قال عبدان بن عثمان ذكر عبد الله الأعمش وما يلقى الناس منه ثم قال لكن إسماعيل بن أبي خالد أتيته لأودّعه وحوله ناس فقال لي أقوم إليك. وقال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الزهد كأنه ثور قد ذبح لا يقدر أن يتكلم. قال عمر بن علي العين زربي أنا إبراهيم بن نوح الموصلي قال لما قدم الرشيد عين زربة طلب ابن المبارك قال أبو سليمان فذكرت وقلت إن ابن المبارك رجل خراساني لا

آمن أن يجيب أمير المؤمنين بما يكره فيقتله فأكون قد أهلكت أمير المؤمنين وأهلكت ابن المبارك وأهلكت نفسي فأمسك عنه ثم عاود فقلت يا أمير المؤمنين ابن المبارك جلف غليظ الطباع. فأمسك هارون ثم ظهر ابن المبارك بعد ثلاث فقيل له تخفيت ثم ظهرت؟ قال: أردت نفسي على الموت فأبت عليّ فلما أجابتني ظهرت. قال أبو وهب المروزي سألت ابن المبارك عن الكبر قال: أن تزدري الناس، وسألته عن العجب فقال: أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك. عبدة بن سليمان قال ابن المبارك: عتق الجارية الحسناء مضيعة. الحاكم أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الخطيب بخسروجرد نا عيسى بن محمد الصهماني نا الحسن بن محمد حماد المروزي العطار نا عبد الله بن المبارك قال قدمت على سفيان الثوري فقلت؟ ما بك؟ قال: أنا مريض وشارب دواء وفي غمرة فقلت هاتوا بصلة وشققتها فقلت شمّها فشمها فعطس وقال: الحمد لله رب العالمين فسكن الغم الذي به فقال بخ بخ فقيه وطبيب. مناقب هذا السيد جمة في تاريخ دمشق وفي تاريخ نيسابور وفي الحلية وفي تاريخ الخطيب. قال أحمد بن عبد الله بن يونس: سمعت ابن المبارك قرأ شيئًا من القرآن ثم قال: من زعم أنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم. مات ابن المبارك بهيت في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة رحمه الله تعالى، فابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي وابن وهب أربعتهم أهل الطبقة الثالثة من الأربعين لابن المفضل. أخبرنا أبو المعالي المقرئ أنا الفتح بن عبد الله أنا محمد بن عمر ومحمد بن علي والطرائفي قالوا أنا محمد بن أحمد أنا عبد الله بن عبد الرحمن نا جعفر بن محمد نا سعيد بن يعقوب الطالقاني نا ابن المبارك عن الأوزاعي عن هارون بن رئاب أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة قال: انظروا فلانا لرجل من قريش فإني قد كنت قلت له في ابنتي قولا كشبه العدة وما أحب أن ألقى الله بثلث النفاق وأشهدكم أنى قد زوّجته. 261- 30/ 6 ع- عيسى بن يونس ابن الإمام أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الإمام القدوة الحافظ أبو عمرو السبيعي الكوفي نزيل الثغر بالحدث مرابطا: رأى جده وسمع أباه

_ 261- تهذيب الكمال: 2/ 1086. تهذيب التهذيب: 8/ 237 "439". تقريب التهذيب: 2/ 103. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 323. الكاشف: 2/ 372. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 406. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 43، 244. الجرح والتعديل: 6/ 1618.ميزان الاعتدال: 3/ 328. لسان الميزان: 7/ 333. ثقات: 7/ 238. تراجم الأحبار: 3/ 9. البداية والنهاية: 10/ 201. تاريخ بغداد: 11/ 152. تاريخ الثقات: 38.

وهشام بن عروة وحسينًا المعلم والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وسعيدا الجريري ومجالدا وزكريا بن أبي زائدة وعمر مولى غفرة وطبقتهم. حدث عنه حماد بن سلمة مع تقدمه وابن وهب وإسحاق بن راهويه ومسدد وإبراهيم بن موسى الفراء وابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وسفيان بن وكيع وعلي بن حجر وعلي بن خشرم ونصر بن علي والحسن بن عرفة وخلق كثير. سئل عنه علي بن المديني فقال: بخ بخ ثقة مأمون. وقال أحمد بن داود الحداد: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أبصر بالنحو منى فدخلني منه نخوة فتركته. قال أحمد بن حنبل الذي كنا نخبر أن عيسى بن يونس سنة في الغزو، سنة في الحج فقدم بغداد في شيء من أمر الحصون فأمر له بمال فأبى أن يقبل. وقال أحمد بن جناب غزا عيسى خمسًا وأربعين غزوة وحج خمسًا وأربعين حجة. قال الوزير جعفر بن يحيى البرمكي: ما رأيت في القراء مثل عيسى بن يونس وذكر أنه عرض عليه مائة ألف درهم فردها وقال: والله لا يتحدث أهل العلم أنى أكلت للسنة ثمنًا. قال محمد بن سعد: كان ثقة ثبتًا. وقال الوليد بن مسلم ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذًا محكمًا وهو أفضل من بقي من علماء العرب وأبو إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: يا أصحاب الحديث ألا تكونون مثل عيسى بن يونس كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته وقال وكيع ذاك رجل قد قهر العلم. قال محمد بن عبد الله بن عمار: عيسى حجة أثبت من أخيه إسرائيل وقال أبو زرعة: حافظ. قال ابن معين رأيت على عيسى قباء محشوا وخفين أحمرين كان يلبس ذلك للغزو. قال محمد بن داود سمعت عيسى بن يونس يقول: أربعين حديثا حدثنا بها الأعمش فيها ضرب الرقاب لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق وربما قال الأعمش: يا محمد من معك فيقول: عيسى. فيقول ادخلا وأجيفا الباب. كان يسألني عن الفتن. يعقوب بن شيبة سمعت إبراهيم بن هاشم سمعت بشر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطي وكان يأخذ القرطاس فيقرأه فيكتب شيئا من نسخة قوم ليس من حديثه قال كأنهم لما رأوا من إكرامه لي ادخلوا عليه في حديثه فجعل يقرأ علي ويضرب على تلك الأحاديث فغمّنى ذلك فقال: لا يغمك فلو كان واوا ما قدروا أن يدخلوه عليّ. قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يسأل عنه. قال محمد بن المنذر الكندي جاز ابن إدريس عام حج الرشيد فدخل الكوفة فقال لأبي يوسف قل للمحدثين يأتونا يحدثون فلم يتخلف إلا عبد الله بن إدريس وعيسى ب يونس فركب

الأمين والمأمون إلى بن إدريس فحدثهما بمائة حديث. فقال المأمون: يا عم أتأذن لي أن أعيدها من حفظي؟ فقال: أفعل. فأعادها فعجب من حفظه ثم صارا إلى عيسى بن يونس فحدثهما فأمر المأمون له بعشرة آلاف فأبى أن يقبلها وقال ولا شربة ماء. قال أحمد بن جناب وجماعة: مات عيسى سنة سبع وثمانين ومائة. وقال طائفة سنة ثمان. وقيل غير ذلك أعلى ما يقع حديثه في جزء ابن عرفة. قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا أحمد بن جناب حدثني عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" أخرجه النسائي1 عن عثمان بن خرزاذ عن أحمد بن جناب فوقع لنا بعلو درجتين. 262- 31/ 6 ع- عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الإمام القدوة الحجة أبو محمد الأودي الكوفي أحد الأعلام: حدث عن أبيه وسهيل بن أبي صالح وحصين بن عبد الرحمن وأبي إسحاق الشيباني وهشام بن عروة والأعمش وابن جريج وخلق. وعنه مالك الإمام وابن المبارك وإسحاق ويحيى وابنا أبي شيبة والحسن بن عرفة وأبو كريب وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وخلائق. أقدمه الرشيد لتولية القضاء فأبى قال بشر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس. وقال أحمد بن حنبل: كان ابن إدريس نسيج وحده. وقال يعقوب بن شيبة كان عابدا فاضلا يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة ويخالف الكوفيين وكان صديقا لمالك. قال وقيل إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي أنه سمعه من ابن إدريس قال أبو حاتم: هو إمام من أئمة المسلمين حجة. وقيل لم يكن بالكوفة أحد أعبد منه. قال الحسن بن عرفة لم أرَ بالكوفة أفضل منه. روى إسحاق بن إبراهيم عن الكسائي قال قال لي الرشيد: من أقرأ الناس قلت: عبد الله بن إدريس ثم حسين الجعفي. وقال ابن عمار: كان ابن إدريس إذا لحن أحد في

_ 1 في كتاب الزينة باب 14. 262- تهذيب الكمال: 2/ 665. تهذيب التهذيب: 5/ 144 "248". تقريب التهذيب: 1/ 401 "181". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 39. الكاشف: 2/ 39: 2/ 71. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 47. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 271، 2/ 269. الجرح والتعديل: 5/ 44. البداية والنهاية: 10/ 208. سير الأعلام: 9/ 42 والحاشية. الوافي بالوفيات: 17/ 64 والحاشية. طبقات ابن سعد: 6/ 331، 363، 368، 397، 411، 8/ 478. الثقات: 7/ 59.

كلامه لم يحدثه. قال الداني: قرأ ابن إدريس على الأعمش وعلى نافع بن أبي نعيم. قال أبو خيثمة سمعت ابن إدريس يقول: كل شراب مسكر كثيره ... فإنه محرم يسيره إني لكم من شربه نذيره قال أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت ابن إدريس يقول: كتبت حديث أبي الجوراء فخفت أن يتصحف بأبي الجوزاء فكتبت تحته {حُورٍ عِين} [الواقعة: 22] قلت: لم يكن ظهر الشكل بعد. قال الحسن بن الربيع قرأ كتاب الخليفة إلى بن إدريس وأنا حاضر: من عبد الله هارون إلى عبد الله بن إدريس فشهق وسقط بعد الظهر فقمنا إلى العصر وهو على حاله فأتيته قبل المغرب وصببنا عليه الماء فلما أفاق قال إنا لله وإنا إليه راجعون صار يعرفني حتى كتب إليّ أي ذنب بلغ بي هذا. وعن شيخ عن وكيع أن عبد الله بن إدريس امتنع من القضاء وقال للرشيد لا أصلح، فقال الرشيد: وددت أني لم أكن رأيتك, فقال: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك, فخرج ثم ولي حفص بن غياث فبعث الرشيد بخمسة آلاف إلى ابن إدريس فقال للرسول وصاح به مر من ههنا فبعث إليه الرشيد لم تكرمنا ولم تقبل صلتنا فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه فقال إن جاءنا مع الجماعة حدثناه وحلف ألا يكلم حفصا حتى يموت. الأشج أنا ابن إدريس قال لي الأعمش: والله لا حدثتك شهرا، فقلت والله لا أتيتك سنة ثم أتيته بعد سنة فقال: ابن إدريس؟ قلت: نعم, فقال أحب أن يكون للعربي مرارة. قال حسين بن عمرو العنقزي قيل لما نزل به الموت بكت بنته فقال لا تبكي قد ختمت في هذا البيت أربعة آلاف ختمة. مولده سنة عشرين ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائة1 رحمه الله تعالى. ابنا أحمد بن سلامة وغيره قالوا ابنا ابن كليب أنا ابن بيان أنا ابن مخلد أنا إسماعيل الصفار أنا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن إدريس عن ابن أبي خالد عن أبي سبرة النخعي قال: أقبل رجل من اليمن فلما كان في بعض الطريق نفق حماره فقام وتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال: اللهم إني جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك فأنا أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور لا تجعل لأحد عليّ اليوم منّة أطلب إليك أن تبعث لي حمارى. قال فقام الحمار ينفض أذنيه.

_ 1 وقيل 191.

263- 32/ 6م 4- الهِقْل 1 بن زياد الإمام الحجة أبو عبد الله الدمشقي كاتب الأوزاعي: حدث عنه وعن هشام بن حسان والمثنى بن الصباح وطلحة بن عمرو المكي وحرير بن عثمان. روى عنه أبو مسهر وأبو صالح كاتب الليث وعلي بن حجر وسليمان ابن بنت شرحبيل وهشام بن عمار. ومن القدماء الليث بن سعد وغيره. قال يحيى بن معين: ما كان بالشام أحد أوثق من الهقل وقال مروان الطاطري: كان أعلم الناس بالأوزاعي وبمجلسه وفتياه. قال أبو مسهر وغيره توفي الهقل سنة تسع وسبعين ومائة. أخبرنا محمد بن عثمان التنوخي أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر السلفي أنا عبد الرحمن بن حمد وبدر بن دلف قالا أنا أحمد بن الحسين أنا أحمد بن محمد أنا أحمد بن شعيب أنا هشام بن عمار عن هقل بن زياد نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة حدثني ربيعة بن كعب قال: كنت آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه وبحاجته فقال: "سلني"، قلت: مرافقتك في الجنة، قال: "أو غير ذلك"، قلت هو ذاك، قال": "فأعني على نفسك بكثرة السجود ". 264- 33/ 6ع- الهيثم بن حميد الغساني مولاهم الدمشقي الفقيه الحافظ: روى عنه يحيى بن الحارث الذماري وثور بن يزيد والعلاء بن الحارث والمطعم بن المقدام وداود بن أبي هند وزيد بن واقد وجماعة. حدث عنه أبو مسهر وأبو توبة بن نافع الحلبي وعبد الله بن يوسف شيخ تنيس والحكم بن موسى ومحمد بن عائذ وعلي بن حجر وآخرون قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين بقول مكحول. وقال أبو داود قدري ثقة: وقال النسائي: ليس به بأس.

_ 263- تهذيب الكمال: 3/ 1448. تهذيب التهذيب: 11/ 64 "103". تقريب التهذيب: 2/ 321. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 124.الكاشف: 3/ 225. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 248. الجرح والتعديل: 9/ 520. المعين: 729. الثقات: 9/ 245. طبقات ابن سعد: 7/ 351. تراجم الأحبار: 4/ 177. تاريخ ابن معني: 3/ 622. تاريخ الثقات: 460. تاريخ أسماء الثقات: 1551. معرفة الثقات: 1914. سير الأعلام: 8/ 370 والحاشية. التمهيد: 6/ 407. 1 ويقال الهقل لقبه واسمه محمد أو عبد الله. 264- تهذيب الكمال: 3/ 1455. تهذيب التهذيب: 11/ 92 "154". تقريب التهذيب: 2/ 326. خلاصة تهذيب الكمال. 3/ 121. الكاشف: 3/ 230. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 215. الجرح والتعديل: 9/ 334. ميزان الاعتدال: 4/ 321. لسان الميزان: 7/ 422. سير الأعلام: 8/ 353. معجم طبقات الحفاظ: 183. المغني: 6798. مجمع: 2/ 165. الثقا: 9/ 235. ديوان الضعفاء: 4502. تراجم الأحبار: 4/ 159، 183. المعين: 730. تاريخ أسماء الثقات: 1549.

أخبرنا أبو المعالي القرافي أنا ابن عبد السلام أنا الأرموي والطرائفي وابن الداية قالوا أنا ابن المسلمة أنا أبو الفضل الزهري نا الفريابي نا محمد بن عائذ الدمشقي نا الهيثم بن حميد نا الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد قال ذكر الدجال في مجلس فيه أبو الدرداء فقال نوف البكالي لغير الدجّال أخوف عندي من الدجال فقال أبو الدرداء ما هو؟ قال أخاف أن أسلب إيماني وأنا لا أشعر فقال أبو الدرداء: ثكلتك أمك يا بن الكندية. وهل في الأرض مائة يتخوفون ما تتخوف وذكر الحديث. 265- 34/ 6م4- يحيى بن يمان الحافظ الصدوق أبو زكريا العجلي الكوفى: حدث عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد والمنهال بن خليفة وسفيان الثوري وقرأ القرآن على حمزة وكان من العلماء العابدين. حدث عنه ابنه داود وبشر بن الحارث وأبو كريب وسفيان بن وكيع والحسن بن عرفة وعلي بن حرب وخلق سواهم. قال علي بن المديني: صدوق فلج فتغير حفظه. وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان، كان يحفظ في المجلس الواحد خمس مائة حديث ثم نسي. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان سريع الحفظ سريع النسيان. وقال أحمد: ليس بحجة. قلت: أخرج له الجماعة سوى البخاري. وتوفي سنة تسع وثمانين ومائة1. أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن وجماعة قالوا أنا ابن صصرى أنا نصر بن أحمد والحسين بن سهل قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا محمد وأحمد ابنا الحسين بن سهل أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام نا علي بن حرب الطائي نا يحيى بن اليمان عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رمل من الحجر إلى الحجر. وحدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا مثله. 266- 35/ 6ع- يحيى بن حمزة الإمام البارع قاضي دمشق وعالمها أبو عبد الرحمن

_ 265- تهذيب الكمال: 3/ 1527. تهذيب التهذيب: 11/ 306 "589". تقريب التهذيب: 2/ 361. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 165. الكاشف: 3/ 273. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 313. الجرح والتعديل: 9/ 830. ميزان الاعتدال: 4/ 416. لسان الميزان: 7/ 439. تاريخ بغداد: 14/ 120. تاريخ أسماء الثقات: 1606، 1616. تاريخ الثقات: 477. الثقات: 9/ 255. الضعفاء الكبير: 4/ 433. الكامل: 7/ 2691. المغني: 7075. ديوان الضعفاء: 632، 4703. تراجم الأحبار:4/ 312. سير الأعلام: 8/ 356 والحاشية. معرفة الثقات: 3002. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 206. 1 وقيل 188. 266- تهذيب الكمال: 3/ 1494. تهذيب التهذيب: 11/ 200 "339". تقريب التهذيب: 2/ 346. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 146. الكاشف: 3/ 253. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 268. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 224. الجرح والتعديل: 9/ 580. ميزان الاعتدال: 4/ 369. لسان الميزان: 7/ 430. معجم طبقات الحفاظ: 186. مقدمة الفتح: 451.؟ الثقات: 7/ 614. الضعفاء الكبير: 4/ 397. الثقات: 7/ 614. تاريخ الثقات: 470. تراجم الأحبار: 4/ 332. المغني: 6952. طبقات ابن سعد: 5/ 272. 7/ 346، 473. التاريخ لابن معين: 3/ 641. مقدمة الفتح: 451. سير الأعلام: 8/ 354 والحاشية.

الحضرمي البتلهي الدمشقي: حدث عن عروة بن رويم وعمرو بن مهاجر ومحمد بن الوليد الزبيدي ويزيد بن أبي مريم والأوزاعي وعدة. وعنه أبو مسهر الغساني ومحمد بن عائذ والحكم بن موسى وهشام بن عمار وعلي بن حجر وآخرون. قال دحيم: يحيى ثقة عالم ولا أشك أنه لقي علي بن يزيد. وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة وهو صدوق. وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. قلت: بقي في القضاء نحوًا من ثلاثين سنة وحديثه في كتب الإسلام الستة، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. 267- 36 خ د س- المعافي بن عمران الإمام القدوة الحافظ شيخ الجزيرة أبو مسعود الأزدي الموصلي: سمع ثور بن يزيد وجعفر بن برقان وهشام بن حسان وحنظلة بن أبي سفيان وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة والأوزاعي وخلقا كثيرا. حدث عنه بشر الحافي ومحمد بن جعفر الوركاني وإبراهيم بن عبد الله الهروي ومحمد بن عبد الله بن عمار وعبد الله بن أبي خداش وآخرون فيهم كثرة. قال يحيى بن معين: ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة فاضلا خيرا صاحب سنة. وكان ابن المبارك يقول: حدثني ذاك الرجل الصالح. وقال أحمد بن يونس سمعت سفيان الثوري وذكر المعافي فقال: ذاك يا قوتة العلماء. وقال ابن عمار لم أرَ أحدا قط أفضل منه. قلت: ساق أبو زكريا محمد بن يزيد الأزدي ترجمته في تاريخه في بضع وعشرين ورقة فقال: صنف المعافي في السنين والزهد والأدب والفتن وغير ذلك. قال بشر بن الحارث الحافي. قال الأوزاعي: وقد اجتمع عنده المعافي وابن المبارك وموسى بن أعين: هؤلاء أئمة الناس، لكن لا أقدم على الموصلي أحدا. قال بشر كان يحفظ الحديث والمسائل وكان في الفرح والحزن واحدا قتلت الخوارج له ولدين فما تبين عليه شيء ثم جمع أصحابه وأطعمهم وقال آجركم الله في فلان وفلان. قال: وكان صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة وإذا جاء المغل بعث إلى أصحابه كفايتهم وكانوا أربعة وثلاثين رجلا. وقيل لبشر الحافي نراك تعشق المعافى، فقال: وما لي لا أعشقه وقد كان سفيان يسميه الياقوتة. قال ابن عمار: مات سنة خمس وثمانين ومائة. وقال غيره سنة أربع. قلت: كان من أبناء الستين، يزيد أو ينقص. قرأت على علي بن أحمد الهاشمي أنا

_ 267- تهذيب التهذيب: 10/ 199 "372". تقريب التهذيب: 2/ 258. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 60. الجرح والتعديل: 8/ 399. ثقات: 7/ 527.

محمد بن أحمد ببغداد أنا محمد بن عبيد الله المجلد وقرأت على أبي المعالي المصري أنا أبو حفص السهروردي أنا هبة الله الشبلي قالا أنا محمد بن محمد الزينبي أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص نا عبد الله بن محمد البغوي نا محمد بن أبي سمينة نا المعافي بن عمران عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أنس قال: كنت أسكب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه عن جميع أزواجه في الليلة الواحدة. 268- 37/ 6ع- حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الحافظ الإمام المتقن أبو عوف الرواسي الكوفي ابن أخي المحدث إبراهيم بن حميد الرواسي: روى عن أبيه وهشام بن عروة والأعمش وسلمة بن نبيط وابن أبي خالد وابن أبي ليلى وينزل إلى حماد بن زيد وزهير بن معاوية. وعنه أحمد ويحيى بن يحيى وقتيبة وابنا أبي شيبة وأبو خيثمة وعلي بن حرب وخلق. أثنى عليه أحمد ووثقه بن معين وقال أبو بكر بن أبي شيبة قلّ من رأيت مثله. وقال ابن نمير: مات سنة تسعين ومائة. وقال ابن حبان: مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. 269- 38/ 6م 4 - بقية بن الوليد الإمام الحافظ محدث الشام أبو يُحْمِد الكلاعي الحميري الميتمي الحمصي: حدث عن محمد بن زياد الألهاني والزبيدي وبحير بن سعد وعبيد الله بن عمر، وثور بن يزيد وخلق لا يحصون حتى إنه قد روى عن إسحاق بن راهويه. حدث عنه الأوزاعي وشعبة والحمادان ونعيم بن حماد وداود بن رشيد وعلي بن حجر وعمرو بن عثمان وأبو التقى اليزني ومحمد بن مصفى وأبو عتبة أحمد بن الفرج وخلائق. قال يحيى بن معين وأبو زرعة وغيرهما إذا روى بقية عن ثقة فهو حجة. وقال ابن المبارك أعياني بقية يسمى الكني ويكنى الأسامي قلت كان يدلس كثيرا فيما يتعلق بالأسماء ويدلس عن قوم ضعفاء وعوام يسقطهم بينه وبين ابن جريج ونحو ذلك. ويروى

_ 268- تهذيب الكمال: 1/ 337. تهذيب التهذيب: 3/ 44. تقريب التهذيب: 1/ 203. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 259. الكاشف: 1/ 256. تارخي البخاري الكبير: 2/ 346. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 246. الجرح والتعديل: 3/ 225. رجال الصحيحين: 3044. الوافي بالوفيات: 13 ص200/ 232. الثقات: 6/ 194. 269- تهذيب الكمال: 1/ 155. تهذيب التهذيب: 1/ 473. تقريب التهذيب: 1/ 105. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 144. الكاشف: 1/ 160. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 150. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 281. الجرح والتعديل: 1/ 135، 2/ 1728. ميزان الاعتدال: 1/ 331. لسان الميزان: 7/ 185. البداية والنهاية: 10/ 237. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 146. طبقات الحفاظ: 120. طبقات ابن سعد: 7/ 349. سير الأعلام: 8/ 518.

عمن دبّ ودرج. قال أبو حاتم سألت أبا مسهر عن حديث لبقية فقال: احذر أحاديث بقية وكن منها على تقية فإنها غير نقية. قال النسائي إذا قال بقية: حدثنا وأخبرنا فهو ثقة، وإن قال: عن فلان فلا يؤخذ عنه لأنه لا يدري عمن أخذه. وروي أن هارون الرشيد كتب عن بقية وقال له إني لأحبك. قلت: كان بقية شيخًا واسع العلم كيسًا ظريفًا حمصيا قال حجاج بن الشاعر: سألوا سفيان بن عيينة عن حديث من الملح فقال: أبو العجب أنا بقية بن الوليد. وقال أبو التقى سمعت بقية يقول ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد. قال يحيى بن معين كان شعبة مبجلا لبقية لما قدم عليه. تفقه بقية بالأوزاعى وقد روى له مسلم حديثا واحدا متابعة ولم يخرج له البخاري. توفي سنة سبع وتسعين ومائة1 رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن حازم وجماعة قالوا أخبرنا أبو القاسم بن صصرى "ح" وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العلوي وأحمد بن الهادي قالا أنا محمد بن غسان "وأنا" أبو الفداء المرداوي أنا الإمام أبو محمد عبد الله بن قدامة قالوا أخبرنا أبو المكارم بن هلال أنا عبد الكريم بن المؤمل حضورًا أنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي ثنا خيثمة بن سليمان بدمشق نا أبو عتبة الحجازي نا بقية حدثني الضحاك بن حمزة عن قتادة عن عبد الرحمن بن جبير عن النعمان بن بشير قال جاءت امرأة تشكوا أن زوجها وقع على جاريتها فقال: والله لأقضين بينكما بقضية قضى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن كنت أحللتها له ضربناه مائة سوط وإن لم تكوني أحللتها له رجمناه". الضحاك رواه مع أن ابن حبان ذكره في الثقات. 270- 39/ 6ع- علي بن مسهر الإمام الحافظ أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفي قاضي الموصل: حدث عن داود بن أبي هند وإسماعيل بن أبي خالد وأبي مالك الأشجعي وزكريا بن أبي زائدة وعاصم الأحول وهذه الطبقة من الكوفيين والبصريين. حدث عنه بشر بن آدم وسويد بن سعيد وابنا أبي شيبة وعلي بن حجر وهناد بن السري وخلق سواهم. قال أحمد بن حنبل هو أثبت من أبي معاوية في الحديث وقال أحمد العجلي: كان ممن جمع بين الفقه والحديث ثقة. وروى عباس عن يحيى قال: كان ثبتًا ولي قضاء

_ 1 وقيل 198 أو 177. 270- تهذيب الكمال: 2/ 257. تهذيب التهذيب: 7/ 383 "623". تقريب التهذيب: 2/ 44. الكاشف: 2/ 295. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 297. الجرح والتعديل: 6/ 119. تاريخ أسماء الثقات: 763. تاريخ الثقات: 351. طبقات الحفاظ: 121. اللباب: 2/ 308. الأنساب: 9/ 168. الثقات: 7/ 214. سير الأعلام: 8/ 426، 484. طبقات ابن سعد: 6/ 388. تذكرة الحفاظ: 290. تراجم الأحبار: 3/ 75. معرفة الثقات: 1321. الوافي بالوفيات: 22/ 196.

أرمينية قال ابن نمير: دفن على كتبه. قال ابن معين: اشتكى عينه بأرمينية فقال قاضٍ كان قبله للكحّال: أذهب بصره وأعطيك مالا ففعل. ورجع إلى الكوفة أعمى. مات سنة تسع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الحجار قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن البسري أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله أنا عثمان بن أبي شيبة نا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن ربعى عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن حوضي لأبعد من أيلة وعدن، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم وهو أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل وإني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الغريبة من الإبل عن حوضه"، قيل يا رسول الله وهل تعرفنا يومئذ؟ قال: "تردون عليّ غرًا محجلين من آثار الوضوء ليس لأحد غيركم ". أخرجه مسلم1 وابن ماجه2 عن عثمان فوافقناهما. 271- 40/ 6ع- عبد الرحيم بن سليمان المروزي ثم الكوفي الحافظ أحد الأثبات المصنفين: يروى عن هشام بن عروة وعاصم الأحول. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري، مات سنة سبع وثمانين ومائة. 272- 41/ 6ع- عمر بن علي بن عطاء بن مقدم الإمام الحجة أبو حفص المقدمي البصري مولى ثقيف وهو أبو عاصم ومحمد وعم محمد بن أبي بكر المقدمي: يروى عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وأبي حازم المديني وخالد الحذاء. وعنه خليفة بن خياط وأحمد بن عبدة والفلاس وبندار وأبو الأشعث العجلي وآخرون. قال يحيى بن معين: ما به بأس. وقال ابن سعد: ثقة ويدلس تدليسا شديدا يقول: سمعت ونا. ثم

_ 1 في كتاب الطهارة حديث 34- 39. 2 في كتاب الطهارة باب 6. 271- تهذيب التهذيب: 6/ 306 "600" تقريب التهذيب: 1/ 504 "1175". تاريخ البخاري الكبير: 6/ 102. الجرح والتعديل: 5/ 1602. معجم طبقات الحفاظ: ص112. التذكرة: 1/ 291. تاريخ الثقات: 302 الثقات: 8/ 412. طبقات الحفاظ: 121. رجال الصحيحين: 1224. 272- تهذيب الكمال: 2/ 1020. تهذيب التهذيب: 7/ 485 "807". تقريب التهذيب: 2/ 61. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 276. الكاشف: 2/ 319. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 180. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 250، 251. الجرح والتعديل: 6/ 678. ميزان الاعتدال: 3/ 214. لسان الميزان: 7/ 320. المغني: 4514 المعين: 688. العبر: 1/ 306. ثقات: 7/ 188. تراجم الأحبار: 2/ 546. التمهيد: 6/ 91. مقدمة الفتح: 431. سير الأعلام: 8/ 13 والحاشية.

يسكت, ويقول هشام بن عروة قلت قد احتج به الجماعة واحتملوا له تدليسه, مات في جمادى الأولى سنة تسعين ومائة. أخبرنا أبو الحسن العلوي أنا أبو الحسين القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن الحسن بن داود المنكدري نا عمر بن علي المقدمي نا ابن إسحاق قال سمعت أبا سعيد الخطمي, قال ابن صاعد: هو شرحبيل بن سعيد؛ قال سمعت جابرا يقول صلى بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبجابر بن صخر فأقامنا خلفه. 273- 42/ 6ع- القاضي أبو يوسف الإمام العلامة فقيه العراقين يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهما: سمع هشام بن عروة وأبا إسحاق الشيباني وعطاء بن السائب وطبقتهم. وعنه محمد بن الحسن الفقيه وأحمد بن حنبل وبشر بن الوليد ويحيى بن معين وعلي بن الجعد وعلي بن مسلم الطوسي وعمرو بن أبي عمرو وخلق سواهم، نشأ في طلب العلم وكان أبوه فقيرا فكان أبو حنيفة يتعاهد يعقوب بمائة بعد مائة وقال المزني: أبو يوسف اتبع القوم للحديث. وقال يحيى بن يحيى التميمي سمعت أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه إلا ما وافق الكتاب والسنة، وفي لفظ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون. وروى أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود البرلسي عن يحيى بن معين قال: ليس في أصحاب الرأي أكثر حديثا ولا أثبت من أبي يوسف وقال علي بن الجعد: سمعت أبا يوسف يقول من قال إيماني كإيمان جبريل فهو صاحب بدعة. قال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: من طلب غرائب الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء افتقر، ومن طلب الدين بالكلام تزندق. وروى عباس عن ابن معين قال: أبو يوسف صاحب حديث وصاحب سنة. وقال ابن سماعة كان أبو يوسف يصلي بعد ما ولي القضاء في كل يوم مائتي ركعة. وقال أحمد: كان مصنفا في الحديث. وقال الفلاس صدوق كثير الغلط. مات في ربيع الآخر سنة ثنتين وثمانين ومائة1 عن سبعين سنة إلا سنة. وله أخبار

_ 273- تهذيب التهذيب: 11/ 380 "741". تقريب التهذيب: 2/ 374. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 180. الكاشف: 3/ 290. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 397. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 230، 288. الجرح والتعديل: 9/ 843. ميزان الأعمال: 4/ 448. تاريخ الثقات: 484. طبقات الحفاظ: ص189. الثقات: 9/ 284. الأنساب: 2/ 91، 10/ 306. الضعفاء الكبير: 4/ 438. المعين: 743، 874. الكامل: 7/ 2604. نسيم الرياض: 4/ 562. تراجم الأحبار: 4/ 233. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 215. 1 وقيل 208.

في العلم السيادة قد أفردته وأفردت صاحبه محمد بن الحسن رحمهما الله في جزء، أكبر شيخ له حصين بن عبد الرحمن ولم يلق عبد الله بن دينار بل بينهما. رجل أخبرنا أحمد بن إسحاق إنا مبارك بن أبي الجواد أنا أحمد بن أبي غالب أنا عبد العزيز بن علي أنا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون الحضرمي نا إسحاق بن أبي إسرائيل أنا أبو يوسف القاضي ثنا أبو حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: أتى ماعز بن مالك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقر بالزنا فرده، ثم عاد فأقر بالزنا فرده، ثم عاد فأقر بالزنا فرده، فلما كان في الرابعة سأل عنه قومه: هل تنكرون من عقله شيئا؟ قالوا: لا، فأمر به فرجم في موضع قليل الحجارة فأبطأ عليه الموت فانطلق يسعى إلى موضع كثير الحجارة واتبعه الناس فرجموه حتى قتلوه، ثم ذكروا شأنه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستأذنوه في دفنه والصلاة عليه فأذن لهم في ذلك فقال: "لقد تاب توبة لو تابها فئام من الناس قبل منهم". هذا إسناده متصل عال. 274- 43/ 6 ع- أبو معاوية الحافظ الثبت محدث الكوفة محمد بن خازم الكوفي الضرير: حدث عن هشام بن عروة والأعمش وليث بن أبي سليم وأبي إسحاق الشيباني وإسماعيل بن أبي خالد وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو خيثمة والحسن بن عرفة وهناد وسعدان بن نصر والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن عبد الجبار وخلق عظيم. ولد سنة ثلاث عشرة ومائة. قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية أما أنت فقد ربطت رأس كيسك وقيل إن شعبة كان إذا حدث بحضرة أبي معاوية يراجعه في حديث الأعمش يقول أليس كذا؟ أليس كذا؟. قال أبو نعيم لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة. وقال أحمد بن حنبل: كان أبو معاوية إذا سئل عن حديث الأعمش يقول قد صار في فمي علقما. قال أحمد: كان والله حافظا للقرآن ويضطرب في غير حديث الأعمش. وقال علي بن المديني: كتبت عن أبي معاوية عن الأعمش ألفا وخمس مائة حديث. قال جرير: كنا نخرج من عند الأعمش فلا يكون أحفظ منا لحديثه من أبي معاوية. وقيل: كان الرشيد يجلّ أبا معاوية ويحترمه. وقال أحمد بن داود الحراني: سمعت أبا معاوية يقول: البصراء

_ 274- تهذيب الكمال: 3/ 1192. تهذيب التهذيب: 13719. تقريب التهذيب: 2/ 157. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 397. الكاشف: 3/ 37. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 74. الجرح والتعديل: 7/ 1360. ميزان الاعتدال: 3/ 533. لسان الميزان: 7/ 356. تاريخ بغداد: 5/ 342. تاريخ أسماء الثقات: 1273. تاريخ الثقات: 403. ثقات: 7/ 441. طبقات الحفاظ: 122. طبقات ابن سعد: 6/ 392. نسيم الرياض: 2/ 125. الوافي بالوفيات: 3/ 34. سير الأعلام: 9/ 73 والحاشية. معرفة الثقات: 1589.

كانوا عليّ عيالًا عند الأعمش. وعنه: لقد رأيتهم يجيئون كلهم إليّ بأبي فأملى عليهم ما سمعوا من الأعمش. وقال أحمد بن الحسن السكري الحافظ: أعرفهم بالأعمش أبو معاوية, وبعده الثوري, وبعده شعبة. قلت: كان أبو معاوية يرى الأرجاء. مات في قول الجماعة سنة خمس وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. وقيل: سنة أربع وقع لي من عوالي أبي معاوية كثير. 275- 44/ 6 ع- مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن الحافظ المحدث الثقة أبو عبد الله الفزاري الكوفي نزيل مكة ثم دمشق: حدث عن عاصم الأحول وحميد الطويل وأبي مالك سعد بن طارق وإسماعيل بن أبي خالد وموسى الجهني ومحمد بن سوقة وعدة. وعنه أحمد وإسحاق وأبو خيثمة والحسين بن حريث ودحيم وأبو كريب وابن عرفة ومحمد بن هشام بن خلاس النميري وخلق كثير. ذكره أحمد بن حنبل فقال: ثبت حافظ كان يحفظ حديثه كله. وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين. وقال ابن معين: كان يلتقط شيوخا من السكك. قيل مات فجاءة بمكة في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائة وما أعلى حديثه في الأربعين لعبد المنعم الفراوي وقيل: كان فقيرا معيلا فكان الناس يبرّونه. 276- 45/ 6خ د ت ق- مروان بن شجاع الحافظ الإمام أبو عمرو الجزري مولى بني أمية: حراني سكن بغداد وكان عالما بخصيف حدث عنه وعن إبراهيم بن أبي عبلة وسالم الأفطس. وعنه أحمد بن حنبل وسريج بن يونس وأحمد بن منيع وأبو عبيد ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة وعدة. وثقه ابن معين وغيره. وقال ابن سعد: كان راوية لخصيف. وقال خليفة: مات سنة أربع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى. عواليه في جزء ابن عرفة وغيره.

_ 275- تهذيب الكمال: 3/ 1317. تهذيب التهذيب: 10/ 97 "177". تقريب التهذيب: 2/ 239. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 20.الكاشف: 3/ 133. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 372. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 274. الجرح والتعديل: 8/ 1246. ميزان الاعتدال: 4/ 93. لسان الميزان: 7/ 383. الثقات: 7/ 483. تراجم الأحبار: 3/ 411. تاريخ أسماء الثقات: 1423. تاريخ بغداد: 13/ 149. المغني: 6174. سير الأعلام: 9/ 51. 276- تهذيب الكمال: 3/ 1316. تهذيب التهذيب: 10/ 94 "173". تقريب التهذيب: 2/ 239. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 19. الكاشف: 3/ 132. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 372. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 234. الجرح والتعديل: 8/ 1249. ميزان الاعتدال: 4/ 91. لسان الميزان: 7/ 383. ثقات: 9/ 179. طبقات الحفاظ: 123. المغني: 6166. سير الأعلام: 9/ 34. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 114. معجم طبقات الحفاظ: 172.

277- 46/ 6 ع- عبد الأعلى بن عبد الأعلى المحدث العالم أبو محمد القرشي السامي البصري: عن حميد الطويل والجريري ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وعدة. وعنه إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو بن علي الفلاس ونصر بن علي وبندار وخلق كثير وحديثه في الكتب الستة وثقه غير واحد. وأما ابن سعد فقال: لم يكن بالقوي قلت. مات في شعبان سنة تسع وثمانين ومائة ويأتي له ما ينكر. 278- 47/ 6 ع- السيناني الحافظ الإمام الحجة أبو عبد الله الفضل بن موسى المروزي أحد أئمة خراسان: وسينان من قرى مرو. رحل وسمع من هشام بن عروة وخثيم بن عراك وإسماعيل بن أبي خالد ومعمر وحسين المعلم وطبقتهم. وعنه إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر ويحيى بن أكثم وأبو عمار الحسين بن حريث وعلي بن خشرم ومحمود بن غيلان ومحمود بن آدم وعدة. قال أبو نعيم: هو أثبت من المبارك. وقال وكيع: أعرفه ثقة صاحب سنة. وقال علي بن خشرم سمعت السيناني يقول: كان علينا عامل بمرو وكان نسّاء فقال اشتروا لي غلاما وسمعوه بحضرتي حتى لا أنسى ففعلوا ذلك، فقال ما سميتموه قالوا واقدا، قال فهلا اسما لا أنساه أبدا قم يا فرقد. قال إسحاق بن راهويه لم اكتب عن أحد أوثق في نفسي من الفضل بن موسى ويحيى بن يحيى. ولد سنة خمس عشرة ومائة ومات. رحمة الله عليه في حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائة1 ليلة دخول هرثمة على ولاية خراسان. وقع لي من عواليه من رواية محمود بن غيلان عنه. 279- 48/ 6 ع- حفص بن غياث الإمام الحافظ أبو عمر النخعي الكوفي قاضى بغداد ثم

_ 277- تهذيب الكمال: 2/ 760. تهذيب التهذيب: 6/ 96 "199". تقريب التهذيب: 1/ 465 "784". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 116. الكاشف: 2/ 146. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 73. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 246. الجرح والتعديل: 6/ 147. ميزان الاعتدال: 2/ 531. لسان الميزان: 7/ 274. مقدمة الفتح: 416. سير الأعلام: 9/ 242 والحاشية. الثقات: 7/ 130. 278- تهذيب الكمال: 2/ 1101. تهذيب التهذيب: 8/ 286 "525". تقريب التهذيب: 2/ 111، 112. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 337. الكاشف: 2/ 384. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 117. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 268. الجرح والتعديل: 7/ 390. ميزان الاعتدال: 3/ 360. لسان الميزان: 7/ 336. البداية والنهاي: 10/ 206. الثقات: 7/ 319. تراجم الأحبار: 3/ 247. 1 وقيل 191. 279- تهذيب الكمال: 1/ 306. تهذيب التهذيب: 2/ 415. تقريب التهذيب: 1/ 189. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 241. الكاشف: 1/ 243. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 278. الجرح والتعديل: 3/ 803. ميزان الاعتدال: 1/ 567. لسان الميزان: 7/ 201. البداية والنهاية: 10/ 238. نسيم الرياض: 4/ 478. مقدمة الفتح: 398. الوافي بالوفيات: جـ 13 رقم 98 ص98. تاريخ بغداد 8/ 188. سير الأعلام: 9/ 22. الثقات: 6/ 200.

قاضى الكوفة: حدث عن جده طلق بن معاوية وعاصم الأحول وليث بن أبي سليم وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وخلق كثير. حدث عنه ولده عمر بن حفص وأحمد وإسحاق وعلي بن المديني وابن معين وابنا أبي شيبة وعمرو الناقد ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة وأحمد العطاردي وخلق سواهم. ولد سنة سبع عشرة ومائة. قال يحيى القطان: حفص أوثق أصحاب الأعمش. وقال سجادة: كان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث. قال حفص: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. مات وعليه دين تسعمائة درهم. قال يحيى بن معين: جميع ما حدث به حفص ببغداد وبالكوفة فمن حفظه، لم يخرج كتابا، كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث من حفظه. وقال أبو جعفر المسندي: كان حفص بن غياث من أسخي العرب, وكان يقول من لم يأكل من طعامي لا أحدثه وإذا كان يوم ضيافته لا يبقى رأس في الرواسين. توفي حفص آخر سنة أربع وتسعين ومائة1 رحمة الله عليه. قال أحمد بن حنبل: رأيت مقدم فم حفص مضبّبة أسنانه بالذهب. 280- 49/ 6 ع- يحيى بن سعيد بن فروخ الإمام العلم سيد الحفاظ أبو سعيد التميمي مولاهم البصري القطان: ولد سنة عشرين ومائة. سمع هشام بن عروة وعطاء بن السائب وحسينا المعلم وخيثم بن عراك وحميد الطويل وسليمان التيمى ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وطبقتهم فأكثر جدا. وعنه ابن مهدي وعفان ومسدد وأحمد وإسحاق ويحيى وعلي والفلاس وبندار وإسحاق الكوسج ومحمد بن شداد المسمعي وأمم سواهم. قال أحمد: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان. وقال ابن معين قال لي عبد الرحمن: لا ترى بعينيك مثل يحيى القطان. وقال ابن المديني: ما رأيت أحدا أعلم بالرجال منه. وقال بندار: هو إمام أهل زمانه. وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى بن سعيد ظننت أنه لا يحسن شيئا كان يشبه التجار فإذا تكلم أنصت له الفقهاء. وقال أحمد بن محمد بن يحيى: لم يكن جدي يمزح ولا يضحك إلا تبسمًا ولا دخل حمامًا وكان يخضب.

_ 1 وقيل 195 أو 196. 280- تهذيب الكمال: 3/ 1498. تهذيب التهذيب: 110/ 516 "358". تقريب التهذيب: 2/ 348. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 149. الكاشف: 3/ 256. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 276. تاريخ البخاري الصغير: 10/ 300، 2/ 283. الجرح والتعديل: 9/ 624. ميزان الاعتدال: 4/ 380. تاريخ الثقات: 472. طبقات ابن سعد: 7/ 47 قسم 2. الثقات: 5/ 251. التاريخ لابن معني: 3/ 643. الأنساب: 10/ 449. معجم الثقات: 13. تراجم الأحبار: 4/ 244. الثقات: 7/ 611. نسيم الرياض: 2/ 444. الحلبة: 8/ 380. طبقات ابن سعد: 6/ 346. سير الأعلام: 9/ 175 والحاشية. ديوان الإسلام ت 2205.

وقال ابن معين: أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم كل ليلة. وقال بندار: اختلفت إليه عشرين سنة فما أظن أنه عصى الله قط. وقال محمد بن أبي صفوان: كان نفقة يحيى القطان من غلته حنطة وشعير وتمر. قال يحيى بن معين: لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة. وقال أحمد: ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد. وقال العجلي: كان نقي الحديث لا يحدث إلا عن ثقة. قال أبو قدامة السرخسي سمعت يحيى بن سعيد يقول: كل من أدركت يقولون الإيمان قول وعمل ويكفرون الجهمية ويقدمون أبا بكر وعمر. وقال ابن معين كان يحيى إذا قرئ القرآن عنده سقط حتى يصيب وجهه الأرض. وقال: ما دخلت كنيفًا قط إلا ومعي امرأة. قال ابن معين: كان ضعيف القلب وكان له جار فوقع فيه وشتمه فجعل يحيى يبكى ويقول: صدق من أنا؟ وما أنا؟. قال: وكان له سبحة يسبح بها. وقال ابن مهدي: اختلفوا يوما عند شعبة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكما، قال: قد رضيت بالأحول، يعنى يحيى بن سعيد؟ فما برحنا حتى جاء وقضى على شعبة، فقال: ومن يطيق نقدك يا أحول. قال ابن سعد: كان ثقة حجة رفيعا مأمونا, وقال شاذي بن يحيى قال يحيى القطان من قال إن: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإخلاص: 1] مخلوق فهو زنديق. قال ابن المديني: كنا عند يحيى فقرأ رجل سورة الدخان فصعق وغشي عليه. قال النسائي أمناء الله على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالك وشعبة ويحيى القطان. وقال أحمد إلى يحيى القطان المنتهي في التثبت. قال يحيى بن معين سمعت يحيى بن سعيد يقول: ليس لأحد علي عقد ولا ولاء. قال ابن مهدي: قال لي سفيان: جئني بمن أذاكره، فجئته بيحيى فذاكره فلما خرج قال يا عبد الرحمن قلت لك جئني بإنسان جئتني بشيطان، يعني اندهش سفيان من حفظه. وقال أحمد: يحيى القطان أثبت الناس، وما كتبت عن أحد مثله. قال عفان: رأى رجل في النوم بشر يحيى بن سعيد القطان بأمان من الله يوم القيامة. توفي يحيى في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة1, وله حديث في غاية العلو في الغيلانيات وآخر من حدث عنه المسمعي وآخر من حدث عن المسمعي أبو بكر الشافعي وآخر من حدث عن أبي بكر أبو طالب بن غيلان وآخر من حدث عنه ابن الحصين وآخر من حدث عنه ابن طبرزذ وخاتمة أصحابه فخر الدين بن البخاري صاحب المشيخة.

_ 1 وقيل 198.

281- 50/ 6 ع- غُندر الحافظ المتقن المجود أبو عبد الله محمد بن جعفر الهذلي مولاهم البصري: سمع حسينا المعلم وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وعوفا الأعرابي ومعمر بن راشد وسعيد بن أبي عروة ولزم شعبة فأكثر عنه جدا. حدث عنه أحمد وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأبو خيثمة وقتيبة وأبو بكر بن أبي شيبة والفلاس وبندار ومحمد بن المثنى ومحمد بن الوليد البسري وآخرون. قال يحيى بن معين: كان غندر أصح الناس كتابا, أراد بعض الناس أن يخطئه فلم يقدر وقال أحمد بن حنبل قال غندر: لزمت شعبة عشرين سنة قلت: ابن جريج هو الذي لقبه غندرا لكونه شغب عليه وذلك لأن ابن جريج تعنته في الأخذ. قال يحيى بن معين: أخرج إلينا غندر ذات يوم جرابا فقال: اجهدوا أن تخرجوا فيه خطأ, قال: فما وجدنا فيه شيئا, وكان يصوم يوما ويفطر يوما منذ خمسين سنة. قال عبد الرحمن بن مهدى: كنا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة. قلت: كان يتجر في الطيالسة والكرابيس ومع إتقانه كان فيه تغفل. قال علي بن عثام: أتيت غندرا فذكر من فضله وعلمه بحديث شعبة فقال لي: هات كتابك فأبيت إلا أن يخرج كتابه فأخرجه وقال: يزعم الناس إني اشتريت سمكا فأكلوه وأنا نائم ولطخوا به يدي ثم قالوا: أكلت فشم يدك, أفما كان يدلي بطني. قال الدينوري: في المجالسة أنا جعفر بن أبي عثمان سمعت يحيى بن معين يقول دخلنا على غندر فقال لا أحدثكم بشيء حتى تمشوا إلى السوق فيراكم الناس فيكرموني فمشينا خلفه فجعل الناس يقولون: من هؤلاء يا أبا عبد الله؟ فيقول: هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني من بغداد يكتبون عني. مات غندر في أول ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة1 رحمة الله عليه. قرأت على عبد الخالق بن عبد السلام القاضى ببعلبك في سنة ثلاث وتسعين. أخبركم الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد سنة إحدى عشرة وست مائة أنا أحمد بن عبد الغني "ح" وقرأت على أحمد بن محمد الطاهري قال قرأت على أبي القاسم بن رواحة

_ 281- تهذيب الكمال: 3/ 1183. تقريب التهذيب: 2/ 151. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 388. الكاشف: 3/ 29. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 57، 58. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 269، 273. الجرح والتعديل: 7/ 1223. ميزان الاعتدال: 3/ 502. لسان الميزان: 7/ 354. تاريخ الثقات: 402. ثقات: 7/ 394، 9/ 50. تاريخ الثقات: 402. سير الأعلام: 9/ 98 والحاشية. تراجم الأحبار: 3/ 237، 4/ 23. 1وقيل: 194.

"وقرأت" بمكة على شيخ الحرم أبي إسحاق الطبري "وببعلبك" على أبي الحسين ابن الفقه قالًا أنا علي بن هبة الله الخطيب "وأنا" أبو القاسم الهواري وابن جماعة وجماعة قالوا أنا جعفر بن علي "وأنا" عبد الله بن محمد الخالدي وغيره أنا يوسف بن محمود، قالوا أنا أبو طاهر السلفي قال أنا نصر بن أحمد القارئ أنا عبد الله بن عبيد الله أنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء أنا محمد بن المثني حدثني محمد بن جعفر أنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أن رجلًا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل؟ فإما ذكر وإما ذُكّر، فقال: إني كنت أبايع الناس وكنت أنظر المعسر وأتجوّز في السكة أو النقد؟ فغفر الله له ". فقال أبو مسعود رضي الله عنه. وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 282- 51/ 6 ع- الوليد بن مسلم الإمام الحافظ عالم أهل دمشق أبو العباس الأموي مولاهم الدمشقي: ولد سنة تسع عشرة ومائة. وسمع يحيى بن الحارث الذماري وقرأ عليه وثور بن يزيد وابن عجلان وهشام بن حسان وابن جريج والمثني بن الصباح ويزيد بن أبي مريم وصفوان بن عمرو والأوزاعي وخلقًا كثيرًا. حدث عنه أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المديني ودحيم وهشام بن عمار وأبو خيثمة وعلي بن محمد الطنافسي وكثير بن عبيد ومحمد بن مصفى ومحمود بن غيلان وموسى بن عامر وخلق كثير. صنف التصانيف والتواريخ وعنى بهذا الشأن أتم عناية. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت في الشاميين أعقل منه. وقال ابن جوصاء: لم نزل نسمع أنه من كتب مصنفات الوليد صلح أن يلي القضاء، وهي سبعون كتابًا. وقال أبو مسهر وغيره كان الوليد مدلسًا ربما دلس عن الكذابين. قلت: وقرأ عليه الربيع بن ثعلب وهشام بن عمار، وقد حدث عنه من شيوخه الليث بن سعد، ومن أقرانه بقية وابن وهب. قال محمد بن سعد: والوليد ثقة كثير الحديث والعلم. قال يعقوب الفسوي: سألت هشامًا عن الوليد فأقبل يصف علمه وورعه

_ 282- تهذيب الكمال: 3/ 1474. تهذيب التهذيب: 11/ 151 "254". تقرير التهذيب: 2/ 336. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 134. الكاشف: 3/ 242. ناريخ البخاري الصغير: 2/ 276، 277. الجرح والتعديل: 4/ 348. الجرح والتعديل: 9/ 70. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 152. لسان الميزان: 7/ 427. الأنساب: 5/ 374. مقدم الفتح: 450. الثقات: 9/ 222. تراجم الأحبار: 4/ 189. نسيم الرياض: 4/ 337. سير الأعلام: 9/ 211 والحاشية. معجم المؤلفين: 13/ 172 والحاشية. معرفة الثقات: 1948. المغني: 6887. البداية والنهاية: 10/ 235. تاريخ الثقات: 466. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 187.

وتواضعه, وكان أبوه من رقيق الإمارة. قال أبو اليمان: ما رأيت مثل الوليد بن مسلم. وقال علي بن المديني: سمعت من الوليد وما رأيت من الشاميين مثله، وقد أغرب بأحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد. قال صدقة بن الفضل المروزي: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم من الوليد وكان يحفظ الأبواب. وقال ابن المديني: الوليد رجل أهل الشام وعنده علم كثير لم أستمكن منه. وقال غيره: كان الوليد بارعا في حفظ المغازي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن عدي ثقة. قلت: لا نزاع في حفظه وعلمه وإنما الرجل مدلس فلا يحتج به إلا إذا صرح بالسماع. قال حرملة بن عبد العزيز: نزل على الوليد بن مسلم قافلا من الحج فمات عندي بذي المروة. قال محمد بن مصفى وغيره: مات في المحرم سنة خمس وتسعين ومائة1 رحمه الله تعالى. وقع لي من عواليه في أماكن. وقد روى محمد بن أيوب البجلي قال أنا الهيثم بن خارجة نا الوليد بن مسلم قال سألت مالكا والأوزاعي والثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. 283- 52/ 6 ع- عبد الله بن وهب بن مسلم الإمام الحافظ أبو محمد الفهري مولاهم المصري الفقيه أحد الأئمة الأعلام: ولد سنة خمس وعشرين ومائة ويقال ولاؤه للأنصار. قال ابن يونس: طلب العلم وله سبع عشرة سنة. وقال: دعوت يونس بن يزيد لوليمة عرسي. قال ابن يونس: جمع ابن وهب بين الفقه والحديث والعبادة. قلت حدث عن يونس بن يزيد وابن جريج وحنظلة بن أبي سفيان وحيوة بن شريح وأسامة بن زيد الليثي وحيى بن عبد الله المعافري وعمر بن محمد العمري وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري وأبي صخر حميد بن زياد وعمرو بن الحارث ومالك وسفيان والليث وخلق كثير بمصر والحرمين وصنف موطأ كبيرا. روى عنه شيخه الليث وابن مهدي وأصبغ بن الفرج وحرملة وأحمد بن صالح وسعيد بن أبي مريم وسحنون بن سعيد والحارث بن مسكين وأبو الطاهر أحمد بن السرح وعبد الملك بن شعيب وبحر بن نصر وإبراهيم بن منذر وسعيد بن منصور وأحمد بن عبد الرحمن بن أخيه والربيع بن سليمان المرادي ويونس بن عبد الأعلى وخلائق وكان ثقة حجة حافظا مجتهدا لا يقلد أحدا ذا تعبد وتزهد. قال أحمد بن

_ 1 وقيل 194أو 196. 283- تهذيب الكمال: 2/ 753. تهذيب التهذيب: 6/ 71 "140". تقريب التهذيب: 1/ 460 "728". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 110. الكاشف: 2/ 141. تاريخ البخاري الكبير 5/ 218. الجرح والتعديل: 5/ 879. ميزان الاعتدال: 2/ 521، 523. لسان الميزان: 7/ 273. الحلية: 8/ 324، 331. الوافي بالوفيات: 17/ 665 والحاشية. سير الأعلام: 9/ 223 والحاشية. الثقات: 8/ 346.

صالح: ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه, حدث بمائة ألف حديث وقد وقع عندنا سبعون ألف حديث. وقال خالد بن خداش: قرأ على ابن وهب كتابه في أهوال القيامة فخر مغشيا عليه فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام. قال ابن وهب: رأيت هشام بن عروة جالسًا في المسجد ثم جئت منزله فقالوا: نام فلما رجعت من الحج وجدته قد مات, ورأيت عبيد الله بن عمرو قد عمى وقطع الحديث. قال عبد الرحمن بن القاسم الفقيه لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل، ما دون العلم أحد تدوينه. وقال يونس عن ابن وهب: قرأت على نافع بن أبي نعيم. قال أبو زرعة: نظرت في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهب ولا أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له. وهو ثقة، وسمعت يحيى بن بكير يقول: هو أفقه من ابن القاسم. وعن سحنون قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا؛ ثلثا في الرباط وثلثا يعلم الناس وثلثا في الحج. قيل حج ستا وثلاثين حجة وكان مالك يكتب إليه إلى عبد الله مفتي أهل مصر. ولم يفعل هذا مع غيره وذكر هو وابن القاسم عند مالك فقال: ابن القاسم فقيه وابن وهب عالم. قال أبو زيد بن أبي الغمر: كنا نسمي ابن وهب ديوان العلم. قال ابن أبي حاتم أنا أحمد بن عبد الرحمن أنا عمي قال: سئل مالك عن تخليل الأصابع فلم ير ذلك فقلت: يا أبا عبد الله إن عندنا لذلك سنة، أنا الليث وعمرو بن الحارث عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا توضأت فخلل أصابع رجليك ". فرأيته بعد ذلك يسأل عنه فيأمر بتخليل الأصابع، وقال لي: ما سمعت بهذا قط إلا الآن. وقال أحمد بن سعيد الهمداني: دخل ابن وهب حماما فسمع قارئا يقرأ {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّار} [غافر: 47] . فغشي عليه. قال أحمد بن أخي ابن وهب: طلب عباد بن محمد عمى ليوليه القضاء فتغيب فهدم عباد بعض دارنا فقال الصباحي لعباد: متى طمع هذا الكذا والكذا أن يلي القضاء؟ فبلغ عمي فدعا عليه بالعمى فعمي بعد جمعة. وقال أبو طاهر بن عمرو جاء نعي ابن وهب ونحن في مجلس ابن عيينة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب المسلمون به عامة وأصبت به خاصة. قال النسائي: ابن وهب ثقة ما أعلمه روى عن ثقة حديثا منكرا. وقال يونس: مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. قلت يقع عواليه في الثقفيات. 284- 53/ 6ع- وكيع بن الجراح بن مليح الإمام الحافظ الثبت محدث العراق أبو

_ 284- تهذيب الكمال: 3/ 1463. تهذيب التهذيب: 11/ 123 "211". تقريب التهذيب: 2/ 331. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 128. الكاشف: 3/ 237. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 179. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 281. الجرح والتعديل: 9/ 168. ميزان الاعتدال: 4/ 335. البداية والنهاية: 10/ 240. الأنساب: 6/ 180. طبقات ابن سعد: 6/ 275. تاريخ الثقات: 464. المعين: 731. الحلية: 8/ 368. تراجم الأحبار: 4/ 192. ثقات: 7/ 562. نسيم الرياض: 2/ 285، 3/ 409. سير الأعلام: 9/ 140 والحاشية. معجم المؤلفين: 13/ 166. تاريخ بغداد: 13/ 466. ديوان الإسلام: ت: 2167.

سفيان الرواسي الكوفي أحد الأئمة الأعلام ورواس بطن من قيس عيلان: ولد سنة تسع وعشرين ومائة. سمع هشام بن عروة والأعمش وجعفر بن برقان وإسماعيل بن أبي خالد وابن عون وابن جريج وسفيان والأوزاعي وخلائق. وعنه ابن المبارك مع تقدمه وأحمد وابن المديني ويحيى بن معين وإسحاق وزهير وابنا أبي شيبة وأبو كريب وعبد الله بن هاشم وعلي بن حرب وإبراهيم بن عبد الله القصار وأمم سواهم. وكان أبوه على بيت المال, وأراد الرشيد أن يولي وكيعًا قضاء الكوفة فامتنع. قال يحيى بن يمان: لما مات سفيان جلس وكيع موضعه وقال القعنبي كنا عند حماد بن زيد فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية سفيان فقال: هذا إن شئتم أرجح من سفيان. وعن يحيى بن أيوب المقابري قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم. الفضل بن محمد الشعراني سمعت يحيى بن أكثم قال: صحبت وكيعا في السفر والحضر فكان يصوم الدهر ليلة ويختم القرآن كل ليلة. قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. وقال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع وقال يحيى: ما رأيت أفضل منه يقوم الليل ويسرد الصوم ويفتي بقول أبي حنيفة وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضا وقال ابن المبارك رجل المصريين1 اليوم ابن الجراح. قال سلم بن جنادة جالست وكيعًا سبع سنين فما رأيته بزق ولا مس حصاة ولا جلس مجلسه فتحرك ولا رأيته إلا مستقبل القبلة وما رأيته يحلف بالله. قلت: ما فيه إلا شربة لنبيذ الكوفيين وملازمته له جاء ذلك من غير وجه عنه. قال يحيى بن معين: سأل رجل وكيعا أنه شرب نبيذا فرأى في النوم كأن من يقول له إنك شربت خمرا، فقال وكيع ذلك شيطان. قال إبراهيم بن شماس: لو تمنيت: كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي. ثم قال: كان وكيع أفقه الناس. وقال مروان بن محمد الطاطري ما رأيت أخشع من وكيع, وما وصف لي أحد إلا ورأيته دون الصفة إلا وكيع فإني رأيته فوق ما وصف لي. قال سعيد بن منصور قدم وكيع مكة وكان سمينا فقال له الفضيل بن عياض: ما هذا السمن

_ 1 في تاريخ بغداد "رجل المصرين يعني وكيعا.

وأنت راهب العراق؟ قال: هذا من فرحي بالإسلام فأفحمه. قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه. وقال أبو داود ما رئي لوكيع كتاب قط. قال أحمد بن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قط يحفظ الحديث ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد ولا يتكلم في أحد. قال حماد بن مسعدة قد رأيت الثوري، ما كان مثل وكيع. وقال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول: من فضل عبد الرحمن على وكيع فعليه كذا وكذا -ولعن. قال أبو حاتم وكيع أحفظ من ابن المبارك. وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمصنفات وكيع. وقال ابن المديني: كان وكيع يلحن ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجبا يقول عن عيشة1. وروى أبو هشام وغيره عن وكيع قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. وقيل كان وكيع أعور. وقد سقت أخباره في تاريخ الإسلام وهي طويلة في تاريخ دمشق. توفي وكيع بفيد راجعًا من الحج سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء. قال وكيع: الجهر بالبسملة بدعة سمعه منه أبو سعيد الأشج وقد وصل إنسانا مرة بصرة دنانير لكونه كتب من محبرته وقال: اعذرني فإني لا أملك غيرها رحمة الله عليه. 285- 54/ 6 ع- خالد بن الحارث الحافظ الحجة أبو عثمان الهجيمي البصري: حدث عن أيوب السختياني وحميد الطويل وعبيد الله بن عمر وهشام بن عروة وابن عون وطبقتهم. وعنه إسحاق بن راهويه وابن المديني والقواريري وأحمد بن المقدام ومحمد بن المثنى والفلاس والحسن بن عرفة وخلق كثير. وقد حدث عنه من شيوخه شعبة. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة إمام. وقال الترمذي: ثقة مأمون، سمعت محمد بن المثنى يقول: ما رأيت بالبصرة مثل خالد بن الحارث، ولا بالكوفة مثل عبد الله بن إدريس قلت: توفي خالد بن الحارث في سنة ست وثمانين ومائة رحمه الله تعالى تقع عواليه في جزء الحفار. 286- 55/ 6 ع- بشر بن المفضل بن لاحق الإمام الثقة أبو إسماعيل الرقاشي مولاهم البصري الحافظ العابد: حدث عن سهيل بن أبي صالح ويحيى بن سعيد وحميد الطويل

_ 1 في التهذيب "كان يقول حدثنا مسعر عن عيينة" وفي هامشه "عنبسة". 285- تهذيب التهذيب: 3/ 82. تقريب التهذيب: 1/ 212.الجرح والتعديل: 3/ 325. الثقات: 6/ 267. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 145. 286- تهذيب الكمال: 1/ 151. تهذيب التهذيب: 1/ 458. تقريب التهذيب: 1/ 101. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 128. الكاشف: 1/ 157. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 84. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 241، 242. الجرح والتعديل: 2/ 1410. الثقات: 6/ 97. طبقات الحفاظ: 67. طبقات ابن سعد: 7/ 303. البداية والنهاية: 10/ 199. الوافي بالوفيات: 10/ 156/ 4620. سير الأعلام: 9/ 36.

والجريري وخالد الحذاء وهذه الطبقة. وعنه علي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل ونصر بن علي وعمرو بن علي الفلاس وأحمد بن المقدام وخلق كثير. قال أحمد إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال علي بن المديني: كان يصلي كل يوم أربع مائة ركعة، ويصوم يوما ويفطر يوما, ويروى أنه ذكر عنده جهمي فقال: لا تذكروا ذلك الكافر, توفي بشر سنة ست أو سبع وثمانين ومائة. 287- 56/ 6 ع- محمد بن حرب الإمام الثقة الفقيه أبو عبد الله الخولاني الحمصي الأبرش كاتب الزبيدي: حدث عن الزبيدي وبحير بن سعد ومحمد بن زياد الألهاني وعمر بن روبة والأوزاعي وعدة. روى عنه أبو مسهر وإسحاق بن راهويه ومحمد بن وهب بن عطية وكثير بن عبيد وأبو التقى اليزني ومحمد بن مصفى وأبو عتبة الحجازي وخلق كثير. وذكر ابن سعد أنه ولي قضاء دمشق. قال ابن معين وغيره: ثقة وحديثه في الكتب الستة. قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربع وتسعين ومائة1 رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن داود المقدسي بكفربطنا أنا أبو عبد الله الحافظ سنة ثمان وثلاثين وستمائة. أنا القاسم بن عبد الله أنا وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن الأزهري أنا محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقى نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن وهب نا محمد بن حرب نا محمد بن الوليد الزبيدي أنا الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة ". أخرجه البخاري عن محمد هو الذهلي فوافقناه, وفي إسناده عدة محمدون, وعندي من عواليه في صفة النفاق. 288- 57/ 6 خ 4- عبيدة بن حميد الكوفي الحذاء الحافظ الثبت: حدث عن الأسود بن

_ 287- تهذيب الكمال: 3/ 1186. تهذيب التهذيب: 9/ 109. تقريب التهذيب: 2/ 153. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 392. الكاشف: 3/ 31. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 69. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 275. الجرح والتعديل: 7/ 1299. تاريخ الثقات: 402. معجم طبقات الحفاظ: "154". الوافي بالوفيات: 2/ 327. المعين: 700 ثقات: 9/ 50. أربع رسائل: 169. الجمع بين رجال الصحيحين: 1674. طبقات الحفاظ: 128. تراجم الأحبار: 4/ 45. المحدث الفاضل رقم: 105. معرفة الثقات: 1584. التمهيد: 3/ 264. سير الأعلام: 9/ 57 والحاشية. العبر: 1/ 315. 1 وقيل 192. 288- تهذيب الكمال: 2/ 898. تهذيب التهذيب: 7/ 81 "180". تقريب التهذيب: 1/ 547. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 206. الكاشف: 2/ 241. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 86. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 252. الجرح والتعديل: 6/ 475. ميزان الاعتدال: 3/ 25. لسان الميزان: 7/ 300. تاريخ بغداد: 11/ 120. البداية والنهاية: 10/ 204. سير الأعلام: 8/ 508. والحاشية. الثقات: 7/ 162.

قيس وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ومنصور والأعمش وعدة. حدث عنه سفيان الثوري مع تقدمه وأحمد بن حنبل وأحمد بن منيع والحسن بن الصباح البزار والحسن بن محمد الزعفراني وعمرو الناقد ومحمد بن سعيد بن غالب العطار وآخرون. وكان عالما نبيلا صاحب حديث ونحو وقرآن وفضائل. قال يحيى بن معين وأحمد: ثقة. قال أحمد: أتيناه فأملى علينا ثم كثر عليه الناس حتى غلبنا عنه وكثر الزحام. قلت: كان مؤدب الأمين محمد. عاش نيفا وثمانين سنة وتوفي سنة تسعين ومائة رحمه الله تعالى. 289- 58/ 6 خ م ت س ق- الأشجعي الإمام الحافظ الثبت أبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبد الرحمن الكوفي: سمع إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وغيرهما؛ ثم لزم سفيان الثوري مدة فكان يقول سمعت من سفيان ثلاثين ألف حديث. قال يحيى بن معين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من الأشجعي. حدث عنه يحيى بن آدم وأبو النضر ويحيى بن معين وأبو خيثمة وأبو كريب وعثمان بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي وآخرون. وقال ابن معين: صالح ثقة. وقال الحاكم: كان أعلم بسفيان من عبد الرحمن ومن يحيى بن سعيد ومن أبي أحمد الزبيري وقبيصة وأبي حذيفة، وكان عنده تصانيف سفيان. قال قبيصة: لما مات سفيان الثوري جلس الأشجعي موضعه. قلت: ثم تحول بعد ذلك إلى بغداد, مات في أول سنة اثنتين وثمانين ومائة رحمه الله تعالى وروى له سوى أبي داود. 290- 59/ 6 ع- عبدة بن سليمان الإمام الحافظ أبو محمد الكلابي الكوفي: حدث عن عاصم الأحول وهشام بن عروة والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وطائفة. وعنه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو خيثمة وأبو كريب وأبو سعيد الأشج وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة وزيادة مع صلاح وشدة فقر عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء، مات في رجب سنة ثمانين ومائة. قال أحمد: كان عبدة شديد الفقر. وقال العجلي: ثقة رجل صالح صاحب قرآن يقرأ. وقال أحمد بن حنبل: قدمت الكوفة سنة ثمان وثمانين وقد

_ 289- تهذيب التهذيب: 7/ 34 "64". تقريب التهذيب: 1/ 536. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 390. الجرح والتعديل: 5/ 1539. الثقات: 7/ 150، 8/ 403. سير الأعلام: 8/ 514 والحاشية. 290- تهذيب الكمال: 2/ 872. تهذيب التهذيب: 6/ 458 "946". تقريب التهذيب: 1/ 530 "1417". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 188. الكاشف: 2/ 223. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 115. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 243. الجرح والتعديل: 6/ 457. سير الأعلام: 8/ 511 والحاشية. الثقات: 7/ 164. طبقات الحفاظ: 129.

مات سنة سبع قبل قدومي بسنة. وأما ابن سعد فقال: مات لثلاث خلون من رجب سنة ثمان رحمه الله تعالى. 291- 60/ 6 ع- المحاربي الحافظ العالم أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن زياد الكوفي: حدث عن عبد الملك بن عمير وليث بن أبي سليم والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وفضيل بن غزوان وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وأبو كريب وهناد وأبو سعيد الأشج وعلي بن حرب والحسن بن عرفة وخلق كثير. قال وكيع: ما كان أحفظه للطوال. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم صدوق يروي عن المجهولين مناكير فيفسد حديثه بذلك. قال عبد الله بن أحمد: كان يدلس. قلت: توفي سنة خمس وتسعين ومائة وحديثه بعلو في جزء ابن عرفة وعواليه في جزء علي بن حرب. 292- 61/ 6 ع- أبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل السدوسي مولاهم البصري الحافظ نزيل بغداد: روى عن سعيد بن أبي عروبة وعيينة بن عبد الرحمن ومعاذ بن العلاء وشعبة وبهز بن حكيم وعوف الأعرابي وخلق، وعنه أحمد وابن معين وأبو خيثمة وعمرو الناقد وزياد بن أيوب وعدة. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله قالا أنا أبو الفضل الأرموي أنا أبو الحسين النقور أنا علي بن عمر الحربي نا أحمد بن الحسين الصوفي نا يحيى بن معين نا أبو عبيدة الحداد عن عبد الواحد بن زيد عن أسلم عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام" غريب جدا. وهكذا رواه إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي عبيدة. وسمعناه في منتخب عبد بن حميد عن أبي داود عن عبد الواحد بن زيد كذلك وهو المحفوظ ولكن هو في مسند أبي يعلى الموصلي من طريقيه عن يحيى بن معين فقال: فرقد السبخي، بدل أسلم. قال حيان قال يحيى بن معين أبو عبيدة كان من المتثبتين ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البتة جيد القراءة والكتابة. وقال العجلي وابن معين وغيرهما:

_ 291- تهذيب الكمال: 2/ 815. تهذيب التهذيب: 6/ 265 "524". تقريب التهذيب: 1/ 497 "1102". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 151. الكاشف: 2/ 184. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 347. ميزان الاعتدال: 2/ 585. لسان الميزان: 7/ 284. مقدمة الفتح: 418. الثقات: 7/ 92. 292- تهذيب الكمال: 2/ 867. تهذيب التهذيب: 6/ 440 "920". تقريب التهذيب: 1/ 526 "1392". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 184. الكاشف: 2/ 219. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 61. الجرح والتعديل: 6/ 127. ميزان الاعتدال: 2/ 677. لسان الميزان: 7/ 294. مقدمة الفتح: 422. الثقات: 8/ 426.

ثقة. وقال أحمد: أبو عبيدة صاحب شيوخ, وكتابه صحيح، وأبو داود اعرف منه بالحديث. قال أبو قلابة: يوم ولدت مات أبو عبيدة سنة تسع وتسعين ومائة1 رحمه الله تعالى. 293- 62/ 6 ع- النضر بن شميل الإمام الحافظ العلامة أبو الحسن المازني البصري اللغوي عالم أهل مرو: قال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعته يقول: خرج بي أبي من مرو الروذ وأنا ابن خمس أو ست سنين إلى البصرة وقت الفتنة يعني فتنة ظهور أبي مسلم سنة ثمان وعشرين ومائة. وروى عن هشام بن عروة وحميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد بن عون وهشام بن حسان وخلق من الكوفيين والبصريين وعنه إسحاق بن راهويه وإسحاق الكوسج ومحمد بن رافع وأبو محمد الدارمي وسعيد بن مسعود المروزي وخلائق. قال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة. وعن ابن المبارك وسئل عنه فقال: ذاك أحد الأحدين, لم يكن أحد من أصحاب الخليل يدانيه. وقال العباس بن مصعب: كان إماما في العربية والحديث, وهو أول من أظهر السنة بمرو وخراسان, وكان أروى الناس عن شعبة, ألف كتبًا كثيرة لم يسبق إليها وولي قضاء مرو. قال أحمد الدارمي: سمعت النضر يقول: في كتاب الحيل كذا وكذا مسألة كفر. قال داود بن مخراق سمعت ابن شميل يقول: لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه. قال محمد بن عبد الله بن فهزاذ: مات النضر في آخر يوم من سنة ثلاث ومائتين2, ودفن في أول يوم من سنة أربع رحمه الله تعالى. أخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم وجماعة قالوا أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا ابن حمويه أنا عيسى بن عمر نا أبو محمد الدارمي أنا النضر بن شميل أنا بهز عن أبيه عن جده سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى".

_ 1 وقيل 119أو 190 أو 150. 293- تهذيب الكمال: 3/ 1411. تهذيب التهذيب: 10/ 437 "795". تقريب التهذيب: 2/ 301. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 93. الكاشف: 3/ 203. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 90. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 302. الجرح والتعديل: 8/ 2188. ميزان الاعتدال: 4/ 228. لسان الميزان: 7/ 411. الأنساب: 12/ 23. معجم طبقات الحفاظ؛ 179. المعين: 723. الضعفاء الكبير: 4/ 293. تراجم الأحبار: 4/ 140. طبقات الحفاظ: 131. الثقات: 9/ 212. البداية والنهاية: 10/ 225. سير الأعلام: 9/ 328 والحاشية. العبر: 342، 454. ديوان الإسلام: ت: 2071. 2 وقيل 204.

294- 63/ 6ع- محمد بن فضيل بن غزوان المحدث الحافظ أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم الكوفي مصنف كتاب الزهد وكتاب الدعاء وغير ذلك: حدث عن أبيه وبيان بن بشر وإبراهيم الهجري وحبيب بن أبي عمرة وحصين بن عبد الرحمن وعاصم الأحول وخلق سواهم. حدث عنه أحمد وإسحاق وأحمد بن بديل والحسن بن عرفة وأبو سعيد الأشج والفلاس وعلي بن حرب وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وأمم سواهم. وكان من علماء هذا الشأن وثقه يحيى بن معين وقال أحمد: حسن الحديث شيعي. قلت: كان متواليا فقط. قرأ القرآن على حمزة, وقد دخل على منصور ليسمع منه فوجده مريضا. قال أبو داود كان شيعيا محترقا قلت: مات سنة خمس وتسعين ومائة وقيل سنة أربع. 295- 64/ 6ع- محمد بن شعيب بن شابور الإمام المحدث أبو عبد الله الدمشقي: نزيل بيروت من موالي بني أمية. حدث عن عروة بن رويم ويحيى بن الحارث الذماري وأبي زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني وعثمان بن أبي العاتكة والأوزاعي وعمرو بن الحارث المصري وعدة. وعنه سليمان بن عبد الرحمن ودحيم وكثير بن عبيد ومحمد بن مصفى ومحمد بن هاشم البعلبكي ومحمود بن خالد السلمي وخلق كثير. وثقه دحيم، وقال أحمد: ما أرى به بأسًا كان رجلا عاقلا، قال أبو عمرو الداني أخذ القراءة عرضا عن يحيى الذماري، وكان يفتي في مجلس الأوزاعي. قال هشام بن عمار توفي سنة ثمان وتسعين ومائة1 وقال ابن مصفى: سنة تسع. 296- 65/ 6م 4- محمد بن سلمة الإمام المفتي أبو عبد الله الحراني: روى عن خاله

_ 294- تهذيب الكمال: 3/ 1259. تهذيب التهذيب: 9/ 405. تقريب التهذيب: 2/ 200. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 450. الكاشف: 3/ 89. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 207. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 276. الجرح والتعديل: 8/ 263. ميزان الاعتدال: 4/ 9. لسان الميزان: 7/ 372. الأنساب: 8/ 382. تاريخ أسماء الثقات: 1256، 1263. تاريخ الثقات: 411. طبقات ابن سعد: 6/ 271. طبقات الحفاظ: 130. تراجم الأحبار: 4/ 51. المغني رقم: 5907. المعين: 77. معجم الثقات: 115. 295- تهذيب الكمال: 3/ 1210. تهذيب التهذيب: 9/ 222. تقريب التهذيب: 2/ 69، 170. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 414. الكاشف: 3/ 52. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 113. الجرح والتعديل: 7/ 1548. ميزان الاعتدال: 3/ 580. تاريخ أسماء الثقات: 1264. معجم طبقات الحفاظ: ص157. الأنساب: 8/ 4. المعين رقم: 706. طبقات الحفاظ: 132. ثقات: 9/ 51. تاريخ الثقات: 405. البداية والنهاية: 10/ 117. الوافي بالوفيات: 3/ 153. سير الأعلام: 9/ 376 والحاشية. معرفة الثقات: 1607. 1 وقيل 199. 296- تهذيب الكمال: 3/ 1204. تهذيب التهذيب: 9/ 193. تقريب التهذيب: 2/ 166. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 408. الكاشف: 3/ 48. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 107. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 159. الجرح والتعديل: 7/ 1494. الوافي بالوفيات: 3/ 121. سير الأعلام: 9/ 49 والحاشية. تاريخ الثقا؛ 404. معجم طبقات الحفاظ: ص157. المعين رقم: 705. ثقات: 9/ 40، 51. رجال الصحيحين: 1816. معرفة الثقات: 1602. التمهيد: 2/ 59. طبقات الحفاظ: 130.

أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد وخصيف وابن عجلان وهشام بن حسان وابن إسحاق وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل والنفيلي ومحمد بن الصباح الجرجرائي وخلق سواهم. قال ابن سعد: كان ثقة فاضلا له رواية وفتوى. قال النفيلي: توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة1. 297- 66/ 6د ت- علي بن عاصم بن صهيب مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مسند العراق الإمام الحافظ أبو الحسن الواسطي: مولده سنة خمس ومائة وسمع من سهيل بن أبي صالح وعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد ويحيى البكاء وبيان بن بشر وحصين بن عبد الرحمن وعبد الله بن عثمان بن خثيم وليث بن أبي سليم وحميد الطويل. حدث عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد بن حميد ويعقوب بن شيبة والحارث بن أبي أسامة وخلق كثير. وحدث عنه من القدماء يزيد بن زريع. قال ابن شيبة: كان من أهل الدين والصلاح والخير البارع وكان شديد التوقي ومنهم من أنكر عليه كثرة الغلط والخطاء. وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير فخذوا الصحاح من حديثه ودعوا الغلط. وقال ابن أعين سمعت علي بن عاصم يقول: دفع إليّ أبي مائة ألف درهم، قال اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث. وقال أحمد: أما أنا فأخذت عنه، لم يكن متهما، فقد كان حماد بن سلمة يخطىء كثيرا ولم نرَ بالرواية عنه بأسًا. وقال يحيى بن جعفر: البيكندي: كان يجتمع عند علي بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا. توفي سنة إحدى ومائتين, خرج له أبو داود وغيره, ووقع لي من حديثه عاليا. أنبأنا يحيى بن أبي منصور كتابة أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا موسى بن سهل نا علي بن عاصم نا سليمان عن أبي عثمان عن حذيفة قال: خرج فتية يتحدثون فإذا هم بإبل معطلة فقال بعضهم: كأن أرباب هذه ليسوا معها فأجابه بعير منها فقال: إن أربابها حشروا ضحى. 298- 67/ 6ع- يزيد بن هارون بن زاذى الحافظ القدوة شيخ الإسلام أبو خالد السلمي

_ 1 وقيل 191 أو 193. 297- تهذيب الكمال: 2/ 976. تهذيب التهذيب: 7/ 344 "571". تقريب التهذيب: 2/ 39. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 251. الكاشف: 2/ 288. الجرح والتعديل: 6/ 1092. ميزان الاعتدال: 2/ 228، 3/ 135. لسان الميزان: 7/ 312. معجم طبقات الحفاظ ص132. البداية والنهاية: 10/ 248. المغني: 4290. نسيم الرياض: 4/ 279. طبقات الحفاظ: 131. مجمع: 1/ 209، 2/ 54، 4/ 31. سير الأعلام: 9/ 249 والحاشية. 298- تهذيب الكمال: 3/ 1544. تهذيب التهذيب: 11/ 366 "711". تقريب التقريب: 2/ 372. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 178. الكاشف: 3/ 287. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 368. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 307، 209. الجرح والتعديل: 9/ 1257. البداية والنهاية: 10/ 259. تاريخ الثقات: 481. مقدمة الفتح: 453. تراجم الأحبار: 4/ 225. نسيم الرياض: 3/ 402. تاريخ أسماء الثقات: 1554. طبقات ابن سعد: 6/ 384، 7/ 322، 356. التاريخ لابن معين: 3/ 677. سير الأعلام: 9/ 358 والحاشية. معجم المؤلفين: 13/ 238 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 2199.

مولاهم الواسطي: ولد سنة ثماني عشرة ومائة. سمع من عاصم الأحول ويحيى بن سعيد وسليمان التيمي والجريري وداود بن أبي هند وابن عون وخلق كثير. روى عنه أحمد وابن المديني وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد بن الفرات وأبو قلابة الرقاشي والحارث بن أبي أسامة وعبد الله بن روح المدائني وعدد كثير آخرهم موتا إدريس بن جعفر العطار. قال ابن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون وقال يحيى بن يحيى: يزيد أحفظ من وكيع. وقال أحمد: كان يزيد حافظا متقنا. وقال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتابا قط. وقال علي بن شعيب: سمعت يزيد يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألفا لا أسأل عنها. وقال أحمد: يزيد كان له فقه. ما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه. وقال أحمد بن سنان: ما رأيت أحسن صلاة منه، لم يكن يفتر من الصلاة وعن عاصم بن علي قال: كان يزيد يقوم الليل وصلى الصبح بوضوء العتمة نيفا وأربعين سنة. قال يحيى بن أبي طالب سمعت من يزيد ببغداد، وكان يقال في مجلسه سبعون ألفا قال العجلي: يزيد ثقة ثبت متعبد حسن الصلاة جدا يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل، وكان قد عمى. قال ابن أبي شيبة: ما رأينا أتقن حفظا من يزيد. وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام لا يسأل عن مثله. وقال هشيم: ما بالمصريين مثل يزيد بن هارون وقال يزيد ما دلست قط إلا في حديث فما بورك لي فيه. مات سنة ست ومائتين في ربيع الآخر بواسط. أخبرنا أبو الروح عيسى وعلي بن محمد اليونيني قالا أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن أحمد أنا إبراهيم بن خريم نا عبد بن حميد ثنا يزيد بن هارون أنا داود بن أبي هند عن عامر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كن له عدل عشر رقاب أو رقبة" رواه أحمد في المسند1 عن يزيد فأسقط "بيده الخير" ويقع حديثه عاليا في الغيلانيات. أخبرنا يحيى بن أبي منصور وابن قدامة وجماعة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين

_ 1 "2/ 302" "5/ 415، 418، 420، 422".

أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي أنا أحمد بن عبد الله ثنا يزيد أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ مسجدي والمسجد الحرام والمسجد الأقصى" 1. هذا حديث حسن. قيل: إن أصل يزيد من بخارى فروى أبو معشر حمدويه بن الخطاب أنه سمع عبد الله بن عبد الرحمن يقول ذلك. وقال أبو يحيى صاعقة: كان يزيد يخضب خضابا قانيا. وقال ابن معين: هو مثل هشيم وابن علية. وقال أحمد: سماعه من ابن أبي عروبة ضعيف, أخطأ في أحاديث. وقال أحمد بن زهير عن ابن معين قال: يزيد لا يميز ولا يبالي عمن روى. وروى أحمد بن زهير عن أبيه قال: كان يعاب على يزيد حيث ذهب بصره أنه ربما سئل عن حديث لا يعرفه فيأمر جارية له فتحفظه إياه من كتابه. قلت: ما بهذا من بأس فيزيد حجة حافظ بلا مثنوية. قال محمد بن رافع: سمعت يحيى بن يحيى كان بالعراق أربعة من الحفاظ، شيخان، يزيد بن زريع وهشيم، وكهلان، وكيع، ويزيد. قال الأبار سمعت أحمد بن خالد يقول: سمعت يزيد يقول: سمعت حديث الفتون مرة فحفظته وأحفظ عشرين ألفا فمن شاء فليدخل فيها حرفا. قلت: حديث الفتون سبع ورقات سمعناه. قال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد بن هارون كتابا قط. الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي الحافظ حدثني أبو عرعرة حدثني ابن أكثم قال قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أن القرآن مخلوق، فقيل ومن يزيد حتى يتقي؟ قال: أخاف إن أظهرته فيرد عليّ فيختلف الناس وتكون فتنة. قال فخرج رجل إلى واسط فجاء إلى يزيد فقال: أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: أريد أن أظهر القرآن مخلوق، فقال: كذبت على أمير المؤمنين فإنه لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه وذكر الحكاية وإسنادها صحيح. 299- 68/ 6ع- إسحاق بن يوسف بن مرداس أبو محمد القرشي الواسطي الأزرق الحافظ الثقة: حدث عن الأعمش وابن عون وفضيل بن غزوان ومسعر وعدة. وعنه

_ 1 رواه البخاري في كتاب الصلاة في مسجد مكة باب 1، 6. ومسلم في كتاب الحج حديث 415، 511. والترمذي في كتاب الصلاة باب 126. والنسائي في كتاب المساجد باب 10. 299- تهذيب الكمال: 1/ 90. تهذيب التهذيب: 1/ 257. تقريب التهذيب: 1/ 63. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 78، 79. الكاشف: 1/ 115. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 406. الجرح والتعديل: 2/ 238، 239. الثقات: 6/ 52. الوافي بالوفيات: 8/ 431. طبقات الحفاظ: 112، 131. تاريخ بغداد: 6/ 319. شذرات الذهب: 1/ 343. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 62. سير الأعلام: 9/ 171 والحاشية.

أحمد بن حنبل وابن معين وأحمد بن منيع ومحمد بن مثنى وسعدان بن نصر وخلق سواهم. وكان من الأئمة العباد. ولد سنة سبع عشرة ومائة، ويقال مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء وكان أعلم الناس بشريك فإنه أكثر عنه، وقرأ القرآن على حمزة. مات سنة خمس وتسعين ومائة رحمة الله عليه احتجوا كلهم به. 300- 69/ 6 ع- عبد الوهاب الثقفي الحافظ الإمام أبو محمد بن عبد المجيد بن الصلت بن عبد الله بن الحكم بن أبي العاص الثقفي البصري: حدث عن أيوب السختياني ومالك بن دينار وخالد الحذاء وحميد الطويل وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل وابن راهويه وأبو حفص الفلاس وبندار وحفص بن عمر بن ربال الربالي والحسن بن عرفة وخلق. كان ثقة سريا جليل القدر. فعن الفلاس قال كانت غلة عبد الوهاب في السنة نحو أربعين ألفا ينفقها كلها على المحدثين. وقال ابن المديني ويحيى: ثقة. وقال قتيبة: ما رأيت مثل هؤلاء الفقهاء الأربعة مالك والليث وعباد بن عباد وعبد الوهاب الثقفي. وقال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح من كتاب عبد الوهاب. قلت: توفي سنة أربع وتسعين ومائة وله أربع وثمانون سنة رحمه الله تعالى. فيقال إنه تغير بأخرة. 301- 70/ 6ع- أبو أسامة الحافظ الإمام الحجة حماد بن أسامة الكوفي مولى بني هاشم: حدث عن هشام بن عروة ويزيد بن عبد الله وبهز بن حكيم والأعمش والجريري وطبقتهم. حدث عنه عبد الرحمن بن مهدى وأحمد وإسحاق وعلي الكوسج وأحمد الدورقي وسلمة بن شبيب ومحمد بن عبد الله المخرمي والحسن بن علي بن عفان وخلق كثير. قال أحمد: ثقة. كان أعلم الناس بأمور الناس وأخبار الكوفة، ما كان أرواه عن هشام بن عروة. قال ابن الفرات: كان عنده عن هشام ست مائة حديث. وقال أحمد: كان

_ 300- تهذيب الكمال: 2/ 870. تهذيب التهذيب: 6/ 449 "934". لا تقريب التهذيب: 1/ 528 "1405". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 186. الكاشف: 2/ 221. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 97. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 272، 274. الجرح والتعديل: 6/ 361. ميزان الاعتدال: 2/ 680. لسان الميزان: 4/ 88، 7/ 295 مقدمة الفتح: 422.البداية والنهاية: 10/ 225. سير الأعلام: 9/ 237. والحاشية. الثقات: 7/ 132. 301- تهذيب الكمال: 1/ 322. تهذيب التهذيب: 3/ 2. تقريب التهذيب: 1/ 195. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 250. الكاشف: 1/ 250. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 28. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 294. الجرح والتعديل: 3/ 600. ميزان الاعتدال: 1/ 588. لسان الميزان: 7/ 203. رجال الصحيحين: رقم4. نسيم الرياض: 4/ 248. طبقات الحفاظ: 134. مقدمة الفتح: 399. البداية والنهاية: 10/ 248. طبقات ابن سعد: 6/ 381، 394. الوافي بالوفيات: جـ 13 رقم 157 ص148. سير الأعلام: 9/ 277 والحاشية. الثقات: 6/ 222.

ثبتا لا يكاد يخطئ وقال عبد الله مشكدانه سمعته يقول: كتبت بأصبعي هاتين مائة ألف حديث. وقال ابن عمار: كان أبو أسامة يعد من النساك في زمن الثوري قلت تلقت الأمة حديث أبي أسامة بالقبول لحفظه ودينه, وعاش ثمانين سنة مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين رحمة الله عليه. 302- 71/ 6ع- محمد بن بشر الحافظ الثقة أبو عبد الله العبدي الكوفي: حدث عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وعبيد الله بن عمر وزكريا بن أبي زائدة وخلق كثير. روى عنه علي وإسحاق وأبو كريب وعبد بن حميد وابن الفرات ومحمد بن عاصم الثقفي وخلق. قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سماع محمد بن بشر من ابن أبي عروبة فقال: هو أحفظ من كان بالكوفة. وعن أبي نعيم قال: ذاكرني محمد بن بشر بأحاديث مسعر فأغرب على سبعين حديثا لم يكن عندي منها غير حديث. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال البخاري: مات محمد بن بشر سنة ثلاث ومائتين قلت: يقع من عواليه في مسند عبد بن حميد وغير ذلك. 303- 72/ 6ع- إسماعيل بن علية الحافظ الثبت العلامة أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم البصري أحد الأعلام. وعلية هي أمه: سمع أيوب السختياني وعلي بن جدعان ومحمد بن المنكدر وعبد الله بن أبي نجيح والجريري وعطاء بن السائب وحميدا وخلقا كثيرا. حدث عنه ابن جريج وشعبة وهما من شيوخه عبد الرحمن بن مهدى وعلي بن المديني وأحمد وإسحاق وبندار وموسى بن سهل الوشاء وأمم سواهم. ولد سنة عشر ومائة وكان يقول: سمعت من ابن المنكدر أربعة أحاديث، قلت: هو أكبر شيخ له. قال غندر: نشأت في الحديث وليس يقدم فيه أحد على ابن علية وقال أبو داود ما أحد إلا وقد أخطأ إلا ابن عليه وبشر بن المفضل وقال ابن معين كان ابن

_ 302- تهذيب الكمال: 3/ 1178. تهذيب التهذيب: 9/ 73. تقريب التهذيب: 2/ 147. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 384. الكاشف: 3/ 24. تاريخ البخاري الكبير: تاريخ البخاري الكبير: 1/ 45. تاريخ البخاري الصغير: تاريخ البخاري الصغير: 2/ 299. الجرح والتعديل: 7/ 1167. سير الأعلام: 9/ 265 والحاشية. تاريخ الثقات: 401. تاريخ أسماء الثقات: 1269. العبر: 1/ 341. تراجم الأحبار: 4/ 44. الثقات: 7/ 441. طبقات الحفاظ: 135. الوافي بالوفيات: 2/ 250. معرفة الثقات: 1574. 303- تهذيب الكمال: 1/ 95. تهذيب التهذيب: 1/ 275. تقريب التهذيب: 1/ 65، 66. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 83، 91. الكاشف: 1/ 118. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 432. الجرح والتعديل: 2/ 153. لسان الميزان: 7/ 176. شذرات الذهب: 1/ 333.الوافي بالوفيات: 9/ 70. تاريخ بغداد: 6/ 229، 240. البداية والنهاية: 10/ 133. الكنى للإمام مسلم: 91. سير الأعلام: 9/ 107 والحاشية. طبقات ابن سعد: 6/ 362، 7/ 257، 269، 295، 322، 352.

علية ثقة ورعا تقيا. وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين. وكان حماد بن سلمة يشبه شمائل ابن علية بشمائل يونس بن عبيد. وقال يزيد بن هارون: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث. وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتابا قط. وقد ولي ابن علية القضاء فبعث ابن المبارك بأبيات يعنفه على الولاية، وقيل إنه دخل على الأمين فشتمه وهم به لكونه قال كلمة يفهم منها أنه يقول بخلق القرآن فإنه سئل عن حديث تجيء البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما. فقيل ألهما لسان؟ قال: نعم فقالوا قال بخلق القرآن، وإنما غلط في التعبير وتاب مما قال. توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة1 رحمه الله تعالى. وحديثه في الغيلانيات في السماء علوّا. 304- 73/ 6ع- أنس بن عياض الإمام الثقة محدث المدينة النبوية أبو ضمرة الليثي المدني: مولده سنة أربع ومائة حدث عن أبي حازم الأعرج وصفوان بن سليم وربيعة الرأي وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وشريك بن أبي نمر وخلق سواهم. وانتهى إليه علو الإسناد ببلده. حدث عنه علي بن المديني وأحمد بن حنبل وأحمد بن صالح ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وعدد كثير. ومن القدماء بقية بن الوليد وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت شيخا أحسن خلقا منه ولا أسمح بعلمه، قال لنا: والله لو تهيأ لي أن أحدثكم بكل ما عندي في مجلس واحد لفعلت. قال أبو زرعة والنسائي2 لا بأس به. قلت توفي سنة مائتين وروايته في الكتب. 305- 74/ 6ع- محمد بن أبي عدي الحافظ الثقة أبو عمرو محمد بن إبراهيم: بن أبي عدي وقيل بل هي كنية إبراهيم: حدث عن حميد الطويل وداود بن أبي هند وابن عون وعوف الأعرابي وحسين المعلم وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل والفلاس وبندار ومحمد بن المثنى والحسن الزعفراني وآخرون. وثقه أبو حاتم الرازي وغيره. توفي سنة أربع وتسعين ومائة وهو في عشر الثمانين رحمة الله عليه.

_ 1 وقيل 194 304- تهذيب الكمال: 1/ 122، تهذيب التهذيب: 1/ 375. تقريب التهذيب: 1/ 84. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 105. الكاشف: 1/ 140. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 33. تاريخ البخاري الصغير: 2: 288. الجرح والتعديل: 2/ 289. طبقات الحفاظ: 135.تذكرة الحفاظ: 1/ 323. الوافي بالوفيات. 9/ 417. شذرات الذهب: 1/ 358. أعيان الشيعة: 3/ 501. الكنى للإمام مسلم: 57. تفسير الطبري: 2/ 423. البداية والنهاية: 1/ 247. سير الأعلام: 9/ 86 والحاشية. 2 وقيل 185. 305- تقريب التهذيب: 2/ 141، 190. التاريخ الكبير للبخاري: 1/ 23.

306- 75/ 6ع- معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان الإمام الحافظ العلامة أبو المثنى العنبري التميمي قاضي البصري: قاضي البصرة حدث عن سليمان التيمي وحميد الطويل وبهز بن حكيم وابن عون وعوف بن أبي جميلة ومحمد بن عمرو وشعبة وخلق. وعنه ابناه عبد الله والمثنى وأحمد وإسحاق وبندار وعبد الله بن هاشم الطوسي وسعدان بن نصر وخلق كثير. قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة ما رأيت أحدا أعقل منه. وقال يحيى القطان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ وما أبالي إذا تابعني من خالفني, وهو أكبر مني بشهرين. ولد في آخر سنة تسع عشرة. قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث. قال محمد بن يحيى بن سعيد القطان: سمعت معاذ بن معاذ يقول: من قال القرآن مخلوق فهو والله زنديق. قلت: توفي في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. 307- 76/ 6ع- معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري: صدوق صاحب حديث. روى عن أبيه وابن عون وأشعث بن عبد الملك الحمراني وغيرهم. حدث عنه أحمد وإسحاق وعلي وبندار والفلاس وأبو سعيد الأشج وإسحاق الكوسج وعدد كثير. واحتجوا به في الكتب كلها. روى عباس عن ابن معين صدوق وليس بحجة. وقال عباس بن عبد العظيم: كان عنده عن والده عشرة آلاف حديث. وقال ابن عدي: ربما يغلط وأرجو أنه صدوق. قلت: توفي سنة مائتين رحمه الله تعالى. 308- 77/ 6ع- يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن

_ 306- تهذيب الكمال: 3/ 1340، تهذيب التهذيب: 10/ 194 "364". تقريب التهذيب: 2/ 257. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 37. الكاشف: 3/ 154. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 364، 367. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 6، 2/ 278. الجرح والتعديل: 8/ 1132. نسيم الرياض: 3/ 246. تاريخ بغداد: 13/ 131. تراجم الأحبار: 3/ 342. الأنساب: 9/ 386. المعين رقم: 714. ثقات: 7/ 482. سير الأعلام: 9/ 54 والحاشية. طبقات ابن سعد: 7/ 178، 295، 4311. 307- تهذيب الكمال: 3/ 1341. تهذيب التهذيب: 10/ 196. تقريب التهذيب: 2/ 257. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 38.الكاشف: 3/ 155. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 366. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 116، 289. الجرح والتعديل: 8/ 1133. ميزان العتدال: 4/ 133. لسان الميزان: 7/ 391. ثقات: 9/ 176. المغني: 6307. الأنساب: 5/ 348. المعين: 715. تراجم الأحبار: 3/ 377. البداية والنهاية: 10/ 247. سير الأعلام: 9/ 372 والحاشية. 308- تهذيب الكمال: 3/ 1497. تهذيب التهذيب: 11/ 213 "355". تقريب التهذيب: 2/ 348. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 148. الكاشف: 3/ 256. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 277. الجرح والتعديل: 9/ 625. ميزان الاعتدال: 4/ 380. المعين: 735. مختصر طبقات الحنابلة: 267. رجال الصحيحين: 2180. الثقات: 7/ 599. نسيم الرياض: 3/ 3. تاريخ بغداد: 14/ 132.

العاص بن أمية المحدث الثقة أبو أيوب القرشي الأموي الكوفي أحد الإخوة: حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وبريد بن عبد الله بن أبي بردة والأعمش وأبي إسحاق وعدة. حدث عنه ابنه سعيد بن يحيى صاحب المغازي وأحمد بن حنبل وسريج بن يونس وحميد بن الربيع وخلق كثير. قال أحمد: عنده عن الأعمش غرائب وليس به بأس. وقال يحيى بن معين: ثقة. قلت: سكن بغداد وكان يلقب جملا. مات في شعبان سنة أربع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. 309- 78/ 6 ع - يحيى بن سليم الحافظ الإمام أبو زكريا القرشي الطائفي الحذاء الخراز نزيل مكة: حدث عن إسماعيل بن أمية وموسى بن عقبة وعبد الله بن عثمان بن خثيم وعبيد الله بن عمر وابن جريج وعدة. روى عنه الشافعي وإسحاق بن راهويه وعلي بن مسلم الطوسي والحسن بن عرفة والحسن الزعفراني. وسمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا. قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وعن الشافعي قال: كان يحيى بن سليم فاضلا كنا نعده من الأبدال، وكان إذا ركب حمارا لا يقول له اغد، إنما يقول: لا إله إلا الله قال الترمذي مات يحيى بن سليم سنة خمس وتسعين ومائة1 رحمه الله تعالى. 310- 79/ 6 - م د ت ق- يونس بن بكير بن واصل الحافظ العالم المؤرخ أبو بكر الشيباني الكوفي الجمال صاحب المغازي: حدث عن الأعمش وهشام بن عروة وعمر بن ذر وابن إسحاق وكهمس بن الحسن وخلق. روى عنه ابنه عبد الله وأبو كريب ويحيى بن معين وابن نمير وأبو سعيد الأشج ومحمد بن عثمان بن كرامة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وآخرون. قال يحيى بن معين: كان صدوقًا. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وسئل عنه أبو زرعة: أي شيء ينكر عليه؟ فقال أما في الحديث فلا أعلمه. وقال أبو داود:

_ 309- تهذيب الكمال: 3/ 1502. تهذيب التهذيب: 11/ 226 "366". تقريب التهذيب: 2/ 349. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 150. الكاشف: 3/ 257. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 279. الجرح والتعديل: 9/ 647. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 278. ميزان الاعتدال: 4/ 383. تاريخ الثقات: 473. مقدمة الفتح: 451. الثقات: 7/ 615. الضعفاء الكبير: 4/ 406. تراجم الأحبار: 4/ 281. المغني: 6986. رجال الصحيحين: 2181. ديوان الضعفاء: 633. معرفة الثقات: 1980. سير الأعلام: 9/ 307. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 196. تاريخ أسماء الثقات: 1591. 1 وقيل 193. 310- تهذيب الكمال: 3/ 1566. تهذيب التهذيب: 11/ 434 "844". تقريب التهذيب: 2/ 384. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 192. الكاشف: 3/ 303. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 411. الجرم والتعديل: 9/ 995. ميزان الاعتدال: 4/ 477. لسان الميزان: 7/ 448. البداية والنهاية: 10/ 345. معرفة الثقات: 2063. سيرالأعلام: 9/ 245. ديوان الإسلام: ت: 2204. ثقات: 7/ 651.

ليس بحجة وساق ابن عدي له عدة أحاديث غرائب منها خمسة أحاديث انفرد بها عن هشام بن عروة وحديثان عن الأعمش عن أنس. وقد روى له مسلم متابعة استشهد به البخاري. قال مطين: توفي سنة تسع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. 311- 80/ 6 ع- عبد الله بن نمير الحافظ الإمام أبو هشام الهمداني ثم الخارفي الكوفي والد الحافظ الكبير محمد: حدث عن هشام بن عروة والأعمش وأشعث بن سوار وإسماعيل بن أبي خالد ويزيد بن أبي زياد وعبيد الله بن عمر وعدة. وعنه أحمد وابن معين وابن المديني وإسحاق الكوسج وأحمد بن الفرات والحسن بن علي بن عفان وخلق. وثقه يحيى بن معين وغيره وكان من كبار أصحاب الحديث. توفي سنة تسع وتسعين ومائة وله أربع وثمانون سنة رحمة الله عليه. عليه أخبرنا عمر بن غدير أنا عبد الصمد بن محمد أنا جمال الإسلام أنا الحسين بن طلاب نا محمد بن جميع نا محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي نا شعيب بن أيوب نا ابن نمير عن يحيى بن سعيد بن المسيب سمعت سعدا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد. 312- 81/ 6 ع- شجاع بن الوليد بن قيس الحافظ الثقة الفقيه أبو بدر السكوني الكوفي الرجل الصالح: حدث عن عطاء بن السائب ومغيرة بن مقسم وقابوس بن أبي ظبيان وخصيف والأعمش وهشام بن عروة وعدة. حدث عنه ابنه أبو همام وأحمد وإسحاق ويحيى وعلي وأبو بكر الصاغاني ويحيى بن أبي طالب وخلق. قال أحمد: صدوق. وقال ابن سعد: كان أبو بدر كثير الصلاة ورعا, وقال الثوري: لم يكن عندي بالكوفة أعبد من أبي بدر وقال أحمد بن زهير وغيره عن يحيى بن معين: ثقة. فأما أبو حاتم فقال: لين الحديث، قلت: قد احتج به الستة. ومات سنة أربع ومائتين1.

_ 311- تهذيب التهذيب: 6/ 57 "109". تقريب التهذيب: 1/ 457 "698" تاريخ البخاري الكبير: 5/ 216. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 286، 287. الجرح والتعديل: 5/ 869. سير الأعلام: 9/ 244. طبقات ابن سعد: 1/ 138، 6/ 346، 369، 7/ 322. الوافي بالوفيات: 17/ 654. الثقات: 7/ 60. 312- تهذيب الكمال: 1/ 443. تهذيب التهذيب: 4/ 313. تقريب التهذيب: 6/ 347. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 443. الكاشف: 2/ 5.تاريخ البخاري الكبير: 4/ 261. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 306. الجرح والتعديل: 4/ 1654. ميزان الاعتدال: 2/ 264. لسان الميزان: 7/ 242. مقدمة الفتح: 409. البداية والنهاية: 10/ 255. الوافي بالوفيات: 16/ 117. طبقات ابن سعد: 4/ 261. سير الأعلام: 9/ 353 والحاشية: الثقات: 6/ 451. 1 وقيل 203، 205، 254.

وقد بقي من حفاظ هذه الطبقة طائفة تأخروا فذكروا في الطبقة الآتية. وكان في زمان هؤلاء خلائق من أصحاب الحديث ومن أئمة المقرئين كورش -واليزيدي والكسائي وإسماعيل بن عبيد الله المكي القسط. وخلق من الفقهاء كفقيه العراق محمد بن الحسن وفقيه مصر عبد الرحمن بن القاسم. وخلق من مشايخ القوم كشقيق البلخي، وصالح المري الواعظ، والفضيل المذكور. والدولة لهارون الرشيد والبرامكة. ثم بعدهم اضطربت الأمور وضعف أمر الدولة بخلافة الأمين رحمه الله فلما قتل واستخلف المأمون على رأس المائتين نجم التشيع وأبدى صفحته وبزغ فجر الكلام وعربت حكمة الأوائل ومنطق اليونان وعمل رصد الكواكب ونشأ للناس علم جديد مرد مهلك لا يلائم علم النبوة ولا يوافق توحيد المؤمنين قد كانت الأمة منه في عافية وقويت شوكة الرافضة والمعتزلة وحمل المأمون المسلمين على القول بخلق القرآن ودعاهم إليه فامتحن العلماء فلا حول ولا قوة إلا بالله إن من النبلاء أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف وتقدم عقول الفلاسفة ويعزل منقول أتباع الرسل ويماري في القرآن ويتبرم بالسنن والآثار. وتقع في الحيرة فالفرار قبل حلول الدمار وإياك ومضلات الأهواء ومجاراة العقول ومن يعتصم بالله قد هدى إلى صراط مستقيم.

الطبقة السابعة من الكتاب

الطبقة السابعة من الكتاب: من حفاظ العلم النبوي وهم عدد كثير اقتصرت منهم على الأعلام وعدتهم مائة نفس: 313- 1/ 7 ع- عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الحافظ الكبير والإمام العلم الشهير اللؤلؤي أبو سعيد البصري مولى الأزد وقيل مولى بني العنبر: مولده سنة خمس وثلاثين ومائة سمع أيمن بن نابل وهشاما الدستوائي ومعاوية بن صالح وأبا خلدة وشعبة وسفيان وأمما. حدث عنه ابن المبارك وأحمد وإسحاق وابن المديني وبندار وعبد الرحمن رسته ومحمد بن يحيى وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي وخلق سواهم. قال أحمد بن حنبل: هو أفقه من يحيى القطان، وهو أثبت من وكيع لأنه أقرب عهدا بالكتاب. اختلفا في نحو من خمسين حديثا للثوري فنظرنا فإذا عامة الصواب مع عبد الرحمن. وقال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدى. قال إسماعيل القاضي: سمعت عليا يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي, قلت له وقد أتقنت حديث الأعمش: من يفيدني عن الأعمش, فأطرق ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي, تتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم، لم أكتب حديثهم نازلا كمنصور بن أبي الأسود قال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحدا أتقن لما سمع ولما لم يسمع ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي، إمام ثبت أثبت من يحيى بن سعيد وكان عرض حديثه على سفيان. قال القواريرى: أملى علي بن مهدي عشرين ألف حديث حفظا. وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول لا يجوز أن يكون الرجل إماما حتى يعلم ما يصح مما لا يصح. قال علي بن المديني: علم عبد الرحمن في الحديث كالسحر. وقال أبو عبيد: سمعت بن مهدي يقول: ما تركت حديث رجل إلا ودعوت الله له وأسميه. وقال عبد الرحمن رسته: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن أن أباه قام ليلة وكان يحيي الليل قال: فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس فجعل على نفسه ألا يجعل بينه

_ 313- تهذيب الكمال: 2/ 819. تهذيب التهذيب: 6/ 279 "549". تقريب التهذيب: 1/ 499 "1126". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 154. الكاشف: 2/ 187. الجرح والتعديل: 5/ 1382. البداية والنهاية: 10/ 244. الحلية: 9/ 3. الثقات: 8/ 373.

وبين الأرض شيئًا شهرين فقرح فخذاه. وقال إبراهيم بن زياد سبلان قال لي ابن مهدي: لو كان لي سلطان لألقيت من يقول: إن القرآن مخلوق في دجلة بعد أن أضرب عنقه. قال أحمد بن حنبل: عبد الرحمن أكثر حديثا من يحيى القطان. وقال العجلي: شرب عبد الرحمن البلادر فبرص وشربه أبو داود فجذم. قال نعيم بن حماد قلت لابن مهدي: كيف تعرف الكذاب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون وكان عبد الرحمن فقيها بصيرا بالفتوى عظيم الشأن. قال أحمد بن سنان: كان عبد الرحمن لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى قلم ولا يقوم أحد كأنما على رءوسهم الطير أو كأنهم في صلاة. قال علي بن المديني: لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أنى لم أر مثل عبد الرحمن, وكان يقول: أعلم الناس بقول الفقهاء السبعة الزهرى, ثم بعده مالك, ثم بعده ابن مهدي. وكان ورده كل ليلة نصف القرآن. وقال الذهلي: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتابا قط. قال ابن نمير: سمعت بن مهدي يقول: معرفة الحديث الهام. وقال رسته: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: الجهمية يريدون أن ينفوا عن الله الكلام وأن يكون القرآن كلامه وأن الله كلم موسى وقد أكده الله فقال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة وورثه بنوه وأبوه مهدي وكان عاميا. أخبرنا عمر بن طرخان أنا عبد الله بن رواحة ح وأنا أبو الحسين بن الفقيه أنا أحمد بن محمد وجعفر بن منير وعلي بن هبة الله قالوا أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا الحسين بن عبد الرحمن بن عبدان نا محمد بن يعقوب الأصم نا هارون بن سليمان الأصبهاني نا عبد الرحمن بن مهدي عن موسى بن علي سمعت أبي عن عقبة بن عامر سمعه يقول: ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تميل الشمس للغروب حتى تغرب، أخرجه مسلم من طريق ابن وهب عن موسى. 314- 2/ 7 ع- معن بن عيسى الحافظ الحجة أبو يحيى المدني القزاز الأشجعي مولاهم

_ 314- تهذيب الكمال: 3/ 1358. تهذيب التهذيب: 10/ 252 "452". تقريب التهذيب: 2/ 267. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 48. الكاشف: 3/ 166. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 390. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 284، 285. الجرح والتعديل: 8/ 1271 العبر: 1/ 327. ثقات: 9/ 181. تراجم الأحبار: 3/ 361، 258. الأنساب: 1/ 263. المعين: 857. التمهيد: 1/ 67، 2/ 77، 6/ 425.

أحد أئمة الحديث: أخذ عن ابن أبي ذئب ومعاوية بن صالح ومالك وموسى بن علي وطبقتهم. وهو من كبار أصحاب مالك ومتقنيهم ومفتيهم. روى عنه ابن أبي خيثمة وهارون الحمال ويونس بن عبد الأعلى وخلق. قال أبو حاتم: هو أحب إلي من ابن وهب. وهو أثبت أصحاب مالك يقع لي حديثه عاليا من رواية جماعة. أخبرنا الأبرقوهي أنا ابن صرما وابن عبد السلام قالا أنا أبو الفضل الأرموي أنا أحمد بن محمد أنا علي بن عمر أنا أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن معين نا معن عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يصافح امرأة قط. رواه النسائي في مسند مالك تأليفه عن معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. توفي معن في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة. 315- 3/ 7 ع- محمد بن عبيد بن أبي أمية الحافظ الثقة أبو عبد الله الإيادي الكوفي الطنافسي الأحدب مولى بني حنيفة: ولد سنة سبع وعشرين ومائة. وسمع هشام بن عروة والأعمش وإسماعيل وعبيد الله وابن إسحاق ومسعرا. حدث عنه أخوه يعلى وأحمد وابن معين وإسحاق وابنا أبي شيبة وعباس الدوري وأحمد بن الفرات وخلق كثير. سكن بغداد مدة وكان أحد المتقنين وكان يعلى أكبر منه بتسع سنين. رواه أبو أمية الطرسوسي عن يعلى قال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن يعلى ومحمد وعمر فوثقهم، وقال أبو جعفر بن أبي شيبة سألت: ابن معين عن بني عبيد الثلاثة فوثقهم، وقال: أثبتهم يعلى وقال محمد بن عبد الله بن عمار: كلهم ثبت. قال: وأحفظهم يعلى، وأبصرهم بالحديث محمد الأحدب، وعمر شيخهم. وقال يعقوب السدوسي: محمد بن عبيد مولى لأياد مكث ببغداد دهرا ثم رجع إلى الكوفة فمات بها سنة أربع ومائتين، وكان ممن يقدم عثمان, وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيين، عامتهم يقدم عليا أو يقف عند عثمان وعلي, سمعت علي بن المديني وذكر محمد بن عبيد فقال: كان كيسا. وقال العجلي: كوفي ثقة كان حديثه أربعة آلاف يحفظها. قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث صاحب سنة. مات سنة أربع. وقال خليفة ومطين: سنة خمس ومائتين رحمه الله تعالى.

_ 315- تهذيب الكمال: 3/ 1238. تهذيب التهذيب: 9/ 327. تقريب التهذيب: 2/ 188. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 435. الكاشف: 3/ 74. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 173. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 301. الجرح والتعديل: 8/ 40. ميزان الاعتدال: 3/ 639. لسان الميزان: 7/ 368. تاريخ أسماء الثقات: 410. الثقات: 7/ 441. المغني رقم: 5804 طبقات الحفاظ: 140. طبقات ابن سعد: 5/ 534. الوافي بالوفيات: 3/ 207. سير الأعلام: 9/ 436 والحاشية.

أخبرنا محمد بن قايماز أنا محمد بن قوام أنا خليل بن بدر "ح" وأنبأنا أحمد بن سلامة عن خليل أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم أنا عبد الله بن جعفر سنة أربع وأربعين وثلاث مائة ثنا أحمد بن الفرات سنة أربع وخمسين ومائتين أنا محمد بن عبيد أنا محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" 1. 316- 4/ 7 ع - يعلى بن عبيد الحافظ الثبت أبو يوسف الطنافسي أخو المذكور مر أنه أكبر منه بتسع: سمع يحيى بن سعيد الأنصاري وأبا حيان يحيى بن سعيد التيمي وعبد الملك بن أبي سليمان وزكريا بن أبي زائدة والأعمش وطبقتهم وكان من الحفاظ بالكوفة. روى عنه إسحاق بن راهويه وابن نمير ومحمود بن غيلان ومحمد بن يحيى وعبد بن حميد وأحمد بن الفرات وعلي بن حرب وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث صالحا في نفسه. وروى جماعة عن ابن معين: ثقة. وقال سعيد بن أيوب البخاري: كان يعلى يحفظ عامة حديثه أو جميع ما عنده، وما رأيت أحفظ من وكيع. قال أبو حاتم: أثبت أولاد أبيه في الحديث. وقال أحمد بن يونس: ما رأيت أفضل من يعلى بن عبيد، وما رأيت أحدا يريد بعلمه الله إلا يعلى. وقال ابن الفرات: ما رأيت يعلى ضاحكا وقال ابن عمار: هو أحفظ إخوته. وقال ابن سعد: توفي يعلى في خامس شوال سنة تسع ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا عمر بن محمد الفارسي وسليمان بن قدامة وهدية بنت علي وأحمد بن أبي طالب قالوا أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن أحمد أنا عيسى بن عمر نا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ أنا يعلى نا إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشمس والقمر ليسا ينكسفان لموت أحد ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا ".

_ 1 رواه البخاري في العلم باب 38 ومسلم في الإيمان حديث 13. 316- تهذيب الكمال: 3/ 1556. تهذيب التهذيب: 11/ 402 "779". تقريب التهذيب: 2/ 378. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 185. الكاشف: 3/ 295. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 419. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 314. الجرح والتعديل: 9/ 1312. ميزان الاعتدال: 4/ 258. لسان الميزان: 7/ 446. تاريخ الثقات: 484. مقدمة الفتح: 454. معجم طبقات الحفاظ: ص190. الثقات: 7/ 653، المغني: 7211، تراجم الأحبار: 4/ 230. أونساب: 9/ 84، 85. طبقات ابن سعد: 6/ 379، 7/ 322. تاريخ أسماء الثقات: 6634. سير الأعلام: 9/ 476 والحاشية.

أنبأنا ابن أبي الخير عن مسعود الجمال أنا الحداد أنا أبو نعيم أنا عبد الله بن جعفر نا أحمد بن يونس الضبي أنا يعلى ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ". وفي الغيلانيات حدثنا محمد بن الجهم أنا يعلى فذكر الحديث موقوفا1. 317- 5/ 7 ع - يعقوب بن إبراهيم بن سعد الحافظ الإمام أبو يوسف الزهري المدني نزيل بغداد: حدث عن أبيه وعن عاصم بن محمد العمري ومحمد بن أخي الزهري وشعبة والليث وطائفة. وعنه أحمد وإسحاق وعبد بن حميد والذهلي وعباس ويعقوب بن شيبة وأبو بكر الصاغاني وخلق سواهم. ذكره ابن سعد فقال: ثقة جليل القدر مقدم على أخيه سعد في الفضل والورع والإتقان. وقال يحيى بن معين: وغيره ثقة. مات يعقوب ببلد فم الصلح في صحبة الحسن بن سهل الوزير في شوال سنة ثمان ومائة رحمه الله تعالى. أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المحسن وأحمد بن عبد الرحمن الحنبليان وجماعة قالوا أنا أبو القاسم السبط أنا جدي أبو طاهر الحافظ أنا مكي بن علان انا أبو بكر الحيري نا محمد بن أحمد بن معقل نا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم نا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني أبو أمامة أنه سمع أبا سعيد يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومرّ علي عمر وعليه قميص يجره" قالوا ماذا أولت؟ قال: "الدين ". 318- 6/ 7 ع - وهب بن جرير بن حازم المحدث الحافظ أبو العباس الأزدي مولاهم

_ 1 رواه البخاري في الكسوف باب 671، 13، 15 ومسلم في الكسوف حديث 6، 10، 17، 21 وأبو داود في الاستسقاء باب 3، 4. 317- تهذيب التهذيب: 11/ 380 "741" تقريب التهذيب: 2/ 374. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 180. الكاشف: 3/ 290 تاريخ البخاري الكبير: 8/ 397. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 230، 288. الجرح والتعديل: 9/ 843. ميزان الاعتدال: 4/ 448. تاريخ الثقات: 484. طبقات الحفاظ: 189، الثقات: 9/ 284. الأنساب: 2/ 91، 10/ 306. الضعفاء الكبير: 4/ 438. المعين: 743، 874. الكامل: 7/ 2604. نسيم الرياض: 4/ 562. تراجم الأحبار: 4/ 233. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 215. 318- تهذيب الكمال: 3/ 1478. تهذيب التهذيب: 11/ 161 "273". تقريب التهذيب: 2/ 338. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 136. الكاشف: 3/ 244. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 169. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 307، 309. الجرح والتعديل: 9/ 124. ميزان الاعتدال: 4/ 350. لسان الميزان: 7/ 428. البداية والنهاية: 10/ 259. تاريخ الثقات: 466. الكامل: 7/ 2531. تاريخ ابن معين: 3/ 635. الضعفاء الكبير: 4/ 324. مقدمة الفتح: 450. تراجم الأحبار: 4/ 178. الثقات: 9/ 228. طبقات ابن سعد: 2/ 345. معرفة الثقات: 1953. سير الأعلام: 9/ 442 والحاشية.

البصري أحد الأثبات: سمع أباه وهشام بن حسان وابن عون وقرة وشعبة وعدة. روى عنه أحمد وإسحاق وابن المديني وأبو خيثمة وعمرو بن علي ومحمد بن رافع ومحمد بن أبي العوام وخلق كثير. روى الدارمي عن يحيى: ثقة. وقال أحمد العجلي: بصري ثقة. كان عفان يتكلم فيه، مات منصرفا عن الحج. قال ابن سعد: مات سنة ست ومائتين. قلت: مات في عشر الثمانين رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو المعالي المصري أنا أحمد بن أبي الفتح وأبو الفرج بن عبد السلام قالا أنا محمد بن عمر القاضي ح وأنا ابن عساكر أنا أبو روح كتابة أنا يوسف بن أيوب الزاهد قالا أنا أبو الحسين بن النقور نا علي بن عمر السكري نا أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن معين نا وهب بن جرير أخبرني أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن إسماعيل بن أمية عن بحير بن أبي بجير قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: حين خرجنا إلى الطائف فمررنا بقبر فقال: "هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف وكان من ثمود وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن". أخرجه أبو داود عن ابن معين. 319- 7/ 7ع- بشر بن عمر الحافظ الثبت أبو محمد الزهراني البصري: سمع عكرمة بن عمار وشعبة وعاصم بن محمد العمري وهمام بن يحيى ومالكا وطبقتهم. وعنه إسحاق بن راهويه وإسحاق الكوسج والذهلي ونصر بن علي ومحمد بن يحيى القطعي وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن سعد: ثقة. قال وتوفي سنة سبع ومائتين1-يعني في أولها فقد أرخ غيره موته في آخر يوم من سنة ست. أخبرنا محمد بن عبد الرحمن وجماعة قالوا أخبرنا أبو القاسم سبط السلفي أنا جدي أنا مكي بن منصور أنا أبو بكر الحيري أنا أبو علي المعقلي أنا محمد بن يحيى أنا بشر بن عمر أنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء" أخرجه النسائي2.

_ 319- تهذيب الكمال: 1/ 150. تهذيب التهذيب: 1/ 455. تقريب التهذيب: 1/ 100. خلاصة تهذيب الكمال: 1271. الكاشف: 1/ 156. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 80. الجرح والتعديل: 2/ 361 شذرات الذهب: 2/ 18. تاريخ خليفة: 473. طبقات خليفة: 1941. طبقات الحفاظ: 141. البداية والنهاية: 10/ 261. سير الأعلام: 9/ 417. تذكرة الحفاظ: 1/ 337. طبقات ابن سعد: 7/ 300. 1 وقيل 209. 2 في كتاب الطهارة باب 6. والمواقيت باب20.

320- 8/ 7 خ 4- الخريبي الحافظ الإمام القدوة أبو عبد الرحمن عبد الله بن داود بن عامر الهمداني الشعبي الكوفي: كان يسكن محلة الخريبة بالبصرة. وسمع هشام بن عروة والأعمش وثور بن يزيد وابن جريج والأوزاعي وطبقتهم. حدث عنه الحسن بن صالح وسفيان بن عيينة وهما من شيوخه ومسدد وبندار والفلاس والكديمي وبشر بن موسى وخلائق. قال ابن سعد: كان ثقة عابدا ناسكا. قال ابن معين: ثقة مأمون. قال زيد بن أخزم: سمعت الخريبي يقول: نول الرجل أن يكره ولده على طلب الحديث ليس الدين بالكلام إنما الدين بالآثار. وروى عنه الكديمي قال: ما كذبت إلا مرة واحدة. قال لي أبي قرأت على المعلم؟ قلت: نعم؛ ولم أكن قرأت. عن وكيع قال: النظر إلى وجه عبد الله بن داود عبادة. قال إسماعيل القاضي: لما دخل يحيى بن أكثم البصرة مضى إلى الخريبي ليسمع منه فقال له متعت بك، إني لما نظرت إليك نويت ألا أحدثك. وذكر أن الخريبي قيل له رجع أبو حنيفة عن مسائل كثيرة، قال: إنما يرجع الفقيه إذا اتسع علمه. وكان الخريبي يقول: يا ليتني لبنة في حائط متى أدخل الجنة؟ وكان ممن وقف في مسألة القرآن تورعا وجبنا. توفي في شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكان قد قطع الرواية فلهذا لم يسمع منه البخاري وروى عن أصحابه. أنبأنا جماعة منهم شيخ الإسلام ابن أبي عمر قالوا أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي أنا محمد بن يوسف أنا الخريبي قال حدثتنا أم داود الوابشية قالت: رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأكل لحم الدجاج ويصطبغ بخل خمر. 321- 9/ 7م 4- عبد الوهاب بن عطاء المحدث الإمام أبو نصر الخفاف العجلي أحد علماء البصرة: روى عن حميد وخالد الحذاء والجريري وسليمان التيمي ومحمد بن عمرو وابن عون ولازم سعيد بن أبي عروبة وأخذ القراءة عن أبي عمرو بن العلاء. روى عنه أحمد والزعفراني وعباس الدوري وعمرو الناقد والحارث بن أبي أسامة ويحيى بن أبي طالب وخلق. قال ابن سعد: كان كثير الحديث، عرف بصحبة ابن أبي عروبة. وقال ابن

_ 320- تهذيب الكمال: 2/ 677. تهذيب التهذيب: 5/ 199 "345". تقريب التهذيب: 1/ 412 "280" خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 53. الكاشف: 2/ 83. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 82. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 324. الجرح والتعديل: 5/ 221. سير الأعلام: 9/ 347. والحاشية. البداية والنهاية: 10/ 267. الثقات: 7/ 60. 321- تهذيب الكمال: 2/ 870. تهذيب التهذيب: 6/ 450 "935". تقريب التهذيب: 1/ 528 "1406". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 186. الكاشف: 2/ 121. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 98. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 302. الجرح والتعديل: 6/ 372. ميزان الاعتدال: 2/ 681. لسان الميزان: 7/ 295. سير الأعلام: 9/ 451 والحاشية. الثقات: 7/ 133.

معين: ثقة. وكذا وثقه الدارقطني. وقال البخاري: ليس بالقوي. وقال أحمد كان عبد الوهاب عالما بسعيد. وقال غيره: كان صالحا خيّرًا بكاء. مات في آخر سنة أربع ومائتين. وقيل سنة ست رحمه الله تعالى. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا أبو القاسم الحرستاني أنا أبو الحسن بن المسلم أنا أبو نصر بن طلاب أنا محمد بن أحمد الغساني نا محمد بن عمر بن يزيد إملاء ثنا أبو جعفر حمدان بن عمرو نا عبد الوهاب بن عطاء نا سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام" 1. 322- 10/ 7 خ د ت س - قراد هو الحافظ الإمام أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي: حدث عن عوف ويونس بن أبي إسحاق وشعبة وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو إسحاق الجوزجاني وأبو بكر الصاغاني والحارث التميمي وخلق. وثقه ابن المديني وغيره قلت: له ما ينكر. ومات سنة سبع ومائتين2 وكان يسرد من حفظه. قرأت على يحيى بن محمد الشافعي بمكة أخبركم أبو الحسن علي بن هبة الله أنا أبو طاهر السلفي أنا الثقفي أنا يحيى المزكي نا محمد بن يعقوب نا العباسُ بن محمد ثنا عبد الرحمن بن غزوان أنا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال جاءت امرأة ثابت بن قيس فقالت يا رسول الله: "ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق غير أني أخاف الكفر في الإسلام"، قال: "أتردّين عليه حديقته؟ " قالت: نعم، فأمرها أن ترد عليه، ففرق بينهما، رواه البخاري عن محمد بن عبد الله المخرمي عن قراد. وهو حديث غريب. 323- 11/ 7 ت ق- عمر بن هارون الحافظ الإمام المكثر عالم خراسان أبو حفص الثقفي

_ 1 رواه البخاري في كتاب مسجد مكة باب 1. ومسلم في كتاب الحج حديث 505 - 510 والنسائي في كتاب المناسك باب 124. 322- تهذيب الكمال: 2/ 810. تهذيب التهذيب: 6/ 247 "495". تقريب التهذيب: 1/ 494 "1075". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 148. الكاشف: 2/ 180. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 202. الجرح والتعديل: 5/ 1301. ميزان الاعتدال: 2/ 581. لسان الميزان: 4/ 471، 7/ 283. الثقات: 8/ 375. 2 وقيل 187. 323- تهذيب الكمال: 2/ 1024. تهذيب التهذيب: 7/ 501 "839". تقريب التهذيب: 2/ 64. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 279. الكاشف: 2/ 322. الجرح والتعديل: 6/ 765. ميزان الاعتدال 3/ 228. لسان الميزان: 7/ 321. تاريخ بغداد: 11/ 178. الكامل: 5/ 1688. المجروحين: 2/ 90. المغني: 4568. مجمع: 2/ 198. 3/ 63، 5/ 138، 9/ 273. ترغيب: 4/ 576. ضعفاء ابن الجوزي: 2/ 218. تاريخ الثقات: 361. معرفة الثقات: 1364.

مولاهم البلخي: من أوعية العلم على ضعف فيه. روى عن ابن جريج وثور بن يزيد وسعيد بن أبي عروبة وصفوان بن عمرو وسلمة بن وردان والأوزاعي وشعبة وخلق. وعنه عفان وقتيبة وأحمد وابن حميد ونصر بن علي وسريج بن يونس وآخرون. قال الآبار ثنا أبو غسان زنيج قال عمر بن هارون ألقيت من حديثي سبعين ألفا لأبي جزء عشرين ألفا ولعثمان البتى كذا وكذا ألفا، فقلت لأبي غسان: ما كان حاله؟ قال قال بهز: أرى يحيى بن سعيد حسده قال: أكثر عن ابن جريج، فمن لزم رجلا اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يكثر عنه؟. قال أبو غسان وبلغني أن أمه كانت تعينه على الكتاب وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه. وساق الخطيب بإسناده عن أبي عاصم أنه ذكر عمر بن هارون فقال: عمر عندنا أحسن أخذا للحديث من ابن المبارك. وقال المروذي: سئل أبو عبد الله عن عمر بن هارون فقال: ما أقدر أن أتعلق عليه بشيء، كتبت عنه كثيرا، فقيل له: قد كانت له قصة مع ابن مهدي؟ فقال: بلغني أنه كان يحمل عليه. وقال أحمد بن سيار: كان كثير السماع كان قتيبة يطريه ويوثقه قلت: كذبه ابن معين جاء ذلك من وجهين عنه، وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو داود: ليس بثقة. وقال النسائي وجماعة. متروك. قلت لا ريب في ضعفه. وكان إماما حافظا في حروف القراءات. مات سنة أربع وتسعين ومائة. أخبرنا عيسى بن يحيى أنا منصور بن سند أنا السلفي أنا ابن مردويه أنا عمر بن عبد الله بن الهيثم الواعظ ثنا أبو القاسم الطبراني نا عبد الوارث بن إبراهيم نا عمار بن هارون نا عمر بن هارون البلخي نا ثور بن يزيد عن مكحول عن النواس بن سمعان الكلابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتي في بكورها" 1. 324- 12/ 7 ع- بهز بن أسد الحافظ المتقن أبو الأسود العمى البصري الإمام أخو معلى: سمع شعبة ويزيد بن إبراهيم التستري وأبا بكر النهشلي وحماد بن سلمة. روى عنه

_ 1 رواه الترمذي في كتاب البيوع باب6. وابن ماجه في كتاب التجارات باب 41. وأحمد في مسنده "1/ 154، 155" "3/ 416، 417، 423". 324- تهذيب الكمال: 1/ 139. تهذيب التهذيب: 1/ 497. تقريب التهذيب: 1/ 109. الثقات: 8/ 155. تاريخ ابن معين: 64. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 143. الجرح والتعديل: 2/ 1715. ميزان الاعتدال: 1/ 353. لسان الميزان: 7/ 186. سير الأعلام: 9/ 192. مقدمة الفتح: 393. طبقات ابن سعد: 6/ 380، 7/ 306. طبقات الحفاظ: 142. الكاشف: 1/ 164.

أحمد وبندار وأحمد بن سنان وعبد الله بن هاشم الطوسي وعبد الرحمن بن بشر العبدي وآخرون وكان من جلة العلماء. قال عبد الرحمن بن بشر: ما رأيت رجلا خيرا من بهز. توفي سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. أخبرنا ابن عساكر أنبأنا أبو روح أنا زاهر أنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا محمد بن أحمد بن عبدوس أنا علي بن أحمد المحفوظي نا عبد الله بن هاشم نا بهز بن أسد نا محمد بن طلحة بن مصرف عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أشكر الناس لله أشكرهم للناس" عبد الرحمن لا يعرف تفرد بهذا عنه ابن شريك ولم يخرجوه في الكتب الستة. قال أبو بكر الأسدي عن أحمد بن حنبل إليه المنتهى في الثبت -يعنى: بهزا- وقال أبو حاتم ثقة إمام صدوق. وقال ابن سعد ثقة حجة كثير الحديث رحمه الله تعالى. 325- 13/ 7 خ م د ت س- أزهر بن سعد الإمام الحجة أبو بكر الباهلي مولاهم البصري السمان أحد الأعلام: حدث عن سليمان التيمي ويونس بن عبيد وابن عون وعدة. وعنه ابن المديني وإسحاق وبندار والذهلي وعباس الدوري وابن الفرات وخلق. وحدث عنه من القدماء مثل ابن المبارك وكان من نبلاء الأئمة أوصى إليه ابن عون وعمر دهرا. مات سنة ثلاث ومائتين وله أربعة وتسعون عاما رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن قايماز أنا محمد بن قوام سنة ثلاثين وستمائة أنا خليل بن بدر ح وأنبأنا أحمد بن أبي الخير عن خليل أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم أنا عبد الله بن فارس نا أحمد بن الفرات أنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن ابن سيرين قال: لا بأس بشرب خبث الحديد باللبن. 326- 14/ 7- هشام بن الكلبي الحافظ: أحد المتروكين ليس بثقة فلهذا لم أدخله بين حفاظ الحديث1 وهو أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكوفي الرافضي النسابة.

_ 325- تهذيب الكمال: 1/ 75. تهذيب التهذيب: 1/ 202. تقريب التهذيب: 1/ 51. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 65. الكاشف: 1/ 102. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 460. الجرح والتعديل: 2/ 315. ميزان الاعتدال: 1/ 172. الوافي بالوفيات: 8/ 372. تذكرة الحفاظ: 1/ 342. طبقات الحفاظ: 143، 245. الكنى للإمام مسلم: 88. شذرات الذهب: 512. سير النبلاء: 9/ 441. مقدمة الفتح: 389. تاريخ واسط: 287. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 48. 326 التنكيل: 262/ 504. معجم المؤلفين: 13/ 149، 150 والحاشية. المعرفة والتاريخ: 3/ 254. الضعفاء والمتروكين للدارقطني: 563. الميزان: 4/ 304. المعين: 860. الضعفاء الكبير: 4/ 339. الأنساب: 11/ 134. لسان الميزان: 6/ 196. المجروحين: 3/ 91. 1 كأنه يعني أنه قدم أول هذه الطبقة أن عدد أئمتها مائة، ولم يعد ابن الكلبي منهم فإنه زائد على المائة كما قدمته هناك.

حدث عنه أبو الأشعث وخليفة بن خياط ومحمد بن أبي السري ومحمد بن سعد يروي عنه أنه حفظ القرآن في ثلاثة أيام وقلما يروي من المسند كان إخباريا. علامة توفي سنة ست ومائتين. 327- 15/ 7ع- عبد الله بن بكر الحافظ الصادق أبو وهب السهمي البصري نزيل بغداد: سمع أباه بكر بن حبيب وحميد الطويل وابن عون وهشام بن حسان وحاتم بن أبي صغيرة. وعنه أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وابن المديني وعبد الله بن منير المروزي والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن الفرج الأزرق وخلق. وثقه أحمد وجماعة, وكان رأسا في الحديث والفقه، وكان أبوه من كبار أئمة العربية. عاش عبد الله بضعا وثمانين سنة ومات في أول سنة ثمان ومائتين. أخبرنا ابن أبي عمر، وابن علان والفخر علي والقطب أحمد بن عبد السلام كتابة قالوا أنا عمر بن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز سنة سبع وسبعين ومائتين، نا عبد الله بن بكر بن حميد عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طريق ومعه أناس من أصحابه فعرضت له امرأة فقالت: يا رسول الله لي إليك حاجة، فقال: "يا أم فلان اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى أجلس إليك "، "ففعلت، فجلس إليها حتى قضت حاجتها". 328- 16/ 7 ع- عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد الحافظ الحجة أبو سهل التميمي مولاهم البصري محدث البصرة: روى عن أبيه علمه وعن هشام الدستوائي وعكرمة بن عمار وربيعة بن كلثوم وحرب بن ميمون وحرب بن أبي العالية وحرب بن شداد وطبقتهم. وعنه ابن معين وابن راهويه وبندار والذهلي وعبد وابنه عبد الوارث بن عبد الصمد. قال أبو حاتم: صدوق وقال ابن سعد: مات سنة سبع ومائتين رحمه الله تعالى.

_ 327- تهذيب الكمال: 2/ 668. تهذيب التهذيب: 5/ 162 "276". تقريب التهذيب: 1/ 404 "210". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 43. الكاشف: 2/ 75. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 52. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 314. الجرح والتعديل: 5/ 72. سير الأعلام: 9/ 450 والحاشية. الوافي بالوفيات: 17/ 86 والحاشية. الثقات: 7/ 61. 328- تهذيب الكمال: 2/ 833. تهذيب التهذيب: 6/ 327 "629". تقريب التهذيب: 1/ 507 "1202". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 163. الكاشف: 2/ 196. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 105. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 307، 308. الجرح والتعديل: 6/ 269. البداية والنهاية: 10/ 261. طبقات ابن سعد: 7/ 52. سير الأعلام: 9/ 16. الثقات: 8/ 414.

أخبرنا سنقر الزيني أنا العلم ابن الصابوني أنا السلفي أنا الثقفي أنا أبو زكريا المزكي أنا أحمد بن سليمان نا عبد الملك بن محمد نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا شعبة عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنهم قالوا: يا رسول الله الرجل يعمل الخير لآخرته ويحبه الناس؟ قال: "ذاك عاجل بشرى المؤمن ". أخرجه مسلم عن أبي موسى الزمن عن عبد الصمد. 329- 17/ 7 ع- حجاج بن محمد الحافظ أبو محمد المصيصي الأعور أحد الأثبات: ترمذي الأصل ولاؤه لسليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور. سمع ابن جريج وعمر بن ذر وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه أحمد والزعفراني وهلال بن العلاء ويوسف بن سعيد بن مسلم. قال أبو داود بلغني أن ابن معين كتب عنه نحوًا من خمسين ألف حديث. وقال ابن معين: كان أثبت أصحاب ابن جريج. وقال أحمد ما كان أضبط وأصح حديثه وأشد تعهده للحروف -ورفع أمره جدا مات في ربيع الأول سنة ست ومائتين. قال أحمد بن حنبل: الكتب كلها قرأها علي بن جريج سوى التفسير فإنه سمعه إملاء من ابن جريج، وقال معلى الرازي: قد رأيت أصحاب ابن جريج بالبصرة ما رأيت فيهم أثبت من الحجاج. وقال إبراهيم الخشك: حجاج بن محمد نائما أوثق من عبد الرزاق يقظان: قال ابن سعد: تحول إلى المصيصة بعياله فأقام بها سنين ثم قدم بغداد في حاجة وكان ثقة صدوقا إن شاء الله وكان قد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد وقال إبراهيم الحربي أخبرني صديق لي قال لما قدم حجاج بن محمد آخر مرة خلط فرأيت بن معين عنده فرآه خلط فقال لابنه لا تدخل عليه أحدا. 330- 18/ 7ع- بن أبي فديك الحافظ الكبير محدث المدينة أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك دينار الديلمي المدني: حدث عن سلمة بن وردان وابن

_ 329- تهذيب الكمال: 1/ 134. تهذيب التهذيب: 2/ 205. تقريب التهذيب: 1/ 154. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 198. الكاشف: 1/ 207. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 380. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 308. الجرح والتعديل: 3/ 708. ميزان الاعتدال: 1/ 464. لسان الميزان: 7/ 194. نسيم الرياض: 2/ 77. رجال الصحيحين: 386. طبقات الحفاظ: 147. مقدمة الحفاظ: 396. تاريخ غداد: 8/ 236. الشذرات: 2/ 15. الوافي بالوفيات: 11/ 317. سير الأعلام: 9/ 447. الثقات: 8/ 201. 330- تهذيب الكمال: 3/ 1175. تهذيب التهذيب: 9/ 61. تقريب التهذيب: 2/ 145. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 381، 488. الكاشف: 3/ 21. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 37. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 289. الجرح والتعديل: 7/ 1071. ميزان الاعتدال: 3/ 483. لسان الميزان: 7/ 352. المغني: 5302 نسيم الرياض: 3/ 565. ثقات: 9/ 42. تراجم الأحبار: 4/ 19. تاريخ أسماء الثقات: 1626. الوافي بالوفيات: 2/ 205. طبقات ابن سعد: 5/ 342. سير الأعلام: 9/ 486 والحاشية.

أبي ذئب والضحاك بن عثمان وإبراهيم بن الفضل وعدة. روى عنه أحمد بن الأزهر وسلمة بن شبيب وعبد بن حميد وأبو عتبة أحمد بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والحسين بن علي البسطامي وخلق كثير. قال أبو داود قد سمع من محمد بن عمرو بن علقمة حديثا واحدا. وقال غير واحد: كان ثقة وأما ابن سعد فقال: ليس بحجة. وقال البخاري: مات سنة مائتين رحمه الله تعالى. 331- 19/ 7خ 4 - هشام بن يوسف قاضي صنعاء وعالمها ومفتيها الحجة المتقن أبو عبد الرحمن الصنعاني: حدث عن ابن جريج ومعمر والقاسم بن فياض وغيرهم. وعنه علي بن المديني وإبراهيم بن موسى الفراء وإسحاق وابن معين وعبد الله المسندي وآخرون. قال يحيى بن معين: هو أثبت من عبد الرزاق في ابن جريج. وقال أبو حاتم: ثقة متقن. وقال إبراهيم بن موسى: قدم الثوري اليمن فقال: اطلبوا لي كاتبا سريع الخط فارتادوني وكنت أكتب. قال أبو زرعة: هشام أصح الناس كتابا. قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. أخبرنا الأبرقوهي أنا ابن صرما الأرموي أنا ابن النقور أنا الحربي نا الصوفي نا يحيى بن معين نا هشام بن يوسف عن رباح بن عبيد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بئس الشعب جياد تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين". هذا منكر تفرد به رباح بن عبيد الله بن عمر العمري. 332- 20/ 7م ت - يحيى بن الضريس الحافظ المتقن أبو زكريا البجلي مولاهم الرازي قاضى الري: حدث عن ابن جريج ومحمد بن إسحاق وعكرمة بن عمار وسفيان وزائدة وطبقتهم. حدث عنه يحيى بن معين وابن راهويه ومحمد بن حميد وإسحاق بن الفيض وخلق. وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم: كان عنده عن حماد عشرة آلاف حديث وقال

_ 331- تهذيب الكمال: 3/ 1446، تهذيب التهذيب: 11/ 57 "97". تقريب التهذيب: 2/ 320. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 116. الكاشف: 3/ 224. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 194، 195. الجرح والتعديل: 9/ 271. معجم طبقات الحفاظ: 182. الكامل: 7/ 2569. المعين: 727. الثقات: 9/ 232، 5/ 501، 503. تراجم الأحبار: 4/ 168. تاريخ الثقات: 459. التمهيد 3/ 328. معرفة الثقات: رقم 1911. سير الأعلام: 9/ 580 والحاشية. 332- تهذيب الكمال: 3/ 1504. تهذيب التهذيب: 11/ 232 "376". تقريب التهذيب: 2/ 350. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 151. الكاشف: 3/ 159. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 282. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 299. الجرح واتعديل: 9/ 659. لسان الميزان: 7/ 433. الثقات: 9/ 252. طبقات الحفاظ: 145. معجم طبقات الحفاظ: 187. التمهيد: 2/ 30. العبر: 1/ 248. سير الأعلام: 9/ 499 والحاشية.

وكيع: هو من حفاظ الناس، وقد خلط في حديثين. وقال إبراهيم بن موسى: منه تعلمنا علم الحديث رحمه الله تعالى1. 333- 21/ 7ع- العقدي الحافظ الإمام الثقة أبو عامر عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي البصري: حدث عن قرة بن خالد وأفلح بن حميد وزكريا بن إسحاق وأيمن بن نابل وشعبة بن الحجاج وطبقتهم. فأكثر وجود. روى عنه أحمد وإسحاق وزهير وإسحاق الكوسج وأحمد بن الفرات ومحمد بن شداد المسمعي ومحمد بن يحيى الذهلي والكديمي وخلق كثير. قال النسائي: ثقة مأمون. وقال غيره: كان أحد حفاظ البصرة. وقال محمد بن سنان القزاز: هو مولى العقديين من بني قيس, كان لا يخضب. قال ابن سعد: مات سنة أربع ومائتين2. أنبأنا ابن علان وابن أبي عمر قالا أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر البزار ثنا محمد بن شداد المسمعي نا أبو عامر العقدي نا قرة عن الحسن قال جاء مسيلمة الكذاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام من عنده قال: هذا يبعث هلكة لقومه. 334- 22/ 7 ق- الواقدي هو محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم أبو عبد الله المدني الحافظ البحر: لم أسق ترجمته هنا لاتفاقهم على ترك حديثه وهو من أوعية العلم لكنه لا يتقن الحديث وهو رأس في المغازي والسير ويروي عن كل ضرب. مات سنة سبع ومائتين، حمل عن ابن عجلان وابن جريج ومعمر وهذه الطبقة. ولي قضاء بغداد، وكان له رئاسة وجلالة وصورة عظيمة. عاش ثمانيا وسبعين سنة رحمه الله وسامحه.

_ 1 توفي عام 203. 333- تهذيب الكمال: 2/ 857. تهذيب التهذيب: 6/ 409 "861". تقريب التهذيب: 1/ 521 "1330". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 178. الكاشف: 2/ 212. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 425. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 304، 306. الجرح والتعديل: 5/ 2698. لسان الميزان: 7/ 292. طبقات ابن سعد: 7/ 52، 299. سير الأعلام: 9/ 469 والحاشية. الثقات: 8/ 388. 2 وقيل 205. 334- تهذيب الكمال: 3/ 1249. تهذيب التهذيب: 9/ 363. تقريب التهذيب: 2/ 194. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 442. الكاشف: 3/ 82. الجرح والتعديل: 8/ 92. ميزان الاعتدال: 3/ 662. الوافي بالوفيات: 4/ 238. نسيم الرياض: 3/ 89. المغني: رقم 5861. مجمع: 1/ 205، 206، 8/ 60، 10/ 71. تاريخ بغداد: 3/ 3. سير الأعلام: 9/ 454 والحاشية. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 87. التمهيد: 1/ 89. معجم المؤلفين: 11/ 95، 96 والحاشية.

335- 23/ 7، 4- مروان بن محمد الحافظ العلامة أبو بكر الدمشقي الطاطري التاجر: أخذ عن معاوية بن سلام وعبد الله بن العلاء وسعيد بن عبد العزيز ومالك وطبقتهم. وعنه أبو محمد الدارمي وأحمد بن الأزهر ومحمود بن خالد وخلق. وثقه أبو حاتم وكان أحمد بن حنبل يثني عليه وعلى علمه ويقول: هو صاحب حديث وروى أبو زرعة الدمشقي عن أبي معاوية الهاشمي قال: ما رأيت أخشع منه، وعن أحمد بن أبي الحواري: ما رأيت شاميا خيرا من مروان بن محمد. قلت مات سنة عشر ومائتين1 قال أحمد بن أبي الحواري: سمعته يقول: لا غنى لصاحب الحديث عن ثلاثة صدق وحفظ وصحة كتب. فإن كانت ثنتان لم يضعف، صدق وصحة كتب، وإذا لم يحفظ رجع إلى كتب صحيحة. أخبرنا عمر بن محمد العمري أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا ابن حمويه أنا عيسى بن عمر نا أبو محمد الدارمي أنا مروان بن محمد أنا سعيد بن عبد العزيز قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة: من تعبد بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح، ومن عد كلامه من عمله قل كلامه فيما لا يعنيه، ومن جعل علمه عرضا للخصومات كثر تنقله. 336- 24/ 7 ع- حسين الجعفي هو الحسين بن علي بن الوليد شيخ الإسلام أبو علي الجعفي مولاهم الكوفي الحافظ المقرئ الزاهد القدوة: قرأ على حمزة وسمع من أبي عمرو بن العلاء والأعمش وجعفر بن برقان وسفيان وعدة، وعنه أحمد وإسحاق ويحيى وابن الفرات وعبد بن حميد وعباس الدوري ومحمد بن عاصم وخلق. وثقه ابن معين وغيره وقال محمد بن رافع: ذاك راهب أهل الكوفة. وقال ابن قتيبة قيل لابن عيينة قدم حسين، فوثب وأتى فقبل يده وقال: قدم رجل أفضل رجل يكون قط. وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: إن بقي من الأبدال أحد فحسين الجعفي. وقال حميد بن الربيع: حسين الجعفي كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث. وقال أحمد العجلي: كان ثقة لم أرَ أفضل

_ 335- تهذيب الكمال: 3/ 1316. تهذيب التهذيب: 10/ 85 "175". تقريب التهذيب: 2/ 239. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 19. الكاشف: 3/ 133. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 173. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 317. الجرح والتعديل: 8/ 1257 ميزان الاعتدال: 3/ 161، 4/ 93. لسان الميزان: 7/ 383. معجم طبقات الحفاظ: 172. المغني: 6173. تاريخ أسماء الثقات: 1420. سير الأعلام: 9/ 510. الثقات: 9/ 179. 1 وقيل 216. 336- تهذيب الكمال: 1/ 292. تهذيب التهذيب: 2/ 357. تقريب التهذيب: 1/ 177. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 229. الكاشف: 1/ 232. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 381. الجرح والتعديل: 3/ 252. لسان الميزان: 2/ 302. الوافي بالوفيات: جـ 13 رقم 11 ص20 شذرات 2/ 5. سير الأعلام: 9/ 397.

منه ولم أره إلا مقعدا وكان جميلا لباسا. مات سنة ثلاث ومائتين1 قلت: عاش أربعا وثمانين سنة. 337- 25/ 7ع- روح بن عبادة بن العلاء بن حسان أبو محمد القيسي البصري الحافظ: سمع ابن عون وحسينا المعلم وابن أبي عروبة وطبقتهم وعنى بهذا الشأن. وعنه أحمد وإسحاق وبندار وإسحاق الكوسج وبشر بن موسى وخلق كثير. قال الكديمي: سمعت علي بن المديني يقول: نظرت لروح في أكثر من مائة ألف حديث كتبت منها عشرة آلاف. وقال يعقوب بن شيبة: كان روح يتحمل الحمالات وكان سريا مريا كثير الحديث جدا. سمعت ابن المديني يقول: ما زال في الحديث لم يشغل عنه. وقال الخطيب: صنف الكتب في السنن والأحكام وجمع تفسيرا وكان ثقة. وقال أحمد بن الفرات: طعن على روح اثنا عشر فلم ينفذ قولهم فيه. قلت: حديثه في أصول الإسلام كلها. مات في جمادى الأولى سنة خمس ومائتين2 ونيف على الثمانين رحمه الله تعالى. تكلم فيه القواريري لكونه يروى عنه مالك تسعمائة حديث. فاستعظم كثرتها, وقال النسائي: ليس بالقوي. 338- 26/ 7م 4 - زيد بن الحباب الحافظ أبو الحسين العكلي الكوفي الزاهد المحدث الجوّال الرّحّال: سمع قرة بن خالد وسليمان بن سيف وأيمن بن نابل وطبقتهم بالعراق والحجاز والشام ومصر. وعنه أحمد ومحمد بن رافع وسلمة بن شبيب ويحيى بن أبي طالب وخلائق. وثقه ابن المديني وغيره، وقال أحمد: كان صاحب حديث كيسا رحالا، ما كان أصبره على الفقر، ضرب إلى الأندلس، في الحديث كتبت عنه هنا وبالكوفة. قلت أعتقد أحمد رحمه الله أنه ارتحل إلى الأندلس للقاء معاوية بن صالح، وإنما أخذ عنه بمكة لما حج. وقد حدث عنه يزيد بن هارون، وهو أكبر منه. وابن وهب. قال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين رحمه الله تعالى. قلت: ثقة وغيره أقوى منه.

_ 1 وقيل 204. 337- تهذيب الكمال: 1/ 418. تهذيب التهذيب: 3/ 293. تقريب التهذيب: 1/ 253. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 328. الكاشف: 1/ 313. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 309. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 304. الجرح والتعديل: 3/ 2255. ميزان الاعتدال: 1/ 342، 2/ 58. لسان الميزان: 7/ 217. سير الأعلام: 9/ 402. مقدمة الفتح: 402. الثقات: 8/ 243. 2 وقيل 207أو 200. 338- تهذيب الكمال: 1/ 450. تهذيب التهذيب: 3/ 402. تقريب التهذيب: 1/ 273. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 350. الكاشف: 1/ 337. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 391. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 298. الجرح والتعديل: 3/ 2538. ميزان الاعتدال: 2/ 100. لسان الميزان: 7/ 223. الوافي بالوفيات: 15/ 44. طبقات ابن سعد: 6/ 414، 7/ 280. الثقات: 6/ 314، 8/ 250.

339- 27/ 7ع - سعيد بن عامر الإمام أبو محمد الضبعي البصري: عن حبيب بن الشهيد ويونس بن عبيد ومحمد بن عمرو وابن أبي عروبة. وعنه أحمد وإسحاق وابن معين وعبد "بن حميد" والحارث بن أبي أسامة وخلق. قال يحيى القطان: هو شيخ المصري منذ أربعين سنة. إني لأغبط جيرانه. وقال ابن الفرات: ما رأيت بالبصرة مثله. وقال أحمد: ما رأيت أفضل منه ومن حسين الجعفي وقال أبو حاتم: صدوق يغلط. وقال ابن معين: ثقة مأمون. قيل: مات في شوال سنة ثمان ومائتين عن ست وثمانين سنة يقع عواليه في الغيلانيات. حدثنا الكديمي ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: كان لنا ثوب فيه تصاوير فجعلته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي فنهاني؛ قالت: وكره ذلك فجعلته وسادتين -م- عن ابن راهويه عنه. 340- 28/ 7م 4 - أبو داود الطيالسي الحافظ الكبير سليمان بن داود بن الجارود الفارسي الأصل مولى آل الزبير البصري أحد الأعلام الحفاظ: سمع ابن عون وأيمن بن نابل وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي وشعبة وطبقتهم. وعنه أحمد والفلاس وبندار وابن الفرات وعباس الدوري وخلائق. قال الفلاس: ما رأيت أحفظ منه. وقال رفيقه ابن مهدي: هو أصدق الناس. وقال عامر بن إبراهيم: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن ألف شيخ. وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود، فبلغه ذلك فقال ولا قصير. وقال ابن المديني: ما رأيت أحفظ منه. وقال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديث. قلت: كان يتكل على حفظه فغلط في أحاديث. مات سنة أربع ومائتين وكان من أبناء الثمانين رحمه الله تعالى. وقع حديثه عاليا للفخر على المقدسي. أنبأنا ابن قدامة وابن البخاري قالا أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن الحسن أنا أبو

_ 339- تهذيب الكمال: 1/ 495. تهذيب التهذيب: 4/ 50. تقريب التهذيب: 1/ 299. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 382. الكاشف: 1/ 364. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 502. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 313. الجرح والتعديل: 4/ 208. ميزان الاعتدال: 1/ 14. لسان الميزان: 7/ 230. الوافي بالوفيات: 15/ 231. سير الأعلام: 9/ 385 والحاشية: طبقات ابن سعد: 7/ 296. الثقات: 8/ 264. 340- تهذيب الكمال: 1/ 534. تهذيب التهذيب: 4/ 182. تقريب التهذيب: 1/ 323. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 410. الكاشف: 1/ 192. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 10. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 299. الجرح والتعديل: 4/ 691. ميزان الاعتدال: 2/ 203. لسان الميزان: 7/ 237. سير الأعلام: 9/ 378. ديوان الإسلام: 1379. طبقات المحدثين بأصبهان: 93. تاريخ أصبهان: 731. الثقات: 8/ 275.

محمد الجوهري أنا أحمد بن جعفر نا محمد بن يونس نا أبو داود الطيالسي نا ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" 1. 341- 29/ 7 س- القاسم بن يزيد الجرمي الموصل عالم الموصل وزاهدها: سمع ابن أبي ذئب وثور بن يزيد وحريز بن عثمان والثوري. وعنه محمد بن عبد الله بن عمار وعلي بن حرب وجماعة. وثقه أبو حاتم, وقال يزيد بن محمد الأزدي: ورع زاهد من أصحاب سفيان وكان حافظا للحديث متفقها. قلت: كان على قدم عظيم من الزهد والعبادة. وقال غيره: حافظ للحديث والفقه. مات في سنة أربع وتسعين ومائة2 رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا أبو الفضل الهمذاني "ح" وأخبرنا إسحاق الصفار أنا ابن رواحة قالا أنا أبو طاهر السلفي أنا ابن الطيوري وأبو بكر الطريثيثي قالا أنا أبو علي بن شاذان 0أنا أحمد بن سليمان العباداني نا علي بن حرب نا القاسم بن يزيد نا سفيان ثنا عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر" 3. 342- 30/ 7 4- ضمرة بن ربيعة: الحفاظ أبو عبد الله القرشي مولاهم الدمشقي ثم الرملي العبد الصالح المأمون سمع إبراهيم بن أبي عبلة "والثوري" وابن شوذب "وعثمان بن أبي عطاء" والأوزاعي ومولاه علي بن أبي جملة وعدة. وعنه دحيم وعمرو بن عثمان وأبو عمير عيسى بن النحاس وخلق. وثقه ابن معين وغيره.

_ 1 رواه البخاري في المناقب باب 28. ومسلم في الزكاة حديث 25. وأبو داود في كتاب الجهاد باب 41. وابن ماجه في التجارات باب 29. 341- تهذيب الكمال: 2/ 1118. تهذيب التهذيب: 8/ 341 "118". تقريب التهذيب: 2/ 121. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 348. الكاشف: 2/ 395. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 170. الجرح والتعديل: 7/ 703. سير الأعلام: 9/ 281. والحاشية. مجمع: 4/ 77. 2 وقيل 193. 3 رواه أحمد في مسنده "5/ 299، 311". 342- تهذيب الكمال: 2/ 620. تهذيب التهذيب: 4/ 460. تقريب التهذيب: 1/ 374. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 6. الكاشف: 2/ 38. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 337. الجرح والتعديل: 4/ 2053. ميزان الاعتدال: 2/ 330. الوافي بالوفيات: 16/ 368 والحاشية. سير الأعلام: 9/ 325 والحاشية. الثقات: 8/ 324.

وقال أحمد: هو أحب إليّ من بقية. وقال آدم: ما رأيت أحدا أعقل لما يخرج من رأسه منه. وقال ابن سعد: ثقة مأمون خير لم يكن هناك أفضل منه. مات في رمضان سنة اثنتين ومائتين. وقال ابن يونس: كان فقيههم في زمانه. قلت: كان من أبناء الثمانين رحمه الله تعالى. 343- 31/ 7 ع - عبيد الله بن موسى الحافظ الثبت أبو محمد العبسي مولاهم الكوفي المقرئ العباد: من كبار علماء الشيعة ولد بعد العشرين ومائة وهو في عداد وكيع وإنما أخرناه لتأخر موته سمع من هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش والثوري وابن جريج وحنظلة بن أبي سفيان والأوزاعي وطبقتهم. روى عنه البخاري ثم أروى هو وباقي الجماعة في كتبهم عن رجل عنه. وحدث عنه أحمد وإسحاق ويحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعباس الدوري والدارمي والحارث التيمي والكديمي وخلائق وثقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق، وأبو نعيم أتقن منه وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل. وقال العجلي: كان عالما بالقرآن رأسا فيه ما رأيته رافعا رأسه وما روئي ضاحكا قط. قلت: قرأ على حمزة الزيات قال أبو داود: كان شيعيا محترقا وقال أحمد بن يوسف السلمي: كتبت عنه ثلاثين ألف حديث. قال ابن سعد: مات في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة ومائتين رحمه الله تعالى. أنا ابن قدامة وعدة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا هبة الله أنا ابن غيلان أنا أبو بكر نا محمد بن سليمان نا عبيد الله نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي داود عن أبي الحمراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من غشنا فليس منا" 1. 344- 32/ 7 ع- إسحاق بن سليمان القيسي الرازي الإمام العلامة أبو يحيى الكوفي أحد

_ 343- تهذيب الكمال: 2/ 889. تهذيب التهذيب: 7/ 50 "97". تقريب التهذيب: 1/ 539، 540. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 199. الكاشف: 2/ 234. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 401. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 326. الجرح والتعديل: 5/ 1582. ميزان الاعتدال: 3/ 16. لسان الميزان: 7/ 297. مقدمة الفتح: 423. سير الأعلام: 9/ 553 والحاشية. طبقات ابن سعد: 6/ 279. الثقات: 7/ 152. 1 رواه مسلم في البيوع حديث 164. وأبو داود في كتاب البيوع باب 50. والترمذي في كتاب البيوع باب 72. وابن ماجه في كتاب التجارات باب 36. 344- تهذيب الكمال: 1/ 84. تهذيب التهذيب: 1/ 234. تقريب التهذيب: 1/ 58. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 73. الكاشف: 1/ 110. الجرح والتعديل: 2/ 223. تذكرة الحفاظ: 1/ 354. الوافي بالوفيات: 8/ 413. طبقات لحفاظ: 151. مجمع الزوائد: 10/ 88. تاريخ بغداد: 6/ 324. شذرات الذهب: 1/ 356. الثقات: 8/ 111. تاريخ الثقات: 61. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 110.

الأعلام: حدث عن حنظلة بن أبي سفيان وابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل ومحمد بن رافع وإسحاق الكوسج وأحمد بن الأزهر والحسن بن مكرم البراز وآخرون، وكان ثقة حجة زاهدا صالحا خاشعا. قال ابن الفرات رأيته يحدث فضحك غلام فأخرجه. ثم قال: ويقال إنه كان من الأبدال. وقال إسحاق الكوسج: ما كان أبين خشوعه، كان يبكي كل ساعة. قيل: مات سنة تسع وتسعين وقيل: سنة مائتين. أخبرنا عبد الله بن محمد الأديب أنا يوسف بن محمود بقراءتي أنا السلفي أنا الثقفي أنا يحيى المزكي نا محمد بن يعقوب الشيباني نا حامد بن أبي حامد نا إسحاق بن سليمان الرازي سمعت مالكا أنا إسحاق بن عبد الله عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه من خلفه جبذة حتى رأيت صفحة عنقه قد أثر فيه حاشية البرد من شدة جبذته فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فضحك وأمر له بعطاء أخرجه مسلم عن عمرو الناقد عن إسحاق بن سليمان فوقع لنا بدلا عاليا. 345- 33/ 7 ع- بشر بن السري الإمام الحافظ الواعظ القدوة البصري أبو عمرو المعروف بالأفوه: سكن مكة وحدث عن مسعر وسفيان وزائدة وحماد بن سلمة وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن المديني وأبو حفص الفلاس وخلق. قال أحمد: كان متقنا للحديث عجبا. وقال أبو حاتم: ثبت صالح. وقال ابن معين: ثقة. وعن الحميدي قال: كان جهميا. قلت: ثبت أنه رجع عن ذلك. مات سنة خمس أو ست وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. 346- 34/ 7 خ س- عبد الرحمن بن القاسم الإمام فقيه الديار المصرية أبو عبد الله العتقي مولاهم المصري: سمع مالك بن أنس وتفقه به وعبد الرحمن بن شريح وبكر بن مضر ونافع بن أبي نعيم. حدث عنه أصبغ بن الفرج والحارث بن مسكين وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وآخرون. وأنفق أموالا عظيمة في طلب العلم.

_ 345- تهذيب الكمال: 1/ 148. تهذيب التهذيب: 1/ 450. تقريب التهذيب: 1/ 99. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 126. الكاشف: 1/ 155. طبقات أصبهان: ت 563. تاريخ ابن معين: 59. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 75. الجرح والتعديل: 2/ 358. ميزان الاعتدال: 1/ 317. لسان الميزان: 7/ 184. مقدمة الفتح: 393. رجال الصحيحين: 198. طبقات الحفاظ: 150. الحلية: 8/ 300. الوافي بالوفيات: 10/ 149/ 4608. سير النبلاء 9/ 332. طبقات خليفة: ت2604. الكامل لابن عدي: 1/ 69. شذرات الذهب: 1/ 343. 346- تهذيب الكمال: 2/ 811. تهذيب التهذيب: 6/ 252 "500". تقريب التهذيب: 1/ 495 "1079". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 148. الكاشف: 2/ 181. الجرح والتعديل: 5/ 325. الثقات: 8/ 374.

قال النسائي: ثقة مأمون أحد العلماء. ويروى عن ابن القاسم أنه كان لا يقبل جوائز السلطان. وقال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم في الورع والزهد شيئا عجبا سمعته يقول في دعائه: "اللهم امنع الدنيا مني وامنعني منها. مات ابن القاسم في صفر سنة إحدى وتسعين ومائة وله ثمان وخمسون سنة وأشهر. وقد سقت مناقبه في تاريخ الإسلام. أخبرنا أبو علي الأمين أنا جعفر الهمذاني أنا أبو محمد العثماني أنا أبو الطاهر إسماعيل بن إبراهيم بن شبل أنا الفقيه عبد الحق بن محمد بن هارون أنا الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن الأجدابي نا هبة الله ابن أبي عقبة التميمي نا جبلة بن حمود الصدفي نا سحنون أخبرني ابن القاسم حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال الله: "إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاء هـ" 1. أخبرنا ابن عساكر أنا محمد بن غسان قراءة عليه أنا ابن عساكر أنا النسيب نا أبو القاسم السميساطي نا عبد الوهاب الكلابي أنا ابن جوصا نا عيسى بن مثرود نا عبد الرحمن بن القاسم حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة ثم يضطجع لشقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين، أخرجه مسلم وحده عن يحيى بن يحيى عن مالك. 347- 35/ 7 ع- أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الحافظ الثبت الأسدي الزبيري مولاهم الكوفي الحبال: روى عن يونس بن أبي إسحاق وعيسى بن طهمان وفطر وسفيان وطبقتهم. وعنه أحمد ومحمود بن غيلان وأحمد بن الفرات ومحمد بن رافع وخلق. قال نصر بن علي: قال أبو أحمد: لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان إني أحفظه كله. وقال بندار: ما رأيت رجلا قط أحفظ من أبي أحمد. وقال العجلي: ثقة يتشيع. وقال أبو حاتم: حافظ عابد مجتهد عابد مجتهد له أوهام. وقيل كان يصوم الدهر. قال أحمد: مات بالأهواز سنة اثنتين ومائتين2 رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن قايماز أنا محمد بن قوام أنا خليل بن بدر أنا أبو علي أنا أبو نعيم نا

_ 1 رواه مسلم في كتاب الذكر حديث 14 -18 والترمذي في الجنائز باب 67. والنسائي في الجنائز باب 10. والموطأ في الجنائز حديث 51. 347- تهذيب التهذيب: 9/ 254. تقريب التهذيب: 2/ 176. الجرح والتعديل: 7/ 297. تاريخ البخاري الكبيرك 1/ 133. الثقات: 9/ 58. 2 وقيل 203.

عبد الله بن جعفر أنا أحمد بن الفرات أنا أبو أحمد الزبيري نا ابن أبي حسين عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" 1. 348- 36/7 ع- أبو كامل الحافظ الكبير مظفر بن مدرك الخراساني ثم البغدادي: روى عن شيبان النحوي وعاصم بن محمد العمري وعبد العزيز بن الماجشون وحماد بن سلمة وطبقتهم لم يلحق شعبة. وعنه أحمد وابن معين ومحمد بن عبد الله المخرمي وآخرون. قال أحمد: كان أصحاب الحديث هنا أبو كامل وأبو سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل، والهيثم أحفظهم، وكان أبو كامل أتقن منهم، وله عقل سديد ووقار وهيبة وقال ابن معين: كنت آخذ عنه هذا الشأن وكان رجلا صالحا قل من رأيت يشبهه. وقال أبو خيثمة: ما كان عندنا بدون وكيع. وقال أبو داود: ثقة ثقة. وقال النسائي: ثقة مأمون. قال إبراهيم الحربي: مات سنة سبع ومائتين رحمه الله تعالى. قلت: توفي كهلا فلم يشتهر اسمه. 349- 37/ 7 م س - منصور بن سلمة الحافظ الإمام أبو سلمة الخزاعي محدث بغداد: أخذ عن عبد العزيز بن الماجشون وحماد بن سلمة ومالك وهذه الطبقة. وعنه أحمد وأبو بكر الأعين وصاعقة وأبو بكر الصاغاني وأحمد بن أبي خيثمة وعدة. أنا المسلم بن علان أنا الكندي أنا أبو منصور القزاز نا أبو بكر الخطيب أنا هلال الحفار أنا إسماعيل الصفار نا العباس بن محمد نا أبو سلمة الخزاعي نا سليمان بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الجرس مزمار الشيطان" 2 وثقه ابن معين والناس. قال أحمد بن أبي خيثمة: قال لي أبي وقد قمنا من عند أبي سلمة الخزاعي: كتبت اليوم عن كبش نطاح. قال الدارقطني: أبو سلمة أحد

_ 1 رواه البخاري في الطب باب1. وابن ماجه في الطب باب1. والترمذي في الطب باب 2 وأحمد في مسنده "1/ 377، 443". 348- تهذيب الكمال: 3/ 1337. تهذيب التهذيب: 10/ 183 "344". تقريب التهذيب: 2/ 255. الكاشف: 3/ 152. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 74. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 278. الجرح والتعديل: 8/ 2017. طبقات الحفاظ: 159. المعين: 853. ثقات: 9/ 20. معجم طبقات الحفاظ: 174. مقدمة الكامل: 181. تاريخ بغداد: 13/ 125. سير الأعلام: 10/ 124. مجمع: 2/ 261. 349- تهذيب الكمال: 3/ 1375. تهذيب التهذيب: 10/ 308 "538". تقريب التهذيب: 2/ 276. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 57. الكاشف: 3/ 176. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 348. الجرح والتعديل: 8/ ص176. معجم طبقات الحفاظ: 176. ثقات: 9/ 172. طبقات الحفاظ: 161. معجم الثقات: 349. تاريخ بغداد: 13/ 70. سير الأعلام: 9/ 560 والحاشية. التاريخ لابن معين: 3/ 587. 2 رواه مسلم في اللباس حديث 104 وأبو داود في الجهاد باب 46.

الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال ويؤخذ بقوله فيهم, أخذ عنه أحمد بن حنبل وابن معين علم ذلك. قال ابن سعد: خرج إلى الثغر فمات بالمصيصة سنة عشر ومائتين وكان ثقة يتمنع بالحديث رحمه الله تعالى1. 350- 38/ 7 ع- أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي الخراساني ثم البغدادي الحافظ ويقال له قيصر: روى عن شعبة وابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه أحمد وإسحاق ويحيى وابن المديني وعبد بن حميد وعباس الدوري وابن الفرات وخلق كثير. قال أحمد: كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. وقال ابن المديني: ثقة. وقال العجلي: ثقة صاحب سنة يفخر به أهل بغداد. وقيل مولده سنة أربع وثلاثين ومائة ومات على الصحيح في ذي القعدة سنة سبع ومائتين رحمه الله تعالى. أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا الحارث بن محمد نا أبو النضر أنا أبو معاوية يعنى شيبان عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم إماما عادلا وقاضيا مقسطا حين تبتر قريش الإمارة - يقتل الخنزير والقردة ويكسر الصليب ويكون السجدة لله رب العالمين. لم يرفعه. 351- 39/ 7 ع- يحيى بن آدم الحافظ العلامة أبو زكريا القرشي مولاهم الكوفي الأحول: صاحب التصانيف روى عن يونس بن أبي إسحاق وعيسى بن طهمان ومسعر والثوري وخلق. وعنه أحمد وإسحاق ويحيى وعبد بن حميد والحسن بن علي بن عفان وخلق. وثقه ابن معين والنسائي، وقال أبو داود: ذاك أوحد الناس.

_ 1 وقيل 207 أو 208 أو 209. 350- تهذيب الكمال: 3/ 1433. تهذيب التهذيب: 11/ 18 "39". تقريب التهذيب: 2/ 314. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 110. الكاشف: 3/ 217. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 235. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 303. الجرح والتعديل: 6/ 446. ميزان الاعتدال: 4/ 290. تاريخ بغداد: 14/ 63. تاريخ الثقات: 454. معجم طبقات الحفاظ: 181. الكامل: 7/ 2573. المعين: 861. نسيم الرياض: 1/ 234. الثقات: 7/ 570، 9/ 243. تراجم الأحبار: 4/ 180. الأنساب: 11/ 152. البداية والنهاية: 10/ 261. سير الأعلام: 9/ 545 والحاشية: معرفة الثقات: 1879. 351- تهذيب الكمال: 3/ 1484. تهذيب التهذيب: 11/ 175 "300". تقريب التهذيب: 2/ 341. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 142. الكاشف: 3/ 248. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 261. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 298. الجرح والتعديل: 9/ 128. ديوان الإسلام: ت: 2197. سير أعلام النبلاء: 9/ 522. الثقات: 9/ 252.

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة فقيه البدن سمعت علي بن عبد الله يقول: يرحم الله يحيى بن آدم أي علم كان عنده وجعل يطريه وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بن آدم إلا ذكرت الشعبي. دعلج نا محمد بن أحمد بن البراء سمعت علي بن المديني يقول: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة - يعني معظم الصحاح قال: ولأهل المدينة ابن شهاب، ولأهل مكة عمرو بن دينار ولأهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير، ولأهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش ثم صار علم هؤلاء إلى أصحاب الأصناف ممن صنف، فمن المدينة مالك وابن إسحاق ومن مكة بن جريج وابن عيينة، ومن أهل البصرة سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وأبو عوانة وشعبة ومعمر - وقد سمع من الستة، ومن أهل الكوفة سفيان الثوري، ومن الشام الأوزاعي، ومن واسط هشيم. قلت نسي حماد بن زيد، قال ثم انتهى علم هؤلاء الإثنى عشر إلى يحيى القطان ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ووكيع، ثم انتهى علم هؤلاء الثلاثة إلى ابن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم، قلت: توفي في ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين بفم الصلح رحمه الله تعالى. وقع لنا من عواليه كتاب الخراج له. 352- 40/ 7 ع- شبابة 1 بن سوار الفزاري أبو عمرو المدائني حافظ ذكر في الممتع. 353- 41/ 7 ع - يونس بن محمد بن مسلم البغدادي أبو محمد المؤدب: من كبار الحفاظ ببغداد وثقه يحيى بن معين وغيره. سمع شيبان النحوي وحماد بن سلمة وفليح بن سليمان وطبقتهم. وعنه أحمد وابن المديني والرمادي والحارث بن أبي أسامة وخلق كثير. مات في صفر سنة ثمان ومائتين2 ولم يعمر. توفي قبل أوان الرواية ومع ذلك فحديثه في دواوين الإسلام لنبله وسعة حفظه.

_ 352- تهذيب الكمال: 2/ 569. تهذيب التهذيب: 4/ 300. تقريب التهذيب: 1/ 345. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 455. الكاشف: 2/ 3. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 270. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 308. الجرح والتعديل: 4/ 1715. ميزان الاعتدال: 2/ 260. لسان الميزان: 7/ 241. الثقات: 8/ 312. مقدمة الفتح: 409. الوافي بالوفيات: 16/ 98. سير الأعلام: 9/ 513 والحاشية. 1 ويقال مروان بن سوار وكنيته أبو عمرو. توفي 254، وقيل 255 وقيل 256. 353- تهذيب الكمال: 3/ 1571. تهذيب التهذيب: 11/ 447 "863". تقريب التهذيب: 2/ 386. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 194. الكاشف: 3/ 305. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 410. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 313. الجرح والتعديل: 9/ 473. العبر: 1/ 356. ثقات: 9/ 289. 2 وقيل 207.

354- 42/ 7م 4- الشافعي الإمام العلم حبر الأمة أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشى المطلبي الشافعي المكي: نسيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وناصر سنته ولد سنة خمسين ومائة بغزة فحمل إلى مكة لما فطم فنشأ بها وأقبل على العلوم فتفقه بمسلم الزنجي وغيره. حدث عن عمه محمد بن علي وعبد العزيز بن الماجشون ومالك الإمام وإسماعيل بن جعفر وإبراهيم بن أبي يحيى وخلق. وعنه أحمد والحميدي وأبو عبيد والبويطي وأبو ثور والربيع المرادي والزعفراني وأمم سواهم وكان من أحذق قريش بالرمي كان يصيب من العشرة عشرة وكان أولا قد برع في ذلك وفي الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وجود القرآن على إسماعيل بن قسطنطين مقرئ مكة، وكان يختم في رمضان ستين مرة، ثم حفظ الموطأ وعرضه على مالك وأذن له مسلم بن خالد بالفتوى وهو ابن عشرين سنة أو دونها وكتب عن محمد بن الحسن الفقيه وقربختي. روى ذلك ابن أبي حاتم عن الربيع عنه وكان مع فرط ذكائه وسيلان ذهنه يستعمل اللبان ليقوي حفظه فأعقبه رمى الدم سنة. قال إسحاق بن راهويه: قال لي أحمد بن حنبل بمكة: تعال حتى أريك رجلا لم ترَ عيناك مثله فأقامني على الشافعي وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى هو مثل نفسه وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث: ووثقه أحمد وغيره وقال ابن معين: ليس به بأس. قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد مس محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة. وقال ابن راهويه: الشافعي إمام ما أحد تكلم بالرأي إلا والشافعي أكثرهم إتباعا وأقلهم خطأ. وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثا خطأ. وقال أبو حاتم: صدوق. وصح عن الشافعي أنه قال: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط. وقال الربيع: سمعته يقول: إذا رويت حديثا صحيحا فلم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب. قلت: مناقب الشافعي لا يحتملها هذا المختصر فدونكها في تاريخ دمشق وفي تاريخ الإسلام لي وكان حافظا للحديث بصيرا بعلله لا يقبل منه إلا ما ثبت عنه، ولو طال عمره لازداد منه.

_ 354- تهذيب الكمال: 3/ 1161. تهذيب التهذيب: 9/ 25. تقريب التهذيب: 2/ 143. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 377. الكاشف: 3/ 17. تاريخ البخاري الكير: 1/ 42. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 302. الجرح والتعديل: 7/ 1130. الوافي بالوفيات: 2/ 171. تاريخ بغداد: 2/ 56. ثقات: 9/ 30. تراجم الأحبار: 4/ 31. المعين: 832. سير الأعلام: 10/ 5 والحاشية.

توفي أول شعبان سنة أربع ومائتين بمصر, وكان قد انتقل إليها سنة تسع وتسعين ومائة رضي الله عنه فهو وأحمد وابن المديني وابن معين من رجال الطبقة الرابعة من أربعي الطبقات للحافظ ابن المفضل. 355- 43/ 7ق- الهيثم بن جميل الحافظ الكبير محدث أنطاكية أبو سهل البغدادي: حدث عن حماد بن سلمة ومالك والليث بن زهير بن معاوية وشريك بن عبد الله ومندل بن علي وأمثالهم. روى عنه أحمد بن حنبل والذهلي ومحمد بن عوف الطائي ويوسف بن سعيد بن مسلم وآخرون. قال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة. وقال أحمد بن حنبل: كان أصحاب الحديث عندنا أبو كامل وأبو سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل، والهيثم أحفظهم وقال الدارقطني هو ثقة حافظ. وقال ابن عدي: يغلط على الثقات. وقال ابن قانع: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. خرج له ابن ماجة وحده. وبإسنادي في الغيلانيات: حدثنا أبو الوليد بن برد نا الهيثم بن جميل ثنا شريك عن هشام عن أبيه عن ابن عمر قال: من يأكل الغراب؟ وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسقا، والله ما هو من الطيبات. 356- 44/ 7 ع- داود بن يحيى بن يمان العجلي الكوفي: من الحفاظ المبرزين الأثبات طلب في حدود السبعين ومائة. وحدث عن أبيه وغيره، لم يشتهر حديثه لأنه مات كهلا. حدث عنه رفيقه معاوية بن عمرو الأزدي، ولو طال عمره لكان له نبأ. مات سنة ثلاث ومائتين رحمه الله تعالى. 357- 45/ 7 ع- عبد الرزاق بن همام بن نافع الحافظ الكبير أبو بكر الحميري

_ 355- تهذيب الكمال: 3/ 1454. تهذيب التهذيب: 11/ 90 "151". تقريب التهذيب: 2/ 326. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 121. الكاشف: 3/ 230. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 216. الجرح والتعديل: 9/ 351. ميزان الاعتدال: 4/ 320. لسان الميزان: 7/ 422. تاريخ أسماء الثقات: 1550. تاريخ الثقات: 461. معجم طبقات الحفاظ: 183. الثقات: 9/ 236. الكامل: 7/ 2562. ديوان الضعفاء: 4501. المعين: 864. المغني: 6794. تراجم الأحبار: 4/ 155. مجمع: 4/ 59. تاريخ بغداد: 14/ 56. سير الأعلام: 10/ 396. 356- الجرح والتعديل: 3/ 428 "1945". 357- تهذيب الكمال: 2/ 829. تهذيب التهذيب: 6/ 310 "608" تقريب التهذيب: 1/ 505 "1183". خلاصته تهذيب الكمال: 2/ 161. الكاشف: 2/ 194. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 130. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 320. الجرح والتعديل: 6/ 204. ميزان الاعتدال: 2/ 609. لسان الميزان: 7/ 287. سير الأعلام: 9/ 563 والحاشية. البداية والنهاية: 10/ 265، 326. مقدمة الفتح: 419. الثقات: 8/ 412. ديوان الإسلام: ت 1428.

مولاهم الصنعاني صاحب التصانيف: روى عن عبيد الله بن عمر قليلا وعن ابن جريج وثور بن يزيد ومعمر والأوزاعي والثوري وخلق كثير. رحل في تجارة إلى الشام ولقي الكبار. وعنه أحمد وإسحاق وابن معين والذهلي وأحمد بن صالح والرمادي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأمم سواهم. وكان يقول: جالست معمرا سبع سنين. قال أحمد: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر. قلت: وثقه غير واحد، وحديثه مخرج في الصحاح وله ما ينفرد به، ونقموا عليه التشيع، وما كان يغلو فيه بل كان يحب عليا رضي الله عنه ويبغض من قاتله، وقد قال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر. وكان رحمه الله من أوعية العلم، ولكنه ما هو في حفظ وكيع وابن مهدي. قال ابن سعد مات في نصف شوال سنة إحدى عشرة ومائتين. قلت: عاش خمسا وثمانين سنة, ولو ذهبنا نستقصي أخباره لطال الكتاب جدا. 358- 46/ 7 ع - حبان بن هلال البصري الحافظ أبو حبيب: سمع شعبة وأبان بن يزيد وحماد بن سلمة وطبقتهم ولم يرحل. وعنه عبد والدارمي ويعقوب الفسوي وخلق وحديثه في الكتب الستة. وثقه أحمد والناس. قال ابن سعد: كان ثقة حجة ثبتا امتنع من التحديث قبل موته. قال: ومات بالبصرة سنة ست عشرة ومائتين. قلت: ولامتناعه لم يتهيأ للبخاري الأخذ عنه. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت في البصرة. أنبأنا ابن أبي عمر والفخر علي قالا أنا ابن طبرزذ أنا ابن البناء أنا الجوهري أنا أبو بكر القطيعي نا محمد بن يونس ثنا حبان بن هلال نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: ردف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلف أبي بكر وكان إذا مرّ على الملأ من قريش قالوا يا أبا بكر من هذا الرجل معك؟ فقال: هذا رجل يهديني السبيل. كذا قال على الملأ من قريش وهذا خطأ وما الكديمي بمعتمد.

_ 358- تهذيب الكمال: 1/ 223. تهذيب التهذيب: 2/ 170. تقريب التهذيب: 1/ 146. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 189. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 113. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 131. الجرح والتعديل: 2/ 297. 3/ 1324. العبر: 1/ 369 طبقات الحفاظ: 162. الوافي بالوفيات: 11/ 284. تذكرة الحفاظ: 1/ 331. سير الأعلام: 10/ 239. الثقات: 8/ 214. شذرات الذهب: 2/ 36. 1 وقيل 220.

359- 47/ 7 ع - مكي بن إبراهيم 1 الحافظ الإمام شيخ خراسان أبو السكن التميمي الحنظلي البلخي: حدث عن يزيد بن أبي عبيد وجعفر الصادق وبهز بن حكيم وأبي حنيفة وهشام بن حسان وابن جريج وخلق. وعنه البخاري وأحمد وابن معين والذهلي وعباس الدوري والكديمي وخلق. آخرهم وفاة معمر بن محمد بن معمر البلخي. قال عبد الصمد بن الفضل البلخي. سمعته يقول: حججت ستين حجة وتزوجت ستين امرأة وجاورت عشر سنين وكتبت عن سبعة عشر من التابعين2. قلت: كان من العباد قال ابن سعد: ثقة ثبت. وقال الدارقطني: ثقة مأمون. قال النسائي: في عمل اليوم والليلة نا يزيد بن سنان نا مكي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهي عنهما وأعاقب عليهما متعة النساء ومتعة الحج. قال النسائي: هذا حديث معضل لا أعلم رواه غير مكي وهو لا بأس به لا أدري من أين أتى. عن مكي قال ولدت سنة ست وعشرين ومائة وطلبت الحديث ولي سبع عشرة سنة. قال ابن سعد: مات ببخ في شعبان سنة خمس عشر ومائتين. أخبرنا أبو المعالي القرافى أنا مبارك بن أبي الجود أنا أحمد بن أبي غالب أنا عبد العزيز بن علي أنا أبو طاهر المخلص ثنا عبد الله بن محمد نا داود بن رشيد نا مكي بن إبراهيم نا الصلت بن دينار عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله. تفرد به الصلت وهو ضعيف قال الدارقطني: ليس بقوي. 360- 48/ 7 ع- أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني البصري الحافظ شيخ الإسلام:

_ 359- تهذيب الكمال: 3/ 1370. تهذيب التهذيب: 10/ 293 "511". تقريب التهذيب: 2/ 273. الكاشف: 3/ 173. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 71. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 159، 333. الجرح والتعديل: 8/ 2061. ديوان الإسلام: ت: 1825. تاري أسماء الثقات: 1451. المعين: 858. تراجم الأحبار: 3/ 363. طبقات الحفاظ: 160. الأنساب: 2/ 137، 304. ثقات: 7/ 526. البداية والنهاية: 10/ 269. تاريخ الثقات: 439. التمهيد: 1/ 112. تاريخ بغداد: 13/ 115. سير الأعلام: 9/ 549 والحاشية. معرفة الثقات: 1785. 1 بن فرقد بن بشير. 2 وقيل 214. 360- تهذيب الكمال: 2/ 617. تهذيب التهذيب: 4/ 450. تقريب التهذيب: 1/ 373. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 4. الكاشف: 2/ 36. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 336. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 322، 423. الجرح والتعديل: 4/ 2024. ميزان الاعتدال: 2/ 325. لسان الميزان: 7/ 259. سير الأعلام: 9/ 480 والحاشية. الوافي بالوفيات: 16/ 359 والحاشية. ديوان الإسلام: 1462. الثقات: 6/ 483.

سمع جعفر بن محمد ويزيد بن أبي عبيد وسليمان التيمي وابن جريج وبهز بن حكيم والكبار، ولولا تأخر موته لذكر مع وكيع بل مع ابن المبارك. روى عنه أحمد وبندار والدارمي وأبو عبد الله البخاري والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجي وخلق. وكان يلقب بالنبيل لنبله وعقله، وقيل غير ذلك، ولم يحدث قط إلا من حفظه، قال عمر بن شبة: والله ما رأيت مثله. وقال البخاري وغيره: سمعنا يقول: ما اغتبت أحدا منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها. وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظ نحو ألف حديث من جيد حديثه. وقال ابن سعد: كان ثقة فقيها مات بالبصرة لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين1. قلت: عاش تسعين سنة وأشهرا. قال الخطيب: لم يرو عن جعفر بن محمد سوى حديث واحد قلت قد مر في ترجمة جعفر بن محمد. 361- 49/ 7ع- المقرئ الإمام المحدث شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد العمري العدوي مولاهم المكي: ولد في حدود سنة عشرين ومائة. وسمع من ابن عون وأبي حنيفة وكهمس وشعبة وعبد الرحمن الإفريقي وسعيد بن أبي أيوب وحرملة بن عمران ويحيى بن أيوب وطبقتهم. وعنى بهذا الشأن وعمر دهرا وحديثه في الكتب كلها. روى عنه البخاري وأحمد وإسحاق وعباس الدوري والحارث بن محمد وبشر بن موسى وآخرون. وثقه النسائي وغيره. قال محمد بن عاصم: سمعت المقرئ يقول: أنا ما بين التسعين إلى المائة أقرأت القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة، وهنا بمكة خمسا وثلاثين سنة. قلت: أخذ الحروف عن نافع وغيره، وكان صاحب حديث وقراءات. قلت: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين2, وحديثه عال في القطيعيات. ثم في البخاري وقد مر له في ترجمة أبي حنيفة رحمه الله تعالى. 362- 50/ 7 خ د س ق- حفص بن عبد الله بن راشد أبو عمرو السلمي ويقال أبو

_ 1 وقيل 211 أو 213. 361- تهذيب الكمال: 2/ 757. تهذيب التهذيب: 6/ 83 "165". تقريب التهذيب: 1/ 462 "752". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 113. الكاشف: 2/ 144. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 228. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 326. الوافي بالوفيات: 17/ 678 والحاشية. طبقات ابن سعد: 5/ 367. الثقات: 8/ 342. 2 وقيل 212. 362- تهذيب الكمال: 1/ 303. تهذيب التهذيب: 2/ 403. تقريب التهذيب: 1/ 186. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 238. الكاشف: 1/ 240. الجرح والتعديل: 3/ 752. الوافي بالوفيات: جـ 13 رقم 103 ص101. سير الأعلام: 9/ 485. الثقات: 8/ 199. العبر: 1/ 357. شذرات الذهب: 2/ 22. طبقات الحفاظ: 158.

سهل: عالم نيسابور قاضيها وشيخ الأثر بها صحب إبراهيم بن طهمان وأكثر عنه وارتحل وسمع من يونس بن أبي إسحاق وابن أبي ذئب وعمر بن ذر وسفيان الثوري ومسعر وعدة. روى عنه ابنه أحمد وقطن بن إبراهيم ومحمد بن عقيل وخلق. آخرهم وفاة محمد بن عمر وقشمرد. قال النسائي: ليس به بأس. وقال محمد بن عقيل: كان قاضيا عشرين سنة بالأثر ولا يقضي بالرأي البتة. قال ابنه أحمد: مات أبي في شعبان سنة تسع ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا ابن القواس أنا ابن الحرستاني أنا السلمي أنا ابن طلاب أنا ابن جميع نا دعلج بمكة نا محمد بن عمرو بن النضر نا حفص بن إبراهيم بن طهمان عن مالك عن الزهري عن سالم أنه سمع رجلا من أهل الشام يسأل ابن عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج فقال: هي الحلال. قال: إن أباك قد نهى عنها، قال: أرأيت إن كان أبي قد نهى عنها وقد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتبع أمر أبي أم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال الرجل: بل أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تابعه سعيد بن داود عن مالك. 363- 51/ 7ع- الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن الحافظ شاذان أحد الأثبات: حدث عن هشام بن حسان وطلحة بن عمرو وشعبة والثوري وجرير بن حازم وطبقتهم. وعنه أحمد وعلي وأبو ثور وأحمد بن الخليل البرجلاني والحارث بن أبي أسامة وأبو محمد الدارمي وخلق. وثقه علي وغيره. وقد روى عنه بقية بن الوليد مع تقدمه. مات في أول سنة ثمان ومائتين ببغداد رحمه الله تعالى. أنبأنا طائفة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا هبة الله بن محمد أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا شاذان نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال: إذا أذن المؤذن فقال الرجل اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أعط محمدا سؤله يوم القيامة إلا نالته شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. 364- 52/ 7ع- الأشيب هو القاضي الإمام أبو علي الحسن بن موسى البغدادي الحافظ:

_ 364- تهذيب الكمال: 1/ 280. تهذيب التهذيب: 2/ 323. تقريب التهذيب: 1/ 171. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 221. الكاشف: 1/ 227. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 306. الجرح والتعديل: 3/ 160. ميزان الاعتدال: 1/ 524. لسان الميزان: 7/ 197. مقدمة الفتح: 397. البداية والنهاية: 1/ 263.سير الأعلام: 9/ 559. الثقات: 8/ 170.

ولي قضاء الموصل وقضاء طبرستان وقضاء حمص وكان كبير الشأن. سمع من ابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وشعبة والحمادين وطبقتهم. وعنه أحمد وأبو خيثمة وأبو إسحاق الجوزجاني وحجاج بن الشاعر وعبد بن حميد وبشر بن موسى وإسحاق الحربي وخلق. وثقه يحيى بن معين وغيره. قال ابن عمار: كان عندنا بالموصل بيعة قد خربت فاجتمع النصارى وجمعوا للأشيب مائة ألف على أن يحكم لهم ببنائها فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلما حضروا الجامع قال: اشهدوا علي بأني قد حكمت بأن لا تبني فنفر النصارى ورد عليهم المال. قال أبو حاتم: حضرت جنازته بالري. قال ابن سعد: مات بالري سنة تسع ومائتين1. وبه إلى أبي بكر الشافعي أنا إسحاق بن الحسن نا الأشيب نا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال نهى النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم عن النهبة فقال: "من انتهب فليس منا " 2. 365- 53/ 7ع- علي بن الحسن بن شقيق الحافظ: محدث مرو أبو عبد الرحمن العبدي المروزي. سمع علي بن الحسين بن واقد وأبا حمزة السكري وأبا المنيب عبيد الله العتكي وإبراهيم بن طهمان وإسرائيل وقيس بن الربيع. وعنه البخاري والباقون عن رجل عنه، وأحمد وابن معين وأحمد بن سيار وعباس الدوري وولده محمد بن علي وخلق. قال أحمد: لم يكن به بأس رجع عن الأرجاء. وقال ابن معين: ما قدم علينا من خراسان أفضل منه، كان عالما بابن المبارك، وقد سمع منه الكتب مرارا. وقال العباس بن مصعب: كان جامعا يعد من أحفظهم لكتب عبد الله، وكان في أول أمره منازعا لأهل الكتاب حتى كتب التوراة والإنجيل، ثم كبر وصار لا يمكنه أن يقرأ فبقي يحدث بالحديثين والثلاثة. مات سنة خمس عشرة ومائتين3 رحمه الله تعالى قلت: عاش ثمانيا وسبعين سنة وحديثه عال في صحيح البخاري.

_ 1وقيل 208، 210، 212، 220. 2 رواه أبو داود في الحدود باب 14. والترمذي في النكاح باب 29. والنسائي في النكاح باب 60. وابن ماجه في الفتن باب 3. وأحمد في مسنده "3/ 140، 197". 365- تهذيب الكمال: 2/ 960. تهذيب التهذيب: 7/ 298 "510". تقريب التهذيب: 2/ 34. الكاشف: 2/ 281. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 268. الجرح والتعديل: 6/ 984. الثقات: 8/ 460. سير الأعلام: 3/ 349 والحاشية. تاريخ بغداد: 11/ 370. 3 وقيل 211 أو 212.

366- 54/ 7ع- الأنصاري الإمام المحدث شيخ البصرة وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك بن النضر النجاري الأوسي: سمع سليمان التيمي وحميدا وابن عون والجريري وابن جريج وابن أبي عروبة وخلقا سواهم. روى عنه البخاري وأحمد ويحيى وبندار وإسماعيل سمويه وأبو حاتم وإسماعيل القاضي وأبو مسلم الكجي خاتمة أصحابه وخلق كثير. وثقه ابن معين وغيره وقال أبو حاتم لم أرَ من الأئمة الا ثلاثة أحمد والأنصارى وسليمان بن داود الهاشمي وقال الساجي: رجل جليل عالم غلب عليه الرأي ولم يكن من فرسان الحديث مثل يحيى القطان. قال ابن قتيبة: قلد الرشيد الأنصاري قضاء الجانب الشرقي فلما استخلف الأمين عزله. قال الأنصاري: ولدت سنة ثمان عشرة ومائة وما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره. قال ابن سعد: مات في رجب سنة خمس عشرة ومائتين. أنبأنا مؤمل بن محمد أنا الكندي أنا أبو بكر القاضي أنا البرمكي أنا ابن ماسي أنا الكجي أنا الأنصاري ثنا سليمان التيمي أن أنسا كان يقرأ: "إني نذرت للرحمن صوما وصمتا". 367- 55/ 7ع- أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري اللغوي الحافظ: صاحب التصانيف. روى هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء وليس هو بصاحب حديث بل سبق قلمي بكتابته. روى عنه علي بن المديني وعمر بن شبة وأبو عثمان المازني وأبو العيناء وخلق. قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة. وذكره ابن المديني فصحح رواياته. مات أبو عبيدة سنة عشر ومائتين وقيل سنة تسع.

_ 366- تهذيب الكمال: 3/ 1225، 1228. تهذيب التهذيب: 9/ 274. تقريب التهذيب: 2/ 180. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 425، 427. الكاشف: 3/ 64. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 132. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 331. الجرح والتعديل: 7/ 1655. ميزان الاعتدال: 3/ 598، 600. لسان الميزان: 7/ 365. ثقات: 7/ 443. معجم طبقات الحفاظ: ص160. تاريخ بغداد: 5/ 408. تراجم الأحبار: 4/ 50، 73. نسيم الرياض: 3/ 359. طبقات الحفاظ: 156. الوافي بالوفيات: 3/ 303. سير الأعلام: 9/ 532 والحاشية. التمهيد: 2/ 203. 367- تهذيب الكمال: 3/ 1356. تهذيب التهذيب: 10/ 246 "442". تقريب التهذيب: 2/ 266. الكاشف: 3/ 165. الذيل على الكاشف: رقم "1561". الجرح والتعديل: 8/ 1175. ميزان الاعتدال: 4/ 155. لسان الميزان: 7/ 395. تاريخ بغداد: 13/ 252. ثقات: 9/ 196. المغني: 6370.العبر: 1/ 359. المشتبه: ص59. سير الأعلام: 9/ 445 والحاشية. معجم المؤلفين: 12/ 309، 310 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 1456.

أنبأنا ابن قدامة أنا ابن طبرزذ أنا أحمد بن البناء أنا الجوهري أنا القطيعي ثنا محمد بن يونس القرشي ثنا معمر بن المثنى ثنا لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال: حججت فمررت بذات عرق فإذا بها قباب منصوبة فقلت: لمن هذه؟ قالوا لحسين بن علي, فدخلت عليه فقال ما الخبر وراءك؟ قلت: القلوب معك والسيوف مع بني أمية. 368- 56/ 7ع- الفراء: إخباري علامة نحوي كان رأسا في قوة الحفظ أملى تصانيفه كلها حفظا. مات بطريق مكة سنة سبع ومائتين عن ثلاث وستين سنة اسمه يحيى بن زياد. 369- 57/ 7ع- أبو نعيم الفضل بن دكين واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير الحافظ الثبت الكوفي الملائي التاجر من موالي طلحة بن عبيد الله التيمي: سمع الأعمش وزكريا بن أبي زائدة وعمر بن ذر وشعبة وخلائق. وعنه أحمد وإسحاق ويحيى بن معين والذهلي والبخاري والدارمي ومحمد بن جعفر القتات وعدة. وقد روى عنه ابن المبارك مع تقدمه. أنبأنا الفخر علي وحدثني عنه محمد بن أحمد البالسي أنا ابن طبرزذ أنا أحمد بن البناء ثنا الجوهري أنا أبو بكر القطيعي ثنا بشر بن موسى ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهدى مرة غنما، أخرجه البخاري عن أبي نعيم على الموافقة. قال أحمد بن حنبل: قال أبو نعيم: كتبت عن أزيد من مائة شيخ ممن كتب عنهم الثوري. قال أحمد: هو أقل خطأ من وكيع. وقال: هو أعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال ووكيع أفقه منه. وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت أثبت من رجلين يعني في الأحياء أبي نعيم وعفان. وقال أحمد بن صالح: ما رأيت محدثا أصدق من أبي نعيم وقال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان. وقال أبو حاتم: أبو نعيم حافظ متقن. وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير. وقال يحيى القطان إذا وافقني هذا الأحول ما أبالي من خالفني. ولد سنة ثلاثين ومائة ومات شهيدا

_ 368- تاريخ بغداد: 14/ 146. تهذيب التهذيب: 11/ 212. سير أعلام النبلاء: 10/ 118. 369- تهذيب الكمال: 2/ 1096. تهذيب التهذيب: 8/ 270 "504". تقريب التهذيب: 2/ 110. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 335. الكاشف: 2/ 331. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 118، 9/ 100. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 340. الجرح والتعديل: 7/ 353. ميزان الاعتدال: 3/ 350.لسان الميزان: 7/ 335. تاريخ أسماء الثقات: 1130. تاريخ الثقات: 383. ثقات: 7/ 319. طبقات ابن سعد: 6/ 400. مجمع: 1/ 143. تراجم الأحبار: 3/ 244. تاريخ بغداد: 12/ 346. معرفة الثقات: 1480. سير الأعلام: 10/ 142 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 1595، 2086.

بالخوانيق وبورشكين؟ في سلخ شعبان سنة تسع عشرة ومائتين1. 370- 58/ 7ع- قبيصة بن عقبة بن محمد الحافظ الثقة المكثر أبو عامر السوائي الكوفي: سمع شعبة والثوري وإسرائيل وورقاء وفطر بن خليفة ومسعرا وقد لقي صغار التابعين فسمع من عيسى بن طهمان ونحوه. روى عنه البخاري والباقون بواسطة, وعبد بن حميد وأبو زرعة وأبو بكر الصغاني والحارث بن أبي أسامة وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان قبيصة ثقة رجلا صالحا لا بأس به, وأي شيء لم يكن عنده؟ ولكنه كثير الغلط. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يذكر أبا حذيفة النهدي فقال: قبيصة أثبت منه جدا يعني في سفيان. وقال يحيى بن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوى، سمع منه وهو صغير. قال الفسوي: سمعت قبيصة يقول: صليت بسفيان الفريضة. وقال ابن نمير: لو حدثنا قبيصة عن النخعي لقبلنا منه وسئل أبو زرعة عن قبيصة وأبي نعيم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم أتقتهما. وقال أبو حاتم لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري، وسوى يحيى الحماني في شريك، وسوى علي بن الجعد في حديثه. وقال إسحاق بن سيار: ما رأيت في الشيوخ أحفظ من قبيصة. قال هناد بن السرى زاهد الكوفة وذكر قبيصة فقال: الرجل الصالح ودمعت عيناه. قال جعفر بن حمدويه كنا عند قبيصة ومعنا دلف بن الأمير أبي دلف ومعه الخدم فصار إلى باب قبيصة فأبطأ عليه فعاوده الخدم فقالوا: ابن ملك الجبل على الباب وأنت لا تخرج؟ قال: فخرج وفي طرف إزاره كسر خبز فقال: من رضي من الدنيا بهذا ما يصنع بابن ملك الجبل؟ والله لا حدثته. مات قبيصة سنة خمس عشرة ومائتين2 في عشر الثمانين رحمه الله تعالى. أنبأنا طائفة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان الشافعي ثنا أحمد بن

_ 1 وقيل 218. 370- تهذيب الكمال: 2/ 1119. تهذيب التهذيب: 8/ 347 "629". تقريب التهذيب: 2/ 122. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 349. الكاشف: 2/ 396. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 177. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 333. الجرح والتعديل: 7/ 722. ميزان الاعتدال: 3/ 383. لسان الميزان: 7/ 340 تراجم الأحبار: 3/ 267. الثقات: 9/ 21. تاريخ بغداد: 12/ 473. طبقات ابن سعد: 6/ 364. البداية والنهاية: 10/ 269. سير الأعلام: 10/ 130 والحاشية. 2 وقيل 213 أو 205.

سعيد الجمال ثنا قبيصة ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال قيل لحذيفة: ما ميت الأحياء؟ قال: الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه. 371- 59/ 7 خ- عثمان بن الهيثم بن الجهم بن عيسى بن حسان بن أشج عبد القيس المحدث الإمام أبو عمرو العبدي العصري البصري المؤذن مؤذن جامع البصرة: حدث عن ابن جريج وعوف الأعرابي وهشام بن حسان ومبارك بن فضالة وطائفة. وعنه البخاري والذهلي وأبو مسلم الكجي والحارث بن محمد التميمي وأبو خليفة الجمحي وخلق كثير. قال أبو حاتم: صدوق غير أنه كان بأخرة يلقن. قلت: مات سنة عشرين ومائتين رحمه الله تعالى. أنبأنا عبد الرحمن بن محمد وغيره قالوا: أنا أبو حفص المؤدب أنا أبو غالب بن البناء أنا الحسن بن علي الشيرازي أنا أبو بكر بن حمدان نا أحمد بن محمد بن عبد الله المنقري نا عثمان بن الهيثم نا عوف عن الحسن عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة اضحيان وعليه حلة حمراء فكنت أنظر إليه والى القمر فكان في عيني أزين من القمر صلى الله عليه وآله وسلم. 372- 60/ 7ع- الفريابي الحافظ العابد شيخ الشام أبو عبد الله محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم التركي: نزيل قيسارية من مدائن فلسطين. أخذ عن عمر بن ذر والأوزاعي والثوري وجرير بن حازم وخلق. وعنه ابن وارة والبخاري وعباس الترقفي وعبد الله بن محمد بن سعد بن أبي مريم وأمم سواهم. قال البخاري كان من أفضل أهل زمانه. وقال ابن زنجويه: ما رأيت أورع منه. وقال محمد بن سهل بن عسكر استسقى بنا الفريابي فما أرسل يديه حتى مطرنا وقال الدارقطني: هو مقدم على قبيصة في الثوري لفضله ونسكه.

_ 371- تهذيب الكمال: 2/ 912. تهذيب التهذيب: 7/ 157 "312". تقريب التهذيب: 152. خلاصة تهذيب الكمال: 7/ 222. الكاشف: 2/ 257. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 256. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 340. الجرح والتعديل 6/ 942. ميزان الاعتدال: 3/ 59. لسان الميزان: 7/ 303. مقدمة الفتح: 424. المغني: 4069. سير الأعلام: 10/ 209. والحاشية. الثقات: 8/ 453. 372- تهذيب الكمال: 3/ 1292. تهذيب التهذيب: 9/ 1535. تقريب التهذيب: 2/ 221. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 472. الكاشف: 3/ 111.تاريخ البخاري الكبير: 1/ 264. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 324. الجرح والتعديل: 8/ 533. ميزان الاعتدال: 4/ 71. لسان الميزان: 7/ 308. الوافي بالوفيات: 5/ 253. المعين: رقم 847. تذكرة الحفاظ: 1/ 344. الأنساب: 10/ 205. تراجم الأحبار: 3/ 243، 4/ 12. طبقات الحفاظ: 159. الثقات: 9/ 57. معجم المؤلفين: 12/ 140، 141 والحاشية. سير الأعلام: 10/ 114 والحاشية. تاريخ الثقات: 416. معرفة الثقات: 1663.

قلت: مات في أول سنة اثنتي عشرة ومائتين وقد ارتحل إليه أحمد بن حنبل فبلغه موته فرجع من حمص, يقع حديثه عاليا في الصحيح. 373- 61/ 7م 4- يحيى بن إسحاق الحافظ الثقة الرحال أبو زكريا البجلي السيلحيني: حدث عن حماد بن سلمة وأبان بن يزيد وسعيد بن عبد العزيز ويحيى بن أيوب المصري وموسى بن علي وطبقتهم. وروى عنه أحمد وهارون بن عبد الله الحمال وأحمد بن زهير وبشر بن موسى والحارث بن محمد وخلق. قال أحمد: شيخ صالح ثقة وقال ابن سعد: كان ثقة حافظا لحديثه. قلت: له مفاريد لكثرة ما روى. مات في شعبان سنة عشر ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا الكندي أنا أبو بكر الأنصاري أنا علي بن إبراهيم الباقلاني في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة نا أبو بكر القطيعي إملاء نا بشر بن موسى نا يحيى بن إسحاق نا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا آكل البصل لأجل الملك الذي يأتيني". 374- 62/ 7ع- معلى بن منصور الحافظ أبو يعلى الرازي ثم البغدادي الفقيه أحد الأعلام: سمع مالكا وسليمان بن بلال والليث وشريكا وطبقتهم وعنه أبو ثور وأبو خيثمة والرمادى وعباس الدوري وخلق وكان من أوعية العلم وثقه ابن معين وغيره وقال العجلي: ثقة نبيل صاحب سنة طلبوه للقضاء غير مرة فيأبى وقال يعقوب السدوسي: ثقة متقن فقيه وقال ابن عدي: لم أرد له حديثا منكرا. قال ابن سعد: مات سنة إحدى عشرة

_ 373- تهذيب الكمال: 3: 1485. تهذيب التهذيب: 11/ 176 "303". تقريب التهذيب: 2/ 342. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 142. الكاشف: 3/ 249. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 259. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 317، 218. الجرح والتعديل: 9/ 532. ميزان الاعتدال: 4/ الأنساب: 7/ 23، 350. تبصير المنتبه: 3/ 1202. رجال الصحيحين: 1212. مجمع: 5/ 250. تراجم الأحبار: 4/ 274. الثقات: 9/ 258، 260. طبقات ابن سعد: 7/ 340. البداية والنهاية: 10/ 265. تاريخ بغداد: 14/ 157. سير الأعلام: 9/ 505 والحاشية. 374- تهذيب الكمال: 3/ 1354. تهذيب التهذيب: 10/ 238 "436". تقريب التهذيب: 2/ 265. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 46. الكاشف: 3/ 164. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 395. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 323. الجرح والتعديل: 8/ 1541. ميزان الاعتدال: 4/ 150. لسان الميزان: 7/ 394. معجم المؤلفين: 12/ 309 والحاشية. تاريخ الثقات: 435. ثقات: 9/ 182.تراجم الأحبار: 3/ 374. المغني: 6359. تارخ بغداد: 13/ 188. سير الأعلام: 10/ 365 والحاشية. معرفة الثقات: 1763. العبر: 1/ 361.

ومائتين1 رحمه الله تعالى. حديثه في الكتب كلها جمع الإمامة في الرأي والحديث. أخبرنا سنقر الزينى أنا عبد اللطيف أنا عبد الحق أنا علي بن العلاف أنا أبو الحسن بن الحمامي نا ابن قانع نا محمد بن شاذان نا معلى بن منصور نا الليث عن بكير بن عبد الله حدثهم عن إسماعيل بن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد قال: تزوج عبد الله بن أبي حدرد جدي امرأة بأربع أواقي فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "لو كنتم تنحتون من جبل" وذكر الحديث. 375- 63/ 7 م د س ق- موسى بن داود الضبي الحافظ أبو عبد الله الكوفي قاضي طرسوس: سمع شعبة وسفيان ومبارك بن فضالة وجرير بن حازم ومالكا والليث وطبقتهم. وعنه أحمد والذهلي وعباس الدوري وآخرون. احتج به مسلم وغيره. قال الدارقطني: كان مصنفا مكثر مأمونا. وقال ابن سعد: ثقة صاحب حديث، مات قاضيا بطرسوس سنة سبع عشرة ومائتين2 رحمه الله تعالى. قلت: وممن روى عنه بشر بن موسى وإسحاق بن بهلول ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي. 376- 64/ 7ع- عثمان بن عمر بن فارس الحافظ البصري أبو محمد ويقال أبو عدي: حدث عن هشام بن حسان ويونس بن يزيد الأيلي وأسامة بن زيد الليثي وابن أبي ذئب وشعبة وخلق كثير، وكان من فرسان الحديث. روى عنه أحمد وإسحاق وأبو خيثمة والفلاس والرمادي وعباس الدوري والكديمي وعدة. قال أحمد: ثقة رجل صالح. وقال أحمد العجلي: ثقة ثبت. قال يحيى بن حكيم والفلاس: مات في ربيع الأول سنة تسع ومائتين رحمه الله تعالى.

_ 1 وقيل 212. 375- تهذيب الكمال: 3/ 1385. تهذيب التهذيب: 10/ 312 "603". تقريب التهذيب: 2/ 282. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 64. الكاشف: 3/ 183. تاريخ البخاري الكبير:7/ 283. الجرح والتعديل: 8/ 636. ميزان الاعتدال: 4/ 204. لسان الميزان: 7/ 402. معرفة الثقات رقم 1816. ثقات: 9/ 160. تراجم الأحبار: 3/ 382. الأنساب: 5/ 180. تاريخ بغداد: 13/ 33. سير الأعلام: 10/ 136 والحاشية. المغني: 6488. التمهيد: 2/ 48. 2 وقيل 218أو 219. 376- تهذيب الكمال: 2/ 917. تهذيب التهذيب: 7/ 142 "290". تقريب التهذيب: 2/ 13. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 219. الكاشف: 2/ 254. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 24. الجرح والتعديل: 6/ 877. ميزان الاعتدال: 3/ 49. لسان الميزان: 7/ 302. تاريخ بغداد: 11/ 280. مقدمة الفتح: 424. سير الأعلام: 9/ 557 والحاشية. الثقات:8/450.

أنبأنا أبو الغنائم القيسي في جماعة قالوا أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان نا محمد بن عبد الله ثنا عبد الله بن روح المدائني نا عثمان بن عمر ثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت: كانوا يتخوفون أن تحيض صفية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أحابستنا هي؟ " فقيل إنها قد أفاضت يوم النحر, قال: "فلا إذن ". 377- 65/ 7 د س ق- خلف بن تميم الإمام الحافظ الزاهد أبو عبد الرحمن التميمي ويقال البجلي، ويقال المخزومي: مولاهم الكوفي نزيل المصيصة. روى عن إبراهيم بن أدهم وصحبه وإسرائيل والثوري وزائدة وعاصم بن محمد العمري وأبي الأحوص وعدة. وعنه أبو إسحاق الفزاري شيخه وعمرو الناقد والحسين بن أبي السري وعباس الدوري والترقفي وخلق. قال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق أحد النساك المجاهدين. وقال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث وروى عنه يوسف بن مسلم أنه سمع من الثوري عشرة آلاف حديث. وقال ابن حبان: مات سنة ست ومائتين رحمه الله تعالى. وكان من العباد الخشن: وقال ابن سعد: سنة ثلاث عشرة1. 378- 66/ 7 ع- عفان بن مسلم الحافظ الثبت أبو عثمان الأنصاري مولاهم البصري الصفار محدث بغداد: ولد بعد الثلاثين ومائة وسمع من شعبة وهشام الدستوائي وحماد بن سلمة ووهيب وطبقتهم. وعنه أحمد وإسحاق وعلي وابن معين والفلاس وهلال بن العلاء وحنبل بن إسحاق وأبو زرعة الدمشقي وخلائق. قال يحيى القطان: إذا وافقني عفان فلا أبالي من خالفني. وقال العجلي: عفان ثقة ثبت صاحب سنة كان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل وعن جرحه فأبى. وقال: لا أبطل حقا من الحقوق. قال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن معين يقول: أصحاب الحديث خمسة مالك وابن جريج والثوري وشعبة وعفان. وقال أبو حاتم: عفان ثقة متقن

_ 377- تهذيب الكمال: 1/ 373. تهذيب التهذيب: 3/ 147. تقريب التهذيب: 1/ 225. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 291. الكاشف: 1/ 282. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 196. الجرح والتعديل: 3/ 1687. ميزان الاعتدال: 1/ 659. الوافي بالوفيات: 13/ 356. سير الأعلام: 9/ 41. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 255. الثقات: 8/ 227. 1 وقيل 205 و215. 378- تهذيب الكمال: 2/ 941. تهذيب التهذيب: 7/ 230 "423". تقريب التهذيب: 2/ 25. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 234. الكاشف: 2/ 270. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 72. تاريخ البخاري الكبير الصغير: 2/ 342. الجرح والتعديل: 7/ 165. ميزان الاعتدال: 3/ 81. لسان الميزان: 7/ 306. تاريخ بغداد: 12/ 269. تاريخ الثقات: 336. الثقات: 8/ 522. مقدمة الفتح: 425. طبقات ابن سعد: 7/ 45، 51، 159، 278، 296، 806. سير الأعلام: 10/ 242 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 1413.

متين. قال جعفر بن محمد الصائغ: اجتمع عفان وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل فقال عفان: ثلاثة يضعفون في ثلاثة، علي بن المديني في حماد بن زيد وأحمد بن إبراهيم بن سعد وابن أبي شيبة في شريك فقال له ابن المديني: وعفان في شعبة. قلت: هذا على وجه المزاح والتعنت فإنهم أربعتهم كتبوا عن المذكورين وهم أحداث فغيرهم أثبت في المذكورين منهم. وكان عفان ممن لم يجب في المحنة. قال حنبل: حضرت مع أبي عبد الله وابن معين عند عفان بعد ما امتحنه إسحاق بن إبراهيم الأمير فقال ابن معين حدثنا فقال يا أبا زكريا لم اسوّد وجوهكم ولم أجب أنه قرأ على كتاب المأمون أن امتحن عفان فإن أجاب وإلا فاقطع معلومه وكان المأمون يجري علي في الشهر خمسمائة درهم فقال إسحاق: ما تقول؟ فقرأت قل هو الله أحد، فقلت أمخلوق هذا؟ قال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقطع عنك ما يجري عليك، فقلت {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون} [الذاريات: 22] فسكت وقمت. فسر بذلك أحمد ويحيى. قال أبو خيثمة وابن معين: أنكرنا عفان في صفر سنة تسع عشرة ومات بعد أيام. وفي رواية سنة عشرين ومائتين وهو الحق. وبالإسناد المذكور مرات إلى محمد بن عبد الله ثنا جعفر بن محمد بن شاكر أنا عفان أنا حماد بن سلمة ثنا أبو سنان عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا" 1. 379- 67/ 7ع - أبو مسهر شيخ أهل الشام وعالمهم عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي الحافظ يعرف بابن أبي دارمة: ولد سنة أربعين ومائة. حدث عن سعيد بن عبد العزيز وعبد الله بن العلاء بن زبر ومالك بن أنس وخلق. وعنه أحمد والذهلي وإبراهيم بن ديزيل وعبد الرحمن بن القاسم الرواس وأبو زرعة الدمشقي وطائفة. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: رحم الله أبا مسهر، ما كان أثبته. وجعل يطريه. وقال أبو زرعة الدمشقي: قال يحيى بن معين: منذ خرجت من بغداد إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر. قلت: وكان أبو مسهر ممن امتحنه المأمون وأكرهه على أن يقول: القرآن

_ 1 رواه الترمذي في البر باب 64. وابن ماجه في الجنائز باب 2. وأحمد في مسند "2/ 326، 344، 354". 379- تهذيب الكمال: 2/ 761. تهذيب التهذيب: 6/ 98 "203". تقريب التهذيب: 1/ 465 "788". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 116. الكاشف: 2/ 147. تاريخ البخاري الكبير: 9/ 76. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 339. الجرح والتعديل: 1/ 286، 6/ 153. سير الأعلام: 10/ 228 والحاشية. الثقات: 8/ 408. ديوان الإسلام: ت 1889.

مخلوق فأصر وصمم فوضعه في النطع ليضرب عنقه فأجاب وقال: القرآن مخلوق فأقيم من النطع فرجع في الحال فسجنه المأمون نحوا من مائة يوم وجاءه الأجل فمات في سنة ثماني عشرة ومائتين رحمه الله ولم يقع لي شيء من عواليه إلا بالإجازة فكاسرت. 380- 68/ 7 ع- أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك البصري الحافظ أحد الأعلام: ولد سنة ثلاث وثلاثين ومائة. حدث عن عكرمة بن عمار وعمر بن أبي زائدة وشعبة وهشام الدستوائي وطبقتهم. وعنه الدارمي وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود وتمتام وأبو مسلم الكجي ومحمد بن الضريس وخلق. روى الميموني عن أحمد بن حنبل قال: أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام ما أقدم عليه أحدا من المحدثين أبو الوليد متقن. وقال أحمد العجلي: ثقة ثبت كانت إليه الرحلة بعد أبي داود الطيالسي. وقال أحمد بن سنان: حدثنا أبو الوليد أمير المؤمنين وقال ابن وارة: ما أظنني أدركت مثله. وقال أبو حاتم: أبو الوليد إمام فقيه عاقل ثقة حافظ ما رأيت في يده كتابا قط. قلت: وعاش أربعا وتسعين سنة. قال البخاري: موته في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومائتين رحمه الله. أخبرنا التاج عبد الخالق أنا البهاء عبد الرحمن أخبرتنا شهدة أنا محمد بن عبد السلام أنا أحمد بن محمد الحافظ قرأت على عمر بن نوح حدثكم أو خليفة وسمعت الآبندوني يقول أنا أبو خليفة نا أبو الوليد نا يعلى بن الحارث المحاربي حدثني إياس بن سلمة عن أبيه قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة وليس للحيطان فيء نستظل به، أخرجه مسلم عن إسحاق عن أبي الوليد. 381- 69/ 7 خ4- بدل بن المحبر الحافظ الثبت أبو المنير اليربوعي الواسطي ثم البصري: حدث عن شعبة وحسين بن فرقد وزائدة وعدة. وعنه البخاري وأبو يحيى بن أبي

_ 380- تهذيب الكمال: 3/ 1441. تهذيب التهذيب: 11/ 45 "87". تقريب التهذيب: 2/ 319. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 115. الكاشف: 3/ 223. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 195. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 355. الجرح والتعديل: 9/ 253. ميزان الاعتدال: 4/ 301. طبقات ابن سعد: 7/ 53 قسم 2- 64. الثقات: 5/ 571. نسيم الرياض: 1/ 128. تراجم الأحبار: 4/ 153. الأنساب: 9/ 114. 13/ 499. تاريخ الثقات: رقم 1904. سير الأعلام: 10/ 341 والحاشية: المعين: 862. معجم طبقات الحفاظ: 182. تهذيب مستمر الأوهام: ب: 44. 381- تهذيب الكمال: 1/ 139. تهذيب التهذيب: 1/ 423. تقريب الهذيب: 1/ 94. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 142. الكاشف: 1/ 150. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 150. الجرح والتعديل: 2/ 1748. ميزان الاعتدال: 1/ 300. لسان الميزان: 7/ 183. مقدمة الفتح: 392. طبقات الحفاظ: 164. الثقات: 8/ 153.

مسرة وبندار والكديمي وخلق. وثقه أبو زرعة وقال أبو حاتم: هو أرجح عندي من بهز وحبان وعفان. فقد بدل في حدود سنة خمس عشرة ومائتين وقد قارب حدود الثمانين. 382- 70/ 7خ م د ت س - القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب شيخ الإسلام الحافظ أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي المدني: نزيل البصرة ثم مكة. ولد بعد الثلاثين ومائة. سمع أفلح بن حميد وابن أبي ذئب وسلمة بن وردان ومالك بن أنس وشعبة وخلقا سواهم. وعنه الذهلي وعبد وأبو زرعة وأبو خليفة الجمحي والبخاري وأبو مسلم بن الحجاج وأمم سواهم. قال أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي. وقال أبو حاتم: ثقة حجة لم أر أخشع منه. وقال ابن معين: ما رأينا من يحدث الله إلا وكيعا والقعنبي. وقال الخريبي مع جلالته وتقدمه. حدثني القعنبي عن مالك، وهو والله خير من مالك. وقال الفلاس: كان القعنبي مجاب الدعوة. وقيل لابن المديني: أصحاب مالك معن ثم القعنبي، قال لا، بل القعنبي ثم معن. وقال نصر بن مرزوق: أثبت الناس في الموطأ القعنبي. وقال إسماعيل القاضي: كان القعنبي إذا مر بمجلس يقولون لا إله إلا الله. وعن الحنيني قال: قدم القعنبي من سفر فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض. مات في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين1 رحمه الله تعالى. أنبأنا يحيى بن أبي منصور وغيره قالوا أنا ابن طبرزذ أنا هبة الله بن الحصين أنا محمد بن محمد أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا القعنبي ثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت: طيبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت، رواه مسلم عن القعنبي. 383- 71/ 7 خ4- علي بن عياش الحافظ الإمام القدوة أبو الحسن الإلهاني الحمصي البكاء: حدث عن حريز بن عثمان وشعيب بن أبي حمزة والمثنى بن الصباح وعبد

_ 382- تهذيب الكمال: 2/ 742. تهذيب التهذيب: 6/ 31 "51". تقريب التهذيب: 1/ 451 "638". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 100. الكاشف: 2/ 131. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 212. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 354. الجرح والتعديل: 5/ 839. الوافي بالوفيات: 17/ 617 والحاشية. طبقات ابن سعد: 3/ 291، 5/ 465، 496. سير الأعلام: 1/ 257 والحاشية. الثقات: 8/ 353. 1 وقيل 220. 383- تهذيب الكمال: 2/ 986. تهذيب التهذيب: 7/ 368 "597". تقريب التهذيب: 2/ 42. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 254. الكاشف: 2/ 292. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 290. الجرح والتعديل: 6/ 1093. الثقات: 8/ 460. مجمع: 5/ 200. تراجم الأحبار: 3/ 41. الإكمال: 6/ 75. تاريخ الثقات: 349. سير الأعلام: 10/ 338. والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 208.

الرحمن بن ثابت بن ثوبان وأبي غسان المديني وعفير بن معدان وخلق. وعنه أحمد والبخاري وأبو إسحاق الجوزجاني وإبراهيم بن الهيثم والذهلي محمد بن عوف وآخرون. وثقه النسائي والناس. وقال أبو حاتم: كنت أفيد الناس عنه. قال يحيى بن أكثم: أدخلت علي بن عياش على المأمون فتبسم ثم بكى فقال المأمون أدخلت عليّ مجنونا؟ فقلت: أدخلت عليك خير أهل الشام وأعلمهم بالحديث ما خلا أبا المغيرة: توفي سنة تسع عشرة ومائتين1 وقد قارب الثمانين رحمه الله تعالى. أنبأنا أحمد بن عبد السلام وغيره قالوا أنا ابن طبززذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن الهيثم نا علي بن عياش نا شعيب عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان الآخر من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك الوضوء مما مست النار. 384- 72/ 7 ع- يحيى بن أبي بكير القاضي الحافظ الثقة أبو زكريا العبدي الكوفي ثم البغدادي قاضي كرمان: سمع شعبة وإسرائيل وزائدة وأبا جعفر الرازي وطبقتهم. وعنه حفيده عبد الله بن محمد بن يحيى وعيسى بن أبي حرب وعباس الدوري والحارث بن أبي أسامة وأحمد بن عبيد الله الترسي وعدة. أخطأ في إسناد حديث وقد وثقوه. قال أحمد: كان كيسا. وقال ابن معين: ثقة. أرخ موته محمد بن المثنى سنة ثمان ومائتين وأرخه ابن قانع سنة تسع2. أنبأنا جماعة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا الحارث بن محمد نا يحيى بن أبي بكير نا عبد لعزيز بن عبد الله عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم قال: قالت عائشة: توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوالله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضّها، اشرأب النفاق وارتدت العرب فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بحظها وغنائها في الإسلام. 385- 73/ 7 ع- أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي محدث الشام:

_ 1 وقيل 216، 217، 218. 384- تهذيب الكمال: 3/ 1491. تهذيب التهذيب: 11/ 190 "321". تقريب التهذيب: 2/ 344. الجرح والتعديل: 9/ ص132. العبر: 1/ 397، 356. رجال الصحيحين: 2199. تراجم الأحبار: 4/ 286. معرفة الثقات: 1963. ثقات: 9/ 257. 2 وقيل 226 أو 230. 385- تهذيب الكمال: 2/ 846. تهذيب التهذيب: 6/ 369 "705". تقريب التهذيب: 1/ 515 "1274". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 172. الكاشف: 2/ 204.تاريخ البخاري الكبير: 6/ 120. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 324. الجرح والتعديل: 6/ 299. ميزان الاعتدال: 2/ 643. لسان الميزان: 7/ 290. سير الأعلام: 10/ 223 والحاشية. طبقات ابن سعد: 7/ 17، 472. الثقات: 8/ 419.

روى عن صفوان بن عمرو وحريز بن عثمان وأرطأة بن المنذر والأوزاعي وعبد الله بن العلاء بن زبر وطبقتهم. وعنه أحمد البخاري والذهلي وسلمة بن شبيب أبو محمد الدارمي ومحمد بن عوف وآخرون. وكان من الثقات العلماء. قال ابن زنجويه: ما رأيت أخشع من أبي المغيرة. قال البخاري: مات بحمص سنة اثنتي عشرة ومائتين وصلى الله عليه وآله وسلم. أخبرنا عمر بن خواجا إمام وهدبة بنت علي قالا أنا عبد الله بن عمر أنا أبو الوقت أنا أبو الحسن المظفري أنا عبد الله بن أحمد أنا عيسى بن عمر أنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ نا أبو المغيرة نا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذ أفرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من أربع، من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وفتنة المحيا والممات شر المسيح الدجال" 1. 386- 74/ 7 ع- محمد بن المبارك الصوري الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الله القرشي القلانسي: سمع سعيد بن عبد العزيز ومعاوية2 بن سلام ومالك بن أنس وصدقة بن خالد وإسماعيل بن عياش. وعنه يحيى بن معين والذهلي ومحمد بن عوف والدارمي وعباس بن عبد الله الترقفي وأبو زرعة النصري وعدة. قال ابن معين: كان شيخ دمشق بعد أبي مسهر. وقال أبو داود: كان رجل الشام بعد أبي مسهر. ووثقه جماعة. ومن كلامه: اعمل لله فإنه أنفع لك من العمل لنفسك. وعنه: علامة المحبة مراقبة المحبوب وتحري رضاه. وعنه: كذب من ادعى معرفة الله ويده في قصاع المترفين. قال أبو زرعة: شهدت جنازة محمد بن المبارك بدمشق سنة خمس عشرة ومائتين فصلى عليه أبو مسهر وجعل يثني عليه.

_ 1 رواه مسلم في المساجد حديث 130. وأبو داود في الصلاة باب 179. والنسائي في السهو باب 64. وابن ماجه في الإقامة باب 26 وأحمد في مسنده "2/ 237". 386- تهذيب الكمال: 3/ 1263. تهذيب التهذيب: 9/ 423. تقريب التهذيب: 2/ 204. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 453. الكاشف: 3/ 92. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 240. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 331. الجرح والتعديل: 8/ 445. طبقات الحفاظ: 165. الحلية: 9/ 298. سير الأعلام: 10/ 390. المعين: 845. الأنساب: 8/ 324. ثقات: 9/ 71. البداية والنهاية: 10/ 269. تاريخ الثقات: 412. معجم طبقات الحفاظ: 166. تراجم الأحبار: 4/ 74. الوافي بالوفيات: 4/ 380. تاريخ أسماء الثقات: 1292.العبر: 1/ 367. المشتبه: 413. معرفة الثقات: 1643. 2 رواه الدارمي في الرؤيا باب 12. وأحمد في مسنده "1/ 368" "4/ 66" "5/ 243، 378".

وبالإسناد إلى عبد الله الدارمي الحافظ أنا محمد بن المبارك أنا الوليد حدثني ابن جابر عن ابن اللجلاج سمعت عبد الرحمن بن عائش سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "رأيت ربي في أحسن صورة قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: أنت أعلم يا رب فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السموات وما في الأرض وتلا: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} ". [الأنعام: 75] . 387- 75/ 7 ع- هشام بن عبيد 1 الله الرازي الفقيه أحد الأعلام: روى عن ابن أبي ذئب وعبد العزيز بن المختار ومالك بن أنس وحماد بن زيد. وعنه الحسن بن عرفة وابن الفرات وأبو حاتم وحمدان بن المغيرة ومحمد بن سعدي العطار وغيرهم. قال موسى بن نصر: سمعته يقول: لقيت ألفا وسبع مائة شيخ وخرج مني في طلب العلم سبع مائة ألف درهم. وذكره أبو حاتم فقال: صدوق ما رأيت أحدا في بلدنا أعظم قدرا ولا أجل قدرا من هشام بن عبيد الله بالري ومن أبي مسهر بدمشق. قلت: كان داعية إلى السنة محطا على الجهمية، وقد لينوه في الحديث. وفي داره مات محمد بن الحسن. مات هشام سنة إحدى وعشرين ومائتين وقد أورد له ابن حبان في كتاب الضعفاء من روايته عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: الدجاج غنم فقراء أمتي وحجهم الجمعة. وهذا غير صحيح. 388- 76/ 7 خ د ت ق- أبو حذيفة 2 النهدي في الممتع. 389- 77/ 7 د ت ق- عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الإمام المحدث أبو صالح

_ 387- تهذيب التهذيب: 11/ 47 "88". الجرح والتعديل: 9/ 156. ميزان الاعتدال: 4/ 300. لسان الميزان: 6/ 195. الأنساب: 7/ 282. المغني: 6754. المغني: 6754. ديوان الضعفاء: 4472. طبقات الحفاظ: 166. المجروحين: 3/ 90. تاريخ الثقات: 458. سير الأعلام: 10/ 446 والحاشية. معرفة الثقات: 1905. التمهيد: 2/ 96. 1 كانت في الأصل "عبد" والتصويب من مصادر ترجمته. 388- تهذيب الكمال: 3/ 1393، 1395. تهذيب التهذيب: 10/ 370 "657". تقريب التهذيب: 2/ 288. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 70، 72. الكاشف: 3/ 188. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 295. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 340. الجرح والتعديل: 8/ 723. ميزان الاعتدال: 4/ 221. لسان الميزان: 7/ 405. تاريخ الثقات: 445. ثقات: 7/ 458، 9/ 160. المغني رقم: 6525. تراجم الأحبار: 3/ 348. معرفة الثقات رقم: 1822. سير الأعلام: 10/ 137 والحاشية. 2 هو موسى بن مسعود الهذلي البصري، توفي عام 220. 389- تهذيب الكمال: 2/ 693. تهذيب التهذيب: 5/ 256 "448". تقريب التهذيب: 1/ 423 "381". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 66. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 121.الجرح والتعديل: 5/ 398. ميزان الاعتدال: 2/ 440، 445. لسان الميزان: 7/ 264. الوافي بالوفيات: 17/ 213 والحاشية. سير الأعلام: 10/ 405 والحاشية.

الجهني مولاهم المصري: كاتب الليث على أملاكه وتلميذه. ولد سنة سبع وثلاثين ومائة ورأى عمرو بن الحارث وسمع من موسى بن علي ومعاوية بن صالح وعبد العزيز بن الماجشون وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي والليث بن سعد ونافع بن يزيد وطبقتهم. وهو خاتمة أصحاب معاوية. حدث عنه البخاري وأبو حاتم وابن معين وسمويه والدارمي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن ديزيل ومحمد بن عثمان بن أبي السوار وخلائق حتى إن بن ديزيل - قال: حدثنا خلف بن الوليد نا الليث بن سعد عن عبد الله بن صالح عمن أخبره قال: ما أعطى أحد الشكر فمنع الزيادة. قال ابن ديزيل: ثم لقيت أبا صالح فسألته فقال: نعم أنا حدثت الليث بذلك عن يحيى بن عطارد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا قال ابن معين: أقل أحواله أنه قرأ هذه الكتب على الليث. قلت: قد سقت أخباره في الميزان وأنه ليس بحجة وله مناكير في سعة ما روى قال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث لا يتعمد الكذب. قلت: مات يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومائتين1 وأما النسائي فقال: ليس بثقة. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله، وأنا عمر بن القواس عن أبي اليمن الكندي قالوا أنا محمد بن عمر القاضي أنا أحمد بن محمد البزاز أنا علي بن عمر السكري نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا يحيى بن معين نا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو مكفرة من السيئات مبرأة من الإثم" 2 هذا حديث حسن الإسناد والتابعي فيه مات قبل الصاحب ببضع سنين. كتب إلي أبو إسحاق الدرجي أو حدثني عنه أبو الحجاج الحافظ عن أبي جعفر الصيدلاني وجماعة قالوا أنا فاطمة بنت عبد الله أنا ابن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني ثنا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة فلما انصرف خرجنا معه نشيعه فلما أردنا الانصراف قال إن لكم علي جائزة وحقا أن أحدثكم بحديث، فقلنا: هات يحمك الله، قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك قال: "ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم يأتيه الوحي من السماء, بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين

_ 1 وقيل 22. 2 رواه الترمذي في الدعوات باب 101.

لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا ". هذا حديث صالح الإسناد وغريب أخرجه البخاري في كتاب أفعال العباد عن عبد الله على الموافقة وصالح بن جبير وثقه ابن معين، وقد رواه ضمرة بن ربيعة عن مرزوق بن نافع عنه، ورواه جماعة عن الأوزاعي: حدثني أسيد بن عبد الرحمن عنه، لكن سماه صالح بن محمد قال: ثنا أبو جمعة نحوه، ورواه جماعة أيضا عن الأوزاعي عن أسيد عن خالد بن دريك عن ابن محيريز عن أبي جمعة. ورواه جماعة كالوليد بن مزيد وعقبة بن علقمة عن الأوزاعي على وجه آخر فالاضطراب منه. 390- 78/ 7 خ- عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي المقرئ المحدث والد الحافظ أحمد بن عبد الله: قرأ القرآن على حمزة الزيات وحدث عن أبي بكر النهشلي وفضيل بن مرزوق وشبيب بن شيبة وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وخلق. روى عنه ابنه وأبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وتمتام بن بشر بن موسى وطائفة ولم يسمع منه البخاري، وثقه يحيى بن معين وقال: أبو حاتم صدوق وقال ابن حبان مستقيم الحديث وفي تفسير الفتح من صحيح البخاري: نا عبد الله نا عبد العزيز بن أبي سلمة فقال الكلاباذي واللالكائي والوليد بن بكر عبد الله هو ابن صالح العجلي. وقال أبو علي بن السكن هو القعنبي وقال أبو مسعود في الأطراف: هو ابن رجاء. وقال أبو علي الغساني وأبو الحجاج القضاعي ومحمد الذهبي كاتبه: هو كاتب الليث وذلك لأن الحديث بعينه قد رواه البخاري في كتاب الأدب له عن كاتب الليث، وهو مكثر عنه في تصانيفه يصرح فيها باسمه مع أنه صرح باسمه في بعض النسخ بالصحيح. وأما هذا العجلي فما نعلمه لقيه وقد روى في التاريخ عن رجل عنه يقال: توفي العجلي سنة إحدى عشرة ومائتين وأظنه عاش بعد ذلك ولعلها في سنة إحدى وعشرين, فهو أشبه. أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد العلاتي وعلي بن أحمد وعبد الرحمن بن محمد كتابة قالوا أنا عمر بن طبرزذ أنا هبة الله بن محمد الشيباني أنا أبو طالب محمد بن محمد البزار نا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي نا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا نا عبد الله بن صالح العجلي نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن

_ 390- تهذيب الكمال: 2/ 694. تقريب التهذيب: 5/ 211 "449". تقريب التهذيب: 1/ 423 "382". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 66. الكاشف: 2/ 96. تاريخ البخاري الكبير: 9/ 58. الجرح والتعديل: 5/ 397. ميزان الاعتدال: 2/ 447، 445. لسان الميزان: 7/ 264. الوافي بالوفيات: 17/ 212 والحاشية. البداية والنهاية: 10/ 265. سير الأعلام: 10/ 303 والحاشية. الثقات: 8/ 352.

مسعود رضي الله عنه قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنى أنا الرزاق ذو القوة المتين" إسناده قوى, وهذه القراءة من قبيل الشاذ لخروجها عن رسم الإمام، وهي قراءة فصيحة، لكنا لا نجسر على التلاوة بها لجواز أن تكون منسوخة؛ وكذلك لا ينبغي لنا أن نقطع بأنها ليست قراءة لثقة ناقليها ولأن الخلاف موجود والله اعلم. 391- 79/ 7ع- عمرو بن عاصم الكلابي القيسي البصري الحافظ الثبت: سمع شعبة وجرير بن حازم وهمام بن يحيى وجده عبيد الله بن الوازع وطبقتهم. روى عنه البخاري, وهو والباقون بواسطة, والدارمي وعبد ويعقوب الفسوي والكديمي وخلق. قال ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث قال البخاري توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين رحمه الله تعالى. 392- 80/ 7 ع - سعيد بن أبي مريم الحافظ الشهير سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم أبو محمد الجمحي مولاهم البصري محدث بلده: سمع يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد ومالكا والليث وأبا غسان محمد بن مطرف ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وطائفة وعنه ابن معين والذهلي وعثمان الدارمي والبخاري ويحيى بن عثمان بن صالح وخلق. قال أبو داود: هو عندي حجة وقال العجلي ثقة وقال ابن يونس: كان فقيها ولد سنة أربع وأربعين ومائة ومات سنة أربع وعشرين ومائتين. كان ثقة كثير الحديث، له غرائب وإفراد مغمورة في سعة ما روى، يقع حدثيه عاليا في الغيلانيات في أولها. 393- 81/ 7ع - سليمان بن حرب الحافظ أبو أيوب الواشحي الأزدي البصري قاضي

_ 391- تهذيب الكمال: 2/ 1038. تهذيب التهذيب: 8/ 58 "87". تقريب التهذيب: 2/ 72. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 289. الكاشف: 2/ 333. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 355. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 327. الجرح والتعديل: 6/ 381. ميزان الاعتدال: 3/ 269. لسان الميزان: 7/ 325. تاريخ بغداد: 12/ 202. مقدمة الفتح: 431. المغني: 4670. سير الأعلام: 10/ 256 والحاشية. 392- تهذيب الكمال: 1/ 483، 503. تهذيب التهذيب: 4/ 82. تقريب التهذيب: 1/ 305. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 375. الكاشف: 1/ 258. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 465. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 350. الجرح والتعديل: 4/ 49، 285. البداية والنهاية: 10/ 291. الوافي بالوفيات: 15/ 215. سير الأعلام: 10/ 327 والحاشية. الثقات: 4/ 292. 393- تهذيب الكمال: 1/ 533. تهذيب التهذيب: 4/ 178. تقريب التهذيب: 1/ 322. خلاصة تهذيب الكمال: 4/ 410.الكاشف: 1/ 391. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 8. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 351. الجرح والتعديل: 4/ 481. طبقات ابن سعد: 6/ 212. البداية والنهاية: 10/ 291. سير الأعلام: 10/ 330. الثقات: 8/ 276.

مكة سمع شعبة والحمادين ومبارك بن فضالة وطبقتهم. وعنه أحمد وإسحاق وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري وأبو داود وأبو خليفة الجمحي وخلق. قال أبو حاتم إمام لا يدلس، ويتكلم في الرجال والفقه، وليس هو بدون عفان، وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث، وما رأيت في يده كتابا قط، حضرت مجلسه ببغداد فحزر بأربعين ألفا، بنى له شبه منبر بجنب قصر المأمون فصعده وحضر المأمون والأمراء فأرسل للمأمون ستر شفاف وبقي يكتب ما يملي. قال يحيى بن أكثم: قال لي المأمون من تركت بالبصرة فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب. وقلت: هو ثقة حافظ للحديث عاقل في نهاية الستر والصيانة، فأمر بحمله إليه. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا صاحب حفظ. أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي سنة 452 أنا أحمد بن جعفر القطيعي نا أبو مسلم الكجي ثنا سليمان بن حرب نا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت البراء قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "له مرضع في الجنة ". أخرجه البخاري عن سليمان بن حرب قال حنبل وغيره: مات سنة أربع وعشرين ومائتين. وله ترجمة وجلالة. كان عفان يعظمه، وذكر مرة لعلي بن المديني فجعل يثني عليه، ثم قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال حدثني سليمان بن حرب عن حماد بن زيد. 394- 82/ 7ع - مسلم بن إبراهيم الحافظ المسند أبو عمر الأزدي الفراهيدي مولاهم البصري: سمع من ابن عون حديثا واحدا قرأته على أحمد بن هبة الله عن أبي روح وزينب الشعرية أن زاهر بن طاهر أخبرهم أنا أبو يعلى أنا عبد الله بن محمد أنا محمد بن أيوب نا مسلم قال: سألت ابن عون فحدثني قال: أتيت أبا وائل وقد عمي: فقال سمعت ابن مسعود يقول: أيها الناس إنكم لمجموعون في صعيد واحد يسمعكم الداعي وينفذكم البصر إلا وإن الشقى من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره. قال ابن معين: مسلم ثقة مأمون وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعته يقول: كتبت عن ثمان مائة شيخ ما جزت الجسر. قال أبو داود: ما رحل مسلم إلى أحد، وكان يحفظ حديث قرة بن خالد وحديث هشام الدستوائي، وحديث أبان بن يزيد يهذّه هذا. قلت:

_ 394- تهذيب الكمال: 3/ 1323. تهذيب التهذيب: 10/ 121 "219". تقريب التهذيب: 2/ 244. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 23. الكاشف: 3/ 139. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 254. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 346. الجرح والتعديل: 8/ 788. ثقات: 9/ 157. نسيم الرياض: 3/ 203. طبقات الحفاظ: 167. معجم طبقات الحفاظ: 173. تاريخ الثقات: 427. سير الأعلام: 10/ 314. معرفة الثقات: 1715.

سمع من هؤلاء ومن وهيب وشعبة ومالك بن مغول. وعنه عبد والدارمي وأبو مسلم الكجي والبخاري وأبو داود وأبو خليفة الجمحي وأمم سواهم مات في صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. 395- 83/ 7 ع- التبوذكي الحافظ الثقة أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم البصري: سمع حديثا واحد من شعبة، وسمع من حماد بن سلمة تصانيفه. ومن جرير بن حازم ويزيد بن إبراهيم التستري وطبقتهم. فأكثر جدا وعنه الذهلي وأبو حاتم والبخاري وأبو داود وأحمد بن أبي خيثمة وخلق كثير. روى عباس عن يحيى بن معين قال: ما جلست إلى شيخ إلا هابني أو عرف لي ما خلا هذا الأثرم والتبوذكي. قال عباس: فعددنا ما كتبت عنه خمسة وثلاثين ألف حديث. قال علي بن المديني: من لم يكتب عن أبي سلمة يكتب عن رجل عنه. وقال أبو حاتم: لا أعلم بالبصرة ممن أدركنا أحسن حديثا من أبي سلمة. وإنما سمي التبوذكي لأنه اشترى بتبوذك دارا. وقال أحمد بن زهير: سمعته يقول لا جزى خيرا من سماني تبوذكي, أنا مولى بني منقر وإنما نزل داري قوم من تبوذك. مات في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين. أخبرنا عمر بن القواس عن أبي اليمن الكندي أنا أبو بكر الأنصاري أنا علي بن إبراهيم المقري نا أبو بكر القطيعي إملاء نا إبراهيم الحربي نا موسى يعنى بن إسماعيل أنا حماد عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" 1. 396- 84/ 7م ت س ق- زكريا بن عدي بن الصلت 2 بن بسطام الحافظ المجود العبد الصالح أبو يحيى التيمي مولاهم الكوفي: نزيل بغداد، ولاؤه لبني تيم الله كان أبوه نصرانيا

_ 395- تهذيب الكمال: 3/ 1382. تهذيب التهذيب: 10/ 333 "584". تقريب التهذيب: 2/ 280. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 62. الكاشف: 3/ 180. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 280. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 349. الجرح والتعديل: 8/ 615. ميزان الاعتدال: 4/ 200. لسان الميزان: 7/ 402. ثقات: 9/ 160. المعين: 878. تراجم الأحبار: 3/ 315. طبقات الحفاظ: 76. الأنساب: 2/ 18. نسيم الرياض: 1/ 40. تاريخ الثقات: 443. سير الأعلام: 10/ 360 والحاشية. العبر: 1/ 388. معرفة الثقات رقم: 1810. 1 رواه البخاري في العلم باب 38. ومسلم في الإيمان حديث 112. 396- تهذيب الكمال: 1/ 430. تهذيب التهذيب: 3/ 331. تقريب التهذيب: 1/ 261. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 337. الكاشف: 1/ 323. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 424. الجر والتعديل: 3/ 2712. الوافي بالوفيات: 14/ 202. سيرة الأعلام: 10/ 442 والحاشية. الثقات: 8/ 253. 2 ويقال زكريا بن عدي بن زريق بن إسماعيل.

وقيل يهوديا فأسلم, وهو أخو يوسف بن عدي نزيل مصر. حدث عن حماد بن زيد وشريك القاضي وأبي المليح الرقي وابن المبارك ويزيد بن زريع وجعفر بن سليمان وطبقتهم بالعراق والجزيرة. وعنه البخاري خارج صحيحه وابن راهويه والدارمي ومعاوية بن صالح الأشعري وعباس الدوري وعبد بن حميد وخلق. وحديثه في الكتب سوى سنن أبي داود وكان أحد الأثبات استخف بأمره ولم يخبره أبو نعيم. فقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال أبو داود النحوي ليحيى بن معين وأنا أسمع سمعت أبا نعيم وذكر له زكريا بن عدي فقال له ما له وللحديث ذاك بالتوراة أعلم. فقال ابن معين: كان زكريا لا بأس به وكان أبوه يهوديا فأسلم وقال أحمد العجلي: زكريا ثقة أرفع من أخيه يوسف، كان متقشفا حسن الهيئة له نفس. وقال عبد الرحمن بن خرش: زكريا بن عدي ثقة جليل ورع، حدثني أبو يحيى صاعقة قال: قدم زكريا ههنا فكلموا له إنسانا وكان شغله في صنعة فأجرى عليه ثلاثين درهما فلما كان بعد شهر قدم فقلنا: ما حالك قال ليس أراني أعمل بقدر ما آخذ فاشتكت عينه فأتاه رجل بكحل فقال: أنت ممن يستمع الحديث قال: نعم فرده. وقال ابن سعد: ثقة صالح كثير الحديث مات سنة إحدى عشرة ومائتين. وقال المنذر بن شاذان: ما رأيت أحفظ من زكريا بن عدي. جاءه أحمد ويحيى فقالا: اخرج إلينا كتاب عبيد الله بن عمرو، فقال ما تصنعون به، خذوا حتى أملي عليكم كله. قال وكان يحدث عن عدة من أصحاب الأعمش ويميز ألفاظهم وقيل إن زكريا لما احتضر قال: اللهم إني إليك مشتاق. قال إسماعيل بن أبي الحارث وأبو بكر بن خلف. مات ليومين مضيا من جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة ومائتين. 397- 85/ 7 خ ت ق- عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الحافظ الإمام الثقة أبو الحسين التيمي مولاهم الواسطي: سمع أباه وابن أبي ذئب وعكرمة بن عمار وعاصم بن محمد العمري وشعبة والمسعودي وطبقتهم. حدث عنه البخاري في صحيحه وأحمد بن حنبل وإبراهيم الحربي وأبو حاتم الرازي وعلي بن عبد العزيز وعمر بن حفص السدوسي وخلق كثير، قدم بغداد وأملى بها وتزاحموا عليه.

_ 397- تهذيب الكمال: 2/ 636. تهذيب التهذيب: 5/ 49 "81". تقريب التهذيب: 1/ 384 "17". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 18. الكاشف: 2/ 51. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 491. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 346، 348. الجرح والتعديل: 6/ 1920. ميزان الاعتدال: 2/ 354. لسان الميزان: 7/ 253. مقدمة الفتح: 412. الوافي بالوفيات: 16/ 569. والحاشية. سير الأعلام: 9/ 262 والحاشية. طبقات ابن سعد: 7/ 298و 336. الثقات: 8/ 506.

قال أحمد بن حنبل: هو صحيح الحديث قليل الغلط وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو الحسين بن المنادى: كان مجلسه يحزر بأكثر من مائة ألف إنسان وكان يستملي عليه هارون مكحلة. قال عمر بن حفص السدوسي: وجّه المعتصم من يحزر مجلس شيخنا عاصم في رحبة النخل وكان يجلس على سطح وينتشر الخلق حتى سمعته يوما يقول: حدثنا الليث بن سعد وهم يستعيدونه فأعاده أربع عشرة مرة والناس لا يسمعون وكان هارون يركب نخلة معوجة يستملي عليها فحزر المجلس بعشرين ومائة ألف. وعن أحمد بن عيسى قال: أتيت في منامي فقيل لي: عليك بمجلس عاصم فإنه غيظ لأهل الكفر وكان عاصم ممن ذب عن السنة في محنة القرآن. تفرد عن شعبة بثلاثة أحاديث تستنكر ذكرها ابن عدي ثم قال: ولم أر بحديثه بأسا قلت: مات عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين يقع عواليه في الغيلانيات وفي أمالي الجوهري أنبأنا ابن قدامة أنا ابن طبرزذ أنا ابن عبد الباقي نا أبو محمد الجوهري أنا الحسن بن محمد الوضاح السمسار نا محمد بن يحيى المروزي نا عاصم بن علي نا المسعودي عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادي بهن فإنهن من سنن الهدى - وذكر الحديث. 398- 86/ 7 ع- سهل بن بكار الدارمي ويقال البرجمي, ويقال القيسي, الحافظ أبو بشر البصري الضرير: روى عن شعبة والسري بن يحيى ويزيد بن إبراهيم والأسود بن شيبان ووهيب وخلق. وعنه "خ د" والذهلي ويعقوب الفسوي وأبو زرعة وعثمان بن خرزاذ وأبو مسلم. قال أبو حاتم: ثقة. وقال محمد بن المثنى: توفي سنة سبع وعشرين ومائتين1. 399- 87/ 7 ع- سعيد بن سليمان الحافظ المسند أبو عثمان الضبي البزاز سعدويه الواسطي: سمع مبارك بن فضالة وعبد العزيز بن الماجشون وحماد بن سلمة وطبقتهم.

_ 398- تهذيب الكمال: 1/ 554. تهذيب التهذيب: تقريب التهذيب: 1/ 335. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 425. الكاشف: 1/ 406. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 103. الجرح والتعديل: 4/ 836. مقدمة الفتح: 408. سير الأعلام: 10/ 422. الثقات: 8/ 291. 1 وقيل 228. 399- تهذيب الكمال: 1/ 492. تهذيب التهذيب: 4/ 43. تقريب التهذيب: 1/ 298. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 381. الكاشف: 1/ 362. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 481. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 352. الجرح والتعديل: 4/ 107. ميزان الاعتدال: 2/ 141. لسان الميزان: 7/ 229. مقدمة الفتح: 405. تاريخ بغداد: 9/ 84. شذرات: 2/ 56. الوافي بالوفيات: 15/ 226. طبقات اب سعد: 7/ 340. سير الأعلام: 10/ 481. والحاشية. الثقات: 8/ 267.

وعنه البخاري وأبو داود وإبراهيم الحربي وخلف بن عمرو العكبري وأبو بكر بن أبي الدنيا وخلق. قال أبو حاتم: ثقة مأمون لعله أوثق من عفان. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وروى عباس عن يحيى قال: سعدويه أكيس من عمرو بن عون في كل ما حدث. وقال السراج أنا ابن عسكر قال لما دعي سعدويه للمحنة رأيته خرج من دار الأمير فقال: يا غلام قدم الحمار فإن مولاك كفر. قال ابن سعد: سكن بغداد واتجر بها، وبها مات في رابع ذي الحجة. قال صالح جزرة: سمعت سعدويه وقيل له لم لا تقول حدثنا؟ فقال: كل شيء حدثتكم به فقد سمعته، ما دلست حديثا قط. ليتني أحدث بما قد سمعت، وسمعته يقول: حججت ستين حجة، قلت: في أولاهن رأي بمكة معاوية بن صالح وما سمع منه. مات في ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا القاضي عبد الخالق بن عبد السلام أنا البهاء عبد الرحمن أنا عبد الحق بن يوسف أنا المبارك بن عبد الجبار أنا أبو علي بن شاذان أنا محمد بن إسماعيل بن موسى البزاز نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا سعدويه عن عباد عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء رضي الله عنهم. 400- 88/ 7 خ د- علي بن الجعد الحافظ الثبت المسند شيخ بغداد أبو الحسن الهاشمي مولاهم الجوهري: ولد سنة أربع وثلاثين ومائة. حدث عن ابن أبي ذئب وعاصم بن محمد العمري وشعبة وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه البخاري وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وخلائق. وقد رأى الأعمش، عن موسى بن داود قال ما رأيت أحفظ من علي بن الجعد أملى علينا ابن أبي ذئب عشرين حديثا فحفظها وسردها علينا. وقال صالح جزرة: سمعت خلف بن سالم يقول: صرت أنا وأحمد وإسحاق وابن معين إلى علي بن الجعد فأخرج إلينا كتبه وذهب، ظننا أنه يتخذ لنا طعاما، فلم نجد في كتبه إلا خطأ واحدا، فلما فرغنا من الطعام قال: هاتوا، فحدث بكل شيء كتبناه من

_ 400- تهذيب الكمال: 2/ 957. تهذيب التهذيب: 7/ 289 "501". تقريب التهذيب: 2/ 33. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 243. الكاشف: 2/ 280. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 266. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 359، 367. الجرح والتعديل: 6/ 974. ميزان الاعتدال: 3/ 116. لسان الميزان: 7/ 310. تاريخ بغداد: 11/ 360. المغني: 4231.مجمع: 8/ 74. مقدمة الفتح: 430. سير الأعلام: 10/ 459 والحاشية. الثقات: 8/ 466.

حفظه قال عبدوس النيسابوري: ما أعلم أني رأيت أحفظ من علي بن الجعد. وقال أبو حاتم صدوق ما كان أحفظه لحديثه. وقال ابن معين: هو أثبت البغداديين في شعبة, وهو صدوق. وقيل إنه مكث ستين سنة يصوم يوما ويفطر يوما, وكان عالما نبيلا متمولا لكنه فيه ابتداع نال من بعض السلف, وقال: من قال القرآن مخلوق لم أعنفه, ولمثل هذا ما خرج عنه القشيري في صحيحه. مات في رجب سنة ثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. قرأت على أحمد بن إسحاق أخبركم الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن الحسين أنا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي نا أبو القاسم البغوي نا عبد الأعلى بن حماد وعلي بن الجعد وأبو نصر التمار وكامل بن طلحة وعبيد الله العيشي قالوا ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال قلت يا رسول الله أما تكون الذكاة الا من اللبة والحلق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو طعنت من فخذها لأجزأ عنك". 401- 89/ 7 ع- أحمد بن عبد الله بن يونس الحافظ أبو عبد الله اليربوعي الكوفي: ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة. سمع من سفيان وإسرائيل وعاصم بن محمد العمري وعبد العزيز بن الماجشون. وعنه أبو زرعة والبخاري وتمتام ومسلم وأبو داود وأبو حصين الوادعي وأمم سواهم. قال أبو داود: نهاني أحمد بن يونس أن أصلي خلف من يقول القرآن مخلوق. وقال: هؤلاء كفار. وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول لرجل: ارحل إلى أحمد بن عبد الله بن يونس فإنه شيخ الإسلام. وقال أبو حاتم: كان ثقة متقنا. قال البخاري: مات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا ابن أبي عمر في كتابه أنا ابن طبرزذ أنا محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن نا إبراهيم بن شريك الأسدي نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أبرأ إلى كل خليل من خلته, ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا". بلغنا عن أحمد بن يونس قال كنت إذا رجعت من عند الثوري أحدث نفسي بخير ما

_ 401- تهذيب الكمال: 1/ 28. تهذيب التهذيب: 1/ 50. تقريب التهذيب: 1/ 19. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 21. الكاشف: 1/ 62. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 5. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 355. الطبقات لابن سعد: 6/ 283. التعديل والتجريح: رقم 17. سير الأعلام: 10/ 457 والحاشية.

علمت، وإذا أتيت شريكا رجعت بعقل تام، وإذا أتيت مالك بن مغول تحفظت من لساني، وإذا أتيت مندل بن علي أهمتي نفسي من حسن صلاته. 402- 90/ 7 خ م د ت س- عبدان الحافظ العالم أبو عبد الرحمن عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد: سمع من شعبة أحاديث وأبي حمزة السكري ومالك بن أنس وعبد الله بن المبارك وعدة. وعنه البخاري والذهلي ويعقوب الفسوي وعبيد الله بن واصل قال أحمد بن عبدة الآملي: تصدق عبدان في حياته بألف ألف درهم. مات في شعبان سنة إحدى وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. 403- 91/ 7 د س- أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي الحافظ المعروف بأسد السنة: نزل مصر وصنف التصانيف مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائة عام زوال دولتهم. سمع شعبة وشيبان والمسعودي وابن أبي ذئب وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وطبقتهم. وأكبر شيخ لقيه يونس بن أبي إسحاق روى عنه أحمد بن صالح وعبد الملك بن حبيب والربيع بن سليمان المرادي والمقدام بن داود الرعيني وأبو يزيد يوسف القراطيسي وعدة. قال البخاري هو مشهور الحديث وقال النسائي: ثقة ولو لم يصنف كان خيرا له ووثقه ابن يونس وقال: توفي في المحرم سنة اثنتي عشرة ومائتين. أخبرنا عمر بن غدير أنا ابن الحرستاني حضورا أنا جمال الإسلام أبو الحسن أنا ابن طلاب أنا ابن جميع حدثني محمد بن إسماعيل الأيلي الحافظ ببغداد نا مقدام وابن داود نا أسد بن موسى ثنا روح بن مسافر نا أبو إسحاق عن عمارة بن عبد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دعا نبي مرة على قومه فقيل له تسلط عليهم عدوا من غيرهم فقال: لا, فقيل: الجوع قال لا فقيل: فما تريد؟ قال موتا ذفيفا يحرق القلب ويقلل العدد فأرسل عليهم الطوفان".

_ 402- تهذيب الكمال: 2/ 709، 872. تهذيب التهذيب: 5/ 313 "535". تقريب التهذيب: 1/ 432 "464". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 78. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 147. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 345. الجرح والتعديل: 5/ 518. الوافي بالوفيات: 17/ 315. نسيم الرياض: 3/ 56، 1313. سير الأعلام: 10/ 270 والحاشية. الثقات: 8/ 352. 403- تهذيب الكمال: 1/ 91. تهذيب التهذيب: 1/ 260. تقريب التهذيب: 1/ 63. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 80. الكاشف: 1/ 115. الثقات: 8/ 136. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 2. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 331. الجرح والتعديل: 2/ 388. ميزان الاعتدال: 1/ 207. لسان الميزان: 7/ 176. الوافي بالوفيات: 9/ 8. تذكرة الحفاظ: 1/ 402. سير النبلاء: 10/ 162. شذرات الذهب: 2/ 27. تفسير الطبري: 1/ 31. البداية والنهاية: 10/ 267.

404- 92/ 7 ع- أبو غسان الحافظ الحجة مالك بن إسماعيل النهدي مولاهم الكوفي: سمع إسرائيل وفضيل بن مرزوق وعبد العزيز بن الماجشون وأسباط بن نصر وورقاء وطبقتهم فأكثر. حدث عنه البخاري والباقون بواسطة وعباس الدوري وابن ملاعب وأبو زرعة وخلق. قال ابن معين لأحمد بن حنبل: إن سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبك منه فاكتب عن أبي غسان. وقال أبو حاتم: قال ابن معين ليس بالكوفة أتقن منه. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متثبت صحيح الكتاب من العابدين. وقال ابن نمير: أبو غسان من أئمة المحدثين. وقال أبو حاتم: لم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره، وكنت إذا نظرت إليه كأنه خرج من قبر، كان له فضل وعبادة واستقامة. وقال أبو داود: جيد الأخذ شديد التشيع. قال ابن سعد: مات سنة تسع عشرة ومائتين1. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة أذنا قالوا نا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا عيسى بن عبد الله الطيالسي نا أبو غسان ثنا عمارة أنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعجبه الدباء وهو القرع. 405- 93/ 7 ع- حجاج بن منهال الحافظ الحجة أبو محمد البصري الأنماطي: روى عن شعبة وقرة بن خالد ويزيد بن إبراهيم وهمام وعبد العزيز بن الماجشون وطائفة. وعنه البخاري وأحمد بن الفرات وعبد والدارمي والذهلي وإسماعيل القاضي وأبو مسلم الكجي وخلق. قال أبو حاتم: ثقة فاضل. وقال أحمد العجلي: ثقة رجل صالح، وكان سمسارا يأخذ من كل دينار حبة. وقال خلف كردوس: كان صاحب سنة يظهرها. قال البخاري: مات في شوال سنة سبع عشرة ومائتين2. أنبأنا يحيى بن أبي منصور وغيره قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن عبد الله وبشر بن موسى قالا ثنا حجاج بن منهال نا صالح

_ 404- تهذيب الكمال: 3/ 1295. تهذيب التهذيب: 10/ 3 "2". تقريب التهذيب: 2/ 223. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 3. الكاشف: 3/ 112. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 315. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 339. الجرح والتعديل: 8/ 905. ميزان الاعتدال: 3/ 424. لسان الميزان: 5/ 3، 7/ 347. تاريخ الثقات: 417. ثقات: 9/ 164. المعين: 848. تراجم الأحبار: 3/ 357. طبقات ابن سعد: 6/ 404. سير الأعلام: 10/ 43 والحاشية. تاريخ أسماء الثقات: 1328. معرفة الثقات: 1666. العبر: 1/ 378. 1 وقيل 217. 405- تهذيب الكمال: 1/ 235. هذيب التهذيب: 2/ 206. تقريب التهذيب: 1/ 154. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 198. الكاشف: 1/ 208. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 380. الجرح والتعديل: 3/ 711. الثقات: 8/ 202. رجال الصحيحين: 387. طبقات الحفاظ: 171. سير الأعلام: 10/ 352. 2 وقيل 216.

المري عن سليمان عن أبي عثمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف على حمزة وقد مثل به فنظر إلى أمر لم ينظر إلى أمر أوجع لقلبه منه؛ فقال: "رحمك الله، إن كنت لوصولا للرحم فعولا للخيرات "، وذكر الحديث. 406- 94/ 7 خ س ق- عبد الله بن رجاء الحافظ الثقة أبو عمرو الغداني البصري: عن شعبة وعاصم بن محمد العمري وعكرمة بن عمار وإسرائيل وعدة. وعنه البخاري وإبراهيم الحربي وأبو بكر الأثرم وأبو مسلم الكجي وعثمان بن عمر الضبي وأبو خليفة وخلق. وروى البخاري أيضا عن رجل عنه. قال أبو حاتم: ثقة رضا. وقال ابن المديني: أجمع أهل البصرة على عدالة رجلين، أبي عمر الحوضي وابن رجاء وقال الفلاس: صدوق كثير الغلط والتصحيف مات في آخر يوم من سنة تسع عشرة ومائتين1. 407- 95/ 7 خ د س ت- عبد الله بن يوسف الحافظ الحجة أبو محمد الكلاعي الدمشقي ثم التنيسي: حدث عن سعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ومالك والليث وطبقتهم. روى عنه البخاري وأبو حاتم والذهلي ويحيى بن عثمان بن صالح وبكر بن سهل الدمياطي ويوسف بن يزيد القراطيسي وخلق. قال ابن معين: هو والقعنبي أثبت الناس في الموطأ وقال: ما بقي أوثق في الموطأ من ابن يوسف. وقال البخاري كان من أثبت الشاميين، وقال أبو حاتم: ثقة. وقال غيره: كان ورعا فاضلا خيرا مات سنة ثماني عشرة ومائتين2. رحمه الله تعالى. 408- 96/ 7 خ د س- الحوضي الحافظ المجود أبو عمر حفص بن عمر بن الحارث بن

_ 406- تهذيب الكمال: 2/ 680. تهذيب التهذيب: 5/ 209 "363". تقريب التهذيب: 1/ 414 "196". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 55. الكاشف: 2/ 85. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 91. الجرح والتعديل: 5/ 255. ميزان الاعتدال: 2/ 421. لسان الميزان: 7/ 261. الوافي بالوفيات: 17/ 165. البداية والنهاية: 10/ 283. سير الأعلم: 10/ 376. والحاشية. الثقات: 8/ 339. 1 وقيل 220. 407- تهذيب الكمال: 2/ 758. تهذيب التهذيب: 6/ 87 "173". تقريب التهذيب: 1/ 463 "760". خلاصة تهذيب الكمال: 1132. الكاشف: 2/ 145. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 233. الجرح والتعديل: 5/ ص205. ميزان الاعتدال: 2/ 528. لسان الميزان: 7/ 274. الوافي بالوفيات: 17/ 685. سير الأعلام: 10/ 357 والحاشية. الثقات: 8/ 349. 2 وقيل 217 أو 212. 408- تهذيب الكمال: 1/ 303. تهذيب التهذيب: 1/ 405. تقريب التهذيب: 1/ 187. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 239. الكاشف: 1/ 241. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 352. الجرح والتعديل: 3/ 786. ميزان الاعتدال: 1/ 566. الوافي بالوفيات: جـ 13 رقم 104 ص101 سير الأعلام: 10/ 354. تذكرة الحفاظ: 1/ 405. طبقات الحفاظ: 172. شذرات الذهب: 2/ 156.

سخبرة الأزدي البصري من ولد النمر بن غيمان بغين معجمة: حدث عن هشام الدستوائي وأبي حرة واصل وشعبة ومحمد بن راشد المكحولي ويزيد بن إبراهيم وعدة. وعنه البخاري وأبو داود وابن الفرات والكجي وإسماعيل القاضي وعبد الله بن أحمد الدورقي وابن الضريس وأبو خليفة وخلق. روى أبو طالب عن أحمد بن حنبل قال: ثبت متقن, لا يؤخذ عليه حرف واحد. وقال عبد الله بن جرير: متقن صاحب كتاب. وقال أبو حاتم صدوق متقن أعرابي فصيح. قلت: مات سنة خمس وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. أنبأنا ابن أبي عمر والفخر علي قالا أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن محمد بن ملوك ومحمد بن عبد الباقي قالا أنا طاهر بن عبد الله الفقيه أنا أبو أحمد محمد بن أحمد نا أبو خليفة نا أبو عمر الحوضي ثنا إبراهيم بن سعد نا إبراهيم بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن مروان بن الحكم عن عبد الله بن الأسود بن عبد يغوث عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من الشعر لحكمة" 1. 409- 97/ 7 ع- حسين بن محمد أبو أحمد المروذي المؤدب الحافظ نزيل بغداد: سمع جرير بن حازم وإسرائيل وابن أبي ذئب وشيبان وأبا غسان محمد بن مطرف. وعنه أحمد ويحيى وأبو خيثمة وعباس الدوري وإبراهيم الحربي وحنبل وعدة. وحدث عنه من القدماء رفيقه عبد الرحمن بن مهدي. وثقه ابن سعد وغيره. وقال النسائي: ليس به بأس. قال مطين: مات سنة أربع عشرة ومائتين2 رحمه الله تعالى. 410- 98/ 7 د- أبو عمر الضرير الحافظ العلامة حفص بن عمر البصري: حدث عن حماد بن أسامة وجرير بن حازم ومبارك بن فضالة، ولم يلق شعبة. روى عنه أبو داود وأبو زرعة والكجي وأبو خليفة وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق، يحفظ عامة حديثه. وقال ابن

_ 1 رواه البخاري في الأدب باب 90. وأبو داود في الأدب باب 87. والترمذي في الأدب باب 69. وابن ماجه في الأدب باب 41. وأحمد في مسنده "3/ 456". 409- تهذيب الكمال: 1/ 294. تهذيب التهذيب: 2/ 366. تقريب التهذيب: 1/ 179. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 230، 231. الكاشف: 1/ 234. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 390. الجرح والتعديل: 3/ 290. ميزان الاعتدال: 1/ 547. لسان الميزان: 2/ 310، 313. الوافي بالوفيات: 13 رقم 48 ص 26. سير الأعلام: 10/ 216. والحاشية. البدية والنهاية: 10/ 269. الثقات: 8/ 185. 2 وقيل 213، 215، 220. 410- تهذيب الكمال: 1/ 305. تهذيب التهذيب: 2/ 411. تقريب التهذيب: 1/ 188. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 240. الكاشف: 1/ 242. الثقات: 8/ 199. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 291. الجرح والتعديل: 3/ 183. ميزان الاعتدال: 1/ 565. لسان الميزان: 7/ 301. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 223. شذرات: 2/ 48. معجم طبقات الحفاظ: ص80.

حبان: كان من العلماء بالفقه والأخبار والفرائض والحساب والشعر وأيام الناس. وولد أعمى. قال ابن عساكر: مات في شعبان سنة عشرين ومائتين. 411- 99/ 7 خ م س ت ق- خالد بن مخلد الإمام المحدث أبو الهيثم القطواني الكوفي: سمع مالكا وسليمان بن بلال وعلي بن صالح بن حي وأبا الغصن ثابت بن قيس ونافع بن أبي نعيم وعدة. وعنه البخاري وروى هو والجماعة سوى أبي داود عن رجل عنه والدارمي وعبد وأبو أمية الطرسوسي وآخرون حتى إن عبيد الله بن موسى قد روى عنه، وهو شيعي صدوق يأتي بغرائب وبمناكير. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين1 وقال ابن معين: ما به بأس. 412- 100/ 7 د ق- أبو الجماهر الحافظ المجود محدث دمشق محمد بن عثمان التنوخي الكفرسوسي يكنى أبا عبد الرحمن، وإنما أبو الجماهر كاللقب له: سمع سعيد بن بشير وخليد بن دعلج وسعيد بن عبد العزيز وسليمان بن بلال وطبقتهم. وعنه أبو داود وأبو زرعة الدمشقي والرازي وعثمان بن سعيد الدارمي وأحمد بن إبراهيم التستري وخلق كثير. قال أبو حاتم: ثقة. وقال عثمان الدارمي: كان أوثق من لقينا بدمشق، ورأيت أهل بلده مجمعين على صلاحه، ورأيتهم يقدمونه على هشام وعلى أبي أيوب يعني سليمان بن عبد الرحمن. قال أبو زرعة مات سنة أربع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. قلت: عاش بضعا وثمانين سنة. أخبرنا عبد الله بن الحسن نا الخطيب مرو أنا إسماعيل بن ياسين أنا أبو عبد الله الرازي أنا أبو القاسم الفارسي نا أبو أحمد بن المفسر إملاء ثنا حريث بن أحمد القرشي نا أبو الجماهر نا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال

_ 411- تهذيب الكمال: 1/ 363. تقريب التهذيب: 3/ 116. تقريب التهذيب: 1/ 218. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 283. الكاشف: 1/ 274. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 174. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 331. الجرح والتعديل: 3/ 1599. ميزان الاعتدال: 1/ 640. لسان الميزان: 7/ 209. مقدمة الفتح: 400. طبقات الحفاظ: 173.الوافي بالوفيات: 13/ 375. طبقات ابن سعد: 6/ 283. سير الأعلام: 10/ 217. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 250. الثقات: 8/ 224. 1 وقيل: 214، 215، 223. 412- تهذيب الكمال: 3/ 1142. تهذيب التهذيب: 9/ 339. تقريب التقريب: 2/ 190. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 437. الكاشف: 3/ 77. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 181. الجرح والتعديل: 8/ 110. طبقات الحفاظ: 173. ثقات: 9/ 77. الوافي بالوفيات: 4/ 81. تاريخ أسماء الثقات: 1220. سير الأعلام: 10/ 448 والحاشية.

لأبي: "إني أمرت أن أقرأ عليك " , قال: وسميت لك؟ قال: "نعم " , قال؟: وذكرت هناك؟ قال فجعل يبكي فزعموا أنه قرأ عليه {لمْ يَكُن} . 413- 101/ 7 خ م د ت ق- الوحاظي الإمام الحافظ عالم الشام أبو زكريا يحيى بن صالح الحمصي الفقيه ويكنى أيضا أبا صالح: روى عن عفير بن معدان وسعيد بن عبد العزيز وفليح بن سليمان ومالك ومعاوية بن سلام وعدة. وعنه البخاري والذهلي وأبو حاتم وعثمان الدارمي وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس وخلائق. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو عوانة: حسن الحديث صاحب رأي وكان عديل محمد بن الحسن الفقيه إلى مكة قال أحمد بن صالح: ثنا يحيى بن صالح بثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدناها عند غيره. قلت: وثقه جماعة, وقد تكلم فيه لأجل بدعته. قال العقيلي: حمصي جهمي. وقال أحمد بن حنبل: كأنه يميل إلى رأي جهم أخبرني إنسان عنه أنه قال: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث- يعني التي في الرؤية. مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وقد نيف على الثمانين رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن محمد بن السلم القاضي أنا الحسن بن أحمد أنا أحمد بن محمد الحافظ وأنا أبو بكر الطريثيثي وأبو سعيد بن حسنس؟ قالا أنا أبو علي بن شاذان أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن صالح نا جابر بن غانم الكلاعي حدثني ابن صهيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصلاة في الجماعة مثل خمس وعشرين صلاة في الوحدة؛ والصلاة في التطوع حيث لا يراه أحد مثل خمس وعشرين على أعين الناس". 414- 102/ 7 خ ت س- آدم بن أبي إياس 1 المحدث الإمام الزاهد أبو الحسن الخراساني المروزي ثم العسقلاني: سمع ابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وشعبة وإسرائيل والليث وطبقتهم بالشام ومصر والعراق والحجاز. روى عنه البخاري وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم وهاشم بن مرثد الطبراني وسمويه وخلق سواهم. قال أبو حاتم: ثقة مأمون

_ 413- تهذيب الكمال: 3/ 1503. تهذيب التهذيب: 11/ 229 "371". تقريب التهذيب: 2/ 349. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 151. الكاشف: 3/ 258. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 282. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 346.الجرح والتعديل: 9/ 657. ميزان الاعتدال: 4/ 386. لسان الميزان: 7/ 432. المغني: 6991. مجمع: 6/ 17. مقدمة الفتح: 451. الضعفاء الكبير: 4/ 408. 414- تهذيب اتهذيب: 1/ 196. تقريب التهذيب: 1/ 30. الجرح والتعديل: 2/ 268. الثقات: 8/ 134. 1 واسمه عبد الرحمن بن محمد.

متعبد من خيار عباد الله. وقال أحمد: كان مكتبا عند شعبة وكان من الستة الذين يضبطون الحديث عند شعبة. وقال ابن سعد: مات في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين عن ثمان وثمانين سنة رحمه الله تعالى. 415- 103/ 7 خ م د ت ق- إسماعيل بن أبي أويس الإمام الحافظ محدث المدينة أبو عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني: قرأ القرآن على نافع الإمام فكان بقية أصحابه وحمل عن خاله مالك بن أنس وعبد العزيز بن الماجشون وسليمان بن بلال وسلمة بن وردان وخلق سواهم. وحديثه في الدواوين الستة سوى كتاب النسائي. روى عنه الشيخان ومحمد بن نصر الصائغ وعلي بن جبلة الأصبهاني وأبو محمد الدارمي والحسن بن علي السري وخلق كثير. قال أحمد: لا بأس به وقال أبو حاتم: محله الصدق مغفل وضعفه النسائي وقال الدارقطني: لا أختاره في الصحيح. قلت مات سنة ست وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا التاج عبد الخالق أنا البهاء عبد الرحمن أخبرتنا شهدة أنا أبو غالب الباقلاني أنا أبو بكر البرقاني قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم السري يعني الحسن بن علي نا إسماعيل بن أبي أويس نا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد أخبرني عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن ابن عباس أنه قال ذكر المتلاعنان عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عاصم بن عدي في ذاك قولا ثم انصرف فأتاه رجل من قومه فذكر أنه وجد مع امرأته رجلا فقال عاصم: ما ابتليت بهذا إلا لقولي فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث، أخرجه مسلم عن أحمد بن يوسف عن إسماعيل. 416- 104/ 7ع- عارم الحافظ الثبت أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري: سمع من جرير بن حازم والحمادين ومحمد بن راشد المكحولى وعدة. وعنه البخاري وعبد وأبو زرعة وابن وارة ويعقوب الفسوي وخلق. قال ابن وارة أنا عارم الصدوق الأمين. وقال أبو حاتم إذا حدثك عارم فاختم عليه، عارم لا يتأخر عن عفان وكان

_ 415- تهذيب التهذيب: 1/ 284. تقريب التهذيب: 1/ 67. الجرح والتعديل: 2/ 180. الثقات: 8/ 99. 416- تهذيب الكمال: 3/ 1258. تهذيب التهذيب: 9/ 402. تقريب التهذيب: 2/ 200. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 449. الكاشف. 3/ 89. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 208. الجرح والتعديل: 8/ 267. ميزان الاعتدال: 4/ 7. لسان الميزان: 7/ 371. تاريخ البخاري الكبير: 21/ 219، 2/ 351. المعين: 843. تراجم الأحبار: 4/ 54. الأنساب: 7/ 104، 9/ 146. المغني: 5904. الوافي بالوفيات: 4/ 322. سير الأعلام: 10/ 265. معرفة الثقات: 1634. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 91. الكواكب النيرات: 53/ 74.

سليمان بن حرب يقدم عارما على نفسه ثم قال أبو حاتم اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله. روى العقيلي عن أحدهم قال عارم أخشع من رأيت وما رأيت أحسن صلاة من عارم. قال الدارقطني: لم يظهر له بعد اختلاطه شيء منكر مات في صفر سنة أربع وعشرين ومائتين، رحمه الله تعالى. أنبأنا ابن قدامة أنا عمر أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي أنا إسماعيل القاضي أنا عارم أنا سعيد بن زيد عن علي بن الحكم عن أبي نضرة عن أبي سعيد نهى أن يشرب الرجل وهو قائم وأن يلتقم فم السقاء فيشرب منه. 417- 105/ 7 د س ق- ابن الطباع محمد بن عيسى بن الطباع الحافظ الكبير أبو جعفر البغدادي: نزيل أذنة، عن مالك وجويرية بن أسماء وشريك وحماد بن زيد وعدة. وعنه أبو داود وأبو حاتم وعبد الكريم الديرعاقولي وخلق. قال أبو حاتم ثقة مأمون ما رأيت من المحدثين أحفظ للأبواب منه. وقال أبو داود ثقة "يتفقه" وكان يحفظ نحوا من أربعين ألف حديث. وقال النسائي ثقة. قلت توفي سنة أربع وعشرين ومائتين وهو في عشر الثمانين وله تصانيف ومعارف رحمه الله. وبإسنادي إلى أبي بكر الشافعي أنا محمد بن أحمد بن الوليد أنا محمد بن عيسى بن الطباع عن عائشة بنت يونس امرأة ليث بن أبي سليم عن ليث حدثني مجاهد أن الحور العين خلقن من زعفران. قال الأثرم قال أحمد بن حنبل: إن ابن الطباع لبيب كيس يعني محمد بن عيسى. وقال البخاري سمعت عليا: قال سمعت عبد الرحمن ويحيى يسألان ابن الطباع عن حديث هشيم وما أعلم أحدا أعلم به منه. وقال أبو حاتم سمعت محمد بن عيسى يقول اختلف ابن مهدي وأبو داود في حديث لهشيم هل سمعه أو دلسه فتراضيا بي فأخبرتهما قال الفسوي: أنا أبو النعمان وكان منقطع القرين. 418- 106/ 7 ع - أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني الحمصي الحافظ أحد الأئمة من

_ 417- تهذيب الكمال: 3/ 1256. تهذيب التهذيب: 9/ 392. تقريب التهذيب: 2/ 198. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 447. طبقات الحفاظ: 170. تراجم الأحبار: 4/ 99. معجم طبقات الحفاظ: 165. سير الأعلام: 10/ 386. الجرح والتعديل: 8/ 38. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 203. 418- تهذيب الكمال: 1/ 315. تهذيب التهذيب: 2/ 441. تقريب التهذيب: 1/ 193. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 247. الكاشف: 1/ 247. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 344. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 346. الجرح والتعديل: 3/ 586. ميزان الاعتدال: 1/ 581، 588. لسان الميزان: 7/ 202. الثقات: 8/ 194. شذرات الذهب: 2/ 50. الوافي بالوفيات: جـ 13 رقم 135 ص 114. مقدمة الفتح: 399. طبقات الحفاظ: 168. الطبقات الكبرى: 7/ 472. البداية والنهاية: 10/ 284. سير الأعلام: 10/ 319 والحاشية.

موالي بهراء. سمع حريز بن عثمان وصفوان بن عمرو وأرطأة بن المنذر وأبا بكر بن أبي مريم وعفير بن معدان وشعيب بن أبي حمزة وأمثالهم. وكان من نبلاء الثقات حدث عنه البخاري وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين والذهلي ومحمد بن عوف الطائي وأبو زرعة النصري وعلي بن محمد الحسكاني وخلق كثير. وحديثه في الكتب كلها استقدمه المأمون ليوليه قضاء حمص. وقال أبو حاتم: ثقة نبيل. وقال أبو زرعة: لم يسمع من شعيب إلا حديثا واحدا والباقي إجازة. وقال أحمد: كان يقول أنا شعيب استحل ذلك يقول شعيب لهم ارووا عني قلت ومع روايته لذلك عن شعيب بالإجازة فاحتج بها صاحبا الصحيحين لثقته وإتقانه. قال جماعة توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين1 وقال مولدي سنة ثمانين وثلاثين ومائة. فهؤلاء هم رءوس الحديث في الدولة المأمونية رحمة الله عليهم أجمعين. تم الجزء الأول، ويليه الجزء الثاني وأوله: الطبقة الثامنة

فهرس المحتويات

فهرس المحتويات: مقدمة 3 خطبة الكتاب 7 الطبقة الأولى 9 الطبقة الثانية 39 الطبقة الثالثة 57 الطبقة الرابعة 82 الطبقة الخامسة 121 الطبقة السادسة 180 الطبقة السابعة 241

المجلد الثاني

المجلد الثاني الطبقة الثامنة ... بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الثامنة من الكتاب: من أكابر الحفاظ وعدتهم مائة وعشرون نفسا1 419- 1/ 8 خ د ت س- الحميدي الإمام العلم أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي الأسدي الحميدي الحافظ الفقيه: أخذ عن ابن عيينة ومسلم بن خالد وفضيل بن عياض والدراوردي وهو معدود في كبار أصحاب الشافعي وكان قد تهيأ للجلوس في حلقة الشافعي بعده فتعصب عليه ابن عبد الحكم. حدث عنه البخاري والذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم وبشر بن موسى وخلق. أخبرنا محفوظ بن معتوق البزاز في سنة ثلاث وتسعين وست ومائة أنا عبد اللطيف بن محمد أنا أحمد بن عبد الغني أنا محمد بن أحمد المقري أنا عبد الغفار بن محمد أنا أبو علي ابن الصواف نا بشر بن موسى نا الحميدي ثنا سفيان نا أبو حازم سمع سهل بن سعد يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، فأشار سفيان بالسبابة والوسطى. قال أحمد بن حنبل: الحميدي عندنا إمام. وقال أبو حاتم: أثبت الناس في سفيان بن عيينة الحميدي. وقال الفسوي: ما لقيت أحدا أنصح للإسلام وأهله من الحميدي. توفي الحميدي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين2 وقد كان من كبار أئمة الدين. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا ابن قدامة أنا سعد الله بن نصر أنا أبو منصور الخياط أنا عبد الغفار بن محمد أنا أبو علي بن الصواف أنا بشر بن موسى نا الحميدي قال: أصول السنة فذكر أشياء منها قال: وما نطق به القرآن والحديث مثل {وَقَالَتِ الْيَهُودُ

_ 1 المترجمون في هذه الطبقة مائة وثلاثون، فكأن المؤلف يرى أن عشرة منهم ليسوا هناك ويمكن تعيينهم ظنا فتدبر. 419 تهذيب الكمال: 2/ 682. تهذيب التهذيب: 5/ 215 "372". تقريب التهذيب: 1/ 415 "305". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 56. الكاشف: 2/ 86. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 96. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 339. الجرح والتعديل: 5/ 264. الوافي بالوفيات: 7/ 179 والحاشية. ديوان الإسلام: ت 794. سير الأعلام: 10/ 616 والحاشية. الثقات: 8/ 341. 2 وقيل 220أو 119.

يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64] {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه} [الزمر: 87] وما أشبه هذا لا نزيد فيه ولا نفسره ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي. 420- 2/ 8- السوريني الحافظ البارع مفيد نيسابور أبو إسحاق إبراهيم بن نصر المطوعي: رحل وتعب وصنف المسند. سمع ابن المبارك وجرير بن عبد الحميد وأبا بكر بن عياش وطبقتهم. مات في الكهولة فلم ينتشر حديثه. حدث عنه أبو زرعة وأبو حاتم وأحمد بن يوسف السلمي، وكان أبو زرعة يقدمه في حفظ المسند ويثني عليه. استشهد في سبيل الله في وقعة بابك الخرمي التي بالدينور في سنة عشر ومائتين، وقيل قتل سنة ثلاث عشرة ومائتين رحمه الله، ذكره الحاكم. 421- 3/ 8خ م س ت- يحيى بن يحيى الإمام الحافظ شيخ خراسان أبو زكريا التميمي المنقري النيسابوري: قال الحاكم: هو إمام عصره بلا مدافعة، ولد سنة اثنتين وأربعين ومائة. سمع من كثير بن سليم الأبلي ومالك والليث وزهير بن معاوية وسليمان بن بلال وخارجة بن مصعب وطبقتهم. وعنه إسحاق والذهلي ومحمد بن أسلم والبخاري ومسلم وداود بن الحسين البيهقي وإبراهيم بن علي الذهلي وخلائق. أخبرنا محمد بن عبد السلام العصروني وزينب بنت كندي عن زينب الشعرية أنا إسماعيل بن أبي القاسم أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا بشر بن أحمد سنة تسع وستين وثلثمائة أنا داود بن الحسين نا يحيى بن يحيى نا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن حزم أن عباد بن تميم أخبره أن عبد الله بن زيد المازني أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه، أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى. قال ابن راهويه: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أظنه رأى مثل نفسه. وقال أبو داود الخفاف: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه: يقول: مات يحيى يوم مات وهو إمام لأهل الدنيا. وقال يحيى بن الذهلي: ما رأيت

_ 420- تعجيل المنفعة: 21. تاريخ بغداد: 6/ 191. 421- تهذيب الكمال: 3/ 1524. تهذيب التهذيب: 11/ 296 "578". تقريب التهذيب: 2/ 360. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 163. الكاشف: 3/ 271. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 310. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 354. الجرح والتعديل: 9/ 823. سير الأعلام: 10/ 512.والحاشية: الأنساب: 12/ 460. العبر: 10/ 274، 285، 350. نسيم الرياض: 2/ 12. رجال الصحيحين: 2196. المعين: 1033. ديوان الإسلام: ت: 1200.

أحدا أجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى. عن ابن راهويه قال: ظهر ليحيى بن يحيى نيف وعشرون ألف حديث. وقال الذهلي: لو أشاء لقلت: هو رأس المحدثين في الصدق. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يثني على يحيى بن يحيى ويقول: ما أخرجت خراسان مثله، كنا نسميه يحيى الشكاك، من كثرة ما كان يشك في الحديث يعني أنه كان كلما توقف في كلمة أبطل سماعه لذلك الحديث ولم يروه ومناقبه جمة. مات في صفر سنة ست وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى وكان أسن من الشافعي بثمانية أعوام. 422- 4/ 8ع- سعيد بن منصور بن شعبة الحافظ الإمام الحجة أبو عثمان المروزي، ويقال الطالقاني ثم البلخي المجاور صاحب السنن: سمع مالكا وفليح بن سليمان والليث بن سعد وعبيد الله بن إياد وأبا معشر وأبا عوانة وطبقتهم. وعنه أحمد وأبو بكر الأثرم ومسلم وأبو داود وبشر بن موسى وأبو شعيب الحراني ومحمدبن علي الصائغ وخلق. قال سلمة بن شعيب: ذكرت سعيد بن منصور لأحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخم أمره. وقال أبو حاتم: ثقة من المتقنين الإثبات ممن جمع وصنف. وقال حرب الكرماني: أملى علينا نحوا من عشرة آلاف حديث من حفظه. مات سعيد بمكة في رمضان في سنة سبع وعشرين ومائتين1 رحمه الله تعالى. قلت: وهو في عشر التسعين. ومن الغيلانيات ثنا بشر بن موسى ثنا سعيد بن منصور نا سفيان عن ابن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآليه وسلم فإذا هو يأكل طعما فيه دباء فقلت: ما هذا يا رسول الله قال: "نكثر به طعامنا". 423- 5/ 8- أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام المجتهد البحر القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الفقيه صاحب المصنفات: سمع إسماعيل بن جعفر وشريكا القاضي وهشيما وابن

_ 422- تهذيب الكمال: 1/ 505. تهذيب التهذيب: 4/ 89. تقريب التهذيب: 1/ 306. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 390. الكاشف: 1/ 373. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 561. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 358. الجرح والتعديل: 4/ 284. ميزان الاعتدال: 2/ 159. لسان الميزان: 7/ 232. الوافي بالوفيات: 15/ 263. طبقات ابن سعد: 5/ 367. سير الأعلام: 10/ 586 والحاشية. ديوان الإسلام: 1102. الثقات: 8/ 268. 1 وقيل 226، 228، 229. 423- تهذيب الكمال: 2/ 1109. تهذيب التهذيب: 8/ 315 "572". تقريب التهذيب: 2/ 117. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 343. الكاشف: 2/ 390. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 172. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 350. الجرح والتعديل: 7/ 637. ميزان الاعتدال: 3/ 371. لسان الميزان: 7/ 338. تاريخ أسماء الثقات: 1154. تراجم الأحبار: 3/ 287، 283. نسيم الرياض: 2/ 488. البداية والنهاية: 10/ 291. الثقات: 9/ 8. سير الأعلام: 10/ 490 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 1455.

عيينة وعباد بن العوام وطبقتهم من بعدهم إلى أن روى عن هشام بن عمار ونحوه. حدث عنه الدارمي وأبو بكر بن أبي الدنيا وعلي بن عبد العزيز والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن يحيى المروزي وآخرون، مولده بهراة وكان أبوه روميا. قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الله يحب الحق، أبو عبيد أعلم مني وأفقه وقال أيضا: نحن نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا. وقال أحمد بن حنبل: أبو عبيد أستاذ، وهو يزداد كل يوم خيرا، وسئل يحيى بن معين عنه فقال: أبو عبيد يسأل عن الناس. وقال أبو داود: ثقة مأمون. قلت: من نظر في كتب أبي عبيد علم مكانه من الحفظ والعلم، وكان حافظا للحديث وعلله ومعرفته متوسطة، عارفا بالفقه والاختلاف، رأسا في اللغة، إماما في القراءات، له فيها مصنف، ولي قضاء الثغور مدة. مات بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين1، رحمه الله تعالى وقع لي من تصانيفه كتاب الأموال وكتاب الناسخ والمنسوخ. 424- 6/ 8د ت ق- نعيم بن حماد الإمام الشهير أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور نزيل مصر: سمع إبراهيم بن طهمان ورأى الحسين بن واقد وكأنه ما سمع منه وسمع أيضا من أبي حمزة السكري وعيسى بن عبيد الكندي وخارجة بن مصعب وابن المبارك وهشيم وخلق كثير. فهو شيخ قديم ينبغي تحويله إلى طبقة التبوذكي. وروى عنه البخاري مقرونا بآخر والدارمي وأبو حاتم وبكر بن سهل الدمياطي وخلق خاتمتهم حمزة محمد الكاتب. قرأت على محمد بن قايماز وعلي بن محمد وسليمان بن قدامة والحسين بن علي أخبركم عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد أنا عبد الجبار بن محمد أنا محمد بن أحمد بن محبوب نا أبو عيسى نا أبو إسحاق الجوزجاني نا نعيم بن حماد عن ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنتم اليوم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك، وسيأتي

_ 1 وقيل 223، 222، 214، 228. 424- تهذيب الكمال: 3/ 1419. تهذيب التهذيب: 10/ 458 "831". تقريب التهذيب: 2/ 305. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 97. الكاشف: 3/ 207. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 100. الجرح والتعديل: 8/ 2125. ميزان الاعتدال: 4/ 267. لسان الميزان: 7/ 412. مجمع: 8/ 15، 9/ 347. المغني: 6658. تبصير المنتبه: 3/ 844. المشتبه: ص410 ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 164. تاريخ بغداد: 13/ 306. مقدمة الفتح: 447. ترغيب: 4/ 579. الثقات: 9/ 219. البداية والنهاية: 10/ 302. تاريخ الثقات: 451. سير الأعلام: 10/ 595 والحاشية. معرفة الثقات: 1858

على الناس أو على أمتي زمان - شك نعيم- من عمل منهم بعشر ما أمر به فقد نجا". هذا حديث منكر لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا شاهد، ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم وهو مع إمامته منكر الحديث. أنبانا عبد الرحمن بن محمد بن طبرزذ أنا القاضي أبو بكر أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن لؤلؤ أنا حمزة بن محمد نا نعيم بن حماد أنا أبو حمزة السكري عن عبد الكريم أبي أمية عمن حدثه: قال: سألت أبا هريرة قلت: إني ربما شككت في الحدث وأنا في صلاتي؟ فقال: يا ابن أخي لا تقطع صلاتك حتى تجد ريح فسوة أو تسمع صوت ضرطة. قرئ2 على القاضي سليمان بن قدامة أخبركم محمد بن عبد الواحد الحافظ أنا محمد بن أحمد أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم أنا محمد بن ريذة أنا سليمان بن أحمد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا محمد بن الصباح الدولابي ثنا إسماعيل بن زكريا عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى أن رجلا مدح رجلا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "لا تُسمعه فتلكهه، لو سمعك لم يفلح" غريب فرد أخرجه أحمد في المسند وابنه والبخاري ومسلم بنحوه عن الدولابي. وكان شديد الرد على الجهمية وكان يقول: كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث علمت آن مآلهم إلى التعطيل. قال الخطيب: يقال: إنه أول من جمع المسند. وقال ابن معين: كان نعيم صديقي، وهو صدوق، كتب بالبصرة عن روح خمسين ألف حديث. وقال أحمد بن حنبل والعجلي: ثقة. وقال أبو زرعة الدمشقي: وصل أحاديث يوقفها الناس. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو سعيد بن يونس: روى أحاديث مناكير عن الثقات. قلت: حمل من مصر مع الفقيه أبي يعقوب البويطي إلى بغداد في محنة القرآن مقيدين فحبسا بسامرا حتى مات نعيم في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. وقيل سنة تسع، والأول أصح، وكان من أوعية العلم ولا يحتج به. 425- 7/ 9خ م ف- يحيى بن بكير هو محدث مصر الإمام الحافظ الثقة أبو زكريا

_ 1 رواه الترمذي في كتاب الفتن باب 79. 2 من هنا إلى قوله "الدولابي" ليس هذا موضعه وإنما يتعلق بترجمة الدولابي الآتية رقم 448. 425- تهذيب الكمال: 3/ 1506. تهذيب التهذيب: 11/ 237. تقريب التهذيب: 2/ 344، 351. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 152. الكاشف: 3/ 260. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 285. الجرح والتعديل: 9/ 682. ميزان الاعتدال: 4/ 391. لسان الميزان: 7/ 434. الثقات: 9/ 262. سير الأعلام النبلاء: 10/ 612. العبر: 1/ 410.

يحيى بن عبد الله بن بكير المصري مولى بني مخروم: صاحب مالك والليث أكثر عنهما. روى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وخلق كثير. وروى مسلم عن رجل عنه، وكان من أوعية العلم مع الصدق والأمانة. قال أبو حاتم: كان يفهم هذا الشأن، يكتب حديثه ولا يحتج به. قلت: قد علم تعنت أبي حاتم في الرجال، وإلا فالشيخان قد احتجا به، نعم وقال النسائي: ضعيف. واسرف بحيث أنه قال في وقت آخر: ليس بثقة وأين مثل ابن بكير في إمامته وبصره بالفتوى وغزارة علمه، وعلى هذا فقد روى البخاري عن رجل عنه أيضا، ويروى عن حماد بن زيد لقيه بالموسم. قال بقي بن مخلد: سمع يحيى بن بكير الموطأ من مالك سبع عشرة مرة. توفي يحيى في صفر سنة إحدى وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. سمعنا الموطأ بإسناد شامي عال من طريقه. ووقع لي من حديثه حديث بعلو أودعته تاريخي وهو في جزء ابن نجيد. 426- 8/ 8 د ت س- مسدد بن مسرهد الحافظ الحجة أبو الحسن الأسدي البصري: سمع جويرية بن أسماء وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وطبقتهم. روى عنه أبو زرعة والبخاري وأبو داود وإسماعيل القاضي وأبو خليفة الجمحي. وخلق. قال يحيى القطان: لو أتيت مسددا لأحدثه لكان أهلا. وقال ابن معين: هو ثقة ثقة. وقال أبو حاتم: أحاديثه عن القطان عن عبيد الله بن عمر كالدنانير، كأنك تسمعها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: لمسدد مسند سمعت بعضه. وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى وقد شاخ. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد أنا عبد الله بن أحمد الفقيه أنا علي بن المبارك أنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم أنا أحمد بن المظفر العطار نا عب الله بن محمد بن عثمان الحافظ نا أبو خليفة نا مسدد عن يزيد بن زريع نا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المزابنة، والمزابنة بيع ما في رءوس النخل بتمر مكيل مسمى إن زاد فلي وإن نقص فعلي، ويقع لي حديث مسدد عاليا بإجازة، وقد وضع في نسبه بعض الكذابين عدة آباء.

_ 426- تهذيب الكمال: 3/ 1320. تهذيب التهذيب: 10/ 107. "202". تقريب التهذيب: 2/ 242. الكاشف: 3/ 136. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 72. الجرح والتعديل: 8/ 1998. الثقات: 9/ 200. تراجم الأحبار: 3/ 328. طبقات الحفاظ: 181. سير الأعلام: 10/ 591. معرفة الثقات: 1708. معجم طبقات الحفاظ: 172. ديوان الإسلام: ت: 1808. ويقال اسمه: عبد الملك بن عبد العزيز ومسدد لقبه. الطبقة: العاشرة.

أنبانا أحمد بن سلامة عن عبد الغني الحافظ أنا السلفي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر السلماسي أنا الوليد بن بكر الأندلسي نا منصور بن عبد الله الخالدي - قلت وهو تالف- قال نا إبراهيم بن أحمد بن مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن ارندل بن سرندل بن عرندل بن ماسك بن مستورد الأسدي حدثني أبي حدثني أبي مسدد أنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل الهدية ويكافئ عليها. فأما البخاري فما زاد بعد مسربل على ابن مرعبل وذلك في تاريخه، وكذلك مسلم في الكنى لكنه قال: مغربل بن مرعبل، وكذا نسبه الكلاباذي وزاد بعد مغربل: ابن رامك بن ماهك. وقيل إن بعض الطلبة رأى ما ساقه الخالدي فقال: لو كتب أمامها بسم الله الرحمن الرحيم لكانت رقية للعقرب. 427- 9/ 8خ- محمد بن سلام الحافظ الثقة محدث بخارى أبو عبد الله البيكنيد: رحال جوال أخذ عن إسماعيل بن جعفر وأبي الأحوص وهشيم وأبي إسحاق الفزاري وطبقتهم. وعنه البخاري وتخرج به الدارمي وعبيد الله بن واصل وخلق من أهل ما وراء النهر قال محدث قال لي يحيى بن يحيى: بخراسان كنزان كنز عن إسحاق وكنز عند محمد بن سلام البيكندي. وقال سهل بن المتوكل عنه: أنفقت في طلب العلم ونشره ثماني ألفا. قال عبيد الله بن شريح: سمعت محمد بن سلام يقول: أحفظ نحوا من خمسة آلاف حديث. وذكر غنجار في تاريخه أن ابن سلام كان له مصنفات في كل باب من العلم. وقل سهل بن المتوكل: سمعته: يقول: أنا محمد بن سلم بالتخيف. مات في صفر خمس وعشرين ومائتين، وله وستون سنة رحمه الله. يقع لي حديثه في صحيح البخاري وكتاب الدارمي. 428- 10/ 8 - يحيى بن عبد الصمد الحافظ الكبير أبو زكريا بن الثقة أبي يحيى

_ 427- تهذيب الكمال: 3/ 1208. تهذيب التهذيب: 9/ 212. تقريب التهذيب: 2/ 168. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 412. الكاشف: 3/ 51. المعين: 985. طبقات الحفاظ: 182. الأنساب: 1/ 404. ثقات: 9/ 75. العبر: 2/ 395. الوافي بالوفيات: 3/ 115. سير الأعلام: 10/ 628. والحاشية. 428- تهذيب الكمال: 3/ 1507. تهذيب التهذيب: 11/ 243 "3498". تقريب التهذيب: 2/ 352. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 154. الذيل على الكاشف: رقم: 1674. تعجيل المنفعة: 1168. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 290، 291، 9/ 75. تاريه البخاري الصغير: 2/ 357. الجرح والتعديل: 9/ 695. ميزان الاعتدال: 3/ 295، 296. لسان الميزان: 7/ 434. البداية والنهاية: 10/ 272. تاريخ بغداد: 14/ 167. ترغيب: 4/ 580. الضعفاء الكبير: 4/ 412.المعين: 1030. المغني: 7006.الكامل: 7/ 2693. طبقات الحفاظ: 182. تراجم الأحبار: 1/ 268، 4/ 221، 295. سير الأعلام: 1/ 526 والحاشية. مجمع: 1/ 99، 296، 2/ 197، 230، 3/ 43، 4/ 176.

الحماني الكوفي صاحب المسند: سمع من عبد الرحمن بن الغسيل وقيس بن الربيع وسليمان بن بلال وأبي عوانة وطبقتهم. عنه أبو حاتم وابن أبي الدنيا ومطين والبغوي وخلق. كان من أعيان الحفاظ وليس بمتقن. قرأت على أحمد بن إسحاق أخبركم الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن الحسين أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي نا البغوي نا يحيى بن عبد الصمد نا شريك ثنا منصور نا ربعي بن حراش نا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أما إني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تكذبوا علي فمن كذب علي متعمدا فليلج النار" 1. قال أبو حاتم: سألت ابن معين عن يحيى الحماني فقال: ما له؟، وأجمل القول فيه، وقال: كان يسرد مسنده أربعة ألاف سردا، وحديث شريك ثلاثة آلاف. وقال ابن عدي: هو أول من صنف المسند بالكوفة، ومسدد أول من صنف المسند بالبصرة، وقد تكلم في الحماني أحمد وعلي وغيرهما ووثقه يحيى. مات في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. وقال مطين: سألت ابن نمير عن يحيى الحماني فقال: هو أكبر من هؤلاء كلهم فاكتب عنه، عمل القراءات: له ترجمة في بضع عشرة ورقة. 429- 11/ 8 م د س ق- يزيد بن عبد ربه الجرجسي الحمصي الزبيدي الحافظ: محدث حمص ومفيدها ومؤذنها كان منزله عند كنيسة جرجس فنسب إليها؛ سمع بقية والوليد بن مسلم وطبقتهما. وعنه أحمد بن حنبل ومحمد بن عوف وأبو داود وطائفة، وروى مسلم عن رجل عنه. أثنى عليه أحمد وقال: ما كان أثبته. توفي يزيد في سنة أربع وعشرين ومائتين، وله ست وخمسون سنة. يقع لي حديثه بنزول. أخبرنا محمد بن سليمان والحسن بن علي وسليمان بن قدامة وفاطمة بنت سليمان قالوا أنبأنا كريمة بنت عبد الوهاب وأنا الحسن أن مكرم قالا أنا عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا أحمد بن الفرات أنا ابن أبي نصر أنا أبو علي الحضائري. نا أبو أمية الطرسوسي نا يزيد بن عبد ربه نا بقية عن خالد بن يزيد عن عطاء بن السائب سمعت محارب بن دثار سمعت ابن عرم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "توضئوا من لحوم الإبل،

_ 1 رواه البخاري في العلم باب 38. ومسلم في الزهد حديث 72. وأبو داود في العلم باب 4. والترمذي في الفتن باب 70. 429- تهذيب الكمال: 3/ 1537. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 173. تهذيب التهذيب: 11/ 344 "659", تقريب التهذيب: 2/ 367. الكاشف: 3/ 282. الجر والتعديل: 9/ 1175. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 349. تاريخ الثقات: 479. الثقات: 9/ 274. تراجم الأحبار: 4/ 298. الأنساب: 3/ 242. البداية والنهاية: 10/ 292. سير الأعلام والحاشية: 3/ 667. معرفة الثقات: 2021، 2023.

ولا توضئوا من لحوم الغنم وتوضئوا من ألبان الإبل ولا توضئوا من ألبان الغنم، وصلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في معاطن الإبل". أخرجه ابن ماجه1 عن شيخ له عن ابن عبد ربه. 430- 12/ 8- أبو زرعة الجرجاني أحمد بن حميد الحافظ الصيدلاني: ذكره حمزة السهمي في تاريخه فقال: حافظ عارف بالعلل، مات بمكة سمع يحيى بن سعيد القطان وطبقته. روى عنه موسى بن هارون الحمال سمعت الإسماعيل سمعت أبا عمران بن هانئ يقول: كان أبو زرعة الجرجاني احفظ من أبي زرعة الرازي. 431- 13/ 8 د- محمد بن سعد الحافظ العلامة البصري: مولى بني هاشم مصنف الطبقات الكبير والصغير ومصنف التاريخ ويعرف بكاتب الواقدي: سمع هشيما وسفيان بن عيينة وابن علية والوليد بن مسلم وطبقتهم فأكثر وعن محمد بن عمر الواقدي وينزل في الرواية إلى يحيى بن معين وأقرانه. حدث عن ابن أبي الدنيا وأحمد بن يحيى البلاذري والحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وآخرون. قال ابن فهم: كان كثير العلم كثير الكتب كتب الحديث والفقه والغريب. قال: وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين وعن اثنتين وستين سنة، وقد أنبأنا بكتابه الطبقات الكبرى شيخنا الحافظ شرف الدين الدمياطي بسماعه من ابن خليل بإسناده. قال إبراهيم الحربي: كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جكعة بحنبل إلى ابن سعد يأخذ منه جزئين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما. ثم قال إبراهيم ولو ذهب ليسمعها كان خيرا له. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن محمد بن سعد فقال: يصدق رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه. 432- 14/ 8 خ د ت ق - حيوة بن شريح بن يزيد الإمام الحافظ الثقة أبو العباس بن أبي

_ 1 في كتاب الطهارة باب 67. 431- تهذيب الكمال: 3/ 1201. تهذيب التهذيب: 9/ 182. تقريب التهذيب: 2/ 163. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 406. الكاشف: 3/ 46. الجرح والتعديل: 7/ 1433. ميزان الاعتدال: 3/ 560. لسان الميزان: 7/ 359. تاريخ بغداد: 5/ 321. طبقات الحفاظ: 183. نسيم الرياض: 1/ 353. الأنساب: 11/ 6. سير الأعلام: 4/ 348.والحاشية. الوافي بالوفيات: 3/ 88. معجم الثقات: 108، 337. المعين رقم: 982. التقييد: 1/ 532. 432- تهذيب الكمال: 1/ 347. تهذيب التهذيب: 3/ 70. تقريب التهذيب: 1/ 208. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 266ز الكاشف: 1/ 263. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 121. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 229. الجرح والتعديل: 3/ 1366، 1367. سير الأعلام: 10/ 668. رجال الصحيحين: 428. نسيم الرياض: 2/ 366. الثقت: 8/ 217.

حيوة الحضرمي الحمصي: عن أبيه وإسماعيل بن عياش وبقية وابن حرب وطائفة. وعنه أحمد والكوسج وعبد الله الدارمي والذهلي وابن وارة وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم والديرعاقولي وخلق. وثقه ابن معين وغيره مات سنة أربع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. 433- 15/ 8- محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن حرب الحافظ الإمام أبو عبد الله البلخي اللؤلؤي: حدث عن مالك وخارجة بن مصعب يحيى بن يمان وطائفة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا والحسين بن أبي الأحوص وآخرون. قال أحمد بن سيار المروزي: كان آية من الآيات في الحفظ، وكان لا يكلم أحدا إلا علاه في كل فن. وزعموا أنه ذاكر سليمان الشاذكوني فانتصف منه. وقد أشار الخطيب إلى تضعيفه. يقع لنا من روايته في تواليف ابن أبي الدنيا1. 434- 16/ 8 ع- عمرو بن عون الحافظ الثبت أبو عثمان السلمي الواسطي البزاز: عن حماد بن سلمة وشريك وابن الماجشون وهشيم. وعنه البخاري وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وعلي بن عبد العزيز وخلق. وثقه جماعة وقال فيه يزيد بن هارون: هو ممن يزداد كل يوم خيرا. وقال أبو زرعة: قل من رأيت أثبت منه. وقال أبوحاتم: ثقة حجة. قال حاتم بن الليث: مات سنة خمس وعشرين ومائتين رحمه الله يقع حديثه من صحيح البخاري. أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم أنا أبو إسحاق الكاشغري أنا أحمد بن محمد الكاغدي أنا أحمد بن علي الصوفي أنا الحسن بن أحمد البزاز أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب الحافظ نا عمرو بن عون بن أوس نا يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن ابن سمعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

_ 433- تهذيب الكمال: 3/ 1167، 1292. تهذيب التهذيب: 9/ 533. تقريب التهذيب: 2/ 221. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 379، 471. الكاشف: 3/ 19. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 267. الجرح والتعديل: 8/ 547. ميزان الاعتدال: 4/ 70. لسان الميزان: 7/ 380. المغني: 6099. الثقات: 9/ 98. معجم طبقات الحفاظ: ص 171. سبق ذكره في: محمد بن إسحاق بن منصور. 1 مات عام 244. 434- تهذيب الكمال: 2/ 1045. تهذيب التهذيب: 8/ 86 "129". تقريب التهذيب: 2/ 76. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 292. الكاشف: 2/ 338. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 361. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 352. الجرح والتعديل: 6/ 1393. تراجم الأحبار: 2/ 559، 578. تاريخ الثقات: 368. ثقات: 8/ 485. سير الأعلام: 10/ 450 والحاشية.

قال: "ما أكثر أحد من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قل". أخرجه ابن ماجه1 عن عباس بن جعفر عن عمرو فوقع بدلا عاليا. 435- 17/ 8 خ م س- سعيد بن عفير عالم الديار المصرية الإمام أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم الأنصاري مولاهم المصري: سمع يحيى بن أيوب ومالكا والليث وسليمان بن بلال وطبقتهم. وعنه البخاري وروح بن الفرج وأحمد بن حماد زغبة وأحمد بن محمد الرشديني ويحيى بن عثمان وخلق كثير. وثقه ابن عدي وغيره وتحامل عليه الجوزجاني. وقال أبو حاتم: كان يقرأ في كتب الناس وهو صدوق. وقال ابن يونس: كان من أعلم الناس بالأنساب والأخبار الماضية وأيام العرب والتواريخ، كان في ذلك كله عجبا، وكان أديبا فصيحا حاضر الحجة لا تمل مجالسته ولا ينزف علمه، وكان مليح النظم - إلى أن قال: مولده في سنة ست وأربعين ومائة وتوفي في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا يوسف بن الوبار أنا ابن الزبيدي أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا ابن مطر نا البخاري نا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن سالم أن ابن عمر قال صلى بنا رسول الله عليه وآله وسلم العشاء في آخر حياته فما سلم قال: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحدا" 2. 436- 18/ 8 خ د ت س - علي بن المديني حافظ العصر وقدوة أرباب هذا الشأن أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم المديني ثم البصري صاحب التصانيف: ولد سنة إحدى وستين ومائة. سمع أباه وحماد بن زيد وهشيما وابن عيينة وطبقتهم. وعنه الذهلي والبخاري وأبو داود وإسماعيل القاضي وأبو يعلى والبغوي وأمم. قال أبو حاتم: كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل، وما سمعت

_ 1 في كتاب التجارات باب 58. 435- تهذيب الكمال: 1/ 501. تهذيب التهذيب: 4/ 74. تقريب التهذيب: 1/ 304. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 388. الكاشف: 1/ 371. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 509. الجرح والتعديل: 4/ 348. ميزان الاعتدال: 2/ 155. لسان الميزان: 7/ 231. مقدمة الفتح: 406. سير الأعلام: 10/ 583 والحاشية. ديوان الإسلام: 1101. الثقات: 8/ 266. 2 روا هـ البخاري في العلم باب 41. وأحمد في مسنده "2/ 121، 131". 436- تهذيب الكمال: 2/ 978. هذيب التهذيب: 7/ 349 "575". تقريب التهذيب: 2/ 46، 40. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 251. الكاشف: 2/ 288. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 284. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 363. الجرح والتعديل: 6/ 1064. ميزان الاعتدال: 3/ 138. تاريخ بغداد: 11/ 458. تذكرة: 2/ 428. شذرات: 2/ 81. الثقات: 8/ 469. سير الأعلام: 11/ 41 والحاشية. ديوان الإسلام: 2005.

أحمد بن حنبل سماه قط إنما كان يكنيه تبجيلا له. وعن ابن عيينة قال: يلوموني على حب علي ابن المديني، والله لما أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني. وقال أحمد بن سنان: كان ابن عيينة يسمي عليا حية الوادي. قال روح بن عبد المؤمن: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخاصة بحديث سفيان بن عيينة. وقال القواريري: سمعت يحيى القطان يقول: أنا أتعلم من علي أكثر مما يتعلم مني. قال النسائي: كأن علي بن المديني خلق لهذا الشأن. وقال إبراهيم بن معقل سمعت البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني. وقال أبو داود: ابن المديني أعلم من أحمد باختلاف الحديث. قلت: مناقب هذا الإمام جمة لولا ما كدرها بتعلقه بشيء من مسئلة القرآن وتردده إلى أحمد بن أبي داود إلا أنه تنصل وندم وكفر من يقول بخلق القرآن فالله يرحمه ويغفر له. مات بسامرا في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين. قال العلامة محيي الدين النووي: لابن المديني نحو من مائتي مصنف. وقع لي حديثه عاليا وفي الطريق إجازة واحدة. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو أحمد الحافظ أنا أبو القاسم البغوي نا علي بن المديني نا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أنس قال كانت أمه أم سليم امرأة أبي طلحة قالت صنعت خزيرا فقال أبو طلحة اذهب يا بني فادع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال فجئته وهو بين ظهراني الناس فقلت أبي يدعوك فقام فقال للناس انطلقوا فلما رأيته قام بالناس تقدمت فجئت فقلت يا أبت قد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالناس. فقام على الباب فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالناس فقال له أبو طلحة يا رسول الله إنما كان شيء يسير، فقال: "هلمه فإن الله سيجعل فيه البركة"، فجاء به فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده فيه ودعا فيه ثم قال: "ادخلوا عشرة عشرة"، قال فجاء منهم ثمانون رجلا فتملاؤه. رواه مسلم عن عبد بن حميد عن القعنبي عن الدراوردي عبد العزيز ومارواه أحد غيره. 437- 19/ 8 ع- يحيى بن معين الإمام الفرد سيد الحفاظ أبو زكريا المريي مولاهمد

_ 437- تهذيب الكمال: 3/ 1519. تهذيب التهذيب: 11/ 280 "561". تقريب التهذيب: 2/ 358. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 161. الكاشف: 3/ 268. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 307. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 362. الجرح والتعديل: 9/ 800. ميزان الاعتدال: 350، 4/ 410. لسان الميزان: 7/ 437. معجم المؤلفين: 13/ 232 والحاشية. المعين: 1031. تذكرة الحفاظ: 2/ 16. تاريخ الثقات: 475. الأنساب: 12/ 216. الثقات: 9/ 262. البداية والنهاية: 10/ 312. سير الأعلام: 11/ 71 والحاشية. تاريخ بغداد: 14/ 177. معرفة الثقات: 1997. ديوان الإسلام: ت: 2004.

البغدادي: مولده في سنة ثمان وخمسين ومائة وكان أبوه من نبلاء الكتاب فخلف له ألف درهم فيما قيل. سمع هشيما وابن المبارك وإسماعيل بن مجالد ويحيى بن أبي زائدة ومعتمر بن سليمان وهذه الطبقة. وعنه أحمد وهناد والبخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وأبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي وخلائق. أخبرني أحمد بن إسحاق أنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله قالا أنا محمد بن عمر القاضي "ح" وأخبرنا أحمد بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد أنا يوسف بن أيوب الزاهد قالا أنا أحمد بن محمد البزار أنا علي بن عمر الحربي نا أحمد بن الحسن الصوفي نا يحيى بن معين أنا ابن عيينة عن حميد الأعرج عن سليمان بن عتيق عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بوضع الجوائح ونهى عن بيع السنين، أخرجه أبو داود عن ابن معين: قال النسائي: أبو زكريا الثقة المأمون أحد الأئمة في الحديث. قال ابن المديني: لا نعلم أحدا من لدن آدم عليه السلام كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: لو لم نكتب الحديث خمسين مرة ما عرفناه. وعن يحيى بن معين قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث. وقال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين. وقال يحيى القطان: ما قدم علينا مثل هذين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال أحمد بن حنبل: يحيى بن معين أعلمنا بالرجال. قلت: يحيى أشهر من أن نطول الشرح بمناقبه. قال حبيش بن مبشر أحد الثقات: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك فقال: أعطاني وحباني وزوجني ثلاث مائة حوراء ومهد لي بين البابين توفي في ذي القعدة غريبا بمدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة ثلاث وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. 438- 20/ 8ع- أحمد بن حنبل شيخ الإسلام وسيد المسلمين في عصره الحافظ الحجة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي: ولد سنة أربع وستين ومائة. سمع هشيما وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وعباد بن عباد ويحيى بن أبي زائدة وطبقتهم. وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة ومطين وعبد الله بن أحمد وأبو القاسم البغوي وخلق عظيم، وكان أبوه جنديا من أبناء الدعوة ومات شابا. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف

_ 438- تهذيب الكمال: 1/ 35. تهذيب التهذيب: 1/ 72. تقريب التهذيب: 1/ 14. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 29. الكاشف: 1/ 68. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 5. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 375. الجرح والتعديل: 2/ 68. سير الأعلام: 11/ 177. تاريخ بغداد: 4/ 412. والتعديل والتخريج: رقم 10. طبقات الحفاظ: 186. وفيات الأعيان: 1/ 47، 63، 64، 65.

ألف حديث، ذاكرته الأبواب: وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: حفظت كل شيء سمعته من هشيم في حياته. وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين. أخبرنا يوسف بن أحمد وعبد الحافظ بن بدران قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله البغوي نا أحمد بن حنبل وعبيد الله القواريري قالا: ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا بني الله إني شيخ كبير يشق علي القيام فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر، فقال: "عليك بالسابعة"، لفظ أحمد تفرد به معاذ. قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه من أحمد بن حنبل. وقال علي بن المديني: إن الله أيد هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة وبأحمد بن حنبل يوم المحنة. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة، أفقهم أحمد. وقال ابن معين من طريق عباس عنه: أرادوا أن أكون مثل أحمد والله لا أكون مثله أبدا. قال أبو همام السكوني: ما رأى أحمد بن حنبل مثل نفسه. وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور يقول: أحمد أعلم -أو قال: أفقه- من الثوري. قلت: سيرة أبي عبد الله قد أفردها البيهقي في مجلد، وأفردها ابن الجوزي في مجلد، وأفردها شيخ الإسلام الأنصاري في مجلد لطيف. توفي إلى رضوان الله تعالى في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين. وله سبع وسبعون سنة. عندي من عواليه حديثان وحكاية فأما بالإجازة فالمسند كله. 439- 21/ 8 خ م س ق - أبو بكر بن أبي شيبة الحافظ عديم النظير الثبت النحرير عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي مولاهم الكوفي صاحب المسند والمصنف وغير ذلك: سمع من شريك القاضي وأبي الأحوص وابن المبارك وابن عيينة وجرير بن عبد الحميد وطبقتهم. وعنه أبو زرعة والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وأبو بكر بن أبي عاصم وبقي بن مخلد والبغوي وجعفر الفريابي وأمم سواهم. قال أحمد: أبو بكر صدوق، هو أحب إلي من أخي عثمان. وقال العجلي: ثقة

_ 439- تهذيب التهذيب: 6/ 2 "1". تقريب التهذيب: 1/ 445 "589". تاريخ البخاري الكبير: 2/ 365. الجرح والتعديل: 5/ 737. ميزان الاعتدال: 2/ 490. لسان الميزان: 7/ 268. الوافي بالوفيات: 17/ 442. سير الأعلام: 11/ 122 والحاشية. الثقات: 8/ 358.

حافظ. وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. وكذا قال أبو زرعة الرازي. وقال أبو عبيد: انتهى الحديث إلى أربعة فأبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد أفقهم فيه، وابن معين أجمعهم له، وابن المديني أعلمهم به. وقال صالح بن محمد: أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني، واحفظهم له عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة. وعن أبي عبيد قال: أحسنهم وضعا لكتاب أبو بكر بن أبي شيبة. وقال الخطيب: كان أبو بكر متقنا حافظا. صنف المسند والأحكام والتفسر. قال البخاري: مات في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى وقع لي من عواليه أحاديث عدة. فمنها ما أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أنا ابن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن نا عبد الله بن بشر بن محمد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا حميد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه سمعت أسامة بن زيد وسئل كيف كان سير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين دفع من عرفات قال: كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص. قال هشام والنص أرفع من العنق، أخرجه مسلم عن أبي بكر على الموافقة. 440- 22/ 8 خ م د س ت- إسحاق بن إبراهيم 1 الإمام الحافظ الكبير أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي: نزيل نيسابور وعالمها بل شيخ أهل المشرق يعرف بابن راهويه. ولد سنة ست وستين ومائة. وقيل سنة إحدى وستين. وسمع من ابن المبارك وهو صبي وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وفضيل بن عياض وعيسى بن يونس والدراوردي وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى ابن ماجه. وأحمد وابن معين وشيخه يحيى بن آدم والحسن بن سفيان وأبو العباس السراج وخلق كثير. قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي أنا الفتح الكاتب أنا محمد بن عمر ومحمد بن أحمد ومحمد بن علي قالوا أنا ابن المسلمة أنا أبو الفضل عبيد الله الزهري أنا جعفر الفريابي نا إسحاق بن راهويه أنا عيسى بن يونس نا الأوزاعي عن هارون بن رئاب أن

_ 440- تهذيب الكمال: 1/ 78. تهذيب التهذيب: 1/ 216. تقريب التهذيب: 1/ 54. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 69، 72، 79. الثقات: 8/ 115. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 379. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 368. الجرح والتعديل: 2/ 209. ميزان الاعتدال: 1/ 182. لسان الميزان: 7/ 174. نسيم الرياض: 1/ 351. مشكاة المصابيح: 3/ 609. سير النبلاء: 11/ 358 والحاشية. الوافي بالوفيات: 1/ 199، 8/ 386، 387 شذرات الذهب: 2/ 89. تاريخ بغداد: 6/ 345. طبقات الحفاظ: 561. حلية الأولياء: 9/ 234. 1 ابن مخلد بن إبراهيم بن مطر ويقال أبو محمد.

عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة خطب إليه رجل ابنته فقال أني قد قلت فيه قولا شبيها بالعدة وأني أكره أن ألقى الله بثلث النفاق. قال محمد بن أسلم الطوسي وبلغه موت إسحاق: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق: يقول تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر: 28] . وكان أعلم الناس، ولو كان الثوري والحمادان في الحياة لاحتاجوا إليه. وعن أحمد قال: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا. وقال النسائي: إسحاق ثقة مأمون إمام. وقال أبو داود الخفاف: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها، قال: وأملى علينا إسحاق من حفظه أحد عشر ألف حديث ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا. وقال أبو زرعة: ما رئي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: العجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق لم يلق مثله. وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: جمعني وهذا المبتدع ابن أبي صالح مجلس الأمير عبد الله بن طاهر فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها، فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء لي سماء فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء هذه حكاية صحيحة راوها البيهقي في الأسماء والصفات. قال البخاري: مات ليلة نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وله سبع وسبعون سنة. 441- 23/ 8 م س- إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند الحافظ الصدوق أبو إسحاق السامي البصري: عن جعفر بن سليمان الضبعي وغندر ويحيى القطان وعدة. وعنه أبو زرعة ومسلم وأبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وغمزه أحمد بن حنبل، نقله الأثرم عنه. ووثقه ابن معين. وقال القاسم بن الصفوان البرذعي: قال لنا عثمان بن خرزاذ: احفظ من رأيت أربعة، فذكر إبراهيم بن عرعرة منهم. قلت: مات في رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. لي من عواليه جملة بإجازة. أخبرنا محمد بن عبد السلام الفقيه بقراءتي سنة ثلاث وتسعين أنا عبد المعز بن محمد أذنا أنا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا أنا محمد بن عبد الرحمن أنا

_ 441- تهذيب الكمال: 1/ 62. تهذيب التهذيب: 1/ 155. تقريب التهذيب: 1/ 42. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 54. الكاشف: 1/ 91./ الثقات: 8/ 77. الجرح والتعديل: 2/ 409. ميزان الاعتدال: 1/ 56. لسان الميزان: 7/ 170. معجم طبقات الحفاظ: 48. تذكرة الحفاظ: 2/ 435. طبقات الحفاظ: 189. شذرات الذهب: 2/ 70. طبقات ابن سعد: 7/ 2/ 96. سير الأعلام: 11/ 479 والحاشية.

محمد بن أبي جعفر سنة أربع وسبعين وثلاث مائة أنا أحمد بن الحسين الصوفي أنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة أنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستقبل الركن بمحجنه ويقبل الحجر. قال يحيى: ليس هذا مكتوبا عندي قلت: كذا في كتابي ويقبل الحجر وصوابه المحجن. رواه النسائي عن عثمان بن خرزاذ عن إبراهيم فوقع لنا بدلا عاليا. 442- 24/ 8خ- خليفة بن خياط الحافظ الإمام أبو عمرو العصفري البصري المعروف بشباب: محدث نسابة إخباري علامة، صنف التاريخ والطبقات، وسمع ابن عيينة ويزيد بن زريع وغندرا وطبقتهم. وعنه البخاري وبقي بن مخلد وعبدان وأبو يعلى وطائفة. قال ابن عدي: مستقيم الحديث صدوق من متيقظي الرواة: قال الطين: مات سنة أربعين ومائتين رحمه الله تعالى يقع لنا حديثه عاليا من مسند أبي يعلى الموصلي. أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء في سنة اثنتين وتسعين عن أبي روح الهروي أنا تميم الجرجاني أنا أبو النحوي أنا أبو عمرو الحيري أنا أبو يعلى الموصلي نا شباب العصفري نا معتمر بن سليمان سمعت أبي عن أنس قال كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من نخله الصدقات حتى فتحت قريظة والنضير فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرد بعد ذلك وأن أهلي أمروني أن آتيه فأسأله الذي كانوا أعطوه وكان أعطاهن أم أيمن فلوت الثوب في عنقي وهي تقول كلا والذي لا إله غيره لا يعطيكهن. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لك كذا ولك كذا"، حسبت أنه قال: وهي تقول: كلا والله حتى أعطها عشرة أمثاله، أخرجه "خ" عن شباب. 443- 25/ 8 خ م د س ق- أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي الحافظ الكبير محدث بغداد: سمع هشيما وابن عيينة وجريرا وابن إدريس وأمما. وعنه ابنه الحافظ أبو بكر أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والقزويني وأبو يعلى الموصلي والبغوي، وثقه ابن معين

_ 442- تهذيب الكمال: 1/ 377. تهذيب التهذيب: 3/ 160. تقريب التهذيب: 1/ 227. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 293. الكاشف: 1/ 283. الجرح والتعديل: 3/ 1728 ميزان الاعتدال: 1/ 665. لسان الميزان: 7/ 210. مجمع الزوائد: 6/ 185. مقدمة الفتح: 401. الجمع بين رجال الصحيحين: 495. البداية والنهاية: 10/ 322. سير الأعلام: 11/ 472. الثقات: 8/ 223. 443- تهذيب الكمال: 1/ 434. تهذيب التهذيب: 3/ 342. تقريب التهذيب: 1/ 264. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 339. الكاشف: 1/ 326. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 429. الجرح والتعديل: 3/ 2680. ميزان الاعتدال: 2/ 86. الوافي بالوفيات: 14/ 227. سير الأعلام: 11/ 489. تاريخ بغداد: 8/ 482. الثقات: 8/ 256. ديوان الإسلام: ت: 850.

وغيره. وقال يعقوب بن شيبة: هو أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال الفريابي: سألت ابن نمير عن أبي خيثمة وأبي بكر بن أبي شيبة: أيما أحب إليك أبو خيثمة أو أبو بكر؟ فقال: أبو خيثمة وجعل يطريه. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين1 عن أربع وسبعين سنة. أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي أنا محمد بن أحمد القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا محمد بن محمد أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو القاسم البغوي نا أبو خيثمة زهير بن حرب وشجاع بن مخلد والحسن بن عرفة قالوا ثنا هشيم قال أنا حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اعتدلوا في صفوفكم، وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري" 2 زاد شجاع والحسن: قال أنس فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه فلو ذهبت أفعل هذا اليوم لنفر أحدكم كأنه بغل شموس. 444- 26/ 8 خ4- سليمان بن عبد الرحمن 3 الحافظ الكبير أبو سليمان الدمشقي ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني: سمع إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم وابن عيينة وطبقتهم. وعنه أبو زرعة والبخاري وأبو داود وجعفر الفريابي وروى "ت س ق" عن رجل عنه. مولده سنة ثلاث وخمسين ومائة وكان محدث دمشق ومفتيها. قال أبو زرعة النصري: ثنا سليمان فقيه أهل دمشق وقال ابن معين: ليس به بأس، له مناكير. وقال أبو داود يخطئ "كما يخطئ" الناس، وهو خير من هشان بن عمار. وقال الدارقطني: ثقة عنده مناكير عن الضعفاء. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: لم يأذن لنا سليمان ابن بنت شرحبيل أياما. فلما دخلنا قال بلغني ورود هذا الغلام الرازي يعني أبا زرعة فدرست للقائه ثلاث مائة ألف حديث. مات في صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين4 بدمشق، وله ما ينكر إلا أنه حافظ كبير وحديثه في حفظ القرآن لا يحتمل، تفرد به عن الوليد قال حدثنا ابن جريج وأحسب سليمان وهم في قول "حدثنا" فكأنها "ابن جريج" فيكون مما دلسه الوليد. وقد رواه

_ 1 وقيل 232. 2 رواه أبو داود في الصلاة باب 93. وأحمد في مسنده "3/ 254". 444 تهذيب الكمال: 1/ 543. تهذيب التهذيب: 4/ 207. تقريب التهذيب: 1/ 327. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 416. الكاشف: 1/ 397. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 24. الجرح والتعديل: 4/ 559. ميزان الاعتدال: 2/ 212. لسان الميزان: 7/ 237. مقدمة الفتح: 407. البداية والنهاية: 10/ 312. 3 ابن عيسى بن ميمون ويقال أبو أيوب. 4 وقيل 232 أو 234 أو 132.

هشام بن عمار عن محمد بن إبراهيم أحد المجهولين عن رجل عن عكرمة عن ابن عباس. قال أبو حاتم: سليمان أروى الناس عن الضعفاء، وعندي هو في حد لو وضع له حديث لم يفهم. 445- 27/ 8 خ م د س- القواريري عبيد الله بن عمر بن ميسرة الحافظ الشهير أبو سعيد البصري: مولى بني جشم من كبار أئمة هذا العلم ببغداد سمع حماد بن زيد وعبد الوارث ومسلما الزنجي والدراوردي وطبقتهم، وعنه أبو زرعة والبخاري وأبو داود ومسلم وأبو يعلى والبغوي وخلق، قال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال أحمد بن سيار: لم أر مثل مسدد بالبصرة. والقواريري ببغداد وذكر آخر. وقال صالح جزرة: ما رأيت أحدا أعلم بحديث البصرة من القواريري وابن المديني وابن عرعرة. قال ثعلب: سمعت من القواريري مائة ألف حديث، قلت: مات سنة خسم وثلاثين ومائتين1 رحمه الله تعالى يقع لنا حديثه عاليا في صفة المنافق وفي المخلصيات. أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي أنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر المجلد "ح" وأخبرنا أبو المعالي الهمذاني أنا عمر بن محمد الزاهد أنا هبة الله القصار قالا أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الذهبي نا أبو القاسم البغوي نا عبيد الله بن عمر القواريري نا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل" 2. 446- 28/ 8ع- محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ الثبت أبو عبد الرحمن الهمداني الخارفي الكوفي أحد الإعلام: سمع أباه والمطلب بن زياد وسفيان بن عيينة وابن إدريس

_ 445- تهذيب الكمال: 2/ 886. تهذيب التذيب: 7/ 40 "72". تقريب التهذيب: 1/ 537. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 196. الكاشف: 2/ 231. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 366. الجرح والتعديل:5/ 1547. سير الأعلام: 11/ 442 والحاشية. تاريخ الثقات: 318. الثقات: 8/ 405. 1 وقيل 233. 2 رواه البخاري في المناقب باب 25. ومسلم في الفتن حديث 75. والترمذي في الفتن باب 41. وأحمد في مسنده "2/ 233". 446- تهذيب الكمال: 3/ 1227. تهذيب التهذيب: 9/ 282. تقريب التهذيب: 2/ 180. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 427. الكاشف: 3/ 65. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 144. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 364. الجرح والتعديل: 7/ 1664. تاريخ الثقات: 406. طبقات ابن سعد: 6/ 289. سير الأعلام: 11/ 445 والحاشية. تراجم الأحبار: 4/ 25. نسيم الرياض: 1/ 260. ثقات: 9/ 85. الوافي بالوفيات: 3/ 304. معرفة الثقات: رقم 1615. تاريخ أسماء الثقات: 1222.

وطبقتهم. وعنه الستة ولكن "ت س" بواسطة، وبقي بن مخلد ومطين أبو يعلى وأمم سواهم. قال أبو إسماعيل الترمذي: كان أحمد بن حنبل يعظم ابن نمير تعظيما عجبا وقال إبراهيم بن مسعود الهمذاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ابن نمير درة العراق. وقال علي بن الحسين بن الجنيد ما رأيت بالكوفة مثله، جمع العلم والفهم والسنة والزهد، وكان فقيرا. وقال أبو حاتم: ثقة حجة. وقال النسائي: ثقة مأمون. قال أحمد بن محمد بن رشدين المصري: سمعت أحمد بن صالح يقول: ما رأيت بالعراق مثل أحمد وابن نمير. قال البخاري: مات في شعبان أو في رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء في سنة "692" أنا عبد المعز أنا تميم أنا أبو سعيد أنا ابن حمدان نا أبو يعلى نا ابن نمير نا محمد بن بشير نا عبيد الله عن أبي بكر بن سالم عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إني أريت في النوم أني أنزع بدلو على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله يغفر له، ثم جاء عمر فاستسقى فاستحالت غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن" أخرجه البخاري ومسلم عن ابن نمير، ولا يكاد يعرف لأبي بكر بن سالم غيره. 447- 29/ 8خ 4- أبو جعفر النفيلي الحافظ الثبت المسند: الإمم العلامة عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع القضاعي الحراني. لقي محمد بن عمران الحجبي المدني ومالكا وزهير بن معاوية وعفير بن معدان وخلقا نحوهم. وعنه ابن معين وأحمد والذهلي وأبو داود ومحمد بن إبراهيم البوشنجي والفريابي وخلق، وروى البخاري عن رجل عنه وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت أحفظ من النفيلي قال: وكان الشاذكوني لا يقر لأحد في الحفظ إلا للنفيلي وكان أحمد بن حنبل إذا ذكره يعظمه وما رأيت بيده كتابا قط. وقال أبو حاتم: ثقة مأمون. وقال ابن وارة: أحمد ببغداد وأحمد بن صالح بمصر وابن نمير بالكوفة، والنفيلي بحران، هؤلاء أركان الدين. وأما ابن نمير فروي عنه أنه قال: النفيلي رابع أربعة، وكيع وابن مهدي وأبو نعيم. قلت: لولا تأخر موته لذكرته في الطبقة الماضية مات في أحد الربيعين سنة أربع وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى، وعندي حديثه بعلو.

_ 447- تهذيب الكمال: 2/ 738. تهذيب التهذيب: 6/ 16 "21". تقريب التهذيب: 1/ 448 "609". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 96. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 189. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 364. الجرح والتعديل: 5/ 753. تلخيص المستدرك: 2/ 117. سير الأعلام: 10/ 634 والحاشية. الوافي بالوفيات: 17/ 441. الثقات: 8/ 356.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا المسلم بن أحمد أنا عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا علي بن محمد الفارسي أنا محمد بن أحمد القاضي نا جعفر نا النفيلي قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عطاء عن جابر لأن تأتيني ضبع سمينة أحب إلي من أن يأتيني كبش سمين، ومن قتلها وهو محرم فجزؤها كبش وليس إسناده بثابت. 448- 30/ 8 ع- الدولابي الحافظ المتقن أبو جعفر محمد بن الصباح البزار مولى مزينة مصنف السنن: سمع إسماعيل بن زكريا وشريك بن عبد الله وابن أبي الزناد وإسماعيل بن جعفر وهشيما وغيرهم. وعنه أحمد وابنه وإبراهيم الحربي والبخاري ومسلم وأبو داود وحديثه في الكتب الستة. وآخر من بقي من أصحابه أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي وثقه أحمد. وقال أبو حاتم: ثقة حجة. وقال تمام: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي الثقة المأمون. وقال ابن حبان: ولد بقرية دولاب من الري. وقال غيره: كان أحمد بن حنبل يعظمه. وقال ابن معين: ثقة مأمون. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صاحب حديث عالم بهشيم. وقال ابن سعد: مات بالكرخ في المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى وقال ولده أحمد: عاش أبي سبعا وسبعين سنة غير شهر أو شهرين. ومات في سنة سبع. أحمد بن حاتم الطويل. وإبراهيم بن بشار الرمادي وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الفراديسي الدمشقي. وبشر بن الحارث الحافي شيخ العراق. وإسماعيل بن عمرو البجلي مسند وقته بأصبهان. وسهل بن بكار البصري. وأبو الأحوص محمد بن حيان البغوي ببغداد. وشعيب بن محرز البصري. ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي. والهيثم بن خارجة. ويحيى بن بشر الحريري. والخليفة أبو إسحاق المعتصم. وأحمد بن يونس. وسعيد بن منصور. وقد مضيا. قرأت على سنقر الأسدي بحلب أخبركم عبد اللطيف بن يوسف أنا أبو بكر بن النقور وعبد الله بن منصور الموصلي قالا أنا المبارك بن عبد الجبار أنا محمد بن محمد بن السواق أنا مخلد بن جعفر نا أحمد بن يحيى الحلواني نا محمد بن الصباح البزار نا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه

_ 448- تهذيب الكمال: 3/ 212. تهذيب التهذيب: 9/ 229. تقريب التهذيب: 2/ 171. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 415. الكاشف: 3/ 54. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 118. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 356. الجرح والتعديل: 7/ ص289. ميزان الاعتدال: 3/ 584. ثقات: 9/ 67، 68. المغني: 5632. المعين: 986، 987. طبقات الحفاظ: 193. تراجم الأحبار: 4/ 61. معرفة الثقات رقم: 1609. تاريخ بغداد: 5/ 365. تاريخ الثقات: 405. الوافي بالوفيات: 3/ 158. سير الأعلام: 10/ 670 والحاشية.

وآله وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة"؟ قلنا الله ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره"، قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته" رواه مسلم1. 449- 31/ 8م د س- شيبان بن فروخ الإمام الثقة محدث البصرة ومسندها أبو محمد بن أبي شيبة الحبطي مولاهم الإبلي البصري: سمع جرير بن حازم وأبا الأشهب العطاردي وحماد بن سلمة ومبارك بن فضالة وأبان بن يزيد وطبقتهم وعنه مسلم وأبو داود وجعفر الفريابي وعبدان الأهوازي وأبو يعلى الموصلي والبغوي ومطين وخلق قال عبدان كان عنده خمسون ألف حديث وهو عندهم أثبت من هدبة وقال أبو زرعة صدوق وقال أبو حاتم قدري اضطر الناس اليه بآخرة قلت: مات سنة ست وثلاثين ومائتين1 وله ست وتسعون سنة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران وآخر قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن نا عبد الله البغوي نا شيبان نا جرير بن حازم ثنا عبد الملك بن عمير عن سالم بن منقذ عن عمرو بن أوس الثقفي قال دخلت على عتبة بن أبي سفيان3 وهو بنزع فقال: ما أحب أنك وراءك أني محدثك حديثا حدثتنيه أم حبيبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى ثنتي عشرة ركعة مع صلاة النهار بنى الله له بيتا في الجنة" 4. 450- 32/ 8خ م د س ق- عثمان بن أبي شيبة الحافظ الكبير أبو الحسن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان الكوفي صاحب المسند والتفسير: سمع شريكا وهشيما

_ 1 في كتاب البر حديث 70. وراجع رقم "424" فإن ثم ما يتعلق بهذه الترجمة كما نبهنا عليه هناك. 449- تهذيب الكمال: 2/ 592. تهذيب التهذيب: 4/ 374. تقريب التهذيب: 1/ 356. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 454. الكاشف: 4/ 16. الجرح والتعديل: 4/ 1562. ميزان الاعتدال: 2/ 285. لسان الميزان: 7/ 244. سير الأعلام: 11/ 101. والحاشية. البداية والنهاية: 10/ 315. الثقات: 8/ 315. 2 وقيل 235، 237، 238، 206. 3 لعله عنبسة بن أبي سفيان كما في صحيح مسلم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان إلى آخره وكذا في السنن الكبرى للبيهقي والإصابة. 4 رواه الترمذي في كتاب الصلاة باب 189. 450- تهذيب الكمال: 2/ 919. تهذيب التهذيب: 7/ 149 "298". تقريب التهذيب: 2/ 13، 14. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 215، 220. الكاشف: 2/ 255. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 250. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 369، 371. الجرح والتعديل: 6/ 913. ميزان الاعتدال: 3/ 35. لسان الميزان: 7/ 301. سير الأعلام: 11/ 151 والحاشية. مقدمة الفتح: 424.

وإسماعيل بن عياش وابن المبارك وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى الترمذي وأبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي وجعفر الفريابي والبغوي وخلق كثير. قال ابن معين: ثقة مأمون وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ما علمت إلا خيرا. قلت: له أفراد وغرائب وقد أكثر عنه البخاري وكان مزاجا حتى في ما يتصحف من القرآن, ولعله تاب. قال إبراهيم بن أبي طالب: جئته فقال لي: إلى متى لا يموت إسحاق بن راهويه؟ فقلت له: شيخ مثلك يتمنى هذا؟ قال: دعني فلو مات لصفا لي جرير بن عبد الحميد. قلت: عاش بعد إسحاق ستة أشهر ومات في أول سنة تسع وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. قرأت على عبد الحافظ بن بدران ببلبيس ويوسف بن أحمد بدمشق أخبركما موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله بن محمد أنا عثمان بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن عياش أبو عتبة عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع. 451- 33/ 8ق- علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد وقيل بدل إسحاق شروا وقيل نباتة وقيل عبد الرحمن: الحافظ الثبت أبو الحسن الطنافسي الكوفي محدث قزوين وعالمها يروي عن أخواله يعلى بن عبيد ومحمد بن عبيد وأبي معاوية وابن عيينة وابن وهب وطبقتهم وعنه ابن ماجه وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن أيوب الرازيون وخلق وقد روى النسائي عن زياد بن أيوب عنه في مسند علي قال أبو حاتم ثقة صدوق هو أحب الي من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح وأبو بكر أكثر حديثا منه وافهم قال أبو يعلى الخليلي أقام علي وأخوه بقزوين وارتحل إليهما الكبار ولهما محل عظيم قال وتوفي علي في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين1 رحمه الله تعالى قلت: حديثه يقع لنا في سنن ابن ماجه. أخبرنا التاج عبد الخالق أنا بن قدامة أنا أبو زرعة أنا أبو منصور المقومي أنا القاسم بن أبي المنذر أنا علي بن إبراهيم نا محمد بن ماجه نا علي بن محمد نا بن إدريس

_ 451- تهذيب الكمال: 2/ 990. تهذيب التهذيب: 7/ 378 "613". تقريب التهذيب: 2/ 43. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 256. الكاشف: 2/ 294. الجرح والتعديل: 6/ 1111. العبر: 1/ 406. طبقات الحفاظ: 194. معجم طبقات الحفاظ: 133. سير الأعلام: 11/ 459 والحاشية.. الثقات: 8/ 467. 1 وقيل 235.

عن يزيد بن أبي زياد عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما قال كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة اثواب قميصه الذي قبض فيه وحلة نجرانية يزيد سيء الحفظ. 452- 34/ 8خ م د س- عمرو الناقد هو الحافظ الكبير أبو عثمان عمرو بن محمد بن بكير بن شابور البغدادي نزيل الرقة: سمع هشيما وأبا خالد الأحمر ومعتمرا وابن عيينة وعدة وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو يعلى والبغوي والفريابي وخلائق قال أحمد بن حنبل كان يتحرى الصدق وقال أبو حاتم ثقة أمين وقال الحسين بن فهم ثقة فقيه صاحب حديث من الحفاظ المعدودين. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أنا الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي إملاء قال قرئ على أبي القاسم البغوي وأنا اسمع قيل له حدثكم عمرو الناقد نا سفيان نا عمرو بن دينار عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" قال ابن فهم توفي عمرو الناقد لأربع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. 453- 35: 8ع- قتيبة بن سعيد الشيخ الحافظ محدث خراسان أبو رجاء الثقفي مولاهم البلخي البغلاني: ولد سنة تسع وأربعين ومائة وسمع من مالك والليث وابن لهيعة وشريك وطبقتهم وعنه الجماعة سوى ابن ماجه وموسى بن هارون والحسن بن سفيان والفريابي وأبو العباس السراج وخلائق وكان ثقة عالما صاحب حديث ورحلات وكان غنيا متمولا قال أحمد بن سيار قال لي قتيبة: أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج إليك مائة ألف

_ 452- تهذيب الكمال: 2/ 1048. تهذيب التهذيب: 8/ 96 "156". تقريب التهذيب: 2/ 78. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 295. الكاشف: 341. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 375. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 362. الجرح والتعديل: 6/ 1451. ميزان الاعتدال: 3/ 287. لسان الميزان: 7/ 327. مقدمة الفتح: 432. الثقات: 8/ 485، 487. تراجم الأحبار: 2/ 570. سير الأعلام: 11/ 147 والحاشية. 1 رواه الترمذي في الصلاة باب 157. وابن ماجه في الإقامة باب 141. والنسائي في الليل باب 20. والموطأ في الجماعة حديث 20. 453- تهذيب الكمال: 2/ 1123. تهذيب التهذيب: 8/ 358 "649". تقريب التهذيب: 2/ 123. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 359. الكاسف: 2/ 397. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 195. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 372. الجرح والتعديل: 7/ 784. ميزان الاعتدال: 3/ 385. لسان الميزان: 4/ 470. نسيم الرياض: 1/ 345. المغني: 5029. الثقات: 9/ 20 المعين: 970 تاريخ بغداد: 12/ 464. سير الأعلام: 11/ 13 والحاشية.

حديث عن خمسة. قال ابن سيار: وكان ثبتا صاحب سنة, كتب الحديث عن ثلاث طبقات. وقال بن معين: ثقة وقال النسائي: ثقة مأمون. أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله الدمشقي قالا نا عبد المعز بن محمد في كتابه أنا محمد بن إسماعيل أنا محلم الضبي أنا الخليل بن أحمد السجزي أنا محمد بن إسحاق نا قتيبة نا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة عن سلمة قال: لما نزلت: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. أخرجه الجماعة سوى القزويني عن قتيبة. مات في شعبان سنة أربعين ومائتين رحمه الله تعالى عن إحدى وتسعين سنة وعندي أحاديث بالاتصال من عواليه. 454- 36/ 8خ م د س- محمد بن المنهال التميمي البصري الضرير الحافظ الحجة أبو جعفر: سمع جعفر بن سليمان ويزيد بن زريع وأبا عوانة والطبقة وعنه البخاري ومسلم وأبو داود والدارميان وأبو يعلى الموصلي ويوسف القاضي وخلق. إمام ثبت يسرد من حفظه. قال أحمد العجلي: بصري ثقة لم يكن له كتاب فسألته: ألك كتاب؟ قال: كتابي صدري. وقال عثمان بن خرزاذ: أحفظ من رأيت أربعة محمد بن المنهال الضرير وابن عرعرة وأبو زرعة وأبو حاتم. وذكر أبو يعلى الموصلي ابن المنهال ففخم أمره وذكر أنه كان أحفظ من بالبصرة في وقته وأثبتهم في يزيد بن زريع. قال: وتوفي في شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي وزينب الشعرية قالا: أخبرتنا فاطمة بنت علي أنا عبد الغافر بن محمد أنا أبو عمرو بن حمدان نا الحسن بن سفيان نا محمد بن المنهال الضرير نا يزيد بن زريع ثنا كهمس بن الحسن ح وبه قال ابن سفيان وثنا حبان بن موسى أنا بن المبارك عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال: ظهر ها هنا معبد الجهني وهو أول من قال بالقدر ها هنا، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن حاجين أو معتمرين فقال أحدنا لصاحبه: لو لقينا بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فلقينا عبد الله بن عمر وذكر الحديث بطوله. فأما محمد بن منهال البصري العطار فأخو حجاج بن منهال ثقة

_ 1 وقيل 241. 454- تهذيب الكمال: 3/ 1277. تهذيب التهذيب: 9/ 475. تقريب التهذيب: 2/ 210. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 461. الكاشف: 3/ 100. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 247. الجرح والتعديل: 8/ 396. طبقات الحفاظ: 195. المعين: 1002. تراجم الأحبار: 4/ 17. الوافي بالوفيات: 5/ 78. معرفة الثقات: 1652. البداية والنهاية: 10/ 308. سير الأعلام: 10/ 642.

معروف يروي عن جعفر بن سليمان ويزيد بن زريع أيضا. وعنه أبو زرعة ومطين وأبو يعلى ثم مات أيضا مع صاحب الترجمة في سنة واحدة فهذا بصير والأول ضرير رحمة الله عليهما. 455- 37/ 8خ م د- محمد بن مهران الحافظ الأوحد أبو جعفر الرازي الجمال: سمع معتمر بن سليمان والداروردي وابن عيينة وعيسى بن يونس وطبقتهم وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وأبو العباس السراج وموسى بن هارون وعدة. قال أبو حاتم: كان الجمال أوسع حديثا من إبراهيم بن موسى الفراء وكان موسى أتقن. وقال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: قتيبة ومحمد بن مهران وعلي بن حجر. مات الجمال سنة تسع وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى لم يقع لي من عواليه إلا بالإجازة. 456- 38/ 8ع- إبراهيم بن موسى الحافظ الكبير أبو إسحاق الرازي الفراء: سمع أبا الأحوص وجرير بن عبد الحميد ويحيى بن أبي زائدة والوليد بن مسلم وطبقتهم وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة ومحمد بن إسماعيل الترمذي وخلق. قال أبو زرعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة وأصح حديثا وأحفظ من صفوان بن صالح، وقال صالح بن محمد: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف حديث وعن بن أبي شيبة كذلك، وقال النسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: هو من الثقات هو أتقن من محمد بن مهران الجمال. قلت: توفي في حدود الثلاثين ومائتين أو قبل ذلك رحمه الله تعالى. قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو يعلى الصابوني أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي أنا محمد بن أيوب البجلي نا إبراهيم بن موسى الفراء أنا عيسى بن يونس نا موسى بن عبيدة أخبرني أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اليوم الموعود

_ 455- تهذيب الكمال: 3/ 1278. تهذيب التهذيب: 90/ 478. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 245. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 370. الجرح والتعديل: 8/ 401. ميزان الاعتدال: 4/ 49. لسان الميزان: 5/ 397، 7/ 376. المغني: 6014. ثقات: 7/ 435. البداية والنهاية: 1/ 318. تذكرة الحفاظ: 3/ 35. تاريخ الثقات: 1282. سير الأعلام: 11/ 143. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 103. 456- تهذيب الكمال: 1/ 66. تهذيب التهذيب: 1/ 170. تقريب التهذيب: 1/ 44. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 57. الكاشف: 1/ 94. الجرح والتعديل: 2/ 436. تذكرة الحفاظ: 2/ 449. طبقات الحفاظ: 196. ضعفاء ابن الجوزي جـ 1 حاشية ص56. 1 وقيل 220.

يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله لا فيها بخير إلا استجاب". أخرجه الترمذي1. 457- 39/ 8خ م س ت- علي بن حجر بن إياس الحافظ الكبير أبو الحسن السعدي المروزي: رحال جوال. سمع شريكا وإسماعيل بن جعفر وهشيما وابن المبارك وامثالهم وعنه الجماعة سوى أبي داود وابن ماجه وأبو بكر بن خزيمة والحسن بن سفيان وخلق. قال محمد بن علي بن حمزة المروزي: كان فاضلا حافظا. نزل بغداد ثم تحول إلى مرو. وقال النسائي: ثقة مأمون حافظ، وقال الخطيب: كان صادقا متقنا حافظا، وقال الخليل بن أحمد السجزي: سمعت السراج أنا قتيبة قال كتب إلي علي بن حجر: أن أحببت أن تستمتع ببصرك فلا تنظر بعد العصر في كتاب قلت: وله أدب وشعر, وله تصانيف منها كتاب أحكام القرآن. توفي في منتصف جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائتين1 وقد أكمل التسعين رحمه الله. وقع لنا جملة من عواليه. أخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم أنا محمد بن الفضل بن محمد نا جدي أبو بكر بن خزيمة نا علي بن حجر وعبد الجبار بن العلاء وابن عبد الحكم وهذا حديث علي، حدثنا حرملة بن عبد العزيز عن عمه عبد الملك بن الربيع عن أبيه عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "علموا الصبي الصلاة بن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر". رواه ت3 عن علي بن حجر. 458- 40/ 8 خ4- هشام بن عمار العلامة شيخ الإسلام أبو الوليد السلمي الدمشقي:

_ 1 في كتاب تفسير سورة 85 باب 1. 457- تهذيب الكمال: 2/ 959. تهذيب التهذيب: 7/ 293 "504". تقريب التهذيب: 2/ 33. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 244. الكاشف: 2/ 280. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 272. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 379. الجرح والتعديل: 6/ 1004. تاريخ بغداد: 11/ 416. الثقات: 7/ 214، 8/ 468. سير الأعلام: 11/ 507 والحاشية. 2 وقيل 224. 3 رواه الترمذي في المواقيت باب 182. 458- تهذيب الكمال: 3/ 1443. تهذيب التهذب: 11/ 51 "90". تقريب التهذيب: 2/ 320. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 115. الكاشف: 3/ 223. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 199. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 382. الجرح والتعديل: 9/ 255. ميزان الاعتدال: 4/ 302. لسان الميزان: 7/ 419. معجم طبقات الحفاظ: 182. مقدمة الفتح: 448. المعين: 1023. الثقات: 9/ 233. المغني: 6577. تراجم الأحبار: 4/ 165. معجم الثقات: 224. تاريخ الثقات: 459. البداية والنهاية: 10/ 346. سير الأعلام: 11/ 420 والحاشية. ديوان الإسلام: ت: 2136. 459- تهذيب الكمال: 1/ 555. تهذيب التهذيب: 4/ 251. تقريب التهذيب: 1/ 336. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 426. الكاشف: 1/ 407. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 101. الجرح والتعديل: 4/ ترجمة 857، 858. ميزان الاعتدال: 3/ 119. الثقات: 8/ 291.

خطيب دمشق ومقرئها ومحدثها ومفتيها ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة حدث عن مالك ومسلم الزنجي وإسماعيل بن عياش والهيثم بن حميد وطبقتهم فأكثر جدا ورحل في طلب العلم حدث عنه أبو عبيد والبخاري وأبو داود والنسائي وجعفر الفريابي وعبدان وأمم سواهم وعرض القرآن على عراك بن خالد وأيوب بن تميم وتصدر للإقراء والأشغال. تلا عليه أبو عبيد مع تقدمه وأحمد بن الحلواني وإسماعيل بن الحويرس وأحمد بن حامويه وعدة وحدث عنه لجلالته من شيوخه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب. وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن معين أيضا: كيس كيس. وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل، وروى عنه عبدان قال: ما أعددت خطبة منذ عشرين سنة، ثم قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله. قال محمد بن خريم: سمعت هشاما يقول في خطبته: قولوا الحق ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق، قال أبو زرعة الرازي: من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث. أخبرنا الأبرقوهي أنا الفتح أنا الأرموي ومحمد بن الداية وأبو عبد الله الطرائفي قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو الفضل الزهري نا جعفر الفريابي نا هشام بن عمار نا أسد بن موسى نا محمد بن سليمان هو بن هلال قال: سأل أبان الحسن: أتخاف من النفاق؟ قال: وما يؤمنني وقد خافه عمر رضي الله عنه؟ مات في المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين. 459- 41/ 8ق- سهل بن زنجلة الحافظ الإمام أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر صاحب السنن: سمع سفيان بن عيينة وأبا معاوية وحفص بن غياث وأبا بكر بن عياش وجرير بن عبد الحميد وطبقتهم وله رحلة واسعة ومعرفة جيدة وهو سهل بن أبي سهل حدث عنه ابن ماجه وإدريس بن عبد الكريم وإبراهيم الحربي وأبو يعلى الموصلي وأحمد بن الحسن الصوفي. حدث ببغداد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قال أبو حاتم: صدوق. وقال العجلي: ثقة حجة ارتحل مرتين وله تصانيف ولا يقدم عليه في الديانة والإتقان من أقرانه في وقته وابنه محمد يروي عن عمرو بن خالد والنفيلي. أخبرنا سنقر القضائي أنا عبد اللطيف اللغوي أنا طاهر بن محمد أنا محمد بن

الحسين أنا القاسم بن أبي المنذر أنا أبو الحسن القطان أنا ابن ماجه أنا سهل بن أبي سهل وهشام بن عمار وإسحاق بن إسماعيل قالوا: أنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عباد بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" 1. 460- 42/ 8م- سهل بن عثمان الحافظ أبو مسعود العسكري: أحد الأعلام, سمع حماد بن زيد وشريكا وأبا الأحوص وعلي بن مسهر وطبقتهم وعنه مسلم وجعفر بن أحمد بن فارس وعبدان الأهوازي وعلي بن أحمد بن بسطام وخلق سواهم، وقد حدث عنه من الكبار علي بن المديني. قال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين. أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله عن زينب الشعرية أن فاطمة بنت علي أخبرتهم أنا أبو الحسين الفارسي أنا إسماعيل بن ميكال أنا عبد الله بن أحمد الأهوازي عبدان أنا سهل بن عثمان أنا يحيى عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: ما سمعت مناشدا ينشد حقا له أشد من مناشدة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر جعل يقول: "اللهم إني أُنشدك عهدك ووعدك اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة لا تعبد". ثم التفت كأن شق وجهه القمر فقال: "كأنما أنظر إلى مصارع القوم عشية". قال أبو الشيخ: قدم سهل أصبهان ثم خرج إلى الري ورجع إلى العراق ومات بعسكر مكرم. 461- 43/ 8س- إبراهيم بن يوسف الحافظ الكبير الإمام أبو إسحاق الباهلي البلخي ويعرف بالماكياني عالم بلخ وهو أخو عاصم ومحمد: حدث عن حماد بن زيد ومالك وشريك وأبي الأحوص وإسماعيل بن جعفر وهشيم وطبقتهم وعنه النسائي وجعفر بن محمد بن سوار ومحمد بن عبد الله الدويري ومحمد بن المنذر شكر وأحمد بن قدامة البلخي

_ 1 رواه الترمذي في المواقيت باب 69، 115. وابن ماجه في الإقامة باب 11. 460- تهذيب الكمال: 1/ 555. تهذيب التهذيب: 4/ 255. تقريب التهذيب: 1/ 337. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 247. الكاشف: 1/ 407. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 102. الجرح والتعديل: 4/ 877. الوافي بالوفيات: 16/ 23. طبقات المحدثين بأصبهان: 120. تاريخ أصبهان: 746. الثقات: 8/ 292. 461- تهذيب الكمال: 1/ 69. تقريب التهذيب: 10/ 184. تقريب التهذيب: 1/ 47. خلاصة تهذيب الكما: 1/ 61. الكاشف: 1/ 97. الجرح والتعديل: 2/ 128. ميزان الاعتدال: 1/ 76. المغني: 1/ 31. الوافي بالوفيات: 6/ 172. شذرات الذهب: 2/ 91. الثقات: 8/ 76. سير الأعلام: 11/ 62 والحاشية.

ومحمد بن محمد بن الصديق وزكريا خياط السنة وخلق وثقه النسائي وابن حبان, وقال ابن حبان: كان ظاهر مذهبه الارجاء واعتقاده في الباطن السنة وقال ابن الصديق: سمعته يقول: من وقف في القرآن فهو جهمي. مات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين ومائتين وكان مقاطعا لقتيبة بن سعيد لأنه آذاه عند مالك فقال: هذا مرجئ فأقامه من مجلسه وما سمع من مالك غير حديث واحد. قرأت على محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا محمد بن عبد الله بن يوسف الدويري نا إبراهيم بن يوسف البلخي نا المسيب بن شريك عن عبيدة بن معتب عن أبي إسحاق عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا فرغ أحدكم من وضوئه فقال: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء". 462- 44/ 8م ق- سويد بن سعيد الحافظ الرحال المعمر أبو محمد الهروي الحدثاني: سكن حديثة النورة تحت عانة. حدث عن مالك بالموطأ وعن حفص بن ميسرة وشريك القاضي وإبراهيم بن سعد وعلي بن مسهر وابن عيينة وعدة وعنه م ق ومطين وابن ماجه وعبد الله بن أحمد والباغندي والبغوي وخلق كثير وقال البغوي: كان من الحفاظ كان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه وقال أبو حاتم: صدوق كثير التدليس. وقال أبو زرعة: أما كتبه فصحاح وأما إذا حدث من حفظه فلا وقال البخاري: عمي فلقن ما ليس من حديثه فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: كان من أوعية العلم ثم شاخ وأضر ونقص حفظه فأتى في حديثه أحاديث منكرة فترى مسلما يتجنب تلك المناكير ويخرج له من أصوله المعتبرة، قال البخاري: مات في شوال سنة أربعين ومائتين. أخبرنا أحمد بن المؤيد أنا الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن الحسين أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي نا عبد الله بن محمد البغوي نا سويد بن سعيد نا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "علي مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو هو".

_ 1 وقيل 240. 462- تهذيب الكمال: 1/ 560. تهذيب التهذيب: 4/ 272. تقريب التهذيب: 1/ 340. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 431. 1/ 411. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 373. الجرح والتعديل: 4/ 1026. ميزان الاعتدال: 2/ 248. لسان الميزان: 7/ 240. سير الأعلام: 11/ 411 والحاشية. الوافي بالوفيات: 16/ 52. البداية والنهاية: 10/ 322.

463- 45/ 8م د- محمد بن حاتم بن ميمون السمين الحافظ الإمام أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي: سمع عبد الله بن إدريس وسفيان بن عيينة وابن علية ووكيعا والقطان وامثالهم وعنه مسلم وأبو داود والحسين بن سفيان وأحمد بن الحسن الصوفي وآخرون وثقه بن عدي والدارقطني قال محمد بن سعد: جمع كتابا في تفسير القرآن كتبه الناس عنه ببغداد وكان ينزل قطيعة الربيع وقال أبو حفص الفلاس: ليس بشيء. قلت: هذا جرح مردود مات في آخر سنة خمس وثلاثين ومائتين1. فأما محمد بن حاتم المصيصي العابد ولقبه حبي فمن طبقة السمين وكذا محمد بن حاتم الزمي ومحمد بن حاتم بن بزيع بقي إلى قريب عام خمسين ومائتين. فأما محمد بن حاتم بن نعيم المصيصي فبقي حتى لحقه بن عدي وهو من صغار مشيخة النسائي. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد بن محمد أنا محمد بن الفضل أنا عبد الغفار الفارسي أنا بن عمرويه أنا إبراهيم بن سفيان أنا مسلم أنا زهير ومحمد بن حاتم وعبد قال عبد حدثني وقال الآخران أنا يعقوب بن إبراهيم أنا ابن أخي بن شهاب عن عمه قال قال سالم سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الاجهار أن يعمل العبد عملا بالليل ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا" محمد2 بن حاتم هو السمين. 464- 46/ 8خ- أحمد بن حميد الحافظ المجود أبو الحسن الكوفي الطريثيثي ختن عبيد الله بن موسى ويعرف بدار أم سلمة: سمع بن المبارك وحفص بن غياث ويحيى بن

_ 463- تهذيب الكمال: 3/ 1184. تهذيب التهذيب: 9/ 101. تقريب التهذيب: 2/ 152. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 390. الكاشف: 3/ 30. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 503. لسان الميزان: 7/ 354. ثقات: 9/ 86البداية والنهاية: 10/ 273. سير الأعلام: 11/ 450والحاشية. تاريخ بغداد: 2/ 266. المغني: 5366. ضعفاء اب الجوزي 3/ 46. الجمع بين الصحيحين: 1810. حاشية الإكمال: 4/ 355. طبقات الحفاظ: 199. معجم طبقات الحفاظ: ص154. الوضع في الحديث: 263. معجم المؤلفين: 9/ 167، 168 والحاشية. 1 وقيل 236. 2 رواه البخاري في الأدب باب 69. ومسلم في الزهد حديث 52. 464- تهذيب الكمال: 1/ 20. تهذيب التهذيب: 1/ 26. تقريب التهذيب: 1/ 13. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 12. الكاشف: 1/ 56. الجرح والتعديل: 1/ 56. الجرح والتعديل: 2/ 46. سير أعلام النبلاء: 10/ 509 والحاشية. التعديل والتخريج: رقم5.

أبي زائدة وعبيد الله الأشجعي. وعنه البخاري والدارمي وعباس الدوري وحنبل وخلق. وثقه أبو حاتم توفي سنة عشرين ومائتين. 465- 47/ 8م س - داود بن عمرو بن زهير بن عمرو بن جميل أبو سليمان الضبي البغدادي الثقة محدث بغداد: حدث عن جويرية بن أسماء وحماد بن زيد ونافع بن عمر الجمحي وشريك وأبي معشر السندي وإسماعيل بن عياش وعدة وعنه أحمد وإبراهيم الحربي ومسلم والبغوي وأحمد بن الحسن الصوفي وآخرون قال أبو الحسن بن العطار رأيت أحمد بن حنبل يأخد لداود بن عمرو بالركاب وقال البغوي حدثنا داود بن عمرو الثقة المأمون وقال بن معين ليس به باس قلت توفي في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين ومائتين. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن أبي شريك أنا أحمد بن محمد أنا عيسى بن علي نا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو الضبي نا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحرب خدعة" 1. 466- 48/ 8خ د س ت- أصبغ بن الفرج الفقيه الحافظ أبو عبد الله الأموي مولى عمر بن عبد العزيز: ولد بعد الخمسين ومائة. وحدث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقيل أنه أخذ عن أسامة بن زيد أيضا وسمع من عبد العزيز الدراوردي وحاتم بن إسماعيل وعيسى بن يونس وابن وهب وطبقتهم وتفقه بابن القاسم وابن وهب وبرع في الفروع وحدث عنه البخاري وأحمد بن الفرات وأبو الدرداء عبد العزيز المروزي وبكر بن سهل الدمياطي وأبو يزيد القراطيسي ويحيى بن عثمان بن صالح وخلق. قال ابن معين:

_ 465- تهذيب الكمال: 1/ 388. تهذيب التهذيب: 3/ 195. تقريب التهذيب: 1/ 233. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 305. الكاشف: 1/ 290. تاري البخاري الكبير: 3/ 236. الجرح والتعديل: 3/ 1918. ميزان الاعتدال: 2/ 16. لسان الميزان: 7/ 212. طبقات الحفاظ: / 199. الجمع بين رجال الصحيحين: / 517 تاريخ بغداد: 8/ 363. سير الأعلام: 11/ 130. الثقات: 8/ 236. 1 رواه البخاري في الجهاد باب 157. ومسلم في الجهاد حديث 18، 19. وأبو داود في الجهاد باب 92. والترمذي في الجهاد باب 5. 466- تهذيب الكمال: 1/ 119. تهذيب التهذيب: 1/ 361. تقريب التهذيب: 1/ 81. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 101. الكاشف: 1/ 136. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 36- 39، 2/ 36. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 343. الجرح والتعديل: 3/ 321. البداية والنهاية: 10/ 293. تذكر الحفاظ: 2/ 457. شذرات الذهب: 2/ 56. الوافي بالوفيات: 9/ 281. الكنى للإمام مسلم: 141. سير الأعلام: 10/ 656 والحاشية. الثقات: 8/ 133.

كان من أعلم خلق الله برأي مالك, يعرفها مسألة مسألة, متى قالها مالك, ومن خالفه فيها. وقال العجلي: ثقة صاحب سنة. وقال أبو حاتم: كان من أجل أصحاب بن وهب. قال ابن يونس: ذكر لقضاء الديار المصرية عند عبد الله بن طاهر فسبقه سعيد بن عفير وقال بعض الكبار: ما أخرجت مصر مثل اصبغ وكان الربيع والمزني يتفقهان بأصبغ قبل قدوم الشافعي قال ابن قديد كتب المعتصم ليحمل اليه اصبغ في المحنة فهرب واختفى بحلوان مات في شوال سنة خمس وعشرين ومائتين1. أخبرنا عبد الله بن قوام وطائفة قالوا أنا بن الزبيدي أنا عبد الأول أنا الداودي أنا عبد الله بن أحمد أنا الفربري نا أبو عبد الله البخاري أنا أصبغ بن الفرج أنا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن قتادة أن أنسا حدثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم قد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به تابعه الليث عن بن يزيد عن سعيد عن قتادة. 467- 49/ 8ع - الحسن بن الربيع البوراني الحافظ الثقة أبو علي البجلي القسري الكوفي الخشاب الحصار: حدث عن عبيد الله بن أياد وعبد الجبار بن الورد وحماد بن زيد وأبي الأحوص ومهدي بن ميمون وأبي إسحاق خازم الحميسي وطبقتهم وعنه الشيخان وأبو داود وأبو زرعة وعلي بن عبد العزيز وسمويه وخلق قال العجلي: ثقة صالح متعبد كان يبيع البواري وقال أبو حاتم: كان من أوثق أصحاب عبد الله بن إدريس وقال ابن سعد: مات في رمضان سنة إحدى وعشرين ومائتين2, وكان من أصحاب بن المبارك. أخبرنا إسماعيل بن صديق الغزال أنا يحيى بن أبي السعود أخبرتنا شهدة الكاتبة "ح" وأنا شهاب بن علي أنا علي بن هبة الله أنا يحيى بن يوسف قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار أنا الحسن بن أحمد أنا عثمان بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا الحسن بن الربيع نا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا افتتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك".

_ 1 وقيل 220 أو 226. 467 تهذيب الكمال: 1/ 261. تهذيب التهذيب: 2/ تقريب التهذيب: 1/ 166. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 212. الكاشف: 1/ 221. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 295. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 340. الجرح والتعديل: 3/ 44. الوافي بالوفيات: 12/ 9. سير النبلاء: 10/ 399. الثقات: 8/ 172. طبقات ابن سعد: 6/ 409. تاريخ بغداد: 7/ 307. العبر: 1/ 381. 2 وقيل 220، 222.

468- 50/ 8ق- سنيد بن داود الحافظ أبو علي المصيصي واسمه الحسين: كان أحد أوعية العلم. حدث عن حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وعبد الله بن المبارك وأبي بكر بن عياش ونحوهم وعنه أبو بكر الأثرم وأبو زرعة وأحمد بن أبي خيثمة وعبد الكريم الديرعاقولي وخلق سواهم. قال أبو داود: لم يكن بذاك وقال أبو حاتم: صدوق وقال النسائي: فتجاوز الحد لم يكن ثقة. مات سنيد سنة ست وعشرين ومائتين وقفت على تفسيره. أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أنا يحيى بن قميرة أخبرتنا شهدة الكاتبة أنا أبو عبد الله النعالي أنا أبو عمر الفارسي نا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا سنيد بن داود حدثني حجاج عن بن جريج عن عكرمة وانذر به الذين يخافون ان يحشروا إلى ربهم قال أتى شيبة وعتبة ابنا ربيعة ونفر معهما سماهم أبا طالب فقالوا لو أن ابن أخيك محمدا يطرد موالينا وحلفاءنا فانما هم عبيدنا وعسفاؤنا كان أعظم في صدورنا واطوع له عندنا فاتى أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بالذي كلموه فانزل الله تعالى: {َأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ} [الأنعام: 51] . قال: وكانوا بلال وعمار وسالم مولى أبي حذيفة وصبيح مولى ومن الحلفاء بن مسعود والمقداد بن عمرو وغيرهم هذا مرسل. 469- 51/ 8م - محمد بن أسد الحافظ الإمام أبو عبد الله الخوشي الإسفرائيني: كان أحد أوعية العلم رحل وسمع الفضيل بن عياض وعبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة وبقية والوليد بن مسلم وطبقتهم حدث عنه محمد بن عبد الوهاب الفراء وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وأبو بكر الصغاني وأبو لبيد الشامي وآخرون ولما سمع إسحاق بن راهويه بوفاته قال كان نصف خراسان "وخوس" ويقال خش قرية من قرى اسفرائن. 470- 52/ 8د س ت- سعد بن يعقوب الطالقاني الحافظ الحجة أبو بكر: رحال

_ 468- تهذيب الكمال: 1/ 553. تهذيب التهذيب: 4/ 244. تقريب التهذيب: 1/ 335. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 440. الكاشف: 1/ 405. الجرح والتعديل: 4/ 1428. ميزان الاعتدال: 2/ 236. لسان الميزان: 7/ 239. مقدمة الفتح: 408 مجمع: 8/ 83. الثقات: 8/ 304. 469- الجرح والتعديل جـ 7/ 209 "1155". 470- تهذيب الكمال: 1/ 509. تهذيب التهذيب: 4/ 103. تقريب التهذيب: 1/ 309. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 394. الكاشف: 1/ 376. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 533. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 380. الجرح والتعديل: 4/ 320. تاريخ بغداد: 9/ 89. الثقات: 8/ 270. 1 في تاريخ البخاري الكبير وفي الجرح والتعديل اسمه سعيد.

جوال حدث عن حماد بن زيد وأيوب بن جابر ويزيد بن زريع وهشيم وخالد الطحان ومعتمر وطبقتهم. وعنه "د ت س" والأثرم وإسحاق بن إبراهيم البستي وجعفر الفريابي والسراج قدم بغداد وبقي يذاكر الإمام أحمد وثقه أبو زرعة والنسائي قال البخاري: مات سنة أربع وأربعين ومائتين. 471- 53/ 8 - صاحب البصري الحافظ البارع أبو أيوب سليمان بن أيوب: أحد الأعلام سمع حماد بن زيد وهارون بن دينار ويحيى القطان وطائفة سواهم روى عنه إسماعيل القاضي وصالح جزرة وأحمد بن الحسن الصوفي وأبو القاسم البغوي وغيرهم قال يحيى بن معين ثقة حافظ وقال الحسين بن حبان قال يحيى: سليمان صاحب البصري من الحفاظ الثقات كان يتحفظ عند يحيى بن سعيد يأنف أن يكتب، وقال علي بن الجنيد: كان من الحفاظ لم أر بالبصرة أنبل منه. قال مطين: توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين. أخبرنا إسماعيل بن الفراء أنا بن قدامة أخبرتنا شهدة أنا أبو غالب الباقلاني أنا أبو علي البزاز أنا أبو سهل القطان أنا إسماعيل القاضي نا سليمان بن أيوب نا حماد عن أيوب قال حدثني رجل من أهل المدينة عن عروة عن عائشة قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نختبز. 472- 54/ 8خ م س ق- الرقاشي الإمام الثبت الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك البصري: حدث عن حماد بن زيد ومالك بن أنس وطائفة وعنه ابنه أبو قلابة والبخاري ومحمد بن إسماعيل الترمذي وأبو حاتم وقال: ثقة رضا وقال العجلي: ثقة من عباد الله الصالحين وقال يعقوب السدوسي: ثقة ثبت قال العجلي: يقال: إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة. رحمه الله. توفي سنة تسع عشرة ومائتين. أخبرتنا هدية بنت عسكر وغيرها قالوا أنا بن اللتى أنا أبو الوقت أنا أبو الحسن

_ 471- تهذيب التهذيب: 4/ 173. تقريب التهذيب: 1/ 321. الجرح والتعديل: 4/ 453. 472- تهذيب الكمال: 3/ 1226. تهذيب التهذيب: 9/ 277. تقريب التهذيب: 2/ 180. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 426. الكاشف: 3/ 64. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 135. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 343. الأنساب: 6/ 151. رجال الصحيحين: 1690. طبقات الحفاظ: 176. تاريخ الثقات: 407. تاريخ بغداد: 5/ 413. ثقات: 9/ 73. معجم طبقات الحفاظ: ص 161. الوافي بالوفيات: 3/ 307. معرفة الثقات: رقم 1617.

الداودي أنا بن حمويه أنا عيسى بن عمر نا أبو محمد الدارمي أنا محمد بن عبد الله الرقاشي نا يزيد بن زريع نا محمد هو بن إسحاق حدثتني فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر سمعت امرأة تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ثوبها إذا طهرت من محيضها قال: "إذا رأيت فيه دما فحكيه ثم اقرصيه بماء ثم انضحي في سائره وصلي فيه" هذا حديث حسن تفرد به محمد أخرجه أبو داود. 473- 55/ 8خ م ت س ق- معلى بن أسد الحافظ الحجة أبو الهيثم العمي البصري أخو بهز: روى عن عبد العزيز بن المختار ووهيب بن خالد وعبد الله بن المثنى الأنصاري ويزيد بن زريع وطبقتهم حدث عنه البخاري والدارمي وعثمان الدارمي وهلال بن العلاء وعلى بن عبد العزيز وحفص بن عمر سنجة ألف وآخرون قال أبو حاتم: ما أعلم أني عثرت له على حديث خطأ غير حديث واحد. توفي معلى سنة ثمان عشرة ومائتين وقيل سنة تسع عشرة أخبرنا عمر بن محمد الفارسي وجماعة قالوا أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن حمويه أنا عيسى بن عمر أنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا معلى بن أسد نا سلام هو بن أبي مطيع سمعت أبا الهزهاز يحدث عن الضحاك قال قال عبد الله بن مسعود: "اغد عالما أو متعلما ولا خير فيما سواهما". 474- 56/ 8خ س ق - أحمد بن عبد الملك بن واقد الحافظ الحجة محدث الجزيرة أبو يحيى الأسدي مولاهم الحراني: حدث عن حماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وزهير بن معاوية بن المليح وعبيد الله بن عمرو وأبي عوانة وعنه أحمد والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وتمتام وأبو شعيب الحراني وخلق قال أحمد: رأيته حافظا لحديثه صاحب سنة فقيل له أهل حران يتكلمون فيه، فقال: أهل حران قلما يرضون عن أحد؛ هو يغشى السلطان بسبب ضيعة له. قال أبو حاتم: كان نظير النفيلي في الصدق والإتقان وقال أبو عروبة: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.

_ 473- تهذيب الكمال: 3/ 1353. تهذيب التهذيب: 10/ 231 "432". تقريب التهذيب: 2/ 265. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 46. الكاشف: 3/ 163. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 395. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 343. الجرح والتعديل: 8/ 1542. تاريخ الثقات: 435. ثقات: 9/ 182. معرفة الثقات رقم: 1762. تراجم الأحبار: 3/ 328. الأنساب: 9/ 381. المعين: 855. طبقات الحفاظ: 201. رجال الصحيحين: 1972. سير الأعلام: 10/ 626. والحاشية. 474- تهذيب الكمال: 1/ 30. تهذيب التهذيب: 1/ 57. تقريب التهذيب: 1/ 20. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 22. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 3. الجرح والتعديل: 2/ 61. تذكرة الحفاظ: 2/ 463. الثقات: 8/ 7. طبقات الحفاظ: 201. مقدمة الفتح: 386. تاريخ بغداد: 266. سير الأعلام: 10/ 662. والحاشية.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أنا عبد الله بن أحمد سنة 615 أنا أبو الفتح بن البطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا الحسن بن أحمد البزاز أنا أحمد بن محمد القطان أنا أبو جعفر محمد بن غالب حدثني أحمد بن عبد الملك الحراني أنا أبو المليح الرقي عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المهدي من ولد فاطمة عليها السلام". 475- 57/ 8د - أحمد بن شبويه الإمام القدوة شيخ وقته أبو الحسن أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان الخزاعي المروزي الحافظ: سمع بن المبارك والفضل بن موسى وسفيان بن عيينة وطبقتهم روى عنه أبو داود وأحمد بن أبي خيثمة وأبو زرعة الدمشقي وآخرون وقد حدث عنه رفيقه يحيى بن معين قال النسائي: ثقة وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أبي يقول: من أراد علم القبر فعليه بالأثر ومن أراد علم الخبر فعليه بالراي وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني ثابت بن أحمد بن شبويه: كان يخيل إلي أن لأبي فضيلة على أحمد بن حنبل للجهاد وفكاك الاسرى ولزوم الثغور فسالت أخي عبد الله فقال أحمد بن حنبل أرجح قال أبو حاتم مات سنة ثلاثين ومائتين قلت: عاش ستين سنة، روى البخاري عن أحمد بن محمد عن بن المبارك في الوضوء والاضاحي والجهاد فقال الدارقطني: هو ابن شبويه واما أبو نصر الكلاباذي وجماعة فقالوا بل هو أحمد بن محمد بن موسى بن مردويه السمسار- والله اعلم. أخبرنا الحسن بن عبد الكريم أنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي أنا أبو طاهر الحافظ أنا أحمد بن علي الصوفي أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر النجاد نا أبو داود نا أحمد بن محمد بن ثابت حدثني علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّه} [البقرة: 284] نسخت فقال: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] . 476- 58/ 8خ م د - هدبة بن خالد بن اسود بن هدبة الحافظ الصدوق محدث البصرة

_ 475- تهذيب الكمال: 1/ 34. تهذيب التهذيب: 1/ 71. تقريب التهذيب: 1/ 24. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 28. الكاشف: 1/ 68. الأنساب: 8/ 55. سير النبلاء: 11/ 7 والحاشية. 476- تهذيب الكمال: 3/ 1435. تهذيب التهذيب: 11/ 24 "52". تقريب التهذيب: 2/ 315. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 123. الكاشف: 3/ 218. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 248. الجرح والتعديل: 9/ 484. ميزان الاعتدال: 4/ 294. لسان الميزان: 7/ 417. تاريخ الثقات: 455. الإكمال: 7/ 412. مقدمة الفتح: 447. الثقات: 9/ 246. المغني: 6736. نسيم الرياض: 2/ 280. الأنساب: 10/ 540. البداية والنهاية: 10/ 315. معرفة الثقات: رقم 1886. سير الأعلام: 11/ 97. والحاشية.

أبو خالد القيسي الثوباني البصري ويقال له: هداب بن خالد: شهد جنازة شعبة صبيا وسمع مبارك بن فضالة وحماد بن سلمة وجرير بن حازم وسليمان بن المغيرة وأبان العطار وطبقتهم بالبصرة ولم يرحل روى عنه الشيخان وأبو داود وبقي بن مخلد وابن أبي عاصم وأبو يعلى والحسن بن سفيان وعبدان والبغوي وخلق كثير وثقه بن معين وقال أبو حاتم صدوق وقال بن عدي لا بأس به ولا أعرف له حديثا منكرا سمعت أبا يعلى وسئل عن هدبة وشيبان قال هدبة: أفضلهما واوثقهما واكثرهما حديثا واما النسائي فقال: هو ضعيف قلت هنا لا يقبل تضعيف أبي عبد الرحمن وهذا بن عدي الذي أخذ علم هدبة عن طائفة كبار عنه يصرح بأنه لا يعرف له ما ينكر وهذا بن معين ملك الحفاظ يفصح بأنه ثقة روى ذلك عن علي بن الجنيد قال عبدان الأهوازي: كنا نتجنب الصلاة خلف هدبة من التطويل كان يسبح في سجوده نيفا وثلاثين تسبيحة وكان من اشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتى صلاته توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين1. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا محمد بن عمر ومحمد بن أحمد ومحمد بن الداية قالوا نا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو الفضل الزهري نا جعفر الفريابي نا هدبة بن خالد نا همام عن قتاة عن أنس عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة" 2 وذكر الحديث قلت: كان هدبة من أبناء التسعين. 477- 59/ 8خ ق- يعقوب بن حميد بن كاسب الإمام المحدث عالم المدينة ونزيل مكة: سمع إبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد الله بن وهب وخلقا كثيرا وتفرد بأشياء وله مناكير حدث عنه البخاري وابن ماجه وعبد الله بن أحمد وإسماعيل القاضي وأبو بكر بن أبي عاصم وطائفة ذكره البخاري فقال لم نر إلا خيرا وقال أبو

_ 1 وقيل 238، 239. 2 رواه البخاري في الأطعمة باب 30. وفي فضائل القرآن باب 17، 36. ومسلم في المسافرين حديث 243. وأبو داود في الأدب باب 16. 477- تهذيب الكمال: 3/ 1549. تهذيب التهذيب: 11/ 383 "745". تقريب التهذيب: 2/ 375. الكاشف: 3/ 290. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 401. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 374. الجرح والتعديل: 9/ 861. ميزان الاعتدال: 7/ 445. مقدمة الفتح: 453. المغني: 7187. الضعفاء الكبير: 4/ 446. الثقات: 7/ 642، 9/ 285. التاريخ لابن معين: 3/ 681. تراجم الأحبار: 4/ 262. مجمع: جـ 1/ 123، 434، جـ 2/ 119، جـ 4/ 287، جـ 6/ 4، جـ 9/ 192. سير الأعلام: 11/ 158 والحاشية. طبقات الحفاظ: 262. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 215.

حاتم ضعيف وأخرج البخاري له في شهداء بدر وفي الصلح فقال: ثنا يعقوب أنا إبراهيم بن سعد فهو هو ويقال هو يعقوب الدورقي فأما من قال هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقد أخطأ لأنه ما أدركه البخاري وكذا من قال هو يعقوب بن محمد الزهري أحد الضعفاء مات بن كاسب في آخر سنة إحدى وأربعين ومائتين1. أخبرنا التاج عبد الخالق أنا الموفق عبد الله بن أحمد الفقيه أنا أبو زرعة المقدسي أنا أبو منصور المقومي أنا القاسم بن أبي المنذر أنا علي بن إبراهيم نا محمد بن يزيد نا يعقوب بن حميد نا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله" 2. 478- 60/ 8خ م د س- عبد الأعلى بن حماد الحافظ الثقة مسند البصرة أبو يحيى الباهلي مولاهم المعروف بالنرسي: ابن عم المحدث عباس بن الوليد النرسي سمع حماد بن سلمة ومالكا ووهيب بن خالد وعبد الجبار بن الورد وسلام بن أبي مطيع ويزيد بن زريع وخلقا كثيرا روى عنه الشيخان وأبو داود وأبو حاتم وعبد الله بن ناجية وأبو يعلى والفريابي والبغوي والناس وثقه أبو حاتم وغيره. مات في جمادي الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين3 عن نحو من تسعين عاما. أخبرنا أبو المعالي الهمذاني أنا الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن حسين أنا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي إملاء نا أبو القاسم البغوي نا عبد الأعلى بن حماد نا خالد بن عبد الله عن سهيل عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإيمان بضع وستون -أو: وسبعون - بابا أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" 4.

_ 1 وقيل 240. 2 رواه البخاري في الزكاة باب 18. وابن ماجه في الصدقات باب 11. وأحمد في مسنده "2/ 461، 417". 478- تهذيب الكمال: 2/ 759. تهذيب التهذيب: 6/ 93 "196". تقريب التهذيب: 1/ 464 "780". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 115. الكاشف: 2/ 146. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 74. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 368. الجرح والتعديل: 6/ 854. سير الأعلام: 11/ 28 والحاشية. تاريخ بغداد: 11/ 75. طبقات ابن سعد: 7/ 306. الثقات: 8/ 409. 3 وقيل 236. 4 رواه الترمذي في الإيمان باب 6 وابن ماجه في المقدمة باب9.

479- 61/ 8خ م س - المقدمي الحافظ الثبت أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم البصري مولى ثقيف روى عن عمه عمر بن علي وحماد بن زيد وأبي عوانة ويزيد بن زريع ويوسف بن الماجشون وخلق كثير وعنه الشيخان وإسماعيل القاضي وابن أبي عاصم وأبو يعلى والحسن بن سفيان وأحمد بن علي المروزي وعدة وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة وكانت وفاته في أول سنة أربع وثلاثين ومائتين. أخبرنا أحمد بن المؤيد أنا الفتح بن عبد السلام أنا الأرموي وابن الداية ومحمد بن أحمد قالوا أنا أحمد بن محمد المعدل أنا عبيد الله بن عبد الرحمن أنا جعفر بن محمد نا محمد بن أبي بكر المقدمي نا عبد الله بن يزيد "ح وبه" إلى جعفر قال ونا قتيبة قالا ثنا بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أكثر منافقي أمتي قراؤها" هذا لفظ قتيبة وقال المقدمي: "هذه الأمة". أخبرنا ابن تاج الأمناء عن أبي روح أنا تميم المؤدب أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى نا محمد بن أبي بكر نا المعتمر سمعت أبي نا أبو عثمان قال: لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الأيام التي كان يقاتل غير طلحة وسعد عن حديثهما. أخرجه البخاري ومسلم عن المقدمي فوافقنا. 480- 62/ 8خ م د - الزهراني الحافظ الثقة المقرئ أبو الربيع سليمان بن داود الأزدي العتكي البصري سمع جرير بن حازم وفليح بن سليمان ومالكا وحماد بن زيد وابن شهاب الحناط وشريك بن عبد الله وطائفة وعنه الشيخان وأبو داود وعلي بن المديني وإسحاق وأحمد وأبو يعلى والبغوي وخلق، وثقه بن معين وأبو زرعة والنسائي. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين. أخبرنا علي بن أحمد الحسيني أنا محمد بن أحمد أنا محمد بن عبيد الله ح وأنا أحمد بن إسحاق قال: أنا عمر بن محمد قال: أنا هبة الله بن أحمد قالا: أنا محمد بن محمد

_ 479- تهذيب الكمال: 3/ 1179. تهذيب التهذيب: 9/ 79. تقريب التهذيب: 2/ 148. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 385. الكاشف: 3/ 25. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 49. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 363. الجرح والتعديل: 7/ 1178. الثقات: 9/ 85. تراجم الأحبار: 4/ 13. طبقات الحفاظ: 203. المعين: 977. الوافي بالوفيات: 2/ 259. سير الأحلام: 10/ 660 والحاشية. 480- تهذيب الكمال: 1/ 536. تهذيب التهذيب: 4/ 190. تقريب التهذيب: 1/ 324. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 411. الكاشف: 1/ 393. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 11. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 363. الجرح والتعديل: 4/ 493. مقدمة الفتح: 407. الوافي بالوفيات: 15/ 389. سير الأعلام: 10/ 676. الثقات: 8/ 278.

الزينبي أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله البغوي أنا أبو الربيع الزهراني نا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر عن بلال أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة. 481- 63/ 8خ س ق - الهيثم بن خارجة الحافظ الثقة المحدث أبو أحمد ويقال أبو يحيى المروزي ثم البغدادي: حدث عن مالك والليث وحفص بن ميسرة ويعقوب القمي وخلق لقيهم بالعراق والحجاز ومصر والشام وخراسان وعني بهذا العلم حدث عنه البخاري وأحمد بن حنبل وابنه عبد الله بن أحمد وأبو زرعة وأبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي وآخرون قال الصوفي كان يسمى شعبة الصغير وقال يحيى بن معين ثقة وقال النسائي ليس به بأس وقال صالح جزرة كان يتزهد وكان أحمد يثني عليه, وكان ضيق الخلق. قال البخاري: مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين1. أخبرنا عمر بن القواس أنبأنا عبد الجليل بن مندويه أنا نصر بن مظفر أنا بن النقور أنا علي بن عمر أنا أحمد بن الحسن نا الهيثم بن خارجة نا الجراح بن مليح البهراني نا حاتم بن حريث سمعت أبا أمامة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العارية مؤداة والمنحة مردودة ومن وجد لقحة مصراة فلا يحل له صرارها حتى يردها". أخرجه النسائي عن عمرو بن منصور عن الهيثم. 482- 64/ 8د ت - علي بن بحر بن بري الحافظ الثقة أبو الحسن القطان الفارسي ثم البغدادي عن حاتم بن إسماعيل وجرير بن عبد الحميد وعيسى بن يونس وهشام بن يوسف وطبقهم وعنه أحمد بن حنبل وعباس الدوري وإبراهيم الحربي وأبو داود وهلال بن العلاء وخلق كثير وثقه بن معين والعجلي وكانت له رحلة إلى الحجاز

_ 481- تهذيب الكمال: 3/ 1455. تهذيب التهذيب: 11/ 93 "156". تقريب التهذيب: 2/ 326. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 122. الكاشف: 3/ 230. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 216. تاريخ البخاري الصغير: 1/ 356. الجرح والتعديل: 9/ 352. معجم طبقات الحفاظ: 183. الثقات: 9/ 200 الأنساب: 12/ 24 طبقات الحفاظ: 204. العبر: 1/ 400. تاريخ بغداد: 14/ 58. التمهيد: 2/ 17. سير الأعلام: 10/ 477 والحاشية. 1 وقيل 228. 482- تهذيب الكمال: 2/ 955. تهذيب التهذيب: 7/ 284 "494". تقريب التهذيب: 2/ 32. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 242. الكاشف: 2/ 279. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 263. الجرح والتعديل: 6/ 965. الإكمال: 1/ 400. تاريخ بغداد: 11/ 352. تذكرة: 2/ 970. مجمع: 10/ 57. الثقات: 8/ 468. تراجم الأحبار: 3/ 48. سير الأعلام: 11/ 12 والحاشية. أربع رسائل: 176. معرفة الثقات: 1290. تهذيب مستمر الأوهام: ب 215.

واليمن والشام. مات بناحية الأهواز في سنة أربع وثلاثين ومائتين1 ببلد بابسير. ففي فوائد سمويه نا علي بن بحر نا هشام نا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيت جد بني عامر، جمل آدم مقيد يعصم يأكل من سدرة" يعني بجدهم حظهم. 483- 65/ 8خ ت س ق - إبراهيم بن المنذر الإمام المحدث الثقة أبو إسحاق الحزامى الأسدي المدني: سمع سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وابن وهب وأبا ضمرة وطبقتهم وعنه البخاري وابن ماجه وبقى بن مخلد ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ومطين وخلق كثير قال أبو حاتم وغيره صدوق وقيل انه رأى مالكا وضبط عنه مسألة واحدة قال الفسوي: مات سنة ست وثلاثين ومائتين2 في المحرم. أخبرنا عمر بن خواجا إمام أنا بن اللتى أنا عبد الأول أنا الداودي أنا بن حمويه أنا عيسى بن عمر أنا أبو محمد الدارمي أنا إبراهيم بن المنذر نا عبد العزيز بن أبي ثابت حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة عن كريب عن بن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه" أخرجه الترمذي في الشمائل عن الدارمي ولم يحتجوا بعبد العزيز. 484- 66/ 8خ م د س - أبو معمر الهذلي الحافظ الثبت البارع إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهروي القطيعي محدث بغداد سمع إسماعيل بن جعفر وخلف بن خليفة وابن المبارك وهشيما وإسماعيل بن عياش وشريكا وسفيان بن عيينة وطبقتهم حدث عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وصالح بن محمد وأبو يعلى وخلق وروى البخاري أيضا والنسائي عن رجل عنه قال ابن سعد: ثقة ثبت صاحب سنة وفضل، وقال عبيد بن

_ 1 وقيل 244 483- تهذيب الكمال: 1/ 65. تهذيب التهذيب: 1/ 166. تقريب التهذيب: 1/ 43، 44. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 57. الكاشف: 1/ 94. الثقات: 8/ 731. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 331. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 367. الجرح والتعديل: 2/ 450.ميزان الاعتدال: 1/ 67. لسان الميزان: 7/ 170. تذكرة الحفاظ: 470. طبقات الحفاظ: 204. سير الأعلام: 1/ 689. الوافي بالوفيات: 6/ 150. تاريخ بغداد: 6/ 9/ 13. مقدمة الفتح: 388. 2 وقيل 233. 484- تهذيب الكمال: 1/ 95. تهذيب التهذيب: 1/ 273. تقريب التهذيب: 1/ خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 82. الكاشف: 1/ 118. تعجيل المنفعة: 8/ 102. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 366. الجرح والتعديل: 2/ 157. ميزان الاعتدال: 1/ 220. طبقات الحفاظ: 2/ 471. شذرات الذهب: 2/ 86. سير الأعلام: 11/ 69 والحاشية. الوافي بالوفيات: 9/ 75. تاريخ بغداد: 6/ 266. الإكمال: 7/ 149.

شريك كان من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت: إنها سنية فأُخِذ في المحنة فأجاب فلما خرج قال كفرنا وخرجنا قال أبو يعلى: حدث أبو معمر بالموصل بنحو الفي حديث من حفظه فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم بما أخطأ فيه نحو ثلاثين حديثا قال عبد الله بن أحمد سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يرضى ولا يغضب فهو كافر، وقال أبو شعيب صالح الهروي: سمعت أبا معمر يقول: آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله. مات أبو معمر في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين. أخبرنا أحمد بن هبة الله بقراءتي عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا محمد بن أحمد الحيري أنا أبو يعلى أنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن علي بن هشام عن هاشم بن عروة عن بكر بن وائل عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ولا ضرب خادما له قط ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء فانتقم من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم". أخرجه النسائي عن أبي بكر بن علي المروزي عن أبي معمر. 485- 67/ 8خ م د س- أبو توبة الحلبي الحافظ الحجة الربيع بن نافع شيخ طرسوس ومحدثها حدث عن معاوية بن سلام وأبي المليح الرقي وإبراهيم بن سعد وشريك وابن المبارك وخلق وعنه أبو داود وأخرج الشيخان عن رجل عنه وحدث أيضا أحمد بن حنبل والدارمي وأبو حاتم ويعقوب الفسوي وخلق قال أبو حاتم ثقة حجة وقال أبو داود كان يحفظ الطوال يجىء بها ورأيته يمشي حافيا وعلى رأسه طويلة ويقال: إنه كان من الأبدال رحمه الله قلت: هو آخر من حدث عن معاوية. وعمِّر دهرا، توفي في سنة إحدى وأربعين ومائتين أخبرنا أبو المحاسن محمد بن أبي الحرم والحسن بن علي قالا أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو منصور الخياط وعمر بن المبارك ومحمد بن المنذر قالوا أنا عبد الملك بن بشران أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب أنا إبراهيم بن ديزيل نا أبو توبة نا محمد بن المهاجر عن أبيه عن أسماء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من ترك دينارا ترك كية" 1.

_ 485- تهذيب الكمال: 1/ 406. تهذيب التهذيب: 3/ 251. تقريب التهذيب: 1/ 246. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 320. الكاشف: 1/ 305. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 279. الجرح والتعديل: 3/ 2105 الجمع بين رجال الصحيحين: 525. الوافي بالوفيات: 14/ 83. سير الأعلام: 10/ 653. الثقات: 8/ 239. ديوان الإسلام: ت: 574. 1 وراه أحمد في مسنده 3/ 342.

486- 68/ 8د- محمد بن أبي السرى الحافظ الصدوق محدث فلسطين أبو عبد الله بن المتوكل العسقلاني: سمع فضيل بن عياض ومعتمر بن سليمان ورشدين بن سعد وابن عيينة وابن وهب وطبقتهم فأكثر وعنه أبو داود وبكر بن سهل الدمياطي والحسن بن سفيان وعلي بن محمد الجكانى ومحمد بن الحسن بن قتيبة وآخرون وثقه يحيى بن معين وقال بن حبان كان من الحفاظ وقال بن عدى كثير الغلط وقال أبو حاتم لين الحديث قلت: مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أنا الفتح بن عبد الله أنا محمد بن أحمد ومحمد بن عمر ومحمد بن علي قالوا نا أبو جعفر بن المسلمة أنا عبيد الله بن عبد الرحمن نا جعفر بن محمد نا محمد بن أبي السرى العسقلاني نا زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان قال خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث يقولون الإيمان قول ولا عمل ونقول قول وعمل ونقول أنه يزيد وينقص وهم يقولون لا يزيد ولا ينقص ونحن نقول النفاق وهم يقولون لا نفاق. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد بن محمد وزينب بنت عبد الرحمن قال أخبرتنا فاطمة بنت عجلان أنا عبد الغافر بن محمد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة أنا أحمد بن محمد الحيري نا الحسن بن سفيان الحافظ نا محمد بن المتوكل العسقلاني نا المعتمر وشعيب بن إسحاق قالا نا بن عون عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "الحلال بيِّن والحرام بيِّن" 2 الحديث. 487 69/ 8م س ق- الحكم بن موسى بن شيرزاد الحافظ الزاهد العابد أبو صاحب

_ 486- تهذيب الكمال: 3/ 1201، 1264. تهذيب التهذيب: 9/ 181. تقريب التهذيب: 2/ 163. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 406.الكاشف: 3/ 92. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 239. الجرح والتعديل: 8/ 452. ميزان الاعتدال: 3/ 56. لسان الميزان: 7/ 373. الثقات: 9/ 88. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 95. سير الأعلام: 11/ 161. 1 هي فاطمة أم الخير بنت أبي الحسن علي بن المظفر بن زغبل. 2 رواه البخاري في الإيمان باب 39. ومسلم في المساقاة حديث 107، 108. وأبو داود في البيوع باب 3. والترمذي في البيوع باب 1. 487- تهذيب الكمال: 1/ 314. تهذيب التهذيب: 2/ 439. تقريب التهذيب: 1/ 193. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 246. الكاشف: 1/ 247. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 344. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 361. الجرح والتعديل: 3/ 584. ميزان الاعتدال: 1/ 580. لسان الميزان: 7/ 202. تاريخ بغداد: 8/ 226. الوافي بالوفيات: جـ 3 رقم 133 ص 124. سير الأعلام: 11/ 5 والحاشية. الثقات: 8/ 195. شذرات الذهب: 3/ 55.

البغدادي القنطري أصله من نسا. رأى الإمام مالكا، وروى عن إسماعيل بن عياش والهقل بن زياد وابن المبارك والهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وعبد الرحمن بن أبي الرجال وخلق وعنه البخاري تعليقا ومسلم وأبو داود وأحمد بن الحصن الصوفي وأحمد بن علي المروزي وأبو يعلى الموصلي ومطين وابن أبي الدنيا والبغوى وعبد الله بن أحمد وحدث عنه من الكبار أحمد بن حنبل وابن المديني وثقه ابن معين والعجلى وقال أبو حاتم: صدوق وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث بزاز صالح ثبت في الحديث. قلت: مات في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائتين له حديث في مسند أحمد مما سمعه عبد الله أيضا منه نا عيسى بن يونس نا هشام عن محمد عن أبي هريرة مرفوعا: "من ذرعه القىء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض" غريب فرد رواه ق عن أبي زرعة عن الحكم فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين قال الحاكم: حدثنا علي بن محمد الحبيبى نا صالح بن محمد عن سريج بن يونس فقال ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك وسألت عن يحيى بن أيوب فقال ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك ثالثهما الحكم بن موسى الثقة المأمون هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة. 488- 70/ 8خ م ت س ق- محمود بن غيلان الحافظ المتقن أبو أحمد العدوى مولاهم المروزي أحد أئمة الأثر: حدث عن سفيان بن عيينة والفضل بن موسى السيناني والوليد بن مسلم وأبي معاوية ووكيع وعبد الرزاق وخلق وعنه الجماعة سوى أبي داود ومطين والهيثم بن خلف الدوري والحسن بن سفيان والبغوى وآخرون قال ابن حنبل أعرفه بالحديث صاحب سنة قد حبس بسبب محنة القرآن وقال النسائي ثقة وعن محمود قال سمع منى إسحاق بن راهويه حديثين قلت توفى في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين فأما من قال: توفي في سنة تسع وأربعين فقد غلط. أخبرنا يوسف بن أحمد وعبد الحافظ بن بدران قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن أحمد البندار أنا أبو طاهر المخلص أنا عبد الله بن محمد نا محمود بن غيلان نا الفضل بن موسى السيناني نا الجعيد عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت سعدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يكيد أهل المدينة أحد بسوء إلا انماع كما ينماع الملح في الماء" 2.

_ 1 وقيل 335. 488- تهذيب الكمال: 2/ 1310. تهذيب التهذيب: 10/ 64 "109". تقريب التهذيب: 2/ 233. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 14. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 404. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 269. الجرح والتعديل: 8/ 1340. الثقات: 9/ 202. نسيم الرياض: 3/ 457. البداية والنهاية: 10/ 318. تاريخ بغداد: 13/ 89. سير الأعلم: 12/ 223 والحاشية. العبر: 1/ 431. 2 رواه البخاري في المدينة باب 7.

489- 71/ 8خ د ت - الحسن بن الصباح بن محمد الحافظ الإمام علم السنة أبو علي الواسطي ثم البغدادي البزار: حدث عن سفيان بن عيينة وأبي معاوية ومبشر بن إسماعيل وشعيب بن حرب ومعن بن عيسى وإسحاق الأزرق وخلق كثير. روى عنه البخاري وأبو داود والترمذي وأبو يعلى الموصلي والفريابي وعمر بن بجير البخاري وابن صاعد وخلق سواهم آخرهم موتا أبو عبد الله المحاملي قال أبو حاتم: صدوق له جلالة عجيبة ببغداد كان أحمد يرفع من قدره ويجله وروى عبد الله بن أحمد قال ما يأتى على أبي علي بن البزاز يوم الا وهو يعمل فيه خيرا وقد كنا نختلف إلى شيخ فكنا نقعد نتذاكر إلى خروج الشيخ وابن البزار قائم يصلى وروى أبو العباس السراج عن بن الصباح قال: أدخلت على المأمون ثلاث مرات رفع اليه انه يأمر بالمعروف وكان نهى ان يأمر بالمعروف قلت: لا ولكن انهى عن المنكر فضربت خمس درر ورفع اليه انى اشتم عليا فقلت: يا أمير المؤمنين أنا لا أشتم يزيد؛ لأنه بن عمك فكيف أشتم مولاي وسيدى عليا؟ قال: وحملت في المحنة إلى الروم. مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين. أخبرنا محمد بن إبراهيم النحوي وأحمد بن محمد وعلي بن محمد وطائفة قالوا: أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أخبرتنا بيبي بنت عبد الصمد أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا يحيى بن محمد نا الحسن بن الصباح البزار نا شبابة عن ورقاء عن عبد الله بن عبد الرحمن سمعت أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لن يبرح الناس يسألون حتى يقولوا: هذا الله خلق كل شيء" وذكر كلمة"1, أخرجه البخاري عن البزار فوفقناه بعلو. 490- 72/ 8خ د ت س- خت الحافظ الحجة الإمام أبو زكريا يحيى بن موسى بن عبد ربه بن سالم الحداني البلخي السجستاني ولقبه "خت": حدث عن سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم ووكيع وأبي معاوية ويزيد بن هارون وطبقتهم وارتحل إلى عبد الرزاق,

_ 489- تهذيب الكمال: 1/ 265. تهذيب التهذيب: 2/ 289. تقريب التهذيب: 1/ 167. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 214. الكاشف: 1/ 222. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 265. الجرح والتعديل: 3/ 71. ميزان الاعتدال: 1/ 499. لسان الميزان: 7/ 197. سير الأعلام: 12/ 192. الثقات: 8/ 176. 1 رواه مسلم في الاعتصام حديث3. 490- تهذيب الكمال: 3/ 1522. تهذيب التهذيب: 11/ 289 "565". تقريب التهذي: 2/ 359. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 161. الكاشف: 3/ 269. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 307. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 362. الجرح والتعديل: 9/ 781. المعين: 1032. ثقات: 9/ 367. رجال الصحيحين: 2207. الأنساب: 4/ 85، 5/ 50. المشتبة: 262. الإكمال: 3/ 123.

حدث عنه "خ د ت س" وأبو محمد الدارمي وموسى بن هارون والحسن بن سفيان وأبو العباس السراج ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويرى وثقه أبو زرعة والنسائي والدارقطني وقال السراج: ثقة مأمون، وقال موسى بن هارون: كان من خيار المسلمين. قيل: مات في رمضان سنة ثلاثين ومائتين1. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر المستملى أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا محمد بن عبد الله بن يوسف الدويرى نا يحيى بن موسى نا محمد بن سليمان بن مسمول حدثني عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه عن طاوس عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الناس معادن والعرق دساس وأدب السوء كعرف السوء". 491- 73/ 8م 4 - هارون الحمال هو الحافظ الإمام الثقة أبو موسى هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي البزاز المعروف بالحمال: سمع سفيان بن عيينة ومعن بن عيسى وأبا أسامة وسيار بن حاتم وابن أبي فديك وطبقتهم وعنه ولده موسى الحافظ ومسلم والنسائي وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وعدة قال الحافظ الخطيب كان ثقة حافظا عارفا قال المروزي سألت أبا عبد الله عن هارون الحمال اكتب عنه قال أي والله قلت أنهم حكموا عنك إنك سكت حين سألوك عنه قال ما اعرف هذا وقال إبراهيم الحربي لو كانت الكذب حلالا لتركه هارون الحمال تنزها وقال النسائي هارون الحمال ثقة وقال بن شاهين أنا أحمد بن محمد المؤذن جارنا قال سمعت هارون الحمال ثقة وقال بن شاهين أنا أحمد بن محمد المؤذن جارنا قال سمعت هارون بن عبد الله يقول جاءني أحمد بن حنبل بالليل ومسانى فقال: شغلت اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفيء وهم في الشمس بأيديهم الأقلام لا تفعل إذا قعدت فاقعد مع الناس. أخبرنا على بن أحمد العلوي أنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغونى أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الذهبي حدثنا أبو القاسم البغوي حدثني جدي وهارون بن عبد الله قالا ثنا يزيد بن هارون نا حميد عن أنس قال كنا نبكر إلى الجمعة ثم نقيل بعدها قال مطين وغيره توفى سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

_ 1 وقيل 240. 491- تهذيب الكمال: 3/ 1430. تهذيب التهذيب: 11/ 8 "18". تقريب التهذيب 2/ 312. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 108. الكاشف: 3/ 108. الكاشف: 3/ 214. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 378. الجرح والتعديل: 9/ 382. معجم طبقات الحفاظ: 181. المعين: 1020. الأنساب: 4/ 228. الثقات: 9/ 239. تاريخ بغداد: 14/ 22. سير الأعلام: 12/ 115 والحاشية.

492- 74/ 8 د- حامد بن يحيى بن هانئ الحافظ المكثر الثقة أبو عبد الله البلخي نزيل طرسوس: حدث عن سفيان بن عيينة فأكثر جدا وعن أيوب بن النجار ويحيى بن سليم الطائفي وحسين الجعفي وعمر بن هارون البلخي ومحمد بن معن الغفاري وعبد الله بن الحارث المخزومي وعدة وعنه أبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم وابن أبي عاصم وجعفر الفريابي وأبو خيثمة على بن عمرو الحراني وعمر بن سعيد المنبجي قال ابن حبان: كان من أعلم أهل زمانه بحديث سفيان أفتى عمره في مجالسته وذكر الفريابي أنه سأل علي ابن المديني عنه فقال: يا سبحان الله بقي حامد إلى زمان يُحتاج أن يُسأل عنه وقال أبو حاتم: صدوق. قال مطين وغيره مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. 493- 75/ 8د- سعيد بن نصير الإمام المحدث أبو عثمان البغدادي الوراق مصنف كتاب البكاء وكتاب العوائد: سكن الثغور والرقة، يروى عن سفيان بن عيينة ووكيع وأبي أسامة وسيار بن حاتم وعبد الصمد بن عبد الوراث وروح بن عبادة وأبي نعيم إلى ان ينزل إلى النفيلي والقواريري ومحمد بن المصفى الحمصي روى عنه أبو داود والنسائي خارج السنن وأبو عبد الملك التستري وأبو طاهر بن قيل ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وأبو شعيب الحراني وسليمان بن محمد بن الفضل البجلي وعدة وهو صدوق عالم ما علمت فيه جرحا1. 494 76/ 8 خ د س ق- دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الحافظ الفقيه الكبير أبو سعيد الأموي مولاهم الدمشقي الأوزاعي المذهب محدث الشام: ولد سنة سبعين ومائة وسمع سفيان بن عيينة ومروان بن معاوية والوليد بن مسلم وإسحاق الأزرق وطبقتهم بمصر والشام والحجاز والكوفة والبصرة حدث عنه "خ د س ق" وبقي بن مخلد وأبو زرعة وابناه عمرو وإبراهيم ومحمد بن محمد الباغندي وعدة وكان من الأئمة المتقنين لهذا الشأن ولي

_ 492- تهذيب الكمال: 1/ 223. تهذيب التهذيب: 2/ 169. تقريب التهذيب: 1/ 146. الكاشف: 1/ 200. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 377. الجرح والتعديل: 3/ 1338. مجمع الزوائد: 10/ 244. سير أعلام النبلاء: 12/ 94. الثقات: 8/ 218. 493- تهذيب الكمال: 1/ 506. تهذيب التهذيب: 4/ 91. تقريب التهذيب: 1/ 306. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 392. الكاشف: 1/ 373. 17/ 80. والحاشية. الثقات: 8/ 297. 1 توفي عام 350. 494- تهذيب الكمال: 2/ 772. تهذيب التهذيب: 6/ 131 "274". تقريب التهذيب: 1/ 471 "856". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 123. الكاشف: 2/ 154. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 256. الجرح والتعديل: 5/ 999. ميزان الاعتدال: 2/ 546. سير النبلاء: 11/ 515 والحاشية. الثقات: 8/ 331. ديوان الإسلام: ت913.

قضاء الأردن وقضاء فلسطين ثم طلب لقضاء القضاة بمصر فبغته الأجل, قال الحسن بن علي بن بحر: قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين فرأيت أبي وأحمد وابن معين وخلف بن سالم قعودا بين يديه كالصبيان. قال الخطيب: كان على مذهب الأوزاعي وقال أبو حاتم: ثقة. وقال أبو داود: حجة لم يكن بدمشق في زمانه مثله وقال النسائي: ثقة مأمون. أخبرنا الأبرقوهي أنا ابن عبد السلام أنا جماعة قالوا: أنا أبو جعفر المعدل أنا أبو الفضل الزهرى أنا الفريابي أنا عبد الرحمن بن إبراهيم أنا مروان بن محمد نا عبد العزيز بن محمد عن قدامة بن موسى عن عبد الله بن دينار عن وهب بن منبه أو وهب الذماري قال صفة المنافق تحيته لعنة وطعامه سحت وغنيمته غلول صخب النهار خشب الليل مات بفلسطين سنة خمس وأربعين ومائتين لثلاث عشرة بقيت من رمضان رحمه الله تعالى. 495- 77/ 8 س- خلف بن سالم الحافظ المجود أبو محمد السندي مولى آل المهلب: من أعيان حفاظ بغداد يروى عن هشيم وأبي بكر بن عياش وعبد الرزاق والطبقة. وعنه أحمد بن أبي خيثمة والحسن بن علي المعمري وأبو القاسم البغوي وآخرون وأخرج النسائي عن رجل عنه مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين وكان يتبع الغرائب قال المروذي: سألت أبا عبد الله عنه فقال: ما أعرفه بكذب نقموا عليه لتتبعه هذه الأحاديث وقال يحيى بن معين: صدوق وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا أثبت من مسدد والحميدي. قلت: ويروى عنه أحمد بن الحسن الصوفي وقال توفي لسبع بقين من رمضان من سنة إحدى وثلاثين1 رحمه الله. أخبرنا عبد المؤمن الحافظ أنا يحيى اليربوعي أخبرتنا شهدة أنا النعالي أنا أبو عمر بن المهدى أنا محمد بن أحمد بن يعقوب السدوسي نا جدي نا خلف بن سالم نا وهب بن جرير نا جويرية نا يحيى بن سعيد عن عمه قال: لما كان اليوم الذي أصيب فيه عمار إذا

_ 495- تهذيب الكمال: 1/ 375. تهذيب التهذيب: 3/ 152. تقريب التهذيب: 1/ 225، 226. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 292. الكاشف: 1/ 282. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 196. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 260. الجرح والتعديل: 3/ 1690. ميزان الاعتدال: 1/ 660. لسان الميزان: 7/ 210. طبقات الحفاظ: / 207. تاريخ بغداد: 8/ 828. سير الأعلام: 11/ 148. الثقات: 8/ 228. 1 وقيل 232.

رجل قد برز بين الصفين جسيم على فرس جسيم ضخم ينادي بصوت موجع روحوا إلى الجنة يا عباد الله ثلاث مرار, ثم قال: فانها تحت ظلال السيوف فثار الناس فإذا هو عمار بن ياسر فلم يلبث أن قتل. 496- 78/ 8ع- أحمد بن منيع الحافظ الحجة أبو جعفر البغوي ثم البغدادي الأصم صاحب المسند المعروف: حدث عن هشيم وعباد بن العوام وعبد العزيز بن أبي حازم وابن المبارك وطبقتهم وعنه الستة لكن البخاري بواسطة, وسبطه أبو القاسم البغوي وابن ماجه وابن صاعد, قال سبطه أخبرت عن جدي أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم القرآن في كل ثلاث. وثقه صالح بن محمد جزرة وغيره. قال البغوي: وفاته في شوال سنة أربع وأربعين ومائتين, وعاش أربعا وثمانين سنة. قرأت على أبي الحسن الغرافى أنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر الزاغوانى أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله البغوي حدثني جدي نا هشيم قال ان لم أكن سمعته من الزهرى فحدثني سفيان بن حسين عنه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء" 1. 497- 79/ 8ع- أبو مصعب الإمام الفقيه أحمد بن أبي بكر الزهري العوفي المدني: أحد الأثبات وشيخ أهل المدينة وقاضيهم ومحدثهم، ولد سنة خمسين ومائة ولزم مالكا وتفقه به وحدث عن مالك وإبراهيم بن سعد ويوسف بن الماجشون وعدة وعنه الستة لكن س بواسطة وأبو زرعة وبقى بن مخلد وخلائق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وعاش اثنين وتسعين عاما قال عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي اتى قوم أبا مصعب فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجلا يقول: لفظه بالقرآن مخلوق فقال: هذا كلام خبيث نبطى قال الدارقطني أبو مصعب ثقة في الموطأ وقال ابن حزم: آخر ما روي عن مالك

_ 496- تهذيب الكمال: 1/ 43. تهذيب التهذيب: 1/ 84. تقريب التهذيب: 1/ 27. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 32. الكاشف: 1/ 71. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 379. الجرح والتعديل: 2/ 77. الوافي بالوفيات: 8/ 192. تاريخ بغداد: 5/ 160. طبقات الحفاظ: 208. سير النبلاء: 11/ 483 والحاشية. العبر: 1/ 442. الأنساب: 2/ 373. الثقات: 8/ 22. 1 رواه أحمد في مسنده "3/ 103". 497- تهذيب الكمال: 1/ 17. تهذيب التهذيب: 1/ 20. تقريب التهذيب: 1/ 12. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 9. الكاشف: 1/ 53. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 337. الجرح والتعديل: 2/ 16. ميزان الاعتدال: 1/ 84. لسان الميزان: 6/ 52. تذكرة الحفاظ: 2/ 482. الوافي بالوفيات: 6/ 269. نسيم الرياض: 4/ 340. البداية والنهاية: 10/ 344. الديباج المذهب: 1/ 140. العبر: 1/ 436.

موطأ أبي مصعب وموطأ أبي حذافة وفيهما زيادة على الموطآت نحو من مائة حديث. قال الزبير بن بكار: أبو مصعب هو فقيه أهل المدينة غير مدافع. مات على القضاء في رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائتين1. قرأت على الإمام محيي الدين محمد بن يعقوب الأسدي وابن عمه بهاء الدين أيوب ومحمد بن علي الصالحي وأحمد بن مؤمن "ح" وقرىء على إسماعيل بن عبد الرحمن وعبد الكريم بن محمد وبيبرس بن عبد الله ونحن نسمع قالوا أنا إبراهيم بن عثمان الكاشى أنا محمد بن عبد الباقى وعلي بن عبد الرحمن "ح" وأخبرنا أحمد بن الرفيع الزاهد أنا محمد بن إبراهيم ومحمد بن أبي القاسم وعمر بن بركة والأنجب الحمامي وسعيد بن محمد وصفية بنت عبد الجبار وغيرهم "ح" وقرأت على سنقر الثغرى أخبركم عبد اللطيف بن يوسف وانجب بن أبي السعادات وعلي بن أبي الفخار وعبد اللطيف بن محمد ومحمد بن محمد بن السباك قالوا كلهم أنا أبو الفتح "محمد" بن عبد الباقى قالا أنا مالك بن أحمد البانياسي أنا أحمد بن محمد بن موسى سنة 405 أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي إملاء في رجب سنة 324 ح وأخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن المؤيد الطوسي أنا هبة الله بن سهل أنا سعيد بن محمد أنا ظاهر بن أحمد أنا إبراهيم الهاشمي نا أبو مصعب الزهرى عن مالك عن بن شهاب عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء من الإيمان" رواه "خ"2 عن عبد الله بن يوسف عن مالك. 498- 80/ 8ت ق- إبراهيم بن عبد الله الحافظ الكبير أبو إسحاق الهروي نزيل بغداد: سمع إسماعيل بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي الزناد وهشيما والدراوردي وطبقتهم وعنه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا والفريابي وأبو يعلى وخلق كثير وكان صدوقا عالما زاهدا عابدا صواما كبير القدر من اعلم الناس بحديث هشيم روى عنه صالح جزرة قال ما من حديث لهشيم إلا وقد سمعته منه عشرين مرة أو أكثر قال يحيى بن معين أصحاب هشيم محمد بن الصباح الدولابي وإبراهيم الهروي وإبراهيم أكيسهما وأما أبو داود فضعفه مات في رمضان سنة أربع وأربعين ومائة وهو في عشر المائة.

_ 1 وقيل 242. 2 رواه البخاري في الإيمان باب 16. 498 تهذيب الكمال: 1/ 57. تهذيب التهذيب: 1/ 132. تقريب التهذيب: 1/ 37. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 47. الكاشف: 1/ 83. الجرح والتعديل: 2/ 320. ميزان الاعتدال: 1/ 24، 39، 42. لوافي بالوفيات: 6/ 28. تاريخ بغداد: 6/ 118. سير الأعلام: 11/ 478 والحاشية.

أنبأنا علي بن أحمد أنا عمر بن محمد أنا أبو بكر الأنصاري أنا محمد الجوهري أنا أبو علي محمد بن أحمد العطشي نا الباغندي نا إبراهيم بن عبد الله الهروي نا أبو إسماعيل المؤدب عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أهل الدرجات" - أو قال: "عليين"- ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما". 499- 81/ 8د س- إسحاق بن أبي إسرائيل الإمام الحافظ الكبير محدث بغداد أبو يعقوب بن إبراهيم المروزي: عن شريك وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان وكثير بن عبد الله الأيلي وخلق وعنه أبو داود والبخاري في الأدب وأبو العباس السراج وأبو يعلى الموصلي وابن ناجية والبغوى والحسن بن سفيان وعبد الرحمن بن مهدى شيخه وخلق قال عبدوس بن عبد الله النيسابوري حافظ جدا لم يكن مثله في الحفظ والورع قال: واتهم بالوقف قال مصعب الزبيري: قال لي إسحاق بن أبي إسرائيل أنا لم أقل على الشك يعنى في القرآن ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي قال أبو القاسم البغوي: كان ثقة مأمونا لكنه قليل العقل وقال صالح جزرة: صدوق إلا أنه كان يقول القرآن كلام الله. ويقف قال شاهين بن السميدع: سمعت أحمد بن حنبل يقول إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشهور إلا أنه صاحب حديث كيس وقال زكريا الساجي: صدوق تركوه للوقف. قرأت على أحمد بن إسحاق أنا مبارك بن أبي الجود أنا أحمد بن أبي طالب أنا عبد العزيز بن علي أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص نا محمد بن هارون نا أبي إسرائيل2 أنا كثير بن عبد الله الأبلى نا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" 3 مات في شعبان سنة خمس وأربعين ومائتين4 قاله ابن قانع: قال علي بن الحسين بن حبان وجدت في كتاب

_ 499- تهذيب الكمال: 1/ 81، 90. تهذيب التهذيب: 1/ 223. تقريب التهذيب: 1/ 55. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 70، 79. الكاشف: 1/ 107. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 380. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 381. الجرح والتعديل: 1/ 210، 240. ميزان الاعتدال: 1/ 182. تذكرة الحفاظ: 2/ 484. الوافي بالوفيات: 8/ 397. طبقات الحفاظ: 209. شذرات الذهب: 2/ 107. تاريخ بغداد: 6/ 356. سير الأعلام: 11/ 476 والحاشية. البداية والنهاية: 1/ 346. تاريخ واسط: 85، 229. الثقات: 8/ 116. 1 في التهذيب وغيره "مشؤوم" وهو الظاهر. 2 كذا في الأصل ولعله ابن أبي إسرائيل هو صاحب الترجمة. 3 رواه البخاري في العلم باب 38. ومسلم في الإيمان حديث 112. 4 وقيل 240.

أبي قال أبو زكريا: وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمينظ, ما كتب حديثا قط عن أحد الا ضبطه في الواحه أو كتابه هو أثبت من القواريرى ثقة مأمون ضابط وقيل: كتب عنه يحيى بن معين كثيرا. 500- 82/ 8م س ق- حرملة بن يحيى الحافظ العلامة أبو حفص التجيبي مولاهم المصري الفقيه صاحب الشافعي: روى مائة ألف حديث عن عبد الله بن وهب أو أكثر، وروى عن أيوب بن سويد وبشر بن بكر التنيسي وأبي عبد الله الشافعي وعنه مسلم والقزوينى وبقى بن مخلد والحسن بن سفيان وابن قتيبة العسقلاني وعدة قال ابن معين: شيخ بمصر يقال له حرملة أعلم الناس بابن وهب وقال أبو عمر الكندي: لم يكن بمصر أحد أكتب عن بن وهب منه وذلك لأن بن وهب اختفى في منزلهم سنة وأشهرا لما طُلِب للقضاء وقال هارون بن سعيد: ونظر إلى حرملة أشهب فقال: هذا خير أهل المسجد وقال أبو حاتم: لا يحتج به قال ابن عدى: فتشت حديث حرملة الكثير فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله رجل يوارى بن وهب ويكون حديثه كله عنده فليس يبعد ان يغرب على غيره وقد سألت عبد الله بن محمد الفرهاذانى عنه فقال ضعيف قال ابن يونس ولد سنة ست وستين ومائة ومات في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين1. قال وكان املأ الناس بما حدث به بن وهب. أخبرنا عبد الخالق بن علوان أنا ابن قدامة "ح" وأخبرنا أبو سعيد الزينى أنا عبد اللطيف الطبيب قالا أنا أبو زرعة أنا المقومي أنا بن أبي المنذر أنا بن سلمة القطان نا ابن ماجه نا حرملة بن يحيى نا عبد الله بن وهب أخبرني بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء" 2. 501- 83/ 8خ- يحيى بن جعفر بن اعين الحافظ الكبير أبو زكريا البخاري البيكندي:

_ 500- تهذيب الكمال: 1/ 243. تهذيب التهذيب: 2/ 229. تقريب التهذيب: 1/ 158. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 203. الكاشف: 1/ 213. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 69.الجرح والتعديل: 3/ 1224. ميزان الاعتدال: 1/ 472. لسان الميزان: 7/ 195. رجال الصحيحين: 134. طبقات الحفاظ: 210. الوافي بالوفيات: 11/ 334. سير الأعلام: 11/ 389. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 196. 1 وقيل 240، 244. 2 رواه ابن ماجه في النكاح باب 37. 501- تهذيب الكمال: 3/ 1492. تهذيب التهذيب: 11/ 193 "325". تقريب التهذيب: 2/ 344. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 145. الكاشف: 3/ 251. الأنساب: 2/ 291، 402، 13/ 173. طبقات الحفاظ: 411. الثقات: 9/ 368. معجم طبقات الحفاظ: 186. سير الأعلام: 12/ 100 والحاشية. تبصير المنتبه: 4/ 1444.

سمع سفيان بن عيينة ووكيعا ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وطبقتهم وكان من أئمة زمانه حدث عنه البخاري وعبيد الله بن واصل ومحمد بن أبي حاتم الوراق وآخرون توفى في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. 502- 84/ 8ع- عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الحافظ الإمام الثبت أبو حفص الباهلى البصري الصيرفي الفلاس أحد الأعلام: مولده بعيد الستين ومائة سمع يزيد بن زريع وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وسفيان بن عيينة ومعتمر بن سليمان وطبقتهم فأكثر وأتقن وجود واحسن حدث عنه الستة والنسائي أيضا بواسطة وعفان وهو من شيوخه وأبو زرعة ومحمد بن جرير وابن صاعد والمحاملي وأبو زوق الهزاني وأمم سواهم قال النسائي ثقة حافظ صاحب حديث وقال أبو حاتم: كان ارشق من علي بن المديني وقال عباس العنبري: ما تعلمت الحديث إلا منه وقال حجاج بن الشاعر عمرو بن علي: لا يبالي أحدث من حفظه أو من كتابه وقال أبو زرعة ذاك من فرسان الحديث لم نر بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المديني والشاذكوني قال الفلاس: حضرت مجلس حماد بن زياد وأنا صبي وضىء فأخذ رجل بخدى ففررت فلم أعد وقال بن أشكاب: ما رأيت مثل الفلاس وكان يحسن كل شيء. وعنه قال: ما كنت فلاسا قط. أخبرنا الأبرقوهى أنا بن أبي الجود أنا بن الطلابة أنا عبد العزيز الأنماطي أنا المخلص نا محمد بن هارون نا عمرو بن علي نا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تذهب الأيام والليالى حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمى". مات الفلاس بسامرا في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين وقد تردد إلى أصبهان مرات. 503- 85/ 8 - الشاذكوني الحافظ الشهير أبو أيوب سليمان بن داود المنقري البصري: من أفراد الحافظين إلا أنه واهٍ روى عن حماد بن زيد وعبد الوارث وعبد الواحد بن زياد وطبقتهم وعنه أبو قلابة الرقاشي وأبو مسلم الكجي والحسن بن سفيان وأبو يعلى وكانا يدلسانه ويسترانه لا يزيدان على نا سليمان أبو أيوب. قال عمرو الناقد: قدم

_ 502- تهذيب الكمال: 2/ 1044. تهذيب التهذيب: 8/ 80 "120". تقريب التهذيب: 2/ 75. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 292.الكاشف: 2/ 337. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 355. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 388. الجرح والتعديل: 6/ 1375. مقدمة الفتح: 431. ثقات: 8/ 487. تراجم الأحبار: 2/ 588، 585. تاريخ بغداد: 12/ 207. المعين: 1040. سير الأعلام: 11/ 470 والحاشية. طبقات المحدثين بأصبهان: ت: 143. تاريخ أصبهان: ت: 901. ديوان الإسلام: ت: 1628. 503-. الجرح والتعديل: 4/ 114 "498".

الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: أعلمنا بالرجال يحيى بن معين وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني وكان ابن المديني أحفظنا للطوال. وقال عباس العنبري الشاذكوني أعلم بصغير الحديث وعلي بجليله. وقال زكريا الساجي: أحفظهم الشاذكوني. وسئل صالح بن محمد جزرة عن الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه لكنه يكذب في الحديث وقال يحيى بن معين: جربت عليه الكذب. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة وأما بن عدى فقال: سألت عبدان عنه فقال: معاذ الله أن يتهم إنما كان قد ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا قال مطين وجماعة: مات سنة أربع وثلاثين ومائتين سامحه الله تعالى. قال ابن معين: فأرسل لنا الشاذكوني: هاتوا لي حرفا من رأى الحسن لا أحفظه. أخبرنا بن عساكر أنا أبو روح أنا زاهر أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى نا سليمان الشاذكوني نا حفص بن غياث عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفطر بعرفة. 504- 86/ 8خ م د س- عبد الله بن محمد بن أسماء الإمام الحجة الزاهد العابد أبو عبد الرحمن الضبعي البصري: سمع عمه جويرية بن أسماء ومهدى بن ميمون وابن المبارك وجماعة. وعنه البخاري ومسلم ويوسف القاضى وأبو خليفة وأبو يعلى الموصلي وخلق قال أبو حاتم: ثقة وقال ابن وارة: ذكرته لابن المديني فعظم شأنه وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: لم أر بالبصرة أفضل منه. قلت: توفى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. أخبرنا أبو الفضل بن عساكر أنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر المستملى وتميم المؤدب قالا أخبرنا أبو سعيد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان نا أبو يعلى نا عبد الله بن محمد بن أسماء نا جويرية بن أسماء عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من حمل علينا السلاح فليس منا" هذا حديث صحيح من العوالي سمعته مرة في مسند أبي يعلى ومرة في سؤالات بن حمدان.

_ 504- تهذيب الكمال: 2/ 733. تهذيب التهذيب: 6/ 5 "3". تقريب التهذيب: 1/ 446 "591". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 94. الكاشف: 2/ 124. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 189. الجرح والتعديل: 5/ 734. الوافي بالوفيات: 17/ 440. والحاشية. سير الأعلام: 1/ 685 والحاشية. الثقات: 8/ 356. 1 رواه البخاري في الفتن باب 7. ومسلم في الإيمان حديث 161، 163، 164. والنسائي في التحريم باب 26، 29.

505- 87/ 8خ م د س- عبيد الله بن معاذ بن معاذ الحافظ الحجة أبو عمرو العنبري البصري: حدث عن أبيه ومعتمر بن سليمان ويحيى القطان ووكيع وعدة وعنه مسلم وأبو داود وأبو زرعة وزكريا الساجي وجعفر الفريابي والبغوى وخلق قال أبو داود: كان يحفظ عشرة آلاف حديث منها أحاديث أشعث بمسائله المعقدة وأحاديث معتمر وأحاديث خالد ورأيته يدرس حديث سفيان على ولده وكان فصيحا وقال أبو حاتم الرازي: ثقة قال البخاري: مات سنة سبع وثلاثين ومائتين، وقد أخرج البخاري والنسائي عن رجل عنه. وبإسنادي إلى جعفر الفريابي نا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا حسين المعلم عن ابن بريدة عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي منافق عليم اللسان". 506- 88/ 8د ت ق- محمد بن حميد بن حيان أبو عبد الله الرازي الحافظ: عن يعقوب القمى وابن المبارك وجرير والفضل السيناني وخلق وهو من بحور العلم لكنه غير معتمد يأتى بمناكير كثيرة. حدث عنه أبو داود والترمذي وابن ماجه ومحمد بن محمد الباغندي ومحمد بن جرير والبغوى وخلق. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا وقال أبو زرعة: من فاته بن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال صالح جزرة: كنا نتهمه وقال ابن خزيمة: لو عرفه أحمد بن حنبل لما أثنى عليه، وقال صالح جزرة: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من الشاذكوني وابن حميد وقال النسائي: ليس بثقة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي بن أحمد أنا أبو طاهر الذهبي نا عبد الله بن محمد نا محمد بن حميد نا سلمة -يعنى بن الفضل- نا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة سمعت القاسم بن محمد يقول حدثني السائب قال: قال لي سعيد: يا بن أخى هل قرأت القرآن؟

_ 505- تهذيب الكمال: 2/ 889. تهذيب التهذيب: 7/ 48 "92". تقريب التهذيب: 1/ 539. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 198. الكاشف: 2/ 233. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 401. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 368. الجرح والتعديل: 5/ 1584. سير الأعلام: 11/ 284. والحاشية.. الثقات: 8/ 406. 506- تهذيب الكمال: 3/ 1190. تهذيب التهذيب: 9/ 127. تقريب التهذيب: 2/ 156. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 396. الكاشف: 3/ 35. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 69. الجرح والتعديل: 7/ 1275. ميزان الاعتدال: 3/ 530. تاريخ بغداد: 2/ 259. ترجم الأحبار: 4/ 102. الوافي بالوفيات: 3/ 28. مجمع: 5/ 47، 9/ 290. تاريخ أسماء الثقات: 1254. سير الأعلام: 1/ 503. ضعفاء ابن الجوزي 3/ 54.

قلت: نعم. قال: تغنَّ بالقرآن؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "تغنوا بالقرآن ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن، وابكوا فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا" 1. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن عبد الله وعبد الرحيم بن أبي سعد قال القاسم أنا أبو الأسعد أنا أبو محمد البحيرى وقال عبد الرحيم أنا عبد الله بن محمد أخبرتنا فاطمة بنت الدقاق قالا أنا أبو نعيم الأزهري نا أبو عوانة الحافظ نا أبو أمية نا داود بن مهران نا عبد الجبار بن الورد نا بن أبي مليكة قال قال عبيد الله بينا أنا وعبد الله بن السائب إذ مر بنا أبو لبابة فقال لنا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". وبه إلى أبي أمية الطرسوسي نا مسلم نا الحارث بن عبيد أنا عبيد الله بن الأخنس عن بن أبي مليكة عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن". وقد روى على وجوه أخر عن ابن أبي مليكة2. 507- 89/ 8خ ت- المسندي أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي مولاهم البخاري الحافظ الحجة الملقب بالمسندي؛ لاعتنائه بالأحاديث المسندة: سمع بن عيينة ومروان بن معاوية وإسحاق الأزرق ودخل إلى اليمن خلف عبد الرزاق واقدم شيخ عنده الفضيل بن عياض حدث عنه البخاري والذهلي وأبو زرعة وعبيد الله بن واصل ومحمد بن نصر المروزي وخلق قال أبو حاتم: صدوق قال الحاكم: هو إمام في الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة وهو أستاذ البخاري مات في ذي القعدة سنة تسع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى يقع لنا حديثه في الجامع الصحيح. أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أنا جعفر بن منير أنا أحمد بن محمد أنا المبارك بن عبد الجبار وأحمد بن محمد قالا أنا هناد بن إبراهيم أنا محمد بن أحمد بن محمد غنجار نا أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي نا محمد بن نصر المروزي نا عبد الله بن محمد المسندي نا هشام بن يوسف "ح" وأخبرنا المسلم بن محمد كتابة أنا

_ 1 رواه البخاري في التوحيد باب44. وأبو داود في الوتر باب 20.. 2 مات عام 230، 240، 248. 507- تهذيب التهذيب: 6/ 9"12". تقريب التهذيب: 1/ 447 "600". تاريخ البخاري الكبير: 5/ 189. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 358. الجرح والتعديل: 5/ 745. الوافي بالوَفَيات: 17/ 439. الثقات: 8/ 354. سير الأعلام: 10/ 158 والحاشية.

الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب البغدادي أنا محمد بن عمر النهدي أنا علي بن عمر الحافظ أنا محمد بن مخلد نا حمدون بن عمارة البزاز نا عبد الله بن محمد المسندي نا هشام بن يوسف نا معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة عن بن عباس أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت من زوجها فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عدتها حيضة ونصفا غريب جدا وحمدون ثقة. وفي تاريخ غنجار بإسناده: قال البخاري: قال لي الحسن بن شجاع: من أين يفوتك حديث وأنت وقعت على هذا الكنز يعنى المسندي. 508- 90/ 8خ د ت- بن أبي الأسود هو الحافظ المجود أبو بكر عبد الله بن محمد بن حميد البصري قاضى همذان بن أخت عبد الرحمن بن مهدى: سمع مالكا وأبا عوانة وجعفر بن سليمان ويزيد بن زريع وجده أبا الأسود حميد بن الأسود حدث عنه البخاري وأبو داود وابن أبي الدنيا ويعقوب الفسوي وخلق قال أبو بكر الخطيب كان حافظا متقنا وقال بن معين لا بأس به سمع من أبي عوانة وهو صغير وكان يطلب الحديث. قلت: مات أبو بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين وله ستون سنة رحمه الله تعالى. 509- 91/ 8ع- أبو معمر الحافظ الثبت عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري مولاهم البصري المقعد: حدث عن أبي الأشهب جعفر العطاردي وعبد الوارث وعبثر وطائفة. وعنه "خ د" والباقون بواسطة, والدارمي أبو زرعة وخلق. وليس له في الكتب الستة شيء عن غير عبد الوارث وهو أثبت الناس فيه. قال ابن معين: ثقة ثبت وقال أبو حاتم صدوق متقن غير أنه لم يكن يحفظ وأما أبو زرعة فقال: كان ثقة حافظا. وقال أبو داود: هو أثبت من عبد الصمد. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صحيح الكتاب قدرى قال "خ" مات في سنة أربع وعشرين ومائتين1.

_ 508- تهذيب الكمال: 2/ 734. تهذيب التهذيب: 6/ 6 "4". تقريب التهذيب: 1/ 446 "592". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 94. الكاشف: 2/ 125. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 189. الجرح والتعديل: 5/ 733. ميزان الاعتدال: 2/ 491. لسان الميزان: 7/ 269. الوافي بالوفيات: 17/ 439. مقدمة الفتح 416. سير الأعلام: 10/ 648 والحاشية. الثقات: 8/ 348. 509- تهذيب الكمال: 2/ 715. تهذيب التهذيب: 5/ 335 "574". تقريب التهذيب: 1/ 436 "501". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 82. الكاشف: 2/ 113. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 351. الجرح والتعديل: 5/ 549. مقدمة الفتح: 415. الوافي بالوفيات: 17/ 382. سير الأعلام: 10/ 622 والحاشية. الثقات: 8/ 353. 1 وقيل 225.

أخبرنا أيوب بن أبي بكر الأسدي وأخوه إسحاق بقراءتي أنا بن رواحة أنا السلفي أنا محمد بن عبد الجبار الضبي أنا عمر بن أحمد الزعفراني أنا أبو بكر محمد بن عمر الحافظ نا أبو خليفة نا أبو معمر نا عبد الوارث عن عمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس أنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يزل يقنت بعد الركوع حتى فارقته. 510- 92/ 8س- بن عمار الحافظ الإمام الحجة أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي شيخ الموصل: سمع أبا بكر بن عياش وسفيان بن عيينة والمعافى بن عمران وعيسى بن يونس وأمما سواهم وله كتاب كبير في الرجال والعلل. حدث عنه النسائي وجعفر الفريابي والباغندى وأبو يعلى وآخرون وكان يتردد إلى بغداد للتجارة. وكان عبيد العجل يعظم امره ويرفع قدره. وقال النسائي: ثقة صاحب حديث. وقال الخطيب: كان أحد أهل الفضل المتحققين بالعلم حسن الحفظ كثير الحديث. وقال يزيد بن محمد الأزدي: كان ابن عمار من أهل الموصل كان فهما بالحديث وعلله رحالا فيه جماعا له قال عبيد العجل سمعت أبا يوسف القلوسى يقول لإسماعيل القاضى محمد بن عبد الله بن عمار مثل بن المديني يعنى في علم الحديث وكان عبيد يعظم أمره وأما بن عدى فقال سمعت أبا يعلى يسىء القول في بن عمار ويقول شهد على خالي بالزور. قلت: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين وله ثمانون سنة. أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء عن المؤيد وزينب الشعرية قالا أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي أنا عبد الغافر بن محمد أنا أبو عمرو بن حمدان نا الحسن بن سفيان نا محمد بن عبد الله بن عمار نا المعافى عن حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن بن عمر أن رجلا قال ألا تغزو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة والحج وصوم رمضان". رواه النسائي1 عن بن عمار.

_ 510- تهذيب الكمال: 3/ 1222. تهذيب التهذيب: 9/ 265. تقريب التهذيب: 2/ 178. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 423. الكاشف: 3/ 62. الجرح والتعديل: 7/ 164. ميزان الاعتدال: 3/ 596. لسان الميزان: 7/ 365. الأعلام: 6/ 221 والحاشية. معجم طبقات الحفاظ: ص160. المشتبه: ص379، 427. تاريخ بغداد: 5/ 416.المغني: 5673. طبقات الحفاظ: 215. المعين رقم: 989. ثقات: 9/ 113. التمهيد: 1/ 355. الوافي بالوفيات: 3/ 304. سير الأعلام: 11/ 469. معجم المؤلفين: 10/ 227، 228 والحاشية. 1 في كتاب الإيمان باب 13.

511- 93/ 8خ د- أحمد بن صالح الإمام الحافظ أبو جعفر الطبري ثم المصري أحد الأعلام: قال ابن يونس: كان صالح من أجناد طبرستان فولد له أحمد بمصر في سنة سبعين ومائة قلت: سمع سفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وابن أبي فديك وعبد الرزاق وطبقتهم, حدث عنه البخاري وأبو داود وصالح جزرة وأبو إسماعيل الترمذي وأبو بكر بن أبي داود وخلق, قال صالح جزرة: لم يكن بمصر من يحسن الحديث غيره, وكان جامعا يعرف الفقه والحديث والنحو, ويتكلم في حديث الثوري وشعبة والزهري, يدري ذلك. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: إذا جاوزت الفرات فليس أحد مثل أحمد بن صالح وقال أبو حاتم ثقة وقال البخاري ثقة ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة وقال أحمد العجلي ثقة صاحب سنة وقال يعقوب الفسوي: كتبت عنه ألف شيخ وكسر حجتى فيما بيني وبين الله رجلان أحمد بن صالح وأحمد بن حنبل. وقال حافظ بن وارة أحمد ببغداد والنفيلى بحران وابن نمير بالكوفة وأحمد بن صالح بمصر, هؤلاء أركان الدين. قلت: الرجل حجة ثبت لا عبرة بقول من نال منه, ولكنه كما قال الخطيب: كان فيه الكبر وشراسة الخلق نال النسائي جفاء منه في مجلسه فذلك الذي افسد بينهما قلت: قد استوفيت أخبار أحمد بن صالح في تاريخى. أخبرنا أبو المعالي الهمذاني أنا أبو القاسم بن أبي الجود أنا أحمد بن الطلابة أنا عبد العزيز بن علي أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر عبد الله بن سليمان السجستاني نا أبو جعفر أحمد بن صالح المصري نا بن أبي فديك حدثني بن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فقال: "ابسط رداءك" فبسطه, فغرف بيده ثم قال: "ضمه" فضممته, فما نسيت حديثا بعد. مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين. 512- 94/ 8 ع- أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفى الحافظ الثقة محدث

_ 511- تهذيب الكمال: 1/ 24. تهذيب التهذيب: 1/ 39. تقريب التهذيب: 1/ 16. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 17. الكاشف: 1/ 60. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 386. الجرح والتعديل: 2/ 56. ميزان الاعتدال: 1/ 103. لسان الميزان: 7/ 172. الوافي بالوفيات: 6/ 424. مقدمة الفتح: 386. تاريخ بغداد: 4/ 195. تذكرة الحفاظ: 2/ 72، 495. طبقات الحفاظ: 216. سير الأعلام: 12/ 160 والحاشية. 512- تهذيب الكال: 3/ 1255، 1282. تهذيب التهذيب: 9/ 385. تقريب التهذيب: 2/ 197. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 446، 465. الكاشف: 3/ 86. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 205. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 386. رجال الصحيحين: 1705. طبقات الحفاظ: 217. تراجم الأحبار: 4/ 18. نسيم الرياض: 2/ 108. المعين: 997. ثقات: 9/ 150. سير الأعلام: 11/ 394. الجرح والتعديل: 8/ ص58.

الكوفة: سمع بن عيينة وابن المبارك وهشيما وعمرو بن عبيد وحاتم بن إسماعيل وطبقتهم. وعنه الجماعة وعبد الله بن أحمد والفريابي وابن خزيمة وأبو عروبة ومحمد بن القاسم المحاربي وخلق كثير قال ابن نمير: ما بالعراق أحد أكثر حديثا من أبي كريب ولا أعرف بحديث بلدنا منه وكان بن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم ويقول: ظهر له بالكوفة ثلاث مائة ألف حديث وقال موسى بن إسحاق: سمعت من أبي كريب مائة ألف حديث وقال أبو حاتم: صدوق, وقال الحاكم: سمعت أبا الفضل محمد إبراهيم سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى من أحفظ من رأيت بالعراق قلت: لم أر بعد أحمد مثل أبي كريب قال أبو عمرو النيسابوري: الخفاف ما رأيت في المشايخ بعد بن راهويه أحفظ من أبي كريب وعن أبي كريب قال: أتيت بدمشق يحيى بن حمزة فوجدت عليه سواد القضاء فلم اسمع منه قال مطين أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن معه فدفنت مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين1 وله سبع وثمانون سنة. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهى أنا الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن الحسين أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي إملاء قال قرئ على أبي القاسم بدر بن الهيثم وأنا اسمع قيل له حدثكم أبو كريب نا أبو معاوية نا عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة سوقا ما فيه بيع ولا شراء الا الصور من النساء والرجال فإذا اشترى الرجل صورة دخل فيها وان فيها لمجمعا من الحور العين يرفعن اصواتا لم يسمع الخلائق مثلها نحن الخالدات فلا نبيد. ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن الناعمات فلا نبأس فطوبى لمن كان لنا وكنا له" 2. رواه بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق فلم يرفعه. 513- 95/ 8خ- صدقة بن الفضل الحافظ الكبير أبو الفضل المروزي شيخ مرو: حدث عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري وسفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وحفص بن غياث وطبقتهم وعنه البخاري والدارمي وأبو الموجه محمد بن عمرو وأهل خراسان وكان إماما حجة صاحب سنة وآخر اصحابه وفاة الإمام محمد بن نصر المروزي قال عباس النرسي كنا نقول صدقة بن الفضل بخراسان وأحمد بن حنبل بالعراق.

_ 1 وقيل 247. 2 رواه مسلم في الجنة حديث 13. والترمذي الجنة باب15. والدارمي في الرقاق باب 116. 513- تهذيب الكمال: 2/ 604. تهذيب التهذيب: 4/ 417. تقريب التهذيب: 1/ 366. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 468. الكاشف: 2/ 27. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 298. الجرح والتعديل: 4/ 1906. سير الأعلام: 1/ 489 والحاشية. الثقات: 8/ 321.

قلت: توفى سنة ست وعشرين ومائتين, وقيل سنة ثلاث رحمه الله تعالى. ولم يقع لي حديثه عاليا سمعناه في الصحيح. 514- 96/ 8خ 4 - محمد بن أبان الحافظ الثبت أبو بكر البلخي مستملي وكيع: سمع سفيان بن عيينة وأبا خالد الأحمر وعبد الله بن وهب وطبقتهم حدث عنه الجماعة فمسلم في غير الصحيح وابن خزيمة وأبو العباس السراج ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويرى وخلق كثير وكان من الأئمة المصنفين في هذا الشأن مشهورا بالعلم والحفظ توفي ببلخ في المحرم سنة أربع وأربعين ومائتين1. أخبرنا أبو المعالي بن أبي عصرون عن عبد المعز بن محمد البزاز أنا تميم بن أبي سعيد وزاهر قالا أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا محمد بن أحمد الحيري أنا محمد بن عبد الله بن يوسف الدويرى نا محمد بن أبان البلخي نا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن مسلم عن يونس بن عبيد وثابت عن أنس بن مالك أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحده وخلفه امرأة حتى جاء الناس بعد إسماعيل هذا البصري صدوق خرج له مسلم يشتبه بإسماعيل بن مسلم المكي ثم البصري أحد الضعفاء وهما عصريان لا يمتازان إلا بشيوخهما. أخبرنا عمر بن القواس أنا بن الحرستاني حضورا أنا جمال الإسلام أنا بن طلاب أنا ابن جميع أنا أبو الطيب عبد الله بن محمد المقري ببغداد نا عبد الله بن محمد البلخي الحافظ نا محمد بن أبان البلخي نا شقيق البلخي عن إسرائيل عن ثور عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من شرب من الخمر قليلا أو كثيرا سقاه الله من حميم جهنم يوم القيامة". وأخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد المعز أنا زاهر أبو المظفر سعيد بن منصور وأحمد بن إبراهيم المقرئ قالا أنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق أنا جدي أبو بكر نا محمد بن أبان نا وكيع نا عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: علمني كلمات ادعو بهن في

_ 514- تهذيب الكمال: 3/ 1156. تهذيب التهذيب: 2/ 3. تقريب التهذيب: 2/ 140. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 373. الكاشف: 3/ 15. الجرح والتعديل: 7/ 1124. ميزا الاعتدال: 3/ 454. تاريخ بغداد: 2/ 78. ثقات: 9/ 102. سير الأعلام: 11/ 115 والحاشية. 1 وقيل 245.

صلاتي قال: "سبحى الله عشرا واحمديه عشرا وكبريه عشرا ثم سليه حاجتك يقول: نعم, نعم". قال محمد بن أبان البلخي نا إبراهيم بن الحكم عن أبيه قال: بلغني أن في الهوى ملكا لو أذن له لجعل السماوات والأرض في نقرة إبهامه. 515- 97/ 8 خ م س - عبيد الله بن سعيد الحافظ الأوحد أبو قدامة السرخسي مولى بني يشكر نزل نيسابور: وحدث عن سفيان بن عيينة وإسحاق الأزرق ويحيى بن سعيد القطان وحفص بن غياث وطبقتهم. وقيل أنه لقي حماد بن زيد, ولم يصح ذلك. روى عنه البخاري ومسلم وجعفر الفريابي والنسائي وابن خزيمة والسراج وخلق. قال النسائي ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله وقال إبراهيم بن أبي طالب: ما قدم علينا نيسابور اثبت من أبي قدامة ولا أتقن منه قال ابن حبان هو الذي أظهر السنة بسرخس ودعا الناس إليها وقال يحيى بن الذهلي كان إماما فاضلا خير قلت مات بفربر في سنة إحدى وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى قرأت على أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد السلام أنا الأرموى وابن الداية والطرائفى قالوا أنا محمد بن أحمد أنا عبيد الله بن عبد الرحمن أنا جعفر بن محمد نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد بالفيرياب سنة سبع وعشرين ومائتين سمعت عبد الرحمن بن مهدى عن سلام بن أبي مطيع "ح" قال جعفر وأنا يعقوب الدورقي ببغداد سنة أربع وثلاثين نا عبد الرحمن بن مهدى عن سلام سمعت أيوب وعنده رجل من المرجئة فقال الرجل أرأيت قوله عز وجل: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِم} [التوبة: 106] أمؤمنون أم كفار؟ قال: اذهب فاقرأ القرآن فكل آية فيها ذكر النفاق فإني أخاف على نفسي. 516- 98/ 8م ت س ق- العدني الحافظ المسند أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر المجاور بمكة: حدث عن فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة والدراوردي ومعتمر وطبقتهم وصنف المسند وعمر دهرا وحج سبعا وسبعين حجة وصار شيخ الحرم في زمانه وكان صالحا عابدا لا يفتر عن الطواف حدث عنه "م ت ق" والمفضل الجندي وعلي بن

_ 515- تهذيب الكمال: 2/ 879. تهذيب التهذيب: 7/ 16 "31". تقريب التهذيب: 1/ 533. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 192. الكاشف: 2/ 266. تاريخ البخاري الكبير: 5/ 382. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 376. الجرح والتعديل: 5/ 1507. سير الأعلام: 11/ 405، 12/ 112. الثقات: 8/ 406. 516- تهذيب الكمال: 3/ 1288. تهذيب التهذيب: 9/ 518. تقريب التهذيب: 2/ 218. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 468. الكاشف: 3/ 107. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 379، 380. الجرح والتعديل: 8/ 560. معجم المؤلفين: 12/ 107 والحاشية. المعين: 1008. الأنساب: 9/ 249. تراجم الأحبار: 4/ 63. سير الأعلام: 12/ 96 والحاشية.

عبد الحميد الغضائري وخلق, وروى النسائي عن رجل عنه. قال أبو حاتم: صدوق صالح وفيه غفلة، رأيت عنده حديثا موضوعا رواه عن سفيان. قال الحسن بن أحمد بن الليث: بلغني أنه لم يقعد عن الطواف ستين سنة. مات في آخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين1 رحمه الله ورضي عنه. 517- 99/ 8ع - الأشج الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي الحافظ محدث الكوفة وصاحب التفسير والتصانيف: حدث عن هشيم وأبي بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وعقبة بن خالد وخلائق. وعنه الجماعة وابن خزيمة وأبو يعلى وزكريا الساجي وعمر البجيرى وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأمم سواهم. ذكره أبو حاتم فقال: هو إمام أهل زمانه. وقال محمد بن أحمد بن بلال الشطوي: ما رأيت أحد احفظ منهن وقال النسائي: صدوق مات في ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين2 وقد زاد على التسعين رحمه الله. وفيها توفي أحمد بن منصور زاج المروزي وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهد البصري, والحسن بن عبد العزيز الجروى, والمعمر أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي وزهير بن محمد بن نمير المروزي الحافظ وأبو طالب زيد بن أخزم البصري الحافظ وسليمان بن معبد السنجي المروزي وعباس أبو الفضل الرياشي وعلي بن خشرم المروزي ومحمد بن حسان أبو جعفر البغدادي الأزرق ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي ومحمد بن وزير الواسطي. أخبرنا أبو سعيد سنقر بن عبد الله الزينى أنا عبد اللطيف بن يوسف وعبد اللطيف بن محمد والأنجب بن أبي السعادات وعلي بن أبي الفخار ومحمد بن محمد بن الحسن قالوا أنا أبو الفتح بن البطي أنا مالك بن أحمد البانياسي أنا أحمد بن محمد بن الجرائحى نا أبو إسحاق الهاشمي إملاء نا أبو سعيد الأشج نا عبد السلام بن حرب عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "في كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة وفي كل أربعين مسنة".

_ 1 وقيل 235. 517- تهذيب الكمال: 2/ 688. تهذيب التهذيب: 5/ 236 "410". تقريب التهذيب: 1/ 419 "342". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 61. الكاشف: 2/ 91. الجرح والتعديل: 5/ 342. الوافي بالوفيات: 17/ 197. سير الأعلام: 12/ 182 والحاشية. الجمع بين رجال الصحيحين: 920. 2 وقيل 157.

518- 100/ 8ق- البحراني الحافظ الإمام القاضى أبو الفضل العباس بن يزيد بن أبي حبيب البصري أحد من جمع بين علو الرواية ومعرفة الحديث: حدث عن يزيد بن زريع وغندر وابن عيينة ومروان بن معاوية وعبد الوهاب الثقفى وعبد الرزاق وخلق روى عنه ابن ماجه وابن صاعد وابن أبي حاتم والمحاملي وابن مخلد وإسماعيل الوراق وآخرون. أخبرنا محمد بن بطيخ وأحمد بن مؤمن وابن عبد الهادي وابن خولان قالوا أنا عبد الرحمن بن نجم الواعظ أخبرتنا شهدة الكاتبة أنا أبو عبد الله النعالي "ح" وأخبرنا أبو المعالي القرافى أنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري أنا عمى محمد أنا عاصم بن الحسن قالا أنا عبد الواحد بن محمد بن مهدى نا الحسين بن إسماعيل إملاء نا العباس بن يزيد البحراني نا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن السائب عن عبد الرحمن بن سعاد عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآلخ وسلم قال: "الماء من الماء". هذا حديث حسن غريب أخرجه "س ق" قال صالح بن أحمد الحافظ قدم البحراني همذان وحدث بها كتبا كثيرة من مصنفاته وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بسامرا مع أبي. وقال ابن أورمة: محله الصدق. قال محمد بن إسحاق المسوحي الأصبهاني: وافيت البصرة أطلب الحديث فقال لي المحدثون: عندكم العباس بن يزيد البحراني؟ قلت: نعم, قالوا: فما تصنع عندنا؟ روى السلمي عن الدارقطني قال: البحراني ثقة مأمون. وقال أبو نعيم الحافظ: البحراني يلقب عباسويه وكان حافظا. قلت: ولى قضاء همذان مدة وحدث بها وببغداد وأصبهان. قال ابن مخلد: مات سنة ثمان وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. وقال الخطيب: أنا الأزهري قال: سئل الدارقطني عن عباس الحراني فقال: تكلموا فيه. 519- 101/ 8م د س ق- بن السرح الحافظ الفقيه أبو طاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح الأموي مولاهم المصري مصنف شرح الموطأ: حدث عن

_ 518- تهذيب الكمال: 2/ 662. تهذيب التهذيب: 5/ 134 "232". تقريب التهذيب: 1/ 400 "166". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 37. الكاشف: 2/ 69. الجرح والتعديل: 6/ 1193. ميزان الاعتدال: 2/ 387. لسان الميزان: 7/ 258. الوافي بالوفيات: 16/ 657. والحاشية. الثقات: 8/ 511. سير الأعلام: 12/ 101 والحاشية. طبقات أصبهان: ت162. تاريخ أصبهان: ت1228. 519- تهذيب الكمال: 1/ 32. تهذيب التهذيب: 1/ 64. تقريب التهذيب: 1/ 23. خلاصة تهيب الكمال: 1/ 26. الكاشف: 1/ 66. والجرح والتعديل: 2/ 65: الإكمال: 5/ 239. سير النبلاء: 12/ 62 والحاشية. معجم المؤلفين: 2/ 36 والحاشية. تذكرة الحفاظ: 2/ 504 الديباج المذهب: 1/ 166.

سفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب سعيد الآدم وغيرهم وعنه "م د س ق" وأبو بكر بن أبي داود وعبد الرحمن بن أحمد الرشدينى وطائفة. وكان من كبار العلماء. مات في ذي القعدة سنة خمسين ومائتين له, حديث ينفرد عنه. قال ابن عدى: حدثناه أبو العلاء الكوفى والقاسم بن مهدى والعباس بن محمد ومحمد بن زبان وغيرهم قالوا نا بن السرح أنا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كل بني آدم سيد, والرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها" رواته ثقات. قرأت على عبد الله بن الحسن القاضى أنا خطيب مرو أنا بن ياسين أنا محمد بن أحمد أنا علي بن بقاء الوراق نا محمد بن الحسين التنوخي نا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين إملاء نا أبو طاهر بن السرح حدثني رشدين بن سعد عن يونس عن بن شهاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". 520- 102/ 8م د ت ق- الدورقي أحمد بن إبراهيم بن كثير الحافظ الكبير المجود أبو عبد الله العبدي النكري البغدادي الدورقي أخو يعقوب الدورقي: وتلك نسبة إلى عمل القلانس الدورقية كان والدهما ناسكا عابدا فيقال كان من تنسك في ذلك الوقت يقال له دورقى سمع أحمد هشيما ويزيد بن زريع وجريرا وحفص بن غياث وطبقتهم وعنه م د ت ق والهيثم بن خلف ومحمد بن محمد الباهلى وآخرون صنف وجمع وكان حافظا فهما حسن التأليف قال أبو حاتم: صدوق. أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العلوي وأحمد بن محمد الحلبي قالا أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول أنا عبد الرحمن بن عفيف أنا عبد الرحمن بن أحمد نا أبو القاسم البغوي نا أحمد بن إبراهيم العبدي نا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح سمعت شعبة يقول ما رأيت عمرو بن مرة في صلاة قط الا ظننت انه لا ينفتل حتى يستجاب له وبه نا أحمد بن إبراهيم العبدي أنا أبو داود عن شعبة قال كان أيوب يمشي إلى مسجد بنى ضبيعة يسأل أن امرأة فحدث أيوب يوما بحديث قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب.

_ 520- تهذيب الكمال: 1/ 14. تهذيب التهذيب: 1/ 10. تقريب التهذيب: 1/ 9. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 5. الكاشف: 1/ 50. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 384.الجرح والتعديل: 2/ 3. العبر: 1/ 446. تذكرة الحفاظ: 2/ 505. طبقات الحفاظ: 220. شذرات الذهب: 2/ 110. التمهيد: 1/ 171. المن: 442. تاريخ بغداد: 4/ 6. طبقات الحنابلة: 1/ 21. الأنساب: 5/ 391. سير الأعلام: 12/ 130 والحاشية. معجم المؤلفين: 1/ 142 والحاشية. حاشية الكمال: 1/ 145، 3/ 365. المعرفة والتاريخ: 1/ 395. تاريخ واسط: 153. المشتبه: 88.

أن امرأة أرادت الحج فقال أيوب: هاتوا إسنادا مثل هذا. مات في شعبان سنة ست وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى وقد أكمل الثمانين. 521- 103/ 8ع- وأخوه يعقوب بن إبراهيم الدورقي الحافظ الكبير المعمر الإمام محدث العراق أبو يوسف العبدي: رأى الليث بن سعد ببغداد وسمع إبراهيم بن سعد وهشيما وعيسى بن يونس و"عبد العزيز" الدراوردي وطبقتهم وعنه الجماعة والنسائي أيضا بواسطة وقاسم المطرز ويحيى بن صاعد وأبو عبد الله المحاملي وابن مخلد وخلق كثير وثقه النسائي وغيره. قال الخطيب: كان ثقة حافظا متقنا صنف المسند. مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين1 وقد ناطح التسعين, كان أسن من أخيه بعامين. أخبرنا محمد بن علي الصالحي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه سنة عشرين وستمائة وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل أنا عبد اللطيف بن يوسف قالا أنا أبو الفتح بن البطي زاد أبو محمد فقال والمبارك بن محمد الباذرائى "ح" وانبأنا أحمد بن أبي محمد المقرئ نا إبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي ببغداد أنا الباذرائى "ح" وأخبرنا أحمد بن إسحاق أنا مرتضى بن حاتم "ح" وأخبرنا عيسى بن أبي محمد أنا علي بن محمود "ح" وأخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن أبي الحسن "ح" وأخبرتنا زينب بنت يحيى ومحمد بن عبد الكريم المقرئ قالا أنا أبو القاسم بن رواحة "ح" وأخبرنا محمد بن أبي القاسم بالثغر أنا يوسف بن عبد المعطي وعبد الوهاب بن رواح قالوا أنا أبو طاهر السلفي قالوا: ثلاثتهم أنا نصر بن أحمد بن البطر "ح" وأخبرنا أبو المعالي الابرقوهى أنا زيد بن يحيى أنا أحمد بن المبارك بن قفرجل أنا أبو الغنائم محمد بن أبي عثمان قالا أنا عبد الله بن عبيد الله بن البيع نا أبو عبد الله المحاملي نا يعقوب بن إبراهيم نا يحيى بن سعيد عن بن عجلان حدثني سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا سافر قال: "اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اطو لنا الأرض وهو علينا السفر" أخرجه النسائي2 عن يعقوب, وإسناده حسن.

_ 521- تهذيب الكمال: 3/ 1548، 1555. تهذيب التهذيب: 11/ 381 "742". تقريب التهذيب: 2/ 374. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 181. الكاشف: 3/ 290، 294. الجرح والتعديل: 9/ 844. الأنسا: 5/ 391. الكامل: 7/ 2602. نسيم الرياض: 3/ 344. الثقات: 9/ 286. تراجم الأحبار: 4/ 270. معجم المؤلفين: 13/ 214 والحاشية. تاريخ بغداد: 14/ 377. سير الأعلام: 12/ 141 والحاشية. العبر: 3/ 4. 1 وقيل 250. 2 في كتاب الاستعاذة باب 41.

522- 104/ 8م 4 - هناد بن السرى بن مصعب الحافظ القدوة الزاهد شيخ الكوفة أبو السرى التميمي الدارمي المحدث: حدث عن أبي الأحوص سلام وشريك بن عبد الله وإسماعيل بن عياش وعبثر وعشيم وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى البخاري, وأبو زرعة وعبدان وأبو العباس السراج وخلق كثير. سئل أحمد بن حنبل عمن نكتب بالكوفة؟ قال: عليكم بهناد. قال قتيبة: ما رأيت وكيعا يعظم أحدا تعظيمه هنادا ثم يسأله عن الأهل وقال النسائي: ثقة. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعيد وغيره أن وجيه بن طاهر أخبرهم أنا عبد الكريم بن هوازن أنا أحمد بن محمد أنا أبو العباس الثقفى نا هناد بن السرى نا وكيع عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" , رواه الترمذي عن هناد. قال أحمد بن سلمة النيسابوري: كان هناد كثير البكاء, فرغ يوما من القراءة لنا فتوضأ وجاء إلى المسجد فصلى إلى الزوال وأنا معه في المسجد ثم رجع إلى منزله فتوضأ وجاء فصلى بنا الظهر ثم قام على رجليه يصلى إلى العصر ويرفع صوته بالقرآن ويبكى كثيرا ثم صلى بنا العصر وأخذ يقرأ في المصحف حتى صليت المغرب قلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة فكيف لو رأيت عبادته بالليل؟ وما تزوج قط ولا تسرى. وكان يقال له: راهب الكوفة. قلت: توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين عن إحدى وتسعين سنة رحمه الله تعالى وله مصنف كبير في الزهد. 523- 105/ 8خ د ت س- زياد بن أيوب الحافظ الحجة أبو هاشم الطوسي ثم البغدادي دلويه ويلقب أيضا شعبة الصغير لاتقانه وحفظه: سمع هشيما وعباد بن العوام وأبا بكر بن عياش وابن إدريس ومروان بن شجاع وطبقتهم. وعنه البخاري وأبو داود والترمذي

_ 522- تهذيب الكمال: 3/ 1450. تهذيب التهذيب: 11/ 70 "109". تقريب التهذيب: 2/ 321. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 125. الكاشف: 3/ 226. تاريخ البخاري الكبير: 8/ 248. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 380. الجرح والتعديل: 9/ 501. الأنساب: 9/ 139. المعين: 1024. الثقات: 9/ 246. البداية والنهاية: 10/ 345. سير الأعلام: 11/ 465، 466 والحاشية. العبر: 1، 2/ 274. 523- تهذيب الكمال: 1/ 437. تهذيب التهذيب: 3/ 355. تقريب التهذيب: 1/ 265. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 341. الكاشف: 1/ 328. تاريخ البخاري الكبير: 3/ 345. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 395. لجرح والتعديل: 3/ 2373. الوافي بالوفيات: 15/ 17. تاريخ بغداد: 8/ 479. سير الأعلام: 12/ 120. الثقات: 8/ 249.

والنسائي وابن خزيمة وابن صاعد والمحاملي وخلق. حتى أن أحمد بن حنبل حدث عنه. قال أبو إسحاق بن أورمة ليس على بسيط الأرض أوثق من زياد بن أيوب وقال أبو حاتم: صدوق. وقال المروذي: قال لنا أحمد بن حنبل: اكتبوا عن زياد فإنه شعبة الصغير قال مولدي سنة ست وستين ومائة وطلبت الحديث في سنة إحدى وثمانين قلت: توفي في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن بطيخ السمسار وأحمد بن عبد الحميد وأحمد بن مؤمن وعبد الحميد بن أحمد قالوا أنا الناصح عبد الرحمن بن نجم "ح" وأخبرتنا خديجة بنت الرضى أنا البهاء عبد الرحمن "ح" وأخبرنا أحمد بن إسحاق أنا نصر بن عبد الرزاق قالوا أخبرتنا شهدة أنا الحسين بن طلحة النعالي "ح" وأخبرنا أبو المعالي الأبرقوهى أنا محمد بن هبة الله بن البيع أنا عمى أبو بكر الدينوري أنا عاصم بن الحسن قالا أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو عبد الله المحاملي نا زياد بن أيوب نا علي بن ثابت نا بن أبي ذئب عن شعبة مولى بن عباس عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يصلى الركعتين بعد الجمعة ولا بعد المغرب الا في بيته. 524- 106/ 8د س ق- عمرو بن عثمان بن سعد بن كثير الحمصي الحافظ ثقة محدث حمص: عن إسماعيل بن عياش وسفيان بن عيينة وبقية وعنه "د س ق" وأبو بكر بن أبي داود وأبو عروبة وآخرون. مات سنة خمسين ومائتين1 "وقع" لي من عواليه في كتاب البعث لأبي بكر بن سليمان السجستاني وكان ممن اجتمع له علو الأسانيد إلى المعرفة والإتقان وكذلك اخوه يحيى بن عثمان كان ثقة عالي الإسناد. أخبرنا الأبرقوهى أنا أكمل بن أبي الأزهر أنا سعيد بن أحمد أنا محمد بن محمد الزينبي أنا محمد بن عمر أنا أبو بكر بن أبي داود نا عمرو بن عثمان نا بقية حدثني الزبيدي أخبرني الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يحشر الناس ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله ان أقول فذلك المقام المحمود" 2 إسناده صالح والمتن غريب.

_ 524- تهذيب الكمال: 2/ 1043. تهذيب التهذيب: 8/ 76 "111". تقريب التهذيب: 2/ 74. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 291. الكاشف: 2/ 336. الجرح والتعديل: 6/ 1374. ثقات: 8/ 488. شذرات الذهب: 2/ 124. سير الأعلام: 12/ 305 والحاشية. 1 وقيل: 251. 2 رواه أحمد في مسنده "3/ 456".

525- 107/ 8خ م د ت س- محمد بن رافع الحافظ القدوة أبو عبد الله القشيري مولاهم ذالنيسابوري أحد الأعلام: سمع سفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس والنضر بن شميل وعبد الرزاق وطبقتهم وهو أحد من عنى بالسنن حالا وقالا روى عنه الجماعة سوى ابن ماجه وأبو زرعة وأبو خزيمة وآخر من زعم أنه سمع منه حاجب بن أحمد الطوسي وذلك من أعلى شيء وقع لنا في الثقفيات. أخبرنا علي بن محمد وأحمد بن محمد قالا أنا أبو القاسم الأنصاري "ح" وأخبرنا أبو الحسين اليونينى أنا أحمد بن محمد وجعفر بن علي وعلي بن هبة الله قالوا أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفى نا بن محمش أنا حاجب بن أحمد نا محمد بن رافع نا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة أن أبا هريرة حدثه أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر برجل يسوق بدنة وهو يمشي فسأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنها بدنة فأمره أن يركبها قال جعفر بن أحمد الحافظ: ما رأيت في المحدثين أهيب من محمد بن رافع كان يستند إلى شجرة الصنوبر في داره فيجلس العلماء بين يديه على مراتبهم وأولاد الظاهرية ومعهم الخدم كأن على رؤوسهم الطير فيأخذ الكتاب ويقرأ بنفسه ولا ينطق أحد ولا يتبسم إجلالا له فإن نطق أحد قام. قال زكريا بن دلويه: بعث الأمير طاهر إلى رافع بخمسة آلاف فردها وقال: الشمس قد بلغت رأس الحيطان وبعد ساعة تغرب ولم يقبل. قال أحمد بن عمر بن يزيد: نا محمد بن رافع سمعت عبد الرزاق سمعت معمرا يقول رأيت باليمن عنقود عنب وقربغل تام قال مسلم والنسائي: ابن رافع ثقة مأمون وقال زنجويه: إن محمدا مات في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين رحمة الله تعالى. 526- 108/ 8ع - بندار الحافظ الكبير الإمام أبو بكر محمد بن بشار بن عثمان العبدي

_ 525- تهذيب الكمال: 3/ 1196. تهذيب التهذيب: 9/ 160. تقريب التهذيب: 2/ 160. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 402. الكاشف: 3/ 42. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 81. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 383. الجرح والتعديل: 7/ 1391. العبر: 1/ 445. المعين: 980. ثقات: 9/ 102. البداية والنهاية: 10/ 346. أربع رسائل: 176. طبقات الحفاظ: 221. الوافي بالوفيات: 3/ 68. التمهيد: 1/ 255. سير الأعلام: 12/ 214 والحاشية. 526- تهذيب الكمال: 3/ 1177. تهذيب التهذيب: 9/ 70. تقريب التهذيب: 2/ 147. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 384. الكاشف: 3/ 23. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 49. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 396. الجرح والتعديل: 7/ 1187. ميزان الاعتدال: 3/ 490. لسان الميزان: 7/ 353. الثقات: 9/ 111. تراجم الأحبار: 4/ 37. المعين: 975. البداية والنهاية: 11/ 11. نسيم الرياض: 2/ 44. الوافي بالوفيات: 2/ 249. والحاشية. تاريخ بغداد: 2/ 101. سير الأعلام: 12/ 144 والحاشية. المغني: 5327. تاريخ الثقات: 401. معرفة الثقات: 1573. التمهيد: 6/ 265، 1/ 16.

البصري النساج: كان عالما بحديث البصرة متقنا مجودا لم يرحل برا بأمه ثم ارتحل بعدها. سمع مرحوم بن عبد العزيز العطار وعبد العزيز العمي ومعتمر بن سليمان وغندر ويحيى بن سعيد وعمر بن علي المقدمي وطبقتهم. حدث عنه الجماعة والبغوى وابن خزيمة وأبو العباس السراج وابن صاعد وابن أبي داود وخلق كثير قال الأرغيانى: سمعته يقول: كتب عنى خمسة قرون وحدثت وأنا بن ثماني عشرةسنة وقال أبو حاتم: صدوق. وقال العجلي: ثقة كثير حائك. وقال أبو داود: كتبت عن بندار خمسين ألف حديث, وأبو موسى أثبت منه, ولولا سلامة في بندار لترك حديثه وقال ابن خزيمة: سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجته. قال ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" له: حدثنا إمام أهل زمانه في العلم والأخبار محمد بن بشار. قلت: توفي في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى ولا عبرة بقول من ضعفه, وكان يقول ولدت عام توفى حماد بن سلمة. ومات معه طائفة من الحفاظ منهم محمد بن منصور الجواز وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي وأحمد بن عبد الله بن سويد بن منجوف والمستعين رحمهم الله تعالى. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا كامل بن أبي الأزهر أنا أبو أبي الأزهر أنا أبو القاسم بن البناء أنا محمد بن محمد الزينبي أنا محمد بن عمر بن خلف أنا عبد الله بن سليمان نا محمد بن بشار أنا حماد بن مسعدة أنا أشعث عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عدد آنية الحوض كعدد نجوم السماء" 1. 527- 109/ 8ع - محمد بن المثنى الحافظ الحجة أبو موسى العنزي البصري الزمن محدث البصرة: سمع يزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان وسفيان بن عيينة وغندرا. وعنه الجماعة, والنسائي أيضا عن رجل عنه وابن صاعد وابن خزيمة والمحاملي وخلق. قال صالح جزرة: كنت أقدمه على بندار وكان في عقله شيء. قال أبو عروبة الحراني: ما رأيت

_ 1 رواه الترمذي في القيامة باب 14، 15. وأحمد في مسنده "3/ 225، 230". 572- تهذيب الكمال: 3/ 1264. تهذيب التهذيب: 9/ 425. تقريب التهذيب: 2/ 204. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 452. الكاشف: 3/ 93. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 396. الجرح والتعديل: 8/ 409. ميزان الاعتدال: 4/ 24. لسان الميزان: 7/ 373. تراجم الأحبار: 4/ 56. نسيم الرياض: 3/ 65. العبر: 2/ 4. الأنساب: 9/ 363. الثقات: 9/ 111. رجال الصحيحين: 1721. تاريخ بغداد: 3/ 283. معجم طبقات الحفاظ: 166. الوافي بالوفيات: 4/ 384. سير الأعلام: 12/ 123.

بالبصرة أثبت من أبي موسى ويحيى بن حكيم. مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين, ومولده وموته وطلبه مع بلديه بندار رحمة الله عليها. أخبرنا أحمد بن إسحاق نا محمد بن هبة الله أنا جدي محمد بن عبد العزيز الدينوري أنا عاصم بن الحسن نا عبد الواحد بن مهدى ثنا الحسين بن إسماعيل القاضى إملاء نا محمد بن المثنى نا ابن عيينة عن هشام عن أبيه عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها". رواه الخمسة عن أبي موسى. 528- 110/ 8د ق- أبو ثور الإمام المجتهد الحافظ إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي ويكنى أيضا أبا عبد الله: حدث عن سفيان بن عيينة وعبيدة بن حميد وأبي معاوية ووكيع والشافعي وطبقتهم وعنه أبو داود وابن ماجه ومحمد بن إسحاق السراج وقاسم المطرز ومحمد بن صالح بن ذريح وخلق قال أبو بكر الأعين سألت أحمد عنه فقال: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ الثوري وقال النسائي هو ثقة مأمون أحد الفقهاء وقال بن حبان كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وورعا وفضلا صنف الكتب وفرع على السنن وذب عنها قيل: مات في صفر سنة أربعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعيد وغيره قال أنا وجيه بن طاهر أنا أبو القاسم القشيري أنا أبو الحسين الخفاف أنا أبو العباس الثقفى نا أبو ثور الكلبي نا أبو قطن نا شعبة عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو تعلمون ما في الصف الأول لكانت قرعة". أخرجه ابن ماجه1 عن أبي ثور. 529- 111/ 8م ت س ق- إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي المديني الفقيه الحافظ

_ 528- تهذيب الكمال: 1/ 53. تهذيب التهذيب: 1/ 118. تقريب التهذيب: 1/ 35. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 44. الكاشف: 1/ 80. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 372. الجرح والتعديل: 2/ 97. ميزان الاعتدال: 1/ 29. لسان الميزان: 7/ 168. المغني: 131. تذكرة الحفاظ: 2/ 12، 87. سير الأعلام: 12/ 72. طبقات الحفاظ: 223. تاريخ بغداد: 6/ 65. شذرات الذهب: 2/ 93. العبر: 1/ 431. النجوم الزاهرة: 5/ 301. الأعلام: 1/ 37. 1 في كتاب الإقامة باب 51. 529- تهذيب التهذيب: 1/ 251. تقريب التهذيب: 1/ 61. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 77. الكاشف: 1/ 133. الجرح والتعديل: 2/ 235. الثقات: 8/ 116. الوافي بالوفيات: 8/ 427. طبقات الحفاظ: 223. تاريخ بغداد: 6/ 355. شذرات الذهب: 2/ 105. تذكرة الحفاظ: 2/ 513. الكنى للإمام ملم: 178. مشكاة المصابيح: 3/ 609. البداية والنهاية: 10/ 346. سير الأعلام: 11/ 554 والحاشية.

الثبت أبو موسى قاضى نيسابور: سمع سفيان بن عيينة وعبد السلام بن حرب ومعن بن عيسى, وكان من أئمة الحديث صاحب سنة. ذكره أبو حاتم الرازي فاطنب في الثناء عليه, وقال النسائي: ثقة. حدث عنه مسلم والترمذي والنسائي والفريابي وابن خزيمة وابنه موسى بن إسحاق وآخرون والترمذي إذا قال حدثنا الأنصاري فإياه يعني. قيل: إنه توفى بحوسية بليدة من أعمال حمص في سنة أربع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا بن أبي عصرون عن زينب الشعرية أنا زاهر أنا أبو سعيد النحوي أنا أبو أحمد الحافظ أخبرني محمد بن أحمد بن سلم بحران نا إسحاق -يعني ابن موسى- نا المحاربي عن موسى الفراء عن سلمة عن كهيل عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه" 1. 530- 12/ 8د س- الحارث بن مسكين الحافظ الفقيه عالم الديار المصرية وقاضيها أبو عمرو مولى بنى أمية: رأى الليث وسأله عن مسألة, وتفقه بابن وهب وابن القاسم, وحدث عنهما وعن سفيان بن عيينة وبشر بن عمر وأشهب وعدة. وعنه "د س" وأبو يعلى ومحمد بن زبان وابن أبي داود وخلق. أثنى عليه أحمد وقال فيه قولا جميلا, وقال ابن معين: لا بأس به. وقال مرة: هو خير من أصبغ وأفضل وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال الخطيب: كان فقيها ثقة ثبتا حمل إلى بغداد وسجن في المحنة فلم يجب فلم يزل محبوسا إلى أن ولي المتوكل فأطلقه ثم ولاه قضاء مصر ثم استعفى من القضاء سنة خمس وأربعين فأعفى. مات سنة خمس ومائتين2 في ربيع الأول، وله ست وتسعون سنة رحمه الله تعالى؛ وكان مع إمامته في العلم وزهده وعبادته قوالا بالحق من قضاة العدل.

_ 1 رواه البخاري في فضائل القرآ باب 21. والترمذي في ثواب القرآن باب 51. وابن ماجه في المقدمة باب 16. 530- تهذيب الكمال: 1/ 218. تهذيب التهذيب: 2/ 156. تقريب التهذيب: 1/ 144. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 186. الكاشف: 1/ 197. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 392. الجرح والتعديل: 2/ 90، 3/ 419. تاريخ بغداد: 8/ 216. تاريخ ابن كثير: 11/ 7. العبر: 1/ 455. البداية والنهاية: 11/ 6. تاريخ بغداد: 8/ 216. طبقات الحفافظ: 73. الوافي بالوفيات: 11/ 257. سير الأعلام: 12/ 54. الثقات: 8/ 182. شذرات الذهب: 2/ 121. طبقات الحفاظ: 224. النجوم الزاهرة: 2/ 289. طبقات الشيرازي: 130. وفيات الأعيان: 2/ 56. تذكرة الحفاظ: 2/ 514. 2 وقيل 255.

531- 113/ 8د س ق- يحيى بن حكيم الحافظ الحجة أبو سعيد المصري المقوم: عن سفيان بن عيينة وغندر والقطان وطبقتهم. وعنه "د س ق" وابن أبي داود وابن خزيمة وعمر بن بجير وخلق قال أبو داود: كان حافظا متقنا. وقال النسائي: ثقة حافظ. وقال أبو عروبة: ما رأيت بالبصرة أثبت منه ومن بن المثنى. وصفه أبو موسى بالعبادة والورع. وقال ابن حبان: كان ممن جمع وصنف. ثم قال: توفي سنة ست وخمسين ومائتين. قلت: كان ممن نيف على الثمانين وقع لي من عالي حديثه. أخبرنا عبد الحافظ ويوسف الحجار قالا أنا بن عبد القادر أنا أبو القاسم بن البناء أنا علي بن البسري أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا يحيى بن حكيم نا محمد بن الحسين بن محبوب نا داود بن أبي هند قال دخلت أنا والحسن وثابت على إسحاق بن عبد الله بن الحارث الهاشمي فقال له ثابت يا أبا يعقوب حدث أبا سعيد بحديث الكتف فقال إسحاق: حدثتني أم حكيم بنت الزبير أنها كانت تصنع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم طعاما فيأتيها فربما أكل عندها، وأنها زعمت أنه اتاها يومأ فأتته بكتف فجعل يتحساها فأكل منها ثم صلى ولم يتوضأ. 532- 114/ 8م 4- إبراهيم بن سعيد الجوهري الحافظ العلامة أبو إسحاق الطبري ثم البغدادي: سمع سفيان بن عيينة وعبد الوهاب الثقفى ومروان بن معاوية وأبا معاوية وطبقتهم وعنه الجماعة سوى البخاري وأبو طاهر بن فيل وابن جوصاء وابن صاعد وخلق وروى النسائي عن رجل عنه في كتاب الخصائص ووثقه قال عبد الله بن جعفر بن خاقان سألت إبراهيم بن سعيد عن حديث لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال لجاريته أخرجى لي الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي بكر فقلت أبو بكر لا يصح له خمسون حديثا فمن أين هذا؟ قال: كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه فانا فيه يتيم. قال الخطيب: كان ثبتا ثقة مكثرا صنف المسند. وقال إبراهيم بن عبد الله: كان أبوه سعيد ثقة محتشما نبيلا حج معه أربع مائة أنفس, منهم هشيم وإسماعيل بن عياش وكنت

_ 531- تهذيب الكمال: 3/ 1493. تهذيب التهذيب: 11/ 198 "337". تقريب التهذيب: 2/ 345. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 146. الكاشف: 3/ 253. الجرح والتعديل: 9/ 571. العبر: 2/ 13. المعين: 1159. الأنساب: 12/ 405. الثقات: 9/ 266. سير الأعلام: 12/ 298. والحاشية. التمهيد: 2/ 152. معجم المؤلفين: 13/ 194 والحاشية. طبقات الحفاظ: 224. 532 تهذيب الكمال: 1/ 55. تهذيب التهذيب: 1/ 123. تقريب التهذيب: 1/ 35. الكاشف: 1/ 81. الجرح والتعديل: 2/ 104. ميزان الاعتدال: 1/ 35. لسان الميزان: 7/ 169. الوافي بالوفيات: 5/ 354. شذرات الذهب: 2/ 113. سير الأعلام: 12/ 149 والحاشية.

أنا منهم. مات إبراهيم مرابطا بعين زربة سنة أربع وقيل سنة سبع وأربعين ومائتين, وقيل سنة تسع. أخبرنا أبو الحسن الغرافي أنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر بن الزغوني أنا أبو النصر الزينبي أنا أبو طاهر الذهبي أنا يحيى بن محمد نا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته" ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَة} [هود: 102] أخرجه الترمذي1 عن إبراهيم. 533- 115/ 8- عمر بن شبة بن عبيدة الحافظ العلامة الأخبارى الثقة أبو زيد النميري البصري صاحب التصانيف: عن يوسف بن عطية وغندر ويحيى بن سعيد القطان وعبد الوهاب الثقفى وعدة، وعنه ابن ماجه وابن صاعد والمحاملي ومحمد بن أحمد ومحمد بن مخلد وخلق وكان بصيرا بالسير والمغازى وأيام الناس صنف تاريخا للبصرة وكتابا في أخبار المدينة وغير ذلك. وثقه الدارقطني وغيره. مات بسامرا في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين ومائتين2 وله تسعون إلا سنة وقع لي من عواليه وفيها توفي مسند أصبهان أبو جعفر محمد بن عاصم الثقفى صاحب الجزء المشهور. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن البناء أنا علي بن البسري أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن محمد أنا عمر بن شبة حدثني أبو غسان محمد بن يحيى نا عبد العزيز بن عمران عن أبي النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعلم على إشراف حرم المدينة فأعلمت شرف ذات الجيش وعلى مشيرف وعلى أشراف مخيض وعلى الحفياء وعلى العشيراء وعلي قلت. 534- 116/ 8خ- زكريا بن يحيى بن صالح الحافظ الفقيه الحجة أبو يحيى البلخي اللؤلؤى أحد الأعلام: أخذ عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله مفتي بلخ ووكيع وأبي أسامة

_ 1 في كتاب تفسير سورة 11 باب2. 533- تهذيب الكمال: 2/ 1012. تهذيب التهذيب: 7/ 460 "767". تقريب التهذيب: 2/ 57. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 271. الكاشف: 2/ 313. الجرح والتعديل: 6/ 624. مجمع: 10/ 332. الوافي بالوفيات: 22/ 488 والحاشية. سير الأعلام: 12/ 319. الثقات: 8/ 446. ديوان الإسلام: ت: 1306. 2 وقيل 263، 264. 534- تهذيب التهذيب: 3/ 335. تقريب التهذيب: 1/ 262. الثقات: 8/ 254. الوافي بالوفيات: 14/ 203.

وعبد الله بن نمير وطبقتهم. حدث عنه البخاري وأحمد بن سيار ويحيى بن منصور الهروي والفريابي وآخرون, وهو أحد من قال فيه شيخه قتيبة: فتيان خراسان أربعة, زكريا بن يحيى البلخي, والحسن بن شجاع, والدارمي, والبخاري. وقال بن حبان: كان ثقة صاحب سنة وفضل وممن يرد على أهل البدع, وهو مصنف كتاب الإيمان. مات في ذي الحجة سنة ثلاثين ومائتين في آخر الكهولة, وقيل مات سنة اثنتين وثلاثين رحمه الله تعالى. أخبرنا الأبرقوهي أنا الفتح أنا الأرموى وابن الداية والطرائفى قالوا أنا المسلمة أنا الزهرى أنا الفريابي نا زكريا بن يحيى أنا أبو مطيع عن جعفر بن حيان قال: قيل للحسن: إنهم يقولون: لا نفاق. فقال: لأن أعلم أنى بريء من النفاق أحب إلي من طلاع الأرض ذهبا. 535- 117/ 8 - إسحاق بن بهلول بن حسان الحافظ الناقد الإمام أبو يعقوب التنوخي الأنباري: سمع أباه وسفيان بن عيينة وأبا معاوية وابن علية ووكيعا وطبقتهم وعنه إبراهيم الحربي وجعفر الفريابي وابن صاعد والمحاملي وحفيده يوسف بن يعقوب الأزرق وآخرون قال الخطيب صنف كتابا في الفقه وله أقوال اختارها وصنف كتابا في القراءات وصنف المسند الكبير وكان ثقة قال بهلول بن إسحاق: استدعى المتوكل أبي وسمع منه وأقطعه ما يغل في السنة اثنى عشر ألفا ووصله بمال إلى أن قال: وحدث ببغداد بخمسين ألف حديث لم يخطئ في شيء منها، وفي رواية أخرى أنه حدث من حفظه بأربعين ألفا وعمر دهرا. مات بالأنبار في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين ومائتين وله ثمان وثمانون سنة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أنا الإمام أبو محمد بن قدامة سنة خمس عشرة وست مائة أنا محمد بن عبد الباقى أنا علي بن محمد الأنباري أنا أبو أحمد الفرضي نا يوسف بن يعقوب بن إسحاق نا جدي نا إسحاق الأزرق عن عوف عن بن سيرين عن حكيم بن حزام قال: "نهاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أبيع ما ليس عندي". هذا لم يسمعه محمد بن سيرين من حكيم. 536- 118/ 8ع- نصر بن علي الجهضمي الحافظ العلامة أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري: حدث عن نوح بن قيس ويزيد بن زريع ومرحوم بن عبد العزيز العطار وبشر بن المفضل وفضيل بن سليمان وسفيان بن عيينة وخلق. عنه الجماعة وزكريا الساجي وابن

_ 535- الجرح والتعديل: 2/ 214 "736". 536- تهذيب التهذيب: 10/ 429 "779". تقريب التهذيب: 2/ 299. الجرح والتعديل: 8/ ص466.

خزيمة وابن أبي داود وابن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي وخلق. قال أحمد: ما به بأس. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من الفلاس وأحفظ منه وأوثق. قال النسائي: ثقة. وقال ابن أبي داود: أستخير الله فرجع وصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضنى إليك, ثم نام فنبهوه فإذا هو ميت. مات سنة خمسين ومائتين في ربيع الآخر رحمه الله تعالى. 537- 119/ 8خ د س- المخرمي الحافظ الحجة قاضى حلوان أبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك القرشي مولاهم البغدادي المخرمي: سمع وكيعا ويحيى بن سعيد القطان وأبا معاوية وإسحاق الأزرق وأبا أسامة وطبقتهم حدث عنه "خ د س" ثم روى عن أحمد بن علي عنه, وأبو بكر بن خزيمة وابن صاعد والمحاملي وخلق كثير قال عبد الله بن أحمد: قال لي أبي: في جانب المخرم شاب يقال له: محمد بن عبد الله فاكتب عنه، وقال الباغندي: كان حافظا متقنا، وقال النسائي وغيره: ثقة. وقال عبد الله بن محمد الفرهيانى: سمعتهم يقولون: قدم علي ابن المديني بغداد فاجتمع الناس إليه قال: فقيل له: من وجدت أكيس القوم؟ قال: الغلام المخرمي. قال الخطيب: كان من أحفظ الناس للأثر وأعلمهم بالحديث. قرأت على علي بن أحمد أخبركم أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغونى أنا محمد بن محمد أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن محمد سمعت محمد بن عبد الله المخرمي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أبو واقد الليثي هو صالح بن محمد بن زائدة. توفي المخرمي سنة أربع وخمسين ومائتين1 رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو المعالي القرافى أنا أكمل بن أبي الأزهر أنا سعيد بن أحمد أنا محمد بن محمد أنا محمد بن عمر الوراق نا عبد الله بن سليمان نا محمد بن عبد الله المخرمي نا روح نا بن جريج عن العلاء بن عبد الرحمن عن بن دارة مولى عثمان قال: قال أبو هريرة: أنا أعلم الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة قال: فمال الناس عليه فقالوا: هيه رحمك الله قال: يقول: "اللهم اغفر لكل مسلم يؤمن بك لا يشرك بك شيئا" قوله: "يقول": يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

_ 537- تهذيب الكمال: 3/ 1224. تهذيب التهذيب: 9/ 272. تقريب التهذيب: 2/ 179. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 425. الكاشف: 3/ 64. الجرح والتعديل: 7/ 1658. الأعلام: 6/ 222. والحاشية. معجم طبقات الحفاظ: ص160. الإكمال: 7/ 311. رجال الصحيحين: رقم 1762. طبقات الحفاظ: 227. ثقات: 9/ 121. المعين: 1133. تاريخ بغداد: 5/ 423. سير الأعلام: 12/ 265 والحاشية. العبر: 2/ 6. 1 وقيل 255.

538- 120/ 8خ م د س ق- أحمد بن سنان بن أسد بن حبان الحافظ الحجة أبو جعفر الواسطي القطان صاحب المسند: سمع أبا معاوية الضرير ووكيعا وعبد الرحمن بن مهدي وطبقتهم حدث عنه الجماعة سوى الترمذي وولده جعفر بن أحمد وابن خزيمة وابن صاعد وعلي بن عبد الله بن مبشر وعبد الرحمن بن أبي حاتم قال أبو حاتم: ثقة صدوق، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: هو إمام أهل زمانه قال جعفر: سمعت أبي أحمد بن سنان يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلا يبغض أصحاب الحديث إذا ابتدع الرجل بدعة نزعت حلاوة الحديث من قلبه. قيل مات سنة ست وخمسين ومائتين وقيل بعدها1. رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الحسين اليونينى وأبو العباس الظاهري والعز أحمد بن عبد الهادي وأحمد بن يوسف السمسار وعدة قالوا: أنا عبد الله بن عمر أنا سعيد بن أحمد حضورا "ح" وأخبرنا الابرقوهى أنا أكمل العلوي أنا سعيد بن البناء أنا محمد بن محمد بن محمد الزينبي أنا محمد بن عمر الوراق نا أبو بكر عبد الله بن أبي داود نا أحمد بن سنان نا يزيد أنا شريك عن محمد بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمس مائة عام". 539- 121/ 8 خ م د ت ق- الحلواني الحافظ الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الخلال محدث مكة: حدث عن أبي معاوية ووكيع بن الجراح ومعاذ بن هشام وخلق ورحل إلى عبد الرزاق فأكثر وصنف وتعب في هذا العلم قال إبراهيم بن أورمة: بقي اليوم في الدنيا ثلاثة, الذهلي بخراسان وابن الفرات بأصبهان والحلوانى بمكة. قلت: حدث عنه الجماعة سوى النسائي, وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو العباس السراج ومحمد بن المجدر وخلق سواهم. قال أبو داود: كان عالما بالرجال ولا يستعمل عليه وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا متقنا. مات الحلواني في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. قرأت على زينب بنت عمر ببعلبك عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا

_ 538- تهذيب الكمال: 1/ 22. تهذيب التهذيب: 1/ 34. تقريب التهذيب: 1/ 16. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 16. الكاشف: 1/ 59. الجرح والتعديل: 2/ 53. الوافي بالوفيات: 6/ 407. الإكمال: 2/ 315، 449. سير الأعلام: 12/ 244 والحاشية. 1 وقيل 258، 259. 539- تهذيب الكمال: 1/ 273. تهذيب التهذيب: 2/ 302. تقريب التهذيب: 1/ 168. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 216. الكاشف: 1/ 224. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 378. الجرح والتعديل: 3/ 75، 85. تاريخ بغداد: 7/ 365. تذكرة الحفاظ: 2/ 522. سير الأعلام: 11/ 398. الوافي بالوفيات: 12/ 166. العبر: 1/ 437. العقد الثمين: 4/ 165. طبقات الحفاظ: 228.

محمد بن عبد الرحمن أنا محمد بن أحمد الحيري نا محمد بن هارون بن حميد نا الحسن بن علي الحلواني ثنا عمر بن أبان نا مسلم عن إسماعيل بن أمية أخبرني أبو الزبير عن طاوس عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على ضباعة وهي شاكية فقال: "حجى واشترطى وقولى: محلي حيث حبستني". أخبرنا أبو المعالي أنا سلامة بن صدقة الفرضي أنا بن شاقيل أنا محمد بن عبد الباقى أنا محمد بن أبي القاسم القرشي أنا محمد بن إبراهيم الديرعاقولى أنا عبد الله بن زيدان نا الحسن الحلواني نا نصر بن حماد نا شعبة عن يحيى بن سعيد بن المسيب سمعت سعدا: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يعني لعلي "أنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي". 540- 122/ 8د- محمد بن مسعود بن يوسف بن العجمي الحافظ الإمام أبو جعفر محدث طرسوس: حدث عن عيسى بن يونس ويحيى بن سعيد القطان وهذه الطبقة وارتحل إلى عبد الرزاق وامعن في هذا الشأن وبرز فيه. حدث عنه أبو داود وجعفر الفريابي ومحمد بن وضاح الأندلسي وحاجب بن أركين وأبو العباس السراج وابن أبي داود والمحاملي وآخرون وثقه الخطيب وغيره ذكره بن وضاح فقال: ما رأيت أحدا أعلم بالحديث منه. وهو فاضل رفيع الشأن ليس بدون أحمد بن حنبل قلت: بقي إلى سنة سبع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء عن عبد الرحيم بن أبي سعيد أنا سعيد بن حسين الريوندى سنة أربع وأربعين وخمس مائة أنا أبو القاسم بن المحب أنا أحمد بن محمد الخفاف أنا أبو العباس السراج نا محمد بن مسعود الطرسوسي نا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه كان يقنت في الركعة الآخرة من الظهر والعشاء والصبح ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعله. 541- 123/ 8م4- العنبري الإمام الثبت أبو الفضل العباس بن عبد العظيم البصري

_ 540- تهذيب الكمال: 3/ 1267.تهذيب التهذيب: 9/ 438. تقريب التهذيب: 2/ 206. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 456. الكاشف: 3/ 95. تاريخ بغداد: 3/ 301. طبقات الحفاظ: 228. الثقات: 9/ 126. أربع وسائل: 174. التمهيد: 2/ 369. 541- تهذيب الكمال: 2/ 658. تهذيب التهذيب: 5/ 121 "213". تقريب التهذيب: 1/ 397 "148". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 35. الكاشف: 2/ 66. تاريخ البخاري الكبير: 7/ 6. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 384. الجرح والتعديل: 6/ 1190. الوافي بالوفيات: 16/ 656. والحاشية. سير الأعلام: 12/ 32 والحاشية. الثقات: 8/ 511. ديوان الإسلام: ت: 1402.

الحافظ: سمع يحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن هشام ويزيد بن هارون وابن مهدي وعبد الرزاق وطبقتهم. حدث عنه الجماعة لكن البخاري تعليقا وبقي بن مخلد وابن خزيمة وعمر بن بجير وزكريا الساجي وآخرون. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال محمد بن المثنى السمسار: كان من سادات المسلمين قلت: كان معدودا في عقلاء أهل البصرة وفضلائهم ونبلائهم. مات سنة ست وأربعين ومائتين1 رحمه الله وقع لي من عواليه. 542- 124/ 8خ م ت س ق- الكوسج الحافظ الإمام الفقيه أبو يعقوب إسحاق بن منصور المروزي الفقيه نزيل نيسابور: سمع سفيان بن عيينة ويحيى ين سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرزاق والفريابي وطبقتهم وتخرج بأحمد وإسحاق. روى عنه الجماعة سوى أبي داود، وأبو العباس السراج وابن خزيمة وأحمد بن حمدون الأعمشي وخلق كثير. قال مسلم: ثقة مأمون. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال الخطيب: هو الذي دون عن أحمد بن حنبل وإسحاق المسائل في الفقه. وقال حسان بن محمد الفقيه. سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق الكوسج بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل فحملها في جراب على كتفه وسافر راجلا إلى أحمد ثم عرض خطوط أحمد على كل مسألة استفتاه عنها فأقر له بها وأعجب به. توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. 543- 125/ 8خ4- الزعفراني الحافظ الفقيه الكبير أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي الزعفراني من درب الزعفران: حدث عن سفيان بن عيينة وعبيدة بن حميد ومحمد بن أبي عدي وأبي معاوية الضرير وإسماعيل بن علية وتفقه بالشافعي وحمل عنه قوله القديم. روى عنه الجماعة سوى مسلم، وزكريا الساجي وابن خزيمة وأبو عوانة الأسفرائني ومحمد بن مخلد وأبو سعيد بن الأعرابي وخلائق. قال النسائي: ثقة. وقال ابن حبان: كان يحضر عند الشافعي أحمد بن حنبل وأبو ثور وكان الزعفراني هو الذي يتولى

_ 1 وقيل 240. 542- تهذيب الكمال: 1/ 88. تهذيب التهذيب: 1/ 249. تقريب التهذيب: 1/ 61. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 76. الكاشف: 1/ 113. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 404. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 393. الجرح والتعديل: 1/ 234. الثقات: 7/ 118.الوافي بالوفيات: 8/ 426. طبقات الحفاظ: 6/ 362. شذرات الذهب: 2/ 123. الكنى للإمام مسلم: 197. سير الأعلام: 12/ 158. والحاشية. 543- تهذيب الكمال: 1/ 278. 3/ 1189. تقريب التهذيب: 1/ 170. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 219. الكاشف: 1/ 226. الجرح والتعديلد: 3/ 36. سير الأعلام: 12/ 262. الثقات: 8/ 177. تاريخ بغداد: 7/ 407. طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 114. وفيات الأعيان: 2/ 73. العبر: 2/ 20. شذرات الذهب: 2/ 140. طبقات الحفاظ: 330.

القراءة عليه. وعنه قال لهم الشافعي: التمسوا من يقرأ لكم؟ فلم يجترئ أحد أن يقرأ عليه غيرى وكنت أحدث القوم سنا وما في وجهي شعرة. قال ابن عدى: كان فصيحا بليغا قال أبو عمر الزاهد: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي سمعت المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطيا ينتحي علي حتى كأنه عربي وأنا نبطي؛ فذكر الزعفراني. مات سنة ستين ومائتين1 ببغداد في سلخ شعبان وهو في عشر التسعين. أخبرنا محمد بن الحسين القرشي بمصر أنا محمد بن عماد أنا عبد الله بن رفاعة أنا أبو الحسن الخلعى أنا عبد الرحمن بن عمر بن النخاس أنا أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي نا الحسن بن محمد الزعفراني نا سفيان عن عمرو هو بن دينار عن هلال بن يساف قال جرح رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "ادعوا له طبيبا" "مرتين" فقالوا: يا رسول الله وهل يغنى الطبيب؟ قال: "نعم، ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء". هذا من أعلى المراسيل. 544- 126/ 8د ت س - عبد الوهاب بن عبد الحكم 2 بن نافع الوراق الإمام المحدث القدوة أبو أنس 3 النسائي ثم البغدادي العابد: سمع يحيى بن سليم الطائفي ومعاذ بن معاذ وأبا ضمرة وطائفة حدث عنه "د ت س" وابن صاعد والبغوى وأبو عبد الله المحاملي وعدة وثقه النسائي قال أبو مزاحم الخاقاني حدثني الحسن بن عبد الوهاب الوراق قال: ما رأيت أبي ضاحكا قط إلا تبسما ولا رأيته مازحا. رآني أضحك مع أمي فجعل يقول: صاحب قرآن يضحك هذ الضحك؟! وقال أحمد بن حنبل؛ وذكر عبد الوهاب: عافاه الله قل إن يُرى مثلُه قلت كان مختصا بالإمام أحمد قال المروذي سمعت أحمد يقول هو رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق توفي عبد الوهاب في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ومائتين وكان من أبناء الثمانين تقريبا. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر سنة سبع وعشرين وخمسمائة بهراة أنا أحمد بن إبراهيم المقرئ أنا محمد بن الفضل بن

_ 1 وقيل 259. 544- تهذيب الكمال: 2/ 869. تهذيب التهذيب: 6/ 446 "928". تقريب التهذيب: 1/ 527 "1399". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 186. الكاشف: 2/ 221. الجرح والتعديل: 6/ 383. سير الأعلام: 12/ 323 والحاشية. مجمع: 10/ 190. 2 ويقال ابن الحكم. 3 ويقال أبو الحسن. 4 وقيل 250.

محمد بن خزيمة أنا جدي أبو بكر نا عبد الوهاب بن الحكم الوراق أنا عبد المجيد بن أبي رواد عن بن جريج عن المطب بن حنطب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد, وعرضت علي ذنوبها فلم أر شيئا هو أعظم من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها" 1 قال الترمذي ذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه وأنكر على بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس بن مالك قيل للإمام أحمد بن حنبل من نسأل بعدك قال سلوا عبد الوهاب الوراق ومن كلام عبد الوهاب في السنة قال الله فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة. 545- 127/ 8م س ق - يونس بن عبد الأعلى عالم الديار المصرية الإمام أبو موسى الصدفي المصري الحافظ المقرئ الفقيه: مولده في آخر سنة سبعين ومائة قرأ القرآن على ورش وغيره. وسمع من سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم وابن وهب أخذ ومعن بن عيسى وأبي ضمرة والشافعي وعدة وتفقه بالشافعى. أخذ عنه القراءة أسامة التجيبي وابن خزيمة وابن جرير الطبري. حدث عنه "م س ق" وأبو بكر بن زياد وابن أبي حاتم وأبو الطاهر المديني وخلائق روى عن الشافعي قال ما رأيت بمصر أحدا اعقل من يونس وقال يحيى بن حسان: هو ركن من أركان الإسلام. وقال "س" وغيره: ثقة وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يوثق يونس ويرفع من شأنه. قلت له حديث منكر عن الشافعي قرأت على محمد بن الحسين القرشي وعلى بن أحمد العلوي ويحيى بن أحمد الجذامي قالوا أنا محمد بن عماد أنا بن رفاعة أنا أبو الحسن الخلعى أنا عبد الرحمن بن عمر أنا ابوالطاهر المديني أنا يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبار ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدى إلا عيسى بن مريم" أخرجه ابن ماجه 2 عن يونس. توفي في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين رحمة الله عليه.

_ 1 رواه أبو دواد في الصلاة باب 16. والترمذي في ثواب القرآن باب 19. 545- تهذيب الكمال: 3/ 1567. تهذيب التهذيب: 11/ 440 "853". تقريب التهذيب: 2/ 385. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 193. الكاشف: 3/ 304. الجرح والتعديل: 9/ 1022. ميزان الاعتدال: 4/ 481. سير الأعلام: 12/ 348. تراجم الأحبار: 4/ 224. البداية والنهاية: 11/ 37. ديوان الإسلام: ت: 2203. ثقات: 9/ 290. 2 في كتاب الفتن باب 24.

546- 128/ 8ق- الزبير بن بكار الإمام الحافظ النسابة قاضى مكة أبو عبد الله بن أبي بكر القرشي الأسدي المكى: حدث عن سفيان بن عيينة وأبي ضمرة أنس بن عياض والنضر بن شميل وعبد الله بن نافع الصائغ وخلق كثير. حدث عنه "ق" وابن أبي الدنيا وإسماعيل الوراق والقاضي المحاملي ويوسف الأزرق وآخرون. قال الدارقطني: ثقة. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا عالما بالنسب وأخبار المتقدمين. له مصنف في نسب قريش. مات الزبير في ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن أبي بكر بن بطيخ وأحمد بن مؤمن وعبد الحميد بن أحمد قالوا أنا الناصح عبد الرحمن بن نجم أخبرتنا شهدة أنا بن طلحة "ح" وأخبرنا الأبرقوهى أنا محمد بن هبة الله أنا عمى أبو بكر أنا عاصم بن الحسن قالا أنا أبو عمر بن مهدى نا المحاملي نا الزبير بن بكار حدثني أبو غزية عن فليح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أنى عبده ورسوله, من لقي الله بها غير شاك لم يحجب عن الجنة" 1. 547- 129/ 8د س ق- أبو التقى الحافظ المجود هشام بن عبد الملك اليزني الحمصي محدث حمص: روى عنه إسماعيل بن عياش وبقية ومحمد بن حرب الأبرش وعدة. وعنه د س ق وأبو عروبة الحراني وابن جوصاء وخلق قال النسائي: ثقة وقال أبو حاتم كان متقنا في الحديث قيل: مات سنة إحدى وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا الأرموى وابن الداية والطرائفى قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو الفضل الزهري نا جعفر الفريابي نا أبو التقى الحمصي نا محمد بن حرب نا الزبيدي عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: المنافق الذي إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان وإذا غنم غل وإذا أمر عصى, وإذا لقي جبن,

_ 546- تهذيب الكمال: 1/ 423. تهذيب التهذيب: 3/ 312. تقريب التهذيب: 1/ 257. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 333. الكاشف: 1/ 318. الجرح والتعديل: 3/ 2660. ميزان الاعتدال: 2/ 66. لسان الميزان: 7/ 218. سير الأعلام: 12/ 31. تاريخ بغداد: 8/ 467. الوافي بالوفيات: 14/ 187. البداية والنهاية: 11/ 24. ديوان الإسلام: ت: 157، 1043. 1 رواه مسلم في الإيمان حديث 45. 547- تهذيب الكمال: 3/ 1441. تهذيب التهذيب: 11/ 45 "86". تقريب التهذيب: 2/ 319. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 115. الكاشف: 3/ 223. الجرح والتعديل: 9/ 254. ميزان الاعتدال: 4/ 301. لسان الميزان: 7/ 418. الثقات: 9/ 233. سير الأعلام: 12/ 303 والحاشية. العبر: 112. معجم طبقات الحفاظ: 182.

فمن كن فيه ففيه النفاق كله ومن كان فيه بعضهن كان فيه بعض النفاق, موقوف صحيح 548- 130/ 8- علي بن الحسن الحافظ الإمام أبو الحسن الذهلي الأفطس صاحب المسند ومحدث نيسابور: سمع أبا خالد الأحمر وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس وجرير بن عبد الحميد والمحاربي وطبقتهم روى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان ومحمد بن سليمان بن فارس وجماعة قال الحاكم: هو شيخ عصره بنيسابور, وكان في سنة إحدى وخمسين ومائتين حيا, وقال أبو حامد ابن الشرقى: متروك الحديث. فهؤلاء المسمون في هذا الطبقة: ثم ثقات الحفاظ ولعل قد أهملنا طائفة من نظرائهم فإن المجلس الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه أزيد من عشرة آلاف محبرة يكتبون الآثار النبوية ويعتنون بهذا الشأن وبينهم نحو من مائتي إمام قد برزوا وتأهلوا للفتيا فلقد تفانى أصحاب الحديث وتلاشوا وتبدل الناس بطلبة يهزأ بهم أعداء الحديث والسنة ويسخرون منهم وصار علماء العصر في الغالب عاكفين على التقليد في الفروع من غير تحرير لها ومكبين على عقليات من حكمة الأوائل وآراء المتكلمين من غير أن يتعقلوا أكثرها، فعم البلاء واستحكمت الأهواء ولاحت مبادى رفع العلم وقبضه من الناس فرحم الله امرأً أقبل على شأنه وقصر من لسانه وأقبل على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأدمن النظر في الصحيحين. وعبد الله قبل أن يبغته الأجل. اللهم فوفق وارحم.

الطبقة التاسعة

الطبقة التاسعة: وعدتهم مائة وستة أنفس 549- 1/ 9خ 4 - الذهلي الإمام شيخ الإسلام حافظ نيسابور أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس النيسابوري مولى بنى ذهل: ولد بعد السبعين ومائة وسمع الحفصين وترك الرواية عنهما وسمع عبد الرحمن بن مهدى وأسباط بن محمد وأبا داود الطيالسي وعبد الرزاق وخلائق بالحرمين والشام ومصر والعراق والرى وخراسان واليمن والجزيرة وبرع في هذا الشأن. حدث عنه الجماعة سوى مسلم وسعيد بن أبي مريم والنفيلى وهما من شيوخه وأبو زرعة وابن خزيمة والسراج وأبو حامد بن الشرقى وأبو حامد بن بلال وأبو علي الميداني ومحمد بن الحسين القطان وخلق كثير وانتهت اليه مشيخة العلم بخراسان مع الثقة والصيانة والدين ومتابعة السنن قال محمد بن سهل بن عسكر كنا عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن يحيى الذهلي فقام اليه أحمد وتعجب الناس منه وقال لأولاده وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه قال محمد بن داود المصيصي كنا عند أحمد بن حنبل فذكر الذهلي حديثا فيه ضعف فقال أحمد: لا يذكر "مثلك" مثل هذا فخجل محمد, فقال أحمد: إنما قلت هذا إجلالا لك يا أبا عبد الله. وعن أحمد قال: ما رأيت أحدا أعلم بحديث الزهرى من محمد بن يحيى. قلت: قد كان الذهلي اعتنى بحديث الزهري وصنفه وتعب عليه وروى ابن زياد النيسابوري عن محمد بن يحيى قال: قال لي علي بن المديني: أنت وارث الزهري وقال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه. وقال أبو بكر بن زياد: كان أمير المؤمنين في الحديث قال الحسين بن الحسن: سمعت محمد بن يحيى يقول: ارتحلت ثلاث رحلات, وأنفقت على العلم مائة وخمسين ألفا وأتيت البصرة فاستقبلنى جنازة يحيى القطان على باب البلد. وقال بن خزيمة نا محمد بن يحيى إمام عصره وعن الدارقطني قال من أحب أن ينظر قصور علمه فلينظر في علل حديث الزهرى لمحمد بن يحيى قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: رأيت محمد بن يحيى في المنام فقلت ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي, قلت: فما

_ 549- تهذيب الكمال: 3/ 1286. تهذيب التهذيب: 9/ 511. تقريب التهذيب: 2/ 217.خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 467. الكاشف: 3/ 107. الجرح والتعديل: 8/ 561. تاريخ بغداد: 3/ 415. سير أعلام النبلاء: 12/ 273. الوافي بالوفيات: 5/ 186. الثقات: 9/ 115. التمهيد: 1/ 308.

فعل بحديثك؟ قال كتب بماء الذهب ورفع في عليين. مات الذهلي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين1 وهو في عشر التسعين رحمه الله تعالى, والجزء المروي في حديثه من أعلى ما يكون عند سبط السلفي. وفيها مات أحمد بن بديل اليامي الكوفى قاضى همذان. والمحدث أحمد بن سنان القطان. والمحدث أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي النيسابوري والمحدث حميد بن الربيع الخزاز الكوفى وشيخ الصوفية يحيى بن معاذ الرازي الواعظ رحمة الله عليهم أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العابر وجماعة قالوا أنا عبد الرحمن السبط أنا أبو طاهر السلفي أنا مكي بن علان أنا أبو بكر الحيري أنا أبو علي المعقلي نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله بن المثنى أخبرني أشعث عن محمد بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى بهم فسها في صلاته فسجد سجدتي السهو ثم تشهد ثم سلم". هذا حديث حسن غريب فرد من رواية الشيوخ عن تلامذتهم وقد أخرجه أبو داود وأبو عيسى وابن ماجه عن محمد بن يحيى فوافقناهم بعلو. 550- 2/ 9- محمد بن أسلم بن سالم بن يزيد الكندي مولاهم الإمام الرباني شيخ المشرق أبو الحسن الطوسي: سمع يعلى بن عبيد وأخاه محمدا وجعفر بن عون ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى والمقرئ وطبقتهم. صنف المسند وجود وكان من الثقات الحفاظ والأولياء الأبدال سمعت الأربعين له بالعلو, وأقدم شيخ له النضر بن شميل. حدث عنه إبراهيم بن أبي طالب والحسين بن محمد القبانى وابن خزيمة وابن أبي داود ومحمد بن وكيع الطوسي وآخرون. قال محمد بن رافع دخلت على محمد بن اسلم الطوسي فما شبهته إلا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال ابن خزيمة: حدثنا ربانى هذه الأمة محمد بن أسلم قال محمد بن يوسف البناء الأصبهاني الزاهد حدثنا محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن اسلم قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: وسئل عن قوله عليه السلام: فعليكم بالسواد الأعظم, قال: هو محمد بن أسلم وأصحابه ومن تبعه لم أسمع علما منذ خمسين سنة أشد تمسكا بالأثر منه. وقال بن خزيمة مرة: حدثني من لم تر عيناي مثله محمد بن أسلم. قال أحمد بن نصر النيسابوري قيل لي: إنه

_ 1 وقيل 252، 256، 259. 550- التاريخ الصغير: 2/ 377. الجرح والتعديل: 7/ 201. الوافي بالوفيات: 2/ 204. حلية الأولياء: 9/ 238. طبقات الحفاظ: 233، 234. شذرات الذهب: 2/ 100، 101.

صلى على محمد بن أسلم ألف ألف إنسان. قلت: قد استوفيت مناقب هذا الإمام في تاريخ الإسلام وكان يشبه أحمد بن حنبل. مات في المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الفضل بن عساكر وزينب بنت كندى عن أبي روح الهروي أنا زاهر بن طاهر أنا أبو عثمان البحيرى أنا زاهر بن أحمد الفقيه أنا محمد بن وكيع الطوسي نا محمد بن أسلم نا محمد بن عبيد نا سليمان بن يزيد المحاربي عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم" تابعه أبو معاوية عن سليمان وهو أبو آدم أحد الضعفاء وقيل ابن زيد. 551- 3/ 9م ت - عبد2 بن حميد بن نصر الإمام الحافظ أبو محمد الكسي مصنف المسند الكبير والتفسير وغير ذلك؛ اسمه عبد الحميد فخفف: رحل على رأس المائتين في شبيبته فسمع يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وعلي بن عاصم وابن أبي فديك وحسين بن علي الجعفي وأبا أسامة وعبد الرزاق وطبقتهم حدث عنه "م ت" وعمر بن بجير وبكر بن المرزبان وإبراهيم بن خزيم الشاشي وخلق وعلق له البخاري في دلائل النبوة من صحيحه فسماه عبد الحميد وكان من الأئمة الثقات وقع المنتخب من مسنده لنا ولصغار اولادنا بعلو مات سنة تسع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. وفيها مات شيخ بغداد أبو علي الحسن بن الصباح البزاز ومحدث الجزيرة أبو سليمان أيوب بن محمد بن زياد الرقى الوزان وطائفة كبار. أخبرنا أبو الحسين بن الفقيه ببعلبك والشيخ عيسى بن أبي محمد وجماعة بدمشق وأحمد بن بيان بكفربطنا قالوا: أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن حمويه أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي نا عبد بن حميد نا محمد بن بشر العبدي عن سعيد بن أبي عروبة نا قتادة عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أحاط حائطا على أرض فهي له" 3.

_ 1 سماه في التهذيب سليمان بن زيد. 551- تهذيب التهذيب: 6/ 455 "940". تقريب التهذيب: 1/ 529 "1411". 2 ويقال عبد الحميد. 3 رواه أحمد في مسنده "3/ 381" "5/ 12، 21". وأبو داود في الإمارة باب 38.

552- 4/ 9م د ت - الدارمي الإمام الحافظ شيخ الإسلام بسمرقند أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي الدارمي السمرقندي صاحب المسند العالي الذي في طبقة منتخب مسند عبد بن حميد: مولده عام توفي ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة. سمع النضر بن شميل ويزيد بن هارون وسعيد بن عامر الضبعي وجعفر بن عون وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ووهب بن جرير وطبقتهم بالحرمين وخراسان والشام والعراق ومصر. حدث عنه مسلم وأبو داود والترمذي ومطين وجعفر الفريابي وعمر بن بجير والنسائي خارج سننه وحفص"؟ " ابن أحمد بن فارس الأصبهاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وعيسى بن عمر السمرقندي وآخرون. قال الخطيب: كان أحد الحفاظ والرحالين موصوفا بالثقة والورع والزهد استقضى على سمرقند فقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي -إلى أن قال- وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل يضرب به المثل في الديانة والحلم والاجتهاد والعبادة والتقلل صنف المسند والتفسير وكتاب الجامع قال أبو حاتم: ثقة صدوق وعن أحمد بن حنبل وذكر الدارمي فقال: عرضت عليه الدنيا فلم يقبل. وقال رجاء بن مرجى: رأيت الشاذكوني وابن راهويه وسمى جماعة فما رأيت أحفظ من عبد الله الدارمي. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه. أخبرنا محمد بن عبد الغني وأحمد بن مكتوم وعمر بن خواجا إمام وسنقر الزينى ومحمد بن حمزة وعبد العالى بن عبد الملك ومحمد بن يوسف وعبد الحميد بن أحمد وإسماعيل بن يوسف وعبد الأحد بن تيمية وسلمان بن قدامة وإبراهيم بن صدقة وأحمد بن محمد الحافظ والحسن بن علي وهدية بنت علي وعبد الرحمن بن عقيل وعيسى بن أبي محمد قالوا أنا أبو المنجا عبد الله بن عمر أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا عبد الله بن أحمد نا عيسى بن عمر نا عبد الله بن عبد الرحمن نا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف ورأى عليه أثر من صفرة: "مهيم؟ " قال: تزوجت, قال: "أولم ولو بشاة". مات الدارمي يوم التروية سنة خمس وخمسين ومائتين1 رحمه الله تعالى. وفيها مات محدث نيسابور أبو عبد الرحمن عبد الله بن هاشم الطوسي ومحدث واسط محمد بن حرب النشائي ومحدث

_ 552- تهذيب الكمال: 2/ 703. تهذيب التهذيب: 5/ 294 "52". تقريب اتهذيب: 1/ 429 "432". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 74. الكاشف: 2/ 103. الوافي بالوفيات: 17/ 242 والحاشية. الثقات: 8/ 364. ديوان الإسلام: ت924. 1 وقيل 225.

دمشق موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المري الدمشقي راوية الوليد, وعبد الغني بن رفاعة اللخمي المصري بقية من روى عن بكر بن مضر ورأس الكرامية محمد بن كرام. 553- 5/ 9خ ت - الترمذي الكبير هو الحافظ العلم أبو الحسن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي: سمع يعلى بن عبيد وأبا النضر وعبد الله بن موسى وسعيد بن أبي مريم وطبقتهم فاكثروا أكثر الرجال حدث عن البخاري وأبو عيسى الترمذي وابن خزيمة وغيرهم وسألوه عن العلل والرجال والفقه وكان من أصحاب أحمد بن حنبل ورواية البخاري عنه عن أحمد بن حنبل في المغازي من صحيحه توفي سنة بضع وأربعين ومائتين1 رحمه الله تعالى. 554- 6/ 9- عبد الملك بن حبيب الفقيه الكبير عالم الأندلس أبو مروان السلمي ثم المرداسى الأندلسي القرطبي: ولد بعد السبعين ومائة وأخذ عن صعصعة بن سلام والغازى بن قيس وزياد شبطون وحج فأخذ عن عبد الملك بن الماجشون واسد السنة واصبغ بن الفرج وطبقتهم ورجع إلى الأندلس بعلم جم روى عنه بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح ويوسف المغامى ومطرف بن قيس وآخرون وكان رأسا في مذهب مالك وله تصانيف عدة مشهورة ولم يكن بالمتقن للحديث ويقنع بالمناولة قال ابن الفرضي كان فقيها نحويا شاعرا إخباريا نسابة طويل اللسان متصرفا في فنون العلم قال ابن بشكوال قيل لسحنون فقيه المغرب مات بن حبيب قال مات عالم الأندلس بل والله عالم الدنيا قال الصدفي في تاريخه كان بن حبيب كثير الجمع معتمدا على الأخذ بالحديث ولم يكن غيره ولا يدرى الرجال وقال أحمد بن محمد بن عبد البر هو أول من أظهر الحديث بالأندلس وكان لا يفهم صحيحه من سقيمه وكان الذي بينه وبين يحيى بن يحيى الليثي شيئا وكان كثير المخالفة ليحيى وكان قد قرر معه في المشاورة والنظر فلما مات يحيى انفرد بن حبيب برئاسة العلم قيل مات في آخر سنة تسع وثلاثين ومائتين وقال سعيد بن فحلون: مات في رابع رمضان سنة ثمان رحمه الله تعالى. أنبأنا بن هارون عن بن بقى عن شريح عن بن حزم حدثني أحمد بن عمر نا

_ 553- تهذيب الكمال: 1/ 18. تهذيب التهذيب: 1/ 22. تقريب التهذيب: 1/ 13. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 11. الكاشف: 1/ 54. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 3. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 348. الجرح والتعديل: 2/ 30. الثقات: 8/ 6. تاريخ بغداد: 4/ 116. التعديل والتخريج: رقم 6. 1 وقيل 222. 554- تهذيب التهذيب: 6/ 390 "736". تقريب التهذيب: 1/ 518 "1304". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 175. ميزان الاعتدال: 2/ 652. لسان الميزان: 4/ 59.

الحسين بن يعقوب نا سعيد بن فحلون نا يوسف المغامي نا عبد الملك بن حبيب نا هارون بن صالح الطلحي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن ربيعة بن محمد بن حارث التيمى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يحج أحد عن أحد إلا ولد عن والده" هذا منقطع. 555- 7/ 9ع - عبيد الله بن فضالة الحافظ المجود أبو قديد النسائي: سمع عبد الرزاق باليمن, والأنصاري بالبصرة, والمقرئ بمكة, ويحيى بن يحيى بنيسابور, وأبا اليمان بالشام, حدث عنه النسائي وابن أبي عاصم والحسن بن سفيان وآخرون. قال النسائي: ثقة مأمون1. أخبرنا إبراهيم بن الدرجي في كتابه عن أبي جعفر الصيدلاني أنا محمود بن إسماعيل حضورا أنا أبو بكر بن شاذان أنا أبو بكر القباب أنا أبو بكر بن أبي عاصم نا عبيد الله بن فضالة نا عبد الرزاق عن معمر أن يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن زيد البكالي عن عتبة بن عبد السلمي قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عن الجنة وذكر الحوض فقال: أفيها فاكهة قال: "نعم فيها شجرة تدعى طوبى" , الحديث. 556- 8/ 9خ م د س ت - الرباطي الحافظ الإمام أبو عبد الله أحمد بن سعيد بن إبراهيم الخراساني الأشقر نزيل نيسابور: سمع وكيع بن الجراح وعبد الرزاق ووهب بن جرير وسعيد بن عامر وإسحاق السلولي وطبقتهم وعنه الجماعة سوى ابن ماجه وأبو العباس السراج وابن خزيمة وعدة وكان قد ولاه بن طاهر أمر الرباط فلهذا لما دخل إلى أحمد بن حنبل لم يبش به وقال له: هل بد من ان يقال غدا أين بن طاهر واتباعه فانظر أين تكون قيل مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين2 رحمه الله تعالى. أخبرنا بن عساكر عن عبد الرحيم بن السمعاني أنا سعيد بن الحسين أنا بن المحب أنا أبو الحسين القنطري أنا أبو العباس الثقفى نا أحمد بن سعيد الرباطي وبه إلى الثقفى نا

_ 555- تهذيب الكمال: 2/ 887. تهذيب التهذيب: 7/ 43 "77". تقريب التهذيب: 1/ 538. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 197. الكاشف: 2/ 232. الجرح والتعديل: 5/ 1564. الثقات: 8/ 407. 1 توفي عام 241. 556- تهذيب الكمال: 1/ 21. تهذيب التهذيب: 1/ 30. تقريب التهذيب: 1/ 15. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 15. الكاشف: 1/ 57. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 378. الجرح والتعديل: 2/ 54. الوافي بالوفيات: 6/ 390. تاريخ بغداد: 4/ 165. سير الأعلام: 12/ 207 والحاشية. التعديل والتجريح: رقم 27. شذرات الذهب: 2/ 102. طبقات الحفاظ: / 236. 2 وقيل 245، 246.

أبو يحيى نا القواريرى قالا نا محبوب بن الحسن نا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فرض صلاة الحضر والسفر ركعتان ركعتان، فلما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت الصلاة الفجر لطول القراءة والمغرب لأنها وتر النهار. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ كان يقول: كان الرباطي والله من الأئمة المقتدى بهم وقال الخليلي: كان حافظا متقنا وقال محمد بن علي الصفار لو كان الحسن البصري حيا لأحتاج إلى إسحاق ولم أر بعد إسحاق مثل أحمد الرباطي. 557- 9/ 9- محمد بن عميرة الإمام الحافظ محدث جرجان أبو عبد الله نزيل هراة: حدث عن إسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وطبقتهم. وعنه محمد بن عبد الرحمن الشامي ومحمد بن شاذان وأبو يحيى البزاز وآخرون بلغني أنه كان يحفظ سبعين ألف حديث رحمه الله تعالى. 558- 10/ 9خ 4- زيد بن أخزم الحافظ الإمام أبو طالب الطائي البصري: سمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن هشام وطبقتهم. روى عنه الجماعة سوى مسلم وأبو عروبة وعبد الله بن محمد بن وهب والبغوى وابن صاعد والمحاملي. وثقه النسائي. ذبحته الزنج لما استباحوا البصرة وقتلوا أهلها سنة سبع وخمسين ومائتين1 رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الحسن العلوي أنا أبو الحسن بن القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الخلص نا يحيى بن محمد نا زيد بن أخزم نا عبد القاهر بن شعيب أنا بن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يزال العبد في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه". 559- 11/ 9ت س- أحمد بن نصر الإمام الحافظ أبو عبد الله القرشي النيسابوري فقيه نيسابور ومقرئها وزاهدها: حدث عن بن نمير ونضر بن شميل وابن أبي فديك وطبقتهم حدث عنه سلمة بن شبيب وأبو بكر بن خزيمة وأبو عروبة الحراني وآخرون قال الحاكم:

_ 558- تهذيب الكمال: 1/ 447. تهذيب التهذيب: 3/ 393. تقريب التهذيب: 1/ 271، 272. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 348. الكاشف: 1/ 335. الجرح والتعديل: 3/ 2518. الثقات: 8/ 251. 1 وقيل 255. 559- تهذيب الكمال: 1/ 43. تهذيب التهذيب: 1/ 85. تقريب التهذيب: 1/ 27. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 33. الكاشف: 1/ 71. تاريخ البخاري الكبير: 2/ 6. تاريخ البخاري الصغير: 3/ 383.العبر: 1/ 408. طبقات الحفاظ: 237. سير الأعلام: 12/ 239 والحاشية.

هو فقيه أهل الحديث في عصره بنيسابور وعليه تفقه بن خزيمة قبل أن يرحل. مات سنة خمس وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى يقع لي حديثه من طريق بن خزيمة. وتوفي معه أحمد بن عبدة الضبي البصري, ومقرئ مكة أبو الحسن أحمد بن محمد بن عون القواس النبال وإسماعيل بن موسى الفزاري الكوفى بن بنت السدى وعبد الله بن عمران العابدى المكى وشيخ الصوفية ذو النون المصري وآخرون. 560- 12/ 9م د س ت - علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان, الحافظ الناقد أبو الحسن الجهضمي محدث البصرة وابن محدثها: حدث عن أبي عاصم النبيل ووهب بن جرير ويزيد بن هارون وطبقتهم. حدث عنه الجماعة سوى البخاري وابن ماجه, وجعفر الفريابي وأبو بكر بن أبي داود وخلق. نعم وروى عنه البخاري في التاريخ. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فوثقه وأطنب في ذكره والثناء عليه, وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث. مات في سنة خمسين ومائتين. وفيها مات أبوه, وشيخ مصر الحارث بن مسكين أبو عمرو القاضى, ومحدث مصر أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ومقرئ مكة أبو الحسن أحمد بن محمد البزي، ومحدث الشعية عباد بن يعقوب الرواجنى, وعمرو بن بحر الجاحظ صاحب الكتب. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو طاهر بن خزيمة أنا جدي نا علي بن نصر بن علي وعبد القدوس بن محمد وهذا لفظه حدثني عمرو بن عاصم نا همام ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من نسي ركعتي الفجر فليصلهما إذا طلعت الشمس". 561- 13/ 9ت- الحسن بن شجاع الحافظ الكبير أبو علي البلخي: سمع عبيد الله بن موسى ومكي بن إبراهيم وأبا مسهر الغساني وأبا الوليد الطيالسي وطبقتهم وأكثر الترحال حدث عنه أبو زرعة وأبو العباس السراج ومحمد بن زكريا البلخي وخلق. قال البخاري في

_ 560- تهذيب الكمال: 2/ 993. تهذيب التهذيب: 7/ 390 "630". تقريب التهذيب: 2/ 45. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 258. الكاشف: 2/ 297. تاريخ البخاري الكبير: 6/ 299.الجرح والتعديل: 6/ 1133. المغني: 4351. شذرات الذهب: 1/ 316. تراجم الأحبار: 3/ 142. العبر: 297. تاريخ أسماء الثقات: 751. الوافي بالوفيات: 22/ 271. الثقات: 8/ 460، 471. 561- تهذيب الكمال: 1/ 263. تهذيب التهذيب: 2/ 282. تقريب التهذيب: 1/ 167. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 213. الكاشف: 1/ 222. سير الأعلام: 12/ 187. الثقات: 8/ 178.

صحيحه نا الحسن نا إسماعيل بن الخليل فالظاهر أنه هو وحدث الترمذي عن رجل عنه. قال قتيبة: فتيان خراسان أربعة, الدارمي, والبخاري, وزكريا اللؤلؤى, والحسن بن شجاع وقال غيره: كان ابن شجاع لا يجارى في معرفة الأبواب, وعده أحمد بن حنبل في الحفظ من نظراء أبي زرعة وإنما لم يشتهر لموته كهلا, جميع ما عاش تسع وأربعون سنة قال محمد بن جعفر البلخي: مات في نصف شوال سنة أربع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. 562- 14/ 9د ق- رجاء بن مرجى الحافظ العلم أبو محمد المروزي ويقال السمرقندي مفيد بغداد: سمع النضر بن شميل ويزيد بن أبي حكيم العدني وأبا نعيم وأبا اليمان وطبقتهم حدث عنه أبو داود وابن ماجه وأبو العباس السراج ويحيى بن صاعد والمحاملي وآخرون يقع لنا حديثه عاليا. قال الدارقطني: ثقة حافظ. وقال الخطيب: كان ثقة إماما في علم الحديث وفي حفظه والمعرفة به قال البخاري: مات بغداد في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد الرحيم بن أبي سعد أنا أبو طالب محمد بن عبد الرحمن بصومعته نا إسماعيل بن زاهر أنا عبد العزيز بن السري بحرباذقان أنا محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان نا أبو داود السجزي نا رجاء بن مرجى نا النضر بن شميل نا موسى بن ثروان حدثني طلحة بن عبد الله بن كريز حدثني أم الدرداء حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قال الملك: آمين ولك بمثل" 1. أخبرنا سنقر الحلبي أنا عبد اللطيف أنا عبد الحق أنا علي بن العلاف أنا أبو الحسن بن الحمامي نا بن قانع نا محمد بن الفضل بن جابر السقطى نا رجاء بن مرجى نا عبد الله بن رجاء نا سعيد بن مسلمة عن مسلم بن أبي مريم عن عبد الله بن شرحبيل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى يوما وعليه نمرة فقال لرجل: "هات نمرتك" , فقال يا رسول الله هي خير من نمرتي, قال: "أجل, ولكن عليها خيط احمر فخشيت ان تفتننى في صلاتي".

_ 562- تهذيب الكمال: 1/ 412. تهذيب التهذيب: 3/ 269. تقريب التهذيب: 1/ 249. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 324. الكاشف: 1/ 309. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 388. الجرح والتعديل: 3/ 2277. الثقات: 8/ 247. الوافي بالوفيات: 14/ 103. سير الأعلام: 12/ 98. 1 رواه أبو داود في الوتر باب 29.

563- 15/ 9م 4 - سلمة بن شبيب الحافظ الجوال أبو عبد الرحمن النسائي النيسابوري نزيل مكة: سمع يزيد بن هارون وأبا داود وسمع أبا أسامة والجارود بن يزيد ويعلى بن عبيد ومروان بن محمد الطاطري وعبد الرزاق وطبقتهم. روى عنه الستة سوى البخاري وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن هارون الروياني وحاتم بن محبوب وآخرون. وقيل أن أحمد بن حنبل حدث عنه. قال النسائي: ليس به بأس مات في شهر رمضان سنة أربع وتسعين ومائتين1 وكان قدم مصر قبل بعام وحمل عنه المصريون يقع حديثه عاليا في حديث الأخميمي. وفيها مات شيخ العربية أبو عثمان المازني والخليفة المتوكل على الله بن المعتصم. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا سلمة بن شبيب نا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني نا أبو سعيد عن أنس بن مالك قال أرسلني أبو طلحة أدعو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لطعام صنعه له، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا ومن معي؟ " قال: قلت: نعم, فجاء ومعه نحو من سبعين رجلا فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت له امرأته: إنما طعامنا يسير قال: فلا تعجلوني بخروجه، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعل يدخل عشرة عشرة فيأكلون ثم يخرجون حتى أكلوا وفضل لهم. 564- 16/ 9د- أحمد بن الفرات الحافظ الحجة أبو مسعود الرازي محدث أصبهان وصاحب التصانيف: سمع عبد الله بن نمير وأبا أسامة ويزيد بن هارون وابن أبي فديك وعبد الرزاق وأكثر الترحال في لقى الرجال حدث عنه أبو داود وابن أبي عاصم والفريابي وعبد الرحمن بن يحيى بن منده وعبد الله بن جعفر بن فارس وآخرون. قال

_ 563- تهذيب الكمال: 1/ 524. تهذيب التهذيب: 4/ 146. تقريب التهذيب: 1/ 316. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 403. الكاشف: 1/ 384. تاريخ البخاري الكبير: 4/ 85. تاريخ البخاري الصغير: 3/ 386. الجرح والتعديل: 4/ 722. الوافي بالوفيات: 15/ 320. سير الأعلام: 12/ 256. والحاشية. طبقات المحدثين بأصبهان: 161. تاريخ أصبهان: 742. الثقات: 8/ 287. 1 وقيل 247، 246. 564- تهذيب الكمال: 1/ 33. تهذيب التهذيب: 1/ 66 تقريب التهذيب: 21/ 23. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 27. الكاشف: 1/ 66. الجرح والتعديل: 2/ 67. ميزان الاعتدال: 1/ 127. لسان الميزان: 7/ 172. الوافي بالوفيات: 7/ 280. تاريخ بغداد: 4/ 343. تهذيب ابن عساكر: 1/ 434. طبقات الحاف: 239. تاريخ دمشق: 7/ 128، 134، 136. سير النبلاء: 12/ 48. والحاشية. الثقات: 8/ 36.

إبراهيم بن محمد الطيان: سمعت أبا مسعود يقول كتبت عن ألف وسبع مائة شيخ, وكتبت ألف ألف حديث وخمس مائة ألف فعملت من ذلك في تواليفي خمس مائة ألف حديث. وعن أحمد بن حنبل قال: ما أظن بقى أحد أعرف بالمسندات من ابن الفرات. قال أبو عروبة الحراني: هو في عداد أبي بكر بن أبي شيبة في الحفظ أحمد بن سليمان الرهاوي في الثبت وقال بن عدى لا أعلم له رواية منكرة وهو من أهل الصدق والحفظ قال أبو عمران الطرسوسي سمعت الأثرم يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أبي مسعود الرازي. وعن أبي مسعود قال: كتبت الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة وذكرت بالحفظ ولي ثمان عشرة سنة. وسئل أبو بكر الاعين أيما احفظ أبو مسعود أو الشاذكوني؟ فقال: أما المسند فأبو مسعود, وأما المنقطع فالشاذكونى. قلت جزء بن الفرات من أعلى شيء يسمع اليوم. أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن مسعود بن أبي منصور أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا أبو مسعود نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاف على نسائه في غسل واحد. توفي في شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين. وتوفي فيها خلق, منهم حفص بن عمرو الربالى والفضل بن يعقوب الرخامي ومحمد بن إسماعيل الحساني ومحمد بن عمر بن أبي مذعور, وعبدة بن عبد الله الصفار الكوفى, وأبو عبيدة بن أبي السفر, رحمة الله عليهم أجمعين. 565- 17/ 9س ق - أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط الحافظ ثقة الرحال الجوال أبو الأزهر العبدي النيسابوري: حج ورأى سفيان ولم يمكنه أن يسمع منه. وسمع بن نمير ويعلى ومحمدا ابنى عبيد, وأسباط بن محمد وعبد الرزاق وأبا ضمرة الليثي ووهب بن جرير وطبقتهم, وعنه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو حامد بن الشرقى ومحمد بن الحسين القطان وعدة. حدث عنه رفقائه محمد بن رافع والذهلي, وكان يقول كتب عنى يحيى بن يحيى التميمي, وكان أبو الأزهر من علماء المحدثين. قال أبو حاتم:

_ 565- تهذيب الكمال: 1/ 15. تهذيب التهذيب: 1/ 11. تقريب التهذيب: 1/ 10. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 6. الكاشف: 1/ 51. الجرح والتعديل: 2/ 11. ميزان الاعتدال: 1/ 82. لسان الميزان: 7/ 171. الموضوعات: 3/ 16 طبقات الحفاظ: 240. المغني: 1/ 33. العبر: 2/ 26. الثقات: 8/ 43. شذرات الذهب: 2/ 146. الضعفاء لابن عدي: 1/ 95. العلل المتناهية: 1/ 218. تاريخ بغداد: 4/ 39، 41، 45. اللآلئ المصنوعة: 2/ 303. البداية والنهاية: 11/ 36. سير الأعلام: 12/ 363 والحاشية. ضعفاء ابن الجوزي: 1/ 65.

صدوق وقال النسائي والدارقطني: لا بأس به. قال ابن الشرقى قيل لي: لم لا ترحل إلى العراق؟ قلت؟ ما أصنع بها وعندنا من بنادرة الحديث الذهلي وأبو الأزهر وأحمد بن يوسف وقيل أن أبا الأزهر لما أنكر عليه ابن معين حديثه عن عبد الرزاق في الفضائل قال: حلفت إلا أحدث به حتى أتصدق بدرهم. توفي في سنة ثلاث وستين ومائتين1 رحمة الله عليه. أخبرنا أبو الحسين اليونينى وغيره أنا جعفر وأحمد بن محمد وعلي بن سلامة قالوا أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفى نا محمد بن إبراهيم الجرجاني إملاء نا محمد بن الحسين القطان أنا أبو الأزهر نا أسباط بن محمد أنا الشيباني قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال نعم قلت: بعد ما نزلت النور أم قبلها؟ قال لا أدري. 566- 18/ 9س - محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الإمام الحافظ فقيه عصره أبو عبد الله المصري: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة. وروى عن ابن وهب وأبي ضمرة وابن أبي فديك والشافعي واشهب وإسحاق بن الفرات وعدة. وتفقه بأبيه وبالشافعى. روى عنه النسائي وابن خزيمة وابن صاعد وابن أبي حاتم وأبو بكر بن زياد والأصم وخلق. قال النسائي: ثقة. وقال مرة: لا بأس به. وقال ابن خزيمة ما رأيت في الفقهاء أعلم بأقاويل الصحابة والتابعين منه. وقال ابن أبي حاتم ثقة صدوق أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك وقال أبو إسحاق الشيرازي حمل في المحنة إلى بن أبي داود فلم يجبه فردوه وانتهت اليه الرئاسة بمصر في العلم وقال بن خزيمة أما الإسناد فلم يكن يحفظه قلت له كتب كثيرة منها الرد على الشافعي وكتاب أحكام القرآن ورد على فقهاء العراق وغير ذلك مات في سنة ثمان وستين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا علي بن أحمد أنا أبو الحسن القطيعي أنا بن الزاغواني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن محمد نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب

_ 1 وقيل 261. 566- تهذيب الكمال: 3/ 1221. تهذيب التهذيب: 9/ 260. تقريب التهذيب: 2/ 178. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 422. الكاشف: 3/ 61. ميزان الاعتدال: 3/ 611. لسان الميزان: 7/ 366. معجم طبقات الحفاظ: ص159. التقييد: 1/ 63. التمهيد: 1/ 63. تراجم الأحبار: 4/ 89. نسيم الرياض: 4/ 459. المعين: 1132. ثقات: 9/ 132. الوافي بالوفيات: 3/ 238. سيبر الأعلام: 12/ 497 والحاشية. الجرح والتعديل: 7/ ص 300. 2 وقيل 269.

حدثني عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس أن أم هانئ حدثته أنها قالت: يا رسول الله يزعم ابن أمي علي أنه قاتلُ من آجرت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قد أجرنا من أجرت". قال سعيد بن عثمان: رأيت محمد بن عبد الله يركب حمارا قصيرا حقيرا منتوف الذنب وهو يقول: الطريق, الطريق, ويروح إلى الجمعة وقميصه مرقوع ولو شاء أن يلبس أرفع ما يكون لفعل؛ لأنه كان عنده من المال أمر كبير وكان عالما متواضعا ثقة. كان أهل مصر لا يعدلون به أحدا. 567- 19/ 9خ م د ت ق - أحمد بن سعيد بن صخر الحافظ الإمام أبو جعفر الدارمي السرخسي: سمع النضر بن شميل وعبد الصمد بن عبد الوارث وجعفر بن عون وطبقتهم وعنه الستة سوى النسائي وروى الترمذي أيضا عن رجل عنه. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعيد النجرودى أنا بشر بن محمد بن محمد بن ياسين أنا أبو بكر بن خزيمة نا أحمد بن سعيد الدارمي نا حجاج بن نصير نا شعبة عن العوام بن مزاحم عن أبي عثمان النهدي عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة" 1. وحدث عنه من شيوخه محمد بن المثنى العنزي ومن المتأخرين أبو بكر بن خزيمة. ولي قضاء سرخس وكان مبرزا في العلم. قال أحمد بن حنبل: ما قدم علينا خراساني أفقه بدنا منه. قال أبو عمرو المستملي عدناه في مرضه فأوصى بعشرة آلاف درهم وأعتق عبيدا. قلت: توفي سنة ثلاث وستين ومائتين1. وفيها مات زاهد العراق سري بن المغلس السقطى, وعلي بن شعيب السمسار, وعلي بن مسلم الطوسي, ومقرئ الري محمد بن عيسى التيمى, ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي, ويوسف بن موسى القطان الرازي. وهارون بن سعيد الأيلي, وأحمد بن سعيد الهمداني المصري.

_ 567- تهذيب الكمال: 1/ 21. تهذيب التهذيب: 1/ 31. تقريب التهذيب: 1/ 15. تذهيب تهذيب الكمال: 1/ 15. الكاشف: 1/ 58. الجرح والتعديل: 2/ 53، 54. الوافي بالوفيات: 6/ 390. تاريخ بغداد: 4/ 166. شذرات الذهب: 2/ 127. سير أعلام النبلاء: 1/ 233 والحاشية. 1 رواه أحمد في مسنده "2/ 235، 333، 363، 442". 2 وقيل 253.

568- 20/ 9 د ت س - الجوزجاني الحافظ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي نزيل دمشق ومحدثها: سمع الحسين بن علي الجعفي ويزيد بن هارون وجعفر بن عون وشبابة وطبقتهم فأكثر وتفقه بأحمد بن حنبل حدث عنه أبو داود والترمذي والنسائي وأبو زرعة ومحمد بن جرير وابن جوصاء وأبو بشر الدولابي وآخرون وثقه النسائي قال ابن عدى: سكن دمشق فكان يحدث على المنبر ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بذلك ويقرأ كتاب على المنبر قال وكان يتحامل على علي رضي الله عنه وقال الدارقطني: كان من الحفاظ الثقات المصنفين وفيه انحراف عن علي. قال أبو الدحداح مات في ذي القعدة سنة تسع, وقال غيره سنة ست وخمسين ومائتين1 وله كتاب في الضعفاء. 569- 21/ 9م د- حجاج بن الشاعر هو الحافظ الأوحد المأمون أبو محمد حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي البغدادي ويعرف أبوه بلقوة الشاعر: حدث عن أبي داود الطيالسي ويعقوب بن إبراهيم وأبي النضر وحجاج الأعور وطبقتهم. روى عنه أبو داود ومسلم وبقي بن مخلد وأبو يعلى وعبد الرحمن بن أبي حاتم والمحاملي وخلق. قال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ, وقال أبو داود: هو خير من مائة مثل الرمادي. أنبأنا جماعة أنا الكندي نا الشيباني نا الخطيب أنا الأزهري قال لنا أبو بكر بن شاذان نا أبو عبيد المحاملي قال بلغني عن حجاج بن الشاعر أنه سمعه بعض جيرانه يقول: كذبت يا عدو الله. كذبت يا عدو الله, فدخل عليه فقال: ما هذا؟ قال: أدخلت أحليلي في جوف البالوعة- يعنى لئلا يصيبه رشاش البول- قال فجاء الشيطان فقال: قد أصاب ظهرك. وبلغني أنه مر يوما في درب وفي آخره ميزاب فقال: أصابني أو لم يصبنى فلما طال عليه فجاء فجلس تحته وقال: استرحت من الشك. قلت: هذه من أطراف ما يقع للموسوسين. قال صالح جزرة: سمعت حجاج بن الشاعر يقول: جمعت لي أمى مائة يوم ببابه أجيء بالرغيف فأغمسه في دجلة وآكله فلما نفدت خرجت. قال ابن قانع: مات في رجب سنة تسع وخمسين ومائتين وفيه

_ 568- تهذيب الكمال: 1/ 68. تهذيب التهذيب: 1/ 181. تقريب التهذيب: 1/ 46، 47. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 60. الكاشف: 1/ 97. الثقات: 8/ 81. الجرح والتعديل: 2/ 148. ميزان الاعتدال: 1/ 75. لسان الميزان: 1/ 127. الوافي بالوفيات: 6/ 170. شذرات الذهب: 2/ 139. المغني: 1/ 30. 1 وقيل 259. 569- تهذيب الكمال: 1/ 236. تهذيب التهذيب: 2/ 209. تقريب التهذيب: 1/ 154. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 199. الكاشف: 1/ 208. العبر: 2/ 19. تاريخ بغداد: 8/ 240. الجرح والتعديل: 2/ 168، 3/ 718. ميزان الاعتدال: 1/ 466. الوافي بالوفيات: 11/ 315. سير أعلام النبلاء: 12/ 301. طبقات الحفاظ: 244. شذرات الذهب: 2/ 139. المنتظم: 5/ 20. طبقات الحنابلة: 1/ 148.

مات إسحاق بن وهب العلاف الواسطي, وبشر بن مطر السامري, وعلي بن معبد الرقي نزيل مصر, ومحمود بن آدم المروزي, وإسحاق بن إبراهيم لؤلؤ البغوي رحمة الله عليهم. 570- 22/ 9د س - حميد بن زنجويه الحافظ البارع أبو أحمد الأزدي النسائي ضعف مصنف "كتاب الأموال وكتاب الترغيب والترهيب": سمع النضر بن شميل ويزيد بن هارون وجعفر بن عون وسعيد الضبعي وطبقتهم. حدث عنه أبو داود السجستاني والنسائي وإبراهيم الحربي وابن صاعد ومحمد بن خريم وعبد الله بن عتاب الدمشقيان والقاضي المحاملي وخلق كثير. قال أبو عبيد: ما قدم علينا من فتيان خراسان مثل ابن زنجويه وأحمد بن شبويه. وقال النسائي: حميد ثقة وقال ابن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا. وقال آخر: كان ثقة حجة من كبار الأئمة. مات سنة إحدى وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى واسم أبيه مخلد بن قتيبة. 571- 23/ 9د س - خشيش بن أصرم الحافظ الحجة أبو عاصم النسائي مصنف كتاب الاستقامة يرد فيه على أهل البدع: سمع عبد الله بن بكر وروح بن عبادة وعبد الرزاق وطبقتهم. حدث عنه أبو داود والنسائي وعلي بن أحمد بن علان وأبو بكر بن أبي داود وأحمد بن عبد الوراث العسال وآخرون. وثقه النسائي. مات بمصر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. 572- 24/ 9ق- زهير بن محمد بن قمير الإمام الحافظ القدوة أبو محمد المروزي نزيل بغداد: سمع روح بن عبادة وأبا النضر وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى وطبقتهم. وعنه ابن ماجه وأحمد بن عمر والبزار وابن صاعد والمحاملي والحسين بن يحيى بن عياش.

_ 570- التهذيب: 1/ 202، 203. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 259. الكاشف: 1/ 257. الجرح والتعديل: 3/ 977. البداية والنهاية: 11/ 10. تاريخ بغداد: 8/ 160. الوافي بالوفيات: جـ13 رقم 223 ص200. سيرالأعلام: 12/ 19. الثقات: 8/ 197. ديوان الإسلام: ت 1078. 1 وقيل 247، 248. 571- تهذيب الكمال: 1/ 272. تهذيب التهذيب: 3/ 142. تقريب التهذيب: 1/ 223. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 198. الكاشف: 1/ 281. الوافي بالوفيات: جـ13 ص319. سير الأعلام: 12/ 150 طبقات الحفاظ: 245. 572- تهذيب الكمال: 1/ 435. تهذيب التهذيب: 3/ 347. تقريب التهذيب: 1/ 264. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 340. الكاشف: 1/ 327. الجرح والتعديل: 3/ 2681. سير النبلاء: 12/ 360. طبقات الحفاظ: 246. تاريخ بغداد: 8/ 484. الثقات: 8/ 257.

قال السراج: ثقة مأمون. وقال الخطيب: كان ثقة صادقا ورعا زاهدا تحول عن بغداد في آخر عمره فرابط بطرسوس إلى أن مات. قال أبو القاسم البغوي: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل منه, لقد سمعته يقول: أشتهى لحما في أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم فآكله من مغانم الروم. وقال محمد بن زهير: كان أبي يختم في رمضان تسعين ختمة. مات سنة سبع وخمسين ومائتين1 في آخرها رحمه الله تعالى. 573- 25/ 9- الأعين الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن أبي عتاب الحسن 2 بن طريف البغدادي أحد الأثبات: حدث عن روح بن عبادة ويزيد بن هارون والفريابي وطبقتهم. روى عنه مسلم في مقدمة صحيحه وابن أبي الدنيا والبغوي والسراج وآخرون. وثقه ابن حبان، وقال أحمد بن حنبل: لما بلغه موته إني لأغبطه، مات وما يعرف غير الحديث. قلت: مات سنة أربعين ومائتين في جمادى الآخرة في أوائل سن الشيخوخة رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن ابن عفيف أنا عبد الرحمن ابن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي أنا أبو بكر الأعين أنا محمد بن جعفر المدائني عن ورقاء قال: قلت لشعبة: لم تركت حديث أبي الزبير؟ قال: رأيته يزن فاسترجح في الميزان فتركته. 574- 26/ 9خ م د ت س- الفضل بن سهل أبو العباس البغدادي الأعرج الحافظ من كبار محدثي بغداد: سمع حسين بن علي الجعفي وهاشم بن القاسم وشبابة بن سوار وطبقتهم. حدث عنه الجماعة سوى ابن ماجه وابن صاعد والمحاملي ومحمد بن مخلد وخلق كثير، وكان موصوفا بالذكاء والمعرفة والإتقان، وثقه النسائي وغيره، وكان لا يكاد يفوته حديث فرد. قال أحمد بن الحسين الصوفي: كان الفضل بن سهل أحد الدواهي -يعني في الحفظ. قلت: مات في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين وهو في عشر الثمانين رحمه الله. وقع لنا من موافقاته العالية.

_ 1 وقيل 258. 573- تهذيب الكمال: 3/ 1240. تهذيب التهذيب: 9/ 334. تقريب التهذيب: 2/ 189. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 436. الكاشف: 3/ 75. تاريخ البخاري الصغير: 2/ 372. معجم طبقات الحفاظ: ص172. المعين: رقم 1141. طبقات الحفاظ: 247. الأنساب: 1/ 316. العبر: 1/ 433. 2 وقيل إن اسم أبيه طريف. 574- تهذيب الكمال: 2/ 1089. تهذيب التهذيب: 8/ 277 "507". تقريب التهذيب: 2/ 110. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 335. الكاشف: 2/ 382. الجرح والتعديل: 7/ 359. ميزان الاعتدال: 3/ 352. لسان الميزان: 7/ 335. سير الأعلام: 12/ 209 والحاشية. تاريخ بغداد: 12/ 364. ثقات: 719.

575- 27/ 9خ د س ت- صاعقة الحافظ الكبير أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير العدوي العمري مولاهم الفارسي ثم البغدادي: سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبا أحمد الزبيري وعفان وطبقتهم فأكثر جدا. حدث عنه الجماعة سوى مسلم وابن ماجه وأبو بكر بن أبي داود وابن صاعد وأبو عبد الله المحاملي وخلق. قال الخطيب: كان متقنا ضابطا عالما حافظا. وقال محمد بن محمد بن داود الكرخي: سمي صاعقة لحفظه وكان بزازا. وقال النسائي: ثقة. ولد سنة خمس وثمانين ومائة ومات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. وقع لي من عواليه. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أكمل بن أبي الأزهر أنا سعيد بن البناء أنا محمد بن محمد الزينبي أنا محمد بن عمر الوراق نا أبو بكر بن أبي داود نا محمد بن منصور ومحمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير أن روح بن عبادة أخبرهم عن ابن عيينة عن عمار الدهني عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فينفخ"، قالوا: وماذا نقول يا رسول الله؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل" 1. 576- 28/ 9 4 - محمد بن عبد الملك بن زنجويه الحافظ أبو بكر البغدادي الغزال صاحب الإمام أحمد، واسع الرحلة: سمع يزيد بن هارون وعبد الرزاق ومحمد بن يوسف الفريابي وزيد بن الحباب وجعفر بن عون وطبقتهم حدث عنه أصحاب السنن الأربعة وأبو يعلى وابن صاعد وابنا المحاملي وعبد الرحمن ابن أبي حاتم وخلق كثير. وثقه النسائي وغيره, وكان من أحلاس الحديث. توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. يقع لنا من حديثه عاليا في مواضع. 577- 29/ 9- محمد بن يحيى بن موسى الحافظ المتقن أبو عبد الله الإسفرائني

_ 575- تهذيب الكمال: 3/ 1234. تهذيب التهذيب: 9/ 311. تقريب التهذيب: 2/ 185. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 432. الكاشف: 3/ 70. الجرح والتعديل: 8/ 33. الوافي بالوفيات: 3/ 245. تاريخ بغداد: 2/ 363. سير الأعلام: 12/ 295. والحاشية. البداية والنهاية: 11/ 20. ثقات: 9/ 132. المعين: رقم 1136. طبقات الحفاظ: 247. الأنساب: 7/ 5. رجا الصحيحين: 1766. 1 رواه أحمد في مسنده "3/ 73". 576- تهذيب الكمال: 3/ 1235. تهذيب التهذيب: 9/ 315. تقريب التهذيب: 2/ 186. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 433. الكاشف: 3/ 71. الجرح والتعديل: 8/ 16. معجم طبقات الحفاظ: ص161. العبر: 2/ 17. مجمع: 10/ 250. طبقات الحفاظ: 247. ثقات: 9/ 130. الوافي بالوفيات: 4/ 34. تاريخ بغداد: 2/ 345. سير الأعلام: 12/ 346 والحاشية. 577- الوافي بالوفيات: 5/ 188. العبر: 2/ 19. طبقات الحفاظ: 242. شذرات الذهب: 2/ 140.

المعروف بحيويه: حدث عن سعيد بن عامر الضبعي وأبي النضر وأبي عاصم وعبيد الله بن موسى وأبي مسهر وخلائق وعنه أبو العباس السراج وابن خزيمة وأبو عوانة الإسفرائني ومحمد بن محمد بن رجاء. وكان أبو عوانة يقول: محمد بن يحيانا ومحمد بن يحياكم ينظره بالذهلي المذكور قلت: الظاهر أن حيويه لقب لوالده يحيى. مات يوم التروية سنة تسع وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. يقع لي حديثه من مسند أبي عوانة. 578- 30/ 9ت - البخاري شيخ الإسلام وإمام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف: مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي ونشأ يتيما ورحل مع أمه وأخيه سنة عشر ومائتين بعد أن سمع مرويات بلده من محمد بن سلام والمسندي ومحمد بن يوسف البيكندي. وسمع ببلخ من مكي بن إبراهيم، وببغداد من عفان وبمكة من المقرئ، وبالبصرة من أبي عاصم والأنصاري، وبالكوفة من عبيد الله بن موسى، وبالشام من أبي المغيرة والفريابي، وبعسقلان من آدم، وبحمص من أبي اليمان، وبدمشق من أبي مسهر، شدا وصنف وحدث وما في وجهه شعرة، وكان رأسا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسا في الورع والعبادة. حدث عنه الترمذي ومحمد بن نصر المروزي الفقيه وصالح بن محمد جزرة ومطين وابن خزيمة وأبو قريش محمد بن جمعة وابن صاعد وابن أبي داود، وأبو عبد الله الفربري وأبو حامد بن الشرقي ومنصور بن محمد البزدوي وأبو عبد الله المحاملي وخلق كثير. وكان شيخا نحيفا ليس بطويل ولا قصير إلى السمرة، كان يقول لما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله بن موسى وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الليالي المقمرة. وعن البخاري قال: كتبت عن أكثر من ألف رجل. ومن مناقبه: قال وراقه محمد بن أبي حاتم سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أياما فكنا نقول له فقال: أنكما قد أكثرتما على فاعرضا علي ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه,

_ 578- تهذيب الكمال: 3/ 1169. تهذيب التهذيب: 9/ 47. تقريب التهذيب: 2/ 144. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 379. الكاشف: 3/ 19. الجرح والتعديل: 7/ 191. نسيم الرياض: 1/ 146. الثقات: 9/ 113. الوافي بالوفيات: 2/ 206. المحدث الفاضل: 207. تاريخ بغداد: 2/ 4. معجم طبقات الحفاظ: ص151.

ثم قال: أترون أني اختلف هدرا وأضيع أيامي؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. وقال محمد بن خميرويه سمعت البخاري يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح, وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح, وقال ابن خزيمة ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري. قلت: قد أفردت مناقب هذا الإمام في جزء ضخم فيها العجب فهو ومسلم وأبو داود والترمذي رجال الطبقة الخامسة من الأربعين للمقدسي. مات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين. وفيها توفي الزبير بن بكار, وعلي بن المنذر الطريقي, ومحمد بن أبي عبد الرحمن ابن عبد الله بن يزيد المقرئ ومحمد بن عثمان بن كرامة رحمة الله عليهم. قرأت على إسماعيل بن الفراء ويوسف بن الشنقاري ومحمد بن بيان وطائفة أخبركم الحسين بن الزبيدي أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا ابن حمويه نا ابن مطر نا البخاري نا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج -والهرج القتل". رواه "م" عن أبي النضر عن أبيه عن الأشجعي عن سفيان عن الأعمش, فكأن أبا الوقت سمعه من مسلم. 579- 31/ 9م س ت ق- أبو زرعة الإمام حافظ العصر عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي مولاهم الرازي: سمع أبا نعيم وقبيصة وخلاد بن يحيى ومسلم بن إبراهيم والقعنبي ومحمد بن سابق وطبقتهم بالحرمين والعراق والشام والجزيرة وخراسان ومصر، وكان من أفراد الدهر حفظا وذكاء ودينا وإخلاصا وعلما وعملا. حدث عنه من شيوخه حرملة وأبو حفص الفلاس وجماعة، ومسلم وابن خالته الحافظ أبو حاتم والترمذي وابن ماجه والنسائي وابن أبى داود وأبو عوانة وسعيد بن عمرو البرذعي وابن أبي حاتم ومحمد بن الحسين القطان وآخرون. وفي السابق واللاحق رواية إبراهيم بن أورمة الحافظ عن الفلاس عن أبي زرعة الرازي قال البخاري سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال نزل أبو زرعة عندنا فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت عن نوافلي بمذاكرة هذا الشيخ قال صالح بن محمد: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن ابن أبي شيبة مائة ألف حديث وعن إبراهيم بن موسى الرازي مائة ألف قلت: تقدر أن تملي على ألف حديث من حفظك؟ قال لا، ولكني إذا ألقي علي عرفت. وعن أبي زرعة أن رجلا استفتاه أنه حلف بالطلاق أنك تحفظ مائة ألف حديث، فقال: تمسك بامرأتك. ابن عقدة نا مطين عن أبي بكر بن

_ 579- تهذيب الكمال: 2/ 881. تهذيب التهذيب: 7/ 30 "62". تقريب التهذيب: 1/ 536. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 195. الكاشف: 2/ 230. الجرح والتعديل: 1/ 328، 5/ 1543. سير الأعلام: 13/ 165 والحاشية.

أبي شيبة قال: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة. وعن الصغاني قال: أبو زرعة عندنا يشبه بأحمد بن حنبل. وقال علي بن الجنيد: ما رأيت أعلم من أبي زرعة. وقال أبو يعلى الموصلي كان أبو زرعة مشاهدته أكبر من اسمه يحفظ الأبواب والشيوخ والتفسير. وقال صالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث. وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة. وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة مثل نفسه وقال أبو حاتم: ما خلف أبو زرعة بعده مثله ولا أعلم من كان يفهم هذا الشأن مثله وقل من رأيت في زهده. مات أبو زرعة في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين وقد شاخ, رحمة الله عليه. وفيها مات محدث مصر أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب بحشل, والإمام أبو إبراهيم المزني الفقيه, والإمام يونس بن عبد الأعلى الصدفي ثلاثتهم بمصر. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا القاسم بن عبد الله أنا أبو الأسعد هبة الرحمن ابن عبد الواحد أنا عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري أنا عبد الملك بن الحسن نا يعقوب بن إسحاق الحافظ نا إبراهيم بن مرزوق نا عمر بن يونس "ح وبه" قال يعقوب وأنا أبو زرعة الرازي نا عمرو بن مرزوق قالا أنا عكرمة بن عمار أنا شداد سمعت أبا أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى" 1. وأخبرنا ابن عساكر عن أبي المظفر بن السمعاني أنا عبد الله بن محمد أنا عثمان بن محمد نا عبد الملك- فذكره. 580- 32/ 9 س- الرهاوي الحافظ الثقة أبو الحسين أحمد بن سليمان محدث الجزيرة: سمع زيد بن الحباب وجعفر بن عون ومسكين بن بكير ويحيى بن آدم فمن بعدهم فأكثر. وكان من أوعية العلم. حدث عنه النسائي وأبو عروبة ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي وآخرون، وأجاز لعبد الرحمن ابن أبي حاتم أحاديث كتب بها إليه. توفي سنة إحدى وستين ومائتين، ذكره النسائي فقال: ثقة مأمون صاحب حديث. وفيها توفي شعيب بن أيوب الصريفيني شيخ واسط وأبو شعيب صالح بن زياد

_ 1 رواه مسلم في الزكاة حديث 97. والترمذي في الزكاة باب 32. وأحمد في مسنده 5/ 262. 580- تهذيب الكمال: 1/ 22. تهذيب التهذيب: 1/ 33. تقريب التهذيب: 1/ 16. الجرح والتعديل: 2/ 52. سير أعلام النبلاء: 12/ 475.

السوسي مقرئ الجزيرة والمحدث علي بن أشكاب وأخوه, والشيخ أبو يزيد البسطامي من مشاهير القوم. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا زين الأمناء الحسن بن محمد أنا أبو القاسم الحافظ أنا ابن إبراهيم الحسيني أنا أبو القاسم علي بن محمد السميساطي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا مكحول البيروتي نا أحمد بن سليمان الرهاوي نا يزيد بن هارون نا الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل من أصحابه: "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا؟ " قال: لا قال: "فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه" , رواه مسلم عن ابن أبي شيبة عن يزيد 581- 33/ 9س - أحمد بن سيار بن أيوب الحافظ الفقيه أبو الحسن المروزي أحد الأعلام: سمع عبدان بن عثمان وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب ويحيى بن بكير وصفوان بن صالح وطبقتهم بمدائن الإسلام. حدث عنه محمد بن نصر المروزي والنسائي وابن خزيمة ومحمد بن عقيل البلخي وأبو العباس المحبوبي وحاجب بن أحمد الطوسي وآخرون. وروى البخاري عن أحمد عن محمد بن أبي بكر المقدمي، فقيل إنه هو وقد صنف تاريخا لمرو. قال ابن أبي حاتم: رأيت أبي يطنب في مدحه ويذكره بالعلم والفقه. قلت: هو صاحب وجه في المذهب, ومن وجوهه إيجاب الأذان للجمعة فقط, وإيجاب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام, وكان بعض الأئمة يشبهه بابن المبارك في زمانه علما وفضلا. عاش سبعين سنة وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وستين ومائتين. وفيها توفي المعمر أحمد بن شيبان الرملي والمسند بن يونس بن المسيب الضبي الأصبهاني ومحدث بلخ عيسى بن أحمد العسقلاني وفقيه مصر محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وأحمد بن سيار كان إمام الحديث في عصره من أوعية العلم مع الزهد والنبالة والعبادة وثقه الدارقطني. 582- 34/ 9- العجلي الإمام الحافظ القدوة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي نزيل طرابلس المغرب: سمع والده وحسين بن علي الجعفي وشبابة

_ 581- تهذيب الكمال: 1/ 22. تهذيب التهذيب: 1/ 35. تقريب التهذيب: 1/ 16. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 16. الكاشف: 1/ 59. الجرح والتعديل: 2/ 53. تاريخ بغداد: 4/ 187. سير الأعلام: 12/ 609 والحاشية. 582- تاريخ بغداد: 4/ 214، 215. العبر: 2/ 21. الوافي بالوفيات: 7/ 79. طبقات الحفاظ: 242. شذرات الذهب: 2/ 141.

ومحمد بن يوسف الفريابي ويعلى بن عبيد وطبقتهم. حدث عنه ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل وهو كتاب مفيد يدل على سعة حفظه. ذكره عباس الدوري فقال: كنا نعده مثل أحمد ويحيى بن معين. قلت: وحدث عنه سعيد بن عثمان وعثمان بن حديد الألبيري وسعيد بن إسحاق ومسند الأندلس محمد بن فطيس الغافقي. ومن كلامه رحمه الله قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر, ومن آمن برجعة علي فهو كافر. وقيل إنه فر إلى المغرب أيام محنة القرآن وسكنها للتفرد والتعبد. مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة. ومات بطرابلس سنة إحدى وستين ومائتين. ما علمت وقع لنا من حديثه شيء وما أظنه روى شيئا سوى حكايات. 583- 35/ 9د - عيسى بن شاذان البصري القطان أحد الحفاظ: حدث عن عبد الله بن رجاء وأبي عمر الحوضي وطبقتهما. وعنه أبو داود وأبو عروبة وعلي بن عبد الله بن مبشر وابن أبي داود وآخرون. قال أبو عبيد سمعت أبا داود يقول ما رأيت أحفظ من النفيلي قلت: ولا عيسى بن شاذان؟ قال: ولا عيسى بن شاذان. قرأت على أحمد بن تاج الأمناء عن عبد المعز الهروي أنا زاهر الشحامي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا محمد بن محمد الحافظ نا أبو عروبة الحراني نا عيسى بن شاذان نا إبراهيم بن أبي سويد نا حماد بن سلمة أنا يونس وحبيب وهشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الإيمان يمان, والفقه يمان والحكمة يمانية". بقي إلى بعد الأربعين ومائتين رحمه الله. 584- 36/ 9- عمار بن رجاء الحافظ الإمام أبو ياسر التغلبي الإسترابادي صاحب المسند: سمع يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي والحسين الجعفي وزيد بن الحباب ويحيى بن آدم والخريبي وطبقتهم, صنف وجمع وطال عمره. روى عنه أبو نعيم بن عدي وأحمد بن محمد بن مطرف خاتمة أصحابه ومحمد بن حسين الأديب وبندار بن إبراهيم القاضي وجعفر بن شهزيل وخلق. قال أبو سعد الإدريسي: كان فاضلا دينا كثير العبادة والزهد وقبره يزار. مات سنة سبع وستين ومائتين بجرجان. 585- 37/ 9- الوزدولي الحافظ الصدوق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن موسى الجرجاني العصار صاحب المسند: رحل وسمع من عبيد الله بن موسى ومسلم بن إبراهيم

_ 583- تهذيب الكمال: 2/ 1079. تهذيب التهذيب: 8/ 212 "394". تقريب التهذيب: 2/ 98. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 317. الكاشف: 2/ 367. الثقات: 8/ 494. سير الأعلام: 12/ 581 والحاشية. 584- الجرح والتعديل: 6/ 395. طبقات الحنابلة: 1/ 247. المنتظم: 5/ 61. 585- الأنساب: ورقة: 582/ ب. طبقات الحفاظ: 243: شذرات الذهب: 2/ 140.

وآدم بن أبي إياس وجماعة. وعنه وعبد الرحمن ابن عبد المؤمن وإبراهيم بن موسى الجرجانيان ومحمد بن جعفر البصري وآخرون وكان ثقة. توفي سنة خمس وتسعين ومائتين. يعسر على تخريج شيء من رواياته. 586- 38/ 9خ ق- الرخامي الحافظ الثبت أبو العباس الفضل بن يعقوب البغدادي: سمع حجاجا الأعور ومحمد بن يوسف الفريابي وإدريس بن يحيى وأسد السنة وزيد بن يحيى الدمشقي ويحيى بن السكن وطبقتهم. وعنه البخاري وابن ماجه وابن صاعد وابن المحاملي وابن خزيمة وابن مخلد وخلق. قال الدارقطني: ثقة حافظ. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وكان ثقة. قلت: مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين. أخبرنا المسلم بن محمد والمؤمل البالسي كتابة قالا أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو منصور الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أنا عبد الواحد بن محمد أن محمد بن مخلد نا الفضل بن يعقوب نا يحيى بن السكن نا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء" يحيى بن السكن فيه لين". أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أبو الفرج الكاتب أنا أبو القاسم الحاسب أنا ابن النقور نا عيسى بن علي قال: قرأ على إسماعيل بن العباس الوراق وأنا أسمع حدثكم الفضل بن يعقوب نا يحيى بن السكن نا شعبة عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أعظم سورة في القرآن البقرة وأعظم آية فيها آية الكرسي". 587- 39/ 9ع- البحراني الحافظ الثقة أبو عبد الله محمد بن معمر بن ربعي القيسي البصري: حدث عن أبي أسامة وحرمي بن عمارة وروح بن عبادة وطبقتهم. وعنه الستة وابن أبي عاصم وأبو بكر بن أبي داود وابن خزيمة وخلق. توفي سنة ست وخمسين ومائتين1 وقد عاش بعده عامين البحراني الكبير الذي تقدم واسمه العباس.

_ 586- تهذيب الكمال: 2/ 1101. تهذيب التهذيب: 8/ 288 "528". تقريب التهذيب: 2/ 112. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 337. الكاشف: 2/ 384. الجرح والتعديل: 7/ 397. الثقات: 9/ 7. تاريخ بغداد: 12/ 266. 587- تهذيب الكمال: 3/ 1275. تهذيب التهذيب: 9/ 466. تقريب التهذيب: 2/ 209. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 459. الكاشف: 3/ 99. الجرح والتعديل: 8/ 453. الوافي بالوفيات: 5/ 45. الأنساب: 2/ 99. المعين: رقم 1146. ثقات: 9/ 122. التمهيد: 2/ 151. 1 وقيل 250.

588- 40/ 9 حاشد بن إسماعيل بن عيسى البخاري الغزال الحافظ محدث الشاش أحد أئمة الأثر: سمع عبيد الله بن موسى ووهب بن جرير ومكي بن إبراهيم وطبقتهم. وله رحلة واسعة. حدث عنه محمد بن يوسف الفربري وبكر بن منير ومحمد بن إسحاق السمرقندي وأحمد بن محمد بن آدم الشاشي وآخرون. ولم يلحقه الهيثم بن كليب. مات سنة إحدى وستين ومائتين وقيل سنة اثنتين وستين رحمه الله. قال غنجار في تاريخ بخارى: حدثنا سهل بن عثمان السلمي سمعت علي بن منصور سمعت أبا حامد بن عيسى المحلوق سمعت العباس بن سورة سمعت أبا جعفر المسندي يقول: حفاظنا ثلاثة، محمد بن إسماعيل وحاشد بن إسماعيل ويحيى بن سهل. قلت: ابن سهيل رحل وسمع من أبي عاصم النبيل ونحوه ولكن لم يشتهر ولا وقعت بترجمته كما ينبغي. 589- 41/ 9 ق- الرمادي الحافظ الحجة أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار بن معارك البغدادي الرمادي: يقع لنا حديثه كثيرا. سمع يزيد بن هارون وأبا داود وزيد بن الحباب وأبا النضر وعبد الرزاق وطبقتهم. صنف المسند وكان ذا حفظ ومعرفة. حدث عنه ابن ماجه وإسماعيل القاضي والمحاملي وعبد الرحمن ابن أبي حاتم وأبو عوانة وإسماعيل الصفار وآخرون. وثقه أبو حاتم، وقال ابن أورمة الأصبهاني: لو أن رجلا قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وقال الآخر ثنا الرمادي لكانا سواء. قلت: عاش الرمادي ثلاثا وثمانين سنة ومات في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين. وفيها مات مسند بغداد سعدان بن نصر المخرمي، ومسند الموصل علي بن حرب الطائي، والمحدث عبد الله بن أيوب المخرمي، وشيخ الصوفية أبو حفص النيسابوري، وفقيه المغرب محمد بن سحنون المالكي. 590- 42/ 9 م د س ق- أحمد بن يوسف بن خالد الإمام الحافظ محدث نيسابور أبو الحسن السلمي النيسابوري حمدان: سمع حفص بن عبيد الله وأبا النضر ومحمد بن عبيد

_ 589- تهذيب الكمال: 1/ 42. تهذيب التهذيب: 1/ 83. تقريب التهذيب: 1/ 26. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 32. الجرح والتعديل: 2/ 78. ميزان الاعتدال: 1/ 158. الوافي بالوفيات: 8/ 192. طبقات الحفاظ: 1/ 251. سير النبلاء: 12/ 389 والحاشية. 590- تهذيب التهذيب: 1/ 91. تقريب التهذيب: 1/ 29. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 36. الكاشف: 1/ 73. الجرح والتعديل: 2/ 81. الثقات: 8/ 47. شذرات الذهب: 2/ 147. الأعلام: 1/ 172. سير النبلاء: 12/ 384 والحاشية.

الطنافسي وعبد الرزاق وجماعة بالكوفة والبصرة والحجاز واليمن والشام والجزيرة. حدث عنه "م د س ق" وابن خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وأبو حامد بن بلال ومحمد بن الحسين القطان وخلق. وكان يقول: كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث. قلت: متفق على عدالته وجلالته. عاش اثنتين وثمانين سنة. توفي سنة أربع وستين ومائتين1 رحمه الله تعالى. أخبرنا عبد الله بن مروان الفقيه أنا أبو القاسم بن رواحة أنا أبو طاهر الحافظ أنا أبو عبيد الله الثقفي إجازة إن لم يكن سماعا نا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش إملاء أنا محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن يوسف السلمي نا طلق بن غنام نا إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج من الغائط قال: "غفرانك". أخبرنا نصر الله بن محمد أنا عبد الوهاب بن ظافر أنا أحمد بن محمد أنا أبو عبيد الله الثقفي أنا محمد بن محمد بن محمش أنا محمد بن الحسين نا أحمد بن يوسف نا محمد بن المبارك نا الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة عن أبي سفيان عن أم حبيبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من مس فرجه فليتوضأ" 2. 591- 43/ 9 سمويه الحافظ المتقن الطواف أبو بشر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي الأصبهاني: سمع الحسين بن حفص وبكر بن بكار وأبا نعيم وأبا مسهر الغساني وسعيد بن أبي مريم وعلي بن عياش وطبقتهم. روى عنه محمد بن أحمد بن يزيد وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس وآخرون. قال أبو الشيخ: كان حافظا متقنا يذاكر بالحديث وقال أبو نعيم الحافظ: كان من الحفاظ والفقهاء. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: من تأمل فوائده المروية علم اعتناءه بهذا الشأن. توفي سنة سبع وستين ومائتين. وفيها مات إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي ومسند مصر بحر بن نصر

_ 1وقيل 263. 2 رواه البخاري في الصلاة باب9. وأبو داود في الطهارة باب69. والترمذي في الطهارة باب 61. والنسائي في الطهارة باب 117. والموطأ في الطهارة حديث 60، 61. 591- الجرح والتعديل: 2/ 182. اللباب: 2/ 142. عبر المؤلف: 2/ 35. طبقات الحفاظ: 243-244. تهذيب بدران: 3/ 27.

الخولاني والمسند عباس بن عبد الله الترقفي والمسند محمد بن عزيز الأيلي ويونس بن حبيب الأصبهاني صاحب الطيالسي ويحيى بن محمد بن يحيى الذهلي المحدث الشهيد. أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن مسعود الجمال وأبي المكارم التيمي قالا أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لكل قرن من أمتي سابقون"، حديث غريب جدا وإسناده صالح. 592- 44/ 9د س- أبو حاتم الرازي الإمام الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أحد الأعلام: ولد سنة خمس وتسعين ومائة وقال: كتبت الحديث سنة تسع ومائتين قلت: رحل وهو أمرد فسمع عبيد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله الأنصاري والأصمعي وأبا نعيم وهوذة بن خليفة وعفان وأبا مسهر وأمما سواهم. وبقي في الرحلة زمانا فقال: أول ما رحلت أقمت سبع سنين ومشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ ثم تركت العدد وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا ثم إلى الرملة ماشيا ثم إلى طرسوس ولي عشرون سنة. قلت: لحق عبيد الله قبل موته بشهرين، قال: وكتبت عن النفيلي نحو أربعة عشر ألفا، وسمع مني محمد بن مصفى أحاديث قلت: وحدث عنه يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عوف الطائي وأبو داود والنسائي وأبو عوانة الإسفرائني وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم وعبد الرحمن ابن حمدان الجلاب وعبد المؤمن ابن خلف النسفي وخلق كثير. قال موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي: ما رأيت أحفظ من أبي حاتم. وقال أحمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد محمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم وقال النسائي: ثقة وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا صحيحا فله درهم. وكان ثم خلق أبو زرعة فمن دونه وإنما كان مرادي أن يلقي علي ما لم أسمع به لأذهب إلى راويه فأسمعه فلم يتهيأ لأحد أن يغرب علي وسمعت أبي يقول: قدم محمد بن يحيى الري فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثا من حديث الزهري فلم يعرف منها إلا ثلاثة أحاديث.

_ 592- تهذيب الكمال: 3/ 1164. تهذيب التهذيب: 9/ 31. تقريب التهذيب: 2/ 143. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 378. الكاشف: 3/ 18. الجرح والتعديل: 7/ 1133. نسيم الرياض: 4/ 298. ثقات: 9/ 137. الوافي بالوفيات: 2/ 183 والحاشية. سير الأعلام: 13/ 247 والحاشية.

وقال بقيت بالبصرة سنة أربع عشرة فبعت ثيابي حتى نفدت وجعت يومين فأعلمت رفيقي فقال: معي دينار, فأعطاني نصفه, وطلعنا مرة من البحر وقد فرغ زادنا فمشينا ثلاثة أيام لا نأكل شيئا فألفينا بأنفسنا وفينا شيخ فسقط مغشيا عليه فجئنا نحركه وهو لا يعقل فتركناه ومشينا فرسخا فسقطت مغشيا علي، ومضى صاحبي فرأى على بعد سفينة فنزلوا الساحل فلوح بثوبه فجاءوه فسقوه فقال: أدركوا رفيقين لي فما شعرت إلا برجل يرش على وجهي ثم سقاني ثم أتوا بالشيخ فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة اثنتين وتسعين وستمائة أنا محمد بن خلف الفقيه سنة ست عشرة وستمائة أنا أبو طاهر الحافظ أنا محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد الشوذرخاني قالا: أنا علي بن محمد الفرضي سنة ثلاث عشرة وأربع مائة أنا أبو عمرو وأحمد بن محمد بن حكيم نا أبو حاتم الرازي نا الأنصاري حدثني حميد عن أنس بن مالك قال افتتح أبو بكر البقرة في يوم عيد فطر أو أضحى فقلت: يقرأ عشر آيات فلما جاوز العشر قلنا يقرأ مائة حتى قرأها فرأيت أشياخ أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يميلون. توفي أبو حاتم في شعبان سنة سبع وسبعين وله اثنتان وثمانون سنة. وفيها مات مسند بغداد محمد بن الجهم السمري ومحدث الكوفة محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي صاحب المسند. 593- 45/ 9د س- ابن البرقي الحافظ العالم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد الزهري مولاهم المصري صاحب كتاب "الضعفاء": سمع عمرو بن أبي سلمة التنيسي وأسد بن موسى وعبد الملك بن هشام ومحمد بن يوسف الفريابي وأبا عبد الرحمن المقري وطبقتهم. وأخذ هذا الشأن عن يحيى بن معين وغيره. حدث عنه أبو داود والنسائي ومحمد بن المعافي وعمر بن البجير وطائفة, قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن يونس: ثقة. حدث بالمغازي وقال: إنما عرف بالبرقي لأنهم كانوا يتجرون إلى برقة. مات سنة تسع وأربعين ومائتين. أخبرنا محمد بن عبد السلام عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا عبد الله بن

_ 593- تهذيب الكمال: 3/ 1221. تهذيب التهذيب: 9/ 263. تقريب التهذيب: 2/ 178. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 423. الكاشف: 3/ 62. الجرح والتعديل: 7/ 1631. معجم طبقات الحفاظ: ص159. الإكمال: 1/ 480. طبقات الحفاظ: 255. التمهيد: 1/ 68. سير الأعلام: 13/ 46 والحاشية. حسن المحاضرة: 1/ 348.

محمد بن سيار نا محمد بن عبد الرحيم البرقي نا أبو حفص نا أبو معبد عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر وعن عطاء عن ابن عباس أنهما كان يقولان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من اشترى بيعا فوجب له فهو بالخيار ما لم يفارقه صاحبه أن شاء أخذه فإذا فارقه فلا خيار له". 594- 46/ 9- أخوه أحمد بن عبد الله الحافظ أبو بكر البرقي: سمع من عمرو بن أبي سلمة: وطبقته كأخيه وله مصنف في معرفة الصحابة رواه عنه أحمد بن علي المدائني وكان من الحفاظ المتقنين رفسته دابة في رمضان سنة سبعين ومائتين فتلف رحمه الله. وقد وهم الطبراني وروى عنه كثيرا وإنما غلط سمع السيرة من أخيه عبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي واعتقد أن اسمه أحمد. 595- 47/ 9- الأثرم الحافظ الكبير العلامة أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الإسكافي صاحب الإمام أحمد: سمع أنا نعيم وهوذة بن خليفة وأحمد بن إسحاق الحضرمي وعبد الله بن بكر السهمي وعبد الله بن صالح المصري وعفان وأبا الوليد والقعنبي مسددا وطبقتهم. وصنف التصانيف حدث عنه النسائي في السنن وموسى بن هارون وابن صاعد وعلي بن أبي طاهر القزويني وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري وأحمد بن محمد بن الشاكر وآخرون. وله كتاب في العلل وكان من أفراد الحفاظ قال أبو بكر الخلال كان جليل القدر حافظا لما قدم عاصم بن علي بغداد طلب من يخرج له فوائد فلم يجد مثل أبي بكر فلم يقع منه بموقع لحداثة سنه فأخذ يقول: هذا خطأ وهذا وهم فسر عاصم به كان للأثرم تيقظ عجيب حتى قال يحيى بن معين وغيره: كأن أحد أبويه جني إلى أن قال وأخبرني أبو بكر بن صدقة سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن وقال محمد بن أشكاب: سمعت يحيى بن أيوب المقابري يقول أحد أبوي الأثرم جني. قال الخلال وسمعت الحسن بن علي بن عمر الفقيه يقول قدم شيخان من خراسان للحج فقعد هذا ناحية معه خلق مستمل وقعد الآخر ناحية كذلك فجلس الأثرم بينهما فكتب ما أمليا معا قلت: أظنه مات بعد الستين ومائتين وله كتاب نفيس في السنن يدل على إمامته وسعة حفظه.

_ 594- الجرح والتعديل: 2/ 61. الوافي بالوفيات: 7/ 80. طبقات الحفاظ: 253. شذرات الذهب: 2/ 158. المنتظم: 5/ 71. 595- تهذيب الكمال: 1/ 40. تهذيب التهذيب: 1/ 78، 79. تقريب التهذيب: 1/ 25. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 30. الكاشف: 1/ 69. الجرح والتعديل: 2/ 72. الثقات: 8/ 36. طبقات الحفاظ: ص60 سير النبلاء: 1/ 623 والحاشية.

أخبرنا عبد الولي بن عبد الرحمن الخطيب وعيسى بن بركة السلمي وجماعة قالوا أنا عبد الله بن عمر أنا سعيد بن أحمد حضورا نا محمد الزينبي أنا ابو بكر بن عمر نا ابن صاعد نا أبو الأشعث نا يزيد بن زريع نا روح عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة زاد فيها أو نقص فلما فرغ قلنا يا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أحدث في الصلاة شيء؟ فثنى رجله فسجد سجدتين. وبه قال ابن ساعد وزاد أبو بكر الأثرم عن محمد بن المنهال عن يزيد في هذا الحديث: قلنا: صليت كذا وكذا وذكر الحديث. 596- 48/ 9- قبيطة الحافظ الثقة أبو على الحسن بن سليمان البصري نزيل مصر: سمع أبا نعيم وأبا غسان النهي وعبد الله بن يوسف التنيسي وطبقتهم. حدث عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو بكر بن زياد النيسابوري وجماعة. وصفه ابن يونس بالحفظ وقال: مات بمصر سنة إحدى وستين ومائتين. 597- 49/ 9- داود بن علي الحافظ الفقيه المجتهد أبو سليمان الأصبهاني البغدادي فقيه أهل الظاهر: ولد سنة مائتين سمع عمرو بن مرزوق والقعنبي وسليمان بن حرب ومسددا ومحمد بن كثير العبدي وتفقه بإسحاق بن راهويه وصنف التصانيف وكان بصير بالحديث صحيحه وسقيمه، قال الخطيب: كان إماما ورعا ناسكان زاهدا وفي كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عزيزة جدا. حدث عنه ابنه محمد وزكريا بن يحيى بالساجي ويوسف بن يعقوب الداودي وعباس بن أحمد المذكر. قال أبو إسحاق في طبقات الفقهاء ولد سنة اثنتين ومائتين. وأخذ العلم عن إسحاق وأبي ثور وكان زاهدا متقللا. قال ثعلب: كان عقل داود أكثر من علمه قال أبو إسحاق: كان في مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان. قال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي رأيت داود بن علي يرد على إسحاق بن راهويه، وما رأيت أحدا قبله ولا بعده يرد عليه هيبة له. قلت: منع الإمام أحمد أن يدخل إليه داود وبدعه لكونه قال القرآن محدث. قال ابن كامل مات في رمضان سنة سبعين ومائتين. وفيها توفي بكار بن قتيبة البصري قاضي مصر ومحدثها، ومحدث الكوفة الحسن بن علي بن عفان العامري، ومحدث أصبهان أسيد بن عاصم الثقفي، وشيخ مصر الربيع بن سليمان المرادي

_ 596- لسان الميزان: 2/ 214. طبقات الحفاظ: 253. 597- طبقات الفقهاء: 93. المنتظم: 5/ 750 77. وفيات الأعيان: 2/ 2550 257. ميزان الاعتدال: 2/ 14- 16. لسان الميزان: 2/ 422-424. طبقات الحفاظ: 253-354. شذرات الذهب: 2/ 158-159.

أخبرنا المؤمل البالسي وجماعة قالوا أنا الكندي أنا الشيباني أنا الخطيب أنا الحسن بن أبي طالب ثنا القاضي أبو الحسن الجراحي نا أبو عيسى يوسف بن يعقوب بن مهران الداودي "ح" قال الخطيب وأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي نا عبد الله بن محمد الشاهد نا العباس بن أحمد المذكر قالا نا أبو سليمان داود بن علي حدثني إسحاق الحنظلي نا عيسى بن يونس نا الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تنكح البكر حتى تستأذن وللثيب نصيب من أمرها ما لم تدع إلى سخطة، فإذا دعت إلى سخطة وأولياؤها إلى الرضا رفع شأنه إلى السلطان". العباس المذكر غير ثقة. 598- 50/ 9م4- الصاغائي الحافظ الحجة محدث بغداد أبو بكر محمد بن إسحاق: سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة ويعلى بن عبيد وأبا مسهر وسعيد بن أبي مريم وطبقتهم. حدث عنه الجماعة سوى البخاري وابن خزيمة وأبو عوانة وإسماعيل الصفار وأبو العباس الأصم وشجاع بن جعفر وخلق. قال ابن أبي حاتم: هو ثبت صدوق. وقال ابن خراش: ثقة مأمون. وقال الدارقطني: ثقة. وفوق الثقة. وعن أبي مزاحم الخاقاني: كان أبو بكر الصاغاني يشبه بيحيى بن معين في وقته. وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين واشتهار بالسنة واتساع في الرواية. قال ابن كامل: مات في صفر سنة سبع ومائتين1. أخبرنا محمد بن بطيخ وأحمد بن عبد الرحمن وعبد الحميد بن خولان قالوا أنا عبد الرحمن ابن نجم "ح" وأخبرتنا خديجة بنت الرضى أنا عبد الرحمن ابن إبراهيم قالا أخبرتنا شهدة الكاتبة أنا الحسين بن أحمد أنا عبد الواحد بن مهدي أنا الحسين بن إسماعيل أنا محمد بن إسحاق والعباس بن محمد قالا ثنا الفضل بن دكين نا عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي الزناد عن سعد أو سعيد بن سليمان عن زيد بن ثابت أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة؟ تكثرون من قول لا حول ولا قوة إلا بالله" 2.

_ 598- تهذيب الكمال: 3/ 1166. تهذيب التهذيب: 9/ 35. تقريب التهذيب: 2/ 144. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 378. الكاشف: 3/ 18. الثقات: 9/ 136. الوافي بالوفيات: 2/ 195. تاريخ بغداد: 1/ 240. سير الأعلام: 12/ 592 والحاشية. 1 وقيل 270. 2 رواه البخاري في الدعوات باب 51، 68. ومسلم في الذكر حديث 44- 46. والترمذي في الدعاء باب 57.

599- 51/ 9 خ د س- محمد بن إشكاب الحافظ الإمام أبو جعفر البغدادي أخو الإمام المحدث علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان وكان محمد أصغرهما: سمع أبا النضر وعبد الصمد بن عبد الوارث وإسماعيل بن عمر وطبقتهم. حدث عنه "خ د س" وابن صاعد والمحاملي ومحمد بن مخلد وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. قيل مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ومائتين وله ثمانون سنة. أخبرنا عمر بن القواس أنا ابن الحرستاني أنا جمال الإسلام أنا ابن طلاب أنا محمد بن أحمد أنا حمزة بن الحسين السمسار ببغداد نا محمد بن إشكاب نا وهب بن جرير نا شعبة عن ابن أبي خالد عن المنهال بن عمر وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من عاد مريضا فقال عند أسأل الله العظيم رب العرش العظيم يشفيك سبع مرات عوفي إن لم يكن أجله حضر" 1. 600- 52/ 9 س- ابن وارة الحافظ الكبير الثبت أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة الرازي: حدث عن أبي عاصم والفريابي وأبي نعيم وأبي المغيرة عبد القدوس وطبقتهم. روى عنه النسائي والبخاري خارج صحيحه ومحمد بن المسيب الأرغياني وأبو بكر بن مجاهد وابن أبي حاتم وخلق. قال ابن أبي حاتم: هو ثقة صدوق، وجدت أبا زرعة يجله ويكرمه. قال فضلك الرازي سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أحفظ من رأيت ابن الفرات وابن وارة وأبو زرعة قال النسائي: ثقة صاحب حديث. وقال الطحاوي: ثلاثة بالري لم يكن في الأرض مثلهم في وقتهم أبو حاتم وأبو زرعة وابن وارة. قال ابن خراش: كان ابن وارة من أهل هذا الشأن المتقنين الأمناء، كنت عنده ليلة فذكر أبا إسحاق السبيعي وشيوخه فذكر منهم في طلق واحد مائتين وسبعين رجلا. قال عثمان بن خرزاذ: سمعت الشاذكوني يقول: جاءني محمد بن مسلم فأخذ يتقعر في كلامه فقلت. من أي بلد أنت؟ قال: من أهل الري، قال: ألم يأتك خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرحلتين. قال: فقلت من روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن من الشعر

_ 599- تهذيب التهذيب: 9/ 65. الوافي بالوفيات: 2/ 229. تاريخ بغداد: 2/ 223. طبقات الحفاظ: 257. 1 رواه الترمذي في الطب باب 32. وأحمد في مسنده "1/ 239، 243". 600- تهذيب الكمال: 3/ 1271. تهذيب التهذيب: 9/ 451. تقريب التهذيب: 2/ 207. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 357. الكاشف: 3/ 97. الجرح والتعديل: 8/ 332. الأنساب: 13/ 255. تذكرة الحفاظ: 2/ 139. سير الأعلام: 13/ 28. والحاشية. تاريخ بغداد: 3/ 256. طبقات الحفاظ: 257. ثقات: 9/ 150. الوافي بالوفيات: 5/ 27. معجم المؤلفين: 12/ 21 والحاشية. المنتظم: 5/ 25. العبر: 2/ 46. 1/ 23.

حكمه؟ قال: بعض أصحابنا، قلت: من؟ قال: أبو نعيم وقبييصة فقلت يا غلام ائتي بالدرة فضربته خمسين فقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول حدثني بعض غلماننا. وقال زكريا الساجي: جاء ابن وارة إلى أبي كريب وكان في ابن وارة بأو فقال: ألم يبلغك خبري؟ ألم يأتك نبئي أنا ذو الرحلتين، أنا ابن وارة فقال: وارة وما وارة وما أدراك ما وارة، قم فوالله لا حدثتك ولا حدثت قوما أنت فيهم. قال ابن عقدة: دق ابن وارة على أبي كريب فقال من؟ قال: أين وارة أبو الحديث وأمه. قلت: مات في رمضان سنة سبعين ومائتين1. أخبرنا سنقر الأسدي وأبو نصر الفارسي قالا أنا علي بن محمود أنا أبو طاهر الحافظ أنا أبو عبد الله الثقفي نا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي سعيد الرازي نا محمد بن مسلم بن وارة نا الفريابي نا الثوري عن إسماعيل السدي عن عبد خير قال: كان لعلي رضي الله عنه أربعة خواتيم يتختم بها، ياقوت لقلبه وفيروزج لبصرة وحديد صيني لقوته وعقيق لحرزه، وكان نقش الياقوت: لا إله إلا الله الملك الحق المبين، ونقش الفيروزج: الله الملك، ونقش الحديد: العزة لله جميعا، ونقش العقيق: ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله. هذا حديث مختلق ورواته كلهم مأمونون سوى أبي جعفر هذا فلا أعرف عدالته فكأنه هو واضعه. 601- 53/ 9- يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور الحافظ العلامة أبو يوسف السدوسي البصري نزيل بغداد صاحب المسند الكبير المعلل ما صنف مسند أحسن منه ولكنه ما أتمه: سمع علي بن عاصم ويزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبا بدر السكوني وأبا النضر فمن بعدهم فأكثر حتى إنه كتب عن أصحاب يحيى بن معين وطبقتهم. حدث عنه حفيده محمد بن أحمد بن يعقوب ويوسف بن يعقوب الأزرق وجماعة. وثقة الخطيب وغيره وكان من كبار علماء الحديث. له دنيا واسعة وتجمل. قال الخطيب نا الأزهري قال بلغني أنه كان في منزل يعقوب أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين الذين يبضون المسند. قال ولزمه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار قال: وقيل إن نسخة بمسند أبي هريرة عنه شوهدت بمصر فكانت مائتي جزء. قال: والذي ظهر له من المسند مسند العشرة وابن مسعود وعمار والعباس وبعض الموالي قلت: بلغني أن مسند علي له

_ 1 وقيل 265. 601- تاريخ بغداد: 14/ 281، 283. العبر: 2/ 25. النجوم الزاهرة: 3/ 37. طبقات الحفاظ: 254. شذرات الذهب: 2/ 146. المنتظم: 5/ 43. تاريخ ابن كثير: 11/ 35.

خمس مجلدات. قال ابن كامل: كان فقيها سريا من أصحاب أحمد بن المعذل والحارث بن مسكين وكان يقف في القرآن قلت: مات في ربيع الأول سنة اثنتين وستين ومائتين وقع لي من مسنده جزء واحد وكان قد عين لقضاء العراق ثم لم يول لمكان الوقف. 602- 54/ 9- محمد بن سنجر الحافظ الكبير أبو عبد الله: ويعز وقوع حديثه لنا فأخبرني الإمام عبد الرحمن ابن محمد وعلي بن أحمد أذنا قالا أنا عمر بن محمد الدارقزي أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن المظفر الحافظ نا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد السمرقندي بمصر نا محمد بن سنجر نا إبراهيم بن زكريا المعلم نا شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الغداة تنزيل السجدة و: {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَان} ونقلت من تاريخ مصر لشيخنا القطب ومن غيره قال محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني صاحب المسند سمع يزيد بن هارون والفريابي وأبا المغيرة الخولاني وأبا نعيم وأبا عاصم وخالد بن مخلد وأسد بن موسى والحميدي. وعنه عيسى بن مسكين وأحمد بن عمرو بن منصور ومحمد بن المسيب الأرغياني ومحمد بن دليل وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي وإبراهيم بن محمد بن الضحاك وعبد الرحمن ابن أحمد الرشديني وآخرون. وفي القناعة لابن السني عن إبراهيم بن محمد بن الضحاك عن ابن سنجر حديث قال قطب الدين: وعندي له مسند علي روى فيه عن يعلى بن عبيد ويزيد وابن نمير وخلائق. قال ابن أبي حاتم: ابن سنجر ثقة. وقال ابن سنجر: رحلت ومعي إسحاق الكوسج ومعي تسعة آلاف دينار فكان إسحاق يورق لي ويتزوج في كل بلد وأنا أؤدي عنه المهر قلت: ثم إن ابن سنجر سكن قرية قطابة من أعمال مصر. قال ابن يونس: مات في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين. 603- 55/ 9 4- عباس بن محمد بن حاتم الحافظ الإمام أبو الفضل الهاشمي مولاهم الدوري البغدادي صاحب يحيى بن معين: ولد سنة خمس وثمانين ومائة. سمع حسين بن علي الجعفي وأبا النضر ويعقوب بن إبراهيم وعبد الوهاب بن عطاء وشبابة ويحيى بن أبي

_ 603- تهذيب الكمال: 2/ 660. تهذيب التهذيب: 5/ 129 "226". تقريب التهذيب: 1/ 399 "161". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 36. الكاشف: 2/ 68. الجرح والتعديل: 6/ 1189. ميزان الاعتدال: 2/ 386. الوافي بالوفيات: 16/ 658 والحاشية. سير الأعلام: 12/ 522 والحاشية. الثقات: 8/ 513.

بكير وخلقا كثيرا. حدث عنه أهل السنن الأربعة وأبو جعفر بن البحتري وأبو العباس الأصم وإسماعيل الصفار وخلق. قال النسائي: ثقة. وقال الأصم لم أر في مشايخي أحسن حديثا منه. قلت: وكتابه في الرجال عن ابن معين مجلد كبير نافع ينبئ عن بصره بهذا الشأن. وتوفي في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين1. وفيها توفي محمد بن حماد الطهراني ومحمد بن سنان القزاز. أخبرنا عمر بن القواس أنا ابن الحرستاني حضورا أنا علي بن المسلم أنا ابن طلاب أخبرنا بن جميع أنا محمد بن العباس بن مهدى الصائغ نا العباس بن محمد نا أبو عتاب نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال صعد ابن مسعود شجرة فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهما في الميزان أثقل من أحد. 604- 56/ 9ق- أبو قلابة الحافظ العالم المسند عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي الزاهد محدث البصرة: ولد سنة تسعين ومائتين. وسمع يزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي وروح بن عبادة والعقدي وأبا عاصم وطبقتهم. وعني بهذا الشأن بحرص والده وقوة ذكائه في الصغر حدث عنه ابن ماجه وابن صاعد أبو بكر النجاد وأبو سهل بن زياد القطان وإبراهيم بن علي الهجيمي وخلق سواهم. قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ. لكونه يحدث من حفظه. وقال أحمد بن كامل القاضي: حكي أن أبا قلابة كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ثم قال: ويقال إنه حدث من حفظه بستين ألف حديث. وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا داود عنه فقال: أمين مأمون كتبت عنه. وقال محمد بن جرير: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة. قلت: مات في سنة ست وسبعين ومائتين في شوال ويقع حديثه عاليا في الغيلانيات فمن ذلك حدثنا أبو قلابة سنة "276" نا يعقوب الحضرمي وسعيد بن عامر قالا ثنا شعبة عن سفيان "ح" ونا أبو قلابة نا أبو عاصم أنا سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أما أنا فلا آكل متكئا قيل. إن أم أبي قلابة أُريت هي حامل به كأنها ولدت هدهدا فقيل لها إن صدقت رؤياك تلدين ولدا يكثر الصلاة".

_ 1 وقيل 270. 604- تهذيب الكمال: 2/ 861. تهذيب التهذيب: 6/ 419 "875". تقريب التهذيب: 1/ 522 "1344. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 180. الكاشف: 2/ 214. الجرح والتعديل: 5/ 1730. ميزان الاعتدال: 2/ 663. لسان الميزان: 7/ 293. سير الأعلام: 13/ 177 والحاشية. المعين: 1105. المغني: 3840. الثقات: 8/ 391.

605- 57/ 9- أبو أمية الحافظ الكبير محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي ثم الطرسوسي صاحب المسند: سمع عبد الله بن بكر السهمي وعبد الوهاب بن عطاء وروح بن عبادة وجعفر بن عون وأبا مسهر وخلقا كثيرا. حدث عنه أبو عوانة وابن جوصاء وأبو بكر بن زياد النيسابوري وأبو علي الحصائري وعثمان بن محمد السمرقندي وخلق, وثقه أبو داود وغيره, وذكره الفقيه أبو بكر الخلال فقال: إمام في الحديث رفيع القدر جدا. أخبرنا ابن مؤمل أنا أبو الحسن بن الصابوني أنا أبو طاهر السلفي أنا الثقفي أنا عبد الله بن أحمد بن جولة سنة ثلاث وأربعمائة أنا أبو عمرو بن حكيم نا أبو أمية نا سعيد بن سليمان نا سليمان بن داود اليمامي نا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من بنى مسجدا لله من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت" 1. قال أبو سعيد بن يونس: توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قلت: وقع لنا جزءان من حديثه بعلو سوى ما يقع في الثقفيات. 606- 58/ 9د - محمد بن عوف بن سفيان الحافظ الإمام أبو جعفر الطائي الحمصي محدث الشام: سمع عبيد الله بن موسى والفريابي وأبا المغيرة وأبا مسهر وآدم بن أبي إياس وعبد السلام بن عبد الحميد السكوني وخلقا. حدث عنه أبو داود وابن جوصاء وعبد الرحمن ابن أبي حاتم وخيثمة بن سليمان وعبد الغافر بن سلامة وآخرون. قال ابن عدي: هو عالم بحديث الشام الصحيح منه والضعيف وعليه كان اعتماد ابن جوصاء ومنه يسأل حديث أهل حمص خاصة قلت: قد وثقه غير واحد وأثنوا على معرفته ونبله وقد سمع منه أحمد بن حنبل حديثا حدثه به عن والده. توفي في وسط سنة اثنتين وسبعين ومائتين2. وفيها مات مسند الكوفة أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاري ومسند حمص أبو

_ 605- تهذيب الكمال: 3/ 1159. تهذيب التهذيب: 9/ 15. تقريب التهذيب: 2/ 141. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 375. الجرح والتعديل: 7/ ص184. ثقات: 9/ 137. تاريخ بغداد: 1/ 394. سير الأعلام: 13/ 91 والحاشية. تراجم الأحبار: 4/ 17. طبقات الحفاظ: 258. 1 رواه مسلم في المساجد حديث 24، 25. والبخاري في الصلاة باب 65. والترمذي في الصلاة باب 120، 189. 606- تهذيب الكمال: 3/ 1254. تهذيب التهذيب: 9/ 383. تقريب التهذيب: 2/ 197. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 446. الكاشف: 3/ 86. الجرح والتديل: 8/ 241. العبر: 2/ 50. نسيم الرياض: 4/ 498. المعين: 1144. طبقات الحفاظ: 258. الثقات: 9/ 143. الوافي بالوفيات: 4/ 293. معجم طبقات الحفاظ: 165. سير الأعلام: 12/ 613. 2 وقيل 273.

عتبة أحمد بن الفرج الحجازي الحمصي, ومحدث نيسابور أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي الفراء وغيرهم. أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العلوي وأحمد بن عبد الحميد القدامي قالا أنا محمد بن غسان أنا عبد الواحد بن محمد الأزدي أنا عبد الكريم بن المؤمل حضورا أنا عبد الرحمن ابن عثمان التميمي أنا خيثمة بن سليمان نا محمد بن عوف نا عبد السلام بن عبد الحميد السكوني عن أبيه عن عمرو بن قيس عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله وسلم: "اليمين الغموس تدع الديار بلاقع". 607- 59/ 9ت س- الفسوي الحافظ الإمام الحجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي صاحب التاريخ الكبير والمشيخة: سمع أبا عاصم والأنصاري ومكي بن إبراهيم وعبيد الله بن موسى وأبا مسهر وحبان بن هلال وسعيد بن أبي مريم وطبقتهم. وعنه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وأبو عوانة وابن أبي حاتم ومحمد بن حمزة بن عمارة وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي وآخرون. وبقي في الرحلة ثلاثين سنة. قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا من نبلاء الرجال يعقوب بن سفيان يعجز أهل العراق أن يروا مثله والثاني: حرب بن إسماعيل، وهو ممن كتب عني. وقال محمد بن داود الفارسي أنا يعقوب بن سفيان العبد الصالح وقيل كان يتكلم في عثمان رضي الله عنه ولم يصح. مات قبل أبي حاتم الرازي بشهر في سنة سبع وسبعين ومائتين، وقع لنا حديثه في مشيخته. أخبرنا محمد بن صاعد أن الحسن بن أحمد أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو بكر الطريثيثي وابن حشيش قالا أنا أبو علي بن شاذان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا مكي بن إبراهيم نا بهز بن حكيم ذكره عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتى بطعام سأل عنه: "هدية أم صدقة؟ " فإن قالوا هدية, بسط يده فإن قالوا: صدقة قال لأصحابه: "كلوا" , حديث غريب. 608- 60/ 9س - يوسف بن سعيد بن مسلم الحافظ الحجة أبو يعقوب المصيصي: سمع حجاج بن محمد ومحمد بن مصعب وعبيد الله بن موسى أبو مسهر وهوذة بن

_ 607- تهذيب الكمال: 3/ 1550. تهذيب التهذيب: 11/ 385 "747". تقريب التهذيب: 2/ 375. خلاصة تهذيب الكمال: 3/181. الكاشف: 3/ 291. الجرح والتعديل: 9/ 868. لسان الميزان: 6/ 307. المعين: 1161. طبقات الحفاظ: 259. الأنساب: 10/ 223: 9/ 287. سير الأعلام: 13/ 180. 608- تهذيب الكمال: 3/ 1559، 1560. تهذيب التهذيب: 11/ 414 "807". تقريب التهذيب: 2/ 381. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 188. الكاشف: 3/ 198. الجرح والتعديل: 9/ 938. الثقات: 9/ 281. العبر: 2/ 48. معجم طبقات الحفاظ: 190. سير الأعلام: 12/ 622. التمهيد: 2/ 268.

خليفة وطبقتهم. حدث عنه النسائي وابن صاعد وأبو بكر بن زياد وخلق كثير. من الرحالة قال النسائي: ثقة حافظ. وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم: كان ثقة صدوقا. توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين ومائتين1 يقع لي من موافقاته. أخبرنا ابن القواس أنا ابن الحرستاني أنا ابن المسلم أنا ابن طلاب نا ابن جميع نا محمد بن أحمد بن أبي مهزول بالمصيصة نا يوسف بن سعيد بن مسلم أنا محمد بن مصعب نا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لعن المؤمن كقتله". حديث غريب من هذا الوجه ينفرد به ابن مصعب. 609- 61/ 9- الحربي الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق البغدادي أحد الأعلام: ولد سنة ثمان وتسعين ومائة سمع أبا نعيم وهوذة بن خليفة وعفان وعبد الله بن صالح العجلي وأبا عبيد ومسددا وطبقتهم. وتفقه على الإمام أحمد فكان من جلة أصحابه حدث عنه ابن صاعد وأبو بكر النجاد وأبو بكر الشافعي وعمر بن جعفر الختلي وعبد الرحمن ابن العباس الذهبي أبو بكر القطيعي وخلق. قال الخطيب: كان إماما في العلم رأسا في الزهد عارفا بالفقه بصيرا بالأحكام حافظا للحديث مميزا لعلله قيما بالأدب جماعا للغة صنف غريب الحديث وكتبا كثيرة أصله من مرو. قال القفطي: غريب الحديث له من أنفس الكتب وأكبرها. قال ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو من خمسين سنة قال السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه وقيل إن المعتضد سير إلى الحربي عشرة آلاف فردها ثم سير إليه مرة أخرى ألف دينار فردها وروى أبو الفضل الزهري عن أبيه عن إبراهيم الحربي قال: ما أنشدت بيتا قط. إلا قرأت بعده: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض. قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح القاضي قال: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الفقه والحديث والأدب والزهد -يعني من جميع هذه الأشياء. وقال الدارقطني: هو إمام بارع في كل علم صدوق. قلت: مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين.

_ 1 وقيل 265. 609- تاريخ بغداد: 6/ 28- 40. المنتظم: 6/ 3-7. الوافي بالوفيات: 5/ 320-324. طبقات السبكي: 2/ 256-257. طبقات الحفاظ: 259. طبقات المفسرين: 1/ 5. شذرات الذهب: 2/ 190.

وفيها مات مسند اليمن إسحاق بن إبراهيم الدبري صاحب عبد الرزاق, وشيخ العربية أبو العباس محمد بن يزيد المبرد وقد وقع لنا عدة تأليف لإبراهيم الحربي. وعلى روايته في الغيلانيات. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو بكر الأنصاري أنا علي بن إبراهيم الباقلاني حضورا نا أبو بكر القطيعي إملاء نا إبراهيم الحربي سنة أربع وثمانين ومائتين نا علي بن الجعد نا مبارك بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" 1. 610- 62/ 9- الختلي الحافظ العالم أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد نزيل سامرا: سمع سعيد بن أبي مريم وأبا نعيم وأبا الوليد وعمرو بن مرزوق ويحيى بن بكير والنفيلى. وسأل يحيى بن معين عن الرجال وصنف وجمع. حدث عن أبو العباس بن مسروق ومحمد بن القاسم الكوكبي وأبو بكر الخرائطي وأحمد بن محمد الأدمي وآخرون. وثقه الخطيب وقال: له كتب في الزهد والرقائق. قلت: لم أظفر له بوفاة وكأنها في حدود الستين ومائتين. 611- 63/ 9 4- المرادي الحافظ الإمام محدث الديار المصرية أبو محمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل مولى بني مراد المؤذن صاحب الشافعي وناقل علمه: ولد سنة أربع وسبعين ومائة. سمع ابن وهب وشعيب بن الليث وبشر بن بكر ويحيى بن حسان وأسد السنة وطائفة وعنه أصحاب السنن لكن الترمذي بواسطة وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم وابن أبي حاتم وزكريا الساجي والطحاوي وأبو بكر بن زياد والحسن بن حبيب الحصائري وأبو العباس الأصم وخلق كثير. وثقه ابن يونس وعنه قال: كل محدث حدث بمصر بعد ابن وهب فأنا كنت مستمليه مات في شوال سنة سبعين ومائتين وآخر من حدث عنه أبو الفوارس السندي. أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وغيره قالوا أنا الحسين بن المبارك "ح" وأنبأنا

_ 1 رواه البخاري في النكاح باب 106. ومسلم في اللباس حديث 126، 127. والترمذي في البر باب87. وأحمد في مسنده "6/ 167، 345". 610- الجرح والتعديل: 2/ 110. تاريخ بغداد: 6/ 120. طبقات الحنابلة: 1/ 96. طبقات الحفاظ: 260. 611- تهذيب الكمال: 1/ 404. تهذيب التهذيب: 3/ 245. تقريب التهذيب: 1/ 245. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 319. الكاشف: 1/ 304. الجرح والتعديل: 3/ 2083. ديوان الإسلام: ت: 980. البداية والنهاية: 10/ 162، 331. الوافي بالوفيات: 14/ 81. تاريخ بغداد: 14/ 302. سير الأعلام: 12/ 587. الثقات: 8/ 240.

أحمد بن عبد المنعم أنا محمد بن سعيد بن الخازن قالا أنا أبو زرعة المقدسي أنا مكي بن علان أنا أحمد بن الحسن القاضي نا أبو العباس الأصم أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي نا عمي محمد بن علي بن شافع عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها. رواه النسائي عن الربيع فوافقناه بعلو. 612- 64/ 9- أبو الليث الحافظ الإمام عبد الله بن سُرَيْج بن حجر بن عبد الله بن الفضل الشيباني البخاري والد أبي عبيدة: سمع عبدان بن عثمان ووهب بن زمعة وأحمد بن حفص الفقيه ومحمد بن سلام البيكندي وحبان بن موسى وطبقتهم, وقال سهل بن بشر: سمعته يقول: حفظت عشرة آلاف حديث من غير تكرير. وقال محمد بن يزيد المروزي: رأيت أبا الليث الحافظ جالسا مع عبدان على سريره, ورأيت عبدان يجله. قلت: لا أعرف أبا الليث وإنما علقت هذا من تاريخ غنجار هكذا ولم يؤرخ موته. 613- 65/ 9ت- مسلم بن الحجاج الإمام الحافظ حجة الإسلام أبو الحسين القشيري النيسابوري صاحب التصانيف: يقال ولد سنة أربع ومائتين وأول سماعه سنة ثماني عشرة ومائتين فأكثر عن يحيى بن يحيى التميمي والقعنبي وأحمد بن يونس اليربوعي وإسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن منصور وعون بن سلام وأحمد بن حنبل وخلق كثير. روى عنه الترمذي حديثا واحدا وإبراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة والسراج وابن صاعد وأبو عوانة وأبو حامد بن الشرقي وأبو حامد أحمد بن حمدان الأعمشي وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه ومكي بن عبدان وعبد الرحمن ابن أبي حاتم ومحمد بن مخلد العطار وخلق سواهم. أنبأنا الفخر علي بن أحمد أنا أبو اليمن الكندي سنة "602" أنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أحمد بن علي الحافظ بدمشق أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي أنا محمد بن مخلد نا مسلم بن الحجاج نا الحسن بن الربيع البجلي نا فضل بن مهلهل أخو مفضل عن حبيب بن أبي عمرة قال: كان لي على سعيد بن جبير شيء فجئت فقال: لا تتقاضاني حتى آتيك؛ فإني سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله

_ 613- تهذيب الكمال: 3/ 1324. تهذيب التهذيب: 10/ 126 "226". تقريب التهذيب: 2/ 245. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 24. الكاشف: 3/ 140. الجرح والتعديل: 8/ 797. العبر: 1/ 547. طبقات الحفاظ: 260. نسيم الرياض:1/ 245. البداية والنهاية: 11/ 33. معجم طبقات الحفاظ: 173. سير الأعلام: 12/ 557. تاريخ بغداد: 13/ 10. ديوان الإسلام: ت: 1811.

وسلم: "من مشى بحقه إلى أخيه فيقضيه إياه كان له بكل خطوة درجة, ومن أماط الأذى عن الطريق كان له به صدقة وكل معروف صدقة" قال الخطيب لم يسند الفصل سواه قال إسحاق الكوسج لمسلم: لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين. وقال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما قال وسمعت الحسين بن منصور يقول سمعت إسحاق بن راهويه وذكر مسلما فقال بالفارسية أي رجل يكون هذا وقال: ابن أبي حاتم كان ثقة من الحفاظ كتبت عنه بالري. قال أبي صدوق. وقال أبو قريش الحافظ حفاظ الدنيا أربعة فذكر منهم مسلما. قال أبو عمرو بن حمدان سألت بن عقدة أيهما أحفظ البخاري أو مسلم فقال: كان محمد عالما ومسلم عالما، فأعدت عليه مرارا فقال: يقع لمحمد الغلط في أهل الشام وذلك لأنه أخذ كتبهم ونظر فيها فربما ذكر الرجل بكنيته ويذكر في موضع آخر باسمه يظنهما اثنين, وأما مسلم فقلما يوجد له غلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل. وقال محمد بن الماسرجسي سمعت مسلما يقول: صنفت هذا الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث موسوعة. وقال أحمد بن سلمة كتبت مع مسلم في تأليف صحيحه خمس عشرة سنة وهو اثنا عشر ألف حديث قال الحافظ أبو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم قلت لعل أبا علي ما وصل إليه صحيح البخاري قال ابن الشرقي حضرت مجلس محمد بن يحيى فقال إلا من قال لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسنا فقام مسلم من المجلس قال أبو بكر الخطيب كان مسلم يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين الذهلي بسببه قال الحاكم ولمسلم المسند الكبير على الرجال ما أرى أنه سمعه منه أحد و"كتاب الجامع على الأبواب" رأيت بعضه و"كتاب الأسماء والكنى و"كتاب التمييز" و"كتاب العلل" و"كتاب الوحدان" و"كتاب الأفراد" و"كتاب الأقران" و"كتاب سؤالاته أحمد بن حنبل" و"كتاب حديث عمرو بن شعيب" و"كتاب الانتفاع بأهب السباع" وكتاب "مشايخ مالك وكتاب مشايخ الثوري و"كتاب مشايخ شعبة و"كتاب من ليس له إلا راو واحد" و"كتاب المخضرمين" و"كتاب أولاد الصحابة" و"كتاب أوهام المحدثين" و"كتاب الطبقات" و"كتاب أفراد الشاميين" قال ابن الشرقي: سمعت مسلما يقول ما وضعت شيئا في كتابي هذا المسند إلا بحجة وما أسقطت منه شيئا إلا بحجة. مات مسلم في رجب سنة إحدى وستين ومائتين وقبره يزار. 614- 66/9- حمدان الحافظ المتقن أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن مهران البغدادي الوراق ولقبه حمدان: سمع عبيد الله بن موسى وأبا نعيم وعبد الله بن رجاء

_ 614- تاريخ بغداد: 3/ 61-62. طبقات الحنابلة: 1/ 308-310. طبقات الحفاظ: 265.

وقبيصة ومعاوية بن عمرو وطبقتهم. وعنه ابن صاعد وابن مخلد وإسماعيل الصفار وأبو الحسين بن ثوبان وعدة. قال الخطيب: كان فاضلا حافظا عارفا ثقة. روى ابن شاهين عن أبيه قال: كان من نبلاء أصحاب أحمد وقال ابن المنادي: حمدان بن علي مشهود له بالفضل والصلاح والصدق بلغنا أنه قال في علة الموت ما لصق جلدي بجلد ذكر ولا أنثى قط وقال الدارقطني: ثقة. قلت: توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. أخبرنا محمد بن عبد الرحيم في كتابه أنا داود بن أحمد الوكيل أنا محمد بن عبيد الله الكرخي أنا علي بن أحمد البندار أنا أبو طاهر المخلص نا إبراهيم بن حماد أنا محمد بن علي الوراق نا محمد بن عمر الرومي أنا عبيد الله بن سعيد الجعفي قائد الأعمش حدثني صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه لا أعلمه إلا قد رفعه قال الصمد السيد الذي لا خوف له. وفي السادس من حديث الصفار أحاديث رواها عنه. 615- 67/ 9ت س - أبو داود الإمام الثبت سيد الحفاظ سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستاني صاحب السنن: قال أبو عبيد الآجري سمعته يقول ولدت سنة اثنتين ومائتين وصليت على عفان ببغداد سنة عشرين سمع أبا عمر الضرير ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعبد الله بن رجاء وأبا الوليد الطيالسي وأحمد بن يونس وأبا جعفر النفيلي وأبا توبة الحلبي وسليمان بن حرب وخلقا كثيرا بالحجاز والشام ومصر والعراق والجزيرة والثغر وخراسان. حدث عنه الترمذي والنسائي وابنه أبو بكر بن أبي داود أبو عوانة وأبو بشر الدولابي وعلي بن الحسن بن العبد أبو أسامة محمد بن عبد الملك وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو علي اللؤلؤي وأبو بكر بن داسه وأبو سالم محمد بن سعيد الجلودي وأبو عمر وأحمد بن علي فهؤلاء السبعة رووا عنه سننه وحدث أيضا عنه محمد بن يحيى الصولي وأبو بكر النجاد ومحمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي وغيرهم وكتب عنه شيخه أحمد بن حنبل حديث العتيرة وأراه كتابه فاستحسنه وقال محمد بن إسحاق الصاغاني لين لأبي داود الحديث كما لين لداود الحديد وكذلك قال إبراهيم الحربي وقال الحافظ موسى بن هارون: خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة ما رأيت أفضل منه وقال ابن داسه سمعت أبا داود يقول: ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه, قال: وما

_ 615- تهذيب الكمال: 1/ 530. تهذيب التهذيب: 4/ 169. تقريب التهذيب: 1/ 321. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 408. الكاشف: 4/ 169. الجرح والتعديل: 4/ 456. الوافي بالوفيات: 15/ 153. سير الأعلام: 13/ 203. ديوان الإسلام: ت919. تاريخ أصبهان: 735. الثقات: 8/ 282.

كان فيه وهن شديد بينته, وبلغنا أن أبا داود كان من العلماء العاملين حتى أن بعض الأئمة قال: كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل في هديه ودله وسمته وكان أحمد يشبه في ذلك بوكيع وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان وسفيان بمنصور ومنصور بإبراهيم وإبراهيم بعلقمة وعلقمة بعبد الله بن مسعود وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم: في هديه ودله. قال الحاكم أبو عبد الله: أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. قال ابن داسه: كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق فقيل له في ذلك فقال الواسع للكتب والآخر لا يحتاج إليه. قال أبو داود في سننه: شبرت قثاء بمصر ثلاثة عشر شبرا ورأيت أترجة على بعير قطعت قطعتين وعملت مثل عدلين قال ابن أبى داود: سمعت أبى يقول خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن مات أبو داود في سادس عشر شوال سنة خمس وسبعين ومائتين بالبصرة، كان أخو الخليفة التمس منه بعد فتنة الزنج أن يقيم بها لتعمر من العلم بسببه. قال زكريا الساجي: كتاب الله أصل الإسلام وسنن أبي داود عهد الإسلام، وعن أبي داود قال: كتبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمسمائة ألف حديث، انختبت منها هذا السنن، فيه أربعة آلاف وثمانية مائة حديث. قلت: الثبت أن أبا داود من سجستان إقليم يتاخم أطراف مكران والسند وهو وراء هراة وبعضهم يقول: إنه من سجستان قرية من قرى البصرة. قرأت على حسن بن عبد الكريم أخبركم عيسى بن عبد العزيز أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا أحمد بن علي الصوفي أنا الحسن بن أحمد أنا أحمد بن سلمان الفقيه نا أبو داود نا موسى بن مسعود نا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن ابن عباس كان يقول أول آية نسخت من القرآن القبلة ثم الصيام الأول. 616- 68/ 9س- سليمان بن سيف الحافظ الثقة أبو داود الحراني محدث حران: سمع يزيد بن هارون وجعفر بن عون وسعيد الضبعي وعبد الله بن بكر السهمي ووهب بن جرير وطبقتهم فأكثر وجود. روى عنه النسائي كثيرا ووثقه وأبو عروبة وأبو عوانة, وأبو نعيم الجرجاني, ومحمد بن المسيب الأرغيانى, أبو علي محمد بن سعيد الحافظ وخلق كثير. أرخ ابن عقدة وفاته في شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين. قرأت على عمر بن عبد المنعم الغربيلي عن أبي القاسم الحرستاني حضورا أنا علي بن المسلم الفقيه سنة ثمان وعشرين وخمسمائة أنا الحسين بن محمد الخطيب أنا محمد بن أحمد الغساني نا هشام بن أحمد

_ 616- تهذيب الكمال: 1/ 539. تهذيب التهذيب: 4/ 199. تقريب التهذيب: 1/ 326. خلاصة تهذيب الكمال: 1/ 413. الكاشف: 1/ 395. الجرح والتعديل: 4/ 930. الوافي بالوفيات: 15/ 391. سير الأعلام: 13/ 147. الثقات: 8/ 281.

بنصيبين نا سليمان بن سيف نا أبو عتاب سهل بن حماد نا عزرة بن ثابت بن عمرو بن دينار حدثني ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد" أخرجه النسائي1 عن سليمان. 617- 69/ 9 ع - ابن أبي غرزة هو الحافظ المجود أبو عمرو أحمد بن حازم الغفاري الكوفي صاحب المسند الذي وقع لنا منه جزء: سمع جعفر بن عون ويعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى فمن بعدهم حدث عنه مطين ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم وابن عقدة الحافظ وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا قلت: توفي في ذي الحجة سنة ست وسبعين ومائتين. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن منير أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا المعمر بن محمد الحبال أنا زيد بن جعفر العلوي أنا محمد بن علي بن دحيم أنا أحمد بن حازم نا يعلى بن عبيد نا الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب أرض الشام فلما حضر قال: إذا مت فاحملوني فإذا لقيتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم أما إني سأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولا أني على حالي هذه لم أحدثكم, سمعته يقول: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" 2 هذا حديث صحيح الإسناد وما خرجوه في الكتب الستة. 618- 70/ 9- أحمد بن ملاعب الحافظ الثقة أبو الفضل البغدادي المخرمي: سمع عبد الله بن بكر السهمي وأبا نعيم وعفان وسلم بن إبراهيم وعبد الصمد بن نعمان روى عنه أبو محمد بن صاعد وإسماعيل الصفار والنجاد وأبو عمرو بن السماك وآخرون. قال ابن عقدة سمعت أحمد بن ملاعب يقول: ما أحدث إلا بما أحفظه كحفظي للقرآن. ورأيته يفصل بين الفاء والواو وقال ابن خراش وغيره: ثقة وقع لنا جزء عال من حديثه ومات في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومائتين.

_ 1 في كتاب الحج باب 6. 617- الجرح والتعدل: 2/ 48. اللباب: 2/ 377، 378. الوافي بالوفيات: 6/ 298، 299. طبقات الحفاظ: 266. شذرات الذهب: 2/ 168، 169. 2 رواه البخاري في العلم باب 49. ومسلم في الإيمان حديث 150-153. والترمذي في الإيمان باب 18. والنسائي في الصلاة باب1. وابن ماجه في الزهد باب 37. وأحمد في مسنده "1/ 374". 618- تاريخ بغداد: 5/ 168-170 طبقات الحنابلة: 1/ 79. طبقات الحفاظ: 266، 267. شذرات الذهب: 2/ 166. الوافي بالوفيات: 8/ 208.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن وأحمد بن مؤمن قالا أنا إبراهيم بن عثمان أنا ابن البطي أنا أبو الحسن الأنباري أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن عمرو الزراد أنا أحمد بن ملاعب أنا عمرو بن طلحة القاد أنا إسباط عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "كان يصلي على حصير" إسناده صالح. 619- 71/ 9 ع- أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الحجة الإمام أبو بكر بن الحافظ النسائي ثم البغدادي صاحب التاريخ الكبير: سمع أباه وأبا نعيم وهوذة بن خليفة وقطبة بن العلاء وعفان ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل وخلقا كثيرا. حدث عنه البغوي وابن صاعد ومحمد بن مخلد وإسماعيل الصفار وأبو سهل القطان وأحمد بن كامل وآخرون. قال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال الخطيب: ثقة عالم متقن حافظ بصير بأيام الناس راوية للأدب أخذ علم الحديث عن أحمد بن حنبل وابن معين وعلم النسب عن مصعب وأيام الناس عن علي بن محمد المدائني والأدب عن محمد بن سلام الجمحي ولا أعرف أغزر فوائد من تاريخه قال ابن المنادي: بلغ أربعا وتسعين سنة ومات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائتين. أخبرنا عز الدين بن الفراء أنا ابن قدامة أنا ابن هلال أنا عبد الله بن علي أنا علي بن محمد نا محمد بن عمر نا أحمد بن زهير نا عفان نا عبد الصمد بن كيسان نا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قد رأيت ربي". 620- 72/ 9- البرتي القاضي العلامة أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه الحافظ: ولد قبل المائتين وسمع أبا نعيم ومسلم بن إبراهيم القعنبي وأبا عمر الحوضي وأبا الوليد الطيالسي وطبقتهم وتفقه لأبي حنيفة على أبي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن. حدث عنه ابن صاعد وإسماعيل الصفار وابن البختري أبو بكر النجاد وأبو سهل بن زياد وطائفة. قال الخطيب: ولي قضاء بغداد وكان ثقة ثبتا حجة يذكر بالصلاح والعبادة. وقال أبو عمر القاضي: رأيت إسماعيل القاضي يعظمه إعظاما شديدا وسأله عن حاله وأهله فلما ذهب فقال هذا لزم بيته واشتغل بالعبادة؛ هكذا يكون القضاة

_ 619- تاريخ بغداد: 4/ 162، 164. طبقات الحنابلة: 1/ 44. الوافي بالوفيات: 6/ 376، 377. لسان الميزان: 1/ 174. الفهرست: 286. 620- تاريخ بغداد: 5/ 61-63. طبقات الفقهاء: 140. طبقات الحنابلة: 1/ 66. طبقات الحفاظ: 267. شذرات الذهب: 2/ 175. البداية والنهاية: 11/ 69.

لا كما نحن. قلت: سمعت مسند أبي هريرة للبرتي بسند عالٍ ومات في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين. وفيها مات محدث الرقة هلال بن العلاء بن هلال الرقي. أنبأنا عبد الرحمن ابن محمد وجماعة قالوا أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي نا أبو نعيم نا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنودي: الصلاة جامعة فركع ركعتين بسجدة ثم قام وكيع ركعتين بسجدة ثم جلس حتى جلى عن الشمس. فقالت عائشة: "ما سجد سجودا قط ولا ركع ركوعا قط أطول منه". 621- 73/ 9- أحمد بن مهدي بن رستم الحافظ الكبير الزاهد العابد أبو جعفر الأصبهاني: سمع أبا نعيم وقبيصة وأبا اليمان وسعيد بن أبي مريم ومسلم بن إبراهيم وطبقتهم. روى عنه محمد بن يحيى بن منده وأحمد بن إبراهيم وأحمد بن معيد السمسار وطائفة. قال أبو نعيم: كان صاحب أموال أنفق على أهل العلم ثلاثمائة ألف درهم. وقال محمد بن يحيى بن منده: لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه، صنف المسند. ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة، صاحب عبادة. روى أبو الشيخ عن أبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم أن أحمد بن مهدي ذكر أنه جاءته امرأة ببغداد ليلة فذكرت أنها من بنات الناس وأنها امتحنت: فبالله استرني وقد أكرهت وأنا حبلى فلا تفضحني فقد قلت: إنك زوجي فسكت فبعد أيام جاءني إمام المحلة والجيران يهنئوني بالولد فشكرتهم ووزنت دينارين ليوصلها للمرأة نفقة وكنت أعطيها كل شهر دينارين إلى أن صار للولد سنتان فمات فجاءوا يعزوني فأظهرت التسليم لله ثم بعد أيام جاءت بالذهب. وقالت: سترك الله خذ ذهبك فقلت: هذه الدنانير كانت صلة مني للصغير وأنت قد ورثتيه مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين. قرأت على أحمد بن محمد المعلم أنا يوسف بن خليل أنا مسعود بن أبي منصور "ح" وأنا أحمد بن أبي الخير عن مسعود أنا علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ أنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف نا أحمد بن مهدي نا أبو نعيم نا شريك عن ليث عن محمد بن المنكدر

_ 621- الجرح والتعديل: 2/ 79. الوافي بالوفيات: 8/ 198، 199. النجوم الزاهرة: 3/ 67. طبقات الحفاظ: 267. شذرات الذهب: 1/ 85، 86.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الخال وارث" 1. 622- 74/ 9س- أبو أحمد الفراء الحافظ العلامة أبو أحمد العبدي واسمه محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابوري الأديب: سمع حفص بن عبد الله ومحاضر بن المورع وجعفر بن عون ويعلى وشبابة بن سوار وحفص بن عبد الرحمن الفقيه والواقدي والأصمعي وكان مكثرا حجة، أخذ الأدب عن الأصمعي وأبي عبيد، والحديث عن ابن المديني وأحمد، والفقه عن أبيه علي بن عثام. قال الحاكم: وكان يفتي في هذه العلوم ويرجع إليه فيها. كتب عنه أبو النضر هاشم بن القاسم. قلت: وأبو النضر أحد شيوخه، وروى عنه بشر بن الحكم والذهلي والنسائي وابن خزيمة والحسن بن يعقوب البخاري وأبو عبد الله بن الأخرم وخلق. وثقه مسلم. وحدث عنه في غير الصحيح، وجاء عن أبي أحمد أنه ذكر السلاطين فقال: اللهم انسهم ذكري ومن أراد أن يذكرني فاشدد على قلبه فلا يذكرني. وجاء في صحيح البخاري: نا أبو أحمد نا أبو غسان -فذكر حديثا، فقيل: هذا أبو أحمد الفراء وقيل مرار بن حمويه. وقيل محمد بن يوسف البيكندي. عاش الفراء وقيل مرار بن حمويه وقيلمحمد بن يوسف البيكندي. عاش الفراء خمسا وتسعين سنة، وتوفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. قرأت على عبد الله بن محمد المخزومي أنه قرأ على أبي يعقوب الساوي أنا السلفي أن الثقفي أنا أبو زكريا المزكي أنا محمد بن يعقوب الحافظ نا محمد بن عبد الوهاب العبدي نا يعلى نا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت اشترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طعاما من يهودي بنسيئة ورهنه درعا له من حديد. رواه البخاري عن محمد لم ينسبه عن يعلى بن عبيد. 623- 75/ 9- فضلك الصائغ الحافظ الناقد أبو بكر الفضل بن العباس الرازي: أحد الأئمة طوف وصنف، وحدث عن عيسى قالون وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وهدبة وقتيبة بن سعيد وطبقتهم. حدث عنه أبو عوانة وأبو بكر الخرائطي ومحمد بن مخلد العطار ومحمد بن جعفر المطيري وآخرون. قال المروذي: ورد على كتاب من ناحية شيراز أن

_ 1 رواه أبو داود في الفرائض باب8. والترمذي في الفرائض باب 12. وابن ماجه في الفرائض باب9. 622- تهذيب الكمال: 3/ 1236. تهذيب التهذيب: 9/ 319. تقريب التهذيب: 2/ 187. خلاصة هذيب الكمال: 2/ 434. الكاشف: 3/ 72. الجرح والتعديل: 8/ 54. العبر: 1/ 383. المعين رقم 1139. طبقات الحفاظ: 262. ثقات: 9/ 128. الوافي بالوفيات: 4/ 74 والحاشية. سير الأعلام: 12/ 606. والحاشية. 623- الجرح والتعديل: 7/ 66. تاريخ بغداد: 12/ 367، 368. طبقات الحفاظ: 268. شذرات الذهب: 2/ 160. المنتظم: 5/ 77، 78.

فضلك قال بناحيتهم: إن الإيمان مخلوق، فبلغني أنهم أخرجوه من البلد بأعوان. قلت: توفي في صفر سنة سبعين ومائتين وأما مسألة خلق الإيمان وعدمه ففيها بحث ليس هذا موضعه والسكوت أولى وأسلم. قال الخطيب: كان ثقة ثبتا حافظا سكن بغداد. أنبأنا ابن علان أنا الكندي أنا القزاز أنا الخطيب أن ابن مهدي أنا محمد بن مخلد نا الفضل بن العباس نا محمد بن مهران نا عبد العزيز بن عيسى الحراني عن عبد الكريم الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم". لم أعرف عبد العزيز بعد. 624- 76/ 9- حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد الحافظ الثقة أبو علي الشيباني ابن عم الإمام أحمد وتلميذه: سمع أبا نعيم وعفان ومحمد بن عبد الله الأنصاري وسليمان بن حرب والحميدي ومسددا وخلائق. وصنف تاريخا حسنا وغير ذلك حدث عنه ابن صاعد وأبو بكر الخلال ومحمد بن مخلد وعثمان بن السماك ومحمد بن عمرو الرزاز وطائفة. قال الخطيب: كان ثقة ثبتا وقال ابن المنادي: كان حنبل قد خرج إلى واسط فجاءنا نعيه منها في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ومائتين وقلت: سمعنا جزءا من كتاب الفتن له وكتاب المحنة جمعه وجزءا من حديثه مات وقد قارب الثمانين رحمه الله. 625- 77/ 9- الطرسوسي الحافظ البارع أبو بكر محمد بن عيسى بن يزيد التميمي الطرسوسي: رحال جوال حدث بأصبهان وبخراسان وبلخ روى عن أبي نعيم وأبي عبد الرحمن المقرئ وعفان وأبي اليمان وجماعة وعنه أبو عوانة وابن خزيمة وأبو العباس الدغولي ومكي بن عبدان وعبد الله بن إبراهيم بن الصباح الأصبهاني ومحمد بن أحمد المحبوبي قال الحاكم هو من المشهورين بالرحلة والفهم والتثبت أكثر عنه أهل مرو وأما ابن عدي فقال: هو في عداد من يسرق الحديث قلت: توفي سنة ست وسبعين ومائتين وهو في عشر التسعين. أخبرنا يحيى بن أحمد الفقيه أنا محمد بن عبد الله السلمي أنا منصور بن الفراوي أنا عبد الجبار بن محمد أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن العلوي نا عبد الله بن الشرقي نا عبد الله بن هاشم نا معاذ العنبري نا سفيان عن ابن المنكدر عن جابر قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أينام أهل الجنة قال النوم أخو الموت ولا يموت أهل الجنة غريب جدا.

_ 624- الجرح والتعديل: 3/ 320. تاريخ بغداد: 8/ 286، 287. طبقات الحفاظ: 268. شذرات الذهب: 2/ 163، 164. المنتظم: 5/ 79. النجوم الزاهرة: 3/ 70. 625- ميزان الاعتدال: 3/ 679. الوافي بالوفيات: 4/ 196. طبقات الحفاظ: 268. تاريخ ابن عساكر: خ 15/ 426 أ-ب.

وبه إلى البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس المحبوبي نا محمد بن عيسى الطرسوسي نا سنيد بن داود نا يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قالت أم سليمان سليمان: يا بني لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة". 626- 78/ 9- الديرعاقولي الحافظ الصدوق أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم البغدادي القطان: طوف وكتب الكثير وسمع أبا نعيم وسليمان بن حرب والحكم بن نافع ومسلم بن إبراهيم والحميدي وعنه ابن صاعد وابن السماك وأبو سهل القطان وآخرون. قال ابن كامل: كتبنا عنه وكان ثقة مأمونا قلت وقع لنا الجزء الأول من حديثه ذكره الخطيب فقال: كان ثقة ثبتا. مات في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين قلت: كان من أبناء الثمانين. وفيها مات مسندا وقتهما ببغداد موسى بن سهيل بن كثير الوشاء وأبو يعلى محمد بن شداد المسمعي وهما أكبر شيخ لأبي بكر الشافعي. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا ابن قدامة أنا محمد بن عبد الباقي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا الحسن بن أحمد أنا أبو سهل بن زياد أنا عبد الكريم بن الهيثم أنا أبو توبة أنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خلق الله كل إنسان على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق المسلمين أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو عزل شوكة عدد تلك الستين وثلاثمائة سلامى فإنه يمسي حينئذ وقد زحزح نفسه عن النار" أخرجه م عن الحلواني عن أبي توبة". 627- 79/9 س - الميموني الحافظ الفقيه أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الجزري الميموني الرقي عالم بلده ومفتيه: وكان من كبار

_ 626- طبقات الحنابلة: 1/ 216، 217. اللباب: 1/ 523. طبقات الحفاظ: 269. شذرات الذهب: 2/ 172. تاريخ بغداد: 11/ 78، 79. 1 رواه مسلم في كتاب الزكاة حديث 54. 627- تهذيب الكمال: 2/ 855. تهذيب التهذيب: 6/ 400 "853". تقريب التهذيب: 1/ 520 "1321". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 77. الكاشف: 2/ 110. الجرح والتعديل: 5/ 1690. سير الأعلام: 13/ 89 والحاشية.

أصحاب أحمد بن حنبل سمع محمد بن عبيد الطنافسي وإسحاق الأزرق وروح بن عبادة وحجاج بن محمد والقعنبي وطبقتهم. حدث عنه النسائي ووثقه وأبو عوانة الإسفرائني وأبو بكر بن زياد وأبو علي محمد بن سعيد الرقي وخلق. سواهم وكان من كبار العلماء مات في ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائتين. وفيها توفي محمد بن عيسى بن حبان المدائني خاتمة أصحاب ابن عيينة ببغداد. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن الصفار أنا هبة الرحمن القشيري أنا عبد الحميد البحيري أنا أبو نعيم الإسفرائني نا أبو عوانة الحافظ نا الميموني وأبو داود الحراني قالا نا محمد بن عبيد نا عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت: "وددت أني كنت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما استأذنته سودة فأصلي الصبح بمنى وأرمي قبل أن يجيء الناس". 628- 80/ 9- عبيد الله بن واصل بن عبد الشكور بن زين: الحافظ الإمام البطل الكرار أبو الفضل البخاري محدث بخارى رحل وأكثر عن أبي الوليد الطيالسي وعبدان بن عثمان ويحيى بن يحيى ومسدد وعبد السلام بن مطهر روى عنه البخاري في غير صحيحه وصالح بن محمد جزرة وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي الفقيه وآخرون من أهل ما وراء النهر مولده سنة مائتين واستشهد في وقعة خوكنجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين في شوال وقيل بل في سنة ست وسبعين. 629- 81/ 9 ت س- محمد بن إسماعيل الحافظ الكبير الثقة أبو إسماعيل السلمي الترمذي: سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا نعيم وقبيصة ومسلم بن إبراهيم والحميدي وسعيد بن أبي مريم وطبقتهم. فأكثر وجود وصنف. روى عنه الترمذي في جامعه والنسائي في سننه وموسى بن هارون وإسماعيل الصفار وأبو بكر النجاد وأبو عبد الله بن مخرم وآخرون. قال النسائي: ثقة. وقال الدارقطني: ثقة صدوق. وتكلم فيه أبو حاتم وقال الخطيب: كان فهما متقنا مشهورا بمذهب السنة وقال ابن المنادي مات في رمضان سنة ثمانين ومائتين.

_ 629- تهذيب الكمال: 3/ 1175. تهذيب التهذيب: 9/ 62. تقريب التهذيب: 2/ 145. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 382. الكاشف: 3/ 21. الجرح والتعديل: 7/ 1085. لسان الميزان: 7/ 352. الثقات: 9/ 150. تاريخ بغداد: 2/ 425. الوافي بالوفيات: 2/ 212. سير الأعلام: 13/ 242 والحاشية.

أنبأنا أبو زكريا بن الصيرفي وجماعة قالوا: أنا عمر بن محمد أنا هبة الله بن محمد أنا محمد بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة نا محمد بن إسماعيل السلمي نا الحسن بن سوار أبو العلاء نا عبد العزيز بن الماجشون عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن يزيد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال استأذن عمر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته, فلما أذن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم تبادرن الحجاب فدخل ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضحك، وذكر الحديث. أخرجاه من حديث إبراهيم بن سعد عن صالح وقد حدث به الليث بن سعد مع جلالته وسنه عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح، فمداره على صالح. 630- 82/ 9ق - أبو الأحوص الحافظ الحجة قاضي عكبراء محمد بن الهيثم بن حماد البغدادي: حدث عن أبي نعيم وعبد الله بن رجاء ومسلم بن إبراهيم والنفيلي وخلائق. وعنه ابن ماجه وابن صاعد وأبو عوانة وعثمان بن السماك وأبو بكر الإسكافي وأبو بكر الشافعي وخلق. قال الدارقطني: كان من الحفاظ الثقات. قلت: توفي في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائتين بعكبراء. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعيد أنا هبة الرحمن ابن عبد الواحد أنا عبد الحميد بن عبد الرحمن "ح" وأنبأنا أحمد عن أبي المظفر بن السمتاني أنا عبد الله بن محمد أنا عثمان بن محمد المحمي قالا أبو نعيم الإسفرائني أنا أبو عوانة الحافظ سنة ست عشرة وثلاثمائة أنا أبو الأحوص قاضي عكبراء ومحمد بن يحيى قالا أنا الحسن بن الربيع نا ابن إدريس نا حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي فقال: يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راعٍ ولا يخطر لهم فحل، فصعد المنبر فحمد الله ثم قال: "اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا مريا طبقا غدقا عاجلا غير رائث" ثم نزل فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قال: قد أحيينا". لم يرو ابن ماجه عن ابن الأحوص سواه. 631- 83/ 9- أبو معين الحافظ المجود الحسين بن الحسن الرازي هكذا سماه أبو

_ 630- تهذيب الكمال: 3/ 1282. تهذيب التهذيب: 9/ 498. تقريب التهذيب: 2/ 215. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 450، 465. الكاشف: 3/ 104. تاريخ البخاري الكبير: 1/ 215. ميزان الاعتدال: 4/ 14. العبر: 2/ 63. طبقات الحفاظ: 263. الأنساب: 9/ 345. ثقات: 9/ 36، 144، 151. تاريخ بغداد: 3/ 362. سير الأعلام: 13/ 156 والحاشية. 631- الجرح والتعديل: 3/ 50. عبر المؤلف: 2/ 49، 50. طبقات الحفاظ: 269. شذرات الذهب: 2/ 162.

محمد بن أبي حاتم وهو أخبر به, سماه الحاكم محمد بن الحسين: حدث عن سعيد بن أبي مريم وموسى بن إسماعيل وأحمد بن يونس ويحيى بن بكير وأبي توبة الربيع بن نافع وخلق كثير. وبرع في فنون الحديث. روى عنه أبو نعيم بن عدي ومحمد بن الفضل المحمد آباذي وابن أبي حاتم ويوسف بن إبراهيم الهمذاني وأحمد بن قشمرد. قال أبو عبد الله الحاكم: هو من كبار حفاظ الحديث وقال غيره: توفي في سنة اثنتين وسبعين ومائتين. أخبرنا عيسى المغازي أنا جعفر الهمذاني أنا أبو طاهر السلفي أنا علي بن أحمد بسراة أنا عبد الله بن علي الشعبي باردبيل نا يحيى بن محمد البزاز نا حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ نا أبو معين الرازي نا عبد السلام بن مطر نا حفص عن هشام عن الحسن قال: قال صفوان: إذا أكلت رغيفا سد بطني وشربت كوزا من ماء فعلى الدنيا وأهلها العفاء. 632- 84/ 9- كيلجة الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن صالح البغدادي الأنماطي عرف بكيلجة: سمع مسلم بن إبراهيم وعفان وسعيد بن أبي مريم والتبوذكي ومحبوب بن موسى وطبقتهم. وعنه ابن صاعد والمحاملي وإسماعيل الصفار وطائفة. قال الخطيب: كان حافظا متقنا سئل عنه أبو داود فقال: صدوق وقال ابن عقدة نا الفضل بن أشرس قال لنا بكر بن خلف ورأى محمد بن صالح: قد جاءكم من ينقر هذا العلم تنقيرا وقال النسائي أحمد بن صالح بغدادي: ثقة قال الخطيب: هو محمد بلا شك وقد كان بن مخلد يسميه أحمد أيضا وقال ابن عقدة: توفي الحافظ أبو بكر محمد بن صالح بمكة سنة إحدى وسبعين ومائتين1 ورأيته لا يخضب. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا زيد بن هبة الله البيع أنا أحمد بن المبارك أنا عاصم بن الحسن أنا ابن مهدي نا أبو عبد الله المحاملي نا محمد بن صالح نا ابن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب أخبرني يحيى بن سعيد أخبرني أبو صالح أن رجلا من بني أسد حدثه قال: مررت على أبي ذر بالربذة فحدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أشد أمتي حبا لي أناس يكونون بعدي يود أحدهم لو يعطي أهله وماله بأن يراني" 2.

_ 632- تهذيب الكمال: 3/ 1211. تهذيب التهذيب: 9/ 226. تقريب التهذيب: 2/ 170. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 414. معجم طبقات الحفاظ: 157. طبقات الحفاظ: 264. تاريخ بغداد: 5/ 358. سير الأعلام: 12/ 524 والحاشية. 1 وقيل 272. 2 رواه مسلم في الجنة حديث 12. وأحمد في مسنده "5/ 156، 170".

633- 85/ 9- بن ديزيل الحافظ الرحال أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكسائي الهمذاني: ويلقب بدابة عفان وبسيفنة، وسيفنة طائر لا يحط على شجرة إلا أكل ورقها وكذا كان إبراهيم لا يأتي شيخا إلا وينزفه. سمع أبا مسهر وعفان وأبا نعيم ومسلم بن إبراهيم وقالون وعلي بن عياش وطبقتهم. حدث عنه أبو عوانة وأحمد بن هارون البرديجي وأحمد بن مروان الدينوري وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان وعبد الرحمن ابن حمدان الجلاب وأحمد بن إسحاق بن نيخاب وخلق كثير. قال الحاكم: ثقة مأمون. أخبرنا القاضي عبد الخالق أنا البهاء بن عبد الرحمن أنا أبو الحسين عبد الحق أنا أبو الحسن العلاف أنا عبد الملك بن بشران أنا أحمد بن نيخاب أنا إبراهيم بن ديزيل بهمذان نا موسى بن إسماعيل نا داود بن أبي الفرات حدثني عبد الله بن بريدة أن عمر خرج ذات ليلة يعس فإذا هو بنسوة يتحدثن فإذا هن يقلن أي أهل المدينة أصبح فقالت: امرأة منهن أبو ذؤيب فلما أصبح سأل عنه فإذا رجل من بني سليم فأرسل إليه فأتاه فإذا هو من أجمل الناس فلما نظر إليه عمر قال أنت والله ذئبهن مرتين أو ثلاثة والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها فقال إن كان ولا بد تسيرني حيث سيرت ابن عمي فأمر له بما يصلحه وسيره إلى البصرة كان يضرب بضبط كتابه المثل. قال صالح بن أحمد محدث همذان سمعت علي بن عيسى يقول الإسناد الذي يأتي به بن ديزيل لو كان فيه أن لا يؤكل لصحة إسناده وقيل إنه سمع خبر أبي حمزة عن ابن عباس من عفان أرابعمائة مرة وقال القاسم بن أبي صالح سمعت إبراهيم بن ديزيل يقول لي يحيى بن معين حدثني بنسخة الليث عن ابن عجلان ويروي أن ابن ديزيل جلس ينسخ ليلة وغرق في الكتابة حتى كتب مدة ليلتين ويوم وفاتته صلاة الجمعة وغيرها وهذا لا يثبت مات في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين. أخبرنا عبد الخالق بن علوان أنا البهاء بن عبد الرحمن أنا عبد الحق اليوسفي أنا علي بن محمد العلاف أنا عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إسحاق الطيبي ثنا إبراهيم بن الحسين بهمذان نا عفان أنا مبارك بن فضالة عن الحسن أخبرني أبو بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلى فإذا سجد وثب الحسن على ظهره أو على عنقه فيرفعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفعا لئلا يصرع فعل ذلك غير مرة فلما قضى صلاته قالوا: يا رسول الله إنا رأيناك فعلت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد. قال: "إنه

_ 633- الوافي بالوفيات: 5/ 346. البداية والنهاية: 11/ 71. لسان الميزان: 1/ 48، 49. طبقات الحفاظ: 269، 270. شذرات الذهب: 2/ 177. عبر المؤلف: 2/ 65.

ريحاني من الدنيا وإن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين". وهذا حديث حسن. 634- 86/ 9- رعاب الحافظ الثقة أبو موسى عيسى بن عبد الله بن سنان بن دلويه الطيالسي بغدادي صاحب حديث ذا إتقان: سمع عبيد الله بن موسى وعفان والمقرئ وأبا نعيم والحميدي وطبقتهم. وعنه إسماعيل الصفار وابن البختري وأحمد بن كامل أبو بكر الشافعي وثقه الدارقطني قال أبو الحسين بن المنادي كان يعد من الحفاظ قال ومات في شوال سنة سبع وستين ومائتين1. أخبرنا أحمد بن عبد السلام والمسلم بن محمد وجماعة أذنا قالوا نا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا محمد أنا أبو بكر الشافعي نا عيسى بن عبد الله الطيالسي نا أبو غسان ح وبه قال الشافعي ونا معاذ بن المثنى نا عبد الرحمن ابن المبارك "ح" ونا محمد بن بشر بن مطر نا شيبان قالوا أنا عمارة وهو بن زاذان أنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعجبه الدباء وهو القرع. 635- 87/ 9ع- محمد بن حماد الطهراني المحدث الحافظ الثقة الجوال في الآفاق أبو عبد الله الرازي العبد الصالح نزيل عسقلان: سمع عبد الرزاق بن همام وعبيد الله بن موسى وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي وأبا عاصم النبيل وطبقتهم بالعراق والشام واليمن. روى عنه ابن ماجه في سننه وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت وعبد الرحمن ابن أبي حاتم وقال: هو ثقة كتبت عنه بالري وبغداد والإسكندرية وقال الدارقطني ثقة. قال أبو أحمد بن عدي: سمعت منصورا الفقيه يقول لم أر من الشيوخ أحدا فأحببت أن أكون مثله، يعني في الفضل إلا ثلاثة أنفس أولهم محمد بن حماد الطهراني. مات الطهراني في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ومائتين وله نيف وثمانون سنة.

_ 634- تاريخ بغداد: 11/ 170. طبقات الحفاظ: 272. 1 وقد صحفت في تاريخ بغداد إلى "رغاث" وفي طبقات الحفاظ إلى "زغاب" وفي سير أعلاء النبلاء إلى "زغاث". 635- تهذيب التهذيب: 3/ 1189. تهذيب التهذيب: 9/ 124. تقريب التهذيب: 2/ 155. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 395. الكاشف: 3/ 35. الجرح والتعديل: 7/ 1320. ميزان الاعتدال: 3/ 527. لسان الميزان: 7/ 356. تاريخ بغداد: 2/ 271. ثقات: 9/ 129. سير الأعلام: 12/ 628 والحاشية. الوافي بالوفيات: 3/ 24.

636- 88/ 9- بشر بن موسى المحدث الإمام الثبت أبو علي الأسدي البغدادي: حضر مجلس أبي أسامة فما أمكنه أن يكتب عنه سوى قوله نا هشام بن عروة وسمع من روح بن عبادة حديثا سمع منه إسماعيل الخطبي وهو قال قال نا روح نا حبيب بن الشهيد عن الحسن قال ثمن الجنة لا إله إلا الله وسمع الكثير من أبي نعيم وهوذة بن خليفة والمقرئ والحسن الأشيب والأصمعي وخلاد بن يحيى ويحيى بن إسحاق السيلحيني والحميدي وعفان وطبقتهم. وعنه محمد بن مخلد والنجاد وأبو علي بن الصواف وأبو بكر الشافعي وأبو بكر القطيعي والطبراني وخلق سواهم. قال أبو بكر الخلال بشر: كان أحمد بن حنبل يكرمه وكتب له إلى الحميدي إلى مكة وقال الدارقطني: ثقة نبيل ولد بشر في سنة تسعين ومائة ومات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا الكندي أنا أبو بكر القاضي نا أبو محمد الجوهري إملاء أنا أبو بكر القطيعي نا بشر بن موسى نا هوذة نا عوف الأعرابي عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا صام أحدكم فنسي فأكل، وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" 1. 637- 89/ 9س- هلال بن العلاء بن هلال بن عمر بن بلال الحافظ الصدوق محدث الجزيرة أبو عمرة بن المحدث أبي محمد الباهلي مولاهم الرقي الأديب: سمع أباه وحجاج بن محمد ومحمد بن مصعب القرقساني وأبا جعفر النفيلي وعبد الله بن جعفر وطبقتهم. حدث عنه النسائي وأبو بكر النجاد وخيثمة الطرابلسي ومحمد بن الصموت وآخرون. ورحل إليه الحفاظ وله نظم رائق قال النسائي: ليس به بأس روى مناكير عن أبيه فلا أدري الريب منه أو من أبيه. مات في يوم النحر الثالث من سنة ثمانين ومائتين أخبرنا عبد الرحمن ابن عبد الحكيم المالكي بالثغر أنا علي بن مختار العامري أنا أبو طاهر السلفي أنا أحمد بن علي الطريثيثي أنا علي بن أحمد بن داود نا أحمد بن سلمان الفقيه نا هلال بن العلاء الباهلي نا أبي نا عبيد الله بن عمرو عن زيد عن أبي إسحاق عن

_ 636- الجرح والتعديل: 2/ 367. تاريخ بغداد: 7/ 86-88. طبقات الحفاظ: 270، 271. شذرات الذهب: 2/ 196. المنتظم: 6/ 28. 1 رواه البخاري في الصوم باب 26. ومسلم في الصيام حديث 17. وابن ماجه في الصيام باب 15. 637- تهذي الكمال: 3/ 1452. تهذيب التهذيب: 11/ 83 "135". تقريب التقريب: 2/ 324. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 119. الكاشف: 3/ 228. الجرح والتعديل: 9/ 318. ميزان الاعتدال: 4/ 315. لسان الميزان: 7/ 421. الثقات: 9/ 248. المعين: 1158. معجم طبقات الحفاظ: 183. سير الأعلام: 13/ 309 والحاشية. العبر: 2/ 64. طبقات الحفاظ: 264.

الحارث عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول: الصوم لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك" 1. والهلال فيما سمع منه خيثمة: أقبل معاذير من يأتيك معتذرا ... إن بر عندك فيما قال أو فجرا فقد أطاعك من أرضاك ظاهره ... وقد أخلك من يعصيك مستترا 638- 90/ 9- حرب بن إسماعيل الكرماني الفقيه الحافظ صاحب الإمام أحمد: سمع أبا الوليد الطيالسي والحميدي وسعيد بن منصور وأبا عبيد وطبقتهم. أخذ عنه أبو حاتم الرازي مع تقدمه وعبد الله بن إسحاق النهاوندي والقاسم بن محمد الكرماني وأبو بكر الخلال وغيرهم. توفي سنة ثمانين ومائتين. أخبرنا علي بن أحمد في كتابه عن المؤيد بن عبد الرحيم وجماعة قالوا أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أبرويه الصالحاني أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي نا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني أنا أبو محمد حرب بن إسماعيل نا سعيد بن منصور نا أبو الأحوص عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من دعا على من ظلمه فقد انتصر" 2. 639- 91/ 9- عبد الله بن شبيب الربعي الحافظ المكثر أبو سعيد المدني الإخباري: أحد أوعية العلم على ضعفه. روى عن أبي جابر محمد بن عبد الملك وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وإسماعيل بن أبي أويس وإسحاق بن محمد الفروي وأيوب بن سليمان وخلق. روى عنه الزبير بن بكار وهو أكبر منه وأبو زرعة وإبراهيم الحربي وابن صاعد والمحاملي وأبو روق الهراني وآخرون. قال أبو أحمد: الحاكم ذاهب الحديث. وقال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه قلت: مات كهلا قبل الستين ومائتين. أخبرنا علي بن أحمد الحسيني أنا أبو الحسن القطيعي أنا أبو بكر الزاغوني أنا محمد بن محمد الزينبي أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا أبو سعيد عبد الله بن

_ 1 رواه البخاري في الصوم باب 2، 9. ومسلم في الصيام حديث 162-164. والترمذي في الصوم باب 54. والنسائي في الصوم باب 41، 42. 638 الجرح والتعديل: 3/ 253. طبقات الحنابلة: 1/ 145، 146. طبقات الحفاظ: 271. شذرات الذهب: 2/ 176. تهذيب بدران: 4/ 108. 2 رواه الترمذي في الدعوات باب 102.

شبيب نا إبراهيم بن المنذر نا ابن وهب حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من نزع يدا من طاعة فلا حجة له، ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات ميتة جاهلية" 1. 640- 92/ 9- ابن سميع الحافظ المجود أبو القاسم محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقي صاحب كتاب الطبقات: سمع إسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن بكير وأبا جعفر النفيلي وصفوان بن صالح وطبقتهم. حدث عنه أبو حاتم وأبو زرعة الدمشقي وأبو الحسن بن جوصا وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق, ما رأيت بدمشق أكيس منه. قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق في انسلاخ جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين ومائتين. 641- 93/ 9 م- موسى بن قريش بن نافع التميمي الحافظ الجوال الصدوق أبو عمران البخاري: حدث عن أبي نعيم ومسلم بن إبراهيم وعلي بن عياش وعبد الله بن صالح وإسحاق بن بكر بن مضر وطبقتهم. وعنه مسلم في صحيحه والحسين بن الحسن بن الوضاح وعلي بن الحسن بن عبيدة وإسحاق بن أحمد بن خلف وآخرون. مات في سنة أربع وخمسين ومائتين أرخه ابن ماكولا. 642- 94/ 9- تمتام الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن غالب بن حرب الظبي البصري التمار نزيل بغداد: سمع أبا نعيم ومسلم بن إبراهيم وعفان والقعنبي وطبقتهم وصنف وجمع. حدث عنه ابن البختري وإسماعيل الصفار وعثمان بن السماك أبو سهل القطان وأبو بكر الشافعي وأبو بحر البربهاري وخلق. قال الدارقطني: ثقة مجود. وقال أيضا: ثقة مأمون إلا أنه يخطىء قلت: توفي في رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين. أخبرنا أحمد بن عبد السلام وجماعة إجازة قالوا أنا عمر بن محمد أنا هبة الله بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا محمد بن غالب نا عبد الصمد بن

_ 1 رواه أحمد في مسنده "2/ 70، 83، 93، 97". 640- الجرح والتعديل: 8/ 292. عبر المؤلف: 2/ 19. طبقات الحفاظ: 271. شذرات الذهب: 2/ 140 641- تهذيب الكمال: 3/ 1392. تهذيب التهذيب: 10/ 366 "649". تقريب التهذيب: 2/ 287. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 69. الكاشف: 3/ 188. رجال الصحيحين رقم: 1889. طبقات الحفاظ: 265، 272. سير الأعلام: 3/ 49 والحاشية. 642- الجرح والتعديل: 8/ 5. تاريخ بغداد: 3/ 143- 146. اللباب: 1/ 222. ميزان الاعتدال: 3/ 281 الوافي بالوفيات: 4/ 307. لسان الميزان: 5/ 337، 338. طبقات الحفاظ: 270. شذرات الذهب: 2/ 185.

النعمان نا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما صف صفوف ثلاثة على ميت فيشفعون له إلا شفعوا فيه". 643- 95/ 9- أبو الموجه الحافظ الثقة محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري المروزي اللغوي: سمع سعيد بن منصور وسعيد بن سليمان وعلي بن الجعد وصدقة بن الفضل وعبدان بن عثمان وطبقتهم بخراسان والعراق والحجاز. ذكره بن أبي حاتم مختصرا حدث عنه ابن أبي حاتم والحسن بن محمد بن حليم وعلي بن محمد الحبيبي وبكر بن محمد الدخمسيني وأبو بكر بن أبي نصر وخلق من المراوزة توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين بمرو. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا القاسم بن عبد الله أنا جدي عمرو بن أحمد أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو عبد الله الحاكم نا أبو بكر بن أبي نصر المروزي نا أبو الموجه نا سعيد بن هبير نا وهيب عن صالح بن حيان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها وامسحوا بها وجوهكم" أخرجه الحاكم في مستدركه وصالح واهٍ. قال البخاري: فيه نظر. 644- 96/ 9- حيكان المحدث الحافظ الشهيد أبو زكريا يحيى بن الحافظ الكبير محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري إمام نيسابور ومفتيها بعد أبيه وأمير المطوعة وكان له بيت يتعبد فيه: سمع يحيى بن يحيى وسليمان بن حرب وأحمد بن يونس ومسددا وعلي بن الجعد وإسماعيل بن أبي أويس وطبقتهم. حدث عنه أبوه وابن خزيمة وأبو عبد الله بن الأخرم ومحمد بن صالح بن هانئ وإبراهيم بن إسماعيل وأحمد بن محمد بن شعيب وأحمد بن علي بن حسنويه وآخرون. قال الحاكم: كان إمام نيسابور في الفتيا والرياسة وابن إمامها, سمعت بن هانئ يقول حضرنا الإملاء عند يحيى بن محمد في رمضان وقتل في شوال سنة سبع وستين ومائتين فرفضت مجالس الحديث وخبئت المحابر حتى لم يقدر أحد يمشي بمحبرة ولا

_ 643- الجرح والتعديل: 8/ 35. الوافي بالوفيات: 4/ 290. طبقات الحفاظ: 270. 644- تهذيب الكمال: 3/ 1517. تهذيب التهذيب: 11/ 276 "550". تقريب التهذيب: 2/ 357. خلاصة تهذيب الكمال: 3/ 160. الكاشف: 3/ 267. ميزان الاعتدال: 4/ 407. الأنساب: 8/ 194. الأعلام: 8/ 164. والحاشية. سير الأعلام: 12/ 285 والحاشية. الإكمال: 2/ 586. العبر: 2/ 36. تاريخ بغداد: 14/ 217.

كراس ودام ذلك إلى سنة سبعين فاحتال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد في ورود السري بن خزيمة وعقد له مجلس الإملاء وعلق المحبرة بيده واجتمع عنده خلق عظيم. محمد بن عبد الوهاب الفراء: لا نستطيع أن نشكر يحيى نحن ولا أعقابنا رجل جعل نحره لنا ونحن مطمئنون نعبد ربنا وقال صالح جزرة: في كتابه إلى ابن أبي حاتم أن أخبار الدين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم مجفو مطروح وحماله وأهل الكتابة به في شغل التي دهمتهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكريا, وقد مضى هو وأبوه لسبيلهما ولم يخلفا مثلهما ولزم كل خاصة نفسه ومرقت طائفة ممن كانوا يظهرون السنة فصارت تدين بدين ملوكها قال ابن الشرقي: سمعت الذهلي ذكر ابنه فقال: أبو زكريا والد قال أبو أحمد الحاكم عن شيوخه: قال الذهلي: قد رأيت العلماء وأولادهم ولم أر مثل ابني يحيى وقال الضبعي: سمعت نوح بن أحمد سمعت أحمد بن عبد الله الخجستاني يقول: دخلت على حيكان الحبس على أن أضربه خشبات وما كنت عازما على قتله فمددت يدي إلى لحيته فقبضت عليها فقبض على خصيتي حتى لم أشك أنه قاتلي فذكرت سكينا في خفي فجذبتها وشققت بطنه قلت: كان أحمد قد خرج وعسف فانتدب لحربه حيكان والتقاه فتقلل جمعه وهرب حيكان ثم ظفروا به وسجن. أخبرنا الأبرقوهي أنا الفخر الفارسي أنا السلفي أنا الثقفي أنا محمد بن موسى الصيرفي أنا محمد بن يعقوب الحافظ نا يحيى بن محمد الذهلي نا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر عن أبي بكر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا نورث؛ ما تركناه صدقة" 1. 645- 97/ 9- الكديمي الحافظ المكثر المعمر أبو العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي السامي البصري محدث البصرة وهو واه: حدث عن أبي داود والخريبي وأزهر السمان وزوج أمه روح بن عبادة وعنه ابن الأنباري وإسماعيل الصفار وأبو بكر الشافعي وأبو بكر بن خلاد النصيبي وأبو بكر القطيعي وخلق. وكان يقول: كتبت عن ألف ومائة وستة وثمانين نفسا من البصريين وحججت فرأيت عبد الرزاق وفاتني السماع منه.

_ 1 رواه البخاري في النفقات باب 3. ومسلم في الجهاد حديث 51، 52، 54. والنسائي في الفيء. 645- تهذيب الكمال: 3/ 1293. تهذيب التهذيب: 9/ 539. تقريب التهذيب: 2/ 222. الجرح والتعديل: 8/ 548. ميزان الاعتدال: 4/ 74. الوافي بالوفيات: 5/ 391. والحاشية. المغني: 6109. المعين رقم: 1152. طبقات الحفاظ: 266. الأنساب: 11/ 55. التمهيد: 1/ 109. سير الأعلام: 13/ 302 والحاشية. العبر: 2/ 78. تاريخ بغداد: 3/ 435. ضعفاء ابن الجوزي: 3/ 109.

قال حسن الصائغ نا الكديمي قال: خرجت أنا وابن المديني الشاذكوني نتنزه وكان الأمير قد منع من ذلك فكما قعدنا جاء فأخذنا وكنت أصغرهم فبطحوني فقلت: أيها الأمير اسمع مني، نا الحميدي نا سفيان عن عمرو عن أبي قابوس عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" قال: أعده. فأعدته, فقال: تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه. قال ابن عدي: اتهم الكديمي بوضع الحديث وقال ابن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث, وقال ابن عدي: ترك عامة مشايخنا الرواية عنه ورماه أبو داود بالكذب, وقال موسى بن هارون وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث. وقال قاسم المطرز: أنا أجافي الكديمي كذاب يضع الحديث. وقال قاسم المطرز: أنا أجافي الكديمي بين يدي الله وأقول يكذب على نبيك وقال الدارقطني: يتهم بالوضع وأما إسماعيل الخطبي فقال: ثقة. ما رأيت جمعا أكثر من مجلسه مات في جمادى الأولى سنة ست وثمانين ومائتين وكان من أبناء المائة الله يسامحه ومات فيها أئمة. 646- 98/ 9- الحارث بن محمد بن أبي أسامة داهر الإمام أبو محمد التميمي البغدادي الحافظ صاحب المسند ومسنده لم يرتبه: ولد سنة ست وثمانين ومائة. وسمع يزيد بن هارون وعبد الوهاب الخفاف وعلي بن عاصم وعبد الله بن بكر وروح بن عبادة وأبا بدر السكوني والواقدي وخلائق. وعنه أبو جعفر الطبري أبو بكر النجاد وابن خلاد النصيبي وأبو بكر الشافعي وعبد الله بن الحسين النضري شيخ مرو وخلق كثير. وثقه إبراهيم الحربي مع علمه بأنه يأخذ الدراهم وأبو حاتم بن حبان وقال الدارقطني صدوق. وأما أخذ الدراهم على الرواية فكان فقيرا كثير البنات وقال أبو الفتح الأزدي وابن حزم ضعيف قلت: عاش سبعا وتسعين سنة وتوفي يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين ومائتين. أنبأنا الإمام عبد الرحمن ابن قدامة وجماعة قالوا أنا عمر بن محمد أنا هبة الله بن الحصين أنا محمد بن محمد أنا أبو بكر الشافعي نا الحارث بن أبي أسامة أنا الأسود بن عامر نا أبو هلال الراسبي عن عبد الله بن بريدة أحسبه قال: قالت عائشة: يا رسول الله إن وافيت ليلة القدر بماذا أدعو؟ قال: "قولي: اللهم إني أسألك العفو والعافية" رواه النسائي عن يونس عن ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن عبد الرحمن بن مزوق عن الجريري عن ابن بريدة عن عائشة فوقع لنا عاليا جدا.

_ 646- تاريخ بغداد: 8/ 218، 219. المنتظم: 5/ 155. ميزان الاعتدال: 1/ 442، 443. لسان الميزان: 2/ 157-159. طبقات الحفاظ: 272، 273. شذرات الذهب: 2/ 178.

647- 99/ 9- أبو مسلم الكجي الحافظ المسند إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز البصري صاحب كتاب السنن وبقية الشيوخ: سمع أبا عاصم النبيل والأنصار والأصمعي وبدل بن المحبر ومسلم بن إبراهيم وخلقا كثيرا، حدث عنه النجاد وفاروق الخطابي وحبيب القزاز وأبو بكر القطيعي وأبو القاسم الطبراني وأبو محمد بن ماسي وخلائق. أخبرنا أحمد بن المؤيد أنا عمر بن كرم أنا عبد الأول أنا عبد الوهاب بن أحمد أنا محمد بن باكويه أنا أبو يعقوب النجيرمي أنا أبو مسلم نا أبو عاصم عن عبد الحميد حدثني صالح بن أبي غريب عن كثير بن مرة عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة" 1. وثقه الدارقطني وغيره. وكان سريا نبيلا عالما بالحديث، مدحه البحتري وقيل: إنه لما حدث تصدق بعشرة آلاف وعن فاروق الخطابي قال: لما فرغنا من سماع السنن منه عمل لنا مأدبة أنفق فيها ألف دينار, وقال أحمد بن جعفر الختلي: لما قدم الكجي بغداد أملى في رحبة غسان فكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم الآخر ويكتب الناس عنه قياما ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة، هذه حكاية ثابتة رواها الخطيب في تاريخه عن بشرى الفاتني أنه سمع الختلي يقولها وقيل إنه أضر بأخرة قال جعفر بن محمد بن محمد الطبسي: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكجي فعرف أننا من أصحاب صالح جزرة فعظمه وقال: ألا تقولون سيد المسلمين وأكرمنا وقال: ما تريدون؟ قلنا: أحاديث ابن عرعرة, وحكايات الأصمعي؛ فأملى علينا عن ظهر قلب. مات ببغداد في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين وحمل إلى البصرة وقد قارب المائة. 648- 100/ 9- الدارمي الحافظ الإمام الحجة أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد السجستاني محدث هراة وتلك البلاد: سمع أبا اليمان البهراني وسعيد بن أبي مريم وسليمان بن حرب ويحيى الوحاظي وطبقتهم. وأخذ هذا الشأن عن ابن المديني ويحيى وأحمد وإسحاق وأكثر الترحال. حدث عنه أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري ومحمد بن يوسف الهروي وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي وأبو النضر محمد بن أحمد الفقيه وحامد الرفاء خلق كثير. قال أبو الفضل يعقوب القراب: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا

_ 647- تاريخ بغداد: 6/ 120-124. المنتظم: 6/ 50-52. اللباب: 3/ 85. طبقات الحفاظ: 273. شذرات الذهب: 2/ 210. الأنساب: 10/ 359. 1 رواه البخاري في الجنائز باب 1. وأبو داود في الجنائز باب 16. وأحمد في مسنده "5/ 233، 247". 648- الجرح والتعديل: 6/ 153. طبقات الحنابلة: 1/ 221. طبقات السبكي: 2/ 305، 306. البداية والنهاية: 11/ 69. طبقات الحفاظ: 274. شذرات الذهب: 2/ 176.

رأى هو مثل نفسه. وقال أبو حامد الأعمشي: ما رأيت مثله ومثل الذهلي ويعقوب الفسوي وقال آخر: هو نظير إبراهيم الحربي قلت: ولعثمان سؤالات عن الرجال ليحيى بن معين وله مسند كبير وتصانيف في الرد على الجهمية وهو الذي قام على بن كرام وطرده من هراة فيما قيل. مولده سنة مائتين ظنا وعن عثمان بن سعيد وقال له رجل كان يحسده ماذا كنت لولا العلم؟ فقال له: أردت شيئا فصار زينا. توفي الدارمي في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت أنا أبو إسماعيل الحافظ نا محمد بن أحمد الجارودي ويحيى بن عمار ومحمد بن جبرائيل أملوه وأنا محمد بن عبد الرحمن قالوا أنا أبو يعلى أحمد بن محمد الواشقي هروي نا عثمان بن سعيد الدارمي نا يحيى الحماني عن عبد الله بن نمير عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ولو كان حيا ثم أدرك نبوتي لاتبعني" 1. 649- 101/ 9- علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور الحافظ الصدوق أبو الحسن البغوي شيخ الحرم ومصنف المسند: سمع أبا نعيم وعفان والقعنبي ومسلم بن إبراهيم وأبا عبيد وخلائق فأكثر. روى عنه ابن أخيه أبو القاسم البغوي وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني وأبو علي حامد الرفاء وأبو الحسن بن سلمة القطان وعبد المؤمن ابن خلف النسفي والطبراني وأمم سواهم وعاش بضعا وتسعين عاما قال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. وأما النسائي فمقته لكونه كان يأخذ على الحديث ولا شك أنه كان فقيرا مجاورا قال ابن السني بلغني أنه كان إذا عوتب على ذلك قال يا قوم أنا بين الأخشبين وإذا ذهب الحجاج نادى أبو قبيس قيقعان يقول: من بقي؟ فيقول: المجاورون فيقول: اطبق. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. أخبرنا الحسن بن علي أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الله بن محمد أنا محمد بن محمد بن يوسف أنا حامد بن محمد أنا علي بن عبد العزيز نا أبو نعيم نا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: كان من دعاء علي رضي الله عنه قال: اللهم ثبتنا على كلمة العدل والهدى والصواب وقوام الكتاب هادين مهديين راضين مرضيين غير ضالين ولا مضلين.

_ 1 رواه الدارمي في المقدمة باب 39. وأحمد في مسنده "3/ 371" "4/ 266". 649 تهذيب التهذيب: 7/ 362 "583". الجرح والتعديل: 6/ 1076. ميزان الاعتدال: 3/ 143. لسان الميزان: 4/ 241. مجمع: 6/ 106. التمهيد: 5/ 183. سير الأعلام: 13/ 348. الثقات: 8/ 477.

650- 102/ 9س- عثمان بن خرزاذ الحافظ الحجة محدث أنطاكية أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ الأنطاكي: سمع عفان وأبا الوليد الطيالسي وعمرو بن مرزوق وسعيد بن عفير وسعيد بن منصور وطبقتهم. حدث عنه النسائي ووثقه وأبو عوانة وابن جوصاء وخيثمة الإطرابلسي وهشام بن محمد الكندي وآخرون. وأجاز للطبراني قال محمد بن محمويه الأهوازي هو أحفظ من رأيت وقال أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون. توفي في شهر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ومائتين1. أخبرنا بن غدير أنا ابن الحرستاني حضورا أنا جمال الإسلام أنا ابن طلاب أنا ابن جميع أنا محمد بن أحمد بن الربيع الحذاء بحلب نا عثمان بن خرزاذ نا أحمد بن يونس نا أبو إسرائيل الملائي عن فضيل الفقيمي عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخر صلاة العشاء حتى نام النائم واستيقظ المستيقظ وتهجد المتهجد ثم خرج فأقيمت الصلاة فصلاها وقال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هذا الوقت وهذا الحين". 651- 103/ 9- أبو زرعة الدمشقي الحافظ الثقة محدث الشام عبد الرحمن ابن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النصري: حدث عن هوذة بن خليفة وأبي نعيم وأحمد بن خالد الوهبي وأبي مسهر الغساني وعفان وسليمان بن حرب وطبقتهم. وعنه أبو داود وابن صاعد وأبو العباس الأصم والطحاوي وعلي بن أبي العقب والطبراني وخلق. قال أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال: أعجب أبو مسهر بمجالستي إياه صغيرا. وذكر أحمد بن أبي الحواري أبا زرعة فقال هو شيخ الشباب وقال أبو حاتم: صدوق قلت: مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين. أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي "ح وأخبرتنا" نحوة بنت محمد أنا ابن خليل أنا الطرسوسي أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة نا أبو اليمان نا شعيب عن الزهري قال طاوس: قلت لابن عباس: ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا

_ 650- تهذيب الكمال: 2/ 907، 912. تهذيب التهذيب: 7/ 114 "244". تقريب التهذيب: 2/ 8. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 217. الجرح والتعديل: 6/ 816. سير الأعلام: 13/ 378. والحاشية. الثقات: 8/ 455. 1 وقيل 282. 651- تهذيب الكمال: 2/ 806. تهذيب التهذيب: 6/ 236 "482". تقريب التهذيب: 1/ 493 "1062". خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 146. الكاشف: 2/ 178. الجرح والتعديل: 5/ 1159.

رءوسكم وإن لم تكونوا جنبا وأصيبوا من الطيب"؟ فقال: أما الغسل فنعم, وأما الطيب, فلا أدري". خ1 عن الحكم. 652- 104/ 9- إسماعيل القاضي الإمام شيخ الإسلام أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن محدث البصرة حماد بن زيد الأزدي مولاهم البصري ثم البغدادي المالكي الحافظ صاحب التصانيف وشيخ مالكية العراق وعالمهم: ولد سنة تسع وسبعين ومائة وسمع من محمد بن عبد الله الأنصاري والقعنبي ومسلم وعبد الله بن رجاء وإسماعيل بن أبي أويس وقالون وقرأ عليه وتفقه بأحمد بن المعدل وأخذ علم الحديث وعلله عن علي بن المديني روى عنه أبو بكر النجاد وأبو بكر الشافعي والحسن بن محمد بن كيسان وأبو بحر البربهاري وآخرون. وتفقه عليه عدد كثير قال الخطيب: كان عالما متقنا فقيها. شرح مذهب مالك واحتج له وصنف المسند وصنف في علوم القرآن وجمع حديث أيوب حدث مالك قلت وقد صنف موطأ وصنف كتابا حافلا نحو مائتي جزء في الرد على محمد بن الحسن لم يتمه قال الخطيب: استوطن بغداد وولي قضاءها إلى أن توفي وتقدم حتى صار علما قال وله كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله وكتاب معاني القرآن وكتاب القراءات قال المبرد إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصانيف وعن يحيى بن أكثم ورأى إسماعيل القاضي مقبلا فقال: قد جاءت المدينة وقد روى النسائي في كتاب الكنى له كنية عن إبراهيم بن موسى نا إسماعيل القاضي نا علي بن المديني مات إسماعيل فجاءة في ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين رحمه الله يقع من عواليه في الغيلانيات. 653- 105/ 9- جعفر بن محمد بن أبي عثمان الحافظ المجود أبو الفضل الطيالسي البغدادي: سمع عفان ومسلم بن إبراهيم وعارما وإسحاق بن محمد الفروي وسليمان بن حرب وخلقا بعدهم. حدث عنه ابن صاعد وإسماعيل الصفار والنجاد وابن نجيح وأبو بكر الشافعي يقع حديثه عاليا في الغيلانيات قال أحمد بن المنادي: كان مشهورا بالإتقان والحفظ والصدق قال الخطيب: كان ثقة ثبتا حسن الخط صعب الأخذ مات في رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

_ 1 رواه البخاري في الجمعة باب 6. 652- الجرح والتعديل: 2/ 158. تاريخ بغداد: 6/ 284-290. البداية والنهاية: 11/ 72. طبقات الحفاظ: 275. الديباج المذهب: 1/ 282-290. شذرات الذهب: 2/ 178. طبقات الفقهاء: 164، 165. 653- تاريخ بغداد: 7/ 188، 189. طبقات الحنابلة: 1/ 123، 124. المنتظم: 5/ 154. طبقات الحفاظ: 275، 276. شذرات الذهب: 2/ 178.

654- 106/9 - الشعراني الحافظ الإمام الجوال أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي من ذرية ملك اليمن باذام الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم: سمع سليمان بن حرب وقالون عيسى وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح وإسماعيل بن أبي أويس وأبا توبة الحلبي وأبا جعفر النفيلي وخلائق. روى عنه ابن خزيمة وابن الشرقي وعلي بن حمشاذ وأبو عبد الله بن الأخرم ومحمد بن المؤمل وخلق. وحفيده إسماعيل بن محمد بن الفضل قال ابن المؤمل: كنا نقول ما بقي بلد لم يدخله الفضل الشعراني في طلب الحديث إلا الأندلس. قال الحاكم: كان أديبا فقيها عابدا عارفا بالرجال كان يرسل شعره فلقب بالشعراني وقال ابن ماكولا كان قد قرأ القرآن على خلف وعنده عن أحمد بن حنبل تاريخه وعن سنيد المصيصي تفسيره قال: ابن أبي حاتم تكلموا فيه. وقال ابن الأخرم: صدوق غال في التشيع وقال الحاكم: ثقة لم يطعن فيه بحجة مات في أول سنة اثنتين وثمانين ومائتين. ولقد كان في هذا العصر وما قاربه من أئمة الحديث النبوي خلق كثير وما ذكرنا عشرهم هنا وأكثرهم مذكورون في تاريخي، وكذلك كان في هذا الوقت خلق من أئمة أهل الرأي والفروع وعدد من أساطين المعتزلة والشيعة وأصحاب الكلام الذين مشوا وراء المعقول وأعرضوا عما عليه السلف من التمسك بالآثار النبوية وظهر في الفقهاء التقليد وتناقص الاجتهاد فسبحان من له الخلق والأمر فبالله عليك يا شيخ ارفق بنفسك والزم الإنصاف ولا تنظر إلى هؤلاء الحفاظ النظر الشزر ولا ترمقنهم بعين النقص ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا حاشا وكلا فما في من سميت أحد ولله الحمد إلا وهو بصير بالدين عالم بسبيل النجاة وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال إن أعوزك المقال: من أحمد وما ابن المديني وأي شيء أبو زرعة وأبو داود هؤلاء محدثون ولا يدرون ما الفقه ما أصوله ولا يفقهون الرأي ولا علم لهم بالبيان والمعاني والدقائق ولا خبرة لهم بالبرهان والمنطق ولا يعرفون الله تعالى بالدليل ولا هم من فقهاء الملة فاسكت بحلم أو انطق بعلم فالعلم النافع هو النافع ما جاء عن أمثال هؤلاء ولكن نسبتك إلى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا إلى أئة الحديث فلا نحن ولا أنت, وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل, فمن اتقى الله راقب الله واعترف بنقصه, ومن تكلم بالجاه وبالجهل أو بالشر والبأو فأعرض عنه وذره في غيه فعقباه إلى وبال. نسأل الله العفو والسلامة.

_ 654- المنتظم: 5/ 155، 156. اللباب: 2/ 199. ميزان الاعتدال: 3/ 358. طبقات الحفاظ: 276. شذرات الذهب: 2/ 179، 180.

الطبقة العاشرة

الطبقة العاشرة: من أئمة الحديث النبوي، وأوردت منهم تسعة وتسعين حافظا1. 655- 1/ 10- إبراهيم بن أورمة الحافظ البارع أبو إسحاق الأصبهاني مفيد بغداد في زمانه: حدث عن محمد بن بكار وصالح بن حاتم بن وردان وعاصم بن النضر وعمرو بن علي الفلاس وطبقتهم. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن يحي بن منده وأبو بكر الباغندي وطائفة. قال الدارقطني: ثبقة حافظ نبيل. وقال ابن المنادي: ما رأيت في معناه مثله، مرض وكان ينتخب على عباس الدوري. وقال أبو نعيم الحافظ: فاق إبراهيم أهل عصره في المعرفة والحفظ، وأقام العراق يكتبون بفائدته. قلت: لم ينتشر حديثه لأنه عاش خمسا وخمسين سنة. قال ابن المنادي وغيره: مات في آخر سنة ست وستين ومائتين. قلت: فيها مات الفقيه صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني قاضي أصبهان، والمحدث أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي الواسطي، والعلامة محمد بن شجاع بن الثلجي البغدادي صاحب التصانيف. أخبرنا ابن القواس أخبرنا ابن الحرستاني أنا ابن المسلم أنا ابن طلاب أنا ابن جميع نا طاهر بن محمد بالبصرة نا ابن علي السراج نا إبراهيم بن أورمة نا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الوصال. 656 2/ 10- بَقِّي بن مَخلدَ الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرطبي الحافظ: صاحب المسند الكبير والتفسير الجليل الذي قال فيه ابن حزم: ما صنف تفسير مثله أصلا. مولده في رمضان سنة إحدى ومائتين. وسمع يحيى بن يحيى الليثي القرطبي وأبا مصعب

_ 1 المترجمون فيها أكثر من هذا ولكن منهم من لم يوصف بأنه "حافظ" ومنهم من لم يشتهر لبعد بلده أو ضعفه. 655 الجرح والتعديل: 2/ 88. تاريخ بغداد: 6/ 42، 43. طبقات الحفاظ: 277. شذرات الذهب: 2/ 151. المنتظم: 5/ 56، 57. 656 تاريخ علماء الأندلس: 1/ 91، 93. طبقات الحنابلة: 1/ 120. البداية والنهاية: 11/ 56، 57. طبقات الحفاظ: 277. طبقات المفسرين: 1/ 116، 117. شذرات الذهب: 2/ 169. المنتظم: 5/ 100، 101.

الزهري ويحيى بن بكير وإبراهيم بن المنذر الحزامي وزهير بن عباد وصفوان بن صالح ويحيى بن عبد الحميد الحماني وابن نمير وابن أبي شيبة، وطوف الشرق والغرب وشيوخه مائتنان وثمانون ونيف. روى عنه ابنه أحمد وأحمد بن عبد الله الأموي وأسلم بن عبد العزيز ومحمد بن عمر بن لبابة والحسن بن سعيد وعبد الله بن يونس القيري وآخرون. وكان إماما علما قدوة مجتهدا لا يقلد أحدا ثقة حجة صالحا عابدا متهجدا أواها عديم النظير في زمانه، ذكره أحمد بن أبي خيثمة فقال: ما كنا نسميه إلا المكنسة، وهل يحتاج بلد فيه بقي أن يأتي منه إلينا أحد؟ قال أبو الوليد الفرضي: ملأ بقي الأندلس حديثا. وقال أبو عبد الملك القرطبي في تاريخه: كان بقي طوالا أقنى ذا لحية مضبرا، وكان متواضعا ملازما لحضور الجنائز، وكان يقول: إني لأعرف رجلا كانت تمضي عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيش إلا ورق الكرنب وعن بقي قال: لما رجعت من العراق أجلسني يحيى بن بكير إلى جنبه وسمع مني سبعة أحاديث. وقد تعصبوا على بقي لإظهاره مذهب أهل الأثر فدفعهم عنه أمير الأندلس محمد بن عبد الرحمن المرواني واستنسخ كتبه وقال لبقي: انشر علمك. وعن بقي قال: لقد غرست للمسلمين غرسا بالأندلس لا يقلع إلا بخروج الدجال. قال ابن حزم: كان بقي ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي. وعن بقي قال: كل من رحلت إليه فماشيا على قدمي. وذكر عن بقي خير ونسك وإيثار حتى بثوبه، وكان مجاب الدعوة، وقيل إنه كان يختم القرآن كل ليلة في ثلاث عشرة ركعة ويسرد الصوم وحضر سبعين غزوة. مات في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين. وفيها توفي العلامة أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتبية الدينوري صاحب التصانيف، ومحدث مكة محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، ومحدث دمشق يزيد بن محمد بن عبد الصمد أبو محمد الدمشقي، والمسند أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد الرياحي. أخبرنا محمد بن عطاء الله بالثغر أنا عبد الرحمن ابن مكي سنة ست وأربعين وستمائة عن خلف بن عبد الملك الحافظ أنا أبو محمد بن عتاب أنا أبو عمر النمري أنا محمد بن عبد الملك نا عبد الله بن يونس نا بقي بن مخلد نا هانئ بن المتوكل عن معاوية بن صالح عن رجل عن مجاهد عن علي بن أبي طالب أنه قال: لو أني أنسى ذكر الله ما تقربت إلى الله إلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "قال جبريل يا محمد إن الله يقول: "من صلى عليك عشر مرات استوجب الأمان من سخطي".

657 3/ 10- المروذي الإمام القدوة شيخ بغداد أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج الفقيه، أجل أصحاب الإمام أحمد: كان أبوه خوارزميا وأمه مرذوية، لزم أحمد دهرا. وأخذ عنه العلم والعمل. سمع محمد بن المنهال الضرير ومحمد بن عبد الله بن نمير وعبيد الله القواريري وأحمد بن حنبل وهارون بن معروف وسريج بن يونس وطبقتهم. وعنه أبو بكر الخلال الفقيه ومحمد بن مخلد العطار ومحمد بن عيسى بن الوليد وآخرون. أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي كتابة عن أبي الفجر أسعد بن روح وعائشة بنت معمر قالا أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا أحمد بن محمود ومنصور بن حسين قالا نا أبو بكر محمد بن إبراهيم نا محمد بن دبيس بن بكار ببغداد أنا أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي نا محمد بن أبي بكر البصري نا سلام عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال أوحى الله إلى يوسف عليه السلام: يا يوسف من نجاك من القتل إذ هم أخوتك بقتلك؟ قال: أنت يارب، قال: فمن نجاك من المرأة إذ هممت بها؟ قال: أنت يا رب، قال: فما لك نسيتني وذكرت مخلوقا؟ قال: يا رب كلمة تكلم بها لساني روحت بها قلبي، قال: وعزتي لأخلدنك في السجن سنين. وأخبرنا عبد الرحمن ابن محمد كتابة أنا عمر بن محمد أنا يحيى بن علي أنا محمد بن علي العباسي أنا عمر بن إبراهيم الكناني نا أبو حامد أحمد بن عبد الله الحذاء نا أحمد بن أصرم وأبو بكر المروذي قالا نا محمد بن نوح رفيق أحمد بن حنبل نا إسحاق الأزرق عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كل أمة بعضها في الجنة وبعضها في النار إلا هذه الأمة فإنها كلها في الجنة ". قال إسحاق بن داود: لا أعلم أحدا أقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المروذي. وقال أبو بكر بن صدقة: ما علمت أحدا أذب عن الدين من المروذي. قال الخلال: خرج المروذي للغزو فشيعوه إلى سامرا وجعل يردهم فلا يرجعون فحزر من وصل معه إلى سامرا نحو خمسين ألف إنسان. مات في جمادى الأولى في سنة خمس وسبعين ومائتين، وغيره أكثر تحصيلا لفنون الحديث ولكنه كان إماما في السنة شديد الاتباع، له جلالة عظيمة. وفيها مات محدث بغداد يحيى بن أبي طالب جعفر بن الزبرقان. ابن قتيبة: من أوعية العلم لكنه قليل العمل في الحديث، فلم أذكره.

_ 657 تاريخ بغداد: 4/ 423- 425. طبقات الفقهاء: 170. طبقات الحنابلة: 1/ 56، 63. الوافي بالوفيات: 7/ 393. شذرات الذهب: 2/ 166. المنتظم: 5/ 94، 95.

658- 4/ 10- الترمذي الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن سورة السلمي الترمذي الضرير مصنف الجامع وكتاب العلل: أخبرنا محمد بن قايماز وجماعة قالوا أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا عبد الجبار بن الجراح أنا ابن محبوب نا أبو عيسى الترمذي نا زياد بن أيوب نا المحاربي عن ليث عن عبد الملك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تمارِ أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدا فتخلفه" 1. قال أبو عيسى: عبد الملك عندي هو ابن بشير. قلت: المزاح قد رخص في يسيره. سمع قتيبة بن سعيد وأبا مصعب وإبراهيم بن عبد الله الهروي وإسماعيل بن موسى السدي وسويد بن نصر وعلي بن حجر ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وعبد الله بن معاوية الجمحي وطبقتهم، وتفقه في الحديث بالبخاري. حدث عنه مكحول بن الفضل ومحمد بن محمود بن عنبر وحماد بن شاكر وعبد بن محمد النسفيون والهيثم بن كليب الشاشي وأحمد بن علي بن حسنويه وأبو العباس المحبوبي وخلق سواهم. قال ابن حبان في كتاب الثقات: كان أبو عيسى ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر. وقال أبو سعد الإدريسي: كان أبو عيسى يضرب به المثل في الحفظ. وقال الحاكم سمعت عمر بن علك يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد، بكى حتى عمي وبقي ضريرا سنين. قال شيخنا ابن دقيق العيد: وترمذ بالكسر هو المستفيض على الألسنة حتى يكون كالمتواتر. وقال مؤتمن الساجي سمعت عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: هو بضم التاء. وعن أبي علي منصور بن عبد الله الخالدي قال قال أبو عيسى: صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب -يعني الجامع- فكأنما في بيته نبي يتكلم. قال أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الحق اليوسفي: الجامع على أربعة أقسام قسم مقطوع بصحته، وقسم على شرط أبي داود والنسائي كما بينا وقسم أخرجه وأبان عن علته، وقسم رابع أبان عنه فقال: ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثا قد عمل به بعض الفقهاء. وقيل إن بعض المحدثين امتحن أبا عيسى بأن قرأ له

_ 658- تهذيب الكمال: 3/ 1255. تهذيب التهذيب: 9/ 387. تقريب التهذيب: 2/ 198. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 447. الكاشف: 3/ 86. ميزان الاعتدال: 3/ 678. لسان لميزان: 7/ 371. الأنساب: 2/ 361، 3/ 42. ثقات: 9/ 153. المعين: 1178. الوافي بالوفيات: 4/ 294. طبقات الحفاظ: 278. سير الأعلام: 13/ 270. حاشية التحبير: 1/ 196. العبر: 1/ 442، 444. الإكمال: 4/ 396. ديوان الإسلام: ت: 587. 1 الترمذي في البر باب 58.

أربعين حديثا من غرائب حديثه فأعادها من صدره فقال: ما رأيت مثلك، ونقل الإدريسي بإسناد له أن أبا عيسى قال: كنت في طريق مكة فكتبت جزأين من حديث شيخ فوجدته فسألته وأنا أظن الجزأين معي فسألته فأجابني فإذا معي جزاء بياض فبقي يقرأ علي من لفظه فنظر فرأى في يدي ورقا بياضا فقال أما تستحي مني؟ فأعلمته بأمري وقلت: أحفظه كله قال: اقرأ فقرأته عليه فلم يصدقني وقال: استظهرت قبل أن تجيء فقلت حدثني بغيره فحدثني بغيره فحدثني بأربعين حديثا وقال: هات، فأعدتها عليه ما أخطأت في حرف. وقد سمع من أبي عيسى أبو عبد الله البخاري وغيره، ومات في ثالث عشر رجب سنة تسع وسبعين ومائتين1 بترمذ. وفيها مات المسند المحدث أحمد بن الخليل بن ثابت أبو جعفر البرجلاني نسبة إلى البرجلانية محلة بغداد، والمسند إبراهيم بن عبد الله العبسي الكوفي القصار خاتمة أصحاب وكيع، ومحدث مكة أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، والمحدث جعفر بن محمد بن شاكر ببغداد عن تسعين سنة. 659- 5/ 10- ابن ماجه الحافظ الكبير المفسر أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني بن ماجه الربعي صاحب السنن والتفسير والتاريخ ومحدث تلك الديار: ولد سنة تسع ومائتين. وسمع محمد بن عبد الله بن نمير وجبارة بن المغلس وإبراهيم بن المنذر الحزامي وعبد الله بن معاوية وهشام بن عمار ومحمد بن رمح وداود بن رشيد وطبقتهم. وعنه محمد بن عيسى الأبهري وأبو عمر وأحمد بن محمد بن حكيم وأبو الحسن القطان وسليمان بن يزيد الفامي وأحمد بن روح البغدادي وآخرون. فعن ابن ماجه قال: عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف. قال أبو يعلى الخليلي: ابن ماجه ثقة كبير متفق عليه محتج به له معرفة وحفظ ارتحل إلى العراقين ومكة والشام ومصر قلت: سنن أبي عبد الله كتاب حسن لولا ما كدره أحاديث واهية ليست بالكثيرة. وكانت وفاته لثمان بقين من رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين2.

_ 1 وقيل 275. 659- تهذيب الكمال: 3/ 1291. تهذيب التهذيب: 9/ 530. تقريب التهذيب: 2/ 220. خلاصة تهذيب الكمال: 2/ 471. الكاشف: 3/ 110. طبقات الحفاظ: 278. معجم الحفاظ: ص171. الوافي بالوفيات: 5/ 220. تذكرة الحفاظ: 3/ 3/ 309. سير الأعلام: 13/ 277. معجم المؤلفين: 12/ 115، 116. 2 وقيل 283.

رحمه الله تعالى وعدد كتب سننه اثنان وثلاثون كتابا. قال أبو الحسن القطان صاحب ابن ماجه: في السنن ألف وخمسمائة باب وجملة ما فيها أربعة آلاف حديث. وفي سنة ثلاثمائة محدث نصيبين إسحاق بن سيار. أخبرنا عبد الخالق البعلي أنا ابن قدامة أنا أبو زرعة أنا المقومي أنا القاسم بن أبي المنذر أنا علي بن إبراهيم القطان نا ابن ماجه نا إسماعيل بن حفص نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أدخل الميت القبر مثلت له الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي". وراه الحافظ الضياء في المختارة عن ابن قدامة. 660- 6/ 10- أحمد بن سلمة الحافظ الحجة أبو الفضل النيسابوري البزاز المعدل رفيق مسلم في الرحلة إلى بلخ وإلى البصرة: سمع قتيبة بن سعيد وابن راهويه وعبد الله بن معاوية وأبا كريب وعثمان بن أبي شيبة وطبقتهم. حدث عنه أبو زرعة وابن وارة، وهما من شيوخه، وأبو حامد بن الشرقي وأبو الفضل محمد بن إبراهيم وطائفة. وله مستخرج كهيئة صحيح مسلم. قال الشيخ أبو القاسم النصرابادي رأيت أبا علي الثقفي في النوم فقال لي: عليك بصحيح أحمد بن سلمة. قال علي بن عيسى سمعت أحمد بن سلمة يقول: دعا أبي إسحاق إلى طعام وأراد أن يستشيره في خروجي إلى قتيبة فقال: إن ابني هذا قد ألح علي في خروجه إلى قتيبة فما ترى أنت؟ وذكر له شفقته علي، فنظر إلي إسحاق وقال هذا يجلس في مجلسي بالقرب مني، وقد سمع مني كثيرا، وأبو رجاء عنده من اللقي ما ليس عندنا، فأرى لك أن تأذن لي عسى أن ينتفع يوما ما. مات في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين. وفيها مات شيخ الصوفية أبو سعيد الخراز. وراوي السيرة أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي. وشاعر زمانه أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي البحتري، والمسند أحمد بن علي البغدادي الخزاز، وأحمد بن المعلى الدمشقي القاضي، وأصحاب عبد الرزاق باليمن، إبراهيم بن سويد السامي، وإبراهيم بن برة الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى اليوسي، ومحمد بن وضاح القرطبي، إلى آخرها وآخرون. 661- 7/ 10- إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عبد الله الإمام الحافظ شيخ

_ 660- الجرح والتعديل: 2/ 54. تاريخ بغداد: 4/ 186، 187. طبقات الحفاظ: 279. شذرات الذهب: 2/ 192. 661- المنتظم: 6/ 76، 77. عبر المؤلف: 2/ 100. الوافي بالوفيات: 6/ 128. طبقات الحفاظ: 279. 280. شذرات الذهب: 2/ 218.

خراسان أبو إسحاق النيسابوري: سمع إسماعيل بن راهويه ومحمد بن أبان البلخي ومحمد بن مهران وداود بن رشيد وأبا مصعب وطبقتهم. حدث عنه ابن خزيمة وأبو الوليد حسان بن محمد وأهل بلده وكان عظيم الشأن. قال الحاكم: إمام عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال، جمع الشيوخ والعلل، ودخل على أحمد بن حنبل وذاكره وعلق عنه. قال عبد الله بن سعد: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب ولا رأى هو مثل نفسه. وقد رآه الحافظ أبو علي النيسابوري وهو صبي وقال رأيت شيخا لم تر عيناي مثله وقال الحاكم سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنما خرجت مدينتنا هذه ثلاثة، محمد بن يحيى، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب. وسمعت أحمد بن إسحاق الفقيه يقول: ما رأيت في المحدثين أهيب من إبراهيم بن أبي طالب، كنا نجلس كأن على رءوسنا الطير، لقد عطس أبو زكريا العنبري فأخفى عطاسه، فقلت له سرا: لا تخف، فلست بين يدي الله تعالى. وسمعت أبا عبد الله بن يعقوب عن ابن الشرقي قال: إنما أخرجت خراسان خمسة، الدارمي، والبخاري، ومحمد بن يحيى، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب. قال الحاكم: كان إبراهيم يتبلغ من كراء حانوت له بسبعة عشر درهما، وقد أملى كتاب العلل وغيره شيء مات في رجب سنة خمس وتسعين. أخبرنا سماعا عن المؤيد بن محمد أنا محمد بن الفضل أنا عمر بن مسرور أنا إسماعيل بن نجيد نا إبراهيم بن أبي طالب ثنا أبو كريب نا أبو خالد عن شعبة عن عاصم عن زر عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا علي سل الله الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق. وبالسداد تسديدك السهم ". وفيها توفي شيخ الصوفية أبو الحسن أحمد بن محمد النوري، ومسند بغداد أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وفقيه العراق أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي الشافعي عن تسعين سنة. 662- 8/ 10- الأبار الحافظ الإمام أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم محدث بغداد: حدث عن مسدد وعلي بن الجعد وشيبان بن فروخ وأمية بن بسطام ودحيم وخلق كثير. حدث عنه دعلج وأبو بكر النجاد وأبو سهل بن زياد والقطيعي وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة حافظا متقنا حسن المذهب، قال جعفر الخلدي: كان الأبار أزهد الناس، استأذن أمه في الرحلة إلى قتيبة فلم تأذن له، فلما ماتت رحل إلى بلخ وقد مات قتيبة، وكانوا

_ 662- تاريخ بغداد: 4/ 306، 307. طبقات الحنابلة: 1/ 52. اللباب: 1/ 23. طبقات الحفاظ: 280.

يعزونه على هذا. قلت وله تاريخ وتصانيف. مات يوم نصف شعبان سنة تسعين ومائتين. وفيها توفي الحسن بن سهل المجوز صاحب أبي عاصم، ومحمد بن زكريا الغلاني الإخباري، ومحمد بن العباس المؤدب، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، رحمهم الله تعالى، وكلهم من شيوخ الطبراني. أنبأنا ابن أبي عمر والفخر علي قالا أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن الحسن أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر القطيعي نا أحمد بن علي الأبار نا علي بن عثمان اللاحقي نا أبو عوانة "وبه" قال الأبار: ونا هدبة نا همام، جميعا عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين، فانطلق بي فشرح صدري وأتيت بماء زمزم في طست من ذهب فاستخرج قلبي فغسل ثم أعيد مكانه وحشي حكمة وإيمانا ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل فحملت عليه فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا" - وذكر الحديث، رواه البخاري في أربعة مواضع عن هدبة فوافقناه. 663- 9/ 10- ابن أبي عاصم الحافظ الكبير الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن النبيل أبي عاصم الشيباني الزاهد قاضي أصبهان: سمع جده لأمه أبا سلمة التبوذكي وأبا الوليد وهدبة بن خالد وهشام بن عمار والأزرق بن علي وخلقا كثيرا. وله الرحلة الواسعة والتصانيف النافعة. روى عنه أحمد بن بندار الشعار وأحمد بن معبد السمسار وأبو محمد بن حيان الحافظ وأبو أحمد العسال ومحمد بن أحمد الكسائي وعبد الرحمن ابن محمد بن سياه وخلق من الأصبهانيين. قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقد ولي قضاء أصبهان ست عشرة سنة وعزل لشيء وقع بينه وبين علي بن متويه. وقيل ذهبت كتبه بالبصرة في فتنة الزنج فأعاد من حفظه خمسين ألف حديث. وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: فأما ابن أبي عاصم فسمعت منه ذكر أنه كان يحفظ لشقيق البلخي ألف مسألة، وكان من حفاظ الحديث والفقه، وكان مذهبه القول بالظاهر وترك القياس. قال أبو نعيم الحافظ: كان ظاهري المذهب، ولي القضاء بعد صالح بن أحمد، ومات في ريبع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين رحمه الله. وقع لنا جملة من كتبه، وقد أفرد له أبو موسى المديني ترجمة طويلة. وفي هذا العام مات صاحب نسخة نبيط بن شريط التي افتعلها أحمد بن إسحاق بن

إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي الكوفي بمصر وكان يدعي أنه ولد سنة سبعين ومائة كذاب. قرأت على إسحاق بن أبي بكر أخبركم يوسف بن خليل أنا محمد بن إسماعيل الطرسوسي أنا محمود بن إسماعيل أنا أبو بكر بن شاذان أنا أبو بكر عبد الله بن محمد أنا أبو بكر أحمد بن عمرو نا هدبة أنا أبو هلال أنا سوادة بن حنظلة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يمنعكم أذان بلال السحور، ولا الصبح المستطيل، ولكن الصبح المستطير في الأفق" 1. 664- 10/ 10- جزرة الحافظ العلامة الثبت شيخ ما وراء النهر أبو علي صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب الأسدي مولاهم البغدادي نزيل بخارى: ولد سنة خمس ومائتين ببغداد، وسمع سعيد بن سليمان سعدويه وخالد بن خداش وعلي بن الجعد وأبا نصر التمار ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل ويحيى الحماني وطبقتهم بالحجاز والشام ومصر وخراسان وما وراء النهر. وعنه مسلم بن الحجاج في غير الصحيح وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه وخلف بن محمد الخيام وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي وبكر بن محمد الدخمسيني وأحمد بن سهل ومحمد بن محمد بن صابر وخلق. استوطن بخارى في سنة ست وستين فأكرمه متوليها وأجله. قال الدارقطني: كان ثقة حافظا عارفا. وقال أبو سعد الإدريسي: ما أعلم بعصر صالح بالعراق ولا بخراسان في الحفظ مثله، دخل ما وراء النهر فحدث مدة من حفظ، وما أعلم أخذ عليه خطأ فيما حدث، رأيت ابن عدي يفخم أمره ويعظمه. وقال الخطيب: حدث دهرا من حفظه ولم يكن استصحب معه كتابا، وكان ثبتا صدوقا مشهورا بالمزاح. قال سهل بن شاذويه سمعت الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا علي: لم لقبت جزرة؟ فقال: قدم علينا عمر بن زرارة فحدثهم بحديث لعبد الله بن بسر أنه كان له خرزة للمريض، وأنا غائب، فسألته عن الحديث وصحفته "جزرة" فصاح المجان فبقي علي. قد سقت في تاريخي ترجمة صالح بتمامها وشيئا من نوادره. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وفيها مات مسند أصبهان محمد بن أسد المديني خاتمة من روى عن الطيالسي،

_ 1 رواه مسلم في الصيام حديث 43. والترمذي في الصوم باب15. وأحمد في مسنده "4/ 23" "5/ 13، 18". 664- تاريخ بغداد: 9/ 322-328. المنتظم: 6/ 62. دول الإسلام: 1/198. البداية والنهاية: 11/ 102. طبقات الحفاظ: 281، 282. شذرات الذهب: 2/ 216. تهذيب ابن عساكر: 6/ 381، 382.

والمسند محمد بن عبدوس بن كامل السراج، ومسند نيسابور داود بن الحسين البيهقي رحمة الله عليهم. 665- 11/ 10- ابن الضريس الحافظ المسند أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي: مصنف كتاب فضائل. ولد على رأس المائتين. وسمع القعنبي ومسلم بن إبراهيم وأبا الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير العبدي وطبقتهم. وعنه أحمد بن إسحاق بن نيخاب وإسماعيل بن نجيد وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وآخرون. قال بعض العلماء سمعت محمد بن أيوب يقول: آخر قدمة قدمتها البصرة أديت أجرة الوراقين عشرة آلاف درهم. وثقة عبد الرحمن ابن أبي حاتم والخليلي وقال: هو محدث ابن محدث، وجده يحيى من أصحاب الثوري. قلت سمعنا بإجازة من روح الهروي من عواليه. مات بالري في يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله بقراءتي سنة ثلاث وتسعين عن زينب بنت أبي القاسم وعبد العزيز بن محمد قالا أنا زاهر الشحامي أنا أبو يعلى الصابوني أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي أنا محمد بن أيوب نا مسلم بن إبراهيم نا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "نهى أن يشرب الرجل قائما". أخرجه أبو داود عن مسلم فوافقناه بعلو، ورواه مسلم في صحيحه عن ابن أبي شيبة عن وكيع عن هشام. ويقع لي من عواليه في جزء ابن نجيد. 666- 12/ 10- أبو عمرو المستملي الحافظ القدوة أحمد بن المبارك النيسابوري الزاهد المجاب الدعوة: سمع قتيبة بن سعيد ويزيد بن صالح وأحمد بن حنبل وسهل بن عثمان العسكري وعبيد الله القواريري وطبتقهم. وعنه أبو حامد بن الشرق وزنجويه بن محمد ومحمد بن صالح وأهل نيسابور، وكان من علماء الحديث استملى من سنة ثمان وعشرين إلى أواخر أيامه. قال أبو بكر الصبغي: كان أبو عمرو يصوم النهار ويحيي الليل قلت: وممن حدث عنه أبو عبد الله بن الأخرم ومحمد بن داود الزاهد. يقع لنا حديثه في المزكيات. مات في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين ومائتين.

_ 665- الجرح والتعديل: 7/ 198. عبر المؤلف: 2/ 98. الوافي بالوفيات: 2/ 234. طبقات الحفاظ: 283. شذرات الذهب: 2/ 216,. 666- المنتظم: 5/ 173. عبر المؤلف: 2/ 73. الوافي بالوفيات: 7/ 302. البداية والنهاية: 11/ 77، 78 طبقات الحفاظ: 283. شذرات الذهب: 2/ 186.

وفيها مات الفقيه إسحاق بن الحسن الحربي راوي الموطأ عن القعنبي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي وهشام بن علي السيرافي، ويزيد ابن الهيثم الناد، ومحمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد. 667- 13/ 10- محمد بن جابر بن حماد المروزي الإمام الحافظ الفقيه أبو عبد الله: ذكره الحاك فقال: أحد أئمة زمانه، أدركته المنية في حد الكهولة. قلت ما توفي إلا وقد شاخ. سمع هدبة بن خالد وشيبان بن فروخ وأبا مصعب وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وإسحاق وحبان بن موسى وعلي بن حجر وأحمد بن صالح، وارتحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق. حدث عنه البخاري في تاريخه وابن خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وأبو العباس الدغولي وأبو العباس المحبوبي. مات بمرو لسبع بقين من شوال سنة تسع وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى. 668- 14/ 10- الحكم الترمذي الإمام أبو عبد الله محمد بن علي الحسن بن بشر الزاهد الحافظ المؤذن صاحب التصانيف: روى عن أبيه وقتيبة بن سعيد والحسن بن عمر بن شقيق وصالح بن عبد الله الترمذي ويحيى بن موسى وعتبة بن عبد الله المروزي وعباد بن يعقوب الرواجني وطبقتهم، وعني بهذا الشأن ورحل عنه. روى عنه يحيى بن منصور القاضي والحسن بن علي وعلماء نيسابور فإنه قدمها في سنة خمس وثمانين مائتين. قال السلمي: نفوه من ترمذ بسبب تأليفه كتاب ختم الولاية، وكتاب علل الشريعة، وقالوا: زعم أن للأولياء خاتما، وأنه يفضل الولاية، واحتج بقوله عليه السلام: "يغبطهم النبيون والشهداء" وقال: لو لم يكونوا أفضل لما غبطوهم فجاء إلى بلخ فأكرموه لموافقته إياهم في المذهب. قلت: عاش نحوا من ثمانين سنة. 669- 15/ 10- أحمد بن النضر بن عبد الوهاب الحافظ الإمام أبو الفضل النيسابوري أحد أئمة الحديث: سمع شيبان وأبا مصعب وسهل بن عثمان وإسحاق بن راهويه وهدبة بن خالد وطبقتهم. قال الحاكم: هو مجود في البصريين، وكان البخاري ينزل نيسابور عليه وعلى أخيه محمد بن النضر. قال: وحدث عنهما في الصحيح، وإسنادهما

_ 667- تاريخ ابن عساكر: خ: 15/ 87أ-79أ. طبقات الحفاظ: 283. شذرات الذهب: 2/ 175. 668- طبقات الصوفية: 217-220. حلية الأولياء: 10/ 233-235. طبقات السبكي: 2/ 245، 246. لسان الميزان: 5/ 308-310. طبقات الحفاظ: 282. 669- تهذيب الكمال: خ: 46. تهذيب التهذيب: خ: 1/ 29، 30. تهذيب التهذيب: 1/ 87، 88. طبقات الحفاظ: 282. خلاصة تهذيب الكمال: 13. شذرات الذهب: 2/ 205.

وسماعهما معا. قلت روى عن أحمد البخاري وهو أكبر منه وأبو حامد بن الشرقي ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وأحمد بن إسحاق الصيدلاني ومحمد بن صالح بن هانئ وأبو الفضل محمد بن إبراهيم وغيرهم. قال البخاري في حديث: ثبتني أحمد في بعضه -يعني ابن النضر، ولم يعن أحمد بن حنبل. وقال البخاري في موضع آخر: حدثنا محمد نا عبيد الله بن معاذ. قال الحاكم: هذا هو محمد بن النضر. قلت توفي في حدود التسعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا ابن تاج الأمناء أنا عم أبي زين الأمناء أن أبو القاسم الحافظ أنا إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن علي الأديب أنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا محمد بن يعقوب الحافظ أنا أحمد بن النضر نا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنسا يقول: قال أبو جهل: "اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" [الأنفال] {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] الآية رواه "خ" عن أحمد بن النضر ومسلم عاليا عن عبيد الله. 670- 16/ 10- محمد بن وضاح بن بزيع مولى ملك الأندلس عبد الرحمن ابن معاوية الأموي الداخل وهو الحافظ الكبير أبو عبد الله القرطبي: ولد سنة تسع وتسعين أو سنة مائتين بقرطبة. سمع يحيى بن يحيى الليثي وإسماعيل بن أبي أويس وزهير بن عباد وأصبغ بن الفرج وحرملة وإسحاق بن أبي إسرائيل ويعقوب بن كاسب وطبقتهم. وقد ارتحل قبل ذلك ولحق آدم بن أبي إياس ونحوه فلم يسمع إذ ذاك، ثم ارتحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر، وبه ويبقى صارت الأندلس دار حديث. قال ابن الفرضي: كان عالما بالحديث بصيرا بطرقه متكلما على علله كثير الحكاية عن العباد ورعا زاهدا متعففا صبورا على نشر العلم نفع الله به أهل الأندلس، كان أحمد بن الجباب لا يقدم عليه أحدا ممن أدركه، وكان يعظمه جدا، ويصف عقله وفضله وورعه، غير أنه ينكر عليه كثرة رده لكثير من الأحاديث. قال ابن الفرضي: كان كثيرا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شيء- وهو ثابت من كلامه، وله خطأ كثير محفوظ عنه، ويغلط ويصحف، ولا علم هـ بالعربية ولا الفقه. قلت: روى عنه أحمد بن خالد بن الجباب وقاسم بن أصبغ ومحمد بن عبد الملك بن أيمن وأبو عمر أحمد بن عبادة ومحمد بن

_ 670- تاريخ علماء الأندلس: 1512-17. بغية الملتمس: 133، 134. ميزان الاعتدال: 4/ 59. الوافي بالوفيات: 5/ 174. طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 275. لسان الميزان: 5/ 416، 417. طبقات الحفاظ: 283. شذرات الذهب: 2/ 194.

المسور الفقيه وخلق سواهم أندلسيون، قال ابن حزم: كان ابن واضح يواصل أربعة أيام. قلت: مات في المحرم سنة تسع وثمانين ومائتين. كتب إلينا أبو محمد بن هارون بن المغرب عن أبي القاسم بن بقي عن شريح بن محمد عن علي بن أحمد الحافظ نا أحمد بن محمد بن الحسور نا عبد الله بن أبي دليم ثنا محمد بن وضاح نا أبو بكر بن أبي شيبة نا يزيد بن هارون نا حميد عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر قال: إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحج وأهللنا معه فلما قدم قال: "من لم يكن معه هدي فليحل" فأحل الناس إلا من كان معه هدي، وكان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هدي فلم يحل. 671- 17/ 10- قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار الإمام الحافظ أبو محمد البياني الأندلسي القرطبي، مولى الخليفة الوليد بن عبد الملك، شيخ الفقهاء والمحدثين بالأندلس مع ابن وضاح وبقي: حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمد الشافعي وأبي الطاهر بن السرح والحارث بن مسكين وطبقتهم. ولازم ابن عبد الحكم حتى برع في الفقه وصار إماما مجتهدا لا يقلد أحدا وهو مصنف كتاب الإيضاح في الرد على المقلدين، روى عنه أحمد بن الجباب ومحمد بن عمر بن لبابة وابنه محمد بن قاسم محمد بن عبد الملك بن أيمن وسعيد بن عثمان الأعيافي. قال ابن الفرضي: لزم ابن عبد الحكم وتحقق به في الفقه وبالمزني وكان يذهب مذهب الحجة والنظر ويميل إلى مذهب الشافعي، ولم يكن بالأندلس مثله في حسن النظر والبصر بالحجة. قال أحمد بن خالد: ما رأيت مثل قاسم في الفقه. وقال محمد بن عبد الله بن قاسم الزاهد سمعت بقي بن مخلد يقول: قاسم بن محمد أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وقال أسلم بن عبد العزيز سمعت ابن عبد الحكم يقول: لم يقدم من الأندلسيين أعلم من قاسم بن محمد وقال ابن عبد البر: لم يكن أحد بقرطبة أفقه من قاسم بن محمد وأحمد بن خالد بن الجباب. مات قاسم سنة ست وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى. 672 18/ 10- الخشني الحافظ الإمام أبو الحسن محمد بن عبد السلام بن ثعلبة القرطبي اللغوي صاحب التصانيف: روى عن يحيى بن يحيى الليثي ومحمد بن أبي عمر

_ 671- تاريخ علماء الأندلس: 1/ 355-357. جذوة المقتبس: 329. بغية المتلتمس: 446. طبقات السبكي: 2/ 344، 345. طبقة الحفاظ: 283، 284. شذرات الذهب: 2/ 170. 672- تاريخ علماء الأندلس: 2/ 14، 15. طبقات النحويين واللغويين: 268. اللباب: 1/ 446، 447 البلغة في تاريخ أئمة اللغة: 226. طبقات الحفاظ: 284. بغية الوعاة: 1/ 160.

العدني وسلمة بن شبيب ومحمد بن بشار وطبقتهم فأكثر. وعنه أسلم بن عبد العزيز ومحمد بن القاسم بن محمد وقاسم بن أصبغ وابنه محمد بن محمد الخشني وآخرون. أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أحمد بن بقي أنبأنا شريح بن محمد أنبأنا أبو محمد بن حزم نا محمد بن سعيد نا أحمد بن عون الله نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا بندار نا غندر نا شعبة عن أبي قزعة عن أنس قال: كنت رديف أبي طلحة وكانت ركبة أبي طلحة تكاد تمس ركبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان يهل بههما جميعا قلت: وكان ثقة كبير الشأن، يذكر مع بقي وذويه، أريد على قضاء الجماعة فامتنع، وقد بث بالأندلس حديثا كثيرا. ومات في سنة ست وثمانين ومائتين وهو في عشر الثمانين، وقد مر رفاقه في الموت رحمهم الله تعالى. ومات فيها معه سميه محدث نيسابور أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن بشار النيسابوري الوراق الزاهد صاحب يحيى بن يحيى التميمي شيخ خراسان. سمع منه كتبه وسمع التفسير من إسحاق وكان صواما قواما ربانيا ثقة. روى عنه أبو حامد بن الشرقي ومؤمل بن الحسن وطائفة. توفي في رمضان رحمه الله. 673- 19/ 10- خياط السنة الحفاظ الكبير الثقة أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى بن إياس السجزي نزيل دمشق: سمع قتيبة بن سعيد وشيبان بن فروخ وصفوان بن صالح وبشر بن الوليد وإسحاق بن راهويه وطبقتهم. وله رحلة واسعة. روى عنه النسائي كثيرا وابن جوصا وأبو علي بن هارون والطبراني وخلق آخرون. قال النسائي: ثقة. وقال عبد الغني الأزدي: كان ثقة حافظا. قلت: مات سنة تسع وثمانين ومائتين عاش أربعا وتسعين سنة. وفيها مات أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي البسري، والمسند أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة السلمي، وأنس بن السلم الدمشقيون أنا محمد بن عبد الرحمن التميمي وعلي بن محمد البعلي وإسماعيل بن عميرة ومحمد بن أبي العز قالوا أنا الحسن بن يحيى أنا ابن رفاعة أنا علي بن الحسن أنا محمد بن نظيف أنا أحمد بن إبراهيم بن الحداد نا زكريا بن يحيى السجزي نا أبو مروان العثماني نا أبي عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقي عثمان فقال: "هذا جبريل يخبرني أن الله زوجك أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها".

_ 673- تهذيب الكمال: خ: 434، 435. تهذيب التهذيب: خ: 238. تهذيب التهذيب: 3/ 334. طبقات الحفاظ: 284. خلاصة تهذيب الكمال: 122. شذرات الذهب: 2/ 196.

674- 20/ 10- محمد بن نصر الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الله المروزي الفقيه: ولد سنة اثنتين ومائتين. سمع يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه ويزيد بن صالح وصدقة بن الفضل وشيبان بن فروخ وسعيد بن عمرو الأشعثي ومحمد بن عبد الله بن نمير وهشام بن عمار وأمما سواهم. وبرع في هذا الشأن وذكر الخطيب أنه حدث عن عبدان بن عثمان المروزي وقال: كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة فمن بعدهم. قلت: روى عنه أبو العباس السراج وأبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن الأخرم وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه ومحمد بن إسحاق السمرقندي وخلق سواهم. أخبرنا جماعة كتابة وقرأ على الفخر علي جميعا عن منصور بن عبد المنعم أنا محمد بن إسماعيل أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه نا محمد بن نصر الإمام نا أبو كامل الجحدري نا عبد الواحد بن زياد نا طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم: "يا عائشة هل عندكم شيء؟ " قالت: ما عندنا شيء؛ قال: "فإني صائم ". أخرجه مسلم عن أبي كامل قال الحاكم: هو إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. وقال أبو بكر الصيرفي الفقيه: لو لم يصنف إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس. وقال الصبغي: لم نر بعد يحيى بن يحيى من فقهاء خراسان إماما أعقل من محمد بن نصر. عبد الله بن محمد الإسفرائني: سمعت ابن عبد الحكم يقول: كان محمد بن نصر بمصر إماما فكيف بخراسان؟ وقال أبو عبد الله بن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرحلة الثانية سنة ستين ومائتين فنزل نيسابور وتجارته مع مضارب له وهو يشتغل بالعلم والعبادة، ثم سار إلى سمرقند سنة خمس وسبعين ومائتين. قال ابن قتيبة سمعت محمد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسألة قال: سلوا أبا عبد الله المروزي. قال أبو بكر الصبغي: محمد بن نصر إمام، وما رأيت أحسن صلاة منه، لقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك. وقال ابن الأخرم: كان يقع الذباب على أذنه في صلاته ويسيل الدم فلا يذبه، لقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه، يضع ذقنه على صدره وينتصب كأنه خشبة، وكان مليح الصورة كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، ولحيته بيضاء. قال محمد بن عبد الوهاب الثقفي: كان إسماعيل بن أحمد والي خراسان يصل ابن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل

_ 674- طبقات العبادي: 49. تاريخ بغداد: 3/ 315-318. تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 92-94. الوافي بالوفيات: 5/ 111. طبقات الشافعية للسبكي: 2/ 246-255. تهذيب التهذيب: 9/ 489، 490. طبقات الحفاظ: 284، 285. شذرات الذهب: 2/ 216، 217.

سمرقند بمثلها، فينفق ذلك من غير أن يكون له عيال، فقيل له: لو ادخرت فقال: كان قوتي بمصر وثيابي وكاغذي في السنة عشرين درهما، فترى إن ذهب ذا لا يبقى ذاك. قال السليماني الحافظ: محمد بن نصر إمام موفق من السماء، سمع يحيى بن يحيى وعبدان، له كتاب تعظيم قدر الصلاة. أخبرنا أبو الغنائم القيسي إجازة أنا الكندي أنا الشيباني أنا الخطيب أنا الجوهري أنا ابن حيويه أنا عثمان بن جعفر اللبان حدثني محمد بن نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية فركبت البحر أريد مكة فغرقت فذهب مني ألفا جزء وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي فما رأينا فيها أحدا وأخذني العطش ولم أقدر على الماء فوضعت رأسي على فخذها مستسلما للموت فإذا رجل قد جاءني بكوز فشربت وسقيتها ثم مضى ما أدري من أين جاء. قال الوزير أبو الفضل البلعمي سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند فجلست للمظالم إذ دخل محمد بن نصر فقمت إجلالا له فلما خرج عاتبني أخي إسحاق وقال: تقوم لرجل من الرعية؟ فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعي أخي فأقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بعضدي وقال: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر وذهب ملك هذا باستخفافه به. قال أبو محمد بن حزم: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن وأضبطهم لها وأذكرهم لمعانيها وأدراهم بصحتها وبما أجمع عليه الناس مما اختلفوا فيه -إلى أن قال: وما نعلم هذه الصفة بعد الصحابة أتم منها في محمد بن نصر المروزي، فلو قال قائل ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله ومسلم ولا لأصحابه حديث إلا ما عند محمد بن نصر، بعد عن الصدق، مات في المحرم سنة أربع وتسعين ومائتين بسمرقند وله اثنتان وتسعون سنة وما ترك بعده مثله. 675- 21/ 10- البزار الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري صاحب المسند الكبير المعلل: سمع هدبة بن خالد وعبد الأعلى بن حماد والحسن بن علي بن راشد وعبد الله بن معاوية الجمحي ومحمد بن يحيى بن فياض الزماني وطبقتهم. روى عنه عبد الباقي بن قانع ومحمد بن العباس بن نجيح وأبو بكر الختلي وعبد الله بن الحسن وأبو الشيخ وخلق كثير. فإنه ارتحل في آخر عمره إلى أصبهان وإلى الشام والنواحي ينشر علمه ذكره الدارقطني فأثنى عليه وقال: ثقة يخطئ ويتكل على حفظه. قلت: توفي بالرملة سنة اثنتين وتسعين ومائتين

_ 675- تاريخ بغداد: 4/ 334، 335. المنتظم: 6/ 50. الوافي بالوفيات: 7/ 268. لسان الميزان: 1/ 237- 239. النجوم الزاهرة: 3/ 157، 158. طبقات الحفاظ: 285. شذرات الذهب: 2/ 209.

وفيها مات القاضي أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي المحدث شيخ النسائي ومقرئ بغداد إدريس بن عبد الكريم الحداد صاحب خلف والقاضي أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز الحنفي ببغداد وكان من خيار القضاة رحمة الله عليهم. أخبرنا إسحاق بن طارق أنا عبد الله بن رواحة أنا أبو طاهر بن سلفة أنا بندار بن محمد الخلقاني أنا عبد الرحمن ابن أبي بكر بن أبي علي نا عبد الله بن محمد الخلقاني أنا عبد الرحمن ابن أبي بكر بن أبي علي نا عبد الله بن محمد الحافظ نا أحمد بن عمرو نا محمد بن يحيى بن فياض أنا عبد الأعلى ثنا حميد قال: سألت ثابتا عن الرجل يتكلم بعد ما تقام الصلاة فقال: سمعت أنس بن مالك يقول: أقيمت الصلاة فعرض لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل فكلمه فحبسه بعد ما أقيمت الصلاة. 676- 22/ 10- أبو عمرو الخفاف الحافظ الإمام محدث خراسان أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري: سمع إسحاق بن راهويه وأبا مصعب الزهري ويعقوب بن كاسب ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة وأبا كريب وطبقتهم فأكثر. حدث عنه أبو حامد بن الشرقي وأحمد بن أبي بكر الحيري ومحمد بن أحمد بن حمدون وأبو بكر الصبغي وخلق كثير. قال أبو زكريا العنبري كان أولا في الزهد وصحبة الأبدال إلى أن بلغ من العلم ما بلغ ولم يعقب فلما كبر تصدق بأموال يقال إن قيمتها خمسة آلاف ألف درهم. وقال الصبغي: كنا نقول إن أبا عمرو الخفاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث, وصام الدهر نيفا وثلاثين سنة. وقال الحاكم سمعت أحمد بن إسحاق الفقيه يقول دخلت مع أبي عمرو علي أبي ذر القاضي فلما هم بالرواح قال له القاضي يمكث الشيخ ساعة قال فدخل أبو أحمد بن ياسين الباهلي فأجلسه القاضي عن يساره ثم قال أيها الشيخ إن السلطان كاره لما يبلغه من وحشة بينكما فلو تقربتما إليه بالصلح فقال أبو عمرو: ألهذا حبسني القاضي؟ قال: نعم فمد أبو عمرو فكشف رأس أبي أحمد وأمر بلسانه على كفه وصفع أبا أحمد وقال قل للسلطان أبو أحمد لي ولد ثم قال أبو أحمد أيحسن هذا أيها القاضي؟ قال لا وأبلغ السلطان أبا إبراهيم فضحك كثيرا وقال: لا تعاود هذا الشيخ. وقال الحاكم سمعت أبا الطيب الكرابيسي يقول سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يقول على رءوس الملأ يوم مات أبو عمرو الخفاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه: وقال أبو العباس السراج ما رأيت أحفظ من أبي عمرو الخفاف وكان يسرد الحديث سردا حتى المقاطيع والمراسيل. قال محمد بن مؤمل الماسرجسي: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول:

_ 676- الجرح والتعديل: 2/ 79. طبقات الفقهاء: 114. عبر المؤلف: 2/ 112، 113. البداية والنهاية: 11/ 117. طبقات الحفاظ: 285، 286. شذرات الذهب: 2/ 231، 232.

كان عمرو بن الليث الصفار -يعني المستولي على خراسان- يقول لي: يا عم متى ما عملت شيئا لا يوافقك فاضرب رقبتي إلى أن أرجع إلى هواك قلت: كان عظيم الجلالة نافذ الأمر يلقبونه بزين الأشراف مات في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين. وفيها مات المحدث محمد بن حامد خال ولد السني والمسند. أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي وشيخ الصوفية ممشاذ الدينوري. أخبرنا ابن عساكر أنا أبو روح كتابة أنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد أبو عمرو بن حمدان نا أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف نا نصر بن علي نا عبد الله بن داود عن ثور عن خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتحرى يوم الاثنين والخميس ويصوم شعبان ورمضان هذا حديث صحيح وربيعة مختلف في صحبته. 677- 23/ 10- عبد الله بن أبي الخوارزمي الحافظ قاضي خوارزم رحال جوال مفضال: لحق أحمد بن يونس اليربوعي وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وسليمان بن بنت شرحبيل وإسحاق بن راهويه وطبقتهم. حدث عنه الإمام أبو عبد الله البخاري في كتاب الضعفاء ومحمد بن علي الحساني الخوارزمي وأبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان الحيري شيخا البرقاني، وقد روى البخاري في صحيحه فقال أنا عبد الله نا سليمان بن عبد الرحمن فقيل: إنه هو مات سنة نيف وتسعين ومائتين عن سن عالية تقارب التسعين. قرأت على القاضي أبي محمد بن علوان ببعلبك أخبركم عبد الرحمن ابن إبراهيم الفقيه أخبرتنا شهدة أنا محمد بن عبد السلام الأنصاري أنا أبو بكر أحمد بن أحمد بن غالب الحافظ قال قرأت على محمد بن علي الحساني حدثكم عبد الله بن أبي القاضي نا هدبة ثنا حماد بن سلمة أنا يحيى بن سعيد وربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن اللقطة فقال: "اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها فإن جاء صاحبها فعرف عفاصها ووكاءها فادفعها إليه وإلا فهي لك". أخرجه مسلم عن إسحاق الكوسج عن حبان عن حماد به. 678- 24/ 10- البوشنجي الإمام العلامة الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد

_ 677- تهذيب الكمال: خ: 663. تهذيب التهذيب: خ: 2/ 129. تهذيب التهذيب: 5/ 139. طبقات الحفاظ: 286. خلاصة تهذيب الكمال: 190. 678- الجرح والتعديل: 187. طبقات الحنابلة: 1/ 264، 265. تهذيب الكمال: خ: 1156. الوافي بالوفيات: 1/ 342. طبقات السبكي: 2/ 189-207. بقات الحفاظ: 286-287. شذرات الذهب: 2/ 205. تهذيب التهذيب: 9/ 8-10.

العبدي البوشنجي الفقيه المالكي صاحب التصانيف والرحلة الواسعة: سمع يحيى بن بكير ويوسف بن عدي والنفيلى وروح بن صلاح ومحمد بن سنان العوقى ومسدد بن مسرهد وإسماعيل بن أويس وسعيد بن منصور وأحمد بن يونس وأبا نصر التمار وأمية بن بسطام ومحمد بن المنهال وطبقتهم حدث عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وأبو عبد الله البخاري وابن خزيمة أبو حامد بن الشرقى وأبو بكر الصبغى ودعلج السجزي وإسماعيل بن نجيد وخلق كثير حضر مرة عند داود بن علي الظاهري فأكرمه وقال: جاءكم من يفيد ولا يستفيد. قال البخاري في آخر تفسير البقرة: نا محمد نا النفيلي نا مسكين بن بكير عن شعبة, فهذا هو البوشنجي وقيل بل الذهلي. قال أبو زكريا العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي فلما أراد الانصراف قدمت دابته فأخذ الحافظ أبو عمرو الخفاف بلجامه وأخذ الإمام بن خزيمة بركابه وإبراهيم بن أبي طالب والجارودى يسويان ثيابه فلم يمنعهم من ذلك قلت وكان رأسا في علم اللسان قال أبو بكر بن جعفر سمعته يقول للمستملي الزم لفظى وخلاك ذم وقال أبو عبد الله بن الأخرم سمعت البوشنجي يقول ثنا يحيى بن بكير وذكره يملأ الفم وعن أبي عبد الله قال وصلنى من الليثية يعنى امراء خراسان الصفار وأخاه سبعمائة ألف درهم. أخبرنا أحمد بن هبة الله ومحمد بن عبد السلام التميمي وزينب بنت عمر عن المؤيد الطوسي أن الفراوي أخبره "وأخبرونا" عن زينب الشعرية أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها وعن عبد المعز بن محمد أن تميما المؤدب أخبره قالوا أنا عمر بن أحمد الزاهد أنا أبو عمرو بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي نا روح بن صلاح نا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الحسد في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه ورجل آتاه الله مالا فوصل منه أقرباءه ورحمه وعمل بطاعة الله تمنى أن يكون مثله ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما روى عنه من الدنيا حسن خليقته وعفاف وصدق حديث وحفظ أمانة" 1. ولد البوشنجي سنة أربع ومائتين ومات في آخر يوم من سنة تسعين ومائتين بنيسابور ودفن أول سنة إحدى. وفيها توفي شيخ القراء محمد بن عبد الرحمن قنبل المكي وشيخ الأدب أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ومحدث مكة محمد بن علي الصائغ ومحمد بن أحمد بن البراء العبدي ومحمد بن أحمد بن النضر بن بنت معاوية بن عمرو الأودي وهارون بن موسى الأخفش مقرئ دمشق رحمة الله عليهم.

_ 1 رواه البخاري في العلم باب 15. وفي التوحيد باب45. وأحمد في مسنده "2/ 9، 36".

679- 25/ 10- ابن أخت عراك 1 الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن علي البغدادي نزيل مصر: حدث عن سعيد بن داود الزنبرى وأحمد بن عبد الملك الحراني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعنه أبو جعفر الطحاوي وعلي بن أحمد علان وغيرهما قال أبو سعيد بن يونس كان يحفظ الحديث ويفهم حدث بمصر وخرج إلى قرية من أسفل بلاد مصر فتوفى بها في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين وكان حسن الحديث. ذكره الخطيب وساق له حديثا غريبا. 680- 26/ 10- يوسف القاضي هو الإمام الحافظ أبو محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري ثم البغدادي صاحب السنن: ولد سنة ثمان ومائتين وطلب العلم صغيرا فسمع مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب ومسددا وشيبان بن فروخ وطبقتهم روى عنه أبو عمرو بن السماك وابن قانع ودعلج وأبو بكر الشافعي والطبراني وابن ماسي وعلى بن محمد بن كيسان وخلق قال الخطيب كان ثقة صالحا عفيفا مهيبا سديد الاحكام ولى قضاء البصرة وواسط سنة ست وسبعين وضم اليه قضاء الجانب الشرقى قال ومات في رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. وفيها مات مسند دمشق عبد الرحمن ابن القاسم بن الرواس الهاشمي صاحب أبي مسهر ومحدث الكوفة عبيد بن غنام الكوفي المحدث والفقيه محمد بن داود بن علي الظاهري صاحب كتاب الزهرة. أخبرنا علي بن أحمد في جماعة كتابة قالوا أنا عمر بن محمد أنا محمد بن عبد الباقى أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن كيسان أنا يوسف القاضي نا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تسحروا فإن في السحور بركة" 2.

_ 679- تاريخ بغداد: 3/ 59، 60. طبقات الحنابلة: 1/ 307، 308. تاريخ ابن عساكر: خ: 15/ 363أ. المنتظم: 5/ 49. طبقت الحفاظ: 286. 1 في سير أعلام النبلاء "غزال" بدل "عراك". 680- تاريخ بغداد: 14/ 310-312. المنتظم: 6/ 96، 97. طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة: 113/ 2. النجوم الزاهرة: 3/ 171. طبقات الحفاظ: 287. شذرات الذهب: 2/ 227. الرسالة المستطرفة: 37. 2 رواه البخاري في الصوم باب 20. ومسلم في الصيام حديث 45. والترمذي في الصوم باب 17. والنسائي في الصيام باب 18، 19.

681- 27/ 10- محمد بن عثمان بن أبي شيبة الحافظ البارع محدث الكوفة أبو جعفر العبسي الكوفى: سمع أباه وأحمد بن يونس وعميه أبا بكر والقاسم علي بن المديني ويحيى الحماني ويحيى بن معين وسعيد بن عمرو الأشعثى ومنجاب بن الحارث وطبقتهم وصنف وجمع روى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو علي بن الصواف وأبو بكر الشافعي وسليمان الطبراني والحسين بن عبيد الدقاق وسعد الناقد وآخرون. قال صالح جزرة: ثقة وقال ابن عدي: لم ار له حديثا منكرا فأذكره وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به وأما عبد الله بن أحمد فقال: كذاب ورماه بن خراش بالوضع وقال مطين: هو عصا موسى يلقف ما يأفكون وقال البرقاني: لم أزل أسمع أنه مقدوح فيه. أخبرنا إسحاق الأسدي أنا ابن خليل أنا مسعود بن سعد وأحمد بن محمد ونبأنى عنهما بن سلامة قالا أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا سعيد بن محمد الصيرفي نا محمد بن عثمان نا إبراهيم بن محمد بن ميمون نا الحكم بن ظهير عن لاسدي عن عبد خير عن علي رضي الله عنه قال: "لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقسمت ألا أضع ردائى عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعته عن ظهري حتى جمعت القرآن" مات في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين أيضا وذكر بن المنادى وفاة ابن أبي شيبة ثم قال: وكنا نسمع شيوخ أهل الحديث يقولون: مات حديث الكوفة بموت محمد بن عثمان وموسى بن إسحاق ومطين وعبيد بن غنام. قلت: ماتوا في عام رحمهم الله تعالى. 682- 28/ 10- مطين الحافظ الكبير أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي: رأى أبا نعيم وسمع أحمد بن يونس ويحيى الحماني ويحيى بن بشر الحريري وسعيد بن عمرو الأشعثى وكان من أوعية العلم حدث عنه أبو بكر النجاد وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي علي بن حسان الدمي وعلي بن عبد الرحمن البكائي وعدة وقد صنف المسند وغير ذلك وله تاريخ صغير قال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ كتبت عن مطين مائة ألف حديث وسئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل. قلت: ولد سنة

_ 681- الكامل لابن عدي: 4/ 82. فهرست ابن النديم: 320. الأنساب: 3/ 42-47. ميزان الاعتدال: 3/ 642، 643. الوافي بالوفيات: 4/ 82. البداية والنهاية: 11/ 111. لسان الميزان: 5/ 280، 281. طبقات الحفاظ: 287، 288. شذرات الذهب: 2/ 226. 682- فهرست ابن النديم: 323، 324. طبقات الحنابلة: 1/ 300، 301. الأنساب: 534/ ب. دول الإسلام: 1/ 181. ميزان الاعتدال: 3/ 607. الوافي بالوفيات: 3/ 345. لسان الميزان: 5/ 233، 234. طبقات الحفاظ: 288. شذرات الذهب: 2/ 226. الرسالة المستطرفة: 63.

اثنتين ومائتين, ومات في شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين أيضا، ولأبي جعفر العبسي كلام في مطين وعدد له نحوا من ثلاثة أوهام فلا يلتفت إلى كلام الأقران بعضهم في بعض وبكل حال فمطين ثقة مطلقا وليس كذلك العبسي. أخبرنا شعبان الاريلى أنا عبد الغني بن بنين أنا عثير بن علي أنا مرشد بن يحيى وأبو عبد الله الرازي قالا أنا محمد بن إسحاق القهستاني أنا علي بن حسان الجديلي نا أبو جعفر الحضرمي نا أحمد بن يونس نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أعلمك كلمات؟ " ثم ذكر كلمات الكرب". 683- 29/ 10 س- المروزي الحافظ الحجة القاضي أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي مولى بنى أمية: سمع علي بن الجعد وأبا نصر التمار وكامل بن طلحة ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن الحجاج السامي وسويد بن سعيد وطبقتهم وعنه أبو عبد الرحمن النسائي وقال لا بأس به وأبو عوانة وابن جوصا وأبو علي بن معروف وأبو القاسم الطبراني وأبو أحمد المفسر ومسانيد ناب في القضاء بدمشق وولى قضاء حمص وعاش نحوا من تسعين سنة توفي في منتصف ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى. قرأت على أبي الفتح محمد بن عبد الرحيم غير مرة أنا عبد الوهاب بن ظافر أنا أبو طاهر السلفي أنا مرشد بن يحيى أنا علي بن محمد الفارسي أنا عبد الله بن محمد الناصح الفقيه أنا أحمد بن علي القاضي أنا إبراهيم بن الحجاج أنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معتكفا في المسجد فيخرج رأسه فأغسله بالخطمى وأنا حائض" أخرجه النسائي عن أحمد بن علي. فأما محمد بن يحيى المروزي فشيخ آخر. صدوق من لفظه من طبقة أبي بكر حدث ببغداد قبل الثلاث عن أبي عبيد وعاصم بن علي. 684- 30/ 10- بحشل هو الحافظ الصدوق محدث واسط وصاحب تاريخها أبو الحسن

_ 683- تاريخ بغداد: 4/ 304، 305. طبقات الحنابلة: 1/ 52. تاريخ ابن عساكر: خ: 14 أ-ب. تهذيب الكمال: خ: 32، 33. تهذيب التهذيب: خ: 1/ 19، 20. طبقات الحفاظ: 289. خلاصة تهذيب الكمال: 10. تهذيب التهذيب: 1/ 62. 684- معجم الأدباء: 6/ 127، 128. ميزان الاعتدال: 1/ 211. لسان الميزان: 1/ 388. طبقات الحفاظ: 289. شذرات الذهب: 2/ 210. عبر المؤلف: 2/ 93.

أسلم بن سهل بن سلم بن زياد بن حبيب الواسطي الرزاز: سمع من جده لأمه وهب بن بقية ومن عم أبيه سعيد بن زياد ومحمد بن أبي نعيم وسليمان بن أحمد ومحمد بن خالد الطحان وطبقتهم ممن كان موجودا بعد الثلاثين ومائتين حدث عنه محمد بن عثمان بن سمعان ومحمد بن عبد الله بن يوسف وإبراهيم بن يعقوب الهمداني وعلي بن حميد البزاز ومحمد بن جعفر بن الليث الواسطي وأبو القاسم الطبراني وآخرون قال خميس الحافظ هو منسوب إلى محلة الرزازين ومسجده هناك وهو ثقة ثبت إمام يصلح للصحيح قلت توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. أخبرنا محمد بن داود بكفر يطنا أنا المرجى بن أبي الحسن الواسطي سنة اثنتين وأربعين وستمائة أنا أبو طالب محمد بن علي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة أنا محمد بن أحمد العجمي أنا محمد بن محمد بن مخلد أنا علي الحسن بن معاذ الصلحى أنا أبو بكر محمد بن عثمان المعدل نا اسلم بن سهل نا محمد بن أبي نعيم نا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس: {لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّة} [النور: 35] قال: هي الشجرة تكون بالصحراء لا يواريها حبل ولا كهف تطلع عليها الشمس حين تطلع وتغرب فيها حين تغرب وهو انور لزيتها. 685- 31/ 10- عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الرحمن محدث العراق ولد إمام العلماء أبي عبد الله الشيباني المروزي الأصل البغدادي: ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين وسمع من أبيه فأكثر ومن يحيى بن عبدويه صاحب شعبة والهيثم بن خارجة ومحمد بن أبي بكر المقدمي وشيبان بن فروخ وطبقتهم ومنعه أبوه من السماع من علي بن الجعد حدث عنه النسائي وابن صاعد وأبو بكر النجاد ودعلج وإسحاق الكاذى وأبو علي بن الصواف وأبو بكر الشافعي وأحمد بن محمد اللنبانى وأبو بكر القطيعي وخلائق قال الخطيب كان ثقة ثبتا فهما وقال أحمد بن المنادى في تاريخه لم يكن أحدا روى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون الفا والتفسير والناسخ والمنسوخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر من كتاب الله وجوابات القرآن والمناسك الكبير وغير ذلك وحديث الشيوخ, وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون

_ 685- الجرح والتعديل: 5/ 7. تاريخ بغداد: 9/ 375، 376. طبقات الحنابلة: 1/ 180، 181. تهذيب الكمال: خ: 664. طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 408. تهذيب التهذيب: 5/ 141، 143. خلاصة تهذيب الكمال: 190. شذرات الذهب: 2/ 203، 204.

لعبد الله بمعرفة الرجال ومعرفة علل الحديث والأسماء والمواظبة على الطلب حتى أفرط بعضهم وقدمه على أبيه في الكثرة والمعرفة. قال إسماعيل بن محمد بن حاجب سمعت مهيب بن سليم يقول سألت عبد الله بن أحمد قلت: كم سمعت من أبيك؟ قال: مائة ألف وبضعة عشر ألفا. ويروى عن أبي زرعة قال لي أحمد: ابنى عبد الله محفوظ من علم الحديث لا يذاكرنى إلا بما لا أحفظ. قال عباس الدوري: قال لي أبو عبد الله: يا عباس قد وعى عبد الله علما كثيرا. وقال أبو علي بن الصواف عنه: "قال كل شيء أقول: قال، قد سمعته منه مرتين أو ثلاثا وأإقله مرة" قلت: مات عبد الله في سن أبيه في شهر جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين وكانت جنازته مشهودة, رحمه الله تعالى. 686- 32/ 10- ثعلب العلامة المحدث شيخ اللغة والعربية أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي المقدم في الكوفيين: سمع إبراهيم بن المنذر الحزامى ومحمد بن سلام الجمحي وعبيد الله بن عمر القواريرى ومحمد بن الأعرابي وطائفة سواهم. حدث عنه نفطويه ومحمد بن العباس اليزيدي وعلي الأخفش وأحمد بن كامل وأبو عمر الزاهد ومحمد بن مقسم وآخرون مولد سنة مائتين وابتدأ بالطلب سنة ست عشرة حتى برع في علم الأدب ولو سمع إذ ذاك لسمع من عفان وذويه وانما اخرجته في هذا الكتاب لأنه قال سمعت من القواريرى مائة ألف حديث وقال الخطيب كان ثعلب حجة دينا وصالحا مشهورا بالحفظ قلت له تصانيف كثيرة وقيل إنه خلف ستة آلاف دينار توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين وكان يلحن إذا تكلم وتردد اليه الطلبة من سنة خمس وعشرين ومائتين قال المبرد: أعلم الكوفيين ثعلب فذكر له الفراء فقال: لا يعشره. ويحكى عن ثعلب تقتير على نفسه مع الجدة. 687- 33/ 10- المعمري الحافظ العلامة البارع أبو علي الحسن بن علي بن شبيب البغدادي وقيل له المعامرى لأن جده للام أبو سفيان العمرى صاحب معمر: سمع خلف بن هشام وأبا نصر التمار وعلي بن المديني وشيبان بن فروخ ودحيما وعيسى بن

_ 686- مروج الذهب: 2/ 496، 497. طبقات النحويين واللغويين: 141-150. فهرست ابن النديم: 110، 111. تاريخ بغداد: 5/ 204-212. وفيات الأعيان: 1/ 102-104. الوافي بالوفيات: 8/ 234ت 245. طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 148، 149. طبقات الحفاظ: 290. بغية الرعاة: 1/ 396-398. شذرات الذهب: 2/ 207، 208. 687- تاريخ بغداد: 7/ 369-372. اللباب: 3/ 236، 237. ميزان الاعتدال: 1/ 504. البداية والنهاية: 11/ 106. لسان الميزان: 2/ 121-225. طبقات الحفاظ: 290، 291. شذرات الذهب: 2/ 218.

زغبة وخلقا بالعراق والشام ومصر. روى عنه أبو بكر النجاد وأحمد بن كامل وأبو القاسم الطبراني والمفيد وخلق سواهم. قال الخطيب: كان من أوعية العلم يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها وقال الدارقطني: صدوق حافظ. جرحه موسى بن هارون وكانت بينهما عداوة وأنكر عليه أحاديث فأخرج أصوله بها ثم ترك روايتها قال عبدان الأهوازي: ما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمري. وقال ابن عقدة: سألت عبد الله بن أحمد عن المعمري فقال: لا يتعمد الكذب وقال ابن عدي: كان كثير الحديث صاحب حديث بحقه آل عبدان أنه لم ير مثله وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث وزاد في متون فهذا موجود في البغدادين خاصة وفي حديث ثقاتهم وأنهم يرفعون الموقوف ويصلون المرسل ويزيدون في الأسانيد قلت: ربما فعلوا ذلك إذا ثبت عندهم الرفع أو الوصل ولا ريب أن هذا ترخص لا ينبغي. قرأت على سنقر الزنيبى بحلب أخبركم الموفق عبد اللطيف أنا أبو الحسين عبد الحق اليوسفي أنا علي بن محمد أنا أبو الحسن بن الحمامي نا عبد الباقى بن قانع نا الحسن بن على المعمري نا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد عن موسى بن يسار عن مكحول عن جنادة بن أبي أمية عن حبيب بن مسلمة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل السلب للقاتل. قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لما أنكر موسى بن هارون على المعمري وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسط بينهما فقال موسى بن هارون هذا أحاديث شاذة عن ثقات لا بد من إخراج الأصول بها فقال المعمري: قد عرف من عادتى أنى كنت إذا رأيت حديثا غريبا عند شيخ لا أعلم عليه إنما كنت أقرأه من كتاب الشيخ وأحفظه فلا أصل بهذا مات. المعمري في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين قاله أحمد بن كامل. ثم قال: وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إماما ربانيا ولي قضاء القصر وأعمالها. 688- 34/ 10 - موسى بن إسحاق بن موسى القاضي الإمام الحافظ أبو بكر الأنصاري الخطمي الفقيه الشافعي قاضي نيسابور ثم الأهواز: قرأ القرآن على قالون فكان آخر من قرأ عليه وفاة, وسمع منه ومن أحمد بن يونس وعلي بن الجعد وأبيه إسحاق بن موسى وطبقتهم وعنه عبد الباقى بن قانع وحبيب القزاز وأبو محمد بن ماسي وآخرون. وكان من

_ 688- الجرح والتعديل: 8/ 135. تاريخ بغداد: 13/ 52-54. طبقات السبكي: 2/ 345. البداية والنهاية: 11/ 111، 112. طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 317. طبقات الحفاظ: 291، 292. شذرات الذهب: 2/ 226، 227.

أجلة العلماء. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة صدوق. وقال أحمد بن كامل: كان فصيحا كثير السماع محمودا ينتحل مذهب الشافعي, سمعت ابنه أحمد بن موسى يقول عن أبيه سمعت من أبي كريب ثلاثمائة ألف حديث. قال ابن المنادي: بلغني أنه أقرأ الناس القرآن وله ثماني عشرة سنة. وقيل إن المعتضد أوصى وزيره بموسى وبإسماعيل القاضي, وقال: بهما يدفع عن أهل الأرض. مات بالأهواز في سنة سبع وتسعين ومائتين وعاش قريبا من مائة عام والله يرحمه. أنبأنا عبد الرحمن ابن قدامة أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن الحسن أنا أبو محمد الجوهري أنا أحمد بن جعفر نا موسى بن إسحاق الأنصاري نا إبراهيم بن إسحاق الضبي نا قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله سلم إذا فاته شيء من رمضان قضاه في شهر ذي الحجة. 689- 35/ 10- الحافظ الإمام الحجة أبو عمران بن المحدث أبي موسى الحمال البغدادي البزاز محدث العراق: سمع أباه وعلي بن الجعد وأحمد بن حنبل ويحيى الحماني وخلف بن هشام وطبقتهم وصنف وجمع حدث عنه أبو سهل القطان وأبو الطاهر الذهلي وجعفر الخلدي وأبو بكر الشافعي ودعلج والطبراني وأبو بكر الصبغى والقاضي أبو الطاهر الذهلي وخلق. قرأت على أحمد بن هبة الله أخبركم المسلم بن أحمد أنا عبد الرحمن ابن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا علي بن محمد الفارسي أنا محمد بن أحمد القاضي نا موسى بن هارون نا حباب بن جبلة الدقاق نا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أدرك ركعة قبل طلوع الشمس فقد أدرك الفجر ومن أدرك ركعة قبل غروب الشمس فقد أدرك العصر ". قال الصبغى: ما رأينا في حفاظ الحديث اهيب ولا اورع من موسى بن هارون. وقال الخطيب كان ثقة حافظا وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابن المديني في زمانه وموسى بن هارون في وقته والدارقطني في وقته قال الحاكم سمعت أبا سهل بن زياد يقول كان إسماعيل القاضي يجلس موسى بن هارون معه على سريره ينظر في كل ما يقرأ عليه. وقيل كان موسى كثير الحج يقيم ببغداد سنة ويجاور سنة مولده سنة أربع عشرة ومائتين ومات في شعبان سنة أربع وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى.

_ 689- طبقات الحنابلة: 1/ 334. طبقات الحفاظ: 292. تاريخ بغداد: 13/ 50، 51.

690- 36/ 10- أبو خليفة الإمام الثقة محدث البصرة الفضل بن الحباب الجمحي البصري: سمع مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب ومسددا وأبا الوليد الطيالسي وحفص بن عمر الحوضى وطبقتهم, وكان محدثا صادقا مكثرا عن طبقة الوقت حدث عنه أبو بكر الجعابي والطبراني والإسماعيلي وابن عدي وأبو الشيخ وأبو أحمد الغطريفى وخلق كثير وعاش مائة سنة غير أشهر. مات في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة. وفيها مات المحدث عبد الله بن محمد بن شيرويه صاحب إسحاق بنيسابور والمحدث عمران بن موسى بن مجاشع السختيانى بجرجان والمحدث المقرئ أبو محمد القاسم بن زكريا البغدادي المطرز. وقع لنا حديث أبي خليفة عاليا في جزء الغطريفى وكان حسن المعرفة صاحب فنون. 691- 37/ 10- علي بن الحسين بن الجنيد الحافظ الثبت أبو الحسن الرازي ويعرف في بلده بالمالكى لكونه جمع حديث مالك: كان بصيرا بالرجال والعلل. سمع أبا جعفر النفيلي وصفوان بن صالح وأبا مصعب والمعافى بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن نمير وطبقتهم حدث عنه عبد الرحمن ابن أبي حاتم وأحمد بن إسحاق الصبغى ودعلج وأبو أحمد العسال وإسماعيل بن نجيد وآخرون قال ابن أبي حاتم ثقة صدوق وقال وأبو يعلى الخليلي هو حافظ علم مالك قلت وكان يحفظ أيضا أحاديث الزهرى مات في آخر سنة إحدى وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن عبد السلام أنبأنا المؤيد الطوسي أنا محمد بن الفضل أنا عمر بن مسرور أنا إسماعيل بن نجيد نا علي بن الحسين بن الجنيد نا المعافى بن سليمان نا زهير نا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأحزاب فقال: "اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم".. 692- 38/ 10- عبيد العجل هو الحافظ المتقن أبو علي حسين بن محمد حاتم البغدادي

_ 690- فهرست ابن النديم: 165. طبقات الحنابلة: 1/ 249-251. ميزان الاعتدال: 3/ 350. البداية والنهاية: 11/ 128. طبقات القراء للجزري: 2/ 8، 9. لسان الميزان: 4/ 438-440. طبقات الحفاظ: 292. بغية الوعاة: 2/ 245. شذرات الذهب: 2/ 246. 691- الجرح والتعديل: 6/ 179. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة: 116/ 1. العبر: 2/ 89. دول الإسلام: 1/ 176. طبقات الحفاظ: 292، 293. شذرات الذهب: 2/ 208. 692- تاريخ بغداد: 8/ 93، 94. المنتظم: 6/ 61، 62. البداية والنهاية: 11/ 102. النجوم الزاهرة: 3/ 161. طبقات الحفاظ: 293. شذرات الذهب: 2/ 216.

تلميذ يحيى بن معين: حدث عن داود بن رشيد وإبراهيم بن عبد الله الهروي ويعقوب بن حميد بن كاسب ومحمد بن عبد الله بن عمار وطبقتهم وعنه أبو بكر الشافعي والطبراني وعثمان بن سنقة وآخرون. قال الخطيب: كان حافظا متقنا. وقال ابن المنادى: كان متقدما في حفظ المسند خاصة وقال ابن قانع مات في صفر سنة أربع وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد سنة عشرين وستمائة أنا ابن البطي أنا أبو الحسن بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو سهل القطان أنا الحسين بن محمد بن حاتم نا يعقوب بن محمد نا ابن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سلمة انه رأى أبا هريرة يسجد في خاتمة النجم فقلت رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسجد فيها فقال انى لو لم أر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسجد فيها لم أسجد. أخبرنا سنقر الزينى أنا علي بن محمود أنا السلفي أنا أحمد بن عبد الغفار أنا محمد بن علي الحافظ إملاء أنا على بن محمد بن عبد الله بن حيويه البزاز نا الحسين بن محمد بن حاتم نا سويد نا معاوية بن عمار عن أبي الزبير قال سئل جابر عن علي فقال: ما كنا نعرف منافقينا إلا ببغضهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 693- 39/ 10- محمد بن النضر بن سلمة الجارود بن يزيد الحافظ أبو بكر الجارودي النيسابوري الفقيه الحنفي: أخبرنا إسماعيل بن الفراء أنا ابن قدامة أنا ابن البطي أنا ابن خيرون أنا أبو بكر البرقاني قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن النضر الجارودي نا أبو مروان محمد بن عثمان نا إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل نرى ربنا يوم القيامة قال: "هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب والقمر ليلة البدر" قالوا: لا يا رسول الله، قال: "كذلك ترونه ". وذكر الحديث بطوله أخرجه مسلم1.

_ 693- الجرح والتعديل: 8/ 111. اللباب: 1/ 249، 250. تهذيب الكمال: خ: 1179. تهذيب التهذيب: خ: 4/ 5. تهذيب التهذيب: 9/ 490، 491. طبقات الحفاظ: 293. خلاصة تهذيب الكمال: 361، 362. شذرات الذهب: 2/ 208. 1 في كتاب الإيمان حديث 299.

محمد بن إبراهيم، وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري وهو صدوق من الحفاظ. وقال الحاكم: كان شيخ وقته حفظا وكمالا ورياسة وأبوه وأهل بيته حنفيون، وقيل كان رفيق مسلم في الرحلة. وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى الذهلي يستعين بعربية أبي بكر الجارودي في مصنفاته ويبيته عنده. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين. أخبرنا الحسن علي بن الجوهري أنا جعفر بن منير أنا السلفي أنا ابن ماكي نا أبو يعلى الحافظ نا الحاكم نا يحيى بن منصور نا محمد بن النضر الجارودي نا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي نا محمد بن بكر عن صدقة بن أبي عمران عن اياد بن لقيط عن البراء قال مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفلاة بميتة فقال: "الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها". قال الجارودي محمد بن بكر يقال له الحصنى ليس بالبرساني وقال الحاكم: إنما المحفوظ من حديث المستورد بن شداد. وأخبرنا ابن عساكر أنا أبو المظفر بن السمعاني اذنا أنا أبو البركات بن الفراوي والحسين بن علي الشحامى قالا أنا أبو بكر بن خلف أنا الحاكم حدثني علي بن عيسى الحيري نا أبو بكر الجارودي نا إسحاق بن إبراهيم هو الصواف نا سالم بن نوح نا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يصلى الضحى إلا أن يقدم من غيبة. 694- 40/ 10- أبو معشر حمدويه بن الخطاب بن إبراهيم البخاري الضرير الحافظ الثقة مستملي أبي عبد الله البخاري: سمع محمد بن سلام البيكندي وأبا جعفر المسندي ويحيى بن جعفر وأبا قدامة السرخسي وطبقتهم وما أحسبه رحل روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن حامد السعدانى وأهل بخارى. 695- 41/ 10 - عبدوس الحافظ الكبير أبو محمد عبيد الله محمد بن مالك النيسابوري نزيل سمرقند قال غنجار في تاريخ بخارى سمع يحيى بن يحيى وقتيبة وابن راهويه وابن أبي الشوارب وعمرو بن زرارة والفلاس- وسمى جماعة- روى عنه محمد بن محمد بن نصر المروزي وعمر بن بجير وسهل بن ساذويه وغيرهم قال أبو عمر محمد بن إسحاق بن جميلة السمرقندي مات عبدوس الحافظ بسمرقند في سنة اثنتين وثمانين وقال غيره مات في شعبان سنة ثلاث وثمانين رحمه الله تعالى.

696- 42/ 10- تميم بن محمد بن طمغاج الحافظ الثقة أبو عبد الرحمن الطوسي: ذكره الحاكم فقال: محدث ثقة مصنف. سمع أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وشيبان بن فروخ وإبراهيم بن الحجاجد ومحمد بن رمح وابن زغبة وعلي بن حجر وهدبة بن خالد وطبقتهم وجمع المسند الكبير. روى عنه محمد بن زهير وعلي بن حمشاذ وأبو عبد الله بن الأخرم ومحمد بن العباس البخاري وآخرون وأبو النضر الفقيه ومحمد بن إبراهيم بن المنذر صاحب الخلافيات. قال الحاكم حدثني أبو عمرو بن أبي جعفر نا الحسن بن سفيان في مسنده قال حدثني ابنى أبو بكر نا تميم بن محمد الطوسي نا سليمان بن سلمة الخبائري نا عبد الله بن عبد القدوس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أربع لا تستغني من أربع, عين من نظر وأرض من مطر وأنثى من ذكر وعالم من علم" قال أبو القاسم ابن منده: مات تميم بعد التسعين ومائتين. 697- 43/ 10- الخفاف الحافظ الكبير أبو يحيى زكريا بن داود بن بكر النيسابوري: قال الحاكم هو المقدم في عصره صاحب التفسير الكبير. سمع يحيى بن يحيى ويزيد بن صالح الفراء وعلي بن الجعد وأبا مصعب الزهرى وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهم. روى عنه أبو حامد بن الشرقى والحسن بن يعقوب ومحمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن داود وسليمان وعلي بن عيسى وطائفة سواهم مات في سنة ست وثمانين ومائتين رحمه الله تعالى. 698- 44/ 10- نصرك هو الحافظ الإمام أبو محمد نصر بن أحمد بن نصر الكندي البغدادي نزيل بخارى: سمع محمد بن بكار بن الريان وعبد الأعلى بن محمد النرسي وعبيد الله القواريرى وطبقتهم وعنه أبو العباس بن عقدة وخلف بن محمد الخيام وطائفة صنف المسند وكان من أئمة هذا العلم قال أبو الفضل السليمانى: يقال أنه كان أحفظ من صالح بن محمد بن جزرة إلا أنه كان يتهم بشرب المسكر قلت هذا لا يكاد يقع لي حديثه. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وفيها مات إبراهيم بن علي الذهلي وداود بن الحسين صاحب يحيى بن يحيى النيسابوري وعيسى بن محمد الطهمانى المروزي والفضل بن العباس بن مهران

_ 696- طبقات الحنابلة: 1/ 122. تاريخ ابن عساكر: خ: 3/ 275 أ-ب. تهذيب بدران: 3/ 361. 698- تاريخ بغداد: 13/ 293، 294. المنتظم: 6/ 59. طبقات الحفاظ: 295.

الأصبهاني, والمعمر محمد بن أسد المديني, خاتمة أصحاب الطيالسي, ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج وهميم بن همام الطبراني. أخبرنا الحسن بن يونس أنا جعفر بن منير أنا أبو طاهر بن سلفة أنا أبو علي البردانى وأبو الحسين بن الطيورى قالا أنا هناد بن إبراهيم أنا محمد بن أحمد الحافظ نا خلف بن محمد نا ناصر بن أحمد الكندي وسهل بن شاذويه قال نا محمد بن سهل بن عثمان نا أبي نا عيسى الغنجار عن أبي حمزة عن الأعمش عن أيوب بن أبي تميمة عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تسموا العنب الكرم؛ فإن الكرم الرجل المسلم" قال سهل: لما قدم مسلم بن الحجاج بخارى أفدته هذا الحديث عن محمد بن سهل فسمعه وحدث به عنه. قلت: إسناده ضيق المخرج فرد. و"به" إلى محمد بن أحمد قال نا منصور بن جرير نا عبد الله بن محمد بن الشرقى نا مسلم حدثني أبو عبد الله بن سهل أنا أبي فذكره. 699- 45/ 10- ابن أبي الدنيا المحدث العالم الصدوق أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا القرشي الأموي مولاهم البغدادي صاحب التصانيف: ولد سنة ثمان ومائتين وسمع سعيد بن سليمان وعلي بن الجعد وسعيد بن محمد الجرمي وخلف بن هشام وخالد بن خداش وعبد الله بن خيران صاحب المسعودي وأبا نصر التمار وعبيد الله العيشي وخلائق حدث عنه الحارث بن أبي أسامة مع تقدمه وأحمد بن محمد اللنبانى والحسين بن صفوان البرذعي وأبو بكر النجاد وأحمد بن خزيمة وأبو بكر الشافعي وآخرون. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق. وقال الخطيب: أدب غير واحد من أولاد الخلفاء قال ابن كامل: هو مؤدب المعتضد قال أبو بكر بن شاذان أنا أبو ذر القاسم بن داود حدثني بن أبي الدنيا قال دخل المكتفي على الموفق ولوح بيده فقال مالك لوحك بيدك فقال مات غلامي واستراح من الكتاب قال ليس هذا من كلامك كان الرشيد أمر ان يعرض عليه ألواح أولاده فعرضت فقال لابنه ما لغلامك ليس لوحك معه قال مات واستراح من الكتاب قال وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب قال نعم قال: فدع الكتاب قال: ثم جئته فقال: كيف محبتك لمؤدبك؟ قلت: كيف لا أحبه وهو

_ 699- الجرح والتعديل: 5/ 163. تاريخ بغداد: 10/ 89-91. طبقات الحنابلة: 1/ 192-195. تهذيب الكمال: خ: 736، 737. فوات الوفيات: 2/ 228، 229. البداية والنهاية: 11/ 71. طبقات الحفاظ: 294، 295. خلاصة تهذيب الكمال: 213.

أول من فتق لساني بذكر الله وهو مع ذاك إذا شئت اضحكك وإذا شئت ابكاك قال يا راشد أحضرنى هذا قال فأحضرنى ثم ابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا قال وابتدأت فذكرت نوادر الأعراب فضحك ضحكا كثيرا ثم قال لي شهرتنى شهرتنى. أنبأنا ابن قدامة أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا ابن أبي الدني نا خالد بن خداش نا صالح المري عن جعفر بن زيد العبدي عن أنس قال بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس في اصحابه إذ مر رجل فقال بعض القوم مجنون فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما المجنون المقيم على المعصية ولكن هذا رجل مصاب قلت حديثه في غاية العلو لابن البخاري بينه وبينه أربعة أنفس مات في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين. وفيها توفي عالم المالكية محمد بن إبراهيم بن المواز بالإسكندرية. 700- 46/ 10- العنبري الحافظ العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الطوسي صاحب المسند: سمع يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وقتيبة وعبيد الله القواريرى وهشام بن عمار وحرملة وأبا مصعب وطبقتهم بخراسان والحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة حدث عنه أبو النضر الفقيه وأبو الحسن مسنده بخطى في مائتي جزء وبضعة عشر جزءا وذكره الحاكم فقال هو محدث عصره بطوس وزاهدهم بعد شيخه محمد بن اسلم وأخصهم بصحبته وأكثرهم رحلة وذكره صاحب تاريخ حلب لعله توفي قبل التسعين ومائتين. 701- 47/ 10- الحسين بن فهم الحافظ الكبير أبو علي الحسن بن محمد بن عبد الرحمن فهم بن محرز البغدادي: سمع من محمد بن سعد الكاتب طبقاته ومن خلف بن هشام ومحمد بن سلام الجمحي ويحيى بن معين ومصعب بن عبد الله وطبقتهم وعنه أحمد بن معروف الخشاب وأحمد بن كامل وإسماعيل الخطبي وأبو علي الطومارى وكان عسرا في التسميع قال ابن كامل: كان حسن المجلس مفننا في العلوم كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه ولأصناف الأخبار والنسب والشعر والمعرفة بالرجال فصيحا متوسطا في الفقه قال لي أخذت عن ابن معين معرفة الرجال -وسمى

_ 700- عبر المؤلف: 2/ 67، وفيات سنة "282". طبقات الحفاظ: 295. شذرات الذهب: 2/ 205. تهذيب بدران: 2/ 200، 201. 701- تاريخ بغداد: 8/ 92، 93. عبر المؤلف: 2/ 83. البداية والنهاية: 11/ 95، 96. طبقات الحفاظ: 295، 296. شذرات الذهب: 2/ 201.

جماعة أخذ عنهم. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال الخطبي: مات في شهر رجب سنة تسع وثمانين ومائتين وولد سنة إحدى عشرة. وفيها توفي مسند مصر أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ومسند دمشق أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن البسري وبكر بن سهل الدمياطي والخليفة المعتضد بالله رحمة الله عليهم أجمعين. 702- 48/ 10خ- القبانى الحافظ الإمام أبو علي الحسين بن محمد بن زياد النيسابوري أحد أركان الحديث بنيسابور: سمع إسحاق وسهل بن عثمان وإبراهيم بن المنذر ومنصور بن أبي مزاحم وأبا مصعب وابن أبي شيبة وطبقتهم. روى عنه البخاري في صحيحه ان شاء الله فإنه قال حدثنا حسين نا أحمد بن منيع فقال الكلاباذي وغيره هو القبانى وقيل هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي والأول اشبه فان القبانى كان عنده كتاب مسند أحمد بن منيع وكان ملازما للبخاري بنيسابور وحدث عنه أيضا دعلج السجزي ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي ويحيى بن محمد العنبري وخلق قال الحاكم هو أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا رحل وصنف المسند والأبواب والتاريخ والكنى وعن القبانى قال كان لجدى زياد قبان وما كان وزانا وكان يعيره فشهر به وقد كان استصحبه معه من بلاد فارس قال أبو عبد الله بن الأخرم كان أبو علي القبانى يجتمع أهل الحديث عنده بعد مسلم وقال محمد بن صالح بن هانئ سمعت الحسين يقول حدثت البخاري عن سريج بن يونس فرأيت في كتاب بعض الطلبة قد سمعه من البخاري عنى مات القبانى سنة تسع وثمانين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنا حسين بن محمد أنا أبو بكر بن أبي شيبة نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق سمعت عمرو بن ميمون عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما حق الله على العباد؟ " قلت: الله ورسوله؛ أعلم قال: " أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" وذكر الحديث رواه البخاري1 عن إسحاق عن يحيى بن آدم عن أبي الأحوص.

_ 702- اللباب: 3/ 12. تهذيب الكمال: خ: 298، 299. تهذيب التهذيب: خ: 159. ميزان الاعتدال: 1/ 545، 546. تهذيب التهذيب: 2/ 368، 369. طبقات الحفاظ: 296. خلاصة تهذيب الكمال: 84. شذرات الذهب: 2/ 201. 1 في كتاب التوحيد باب1 وفي كتاب الرقاق باب 37.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا أبو محمد الفقيه أنا ابن البطي أنا ابن خيرون أنا أبو بكر الخوارزمي قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم الحسين بن محمد بن زياد أنا أبو معمر عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في الفجر آلم تنزيل: {وهل أتى على الإنسان} "م" عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن إبراهيم- نحوه. 703- 49/ 10- الإسماعيلي محمد بن إسماعيل بن مهران الحافظ الثبت البارع أبو بكر النيسابوري المعروف بالإسماعيلي: وهذا غير الإسماعيلي المتأخر رفيق بن عدي سمع هشام بن عمار وحرملة وعيسى بن حماد وأحمد بن أبي الحواري وأبا نعيم الحلبي وإسحاق بن موسى الخطمي وإسحاق بن راهويه ويحيى بن طلحة اليربوعي وطبقتهم بالحرمين والشام ومصر والكوفة والبصرة وبغداد ونيسابور وأماكن حدث عنه أبو العباس السراج وأبو حامد بن الشرقى وأبو بكر أحمد بن علي الرازي وأبو عبد الله الأخرم ودعلج وابن نجيد وعلي بن حمشاذ وأبو العباس محمد بن حمدان نزيل خوارزم وأحمد بن إسحاق الصيدلاني وولده أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل وعدة. قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بنيسابور كثرة ورحلة واشتهارا وهو مجود عن البصريين والشاميين جمع حديث الزهرى وجوده وكذلك حديث مالك ويحيى بن سعيد وعبد الله بن دينار وموسى بن عقبة وهو ثقة مأمون وقال إبراهيم بن أبي طالب لم يخرج لنا حديث مالك كما خرجه الإسماعيلي فإنه مجود قال الحاكم سمعت أحمد بن محمد بن إسماعيل يقول مرض أبي في صفر سنة تسع وثمانين وبقى في مرضه إلى ان مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين قال الحاكم ورأيت عبد الله بن سعد يتأسف غير مرة على ما فاته من الإسماعيلي ويقول أدركناه وقد أخذته اللقوة وبقى فيها إلى آخر عمره. أخبرنا بن أبي عصرون وابن عساكر وبنت كندى عن المؤيد الطوسي وأبي روح الهروي وزينب بنت الشعرى كتابة قال المؤيد ثنا أبو عبد الله المذارى وقالت زينب أنا إسماعيل القارى وقال أبو روح أنا تميم الجرجاني قالوا أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر الزاهد أنا إسماعيل بن نجيد أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران نا سوار بن عبد الله نا المعتمر بن سليمان عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى

_ 703- الأنساب: 36/ ب. ميزان الاعتدال: 3/ 485. مرآة الجنان: 2/ 225. لسان الميزان: 5/ 81، 82. طبقات الحفاظ: 296، 297. شذرات الذهب: 2/ 221.

الله عليه وسلم: "إذا ولغ الكلب في الإناء غسل سبع مرات اولهن- أو أولاهن بالتراب وإذا ولغ الهر غسل مرة" 1. 704- 50/ 10- ابن عبدوس هو الحافظ الثبت المأمون أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل السلمي البغدادي السراج صديق عبد الله بن أحمد كان اسم أبيه عبد الجبار: سمع علي بن الجعد وداود بن عمرو الضبي وأحمد بن حبان وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهم وعنه جعفر الخلدي وأبو بكر النجاد ودعلج السجزي وابن ماسي والطبراني وعدة قال أبو الحسين بن المنادى كان بن عبدوس من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث أكثر الناس عنه لثقته وضبطه وكان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل مات في آخر رجب أو أول شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين وباسنادى إلى بن نجيد أنا محمد بن عبدوس ببغداد أنا مسروق بن المرزبان نا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن محمد بن مسلم عن جابر بن عبد الله قال نهينا عن قتل تجار المشركين. 705- 51/ 10- بن خراش الحافظ البارع الناقد أبو محمد عبد الرحمن ابن يوسف بن سعيد بن خراش المروزي ثم البغدادي: سمع عبد الجبار بن العلاء المكي وخالد بن يوسف السمتي وعمرو بن علي الفلاس وعلي بن خشرم وأبا عمير بن النحاس وأبا التقي هشام بن عبد الملك الحمصي ونصر بن علي وطبقتهم ما بين مصر إلى خراسان حدث عنه أبو سهل القطان وأبو العباس بن عقدة وبكر بن محمد الصيرفي وغيرهم قال بكر بن محمد سمعته يقول شربت بولى في هذا الشأن خمس مرات وقال أبو نعيم بن عدي ما رأيت أحدا أحفظ من ابن خراش قال ابن عدي الجرجاني ذكر بشيء من التشيع وأرجو أنه لا يتعمد الكذب سمعت بن عقدة يقول كان بن خراش عندنا إذا كتب شيئا من باب التشيع يقول هذا لا ينفق الا عندي وعندك وسمعت عبدان يقول حمل بن خراش إلى بندار كان عندنا جزئين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفى درهم بنى له بها حجرة فمات إذا فرغ منها.

_ 1 رواه البخاري في الوضوء باب 33. ومسلم في الطهارة حديث 89، 91. وأبو داود في الطهارة باب 37. والترمذي في الطهارة باب 68. 704- تاريخ بغداد: 2/ 380، 381. طبقات الحنابلة: 1/ 314. طبقات الحفاظ: 297. شذرات الذهب: 2/ 215. 705- الكامل لابن عدي: "خ: الظاهرية": 2/ 236. تاريخ بغداد: 10/ 180، 281. ميزان الاعتدال: 2/ 600، 601. عبر المؤلف: 2/ 70، 71. لسان الميزان: 3/ 444، 445. طبقات الحفاظ: 297، 298. شذرات الذهب: 2/ 184.

وقال أبو زرعة محمد بن يوسف: خرج بن خراش مثالب الشيخين وكان رافضيا وقال ابن عدي سمعت عبدان يقول قلت لابن خراش حديث: "ما تركنا صدقة" 1 قال: باطل أتهم مالك بن أوس بالكذب ثم قال عبدان: وقد روى مراسيل وصلها ومواقيف رفعها قلت جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثم فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك أن صدقت في الترحال فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك. مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين. وفيها مات إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي مؤلف الديباج وشيخ الصوفية سهل بن عبد الله التستري ومحمد بن سليمان بن الحارث الباغندي والد الحافظ أبي بكر محمد بن محمد ومحمد بن غالب بن حرب التمتام المحدث. 706- 52/ 10- محمد بن رجاء بن السندي الحافظ الإمام أبو بكر الإسفرائني مصنف الصحيح ومخرجه على كتاب مسلم: سمع إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وابن نمير وأبا بكر بن أبي شيبة وامثالهم وأكثر الترحال روى عنه أبو عوانة وأبو حامد بن الشرقى ومحمد بن صالح بن هانئ وابن الأخرم وأبو النضر محمد بن محمد وآخرون قال الحاكم: كان دينا ثبتا مقدما في عصره سمع من جده رجاء وسمى طائفة وقال بشر بن أحمد: مات أبو بكر في سنة ست وثمانين ومائتين رحمه الله تعالى. قلت كان من أبناء الثمانين. 707- 53/ 10- إبراهيم بن معقل بن الحجاج الحافظ العلامة أبو إسحاق النسفي قاضي نسف وعالمها ومصنف المسند الكبير والتفسير وغير ذلك: سمع قتيبة بن سعيد وجبارة بن المغلس وهشام بن عمار وطبقتهم. وحدث بصحيح البخاري عنه. قال المستغفري: وكان فقيها حافظا بصيرا باختلاف العلماء عفيفا صينا. روى عنه ابنه سعيد ومحمد بن زكريا وعبد المؤمن ابن خلف النسفيون مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى قال الخليلي: هو حافظ ثقة أخبرنا أحمد بن عبد الله أنا عبد الرحيم بن أبي سعد

_ 1 رواه البخاري في النفقات باب 3. ومسلم في الجهاد حديث 49-52. وأبو داود في الإجارة باب19. والنسائي في الفئ باب 9، 16. 706- الجرح والتعديل: 8/ 87. تاريخ ابن عساكر خ: 15/ 451 ب- 452أ. طبقات الحفاظ: 298. شذرات الذهب: 2/ 193، 194. 707- عبر المؤلف: 2/ 100، 101. الوافي بالوفيات: 6/ 149. النجوم الزاهرة: 3/ 164. طبقات الحفاظ: 298. طبقات المفسرين: 1/ 22. شذرات الذهب: 2/ 218. تهذيب بدران: 2/ 300.

في كتابه أنا عبد الله بن محمد وآخر قالا أنا محمد بن عبد الله الصرام أنا أبو عبد الله الحاكم أنا خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري أنا إبراهيم بن معقل نا أبو كريب نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني موسى بن عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى الضحى بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب ". أخرجه الترمذي1 عن أبي كريب فقال: موسى بن فلان بن أنس عن ثمامة. 708- 54/ 10- عبدان بن محمد بن عيسى الفقيه الحافظ أبو محمد المروزي: سمع قتيبة بن سعيد وإسماعيل بن مسعود الجحدري وعلي بن حجر وأبا كريب وطبقتهم بخراسان والحرمين والعراق روى عنه عمر بن علك وابن الشرقى وأبو العباس الدغولي ويحيى بن محمد العنبري وأبو أحمد العسال وأبو القاسم الطبراني وخلق سواهم. وكان مفتي مرو وعالمها وزاهدها, وكان قد ارتحل إلى مصر وتفقه على أصحاب الشافعي وبرع في المذهب وزاهدها وصنف الموطأ وغير ذلك. أخبرنا جماعة إذنا عن منصور الفراوي أنا محمد بن إسماعيل أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أحمد بن حاتم الداربردى بمرو نا عبدان بن محمد الحافظ نا قتيبة نا معن ابن عيسى نا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر قال: رمى رجل في صدره أو في حلقه فمات فادرج كما هو في ثيابه، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. غريب وحديثه أعلى من هذا في معجم الطبراني قال الخطيب: كان ثقة حافظا صالحا زاهدا ولد سنة عشرين ومائتين وتوفى سنة ثلاث وتسعين ومائتين قال ابن السمعاني: هو أحد من أظهر مذهب الشافعي بخراسان وكان المرجوع اليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيار قلت لقيه الطبراني بمكة. 709- 55/ 10- عبدان الإمام رحلة الوقت أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الأهوازي الجواليقي صاحب التصانيف: سمع أبا كامل الجحدري ومحمد بن بكار بن

_ 1 في كتاب الوتر باب 15. 708 تاريخ بغداد: 11/ 135، 136. الأنساب: 138/ أ. المنتظم: 6/ 58. طبقات السبكي: 2/ 297، 298. طبقات الحفاظ: 298، 299. شذرات الذهب: 2/ 215. حسن المحاضرة: 1/ 349. الرسالة المستطرفة: 126. 709 تاريخ بغداد: 9/ 378، 379. الأنساب: 139/ أ. المنتظم: 6/ 150، 151. العبر: 2/ 133. مرآة الجنان: 2/ 249. طبقات الحفاظ: 299. شذرات الذهب: 2/ 249. الرسالة المستطرفة: 96. النجوم الزاهرة: 3/ 195.

الريان وسهل بن عثمان العسكري وهشام بن عمار وخليفة بن خياط وابنى أبي شيبة واقرانهم حدث عنه ابن قانع وحمزة الكناني وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو بن حمدان وأبو بكر بن المقرئ وآخرون. قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر المستملي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا عبد الله بن أحمد الحافظ أنا هشام بن عمار نا الوليد نا الأوزاعي عن عطاء عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها وعندها حميم لها يخنقه الموت، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما بها قال: "لا تبتئسي على حميمك فإن ذلك من حسناتك ". رواته ثقات لكنه منكر. وقد رواه ابن ماجه عن هشام فوافقناه بعلو. أنبأنا ابن أبي الخير عن خليل بن بدر أنا جعفر بن عبد الواحد أنا ابن عبد الرحيم أنا أبو محمد بن حبان نا عبدان نا عباس بن عبد العظيم نا الأحوص بن جواب نا عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس بن مالك: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر فلم يجهروا بـ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . قال الحافظ أبو علي النيسابوري: رأيت من أئمة الحديث أربعة: إبراهيم بن أبي طالب, وعبدان الأهوازي, وأبا عبد الرحمن النسائي ... فأما عبدان فكان يحفظ مائة ألف حديث ما رأيت في المشايخ أحفظ منه قال حمزة الحافظ: سمعت عبدان يقول: دخلت البصرة ثماني عشرة مرة من أجل حديث أيوب وجمعت ما يجمعه أصحاب الحديث إلا حديث مالك فإنه لم يكن عندي الموطأ بعلو ولا حديث أبي حصين وجمعت لبشر بن المفضل ستمائة حديث من شاء يزيد وقال ابن حبان: أتانا عبدان بعسكر مكرم وكان عسرا نكدا وقال ابن عدي: عبدان كبير الاسم. قلت: لعبدان غلط ووهم يسير وهو صدوق. عاش تسعين سنة ومات في آخر سنة ست وثلاثمائة. وفيها مات فقيه العراق أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الشافعي عن سبع وخمسين سنة. ومسند بغداد أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وهو عشر المائة وشيخ الصوفية أبو عبد الله أحمد بن يحيى بن الجلاء والمسند على بن إسحاق بن زاطيا المخزومي والقاضي محمد بن خلف ولقبه وكيع ومحدث قزوين محمد بن مسعود الأسدي. 710- 56/ 10- عبد الله بن محمد بن علي الحافظ العالم أبو علي البلخي محدث بلخ:

_ 710- تاريخ بغداد: 10/ 93، 94. المنتظم: 6/ 79. عبر المؤلف: 2/ 102. شذرات الذهب: 2/ 219.

سمع قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن يوسف وعلي بن حجر وهدية بن عبد الوهاب وطائفة روى عنه ابن قانع والجعابى وأبو بكر الشافعي وغيرهم صنف كتاب العلل وكتاب التاريخ وحدث في آخر عمره بنيسابور وبغداد. قال أحمد بن الخضر الشافعي لما قدم عبد الله بن محمد البلخي نيسابور عجزوا عن مذاكرته فذاكر جعفر بن محمد بن نصر بأحاديث الحج فكان يسردها عبد الله فقال له جعفر تحفظ للتيمى عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبى بحجة وعمرة؟ فبهت, فقال جعفر حدثنا به يحيى بن حبيب أنا معتمر عن أبيه. استشهد على يد القرامطة قاتلهم الله في سنة أربع وتسعين ومائتين. وأما عبد الله فقال توفي في سلخ سنة خمس وتسعين قال أبو بكر الخطيب: كان أحد أئمة أهل الحديث حفظا وإتقانا واكثارا وله تصانيف قلت عندي حديثه في عاشر معجم بن قانع وروى تمام عن أبيه عنه في الجزء الثالث من فوائده, وعندي في المعجم بن جميع عن عبد الله بن محمد البزاز عنه وقد مر. 711- 57/ 10- عبد الرحمن ابن محمد بن سلم الحافظ الكبير أبو يحيى الرازي إمام جامع أصبهان ومصنف المسند والتفسير: حدث عن سهل بن عثمان وعبد العزيز بن يحيى والحسين بن عيسى الزهرى وطبقتهم حدث عنه أبو أحمد العسال وأبو الشيخ والطبراني وآخرون وكان من الثقات توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى. 712- 58/ 10- أبو سعد الهروي الحافظ الإمام يحيى بن منصور أحد الكبار: سمع علي ابن المديني وأحمد بن حنبل وإسحاق وحبان بن موسى وابن نمير وأبا مصعب ويعقوب بن كاسب وطبقتهم وعنه أبو العباس بن عقدة وأبو عبد الله بن الأخرم ومحمد بن صالح بن هانئ وطائفة آخرهم موتا أحمد بن موسى الغيزانى قال الحاكم في تاريخه أبو سعد الهروي الحافظ إمام عصره ببلده مات بهراة في شعبان كذا نقل الحاكم وقال غيره وهو أرجح انه توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وقال الخطيب هو يحيى بن أبي نصر الهروي حدث ببغداد فروى عنه من أهلها أبو عمرو بن السماك والخطبى وأبو بكر الشافعي قال وكان ثقة حافظا صالحا زاهدا إلى ان نقل وفاته عن إسحاق بن يعقوب القراب في شعبان سنة سبع وثمانين كما مر.

_ 711- ذكر أخبار أصبهان: 2/ 112، 113. النجوم الزاهرة: 3/ 133. طبقات المفسرين: 1/ 282. طبقات المحدثين بأصبهان ورقة: 124. 712- تاريخ بغداد: 14/ 225، 226. طبقات الحنابلة: 1/ 410. المنتظم: 6/ 26. طبقات الحفاظ: 300. النجوم الزاهرة: 3/ 123. شذرات الذهب: 2/ 213.

أنبأنا المسلم بن محمد أنا الكندي أنا الشيباني أنا الخطيب أنا إبراهيم بن مخلد حدثني إسماعيل الخطبي نا أبو سعد يحيى الهروي الخطيب الشيخ الصالح نا سويد بن نصر أنا ابن المبارك عن موسى بن عقبة عن سالم عن عبد الله قال أكثر ما كان يحلف بهذه اليمين: لا ومقلب القلوب. 713- 59/ 10- الهسنجاني الحافظ الرحال أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الرازي: سمع طالوت بن عباد وعبد الواحد بن غياث وهشام بن عمار وهذه الطبقة وصنف مسندا يزيد على مائة جزء. حدث به عنه ميسرة بن علي القزويني وروى عنه خلق منهم أبو بكر الإسماعيلي وأبو علي الحسن النيسابوري وأبو أحمد بن عدي وأحمد بن علي الديلمي والعباس بن الحسن الصفار خاتمة اصحابه قال أبو علي النيسابوري: ثقة مأمون. وقال أبو الشيخ: مات سنة إحدى وثلاثمائة يقع لي عواليه بالإجازة. قرأت على عيسى بن عبد المنعم بن شهاب المؤدب أخبركم عبد العزيز بن أحمد في سنة "623" أنا يحيى بن ثابت بن بندار أنا أبي أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنا الحسن بن سفيان ونا إبراهيم بن يوسف وأبو يعلى قالوا ثنا محمد بن عبيد بن حساب نا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه مسلم عن ابن حساب. 714- 60/ 10- الفريابي العلامة الحافظ شيخ الوقت أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض التركي قاضي الدينور وصاحب التصانيف: رحل من الترك إلى مصر وحدث عن علي بن المديني وأبي جعفر النفيلي وقتيبة وإسحاق وهدبة بن خالد وهشام بن عمار وسليمان بن بنت شرحبيل وابنى أبي شيبة وعبد الأعلى بن حماد وشيبان بن فروخ ومحمد بن أبي بكر المقدمي وخلائق روى عنه النجاد وأبو علي بن الصواف وأبو بكر الشافعي والقطيعي وابن عدي والإسماعيلي والجعابي وأبو الطاهر الذهلي قاضي مصر وأبو الفضل الزهرى وخلق كثير. وكان ثقة مأمونا.

_ 713- الأنساب: 590/ ب. الوافي بالوفيات: 6/ 172. طبقات الحفاظ: 300، 301. شذرات الذهب: 2/ 235. الرسالة المستطرفة: 70. تهذيب ابن عساكر: 2/ 311. 714- فهرست ابن النديم: 324. تاريخ بغداد: 7/ 199- 202. الأنساب: 3/ 188. معجم البلدان: 4/ 284. الكامل في التاريخ: 8/ 85. دول الإسلام: 1/ 181. البداية والنهاية: 11/ 121، 122. الديباج المذهب: 1/ 321، 322. طبقات الحفاظ: 301، 302 شذرات الذهب: 2/ 235. الرسالة المستطرفة: 47، 48.

قال ابن الصواف: سمعت الفريابي يقول: كل من لقيته لم أسمع منه إلا من لفظه إلا من اثنين أبي مصعب؛ فإنه ثقل لسانه. ومعلى بن مهدى الموصلي, وأول ما كتبت سنة أربع وعشرين ومائتين وعن أبي حفص الزيات قال لما ورد الفريابي إلى بغداد استقبل بالطنبارات والزبازب ثم اوعد له الناس إلى شارع المنار ليسمعوا منه فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث فقيل كانوا نحو ثلاثين الفا وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر. قال أبو الفضل الزهرى: لما سمعت من الفريابي كان في مجلسه من أصحاب المحابر من يكتب نحو عشرة آلاف إنسان, ما بقي منهم غيرى، هذا سوى من لا يكتب. قلت: وسماعه منه في سنة ثمان وتسعين ومائتين. قال ابن عدي: كنا نشهد مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف أو أكثر قال الخطيب كان من أوعية العلم من أهل المعرفة والفهم طوف شرقا وغربا ولقى الاعلام وكان ثقة حجة وقال الدارقطني: قطع الفريابي الحديث في شوال سنة ثلاثمائة وقال أبو علي النيسابوري الحافظ قدمت بغداد والفريابي وقد امسك عن التحديث ودخلنا عليه غير مرة وبكيت بين يديه وكنا نراه حسرة قلت: ولد سنة سبع ومائتين ومات في المحرم سنة إحدى وثلاثمائة وكان رحمه الله قد حفر لنفسه قبرا. أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد أنا الفتح بن عبد السلام أنا الأرموى وابن الداية ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهرى نا جعفر الفريابي نا شيبان بن فروخ ان أبو الأشهب عن طريف قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد إن ناسا يزعمون أن لا نفاق أو لا يخافون النفاق -شك أبو الأشهب- قال: والله لأن أكون أعلم إني بريء من النفاق أحب إلي من طلاع الأرض ذهبا. 715- 61/ 10- البلخي الحافظ أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن علي بن طرخان بن جباش البلخي ثم البيكندي: سمع قتيبة ولوينا وهشام بن عمار وطبقتهم واسع الرحلة على الهمة ذكره بن ماكولا لأجل جده جباش وقال كان حافظا حسن التصانيف توفي في رجب سنة ثمان وتسعين ومائتين حدث عنه ابنه أبو بكر والحسن بن علي الطوسي وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ وجماعة قلت: عاش سبعا وتسعين سنة نقله القاسم بن منده.

716- 62/ 10- الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم الحافظ الثقة أبو علي الأنصاري الهروي: حدث عن سعيد بن منصور وسويد بن سعيد وسويد بن نصر وهشام بن عمار وعثمان بن أبي شيبة وداود بن رشيد وطبقتهم فأكثر. أخبرنا بن الفراء أنا محمد والبهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا شهدة أنا أبو الفضل الأنصاري أنا أبو بكر البرقاني قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب أبي إسحاق الهروي بها أخبركم الحسين بن إدريس نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة حدثني الأوزاعي عن أبي النجاشي مولى رافع عن رافع قال: أتانا ظهير فقال لنا: نهانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر كان بنا رفقا. فقلت: وما ذاك؟ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق. قال: قال: " كيف تصنعون بمحاقلكم؟ " قلنا: نؤاجرها على الربع والأوسق من التمر والشعير. قال: "فلا تفعلوا؛ ازرعوها أو أزرِعوها أو أمسكوا" "م" عن أبي مسهر عن ابن حمزة. وروى عنه بشر بن محمد المدني ومنصور بن العباس ومحمد بن عبد الله بن خميرويه وأبو حاتم بن حبان أبو بكر النقاش وآخرون وكان أحد من عنى بهذا الشأن وحصل وعمل تاريخا على هيئة تاريخ البخاري قال الدارقطني: ثقة وقال أبو الوليد الباجى لا بأس به وقال ابن أبي حاتم: هو المعروف بابن خرم كتب إلى بجزء من حديثه عن خالد بن هياج فيه بواطيل فما أدري ذلك منه أو من خالد. قلت: الحسين ثقة وقال أبو النضر الفامي: مات سنة إحدى وثلاثمائة رحمه الله تعالى. أخبرنا بن المنادى أنا ابن قدامة أنا ابن البطي أنا ابن خيرون أنا البرقاني قرأت على أحمد بن محمد حسنويه أخبرك الحسين بن إدريس أنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزبير عن أبي الطفيل أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام عزوة تبوك. 717- 63/ 10- ابن ناجية الحافظ المفيد أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية بن نجبة البربري ثم البغدادي: سمع سويد بن سعيد وأبا معمر الهذلى وعبد الواحد بن غياث وعبد

_ 716- الجرح والتعديل: 3/ 47. الأنساب: 589/ ب. ميزان الاعتدال: 1/ 530، 531. الوافي بالوفيات: 12/ 340. لسان الميزان: 2/ 272، 273. النجوم الزاهرة: 3/ 184. طبقات الحفاظ: 302. شذرات الذهب: 2/ 235. 717- تاريخ بغداد: 10/ 104، 105.

الأعلى بن حماد وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهم وصنف وجمع. حدث عنه أبو بكر الشافعي وابن الجعابي وأبو القاسم بن النحاس وإسحاق النعالي ومحمد بن المظفر وعمر بن الزيات وعدة. وكان ثقة ثبتا عارفا بهذا الشأن له مسند كبير قاله الخطيب: قلت: وكان مسندا. قال الحافظ بن عبد البر: ناولني خلف بن القاسم مسند بن ناجية, وهو في مائة واثنين وثلاثين جزءا بروايته عن سلم بن الفضل عنه. قلت مات في رمضان سنة إحدى وثلاثمائة رحمه الله تعالى. قرأت على أحمد بن هبة الله: أخبركم زين الأمناء أبو البركات في سنة ثلاث وعشرين وستمائة أنا المبارك بن علي أنا أبو الحسن العلاف أنا أبو القاسم بن نسوان أنا أبو بكر الآجري أنا عبد الله بن محمد بن ناجية نا وهب بن بقية أنا خالد الواسطي عن مطرف بن طريف عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء وبعدها يغلط أصحابه في الصلاة والقوم يصلون. 718- 64/ 10- السامي الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الهروي: سمع أحمد بن يونس اليربوعي وإبراهيم بن محمد الشافعي وإسماعيل بن أبي أويس وأحمد بن حنبل وهذه الطبقة روى عنه ابن حبان وهو من كبار شيوخه وبشر بن محمد المزني والعباس بن الفضل النضروى وسائر أهل هراة مات سنة إحدى وثلاثمائة. وفيها مات أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء راوي موطأ سويد عنه وعدة من علماء المحدثين رحمة الله تعالى عليهم أجمعين. أخبرنا التاج عبد الخالق أنا البهاء المقدسي أخبرتنا شهدة أنا محمد بن عبد السلام أنا أحمد بن محمد الحافظ قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب أخبركم محمد بن عبد الرحمن السامي أنا خلف بن هشام أنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أتعلم كتاب يهود فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت وقال: "والله لا آمن على كتابي" قال: فلما تعلمت كنت أكتب له إلى يهود إذا كتب إليهم، فإذا كتبوا إليه قرأت كتابهم له" علقه "خ" فقال: وقال خارجة: قلت: بن أبي الزناد ليس من شرط البخاري فنراه قد علق بصيغة جزم وتفرد به عبد الرحمن.

_ 718- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 121/ 1. العبر: 2/ 120. الوافي بالوفيات: 3/ 226. طبقات الحفاظ: 304. شذرات الذهب: 2/ 235.

"وبه" إلى السامي حدثنا سعيد بن منصور نا فليح عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن عائشة كن نسوة يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصبح ثم يرجعن متلفعات بمروطهن لا يعرف بعضهم بعضا ولا يعرفن من الغلس "خ" عن يحيى بن موسى عن سعيد. 719- 65/ 10- النسائي الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني القاضي صاحب السنن: ولد سنة خمس عشرة ومائتين وسمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وهشام بن عمار وعيسى بن زغبة ومحمد بن النضر المروزي وأبا كريب وسويد بن نصر الشاه وامثالهم بخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام والجزيرة وبرع في هذا الشأن وتفرد بالمعرفة والإتقان وعلو الإسناد واستوطن مصر حدث عنه أبو بشر الدولابي وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري وحمزة الكناني والحسن بن الخضر السيوطي وأبو بكر بن السني وأبو القاسم الطبراني ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي والحسن بن رشيق ومحمد بن عبد الله بن حيويه وآخرون رحل إلى قتيبة وله خمس عشرة سنة سنة ثلاثين فقال: أقمت عنده سنة وشهرين. وكان النسائي يكون بزقاق القناديل بمصر وكان مليح الوجه ظاهر الدم مع كبر السن يؤثر لباس البرود النوبية والخضر ويكثر الاستمتاع له, أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك من سرية وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشترى له وتسمن وتخصى. قال مرة بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ؛ للنضرة التي في وجهه، وقال آخر: ليت شعرى ما مذهبه في إتيان النساء في أدبارهن. قال: فسئل فقال: النبيذ حرام ولا يصح في الدبر شيء لكن حدث محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: اسق حرثك من حيث شئت فلا ينبغي أن يتجاوز قوله. قال ابن الذهبي: ثبت نهي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عن أدبار النساء ولي فيه مصنف عامة ما ذكرت سمعت الوزير بن خنزابة عن محمد بن موسى المأمونى صاحب النسائي وقال فيه: سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال: دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير، فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله، ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة فقيل له وأنا اسمع: ألا تخرج فضائل معاوية فقال: أي شيء أخرج؟ حديث: "اللهم لا تشبع بطنه" فسكت السائل.

_ 719- الأنساب: 559/ أ. المنتظم: 6/ 131، 132. وفيات الأعيان: 1/ 77، 78. الكامل في التاريخ: 8/ 96. الوافي بالوفيات: 6/ 416، 417. طبقات السبكي: 3/ 14-16. طبقات القراء للجزري: 1/ 61. تهذيب التهذيب: 1/ 36، 37. طبقات الحفاظ: 303. شذرات الذهب: 2/ 239-241.

قلت: لعل هذه منقبة معاوية لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة. قال حافظ خراسان أبو علي النيسابوري: حدثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي. قال أحمد بن نضر أبو طالب الحافظ من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟ عنده حديث بن لهيعة ترجمة ترجمة- يعنى عن قتيبة عنه- فما صنفها. قال الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم علي كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن أبي العوام السعدي: ثنا النسائي ثنا إسحاق ثنا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك: إن فلانا يقول: من زعم أن قوله تعالى: {إِنَّنِي أنا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أنا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] مخلوق فهو كافر, فقال: صدق. قال النسائي: بهذا أقول: قال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت: قد ضعفه النسائي فقال: با بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، وقال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوراج. قال الدارقطني: كان بن الحداد أبو بكر الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله قال: وأبو عبد الله ابن منده عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها عن معاوية وما جاء من فضائله فقال: ألا يرضى رأسا برأس حتى يفضل. قال: فما زالوا يدفعون في خصييه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها كذا في هذه الرواية إلى مكة، وصوابه الرملة. قال الدارقطني: خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال: احملونى إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة قال وكان افقه مشايخ مصر في عصره واعلمهم بالحديث والرجال قال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: كان النسائي إماما حافظا ثبتا خرج من مصر في شهر ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وتوفي بفلسطين يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة قلت: سمعت المجتبى من السنن كله من طريق أبي زرعة المقدسي.

_ 720- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 121/ 2. العبر: 2/ 125، 126. طبقات الحفاظ: 304. طبقات المفسرين للداودي: 1/ 5، 6. شذرات الذهب: 2/ 242.

720- 66/ 10- الأنماطي الحافظ الثبت أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النيسابوري مصنف التفسير الكبير من كبار الرحالة: سمع إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن الرماح ومحمد بن حميد الرازي ولوينا وهارون الحمال وطبقتهم حدث عنه ابن الشرقى وأبو عبد الله الأخرم ويحيى بن محمد العنبري وآخرون. توفي سنة ثلاث وثلاثمائة رحمه الله تعالى. 721- 67/ 10- البشتى الحافظ الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري المعروف بالبشتى بمعجمة: سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق وهشام بن عمار وعبد الله بن عمران العابدى وعدة وصنف المسند روى عنه محمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن أحمد بن يحيى وثق ما أدري متى توفي إلا أنه بقي إلى سنة ثلاث وثلاثمائة. فأما سميه إسحاق بن إبراهيم البستي بمهلمة أبو محمد فحدث رحال سمع محمد بن الصباح البزار وطبقته. 722- 68/ 10- الإسفرائني الحافظ الأوحد أبو يعقوب إسحاق بن موسى بن أبي عمران النيسابوري ثم الإسفرائني: ذكره الحاكم فقال: أحد الأئمة والرحالين تفقه بالمزنى وسمع قتيبة وإسحاق وعلي بن حجر وابن حميد ومنصور بن أبي مزاحم ومحمد بن بكار بن الريان وهشام بن عمار وزغبة. وعنه أبو عمرو الحيري ومؤمل بن الحسن وأبو عوانة الإسفرائني ومحمد بن عبدك, وحدثنا عنه محمد بن يعقوب ومحمد بن صالح بن هانئ مات سنة أربع وثمانين ومائتين. 723- 69/ 10- الحصيرى الحافظ الإمام أبو محمد جعفر بن أحمد بن نصر النيسابوري ويعرف بالحصيرى أحد أئمة هذا الشأن: سمع إسحاق بن راهويه وأبا كريب وأبا مروان العثماني وابن مصعب الزهرى وطبقتهم روى عنه ابن الشرقى بن حمدان قال الحاكم قال لي سبطه محمد بن أحمد السكري كان جدي قد جزأ الليل, ثلثا يصلى,

_ 721- الإكمال لابن ماكولا: 1/ 433. الأنساب: 83. العبر: 2/ 125. طبقات الحفاظ: 304. شذرات الذهب: 2/ 241، 242. الرسالة المستطرفة: 71. 723- الأنساب: 169/ ب. العبر: 2/ 126. النجوم الزاهرة: 3/ 188. طبقات الحفاظ: 304، 305. شذرات الذهب: 2/ 242.

وثلثا ينام وثلثا يصنف, وكان مرضه ثلاثة أيام لا يفتر فيها من قراءة القرآن. قال الحاكم بعد أن بالغ في الثناء عليه: مات سنة ثلاث وثلاثمائة رحمه الله تعالى. قرأت علت محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم المستملى وتميم بن أبي سعيد قالا أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا جعفر بن أحمد الحافظ أنا محمد بن رافع أنا شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" 1. وممن توفي في سنة ثلاث أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير ببغداد والمقرئ أبو جعفر أحمد بن فرج الضرير ببغداد والمحدث الجوال أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن يونس السمناني وأبو حفص عمر بن أيوب السقطى البغدادي وشيخ المعتزلة محمد بن عبد الوهاب أبو علي الجبارى بالبصرة. 724- 70/ 10- الحسن بن سفيان بن عامر الحافظ الإمام شيخ خراسان أبو العباس الشيباني النسوي صاحب المسند الكبير والأربعين: سمع إسحاق ويحيى بن معين وشيبان بن فروخ وقتيبة وعبد الرحمن ابن سلام الجمحي وسهل بن عثمان وحبان بن موسى وخلائق. وسمع تصانيف بن أبي شيبة منه وسمع أكثر المسند من إسحاق وسمع كتاب السنن من أبي ثور وتفقه عليه وكان يفتى بمذهبه وسمع التفسير من محمد بن أبي بكر المقدمي وأكبر شيخ لقيه سعد بن يزيد الفراء حدث عنه ابن خزيمة ويحيى بن منصور القاضي والحافظ أبو علي ومحمد بن إبراهيم الهاشمي وأبو بكر الإسماعيلي أبو حاتم بن حبان وأبو عمرو بن حمدان وأبو أحمد بن الغطريف وحفيده إسحاق بن سعد بن الحسن. قال جعفر بن محمد البستي: سمعت الحسن بن سفيان يقول: لولا اشتغالى بحبان بن موسى لجئتكم بأبي الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب قلت: يعنى أنه تعوق بكتب ابن المبارك على حبان وقال أبو علي الحافظ: سمعت الحسن بن سفيان يقول: إنما فاتني يحيى بن يحيى بالوالدة لم تدعني أخرج اليه فعوضني الله بأبي خالد الفراء وكان أسند من

_ 1 رواه البخاري في المناقب باب25. ومسلم في الفتن حديث 84. والترمذي في الفتن باب 43. وأبو داود في الفتن باب1. 724 الجرح والتعديل: 3/ 16. الأنساب: 63/ أ. ميزان الاعتدال: 1/ 492، 493. الوافي بالوفيات: 12/ 32، 33. طبقات السبكي: 3/ 263-265. لسان الميزان: 2/ 211. طبقات الحفاظ: 305. شذرات الذهب: 2/ 241. الرسالة المستطرفة: 7، 17.

يحيى قال الحاكم كان محدث خراسان في عصره متقدما في الثبت والكثرة والفهم والفقه والأدب. وقال ابن حبان: كان الحسن ممن رحل وصنف وحدث على تيقظ مع صحة الديانة والصلابة في السنة وقال أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحافظ: ليس للحسن في الدنيا نظير قال الحاكم: سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول: كنا عند الحسن بن سفيان فدخل ابن خزيمة وأبو عمرو بن الحيري وأحمد بن علي الرازي وهم متوجهون إلى فراوة فقال الرازي: كتبت هذا الطبق من حديثك قال: هات فقرأ ثم أدخل إسنادا في إسناد فرده الحسن ثم بعد قليل فعل ذلك فرده فلما كان في الثالثة قال له الحسن: ما هذا قد احتملتك مرتين وأنا ابن تسعين سنة فاتق الله في المشايخ فربما استجيبت فيك دعوة وقال له ابن خزيمة: مه! لا تؤذِ الشيخ. قال: إنما أردت أن تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه. مات بقرية بالور وهي على ثلاثة فراسخ من نسأ. مات في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة قال ابن حبان: حضرت دفنه. سمعت الأربعين للحسن بن سفيان على أبي الفضل بن عساكر عن المؤيد عن فاطمة بنت زعبل أنا عبد العزيز بن محمد الفارسي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا المؤلف أبو العباس قال نا عبد الحميد بن بيان السكري ثنا هشيم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر" أخرجه ابن ماجه عن عبد الحميد فوافقناه بعلو. 725- 71/ 10- ابن شيرويه الحافظ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ابن شيرويه بن أسد القرشي المطلبى النيسابوري صاحب التصانيف: سمع إسحاق بن راهويه وعبد الله بن معاوية الجمحي وعمرو بن زرارة وأبا كريب وأحمد بن منيع وطبقتهم روى عنه محمد بن يعقوب الأخرم والحسين بن علي الحافظ وأهل نيسابور. حكى أنه أكثر عن بندار, قال: فقال لي: يا ابن شيرويه أفلستني وأفلسك الوراقون. قال أحمد بن الخضر الشافعى: سمعت بن خزيمة يقول: كنت أرى عبد الله بن شيرويه يناظر وأنا صبي فكنت أقول: ترى أتعلم مثل ما يعلم ابن شيرويه قط. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله سنة أربع وتسعين عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم النيسابوري أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا عبد الله بن شيرويه نا أبو كريب ثنا بن إدريس عن ابن إسحاق ومالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الأيم أحق بنفسها من ويها والبكر تستأمر في نفسها، وإذنها صماتها".

وأخبرنا إسحاق بن أبي بكر الأسدي أنا يوسف بن خليل أنا أبو المكارم التيمي أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو أحمد محمد بن أحمد نا عبد الله بن شيرويه نا إسحاق بن راهويه أنا محمد بن سلمة والمحاربي قالا نا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أفقه على كل آية فيم نزلت وكيف كانت، هذا حديث حسن الإسناد. مات ابن شيرويه سنة خمس وثلاثمائة وهو في عشر التسعين وهو ثقة باتفاق. وتوفي سنة خمس وثلاث جماعة من العلماء، منهم مسند أصبهان أبو عبد الله محمد بن بصير بن أبان المديني عن نحو من تسعين سنة أو أزيد، والمقرئ هارون بن علي المروق. 726- 72/ 10- أبو يعلى الموصلي الحافظ الثقة محدث الجزيرة أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي صاحب المسند الكبير: سمع علي بن الجعد ويحيى بن معين ومحمد بن المنهال الضرير وغسان بن الربيع وشيبان بن فروخ ويحيى الحماني وإنما سواهم وقد خرج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء. حدث عنه أبو حاتم بن حبان وأبو علي النيسابوري وحمزة بن محمد الكناني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو بكر بن المقرئ وأبو عمرو بن حمدان ونصر بن أحمد المرجي ومحمد بن النضر النخاس، وخلق سواهم. أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا ابن حمدان أنا أبو يعلى نا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا يوسف بن يزيد نا إبراهيم بن عمر بن أبان حدثني ابن شهاب عن أبيه عن عبد الرحمن ابن عوف أنه شهد حين أعطى عثمان رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم ما جهز به جيش العسرة جاء بسبعمائة أوقية ذهب. هذا حديث غريب وإبراهيم ضعيف فإن صح هذا فهذا المقدار عشرون ألف دينار. قال يزيد بن محمد الأزدي: كان أبو يعلى من أهل الصدق والأمانة والدين والحلم غلقت أكثر الأسواق يوم موته، حضر جنازته من الخلق أمر عظيم. قال أبو عمرو الحيري- وذكر أبا يعلى ففضله على الحسن بن سفيان فقيل له: كيف تفضله عليه ومسند الحسن أكبر وشيوخه أعلى؛ قال: إن أبا يعلى كان يحدث احتسابا والحسن كان يحدث اكتسابا.

_ 726- العبر: 2: 134. الوافي بالوفيات: 7/ 241. البداية والنهاية: 11/ 130. النجوم الزاهرة: 3/ 197. طبقات الحفاظ: 306. الرسالة المستطرفة: 71. دول الإسلام: 1/ 186.

ووثقه ابن حبان وصفه بالإتقان والدين، ثم قال بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أنفس. وقال الحاكم: كنت أرى أبا علي الحافظ معجبا بأبي يعلى وإتقانه وحفظه لحديثه حتى كان لا يخفى عليه منه إلا اليسير؛ قال الحاكم: هو ثقة مأمون، قال أبو يعلى الحافظ: لو لم يشتغل أبو يعلى بكتب أبي يوسف على بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة سليمان بن حرب وأبا الوليد الطيالسي. قال السمعاني سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: قرأت المسانيد كمسند العدني ومسند ابن منيع وهي كالأنهار ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار. قلت: سمعنا مسند أبي يعلى بفوت نصف جزء بالإجازة العالية، ويقع من حديثه بعلو لابن البخاري في أمالي الجوهري، وكان مولده في شوال سنة عشر ومائتين، وارتحل هو ابن خمس عشرة سنة، وعمر وتفرد ورحل الناس إليه، وسماعه ببغداد من أحمد بن حاتم الطويل في سنة خمس وعشرين ومائتين. مات سنة سبع وثلاثمائة رحمه الله تعالى. وفيها مات جماعة من الأعلام، الحافظ زكريا الساجي وسيأتي، والمحدث جعفر بن محمد بن سبأ الواسطي القطان، وجعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، والحافظ المفيد جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الأعرج غريبا بحلب ويقال له جعفرك، والمسند أبو على الحسن بن الطيب الشجاعي البلخي ببغداد، ومقرئ مصر أبو بكر بن مالك بن سيف التجيبي ومحمد بن صالح دريج العكري، والمعمر أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد بن فرقد الأصبهاني، والمحدث محمود بن محمد الواسطي، والمسند أبو عمران موسى بن سهل الخوي محدث البصرة، والمتقن أبو محمد الهيثم بن خلف بن محمد الدوري ثم البغدادي، والحافظ أبو زكريا يحيى بن زكريا النيسابوري صاحب قتيبة بمصر. 727- 73/ 10- الساجي الإمام الحافظ محدث البصرة أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن ابن بحر بن عدي بن عبد الرحمن ابن أبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي البصري الساجي: سمع عبيد الله بن معاذ العنبري وهدبة بن خالد وأبا الربيع الزهراني وعبد الأعلى بن حماد النرسي وطالوت بن عباد وسليمان بن داود المهري وطبقتهم. وجمع وصنف. روى عنه أبو أحمد بن عدي أبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو محمد بن أحمد بن

_ 727- الجرح والتعديل: 3/ 601. فهرست ابن النديم: 300. طبقات العبادي: 61. طبقات الشيرازي: 104. ميزان الاعتدال: 2/ 79. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 299-301. لسان الميزان: 2/ 488، 489. طبقات الحفاظ: 306، 307. شذرات الذهب: 2/ 250، 251. الرسالة المستطرفة: 148. طبقات الأصوليين: 1/ 167.

حمدان والقاضي يوسف الميانجي وعبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي ويوسف بن يعقوب النجيرمي وعلي بن لؤلؤ الوراق وطائقة سواهم. وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الأصولي تحرير مقالة أهل الحديث والسلف، وللساجي كتاب جليل في علل الحديث يدل على تبحره في هذا الفن. مات سنة سبع وثلاثمائة وقد قارب التسعين رحمه الله. قرأت على أبي الفضل بن عساكر عن أبي روح الهروي أنا زاهر بن طاهر أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان نا زكريا الساجي بالبصرة نا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا سليم بن حيان عن حميد بن هلال عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليدفعه؛ فإن معه شيطانا" 1. وقال ابن بطة: أنا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي: قال أبي: القول في السنة في التي رأيت عليها أهل الحديث الذين لقيتهم إن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء -وذكر سائر الاعتقاد. 728- 74/ 10- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الإمام العلم الفرد الحافظ أبو جعفر الطبري أحد الأعلام وصاحب التصانيف: من أهل آمل طبرستان أكثر التطواف، وسمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وأبا همام السكوني وإسحاق بن أبي إسرائيل وإسماعيل بن موسى السدي ومحمد بن حميد الرازي وأحمد بن منيع وأبا كريب وهناد بن السري وخلائق، وأخذ القراءات عن جماعة. حدث عنه مخلد الباقرجي وأحمد بن كامل وأبو القاسم الطبراني وعبد الغفار الحضيني وأبو عمرو بن حمدان وخلق سواهم. قال أبو بكر الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها: صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عارفا بأحوال الصحابة والتابعين، بصيرا بأيام الناس وأخبارهم، له الكتاب الكبير المشهور في تاريخ الأمم، وله كتاب التفسير الذي لم يصنف مثله، وكتاب تهذيب الآثار لم أر مثله في معناه لكن لم يتمه، وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، وله اختيار من أقاويل الفقهاء، وقد تفرد بمسائل حفظت عنه.

_ 1 رواه البخاري في اصلاة باب100.ومسلم في الصلاة حديث 259. 728- فهرست ابن النديم: 326. تاريخ بغداد: 2/ 162-169. وفيات الأعيان: 4/ 191، 192. ميزان الاعتدال: 3/ 498، 499. طبقات الحفاظ: 307، 308. الوافي بالوفيات: 2/ 284، 287. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 120- 128. شذرات الذهب: 2/ 260. الرسالة المستطرفة: 43. البداية والنهاية: 11/ 145-147.

مولد محمد في سنة أربع وعشرين ومائتين، قيل إن المكتفي أراد أن يقف وقفا يجتمع عليه أقاويل العلماء قال فأحضر له ابن جرير فأملى عليهم كتابا لذلك، قال فأخرجت له جائزة فلم يقبلها، فقيل له: فلا بد من قضاء حاجة؛ قال: أسأل أمير المؤمنين أن يأمر بمنع السؤال يوم الجمعة؛ ففعل ذلك. وكذا التمس منه الوزير أن يعمل له كتابا في الفقه فعمل له كتاب الخفيف فوجه إليه بألف دينار فردها. وقيل: مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة. قال تلميذه أبو محمد الفرغاني: حسبت تلامذة أبي جعفر منذ احتلم إلى أن مات فقسموا على المدة مصنفاته فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة. وقال العلامة أبو حامد الإسفرائني: لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا. قال حسينك الحافظ: سألني ابن خزيمة: أكتبت عن ابن جرير؟ قلت: لا؛ لأنه لا يظهر، وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه؛ قال: بئسما صنعت. وقال أبو بكر بن بالويه: سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يقول: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير ولقد ظلمته الحنابلة. قال أبو محمد الفرغاني: كان محمد لا يأخذه في الله لومة لائم مع عظم ما يؤذَى، فأما أهل الدين والعلم فغير منكرين علمه وزهده ورفضه للدنيا وقناعته بما يجيئه من حصة خلفها له أبوه بطبرستان. ذكر عبد الله بن أحمد السمسار أن ابن جرير قال لأصحابه: هل تنشطون لتاريخ العالم؟ قالوا: كم يجيء؟ فذكر نحوا من ثلاثين ألف ورقة، فقالوا: هذا مما يفني الأعمار قبل تمامه، قال: إنا لله، ماتت الهمم؛ فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ولما أراد أن يملي التفسير قال لهم ذلك ثم أملاه على نحو من التاريخ. قال الفرغاني: بث مذهب الشافعي ببغداد سنتين واقتدى به، ثم اتسع علمه وأداه اجتهاده إلى ما اختاره في كتبه، وقد عرض عليه القضاء فأبى. قال محمد بن علي بن سهل الإمام سمعت ابن جرير قال: من قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى يقتل. قال الفرغاني: تم له التفسير، والتاريخ، وكتاب القراءات، وكتاب العدد والتنزيل، وكتاب اختلاف العلماء، وكتاب تاريخ الرجال، وكتاب لطيف القول في الفقه، وهو ما اختاره وجوده، وكتاب الخفيف، وكتاب التبصير في الأصول، وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار وهو من عجائ كتبه ابتدأ بما رواه أبو بكر الصديق مما صح، وتكلم على كل حديث وعلته وطرقه وما فيه من الفقه واختلاف العلماء وحججهم واللغة فتم مسند العشرة وأهل البيت والموالي ومن مسند ابن عباس قطعة ومات. قال: وابتدأ بكتاب البسيط، فعمل منه كتاب الطهارة في نحو ألف وخمسمائة ورقة وخرج منه أكثر الصلاة وخرج منه كتاب الحكام والمحاضر والسجلات. ولما بلغه أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث.

قلت: رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق. قال: ورحل محمد لما ترعرع من آمل وسمح له أبوه وكان طول حياته يوجه إليه بالشيء إلى البلدان، قال لي: أبطأت عني نفقه أبي حتى بعت كمي قميصي. قلت: لو أشاء لكتبت عشرين ورقة من سيرة هذا الإمام. حكى التنوخي عن عثمان بن محمد السلمي حدثني ابن منجو القائد قال حدثني غلام لابن المزوق قال: اشترى مولاي جارية فزوجنيها فأحببتها وأبغضتني وضجرت فقلت لها: أنت طالق ثلاثا لا تخاطبيني بشيء إلا قلت لك مثله فكم احتملتك؟ فقالت في الحال: أنت طالق ثلاثا، فأبلست فدللت على ابن جرير، فقال: أقم معها بعد أن تقول: أنت طالق ثلاثا إن طلقتك. وذكرها ابن عقيل، ثم قال: وله جواب آخر أن تقول كقولها سواء قل: أنتَ طالق ثلاثا -بفتح التاء- فلا تحنث. قال ابن الجوزي: وما كان يلزمه أن يقول لها ذلك على الفور فله التمادي إلى قبل الموت. قلت: ولو قال لها أنت طالق ثلاثا؟ وقصد الاستفهام لم تطلق وكذا لو قال وعني به طالق من وثاقي أو عني به الطلق وقت ولادتها. وثم جواب آخر على مذهب من يراعي سبب اليمين ونية الحالف بأنه ليس عليه أن يقول لها ما قالت فإنه من المعلوم استثناء ذلك بقرينة الحال؛ لأنه ما قصد إلا أن كلما آذته بكلام آذاها بمثله، وجوابه لها بالطلاق ليس بمؤذ لها، بل مؤذ له وسار لها كما يفهم كل عالم من قوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْء} استثناء اللحية والذكر وغير ذلك. وقوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْء} إنها ما دمرت السماء ولا الجبال فيخرج من عموم كل إذا نطق بها المتكلم أشياء معلومة الاستثناء بالضرورة وذلك فصيح كثير إذ القائل ما قصد إدخال ذلك في عموم قوله أصلا، ومن المعلوم بالضرورة أن حالفا لو حلف لا تقول فلانة شيئا إلا قلت مثله فكفرت وسبت الرسل وسكت هو عن جوابها بمثله لم يحنث؛ نعم، إلا أن ينوي إدخال مثل ذلك في حلفه ونعوذ بالله من الضلال. وأما على مذهب داود وابن حزم والشيعة وغيرهم فلا حنث عليه وهي زوجته ورأوا أيمان الطلاق لغوا وأنه لا حلف إلا بالله تعالى؛ وذهب إمام من علماء عصرنا إلى أن الحالف بالطلاق تلزمه كفارة إذا فعل المحلوف عليه ولم تطلق منه زوجته إلا بطلاق غير معلق على حض أو منع أو أن يقصد بالشرط الجزاء ولم يقصد اليمين، كأن يقول لها إن زنيت فأنت طالق أو تركت الصلاة فأنت طالق مني فهذه تطلق منه بوجود ذلك منها. والذي عرفنا من مذهب بعض السلف الكفارة في من حلف بعتق عبيده أو حلف بالحج حافيا أو حلف بصدقة ما يملك ولم يأت عنهم كفارة في الحلف بالطلاق فيما علمت.

وابن جرير وابن خزيمة وابن صاعد وعبد الرحمن ابن أبي حاتم رجال الطبقة السادسة من أربعي الحفاظ لأبي الحسن المقدسي الحافظ. قال ابن كامل: توفي ابن جرير عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة ودفن في داره برحبة يعقوب ولم يغير شيبه وكان السواد فيه كثيرا وكان أسمر إلى الأدمة أعين نحيف الجسم فصيحا طويلا. وشيعه من لا يحصيهم إلا الله وصلى على قبره عدة شهور ليلا ونهارا ورثاه خلق من أهل الأدب والدين ومن ذلك قول أبي سعيد بن الأعرابي: حدث مفظع وخطب جليل ... دق عن مثله اصطبار الصبور قام ناعي العلوم أجمع لما ... قام ناعي محمد بن جرير وعمل ابن دريد قصيدة طنانة يقول فيها: إن المنية لم تتلف به رجلا ... بل أتلفت علما للدين منصوبا كان الزمان به تصفو مشاربه ... والآن أصبح بالتكدير مقطوبا كلا وأيامه الغر التي جعلت ... للعلم نورا وللتقوى محاريبا أودى أبو جعفر والعلم فاصطحبا ... أعظم بذا صاحبا أو ذاك مصحوبا ودت بقاع بلاد الله لو جعلت ... قبرا له فحباها جسمه طيبا أخبرنا عبد الرحمن ابن محمد أنا طبرزذ أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو جعفر أحمد بن علي الكاتب نا محمد بن جرير الطبري حدثني بشر بن وجيه نا قزعة بن سويد حدثني عمرو بن دينار عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من ختم له عند موته بلا إله إلا الله دخل الجنة". 729- 75/ 10- الفرهياني ويقال الفرهاذاني الحافظ الإمام الثقة أبو محمد عبد الله بن محمد بن سيار أحد علماء العجم: سمع قتيبة بن سعيد وهشام بن عمار ودحيما ومحمد بن وزير وأبا كريب وعبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد وطبقتهم بعدة مدائن. روى عنه محمد بن الحسن النقاش المقرئ وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وبشر بن أحمد الإسفرائني وأبو عمرو بن حمدان وغيرهم. قال ابن عدي: كان رفيق النسائي وكان ذا بصر بالرجال، وكان من الأثبات، سألته أن يملي علي عن حرملة فقال: حرملة ضعيف؛ ثم أملى علي ثلاثة أحاديث عنه ولم يزدني.

_ 729- معجم البلدان: 4/ 258، 259. اللباب: 2/ 427. طبقات الحفاظ: 308. شذرات الذهب: 2/ 235. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 124/ 1.

أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء وزينب الكندية بقراءتي عن أبي روح الهروي أنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو عمرو الحيري أنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاذاني نا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء نا أبي نا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رضى الله في رضى الوالد وسخط الله في سخط الوالد" 1 توفي الفرهياني سنة نيف وثلاثمائة. 730- 76/ 10- المطرز الحافظ الثقة المقرئ أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى البغدادي المقرئ ويعرف بالمطرز: سمع عمران بن موسى القزاز وسويد بن سعيد ومحمد بن الصباح الجرجرائي وأبا همام السكوني وإسحاق بن موسى الأنصاري ومجاهد بن موسى وأبا كريب وعدة. وتلا على أبي حمدون الطبيب وأبي عمر الدوري. وزعم شيخ الأهوازي -يعرف بالغضائري- أنه تلا عليه. وحدث عنه أبو الحسين بن المنادي وجعفر الخلدي والجعابي وأبو بكر الشافعي وعبد العزيز بن جعفر ومحمد بن المظفر وأبو حفص بن الزيات وعدة. قال الخطيب: كان ثقة ثبتا. وقال الدارقطني: قاسم المطرز مصنف مقرئ نبيل. وقال ابن المنادي: توفي قاسم في سابع عشر صفر سنة خمس وثلاثمائة. قال: ولم يحدث في هذه السنة بشيء البتة، وكان من أهل الحديث والصدق، والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال. أخبرنا عبد الرحمن ابن محمد الفقيه في كتابه أنا عمر بن طبرزذ أنا محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي الجوهري أنا عمر بن محمد الصيرفي نا أبو بكر القاسم بن زكريا المقرئ نا محمد بن سليمان لوين نا الوليد بن أبي ثور عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات" 2 هذا إسناد غريب عالٍ. 731- 77/ 10- السمناني الحافظ الرحال المأمون أبو الحسن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يونس السمناني: من أعلام الحديث بخراسان. سمع إسحاق بن راهويه

_ 1 رواه الترمذي في البر3. 730- تاريخ بغداد: 12/ 441. طبقات القراء للذهبي: 1/ 195. طبقات الفراء للجزري: 2/ 17. طبقات الحفاظ: 308. البداية والنهاية: 11/ 128. تهذيب التهذيب: 8/ 314، 315. شذرات الذهب: 2/ 246. 2 رواه البخاري في الوضوء باب 33. ومسلم في الطهارة حديث 89، 91. وأبو داود في الطهارة باب 37. 731- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 124/ 2. العبر: 2/ 126. طبقا الحفاظ: 309. شذرات الذهب: 2/ 242.

وهشام بن عمار وعيسى بن زغبة وأبا كريب محمد بن العلاء وطبقتهم. حدث عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو عمرو بن حمدان وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو بن مطر وخلق، وكان بصيرا بالآثار، له شعر وأدب. مات سنة ثلاث وثلاثمائة رحمه الله تعالى. أخبرنا محمد بن عبد السلام عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو عمرو بن حمدان نا عبد الله بن محمد بن يونس نا عمرو بن عثمان بن بقية حدثني يونس بن يزيد عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أدرك من صلاة الجمعة وغيرها -يعني: ركعة- فقد أدرك الصلاة". 732- 78/ 10- السعدي الحافظ الثقة محدث مرو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن عبد الله السعدي المروزي: سمع حبان بن موسى المروزي وعلي بن حجر ومحمود بن غيلان وعمر بن شبة وطبقتهم. حدث عنه أبو منصور الأزهري والفقيه أحمد بن سعيد المعداني والقاضي أبو الفضل الحدادي وآخرون. وقد سمع منه إمام الأئمة ابن خزيمة وهو من طبقته. قال الحاكم: ثقة مأمون. توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة رحمه الله تعالى. قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا محمد بن محمد بن الحسين وعبد الرحمن ابن عبد الجبار الحافظ قالا: أنا الحسين بن محمد الكتبي أنا أبو نصر محمد بن بكر المروزي الخلال أنا الحاكم أبو الفصل محمد بن الحسين الحدادي أنا عبد الله بن محمود السعدي نا محمود بن غيلان نا الفضل بن موسى نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" 1. قال الخليلي: محمود والده سمع من ابن عيينة، روى عنه ولده؛ عبد الله، وعبد الله حافظ عالم بهذا الشأن. 733- 79/ 10- البجيري الحافظ الإمام الكبير أبو حفص عمر بن محمد بن بجير

_ 732- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 124/ 2. العبر: 2/ 148. طبقات الحفاظ: 309. شذرات الذهب: 2/ 262. 1 رواه البخاري في الرقاق باب1. والترمذي في الزهد باب1. وابن ماجه في الزهد باب15. 733- الأنساب: 66/ ب. العبر: 2/ 149. دول الإسلام: 1/ 188. البداية والنهاية: 11/ 149. النجوم الزاهرة: 3/ 309. طبقات الحفاظ: 309، 310. شذرات الذهب: 2/ 262. طبقات المفسرين للداودي: 2/ 7، 8.

الهمذاني السمرقندي: محدث ما وراء النهر، وصاحب الصحيح والتفسير وغير ذلك: ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وكان والده صاحب حديث ورحلة يروي عن عارم وطبقته فحرص على ولده أبي حفص وسفره إلى الأقاليم مرات. سمع عيسى بن حماد زغبة وبشر بن معاذ العقدي وعمرو بن علي الفلاس وأحمد بن عبدة الضبي ومحمد بن معاوية خال الدارمي وخلائق. حدث عنه محمد بن صابر ومحمد بن بكر الدهقان ومحمد بن أحمد بن عمران الشاشي ومحمد بن علي المؤدب ومعمر بن جبرئيل الكرميني وأعين بن جعفر السمرقندي بن موسى الكسائي وآخرون. وقد دخل مصر فصادف جنازة أحمد بن صالح المصري وشهدها. قال أبو سعد الإدريسي: كان فاضلا خيرا ثبتا في الحديث، له العناية التامة في طلب الآثار والرحلة قلت: لم يقع لي من عواليه لبعد دياره وهو صدوق، وقد تفرد بحديث حسن فقال: نا العباس بن الوليد الخلال نا مروان بن محمد نا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا: "إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم، ألا وهي الركعتان قبل الفجر". توفي ابن بجير سنة إحدى عشرة وثلاثمائة رحمة الله عليه. أخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن عبد الرحيم بن السمعاني أنا عثمان بن علي ببخارى أنا علي محمد بن حزام الواعظ ثنا القاضي أبو علي النسفي جدي نا أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن بجير الهمذاني أنا جدي أبو حفص بن بجير أنا محمد بن المثنى نا عثمان بن عمر نا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى؛ قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" 1. 734- 80/ 10- ابن خزيمة الحافظ الكبير إمام الأئمة شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري: ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وعني بهذا الشأن في الحداثة، وسمع من إسحاق بن راهويه ومحمد بن حميد ولم يحدث عنهما لصغره ونقص إتقانه إذ ذاك، وسمع من محمود بن غيلان وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي ومحمد بن أبان المستملي وإسحاق بن موسى

_ 1 رواه البخاري في الاعتصام باب2. 734- الجرح والتعديل: 7/ 196. اريخ جرجان: 413. تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 78. الوافي بالوفيات: 2/ 196. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 109، 110. البداية والنهاية: 11/ 149. طبقات القراء للجزري: 2/ 97، 98. طبقات الحفاظ: 310، 311. شذرات الذهب: 2/ 262، 263. الرسالة المستطرفة: 20.

الخطمي وعلي بن حجر وأحمد بن منيع وأبي قدامة السرخسي وبشر بن معاذ وأبا كريب وعبد الجبار بن العلاء وطبقتهم، فأكثر وجود وصنف واشتهر اسمه وانتهت إليه الإمامة والحفظ في عصره بخراسان. حدث عنه الشيخان خارج صحيحيهما ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم أحد شيوخه وأحمد بن المبارك المستملي وإبراهيم بن أبي طالب وأبو علي النيسابوري وإسحاق بن سعيد النسوي وأبو عمرو بن حمدان وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه وأبو بكر أحمد بن مهران المقري ومحمد بن أحمد بن بصير وحفيده محمد بن الفضل بن محمد وخلق لا يحصون. قال أبو عثمان الحيري: حدثنا ابن خزيمة قال كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت في الصلاة مستخيرا حتى يقع لي فيها ثم ابتدئ. ثم قال أبو عثمان الزاهد: إن الله ليدفع البلاء عن أهل نيسابور بابن خزيمة. وقال أبو بكر محمد بن جعفر سمعت ابن خزيمة - وسئل: من أين أوتيت هذا العلم؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ماء زمزم لما شرب له" 1 وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علما نافعا. قال أبو بكر بن بالويه سمعت ابن خزيمة يقول - وقيل له لو حلقت شعرك في الحمام؟ فقال: لم يثبت عندي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل حماما قط، ولا حلق شعره إنما تأخذ شعري جارية لي بالمقراض. قال محمد بن الفضل: كان جدي لا يدخر شيئا جهده بل ينفقه على أهل العلم، ولا يعرف الشح، ولا يميز بين العشرة والعشرين. أبو بكر محمد بن سهل الطوسي: سمعت الربيع بن سليمان وقال لنا: هل تعرفون ابن خزيمة؟ قلنا: نعم، قال: استفدنا منه أكثر مما استفاد منا. وقال محمد بن إسماعيل السكري سمعت ابن خزيمة يقول: حضرت مجلس المزني فسئل عن شبه العمد فقال له السائل: إن الله تعالى وصف في كتابه القتل صنفين عمدا وخطأ فلم قلتم إنه على ثلاثة أقسام؟ وتحتج بعلي بن زيد بن جدعان؟ فسكت المزني، فقلت لمناظره: قد روى هذا الحديث أيضا أيوب وخالد الحذاء؛ فقال لي: فمن عقبة بن أوس؟ قلت: شيخ بصري قد روى عنه ابن سيرين مع جلالته؛ فقال المزني: أنت تناظر أو هذا؟ قال: إذا جاء الحديث فهو يناظر؛ لأنه أعلم به مني ثم أتكلم أنا.

_ 1 رواه ابن ماجه في كتاب المناسك باب 78.

محمد بن الفضل: سمعت جدي يقول: استأذنت أبي في الخروج إلى قتيبة فقال: اقرأ القرآن أولا حتى آذن لك؛ فاستظهرت القرآن، فقال لي: امكث حتى تصلي بالختمة؛ ففعلت، فلما عيدنا أذن لي فخرجت إلى مرو وسمعت بمرو الروذ من محمد بن هشام -يعني صاحب هشيم- فنعي إلينا قتيبة. قال أبو علي النيسابوري: لم أر مثل ابن خزيمة. وقال أبو أحمد حسينك سمعت إمام الأئمة أبا بكر يحكي عن علي بن خشرم عن ابن راهويه أنه قال: أحفظ سبعين ألف حديث؛ فقلت لأبي بكر: فكم يحفظ الشيخ؟ فضربني على رأسي وقال: ما أكثر فضولك. ثم قال: يا بني ما كتبت سوادا في بياض إلا وأنا أعرفه. وقال أبو علي النيسابوري: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة. قلت: هذا الإمام كان فريد عصره فأخبرني الحسن بن علي أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا عبد الرحمن ابن محمد بن محمد بن صالح أنا أبي أنا أبو حاتم محمد بن حبان التميمي قال: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها حتى كان السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط. الحاكم في تاريخه: أنا محمد بن أحمد بن واصل ببيكند حدثني أبي أنا محمد بن إسماعيل حدثني محمد نا أحمد بن سنان حدثني مهدي والد عبد الرحمن ابن مهدي قال: كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة أيام وأكثر لا يجيء إلينا فإذا جاءنا ساعة جاء رسول سفيان فيذهب ويتركنا. قال الحاكم: ومحمد هو ابن إسحاق بن خزيمة بلا شك فقد حدثني أبو أحمد الدارمي نا ابن خزيمة نا ابن سنان بالحكاية، وقرأت بخط مسلم بن الحجاج: حدثني محمد بن إسحاق صاحبنا نا زكريا بن يحيى نا عبد الله بن يوسف -بحديث في الاستسقاء؛ وكتب إلى أحمد بن عبد الرحمن ابن القاسم بن الفسطاط يذكر أن محمد بن الربيع الجيزي حدثهم حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثني محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا موسى بن خاقان نا إسحاق الأزرق عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد عن ابن عباس قال: لما أخرجوا نبيهم قال أبو بكر علمت أنه سيكون قتال. قال أبو بكر القفال: كتب أبو محمد بن صاعد إلى ابن خزيمة يستجيزه كتاب الجهاد فأجازه له. قال الحاكم: حدثني أبو بكر محمد بن حمدون وجماعة إلا أن أبا بكر أعرفهم بالواقعة، قال: لما بلغ ابن خزيمة من السن والرياسة والتفرد بهما ما بلغ كان له أصحاب

صاروا أنجم الدنيا مثل أبي علي الثقفي وأبي بكر بن إسحاق الصبغي خليفة ابن خزيمة في الفتوى وأحسن الجماعة تصنيفا وسياسة في مجالس السلاطين، وأبي بكر بن أبي عثمان وهو آدابهم وأكثرهم جمعا للعلوم، وأبي محمد يحيى بن منصور وكان من أكابر البيوتات وأعرفهم بمذهب ابن خزيمة وأصلحهم للقضاء، فلما ورد منصور الطوسي كان يختلف إلى ابن خزيمة للسماع وهو معتزلي وعاين ما عاين من الأربعة الذين سميناهم حسدهم واجتمع مع أبي عبد الرحمن الواعظ فقالا: هذا إمام لا يسرع في الكلام وينهى عنه وقد نبغ له أصحاب يخالفونه وهو لا يدري، فإنهم على مذهب الكلابية؛ فاستحكم طمعهما في إيقاع الوحشة بينهم. قال الحاكم سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: كان من قضاء الله أن الحاكم أبا سعيد لما توفي أظهر ابن خزيمة الشماتة بوفاته هو وجماعة من أصحابه جهلا منهم فسألوه أن يعمل ضيافة وكانت لابن خزيمة بساتين نزهة فأكرهت أنا من بين الجماعة على الخروج في الجملة إليها. وقال: وحدثني أبو أحمد الحسين بن علي أن الضيافة كانت في جمادى الأولى سنة تسع وكانت لم يعهد مثلها، عملها من ابن خزيمة فأحضر جملة من الأغنام والحملان وأعدال السكر والفرش والآلات والطباخين ثم تقدم إلى جماعة من المحدثين من الشبان والشيوخ فاجتمعوا بجنزرود وركبوا منها وتقدمهم أبو بكر بن خزيمة يخرق الأسواق سوقا سوقا يسألهم أن يجيبوه ويقول: سألت من يرجع إلى الفتوة والمحبة لي أن يلزم جماعتنا اليوم فكانوا يجيئون فوجا فوجا حتى لم يبق كبير أحد في البلد والطباخون يطبخون وجماعة من الخبازين يخبزون حتى حمل جميع ما وجدوا أيضا في البلد من الخبز والشواء على البغال والجمال والحمير، والإمام قائم يجري أمر الضيافة على أحسن ما يكون حتى شهد من حضر أنه لم يشهد مثلها. فحدثني أبو بكر أحمد بن يحيى المتكلم قال: لما انصرفنا من الضيافة اجتمعنا ليلة عند بعض أهل العلم وجرى ذكر كلام الله أقديم لم يزل أو يثبت عند إخباره تعالى إلى البغال والجمال والحمير، فأتى الطوسي في جماعة إلى ابن خزيمة وأخبروه بذلك حتى قال منصور: ألم أقل للشيخ إن هؤلاء يعتقدون مذهب الكلابية؟ وهذا مذهبهم. فجمع ابن خزيمة أصحابه وقال: ألم أنهكم غير مرة عن الخوض في الكلام؟ ولم يزدهم على هذا ذلك اليوم. وحدثني عبد الله بن إسحاق الأنماطي المتكلم قال: لم يزل الطوسي بأبي بكر حتى

جرأه على أصحابه، وكان أبو بكر بن إسحاق وأبو بكر بن أبي عثمان يردان على أبي بكر ما يمليه ويحضران مجلس أبي علي الثقفي فيقرءون ذلك على الملأ حتى استحكمت الوحشة، سمعت أبا سعيد عبد الرحمن ابن أحمد المقرئ سمعت ابن خزيمة يقول: إن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق ومن قال: شيء منه مخلوق، أو يقول: إن الله لا يتكلم بعد ما تكلم به في الأزل، أو يقول إن أفعاله تعالى مخلوقة، أو يقول إن القرآن محدث فهو جهمي، ومن نظر في كتبي بأن له الكلابية لعنهم الله كذبة في ما يحكون عني -إلى أن قال: وقد صح عندي أن الثقفي والصبغي ويحيى بن منصور كذبة، قد كذبوا علي في حياتي فمحرم على مقتبس علم أن يقبل منهم شيئا يحكونه عني، وابن أبي عثمان أكذبهم عندي وأقولهم ما لم أقله. سمعت محمد بن أحمد بن بالويه سمعت ابن خزيمة يقول: زعم بعض هؤلاء الجهلة أن الله لا يكرر الكلام فلا يفهمون كلام الله، أن الله قد أخبر في مواضع أنه خلق آدم وكرر ذكر موسى وحمد نفسه في مواضع وكرر {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ولم أتوهم مسلما يتوهم أن الله لا يتكلم بشيء مرتين. سمعت الصبغي يقول: لما اغتنموا السعي في فساد الحال انتصب أبو عمرو الحيري للتوسط وقرر لأبي بكر اعترافا له بالقدم وبين له غرض المخالفين إلى أن وافقه على أن يجتمع عنده فدخلت أنا وابن أبي عثمان وأبو علي الثقفي فقال له أبو علي: ما الذي أنكرت من مذاهبنا أيها الأستاذ؟ حتى نرجع عنه، قال: ميلكم إلى الكلابية، فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد وعلى أصحابه كالحارث وغيره- حتى طال الخطاب بينه وبين أبي علي في هذا؛ فقلت: أنا قد جمعت أصول مذاهبنا في طبق- وأخرجته، فأخذه مني وتأمله ونظر فيه فقال: لست أرى ههنا شيئا لا أقول به، فسألته أن يكتب عليه بخطه أن ذلك مذهبه فكتب، فقلت لأبي عمرو الحيري: احتفظ بهذا الخط حتى ينقطع الكلام ولا يتهم واحد منا بالزيادة فيه؛ ثم تفرقنا فما كان بأسرع من أن قصده فلان وفلان وقالا: إنك لم تتأمل ما كتب في ذلك الخط وقد غدروا بك وغيروا صورة الحال؛ فقبل منهم فبعث إلى الحيري لاسترجاع خطه منه فامتنع عليه، ثم بعد موت أبي بكر رده اليري إلي وقد أوصيت أن يدفن معي فأحاجه بين يدي الله، وهو "القرآن كلام الله وصفة من صفات ذاته ليس شيء من كلامه مخلوقا ولا محدثا، فمن زعم أن شيئا منه مخلوق أو محدث أو زعم أن الكلام من صفة الفعل فهو جهمي ضال مبتدع؛ وأقول إن الله لم يزل متكلما والكلام له صفة ذات، ومن زعم أن الله لم يتكلم إلا مرة ولا يتكلم إلا ما تكلم به ثم انقضى كلامه كفر بالله، وأنه تعالى ينزل إلى سماء الدنيا، ومن زعم أن علمه ينزل أو

أمره ضل؛ ويكلم عباده بلا كيف؛ الرحمن على العرش استوى بلا كيف، لا كما قالت الجهمية إنه استولى؛ وإن الله يخاطب عباده عودا وبدءا ثم ساق المعتقد. قال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير. وحكى أبو بشر القطان قال: رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأن لوحا على صورة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وابن خزيمة يصقله؛ فقال المعبر: هذا رجل يحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال أبو العباس ابن سريج وذكر له ابن خزيمة فقال: يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمنقاش. أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري: سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول إذا صح الخبر. الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم وكان ماله فيئا. وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله، ومن قال إنه مخلوق فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل ولا يدفن في مقابر المسلمين. قال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء. قال حمد بن عبد الله المعدل: سمعت عبد الله بن خالد الأصبهاني يقول: سئل عبد الرحمن ابن أبي حاتم عن ابن خزيمة فقال: ويحكم، هو يسأل عنا ولا نسأل عنه، هو إمام يُقتدى به. وقال الفقيه أبو بكر محمد بن علي الشاشي: حضرت ابن خزيمة فقال له أبو بكر النقاش المقرئ: بلغني أنه لما وقع بين المزني وابن عبد الحكم قيل للمزني: إنه يرد على الشافعي فقال: لا يمكنه إلا بمحمد بن إسحاق النيسابوري؟ فقال أبو بكر: كذا كان. وعن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المضارب قال رأيت ابن خزيمة في النوم فقلت: جزاك الله عن الإسلام خيرا؛ فقال: كذا قال لي جبرائيل في السماء. قد استوعب الحاكم سيرة ابن خزيمة وأحواله وساق أنه عمل دعوة عظيمة عديمة النظير في بستان خرج إليه يمر في أسواق نيسابور ويعزم على الناس ويبادرون معه فرحين

مسرورين حاملين ما أمكنهم من الشواء والحلوى والطيبات حتى لم يتركوا في المدينة شيئا من ذلك واجتمع عالم لا يحصون وهذه دعوة لم يتهيأ مثلها إلا لسلطان. وكان الإمام أبو علي الثقفي مع علمه وكماله قد خالف إمام الأئمة ابن خزيمة في مسائل, منها مسألة التوفيق والخذلان, ومسألة الإيمان, ومسألة اللفظ بالقرآن فقام عليه الجمهور وألزم بالبيت- أعني الثقفى إلى أن مات وتمت له محن وكان الثقفي كبير الشأن. وما زال العلماء يختلفون في المسائل الصغار والكبار والمعصوم من عصمه الله بالتجاء إلى الكتاب والسنة وسكوت عن الخوض في ما لا يعنيه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وقع لي بالإجازة عدة أجزاء من عوالي ابن خزيمة وكانت وفاته في ثاني ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وهو في تسع وثمانين سنة. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد المعز بن محمد في كتابه أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو العباس البالوي أنا ابن خزيمة نا بشر بن معاذ نا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة" وأخبرنا ابن عساكر عن أبي روح أنا زاهر أنا أبو سعد أنا أبو الحسن البحيري نا ابن خزيمة نا علي بن معبد نا زيد بن يحيى نا مالك عن نافع عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الذي يجر ثوبه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة ". س عن خياط السنة في جمعه لحديث مالك عن علي بن معبد فوقع بدلا عاليا. 745- 81/ 10- السراج الحافظ الإمام الثقة شيخ خراسان أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي مولاهم النيسابوري صاحب المسند والتاريخ: ولد سنة ست عشرة ومائتين ورأى يحيى بن يحيى التميمي وسمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه ومحمد بن بكار بن الريان وداود بن رشيد وأبا كريب ومحمد بن عمرو زنيج

_ 735- الجرح والتعديل: 7/ 196. فهرست ابن النديم: 220. تاريخ بغداد: 1/ 248-252. الأنساب: 115/ ب و 295/ب. الوافي بالوفيات: 2/ 187، 188. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 108، 109. البداية والنهاية: 11/ 153. طبقات القراء للجزري: 2/ 97. طبقات الحفاظ: 311. شذرات الذهب: 2/ 268. الرسالة المستطرفة: 75.

والحسن بن عيسى بن ماسرجس ومحمد بن حميد وعمرو بن زرارة وأبا همام السكوني وخلقا كثيرا. حدث عنه البخاري ومسلم في غير صحيحيهما وأبو حاتم وابن أبي الدنيا وأبو عمرو بن السماك وأبو إسحاق المزكي وأبو علي الحافظ وأحمد بن الحسن المخلدي والخليل بن أحمد السجزي وعبيد الله بن محمد القامي وعبد الله بن أحمد الصيرفي وأبو الحسن أحمد بن محمد القنطري الخفاف وخلق سواهم وقد سمعنا بعلو عدة أجزاء من مسنده. أخبرنا المسلم بن علان والمؤمل بن محمد كتابة أنا الكندي أنا الشيباني أنا الخطيب أنا أبو سعد الماليني أنا أحمد بن أبي عمران النجار أنا علي بن الحسين بن خالد المروزي نا محمد بن إسماعيل البخاري نا محمد بن إسحاق السراج نا أخي إبراهيم نا محمد بن أبان نا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أتى الجمعة فليغتسل ". قال أبو بكر بن جعفر المزكي سمعت السراج يقول: نظر محمد بن إسماعيل البخاري في التاريخ وكتب منه بخطه أطباقا وقرأتها عليه. وعن السراج أنه أشار إلى كتب له فقال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك ما نفضت عنها التراب منذ كتبتها. قال حسان بن محمد الفقيه: دخل أبو العباس السراج على أبى عمرو الخفاف فقال له: يا أبا العباس من أين جمعت هذا المال؟ قال: تعبته داهرًا أنا وأخواي إبراهيم وإسماعيل, أكلنا الخشن ولبسنا الخشن فاجتمع هذا المال لكن أنت يا أبا عمرو من أين جمعت هذا المال؟ وكان ذا مال عظيم ثم قال متمثلا: أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك الجلوس على السرير قال أبو العباس ابن حمدان بخوارزم: سمعت السراج يقول: رأيت في النوم كأني أرقى في سلم طويل فصعدت تسعا وتسعين درجة فكل من أقص عليه يقول تعيش تسعا وتسعين سنة قال ابن حمدان فكان كذلك قلت ما بلغها فإن أبا إسحاق المزكي حدث عنه أنه قال ولدت سنة ثماني عشرة ومائتين وختمت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألف ختمة وضحيت عنه اثني عشر ألف أضحية. قال محمد بن أحمد الدقاق: رأيت السراج يضحي كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يجمع أصحاب الحديث قال أبو سه الصعلوكي: ثنا أبو العباس الأوحد في فنه الأكمل في وزنه وقال الحافظ أبو عبد الله ابن

الأخرم: استعان بي السراج في تخريجه على صحيح مسلم فكنت أتحير من كثرة حديثه وحسن أصوله, وكان إذا وجد الخبر عاليا يقول: لا بد أن نكتبه؛ فأقول: ليس من شرط صاحبنا فيقول: فشفعني فيه. قال أبو عمرو بن نجيد: رأيت السراج يركب وعباس المستملي بين يديه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, يقول: يا عباس غير كذا يا عباس اكسر كذا. قال الحاكم سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني وأظهر خلق القرآن سمعت السراج غير مرة يقول إذا مر بالسوق: العنوا الزعفراني فيصيح الناس بلعنه، فراح إلى بخارى. قال الصعلوكي: كنا نقول السراج كالسراج. وقال أبو الحسين الخفاف: حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطيه فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضرب عنقه. قال الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: لما وقع بنيسابور من أمر الكلابية ما وقع كان السراج يمتحن أولاد الناس فلا يحدث أولاد الكلابية فأقامني في المجلس مرة فقال: قل: أبرأ إلى الله من الكلابية فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز فضحك وقال: دعوا هذا. أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول للسراج: لو دخلت على الأمير ونصحته, قال: فجاء وعنده أبو عمرو فقال أبو عمرو: هذا شيخنا وأكبرنا وقد حضر, ينتفع الأمير بكلامه فقال السراج: أيها الأمير إن الإقامة كانت فرادى وكذلك هي بالحرمين وهي مثنى في جامعنا وإن الدين من الحرمين خرج، فخجل الأمير وأبو عمرو والجماعة إذ كانوا قصدوه في أمر البلد ثم عاتبوه فقال: استحييت من الله أن أسأل أمر الدنيا وأدع أمر الدين. قال أبو الوليد حسان الفقيه: سمعت السراج يقول: وا أسفي على بغداد؛ فقيل: لم فارقتها؟ قال: أقام بها أخي خمسين سنة فلما توفي سمعت رجلا يقول لآخر في الدرب: من هذا الميت؟ قال: غريب كان ههنا فقلت: إنا لله بعد طول إقامة أخي هنا واشتهاره بالعلم وبالتجارة يقال: غريب فحملني ذلك على فراقها. مات السراج في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله الدمشقي عن عبد المعز بن محمد أنا محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا سعيد بن أبي سعيد أنا عبيد الله بن محمد الفامي أنا محمد بن إسحاق السراج نا قتيبة نا الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن المسور بن

مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر يقول: "إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما آذاها" "رواه الخمسة" عن قتيبة وقد رواه "خ" عن سعيد الجرمي و "م" عن أحمد كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن الوليد بن كثير عن ابن حلحلة عن الزهري عن علي بن الحسين عن المسور فكأن عبد المعز الهروي سمعه منهما. 736- 82/ 10- ابن مكرم الحافظ الإمام المسند أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي ثم البصري: سكن البصرة وحدث بها عن بشر بن الوليد الكندي ومحمد بن بكار بن الريان ومنصور بن أبي مزاحم وعبيد الله القواريري وطبقتهم. روى عنه محمد بن مخلد وأبو القاسم الطبراني وابن عدي وابن السني وابن المقرئ وخلق. قال إبراهيم بن فهد: ما قدم علينا من بغداد أعلم بالحديث من ابن مكرم وقال الدارقطني ثقة قلت توفي سنة تسع وثلاثمائة رحمة الله عليه. أخبرنا إسحاق الصفار أنا ابن رواحة أنا السلفي أنا أحمد بن محمد بن مردويه أنا علي بن عمر الأسدآبادي أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ أنا محمد بن الحسين بن مكرم نا عمرو بن علي نا أبو داود نا حريث بن السائب نا الحسن حدثني حمران بن أبان عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما هو جلف هذا الطعام وبيت يكنه وثوب يستتر به وما عدا ذلك فهو فضل". 737- 83/ 10- الباغندي الحافظ الأوحد محدث العراق أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي ثم البغدادي: سمع علي بن المديني وشيبان بن فروخ ومحمد بن عبد الله بن نمير وهشام بن عمار وسويد بن سعيد وخلقا كثيرا روى عنه دعلج ومحمد بن المظفر وعمر بن شاهين وأبو بكر بن المقرئ وعلي بن المحاملي وأبو بكر أحمد بن عبدان وعبيد الله بن البواب وخلق كثير. قال الخطيب: بلغني أن عامة ما رواه حدث به من حفظه قال القاضي أبو بكر الأبهري سمعت أبا بكر بن الباغندي يقول أجبت في ثلاثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن شاهين: قام أبو بحر ابن الباغندي ليصلي فكبر:

_ 736- تاريخ بغداد: 2/ 233. المنتظم: 6/ 165. العبر: 2/ 844. شذرات الذهب: 2/ 258. 737- المنتظم: 5/ 169. ميزا الاعتدال: 3/ 571. عبر المؤلف: 2/ 71. البداية والنهاية: 11/ 75، 76. لسان الميزان: 5/ 186، 187. شذرات الذهب: 2/ 185.

وقال: أخبرنا محمد بن سليمان لوين فسبحنا له فقرأ. قال أبو بكر الإسماعيلي: لا أتهمه بالكذب ولكنه خبيث التدليس, ومصحف أيضا. وقال الخطيب: رأيت كافة شيوخنا يحتجون به ويخرجونه في الصحيح. وقال محمد بن أحمد بن زهير الحافظ: هو ثقة, لو كان بالموصل لخرجتم إليه ولكنه ينطرح عليكم. قال حمزة السهمي: سألت أحمد بن عبدان عن الباغندي فقال: كان يخلط ويدلس وهو أحفظ من أبي بكر بن أبي داود. وسألت الدارقطني عنه فقال: كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وقال الدارقطني: في الضعفاء هو مدلس مخلط يسمع من بعض أصحابه عن شيخ ثم يسقط ذكر صاحبه وهو كثير الخطأ قال اللالكائي: ذكر أن الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه كسرد التلاوة السريعة حتى تسقط عمامته. قلت: كان أول سماعه في سنة سبع وعشرين ومائتين بواسط. ومات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز الهروي أنا زاهر المستملي قدم علينا في سنة سبع وعشرين وخمسمائة أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو الحسين البجيري أنا محمد بن محمد بن سليمان نا شيبان نا حماد نا ثابت وسليمان التيمي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أتيت ليلة أسري بي على موسى عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره". أخرجه مسلم عن شيبان فوافقناه بارتفاع درجة. 738- 84/ 10- البغوي الحافظ الثقة الكبير مسند العالم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي الأصل البغدادي ابن بنت أحمد بن منيع: مولده في رمضان سنة أربع عشرة ومائتين, وبكر بالسماع باعتناء عمه علي بن عبد العزيز وجده فسمع من علي بن الجعد وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وأبي نصر التمار وشيبان بن فروخ وداود بن عمرو الضبي ويحيى بن عبد الحميد الحماني وسويد بن سعيد وخلق كثير أزيد من ثلاثمائة شيخ. وجمع وصنف معجم الصحابة وطال عمره وتفرد في الدنيا. حدث عنه ابن صاعد والجعابي والقطيعي والإسماعيلي وأبو حفص بن شاهين وعمر الكتاني وابن المظفر والدارقطني وأبو القاسم بن حبابة وأبو طاهر المخلص وعبد

_ 738- فهرست ابن النديم: 325. طبقات الحنابلة: 1/ 190-192. تاريخ بغداد: 10/ 111-117. الكامل في التاريخ: 8/ 161. ميزان الاعتدال: 2/ 492، 493. البداية والنهاية: 11/ 163، 164. لسان الميزان: 3/ 338-341. طبقات الحفاظ: 312، 313. شذرات الذهب: 2/ 275، 276. الرسالة المستطرفة: 78.

الرحمن ابن أبي شريح الهروي وأبو مسلم الكاتب وخلق كثيرون إلى الغاية. وكان يقول: رأيت أبا عبيد ورأيت جنازته, وأول ما كتبت الحديث سنة خمس وعشرين, وحضرت مع عمي مجلس عاصم بن علي. قال أحمد بن عبدان الحافظ: سمعت البغوي يقول: كنت ضيق الصدر فخرجت إلى الشط وفي يدي جزء عن يحيى بن معين أنظر فيه فإذا بموسى بن هارون فقال: إيش معك؟ قلت: جزء عن يحيى بن معين, فأخذه من يدي ورماه في دجلة وقال: تريد أن تجمع بين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي ابن المديني؟ قال ابن أبي حاتم: أبو القاسم البغوي يدخل في الصحيح. وقال الدارقطني: كان البغوي قل أن يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج. قال ابن عدي: كان البغوي صاحب حديث وكان وراقا كان يورق على جده وعمه وغيرهما, وكان يبيع أصل نفسه كل وقت -وأخذ ابن عدي يضعفه ثم في الآخر قواه وقال: طال عمره واحتاجوا إليه وقبله الناس قال: ولولا أني شرطت أن كل من تكلم فيه متكلم ذكرته وإلا كنت لا أذكره. قلت: وقد احتج به عامة من خرج الصحيح كالإسماعيلي والدارقطني والبرقاني وعاش مائة سنة وثلاث سنين قال الخطيب: أبو بكر كان ثقة ثبتا فهما عارفا وقال السلمي: سألت الدارقطني عن البغوي فقال: ثقة جبل إمام أقل المشايخ خطأ وقال أبو يعلى الخليلي البغوي: شيخ معمر عنده عن مائة شيخ تفرد بهم في زمانه منهم الحكم بن موسى وطالوت بن عباد ونعيم بن الهيصم إلى أن قال: وهو حافظ عارف صنف مسند عمه, وقد حسدوه في آخر عمره فتكلموا فيه بشيء لا يقدح فيه وقال أبو أحمد الحاكم سمعت البغوي يقول ورقت لألف شيخ. قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد السلام أن هبة الله بن الحسين أخبرهم قال أنا أبو الحسين بن النقور ثنا أبو القاسم عيسى بن علي إملاء نا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا بشر بن الوليد الكندي نا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس أنه أبصر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاتم ورق يوما واحدا فصنع الناس خواتيمهم من ورق فلبسوها فطرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاتمه فطرح الناس خواتيمهم ورأى في يد رجل خاتما فضرب أصبعه حتى رمى به. وبه إلى البغوي: نا منصور بن أبي مزاحم نا إبراهيم بن سعد عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى في يد رجل خاتما من ذهب فضرب أصبعه حتى ألقاه؛ أرسله منصور قد علم أن أبا العباس بن الشحنة آخر من روى في الدنيا حديث البغوي عاليا وكان بينهما أربعة أنفس.

توفي البغوي في ليلة عيد الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة رحمه الله تعالى. وفيها مات بأصبهان أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الداركي, وفقيه البصرة أبو عبد الله أحمد بن سليمان الزبيري البصري الشافعي ومحدث مصر أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان بن الصقيل علان ورفيقه أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي. 739- 85/ 10- ابن متويه الحافظ القدوة إمام جامع أصبهان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متويه الأصبهاني: سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وبشر بن معاذ العقدي وأحمد بن منيع وهشام بن خالد الأزرق وعبد الجبار بن العلاء ومحمد بن هاشم البعلبكي وهذه الطبقة، وله رحلة واسعة، وكان ورعا عابدا يصوم الدهر ويدري الحديث ويحفظ ويعرف أيضا بابن فيرة الطيان ويعرف أيضا بأبه. روى عنه أبو علي بن هارون والطبراني وأبو أحمد العسال وأبو الشيخ وابن المقرئ وقال هو أول شيخ كتبت عنه. وقال أبو الشيخ: كان من معادن الصدق توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة. قلت: فأما إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني فشيخ سوى ابن متويه لحق هناد بن السري وأحمد بن الفرات وجماعة ونزل همذان. روى عنه جبريل بن محمد ونصر بن حازم وجماعة. 740- 86/ 10- ابن منده الحافظ الإمام الرحال أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده واسم منده إبراهيم بن الوليد بن سنده بن بطة بن إسبندار العبدي مولاهم الأصبهاني جد الحافظ الشهير أبي عبد الله محمد بن إسحاق: سمع إسماعيل بن موسى الفزاري السدي وعبد الله بن معاوية ومحمد بن سليمان لوين وأبا كريب محمد بن العلاء وهناد بن السري وطبقتهم. حدث عنه أبو أحمد العسال وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ وأبو إسحاق بن حمزة ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب وكان ينازع أحمد بن الفرات ويراجعه وهو شاب قال أبو الشيخ: هو أستاذ شيوخنا وإمامهم, أدرك سهل بن عثمان, ومات في رجب سنة إحدى وثلاثمائة.

_ 739- العبر: 2/ 122. الوافي بالوفيات: 6/ 125، 126. شذرات الذهب: 2/ 238، 239. الإكمال لابن ماكولا: 1/ 11. تاريخ ابن عساكر: 2/ 253/ أ. ذكر أخبار أصبهان: 1/ 189، 190. 740- ذكر أخبار أصبهان: 2/ 222-224. طبقات الحنابلة: 1/ 328. وفيات الأعيان: 4/ 289. الوافي بالوفيات: 5/ 189. طبقات الحفاظ: 313. شذرات الذهب: 2/ 234. النجوم الزاهرة: 3/ 184. الإكمال لابن ماكولا: 1/ 321.

قرأت على محمد بن يوسف النحوي أخبركم ابن رواحة أنا أبو طاهر السلفي أنا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الحافظ أنا أبي وعماي قالوا: أنا أبونا أبو عبد الله أنا أبي حدثني أبي نا سعيد بن عنبسة أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي زياد قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن أكل البصل فقالت: "آخر طعام أكله النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه بصل". هذا حديث غريب وإسناده صالح رواه أحمد في مسنده عن حيوة الحمصي عن بقية. قرأت على إسحاق بن طارق الأسدي أخبركم ابن خليل أنا أبو المكارم التيمي أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا سليمان بن أحمد نا محمد بن يحيى بن منده أنا أبو بكر بن أبي النضر نا أبو عقيل الثقفي نا مجالد أنا عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال: ما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى قرأ وكتب عبد الله له رؤية برك عليه نبي الله عليه وآليه وسلم ودعا له. قلت: وما المانع من جواز تعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسير الكتابة بعد أن كان أميا لا يدري ما الكتابة. فلعله لكثرة ما أملى على كتاب الوحي وكتاب السنن والكتب إلى الملوك عرف من الخط وفهمه وكتب الكلمة والكلمتين كما كتب اسمه الشريف يوم الحديبية محمد بن عبد الله وليست كتابته لهذا القدر اليسير مما يخرجه عن كونه أميا ككثير من الملوك أميين ويكتبون العلامة. 741- 87/ 10- محمد بن أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، الحافظ الناقد الإمام أبو عبد الله النسائي ثم البغدادي: سمع نصر بن علي الجهضمي وعباد بن يعقوب وعمرو بن علي الفلاس وطبقتهم. حدث عنه أحمد بن كامل وأبو بكر بن مقسم المقرئ وأبو القاسم الطبراني وآخرون. قال ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم، ابن جرير، ومحمد البربري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، والمعمري، وما رأيت أحفظ منهم. قال الخطيب: كان أبو بكر والده يستعين به في عمل التاريخ- إلى أن قال: ومات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين. أخبرنا الفخر علي وغيره إجازة عن محمد بن معمر الفاخر أنا أبي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ أنا سليمان بن أحمد نا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة نا عمرو بن علي الصيرفي نا المنذر بن زياد الطائي نا الوليد بن سريع

_ 741- الفهرست: 286.

عن عبد الله بن أبي أوفى: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمس لحيته في الصلاة. لا يروى هذا عن عبد الله إلا بهذا الإسناد وتفرد به الفلاس. 742- 88/ 10- البرذعي الحافظ الناقد أبو عثمان سعيد بن عمرو الأزدي: وبرذعة بلد من أعمال أذربيجان رحل وسمع أبا كريب وعبدة بن عبد الله وأبا سعيد الأشج وعمرو بن علي الصيرفي وبندار وأحمد بن أخي بن وهب وخلائق. وصحب أبا زرعة وتخرج به، حدث عنه حفص بن عمر الأردبيلي وأحمد بن طاهر الميانجي وحسن بن علي بن عباس وإبراهيم بن أحمد الميمذي وآخرون. قال ابن عقدة: مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن علي أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا إسماعيل بن عبد الجبار أنا أبو يعلى الخليلي الحافظ أنا عبد الله بن محمد الحافظ سمعت أحمد بن طاهر الحافظ سمعت سعيد بن عمرو الحافظ يقول: لما رجعت من مصر أقمت ثانيا عند أبي زرعة فعرضت عليه كتاب المزني فكلما قرأت عليه مما يخالف الشافعي جعل أبو زرعة يتبسم ويقول: لم يعمل صاحبك شيئا في اختياره لا يمكنه الانفصال فيما ادعى قلت: هل سمعت منه شيئا قال: لا، وما جالسته إلا يومين. وبلغني عنه أنه تكلم في لفظي بالقرآن مخلوق فلما خرج عبد الرحيم إليه أمرته أن يسأله عن ذلك قال: فبكى، وقال: معاذ الله. رحمه الله تعالى. 743- 89/ 10- يحيى بن زكريا بن يحيى الحافظ الإمام أبو زكريا النيسابوري الأعرج: حيويه رحال جوال. حدث عن إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وقتيبة ومحمد بن طريف ويحيى خت ويعقوب الدورقي ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم. وعنه ولد أخيه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن حيويه صاحب النسائي وأبو حامد بن الشرقي وابن عقدة ومكي بن عبدان وعدة. قيل: إن النسائي روى عنه، قال ابن يونس: كان حافظا عالما فاضلا نبيلا في ذي القعدة سنة سبع وثلاثمائة بمصر رحمه الله تعالى. 744- 90/ 10- أبو الآذان الحافظ الإمام عمر بن إبراهيم البغدادي: حدث عن

_ 742- معجم البلدان: 1/ 380، 381. الوافي بالوفيات: 13/ 417. طبقات الحفاظ: 313. تهذيب ابن عساكر: 6/ 166. 743- المنتظم: 6/ 156. شذرات الذهب: 2/ 251، 252. تهذيب الكمال: الورقة: 1496. تذهيب التهذيب: 4/ 153/ 2. العبر: 2/ 135. 744- تاريخ بغداد: 11/ 215، 216. طبقات الحفاظ: 313، 314. شذرات الذهب: 2/ 205. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 128/ 1.

محمد بن المثنى ويحيى بن حكيم المقوم وإسماعيل بن مسعود وعبد الله بن محمد بن المسور الزهري وطبقتهم. حدث عنه النسائي وهو أكبر منه وابن قانع والخراساني عبد الله بن إسحاق ومظفر بن يحيى وأبو القاسم الطبراني وآخرون. وثقه الخطيب وغيره قال البرقاني أنا الإسماعيلي قال: يحكى أن أبا الآذان طالت خصومة بينه وبين يهودي فقال له: أدخل يدي ويدك في النار فمن كان محقا لم يحترق ففعلا فذكر أن يده لم تحترق وأن يد اليهودي احترقت. توفي أبو الآذان سنة تسعين ومائتين وله ثلاث وستون سنة رحمه الله تعالى. 745- 91/ 10- قرطمة الحافظ الباهر أبو عبد الله محمد بن علي البغدادي: سمع محمد بن حميد الرازي وأبا سعيد الأشج والزعفراني ومحمد بن يحيى الذهلي وطبقتهم بالحجاز والشام وخراسان والعراق ومصر. وكان آية في الحفظ والرواية تعز عنه، قال ابن عقدة سمعت داود بن يحيى يقول: الناس يقولون: أبو زرعة أبو حاتم في الحفظ؛ والله ما رأيت أحفظ من قرطمة, دخلت عليه فقال لي: ترى هذه الكتب خذ أيها شئت حتى أقرأ؛ قلت: كتاب الأشربة فجعل يسرد من آخر الباب إلى أوله حتى قرأه كله قال الخطيب: مات سنة تسعين ومائتين رحمه الله تعالى. 746- 92/ 10- ابن صدقة الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي الحافظ: له مسائل سأل عنها أحمد بن حنبل أيام قطعه التحديث وحدث عن إسماعيل بن مسعود الجحدري ومحمد بن مسكين اليمامي ومحمد بن حرب النسائي وطبقتهم. أنبأنا ابن قدامة أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي حدثني أحمد بن محمد بن صدقة الحافظ نا صالح بن محمد بن يحيى القطان نا أبي عن عثمان بن مرة عن القاسم عن عائشة قالت: إن أصحاب هذه الصور يُعَذَّبُون عذابا لا يُعَذَّبُهُ أحد من العالمين يقال لهم: أحيوا ما خلقتم. روى عنه ابن قانع وأبو بكر الشافعي وأبو القاسم الطبراني وأخذ عنه المسائل أبو بكر الخلال، وكان موصوفا بالضبط والإتقان، وروى القراءات عن جماعة قال: أبو الحسين بن المنادي: كان من الضبط والحذق على نهاية. مات في محرم سنة ثلاث وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى.

_ 745- تاريخ بغداد: 3/ 65، 66. مختصر علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة: 128/ 2. الوافي بالوفيات: 4/ 107. طبقات الحفاظ: 314. شذرات الذهب: 2/ 205. 746- تاريخ بغداد: 5/ 40، 41. طبقات الحنابلة: 1/ 64، 65. طبقات القراء للجزري: 1/ 119. طبقات الحفاظ: 314. شذرات الذهب: 2/ 215. تهذيب ابن عساكر: 2/ 58.

747- 93/ 10- البرديجي الحافظ الإمام الثبت أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي البرذعي نزيل بغداد: حدث عن أبي سعيد الأشج وعلي بن إشكاب وهارون بن إسحاق الهمداني وبحر بن نصر الخولاني وعدة. طوف وصنف روى عنه أبو بكر الشافعي وابن لؤلؤ الوراق وأبو علي بن الصواف وآخرون. قال الدارقطني: ثقة جبل. وقال الحاكم: سمع منه شيخنا أبو علي الحافظ بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة، كذا قال، وإنما توفي البرديجي في سنة إحدى وثلاثمائة فالله أعلم. ثم قال الحاكم قدم على محمد بن يحيى فأفاد واستفاد ولا نعرف إماما من أئمة عصره إلا وله عليه انتخاب قال الخطيب: كان ثقة فهما حافظا. وقال أحمد بن كامل: مات في رمضان سنة إحدى ببغداد. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة إجازة قالوا أنا عمر بن محمد أنا هبة الله بن الحصين نا محمد بن محمد نا محمد بن عبد الله نا أحمد بن هارون البرديجي نا يزيد بن جهور نا أحمد بن حنبل نا الشافعي نا مسلم بن خالد عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطع أن الخراج بالضمان. 748- 94/ 10- ابن الأخرم الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني ويعرف بابن الأخرم: كان فقيها محدثا سمع أبا كريب وزياد بن يحيى الحساني وعمار بن خالد وعلي بن حرب والمفضل بن غسان الغلابي وطبقتهم. روى عنه أبو أحمد العسال وعبد الله بن محمد بن عمر وأبو محمد بن حيان أبو الشيخ وأحمد بن إبراهيم بن يوسف الأصبهانيون، ورأيت له وصية يقول فيها: والله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة، ويقول فيها: من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر فالظاهر أنه أراد بلفظ الملفوظ وهو القرآن المجيد المتلو المقروء المكتوب المسموع المحفوظ في الصدور ولم يرد اللفظ الذي هو تلفظ القارئ؛ فإن التلفظ بالقرآن من كسب التالي والتلفظ والتلاوة والكتابة والحفظ أمور من صفات العبد وفعله وأفعال العباد مخلوقة لكن السلف كانوا لا يسوغون إطلاق ذلك لأنهم خافوا أن يتذرع بذلك إلى القول بخلق القرآن ورأوا إطلاق الخلقية على اللفظ بدعة. وقد ورد عن الإمام أحمد بن حنبل ما يوضح ذلك فإنه قال: من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمى. مات ابن الأخرم هذا في سنة إحدى وثلاثمائة رحمه الله تعالى.

_ 747- ذكر أخبار أصبهان: 1/ 113. تاريخ بغداد: 5/ 194، 195. الأنساب: 72/ ب. معجم البلدان: 1/ 378. الوافي بالوفيات: 8/ 223. النجوم الزاهرة: 3/ 184. العبر: 2/ 118. 748- ذكر أخبار أصبهان: 2/ 224، 225. الصبر: 2/ 120. الوافي بالوفيات: 3/ 190، 191. طبقات الحفاظ: 315. شذرات الذهب: 2/ 324، 325. النجوم الزاهرة: 3/ 184.

أنبأنا عبد الرحمن ابن أحمد وجماعة عن زاهر بن أحمد أنا محمد بن علي بن أبي ذر أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم أنا أبو محمد بن حيان نا محمد بن العباس نا أبو كريب نا محمد بن خازم نا الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام وما بين السماء التي تليها خمسمائة عام كذلك إلى السماء السابعة، والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه- يعني علمه" وأبو نصر لا يعرف, والخبر منكر. رواه البيهقي في الأسماء والصفات. 749- 95/ 10- شكر الحافظ الثقة الرحال أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر بن سعيد الهروي ولقبه شكّر: سمع محمد بن رافع وعلي بن خشرم وأحمد بن عيسى المصري وعمر بن شبة والرمادي وطبقتهم؛ وجمع وصنف وتقدم في هذا الفن. روى عنه أبو الوليد حسان بن محمد وأبو عمرو بن مطر وأبو بكر أحمد بن علي الرازي وطائفة سواهم. مات في أحد الربيعين بهراة سنة ثلاث وثلاثمائة، وفيها مات جماعة من أصحاب الحديث قد ذكروا رحمة الله عليهم. 750- 96/ 10- العسكري الحافظ الإمام أبو الحسن علي بن سعد بن عبد الله نزيل الري: سمع أبا حفص الفلاس ومحمد بن المثنى ويعقوب الدورقي والزبير بن بكار وطبقتهم. وعنه أبو الشيخ الحافظ وأبو بكر القباب وأبو عمرو بن حمدان وأبو عمرو بن مطر وأهل أصبهان ونيسابور وآخر من حدث عنه ميمون الرازي وقع لنا كتاب السرائر تصنيفه وغير ذلك. مات سنة خمس وثلاثمائة وقيل سنة ثلاث عشرة بالري. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا محمد بن عبد الرحمن أنا محمد بن أحمد الزاهد أنا علي بن سعد بن عبد الله العسكري نا الحسين بن الحسن بن حماد الشغافي حدثتني جدتي بانة بنت بهز بن حكيم عن أبيها عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من سبح عند غروب الشمس سبعين تسبيحة غفر الله له سائر عمله" هذا حديث منكر وبانة لا تعرف ولا صاحبها.

_ 749- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 129/ 1. العبر: 2/ 126. الوافي بالوفيات: 5/ 67. طبقات الحفاظ: 315. شذرات الذهب: 2/ 242. 750- الأنساب: 391/ ب. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 149/ 1. طبقات الحفاظ: 315. شذرات الذهب: 2/ 246. الرسالة المستطرفة: 55.

751- 97/ 10- علي بن سعيد بن بشير بن مهران الحافظ البارع أبو الحسن الرازي نزيل مصر ومحدثها: حدث عن عبد الأعلى بن حماد وجبارة بن المغلس وبشر بن معاذ العقدي وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح ومحمد بن هاشم البعلبكي ونوح بن عمرو السكسكي وطبقتهم. روى عنه أبو سعد بن الأعرابي وعبد الله بن جعفر بن الورد ومحمد بن أحمد بن خروف وأبو القاسم الطبراني والحسن بن رشيق وآخرون. قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: لم يكن في دينه بذاك سمعت بمصر أنه كان والي قرية فإذا مطلوه الخراج جمع خنازيرهم في المسجد؛ قلت: فيكف هو في الحديث؟ قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ. ومات سنة سبع وتسعين ومائتين في ذي القعدة ويعرف بعليك، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وإسماعيل بن عبد الرحمن قالا أنا ابن صباح أنا ابن رفاعة أنا أبو الحسن الخلعي أنا أحمد بن محمد الحاج الشاهد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عثمان الإمام أملانا علي بن سعيد الرازي أنا محمد بن أبان الواسطي نا عقبة الأصم عن عطاء عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن النظر في النجوم تابعه أبو نصر التمار عن عقبة أحد الضعفاء. 752- 98/ 10- جعفرك الحافظ الرحال أبو محمد جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الأعرج نزيل حلب وبها مات: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي في كتابه عن محمد بن معمر وأخته عائشة قالا: أنا سعيد بن أبي رجاء الصيرفي في سنة "526 أنا أبو طاهر بن محمود ومنصور بن الحسين قالا أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الحافظ ثنا جعفر بن محمد النيسابوري الأعرج بالموصل أنا إسحاق بن عبد الله الخشك أنا حفص بن عبد الله عن مسعر عن ربيعة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربعة من القوم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وكان أزهر ليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم وكان رجل الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعث وهو بن أربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا صلى الله عليه وآله وسلم، وحدث عن الحسن بن عرفة وعبد الله بن هاشم ومحمد بن يحيى الذهلي وعلي بن حرب وطبقتهم. حدث عن الحافظان أبو إسحاق بن حمزة الأصبهاني وأبو علي النيسابوري وأبو بكر الإسماعيلي وابن المقرئ وآخرون. وثقه غير واحد ونعتوه بالحفظ والمعرفة.

_ 751- ميزان الاعتدال: 3/ 131. لسان الميزان: 4/ 231، 232. طبقات الحفاظ: 315، 316. النجوم الزاهرة: 3/ 203. شذرات الذهب: 2/ 232. 752- تاريخ بغداد: 7/ 203، 204. المنتظم: 6/ 154. طبقات الحفاظ: 317. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 129/ 1.

753- 99/ 10- الجارودي الحافظ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن الجارود الأصبهاني الرحال المصنف: روى عن أبي سعيد الأشج وعمر بن شبة وهارون بن إسحاق وأحمد بن الفرات وخلق من الإصبهانيين, وعني بهذا الشأن. روى عنه أبو إسحاق بن حمزة وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ وعبد الرحمن بن محمد بن سياه وآخرون. ومات في سبع تسع وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى. 754- 100/ 10- جعفر بن أحمد بن سنان بن أسد الحافظ الثقة بن الحافظ أبي جعفر القطان الواسطي: سمع أباه وتميم بن المنتصر وأبا كريب محمد بن العلاء وهناد بن السري وسليمان بن عبيد الله الغيلاني ومحمد بن بشار وطبقتهم, وحدث عنه أبو بكر بن المقرئ وابن عدي وأبو عمرو بن حمدان والقاضي يوسف الميانجي وخلق سواهم. توفي في سنة سبع وثلاثمائة رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن أبي روح الهروي أنا أبو القاسم النيسابوري أنا أبو سعيد الأديب أنا محمد بن أحمد الحيري أنا جعفر بن أحمد بن سنان الحافظ بواسط نا تميم بن المنتصر نا إسحاق عن سفيان وشريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". 755- 101/ 10- الروياني الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن هارون صاحب المسند المشهور: حدث عن أبي الربيع الزهراني وإسحاق بن شاهين وأبي كريب ومحمد بن حميد والفلاس ويحيى المقوم وأبي زرعة وخلائق. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن أحمد القرميسيني وجعفر بن عبد الله بن فناكي وآخرون. وثقه أبو يعلى الخليلي وذكر أن له تصانيف في الفقه. مات سنة سبع وثلاثمائة. قال الحافظ أحمد بن منصور الشيرازي: سمعت محمد بن أحمد الصحاف سمعت أبا العباس البكري يقول جمعت الرحلة بمصر بين بن جرير وابن أبي خزيمة ومحمد بن نصر والروياني فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم

_ 753- ذكر أخبار أصبهان: 1/ 117، 118. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة: 129/ 2. الوافي بالوفيات: 7/ 215. 754- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة: 129/ 2. طبقات الحفاظ: 316. 755- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 129/ 2. العبر: 2/ 135. الوافي بالوفيات: 5/ 148. البداية والنهاية: 11/ 131. طبقات الحفاظ: 316، 317. شذرات الذهب: 2/ 251. الرسالة المستطرفة: 72.

وجاعوا فاجتمعوا في بيت واقترعوا على أن من خرجت عليه القرعة يسأل قال: فخرجت على بن خزيمة, فقال: أمهلوني حتى أصلي, وقام؛ قال: فإذا هم بشمعة وخصي من قبل أمير مصر ففتحوا فقال: أيكم محمد بن نصر؟ فقيل: هذا؛ فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم بن جرير؟ فأعطاه مثلها ثم كذلك بابن خزيمة وبالروياني؛ ثم حدثهم قال إن الأمير كان قائلا بالأمس فرأى في النوم: أن المحامد جياع قد طووا فأنفذ إليكم هذه الصرر وأقسم عليكم إذا نفدت فعرفوني. أخبرنا القاضي تقي الدين سليمان غير مرة أنا محمد بن عبد الواحد الحافظ أنا أبو زرعة عبيد الله بن محمد أنا الحسين بن الخلال أنا عبد الرحمن ابن أحمد أنا جعفر بن عبد الله أنا محمد بن هارون الروياني نا محمد بن المثنى نا عثمان بن عمر نا فليح عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن وليدة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حملت من الزنا فسئلت: من أحبلك؟ فقالت: أحبلني المقعد؛ فسئل فاعترف فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنه لضعيف عن الجلد" , فأمر بمائة عثكول فضربه بها ضربة واحدة". أخرجه النسائي من حديث أبي حازم 756- 102/ 10- الدينوري الحافظ العلامة الجوال أبو محمد عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري: سمع أبا عمير بن النحاس ويعقوب الدورقي وأبا سعيد الأشج ومحمد بن الوليد البسري وأحمد بن عبد الرحمن ابن وهب وطبقتهم. وطوف الأقاليم روى عنه جعفر الفريابي مع تقدمه وأبو علي النيسابوري والقاضي يوسف الميانجي والقاضي أبو بكر الأبهري وعمر بن سهل الدينوري وعبد الله بن سعيد البروجردي خاتمة أصحابه قال الحافظ أبو علي النيسابوري بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرة بن وهب الدينوري قال ابن عدي كان بن وهب يحفظ وسمعت عمر بن سهل يرميه بالكذب وسمعت ابن عقدة يقول كتب إلي ابن وهب جزئين من غرائبه عن الثوري فلم أعرف منها إلا حديثين وكنت أتهمه وقال الدارقطني: متروك الحديث، وقال أبو علي الحافظ: سمعت بن وهب الدينوري يقول: حضرت أبا زرعة وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول باطل والرجل يضحك ويقول: كل ما لا يحفظه يقول باطل، فقلت: يا هذا ما مذهبك؟ قال: حنفي قلت: ما أسند أبو حنيفة عن حماد فوقف فقلت: يا أبا زرعة ما تحفظ لأبي حنيفة عن حماد؟ فسرد أحاديث, فقلت للعلج: ألا تستحي؟ تقصد إمام المسلمين

_ 756- الكامل لابن عدي: 3/ 288/ ب. ميزان الاعتدال: 2/ 494. 495. البداية والنهاية: 11/131. لسان الميزان: 3/ 344، 345. شذرات الذهب: 2/ 252، 253. المغني في الضعفاء: 1/ 355.

بالموضوعات وأنت لا تحفظ حديثا لإمامك: فأعجب ذلك أبا زرعة وقبلني. قال ابن عدي: قد قبل ابن وهب الدينوري قوم وصدقوه. قلت: توفي سنة ثمان وثلاثمائة. أخبرنا أبو علي ابن الخلال أنا أبو المنجا بن اللتي أنا أبو الوقت ابن الماليني أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا إسماعيل بن إبراهيم أنا محمد بن عبد الله البيع أخبرني محمد بن علي المهرجاني سمعت محمد بن صبيح سمعت عبد الله بن وهب الحافظ سمعت عبيد الله بن محمد بن هارون قال: سمعت الشافعي بمكة يقول: سلوني عما شئتم أحدثكم من كتاب الله وسنة نبيه فقيل: يا أبا عبد الله ما تقول في محرم قتل زنبورا؟ قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه} [الحشر: 7] أنا ابن عيينة عن عبد الملك بن عمر عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" هكذا هو مختصر1. أخبرنا سنقر الحلبي أنا علي بن محمود أنا ابن سلفة أنا ابن أشتة أنا أبو سعيد محمد بن علي الحافظ أنا أبو محمد مسيح بن الحسين الدينوري نا عبد الله بن محمد بن وهب حدثني أحمد بن سعيد الهمداني أنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن جندب بن عبد الله سمع سفيان بن عوف القاري سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ونحن عنده: "طوبى للغرباء"؛ قيل: من الغرباء يا نبي الله؟ قال: "ناس صالحون في ناس سوء كثير، ومن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" 2 جندب العدواني مقل وقد فتشت عليه فما عرفته، ولهم جنيد بن عمرو العدواني وهو غير معروف أيضا. 757- 103/ 10- علي بن سراج الحافظ الإمام أبو الحسن بن أبي الأزهر الحرشي مولاهم البصري: حدث عن أبي عمير بن النحاس ويوسف بن بحر وسعيد بن أبي زيدون القيسراني وسعيد بن عمرو السكوني وفهد بن سليمان وخلق كثير، وجمع وصنف. روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد العسال وأبو بكر الجعابي وأبو عمرو بن حمدان وعلي بن عمر السكري وعدة. قال الدارقطني: كان يحفظ الحديث، وقال الخطيب: كان عارفا بأيام الناس حافظا. وقال الدارقطني أيضا: كان يشرب المسكر. قلت: توفي في ربيع الأول سنة ثمان وثلاث وثلاثمائة.

_ 1 رواه الترمذي في المناقب باب 16، 17. وابن ماجه في المقدمة باب 11. وأحمد في مسنده "5/ 382، 399". 2 رواه مسلم في الإيمان حديث 232. والترمذي في الإيمان باب13. وابن ماجه في الفتن باب15. 757- تاريخ بغداد: 11/ 431-433. ميزان الاعتدال: 3/ 131. لسان الميزان: 4/ 230، 231. طبقات الحفاظ: 318. شذرات الذهب: 2/ 252. تاريخ ابن عساكر: 12/ 51/ ب.

وفيها توفي المسند أبو علي الحسن بن محمد بن عنبر البغدادي الوشاء والأديب جعفر بن قدامة الكاتب صاحب التصانيف وأبو حبيب العباس جعفر بن قدامة أحمد بن محمد بن عيسى البرتي والفقيه محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم الضبي ومحدث مكة المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي. أخبرنا علي بن أحمد كتابة أنا عمر بن طبرزذ أنا القاضي أبو بكر أنا محمد بن علي الهاشمي أنا علي بن عمر نا علي بن سراج الحافظ نا أبو عمير الرملي نا رواد بن الجراح نا سعيد بن بشير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله رآني رجل وأنا أصلي في السر فسرني ذلك؟ فقال: "لك أجران: أجر السر وأجر العلانية". 758- 104/ 10- المهلبي الحافظ العالم أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المؤمن ابن خالد الأزدي محدث جرجان: سمع محمد بن زنبور ومحمد بن حميد الرازي وإبراهيم بن موسى الوزدولي روى عنه ابن عدي والإسماعيلي وأحمد بن أبي عمران الجرجاني وأبو الحسن القصري وعدة. وكان من كبراء جرجان وعلمائها قال ابن ماكولا: ثقة يعرف الحديث. ثم قال: مات في المحرم سنة تسع وثلاثمائة. قلت: فيها مات مسند بغداد عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي والمعمر أبو يحيى عبد بن علي بن مرزوق السيرسي النقاب ببغداد وأبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي نزل البصرة وأبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان صاحب الكتب. 759- 105/ 10- التستري الحافظ الحجة العلامة الزاهد أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير أحد الأعلام: سمع أبا كريب ومحمد بن حرب النشائي والحسين بن أبي زيد الدباغ ومحمد بن عمار الرازي وعمرو بن عيسى الضبعي وبطبقتهم. فأكثر وجود وصنف وقوى وضعف وبرع في هذا الشأن. حدث عنه أبو حاتم بن حبان وأبو إسحاق بن حمزة وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر بن المقري وآخرون. قال الحاكم سمعت جعفر بن أحمد المراغي يقول: أنكر عبدان الأهوازي حديثا مما عرض عليه لابن زهير فدخل عليه. وقال: هذا أصلي ولكن من أين لك ابن عون عن

_ 758- تاريخ جرجان: 213، 214. الأنساب: 546/ ب. طبقات الحفاظ: 318. شذرات الذهب: 2/ 258. 759- الأنساب: 106/ ب. العبر: 2/ 145. النجوم الزاهرة: 3/ 205. طبقات الحفاظ: 318، 319. شذرات الذهب: 2/ 258.

الزهري عن سالم؟ فما زال عبدان يعتذر إليه، ويقول يا أبا جعفر إنما استغربت حديثك. قال الحافظ أبو عبد الله بن منده، ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة، وسمعت يقول: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي جعفر التستري؛ وقال أبو جعفر: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي زرعة، وقال أبو زرعة: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. قال ابن المقري: حدثنا تاج المحدثين أحمد بن يحيى بن زهير، فذكر حديثا. قلت: مات سنة عشرة وثلاثمائة. قرأت على محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد وآخر قالا: أنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن أنا محمد بن أحمد الحيري أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير التستري نا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل نا أبو عاصم نا سفيان عن نعيم بن أبي هند عن أبي المسهر عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوما قبل موته يريد وجه الله دخل الجنة, ومن قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، ومن ختم له بإطعام مسكين يريد وجه الله دخل الجنة". وفيها توفي ابن جرير وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل راوي المسند عن ابن منيع ومقرئ بغداد أبو علي الحسن بن الحسين بن علي الصواف، ومسند مصر أبو شيبة داود بن إبراهيم بن يزيد البغدادي ومسند الكوفة أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي ومحدث الشام أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وشيخ القراء أبو عمران موسى بن جرير الرقي النحوي والوليد بن أبان الأصبهاني الحافظ. 760- 106/ 10- الدولابي الحافظ السالم أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم الأنصاري الرازي الدولابي الوراق: سمع أحمد بن أبي شريح الرازي ومحمد بن منصور الحواز ومحمد بن بشر وهارون بن سعيد الأيلي وموسى بن عامر الدمشقي وزياد بن أيوب وطبقتهم بالحرمين والعراق ومصر والشام والجبال وصنف التصانيف. روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وعبد الله بن عدي وابن حبان والحسن بن رشيق وهشام بن محمد بن مرة وسليمان الطبراني ومحمد بن عبد الله بن حيويه وأبو بكر أحمد بن المهندس وأبو بكر بن المقرئ وآخرون. قال: الدارقطني: تكلموا فيه وما يتبين

_ 760- الأنساب: 233/ ب. وفيات الأعيان: 4/ 352، 353. العبر: 2/ 145، 146. ميزان الاعتدال: 3/ 459. الوافي بالوفيات: 2/ 36. لسان الميزان: 5/ 41، 42. النجوم الزاهرة: 3/ 206. طبقات الحفاظ: 319. شذرات الذهب: 2/ 260.

من أمره إلا خير. وقال ابن عدي: ابن حماد متهم في ما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي. قلت قد أقذع في رميه نعيما بالكذب, مع أن نعيما صاحب مناكير فالله أعلم، قال أبو سعيد بن يونس: كان أبو بشر من أهل الصنعة وكان يضعف. مات بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة سنة عشر وثلاثمائة، قلت: ومولده كان في سنة أربع وعشرين ومائتين فأما محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ فمن طبقة الدارقطني. قرأت على إسحاق بن طارق أنا يوسف بن خليل أنا المؤيد بن الأخوة أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا أحمد بن محمود ومنصور بن الحسين قالا نا أبو بكر محمد بن إبراهيم نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي نا محمد بن عمرو أبو غسان نا حكام بن سلم نا عثمان بن زائدة عن الزبير بن عدي عن أنس قال: قبض رسول الله صلى عليه وآله وسلم وهو ابن ثلاث وستين, وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين, وعمر وهو ابن ثلاث وستين. أخرجه مسلم عن أبي غسان زنيج. 761- 107/ 10- الغازي هو الحافظ الصدوق الرحال أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن شعيب الجرجاني محدث جرجان 1: سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن يحيى الذهلي وطبقتهم. روى عن ابن عدي والإسماعيلي وأبو أحمد الحاكم وآخرون. وكان أحد الثقات لم أظفر بوفاته، ومات سنة بضع عشرة، قرأت على ابن عساكر عن أبي روح أنا تميم بهراة أنا أبو سعيد الطبيب أنا محمد بن محمد الحافظ أنا محمد بن إبراهيم الغازي نا محمد بن حميد نا الحكم بن بشر عن عمرو بن قيس الملائي عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان رمضان تفتحت أبواب الجنة جميعا وتغلق أبواب النار كلها وتغل مردة الشياطين" 2، وذكر الحديث. 762- 108/ 10- الحيري الحافظ الزاهد القدوة المجاب الدعوة أبو جعفر أحمد بن حمدان بن علي بن سنان النيسابوري:

_ 761- الأنساب: 405/ 1. مختصر علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة: 131/ 1. طبقات الحفاظ: 320. شذرات الذهب: 2/ 262. 1 كذا، وإنما هو طبري من طبرستان كما في الأنساب ولم يذكره حمزة السهمي في تاريخ جرجان. 2 رواه النسائي في الصيام باب4، 5. وأحمد في مسنده "2/ 425". 762- طبقات الصوفية: 332- 334. تاريخ بغداد: 4/ 115، 116. الوافي بالوفيات: 6/ 360. طبقات الحفاظ: 320. شذرات الذهب: 2/ 261. الرسالة المستطرفة: 27. المنتظم: 6/ 176.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا محمد بن أحمد بن حمدان حدثني أبي أبو جعفر أنا أحمد بن الأزهر نا أبو النضر نا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر قال: طلقت امرأتي وهي حائض فسأل عن ذلك عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض حيضة أخرى ثم تطهر ثم يطلقها قبل أن يمسها إن شاء أو يمسكها؛ فإن تلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء"، هذا غريب من هذا الوجه قد رواه الحافظ ابن عقدة عن أبي جعفر الحيري هذا. سمع عبد الله بن هاشم الطوسي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن الأزهر وعبد الله بن أبي ميسرة وأحمد بن أبي غرزة الغفاري وطبقتهم. وصنف الصحيح على شرط مسلم. روى عنه ابناه أبو العباس محمد شيخ خوارزم وأبو عمرو محمد وحسان بن محمد الفقيه والحافظ أبو علي وعبد الله بن سعد وآخرون. حكى عنه ابنه وأبو عمرو أنه رحل على كبر السن إلى الموصل إلى أبي يعلى من أجل حديث محمد بن عباد عن ابن عيينة ورحل إلى جرجان إلى عمران بن موسى بن مجاشع لحديث تحويل القبلة، وكان أبي يحيي الليل وكان أولاده زاهدين وكان ابن ابنته الشيخ أبو بشر الحلواني أوحد وقته وشيخ الحرم بقي إلى سنة ست وثمانين وثلاثمائة، توفي أبو جعفر قبل ابن خزيمة بأيام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قال السلمي: صحب أبو جعفر أبا حفص النيسابوري والشاه بن شجاع, وكان الجنيد يكاتبه, وكان أبو عثمان يقول: من أحب أن ينظر إلى سبيل الخائفين فلينظر إلى أبي جعفر؛ رحمة الله عليهم. 763- 109/ 10- السختياني الحافظ الثقة أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني محدث جرجان: سمع هدبة بن خالد وإبراهيم بن المنذر الحزامي وسويد بن سعيد وأبا الربيع الزهراني وأبا كامل الجحدري وطبقتهم. وحدث عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبو عبد الله بن الأخرم وأبو علي النيسابوري وأبو عمرو بن نجيد وأبو عمرو بن حمدان وخلق كثير. وكان ثقة ثبتا صاحب تصانيف. توفي في شهر رجب سنة خمس وثلاثمائة وهو في عشر المائة رحمه الله، قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد السلام التميمي في سنة ثلاث وتسعين وستمائة

_ 763- تاريخ جرجان: 322، 323. الأنساب: 392/ أ. البداية والنهاية: 320، 321. العبر: 2/ 129، 130. طبقات الحفاظ: 320، 321.

عن عبد المعز بن محمد البزاز أنا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا أنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان سنة 374" أنا عمران بن موسى الجرجاني نا أبو كامل نا عبد الواحد بن زياد أنا موسى بن عبد الله الجهني سمعت مصعب بن سعد يقول سمعت أبي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة؟ " قالوا: وكيف؟ قال: "يسبح الله مائة تسبيحة في يوم فيكتب له ألف حسنة ويحط عنه ألف سيئة" 1. 764- 110/ 10- الجوني الحافظ أبو عمران موسى بن سهل البصري: من ثقات الرحالين. سمع عبد الواحد بن غياث ومحمد بن رمح المصري وطالوت بن عباد وهشام بن عمار وطبقتهم. وسكن بغداد. وثقه الدارقطني, حدث عنه دعلج ومحمد بن المظفر وعلي بن عمر السكري وأبو بكر بن المقرئ وآخرون، مات في رجب سنة سبع وثلاثمائة وكان من علماء الحديث ومسنديهم رحمة الله عليهم. أنبأنا ابن أبي عمر أنا عمر بن محمد أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن المظفر نا موسى بن سهل الجوني نا إسحاق بن إبراهيم القرقساني أنا حجاج بن محمد نا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ". غريب من هذا الوجه. 765- 111/ 10- ابن قتيبة الحافظ الثقة أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني محدث فلسطين: سمع صفوان بن صالح المؤذن وإبراهيم بن هشام الغساني وهشام بن عمار ويزيد بن عبد الله بن موهب الرملي ومحمد بن رمح وعيسى بن حماد وحرملة بن يحيى ومحمد بن يحيى الزماني وطبقتهم. حدث عنه ابن عدي وأبو علي النيسابوري والقاضي يوسف الميانجي وأبو بكر بن المقري وخلق سواهم. أحسبه توفي في سنة عشر وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن هبة الله وسليمان بن قدامة قالا أنبأنا محمد بن عبد الواحد المديني أنا إسماعيل بن علي النيسابوري

_ 1 رواه أحمد في مسنده "1/ 174، 180، 185". 764- تاريخ بغداد: 13/ 56، 57. الأنساب: 143/ ب. العبر: 2/ 135. طبقات الحفاظ: 321. شذرات الذهب: 2/ 251. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: 131/ 2. 765- تاريخ ابن عساكر: 15/ 120/ ب. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 131/ 2. العبر: 2/ 147. طبقات الحفاظ: 321. شذرات الذهب: 2/ 260، 261.

أنا الشيخ أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهريزد النحوي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم سنة "373" أنا ابن قتيبة وأبو عروبة وابن جوصا قالوا أنا كثير بن عبيد أنا الحسن عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا ألعب بالبنات". أخبرنا عبد الخالق القاضي وابنة عمه ست الأهل بقراءتي عليهما ببعلبك قالا: أنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم أنا منوجهر بن محمد أنا هبة الله بن أحمد أنا الحسين بن علي بن بطحاء سنة "428" أنا محمد بن الحسين الحراني نا محمد بن الحسن بن قتيبة أنا أحمد بن سلم الحلبي نا عبد الله بن السري المدائني عن أبي عمر البزار عن مجالد عن الشعبي عن تميم الداري قال قلت: يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها: أنطاكية، وما رأيت أكثر مطرا منها فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم؛ وذلك أن فيها التوراة وعصا موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان في غار" إلى أن قال: "فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، خَلْقُهُ خَلْقي وخُلُقُهُ خُلُقي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما". هذا حديث منكر ضعيف الإسناد رواه الخطيب في تاريخه عن أحمد بن الحسن بن خيرون عن ابن بطحاء. 766- 112/ 10- الهيثم بن خلف الحافظ الثقة أبو محمد الدوري: سمع عبد الأعلى بن حماد وعبيد الله بن عمر القواريري وإسحاق بن موسى وابن حميد وعثمان بن أبي شيبة وطبقتهم. وعنه أبو بكر الشافعي وعبد العزيز بن جعفر الخرقي وعلي بن لؤلؤ وأبو عمرو بن حمدان وخلق. قال الإسماعيلي كان أحد الأثبات وقال أحمد بن كامل: لم يغير شيبه وكان كثير الحديث جدا ضابطا لكتابه. وقال ابن المنادي: مات في صفر سنة سبع وثلاثمائة رحمه الله. أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن عبد الجليل بن مندويه أنا نصر بن المظفر أنا ابن النقور أنا علي بن عمر نا الهيثم بن خلف نا أبو كريب نا أبو خالد عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق سألت عائشة عن الخيار فقالت: خيرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاخترناه؛ أفكان طلاقا؟

_ 766- تاريخ بغداد: 14/ 63. المنتظم: 6/ 156. العبر: 2/ 135. البداية والنهاية: 11/ 131. طبقات الحفاظ: 321، 322. شذرات الذهب: 2/ 251.

767- 113/ 10- أبو قريش الحافظ الحجة محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم: سمع محمد بن حميد الرازي وأحمد بن منيع ويحيى بن حكيم المقوم وأبا كريب وعبد الجبار بن العلاء وأحمد بن المقدام ومحمد بن زنبور وطبقتهم. روى عنه أبو بكر الشافعي والحافظ أبو علي النيسابوري وأبو سهل الصعلوكي وأحمد بن محمد بن بالويه وأبو حامد أحمد بن سهل الأنصاري وخلق سواهم. وكان من العلماء الكبار صنف المسند الكبير وكتابا على الأبواب وصنف حديث مالك وسفيان وشعبة, وكان يقظا فهما حافظا مذاكرا صاحب إتقان. قال الخطيب كان ضابطا حافظا متقنا كثير السماع والرحلة, جمع المسندين على الأبواب وعلى الرجال وصنف حديث الأئمة وكان يذاكر بحديثهم فيغلبهم وقال الحاكم سمعت أبا علي الحافظ يقول: أخبرنا أبو قريش الحافظ الثقة الأمين. قلت: توفي بقرسيان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وهو في عشر التسعين. وفيها مات أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي وجماهر بن محمد بن أحمد الأزدي الزملكاني وأبو محمد عبد الله بن زيدان البجلي الكوفي وأبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب وأبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي وأبو الوليد محمد بن إدريس الشامي. أخبرنا أحمد بن هبة الله وزينب بنت عمر بقراءتي عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعيد الكنجرودي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة أنا أبو عمرو الحيري أنا أبو قريش الحافظ نا سلمة بن شبيب نا الحسن بن محمد بن أعين نا معقل بن عبيد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المرأة كالضلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج". 768- 114/ 10- ابن أبي داود الحافظ العلامة قدوة المحدثين أبو بكر عبد الله بن

_ 767- تاريخ بغداد: 2/ 169، 170. الأنساب: 466/ أ. العبر: 2/ 158. الوافي بالوفيات: 2/ 309، 310 النجوم الزاهرة: 3/ 215. طبقات الحفاظ: 322. شذرات الذهب: 2/ 268. 768- الكامل لابن عدي: خ454. أخبار أصبهان: 2/ 66، 67. تاريخ بغداد: 9/ 464، 465. طبقات الحنابلة: 2/ 51-55. وفيات الأعيان: 2/ 404، 405. ميزان الاعتدال: 2/ 433-436. لسان الميزان: 3/ 293-297. طبقات الحفاظ: 322، 423. شذرات الذهب: 2/ 273. طبقات المفسرين: 1/ 229-232.

الحافظ الكبير أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني صاحب التصانيف: ولد بإقليم سجستان وسمع عيسى بن حماد وأحمد بن صالح وابن السرح ومحمد بن يحيى الزماني وعلي بن خشرم ومحمد بن أسلم وأبا سعيد الأشج وطبقتهم بخراسان والعراق والحرمين ومصر والشام والجزيرة, وبرع وساد الأقران؛ حدث عنه ابن المظفر والدارقطني وأبو عمر بن حيويه وأبو أحمد ابن الحاكم وأبو حفص ابن شاهين وأبو القاسم ابن حبابة وعيسى بن الوزير وأبو طاهر المخلص ومحمد بن عمر بن زنبور وأبو مسلم الكاتب وخلق كثير. مولده سنة ثلاثين ومائتين وسمع سنة أربعين باعتناء أبيه ولذكائه وكان يقول: رأيت جنازة إسحاق بن راهويه. وقال دخلت الكوفة ومعي درهم واحد فاشتريت به ثلاثين مدا باقلاء فكنت آكل منه وأكتب عن الأشج فما فرغ الباقلاء حتى كتبت عنه ثلاثين ألف حديث ما بين مقطوع ومرسل. قال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود أصبهان -وفي نسخة سجستان- فسألوه أن يحدثهم فقال: ما معي أصل, فقالوا: ابن أبي داود وأصل؟ قال: فأثاروني فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث, فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى إلى سجستان ولعب بهم ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة فكتبت وجيء بها وعرضت على الحفاظ فخطأوني في ستة أحاديث: منها ثلاثة حدثت بها كما حُدثت وثلاثة أخطأت فيها، هكذا رواها أبو القاسم الأزهري عن ابن شاذان ورواها غيره فذكر أن ذلك كان بأصبهان وكذا روى أبو علي النيسابوري عن ابن أبي داود فكأن الأزهري وهم. قال الحاكم سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أبا بكر يقول: حدثت من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين ألفا ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث فلما انصرفت وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به. قال الحافظ أبو محمد الخلال: كان ابن أبي داود أحفظ من أبيه. قال صالح بن أحمد الهمداني الحافظ: كان ابن أبي داود إمام أهل العراق ومن نصب له السلطان المنبر وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو أبو ذر الهروي: نا بن شاهين قال: أملى علينا بن أبي داود, وما رأيت في يده كتابا, إنما كان يملي حفظا, وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي ويقعد دونه بدرجة ابنه أبو معمر بيده كتاب فيقول له: حديث كذا، فيسرده من حفظه حتى يأتي على المجلس؛ قرأ علينا يوما حديث الفتون من

حفظه فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي فقال: كل ما كان يحفظ إبراهيم فأنا أحفظه، وأنا أعرف بالنجوم وما كان يعرفها. أنبأنا أبو الغنائم القيسي وغيره قالوا: أنا الكندي نا القزاز أنا الخطيب قال: أبو بكر بن أبي داود رحل به أبوه من سجستان فطوف به شرقا وغربا بخراسان والجبال وأصبهان وفارس والبصرة وبغداد والكوفة والمدينة ومكة والشام ومصر والجزيرة والثغور يسمع ويكتب واستوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات والناسخ والمنسوخ وغير ذلك. وكان فقيها عالما حافظا قلت: كان أبو بكر مع سعة علمه قوي النفس مدلا بنفسه سامحه الله تعالى قال أبو حفص ابن العباس الوزير أن يصلح بين ابن صاعد وابن أبي داود فجمعها وحضر ابن شاهين: أراد على أبا عمر القاضي فقال الوزير: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك فلو قمت إليه قال: لا أفعل. فقال الوزير: أنت شيخ زيف، قال: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الوزير: من الكذاب؟ قال: هذا، ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل رزقي؛ أنه يصل إلي على يدك؟ والله لا أخذت من يدك شيئا فكان المقتدر يزن رزقه بيده ويبعث به في طبق على يد الخادم. قال أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا بكر يقول: قلت لأبي زرعة: ألقِ علي حديثا غريبا من حديث مالك فألقى علي حديث وهب بن كيسان عن أسماء: لا تحصي فيحصى عليك؛ رواه لي عن عبد الرحمن ابن شيبة, وهو ضعيف؛ فقلت له: يجب أن تكتبه عني عن أحمد بن صالح عن عبد الله بن نافع عن مالك؛ فغضب وشكاني إلى أبي وقال: انظر ما يقول لي أبو بكر. ويروى بإسناد منقطع أن أحمد بن صالح كان يمنع المرد فأحب أبو داود أن يسمع ابنه منه فشد لحية على وجهه وسمع فعرف الشيخ فقال: أمثلي يعمل معه هذا؟ فقال أبو داود: لا تنكر علي واجمع ابني مع الكبار، فإن لم يقاومهم بالمعرفة فاحرمه السماع. قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود فقال: ثقة كثير الخطأ في الكلام على الحديث. ذكر أبو نعيم حكاية محنة أبي بكر وإن الساعي في خلاصه من القتل محمد بن عبد الله بن حفص الذكواني فإنهم سعوا عليه أنه نال من علي ولم يقع ذلك منه إنما روى شيئا أخطأ بنقله من قول النواصب لا بارك الله فيهم، قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت أبا بكر بن أبي داود غير مرة يقول: كل من بيني وبينه شيء فهو في حل إلا من رماني ببغض علي رضي الله عنه. قال ابن عدي: سمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن مده بين يدي الله أنه قال: أشهد على أبي

بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزهري عن عروة أنه قال: حفيت أظافير رجل من كثرة ما كان يتسلق، الحديث. قلت: هذه حكاية مكذوبة قبح الله من افتراها. قال ابن عدي: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود, وقد تكلم فيه أبوه وإبراهيم بن أورمة, ونسب في الابتداء إلى شيء من المنصب ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط ثم رده علي بن عيسى فحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل فصار شيخا فيهم وهو مقبول عند أصحاب الحديث وأما كلام أبيه فيه فلا أدري إيش تبين له منه وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء. وسمعت علي بن عبد الله الداهري سمعت محمد بن أحمد بن عمرو سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابني عبد الله كذاب ثم قال ابن عدي: وكان بن صاعد يقول: كفانا أبوه بما قال فيه وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند ابن جرير فقال رجل: ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي؛ فقال: تكبيره من حارس. قلت: لا ينبغي سماع قول ابن صاعد فيه كما لم نعتد بتكذيبه لابن صاعد وكذا لا يسمع قول ابن جرير فيه فإن هؤلاء بينهم عداوة بينة فقف في كلام الأقران بعضهم في بعض وأما قول أبيه فيه فالظاهر أنه إن صح عنه فقد عني أنه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طري ثم كبر وساد قال محمد بن عبيد الله بن الشخير: كان ابن أبي داود زاهدا ناسكا صلى عليه يوم مات نحو من ثلاثمائة ألف إنسان أو أكثر، ومات في ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة وخلف ثلاثة بنين عبد الأعلى ومحمدا وأبا معمر عبيد الله وخمس بنات وله سبع وثمانون سنة وصُلي عليه ثمانين مرة. وفيها أعني سنة موته مات شيخ مصر أبو الحسن بيان بن محمد الحمال الزاهد, وأبو بكر محمد بن خريم العقلي الدمشقي, وشيخ النحو أبو بكر محمد بن السري بن السراج صاحب المبرد, وأبو عبد الله أحمد بن هشام بن عمار الدمشقي. أخبرنا أبو المعالي القرافي أنا أبو الفرج الكاتب أنا هبة الله الحاسب أنا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي قال قرئ على عبد الله بن سليمان وأنا أسمع سنة أربع عشرة وثلاثمائة قيل له حدثكم أحمد بن صالح نا ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه سمعت يونس بن يوسف عن سعيد بن المسيب قال قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة".

769- 115/ 10- عبدوس بن أحمد بن عباد الثقفى الهمذاني الحافظ المجود أبو محمد واسمه عبد الرحمن: حدث عن محمد بن عبيد الأسدي ويعقوب الدورقي وزياد بن أيوب وأبي سعيد الأشج وحميد بن الربيع وعبد الرحمن بن عمر رسته ومحمود بن خداش والعباس بن يزيد البحراني وعدة. وأبيه حمدويه بن عباد بن سعيد. وعنه أحمد بن عبيد الأسدي وأحمد بن صالح وعلي بن الحسن بن الربيع وجبريل العدل والقاسم بن الحسن الفلكي ومحمد بن حيويه بن المؤمل وأبو أحمد الغطريفي وأبو أحمد الحاكم. قال شيرويه في تاريخ همذان: روى عنه عامة أهل الحديث ببلدنا وكان يحسن هذا الشأن ثقة متقنا قال صالح بن أحمد الحافظ سمعت أبي يقول: كان عبدوس ميزان بلدنا في الحديث مات في صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وداره في مدينة الساجي. قرأت على أحمد بن هبة الله الدمشقي عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد المقرئ أنا محمد بن عبد الرحمن بنيسابور سنة تسع وأربعين وأربع مائة أنا محمد بن محمد الحافظ نا عبدوس بن أحمد بن عباد الحافظ بهمذان نا محمد بن عبيد الهمذاني نا الربيع بن زياد نا محمد بن عمرو وعن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه". غريب جدا من حديث محمد بن عمرو تفرد به عنه الربيع بن زياد وما أظن رواه عنه غير ابن عبيد وهو صدوق. 770- 116/ 10- أبو عروبة الحافظ الإمام محدث حران الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود السلمي الحراني صاحب التاريخ: كان أول طلبه لهذا الشأن سنة ست وثلاثين ومائتين. سمع مخلد بن مالك السلمسيني ومحمد بن الحارث الرافقي ومحمد بن وهب بن أبي كريمة وإسماعيل بن موسى الفزاري وعبد الجبار بن العلاء والمسيب بن وضاح وخلائق من طبقتهم. وبعدهم وكان من نبلاء الثقات. حدث عنه أبو حاتم بن حبان وأبو أحمد بن عدي وابن المقرئ وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن المظفر والقاضي أبو بكر الأبهري وعمر بن علي القطان وخلق ترحلوا إلى لقيه.

_ 769- طبقات الحفاظ: 423. شذرات الذهب: 2/ 265. 770- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة: 131/ 2. العبر: 2/ 172، 173. طبقات الحفاظ: 325. شذرات الذهب: 2/ 279. الرسالة المستطرفة: 55.

قال ابن عدي: كان عارفا بالرجال وبالحديث, وكان مع ذلك مفتي أهل حران شفاني حين سألته عن قوم من المحدثين. وقال أبو أحمد في الكنى: هو الحسين بن محمد بن مودود بن حماد السلمي سمع أبا عثمان عبد الرحمن بن عمرو البجلي وأبا وهب بن مسرح، وكان من أثبت من أدركناه وأحسنهم حفظا يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام وقد ذكره ابن عساكر في ترجمة معاوية فقال كان أبو عروبة غاليا في التشيع شديد الميل على بني أمية قلت: كل من أحب الشيخين فليس بغال بلى من تكلم فيهما فهو غال مغتر فإن كفرهما والعياذ بالله جاز عليه التفكير واللعنة وأبو عروبة فمن أين جاءه التشيع المفرط؟ نعم، قد يكون ينال من ظلمة بني أمية كالوليد وغيره. أرخ القراب موته في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة قلت: مات في عشر المائة رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الفضل بن هبة الله سنة ثلاث وتسعين بقراءتي عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر سنة سبع وعشرين وخمسمائة أنا محمد بن عبد الرحمن سنة إحدى وخمسين وأربع مائة أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ نا أبو عروبة نا محمد بن العلاء نا خالد بن حيان نا سالم أبو المهاجر عن ميمون بن مهران عن أبي هريرة وعائشة "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توضأ ثلاثا ثلاثًا". 771- 117/ 10- يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب مولى أبي جعفر المنصور الحافظ الإمام الثقة أبو محمد الهاشمي البغدادي: ولد سنة ثمان وعشرين ومائتين وقال: كتبت الحديث عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس سنة تسع وثلاثين وسمع من لوين وأحمد بن منيع وسوار بن عبد الله القاضي ويحيى بن سليمان بن نضلة والحسن بن حماد سجادة وأبا همام السكوني وهارون بن عبد الله الحمال وأبا عمار الحسين بن حريث وعبد الله بن عمران العابدة ومحمد بن زنبور وخلقا لا يحصون. حدث عنه أبو القاسم البغوي مع تقدمه ومحمد بن عمر الجعابي وابن المظفر والدارقطني وابن حبابة وأبو طاهر المخلص وعبد الرحمن ابن أبي شريح وأبو مسلم الكاتب وأبو ذر عمار بن محمد وخلق كثير. وله أخوان يوسف وأحمد قال الدارقطني: ثقة ثبت حافظ. وقال أحمد بن عبدان الشيرازي: هو أكثر حديثا من محمد بن محمد الباغندي، ولا يتقدمه أحد في الدراية. قال أبو علي النيسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه, والفهم عندنا أجل من الحفظ, وهو فوق بن أبي داود في الفهم والحفظ. سئل ابن الجعابي: هل كان ابن

_ 771- فهرست ابن النديم: 325. تاريخ بغداد: 14/ 231-234. المنتظم: 6/ 235، 236. البداية والنهاية: 11/ 166. النجوم الزاهرة: 3/ 288. طبقات الحفاظ: 235، 236. شذرات الذهب: 2/ 280.

صاعد يحفظ؟ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ, كان يدري. قال البرقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري: كنت عند ابن صاعد فجاءت امرأة فقالت: ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت هل الماء نجس أو طاهر؟ فقال: ويحك كيف وقعت ألا غطيته؟ فقلت لها: إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر. قال الخطيب: كان ابن صاعد ذا محل من العلم وله تصانيف في السنن والأحكام؛ لعله لم يجب المرأة تورعا؛ فإن المسألة فيها خلاف. قلت: لابن صاعد كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره مات في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ومحمد بن إبراهيم النحوي وعلي بن محمد الفقيه وداود بن قدامة وعبد الرحمن بن صومع وجماعة قالوا: أنا أبو المنجا عبيد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أخبرتنا بيبي بنت عبد الصمد أنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري نا يحيى بن محمد نا محمد بن بشار نا إبراهيم بن صدقة نا يونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا ولغ الكلب في أناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب" أخرجه الترمذي1 من طريق أيوب عن محمد قال ابن الجنيد إبراهيم محله الصدق. أخبرنا المسلم بن محمد وغيره إجازة قالوا نا القاسم بن عساكر إذنا أنا أبي علي بن الحسن أنا علي بن أحمد أنا ابن الآبنوسي أنا عيسى بن الوزير أنا البغوي نا يحيى بن محمد بن صاعد ثقة من أصحابنا نا الحسن بن مدرك نا يحيى بن حماد نا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلنا على أسيد، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يأتيك من الحياء إلا خير" 2. تم الجزء الثاني، ويليه الجزء الثالث وأوله: الطبقة الحادية عشرة

_ 1 في كتاب الطهارة باب 68. 2 رواه البخاري في الأدب باب77. ومسلم في الإيمان حديث 60.

فهرس المحتويات

فهرس المحتويات: الطبقة الثامنة: في أكابر الحفاظ وعدتهم مائة وعشرون نفسا 3 هؤلاء المسمون في هذه الطبقة 86 الطبقة التاسعة: وعدتهم مائة وستة أنفس 87 الطبقة العاشرة 151

المجلد الثالث

المجلد الثالث الطبقة الحادية عشرة ... بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الحادية عشرة: وعدتهم اثنان وسبعون 1 حافظًا 772- 1/11- أبو عوانة الحافظ الثقة الكبير يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني النيسابوري الأصل صاحب الصحيح المسند المخرج على صحيح مسلم، وله فيه زيادات عدة: طوف الدنيا وعني بهذا الشأن، وسمع يونس بن عبد الأعلى وأحمد بن الأزهر والزعفراني وعلي بن حرب وعمر بن شبة ومحمد بن يحيى الذهلي وعلي بن أشكاب وطبقتهم ومن بعدهم. حدث عنه الحافظ أحمد بن علي الرازي وأبو علي النيسابوري ويحيى بن منصور القاضي وابن عدي والطبراني والإسماعيلي وحسينك الحافظ وخلق، وولده أبو مصعب محمد وابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني خاتمة أصحابه. قال الحاكم: وأبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم، سمعت ابنه محمدًا يقول: إنه توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة، وقال غيره: قبر أبي عوانة عليه مشهد مبني بأسفرايين يزار وهو بداخل المدينة، وكان هو أول من أدخل كتب الشافعي ومذهبه إلى أسفرايين. أخذ ذلك عن الربيع, والمزني وهو ثقة جليل. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة عن القاسم بن عبد الله بن عمر الشافعي أنا هبة الرحمن بن عبد الواحد بن القشيري أنا أبو محمد البحيري "ح" وأنا أحمد عن أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد أنا عبد الله بن محمد الفراوي أنا عثمان بن محمد المحمي, قالا: أنا أبو نعيم الأزهري أنا أبو عوانة الحافظ نا أحمد بن الأزهر نا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا". أخرجه النسائي2 عن ابن الأزهر فوافقناه بعلو.

_ 1 المترجمون سبعة وسبعون, فكأن خمسة منهم ليسوا على شرط الكتاب. 772- تاريخ جرجان: 448. وفيات الأعيان: 6/ 393، 394. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 487، 488. البداية والنهاية: 11/ 159. طبقات الحفاظ: 327. شذرات الذهب: 2/ 274. الرسالة المستطرفة: 27. 2 في كتاب البيوع باب 9، 11.

773- 2/11- الحسن بن صاحب بن حميد الحافظ أبو علي الشاشي: ذكره صاحب الإرشاد فقال: حافظ كبير مذكور، كتب عن شيوخ خراسان وارتحل إلى العراق والشام ومصر. سمع علي بن خشرم ومحمد بن عوف الطائي وأبا زرعة الرازي وإسحاق الدبري وطبقتهم. روى عنه مثل أبي علي الحافظ ومحمد بن علي بن إسماعيل الشاشي القفال وأبي بكر الجعابي وابن المظفر. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن منير أنا أبو طاهر السلفي أنا إسماعيل بن عبد الجبار نا أبو يعلى الخليلي, حدثني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الحافظ أنا أبو بكر محمد بن علي القفال نا الحسن بن صاحب الشاشي نا يونس بن إبراهيم بعدن نا عبد الحميد بن صالح نا صالح بن عبد الجبار الحضرمي حدثني محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "تعلموا الشعر, فإن فيه حكمًا وأمثالا". هذا حديث منكر غريب، والشاشي وثقه الخطيب وقال: توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة, ويقع حديثه في الغيلانيات عاليا. 744- 3/11- ابن حيون الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حيون الحجاري الأندلسي: من أهل وادي الحجارة، مدينة بالأندلس، سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وإسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن عبد العزيز البغوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقتهم بالأندلس والعراق والحجاز واليمن، وكان من كبار حفاظ عصره لكنه فيه تشيع؛ حدث عنه قاسم بن أصبغ ووهب بن مرة وأحمد بن سعيد بن حزم وخالد بن سعد الأندلسيون؛ قال خالد بن سعد: لو كان الصدق إنسانا لكان ابن حيون، وقال أبو الوليد بن الفرضي: لم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه، ثم قال: توفي سنة خمس وثلاثمائة. قرأت على أبي الحسين اليونيني شيخنا عن أبي الخطاب عمر بن حسن الكلبي أن الوزير أبا عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي أخبره قال: قرأت على الحافظ أبي الوليد بن الدباغ في طبقات الحفاظ أنه قال: الطبقة السادسة, فذكر فيهم محمد بن إبراهيم بن حيون الأندلسي.

_ 773- تاريخ بغداد: 7/ 333. الأنساب: 325/ أ. طبقات الحفاظ: 327, 328. المنتظم: 6/ 203. 774- تاريخ علماء الأندلس: 2/ 26، 27. بغية الملتمس: 55. طبقات الحفاظ: 328. شذرات الذهب: 2/ 246. نفح الطيب: 2/ 52.

775- 4/11- ابن المنذر الحافظ العلامة الفقيه الأوحد أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري: شيخ الحرم وصاحب الكتب التي لم يصنف مثلها ككتاب المبسوط في الفقه وكتاب الأشراف في اختلاف العلماء وكتاب الإجماع، وغير ذلك؛ وكان غاية في معرفة الاختلاف والدليل وكان مجتهدا لا يقلد أحدا؛ سمع محمد بن ميمون ومحمد بن إسماعيل الصائغ ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان وخلقًا كثيرًا؛ حدث عنه أبو بكر بن المقرئ ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي والحسن بن علي بن شعبان وأخوه الحسين بن علي وآخرون، وعده الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء الشافعية. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا الكندي سنة ثمان وستمائة كتابة أنا علي بن هبة الله حدثنا أبو إسحاق -رحمه الله- قال: ومنهم أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، مات بمكة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، وصنف في اختلاف العلماء كتبا لم يصنف أحد مثلها واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف، ولا أعلم عمن أخذ الفقه. ما ذكره أبو إسحاق من وفاته لم يصح فإن ابن عمار لقيه وسمع منه في سنة ست عشرة وثلاثمائة؛ وأرخ ابن القطان الفاسي وفاته سنة ثماني عشرة والأول ليس بشيء. أخبرنا جماعة عن عائشة بنت معمر إجازة وسمعه بقراءة ابن المحب الفقيه أحمد بن محمد بن العلاني من إسحاق بن أبي بكر الصفار أنا يوسف بن خليل أنا المؤيد بن الإخوة قالا: أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو طاهر الثقفي ومنصور بن الحسين قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ أنا محمد بن إبراهيم بن المنذر فقيه مكة نا محمد بن ميمون نا عبد الله بن يحيى البرلسي عن حيوة بن شريح عن ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "من جر لنفسه بشيء ليقتلها فإنما يجعلها في النار، ومن طعن نفسه بشيء فإنما يطعنها في النار، ومن اقتحم فإنما يقتحم في النار". وأخبرتنا خديجة بنت الرضى عبد الرحمن بن محمد أنا أبي أنا يحيى الثقفي أنا إسماعيل بن الإخشيد وسعيد بن أبي الرجاء وجماعة قالوا: أنا عبد الرزاق بن عمر أنا محمد بن إبراهيم الحافظ أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا ابن وهب أخبرني مالك عن إسحاق بن عبد الل بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا

_ 775- وفيات الأعيان: 4/ 207. الوافي بالوفيات: 1/ 336. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 102-108. لسان الميزان: 5/ 27، 28. طبقات الحفاظ: 328. شذرات الذهب: 2/ 280.

ذهب أحدكم إلى الغائط أو البول فلا يستقبل القبلة بفرجه ولا يستدبرها" 1. لم يخرجوه في الكتب، وإسناده جيد، قد روى النسائي لرافع هذا حديثًا. 776- 5/11- الوليد بن أبان بن بونة الحافظ الثقة أبو العباس الأصبهاني صاحب التفسير والمسند الكبير وغير ذلك: سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن الفرات وأسيد بن عاصم ويحيى بن عبد الله القزويني وطبقتهم؛ حدث عنه أبو الشيخ والطبراني وأحمد بن عبيد الله بن محمود ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد وأهل أصبهان؛ مات سنة عشر وثلاثمائة. يقع لي حديثه في كتب أبي الشيخ. أخبرنا إسحاق بن أبي بكر أنا عبد الله بن الحسين أنا أحمد بن محمد أنا بندار بن محمد القاضي أنا عبد الرحمن بن أبي بكر الهمذاني أنا عبد الله بن محمد الحافظ نا الوليد بن أبان نا يعقوب بن سفيان نا موسى بن إسماعيل نا محمد بن راشد حدثني النعمان بن راشد عن عبد الملك بن أبي محذورة عن ابن محيريز عن أبي محذورة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمره أن يؤذن لأهل مكة وأن يدخل في أذانه في الغداة: الصلاة خير من النوم. تابعه مروان بن معاوية عن النعمان. أنبئونا عن زاهر بن أحمد أنا محمد بن أبي ذر أنا ابن عبد الرحيم أنا أبو الشيخ الحافظ نا الوليد بن أبان نا أسيد بن عاصم نا الحسين عن سفيان عن ليث عن مجاهد قال: ما أخذت السموات والأرض من العرش إلا كما تأخذ الحلقة من أرض الفلاة. 777- 6/11- الكتاني الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن الوليد الأصبهاني نزيل سمرقند: ذكره الحافظ يحيى بن منده في تاريخه لأهل أصبهان غير مطول فقال: كان من أئمة الحديث والمعتمد عليه في معرفة الصحابة والعلل، جالس أبا حاتم الرازي وأبا زرعة ومسلم بن الحجاج وصالح بن محمد جزرة وأخذ عنهم وسكن سمرقند مدة طويلة. قلت: لم أظفر له بتاريخ وفاة. 778- 7/11- الخلال الفقيه العلامة المحدث أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي

_ 1 رواه أبو داود في الطهارة باب4. وابن ماجه في الطهارة باب 18. وأحمد في مسنده "5/ 415، 430". 776- الأنساب: 95/ ب. النجوم الزاهرة: 3/ 206. طبقات الحفاظ: 329. شذرات الذهب: 2/ 261. الرسالة المستطرفة: 72. 778- تاريخ بغداد: 5/ 112، 113. الوافي بالوفيات: 8/ 99. البداية والنهاية: 11/ 148. طبقات الحفاظ: 329، 330. شذرات الذهب: 2/ 261. الرسالة المستطرفة: 37، 38.

الحنبلي المشهور بالخلال: مؤلف علم أحمد بن حنبل وجامعه ومرتبه. صنف "كتاب السنة" في ثلاث مجلدات و"كتاب العلل" في عدة مجلدات و"كتاب الجامع" وهو كبير جدا؛ سمع الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وحرب بن إسماعيل وأبا بكر المروزي، وتلمذ له، ومحمد بن عوف الحمصي وإسحاق بن سيار النصيبي وخلقًا كثيرًا، رحل إليهم وتغرب زمانا، وتصانيفه تدل على سعة علمه فإنه كتب العالي والنازل. قال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع لأبي بكر الخلال لم يسبقه إلى جمع علم الإمام أحمد أحد قبله. قلت: حدث عنه تلميذه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر الفقيه الملقب بغلام الخلال ومحمد بن المظفر الحافظ وغير واحد، قال الخطيب: جمع علوم أحمد بن حنبل وتطلبها وسافر لأجلها وكتبها وصنفها كتبا ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد بن حنبل أحد أجمع لذلك منه، قال لي أبو يعلى بن الفراء: دفن الخلال إلى جنب أبي بكر المروزي. قلت: مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة, وله سبع وسبعون سنة، وقيل: نيف على الثمانين, رحمه الله تعالى. أخبرنا عيسى بن أحمد وحسن بن يونس بقراءتي أخبركما جعفر المقرئ أنا السلفي أنا المبارك بن عبد الجبار أنا عبد العزيز بن علي أنبأنا عبد العزيز بن جعفر أنا أحمد بن محمد بن هارون وأحمد بن محمد الصيدلاني قالا: نا المروزي نا أحمد بن حنبل سمعت سفيان بن عيينة يقول: فكرك في رزق غد يكتب عليك خطيئة. 779- 8/11- عبد الله بن عروة الحافظ المجود أبو محمد الهروي مصنف "كتاب الأقضية": سمع أبا سعيد الأشج والحسن بن عرفة ومحمد بن الوليد البسري وهذه الطبقة ببغداد والكوفة والبصرة؛ حدث عنه محمد بن أحمد بن الأزهر أبو منصور اللغوي ومحمد بن عبد الله السياري وأبو منصور محمد بن عبد الله الهروي البزاز, وآخرون. توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. أخبرنا الحسن بن علي بن الخلال أنا عبد الله بن عمر أنا أبو الوقت السجزي أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا علي بن أحمد بن خميرويه أنا محمد بن أحمد بن الأزهر إملاء نا عبد الله بن عروة نا محمد بن الوليد عن غندر عن شعبة عن الحكم عن علي بن الحسين عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعليا بمكة والمدينة وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما فلما رأى علي ذلك أهل بهما فقال: لبيك بحجة وعمرة؛ فقال: تراني أنهى

_ 779- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي. الورقة 134/ 2. العبر: 2/ 148. طبقات الحفاظ: 330. شذرات الذهب: 2/ 262.

الناس وأنت تفعله؟ قال: لم أكن لأدع سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بقول أحد من الناس. 780- 9/11- الطوسي الحافظ أبو علي الحسن بن علي بن نصر الخراساني: سمع محمد بن رافع ومحمد بن بشار وإسحاق الكوسج والزبير بن بكار ومحمد بن المثنى الزمن وطبقتهم، روى عنه محمد بن جعفر البستي وأحمد بن محمد بن عبدوس وأبو سهل الصعلوكي وأبو أحمد الحاكم وقال: تكلموا في روايته لكتاب الأنساب للزبير. قلت: وكان يعرف بكردوش "بشين معجمة" حدث بقزوين، وذكره الخليلي فقال: سمعت على عشرة من أصحابه، وله تصانيف تدل على معرفته، وقد روى عنه شيخه أبو حاتم الرازي حكايات, قلت: توفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وفيها توفي محدث مصر أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد، وأبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري، وأبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ببغداد، وشيخ الصوفية أبو محمد الحريري -برائين- البغدادي. أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي أنا نصر بن جزء أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا إسماعيل بن عبد الجبار بقزوين أنا أبو الفرج محمد بن الحسن الطيبي أنا محمد بن إسحاق الكيساني نا الحسن بن علي بن نصر الطوسي أنا الزبير بن بكار سمعت النضر بن شميل سمعت الخليل بن أحمد النحوي يقول: الرجال أربعة، فرجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فنبهوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذاك جاهل فعلموه، ورجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فاتبعوه, ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك مائق فاحذروه. 781- 10/11- أبو بكر الرازي الحافظ الإمام محدث نيسابور أحمد بن علي بن الحسين بن شهريار صاحب التصانيف: سكن أبوه مدينة نيسابور فولد له بها أبو بكر، وسمع السري بن خزيمة وأبا حاتم الرازي وعثمان بن سعيد الدارمي وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة والحسن بن سلام وطبقتهم، وأكبر شيخ لحقه صاحب وكيع إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار، روى عنه رفيقه أبو عبد الله بن الأخرم وأبو علي الحافظ وأبو عمرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم

_ 780- تاريخ جرجان: 143، 144. ميزان الاعتدال: 1/ 509. لسان الميزان: 2/ 232، 233. طبقات الحفاظ: 330. شذرات الذهب: 2/ 264. 781- العبر: 2/ 162. مرآة الجنان: 2/ 267. طبقات الحفاظ: 330، 331. شذرات الذهب: 2/ 270.

وآخرون، قال ابن عقدة: هذا كان من الحفاظ، قد سمعت منه. قلت: عاش أربعًا وخمسين سنة ومات بالطابران قصبة طوس في سنة خمس عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أحمد بن علي بن الحسين الحافظ أنا الحسين بن الحكم الحيري بالكوفة أنا الحسن بن الحسين أنا مندل بن علي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهر له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد". تفرد به الحسن بن الحسين الأنصاري, عرف بالعرني وليس بعمدة. 782- 11/11- الأرغياني الحافظ البارع الجوال الزاهد القدوة أبو عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري الإسفنجي: سمع إسحاق بن منصور ومحمد بن رافع وعبد الجبار بن العلاء وأبا سعيد الأشج ومحمد بن بشار وإسحاق بن شاهين ومحمد بن هاشم البعلبكي وسعيد بن رحمة المصيصي وخلقًا كثيرًا، وسمع بحران من الحسين بن سيار صاحب إبراهيم بن سعد روى عنه إمام الأئمة ابن خزيمة مع تقدمه وأبو عبد الله بن الأخرم وأبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي والحسين بن علي حسينك وزاهر بن أحمد السرخسي وأبو عمرو بن حمدان وأبو أحمد الحاكم وعدة. قال أبو عبد الله الحاكم: كان من العباد المجتهدين، سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عنه أنه قال: ما أعلم منبرًا من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث؛ وسمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت محمد بن المسيب يقول: كنت أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء في كل جزء ألف حديث؛ وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يمشي بمصر وفي كمه مائة ألف حديث؛ كان دقيق الخط، وصار هذا كالمشهور من شأنه. قال أبو الحسين الحجاجي: كان محمد بن المسيب يقرأ فإذا قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بكى حتى نرحمه. قال الحاكم: سمعت محمد بن علي الكلابي يقول: بكى محمد بن المسيب حتى عمي. قال محمد بن المسيب: سمعت الحسن بن

_ 782- الوافي بالوفيات: 5/ 30. البداية والنهاية: 11/ 157. النجوم الزاهرة: 3/ 219. طبقات الحفاظ: 331. شذرات الذهب: 2/ 271.

عرفة يقول: رأيت يزيد بن هارون بواسط من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحده ثم رأيته أعمى، فقلت: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار. قال أبو إسحاق المزكي: وإنما هذا مثل لمحمد بن المسيب فإنه بكى حتى عمي. قلت: توفي إلى رضوان الله في جمادى الأولى سنة خمس عشرة وثلاثمائة وله اثنتان وتسعون سنة. وفيها مات أبو الحسن محمد بن الفيض بن محمد الغساني الدمشقي وله ست وتسعون سنة، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن حفص الكوفي الأشناني القاضي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الشافعي التالف، والأخفش الصغير أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي, رحمهم الله تعالى. أخبرنا أبو الفضل بن عساكر ثنا أبو روح الهروي أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعيد الطبيب أنا أحمد بن محمد بن أحمد البالوي أنا محمد بن المسيب نا إبراهيم بن سعيد الجوهري أنا أبو أسامة نا بريد بن عبد الله نا أبو بردة عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها, فجعله لها فرطًا وسلفًا بين يديها، وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره" 1. وبه قال: سمعت ابن المسيب يقول: كتب هذا الحديث عني ابن خزيمة؛ ويقال: تفرد به إبراهيم الجوهري. 783- 12/11- محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل الحافظ الكبير أبو عبد الله البلخي محدث بلخ وعالمها ومصنف المسند والتاريخ والأبواب: طوف وسمع علي بن خشرم وحم بن نوح وعباد بن الوليد الغبري وعلي بن أشكاب وطبقتهم، روى عنه محمد بن عبد الله الهندواني وعبد الرحمن بن أبي شريح. لم تبلغنا أخباره كما ينبغي، توفي في شوال سنة ست عشرة وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن المؤيد المقرئ أنا زكريا بن يحيى أنا أبو الوقت السجزي أخبرتنا بيبي الهرثمية أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل أنا حم بن نوح نا سلم بن سالم عن أبي جعفر الرازي عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة أن رسول الله -صلى الله

_ 1 رواه مسلم في الفضائل, حديث 24. 783- الوافي بالوفيات: 4/ 97، 98. البداية والنهاية: 11/ 159. النجوم الزاهرة: 3/ 222. طبقات الحفاظ: 331. شذرات الذهب: 2/ 274. الرسالة المستطرفة: 72.

عليه وآله وسلم- أتى سباطة قوم فبال قائما ثم توضأ ومسح على الخفين. هذا حديث غريب. 784- 13/11- عبد الله بن محمد بن مسلم الحافظ الحجة المجود أبو بكر الأسفراييني: سمع محمد بن يحيى الذهلي والحسن بن محمد الزعفراني ويونس بن عبد الأعلى وحاجب بن سليمان المنبجي والعباس بن الوليد العذري وأبا زرعة وابن وارة وطبقتهم، وعنه أبو عبد الله بن الأخرم وأبو علي الحافظ وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن الفضل بن خزيمة وأبو أحمد بن عدي وخلق كثير. أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء عن أبي روح أنا زاهر أنا أبو سعيد الأديب أنا أبو بكر بن مهران نا عبد الله بن محمد بن مسلم نا يوسف بن مسلم نا خلف بن تميم أنا أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما من يوم إلا ولله فيه عتقاء يعتقهم من النار إلا يوم الجمعة, فإنه ما فيه ساعة إلا ولله عتقاء يعتقهم من النار" تفرد به أبو رجاء وليس بعمدة. مولده سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. قال الحاكم: هو ختن بديل الأسفراييني، كان من الأثبات المجودين في أقطار الأرض. أنبأنا علي بن أحمد وغيره عن يوسف بن المبارك أنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو الفتح نصر بن إبراهيم ببيت المقدس أنا أبو نصر محمد بن إبراهيم الهاروني الجرجاني أنا أبو بكر أحمد بن علي بن إبراهيم الآبندوني أنا أبو بكر عبد الله بن مسلم الأسفراييني نا محمد بن غالب الأنطاكي نا يحيى بن زياد -هو فهير الرقي- عن طلحة -هو ابن زيد- عن ثور بن يزيد عن يزيد بن شريح عن نعيم بن همار, سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى، بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد طغى وبغى ونسي المبدأ والبلى". غريب جدًّا، وطلحة ضعيف ويزيد لم يدرك نعيمًا. 785- 14/11- المنكدري الحافظ البارع الجوال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر

_ 784- معجم البلدان: 2/ 180. النجوم الزاهرة: 3/ 228. طبقات الحفاظ: 331. شذرات الذهب: 2/ 279. اللباب: 1/ 306. 785- الأنساب: 543/ ب. ميزان الاعتدال: 1/ 147. النجوم الزاهرة: 3/ 216. طبقات الحفاظ: 332. شذرات الذهب: 2/ 268، 269. العبر: 2/ 159.

ابن عبد الرحمن بن عمر بن الحافظ محمد بن المنكدر القرشي التيمي المدني: نزل البصرة ثم أصبهان ثم الري ونيسابور، ولد في دولة المعتصم، ولقي بمكة عبد الجبار بن العلاء وبالعراق زياد بن يحيى الحساني، وبمصر يونس بن عبد الأعلى، وبالجزيرة علي بن حرب، وبالري أبا زرعة، وبفارس إسحاق بن إبراهيم شاذان، وبالكوفة هارون بن إسحاق الهمداني، وبالشام عبد الحميد بن بكار البيروني والعباس بن الوليد العذري وأقرانهم. جمع فأوعى وصنف وأفاد على لين فيه. روى عنه ابنه الشيخ عبد الواحد ومحمد بن علي بن الشاه ومحمد بن أحمد الحنفي ومحمد بن مأمون الحافظ ومحمد بن خالد المطوعي البخاري ومحمد بن صالح بن هانئ؛ قال الحاكم: ولد بالمدينة ونشأ بالحرمين وسمع عبد الجبار بن العلاء وله أفراد وعجائب، وقال الإدريسي: يقع في حديثه المناكير، ومثله إن شاء الله لا يتعمد الكذب، سألت الحافظ محمد بن أبي سعيد السمرقندي فرأيته حسن الرأي فيه، وسمعته يقول: سمعت المنكدري يقول: أناظر في ثلاثمائة ألف حديث فقلت له: هل رأيت بعد أبي العباس بن عقدة أحفظ من المنكدري؟ قال: لا. قال الحاكم: توفي بمرو سنة أربع عشرة وثلاثمائة رحمه الله تعالى. 786- 15/11- - بن الجارود صاحب كتاب المنتقى في الأحكام وهو الحافظ الإمام الناقد أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري المجاور بمكة: سمع أبا سعيد الأشج ومحمد بن آدم وعلي بن خشرم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن هاشم الطوسي والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن الأزهر ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ وأحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن يحيى وإسحاق الكوسج وزياد بن أيوب وابن عبد الحكم وبجر بن نصر ومحمد بن عثمان بن كرامة وعبد الرحمن بن بشر وخلقًا، وينزل إلى ابن خزيمة، فأما ما ذكره الحاكم من أنه سمع من إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وأحمد بن منيع فلم أجد هذا ولا أراه لحقهم، حدث عنه أبو حامد بن الشرقي ومحمد بن نافع المكي ويحيى بن منصور ودعلج السجزي وأبو القاسم الطبراني ومحمد بن جبريل العجيفي وآخرون، وكان من العلماء المتقنين المجودين، توفي سنة سبع وثلاثمائة. أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل وطائفة إجازة عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أنا محمد بن ريذة أنا أبو الاسم الطبراني نا عبد الله بن علي الجارودي نا أحمد بن حفص حدثني أبي نا إبراهيم بن طهمان عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن

_ 786- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 129/ 2. إيضاح المكنون: 2/ 570. هدية العارفين: 1/ 444. الرسالة المستطرفة: 25.

الأحنف بن قيس عن العباس قال: مرت سحابة على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "هل تدرون ما هذا؟ " قلنا: السحاب؛ قال: "والمزن"؛ قالوا: والمزن؛ قال: "أو العنان"؛ قلنا: أو العنان؛ فقال: "هل تدرون بعد ما بين السماء إلى الأرض؟ " قلنا: لا، قال: "إحدى وسبعون، أو ثنتان أو ثلاث وسبعون"؛ قال: "والتي فوقها مثل ذلك, حتى عدهن سبع سماوات على نحو ذلك؛ ثم: فوق السابعة البحر أسفله من أعلاه مثل ما بين سماء، إلى سماء ثم فوقه ثمانية أوعال ما بين ركبهن وأظلافهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم العرش فوق ذلك بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تعالى فوق ذلك فوق العرش". أخبرنا علي بن أحمد أنا علي بن هبة الله أخبرتنا شهدة أنا الحسن بن أحمد الدقاق أنا الحسن بن أحمد أنا دعلج بن أحمد نا عبد الله بن علي الجارود نا الربيع نا الشافعي نا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا يبيع حاضر لباد". 787- 16/11- ابن جوصاء الإمام الحافظ النبيل محدث الشام أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى ابن جوصاء الدمشقي مولى بني هاشم ويقال: مولى محمد بن صالح بن بيهس الكلابي: سمع موسى بن عامر المزني ومحمد بن هاشم البعلي وكثير بن عبيد وعمرو بن عثمان وأبا التقي هشام بن عبد الملك ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم بمصر والشام وجمع وصنف وتكلم على العلل والرجال. وأعلى ما عنده ما روى بن عدي في كامله قال: حدثنا ابن جوصاء نا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي سمعت حريز بن عثمان يقول: سألت عبد الله بن بسر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: كان في عنفقته شعرات بيض. نعم وحدث عنه الطبراني وحمزة الكناني وأبو علي النيسابوري الزبير الأسداباذي وأبو بكر بن السني وأبو أحمد الحاكم وعبد الوهاب الكلابي وخلق سواهم؛ وثقه الطبراني، وقال أبو علي الحافظ: حدثنا ابن جوصاء -وكان ركنا من أركان الحديث- قال: إسناد خمسين سنة من موت الشيخ إسناد علو. وقال أبو ذر الهروي سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: جاء رجل بغدادي يحفظ إلى ابن جوصاء: فقال له ابن جوصاء كلما أغربت علي حديثا من حديث أهل الشام أعطيتك درهمًا؛

_ 787- الوافي بالوفيات: 7/ 271. البداية والنهاية: 11/ 171. لسان الميزان: 1/ 239، 240. النجوم الزاهرة: 3/ 234. شذرات الذهب: 2/ 285.

فلم يزل الرجل يلقي عليه ما شاء الله ولا يغرب عليه, فاغتم الرجل لذلك فقال له: لا تجزع؛ وأعطاه لكل حديث ذكره درهمًا، وكان ذا مال كثير. قال الحافظ عبد الغني الأزدي سمعت محمد بن إبراهيم الكرخي يقول: ابن جوصاء بالشام كابن عقدة بالكوفة. قال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمان ابن مسعود إلى زمان ابن عقدة أحفظ منه. قال أبو عمرو النيسابوري الصغير: نزلنا خانا بدمشق العصر ونحن على أن نبكر إلى ابن جوصاء فإذا الخاني يعدو ويقول: أين أبو علي الحافظ؟ فقلت: ههنا، قال: قد جاء الشيخ؛ فإذا ابن جوصاء على بغلة فنزل ثم صعد إلى غرفتنا وسلم على أبي علي ورحب به وذاكره إلى قريب العتمة، ثم قال: يا أبا علي جمعت حديث عبد الله بن دينار؟ قال: نعم، قال فأخرجه فأخذه في كمه وقام، فلما أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله فذاكره أبو علي وانتخب عليه إلى المساء، ثم انصرفنا إلى رحلنا وجماعة من الرحالة ينتظرون أبا علي فسلموا عليه ثم ذكروا شأن ابن جوصاء وما نقموا عليه من الأحاديث التي انكروها وأبو علي يسكنهم ويقول: لا تفعلوا، هذا إمام من أئمة المسلمين قد جاز القنطرة. قال حمزة الكناني: عندي عن ابن جوصاء مائتا جزء ليتها كانت بياضًا. وترك حمزة الرواية عنه أصلا. قلت: هذا تعنت من حمزة، والظاهر أنه تبرم بالمائتي جزء لنزولها عند حمزة ولا تنفق عنه فإن ابن جوصاء من صغار شيوخه. وقال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عن ابن جوصاء فقال: تفرد بأحاديث ولم يكن بالقوي. قلت: الرجل صدوق حافظ وَهِم في أحاديث مغمورة في سعة ما روى، فمن ذلك حديثه عن أبي التقي عن بقية، أنا ورقاء وابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا حديث: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة" 1. قرأته على أحمد بن هبة الله عن أبي روح أنا تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو أحمد الحافظ أنا حمد بن عمير, فذكره. الحديث محفوظ وإنما أنكروا على ابن جوصاء ذكر ابن ثوبان في إسناده، قال الطبراني: تفرد بذلك ابن جوصاء وهو من الثقات. قلت: وقد توبع عليه, سقت ذلك في تاريخ الإسلام. قال حمزة بن محمد الحافظ: سمعت ابن جوصاء يقول: كنا ببغداد فتذاكروا حديث أيوب فقلت: أيش أسند جنادة عن عبادة؟ فسكتوا، فقلت: ما أسند عمر بن عمرو الأحموسي؟ فلم يجيبوا. توي ابن جوصاء في جمادى الأولى سنة عشرين وثلاثمائة وهو في عشر التسعين.

_ 1 رواه البخاري في الأذان باب 38. ومسلم في المسافرين حديث 63، 64. والترمذي في الصلاة باب 195. والنسائي في الإمامة باب 60.

وفيها توفي شيخ الشافعية أبو علي الحسين بن صالح بن خيران، ومسند دمشق أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد الزفتي عن ست وتسعين سنة، وأبو القاسم عبد الله بن محمد ابن أخي أبي زرعة الرازي، والإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري في شوال عن تسع وثمانين سنة، وقاضي القضاة أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد عن سبع وسبعين سنة. 788- 17/11- أبو عمرو الحيري الحافظ الإمام الرحال أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم النيسابوري سبط أحمد بن عمرو الحرشي: وكان شيخ نيسابور في الحشمة والثروة والتزكية: سمع محمد بن رافع والذهلي وعبد الرحمن بن بشر وعبد الله بن هاشم وأبا زرعة والرمادي ومحمد بن سعيد العطار وطبقتهم بالعراق والحجاز والجبال وخراسان، وارتحل في الكهولة بالطلبة إلى عثمان الدارمي فقرأ عليه المسند؛ أخذ عنه الحافظ أحمد بن المبارك المستملي مع تقدمه وأبو علي الحافظ ودعلج السجزي وأبو بكر الإسماعيلي ومحمد بن أحمد بن عبدوس ويحيى بن منصور القاضي وخلق كثير. قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت محمد بن عبد السلام يقول: وقع بين الذهلي وبين ولده حيكان خصومة من شيء فقال أبوه: من ترضى يتوسط بيننا؟ قال: أبو عمرو الحيري؛ فقال: أبو عمرو حجة. فتوسط بينهما فقضى لحيكان، فقبل ذلك محمد بن يحيى. قال الحاكم: مات أبو عمرو في ذي القعدة سنة سبع عشرة وثلاثمائة. أخبرنا محمد بن أحمد بن الزراد أنا الحسن بن محمد أنا القاسم بن عبد الله أخبرتنا عمتي عائشة بنت أحمد أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ أنا علي بن عيسى نا أبو عمرو الحيري نا محمد بن يحيى نا أبو نعيم نا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله حبس عن مكة القتل"؛ قال محمد بن يحيى صحفه أبو نعيم وإنما هو الفيل. 789- 18/11- ابن سلم الحافظ الثبت أبو الحسن علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني: سمع أحمد بن الفرات ومحمد بن يحيى الذهلي وإسماعيل بن يزيد القطان ومحمد بن الوليد البسري وأحمد بن الأزهر ويحيى بن حكيم المقوم وطبقتهم؛ وصنف التصانيف، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو أحمد العسال وأبو الشيخ وابن المقرئ وطائفة؛ توفي بالري سنة تسع وثلاثمائة قاله الحاكم.

_ 789- ذكر أخبار أصبهان: 2/ 9. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 136/ 2. طبقات الحفاظ: 333، 334.

أخبرنا إسحاق الصفار أنا ابن رواحة أنا أبو طاهر السلفي أنا بندار بن محمد أنا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي علي أنا أبو محمد بن حيان كتب إلينا علي بن الحسن بن سلم الرازي نا مسروق ثنا إبراهيم بن المنذر حدثني عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة بن عباس قال: الأذان نزل على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مع فرض الصلاة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] إسناده ضعيف، ومتنه منكر. وقرأت على فاطمة بنت سليمان أخبرك المسلم بن أحمد أنا علي بن الحسن الحافظ في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة أنا أبو القاسم النسيب أنا محمد بن عبد الرحمن أنا يوسف القاضي أنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري أنا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي كرب عن جابر سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "ويل للعراقيب من النار" 1. 790- 19/11- الذهبي الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن حسن بن أبي حمزة البلخي نزيل نيسابور، وبها عقبة: روى عن عمرو بن علي الفلاس وحجاج بن الشاعر ومحمد بن بشار وسلم بن جنادة أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن يحيى الذهلي وطبقتهم، روى عنه أبو علي الحافظ مع سوء رأيه فيه، ومحمد بن جعفر البستي وأبو أحمد الغطريفي وأبو بكر الإسماعيلي ومحمد بن عبد الله القزاز وأبو محمد المخلدي وآخرون، وقد عمر فقال الإسماعيلي: كان مستهترًا بالشرب. وقال الحاكم: وقع لي من كتبه بخطه وفيها عجائب. توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء عن المؤيد بن محمد الطوسي أنا أبو بكر أحمد بن سهل المساجدي "ح" وأخبرنا أحمد عن القاسم بن عبد الله الصفار وإسماعيل بن عثمان أنا وجيه بن طاهر "ح" وأنا أحمد عن زينب الشعرية أنا محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي ووجيه الشحامي، قالوا ثلاثتهم: أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي أنا الحسن أحمد المخلدي أنا أحمد بن محمد بن أبي حمزة البلخي أنا موسى بن الحكم الشطوي أنا حفص بن غياث عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في جنازة صبي من صبيان الأنصار فقالت عائشة: طوبى له، عصفور من عصافير الجنة. فقال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "وما يدريك يا

_ 1 رواه ابن ماجه في الطهارة باب55. وأحمد في مسنده "2/ 201، 471" "3/ 369, 393".

عائشة، إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم" 1. 791- 90/11- السنجي الحافظ البارع أبو علي الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق المروزي: قال ابن ماكولا: كان يقال: ما بخراسان أكثر حديثا منه. كف بصره. قال: وكان لا يحدث أهل الرأي إلا بعد الجهد. روى أبو علي عن علي بن خشرم وعلي بن عبد الله بن قهزاذ ويحيى بن حكيم المقوم وطبقتهم، حدث عنه زاهر السرخسي أبو حامد النعيمي وطائفة؛ توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة. أخبرنا أبو الفضل بن عساكر أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا سعيد بن محمد البحيري أنا زاهر بن أحمد أنا الحسين بن محمد بن مصعب بسنج نا علي بن خشرم نا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا عمل عملا أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، وما رأيته قام ليلة حتى الصباح، ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان. 792- 21/11- ابن فطيس الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو عبد الله محمد بن فطيس بن واصل المغافقي, الأندلسي الألبيري: ولد سنة تسع وعشرين ومائتين، وسمع إياد بن عيسى ومحمد بن أحمد العتبي الفقيه وابن مزين، وارتحل كما ذكره بن الفرضي وغيره في سنة سبع وخمسين فسمع يونس بن عبد الأعلى وأحمد ابن أخي ابن وهب ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وكان يقول: لقيت في رحلتي مائتي شيخ وما رأيت فيهم مثل ابن عبد الحكم، وأخذ بأفريقية عن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي وشجرة بن عيسى ويحيى بن عون، وأكثر عن أهل الحرم وأهل مصر والقيروان، وتفقه بالمزني فأدخل الأندلس علما غزيرًا، وكان بصيرًا بفقه مالك وصارت الرحلة إليه من البلاد وعمر دهرًا، صنف "كتاب الروع والأهوال"، و"كتاب الدعاء" قال ابن الفرضي: كان ضابطا نبيلا صدوقا كانت الرحلة إليه, حدثنا عنه غير واحد وتوفي في شوال سنة تسع عشرة وثلاثمائة.

_ 1 رواه مسلم في القدر حديث 31. وأبو داود في السنة باب 17. والنسائي في الجنائز باب 58. 791- الإكمال لابن ماكولا: 4/ 53. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 137/ 1. طبقات الحفاظ: 334. الأنساب: 313/ ب. 792- الوافي بالوفيات: 4/ 337. طبقات الحفاظ: 334، 335، شذرات الذهب: 2/ 383، تاريخ علماء الأندلس: 2/ 40.

قلت: وفيها مات مسند الشام أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب البتلهي ثم المشغراني خطيبها، ومحدث دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الحافظ وقاضي الأندلس وعالمها أبو الجعد أسلم بن عبد العزيز بن هاشم الأموي المالكي عن نيف وثمانين سنة، والمحدث أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري ببغداد، وكان كذابًا، وشيخ المعتزلة أبو القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي، وقاضي مصر أبو عبيد علي بن الحسين بن حربويه البغدادي وهو صاحب وجه في المذهب عديم النظير، وعالم سمرقند وواعظها أبو عبد الله محمد بن الفضل بن العباس البلخي, قيل مات في مجلس وعظه في يوم أربع أنفس، وكان آخر من حدث عن قتيبة، وكبير نيسابور المحدث أبو الوفاء مؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي سمع الكوسج، وفي الرحلة الزعفراني، قيل: اقترض أمير خراسان منه مرة ألف ألف درهم، وانتقى عليه أبو علي الحافظ أجزاء فبعث إليه بثياب ومائة دينار. 793- 22/11- المصعبي الحافظ الأوحد أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فضالة المروزي الفقيه إلا أنه كذاب: حدث عن محمود بن آدم وسعيد بن مسعود وطبقتهما ثم زعم أنه سمع من علي بن خشرم فأنكروا عليه، روى عنه أبو الفتح بن بريدة وابن المظفر وطائفة. قال الدارقطني: كان حافظًا عذب اللسان مجردًا في السنة والرد على المبتدعة لكنه يضع الحديث. وقال ابن حبان: وكان ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد لعله قد قلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث، كتبت منها أكثر من ثلاثة آلاف، وفي الآخر ادعى شيوخًا لم يرهم، سألته عن أقدم شيخ له فقال: أحمد بن سيار؛ ثم حدث عن علي بن خشرم فسيرت أنكر عليه فكتب يعتذر إلى علي أنه من أصلب أهل زمانة في السنة وأبصرهم بها وأذبهم لحريمها وأقمعهم لمن خالفها، نسأل الله الستر، مات أبو بشر في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. كتب لي الإمام عبد الرحمن بن محمد أن عمر بن طبرزذ أخبرهم أنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي أنا محمد بن المظفر البزاز نا أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب حين قدم للحج عن عبد الله بن مصعب عن مصعب بن بشر عن شراحيل بن عبيد -وكان ابن المبارك يقوم له- نا شعبة عن مسعر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش فقالت يا رسول الله: إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ , الحديث.

وفي سنة ثلاث وعشرين مات أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي العابد الحجة من شيوخ الدارقطني، وهو ابن أخي إسماعيل القاضي ونحوي بغداد أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الواسطي نفطويه، والمحدث أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق البغدادي، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري البغدادي وعبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، وعلي بن محمد بن هارون الحميري صاحب أبي كريب، وأبو عبيد المحاملي القاسم بن إسماعيل، وأبو أكتريك محمد بن الحسين السعدي الحمصي ثم الطرابلسي، والمحدث أبو عمران موسى بن العباس الجويني. 794- 23/11- ابن مروان هو الحافظ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الدمشقي محدث رحال: سمع موسى بن عامر المزني وشعيب بن شعيب بن إسحاق ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن إبراهيم بن ملاس وطبقتهم، وعنه ابنه محمد بن إبراهيم وأبو سليمان بن زبر وابن المقرئ وعبد الوهاب الكلابي وحميد الوراق وآخرون، مات في رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. 795- 24/11- الأعمشي الإمام الحافظ الثقة أبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد بن عمارة بن رستم النيسابوري: أخبرنا علي بن معاذ ومحمد بن حازم قالا: أنا عبد الرحمن بن نجم أخبرتنا شهدة الكاتبة أنا طريف بن محمد النيسابوري أنا أبو عبد الرحمن عمرو بن محمد بن أحمد البحيري أنا إبراهيم بن محمد المحفوظي نا أحمد بن حمدون نا محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن مسلم وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وعباس بن محمد والصغاني قالوا: ثنا عارم نا حماد بن زيد عن أبان بن تغلب عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من دل على خير كان له كأجر فاعله". رواه مسلم من طريق الأعمش. ويقع لنا حديث أبي حامد أعلى من هذا في فوائد أبي يعلى الصابوني من طريق أبي محمد المخلدي عنه. الأعمشي يلقب أبا تراب وكان قد جمع حديث الأعمش واعتنى به فنسب إليه، وكان يحفظ، ووالده هو حمدون القصار أحد الزهاد الأعلام. سمع محمد بن رافع وعلي بن خشرم وإسحاق الكوسج وعمار بن رجاء الجرجاني

_ 794- الوافي بالوفيات: 6/ 42. طبقات الحفاظ: 335، 336. شذرات الذهب: 2/ 281. العبر: 2/ 175. تهذيب ابن عساكر: 2/ 225. 795- الأنساب: 45/ أ. الوافي بالوفيات: 6/ 361. طبقات الحفاظ: 336. شذرات الذهب: 2/ 288. النجوم الزاهرة: 3/ 241. ميزان الاعتدال: 1/ 94، 95.

وأبا سعيد الأشج ويحيى بن المقوم وطبقتهم؛ روى عنه أبو الوليد الفقيه وأبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي وأبو سهل الصعلوكي وأبو أحمد الحاكم. قال الحاكم ابن البيع: سمعت أبا علي الحافظ يقول ثنا أحمد بن حمدون أن حلت الرواية عنه؛ فقلت هذا الذي تذكره في أبي تراب من جهة المجون والسخف الذي كان أولشيء أنكرته منه في الحديث؟ قال: بل من جهة الحديث، أنكر منه حديث عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن الفضل؛ قلت: قد حدث به غير مرة، فأخذ بذكر أحاديث حدث بها غيره، فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته؛ ثم حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا القول، فرضي بكلامي فيه وقال: القول ما قلته؛ ثم تأملت أجزاء عديدة بخطه فلم أجد فيها حديثًا يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة، وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت بن خزيمة فسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد؟ وأبو حامد يسرد الترجمة حتى فرغ منها، وابن خزيمة يتعجب؛ وسمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على الأعمشي وهو عليل فقلنا كيف تجدك؟ قال: بخير لولا جاري -يعني أبا حامد الجلودي- يدعي أنه محدث عالم ولا يحفظ إلا كتاب عمي القلب، وكتاب النسيان، وكتاب الجهل؛ دخل أمس فقال: يا أبا حامد أما علمت أن زنجويه مات؟ قلت: يرحمه الله؛ قال: واليوم دخلت على مؤمل بن الحسن وهو في النزع، ثم قال: أبا حامد ابن كم أنت؟ قلت: في ست وثمانين سنة، قال: فأنت إذن أكبر من أبيك؛ فقلت: أنا بحمد الله في عافية، قد جامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا؛ فقام خجلا. مات الأعمشي في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة رحمه الله تعالى. 796- 25/11- محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد الحافظ الكبير أبو بكر النيسابوري أحد الأثبات: سمع محمد بن يحيى وعيسى بن أحمد البلخي وأبا زرعة والربيع المرادي وابن وارة وأمما سواهم، روى عنه محمد بن صالح بن هانئ وأبو علي الحافظ وأبو محمد المخلدي وأبو بكر بن مهران ومحمد بن الفضل بن خزيمة وخلق كثير؛ قال الحاكم: كان من الثقات الأثبات الجوالين في الأقطار، عاش سبعًا وثمانين سنة. قال: وتوفي في ربيع الآخر سنة عشرين وثلاثمائة. وقال الخليلي: حافظ كبير سمع قطن بن عبد الله وأحمد بن حفص بن عبد الله وعدة. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن زينب بنت أبي القاسم أنا محمد بن منصور الحرضي ووجيه بن طاهر "ح" وأنا ابن عساكر عن المؤيد بن محمد أنا أحد بن سهل المساجدي

_ 796- تاريخ ابن عساكر: 15/ 135 ب-136/ أ. طبقات الحفاظ: 336. شذرات الذهب: 2/ 286.

قالوا: أنا يعقوب بن أحمد نا الحسن بن أحمد إملاء أنا محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد نا علي بن عبد الرحمن بن مغيرة المخزومي نا عمران الرملي نا عطاف بن خالد حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي موسى الأشعري قال: عدت الحسن بن علي فوجدت عنده أباه عليا قال: ما جاء بك إلينا؟ ما يولجك علينا؟ قلت: ما إياك أتيت، ولكن أتيت ابن ابنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أعوده؛ قال علي: أما إنه لا يمنعني غضبي عليك أن أحدثك، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إذا عاد الرجل أخاه لم يزل يخوض في الرحمة حتى إذا جلس عنده غمرته". أخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن أبي روح البزاز أنا أبو القاسم النيسابوري أنا أبو سعيد الطبيب أنا شافع بن محمد الأسفراييني نا محمد بن حمدون الحافظ نا أبو حذافة المدني نا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "العلم ثلاثة، آية محكمة وسنة قائمة ولا أدري". هذا لم يصح مسندًا ولا هو مما عد في مناكير أبي حذافة السهمي فما أدري كيف هذا؟ وكأنه موقوف. 797- 26/11- الطحاوي الإمام العلامة الحافظ صاحب التصانيف البديعة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي: وطحا من قرى مصر. سمع هارون بن سعيد الأيلي وعبد الغني بن رفاعة ويونس بن عبد الأعلى وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر وطبقتهم، روى عنه أحمد بن القاسم الخشاب وأبو الحسن محمد بن أحمد الأخميمي ويوسف الميانجي وأبو بكر بن المقرئ والطبراني وأحمد بن عبد الوارث الزجاج وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد ومحمد بن بكر بن مطروح وآخرون، خرج إلى الشام سنة ثمان وستين ومائتين فتفقه بالقاضي أبي خازم وبغيره. قال ابن يونس: ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا, لم يخلف مثله. قال أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: انتهت إلى أبي جعفر رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران وأبي خازم القاضي وغيرهما وكان أولا شافعيًا يقرأ على المزني فقال له يومًا: والله لا جاء منك شيء؛ فغضب من ذلك وانتقل إلى ابن أبي عمران فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيًّا لكفر عن يمينه.

_ 797- الفهرست: 292. وفيات الأعيان: 1/ 71، 72. الوافي بالوفيات: 8/ 9، 10. طبقات الحفاظ: 337. شذرات الذهب: 2/ 288. البداية والنهاية: 11/ 174. النجوم الزاهرة: 3/ 239.

قلت: ناب في القضاء عن أبي عبد الله محمد بن عبدة قاضي مصر بعد السبعين ومائتين، وترقت حاله فحدث أنه حضر رجل معتبر عند القاضي محمد بن عبدة فقال: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله عن أمه عن أبيه؟ فقلت: حدثنا بكار بن قتيبة نا أبو أحمد نا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبيدة عن أمه عن أبيه, أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الله ليغار للمؤمن فليغر". وحدثنا به إبراهيم بن أبي داود نا سفيان بن وكيع عن أبيه عن سفيان موقوفًا؛ فقال لي الرجل: تدري ما تقول؟ تدري ما تتكلم به؟ قلت: ما الخبر؟ قال: رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم وأنت الآن في ميدان أهل الحديث؛ وقل من يجمع ذلك؛ فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه. قلت: صنف أبو جعفر في اختلاف العلماء، وفي الشروط، وفي أحكام القرآن العظيم، وكتاب معاني الآثار، وهو ابن أخت المزني، وأما ابن أبي عمران الحنفي فكان قاضي الديار المصرية بعد القاضي بكار. قال ابن يونس: مات أبو جعفر في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن بضع وثمانين سنة. وفيها توفي بمصر شيخها أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير الأسواني العسال، وبهراة أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباساني، وبأصبهان أبو علي الحسن بن محمد بن النضر بن أبي هريرة، وببغداد أبو عثمان سعيد بن محمد أخو زبير الحافظ، وشيخ المعتزلة أبو هاشم ابن الشيخ أبي علي الجبائي، وشيخ العربية أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي عن ثمانٍ وتسعين سنة، وأبو الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري أحد الأثبات، ومكحول البيروتي الحافظ، وسيأتي. أخبرنا الحسن بن علي أنا أبو الفضل الهمداني أنا أبو محمد العثماني أنا علي بن المؤمل أنا أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي أنا محمد بن أنس بن عمر التنوخي في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة: سمعت أبا جعفر الطحاوي نا يزيد بن سنان نا يزيد بن بيان عن أبي الرجال عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أكرم شاب شيخًا لسنه إلا قيض له عند سنه من يكرمه". أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه أنا عمر بن محمد أنا محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري إملاء نا ابن المظفر نا الطحاوي نا المزني نا الشافعي نا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله -صلى الله عله وآله وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان, وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان.

798- 27/11- ابن سريج الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي قدوة الشافعية: سمع الحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن أشكاب وعباس بن محمد الدوري والرمادي وأبا داود السجستاني وطبقتهم، رأيت له فيه تصنيفًا يحتج فيه بالأحاديث ويطرقها عمل من يفهم هذا الشأن، وأما الفقه فهو حامل لوائه وعلم نظرائه، تصدر للاشتغال وتفقه به أئمة أعلام، وحدث عنه أبو القاسم الطبراني وأبو أحمد الغطريفي وأبو الوليد حسان بن محمد وآخرون. ويقع حديثه في جزء الغطريفي عاليا؛ فأنبأنا عبد الرحمن بن أبي عمر الفقيه أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن ملوك ومحمد بن عبد الباقي قالا: أنا طاهر بن عبد الله القاضي أنا محمد بن أحمد بجرجان نا أبو العباس بن سريج نا الرمادي نا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "الماء من الماء" 1. هذا إسناد صحيح لكن نسخ ذلك. أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي أنا علي بن عبد السلام أنا الإمام أبو إسحاق في طبقاته قال: ابن سريج يقال له: الباز الأشهب، ولي القضاء بشيراز؛ قال: وكان يفضل على جميع الأصحاب حتى على المزني، وإن فهرست كتبه كانت تشتمل على أربعمائة مصنف، وكان الشيخ أبو حامد الأسفراييني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون دقائقه. تفقه على أبي القاسم الأنماطي وأخذ عنه خلق، ومنه انتشر مذهب الشافعي. وقال أبو علي بن خيران: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: رأيت كأنا مطرنا كبريتا أحمر فملأت أكمامي وحجري فعبر لي أن أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر. وقال أبو الوليد الفقيه يقول: سمعت ابن سريج يقول: ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح، يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام. قال: وكنا نأتي مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي, فإن الله يبعث على كل مائة سنة من يجدد للأمة دينها، والله تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وعلى رأس المائتين الشافعي، وبعثك على رأس الثلاثمائة ثم أنشا يقول: اثنان قد مضيا وبورك فيهما ... عمر الخليفة ثم خلف السودد الشافعي الألمعي محمد ... إرث النبوة وابن عم محمد أبشر أبا العباس أنك ثالث ... من بعدهم سقيا لنوبة أحمد

_ 1 رواه مسلم في الحيض, حديث 81، وأبو داود في الطهارة باب 83, والترمذي في الطهارة باب 81.

فصاح أبو العباس وبكى وقال: لقد نعى إلي نفسي. قال حسان: فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة. كذا في النسخة سنة ثلاث وكأنها سنة ست تصحفت. وقد كان على رأس المائة الرابعة الإمام أبو حامد الأسفراييني ببغداد، وعلى رأس الخامسة الغزالي وجماعة؛ وقد كان أبو العباس بن سريج صاحب سنة واتباع, بلغني أنه سُئل عن صفات الله تعالى فقال: حرام على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله -وذكر تمام الفصل. وهو صاحب مسألة الدور في الحلف بالطلاق؛ مات في جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة، وله سبع وخمسون سنة ونصف. 799- 28/11- الألبيري الحافظ الإمام محدث الأندلس أبو جعفر أحمد بن عمرو بن منصور الأندلسي الألبيري: سمع من يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان ومحمد بن سنجر وعلي بن عبد العزيز البغوي وخلق سواهم، وبلغنا أنه كان بصيرًا بعلل الحديث إمامًا فيه، وإليه كانت الرحلة بالأندلس، ولي خطابة مدينة ألبيرة ويعرف أيضًا بابن عمريل، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. 800- 29/11- ابن معدان الحافظ الرحال المصنف أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الثقفي مولاهم الأصبهاني: سمع أحمد بن الفرات وسلم بن جنادة وموسى بن عامر الدمشقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري والربيع المرادي وطبقتهم، وحدث ببغداد بمسند أبي داود، روى عنه أبو الشيخ والطبراني وابن المقرئ وآخرون؛ مات بكرمان سنة تسع وثلاثمائة. قال أبو الشيخ: هو محدث ابن محدث, كثير التصانيف. أنبأنا أحمد بن سلامة عن مسعود الجمال أنا الحداد أنا أبو نعيم نا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب نا محمد بن أحمد بن راشد نا عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني نا ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك, فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله"1. منكر جدًّا، وابن أبي رومان ضعفوه.

_ 799- تاريخ علماء الأندلس: 1/ 27، 28. طبقات الحفاظ: 238. شذرات الذهب: 2/ 264. جذوة المقتبس: 139. بغية الملتمس: 197، 198. 800- ذكر أخبار أصبهان: 2/ 243، 244. الوافي بالوفيات: 3/ 68. النجوم الزاهرة: 3/ 203. طبقات الحفاظ: 339. شذرات الذهب: 2/ 258. 1 رواه البخاري في البيوع باب 3. والترمذي في القيامة باب60.

801- 30/11- مكحول الحافظ المحدث أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي: سمع أبا عمير عيسى بن النحاس ومحمد بن هاشم البعلبكي ومحمد بن إسماعيل بن عيلة وأحمد بن حرب الموصلي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف الحراني وأمثالهم, حدث عنه أبو سليمان بن زبر وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي وعلي بن الحسين قاضي أذنة وأبو أحمد الحاكم وأبو بكر بن المقرئ وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وآخرون، وكان من الثقات العالمين بالحديث، توفي في أول شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. أخبرنا إسحاق بن طارق الأسدي أنا يوسف بن خليل أنا أبو مسلم بن الإخوة وناصر الويرج قالا: أنا سعيد بن أبي الرجا أنا أحمد بن محمود ومنصور بن الحسين قالا: أنا محمد بن إبراهيم نا مكحول ببيروت نا عبد الله بن هانئ نا ضمرة عن ميسرة بن معبد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "ما اجتمع ثلاثة في بدو ولا حضر لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان" 1. صوابه "مسرة" احتج به أبو داود. 802- 31/11- ابن الجباب الحافظ العلامة شيخ الأندلس أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي المعروف بابن الجباب نسبة إلى بيع الجباب، سمع بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وقاسم بن محمد وإسحاق الدبري باليمن وعلي بن عبد العزيز بمكة, وهذه الطبقة: حدث عنه ولده محمد ومحمد بن أحمد بن أبي دليم وعبد الله بن محمد بن علي الباجي وأهل قرطبة؛ ولد سنة ست وأربعين ومائتين وكان فريد عصره، ذكره القاضي عياض فقال: كان إماما في الفقه لمالك، وكان في الحديث لا ينازع، سمع منه خلق كثير، وصنف مسند مالك، وكتاب الصلاة، وكتاب الإيمان، وكتاب قصص الأنبياء. توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وفيها توفي قاضي مصر أبو العباس أحمد بن أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وكان يحفظ تصانيف أبيه، وشيخ الصوفية خير النساج، وأبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، وشيخ الصوفية أبو علي الروذباري.

_ 801- الأنساب: 2/ 361، 362. معجم البلدان: 1/ 525، 526. العبر: 2/ 187، 188. الوافي بالوفيات: 3/ 346. طبقات الحفاظ: 339. شذرات الذهب: 2/ 291. 1 رواه أبو داود في الصلاة باب 46. والنسائي في الإمامة باب 48. وأحمد ي مسنده "5/ 96" "6/ 446". 802- تاريخ علماء الأندلس: 1/ 31. الوافي بالوفيات: 6/ 371. الديباج المذهب: 34، 35. طبقات الحفاظ: 339، 340. شذرات الذهب: 2/ 293، 294. النجوم الزاهرة: 3/ 247.

أنبأنا أبو محمد بن هارون عن ابن بقي عن شريح عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن محمد الباجي نا أحمد بن خالد نا عبيد بن محمد الكشوري نا محمد بن يوسف الحذافي نا عبد الرزاق نا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود قال: بينا أنا واقف مع عمر بعرفة مر رجل شعره يفوح منه ريح الطيب فقال له عمر: أمحرم أنت؟ قال: نعم، قال: ما هيئتك هيئة محرم، إنما المحرم الشعث الأغبر الأدفر؛ قال: إني قدمت متمتعًا وإنه كان معي أهلي وإنما أحرمت اليوم؛ فقال عمر عند ذلك: لا تمتعوا في هذه الأيام فإني لو رخصت في المتعة لهم لعرسوا بهن في الأراك ثم راحوا بهن حجاجًا. 803- 32/11- عبد الملك بن محمد بن عدي الحافظ الحجة أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه: سمع علي بن حرب وعمر بن شبة والربيع بن سليمان المرادي وأحمد بن منصور الرمادي ويزيد بن عبد الصمد وسليمان بن سيف الحراني وطبقتهم فأكثر، وكتب بالحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة وخراسان، وتخرج بأبي زرعة وأبي حاتم، حدث عنه ابن صاعد مع تقدمه وأبو علي الحافظ وأبو محمد المخلدي وأبو إسحاق المزكي وأبو بكر الجوزقي وخلق سواهم. قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين، ورد نيسابور وهو قاصد بخارى فأخذ عنه الحفاظ، سمعت الأستاذ أبا الوليد حسان بن محمد يقول: لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقوال الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني، ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد النيسابوري. قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو نعيم أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثله، كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد. وقال الإدريسي: ما أعلم نشأ بأستراباذ مثله في حفظه وعلمه. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ وورع. وقال حمزة السهمي: كان مقدما في الفقه والحديث، وكانت الرحلة إليه، ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين. قال الخليلي: كان من الأئمة في هذا الشأن وله تصانيف، سمع بجرجان إسحاق بن إبراهيم الطلقي وعمار بن رجاء ومحمد بن عيسى الدامغاني، حدثنا عنه جماعة، وله تصانيف في الفقه، وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء، وكان أستاذ عبد الله بن عدي الجرجاني.

_ 803- تاريخ جرجان: 235، 236. طبقات العبادي: 55. تاريخ بغداد: 10/ 428، 429. معجم البلدان: 1/ 175. طبقات الحفاظ: 340, 341. شذرات الذهب: 2/ 299. الرسالة المسترفة: 144. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 335-337.

أخبرنا ابن عساكر أنبأنا المؤيد الطوسي أنا أحمد بن سهل أنا يعقوب بن أحمد نا أبو محمد المخلدي نا أبو نعيم بن عدي نا عمر بن شبة نا عبد الوهاب الثقفي نا أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. توفي أبو نعيم في آخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. 804- 33/11- الجويني الحافظ أبو عمران موسى بن العباس صاحب المسند الصحيح على هيئة صحيح مسلم: سمع عبد الله بن هاشم وأحمد بن الأزهر ومحمد بن يحيى وأحمد بن يوسف السلمي ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن منصور الرمادي وطبقتهم. روى عنه الحسن بن سفيان مع تقدمه وأبو علي الحافظ وأبو سهل الصعلوكي وأبو أحمد الحاكم وأبو محمد المخلدي وخلق سواهم، وكان من نبلاء المحدثين، قال أبو عبد الله الحاكم: هو حسن الحديث بمرة، صنف على كتاب مسلم وصحب أبا زكريا الأعرج بمصر والشام، وسمعت الحسن بن أحمد يقول: كان أبو عمران الجويني في دارنا وكان يقوم الليل ويصلي ويبكي طويلا. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أحمد بن منصور أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن أنا موسى بن العباس نا عبد الله بن هاشم نا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مرض موته قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس". توفي أبو عمران بجوين في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. وفيها مات الفقيه علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي صاحب أبي كريب، وأخو المحاملي أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي، والثقة إسماعيل بن العباس الوراق البغدادي. والعلامة إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي نفطويه، ومحدث مرو أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو الكندي المصعبي المروزي الحافظ لكنه متهم. 805- 34/11- ابن زياد الحافظ المجود العلامة أبو بكر عبد الله بن زياد بن واصل النيسابوري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف: سمع عبد الله بن هاشم الطوسي ومحمد بن يحيى وأحمد بن يوسف ويونس الصدفي والربيع وأبا إبراهيم المزني والزعفراني وعلي بن حرب وأبا زرعة والطبقة، وعنه ابن عقدة وأبو علي النيسابوري وحمزة الكناني وأبو

_ 804- الأنساب: 3/ 385. شذرات الذهب: 2/ 300. الرسالة المستطرفة: 28. تاريخ ابن عساكر: 17/ 141 ب-142أ.

إسحاق بن حمزة والدارقطني وابن المظفر وأبو عمر بن حيويه وأبو حفص الكتاني والمخلص وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد وخلق كثير. قال الحاكم: كان إمام عصره من الشافعية بالعراق ومن أحفظ الناس للفقهيات واختلاف الصحابة. وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ من ابن زياد، كان يعرف زيادات الألفاظ في المتون، ولما قعد للتحديث قالوا: حدث، قال: بل سلوا أنتم، فسئل عن أحاديث فأجاب فيها وأملاها، وكان قد حدثنا عن يوسف بن سعيد بن مسلم عن حجاج عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها" 1؛ ثم إنه قال: وصوابه عن أبي الزبير عن طاوس مرسلا. قال يوسف القواس سمعت أبا زكريا النيسابوري يقول: تعرف من قام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، يصلى صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، أيش أقول لمن زوجني؟ ثم قال: ما أراد إلا الخير. وقال الدارقطني: كنا في مجلس فيه أبو طالب الحافظ والجعابي وغيرهما فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي, صلى الله عليه وآله وسلم "وجعل تربتها طهورًا"؟ فلم يجيبوه، ثم ذكروا وقاموا فسألوا أبا بكر بن زياد، فقال: نعم؛ حدثنا فلان - وسرد الحديث. والحديث في مسلم. مولد ابن زياد في سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وقال ابن قانع: مات في رابع ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو المعالي الهمذاني أنا الفتح بن عبد السلام أنا هبة الله بن الحسين أنا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد نا محمد بن يحيى ومحمد بن أشكاب قالا: ثنا وهب بن جرير نا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه: علي أقضانا، وأُبي أقرأنا. قلت: مات معه في السنة مقرئ العراق أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد العطشى، وإمام الفقهاء الداودية أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي الظاهري صاحب التصانيف، ومحدث حمص وقاضيها أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي، والعلامة الأصولي أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري صاحب التصانيف، ومحدث واسط أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر، وشيخ

_ 1 رواه البخاري في النكاح باب 27. ومسلم في النكاح حديث 37-39. وأبو داود في النكاح باب 12. والترمذي في النكاح باب 30.

الحنفية أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي الكوفي وقاضي دمشق، وقاضي الأندلس العلامة أبو عمر أحمد بن بقي بن مخلد، وواعظ المشرق أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسين النيسابوري ابتهر ابن خزيمة بمجلسه وقال: ما رأى أبو القاسم مثل نفسه. 806- 35/11- ابن الشرقي الإمام الحافظ الحجة أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري تلميذ مسلم: سمع محمد بن يحيى وأحمد بن الأزهر وأحمد بن حفص بن عبد الله السلمي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وطبقتهم ببلده، ثم ارتحل وأخذ بالري عن أبي حاتم، وبمكة عن عبد الله بن أبي مسرة، وببغداد عن أبي بكر الصاغاني وعبد الله بن محمد بن شاكر، وبالكوفة عن أبي حازم أحمد بن أبي غرزة، وطبقتهم، وصنف الصحيح، وكان فريد عصره حفظًا وإتقانًا ومعرفة، حج مرات. وقد نظر إليه إمام الأئمة ابن خزيمة مرة فقال: حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم. قال الخليلي: سمعت أحمد بن أبي مسلم الفارسي الحافظ سمعت ابن عدي يقول: لم أر أحفظ ولا أحسن سردا من أبي حامد بن الشرقي. كتبت جمعه لحديث أيوب السختياني فكنت أقرأ عليه من كتابي فيقرأ معي حفظًا من أوله إلى آخره. قال السلمي: سألت الدارقطني عن أبي حامد بن الشرقي فقال: ثقة مأمون؛ قلت: لِمَ تكلم فيه ابن عقدة؟ قال سبحان الله، ترى يؤثر فيه مثل كلامه؟ ولو كان بدل ابن عقدة يحيى بن معين؛ قلت: وأبو علي؛ قال: ومن أبو علي حتى يسمع كلامه فيه. قال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقال حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عن ابن عقدة إذا نقل شيئا في الجرح والتعديل هل يقبل قوله؟ قال: لا يقبل. حدث عنه أبو العباس بن عقدة وأبو أحمد العسال وأبو أحمد بن عدي وأبو علي الحافظ وزاهر بن أحمد وأبو محمد المخلدي وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي وآخرون آخرهم أبو الحسن العلوي. مولده في سنة أربعين ومائتين، ومات في شهر رمضان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتقدم في الصلاة عليه أخوه أبو محمد عبد الله بن الشرقي. ومات في هذه السنة المسند أبو بكر أحمد بن عبد الله النحاس البغدادي وكيل أبي صخرة، ومسند بغداد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي راوي الموطأ عن أبي

_ 806- تاريخ بغداد: 4/ 246، 247. الوافي بالوفيات: 7/ 379. طبقات الحفاظ: 342. شذرات الذهب: 2/ 306. ميزان الاعتدال: 1/ 156. النجوم الزاهرة: 3/ 261.

مصعب، ومحدث نيسابور أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي، والمقرئ أبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني ببغداد. أخبرنا أبو الفضل بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو العباس الدغولي وأبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان قالوا: نا عبد الرحمن بن بشر "ح" وأنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعد أنا عبد الخالق بن زاهر أنا أبو عمرو المحمي إملاء أنا عبد الرحمن بن إبراهيم أنا أحمد بن محمد بن يحيى الزاهد ثنا عبد الرحمن بن بشر نا بهز نا شعبة حدثني محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه أنهما سمعا موسى بن طلحة يخبر عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة؛ فقال القوم: ما له؟ ما له؟ فقال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "أرب ما له؛ تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتصل الرحم؛ ذرها". كأنه كان على راحلته. لفظ ابن الشرقي أخرجه "خ م" عن عبد الرحمن. 807- 36/11- الدغولي الحافظ الإمام الفقيه أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد السرخسي الدغولي: سمع عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وخلقا كثيرا من طبقتهم وممن بعدهم بخراسان والعراق، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو بكر الجوزقي وطائفة، وكان من أئمة هذا الشأن قال له أبو الوليد حسين بن محمد: لم لا تقنت في الصبح؟ قال: لراحة الجسد ومداراة الأهل والولد وسنة أهل البلد. قلت: هذا جواب بالفقيري ولكن كان حقه أن يجيب جواب محدث. وعن أبي أحمد بن عدي قال: ما رأيت مثل أبي العباس الدغولي وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ خرجنا مع ابن خزيمة إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشهيد ولتعزيته عن الأمير الماضي أبي إبراهيم فلما انصرفنا قلت لابن خزيمة: ما رأينا في سفرنا مثل أبي العباس الدغولي؛ فقال ابن خزيمة: ما رأيت أنا مثل أبي العباس. وروى محمد بن العباس أن الدغولي قال: أربع مجلدات لا تفارقني سفرًا ولا حضرًا، كتاب المزني، وكتاب العين، والتاريخ للبخاري، وكليلة ودمنة. قلت مات الدغولي كابن الشرقي في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

_ 807- الأنساب: 227/ ب. الوافي بالوفيات: 3/ 226. طبقات الحفاظ: 343. شذرات الذهب: 2/ 307. الرسالة المستطرفة: 136.

أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن النيسابورية أنا عبد المنعم بن أبي القاسم أنا محمد بن علي الخشاب أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو العباس الدغولي ومكي بن عبدان وعبد الله بن الشرقي قالوا: أنا عبد الله بن هاشم نا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم" 1. متفق عليه. 808- 37/11- المحاملي القاضي الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي: ولد في أول سنة خمس وثلاثين ومائتين، وأول سماعه في سنة أربع وأربعين، سمع أبا حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي صاحب مالك، وعمرو بن علي الفلاس وزياد بن أيوب وأحمد بن المقدام العجلي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن المثنى العنزي وأبا هشام الرفاعي وعبد الرحمن بن يونس السراج والزبير بن بكار وطبقتهم ومن بعدهم فأكثر وصنف وجمع؛ روى عنه دعلج والدارقطني وابن جميع وإبراهيم خرشيد قولة2 التاجر وابن الصلت الأهوازي وأبو عمر بن مهدي وأبو محمد بن البيع وآخرون. قال الخطيب كان فاضلا دينا صادقا شهد عند القضاة وله عشرون سنة، وولي قضاء الكوفة ستين سنة. وقال ابن جميع الغساني: عند المحاملي سبعون نفسا من أصحاب سفيان بن عيينة. وقال أبو بكر الداودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل، واستعفى من القضاء قبل سنة عشرين وثلاثمائة، وكان محمودًا في ولايته، عقد بالكوفة سنة سبعين ومائتين في داره مجلسا للفقه فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه. قال محمد بن الحسين: رأيت في النوم كأن قائلا يقول: إن الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمحاملي. قال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: حضر معنا ابن المظفر مجلس المحاملي فقال لي: يا أبا حفص ما عدمنا من أبي محمد بن صاعد إلا غيبته. يريد أن المحاملي نظير بن صاعد في العلو والثقة. أملى المحاملي مجلسًا كعادته في ثاني عشر ربيع الآخر من سنة ثلاثين وثلاثمائة ثم مرض ومات بعد أحد عشر يومًا، وآخر من روى حديثه عاليا أبو القاسم سبط السلفي

_ 1 رواه البخاري في الجنائز باب: 6. ومسلم في البر حديث 15. وأحمد في مسنده "2/ 240". 808- الفهرست: 325. تاريخ بغدا: 8/ 19-23. الوافي بالوفيات: 12/ 341. طبقات الحفاظ: 343. شذرات الذهب: 2/ 326. العبر: 2/ 222. 2 قولة لقب لابن خرشيد كما في القاموس.

أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد أنا محمد بن الليث بن شجاع وزيد بن هبة الله ببغداد قالا: أنا أحمد بن عبد الباقي القطان سنة "554" أنا عاصم بن الحسن نا عبد الواحد بن محمد الفارسي نا أبو عبد الله المحاملي نا أحمد بن إسماعيل نا مالك عن ربيعة عن حنظلة بن قيس الزرقي أنه سأل رافع بن خديج عن كراء الأرض فقال: أما الذهب والورق فلا بأس به. ومات في سنة ثلاثين مسند خراسان أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري، وكبير الصوفية أبو يعقوب إسحاق بن محمد النهرجوري العارف، وإمام الشافعية أبو بكر محمد بن عبد الله الصيرفي البغدادي، وقاضي دمشق أبو يحيى زكريا بن أحمد بن المحدث يحيى بن موسى خت البلخي، وأبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي المحدث وهو في عشر المائة، والمحدث عبد الله بن يونس الفيري القرطبي صاحب بقي بن مخلد ومسند أصبهان أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري وقدوة العباد أبو صالح الذي ينسب إليه المسجد بشرقي دمشق. 809- 38/11- محمد بن نوح الحافظ أبو الحسن الجنديسابوري: حدث عن هارون بن إسحاق والحسن بن عرفة وعلي بن حرب وشعيب الصريفيني وطبقتهم، وعنه محمد بن سليمان الربعي وأبو بكر بن شاذان والدارقطني وعيسى بن الوزير وأبو حفص بن شاهين وعدة؛ قال ابن يونس: كان ثقة حافظًا، قدم مصر وكتبنا عنه في سنة أربع وثلاثمائة. وقال الدارقطني: كان ثقة مأمونًا، ما رأيت أصح من كتبه، وكان أسوأ خلقًا من أن يكون غير ثقة. وقال ابن قانع: مات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا الفتح بن عبد الله أنا هبة الله بن الحسين أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي إملاء أنا محمد بن نوح الجنديسابوري فيما قرئ عليه قيل له: حدثكم جعفر بن أحمد العوسجي نا أبو بلال الأشعري نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى عن عائشة قالت: أقبل علي يوما فقال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "هذا سيد المسلمين". فقلت: ألست سيد المسلمين يا رسول الله, قال: "أنا خاتم النبيين رسول رب العالمين". هذا حديث منكر ولعل البلاء من العوسجي. 810- 39/11- برداغس الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم

_ 809- تاريخ بغداد: 3/ 324. الأنساب: 3/ 318، 319. تاريخ ابن عساكر: 16/ 32 أ-33/ أ. طبقات الحفاظ: 344. 810- معجم البلدان: 4/ 404. لسان الميزان 5/ 91. طبقات الحفاظ: 344. شذرات الذهب: 2/ 309 ميزان الاعتدال: 3/ 489.

اليحصبي القنسريني ثم الحلبي الملقب ببرداغس: حدث عن أحمد بن شيبان الرملي ومحمد بن عوف الطائي ويوسف بن مسلم وهلال بن العلاء وطبقتهم. روى عنه شيخه عثمان بن خرزاذ الحافظ وأبو بكر الربعي وأبو سليمان بن زبر وابن عدي والميانجي وأبو بكر بن المقرئ وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبو بكر بن أبي الحديد وعدد كثير وكان من علماء هذا الشأن قال ابن ماكولا: كان حافظًا. وقال أبو أحمد الحافظ: رأيته حسن الحفظ. وقد روى السهمي عن الدارقطني أنه ضعيف. توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. أخبرنا جماعة في كتابهم أن المؤيد ابن الإخوة أنبأهم قال: أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا طاهر بن محمود ومنصور بن الحسين قالا: أنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ نا محمد بن بركة أبو بكر الحلبي الحافظ نا أحمد بن هاشم الأنطاكي نا عمرو بن عثمان نا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا نكاح إلا بولي" 1. 811- 40/11- محمد بن مخلد بن حفص الإمام المفيد الثقة مسند بغداد أبو عبد الله الدوري العطار الخضيب: سمع أبا حذافة السهمي والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي ومسلم بن الحجاج ومحمد بن عثمان بن كرامة وأحمد بن عثمان الأودي وسلم بن جنادة والحسن بن أبي الربيع وعبدوس بن بشر ومحمد بن أشكاب وأحمد بن محمد بن يحيى القطان ومحمد بن الوليد البسري والزعفراني وطبقتهم، كتب ما لا يوصف كثرة وعني بهذا الشأن وصنف وخرج. روى عنه ابن الجعابي والدارقطني وابن الجندي وابن الصلت الأهوازي وأبو عمر بن مهدي وآخرون؛ وكان معروفا بالثقة والصلاح والاجتهاد في الطلب؛ عاش ثمانيا وتسعين سنة، سئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلت: مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وفيها مات بالكوفة هناد بن السري الصغير يروي عن أبي سعيد الأشج وغيره، ومات ببغداد المسند الواعظ يعقوب بن عبد الرحمن الجصاص صاحب الجزأين المرويين، وراوي المسند الكبير أبو بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي البغدادي تفرد عن جده، ومسند البصرة أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني، وآخر من روى حديث بن مخلد عاليا أبو العباس الحجار المعمر.

_ 1 رواه البخاري في النكاح باب 36. وأبو داود في النكاح باب 19، والترمذي في النكاح باب 14. وابن ماجه في النكاح باب 15. 811 تاريخ بغداد 3/ 310, 311. طبقات الحفاظ: 344، 345. شذرات الذهب: 2/ 331. العبر: 227. البداية والنهاية: 11/ 207.

أخبرنا عمر بن غدير أنا عبد الصمد بن محمد أنا علي بن مسلم أنا الحسين بن طلاب أنا محمد بن أحمد بصيداء أنا محمد بن مخلد ببغداد نا عيسى بن أبي حرب نا يحيى بن أبي بكير نا سفيان عن فطر عن أبي الطفيل عن أبي ذر رضي الله عنه قال: لقد تركنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وهو يذكرنا منه علمًا. 812- 41/11- ابن أبي حاتم الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي: وقيل: إن الحنظلي نسبة إلى درب حنظلة بالري؛ ولد سنة أربعين وارتحل به أبوه فأدرك الأسانيد العالية، سمع أبا سعيد الأشج وعلي بن المنذر الطريقي والحسن بن عرفة وأحمد بن سنان القطان ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن إسماعيل الأحمسي وحجاج بن الشاعر ومحمد بن حسان الأزرق ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وابن وارة وأبا زرعة وخلائق بالأقاليم، لكنه لم يرحل إلى خراسان؛ روى عنه حسينك التميمي ويوسف الميانجي وأبو الشيخ بن حيان وعلي بن مدرك وأبو أحمد الحاكم وأحمد بن محمد البصير وعبد الله بن محمد بن أسد وحمد بن عبد الله الأصبهاني وإبراهيم وأحمد ابنا محمد بن يزداذ وإبراهيم بن محمد النصراباذي وعلي بن محمد القصار وآخرون. قال أبو يعلى الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين، وكان زاهدا يعد من الأبدال. قلت: كتابه في الجرح والتعديل يقضي له بالرتبة المنيفة في الحفظ، وكتابه في التفسير عدة مجلدات، وله مصنف كبير في الرد على الجهمية يدل على إمامته. قال علي بن أحمد الفرضي: ما رأيت أحدا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط، ويروى أن أباه كان يتعجب من تعبد عبد الرحمن، ويقول: من يقوى على عبادة عبد الرحمن؟ لا أعرف له ذنبًا. قال ابن أبي حاتم: لم يدعني أبي أطلب الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان. قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرازي الخطيب في ترجمة عملها لعبد الرحمن: كان -رحمه الله- قد كساه الله بهاء ونورا يسر به من نظر إليه، سمعته يقول: رحل بي أبي سنة خمس وخمسين وما احتلمت بعد، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت فسر أبي حيث أدركت حجة الإسلام.

_ 812- فوات الوفيات: 2/ 287، 288. طبقات الحفاظ: 345، 346. شذرات الذهب: 2/ 308، 309. طبقات السبكي: 3/ 324-328. البداية والنهاية: 11/ 191.

قال: وسمعت في هذه السنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ. وسمعت علي بن أحمد الخوارزمي يحكي عن ابن أبي حاتم قال: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، نهارنا ندور على الشيوخ وبالليل ننسخ ونقابل، فأتينا يومًا أنا ورفيق لي شيخا فقالوا: هو عليل؛ فرأيت سمكا أعجبنا فاشتريناه فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ فمضينا فلم يزل السمك ثلاثة أيام وكاد أن ينضى فأكلناه نيا لم نتفرغ نشويه؛ ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد. ثم قال أبو الحسن: رحل مع أبيه وحج مع محمد بن حماد الطهراني سنة ستين ومائتين ثم رحل بنفسه إلى الشام ومصر سنة اثنتين وستين، ثم رحل إلى أصبهان سنة أربع وستين، قال لي أبو عبد الله القزويني: إذا صليت مع ابن حاتم فسلم نفسك إليه يعمل بها ما شاء. قال أبو الوليد الباجي: ابن أبي حاتم ثقة حافظ. عمر بن إبراهيم الهروي الزاهد نا الحسين بن أحمد الصفار سمعت ابن أبي حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء فأنفذ بعض أصدقائي حبوبا من أصبهان فبعته بعشرين ألف أو قال: اشتر لي بها دارًا؛ فانفقتها على الفقراء، وكتبت إليه: اشتريت لك بها قصرًا في الجنة؛ فقال: رضيت إن ضمنت؛ فكتبت على نفسي صكًّا بالضمان، فأريت في المنام: قد قبلنا ضمانك ولا تعد لمثل هذا. قلت الحسين ضعيف. قال محمد بن مهرويه سمعت ابن الجنيد سمعت يحيى بن معين يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من مائتي سنة. قال محمد: فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يحدث بكتاب الجرح والتعديل فحدثته بهذا؛ فبكى وارتعدت يداه وسقط الكتاب وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية. قلت: مات في المحرم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وفيها مات شيخ القراء أبو بكر أحمد بن محمد الأدمي، وأبو الدنيا الأشج عثمان بن خطاب المغربي الكذاب الذي زعم أنه سمع من علي -رضي الله عنه- والمحدث الثقة أبو بكر محمد بن جعفر السامري الخرائطي مصنف المكارم وغير ذلك، وأبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، وقاضي مصر أبو عبد الله الحسين بن القاضي أبي زرعة محمد بن عثمان الدمشقي. أخبرنا يوسف بن أبي نصر والحسن بن علي قالا: أنا محمد بن عبد الكريم القيسي أنا أبو المعالي بن صابر أنا أبو القاسم النسيب أنا سليم بن أيوب أنا أحمد بن محمد البصير نا عبد الرحمن بن أبي حاتم نا أبو سعيد الأشج نا عيسى بن يونس وأبو أسامة عن ابن عون

عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في قوله تعالى {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] : "يقومون في الرشح إلى أنصاف آذانهم". أنبأنا جماعة قالوا أنا ابن طبرزذ أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو إسحاق المزكي أنا عبد الرحمن بن محمد الحنظلي نا هارون بن حميد الواسطي نا الفضل بن عنبسة نا شعبة عن الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "الجار أحق بسقب داره أو أرضه". غريب جدًّا، رواه النسائي عن خياط السنة عن هارون فوقع بدلا عاليًا. 813- 42/11- أبو طالب الحافظ الإمام الثبت أحمد بن نصر بن طالب البغدادي: سمع عباس بن محمد الدوري ويحيى بن عثمان بن صالح المصري وإسحاق بن إبراهيم الدبري وهذه الطبقة، وكتب العالي والنازل حدث عنه أبو عمر بن حيويه وابن المظفر والدارقطني وآخرون: وكان الدارقطني يقول: أبو طالب الحافظ أستاذي. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا حدث عنه عبد الله بن زيدان البجلي وهو أكبر منه. قلت: آخر من حدث عنه أبو طاهر المخلص، وكان موته في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. أخبرنا ابن أبي عمر إجازة أنا ابن طبرزذ أنا أبو غالب بن البناء نا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن المظفر أنا أحمد بن نصر بن حماد نا أبي نا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يطوف على نسائه -قال شعبة أراه يعني في ليلة- في غسل واحد. 814- 43/11- العقيلي الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي صاحب كتاب الضعفاء الكبير: سمع جده لأمه يزيد بن محمد العقيلي ومحمد بن إسماعيل الصائغ وأبا يحيى بن أبي مسرة ومحمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي ويحيى بن أيوب العلاف ومحمد بن إسماعيل الترمذي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن خزيمة ومحمد بن موسى البلخي صاحب عبيد الله بن موسى وخلقًا كثيرًا، وكان مقيما بالحرمين؛ حدث عنه أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي ويوسف بن الدخيل المصري وأبو بكر بن المقرئ وآخرون؛ قال مسلمة بن

_ 813- تاريخ بغداد: 5/ 182، 183. الوافي بالوفيات: 8/ 212. طبقات الحفاظ: 346. شذرات الذهب 2/ 298. تهذيب ابن عساكر: 2/ 103. 814- الوافي بالوفيات: 4/ 291. طبقات الحفاظ: 346، 347.

القاسم: كان العقيلي جليل القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله وكان كثير التصانيف فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك؛ ولا يخرج أصله فتكلمنا في ذلك, وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس وإما أن يكون من أكذب الناس؛ فاجتمعنا عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس. وقال الحافظ أبو الحسن بن سهل القطان: أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ. توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة رحمه الله تعالى. أخبرنا الفخر علي وجماعة إجازة عن أسعد بن روح وعائشة بنت معمر قالا: أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو طاهر الثقفي ومنصور بن حسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ أنا محمد بن عمرو العقيلي الحافظ أنا محمد بن موسى البلخي نا شداد بن دقيم نا نوح بن أبي مريم عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة". 815- 44/11- أبو الفضل الحافظ الإمام محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار الجارودي الهروي الشهيد أحد علماء الحديث: رأيت له جزءا فيه بضعة وثلاثون حديثًا تتبعها من صحيح مسلم وبين عللها، سمع أحمد بن نجدة والحسين بن إدريس ومعاذ بن المثنى وأحمد بن إبراهيم بن ملحان وأبا العباس السراج، حدث عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وعبد الله بن سعد النيسابوريون، ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي، ومحمد بن المظفر البغدادي وآخرون، وأخذ عنه اليسير؛ لأنه مات شابًّا، قال الحاكم: سمعت بكير بن أحمد الحداد بمكة يقول: كأني أنظر إلى الحافظ أبي الفضل محمد بن الحسين وقد أخذته السيوف وهو متعلق بيديه جميعا بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة سنة ثلاث وعشرين. كذا أرخ، وإنما كان ذلك في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، أرخه جماعة، قتلته القرامطة لعنهم الله وأخاه أحمد وقتلوا حول الحرم ألوفا من الحجيج واقتلعوا الحجر وأخذوه معهم. وفي سنة سبع عشرة مات بنيسابور أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم الحيري المعدل. وببغداد حرمي بن أبي العلاء المكي، والقاضي أبو القاسم بدر بن الهيثم اللخمي عن مائة سنة وست عشرة سنة، وبأصبهان أبو علي

_ 815- الأنساب: 119/ أ. العبر: 2/ 169. الوافي بالوفيات: 2/ 37. طبقات الحفاظ: 347. شذرات الذب: 2/ 275.

الحسن بن محمد الداركي، ومحدثا مصر علي بن أحمد بن سليمان بن الصيقل المعروف بعلان، ومحمد بن زبان بن حبيب الحضرمي. أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم الفقيه أنا محمد بن أبي الفتح بن عصية وزكريا الثعلبي وعبد الرحمن أصيلا "؟ " قالوا: أنا أبو الوقت السجزي أنا عبد الله بن أحمد بن الحسين بن إسحاق المروروذي أنا محمد بن عمر بن حفصويه نا أبو الفضل الشهيد نا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي نا علي بن عثمان اللاحقي نا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ذروني ما تركتكم" الحديث. 816- 45/11- ابن عبيد الحافظ الإمام أبو الحسين علي بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن حسان البغدادي البزاز: سمع عباسا الدوري ومحمد بن الحسين الحنيني وأحمد بن أبي غرزة الغفاري ويحيى بن أبي طالب وطبقتهم، روى عنه الدارقطني وابن جميع الغساني وأبو الحسين بن المتيم وآخرون، قال الخطيب: كان ثقة حافظًا عارفًا، مات في شوال سنة ثلاثين وثلاثمائة وله ثمان وسبعون سنة. أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي أنا أبو القاسم بن الحرستاني سنة تسع وستمائة وأنا في الرابعة حاضر أنا علي بن المسلم أنا الحسين بن محمد الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن أحمد الغساني نا علي بن محمد ببغداد نا العباس بن محمد نا أزهر السمان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا"؛ قالوا: وفي نجدنا؛ قال: "هناك الزلازل والفتن وبها -أو قال منها- يطلع قرن الشيطان". هذا حديث صحيح غريب. 817- 46/11- محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج الحافظ الإمام أبو عبد الله القرطبي مسند الأندلس: ارتحل مع قاسم بن أصبغ سنة أربع وسبعين ومائتين، وكان مولده في سنة اثنتين وخمسين ومائتين؛ سمع محمد بن وضاح وأحمد بن أبي خيثمة وإسماعيل القاضي ومحمد بن الجهم السمري ومحمد بن إسماعيل الصائغ وجعفر بن محمد بن شاكر وعلي بن عبد العزيز البغوي ويحيى بن هلال وخلائق. روى عنه عباس بن أصبغ الحجاري وابنه أحمد بن محمد بن عبد الملك وأهل الأندلس، اشتهر اسمه وولي الصلاة

_ 816- أخبار الراضي والمتقي: 230. تاريخ بغداد: 12/ 73، 74. طبات الحفاظ: 347. شذرات الذهب. 2/ 327. العبر: 2/ 223. 817- تاريخ علماء الأندلس: 2/ 50. الوافي بالوفيات: 4/ 37. طبقات الحفاظ: 347، 348. شذرات الذهب: 2/ 327، 328. الرسالة المستطرفة: 30. العبر: 2/ 223.

بجامع قرطبة وكان بصيرًا بالفقه علامة مفتيا عارفا بالحديث حافظًا له، صنف كتابا في السنن مخرجا على سنن أبي داود، توفي في منتصف شوال سنة ثلاثين وثلاثمائة رحمه الله تعالى. أخبرنا ابن هارون كتابة عن أبي القاسم بن بقي عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن أحمد أنا عباس بن أصبغ نا ابن أيمن نا أحمد بن زهير نا يحيى بن معين نا حجاج بن محمد نا شريك عن الأعمش عن فضيل بن عمرو وأراه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تمتع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال عروة: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة؛ فقال ابن عباس: ما تقول عرية؟ قال: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة؛ فقال أراهم سيهلكون, أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ويقولون أبو بكر وعمر. قال ابن حزم: إنها لعظيمة ما رضي بها قط أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. 818- 47/11- محمد بن يوسف بن بشر الحافظ الثقة الرحال أبو عبد الله الهروي الشافعي الفقيه: سمع الربيع بن سليمان المرادي والعباس بن الوليد البيروتي ومحمد بن حماد الطهراني والحسن بن مكرم ومحمد بن عوف الحمصي وطبقتهم بمصر والشام والعراق روى عنه الطبراني والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي والقاضي أبو بكر الأبهري وعبد الواحد بن أبي هاشم المقرئ وآخرون خاتمتهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وثقه أبو بكر الخطيب وغيره، وإنما طلب هذا الشأن وقد تكهل، مات في شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة وقد كمل المائة وتجاوزها بأشهر، رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز الهروي وزينب الشعرية قالا: أنا زاهر بن طاهر أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو أحمد الحاكم أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي بدمشق أنا محمد بن حماد الطهراني أنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون العبدي وعن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال ذكر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد أحد ملجأ: "فيبعث الله من عترتي رجلا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا ولا تدع الأرض من نباتها شيئًا إلا أخرجته حتى

_ 818- تاريخ بغداد: 3/ 405، 406. الوافي بالوفيات: 5/ 246. طبقات الحفاظ: 348. شذرات الذهب: 2/ 328. مرآة الجنان: 2/ 298.

يتمنى الأحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين -أو تسع سنين". قلت: الواو في "وعن معاوية" ملحقة في نسختي فيحرر، وأبو هارون تألف. 819- 48/11- مموس حافظ همذان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يعقوب الهمذاني البزاز لقبه مموس: صاحب رحلة ولقاء، سمع من يحيى بن أبي طالب وأبي قلابة ويحيى بن عبدك وابن ديزيل وابن أبي الدنيا وهلال بن العلاء وأبي زرعة النصري وإسحاق الدبري وابن الزنباع المصري وخلق كثير. وعنه صالح بن أحمد ومحمد بن علي الكرجي القصاب وآخرون، وثقه صالح وغيره، وقال ابن حبان: عنده نحو مائتي حديث تستفاد. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. 820- 49/11- ابن عقدة حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم: وكان أبوه نحويا صالحًا يلقب بعقدة، حدث أبو العباس عن أبي جعفر بن عبيد الله بن المنادي والحسن بن علي بن عفان ويحيى بن أبي طالب وعبد الله بن أبي مسرة المكي وأحمد بن عبد الحميد الحارثي والحسن بن مكرم وعبد الله بن أسامة الكلبي وأمم لا يحصون. وكتب العالي والنازل والحق والباطل حتى كتب عن أصحابه وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث، وصنف وجمع وألف في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة، ولهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون إليه، ولو صان نفسه وجود لضربت إليه أكباد الإبل ولضرب بإمامته المثل لكنه جمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين ومقت لتشيعه. حدث عنه الجعابي والطبراني وابن عدي والدارقطني وأبو حفص الكتاني وابن جميع الغساني وإبراهيم بن خرشيد قولة وأبو عمر بن مهدي الفارسي وأبو الحسن بن الصلت وأبو الحسين بن متيم وخلق كثير. أخبرنا ابن علان ومؤمل البالسي إجازة أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة إملاء نا عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر سمعت عثام بن علي سمعت سفيان يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال.

_ 819- الإرشاد: الورقة 113. مختصر طبقات علماء الحديث: الورقة 145. 820- تاريخ بغداد: 5/ 14-22. ميزان الاعتدال: 1/ 136- 138. الوافي بالوفيات: 7/ 395، 396. البداية والنهاية: 11/ 309. طبقات الحفاظ: 348، 349. شذرات الذهب: 2/ 332.

قلت: ما يملي ابن عقدة مثل هذا إلا وهو غير غال في التشيع، ولكن الكوفة تغلي بالتشيع وتفور، والسني فيها طرفة؛ قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه. قال أبو أحمد الحاكم: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني فقلت: لا تطول نتقدم إلى دكان وراق ونزن بالقبان من الكتب ما شئت ثم تلقي علينا فنذكره؛ قال: فبقي. قال الحاكم ابن البيع سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة. وعن ابن عقدة قال: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم, حدث بهذا عنه الدارقطني. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها. قال عبد الغني سمعت الدارقطني يقول: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعد الماليني: أراد بن عقدة أن ينتقل فكانت كتبه ستمائة حملة. قال ابن عدي: كان ابن عقدة صاحب معرفة وحفظ متقدما في هذه الصناعة إلا أني رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ورأيت فيه مجازفات حتى كان يقول: حدثتني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه قال: أنا فلان. قال: وكان مقدمًا في الشيعة، ولولا اشتراطي أن أذكر كل من تكلم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه. قال البرقاني قلت للدارقطني: أيش أكبر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير. وسأل السلمي أبا الحسن عنه فقال: حافظ محدث ولم يكن في الدين بقوي، لا أزيد فيه على هذا. وقال حمزة بن محمد طاهر سمعت الدارقطني يقول: هو رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة فتركت حديثه. وقال عبدان الأهوازي: خرج ابن عقدة عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر معهم؛ يعي لما كان يظهر من الكثرة. قال ابن عدي سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخا ويأمرهم أن يحدثوا بها ثم يرويها عنهم. قلت: ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع متن حديث، أما الأسانيد فلا أدري، وقد أفردت ترجمته في جزء. وقع لي حديثه بعلو. أخبرنا عمر بن القواس أنا عبد الصمد بن محمد القاضي حضورًا أنا جمال الإسلام أبو الحسن أنا أبو نصر بن طلاب أنا محمد بن أحمد بصيداء أنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ نا يحيى بن زكريا بن سنان نا علي بن سيف بن عميرة حدثني أبي حدثني العباس بن الحسن بن عبيد الله النخعي حدثني أبى عن ثعلبة أبى بحر عن أنس قال: استضحك النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "عجبت لأمر المؤمن إن الله لا يقضي له

قضاء إلا كان خيرًا له" 1. غريب جدًّا. ولد ابن عقدة في سنة تسع وأربعين ومائتين ومات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. وفيها مات بأصبهان أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللنباني راوي تصانيف ابن أبي الدنيا، ومسند مصر أبو بكر محمد بن بشر الزنبري العكري، ومسند نيسابور أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري. 821- 50/11- ابن الأنباري الحافظ العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار النحوي: سمع أبا العباس الكديمي وإسماعيل القاضي وأحمد بن الهيثم البزاز وثعلبا وطبقتهم، صنف التصانيف الكثيرة، ويروي بأسانيده ويملي من حفظه، وكان من أفراد الدهر في سعة الحفظ مع الصدق والدين، قال الخطيب: كان صدوقًا دينًا من أهل السنة، صنف في القراءات والغريب والمشكل والوقف والابتداء، حدث عنه أبو عمر بن حيويه وأحمد بن نصر الشذائي وعبد الواحد بن أبي هاشم والدارقطني ومحمد ابن أخي ميمي وأحمد بن محمد بن الجراح وآخرون، قال أبو علي القالي: كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهدًا في القرآن. وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، وما أملى من دفتر قط. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباري زاهدًا متواضعًا. حكى الدارقطني أنه حضره فصحف في اسم, قال: فأعظمت له أن يحمل عنه وهم وهبته فعرفت مستمليه فلما حضرت الجمعة الأخرى قال ابن الأنباري: إنا صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا عليه ذلك الشاب على الصواب. قال محمد بن جعفر التميمي: ما رأيت أحدا أحفظ من ابن الأنباري ولا أغزر من علمه، وحدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقًا. وقيل كان يأكل القلية ويقول: أبقى على حفظي. وقيل: كان ممن يحفظ عشرين ومائة تفسير بأسانيدها. وقيل: إنه كان يتردد إلى أولاد الراضي بالله يعلمهم فسألته جارية عن تعبير رؤيا فقال: أنا حاقن. ومضى ثم عاد من الغد وقد صار عابرًا، درس كتاب الكرماني. وقيل: إنه أملى غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة. وله كتاب الأضداد كبير جدًّا، وكتاب شرح الكافي في ألف ورقة، وكتاب الجاهليات في سبعمائة ورقة وكان رأسًا في نحو الكوفيين.

_ 1 رواه أحمد في مسنده: "2/ 172" "6/ 15". 821- معجم الأدباء: 18/ 306- 313. الوافي بالوفيات: 4/ 344، 345. البداية والنهاية: 11/ 196. النجوم الزاهرة: 3/ 269. شذرات الذهب: 2/ 315، 316. وفيات الأعيان: 4/ 341-343.

أخبرنا أبو الغنائم القيسي كتابة أنا أبو اليمن الكندي أنا عبد الله بن أحمد اليوسفي أنا محمد بن علي الهاشمي أنا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم نا محمد بن القاسم الأنباري نا محمد بن يونس نا أبو عتاب الدلال نا المختار بن نافع أنا أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "رحم الله أبا بكر زوجني ابنته، ونقلني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالا؛ رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرًّا، تركه الحق وما له من صديق؛ رحم الله عثمان تستحيه الملائكة؛ رحم الله عليًّا اللهم أدر الحق معه حيث دار". مات ليلة عيد النحر ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله سبع وخمسون سنة. وفيها مات المحدث أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ببغداد عن ثلاث وتسعين سنة، ومحدث دمشق أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي، ومصنف العقد أبو عمر أحمد بن عبد ربه القرطبي الأخباري عن اثنتين وثمانين سنة، وشيخ الشافعية أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري ببغداد في عشر التسعين، والمحدث أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن المطبقي البغدادي من شيوخ بن جميع، والمعمر أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي بنيسابور عن اثنتين وتسعين سنة، وشيخ القراء أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ، وشيخ نيسابور وعالمها القدوة أبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي عن نيف وثمانين سنة، والوزير أبو علي بن مقلة، وشيخ الصوفية أبو محمد المرتعش ببغداد رحمة الله عليهم. 822- 51/11- محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار الحافظ الإمام أبو عبد الله البياني الأموي مولاهم القرطبي: سمع أباه وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح، وفي الرحلة من مطين، ومحمد بن عثمان ويوسف بن يعقوب القاضي وأبي عبد الرحمن النسائي وأبي خليفة وخلق، وكان من أئمة هذا الشأن بالأندلس حتى قال أبو محمد الباجي: لم أدرك بقرطبة من الشيوخ أكثر حديثًا منه. وكان عالمًا ثقة رأسًا في عقد الوثائق، حدث عنه ولده أحمد بن محمد وخالد بن سعيد وسليمان بن أيوب وآخرون. مات في آخر سنة سبع أو في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. 823- 52/11- الطحان الحافظ المفيد الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر محدث

_ 822- تاريخ علماء لأندلس: 2/ 46. الوافي بالوفيات: 4/ 344. طبقات الحفاظ: 349، 350. شذرات الذهب: 2/ 309. العبر: 2/ 209. 823- الوافي بالوفيات: 7/ 720. طبقات الحفاظ: 350. شذرات الذهب: 1/ 334. تهذيب ابن عساكر: 1/ 418. العبر: 2/ 229، 233.

الرملة: سمع العباس بن الوليد البيروتي وإبراهيم بن عبد الله القصار وبكار بن قتيبة ومحمد بن عوف الطائي وسليمان بن سيف الحراني وطبقتهم، وعنه أبو سليمان بن زبر ومحمد بن المظفر وأبو بكر بن المقرئ وأبو الحسين بن جميع وعمر بن علي الأنطاكي وأبو بكر بن أبي الحديد وخلق سواهم، توفي في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وفيها مات محدث أصبهان أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني، ومحدث مصر أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري، والمحدث أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي صاحب أبي داود. قرأت على أبي حفص الطائي عن أبي القاسم القاضي حضورًا نا أبو الحسن السلمي أنا ابن طلاب أنا ابن جميع نا أحمد بن عمرو الحافظ إملاء نا محمد بن حماد الطهراني نا عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زار البيت يوم النحر وصلى الظهر بمنى. 824- 53/11- الشهرزوري الحافظ الجوال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة: سمع أبا زرعة الرازي والحسن بن محمد الزعفراني وعمرو بن عبد الله الأودي ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ ومحمد بن عوف الطائي والعباس البيروتي والربيع المرادي وطبقتهم، وكان من أئمة الأثر، حدث عنه أهل الري وقزوين وأحمد بن علي بن حسين الرازي وأبو بكر بن يحيى الفقيه وعلي بن أحمد القزويني وأحمد بن الحسن القزويني وعمر بن أحمد بن شجاع وعدد سواهم، بقي إلى سنة نيف وعشرين وثلاثمائة فيما أظن ولا أكاد أعرفه. 825- 54/11- أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحراني الحافظ نزيل الرقة وصاحب تاريخها: سمع علي بن عثمان النفيلي وسليمان بن سيف وأبا الحسن الميموني وعبد الحميد بن المستام وهلال بن العلاء وطبقتهم، حدث عنه أبو أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان ومحمد بن جعفر غندر البغدادي وأبو الحسين بن جميع وأبو مسلم الكاتب وآخرون. وبإسنادي إلى ابن جميع نا محمد بن سعيد بالرقة نا أبو عمر عبد الحميد بن محمد حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد حدثني مالك حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أفرد الحج.

_ 824- تاريخ ابن عساكر: 2/ 269أ-269ب. طبقات الحفاظ: 350. تهذيب ابن عساكر: 2/ 287. 825- الأنساب: 6/ 153. العبر: 2/ 239. الوافي بالوفيات: 3/ 95، 96. طبقات الحفاظ: 350. شذرات الذهب: 2/ 337.

توفي الحافظ أبو علي القشيري فيما أرى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. وفيها توفي مسند دمشق أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي ومسند بغداد الثقة أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش المتوثي القطان، ومسند البصرة المحدث أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي، والوزير المحدث أبو الحسن علي بن عيسى بن الجراح، ومسند نيسابور أبو عثمان عمرو بن عبد الله بن درهم المطوعي، وشيخ الحنابلة مصنف المختصر أبو القاسم عمر بن الحسين البغدادي الخرقي، وصاحب مصر الملك أبو بكر محمد بن طغج الفرغاني الأخشيد، وصاحب المغرب القائم بأمر الله أبو القاسم بن المهدي العبيدي، وشيخ الصوفية أبو بكر الشبلي ببغداد. 826- 55/11- ابن علك هو الحافظ الثقة الفقيه أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن علك المروزي الجوهري من كبار علماء مرو: سمع سعيد بن مسعود وأحمد بن سنان وعباسا الدوري وأبا قلابة الرقاشي ومحمد بن الليث وطبقتهم؛ حدث عنه ابن المظفر والدارقطني وابن شاهين وعلي بن عمر الرازي الفقيه وآخرون ومحمد بن إسحاق الكسائي وهو والد الحافظ عبد الله بن عمر. مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. أنبأنا إبراهيم بن علي فيما قرئ عليه وسمعته منه أنا الفخر وأخوه وأبو عبد الله الجزري المؤرخ وأبو عبد الله العاملي وأبو عبد الله الكردي قالوا: أنا داود بن أحمد "ح" وسمعته من ابن القواس عن داود نا محمد بن عمر الأرموي أنا عبد الصمد بن علي أنا علي بن عمر الحافظ نا عمر بن أحمد بن علي الجوهري حين قدم حاجًّا نا محمد بن الليث الجوهري نا يحيى بن إسحاق الكاجغري نا عبد الكبير بن دينار الصائغ عن أبي إسحاق الهمداني عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مخرجًا فلم نصب ماء نتوضأ منه ولا نشربه ومع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إداوة فيها شيء من ماء فصبه في إناء ووضع كفه عليه ثم قال: "هلم على الوضوء والبركة من الله" , فلقد رأيت ما بين أصبعيه تفجر عيونًا - الحديث تفرد به عبد الكبير ولا نعلم حدث عنه غير يحيى هذا. قال الحليلي: أبو حفص ثقة عالم متفق عليه، روى عنه الكبار، حافظ دين وحدثنا عنه جدي ومحمد بن إسحاق الكسائي؛ قال: وأما ابنه عبد الله فحافظ متفق عليه. قول الحليلي الحق سنة ست وثلاثين.

_ 826- تاريخ بغداد: 11/ 227، 228. المنتظم: 6/ 290. طبقات الحفاظ: 350، 351. شذرات الذهب: 2/ 307.

827- 56/11- الشاشي الحافظ المحدث الثقة أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل المعقلي الشاشي محدث ما وراء النهر ومؤلف المسند الكبير: سمع عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي وأبا عيسى الترمذي وزكريا بن يحيى بن أسد المروزي ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ويحيى بن جعفر بن الزبرقان وعباسًا الدوري وخلائق، روى عنه أبو عبد الله بن منده وارتحل إليه إلى بخارى، وحدث عنه أيضا علي بن أحمد الخزاعي ومنصور بن نصر الكاغذي وآخرون، أصله من مرو؛ توفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وفيها توفي كبير الشافعية أبو العباس بن القاص، وحمزة بن القاسم الهاشمي ببغداد، وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبو بكر محمد بن جعفر المطيري الصيرفي، والعلامة أبو بكر محمد بن يحيى الصولي صاحب الكتب. أخبرنا يحيى بن أبي منصور إجازة أنا عبد القادر الحافظ نا مسعود بن الحسن أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي أبو عبد الله أنا الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد نا بقية نا عبد العزيز بن عبد الله العوفي حدثني عمرو بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "المتم الصلاة في السفر كالمفطر في الحضر". 828- 57/11- ابن المنادي المحدث الحافظ المقرئ أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن المنادي البغدادي مفيد العراق صاحب الكتب: سمع من جده ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبي بكر محمد بن إسحاق الصغاني وأبي داود السجستاني وخلق يطول ذكرهم، روى عنه أبو عمر بن حيويه وأحمد بن نصر الشذائي وأحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن فارس الغوري وآخرون. قال الخطيب: كان صلب الدين شرس الأخلاق روى اليسير؛ قال: وصنف وجمع. قلت: كان ثقة من كبار القراء. مات في محرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وله ثمانون سنة إلا سنة. وفيها توفي مسند نيسابور أبو محمد حاجب بن أحمد بن يراحم الطوسي، ومسند البصرة أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد البغدادي الأثرم، وصاحب الذهلي أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني النيسابوري، ومحدث نيسابور أيضًا أبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد المحمدأباذي.

_ 827- الأنساب: 7/ 246. العبر: 2/ 242. طبقات الحفاظ: 351. شذرات الذهب: 2/ 342. الرسالة المستطرفة: 73. 828- الفهرست: 58. تاريخ بغداد: 4/ 69، 70. الوافي بالوفيات: 6/ 290. النجوم الزاهرة: 3/ 295. طبقات الحفاظ: 351، 352. شذرات الذهب: 2/ 343. العبر: 2/ 242.

أخبرنا سليمان بن حمزة القاضي أنا جعفر أنا السلفي أنا جعفر بن أحمد أنا علي بن المحسن أنا محمد بن العباس الخزاز أنا أحمد بن جعفر بن المنادي حدثني عبد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي أخبرني أخي أبو جعفر أحمد وأخبرني عمي إبراهيم بن محمد قالا: أنا يحيى بن المبارك العدوي اليزيدي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقرأ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] بغير ألف حتى مات. هذا حديث غريب منكر، ويحيى فما علمت أحدا تعرض إليه بلين، وهو في القراءة حجة فالله أعلم. 829- 83/11- الأردبيلي الحافظ المفيد أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي الرحال: سمع أبا حاتم الرازي ويحيى بن أبي طالب وعبد الملك بن محمد الرقاشي وإبراهيم بن ديزيل وجمع وصنف مع الثقة والفهم، روى عنه أحمد بن طاهر الميانجي وأحمد بن علي بن لال وجماعة، تأخرت وفاته إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. وفيها مات قاضي الإسكندرية ومسندها أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري عن مائة سنة، والقاضي أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي الأشناني البغدادي، ومحدث نيسابور أبو عبد الله الصفار، ومسند بغداد أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، ومحدث قزوين أبو داود سليمان بن يزيد الفامي، وصاحب الفلسفة والتباب أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي التركي. أخبرنا سليمان بن قدامة الحاكم أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر السلفي أنا الفقيه علي بن أحمد الزنجاني بسراة في صفر سنة ثلاث وخمسمائة أنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي النسفي بأردبيل نا يحيى بن محمد الجعدوي نا حفص بن عمر الحافظ أنا أبو حاتم الرازي نا ثابت بن محمد الزاهد نا الحارث بن النعمان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم أحيني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين"؛ فقالت عائشة: لِمَ يا رسول الله؟ قال: "لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا" , الحديث. أخرج الترمذي وابن ماجه للحارث هذا، وقال البخاري: منكر الحديث. 830- 59/11- ابن الأعرابي الإمام الحافظ الزاهد شيخ الحرم أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي صاحب التصانيف: سمع الحسن بن

_ 829- العبر: 2/ 249. طبقات الحفاظ: 352. شذرات الذهب: 2/ 349. 830- حلية الأولياء: 10/ 375، 376، العبر: 2/ 252. البداية والنهاية: 11/ 226. لسان الميزان: 1/ 308، 309. النجوم الزاهرة: 3/ 306، 307. شذرات الذهب: 2/ 354، 355.

محمد الزعفراني ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وعبد الله بن أيوب المخرمي وسعدان بن نصر ومحمد بن عبيد الله بن المنادي وأبا داود السجستاني وخلقًا كثيرًا عمل لهم معجمًا، روى عنه ابن المقرئ وابن منده وأحمد بن محمد بن مفرج القرطبي وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وعبد الله بن محمد بن القطان الدمشقي وأبو الحسين بن جميع وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي وعبد الوهاب بن منير المصري وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وصدقة بن الدلم الدمشقي وخلائق، وكان ثقة ثبتًا عارفًا عابدًا ربانيًّا كبير القدر بعيد الصيت. قال السلمي: سمعت محمد بن الحسن الخشاب سمعت ابن الأعرابي يقول: المعرفة كلها الاعتراف بالجهل، والتصوف كله ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلها استعمال الأولى فالأولى، والرضا كله ترك الاعتراض، والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف. ومن تصانيفه كتاب طبقات النساك. وكان قد صحب الجنيد وأبا أحمد القلانسي وصنف تاريخًا للبصرة كبيرًا، ومن كلامه في ترجمة الثوري أنه مات وهم يتكلمون عنده في شيء سكوتهم عنه أولى؛ لأنه شيء يتكهنون فيه ويتعشقون بظنونهم فإذا كان أولئك كذلك فكيف بمن حدث بعدهم. وقال أيضًا: وإنما كانوا يقولون "جمع" وصورة الجمع عند كل أحد بخلافها عند الآخر، وكذلك صورة الفناء فكانوا يتفقون في الأسماء ويختلفون في معناها؛ لأن ما تحت الاسم غير محصور لأنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور لا نهاية له ولا لوجوده ولا لذوقه, إلى أن قال: فإذا سمعت الرجل يسأل عن الجمع والفناء أو يجيب فيهما فاعلم أنه فارغ ليس من أهل ذلك إذ أهلهما لا يسألون عنه لعلمهم أنه لا يدرك بالوصف. مولد ابن الأعرابي سنة ست وأربعين ومائتين، ومات في ذي القعدة سنة أربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. قرأت على محمد بن الحسين القرشي بمصر وعلى يحيى بن أحمد الجذامي بالثغر قالا: أنا محمد بن عماد أنا عبد الله بن رفاعة أنا علي بن الحسن الشافعي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المالكي أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا سعدان بن نصر نا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع سهل بن سعد يقول: اطلع رجل من جحر في حجرة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومعه مدرى يحك به رأسه فقال: "لو أعلم أن تنظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر". وبه إلى المالكي أنا أبو طاهر المديني نا يونس بن عبد الأعلى نا سفيان بهذا، وقال: لو أعلم أنك. متفق عليه.

831- 60/11- قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح, أو واضح الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو محمد الأموي مولاهم القرطبي: سمع بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وأصبغ بن خليل ومحمد بن عبد السلام، وبمكة محمد بن إسماعيل الصائغ، وببغداد محمد بن الجهم السمري وجعفر بن محمد بن شاكر وأبا محمد بن قتيبة والحارث بن أبي أسامة وابن أبي الدنيا وأبا إسماعيل السلمي وإسماعيل القاضي -وأكثر عنه، وابن أبي خيثمة- وكتب عنه التاريخ، وبالكوفة إبراهيم بن عبد الله العبسي صاحب وكيع، وفاته أبو داود؛ وصنف سننا على منوال سننه، وصنف مسند مالك، وكتاب بر الوالدين، وكتاب الصحيح على هيئة صحيح مسلم، وله مصنف في الأنساب بديع الحسن، وله كتاب المنتقى في الآثار، وغير ذلك. وذكروا أنه كان بصيرًا بالحديث ورجاله، رأسًا في العربية، فقيهًا مشاورًا، وفي آخر عمره كبر وكثر نسيانه وما اختلط، فأحس بذلك فقطع الرواية صونا لعلمه. روى عنه حفيده قاسم بن محمد وعبد الله بن محمد الباجي الحافظ وعبد الوارث بن سفيان وعبد الله بن نصر ومحمد بن أحمد بن مفرج وأبو عثمان سعيد بن نصر وأحمد بن القاسم التاهرتى والقاسم بن محمد بن عسلون وأبو عمر أحمد بن الحسور وخلق كثير، وانتهى إليه بتلك الديار علو الإسناد والحفظ والجلالة، أثنى عليه غير واحد، ومات بقرطبة في جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة. وفيها مات عالم ما وراء النهر ومحدثه الإمام العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري الملقب بالأستاذ جامع مسند أبي حنيفة الإمام وله اثنتان وثمانون سنة، وشيخ العربية أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي الزجاجي صاحب كتاب "الجمل" ببغداد، وإمام الشافعية ببغداد أبو إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد صاحب ابن سريج، وراوي تصانيف ابن أبي الدنيا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي، والمسند أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي، وشيخ الحنفية بالعراق أبو الحسن الكرخي واسمه عبيد الله بن الحسن بن دلال عن ثمانين سنة. أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أحمد بن بقي عن شريح بن محمد عن علي بن أحمد أنا أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم حدثني أبي حدثنا جدي قاسم بن أصبغ نا البرتي نا أبو معمر نا عبد الوارث نا حميد بن قيس المكي عن عبد الرحمن بن معاذ وكان

_ 831- تاريخ علماء الأندلس: 1/ 364-367. معجم الأدباء: 16/ 236، 237. لسان الميزان: 4/ 458. طبقات الحفاظ: 352. شذرات الذهب: 2/ 357. العبر: 2/ 254، 255.

من أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بمنى وأمر المهاجرين أن ينزلوا مقدم المسجد وأمر الأنصار أن ينزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد. 832- 61/11- علي بن حمشاذ الحافظ الكبير أبو الحسن النيسابوري صاحب التصانيف: سمع الحسين بن الفضل والفضل الشعراني والحارث بن أبي أسامة وإبراهيم بن ديزيل وإسماعيل القاضي وخلائق، وعنه الحاكم وقرظه وبالغ في تعظيمه، وله المسند في أربعمائة جزء والأحكام في مائتين وستين جزءًا والتفسير في عشر مجلدات. روى عنه أبو أحمد الحاكم وقال: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرواية والتصنيف منه؛ وروى عنه ابن منده وأبو طاهر بن محمش، وقال ولده: ما علمت أبي ترك قيام الليل. مات في شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. 833- 62/11- القطان الحافظ الإمام القدوة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القزويني محدث قزوين وعالمها: ولد سنة أربع وخمسين ومائتين وارتحل في هذا الشأن فكتب الكثير، سمع أبا حاتم الرازي وإبراهيم بن ديزيل سفينة ومحمد بن الفرج الأزرق والقاسم بن محمد الدلال والحارث بن أبي أسامة وأبا عبد الله بن ماجه صاحب السنن وإسحاق بن إبراهيم الدبري والحسن بن عبد الأعلى البوسي ويحيى بن عبدك القزويني وخلقًا سواهم، روى عنه الزبير بن عبد الواحد الحافظ وأبو الحسن النحوي وأحمد بن علي بن لال والقاسم بن أبي المنذر الخطيب وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد القزويني وأبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي وآخرون؛ وتلا عليه بحرف الكسائي أحمد بن نصر الشذائي عن قراءته على الحسن بن علي الأزرق. قال الخليلي: أبو الحسن شيخ عالم بجميع العلوم: التفسير والفقه والنحو واللغة، وكان له بنون: محمد وحسن وحسين ماتوا شبابًا، وسمعت جماعة من شيوخ قزوين يقولون: لم ير أبو الحسن مثل نفسه في الفضل والزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تعد رحمه الله تعالى. وقال ابن فارس في بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطان بعدما علت سنه يقول:

_ 832- المنتظم: 1/ 364، 365. العبر: 2/ 248. مرآة الجنان: 2/ 237. طبقات الحفاظ: 358. شذرات الذهب: 2/ 348. 833- معجم الأدباء: 12/ 218-221. العبر: 2/ 267، 268. النجوم الزاهرة: 3/ 315. طبقات الحفاظ: 353. شذرات الذهب: 2/ 370.

حين رحلت كنت أحفظ مائة ألف حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث؛ وسمعته يقول: أصبت ببصري وأظن أني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة، قلت: مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وفيها توفي المسند أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني، وأبو القاسم إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن الجراب البغدادي عن ثلاث وثمانين سنة, ومحدث مرو أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، وشيخ الشافعية أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هريرة البغدادي والمحدث أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي بمصر، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب، وأبو بكر محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم المادرائي بمصر عن ثمان وثمانين سنة، وأبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي ببغداد، وأبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، صاحب مروج الذهب. أخبرنا أبو محمد بن علوان أنا ابن قدامة "ح" وأنا أبو سعيد الزيني أنا موفق الدين عبد اللطيف قالا: أنا أبو زرعة المقدسي أنا أبو منصور المقومي أنا القاسم بن أبي المنذر أنا أبو الحسن القطان نا أبو عبد الله بن ماجه نا بشر بن هلال الصواف نا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك قال: وقت لنا في قص الشارب وحلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة. 834- 63/11- خيثمة بن سليمان بن حيدرة الإمام محدث الشام أبو الحسن القرشي الطرابلسي أحد الثقات: سمع أبا عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ومحمد بن عوف الحافظ وإبراهيم بن عبد الله القصار والحسين بن محمد بن أبي معشر ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني صاحب سفيان بن عيينة، وعبد الله بن أبي مرة المكي وإسحاق بن إبراهيم الدبري والعباس بن الوليد البيروتي وطبقتهم، ورحل إلى العراق والحجاز واليمن وجمع وصنف. روى عنه أبو الحسن الصيداوي وتمام الرازي وأبو عبد الله بن منده وأبو نصر بن هارون وأبو عبد الله بن أبي كامل الطرابلسي وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وخلق كثير. قال ابن أبي كامل: مولده سنة خمسين ومائتين وأما عبيد بن أحمد بن فطيس فقال: سألته عن مولده فقال: سنة سبع وعشرين ومائتين. قلت: الأول أصح. قال الخطيب:

_ 834- العبر: 2/ 262. لسان الميزان: 2/ 411، 412. النجوم الزاهرة: 3/ 312. طبقات الحفاظ: 353، 354. شذرات الذهب: 2/ 365.

خيثمة ثقة ثقة، قد جمع فضائل الصحابة. قال ابن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: ركبت البحر وقصدت جبلة لأسمع من يوسف بن بحر، ثم خرجت إلى أنطاكية فلقينا مركب فقاتلناهم ثم تسلم مركبنا قوم من مقدمه فأخذوني ثم ضربوني وكتبوا أسماءنا فقالوا: ما اسمك؟ قلت: خيثمة؛ فقال: اكتب حمار ابن حمار ولما ضربت سكرت ونمت فرأيت كأني أنظر إلى الجنة وعلى بابها جماعة من الحور العين, فقالت إحداهن: يا شقي أيش فاتك؟ قالت أخرى: أيش فاته؟ قالت: لو قتل كان في الجنة مع الحور، فقالت لها: لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل من الشرك خير له. ثم انتهت؛ قال: ورأيت كان من يقول لي: اقرأ براءة فقرأت إلى قوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2] قال: فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر ففك الله أسري. قال ابن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: رويت بدمشق حديث الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه"، فأنكر القاضي زكريا البلخي هذا وبعث فيجا إلى الكوفة يسأل ابن عقدة فكتب إليه: قد كان السري بن يحيى حدث به في تاريخ كذا؛ قال: فطلب البلخي مني الأصل فوجد تاريخه موافقا فاستحلني البلخي فلم أحله قلت: رواه السري عن قبيصة عن سفيان. قال عبيد بن فطيس: توفي خيثمة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. قال ابن منده: كتبت عن خيثمة بأطرابلس ألف جزء. أخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر وإسماعيل بن الفراء والتقي بن مؤمن والعز بن العماد وأبو عبد الله بن الواسطي بسفح قاسيون قالوا: أنا أبو المحاسن محمد بن السيد الصفار أنا أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي الفقيه وأبو محمد هبة الله بن طاوس المقرئ قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان نا أحمد بن محمد البرتي القاضي نا مسلم بن إبراهيم أنا يزيد بن إبراهيم أنا الحسن قال: كانوا يستحبون ألا يذكروا الله -عز وجل- إلا على طهارة. وفي سنة ثلاث مات المعمر أبو الحسن علي بن الفضل الستوري السامري خاتمة أصحاب الحسن بن عرفة وهو صدوق، ومحدث الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني. 835- 64/11- الأصم الإمام المفيد الثقة محدث المشرق أو العباس محمد بن

_ 835- الأنساب: 1/ 294-297. العبر: 2/ 273, 274. الوافي بالوفيات: 5/ 223. النجوم الزاهرة: 3/ 317. طبقات الحفاظ: 354. شذرات الذهب: 2/ 373، 374.

يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري: وكان يكره أن يقال له: الأصم، قال الحاكم: إنما ظهر به الصمم بعد مجيئه من الرحلة، ثم استحكم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار. قال: وكان محدث عصره بلا مدافعة سمعته يقول: ولدت سنة سبع وأربعين ومائتين؛ وسمع من أحمد بن يوسف وأحمد بن الأزهر: ففقد ذلك، رحل به أبوه المحدث يعقوب الوراق في سنة خمس وستين فسمع بأصبهان من هارون بن هارون بن سليمان وأسيد بن عاصم، وبمكة من أحمد بن شيبان الرملي، وبمصر من ابن عبد الحكم والربيع وبحر بن نصر وإبراهيم بن منقذ وبكار بن قتيبة، وبعسقلان من أحمد بن الفضل الصائغ وببيروت من العباس بن الوليد، وبدمشق من ابن ملاس ويزيد بن عبد الصمد وبحمص من أبي عتبة الحجازي ومحمد بن عوف الطائي، وبطرسوس من الحافظ أبي أمية، وبالرقة من محمد بن علي بن ميمون، وبالكوفة من الحسن بن علي بن عفان وسعيد بن محمد الحجواني صاحب ابن عيينة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وببغداد من زكريا بن يحيى المروزي وأبي جعفر بن المنادي والدوري والصاغاني وعدة. وقد حدثنا عنه أبو عبد الله بن الأخرم وأبو بكر الصبغي ويحيى العنبري وأبو الوليد حسان بن محمد وأبو علي الحافظ، وحدث عنه جماعة ما أدركتهم: أبو عمرو الحيري ومؤمل بن الحسن وأبو علي الثقفي. قلت: حدث عنه الحاكم وابن منده فأكثر، وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبو بكر الحيري وأبو سعيد الصيرفي ومحمد بن إبراهيم الجرجاني وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه وابن محمش الزيادي وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد القاضي ومحمد بن محمد بن بالويه وأبو سعيد مسعود بن محمد الجرجاني والحسين بن عبدان التاجر وأحمد بن محمد النوقاني وإسحاق بن محمد السوسي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وأبو بكر محمد بن علي بن حيد وأحمد بن محمد بن الحسين السليطي والحسين بن أحمد المعاذي ومنصور بن الحسين المتوفى مع الطرازي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة, فهما خاتمة أصحابه ما خلا المتفرد في الدنيا بإجازته وهو أبو نعيم الحافظ. قال الحاكم: حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه وصحة سماعه وهو بضبط والده، أذن سبعين سنة في مسجده، وكان حسن الخلق سخي النفس، وربما كان يحتاج فيورق ويأكل وكان يكره الأخذ على التحديث وكان وراقه وابنه أبو سعيد يطالبان الناس فيكره ذلك ولا يقدم على مخالفتهم، سمع منه الحسن بن الحسين بن منصور كتاب الرسالة ثم سمعها منه ولد ولده عمرو، ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه وسمعته يقول: حدثت بكتاب معاني القرآن للفراء سنة نيف وسبعين ومائتين. قال الحاكم: وسمعت محمد بن حامد يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي

يقول: كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الوراق سنة خمس وسبعين ومائتين في مجلس محمد بن عبد الوهاب الفراء. قالت: وسمعت محمد بن الفضل بن خزيمة قال: سمعت جدي إمام الأئمة وسئل عن كتاب المبسوط للشافعي فقال: اسمعوه من أبي العباس الأصم فإنه ثقة، قد رأيته يسمع بمصر وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتاب المسبوط راوٍ غير أبي العباس الوراق، وبلغنا أنه ثقة صدوق. قال الحاكم: قرأت بخط أبي علي الحافظ يحث الأصم على الرجوع عن أحاديث أدخلوها عليه؛ فوقع الأصم: كل من روى عني ذلك فهو كذاب، وليس هذا في كتابي. قال الحاكم: وقرأت بخط أبي عمرو أحمد بن المبارك المستملي, حدثني محمد بن يعقوب بن يوسف الوراق أنا بشر بن بكر, فذكر حديثين. قلت: هذا المستملي كبير يروي عن قتيبة ونحوه ومات سنة أربع وثمانين ومائتين. قال الحاكم: حضرت الأصم يوما خرج ليؤذن للعصر فاستقبل وقال بصوت عالٍ: أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي, ثم ضحك وضحك الناس ثم أذن؛ وقد خرج علينا في سنة أربع وأربعين فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء قد امتلأت السكة بهم وهم يطرقون له ويحملونه فجلس على جدار المسجد وبكى ثم نظر إلى المستملي وقال: اكتب: نا الصاغاني سمعت أبا سعيد الأشج يقول: سمعت ابن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت بابه فأجابتني امرأة هاي هاي, تبكي، وقالت: يا أبا عبد الله ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟ ثم بكى الكثير، وقال: كأني بهذه السكة لا يدخلها أحد منكم، فإني لا أسمع وقد ضعف البصر وحان الرحيل وانقضى الأجل؛ فما كان بعد شهر أو أقل حتى كف بصره وانقطعت الرحلة ورجع أمره إلى أن كان يناول قلمًا فإذا أخذ بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: نا الربيع, ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثًا، وسبع حكايات، وصار بأسوأ حال. وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله. قلت: وفيها مات مسند مصر أبو الحسن أحمد بن بهزاذ السيرافي الراوي عن أصحاب ابن وهب، ومسند أصبهان أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد السمسار، ومسند نيسابور أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي الطرائفي، ومسند بلاد العجم أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، ومسند بغداد أبو الحسين عبد الصمد بن علي الطستي، ومسند مرو أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب صاحب الترمذي، ومسند البصرة المحدث محمد بن بكر بن داسة التمار صاحب أبي

داود، ومسند بخارى المحدث أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي بن الجمال، ومسند الأندلس أبو الحزم وهب بن مسرة التميمي صاحب محمد بن وضاح. قرأت على أحمد بن عبد الحميد غير مرة وسمعته من عائشة بنت المجد سنة اثنتين وتسعين وستمائة قالا: أنا العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد قراءة عليه، قالت عائشة: وأنا محضرة, أنا أبو زرعة طاهر بن محمد أنا محمد بن أحمد الساوي أنا أحمد بن الحسن القاضي حدثنا أبو العباس الأصم نا زكريا بن يحيى المروزي ببغداد نا سفيان عن الزهري عن أنس قال: قال رجل: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: "وما أعددت لها؟ " فلم يذكر كبيرًا إلا أنه يحب الله ورسوله قال: فقال: "فأنت مع من أحببت". 836- 65/11- ابن الأخرم الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري بن الأخرم ويعرف أبوه بابن الكرماني: ولد سنة خمسين ومائتين، وصلى على جنازة محمد بن يحيى الذهلي، سمع علي بن الحسن الهلالي وإبراهيم بن عبد الله السعدي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء ويحيى بن محمد الذهلي حيكان وخشنام بن الصديق وخلائق بعدهم لكنه ما رحل ولا سمع إلا بنيسابور، روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي وحسان بن محمد الفقيه وأبو عبد الله الحاكم ويحيى بن إبراهيم المزكي ومحمد بن إسحاق بن منده وخلائق كثير وكان من أئمة هذا الشأن. قال الحاكم: كان صدر أهل الحديث ببلدنا بعد ابن الشرقي، يحفظ ويفهم، صنف مستخرجًا على الصحيحين، وصنف المسند الكبير وسأله أبو العباس السراج أن يخرج كتابًا على صحيح مسلم ففعل. قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله غير مرة يقول: ذهب عمري في جمع هذا الكتاب -يعني المستخرج على كتاب مسلم وسمعته يندم على تصنيفه المختصر الصحيح المتفق عليه ويقول: من حقنا أن نجهد في زيادة الصحيح- إلى أن قال الحاكم: وكان أبو عبد الله من أنحى الناس ما أخذ عليه لحن قط وله كلام حسن في العلل والرجال، سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: كان ابن خزيمة يقدم أبا عبد الله بن يعقوب على كافة أقرانه ويعتمد قوله فيما يرد عليه وإذا شك في شيء عرضه عليه.

_ 836- العبر: 2/ 265. النجوم الزاهرة: 3/ 313. طبقات الحفاظ: 354. شذرات الذهب: 2/ 368. مرآة الجنان: 2/ 336، 337.

أخبرنا أحمد بن المؤيد أنا محمد بن إسحاق الفارسي بالقرافة أنا أبو طاهر الحافظ أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أحمد بن موسى الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ سنة أربع وثلاثمائة, نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون نا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: طيبت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لإحرامه حين أحرم وطيبته بمنى قبل أن يزور البيت. توفي ابن الأخرم الحافظ في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. وفيها مات شيخ القراء ببغداد أبو الحسين أحمد بن عثمان بن ثوبان، ومحدث دمشق الزاهد أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ومسند بغداد أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك الدقاق، وفقيه مصر أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد الكناني شيخ الشافعية، ومسند حلب محمد بن عيسى بن الحسن التميمي البغدادي العلاف، والمفسر المحدث العلامة أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري النيسابوري. يقع لنا من عواليه في الثقفيات وغيرها. 837- 66/11- عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل الحافظ الإمام أبو يعلى النسفي التميمي: أخبرنا أبو بكر الأيمي وإسحاق الأسدي قالا: أنا ابن رواحة أنا أبو طاهر الحافظ أنا أحمد بن الحسن الطوسي بمكة أنا أبو سعد عبد الملك بن محمد الحاكم بطوس أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الأخرس بالطابران أنا أبو مسلم غالب بن علي الرازي أنا أبو نصر محمد بن إسماعيل النسفي أنا عبد المؤمن بن خلف أنا يحيى بن المستفاد أنا وهب بن جعفر أنا جنادة بن مروان الحمصي أنا الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أوحى الله إلى موسى أن من عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط لم أعطه، أريد أن أدخر له في الآخرة" الحديث. هذا خبر منكر وفي إسناده مجاهيل. وعبد المؤمن ولد سنة سبع وخمسين ومائتين, رحمه الله تعالى. سمع من جده وأبي حاتم الرازي وأبي يحيى بن أبي مسرة المكي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأبي الزنباع روح بن الفرج المصري وعلي بن عبد العزيز البغوي وطبقتهم، وكان من علماء الظاهرية أخذ الكتب عن محمد بن داود الظاهري، وكان شديد الحب

_ 837- تاريخ ابن عساكر: 10/ 272ب. العبر: 2/ 272. طبقات الحفاظ: 354، 355. شذرات الذهب: 2/ 373.

للآثار محطًّا على أهل القياس صالحًا ناسكًا متعبدًا، روى عنه عبد الملك بن مروان الميداني وأحمد بن عمار بن عصمة ويعقوب بن إسحاق النسفيون وأبو علي منصور بن عبد الله الهروي وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي وآخرون. ولما دخل أبو القاسم الكعبي شيخ المعتزلة نسف أكرموه إلا عبد المؤمن الحافظ فلم يأت إليه، قال الكعبي: نحن نأتيه؛ فلما دخل لم يقم الحافظ ولا التفت من محرابه، فكسر الكعبي خجله بأن قال: بالله عليك أيها الشيخ لا تقم, يعني ودعا له قائمًا وانصرف. قال الحافظ جعفر المستغفري: أنا أبو جعفر محمد بن علي النسفي قال: شهدت جنازة الشيخ أبي يعلى -رحمه الله- بالموصل فغشينا أصوات طبول مثل ما يكون من العساكر حتى ظن جمعنا أن جيشًا قد قدم، فكنا نقول: ليتنا صلينا عليه قبل أن يغشانا هذا، فلما اجتمع قاموا للصلاة وأنصتوا هدأ الصوت كأن لم يكن، ثم إني رأيت في النوم كأن إنسانًا واقف "؟ " على رأس درب أبي يعلى وهو يقول: أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى, أو نحو هذا. مات أبو يعلى في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد عن عبد الرحيم بن أبي سعد أنا عثمان بن علي البيكندي أنا الحسن بن عبد الملك النسفي أنا جعفر بن محمد المستغفري أنا الحسن بن علي بن قدامة أنا عبد المؤمن بن خلف أنا الهيثم بن خالد أنا أبو عثمان سعيد بن المغيرة نا الفزاري عن يزيد بن السمط عن الحكم بن عبيد الأيلي عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ في ليلة تنزيل السجدة واقتربت وتبارك كن له نورًا أو حرزًا من الشيطان ورفع في الدرجات". 838- 67/11- النجاد الإمام الحافظ الفقيه شيخ العلماء ببغداد أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل البغدادي الحنبلي: ولد سنة ثلاث وخمسين ومائتين، سمع يحيى بن جعفر بن الزبرقان وأحمد بن ملاعب والحسن بن مكرم وأبا داود السجستاني وأبا بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد البرتي وإسماعيل بن إسحاق وهلال بن العلاء وطبقتهم؛ قال الخطيب: كان صدوقًا عارفًا، صنف كتابًا كبيرًا في السنن، وكان له بجامع المنصور حلقة قبل الجمعة للفتوى وحلقة بعدها للإملاء. حدث عنه أبو بكر القطيعي والدارقطني وابن شاهين والحاكم وابن منده وابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو

_ 838- تاريخ بغداد: 4/ 189-192. ميزان الاعتدال: 1/ 101. الوافي بالوفيات: 6/ 400. البداية والنهاية: 11/ 234. لسان الميزان: 1/ 180. شذرات الذهب: 2/ 376.

القاسم وأبو علي بن شاذان وأبو بكر بن مردويه وخلق كثير، وكان أبو الحسن بن رزقويه يقول: أبو بكر النجاد بن صاعدنا. وقال أبو إسحاق الطبري: كان النجاد يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف فيترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة تصدق برغيفه واكتفى بتلك اللقم. وقد صنف النجاد كتابًا في الفقه والاختلاف. قال الدارقطني: حدث النجاد من كتاب غيره ما لم يكن في أصوله؛ قال الخطيب: كان قد أضر فلعل بعضهم قرأ عليه ذلك. مات النجاد في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وفيها مات كبير الصوفية المحدث جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ببغداد، وقاضي مصر ودمشق أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الخطيب الشافعي، ومحدث الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي. أخبرنا عز الدين إسماعيل بن عبد الرحمن الحنبلي أنا أبو محمد بن قدامة أنا أبو المكارم المبارك محمد البادرائي أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر النجاد قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن سمرة بن جندب أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى على امرأة ماتت في نفاسها فقام على وسطها. أخرجه البخاري عن أحمد بن أبي سريج عن شبابة عن شعبة عن حسين المعلم فوقع لنا عاليًا بدرجتين. 839- 68/11- ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف الحافظ العلامة أبو القاسم السرقسطي: سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني، وبمكة من محمد بن علي الجوهري، وبمصر من النسائي وأحمد بن عمرو البزار؛ قال ابن الفرضي: كان عالمًا مفننًا بصيرًا بالحديث والنحو واللغة والغريب والشعر، قال: وتوفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وله خمس وتسعون سنة. هكذا عندي فلعلها: وسبعون. وله مصنفات مفيدة، منها كتاب الدلائل، وقد ولي قضاء سرقسطة وأما ابن يونس فأرخه سنة أربع عشرة وثلاثمائة والأول أصح وكان ابنه من الأذكياء الكبار, مات شابًّا بعد سنة ثلاثمائة. 840- 69/11- الحسن بن سعد بن إدريس الحافظ الكبير الإمام أبو علي الكتامي القرطبي: سمع من بقي بن مخلد فأكثر، وبمكة من علي بن عبد العزيز البغوي، وباليمن

_ 839- معجم البلدان: 3/ 213. العبر: 2/ 155، 156. طبقات الحفاظ: 355، 356. شذرات الذهب: 2/ 266. الرسالة المستطرفة: 155. تاريخ علماء الأندلس: 1/ 100. بغية الوعاة: 1/ 480. 840- تاريخ علماء الأندلس: 1/ 110. الأنساب: 10/ 351. الوافي بالوفيات: 12/ 27. طبقات الحفاظ: 356. شذرات الذهب: 2/ 329.

من إسحاق الدبري وعبيد الكشوري، وبمصر من يوسف بن يزيد القراطيسي، وبالبصرة من أبي مسلم الكجي؛ وكان علامة مجتهدًا لا يقلد ويميل إلى أقوال الشافعي. قال ابن الفرضي: كان يحضر الشورى فلما رأى الفتيا دائرة على المالكية ترك شهودها؛ سمع منه الناس كثيرًا وكان شيخًا صالحًا ولم يكن بالضابط جدًّا. ولد سنة ثمان وأربعين ومائتين, إلى أن قال: وتوفي يوم الجمعة يوم عرفة, سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بقرطبة, رحمه الله تعالى. 841- 80/11- الختلي الحافظ البارع الثقة أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد الختلي البغدادي: سمع من والده وإسماعيل القاضي وأبي بكر بن أبي الدنيا وأبي إسماعيل الترمذي وطبقتهم، حدث عنه أبو القاسم بن الثلاج والدارقطني وجماعة آخرهم القاضي أبو عمر الهاشمي. وكان فيما نقل الخطيب يحفظ خمسين ألف حديث ويملي من حفظه، قال: وكان فهما عارفا ثقة حافظًا، سكن البصرة. وقال الدارقطني: كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ. لم أظفر بوفاته. قال أبو القاسم التنوخي: حدثني أبي قال: دخل علينا أبو عبد الله الختلي إلى البصرة وهو صاحب حديث جلد مشهور بالحفظ فجاء وليس معه شيء من كتبه فحدث شهورًا إلى أن لحقته فسمعته يقول: حدثت بخمسين ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي. 842- 71/11- علي بن الفضل بن طاهر بن نصر الحافظ الثقة الجوال أبو الحسن البلخي: سمع أحمد بن سيار المروزي وأبا حاتم الرازي وأبا قلابة الرقاشي ومحمد بن الفضل البلخي وطبقتهم, وحدث بخراسان وببغداد، فروى عنه الدارقطني وقال: ثقة حافظ, وابن شاهين ويوسف القواس وعبد الله بن عثمان الصفار وآخرون. ذكره الخطيب وقال: كان ثقة حافظًا جوالًا في الحديث صاحب غرائب. قال أبو بكر بن شاذان: توفي في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة, يعني ببغداد. أخبرنا أبو إسحاق بن الواسطي في كتابه أنا داود بن ملاعب أنا أبو الفضل الأرموي أنا عبد الصمد بن المأمون نا علي بن عمر الحافظ نا علي بن الفضل بن طاهر نا أحيد بن الحسين البلخي نا أزهر بن سليمان الكاتب أنا أبو الأشهب النخعي عن حصين عن عامر وسعد بن عبيدة قالا: سمعنا المغيرة بن شعبة يقول وهو على المنبر: كنت مع رسول الله

_ 841- تاريخ بغداد: 10/ 290، 291. الإكمال: 3/ 220. الأنساب: 5/ 45. طبقات الحفاظ: 356. المنتظم: 6/ 351. 842- تاريخ بغداد: 12/ 47، 48. المنتظم: 6/ 280. طبقات الحفاظ: 356، 357.

-صلى الله عليه وآله وسلم- فتبرز لحاجته فلما أقبل تلقيته بإداوة معي وعليه جبة ضيقة الكمين فأخرج يده من الجبة فتوضأ ومسح رأسه وخفيه. روايته من أفراد أبي الحسن. 843- 72/11- محمد بن حمدويه بن سهل أبو نصر المروزي الحافظ المعروف بالفازي بالفاء, نزيل بغداد: حدث عن أبي داود سليمان بن معبد السنجي ومحمود بن آدم وأبي الموجه وطبقتهم، روى عنه ابن حيويه ويوسف القواس والدارقطني وأبو أحمد بن جامع الدهان، قال البرقاني: حدثني الدارقطني قال: حدثنا محمد بن حمدويه المروزي وعلي بن الفضل بن طاهر، ثقتان نبيلان حافظان. قيل: توفي ابن حمدويه سنة سبع والصحيح ما رواه غنجار الحافظ أنه سمع أبا عمرو عثمان بن محمد بن حمدويه المروزي يقول: توفي أبي بمرو سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. قرأت على أبي الفضل بن تاج الأمناء عن زينب الشعرية أنا وجيه الشحامي أنا أحمد بن محمد بن مكرم سنة ثلاث وستين وأربعمائة أنا محمد بن الحسن العلوي أنا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي أنا عبد الله بن حماد الآملي أنا سعيد بن عفير نا يحيى بن أيوب عن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر قال: قلت: يا رسول الله العمرة واجبة وفريضتها كفريضة الحج؟ قال: "لا، وأن تعتمر خير لك". عبيد الله هذا هو ابن المغيرة، وهذا إسناد صالح لم يروه عن عبيد الله سوى يحيى ويحيى يغرب ويأتي بمناكير؛ وقد احتج مع ذلك به الشيخان, فالله أعلم. 844- 73/11- أبو عمر الزاهد الحافظ العلامة اللغوي محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي ويعرف بغلام ثعلب: سمع موسى بن سهل الوشاء وأحمد بن عبيد الله النرسي وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأحمد بن سعيد الجمال والكديمي وطبقتهم، ولا أعلمه رحل، روى عنه ابن رزقويه والحاكم وابن منده والقاضي أبو القاسم بن المنذر وأبو الحسين بن بشران وعلي بن أحمد الرزاز وأبو علي بن شاذان وعدة. قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق المؤيدي أخبركم ظفر بن سالم ببغداد أنا هبة الله بن أحمد الشبلي سنة سبع وخمسين وخمسمائة أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن سنة ثمان وسبعين وأربعمائة أنا محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي سنة سبع وأربعمائة نا أبو عمر الزاهد نا موسى بن سهل الوشاء نا إسحاق الأزرق نا سفيان عن

_ 843- المنتظم: 6/ 325. طبقات الحفاظ: 357. شذرات الذهب: 2/ 323، 324. 844- الفهرست: 113، 114. وفيات الأعيان: 4/ 329-333. العبر: 2/ 268. الوافي بالوفيات: 4/ 72، 73. البداية والنهاية: 11/ 230، 231. بغية الوعاة: 69، 70. شذرات الذهب: 2/ 370، 371.

عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا يصور عبد صورة إلا قيل له يوم القيامة: أحي ما خلقت". قال أبو الحسن بن المرزبان: كان ابن ماسي من دار كعب ينفذ إلى أبي عمر غلام ثعلب وقتا بعد وقت كفايته ما ينفق على نفسه فقطع عنه مدة لعذر ثم أنفذ إليه جملة ما كان في رسمه وكتب إليه يعتذر فرده وأمر من كتب على ظهر رقعته: أكرمتنا فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا. قلت: وإن كان الأمر كما قال لكنه لم يحسن الرد، إذ قد كان تملكه بالإحسان القديم فما تغير التملك، وأما التأخر فجبره المحسن بتكميله وباعتذاره. قال الخطيب: وابن ماسي لا شك أنه إبراهيم بن أيوب والد أبي محمد، وأخبرني عباس بن عمر قال: سمعت أبا عمر الزاهد يقول: ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة وفي قضاء حقوقهم رفعة. سمعت غير واحد يحكي عن أبي عمر أن الأشراف والكتاب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها وكان له جزء قد جمع فيه فضائل معاوية، وكان لا يترك واحدًا منهم يقرأ عليه شيئًا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء. وكان جماعة لا يوثقون أبا عمر في علم اللغة حتى قال لي عبيد الله بن أبي الفتح: يقال: إن أبا عمر كان لو طار طائر لقال: أنا ثعلب عن ابن الأعرابي، ويذكر في معنى ذلك شيئًا. فأما الحديث فرأيت جميع شيوخنا يوثقونه فيه، وأخبرنا علي بن أبي علي عن أبيه قال: ومن الرواة الذين لم نر قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة, فيما بلغني، وجميع كتبه إنما أملاها بغير تصنيف، ولسعة حفظه اتهم وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر السائل أنه وضعه فيجيب عنه ثم يسأله عنه غيره بعد سنة فيجيب بجوابه، أخبرت أنه سئل عن قنطرة صحفت فقيل له: ما الهرطنق؟ فقال: هو كذا؛ قال: فتضاحكوا ولما كان بعد شهور هيأنا من سأله عنها فقال: أليس قد سئلت عن هذه منذ شهور وأجبت؟!. قال الخطيب في تاريخه: حكى لي رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن عمن حدثه أن أبا عمر الزاهد كان يؤدب ولد القاضي أبي عمر محمد بن يوسف فأملى يومًا على الغلام ثلاثين مسألة في اللغة وختمها ببيتين وحضر ابن دريد وابن الأنباري وأبو بكر بن مقسم عند القاضي فعرض عليهم المسائل فقال ابن الأنباري: أنا مشغول بتصنيف "مشكل القرآن" وقال ابن مقسم, فذكر اشتغاله بالقراءات، فقال ابن دريد: هي من وضع أبي عمر، ولا أصل لشيء منها في اللغة. فبلغ أبا عمر فسأل القاضي إحضار دواوين جماعة عينهم له ففتح خزائنه, أخرج تلك الدواوين، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهدًا ويعرضه على القاضي حتى تممها، ثم قال: والبيتان أنشدناهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي على ظهر الكتاب الفلاني؛ فأحضر القاضي الكتاب فوجدهما وانتهى الخبر إلى ابن دريد فما ذكر أبا عمر بلفظة حتى مات.

ثم قال رئيس الرؤساء، وقد رأيت أشياء كثيرة مما استنكر على أبي عمر ونسب إلى الكذب فيها مدونة في كتب أئمة العلم وخاصة في غريب التصنيف "؟ " لأبي عبيد, أو كما قال. وسمعت عبد الواحد بن برهان قال: لم يتكلم في علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزاهد. قال: وله غريب الحديث ألفه على مسند أحمد. ولليشكري في أبي عمر قصيدة منها: فلو أنني أقسمت ما كنت كاذبًا ... بأن لم ير الراءون حبرا يعادله إذا قلت شارفنا أواخر علمه ... تفجر حتى قلت: هذي أوائله ولد أبو عمر سنة إحدى وستين ومائة، ومات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. علي بن حمشاذ النيسابوري العدل، متقن رحال، ذكرناه في طبقات الشيوخ، ولو نقل إلى هنا لساغ فإن له مسندًا في ثلاثمائة جزء أو أكثر. توفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة, أكثر عنه الحاكم. 845- 74/11- أحمد بن عبيد بن إسماعيل الحافظ الثقة أبو الحسن البصري الصفار مصنف السنن الذي يكثر أبو بكر البيهقي من التخريج منه في سننه: حدث ببغداد وبالأهواز عن الكديمي ومحمد بن الفرج الأزرق ومحمد بن غالب تمتام وأبي إسماعيل الترمذي وطبقتهم، روى عنه الدارقطني والقاضي أبو عمر الهاشمي وعلي بن القاسم النجاد وأبو الحسين بن جميع وعلي بن أحمد بن عبدان الشيرازي وآخرون، يقال: إنه ابن زوجة الكديمي، قال الدارقطني: كان ثقة ثبتًا صنف المسند وجوده. قلت: سماع ابن عبدان منه كان في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. أخبرنا عمر بن غدير أنا أبو القاسم بن الحرستاني سنة تسع وستمائة وأنا في الرابعة أنا علي بن المسلم أنا الحسين بن طلاب أنا محمد بن أحمد نا أحمد بن عبيد الصفار ببغداد نا محمد بن غالب نا أبو حذيفة نا سفيان عن يونس عن الحسن عن أبي السفر عن أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الله جعل مطعم ابن آدم مثلا للدنيا". فأما أحمد بن عبيد بن أحمد الصفار فهو أبو بكر الرعيني الحمصي من طبقة البصرى

_ 845- تاريخ بغداد: 4/ 261. طبقات الحفاظ: 358.

يروي عن أحمد بن علي بن سعيد ومحمد بن عبيد الله الكلاعي والحسن بن مسروق وجماعة، مات في سنة ثنتين وخمسين وثلاثمائة، حدث عنه ابن منده والحافظ عبد الغني الأزدي وأبو العباس بن الحجاج وآخرون. ذكرته للتمييز. 846- 75/11- ابن ياسين الحافظ العالم أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد الهروي مؤرخ هراة: سمع عثمان بن سعيد الدارمي وموسى بن أحمد الفريابي ومعاذ بن المثنى وطبقتهم، وروى عنه ابن أبي ذهل ومنصور الخالدي والخليل بن أحمد القاضي وآخرون، تكلموا فيه، قال الخليلي: ليس بالقوي، يروي نسخًا لا يتابع عليها، وتركه الدارقطني, وله عن الفضل بن عبد الله اليشكري. قال السلمي عن الدارقطني: هو شر من أبي بشر المروزي, وكذبهما. قلت: مات ابن ياسين في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عم أبي زين الأمناء أنا عمي أبو القاسم الحافظ أنا إسماعيل بن أبي صالح أنا أبو العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الأزدي القاضي قدم نيسابور أنا منصور بن عبد الله الذهلي نا أحمد بن محمد بن ياسين الحداد أنا الفضل بن عبد الله اليشكري نا مالك بن سليمان نا سعيد بن سالم عن سليمان التيمي عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الله شفعني في ثلاثة أصناف، صنف في قلوبهم مثقال حبة خردل من إيمان، وصنف في قلوبهم مثقال حبة شعير من إيمان، وصنف في قلوبهم أدنى من مثقال حبة خردل من إيمان". أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي أنا علي بن بكر القلانسي أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد نا محمد بن أحمد الجارودي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الباساني نا أبو إسحاق بن ياسين إملاء نا عبيد بن محمد الحافظ نا الحسن بن صباح نا جعفر بن عون نا أبو العميس أنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] الآية. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو قائم بعرفة يوم جمعة. هذا وقع لنا في مسند عبد بن حميد موافقة عالية لمسلم، وقد رواه البخاري عن الحسن بن الصباح فوقع لنا نازلا بدرجة.

_ 846- ميزان الاعتدال: 1/ 149، 150. لسان الميزان: 1/ 291. طبقات الحفاظ: 358.

847- 76/11- البحري الحافظ الثقة محدث جرجان قبل ابن عدي, أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد الجرجاني: سمع محمد بن بسام وأبا قلابة الرقاشي وهلال بن العلاء وأبا يحيى بن أبي مسرة وإسحاق الدبري والحارث بن أبي أسامة وطبقتهم، وعنه ابن عدي والإسماعيلي وأبو نصر ولد الإسماعيلي والنعمان بن محمد الجرجاني وحسين بن جعفر وخلق. قال الخليلي: حافظ ثقة مذكور حدثني أربعة نفر من أهل جرجان عنه. قلت: توفي أبو يعقوب البحري سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا جعفر الهمداني أنا أبو طاهر السلفي أنا إسماعيل بن ماكي أنا أبو يعلى الخليلي أنا محمد بن الحسن بن المغيرة والحسين بن جعفر الجرجانيان قالا: أنا إسحاق بن إبراهيم البحري الحافظ نا هلال بن العلاء نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المغيرة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان قريش ومن يقابلهم يقولون: نحن قطان البيت لا نفيض إلا من منى؛ فأنزل الله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] قال الحاكم: كتب إلي من جرجان إجازة هي عندي. 848- 77/11- عمر بن سهل بن إسماعيل الحافظ المجود أبو حفص وأبو بكر الدينوري القرميسيني: رحال مصنف، حدث عن إبراهيم بن أبي العنبس والحسن بن سلام السواق وأبي قلابة الرقاشي وعبيد بن عبد الواحد وطبقتهم، وعنه أبو القاسم بن ثابت الحافظ وصالح بن أحمد الهمذاني وابن تركان وطائفة من أهل همذان. ذكره أبو يعلى في "الإرشاد" فقال: ثقة إمام عالم متفق عليه سمع شيوخ بغداد والكوفة والجبل والبصرة وكانت له معرفة. قلت: توفي سنة ثلاثين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. قال أبو يعلى: وكان صاحب سنة وعبادة، سمعته عيسى بن أحمد الدينوري يقول: خرج عمر بن سهل الحافظ وبيده قصة فقال لي: أريد أن أصعد إلى تل التوبة وأرفعها إلى الله من جهة جهال الدينور. ففعل وانتقل إلى قرميسين، وسمعت أبا القاسم بن ثابت الحافظ يقول: لم أر مثل عمر بن سهل الحافظ في الديانة.

_ 847- تاريخ جرجان: 122. الأنساب: 2/ 96، 97. طبقات الحفاظ: 358. شذرات الذهب: 2/ 345. 848- الأنساب: 10/ 110، 111. طبقات الحفاظ: 359.

الطبقة الثانية عشرة

الطبقة الثانية عش رة: وهم نيف وثمانون إمامًا 849- 1/12- أبو بكر الشافعي الإمام الحجة المفيد محدث العراق محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي الشافعي البزاز: مولده بجبل في سنة ستين ومائتين، وأول سماعه سنة ست وسبعين فسمع من موسى بن سهل الوشاء خاتمة أصحاب ابن علية ومحمد بن شداد المسمعي خاتمة أصحاب يحيى القطان وأبي قلابة الرقاشي ومحمد بن الفرج الأزرق ومحمد بن الجهم السمري وعبد الله بن روح المدائني وإسماعيل القاضي وأبي بكر بن أبي الدنيا ومن بعدهم فأكثر، وارتحل في الحديث إلى الجزيرة وإلى مصر وغير ذلك، حدث عنه الدارقطني وعمر بن شاهين وأبو علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله بن المحاملي وعبد الملك بن بشران وأبو طالب بن غيلان وخلق كثير. قال الخطيب: كان ثقة ثبتًا حسن التصانيف جمع أبوابًا وشيوخًا، حدثني ابن مخلد أنه رأى مجلسًا قد كتب عن الشافعي في حياة ابن صاعد، وقال حمزة السهمي: سئل الدارقطني عن أبي بكر الشافعي فقال: ثقة مأمون جبل، ما كان في ذلك الوقت أحد أوثق منه. وقال الدارقطني: هو الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال. قلت: مات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. أنبأنا أحمد بن عبد السلام والمسلم بن محمد وعبد الرحمن بن محمد الفقيه وآخرون قالوا: أنا عمر بن محمد أنا ابن الحصين أنا ابن غيلان أنا أبو بكر الشافعي, بأحد عشر جزءا من حديثه, منها قال: حدثنا محمد بن الجهم السمري نا يعلى ويزيد عن إسماعيل عن عامر أنه سئل عن رجل نذر أنه يمشي إلى الكعبة فمشى نصف الطريق ثم ركب، قال: قال ابن عباس: إذا كان عام قابل فليركب ما مشى وليمشِ ما ركب ولينحر بدنة. 850-2/12- دعلج بن أحمد بن دعلج الإمام الفقيه محدث بغداد أبو إسحاق السجزي المعدل: ولد سنة ستين ومائتين وسمع من علي بن عبد العزيز وطائفة بمكة، وهشام بن

_ 849- تاريخ بغداد: 5/ 456-458. الوافي بالوفيات: 3/ 347. طبقات الحفاظ: 360. شذرات الذهب: 3/ 16. البداية والنهاية: 11/ 260. 850- تاريخ بغداد: 8/ 387-392. طبقات الحفاظ: 360. شذرات الذهب: 3/ 8. البداية والنهاية: 11/ 241، 242. النجوم الزاهرة: 3/ 333.

علي السيرافي وطبقته بالبصرة، ومحمد بن أيوب البجلي بالري، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وعدة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارمي بهراة، ومحمد بن ربح وتمتام ببغداد؛ وكان من أوعية العلم وبحور الرواية. روى عنه الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو إسحاق الأسفراييني وأبو القاسم بن بشران وعدد كثير، قال الحاكم: أخذ دعلج عن ابن خزيمة المصنفات. قال: وكان يفتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث، وله صدقات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. قال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: صنف لدعلج المسند الكبير ولم أر في مشايخنا أثبت منه، وسمعت عمر البصري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليه أصح كتبًا منه ولا أحسن سماعًا. قال الحاكم: اشترى دعلج بمكة دار العباسية بثلاثين ألف دينار. قال الخطيب: بلغني أن دعلج بعث المسند إلى ابن عقدة لينظر فيه وجعل بين كل ورقتين دينارًا. قال ابن حيويه: أدخلني دعلج داره وأراني بدرًا من المال مغشاة فقال: خذ منها ما شئت، فشكرته وقلت: أنا في كفاية. وقيل: إن معز الدولة أخذ من تركة دعلج ثلاثمائة ألف دينار. توفي دعلج في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة, رحمه الله. وفيها مات محدث البصرة أبو إسحاق الهجيمي عن أزيد من مائة سنة، وراوي السيرة أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد بمصر، وشيخ القراء أبو بكر النقاش المفسر ببغداد، وأبو جعفر بن دحيم محدث الكوفة، وميمون بن إسحاق صاحب العطاردي, رحمة الله عليهم. أخبرنا علي بن أحمد المقدسي أنا علي بن هبة الله الخطيب أنبأتنا شهدة الكاتبة أنا الحسن بن أحمد الدقاق أنا الحسن بن أحمد البزاز أنا دعلج نا محمد بن غالب نا القعنبي عن مالك عن نافع عن أبي لبابة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت إلا أن يكون ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يخطفان البصر ويطرحان ما في بطون النساء. رواه معن وأبو مصعب وجماعة إلى قوله "البيوت" فقط. 851- 3/12- عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق الحافظ العالم المصنف أبو الحسين الأموي مولاهم البغدادي صاحب معجم الصحابة: سمع الحارث بن أبي أسامة، إبراهيم بن الهيثم البلدي وإبراهيم الحربي وإسحاق بن الحسن الحربي ومحمد بن مسلمة

_ 851- تاريخ بغداد: 11/ 88، 89. ميزان الاعتدال: 2/ 532، 533. البداية والنهاية: 11/ 242. لسان الميزان: 3/ 383، 384. المنتظم: 7/ 14.

وإسماعيل بن الفضل البلخي وطبقتهم، وكان واسع الرحلة كثير الحديث، روى عنه الدارقطني وأبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين القطان وأحمد بن علي البادي وأبو علي بن شاذان وأبو القاسم بن بشران وغيرهم؛ قال البرقاني: البغداديون يوثقونه وهو عندي ضعيف، وقال الدارقطني: كان يحفظ ولكنه يخطئ ويصر. وقال الخطيب: نا الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحو من سنتين فترك السماع منه قوم في اختلاطه. قال الخطيب: ولد سنة خمس وستين ومائتين؛ وتوفي في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا أبو سعيد الثغري أنا الموفق عبد اللطيف سنة سبع وعشرين وستمائة أنا عبد الحق اليوسفي أنا علي بن العلاف أنا علي بن الحمامي نا ابن قانع نا إبراهيم بن الهيثم البلدي نا أبو صالح نا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن كعب بن عياض قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال". رواه أحمد بن عيسى عن ابن وهب عن معاوية وهذا إسناد صالح. أخبرتنا فاطمة بنت محمد بطرابلس أنا عمي أبو القاسم بن رواحة أنا السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا يحيى بن إبراهيم أنا أبو الحسين عبد الباقي الحافظ نا محمد بن يحيى القزاز نا أبو عاصم عن ابن جريج عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن". غريب تفرد به أبو عاصم رواه البخاري1 عن إسحاق عنه. 852- 4/12- أبو بكر بن أبي دارم الحافظ المسند الشيعي أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن السري التميمي الكوفي محدث الكوفة: سمع إبراهيم بن عبد الله الصفار وأحمد بن موسى الحمار الكوفي وموسى بن هارون ومطينا وعدة، وعنه الحاكم وأبو بكر بن مردويه وأبو الحسن بن الحمامي ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبو بكر الحيري القاضي وآخرون، جمع في الحط على الصحابة، وكان يترفض، وقد اتهم في الحديث، توفي في المحرم سنة اثنتين وخمسين وقيل: سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وكان موصوفًا بالحفظ، له ترجمة سيئة في الميزان ذكرنا فيها ما حدث به من الإفك المبين, لا رعاه الله. أخبرنا أبو علي الحسن بن علي أنا جعفر بن منير أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أبو زكريا المزكي أنا أبو بكر بن أبي دارم بالكوفة نا أحمد بن موسى بن إسحاق

_ 1 في كتاب التوحيد باب 44. 852- ميزان الاعتدال: 1/ 139. لسان الميزان: 1/ 268. طبقات الحفاظ: 362.

أنا أبو نعيم عن زكريا عن الشعبي سمعت النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "الحلال بين والحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، من ترك الشبهات استبرأ لدينه وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي إلى جنب الحمى يوشك أن يواقعه" الحديث أخرجه البخاري1 عن أبي نعيم، وأخرجه مسلم عن ابن نمير عن أبيه, كلاهما عن زكريا. 853- 5/12- محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور الحافظ الإمام أبو الحسن النيسابوري التاجر أحد الأئمة كأبيه وعمه عبدوس بن الحسين: سمع محمد بن أيوب البجلي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ويوسف بن يعقوب القاضي وأبا عمر القتات ومحمد بن عمر وقشمرد وطبقتهم بخراسان والجبال والعراق، وجمع فأوعى، وكان ذا صدق وإتقان ومعرفة وإنفاق على الطلبة، صنف الكتب على رسم ابن خزيمة. قال الحاكم: سمعته يقول: عندي عن ابن ناجية والقاسم المطرز ألف جزء وزيادة، وسرت إلى بخارى سنة خمس عشرة فكتبوا عني، وحدث عني أبي وعمي. قال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت على أبي الحسن بن منصور أكثر من ألف حديث استفدتها منه. قال الحاكم: وانتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدمه مائتي جزء، ورأيت مشايخنا يتعجبون من حسن قراءة أبي الحسن للحديث. كف بصره سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ومات في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا أبو الفضل بن عساكر أنبأنا القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار أنا جدي أبو حفص أنا أحمد بن خلف أنا أبو عبد الله الحاكم أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسن نا ابن ناجية نا نصر بن علي ومحمد بن موسى الحرشي قالا: نا حماد بن عيسى نا حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه. أخرجه الحاكم في المستدرك وما هو بالثابت؛ لأنهم ضعفوا حمادًا. 854- 6/12- العسال الحافظ العلامة القاضي أبو أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان

_ 1 في كتاب الإيمان باب 39. 853- طبقات الحفاظ: 362، 363. شذرات الذهب: 3/ 17. 854- تاريخ بغداد: 1/ 270. البداية والنهاية: 11/ 237. الوافي بالوفيات: 2/ 41. طبقات الحفاظ: 361، 362. شذرات الذهب: 2/ 380، 381.

الأصبهاني العسال صاحب التصانيف: سمع أبا مسلم الكجي ومحمد بن أيوب البجلي وأبا بكر بن أبي عاصم ومحمد بن أسد المديني وإبراهيم بن زهير الحلواني ومحمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن عثمان العبسي وأبا شعيب الحراني وبكر بن سهل الدمياطي وطبقتهم، وقرأ لنافع عن ابن سهل صاحب الفضل بن شاذان تلا عليه ابنه أبو عامر عبد الوهاب، وحدث عنه أولاده أبو عامر وأبو جعفر أحمد وإبراهيم والعباس وأبو بكر عبد الله وأبو الحسين عامر وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر بن المقرئ وابن منده وابن مردويه وابن أبي علي ومحمد بن عبد الله الرباطي وأحمد بن إبراهيم القصار وأحمد بن محمد بن ماجه المؤدب وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم الحافظ ومحمد بن علي بن مصعب التاجر وآخرون. قال الباطرقاني: أنا أبو عبد الله بن منده قال: كان أبو أحمد العسال يخلف الطبري في القضاء وكان أحد الأئمة في علم الحديث. قال ابن مردويه: كان العسال يتولى القضاء خلافة لعبد الرحمن بن أحمد الطبري، وهو أحد الأئمة في علم الحديث فهمًا وإتقانًا وأمانة. وقال النقاش أنا أبو أحمد العسال ولم نر مثله في الإتقان والحفظ. وقال أبو بكر بن أبي علي: هو ثقة مأمون، وهو الكبير في الحفظ والإتقان, وقال أبو نعيم: أبو أحمد من الكبار في المعرفة والإتقان والحفظ، صنف في الشيوخ والتفسير وعامة المسند. وقال أبو يعلى في "الإرشاد" له: أبو أحمد العسال حافظ متقن عالم بهذا الشأن، كان على قضاء أصبهان، من شرط الصحاح، لقيت ابنه أحمد بالري. قال ابن مردويه: سمعت أبا أحمد العسال يقول: أحفظ في القراءات خمسين ألف حديث. ويقال: إن أبا أحمد أملى تفسيرًا كبيرًا من حفظه، وقيل: إنه أملى أربعين ألف حديث بأردستان، فلما رجع إلى بلده قابل ذلك فإذا به كما أملى. وقال الخطيب: أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني سمعت ابن منده يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. وقال عبد الرحمن بن منده سمعت أبي يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ فلم أر فيهم مثل العسال وأبي إسحاق بن حمزة. وقيل: كان أبو أحمد لا يمس جزءًا إلا على طهارة، وإنه صلى بالختمة في ركعة. ولأبي أحمد أيضًا تاريخ، والمعجم له وكتاب المعرفة في السنة رأيته، وكتاب الرؤية، وكتاب العظمة، وكتاب الرقائق، وكتاب المسند على الأبواب، وكتاب غريب الحديث على الأبواب، وكتاب حروف القراءات وكتاب كرامات الأولياء، وكتاب حديث مالك، وكتاب غسل الجمعة، وأشياء كثيرة، وكان من كبراء أهل بلده وذوي الثروة وكان أبوه من كبار التجار المتمولين، وقف أملاكه على أولاده وكان قد لحق إسماعيل بن عمرو

البجلي صاحب مسعر وسمع منه ومات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. قال ابن مردويه: مات أبو أحمد العسال في رمضان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. قال: وكان مولده يوم التروية سنة تسع وستين ومائتين. أخبرنا عيسى بن يحيى الأنصاري أنا منصور بن سند أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى الحافظ أنا عمر بن الهيثم الواعظ نا القاضي أبو أحمد العسال نا موسى بن إسحاق ثنا أحمد بن يونس نا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات ليلة فإذا الفأرة قد أخذت الفتيلة وصعدت إلى السقف لتحرق عليه البيت قال: فلعنها وأحل قتلها للمحرم. هذا حديث غريب من الأفراد. يقال: إن العسال روى في معجمه عن أربعمائة نفس، وقد رأيته. أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن مسعود بن أبي منصور أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن أحمد بن إبراهيم نا محمد بن العباس المؤدب نا عفان نا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم". توفي معه في العام مسند مصر أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي الصابوني وله مائة وخمس سنين، ومسند بغداد أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى العطشي الأدمي عن أربع وتسعين سنة، ومسند أصبهان أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى القصار عن سبع وتسعين سنة، ومسند دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان القرشي مولى خالد بن الوليد، ومسند بغداد أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز البغوي، الخراساني ابن عم أبي القاسم البغوي وشيخ القراء أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم البغدادي، ومسند بغداد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علم الصفار. رحمهم الله. 855- 7/12- ابن مظاهر الحافظ الإمام البارع ذكي زمانه أبو محمد عبد الله بن مظاهر الأصبهاني: كان آية في الحفظ، بلغنا أنه حفظ المسندات كلها ثم شرع في حفظ الموقوفات، سمع يوسف القاضي ومطينا وأبا خليفة الجمحي وطبقتهم ورحل وتعب،

_ 855- ذكر أخبار أصبهان: 2/ 72، 73. تاريخ بغداد: 10/ 179. العبر: 2/ 127، 128. طبقات الحفاظ: 363. شذرات الذهب: 2/ 243.

حدث عنه رفيقه أبو الشيخ الحافظ، مات شابا لم يمتع بعلومه رحمه الله. توفي سنة أربع وثلاثمائة في أيام مشيخته. وفيها توفي المسند أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخزومي، ومسند مصر المحدث إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي البغدادي الناسخ، ومسند الموصل أبو الوليد طريف بن عبد الله مولى بني هاشم، ونزيل تنيس أبو صالح القاسم بن الليث بن مسرو الرسعني، وشيخ الصوفية يوسف بن الحسين الرازي المحدث. 856- 8/12- أبو العرب هو الحافظ المؤرخ محمد بن أحمد بن تميم المغربي الأفريقي: من أولاد أمراء الغرب، أخذ عن أصحاب سحنون، ذكره القاضي عياض في الفقهاء المالكية فقال: كان حافظًا لمذهب مالك مفتيا عالمًا غلب عليه علم الحديث والرجال، صنف طبقات أهل أفريقية، وكتاب المحن، وكتاب فضائل مالك، وفضائل سحنون، وكتاب عباد أفريقية، وله كتاب التاريخ في أحد عشر مجلدًا, إلى أن قال: وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى. 857- 9/12- وهب بن مسرة الحافظ العلامة أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجاري المالكي: سمع محمد بن وضاح وعبيد الله بن يحيى وطبقتهما، قال القاضي عياض كان حافظًا للفقه بصيرًا به وبالحديث والرجال والعلل مع ورع وفضل، دارت عليه الفتيا ببلده, يعني وادي الحجارة، وله أوضاع حسنة، قدم قرطبة وأخرجت أصول ابن وضاح التي سمع فيها وسمع منه عالم عظيم، أخذ عنه أبو محمد القلعي ومحمد بن علي بن شيخ وأحمد بن العجوز وأبو عمر أحمد بن الحسور وأحمد بن القاسم التاهرتي وحدث بمسند أبي بكر بن أبي شيبة، بدت منه هفوة في القدر، مات في شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. 858- 10/12- القزويني الحافظ الرحال الثقة أبو عمر محمد بن عيسى بن أحمد بن عبيد الله: نزيل بيت لهيا، سمع ببلده من يوسف بن يعقوب القزويني، وبالري محمد بن

_ 856- علماء أفريقية: 226. الوافي بالوفيات: 2/ 39. الديباج المذهب: 250، 251. معالم الإيمان: 3/ 42-47. طبقات الحفاظ: 363. 857- تاريخ علماء الأندلس: 2/ 165، 166. لسان الميزان: 6/ 231. طبقات الحفاظ: 363، 364. شذرات الذهب: 2/ 374. الديباج المذهب: 349. 858- طبقات الحفاظ: 364.

أيوب وعلي بن الحسين بن الجنيد، وببغداد إدريس العطار وطبقته، وبمصر أبا عبد الرحمن النسائي وبالبصرة. روى عنه تمام الرازي ووثقه، وأبو محمد بن النحاس ومنير بن أحمد، توفي بعد الأربعين وثلاثمائة. أخبرنا يحيى بن أحمد الجذامي أنا محمد بن عماد "ح" وأنا أبو الحسين بن اليونيني أنا ابن صباح قالا: أنا ابن رفاعة أنا أبو الحسن الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر أنا محمد بن عيسى القزويني نا بهلول بن إسحاق نا سعيد بن منصور نا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "الصيام جنة" 1. أنبأنا ابن أبي عمر أنا أبو القاسم الحرستاني أنا عبد الكريم بن حمزة أنا عبد العزيز الكتاني أنا تمام أنا محمد بن عيسى الحافظ أنا إدريس بن جعفر نا أبو بدر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" 2. 859- 11/12- ابن أخي رفيع الصائغ هو الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الملك الكلاعي مولاهم القرطبي الأندلسي: روى عن محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام وطبقتهما. وقد أدركهما بل سمع من عبيد بن يحيى والأعناقي وطائفة وكان بصيرًا بالرجال والعلل. اختصر مسند بقي وتفسيره وجود، وله تصانيف نافعة، مات في آخر سنة ثماني عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. 860- 12/12- البلاذري الإمام الحافظ البارع أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري الواعظ: قال أبو عبد الله الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ، كان شيخنا أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلس وعظه يفرحون بما يذكره على

_ 1 رواه البخاري في الصوم باب2. ومسلم في الصيام حديث 162، 263. وأبو داود في الصيام باب 25. 2 رواه مسلم في الطهارة حديث 42. والبخاري في الصوم باب 27. وأبو داود في الطهارة باب 25. 859- تاريخ علماء الأندلس: 1/ 223، 224. الديباج المذهب: 139. طبقات الحفاظ 364. بغية الملتمس: 330. جذوة المقتبس: 233. 860- الوافي بالوفيات: 7/ 319. طبقات الحفاظ: 364، 365. شذرات الذهب: 2/ 349. العبر: 2/ 249. الرسالة المستطرفة: 29.

رءوس الملأ من الأسانيد ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث، سمع محمد بن أيوب البجلي وتميم بن محمد الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه وطبقتهم بخراسان والعراق، وخرج صحيحًا على وضع كتاب مسلم, إلى أن قال: واستشهد بالطابران -وهي مرحلة من نيسابور- في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. قلت: هذا البلاذري الصغير. فأما الكبير فإنه أحمد بن يحيى صاحب التاريخ المشهور من طبقة أبي داود السجستاني حافظ أخباري علامة. أخبرنا طائفة إجازة عن زاهر بن أحمد أنا إسماعيل بن محمد الحافظ أنا أحمد بن خلف أنا أبو عبد الله الحاكم سمعت أبا محمد البلاذري سمعت محمد بن جرير يقول: إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بلوين؛ لأنه كان يبيع الدواب ببغداد فيقول: هذا الفرس له لوين، هذا الفرس له قديد؛ فلقب بلوين. 861- 13/12- أبو النصر الإمام الحافظ شيخ الإسلام محمد بن محمد بن يوسف الطوسي شيخ الشافعية: سمع تميم بن محمد الحافظ والحسين بن محمد القباني ومحمد بن عمرو الحرشي قشمرد وأحمد بن سلمة الحافظ، وفي الرحلة عثمان بن سعيد الدارمي والفضل بن عبد الله بن خرم اليشكري الهروي ومعاذ بن نجدة ومحمد بن أيوب وعلي بن عبد العزيز والحارث بن أبي أسامة وإسماعيل القاضي وأحمد بن موسى بن إسحاق الكوفي ومحمد بن نصر المروزي ولازمه وأكثر عنه وصنف وجمع وخرج الصحيح على كتاب مسلم وكان أحد الأعلام. قال الحاكم: رحلت إليه مرتين وسألته متى يتفرغ للتصنيف مع هذه الفتاوى؟ فقال: جزأت الليل، فثلثه أصنف وثلثه أقرأ القرآن وثلثه للنوم. قال: وكان أماما عابدا بارع الأدب وما رأيت في مشايخنا أحسن صلاة منه، وكان يصوم الدهر ويقوم الليل ويتصدق بما فضل من قوته ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر سمعت أحمد بن منصور الحافظ يقول: أبو النضر يفتي الناس من سبعين سنة أو نحوها، ما أخذ عليه في فتوى قط. قال الحاكم: دخلت طوس وأبو أحمد الحافظ على قضائها فقال لي: ما رأيت قط في بلد من بلاد الإسلام مثل أبي النضر رحمه الله. توفي أبو النضر في شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

_ 861- الوافي بالوفيات: 1/ 210. المنتظم: 6/ 379. النجوم الزاهرة: 3/ 313، 314. طبقات الحفاظ: 365. شذرات الذهب 2/ 368.

أخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن القاسم بن أبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار أنا جدي أنا أبو بكر بن خلف أنا عبد الله الحاكم أنا أبو النضر الفقيه نا عثمان بن سعيد نا موسى بن إسماعيل نا حماد بن سلمة أنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: في دعائه: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم". إسناده حسن. 862- 14/12- الأزدي الحافظ القاضي الإمام أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي الموصلي صاحب تاريخ الموصل وقاضيها: سمع من إسحاق بن الحسن الحربي ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى الموصلي وعبيد بن غنام ومطين وطبقتهم، وكان يعرف بابن زكرة. حدث عنه مظفر بن محمد الطوسي وأبو الحسين بن جميع ونصر بن أبي نصر الطوسي العطار وآخرون، وكان في ذهني أنه توفي قريبًا من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة واستفدت كثيرًا من تاريخه. أخبرنا عمر بن القواس أنا ابن الحرستاني حضورا أنا جمال الإسلام أنا الحسين بن طلاب أنا محمد بن أحمد الغساني نا يزيد بن محمد الأزدي نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا أحمد بن أسد البجلي أنا المحاربي عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن جابر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من نصر أخاه بالغيب نصره الله -عز وجل- في الدنيا والآخرة". 863- 15/12- أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد بن هارون القزويني الأموي النيسابوري الحافظ الفقيه الشافعي أحد الأعلام: قال الحاكم: هو إمام أهل الحديث بخراسان وأزهد من رأيت من العلماء وأعبدهم، تفقه ببغداد على أبي العباس بن سريج، وسمع من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي والحسن بن سفيان ومحمد بن نعيم وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وطبقتهم بخراسان والعراق. قلت روى عنه الحاكم وأبو طاهر بن محمش وأبو بكر الحيري القاضي وأبو الفضل أحمد بن محمد السهلي الصفار وآخرون، ومن غرائب وجوهه في المذهب أن المصلي إذا كرر الفاتحة مرتين بطلت صلاته وهو خلاف نص الإمام، وقال: الحجامة تفطر الحاجم

_ 862- طبقات الحفاظ: 366. 863- المنتظم: 6/ 396. طبقات الشافعية 3/ 226-229. البداية والنهاية: 11/ 236. طبقات الحفاظ: 366. شذرات الذهب: 2/ 380.

والمحجوم وادعى أنه المذهب لصحة الحديث، وهذا لا يتجه؛ لأن الشافعي لم يضعف الخبر وإنما ادعى نسخه. قال الحاكم: صنف أبو الوليد المستخرج على صحيح مسلم وصنف أحكامًا على مذهب الشافعي. قال أبو سعيد الأديب سألت الثقفي قلت: من نسأل بعدك؟ قال: أبا الوليد. قال الحاكم سمعت أبا الوليد يقول: قال أبي: أي كتاب تجمع؟ قلت: أخرج على كتاب البخاري؛ قال: عليك بكتاب مسلم فإنه أكثر بركة فإن البخاري كان ينسب إلى اللفظ. قال ابن الذهبي: ومسلم أيضًا منسوب إلى اللفظ والمسألة مشكلة. وكان أبو الوليد هذا من كبار الأئمة ولما مات رثاه أبو طاهر بن محمش الزيادي بقصيدة ستين بيتًا. قال الحاكم: أرانا الأستاذ أبو الوليد نقش خاتمه: الله ثقة حسان بن محمد, وقال: أرانا عبد الملك بن محمد بن عدي نقش خاتمه: الله ثقة عبد الملك بن محمد, وقال: أرانا الربيع بن سليمان نقش خاتمه: الله ثقة الربيع بن سليمان، وقال: كان نقش خاتم الشافعي: الله ثقة محمد بن إدريس. مات أبو الوليد في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عن اثنتين وسبعين سنة. وفيها مات أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي العطشي، وأبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي الصابوني، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان المخزومي الدمشقي، وأبو الطاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار عرف بابن علم وأبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعد أنبأتنا عائشة بنت أحمد أنا الحسن بن علي البشتي نا يحيى بن إبراهيم المزكي نا الزاهد إمام عصره أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه نا أبو عبد الله البوشنجي نا يحيى بن بكير حدثني الليث عن ابن الهاد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يدعو في صلاته: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم". فقيل له: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؛ قال: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف" 1.

_ 1 رواه البخاري في الأذان باب 149. ومسلم في المساجد حديث 129. وأبو داود في الصلاة باب 149. والنسائي في السهو باب 14.

864- 16/12- أبو الحسين الرازي الحافظ الإمام محدث الشام محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد والد تمام الرازي: سمع محمد بن أيوب بن الضريس ومحمد بن حفص المهرقاني وعلي بن الحسين بن الجنيد وعبد الوهاب بن مسلم بن وارة ومحمد بن جعفر القتات الكوفي وجعفر بن محمد الفريابي والحسن بن سفيان بفسا وطبقتهم، ولحق بدمشق أصحاب هشام، واستوطنها وجمع وألف؛ روى عنه ولده وأبو الحسن بن جهضم وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وعقيل بن عبيد الله بن عبدان؛ ذكره عبد العزيز الكتاني في الوفيات فقال: كان ثقة نبيلا مصنفًا. مات في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. يقع لنا حديثه نازلا. أخبرنا علي بن أحمد في كتابه أنا أبو القاسم القاضي أنا عبد الكريم بن حمزة أنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد الحافظ أنا أبي نا أحمد بن محمد بن عبد العزيز الوشاء ببغداد نا أبو معمر القطيعي نا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سهل بن حرب عن عياض الأشعري عن أبي موسى الأشعري قال: قرأت عند النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قال: "هم قومك أهل اليمن". 865- 17/12- أبو سعيد بن يونس الحافظ الإمام الثبت عبد الرحمن بن أحمد ابن الإمام يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري صاحب تاريخ مصر: ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين، سمع أباه وأحمد بن حماد زغبة وعلي بن سعيد الرازي وعبد الملك بن يحيى بن بكير وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعقوب المنجنيقي وعبد السلام بن سهل البغدادي وطبقتهم، ولم يرحل ولا سمع بغير مصر لكنه إمام في هذا الشأن متيقظ، روى عنه أبو عبد الله بن منده وأبو محمد بن النحاس وعبد الواحد بن محمد البلخي وآخرون اختصرت تاريخه وعلقت منه أحاديث. توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وله ست وستون سنة. وفيها مات مفتي دمشق ومسندها أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حاتم الأسدي الدمشقي وكان يدرس مذهب الأوزاعي، وببغداد أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، وبنيسابور أبو الفضل إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن

_ 864- طبقات الحفاظ: 366، 367. شذرات الذهب: 2/ 376. عبر الذهبي: 2/ 277. النجوم الزاهرة: 3/ 321. 865- وفيات الأعيان: 3/ 137، 138. العبر: 2/ 276، 277. البداية والنهاية: 11/ 233. حسن المحاضرة: 1/ 198. شذرات الذهب: 2/ 375.

المسيب الشعراني، وببغداد أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس العقبي الدهقاني، ونحوي العراق أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي، روى مشيخة الفسوي وتاريخه عنه، ومحدث دمشق أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البجلي، ومسند الكوفة أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي الزبيدي مولاهم. أنبأنا أحمد بن أبي الخير عن يحيى بن يونس عن أحمد بن عبد الجبار الصيرفي عن محمد بن علي الحافظ أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن أبي يزيد الأزدي أنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الحافظ نا عبد الكريم بن إبراهيم المرادي نا حرملة نا ابن وهب أخبرني أبو هانئ عن العباس بن جليد الحجري عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى كاد يورثه". أخبرنا سليمان بن أبي عمر أنبأنا محمود بن إبراهيم أنا أبو الخير محمد بن أحمد أنا عبد الوهاب بن محمد أنا أبي أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد نا إسحاق بن إبراهيم البغدادي نا محمد بن المثنى نا عبد الصمد نا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم قال: رأيت شيخًا يقال له: سرق, فقلت: ما هذا الاسم؟ قال: سمانيه رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم. 866- 18/12- ابن الحداد العلامة الحافظ شيخ عصره أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الكناني المصري الشافعي صاحب الفروع المشهورة: روى عن أبي الزنباع وأبي يزيد القراطيسي ومحمد بن عقيل الفريابي ومحمد بن جعفر ابن الإمام وأبي عبد الرحمن النسائي، ولزمه وتخرج به وعول عليه وكان من أوعية العلم ذا لسن وفصاحة وبصر بالحديث والفقه والنحو، وكان متعبدًا كثير الصلاة بعيد الصيت، قال ابن زولاق لما ذكره في قضاة مصر قال: كان تقيًّا متعبدًا يحسن علومًا كثيرة: علم القراءات وعلم الحديث والرجال والكنى واختلاف العلماء والنحو واللغة والشعر وأيام الناس، يختم في كل يوم القرآن ويصوم يومًا ويفطر يومًا، كان من محاسن مصر، وكان طويل اللسان حسن الثياب والمركوب غير مطعون عليه في لفظ ولا فعل، وكان صادقًا بالقضاء. صنف كتاب القضاء في أربعين جزءًا، وكتاب الفرائض في نحو مائة جزء، مات عند قدومه من الحج سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وله ثمانون سنة, رحمه الله تعالى.

_ 866- الأنساب: 4/ 71, 72. وفيات الأعيان: 4/ 197، 198. الوافي بالوفيات: 2/ 69. البداية والنهاية: 11/ 229، 230. طبقات الحفاظ: 367. شذرات الذهب: 2/ 367، 368.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن أحمد النسابة أنا أبو المعالي بن صابر أنا علي بن الموازيني أنا محمد بن سعدان أنا يوسف بن القاسم القاضي سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الحداد سمعت أبا عبد الرحمن النسائي سمعت عبيد الله بن فضالة سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الشافعي إمام. 867- 19/12- الأسداباذي الحافظ المتقن الإمام أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا أحد الأئمة: سمع محمد بن نصير الأصبهاني والفضل بن الحباب الجمحي والحسن بن سفيان وعبد الله بن ناجية وعبدان الجواليقي وأبا يعلى الموصلي وأبا العباس السراج وابن قتيبة العسقلاني وطبقتهم، وقد سمع الدارقطني من محمد بن مخلد العطار: نا الزبير بن عبد الواحد قال الحاكم: كان من الصالحين الثقات الحفاظ صنف الأبواب والشيوخ. قلت: حدث عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو بكر الجوزقي وأبو عبد الله بن منده ويحيى بن إبراهيم المزكي والقاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي وآخرون. توفي بأسداباذ من أعمال همذان في شهر ذي الحجة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة؛ وقد سمع بمصر وبدمشق، قال الخطيب: كان حافظًا متقنًا مكثرًا. أخبرنا ابن علان وغيره كتابة, قالوا: أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو منصور القزاز أنا أبو بكر الخطيب أنا الأزهري نا الدارقطني نا محمد بن مخلد العطار نا الزبير بن عبد الواحد حدثني محمد بن بشر وعبد الملك بن محمد الحراني قالا: نا هاشم بن مرثد, قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الشافعي صدوق وليس به بأس. 868- 20/12- محمد بن داود بن سليمان الحافظ الزاهد الحجة شيخ الصوفية أبو بكر النيسابوري: سمع محمد بن عمرو قشمرد ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وابن الضريس والنسائي وأمثالهم بخراسان والحجاز والشام ومصر والموصل، وصنف الأبواب والشيوخ وأملى زمانًا, روى عنه الحاكم وابن منده وابن جميع وأبو زكريا المزكي وخلق، وكان يعد من الأولياء، قال الدارقطني: ثقة فاضل. وعنه قال: أكلت في أيام القحط رغيفًا واحدًا في أربعين يومًا بالبصرة، كنت إذا جعت قرأت "يس" بنية الشبع. وقال الخليلي: معروف بالحفظ بين حفظه وعلمه في فوائد أملاها. قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.

_ 867- تاريخ بغداد: 8/ 472، 473. الأنساب: 1/ 224. تاريخ ابن عساكر: 171أ-172أ. طبقات الحفاظ: 368. 868- تاريخ بغداد: 5/ 265، 266. المنتظم: 6/ 375. الوافي بالوفيات: 3/ 63. طبقات الحفاظ: 368. شذرات الذب: 2/ 365.

أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا عبد الصمد بن محمد حضورًا أنا علي بن المسلم أنا ابن طلاب أنا ابن جميع الغساني نا محمد بن داود ببغداد أنا محمد بن عمرو بن النضر ومحمد بن موسى قالا: نا يحيى بن يحيى التميمي نا عباد بن كثير عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة". عباد واه. 869- 21/12- أبو علي الحافظ الإمام محدث الإسلام الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري أحد جهابذة الحديث: قال أبو عبد الله الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف، سمع إبراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسين وعبد الله بن شيرويه وجعفر بن أحمد الحافظ والحسين بن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن السامي والحسن بن سفيان ومحمد بن جعفر الكوفي القتات وأبا خليفة الجمحي ومحمد بن نصير مسند أصبهان والحسن بن الفرج الغزي صاحب يحيى بن بكير، وعمران بن موسى بن مجاشع وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعلى الموصلي وعبدان الأهوازي وخلائق من طبقتهم بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة والجبال. مولده سنة سبع وسبعين ومائتين وأول سماعه كان في سنة أربع وتسعين وكان في حداثته يشتغل بالصناعة فنصحه بعض العلماء وأشار عليه بطلب العلم لما شاهد من ذكائه. وعن أبي علي قال: دخلت إلى هراة في سنة خمس وتسعين وحضرت أبا خليفة وهو يهدد وكيلا له ويقول: تعود يا لكع؟ فيقول: لا، أصلحك الله؛ فقال: بل أنت لا أصلحك الله، قم عني. قال الحاكم: كنت أرى أبا علي معجبًا بأبي يعلى الموصلي وبإتقانه، قال: كان لا يخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله باستماع كتب القاضي أبي يوسف من بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب. قال الحاكم: كان أبو علي باقعة في الحفظ لا يطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا، خرج إلى بغداد ثانيًا في سنة عشر وقد صنف وجمع فأقام ببغداد وما بها أحد أحفظ منه إلا أن يكون أبو بكر الجعابي فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ منه وسمعت الحافظ أبا على يقول: كتب عني أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب عني ابن جوصا جملة. قلت: وحدث عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق

_ 869- تاريخ بغداد: 8/ 71، 72. طبقات الحفاظ: 368، 369. شذرات الذهب: 2/ 380. البداية والنهاية: 11/ 236. النجوم الزاهرة: 3/ 324.

الصبغي وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه وأبو عبد الله بن منده وأبو عبد الله الحاكم وأبو طاهر بن محمش وأبو عبد الرحمن السلمي وطائفة سواهم. قال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحد من الحفاظ كتواضعه لأبي علي النيسابوري. قال الحاكم: وسمعت أبا علي يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي أحمد العسال وأبي إسحاق بن حمزة وأبي طالب بن نصر وأبي بكر الجعابي فقالوا: أمل من حديث نيسابور مجلسًا؛ فامتنعت فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثًا ما أجاب واحد منهم في حديث منها سوى ابن حمزة في حديث واحد, قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي علي النيسابوري فقال: إمام مهذب. أنبأني المسلم بن محمد عن القاسم بن علي أنا أبي أنا أخي أبو الحسين سمعت أبا طاهر السلفي سمعت غانم بن أحمد سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني سمعت ابن منده يقول سمعت أبا علي النيسابوري يقول -وما رأيت أحفظ منه- قال: وما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم. قال عبد الرحمن بن منده سمعت أبي يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري. قال القاضي أبو بكر الأبهري سمعت أبا بكر بن داود يقول لأبي علي النيسابوري: من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم؟ فقال: إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي. فقال: أحسنت يا أبا علي. قال الحاكم كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابنا مثل الجعابي حيرني حفظه. قال: فحكيت هذا لأبي بكر فقال: يقول أبو علي هذا وهو أستاذي على الحقيقة. قال الحاكم: توفي في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. أخبرنا أبو سعيد سنقر الزيني وأبو نصر محمد بن محمد الفارسي قالا: أنا علي بن محمود أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ نا عبد الصمد بن سعيد الحمصي نا الحسين بن خالد عن محمد بن زياد عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يغلق الرهن". أخبرنا محمد بن حازم أنا محمد بن غسان وأخبرنا أحمد بن هبة الله أنا زين الأمناء "ح" وأنا أبو علي الجوهري أنا مكرم القرشي قالوا: أنا سعيد بن سهل أنا علي بن أحمد المؤذن أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا الحسين بن علي الحافظ أنا محمد بن علي بن الحسن الرقي نا سليمان بن عمرو الرقي نا ابن علية نا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه ع أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا

أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". 870- 22/12- الرامهرمزي الحافظ الإمام البارع أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي الرامهرمزي القاضي: صاحب كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي في علوم الحديث، سمع أباه ومحمد بن عبد الله الحضرمي الحافظ والقاضي أبا حصين الوادعي ومحمد بن حبان المازني وعبيد بن غنام النخعي والحسن بن المثنى العنبري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ويوسف بن يعقوب القاضي وموسى بن هارون وأبا سعيد عبد الله بن الحسن الحراني وأبا خليفة الجمحي وجعفر بن محمد الفريابي وعبدان بن أحمد الأهوازي وطبقتهم، وأول سماعه في سنة تسعين ومائتين، حدث عنه أبو الحسين محمد بن أحمد الصيداوي في معجمه والحسن بن الليث الشيرازي الحافظ وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه والقاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي وطوائف من أهل فارس، وقع لنا الفاصل من تأليفه وكتاب الأمثال له، وكان من أئمة هذا الشأن ومن تأمل كتابه في علم الحديث لاح له ذلك، ولم أظفر بتاريخ موته وأظنه بقي إلى حدود الخمسين وثلاثمائة، وأما أبو القاسم بن منده فذكر في كتاب الوفيات له أنه عاش إلى قرب الستين وثلاثمائة بمدينة رامهرمز، وقع لي من عواليه حديث واحد. أخبرنا عمر بن عبد المنعم مرات أنا عبد الصمد بن محمد القاضي سنة سبع وستمائة وأنا في الرابعة أنا علي بن المسلم أنا الحسين بن محمد الخطيب أنا محمد بن أحمد الغساني نا الحسن بن عبد الرحمن برامهرمز نا أحمد بن حماد بن سفيان نا عبد الله بن حفص البراد نا يحيى بن ميمون نا أبو الأشهب العطاردي عن الحسن عن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه الله, عز وجل؟ أصلح بين الناس إذا تفاسدوا وحبب بينهم إذا تباغضوا". يحيى هذا بصري نزل بغداد تركه الدارقطني وغيره، مات سنة تسعين ومائة وقد أخرج له أبو داود في سننه. 871- 23/12- ابن سعد الحافظ العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد النيسابوري

_ 870- الوافي بالوفيات: 12/ 64، 65. طبقات الحفاظ: 369، 370. شذرات الذهب: 3/ 30، 37. الرسالة المستطرفة: 55. العبر: 2/ 321، 322. 871- مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 158. طبقات الحفاظ: 370. شذرات الذهب: 2/ 381.

الحاجي البزاز أحد الأثبات: ذكره الحاكم وحدث عنه وقال: كتب الكثير وجمع الشيوخ والأبواب والملح ولم يرحل، سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي وأحمد بن النضر وإبراهيم بن أبي طالب والسراج وطبقتهم، ثم كتب عن أربع طبقات بعدهم، وقد سألت عنه عبد الله بن شيرويه فقال: ثقة مأمون توفي أبو محمد فجأة في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وهو في عشر الثمانين. أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء عن أبي روح البزاز أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن سعد الحافظ نا محمد بن إسحاق الثقفي نا محمد بن عثمان بن كرامة نا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال أخبرني شريك عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب" الحديث، آخره: "وأكره مساءته". أخرجه البخاري والظاهر أنه لم يروه عن خالد غير ابن كرامة، قال البيهقي: ورواه أيضًا عبد الواحد عن مولاه عروة عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بمعناه يزيد وينقص. 872- 24/12- النقاش العلامة الرحال الجوال أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي المقرئ المفسر أحد الأعلام: كنت قد أهملته لوهنه ثم رأيت أن أذكره وأذكر عجره وبجره، مولده سنة ست وستين ومائتين، قاله ابن أبي الفوارس، قلت: روى عن إسحاق الختلي وأبي مسلم الكجي وإبراهيم بن زهير الحلواني ومحمد بن علي الصائغ المكي وأحمد بن أنس الدمشقي ومطين ومحمد بن عبد الرحمن السامي والحسن بن سفيان وطبقتهم، فأكثر وأغرب وأعجب، وتلا على هارون الدمشقي الأخفش وأبي ربيعة وابن الحباب والحسن بن أبي مهران وعدة، فذكر أن قراءته على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين ومائتين، قرأ عليه خلق منهم ابن مهران مؤلف الغاية وعبد العزيز الفارسي شيخ الداني، والحمامي والنهرواني وعلي بن جعفر السعيدي وأبو القاسم الزيدي الحراني خاتمة أصحابه، روى عنه شيخه ابن مجاهد وابن شاهين والدارقطني وأبو أحمد القرطبي وأبو علي بن شاذان وخلق. وهو مصنف كتاب شفاء الصدور في التفسير، وكتاب غريب القرآن، والموضح في معاني القرآن، والمناسك، وأخبار القصاص، وذم الحسد، والمعجم الأكبر في أسماء القراء، وكتاب علل القراءات، وكتاب السبعة، وكتاب دلائل

_ 872- الفهرست: 50. تاريخ بغداد: 2/ 201. وفيات الأعيان: 4/ 298، 299. ميزان الاعتدال: 3/ 520. الوافي بالوفيات: 2/ 345، 346. البداية والنهاية: 11/ 242، 243. لسان الميزان: 5/ 132. شذرات الذهب: 3/ 8، 9.

النبوة، وأشياء، ومع جلالته ونبله فهو متروك الحديث وحاله في القراءات أمثل، قال أبو عمرو الداني: النقاش مقبول الشهادة. وأما طلحة بن محمد بن جعفر فقال: النقاش يكذب في الحديث والغالب عليه القصص. وقال البرقاني: كل حديثه منكر. وقال اللالكائي: تفسيره إشفاء الصدور لا شفاء الصدور. قلت: يعني مما فيه من الموضوعات. وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة. مات النقاش في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنبلي في كتابه أنا عبد الله بن أحمد الفقيه أنا أبو بكر بن النقور أنا أبو سعيد محمد بن عبد الملك أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد نا أحمد بن عبد الرحيم الجرجاني نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدًا" 1. قرأت على أحمد بن إسحاق أخبركم الفتح بن عبد السلام أن هبة الله بن الحسين أخبرهم قال: أنا أحمد بن محمد البزاز أنا علي بن عيسى إملاء أنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى أنا عمر بن شبة أنا عبيد بن جناد أخبرني عطاء بن مسلم قال: قال السدي: أتيت كربلاء أبيع البز بها فعمل لنا شيخ من طيء طعامًا فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين فقلت: ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة؛ فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا ممن شرك في ذلك، فلم نبرح حتى دنا من المصباح ليصلحه وهو يتقد فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها فأخذ يطفئها بريقه فأخذت النار لحيته فعدا فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنه حممة. 873- 25/12- أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الثبت الكبير إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني أحد الأعلام: سمع أبا شعيب الحراني ومحمد بن عبد الله مطينا ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن عثمان العبسي وأبا خليفة الجمحي وطبقتهم، حدث عنه أبو عبد الله بن منده وعلي بن عبد كويه وأبو بكر بن مردويه وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير، قال أبو نعيم: هو أوحد زمانه في الحفظ, لم نر بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والمسند، وجده عمارة هو حمزة بن يسار بن عبد الرحمن بن حفص أخي صاحب الدولة أبي مسلم الخراساني. قال أبو

_ 1 رواه مسلم في الصلاة حديث 215. والنسائي في المواقيت باب 35. والترمذي في الدعوات باب 118. وأحمد في مسنده 2/ 421. 873- الوافي بالوفيات: 6/ 117. طبقات الحفاظ: 371. شذرات الذهب: 3/ 12. النجوم الزاهرة: 3/ 337، 338. العبر: 2/ 296، 297.

عبد الله بن منده: لم أر أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة. وقال أبو جعفر بن أبي السري: سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: ما رأيت مثل ابن حمزة في الحفظ. وقال الحاكم: كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على التراجم لكل واحد منهم ألف جزء، منهم إبراهيم بن حمزة والحسين بن محمد الماسرجسي. قال أبو نعيم: مات في سابع رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. قلت: عاش ثمانين سنة أو نحوها، وأبوه من كبار مشيخة أصبهان. أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن مسعود بن أبي منصور أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم نا أبو إسحاق بن حمزة نا أبو جعفر الحضرمي نا عبادة بن زياد نا يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت ابن عمر, سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". قال الحاكم في معرفة مزكي الأخبار: كان ابن حمزة يفي بمذاكرة مسانيد الصحابة ترجمة ترجمة. اعترف له بالتفرد بحفظ المسند أبو بكر بن الجعابي وأبو علي النيسابوري ومشايخنا، سألت أبا عبد الله بن منده عن وفاته فقال: سنة تسع وخمسين, قلت: الأول أصح. سمعت الفقيه أبا القاسم الداركي يقول: جمع الصاحب بن عباد حفاظ بلدنا بأصبهان: العسال والطبراني وابن حمزة وغيرهم وحضرت وكان قد قدم عليه ابن الجعابي فأخذوا في مذاكرة الأبواب ثم ثنوا بذكر تراجم الشيوخ فظهر العجز في كل منهم عن حفظ أبي إسحاق ومذاكرته. قال الحاكم: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو عبيد بن حربويه انصرف من قضاء مصر فقدم بغداد وكان يروي عن الأشعث وعمر بن شبة، ثم ارتقى إلى بندار وأبي موسى فلما قدم حدث عن أبي الربيع الزهراني وإبراهيم بن الحجاج السامي وكان إبراهيم بن محمد بن حمزة يختص به فقال لي إبراهيم: إن أبا عبيد قال له: قد عزمت أن أحدث عن أبي الوليد والحوضي فقلت: الله الله أيها القاضي, فإنا نرجم. 874- 26/12- أحمد بن منصور بن عيسى الإمام الحافظ الفقيه أبو أحمد الطوسي الأديب: ذكره الحاكم فبالغ في وصفه وقال: ورد نيسابور مرات وقل من رأيت من المشايخ أجمع منه، سمع عبد الله بن شيرويه وإبراهيم بن إسحاق الأنماطي وطبقتهما، ولقد وردت طوس وأبو أحمد الحافظ بها على القضاء فسمعته يقول: إني لأتبجح بأحمد بن منصور أن يكون رجوعي في السؤال عن المشايخ إليه. ثم قال الحافظ أبو عبد الله: توفي أبو أحمد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.

_ 874- الوافي بالوفيات: 8/ 188. طبقات الشافعية: 3/ 57. طبقات الحفاظ: 372.

875- 27/12- الطبراني الحافظ الإمام العلامة الحجة بقية الحفاظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني مسند الدنيا: ولد سنة ستين ومائتين، وسمع في سنة ثلاث وسبعين وهلم جرا بمدائن الشام والحرمين واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك، وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون. وصنف المعجم الكبير، وهو المسند سوى مسند أبي هريرة فكأنه أفرده في مصنف، والمعجم الأوسط في ست مجلدات كبار على معجم شيوخه يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب, فهو نظير كتاب الأفراد للدارقطني بيَّن فيه فضيلته وسعة روايته، وكان يقول: هذا الكتاب روحي, فإنه تعب عليه, وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر، وصنف المعجم الصغير وهو عن كل شيخ له حديث واحد، وصنف أشياء كثيرة وكان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة، سمع هاشم بن مرثد الطبراني وأبا زرعة الثقفي وإسحاق الدبري وإدريس العطار وبشر بن موسى وحفص بن عمر سنجة ألف، وعلي بن عبد العزيز البغوي ومقدام بن داود الرعيني ويحيى بن أيوب العلاف وأبا عبد الرحمن النسائي وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ونظراءهم، وحرص عليه في صباه أبوه ورحل به وكان يروي عن دحيم وغيره. مولد الطبراني بعكا في صفر من سنة ستين وأمه عكاوية وله كتاب الدعاء في مجلد كبير، وكتاب المناسك، وكتاب عشرة النساء، وكتاب السنة، وكتاب الطوالات، وكتاب النوادر، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب مسند شعبة, وكتاب مسند سفيان, وعمل أسانيد جماعة من الكبار، وله كتاب حديث الشاميين، وكتاب الأوائل، وكتاب الرمي، وله تفسير كبير وأشياء لم نقف عليها. حدث عنه أبو خليفة الجمحي وابن عقدة وأحمد بن محمد الصحاف وهؤلاء من شيوخه وأبو بكر بن مردويه والفقيه أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي والحسين بن أحمد بن المرزبان وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسين بن فادشاه ومحمد بن عبيد الله بن شهريار وعبد الرحمن بن أحمد الصفار وأبو بكر بن ريذة خاتمة أصحابه، وبقي بعده عامين عبد الرحمن بن الذكوان يروي عنه بالإجازة. ذكر تواليف الطبراني, سماها ولم ير أكثرها الحافظ يحيى بن منده: معجمه، مائتا

_ 875- طبقات الحفاظ: 372، 373. شذرات الذهب: 3/ 30. الرسالة المستطرفة: 38، 135، 136. النجوم الزاهرة: 4/ 59، 60. العبر: 2/ 315، 316.

جزء. معجمه الأوسط، ثلاث مجلدات. معجمه الصغير، مجلد. مسند العشرة، ثلاثون جزءًا. مسند الشاميين، مجلدات. النوادر، مجلد. معرفة الصحابة، مجلد. فوائده، عشرة أجزاء. مسند أبي هريرة، كبير. مسند عائشة. التفسير، كبير. دلائل النبوة، مجلد. الدعاء. السنة، مجلد. الطوالات، مجلد. حديث شعبة، مجلد. حديث الأعمش، مجلد. الأوزاعي، مجلد. شيبان، مجلد. أيوب، مجلد. عشرة النساء، جزء. مسند أبي ذر، جزءان. الرؤية، جزء. الجود، جزء. العلم الألوية، جزء. فضل رمضان، جزء. الفرائض، جزء. الرد على المعتزلة، جزء. الرد على الجهمية، جزء. مكارم الأخلاق العزاء، جزء. الصلاة على رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم، جزء. المأموم، جزء. الغسل، جزء. فضل العلم، جزء. ذم الرأي، جزء. تفسير الحسن، جزءان. الزهري عن أنس، جزءان. ابن المنكدر عن جابر، جزء. مسند أبي إسحاق السبيعي. حديث يحيى بن أبي كثير. حديث مالك بن دينار. ما روى الحسن عن أنس. حديث ربيعة. حديث حمزة الزيات. حديث مسعر. حديث أبي سعد البقال. طرق حديث من كذب علي، جزء. النوح، جزء. مسند ابن جحادة، من اسمه عباد، من اسمه عطاء، من اسمه شعبة. أخبار عمر بن عبد العزيز. عبد العزيز بن رفيع. مسند روح بن القاسم. فضل عكرمة. أمهات النبي, صلى الله عليه وآله وسلم. مسند عمارة بن غزية، وطلحة بن مصرف، وجماعة. مسند العبادلة، كبير. أحاديث أبي عمرو بن العلاء. غرائب مالك، جزء. أبان بن تغلب، جزء. حريث بن أبي مطر. وصية أبي هريرة. مسند الحارث العكلي. فضائل الأربعة الراشدين، جزءان. مسند ابن عجلان. كتاب الأشربة. كتاب الطهارة. كتاب الإمارة. عشرة النساء. مسند أبي أيوب الأفريقي. مسند زياد الجصاص. مسند زافر. وأشياء عدة. قال الذكواني: سئل الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري ثلاثين سنة. قال أبو نعيم: دخل الطبراني أصبهان سنة تسعين وسمع وسافر ثم قدمها فاستوطنها ستين سنة. وقال ابن مردويه: قدم الطبراني سنة عشر فقبله أبو علي بن رستم العامل وضمه إليه وجعل له معلومًا من دار الخراج وكان يتناوله إلى أن مات. قال أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي: سمعت الطبراني: لما قدم ابن رستم من فارس أعطاني خمسمائة درهم فلما كان في آخر أمره أخذ يتكلم في أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ببعض الشيء فخرجت ولم أعد إليه بعد. قال ابن فارس صاحب اللغة: سمع الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن في الدنيا كحلاوة الوزارة والرئاسة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي وكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه وكان أبو بكر يغلبه بفطنته حتى ارتفعت أصواتهما

إلى أن قال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي؛ فقال: هات. قال: أنا أبو خليفة أنا سليمان بن أيوب, وحدث بحديث فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة فأسمعه مني عاليًا؛ فخجل الجعابي فوددت أن الوزارة لم تكن وكنت أنا الطبراني وفرحت كفرحه. قال جعفر بن أبي السري: سألت ابن عقدة أن يعيد لي فوتًا وشددت عليه فقال: من أين أنت؟ قلت: من أصبهان، فقال: ناصبة، فقلت: لا تقل هذا فيهم فقهاء ومتشيعة فقال: شيعة معاوية؟ قلت: بل شيعة علي -رضي الله عنه- وما فيهم إلا من علي أعز عليه من عينه وأهله، فأعاد علي ما فاتني ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي؟ فقلت: لا أعرفه؛ فقال: يا سبحان الله؛ أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى، ما أعرف له نظيرًا. وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم، قال: ما رأيت مثله في الحفظ. قال ابن منده: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين, حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي ولم يحتمل سنة لقيه. قلت: نعم، ولكن ما أراده الطبراني ولا قصد الرواية عنه, إنما روى عن عبد الرحيم بن البرقي السيرة وغير ذلك فغلط في اسمه وسماه باسم أخيه بلا شك، والخطب في ذلك يسير، وقد نبه على ذلك الحافظ أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي, فإنه قال: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث وهو ثقة إلا أنه كتب بمصر عن شيخ وكان له أخ سماه باسمه غلطًا. قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: قال الباطرقاني: كان ابن مردويه سيئ الرأي في الطبراني؛ ثم قال سليمان: فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزم؛ فقال أبو نعيم: فمن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئًا. قال الحافظ الضياء: قد ذكر ابن مردويه في تاريخه الطبراني فما ضعفه. قلت: فدل على أنه تبين له أنه صدوق. قال أبو نعيم: توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة. قلت: استكمل مائة عام وعشرة أشهر، وحديثه قد ملأ البلاد، فإن في زمان إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ كان رائجًا سمعه الطلبة، ثم في زمان ابن ناصر وأبي العلاء الهمذاني نفق سوقه وسمعوه كثيرًا، ثم في زمن أبي موسى المديني عد من أعلى ما يسمع، وسمع الحافظ عبد الغني إذ ذاك المعجم الكبير وحصله؛ ثم ارتحل ابن خليل والضياء وهؤلاء وتنافسوا في سماعه، وفي سنة ست وستمائة انفرد بعلوه أسعد بن سعيد وامتلأت الأجزاء والتخاريج منه. أخبرنا ابن أبي الخير وجماعة كتابة عن أبي جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني أخبرتنا

فاطمة بنت عبد الله أنا ابن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني نا عبد الله بن محمد بن أبي مريم نا الفريابي نا إسرائيل عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه أن امرأة خرجت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تريد الصلاة فلقيها رجل فقضى حاجته منها, فصاحت فانطلق فمر عليها رجل فقالت: ذاك الرجل فعل بي كذا وكذا، فأخذوا ذلك الرجل الذي ظنت، فقالوا: هذا؟ قالت: نعم، هو هذا، فأتوا به إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فلما أمر به قام صاحبها الذي وقع عليها فقال: أنا صاحبها، فقال: "ادن مني فقد غفر الله لك"، وقال للآخر قولًا حسنًا، فقالوا: أنرجمه؟ فقال: "لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة قبل منهم". هذا حديث منكر جدًّا على نظافة إسناده، صححه الترمذي ورواه عن الذهلي عن محمد بن يوسف فوقع لنا بدلًا عاليًا. 876- 28/12- الزيدي الحافظ الإمام أبو أحمد حامد بن أحمد بن محمد بن أحمد المروزي المشهور بالزيدي؛ لاعتنائه بحديث زيد بن أبي أنيسة: استوطن طرسوس مرابطًا، وحدث ببغداد عن محمد بن نصر بن شيبة وأبي رجاء محمد بن حمدويه وأحمد بن سورة المراوزة وعلي بن الحسن بن سلم الأصبهاني ومحمد بن العباس الدمشقي؛ روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق والدارقطني وابن الثلاج وابن جميع الغساني؛ وقد انتقى على خيثمة الأطرابلسي وغيره، مات في الكهولة. قال الخطيب: كان ثقة مذكورًا بالفهم, موصوفًا بالحفظ. قال طلحة بن محمد بن جعفر: مات أبو أحمد الزيدي الحافظ سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة. وكذا أرَّخه ابن الثلاج ومحمد بن الفياض وزاد: في رمضان. وقال أبو سعيد بن يونس: مات حامد بن محمد أبو أحمد المروزي الزيدي وكان يحفظ ويفهم في رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ببغداد. قال الخطيب: والأول أصح، وبلغني أن مولده سنة اثنتين وثمانين ومائتين. ومات معه جماعة ذكروا مع ابن الأنباري. أخبرنا ابن القواس أنا ابن الحرستاني أنا ابن المسلم أنا ابن طلاب أنا ابن جميع نا حامد بن محمد أبو أحمد الحافظ نا محمد بن عمران بن موسى نا محمد بن يحيى القصري نا بشر بن عباد عن عزرة بن ثابت عن مطرف الوراق عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بثلاث؛ الوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر والغسل يوم الجمعة. غريب.

_ 876- تاريخ بغداد: 8/ 171، 172. تاريخ ابن عساكر: 4/ 75أ-76ب. طبقات الحفاظ: 373، 374.

877- 29/12- خالد بن سعد الحافظ العلامة أبو القاسم الأندلسي القرطبي: سمع محمد بن فطيس وسليمان بن قريش وسعيد بن عثمان الأعناقي وطاهر بن عبد العزيز وخلقًا، وليس هو من أهل هذه الطبقة إلا بقدم موته، صنف كتاب رجال الأندلس، وكان إمامًا حجة مقدمًا على حفاظ زمانه بقرطبة يعد من الأذكياء، قيل: إنه حفظ من مرة واحدة عشرين حديثًا. وبلغنا أن المستنصر صاحب الأندلس كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد؛ وقيل: إن خالدًا كان بذيء اللسان ينال من أعراض الناس؛ سامحه الله. توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا جماعة إذنا عن الإمام أبي محمد المقدسي أنا أبو الفتح بن البطي أنا أبو عبد الله الحميدي أنا أبو عمر بن عبد البر في كتابه أنا قاسم بن محمد نا خالد بن سعد أنا أحمد بن عمر نا ابن سنجر نا الفضل بن دكين نا شريك فذكره, يعني: فذكر عن الكلبي عن حميضة بن الشمردل عن الحارث بن قيس: أسلمت وعندي ثماني نسوة فأتيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فأمرني أن أختار منهن أربعًا. 878- 30/12- ابن أبي عثمان الحافظ الإمام أبو سعيد أحمد بن أبي بكر محمد ابن الحافظ الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري: سمع أبا عمرو الخفاف وعبد الله بن شيرويه والحسن بن سفيان والهيثم بن خلف الدوري وحامد بن شعيب والقاسم بن الفضل الرازي وطبقتهم بخراسان والعراق والجبال، وكان ذا أموال وحشمة وفضائل، روى عنه الحاكم كثيرًا وقال: صنف التفسير الكبير، والصحيح المخرج على كتاب مسلم، وغير ذلك. قال: ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كثير وأموال واجتمع عليه ببغداد خلق كثير مجاهدون، استشهد بطرسوس سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وعاش خمسًا وستين سنة. 879- 31/12- ابن حبان الحافظ الإمام العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي البستي صاحب

_ 877- طبقات الحفاظ: 374. شذرات الذهب: 3/ 11. العبر: 2/ 295. تاريخ علماء الأندلس: 1/ 130، 131. 878- تاريخ بغداد: 5/ 23. طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 43. شذرات الذهب: 3/ 12. عبر الذهبي: 2/ 296. طبقات المفسرين للداودي: 1/ 72، 73. 879- الوافي بالوفيات: 2/ 317، 318. طبقات الحفاظ: 374، 375. شذرات الذهب: 3/ 16. البداية والنهاية: 11/ 259. النجوم الزاهرة: 3/ 342، 343.

التصانيف: سمع الحسين بن إدريس الهروي وأبا خليفة الجمحي وأبا عبد الرحمن النسائي وعمران بن موسى بن مجاشع والحسن بن سفيان وأبا يعلى الموصلي وأحمد بن الحسن الصوفي وجعفر بن أحمد الدمشقي وأبا بكر بن خزيمة وأممًا لا يحصون من مصر إلى خراسان, حدث عنه الحاكم ومنصور بن عبد الله الخالدي وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاتي وخلق. قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانًا وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار, عالمًا بالطب والنجوم وفنون العلم، صنف المسند الصحيح، والتاريخ، وكتاب الضعفاء، وفقه الناس بسمرقند. وقال الحاكم: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال، قدم نيسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه وغيره, ورحل إلى بخارى فلحق عمر بن محمد بن بجير, ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين وسار إلى قضاء نسا, ثم انصرف إلينا سنة سبع فأقام بنيسابور وبنى الخانقاه وقرئ عليه جملة من مصنفاته ثم خرج من نيسابور إلى وطنه سجستان عام أربعين, وكانت الرحلة إليه لسماع كتبه. وقال الخطيب: كان ثقة نبيلًا فهمًا. وقد ذكره أبو عمرو بن الصلاح في طبقات الشافعية، وقال: ربما غلط الغلط الفاحش في تصرفاته. قال ابن حبان في كتاب الأنواع: لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ. وقال أبو إسماعيل الهروي: سألت يحيى بن عمار عنه فقال: نحن أخرجناه من سجستان، كان له علم ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه. قال ابن الذهبي: كلاهما مخطئ؛ إذ لم يأت نص بإثبات الحد ولا بنفيه, ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. قال أبو إسماعيل: سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد, سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبان قوله: النبوة: العلم والعمل؛ فحكموا عليه بالزندقة وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. قلت: وهذا أيضًا له محمل حسن ولم يرد حصر المبتدأ في الخبر, ومثله: الحج عرفة. فمعلوم أن الرجل لا يصير حاجًّا بمجرد الوقوف بعرفة وإنما ذكر مهم الحج ومهم النبوة, إذ أكمل صفات النبي العلم والعمل، ولا يكون أحد نبيًّا إلا أن يكون عالمًا عاملًا. نعم النبوة موهبة من الله تعالى لمن اصطفاه من أولي العلم والعمل لا حيلة للبشر في اكتسابها أبدًا, وبها يتولد العلم النافع والعمل الصالح، ولا ريب أن إطلاق ما نقل عن أبي حاتم لا يسوغ، وذلك نفس فلسفي. مات أبو حاتم بن حبان في شول سنة أربع وخمسين وثلاثمائة, وهو في عشر الثمانين.

أنبأنا المسلم بن محمد أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد السجستاني سنة ثلاث عشرة وأربعمائة قدم علينا حاجًّا أنا أبو حاتم التميمي أنا أبو خليفة أنا القعنبي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" 1. وأخبرني أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن منصور النوقاتي أنا أبو حاتم محمد بن حبان نا أحمد بن الحسن الصوفي نا يحيى بن معين نا عبدة عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمر الأزدي عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "يحرم على النار كل هين لين قريب سهل" 2. وأخبرناه عاليًا الأبرقوهي أنا ابن صرما وغيره أنا الأرموي أنا ابن النقور أنا علي السكري أنا أحمد الصوفي, فذكره. قرأت على القاضي أبي الفضل بن قدامة أنا محمد بن عبد الواحد الحافظ أنا أبو روح عبد المعز أن تميمًا الجرجاني أخبرهم أنبأنا علي بن محمد البحاثي أنا محمد بن أحمد الزوزني أنا محمد بن حبان نا الحسن بن سفيان نا يزيد بن صالح اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا: نا جرير بن حازم, سمعت أبا رجاء العطاردي, سمعت ابن عباس وهو على المنبر يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يزال أمر هذه الأمة قوامًا أو مقاربًا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر". هذا حديث صالح الإسناد غريب, لم أجده في الكتب الستة. قرأت على الحسن بن علي الأمين, أخبركم ابن اللتي أنا أبو الوقت أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا عبد الصمد بن محمد بن محمد بن صالح أنا أبي أنا محمد بن حبان, سمعت أسامة بن أحمد بمصر, سمعت ابن السرح, سمعت عبد الرحمن بن القاسم, سمعت مالكًا يقول: ما أحد ممن تعلمت العلم منه إلا صار إلي حتى سألني عن أمر دينه. ومات معه في السنة مسند مصر أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية بن الحدال عن أربع وثمانين سنة، وحامل لواء الشعر أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكوفي عُرف بالمتنبي، ومسند نيسابور أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي عن مائة سنة وأربع سنين، ومقرئ بغداد أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار.

_ 1 رواه البخاري في الأنبياء باب 54. وأبو داود في الأدب باب 6. وابن ماجه في الزهد باب 17. 2 رواه الترمذي في القيامة باب 45.

أنبأنا يحيى بن الصيرفي أنا عبد القادر الحافظ أنا مسعود الثقفي أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي أنا أبو حاتم بن حبان نا عمر بن محمد بن بجير نا ابن السرح أنا ابن وهب نا بكر بن مضر عن الأوزاعي قال: بلغني أن الله إذا أراد بقوم شرًّا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل. 880- 32/12- ابن عَلَّان الحافظ العالم محدث خراسان أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني صاحب تاريخ الجزيرة: سمع أبا يعلى الموصلي ومحمد بن جرير وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن محمد الباغندي وسعيد بن هاشم الطبراني وطبقتهم، وكان واسع الرحلة كثير الطلب. حدث عنه أبو عبد الله بن منده وتمام الرازي وأحمد بن محمد بن الحاج الأشبيلي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطُّبيز وأبو العباس محمد بن السمسار وآخرون، قال الحافظ عبد العزيز الكتاني: كان ثقة حافظًا نبيلًا، توفي يوم عيد الأضحى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا يحيى بن أحمد الجذامي ومحمد بن الحسين المعدل قالا: أنا محمد بن عماد أنا عبد الله بن رفاعة أنا علي بن الحسن أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج أنا علي بن الحسن بن علان نا أبو يعلى أحمد بن علي نا غسان بن الربيع عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي, وأخذ ابن مسعود بيد علقمة, وأخذ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بيد ابن مسعود في التشهد: التحيات لله, إلى قوله: عبده ورسوله. 881- 33/12- ابن الجعابي الحافظ البارع فريد زمانه قاضي الموصل أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي ابن الجعابي: سمع محمد بن الحسن بن سماعه ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن يحيى المروزي ويحيى بن محمد الحنائي وعبد الله بن محمد البلخي وأبا خليفة الجمحي ومحمد بن حبان وجعفر الفريابي وطبقتهم، وتخرج بأبي العباس بن عقدة، وصنف الأبواب والشيوخ والتاريخ، حدث عنه الدارقطني وابن شاهين وابن رزقويه ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبو عبد الله الحاكم والقاضي أبو عمر الهاشمي وأبو نعيم الحافظ وهو خاتمة أصحابه، ولد في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين. قال أبو علي النيسابوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان

_ 880- طبقات الحفاظ للسيوطي: 375. شذرات الذهب: 3/ 17. النجوم الزاهرة: 4/ 13. 881- تاريخ بغداد: 3/ 26-31. الوافي بالوفيات: 4/ 240، 241. طبقات الحفاظ: 375، 376. شذرات الذهب: 3/ 17. النجوم الزاهرة: 4/ 12.

ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي, وذاك أني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا وترجمة واحدة أو بابًا واحدًا فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يومًا: يا أبا علي لا تغلط، ابن الجعابي يحفظ حديثًا كثيرًا؛ قال: فخرجنا يومًا من عند ابن صاعد فقلت له: يا أبا بكر, أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمر في الترجمة فما زلت أجره من مصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين وهو يجيب، إلى أن قلت: فأيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد بالشركة؟ فذكر بضعة عشر حديثًا، فحيرني حفظه. قال أبو الفضل القطان: سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرقة وكان لي ثَمَّ قمطر من كتب, فجاء غلامي مغمومًا وقال: ضاعت الكتب؛ فقلت: يا بني لا تغتمّ، فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل عليَّ حديث منها, لا إسناده ولا متنه. قال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحدًا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وسمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها، كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إمامًا في معرفة العلل وثقات الرجال وتواريخهم وما يطعن على الواحد منهم، لم يبقَ في زمانه من يتقدمه. أنبأنا ابن علان وغيره قالوا: أنا أبو اليمن أنا الشيباني أنا الخطيب, حدثني الحسن بن محمد الأشقر, سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول: سمعت ابن الجعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة ألف حديث. قال أبو القاسم التنوخي: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل فلم يحمد. وذكر الخطيب عن رجاله أن ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: خلط, وذكر مذهبه في التشيع. وكذا روى الحاكم عن الدارقطني قال: وحدثني ثقة أنه خلا به نائمًا وكتب على رجله قال: فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسه الماء. قال الأزهري: إن ابن الجعابي لما مات أوصى بأن تحرق كتبه فأحرقت وكان فيها كتب للناس، قال: فحدثني أبو الحسين بن البواب أنه كان له عنده مائة وخمسون جزءًا فذهبت في جملة ما أحرق. مسعود السجزي نا الحاكم, سمعت الدارقطني قال: أخبرت بعلة الجعابي فقمت إليه فرأيته يحرق كتبه فأقمت عنده حتى ما بقي منه شيء ومات من ليلته. أبو ذر الهروي, سمعت أحمد بن عبدان الحافظ يقول: وقع إلي جزء من حديث ابن الجعابي فحفظت منه خمسة أحاديث فأجابني فيها ثم قال لي: من أين لك هذا؟ قلت: من جزئك؛ قال: إن شئت ألقِ علي المتن وأجيبك في إسناده أو ألقِ علي الإسناد وأجيبك في المتن.

الخطيب: سمعت ابن رزقويه قال: كان ابن الجعابي يمتلئ مجلسه وتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق, ويحضره ابن المظفر والدارقطني ويملي الأحاديث بطرقها من حفظه. قال أبو علي الحافظ: قلت لابن الجعابي: قد وصلت إلى الدينور فهلا جئت نيسابور؟ قال: هممت به ثم قلت: أذهب إلى قوم عجم لا يفهمون عني ولا أفهم عنهم. قال الحاكم: قلت للدارقطني: بلغني عن ابن الجعابي أنه تغير عما عهدنا، قال: وأي تغير؟ قلت: بالله هل اتهمته؟ قال: إي والله؛ ثم ذكر أشياء فقلت: وصح لك أنه خلط الحديث؟ قال: إي والله؛ قلت: حتى خفت أنه ترك المذهب؟ قال: ترك الصلاة والدين. وقال محمد بن عبيد الله المسبحي: كان ابن الجعابي المحدث قد صحب قومًا من المتكلمين فسقط عند أهل الحديث، وأمر عند موته أن تحرق دفاتره بالنار فاستقبح ذلك منه، وصل إلى مصر ودخل إلى الأخشيد ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه فخرج هاربًا. قال ابن شاهين: دخلت أنا وابن المظفر والدارقطني على ابن الجعابي وهو مريض فقلت له: من أنا؟ فقال: سبحان الله ألستم فلانًا وفلانًا, وسمانا، فدعونا وخرجنا ومشينا خطوات وسمعنا الصائح بموته ورجعنا لغد فرأينا كتبه تل رماد. قال الأزهري: كانت سكينة نائحة الرافضة تنوح في جنازته. وقال أبو نعيم: قدم ابن الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين, يعني: وسمعوا منه. وللشاعر محمد بن سكرة في ابن الجعابي: ابن الجعابي ذو سجايا ... محمودة منه مستطابه رأى الرئا والنفاق حظا ... في ذي العصابة وذي العصابه يعطي الإمامي ما اشتهاه ... ويثبت الأمر في القرابه حتى إذا غاب عنه أنحى ... يثبت الأمر في الصحابه وإن خلا الشيخ بالنصارى ... رأيت سمعان أو مرابه قد فطن الشيخ للمعاني ... فالغر من لامه وعابه أخبرنا إسحاق الأسدي أنا يوسف الحافظ أنا أبو المكارم التيمي "ح" وأنبأنا أحمد بن سلامة عن التيمي أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن عمر بن سلم نا محمد بن النعمان السلمي نا هدبة نا حزم بن أبي حزم, سمعت الحسن يقول: بئس الرفيق الدينار والدرهم لا ينفعانك حتى يفارقاك. توفي ابن الجعابي ببغداد في رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

882- 34/12- ابن عَلَّك الحافظ ابن الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أحمد بن علك المروزي الجوهري, من نقاد أئمة الحديث بمرو: سمع أباه, وكان حافظًا تقدم في كتابنا، ومحمد بن أيوب بن الضريس ومحمد بن إبراهيم البوشنجي والفضل بن محمد الشعراني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وابن ناجية والدغولي وخلائق، ارتحل به والده، حدث عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو بكر البرقاني والحاكم وعدة. قال الخليلي: مات بعد الستين وثلاثمائة. ثم قال: هو حافظ متفق عليه. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا ابن قدامة أنا ابن البطي أنا أحمد بن خيرون "ح" وأخبرنا إسماعيل أنا محمد بن خلف "ح" وأخبرنا عبد الخالق القاضي وابن الفراء قالا: أنا البهاء عبد الرحمن قال: أخبرتنا شهدة أنا محمد بن عبد السلام قال: أنا أبو بكر البرقاني, قرأت على عبد الله بن عمر بن علك حدثكم عبد الله بن أحمد بن حنبل نا عباد بن موسى نا إبراهيم بن سعد أخبرني أبي عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة: "ألم تنزيل"، و"هل أتى على الإنسان". أخرجه مسلم. 883- 35/12- الصُّكوكي الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن زكريا بن الحسين النسفي: حدث عن محمد بن نصر المروزي وصالح بن محمد جزرة ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقتهما، أرخه جعفر المستغفري فقال: كان حافظًا مصنفًا للأبواب عارفًا بحديث أهل بلده، مات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. 884- 36/12- ابن رُمَيْح الحافظ الإمام الجوال أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة النخعي النسوي ثم المروزي صاحب التصانيف: روى عن أبي خليفة الجمحي وعمر بن أبي علان وعبد الله بن زيدان وأبي العباس السراج وابن شيرويه وعبد الله بن محمود المروزي وعمر بن بجير ومحمد بن الفضل السمرقندي وابن قتيبة العسقلاني وطبقتهم, وصنَّف وألَّف وأكثر الترحال، قال الحاكم: قدم نيسابور فعقدت له المجلس وقرأت عليه صحيح البخاري، وقد أقام باليمن بصعدة مدة، ثم قدم وأكرموه وأكثروا عليه ببغداد، وما المثل فيه إلا كما قال ابن معين: لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه. ثم قال

_ 882- العبر: 2/ 322. طبقات الحفاظ: 376. شذرات الذهب: 3/ 37. 883- طبقات الحفاظ: 376، 377. شذرات الذهب: 2/ 369. 884- تاريخ بغداد: 5/ 6-8. الوافي بالوفيات: 7/ 400. طبقات الحفاظ: 377. شذرات الذهب: 3/ 22. النجوم الزاهرة: 4/ 20.

الحاكم: سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم؟ فوالله لو قدرت لم أفارق سدتك، ثم قال: ما الناس بخراسان إلا كما أنشدني بعضهم: كفى حزنًا أن المروءة عطلت ... وأن ذوي الألباب في الناس ضيع وأن ملوكًا ليس يحظى لديهم ... من الناس إلا من يغني ويصفع حدث عنه الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو علي بن دوما وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم عبد الرحمن السراج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد فأدركته المنية بالبادية فمات بالجحفة. وثقه الحاكم وأبو الفتح بن أبي الفوارس. وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي وأبو نعيم: كان ضعيفًا. قال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك، فإن ابن رميح ثقة ثبت لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك. توفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا بلال المغيثي ومحمد بن عبد الرحيم قالا: أنا عبد الوهاب بن رواح "ح" وأنا سنقر الحلبي ومحمد بن محمد الفارسي قالا: أنا علي بن محمود قال: أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء سنة عشر وأربعمائة ثنا أحمد بن محمد بن رميح نا عمر بن سعيد بن حاتم نا إسماعيل بن مخلد نا عبيد بن يعيش حدثني منصور بن وردان عن أبي حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في مسجد الخيف فقال: " نَضَّرَ الله امرأً سمع منا حديثًا" 1 وذكر الحديث. 885- 37/12- أحمد بن طاهر بن النجم الحافظ المتقن أبو عبد الله الميانجي: رحل وسمع أبا مسلم الكجي وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن محمد الحنائي وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ وطبقتهم، وتبصر في هذا العلم بسعيد بن عمرو البرذعي. حدث عنه عبد الله بن أبي زرعة القزويني ويعقوب بن يوسف الأردبيلي وأحمد بن الحسين التراسي المراغي وأحمد بن فارس اللغوي، وكان ابن فارس يقول: ما رأى ابن النجم مثل نفسه ولم أرَ مثله. حكاه الحافظ سعد بن علي. قال الخليلي: توفي بعد الخمسين وثلاثمائة. قرأت على أحمد بن عبد الكريم بمصر أخبركم نسر بن جزء في سنة ثلاث وعشرين

_ 1 رواه أبو داود في العلم باب 10. والترمذي في العلم باب 7. وابن ماجه في المقدمة باب 18. 885- العبر: 2/ 320. طبقات الحفاظ: 377. شذرات الذهب: 3/ 36.

وستمائة أنا أبو طاهر السلفي أنا سعد بن علي المصري وعلي بن هبة الله بالمراغة قالا: أنا أحمد بن الحسين بن علي التراسي نا أحمد بن طاهر الميانجي نا يحيى بن محمد بن البختري نا عبيد الله بن معاذ نا المعتمر بن سليمان قال: قال أبي: نا أنس بن مالك أن رجلين عطسا عند النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فشمت -أو فسمت- أحدهما وترك الآخر، فقال رجل: يا رسول الله تركت الآخر؟ قال: "لأن هذا حمد الله وهذا لم يحمد الله" , أو كما قال. 886- 38/12- حمزة بن محمد بن علي بن العباس الحافظ الزاهد العالم أبو القاسم الكناني المصري محدث مصر: سمع أبا عبد الرحمن النسائي والحسن بن أحمد بن الصيقل وعمران بن موسى بن حميد الطبيب ومحمد بن سعيد السراج وسعيد بن عثمان الحراني وأبا يعلى الموصلي ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي وعبدان الأهوازي وخلائق، وأكثر التطواف وجمع وصنف، وهو مملي مجلس البطاقة، روى عنه ابن منده وعبد الغني بن سعيد الأزدي وأبو الحسن الدارقطني ومحمد بن عمر بن خطاب والحسين بن الحسن اللواز والفقيه علي بن محمد أبو الحسن القابسي وأحمد بن محمد بن الحاج وعلي بن حِمَّصة الحراني خاتمة أصحابه وآخرون, قال الحاكم: وحمزة المصري على تقدمه في معرفة الحديث كان أحد من يذكر بالزهد والورع والعبادة، سمع أبا خليفة والنسائي وأقرانهما. وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة ففي سنة خمس، ولد سنة خمس وسبعين ومائتين، وأول ما سمع منه سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاثمائة. وقال الصوري: كان حمزة ثبتًا حافظًا. وقال ابن زولاق: حدثني الحافظ قال: رحلت سنة خمس فدخلت حلب وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبدة فكتبت عنه فكان يقول: لو عرفتك بمصر لملأت ركابيك ذهبًا؛ فيقال: إنه أعطاه مائتي دينار ترحل بها إلى العراق. قال أبو عمر بن عبد البر: سمعت عبد الله بن محمد بن أسد, سمعت حمزة الكناني يقول: خرجت حديثًا واحدًا عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من نحو مائتي طريق فداخلني لذلك من الفرح غير قليل وأعجبت بذلك فرأيت يحيى بن معين في المنام فقلت: يا أبا زكريا خرجت حديثًا من مائتي طريق؛ فسكت عني ساعة ثم قال: أخشى أن يدخل هذا

_ 886- العبر: 2/ 308. طبقات الحفاظ: 377، 378. شذرات الذهب: 3/ 23، 24. النجوم الزاهرة: 4/ 20. الرسالة المستطرفة: 90.

تحت {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} . وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث ولا أكتب "وسلم" فرأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في المنام فقال لي: "أما تختم الصلاة علي في كتابك؟ ". أنبأني الخضر بن حمويه وطائفة عن القاسم بن عساكر أنا أبي أنا ابن الأكفاني أنا سهل بن بشر, سمعت علي بن عمر الحراني, سمعت حمزة بن محمد وجاءه غريب فقال: عساكر المعز قد وصلوا إلى الإسكندرية؛ فقال: اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر؛ فمات حمزة ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام. قال أبو القاسم يحيى بن علي الطحان: سمعت منه، ومات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا إسماعيل بن الفراء أبو الحسين ابن الفقيه قال: أنا صباح أنا ابن رفاعة أنا أبو الحسين الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر أنا حمزة بن محمد الحافظ, سمعت الصيدلاني, سمعت عباسًا الدوري, سمعت يحيى بن معين يقول: إذا رأيت الرجل يخرج من منزله بلا محبرة ولا قلم يطلب الحديث, فقد عزم على الكذب. قلت: حمزة وأبو أحمد بن عدي والإسماعيلي والدارقطني هم أهل الطبقة السابعة من كتاب ابن المفضل. 887- 39/12- عمر البصري الحافظ المفيد أبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري الوراق: كتب الناس كثيرًا بالعراق بانتخابه وكان يدري هذا الفن، حدث عن الحسن بن المثنى والفضل بن الحباب وعبدان الأهوازي ومحمد بن جرير الطبري وهذه الطبقة؛ حدث عنه أبو الحسن بن رزقويه والحاكم بن البيع وأبو سعيد النقاش وعلي بن أحمد الرزاز وطائفة. أخبرنا المؤمل بن محمد البالسي والمسلم بن علان كتابة قالا: أنا الكندي أنا الشيباني أنا الخطيب أبو بكر أنا ابن رزقويه أنا عمر بن جعفر نا الفضل بن عمرو حدثنا أبو الوليد نا شعبة عن أبي إسحاق وأبي الحسن عن البراء أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أوصى رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول: "أسلمت نفسي إليك, ووجهت وجهي إليك". هكذا هو مختصر، وكان الدارقطني تتبع خطأ عمر البصري فيما انتقاه على أبي بكر الشافعي خاصة وعمل في ذلك رسالة. وقد كان أبو محمد الحسن السبيعي يقول: هو كذاب. وقال ابن أبي الفوارس: حدث بشيء يسير وكانت كتبه رديئة. قال الحاكم: سمعت عمر بن جعفر

_ 887- تاريخ بغداد: 11/ 244-249. طبقات الحفاظ: 378. شذرات الذهب: 3/ 26. البداية والنهاية: 11/ 265، 266. العبر: 2/ 309.

البصري يقول: بتّ عند ابن عقدة فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه فقلت: أيش عند أيوب عن الحسن؟ فذكر حديثين؛ فقلت: تحفظ عن أيوب عن الحسن عن أبي برزة أن رجلا أغلظ لأبي بكر الحديث، فبقي وكبرت؛ فقال: اذكر لي سنده؛ فقلت: أنا عبدان أنا محمد بن عبيد بن حساب أنا سفيان بن موسى عن أيوب. مات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة عن سبع وسبعين سنة. 888- 40/12- الآجري الإمام المحدث القدوة أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي مصنف كتاب الشريعة في السنة، والأربعين, وغير ذلك: سمع أبا مسلم الكجي وأبا شعيب الحراني وخلف بن عمرو العكبري وأحمد بن يحيى الحلواني وجعفرًا الفريابي وطائفة سواهم، روى عنه أبو الحسن الحمامي وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير من الحجاج والمغاربة، وكان مجاورًا بمكة، وكان عالمًا عاملًا صاحب سنة واتباع، قال الخطيب: كان دينًا ثقة له تصانيف، توفي بمكة في المحرم سنة ستين وثلاثمائة, رحمة الله عليه. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله أنا زين الأمناء الحسن بن محمد أنا المبارك بن علي البزاز سنة سبع وخمسين وخمسمائة أنا علي بن محمد العلاف أنا عبد الملك بن محمد أنا أبو بكر الآجري نا أبو بكر محمد بن الليث الجوهري نا محمد بن عبيد المحاربي نا قبيصة بن الليث الأسدي عن مطرف بن طريف عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العتمة وبعدها. 889- 31/12- سعيد بن القاسم بن العلاء أبو عمرو البرذعي نزيل طراز من بلاد الترك: حجَّ وحدث ببغداد عن محمد بن حبان بن الأزهر البصري ومحمد بن يحيى بن منده وعبد الله بن الحسين الشاماتي ومحمد بن جعفر الكرابيسي وطبقتهم. وعنه الدارقطني وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وجماعة، قال أبو نعيم: كان أحد الحفاظ, حدثنا عنه محمد بن إسماعيل الوراق ببغداد. وقال الحاكم: جاء نعيه في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

_ 888- تاريخ بغداد: 2/ 243. الوافي بالوفيات: 2/ 373، 374. طبقات الحفاظ: 378. شذرات الذهب: 3/ 35. النجوم الزاهرة: 4/ 60. 889- تاريخ بغداد: 9/ 110، 111. طبقات الحفاظ: 378. شذرات الذهب: 3/ 41. البداية والنهاية: 11/ 275.

أخبرنا ابن عساكر عن عبد المعز أنا زاهر أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي الهمذاني نا سعيد الحافظ بطراز نا ظفر بن الليث نا محمد بن خالد بن فريان نا أبو همام الدلال نا خارجة بن مصعب عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا: "ليس في أمتي رئاء ولا كبر إذا وضعوا جباههم في الأرض، فإن كان يرائي فإن التوحيد في القلب لا يرى". هذا حديث منكر آفته ظفر أو شيخه. 890- 42/12- ابن السَّكَن الحافظ الحجة أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي نزيل مصر: ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، سمع أبا القاسم البغوي وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي وأبا عروبة الحراني ومحمد بن يوسف الفربري وابن جوصا وطبقتهم من جيحون إلى النيل، وعني بهذا الشأن وجمع وصنف وبعد صيته، روى عنه أبو عبد الله بن منده وعبد الغني بن سعيد وعلي بن محمد الدقاق وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج وأبو جعفر بن عون الله وآخرون، ووقع كتابه الصحيح المنتقى إلى أهل الأندلس. توفي في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. كتب إلينا أحمد بن سلامة الحداد عن محمد بن حمد الأرتاحي أن علي بن الحسين الموصلي أنبأهم قال: أنبأنا الحافظ عبد الرحيم بن أحمد البخاري أنا عبد الرحمن بن عمر البزاز نا أبو علي سعيد بن عثمان الحافظ نا عبد الوهاب بن عيسى الحافظ أنا عبد الوهاب بن عيسى البغدادي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا حاتم بن إسماعيل نا عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد ومحمد ابني عبيد عن أبي حاتم قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" 1. أبو حاتم صحابي ما روى سوى هذا، قاله أبو علي. 891- 43/12- القصاب الحافظ الإمام أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرجي المجاهد: وإنما عرف بالقصاب لكثرة ما أهرق من دماء الكفار في الغزوات. وكان والده يروي عن علي بن حرب الطائي وطبقته، وروى هو عن محمد بن إبراهيم الطيالسي وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ومحمد بن العباس الأخرم وجعفر بن أحمد بن فارس

_ 890- طبقات الحفاظ: 378، 379. شذرات الذهب: 3/ 12. العبر: 2/ 297. الرسالة المستطرفة: 23. النجوم الزاهرة: 3/ 338. 1 رواه الترمذي في النكاح باب 3. 891- الوافي بالوفيات: 4/ 114. طبقات الحفاظ: 379. هدية العارفين: 2/ 47.

والحسن بن يزيد الدقاق وخلق كثير، وصنف كتاب ثواب الأعمال، وكتاب عقاب الأعمال، وكتاب السنة، وكتاب تأديب الأئمة، وغير ذلك. روى عنه ابناه أبو الحسن علي وأبو الفرج عمار وأبو منصور المظفر بن محمد بن الحسين البروجردي وغيرهم، ولم أظفر بوفاته وكأنه بقي إلى قريب الستين وثلاثمائة فالله أعلم، وفيه يقول أبو الحسن الكرجي: وفي الكرج الغراء أوحد عصره ... أبو أحمد القصاب غير مغالب تصانيفه تبدي غزير علومه ... فلست ترى علمًا له غير سارب وهو القائل في كتاب السنة: كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصف بها نبيه فهي صفة حقيقة لا مجازًا. قلت: نعم لو كانت صفاته مجازًا لتحتم تأويلها ولقيل: معنى البصر كذا، ومعنى السمع كذا، ومعنى الحياة كذا، ولفسرت بغير السابق إلى الأفهام، فلما كان مذهب السلف إمرارها بلا تأويل, علم أنها غير محمولة على المجاز وأنها حق بيّن. 892- 44/12- ابن السني الحافظ الإمام الثقة أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدينوري مولى جعفر بن أبي طالب الهاشمي: ويعرف بابن السني صاحب كتاب عمل اليوم والليلة, وراوي سنن النسائي؛ سمع النسائي وأبا خليفة الجمحي وزكريا الساجي وعمر بن أبي غيلان والباغندي وأبا يعقوب المنجنيقي وجماهر بن محمد الزملكاني وعبد الله بن زيدان البجلي وأبا عروبة الحراني، وأكثر الترحال، روى عنه حمد بن عبد الله الأصبهاني ومحمد بن علي العلوي وعلي بن عمر الأسداباذي وأحمد بن الحسين الكسار وآخرون. قال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سبط ابن السني: سمعت عمي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي يكتب الحديث فوضع القلم في أنبوبة المحبرة ورفع يديه يدعو الله تعالى فمات رحمه الله تعالى, وذلك في آخر سنة أربع وستين وثلاثمائة. قلت: كان ديِّنًا خيرًا صدوقًا، اختصر السنن وسماه "المجتبى" عاش بضعًا وثمانين سنة، وقع لنا من طريقه ما اجتباه من السنن. قرأت على أحمد بن عبد الكريم الواسطي أخبركم عبد العزيز بن باقا أنا أبو زرعة أنا عبد الرحمن بن حمد أنا أحمد بن الحسين القاضي أنا أبو بكر بن السني نا أحمد بن شعيب نا قتيبة عن مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر أن أعرابيًّا بايع رسول الله -صلى

_ 892- الوافي بالوفيات: 7/ 362. طبقات الحفاظ: 379. العبر: 2/ 332, 333. هدية العارفين: 1/ 66. طبقات السبكي: 3/ 39.

الله عليه وآله وسلم- فأصابه وعك بالمدينة فجاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي؛ فأبى، فخرج الأعرابي فقال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها". 893- 45/12- ابن عدي الإمام الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجاني: ويعرف أيضًا بابن القطان صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل، كان أحد الأعلام، ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وسمع سنة تسعين، وارتحل أولًا سنة سبع وتسعين، وسمع بهلول بن إسحاق الأنباري ومحمد بن عثمان بن أبي سويد ومحمد بن يحيى المروزي وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس الدمشقي وأنس بن السلم وأبا خليفة الجمحي والحسن بن سفيان وأبا عبد الرحمن النسائي وعمران بن مجاشع وعبدان الأهوازي وأبا يعلى الموصلي والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير والحسن بن الفرج الغزي وخلائق؛ وعنه أبو العباس بن عقدة شيخه وأبو سعد الماليني والحسن بن رامين ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه وحمزة بن يوسف السهمي وأبو الحسين أحمد بن العالي وآخرون، وهو مصنف في الكلام على الرجال عارف بالعلل. قال أبو القاسم بن عساكر: كان ثقة على لحن فيه. قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف كتابًا في الضعفاء؛ فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟ فقلت: بلى؛ قال: فيه كفاية لا يزاد عليه. قلت: وقد صنف ابن عدي على أبواب مختصر المزني كتابًا سماه "الانتصار". قال حمزة السهمي: كان حافظًا متقنًا لم يكن في زمانه أحد مثله, تفرد برواية أحاديث وهب منها لابنيه عدي وأبي زرعة وتفردا بها عنه، قال الخليلي: كان عديم النظير حفظًا وجلالة، سألت عبد الله بن محمد الحافظ: أيهما أحفظ, ابن عدي أو ابن قانع؟ فقال: زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي بن قانع. قال الخليلي: وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أر أحدا مثل أبي أحمد بن عدي، وكيف فوقه في الحفظ. وكان أحمد قد لقي الطبراني وأبا أحمد الحاكم، وقد قال لي: كان حفظ هؤلاء تكلفًا وحفظ ابن عدي طبعًا، زاد معجمه على ألف شيخ. أخبرنا إسحاق الصفار أنا ابن رواحة أنا السلفي أنا أحمد بن محمد بن مردويه أنا علي بن عمر الأسداباذي أنا أبو بكر ابن السني أخبرني إبراهيم بن محمد بن الضحاك نا محمد بن سنجر نا أسد بن موسى نا بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن ابن سيرين أو

_ 893- طبقات الحفاظ: 380. شذرات الذهب: 3/ 51. هدية العارفين: 1/ 447. البداية والنهاية: 11/ 273. النجوم الزاهرة: 4/ 111.

غيره عن الأحنف بن قيس سمع عمر يقول لحفصة: أنشدك بالله هل تعلمين أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يضع ثيابه ليغتسل فيأتيه بلال فيؤذنه للصلاة فما يجد ثوبًا يخرج فيه إلى الصلاة حتى يلبس ثوبه فيخرج فيه إلى الصلاة؟ قال أبو الوليد الباجي: ابن عدي حافظ لا بأس به. قال حمزة بن يوسف: توفي أبو أحمد في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاثمائة, وصلى عليه الإمام أبو بكر الإسماعيلي. أخبرنا أبو الحسن الحسيني أنا ابن روزبة أنا أبو الوقت الماليني أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أبي بكر البوشنجي نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا الفضل بن الحباب نا أبو عمر الحوضي عن الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "تحت كل شعرة جنابة، ألا فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر" 1. 894- 46/12- الآبندوني الحافظ الإمام أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني, رفيق ابن عدي في رحلته: وآبندون من قرى جرجان، نزل بغداد وحدث عن أبي خليفة الجمحي والحسن بن سفيان وقاسم المطرز وأبي يعلى الموصلي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأبي العباس السراج وطبقتهم. وعنه أبو بكر البرقاني وأبو العلاء الواسطي وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة ثبتًا له تصانيف، وكان عسرًا في الحديث. قال الحاكم: كان أحد أركان الحديث. وقال البرقاني: كان محدثًا زاهدًا متقللًا من الدنيا لم يكن يحدث غير إنسان واحد فقيل له في ذلك فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب وإذا اجتمعوا يتحدثون ولا أصبر على ذلك. قال البرقاني: أعطاني كسرًا وقال: بلّها بماء الباقلاني فوقعت عليها باقلاتان فرفعهما الباقلاني وقال: هذا الشيخ يعطيني في الشهر دانقًا حتى أبلّ له الكسر. وقد روى عنه رفيقه أبو بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن شاه المروزي وأبو نعيم الحافظ. وقيل: إنه عاش خمسًا وتسعين سنة، مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا أبو محمد بن قدامة أنا يحيى بن ثابت أنا أبي "ح" قال: وأنا ابن البطي أنا أحمد بن الحسن قالا: أنا أبو بكر البرقاني قال: قرئ على الإسماعيلي وأبي بكر بن مالك وسمعته من الآبندوني قالوا: أنا أبو خليفة نا أبو لوليد نا شعبة أخبرني أنس بن سيرين, سمعت ابن عمر يقول: طلق ابن عمر امرأته فذكر عمر ذلك

_ 1 رواه أبو داود في الطهارة باب 97. والترمذي في الطهارة باب 78. وابن ماجه في الطهارة باب 106. 894- تاريخ بغداد: 9/ 407، 408. العبر: 2/ 347. طبقات الحفاظ: 380، 381. شذرات الذهب: 3/ 66. البداية والنهاية: 11/ 294.

للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "ليراجعها فإذا طهرت فليطلقها". فقلت له: احتسبت بها؟ قال: "فمه؟ ". وفي حديث الآبندوني: "فليطلقها إن شاء". رواه مسلم من حديث شعبة. وبه قال: سمعت عبد الله بن إبراهيم أنا أبو خليفة أنا أبو الوليد نا شعبة عن جبلة بن سحيم, سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من جر ثوبه من مخيلة, فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة". أخرجه مسلم. وبه سمعت عبد الله بن يوسف الجرجاني وهو من أجلة شيوخي حدث عنه أبو بكر الإسماعيلي. 895- 47/12- الحجَّاجي الحافظ أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن حجاج النيسابوري المقرئ العبد الصالح: قرأ على ابن مجاهد ببغداد وسمع عمر بن أبي غيلان وعبد الله بن إسحاق المدائني ومحمد بن جرير الطبري وأبا العباس السراج وابن خزيمة وأحمد بن محمد الماسرجسي وعلي بن العباس المقانعي وعلان بن الصيقل المصري وأبا جهم المشغراني وابن جوصاء وخلائق، قال الحاكم: صنف العلل والأبواب والشيوخ. روى عنه أبو علي الحافظ وأبو بكر بن المقرئ وابن منده والحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو حازم العبدوي وآخرون. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أحد أفهم ولا أثبت من أبي الحسين، أنا ألقبه بعفان. قال الحاكم: هو لعمري كما قال أبو علي فإن فهمه كان يزيد على حفظه, وكان في الكهولة يمتنع عن الرواية، فلما بلغ الثمانين لزمه أصحابنا بالليل والنهار حتى سمعوا منه كتاب العلل له وهو نيف وثمانون جزءًا وسمعوا منه الشيوخ وسائر المصنفات، صحبته نيفًا وعشرين سنة بالليل والنهار فما أعلم أني علمت أن الملك كتب عليه خطيئة، وحدثنا أبو علي الحافظ في مجلسه قال: حدثني أبو الحسين بن يعقوب وهو أثبت من حدثنا عنه اليوم, فذكر حديثًا. قال: وتوفي في خامس ذي القعدة سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة عن ثلاث وثمانين سنة, رحمه الله تعالى. أخبرنا بلال المغيثي أنا ابن رواح أنا أبو طاهر الحافظ أنا القاسم بن الفضل نا محمد بن الحسين إملاء ثنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ نا أيوب بن سليمان البزاز نا جعفر بن نوح نا محمد بن عيسى الطباع نا عبثر بن القاسم عن العلاء بن ثعلبة عن طاوس عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" 1.

_ 895- تاريخ بغداد: 3/ 224. الوافي بالوفيات: 1/ 128. النجوم الزاهرة: 4/ 134. طبقات الحفاظ: 381. شذرات الذهب: 3/ 67. 1 رواه البخاري في البيوع باب 3. والترمذي في القيامة باب 60. وأحمد في مسنده 3/ 153.

896- 48/12- أبو الشيخ حافظ أصبهان ومسند زمانه الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري, صاحب المصنفات السائرة, ويعرف بأبي الشيخ: ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، وسمع في سنة أربع وثمانين وهلم جرا وكتب العالي والنازل ولقي الكبار، سمع من جده لأمه الزاهد محمود بن الفرج وإبراهيم بن سعدان ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمذاني رئيس أصبهان ومحمد بن أسد المديني وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأبي بكر بن أبي عاصم وإسحاق بن إسماعيل الرملي وأبي خليفة الجمحي وأحمد بن الحسن الصوفي وأبي يعلى الموصلي وأبي عروبة الحراني، وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحًا خيرًا قانتًا لله صدوقًا، حدث عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو بكر بن مردويه وأبو سعد الماليني وأبو نعيم ومحمد بن علي بن سمويه المؤدب وسفيان بن حسنكويه وحفيده محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ والفضل بن محمد القاساني وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب وخلق كثير. قال ابن مردويه: ثقة مأمون، صنف التفسير والكتب الكثيرة في الأحكام وغير ذلك. وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظًا ثبتًا متقنًا، وروي عن بعض العلماء قال: ما دخلت على الطبراني إلا وهو يمزح أو يضحك، وما دخلنا على أبي الشيخ إلا وهو يصلي. قال أبو نعيم: كان أحد الأعلام، صنف الأحكام والتفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنف لهم ستين سنة وكان ثقة. قلت: وروى عنه أبو بكر بن المقرئ وقال: نا عبد الله بن محمد القصير. وأخبرني علي بن عبد الغني المعدل كتابة أنه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة فرأيت شيخًا طوالًا لم أر شيخًا أحسن منه فقيل لي: هذا أبو محمد بن حيان؛ فتبعته وقلت: أنت أبو محمد بن حيان؟ قال: نعم، قلت: أليس قدمت؟ قال: بلى؛ قلت: فبالله ما فعل الله بك؟ قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} [الزمر: 74] الآية. فقلت: أنا يوسف بن خليل جئت لأسمع حديثك وأحصل كتبك، فقال: سلمك الله, وفقك الله. ثم صافحته فلم أر شيئا قط ألين من كفه فقبلتها ووضعتها على عيني. قال أبو نعيم: توفي في سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة، قلت: وفيها مات من كبار شيوخ الحديث أبو محمد بن ماسي البغدادي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، والعلامة أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي شيخ نيسابور.

_ 896- العبر: 2/ 351, 352. النجوم الزاهرة: 4/ 36. طبقات الحفاظ: 381. شذرات الذهب: 3/ 69. الرسالة المستطرفة: 38.

ووقع لنا الكثير من كتب أبي الشيخ, رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الفضل بن طارق أنا أبو الحجاج الحافظ أنا ناصر بن محمد أنا جعفر بن عبد الواحد أنا أبو طاهر محمد بن أحمد أنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم نا أبو الوليد نا سلم بن زرير, سمعت أبا رجاء العطاردي نا عمران بن حصين قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في سفر فأدلج ليلتهم حتى إذا كان في وجه الصبح عرس رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس, الحديث. 897- 49/12- الإسماعيلي الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإسماعيلي الجرجاني كبير الشافعية بناحيته: ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وسمع سنة تسع وثمانين وبعدها من إبراهيم بن زهير الحلواني وحمزة بن محمد الكاتب ويوسف بن يعقوب القاضي وأحمد بن محمد بن مسروق ومحمد بن يحيى المروزي والحسن بن علويه وجعفر بن محمد الفريابي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وابن أبي شيبة ومحمد بن الحسن بن سماعة وأبي خليفة الجمحي وبهلول بن إسحاق الأنباري وعبدان وأبي يعلى وابن خزيمة وخلق. وله معجم مروي، وصنف الصحيح وأشياء كثيرة, من جملتها مسند عمر -رضي الله عنه- هذَّبه في مجلدين طالعته وعلقت منه وابتهرت بحفظ هذا الإمام وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة، حدث عنه الحاكم البرقاني وحمزة السهمي وأبو حازم العبدوي والحسين بن محمد الباساني وأبو الحسن محمد بن علي الطبري والحافظ أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي وعبد الواحد بن منير المعدل وسبط الإسماعيلي أبو عمر وعبد الرحمن بن محمد الفارسي وخلق سواهم. قال حمزة بن يوسف: سمعت الدارقطني يقول: كنت عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي فلم أرزق. قال حمزة: وسمعت أبا محمد الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر أن يصنف لنفسه سننا ويختار ويجتهد؛ فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب ولغزارة علمه وفهمه وجلالته، وما كان ينبغي له أن يتقيد بكتاب محمد بن إسماعيل؛ فإنه كان أجلَّ من أن يتبع غيره, أو كما قال. قال الحاكم: كان

_ 897- الوافي بالوفيات: 6/ 213. العبر: 2/ 358، 359. النجوم الزاهرة: 4/ 140. طبقات الحفاظ: 381، 382. شذرات الذهب: 3/ 72، 75.

الإسماعيلي واحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء، أجلهم في الرياسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين علماء الفريقين وعقلائهما فيه. قال حمزة السهمي: سألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن الإسماعيلي وسيرته وتصانيفه, فكنت أخبره بما صنف من الكتب وجمع من المسانيد والمقلين وتخريجه على كتاب البخاري وجميع سيرته فيعجب من ذلك، وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه والصيت الحسن. قال حمزة: وسمعت جماعة منهم الحافظ ابن المظفر, يحكون جودة قراءة أبي بكر وقالوا: كان مقدمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره. قلت: وقال أبو بكر في معجمه: كتبت في صغري الإملاء بخطي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ولي يومئذٍ ست سنين, فهذا يدلك على أن أبا بكر حرص عليه أهله في الصغر. وقد أخذ عنه الفقه ولده أبو سعد وعلماء جرجان. أخبرنا إسماعيل بن عميرة المقدسي أنا أبو محمد الفقيه أنا مسعود بن عبد الواحد أنا صاعد بن سيار أنا علي بن محمد الجرجاني أنا حمزة بن يوسف الحافظ أنا الإسماعيلي قال: اعلموا -رحمكم الله- أن مذهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وقبول ما نطق به كتاب الله وما صحت به الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا معدل عن ذلك، ويعتقدون أن الله مدعو بأسمائه الحسنى, موصوف بصفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها نبيه, خلق آدم بيده ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف, واستوى على العرش بلا كيف, وذكر سائر الاعتقاد. قال القاضي أبو الطيب الطبري: رحلت قاصدًا إلى أبي بكر وهو حي فمات قبل أن ألقاه. قال حمزة: وسمعته يقول: لما ورد نعي محمد بن أيوب الرازي بكيت وصرخت ومزَّقت القميص ووضعت التراب على رأسي فاجتمع علي أهلي وقالوا: ما أصابك؟ قلت: نعي إلي محمد بن أيوب، منعتموني الارتحال إليه؟! قال: فسلوني وأذنوا لي في الخروج وأصحبوني خالي إلى نسا إلى الحسن بن سفيان، ولم يكن ههنا شعرة, وأشار إلى وجهه. قلت: كان موت محمد بن أيوب بن الضريس في سنة أربع وتسعين, ولا يسد مسده الحسن في العلو. نعم, لقي بالعراق نظراءه. قال: وخرجت إلى العراق في سنة ست وتسعين في صحبة بعض أقربائي. وقال حمزة السهمي: سمعت الإسماعيلي: كتبت بخطي عن أحمد بن خالد الدامغاني إملاء في سنة ثلاث وثمانين ومائتين وأنا ابن ست سنين ولا أذكر صورته. قلت: قد جمع مع إمامته في علم الحديث والفقه رفعة الأسانيد والتفرد ببلاد العجم.

وقال حمزة: مات في رجب في غرَّته من سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة عن أربع وتسعين سنة. قلت: وفيها مات شيخ القراء أبو العباس الحسن بن سعيد المطوعي بإصطخر عن مائة وسنتين, ومفتي القيروان أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن التبان المالكي، والعلَّامة القدوة أبو زيد محمد بن أحمد المروزي شيخ الشافعية، والقدوة أبو عبد الله محمد بن خفيف الصوفي شيخ بلاد فارس, رحمة الله عليهم أجمعين. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن العدل أنا أبو محمد بن قدامة سنة ست عشرة وستمائة أنا محمد بن عبد الباقي أنا أبو الفضل بن خيرون "ح" وأخبرنا إسماعيل أنا أبو محمد أنا يحيى بن ثابت بن بندار أنا أبي قالا: أنا أبو بكر البرقاني نا أبو بكر الإسماعيلي نا محمد بن يحيى بن سليمان نا عاصم بن علي نا شعبة عن الحكم عن ذر عن عبد الرحمن بن أبزى قال: جاء رجل إلى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد الماء، فقال عمار بن ياسر: أما تذكر أنا كنا في سرية فأجنبت أنا وأنت فأما أنت فلم تصلِّ وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "إنما كان يكفيك هكذا" وضرب بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه. أخرجه الشيخان من وجوه عن شعبة هكذا ورواه النضر بن شميل عن شعبة عن الحكم، ويقول الحكم فيه: وقد سمعته من ابن عبد الرحمن بن أبزى، وزاد فيه: فقال عمر: اتق الله يا عمار؛ فقال: يا أمير المؤمنين, إن شئت لما جعل الله علي من حقك لا أحدث به أحدًا. قال بعضهم: كيف ساغ لعمار أن يقول مثل هذا؟ أفيحل له كتمان العلم؟ والجواب: أن هذا ليس من كتمان العلم فإنه حدث به واتصل ولله الحمد بنا وحدث في مجلس أمير المؤمنين وإنما لاطف عمر بهذا لعلمه بأنه كان ينهى عن الإكثار من الحديث خوف الخطاء ولئلا يتشاغل الناس به عن القرآن. 898- 50/12- السَّبِيعي الحافظ العلَّامة أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي: وإليه ينسب درب السبيعي الذي بحلب، سمع محمد بن حبان البصري وعبد الله بن ناجية وقاسم بن زكريا المطرز وعمر بن محمد الكاغذي ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن هارون البرديجي وعمر بن أيوب السقطي وطبقتهم، روى عنه الدارقطني وأبو محمد عبد الغني الأزدي وأبو بكر البرقاني وأبو طالب بن بكير وأبو نعيم الحافظ وأبو

_ 898- تاريخ بغداد: 7/ 272-274. الوافي بالوفيات: 11/ 379، 380. طبقات الحفاظ: 382. شذرات الذهب: 3/ 71، 76. الجوم الزاهرة: 4/ 139.

العلاء الواسطي والشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الشيعي وآخرون، وكان عسرًا في الرواية, زعر الأخلاق, من أئمة هذا الشأن على تشيع فيه, وثقه أبو الفتح بن أبي الفوارس. قال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلا الحسن بن أحمد السبيعي لكفاهم، كان وجيهًا عند الملك سيف الدولة، وكان يزور السبيعي في داره. قال: وصنف له كتاب التبصرة في فضل العترة المطهرة، وكان له بين العامة سوق. قال: وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلوية. قال جعفر بن أبي الحسن الهمداني: أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو غالب محمد بن الحسن وجماعة قالوا: أنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير أنا الحسن بن أحمد السبيعي الحافظ بقراءة الدارقطني أنا محمد بن حبان أنا سليمان الشاذكوني أنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال: سألت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن صيد البازي فقال: "إذا أمسك عليك فكل". قال الحاكم: سألت السبيعي عن حديث إسماعيل بن رجاء فقال: له قصة، قرأ علينا ابن ناجية مسند فاطمة بنت قيس فدخلت على الباغندي فقال: من أين جئت؟ قلت: من مجلس ابن ناجية، قال: فما قرأ؟ قلت: أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس؛ فقال: مر لكم حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي؟ فنظرت في الجزء فلم أجده فقال: اكتب، ذكر أبو بكر بن أبي شيبة، فقلت: عمن ومنعته التدليس؟ فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ أنا محمد بن المعلى الأثرم أنا أبو بكر محمد بن بشر العبدي عن مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة, قصة الطلاق والسكنى والنفقة؛ ثم انصرفت إلى حلب وكان عندنا بغدادي فذكرت له هذا فخرج إلى الكوفة وذاكر ابن عقدة فكتب عنه هذا الحديث عني عن الباغندي، ثم اجتمعت مع فلان -يعني الجعابي- فذاكرته بهذا فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبًا، ثم اجتمعنا ببغداد فذكرنا هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصفار أنا أبو بكر الأثرم أنا ابن أبي شيبة؛ ولم يدر أن الأثرم هذا غير ذاك، فذكرت قصتي لفلان المفيد وأتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي، ثم قال السبيعي: المذاكرة تكشف عوار من لا يصدق. قال الخطيب: كان أبو محمد السبيعي ثقة حافظًا مكثرًا عسرًا في الرواية، ولما كان بأخرة عزم عل التحديث والإملاء فتهيأ لذلك فمات، وحدثت عن الدارقطني قال: سمعت أبا محمد السبيعي يقول: قدم علينا الوزير ابن حنزابة إلى حلب فتلقاه الناس فعرف أني محدث فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العمالة، فعرف لي ذلك وصارت لي به عنده منزلة. قلت: هذه الحكاية سمعها الحافظ عبد الغني بن سعيد من الدارقطني.

ومات أبو محمد السبيعي في سابع ذي الحجة من سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. قرأت على إسحاق بن طارق أنا يوسف بن خليل أنا خليل بن بدر "ح" وأنبأنا أحمد بن سلامة أنبأنا يوسف بن خليل أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي نا أحمد بن الصقر بن ثوبان نا محمد بن موسى الحرشي نا عمر بن سنان حدثنا يونس بن عبيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تغسل رأس رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو معتكف, يصغي رأسه إليها في حجرتها وهي حائض. 899- 51/12- الآبُرِّي الحافظ الإمام أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري السجستاني, مصنف كتاب مناقب الشافعي: وآبر قرية من قرى سجستان، رحل وسمع أبا العباس السراج وأبا بكر بن خزيمة وأبا عروبة الحراني ومحمد بن يوسف الهروي ومكحولًا البيروتي ومحمد بن الربيع الجيزي وطبقتهم حدث عنه علي بن بشرى الليثي ويحيى بن عمار السجستاني وجماعة، مات في شهر رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وهو في عشر الثمانين. أخبرنا أبو علي الأمين أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول أنا عبد الله بن محمد أنا أبو يعقوب والحسن بن يحيى قالا: أنا محمد بن خلاد بن جعفر السجستاني أنا محمد بن الحسين الآبري نا أبو عروبة نا المسيب بن واضح نا خلف بن تميم قال: قال رجل لسفيان: ذهب الناس وبقينا على حمر دبرة؛ فقال سفيان: ما أحسن حالها إن كانت على الطريق. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد الرحيم بن أبي سعد إجازة أنا هبة الرحمن بن القشيري أنا مسعود بن ناصر الركاب أنا علي بن بشرى الليثي بقراءتي أنا محمد بن الحسين بن إبراهيم لفظًا سنة سبع وخمسين وثلاثمائة نا عبد الملك بن محمد بجرجان نا عمار بن رجاء نا أبو داود الحفري عن سفيان عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خطب حين انكسفت الشمس فقال: "أما بعد". 900- 52/12- الماسرجسي الحافظ البارع أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي النيسابوري, صاحب المسند الأكبر:

_ 899- العبر: 2/ 330، 331. الوافي بالوفيات: 2/ 372. طبقات الحفاظ: 383. شذرات الذهب: 3/ 46، 47. هدية العارفين: 2/ 48. 900- العبر: 2/ 336، 337. طبقات الحفاظ: 383. شذرات الذهب: 3/ 50. الرسالة المستطرفة: 29. النجوم الزاهرة: 4/ 111.

سمع جده أحمد بن محمد وأبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج وابن الشرقي فمن بعدهم بخراسان ومصر والشام والعراق. قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ارتحل إلى العراق في سنة إحدى وعشرين وأكثر المقام بمصر وصنف المسند الكبير مهذبًا معللًا في ألف جزء وثلاثمائة جزء، وجمع حديث الزهري جمعًا لم يسبقه أحد، وكان يحفظه مثل الماء، وصنف الأبواب والشيوخ والمغازي والقبائل، وخرج على صحيح البخاري كتابًا, وعلى صحيح مسلم, وأدركته المنية قبل الحاجة إلى إسناده ودفن علم كثير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجاج القشيري يقول: صنفت هذا المسند -يعني صحيحه- من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة. وقال الحاكم في موضع آخر: صنف أبو علي حديث الزهري فزاد على محمد بن يحيى الذهلي، قال: وعلى التخمين يكون مسنده بخطوط الورَّاقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، فعندي أنه لم يصنف في الإسلام مسند أكبر منه، وعقد أبو محمد بن زياد مجلسًا عليه لقراءته، وكان مسند أبي بكر الصديق بخطه في بضعة عشر جزءًا بعلله وشواهده فكتبه النساخ في نيف وستين جزءًا، مولده سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وتوفي في تاسع رجب سنة خمس وستين وثلاثمائة، وصلى عليه ابن أخيه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي. 901- 53/12- الزعفراني الحافظ الإمام أبو سعيد الحسين بن محمد بن علي الأصبهاني المعروف بالزعفراني: سمع أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد والحسين بن علي بن زيد وطبقتهم، روى عنه أبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم وطائفة، قال أبو نعيم: كان بندار بلدنا في كثرة الأصول والحديث، وكان صاحب معرفة وإتقان، صنف المسند والتفسير والشيوخ وأشياء, توفي سنة تسع وستين وثلاثمائة. وممن روى عن الزعفراني, عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكرخي، يقع حديثه في الأربعين للرئيس الثقفي. قرأت على أحمد بن محمد الأيمي مرات أخبركم يوسف بن خليل، وأجازه لي ابن أبي الخير قالا: أنا مسعود الجمال سماعًا ليوسف وإجازة للآخر أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا الحسين بن محمد نا الحسين بن علي بن زيد قال: نا محمد بن عمرو بن حنان نا بقية عن أبي فروة الرهاوي عن مكحول عن شداد بن أوس قال: قال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف".

_ 901- ذكر أخبار أصبهان: 1/ 283، 284. طبقات الحفاظ: 383، 384. شذرات الذهب: 3/ 69. طبقات المفسرين للسيوطي: 12.

902- 54/12- النقاش الحافظ الإمام الجوال أبو بكر محمد بن علي بن حسن المصري نزيل تنيس: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين, وسمع محمد بن جعفر الإمام نزيل دمياط والقاسم بن الليث الرسعني وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعقوب المنجنيقي وعمر بن أبي غيلان البغدادي وأبا يعلى الموصلي وعبدان الأهوازي وجماهر بن محمد الزملكاني وطبقتهم، وسمع النقاش أيضًا من أبي العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي والحسن بن الفرج العزى وعبد الله بن إسحاق المدائني. ارتحل إليه الدارقطني إلى تنيس وكان منزويًا بها فلهذا لم ينتشر حديثه، روى عنه الدارقطني والحسين بن جعفر الكللي ويحيى بن علي بن الطحان وإبراهيم بن علي الغازي والحسن بن عمر بن جماعة الإسكندراني والقاضي علي بن الحسين بن جابر التنيسي وآخرون، وكان من علماء الحديث وهو راوي نسخة فليح التي سمعناها على أصحاب السخاوي، توفي في رابع شعبان سنة تسع وستين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن إبراهيم الخطيب ومحمد بن المظفر السقطي قالا: أنا علي بن محمد المقرئ أنا أبو طاهر السلفي أنا الخليل بن عبد الجبار بقزوين أنا علي بن الحسين القاضي بتنيس أنا أبو بكر محمد بن علي النقاش سنة ثمان وستين وثلاثمائة نا أبو صالح القاسم بن الليث نا المعافى بن سليمان الرسعني أنا فليح بن سليمان عن نافع قال: كان عبد الله يكثر الإهلال ويرفع صوته به ويقول: إن من إكمال الحج رفع الصوت بالإهلال. أخبرنا إسماعيل بن الفراء أنا ابن صباح أنا ابن رفاعة أنا الخلعي أنا الحسن بن جعفر الكللي نا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن التنيسي نا أبو بكر أحمد بن محمد بن سلام نا الحسين بن بحر نا عون بن عمارة نا أبو العلاء واسمه عمرو بن العلاء نا ابن سرح وهو صالح عن عمران بن حطان عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيلقى من الهول قبل الحساب ما يودُّ لو أنه لم يقضِ بين اثنين في تمرة". عون ضعيف وصالح غير صالح؛ لأنه خارجي. 903- 55/12- الحسن بن رشيق الإمام المحدث مسند بلده, أبو محمد العسكري المصري المعدل: حدث عن أبي عبد الرحمن النسائي وأحمد بن زغبة ومحمد بن عثمان بن سعيد

_ 902- العبر: 2/ 353. الوافي بالوفيات: 4/ 114، 115. طبقات الحفاظ: 384. شذرات الذهب: 3/ 70. النجوم الزاهرة: 4/ 137. 903- العبر: 2/ 355. الوافي بالوفيات: 12/ 16، 17. طبقات الحفاظ: 384. شذرات الذهب: 3/ 71. النجوم الزاهرة: 4/ 139.

السراج ومحمد بن رزيق بن جامع والمفضل بن محمد الجندي وأبي دجانة أحمد بن إبراهيم المعافري وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلم وأبي الزقزاق صاحب يحيى بن بكير وخلق كثير، روى عنه الدارقطني وعبد الغني بن سعيد وأبو محمد بن النحاس وإسماعيل بن عمرو المقرئ ويحيى بن الطحان المؤرخ ومحمد بن المغلس الداودي ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر وعلي بن ربيعة التميمي وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي ومحمد بن الحسين الطفال وخلق من المصريين والمغاربة. قال أبو القاسم بن الطحان في تاريخه: روى عن خلق لا أستطيع ذكرهم, فما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه، قال لي: ولدت في صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة سبعين وثلاثمائة. قلت: وفيها مات عالم الحنفية وصاحب التصانيف أبو بكر أحمد بن علي الرازي صاحب أبي الحسن الكرخي يروي في كتبه عن الأصم وابن قانع، والمحدث المسند أبو سهل بشر بن أحمد الأسفراييني عن نيف وتسعين سنة، وشيخ العربية بحلب أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، ومسند أصبهان المقرئ الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب، وصاحب اللغة أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي صاحب التهذيب. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا مكرم القرشي أنا حمزة بن أسد أنا سهل بن بشر الأسفراييني سنة تسع وسبعين وأربعمائة أنا محمد بن الحسين الطفال نا الحسن بن رشيق نا علي بن سعيد بن بشير نا عبد العزيز بن يحيى نا سليمان بن بلال عن محمد بن عقبة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "يخرج الدجال على حمار أقمر, ما بين أذنيه سبعون باعًا, ومعه سبعون ألف يهودي عليهم الطيالسة الخضر حتى ينزلوا كوم أبي الحمراء". 904- 56/12- غندر الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي الوراق: سمع الحسن بن علي المعمري وأبا بكر بن الباغندي وأبا عروبة الحراني وأبا الجهم المشغراني وأبا جعفر الطحاوي وطبقتهم بالعراق والشام والجزيرة ومصر, حدث عنه الحاكم وابن جميع الصيداوي وأبو عبد الرحمن السلمي وعمر بن أبي سعد الهروي وأبو نعيم الأصبهاني وآخرون، قال الحاكم: أقام عندنا سنين يفيدنا وخرج لي أفراد الخراسانيين ممن

_ 904- تاريخ بغداد: 2/ 150.

حدثني في سنة ست وستين، ثم دخل إلى أرض الترك وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة، ثم استدعى من مرو إلى الحضرة ببخارى ليحدث بها فأدركه أجله في المفازة سنة سبعين وثلاثمائة. أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي وغيره إجازة عن الكندي سماعًا أنا أبو منصور الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر محمد بن جعفر بن حسين غندر قدم علينا نا الحافظ أبو علي محمد بن سعيد بالرقة أنا عبد الله بن محمد بن عيشون نا محمد بن سليمان بن أبي داود نا داود بن الزبرقان عن مطر الوراق عن هارون بن عنترة عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك". غريب جدًّا. فأما غندر الأول فقد ذكر مع يحيى القطان وذويه. وأما غندر الثالث فهو صوفي محدث جوال لقي الجنيد وطبقته وكتب الحديث وسكن مصر وهو الشيخ أبو الطيب محمد بن جعفر بن دران البغدادي غندر، سمع أبا خليفة الجمحي وإبراهيم بن عبد الله المخزومي وأبا يعلى الموصلي، حمل عنه الدارقطني وأبو حفص الكتاني وطائفة سواهما، توفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي أنا الحسن بن يحيى المخزومي أنا عبد الله بن رفاعة أنا علي بن الحسن القاضي أنا عبد الرحمن بن عمر البزاز نا محمد بن جعفر بن دران أنا الحسن بن الطيب نا قتيبة نا معلى بن هلال عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق". هذا حديث غير صحيح ومعلى متهم بالكذب وباغض الشيخين, معثر لا خير فيه. وأما غندر الرابع فهو أبو علي محمد بن جعفر، وذكره الخطيب ولم يؤرخه، حدث عنه أحمد بن الفرج بن حجاج وابن جميع الصيداوي، وكان موصوفًا بالحفظ، وعندي أنه شيخ أبي نعيم الحافظ المذكور. أخبرنا عمر بن غدير أنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي حضورًا أنا ابن المسلم الفقيه أنا أبو نصر الخطيب أنا أبو الحسين الغساني نا محمد بن جعفر الحافظ غندر أنا الحسن بن شبيب أنا هدبة أنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر بالمضمضة والاستنشاق.

أما غندر الخامس فهو شيخ قديم الوفاة، وهو أبو الحسين محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الرازي غندر نزيل طبرستان، روى عن أبي حاتم الرازي وعلي بن الحسين بن الجنيد الحافظين ومحمد بن أيوب البجلي. أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق أنا عبد السلام بن أبي الفرج السرفولي حضورًا أنا شهردار بن شيرويه الديلمي أنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع أنا حميد بن مأمون أنا أحمد بن عبد الرحمن الحافظ أنا محمد بن جعفر بن حمويه بالري نا محمد بن جعفر بن عبد الرحمن غندر الرازي سنة ثلاثين وثلاثمائة حدثنا محمد بن أيوب "ح" وأنبأنا بعلو عبد الرحمن بن محمد الفقيه وجماعة قالوا: أنا عمر بن محمد المعلم أنا هبة الله بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد أنا أبو بكر الشافعي نا محمد بن غالب قالا: أنا يحيى بن هاشم نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يحب الحلواء والعسل. رواه جماعة عن هشام بن عروة، ويحيى ليس بثقة. أما غندر السادس فهو محمد بن جعفر البغدادي أبو بكر الفامي يعرف بغندر، ذكره الخطيب فقال: أنا بشرى بن عبد الله الرومي نا أبو بكر محمد بن جعفر غندر مولى فاتن المقتدري سنة ستين وثلاثمائة نا أبو شاكر مسرة بن عبد الله, فذكر حديثًا منكرًا، ثم قال الخطيب: ومسرة ذاهب الحديث. أما غندر السابع فهو أبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار غندر، سمع ابن المجدر وأبا محمد بن صاعد وأبا حامد الحضرمي، روى عنه الحسن بن محمد الخلال، وقال فيما حكاه الخطيب عنه: كان يلقب غندرا أو يحفظ القرآن, إلى أن قال: وتوفي في المحرم سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. أما غندر الثامن فهو أحمد بن آدم الجرجاني الخلنجي غندر، يروي عن ابن المديني وغيره. أما غندر التاسع فهو محمد بن المهلب الحراني أبو الحسين خال الشيرازي, لقبه غندر، قال ابن عدي: كان يكذب، لقي النفيلي. عاشرهم محمد بن يوسف بن بشير الهروي، قيل: إن الخطيب ذكر أنه يلقب بغندر. 905- 57/12- الغزال الحافظ الإمام المقرئ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل

_ 905- ذكر أخبار أصبهان: 2/ 242. طبقات الحفاظ: 385. شذرات الذهب: 3/ 47. هدية العارفين: 2/ 49.

ابن مخلد الأصبهاني صاحب التصانيف في القراءات والوقف والابتداء وفي الحديث: سمع محمد بن علي الفرقدي وعبدان الأهوازي ومحمد بن زبان المصري وعلي بن أحمد بن عجلان والقاسم بن عيسى العطار الدمشقي وطبقتهم، حدث عنه أبو سعد الماليني وعبد العزيز بن أحمد بن فاذويه وأبو نعيم الحافظ وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأديب وآخرون؛ قال أبو نعيم: هو أحد من يرجع إلى حفظه ومعرفته، وله مصنفات، مات في آخر ربيع سنة تسع وستين وثلاثمائة. قرأت على الحسن بن علي أخبركم جعفر الهمداني عن أبي طاهر الحافظ أنا أحمد بن عبد الله الخرقي أنا عبد العزيز بن أحمد بن فاذويه نا الحافظ محمد بن عبد الرحمن الغزال نا محمد بن علي بن مخلد نا إسماعيل بن عمرو البجلي نا إسماعيل بن زكريا وحبان بن علي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تذاكروا الحديث لا يتفلت منكم، إنه ليس بمنزلة القرآن، إن القرآن محفوظ مجموع، وإنكم إن لم تذاكروا الحديث تفلت منكم، ولا يقولن أحدكم: حدثت أمس ولا أحدث اليوم، بل حدث أمس وحدث اليوم وحدث غدًا, عندي للغزال حديث في سفينة خميس حرا للسبط. 906- 58/12- ابن السقاء الحافظ الإمام محدث واسط أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي: سمع أبا خليفة الجمحي وإسحاق بن خالويه البابسيري وزكريا الساجي وأبا يعلى الموصلي ومحمود بن محمد الواسطي وأحمد بن يحيى التستري الحافظ وطبقتهم، روى عنه الدارقطني وأبو الفتح يوسف القواس وأبو العلاء محمد بن علي القاضي وعلي بن أحمد الرزاز وعلي بن عبد الصمد بن عبيد الله الهاشمي الخطيب والقاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي وأبو نصر علي بن سعيد بن علي الشافعي المتوفى سنة خمس وأربعين وأربعمائة خاتمة أصحابه وأبو نعيم الأصبهاني وآخرون؛ قال أبو العلاء: سمعت ابن المظفر والدارقطني يقولان: لم نر مع ابن السقاء كتابًا وإنما حدثنا حفظًا. وقال علي بن محمد الطيب الجلَّابي في تاريخه: ابن السقاء من أئمة الواسطيين والحفاظ المتقنين، توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد أنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ثماني عشرة وستمائة أنا علي بن بعونا أنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري أنا أحمد بن مظفر العطار نا

_ 906- تاريخ بغداد: 10/ 130-132. العبر: 2/ 365. طبقات الحفاظ: 385. شذات الذهب: 3/ 81. النجوم الزاهرة: 4/ 144، 145.

عبد الله بن محمد بن عثمان نا أبو خليفة نا مسدد نا أبو عوانة عن زيد بن جبير: سألت ابن عمر قلت: من أين يجوز أن أعتمر؟ قال: فرضها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن. قال السلفي: سألت الحافظ خميسًا الحوزي عن ابن السقاء فقال: هو من مزينة مضر ولم يكن سقاء بل لقب له، من وجوه الواسطيين وذوي الثروة والحفظ، رحل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة وأبي يعلى وابن زيدان البجلي والمفضل بن الجندي وبارك الله في سنه وعلمه، واتفق أنه أملى حديث الطير فلم تحتمله نفوسهم فوثبوا به وأقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته فكان لا يحدث أحدًا من الواسطيين؛ فلهذا قل حديثه عندهم، وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة حدثني ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي. 907- 59/12- عمر بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران الحافظ أبو حفص السكري أخو جد أبي الحسين بن بشران: سمع أحمد بن الحسن الصوفي وعبد الله بن زيدان البجلي والبغوي وطبقتهم، قال الخطيب: ثنا عنه البرقاني وسألته عنه فقال: ثقة ثقة، كان حافظًا عارفًا كثير الحديث، وبقي إلى سنة سبع وستين وثلاثمائة. 908- 60/12- الأزدي الحافظ العلامة أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بريدة الموصلي نزيل بغداد: حدث عن أبي يعلى ومحمد بن جرير والباغندي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبي عروبة الحراني وطبقتهم، وعنه إبراهيم بن عمر البرمكي وأبو نعيم الحافظ وأحمد بن الفتح بن فرغان وآخرون. قال الخطيب: كان حافظًا، صنف في علوم الحديث، وسألت البرقاني عنه فضعفه، حدثني النجيب عبد الغفار الأرموي قال: رأيت أهل الموصل يوهنونه ولا يعدونه شيئًا. قلت: له مصنف كبير في الضعفاء، وهو قوي النفس في الجرح، وهاه جماعة بلا مستند طائل. مات في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن مطهر ابن القاضي أبي سعيد بن أبي عصرون التميمي الشافعي أنا أبي الفقيه أبو العباس سنة أربع وعشرين وستمائة أنا جدي "ح" وأنا أبو المعالي أنا عبد الرحمن بن أبي القاسم الصوري أنا القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري قالا: أنا علي بن أحمد بن طوق التغلبي أنا أبو الحسن أحمد بن الفتح الموصلي نا محمد بن الحسين

_ 907- تاريخ بغدا: 11/ 256. طبقات الحفاظ: 385. شذرات الذهب: 3/ 60. غاية النهاية: 1/ 589. 908- تاريخ بغداد: 2/ 243, 244. العبر: 2/ 367، 368. طبقات الحفاظ: 286. شذرات الذهب: 3/ 84. البداية والنهاية: 11/ 303.

الأزدي نا محمد بن جرير الطبري نا محمد بن مرزوق نا أشعث بن شبيب عن أبي سليمان الكوفى عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته، تقول: اللهم اغفر لنا وله". هذا حديث منكر، وأبو سليمان هو داود بن عبد الجبار، قال ابن معين: ليس بثقة. 909- 61/12- حُسَيْنَك الحافظ الإمام النبيل أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري: ويعرف أيضًا بابن منينة، وهو بحسينك أشهر، من كبار أهل خراسان، كان يبعثه ابن خزيمة إذا تخلف عن مجلس السلطان لينوب عنه، وكان يعزه ويقدمه على أولاده، سمع ابن خزيمة والعباس الثقفي وعمر بن أبي غيلان وأبا القاسم البغوي وعبد الله بن زيدان البجلي وطبقتهم، حدث عنه الحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو حفص بن مسرور وأبو سعيد الكنجرودي وعدة. قال الخطيب: كان ثقة حجة. وقال الحاكم: الغالب على سماعه الصدق وهو شيخ العرب في بلدنا ومن ورث الثروة القديمة، وسلفته جملة صحبته حضرًا وسفرًا فما رأيته ترك قيام الليل من نحو ثلاثين سنة فكان يقرأ كل ليلة سبعًا، وكانت صدقاته دارة سرًّا وعلانية، اخرج مرة عشرة من الغزاة بآلتهم بدلا عن نفسه، ورابط غير مرة، وأول سماعه في سنة خمس وثلاثمائة. قال الخطيب: مات في ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو أحمد التميمي نا أبو قريش محمد بن جمعة نا أبو سعيد الأشج حدثني عقبة بن خالد عن أبي سعد البقال عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال حين يمسي: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا كان حقًّا على الله أن يرضيه". غريب تفرد به عقبة فأخرجه الترمذي من حديثه وحسنه. 910- 62/12- ابن مهران الحافظ الإمام الزاهد القدوة شيخ الإسلام أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي: سمع أبا القاسم البغوي والباغندي وأبا عروبة الحراني وابن جوصاء الدمشقي وابن صاعد وأبا حامد بن بلال وخلقًا من

_ 909- تاريخ بغداد: 8/ 74، 75. العبر: 2/ 368، 369. طبقات الحفاظ: 386. شذرات الذهب: 3/ 84. النجوم الزاهرة: 4/ 147. 910- تاريخ بغداد: 10/ 299، 300. العبر: 2/ 369. النجوم الزاهرة: 4/ 147. شذرات الذه: 3/ 85. المنتظم: 7/ 128، 129.

الخراسانيين والشاميين، ثم دخل بخارى وسمرقند فسكن هناك نحوًا من ثلاثين سنة، وصنف المسند الكبير على الرجال، روى عنه الحاكم وأبو العلاء الواسطي وعلي بن محمد الحذاء وأحمد بن محمد الكاتب وآخرون. قال ابن أبي الفوارس: صنف أبو مسلم أشياء كثيرة، وكان ثقة زاهدًا ما رأيت مثله. قال الخطيب: جمع أحاديث المشايخ والأبواب، وكان متقنًا حافظًا مع ورع وزهد وتدين، ذكره أبو العلاء يومًا فأطنب في وصفه وقال: كان الدارقطني والشيوخ يعظمونه. وقال الحاكم: دخلت مرو وما وراء النهر ولم ألقه، وفي سنة خمس وستين في الحج طلبته في القوافل فأخفى نفسه، فحججت سنة سبع وستين وعندي أنه بمكة فقالوا: هو ببغداد، فاستوحشت من ذلك وتطلَّبته فلم أظفر به، ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: هنا شيخ من الأبدال تشتهي أن تراه؟ قلت: بلى, فذهب بي فأدخلني خان الصباغين، فقالوا: اخرج، فقال أبو نصر: تجلس في هذا المسجد فإنه يجيء، فقعدنا وأبو نصر لم يذكر لي من الشيخ فأقبل أبو نصر ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء فسلم عليَّ فاتهمت أنه أبو مسلم الحافظ فبينا نحن نحدثه قلت له: وجد الشيخ ههنا من أقاربه أحدًا؟ قال: الذين أردت لقاءهم انقرضوا، فقلت: هل خلف إبراهيم ولدًا, أعني أخاه إبراهيم الحافظ؟ فقال: ومن أين عرفت أخي؟ فسكت، فقال لأبي نصر: من هذا الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلي وقمت إليه وشكا شوقه وشكوت مثله فاشتفينا من المذاكرة وجالسته مرارًا ثم ودعته يوم خروجي فقال: يجمعنا الموسم, فإن علي أن أجاور بمكة، ثم حج سنة ثمان وستين وجاور إلى أن مات وكان يجهد ألا يظهر لحديث ولا لغيره. قلت: توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. أنبأنا المسلم بن محمد أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن علي المقرئ أنا أبو مسلم بن مهران نا عبد المؤمن بن خلف, سمعت صالح بن محمد, سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث؛ إبراهيم الفراء وابن أبي شيبة عبد الله. وفيها توفي الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري النيسابوري المحدث، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق ببغداد، وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي البغدادي، وشيخ الشافعية ببغداد وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي، ومحدث بغداد ومسندها الإمام أبو حص عمر بن محمد بن علي بن الزيات البغدادي عن تسعين سنة وكان يحتمل أن يذكر في الحفاظ وشيخ مالكية العراق القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري وهو في عشر التسعين، ومحدث الشام القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي وقد قارب تسعين سنة، وأبو الليث نصر بن محمد السمرقندي الفقيه الحنفي صاحب تنبيه الغافلين.

911- 63/12- ابن حرارة الحافظ العلامة الجوال, أبو الحسن محمد ابن المحدث أحمد بن علي بن أسد البرذعي الأسدي: قال الخليلي: أحمد يعرف أبوه بحرارة، وابنه محمد ارتحل إلى العراق ومصر والشام، وسمع حامد بن شعيب والبغوي وابن جوصاء وعبد الله بن وهب الدينوري وطبقتهم, إلى أن قال: ورد قزوين والري فروى من حفظه زيادة على ثلاثين ألف حديث، ولم يكن معه ورقة، وفي أماليه غرائب وكلام يستفاد، حدث عنه شيوخنا، ومات بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وروى الخليلي عن الحسن بن جعفر الطيبي عنه. 912- 64/12- الغِطريفي الحافظ المتقن الإمام أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السري بن الغطريف بن الجهم الغطريفي العبدي الجرجاني الرباطي، مصنف الصحيح على المسانيد: سمع أبا خليفة حتى استوعب ما عنده والحسن بن سفيان وعمران بن موسى بن مجاشع وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وابن ناجية وابن خزيمة وطبقتهم، حدث عنه رفيقه أبو بكر الإسماعيلي في صحيحه بأكثر من مائة حديث، فمرة يقول: نا محمد بن أحمد العبدي، والعبقسي, ومحمد بن أبي حامد. وكان أبو أحمد من علماء المحدثين ومتقنيهم صوامًا قوامًا صالحًا ثقة، قال الخليلي: كان أمير الغزاة بدهستان، وصنف على صحيح البخاري. حدث عنه حمزة بن يوسف السهمي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي أبو الطيب الطبري والسري بن إسماعيل بن أبي بكر الإسماعيلي. مات أبو أحمد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة, رحمة الله عليه. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره إجازة قالوا: أنا عمر بن محمد المؤدب أنا أحمد بن محمد بن ملوك الوراق ومحمد بن عبد الباقي البزاز قالا: أنا طاهر بن عبد الله الفقيه نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة نا أبو خليفة نا عثمان بن الهيثم نا عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كان العلم معلقًا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس". توفي مع أبي أحمد في السنة أبيض بن محمد بن أبيض الفهري خاتمة أصحاب النسائي بمصر، وشيخ العربية أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي صاحب

_ 911- طبقات الحفاظ: 387. شذرات الذهب: 2/ 379. 912- العبر: 3/ 5، 6. الوافي بالوفيات: 2/ 84. طبقات الحفاظ: 387. شذرات الذهب: 3/ 90. الرسالة المستطرفة: 88.

التصانيف وله تسع وثمانون سنة، ومحدث بغداد أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الثقفي الوراق عن خمس وتسعين سنة، وشيخ القراء بالأندلس أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الأنطاكي الشافعي، ومسند بخارى أبو عمرو محمد بن صابر البخاري المؤذن, آخر من حدث عن صالح بن محمد الحافظ, رحمة الله عليهم. 913- 65/12- ابن المقرئ محدث أصبهان الإمام الرَّحَّال الحافظ الثقة أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني الخازن المشهور بابن المقرئ صاحب المعجم الكبير والأربعين حديثًا: سمع محمد بن نصير المديني ومحمد بن علي الفرقدي وعدة بأصبهان، والصوفي وعمر بن أبي غيلان ببغداد، وأبا يعلى بالموصل، وعبدان بالأهواز، وأبا عروبة بحران, ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان، وعبد الله بن زيدان بالكوفة، وأحمد بن يحيى الحافظ بتستر، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، وعبد الله بن محمد بن سلم بالقدس، وسعيد بن عبد العزيز بدمشق، ومحمد بن المعافى بصيداء, ومكحولًا ببيروت، ومأمون بن هارون بعكا، ومحمد بن عمير بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأذنة، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن روح بعسكر مكرم، ومحمد بن تمام البهراني بحمص، والحسين بن عبد الله القطان بالرقة، ومحمد بن زبان بمصر، ومحمد بن قربا بعسقلان، وأممًا سواهم وهم في معجمه؛ وقد صنف مسند أبي حنيفة وخرج لنفسه الفوائد؛ حدث عنه أبو إسحاق بن حمزة وأبو الشيخ بن حيان وأبو بكر بن مردويه وحمزة السهمي وأبو نعيم وأبو طاهر بن عبد الرحمن وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه ومنصور بن الحسين وأحمد بن محمود الثقفي وأحمد بن محمد بن النعمان الصائغ وخلق كثير. قال ابن مردويه: هو ثقة مأمون صاحب أصول. وقال أبو نعيم: محدث كبير ثقة صاحب مسانيد، سمع ما لا يحصى كثرة. وقال أبو طاهر أحمد بن محمود: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات. وروى اثنان عن ابن المقرئ قال: مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة سبعين مرحلة ولو عرضت على خبَّاز برغيف لم يقبلها. وقال أبو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربعًا, أقمت بمكة خمسة وعشرين شهرًا. وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو

_ 913- العبر: 3/ 18، 19. الوافي بالوفيات: 1/ 342، 343. طبقات الحفاظ: 387، 388. شذرات الذهب: 3/ 101. الرسالة المستطرفة: 95.

الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم, فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت: يا رسول الله الجوع؛ فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال: شكوتموني إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء إليكم. وقد أفرد الحافظ أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ فقال: نا معمر بن الفاخر نا عمي, سمعت أبا نصر بن أبي الحسن يقول: سمعت ابن سلامة يقول: قيل للصاحب بن عباد: أنت رجل معتزلي وابن المقرئ محدث وأنت تحبه؟ قال: لأنه كان صديق والدي وقيل: مودة الآباء قرابة الأبناء، ولأني كنت نائما فرأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في النوم يقول لي: "أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك؟! " فانتبهت فدعوت البواب وقلت: من بالباب؟ قال: أبو بكر بن المقرئ. قال أبو عبد الله بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة الرازي. قلت: سمع ابن المقرئ في نحو من خمسين مدينة، وقد انتقيت من معجمه أربعين حديثًا بلدية له، وكان خازن كتب الصاحب إسماعيل بن عباد. ولم يقع لنا من عواليه بالإجازة سوى جزء مأمون, الذي انفرد في الدنيا بعلوه أبو سعد المديني وعاش ابن المقرئ ستا وتسعين سنة. مات في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. وفيها مات شيخ القراء بنيسابور أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران مصنف الغاية، ومسند خراسان أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي راوي صحيح البخاري، ومقرئ مصر أبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن الفرج ابن الإمام المصري، وقاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف البغدادي، ومسند العراق أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري العوفي صاحب جعفر الفريابي، وشيخ القراء بقزوين علي بن أحمد بن صالح القزويني خاتمة من روى عن يوسف بن عاصم الرازي، عن ثمانٍ وتسعين سنة، وعالم المالكية وفقيههم بقرطبة أبو بكر محمد بن يبقى بن زُرب القرطبي. أخبرنا أحمد بن هبة الله وسليمان بن قدامة وجماعة عن محمد بن عبد الواحد المديني أنا إسماعيل بن علي الحمامي أنا أبو مسلم محمد بن علي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم أنا أبو عروبة نا بندار نا عبد الوهاب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قضى باليمين مع الشاهد. أخرجه الترمذي وابن ماجه عن بندار.

914- 66/12- أبو أحمد الحاكم محدث خراسان الإمام الحافظ الجهبذ محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي صاحب التصانيف: وهذا هو الحاكم الكبير مؤلف كتاب الكنى, سمع أحمد بن محمد الماسرجسي ومحمد بن شادل وابن خزيمة والباغندي والبغوي والسراج ومحمد بن إبراهيم الغازي وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن الفيض الغساني وأبا عروبة الحراني وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن أحمد الجارودي وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه وأبو حفص بن مسرور ومحمد بن علي بن محمد الجصاص وصاعد بن محمد القاضي وأبو سعيد الكنجرودي وأبو عثمان البحيري الأصبهاني وخلق سواهم. قال الحاكم: هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى، طلب الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة، وسمع بالعراق والجزيرة والشام, إلى أن قال: ولم يدخل مصر، وكان مقدمًا في العدالة أولًا ثم ولي القضاء سنة ثلاث وثلاثين، إلى أن قلد قضاء الشاش فحكم بها أربع سنين وأشهرًا، ثم قلد قضاء طوس فكنت أدخل إليه والمصنفات بين يديه فيحكم ثم يقبل على الكتب، ثم أتى نيسابور سنة خمس وأربعين ولزم مسجده ومنزله مفيدًا مقبلًا على العبادة والتصنيف، وأريد غير مرة على القضاء والتزكية فيستعفي، وكفَّ بصره سنة ست وسبعين، ثم توفي وأنا غائب, في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وله ثلاث وتسعون سنة, رحمة الله عليه. قال الحاكم في تاريخه: كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة، قلد القضاء في أماكن، وصنف على كتابي الشيخين وعلى جامع أبي عيسى، قال لي: سمعت عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والزهد والورع, بكى حتى عمي. قال الحاكم: وصنف أبو أحمد كتاب العلل، والمخرج على كتاب المزني، وكتابًا في الشروط، وصنف الشيوخ والأبواب, إلى أن قال: وهو حافظ عصره بهذه الديار. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت مع الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن نصر فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات؟ فلم يكن أحد منهم يحفظه وكان عليَّ خلقان وأنا في آخر الناس فقلت لوزيره: أنا أحفظه، فقال: ههنا فتى من نيسابور يحفظه؛ فقدمت فوقهم وريت الحديث؛ فقال الأمير: مثل هذا لا يضيع؛ فولاني قضاء الشاش.

_ 914- العبر: 3/ 9، 10. الوافي بالوفيات: 1/ 115. طبقات الحفاظ: 388. شذرات الذهب: 3/ 93. الرسالة المستطرفة: 121.

وقال الحاكم: تغيَّر حفظه لما كبر ولم يختلط قط، وسمعته يقول: كنت بالري وهم يقرءون على ابن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فقلت لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكة, أراكم تقرءون كتاب التاريخ للبخاري على شيخكم على الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد, إن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما تاريخ البخاري قالا: هذا علم لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا, فأقعدا عبد الرحمن يسألهما عن رجل بعد رجل وزادا فيه ونقصا. وسمعته يقول: سمعت أبا الحسين الغازي يقول: سألت البخاري عن أبي غسان فقال: عَمَّ تسأل عنه؟ قلت: شأنه في التشيع، فقال: هو على مذهب أئمة أهل بلده الكوفيين، ولو رأيتم عبيد الله وأبا نعيم وجميع مشايخنا الكوفيين لما سألتمونا عن أبي غسان. وسمعته يقول: سمعت أبا الحسين الغازي, سمعت عمرو بن علي, سمعت يحيى بن سعيد يقول: عجبًا من أيوب السختياني يدع ثابتًا البناني لا يكتب عنه. قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد القصار أنا أبو سعيد الكنجرودي سنة تسع وأربعين وأربعمائة أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي نا إسحاق الحنظلي أنا عبد العزيز بن محمد نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "من أشرك بالله فليس بمحصن". قال أبو أحمد: لا أعلم حدث به غير إسحاق عن الدراوردي عن عبيد الله. وفي سنة ثمان وسبعين مات من كبار الشيوخ القاضي أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين النيسابوري، والقاضي العلامة أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي الواعظ الحنفي قاضي سمرقند عن تسعين سنة إلا سنة، وشيخ الحنفية بما وراء النهر عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي الزاهد وميغ من قرى بخارى، وشيخ المالكية بالعراق أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن الجلاب توفي كهلًا، وأسند من بقي بمصر أبو بكر عتيق بن موسى بن هارون الأزدي الحاتمي، عنده عن أبي الزقزاق الموطأ بسماعه من يحيى بن بكير، ومحدث بغداد أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق صاحب الأمالي، وصدر هراة ورئيسها أبو عبد الله محمد بن العباس بن أبي ذهل الضبي المحدث, رحمة الله عليهم. 915- 67/12- المفيد العالم الشهير محدث جرجرايا, أبو بكر محمد بن أحمد بن

_ 915- العبر: 3/ 8. طبقات الحفاظ: 388، 389. شذرات الذهب: 3/ 92. تاريخ بغداد: 1/ 346-348. لسان الميزان: 5/ 45.

محمد بن يعقوب: وصفه أبو نعيم الأصبهاني بالحفظ وارتحل إليه، وقال الخطيب: حدثني محمد بن عبد الله عنه أنه قال: موسى بن هارون سماني المفيد. قلت: فهذه العبارة أول ما استعملت لقبًا في هذا الوقت قبل الثلاثمائة، والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة. وقال المحدث محمد بن أحمد الروياني: لم أرَ أحدا أحفظ من المفيد. وقال الماليني: كان المفيد رجلًا صالحًا. قلت: لكنه متهم، حدث عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي عن يزيد بن هارون، ولا يدرى من ذا؟! فكان يقول: سمعت منه سنة خمس وتسعين؛ وروى موطأ القعنبي، عن الحسن بن عبيد الله عن القعنبي, والآخر لعله ما وجد أبدًا؛ وروى عن أبي شعيب الحراني ومحمد بن يحيى المروزي وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وموسى بن هارون وخلائق؛ وقد تجاسر البرقاني وأخرج عنه في صحيحه، واعتذر بأن الحديث المذكور لم يسمعه من غيره، وسئل عنه فقال: ليس بحجة، قد حدثنا بالموطأ عن رجل عن القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله نفقتك؛ فدفعت الموطأ إلى بعض العامة وأعطاني بدله بياضًا. قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد أنكرت عليه أسانيد ادَّعاها. قلت: آخر من حدث عنه الحسن بن غالب المقرئ أحد الضعفاء أيضًا, وعاش المفيد نيفا وتسعين سنة، توفي سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة. قرأت على أحمد بن سباع أنا عتيق بن أبي الفضل سنة إحدى وأربعين وستمائة أنا أبو القاسم الحافظ أنا أبو غالب بن البناء وأخوه يحيى قالا: أنا الحسن بن غالب المقرئ أنا محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا إملاء نا عثمان بن الخطاب, سمعت عليًّا, سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". هذا مما لا أفرح بعلوه لعلمي بأن هذا الكذاب ما رأى عليًّا -رضي الله عنه- أصلا, ولا والله رأى من رآه. 916- 68/12- محمد بن المظفَّر بن موسى بن عيسى الحافظ الإمام الثقة أبو الحسين البغدادي محدث العراق: ولد سنة ست وثمانين ومائتين وأول ما سمع في سنة ثلاثمائة، سمع أحمد بن الحسن الصوفي وحامد بن شعيب وقاسم بن زكريا وعمر بن أبي غيلان والباغندي ومحمد بن جرير وعبد الله بن زيدان البجلي وأبا عروبة الحراني وعلي بن أحمد علان ومحمد بن خريم الدمشقي والحسين بن محمد بن جمعة وطبقتهم بالعراق والجزيرة

_ 916- العبر: 3/ 12. طبقات الحفاظ: 389، 390. شذرات الذهب: 3/ 96. تاريخ بغداد: 3/ 262، 263. لسان الميزان: 5/ 383، 384.

ومصر والشام، وجمع وألف وعن مضايق هذا الفن لم يتخلف، روى عنه الدارقطني وابن شاهين وأبو الفتح بن أبي الفوارس والماليني والبرقاني وأبو نعيم والحسن بن محمد الخلال وعلي بن المحسن وعبد الوهاب بن برهان وأبو محمد الجوهري وخلق كثير. يقال: إنه من ولد سلمة بن الأكوع، وكان يقول: لا أتيقن ذلك. قال الخطيب: كان ابن المظفر فهمًا حافظًا صادقًا. وقال البرقاني: كتب الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث. وقال ابن أبي الفوارس: سألت ابن المظفر عن حديث الباغندي عن ابن زيد المذاري عن عمرو بن عاصم، فقال: ما هو عندي؛ قلت: لعله عندك؛ قال: لو كان عندي لكنت أحفظه، عندي عن الباغندي مائة ألف حديث ما فيها هذا. قال القاضي محمد بن عمر الداودي: رأيت الدارقطني يعظم ابن المظفر ويبجله ولا يسند بحضرته. وقال الخطيب: حدثني محمد بن علي الصوري, حدثنا بعض الشيوخ أنه حضر مجلس ابن معروف القاضي فجاء أبو الفضل الزهري فقام ابن المظفر عن مكانه وأجلس الزهري, وقال: أيها القاضي, هذا الشيخ من ولد عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وهو محدث وآباؤه محدثون إلى عبد الرحمن، وقال: ثنا والد هذا، ونا فلان عن جد هذا محمد بن عبيد الله، ونا فلان عن جدهم عبيد الله بن سعد، ولم يزل يروي عن كل واحد من آبائه حديثًا حتى انتهى إلى عبد الرحمن بن عوف, رضي الله عنه. قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن المظفر فقال: ثقة مأمون؛ فقلت: يقال: إنه يميل إلى تشيع؛ فقال: قليلًا بمقدار ما لا يضر إن شاء الله. وقال أبو الوليد الباجي: ابن المظفر حافظ فيه تشيع. قال إبراهيم بن محمد الرعيني: قدم علينا ابن المظفر وكان أحول أشج فحضر عند عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني فقال له: إن هذا الذي تمليه علينا هو عندنا كثير بالعراق، نريد حديث مصر؛ فكان ذلك مبدأ ما أخرج القزويني حديث عمرو بن الحارث، فكان منه ما كان من نكير الناس عليه حتى قال الدارقطني: وضع القزويني لعمرو أكثر من مائة حديث. قال العتيقي: توفي ابن المظفر في يوم الجمعة في شهر جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. قلت: وفيها مات إمام اللغة بالأندلس أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي، ومحدث دمشق الإمام المفيد أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي صاحب الوفيات، عنده عن البغوي ومحمد بن الفيض، وأبو الحسين محمد بن النضر الموصلي بن النحاس راوي المعجم عن أبي يعلى الموصلي, والمعمر أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بن هلال الرأي البصري خاتمة من روى عن الكجي.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه كتابة أنا عمر بن محمد أنا أحمد بن الحسن أنا الحسين بن علي أنا محمد بن المظفر نا محمد بن محمد بن سليمان نا عبد الحميد بن بيان نا هشيم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من سمع النداء فلم يجب الصلاة فلا صلاة له" 1. قلت: لم يقل "إلا من عذر". 917- 69/12- أبو حفص بن الزيات الحافظ الثقة المسند عمر بن محمد بن علي بن يحيى البغدادي الناقد: سمع جعفر الفريابي وإبراهيم بن شريك وابن ناجية وأحمد بن الحسن الصوفي وعمر بن أبي غيلان وطبقتهم ومن بعدهم، وعنه البرقاني وأبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخي والجوهري وخلق؛ قال البرقاني: كان والله ثقة قديم السماع مصنفًا. وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة متقنًا أمينًا، وقد جمع أبوابًا وشيوخًا. وقال العتيقي: مات في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة, مولده سنة ست وثمانين ومائتين. قال: وكان ثقة صاحب حديث يحفظ. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه إجازة أنا عمر بن محمد أنا محمد بن عبد الباقي أنا عمر بن الحسين الخفاف أنا عمر بن محمد الزيات أنا حمزة بن محمد الكاتب قراءة عليه نا نعيم بن حماد نا أبو أمية الثقفي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من بكر يوم الجمعة وابتكر وغسل واغتسل ومشى ولم يركب, فدنا من الإمام واستمع وأنصت ولم يلغ حتى يصلي الجمعة, كفاه الله ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام". تفرد به أبو أمية وهو إسماعيل بن يعلى أحد الضعفاء، وللمتن إسناد آخر صالح. 918- 70/12- ابن السمسار الحافظ الثقة المفيد محدث الشام, أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين الدمشقي: حدث عن محمد بن خريم وأحمد بن جوصاء وأبي الدحداح أحمد بن محمد وعبد الله بن محمد السري الحمصي الحافظ وأبي الجهم بن طلاب وأبي عبد الله المحاملي وابن مخلد وطبقتهم، حدث عنه تمام الرازي ومكي بن المعمر ومحمد بن عوف المزني وأخوه أبو الحسن محمد بن السمسار وآخرون، قال عبد العزيز

_ 1 رواه ابن ماجه في المساجد باب 17. 917- العبر: 2/ 270. طبقات الحفاظ: 390. شذرات الذهب: 3/ 85. تاريخ بغداد: 11/ 360، 361. النجوم الزاهرة: 4/ 148. 918- العبر: 2/ 331. طبقات الحفاظ: 390. شذرات الذهب: 3/ 47. النجوم الزاهرة: 4/ 106.

الكتاني: كان ثقة نبيلًا حافظًا كتب القناطير. وقال الميداني: توفي في رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. 919- 71/12- بصلة هو الحافظ الإمام أبو الحسين محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني رحَّال جوَّال: سمع عمران بن موسى بن مجاشع السختياني وابن خزيمة وابن جوصاء وأبا العباس السراج وطبقتهم، وحدث بأماكن، روى عنه أبو نعيم الحافظ وغيره، لم أدرِ متى توفي، وبقي إلى بعد الستين وثلاثمائة. 920- 72/12- أحمد بن موسى بن عيسى الحافظ أبو الحسن بن أبي عمران الجرجاني الوكيل: قال حمزة السهمي: كان وكيلًا على باب القضاة، روى عن عمران بن موسى السختياني وأحمد بن محمد بن عبد الكريم وأحمد بن حفص السعدي وعبد الرحمن بن عبد المؤمن وطبقتهم، وكان قد كتب الكثير من المسانيد والسنن والتواريخ وجمع الشيوخ والأبواب والطرق وكان له فهم ودراية, روى مناكير عن شيوخ مجاهيل لم يتابعه عليها أحد فأنكروا عليه وكذبوه وكان له أصول جياد عن السختياني وغيره، سمعت أبا محمد المنيري يقول: رأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بكثرة كتبي الحديث والصلاة على النبي, صلى الله عليه وآله وسلم. مات في ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاثمائة. قلت: وفي نسخة سنة ثمان وسبعين فالله أعلم. قلت: وروى عنه أبو سعيد النقاش وحلف أنه كان يضع الحديث. 921- 73/12- صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن هذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس الحافظ الكثير الصدق, المعمر أبو الفضل التميمي الهمذاني السمسار: حدث عن أبيه وعلي بن الحسن بن سعد ومحمد بن بلبل وأحمد بن محمد بن أويس ومحمد بن مراد بن حمويه والقاسم بن أبي صالح وعبد الرحمن بن أبي حاتم وعدة، روى عنه طاهر بن ماهلة وحمد بن عمر الزجاج وأحمد بن زنجويه العمري وطاهر بن أحمد الإمام وأحمد بن الحسين بن رسل وأبو الفتح بن أبي الفوارس وآخرون. ذكره شيرويه في تاريخه فقال: كان ركنًا من أركان الحديث ثقة حافظًا

_ 919- مشتبه النسبة: 2/ 644. تبصير المنتبه: 4/ 1422. طبقات الحفاظ: 390. 920- تاريخ جرجان: 62، 63. طبقات الحفاظ: 391. شذرات الذهب: 3/ 67. لسان الميزان: 1/ 235, 236. ميزان الاعتدال: 1/ 159. 921- تاريخ بغداد: 9/ 331. العبر: 3/ 25. طبقات الحفاظ: 391. شذرات الذهب: 3/ 110. الرسالة المستطرفة: 139.

ديِّنًا لا يخاف في الله لومة لائم، وله مصنفات غزيرة، توفي في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة, والدعاء عند قبره مستجاب. وقال الخطيب: كان حافظًا فهمًا ثقة ثبتًا، صنف كتاب الطبقات للهمذانيين وكتاب سنن التحديث، أخبرنا عنه محمد بن الفرج وعلي بن طلحة المقرئ. قرأت على أحمد بن عبد الكريم المحتسب أنا نصر بن جزو أنا أبو طاهر بن سلفة, سمعت حمد بن نصر الحافظ, سمعت علي بن حميد الذهلي, سمعت طاهر بن عبد الله بن ماهلة الحافظ, سمعت حمد بن عمر الزجاج يقول: لما أملى صالح بن أحمد الحافظ بهمذان كانت له رحى, فباعها بسبعمائة دينار ونثرها على محابر أصحاب الحديث. ومات مع صالح في السنة الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي صاحب الترسل والنظم والنثر ولم يسلم، ومسند همذان أبو القاسم جبرائيل بن محمد بن سيدول المعدل سمع عن البغوي، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب الإصطخري ثم البغدادي، والفقيه علي بن عبد الملك بن دهثم بنيسابور، رويا عن أبي خليفة ولينا، وصاحب التصانيف أبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي صاحب ابن دريد. 922- 74/12- محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان محدث الكوفة ومفيدها, أبو الحسن الكوفي الحافظ: حدث عن عبد الله بن زيدان البجلي وعلي بن العباس المقانعي وطبقتهما وعمر دهرًا، روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأحمد بن محمد العتيقي وآخرون، مات أيضًا في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. أنا الحسن بن علي أنا جعفر بن منير أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط أنا أبو القاسم بن بشران نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان بالكوفة نا محمد بن الحسن الأنصاري نا القاسم بن خليفة نا سعيد -يعني ابن زكريا- عن الزبير بن سعيد الهاشمي عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر, لم يصبه عظيم من البلاء". هذا حديث منكر، والزبير ضعيف. 923- 75/12- ابن شاهين الحافظ الإمام المفيد المكثر محدث العراق, أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد البغدادي, الواعظ المعروف بابن شاهين صاحب التصانيف: سمع

_ 922- العبر: 3/ 26. الوافي بالوفيات: 2/ 51. شذرات الذهب: 3/ 110. 923- العبر: 3/ 29، 30. طبقات الحفاظ: 392. شذرات الذهب: 3/ 117. النجوم الزاهرة: 4/ 172. الرسالة المستطرفة: 38.

محمد بن محمد بن الباغندي ومحمد بن هارون بن المجدر وأبا خبيب العباس بن البرتي وشعيب بن محمد الذارع وأبا القاسم البغوي وأبا علي محمد بن سليمان المالكي وطبقتهم، وله رحلة إلى دمشق لقي فيها أبا إسحاق بن أبي ثابت وطبقته. مولده سنة سبع وتسعين ومائتين وسمع سنة ثمان وثلاثمائة. روى عنه أبو سعد الماليني وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الخلال وأبو محمد الجوهري وأبو الحسين بن المهتدي بالله وخلق كثير وابنه عبيد الله بن عمر. قال ابن ماكولا: ثقة مأمون سمع بالشام وفارس والبصرة، جمع الأبواب والتراجم وصنَّف شيئًا كثيرًا، قال أبو الحسين بن المهتدي بالله: قال لنا ابن شاهين: صنفتُ ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصنفًا، منها التفسير الكبير ألف جزء، ومنها المسند ألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءًا، والزهد مائة جزء. قال محمد بن عمر الداودي القاضي: سمعت ابن شاهين يقول: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبعمائة درهم. قلت: تفسيره على ما ذكر لي شيخنا عماد الدين الحزامي بواسط في نحو من ثلاثين مجلدًا. قال الأزهري: وابن شاهين ثقة عنده عن البغوي سبعمائة جزء. وقال ابن أبي الفوارس: ثقة مأمون صنف ما لم يصنفه أحد. قال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: ابن شاهين يلج على الخطاء وهو ثقة. قال الخطيب: سمعت محمد بن عمر الداودي يقول: ابن شاهين ثقة يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحَّانًا ولا يعرف الفقه، وكان إذا ذكر له مذهب أحد يقول: أنا محمدي المذهب، رأيته يومًا اجتمع مع الدارقطني فما نطق حرفًا هيبة وخوفًا أن يخطئ بحضرة أبي الحسن، قال لي أبو الحسن يومًا: ما أعمى قلب ابن شاهين، حمل إليَّ تفسيره وسألني أن أصلح ما أجد فيه، فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود في موضع جعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر، وإنما هو أبو الجارود زياد بن المنذر. وقال البرقاني: قال لي ابن شاهين: جميع ما صنفته لم أعارضه بالأصول, يعني ثقة بنفسه. قال البرقاني: لم أكثر عنه زهدًا فيه. وقال الأزهري: كان عند ابن شاهين عن البغوي سبعمائة جزء وسمعته يقول: أنا أكتب ولا أعارض. قال العتيقي: مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. قلت: مات بعد الدارقطني بأيام. ومات قبلهما بأشهر زاهد بغداد ومحدثها الصادق أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس عن خمس وثمانين سنة، وشاعر بغداد محمد بن عبد الله بن الحسن بن سكرة الهاشمي العباسي؛ والقاضي علي بن الحسين بن بندار الأزدي بمصر، والصاحب

إسماعيل بن عباد الطالقاني وزير صاحب العجم، ومحدث مصر أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس. أنبأنا المسلم بن علان أنا أبو اليمن الكندي أنا عبد الله بن أحمد بن يوسف أنا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي لفظًا نا أبو حفص عمر بن أحمد الحافظ نا محمد بن محمد بن سليمان أنا عبد الله بن عمران العابدي أنا الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله, فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها, وحسابهم على الله, عز وجل". أخبرنا إسماعيل بن الفراء وعبد الحافظ قالا: أنا عبد الله بن أحمد الفقيه أنا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا محمد بن علي العشاري أنا أبو حفص بن شاهين نا عبد الله بن سليمان نا عباد بن يعقوب نا عمر بن ثابت عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أدلّكم على ما يكفر الله به الخطيئات ويزيد به في الحسنات؟ " قلنا: بلى يا رسول الله؛ قال: "إسباغ الوضوء على المكاره, وكثرة الخطا إلى هذه المساجد, وانتظار الصلاة بعد الصلاة". 924- 76/ 12- أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الحافظ الثقة المعمر أبو بكر الشيرازي محدث الأهواز: حدث عن محمد بن محمد الباغندي وأبي القاسم البغوي وأحمد بن محمد بن السكن البغدادي وبكر بن أحمد الزهري وهذه الطبقة العالية، وأول سماعه في سنة أربع وثلاثمائة، وكان مولده في سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان من كبار الأئمة، سأله حمزة السهمي عن أحوال الرجال، روى عنه حمزة بن يوسف المذكور وأبو الحسن بن صخر الأزدي والقاضي علي بن عبيد الله الكسائي الهمذاني نزيل مصر وعبد الوهاب الغندجاني أخذ عنه تاريخ البخاري، وكان يقال له: الباز الأبيض. توفي في شهر صفر سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة, وله خمس وتسعون سنة. أخبرنا أبو علي بن القلانسي أنا أبو المنجا بن اللتي أنا أبو الوقت السجزي أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا إسماعيل بن محمد الحرنفتي أنا أحمد بن عبدان الحافظ نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا هارون بن محمد بن بكار أنا محمد بن عيسى نا ثور

_ 924- العبر: 3/ 38. الوافي بالوفيات: 7/ 166. طبقات الحفاظ: 392. شذرات الذهب: 3/ 127. الرسالة المستطرفة: 30.

عن خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو الذي نزل فيه: {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} [التوبة: 92] فسلمنا عليه وقلنا: أتينا زائرين وعائدين ومقتبسين, وذكر الحديث. 925- 77/12- الدَّارَقُطْنِي الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان, أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ الشهير, صاحب السنن: مولده سنة ست وثلاثمائة، وسمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد والحضرمي وابن دريد وابن نيروز وعلي بن عبد الله بن مبشر ومحمد بن القاسم المحاربي وأبا علي محمد بن سليمان المالكي وأبا عمر القاضي وأبا جعفر أحمد بن البهلول وابن زياد النيسابوري وبدر بن الهيثم القاضي وأحمد بن القاسم الفرائضي وأبا طالب الحافظ وخلائق ببغداد والبصرة والكوفة وواسط، وارتحل في كهولته إلى مصر والشام وصنف التصانيف الفائقة، حدث عنه الحاكم وأبو حامد الأسفرايينى وتمام الرازي والحافظ عبد الغني الأزدي وأبو بكر البرقاني وأبو ذر الهروي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو محمد الخلال وأبو القاسم بن المحسن وأبو طاهر بن عبد الرحيم والقاضي أبو الطيب الطبري وأبو بكر بن بشران وأبو القاسم حمزة السهمي وأبو محمد الجوهري وأبو الحسين بن الآبنوسي وعبد الصمد بن المأمون وأبو الحسين بن المهتدي بالله وأمم سواهم. قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإمامًا في القرَّاء والنحويين, وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر وكثر اجتماعنا فصادفته فوق ما وصف لي وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله. وقال الخطيب: كان فريد عصره وإمام وقته وانتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم كالقراءات, فإن له فيها مصنفًا سبق فيه إلى عقد الأبواب قبل فرش الحروف، وتأسى القراء به بعده، ومن ذلك المعرفة بمذاهب الفقهاء، بلغني أنه درس الفقه على أبي سعيد الإصطخري، ومنها المعرفة بالآداب والشعر فقيل: كان يحفظ دواوين جماعة، وحدثني حمزة بن محمد بن طاهر أنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري؛ ولهذا نسب إلى التشيع. قال ابن الذهبي: ما أبعده من التشيع. قال الخطيب: وحدثني الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار وقعد ينسخ جزءًا والصفار يملي فقال

_ 925- العبر: 3/ 28, 29. طبقات الحفاظ: 393، 394. شذرات الذهب: 3/ 116، 117. الرسالة المستطرفة: 23. النجوم الزاهرة: 4/ 172.

رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ؛ فقال: فهمى للإملاء خلاف فهمك، أتحفظ كم أملى الشيخ؟ قال: لا أدري، قال: أملى ثمانية عشر حديثًا، الحديث الأول عن فلان عن فلان، ومتنه كذا وكذا، والثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا، ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه, أو كما قال. قال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: هل رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] ؛ قال: فألححت عليه فقال: لم أر أحدًا جمع ما جمعت. وقال أبو ذر الحافظ: قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم يرد مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب أبو بكر في تاريخه عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر. وكان عبد الغني إذا ذكر الدارقطني قال: أستاذي. قال القاضي أبو الطيب الطبري: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث. وقال الخطيب: قال لي أبو القاسم الأزهري: كان الدارقطني ذكيًّا إذا ذكر شيئًا من العلم أي نوع كان, وجد عنده منه نصيب وافر، لقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة فجرى ذكر الأكلة فاندفع الدارقطني يورد نوادر الأكلة حتى قطع أكثر ليلته بذلك. قال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم، فقال: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيرى. قال الخطيب في ترجمة الدارقطني: سألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، وأنا الذي جمعتها وقرأها الناس من نسختي؛ وحدثنا العتيقي قال: حضرت مجلس الدارقطني وجاءه أبو الحسن البيضاوي برجل غريب وسأله أن يملي عليه أحاديث فأملى عليه من حفظه مجلسًا يزيد أحاديثه على العشرين, متون جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة. فانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئًا فقربه إليه فأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثًا متونها: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه. قلت: هنا يخضع للدارقطني ولسعة حفظه الجامع لقوة الحافظة ولقوة الفهم والمعرفة، وإذا شئت أن تبين براعة هذا الإمام الفرد فطالع العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك. قال السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما شيء أبغض إليَّ من الكلام. قال ابن طاهر: اختلفوا ببغداد فقال قوم: علي أفضل من عثمان -رضي الله عنهما- فتحاكموا إلى الدارقطني قال: فأمسكت وقلت: الإمساك خير, ثم لم أر لدينى السكوت وقلت: عثمان أفضل لاتفاق جماعة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على هذا، وهو قول أهل السنة وهو أول عقد يحل من الرفض. قال ابن طاهر: للدارقطني مذهب خفي في التدليس يقول فيما لم يسمعه من البغوي:

قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان. قال يوسف القواس: كنا نمر إلى البغوي والدارقطني صبي يمشي خلفنا بيده رغيف عليه كامخ. قال أبو ذر الحافظ: سمعت أن الدارقطني قرأ كتاب النسب على مسلم العلوي، فقال له الأديب المعيطي: أنت يا أبا الحسن أجرأ من خاصي الأسد، تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب فلا يؤخذ عليك فيه لحنة؟! حكاها الخطيب عن الأزهري فقال: مسلم بن عبيد الله العلوي كان يروي الكتاب عن الخضر بن داود عن الزبير. قال عبد الغني: أحسن الناس كلامًا على الحديث ابن المديني في زمانه وموسى بن هارون في وقته والدارقطني في وقته. الصوري: سمعت رجاء بن محمد يقول: كنا عند الدارقطني وهو يصلي فقرأ القارئ نسير بن ذعلوق فصيره بَشيرًا, فسبح الدارقطني فقال: بشير، فسبح الدارقطني فقال: يسير فتلا الدارقطني: {نْ وَالْقَلَمِ} وحكى حمزة نحوها وأن القارئ قرأ عمرو بن سعيد فسبح الدارقطني فوقف القارئ فتلا: {يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ} [هود: 87] . قال الخطيب: حدثني أبو نصر بن ماكولا قال: رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة فقيل لي: ذاك يدعى الإمام في الجنة. قلت: أخذ الدارقطني الحروف عن ابن مجاهد وتلا على النقاش وابن ثوبان وأحمد بن محمد الديباجي وعلي بن ذاويه القزاز وتصدر في آخر أيامه للإقراء أيضًا. توفي في ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. أخبرنا إبراهيم بن علي الفقيه إجازة أنا داود بن ملاعب أنا محمد بن عمر القاضي أنا عبد الصمد بن علي أنا علي بن عمر الحافظ نا علي بن عبد الله بن مبشر نا محمد بن حرب النشائي نا علي بن يزيد الصدائي عن فطر عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة قال: قال علي: عهد إليَّ النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الأمة ستغدر بك من بعدي". وبه قال الدارقطني: غريب من حديث أبي عمران عن أبي شبل عن علي -رضي الله عنه- تفرد به حكيم وتفرد به عنه فطر بن خليفة وتفرد به علي الصدائي عن فطر, ولا نعلم حدث به غير محمد بن حرب ولم نكتبه إلا عن شيخنا وكان ثقة. 926- 78/12- ابن النحاس المصري الحافظ الإمام الصدوق أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح بن النحاس المصري نزيل نيسابور: أول سماعه كان في سنة خمس وثلاثمائة وكتب بمصر والحجاز والعراق والشام وأصبهان وخراسان والجبال

_ 926- طبقات الحفاظ: 394، 395. شذرات الذهب: 3/ 88. لسان الميزان: 1/ 289. ميزان الاعتدال: 1/ 148. حسن المحاضرة: 1/ 352.

وخوزستان، وكان ذا رحلة واسعة وهمة عالية ومعرفة جيدة إلا أن كتبه كانت ذهبت فحدث من حفظه وأملى سنين كثيرة. حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي عروبة الحراني وأبي بكر بن أبي داود وأبي نعيم بن عدي وعلي بن أحمد علان المصري وأبي العباس الدغولي، روى عنه الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو عثمان البحيري وغيرهم، قال الحاكم: حدث من حفظه بأحاديث وهو حافظ كان يتحرى الصدق في مذاكرته. ثم قال: وتوفي في آخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وله خمس وثمانون سنة. قرأ على أبي الفضل يحيى بن علي التميمي وأجازه لي عن أبي القاسم بن صصرى أنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ أنا عبد المنعم بن عبد الكريم أنا سعيد بن محمد العدل نا أحمد بن محمد بن عيسى المصري الحافظ من حفظه نا عبد الله بن محمد نا يحيى الحماني نا الفضل بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" 1. بكير كوفي محله الصدق وفضل لا أعرفه. 927- 79/12- ابن زَبْر الحافظ المفيد المصنف أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة الربعي, محدث دمشق وابن قاضيها أبي محمد بن زبر: حدث عن أبي القاسم البغوي وجماهر بن محمد الزملكاني ومحمد بن خريم ومحمد بن الفيض الغساني وسعيد بن عبد العزيز ومحمد بن الربيع الجيزي وأبي بكر بن أبي داود وأبيه أبي محمد وطبقتهم، روى عنه تمام الرازي وعبد الغني بن سعيد ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر ومحمد بن عوف المزني وأبو نصر بن الجبان وآخرون؛ قال علي بن موسى السمسار, وقال أبو سليمان: كان أبو جعفر الطحاوي قد نظر في أشياء من تصانيفي وباتت عنده وتصفحها فأعجبته وقال لي: يا أبا سليمان, أنتم الصيادلة ونحن الأطباء. وقال الكتاني: حدثنا عنه عدة وكان يملي بالجامع وكان ثقة مأمونًا نبيلًا، مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. قلت: وله كتاب الوفيات, مشهور على السنين وحكى عنه أبو نصر بن الجبان أنه رأى الحق تعالى في النوم, فذكر أنه رأى نورًا.

_ 1 رواه الترمذي في ثواب القرآن باب 25. والدارمي في فضائل القرآن باب 6. 927- العبر: 3/ 12. شذرات الذهب: 3/ 95، 96. الرسالة المستطرفة: 212. هدية العارفين: 2/ 51. تاريخ الإسلام: 4 الورقة 32 ب.

الطبقة الثالثة عشرة

الطبقة الثالثة عشرة: من كتاب تذكرة الحفاظ وقد سميت منهم بضعة وسبعين إمامًا, وقسمت الطبقة طبقتين أولاهما: ثمانٍ وأربعون, والثانية: خمس وعشرون نفسًا1. 928- 1/13/1- أبو زرعة الكَشِّي الحافظ الإمام محمد بن يوسف بن محمد الجنيد الجرجاني: وكشّ قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان، سمع أبا نعيم بن عدي وأبا العباس الدغولي ومكي بن عبدان وعبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقتهم بخراسان والعراق والحرمين؛ روى عنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وأبو القاسم الأزهري وعبد العزيز الأزجي؛ قال حمزة بن يوسف الحافظ: جمع أبو زرعة هذا الأبواب والمشايخ, وكان يحفظ ويفهم, أملى علينا بالبصرة ثم إنه جاور بمكة إلى أن توفي بها في سنة تسعين وثلاثمائة. أخبرنا عيسى بن محمد المغازي أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر الحافظ أنا أبو طاهر الحنائي عن أبي الفضل محمد بن أحمد السعدي نا عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثني أبو زرعة محمد بن يوسف الجرجاني بمكة بعد جهد وعناء قال: قرئ على محمد بن عبد الرحمن الدغولي وأنا أسمع حدثكم محمد بن مشكان نا يزيد بن أبي حكيم نا سفيان نا زائدة بن قدامة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سبع غزوات نأكل الجراد فيها. غريب والمشهور حديث الثوري عن أبي يعفور العبدي عن ابن أبي أوفى، وأما حديثه عن زائدة ففرد. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا زين الأمناء الحسن بن محمد أنا سعيد بن سهل الخوارزمي نا علي بن أحمد المؤدب إملاء أنا أبو إسحاق الأسفراييني نا الإسماعيلي نا الفضل بن الحباب نا أبو الوليد والحوضي قالا: نا شعبة عن أبي يعفور سمع ابن أبي أوفى يقول: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سبع غزوات نأكل معه الجراد.

_ 1 قد نبهنا في الرقم على القسمين كما ترى، جعلنا القسم الأول من هذه الطبقة هكذا "13/ 1" والثاني "13/ 2". والمترجمون في الثاني ستة وعشرون أي: بزيادة واحد عما قال، وقد تقدم نظير ذلك موجهًا وموضحًا. 928- العبر: 3/ 47. طبقات الحفاظ: 396. شذرات الذهب: 3/ 134. تاريخ بغداد: 3/ 408، 409. هدية العارفين: 2/ 56.

929- 2/13/1- أبو زرعة اليمني وهو أبو زرعة الأستراباذي محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار الحافظ: وعرف باليمني لسكناه باليمن مدة، سمع علي بن الحسين بن معدان القاري صاحب إسحاق بن راهويه, وسمع أبا العباس السراج وأبا عروبة الحراني وأبا القاسم ابن بنت منيع وطبقتهم، وله رحلة واسعة ومعرفة جيدة، روى عنه أبو سعد الإدريسي وحمزة السهمي وطائفة، وبقي إلى حدود التسعين وثلاثمائة وهو من أهل الطبقة الماضية وقياسه الذكر مع الإسماعيلي ونحوه وإنما عملته هنا لموافقته للكشي في الكنية. أخبرنا محمد بن محمد بن السلم أنا الحسن بن محمد أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا محمد بن محمد المديني نا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي أنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم بأستراباذ أنا أبو العباس السراج, قلت لقتيبة: أخبركم مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"؟ 1 فأقر به وقال: نعم. 930- 3/13/1- أبو زرعة الرازي الصغير واسمه أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم: من علماء الحديث والراحلين في علوه, سمع أبا عبد الله المحاملي وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن مخلد وأبا حامد بن بلال وعلي بن أحمد الفارسي نزيل بلخ وعبد الله بن محمد بن يعقوب شيخ بخارى وأبا العباس الأصم وأبا الفوارس السندي المصري وأبا الحسين محمد بن عبد الله الرازي والد تمام وخلائق، وعنه تمام الرازي والحسين بن محمد الفلاكي وعبد الغني بن سعيد الأزدي وحمزة بن يوسف السهمي وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبو زرعة روح بن محمد وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي وعلي بن المحسن التنوخي وآخرون. قال الخطيب: كان حافظًا متقنًا ثقة جمع الأبواب والتراجم، وقال ابن المحسن: سألته عن مولده فقال: رحلت إلى العراق أول مرة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ولي أربع عشرة سنة. قلت: له تصانيف كثيرة يروي فيها المناكير كغيره من الحفاظ ولا يبين حالها

_ 929- تاريخ جرجان: 495. طبقات الحفاظ: 396. 1 رواه البخاري في الأذان باب 30. ومسلم في المساجد حديث 249. والنسائي في الإمامة باب 42. والموطأ في الجماعة حديث 1. 930- العبر: 2/ 368. طبقات الحفاظ: 396. شذرات الذهب: 3/ 84. تاريخ بغداد: 4/ 109. النجوم الزاهرة: 4/ 147.

وذلك مما يزري بالحافظ، وقد سأله حمزة السهمي عن أحوال الرواة. وبلغنا أنه مات بطريق مكة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو الحسين اليونيني أنا جعفر بن علي أنا السلفي أنا المعمر بن محمد الحبال بالكوفة أنا أبو الطيب أحمد بن علي الجعفري أنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الحافظ نا حامد بن حماد بن المبارك بنصيبين نا إسحاق بن سيار نا محمد بن عبد الملك بن جابر نا أبو الفضل قال: قال لي هشام بن عروة: تشرب النبيذ؟ قلت: نعم؛ قال: فلا تشربه؛ فإن أبي حدثني عن عائشة, أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "كل مسكر حرام أوله وآخره". أبو الفضل لا أعرفه. 931- 4/13/1- أبو زرعة الرازي الأصغر روح بن محمد القاضي: سبط الحافظ أبي بكر بن السني, سمع أبا الحسين الصفار وجعفر بن عبد الله الفناكي وابن فارس اللغوي وأبا زرعة أحمد بن الحسين المذكور وإسحاق بن سعد النسوي وحسينك التميمي وأبا حامد أحمد بن الحسين المروزي وطائفة، قال الخطيب: قدم علينا فحدث ببغداد وكتبت عنه بالكرج أيضًا, وكان صدوقًا فهمًا أديبًا شافعيًّا، ولي قضاء أصبهان وبلغني موته في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بالكرج، قلت: إنما كتبته استطرادًا, سمع السلفي من أصحابه. 932- 5/13/1- أبو زرعة الدمشقي الصغير هو المحدث محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي دجانة عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري, وهو ابن ابن أخي الحافظ أبي زرعة الدمشقي: حدث عن الحسين بن محمد بن جمعة وإبراهيم بن دحيم وطائفة، روى عنه تمام الرازي وأبو علي بن مهنا. توفي قبل الستين وثلاثمائة. علقناه استطرادًا. 933- 6/13/1- أبو زرعة الأستِرَاباذي أحمد بن بندار بن محمد بن مهران العيشي القاضي الفقيه قاضي أستراباذ: كتب بأردبيل عن حفص بن عمر بن زبلة الحافظ وتفقه ببغداد على ابن أبي هريرة فيما قال أبو سعد الإدريسي، مات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. 934- 7/13/1- محمد بن حارث بن أسد الحافظ, أبو عبد الله الخشني القيرواني

_ 931- تاريخ بغداد: 8/ 410. طبقات السبكي: 4/ 379. طبقات الإسنوي: 1/ 581. البداية والنهاية: 12/ 34. 933- تاريخ جرجان: 470. 934- العبر: 2/ 324، 325. الوافي بالوفيات: 2/ 315. طبقات الحفاظ: 397. شذرات الذهب: 3/ 39. النجوم الزاهرة: 4/ 64.

المغربي: تحمل عن أحمد بن نصر وأحمد بن زياد وقاسم بن أصبغ بالأندلس وأحمد بن عبادة، استوطن الأندلس بقرطبة وتمكن من صاحبها الحكم بن عبد الرحمن المستنصر وصنف له كتبًا منها كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك، وكتاب الفتيا، وكتاب تاريخ الأندلس، وكتاب تاريخ الإفريقيين، وكتاب النسب؛ قال أبو الوليد بن الفرضي: بلغني أنه صنف للمستنصر مائة ديوان, إلى أن قال: وكان شاعرًا بليغًا لكنه يلحن، وكان مُغرًى بالكيمياء واحتاج بعد موت الحكم إلى أن جلس في حانوت يبيع الأدهان. روى عنه أبو بكر بن حوبيل وغيره، ومات في صفر سنة إحدى وستين وثلاثمائة. هكذا في النسخة وهذا خطأ؛ فإن المستنصر عاش بعد هذا الوقت فلعلها سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة فيحرر هذا ويتقن. 935- 8/13/1- ابن السقاء الحافظ الإمام أبو علي محمد بن علي بن الحسين الأسفراييني, تلميذ أبي عوانة الحافظ: رحل وسمع أبا عروبة الحراني ومحمد بن زبان المصري ويحيى بن صاعد وأبا الحسن بن جوصاء وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وطبقتهم, وكان فقيهًا شافعيًّا واعظًا صالحًا ديِّنًا؛ روى عنه الحاكم وغيره، وهو والد علي بن محمد السقاء شيخ البيهقي، روى عنه ابنه أيضًا وأبو سعيد محمد بن أحمد المروزي الكرابيسي؛ قال الحاكم: هو من المعروفين بكثرة الحديث والرحلة والتصنيف وصحبة الصالحين ومن الحفاظ الجوالين. أخبرنا تاج الدين علي بن أحمد أنا ابن روزبة أنا أبو الوقت السجزي أنا أبو إسماعيل الأنصاري أنا أحمد بن محمد ببوشنج أنا أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن شاذان الحافظ إملاء بأسفرايين نا زكريا بن يحيى المقدسي بها نا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي نا محمد بن عبد الرحمن القشيري أنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه رأى رجلًا ناوله رجل ريحانًا فرده فأخذه ابن عمر فقبله ووضعه على عينيه ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إن هذه الرياحين الطيبة من نبت الجنة, فإذا نُووِل أحدكم منها شيئًا فلا يرده". هذا حديث منكر والقشيري تالف. قلت: ومن طبقته سميه الحافظ محمد بن الحسين البلخي رحال، وروى عن محمد بن المعافى الصدراوي ونحوه، حدث عنه الحافظ محمد بن أحمد الجارودي. مات ابن السقاء سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، رحمة الله عليه.

_ 935- تاريخ الإسلام: 4 الورقة 9أ. طبقات الإسنوي: 2/ 39. طبقات الحفاظ: 397، 398. شذرات الذهب: 3/ 81.

936- 9/13/1- يحيى بن مالك بن عائذ الحافظ الكبير أبو زكريا الأندلسي: سمع عبد الله بن يونس الفيري وأبا عمر بن عبد ربه القرطبي وطائفة, وارتحل فأدرك أبا سهل بن زياد القطان ودعلج بن أحمد وابن قانع وطبقتهم، حدث عنه الحسن بن رشيق شيخه ويحيى بن علي بن الطحان ومحمد بن أحمد بن القاسم بن المحاملي وأبو الوليد بن الفرضي وآخرون، أملى بجامع قرطبة، قال التنوخي في نشواره: حضرت مجلس صاحب الأغاني أبي الفرج فقال: لم نسمع بمن مات فجأة على المنبر، فقال شيخ أندلسي قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن عائذ: إنه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيب البلد وقد صعد يوم الجمعة ليخطب, فلما بلغ يسيرًا من الخطبة خرَّ ميتًا فوق المنبر, فأنزل وطلبوا في الحال من خطب. قال أبو إسحاق الحبال: مات ابن عائذ بالأندلس في شعبان سنة ست وسبعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. 937- 10/13/1- بن ينال الحافظ الإمام أبو الحسن بن علي محمد بن ينال العكبري: سمع في الكبر من أحمد بن الفضل بن خزيمة ومحمد بن جعفر العسكري وعدة، روى عنه علي بن عبد العزيز بن علي الأزجي؛ قال عبد بن علي الأسدي: سمع بن ينال وتعلم الخط وهو كبير ورزقه الله من المعرفة والفهم شيئًا كثيرًا؛ توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة. 938- 11/13/1- ابن الباجي الحافظ الحجة العلامة محدث الأندلس, أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة بن رفاعة اللخمي الإشبيلي, ويعرف بابن الباجي: سمع من محمد بن عبد الله بن الفوق وعبد الله بن يونس الفيري حمل عنه مصنف أبي بكر بن أبي شيبة وسيد أبيه الزاهد وسعيد بن جابر الإشبيلي ومحمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز ومحمد بن فطيس وعثمان بن جرير الإلبيري وطبقتهم، قال ابن الفرضي: كان حافظًا ضابطًا لم ألقَ مثله في الضبط، سمعت منه الكثير بقرطبة، ثم رحلت إليه إلى إشبيلية مرتين سنة ثلاث وسبعين والتي بعدها، وروى الناس عنه كثيرًا وسمع منه جماعة من أقرانه، توفي في شهر رمضان سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة، وله سبع وثمانون سنة.

_ 936- تاريخ الإسلام: 4 الورقة 23/ ب. طبقات الحفاظ: 398. شذرات الذهب: 3/ 93. تاريخ علماء الأندلس: 193، 194. 938- العبر: 3/ 60. طبقات الحفاظ: 414. شذرات الذهب: 3/ 147. الديباج المذهب: 1/ 234، 235. بغية الملتمس: 172-174.

أخبرنا عبد الله بن محمد الطائي فيما كتب إلي عن أبي القاسم أحمد بن يزيد عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن محمد بن علي الباجي نا أحمد بن خالد نا عبيد بن محمد الكشوري نا محمد بن يوسف نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن سالم قال: سئل ابن عمر عن متعة الحج فأمر بها, فقيل له: إنك تخالف أباك، فقال: إن أبي لم يقل الذي يقولون, الحديث. 939- 12/13/1- ابن مسرور الحافظ الجوال أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور البلخي: سمع الحسين بن محمد المطبقي وأقرانه ببغداد، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زبان وطبقتهم بدمشق، وأبا سعيد بن يونس وأبا عمر محمد بن يوسف الكندي وخلقًا بمصر، وكتب الكثير، روى عنه الحافظ عبد الغني الأزدي وعمر بن الخضر الثمانيني وأحمد بن عمر بن سعد بن قديد وآخرون، استوطن مصر مدة، ومات في ذي الحجة سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى. 940- 13/13/1- ابن أبي ذُهل الحافظ المتقن الرئيس الأنبل, أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن عصم الضبي الهروي العصمي: سمع محمد بن معاذ الماليني ويحيى بن صاعد وحاتم بن محبوب وأبا عمرو بن محمد ومؤمل بن الحسن الماسرجسي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقتهم، ولحق البغوي وهو في الموت فلم يسمع منه، روى عنه الدارقطني وأبو الحسين الحجاجي وهما من أقرانه، وقد ذهبا في الطبقة الماضية، والحاكم وإسحاق بن أبي إسحاق القراب وأهل هراة, وكان صدرًا معظمًا كبير الشأن كثير الإفضال على المحدثين والأخيار كثير الأموال. قال الحاكم: صحبته حضرًا وسفرًا فما رأيت أحسن وضوءًا ولا صلاة منه ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعًا وابتهالًا منه، قيل لي: إن عشر غلته يبلغ ألف حمل، وحدثني أبو أحمد الكاتب أن النسخة التي بأسامي من يمونهم أبو عبد الله بن أبي ذهل بهراة تزيد على خمسة آلاف بيت، وعرضت عليه ولايات جليلة فأبى، قال أبو النضر الفامي: لأبي عبد الله صحيح خرجه على صحيح مسلم وتفقه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهراة ما اجتمع له من السيادة. قال الخطيب: كان ثقة نبيلًا من ذوي الأقدار العالية، سمعت البرقاني يقول: كان

_ 939- العبر: 3/ 7، 8. طبقات الحفاظ: 398، 399. شذرات الذهب: 3/ 92. حسن المحاضرة: 1/ 352. 940- العبر: 3/ 9. طبقات الحفاظ: 399. شذرات الذهب: 3/ 92، 93. الوافي بالوفيات: 3/ 191. هدية العارفين: 2/ 51.

ملك هراة تحت أمر ابن أبي ذهل لقدره وأبوته. قال الحاكم: مولده سنة أربع وتسعين ومائتين، واستشهد في صفر سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة, فأخبرني من صحبه أنه دخل الحمام فلما خرج ألبس قميصًا ملطخًا فانتفخ ومات شهيدًا رحمه الله. قال الخطيب: أول سماعه سنة تسع وثلاثمائة. أخبرنا علي بن أحمد أنا علي بن روزبة أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الله بن محمد أنا أحمد بن محمد بن العالي سنة سبع عشرة وأربعمائة نا الرئيس محمد بن العباس العصمي إملاء نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر القرشي نا أحمد بن مهران نا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو الكوفي نا سفيان الثوري عن الأجلح عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعث عليًّا في سرية وبعث معه رجلًا يكتب الأخبار. غريب فرد. 941- 14/13/1- ابن مُفَرِّج الحافظ الإمام القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج الأموي مولاهم الأندلسي القرطبي: ويكنى أيضًا أبا بكر، ويعرف أيضًا بابن الفنتوري، نسبة إلى فنت أورية قرية بقرطبة، سمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وقاسم بن أصبغ بقرطبة، وخيثمة بن سليمان بأطرابلس، ومحمد بن الصموت بمصر، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، وبالمدينة وجدة وصنعاء وزبيد وبيت المقدس، وطبقتهم. روى عنه الحافظ أبو سعيد بن يونس وهو شيخه وأبو الوليد بن الفرضي وإبراهيم بن شاكر وعبد الله بن الربيع التميمي وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي وخلق كثير. شيوخه مائتان وثلاثون نفسًا. ذكر ابن الفرضي في تاريخه أن ابن مفرج اتصل بصاحب الأندلس وكان ذا مكانة عنده، صنف له عدة كتب فولاه القضاء. قال: وكان حفظًا بصيرًا بالرجال وأحوالهم أكثر الناس عنه. قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان أبو عبد الله بن مفرج من أغنى الناس بالعلم وأحفظهم للحديث, ما رأيت مثله في هذا الفن، من أوثق المحدثين وأجودهم ضبطًا. قال الحميدي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل: أبو بكر، حافظ جليل مصنف له كتب في الفقه وفقه التابعين، فمما صنف كتاب فقه الحسن في سبع مجلدات، وفقه الزهري في عدة أجزاء، وجمع مسند قاسم بن أصبغ في مجلدات. قال ابن الفرضي: مات في رجب سنة ثمانين وثلاثمائة وله ست وستون سنة. أنبأنا أحمد بن عبد السلام التميمي والمسلم بن محمد عن القاسم بن علي أنا أبي أنا

_ 941- العبر: 3/ 13، 14. طبقات الحفاظ: 399. شذرات الذهب: 3/ 97. هدية العارفين: 2/ 51. النجوم الزاهرة: 4/ 158، 159.

نصر الله بن محمد الفقيه "ح" وأنبئت عن أبي القاسم بن صصرى عن نصر الله أن الفقيه نصر بن إبراهيم حدثه قال: أنا أبو القاسم صادق بن خلف أنا أبو بكر محمد بن الفراء الفقيه نا إبراهيم بن محمد بن حسين قال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج القاضي: أخبرك منصور بن أحمد الهروي نا أحمد بن جعفر السمسار حدثني عيسى بن موسى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني بعض الحكماء قال: خرجت أريد الرباط حتى إذا كنت بالعريش إذا بمظلة فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وإذا هو يقول: اللهم إني أحمدك حمدًا يوافي محامد خلقك, إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلًا, وذكر القصة. يونس عن أبي القاسم بن بقي أنا شريح بن محمد إذنًا عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي نا أبو زيد المروزي "ح" وأخبرنا عاليًا يوسف بن أبي نصر وعبد الله بن قوام قالا: أنا الحسين بن أبي بكر أنا عبد الأول أنا أبو الحسن الداودي أنا عبد الله بن أحمد أنا الفربري أنا البخاري نا يحيى بن بكير نا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم أن ابن عمر قال: تمتع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالعمرة إلى الحج وأهدى وساق الهدي من ذي الحليفة, الحديث. 942- 15/13/1- أحمد بن منصور بن ثابت الحافظ الرحال العالم, أبو العباس الشيرازي: حدث عن عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني والقاسم بن القاسم السياري والطبراني وأبي محمد الرامهرمزي وعدة، روى عنه أبو نصر الإسماعيلي وتمام الرازي والحاكم أبو عبد الله وعدة، قال الحاكم: جمع هذا من الحديث ما لم يجمعه أحد وصار له القبول بشيراز بحيث يضرب به المثل. وقال الدارقطني: أدخل الشيرازي هذا بمصر على شيوخ أحاديث وأنا بمصر. قال يحيى بن منده الحافظ: الذي صنع ذلك آخر اسمه أحمد بن منصور، قال: كانا أخوين والغلط وقع في اسمه وعن أحمد بن منصور الحافظ قال: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث. وقال الحسين بن أحمد الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ جاء إلى أبي رجل فقال: رأيته في النوم وهو في المحراب واقف بجامع شيراز وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأكرمني وأدخلني الجنة؛ فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم. مات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.

_ 942- الوافي بالوفيات: 8/ 189. طبقات الحفظ: 400. شذرات الذهب: 3/ 96، 103. لسان الميزان: 1/ 313. ميزان الاعتدال: 1/ 158، 159.

أنبأنا علي بن أحمد أنا عبد الصمد بن محمد أنا عبد الكريم بن حمزة أنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد نا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي الحافظ نا الحسين بن أحمد بن المبارك الطوسي نا سيار بن الحسن أنا عبد الرحمن بن جبلة نا جعفر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أنس، وحميد عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لبى بحجة عمرة معًا. وقد مر سميه أحمد بن منصور الطوسي الحافظ مع الطبراني. 943- 16/13/1- المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد الحافظ العلامة القاضي ذو الفنون, أبو الفرج النهرواني بن طراز الفقيه الجريري المفسر صاحب الكتب: وكان على مذهب محمد بن جرير الطبري، سمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد وأبا حامد الحضرمي وأبا سعيد العدوي والمحاملي وخلائق، وقرأ بالروايات على ابن شنبوذ وغيره، قرأ عليه أحمد بن مسرور والخبازي وأبو ثعلب الملجم وأبو العلاء الواسطي وغيرهم. حدث عنه أبو القاسم الأزهري وأبو الطيب الطبري وأحمد بن عمر بن روح وأبو علي محمد بن الحسين الجازري وخلق. قال الخطيب: كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، ولي القضاء بباب الطاق، كان على مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها. وروى الخطيب: نا القاضي أبو حامد الدلوي قال: كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله لأعلم الناس, لوجب أن يدفع إلى المعافى. قال الخطيب: سألت البرقاني عن المعافى فقال: كان أعلم الناس وكان ثقة لم أسمع منه. وقيل: كان المعافى قليل الشيء متعففًا. قال الحميدي: قرأت بخط المعافى بن زكريا قال: حججت وكنت بمنى فسمعت مناديًا ينادي: يا أبا الفرج! قلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا! فهممت أن أجيبه، ثم إنه نادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني! فبادرت وقلت: لبيك ها أنا ذا؛ قال: لعلك من نهروان الشرق؟ قلت: نعم؛ قال: نحن نريد نهروان الغرب؛ فعجبت من هذا الاتفاق. قلت: وللمعافى تفسير كبير في ست مجلدات فيه مخبئات وفوائد نفيسة. مات النهرواني في ذي

_ 943- العبر: 3/ 47، 48. النجوم الزاهرة: 4/ 201، 202. طبقات الحفاظ: 400، 401. شذرات الذهب: 3/ 134، 135. الرسالة المستطرفة: 166.

الحجة وله خمس وثمانون سنة, وله كتاب الجليس والأنيس، فيه عجائب. مات سنة تسعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى. وفيها مات مسند بغداد المقرئ أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني وله تسعون سنة، ومسند الأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن التجيبي القرطبي لحق ببغداد إسماعيل الصفار، والمسند أبو الحسين محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي الدقاق ببغداد, ومسند مصر الشيخ محمد بن جعفر بن رميل. قرأت على عمر بن عبد المنعم عن زيد بن الحسن أنا محمد بن عبد الباقي أنا محمد بن أحمد بن محمد النرسي أنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن طراز نا أبو القاسم البغوي نا وهب بن بقية أنا خالد الشيباني عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد مؤمن شيئًا إلا استجاب له". 944- 17/13/1- الرَّقي الحافظ الجوال أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب المفيد المؤرخ، ويقال أبو عبد الله: سمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وعبد الله بن عمر بن شوذب بواسط، وخيثمة الأطرابلسي بالشام، وإسماعيل الصفار ببغداد، وأبا محمد بن فارس بأصبهان وطبقتهم؛ حدث عنه ابن جميع -وهو أكبر منه- في معجمه وأحمد بن الحسن الطيان والحافظ عبد الغني بن سعيد وأبو العلاء الواسطي وعبد العزيز الأزجي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وآخرون؛ غمزه أبو بكر الخطيب ورماه بالكذب واتهمه بحديث رواه عن الطبراني بإسناد الصحاح متنه: "يجيء المحدثون يوم القيامة بأيديهم المحابر" وذكر الحديث، ثم إنه قال: الحمل في وضعه على الرقي. قلت: رواه أبو المحاسن الروياني: نا أبو محمد عبد الله بن جعفر الخياري الحافظ نا أبو بكر بصيداء نا الطبراني نا إسحاق نا عبد الرزاق نا معمر عن قتادة عن أنس مرفوعًا, فذكره. مات الرقي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. أنبأنا أحمد بن أبي الخير أنبأنا هبة الله بن مسعود أنا علي بن الحسين الفراء أنا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ نا عبد الغني بن سعيد الأزدي نا أبو بكر محمد بن يوسف الرقي أن سليمان بن أحمد حدثهم نا الدبري نا عبد الرزاق عن الثوري نا أبو سعيد البصري أنه سمع الحسن يذكر عن عقيل بن أبي طالب أنه تزوج امرأة من بني جشم فقيل: بالرفاء

_ 944- تاريخ بغداد: 3/ 409، 410. طبقات الحفاظ: 401. لسان الميزان: 5/ 436، 437. ميزان الاعتدال: 4/ 72، 73.

والبنين؛ فقال: لا تقولوا ذلك فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نهى عن ذلك، وأمرنا أن نقول: "بارك الله لك وبارك عليك". قال عبد الغني: أبو سعيد البصري هو الحسن بن دينار، وقيل: هو يزيد بن إبراهيم. 945- 18/13/1- الجَوْزَقي الحافظ الإمام الأوحد أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني المعدل محدث نيسابور وصاحب الصحيح المخرج على صحيح مسلم, وهو ابن أخت المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي: روى عن أبي العباس السراج شيئًا قليلًا وعن أبي نعيم بن عدي الجرجاني وأبي العباس الدغولي ومكي بن عبدان وأبي حامد بن الشرقي وأبي سعيد بن الأعرابي وإسماعيل الصفار وأبي حاتم الوسقندي وخلق كثير، وكان قد رحل مع خاله وبرع وتقدم وصنف. قال الحاكم: انتقيت له فوائد في عشرين جزءًا ثم بعد ذا ظهر سماعه من السراج. قلت: روى عنه الحاكم وأبو سعيد الكنجرودي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري ومحمد بن علي الخشاب وسعيد بن أبي سعيد العيار وأحمد بن منصور بن خلف المغربي وآخرون. وجوزق قرية من قرى نيسابور. وله كتاب المتفق والمفترق، وله كتاب المتفق الكبير يكون ثلاثمائة جزء, رواه عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وروى عن أبي بكر الجوزقي قال: أنفقت في طلب الحديث مائة ألف درهم ما كسبت به درهمًا. قلت: وله أربعون حديثًا سمعناها بعلو. قال الحاكم: توفي في شوال سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة وله اثنتان وثمانون سنة. أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك عن زينب بنت أبي القاسم أن أبا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أخبرهم أنا أبو سعيد محمد بن علي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي الحافظ أنا أبو العباس الدغولي ومكي بن عبدان وعبد الله بن محمد بن الشرقي قالوا: أنا عبد الله بن هاشم نا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم" 1.

_ 945- العبر: 3/ 1. طبقات الحفاظ: 401. شذرات الذهب: 3/ 129، 130. النجوم الزاهرة: 4/ 199. الوافي بالوفيات: 3/ 316. 1 رواه البخاري في الجنائز باب 6. ومسلم في البر حديث 150. والترمذي في الجنائز باب 64. والنسائي في الجنائز باب 25.

946- 19/13/1- ابن الفرات الحافظ الإمام البارع أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات البغدادي: سمع أبا عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد وابن البختري وطبقتهم فأكثر وجوَّد وجمع فأوعى حتى قال الخطيب: بلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده ألف جزء وأنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ، حدثنا عنه أحمد بن علي البادي ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي وغيرهم. قال: وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقًا مملوءة كتبًا أكثرها بخطه. ثم قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط ولم يزل يسمع إلى أن مات؛ وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون ما رأيت أحسن قراءة منه للحديث. وقال غيره: مات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وعاش بضعًا وستين سنة. قرأت بخط السلفي عام أربعة وثلاثين, سمعت جعفر بن أحمد السراج يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ يقول: أبو الحسن بن الفرات غاية في ضبطه, حجة في نقله. 947- 20/13/1- أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد الحافظ, أبو العباس النصيبي المصري: لا أعرف هذا الرجل غير أن الحاكم قال: قدم نيسابور وهو باقعة في الحفظ شبهت مذاكرته بالسحر، وكان يتقشف ويجالس الصالحين، سمع أبا هاشم الكتاني وأحمد بن عبد الرحيم القيسراني بالشام، وأبا عبد الله الحليمي وأبا علي الصفار ببغداد، ومحمد بن يعقوب الأصم بنيسابور، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر, إلى أن قال: مات سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ذهب إلى ما وراء النهر وأقبل على الأدب والشعر ودخل في الأعمال السلطانية، ثم اجتمعت به هناك وحفظه كما كان, فكنت أتعجب منه. قلت: روى عنه الحاكم وغيره. 948- 21/13/1- الطوسي الحافظ أبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب العطار: وهو ابن أبي نصر الطوسي، ولد سنة عشر وثلاثمائة تقريبًا، وسمع أبا محمد

_ 946- تاريخ بغداد: 3/ 122, 123. الوافي بالوفيات: 3/ 196. طبقات الحفاظ: 402. شذرات الذهب: 3/ 110. النجوم الزاهرة: 4/ 168. 947- الوافي بالوفيات: 8/ 213. طبقات الحفاظ: 402. شذرات الذهب: 3/ 122. تاريخ الإسلام: 4 الورقة: 60/ ب. 948- طبقات الحفاظ: 402. شذرات الذهب: 3/ 106. النجوم الزاهرة: 4/ 166. تاريخ الإسلام: 4/ 50/ 1.

عبد الله بن محمد بن الشرقي وأبا حامد بن بلال وأبا بكر محمد بن الحسين القطان ومحمد بن مخلد العطار وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس بن عقدة وطبقتهم، وبدمشق أيضًا أبا علي بن حبيب الحصائري وابن زبان الكندي، وبمكة أبا سعيد بن الأعرابي، وبمصر محمد بن وردان العامري، وبالرملة الربيع بن سلامة، وبمكة ومنبج وحران ومواضع، روى عنه الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم وأبو سعيد الكنجرودي وآخرون. قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بخراسان مع ما يرجع إليه من الدين والزهد والسخاء والتعصب لأهل السنة، أول رحلته كانت إلى مرو إلى الليث بن محمد، وما خلف بالطابران يوم مات مثله، وأما في علوم الصوفية وأخبارهم ولقي شيوخهم, فإنه توفي يوم توفي ولم يخلف بخراسان مثله في التقدم واللقي. قلت: كان قد صحب الشبلي، ومات في المحرم سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. ومات فيها محدث بغداد الحجة المأمون أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن شاذان البغدادي البزاز والد المحدث أبي علي بن شاذان، وأبو الحسن علي بن حسان الجديلي خاتمة أصحاب مطين، والعلامة أبو محمد عبد الله بن عطية الدمشقي المفسر إمام مسجد باب الجابية، وجعفر بن عبد الله بن فناكي راوية مسند الروياني عنه. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أنبأنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد العطار أنا أحمد بن الحسين بن محمد بن الأزهر بمصر نا يوسف بن يزيد الفراطيسي نا الوليد بن موسى نا منبه بن عثمان عن عروة بن رويم عن الحسن عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب". فسألناه عن ثوابهم وعن مؤمنهم قال: "على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد, صلى الله عليه وآله وسلم". قلنا: وما الأعراف؟ قال: "حائط الجنة تجري فيه الأنهار، وتنبت فيه الأشجار والثمار". هذا حديث منكر جدًّا. 949- 22/13/1- ابن بكير الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير البغدادي الصيرفي: سمع أبا جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وأبا عمرو بن

_ 949- تاريخ بغداد: 8/ 13، 14. العبر: 3/ 38، 39. طبقات الحفاظ: 403. شذرات الذهب: 3/ 138. تاريخ الإسلام: 4/ 71/ 2.

السماك وأبا بكر النجاد وطبقتهم، حدث عنه أبو حفص بن شاهين شيخه وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي وعبيد الله الأزهري وأبو الحسين بن المهتدي بالله وآخرون، قال الأزهري: سمعت أبا عبد الله بن بكير يقول: هذا الحديث كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن الدارقطني. قال الأزهري: كنت أحضر عنده وبين يديه أجزاء فأنظر فيها فيقول: أيما أحب إليك, تذكر لي متن ما تريد من هذه الأجزاء حتى أخبرك بإسناده أو تذكر إسناده حتى أخبرك بمتنه؟ فكنت أذكر له المتون فيحدثني بأسانيدها كما هي حفظًا، فعلت هذا معه مرارًا كثيرة، وكان ثقة لكنهم حسدوه وتكلموا فيه. وقال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث ويلحق في بعض أصول الشيوخ ما ليس منها ويصل المقاطيع. مات ابن بكير في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، وله إحدى وستون سنة. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا نصر بن عبد الرزاق القاضي قال: قرأت على شيخنا أبي الفتح نصر بن فتيان بن المثنى, أخبركم هبة الله بن الحصين أنا علي بن المحسن نا الحسين بن أحمد بن بكير أنا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمي البهلول بن إسحاق, سمعت أبي, سمعت جدي حسان بن سنان يقول: رأيت أنس بن مالك بواسط فقال: من أين أنت؟ قلت: من الأنبار، قال: وفِيمَ قدمت؟ قلت: قدمت متظلمًا إلى الحجاج على عاملنا، فمسح يده على ظهري ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "مروا بالمعروف, وانهوا عن المنكر". 950- 23/13/1- الخطابي الإمام العلامة المفيد المحدث الرحال, أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي, صاحب التصانيف: سمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة وإسماعيل بن محمد الصفار وطبقته ببغداد، وأبا بكر بن داسة بالبصرة, وأبا العباس الأصم وطبقته بنيسابور؛ روى عنه الحاكم وأبو حامد الأسفراييني وأبو نصر محمد بن أحمد البلخي الغزنوي وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو عبيد الهروي اللغوي وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي وخلق سواهم. ووهم أبو منصور الثعالبي في اليتيمة حيث سماه أحمد بن محمد؛ أقام مدة بنيسابور يصنف، فعمل غريب الحديث، وكتاب معالم السنن، وكتاب شرح الأسماء الحسنى، وكتاب العزلة، وكتاب الغنية عن الكلام وأهله؛ وغير ذلك، وكان ثقة متثبتًا من أوعية العلم

_ 950- العبر: 3/ 39. طبقات الحفاظ: 403، 404. شذرات الذهب: 3/ 127، 128. النجوم الزاهرة: 4/ 199. تاريخ الإسلام: 4/ 71/ 2.

قد أخذ اللغة عن أبي عمر الزاهد ببغداد، والفقه عن أبي علي بن أبي هريرة والقفال، وله شعر جيد. قرأت على شهدة العامرية أخبركم جعفر بن علي أنا السلفي نا أبو المحاسن الروياني, سمعت أبا نصر البلخي, سمعت أبا سليمان الخطابي, سمعت أبا سعيد بن الأعرابي ونحن نسمع عليه هذا الكتاب -يعني سنن أبي داود- يقول: لو أن رجلًا لم يكن معه من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب, لم يحتج معهما إلى شيء من العلم ألبتة. أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن عبد الغني بن سرور الحافظ أنا إسماعيل بن غانم أنا عبد الواحد بن إسماعيل أنا محمد بن أحمد نا حمد بن محمد بن إبراهيم أنا محمد بن بكر نا أبو داود أنا محمد بن حزابة نا إسحاق بن منصور نا أسباط عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن" 1. قال القراب: توفي الخطابي ببست في شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. قلت: وفيها مات المحدث الإمام أبو النضر شافع بن محمد ابن الحافظ أبي عوانة الأسفراييني الرحال لقي ابن جوصاء وطبقته، ومحدث بروجرد القاضي أبو الحسين عبيد الله بن سعيد البروجردي لقي الباغندي وابن جرير الطبري، والشيخ أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي النيسابوري شيخ العيار، ومقرئ مصر أبو حفص عمر بن عراك الحضرمي، ومقرئ العراق أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، والعلامة الأديب أبو علي محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي ببغداد، ومسند مرو القاضي أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي الفقيه عن مائة سنة، ومقرئ مصر وعالمها الإمام أبو بكر محمد بن علي الأدفوي المفسر، ومسند مكة أبو يعقوب يوسف بن الدخيل تلميذ العقيلي. 951- 24/13/1- ابن عابد الحافظ الإمام أبو عمر أحمد بن محمد بن عابد الأسدي الأندلسي القرطبي: سمع أحمد بن سعيد بن حزم ومحمد بن معاوية بن الأحمر وأحمد بن مطرف، وحدث باليسير فإنه مات في الكهولة. قال ابن الفرضي: مات في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.

_ 1 رواه أبو داود في الجهاد باب 157. وأحمد في مسنده "1/ 166، 167" "4/ 91".

قلت: وفيها مات محدث نيسابور أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي المعدل، وعالم سرخس الفقيه أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي وله ست وسبعون سنة, لحق البغوي في رحلته، وعالم المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني صاحب الرسالة، ومقرئ مصر أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون الحلبي ومسند بغداد أبو القاسم عبيد الله بن محمد ابن حبابة، وراوية الصحيح أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني المروزي, يوم عرفة. 952- 25/13/1- الزُّهري الحافظ الناقد أبو محمد الحسن بن علي بن عمر البصري ويعرف بابن غلام الزهري: كان في هذا الحين، سأله الحافظ حمزة السهمي عن الرجال والجرح والتعديل، لم أظفر له بترجمة, سمع من أبي القاسم البغوي وابن صاعد ومحمد بن الحسين بن مكرم والقاسم بن عباد وعلي بن عبد الله بن الفضل وخالد بن النضر وأحمد بن يعقوب المتوثي وطبقتهم، وكان حيًّا في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، روى عنه حمزة بن يوسف الحافظ أبو الحسن بن صخر الأزدي, ومحمد بن طلحة الخزاعي, وطائفة. قرأت على أبي بكر بن عمر الفقيه أخبركم الحسن بن أحمد الزاهد ببيت المقدس أنا أبو طاهر السلفي نا أبو طاهر محمد بن محمد النهاوندي إملاء بالبصرة نا محمد بن طلحة بن المغيرة الخزاعي نا الحسن بن علي الحافظ نا أحمد بن يعقوب المتوثي نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نهى عن بيع الولاء وعن هبته. رواه عدة عن سفيان الثوري، وقد أخرجه "خ" عن أبي نعيم عن الثوري، فوقع لنا بدلًا نازلًا بدرجة، ولله الحمد. 953- 26/13/1- ابن حِنْزَابة الوزير الكامل الحافظ المفيد الإمام, أبو الفضل جعفر ابن الوزير الكبير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن حسن بن الفرات البغدادي نزيل مصر: وزر أبوه للمقتدر في آخر دولته، ووزر الحافظ أبو الفضل لصاحب مصر كافور الخادم، وحدث عن محمد بن هارون الحضرمي ومحمد بن زهير الأيلي والحسن بن محمد الداركي وأبي بكر الخرائطي ومحمد بن سعيد الحمصي وعدة، وكان يذكر أنه سمع من البغوي مجلسًا, ويذكر ويقول: من جاءني به أغنيته. وعزم على عمل المسند؛ ولذلك

_ 952- الوافي بالوفيات: 12/ 165. طبقات الحفاظ: 404، 405. شذرات الذهب: 3/ 97. 953- تاريخ بغداد: 7/ 234، 235. الوافي بالوفيات: 11/ 118-122. النجوم الزاهرة: 4/ 203. طبقات الحفاظ: 405. شذرات الذهب: 3/ 135، 136.

رحل إليه الدارقطني وأقام عنده مدة وأعطاه جملة، وللدارقطني في كتاب المدبج عنه أحاديث، ولعبد الغني عنه رواية. مولده سنة ثمان وثلاثمائة. قال السلفي: كان من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة المحدثين مع جلالة ورئاسة، يملي ويروي في حال الوزارة، عندي من أماليه ومن كلامه على الحديث وحسن تصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه. وقد روى عنه حمزة الكتاني مع تقدمه، وقيل: إنه وزر بعد موت كافور وصادر وفعل ثم اضطربت عليه الأمور فاختفى ونهبت داره ثم صودر ونزح إلى الشام سنة ثمان وخمسين ثم بعد مدة رجع إلى مصر، وروى عنه الحافظ عبد الغني؛ وبلغنا أن أبا الفضل كان يفطر وينام نومة ثم ينهض ويتوضأ ويصلي إلى الغداة. وقال المسبحي: لما غسل أبو الفضل جعل في فيه ثلاث شعرات من شعر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أخذها بمال عظيم وكانت عنده في درج ذهب مختوم بمسك. والحنزابة أمه كانت أم ولد, والده الفضل، وفي اللغة الحنزابة هي القصيرة الغليظة، ونقل فدفن بالمدينة النبوية في دار اشتراها قريبة جدًّا من المسجد. قال ابن طاهر المقدسي: رأيت عند الحبال كثيرًا من الأجزاء التي خرجت لابن حنزابة وفيها الجزء الموفى ألفًا من مسند كذا، والجزء الموفى خمسمائة من مسند كذا، أنفق أموالا عظيمة في البر. مات في ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وفيها مات أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني خاتمة من روى الصحيح عن الفربري، وبمصر أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق البغدادي عنده المحاملي وطبقته، وشاعر العراق أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي صاحب المجون، وفقيه الظاهرية العلامة أبو الحسن عبد العزيز بن أحمد الخرزي، تخرج به البغاددة، قال الصيمري: ما رأيت فقيهًا أنظر منه ومن الشيخ أبي حامد، ومسند بغداد أبو القاسم عيسى بن علي الوزير صاحب تلك الأمالي، ومسند مصر المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني البغدادي البزاز سمع البغوي وثقه الخطيب. 954- 27/13/1- الأَصيلي الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأندلسي: تفقه بقرطبة وسمع من ابن المشاط ومحمد بن السليم ولقي وهب بن مسرة بوادي الحجارة، وبمصر القاضي أبا الطاهر الذهلي وابن حيويه النيسابوري والفقيه أبا

_ 954- تاريخ علماء الأندلس: 1/ 249. طبقات الحفاظ: 405، 406. شذرات الذهب: 3/ 140. العبر: 3/ 52، 53. الديباج المهب: 1/ 433-435.

إسحاق بن شعبان، وبمكة أبا بكر الآجري، وببغداد أبا بكر الشافعي وأبا علي بن الصواف، وأتقن، أخذ الصحيح عن أبي زيد المروزي، وتفقه على أبي بكر الأبهري ووعى علمًا جمًّا؛ قال القاضي عياض: قال الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي ولم أرَ مثله. ثم قال عياض: كان من حفاظ مذهب مالك ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله، وكان ينكر الغلو في كرامات الأولياء ويثبت منها ما صح ودعاء الصالحين؛ ولي قضاء سرقسطة ثم ترك وبقي على الشورى بقرطبة. قلت: وكان رأسًا في الحديث والسنن وفقه السلف، له كتاب كبير سماه: الدلائل في اختلاف العلماء. حمل الناس عنه وكان في خلقه حدة، رحمه الله تعالى. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وشيَّعه الخلائق. وفيها مات بمصر المحدث أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب صاحب كتاب المروءة، ومسند هراة أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري صاحب البغوي، ونحوي العراق أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، والعلامة القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني الشاعر المحسن، والمحدث الجوال أبو العباس الوليد بن بكر السرقسطي. أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أبي القاسم بن بقي أنا شريح بن محمد أنا علي بن أحمد الحافظ إذنًا نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي نا أبو زيد المروزي "ح" وأخبرنا بعلو درجتين عبد الله بن قوام وطائفة قالوا: أنا الحسين بن المبارك أنا عبد الأول أنا أبو الحسن المظفري أنا عبد الله بن حمويه قالا: أنا أبو عبد الله الفربري أنا البخاري نا يحيى بن بكير نا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم أن ابن عمر قال: تمتع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالعمرة إلى الحج وساق الهدي من ذي الحليفة, الحديث. 955- 28/13/1- خلف بن القاسم بن سهل الحافظ الإمام, أبو القاسم الأندلسي بن الدباغ: ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، سمع محمد بن معاوية الأموي وأحمد بن الشامة، وبمصر أبا محمد بن الورد وسلمة بن الفضل والطبقة، وبمكة بكيرًا الحداد وأبا بكر الآجري وأبا الحسن الخزاعي، وبدمشق علي بن أبي العقب وأبا الميمون بن راشد. وكان من الحفاظ المحققين، صنف حديث مالك وحديث شعبة وكتابًا في الزهد، وقرأ بالروايات على جماعة منهم أحمد بن صالح صاحب ابن مجاهد؛ حدث عنه جماعة من الأندلسيين

_ 955- تاريخ علماء الأندلس: 136-138. شذرات الذهب: 3/ 144. هدية العارفين: 1/ 348. تاريخ الإسلام: 4/ 92/ 2. الديباج المذهب: 1/ 355.

منهم أبو عمرو الداني وأبو عمر بن عبد البر وكان ابن عبد البر لا يقدم عليه أحدًا من شيوخه, توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. وفيها مات بأصبهان أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري صاحب جزء لوين، والمقرئ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ببغداد، وشيخ اللغة أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، ومسند بغداد أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن البغدادي المخلص، والسيد أبو الحسن محمد بن علي العلوي الهمذاني ببخارى. أنبأنا طائفة قالوا: أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي أنا ابن ناصر أنا الحميدي أنبأنا أبو عمر الحافظ نا خلف بن القاسم نا محمد بن إبراهيم بن إسحاق نا محمد بن محمد الباهلي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا حماد بن زيد عن كثير بن شنظير عن عطاء عن جابر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وكفوا صبيانكم عند المساء, فإن للجن انتشارًا وخطفة" 1. أخبرنا محمد بن عطاء الله بالإسكندرية أنا عبد الرحمن بن مكي أنا خلف بن عبد الملك في كتابه أنا أبو محمد عن أبي عمر الحافظ نا خلف بن القاسم نا محمد بن موسى نا أحمد بن علي بن شعيب نا محمد بن حفص نا الجراح بن يحيى نا عمر بن عمرو, سمعت عبد الله بن بسر يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله وصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم يدعو فيستجاب لدعائه". هذا حديث منكر. 956- 29/13/1- الكلاباذي الحافظ الإمام أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري: وكلاباذ محلة من بخارى, سمع الهيثم بن كليب الشاشي وعلي بن محتاج وأبا جعفر محمد بن محمد البغدادي الجمال وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن محمود عنبر النسفيين وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي وخلقًا كثيرًا، روى عنه جعفر بن محمد المستغفري، وقال: هو أحفظ من كان بما وراء النهر في زمانه، مات في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة عن خمس وسبعين سنة. وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو نصر الكلاباذي الكاتب من الحفاظ حسن الفهم

_ 1 رواه البخاري في بدء الخلق باب 11، 16. وفي الأشربة باب 22. ومسلم في الأشربة حديث 97. وأبو داود في الأشربة باب 22. والترمذي في الأطعمة باب 15. 956- تاريخ بغداد: 4/ 434. العبر: 3/ 67. طبقات الحفاظ: 406. شذرات الذهب: 3/ 151. هدية العارفين: 1/ 69.

والمعرفة عارف بصحيح البخاري، كتب بما وراء النهر وبخراسان والعراق، ووجدت شيخنا الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته، وهو متقن ثبت لم يخلف بما وراء النهر مثله. ثم روى عنه الحاكم شيئًا, وحديثه قليل الوقوع لنا، وقد حدث عنه الدارقطني في كتاب المدبج، وله مصنف مشهور في معرفة من أخرج له البخاري في صحيحه. قال الخطيب: ثقة حافظ حدث ببغداد في حياة الدارقطني، وكان يُثنَى عليه. ومات معه في السنة البديع أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني الأديب مصنف المقامات، وشيخ همذان ومحدثها ومفتيها أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد بن لال الشافعي، له رحلة لقي فيها ابن الأعرابي وعمر تسعين سنة، وصاحب تلك الأمالي القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون البغدادي الضبي، ومفتي بغداد أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالبافي صاحب أبي علي بن أبي هريرة، وشاعر بغداد أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي الببغاء, وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن الصيدلاني آخر الثقات من أصحاب ابن صاعد. قال السلفي: أنا بكتاب الإرشاد في معرفة رجال البخاري خالد التاجر بأصبهان عن عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني عن مؤلفه أبي نصر الكلاباذي. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن منير أنبأنا أبو طاهر السلفي أنا أبو العلاء أحمد بن عمر بن سهلويه أنا يوسف بن الحسين الرازي نا أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ نا أحمد بن نصر البخاري نا الحسين بن محمد القمي نا عبد الرحيم بن حبيب البغدادي نا بقية بن الوليد, سمعت الأوزاعي يقول: لبس الصوف في السفر سنة وفي الحضر بدعة. 957- 30/12/1- البصير الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الضرير: وكان ولد أعمى وكان يتوقد ذكاء، استملى على الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم وسمع من أحمد بن محمد بن حسين بن معاوية صاحب أبي زرعة وارتحل إلى بخارى وإلى نيسابور, وسمع أبا حامد بن بلال وأبا العباس الأصم. وقد حدث ببغداد وانتخب عليه الدارقطني ووثقه الخطيب؛ روى عنه أبو القاسم الأزهري ومحمد بن عبد الملك بن بشران وحميد بن المأمون والفقيه سليم الرازي وآخرون؛ وكان عارفًا بهذا الشأن، قال الخليلي: سمعته يقول: كنت أستملي لابن أبي حاتم,

إلى أن قال: وسمع ببلخ من الحافظ عبد الله بن محمد بن طرخان، وببخارى من محمود بن إسحاق صاحب أبي عبد الله البخاري، ومن أبي عبد الله الحارثي الأستاذ؛ قال: وكان عارفًا بأحاديثه حافظًا, وهو آخر من مات بالري من أصحاب ابن أبي حاتم. قلت: مات في رمضان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. أخبرنا يوسف بن الوبار أنا محمد بن عبد الكريم القيسي أنا أبو المعالي بن صابر أنا أبو القاسم النسيب أنا سليم بن أيوب أنا أحمد بن محمد البصير أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم أنا أحمد بن سنان نا أبو معاوية نا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام, يعني أيام العشر" قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" 1. متفق على ثبوته. وفيها مات معه مسند أصبهان أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي نزيل أصبهان عن أربع وتسعين سنة، ومقرئ مصر أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون مصنف التذكرة، ومسند زمانه أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغدادي الكاتب، وشيخ قرطبة القدوة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين المري. 958- 31/13/1- الحليمي العلامة البارع رئيس أهل الحديث بما وراء النهر, أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي: صاحب وجوه حسان في المذهب، وكان من أذكياء زمانه ومن فرسان النظر، له يد طولى في العلم والأدب؛ أخذ عن الأستاذ أبي بكر القفال وأبي بكر الأردني, وسمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خَنْب وخلف بن محمد الخيام وبكر بن محمد المروزي الدخمسيني وطائفة؛ مولده سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة فقيل: بجرجان فحمل ونشأ ببخارى، وقيل: بل ولد ببخارى, له تصانيف مفيدة، حدث عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه ونبله والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم البخاري وأبو سعيد الكنجرودي وآخرون؛ وهو من فرسان هذا الشأن مع أن له فيه عملًا جيدًا؛ يقع لي حديثه عاليًا. توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعمائة, وفيها توفي أئمة كما سنورده.

_ 1 رواه الترمذي في الصوم باب 52. وابن ماجه في الصيام باب 39. وأحمد في مسنده "2/ 131، 161". 958- العبر: 3/ 48. الوافي بالوفيات: 12/ 351. طبقات الحفاظ: 407، 408. شذرات الذهب: 3/ 167، 168. هدية العارفين: 6/ 308.

أخبرنا المسند الجليل شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء سنة خمس وتسعين وستمائة بقراءة أبي الحجاج الحافظ عن عبد المعز بن محمد قال: أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو سعد أحمد بن عبد الرحمن النيسابوري أنا الإمام أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي أنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي نا أحيد بن الحسين نا مقاتل بن إبراهيم نا نوح بن أبي مريم عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لصاحب القرآن دعوة مستجابة عند ختمه". نوح الجامع مع جلالته في العلم ترك حديثه، وكذلك شيخه مع عبادته، فكم من إمام في فن مقصر عن غيره كسيبويه مثلًا إمام في النحو ولا يدري ما الحديث، ووكيع إمام في الحديث ولا يعرف العربية، وكأبي نواس رأس في الشعر عري من غيره، وعبد الرحمن بن مهدي إمام في الحديث لا يدري ما الطب قط، وكمحمد بن الحسن رأس في الفقه ولا يدري ما القراءات، وكحفص إمام في القراءة تالف في الحديث. "وللحروب رجال يعرفون بها". وفي الجملة: وما أوتوا من العلم إلا قليلًا، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل في أناس قليل, ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل, فحسبنا الله ونعم الوكيل. 959- 32/13/1- ابن منده الإمام الحافظ الجوال محدث العصر, أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي يعقوب إسحاق ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى بن منده: وهو إبراهيم بن الوليد بن سندة بن بطة بن أستندار بن جهاربخت وقيل: اسم أستندار فيرزان وهو الذي أسلم وقت افتتاح الصحابة أصبهان وولاؤه لعبد القيس، وكان مجوسيًّا وكان من النواب على بعض أعمال أصبهان, الأصبهاني العبدي. حدث منده بشيء يسير ومات في دولة المعتصم، وروى ولده يحيى الحديث وحفيده, وكان من الحفاظ، مات سنة إحدى وثلاثمائة، وقد مر، يروي عنه أبو الشيخ كثيرًا، وابنه إسحاق روى عن عبد الله بن محمد بن النعمان وجماعة، وابنه الحافظ صاحب الترجمة مكثر عنه، مات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. ولد أبو عبد الله سنة عشر وثلاثمائة وقيل: في التي تليها، سمع أباه وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى وأبا علي الحسن بن أبي هريرة وطائفة بأصبهان، ومحمد بن الحسين القطان وعبد الله بن يعقوب

_ 959 العبر: 3/ 59. الوافي بالوفيات: 2/ 190. طبقات الحفاظ: 408. شذرات الذهب: 3/ 146. هدية العارفين: 2/ 57.

الكرماني وأبا علي الميداني وأبا حامد بن بلال وخلقًا بنيسابور، وأبا سعيد بن الأعرابي بمكة، والهيثم بن كليب بسمرقند، وخيثمة بن سليمان وطبقته بالشام، وأبا جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وعدة ببغداد، وأبا الطاهر المديني وبابته بمصر، وغير ذلك، وعدة شيوخه الذين سمع وأخذ عنهم ألف وسبعمائة شيخ، وله إجازة من الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره، ولما رجع من الرحلة الطويلة كانت كتبه عدة أحمال حتى قيل: إنها كانت أربعين حملًا، وما بلغنا أن أحدًا من هذه الأمة سمع ما سمع ولا جمع ما جمع، وكان ختام الرحالين وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق وكثرة التصانيف. حدث عنه شيخه أبو الشيخ وأبو عبد الله الحاكم وأبو عبد الله غنجار وأبو سعد الإدريسي وتمام الرازي وحمزة السهمي وأبو نعيم وأحمد بن الفضل الباطرقاني وأحمد بن محمود الثقفي وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن بندار وأبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء وأولاده عبد الرحمن وعبد الوهاب وعبيد الله وآخرون؛ قال الباطرقاني: نا أبو عبد الله إمام الأئمة في الحديث, لقاه الله رضوانه. قلت: أول ما رأيت أنه سمع في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وأول ارتحاله قبل الثلاثين أو فيها إلى نيسابور. قال الحاكم: التقينا ببخارى سنة إحدى وستين وقد زاد زيادة ظاهرة, ثم جاءنا إلى نيسابور سنة خمس وسبعين ذاهبًا إلى وطنه، قال شيخنا أبو علي الحافظ: بنو منده أعلام الحفاظ في الدنيا قديمًا وحديثًا، ألا ترون إلى قريحة أبي عبد الله؟ وقيل: إن أبا نعيم ذكر له ابن منده فقال: كان جبلًا من الجبال. قال أبو عبد الله بن أبي ذهل: سمعت أبا عبد الله بن منده يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب؛ يعني أن شيوخ المتأخرين لا يرتقون إلى درجة الصحة فيكذب المحدث إن خرج عنهم. وقيل: كان أبو عبد الله إذا قيل له: فاتك سماع كذا، يقول: ما فاتنا من البصرة أكثر. قلت: لم يدخلها؛ لأنه ارتحل إلى مسندها علي بن إسحاق الماذرائي فنُعِيَ إليه قبل دخولها فتألم ورجع عنها. وله كتاب معرفة الصحابة، قال الحافظ ابن عساكر: له فيه أوهام كثيرة. قال أبو نعيم الحافظ في تاريخه في ترجمة ابن منده: هو حافظ من أولاد المحدثين اختلط في آخر عمره فحدث عن أبي أسيد وابن أخي أبي زرعة وابن الجارود بعد أن سمع منه أن له نهم إجازة، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالًا في المعتقدات لم يعرفوا بها؛ نسأل الله الستر والصيانة. قلت: لا يعبأ بقولك في خصمك للعداوة المشهورة بينكما، كما لا يعبأ بقوله فيك فقد رأيت لابن منده مقالًا في الحط على أبي نعيم من أجل العقيدة أقذع فيه، وكل منهما صدوق غير متهم بحمد الله في الحديث. قال أحمد

الباطرقاني: كتب إمام دهره أبو أحمد العسال إلى ابن منده وهو بنيسابور في حديث أشكل عليه, فأجابه بإيضاحه وبيان علته. وحكى غير واحد عن أبي إسحاق بن حمزة قال: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده. أنبأنا الفخر علي وجماعة عن زاهر بن أحمد أنا الحسين بن عبد الملك قال: كتب إلي عبد الرحمن بن أبي عبد الله أن أباه كتب عن أربعة مشايخ أربعة آلاف جزء وهم: ابن الأعرابي والأصم وخيثمة والهيثم بن كليب. وسمعت أبي يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة. قال جعفر المستغفري: ما رأيت أحدًا أحفظ من أبي عبد الله بن منده، سألته يومًا: كم يكون سماعات الشيخ؟ قال: تكون خمسة آلاف منّ. قلت: المنّ يجيء عشرة أجزاء كبار. وقال أحمد بن جعفر الحافظ: كتبت عن أزيد من ألف شيخ ما فيهم أحفظ من ابن منده. وقال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ هراة: أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه. قال الباطرقاني: سمعت أبا عبد الله يقول: طفت الشرق والغرب مرتين. ونقل أبو زكريا بن منده في تاريخه عن أبيه وعمه وغيرهم أن أبا عبد الله قال: ما افتصدت قط ولا شربت دواء قط وما قبلت من أحد شيئًا قط. قلت: مدائنه التي ارتحل إليها من الإسكندرية إلى الشاش, وما دخل البصرة ولا هراة ولا فارس ولا سجستان ولا أذربيجان. قال أبو زكريا بن منده: كنت مع عمي عبيد الله في طريق نيسابور فلما بلغنا بئر مجة "؟ " حكى لي عمي قال: كنت أسير يومًا فعرض لي شيخ جمال فقال: كنت قافلًا عن خراسان مع أبي فلما وصلنا إلى هنا إذ نحن بأربعين وقرًا من الأحمال, فظننا أن ذلك ثياب فإذا خيمة صغيرة فيها شيخ وإذا هو والدك, فسأله بعضنا: ما هذه الأحمال؟ فقال: هذا متاع قلَّ من يرغب فيه في هذا الزمان، هذا حديث رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم. ثم ذكر لي عمي بعد ذلك فقال: كنت قافلًا عن خراسان ومعي عشرون وقرًا من الكتب فنزلت فيها عند البئر اقتداء بالوالد. قلت: توفي ابن منده في سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، أرخه أبو نعيم واستوفينا ذكر أبي عبد الله في كتاب آل منده, ولقد كنت أتحسر على لقي العلامة نجم الدين أبي عبد الله بن حمدان في سنة أربع وتسعين لأجل علو حديث ابن منده عنده ولم يقع لي بالاتصال. فأنبأنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في سنة أربع وتسعين وستمائة أنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ سنة خمس وستمائة أنا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي أنا أبو عمرو بن منده أنا أبي أنا أبو بكر محمد بن القاسم بن كوفي الكراني نا أبو صالح يحيى بن واقد نا هشيم عن أي بشر عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله

-صلى الله عليه وآله وسلم- فقلت: يا رسول الله, يأتيني الرجل فيسألني البيع وليس عندي ما أبيعه, أفأبتاعه له من السوق؟ فقال: "لا تبع ما ليس عندك". فأهل الطبقة الثامنة من كتاب أربعين الطبقات للحافظ ابن المفضل هم ابن منده والحاكم وعبد الغني بن سعيد وأبو مسعود الدمشقي. 960- 33/13/1- السليماني الحافظ المحدث المعمر أبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو البيكندي البخاري شيخ ما وراء النهر: ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، سمع محمد بن حمدويه بن سهل المروزي فكان آخر من روى في الدنيا عنه وعن غيره, وسمع من علي بن سحنويه وعلي بن إبراهيم بن معاوية وأبي العباس الأصم النيسابوريين، ومحمود بن إسحاق الخزاعي وصالح بن زهير ومحمد بن صابر ابن كاتب البخاريين وعلي بن إسحاق الماذرائي البصري وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني؛ وصنف وجمع وتقدم في الحديث، ذكره ابن السمعاني في الأنساب وقال: السليماني نسبة إلى جده لأمه أحمد بن سليمان البيكندي، له التصانيف الكبار، وكان يصنف في كل جمعة شيئًا ثم يدخل من قرية بيكند إلى بخارى ويحدث بما صنف، روى عنه الحافظ جعفر بن محمد المستغفري وولده أبو ذر محمد بن جعفر وجماعة بتلك الديار, إلى أن قال: وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة وله ثلاث وتسعون سنة. قلت: وقفت له على تأليف في أسماء الرجال وعلقت منه. وأخبرنا الحسن بن علي أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الله بن محمد الحافظ أنا محمد بن محمد بن إسماعيل السيرجاني أنا أحمد بن علي الحافظ ببيكند نا محمد بن إبراهيم بن عيسى الخوارزمي الشافعي نا محمد بن إسحاق الدمشقي حدثني محمد بن حمدان البلخي نا محمد بن نهشل المروزي نا موسى بن مسعود عن عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير قال: ولد الزنى لا يكتب الحديث. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد الرحيم بن السمعاني أنا عثمان بن علي البيكندي أنا أبو الخطاب محمد بن إبراهيم بن علي الكعبي إملاء سنة ثمانين وأربعمائة نا أبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي نا أحمد بن عمرو السليماني أنا عبد العزيز بن أحمد السمرقندي نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم السمرقندي ثنا عيسى بن ميناء نا محمد بن جعفر بن أبي

_ 960- العبر: 3/ 87. الوافي بالوفيات: 7/ 216، 217. طبقات الحفاظ: 409. شذرات الذهب: 3/ 172. هدية العارفين: 1/ 71.

كثير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا يفتح أحد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر". 961- 34/13/1- الشيرازي الإمام الحافظ الفقيه أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الكشي ثم الشيرازي, من كبار الأئمة ببلاد فارس: ارتحل وسمع من إسماعيل الصفار وأبي جعفر بن البختري وعبد الله بن درستويه وجماعة ببغداد، ومن أبي العباس الأصم وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم بنيسابور، ومن الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي الحافظ بفارس. ذكره أبو عبد الله الحاكم فأثنى عليه وقال: هو متقدم في معرفة القراءات حافظ للحديث رحال, قدم علينا أيام الأصم ثم قدم علينا سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وسمعت منه. وذكره أبو عمرو بن الصلاح في طبقات الشافعية مختصرًا وقال: هو والد الليث وأبي بكر. وذكره أبو عبد الله الصفار في طبقات أهل شيراز وأثنى عليه كثيرًا ثم قال: ومن أصحابه زيد بن محمد بن خلف الحافظ ومحمد بن موسى الحافظ وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ الحافظ. قلت: ولحق ابن طاهر المقدسي بشيراز أصحابه فسمع من علي بن محمد الشاهد عنه. ثم قال: وتوفي في ثامن عشر رمضان سنة خمس وأربعمائة. قال: وابنه أبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي سمع بأصبهان من أبي بكر بن المقرئ وبقي إلى سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وقيل: إن ابنه مات سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة. قلت: وكأنه الليث الولد الآخر. أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أنا ابن خليل أنا مسعود الجمال أنا أبو علي الحداد أنا أبو طالب علي بن محمد بن بكر الغازي نا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الصفار نا إسماعيل بن محمد نا سعدان بن نصر نا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "الكمأة من المن الذي أنزل على بني إسرائيل, وماؤها شفاء للعين" 1.

_ 961- اللباب: 3/ 100، 138. طبقات الحفاظ: 409. شذرات الذهب: 3/ 175. طبقات السبكي: 4/ 302، 303. 2 رواه البخاري في تفسير سورة 2 باب 4 وفي الطب باب 20. ومسلم في الأشربة حديث 158، 159، 162. والترمذي في الطب باب 22.

962- 35/13/1- الحاكم الحافظ الكبير إمام المحدثين, أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري, المعروف بابن البيع صاحب التصانيف: ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في ربيع الأول، طلب الحديث من الصغر باعتناء أبيه وخاله, فسمع سنة ثلاثين ورحل إلى العراق وهو ابن عشرين وحج ثم جال في خراسان وما وراء النهر, وسمع بالبلاد من ألفي شيخ أو نحو ذلك, وقد رأى أبوه مسلمًا. روى عن أبيه ومحمد بن علي بن عمر المذكر وأبي العباس الأصم وأبي جعفر محمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن عبد الله الصفار وأبي عبد الله بن الأخرم وأبي العباس بن محبوب وأبي حامد بن حسنويه والحسن بن يعقوب البخاري وأبي النضر محمد بن محمد بن يوسف وأبي الوليد حسان بن محمد وأبي عمرو بن السماك وأبي بكر النجاد وأبي محمد بن درستويه وأبي سهل بن زياد وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وعلي بن محمد بن عقبة الشيباني وأبي علي الحافظ وانتفع بصحبته, وما زال يسمع حتى سمع من أصحابه. حدث عنه الدارقطني وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو العلاء الواسطي ومحمد بن أحمد بن يعقوب وأبو ذر الهروي وأبو يعلى الخليلي وأبو بكر البيهقي وأبو القاسم القشيري وأبو صالح المؤذن والزكي عبد الحميد البحيري وعثمان بن محمد المحمي وأبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وخلائق، وقد قرأ القراءات على ابن الإمام ومحمد بن أبي منصور الصرام وأبي علي بن النقار الكوفي وأبي عيسى بكار البغدادي، وقرأ المذهب على أبي علي بن أبي هريرة وأبي سهل الصعلوكي وأبي الوليد حسان بن محمد، وكان يذاكر الجعابي والدارقطني ونحوهما، وقد سمع منه من شيوخه أحمد بن أبي عثمان الحيري وأبو إسحاق المزكي، وأعجب ما رأيت أن أبا عمر الطلمنكي -وسيأتي في هذه الطبقة- قد كتب في علوم الحديث للحاكم ابن البيع في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة عن شيخ له عن آخر عن الحاكم. أخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني أنا الحسين بن علي الشحامي وعبد الله بن محمد الصاعدي قالا: أنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله الزاهد أنا

_ 962- العبر: 3/ 91. الوافي بالوفيات: 3/ 320، 321. طبقات الحفاظ: 409-411. شذرات الذهب: 3/ 176. هدية العارفين: 2/ 59.

محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان أنا أبو أسامة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة: أكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي الضحى؟ قالت: لا, إلا أن يقدم من مغيبه. أخرجه مسلم عن يحيى عن يزيد بن زريع عن الجريري، ورواه أيضًا من طريق كهمس عن عبد الله بن شقيق. قرأت على الحسن بن علي الأمين أخبركم جعفر الهمداني أنا السلفي, سمعت إسماعيل بن عبد الجبار بقزوين قال: سمعت الخليل بن عبد الله الحافظ يقول: فذكر الحاكم وقال: له رحلتان إلى العراق والحج، ناظر الدارقطني فرضيه وهو ثقة واسع العلم بلغت تصانيفه قريبا من خمسمائة جزء, إلى أن قال: وتوفي سنة ثلاث وأربعمائة. قلت: هذا وهم في وفاته ثم قال: سألني في اليوم الثاني لما دخلت عليه ويقرأ عليه في فوائد العراقيين: سفيان الثوري عن أبي سلمة عن الزهري عن سهل بن سعد, حدث الاستئذان، فقال: من أبو سلمة؟ قلت: هو المغيرة بن مسلم السراج؛ قال: وكيف يروي المغيرة عن الزهري؟ فبقيت؛ ثم قال: قد أمهلتك أسبوعًا؛ قال: فتفكرت ليلتي فلما وقعت في أصحاب الجزيرة تذكرت محمد بن أبي حفصة فإذا كنيته أبو سلمة؛ فلما أصبحت حضرت مجلسه وقرأت عليه نحو مائة حديث فقال لي: هل تذكرت فيما جرى؟ فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة؛ فتعجب وقال: أنظرت في حديث سفيان لأبي عمرو البحيري؟ فقلت: لا، وذكرت له ما أممت في ذلك، فتحير وأثنى علي. ثم كنت أسأله فقال لي: إذا ذاكرت في باب لا بد من المطالعة لكبر سني، فرأيته في كل ما ألقي عليه بحرًا؛ وقال لي: اعلم أن خراسان وما وراء النهر لكل بلد تاريخ صنفه عالم منها ووجدت نيسابور مع كثرة العلماء بها لم يصنفوا فيه شيئًا فدعاني ذلك إلى أن صنفت تاريخ النيسابوريين فتأملته ولم يسبقه إلى ذلك أحد. قال الحاكم في علوم الحديث في أواخره: أخبرني خلف نا خلف نا خلف نا خلف نا خلف، فأولهم الأمير خلف بن أحمد السجزي، والثاني أبو صالح خلف بن محمد البخاري يعني الخيام، والثالث خلف بن سليمان النسفي صاحب المسند، والرابع خلف بن محمد الواسطي كردوس، والخامس خلف بن موسى بن خلف. قال الحاكم: وقد سمعته من أبي صالح بإسناده, لم يذكر المتن. فقرأته على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا إسحاق بن عبد الرحمن قال: أنا الأمير خلف بن أحمد بن محمد بن خلف نا خلف بن

محمد بن إسماعيل نا خلف بن سليمان نا خلف بن محمد كردوس نا خلف بن موسى العمي نا أبي عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في الحسد من بعض, ولا يضر حاسدًا حسده ما لم يتكلم بلسانه أو يعمل باليد". هذا حديث غريب منكر. قال الخطيب أبو بكر: أبو عبد الله الحاكم كان ثقة، كان يميل إلى التشيع فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي وكان صالحًا عالمًا قال: جمع الحاكم أحاديث وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم منها: حديث الطير، و "من كنت مولاه فعلي مولاه"، فأنكرها عليه أصحاب الحديث فلم يلتفتوا إلى قوله. قال الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ, سمعت أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول: كنا في مجلس السيد أبي الحسن, فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي -رضي الله عنه- بعد النبي, صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: ثم تغير رأي الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه؛ ولا ريب أن في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة, بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه. وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدًّا قد أفردتها بمصنف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل. وأما حديث: "من كنت مولاه ... " فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضًا. قال عبد الغافر بن إسماعيل: أبو عبد الله الحاكم هو إمام أهل الحديث في عصره, العارف به حق معرفته. يقال له الضبي؛ لأن جدته هي سبطة عيسى بن عبد الرحمن الضبي، ووالدة عيسى هذا هي منوية بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه، وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الإسلام، لقي أبا عبد الله الثقفي وأبا محمد بن الشرقي ولم يسمع منهما، وسمع من أبي طاهر المحمدآباذي وأبي بكر بن القطان ولم يقع بمسموعه منهما، وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه وقرأ على قراء زمانه، وتفقه على أبي الوليد وأبي سهل الأستاذ، واختص بصحبة إمام وقته أبي بكر الصبغي فكان يراجعه في السؤال والجرح والتعديل والعلل، وذاكر مثل الجعابي وأبي علي الماسرجسي، واتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبًا من ألف جزء من تخريج الصحيحين، والعلل، والتراجم، والأبواب، والشيوخ، ثم المجموعات مثل معرفة علوم الحديث ومستدرك الصحيحين وتاريخ نيسابور، وكتاب مزكي الأخبار، والمدخل إلى علم الصحيح، وكتاب الإكليل، وفضائل الشافعي، وغير ذلك، ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه ويحكون أن مقدمي

عصره مثل الصعلوكي والإمام ابن فورك وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم ويراعون حق فضله ويعرفون له الحرمة الأكيدة, ثم أطنب في تعظيمه وقال: هذه جمل يسيرة وهو غيض من فيض سيره وأحواله، ومن تأمل كلامه في تصانيفه وتصرفه في أماليه ونظره في طرق الحديث أذعن بفضله واعترف له بالمزية على من تقدمه وإتعابه من بعده وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه، عاش حميدًا ولم يخلف في وقته مثله. قال الحافظ أبو حازم العبدوي: سمعت الحاكم يقول, وكان إمام أهل الحديث في عصره: شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني: أيهما أفضل, ابن منده أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حفظًا. أبو صالح المؤذن أنا مسعود بن علي السجزي نا أبو بكر بن فورك نا محمد بن أحمد بن جعفر البحيري الحافظ أنا أحمد بن محمد بن الفضل بن مطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة نا محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ نا النجاد نا محمد بن عثمان نا الحماني نا سعير بن الخمس عن عبيد الله عن القاسم عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن بلالًا يؤذن بليل" الحديث. ثم قال السجزي: وأخبرناه الحاكم فذكره. أبو موسى المديني الحافظ أنا هبة الله بن عبد الله نا أبو بكر الخطيب نا الأزهري نا الدارقطني حدثني محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري نا محمد بن جعفر النسوي نا الخليل بن محمد النسوي نا خداش بن مخلد نا يعيش بن هشام نا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعًا: "ما أحسن الهدية أمام الحاجة". هذا باطل، وإنما رواه الموقري الواهي عن الزهري مرسلًا. سمعت أبا الحسين اليونيني أنا أبو محمد عبد العظيم الحافظ, سمعت علي بن المفضل الحافظ, سمعت أحمد بن محمد الحافظ, سمعت محمد بن طاهر الحافظ, سمعت سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة وقلت له: أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ؟ قال: من؟ قلت: الدارقطني ببغداد، وعبد الغني بمصر، وابن منده بأصبهان، والحاكم بنيسابور, فسكت فألححت عليه فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن منده فأكثرهم حديثًا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفًا. قال ابن طاهر: سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال: ثقة في الحديث رافضي خبيث, ثم قال ابن طاهر: كان شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يظهر

التسنن في التقديم والخلافة، وكان منحرفًا عن معاوية وآله, متظاهرًا بذلك ولا يعتذر منه. قلت: أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي، وليته لم يصنف المستدرك فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه. قال الحافظ أبو موسى: كان الحاكم دخل الحمام واغتسل وخرج فقال: آه، فقبض روحه وهو متزر لم يلبس قميصه بعد, وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري. توفي الحاكم في صفر سنة خمس وأربعمائة، رحمه الله تعالى. 963- 36/13/1- أبو عبد الرحمن السُّلَمي الحافظ العالم الزاهد شيخ المشايخ, محمد بن الحسين بن محمد بن موسى النيسابوري الصوفي, الأزدي الأب السلمي الأم, نسب إلى جده القدوة أبي عمرو إسماعيل بن نجيد ابن محدث نيسابور أحمد بن يوسف السلمي: سمع أبا العباس الأصم وأحمد بن محمد بن عبدوس ومحمد بن المؤمل الماسرجسي ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وارة والحافظ أبا علي النيسابوري وخلقًا كثيرًا وكتب العالي والنازل, وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان؛ حمل عنه القشيري والبيهقي وأبو صالح المؤذن ومحمد بن يحيى المزكي وأبو عبد الله الثقفي وعلي بن أحمد بن الأخرم المؤذن ومحمد بن إسماعيل التفليسي وخلق سواهم إلا أنه ضعيف؛ قال الخطيب: محله كبير وكان مع ذلك صاحب حديث مجودًا, جمع شيوخًا وتراجم وأبوابًا, وعمل دويرة للصوفية, وصنف للصوفية سننًا وتفسيرًا وتاريخًا. قلت: ألف حقائق التفسير, فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية, نسأل الله العافية. قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان السلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية الأحاديث. وقال عبد الغافر في تاريخ نيسابور: بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر, وكتب الحديث بمرو ونيسابور والعراق والحجاز، مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة. قلت: قد سأل أبا الحسن الدارقطني عن خلق من الرجال سؤال عارف بهذا الشأن. مات في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. أخبرنا بلال المغيثي أنا ابن رواح "ح" وأنا سنقر الزيني وأبو نصر الفارسي قالا: أنا علي بن محمود قالا: أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو القاسم بن الفضل أنا محمد بن الحسين أنا

_ 963- العبر: 3/ 109. الوافي بالوفيات: 2/ 380، 381. طبقات الحفاظ: 411. شذرات الذهب: 3/ 196, 197. تاريخ بغداد: 2/ 248، 249.

أبو أحمد محمد بن محمد بن حسين الشيباني نا أحمد بن حماد بن زغبة نا حامد بن يحيى البلخي نا سفيان حدثني عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن أم سلمة أن الزبير خاصم رجلًا, فقضى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- للزبير فقال الرجل: إنما قضى له أنه ابن عمته؛ فأنزل الله هذه الآية: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] الآية. تفرد به حامد البلخي بهذا الإسناد. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عمي زين الأمناء "ح" وأنا محمد بن حازم أنا ابن غسان "ح" وأنا حسن بن علي أنا مكرم قالوا: أنا أبو المظفر الفلكي أنا علي بن أحمد المديني أنا أبو عبد الرحمن السلمي نا أحمد بن محمد بن عبدوس نا عثمان بن سعيد أنا القعنبي نا الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم إن شئت؛ ولكن ليعزم وليعظم الرغبة, فإن الله لا يتعاظم عليه شيء أعطاه". 964- 37/13/1- عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان الحافظ الإمام المتقن النسابة, أبو محمد الأزدي المصري مفيد تلك الناحية: سمع من عثمان بن محمد السمرقندي وأحمد بن بهزاذ السيرافي، سماعه منه في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة, وإسماعيل بن يعقوب الجراب وعبد الله بن جعفر بن الورد وأحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن إبراهيم بن عطية ويعقوب بن مبارك وحمزة بن محمد الحافظ، وبالشام من أبي بكر الميانجي والفضل بن جعفر المؤذن وأبي سليمان بن زبر وطبقتهم. روى عنه محمد بن علي الصوري ورشا بن نظيف وأبو عبد الله القضاعي وعبد الرحمن بن أحمد البخاري وأبو علي الأهوازي وأبو إسحاق النعماني الحبال وخلق كثير. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وكان أبوه من كبار الفرضيين، قال البرقاني: سألت الدارقطني لما قدم من مصر: هل رأيت في طريقك من يفهم شيئًا من العلم؟ قال: ما رأيت في طول طريقي إلا شابًّا بمصر يقال له: عبد الغني, كأنه شعلة نار، وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره. قال منصور بن علي الطرسوسي: لما أراد الدارقطني الخروج من عندنا من مصر, خرجنا نودعه وبكينا, فقال لنا: تبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد وفيه الخلف؟! وقال عبد الغني: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي

_ 964- العبر: 3/ 100. وفيات الأعان: 3/ 223، 224. طبقات الحفاظ: 411. شذرات الذهب: 3/ 188، 189. هدية العارفين: 1/ 589.

في المدخل إلى الصحيح, بعث إليَّ يشكرني ويدعو لي, فعلمت أنه رجال عاقل. قال العتيقي: كان عبد الغني إمام زمانه في علم الحديث وحفظه ثقة مأمونًا, ما رأيت بعد الدارقطني مثله. قال البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني المصري. وقال الصوري: قال لي عبد الغني: ابتدأت بعمل كتاب "المؤتلف والمختلف" فقدم علينا الدارقطني فأخذت عنه أشياء كثيرة منه, فلما فرغت عنه سألني أن أقرأه ليسمعه مني فقلت: عنك أخذت أكثره، فقال: لا تقل هذا, فإنك أخذته عني مفرقًا وقد أوردته مجموعًا وفيه أشياء عن شيوخك؛ فقرأته عليه. ذكر عبد الغني, أبو الوليد الباجي فقال: حافظ متقن. فقلت لأبي ذر: أحدث عنه؟ فقال: لا، إن شاء الله على معنى التأكيد، وذلك لأنه كان له اتصال ببني عبيد. قال الحبال: توفي في سابع صفر سنة تسع وأربعمائة؛ وقيل: كان لعبد الغني جنازة عظيمة تحدث بها الناس, ونودي له: هذا نافي الكذب عن رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم. ومات معه في العام مسند العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن متيم الواعظ الذي قال الخطيب: لم أكتب عن أقدم سماعًا منه، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن الصلت الأهوازي ثم البغدادي، ومسند خراسان أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني الصوفي، ومسند واسط أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خزفة الصيدلاني، ومسند قزوين أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب راوي سننن بن ماجه. أخبرنا عيسى بن عبد الرزاق أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر بن سلفة, سمعت جعفر بن أحمد اللغوي, سمعت محمد بن علي الصوري الحافظ, سمعت عبد الغني بن سعيد الأزدي, سمعت أبا القاسم الحسين بن عبد الله القرشي, سمعت بيانًا الزاهد يقول: من كان يسره ما يضره متى يفلح؟! أنبأنا أحمد بن سلامة عن هبة الله بن علي أنا علي بن الحسين أنا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ أنا عبد الغني بن سعيد أنا أبو حفص عمر بن محمد العطار نا إبراهيم بن دنوقا نا زكريا بن عدي نا بشر بن المفضل عن غالب القطان عن بكر عن أنس قال: كنا نصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في شدة الحر, فإذا أراد أحدنا أن يسجد على الأرض بسط ثوبه فسجد عليه. غالب هو ابن خطاف، فتحه الدارقطني، أخرجه "خ" عن مسدد وغيره ومسلم عن يحيى بن يحيى جميعًا عن بشر نحوه.

965- 38/13/1- ابن مَرْدويه الحافظ الثبت العلامة, أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني, صاحب التفسير والتاريخ وغير ذلك: روى عن أبي سهل بن زياد القطان وميمون بن إسحاق وعبد الله بن إسحاق الخراساني ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار وإسماعيل الخطبي ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني وأحمد بن عبد الله بن دليل وإسحاق بن محمد بن علي الكوفي ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري وأحمد بن عيسى الخفاف وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني وطبقتهم. روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن منده وأخوه عبد الوهاب وأبو الخير محمد بن أحمد بن ررا وأبو منصور محمد بن شكرويه وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم وأبو عبد الله الثقفي الرئيس وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المصري وخلق كثير، وعمل المستخرج على صحيح البخاري, وكان قيمًا بمعرفة هذا الشأن, بصيرًا بالرجال, طويل الباع, مليح التصانيف. ولد سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ومات لست بقين من رمضان سنة عشر وأربعمائة، يقع عواليه في الثقفيات وغيرها. وفيها مات المسند إبراهيم بن مخلد الباقرحي البغدادي، ومسند دمشق أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر الشيباني، ومسند نيسابور العلامة أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكي، لحق أبا بكر القطان، ومسند الوقت أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي ببغداد، ومحدث هراة العلامة القاضي أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي، وصاحب الناسخ والمنسوخ أبو القاسم هبة الله بن سلامة البغدادي. أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد أنا جعفر بن علي وأحمد بن محمد بن محمود وعلي بن سلامة وعبد الله بن الحسين قالوا: أنا أبو طاهر بن سلفة أنا القاسم بن الفضل نا أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ إملاء نا أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم نا عمرو بن سعيد العسكري نا عباد بن صهيب نا موسى بن عبيدة نا محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "سلوا الله لي الوسيلة؛

_ 965- العبر: 3/ 102. الوافي بالوفيات: 8/ 201. طبقات الحفاظ: 412. شذرات الذهب: 3/ 190. هدية العارفين: 1/ 71، 72.

فإنه لا يسألها لي عبد مؤمن إلا كنت له شهيدًا يوم القيامة, أو شفيعًا وشهيدًا" 1. 966- 39/13/1- غُنْجار الحافظ العالم محدث ما وراء النهر, أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل البخاري, صاحب تاريح بخارى: حدث عن خلف بن محمد الخيام وسهل بن عثمان السلمي وأبي عبيد أحمد بن عروة الكرميني ومحمد بن حفص بن أسلم وإبراهيم بن هارون الملاحمي والحسن بن يوسف بن يعقوب ومحمد بن محمد بن صابر وخلق كثير، ولم يرحل؛ حدث عنه أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، ولم أظفر بترجمته كما ينبغي, ومات في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وفيها مات المسند أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال ببغداد، ومسند مرو أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن أبي الجراح الجراحي راوي جامع الترمذي، ومحدث بغداد أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز، ومسند مصر أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن منير الخشاب العدل, لقي علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني قال الحبال: ثقة، لا يجوز عليه تدليس. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر الهمداني أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو علي البرداني وأبو الحسين الصيرفي قالا: أنا هناد القاضي أنا محمد بن أحمد الحافظ أنا أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي نا محمد بن نصر المروزي نا أبو جعفر عبد الله بن محمد المسندي نا حرمي بن عمارة نا شعبة عن واقد بن محمد, سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة, فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" 2. وبه إلى محمد بن أحمد غنجار قال: أنا أبو نصر أحمد بن عمرو نا أحمد بن خالد بن الخليل نا محمد بن أحمد بن حفص نا أبي قال: قال أفلح بن محمد: قلت لابن المبارك: إني أكره الصفة يا أبا عبد الرحمن, عنى صفة الرب, عز وجل. فقال: أنا أشد الناس كراهة لذلك, ولكن إذا نطق الكتاب بشيء قلنا به, وإذا جاءت الآثار بشيء جسرنا عليه.

_ 1 رواه مسلم في الصلاة حديث 11. وأبو داود في الصلاة باب 36. والترمذي في المناقب باب 1. والنسائي في الأذان باب 37. 966- العبر: 3/ 108. الوافي بالوفيات: 2/ 60. طبقات الحفاظ: 412. شذرات الذهب: 3/ 196. هدية العارفين: 2/ 61. 2 رواه البخاري في الإيمان باب 17، 28. ومسلم في الإيمان حديث 32-36. وأبو داود في الجهاد باب 95. والنسائي في الزكاة باب 3.

967- 40/13/1 ابن أبي الفوارس الحافظ المجود, أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل البغدادي: ولد سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، وسمع في سنة ست وأربعين من أحمد بن الفضل بن خزيمة وجعفر الخلدي ودعلج السجزي وأبي بكر النقاش وعيسى بن بكار المقرئ وأبي علي بن الصواف وطبقتهم، وارتحل إلى بلاد فارس وخراسان وأصبهان والبصرة، وجمع وصنف، قال الخطيب: كان ذا حفظ وأمانة, مشهورًا بالصلاح, انتخب على المشايخ, حدث عنه أبو بكر البرقاني وأبو سعد الماليني, وقرأت عليه قطعة من حديثه وكان يملي في جامع الرصافة، مات في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قلت: وحدث عنه أبو علي بن البناء وأبو الحسين بن المهتدي بالله ومالك بن أحمد البانياسي وآخرون؛ قال أبو عبد الله الحاكم: أول سماع ابن أبي الفوارس من أبي بكر النجاد. أنبأنا علي بن أحمد أنا عمر بن محمد أنا عبد الخالق بن عبد الصمد أنا عبد الواحد بن علي نا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس إملاء أنا أبو عمرو بن حمدان نا الحسن بن سفيان نا محمد بن أبي بكر نا حماد عن ثابت عن أنس قال: جاء زيد يشكو زينب, فجعل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "اتق الله وأمسك عليك زوجك". قال: وكانت تفخر على أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تقول: زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات. سمعناه في صحيح البخاري نازلًا قال: ثنا أحمد أنا محمد بن أبي بكر المقدمي فذكره. أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عميرة الصالحي أنا الإمام أبو محمد بن قدامة أنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أنا مالك بن أحمد نا أبو الفتح بن أبي الفوارس الحافظ إملاء ثنا أحمد بن جعفر بن سلم نا الأبار نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق, سمعت عبدان يقول: قال عبد الله بن المبارك: الإسناد عندي من الدين, لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء, فإذا قيل له: من حدثك؟ بقي. 968- 41/13/1الجارودي الحافظ الإمام أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد

_ 967- العبر: 3/ 109. الوافي بالوفيات: 2/ 60، 61. شذرات الذهب: 3/ 196. تاريخ بغداد: 1/ 352، 353. المنتظم: 8/ 5، 6. 968- العبر: 3/ 114. الوافي بالوفيات: 2/ 61. طبقات الحفاظ: 413. شذرات الذهب: 3/ 99. الأنساب: 3/ 159.

الهروي: سمع حامد بن محمد الرفاء ومحمد بن عبد الله السليطي وأبا إسحاق القراب وعبد الله بن الحسين النضري وسليمان بن أحمد الطبراني وإسماعيل بن نجيد السلمي ومحمد بن علي بن حامد وأحمد بن محمد بن سلمويه النيسابوري وعمر بن محمد بن جعفر الأهوازي وخلائق، وله رحلة واسعة؛ روى عنه عطاء بن عبد الواحد المليحي وشيخ الإسلام عبد الله بن محمد الحافظ وأهل هراة، وكان شيخ الإسلام ربما روى عنه فيقول: أخبرنا إمام أهل المشرق أبو الفضل الجارودي. قال أبو نصر الفامي: كان عديم النظير في العلوم خصوصًا في حفظ الحديث, وكان متقللًا من الدنيا متعففًا وحيدًا في ورعه، قد رأى بعض الناس رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في النوم فأوصاه بزيارة قبر الجارودي وقال: إنه كان فقيرًا سنيًّا. وقال بعض أهل العلم: الجارودي أول من سنَّ بهراة تخريج الفوائد وشرح حال الرجال والتصحيح. قال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول: سمعت الجارودي يقول: رحلت إلى الطبراني فقربني وأدناني وكان يتعسر في الرواية فقلت له: أيها الشيخ تتعسر عليَّ وتبذل للغير؟ قال: لأنك تعرف قدر هذا الشأن؛ مات الجارودي في شوال سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وفيها مات محدث همذان أبو نصر حمد بن عمر الزجاج لقي أصحاب الكجي، وأبو القاسم صدقة بن محمد الدلم القرشي الدمشقي يروي عن أبي سعيد بن الأعرابي، وعالم الأندلس أبو المطرف عبد الرحمن بن مروان الأنصاري القنازعي المالكي, ومسند الأندلس في عصره الإمام المقرئ أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حواسي الفارسي ثم البغدادي عن اثنتين وتسعين سنة لقي إسماعيل الصفار وابن داسة، وملك الكتابة أبو الحسن علي بن هلال البغدادي ابن البواب، وإمام الرفض الشيخ المفيد, واسمه محمد بن محمد بن النعمان البغدادي ابن المعلم، وأبو سهل محمود بن عمر العكبري. أخبرنا الحسن بن علي أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن محمد الجارودي إملاء نا عبد الله بن عمر بن محمد القاضي بأصبهان نا محمد بن العباس الأخرم نا محمد بن منصور الطوسي نا زيد بن الحباب نا سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يسرد سردكم هذا، يتكلم بكلام فصل يحفظه كل من سمعه. وبه إلى الجارودي أخبرنا أبو إسحاق القراب نا أبو يحيى الساجي نا أبو داود السجزي نا أحمد بن حنبل نا الشافعي نا مالك عن ابن عجلن عن أبيه قال: إذا أغفل العالم لا

أدري أصيبت مقاتله. هذا الأثر غالب إسناده حفاظ، وهم من أبي إسماعيل الأنصاري إلى ابن عجلان، والله أعلم. 969- 42/13/1 تمام ابن الحافظ أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الإمام الحافظ محدث الشام, أبو القاسم الرازي ثم الدمشقي: ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة، وسمع أباه وخيثمة الأطرابلسي وأبا الحسن بن حذيم وأبا الميمون بن راشد وأبا علي أحمد بن محمد بن فضالة والحسن بن حبيب الحصائري وأبا يعقوب الأذرعي ومحمد بن حميد الحوراني وخلقًا كثيرًا، وتلا القرآن على أحمد بن عثمان غلام السباك، حدث عنه عبد الوهاب الكلابي شيخه وأبو الحسين الميداني وأبو علي الأهوازي والحسن بن علي اللباد وعبد العزيز بن أحمد الكتاني وأحمد بن محمد العتيقي وأحمد بن عبد الرحمن الطرائفي وآخرون؛ قال أبو علي الأهوازي: ما رأيت مثله في معناه، كان عالمًا بالحديث ومعرفة الرجال. وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثله في الحفظ والخير. وقال الحافظ الكتاني: توفي أستاذنا تمام الحافظ في ثالث المحرم سنة أربع عشرة وأربعمائة. قال: وكان ثقة لم أرَ أحفظ منه في حديث الشاميين. قلت: وفيها توفي ببغداد المسند أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد المخزومي الغضائري، وبطرابلس محدثها أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل العبسي الطرابلسي المعدل، والمحدث أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن فنجويه الثقفي الدينوري بنيسابور، وشيخ الحرم أبو الحسن علي بن عبد الله بن فنجويه الثقفي الدينوري بنيسابور وشيخ الحرم أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني صاحب كتاب بهجة الأسرار، وشيخ أصبهان الفقيه القدوة أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ميلة الأصبهاني الفرضي، وأبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب الإيادي ببغداد، ومسند البصرة القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي من ولد جعفر بن سليمان الأمير، مات في ذي القعدة عن اثنتين وتسعين سنة، ومسند بغداد أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، ومسند نيسابور أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي صاحب الأمالي، وأبو سعيد النقاش، وستراه. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا عبد الصمد بن محمد في كتابه أنا عبد الكريم بن حمزة سنة خمس وعشرين وخمسمائة أنا عبد العزيز بن أحمد الحافظ أنا تمام بن محمد

_ 969- العبر: 3/ 115. الوافي بالوفيات: 10/ 397. طبقات الحفاظ: 413. شذرات الذهب: 3/ 200. النجوم الزاهرة: 4/ 259.

الحافظ نا أبو علي الحسن بن حبيب أنا العباس بن الوليد البيروتي أنا محمد بن شعيب بن شابور نا معان بن رفاعة عن أبي الزبير عن جابر قال: أمر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سعد بن معاذ أن يكتوي في أكحله حين رمته بنو النضير, فاكتوى. معان لين اختلف فيه. 970- 43/13/1 ابن الباجي الحافظ الكبير العلامة, أبو عمر أحمد بن عبد الله بن محمد علي اللخمي الإشبيلي, ويعرف بابن الباجي: سمع من أبيه كتاب المصنف لابن أبي شيبة رواه له عن عبد الله بن يونس الفيري عن بقي بن مخلد عنه وارتحل بولده محمد إلى مصر فلقي أبا بكر المهندس وطبقته، مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. قال أبو عبد الله الخولاني: كان أبو عمر عارفًا بالحديث ووجوهه إمامًا مشهورًا لم تر عيني مثله محدثًا سمتًا ووقارًا، رحل ولقي شيوخًا جلة، ولي قضاء إشبيلية مدة يسيرة ثم ارتحل إلى قرطبة فسكنها ونشر بها العلم، أخذنا عنه كثيرًا، توفي في المحرم سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وشهدت جنازته في حفل عظيم. قال عبد الغني الأزدي في مشتبه النسبة: أبو عمر هذا كتب عني وكتبت عنه. قلت: وحدث عنه أيضًا أبو عمر بن عبد البر. أنبئنا عن ابن الجوزي عن ابن ناصر عن الحميدي عن أبي عمر بن عبد البر, قرأت على أحمد بن عبد الله بن محمد أن الحسن بن إسماعيل حدثهم نا عبد الملك بن بحر، نا محمد بن إسماعيل بن سالم نا سنيد نا حجاج عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- اشترط عليهن فيما يمتحنهن ألا ينحن نياحة الجاهلية ولا يخلون بالرجال في البيوت. وقال: كان يحفظ غريبي الحديث لأبي عبيد وابن قتيبة حفظًا حسنًا وشُووِرَ في الأحكام وهو ابن ثماني عشرة سنة وجمع له أبوه علوم أهل الأرض فلم يحتج إلى أحد ورحل متأخرًا فلقي المهندس وأبا العلاء بن ماهان, إلى أن قال: وكان فقيه عصره وإمام زمانه، لم أر مثله، كملت عليه مصنف ابن أبي شيبة في سنة خمس وتسعين وكان إمامًا في الأصول والفروع. قلت: روى عنه ابنه محمد وهم بيت علم ورواية. 971- 44/13/1 النقاش الحافظ الإمام أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي: سمع جده لأمه أحمد بن الحسن بن أيوب التميمي وعبد الله بن

_ 970- العبر: 3/ 60، طبقات الحفاظ: 414. شذرات الذهب: 3/ 147. الديباج المذهب: 1/ 234، 235. الأنساب: 2/ 18، 19. 971- العبر: 3/ 118. الوافي بالوفيات: 4/ 119. طبقات الحفاظ: 414. شذرات الذهب: 3/ 201. هدية العارفين: 2/ 62.

عيسى الخشاب وأبا محمد بن فارس وأحمد بن معبد السمسار وأبا أحمد العسال وطبقتهم، وببغداد أبا بكر الشافعي وابن مقسم وعمر بن سلم وأبا علي بن الصواف ونحوهم، وبالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي وفاروقًا الخطابي وحبيب بن الحسن القزاز، وبالكوفة نذير بن جناح المحاربي وصباح بن محمد النهدي وطبقتهم، وبمرو حاضر بن محمد الفقيه وعدة، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وذويه، وبهراة أبا حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، وبالدينور أبا بكر بن السني، وبالحرمين ونيسابور وهمذان ونهاوند، وجمع وصنف وأملى وروى الكثير مع الصدق والديانة والجلالة، رأيت له طبقات الصوفية، حدث عنه أحمد بن عبد الغفار بن أشتة والفضل بن علي الحنفي وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف وعدد كثير، وقع لنا غير جزء من أماليه وكتاب القضاء له، توفي في رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة عن نيف وثمانين عامًا، رحمه الله. أخبرنا علي بن محمد بن علي وعبد الدائم بن أحمد وأحمد بن هبة الله قالوا: أنا علم الدين علي بن محمود أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا محمد بن عبد الواحد المصري أنا أبو سعيد محمد بن علي الحافظ سنة عشر وأربعمائة نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي نا محمد بن الحسين الحنيني أنا عبد العزيز بن محمد الأزدي نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاث مرات, وليستعذ بالله من الشيطان, ولا يذكرها لأحد فإنه لن يضره". هذا حديث حسن غريب، وأصله محفوظ عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن بدل "لا يذكرها" "ليتحول عن جنبه الذي كان عليه". فهذا التحول في حق من استفاق في الليل وهو يريد النوم، أما في حق من قام من نومه وتذكر الرؤيا في نهاره بعد قيامه فلا يبقى له انقلاب عن جانبه. 972- 45/13/1 ابن فطيس الحافظ الثبت العلامة قاضي الجماعة أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن أصبغ القرطبي: حدث عن أبي عيسى الليثي وأبي عبد الله بن مفرج وأحمد بن عون الله وخلق من طبقتهم، وأجاز له من مصر الحسن بن رشيق، ومن بغداد القاضي أبو بكر الأبهري، وكان من جهابذة الحديث عارفًا بالرجال كان يملي من حفظه، وجمع من الكتب ما لم يجمعه أحد فقيل: إن كتبه بيعت بأربعين ألف دينار، روى عنه الصاحبان أبو إسحاق الطليطلي وأبو جعفر بن ميمون وأبو

_ 972- العبر: 3/ 78، 79. النجوم الزاهرة: 4/ 231. طبقات الحفاظ: 414، 415. شذرات الذهب: 3/ 163. هدية العارفين: 1/ 515.

عبد الله بن عابد وسراج القاضي وأبو عمر بن عبد البر وأبو عمر بن الحذاء وعدد كثير. صنف كتاب أسباب النزول في مائة جزء، وصنف كتاب فضائل الصحابة في مائة جزء، وكتاب معرفة التابعين في مائة وخمسين جزءًا، والناسخ والمنسوخ في ثلاثين جزءًا, وكتاب الإخوة في أربعين جزءًا, وكتاب دلائل الرسالة في عشرة أسفار، وأشياء يطول ذكرها بالأسانيد له. ولد سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة وعمل الوزارة مرة. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة, وله أربع وخمسون سنة. وفيها مات الوزير الأديب أبو علي أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الأندلسي والد الحافظ العلامة أبي محمد علي بن أحمد، والإمام أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي ببغداد عن نيف وثمانين سنة، وأبو محمد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي الكاتب، والشيعي المعتزلي عبدة بن مبشر الواسطي، وزاهد العراق أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقلاني، وخطيب دمشق المقرئ أبو الحسن علي بن داود الداراني، ومسند الشام المحدث الجوال أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الصيداوي بها عن ست وتسعين سنة, والنحوي المقرئ مسند العراق أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون بن النجار التميمي الكوفي آخر من روى عن محمد بن الحسين الأشناني عن مائة عام، وإمام الفرائض أبو الحسين محمد بن عبد الله بن اللبان المصري، وعالم الكوفة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي الهرواني وله سبع وتسعون سنة، ومسند الأندلس أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي عرف بابن وجه الجنة عن ثمان وتسعين سنة وهو أكبر شيخ لابن حزم، وشيخ همذان أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تركان التميمي الخفاف عن خمس وثمانين سنة، وفيها أو بعدها المعمر أبو العباس أحمد بن الحسين بن أحمد بن زنبيل راوي التاريخ الصغير للبخاري عن ابن الأشقر عنه. 973- 46/13/1 الإدريسي الحافظ العالم أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأستراباذي محدث سمرقند ومصنف تاريخها وتاريخ أستراباذ: سمع أبا العباس الأصم وأبا نعيم محمد بن الحسن الأستراباذي وأبا سهل هارون بن أحمد وأبا أحمد بن عدي وطبقتهم، وألف الأبواب والشيوخ؛ روى عنه أبو علي الشاشي وأبو

_ 973- العبر: 3/ 90. النجوم الزاهرة: 4/ 237. طبقات الحفاظ: 415. شذرات الذهب: 3/ 175. هدية العارفين: 1/ 515.

عبد الله الخبازي وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي وأحمد بن محمد العتيقي وعلي بن المحسن التنوخي وآخرون، وثقه الخطيب. توفي سنة خمس وأربعمائة مع الحاكم. وفيها مات مسند الحرم أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي بمكة عن ثلاث وتسعين سنة، ومسند بغداد أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي العبدي المجبر وله إحدى وتسعون سنة، ومقرئ بغداد أبو بكر بن شاذان الواعظ ومسند أصبهان أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جولة الأبهري، وقاضي قضاة بغداد أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأسدي بن الأكفاني عن تسع وثمانين سنة، سمع المحاملي وطبقته، وشيخ الشافعية بالبصرة عبد الواحد بن حسين أبو القاسم الصيمري شيخ الماوردي, أظن وفاته في هذا الوقت، ومسند دمشق العدل أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي عن ست وتسعين سنة، وفقيه العصر بالدينور القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج من كان يضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي، ومحدث جرجان وصدرها أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الإسماعيلي لقي الأصم. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أبي روح الهروي أنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد قدم حاجًّا نا يوسف بن محمد بسمرقند نا القاسم بن حنبل السرخسي نا إسحاق بن إسماعيل السمرقندي نا معروف بن حسان السمرقندي عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من ربى شجرة حتى تنبت كان له كأجر قائم الليل صائم النهار، وكأجر غازٍ في سبيل الله دهره". هذا باطل متنًا، ومعروف واه وإسناده ظلمات, والله أعلم. 974- 47/13/1 الأسفراييني الحافظ البارع أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحديثي الرحال: وكانت رحلته في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، حمل عن أبي أحمد بن عدي وطبقته؛ قال أبو مسعود البجلي: سمعت الحاكم يقول: أشهد على أبي بكر الأسفراييني أنه يحفظ من حديث مالك وشعبة والثوري ومسعر أكثر من عشرين ألف حديث. قلت: توفي سنة ست وأربعمائة وقد شاخ ولم يبلغنا إخباره كما في النفس وكان من فرسان الحديث.

_ 974- طبقات الحفاظ: 415. شذرات الذهب: 3/ 184.

وفيها مات شيخ الشافعية أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الأسفراييني ببغداد عن اثنتين وستين سنة، وشيخ الصوفية بنيسابور الأستاذ أبو علي الحسن بن علي الدقاق، ومسند نيسابور أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي شيخ الطب، ومسند الحرم أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي البغدادي, سمع ابن البختري والطبقة، وشيخ العراق أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ عنده المحاملي، ومسند أصبهان أبو الفرج عثمان بن أحمد البرجي، وعالم نيسابور أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني الأصولي، والشريف الرضي نقيب العلوية أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي الشيعي. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا سعيد بن محمد البحيري سنة إحدى وخمسين وأربعمائة أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحافظ أنا أحمد بن إسحاق بأصبهان نا محمد بن زكريا الغزال نا عمر بن يحيى القرشي أنا شعبة عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "قلوب ابن آدم تلين في الشتاء، وذلك أن الله خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء". هذا حديث غير صحيح مركب على شعبة وعمر بن يحيى لا أعرفه تركه أبو نعيم. وبه إلى الأسفراييني أنا محمد بن عبد الرحمن الهمذاني نا محمد بن يونس نا بدل بن المحبر نا شعبة عن أبي الزبير عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". هذا حديث منكر عجيب ما أتى به سوى الكديمي وليس بعمدة. 975- 48/13/1 الشيرازي الحافظ الإمام الجوال أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى الفارسي صاحب كتاب الألقاب: سمع أبا القاسم الطبراني بأصبهان، وأبا بحر البربهاري وطبقته ببغداد، وعبد الله بن عدي بجرجان، ومحمد بن الحسن السراج بنيسابور، وعبد الله بن عمر بن علك بمرو، وسعيد بن القاسم المطوعي ببلاد الترك، ومحمد بن محمد بن صابر ببخارى، وسمع بالبصرة وواسط وشيراز وعدة مدائن، روى عنه محمد بن عيسى الهمذاني وأبو مسلم بن عروة وحميد بن المأمون وآخرون.

_ 975- العبر: 3/ 96. الوافي بالوفيات: 7/ 38. طبقات الحفاظ: 415، 416. شذرات الذهب: 3/ 184، 190. هدية العارفين: 1/ 71.

قال شيرويه: أخبرنا عنه أبو الفرج البجلي قال: كان صدوقًا حافظًا يحسن هذا الشأن جيدًا, خرج من عندنا سنة أربع وأربعمائة إلى شيراز وأخبرت أنه مات بها في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وذكره جعفر المستغفري فقال: كان يفهم ويحفظ كتبت عنه بنسف وسمعته يقول: وقع بيني وبين الحافظ ابن البيع منازعة فيمن قال عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة فقال: هما واحد؛ فحاكمته إلى أبي أحمد الحاكم فقلنا: ما يقول الشيخ فيمن قال: عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة واحد؟ فقال: من هذا الطفل الذي لا يفصل بينهما؟ وقال أبو القاسم بن منده: مات الشيرازي في شوال سنة سبع وأربعمائة. قلت: فيها مات ببغداد أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف البزاز وكان يملي من حفظه, سمع محمد بن جعفر بن المطيري، وشيخ نيسابور الواعظ أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشي الزاهد صاحب التفسير والتصانيف. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا عبد السلام بن أبي الفرج السرقولي بأبرقوه سنة ثماني عشرة وستمائة وأنا حاضر أنا شهردار بن شيرويه أنا أحمد بن عمر البيع أنا أبو غانم حميد بن مأمون أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الحافظ سنة خمس وتسعين وثلاثمائة أنا عبد الله بن عمر بن علك أنا الفضل بن محمد الشعراني نا سعدويه نا هشيم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عمرو بن سعيد بن العاص حدثني سيابة بن عاصم, سمعت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول يوم حنين: "أنا ابن العواتك". فسألنا الفضل فقال: كان للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ست جدات اسمهن عاتكة. هذا صحيح غريب. طبقة أخرى صغرى: 976- 1/13/2 خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ الكبير صاحب الأطراف: سمع أبا بكر القطيعي وطبقته ببغداد، وأبا بكر الإسماعيلي وطبقته بجرجان، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه وطبقته بهراة، وعبد الله بن محمد بن السقاء وغيره بواسط؛ قال الخطيب: كتب الناس بانتخابه وكان له فضل ومعرفة ثم تشاغل بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات، وكان رفيق أبي الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة وله رحلة

_ 976- أخبار أصبهان: 1/ 310. تاريخ بغداد: 8/ 334، 335. طبقات الحفاظ: 416. هدية العارفين: 1/ 348. الرسالة المستطرفة: 167.

إلى مصر والشام. قلت: روى عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه وأبو علي الأهوازي وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري وجماعة، ثم استوطن الرملة وتعانى التجارة؛ جود تصنيف أطراف الصحيحين، وأفاد ونبه, وهو أقل أوهامًا من أطراف أبي مسعود الدمشقي؛ ذكره الحاكم فقال: كان حافظًا لحديث شعبة وغيره. وقال أبو نعيم: صحبناه بنيسابور وأصبهان. قلت: مات بعد عام أربعمائة. قال الخطيب: سمعت الأزهري يقول: كان خلف حافظًا وكان ابن أبي الفوارس أستاذه. أخبرنا ابن علان وجماعة إجازة قالوا: أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أخبرني عبد الله بن أبي الفتح أنا خلف بن محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد بن عيسى التستري بها أنا أبو سعيد الحسن بن أحمد الطوسي نا أحمد بن صالح بن رسلان الفيومي بمكة نا ذو النون بن إبراهيم المصري نا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "تجافوا عن ذنب السخي, فإن الله آخذ بيده كلما عثر عثرة". 977 2/13/2- أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي الحافظ: مصنف كتاب الأطراف, وأحد من برز في هذا العلم: سمع من محمد بن عبد الله بن محمد بن السقاء وغيره بواسط، ومن أصحاب مطين بالكوفة، ومن أبي بكر القباب وطبقته بأصبهان، ومن أصحاب أبي خليفة الجمحي بالبصرة، ومن أصحاب ابن خزيمة بنيسابور، ومن أبي بكر أحمد بن عبدان الشيرازي؛ قال الخطيب: سافر الكثير وكتب ببغداد عن أصحاب أبي سعيد الحراني وبالبصرة والأهواز وواسط وخراسان وأصبهان، وكان له عناية بالصحيحين روى قليلا على سبيل المذاكرة. قال: وكان صدوقًا دينًا ورعًا فهمًا صلى عليه أبو حامد الأسفراييني وكان وصيه، حدثني العتيقي أنه مات في سنة إحدى وأربعمائة. قلت: حدث عنه أبو ذر الهروي وحمزة السهمي وأحمد بن محمد العتيقي وأبو القاسم اللالكائي وآخرون، وقلما روى لأنه مات في الكهولة، مات في رجب سنة أربعمائة, وقيل: في سنة إحدى وأربعمائة، رحمه الله تعالى. وقد وقفت على جزء له في أحاديث معللة تنبئ بحفظه ونقده. أخبرنا أبو الغنائم بن علان وغيره إذنًا قالوا: أنا الكندي أنا القزاز أنا أبو بكر الخطيب أنا هبة الله بن الحسن الطبري نا إبراهيم بن محمد الحافظ أنا عبيد الله بن محمد المزني نا

_ 977- العبر: 3/ 72. تاريخ بغداد: 6/ 172، 173. طبقات الحفاظ: 416، 417. شذرات الذهب: 3/ 162. الرسالة المستطفة: 167.

الوليد بن أبان الواسطي المقرئ نا النضر بن سلمة أنا عبد الله بن عمر الفهري عن عبد الله بن عمر عن أخيه يحيى بن عمر حدثني أخي عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لما أتى وادي محسر حرك راحلته وقال عليه السلام: "عليكم بحصى الخذف". وبه قال الخطيب: ونا أبو العلاء الواسطي نا به المزني لكنه قال: ابن عمرو الفهري. أنبأنا أحمد بن سلامة عن يحيى بن أسعد عن أحمد بن عبد الجبار الصيرفي قال: كتب إلي أحمد بن عبد الجبار العتيقي نا أبو مسعود الحافظ حدثني أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن القاسم بنهر الدير نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمويه بالبصرة سنة خمس وتسعين ومائتين نا أبو الوليد نا يعلى بن الحارث المحاربي نا إياس بن سلمة قال: قال أبي: كنا نصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الجمعة وليس للحيطان فيء يستظل به. رواه "م" عن إسحاق الحنظلي عن أبي الوليد, تابعه وكيع عن يعلى. 978- 3/13/2- الماليني الحافظ العالم الزاهد أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري الهروي الماليني الصوف, ي ويعرف أيضًا بطاوس الفقراء: سمع بخراسان والشام والعراق ومصر وغير ذلك، حدث عن عبد الله بن عدي وأبي بكر القطيعي ومحمد بن عبد الله السليطي وإسماعيل بن نجيد السلمي وأبي الشيخ الحافظ والحسن بن رشيق المصري والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي وطبقتهم، وجمع وحصل من المسانيد الكبار شيئًا كثيرًا وكان ثقة متقنًا صاحب حديث ومن كبار الصوفية، له كتاب أربعين الصوفية حدث عنه الحافظ عبد الغني وتمام الرازي وأبو حازم العبدوي وأبو بكر البيهقي وأبو بكر الخطيب وأبو نصر عبيد الله السجزي والقاضي أبو عبد الله القضاعي ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغذي وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي والقاضي أبو الحسن الخلعي وآخرون. قال حمزة السهمي: دخل الماليني جرجان في سنة أربع وستين ورحل رحلات كثيرة إلى أصبهان وما وراء النهر ومصر والحجاز. ثم قال: وتوفي سنة تسع وأربعمائة. فوهم، بل توفي سنة اثنتي عشرة وقد ذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية. أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد أنا جعفر الهمداني أنا أبو طاهر الحافظ أنا

_ 978- العبر: 3/ 107. الوافي بالوفيات: 7/ 330. طبقات الحفاظ: 417. شذرات الذهب: 3/ 195. هدية العارفين: 1/ 72.

المبارك بن عبد الجبار, سمعت عبد العزيز بن علي الأزجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين دينارًا في دفعة واحدة. أخبرنا محمد بن الحسين القرشي أنا محمد بن عماد أنا عبد الله بن رفاعة السعدي أنا علي بن الحسن الفقيه أنا أبو سعد الماليني أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه نا أحمد بن نجدة نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا الليث عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سابق بين الخيل يرسلها من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان يسابق بها. قال أبو إسحاق الحبال: توفي الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قلت: وفيها مات القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي ببغداد وجماعة قد ذكروا. 979- 4/13/2- العبدوي الحافظ الإمام محدث نيسابور أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله ابن الإمام عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المسعودي العبدوي النيسابوري الأعرج: سمع إسماعيل بن نجيد ومحمد بن عبد الله بن عبدة السليطي وأبا عمرو بن مطر وأبا الحسن السراج وأبا بكر الإسماعيلي وأبا الفضل بن خميرويه وأبا أحمد الغطريفي، ارتحل إلى هراة وإلى جرجان ولحق ببغداد عيسى ابن الوزير وطبقته. حدث عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو القاسم التنوخي وأحمد بن عبد الواحد الوكيل وأبو صالح المؤذن وأبو بكر الخطيب وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة صادقًا حافظًا عارفًا. قلت: ومن آخر من روى عنه الرئيس أبو عبد الله الثقفي. قال أبو علي الوخشي: مات يوم عيد الفطر سنة سبع عشرة وأربعمائة. قال أبو محمد السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب: يقول لم أر أحدًا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين أبي نعيم وأبي حازم العبدوي. قلت: كان أبوه أحمد قد أسمعه في الصبا من الصبغي وحامد الرفاء فلم يحدث عنهما تورعًا. وقد قال أبو صالح المؤذن: سمعت أبا حازم الحافظ

_ 979- العبر: 3/ 125. النجوم الزاهرة: 4/ 265. طبقات الحفاظ: 417، 418. شذرات الذهب: 3/ 208. تاريخ بغداد: 11/ 272، 273.

يقول: كتبت بخطي عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف جزء، عن كل واحد ألف جزء. قلت: توفي معه في العام قاضي القضاة ببغداد أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي وكان عفيفًا نزهًا رئيسًا عاش ثمانيًا وثمانين سنة امتنع من الرواية، وبدمشق أبو الحسين أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي بن الطحان لقي خيثمة، وشيخ الشافعية بمرو أبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي، ومسند بغداد أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، ومقرئ العصر أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن الحمامي ببغداد، والمعمر أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان العكبري البزاز راوي نسخة علي بن حرب، ومحدث دمشق أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون الغساني بن الجندي إمام الجامع ثقة يروي عن خيثمة. أخبرنا علي بن عثمان اللمتوني أنا أحمد بن محمد الصابوني "ح" وأنا أبو الحسين اليونيني وغيره قالوا: أنا جعفر بن علي قالا: أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أبو حازم الحافظ إملاء نا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن علي نا يحيى بن يحيى قلت لمالك: حدثك عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب ابنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من أبي العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها؟ قال: نعم. 980- 5/13/2- البرقاني الإمام الحافظ شيخ الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الشافعي شيخ بغداد: سمع من أبي العباس بن حمدان بخوارزم، ومن أبي علي بن الصواف وأبي بكر بن الهيثم وطبقتهم ببغداد، ومن أبي بكر الإسماعيلي بجرجان، ومن محمد بن عبد الله بن خميرويه بهراة، ومن أبي عمرو بن حمدان بنيسابور، ومن أبي بكر بن أبي الحديد بدمشق، ومن عبد الغني الأزدي وابن النحاس بمصر؛ وصنف التصانيف وخرج على الصحيحين؛ حدث عنه أبو عبد الله الصوري وأبو بكر البيهقي والخطيب وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه وأبو القاسم بن أبي العلاء وسليمان بن إبراهيم الحافظ وأبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي وأبو الفضل بن خيرون ويحيى بن بندار ومحمد بن عبد السلام الشافعي الأنصاري وآخرون.

_ 980- العبر: 3/ 156. الوافي بالوفيات: 7/ 331. طبقات الحفاظ: 418. شذرات الذهب: 3/ 228. تاريخ بغداد: 4/ 373، 374.

قال الخطيب: كان ثقة ورعًا ثبتًا لم نر في شيوخنا أثبت منه، عارفًا بالفقه له حظ من علم العربية كثير، صنف مسندًا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، وصنف حديث الثوري وشعبة وعبيد الله بن عمر وعبد الملك بن عمير وبيان بن بشر ومطر الوراق، ولم يقطع التصنيف حتى مات، وكان حريصًا على العلم منصرف الهمة إليه، سمعته يقول لرجل من الفقهاء الصلحاء: ادع الله لي أن ينزع شهوة الحديث من قلبي, فإن حبه قد غلب عليَّ فليس لي اهتمام إلا به. وقال أبو القاسم الأزهري: البرقاني إمام، إذا مات ذهب هذا الشأن. وقال الخطيب: سمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني. وسألت الأزهري قلت: هل رأيت شيخا أتقن من البرقاني؟ قال: لا. وقال أبو محمد الخلال: هو نسيج وحده. وقال الخطيب: أنا ما رأيت شيخًا أثبت منه. وقال أبو الوليد الباجي: هو ثقة حافظ. وذكر الشيخ أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال: ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وسكن بغداد وبها مات في أول رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة. ثم قال: تفقه في حداثته وصنف في الفقه ثم اشتغل في علم الحديث فصار فيه إماما. قال البرقاني: دخلت أسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم فضاعت الدنانير وبقي الدرهم فدفعته إلى خباز فكنت آخذ منه كل يوم رغيفين وآخذ من بشر بن أحمد جزءًا فأكتبه وأفرغه بالعشي, فكتبت ثلاثين جزءًا ونفد ما عند الخباز فسافرت. قال الخطيب: حدثني أحمد بن غانم وكان صالحًا قال: نقلت البرقاني من بيته فكان معه ثلاثة وستون سفطًا وصندوقان كل ذلك مملوء كتبًا. قلت: وتوفي معه في السنة, سنة خمس وعشرين مسند العراق أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي البزاز وله سبع وثمانون سنة، ومسند همذان أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بندار بن شبانة، ومسند دمشق أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري، ومحدث دمشق ومفيدها أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمران الجبان المزي الشروطي, قال الكتاني: توفي أستاذنا أبو نصر بن الجبان في شوال وصنف كتبًا كثيرة, ومسند أصبهان أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب التاجر. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا أبو محمد بن قدامة أنا يحيى بن ثابت أنا أبي "ح" قال ابن قدامة: وأنا محمد بن عبد الباقي أنا أحمد بن الحسن قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد الخوارزمي قرأت على أبي العباس بن حمدان: حدثكم الحسن بن علي السري نا أحمد بن يونس نا عاصم بن محمد حدثني واقد بن محمد حدثني سعيد بن مرجانة قال:

قال أبو هريرة: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما امرئ مسلم أعتق امرأً مسلمًا, استنقذ الله بكل عضو منه عضوًا من النار" 1. قال سعيد: فانطلق بالحديث إلى علي بن الحسين فعمد إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف فأعتقه. أخرجه البخاري عن محمد صاعقة عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم عن محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة. فكأن شيخنا سمعه من صاحب الفربري، عندي مصافحات البرقاني بالسماع العالي ولله المنة. 981- 6/13/2- ابن الفَرَضي الحافظ الإمام الحجة أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر القرطبي صاحب تاريخ الأندلس: أخذ عن أبي عبد الله بن مفرج الحافظ وأبي جعفر بن عون "الله" وخلف بن القاسم وعباس بن أصبغ وخلق كثير من أهل الجزيرة، وحج فسمع من أبي بكر أحمد بن محمد ابن المهندس والحسن بن إسماعيل الضراب وأبي مسلم الكاتب ويوسف بن الدخيل المكي وأبي محمد بن أبي زيد المغربي وأحمد بن نصر الداودي وطبقتهم؛ وله تصنيف مفرد في شعراء أهل الأندلس، وكتاب في المؤتلف والمختلف، وكتاب في مشتبه النسبة، وغير ذلك. روى عنه أبو عمر بن عبد البر وقال: كان فقيهًا عالمًا في جميع فنون العلم وفي الحديث والرجال، أخذت معه عن أكثر شيوخي وكان حسن الصحبة والمعاشرة قتلته البربر فيمن قتلوا وبقي ملقى في داره ثلاثة أيام. وقال أبو مروان بن حيان: لم نر مثل ابن الفرضي بقرطبة في سعة الرواية وحفظ الحديث ومعرفة الرجال والافتنان في العلوم والأدب البارع، مولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحج سنة اثنتين وثمانين، وجمع من الكتب كثيرًا، ولي قضاء بلنسية، وكان حسن البلاغة والخط، تقلد قراءة الكتب للدولة. قال الحميدي: نا أبو محمد علي بن أحمد الحافظ أخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة وسألت الله الشهادة ثم انحرفت قال: فتفكرت في هول القتل فندمت وهممت أن أرجع فأستقيل الله فاستحييت. قال أبو محمد: فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوت ضعيف: لا يكلم أحد في سبيل الله -والله أعلم بمن يكلم في سبيله- إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا, اللون لون الدم والريح ريح

_ 1 رواه البخاري في العتق باب 1. ومسلم في العتق حديث 24. وأحمد في مسنده "2/ 525". 981- العبر: 3/ 85. وفيات الأعيان: 3/ 105، 106. طبقات الحفاظ: 418، 419. شذرات الذهب: 3/ 168. هدية العارفين: 1/ 449.

المسك, كأنه يعيد ذلك الحديث على نفسه، ثم قضى على أثر ذلك. وقال ابن حبان: قتل يوم أخذ قرطبة ثم ووري متغبرًا من غير غسل ولا كفن ولا صلاة. وقال ابن حزم: هذا له: إن الذي أصبحت طوع يمينه ... إن لم يكن قمرا فليس بدونه ذلي له في الحب من سلطانه ... وسقام جسمي من سقام جفونه وقال أبو عمر بن عبد البر: أنشدنا أبو الوليد لنفسه: أسير الخطايا عند بابك واقف ... على وجل مما به أنت عارف يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها ... ويرجوك فيها فهو راج وخائف ومن ذا الذي يرجى سواك ويتقى ... وما لك في فصل القضاء مخالف فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي ... إذا نشرت يوم الحساب الصحائف وكن مؤنسي في ظلمة القبر عندما ... يصد ذوو ودي ويجفو المؤالف لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي ... أرجى لإسرافي فإني لتالف قتل سنة ثلاث وأربعمائة. وفيها مات ببغداد المسند أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام الصرصري أحد الثقات، وشيخ الحنابلة أبو عبد الله الحسن بن حامد البغدادي الوراق، وصاحب التصانيف وعالم ما وراء النهر القاضي الحليمي، والمسند أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الروذباري الطوسي راوي سنن أبي داود، وفقيه أهل المغرب أبو الحسن القابسي، وعالم العراق القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن الباقلاني الأصولي صاحب الكتب, وكان من أوعية العلم. 982- 7/13/2- القابسي الحافظ المحدث الفقيه الإمام علامة المغرب, أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري الفروي: أخذ بأفريقية عن ابن مسرور الدباغ ودارس بن إسماعيل، وبمصر عن حمزة بن محمد الحافظ وأبي زيد المروزي وهذه الطبقة، ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وكان حافظًا للحديث والعلل بصيرًا بالرجال عارفًا بالأصلين رأسًا في الفقه وكان ضريرًا وكتبه في نهاية الصحة, كان يضبطها له ثقات أصحابه، والذي ضبط له الصحيح بمكة على أبي زيد صاحبه أبو محمد الأصيلي. ذكره حاتم الطرابلسي فقال: كان زاهدًا ورعًا لم أر بالقيروان أحدًا إلا معترفًا بفضله،

_ 982- العبر: 3/ 85، 86. وفيات الأعيان: 3/ 320، 321. طبقات الحفاظ: 419. شذرات الذهب: 3/ 168. هدية العارفين: 2/ 685.

تفقه عليه أبو عمران الفاسي وأبو القاسم الكبيدي وعتيق السوسي وغيرهم، وله تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه وأحكام الديانات، والمنقذ من شبه التأويل، وكتاب المنبه للفطن من غوائل الفتن، وملخص الموطأ، وكتاب المناسك، وعقائد، وسوى ذلك وإنما قيل له: القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شد أهل قابس. وممن روى عنه أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري شيخ الرازي، والحافظ أبو عمرو الداني وقال: أخذ القراءة عرضًا عن أبي الفتح بن بدهن، وعليه كان اعتماد قراء أهل القيروان، ثم قطع الإقراء لما بلغه أن تلميذًا له أقرأ الوالي ثم أعمل نفسه في الفقه حتى صار إمام زمانه، كتبت عنه شيئًا كثيرًا، ارتحل سنة اثنتين وخمسين فغاب خمسة أعوام. قال حاتم: توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة بمدينة القيروان وبات عند قبره خلق كثير وضربت الأخبية لهم ورثته الشعراء، رحمه الله تعالى. أخبرنا قاضي القضاة علم الدين محمد بن أبي بكر الشافعي أنا أحمد بن عمر بن جعفر الباهي أنا عثمان بن حسن الكلبي أنا خلف بن عبد الملك الحافظ أنا أبو محمد بن عتاب نا حاتم بن محمد أنا أبو الحسن القابسي أنا علي بن محمد بن مسرور أنا أحمد بن أبي سليمان نا سحنون بن سعيد نا عبد الرحمن بن القاسم نا مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر أن نستمتع بجلود الميتة إذا دبغت. 983- 8/13/2- الوليد بن بكر بن مخلد الحافظ العالم الرحال, أبو العباس العمري الأندلسي السرقسطي: رحل من أقصى الأندلس إلى خراسان وحدث بكتاب معرفة الرجال لأحمد بن عبد الله العجلي عن علي بن أحمد بن الخصيب، وحدث عن الحسن بن رشيق ويوسف الميانجي وأبي بكر الربعي وأحمد بن جعفر الرملي. روى عنه الحافظ عبد الغني المصري وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو الطيب أحمد بن علي الكوفي وأبو الحسن العتيقي وأبو سعد السمان وأحمد بن منصور بن خلف المغربي والحسن بن جعفر السلماسي وغيرهم، وله شعر جيد. قال أبو الوليد بن الفرضي: كان إمامًا في الحديث والفقه عالمًا باللغة والعربية, لقي في رحلته فيما ذكر أزيد من ألف شيخ، وكان أبو علي الفارسي يرفعه ويثني عليه خيرًا. وقال أبو عبد الله الحاكم: سكن نيسابور مدة, وهو مقدم في الأدب شاعر فائق، توفي

_ 983- العبر: 3/ 53. تاريخ بغداد: 13/ 450، 451. طبقات الحفاظ: 419، 420. شذرات الذهب: 3/ 141. تاريخ الإسلام: 4/ 89/ 2/ 90/ 1.

بالدينور في رجب سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. وقال الحافظ عبد الغني: هو الغمري بغين معجمة حدثنا بتاريخ العجلي. وقال الحسن بن شريح: هو عمري ولكنه دخل أفريقية وبقي ينقط العين حتى يسلم -يعني من دولة الرفض- قال: وهو مؤدبي وقال: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة. قال الخطيب: ثقة كثير السماع ذكره ابن الدباغ في طبقات الحفاظ. أخبرنا قاضي القضاة أبو الربيع بن قدامة وعيسى بن أبي محمد العطار قالا: أنا جعفر بن أبي الحسن أنا أبو طاهر الحافظ أنا ثابت بن بندار المقرئ أنا الحسن بن جعفر السلماسي أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد الهاشمي نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي نا داود بن يحيى بن يمان عن أبيه عن سفيان قال: ما بالكوفة شاب أعقل من أبي أسامة. وحدثني أبي أحمد قال: مات أبو أسامة بالكوفة في شوال سنة إحدى ومائتين وحضرت جنازته وصلى عليه محمد بن إسماعيل بن علي الهاشمي وكبر عليه أربعًا. قلت: محمد هذا هو ابن عم المنصور. 984- 9/13/2- السرخسي الحافظ الرحال أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر: قال الخطيب: سمع وكتب الكثير ولم يروِ إلا اليسير، روى عن أبي محمد بن السقاء وكان ثقة. أنبأنا أبو الغنائم العلاني أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو منصور القزاز أنا أبو بكر الخطيب حدثني الخلال لفظًا أنا علي أحمد السرخسي الحافظ من حفظه وما كتبت عنه سواه نا عبد الله بن عثمان الواسطي "ح" وبه قال الخطيب, ونا القاضي نا عبد الله, سمعت أبا هاشم أيوب بن محمد خطيبنا بواسط, سمعت أبا عثمان المازني يقول: نا سيبويه عن الخليل بن أحمد عن ذر عن الحارث عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة, وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة". قال الخطيب: والخليل لم يلحق ذرًَّا. قال الخلال: مات السرخسي في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. 985- 10/13/2- البحيري الحافظ الإمام الثقة أبو عمرو محمد ابن الشيخ أبي الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح النيسابوري المزكي: سمع أباه

_ 985- تاريخ جرجان: 502. الأنساب: 2/ 98. البداية والنهاية: 11/ 336. تاريخ الإسلام: 4/ 102/ 2. المنتظم: 7/ 232.

صاحب ابن خزيمة والقاضي يحيى بن منصور وعبد الله بن محمد الكعبي ومحمد بن المؤمل بن الحسن وأبا بكر القطيعي وطبقتهم، وله أربعون حديثًا وقعت لي بعلو، وأربعون أخرى رواهما عنه ولده أبو عثمان البحيري؛ وحدث عنه أبو العلاء الواسطي ومحمد بن شعيب الروياني؛ قال الحاكم: كان من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة، توفي في شعبان سنة ست وتسعين وثلاثمائة عن ثلاث وستين سنة. قرأت على أحمد بن هبة الله عن زينب الشعرية أنا عبد المنعم بن القشيري أنا سعيد بن محمد أنا أبي أبو عمرو أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الجلودي نا علي بن الحسن الدارابجردي نا عبد المجيد -هو ابن أبي رواد- نا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه, فلا تستبطئوا الرزق, فاتقوا الله وأجملوا في الطلب, خذوا ما حل ودعوا ما حرم" 1. 986- 11/3/2- اللالكائي الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي الحافظ الفقيه الشافعي محدث بغداد: سمع جعفر بن عبد الله بن فناكي وأبا القاسم عيسى بن علي الوزير وأبا طاهر المخلص وأبا الحسن بن الجندي وعلي بن محمد القصار والعلاء بن محمد وطبقتهم، وتفقه بأبي حامد الأسفراييني؛ قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ، وصنف كتابًا في السنة، وكتابًا في رجال الصحيحين، وكتابًا في السنن, وعاجلته المنية: خرج إلى الدينور فأدركه أجله بها في رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة. قلت: حدث عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي وغير واحد، قال الخطيب: حدثني علي بن الحسين بن جد العكبري قال: رأيت هبة الله الطبري في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي, قلت: بماذا؟ قال كلمة خفية: بالسنة. قلت: وفي سنته مات بأصبهان المسند أبو علي أحمد بن إبراهيم بن يزداذ غلام محسن، وبنيسابور العلامة الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الأسفراييني صاحب التصانيف ركن الدين، والمسند الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله النيسابوري السراج، وبدمشق المحدث أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني، وقيل: إنه كتب بقنطار حبر، وقد ضعف؛ وبنسا مفتيها أبو بكر محمد بن

_ 1 رواه ابن ماجه في التجارات باب 2. 986- العبر: 3/ 130. تاريخ بغداد: 14/ 70، 71. طبقات الحفاظ: 420. شذرات الذهب: 3/ 211. هدية العارفين: 2/ 504.

زهير بن أخطل الشافعي, سمع الأصم وعدة، وببغداد المسند أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان صاحب علي بن الفضل السقوري، وبأصبهان شيخ الصوفية أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد، ومحدث دمشق أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر التميمي, لقي في رحلته القطيعي. أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب التنوخي بالثغر أنا مظفر بن عبد الملك أنا أحمد بن محمد الحافظ "ح" وأنا العز بن الفراء أنا الشيخ الموفق سنة ست عشرة وستمائة أنا أبو الفتح بن البطي قالا: أنا أحمد بن علي الصوفي أنا هبة الله بن الحسن الحافظ أنا عبد الله بن مسلم وعمرو بن زكار قالا: نا أبو عبد الله المحاملي نا محمد بن عثمان بن كرامة نا خالد بن مخلد نا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تعالى يقول: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب" 1. وأخبرناه الأبرقوهي أنا ابن سابور أنا عبد العزيز الأدمي أنا رزق الله التميمي أنا ابن مهدي نا ابن مخلد نا ابن كرامة بهذا، وقال: فقد آذنني. رواه البخاري في صحيحه عن ابن كرامة، ورواه أبو العباس الثقفي عن ابن كرامة، فهؤلاء الأربعة من الثقات رووه عن محمد, وهو مما انفرد به وليس هو في مسند أحمد على كبره. 987- 12/13/2- اليزدي الحافظ الإمام البارع أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن منجويه الأصبهاني اليزدي نزيل نيسابور: سمع أبا بكر الإسماعيلي وأبا بكر بن المقرئ وأبا مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل وأبا عبد الله بن منده وأبا عمرو بن حمدان وهذه الطبقة، روى عنه الحسن بن ثعلب الشيرازي وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي وأبو القاسم عبد الرحمن بن منده وسعيد البقال وعلي بن أحمد الأخرم المؤذن وأبو بكر الخطيب وأبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤذن وعدة. روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري مرة فقال: أنا أبو بكر الأصبهاني, أحفظ من رأيت من البشر. وقال أيضًا: رأيت في حضري وسفري حافظًا ونصفًا، فالحافظ أحمد بن علي الأصبهاني وأما نصف حافظ فأحمد بن محمد الجارودي. قال أبو زكريا بن منده: كتب

_ 1 رواه البخاري في الرقاق باب 38. 987- العبر: 3/ 164. الوافي بالوفيات: 7/ 217. طبقات الحفاظ: 420، 421. شذرات الذهب: 3/ 233. هدية العارفين: 1/ 74.

عنه عمي عبد الرحمن كتاب السنة له الذي خرجه على سنن أبي داود, وكان عمي يثني عليه كثيرا, وقد سمعت منه المسندات الثلاثة التي للحسن بن سفيان. قلت: وقد صنف أيضًا على الصحيحين وعلى جامع أبي عيسى، وكان إمامًا في هذا الشأن واسع الحفظ ارتحل إلى بخارى وسمرقند وهراة وجرجان والري ونيسابور وما أراه وصل إلى العراق؛ مات في خامس المحرم سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة وله إحدى وثمانون سنة. وفيها مات فقيه العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان البغدادي القدوري شيخ الحنفية، والعلامة أبو علي الحسن بن شهاب العكبري الحنبلي صاحب الخط البديع, قال: كنت أنسخ ديوان المتنبي وأبيعه بمائتي درهم، وشيخ الفلسفة الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا البخاري، مات بهمذان عن ثلاث وخمسين سنة، ومسند بغداد أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف، ومحدث دمشق ومفيدها أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي الزاهد القدوة، ومفتي بغداد الشريف أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي الحنبلي مصنف الإرشاد، وشيخ الصوفية أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه بشيراز، وشاعر وقته أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي الكاتب. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حازم المقدسي أنا محمد بن غسان أنا سعيد بن سهل الزاهد أنا علي بن أحمد المديني المؤذن أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا محمد بن أحمد النحوي أنا الحسن بن سفيان أنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "دعوا الناس فليرزق الله بعضهم من بعض, وإذا استنصح الرجل الرجل فلينصحه". هذا حديث فرد مداره على عطاء وليس لأبي يزيد سوى هذا الحديث. أخرجه أحمد بن حنبل1 وبقي بن مخلد في مسنديهما. 988 أحمد بن علي الحافظ أبو بكر الرازي ثم الأسفراييني، ثقة مفيد: خرج لجماعة من الشيوخ وعني بهذا الشأن وحدث عن زاهر بن أحمد الفقيه وشافع بن محمد وأبي محمد المخلدي وأبي الفضل محمد بن أحمد الخطيب المروزي. روى عنه أبو صالح المؤذن وغيره؛ مات قبل الثلاثين وأربعمائة.

_ 1 في مسنده: "3/ 307، 312، 386، 392". 988- طبقات الحفاظ: 421.

قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم المستملي أنا الإمام أحمد البيهقي أنا أبو حامد أحمد بن علي الأسفراييني أنا زاهر بن أحمد نا أبو بكر بن زياد نا عبد الرحمن بن بشر نا يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي نا بكر بن عبد الله عن أبي رافع أن ليلى بنت العجماء مولاته قالت: هي يهودية وهي نصرانية وكل مملوك لها محرر إن لم يطلق امرأته, إن تفرق بينهما, فأبى فانطلقت معه إلى ابن عمر فقال ابن عمر: كفري عن يمينك وخلي بين الرجل وامرأته, الحديث. 989- 14/13/2- عطية بن سعيد الحافظ شيخ الإسلام, أبو محمد الأندلسي المغربي القفصي الصوفي: قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءات عن جماعة، وعرض بالأندلس على أبي الحسن علي بن محمد بن بشر, وبمصر على عبد الله بن الحسين -يعني السامري- ودخل الشام والعراق وخراسان وكتب الحديث الكثير وكان ثقة كتب معنا بمكة عن أحمد بن فراس. وقال الخطيب: قدم بغداد وحدث عن زاهر السرخسي وعلي بن الحسين الأذني حدثني عنه أبو الفضل بن المهدي وقال: كان زاهدًا لا يضع جنبه إنما ينام محتبيًا قلت: وسمع بما وراء النهر الصحيح من إسماعيل بن حاجب صاحب الفربري ورواه بمكة، وسمع بالأندلس من الإمام عبد الله بن محمد الباجي، وسمع بالقيروان من عبد الله بن خيران ونحوهم، فأكثر وبرع في هذا الشأن. قال الحميدي: أقام بنيسابور مدة وكان صوفيًّا على قدم التوكل والإيثار, عاد إليه أصحاب السلمي. وقال عبد العزيز بن بندار الشيرازي: صحبته مدة ببغداد وكان من الإيثار والكرم على أمر عظيم يقتصر على فوطة ومرقعة، وكان قد جمع كتبًا حملها على بخاتي كثيرة فرافقته وخرجنا إلى الياسرية وليس معه إلا وطاؤه وركوته ومرقعته فعجبت من حاله, فلما بلغنا المنزلة ذهبنا نتخلل الرفاق فإذا شيخ خراساني حوله حشم فقال لنا: انزلوا بمجلسنا؛ فأحضر سفرة فأكلنا وقمنا، فلم يزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من يطعمنا ويسقينا إلى مكة وما حملنا شيئًا. وحدث بصحيح البخاري بمكة وكان يتكلم على الرجال وأحوالهم فيتعجب من حضر، وتوفي بمكة سنة ثمان وأربعمائة أو نحوها. قال الحميدي: له كتاب في تجويز السماع فكان كثير من المغاربة يتحامونه لذلك، وصنف طرق حديث المغفر في أجزاء عدة. نا أبو غالب بن بشران نا عطية نا القاسم بن علقمة نا بهز, فذكر حديثًا. قلت: رزق القبول الوافر بنيسابور, وسكنها مدة.

_ 989- تاريخ بغداد: 12/ 322، 323. طبقات الحفاظ: 421، 422. بغية الملتمس: 433-435. جذوة المقتبس: 319-322.

أخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء أنا أبو المظفر بن السمعاني أنا عثمان بن علي البيكندي نا أبو الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري إملاء سنة ثمانين وأربعمائة نا مكي بن عبد الرزاق نا عطية بن سعيد الزاهد بمكة نا علي بن الحسن الصقلي, سمعت عبد الواحد بن محمد الأصبهاني, سمعت أبا الحسن بن هند الفارسي يقول: اجتهد لا تفارق باب سيدك بحال؛ فإنه ملجأ للكل, فمن فارق تلك السدة لا يرى بعدها لقدميه قرارًا ولا مقامًا. 990- 15/13/2- حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الحافظ الإمام الثبت, أبو القاسم القرشي السهمي الجرجاني من ذرية هشام بن العاص, رضي الله عنه: أول سماعه بجرجان كان في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام، وأول رحلته كان في سنة ثمان وستين، دخل أصبهان والري وبغداد والبصرة والكوفة وواسط والأهواز والشام ومصر والحجاز وغير ذلك. حدث عن ابن عدي والصرام والإسماعيلي وأبي بكر بن المقرئ وابن ماسي وأبي حفص الزيات والدارقطني وأحمد بن عبدان وأبي محمد بن غلام الزهري وأبي الفضل بن حنزابة الوزير وأبي زرعة محمد بن يوسف الكشي وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبي زرعة الأستراباذي وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وخلائق, وصنف التصانيف, وجرح وعدل وصحح وعلل. روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤذن وأبو القاسم القشيري وأبو القاسم إسماعيل بن مسعدة وأبو بكر بن خلف الشيرازي وإبراهيم بن عثمان الجرجاني والمفيد علي بن محمد الزبحي وروى الخطيب عن رجل عنه. توفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وبعضهم أرخه سنة ثمانٍ. ومات في سنة سبع العلامة أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي المفسر في المحرم، والمحدث أبو عبد الله محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي بنيسابور, سمع حامدًا الرفاء ورحل, والحافظ أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي، وأخرته إلى الطبقة الآتية.

_ 990- العبر: 3/ 161. الوافي: 11/ 143. طبقات الحفاظ: 422. شذرات الذهب: 3/ 231. هدية العارفين: 1/ 336.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز البزاز أنا زاهر بن طاهر نا علي بن محمد الجرجاني نا حمزة بن يوسف أنا محمد بن عبد الرحمن الطلقي نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد أنا علي بن عثمان بن نفيل نا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفرًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله عملنا به, فأنزل الله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 1- 2] قال عبد الله بن سلام: قرأها علينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هكذا، قال أبو سلمة: قرأها علينا ابن سلام وذكر سلسلة قراءتها إلى زاهر. 991- 16/13/ 2 - الصاحبان الحافظان أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي الطليطلي المعروف بابن ميمون, ورفيقه ونظيره أبو إسحاق بن شنظير: سمع ابن ميمون بطليطلة من عبد الله بن أمية وخلق، وبقرطبة مع صاحبه أبي إسحاق من أبي جعفر بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرج وعباس بن أصبغ وأبي محمد بن عبد المؤمن، وارتحلا إلى المشرق فحجا وسمعا من أبي بكر المهندس وأبي عدي عبد العزيز بن علي ابن المقرئ وأبي بكر الأدفوي وخلائق، ثم رجع ابن ميمون إلى بلده ورحل الناس إليه؛ قال ابن مظاهر: كان من أهل العلم والفهم حافظًا للفقه راوية للحديث دقيق الذهن في جميع العلوم ذا أخلاق وآداب مع الفضل والزهد الفائق والورع مقبلا على طريق الآخرة لم يتأهل، قلما يجوز عليه في كتبه مع كثرتها وهم ولا خطأ, كانت كتبه وكتب صاحبه أصح كتب بطليطلة، مات في شعبان سنة أربعمائة وصلى عليه صاحبه، عاش سبعًا وأربعين سنة. 992- 17/13/2- وصاحبه الحافظ الأوحد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي: قال ابن بشكوال: كانا كفرسي رهان في العناية الكاملة بالعلم والبحث على الرواية وضبطها, سمعا بطليطلة من لحق بها، وبقرطبة ومصر والحجاز، كان أبو إسحاق صوامًا قوامًا ورعًا غلب عليه علم الحديث ومعرفة طرقه، إلي أن قال: وكان سنيًّا منافرًا لأهل البدع, ما رئي أزهد منه ولا أوقر مجلسًا، رحل الناس إليهما ثم انفرد أبو إسحاق بالمجلس. توفي يوم لنحر سنة اثنتين وأربعمائة وله خمسون عامًا.

_ 991- طبقات الحفاظ: 422. شذرات الذهب: 3/ 158، 159. الصلة: 1/ 20-22. 992- طبقات الحفاظ: 422. شذرات الذهب: 3/ 163. الوافي بالوفيات: 7/ 103، 104. الصلة: 1/ 98-91.

993- 18/13/1- أبو نعيم الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول, سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء: ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة, وأجاز له مشايخ الدنيا سنة نيف وأربعين وثلاثمائة وله ست سنين، فأجاز له من واسط المعمر عبد الله بن عمر بن شوذب، ومن نيسابور شيخها أبو العباس الأصم، ومن الشام شيخها خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومن بغداد جعفر الخلدي وأبو سهل بن زياد وطائفة تفرد في الدنيا بإجازتهم, كما تفرد بالسماع من خلق, ورحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وحفظه وعلو أسانيده، أول ما سمع في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة من مسند أصبهان المعمر أبي محمد بن فارس، وسمع من أبي أحمد العسال وأحمد بن معبد السمسار وأحمد بن بندار العشار وأحمد بن محمد القصار وعبد الله بن الحسن بن بندار وأبي بكر بن الهيثم البندار وأبي بحر بن كوثر وأبي بكر بن خلاد النصيبي وحبيب القزاز وأبي بكر الجعابي وأبي القاسم الطبراني وأبي بكر الآجري وأبي علي بن الصواف وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم الكوفي وعبد الله بن جعفر الجابري وأحمد بن الحسن اللكي وفاروق الخطابي وأبي الشيخ بن حيان وخلائق بخراسان والعراق, فأكثر وتهيأ له من لقي الكبار ما لم يقع لحافظ؛ روى عنه كوشيار بن لياليزور الجيلي ومات قبله ببضع وثلاثين سنة، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو سعد الماليني والحفاظ: الخطيب وأبو صالح المؤذن وأبو علي الوخشي وأبو بكر محمد بن إبراهيم العطار وسليمان بن إبراهيم وهبة الله بن محمد الشيرازي ومحمد بن الحسن البكري بآمل، وبنجير بن عبد الغفار بهمذان، وأبو بكر محمد بن سباسي القاضي وجماعة بالري، وأبو بكر الأرموي بتنيس، وأبو بكر السمنطاري بصقلية، وأبو عمرو بن القنابط بالأندلس ونوح بن نصر الفرغاني ويوسف بن الحسن التفكري وأبو الفضل حمد الحداد وأخوه أبو علي المقرئ وعبد السلام بن أحمد القاضي المفسر ومحمد بن بيا وأبو سعد المطرز وغانم البرجي وأبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي وخلق كثير سمع منهم السلفي، وأبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدشتي الذهبي خاتمة أصحابه. قال الخطيب: لم أر أحدًا أطلق عليه اسم الحافظ غير أبي نعيم وأبي حازم العبدوي. قال علي بن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم فسمى نحوًا من ثمانين نفسًا حدثوه عنه، وقال: لم يصنف مثل كتابه "حلية الأولياء" سمعناه على أبي

_ 993- العبر: 3/ 170. الوافي بالوفيات: 7/ 81-84. طبقات الحفاظ: 423. شذرات الذهب: 3/ 245. هدية العارفين: 1/ 74, 75.

المظفر القاشاني عنه سوى فوت يسير. قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولًا إليه، لم يكن في أفق من الآفاق أحد أحفظ منه ولا أسند منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريد إلى قريب الظهر, فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر, لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف. وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير, لا يوجد شرقًا ولا غربًا أعلى إسنادًا منه ولا أحفظ منه، وكانوا يقولون: لما صنف كتاب الحلية حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربعمائة دينار، وقد روى الإمام أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه في طبقات الصوفية له: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله أنا محمد بن علي بن حبيش ببغداد, فذكر حديثًا. ومن هذا الأنموذج ما رواه بصور الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي قال: أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن خنيس الفقيه بصور قال: أنا أبو بكر عتيق بن علي بن داود الصقلي السمنطاري الزاهد مؤلف كتاب "دليل القاصدين" أنا أبو نعيم, فذكر حديثًا رواه أبو الحجاج الحافظ. أنا محمد بن عبد الخالق الأموي أنا علي بن المفضل الحافظ أنا عبد الوهاب بن محمد بن عبد العزيز البرقي أنا عمر بن يوسف القيسي بن الحذاء أنا عتيق بن علي أنا أبو نعيم نا ابن خلاد نا محمد بن غالب التمتام نا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله". ويقع لنا أعلى بدرجات في موطأ أبي مصعب وفي نسخة أبي الجهم عن الليث بن سعد. السلفي: سمعت محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي المعدل في صغري مع أبي, فلما فرغ من إملائه قال إنسان: من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم فليقم؛ وكان مهجورًا في ذلك الوقت بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل وصداع, فقام إلى ذلك الرجل أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد أن يقتل. قال أبو القاسم بن عساكر: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمن أدرك من شيوخ أصبهان أن السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على أصبهان أمَّر عليها واليًا ورحل عنها, فوثب أهلها بالوالي فقتلوه فرد إليها السلطان وأمنهم حتى اطمأنوا ثم هجم عليهم يوم الجمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة, سلم أبو نعيم مما جرى

عليهم وكان ذلك من كرامته, يعني أنه كان مختفيًا. قال الحافظ ابن طاهر المقدسي: سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: رأيت بخط أبي بكر الخطيب, سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم عن جزء محمد بن عاصم: كيف قرأته على أبي نعيم؟ قال: أخرج إليَّ نسخته, وقال: هو سماعي؛ فقرأته عليه. قال الخطيب: قد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها, منها أنه يقول في الإجازة: أخبرنا من غير أن يبين. قال الحافظ ابن النجار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نعيم، والحافظ الصدوق إذا قال: هذا الكتاب سماعي, جاز أخذه عنه بإجماعهم. قلت: وقول الخطيب: كان يتساهل في الإجازة, إلى آخره، فهذا ربما فعله نادرا فإني رأيته كثيرًا ما يقول: كتب إلى جعفر بن الخلدي، و: كتب إلى أبي العباس الأصم، و: أنا أبو الميمون بن راشد في كتابه، ولكني رأيته يقول: أنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه، فالظاهر أن هذا إجازة. وحدثني أبو الحجاج الحافظ أنه رأى بخط الحافظ ضياء الدين المقدسي قال: وجدت أبي الحجاج يوسف بن خليل أنه قال: رأيت أصل سماع أبي نعيم بجزء محمد بن عاصم. قلت: فبطل ما تخيله الخطيب. قال يحيى بن منده الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيز النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامه من ابن خلاد فحدث به كله، قال ابن النجار: وهم في هذا فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة وعليها خط أبي نعيم يقول: سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد؛ فلعله روى باقيه بالإجازة؛ ثم تمثل ابن النجار ببيت: لو رجم النجم جميع الورى ... لم يصل الرجم إلى النجم ولأبي نعيم تصانيف مشهورة ككتاب معرفة الصحابة، وكتاب دلائل النبوة في مجلدين، وكتاب المستخرج على البخاري، والمستخرج على مسلم، وكتاب تاريخ أصبهان، وصفة الجنة، وكتاب الطب، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب المعتقد، وأشياء صغار سمعنا بعضها يعمل فيها الواهيات ويكاسر عنها كدأب غيره من المحدثين، والله الموعد. ولأبي عبد الله بن منده حط على أبي نعيم صعب من قبل المذهب, كما للآخر حط عليه لا ينبغي أن يلتفت إلى ذلك للواقع الذي بينهما. مات أبو نعيم في العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة عن أربع وتسعين سنة, فهو والبرقان وأبو ذر والصوري أهل الطبقة التاسعة من أربعين لطبقات لابن المفضل. وفيها مات مسند العراق الواعظ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن

بشران البغدادي، والأديب أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث التميمي الأصبهاني بنيسابور، والمفسر أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير الذي قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مجالس، وعالم المغرب أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي نزيل القيروان. أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن مسعود بن أبي منصور "ح" وقرأت على أحمد بن محمد المؤدب أنا ابن خليل أنا مسعود أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا أحمد بن جعفر السمسار نا أحمد بن عصام نا وهب بن جرير نا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نهى عن آطام المدينة أن تهدم. غريب. 994- 19/13/2- الطَّلَمَنْكي الحافظ الإمام المقرئ أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب بن يحيى المعافري الأندلسي, عالم أهل قرطبة: ولد سنة أربعين وثلاثمائة وأول ما وجدت له في سنة اثنتين وستين، روى عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله الليثي وأبي بكر الزبيدي وأبي عبد الله بن مفرج وأحمد بن عون الله وأبي محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي وخلف بن محمد الخولاني وابن بشر الأنطاكي، وحج فأخذ عن أبي طاهر محمد بن محمد العجيفي بمكة ويحيى بن الحسين المطلبي بالمدينة، وأبي بكر الأدفوي وأبي حفص بن عراك وأبي بكر المهندس وأبي الطيب بن غلبون وأبي القاسم الجوهري وأبي العلاء بن ماهان، وبدمياط عن محمد بن يحيى بن عمار، وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد وأحمد بن رحمون ورجع إلى الأندلس بعلم جمّ. روى عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم وعبد الله بن سهل الأندلسي وغيرهم، وكان رأسًا في علم القرآن: حروفه وإعرابه وناسخه ومنسوخه وأحكامه ومعانيه، وكان ذا عناية تامة بالحديث ومعرفة الرجال حافظًا للسنن إمامًا عارفًا بأصول الديانة عالي الإسناد ذا هدى وسمت واستقامة، قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضًا عن أبي الحسن الأنطاكي وأبي الطيب بن غلبون ومحمد بن الحسين بن النعمان، وسمع من الأدفوي ولم يقرأ عليه، وكان فاضلًا ضابطًا شديدًا في السنة؛ قال خلف بن بشكوال: كان سيفًا مجردًا على أهل الأهواء والبدع قامعًا لهم, غيورًا على الشريعة, شديدًا في ذات الله, أقرأ الناس الحديث محتسبًا ويسمع الحديث وأمَّ بمسجد "متعه؟ " ثم خرج إلى الثغر فتجول

_ 994- العبر: 3/ 168. الوافي بالوفيات: 8/ 32، 33. طبقات الحفاظ: 423, 424. شذرات الذهب: 3/ 243، 244. النجوم الزاهرة: 5/ 28.

فيه وانتفع الناس بعلمه وقصد بلده في آخر عمره فتوفي بها، أخبرني إسماعيل بن عيسى بن بقي الججاري عن أبيه خرج علينا الطلمنكي يومًا ونحن نقرأ عليه فقال: اقرءوا وأكثروا, فإني لا أتجاوز هذا العام؛ قلنا: لمه, يرحمك الله؟ قال: رأيت البارحة من ينشدني في النوم: اغتنموا البر بشيخ ثوى ... يرحمه السوقة والصيد قد ختم العمر بعيد مضى ... ليس له من بعده عيد فتوفي في ذلك العام في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة. قال: كان زعرًا في إنكار المنكر فقام عليه طائفة من المخالفين وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي الناس وكانوا خمسة عشر شاهدًا من الفقهاء والنبهاء, فنصره قاضي سرقسطة في عام خمس وعشرين وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فربون "؟ " فأشهد على نفسه بإسقاط الشهود. وتوفي معه في العام مقرئ بغداد أبو محمد الحسن بن علي بن الصقر البغدادي الكاتب عن أربع وتسعين سنة والأستاذ العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي بأسفرايين وكان يشتغل في سبعة عشر فنًّا، وشيخ الأندلس قاضي الجماعة أبو الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن الصفار القرطبي عن إحدى وتسعين سنة، ومقرئ مصر إسماعيل بن عمرو بن شداد الحداد. أنبأنا عبد الله بن هارون الطائي أنا أحمد بن يزيد البقوي في كتابه عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم الحافظ أنا أحمد بن محمد الطلمنكي نا محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج نا محمد بن أيوب بن الصموت نا أحمد بن عمرو البزار نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام نا أبي عن قتادة عن الأسود بن سريع عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "يعرض على الله الأصم والأحمق والهرم الذي مات في الفترة, فيقول الأصم: جاء الإسلام ولا أسمع شيئًا" 1 وذكر الحديث. هذا غريب منقطع. وجاء عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود، ولكن قتادة لم يلق الأحنف ولا سمع منه. 995 القراب الحافظ الإمام محدث خراسان, أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي ثم الهروي: له المصنفات الكبيرة الدالة على حفظه وسعة علمه، ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة, وسمع العباس بن

_ 1 رواه أحمد في مسنده "4/ 24".

الفضل النضروي وجده لأمه محمد بن عمر بن حفصويه وأبا الفضل محمد بن عبد الله السياري وعبد الله بن أحمد بن حمويه وزاهر بن أحمد الفقيه وأحمد بن عبد الله النعيمي والخليل بن أحمد السجزي وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة والحسين بن أحمد الشماخي الصفار وأبا منصور محمد بن عبد الله البزاز فمن بعدهم حتى ينزل في الرواية إلى أصحابه؛ حدث عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني والحسين بن محمد بن مت وخلق, واحتج به أبو إسماعيل الأنصاري في الجرح والتعديل. قال أبو النضر الفامي: زاد عدة شيوخه على ألف ومائتي شيخ وله تاريخ السنين في مجلدين, صنفه في وفيات أهل العلم من أيام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى سنة موته وهي سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وله كتاب "نسيم المهج" وكتاب "الأنس والسلوة" وكتاب "شمائل العباد" إلى أن قال: وكان زاهدًا متقللًا من الدنيا رحمه الله. أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل الحافظ أنا أبو يعقوب الحافظ أنا الخليل بن أحمد نا ابن منيع نا طالوت بن عباد نا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن بلال بن يقطر عن أبي بكرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أُتي بدنانير من أرض فكان يقسمها وكان كلما قبض قبضة نظر عن يمينه كأنه يؤامر أحدًا وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فقال: يا محمد ما عدلت هذا اليوم في القسمة؛ فغضب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "من يعدل عليكم بعدي؟ " فقالوا: يا رسول الله ألا نقتله؟ قال: "لا". ثم قال: "هذا وأصحابه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, لا يتعلقون من الإسلام بشيء". 996- 21/13/2- المستغفري الحافظ العلامة المحدث, أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح النسفي صاحب التصانيف: روى عن زاهر بن أحمد السرخسي وإبراهيم بن لقمان وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي صاحب ابن الضريس وعلي بن محمد بن سعيد السرخسي وجعفر بن محمد البخاري وخلائق، وكان صدوقًا في نفسه لكنه يروي الموضوعات في الأبواب ولا يوهيها، حدث عنه الحسن بن أحمد السمرقندي والحسن بن عبد الملك النسفي وإسماعيل بن محمد النوحي الخطيب وآخرون.

_ 996- الوافي بالوفيات: 11/ 149. النجوم الزاهرة: 5/ 33. شذرات الذهب: 3/ 249، 250. هدية العارفين: 1/ 253. الرسالة المستطرفة: 39.

له كتاب معرفة الصحابة، وكتاب تاريخ نسف، وتاريخ كش، وكتاب الدعوات، وكتاب المنامات، وكتاب الخطب النبوية، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الشمائل، مولده بعد الخمسين وثلاثمائة، ومات بنسف في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. وفيها مات زاهد الأندلس حماد بن عمار القرطبي عن مائة عام, سمع من أبي عيسى الليثي، وفقيه خراسان القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد الأستوائي الحنفي، ومسند بغداد أبو القاسم عبد الباقي بن محمد بن أحمد الطحان، ومسند نيسابور أبو حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي، والمسند أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار ببغداد. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أبي المظفر السمعاني نا عثمان بن علي البيكندي ببخارى أنا أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي أنا جعفر بن محمد بن المستغفر الحافظ أنا محمد بن أحمد بن علي نا محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يعقوب الدورقي نا خلف بن الوليد نا إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي نحوًا من صلاتكم لكنه كان يخفف الصلاة، كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها. أخبرنا أبو الحسين الحافظ أنا جعفر المقرئ أنا أبو طاهر الحافظ أنا إسماعيل بن محمد الحافظ بأصبهان, سمعت الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ, سمعت أبا العباس المستغفري الحافظ, سمعت ابن منده الحافظ يقول: إذا وجدت في إسناد زاهدًا, فاغسل يدك من ذلك الحديث. 997- 22/13/2- أبو ذر الهروي, الإمام العلامة الحافظ عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير الأنصاري المالكي ابن السماك شيخ الحرم: سمع أبا الفضل بن خميرويه وبشر بن محمد المزني وعدة بهراة، وأبا محمد بن حمويه وزاهر بن أحمد بسرخس, وأبا إسحاق المستملي ببلخ، وأبا الهيثم الكشميهني بمرو، وأبا بكر هلال بن محمد بن محمد وشيبان بن محمد الضبعي بالبصرة، وأبا الفضل الزهري وأبا الحسن الدارقطني وأبا عمر بن حيويه ببغداد، وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق، وأبا مسلم الكاتب بمصر، وجاور بمكة وألف معجمًا لشيوخه وعمل الصحيح وصنف التصانيف؛ روى عنه ولده عيسى

_ 997- تاريخ بغداد: 11/ 141. العبر: 3/ 180. طبقات الحفاظ: 425. شذرات الذهب: 3/ 254. هدية العارفين: 1/ 437، 438.

وعلي بن محمد بن أبي الهول وموسى بن عيسى الصقلي وعبد الله بن الحسن التنيسي وأبو صالح النيسابوري المؤذن وعلي بن بكار الصوري وأحمد بن محمد القزويني وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي وأبو الحسين بن المهتدي بالله وأبو الوليد الباجي وعبد الله بن سعيد الشنتجالي وعبد الحق بن هارون السهمي وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبو شاكر أحمد بن علي العثماني وخلائق، وبالإجازة أبو بكر الخطيب وأبو عمر بن عبد البر وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون الخولاني. ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة تقريبًا. قال الخطيب: قدم أبو ذر بغداد وأنا غائب فحدث بها وحج وجاور, ثم تزوج في العرب وسكن السروات فكان يحج كل عام ويحدث ويرجع, وكان ثقة ضابطًا دينًا. وقال أبو علي بن سكرة: توفي في عقب شوال سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. وقال الخطيب: في ذي القعدة. قال أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه فسألته: من أين لك هذا؟ قال: كنت ماشيًا مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر فالتزمه الدارقطني وقبَّل وجهه وعينيه, فلما افترقا قلت: من هذا؟ قال: هذا إمام المسلمين والذابّ عن الدين, القاضي أبو بكر بن الطيب. فمن ذلك الوقت تكررت إليه. قال الحسن بن بقي المالقني: حدثني شيخ قال: قيل لأبي ذر: أنت هروي فمن أين تمذهبت بمذهب مالك ورأي الأشعري؟ قال: قدمت بغداد, فذكر نحوًا مما تقدم، وقال: واقتديت بمذهبه. قال ابن المفضل الحافظ: روى لنا السلفي شيخنا عن أبي بكر الطريثيثي بسماعه منه عدة أحاديث، وعن أبي شاكر النعماني حديثًا واحدًا سمعه منه، وسمعنا من السلفي جميع الصحيح بإجازته من أبي مكتوم بن أبي ذر، وكان شيخنا أبو عبيد أحمد بن زيادة الله الغفاري سمع الكتاب بمكة من أبي مكتوم, فسمعت عليه أكثره وأجاز لي ما بقي من آخره. وآخر من حدث عن أبي مكتوم, أبو الحسن علي بن حميد بن عمار الأنصاري ولي منه إجازة. وقرأت الكتاب كله على شيخنا أبي طالب صالح بن سند بسماعه من الطرطوشي عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر, قال: وقرأته بكماله على أبي القاسم مخلوف بن علي القروي عن أبي الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر اللخمي عن علي بن سليمان النقاش عن أبي ذر. قال أبو علي الغساني الحافظ: أنا أبو القاسم أحمد بن خلف الباجي أخبرني أبي أن الفقيه أبا عمران القابسي مضى إلى مكة وق كان قرأ على أبي ذر شيئًا, فوافق أبا ذر في السراة موضع سكناه فقال لخازن كتبه: أخرج إليَّ من كتبه ما أنسخه ما دام غائبًا فإذا حضر

قرأته عليه، فقال الخازن: لا أجترئ علي هذا؛ ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذ وافعل ذلك؛ فأخذها وأخرج ما أراد فسمع أبو ذر بالسراة بذلك فركب وطرق إلى مكة وأخذ كتبه وأقسم ألا يحدثه, فلقد أخبرت أن أبا عمران كان بعد إذا حدث عن أبي ذر شيئًا مما كان حدثه قبل يروي عن اسم أبي ذر ويقول: أنا أبو عيسى, وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده. قلت: هذه الحكاية تدل على زعارة الشيخ والصاحب. وقال عبد الغافر في تاريخ نيسابور: كان أبو ذر زاهدًا ورعًا عالمًا سخيًّا لا يدخر شيئًا وصار من كبار مشيخة الحرم مشارًا إليه في التصوف, خرَّج على الصحيحين تخريجًا حسنًا وكان حافظًا كثير الشيوخ. قلت: وله أيضًا مستدرك لطيف في مجلد على الصحيحين -علقت كثيرًا منه- يدل على حفظه. قال القاضي عياض: لأبي ذر كتاب كبير مخرج على الصحيحين، وكتاب السنة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شهادة الزور، وكتاب فضائل مالك، وكتاب العيدين، ثم أرخ موته سنة خمس وثلاثين وأربعمائة, والصواب سنة أربع. أخبرنا أبو الحسن الغرَّافي أنا أبو الحسن بن روزبة أنا عبد الأول بن عيسى أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد قال: عبد بن أحمد بن محمد بن السماك الحافظ صدوق تكلموا في رأيه, سمعت منه حديثًا واحدًا عن شيبان بن محمد عن أبي خليفة عن علي بن المديني حديث جابر بطوله في الحج، قال لي: اقرأه علي حتى تعتاد قراءة الحديث؛ وهو أول حديث قرأته على الشيخ وناولته الجزء، فقال: لست على وضوء فضعه. قلت: توفي معه في عام أربعة: المسند شعيب بن عبد الله بن المنهال بمصر، وعالم المغرب أبو محمد عبد الله بن غالب بن تمام الهمداني المالكي بسبتة، ومسند الأندلس أبو البركات محمد بن عبد الواحد القرشي الزبيري المكي عن سبع وثمانين سنة، وشيخ القراء علي بن طلحة البصري ببغداد. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود بن عبد اللطيف السلمي أنا أبي سنة أربع وثلاثين وستمائة حضورًا أنا القاضي أبو سعد عبد الله بن محمد التميمي أنا محمد بن الحسن المزرقي أنا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي أنا عبد بن أحمد الحافظ بقراءتي أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه أنا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن جرير بن عبد الله قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "من لم يرحم من في الأرض لم يرحمه من في السماء". صحيح الإسناد. أخرنا عبد الحافظ بن بدران أنا أحمد بن طاوس أنا حمزة بن كروس سنة خمسين

وخمسمائة أنا نصر بن إبراهيم الفقيه أنا أبو ذر عبد بن أحمد كتابة أن بشر بن محمد المزني حدثهم إملاء نا الحسين بن إدريس نا العباس بن الوليد الدمشقي أنا الوليد بن الوليد نا ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول المقبل, فإذا كان أول يوم من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش فشققت ورق الجنة عن الحور العين, فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجًا تقر بهم أعيننا وتقر أعينهم بنا". قال الفقيه نصر: تفرد به الوليد بن الوليد العبسي وقد تركوه. قلت: وهاه الدارقطني وقوّاه أبو حاتم. 998- 23/12/1- الرَّبعي الحافظ المقرئ الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن ميمون الدمشقي, ويعرف بابن أبي زروان: سمع الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي وأحمد بن عتبة بن مكين والعباس بن محمد بن حيان ومحمد بن علي بن أبي فروة وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وطبقتهم, وقرأ القرآن تحريرًا لقراءة الشاميين على الإمام علي بن داود الداراني وعلي بن زهير، حدث عنه أبو سعد السمان الحافظ ونجاء بن أحمد وعبد العزيز الكتاني والحسن بن أبي الحديد وآخرون، وعاش ثلاثًا وسبعين سنة. ذكره الكتاني فقال: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جوصاء، ويحفظ كتاب غريب الحديث لأبي عبيد، وانتهت إليه الرياسة في قراءة الشاميين، وكان ثقة مأمونًا, إلى أن قال: ومات في صفر سنة ست وثلاثين وأربعمائة. قلت: فيها مات شيخ اللغة بالأندلس أبو غالب تمام بن غالب بن التياني القرطبي وشيخ الحنفية العلامة المحدث أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري ببغداد عن خمس وثمانين سنة، وعالم الإمامية أبو طالب علي بن الحسين بن موسى الحسيني الشريف المرتضى واضع كتاب نهج البلاغة، وفقيه الأندلس العلامة العابد أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن ميقل المرسي بها، وشيخ المعتزلة العلامة أبو الحسين البصري محمد بن علي بن الطيب ببغداد. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء سنة أربع وتسعين وستمائة قال: كتب إلينا المؤيد بن محمد من نيسابور عن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد السلمي أنا جدي في سنة خمس وسبعين وأربعمائة أنا علي بن الحسن الربعي سنة ست وعشرين أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي بحمص سنة سبع وثمانين وثلاثمائة أنا العباس بن

_ 998- الإكمال: 4/ 194. غاية النهاية: 1/ 532.

الخليل بحمص أنا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن عبد الرحمن بن عائذ, حدثني جبير بن نفير قال: قال عوف بن مالك: قال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الأنبياء يتكاثرون بأممهم غير موسى، وأنا أرجو أن أكثره، ولقد أعطي خصلات، مكث يناجي ربه أربعين يومًا ولا ينبغي لمتناجيين أن يتناجيا أكثر من نحوها، ولا يصعق مع الناس". 999- 24/13/2- الخلال الحافظ المفيد الإمام الثقة أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي البغدادي، وكنية أبيه أبو طالب: ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، سمع أبا بكر القطيعي وأبا سعيد الحرفي وأبا الحسين بن المظفر وأبا بكر الوراق وأبا عبد الله بن العسكري وأبا عمر بن حيويه وأبا بكر بن شاذان وأبا علي محمد بن أحمد العطشي وأبا حفص عمر بن محمد الزيات وأبا الفتح القواس وأبا الحسن بن لؤلؤ الوراق وخلائق؛ روى عنه الخطيب وأبو الحسين بن الطيوري وأخوه أبو سعد وجعفر بن أحمد السراج والمعمر بن أبي عمامة الواعظ وجعفر بن المحسن السلماسي وعلي بن عبد الواحد الدينوري وآخرون. أخبرنا أبو الحسن البعلي وأبو علي الأمين قالا: أنا جعفر أنا السلفي, سمعت المبارك بن عبد الجبار, سمعت محمد بن علي الصوري يقول: ما رأت عيناي بعد عبد الغني بن سعيد أحفظ من أبي محمد الخلال البغدادي. قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة بينة، وخرج المسند على الصحيحين وجمع أبوابًا وتراجم كثيرة، ومات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. قلت: فيها مات بدمشق المسند أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن شواش الكتاني المقرئ مشرف الجامع، وأبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري المحدث ببغداد، والمسند أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال المصري، ومسند الأندلس أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عائذ المعافري القرطبي لقي في رحلته المهندس. أخبرنا عيسى بن أبي محمد أنا جعفر بن منير نا أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو سعيد محمد بن عبد الملك بن أسد أنا أبو محمد الخلال حدثني علي بن أحمد السرخسي الحافظ من حفظه نا عبد الله بن عثمان الواسطي, سمعت أبا هاشم أيوب بن محمد خطيبنا

_ 999- تاريخ بغداد: 7/ 425. العبر: 3/ 189. طبقات الحفاظ: 426. شذرات الذهب: 3/ 262. هدية العارفين: 1/ 275.

بواسط, سمعت أبا عثمان المازني يقول: ثنا سيبويه عن الخليل بن أحمد عن ذر بن عبد الله الهمداني عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة". كتب إليّ أبو حامد محمد بن عبد الكريم الأنصاري الخطيب أنا أبو البركات الحسن بن محمد الشافعي أنا عمي أبو الحسين هبة الله بن الحسن "ح" وقرأت على إسحاق بن أبي بكر الأسدي أخبركم يوسف بن خليل أنا عبد الخالق بن عبد الوهاب قالا: أنا علي بن عبد الواحد الدينوري نا أبو محمد الخلال إملاء أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا إبراهيم بن هاشم البغوي سنة ثلاث وتسعين ومائتين نا علي بن الحسن بن شقيق نا الحسين بن واقد نا عبد الله بن بريدة, سمعت أبي, سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة, فمن تركها فقد كفر" 1. سقط منه شيخ البغوي. 1000- 25/13/2- ابن حمدان الحافظ المجود, أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان الخراساني, أحد الرحالين المصنفين: صحب أبا عبد الله الحاكم وتخرج به, وسمع من أبي بكر الطرازي والحافظ أبي بكر الجوزقي وأبي الحسين القنطري وأبي طاهر بن خزيمة وزاهر بن أحمد الفقيه وإبراهيم بن محمد بن موسى السرخسي ونحوهم بنيسابور، وجعفر بن فناكي بالري، والحافظ أحمد بن علي السليماني ببيكند، ومحمد بن أحمد الغنجار ببخارى، وأبي سعد الإدريسي بسمرقند، وعلي بن محمد بن عمر الفقيه بالري, وأبي الفضل محمد بن أبي الحسين الحدادي بمرو؛ رأيت له مسند بهز بن حكيم وطرق حديث الطير، سمع منه أبو سعيد محمد بن أحمد بن حسين النيسابوري في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. أخبرنا أحمد بن عبد الكريم بن الأغلاقي أنا نصر بن جرو أنا أبو طاهر السلفي أخبرنا محمد بن أبي منصور البزاز بالري أنا محمد بن أحمد بن حمدان الحافظ أنا محمد بن الحسين القاضي بمرو نا إسحاق بن إبراهيم التاجر العدل نا يوسف بن عيسى نا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي بكر, يعني ابن عمرو بن حزم, أنه سمع أنسًا يحدث عن

_ 1 رواه الترمذي في الإيمان باب 9. والنسائي في الصلاة باب 8. وابن ماجه في الإقامة باب 77. وأحمد في مسنده "5/ 346". 1000- طبقات الحفاظ: 426.

النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "يتبع الميت ثلاث؛ أهله وماله وعمله, فيرجع أهله وماله ويبقى عمله" 1. 1001- 26/13/2- النعيمي الحافظ العلامة أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم البصري, نزيل بغداد: روى عن أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي وأحمد بن عبيد الله النهرديري ومحمد بن عدي المنقري وأبي أحمد العسكري ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ وعبد الله بن أليسع الأنطاكي وعلي بن عمر السكري وابن المظفر وخلق؛ قال الخطيب: كتبت عنه وكان حافظًا عارفًا متكلمًا شاعرًا. أنبأنا أبو الغنائم القيسي أنا الكندي أنا الشيباني أنا الخطيب أخبرني علي بن أحمد النعيمي أنا محمد بن أحمد بن الفيض الأصبهاني -ثقة- نا علي بن عبد الحميد الغضائري نا الحسين بن الحسن المروزي نا بشر بن السري, عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما جعل الطواف بالبيت والسعي لإقامة ذكر الله, عز وجل". رواه البرقاني عن النعيمي في جمعه لحديث الثوري، والصواب: عن الثوري عن عبيد الله بن أبي زياد عن القاسم، كذا يرويه وكيع وأبو نعيم عن الثوري. قال الخطيب: حدثني الأزهري قال: وضع النعيمي على ابن المظفر حديثًا عن أشعث ثم تنبه أصحاب الحديث على ذلك, فخرج النعيمي عن بغداد وغاب حتى مات ابن المظفر ومات من عرف قصته ثم عاد إلى بغداد، وسمعت الصوري يقول: لم أر ببغداد أحدًا أكمل من النعيمي، قال: قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب ودرس شيئًا من فقه الشافعي. قال: وكان البرقاني يقول: هو كامل في كل شيء لولا بأو فيه. مات النعيمي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وأظنه بلغ التسعين. تمت الطبقة الثالثة عشرة.

_ 1 رواه البخاري في الرقاق باب 42. ومسلم في الزهد حديث 5. والترمذي في الزهد: 46. والنسائي في الجنائز باب 52. 1001- تاريخ بغداد: 11/ 331. العبر: 3/ 152. طبقات الحفاظ: 426، 427. شذرات الذهب: 226. النجوم الزاهرة: 4/ 277.

الطبقة الرابعة عشرة

الطبقة الرابعة عشرة: وهم ثلاثون حافظًا 1002- 1/14- الصوري الحافظ العلامة الأوحد, أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن دحيم الساحلي: سمع أبا الحسين بن جميع وأبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي ومحمد بن عبد الصمد الزرافي ومحمد بن جعفر الكلاعي وعدة بالشام، وعبد الغني بن سعيد الحافظ وعبد الرحمن بن عمر النحاس وعبد الله بن محمد بن بندار وخلقا بمصر، وصحب عبد الغني وتخرج به ولحق ببغداد أبا الحسن بن مخلد البزاز وأحمد بن طلحة المنقي وأبا علي بن شاذان وطبقتهم؛ حدث عنه أبو بكر الخطيب والقاضي أبو عبد الله الدامغاني وجعفر بن أحمد السراج وأبو القاسم بن بيان وأبو الحسين بن الطيوري وسعد الله بن صاعد الرحبي وآخرون, وآخر من روى عنه بالإجازة أبو سعد بن الطيوري. مولده سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة, وسمع وقد كبر ولو طلب في الحداثة لأدرك إسنادًا. قال الخطيب: وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كتبًا له وأحسنهم معرفة به, ولم يقدم علينا أحد أفهم منه لعلم الحديث, وكان دقيق الخط صحيح النقل, حدثني أنه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغذ الخراساني ثمانين سطرًا وكان مع كثرة طلبه صعب المذهب في الأخذ, ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، وكان يسرد الصوم إلا الأعياد وذكر أن الحافظ عبد الغني كتب عنه أشياء في تصانيفه وصرح باسمه في بعضها ومرة قال: حدثني الورد بن علي. قال الخطيب: كان صدوقًا كتب عني وكتبت عنه ولم يزل ببغداد حتى توفي بها. قال أبو الوليد الباجي: الصوري أحفظ من رأيناه. قال غيث بن علي الأرمنازي: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحفظ من الصوري. وقال عبد المحسن الشيحي: ما رأيت مثله, كان كأنه شعلة نار بلسان كالحسام القاطع. قال السلفي: كتب الصوري صحيح البخاري في سبعة أطباق من الورق البغدادي ولم يكن له سوى عين واحدة. قال: وذكر أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء: نا أبو عبد الله محمد بن علي

الوراق -وكان ثقة متقنًا- أنه شاهد أبا عبد الله الصوري وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك لم يكن وراء ذلك إلا الخير والدين ولكنه كان شيئًا جبل عليه ولم يكن في ذلك بالخارق للعادة, فقرأ يومًا جزءًا على أبي العباس الرازي وعنَّ له أمر أضحكه وكان بالحضرة جماعة من أهل بلده فأنكروا عليه وقالوا: هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنت تضحك؛ وكثروا عليه وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون بهذا. فقال: ما في بلدكم شيخ إلا يحب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي, ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد فانظروا إلى أيّ حديث شئتم من حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اقرءوا إسناده لأقرأ متنه أو اقرءوا متنه حتى أخبركم بإسناده. ثم قال الباجي: لزمت الصوري ثلاثة أعوام فما رأيته تعرض للفتوى. قال المبارك بن عبد الجبار: كتبت عن عدة فما رأيت فيهم أحفظ من الصوري, كان يكتب بفرد عين وكان متفننًا يعرف من كل علم، وقوله حجة، وعنه أخذ الخطيب علم الحديث. قلت: وله شعر رائق ومحبة في السنة. أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي أنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن جبارة الأديب بالقاهرة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة أنا أبو طاهر أحمد بن أبي أحمد الحافظ أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ أنا أبو محمد النحاس أنا أبو بكر محمد بن أحمد الحراني نا هاشم بن مرثد الطبراني نا المعافى -هو ابن سليمان- نا موسى بن أعين عن عبد الله عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "تجوزوا في الصلاة, فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة" 1. هذا حديث صحيح، وعبد الله هو ابن بشر إن شاء الله. أخبرنا محمد بن علي الصالحي ومحمد بن علي السلمي قالا: أنا البهاء عبد الرحمن أنا أحمد بن الحسن بن سلامة المنبجي الفقيه أنا أبو القاسم بن بيان "ح" وأنبأنا أحمد بن أبي الخير عن ابن كليب عن ابن بيان أنا محمد بن علي الصوري أنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أنا أبو عمرو أحمد بن سلمة بن الضحاك الهلالي أنا المقدام بن داود الرعيني نا أبو زرعة عبد الأحد بن الليث بن عاصم القتباني عن عثمان بن الحكم الجذامي. "قال المقدام": وحدثني عمي سعيد بن عيسى نا الليث بن عاصم القتباني حدثني عثمان بن

_ 1 رواه البخاري في الأدب 75. والدارمي في الصلاة باب 46. وأحمد في مسنده "2/ 472" "5/ 273".

الحكم حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب حدثني عروة عن عائشة قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبّب إليه الخلاء, فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الأيام ذوات العدد, الحديث. أخبرنا أبو الحسين اليونيني أنا جعفر أنا السلفي أنا المبارك بن عبد الجبار أنشدنا محمد بن علي الصوري الحافظ لنفسه: قل لمن عاند الحديث وأضحى ... عائبا أهله ومن يدّعيه أبعلم تقول هذا أبن لي ... أم بجهل فالجهل خلق السفيه أيعاب الذين هم حفظوا الد ... ين من الترهات والتمويه وإلى قولهم وما قد رووه ... راجع كل عالم وفقيه قال الخطيب: توفي الصوري في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، رحمه الله تعالى. 1003- 2/14- ابن ماما الحافظ الأوحد, أبو حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن ماما الأصبهاني, صاحب تصانيف وبصر بالحديث: وحدث عن عبد الرحمن بن شريح الهروي وأبي علي إسماعيل بن حاجب الكشاني وأبي نصر محمد بن أحمد الملاحمي والإمام أبي عبد الله الحليمي وطبقتهم، ولم يصل إلى العراق، له ذيل على تاريخ بخارى للغنجار، ويعز وقوع حديثه إلينا. توفي في شعبان سنة ست وثلاثين وأربعمائة رحمه الله تعالى، أحسبه سكن ما وراء النهر. 1004- 3/14- مسعود بن علي بن معاذ بن محمد بن معاذ الحافظ المفيد, الإمام أبو سعيد السجزي ثم النيسابوري الوكيل, تلميذ أبي عبد الله الحاكم: وله عنه سؤالات وقد أكثر عنه جدًّا، سمع أبا محمد بن الرومي وأبا علي الخالدي وعبد الرحمن بن أبي إسحاق المزكي وطبقتهم. روى شيئًا يسيرًا ولم يطل عمره، روى عنه رفيقه مسعود بن ناصر السجزي الركاب، توفي سنة ثمان وثلاثين أو سنة تسع وأربعمائة. ذكر الشك هكذا عبد الغافر بن إسماعيل.

_ 1003- الأنساب: "الماماني". اللباب: 3/ 156. الوافي بالوفيات: 7/ 361. طبقات الحفاظ: 428. هدية العارفين: 1/ 74.

1005- 4/14- أبو نصر السَّجْزي الحافظ الإمام علم السنة, عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي البكري, نزيل الحرم ومصر وصاحب "الإبانة الكبرى" في مسألة القرآن: وهو كتاب طويل في معناه, دال على إمامة الرجل وبصره بالرجال والطرق. حدث عن أحمد بن فراس العبقسي وأبي عبد الله الحاكم وأبي أحمد الفرضي وحمزة المهلبي ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني وأبي عمر بن مهدي وعلي بن عبد الرحيم السوسي وأبي الحسين أحمد بن محمد المجبر وأبي محمد بن النحاس وأبي عبد الرحمن السلمي وعبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي صاحب ابن الأعرابي وهذه الطبقة. وكانت رحلته بعد الأربعمائة فسمع بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر، حدث عنه أبو إسحاق الحبال وسهل بن بشر الأسفراييني وأبو معشر المقرئ الطبري وإسماعيل بن الحسن العلوي وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وجعفر بن يحيى الحكاك وجعفر بن أحمد السراج وخلق سواهم، وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية. قال ابن طاهر المقدسي: سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال عن أبي نصر السجزي والصوري, أيهما أحفظ؟ فقال: كان السجزي أحفظ من خمسين مثل الصوري؛ ثم قال الحبال: كنت يومًا عند أبي نصر السجزي فدق الباب فقمت ففتحته فدخلت امرأة وأخرجت كيسًا فيه ألف دينار فوضعته بين يدي الشيخ وقالت: أنفقها كما ترى؛ قال: ما المقصود؟ قالت: تتزوجني ولا حاجة لي في الزوج ولكن لأخدمك؛ فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف؛ فلما انصرفت قال: خرجت من سجستان بنية طلب العلم ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم, وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئًا. قلت: مات بمكة في المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة رحمه الله تعالى, وقد روينا المسلسل من طريقه في غير هذا الكتاب. 1006- 5/14- الداني الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم, القرطبي المقرئ صاحب التصانيف: وعرف بالداني لسكناه بدانية، قال: ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وابتدأت بطلب العلم سنة ست وثمانين ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين فكنت بالقيروان أربعة أشهر ودخلت مصر

_ 1005- اللباب: 3/ 352. العبر: 3/ 206، 207. طبقات الحفاظ: 429. شذرات الذهب: 3/ 271، 372. هدية العارفين: 1/ 648. 1006- العبر: 3/ 207. النجوم الزاهرة: 5/ 54. شذرات الذهب: 3/ 272. هدية العارفين: 1/ 653. الرسالة المستطرفة: 139.

في شوالها فمكثت بها سنة وحججت ورجعت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قلت: قرأ بالروايات على عبد العزيز بن جعفر الفارسي وغيره بقرطبة، وعلى أبي الحسن بن غلبون وخلف بن خاقان المصري وأبي الفتح فارس بن أحمد, وسمع من أبي مسلم الكاتب وهو أكبر شيخ له وأحمد بن فراس العبقسي وعبد الرحمن بن عثمان القشيري وحاتم بن عبد الله البزاز وأحمد بن فتح بن الرسان وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري وأبي الحسن علي بن محمد القابسي وخلق كثير بالحجاز ومصر والمغرب والأندلس، تلا عليه خلق منهم أبو الدؤاد مفرج الإقبالي وأبو داود بن نجاح وأبو الحسين بن التنار وأبو الحسن بن الدوش، وحدث عنه خلق كثير منهم خلف بن إبراهيم الطليطلي. قال أبو محمد بن عبيد الله الحجري الحافظ: أبو عمرو الداني ذكر بعض الشيوخ أنه لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه وكان يقول: ما رأيت شيئًا قط إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته. قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القراءات ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانًا، وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله، وكان حسن الخط والضبط من أهل الحفظ والذكاء والتفنن، وكان أديبًا فاضلًا ورعًا سنيًّا. وقال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب. وقال الحميدي: محدث مكثر ومقرئ متقدم. قلت: إلى أبي عمرو المنتهى في إتقان القراءات، والقراء خاضعون لتصانيفه واثقون بنقله في القراءات والرسم والتجويد والوقف والابتداء وغير ذلك، وله مائة وعشرون مصنفًا. روى عنه بالإجازة رجلان: أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة، وقد استوفيت أخباره في تاريخ القراء وفي تاريخي الكبير، وكانت وفاته بدانية في نصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، رحمة الله عليه. وقع لنا القراءات من طريقه تلاوة وسماعًا. 1007- 6/14- السّمَّان الحافظ الكبير المتقن, أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه الرازي: سمع عبد الرحمن بن محمد بن فضالة وأبا طاهر المخلص وأحمد بن

_ 1007- النجوم الزاهرة: 5/ 51. طبقات الحفاظ: 430. شذرات الذهب: 3/ 273. هدية العارفين: 1/ 210. الرسالة المستطرفة: 59.

إبراهيم بن فراس المكي وعبد الرحمن بن أبي نصر الدمشقي وأبا محمد بن النحاس المصري وطبقتهم. روى عنه أبو بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني وابن أخيه طاهر بن الحسين وأبو علي الحداد وآخرون. قال المطهر بن علي العلوي المرتضى: سمعت أبا سعد السمان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام. وقال الكتاني: كان السمان من الحفاظ الكبار زاهدًا عابدًا يذهب إلى الاعتزال. وقال أبو القاسم بن عساكر: سألت أبا منصور بن عبد الرحيم بن المظفر بالري عن وفاة أبي سعد السمان فقال: سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة؛ قال: وكان عدلي المذهب يعني معتزليًّا؛ قال: وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، وصنف كتبًا كثيرة، ولم يتأهل قط. قلت: هذا العدد لشيوخه لا أعتقد وجوده ولا يمكن. قال عمر العليمي: وجدت على ظهر جزء: مات الزاهد أبو سعد السمان شيخ العدلية وعالمهم ومحدثهم في شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكان إمامًا بلا مدافعة في القراءات والحديث والرجال والفرائض والشروط عالمًا بفقه أبي حنيفة وبالخلاف بينه وبين الشافعي وعالمًا بفقه الزيدية وكان يذهب مذهب أبي هاشم الجبائي، دخل الشام والحجاز والمغرب وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ. قال: وكان يقال في مدحه: إنه ما شاهد مثل نفسه وكان تاريخ الزمان وشيخ الإسلام. قلت: بل شيخ الاعتزال ومثل هذا عبرة فإنه مع براعته في علوم الدين ما تخلص بذلك من البدعة. قرأت على عيسى بن أبي محمد والحسن بن علي وسليمان بن أبي عمر الحاكم أخبركم جعفر الهمذاني أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو علي المقرئ أنا أبو سعد الحافظ أنا كوهي بن الحسن نا محمد بن هارون الحضرمي نا محمد بن سهل بن عسكر نا عبد الرزاق قال: ما رأيت أحسن صلاة من ابن جريج أخذ عن عطاء وأخذ عطاء عن ابن الزبير وأخذ ابن الزبير عن أبي بكر الصديق وأخذها أبو بكر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأخذها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن جبرائيل "عليه السلام" وأخذها جبرائيل عن الله, عز وجل. أخبرنا الحسن بن علي سنة أربع وتسعين أنا جعفر بن علي أنا أحمد بن محمد أنا علي بن الحسين بن محمد بن مردك بالري سنة إحدى وخمسمائة أنا إسماعيل بن علي الحافظ أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة أنا إسماعيل بن العباس الوراق نا علي بن حرب نا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي قال: خير هذه الأمة بعد نبيها -صلى الله عليه وآله وسلم- أبو بكر, وعمر.

1008- 7/14- الخليلي القاضي الحافظ الإمام أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني, مصنف كتاب "الإرشاد في معرفة المحدثين": سمع من علي بن أحمد بن صالح القزويني ومحمد بن إسحاق الكسائي والقاسم بن علقمة وأبي حفص الكتاني ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي وأبي طاهر المخلص وأبي الحسين الخفاف وأبي عبد الله الحاكم, وأجاز له أبو بكر بن المقرئ وأبو حفص بن شاهين وعلي بن عبد الرحمن البكائي من الكوفة, وأبو أحمد الغطريفي من جرجان, وأبو عمرو بن حمدان من نيسابور. حدث عنه أبو بكر بن لال أحد شيوخه وابنه أبو زيد واقد بن الخليل وإسماعيل بن ماكي القزويني وآخرون، وكان ثقة حافظًا عارفًا بكثير من علل الحديث ورجاله عالي الإسناد كبير القدر، ومن نظر في كتابه عرف جلالته؛ سمعت كتابه من ابن الخلال عن الهمداني عن السلفي عن ابن ماكي عنه، وله فيه أوهام جمة كأنه كتبه من حفظه, توفي في آخر سنة ست وأربعين وأربعمائة. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن أبي الحسن أنا أبو طاهر السلفي أنا إسماعيل بن عبد الجبار أنا أبو يعلى الخليلي نا أحمد بن محمد الزاهد نا عبد الملك بن عدي نا الحسن بن محمد بن الصباح نا الشافعي نا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى بهم صلاة الكسوف ركعتين, كل ركعتين بركوعين وسجودين. تفرد به الشافعي. وبه إلى الخليلي قال: نا الحسن بن عبد الرزاق نا علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي حدثني سليمان بن داود الهاشمي نا الشافعي, بإسناده مثله. وتوفي مع الخليلي الرئيس أبو الفضل أحمد بن محمد بن أبي عمرو بن أبي الفراتي بنيسابور، ومقرئ الشام أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، والإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي الأصبهاني بن اللبان، ومقرئ الأندلس أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعد القرطبي، ومسند دمشق أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي.

_ 1008- العبر: 3/ 211. طبقات الحفاظ: 431. شذرات الذهب: 3/ 274. هدية العارفين: 1/ 350، 351. الرسالة المستطرفة: 97.

1009- 8/14- الفلكي الحافظ البارع أبو الفضل علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن الهمذاني المشهور بالفلكي: رحال حافظ بصير بالفن، حدث عن أبي الحسن بن رزقويه وأبي الحسين بن بشران والقاضي أبي بكر الحيري وأبي سعيد الصيرفي وطبقتهم. قال ابن شيرويه في الطبقات: حدثنا عنه الحسني والميداني, وكان حافظًا متقنًا يحسن هذا الشأن جيدًا جيدًا, صنف كتاب الطبقات في الرجال فجاء في ألف جزء، ومات بنيسابور قديمًا وما متع بما جمع فسمعت حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام أبا إسماعيل الأنصاري يقول: ما رأت عيناي من البشر أحدًا أحفظ من ابن الفلكي وكان صوفيًّا. قلت: مات بنيسابور في شعبان سنة سبع وعشرين وقيل: سنة ثمان وعشرين وأربعمائة كهلًا وقد كان جده محتشمًا بارعًا في علم الفلك والحساب؛ ولذا قيل له: الفلكي. 1010- 9/14- أبو مسعود البجلي الحافظ الجوال أحمد ابن المحدث الصالح محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الرازي: مولده بنيسابور في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وأمه من طبرستان وأقام مدة بجرجان، سمع أبا عمرو بن حمدان وحسينك بن علي التميمي وزاهر بن أحمد السرخسي ومحمد بن الفضل بن أبي بكر بن خزيمة وأبا النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشرمغولي وأبا بكر محمد بن محمد بن أحمد الطرازي وأبا الحسين القنطري الخفاف وأبا محمد المخلدي وأبا بكر بن لال وأبا الحسن بن فراس المكي وأبا الحسين بن فارس اللغوي وخلائق. وجمع وصنف في الأبواب، ثم عالج التجارة والسفر؛ حدث عنه يحيى بن الحسن بن شراعة وعبد الواحد بن أحمد الخطيب الهمذانيان وأبو الحسن علي بن محمد الجرجاني وطريف النيسابوري وإسماعيل بن عبد الغافر وعبد الرحمن بن محمد التاجر وآخرون. وثقه جماعة. أخبرنا محمد بن قايماز الطحان وفاطمة بنت جوهر قالا: أنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك، زاد محمد: وأبو المنجا عبد الله بن عمر قالا: أنا أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي أنا أبو عمرو الفضل بن أحمد بن متويه الزاهد أنا الحافظ أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا محمد بن وكيع الطوسي الفازي -بفاء وزاي

_ 1009- العبر: 3/ 162. الوافي: 12/ 48. طبقات الحفاظ: 431، 432. شذرات الذهب: 3/ 185، 231. هدية العارفين: 1/ 687. الرسالة المستطرفة: 121. 1010- تاريخ جرجان: 85، 86. العبر: 3/ 218، 219. الوافي بالوفيات: 8/ 28. طبقات الحفاظ: 431. شذرات الذهب: 3/ 282.

قرية من قرى طوس- نا محمد بن أسلم نا محمد بن عبيد نا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يوصي فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده" 1. متفق عليه. مات ببخارى في المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة. وفيها مات شيخ الأدب أبو العلاء بن سليمان المعري، وشيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني، وأبو الحسن علي بن خلف بن بطال القرطبي صاحب شرح البخاري، ومقرئ خراسان أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد النيسابوري الخبازي، وشيخ الرفض أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي. 1011- 10/14- هبة الله محمد بن علي الحافظ أبو رجاء الشيرازي الكاتب: سمع من الحسن بن أحمد بن الليث الحافظ محدث شيراز، وبأصبهان من علي بن ميلة الفرضي وأبي سعيد النقاش، وببغداد من أبي الحسين بن بشران وابن الفضل القطان وطائفة واستوطن مصر؛ قال الخطيب: كان ثقة بفهم, مات في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة, رحمه الله تعالى. 1012- 11/14- الزهراوي الحافظ الإمام محدث الأندلس, أبو حفص عمر بن عبيد الله الذهلي القرطبي الزهراوي: كتب بقرطبة وإشبيلية والزهراء عن عبد الوارث بن سفيان وأبي محمد بن أسد وأبي المطرف بن فطيس وأبي عبد الله بن أبي زمنين وعبد السلام بن السمح وسلمة بن سعيد، وكتب إليه بالإجازة أبو الحسن القابسي, وكان معنيًّا بالرواية؛ حدث عنه محمد بن غياث وأبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ وأبو علي الغساني وآخرون؛ وكان ثقة متقنًا متصاونًا قاله ابن مهدي، ويقال: إنه اختلط في آخر عمره. قال أبو مروان الطبني: حدثني أبو حفص الزهراوي قال: شددت في البيت ثمانية أحمال كتب لأنقلها فلم يتم حتى انتهبها البربر. مات في صفر سنة أربع وخمسين وأربعمائة وعاش ثلاثًا وتسعين سنة. وفيها مات القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قاضي مصر

_ 1 رواه البخاري في الوصايا باب 1. والنسائي في الوصايا باب 1. وابن ماجه في الوصايا باب 2. والموطأ في الوصايا حديث 1. 1012- العبر: 3/ 233. طبقات الحفاظ: 432. شذرات الذهب: 3/ 293. الصلة: 2/ 399-401. بغية الملتمس: 408.

وصاحب الشهاب، والإمام القدوة أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي المقرئ الجوال، والمقرئ أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس النيسابوري وله أربعون حديثًا، ومسند الآفاق أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري ببغداد وكان آخر أصحاب القطيعي، ونحوي مصر أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ الجوهري. 1013- 12/14- ابن عبد البر الإمام شيخ الإسلام حافظ المغرب, أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي: ولد سنة ثمان وستين وثلاثمائة في ربيع الآخر وطلب الحديث قبل مولد الخطيب بأعوام، حدث عن خلف بن القاسم وعبد الوارث بن سفيان وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن ومحمد بن عبد الملك بن صيفون وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني ويحيى بن وجه الجنة وأحمد بن فتح الرسان وسعيد بن نصر والحسين بن يعقوب البجاني وأبي عمر أحمد بن الحسور وعدة، وأجاز له من مصر المسند أبو الفتح بن سيبخت والحافظ عبد الغني، ومن مكة أبو القاسم عبيد الله بن السقطي، وساد أهل الزمان في الحفظ والإتقان. قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر في الحديث. وقال ابن حزم: التمهيد لصاحبنا أبي عمر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه، وكتاب الاستذكار وهو اختصار التمهيد، وله تواليف لا مثل لها في جمع معانيها، منها الكافي على مذهب مالك خمسة عشر مجلدًا، ومنها كتاب الاستيعاب في الصحابة ليس لأحد مثله، ومنها كتاب جامع بيان العلم وفضله. قلت: وله كتاب الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو، وكتاب بهجة المجالس نوادر وشعر، وله كتاب التفصي لحديث الموطأ، وكتاب الإنباه عن قبائل الرواة، وكتاب الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء: مالك وأبي حنيفة والشافعي، والبيان في تلاوة القرآن، والأجوبة الموعبة، وكتاب الكنى، وكتاب المغازي، وكتاب القصد والأمم في أنساب العرب والعجم، وكتاب الشواهد في إثبات خبر الواحد، وكتاب الإنصاف في أسماء الله تعالى، وكتاب الفرائض، وغير ذلك. قال ابن سكرة: سمعت أبا الوليد الباجي يقول: أبو عمر أحفظ أهل المغرب. أنبأنا أبو محمد الجزائري أنا عثمان بن حسن بن دحية قراءة أنا أبو عبد الله بن زرقون سماعًا أنا موسى بن أبي تليد قراءة عليه "ح" قال ابن دحية: وأنا خلف بن بشكوال

_ 1013- العبر: 3/ 255. طبقات الحفاظ: 432، 433. شذرات الذهب: 3/ 314-316. هدية العارفين: 2/ 550، 551. الرسالة المستطرفة: 15.

وابن الجد قالا: نا أبو محمد بن عتاب قالا: ثنا أبو عمر بن عبد البر بكتاب التفصي. وقال الغساني: سمعت ابن عبد البر يقول: لم يكن أحد ببلدنا مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب، قال الغساني: ولم يكن ابن عبد البر بدونهما ولا متخلفًا عنهما، وكان من النمر بن قاسط طلب وتقدم ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الفقيه ولزم أبا الوليد بن الفرضي ودأب في طلب الحديث وافتنَّ به وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار, جلا عن وطنه فكان في الغرب مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس فسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفي، وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي قضاء أشبونة مدة. قلت: أعلى ما عنده كتاب الزعفراني سمعه من ابن صيفون أنا ابن الأعرابي عنه، وسنن أبي داود سمعه من ابن عبد المؤمن أنا ابن داسة عن المؤلف، وانتهى إليه مع إمامته علو الإسناد. حدث عنه أبو العباس الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة وأبو الحسن بن مفوز وأبو علي الغساني وأبو عبد الله الحميدي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن فتوح الأنصاري وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ وآخرون. وكان دينًا صينًا ثقة حجة صاحب سنة واتباع, وكان أولًا ظاهريًّا أثريًّا ثم صار مالكيًّا مع ميل كثير إلى فقه الشافعي. قال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر, عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال, قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي, رحمة الله عليه. قال أبو داود المقرئ: مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة, واستكمل خمسًا وتسعين سنة وخمسة أعوام. قلت: وفيها مات الخطيب ببغداد، ومسند نيسابور أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري عن تسع وثمانين سنة، والرئيس الكبير أبو علي حسان بن سعيد المخزومي المتيعي المروروذي، ومسند مرو أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي الهروي، ومسند بغداد أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي، والمعمر أبو بكر بن أبي الهيثم عبد الصمد المروزي عن ست وتسعين سنة وهو آخر أصحاب أبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي، والمسند أبو علي محمد بن وشاح مولى أبي تمام الزينبي, رافضي معتزلي عنده عوالٍ. كتب إلينا أبو المجد عبد الرحمن بن عمر العقيلي الحاكم أنا عمر بن علي بن قسام الحنفي بحلب أنا الحافظ أو محمد عبد الله بن محمد الأشيري أنا أبو الحسن بن موهب أنا يوسف بن عبد الله النمري الحافظ أنا خلف بن القاسم نا الحسن بن رشيق أنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس أنا محمد بن عبد الأعلى ثنا سلمة بن رجاء عن الوليد بن

جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الخير". هذا حديث غريب والوليد صاحب مناكير. قرأت على أبي الحسين الحافظ أخبركم علي بن سلامة أنا أبو القاسم الرعيني أنا ابن هذيل نا أبو داود أنا أبو عمر بن عبد البر أنا سعيد بن نصر نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن وضاح نا يحيى بن يحيى نا مالك عن يحيى بن سعيد أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده قال: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره, وألا ننازع الأمر أهله, وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. 1014- 13/14- البيهقي الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان, أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي, صاحب التصانيف: ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في شعبان, وسمع أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي وأبا عبد الله الحاكم وأبا طاهر بن محمش وأبا بكر بن فورك وأبا علي الروذباري وعبد الله بن يوسف بن بانويه وأبا عبد الرحمن السلمي وخلقًا بخراسان، وهلال بن محمد الحفار وأبا الحسين بن بشران وابن يعقوب الإيادي وعدة ببغداد، والحسن بن أحمد بن فراس وطائفة بمكة، وجناح بن نذير وجماعة بالكوفة، ولم يكن عنده سنن النسائي ولا جامع الترمذي ولا سنن ابن ماجه, بل كان عنده الحاكم فأكثر عنه وعنده عوالٍ ومسانيد وبُورك له في علمه لحسن قصده وقوة فهمه وحفظه. وعمل كتبًا لم يسبق إلى تحريرها؛ منها الأسماء والصفات وهو مجلدان، والسنن الكبير عشر مجلدات، والسنن والآثار أربع مجلدات، وشعب الإيمان مجلدان، ودلائل النبوة ثلاث مجلدات، والسنن الصغير مجلدان، والزهد مجلد، والبعث مجلد، والمعتقد مجلد، والآداب مجلد، ونصوص الشافعي ثلاث مجلدات، والمدخل مجلد، والدعوات مجلد, والترغيب والترهيب مجلد، وكتاب الخلافيات مجلدان، والأربعون الكبرى، والأربعون الصغرى، وجزء في الرؤية ومناقب الشافعي مجلد، ومناقب أحمد مجلد، وكتاب الأسرى، وكتب عديدة لا أذكرها.

_ 1014- العبر: 3/ 242. طبقات الحفاظ: 433، 434. شذرات الذهب: 3/ 304، 305. هدية العارفين: 1/ 78. الرسالة المستطرفة: 33.

قال عبد الغافر في تاريخه: كان البيهقي على سيرة العلماء قانعا باليسير متجملا في زهده وورعه. وعن إمام الحرمين أبي المعالي قال: ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي, فإن له المنة على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه. قال أبو الحسن عبد الغافر في ذيل تاريخ نيسابور: أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الدين الوَرِع واحد زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الإتقان والضبط من كبار أصحاب الحاكم ويزيد عليه بأنواع من العلوم. كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز ثم صنف, وتواليفه تُقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث ووجه الجمع بين الأحاديث، طلب منه الأئمة الانتقال من الناحية إلى نيسابور لسماع الكتب, فأتى في سنة إحدى وأربعين وعقدوا له المجلس لسماع كتاب المعرفة وحضره الأئمة، وكان على سيرة العلماء قانعًا باليسير. وقال شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن البيهقي: نا أبي قال: حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب -يعني كتاب معرفة السنن والآثار- وفرغت من تهذيب أجزاء منه, سمعت الفقيه محمد بن أحمد وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة يقول: رأيت الشافعي في النوم وبيده جزء من هذا الكتاب وهو يقول: قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء أو قال: قرأتها ورآه يعيد ذلك. قال: وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني الشافعي قاعدًا في الجامع على سرير وهو يقول: استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا؛ وأخبرنا والدي, سمعت الفقيه أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول: سمعت الفقيه محمد بن عبد العزيز المروزي يقول: رأيت في المنام كأنّ تابوتًا علا في السماء يعلوه نور فقلت: ما هذا؟ قال: هذه تصنيفات أحمد البيهقي. ثم قال شيخ القضاة: وسمعت الحكايات الثلاث من الثلاثة المذكورين. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن أنا محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد أنا أبو بكر بن حجة نا أبو الوليد نا عمرو بن العلاء اليشكري عن صالح بن سرج عن عمران بن حطان عن عائشة قالت: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقضِ بين اثنين في تمرة قط". قلت: حضر في أواخر عمره من بيهق إلى نيسابور، وحدث بكتبه، ثم حضره الأجل في عاشر جمادى الأولى من سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة, فنقل في تابوت فدفن ببيهق, هي ناحية من أعمال نيسابور على يومين منها، وخُسروجِرد هي أم تلك الناحية. حدث عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري بالإجازة وأبو الحسن عبيد الله بن

محمد بن أحمد وولده إسماعيل بن أحمد وأبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان وعبد الجبار بن محمد الخواري وأخوه عبد الحميد بن محمد وخلق كثير. وفيها مات معه المسند أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة الأصبهاني صاحب ابن المقرئ وفقيه العراق القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء الحنبلي وقد قارب الثمانين، والعارف فرج الزنجاني ويلقب بأخي، وصاحب المحكم أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي الضرير، فابن عبد البر والخطيب والبيهقي وابن ماكولا هم الطبقة العاشرة الأخيرة من كتاب الطبقات لابن المفضل, بدأ الأربعين بالزهري وختم بابن ماكولا. 1015- 14/14- الخطيب الحافظ الكبير الإمام محدث الشام والعراق أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي, صاحب التصانيف: ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وكان والده خطيب قرية درزيجان من سواد العراق ممن سمع وقرأ القرآن على الكتاني فحرص على ولده هذا وأسمعه في الصغر سنة ثلاث وأربعمائة ثم ألهم طلب هذا الشأن ورحل فيه إلى الأقاليم وبرع وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان وتقدم في عامة فنون الحديث. سمع أبا الحسن بن الصلت الأهوازي وأبا عمر بن مهدي وأبا الحسين بن المتيم والحسين بن الحسن الجواليقي وابن رزقويه وابن أبي الفوارس وهلالًا الحفار وإبراهيم بن مخلد الباخرجي والموجودين ببغداد. وارتحل سنة اثنتي عشرة إلى البصرة فسمع أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي راوية السنن وعلي بن القاسم الشاهد والحسن بن علي النيسابوري وسمع بنيسابور أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج والقاضي أبا بكر الحيري وطبقتهما. وسمع بأصبهان أبا الحسن بن عبدكويه ومحمد بن عبد الله بن شهريار وأبا نعيم الحافظ وطبقتهم, وسمع بالدينور أبا نصر الكسار وطائفة، وبهمذان محمد بن عيسى وطائفة، وبالكوفة والري والحرمين ودمشق والقدس وصُور وغير ذلك، وكان مجيئه إلى دمشق سنة خمس وأربعين وأربعمائة ثم حج ثم قدم الشام سنة إحدى وخمسين فسكنها إحدى عشرة سنة. روى عنه البرقاني شيخه وأبو الفضل بن خيرون والفقيه نصر المقدسي وأبو عبد الله

_ 1015- العبر: 3/ 253. طبقات الحفاظ: 434، 435. شذرات الذهب: 3/ 311، 312. هدية العارفين: 1/ 79. الرسالة المستطرفة: 52.

الحميدي وعبد العزيز الكتاني وأبو نصر بن ماكولا، وعبد الله بن أحمد السمرقندي والمبارك ابن الطيوري ومحمد بن مرزوق الزعفراني وأبو بكر بن الخاضبة وأبي النرسي وأبو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وعلي بن أحمد بن قيس الغساني ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل الأسفراييني وهبة الله بن عبد الله الشروطي وأبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وعبد الرحمن بن محمد الشيباني القزاز، وأبو منصور بن خيرون المقرئ ويوسف بن أيوب الهمذاني نزيل مصر, وخلق يطول عدهم، وكان من كبار الشافعية، تفقه بأبي الحسن بن المحاملي، وبالقاضي أبي الطيب. وقال: أول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث واستشرت البرقاني في الرحلة إلى عبد الرحمن بن النحاس بمصر أو أخرج إلى نيسابور فقال: إن خرجت إلى مصر إنما تخرج إلى رجل واحد فإن فاتك ضاعت رحلتك, وإن خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة, فخرجت إلى نيسابور وكنت كثيرًا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه وحدث عني وأنا أسمع. قال ابن ماكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظًا وإتقانًا وضبطًا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وتفننًا في علله وأسانيده وعلمًا بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه. ثم قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله، وسألت الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي ففضل الخطيب تفضيلًا بينًا. وقال مؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب. وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه. وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه. قال أبو سعد السمعاني: كان الخطيب مهيبًا وقورًا ثقة متحببًا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحًا ختم به الحفاظ. قال: وقرأ بمكة على كريمة الصحيح في خمسة أيام، وخرج من بغداد بعد فتنة البساسيري لتشوش الحال إلى الشام، سمعت الخطيب مسعود بن محمد بمرو قال: سمعت الفضل بن عمر النسوي يقول: كنت بجامع صور عند الخطيب فدخل عليه علوي وفي كمه دنانير فقال: هذا الذهب تصرفه في مهماتك؛ فقطب وقال: لا حاجة لي فيه, فقال: كأنك تستقله ونفض كمه على سجادة الخطيب وقال: هي ثلاثمائة دينار, فخجل الخطيب وقام وأخذ سجادته وراح. فما أنسى عز خروجه وذل العلوي وهو يجمع الدنانير. قال أبو زكريا التبريزي: كنت أقرأ على الخطيب بحلقته بجامع دمشق كتب الأدب المسموعة له وكنت أسكن منارة الجامع فصعد إليّ وقال: أحببت أن أزورك فتحدثنا ساعة

ثم أخرج ورقة وقال: الهدية مستحبة اشترِ بهذه أقلامًا وقام فإذا خمسة دنانير؛ ثم صعد نوبة أخرى ووضع نحوًا من ذلك، وكان إذا قرأ الحديث يسمع صوته في آخر الجامع, كان يقرأ معربًا صحيحًا. قال السمعاني: سمعت من ستة عشر من أصحابه سمعوا منه ببغداد سوى نصر الله المصيصي فسماعه منه بدمشق, وسوى يحيى بن علي الخطيب فسماعه منه بالأنبار، أبو محمد بن الآبنوسي: سمعت الخطيب يقول: كل من ذكرت فيه أقاويل الناس من جرح وتعديل فالتعويل على ما أخرت. قال ابن شافع: خرج الخطيب فقصد صور وبها عز الدولة أحد الأجواد وتقرب منه فانتفع به وأعطاه مالًا كثيرًا، انتهى إليه الحفظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث. قال ابن عساكر: سمعت الحسين بن محمد يحدث عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره أن الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات أخذًا بالحديث: "ماء زمزم لما شرب له" فالحاجة الأولى أن يحدث بتاريخ بغداد بها, الثانية أن يملي الحديث بجامع المنصور، الثالثة أن يدفن عند بشر الحافي؛ فقضى الله له ذلك. قال غيث الأرمنازي: نا أبو الفرج الأسفراييني قال: كان الخطيب معنا في الحج فكان يختم كل يوم قريب الغياب قراءة ترتيل ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب فيقولون: حدثنا, فيحدث. وقال عبد المحسن الشيحي: عادلت الخطيب من دمشق إلى بغداد فكان له في كل يوم وليلة ختمة. قال السمعاني: له ستة وخمسون مصنفًا؛ التاريخ، الجامع، الكفاية، السابق واللاحق، شرف أصحاب الحديث مجيليد، المتفق والمفترق مجلد كبير، تلخيص المتشابه مجلد كبير، تالي التلخيص في أجزاء، الفصل والوصل مجلد، المكمل في المهمل مجلد، الموضح مجلد، التطفيل مجيليد، الأسماء المهمة مجلد، الفقيه والمتفقه مجلد، الرواة عن مالك مجلد، تمييز متصل الأسانيد مجلد, البخلاء مجيليد، الفنون مجيليد، كتاب البسملة وأنها من الفاتحة جزء, الجهر بها جزءان، غنية المقتبس في تمييز الملتبس مجلد, من وافقت كنيته اسم أبيه ثلاثة أجزاء, من حدث ونسي جزء, الحيل ثلاثة أجزاء، الأسماء المبهمة جزء، رواية الأبناء عن آبائهم جزء، المؤتنف لتكملة المؤتلف والمختلف، الرحلة جزء، اقتضاء العلم جزء، الاحتجاج بالشافعي جزء، مبهم المراسيل مجلد، مقلوب الأسماء مجلد، العمل بشاهد ويمين جزء، أسماء المدلسين أربعة أجزاء، تقييد العلم ثلاثة أجزاء، القول في النجوم جزء، ما روى الصحابة عن التابعين جزء, صلاة التسبيح جزء، صوم يوم الشك جزء, إجازة المجهول جزء.

قلت: ومعجم الرواة عن شعبة مجلد، المؤتلف والمختلف مجلد كبير، مسند محمد بن سوقة أربعة أجزاء، المسلسلات ثلاثة أجزاء، الرباعيات ثلاثة أجزاء، طرق قبض العلم ثلاثة أجزاء، غسل الجمعة ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. أنشدني أبو الحسين اليونيني أنشدنا أبو الفضل الهمداني أنشدنا السلفي لنفسه، وقد رواها السمعاني في الذيل عن يحيى بن سعدون عن السلفي قال: تصانيف ابن ثابت الخطيب ... ألذ من الصبي الغض الرطيب يراها إذ رواها من حولها ... رياضا للفتى اليقظ اللبيب ويأخذ حسن ما قد ضاع منها ... بقلب الحافظ الفطن الأريب فأية راحة ونعيم عيش ... توازي كتبها بل أي طيب قال أبو الحسن الهمذاني: مات هذا العلم بوفاة الخطيب، وقد كان رئيس الرؤساء تقدم إلى الوعاظ والخطباء ألا يرووا حديًثا حتى يعرضوه على أبي بكر، وأظهر بعض إليهود كتابًا بإسقاط النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الجزية عن الخيابرة وفيه شهادة الصحابة, فعرضه الوزير على أبي بكر فقال: هذا مزوّر, قيل: من أين قلت هذا؟ قال: فيه شهادة معاوية، وهو أسلم عام الفتح بعد خيبر، وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات قبل خيبر بسنين. قال شجاع الذهلي: والخطيب إمام مصنف حافظ لم يدرك مثله. قال سعيد المؤدب: قلت للخطيب عند لقائي له: أنت الحافظ أبو بكر؟ فقال: أنا أحمد بن علي الخطيب، انتهى الحفظ إلى الدارقطني. قال ابن الآبنوسي: كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه؛ وقيل: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس. قال ابن طاهر في المنثور: أخبرنا مكي الرميلي قال: كان سبب خروج الخطيب من دمشق أنه كان يختلف إليه صبي مليح فتكلم فيه الناس وكان أمير البلد رافضيًّا متعصبًا فجعل ذلك سببًا للفتك بالخطيب, فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله وكان سنيًّا, فقصده تلك الليلة في جماعته فأخذه وقال له بما أمر به ثم قال: لا أجد لك حيلة إلا أنك تفر منا وتهجم دار الشريف بن أبي الحسن العلوي وأنا لا أطلبك وأرجع إلى الأمير فأخبره، ففعل ذلك، فأرسل الأمير إلى الشريف أن يبعث به فقال له: أيها الأمير أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله، وليس في قتله مصلحة وهو مشهور بالعراق, إن قتلته قتل به جماعة من الشيعة وخربت المشاهد، قال: فماذا ترى؟ قال: أرى أن تخرجه من بلدك؛ فأمر بإخراجه فذهب إلى صور واقام بها مدة. وقال ابن السمعاني: خرج من دمشق في صفر سنة سبع وخمسين فقصد صور وكان

يزور منها القدس ويعود، إلى أن سافر إلى العراق سنة اثنتين وستين وذهب إلى طرابلس ثم إلى حلب وبقي بها أيامًا. وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه. وقال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين الدمنشي إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي يروي فضائل الصحابة والعباس في جامع دمشق. وقيل: إن الخطيب قدم بغداد وظهر بجزء فيه سماع القائم بأمر الله فأتى دار الخلافة يستأذن في قراءة الجزء، فقال الخليفة: هذا رجل كبير وليس غرضه السماع فانظروا هل له حاجة؟ فسألوه ما حاجته؟ قال: أن يؤذن لي في أن أملي بجامع المنصور, وذكر القصة. قال ابن طاهر: سألت هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي: هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ؟ قال: لا، كنا إذا سألنا عن شيء أجابنا بعد أيام وإن ألححنا عليه غضب, كانت له بادرة وحشة. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا جعفر أنا أبو طاهر الحافظ نا محمد بن مرزوق الزعفراني نا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه، والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات ويحتذي في ذلك حذوه ومثاله، وإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية, فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف، فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة ولا إن معنى السمع والبصر العلم ولا نقول: إنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول: إنما وجب إثباتها؛ لأن التوقيف ورد بها, ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] {وَلَمْ يَكُنْ لَُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] . وقال ابن النجار في ترجمة الخطيب: نشأ ببغداد وقرأ القرآن بالروايات وتفقه وعلق شيئًا من الخلاف, وآخر من حدث عنه بالسماع محمد بن عمر الأرموي القاضي. قلت: وآخر من حدث عنه بالإجازة مسعود بن الحسن الثقفي الذي انفردت بإجازته عجيبة بنت الباقِداري, ثم طعن أبو موسى المديني في نقل إجازة الخطيب لمسعود فتورع الرجل عنها. قال أبو منصور علي بن علي الأمير: كتب الخطيب إلى القائم: إني إذا مت يكون مالي لبيت المال فليؤذن لي حتى أفرقه على من شئت، فأذن له ففرقها على المحدثين. قال ابن ناصر: حدثتني أمي أن أبي حدثها قال: دخلت على الخطيب في مرضه فقلت له يومًا: يا

سيدي إن ابن خيرون لم يعطني من الذهب شيئًا الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث؛ فرفع الخطيب رأسه من المخدة وقال: خذ هذه بارك الله لك فيها, فكان فيها أربعون دينارًا. وقال مكي الرميلي: مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين في نصفه إلى أن اشتد به الحال في أول ذي الحجة، ومات يوم سابعه وأوصى إلى أبي الفضل بن خيرون ووقف كتبه على يده وفرق ماله في وجوه البر وشيعه القضاة والخلق، وأمهم أبو الحسين بن المهتدي بالله ودفن بجنب بشر الحافي. قال ابن خيرون: دفن بباب حرب وتصدق بماله وهو مائتا دينار وأوصى بأن يتصدق بثيابه وكان بين يدي جنازته جماعة ينادون: هذا الذي كان يذب عن رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم, هذا الذي كان ينفي الكذب على رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم, وختم على قبره عدة ختمات. وقال عبد العزيز الكتاني: ورد كتاب جماعة أن الحافظ أبا بكر مات في سابع ذي الحجة، وكان أبو إسحاق الشيرازي ممن حمل جنازته، قال إسماعيل بن أبي سعد الصوفي: كان أبو بكر بن زهراء الصوفي برباطنا قد أعد لنفسه قبرًا إلى جانب قبر بشر الحافي وكان يمضي إليه في كل أسبوع وينام فيه ويقرأ فيه القرآن كله, فلما مات الخطيب وكان أوصى أن يدفن إلى جنب بشر الحافي فجاء المحدثون إلى ابن زهراء، وسألوه أن يدفنوا الخطيب في قبره وأن يؤثره به فامتنع فجاءوا إلى أبي فأحضره وقال: أنا لا أقول لك أعطهم القبر، ولكن لو أن بشرًا الحافي في الأحياء وأنت إلى جانبه فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك أكان يحسن بك أن تقعد أعلى منه؟ قال: لا، بل كنت أقوم وأجلسه؛ قال: فهكذا ينبغي أن يكون الساعة, فطاب قلبه وأذن لهم. قال علي بن الحسين بن جدا: رأيت بعد موت الخطيب كأن شخصًا قائمًا بحذائي فأردت أن أسأله عن الخطيب فقال لي ابتداء: انزل وسط الجنة حيث يتعارف الأبرار. قال غيث الأرمنازي: قال مكي الرميلي: كنت ببغداد نائمًا في ليلة ثاني عشر في ربيع الأول سنة ثلاث وستين, فرأيت كأنا عند الخطيب لقراءة تاريخه على العادة والشيخ نصر بن إبراهيم المقدسي عن يمينه وعن يمين نصر رجل سألت عنه فقيل: هذا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جاء ليسمع التاريخ, فقلت في نفسي: هذه جلالة لأبي بكر. قال غيث: أنشدنا الخطيب لنفسه: إن كنت تبغي الرشاد محضًا ... لأمر دنياك والمعاد فخالف النفس في هواها ... إن الهوى جامع الفساد

أخبرنا المسلم بن محمد ومؤمل بن محمد ويوسف الشيباني في كتابهم قالوا: أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو منصور الشيباني أنا أبو بكر الحافظ أنا أحمد بن محمد بن أحمد الأهوازي أنا محمد بن جعفر المطيري نا الحسن بن عرفة نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبيد الله بن عمر عن أسامة بن زيد عن عراك بن مالك عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ليس في الخيل والرقيق زكاة إلا أن في الرقيق صدقة الفطر". 1016- 15/14- ابن حزم الإمام العلامة الحافظ الفقيه المجتهد, أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية, الفارسي الأصل الأموي اليزيدي القرطبي الظاهري صاحب التصانيف: كان جدهم خلف أول من دخل إلى الأندلس، ولد أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وسمع من أبي عمر أحمد بن الحسور ويحيى بن مسعود بن وجه الجنة ويوسف بن عبد الله القاضي وحمام بن أحمد القاضي ومحمد بن سعيد بن نبات وعبد الله بن ربيع التميمي وعبد الله بن محمد بن عثمان وأبي عمر الطلمنكي وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد وعبد الله بن يوسف بن نامي وخلق سواهم. روى عنه أبو عبد الله الحميدي فأكثر وابنه أبو رافع الفضل وطائفة، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن شريح بن محمد، وأول سماعه في سنة أربعمائة. وكان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ وسعة الدائرة في العلوم, وكان شافعيًَّا ثم انتقل إلى القول بالظاهر ونفى القول بالقياس وتمسك بالعموم والبراءة الأصلية، وكان صاحب فنون فيه دين وتورع وتزهد وتحرّ للصدق, وكان أبوه وزيرًا جليلًا محتشمًا كبير الشأن. وكان لأبي محمد كتب عظيمة لا سيما كتب الحديث والفقه وقد صنف كتابًا كبيرًا في فقه الحديث سماه: الإيصال إلى فهم كتاب الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام والحلال والحرام والسنة والإجماع، أورد فيه أقوال الصحابة فمن بعدهم والحجة لكل قول، وهو كبير جدًّا. وله كتاب الإحكام في أصول الأحكام مجلدان، وكتاب المحلى في الفقه على مذهبه واجتهاده مجلد، وشرحه هو المحلى في ثماني مجلدات، وكتاب الفصل في الملل والنحل ثلاث مجلدات، وكتاب إظهار تبديل إليهود والنصارى للكتابين التوراة والإنجيل، وكتاب التقريب لحد المنطق ولا مدخل إليه بألفاظ أهل العلم ل بألفاظ أهل الفلسفة ومثله بالأمثلة الفقهية.

_ 1016- العبر: 239. طبقات الحفاظ: 436, 437. شذرات الذهب: 3/ 299، 300. هدية العارفين: 1/ 690، 691. النجوم الزاهرة: 5/ 75.

أخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي وأمعن فيه, فبقي فيه قسط من نحلة الحكماء. قال أبو حامد الغزالي: وجدت في أسماء الله تعالى كتابًا ألفه أبو محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه. وقال صاعد بن أحمد: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان، ووفور حظه من البلاغة والشعر، ومعرفته بالسنن والآثار والأخبار، أخبرني ولده الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه أبي محمد من تواليفه أربعمائة مجلد تحتوي على نحو من ثمانين ألف ورقة. قال الحميدي: كان أبو محمد حافظًا للحديث وفقهه, مستنبطًا للأحكام من الكتاب والسنة, متفننًا في علوم جمة, عاملًا بعلمه ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين، وكان له في الأدب والشعر نفس واسع وباع طويل, ما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه، وشعره كثير جمعته على حروف المعجم. قال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر أحمد من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر ثم وزر للمظفر بن المنصور ووزر أبو محمد للمستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام ثم نبذ الوزارة وأقبل على العلم وبرع في المنطق ثم أعرض عنه وأقبل على علوم الإسلام فنال ما لم ينله أحد. وقال أليسع بن حزم الغافقي: أما محفوظ أبي محمد فبحر عجاج وماء ثجاج يخرج من بحره مرجان الحكم وينبت بثجاجه ألفاف النعم في رياض الهمم، لقد حفظ علوم المسلمين وأربى على أهل كل دين، وألف الملل والنحل، كان أولا يلبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إلا بالسرير، مدح المعتمد فأجاد وقصد بلنسية وبها المظفر أحد الأطواد, حدثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي ببلنسية وهو يدرس المذهب إذا بأبي محمد بن حزم يسمعنا ويتعجب ثم سأل الحاضرين عن شيء من الفقه جووب عليه فاعترض فيه فقال له بعض الحضار: هذا العلم ليس من منتحلاتك, فقام وقعد ودخل منزله فعكف، ووكف منه وابل فما كف، وما كان بعد أشهر قريبة حتى قصدنا إلى ذلك الموضع فناظر أحسن مناظرة قال فيها: أنا أتبع الحق وأجتهد ولا أتقيد بمذهب. قال القاضي أبو بكر بن العربي, وقد حط في كتاب القواصم والعواصم على الظاهرية: هي أمة سخيفة تسورت على مرتبة ليست لها وتكلمت بكلام لم تفهمه تلقفوه من إخوانهم الخوارج حيث تقول: لا حكم إلا لله، وكان أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن, فلما عدت جدت القول بالظاهر قد ملأ به المغرب سخيف كان من بادية إشبيلية يعرف بابن حزم, نشأ وتعلق بمذهب الشافعي ثم انتسب إلى داود ثم خلع الكل واستقل بنفسه وزعم أنه إمام الأمة يضع ويرفع ويحكم ويشرع ينسب إلى دين الله ما ليس فيه ويقول

عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرًا للقلوب عنهم وخرج عن طريق المشبهة في ذات الله تعالى وصفاته فجاء فيه بطوام واتفق كونه بين قوم لا بصر لهم إلا بالمسائل فإذا طالبهم بالدليل كاعوا فيتضاحك مع أصحابه منهم وعضدته الرياسة بما كان عنده من أدب ونسبة كان يوردها على الملوك فكانوا يحملونه ويحمونه لما كان يلقى إليهم في شبه البدع والشرك وفي حين عودي من الرحلة ألفيت حضرتى منهم طافحة ونار ضلالهم لائحة فقاسيتهم مع غير أقران وفي عدم أنصار إلى حسان "؟ " يطئون عقبي، تارة تذهب لهم نفسي، وأخرى تنكسر لهم ضرسي، وأنا ما بين إعراض عنهم وتشغيب بهم وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سماه نكت الإسلام, فيه دواهٍ، فجردت عليه نواهي، وجاء آخر برسالة في الاعتقاد فنقضتها برسالة الغرة، والأمر أفحش من أن ينقض، يقولون: لا قول إلا ما قال الله ولا نتبع إلا رسول الله, فإن الله لم يأمر بالاقتداء بأحد ولا بالاهتداء بهدي بشر، فيجب أن يتحققوا أنهم ليس لهم دليل، وإنما هي سخافة وتهويل. قال كاتبه: صدق القائل: لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله, ثم قال: فأوصيكم بوصيتين ألا تستدلوا عليهم وطالبوهم بالدليل, فإن المبتدع إذا استدللت عليه شغب، وإذا طالبته بالدليل لم يجد إليه سبيلا. فأما قولهم: لا قول إلا ما قال الله، فحق ولكن أرني ما قال الله. وأما قولهم: لا حكم إلا لله, فغير مسلم على الإطلاق بل من حكم الله أن يجعل الحكم لغيره مما قاله وأخبر به, فصح أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "وإذا حاصرت أهل حصن فلا تُنزلهم على حكم الله, فإنك لا تدري ما حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك". وصح قوله: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... " الحديث. قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المحلى لابن حزم والمغني للشيخ الموفق. قال أبو الخطاب بن دحية: كان ابن حزم قد برص من أكل اللبان وأصابه زمانة وعاش اثنتين وسبعين سنة إلا أشهرًا. قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي: أخبرني ابن حزم أن سبب تعلمه الفقه أنه شهد جنازة فدخل المسجد فجلس ولم يركع, فقال له رجل: قم فصلِّ تحية المسجد، وكان ابن ست وعشرين سنة؛ قال: فقمت وركعت فلما رجعنا من الجنازة جئت المسجد فبادرت بالتحية فقال لي: اجلس ليس ذا وقت صلاة, يعني بعد العصر، فانصرفت حزينًا وقلت للأستاذ الذي رباني: دلني على دار الفقيه أبي عبد الله بن دحون, فقصدته وأعلمته بما جرى عليَّ فدلني على الموطأ فبدأت عليه قراءة, ثم تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره ثلاثة أعوام وبدأت بالمناظرة.

ثم قال ابن العربي: صحبت ابن حزم سبعة أعوام وسمعت منه جميع مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب الفصل وقرأنا عليه من كتاب الإيصال سبع مجلدات في سنة ست وخمسين وهو أربعة وعشرون مجلدًا. قال أبو مروان بن حيان: كان ابن حزم حامل فنون, من حديث وفقه وجدل ونسب وما يتعلق بأذيال الأدب مع المشاركة في أنواع التعاليم القديمة, من المنطق والفلسفة, وله كتب كثيرة لم يخل فيها من غلط لجرأته في التسور على الفنون لا سيما المنطق, فإنهم زعموا أنه زل هنالك وضل في سلوك المسالك وخالف أرسطو واضعه مخالفة من لم يفهم غرضه, ولا ارتاض ومال أولًا في النظر إلى الشافعي، وناضل عنه حتى وسم به فاستهدف بذلك لكثير من الفقهاء وعيب بالشذوذ، ثم عدل إلى الظاهر فنقحه وجادل عنه ولم يكن يلطف صدعه بما عنده بتعريض ولا بتدريج، بل يصك به معارضه صك الجندل، وينشقه إنشاق الخردل، فينفر عنه القلوب، ويقع به الندوب، حتى استهدف إلى فقهاء وقته فتمالئوا عليه وأجمعوا على تضليله, وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنه، ونهوا عوامهم عن الدنو منه فطفق الملوك يقصونه ويسيرونه عن بلادهم إلى أن انتهوا به منقطع أثره وهي بلدة من بادية لبلة وهو في ذلك غير مرتدع ولا راجع, يبث علمه لمن ينتابه من بادية بلده من أصاغر الطلبة الذين لا يخشون فيه الملامة, يسمعهم ويفقههم ويدارسهم. كمل من مصنفاته وقر بعير لم يجاوز أكثرها عتبة باديته لزهد الفقهاء فيها حتى لأحرق بعضها بإشبيلية ومزقت علانية وأكثر معايبه زعموا عند المنصف له جهله بسياسة العلم التي هي أعوص إيعابه وتخلفه عن ذلك على قوة سبحه في غماره، وعلى ذلك فلم يكن بالسليم من اضطراب رائه ومغيب شاهد علمه عنه عند لقائه إلى أن يحرك بالسؤال فيفجر منه بحر علم لا تكدره الدلاء. قلت: هذا القائل منصف فأين كلامه من كلام أبي بكر بن العربي وهضمه لمعارف ابن حزم؟ وقال ابن حيان: وكان مما يزيد في شنآنه تشيعه لأمراء بني أمية ماضيهم وباقيهم واعتقاده بصحة إمامتهم حتى نسب إلى النصب, إلى أن قال: ومن تواليفه كتاب الصادع في الرد على من قال بالتقليد، وكتاب شرح أحاديث الموطأ، وكتاب الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد، وكتاب التلخيص والتخليص في المسائل النظرية، وكتاب منتقى الإجماع، وكتاب كشف الالتباس لما بين الظاهرية وأصحاب القياس. قلت: وله السيرة النبوية في مجلد، وتصانيفه كثيرة فمنها أنه قال: صنفت كتابًا فيما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء وما انفرد به كل واحد، ولم يسبق إلى ما قاله. ذكر اسم هذا الكتاب هو في أثناء الفرائض من المحلى، ولا ريب أن الأئمة الكبار

تقع لهم مسائل ينفرد المجتهد بها ولا يعلم أحد سبقه إلى القول بتلك المسألة, قد تمسك فيها بعموم أو بقياس أو بحديث صحيح عنده, والله أعلم. وقد ذكر لابن حزم قول من يقول: أجل المصنفات الموطأ؛ فقال: بل أولى الكتب بالتعظيم الصحيحان, وصحيح سعيد بن السكن, والمنتقى لابن الجارود، والمنتقى لقاسم بن أصبغ. ثم بعد هذه الكتب كتاب أبي داود, وكتاب النسائي, ومصنف قاسم بن أصبغ, ومصنف الطحاوي، ومسند البزار، ومسند ابن أبي شيبة، ومسند أحمد بن حنبل، ومسند ابن راهويه، ومسند الطيالسي، ومسند الحسن بن سفيان، ومسند سنجر، ومسند عبد الله بن محمد المسندي، ومسند يعقوب بن شيبة، ومسند علي بن المديني، ومسند ابن أبي غرزة، وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صرفًا. ثم بعدها التي فيها كلامه وكلام غيره, مثل مصنف عبد الرزاق، ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة، ومصنف بقي بن مخلد، وكتاب محمد بن نصر المروزي, وكتاب أبي بكر بن المنذر الأكبر والأصغر. ثم مصنف حماد بن سلمة، ومصنف سعيد بن منصور، ومصنف وكيع، ومصنف الفريابي، وموطأ مالك بن أنس، وموطأ ابن أبي ذئب، وموطأ ابن وهب، ومسائل أحمد بن حنبل، وفقه أبي عبيد، وفقه أبي ثور. قلت: ابن حزم رجل من العلماء الكبار فيه أدوات الاجتهاد كاملة, تقع له المسائل المحررة والمسائل الواهية كما يقع لغيره, وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم. وقد امتحن هذا الرجل وشدد عليه وشرد عن وطنه وجرت له أمور وقام عليه الفقهاء لطول لسانه واستخفافه بالكبار، ووقوعه في أئمة الاجتهاد بأفج عبارة وأفظ محاورة وأبشع رد, وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجى مناظرة ومنافرة. قال أبو العباس بن العريف: كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين. وقال أبو بكر محمد بن طرخان التركي: قال لي الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي: توفي ابن حزم بقريته وهي على خليج البحر الأعظم في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين. وقال غيره: مات ليومين بقيا من شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة, أرخه في سنة ست غير واحد. وفيها مات مفتي الحنفية ببخارى العلامة شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني صاحب التصانيف في شعبان، والعلامة المتكلم أبو القاسم عبد الواحد بن

علي بن برهان العكبري النحوي، ومسند بغداد أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي عن تسعين سنة، ومحدث نيسابور المفيد أبو سعيد محمد بن علي بن محمد النيسابوري الخشاب في عشر الثمانين. كتب إلينا أبو محمد بن هارون من تونس سنة سبعمائة قال: أنبأنا أبو القاسم أحمد بن يزيد القاضي أنا أبو الحسن شريح بن محمد الرعيني إجازة عن أبي محمد بن حزم قال: أنا يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود أنا قاسم بن أصبغ نا إبراهيم بن عبد الله نا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "الصوم جنة". 1017- 16/14- الدربندي الحافظ الإمام الجوال, أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي البلخي: سمع أبا عبد الله الغنجار وأبا الحسين بن بشران ببغداد، وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي بدمشق وطبقتهم فأكثر. حدث عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد وأبو القاسم الشحامي وأبو عبد الله الفراوي وعبد المنعم بن القشيري وآخرون. توفي بسمرقند في شهر رمضان سنة ست وخمسين أيضًا. قال ابن النجار: رحل من ما وراء النهر إلى الإسكندرية، وكان رديء الحفظ لكنه مكثر صدوق، وسمع ببلخ من علي بن محمد الخزاعي، وبنيسابور أبا زكريا المزكي، وبهراة أبا منصور الأزدي، وبأستراباذ بندار بن محمد، وبالبصرة أبا عمر الهاشمي، وبهمذان محمد بن عيسى، وبمصر ابن نظيف. قال عبد الغافر: طوف أبو الوليد البلاد، وحصل الأسانيد والغرائب. أخبرنا أحمد بن تاج الأمناء عن أبي روح الهروي أنا زاهر بن طاهر أنا أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي أنا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري أنا محمد بن أحمد بن المسور نا أبو عمرو المقدام بن داود نا علي بن معبد العبدي أنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي عن حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "والذي نفسي بيده, لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر, أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابًا من عنده ثم لتدعنّه, فلا يستجيب لكم". أخرجه الترمذي1 وحسنه من طريق إسماعيل والدراوردي.

_ 1017- طبقات الحفاظ: 437. شذرات الذهب: 3/ 301. معجم البلدان: 2/ 449. تهذيب ابن عساكر: 4/ 250. 1 في كتاب الفتن باب 9.

1018- 17/14- النخشبي الحافظ الإمام المفيد الرحال عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم, صاحب جعفر بن محمد المستغفري: سمع منه وفي الرحلة من أبي طالب بن غيلان ومحمد بن حسين الحراني وأبي بكر بن ريذة وأبي الفرج الطناجيري وخلائق بخراسان والعراق وأصبهان ودمشق، ودخل أصبهان سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. حدث عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي وسهل بن بشر الأسفراييني. قال أبو سعد السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد العزيز النخشبي فجعل يعظمه ويعظم أمره جدًّا ويقول: ذاك النخشبي، ذاك النخشبي، كان حافظًا كبيرًا. وقال السلفي: سألت المؤتمن الحافظ عن عبد العزيز النخشبي فقال: كان الحفاظ مثل الصوري والخطيب يحسنون الثناء عليه ويرضون فهمه، حصل له بأرض مصر وما والاها الإسناد. وقال الحافظ يحيى بن منده: كان عبد العزيز أوحد زمانه في الحفظ والإتقان, لم ير مثله في الحفظ في عصرنا, دقيق الخط سريع الكتابة والقراءة حسن الخلق. توفي بنخشب سنة سبع وخمسين وأربعمائة. قال أبو القاسم بن عساكر: توفي في سنة ست وخمسين بنخشب, وقيل: مات بسمرقند, رحمه الله تعالى. 1019- 18/14- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق الحافظ الإمام الجوال أبو زكريا التميمي البخاري: سمع ببخارى وبخراسان والعراق والشام واليمن ومصر وأفريقية، حدث عن الإمام أبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي وأبي يعلى حمزة المهلبي وأبي عمر بن مهدي وأبي محمد بن البيع وهلال الحفار وتمام الرازي وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وخلق كثير. روى عنه عبد الوهاب بن عبد الله بن الحباب شيخه والفقيه نصر المقدسي ومشرف بن علي التمار، وجميل بن الحسن المادرائي وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في مشيخته وآخرون، مولده سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وأكبر شيخ لقيه إبراهيم بن محمد بن يزداذ بالري, حدثه عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وذلك في مشيخة الرازي. أنبأني ابن علان وجماعة قالوا: أنبأنا القاسم بن علي بن الحسن أنا أبي أنا علي بن المسلم أنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري قال: حدثني عبد

_ 1018- طبقات الحفاظ: 437. شذرات الذهب: 3/ 297. معجم البلدان: 1/ 175، 5/ 276. العبر: 3/ 237. 1019- طبقات الحفاظ: 437، 438. شذرات الذهب: 3/ 309. العبر: 3/ 248. النجوم الزاهرة: 5/ 84. نفح الطيب: 3/ 62-64.

الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري أنا أحمد بن علي بن نصر الكاتب أنا أبو نصر أحمد بن سهل أنا قيس بن أنيف نا محمد بن صالح نا محمد بن سليمان المكي نا عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا؛ فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك, فزنت نساؤهم". هذا لا يصح وإسناده ظلمة. قال السلفي: كان أبو زكريا من الحفاظ الأثبات، توفي سنة إحدى وستين وأربعمائة. وفيها مات مسند مصر أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي، ومقرئ مصر أبو الحسين نصر بن عبد العزيز الشيرازي، ومحدث بخارى أبو حفص عمر بن منصور البزاز, سمع من ابن حاجب الكشاني والكبار. قرأت على الحسن بن علي أخبركم جعفر بن منير أنا عبد الله بن عبد الرحمن الديباجي أنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن الجارود نا الحافظ عبد الرحيم بن أحمد إملاء أنا محمد بن إبراهيم المصري ببيت المقدس نا أبو الحسن أحمد بن سلام الطرسوسي نا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الطرسوسي نا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا: أنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة سمعت عليًّا يقول: إذا حدثتكم عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بشيء, فإني والله لأن أخر من السماء فتخطفني الطير أحب إليّ من أن أكذب عليه, وإذا حدثتكم فيما بيننا فإن الحرب خدعة. رواه مسلم. أخبرنا عبد الله ابن الحافظ أنا محمد بن إسماعيل أنا ابن ياسين أنا محمد بن أحمد أنا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ أنا إبراهيم بن محمد بن يزداذ ببخارى أنا ابن أبي حاتم أنا أبو سعيد الأشج نا وكيع عن الأعمش عن "الشعبي عن" النعمان بن بشير عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "مثل الواقع في حدود الله والمداهن فيها كمثل قوم ركبوا سفينة فاستهموا عليها فركب قوم علوها وقوم سفلها, فكانوا إذا استقوا آذوهم وأصابوهم بالماء فقالوا: قد آذيتمونا تمرون علينا فأعطوا رجلًا فأسًا ينقب عندهم نقبًا. قالوا: ما هذا؟ قالوا: تأذيتم بنا فننقب عندنا نقبا نستقي منه, فإن تركوهم هلكوا وهلكوا, وإن أخذوا على أيديهم نجوا نجوا". هذا حديث صحيح غريب. 1020- 19/14- العطار الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني

_ 1020- تاريخ بغداد: 1/ 417. العبر: 3/ 261, 262. الوافي بالوفيات: 1/ 355. النجوم الزاهرة: 5/ 97. شذرات الذهب: 3/ 325.

المستملي العطار, مستملي أبي نعيم الحافظ: سمع بالبصرة أبا عمر الهاشمي وعلي بن القاسم النجاد، وببغداد أبا القاسم الحرفى وطبقته, وبأصبهان أبا سعيد النقاش وأبا بكر بن مردويه وطبقتهم. قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ عظيم الشأن عند أهل بلده, أملى عدة مجالس. وقال الدقاق في رسالته: كان من الحفاظ يملي من حفظه. قلت: حدث عنه سعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك الخلال وفاطمة بنت محمد البغدادي والمعمر إسماعيل بن علي الحمامي وعدة، توفي في صفر سنة ست وستين وأربعمائة. وفيها توفي المسند أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي النيسابوري صاحب أبي محمد المخلدي، ومسند مرو أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي صاحب الكشميهني، وعالم صقلية ومفتيها عبد الحق بن محمد بن هارون المالكي بإسكندرية، ومحدث دمشق ومفتيها الحافظ عبد العزيز بن أحمد التميمي الكتاني الصوفي عن سبع وسبعين سنة. قال ابن ماكولا: مكثر متقن، والمحدث المفيد الجوال أبو مسلم عمر بن علي الليثي البخاري كهلًا. أخبرنا إذنًا جماعة قالوا: أنا المؤيد بن عبد الرحيم أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الحافظ سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة أنا أبو عمر الهاشمي نا عيسى بن إبراهيم نا أبو يوسف القلوسي نا عمرو بن سفيان القطعي نا الحسن بن عجلان عن ليث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يا رسول الله, إني حملت أمي على عنقي فرسخين في رمضاء شديدة لو ألقيت مضغة من لحم نضجت, فهل أديت شكرها؟ قال: "لعل ذلك أن يكون بطلقة واحدة". سمعه المزي والبرزالي من ابن محفوظ الرسعني بسماعه من عبد العزيز بن هلال سنة ثلاث عشرة وستمائة بسماعه من المؤيد سنة ست وستمائة. أنا عبد الواسع بن عبد الكافي كتابة عن أحمد بن أبي نصر بن الصباغ وأبي الغنائم محمد بن شهريار قالا: أنا إسماعيل بن علي الحمامي أنا محمد بن إبراهيم بن علي العطار نا علي بن القاسم نا أبو روق الهزاني نا زياد بن يحيى نا مالك بن سعد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما أنا رحمة مهداة". رواه وكيع عن الأعمش فوقفه. وأخبرناه عاليًا أبو المعالي الأبرقوهي أنا المبارك بن أبي الجود أنا أحمد ابن أبي غالب أنا عبد العزيز بن علي أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا زياد بن يحيى, فذكره بزيادة: يا أيها الناس.

1021- 20/14- السُّكّري هو الحافظ أبو سعد علي بن موسى النيسابوري, المشهور بالسكري الذي انتخب لأبي سعيد الكنجرودي تيك الأجزاء الخمسة: سمع من جده عبد الله بن عمر السكري والقاضي أبي بكر الحيري ومحمد بن موسى الصيرفي وأبي حسان المزكي ومحمد بن إبراهيم وطبقتهم. حدث عنه إسماعيل بن أبي صالح المؤذن ويوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد وهبة الرحمن بن القشيري وغيرهم، وهو معدود في حفاظ خراسان، حج وتوفي في أيامه سنة خمس وستين وأربعمائة. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا إسماعيل بن عثمان أنا هبة الرحمن بن عبد الواحد, سمعت أبا سعد علي بن موسى السكري, سمعت أبا الفضل عمر بن إبراهيم, سمعت أبا أحمد الغطريفي, سمعت أبا خليفة, سمعت عبد الرحمن بن بكر, سمعت الربيع بن مسلم, سمعت محمد بن زياد, سمعت أبا هريرة, سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار". أخرجه مسلم عن عبد الرحمن. 1022- 21/14- المؤذن أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد النيسابوري الحافظ محدث وقته بخراسان: سمع أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني وأبا الحسن العلوي وأبا يعلى المهلبي وأبا طاهر بن محمش والحاكم أبا عبد الله وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وخلقًا كثيرًا من أصحاب الأصم، ثم ارتحل فسمع حمزة بن يوسف السهمي بجرجان، وأبا القاسم بن بشران ببغداد، والمسدد الأملوكي بدمشق، وأبا نعيم الحافظ بأصبهان، والحسن بن الأشعث بمنبج، وأبا ذر الهروي بمكة, وصحب الأستاذ أبا علي الدقاق وأحمد بن نصر الطالقاني وعمل مسودة لتاريخ مرو، روى عنه ولده إسماعيل بن أبي صالح وأبو القاسم الشحامي وأخوه وجيه وعبد الكريم بن الحسن البسطامي وأبو عبد الله الفراوي وعبد المنعم بن القشيري وأبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد وآخرون. قال عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه: أبو صالح المؤذن الأمين المتقن المحدث الصوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته، ما رأينا مثله في حفظ القرآن وجمع الأحاديث، سمع الكثير، وجمع الأبواب والشيوخ، وأذن حسبة سنين عدة، وكان يحث على معرفة الحديث ولم أتمكن من جمع هذا التاريخ إلا من مسوداته ومجموعاته, فهي

_ 1021- طبقات الحفاظ: 438. شذرات الذهب: 3/ 323. الرسالة المستطرفة: 93. 1022- تاريخ بغداد: 3/ 267. العبر: 3/ 262. طبقات الحفاظ: 438. شذرات الذهب: 3/ 335. النجوم الزاهرة: 1/ 119.

المرجوع إليها, إلى أن قال: ولو ذهبت أشرح منه ما رأيت منه, لسودت أوراقًا جمة ولم أنتهِ إلى استيفاء ذلك، سمعت منه جميع الحلية لأبي نعيم ومعجم الطبراني ومسند الطيالسي. وقال زاهر الشحامي: خرج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له. وقال الخطيب: كتب عني أبو صالح وكتبت عنه وهو ثقة, قال لي: أول سماعي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قلت: هو أعلى إسنادًا من الصوري المذكور في أول الطبقة. وكان مولده في سنة ثمان وثمانين. قال أبو سعد السمعاني: هو صوفي حافظ متقن نسيج وحده في الجمع والإفادة, أذن مدة احتسابًا ووعظ في الليل وشيخ على المدرسة البيهقية، وكانت تحت يده وقاف الكتب والأجزاء الحديثية فيتعهد حفظها ويأخذ صدقات التجار والأكابر ويوصلها إلى المستحقين. قال أبو بكر محمد بن يحيى المزكي: ما يقدر أحد أن يكذب في الحديث هنا وأبو صالح حي. وقال أبو المظفر منصور بن السمعاني: إذا دخلتم على أبي صالح فادخلوا بالحرمة, فإنه نجم الزمان ونسيج وقته. قال أبو سعد السمعاني: رأى أبا صالح بعض الصالحين ليلة موته وكان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قد أخذ بيده وقال: "جزاك الله عنى خيرًا فنعما قمت بحقي ونعما نشرت من سنتي". قال عبد الغافر: توفي في سابع رمضان سنة سبعين وأربعمائة. قلت: وفيها مات مسند العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البغدادي البزاز عن تسعين سنة، والمعمر أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن حمدوه الرزاز المقرئ خاتمة من روى عن ابن سمعون، ومسند دمشق وخطيبها أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب القرشي، والمسند أبو القاسم عبد الله ابن الحافظ أبي محمد الخلال البغدادي عن خمس وثمانين سنة، وشيخ الحنابلة الشريف أبو جعفر عبد الخالق بن أبي موسى الهاشمي البغدادي عن تسع وخمسين سنة، ونحوي بغداد أبو الحسن محمد بن هبة الله بن الوراق الضرير, ومحدث أصبهان أبو القاسم بن منده، وسأذكره. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد أنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد سنة أربع وعشرين وستمائة أنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ سنة تسع وخمسين أنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن أنا والدي أنا أبو الحسن محمد بن الحسين أنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم المزكي نا محمد بن عبد الوهاب الفراء نا الحسين بن الوليد عن قيس عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال: قدم وفد جهينة على البي -صلى الله عليه وسلم- فقام غلام يتكلم فقال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "أين الكبر؟ " غريب جدًّا.

1023- 22/14- عبد الرحمن بن منده هو الحافظ العالم المحدث, أبو القاسم عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني: ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وانفرد بإجازة زاهر بن أحمد السرخسي، وسمع الكثير من أبيه, وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قولة وإبراهيم بن محمد الحلاب وأبي جعفر بن المرزبان الأبهري وأبي ذراين الطبراني وخلق بأصبهان، وأبي عمر بن مهدي وأبي محمد بن البيع وهلال الحفار ببغداد، وابن خزقة الواسطي بواسط, وأبي الحسن بن جهضم الصوفي بمكة، وأبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصيرفي بنيسابور، لكنه لم يرو عن الحيري كما فعل شيخ الإسلام الهروي، وصنف كثيرًا وعني بهذا الشأن وتعب، وغيره أتقن منه وأحفظ. قال أبو عبد الله الدقاق: مولد الشيخ السديد عبد الرحمن في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة في السنة التي مات فيها ابن المقرئ, وفضائله ومناقبه أكثر من أن تعد, إلى أن قال: وأقول أنا ومن أنا لنشر فضله: كان صاحب خلق وفتوة وسخاء وبهاء، والإجازة كانت عنده قوية، وكان يقول: ما رويت حديثًا إلا على سبيل الإجازة كي لا أوبق فأدخل في كتاب أهل البدعة، وله تصانيف كثيرة، وردود جمة على المبتدعين والمتحرفين في الصفات وغيرها. قال أبو سعد السمعاني: لعبد الرحمن إجازة من زاهر بن أحمد ومحمد بن عبد الله الجوزقي وعبد الرحمن بن أبي شريح وجماعة، أخبرنا عنه أبو نصر الغازي وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي وأبو عبد الله الحسين بن الخلال وأبو بكر الباغبان وأبو عبد الله الدقاق وجماعة كثيرة. قال أبو علي الدقاق: سمعت أبا القاسم هبة الله يقول: قرأت ببغداد على أبي أحمد الفرضي جزءًا فأردت أخذ خطه بذلك فقال: يا بنى لو قيل لك بأصبهان: ليس هذا خط فلان؛ بم كنت أنت تجيبه؟ ومن كان يشهد لك؟ قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخ خطا. قال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب: كان عمي سيفًا على أهل البدع وهو أكبر من أن يثني عليه مثلي، كان والله آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر في الغدو والآصال ذاكرًا، ولنفسه في المصالح قاهرًا، أعقب الله من ذكره بالشر الندامة، وكان عظيم الحلم كثير العلم، ولد سنة ثلاث وثمانين. قرأت عليه قول شعبة: من كتبت عنه حديثًا فأنا له عبد؛

_ 1023- العبر: 3/ 274. طبقات الحفاظ: 439. شذرات الذهب: 3/ 337، 338. هدية العارفين: 1/ 517. النجوم الزاهرة: 5/ 105.

فقال: من كتب عني حديثًا فأنا له عبد. قال السمعاني: سمعت الحسين بن عبد الملك يقول: سمعت عبد الرحمن يقول: قد تعجبت من حالي مع الأقربين والأبعدين, فإني وجدت بالآفاق التي قصدتها أكثر من لقيته بها موافقًا كان أو مخالفًا دعاني إلى مساعدته على ما يقوله وتصديق قوله والشهادة له في فعله على قبول ورضا, فإن كنت صدقته سماني موافقًا وإن وقفت في حرف من قوله أو شيء من فعله سماني مخالفًا، وإن ذكرت في واحد منهما أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجيا, وإن رويت حديثًا في التوحيد سماني مشبهًا، وإن كان في الرؤية سماني سالميا؛ وأنا متمسك بالكتاب والسنة، متبرئ إلى الله من الشبه والمثل والضد والند والجسم والأعضاء والآلات, ومن كل ما ينسب إلي ويدعى علي من أن أقول في الله تعالى شيئًا من ذلك أو قلته أو أراه أو أتوهمه أو أتحراه أو أنتحله. وقال الدقاق في رسالته: أول شيخ سمعت منه عبد الرحمن فرزقني الله ببركته، وحسن نيته فهم الحديث، وكان جذعًا في أعين المخالفين ولا يخاف في الله لومة لائم, إلى أن قال: ووصفه أكثر من أن يحصى. ذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله اللوردجاني أنه سمع أبا القاسم الزنجاني بمكة يقول: حفظ الله الإسلام برجلين: عبد الرحمن بن منده, وعبد الله بن محمد الأنصاري الهروي. قال السمعاني: سمعت الحسن بن محمد بن الرضى العلوي يقول: سمعت خالي أبا طالب بن طباطبا يقول: كنت أشتم أبدًا عبد الرحمن بن منده فرأيت عمر -رضي الله عنه- في المنام, وفي يده يد رجل عليه جبة زرقاء وفي عينيه نكتة, فسلمت عليه فلم يرد علي, وقال: لم تشتم هذا إذا سمعت باسمه؟ فقيل لي: هذا أمير المؤمنين عمر، وهذا عبد الرحمن بن منده، فانتبهت فأتيت أصبهان وقصدت الشيخ عبد الرحمن فلما دخلت عليه صادفته على النعت الذي رأيت في المنام وعليه جبة زرقاء, فلما سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أبا طالب, وقبلها ما رآني ولا رأيته، فقال قبل أن أنطق: شيء حرمه الله ورسوله, يجوز لنا أن نحله؟ فقلت: اجعلني في حل, وناشدته الله وقبلت بين عينيه، فقال: جعلتك في حل فيما يرجع إليّ. قال المؤيد ابن الإخوة: سمعت عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي, سمعت صاعد بن سيار الهروي, سمعت أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول في عبد الرحمن بن منده: كانت مضرته في الإسلام أكثر من منفعته. قال السمعاني: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول, وسألته عن عبد الرحمن بن منده فتوقف ساعة فراجعته فقال: سمع الكثير وخالف أباه في مسائل، وأعرض عنه مشايخ الوقت، وما تركني أبي أسمع منه، كان أخوه خيرًا منه.

وقال يحيى بن منده: إن عمه عبد الرحمن مات في سادس شوال سنة سبعين وأربعمائة, وصلى عليه أبي وشيعه من لا يعلم عددهم إلا الله. وقد حدث في سنة سبع وأربعمائة, أخذ عنه علي بن مقرن. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن منير أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا يحيى بن عبد الوهاب العبدي أنا الإمام عمي أنا أحمد بن علي الأصبهاني أنا أبو أحمد الحافظ أنا محمد بن محمد بن يوسف البخاري القاضي نا محمد بن إسماعيل البخاري نا الفريابي نا إسرائيل عن أبي الجويرية عن معن بن يزيد السلمي قال: دفع أبي يزيد إلى رجل دنانير يتصدق بها فدخلت المسجد فأعطانيها فأتيت بها أبي فقال: ما إياك أردت, فخاصمته إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "لك ما أخذت يا معن، ولك ما نويت يا يزيد". أخبرنا القاسم بن مظفر عن محمود بن منده أنا مسعود بن الحسن سنة ست وخمسين أنا عبد الرحمن بن محمد إجازة أنا أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي ببغداد أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي أنا سلم بن جنادة أنا أبو معاوية وابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما مؤمن سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة". رواه مسلم1 عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه، وعند العز الصيقل حديث عن يوسف بن المبارك الخفاف أنا أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منده وأبو المظفر الكوسج وابن شكرويه ومحمد بن أحمد بن سلة قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي البغدادي نا أحمد بن موسى نا أحمد بن حرب نا مورق بن سخيت أنا أبو هلال عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي, صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الندم توبة" 2. أخبرتنا زينب بنت يحيى أنا علي بن حجاج أنا علي بن الحسن الحافظ سنة سبع وخمسين وخمسمائة أنا محمد بن غانم بن أحمد الحداد أنا عبد الرحمن بن محمد أنا أبي أبو عبد الله أنا خيثمة نا سليمان بن عبد الحميد البهراني نا حيوة بن شريح نا بقية أخبرني ضبارة بن عبد الله بن مالك سمع أباه يحدث عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أباه حدثه عن سفيان بن أسد الحضرمي أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "كبرت خيانة أن تحدث أخاك بما هو لك مصدق, وأنت له كاذب" 3.

_ 1 في كتاب البر حديث 88-90. 2 رواه ابن ماجه في الزهد باب 30. وأحمد في مسنده "1/ 376، 423". 3 رواه أبو داود في الأدب 71. وأحمد في مسنده "4/ 183".

1024- 23/14- الكتاني الإمام المحدث المتقن مفيد دمشق ومحدثها, أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي التميمي الدمشقي الصوفي: سمع الكثير وجمع فأوعى ونسخ ما لا يوصف كثرة، سمع صدقة بن الدلم صاحب أبي سعيد بن الأعرابي وتمام بن محمد الرازي، وأبا نصر بن هارون وعبد الرحمن بن أبي نصر وطبقتهم ببلده، وسمع من أبي الحسن بن الحمامي ومحمد بن الروزبهان وعلي بن أحمد بن داود الرزاز وطبقتهم ببغداد، وأحمد بن الصباح وأخيه محمد ببلده، وسمع بالموصل ونصيبين ومنبج وأماكن، وألف وجمع ويحتمل أن يوصف بالحفظ في وقته، ولو كان موجودًا في زماننا لعد من الحفاظ. حدث عنه أبو بكر الخطيب والحميدي وعمر الرواسي وأبو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وأبو القاسم بن السمرقندي وأحمد بن عقيل الفارسي ويحيى بن علي القرشي القاضي وآخرون، مولده سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وأول سماعه في سنة سبع وأربعمائة. قال ابن ماكولا: كتب عني وكتبت عنه وهو مكثر متقن. وقال الخطيب في فوائد النسب: ثقة أمين، ووصفه ابن الأكفاني بالصدق والاستقامة وسلامة المذهب ودوام التلاوة, وحدثني أن شيخه أبا القاسم عبيد الله الأزهري سمع منه ببغداد، ودخلت عليه في مرض موته فقال: أنا أشهدكم أني قد أجزت لكل من هو مولود الآن في الإسلام. قلت: قد حدث عنه بهذه الإجازة طائفة منهم محفوظ بن صصرى التغلبي. توفي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وأربعمائة، ألف الوفيات على السنين. أخبرنا الحسن بن علي الأمين أنبأتنا كريمة بنت عبد الوهاب بن علي القرشية أنا أبي أنا علي بن المسلم الفقيه لفظًا سنة خمس وعشرين وخمسمائة أنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأخبرنا المسلم بن أحمد الكعكي قالا: أنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي أنا أحمد بن سليمان القاضي إملاء نا أبو زرعة نا أحمد بن صالح نا ابن وهب حدثني محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من سعادة ابن آدم رضاه بما يقضي الله واستخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما يقضي الله وتركه استخارة الله". تابعه جماعة عن محمد بن سعد بن أبي وقاص. 1025- 24/14- الوخشي الحافظ الإمام الجوال أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن

_ 1024- العبر: 3/ 261. طبقات الحفاظ: 439. شذرات الذهب: 3/ 325. النجوم الزاهرة: 5/ 96. البداية والنهاية: 12/ 109. 1025- العبر: 3/ 275. الوافي بالوفيات: 12/ 163. طبقات الحفاظ: 439. شذرات الذهب: 3/ 339. لسان الميزان: 2/ 241، 242.

أحمد بن جعفر البلخي: ووخش قرية من أعمال بلخ، سمع من تمام الرازي وطبقته بدمشق، ومن أبي عمر بن مهدي وطبقته ببغداد، ومن أبي عمر الهاشمي وطبقته بالبصرة، ومن أبي محمد بن النحاس ونحوه بمصر، ومن أبي بكر الحيري ونحوه بخراسان، ومن أبي القاسم علي بن أحمد الخزاعي ببلخ، ومن أبي نعيم الحافظ بأصبهان، روى عنه عمر بن محمد بن علي السرخسي وعمر بن علي المحمودى وجماعة, وحدث عنه الخطيب وهو من أقرانه. قال الحافظ عبد العزيز النخشبي: كان الوخشي يتهم بالقدر وسئل عنه إسماعيل بن محمد التيمي فقال: حافظ كبير؛ وقد روى عنه الحسن بن علي البلخي الحسيني سنن أبي داود. قال أبو سعد السمعاني: كان الوخشي حافظًا فاضلا ثقة حسن القراءة رحل إلى العراق والجبال والشام والثغور ومصر وذاكر الحفاظ. قلت: والأجزاء الوخشيات الخمسة من انتقائه لأبي نعيم الحافظ، وقال عمر بن علي السرخسي: كنت مراهقًا وقت موت الوخشي فحضرته فلما وضع في القبر, سمعنا صيحة فقيل: خرجت الحشرات من المقبرة وكان في طرفها وادٍ انحدرت إليه, وأبصرت العقارب والخنافس وهي منحدرة في الوادي والناس ما يتعرضون لها. قال السمعاني: توفي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ببلخ عن ست وثمانين سنة وسمعت عمر السرخسي يقول: ورد نظام الملك علينا ببلخ فقيل له: إن بقرية يقال لها وخش شيخًا سمع الكثير وله رحلة ومعرفة, فاستدعاه وأقعده في المدرسة وقرأ عليه السنن لأبي داود وغير ذلك فقال الوخشي يومًا: سمعت ورحلت وقاسيت المشاق والذل ورجعت إلى وخش وما عرف أحد قدري ولا فهم ما حصلته فقلت: أموت ولا ينتشر ذكري ولا يترحم أحد عليّ، فسهل الله ووفق نظام الملك حتى بنى هذه المدرسة وأجلسني فيها حتى أحدث، لقد كنت بعسقلان أسمع من ابن مصحح وغيره فضاقت علي النفقة وبقيت أيامًا بلا أكل فأخذت لأكتب فعجزت فذهبت إلى دكان خباز وقعدت بقربه لأشم رائحة الخبز وأتقوى بها, ثم فتح الله تعالى عليّ. قال يحيى بن منده: الوخشي قدم أصبهان سنة سبع عشرة ورحل منها سنة إحدى وأربعين، كثير السماع قليل الرواية أحد الحفاظ عارف بعلوم الحديث خبير بأطراف من اللغة والنحو. أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك أنبأنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي في سنة أربع عشرة وستمائة قال: أنا القاضي بهاء الدين عمر بن علي المحمودي سنة ست وأربعين وخمسمائة نا القاضي أبو علي الحسن بن علي الحافظ من حفظه في صفر سنة إحدى وسبعين وأربعمائة أنا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ بدمشق نا القاضي أبو

الحسن أحمد بن أيوب بن حذلم نا أبو زرعة النصري نا عمر بن حفص بن غياث نا أبي نا الأعمش حدثني إبراهيم قال الأسود: كنا جلوسًا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها فقالت عائشة, رضي الله عنها: لما مرض رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مرضه الذي مات منه فحضرت الصلاة فأوذن بها -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" وذكر الحديث. 1026- 25/14- الزنجاني الإمام الثبت الحافظ القدوة أبو القاسم سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين, شيخ الحرم الشريف: سمع أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء والحسين بن ميمون الصدفي بمصر، وعلي بن سلامة بغزة، ومحمد بن أبي عبيد بزنجان، وعبد الرحمن بن يحيى بن ياسر الجوبري وأبا القاسم بن الطبيز بدمشق وهذه الطبقة، حدث عنه أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وأبو المظفر منصور بن عبد الجبار السمعاني ومكي بن عبد السلام الرميلي وهبة الله بن فاخر ومحمد بن طاهر المقدسي وعبد المنعم بن أبي القاسم القشيري وآخرون. قال أبو سعد السمعاني: سمعت بعض مشايخا يقول: كان جدك أبو المظفر عزم أن يجاور بمكة في صحبة سعد الإمام فرأى ليلة والدته كأنها كاشفة رأسها تقول: يا بني بحقي عليك إلا رجعت إلى مرو, فإني لا أطيق فراقك، فانتبهت مغمومًا وقلت: أشاور سعد بن علي، فأتيته ولم أقدر من الزحام أن أكلمه فلما قام تبعته فالتفت إلي وقال: يا أبا المظفر العجوز تنتظرك, ودخل البيت؛ فعرفت أنه تكلم على ضميري فرجعت تلك السنة. وعن ثابت بن أحمد قال: رأيت أبا القاسم الزنجاني في النوم فقال لي مرتين: إن الله يبني لأهل الحديث بكل مجلس يجلسونه بيتًا في الجنة. قال أبو سعد: طاف الزنجاني الآفاق ثم جاور وصار شيخ الحرم وكان حافظًا متقنًا ورعًا كثير العبادة صاحب كرامات وآيات, إلى أن قال: وإذا خرج إلى الحرم يخلو المطاف ويقبلون يده أكثر مما يقبلون الحجر الأسود. ابن طاهر مما سمعه السلفي منه: سمعت الحبال يقول: كان عندنا سعد بن علي ولم يكن على وجه الأرض مثله في عصره، سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول ذلك. وقال محمد بن طاهر الحافظ: ما رأيت مثل الزنجاني، سمعت أبا إسحاق الحبال

_ 1026- العبر: 3/ 276. النجوم الزاهرة: 5/ 108. شذرات الذهب: 3/ 339، 340. البداية والنهاية: 12/ 120. المنتظم: 8/ 320.

يقول: لم يكن في الدنيا مثل سعد بن علي في الفضل. قال الإمام أبو الحسن الكرخي الفقيه: سألت ابن طاهر عن أفضل من رأى فقال: سعد الزنجاني وعبد الله بن محمد الأنصاري. قلت: فأيهما أفضل؟ فقال: عبد الله كان متقنًا، وأما الزنجاني فكان أعرف بالحديث منه، وذلك أني كنت أقرأ على عبد الله فأترك شيئًا لأجربه ففي بعض يرد وفي بعض يسكت، والزنجاني كنت إذا تركت اسم رجل يقول: تركت بين فلان وفلان فلانًا. قال أبو سعد السمعاني: صدق، كان سعد أعرف بحديثه لقلته، وعبد الله كان مكثرًا. قال ابن طاهر: سمعت الفقيه هياج بن عبيد يقول: يوم لا أرى فيه سعدًا لا أعتد أني عملت خيرًا؛ وكان هياج يعتمر كل يوم ثلاث عمر. قال ابن طاهر: لما عزم سعد على المجاورة عزم على نيف وعشرين خصلة أن يفعلها من العبادات, فبقي أربعين سنة ولم يخل منها بواحدة، وكان يملي الحديث بمكة ولم يكن غيره يملي حين حكم المصريون على مكة وإنما كان يملي سرا في بيته. قلت: لأنهم كانوا من خبثاء الرافضة وأعداء الحديث. قال ابن طاهر: دخلت على الشيخ سعد وأنا ضيق الصدر من رجل شيرازي فقبلت يده فقال لي ابتداء: يا أبا الفضل لا يضيق صدرك، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب يقال: بخل أهوازي، وحماقة شيرازي، وكثرة كلام رازي؛ ودخلت عليه في أول سنة سبعين لما عزمت على الخروج إلى العراق أودعه ولم يكن عنده خبر من عزمى فقال: أراحلون فنبكي أم مقيمونا فقلت: ما أمر الشيخ لا نتعداه؛ فقال: علام عزمت؟ فقلت: أريد ألحق مشايخ خراسان؛ فقال: تدخل خراسان وتبقى بها ويفوتك مصر فيبقى في قلبك، فاخرج إليها ومنها إلى العراق وخراسان؛ ففعلت وكان في ذلك البركة. وسمعته يقول وقد جرى ذكر الصحيح الذي خرجه أبو ذر الهروي فقال: فيه عن أبي مسلم الكاتب وليس من شرط الصحيح. سئل عنه إسماعيل الحافظ التيمي فقال: إمام كبير عارف بالسنة. مات الزنجاني في أول سنة إحدى وسبعين وأربعمائة أو في آخر التي قبلها, عاش تسعين عامًا فإنه ولد في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة أو التي قبلها. ولو سمع في الحداثة لأدرك إسنادًا عاليًا وإنما سماعاته في الكهولة. ومات معه في السنة الوخشي المذكور، وعالم بغداد الفقيه أبو علي الحسين بن

أحمد ابن البناء الحنبلي صاحب التواليف، ومسند بغداد أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب الأزجي العطار وكيل الخليفة عن سبع وثمانين سنة، ومسند بغداد أيضًا أبو القاسم الأنماطي ابن بنت السكري عن ثلاث وثمانين سنة, وياعن المخلص، ومسند هراة أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي الهروي، وشيخ العربية أبو بكر عبد القاهر بن محمد الجرجاني، وعالم همذان أبو الفضل محمد بن عثمان بن زيرك القومساني، ومسند مرو أبو الحسين محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله الصفار راوي الصحيح عن الكشميهني. أخبرنا أبو بكر بن عمر النحوي أنا الحسن بن أحمد الزاهد ببيت المقدس أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو القاسم مختار بن علي المقرئ بالأهواز سنة خمسمائة أنا سعد بن علي الحافظ بمكة أنا أبو القاسم عبد الحميد بن عبد القاهر الأرسوفي نا أبو أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني حدثني عمي أحمد بن عبد الرحيم نا أحمد بن إسماعيل البزاز نا عبيد الله بن هانئ نا أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "من أصبح معافى في بدنه آمنًا في سربه عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا". هذا حديث غريب ما علمت في نقلته جرحًا لكني لا أعرف هانئًا, وأما المتن فمعروف. وقد كان الحافظ سعد بن علي هذا من رءوس أهل السنة وأئمة الأثر وممن يعادي الكلام وأهله ويذم الآراء والأهواء, فنسأل الله أن يختم لنا بخير وأن يتوفانا على الإيمان والسنة, فلقد قل من يتمسك بمحض السنة بل تراه يثني على السنة وأهلها وقد تلطخ ببدع الكلام ويجسر على الخوض في أسماء الله وصفاته وبادر إلى نفيها وبالغ "بزعمه" في التنزيه، وإنما كمال التنزيه تعظيم الرب -عز وجل- ونعته بما وصف به نفسه تعالى. وله قصيدة في السنة أولها: تدبر كلام الله واعتمد الخبر ... ودع منك رأيًا لا يلائمه الأثر ونهج الهدى فالزمه واقتد بالألى ... هم شهدوا التنزيل علك تنجبر وكن موقفا أنا وكل مكلف ... أمرنا بقفو الحق والأخذ بالحذر فمن خالف الوحي المبين بعقله ... فذاك امرؤ قد خاب حقا وقد خسر وفي ترك أمر المصطفى فتنة فذر ... خلاف الذي قد قال واسأله واعتبر وما أجمعت فيه الصحابة حجة ... فتلك سبيل المؤمنين لمن سبر ففي الأخذ بالإجماع فاعلم سعادة ... كما في شذوذ القول نوع من الخطر

1027- 26/14- الباجي الحافظ العلامة ذو الفنون, أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الذهبي, صاحب التصانيف: أصله من مدينة بطليوس فانتقل جده إلى باجة المدينة التي بقرب إشبيلية فنسب إليها وليس هو من باجة القيروان التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد الباجي المذكور؛ ولد أبو الوليد سنة ثلاث وأربعمائة، وحمل عن يونس بن عبد الله القاضي ومكي بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث؛ وارتحل سنة ست وعشرين فحج وجاور ثلاثة أعوام ملازمًا لأبي ذر الحافظ وكان يسافر معه إلى سراة بني شبابة ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بشران وسمع أبا القاسم بن الطبيز وعلي بن موسى السمسار والسكن بن جميع الصيداوي وأبا طالب عمر بن إبراهيم الرهري وأبا طالب بن غيلان وأبا القاسم عبيد الله الأزهري ومحمد بن علي الصوري وطبقتهم، وتفقه بالقاضي أبي الطيب الطبري والقاضي أبي عبد الله الحسين الصيمري وأبي الفضل بن عمروس المالكي وأقام بالموصل سنة على أبي جعفر السمناني فأخذ عنه علم العقليات فبرع في الحديث وعلله ورجاله، وفي الفقه وغوامضه وخلافه، وفي الكلام ومضايقه، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عامًا بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف. روى عنه الحافظان أبو بكر الخطيب وأبو عمر بن عبد البر وهما أكبر منه وأبو عبد الله الحميدي وعلي بن عبد الله الصقلي وأحمد بن علي بن غزلون والحافظ أبو علي الصدفي وولده الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد الزاهد وأبو بكر الطرطوشي وأبو علي بن سهل السبتي وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن أبي الخير القاضي وخلق سواهم, وتفقه به الأصحاب. قال القاضي عياض: آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق، قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة؛ إلى أن فشا علمه وهيئت الدنيا له وعظم جاهه وأجزلت صلاته حتى مات عن مال وافر وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس، وصنف كتاب المنتقى في الفقه، وكتاب المعاني في شرح الموطأ، جاء في عشرين مجلدًا عديم النظير. قال: وقد كان صنف كتابًا كبيرًا جامعًا بلغ فيه الغاية سماه: كتاب الاستيفاء، وله كتاب الإيماء في الفقه خمس مجلدات، وكتاب السراج

_ 1027- العبر: 3/ 281، 282. الوافي بالوفيات: 2/ 64، 65. طبقات الحفاظ: 440، 441. شذرات الذهب: 3/ 344، 345. هدية العارفين: 1/ 397.

في الخلاف لم يتم، ومختصر المختصر في مسائل المدونة، وله كتاب اختلاف الموطآت، وكتاب في الجرح والتعديل، وكتاب التسديد إلى معرفة التوحيد، وكتاب الإشارة في أصول الفقه، وكتاب أحكام الفصول في أحكام الأصول، وكتاب الحدود، وكتاب شرح المنهاج، وكتاب سنن الصالحين وسنن العابدين، وكتاب سبيل المهتدين، وكتاب فرق الفقهاء، وكتاب التفسير لم يتم، وكتاب سنن المنهاج, وترتيب الحجاج. وقال أبو نصر بن ماكولا: أما الباجي ذو الوزارتين أبو الوليد ففقيه متكلم أديب شاعر سمع بالعراق ودرس الكلام وصنف, إلى أن قال: وكان جليلا رفيع القدر والخطر قبره بالمرية. وقال أبو علي بن سكرة: ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي وما رأيت أحدًا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه، ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشامي فقلت له: أدام الله عزك هذا ابن شيخ الأندلس؛ فقال: لعله ابن الباجي؟ قلت: نعم؛ فأقبل عليه. قال القاضي عياض: كثرت القالة في أبي الوليد لمداخلته للرؤساء, ولي قضاء أماكن تصغر عن قدره كأربولة فكان يبعث إليها خلفاءه وربما أتاها المرة ونحوها, وكان في أول امره مقلا حتى احتاج في سفره إلى القصد بشعره واستجار نفسه مدة مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضًا لحراسة درب؛ وقد جمع ابنه شعره وكان ابتدأ كتاب الاستيفاء في الفقه لم يصنع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات. قال: ولما قدم الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة إلا أنه كان خارجًا عن المذهب ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل وحل بجزيرة ميورقة فرأس بها واتبعه أهلها, فلما قدم أبو الوليد كلموه في ذلك فرحل إليه وناظره وشهر باطله، وله معه مجالس كثيرة؛ ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في البخاري قال بظاهر لفظه, فأنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ وكفره بإجازة الكتب على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- النبي الأمي وأنه تكذيب بالقرآن, فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام حتى أطلقوا عليه الفتنة وقبحوا عند العامة ما أتى به وتكلم به خطباؤهم في الجمع, وقال شاعرهم: برئت ممن شرى دنيا بآخرة ... وقال إن رسول الله قد كتبا وصنف أبو الوليد رسالة بين فيها ن ذلك غير قادح في المعجزة فرجع بها جماعة. قلت: ما كل من عرف أن يكتب اسمه فقط بخارج عن كونه أميًّا؛ لأنه لا يسمى كاتبًا،

وجماعة من الملوك قد أدمنوا في كتابة العلامة وهم أميون، والحكم للغلبة لا للصورة النادرة, فقد قال, عليه السلام: "إنا أمة أمية"؛ أي: أكثرهم كذلك لندور الكتابة في الصحابة، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة: 2] قلت: وهو القائل: إذا كنت أعلم علمًا يقينًا ... بأن جميع حياتي كساعة فلم لا أكون ضنينا بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة وأما الحافظ ابن عساكر فذكر أن أبا الوليد قد كان أتى من باجة القيروان تاجرًا يختلف إلى الأندلس. قلت: هذا أقوى مما ابتدأنا به وسار الباجيان نسبتهما إلى مكان واحد. قال ابن سكرة: مات بالمرية في تاسع عشر رجب سنة أربع وسبعين وأربعمائة, رحمة الله عليه. أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الوهاب بن إسماعيل بن مكي الزهري الفقيه بقراءتي أنا جدي أبو طاهر بن عوف أنا أبو بكر محمد بن الوليد الفهري أنا القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف أنا يونس بن عبد الله الصفار مناولة أنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله الليثي أنا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى أنا أبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله". متفق عليه من حديث مالك. وسمعت عاليًا من أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي أنا هبة الله السندي أنا سعيد بن محمد البحيري أنا زاهر بن أحمد الفقيه نا أبو إسحاق الهاشمي نا أبو مصعب الزهري نا مالك, بهذا. وسمعناه عاليًا من عدة, فقرأته بنابلس على عبد الحافظ بن بدران أنا ابن الزبيدي وموسى بن عبد القادر قالا: أنا أبو الوقت أنا محمد بن أبي مسعود أنا ابن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي نا العلاء بن موسى نا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "إن الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله". ومات في سنة أربع وسبعين معه المقرئ الجليل أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق أخو أبي الغنائم، والمعمر أبو بكر أحمد بن هبة الله بن محمد بن صدقة الرحبي الدباس عن مائة وأربع سنين، وكان يذكر أن أصوله على ابن سمعون والمخلص ذهبت في النهب، ومسند العراق أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار، وعالم المالكية أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن العجوز الكتامي السبتي، ومحدث نيسابور العالم المفيد أبو بكر محمد بن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري وكان يروي عن خمسين من أصحاب الأصم.

1028- 27/14- شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد, أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي, من ذرية أبي أيوب الأنصاري, رضي الله عنه: ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وسمع جامع أبي عيسى من عبد الجبار بن محمد الجراحي وسمع من أبي منصور محمد بن محمد الأزدي والحافظ أبي الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبي منصور أحمد بن أبي العلاء ويحيى بن عمار السجستاني ومحمد بن جبريل الماحي وأحمد بن علي بن منجويه الحافظ وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وأحمد بن محمد السليطي أصحاب الأصم، ومن القاضي أبي بكر الحيري ولم يحدث عنه وأكثر عن أبي يعقوب القراب وطبقته، وصنف الأربعين، وكتاب الفاروق, في الصفات، وكتاب ذم الكلام وأهله، وكتاب منازل السائرين، وأشياء، وكان سيفًا مسلولًا على المخالفين وجذعًا في أعين المتكلمين وطودًا في السنة لا يتزلزل وقد امتحن مرات. قال ابن طاهر: وسمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك؛ فأقول: لا أسكت؛ وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سردًا. قال أبو النضر الفامي: كان إسماعيل بكر الزمان وواسطة عقد المعاني وصورة الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن منها نصرة الدين والسنة من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا وزير, وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت وسعوا في روحه مرارًا وعمدوا إلى إهلاكه أطوارًا, فوقاه الله شرهم وجعل قصدهم أقوى سبب لارتفاع شأنه. قلت: تخرج به خلق كثير وفسر القرآن مدة وفضائله كثيرة؛ ورأيت أهل الاتحاد يعظمون كلامه في منازل السائرين، ويدعون أنه موافقهم ذائق لوجدهم ورامز لتصوفهم الفلسفي, وأنى يكون ذلك وهو من دعاة السنة وعصبة آثار السلف؟! ولا ريب أن في منازل السائرين أشياء من محط المحو والفناء وإنما مراده بذلك الفناء الغيبة عن شهود السوي ولم يرد عدم السوي في الخارج. وفي الجملة هذا الكتاب لون آخر غير الأنموذج الذي أصفق عليه صوفية التابعين ودرج عليه نساك المحدثين, والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وله قصيدة في السنة

_ 1028- العبر: 3/ 297، 298. طبقات الحفاظ: 441، 442. شذرات الذهب: 3/ 365، 366. هدية العارفين: 1/ 452، 453. الرسالة المستطرفة: 45.

سمعناها، غالبها جيد. وله مجلد في مناقب الإمام أحمد بن حنبل سمعناه من ابن القواس عن الكندي إجازة عن الكروجي عنه. حدث عنه المؤتمن الساجي وابن طاهر المقدسي وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي وعبد الصبور بن عبد السلام الهروي وعبد الملك الكروجي وحنبل بن علي البخاري وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفامي وعبد الجليل بن أبي سعد المعدل وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وآخرون، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار. قال السلفي: وسألت المؤتمن عن أبي إسماعيل الأنصاري فقال: كان آية في لسان التذكير والتصوف من سلاطين العلماء، سمع ببغداد من أبي محمد الخلال وغيره, يروي في مجالسه أحاديث بالأسانيد وينهى عن تعليقها عنه وكان بارعًا في اللغة حافظًا للحديث. قرأت عليه كتاب ذم الكلام وقد روى فيه حديثًا عن علي بن بشرى عن أبي عبد الله بن منده عن إبراهيم بن مرزوق، فقلت له: هذا هكذا؟ قال: نعم؛ وإبراهيم هو شيخ الأصم وطبقته، وهو إلى الآن في كتابه على الخطأ كذا قلت: وهكذا سقط عليه رجلان من حديثين مخرجين من جامع الترمذي نبهت عليهما في نسختي وهو على الخطأ في غير نسخة. قال المؤتمن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة فما يبالي بهم ويرى الغريب من المحدثين فيبالغ في إكرامه, قال لي مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن، يعني طلب الحديث؛ وسمعته يقول: تركت الحيري لله؛ قال: وإنما تركته؛ لأني سمعت منه شيئًا يخالف السنة. قال الحسين بن علي الكتبى: خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه إلى أن ذهب بصره فكان يأمر فيما يخرجه لمن يكتبه عنه ويصحح هو، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد ولم يبق أحد ممن خرج لي سواه. قال ابن طاهر: سمعته يقول: إذا ذكر التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير؛ وسمعته ينشد على منبره: أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ... فوصيتي للناس أن يتحنبلوا وسمعته يقول: قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي ثم عزمت على الرجوع فوقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري وألتقيه وكان مقدم أهل السنة بالري, وذلك أن السلطان محمودًا لما دخل الري وقتل بها الباطنية منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم, وكان من دخل الري يعرض اعتقاده عليه, فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس وإلا منعه؛ فلم قربت من الري كان معي رجل في الطريق من أهلها فسألني عن مذهبي فقلت: حنبلي، فقال: مذهب ما سمعت به وهذه بدعة، وأخذ بثوبي وقال: لا أفارقك إلى الشيخ

أبي حاتم، فقلت: حيرة. فذهب بي إلى داره وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم فقال: هذا سألته عن مذهبه فذكر مذهبًا لم أسمع به قط؛ قال: وما ذاك؟ قال: قال: أنا حنبلي؛ فقال: دعه فكل من لم يكن حنبليًّا فليس بمسلم، فقلت: الرجل كما وصف لي؛ ولزمته أيامًا وانصرفت. قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا أن السلطان ألب أرسلان قدم هراة معه وزيره نظام الملك, فاجتمع إليه أئمة الفريقين الحنفية والشافعية للشكوى من الأنصاري ومطالبته بالمناظرة, فاستدعاه الوزير فلما حضر قال: إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك فإن يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك, وإن يكن الحق معهم فإما أن ترجع أو تسكت عنهم؛ فقام الأنصاري وقال: أناظر على ما في كمى؛ قال: وما في كمك؟ قال: كتاب الله, وأشار إلى كمه اليمين؛ وسنة رسول الله, وأشار إلى كمه اليسار، وكان فيه الصحيحان فنظر الوزير إليهم مستفهمًا لهم فلم يكن فيهم من ناظره من هذه الطريق, وسمعت أحمد بن أميرجة خادم الأنصاري يقول: حضرت مع الشيخ للسلام على الوزير نظام الملك وكان أصحابنا كلفوه الخروج إليه وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ "قلت: كان قد غرب إلى بلخ" قال: فلما دخل عليه أكرمه وبجله وكان هناك أئمة من الفريقين فاتفقوا عني أن يسألوه بين يدي الوزير فقال العلوي الدبوسي: يأذن الشيخ لإمام أن أسأل، قال: سل، قال: لم نلعن أبا الحسن الأشعري؟ فأطرق الوزير، فلما كان بعد ساعة قال له الوزير: أجبه؛ قال: لا أعرف أبا الحسن وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء وأن القرآن في المصحف وأن النبي اليوم ليس بنبي؛ ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدًا أن يتكلم من هيبته؛ فقال الوزير للسائل: هذا أردتم؛ أن نسمع ما كان يذكره بهراة بآذاننا وما عسى أن أفعل به؟ ثم بعث إليه بصلة وخلع فلم يقبلها وسار من فوره إلى هراة. قال: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنمًا من نحاس صغيرًا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري وأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته إن بعث الآن السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلامًا ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري, فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه؛ فقال السلطان له: ما هذا؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه

اللعبة؛ قال: لست عن ذا أسألك؟ قال: فعم يسألني السلطان؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول: إن الله على صورته، فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: سبحانك هذا بهتان عظيم، فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه, فأمر به فأخرج إلى داره مكرمًا، وقال لهم: اصدقوني, وهددهم فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة, فأردنا أن نقطع شره عنا، فأمر بهم ووكل بكل واحد منهم وصادرهم وأهانهم. قال أبو الوقت عبد الأول: دخلت نيسابور وحضرت على الأستاذ أبي المعالي الجويني فقال: من أنت؟ قلت: خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري فقال: رضي الله عنه، قلت: اسمع ترضي هذا الإمام عن هذا الإمام, وإياك وسماع سب هذا الإمام من الإنعام. قال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل يقول: كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم قلت: ولم؟ قال: لأنهما لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كل فقيه وكل محدث. قال ابن السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري فقال: إمام حافظ. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: كان على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب إمامًا كاملًا في التفسير حسن السيرة في التصوف غير مشتغل بكسب مكتفيًا بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب والحلي فيأخذها ويفرقها على اللحام والخباز وينفق منها، ولا يأخذ من السلاطين ولا من أركان الدولة شيئًا، وقلما يرى عنهم ولا يدخل عليهم ولا يبالي بهم فبقي عزيزًا مقبولا قبولا أتم من الملك مطاع الأمر نحوًا من ستين سنة من غير مزاحمة، وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة وركب الدواب الثمينة ويقول: إنما أفعل هذا إعزازًا للدين ورغمًا لأعدائه حتى ينظروا إلى عزي وتجملي فيرغبوا في الإسلام؛ ثم إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المرقعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ولا يتميز بحال. وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر وتسمية أولادهم في الأغلب بعبد المضاف إلى أسماء الله تعالى. قال أبو سعد السمعاني: كان مظهرًا للسنة داعيًا إليها محرضًا عليها وكان مكتفيًا بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة شيئًا وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة معتقدًا ما صح وغير مصرح بما يقتضي تشبيه؛ وقال: من لم ير مجلسي وتذكيري فطعن فيّ, فهو مني في حل.

وقال أبو النضر الفامي: توفي أبو إسماعيل في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة, وقد جاوز أربعًا وثمانين سنة. قلت: فيها توفي راوي الجامع أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي الهروي، ومسند خراسان أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي المزكي، ومسند أصبهان أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجه الأبهري. قرأت على محمد بن قايماز الدقيقي والحسن بن علي القلانسي وعلى أبي محمد الحافظ: أخبركم عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الله بن محمد الأنصاري أنا عبد الجبار بن الجراح أنا محمد بن أحمد بن محبوب نا أبو عيسى الترمذي نا قتيبة ثنا ابن عيينة عن محمد بن المنكدر وسالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لم أجد هذا في كتاب الله". هذا حديث حسن غريب تفرد به ابن عيينة أخرجه "د ت ق" ولكن رواه "ق" عن نصر بن علي فلم يجود إسناده عن سفيان فقال: عن سالم أو زيد بن أسلم عن عبيد الله عن أبيه. 1029- 28/14- الحبال الحافظ الإمام المتفنن محدث مصر, أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني مولاهم التجيبي بن أبي الطيب الفراء الكتبي الوراق المصري: قال ابن سكرة: حدثني أنه ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وأنه سمع من الحافظ عبد الغني سنة سبع وأربعمائة. قلت: وسمع من أحمد بن عبد العزيز بن شرثال صاحب المحاملي، وهو أكبر شيخ له، وعبد الرحمن بن عمر النحاس ومحمد بن أحمد بن شاكر القطان ومحمد بن ذكوان التنيسي ابن بنت عثمان بن محمد السمرقندي وأحمد بن الحسين بن جعفر النخالي العطار وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي ومنير بن أحمد الخشاب والخطيب بن عبد الله ومحمد بن محمد النيسابوري صاحب الأصم وأبي عبد الله بن نظيف وخلق سواهم، وجمع لنفسه عوالي سفيان بن عيينة وغير ذلك، وهو من أولاد عبيد القاضي ابن النعمان العبيدي وكان يتعانى التجارة في الكتب ولهذا حصل عنده من الأصول والأجزاء ما لا يوصف كثرة. روى عنه أبو عبد الله الحميدي وإبراهيم بن الحسن العلوي النقيب وعبد الكريم بن

_ 1029- الوافي بالوفيات: 5/ 355. طبقات الحفاظ: 442. شذرات الذهب: 3/ 366. النجوم الزاهرة: 5/ 129. العبر: 3/ 299، 300.

سوار التككي وعطاء بن هبة الله الإخميمي ووفاء بن دينار النابلسي ويوسف بن محمد الأردبيلي ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلي ومحمد بن إبراهيم البكري الطليطلي وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي وأبو الفضل محمد بن بيان الأنباري وأبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي المرستان وخلق سواهم، وروى عنه بالإجازة الخطيب وأبو علي الصدفي وابن الأكفاني وإسماعيل بن السمرقندي وآخرون، وعمل له الشريف عز الدين ترجمة في جزء كبير، وآخر من روى عنه بالإجازة محمد بن ناصر الحافظ، وكان المصريون الباطنية قد منعوه من الرواية وأخافوه وتهددوه فلم ينتشر من حديثه كثير شيء، قال أبو علي بن سكرة الصدفي: منعت من الدخول عليه إلا بشرط أن لا يسمعني ولا يكتب إجازة فأول ما فاتحته الكلام خلط في كلامه وأجابني على غير سؤالي حذرًا من أن أكون مدسوسًا عليه حتى باسطته وأعلمته أني من أهل الأندلس أريد الحج فأجاز لي لفظًا وامتنع من غير ذلك. قال ابن ماكولا: كان الحبال ثقة ثبتًا ورعًا خيرًا، ذكر أنه مولى لابن النعمان قاضي القضاة ثم حدث عنه ابن ماكولا وذكر أنه ثبته في غير شيء، وروى عنه أبو بكر الخطيب بالإجازة ثم قال: وحدثني عنه أبو عبد الله الحميدي. وقد أتى إلى أبي إسحاق طالب حديث قبل أن يمنع ليسمعوا منه جزءًا فأخرج به عشرين نسخة وناول كل واحد نسخة يعارض بها، قال محمد بن طاهر الحافظ: سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: كان عندنا بمصر رجل يسمع معنا الحديث وكان متشددًا وكان يكتب السماع على الأصول فلا يكتب اسم أحد حتى يستحلفه أنه سمع الجزء ولم يذهب عليه منه شيء، وسمعته يقول: كنا يومًا نقرأ على شيخ جزءًا فقرأنا قوله, عليه السلام: "لا يدخل الجنة قتات"، وكان في الجماعة رجل يبيع القت -وهو علف الدواب- فقام وبكى وقال: أتوب إلى الله؛ فقيل له: ليس هو ذاك؛ لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم؛ فسكن وطابت نفسه. ثم قال ابن طاهر: كان شيخنا الحبال لا يخرج أصله من يده إلا بحضوره, يدفع الجزء إلى الطالب فيكتب منه قدر جلوسه، وكان له بأكثر كتبه نسخ عدة، ولم أر أحدًا أشد أخذًا منه ولا أكثر كتبًا منه. وكان مذهبه في الإجازة أن يقدمها على الإخبار يقول: أجاز لنا فلان ولا يقول: أخبرنا فلان إجازة؛ يقول: ربما سقط إجازة فيبقى إخبارًا فإذا بدأ بها لم يقع شك؛ وسمعته يقول: خرج الحافظ أبو نصر السجزي على أكثر من مائة لم يبق منهم غيرى، قال ابن طاهر: خرج له عشرين جزءًا في وقت الطلب وكتبها في كاغذ عتيق فسألت الحبال، فقال: هذا من الكاغذ الذي كان يحمل إلى الوزير من سمرقند وقع إلي من كتبه قطعة فكنت إذا رأيت ورقة بيضاء قطعتها إلى أن اجتمع لي هذا القدر. قال ابن طاهر: لما قصدت الحبال وكانوا وصفوه لي بحليته وسيرته وأنه يخدم نفسه فكنت في بعض الأسواق

ولا أهتدي إلى أين أذهب, فرأيت شيخًا على الصفة واقفًا على دكان عطار وكمه ملأى من الحوائج فوقع في نفسي أنه هو, فلما ذهب سألت العطار: من هذا الشيخ؟ قال: وما تعرفه؟ هذا أبو إسحاق الحبال؛ فتبعته وبلغته رسالة سعد بن علي الزنجاني, فسألني عنه وأخرج من جيبه جزءًا صغيرًا فيه الحديثان المسلسلان أحدهما المسلسل بالأولية فقرأهما علي وأخذت عليه الموعد كل يوم في جامع عمرو بن العاص إلى أن خرجت. قلت: لقيه في سنة سبعين، وسمع منه القاضي أبو بكر في سنة ست وسبعين، وإنما منعوه من التحديث بعد ذلك. توفي سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة, عن إحدى وتسعين سنة. وفيها مات رئيس نيسابور وقاضيها أبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد الصاعدي, يروي عن أبي بكر الحيري وطبقته، ومفتي سرخس الإمام أبو حامد أحمد بن محمد بن محمد الشجاعي، والخطيب أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر بن أبي الحديد السلمي الدمشقي, ومسند أصبهان القاضي أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه, والخطيب أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد الله بن ررا الأصبهاني، ومؤلف كتاب بستان العارفين المحدث أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي. أخبرنا أبو الفهم تمام بن أحمد السلمي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة الفقيه سنة سبع عشرة وستمائة "ح" وأخبرنا سنقر الحلبي أنا عبد اللطيف بن يوسف، قالا: أنا محمد بن عبد الباقي الحاجب أنا محمد بن أبي نصر الحافظ حدثني إبراهيم بن سعيد النعماني ويده على كتفي أنا أبو سعد أحمد بن محمد الحافظ ويده على كتفي, فذكر حديثًا لا أحب أن أرويه لأنه موضوع، متنه: حدثني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ويده على كتفي, حدثنا الصادق الناطق ويده على كتفي, جبرائيل, عليه السلام. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وعلي بن أحمد كتابة قالا: أنا عمر بن محمد أنا محمد بن عبد الباقي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر سنة خمس وسبعين أنا أحمد بن عبد العزيز بن أحمد سنة سبع وأربعمائة نا القاضي أبو عبد الله المحاملي نا العباس بن يزيد البحراني نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "تدرون ما الشجرة الطيبة؟ " فأردت أن أقول: هي النخلة, فنظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ، فقال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "هي النخلة". أخبرنا أحمد بن يحيى بن طي وإبراهيم بن حاتم ببعلبك قالا: أنا سليمان بن رحمة أنا أبو القاسم البوصيري أنا مرشد بن يحيى أنا أبو إسحاق الحبال لفظًا أنا عبد الرحمن بن

عمر أنا إسماعيل بن يعقوب بن الجراب سنة "339" نا إسماعيل القاضي نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن الحارث أن أبا حليمة معاذًا كان يصلي على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في القنوت. 1030- 29/14- ابن شَغَبة الحافظ المحدث الزاهد, أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن محمد بن النضر بن شغبة -بالتحريك- الأنصاري البصري: حدث عن أبي عمر الهاشمي والحسن بن بشار النيسابوري ويوسف بن غسان وعلي بن هارون التميمي وغيرهم, روى عنه أبو علي بن سكرة والمحدث أبو نصر الغازل وجابر الأنصاري، وأبو نصر بن ماكولا وعبد الله بن السمرقندي وأبو غالب الماوردي وآخرون. قال السمعاني: شيخ حافظ متقن ثقة مكثر حضر ابن ماكولا مجلس إملائه؛ وقال ابن سكرة: أدركته وقد ترك كل شيء وأقبل على العبادة, صادفته يدعو ويبكي بعد الصبح فقرأت عليه شيئًا من الحديث, ورزق الشهادة في آخر عمره وكان عنده جملة من سنن أبي داود عن الهاشمي. قلت: قتل في سنة أربع وثمانين وأربعمائة. وفيها مات أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني الأصبهاني عن تسعين سنة، والمسند أبو الحسن علي بن الحسن بن قريش ببغداد سمع ابن الصلت الأهوازي، وشيخ القراء بمرو أبو نصر محمد بن أحمد بن علي بن حامد الكركانجي صاحب الحمامي، ومسند قزوين أبو منصور محمد بن الحسين بن الهيثم المقومي، وقاضي القضاة بنيسابور أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الناصحي الحنفي سمع الحيري. ويقع لنا حديث ابن شغبة نازلا قرأت على يوسف بن أبي الزهر الحافظ أخبركم إبراهيم بن نمر القرشي أنا عبد الرحمن بن سالم أنا عبد القادر الحافظ نا المبارك بن عبد الله بن محمد البرذعي أنا محمد بن محمد ابن أخي طلحة ثنا عبد الملك بن شغبة نا علي بن أحمد البزاز نا محمد بن أحمد بن محمويه نا محمد بن إبراهيم الصوري " ... " الفريابي عن ابن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه الترمذي1 عن محمد بن يحيى عن الفريابي فوقع لنا نازلا بدرجتين.

_ 1030- الإكمال: 5/ 64 وانظر ما قاله المعلمي. العبر: 3/ 305. تبصير المنتبه: 2/ 782. شذرات الذهب: 3/ 371، 372. تاج العروس: 1/ 323. 1 في كتاب العلم باب 13. والبخاري في الأنبياء باب 50.

1031- 14/30- سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان الحافظ الإمام محدث أصبهان, أبو مسعود الأصبهاني الملنجي: ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وسمع أبا عبد الرحمن الجرجاني وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني وأبا بكر بن مردويه وعبد الله بن أحمد بن جولة الأبهري وأبا نعيم الحافظ وخلائق بأصبهان، انفرد عن بعضهم, وأبا بكر بن هارون المنقي وأبا القاسم الحرفي وأبا علي بن شاذان والبرقاني وطبقتهم ببغداد؛ سمع منه شيخه أبو نعيم وحدث عنه إسماعيل بن محمد التيمي وأبو سعد البغدادي وأبو نصر الغازي وهبة الله بن طاوس المقرئ وشرف بن عبد المطلب الحسيني وأبو جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ومحمد بن عبد الواحد المغازلي ورجاء بن حامد المعداني ومسعود الثقفي وآخرون، وبقي أصحابه إلى قريب السبعين وخمسمائة، وقد حدث عنه من القدماء أبو بكر الخطيب في تاريخه ومات قبله ببضع وعشرين سنة. وقال السمعاني: كانت له معرفة بالحديث جمع الأبواب وصنف التصانيف واستخرج على الصحيحين، وسألت عنه أبا سعد البغدادي فقال: لا بأس به, ووصفه بالرحلة والجمع والكثرة، وقال: كنا يومًا في مجلسه وهو يملي فقام سائل وطلب فقال: من شؤم السائل أن يسأل أصحاب المحابر. وقال السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فقال: حافظ، وأبوه حافظ؛ وقال أبو عبد الله الدقاق في رسالته: سليمان بن إبراهيم الحافظ له الرحلة والكثرة، وأبوه إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ، وهما من أصحاب أبي نعيم، تكلم في إتقان سليمان، والحفظ هو الإتقان لا الكثرة. قال السمعاني: وسألت أبا سعد البغدادي مرة أخرى عن سليمان فقال: شنع عليه أصحاب الحديث في جزء ما كان له به سماع وسكت أنا عنه. وقال الحافظ أبو زكريا بن منده: في سماعه كلام، سمعت من الثقات أن له أخًا يسمى إسماعيل كان أكبر منه فحك اسمه وأثبت اسم نفسه مكانه وهو شيخ شره لا يتورع لحان وقاح؛ قلت: الظاهر أن سليمان صدوق وينبغي أن يتأنى في كلام أصحاب ابن منده في أصحاب أبي نعيم, فبينهم إحن. أجاز لنا المسلم بن محمد والمؤمل بن محمد وغيرهما قالوا: أنا الكندي أنا الشيباني أنا أبو بكر الحافظ أنا سليمان بن إبراهيم نا محمد بن إبراهيم نا محمد بن الحسين القطان نا إبراهيم بن الحارث البغدادي نا يحيى بن أبي بكير نا زهير نا أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: والله اترك رسول الله

_ 1031- العبر: 3/ 311. ميزان الاعتدال: 2/ 195. طبقات الحفاظ: 443. شذرات الذهب: 3/ 377، 378. الرسالة المستطرفة: 30.

-صلى الله عليه وآله وسلم- عند موته دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمة ولا شيئًا, إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضًا جعلها صدقة. وأخبرناه محمد بن حسن الأرموي أخبرتنا كريمة عن محمد بن الحسن الصيدلاني أنا سليمان الحافظ, مثله. أخرجه البخاري عن إبراهيم بن الحارث, توفي سليمان في شهر ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربعمائة عن تسعين سنة. وفيها مات أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الحداد أخو أبي علي المقرئ، وقيل: في سنة ثمان، ومسند بغداد أبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري الدقاق الكاتب عن ست وثمانين سنة، وشيخ الشام الزاهد الفقيه أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي الواعظ، والملقب بشيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الأموي الهكاري، والمسند أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف آخر أصحاب ابن أبي الفوارس، وخطيب الأنبار أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري خاتمة من روى عن أبي أحمد الفرضي، ومسند نيسابور أبو المظفر موسى بن عمران الأنصاري خاتمة أصحاب أبي الحسن العلوي، وأبو الليث نصر بن الحسن الشكتي بسمرقند وقد حدث بالأندلس بصحيح مسلم. 1032- 31/14- الحسكاني القاضي المحدث أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحاكم, ويعرف بابن الحذاء الحافظ: شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث، وهو من ذرية الأمير عبد الله بن عامر بن كريز الذي افتتح خراسان زمن عثمان وكان معمرًا عالي الإسناد، صنف "في الأبواب" وجمع وحدث عن جده "أحمد" وعن أبي الحسن العلوي وأبي عبد الله الحاكم وأبي طاهر بن محمش وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وأبي الحسن بن عبدان وابن فنجويه الدينوري وأيى الحسن علي بن السقاء وأبي عبد الله بن باكويه وخلق، وينزل إلى أبي سعيد الكنجرودي ونحوه، اختص بصحبة أبي بكر بن الحارث الأصبهاني النحوي وأخذ عنه. وأخذ أيضًا عن الحافظ أحمد بن علي بن منجويه، وتفقه على القاضي أبي العلاء صاعد بن محمد، وما زال يسمع ويجمع ويفيد، وقد أكثر عنه المحدث عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي وذكره في تاريخه لكن لم أجده ذكر له وفاة. وقد توفي بعد السبعين وأربعمائة؛ ووجدت له مجلسًا يدل على تشيعه وخبرته بالحديث وهو تصحيح خبر رد الشمس لعلي -رضي الله عنه- وترغيم النواصب الشمس.

_ 1032- الجواهر المضيئة 2/ 496، 497. تاج التراجم: 40. الطبقات السنية برقم: 1377.

فأما أبو سعد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه فشيخ لعبد الخالق الشحامي تأخر إلى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، ووالده أبو بكر صاحب الخفاف فشيخ لوالد عبد الخالق بن زاهر المذكور. أخبرنا إسحاق بن يحيى الآمدي أنا الحسن بن عباس بن أبي طاهر التميمي سنة خمس وخمسين وستمائة أنا أبو سعد عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه بالسميساطية أنا وجيه بن طاهر سنة ثمان وخمسمائة أنا الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني الحذاء أنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا عبد الرحمن بن يحيى الزهري بمكة نا مسعود بن مسروق نا وكيع عن القاسم بن حبيب عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "صنفان من أمتي ليس تنالهم شفاعتي: المرجئة والقدرية" قاسم واهٍ. تم الجزء الثالث، ويليه الجزء الرابع وأوله: الطبقة الخامسة عشرة.

فهرس

فهرست المحتويات: الطبقة الحادية عشرة: وعدتهم اثنان وسبعون حافظًا 3 الطبقة الثانية عشرة: وهم نيف وثمانون إمامًا 65 الطبقة الثالثة عشرة 136 طبقة أخرى صغرى 179 الطبقة الرابعة عشرة: وهم ثلاثون حافظًا 208

المجلد الرابع

المجلد الرابع الطبقة الخامسة عشرة ... بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الخامسة عشرة: وعدتهم أربعون حافظًا 1 1033- 1/15- ابن ماكولا الأمير الكبير الحافظ البارع أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علي بن محمد بن دلف بن الأمير الجواد أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي الجرباذقابي ثم البغدادي مصنف الإكمال وغير ذلك، وعجل بطن من بكر بن وائل ثم من ربيعة أخي مضر بن نزار بن معد بن عدنان: قال: ولدت في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة بعكبرا؛ سمع بشرى بن عبد الله الفاتني وعبيد الله بن عمر بن شاهين وأبا طالب بن غيلان وأبا الطيب الطبري وأبا منصور محمد بن محمد السواق وأحمد بن محمد العتيقي وأبا بكر بن بشران وعبد الصمد بن محمد بن مكرم وخلائق ببغداد، وأبا القاسم الحنائي وطبقته بدمشق، وأحمد بن القاسم بن ميمون المصري بمصر، وسمع بما وراء النهر وخراسان والجبال والجزيرة والسواحل ولقي الحفاظ والأعلام. حدث عنه أبو بكر الخطيب شيخه والفقيه نصر المقدسي وأبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وشجاع الذهلي والحميدي ومحمد بن طرخان التركي وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي وأبو القاسم إسماعيل بن السمرقندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وآخرون. أخبرنا الحافظ أبو الحجاج القضاعي أنه قرأ بالثغر على محمد بن عبد الخالق الأموي: أخبرك علي بن المفضل الحافظ أنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ أنا أبو الغنائم النرسي الحافظ أنا أبو نصر علي بن هبة الله العجلي الحافظ -ولم أسمع منه غيره- حدثني أبو بكر أحمد بن مهدي نا أبو حازم العبدوي نا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني نا أبو الفضل صاحب أحمد بن حنبل نا زهير بن حرب نا يحيى بن معين نا علي بن المديني نا عبيد الله بن معاذ نا أبي نا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي

_ 1 المترجمون فيها ستة وأربعون وتقدم نحو هذا في بعض الطبقات السابقة وأشرنا إلى وجهه. 1033- الكامل: 10/ 18. طبقات الحفاظ: 444. شذرات الذهب: 3/ 381، 382. هدية العارفين: 1/ 693. الرسالة المستطرفة: 116.

سلمة عن عائشة قالت: كن أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يأخذن من رءوسهن حتى يكون كالوفرة. أنبأنيه عبد الواسع الأبهري نا أبو إسحاق بن الخشوعي نا أبو القاسم الحافظ نا أبو القاسم النسيب نا أبو بكر الخطيب, فذكره. قلت: هو أحمد بن مهدي، وزاد في آخره: قال الهسنجاني: نا عبيد الله بن معاذ, فذكره. قال الخطيب: ورواه محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن يوسف عن الفضل بن زياد عن أحمد. وأنا المؤمل بن محمد وابن علان قالا: أنا الكندي أنا السيناني أنا أبو بكر الخطيب قال: كتب إلي أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني من مصر وحدثني أبو نصر علي بن هبة الله عنه أنا أحمد بن محمد بن الأزهر السمناوي أنا أحمد بن يعلى بن عيسى الوشاء أنا موسى بن عيسى بالرملة -بغدادي- سنة خمسين ومائتين نا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول: من أبكى هذا اليتيم الذي واريت والديه تحت الثرى، من أسكته فله الجنة". قال الخطيب: منكر جدًّا ورجاله معروفون سوى موسى فإنه مجهول. قلت: هو واضعه. قال شيرويه في طبقاته: كان الأمير يعرف بالوزير سعد الملك بن ماكولا، قدم رسولا مرارًا، سمعت منه وكان حافظًا متقنًا عني بهذا الشأن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحد أفضل منه، حضر مجلسه الكبار من شيوخنا وسمعوا منه. وقال الحافظ بن عساكر: وزر أبوه للقائم أمير المؤمنين وولي عمه قضاء القضاة ببغداد وهو الحسين بن علي. قال: ولدت في شهر شعبان سنة إحدى وعشرين. قال الحميدي: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب، وقال: حتى أكشفه، وما راجعت بن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظًا كأنه يقرأ من كتاب. قال أبو الحسن محمد بن مرزوق: لما بلغ الخطيب أن بن ماكولا أخذ عليه في كتابه "المؤتنف" وصنف في ذلك تصنيفًا وحضر عنده بن ماكولا سأله الخطيب عن ذلك فأنكر ولم يقر وأصرّ وقال: هذا لم يخطر ببالي؛ وقيل: إن التصنيف كان في كمه فلما مات الخطيب أظهره وهو الكتاب الملقب بمستمر الأوهام. قلت: ملكته وهو كتاب نفيس يدل على تبحر بن ماكولا وإمامته. قال بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه ويقول: دخل مصر في زي الكتبة فلم نرفع به رأسًا, فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن. قال السمعاني: كان بن ماكولا لبيبًا حافظًا عارفًا يرشح للحفظ حتى كان يقال له

الخطيب الثاني، وكان نحويًّا مجودًا وشاعرًا مبرزًا جزل الشعر فصيح العبارة صحيح النقل ما كان في البغداديين في زمانه مثله، طاف الدنيا وأقام ببغداد. قال بن النجار في ترجمة بن ماكولا: أحب العلم من الصبا وطلب الحديث وأتقن الأدب، وله النظم والنثر والمصنفات، نفذه المقتدي بالله رسولا إلى سمرقند وبخارى لأخذ البيعة له على ملكهما طمغان الخان. قال هبة الله بن المبارك بن الدواتي: اجتمعت بالأمير بن ماكولا فقال لي: خذ جزأين من الحديث فاجعل متون هذا الجزء لأسانيد الجزء الآخر ومتونه لأسانيد الأول حتى أرده إلى حالته الأولى. قال أبو طاهر بن سلفة: سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب فقال: جبل لا يسأل عن مثله، ما رأينا مثله، وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلا يرجع إلى كتابه. وأخبرنا أبو علي بن الخلال أنا جعفر أنا السلفي قال: سألت شجاعًا الذهلي عن بن ماكولا فقال: كان حافظًا فهمًا ثقة صنف كتابًا في علم الحديث. وقال مؤتمن الساجي: لم يلزم بن ماكولا طريق أهل العلم فلم ينتفع بنفسه. قال بن عساكر: سمعت إسماعيل بن السمرقندي يذكر أن بن ماكولا كان له غلمان أتراك أحداث فقتلوه بجرجان سنة نيف وسبعين وأربعمائة. وقال بن ناصر: قتل الحافظ بن ماكولا وقد كان سافر نحو كرمان ومعه مماليكه الأتراك فقتلوه وأخذوا ماله في سنة خمس وسبعين وأربعمائة؛ هكذا نقل بن النجار. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت بن ناصر يقول: قتل بن ماكولا بالأهواز إما في سنة ست أو سبع وثمانين وأربعمائة. وقال السمعاني: خرج من بغداد إلى خوزستان وقتل هناك بعد الثمانين. وقال أبو الفرج بن الجوزي في المنتظم: قتل سنة خمس وسبعين وقيل: سنة ست وثمانين. وقال غيره: قتل في سنة تسع وسبعين؛ وقيل: في سنة سبع وثمانين بخوزستان, حكى هذين القولين القاضي بن خلكان. ومن شعره: قوض خيامك عن دار أهنت بها ... وجانب الذل إن الذل مجتنب وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب وله: ولما توافقنا تباكت قلوبنا ... فممسك دمع يوم ذاك كساكبه فيا كبدي الحرى ألبسي ثوب حسرة ... فراق الي تهوينه فد كساك به قلت: يعز وقوع حديث الأمير بن ماكولا، سمعت من عدة وأجازوا لنا عن أبي

الحسن بن المقير، وأنبئونا عن الحافظ أبي محمد بن الأخضر, كلاهما عن محمد بن ناصر الحافظ عن كتاب أبي نصر الأمير إليه "ح" وأنبأنا أحمد بن سلامة أنبأنا الأرتاحي أنبأنا أبو الحسن بن الفراء عن بن ماكولا أنا مظفر بن الحسن الهمذاني سبط بن لال أنا جدي أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ أنا محمد بن علي بن الشاه نا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغدادي بأنطاكية نا محمد بن عبد الرحمن بن بحير الحميري بمصر أنا خالد بن نجيح نا سفيان الثوري عن بن جريج عن فافاه عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" 1. قال الشيرازي: فافاه هو أبو معاوية الضرير؛ وقال الأمير: بل هو إسماعيل الكندي شيخ لبقية. وأما الحديث ففي صحيح البخاري عن آدم وعلي في الجنائز والرقاق عن شعبة، ووقع لنا متصلا عاليًا في كتاب الألقاب للشيرازي، ووقع لنا أعلى بخمس درج أيضًا حتى كأني رويته عن الشيرازي. 134- 2/15- بن خيرون الحافظ العالم الناقد, أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي بن الباقلاني: سمع أبا علي بن شاذان وأبا بكر البرقاني وأحمد بن عبد الله بن المحاملي وأبا عمر بن دوست العلاف وأبا القاسم الحرفي وأبا القاسم بن بشران وأبا يعلى أحمد بن عبد الواحد وخلائق بعدهم حتى سمع من أقرانه، أجاز له أبو الحسين بن المتيم وأبو الحسن بن الصلت الأهوازي وطائفة تفرد بإجازتهم، روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب وأبو علي بن سكرة وأبو عامر العبدوي وأبو القاسم بن السمرقندي وإسماعيل بن محمد الحافظ وأبو بكر القاضي وإسماعيل بن سعد الصوفي وأبو الفضل بن ناصر وعبد الوهاب الأنماطي وأبو الفتح بن البطي وخلق كثير. ذكره السمعاني فقال: ثقة عدل متقن واسع الرواية كتب بخطه الكثير وكان له معرفة بالحديث، سمعت أبا منصور بن خيرون يقول: كتب عمي أبو الفضل عن بن شاذان ألف جزء. سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: ما رئي مثل أبي الفضل بن خيرون لو ذكرت له كتبه وأجزاءه التي سمعها يقول لك عمن سمع وبأي طريق سمع، وكان يذكر الشيخ وما يرويه وما ينفرد به.

_ 1 رواه البخاري في الجنائز باب 97. ومسلم في فضائل الصحابة حديث 221، 222. وأبو داود في السنة باب 10. والترمذي في البر باب 51. 1034- الكامل لابن الأثير: 10/ 253. العبر: 3/ 319. الوافي بالوفيات: 6/ 320. طبقات الحفاظ: 400. شذرات الذهب: 3/ 383.

وقال أبو منصور: كتبوا مرة لعمي: الحافظ، فغضب وضرب عليه وقال: من أنا حتى يكتب لي: الحافظ. قلت: وأقرأ الناس بالروايات وكان تلا على أبي العلاء الواسطي وعلي بن طلحة البصري وغيرهما. قرأ عليه بن أخيه أبو منصور مؤلف "المفتاح" وأبو علي بن سكرة. وكان يقال: هو في زمانه كيحيى بن معين في زمانه؛ إشارة إلى كلامه في شيوخ العصر جرحًا وتعديلًا مع الإنصاف. قال أبو طاهر السلفي: كان كيحيى بن معين في وقته. وقد ذكرت في "ميزان الاعتدال" كلام بن طاهر فيه بكلام مردود وأنه كان يلحق بخطه أشياء في تاريخ الخطيب وبينا أن الخطيب أذن له في ذلك وخطه فمشهور وهو بمنزلة الحواشي فكان ماذا؟ توفي في رجب سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة وشهر. وفيها مات شيخ العراق المسند الإمام رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي رئيس الحنابلة في جمادى الأولى عن ثمان وثمانين سنة, روى عن بن المتيم وطبقته، والعلامة شيخ المعتزلة أبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ببغداد وقد سمع قبل الأربعمائة وتفسيره في أكثر من ثلاثمائة مجلد، وأبو القاسم الفضل بن أبي حرب أحمد بن محمد الجرجاني ثم النيسابوري عنده بن محمش، ومقرئ المغرب أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري الشاعر، وأبو سعيد بن محمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدباس من رواة الترمذي، وقاضي القضاة العلامة الصالح أبو بكر محمد بن المظفر الشامي الحموي ببغداد عن ثمان وستين سنة، ومسند هراة أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي راوية أبي علي الخالدي، والحافظ أبو عبد الله الحميدي. أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل أنا الإمام عبد الله بن أحمد قال: قرأت على محمد بن عبد الباقي أخبركم أحمد بن الحسن بن خيرون أنا الحسن بن أحمد بن شاذان أنا عبد الله بن إسحاق الخراساني نا أحمد بن عبيد نا علي بن عاصم وعبد الوهاب بن عطاء عن خالد الحذاء عن أبي المليح عن نبيشة الخير قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا كنا نهيناكم أن تأكلوا لحومها فوق ثلاث حتى تسعكم, وقد جاء الله بالسعة فكلوا وادخروا الآن, وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله, عز وجل" 1. ليس لنبيشة الهذلي في الصحيح سواه، رواه مسلم عن بن نمير عن بن علية عن الحذاء

_ 1 رواه البخاري في الأضاحي باب 16. ومسلم في الأضاحي حديث 28، 29، 33. وأبو داود في الأضاحي باب 9. والنسائي في الجنائز بب 100.

فقال: عن أبي قلابة عن أبي المليح الهذلي ولا تأثير لهذة العلة فإنه في الصحيح أيضًا من طريق هشيم عن الحذاء عن أبي المليح نفسه، وقال: لقيت أبا المليح فحدثني به كذلك، وأخرجه النسائي أيضًا. 1035- 3/15- الحسيني الحافظ الإمام الشريف المعظم المرتضى أبو المعالي ذو الشرفين, محمد بن محمد بن زيد بن علي العلوي البغدادي نزيل سمرقند: سمع أبا القاسم الحرفي وأبا علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله المحاملي وطلحة بن الصقر وأبا بكر البرقاني وعبد الملك بن بشران ومحمد بن عيسى الهمذاني وخلقًا, وتخرج بالخطيب ولازمه. حدث عنه جعفر بن محمد المستغفري شيخه والخطيب ويوسف بن أيوب الهمذاني وزاهر بن طاهر المستملي وهبة الله بن سهل السندي وأبو الأسعد هبة الرحمن بن القشيري وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيري وأبو الفتح أحمد بن الحسين الأديب, حدث هذا عنه بالإجازة، وخاتمة من سمع منه هو أبو المعالي المديني الخطيب. قال أبو سعد السمعاني: هو أفضل علوي في عصره، له المعرفة التامة بالحديث وكان يرجع إلى عقل وافر ورأي صائب برع بالخطيب في الحديث نقل عنه الخطيب أظن في كتاب البخلاء، رزق حسن التصنيف وسكن في آخر عمره سمرقند ثم قدم بغداد وأملى بها وحدث بأصبهان ثم رد إلى سمرقند. سمعت يوسف بن أيوب الزاهد يقول: ما رأيت علويًّا أفضل منه وأثنى عليه وكان من الأغنياء المذكورين، وكان كثير الإيثار ينفذ في العام إلى جماعة من الأئمة الألف دينار والخمسمائة دينار وأكثر إلى كل واحد فربما بلغ ذلك عشرة آلاف دينار، ويقول: هذا زكاة مالي وأنا غريب ففرقوا على من تعرفون استحقاقه وكل من أعطيتموه فاكتبوا له خطًّا وأرسلوه حتى أعطيه من عشر الغلة. قال: وكان يملك قريبًا من أربعين قرية خالصة له بنواحي كش وله في كل قرية وكيل أمين من رئيس بسمرقند. هكذا ذكر السمعاني وقد بالغ وهذا نظير ملك كبير. ثم قال: وسمعت أبا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول ذلك وكان من أصحاب الشريف، وسمعته يقول: إن الشريف أنشأ بستانًا عظيمًا فطلب صاحب ما وراء النهر الخاقان

_ 1035- العبر: 3/ 298. طبقات الحفاظ: 445. شذرات الذهب: 3/ 365. هدية العارفين: 2/ 75. البداية والنهاية: 12/ 134.

خضر أن يحضر دعوته في البستان فقال الشريف لحاجب الخاقان: لا سبيل إلى ذلك، فألح عليه فقال: لكن لا أحضر ولا أهيئ له آلة الفسق والفساد ولا أعصي الله, فغضب الملك وأراد أن يمسكه فاختفى عند وكيل له نحوًا من شهر فنودي عليه في البلاد فلم يظفروا به ثم أظهروا ندمًا على ما فعلوا ليطمئن وألح عليه أهله في الظهور فجلس على ما كان مدة ثم إن الملك نفذ إليه ليشاوره في أمر, فلما حصل عنده أخذه وسجنه واستأصل أمواله وضياعه فصبر وحمد الله، وقال: من يكون من أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا بد أن يبتلى وأنا ربيت في النعمة وكنت أخاف أن يكون وقع خلل في نسبي, فلما وقع هذا فرحت وعلمت أن نسبي متصل. قال لي أبو المعالي: فسمعنا أنهم منعوه من الطعام حتى مات جوعًا، وهو من ولد زين العابدين علي بن الحسين, رضي الله عنهم. قال السمعاني: قال أبو العباس الجوهري: رأيت السيد المرتضى بعد موته وهو في الجنة وبين يديه طعام وقيل له: ألا تأكل؟ قال: لا حتى يجيء ابني فإنه غدًا يجيء، فانتبهت وذلك في شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين, فقتل ولده أبو الرضى في ذلك اليوم. وكان مولد السيد المرتضى في سنة خمس وأربعمائة. قال: واستشهد بعد سنة ست وسبعين وقيل: في سنة ثمانين, قتله الخاقان خضر بن إبراهيم، وكان السيد قد قدم إلى القائم بأمر الله رسولا من الخاقان قلت: وقع لي من تصانيفه كتاب "فرحة المتعلم" سمعناه عاليًا. أخبرنا محمد بن هبة الله أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد أنا أبو الأسعد بن القشيري أنا أبو المعالي محمد بن محمد الحسيني الحافظ أنا الحسن بن أحمد الفارسي أنا محمد بن العباس بن نجيح أنا عبد الملك بن محمد أنا بشر بن عمر وسعيد بن عامر قالا: نا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير. 1036- 4/15- بن مردويه الصغير هو الحافظ الإمام المفيد أبو بكر أحمد بن محمد بن الحافظ الكبير أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني, أحد شيوخ السلفي: لم يلحق جده وسمع أبا بكر بن أبي علي وابن عبدكويه وأبا نعيم. توفي بعد السبعين وأربعمائة في سنة ثمان, رحمه الله تعالى.

_ 1036- العبر: 3/ 350. عيون التواريخ: 13/ 139. طبقات الحفاظ: 445، 446. شذرات الذهب: 3/ 408.

1037- 5/15- بن سمكُويه الإمام الحافظ المفيد, أبو الفتح محمد بن أحمد بن عبد الله بن سمكويه الأصبهاني, نزيل هراة: أكثر وحصل الأصول، ورحل وسمع ببغداد من أبي محمد الخلال وطبقته، وبنيسابور من أبي حفص بن مسرور وطبقته، وبأصبهان من أصحاب بن المقرئ، وبشيراز من الحافظ أبي بكر بن أبي علي، وبسمرقند من مسندها بن شاهين السمرقندي؛ وصنف في الأبواب، مولده سنة تسع وأربعمائة وكان صالحًا ناسكًا يتبرك بدعائه. روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ وأبو عبد الله الدقاق فقال في رسالته: كان لابن سمكويه الكثرة الوافرة في كتب الحديث، ووهمه أكثر من فهمه، خرج إلى نيسابور بصحبة عبد العزيز النخشبي ثم رحل إلى ما وراء النهر وأقام بهراة سنين يورق صادفته بها وبيني وبينه ما كان من الحقد والحسد. قلت: توفي بنيسابور في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين السنة التي مات فيها الحبال. 1038- 6/15- الحكاك الحافظ الإمام المفيد أبو الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم التميمي المكي, ويعرف بابن الحكاك: سمع أبا ذر الهروي وأبا بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني وأبا الحسن بن صخر وأبا نصر السجزي وطبقتهم، وببغداد بن النقور وطبقته، وخرج لابن النقور أربعة أجزاء. قال بن النجار: كان موصوفًا بالمعرفة والحفظ والإتقان والفقه والصدق وكان يترسل من أمير مكة بن أبي هاشم إلى الخلفاء والملوك ويتولى قبض الأموال منهم ويحمل كسوة البيت. روى عنه إسماعيل بن السمرقندي وابن ناصر وصالح بن شافع الجيلي وأبو الفتح بن البطي ويحيى بن عبد الباقي الغزال. قال السلفي: سمعت أبا الحسين بن الطيوري قال: سألت الخطيب عند قدومه من حجه: أرأيت هناك من يقيم الحديث؟ قال: لا, إلا شابًّا يقال له جعفر بن الحكاك. وقال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن جعفر بن الحكاك فقال: صحب أبا نصر السجزي وأبا ذر وكان ذا معرفة. وقال اليونارتي: كان من الفضلاء الأثبات. وقال عبد الوهاب الأنماطي: ثقة مأمون. وقال أبو علي الصدفي: قرأت عليه ببغداد كثيرًا وكان يفهم الحديث

_ 1037- الوافي بالوفيات: 2/ 88. البداية والنهاية: 12/ 136. طبقات الحفاظ: 446. شذرات الذهب: 3/ 367. 1038- العبر: 3/ 307. الوافي بالوفيات: 11/ 167, 168. البداية والنهاية: 12/ 140. شذرات الذهب: 3/ 373. المنتظم: 9/ 64.

جيدًا. ولد سنة ست عشرة، ومات في صفر سنة خمس وثمانين وأربعمائة ببغداد أرخه شجاع, يكتب حديثه من مشيخة أبي الفتح بن البطي. أخبرنا القاسم بن محمد الحافظ أنا أحمد بن إبراهيم أنا عبد اللطيف بن عبد الوهاب أنا محمد بن عبد الباقي أنا جعفر بن يحيى التميمي الحكاك نا محمد بن الحسين نا محمد بن أحمد بن عبد الله نا إسحاق الدبري نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرني عبيد الله عن بن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- خرج في شهر رمضان من المدينة معه عشرة آلاف من المسلمين حتى بلغ الكديد وهو ما بين عسفان وقديد, فأفطر وأفطر المسلمون معه فلم يصوموا من بقية رمضان شيئًا. أخرجاه من حديث عبد الرزاق. أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي في سنة ثلاث وتسعين وستمائة عن أبي اليمن الكندي أنا محمد بن ناصر الحافظ أنا جعفر بن يحيى الحكاك أنا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد الأزدي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة بمكة نا عمر بن سيف نا محمد بن دليل نا عبد الله بن خبيق قال: قال بشر بن الحارث: النظر في وجه الظالم غيظ والأحمق سخنة العين والبخيل قساوة القلب. 1039- 7/15- هبة الله بن عبد الوارث بن علي الحافظ المفيد الجوال, أبو القاسم الشيرازي: سمع بخراسان والعراق والحرمين واليمن ومصر والشام والجزيرة وفارس والجبال، وحدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن الليث الشيرازي وأحمد بن عبد الباقي بن طوق الموصلي وأبي جعفر بن المسلمة وعبد الرزاق بن شمة وأحمد بن الفضل الباطرقاني وطبقتهم، وصنف تاريخ شيراز. قال السمعاني: كان ثقة صالحًا خيرًا كثير العبادة مشتغلا بنفسه خرج وأفاد واستفاد، انتفع الطلبة بصحبته وبقراءته، قدم بغداد في سنة سبع وخمسين، روى لنا عنه أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب المروزي وعمر بن أحمد بن الصفار وأحمد بن ياسر المقرئ وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشاني وإسماعيل بن محمد الحافظ وأبو بكر اللفتواني وغيرهم، سكن في الآخر مرو حتى مات. قال بن عساكر: حدث عنه الفقيه نصر المقدسي وغيث بن علي وهبة الله بن طاوس وأبو نصر اليونارتي. ثم قال: نا بن طاوس نا هبة الله الشيرازي نا أبو زرعة أحمد بن يحيى الخطيب

_ 1039- العبر: 3/ 314. البداية والنهاية 12/ 144. طبقات الحفاظ: 446، 447. شذرات الذهب: 3/ 379. الكامل في التاريخ: 10/ 218.

بشيراز إملاء نا الحسن بن سعيد المطوعي المقرئ نا أبو مسلم الكجي, فذكر حديثًا. قال عبد الغافر في تاريخه: هو شيخ عفيف صوفي فاضل, طاف البلاد وسمع الكثير وخطه مشهور, وكان كثير الفوائد؛ قال محمد بن محمد الفاشاني: كنت إذا مضيت إلى أبي القاسم هبة الله بالرباط أخرجني إلى الصحراء وقال: اقرأ هنا فالصوفية يتبرمون ممن يشتغل بالعلم والحديث, يقولون: يشوشون علينا أوقاتنا. قال أبو الفتيان الدهستاني: مات هبة الله بمرو سنة ست وثمانين وأربعمائة. وقال اليونارتي: مات في شهر رمضان سنة خمس وثمانين مبطونًا. وقال مؤتمن الساجي: بذل نفسه في طلب الحديث جدًّا, أخرجت له جزأين في صلاة الضحى ففرح بهما شديدًا. قال الفاشاني: قام ليلة موته سبعين مرة أو أقل, كل نوبة يغتسل في النهر إلى أن مات على طهارة. 1040- 8/15- مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله بن أحمد الحافظ الفقيه الرحال, أبو سعيد السجزي الركاب صاحب المصنفات: سمع بسجستان من علي بن بشرى الليثي وأبي سعيد عثمان النوقاتي، وبهراة من محمد بن عبد الرحمن الدباس وسعيد بن العباس القرشي ومنصور بن محمد بن محمد الأزدي، وبنيسابور من أبي حسان محمد بن أحمد المزكي وأبي سعيد النصروي وأبي حفص بن مسرور، وببغداد من أبي طالب بن غيلان وأبي محمد الخلال وأبي القاسم التنوخي، وبأصبهان من بن ريذة صاحب الطبراني وخلق كثير. حدث عنه محمد بن عبد العزيز العجلي وعبد الواحد بن الفضل الطوسي وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي وأبو الأسعد بن القشيري وطائفة وأبو بكر الخطيب شيخه. قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: لم أر في المحدثين أجود إتقانًا ولا أحسن ضبطًا منه. وقال بن النجار: قدم مسعود السجزي بغداد فسمع من بشرى الفاتني -وذكر جماعة- سمع منه الصوري شيخه. وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي: كان متقنًا ورعًا قصير اليد، زجى عمره كذلك إلى أن ارتبطه نظام الملك ببيهق مدة ثم بطوس للاستفادة منه. وقال أحمد بن ثابت الطرقي: سمعت بن الخاضبة يقول: كان مسعود قدريا سمعته يقرؤها: "فحج آدم موسى" بالنصب. قال المؤتمن: كان يرجع إلى هداية وإتقان وحسن ضبط. قلت: توفي في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

_ 1040- العبر: 3/ 289. البداية والنهاية: 12/ 127. طبقات الحفاظ: 447. شذرات الذهب: 3/ 357. المنتظم: 9/ 13.

أخبرنا أحمد بن محمد المفيد أنا يوسف بن خليل ثنا مسعود بن أبي منصور نا الحسن بن أحمد المقرئ أنا مسعود بن ناصر الركاب أنا عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد النوقاتي أنا أبي أبو عمر نا أبو بكر محمد بن إبراهيم الخياط نا أحمد بن محمد بن ياسين نا أبو غياث نا أحمد بن محمد بن دينار النيسابوري عن أزهر السمان عن بن سيرين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "تفكهوا وكلوا البطيخ؛ فإن حلاوتها من الجنة". هذا حديث منكر لم يحدث به أزهر أصلا. 1041- 9/15- الحُمَيدي الحافظ الثبت الإمام القدوة, أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل الأزدي الحميدي الأندلسي الميورقي الظاهري: وميورقة جزيرة تجاه شرق الأندلس، سمع بالأندلس ومصر والشام والعراق والحرم وسكن بغداد وكان من كبار تلامذة بن حزم، قال: ولدت قبل سنة عشرين وأربعمائة. حدث عن بن حزم فأكثر وعن أبي عبد الله القضاعي وأبي عمر بن عبد البر وأبي زكريا عبد الرحيم البخاري وأبي القاسم الحنائي الدمشقي وعبد الصمد بن المأمون وأبي بكر الخطيب وأبي جعفر بن المسلمة وأبي غالب بن بشران الأموي، ولم يزل يسمع ويكثر ويجد حتى كتب عن أصحاب الجوهري وابن المذهب وسمع بأفريقية كثيرًا ولقي بمكة كريمة المروزية أول رحلته، وأول رحلته كانت في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. قال محمد بن طرخان: سمعت الحميدي يقول: كنت أحمل للسماع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربعمائة، فأول ما سمعت من الفقيه أصبغ بن راشد وكنت أفهم ما يقرأ عليه وكان تفقه على أبي محمد بن أبي زيد، أصل أبي من قرطبة من محلة تعرف بالرصافة فسكن جزيرة ميورقة فولدت فيها. وقال يحيى بن البناء: كان الحميدي من اجتهاده ينسخ بالليل في الحر, فكان يجلس في إجانة ماء يتبرد به. وقال الحسن بن محمد بن خسرو: جاء أبو بكر بن ميمون فدق على الحميدي وظن أنه قد أذن له, فدخل عليه فوجده مكشوف الفخذ فبكى الحميدي وقال: والله لقد نظرت إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت. قال الأمير بن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميدي في نزاهته وعفته وورعه وتشاغله بالعلم، صنف تاريخ الأندلس. وقال يحيى بن إبراهيم السلماسي: قال أبي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم؛ قال: وكان ورعًا ثقة

_ 1041- العبر: 3/ 323. الوافي بالفيات: 4/ 317، 318. البداية والنهاية: 12/ 152. شذرات الذهب: 3/ 392. الرسالة المستطرفة: 173.

إمامًا في الحديث وعلله ورواته متحققًا في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث بموافقة الكتاب والسنة فصيح العبارة متبحرًا في علم الأدب والعربية والترسل، وله كتاب الجمع بين الصحيحين، وتاريخ الأندلس، وجمل تاريخ الإسلام، وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك، وكتاب الترسل، وكتاب مخاطبات الأصدقاء، وكتاب حفظ الجار، وكتاب ذم النميمة, وله شعر رصين في المواعظ والأمثال. قال السلفي: سألت أبا عامر العبدري عن الحميدي فقال: لا يرى قط مثله وعن مثله لا يسأل، جمع بين الفقه والحديث والأدب ورأى علماء الأندلس وكان حافظًا. وعن الحميدي قال: صيرني الشهاب شهابًا وهو كان يقصد في سماعه كثيرًا, قال أبو علي الصدفي: كان يدلني على الشيوخ وكان متقللا من الدنيا يمونه بن رئيس الرؤساء ثم جرت لي معه قصص أوجبت انقطاعي عنه وكان يبيت عند بن رئيس الرؤساء كل ليلة، وحدثني أبو بكر بن الخاضبة أنه ما سمع يذكر الدنيا قط. وقال بن طرخان: سمعت الحميدي يقول: ثلاثة كتب من علوم الحديث يجب الاهتمام بها؛ كتاب العلل وأحسن ما وضع فيها كتاب الدارقطني، وكتاب المؤتلف والمختلف وأحسن ما وضع فيه الإكمال للأمير بن ماكولا، وكتاب وفيات المشايخ, وليس فيه كتاب, وقد كنت أردت أن أجمع في ذلك كتابًا فقال لي الأمير: رتبه على حروف المعجم بعد أن ترتبه على السنين. قال بن طرخان: فاشتغل بالصحيحين إلى أن مات. قلت: وقد قبلنا إشارة الأمير وعملنا "تاريخ الإسلام" على ما رسم الأمير. قال الحميدي في تاريخه: أنا أبو عمر بن عبد البر أنا عبد الله بن محمد الجهني بمصنف النسائي قراءة عليه عن حمزة الكناني عنه. قال القاضي عياض: أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الأندلسي الأزدي سمع بميورقة من أبي محمد بن حزم قديمًا وكان يتعصب له ويميل إلى قوله وكان قد أصابته فيه فتنة ولما شدد على بن حزم خرج الحميدي إلى المشرق. قلت: روى عنه يوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد ومحمد بن طرخان وأبو عامر العبدري وإسماعيل بن محمد الطلحي ومحمد بن علي الجلابي والحسين بن الحسن المقدسي وأبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن خميس والحافظ محمد بن ناصر وإسماعيل بن السمرقندي وصديق بن عثمان التبريزي وأبو إسحاق بن نبهان الغنوي وأبو الفتح محمد بن البطي وشيخه أبو بكر الخطيب وآخرون. وكان صاحب حديث كما ينبغي علمًا وعملًا وكان ظاهريًّا وير ذلك بعض الإسرار. مات في سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وأمهم عليه الإمام أبو بكر الشاشي بجامع القصر ودفن بمقبرة باب أبرز بقرب قبر الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ثم إنهم نقلوه بعد سنتين إلى مقبرة باب حرب

فدفن عند بشر الحافي. ونقل الحافظ بن عساكر أن الحميدي كان أوصى إلى الأجل مظفر بن رئيس الرؤساء أن يدفنه عند بشر فخالف وصيته, فلما كان بعد مدة رآه في النوم يعاتبه على تفوح, فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين وكان كفنه جديدًا وبدنه طريًّا تفوح منه رائحة الطيب, رحمة الله عليه. ووقف كتبه. قرأت على أبي الفهم بن أحمد السلمي أخبركم أبو محمد بن قدامة، وقرأت على أبي سعيد الحلبي أخبركم عبد اللطيف بن يوسف قال: أنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أنا محمد بن أبي نصر الحافظ سنة خمس وثمانين وأربعمائة أنا أبو القاسم منصور بن النعمان بمصر بقراءتي ثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق لفظًا ثنا علي بن عبد الحميد الغضائري -وهو آخر من حدث عن الغضائري- أنا عبد الله بن معاوية الجمحي نا الحماد أن حماد بن سلمة وحماد بن زيد قالا: نا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة". أخرجه بن ماجه1 من طريق حماد بن زيد، وهو غريب من حديث حماد بن سلمة، وهو في صحيح مسلم من طريق بن علية وغيره عن عبد العزيز. ومن شعر الحميدي: طريق الزهد أفضل ما طريق ... وتقوى الله بادية الحقوق فثق بالله يكفك واستعنه ... يعنك وذر بنيات الطريق وله: لقاء الناس ليس يفيد شيئا ... سوى الهذيان من قيل وقال فاقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم أو إصلاح حال وله: كلام الله عز وجل قولي ... وما صحت به الآثار ديني وما اتفق الجميع عليه بدءا ... وعودا فهو عن حق مبين فدع ما صد عن هذا وخذها ... تكن منها على عين اليقين 1042- 10/15- بن مفوّز الحافظ المجود الإمام أبو الحسن طاهر بن مفوز بن أحمد بن

_ 1 في كتاب الصيام باب 22. 1042- العبر: 3/ 305. طبقات الحفاظ: 448. شذرات الذهب: 3/ 371. الصلة: 1/ 240, 241. بغية الملتمس: 327.

مفوز المعافري الشاطبي, تلميذ أبي عمر بن عبد البر: أكثر عنه، وكان من أثبت الناس فيه وأنقلهم عنه، وسمع من أبي العباس بن دلهاث وأبي الوليد الباجي وأبي شاكر الخطيب وأبي الفتح السنكتي السمرقندي وطبقتهم, وسمع بقرطبة من حاتم بن محمد وأبي مروان بن حيان وكان موصوفًا بالذكاء وسعة العلم، شهر بحفظ الحديث وإتقانه وكان حسن الخط كثير الضبط ذا فضل وورع وصيانة ووقار وتقوى, وأما أخوه عبد الله فكان زاهد زمانه بالأندلس. مولد طاهر في سنة تسع وعشرين وأربعمائة، حدث عنه الحافظ أبو علي بن سكرة وغيره، وكانت وفاته في رابع شعبان سنة أربع وثمانين وأربعمائة, رحمه الله تعالى. 1043- 11/15- طاهر النيسابوري الحافظ أبو محمد, ويقال اسمه: عبد الصمد بن أحمد بن علي السليطي: ولد بالري ونشأ بها وطلب الحديث وكتب بخطه المضبوط الجيد ما لا يوصف. سمع أبا عبيد صخر بن محمد الطوسي بالري وعبد الكريم بن أحمد المطري بساوة وعبد الملك بن عبد الغفار البصري وخلقًا بهمذان وقدم بغداد فسمع من أبي علي بن المذهب والقاضي أبي الطيب وأبي القاسم التنوخي وانتقى على الجوهري وحدث، روى عنه بن الطيوري وابن بدران الحلواني ومحمد بن الحسين المرزوقي, وسكن همذان ومات بظاهرها. قال شيرويه: كان أحد من عني بهذا الشأن حسن العبارة كثير الرحلة صدوقا جمع شيئًا كثيرًا في سائر العلوم ما رأيت فيمن رأيت أكثر كتبًا وسماعًا منه عاجله الموت. قال يحيى بن منده: هو أحد الحفاظ صحيح النقل يفهم الحديث ويحفظه، قال أبو جعفر محمد بن أبي علي الحافظ: سمعت مسعود بن ناصر السجزي يقول: أشهد أن كل كتاب بغدادي عند عبد الصمد السليطي, كلها غارة ونهب من نهب البساسيري ببغداد لا ينتفع بها دينًا ولا دنيا, قال بن السمعاني: توفي طاهر بهمذان سنة اثنتين وثمانين أربعمائة. 1044- 12/15- بن الخاضبة الحافظ الإمام القدوة مفيد بغداد, أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور البغدادي الدقاق: حدث عن مؤدبه أبي طالب عمر بن محمد بن الدلو، حدثه عن أبي عمر بن حيويه في سنة ست وأربعين وأربعمائة, وحدث عن أبي جعفر بن المسلمة والحافظ عبد الرحيم بن أحمد البخاري والحافظ أبي بكر الخطيب وأبي الحسين بن النقور والصريفيني وأحمد بن علي الدينوري وإمام جامع دمشق

_ 1043- المنتظم: 9/ 50. البداية: 12/ 135. طبقات الحفاظ: 448. 1044- العبر: 3/ 325، 326. ميزان الاعتدال: 3/ 465. طبقات الحفاظ: 448، 449. شذرات الذهب: 3/ 393. الكامل في التاريخ: 10/ 260، 261.

عبد الصمد بن محمد بن تميم ومحمد بن مكي بن عثمان الأزدي صادفه ببيت المقدس وأبي الغنائم محمد بن الغراء، وقرأ الكثير وكتب وخرج وأفاد مع الديانة والعبادة وصحة القراءة وحسنها؛ روى عنه أبو علي بن سكرة محمد بن طاهر المقدسي وأبو الفتح بن البطي وآخرون، قال بن سكرة: كان محبوبًا إلى الناس كلهم فاضلا حسن الذكر ما رأيت مثله على طريقته، وكان لا يأتيه مستعير كتابًا إلا أعطاه أو دله عليه، وسمعت أبا الوفاء بن عقيل الحنبلي الإمام يقول, وذكر شدة أصابته بمطالبة طولب بها وأنه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربه فيها ويناديه فقرأ على مناجاته: ولئن قلت لي يا رب: هل واليت لي وليا؟ أقول: نعم يا رب، أبو بكر بن الخاضبة، ولئن قلت: هل عاديت في عدوا؟ فأقول: نعم, يا رب ولم يسمه؛ قال: فأخبرت بن الخاضبة بقوله فقال: أعز الله الشيخ. أخبرنا المقداد بن أبي القاسم في كتابه أنبأنا أبو البقاء عبد الله بن الحسين النحوي في كتابه سنة إحدى عشرة وستمائة أنا أبو الفتح بن البطي أنا محمد بن أحمد الحافظ أنا أبو الحسين بن المهتدي بالله ثنا عبيد الله بن محمد نا عبد الله بن محمد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا خالد بن مخلد أنا سليمان بن بلال نا أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان, يدخله الصائمون يوم القيامة لا يدخله معه أحد غيرهم, فإذا دخل آخرهم أُغلق". رواه "خ"1 عن خالد بن مخلد و"م"2 عن بن أبي شيبة. أخبرنا أبو محمد بن محمد الحافظ أنا أحمد بن إبراهيم أنا عبد اللطيف الطبري أنا بن البطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي نا أحمد بن علي بن ثابت نا بن أبي الفوارس نا الحسين بن أحمد الهروي الصفار قال: كنت يومًا عند الشبلي فسأله بعض المتصوفة: الرجل يسمع قولا فلا يفهمه فيتواجد عليه؟ فأنشأ يقول: رب ورقاء هتوف بالضحى ... ذات شجو صدحت في فنن فبكائي ربما أرقها ... وبكاها ربما أرقني ولقد أشكو فما أفهمها ... ولقد تشكو فما تفهمني غير أني بالجوى أعرفها ... وهي أيضًا بالجوى تعرفني قال أبو سعد بن السمعاني: نسخ بن الخاضبة صحيح مسم بالأجرة سبع مرات.

_ 1 رواه البخاري في الصوم باب 4. 2 ومسلم في الصيام حديث 166.

قال بن طاهر: ما كان في الدنيا أحد أحسن قراءة للحديث من بن الخاضبة في وقته، لو سمع بقراءته إنسان يومين لما مل قراءته. قال السلفي: سألت أبا الكرم خميسًا الحوزي عن بن الخاضبة فقال: كان علامة في الأدب قدوة في الحديث جيد اللسان جامعًا لخلال الخير ما رأيت ببغداد من أهلها أحسن قراءة للحديث منه ولا أعرف بما يقوله. قال بن النجار: كان بن الخاضبة ورعًا تقيًّا زاهدًا ثقة محبوبًا إلى الناس روى اليسير. وقال علي بن محمد الفصيحي: ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللغة من بن الخاضبة. وقال السلفي: سألت أبا عامر العبدري عنه فقال: كان خير موجود في وقته، وكان لا يحفظ إنما يعول على الكتب. وقال بن طاهر: سمعت بن الخاضبة, وكنت ذكرت له أن بعض الهاشميين حدثني بأصبهان أن أبا الحسين بن المهتدي بالله يرى الاعتزال، فقال: لا أدري ولكن أحكي لك، لما كان سنة الغرق وقعت داري على قماشي وكتبي ولم يكن لي شيء وكان عندي الوالدة والزوجة والبنات فكنت أنسخ وأنفق عليهن، فأعرف أني كتبت صحيح مسلم في تلك السنة سبع مرات, فلما كان ليلة من الليالي رأيت كأن القيامة قامت ومنادٍ ينادى: أين بن الخاضبة؟ فأحضرت فقيل لي: ادخل الجنة، فلما دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي ووضعت إحدى رجلي على الأخرى وقلت: استرحت والله من النسخ، فرفعت رأسي فإذا ببغلة في يد غلام فقلت: لمن هذه؟ قال: للشريف أبي الحسين الغريق، فلما أصبحت نعي إلينا الشريف. قال بن عساكر: سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن عطاف يحكي أنه طلع في بعض بني الرؤساء ببغداد أصبع زائدة, فاشتد ألمه ليلة فدخل عليه بن الخاضبة فمسح عليها وقال: أمرها يسير، فلما كانت تلك الليلة نام وانتبه فوجدها قد سقطت, أو كما قال. توفي بن الخاضبة في ثاني ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة وكانت جنازته مشهودة وختم على قبره ختمات. وفيها مات المحدث المسند أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الباقلاني الكرخي ببغداد عن ثلاث وسبعين سنة، ومقرئ بغداد أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي عن إحدى وثمانين سنة، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن السراج البغدادي، والمحدث القاضي أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني مصنف مناقب الشافعي، والمحدث المفيد أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي السفار، وإمام اللغة بالأندلس أبو مروان عبد الملك بن سراج بن عبد الله الأموي مولاهم القرطبي، ومسند أصبهان ورئيسها أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي شيخ السلفي عن بضع وتسعين سنة، ومسند هراة وزاهدها الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري, وأول سماعه في سنة سبع وأربعمائة، وشيخ المشايخ أبو منصور

معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد اللنباني الأصبهاني، وفقيه خراسان أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد التميمي السمعاني المروزي الحنفي ثم الشافعي عن ثلاث وستين سنة، والعلامة ذو النون أبو الوليد هشام بن أحمد الكناني الوقشي, ووقش قرية على بريد من طليطلة. 1045- 13/15- الحَرَمي نزيل هراة, الإمام القدوة المفيد أبو سعد محمد بن الحسن بن محمد المكي الحافظ: سمع بمصر من محمد بن الحسين الطفال وأبي الفتح بن باشاذ وعلي بن حمصة الحراني وعلي بن بقاء الوراق، وبمكة أبا نصر السجزي وعبد العزيز بن بندار الشيرازي، وببغداد أبا جعفر بن المسلمة والخطيب وهذه الطبقة، وكان من عباد المحدثين. قال محمد بن أبي علي الهمذاني: كان أبو سعد الحرمي من الأوتاد, لم أر بعيني أحفظ منه. وقال الواعظ أبو حامد بن الخياط: إن كان لله بهراة أحد من أوليائه فهو هذا, وأشار إلى الحرمي. مات الحرمي بهراة في شعبان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. وفيها مات محدث الثغر أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي بن الخطاب الشافعي ووالد صاحب السداسيات، ومسند أصبهان أبو العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشتة الكاتب, ومحدث أصبهان أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن شيرويه الأصبهاني الحافظ عن ست وسبعين سنة، ومحدث دمشق أبو الفرج سهل بن بشر الأسفراييني عن اثنتين وثمانين سنة، ومسند الوقت أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الهاشمي الزينبي النقيب عن ثلاث وتسعين سنة، والمسند أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني ببغداد، ومسند العجم السلار الرئيس أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي، والمعمر المسند أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد الأنصاري. سمع من هلال الحفار. أخبرنا أبو الحسين اليونيني وأبو علي الأمين قالا: أنا أبو الفضل الهمداني أنا أبو طاهر السلفي أنا المؤتمن بن أحمد, سمعت أبا سعد الحرمي الحافظ بهراة يقول: لا يصبر على الخل إلا دوده, يعني: لا يصبر على الحديث إلا أهله.

_ 1045- الأنساب: 4/ 116. المنتظم: 9/ 107. طبقات الحفاظ: 449. شذرات الذهب: 2/ 397. اللباب: 1/ 359.

1046- 14/15- مكي بن عبد السلام بن الحسين الحافظ الإمام أبو العباس الرميلي المقدسي, أحد الجوالين: سمع محمد بن يحيى بن سلوان المازني وأبا عثمان بن ورقاء وعبد العزيز بن أحمد النصيبي وعبد العزيز بن الضراب وأبا القاسم بن الحنائي وعبد الباقي بن فارس وأبا جعفر بن المسلمة وأبا الغنائم بن المأمون والحسين بن أحمد الطرابلسي، ورحل إلى مصر ودمشق وطرابلس وبغداد والبصرة والكوفة وواسط والموصل وآمد وميافارقين وغير ذلك، سمع منه هبة الله الشيرازي وعمر الرواس، وحدث عنه محمد بن علي بن محمد المهرجاني بمرو وأبو سعد عمار بن طاهر بهمذان وأبو القاسم بن السمرقندي ببغداد وجمال الإسلام أبو الحسن السلمي وحمزة بن كروس بدمشق وآخرون، مولده في أول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. قال بن النجار: مكي من الحفاظ ورحل وحصل وكان مفتيًا في مذهب الشافعي سمع بن سلوان. قال المؤتمن الساجي: كانت الفتاوى تجيئه من مصر ومن الساحل ودمشق، وقيل: إنه شرع في تأليف تاريخ بيت المقدس ولما دخلت الفرنج وملكوا بيت المقدس في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة أسروا الرميلي ونودي عليه في البلاد ليفك بألف دينار لما عرفوا أنه من علماء المسلمين, فلم يفتكه أحد فقتل صبرًا بظاهر أنطاكية وكان صدوقًا متثبتًا يكاد أن يعد من الحفاظ. وقال غيث الأرمنازي: قتلوه بالحجارة في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وتسعين عند بيروت. قلت: وقتلوا في بيت المقدس نحوًا من سبعين ألفًا ودام في أيديهم تسعين سنة فافتتحه السلطان صلاح الدين. وفيها مات مقرئ دمشق أبو البركات بن طاوس عن تسع وسبعين سنة، والمسند أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف، ومسند بلخ أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي الدهقان وله مائة سنة وسنة، والعلامة أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي بنيسابور، ومسند مصر القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي الشافعي عن ثمانٍ وثمانين سنة والمسند أبو الحسن بن أيوب ببغداد. 1047- 15/15- السمرقندي الحافظ الإمام الرحال, أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن قاسم بن جعفر الكوخميثني: ولد سنة تسع وأربعمائة وصحب الحافظ جعفر بن محمد المستغفري فأكثر عنه وتخرج به, سمع من عبد الصمد العاصمي وحمزة بن محمد

_ 1046- العبر: 3/ 334. طبقات الحفاظ: 449. شذرات الذهب: 3/ 398، 399. هدية العارفين: 2/ 471. الأنساب: 6/ 166، 167. 1047- المنتخب: الورقة 54 ب. شذرات الذهب: 3/ 394، 395. الرسال المستطرفة: 125.

الجعفري، وبنيسابور أبا حفص بن مسرور وأبا عثمان العابوني وأبا سعيد الكنجرودي وببخارى وبلخ، وصنف التصانيف. روى عنه إسماعيل بن محمد التيمي ووجيه الشحامي وهبة الرحمن بن القشيري ومحمد بن جامع خياط الصوف والجنيد القائني وخلق, وأكبر شيخ له منصور الكاغذي. قال أبو سعد السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عنه فقال: إمام حافظ سمع وجمع وصنف. وقال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: الإمام الحافظ قوام السنة أبو محمد السمرقندي نزيل نيسابور, لم يكن في زمانه في فنه مثله في الشرق والغرب, له كتاب بحر الأسانيد في صحاح المسانيد، جمع فيه مائة ألف حديث لو رتب وهذب لم يقع في الإسلام مثله وهو ثمانمائة جزء. وقال عبد الغافر الفارسي: هو عديم النظير في حفظه استوطن نيسابور وهو مكثر عن المستغفري. مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وله اثنتان وثمانون سنة, رحمه الله تعالى. أخبرنا إسحاق بن يحيى أنا الحسن بن عباس أنا عبد الواحد بن حمويه أنا وجيه بن طاهر أنا الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ أنا أبو طالب حمزة بن محمد الحافظ أنا محمد بن أحمد الحافظ نا أبو صالح الكرابيسي نا صالح بن محمد نا أبو الصلت الهروي نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "أنا مدينة العلم وعلي بابها, فمن أراد بابها فليأتِ عليًّا". هذا الحديث غير صحيح وأبو الصلت هو عبد السلام متهم. 1048- 16/15- البرداني الحافظ الإمام المتقن, أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسن البغدادي: ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة، وسمع من أبي طالب بن غيلان وأبي طالب العشاري وأبي إسحاق البرمكي وأبي محمد الجوهري وأبي الحسن القزويني وعبد العزيز بن علي الأزجي وأبي يعلى الفراء وأبي بكر الخطيب وخلق سواهم، وما أظنه رحل. قال السمعاني: كان أحد المبرزين في صنعة الحديث وكان حنبليًّا، استملى للقاضي أبي يعلى. روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ. قلت: قد جمع مجلدًا في المنامات النبوية وسمعنا منتقاه على الأمين الأسدي عن الساوي عن السلفي عنه، وقد سأله السلفي عن كشف أحوال جماعة فأجاب وأجاد.

_ 1048- العبر: 3/ 350. الوافي بالوفيات: 7/ 322. شذرات الذهب: 3/ 408. اللباب: 1/ 135. الأنساب: 2/ 136.

قال السلفي: كان أبو علي أحفظ وأعرف من شجاع الذهلي، وكان ثقة نبيلا له مصنفات. قلت: وحدث عنه أيضًا الوزير علي بن مراد وأحمد بن المقرب. قرأت بخط أبي علي البرداني قال: أنا عثمان بن محمد بن دوست العلاف إجازة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وفيها مات, أنبأ أبو بكر الشافعي, فذكر حديثًا. مات أبو علي في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. وفيها مات محدث أصبهان المفيد الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني لم يلحق جده، والمسند أبو المعالي ثابت بن بندار البغدادي البقال المقرئ، وشيخ الحرم المحدث المفتي أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري عن ثمانين سنة، والشريف المسند أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري، ومسند خراسان أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي النيسابوري. أخبرنا محمد بن أبي بكر الأسدي أنا يوسف بن محمود أنا أحمد بن محمد الحافظ قال: قرأت على أبي علي أحمد بن محمد الحافظ أنا محمد بن عبد الملك أنا الحسين بن عمر أنا حامد بن شعيب نا يحيى بن أيوب العابد نا إسماعيل بن جعفر أخبرني سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن بن عباس قال: كشف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال: "اللهم هل بلغت -ثلاث مرات- أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة" الحديث. 1049- 17/15- الغساني الحافظ الإمام الثبت محدث الأندلس أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الجياني الأندلسي: ولد في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة وحمل عن حكيم بن محمد الحداني وحاتم بن محمد الأطرابلسي وأبي عمر بن عبد البر وأبي شاكر عبد الواحد الفيري وأبي عبد الله بن عتاب والمحدث أبي عمرو بن الحذاء وسراج بن عبد الله القاضي وأبي الوليد الباجي وأبي العباس بن دلهاث وعدة، ولم يخرج من الأندلس وكان من جهابذة الحفاظ البُصَراء بصيرًا بالعربية واللغة والشعر والأنساب، صنف في ذلك كله, ورحل الناس إليه وعوَّلوا في النقل عليه وتصدر بجامع قرطبة وأخذ عنه

_ 1049- العبر: 3/ 351. الوافي بالوفيات: "خ" 11/ 105. شذرات الذهب: 3/ 408، 409. البداية والنهاية: 12/ 165. النجوم الزاهرة: 5/ 192.

الأعلام. قال هذا وأكثر منه خلف بن بشكوال وقال: أنا عنه غير واحد ووصفوه بالجلالة والحفظ والنباهة والتواضع والصيانة. قال السهيلي في الروض: حدثني أبو بكر بن طاهر عن أبي علي الغساني أن أبا عمر بن عبد البر قال له: أمانة الله في عنقك متى عثرت على اسم من أسماء الصحابة لم أذكره إلا ألحقته في كتابي يعني "الاستيعاب". وقال ابن بشكوال: سمعت الحسن بن مغيث قال: كان أبو علي من أكمل من رأيت علمًا بالحديث ومعرفة بطرقه وحفظًا لرجاله، عانى كتب اللغة وأكثر من رواية الأشعار وجمع من سعة الرواية ما لم يجمعه أحد أدركناه وصحح من الكتب ما لم يصححه غيره من الحفاظ فكتبه حجة بالغة، جمع كتابًا في رجال الصحيحين سماه "تقييد المهمل وتمييز المشكل" وهو كتاب حسن مفيد أخذه الناس عنه. قال ابن بشكوال: سمعناه على القاضي أبي عبد الله بن الحجاج عنه، لزم بيته مدة لزمانة لحقته. قلت: روى عنه تقييده محمد بن محمد بن الحكم الباهلي شيخ السلفي والعثماني. وممن روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الجياني الملقب بالبغدادي وأبو علي بن سكرة الصدفي وأبو العلاء زهر بن عبد الملك الإيادي وعبد الله بن أحمد بن سماك الغرناطي وعبد الرحمن بن أحمد بن أبي ليلى الأنصاري الحافظ ويوسف بن يبقى النحوي وخلائق سواهم, آخرهم مسند مراكش محمد بن عبد الله بن خليل القيسي سمع منه هذا صحيح مسلم، وبقي إلى سنة سبعين وخمسمائة. توفي الأستاذ أبو علي في ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. أخبرنا الحسن بن علي أنا جعفر بن علي أنا أبو محمد العثماني أنا محمد بن محمد الباهلي أنا أبو علي الغساني أنا حكيم بن محمد نا أبو بكر بن إسماعيل نا أبو القاسم البغوي إملاء بمكة سنة عشر وثلاثمائة, نا هدبة بن خالد حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما تحابّ رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبًّا لصاحبه". 1050- 18/15- عمر بن علي بن أحمد بن الليث بن أحمد بن الليث، أبو مسلم الليثي البخاري الحافظ الجوال: سمع الكثير ونسخ واستكتب وصنف وجمع، سمع ببخارى من أبي سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وعلي بن أحمد بن خنباج التميمي ومحمد بن محمد بن حاضر الهراس ويوسف بن منصور السياري الحافظ الصفار وعبد

_ 1050- الأنساب: مادة الليثي. اللباب: 3/ 138. لسان الميزان: 4/ 319، 320. طبقات الحفاظ: 451. هدية العارفين: 1/ 782.

الملك بن علي الإمام وعدة، وبسمرقند المطهر بن محمد الخاقاني ومحمد بن جعفر الطبسي، وبكش عبد العزيز بن أحمد الحلواني, وببلخ أبا عمر محمد بن أحمد المستملي, وبغزنة المحدث المظفر بن حسين وعلي بن محمد اللبّان الدينوري والعيار، وبهراة عطاء بن أحمد وعدة، وببوشنج منصور بن العباس التميمي، وبمرو أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وأبا غانم الكراعي، وبنيسابور بن مسرور وأبا الحسين الفارسي ومحمد بن عبد العزيز الحيري الحافظ وخلقًا، وبأصبهان عبد الرحمن بن منده وطبقته، وبهمذان محمد بن عثمان القومساني, ودخل بغداد سنة ستين فسمع عبد الصمد بن المأمون وأقرانه؛ روى عنه أبو الحسن بن الطيوري وعبد الله بن المجلي وأبو غالب بن البناء. قال المؤتمن الساجي: كان حسن المعرفة شديد العناية بالصحيح. وقال شجاع الذهلي: كان يحفظ ويفهم ويعرف شيئًا من علم الحديث, وكان قريب الأمر في الرواية. وقال خميس الحوزي: قال: كتبت وكتب لي عشر رواحل، وأثنى عليه أبو بكر بن الخاضبة. قال أبو زكريا بن منده: هو أحد من يدعي الحفظ إلا أنه كان يدلس وكان متعصبًا لأهل البدع أحول شرهًا وقاحًا كلما هاجت ريح قام معها، وصنف مسند الصحيحين. كتب إلي أحمد بن سلامة عن خليل بن بدر, سمعت محمد بن عبد الواحد الدقّاق الحافظ يقول: من الحفاظ الذين شاهدتهم أبو مسلم الليثي، قدم علينا أصبهان وكان أحفظ من رأيت للكتابين جمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة كل واحدة منها قريبة من مجلد. وقال شيرويه الديلمي: قدم علينا ولم يقض لي السماع منه وكان يحفظ ويدلس, حدثني عنه أبو القاسم بن النضر، مات بخوزستان سنة ست وستين وأربعمائة. وقال أبو الفضل بن خيرون: مات بالأهواز سنة ثمان وستين, سمعت منه وسمع مني وكان فيه تمايل عن أهل العلم وعجب بنفسه. 1051- 19/15- أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن مهمت الدهستاني الرواسي الحافظ الجوال: سمع أبا حفص بن مسرور وأبا الحسين الفارسي وأبا عثمان الصابوني وطبقتهم بنيسابور، والقاضي أبا يعلى الحنبلي وابن المسلمة وابن النقور ببغداد، والحافظ أبا مسعود البجلي وغيره بدهستان، وسمع بدمشق ومصر ومرو والجزيرة، وسمع

_ 1051- الأنساب: 6/ 173. العبر: 4/ 6. النجوم الزاهرة: 5/ 200. شذرات الذهب: 4/ 7. البداية: 12/ 171، 172.

بحران من مبادر بن علي بن مبادر، وصنف وجمع وأكثر جدًّا وكان إمامًا مبرزًا في هذا الفن. روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب وأبو حامد الغزالي وصحح عليه الصحيحين وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني ومحمد بن عبد الواحد الدقاق والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وهبة الله بن الأكفاني وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ ومحمد بن الحسن الجويني ومحمد بن يحيى فقيه نيسابور وآخرون، وروى عنه السلفي بالإجازة. خرج من طوس إلى مرو لزيارة الإمام أبي بكر السمعاني وقد كان استدعاه ليأخذ عنه ويستفيد منه فسار فأدركته المنية بسرخس في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسمائة كما هو مؤرخ على بلاطة قبره. قال الحافظ أبو جعفر محمد بن علي الهمذاني: ما رأيت في تلك الديار أحفظ من أبي الفتيان، لا، بل في الدنيا كلها، كان كتابًا جوالًا دار الدنيا في طلب الحديث, لقيته بمكة ورأيت الشيوخ يثنون عليه ويحسنون القول فيه، ثم لقيته بجرجان وصار من إخواننا. قال أبو بكر السمعاني: قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضل بأصبهان: كان عمر خريج أبي مسعود البجلي، سمعته يقول: دخل أبو مسعود دهستان فاشترى من أبي رأسًا ودخل المسجد يأكله، فبعثني أبي إليه فقال لي: تعرف شيئًا؟ قلت: لا، فقال لأبي: سلمه إليَّ، فسلمني إليه فحملني إلى نيسابور وأفادني وانتهى أمره إلى حيث انتهى. قال بن نقطة: سمع غير واحد من أهل العلم أن أبا الفتيان سمع من ثلاثة آلاف شيخ وستمائة شيخ. وقال خزيمة بن علي المروزي الأديب: سقطت أصابع عمر الرواسي في الرحلة من شدة البرد. وقال الدقاق في رسالته: إن عمر حدث بطوس بصحيح مسلم من غير أصله وهذا أقبح شيء عند المحدثين، وحدثني أن مولده بدهستان في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وأنه سمع منه الحافظ هبة الله بن عبد الوارث في سنة ست وخمسين، قال الرواسي: أريد أن أخرج إلى مرو وسرخس على طريقي وقد قيل: إنها مقبرة العلم فلا أدري كيف يكون حالي بها؟ فمات بها. قال بن طاهر وغيره: الرواسي نسبة إلى بيع الرءوس. قال بن ماكولا: كتب الرواسي عني وكتبت عنه ووجدته ذكيًّا. قال السمعاني: سمعت أحمد بن محمد السرخسي يقول: لما قدم عمر الرواسي حدث بسرخس وأملى فحضره جماعة كثيرة فقال: أنا أكتب أسماء الجماعة على الأصل بخطي، وفي المجلس الثاني إذا حضرت الجماعة أثبت أسماءهم كلهم عن ظهر قلب وما أحتاج أن أسألهم؛ وقيل: كانوا نحوًا من سبعين نفسًا. قال عبد الغافر بن إسماعيل: عمر الرواسي مشهور عارف بطرق الحديث كتب الكثير

وجمع الأبواب وصنف وكان سريع الكتابة, كان على سيرة السلف مقلا معيلا, خرج من نيسابور إلى طوس فأكرمه الغزالي وأنزله عنده وقرأ عليه الصحيح ثم سرحه. قلت: ومات معه في سنة ثلاث مسند أصبهان أبو سعد محمد بن محمد بن أحمد بن سيده المطرز عن اثنتين وتسعين سنة، ومسند بغداد أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار وله أيضًا ثنتان وتسعون سنة. أخبرنا أبو المعالي محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي الجذامي بالإسكندرية ثنا جدي أنا أبو طاهر الحافظ قال: كتب إلي أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الحافظ نا أحمد بن محمد البجلي الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الزرقي -وزرق من قرى مرو- ثنا أبو حامد أحمد بن عيسى بن مهدي إملاء ثنا محمد بن رزام المروزي ثنا محمد بن أيوب الهنائي ثنا حميد بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن دلهم عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من حفظ على أمتي حديثًا واحدًا كان له أجر أحد وسبعين نبيًّا صديقًا". قال أبو الفتيان: كتبه عني أبو بكر الخطيب الحافظ بصور. قلت: هذا مما تحرم روايته إلا مقرونًا بأنه مكذوب من غير تردد وقبح الله من وضعه وإسناده مظلم وفيهم بن رزام كذاب لعله آفته. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد عن محمد بن صاعد بن سعيد الطوسي أنا أبي أنا عمر بن أبي الحسن الحافظ إملاء بطوس أنا أحمد بن عبد الرحيم النيسابوري أنا أبو الحسين الخفاف أنا السراج ثنا قتيبة أنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان أخف الناس صلاة في تمام. وأخبرنا بن عساكر وابن أبي عصرون عن أبي روح الهروي أنا محمد بن إسماعيل أنا المحلم بن إسماعيل أنا الخليل بن أحمد السجزي ثنا محمد بن إسحاق السراج, فذكره, رواه مسلم عن قتيبة. 1052- 20/15- شجاع بن فارس بن حسين بن فارس بن الحسين بن غريب الحافظ الإمام, أبو غالب الذهلي الشيباني السهروردي البغدادي الحريمي: ولد سنة ثلاثين وأربعمائة, وسمع أبا طالب بن غيلان وعبد العزيز بن علي الأزجي وأبا محمد بن المقتدر الأمين وأبا محمد الجوهري وأبا جعفر بن المسلمة وأبا بكر الخطيب فمن بعدهم إلى أن نزل وسمع

_ 1052- الأنساب: 7/ 198. العبر: 4/ 13. الوافي بالوفيات: م14/ 29, 30. البداية: 12/ 176. شذرات الذهب: 4/ 16.

من أصحاب أبي القاسم بن بشران ومن أقرانه، حدث عنه إسماعيل بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وابن ناصر وعمر بن ظفر وأبو طاهر السلفي وسليمان بن جروان وآخرون. قال أبو سعد السمعاني: نسخ بخطه كثيرًا من التفسير والحديث والفقه ما لم ينسخه أحد من الوراقين، قال لي عبد الوهاب الأنماطي: دخلت يومًا فقال لي: توبتي؛ فقلت: من أي شيء؟ قال: كتبت شعر بن الحجاج بخطي سبع مرات. قال عبد الوهاب: قلما يوجد بلد من بلاد الإسلام إلا فيه بخطه شيء. وكان مفيد وقته ببغداد ثقة سديد السيرة أفنى عمره في الطلب وكان قد عمل مسودة تاريخ بغداد، ذيل به على تاريخ الخطيب فغسله في مرض موته. قلت: للسلفي سؤالات لشجاع عن المشايخ سمعناه متصلا. مات في ثالث جمادى الأولى سنة سبع وخمسمائة. وفيها مات المقرئ المسند أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني ببغداد وهو في عشر التسعين، وشيخ المالكية أبو العباس أحمد بن محمد بن عروس ببغداد عن أربع وتسعين سنة له إجازة من بن شاذان، والعلامة مؤلف المستظهري في المذهب أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي الشافعي ببغداد وله ثمان وسبعون سنة، والعلامة شيخ الأدب أبو المظفر محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد الأموي المعافري الأبيوردي الشاعر، وأبو بكر محمد بن عيسى اللخمي بن اللبانة شاعر الأندلس، والحافظان بن طاهر والمؤتمن الساجي. أخبرنا أبو علي الحسن بن علي أنا أبو الحسن بن المفر "ح" وأنا محمد بن بلغزا أنا البهاء عبد الرحمن قالا: أنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن الشيباني أنا شجاع بن فارس ومحمد بن الحسين الإسكاف قالا: أنا محمد بن علي الخياط -زاد شجاع فقال: وأنا وأبو طالب العشاري وأبو سعد بن السبط قالوا- ثنا أحمد بن محمد بن دوست ثنا الحسين بن صفوان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا الحسن بن عبد العزيز عن ضمرة عن بن شوذب قال: اجتمع مالك بن دينار ومحمد بن واسع فتذاكرا العيش, فقال مالك: ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش فيها؛ فقال محمد: طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء, ووجد عشاء ولم يجد غداء وهو عن الله راضٍ والله عنه راضٍ. 1053- 21/15- - محمد بن طاهر بن علي الحافظ العالم المكثر الجوال, أبو الفضل

_ 1053- العبر: 4/ 14. الوافي بالوفيات: 3/ 166-168. لسان الميزان: 5/ 207، 208. شذرات الذهب: 4/ 18. هدية العارفين: 2/ 82، 83.

المقدسي، ويعرف بابن القيسراني الشيباني: سمع ببلده من الفقيه نصر وأبي عثمان بن ورقاء وعدة، وببغداد أبا محمد الصريفيني وأبا الحسين بن النقور وطبقتهما وبمكة الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وسعد بن علي الزنجاني، وبمصر من أبي إسحاق الحبال، وبالثغر من الحسين بن عبد الرحمن الصفراوي، وبتنيس من علي بن الحسين بن الحداد حدثه عن جده عن الوشى"؟ " عن عيسى بن حماد زغبة، وبدمشق من أبي القاسم بن أبي العلاء، وبحلب من الحسن بن مكي، وبالجزيرة من عبد الوهاب بن محمد التميمي صاحب أبي عمر بن مهدي، وبأصبهان من عبد الوهاب بن منده، وبنيسابور من الفضل بن المحب وبهراة من محمد بن أبي مسعود الفارسي، وبجرجان من إسماعيل بن مسعدة، وبآمد من قاسم بن أحمد الأصبهاني الخياط, حدثه عن بن جشنس عن بن صاعد؛ ولقي بأستراباذ علي بن عبد الملك الحفصي صاحب هلال الحفار، وببوشنج عبد الرحمن بن محمد بن عفيف، وبالبصرة عبد الملك بن شغبة، وبالدينور بن عباد صاحب أبي بكر بن لال، وبالري إسماعيل بن علي صاحب أبي زكريا المزكي، وبسرخس محمد بن المظفر حدثه عن رجل عن محمد بن حمدويه المروزي، وبشيراز علي بن محمد الشروطي, حدثه عن أبي الليث عن أبي جعفر بن البختري، ولقي بقزوين محمد بن إبراهيم العجلي صاحب أبي عمر بن مهدي، وبالكوفة أبا القاسم حسين بن محمد، وبالموصل هبة الله بن أحمد المقرئ وبمرو المهربندقشائي، وسمع بمروالروذ والرحبة ونوقان والحرمين ونهاوند وهمذان وواسط وسلوة وأسدآباذ والأنبار وأسفرايين وآمل والأهواز وبسطام وخسروجرد وغير ذلك. روى عنه شيرويه بن شهردار وأبو جعفر بن أبي علي وأبو نصر الغازي وعبد الوهاب الأنماطي وابن ناصر والسلفي وولده أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وآخرون. قال أبو القاسم بن عساكر: سمعت محمد بن إسماعيل الحافظ يقول: أحفظ من رأيت بن طاهر، وقال أبو زكريا بن منده: كان بن طاهر أحد الحفاظ حسن الاعتقاد جميل الطريقة صدوقًا عالمًا بالصحيح والسقيم كثير التصانيف لازمًا للأثر, قال السلفي: سمعت بن طاهر يقول: كتبت الصحيحين وسنن أبي داود سبع مرات بالأجرة, وسنن بن ماجه عشر مرات بالري. قال السمعاني: سألت أبا الحسن الكرخي الفقيه عن بن طاهر فقال: ما كان على وجه الأرض له نظير وكان داودي المذهب، قال: اخترت مذهب داود، قلت: لم؟ قال: كذا اتفق، فسألته: من أفضل من رأيت؟ فقال: سعد الزنجاني وعبد الله الأنصاري, قال أبو مسعود عبد الرحيم الحاجي: سمعت بن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين مرة

ببغداد ومرة بمكة, كنت أمشي حافيًا في الحر فلحقني ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث، وكنت أحمل كتبي على ظهري، وما سألت في حال الطلب أحدًا, كنت أعيش على ما يأتي, وقيل: كان يمشي دائمًا في اليوم والليلة عشرين فرسخًا وكان قادرًا على ذلك, وقد ذكره الدقاق في رسالته فحط عليه وقال: كان صوفيا ملامتيا سكن الري ثم همذان، له كتاب "صفوة التصوف" وله أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاري ومسلم وغيرهما. قلت: هو أحفظ منك بكثير يا هذا؛ ثم قال: وذكر لي عند الإباحة قلت: بل الرجل مسلم معظم للآثار، وإنما كان يرى إباحة السماع لا الإباحة المطلقة التي هي ضرب من الزندقة والانحلال. وقال بن ناصر: بن طاهر لا يحتج به، صنف في جواز النظر إلى المرد وكان يذهب مذهب الإباحة. قلت: معلوم جواز النظر إلى الملاح عند الظاهرية وهو منهم. قال أبو سعد السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عن بن طاهر فتوقف ثم أساء الثناء عليه، وسمعت بن عساكر يقول: جمع بن طاهر أطراف الصحيحين وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأخطأ في مواضع خطأً فاحشًا. قال بن ناصر: كان لحنة ذا تصحيف قرأ وإن جبينه ليتقصد عرقًا بالقاف، فقلت: بالفاء، فكابرني. قال السلفي: كان فاضلا يعرف لكنه لحنة، قال لي المؤتمن: كان عند شيخ الإسلام بهراة, فكان الشيخ يحرك رأسه فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. قال بن طاهر: مولدي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة في شوال، وأول سماعي في سنة ستين، ودخلت إلى بغداد في سنة سبع وستين، ثم رجعت وأحرمت من بيت المقدس بحجة. قال بن عساكر: مصنفاته كثيرة لكنه كثير الوهم, وله شعر حسن وكان لا يحسن النحو. قال المبارك بن كامل: أنشدني بن طاهر لنفسه: ساروا بها كالبدر في هودج ... يميس محفوفًا بأترابه فاستعبرت تبكي فعاتبتها ... خوفًا من الواشي وأصحابه وقلت لا تبكي على هالك ... بعدك ما يبقى على ما به للموت أبواب وكل الورى ... لا بد أن يدخل من بابه وأحس الموت بأهل الهوى ... من مات من فرقة أحبابه قال شيرويه في تاريخ همذان: بن طاهر سكن همذان وبنى بها دارًا، وكان ثقة حافظًا عالمًا بالصحيح والسقيم حسن المعرفة بالرجال والمتون كثير التصانيف جيد الخط لازمًا للأثر بعيدًا عن الفضول والتعصب خفيف الروح قوي السير في السفر. قال شجاع الذهلي: مات بن طاهر عند قدومه بغداد من الحج يوم الجمعة في ربيع الأول. وقال أبو المعمر: في نصف ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة.

أخبرنا القاضي أبو محمد صالح بن ثامر الفرضي أنا يوسف بن خليل أنا محمد بن إسماعيل الطرسوسي "ح" وأنبأنا أحمد بن أبي الخير عن الطرسوسي أنا محمد بن طاهر الحافظ لفظًا في سنة ست وخمسمائة أنا الفضل بن عبد الله المفسر أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الزاهد ثنا أبو العباس السراج ثنا غياث بن جعفر ثنا سفيان عن عثمان بن أبي سليمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس" 1. هذا حديث صحيح متفق على أن الأمر فيه أمر ندب رواه الأئمة من طريق مالك بن أنس وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وغيرهما عن عامر بن عبد الله، وروايتنا هذه غريبة والله أعلم. 1054- 22/15- بن مرزوق هو الحافظ المتقن أبو الخير عبد الله بن مرزوق الهروي, مولى شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري: ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. وسمع أبا عمر المليحي ومولاه أبا إسماعيل وأحمد بن أبي نصر الكوفاني وعدة بهراة، وأبا القاسم بن البسري وأبا نصر الزينبي ببغداد، وأبا الفضل محمد بن أحمد العارف بالطبسين، ويحيى بن الحسين الشريف بالري، وعبد الرحمن بن منده وطبقته بأصبهان، وبهمذان والكوفة وواسط، وعني بهذا الشأن، وكان موصوفًا بالحفظ والمعرفة وحسن السيرة، وكان به صمم فلما شاخ اشتد ذلك، سمع منه آحاد الطلبة واستوطن أصبهان. قال إسماعيل الحافظ: هو حافظ للحديث متقن. قال أبو موسى المديني: ثنا الحافظ الزاهد العالم أبو الخير الهروي وكان ثقيل الأذن. قال: ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسمائة. وقال اليونارتي: صحب أبو الخير الحفاظ وثافنهم، ذو إتقان وطلب وحبّ للحديث وهو مقبل على شأنه. 1055- 23/15- الموتمن بن أحمد بن علي بن الحسين الحافظ الحجة أبو نصر الربعي الديرعاقولي ثم البغدادي, المعروف بالساجي محدث بغداد: سمع أبا الحسين بن النقور وعبد العزيز بن علي الأنماطي وأبا القاسم بن البسري وعبد الله بن الحسن الخلال وأبا نصر

_ 1 رواه البخاري في الصلاة باب 60. ومسلم في المسافرين حديث 68-70. والترمذي في الصلاة باب 117، 118. والنسائي في المساجد باب 36. 1054- مختصر طبقات علماء الحديث: الورقة 223. تاريخ الإسلام: 4/ 181. طبقات الحفاظ: 453. شذرات الذهب: 4/ 16. 1055- العبر: 4/ 15. البداية والنهاية: 12/ 178. طبقات الحفاظ: 453. شذرات الذهب: 4/ 20. الكامل في التاريخ: 10/ 500.

الزينبي وإسماعيل بن مسعدة وطبقتهم ببغداد، وكان أولا قد سمع من أبي بكر الخطيب بصور، ومن أبي عثمان بن ورقاء ببيت المقدس، والحسن بن مكي الشيزري بحلب، وسمع بأصبهان أبا عمرو بن منده وطبقته، وبنيسابور أبا بكر بن خلف وطبقته، وبهراة شيخ الإسلام أبا إسماعيل وطبقته، وبالبصرة أبا علي التستري وطبقته، وأكب على الطلب ببغداد مدة ثم تزهد وانقطع وأقبل على شأنه. روى عنه سعد الخير الأندلسي وابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري ومحمد بن أبي بكر الشيحي وأبو طاهر السلفي وأبو سعد بن البغدادي ومحمد بن علي بن فولاد وآخرون. قال أبو الوقت: كان شيخ الإسلام إذا رأى المؤتمن قال: لا يمكن أحد أن يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما دام هذا حيا. وقال الضياء بن هبة الله: سألت السلفي عن المؤتمن الساجي فقال: حافظ متقن لم أر أحسن قراءة للحديث منه، تفقه في صباه على الشيخ أبي إسحاق وكتب الشامل بخطه عن بن الصباغ ثم خرج إلى الشام وسكن القدس زمانا، وقال لي: إنه سمع من الخطيب حديثًا واحدًا ولم يكن عنده به نسخة، انتفعت بصحبته، وقال أبو نصر الفاهي: أقام المؤتمن بهراة نحو عشر سنين وقرأ الكثير وكتب جامع الترمذي ست مرات وكان فيه صلف وقناعة وعفة واشتغال بما يعنيه. قال أبو بكر السمعاني: ما رأيت بالعراق من يفهم الحديث غير رجلين: المؤتمن ببغداد وإسماعيل التيمي بأصبهان. وقال يحيى بن منده: قدم الساجي وسمع من أبي كتاب "معرفة الصحابة" وكتاب "التوحيد" و"الأمالي" وحديث بن عيينة لجدي, فلما أخذ في قراءة "غرائب شعبة" وبلغ إلى حديث عمر في لبس الحرير كان الوالد في حال الانتقال إلى الله وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد العشاء الآخرة هذا ما رأينا، ثم قدم بن طاهر وقرأنا عليه جزءًا من مجموعاته فيه: سمعت أصحابنا بأصبهان يقولون: إنما تمم الساجي كتاب "معرفة الصحابة" على أبي عمرو بعد موته وذلك أنه كان يقرأ عليه وهو في النزع ومات وهو يقرأ وكان يصاح به تريد أن تغسل الشيخ, فلما سمعت هذه الحكاية قلت: ما جرى ذلك، يجب أن يصلح هذا فإنه كذب. وأما قراءة "معرفة الصحابة" فكان قبل موت الوالد بشهرين؛ وكان المؤتمن -والله- ورعًا زاهدًا صابرًا على الفقر, رحمه الله تعالى. قال بن ناصر: سألت المؤتمن عن مولده فقال: في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة وتوفي في صفر سنة سبع وخمسمائة وصليت عليه, وكان عالمًا فهمًا ثقة مأمونًا. سمعت أبا الحسين اليونيني أنا جعفر أنا السلفي, سمعت المؤتمن الساجي يقول: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب. وسمعت المؤتمن يقول: كان أبو بكر -يعني الخطيب- يقول: من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه على الناس.

1056- 24/15- الأعمش الحافظ الإمام الأديب أبو العلاء حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف الهمذاني, شيخ حافظ ثقة مكثر: سمع بهمذان من عبيد الله بن الحافظ بن منده وأبي مسلم بن غزو النهاوندي وأبي محمد بن ماهلة وطبقتهم، وكان مولده في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. روى عنه أبو طاهر السلفي وأبو العلاء العطار والطائي وجماعة وكان مع بصره بهذا الشأن عارفًا بفقه أحمد بن حنبل ناصرًا للسنة عالمًا بالعربية وافر الجلالة بهمذان أملى عدة مجالس من حفظه. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي مروياته وكان عارفًا بالحديث حافظًا ثقة سمع الكثير بنفسه وأملى وحدث, ثم سمى شيوخه. قرأت على أحمد بن عبد الكريم بن عبد الأعلاقي أخبركم نصر بن جرو قال: أنا أحمد بن محمد الحافظ, سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان, سمعت علي بن حميد الحافظ, سمعت طاهر بن عبد الله الحافظ, سمعت أحمد بن عمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى صالح بن أحمد الحافظ بهمذان كانت له أرض فباعها بسبعمائة دينار ونثرها على محابر أصحاب الحديث. حدث بهذه الحكاية أبو سعد السمعاني عن شيخ سماه عن السلفي فكأني سمعتها من أبي سعد. قال السمعاني: مات حمد في عاشر شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وفيها مات أمير المؤمنين المستظهر بالله أحمد بن المقتدي، وشمس الأئمة أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الأنصاري الجابري البخاري الزرنجري مفتي ما وراء النهر وكان تلميذ شمس الأئمة السرخسي وشمس الأئمة الحلواني، وببغداد شيخ الحنفية أيضًا العلامة نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الهاشمي الزينبي راوي الصحيح عن كريمة المروزية، والعلامة الأصولى أبو القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري النيسابوري عن سن عالية، والمسند المعمر أبو العلاء عبيد بن محمد القشيري النيسابوري عن خمس وتسعين سنة وهو خاتمة من روى عن عبد القاهر بن طاهر الأصولى، والمعمر أبو عبد الله عيسى بن شعيب السجزي والد أبي الوقت عن أزيد من مائة عام، تفرد بالسماع من علي بن بشري، والعلامة المعمر أبو عبد الله محمد بن عتيق التميمي القيرواني الأشعري المقرئ المعروف بابن أبي كدية قرأ على بن نفيس بمصر والحافظ محمود بن الفضل الأصبهاني.

_ 1056- مختصر طبقات علماء الحديث: الورقة 223. تاريخ الإسلام: 4/ 207. طبقات الحفاظ: 454. شذرات الذهب: 4/ 31. ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 141، 142.

أخبرتنا فاطمة بنت جوهر أنا بن الزبيدي أنا أبو الفتوح الطائي أنا زين الحفاظ حمد بن نصر أنا عبد الرحمن بن غزو العطار أنا أحمد بن فراس بمكة ثنا محمد بن إبراهيم الديبلي ثنا الحسين بن الحسن المروزي أنا محمد بن أبي عدي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: أهديت لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حلة من حرير فجعل أصحابه يلمسونها ويتعجبون من لينها, فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "مناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل أو خير مما ترون". أخرجاه من حديث شعبة. 1057- 25/15- بن منده الحافظ العالم المسند أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن الحافظ الشيخ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني العبدي: سمع أباه وعميه: عبد الرحمن الحافظ وعبيد الله التاجر وأبا بكر بن ريذة صاحب الطبراني وأبا طاهر بن عبد الرحيم صاحب أبي الشيخ وأبا العباس أحمد بن محمد القصاص وأحمد بن محمود الثقفي ومحمد بن علي الجصاص وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه وأبا الفتح علي بن محمد الدليلي ومحمد بن علي بن الحسين والجوزداني وأبا بكر أحمد بن منصور المغربي وسعيدًا العيار وأبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي وأبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي الزاهد وأبا بكر البيهقي وخلقًا كثيرًا, وله إجازة من أبي طالب بن غيلان وجماعة، حج سنة ثمان وتسعين وأربعمائة وأملى ببغداد، ومن مسموعاته كتاب "المعجم الكبير" للطبراني من بن ريذة. حدث عنه عبد الوهاب الأنماطي ويحيى بن عبد الغافر بن الصباغ وعلي بن أبي تراب وابن ناصر والسلفي وعبد الحق اليوسفي وأبو محمد بن الخشاب وخلق، آخرهم موتا محمد بن إسماعيل الطرسوسي. ذكره أبو سعد السمعاني وقال: هو جليل القدر وافر الفضل واسع الرواية ثقة حافظ مكثر صدوق كثير التصانيف حسن السيرة بعيد عن التكلف أوحد بيته في عصره خرج التاريخ لنفسه ولجماعة من شيوخنا وأجاز لي مسموعاته, وسألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فأثنى عليه ووصفه بالحفظ والمعرفة والدراية، وسمعت محمد بن أبي نصر الفتواني الحافظ يقول: بيت بني منده بدئ بيحيى وختم بيحيى. قرأت بخط اليونارتي: مولد يحيى بن منده في شوال سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وكتب إلى معمر بن الفاخر أنه توفي يوم النحر سنة إحدى عشرة, وقيل: توفي في ثاني عشر ذي الحجة. وفيها مات شيخ القراء خطيب قرطبة أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن النخاس عن

_ 1057- العبر: 4/ 25، 26. الكامل لابن الأثير: 10/ 546. طبقات الحفاظ: 454. شذرات الذهب: 4/ 32. هدية العارفين: 2/ 520.

أربع وثمانين سنة، وشيخ بغداد أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف اليوسفي، ومسند أصبهان أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرحي الأصبهاني عن أربع وتسعين سنة، ومسند العراق أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان الكرجي الكاتب, خاتمة من سمع من بن شاذان. أخبرنا محمد بن يوسف الأديب أنا عبد الوهاب بن طاهر أنا أبو طاهر السلفي ثنا يحيى بن عبد الوهاب الحافظ إملاء بانتخابي أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الخازن نا أحمد بن عمر بن يوسف بن جوصا ثنا معاوية بن عمرو ثنا حريز بن عثمان قلت لعبد الله بن بسر: هل كان في رأس رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من شيب؟ قال: كان في رأسه شعرات بيض، كان إذا أدهن يتغيبن. 1058- 26/15- محمود بن الفضل بن محمود الحافظ العالم مفيد الجماعة, أبو نصر الأصبهاني الصباغ, نزيل بغداد: سمع عبد الرحمن بن منده وأخاه عبد الوهاب وأبا الفضل البزاني وأبا بكر بن ماجه وعائشة بنت الحسن الوركانية وطبقتهم، روى اليسير وقد كتب بخطه السريع الرفيع ما لا يوصف كثرة وكان حميد الطريقة مفيدًا للغرباء نسخ الكتب المطولة. قال شيرويه الديلمي: قدم علينا همذان وكان حافظًا ثقة يحسن هذا الشأن حسن السيرة عارفًا بالأسماء والنسب مفيدًا للطلبة. وقال غيره: لحق ببغداد رزق الله التميمي وطرادًا الزينبي وطبقتهما وأصحاب أبي طالب بن غيلان فمن دونهم حتى كتب عن أصحاب أبي القاسم بن البسري ونحوه. روى عنه بن ناصر وأبو الفتح بن عبد السلام الكاتب والمبارك بن كامل وغيرهم. قال السلفي: كان رفيقنا محمود بن الفضل يطلب الحديث ويكتب العالي والنازل فعاتبته في كتبه النازل فقال: والله إذا رأيت سماع هؤلاء لا أقدر على تركه؛ فرأيته بعد موته فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بهذا, وأخرج من كمه جزءًا. مات محمود بن الفضل في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. 1059- 27/15- ابن سُكَّرة الإمام الحافظ البارع, أبو علي الحسين بن محمد بن فيرة بن

_ 1058- المنتظم: 9/ 202، 203. مختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي: الورقة 224. تاريخ الإسلام: 4/ لوحة: 208/ 2-209/ 1. 1059- العبر: 4/ 32، 33. طبقات الحفاظ: 455. شذرات الذهب: 4/ 43. تاريخ الإسلام: 4/ 214/ 1. الصلة: 1/ 144-146.

حيون الصدفي السرقسطي الأندلسي: سمع القاضي أبا الوليد الباجي وطائفة، وببلنسية من أبي العباس بن دلهاث العذري، وبالمرية محمد بن سعدون القروي، ثم حج سنة إحدى وثمانين وأربعمائة فدخل على أبي إسحاق الحبال فأجاز له، ولم يقدر على السماع لمنع المصريين الخلفاء للحبال، وسمع بالبصرة من عبد الملك بن شغبة وحفص بن محمد العباداني وعدة، وببغداد علي بن الحسين بن قريش وعاصم بن الحسن ومالك بن أحمد البانياسي وأبا عبد الله الحميدي، وبواسط أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن أحمولة، وبالأنبار أبا الحسن بن الأخضر الخطيب؛ وتفقه على أبي بكر الشاشي وأخذ بدمشق عن الفقيه نصر المقدسي، ورجع إلى الأندلس بعلم جم فنزل مرسية وتصدر للإفادة والإقراء بجامعها ورحل الناس إليه؛ وكان عالمًا بالقراءات تلا على أصحاب الحمامي؛ وله الباع الطويل في الرجال والعلل والأسماء والجرح والتعديل, مليح الخط متقن الضبط حافظًا للمتن والإسناد قائمًا على إقراء الصحيحين وجامع أبي عيسى. ولي قضاء مرسية ثم استعفى منه وأقبل على نشر العلم وتأليفه وكان صالحًا عاملًا بعلمه حليمًا متواضعًا. قال ابن بشكوال: هو أجل من كتب إلي بالإجازة. قال القاضي عياض في أول المشيخة التي خرجها لأبي علي عن مائة وستين شيخًا: إن أبا علي أكره على القضاء فوليه ثم اختفى حتى أُعفي عنه. قال: وقرأ بروايات فتلا لقالون على رزق الله التميمي وقرأ بروايات على أبي الفضل بن خيرون وذكر أن الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي كتب عنه ثلاثة أحاديث. قلت: روى عنه بن صابر الدمشقي وأخوه وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشي والقاضي عياض فسمع منه عياض صحيح مسلم وقال: حدثنا به عن أبي العباس العذري عن أحمد بن الحسن بن بدران الرازي, إلى أن قال: واستشهد أبو علي في وقعة قندة بثغر الأندلس لست بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمسمائة، وله نحو من ستين سنة، وكان عيشه من كسب بضاعة مع ثقات إخوانه. قلت: فيها توفي المسند أبو المعالي أحمد بن علي بن البخاري البغدادي البزاز يقال له: بن البخوري أو بن المبخر، كان يبخر الناس يوم الجمعة، عاش أبو المعالي أربعًا وثمانين سنة وعنده بن غيلان؛ ومقرئ الإسكندرية أبو علي الحسن بن خلف بن سمة القزويني، والعلامة أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، ومقرئ الأندلس أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المريي، ومسند دمشق أبو الحسن علي بن الحسين السلمي بن الموازيني، ومسند أصبهان أبو منصور محمد بن إسماعيل الصيرفي الأشقر الأصبهاني عن ثلاث وتسعين سنة, رحمهم الله تعالى.

أخبرنا القاضي معين الدين علي بن أبي العباس بالثغر قال: قرأت على الحافظ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري سنة ست وأربعين وستمائة عن الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله أنا أبو الفضل عياض بن موسى القاضي ثنا حسين بن علي الصدفي أنا أبو الوليد سليمان بن خلف ثنا أبو ذر الحافظ ثنا أبو محمد السرخسي وأبو إسحاق وأبو الهيثم قالوا: ثنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا قتيبة ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "بعثت من خير قرون بني آدم قرنًا فقرنًا, حتى كنت من القرن الذي كنت منه". ووقع لنا في الصحيح أعلى بثلاث درج. 1060- 28/15- بن مفوز الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري الشاطبي: حدث عن عمه طاهر الحافظ وأبي علي الغساني فأكثر جدًّا وعن محمد بن الفرج الطلاعي وأبي مروان بن سراج وطبقتهم، وله إجازة من أبي عمر بن الحذاء والقاضي أبي الوليد الباجي؛ وكان حافظًا عارفًا متقنًا ضابطًا عارفًا بالأدب وفنونه حدث بقرطبة وخلف شيخه أبا علي الحافظ في الإفادة؛ وله رد على بن حزم رأيته. مات في سنة خمس عشرة وخمسمائة عن اثنتين وأربعين سنة. 1061- 29/15- الدقاق الحافظ المفيد الرحال, أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الأصبهاني: كان يقول: عرفت بين المحدثين بصديقي أبي علي الدقاق، سألوني: بأي شيء نكتب تعريف سماعك؟ فقلت: بالدقاق؛ ومولدي بمحلة جرواآن سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، وسمعت من أبي المظفر عبد الله بن شبيب وأحمد بن الفضل الباطرقاني وعبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ وسعيد العيار وعبد الرحمن بن منده, وسمعت من ستة من أصحاب بن المقرئ، وأول ما أمليت بسرخس في سنة أربع وسبعين، سمعت من الإمام أبي عبد الله العميري، ودخلت لطلب الحديث طوس وهراة وبلخ ومرو وبخارى وسمرقند وكرمان وجرجان ونيسابور, فما زال يعد حتى سمى مائة وعشرين مكانا؛ ثم قال: فأما الذين كتبت عنهم بأصبهان فأكثر من ألف إن شاء الله والذين في الرحلة فأكثر من ألف أخرى. وكان الدقاق صالحًا فقيرًا متعففًا صاحب سنة واتباع إلا أنه كان يبالغ في تعظيم عبد الرحمن شيخه ويؤذي الأشعرية.

_ 1060- اللة: 2/ 567، 568. مختصر طبقات علماء الحديث: الورقة 225. تاريخ الإسلام: 4/ 173/ 1. طبقات الحفاظ: 456. 1061- مختصر طبقات علماء الحديث: الورقة 225. تاريخ الإسلام: 4/ 227/ 1. العبر: 4/ 38، 39. طبقات الحفاظ: 456. شذرات الذهب: 4/ 56.

قال السلفي: سمعت إسماعيل بن محمد الحافظ يقول: ما أعرف أحدًا أحفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد من أبي عبد الله الدقاق. قلت: حدث عنه أبو طاهر السلفي وأبو سعيد محمد بن عبد الواحد الصائغ وخليل بن أبي الرجاء الرازي وطائفة. قال عبد الرحمن بن أبي الوفاء فيما أنبأنا بن الخلال عن كريمة سماعًا عنه قال: توفي الحافظ أبو عبد الله الدقاق ليلة الجمعة سادس شوال سنة ست عشرة وخمسمائة. قلت: فيها مات المسند أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق الباخرحي ببغداد عن تسع وسبعين سنة، والمسند الكبير أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي عن بضع وثمانين سنة، والعلامة شيخ الأدب أبو محمد القاسم بن علي بن محمد الحرامي البصري الحريري صاحب المقامات، وشيخ المقرئين أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن خلف الصقلي مصنف "التجريد" بالإسكندرية، والحافظ أبو محمد السمرقندي، ومحيي السنة أبو محمد البغوي. أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن خليل بن بدر أنا محمد بن عبد الواحد الحافظ سماعًا في سنة خمس عشرة وخمسمائة أخبرني المفتي أبو بكر محمد بن محمد الزرنجري ببخارى أنا أبو سهل أحمد بن علي أنا بن حاجب ثنا بن مطر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن مطهر ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى يبلغه ستين سنة" 1. وأخبرنا محمد بن عبد الرحيم القرشي أنا عبد الوهاب بن علي أنا أبو طاهر بن سلفة أنا محمد بن عبد الواحد الحافظ أنا عبد الواحد بن أحمد المؤدب أنا أبو أحمد بن يعقوب أنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن منيع ثنا هشيم أنا مغيرة عن الشعبي عن بن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- شرب من ماء زمزم وهو قائم. 1062- 30/15- البغوي الإمام الحافظ الفقيه المجتهد محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء الشافعي صاحب "معالم التنزيل" و"شرح السنة" و"التهذيب" و"المصابيح" وغير ذلك: تفقه على القاضي حسين صاحب التعليقة وحدث عنه وعن أبي عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي وأبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي

_ 1 رواه البخاري في الرقاق باب 5. 1062- العبر: 4/ 37. الوافي بالوفيات: 13/ 26. طبقات الحفاظ: 400. تاريخ الإسلام: 4/ 222/ 2. النجوم الزاهرة: 5/ 224.

ويعقوب بن أحمد الصيرفي وعلي بن يوسف الجويني وأبي الحسن محمد بن محمد الشيرزي. روى عنه أبو منصور محمد بن أسعد العطاري المعروف بحفدة، وأبو الفتوح محمد بن محمد الطائي وأهل مرو، وبورك له في تصانيفه لقصده الصالح فإنه كان عن العلماء الربانيين، كان ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير، وكان يأكل كسرة وحدها فعذلوه فصار يأكلها بزيت، وكان أبوه يعمل الفراء ويبيعها، ولعل محيي السنة بلغ ثمانين سنة، ويلقبونه أيضًا ركن الدين وآخر من روى عنه بالإجازة أبو المكلام فضل الله بن محمد النوقاتي شيخ حي إلى حدود الستمائة وأجاز لشيخنا الفخر علي المقدسي. وتوفي محيي السنة بمدينة مروالروذ في شوال سنة ست عشرة وخمسمائة ودفن عنه شيخه القاضي حسين. أخبرنا عمر بن إبراهيم بن حسين الكاتب وعبد الخالق بن عبد السلام الشافعي وأحمد بن محمد بن سعد وإسماعيل بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الحميد بن قدامة وخديجة بنت الرضى قالوا: أنا محمد بن الحسين بن بهرام الصوفي أنا محمد بن أسعد العطاري سنة سبع وستين وخمسمائة أنا محيي السنة الحسين بن مسعود الفقيه أنا أبو الحسن محمد بن محمد أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد أنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له: "إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء, فإنه لا يسمع مدى صوتك -أو صوت المؤذن- جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة" 1؛ قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم. 1063- 31/15- شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرة المحدث الحافظ مفيد همذان ومصنف تاريخها ومصنف كتاب "الفردوس": سمع يوسف بن محمد بن يوسف المستملي وسفيان بن الحسين بن فنجويه وعبد الحميد بن الحسن الفقاعي وأبا الفضل محمد بن عثمان القومساني وأبا الفرج علي بن محمد الجريري وأحمد بن عيسى الدينوري وخلائق بهمذان، وعبد الوهاب بن منده وطبقته بأصبهان، وأبا منصور عبد الباقي بن محمد العطار وأبا القاسم بن البسري وخلقًا ببغداد، وبقزوين وأماكن؛ قال يحيى بن منده: هو

_ 1 رواه البخاري في الأذان باب 5. والنسائي في الأذان باب 14. وأحمد في مسنده "3/ 35، 43". 1063- العبر: 4/ 18. الوافي بالوفيات: "خ" 14/ 53. طبقات الحفاظ: 457. شذرات الذهب: 4/ 23، 24. النجوم ازاهرة: 5/ 211.

شاب كيس حسن الخلق والخلق ذكي القلب صلب في السنة قليل الكلام قلت: هو حسن المعرفة، وغيره أتقن منه، روى عنه ابنه شهردار ومحمد بن الفضل الأسفراييني ومحمد بن أبي القاسم الساوي والحافظ أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل والحافظ أبو العلاء أحمد بن الحسن بن أحمد العطار والحافظ أبو موسى المديني وآخرون. أخبرنا محمد بن قايماز أنا الحسين بن مبارك وعبد الله بن عمر قالا: أنا أبو الفتوح الطائي أنا شيرويه بن شهردار الديلمي الحافظ أنا إبراهيم بن محمد القفال أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قولة أنا أبو سعيد بن الأعرابي بمكة أنا أحمد بن يحيى بن المنذر ثنا أبي ثنا أبو العطوف عن الزهري أن أبا سلمة أخبره عن أبي هريرة, سمعت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". توفي في تاسع عشر رجب سنة تسع وخمسمائة. وفيها مات المحتسب أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني صاحب المجالس، وخطيب صور ومحدثها أبو الفرج غيث بن علي الصوري الأرمنازي عن ست وستين سنة كتب عنه شيخه أبو بكر الخطيب، والمفيد أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي ببغداد أحد من رحل وتعب، ومعجمه في مجلد لكنه متهم. 1064- 32/15- النرسي الحافظ محدث الكوفة, أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي المقرئ ويلقب بأبي النرسي: سمع محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي ومحمد بن إسحاق بن فدويه وأبا طاهر محمد بن العطار ومحمد بن محمد بن حازم وعدة بالكوفة، وكريمة المروزية بمكة، وأبا إسحاق البرمكي وأبا عبد الله بن حبيب القادسي وأحمد بن محمد الزعفراني وأحمد بن محمد بن قفرجل وأبا منصور بن السواق وأبا القاسم التنوخي وطبقتهم ببغداد، ومن جماعة بالشام، ونسخ الكتب وصنف وخرج لنفسه المعجم. روى عنه الفقيه نصر المقدسي والحميدي وابن الخاضبة والسلفي وابن ناصر ومعالي بن أبي بكر الكياني ومسلم بن ثابت النحاس ومحمد بن حيدرة بن عمر والزيدي وأبو الفرج بن كليب إجازة وخلق كثير، كان يقول: ما بالكوفة أحد من أهل السنة والحديث إلا أنا، وكان ينوب عن خطيب الكوفة ويتردد كثيرًا إلى بغداد؛ مولده سنة أربع وعشرين وأربعمائة ورحل وهو بن عشرين سنة, وأول سماعه سنة اثنتين وأربعين.

_ 1064- العبر: 4/ 22. الوافي: 4/ 143، 144. طبقات الحفاظ: 458. شذرات الذهب: 4/ 29. النجوم الزهرة: 5/ 212.

ذكره عبد الوهاب بن الأنماطي فوصفه بالحفظ والإتقان، وقال: كانت له معرفة ثاقبة. وقال محمد بن علي بن فولاد الطبري: سمعت أبا الغنائم الحافظ يقول: كنت أقرأ القرآن على المشايخ وأنا صبي فقيل لي: أنت أبي؛ لجودة قراءتي. قلت: قرأ لعاصم على شيخه العلوي عن قراءته على القاضي أبي عبد الله الجعفي، قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري. قال بن ناصر: كان النرسي حافظًا ثقة متقنا ما رأينا مثله, كان يتهجد ويقوم الليل, قرأ عليه بن سلفة حديثًا فأنكره وقال: ليس هذا من حديثي؛ فكلمه في ذلك فقال: أعرف حديثي كله لأني نظرت فيه مرارًا فما يخفى علي منه شيء، وكان يقدم كل سنة من سنة ثمان وتسعين في رجب ويقيم ببغداد إلى بعد العيد وينسخ بالأجرة يستعين بذلك على العيال، وكان أبو عامر العبدري يثني عليه ويقول: ختم هذا الشأن بأبي النرسي, رحمه الله تعالى. مرض أبي ببغداد فحمل إلى الكوفة فأدركه الأجل بالحلة وحمل إلى الكوفة ميتًا فدفن بها في شعبان سنة عشر وخمسمائة. وفيها مات خميس الحوزي وأبو بكر السمعاني، ومسند خراسان أبو بكر عبد الغافر بن محمد الشيرازي التاجر خاتمة أصحاب أبي بكر الحيري، ومسند العراق أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز عن سبع وتسعين سنة، ومقرئ بغداد أبو الخير المبارك بن الحسين الغسال الأديب عن نيف وثمانين سنة, وفقيه بغداد أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني الأزجي الحنبلي صاحب التصانيف عن ثمان وسبعين سنة، ومسند الشام أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد الحنائي الدمشقي، ومسند أذربيجان أبو القاسم محمود بن سعادة الهلالي السلماسي وقد قارب المائة، ومسند هراة أبو الفتح نصر بن أحمد بن إبراهيم الحنفي الزاهد بقية المسندين، يقال: إن شيخ الإسلام خرج له ثلاث مجلدات. أخبرنا عيسى بن أبي محمد أنا جعفر بن علي أنا أبو طاهر الحافظ أنا أبو الغنائم النرسي أنا محمد بن إسحاق أنا علي بن عبد الرحمن البكائي ثنا أبو جعفر الحضرمي وأبو حصين الوداعي إملاء سنة تسعين ومائتين قالا: ثنا أحمد بن يونس ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال: يا رسول الله, مررت برجل فلم يُقْرِني ولم يُضِفْني ثم مر بي فأجزيه أم أُقريه؟ قال: "بل أقرِه". 1065- 33/15- الحوزي الحافظ الإمام محدث واسط أبو الكرم خميس بن علي بن أحمد الواسطي: سمع علي بن محمد النديم وأبا القاسم بن البسي البندار وأبا نصر

_ 1065- العبر: 4/ 20. الوافي بالوفيات: 8 ل/ 36. طبقات الحفاظ: 458. شذرات الذهب: 4/ 27. الأنساب: 4/ 269.

الزينبي وهبة الله بن الجلخت وطبقتهم بواسط وبغداد، وكتب وجمع وجرح وعدل، روى عنه أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم وأحمد بن سالم المقرئ وعبد الوهاب بن الحسن الفرضي وأبو طاهر السلفي وأبو بكر عبد الله بن عمران الباقلاني مقرئ العراق وآخرون. قال السلفي: سألت خميسًا الحوزي عن أهل واسط المتأخرين فأجابني؛ وكان السلفي يثني عليه ويقول: كان عالمًا ثقة يملي من حفظه على حال من أسأله عنه وكان لا يؤبه له, والحوز قرية شرقي واسط. قال بن نقطة: سمع من عبد العزيز بن علي الأنماطي وطبقته, وكان له معرفة بالحديث والأدب. قال: ومولده في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ومات في شعبان أيضًا سنة عشر وخمسمائة, رحمه الله تعالى. أخبرنا إسحاق بن أبي بكر الصفار أنا أبو الهاشم بن رواحة أنا أبو طاهر السلفي أنا خميس بن علي بواسط أنا عبد الباقي بن محمد بن غالب أنا أحمد بن محمد الجندي ثنا بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا بن أبي عدي عن حميد عن أنس قال: واصل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فواصل رجال من أصحابه فنهاهم, فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يومًا ثم يومًا ثم رأوا الهلال فقال: "لو مد لي من الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم، إني لست مثلهم, إني أظل يطعمني ربي ويسقيني". هذا حديث صحيح. 1066- 34/15- بن السمرقندي الحافظ الإمام الثقة أبو عبد الله بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث مفيد بغداد, وأخو أبي القاسم إسماعيل: مولده بدمشق ومنشؤه بها ثم ببغداد، سمع أبا بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني وأبا نصر بن طلاب وأبا الحسين بن النقور وطبقتهم، وبنيسابور من الفضل بن المحب وطائفة، وبأصبهان أبا منصور بن شكرويه، وعني بهذا الشأن وكتب وتعب وكان يفهم شيئًا كثيرًا من هذا العلم مع الصدق والإتقان وكان يقرأ للوزير النظام على الشيوخ ويفيده عنهم، عمل لنفسه المعجم في ثمانية أجزاء وروى الكثير، سئل عنه السلفي فقال: كان فاضلا عالمًا ثقة ذا ألسن، وكان أبو محمد قد رزق حظا من الأدب, إذا قرأ أعرب وأغرب. قال عبد الغافر بن إسماعيل: شاب حافظ بالغ في الحفظ حديد الخاطر خفيف الروح لطيف المحاورة كان حافظ وقته. وقال الدقاق: صحب بن السمرقندي الخطيب وتلمذ له وكان ممن يتعصب للأشعرية. قلت: معلوم أنه سمع من الخطيب وأما أن يكون تلمذ له فلا

_ 1066- العبر: 4/ 37. البداية والنهاية: 12/ 291. شذرات الذهب: 4/ 94. النجوم الزاهرة: 5/ 223. المنتظم: 9/ 238، 239.

يلحق هذا، وقد سمع بدمشق من أبي القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي ومحمد بن مكي الأزدي، روت عنه بنته كمال والسلفي، وذكر بن كامل ويحيى بن يوش, وآخرون. مولده سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ومات ببغداد في ربيع الآخر سنة ست عشرة وخمسمائة. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أنا نصر بن عبد الرزاق القاضي أنا محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق أنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن أبي الأشعث السمرقندي أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا جدي محمد بن جعفر السامري ثنا عمران بن موسى المؤذن ثنا محمد بن عمران ثنا سعيد بن عبيد الله الوصافي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي قال: دخل سواد بن قارب على عمر بن الخطاب فقال: ناشدتك الله يا سواد, هل تحسن من كهانتك شيئًا؟ قال: سبحان الله يا أمير المؤمنين، ما استقبلت أحدًا من جلسائك ما استقبلتني به؛ قال: سبحان الله يا سواد, ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك, وذكر الحديث. 1067- 35/15- بن الحداد الحافظ الإمام مفيد أصبهان, أبو نعيم عبيد الله بن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني: سمع أبا عمرو بن منده وأبا طاهر أحمد بن محمد النقاش وحمد بن ولكيز وسليمان بن إبراهيم الحافظ وهذه الطبقة، ورحل فسمع أبا بكر بن خلف وموسى بن عمران الأنصاري وأبا عبد الله العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وأبا الغنائم بن أبي عثمان وأبا عبد الله بن طلحة الثعالبي ورزق الله التميمي وخلقًا. قال محمد بن عبد الواحد الدقاق في رسالته: وبأصبهان لي صديق وهو أبو نعيم بن الحداد أحد العلماء في فنون كثيرة, بلغ مبلغ الإمامة بلا مدافعة, وله عندي أيادٍ كثيرة وجمع ما لم يجمعه أحد من أقرانه من الكتب الكثيرة والسماعات، صدوق في جمعه وكتبه, أمين في قراءته. مولد عبيد الله سنة ثلاث وستين وأربعمائة، ومات في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وخمسمائة، روى عنه نويس قليل، ولعفيفة الفارقانية المعمرة إجازة منه بمروياته. ومات معه في السنة مسند بغداد المقرئ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الطيوري أخو أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، والمسند أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي الحسيني الأصبهاني، والمسند أبو نهشل عبد الصمد بن أحمد العنبري الأصبهاني، وأبو الغنائم محمد بن محمد بن المهتدي بالله الخطب, والمحدث المجود أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني البغدادي عن خمس وسبعين سنة، ومسند

_ 1067- العبر: 4/ 41. طبقات الحفاظ: 459. شذرات الذهب: 4/ 56. المنتظم: 9/ 247. تاريخ الإسلام: 4/ 230/ 2.

مصر أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني ثم المصري، والعالم المسند أبو عمران موسى بن أبي تليد الشاطبي. أخبرنا جماعة إجازة عن عفيفة بنت أحمد ثنا أبو نعيم عبيد الله بن الحسن خطا ثنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي ثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا محمد بن عبد الله الأصبهاني الصفار ثنا أحمد بن مهدي ثنا ثابت بن محمد ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا يقطع الصلاة الكشر, ولكن تقطعها القرقرة". تفرد به ثابت وهو غريب. أنبئت عن محمد بن مكي الأصبهاني الحنبلي قال: قيل: ناظر أبو نعيم الحداد شهردار بن شيرويه وكان قد تأخر عن أبي علي الحداد لسماع كتاب مسلم على أبي الحسن النيسابوري فقال: سبحان الله، تركت العوالي عند أبي واشتغلت بالنوازل؛ فقال: ليس عند أبيك صحيح مسلم وهو عال؛ فقال: نعم، ولكن عنده المخرج عليه لأبي نعيم وفيه عامة عواليه, فإذا سمعت تلك من أبي كأنك سمعتها من عبد الغافر الفارسي، ولو شئت أقول: كأنك سمعت بعضها من الجلودي، وإن شئت قلت: كأنك سمعتها من بن سفيان لم أكذب، وإن شئت قلت: كأنك سمعتها من مسلم. قال: وفيه أحاديث أعلى من هذا إذا سمعتها من أبي فكأنك والبخاري ومسلمًا قد سمعتموها من شيخ واحد، ومن جملتها حديث المستورد في شأن الزهراء, يعني: "إنما فاطمة بضعة مني". 1068- 36/15- السمعاني الإمام الحافظ الأوحد, أبو بكر محمد بن أبي المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار التميمي السمعاني المروزي, والد الحافظ أبي سعد: سمع أباه العلامة أبا المظفر وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار وأبا القاسم الزهري وعبد الله بن أحمد الطاهري وأبا الفتح عبيد الله الهاشمي وعدة بمرو، وأبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وعلي بن أحمد المؤذن وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيري بنيسابور، وأبا الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري وثابت بن بندار البقال والمبارك بن الطيوري وطبقتهم ببغداد، وأبا البقاء الحبال وغيره بالكوفة، وبالحرمين وغير ذلك؛ وكان أحد فرسان الحديث، وعظ بالنظامية ببغداد وقرأ تاريخها على أبي محمد بن الآبنوسي، ثم ارتحل إلى همذان فسمع بها من شيوخها، وبأصبهان من أبي بكر أحمد بن محمد الحافظ بن مردويه وطبقته.

_ 1068- العبر: 3/ 326. شذرات الذهب: 3/ 393، 394. هدية العارفين: 2/ 473. الرسالة المستطرفة: 43. المنتظم: 9/ 102.

ذكر ولده له ترجمة حسنة وقال: رحل بي وبأخي سنة تسع وخمسمائة إلى نيسابور فسمعنا من الشيروي وقد أملى مائة وأربعين مجلسًا بجامع مرو وكل من رآها اعترف له أنه لم يسبق إلى مثلها، وكان يعظ ويروي في وعظه الحديث بأسانيده، وقد طلب مرة من أهل المجلس لقراء مجلسه فجاءه لهم من الحاضرين ألف دينار، وسمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل يقول: لو صرف والدك همته إلى هدم هذا الجدار لسقط. قال أبو سعد, وقيل له في مجلس الوعظ: إنه يضع -يعني الأسانيد- في الحال: فنحن لا نعرف؛ وكتبوا له بذلك رقعة؛ فنظر فيها وروى حديث: "من كذب عليّ متعمدًا" من نيف وتسعين طريقًا، ثم قال: إن كان أحد يعرف فقولوا له يكتب عشرة أحاديث بأسانيدها ويخلط الأسانيد ويسقط منها فإن لم أميزها فهو كما يدعي؛ ففعلوا ذلك امتحانا فرد كل اسم إلى موضعه. فهذا اليوم الذي طلب لقراء مجلسه فحصل لهم ألف دينار. قال: هذا معنى ما حدثنا به شيخنا محمد بن أبي بكر السنجي. قلت: روى عنه رفيقه أبو طاهر السلفي وأبو الفتوح الطائي وأهل مرو، وقال ولده: نشأ في عبادة وتحصيل وبرع في الأدب وكان متصرفًا في فنون بما يشاء وبرع في الفقه والخلاف وزاد على أقرانه بعلم الحديث ومعرفة الرجال والأنساب والتاريخ وطرز فضله بمجالس تذكيره الذي يصدع صم الصخور عند تحذيره ونفق سوق تقواه عند الملوك والأكابر إلى أن قال: ومات في صفر سنة عشر وخمسمائة وله ثلاث وأربعون سنة. ولما حج هو والسلفي ظفرا بأبي مكتوم عيسى بن أبي ذر فتهاونا فسارع في النفر الأول ورجع إلى موطنه سراة بني شبابة وفاتهما، فتحزن تاج الإسلام أبو بكر فأخذ السلفي يسليه ويقول: ما كان معه سوى صحيح البخاري وأنت في إسناده مثله. قلت: ولا كان البخاري معه, بل قد كان باعه لأمير مغربي سمعه منه فبذل له مالًا وأخذه منه. أخبرنا محمد بن قايماز بقراءتي أنا أبو المنجي بن اللتي أنا أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي أنا تاج الإسلام محمد بن منصور أنا عمر بن المبارك نا عبد الملك بن محمد نا عبد الله بن محمد بن إسحاق نا أبو يحيى بن أبي مسرة أنا خلاد بن يحيى أنا قطر بن خليفة عن القاسم بن أبي بزة, سمعت أبا الطفيل قال: قيل لعلي, رضي الله عنه: هل ترك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كتابًا عندكم؟ قال: ما ترك كتابًا نكتمه إلا شيئًا في علاقة سيفي, فوجدنا صحيفة صغيرة فيها: "لعن الله من تولى غير مواليه، لعن الله من أهلَّ لغير الله، لعن الله من زحزح منار الأرض". أخرجه مسلم من حديث شعبة عن بن أبي بزة.

1069- 37/15- ابن عطية الإمام الحافظ المتقن أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي الغرناطي الأندلسي, والد العلامة المفسر أبي محمد بن عبد الحق بن غالب: قال ابن بشكوال: روى عن أبيه والحسن بن عبيد الله الحضرمي المقرئ ومحمد بن حارث النحوي ومحمد بن أبي غالب القروي ومحمد بن نعمة والحافظ أبي علي الغساني، وحج سنة تسع وستين وأربعمائة ولقي أبا مكتوم بن أبي ذر وأبا عبد الله الحسين بن علي الطبري فحمل عنهما الصحيحين، وأخذ بمصر عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين الجوهري، وبالمهدية عن محمد بن معاذ التميمي، ورأى أبا عمر بن عبد البر، وكان حافظًا للحديث وطرقه وعلله، عارفًا بأسماء رجاله ونقلته، ذاكرًا لمتونه ومعانيه. ثم قال: قرأت بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عطية يذكر أنه كرر على صحيح البخاري سبعمائة مرة، وكان أديبًا شاعرًا لغويًّا دينًا فاضلًا أكثر الناس عنه، وكف بصره في آخر عمره، وكتب إلينا بإجازة ما رواه، ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، قال: وتوفي بغرناطة في جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وخمسمائة. قلت: كان آخر من روى عنه عبد الحق بن بونة. قلت: وفيها توفي العلامة أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري الميداني النحوي الأصولي صاحب التصانيف، ومسند سمرقند الخطيب أبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم النحوي النسفي الحنفي، وشيخ الشافعية بمصر أبو الفتح سلطان بن إبراهيم بن مسلم المقدسي عن بضع وسبعين سنة، والمعمر أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الأصبهاني الذهبي الصباغ المعروف بالدشتج، خاتمة أصحاب أبي نعيم الحافظ، ومسند نيسابور الشيخ أبو القاسم الفضل بن محمد بن أحمد أبي منصور الأبيوردي العطار. مات ولده عبد الحق صاحب التفسير سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. 1070- 38/15- الإسحاقي الحافظ العالم المحدث أبو العلاء صاعد بن سيار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الهروي الدهان: حدث لما حج ببغداد عن أبي سعيد عبد الرحمن بن أبي عاصم وأبي إسماعيل الأنصاري وأبي عامر الأزدي وعلي بن فضال

_ 1069- العبر: 4/ 43. شذرات الذهب: 4/ 59. تاريخ الإسلام: 4/ 235/ 1. الصلة: 2/ 457، 458. بغية الملتمس: 427. 1070- العبر: 4/ 46، 47. البداية: 12/ 197. طبقات الحفاظ: 461. شذرات الذهب: 4/ 61. تاريخ الإسلام: 4/ 341/ 2.

المجاشعي الأديب وعبد الله بن عطاء البغاوزجاني وطبقتهم، قرأ عليه الحافظ بن ناصر جامع أبي عيسى فسمعه منه أبو الفتوح بن كليب؛ قال أبو سعد السمعاني: كان حافظًا متقنًا واسع الرواية كتب الكثير وجمع الأبواب وعرف الرجال ولي عنه إجازة, وحدثنا عنه بن ناصر وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل وأبو المعمر الأنصاري وجماعة، قال: ومات بقرية غورج على باب هرارة في ذي القعدة سنة عشرين وخمسمائة. أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن أبي الفرج بن كليب أنا صاعد بن سيار الحافظ بجميع الجامع أنا أبو عامر الهروي وأبو الفضل المسعودي قالا: أنا عبد الجبار بن محمد ثنا أبو العباس المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي ثنا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير من الدنيا وما فيها" 1. وقال أبو موسى المديني: أنا الحافظ أبو العلاء صاعد بن سيار الإسحاقي, قدم علينا أصبهان. قلت: وفي سنته توفي مسندان شهيران بالأندلس؛ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب القرطبي عن سبع وثمانين سنة لقي الكبار، وأبو بحر سفيان بن العاص بن أحمد بن العاص الأسدي نزيل قرطبة، وقاضي الجماعة بقرطبة شيخ المالكية أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي صاحب التصانيف، والمعمر الإمام مسند مصر أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدي النحوي راوي الصحيح عن كريمة وله مائة سنة وأشهر، وشيخ المالكية بالثغر أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي عن سبعين سنة، رحمة الله عليهم أجمعين. 1071- 39/15- الشنتريني الحافظ الإمام المحقق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سليمان بن سعيد بن يربوع الأندلسي الشنتريني ثم الإشبيلي, محدث قرطبة: سمع من محمد بن أحمد بن منظور صحيح البخاري، وسمع من حاتم بن محمد وأبي محمد بن خزرج وأبي مروان بن سراج وأبي علي الغساني وطبقتهم، وأجاز له أبو العباس بن دلهاث

_ 1 رواه البخاري في الجهاد باب 5. والترمذي في فضائل الجهاد باب 17. وأحمد في مسنده "2/ 482، 483". 1071- العبر: 4/ 51. طبقات الحفاظ: 461. شذرات الذهب: 4/ 66. هدية العارفين: 1/ 454. الصلة: 1/ 293، 294. تاريخ الإسلام: 4/ 250/ 2.

العذري. قال خلف بن بشكوال: كان حافظًا للحديث وعلله عارفًا برجاله وبالجرح والتعديل ضابطًا ثقة كثير الحديث، صحب أبا علي الغساني واختص به، وكان أبو علي يفضله ويصفه بالذكاء والمعرفة، صنف "الأقليد في بيان الأسانيد" و"كتاب معرفة أسانيد الموطأ" و"كتاب البيان عما في كتاب أبي نصر الكلاباذي من النقصان" و"كتاب المنهاج" في رجال مسلم سمعت منه، ومات في صفر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وله ثمان وسبعون سنة. قلت: وفيها مات عالم ما وراء النهر أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي السمرقندي الحنفي، ومسند نيسابور أبو القاسم سهل بن إبراهيم المسجدي الشيعي. 1072- 40/15- العبدري الإمام الحافظ العلامة أبو عامر محمد بن سعدون بن مرجي القرشي العبدري الميورقي الأندلسي نزيل بغداد: وكان من أعيان الحفاظ ومن فقهاء الظاهرية، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد البانياسي ورزق الله التميمي وأبا الفضل بن خيرون وطراد بن محمد الزينبي ويحيى بن أحمد السيبي وأبا عبد الله الحميدي وطبقتهم، قال القاضي أبو بكر بن العربي في معجمه: أبو عامر العبدري هو أنبل من لقيته. وقال بن ناصر: كان فهمًا عالمًا متعففًا وكان يذهب إلى أن المناولة كالسماع. وقال السلفي في معجمه: كان من أعيان علماء الإسلام بمدينة السلام، متصرفًا في فنون من العلوم أدبًا ونحوًا ومعرفة بالأنساب، وكان داودي المذهب قرشي النسب كتب عني وكتبت عنه، مولده بقرطبة. وقال أحمد بن أبي بكر البندنيجي: لما دفنوا أبا عامر العبدري قال بن ناصر: خلا لك الجو فبيضي واصفري، مات أبو عامر حافظ حديث رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم, من شاء فليقل ما شاء. قال الحافظ بن عساكر: كان أبو عامر داوديًّا، وكان أحفظ شيخ لقيته ذكر أنه دخل دمشق, سمعته يقول وقد جرى ذكر الإمام مالك فقال: جلف جاف ضرب هشام بن عمار بالدرة. وقرأت عليه الأموال لأبي عبيد فقال: ما كان إلا حمارًا مغفلًا لا يعرف الفقه, فاجتمعنا عند بن السمرقندي في سماع الكامل فنقل فيه عن السعدي فقال العبدري: يكذب إنما هو إبراهيم الجوزجاني؛ فقلت: وهو السعدي؛ فقلت: كم يتحمل منك سوء الأدب؟ وعدد أقواله، فغضب وارتعد، وقال: كان بن الخاضبة والبرداني يخافانني فآل أمري إلى

_ 1072- العبر: 4/ 57. الوافي بالوفيات: 3/ 93، 94. البداية والنهاية: 12/ 201، 202. طبقات الحفاظ: 461. شذرات الذهب: 4/ 70.

هذا؛ فقال السمرقندي: هذا بذاك؛ وقلت: إنما نحترمك ما احترمت الأئمة، فقال: والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدم؛ وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلما؛ فقلت مستهزئًا: فعلمك إذًا إلهام؛ وهاجرته قال: وكان سيئ الاعتقاد, يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها، بلغني أنه قال في {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] وضرب على ساقه فقال: ساق كساقي هذه. قلت: هذه حكاية منقطعة، وهذا قول الضلال المجسمة، وما أعتقد أن بلغ بالعبدري هذا. ثم قال: وبلغني أنه قال: إن أهل البدع يحتجون بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أي: في الإلهية, أما في الصورة فهو مثلي ومثلك. قلت: تعالى الله عن ذلك وتقدس وهذا لا يتفوه به مؤمن, فإن الله تعالى لا مثل له أبدًا. قال: ثم تلا قوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [الأحزاب: 32] أي: في الحرمة, إلى أن قال بن عساكر: وكان شنيع الصورة, زري اللباس. قال أبو سعد بن السمعاني: حافظ مبرز في صناعة الحديث داودي المذهب ونسخ الكثير وكان يسمع وينسخ. وقال بن ناصر: كان يتحدث وقت السماع ويقول: يكفيني حضور المجلس؛ ومذهبه في القرآن مذهب سوء، مات في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وخمسمائة. قلت: حدث عنه الحافظ بن عساكر بعد ذاك الحط ويحيى بن يوش وأبو الفتح المندائي. ومعه مات أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت الذي ادعى أنه المهدي المعصوم، ومات مسند أصبهان إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد السراج، ومقرئ بغداد وشاعرها أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس البارع، ومسندة الوقت بأصبهان فاطمة بنت عبد الله بن أحمد أم الخير الجوزدانية خاتمة من روى عن بن ريزة, والمسند أبو الأعز قراتكين بن أسعد البغدادي، ومسند مرو المعمر أبو منصور محمد بن علي بن محمود المروزي الكراعي، ومحدث دمشق الأمير أبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاري بن الأكفاني جامع "الوفيات" وله ثمانون سنة، والمسند أبو سعد هبة الله بن القاسم بن عطاء المهراني النيسابوري. أنبأنا أحمد بن سلامة الحداد عن يحيى بن أسعد أنا أبو عامر الحافظ سنة سبع عشرة "ح" وأنا سنقر الحلبي بها أنا عبد اللطيف بن يوسف والأنجب الحمامي ومحمد بن محمد بن السباك وعلي بن أبي الفخار وابن القبيطي قالوا: أنا أبو الفتح بن البطي قالا: أنا

مالك بن أحمد ثنا أحمد بن محمد الصلتي ثنا إبراهيم بن عبد الصمد ثنا عبيد بن أسباط ثنا أبي ثنا الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن ثمن الكلب وكسب البغي. 1073- 41/15- عبد الغافر بن إسماعيل بن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الحافظ المفيد اللغوي, الإمام أبو الحسن الفارسي ثم النيسابوري, مصنف تاريخ نيسابور وكتاب "مجمع الغرائب" و"المفهم لشرح مسلم": كان من أعيان المحدثين بصيرًا باللغات فصيحًا بليغًا عذب العبارة؛ ولد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ولحق إجازة أبي سعيد الكنجرودي وجماعة، وأجاز له من بغداد أبو محمد الجوهري وسمع من جده لأمه الأستاذ أبي القاسم القشيري وأحمد بن منصور المغربي وأحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي وأبي حامد أحمد بن الحسن الأزهري والفضل بن المحب وأبي نصر عبد الرحيم بن علي التاجر ومحمد بن عبد الله الصرام وعبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري وجدته فاطمة بنت الدقاق وخلق كثير؛ تفقه بإمام الحرمين لزمه مدة أربع سنين، ورحل إلى خوارزم وإلى الهند ثم ولي خطابة نيسابور وعاش ثمانيًا وسبعين سنة، حدث عنه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار وطائفة، روى عنه أبو القاسم بن عساكر بالإجازة، مات سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وفيها مات المحدث العلامة قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف بن الحجاج التجيبي القرطبي؛ عظمه ابن بشكوال. 1074- 42/15- الغازي الحافظ الإمام محدث أصبهان, أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله: ولد بأصبهان في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. قال بن السمعاني: ثقة دين حافظ واسع الرواية كتب الكثير وحصل الكتب، ما رأيت في شيوخي أكثر رحلة منه، سمع أبا الحسين بن النقور وعبد الرحمن بن منده وأبا عمرو بن منده وأبا القاسم بن البسري والفضل بن المحب النيسابوري وشيخ الإسلام الهروي وأبا عامر الأزدي وأبا علي التستري وأمثالهم؛ حدث عنه السمعاني والسلفي وأبو موسى المديني والمؤيد بن الأخوة ومحمود بن أحمد المصري وآخرون. قال أبو طاهر السلفي: كان من أهل المعرفة والحفظ

_ 1073- العبر: 4/ 79. البداية والنهاية: 12/ 235. شذرات الذهب: 4/ 93. هدية العارفين: 1/ 587. تاريخ الإسلام: 4/ 282/ 2. 1074- العبر: 4/ 86، 87. الوافي: 7/ 262، 263. طبقات الحفاظ: 450. شذرات الذهب: 4/ 98. الأنساب: 9/ 115، 116.

سمعنا بقراءته كثيرًا وأملى شيئًا عليَّ. وقال السمعاني: سمعت عليه الكثير ونقلت من تاريخه وكان جماعة من أصحابنا يفضلونه على الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي في الإتقان والمعرفة، ولم يبلغ هذا الحد لكنه كان أعلى سندًا من التيمي؛ وكان لا يفرق بشيء بين السماع والإجازة, يعني أنهما عنده في الاحتجاج سواء لا أنه يجعلها هي ذات السماع. ثم قال: وتوفي في ثالث رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. قلت: وفيها مات الفقيه محدث الأندلس أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن حافظ الأندلس بقي بن مخلد القرطبي، والفقيه أبو سعد إسماعيل بن المحدث أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، والإمام أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأصبهاني الخلال الأديب، ورفيقه المسند أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي السمسار في الأملاك، والمسند أبو المظفر عبد المنعم بن الشيخ أبي القاسم القشيري، والأمير أبو منصور علي بن علي بن عبيد الله البغدادي بن سكينة، وفقيه الكرج أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد الكرجي الشافعي، ومحدث الأندلس أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث القرطبي عن خمس وثمانين سنة. أخبرنا أحمد بن العماد عبد الحميد أنا أحمد بن محمد الفقيه أنا زاهر بن أبي طاهر أنا أبو نصر الحافظ أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسن السكري ثنا حامد بن شعيب ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا بن علية عن أيوب عن قتادة عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين. 1075- 43/15- التيمي الحافظ الكبير شيخ الإسلام أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي التيمي الطلحي الأصبهاني, الملقب بقوام السنة صاحب "الترغيب والترهيب" وغير ذلك: ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة. سمع أبا عمرو بن منده وعائشة بنت الحسن وإبراهيم بن محمد الطيار وأبا منصور بن شكرويه وابن ررا الإمام وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد وأصحاب بن منده وابن خرشيد قولة وأبا بكر بن مردويه، ورحل إلى بغداد فلقي أبا نصر الزينبي وطبقته، وبنيسابور أبا نصر محمد بن سهل السراج وطبقته، وسمع بعدة مدائن وجاور سنة وأملى وصنف وتكلم في الرجال وأحوالهم؛ حدث عنه أبو سعد السمعاني والسلفي وأبو القاسم بن عساكر وأبو موسى المديني ويحيى بن

_ 1075- العبر: 4/ 94. الوافي بالوفيات: 9/ 211. البداية والنهاية: 12/ 217. طبقات الحفاظ: 463. شذرات الذهب: 4/ 105، 106. هدية العارفين: 1/ 211.

محمود الثقفي وعبد الله بن محمد بن حميد الخباز وأبو الفضائل محمود بن أحمد العبدكوي وأبو نجيح فضل الله بن عثمان وأبو المجد زاهر الثقفي والمؤيد بن الأخوة وخلق. قال أبو موسى: أبو القاسم الحافظ إمام أئمة وقته وأستاذ علماء عصره وقدوة أهل السنة في زمانه حدثنا عنه جماعة في حال حياته، أصمت في صفر سنة أربع وثلاثين ثم فلج بعد مدة، ومات يوم الأضحى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة واجتمع في جنازته جمع لم أر مثلهم كثرة، وكان أبوه أبو جعفر صالحًا ورعًا سمع من سعيد العيار وقرأ القرآن على أبي المظفر بن شبيب ومات في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة, إلى أن قال: ووالده من أولاد طلحة أحد العشرة, رضي الله عنهم. وقال أبو موسى: قال: وسمعت من عائشة وأنا بن أربع سنين, وسمع من أبي القاسم بن عليك سنة إحدى وستين. قال: ولا أعلم أحدًا عاب عليه قولا ولا فعلا ولا عانده أحد إلا ونصره الله، وكان نزه النفس عن المطامع لا يدخل على السلاطين ولا على من اتصل بهم, قد أخلى دارًا من ملكه لأهل العلم مع خفة ذات يده ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده، أملى ثلاثة آلاف وخمسمائة مجلس وكان يملي على البديهة. قال يحيى بن منده: كان حسن الاعتقاد جميل الطريقة قليل الكلام ليس في وقته مثله. قال عبد الجليل بن محمد كوتاه: سمعت أئمة بغداد يقولون: ما رحل إلى بغداد بعد الإمام أحمد أحفظ وأفضل من الإمام إسماعيل. وقال أبو موسى المديني في ذكر من هو على رأس المائة الخامسة: لا أعلم أحدًا في ديار الإسلام يصلح لتأويل الحديث إلا إسماعيل الحافظ. قلت: هذا تكلف فإن الرجل ما كان في رأس المائة قد اشتهر؛ وروي عن إسماعيل قال: ما رأيت في عمري أحدًا يحفظ حفظي. قال أبو موسى: وقد قرأ أبو القاسم بالروايات على جماعة من القراء، وأما التفسير والمعاني والإعراب فقد صنف فيه كتابًا بالعربية والفارسية، وأما علم الفقه فقد سرت فتاواه في البلد والرساتيق. أبو المناقب محمد بن حمزة العلوي: حدثنا الإمام الكبير بديع وقته وقريع دهره أبو القاسم إسماعيل بن محمد, فذكر حديثًا. ويذكر عن أبي القاسم تعبده وتهجده. قال أبو موسى: سمعت من يحكي عنه في اليوم الذي قدم بولده ميتًا وجلس للتعزية, جدد الوضوء في ذلك اليوم مرات نحو الثلاثين كل ذلك يصلي ركعتين. وسمعت بعض أصحابه أنه كان يملي شرح صحيح مسلم عند قبر ولده أبي عبد الله ويوم تمامه عمل مائدة وحلاوة كثيرة.

وكان ابنه أبو عبد الله ولد سنة خمسمائة ونشأ وصار إمامًا في اللغة والعلوم حتى ما كان يتقدمه أحد في الفصاحة والبيان والذكاء وكان أبوه يفضله على نفسه في اللغة وجريان اللسان، وكان أملى جملة من شرح الصحيحين، وله تصانيف كثيرة مع صغره، مات بهمذان سنة ست وعشرين وبعده أبوه, وسمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا مع الشيخ أبي القاسم فالتفت إلى أبي مسعود الحافظ فقال: أطال الله عمرك, فإنك تعيش طويلا ولا ترى مثلك. فهذا من كراماته, إلى أن قال أبو موسى: وله التفسير في ثلاث مجلدات سماه "الجامع" وله تفسير آخر في أربع مجلدات، و"الموضح" في التفسير في ثلاث مجلدات، وكتاب "المعتمد" في التفسير عشر مجلدات، وكتاب "السنة" مجلد، وكتاب "سيرة السلف" مجلد ضخم، وكتاب "دلائل النبوة" مجلد، و"المغازي" مجلد وأشياء كثيرة. قال بن ناصر الحافظ: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أخي إسماعيل الحافظ حدثني أحمد الأسواري الذي تولى غسل عمي وكان ثقة, أنه أراد أن ينحي عن سوءته الخرقة لأجل الغسل قال: فجبذها إسماعيل بيده وغطى فرجه فقال الغاسل: أحياة بعد موت؟ قال أبو سعد السمعاني: هو أستاذي في الحديث وعنه أخذت هذا القدر وهو إمام في الحديث والتفسير واللغة والأدب عارف بالمتون والأسانيد، كنت إذا سألته عن المشكلات أجاب في الحال وذهب أكثر أصوله في آخر عمره وأملى بالجامع قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان أبي يقول: ما رأيت بالعراق من يعرف الحديث ويفهمه غير اثنين: إسماعيل الجوزي بأصبهان, والمؤتمن ببغداد. قال أبو سعد: تلمذت له وسألته عن أحوال جماعة, وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه وقال: رأيته وقد ضعف وساء حفظه. قال الدقاق في رسالته: كان عديم النظير لا مثل له في وقته, كان ممن يضرب به المثل في الصلاح والرشاد. وقال السلفي: كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال. وقال أبو عامر العبدري: ما رأيت أحدًا قط مثل إسماعيل, ذاكرته فرأيته حافظًا للحديث عارفًا بكل علم متفننًا استعجل علينا بالخروج. سمع السلفي هذا القول من أبي عامر, ثم قال: وسمعت أبا الحسين بن الطيوري يقول: ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد, رحمه الله تعالى. قلت: توفي معه في سنة خمس البديع أبو علي أحمد بن سعد العجلي الهمذاني الفقيه عن سبع وسبعين سنة، والعلامة أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب القيسي القرطبي اللغوي عن نيف وثمانين سنة، والمحدث أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي مؤلف جامع الصاح, جاور بمكة وسمع من الطبري وابن أبي

ذر، والمسند أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني البغدادي ويعرف بابن زريق القزاز، والمسند أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذياخي، والمسند أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة الأسدي العكبري، وأخوه أبو منصور عبد الجبار، ومسند الدنيا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري الحنبلي البزاز ويعرف بقاضي المرستان وبابن صهرهبة، وشيخ الصوفية أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني نزيل مرو. أخبرنا محمد بن عمر بن محمود الفقيه أنا محمد بن عبد الهادي ثنا يحيى بن محمود أنا جدي لأمي إسماعيل بن محمد الحافظ أنا عبد الرحمن بن محمد بن زياد أنا أحمد بن محمد بن المرزبان ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم ثنا محمد بن سليمان ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" 1. 1076- 45/15- الأنماطي الحافظ العالم محدث بغداد أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد البغدادي: ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وسمع أبا محمد بن هزارمرد الصريفيني وأبا الحسين بن النقور وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وعلي بن أحمد البندار فمن بعدهم، وكتب الكتب وسمع العالي والنازل حتى أنزف على بن الطيوري جميع ما عنده. روى عنه بن ناصر والسلفي وابن عساكر وأبو موسى المديني وأبو سعد السمعاني وأبو الفرج بن الجوزي وأبو أحمد بن سكينة وعبد العزيز بن الأخضر وأحمد بن أزهر وعبد العزيز بن مينا وأحمد بن الديبقي وعبد الوهاب بن أحمد بن هدبة خاتمة أصحابه. قال السمعاني: هو حافظ ثقة متقن واسع الرواية دائم البشر سريع الدمعة عند الذكر حسن المعاشرة، جمع الفوائد وخرج التخاريج، لعله ما بقي جزء مروي إلا وقد قرأه وحصل نسخته، ونسخ الكتب الكبار مثل "الطبقات لابن سعد" و"تاريخ الخطيب" وكان متفرغًا للحديث إما أن يقرأ عليه أو ينسخ شيئًا وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة وصنف في ذلك، قرأت عليه الجعديات ومسند يعقوب الفسوي والذي عنده من مسند يعقوب السدوسي وانتقاء البقال على المخلص. قال السلفي: كان عبد الوهاب رفيقنا حافظًا ثقة لديه معرفة جيدة. قال بن ناصر:

_ 1 رواه البخاري في الصلح باب 5. ومسلم في الأقضية حديث 17. وابن ماجه في المقدمة باب 2.

كان بقية الشيوخ سمع الكثير وكان يفهم، مضى مستورًا وكان ثقة ولم يتزوج قط. وقال بن الجوزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكي فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته وكان على طريقة السلف انتفعت به ما لم أنتفع بغيره. وقال أبو موسى في معجمه: هو حافظ عصره ببغداد، مات في حادي عشر المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. قلت: وفيها مات ببغداد المسند أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن الصفار عن ست وثمانين سنة، ومسند أصبهان أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التاجر، والمسند أبو الحسن محمد بن أحمد بن أحمد بن صرما الدقاق البغدادي بن عمة الحافظ بن ناصر، ومقرئ بغداد الخطيب أبو بكر محمد بن الخضر بن إبراهيم المحولي، وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر بن الشهرزوري الموصلي، وشيخ العربية والاعتزال أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري بخوارزم. أخبرنا أبو الحسن بن البخاري في كتابه أنا عمر بن محمد أنا الحافظ عبد الوهاب أنا عبد الله بن محمد الخطيب أنا أبو القاسم عبيد الله بن حباية أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا يزيد بن إبراهيم التستري ثنا محمد بن سيرين أن أم عطية قالت: توفيت إحدى بنات رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأمرنا أن نغسلها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن وأن نجعل في الغسلة الآخرة شيئًا من سدر وكافور. هذا حديث من عوالي الصحاح أخرجه النسائي بنزول عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن يحيى بن أيوب عن مالك بن أنس عن أيوب السختياني عن بن سيرين، فكأن شيخنا سمعه من النسائي وصافحه به. 1077- 45/15- أبو سعد بن البغدادي الحافظ الإمام المحدث أحمد بن محمد بن الحسن بن علي الأصبهاني: ولد سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وسمع أبا القاسم وأبا عمرو ابني أبي عبد الله بن منده وحمد بن ولكيز ومحمد بن أحمد بن ماجه الأبهري ومحمد بن أحمد بن أسد وأبا منصور بن شكرويه وطبقتهم، ورحل إلى بغداد وهو بن ست عشرة سنة مسارعًا لإدراك أبي نصر الزينبي فتلقاه نعيه فبكى وصاح ولطم على رأسه وقال: من أين لي علي بن الجعد عن شعبة؟ ثم سمع من عاصم بن الحسن ومالك البانياسي والموجودين وقد سمع من محمود بن جعفر الكوسج عن جده الحسن بن علي البغدادي، وأكبر شيخ له الشيخ عبد الجبار بن عبد الله بن برزة الواعظ حدث عنه بن ناصر والسلفي وأبو موسى

_ 1077- العبر: 4/ 110. الوافي بالوفيات: 7/ 325. البداية: 12/ 220. النجوم الزاهرة: 5/ 378. شذرات الذهب: 4/ 125.

وابن الجوزي وعمر بن طبرزذ ومحمد بن علي القبيطي وخلق آخرهم وفاة محمد بن محمد بن بدر الراذاني. قال أبو سعد السمعاني: ثقة حافظ دين خير حسن السيرة صحيح العقيدة على طريقة السلف تارك للتكلف كان ربما خرج إلى السوق وعلى رأسه طاقية رأيته في طريق الحج وقد تغير ويبس شدقه من الصوم في القيظ وكان يملي في بعض الأوقات وقد نزع قميصه. قال أبو سعد في معجمه: حافظ تام المعرفة يحفظ جميع صحيح مسلم وكان يملي الأحاديث من حفظه. قال أبو سعد: قدم أبو سعد بن البغدادي مرة في الحج فاستقبله خلق كثير من أصبهان وهو على فرس, فكان يسير سيرهم حتى قارب أصبهان فركض الفرس وترك الناس إلى أن وصل البلد وقال: أردت السنة؛ وكان مطبوعًا حلو الشمائل استمليت عليه بالحرمين وكتب عني وخرج إليّ يومًا وقال: أوقفتك، قلت: الوقوف على باب المحدث عز؛ فقال: لك بهذه الكلمة أستاذ؟ قلت: لا، قال: فأنت أستاذها. قال الحافظ عبد الله بن مرزوق: أبو سعد البغدادي شعلة نار. وقال معمر بن الفاخر: كان أبو سعد يحفظ صحيح مسلم وكان يتكلم على الأحاديث بكلام مليح. وقال بن النجار: أبو سعد إمام في الحديث وفي الزهد واعظ كتب عنه شجاع الذهلي، وكان إذا أكل طعامًا اغرورقت عيناه بالدموع، ثم يأكل ويقول: كان داود -عليه السلام- يأكل ويبكي. قال أبو الفتح محمد بن علي النطنزي: كنت ببغداد فاقترض مني أبو سعد البغدادي عشرة دنانير فاتفق أني دخلت على السلطان مسعود بن محمد فذكرت له ذلك فبعث معي إليه خمسمائة دينار ففرحت وجئته بها فأبى أن يأخذها. قال بن الجوزي: حج أبو سعد إحدى عشرة حجة وتردد مرارًا وسمعت منه كثيرًا ورأيت أخلاقه اللطيفة ومحاسنه الجميلة. قلت: حدث ببغداد بكتاب معرفة الصحابة لابن منده، أجازه لنا الإمام أبو زكريا يحيى بن الصيرفي بسماعه من القبيطي بسماعه منه. توفي في رجوعه من الحج بنهاوند في ربيع الأول سنة أربعين وخمسمائة وحمل إلى أصبهان. وفيها توفي مسند نيسابور أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري صاحب البيهقي، والعلامة أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الجواليقي اللغوي إمام الخليفة المقتفي، وأبو عبد الله الحسين بن الحسن المقدسي الحنفي نزيل بغداد لحق أبا القاسم بن البسري. أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه إجازة أنا علي بن محمد بن حمزة سنة سبع وستمائة ببغداد أنا أحمد بن محمد أنا أبو سهل أحمد بن أحمد بن ولكيز الصيرفي سنة ثمان

وستين وأربعمائة ثنا محمد بن إسحاق الحافظ أنا أحمد بن سليمان بن أيوب ثنا أبو زرعة ثنا يحيى الوحاظي ثنا سعيد بن بشير ثنا قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن يزيد بن رافع قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم والحمرة, فإنها أحب الزينة إلى الشيطان". عبد الرحمن هذا مختلف في صحبته. 1078- 46/15- اليونارتي الحافظ المجود أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني: و"يونارت" قرية على باب أصبهان، كان أحد أئمة هذا الشأن، ذكره الحافظ بن عساكر فرجحه على إسماعيل بن محمد التيمي، كان سريع الكتابة حسن القراءة مليح التخريج, سمع أبا بكر بن ماجه الأبهري وأبا منصور بن شكرويه وطبقتهما ببلده، وأدرك أبا بكر بن خلف الشيرازي بنيسابور، ولقي بهراة أبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وطبقته، وببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، ولقي ببغداد أبا عبد الله النعالي وأحمد بن عبد القادر اليوسفي والحسين بن علي بن البسري وطبقتهم. قال السمعاني: قال لي إسماعيل بن محمد الحافظ: ما كان لليونارتي كبير معرفة غير أنه كان لطيف الأجزاء. قال بن النجار: قدم اليونارتي بغداد سنة أربع وعشرين وخمسمائة وحدث بها بجامع الترمذي وأملى بها وجمع لنفسه المعجم في عدة أجزاء وكان موصوفًا بالمعرفة والدراية، روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن فتيان بن المفتي وعرفة بن البقلي وأحمد بن صالح بن شافع ومظفر بن علي الخياط ولم يحدثني عنه سواه. قلت: وروت عنه فاطمة بنت سعد الخير. قال السمعاني: سمعت أبا علي بن الوزير يقول: ما سمعت صوتًا في قراءة الحديث أحسن ولا أطيب من صوت اليونارتي. قال السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ فقال: رحل اليونارتي إلى بن خلف الشيرازي وكان آخر من رحل إليه ثم رحل بعده عبد الرحمن بن أحمد الباغباني مع أبيه فقال: دخلت نيسابور وأنا أعدو إلى بيت أحمد بن خلف فلقيت اليونارتي فعاتبني وقال: تعال أطعمك أولا، فقدم طعامًا وأكلنا وأخرج لي مسموعاته من بن خلف وقال: مات ودفنته. قال عبد الرحمن: فكادت مرارتي تنشق. قال بن النجار: قرأت بخط معمر بن الفاخر على مجلس لأبي نصر اليونارتي: كان رحمه الله مجدا في السنة سريع الكتابة سريع القراءة حسن الخط حسن الخلق كثير الرحل كثير التلاوة حسن العارة كان يقرأ القآن من سورة ويكتب القرآن ويقرأ من سورة أخرى. مولد اليونارتي في آخر سنة ست وستين وأربعمائة، ومات في شوال سنة سبع وعشرين وخمسمائة.

_ 1078- العبر: 4/ 71، 72. الوافي بالوفيات: 12/ 215. البداية والنهاية: 12/ 205. طبقات الحفاظ: 465. شذرات الذهب: 4/ 80.

وفيها مات مسند بغداد أبو غالب أحمد بن أبي علي الحسن بن أحمد بن البناء البغدادي الحنبلي، والفقيه العلامة أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن الرطبي الكرخي تلميذ الإمامين بن الصباغ وأبي إسحاق، والإمام الكبير العلامة أبو الفتح أسعد بن أبي نصر الميهني الشافعي، والعلامة شيخ الحنابلة أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر الزاغوني، ومسند نيسابور أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد الصاعدي الرئيس القاضي يروي عن عمر بن مسرور، والإمام المسند أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي مقرئ بغداد، والإمام أبو خازم محمد بن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي. أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم نا محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير أنا الحسن بن محمد الحافظ أنا نجيب بن ميمون بهراة أنا منصور بن عبد الله الخالدي أنا عبد الله بن محمد بن موسى النيسابوري ثنا أليسع بن زيد بمكة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ثنا سفيان عن حميد عن أنس قال: خدمت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فما قال لي لشيء كسرته: لم كسرته؟ وذكر الحديث. تفرد به أليسع, وليس بمعتمد. تمت الطبقة الخامسة عشرة.

الطبقة السادسة عشرة

الطبقة السادسة عشرة: من كبار الحفاظ، والجملة خمس عشرة نفسًا 1079- 1/16- محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر الحافظ الإمام محدث العراق أبو الفضل السلامي: توفي أبوه شابا وهذا صغير فكفله جده لأمه الفقيه أبو حكيم الخبري وأسمعه الحديث وأحفظه الختمة، مولده في سنة سبع وستين وأربعمائة، وسمع من أبي القاسم علي بن البسري وأبي طاهر بن أبي الصقر وعاصم بن الحسن ومالك البانياسي وأبي الغنائم بن أبي عثمان ورزق الله التميمي وطراد الزينبي وأبي عبد الله النعالي وابن البطر فمن بعدهم إلى أن ينزل إلى أصحاب الجوهري وابن المهتدي بالله، وعني بهذا الفن وبالغ في الطلب بعد أن برع في اللغة وحصل الفقه والنحو. قال بن الجوزي: كان ثقة حافظًا ضابطًا من أهل السنة لا مغمز فيه تولى تسميعي وسمعت بقراءته مسند أحمد والكتب الكبار، وعنه أخذت علم الحديث وكان كثير الذكر سريع الدمعة. قال السمعاني: كان يحب أن يقع في الناس فردّ بن الجوزي على السمعاني وقبح قوله وقال: صاحب الحديث يجرح ويعدل أفلا يفرق بين الجرح والغيبة؟ ثم هو قد احتج بكلامه في كثير من التراجم في التاريخ. ثم أخذ بن الجوزي يحط على أبي سعد وينسبه إلى التعصب البارد على الحنابلة، وليس الأمر كذلك، ولا ريب أن بن ناصر متعصب في الحط على بعض الشيوخ فدع الانتصار، فأبو سعد أعلم بالتاريخ وأحفظ منك ومن شيخك، وقد قال في بن ناصر: إنه ثقة حافظ دين متقن ثبت لغوى عارف بالمتون والأسانيد كثير الصلاة والتلاوة غير أنه يحب أن يقع في الناس وهو صحيح القراءة والنقل. وأول سماعه في سنة ثلاث وسبعين من أبي طاهر الأنباري. قال بن النجار: كانت له إجازات قديمة من جماعة كابن النقور وابن هزارمرد الصريفيني والحافظ بن ماكولا وغيرهم أخذها له بن ماكولا في رحلته. قرأت بخط الحافظ الضياء: أجاز لابن ناصر, أبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك في سنة ثمان وستين وأربعمائة، وأبو صالح المؤذن وفاطمة بنت الدقاق والفضل بن

_ 1079- العبر: 4/ 140. الوافي بالوفيات: 5/ 104-106. البداية والنهاية: 12/ 233. شذرات الذهب: 4/ 155، 156. هدية العارفين: 2/ 92.

المحب, وسرد جماعة. قال بن النجار: كان ثقة ثبتًا حسن الطريقة متدينًا فقيرًا متعففًا نظيفًا نزهًا، وقف كتبه وخلف ثيابًا خليعة وثلاثة دنانير، ولم يعقب، سمعت بن سكينة وابن الأخضر وغيرهما يكثرون الثناء عليه ويصفونه بالحفظ والإتقان والديانة والمحافظة على السنن والنوافل، وسمعت جماعة من شيوخي يذكرون أن بن ناصر وابن الجواليقي كانا يقرآن الأدب على أبي زكريا التبريزي ويطلبان الحديث فكان الناس يقولون: يخرج بن ناصر لغوي بغداد، وابن الجواليقي محدثها، فانعكس الأمر وانقلب. قلت: قد كان بن ناصر أيضًا رأسًا في اللغة. قال: وسمعت بن سكينة يقول: قلت لابن ناصر: أريد أن أقرأ عليك ديوان المتنبي وشرحه لأبي زكريا، فقال: إنك دائمًا تقرأ علي الحديث مجانًا وهذا شعر ونحن نحتاج إلى نفقة. فأعطاني أبي خمسة دنانير فدفعتها إليه وقرأت عليه الكتاب. وقال السلفي: سمع بن ناصر معنا كثيرًا وهو شافعي أشعري، ثم انتقل إلى مذهب أحمد في الأصول والفروع ومات عليه، وله جودة حفظ وإتقان وحسن معرفة وهو ثبت إمام. وقال أبو موسى المديني: هو مقدم أصحاب الحديث في وقته ببغداد. بن النجار: قرأت بخط بن ناصر وأخبرنيه يحيى بن الحسين عنه سماعًا قال: بقيت سنين لا أدخل مسجد أبي منصور الخياط واشتغلت بالأدب على التبريزي فجئت يومًا لأقرأ الحديث فقال: يا بني تركت قراءة القرآن واشتغلت بغيره عُدْ واقرأ عليّ ليكون لك إسناد؛ فعدت عليه في سنة اثنتين وتسعين ولبثت أقول كثيرًا: اللهم بين لي أي المذاهب خير؛ وكنت مرارًا قد مضيت إلى القيرواني المتكلم في كتاب التمهيد للباقلاني وكأن من يردني عن ذلك فرأيت في المنام كأني قد دخلت المسجد إلى أبي منصور وبجنبه رجل عليه ثياب بيض ورداء على عمامته يشبه الثياب الريقية دُري اللون عليه نور وبهاء فسلمت عليه وجلست بين يديهما، ووقع في نفسي للرجل هيبة وإنه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلما جلست التفت إليَّ وقال لي: عليك بمذهب هذا الشيخ، عليك بمذهب هذا الشيخ، ثلاث مرات، فانتبهت مرعوبًا وجسمي يرجف فقصصت ذلك على والدتي وبكرت إلى الشيخ لأقرأ عليه فقصصت عليه الرؤيا فقال: يا ولدي ما مذهب الشافعي إلا حسن ولا أقول لك اتركه، ولكن لا تعتقد اعتقاد الأشعري؛ فقلت: ما أريد أن أكون نصفين، وأا أشهدك وأشهد الجماعة أنني اليوم على مذهب أحمد بن حنبل في الأصول والفروع؛ فقال لي: وفقك الله؛ ثم أخذت في سماع كتب أحمد ومسائله والتفقه على مذهبه، وذلك في رمضان سنة ثلاث وتسعين. قلت: روى عنه السلفي وابن عساكر وأبو موسى والسمعاني وابن الجوزي وابن سكينة وابن الأخضر وعبد الرزاق ويحيى بن الربيع الفقيه والكندي ومحمد بن البناء

الصوفي ومحمد بن غنيمة الفقيه وداود بن ملاعب وعبد العزيز بن أحمد الناقد وموسى بن عبد القادر وأحمد بن ظفر بن هبيرة وأحمد بن صرما وأبو منصور بن عفيجة والحسن بن الأمير السيد وخلائق؛ وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن بن المقير؛ ومما تخبط فيه بن مسدي المجاور أنه قرأ على بن المقير عن بن ناصر قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الواحد بن أحمد المليحي, فذكر من الجعديات. والمليحي فقد مات قبل مولد بن ناصر بأربع سنين. توفي بن ناصر في ثاني عشر شعبان سنة خمسين وخمسمائة. وقال بن الجوزي: حدثني الفقيه أبو بكر بن الحضرمي قال: رأيت بن ناصر فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، وقال: قد غفرت لعشرة من أصحاب الحديث في زمانك؛ لأنك رئيسهم وسيدهم. قلت: وفي سنة خمسين مات أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي بنيسابور في عشر التسعين، والمعمر الخطيب أبو الحسن علي بن محمد المشكاني راوي التاريخ الصغير للبخاري، والمسند أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب ببغداد، ومقرئ العراق أبو الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري مصنف "المصباح" ومفتى خراسان الفقيه محمد بن يحيى صاحب الغزالي بل قبلها، وقاضي مصر أبو المعالي محمد بن جميع القرشي الشافعي مصنف كتاب "الذخائر" في المذهب، والواعظ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم السلماسي بها. أخبرتنا زينب بنت عمر ببعلبك عن أحمد بن ظفر أنا محمد بن ناصر الحافظ أنا محمد بن أحمد بن أبي الصقر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة أنا الحسين بن ميمون الصدفي بمصر أنا محمد بن عبد الله النيسابوري ثنا أحمد بن شعيب الحافظ ثنا قتيبة ثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر, وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" 1. 1080- 2/16- البطروجي العلامة الحافظ الثقة أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري الأندلسي: حمل عن أبي علي الغساني ومحمد بن فرج الطلاعي وأبي الحسن القيسي وخازم بن محمد وخلف بن إبراهيم المقرئ وابن النخاس وطبقتهم، وتفنن في العلوم، روى عنه خلف بن بشكوال وأبو محمد بن عبيد الله الحجري وأبو الحسن

_ 1 رواه البخاري في الاعتصام باب 1. ومسلم في الإيمان حديث 239. 1080- العبر: 4/ 114. الوافي بالوفيات: 7/ 38، 39. شذرات الذهب: 4/ 130. الصلة: 1/ 82. معجم البلدان: 1/ 447.

محمد بن عبد العزيز الشقوري ومحمد بن إبراهيم بن الفخار ويحيى بن محمد الفهري وآخرون. قال ابن بشكوال: كان من أهل الحفظ للحديث والفقه والرجال والتواريخ مقدمًا في ذلك على أهل عصره وقال غيره: له مصنفات مشهورة وكان عارفًا بالرجال وتراجمهم، وكان إذا سئل عن شيء فكأنما الجواب على طرف لسانه يورد المسألة بنصها لقوة حافظته، لم يكن في الأندلسيين في وقته مثله لكنه كان نزر العربية خاملا لخفة فيه. قال ابن بشكوال: مات لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. قلت: مات فيها الفقيه أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الآبنوسي الشافعي الوكيل ببغداد وله تصانيف وعلو إسناد، والمسند أبو بكر أحمد بن علي بن الأشقر البغدادي الدلال، وشيخ القراء بالعراق أبو محمد دعوان بن علي بن حماد الجبي الضرير، والعلامة أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الغرناطي المفسر، والمسند أبو القاسم علي ابن الإمام أبي نصر عبد السيد بن محمد بن الصباغ البغدادي، ومحدث بغداد أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي الملقن عن إحدى وثمانين سنة، والمسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حسن الطرائفي في عشر المائة، ومحدث واسط القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن محمد بن الطيب بن الجلابي، ومفيد بغداد أبو البقاء محمد بن محمد بن معمر بن طبرزذ، ومسند الشام العلامة أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي عن أربع وتسعين سنة ومحدث همذان أبو بكر هبة الله بن الفرج ابن أخي الطويل، ونحوي بغداد الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن الشجري العلوي. 1081- 3/16- ابن العربي العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلي: ولد سنة ثمان وستين وأربعمائة، ورحل مع أبيه إلى المشرق، وسمع أبا عبد الله بن طلحة النعالي وطراد بن محمد الزينبي ونصر بن البطر وطبقتهم ببغداد، وأبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبا الفضل بن الفرات وطبقتهما بدمشق، وخاله الحسن بن عمر الهوزني وطائفة بالأندلس، والقاضي أبا الحسن الخلعي ومحمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي وعدة بمصر، والحافظ مكي بن عبد السلام الرميلي ببيت المقدس؛ وتخرج بالإمام أبي حامد الغزالي والعلامة أبي زكريا التبريزي والفقيه أبي بكر الشاشي، وجمع وصنف وبرع في الأدب والبلاغة وبعد صيته.

_ 1081- العبر: 4/ 125. الوافي بالوفيات: 3/ 330. البداية والنهاية: 12/ 228، 229. شذرات الذهب: 4/ 141. هدية العارفين: 2/ 90. النجوم الزاهرة: 5/ 302.

روى عنه عبد الخالق بن أحمد اليوسفي وابن صابر الدمشقي وأخوه وأحمد بن خلف الإشبيلي القاضي والحسن بن علي القرطبي وأبو بكر محمد بن عبد الله ابن الجد الفهري ومحمد بن إبراهيم بن الفخار ومحمد بن يوسف بن سعادة ومحمد بن علي الكتامي ومحمد بن جابر الثعلبي ونخبة بن يحيى الرعيني والحافظ أبو القاسم السهيلي وعبد المنعم بن يحيى بن الحلوف الغرناطي وعلي بن أحمد بن لبال الشريشي وخلق كثير، وآخر من روى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وستمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر، وقد سمع بمكة من أبي عبد الله الحسين الطبري وأدخل الأندلس علمًا شريفًا وإسنادًا منيفًا، وكان متبحرًا في العلم ثاقب الذهن عذب العبارة موطأ الأكناف كريم الشمائل كثير الأموال، ولي قضاء إشبيلية فحمد وأجاد السياسة وكان ذا شدة وسطوة ثم عزل فأقبل على التصنيف ونشر العلم، أثنى عليه ابن بشكوال بأكثر من هذا وقال: أخبرني أنه رحل إلى المشرق سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وسمعت بإشبيلية منه وقرطبة كثيرًا. وقال غيره: كان أبوه من علماء الوزراء فصيحًا مفوهًا شاعرًا ماهرًا اتفق موته بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين فرجع ولده أبو بكر إلى الأندلس وكان أبو بكر أحد من بلغ رتبة الاجتهاد فيما قيل. قال ابن النجار: حدث ببغداد بيسير، وصنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتواريخ، واتسع حاله وكثر إفضاله ومدحته الشعراء وعلى إشبيلية سور أنشأه من ماله. وذكره أبو يحيى أليسع بن حزم وبالغ في تعظيمه وتقريظه قال: فولي القضاء فمحن، وجرى في إعراض الإمارة فلحق وأصبح تتحرك بآثاره الألسنة، ويأتي بما أجراه القدر عليه النوم والسنة، وما أراد إلا خيرًا نصب الشيطان عليه شباكه وسكن الإدبار حراكه، فأبداه للناس صورة تذم وسوءة تبلى لكونه تعلق بأذيال الملك ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحربهم بل داهن، ثم انتقل إلى قرطبة معظمًا مكرمًا حتى حول إلى العدوة فقضى نحبه. قرأت بخط ابن مسدي في معجمه: أنا أحمد بن محمد بن مفرج البناني سمعت الحافظ ابن الجد وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلية أبو بكر بن المرجي وفلان وفلان حضر معهم ابن العربي فتذاكروا حديث المغفر فقال ابن المرجي: لا يعرف إلا من حديث مالك عن الزهري؛ فقال ابن العربي: قد رويته من ثلاث عشرة طريقًا غير طريق مالك؛ فقالوا: أفدنا هذا؛ فوعدهم ولم يخرج لهم شيئًا وفي ذلك يقول خلف بن حبر الأديب: يا أهل حمص ومن بها أوصيكم ... بالبر والتقوى وصية مشفق

فخذوا عن العربي أسمار الدجى ... وخذوا الرواية عن إمام متقي إن الفتى حلو الكلام مهذب ... إن لم يجد خبرًا صحيحًا يخلق قلت: هذه حكاية ساذجة لا تدل على جرح صحيح، ولعل القاضي وهم وسرى فكره إلى حديث فظنه هذا والشعراء يخلقون الإفك. قال ابن بشكوال: توفي ابن العربي بالعدوة بفاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وفيها أرخه الحافظ ابن المفضل والقاضي ابن خلكان، وفي تاريخ ابن النجار في نسخة نقلت منها: سنة ست وأربعين؛ والأول الصحيح. وفي سنة ثلاث مات المعمر أبو تمام أحمد بن أبي العز محمد بن المختار ابن المؤيد بالله العباسي التاجر السفار المعروف بابن الخص بنيسابور وهو راوي "صفة المنافق" بتلك الديار، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي، والمحدث الرحال أبو علي الحسن بن مسعود ابن الوزير الدمشقي كهلا بمرو، والمسند أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان الدمشقي، وقاضي القضاة الأكمل أبو القاسم علي بن نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي الهاشمي، وأبو غالب محمد بن علي ابن الداية صاحب ابن المسلمة، ومفيد بغداد المكثر الجماعة أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الظفري الخفاف عن ثلاث وخمسين سنة، والمسند أبو الدر ياقوت الرومي السفار الراوي عن الصريفيني، والزاهد الشهيد أبو الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوي المالكي المقبور بمقبرة باب الصغير. أخبرنا محمد بن جابر أنا أبو العباس أحمد بن الغماز بقراءتي أنا أبو الربيع بن سالم الحافظ أنا عبد الرحمن بن محمد بن خنيس ثنا الحافظ أبو بكر محمد بن العربي أنا طراد بن محمد ثنا هلال بن محمد ثنا الحسين بن يحيى ثنا أبو الأشعث ثنا بشر بن المفضل ثنا شعبة عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "من جر ثوبًا من ثيابه من مخيلة, فإن الله لا ينظر إليه". وأخبرناه عاليًا إسماعيل بن عبد الرحمن أنا أبو محمد بن قدامة أنا خطيب الموصل وشهدة وتجني الوهبانية قالوا: أنا طراد. 1082- 4/16- السلفي الحافظ العلامة شيخ الإسلام أبو طاهر عماد الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني الجرواآني: وجرواآن من محال

_ 1082- العبر: 4/ 227. البداية والنهاية: 12/ 307. تاريخ الإسلام: الورقة 61. طبقات الشافعية للنووي: الورقة 42. الوفيات لابن خلكان: 1/ 150.

أصبهان، وسلفة لقب لجده أحمد، ومعناه الغليظ الشفة، كان أبو طاهر لا يحرر عام مولده، وقد قال: كتبوا عني بأصبهان في أول سنة اثنتين وتسعين وأنا ابن سبع عشرة سنة أو نحوها، ليس في وجهي شعرة. وقال أيضًا: أذكر قتل نظام الملك في سنة خمس وثمانين وكنت ابن عشر. قلت: أول سماعه في سنة ثمانين، سمع الرئيس القاسم بن الفضل الثقفي عبد الرحمن بن محمد بن يوسف القصري وسعيد بن محمد الجوهري ومكي بن منصور السلار ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني وأبا مطيع الصحاف وأبا العباس بن أشتة وخلائق بأصبهان، ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وتسعين فسمع من نصر بن البطر، وفرح بلقيه، ومن أبي بكر الطوسي والحسين بن علي بن البسري وطبقتهم، وبالكوفة من أبي البقاء الحبال، وبمكة من الحسين بن علي الطبري، وبالمدينة أبا الفرج القزويني، وبالبصرة من محمد بن جعفر العسكري، وبزنجان من أبي بكر أحمد بن محمد بن زنجويه، وبهمذان من أبي غالب أحمد بن محمد العدل، وبالري من صاحب البحر أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الشافعي، وبقزوين من إسماعيل بن عبد الجبار المالكي، وبمراغة من سعد بن علي المصري، وبدمشق من أبي طاهر الحنائي، وبنهاوند من أبي منصور محمد بن عبد الرحمن بن غزو، وبأبهر من أبي سعيد عبد الرحمن بن ملكان الشافعي، وبواسط من أبي نعيم بن زيزب، وبسلماس من محمد بن سعادة الهلالي، وبالحلة من محمد بن الحسن بن فدويه الكوفي، وبشهرستان من أبي الفتح أحمد بن محمد بن رشيد الأدمي، وبالإسكندرية من أبي القاسم بن الفحام الصقلي؛ وبقي في الرحلة بضع عشرة سنة، وسمع ما لا يوصف كثرة، ونسخ بخطه الصحيح السريع وهو في غضون ذلك يقرأ القرآن والفقه والعربية وغير ذلك وكان متقنًا متثبتًا دينًا خيرًا حافظًا ناقدًا مجموع الفضائل انتهى إليه علو الإسناد. وروى الحفاظ عنه في حياته؛ وله ثلاثة معاجم؛ معجم لمشيخة أصبهان في مجلد يكونون أزيد من ستمائة شيخ، ومعجم لمشيخة بغداد وهو كبير، ومعجم لباقي البلاد سماه معجم السفر؛ ركب من بلد صور في البحر إلى الإسكندرية في سنة إحدى عشرة فاستوطنها خمسًا وستين سنة إلى أن مات ما خرج منها سوى خرجته إلى القاهرة للسماع من أبي الصادق مرشد بن يحيى المديني وطبقته. سمع منه أبو علي البرداني الحافظ والكبار، وحدث عنه الحافظ محمد بن طاهر ومات قبله بستين عامًا والمحدث سعد الخير الأندلسي وأبو العز محمد بن علي المُلقاباذي والضياء بن هبة الله ابن عساكر ويحيى بن سعدون القُرطُبي وخلق مثلهم ممن مات قبله،

وقد روى عنه القاضي عياض بالإجازة ومات قبله بدهر؛ وممن روى عنه الحافظ عبد الغني المقدسي وعلي بن المفضل وربيعة اليمني وعبد القادر الرهاوي؛ والشيوخ، ابن راحج المقدسي وعبد القوي بن الجباب وعبد الغافر المحلي والفخر الفارسي والحسن بن أحمد الأوقي ومحمد بن عماد ومرتضى بن حاتم وأبو القاسم الصفراوي وأبو الفضل الهمذاني وعبد الرحيم بن الطفيل ويوسف بن المخيلي ومنصور بن الدماغ والعلم بن الصابوني وعبد الوهاب بن رواح ويوسف الساوي وأبو الحسين بن الجميزي وأبو القاسم بن رواحة وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي وخلائق، وأبو بكر محمد بن السفاقسي وعاش في حضور....... المسلسل بالأولية إلى سنة أربع وخمسين، وبقي بعدهم طائفة كعثمان ابن خطيب القرافة وغير واحد بالإجازة. قال الأوقي: سمعته يقول: لي ستون سنة ما رأيت منارة الإسكندرية إلا من هذه الطاقة. قال ابن المفضل: عدة شيوخ الحافظ بأصبهان فوق الستمائة شيخ، وخرج إلى بغداد وله عشرون سنة أو أقل أو أكثر فمشيخته في بغداد في خمسة وثلاثين جزءًا؛ قال: وله تصانيف كثيرة، وكان ينظم الشعر ويثيب من يمدحه, إلى أن قال: ولقي في القراءات ابن سوار وأبا منصور الخياط وأبا الخطاب بن الجراح، سمعته يقول: متى لم يكن الأصل بخطي لم أفرح به. وكان جيد الضبط كثير البحث عما يشكل، وكان أوحد زمانه في علم الحديث وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث، جمع بين علو الإسناد وعلو الانتقاد وبذلك تفرد عن أبناء جنسه؛ قال السمعاني في الذيل: أبو طاهر ثقة ورع متقن ثبت فهم حافظ له حظ من العربية كثير الحديث حسن البصيرة فيه. أنبأنا جماعة عمن سمع أبا سعيد عبد الكريم بن محمد الحافظ ثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ, سمعت محمد بن طاهر المقدسي, سمعت أبا طاهر الأصبهاني وكان من أهل الصنعة يقول: كان أبو حازم العبدوي إذا روى عن أبي سعد الماليني يقول: ثنا أحمد بن حفص الحدثي, هذا أو نحوه. قال أبو سعد: وقد صحب السلفي والدي ببغداد مدة ثم ركب من صور في البحر إلى مصر وأجاز لي. وعن ابن ناصر قال: كان السلفي ببغداد كأنه شعلة نار في التحصيل. قال عبد القاهر الرهاوي: كان له عند ملوك مصر الجاه والقوة والكلمة النافذة مع مخالفته لهم في المذهب، وكان لا يبدو منه جفوة لأحد ويجلس للحديث ولا يشرب ماء ولا يبزق ولا

يتورك ولا يبدو له قدم وقد جاوز المائة، بلغني أن سلطان مصر حضر عنده ليسمع فشرع يتحدث مع أخيه فزبرهما وقال: أيش هذا؟ نقرأ الحديث وأنتما تتحدثان. وبلغني أنه مدة مقامه بالإسكندرية ما خرج إلى فرجة إلا مرة واحدة، وما تكاد تدخل إلا تراه مطالعًا في شيء وكان حليمًا. ولما دخل الثغر رآه الفضلاء والكبراء فاستحسنوا علمه وأخلاقه وآدابه فأكرموه وخدموه. وحدثني بعض رفقائي عن ابن شافع قال: السلفي شيخ العلماء. وسمعت بعض فضلاء همذان يقول: السلفي أحفظ الحفاظ. قال ابن عساكر: سمعت بقراءة السلفي من جماعة ولم أظفر بالسماع منه. تزوج في الإسكندرية امرأة ذات بستان وحصلت له ثروة بعد فقر وتصوف وصارت له بالثغر وجاهة وبنى له العادل علي بن إسحاق بن السلار أمير مصر مدرسة ووقف عليها. قال عبد القادر: كان آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر أزال من جواره منكرات كثيرة، رأيته منع القراء بالألحان وقال: هذه القراءة بدعة، اقرءوا ترتيلا, فقرءوا. نقلت من خط الحافظ عبد الغني نقل خطوط المشايخ للسلفي بالقراءات وأنه قرأ بحرف عاصم على أبي سعد المطرز، وقرأ لحمزة والكسائي على أبي محمد بن أبي نصر القصار، وقرأ لقالون على نصر بن محمد الشيرازي، ولقنبل على عبد الله بن أحمد الخرقي، وقد قرأ عليهم في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وبعدها. وقال ابن نقطة: كان السلفي جوالا في الآفاق حافظًا ثقة متقنًا أحضروا له نسخة سعد الخير بالمجتبى للنسائي ليرويه فاجتذبها من يد القارئ بغيظ وقال: لا أحدث إلا من أصلي. قال ابن المفضل: حفظت أسماء وكنى ثم ذاكرت السلفي فجعل يذكرها حفظًا، وقال: ما هذا مليح، أنا شيخ كبير في هذه البلدة لا يذاكرني أحد وحفظي هكذا. قال العماد في الخريدة: طوف السلفي بلادًا وشدت إليه الرحال وتبرك به الملوك والأقيال وله شعر ورسائل ومصنفات. قال الحافظ عبد العظيم: كان السلفي مغرى بجمع الكتب وما حصل له من المال يخرجه في ثمنها، كان عنده خزائن كتب لا يتفرغ للنظر فيها فعفنت وتلصقت لنداوة البلد فكانوا يخلصونها بالفأس فتلف أكثرها. ومما شوهد بخطه: مولدي سنة اثنتين وسبعين تخمينًا لا يقينًا. قال حماد بن هبة الله: سمعت السلفي يقول: دخلت بغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين, فساعة دخولي لم يكن لي هم إلا ابن البطر فذهبت إليه وكان شيخًا عسرًا فقلت: قد جئت من أصبهان لأجلك، فقال: اقرأ, وجعل الراء غينًا، فقرأت عليه وأنا

متكئ من دماميل، فقال: أبصر ذا الكلب، فاعتذرت بالدماميل وبكيت من قوله وقرأت سبعة عشر حديثًا وخرجت ثم قرأت عليه نحوًا من خمسة وعشرين جزءًا، ولم يكن بذاك. أخبرنا ابن علان إجازة عن القاسم بن علي ابن عساكر أنا أبي أنشدنا أبو سعد السمعاني بدمشق أنشدنا أبو العز محمد بن علي أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ لنفسه بميافارقين: إن علم الحديث علم رجال ... تركوا الابتداع للاتباع فإذا جن ليلهم كتبوه ... وإذا أصبحوا غدوا للسماع أنشدنا بعلو أبو الحسين اليونيني أنا جعفر بن علي أنشدنا السلفي, فذكرهما. قال الوجيه عيسى بن عبد العزيز اللخمي: توفي السلفي صبيحة الجمعة خامس ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمسمائة وله مائة وست سنين وحدث ليلة موته، وهو يرد اللحن الخفي على القارئ وصلى الصبح ومات فجأة. قلت: لم يبلغ مائة وست سنين بل مائة وسنتين أو نحو ذلك مع الجزم بأنه كمل المائة. قال ابن خلكان القاضي: كانت ولادته سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة تقريبًا. ومات معه في العام الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين الهاشمي العباسي المامرني النيسابوري راوي صحيح مسلم بمصر، والمسند أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن صابر الأزدي الدمشقي بها، والمسند أبو الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي العجائز الأزدي بدمشق، والعلامة حجة العرب أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسين العصار السلمي ببغداد وآخرون. أخبرنا علي بن محمد الحافظ أنا أحمد بن محمد البصري أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا القاسم بن الفضل أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد القاضي إملاء أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا أحمد بن عصام ثنا أبو عامر العقدي ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية". أخرجه مسلم1 من حديث الثوري. 1083- 5/16- عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض القاضي العلامة عالم المغرب, أبو الفضل اليحصبي السبتي الحافظ: مولده بسبتة في سنة ست

_ 1 في تاب الأشربة حديث 179، 180. 1083- العبر: 4/ 122، 123. البداية والنهاية: 12/ 225. النجوم الزاهرة: 5/ 285. شذرات الذهب: 4/ 138، 139. هدية العارفين: 1/ 805.

وسبعين وأربعمائة وأصله أندلسي، تحول جده إلى فاس ثم سكن سبتة، أجازه القاضي الحافظ أبو علي الغساني، وكان يمكنه السماع منه وهو ابن عشرين سنة وإنما دخل القاضي إلى الأندلس بعد موته فأخذ عن محمد بن حمدين وأبي علي بن سكرة وأبي الحسين بن سراج وأبي محمد بن عتاب وهشام بن أحمد وأبي بحر بن العاص وخلق وتفقه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله المسيلي، وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان واشتهر اسمه وبعد صيته. قال ابن بشكوال: هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم استقضى بسبتة مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم تطل مدته فيها وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه. قال الفقيه محمد بن حمادة السبتي: جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة، فسار بأحسن سيرة، كان هينًا من غير ضعف صليبًا في الحق، تفقه على أبي عبد الله التميمي وصحب أبا إسحاق بن جعفر الفقيه ولم يكن أحد بسبتة في عصره أكثر تواليف منه. وله كتاب "الشفاء في شرف المصطفى" وكتاب "ترتيب المدارك وتقريب المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك" وكتاب "العقيدة" وكتاب "شرح حديث أم زرع" وكتاب "جامع التاريخ" الذي أربى على جميع المؤلفات جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب واستوعب فيه أخبار سبتة وعلماءها، وله كتاب "مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار" من الموطأ والصحيحين, إلى أن قال: وحاز من الرياسة في بلده ومن الرفعة ما لم يصل إليه أحد قط من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضعًا وخشية لله، وله من المؤلفات الصغار أشياء لم نذكرها. قال القاضي شمس الدين بن خلكان: هو إمام الحديث في وقته وأعرف الناس بعلومه وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، قال: ومن تصانيفه كتاب "الإكمال في شرح مسلم" كمل به كتاب "المعلم" للمازري ومنها كتاب "مشارق الأنوار" في تفسير غرائب الحديث، وكتاب "التنبيهات" فيه فوائد وغرائب، وكل تواليفه بديعة، وله شعر حسن, فمنه ما رواه عنه ابنه قاضي دانية أبو عبد الله محمد بن عياض: انظر إلى الزرع وخاماته ... تحكى وقد ماست أمام الرياح كتيبة خضراء مهزومة ... شقائق النعمان فيها جراح قلت: روى عنه خلق كثير منهم عبد الله بن محمد الأشيري وأبو جعفر بن القصير

الغرناطي وأبو القاسم خلف بن بشكوال وأبو محمد بن عبيد الله الحجري ومحمد بن الحسن الجابري. قال ابن بشكوال: توفي القاضي عياض مغربًا عن وطنه في وسط سنة أربع وأربعين وخمسمائة. قال ولده محمد: توفي في ليلة الجمعة نصف الليلة التاسعة من جمادى الآخرة ودفن بمراكش. قلت: وفيها مات العلامة أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي جعفر البيهقي صاحب التصانيف، وقاضي تُستر القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن حسين الأرجاني شاعر وقته، والمسند أبو المحاسن سعد بن علي بن الموفق الهروي، والإمام أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي القُرطُبي محدث حلب. أخبرنا القاضي معين الدين علي بن أحمد بن أبي الحسن بالإسكندرية أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري بقراءتي عن عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحافظ "ح" وأنا أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عمران الحضرمي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الغافقي مرارًا أنا محمد بن عبد الله الأزدي أنا محمد بن الحسن بن عطية الجابري قالا: أنا عياض بن موسى الحافظ قال: ثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي وأبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه قالا: ثنا أبو علي الغساني ثنا أبو عمر النمري ثنا ابن عبد المؤمن ثنا أبو بكر التمار ثنا أبو داود ثنا محمد بن سلمة ثنا ابن وهب عن حيوة وابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشرا, ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله, وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة" 1. 1084- 6/16- الرشاطي عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن أحمد الحافظ النسابة أبو محمد اللخمي المري المعروف بالرشاطي: قال أبو جعفر بن الزبير: روى عن أبي علي الغساني وأبي الحسن ابن أخي الدش وأبي علي الصدفي وابن فتحون وجماعة وألف كتابه الحافل المسمى بـ"اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب رواة الآثار" وكتاب "الإعلام

_ 1 رواه البخاري في الأذان باب 7. ومسلم في الصلاة حديث 10، 11. والترمذي في الصلاة باب40. والنسائي في الأذان باب 35-37. 1084- الصلة: 1/ 297. البداية والنهاية: 12/ 223. وفيات الأعيان: 3/ 106، 107. معجم البلدان: 3/ 45. هدية العارفين: 1/ 456.

لما في المختلف والمؤتلف للدارقطني من الأوهام" وانتصاره من القاضي أبي محمد بن عطية وغير ذلك وكان ضابطًا محدثًا متقنًا إمامًا مفيدًا ذاكرًا للرجال حافظًا للتاريخ والأنساب فقيهًا بارعًا أحد الجلة المشار إليهم، روى عنه أبو محمد عبيد الله وأحمد بن حبر وابن مضا وابن خالد بن رفاعة وأبو محمد عبد الرحيم وأبو بكر بن أبي حمزة، واستشهد عند دخول العدو المرية في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وكان مولده في سنة ست وأربعمائة، وقال ابن عاف: في سنة خمس وستين وأربعمائة؛ والأول أصح. 1085- الجوزقاني الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني مصنف كتاب "الأباطيل": وهو محتوٍ على أحاديث موضوعة وواهية طالعته واستفدت منه مع أوهام فيه، وقد بين بطلان أحاديث واهية بمعارضة أحاديث صحاح لها، سمع عبد الرحمن بن حمد الدوني وهو أكبر شيخ له ويحيى بن أحمد الغضائري ومحمد بن طاهر المقدسي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وشيرويه بن شهردار الديلمي وأحمد بن عباد البروجردي وأبا زكريا يحيى بن منده وعبد الملك بن بنجير وحمد بن نصر وطائفة سواهم، ومن صغار شيوخه عبد الخالق بن أحمد اليوسفي، روى هذا الكتاب عنه ابن أخته نجيب بن غانم الطيان فحدث به نجيب في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وأما الجوزقاني صاحب الترجمة فلا أعلم متى توفي، ثم رأيته في تاريخ ابن النجاروان بن مشق ضبط وفاته في سادس عشر رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. قال ابن النجار: وجوزقان ناحية من همذان كتب وحصل وصنف عدة كتب في علم الحديث منها كتاب "الموضوعات" أجاد تصنيفه روى لنا عنه عبد الرزاق الجيلي. 1086- 8/16- الفامي الحافظ أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور الهروي محدث هراة: ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بهراة، وسمع أبا عبد الله محمد بن علي العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وشيخ الإسلام أبا إسماعيل الأنصاري وعدة، وفي الرحلة من أبي القاسم بن الحصين وهبة الله بن علي البخاري، ذكره السمعاني في تاريخه فقال: كان ببغداد حسن السيرة جميل الطريقة دمث الأخلاق كثير الصدقة والصلاة دائم الذكر متوددًا متواضعًا، له معرفة بالحديث

_ 1085- الباب: 1/ 307. الوافي بالوفيات: 12/ 315. شذرات الذهب: 4/ 136. هدية العارفين: 1/ 313. الرسالة المستطرفة: 111. 1086- العبر: 4/ 124. طبقات الحفاظ: 483. شذرات الذهب: 4/ 140. النجوم الزاهرة: 5/ 310. هدية العارفين: 1/ 518. الأنساب: 9/ 234، 235.

والأدب يكرم الغرباء ويفيدهم عن الشيخ وكان ثقة مأمونًا كتبت عنه بهراة ونواحيها، مات في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمسمائة. قلت: لقبه ثقة الدين، وروى عنه الحافظان ابن عساكر والسمعاني وأبو روح عبد المعز الهروي، وله تاريخ صغير. وفيها مات المسند أبو المعالي أحمد بن محمد بن عثمان المذاري ببغداد سمع أبا علي بن البناء، والمسند الفقيه أبو سعد عمر بن علي بن الحسين المحمودي البلخي صاحب الوخشى، والمسند نوشتكين بن عبد الله الرضواني البغدادي، ومسند خراسان الخطيب أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري. أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد أنا الحافظ ثقة الدين أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي أنا زيد بن الفضل أنا علي بن أبي طالب الخوارزمي أنا أبو علي الرفاء ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا سفيان عن الزهري عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- نهى عن الدباء والمزفت أن ينتبذ فيه. 1087- 9/16- ابن الدباغ الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن فيرة, وقيل: إبراهيم بدل عمر، اللخمي الأندلسي الأندي محدث مرسية، لا بل محدث الأندلس: استوعب أخباره ابن الزبير فقال: هو أحد الأئمة المهرة المتقنين في صناعة الحديث وجهابذة النقاد اعتمد أبا علي بن سكرة وأكثر عنه وعن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني وابن عتاب وخلف بن إبراهيم بن النحاس وعبد القادر بن محمد الصدفي، واعتمده الناس فيما قيد لإمامته وإتقانه، وعول عليه الجُلة، وكان من آخر أئمة المحدثين بالأندلس وكان سمحًا مؤثرًا على قلة ذات يده، نزه النفس، ولي خطابة مرسية وقتًا ثم ولي قضاء دانية. قال أبو العطاء وهب بن نذير: هو خاتمة أئمة المحدثين، وله تواليف، أكثر عنه ابن بشكوال وأبو بكر بن أبي جمرة، وقال ابن بشكوال: روى عن أبي علي الصدفي كثيرًا ولازمه طويلا، وأخذ عنه جماعة من شيوخنا وكان من أنبل أصحابنا وأعرفهم بطريقة الحديث وأسماء الرجال وأزمانهم وضعفائهم وثقاتهم وأعمارهم وآثارهم، من أهل العناية الكاملة بتقييد العلم ولقاء الشيوخ, لقي منهم كثيرًا وكتب عنهم، شُوور في الأحكام ببلده ثم خطب به وقتًا، وقال لي: إن مولده سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

_ 1087- العبر: 4/ 126. طبقات الحفاظ: 485. شذرات الذهب: 4/ 142. هدية العارفين: 2/ 552. الصلة: 2/ 682, 683.

قلت: حدث عنه ابن بشكوال والوزير أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي البلنسي وأحمد بن أبي المطرف البلنسي وأحمد بن سلمة اللورقي ومحمد بن أبي الحسن بن هذيل وآخرون. وله جزء لطيف في أسماء الحفاظ، عاش خمسًا وستين سنة رأيت برنامجه وفيه كتب كبار كثيرة من مروياته. أخبرنا أبو الحسين اليونيني أنا أبو الخطاب عمر بن حسين الكلبي أنا القاضي أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي ثنا الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز اللخمي قال: الطبقة الأولى من أئمة المحدثين محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. قلت: فبدأ به إلى أن ختم الجزء بأبي طاهر السلفي. توفي ابن الدباغ في سنة ست وأربعين وخمسمائة كالذي قبله، وأعلى شيء عنده الموطأ قرأه على الخولاني في حدود سنة إحدى وخمسمائة بسماعه من عثمان بن أحمد القشطالي صاحب أبي عيسى بن عبد الله الليثي وسمع من ابن سكرة الصحيحين وسنن الدارقطني والموطأ وسنن أبي داود والعلل للدارقطني ومائة جزء من مسند يعقوب السدوسي ومسند البزار في تسعين جزءًا وجامع الترمذي وغير ذلك، الجميع سمعه من أبي علي حتى إنه سمع منه كتاب الغريبين للهروي والسنن للباجي ومعجم ابن قانع ومعظم تاريخ ابن أبي خيثمة، وسمع النسائي من ابن عتاب ومسند أبي بكر بن أبي شيبة سمعه من يونس بن مغيث. فأنبأني أحمد بن سلامة عن أبي جعفر أحمد بن علي القرطبي قال: أنا أبو الوليد بن الدباغ سماعًا لجميع الموطأ بقراءة أبي قال: قرأته على الخولاني بسنده، والكتاب سماع التاج بن أبي جعفر سمعه منه المحدث أبو محمد الحرائري. 1088- 10/16- السبحي الحافظ الإمام محدث مرو وخطيبها أبو طاهر محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أبي سهل المروزي السبحي: مولده بقرية سبح الكبيرة في حدود سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وسمع الكثير ورحل وتفقه أولا على العلامة أبي المظفر السمعاني وعبد الرحمن الزاز؛ قال أبو سعد السمعاني: كان إمامًا ورعًا متهجدًا متواضعًا سريع الدمعة، سمع إسماعيل بن محمد الزاهري ومحمد بن علي الشاشي الفقيه وعلي بن أحمد المديني الأخرم ونصر الله بن أحمد الخشنامي والشريف محمد بن عبد السلام الأنصاري وثابت بن بندار البقال وجعفر بن أحمد السراج وأبا البقاء المعمر بن محمد الحبال والحافظ أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه الأصبهاني وأبا سعد المطرز وعبد

_ 1088- الأنساب: 7/ 166. العبر: 4/ 132. شذرات الذهب: 4/ 150. طبقات السبكي: 6/ 187، 188. المنتظم: 10/ 155.

الرحمن بن أحمد الدوني وطبقتهم بخراسان وبغداد والكوفة والحجاز وأصبهان، وكان رفيق والدي في الرحلة ومن أخص أصحابه نسخ لنفسه ولغيره، وله معرفة بالحديث وهو ثقة دين قانع بما هو فيه كثير التلاوة حج مع والدي وسمعت من لفظه الكثير وكان يلي الخطابة في الجامع الأقدم. قلت: سمع منه عبد الرحيم بن أبي سعد مع والده "صحيح مسلم" و"النسائي" و"الرقاق" لابن المبارك و"الحلية" لأبي نعيم والأحاديث الألف لشيخه أبي المظفر السمعاني، مات في شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. وفيها مات شيخ الصوفية بمرو الخطيب أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكشميهني خاتمة من روى عن أبي الخير محمد بن عمران الروزي صحيح البخاري، وشيخ بغداد القدوة المعمر أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن أحمد بن الطلاية، ومفيد بغداد الإمام أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف اليوسفي عن أربع وثمانين سنة، والمحدث الصادق أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروجي الهروي المجاور، والمسند أبو المعالي الفضل ابن المحدث سهل بن بشر الأسفراييني ثم الدمشقي الملقب بالأثير، والمسند أبو طالب محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحيري الكنجرودي النيسابوري الجزباراني عن ست وثمانين سنة، ومسند بغداد أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن أبي شريك الحاسب صاحب ابن النقور، وبركة والشام القدة أبو الحسين بن أبي عبد الله بن حمزة الزاهد المقدسي بحلب، والمسند أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي بدمشق، وشاعر العصر العلامة أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن خالد القيسراني، والأديب البارع أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد الطرابلسي الرفاء الشاعر المحسن، والعلامة أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني صاحب الملل والنحل ومفتي خراسان الإمام أبو سعد محمد بن يحيى بن أبي منصور الشافعي النيسابوري ميحي الدين تلميذ الغزالي، فسبحانه ورث الأرض ومن عليها. أخبرنا أحمد بن هبة الله بقراءتي عن عبد الرحيم بن عبد الكريم أنا أبو طاهر السبحي أنا فقيه الشاش أبو بكر محمد بن علي بن حامد قدم علينا أنا أبو الفضل الكاغذي أنا الهيثم بن كليب ثنا أبو قلابة ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من سألكم فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه".

1089- 11/16- كوتاه الحافظ الإمام المفيد أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني الملقب بكوتاه: سمع أبا بكر بن ماجه الأبهري ورزق الله التميمي والرئيس أبا عبد الله الثقفي وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني وطبقتهم فأكثر. قال أبو موسى المديني: أوحد وقته في علمه مع حسن طريقته وتواضعه، حدثنا لفظًا وحفظًا على منبر وعظه سنة سبع عشرة، وقال لي: ولدت سنة ست وسبعين وأربعمائة. قال السمعاني: هو من أولاد المحدثين حسن السيرة مكرم للغرباء فقير قنوع صحب والدي مدة مقامه بأصبهان وسمع بقراءته الكثير، وله معرفة بالحديث وهو من مقدمي أصحاب شيخنا إسماعيل الحافظ حضرت مجلس أماليه، وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه ثناء حسنًا ويفخم أمره ويصفه بالحفظ والإتقان. قلت: وسمع بنيسابور من عبد القاهر الشيروي، وببغداد من طائفة، وكان يقول: ينزل بذاته فهجره شيخه إسماعيل لإطلاق هذه العبارة، وقد روى عنه الحافظ ابن عساكر والحافظ يوسف الشيرازي، وبالإجازة كريمة الزبيرية. أنبئونا عمن سمع أبا سعد الحافظ ثنا عبد الخالق بن زاهر ثنا صاعد بن سنان الحافظ ثنا عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بمدينة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنا روح بن محمد أنا أبو الحسن الجرجاني أنا ابن خُرَّزاد ثنا علي بن روحان ثنا أحمد بن سنان سمعت شيبان بن يحيى يقول: ما أعلم طريقًا إلى الجنة أقصد ممن يسلك طريق الحديث. وقد بقيت كريمة بعد صاعد مائة وعشرين سنة، وهذا يدخل في فن السابق واللاحق. أخبرنا محمد بن الحسن الفقيه أخبرتنا كريمة أنا عبد الجليل بن محمد في كتابه أنا رزق الله بن عبد الوهاب أنا الحسن بن أحمد أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ثنا صالح بن موسى ثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة المغرب, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون" 1. توفي كوتاه الحافظ بأصبهان في شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. وفيها مات

_ 1089- الأنساب: 3/ 341، 342. العبر: 4/ 152. طبقات الحفاظ: 471. شذرات الذهب: 4/ 167. النجوم الزاهرة: 5/ 329. 1 رواه البخاري في المواقيت باب 16. ومسلم في المساجد حديث 210. والنسائي في الصلاة باب 21. والموطأ في السفر حديث 82.

مسند زمانه الإمام أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد عن خمس وتسعين سنة، والمسند أبو الحسن علي ابن عساكر بن سرور الدمشقي الخشاب بدمشق، والعلامة أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور بن الصفار النيسابوري، ومقرئ واسط وإمام جامعها أبو الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد الواسطي، والمسند الأديب أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الهروي وله إجازة القشيري. 1090- 12/16- السمعاني الحافظ البارع العلامة تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم ابن الحافظ تاج الإسلام معين الدين أبي بكر محمد ابن العلامة المجتهد أبي المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر التميمي السمعاني المروزي, صاحب التصانيف: ولد في شعبان سنة ست وخمسمائة وحمله والده إلى نيسابور في آخر سنة تسع فلحق بحضوره المعمر عبد الغفار بن محمد الشيرازي، وعبيد بن محمد القشيري وعدة، وحضر بمرو على أبي منصور محمد بن علي نافلة الكراعي، فمات أبوه سنة عشر وتربى مع أعمامه وأهله وحفظ القرآن والفقه ثم حبب إليه هذا الشأن وعني به ورحل إلى الأقاليم النائية؛ وسمع من أبي عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي وطبقتهما بنيسابور، والحسين بن عبد الملك الخلال وسعيد بن أبي الرجاء وطبقتهما بأصبهان, وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وطبقته ببغداد, وعمر بن إبراهيم العلوي بالكوفة، وأبي الفتح المصيصي بدمشق، وببخارى وسمرقند وبلخ؛ وعمل المعجم في عدة مجلدات، وكان ذكيًّا فهمًا سريع الكتابة مليحها درس وأفتى ووعظ وأملى وكتب عمن دب ودرج, وكان ثقة حافظًا حجة واسع الرحلة عدلًا دينًا جميل السيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ. قال ابن النجار: سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا شيء لم يبلغه أحد، وكان مليح التصانيف كثير النشوار والأناشيد لطيف المزاح ظريفًا حافظًا واسع الرحلة ثقة صدوقًا دينًا سمع منه مشايخه وأقرانه وحدثنا عنه جماعة. قلت: روى عنه ولده عبد الرحيم مفتي مرو وأبو القاسم ابن عساكر وابنه القاسم وعبد الوهاب ابن سكينة وعبد الغفار بن منينا وأبو روح عبد العزيز بن محمد الهروي وأبو الضوء شهاب الشذباني والافتخار عبد المطلب الحلبي وأبو الفتح محمد بن محمد الصائغ وخلق. ذكر تصانيفه: نقل أسماءها ابن النجار من خطه، منها "الذيل" على تاريخ الخطي أربعمائة طاقة، "تاريخ مرو" خمسمائة طاقة، "أدب الطلب" مائة وخمسون طاقة، "الإسفار

_ 1090- العبر: 4/ 178. البداية والنهاية: 12/ 175. طبقات الحفاظ: 471. شذرات الذهب: 4/ 205، 206. النجوم الزاهرة: 5/ 375.

عن الأسفار" خمس وعشرون طاقة، "الإملاء والاستملاء" خمس عشرة طاقة، "معجم البلدان" خمسون طاقة، "معجم الشيوخ" ثمانون طاقة، "تحفة المسافر" مائة وخمسون طاقة، "الهداية" خمس وعشرون طاقة، "عز العزلة" سبعون طاقة، "الأدب واستعمال الحسب" خمس طاقات، "المناسك" ستون طاقة، "الدعوات" أربعون طاقة، "الدعوات النبوية" خمس عشرة طاقة، "غسل اليدين" خمس طاقات، "أفانين البساتين" خمس عشرة طاقة، "دخول الحمام" خمس عشرة طاقة، "صلاة التصبيح" عشر طاقات، "التحايا" ست طاقات، "تحفة العيد" ثلاثون طاقة، "فضل الديك" خمس طاقات، "الرسائل والوسائل" خمس عشرة طاقة، "صوم البيض" خمس عشرة طاقة، "سلوة الأحباب" خمس طاقات، "التحبير في المعجم الكبير" ثلاثمائة طاقة، "فرط الغرام إلى ساكني الشام" خمس عشرة طاقة، "مقام العلماء بين يدي الأمراء" إحدى عشرة طاقة، "المسارات والمصافحة" ثلاث عشرة طاقة، "ذكرى حبيب رحل، وبشرى مشيب نزل" عشرون طاقة، "الأمالي الخمسمائة" مائتا طاقة، ""فوائد الموائد" مائتا طاقة، "فضل الهر" ثلاث طاقات"، "ركوب البحر" سبع طاقات، "الهريسة" ثلاث طاقات، "وفيات المتأخرين" خمس عشرة طاقة، ""الأنساب" ثلاثمائة وخمسون طاقة"، "الأمالي" ستون طاقة، "بخار بخور البخاري" عشرون طاقة، "تقديم الجفان إلى الضيفان" سبعون طاقة، "صلاة الضحى" عشر طاقات، "الصدق في الصداقة"، "الريح في التجارة"، "رفع الارتياب عن كتابة الكتاب" أربع طاقات، "النزوع إلى الأوطان" خمس وثلاثون طاقة، "تخفيف الصلاة" في طاقتين، "لفتة المشتاق إلى ساكن العراق" أربع طاقات، "من كنيته أبو سعد" ثلاثون طاقة، "فضائل الشام" في طاقتين، "فضل ياسين" في طاقتين. وقد ذهب أبو سعد إلى بيت المقدس وزاره والنصارى يومئذ ولاته، وذكر في كتاب التحبير تراجم شيوخه فأفاد وأجاد طالعته، مات في ربيع الأول في أوله سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمرو، وله ست وخمسون سنة. وفيها مات مسند هراة أبو محمد عبد الجليل بن أبي سعد المعدل راوي جزء بيبي الهرثمية عنها، وخطيب دمشق وفقيهها أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الحارثي الشافعي عن ست وسبعين سنة، ومسند سجستان الإمام أبو عروية عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني الذي ارتحل إليه عبد القادر الرهاوي، وفقيه دمشق وفرضيها جمال الأئمة علي بن الحسين بن الحسن بن الماسح الكلابي عن أربع وسبعين سنة، ومحدث المشرق المعمر أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي ثم البلي الفقيه عن سبع وثمانين سنة، والشيخ أبو عاصم قيس بن محمد السويقى بأصبهان لقي في

حجه أبا الحسن بن العلاف, وواعظ مصر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت الكيزاني، ومسند بغداد أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد بن الحباب اللحاس الحريمي العطار وله سماع في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، والشيخ أبو طالب المبارك بن علي بن خضير الصيرفي ببغداد، والمسند أبو الفضل المبارك بن المبارك بن صدقة السمسار سمع من طراد، والمسند أبو محمد عبد الواحد بن الحسين بن البارزي ببغداد سمع النعالي وعدة، والمسند أبو الحسن علي بن مهدي الهلالي الطيب بدمشق، ومسند العراق أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق عن إحدى وتسعين سنة، ومسند الوقت الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي الأصبهاني في رجب عن مائة سنة. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد المعز بن محمد إجازة أنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد أنا عبد الغافر بن محمد حضورًا أنا أبو بكر الحيري ثنا أبو العباس المعقلي ثنا زكريا بن يحيى ثنا ابن عيينة عن الزهري عن أنس قال: قال رجل: يا رسول الله, متى الساعة؟ قال: "ما أعددتَ لها؟ " فلم يذكر كبيرًا إلا أنه يحب الله ورسوله، قال: "فأنت مع من أحببتَ". 1091- 13/16-معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر الحافظ الإمام مفيد أصبهان, أبو أحمد القرشي العبشمي السمري الأصبهاني المعدل الواعظ: ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وسمع أبا الفتح أحمد بن محمد الحذاء وأبا المحاسن الروياني الفقيه وغانمًا البرجي وأبا علي الحداد وطبقتهم، وارتحل إلى بغداد فسمع أبا القاسم بن الحصين وأبا العز بن كادش وقاضي المرستان، وارتحل إلى بغداد سبع مرات وأسمع بها أولاده. حدث عنه أبو سعد السمعاني وابن الجوزي والحافظ عبد الغني وابن قدامة والسهروردي وعمر بن جابر وابن الأخضر وأبو الحسن بن المقير وآخرون؛ وروى عنه بالإجازة الرشيد بن مسلمة؛ قال السمعاني: شاب كيس حسن العشرة سخي النفس متودد قاضٍ للحوائج أكثر ما سمعت بأصبهان كان بإفادته يدور معي من بكرة إلى الليل، شكر الله سعيه، ثم كان ينفذ إلي الأجزاء لأكتبها ويكتب لي وفاة الشيوخ وحدثني بجزء انتقاه لي عن شيوخه. قال ابن الجوزي: كان معمر من الحفاظ الوعاظ له معرفة حسنة بالحديث كان يخرج ويملي سمعت منه بالمدينة النبوية. وقال ابن النجار: كان سريع الكتابة موصوفًا بالحفظ

_ 1091- العبر: 4/ 189. البداية والنهاية: 12/ 260. شذرات الذهب: 4/ 214. المنتظم: 10/ 229. الكامل: 11/ 349.

والمعرفة والصلاح والثقة والورع والمروءة، صنف كثيرًا في الحديث والتواريخ والمعاجم وكان معظمًا بأصبهان ذا قبول ووجاهة، مات ببادية الحجاز في ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة. وفيها مات الواعظ أبو الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي البغدادي المقرئ، والعالم المحدث الجوال أبو محمد عبد الخالق بن أسعد الدمشقي الحنفي صاحب المعجم، ومسند قرطبة أبو مروان عبد الرحمن بن محمد بن قزمان الفقيه عن خمس وثمانين سنة، وشيخ القراء العلامة القدوة أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل البلنسي عن ثلاث وتسعين سنة، وقاضي دمشق الإمام زكي الدين علي ابن القاضي المنتخب محمد بن الزكي بن يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي الشافعي عن سبع وخمسين سنة ببغداد بعد حجه، ومسند بغداد أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد البطي الحاجب عن سبع وثمانين سنة، وزاهد العراق أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الفارقي العارف. أخبرنا العز بن الفراء بدمشق والعماد عبد الحافظ بنابلس قالا: ثنا الإمام أبو محمد بن قدامة سنة ست عشرة وستمائة أنا معمر بن عبد الواحد أنا أبو الفتح الحداد أنا ابن عبدكويه أنا الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا القعنبي ثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لله أشد فرحًا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها" 1. 1092- 14/16- أبو الخير الحافظ المتقن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن حمدان بن موسى الأصبهاني: قال ابن النجار: كان من حفاظ الحديث، سمعت جماعة من أصبهان يقولون: إنه كان يحفظ الصحيحين، وكانوا يفضلونه على الحافظ أبي موسى بالحفظ. قال ابن النجار: سمع الكثير وقرأ بنفسه وكتب، وكان موصوفًا بالفضل ومعرفة الحديث قدم بغداد في شبابه وفي كبره، حدث عن غانم بن محمد البرجي وأبي علي الحداد وجعفر الثقفي ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وعبد الواحد بن محمد الدشنج وهبة الله بن الحصين وأبي العز بن كادش وخلق، أملى بجامع القصر باستملاء شيخنا ابن الأخضر وسألته عنه فأثنى عليه ووصفه بالحفظ والمعرفة وقال: كانوا يفضلونه على معمر بن الفاخر. قلت: وحدث عنه الحافظ عبد الغني والشيخ الموفق.

_ 1 رواه البخاري في الدعوات باب 3. ومسلم في التوبة حديث 1-8. والترمذي في القيامة باب 49. 1092- المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 159، 160. لسان الميزان: 4/ 7، 8. طبقات الحفاظ: 510. شذرات الذهب: 4/ 228.

قال ابن النجار: أخرج لي شيخنا أبو عبد الله الحنبلي بأصبهان محضرًا في أبي الخير بن موسى وطلب من المشايخ أن يكتبوا حاله فيه، ففيه خط إسماعيل بن محمد الحافظ وأبي نصر الغازي ومحمد بن أبي نصر اللفتواني وأبي مسعود كوتاه وغيرهم كلهم شهدوا أنه لا يحتج بنقله ولا يقبل قوله ولا يوثق به في ديانته وسوء سيرته. وقرأت في جزء بخط عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف الخُجندي سؤالا سأله الحافظ أبو موسى المديني عن إجازات البغداديين لمسعود بن الحسن الثقفي وهم ابن المأمون وأبو الحسين بن المهتدي بالله وأبو بكر الخطيب وابن النقور وتمام العشرة الذين نقلهم عبد الرحيم بن موسى وأحال على مواضع فطلبت فلم توجد وتكلم الناس في ذلك وسأله أيضًا عن إجازات ابن هاجر، وكتب أبو موسى الجواب: اغترت الأغرار بهذه الإجازات وضيعوا أوقاتهم في القراءة بها وبتسويف المدعي لها بإظهارها إلى أن تحقق بطلانها بعد طول المدة، والرجوع إلى الحق أولى، فمن قرأ بإجازة هؤلاء على الرئيس فقد ضل سعيه وخاب أمله وبطل عمله، وقد أشهد الرئيس على نفسه ببطلان بعضها. قرأت بخط الحافظ الضياء سمعت الإمام عبد الله الجبائي يقول: كان أبو الخير يحفظ البخاري ويقول: من أراد أن يقرأ الإسناد حتى أقرأ المتن ومن أراد أن يقرأ المتن حتى أقرأ أنا الإسناد. ولد أبو الخير في صفر سنة خمسمائة، ومات في شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة. وفيها مات مسند القراء أبو الفضل أحمد بن محمد بن سنيف الدارقزي، وجعفر بن عبد الله ابن قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني، وملك النجاة أبو نزار الحسن بن صافي؛ ومسند أصبهان أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين الصيدلاني. قرأت على عبد الحافظ بن بدران أخبركم عبد الله بن أحمد الفقيه أنا أبو الخير عبد الرحيم بن محمد أنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر النردي أنا محمد بن إسحاق الحافظ وعلي بن أحمد بن هارون قالا: أنا محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا ابن وهب أخبرني سفيان الثوري سمع أيمن بن نابل يحدث أن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يرمي الجمرة لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك لفظ على الأردستاني. وقرأت بخط الشيخ الضياء: سمعت الإمام أبا عبد الله محمد بن سعيد بأصبهان يقول: أرسل إليّ ابن الحافظ أبي العلاء من همذان يسألني عن أبي الخير بن موسى: أيش صح عندك فيه من جل الجرح؟ فأرسلت: عندي درج فيه تعديله, والتعديل والله أعلم أقرب. ثم قال: لأنه تكلم فيه أبو موسى الحافظ من أجل إجازات الرئيس مسعود فحسب،

وقال: جاء الحافظ أبو موسى إلى جدي يعني المصلح فقال: تتكلم في أبي الخير؟ قال: لا أفعل، أو قال: لم يتبين لي جرحه، إنه يتتبع أمالي يعني غلطه. 1093- 15/16- أبو العلاء الهمذاني الحافظ العلامة المقرئ شيخ الإسلام الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل العطار شيخ همذان: مولده سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، قرأ بالروايات على أبي علي الحداد وأكثر عنه ولازمه مدة، وعلى مقرئ واسط أبي العز القلانسي وأبي عبد الله البارع وأبي بكر المزرفي وطائفة, وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان وابن الحصين وخلائق ببغداد، وأبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وطائفة بنيسابور؛ ثم رحل ثاني مرة إلى بغداد فأسمع ابنه، ثم قدم بعد الثلاثين وخمسمائة فأكثر، ثم بعد عام أربعين؛ قرأ عليه بالروايات أبو أحمد ابن سكينة وأبو الحسن بن الدباس ومحمد بن محمد بن الكيّال؛ وحدث عنه أبو المواهب بن صصرى والحافظ عبد القادر والحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي ومحمد بن محمود الحمامي, ومحمد والقاضي علي والقاضي عبد الحميد بنو ابن بنيمان، وهم أسباطه، وآخرون وخاتمة أصحابه بالإجازة أبو الحسن بن المقير. قال أبو سعد السمعاني: حافظ متقن ومقرئ فاضل حسن السيرة مرضي الطريقة عزيز النفس سخي بما يملكه مكرم للغرباء يعرف القراءات والحديث والأدب معرفة حسنة سمعت منه. وقال عبد القادر الحافظ: شيخنا أبو العلاء أشهر من أن يعرف بل تعذر وجود مثله في أعصار كثيرة على ما بلغنا من السير، أربى على أهل زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل أصول ما سمع، وجودة النسخ وإتقان ما كتبه بخطه، ما كان يكتب شيئًا إلا منقطًا معربًا، وأول سماعه من عبد الرحمن بن محمد الدوني في سنة خمس وتسعين وأربعمائة، برع على حفاظ عصره في حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير، ولقد كان يومًا في مجلسه فجاءته فتوى في عثمان -رضي الله عنه- فكتب من حفظه ونحن جلوس درجًا طويلًا في إخباره، وله تصانيف منها "زاد المسافر" في خمسين مجلدًا، وكان إمامًا في القرآن وعلومه وحصل من القراءات ما أنه صنف فيه العشرة، والمفردات، وصنف في الوقف والابتداء وفي التجويد والماءات والعدد ومعرفة القراء وهو نحو من عشر مجلدات، استحسنت تصانيفه وكتبت ونقلت إلى خوارزم وإلى

_ 1093- العبر: 4/ 206. البداية والنهاية: 2/ 286. شذرات الذهب: 4/ 131. الكامل: 11/ 167. المنتظ: 10/ 248.

الشام. وبرع عنده جماعة كثيرة في القراءات، وكان إذا جرى ذكر القراء يقول: فلان مات عام كذا، مات فلان في سنة كذا، وفلان يعلو إسناده على فلان بكذا. وكان إمامًا في النحو واللغة، سمعت أن من جملة ما حفظ "كتاب الجمهرة" وخرج له تلامذة في العربية أئمة يقرءون بهمذان، وبعض أصحابه رأيته، فكان من محفوظاته كتاب "الغريبين" للهروي, إلى أن قال: وكان مهينًا للمال باع جميع ما ورثه وكان من أبناء التجار فأنفقه في طلب العلم حتى سافر إلى بغداد وأصبهان مرات ماشيًا يحمل كتبه على ظهره. سمعته يقول: كنت أبيت ببغداد في المساجد وآكل خبز الدخن. وسمعت أبا الفضل بن بنيمان الأديب يقول: رأيت أبا العلاء في مسجد من مساجد بغداد يكتب وهو قائم؛ لأن السراج كان عاليًا, إلى أن قال: فعظم شأنه في القلوب حتى إن كان يمر في همذان فلا يبقى أحد رآه إلا قام ودعا له حتى الصبيان واليهود. وربما كان يمضي إلى بلدة مشكان يصلي بها الجمعة فيتلقاه أهلها خارج البلد، المسلمون على حدة واليهود على حدة يدعون له إلى أن يدخل البلد، وكان يفتح عليه من الدنيا جمل فلم يدخرها بل ينفقها على تلامذته وكان عليه رسوم لأقوام وما كان يبرح عليه ألف دينار همذانية أو أكثر من الدين مع كثرة ما كان يفتح عليه. وكان يطلب لأصحابه من الناس ويعز أصحابه ومن يلوذ به ولا يحضر دعوة حتى يحضر جماعة أصحابه، وكان لا يأكل من أموال الظلمة ولا يقبل منهم مدرسة قط ولا رباطًا وإنما كان يقرئ في داره ونحن في مسجده سكان، وكان يقرئ نصف نهاره الحديث ونصفه القرآن والعلم، وكان لا يغشى السلاطين ولا تأخذه في الله لومة لائم ولا يمكن أحدًا يعمل في مجلس منكر ولا سماعًا فكان ينزل كل إنسان منزلته حتى تألفت القلوب على محبته وحسن الذكر له في الآفاق البعيدة حتى أهل خوارزم الذين هم معتزلة مع شدته في الحنبلية. وكان حسن الصلاة ولم أر أحدًا من مشايخنا أحسن صلاة منه، وكان متشددًا في أمر الطهارة لا يدع أحدًا يمس مداسه, وكان ثيابه قصارًا وأكمامه قصارًا وعمامته نحو سبع أذرع، وكانت السنة شعاره ودثاره اعتقادًا وفعلًا بحيث إنه كان إذا دخل مجلسه رجل فقدم رجله اليسرى كلفه أن يرجع فيقدم اليمنى، لا يمس الأجزاء إلا على وضوء، ولا يدعو شيئًا قط إلا مستقبل القبلة تعظيمًا لها, إلى أن قال: سمعت من أثق به عن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنه قال في الحافظ أبي العلاء لما دخل نيسابور: ما دخل نيسابور مثلك.

وسمعت الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن يقول, وذكر رجلا من أصحابه رحل: إن رجع ولم يلق الحافظ أبا العلاء ضاعت رحلته. مات أبو العلاء في جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة. وفيها مات المسند النقيب أبو عبد الله أحمد بن علي بن المعمر العلوي ببغداد، وأبو الحسن دهبل بن علي بن كارة الحريمي الحنبلي سمع الحسين بن البُسري، وشيخ العربية أبو محمد سعيد بن المبارك بن الدهان البغدادي، والمسند أبو محمد عبد الله بن هبة الله بن محمد بن النرسي، ومسند المغرب أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي بكر بن حنين الكتاني القرطبي ثم الفاسي عن ثلاث وتسعين سنة وملك الشام العادل نور الدين محمود بن زنكي التركي. أخبرنا أبو سعيد صبيح بن عبد الله فنى صواب بمصر أنا علي بن أبي عبد الله النجاد أنا أبو العلاء الهمذاني مكاتبة أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ ثنا أحمد بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل ... " 1 وذكر الحديث. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا نصر بن عبد الرزاق ببغداد أنبأنا الحافظ أبو العلاء الهمذاني أنا أبو علي محمد بن محمد الهاشمي أنا عبد الله بن عمر أنا أبو بحر محمد بن الحسن أنا علي بن الفضل الواسطي أنا يزيد بن هارون أنا أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "المعروف كله صدقة، وإن آخر ما تعلق به الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" 2. 1094- 16/16- ابن عساكر الإمام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين, أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي, صاحب

_ 1 رواه البخاري في الأذان باب 26. ومسلم في الزكاة حديث 91. والترمذي في الزهد باب 53. والموطأ في الشعر حديث 14. 2 رواه البخاري في الأدب باب 78. وأبو داود في الأدب باب 6. وابن ماجه في الزهد باب 17. والموطأ في السفر حديث 14. 1094- العبر: 4/ 212، 213. تاريخ بغداد: 186-189. الوافي بالوفيات: خ 19/ ق 144-148. طبقات الحفاظ: 474، 475. شذرات الذهب: 4/ 239، 240.

التصانيف والتاريخ الكبير: ولد في أول سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وسمع في سنة خمس وخمسمائة باعتناء أبيه وأخيه الإمام ضياء الدين هبة الله؛ فسمع أبا القاسم النسيب وقوام بن زيد وسبيع بن قيراط وأبا طاهر الحنائي وأبا الحسن بن الموازيني وطبقتهم بدمشق، ورحل في سنة عشرين فسمع أبا القاسم بن الحصين وأبا الحسن الدينوري وأبا العز بن كادش وأبا غالب بن البناء وأبا عبد الله البارع وقاضي المرستان وطبقتهم ببغداد، وعبد الله بن محمد الغزال بمكة، وعمر بن إبراهيم الزيدي بالكوفة، وأبا عبد الله الفراوي وهبة الله ابن السيدي وعبد المنعم بن القشيري وطبقتهم بنيسابور، وسعيد بن أبي الرجاء والحسين عبد الملك الخلال وطبقتهما بأصبهان، ويوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد بمرو، وتميم بن أبي سعيد الجرجاني وطبقته بهراة؛ وعمل الأربعين البلدانية، وعدد شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة. سمع منه معمر بن الفاخر وأبو العلاء الهمذاني وأبو سعد السمعاني والكبار وحدث عنه ولده القاسم وأبو جعفر القرطبي وزين الأمناء أبو البركات ابن عساكر وأخوه الشيخ فخر الدين وابن أخيه عز الدين النسابة والحافظ عبد القادر الرهاوي وأبو القاسم بن صصرى ويونس بن محمد الفارقي الخطيب وأبو نصر الشيرازي ومحمد ابن أخي أبي البيان وأبو إسحاق إبراهيم بن الخشوعي وعبد العزيز أخوه ويونس بن منصور السقباني ومحمد بن رومي الجرداني ومحمد بن غسان الحمصي والمسلم بن أحمد المازني وذاكر الله الشعيري وعبد الرحمن بن راشد البيت سوائي وعمر بن عبد الوهاب بن البراذعي وعتيق السلماني والشيخ بهاء الدين علي بن الجميزي ورشيد الدين بن مسلمة وسديد الدين مكي بن علان وخلق كثير. وقد روى عنه أبو سعد السمعاني ومات قبل ابن علان بسبعين سنة. عمل "تاريخ دمشق" في ثمانين مجلدًا، و"الموافقات" في ست مجلدات، و"الأطراف الأربعة" أربع مجلدات، و"عوالي مالك" في خمسين جزءًا، و"غرائب مالك" عشرة أجزاء، و"المعجم" مجلد، و"مناقب الشبان" خمسة عشر جزءًا، و"فضل أصحاب الحديث" مجلد، و"السباعيات" سبعة أجزاء، و"تبيين كذب المفتري" مجلد، و"فضل الجمعة" أربعة أجزاء، و"الأربعين الطوال" ثلاثة أجزاء، و"عوالي شعبة" مجلد، و"الزهادة في الشهادة" مجلد، و"عوالي الثوري" مجلد، و"أربعي الجهاد"، و"أربعي البلدان"، و"أربعي المساواة"، و"مسند أهل دارا" مجلد، و"من وافقت كنيته كنية زوجته" مجيليد، و"شيوخ النبل" مجلد، و"حديث أهل صنعاء الشام" مجيليد، و"حديث أهل البلاط" كذلك، و"فضل عاشوراء" ثلاثة أجزاء، و"كتاب الزلازل" ثلاثة أجزاء، و"المصاب

بالولد" جزءان، و"قبض العلم" جزء، و"فضل مكة"، و"فضل المدينة"، و"فضل القدس"، و"فضل عسقلان"، "وتاريخ المزة", و"فضل الربوة" و"فضل مقام إبراهيم"، و"جزء الحميريين" و"جزء كفر سوسية"، و"جزء كفر بطنا"، و"جزء المنيحة"، و"سعد"، و"عدة أجزاء القرى" هكذا، و"جزء حديث الهبوط", و"الجواهر في الأبدال" ثلاثة أجزاء؛ وأملى في أبواب العلم أربعمائة مجلس وثمانية، وخرج لجماعة منهم رفيقه أبو سعد السمعاني، خرج له "أربعين المصافحات"، وللفراوي "أربعين مساواة" وعمل بعض "كتاب الأبدال" لنفسه ولو تم لجاء في عشرين مجلدًا. قال السمعاني: أبو القاسم حافظ ثقة متقن دين خير حسن السمت جمع بين معرفة المتن والإسناد وكان كثير العلم غزير الفضل صحيح القراءة متثبتًا رحل وتعب وبالغ في الطلب وجمع ما لم يجمعه غيره وأربى على الأقران، دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت معجمه والمجالسة للدينوري, كان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق. قال ابن الحاجب فيما قرأت بخطه: حدثني زين الأمناء قال: حدثني ابن القزويني عن والده مدرس النظامية أبي الخير قال: حكى لنا الفراوي قال: قدم ابن عساكر فقرأ علي ثلاثة أيام فأكثر وأضجرني وآليت على نفسي أن أغلق بابي, فلما أصبحنا قدم علي شخص فقال: أنا رسول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إليك؛ قلت: مرحبًا بك، فقال: قال لي في النوم: "امض إلى الفراوي وقل له: قدم بلدكم رجل شامي أسمر اللون يطلب حديثي, فلا تمل منه". قال القزويني: فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ. وقال المحدث بهاء الدين القاسم: كان أبي -رحمه الله- مواظبًا على الجماعة والتلاوة, يختم كل جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية, وكان كثير النوافل والأذكار, ويحيي ليلة النصف والعيدين بالصلاة والذكر, وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب. قال لي: لما حملت بي أمي قيل لها في منامها: تلدين غلامًا يكون له شأن. وحدثني أن أباه رأى رؤيا معناها يولد لك ابن يحيي الله به السنة، وحدثني أنه كان يقرأ على شيخ فقال: قدم علينا أبو علي ابن الوزير فقلنا: ما رأينا مثله. ثم قدم علينا ابن السمعاني فقلنا: ما رأينا مثله، حتى قدم علينا هذا فلم نر مثله. قال سعد الخير: ما رأيت في سن ابن عساكر مثله. قال القاسم ابن عساكر: سمعت التاج المسعودي يقول: سمعت أبا العلاء الهمذاني يقول لرجل استأذنه في الرحلة قال: إن عرفت أحدًا أفضل مني فحينئذ آذن لك أن تسافر إليه, إلا أن تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب.

وحدثني أبو المواهب بن صصرى قال: لما دخلت همذان قال لي الحافظ أبو العلاء: أنا أعلم أنه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد, فلو خالق الناس ومازجهم كما أصنع إذًا لاجتمع عليه الموافق والمخالف. وقال لي يومًا: أي شيء فتح له؟ وكيف الناس له؟ قلت: هو بعيد من هذا كله لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتسميع حتى في نزهته وخلواته. قال: الحمد لله، هذا ثمرة العلم، إلا أنا حصل لنا هذا المسجد والدار والكتب، هذا يدل على قلة حظ أهل العلم في بلادكم ثم قال لي: ما كان يسمى أبو القاسم إلا شعلة نار ببغداد من ذكائه وتوقده وحسن إدراكه. قال أبو المواهب: كنت أذاكر أبا القاسم الحافظ عن الحفاظ الذين لقيهم فقال: أما بغداد فأبو عامر العبدري، وأما أصبهان فأبو نصر اليونارتي، لكن إسماعيل بن محمد الحافظ كان أشهر. فقلت: فعلى هذا ما كان رأى سيدنا مثل نفسه؛ قال: لا تقل هذا، قال الله: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} قلت: فقد قال الله تعالى: {أَمَّا بنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} فقال: لو قال قائل: إن عيني لم تر مثلي لصدق. ثم قال أبو المواهب: وأنا أقول: لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة، من لزوم الصلوات في الصف الأول إلا من عذر والاعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة وأباها بعد أن عرضت عليه، وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم. قال لي: لما عزمت على التحديث والله المطلع أني ما حملني على ذلك حب الرياسة والتقدم بل قلت: متى أروي كل ما سمعت؟ وأي فائدة في كوني أخلفه صحائف؟ فاستخرت الله واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد وطفت عليهم فكلهم قالوا: من أحق بهذا منك؟ فشرعت في ذلك منذ ثلاث وثلاثين وخمسمائة. قال القاسم: حدثني أبي قال: قال لي جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي القرشي: اجلس إلى سارية حتى يجلس إليك؛ فلما عزمت على ذلك مرض وعجز عن المجيء. سمعت أبا الحسين علي بن محمد الحافظ, سمعت الحافظ أبا محمد المنذري يقول: سألت شيخنا أبا الحسن علي بن المفضل الحافظ عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الحافظ ابن ناصر وابن عساكر؟ فقال: ابن عساكر. فقلت: الحافظ أبو موسى المديني وابن عساكر؟ قال: ابن عساكر؛ فقلت: الحافظ أبو طاهر السلفي وابن عساكر؟ فقال: السلفي شيخنا. قلت: يعني أنه ما أحب أن يصرح بتفضيل ابن عساكر بل لوّح بتفضيل شيخه بأنه شيخه، ثم أبو موسى أحفظ من السلفي مع أن السلفي من بحور

الحديث وعلمائه؛ وكان شيخنا أبو الحجاج المزي يميل إلى أن ابن عساكر ما رأى حافظًا مثل نفسه. قال الحافظ عبد القادر: ما رأيت أحفظ من ابن عساكر. وقال ابن النجار: أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان والثقة والمعرفة التامة وبه ختم هذا الشأن. فقرأت بخط الحافظ معمر بن الفاخر في معجمه أنا أبو القاسم الدمشقي الحافظ بمنى، وكان أحفظ من رأيت من طلبة الحديث والشبان وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الإمام يفضله على جميع من لقيناهم، قدم أصبهان ونزل في داري، وما رأيت شابا أورع ولا أحفظ ولا أتقن منه، وكان مع ذلك فقيهًا أديبًا سنيًّا جزاه الله خيرًا وكثر في الإسلام مثله وإني كثيرًا سألته عن تأخره عن المجيء إلى أصبهان فقال: لم تأذن لي أمي. قال القاسم: توفي أبي في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ورئي له منامات حسنة ورثي بقصائد وقبره يزار بباب الصغير. قلت: وفيها توفي شيخ شيزر العلامة مجد الدين أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد حفدة الطوسي العطاري الشافعي الأصولي الواعظ صاحب محيي السنة والغزالي، والمسند أبو حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي الأصبهاني عن ثلاث وثمانين سنة، وفقيه واسط أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي الواسطي العطار. قرأت على أحمد بن هبة الله ابن تاج الأمناء أخبركم الفقيه أبو محمد عبد الجبار بن عبد الغني بن محمد الحرستاني سنة ثلاث وعشرين وستمائة أنا أبو القاسم الحافظ أنا زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل الصفار ثنا عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا عفان أنا شعبة ثنا أبو إسحاق قال: اتقوا الله واعملوا خيرًا, فإنى سمعت عبد الله بن معقل يقول: سمعت عدي بن حاتم يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" 1. متفق عليه من حديث شعبة وزهير بن معاوية. 1095- 17/16- أبو موسى المديني الحافظ الكبير شيخ الإسلام محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر الأصبهاني صاحب التصانيف: ولد في ذي القعدة سنة

_ 1 رواه البخاري في الزكاة باب 10. ومسلم في الزكاة حديث 66-68. والترمذي في القيامة باب 1. والنسائي في الزكاة باب 63، 64. 1095- العبر: 4/ 246. البداية والنهاية: 12/ 318. طبقات السبكي: 6/ 160. النجوم الزاهرة: 6/ 101. شذرات الذهب: 4/ 373.

إحدى وخمسمائة وسمع حضورًا باعتناء أبيه، ثم سمع الكثير ورحل وعني بهذا الشأن، وحضوره عند أبي سعيد المطرز وهو ابن سنتين، وسمع من أبي منصور محمد بن عبد الله بن مندويه وغانم البرجى وأبي علي الحداد وأبي الفتح محمد بن عبد الله بن خوردست ومحمد بن عبد الله الشرابي بليزة وأبي الرجاء محمد بن أبي زيد ومحمد بن طاهر المقدسي الحافظ وأبي زكريا بن منده وهبة الله بن الحسن الأبرقوهي وهبة الله بن الحصين البغدادي وطبقتهم وتخرج بأبي القاسم التيمي وغيره؛ له التصانيف النافعة الكثيرة والمعرفة التامة والرواية الواسعة انتهى إليه تقدم في هذا الشأن مع علو الإسناد؛ حدث عنه أبو سعد السمعاني وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي وعبد الغني بن عبد الواحد وعبد القادر بن عبد الله الرهاوي ومحمد بن مكي الأصبهاني وأبو نجيح محمد بن معاوية المقرئ والناصح عبد الرحمن بن الحنبلي وآخرون، وروى عنه بالإجازة عبد الله بن بركات الخشوعي وطائفة. قال الدبيثي: عاش أبو موسى حتى صار أوحد وقته وشيخ زمانه إسنادًا وحفظًا. قال السمعاني: سمعت منه وكتب عني، وهو ثقة صدوق. وقال عبد القادر: حصل من المسموعات بأصبهان ما لم يحصل لأحد في زمانه وانضم إلى ذلك الحفظ والإتقان، وله التصانيف التي أربى فيها على المتقدمين مع الثقة والعفة له شيء يسير يترقح به وينفق منه ولا يقبل من أحد شيئًا قط، أوصى إليه غير واحد بمال فرده ويقال له: فرقه على من ترى، فيمتنع. وكان فيه من التواضع بحيث إنه يقرئ الصغير والكبير ويرشد المبتدئ، رأيته يحفظ الصبيان القرآن في الألواح، وكان يمنع من يمشي معه فعلت ذلك مرة معه فزبرني، وترددت إليه نحوًا من سنة ونصف فما رأيت منه ولا سمعت عنه سقطة تعاب عليه، وكان أبو مسعود كوتاه يقول: أبو موسى كنز مخفي. ومن تصانيفه: كتاب "معرفة الصحابة" الذي استدرك به على أبي نعيم الحافظ، وكتاب "الطوالات" جودها ولم يسبق إلى مثلها مع كثرة ما فيها من الواهي والموضوع، وكتاب "تتمة الغريبين" يدل على براعته في لسان العرب، وكتاب "اللطائف"، وكتاب "عوالي التابعين"، وأشياء وفنون وقد عرض من حفظه كتاب "علوم الحديث" للحاكم على إسماعيل الحافظ. قال الحسين بن بوحز الباوري: كنت في مدينة الخان فسألني سائل عن رؤيا فقال: رأيت كأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- توفي؛ فقلت: إن صدقت رؤياك يموت إمام لا نظير له في زمانه، فإن مثل هذا المنام رئي حال وفاة الشافعي والثوري وأحمد بن حنل. قال: فما أمسينا حتى جاءنا الخبر بوفاة الحافظ أبي موسى. وعن عبد الله بن محمد

الخجندي قال: لما مات أبو موسى لم يكادوا أن يفرغوا حتى جاء مطر عظيم في الحر الشديد, وكان الماء قليلًا بأصبهان. قال محمد بن محمود الرويدشتي: توفي الحافظ أبو موسى في تاسع جمادى الأولى في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. قلت: وفيها توفي الحافظ السهيلي، والحافظ عبد الحق الأزدي، والحافظ أبو سعد محمد بن عبد الواحد الأصبهاني الصائغ عن أربع وثمانين سنة، والإمام أبو طاهر إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عيسى بن عوف الزهري العوفي الإسكندراني المالكي عن ست وتسعين سنة, والقدوة شيخ أهل حران حيوة بن قيس بن رحال الأنصاري الزاهد، والمسند أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السبي ثم المصري الجيار ويعرف بابن نخيسة بمصر، والمسند أبو محمد عبد الرزاق بن نصر بن المسلم الدمشقي النجار عن أربع وثمانين سنة، ومسند العراق أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل البغدادي الدباس عن اثنتين وتسعين سنة، ومقرئ مصر أبو الجيوش عساكر بن علي بن إسماعيل الشافعي النحوي، والمحدث الإمام أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي الميانشي المجاور، ومسند دمشق أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم الحميري المعروف بالبانياسي عن ست وثمانين سنة, والشيخ الزاهد أبو الفتح محمود بن أحمد بن علي المحمودي بن الصابوني بمصر. أخبرنا محمد بن علي الصالحي أنا عبد الرحمن بن نجم بن الحنبلي سنة ثمان وعشرين وستمائة أنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ أنا أبو إسحاق بن حمزة أنا عبدان. "ح" وبه إلى أبي نعيم؛ وثنا الحسين بن محمد بن رزيق الخياط ثنا محمد بن محمد بن سليمان قالا: أنا هشام بن عمار أنا صدقة بن خالد أنا عبد الرحمن بن جابر أنا عيطة بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري أخبرني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحة فيأتيهم رجل لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله تعالى ويضع العلم عليهم ويمسخ آخرون قردة وخنازير إلى يوم القيامة" أخرجه البخاري1 عن هشام عن غير سماع، وأخرجه أبو داود2 من طريق

_ 1 في كتاب الأشربة باب 6. 2 في كتاب اللباس باب 6.

بشر بن بكر التنيسي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بنحوه. والمعازف اسم لكل ما يعزف به, كالطنبور والزمر والشبابة وغير ذلك من آلات الملاهي. 1096- 18/16- الزاغولي الحافظ البركة أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب المروزي الأرزي: وزاغول قرية أو محلة من بنجدية، ذكره أبو سعد السمعاني وأنه تفقه على أبي بكر السمعاني والموفق بن عبد الكريم الهروي, وسمع من أبي الفتح نصر بن إبراهيم الحنفي ومحيي السنة البغوي وعيسى بن شعيب السجزي وغيرهم، حدث عنه أبو سعد وولده أبو المظفر. قال أبو سعد: كان صالحًا خشن العيش قانعًا باليسير عارفًا بالحديث وطرقه اشتغل بطلبه وجمعه طول عمره وجمع وصنف، وكان عارفًا باللغة كتب الكثير ورحل إلى هراة وسمعت منه وبقراءته وجمع كتابًا كبيرًا أكثر من أربعمائة مجلد يشتمل على التفسير والحديث والفقه واللغة سماه "قيد الأوابد". مولده بعد السبعين وقبل الثمانين وأربعمائة. وقال أبو سعد في معجم ولده: ولد سنة اثنتين وسبعين ومات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وخمسمائة. أنبأنا أحمد بن هبة الله فيما حدث به عن عبد الرحيم بن أبي سعد أنا عبد الله الأرزي لفظًا أنا أبو الفتح الحنفي بهراة أنا محمد بن عبد الرحمن الدباس ثنا أبو علي الرفاء أنا علي بن عبد العزيز ثنا داود بن عمرو ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يجنب وينام ولا يمس ماءً. تمت الطبقة السادسة عشرة.

_ 1096- الأنساب 6/ 221. الوافي بالوفيات: 2/ 373. شذرات الذهب: 4/ 187، 188. هدية العارفين: 2/ 94. اللباب: 2/ 53.

الطبقة السابعة عشرة

الطبقة السابعة عشرة: وعدتهم أربع وعشرون نفسًا 1097- 117/17- ابن بشْكُوال الحافظ الإمام المتقن, أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة الأنصاري الأندلسي محدث الأندلس ومؤرخها: ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وسمع أباه وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب فأكثر، وأبا بحر بن العاص وأبا الوليد بن رشد الفقيه وأبا الوليد بن طريف وأبا القاسم بن بقي وشريح بن محمد والقاضي أبا بكر بن العربي وطبقتهم, وأجاز له أبو علي بن سكرة الصدفي وأبو القاسم بن منظور، ومن بغداد هبة الله بن أحمد الشبلي وآخرون، وصنف معجمًا لنفسه. قال أبو عبد الله الأبار: كان متسع الرواية شديد العناية بها عارفًا بوجوهها حجة مقدمًا على أهل وقته حافظًا حافلًا أخباريًّا تاريخيًّا ذاكرًا لأخبار الأندلس، سمع العالي والنازل وأسند عن شيوخه أزيد من أربعمائة كتاب بين صغير وكبير، ورحل إليه الناس وأخذوا عنه وحدثنا جماعة عنه ووصفوه بصلاح الدخلة وسلامة الباطن وصحة التواضع وصدق الصبر للطلبة وطول احتمال، ألف خمسين تأليفًا في أنواع العلم، وولي بإشبيلية قضاء بعض جهاتها نيابة لابن العربي وعقد الشروط ثم اقتصر على إسماع العلم وعلى هذه الصناعة وهي كانت بضاعته؛ والرواة عنه لا يحصون، منهم الحافظ أبو بكر بن خير وأبو القاسم القنطري وأبو بكر بن سمحون وأبو الحسن بن الضحاك وكلهم مات قبله. قلت: ومنهم أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد وأحمد بن عبد المجيد المالقي وأحمد بن محمد بن الأصلع وأبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي وأحمد بن عياش المرسي وأحمد بن أبي حجة القيسي وثابت بن محمد الكلاعي ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد بن عبد الله بن الصفار وموسى بن عبد الرحمن الغرناطي وأبو الخطاب بن دحية وأخوه أبو عمرو؛ وممن روى عنه بالإجازة أبو الفضل الهمذاني وأبو القاسم سبط السلفي.

_ 1097- العبر: 4/ 234. البداية والنهاية: 12/ 312. تاريخ الإسلام: الورقة 74. الوفيات لابن خلكان: 2/ 240. ابن العماد في الشذرات: 4/ 261.

ذكر تصانيفه: "صلة تاريخ ابن الفرضي" في مجلدين، "غوامض الأسماء المبهمة" عشرة أجزاء، كتاب "معرفة العلماء الأفاضل" في مجلدين، "طرق حديث المغفر" ثلاثة أجزاء، كتاب "الحكايات المستغربة" مجلد، كتاب "القربة إلى الله بالصلاة على نبيه, صلى الله عليه وآله وسلم"، "ذكر من روى الموطأ عن مالك" في جزأين، "أخبار الأعمش" في ثلاثة أجزاء، "ترجمة النسائي" جزء، "أخبار المحاسبي" جزء، "أخبار إسماعيل القاضي" جزء، "أخبار ابن وهب" جزء، "أخبار أبي المطرف القنازعي" جزء، "قضاة قرطبة" ثلاثة أجزاء، "المسلسلات" جزء، "حديث من كذب عليّ بطرقه"، "أخبار ابن المبارك" جزءان، "أخبار ابن عيينة" جزء ضخم، وغير ذلك. وقد استوعب ترجمته ابن الزبير ومنها: كان رحمه الله تعالى يؤثر الخمول والقنوع بالدون من العيش ولم يتدنس بخطة تحطّ من قدره حتى لم يجد أحد إلى كلام فيه من سبيل, إلى أن قال: وآخر من روى عنه بسماع شيخنا أبو الحسين بن السراج، وبإجازة مجردة أبو القاسم أحمد بن محمد البلوي. توفي في ثامن شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن بمقبرة الإمام يحيى بن يحيى الليثي. وفيها: توفي زاهد العراق الشيخ أحمد بن علي بن الرفاعي بالبطائح عن تسع وسبعين سنة، والشيخ أبو طالب الخضر بن هبة الله بن أحمد بن طاوس بدمشق، ومسند الوقت خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي في شهر رمضان عن اثنتين وتسعين عامًا، وعالم دمشق قطب الدين مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري الشافعي. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عطاء الله بن المظفر الإسكندراني بها أنا عبد الرحمن بن مكي سنة ست وأربعين وستمائة عن خلف بن عبد الملك الحافظ أنا أبو بكر المعافري أنا أحمد بن علي الحلواني أنا طاهر بن عبد الله القاضي ثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو خليفة ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق الهمداني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثروا الصلاة عليّ؛ فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشرًا" 1. أخبرنا إسحاق ابن الوزير أنا الحافظ عبد العظيم أنا محمد بن الحسن بن أبي علي المالقي أنا خلف بن عبد الملك قال: قرأت على عبد الرحمن بن محمد بن عتاب أنا

_ 1 رواه النسائي في الأذان باب 27. وأحمد في مسنده: "2/ 168، 372".

حاتم بن محمد التميمي أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنا إبراهيم بن رحمون السنجاري أنا محمد بن مسلمة أنا موسى الطويل ثنا مولاي أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني" 1. 1098- 2/17- ابن الجوزي الإمام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق, جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق, القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي الواعظ المفسر صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم: وعرف جدهم بالجوزي بجوزة كانت في داره بواسط لم يكن بواسط جوزة سواها. ولد تقريبًا سنة عشر وخمسمائة أو قبلها، وأول سماعه في سنة ست عشرة. سمع أبا القاسم بن الحصين وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأبا عبد الله الحسين بن محمد البارع وأبا السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن والفقيه أبا الحسن بن الزاغوني وهبة الله بن الطبر وأبا غالب بن البناء وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفي وأبا غالب محمد الحسن الماوردي وخطيب أصبهان أبا القاسم عبد الله بن محمد وابن السمرقندي وأبا الوقت السجزي وابن ناصر وعدة، جملتهم سبع وثمانون نفسًا، وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة ووعظ في حدود سنة عشرين وخمسمائة وإلى أن مات. حدث عنه ابنه الصاحب محيي الدين وسبطه الواعظ شمس الدين يوسف بن فرغلي والحافظ عبد الغني وابن الدبيثي وابن النجار وابن خليل والتقي اليلداني وابن عبد الدائم والنجيب عبد اللطيف وخلق سواهم، وبالإجازة الشيخ شمس الدين بن أبي عمرو الفخر علي وأحمد بن سلامة الحداد والقطب أحمد بن عبد السلام العصروني والخضر بن حمويه الجويني ولي من خمستهم إجازة وهو آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلي. ومن تصانيفه: كتاب "المغني" في علوم القرآن كبير جدًّا، وكتاب "زاد المسير" أربع مجلدات، و"تذكرة الأريب" في اللغة، و"الوجوه والنظائر" مجلد، و"فنون الأفنان" مجلد، "جامع المسانيد" سبع مجلدات، "الحدائق" مجلدان، "نقي النقل" مجلد كبير، "عيون الحكايات" مجلدان، "التحقيق في مسائل الخلاف" مجلدان، "مشكل الصحاح" أربع

_ 1 رواه أحمد في مسنده "5/ 248، 257، 264". 1098- العبر: 4/ 297. البداية والنهاية: 13/ 28. الجزري في غاية النهاية: 1/ 375. ابن خلكان في الوفيات: 3/ 140. تاريخ الإسلام: الورقة 98.

مجلدات, "الموضوعات" مجلدان، "الواهيات" ثلاث مجلدات، "الضعفاء" مجلد، "تلقيح فهوم أهل الأثر" مجلد، "المنتظم في التاريخ" عشر مجلدات كبار، "المذهب في المذهب" مجلد، "الانتصار في مسائل الخلاف" مجلدان، "الدلائل في مشهور المسائل" مجلدان، "المواقيت في الخطب الوعظية" مجلد، "نسيم السحر" مجلد، "المنتخب" مجلد، "المدهش في المحاضرة" مجلد، "صفوة الصفوة" أربع مجلدات، "أخبار الأخيار" مجلد، "أخبار النساء" مجلد، "مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن" مجلد، "المقعد المقيم" مجلد، "ذم الهوى" مجلد، "تلبيس إبليس" مجلد، "صيد الخاطر" ثلاث مجلدات، "الأذكياء" مجلد، "المغفلين" مجلد، "منافع الطب" مجلد، "صبا نجد" مجلد، "المزعج" مجلد، "المطرب" مجلد، "الملهب" مجلد، "منتهى المشتهى" مجلد، "فنون الألباب" مجلد، "الظرفاء" مجلد، "سلوة الأحزان" مجلد، "منهاج القاصدين" مجلدان، "الوفا بفضائل المصطفى" مجلدان، "مناقب الصديق" مجلد، "مناقب عمر" مجلد، "مناقب علي" مجلد، "مناقب عمر بن عبد العزيز" مجلد، "مناقب سعيد بن المسيب" مجلد، "مناقب الحسن" جزءان، "مناقب الثوري" مجلد، "مناقب أحمد" مجلد، "مناقب الشافعي" مجلد، "مناقب جماعة" في أجزاء، "موافق المرافق" مجلد, وأشياء كثيرة يطول شرحها كاختصاره فنون ابن عقيل في بضعة عشر مجلدًا وما علمت أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل، مات أبوه وله ثلاث سنين فربته عمته، وأقاربه تجار في النحاس وربما كتب اسمه في السماع عبد الرحمن بن علي الصفار لذلك. ولما ترعرع حملته عمته إلى الحافظ ابن ناصر فاعتنى به وأسمعه الكثير، حصل له من الحظوة في الوعظ ما لم يحصل لأحد قط وحضر مجالسه ملوك ووزراء بل وخلفاء من وراء الستر, ويقال: في بعض المجالس حضره مائة ألف فيما قيل، والظاهر أنه كان يحضره نحو العشرة الآلاف مع أنه قد قال غير مرة: إن مجلسه حزر بمائة ألف, فلا ريب إن كان هذا قد وقع فإن أكثرهم لا يسمعون مقالته. قال سبطه: سمعت جدي يقول على المنبر: كتبت بإصبعي ألفي مجلد وتاب على يدي مائة ألف وأسلم على يدي عشرون ألفًا. قال: وكان يختم في كل أسبوع ختمة ولا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس. ثم سرد سبطه مصنفاته فذكر منها "درة الإكليل" في التاريخ أربع مجلدات و"فضائل العرب" مجلد "شذور العقود" مجلد "الأمثال" مجلد "المنفعة في المذاهب الأربعة" مجلدان "المختار من الأشعار" عشر مجلدات "التبصرة" في الوعظ ثلاثة مجلدات "رءوس القوارير" مجلدان, إلى أن قال: ومجموع تصانيفه مائتان ونيف وخمسون كتابًا.

ومن بدائع كلامه: عقارب المنايا تلسع, وخدران جسم الأمل يمنع الإحساس، وماء الحياة في إناء العمر يرشح بالأنفاس. وقال لوليّ أمر: اذكر عند القدرة عدل الله فيك وعند العقوبة قدرة الله عليك، وإياك أن تشفي غيظك بسقم دينك. وقال لصاحب له: أنت في أوسع العذر من التأخير عني لثقتي بك وفي أضيقه من شوقي إليك. وقال رجل: ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس قال: لأنك تريد الفرجة وإنما ينبغي الليلة ألا تنام. وقام إليه رجل فقال: يا سيدي تريد كلمة ننقلها عنك, أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: اقعد فقعد، ثم قام فأعاد مسألته فأقعده، ثم قام فقال: اقعد فأنت أفضل من كل رجل. وسأله آخر هذه المسألة وكان للشيعة ظهور فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته, فألقى هذا القول في أودية الاحتمال ورضي الفريقان بجوابه. وسأله آخر: أيما أفضل أُسبح أم أستغفر؟ فقال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور. وذكر في حديث: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين"؛ فقال: إنما طالت أعمار الأوائل لطول البادية, فلما شارف الركب بلدًا لإقامة قيل: حثوا المطيّ. ومن كلامه: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه. وقال في وعظه: يا أمير المؤمنين, إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك, فأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك، أقول قول الناصح: اتق الله، خير من قول القائل: أنتم أهل بيت مغفور لكم. وقال: يفتخر فرعون بملك مصر بنهر ما أجراه، ما أجراه. وإليه المنتهى في النثر والنظم الوعظي. وقد سقت كراسًا من أخباره في تاريخ الإسلام وقد نالته محنة في أواخر عمره؛ وشوا إلى الخليفة عنه بأمر اختلف في حقيقته فجاءه من شتمه وأهانه وختم على داره وشتت عياله ثم أخذ في سفينة إلى واسط فحبس بها في بيت وبقي يغسل ثوبه ويطبخ, ودام على ذلك خمس سنين وما دخل فيها حمامًا. قام عليه الركن عبد السلام بن عبد الوهاب الجيلي تجاه الوزير ابن القصاب وكان الركن سيئ النحلة أحرقت كتبه بإشارة ابن الجوزي وأعطي مدرسة الجيلي فعمل الركن عليه وقال لابن القصاب الشيعي: أين أنت من ابن الجوزي فإنه ناصبي ومن أولاد أبي بكر؛ فمكن الركن من الشيخ فجاء وسبه وأنزل معه في سفينة لا غير وعلى الشيخ غلالة بلا سراويل وعلى رأسه تجفيفة وكن ناظر واسط شيعيًّا فقال له الركن: مكني من عدوي هذا لأرميه في مطمورة فزجره وقال: يا زنديق أفعل هذا بمجرد قولك؟ هات خط الخليفة والله لو كان على مذهبي لبذلت نفسي في خدمته فرد الركن إلى بغداد ثم كان السبب في خلاص الشيخ أن ابنه يوسف نشأ واشتغل وعمل وتوصل فشفعت أم الخليفة في الشيخ فأطلق. وقد قرأ بواسط وهو ابن ثمانين سنة بالعشر على ابن الباقلاني وتلا معه ولده يوسف، نقل ذلك ابن نقطة عن القاضي محمد بن أحمد بن الحسن.

قال الموفق عبد اللطيف: كان ابن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون لا يضيع من زمانه شيئًا يكتب في اليوم أربعة كراريس، وله في كل علم مشاركة، ولكنه كان في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ, وفي التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كافٍ، وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية. وله في الطب "كتاب اللقط" مجلدان وكان يراعي حفظ صحته وتلطيف مزاجه وما يفيد عقله قوة وذهنه حدة، جل غذائه الفراريج والمزاوير ويعتاض عن الفاكهة بالأشربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس الأبيض الناعم الطيب وله ذهن وقاد وجواب حاضر ومجون ومداعبات حلوة ولا ينفك من جارية حسناء. قرأت بخط الموقاني أن ابن الجوزي شرب البلاذر فسقطت لحيته فكانت قصيرة جدا وكان يخضبها بالسواد إلى أن مات. وكان كثير الغلط فيما يصنفه فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره. قلت: نعم، له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر ومن أن جُل علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي. وكانت جنازته مشهودة شيّعه الخلائق يوم الجمعة ثالث عشر شهر رمضان إلى مقبرة باب حرب سنة سبع وتسعين وخمسمائة وقد قارب التسعين. وفيها مات مسند أصبهان القاضي المعمر أبو المكارم أحمد بن عيسى محمد بن محمد بن اللبان الأصبهاني وقد نيف على التسعين، ومفيد بغداد المحدث المكثر أبو القاسم تميم بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجي ثم الأزجي عن اثنتين وخمسين سنة سمع من أبي الوقت، والمسند أبو محمد عبد الله بن المبارك بن هبة الله بن الطويل الدارقزّي، والمسند عبد الرحمن بن أبي الكرم محمد بن ملاح الشط عن بضع وتسعين سنة، والمسند الواعظ عمر بن علي بن عمر أبو علي الحربي عن أربع وثمانين سنة، والمسند الكبير أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني الأصبهاني الخباز وله مائة سنة كاملة، والعلامة الوزير البليغ عماد الدين محمد بن محمد بن حامد الكاتب بدمشق عن ثمان وسبعين سنة، وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون الحلبي ويعرف بابن الكمال عن بضع وثمانين سنة، ومقرئ العراق أبو شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي بن المقرون، وقد نيف على الثمانين. أنبأني جماعة عن أبي الفرج الحافظ وأنا أبو بكر بن عباس أنا يوسف الواعظ أنا جدي لأمي أبو الفرج أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الأصبهاني سنة عشرين

وخمسمائة أنا عبد الرزاق بن شمة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى وعبد الله بن محمد قالا: ثنا علي بن الجعد أنا شعبة وهشيم وحماد بن سلمة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". صحيح رواه مسلم وغيره. 1099- 3/17- السهيلي الحافظ العلامة البارع أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ بن حسين بن سعدون, ويكنى أيضًا أبا الحسن: ولد الخطيب أبي محمد ابن الإمام الخطيب أبي عمر الخثعمي الأندلسي المالقي الضرير صاحب التصانيف المؤنقة، مولده سنة بضع وخمسمائة. أخذ القراءات عن أبي داود الصغير سليمان بن يحيى وأخذ بعضها عن أبي منصور بن الخير، وسمع من أبي عبد الله بن معمر والقاضي أبي بكر بن العربي وشريح بن محمد وأبي عبد الله بن مكي وأبي عبد الله بن نجاح الذهبي وطائفة، وأجاز له أبو عبد الله ابن أخت غانم وناظر في كتاب سيبويه على أبي الحسين بن الطراوة وسمع منه كثيرًا من كتب الأدب، عُمِي وهو ابن سبع عشرة سنة حمل الناس عنه، وصنف كتاب "الروض الأنف" كالشرح للسيرة النبوية فأجاد وأفاد وذكر أنه استخرجه من مائة وعشرين مصنفًا، وله كتاب "الإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام"، وله "كتاب الفرائض" وغير ذلك وكان إمامًا في لسان العرب يتوقد ذكاء وقد استدعي من مالقة إلى مراكش ليأخذوا عنه، سمع منه أبو الخطاب بن دحية وجماعة، قال ابن دحية: كان يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف حتى نما خبره إلى صاحب مراكش فطلبه وأحسن إليه وأقبل عليه وأقام بها نحوًا من ثلاثة أعوام. وأما سهيل المنسوب إليها فقرية قريبة من بلد مالقة سميت بالكوكب سهيل؛ لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس إلا من جبل مطل على هذه القرية يرتفع نحو درجتين ويغيب، وبلغنا أن السهيلي ولي قضاء الجماعة فحمدت سيرته. كذا وجدت على ظهر كتاب فرائضه وأنه ولد بإشبيلية سنة ثمان وخمسمائة. توفي بمراكش في الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة, رحمه الله تعالى. قال أبو جعفر بن الزبير: كان السهيلي واسع المعرفة غزير العلم نحويا متقدما لغويا عالما بالتفسير وصناعة الحديث عارفا بالرجال والأنساب عارفا بعلم الكلام وأصول الفقه حافظا للتاريخ القديم والحديث ذكيا نبيها صاحب اختراعات واستنباطات مستغربة. روى عنه أبو الحجاج ابن الشيخ والحافظ أبو محمد القرطبي وابنا حوط الله وأبو محمد بن غلبون وأبو عمرو بن عيشون وأبو الحسين بن السراج وأبو محمد بن عطية وأبو

الحسن الشاري وأبو الخطاب بن خليل, وهو آخر من حدث عنه وله شعر كثير. أخبرنا محمد بن جابر أنا يحيى بن إبراهيم المعافري بقراءتي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن السراج أنا الحافظ أبو القاسم السهيلي أنا الحافظ أبو بكر بن العربي ثنا سعيد بن عبد الله بن أبي الرجاء عن أبي نعيم الحافظ أنا أحمد بن يوسف العطار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد حدثني أبي أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أول ما أوحي إليه أتاه جبريل فعلمه الوضوء, فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه. وبه قال السهيلي وحدثنا به أبو بكر محمد بن طاهر عن أبي علي الغساني عن أبي عمر النمري عن أحمد بن قاسم عن قاسم بن أصبغ عن الحارث بن أبي أسامة. 1100- 4/17- عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد الحافظ العلامة الحجة أبو محمد الأزدي الإشبيلي، ويعرف أيضًا بابن الخراط: روى عن شريح بن محمد وأبي الحكم بن برجان وعمر بن أيوب وأبي بكر بن مدير وأبي الحسن طارق بن يعيش وطاهر بن عطية وجماعة، كتب إليه بالإجازة الحافظ أبو بكر ابن عساكر وجماعة سكن بجاية وقت الفتنة التي زالت منها الدولة اللمتونية فنشر بها علمه، وصنف التصانيف واشتهر اسمه وبعُد صيته ولي خطابة بجاية. ذكره الحافظ أبو عبد الله الأبار فقال: كان فقيهًا حافظًا عالمًا بالحديث وعلله عارفًا بالرجال موصوفًا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة والتقلل من الدنيا مشاركًا في الأدب وقول الشعر، صنف في الأحكام نسختين كبرى وصغرى, سبقه إلى مثل ذلك أبو العباس بن مروان الشهير بلبلة فحظي عبد الحق دونه، وله في الجمع بين الصحيحين مصنف، وله مصنف كبير جمع فيه بين الكتب الستة، وله كتاب "المعتل من الحديث" وكتاب في الرقائق، ومصنفات أخرى, إلى أن قال: وله في اللغة كتاب حافل ضاهى به "كتاب الغريبين" للهروي حدثنا عنه جماعة من شيوخنا، ولد سنة عشر وخمسمائة. وقال ابن الزبير: سنة أربع عشرة وخمسمائة وتوفي ببجاية بعد محنة نالته من قِبَل الدولة في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. قلت: وممن روى عنه خطيب القدس أبو الحسن علي بن محمد المعافري وأبو الحجاج ابن الشيخ وأبو عبد الله بن يقيمش وآخرون.

_ 1100- تاريخ الإسلام: الورقة 93. العبر: 4/ 243. ابن العماد في الشذرات: 4/ 271. النووي في تهذيب الأسماء: 1/ 292. ابن شاكر في الفوات: 2/ 256.

أخبرنا محمد بن عبد الكريم المقرئ أنا علي بن محمد شيخنا في سنة خمس وثلاثين وستمائة أنا مجد الدين محمد بن أحمد بن غالب الأزدي سنة ست وثمانين وخمسمائة أنا أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد أنا أبو علي الصدفي أنا عبد الله بن طاهر التميمي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري المقرئ وغيره قالوا: أنا علي بن أحمد الخزاعي أنا الهيثم بن كليب ببخارى ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة, سمعت عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه. قال أبو العباس بن فرتون: ثنا أبو العباس العزفي بسبتة قال: أنبأنا عبد الحق ثنا عبد العزيز بن خلف بن مدير ثنا أبو العباس بن دلهاث العذري ثنا محمد بن نوح بمكة أنا أبو القاسم الطبراني, فذكره حديثًا ومن شعره: إن في الموت والمعاد لشغلًا ... وادكارًا لذي النهى وبلاغا فاغتنم خطتين قبل المنايا ... صحة الجسم يا أخي والفراغا وله: واهًا لدنيا ولمغرورها ... كم شابت الصفو بتكديرها أي امرئ أمن في سربه ... ولم ينله سوء مقدورها وكان في عافية جسمه ... من مس بلواها وتغييرها وعنده بلغة يوم فقد ... حيزت إليه بحذافيرها وقد سمع عبد الحق من أبي القاسم بن عطية صحيح مسلم, قال: أنا محمد بن بشر أنا أبو علي الصدفي أنا ابن دلهاث العذري عن الرازي، فالصدفي والمؤيد الطوسي سواء، فنحن في إسناد الصحيح أعلى من الحافظ عبد الحق بدرجة؛ وقد كتب إليّ بالأحكام الصغرى له من تونس أبو محمد بن هارون الطائي قال: أنا بها أبو الحسن بن أبي نصر بسماعه من المصنف. قال ابن الزبير: كان يزاحم فحول الشعراء ولم يطلق عنانه في نطقه. 1101- 5/17- ابن حُبَيْش القاضي الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن يوسف الأنصاري الأندلسي المربي نزيل مرسية وحبيش هو خاله نسب إليه:

_ 1101- العبر: 4/ 252. تاريخ الإسلام: الورقة 116 "باريس 158". الجزري في غاية النهاية: 1/ 378. السيوطي في البغية: 2/ 85. ابن العماد في الشذرات: 4/ 280.

ولد بالمريّة سنة أربع وخمسمائة، وقرأ بالروايات على أحمد بن عبد الرحمن القصبي وأبي القاسم بن أبي رجاء البلوي والأصبغ بن أليسع، وتفقه بأبي القاسم بن وردان وأبي الحسن بن نافع، وسمع منهما ومن أبي عبد الله بن وضاح وعبد الحق بن غالب وعلي بن إبراهيم الأنصاري وأبي الحسن بن موهب، وارتحل إلى قرطبة فلحق بها يونس بن مغيث فسمع منه ومن جعفر بن محمد بن مكي وقاضي الجماعة محمد بن أصبغ والقاضي أبي بكر بن العربي، وأخذ الأدب عن محمد بن أبي زيد النحوي فبرع في النحو، ولما تغلبت الروم على المريّة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة خرج إلى مرسية ثم سكن جزيرة شقر وولي القضاء والخطابة بها ثنتي عشرة سنة ثم نقل إلى خطابة مرسية وولي القضاء بها عام خمسة وسبعين وخمسمائة فحمدت أحكامه مع ضيق في خلقه، وكان من أعلام الحديث بالأندلس بارعًا في معرفة غريبه، ولم يكن أحد يجاريه في معرفة الرجال قال الأبار: سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول: سمعت أبا القاسم بن حبيش يقول: إنه مر عليه وقت يذكر فيه تاريخ أحمد بن أبي خيثمة أو أكثره، ولهُ خطب حسان. وقال ابن الزبير: هو أعلم أهل طبقته بصناعة الحديث وأبرعهم في ذلك مع مشاركته في علوم، وكان من العلماء العاملين أمعن الناس في الأخذ عنه. قال أبو عبد الله بن عباد: كان عالمًا بالقراءات إمامًا في علم الحديث عارفًا بعلله واقفًا على رجاله لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه، أقرّ له بذلك أهل عصره، مع تقدمه في اللغة والأدب واستقلاله بغير ذلك من جميع الفنون، قال: وكان له حظ من البلاغة والبيان صارمًا في أحكامه جزلا في أموره، تصدر للإقراء والتسميع والعربية، وكانت الرحلة إليه في زمانه، وطال عمره، وله "كتاب المغازي" في عدة مجلدات حمله عنه الناس. قال الأبار: مات بمرسية في رابع عشر صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة عن ثمانين سنة، وكاد يهلك أناس من الزحمة على نعشه. قلت: حمل عنه خلق كثير منهم أحمد بن محمد الطرسوسي وأبو سليمان بن حوط الله ومحمد بن وهب الفهري ومحمد بن الحسن اللخمي الداني ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد بن أحمد بن حيون المرسي ومحمد بن محمد بن أبي السداد ونذير بن وهب وعبد الله بن الحسن المالَقي بن القُرطبي وعمر بن دحية وأخوه وعلي بن يوسف بن الشريك وعلي بن أبي العافية القسطلي؛ وروى عنه بالإجاة الأستاذ أبو علي الشلوبين. ومات معه في العام الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيرازي حامل لواء الأبطال وشاعر الشام عن سبع وتسعين سنة، والمحدث المفيد أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي وقد شاخ، والمعمر

أبو القبائل عشير بن علي بن أحمد الجبلي ثم المصري عن مائة سنة وسنتين، وشيخ الحنفية ببخارى عماد الدين أبو جعفر عمر بن أبي بكر بن محمد الأنصاري الزَّرَنجري ولد العلامة شمس الأئمة وله سبعون عامًا، والإمام المحدث الجوال تاج الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي الخراساني الصوفي بدمشق عن اثنين وستين عامًا، وشاعر العراق أبو الفتح محمد بن عبيد الله بن التعاويذي، والمسند أبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحَرّاني التاجر، والمسند العالم أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني, رحمة الله عليهم. أخبرنا ابن جابر أنا قاضي الجماعة أحمد بن محمد بن حسن الخزرجي حدثني أبو الربيع الكُلاعي الحافظ ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيش أنا يونس بن مغيث ومحمد بن الأصبغ القاضي قالا: قرأنا على محمد بن الفرج الفقيه "ح" وكتب إلينا عاليًا أبو محمد هارون بن يونس أنا أحمد بن يزيد أنا محمد بن عبد الحق ثنا محمد بن الفرج أنا يونس بن عبد الله عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى عن أبي مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقّلة, إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت". 1102- 6/17- ابن الفخار الحافظ الإمام الأوحد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خلف الأندلسي المالقي: ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة، سمع أبا بكر بن العربي ولازمه واختص به وأبا جعفر البطروجي وأبا عبد الله بن الأحمر وشريح بن محمد وأبا مرود بن مسرّة ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي وطبقتهم، قال الأبار: كان صدرًا في الحفاظ مقدمًا معروفًا يسرد المتون والأسانيد مع معرفة بالرجال وحفظ للغريب، سمع منه جُلة وحدث عنه أئمة، سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول عن ابن الفخار: إنه حفظ في شبيبته سنن أبي داود فأما في مدة لقائي إياه فكان يذكر صحيح مسلم، وكان موصوفًا بالورع والفضل مسلمًا له في جلالة القدر ومتانة العدالة، استدعي إلى حضرة السلطان بمراكش ليسمع عليه بها فتوفي هناك في شعبان سنة تسعين وخمسمائة. قلت: وفيها توفي الإمام أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني ثم القزويني الواعظ ببغداد عن ثمان وسبعين سنة، والمحدث الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأنصاري

_ 1102- تاريخ الإسلام: الورقة 168 "أحمد الثالث 2917/ 14". العبر: 4/ 274. ابن العماد في الشذرات: 4/ 303. طبقات النحاة: الورقة 2.

البَلنسي الزاهد صاحب السلفي كتب شيئًا كثيرًا، وأبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الهمذاني الجوهري الواعظ، والمحدث المفيد أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن الحبقبق القرشي الزبيري الدمشقي الشروطي والد كريمة، وشيخ القراء الإمام أبو محمد القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي بمصر عن اثنتين وخمسين سنة, والفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الأصبهاني المعروف بالمصلح من أصحاب الحداد, رحمة الله عليهم أجمعين. هؤلاء المغاربة لا يكاد يقع لنا حديثهم إلا بنزول ثم هم نازلون في الإسناد فيبقى نزول على نزول, وبالله الاستعانة. 1103- 7/17- الشيرازي الإمام الحافظ الرحال أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصوفي مفيد بغداد وشيخ الصوفية بالرباط الأرجواني وصاحب الأربعين البلدية: ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة ببغداد، وأسمعه أبوه من إسماعيل بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وأبي الحسن بن عبد السلام والحافظ أبي سعد بن البغدادي وطلب بنفسه فسمع من الكروجي وابن ناصر وطبقتهما، وبالكوفة من أبي الحسن بن غبرة، وبكرمان من أبي الوقت عبد الأول، وبالبصرة من عبد الله بن عمر بن سليخ، وبواسط من القاضي أحمد بن بختيار المندّائي، وبهراة من عبد الجليل بن أبي سعيد، وبنيسابور من أبي بكر محمد بن علي الطوسي، وببلخ من أبي شجاع البسطامي، وبأصبهان من المعمر إسماعيل بن علي الحمامي، وبهمذان من نصر بن المظفر البرمكي، وبدمشق من أبي المكارم بن هلال. أجاد تصنيف الأربعين وأبان عن حفظ، وله رحلة واسعة وكان صدوقًا موثقًا؛ كتب عنه أبو المواهب الحافظ ووثقه ابن الدبيثي؛ وكان ظريفًا حلو المحاضرة توصل إلى الدولة وذهب رسولا عن الخليفة إلى الأطراف وارتفعت رتبته وكثر ماله, روى شيئًا يسيرًا تقع لنا روايته بالإجازة. توفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة كهلا في مبدأ سن الشيخوخة. وفيها توفي مسند أصبهان أبو العباس أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن ينال الترك شيخ الصوفية عن نيف وتسعين سنة، تفرد بالرواية عن أبي مطيع الصحاف، ومحدث دمشق أبو الحسين أحمد بن حمزة بن أبي الحسن علي الموازيني السلمي الدمشقي عن ثمانين سنة، والفقيه أبو الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي الإسكندراني أخو القاضي محمد، وشيخ الإسلام قاضي القضاة شرف الدين أبو سعد

_ 1103- تاريخ الإسلام: الورقة 25 "باريس 1582". ابن العماد في الشذرات: 4/ 284. المنذري في التكملة: الترجمة 84. ابن تغري بردي في النجوم: 6/ 111.

عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التميمي الموصلي الشافعي بدمشق. كتب إلينا محمد بن محمد بن مناقب أن محمد بن أبي جعفر أخبرهم قراءة عليه عن يوسف بن أحمد الحافظ أنا عبد الله بن عمر بن سليخ بمربد البصرة عند قبر الزبير -رضي الله عنه- ثنا جعفر بن محمد القرشي لفظًا أنا أبو عمر الهاشمي ثنا علي بن إسحاق ثنا علي بن حرب ثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65] , قال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "أعوذ بوجهك" {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65] قال: "أعوذ بوجهك" {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قال: "هذا أهون أو أيسر". هذا حديث صحيح هو عندي أعلى من هذا في الثقفيات وغيرها، أخرجه البخاري عن علي بن عبد الله عن ابن عيينة. أنبأنا أبو اليمن ابن عساكر أنا محمد بن أبي جعفر أنا يوسف بن أحمد بمكة أنا إسماعيل بن أحمد الأشعثي وعلي بن هبة الله قالا: أنا أحمد بن محمد البزاز ثنا عبيد الله بن حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عاد رجلا قد صار مثل الفرخ فقال له: "هل دعوت بشيء؟ " قال: نعم، قلت: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجّله لي في الدنيا؛ فقال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "سبحان الله، هلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". رواه مسلم. 1104- 8/17- أبو المواهب محدث دمشق ومفيدها الحافظ الإمام الحسن بن أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن حسن بن محمد بن حسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى الربعي التغلبي البلدي الأصل, الدمشقي المعدل: ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وكان اسمه نصر الله فغيره. سمع جده أبا البركات ونصر الله بن محمد المصيصي وهو أعلى شيخ له وعبدان بن رزين وعلي بن حيدرة وأبا القاسم بن البن الأسدي ونصر بن أحمد السوسي وأبا يعلى حمزة بن الحبوبي وأبا يعلى حمزة بن كرّوس وأبا يعلى حمزة بن أسد التميمي وصحب الحافظ ابن عساكر وتخرّج به وأكثر عنه وعني بهذا الشأن وكتب العالي والنازل وجمع وصنف.

_ 1104- المنذري في التكملة الترجمة: 126. تاريخ الإسلام: الورقة 85 "باريس 1582". ابن العماد في الشذرات: 4/ 285. ابن تغري بردي في النجوم: 6/ 112. دول الإسلام: 2/ 73.

وارتحل فسمع بحماة من ابن ظفر، وبحلب من أبي طالب بن العجمي، وبالموصل من الحسن بن علي الكعبي وسليمان بن محمد بن خميس، وببغداد هبة الله الدقاق وابن البطي، وبهمذان الحافظ أبا العلاء العطار، وبأصبهان محمد بن أحمد بن ماشاذة، وبتبريز محمد بن أسعد حفدة. حدث عنه ولده أمين الدين سالم وآحاد الطلبة فقل ما روى لأنه لم يعمر، عمل معجمه في ستة عشر جزءًا، وصنف كتاب "فضائل الصحابة" و"فضائل بيت المقدس" و"عوالي ابن عيينة" و"رباعيات التابعين"، ولما وقع الحريق في الكلاسة احترقت له جملة كتب. وثقه أبو عبد الله الدبيثي وغيره، وكان حسن الطريقة لين الجانب سمحًا كريمًا نبيلًا مليح الخط عاش تسعًا وأربعين سنة، ارتحل ثاني مرة إلى بغداد بابنه سالم فأسمعه من ابن شاتيل وطبقته. أنبئت عن أبي الغنائم سالم بن أبي المواهب أنا أبي أنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بحلب أنا علي بن أحمد العمري أنا طلحة بن علي ثنا أحمد بن سلمان ثنا أحمد بن ملاعب ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن الزبرقان عن الشيباني عن المغيرة بن عبد الله اليشكُري عن قزعة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا, ومسجد الحرام, ومسجد بيت المقدس" 1. أنبأنا عاليًا أحمد بن سلامة عن عبد المنعم بن كليب أنا علي العمري إجازة إن لم يكن سماع, فذكره. أخبرنا أبو محمد بن أبي بداس الحافظ أنا إسماعيل بن إسحاق بن الحسين أنا جدي أنا أخي أبو المواهب الحافظ أنا أبو الفتح المصيصي أنا محمد بن أحمد أنا محمد بن إبراهيم اليزدي ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكر ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخي جويرية قال: والله ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عند موته دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمة ولا شيئًا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضًا جعلها صدقة. أخرجه "خ" عن إبراهيم بن الحارث. توفي سنة ست وثمانين وخمسمائة.

_ 1 رواه البخاري في الصلاة في مسجد مكة باب 1، 6. ومسلم في الحج 415، 511. والترمذي في الصلاة باب 126.

وفيها مات العلامة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب الأنصاري القرطبي المقرئ بن الشراط عن خمس وسبعين سنة, والإمام المقرئ أبو الطيب عبد المنعم بن يحيى بن خلف الحميري الغرناطي المعروف بابن الخلوف، والمقرئ أبو عبد الله محمد بن جعفر بن أحمد بن حميد بن مأمون البلنسي، والمسند الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد الأنصاري الإشبيلي الملكي المعروف بابن زرقون عن أربع وثمانين سنة، والعلامة المعمر أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجد الفهري الإشبيلي المقرئ، الفقيه الحافظ عن تسعين سنة وأشهر، والمحدث أبو الفضل مسعود بن علي بن النادر البغدادي عن سبعين سنة. 1105- 9/17- الزيدي الإمام القدوة الحافظ العابد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن سالم بن عبيد الله بن الحسن العلوي الحسيني, من ولد زيد بن علي البغدادي الشافعي المحدث, أحد الأئمة الزهّاد: قطع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس والطلب حتى مكن الله منزلته في القلوب وأحبه الخاص والعام حتى كان يقصده الكبار للزيارة والتبرك كان ربانيا متألها متواضعا حسن الخلق والخلق حلو العبارة جوادا مفضلا. سمع الكثير وكتب وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من المصنفات والمسانيد والأجزاء شيء كثير فوقفه بمسجده الذي استجده وشاركه في وقفه رفيقُه صليح البصري وكانا على طريقة جميلة من حسن الصحبة، سمع ابن ناصر وابن الزاغوني ونصر بن نصر العُكبري ومحمد بن عبيد الله الرطبي وأبا الوقت السجزي وخلائق حتى كتب عن أصحاب ابن الحصين والقاضي أبي بكر حتى عن أقرانه وعمن هو دونه، وقل ما روى، سمع منه إبراهيم بن الشعار وأبو الخطاب العليمي وعمر بن أحمد بن بكرون وداود بن علي بن المسلمة. وقال عبد الواحد بن مسعود بن الحصين: سمعت الشريف الزاهد علي بن أحمد الزيدي يقول: اجعل النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسم ومخالطة الناس كالنار والغذاء كالدواء. وقال أبو البركات عمر بن أحمد: ولد أخي أبو الحسن سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وبخط أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: وممن مات في شوال سنة خمس

_ 1105- الكامل لابن الأثير: 11/ 188. الطبقات الكبرى للسبكي: 7/ 212. ابن تغري بردي في النجوم: 6/ 86. تاريخ الإسلام: الورقة 57 "أحمد الثالث 2917/ 14".

وسبعين وخمسمائة في هذا الطاعون الشريفُ الزاهد وليّ الله أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وكان عالمًا حافظًا عارفًا له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة والأحوال والكرامات مما حدثني به الثقات وشاهدته فلو أثبته لقام من ذلك كراريس، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة، مات يوم الثلاثاء سادس عشر من الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه جوار مسجده. قال ابن الدبيثي: سمعت شيخنا ابن الأخضر يعظم شأنه ويثني عليه ويصف زهده ودينه، مات وأبواه حيان، وقيل: إن الوزير عضد الدين بن المسلمة لما عاد إلى الوزارة بعث إلى أبي الحسن الزيدي بألف دينار كان نذرها إن عاد إلى الوزارة، فلما سمع بذلك المستضىء الخليفة بعث إلى الشريف بألف دينار أخرى. وبعثت إليه بنفشا أم الخليفة بألف أخرى، فلم يتصرف في ذلك واشترى كتبًا كثيرة فوقفها وبنى مسجدًا. أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ في كتابه عن محمد بن محمود الحافظ أنا داود بن علي بن المسلمة أنا علي بن الزيدي أنا أبو المظفر محمد بن أحمد العباسي ومحمد بن أحمد التميمي قالا: أنا أبو نصر الزينبي أنا محمد بن عمر ثنا عبد الله البغوي ثنا أحمد بن حنبل، وحدثنا زهير وسريج بن يونس وابن المقرئ قالوا: ثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: مر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- برجل يعظ أخاه في الحياء, فقال النبي, صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء من الإيمان" 1. متفق على صحته. 1106- 10/17- الحازمي الإمام الحافظ البارع النسابة أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم الهمذاني: ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وسمع من أبي الوقت السجزي حضورًا ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة المقدسي والحافظ أبي العلاء الهمذاني ومعمر بن الفاخر، وقدم بغداد فسمع من أبي الحسين عبد الحق بن يوسف وعبد الله بن عبد الصمد العطار، وبالموصل من الخطيب أبي الفضل الطوسي، وبواسط من أبي طالب المحتسب، وبالبصرة محمد بن طلحة المالكي، وبأصبهان أبا الفتح الخرقي وأبا العباس الترك وأبا موسى الحافظ، وبالحرمين والشام والجزيرة، وكتب الكثير وصنف وجوده. قال الدبيثي: قدم بغداد وسكنها وتفقه بها في مذهب الشافعي وجالس العلماء وتميز وفهم وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله مع زهد وتعبّد ورياضة وذكر.

_ 1 رواه البخاري في الإيمان باب 3، 16. ومسلم في الإيمان حديث 57-59. والترمذي في البر باب 56، 80. 1106- ابن خلكان في الوفيات: 4/ 294. دول الإسلام: 2/ 71. البداية والنهاية: 12/ 332. ابن تغري بردي في النجوم: 6/ 109. المشتبه: 202.

صنف في الحديث عدة مصنفات، وأملى عدة مجالس وكان كثير المحفوظ حلو المذاكرة يغلب عليه معرفة أحاديث الأحكام، أملى طرق الأحاديث التي في "المهذب" وأسندها ولم يتمه. وذكره ابن النجار فقال: كان من الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله, ألف كتاب "الناسخ والمنسوخ" وكتاب "عجالة المبتدئ في الأنساب" و"المؤتلف والمختلف" في أسماء البلدان وأسند أحاديث "المهذب" لأبي إسحاق، وكان ثقة حجة نبيلًا زاهدًا عابدًا ورعًا ملازمًا للخلوة والتصنيف وبث العلم، أدركه أجله شابا، سمعت محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى يفضل أبا بكر الحازمي على عبد الغني المقدسي ويقول: ما رأيت شابا أحفظ منه. مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة. قال ابن النجار: سمعت بعض الأئمة يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب "الإكمال" في المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة وكان يكرر عليه, وبخط أبي الخير القزويني يسأل الحازمي: ما يقول سيدنا الإمام الحافظ في كذا وكذا؟ وقد أجاب الحازمي بأحسن جواب. قال ابن النجار: سمعت أبا القاسم المقرئ جارنا يقول, وكان صالحًا: كان الحازمي في رباط البديع وكان يدخل بيته في كل ليلة يطالع ويكتب إلى الفجر فقال البديع للخادم: لا تدفع إليه الليلة بزرًا للسراج فلعله يستريح الليلة، فلما جنّ الليل اعتذر إليه الخادم لانقطاع البزر فدخل بيته وصف قدميه ولم يزل يصلي ويتلو إلى أن طلع الفجر وكان الشيخ خرج ليعلم خبره فوجده في الصلاة. أخبرنا أبو الحمد الوراق أنا عبد الله بن الحسن الخطيب سنة اثنتين وأربعين وستمائة أنا محمد بن موسى الحافظ قرأت على محمد بن ذاكر أخبرك حسن بن أحمد القارئ أنا محمد بن أحمد الكاتب أنا علي بن عمر ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا العباس بن يزيد ثنا غسان بن مضر ثنا أبو سلمة سألت أنس بن مالك: أكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يستفتح بالحمد لله رب العالمين؟ فقال: إنك لتسألني عن شيء لم أحفظه، وما سألني عنه أحد قبلك. قلت: أكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي في النعلين؟ قال: نعم. 1107- 11/17- أبو المحاسن القُرَشي القاضي الإمام الحافظ عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي الزبيري الدمشقي محدث بغداد: سمع بدمشق أبا الدر ياقوت بن عبد الله الرومي, وأبا القاسم بن البن، وأبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن

_ 1107- الكامل لابن الأثير: 11/ 188. العبر: 4/ 224. ابن العماد في الشذرات: 4/ 254. تاريخ الإسلام: الورقة 57 "أحمد الثالث 2917/ 14".

العجمي بحلب، وأبا الوقت السجزي وأبا جعفر العباس وأبا المظفر بن التريكي وأبا محمد بن المادح وخلائق ببغداد، حتى نزل إلى أصحاب القاضي أبي بكر وابن السمرقندي، وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وقاضي القضاة روح بن الحديثي واستنابه على قضاء الحريم الطاهري، ونفذ رسولا عن الديوان العزيز إلى صاحب الشام نور الدين وما كان له ثلاثون سنة؛ سمع منه القاضي أبو بكر الباقداري وأحمد بن أحمد البندنيجي وأبو الفتوح بن الحصري وابنه أبو بكر عبد الله بن عمر. ذكره ابن الدبيثي في تاريخه فقال: ثقة حافظ عني بطلب الحديث وبالسماع والكتابة وكتب ببلده, وبحلب وحرّان والموصل والحرمين وبغداد، ورزق الفهم في الحديث وأجاز لي مروياته؛ مولده بدمشق في سنة ست وعشرين وخمسمائة، وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمسمائة. قلت: وفيها توفي أمير المؤمنين المستضىء بأمر الله حسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي العباسي، ومسندة بغداد أم عتب تجني الوهبانية، والمحدث أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي، والمسند الواعظ أبو المعالي بن خلدون بدمشق. 1108- 12/17- ابن خير الإمام الحافظ شيخ القراء, أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الإشبيلي: أتقن القراءات على شريح بن محمد واختص به حتى ساد أهل بلده وسمع منه ومن أبي مروان الباجي والقاضي أبي بكر بن العربي، وبقرطبة من أبي جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبي بكر وأبي القاسم بن بقي وابن مغيث وابن أبي الخصال وطائفة سواهم، قال الأبار: كان مكثرًا إلى الغاية بحيث إنه سمع من رفاقه وشيوخه أكثر من مائة نفس، لا نعلم أحدًا من طبقته مثله، وتصدر بإشبيلية للإقراء والإسماع وحمل الناس عنه كثيرًا وكان مقرئًا مجودًا ومحدثًا متقنًا وأديبًا نحويًّا لغويًّا واسع المعرفة رضيًّا مأمونًا, لما مات بِيعت كتبه بأغلى الأثمان لصحتها ولم يكن له نظير في هذا الشأن مع الحظ الأوفر من علم اللسان، توفي في ربيع الأول من سنة خمس وسبعين وخمسمائة وكانت جنازته مشهودة وعاش ثلاثًا وسبعين سنة. 1109- 13/17- أبو عمر بن عياد يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد الأستاذ

_ 1108- العبر: 4/ 225. ابن العماد في الشذرات: 4/ 252. الكتاني في فهرس الفهارس: 1/ 286. تاريخ الإسلام: الورقة 58 "أحمد الثالث 2917/ 14". 1109- العبر: 4/ 229. ابن الجزري في غاية النهاية: 2/ 397. معرفة القراء: 442. تاريخ الإسلام: الورقة 61 "أحمد الثالث 2917/ 14".

المحدث الحافظ أبو عمر الأندلسي الريي المقرئ أحد الأعلام: أخذ القراءة عن أبي عبد الله بن أبي إسحاق وقدم بلنسية سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ولقي بها أعلام المقرئين أبا مروان بن الصيقل وأبا الحسن بن هذيل وأبا الحسن بن النعمة وسمع من أبي الوليد الدباغ وطارق بن نفيس وعدة. وأجاز له أبو القاسم بن وردان وأبو محمد بن عطية وكان معنيًّا بصناعة الحديث جماعة للأجزاء والدواوين معدودًا في الأثبات المكثرين كتب العالي والنازل ولقي الكبار ولو اعتنى بهذا من أوائل عمره لبذ الأقران وفاق الأصحاب وكان يحفظ أخبار المشايخ وينقب عنهم ويضبط وفياتهم ويدون قصصهم أنفق عمره في ذلك. وكان قد شرع في تذييل "صلة ابن بشكوال" وصنف "كتاب الكفاية في مراتب الرواية" و"كتاب المرتضى في شرح المنتقى" لابن الجارود وشرح "الشهاب" والأربعين في الحشر والأربعين في العبادات وغير ذلك، روى عنه ابنه أبو محمد وأبو الحجاج بن عبدة وأبو محمد بن غلبون وغيرهم، وكان من أهل التواضع والخير والعلم، استشهد عند كبسة العدولرية يوم العيد سنة خمس وسبعين أيضًا وعاش سبعين سنة، ذكره الأبار. 1110- 14/17- القاسم ابن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ المحدث الفاضل بهاء الدين أبو محمد ابن عساكر الدمشقي, مصنف "فضائل القدس": ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وسمع أباه وعمه الضياء بن هبة الله وجد أبويه أبا الفضل يحيى بن علي القرشي وجمال الإسلام علي بن المسلم السلمي ويحيى بن بطريق الطرسوسي وأبا طالب علي بن عبد الرحمن الصوري وأحمد بن محمد الهاشمي صاحب السميساطي وهبة الله بن طاوس وأبا الدر ياقوت الرومي وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وخلقًا كثيرًا وأجاز له أبو عبد الله الفراوي والحسن بن عبد الملك الخلال وطبقتهما. وكان محدثًا صدوقًا متوسط المعرفة مكرمًا للغرباء له أنسة بالحديث وخطه ضعيف رديء، قال الحافظ المنذري: قلت لشيخنا ابن المفضل أقول: ثنا القاسم بن علي الحافظ -بالكسر- صفة لأبيه؛ فقال: قل بالضم، اجتمعت به بالمدينة فأملى عليّ أحاديث من حفظه ثم بعث إلي أصوله فقابلتها فوجدتها سواء. وقيل: كان كيسًا ظريفًا مزاحًا.

_ 1110- العبر: 4/ 314. دول الإسلام: 2/ 80. البداية والنهاية: 13/ 38. ابن تغري بردي في النجوم: 6/ 186. ابن العماد في الشذرات: 4/ 347.

قال العز النسابة: كان أحب ما إليه المزاح؛ وقال ابن نقطة: ثقة لكن خطه لا يشبه خط أهل الضبط. وقال الحافظ عبد الرحمن بن مقرن: حدثني المحدث بدي الحنفي قال: قرأت على القاسم ابن عساكر: ثنا ابن لهيعة؛ فردّ بالضم فراجعته فلم يرجع. قلت: من ضم مثل هذا ضمه إلى الشيوخ لا إلى الحفاظ ولكن بقيت الحافظ عليه لقبًا له، وقد نسخ بخطه تاريخ أبيه. وصنف كتابًا في الجهاد، وأملى مجالس وخرج لنفسه الأبدال العالية نقاها من مصنف والده، وكان يبالغ في التعصب لمقالة أبي الحسن الأشعري من غير أن يحققها, ولي مشيخة الديار النورية بعد أبيه وإلى أن مات فما أخذ من الجامكية شيئًا بل جعله مرصدًا لمن يقدم عليه من الطلبة. روى عنه أبو المواهب بن صصرى وأبو الحسن بن المفضل وأبو محمد الرّهاوي واليلداني وابن خليل والشيخ عز الدين عبد السلام والتاج عبد الوهاب بن زين الأمناء وعبد الغني بن بنين القتالي والقاضي عماد الدين بن عبد الكريم بن الحرستاني والحافظ زين الدين خالد وفراس العسقلاني ومجد الدين محمد ابن عساكر وتقي الدين بن أبي اليسر وأبو بكر بن النشبي والكمال عبد العزيز بن عبد وأجاز لأحمد بن سلامة والمسلم بن علان. مات في تاسع صفر سنة ستمائة. وفيها مات الإمام منتخب الدين أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي الأصبهاني الشافعي عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو المعمر بقاء بن عمر بن حند الأزجي الدقاق، والمسند أبو القاسم شجاع بن معالي بن شدفيني القصباني عن بضع وثمانين سنة، والعلامة المسند أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار النيسابوري الشافعي عن اثنتين وتسعين سنة، والحافظ الكبير عبد الغني المقدسي، والعلامة ركن الدين الطاوسي صاحب الطريقة واسمه العراقي بن محمد بن العراقي، مات بهمذان وكان يضرب به المثل في المناظرة، والمسندة أم عبد الكريم فاطمة بنت سعد الخير بن محمد الأنصارية بمصر، وأبو المعالي محمد بن صافي النقاش عن اثنتين وثمانين سنة, والمسند أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن فيدرة الحريمي الصوفي عن ثمان وثمانين سنة, عنده المسند كله عن ابن الحصين. أخبرنا المسلم بن محمد وأحمد بن سلامة إذنًا عن القاسم ابن الحافظ أنا أبو القاسم يحيى بن بطريق أنا محمد بن مكي الأزدي أنا ميمون بن حمزة العلوي ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث العسالي ثنا عيسى بن حماد نا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أنا

خالد بن كثير الهمداني حدثه أن السري بن إسماعيل الكوفي حدثه أن الشعبي حدثه سمع النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من الحنطة خمرًا، ومن الشعير خمرًا، ومن الزبيب خمرًا، ومن العسل خمرًا، وأنا أنهى عن كل مسكر". غريب جدا، أخرجه ابن ماجه1 عن محمد بن رمح عن الليث، وهو مخرج في السنن الأربعة من طريق أخرى.... وإبراهيم بن مهاجر وغيرهما عن الشعبي كذلك، وقد رواه أيضًا جماعة عن الشعبي فقال: عن ابن عمر عن عمر قوله، وهذا هو المعروف. 1111- 15/17- ابن عبيد الله الحافظ المتقن المقرئ شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله الحجري حجر ذي رعين الأندلسي المريي نزيل سبتة: ولد سنة خمس وخمسمائة وسمع من أبي عبد الله بن زعينة صحيح مسلم وسمع من أبي القاسم بن ورد وأبي الحسن بن اللوان وأبي الحسن بن موهب الحداني, ولقي بقرطبة أبا القاسم بن بقي وأبا الحسن بن مغيث وابن مكي والحافظ أبا جعفر البطروجي وأبا بكر بن العربي، وأخذ بإشبيلية عن أبي الحسن شريح وأحمد بن عبد الله بن صالح المقرئ. وقرأ الصحيح في سنة أربع وثلاثين على شريح فحضره ثلاثمائة نفر, عن أبيه وابن منظور عن أبي ذر الحافظ، وسمع أيضًا من محمد بن عبد العزيز الكلابي وجعفر بن محمد البرجي ويحيى بن خلف بن الخلوف وإبراهيم بن مروان ويوسف بن علي القضاعي، وعني بهذا الشأن، وكان غاية في الورع والصلاح والعدالة، قاله الأبار. ثم قال: ولي الصلاة والخطبة بجامع المرسية وكان يعرف القراءات ودعي إلى القضاء فأبى وانتقل بعد تغلب العدو إلى مرسية ثم تحول إلى فاس واستقر في سبتة يقرئ فيها ويحدث حتى بعُد صيته وعلا ذكره وارتحلوا إليه, إلى أن قال: وكان له بصر بصناعة الحديث موصوفًا بجودة الفهم، استدعي إلى مراكش وسمع منه السلطان، ثنا عنه عالم بن الجلة. قلت: روى عنه أبو عمر ومحمد بن محمد بن عيشون ومحمد بن أحمد الأندرشي بن اليتيم ومحمد بن محمد اليحصبي ومحمد بن عبد الله بن الصفار القرطبي والشرف محمد بن عبد الله المَرَسي ومحمد بن أحمد بن محرز وعبد الرحمن بن القاسم

_ 1 في كتاب الأشربة باب 5. 1111- العبر: 4/ 277. ابن العماد في الشذرات: 4/ 307. تاريخ الإسلام: الورقة 173 "أحمد الثالث 2917/ 14".

السراج وأبو الخطاب بن دحية وأخوه عثمان وعلي بن الفخار الشريشي ويوسف بن محمد الأندي وأبو الحسن علي بن محمد الشاري وإبراهيم بن عامر الطوسي ومحمد بن الجرج نزيل الثغر ومحمد بن عبد الله الأزدي، وهذا الأزدى بقي إلى سنة ستين وستمائة وأظنه آخر أصحابه. قال أبو الربيع بن سالم الحافظ: كان وقت وفاة أبي محمد بن عبيد الله قحط مضر فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطرًا وابلًا وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا في الوحل والطين. قلت: كان قرأ بالسبع على شريح ويحيى بن الخلوف وأبي جعفر بن الباذش؛ تلا عليه بالروايات أبو الحسن الشاري. قال ابن فرتون: وظهرت له كرامات. قال غيره: مات في آخر المحرم سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وفيها مات أبو العباس أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد بن الزبرقان الأصبهاني عن إحدى وتسعين سنة، والمسند أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف، ومقرئ مصر أبو الحسن شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي، ومقرئ العراق أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي صاحب أبي عبد الله البارع، والمسند أبو المحاسن محمد بن الحسن الأصبهاني التاجر المعروف بالأصفهبذ وقد قارب الثمانين، ومقرئ الغرب أبو الحسن نجبة بن يحيى الرعيني الإشبيلي صاحب شريح. أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أنا محمد بن إبراهيم الأنصاري أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحافظ أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن بقي وأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروجي قالا: ثنا محمد بن الفرج الفقيه ثنا يونس بن عبد الله القاضي أنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله أنا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي ثنا أبي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله". 1112- 16/17- عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر الحافظ الإمام محدث الإسلام, تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف: ولد في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة هو وابن خالته الشيخ الموفق بجماعيل, واصطحبا مدة في أول اشتغالهما ورحلتهما.

_ 1112- العبر: 4/ 313. البداية والنهاية: 13/ 38، 39. حسن المحاضرة: 1/ 165. شذرات الذهب: 4/ 345، 346. دول الإسلام: 2/ 80.

سمع أبا المكارم بن هلال بدمشق، وهبة الله بن هلال وابن البطي وطبقتهما ببغداد، وأبا طاهر السلفي بالثغر، وأقام عليه ثلاثة أعوام ولعله كتب عنه ألف جزء، وأبا الفضل الطوسي بالموصل، وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني بهمذان، والحافظ أبا موسى المديني وأقرانه بأصبهان، وعلي بن هبة الله الكاملي بمصر؛ وكتب ما لا يوصف كثرة وما زال ينسخ ويصنف ويحدث ويعبد الله حتى أتاه اليقين. روى عنه ولداه أبو الفتح وأبو موسى وعبد القادر الرّهاوي والشيخ موفق الدين والضياء وابن خليل والفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وعثمان بن مكي الشارعي وأحمد بن حامد الأرتاحي وإسماعيل بن عزون وعبد الله بن علاق ومحمد بن مهلهل الجيتي، وهو آخر من سمع منه، بقي إلى سنة أربع وسبعين، وبقي بعده بالإجازة أحمد بن أبي الخير شيخنا. قال ابن النجار: حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد قيمًا بجميع فنون الحديث, إلى أن قال: وكان كثير العبادة ورعًا متمسكًا بالسنة على قانون السلف, تكلم في الصفات والقرآن بشيء أنكره أهل التأويل من الفقهاء وشنعوا عليه, فعقد له مجلس بدار السلطان بدمشق فأصر وأباحوا قتله فشفع فيه أمراء الأكراد على أن يبرح من دمشق فذهب إلى مصر وأقام بها خاملا إلى حين وفاته. قرأت بخط الحافظ أبي موسى المديني: يقول أبو موسى, عفا الله عنه: قل من قدم علينا من الأصحاب من يفهم هذا الشأن كفهم الإمام ضياء الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي زاده الله توفيقًا وقد وفق لتبيين هذه الغلطات, يعني التي في كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم، إلى أن قال: ولو كان الدارقطني في الأحياء وأمثاله لصوبوا فعله، وقل من تفهم في زماننا لما فهمه. قال الحافظ الضياء: ثم سافر الحافظ إلى أصبهان وكان خرج وليس معه إلا قليل فلوس فسهل الله تعالى من حمله وأنفق عليه فأقام بأصبهان مدة وحصل بها الكتب الجيدة، وكان ليس بالأبيض الأمهق يميل إلى سمرة حسن الثغر كث اللحية واسع الجبين عظيم الخلق تام القامة كأن النور يخرج من وجهه ضعف بصره من كثرة الكتابة والبكاء. وصنف "المصباح" في ثمانية وأربعين جزءًا, مشتملًا على أحاديث الصحيحين، وكتاب "نهاية المراد" في السنن نحو مائتي جزء لم يبيضه، كتاب "المواقيت" مجلد، كتاب "الجهاد" مجلد، "الروضة" أربعة أجزاء، "فضائل خير البرية" مجلد، "الذكر" جزءان، "الإسراء" جزءان، "التهجد" جزءان، "المحنة" ثلاثة أجزاء "صلات الأحياء إلى الأموات"

جزءان، "الصفات" جزءان، "الفرح" جزءان، "فضل مكة" أربعة أجزاء وتصانيف كثيرة, جزء "غنية الحفاظ في مشكل الألفاظ" مجلدان، "الحكايات" أزيد من مائة جزء. ومما ألفه بلا إسناد "العمدة" جزءان، "الأحكام" ستة أجزاء "درر الأثر" تسعة أجزاء، "الكمال" عشر مجلدات, إلى أن قال: وكان لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا ذكره له وبيّنه، ولا يسأل عن رجل إلا قال: هو فلان ابن فلان, وبين نسبته، فأقول: كان أمير المؤمنين في الحديث، سمعته يقول: نازعني رجل في حديث بحضرة أبي موسى فقال: هو في البخاري؛ قلت: ليس هو فيه، فكتب الحديث في رقعة ورفعها إلى أبي موسى يسأله فناولني أبو موسى الرقعة وقال: ما تقول؟ فقلت: ما هو في البخاري؛ فخجل الرجل. وقال الضياء: سمعت إسماعيل بن ظفر يقول: جاء رجل إلى الحافظ عبد الغني فقال: رجل حلف بالطلاق: إنك تحفظ مائة ألف حديث؛ فقال: لو قال أكثر لصدق. وشاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على المنبر يقول: اقرأ لنا أحاديث من غير الجزء فيقرأ الأحاديث علينا بأسانيدها عن ظهر قلبه، وقيل له: لم لا تقرأ دائمًا من غير كتاب؟ فقال: أخاف العجب؛ وسمعت أبا محمد عبد العزيز الشيباني يقول: سمعت التاج الكندي يقول: لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني المقدسي. قال الفقيه محمود بن همام: سمعت الكندي يقول: لم ير الحافظ عبد الغني مثل نفسه. وقال ربيعة اليمني: قد رأيت أبا موسى المديني، وهذا الحافظ عبد الغني أحفظ منه. وقال الضياء: كل من رأيت من المحدثين يقول: ما رأينا مثل عبد الغني؛ وهو الذي حرضني على السفر إلى مصر وبعث معنا ابنه عبد الرحمن وهو ابن عشر سنين وهو سفّر إسماعيل بن ظفر وأعطاه فسار إلى أصبهان وإلى خراسان، وحرض يوسف بن خليل على الرحلة؛ وكان يقرأ الحديث ليلة الخميس وبعد الجمعة بجامع دمشق ويجتمع خلق ويبكي الناس كثيرًا ثم يطوّل لهم الدعاء، سمعت الواعظ أبا الحسن بن نجا على المنبر بالقرافة يقول: قد جاء الحافظ وهو يريد أن يقرأ الحديث فاشتهى أن تحضروا مجلسه ثلاث مرات وبعدها أنتم تعرفونه وتحصل لكم الرغبة فيه؛ فجلس أول يوم بجامع القرافة وحضرت فقرأ أحاديث بأسانيدها حفظًا وقرأ أخرى ففرح الناس به، ثم سمعت ابن نجا يقول: حصل مرادي في أول مجلس, إلى أن قال: وكان لا يضيع شيئًا من زمانه، كان يصلي الفجر ويلقن القرآن وربما لقن الحديث ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثلاثمائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبيل الظهر فينام نومة فيصلي الظهر ويشتغل بالتسميع أو النسخ إلى المغرب فيفطر إن كان صائمًا ويصلي إلى العشاء ثم ينام إلى نصف الليل أو بعده ثم يتوضأ ويصلي

ثم يتوضأ ويصلي إلى قريب الفجر، وربما توضأ سبع مرات أو أكثر ويقول: تطيب لي الصلاة ما دامت أعضائي رطبة, ثم ينام نومة يسيرة قبل الفجر وهذا دأبه. قال الشيخ الموفق: كان رفيقي وما كنا نستبق إلى خير إلا سبقني إليه إلا القليل، وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وقيامهم عليه ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة إلا أنه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها. قال الضياء: وكان لا يرى منكرًا إلا غيره بيده أو بلسانه، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم رأيته مرة يريق خمرًا فسل صاحبه السيف فلم يخف وكان قويًّا فأخذ السيف من يد الرجل وكان يكسر الشبابات والطنابير. وشاهدت بخطه يقول: والملك العادل ما رأيت منه إلا الجميل أقبل عليّ وقام لي والتزمني ودعوت له فقلت: عندنا قصور يوجب التقصير؛ فقال: ما عندك تقصير ولا قصور، وذكر أمر السنة فقال: ما عندك شيء يعاب في أمر الدين والدنيا، ولا بد للناس من حاسد؛ وبلغني عنه بعد ذلك أنه ذكر عنده العلماء فقال: ما رأيت مثل فلان، دخل علي فخيل لي أنه أسد قد دخل علي. قال الضياء: وكان المبتدعة قد أوغروا صدر العادل على الحافظ وتكلموا فيه عنده وكان بعضهم يقول: ربما يقتله إذا دخل عليه، فسمعت أن بعضهم بذل في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار. قال الضياء: سمعت أبا بكر بن أحمد الطحان يقول: جعلوا الملاهي عند درج جيرون فجاء الحافظ فكسر كثيرًا منها وصعد المنبر, فجاءه رسول القاضي يطلبه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك حرام ولا أمشي إليه إن كان له حاجة يجيء هو؛ قال: فعاد الرسول فقال: لا بد من مجيئك قد عطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان؛ فمضى الرسول فخفنا من فتنة فما أتى أحد بعد؛ سمعت محمود بن سلامة الحراني بأصبهان يقول: كان الحافظ بأصبهان يخرج فيصطف الناس في السوق ينظرون إليه؛ ولو أقام بأصبهان مدة وأراد أن يملكها لملكها, يعني: من حبهم له ورغبتهم فيه. قال الضياء: وكنا بمصر نخرج معه للجمعة فلا نقدر نمشي معه من زحمة الناس يتبركون به ويجتمعون حوله، وكان جوادًا كريمًا لا يدخر شيئًا ولا درهمًا، وقيل: كان يخرج في الليل بقفات الدقيق فإذا فتحوا ترك ما معه ومضى لئلا يعرف، وربما كان عليه ثوب مرقع. سمعت بدر بن محمد الجذري يقول: ما رأيت أحدًا أكرم من الحافظ، لقد أوفى عني غير مرة. وسمعت سليمان الأشعري يقول: بعث الأفضل إلى الحافظ بنفقة وقمح كثير ففرق الجميع.

وحكى رجل أنه شاهد الحافظ في الفلاء بمصر ثلاث ليالٍ يؤثر بعشائه ويطوي. قال الضياء: فتح له بمصر أشياء كثيرة من الذهب وغيره. سمعت الرضى عبد الرحمن بن محمد أنه سمع الحافظ يقول: سألت الله أن يرزقني حال الإمام أحمد، فقد رزقني صلاته، قال: ثم ابتلي بعد ذلك وامتحن. سمعت الإمام أبا عبد الله بن أبي الحسن الجبائي يقول: أخذ الحافظ عبد الغني على أبي نعيم في مائتين وتسعين موضعًا فطلبه الصدر بن الخجندي وأراد هلاكه فاختفى الحافظ. وسمعت محمود بن سلامة يقول: ما أخرجناه إلا في إزار. وسمعت الحافظ يقول: كنا نسمع بالموصل كتاب الضعفاء للعقيلي فأخذني أهل الموصل وحبسوني وأرادوا قتلي من أجل ذكر رجل فيه فجاءني رجل طويل بسيف فقلت: لعله يقتلني وأستريح، قال: فلم يصنع شيئًا ثم أطلقت. وكان يسمعه معه ابن البرني فأخذ الكراس الذي فيه ذكر الرجل ففتشوا الكتاب فلم يجدوا شيئًا فأطلق. أخبرنا عبد الحميد بن أحمد, سمعت الضياء يقول: كان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق ويجتمع الخلق عليه فحسد وشرعوا يعملون لهم وقتًا في الجامع ويقرأ عليهم الحديث فهذا ينام وهذا قلبه غير حاضر فلم تشتف قلوبهم فشرعوا في مكيدة فأمروا الناصح أن يعظ بعد الجمعة تحت قبة النسر وقت جلوس الحافظ, فأخر الحافظ معتاده إلى العصر، فلما كان في بعض الأيام والناصح قد فرغ فدسوا رجلا ناقض العقل من بني عساكر فقال للناصح ما معناه؟ إنك تقول الكذب على المنبر فضرب الرجل وهرب وخبئ في الكلاسة ومشوا إلى الوالي وقالوا: هؤلاء الحنابلة ما قصدهم إلا الفتنة، وهم، وهم، واعتقادهم، ثم جمعوا كبراءهم ومضوا إلى القلعة وقالوا للوالي: نشتهي أن يحضر عبد الغني. وسمع مشايخنا فانحدروا، خالي الموفق وأخي الشمس والفقهاء وقالوا: نحن نناظرهم، وقالوا للحافظ: اقعد لا تجئ فإنك حاد ونحن نكفيك، فاتفق أنهم أخذوا الحافظ ولم يعلم أصحابنا فناظروه وكان أجهلهم يغري به، فاحتد وكانوا قد كتبوا شيئًا من اعتقادهم وكتبوا فيه خطوطهم ثم قالوا له: اكتب خطك، فلم يفعل؛ فقالوا للوالي: قد اتفق الفقهاء كلهم وهذا يخالف؛ فبعث الأسارى فرفعوا منبره وخزانه ودرابزين وقالوا: نريد أن لا تجعل في الجامع صلاة إلا للشافعية وكسروا منبر الحافظ ومنعنا من صلاة الظهر، فجمع الناصح السوقة وغيرهم وقال: إن لم يخلونا نصلي صلينا بغير اخيارهم؛ فبلغ ذلك القاضي وكان صاحب الفتنة فأذن لهم وحمت الحنفية مقصورتهم بجماعة من الجند، ثم إن الحافظ ضاق صدره ومضى إلى بعلبك فأقام بها مدة وتوجه إلى مصر فبقي بنابلس مدة, إلى أن قال: وجاء الملك الأفضل وأخذ مصر ثم رد إلى دمشق فصادف الحافظ وأكرمه ونفذ يوصي به بمصر

فتلقى بالبشر والإكرام وكان بمصر كثير من المخالفين لكن رائحة السلطان كانت تمنعهم، ثم جاء العادل وأخذ مصر وأكثروا عنده على الحافظ فطلب ثم أكرمه العادل وبقي الحافظ بمصر وهم لا يتركون الكلام فيه, فلما أكثروا عزم الكامل على إخراجه ثم اعتقل في داره سبع ليالٍ، فسمعت التقي أحمد بن محمد بن عبد الغني يقول: حدثني الشجاع بن أبي ذكري الأمير قال: قال لي الكامل: هنا فقيه قالوا: إنه كافر؛ قلت: ما أعرفه؛ قال: بلى، هو محدث؛ فقلت: لعله الحافظ عبد الغني؟ فقال: هو هو؛ فقلت: أيها الملك, العلماء أحدهم يطلب الآخرة والآخر يطلب الدنيا، وأنت هنا باب الدنيا فهل جاء إليك؟ أو أرسل إليك ورقة؟ قال: لا؛ قلت: والله هؤلاء يحسدونه؛ فقال: جزاك الله خيرًا كما عرفتني. قال الضياء: بلغني أن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده فكتب: أقول كذا لقول الله كذا، وأقول كذا لقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كذا، حتى فرغ من المسائل؛ فلما وقف عليها الكامل قال: أيش أقول في هذا؟ يقول: بقول الله ورسوله؛ فخلى عنه. وسمعت أحمد بن محمد بن عبد الغني يقول لي: رأيت أخاك الكمال عبد الرحيم في النوم فقلت: أين أنت؟ فقال: في جنة عدن، فقلت: أيما أفضل الحافظ عبد الغني أو الشيخ أبو عمر؟ فقال: ما أدري, أما الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب له كرسي تحت العرش يقرأ عليه الحديث وينثر عليه الدر وهذا نصيبي منه؛ وأشار إلى كمه. سمعت أبا موسى يقول: مرض والدي أيامًا ووضأته وقت الصباح فقال لي: يا عبد الله صل بنا وخفف؛ فصليت بالجماعة وصلى معنا جالسًا ثم قال: اقرأ عند رأسي يس فقرأتها وقلت: هنا دواء تشربه؛ فقال: ما بقي إلا الموت؛ فقلت: ما تشتهي شيئًا؟ قال: أشتهي النظر إلى وجه الله الكريم؛ فقلت: ما أنت عني راض؟ قال: بلى؛ وجاءوا يعودونه وجعلوا يتحدثون ففتح عينه وقال: ما هذا؟ اذكروا الله، قولوا: لا إله إلا الله ثم دخل درع النابلسي فقمت لأناوله كتابًا من جانب المسجد، فرجعت وقد توفي رحمه الله تعالى يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ستمائة. قلت: وفيها توفي المذكورون في ترجمة القاسم. وترجمه الحافظ الضياء أربع كراريس بسماعنا من ابن خولان عنه. أنبأنا أحمد بن سلامة الدمشقي عن عبد الغني بن عبد الواحد في كتابه أنا حيدرة بن عمر بن إبراهيم العلوي أنا طراد ن محمد أنا أحمد بن محمد بن حسنون ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو إملاء ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو سنان حدثني حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله, إني أعمل العمل سرًّا فإذا اطلع عليه أعجبني؟ قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "لك أجران:

أجر السر وأجر العلانية". رواه الأعمش عن حبيب وأرسله، أخرجه أبو عيسى في جامعه عن محمد بن المثنى عن أبي داود. 1113 - 17/17- الباقداري الحافظ العالم المحدث أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مرزوق البغدادي الضرير: قدم من باقدار في صباه وتلا على جماعة وسمع الحديث من أبي محمد سبط الخياط وأبي بكر بن الزاغوني وابن ناصر وطبقتهم فأكثر, قال ابن الدبيثي: انتهى إليه معرفة رجال الحديث وحفظه وكان المعتمد عليه فيه. وقال أبو الفتوح بن الحصري: كان آخر من بقي من حفاظ الحديث من الأئمة. قال ابن الدبيثي: سمعت غير واحد من شيوخنا يذكرون أبا بكر الباقداري ويصفونه بالحفظ ومعرفة الرجال والمتون مع كونه ضريرًا مقصورًا إلا أنه كان حفظة حسن الفهم، بلغني أن ابن ناصر كان يراجعه في أشياء ويصير إلى قوله. وقال أبو محمد المنذري: كان أحد حفاظ بغداد المشهورين بمعرفة الرجال والتقدم مع ضرره. قلت: توفي في آخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة كهلا، وقد انتهى علو الرواية إلى ابنته عجبيبة في وقتها. أنبأنا أبو حامد بن الصابوني وعدة عن محمد بن سعيد الحافظ أنا عبد الله بن عمر الوكيل أنا أبو بكر محمد بن أبي غالب الحافظ أنا أبو بكر بن الزاغوني وسعيد بن البناء وابن المادح قالوا: أنا أبو نصر الزينبي أنا محمد بن عمر الوراق أنا عبد الله بن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد -وهو ابن الصلت- ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: توفيت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فخرج بجنازتها وخرجنا معه فرأيناه كئيبًا حزينًا ثم دخل قبرها فخرج ملتمع اللون, فسألناه عن ذلك فقال: "إنها كانت امرأة مسقامة, فذكرت شدة الموت وضغطة القبر فدعوت الله فخفف عنها". قرأته على أبي المعالي الزهري الزاهد عن أكمل بن أبي الأزهر سماعًا أنا سعيد بن البناء, مثله. 1114- 18/17- ابن الحضري الإمام الحافظ المفيد شيخ القراء برهان الدين أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج محمد بن علي البغدادي الحنبلي, نزيل مكة وإمام الحطيم: تلا بالروايات على ابن الشهرزوري ولعله آخر من قرأ عليه، وسمع من أبي الوقت وابن الزاغوني وأبي طالب العلوي وأبي محمد بن المادح وهبة الله بن السبل وابن البطي وأبي زرعة المقدسي

_ 113- معجم البلان: 1/ 474. العبر: 4/ 225. ابن العماد في الشذرات: 4/ 252. التكملة للمنذري: 3/ الترجمة 1019. 114- العبر: 5/ 77. دول الإسلام: 1/ 93. شذرات الذهب: 5/ 83. النجوم الزاهرة: 6/ 253. البداية والنهاية: 13/ 99.

وخلق كثير, وعني بالفن أتم عناية ونسخ الكثير, وكان يفهم ويفيد مع الثقة والدين. قال ابن النجار: قرأ بالروايات على جماعة -وسماهم- وكان حافظًا حجة نبيلًا من أعلام الدين جم العلم كثير المحفوظ كثير التعبد والتهجد. وقال المنذري: حصل من الأدب طرفًا حسنًا, وكان يسمع ويقرأ ويفيد الغرباء وغيرهم، جاور عشرين سنة. قال الدبيثي: كان ذا معرفة بهذا الشأن ونعم الشيخ كان عبادة وثقة. وقال ابن نقطة: حافظ ثقة مكثر متقن. قلت: روى عنه الثلاثة والبرزالي وابن خليل وتاج الدين علي بن القسطلاني وخلق والحافظ ضياء الدين, وقال: توفي شيخنا الحافظ الإمام -إمام الحرم- أبو الفتوح بالمهجم في المحرم سنة تسع عشرة وستمائة, رحمه الله تعالى. قال ابن مسدي: قصد اليمن فأدركه الأجل بالمهجم في ربيع الآخر, كذا قال. وقال: وكان أحد الأئمة الأثبات مشارًا إليه بالحفظ. قلت: آخر من بقي من أصحابه شيخنا المقداد القيسي سمع منه سنن أبي داود وغير ذلك. أخبرنا المقداد إجازة أنا نصر بن محمد الحافظ أنا أبو طالب العلوي أنا أبو علي التستري أنا أبو عمر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا همام عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا يتسوك قبل أن يتوضأ. 1115- 19/17- ابن الأخضر الإمام الحافظ المسند محدث العراق, أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجنابذي ثم البغدادي: ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة وسمع باعتناء والده من القاضي أبي بكر الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وعبد الوهاب الأنماطي، ثم طلب بنفسه وسمع من الأرموي وابن ناصر وأبي الوقت وابن البطي ومن بعدهم، ونسخ وحصل الأصول الثمينة، وصنف وجمع وأفاد ونفع وحدث نحوًا من ستين عامًا، وكان ذا حلقة بجامع القصر؛ وتواليفه تدل على معرفته وحفظه، وكان ثقة صالحًا عفيفًا دينًا. قال ابن الدبيثي: لم أر في شيوخنا أوفر شيوخًا منه ولا أغزر سماعًا، حدث بجامع القصر دهرًا. قلت: وكان والده قد سمع من إسماعيل بن ملة وحج سنة خمس وثلاثين وعمره

_ 1115- الكامل لابن الأثير: 12/ 126. دول الإسلام: 2/ 86. شذرات الذهب: 5/ 46، 47. النجوم الزاهرة: 6/ 211. معجم البلدان: 2/ 121.

أربعون سنة فعدم في الطريق. قال ابن نقطة: كان شيخنا ثقة ثبتًا مأمونًا كثير السماع واسع الرواية صحيح الأصول منه تعلمنا واستفدنا، ما رأينا مثله. قال ابن النجار: بالغ شيخنا أبو محمد حتى قرأ على شيوخنا وصنف في كل فن، وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ به كل جمعة بعد الصلاة، وكان أول سماعه في سنة ثلاثين بإفادة أبيه وأبي الحسن بن بكردوس، كتب لنفسه وتوريقًا للناس في شبابه، وكان له حانوت للبزبخان الخليفة، كنت أقرأ عليه به، حدث بجميع مروياته به، سمع منه عمر بن علي القرشي وكتب عنه في معجمه، كان ثقة حجة نبيلًا ما رأيت في شيوخنا سفرًا ولا حضرًا مثله في كثرة مسموعاته ومعرفته لمشايخه وحسن أصوله وحفظه وإتقانه وكان أمينًا ثخين الستر دينًا عفيفًا أريد على أن يشهد عند القضاة فامتنع، وكان من أحسن الناس خلقًا وألطفهم طبعًا من محاسن البغداديين وظرفائهم ما يمل جليسه منه. قلت: حدث عنه ابن الدبيثي وابن نقطة وابن النجار والضياء والبرزالي وابن خليل والزين النابلسي وأحمد بن محمد بن بنيمان الهمذاني ومحمد بن نصر بن الجيلي وعلي بن مهران سبط العاقولي وعلي بن عدلان الموصلي وعلي بن زريق وأحمد بن الحسين الخليلي ومحمد بن سعيد النشف والفقيه يحيى بن الصيرفي والنجيب عبد اللطيف وأخوه العز والنجيب مقداد القيسي والعلم قاسم بن أحمد الأندلسي وولده علي بن الأخضر وآخرون، وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال عبد الرحمن بن المكبر. توفي سادس شوال سنة إحدى عشرة وستمائة هو والحافظ ابن المفضل. أخبرنا المقداد بن أبي القاسم المعدل كتابة أنا عبد العزيز بن محمود الحافظ سنة إحدى عشرة ببغداد أنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو إسحاق البرمكي حضورًا أنا أبو محمد بن ماسي أنا أبو مسلم الكجي ثنا الأنصاري وأبو عاصم قالا: أنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "ويل للذي يحدث ليضحك منه القوم فيكذب، ويل له، ويل له". هذا حديث صالح الإسناد من العوالي، أخرجه أبو داود1 والنسائي والترمذي2 في كتبهم من حديث عبد الله بن المبارك وإسماعيل بن علية ويحيى بن سعيد القطان عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده, رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث, هذا حسن قلت: وهو نص في تحريم الكذب, فإن حدث القوم مما يضحكهم من غير كذب فلا بأس بالقليل منه.

_ 1 في كتاب الأدب باب 80. 2 في كتاب الزهد باب 10.

1116- 20/17- عبد الرزاق ابن الشيخ القدوة أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي الإمام المحدث الحافظ الزاهد, أبو بكر الحنبلي, محدث بغداد: ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وسمع الكثير بإفادة أبيه، ثم طلب بنفسه وعني بهذا الشأن وحصل الأصول، سمع من محمد بن صرما وأبي الفضل الأرموي وأبي القاسم بن البناء والحافظ أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن الزغواني وأبي الكرم بن الشهرزوري وطبقتهم وكان يقال له: الحلبي، نسبه إلى الحلبة وهي محلة شرقي بغداد, ذكره الحافظ محمد بن عبد الواحد الحنبلي فقال: لم أر ببغداد أحدًا في تيقظه وتحريه مثله. وذكره الإمام شهاب الدين أبو شامة في تاريخه فقال: كان زاهدًا عابدًا ثقة مقتنعًا باليسير. قلت: حدث عنه أبو عبد الله بن الدبيثي وأثنى عليه، ومجد الدين بن النجار والضياء المقدسي والنجيب عبد اللطيف والتقي اليلداني وابنه قاضي القضاة أبو صالح وآخرون. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمرو الفخر علي وابن شيبان وطائفة. مات في شوال سنة ثلاث وستمائة. وفيها مات المسند أبو إسماعيل داود بن محمد بن ماشاذة الأصبهاني، والمسند أبو القاسم سعيد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاف المؤدب ببغداد، ومسند الوقت أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان عن أربع وتسعين سنة، والمسند مخلص الدين محمد بن معمر الفاخر القرشي بأصبهان, رحمهم الله تعالى. قرأت على محمد بن إسحاق أخبركم أبو صالح نصر بن عبد الرزاق القاضي ببغداد قال: قرأت على والدي أبي بكر وأمة الكريم أخبركما جدي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح "ح" وأخبرنا أبو جعفر بن المقير وجماعة قالوا: أنا يحيى بن أبي السعود أخبرتنا شهدة بنت الأبري قالا: ثنا أبو غالب محمد بن الحسن ثنا الحسن بن أحمد ثنا عثمان بن السماك ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا ابن الأصبهاني أنا شريك عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن صعصعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أول ما يحاسب به العبد صلاته, فإن تمت قبل منه سائر عمله, وإن نقصت قال: انظروا هل له من تطوع فأكملوها به" 1. فهذا النقص في الصلاة يشتمل على نقص عدد الصلوات ونقص ذاتها وماهيتها, فيكمل الله هذا وهذا بالنوافل بلطفه وكرمه فله الحمد.

_ 1116- العر: 5/ 6. البداية والنهاية: 13/ 46. شذرات الذهب: 5/ 9، 10. تاريخ الإسلام: 18/ 1/ 133، 134. النجوم الزاهرة: 6/ 192. 1 رواه الترمذي في المواقيت باب 188. والنسائي في الصلاة باب 9. وابن ماجه في الإقامة باب 202.

1117- 21/17- عبد القادر بن عبد الله الحافظ الإمام الرحال أبو محمد الرهاوي الحنبلي محدث الجزيرة: ولد بالرهاء سنة ست وثلاثين وخمسمائة ونشأ بالموصل وكان مملوكًا لبعض المواصلة السفارين فأعتقه فطلب العلم وأقبل على الحديث فسمع من مسعود بن الحسن الثقفي والحسن بن العباس الرستمي وأبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ورجاء بن حامد ومحمود فورجة وإسماعيل بن شهريار ومعمر بن الفاخر وعبد الرحيم بن أبي الوفاء وعلي بن عبد الصمد بن مردويه وأقرانهم بأصبهان، والحافظ أبي العلاء ومحمد بن بنيمان بهمذان، وأبي زرعة المقدسي، ولحق بهراة عبد الجليل بن أبي سعد خاتمة أصحاب بيبي الهرثمية، وبمرو من مسعود بن محمد المروزي، وبنيسابور من أبي بكر محمد بن علي بن محمد الطوسي وطبقته، وبسجستان من أبي عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله الزاهد، وببغداد من أبي علي أحمد بن محمد الرحبي وأبي محمد الخشاب وخلق، وبواسط من هبة الله بن مخلد الأزدي وأبي طالب المحتسب، وبالموصل من أبي الفضل الطوسي ويحيى بن سعدون القرطبي، وبدمشق من أبي القاسم الحافظ ومحمد بن بركة الصلحي، وبمصر من محمد بن علي الرحبي وابن بري، وبالإسكندرية من السلفي؛ وعمل الأربعين المتباينة الأسانيد في مجلد كبير يدل على تبحره وسعة علمه. قال ابن نقطة: كان عالمًا ثقة مأمونًا صالحًا إلا أنه كان عسرًا في الرواية لا يكثر عنه إلا من أقام عنده. قال يوسف بن خليل: كان حافظًا ثبتًا كثير السماع كثير التصنيف متقنًا ختم به علم الحديث. قال أبو محمد المنذري: كان حافظًا ثقة راغبًا في الانفراد عن أرباب الدنيا. وقال أبو شامة: كان صالحًا مهيبًا زاهدًا ناسكًا خشن العيش ورعًا. قلت: حدث عنه ابن نقطة والزكي البرزالي والضياء وابن خليل والصريفيني وإسماعيل بن ظفر والشهاب القوصي وعبد الرحمن بن سالم الأنباري وأبو العباس بن عبد الدائم وأبو زكريا بن الصيرفي وعامر القلعي وعبد العزيز بن الصيقل والفقيه أبو عبد الله بن حمدان وغيرهم، وله أوهام نبهت على مواضع منها في الأربعين له، ومع حفظه ومعرفته فغيره أتقن، وتكرر في تباين الأسانيد أربعة مواضع. توفي الحافظ الرهاوي بحران في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة. وفيها توفي المسند أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب البغدادي السباك الصوفي في

_ 1117- معجم البلدان: 2/ 877، دول الإسلام: 2/ 87. البداية والنهاية: 13/ 69. شذرات الذهب: 5/ 50، 51. النجوم الزاهرة: 6/ 214.

شوال فجأة, سمع عبد الوهاب الأنماطي، والمسند أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة بن الديبقي البغدادي البزاز, والمسند أبو الفضل سليمان بن محمد بن علي الموصلي، والمسند الرحلة أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا، والشريف أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن هبة الله الهاشمي المنصوري، وشيخ الصعيد القدوة أبو الحسن علي بن حميد بن الصباغ، والشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن موهوب بن البناء الصوفي، وكمال الدين أبو الفتوح محمد بن علي بن المبارك بن الحلاحلي السفار، والمسند أبو القاسم موسى بن سعيد بن هبة الله بن الصيقل الهاشمي عنده إسماعيل بن السمرقندي، والمسند يحيى بن ياقوت بن الفراش المجاور. أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه ثنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ أنا مسعود بن الحسن الأصبهاني بها أنا إبراهيم بن محمد الطيار ومحمد بن أحمد السمسار قالا: أنا إبراهيم بن عبد الله التاجر ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي مذعور ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال: أتيت أبا بكر أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني، فقلت: إما أن تبخل وإما أن تعطيني، فقال: أتبخلني وأي داء أدوأ من البخل؟ ما أتيتني من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك ألفًا، قال: فأعطاني ألفًا وألفًا وألفًا. 1118- 22/17- ابن عات الحافظ الإمام الثقة, أبو عمر أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات النفزي الشاطبي: ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة كان من حفاظ الأندلس, ذكره الأبار فقال: سمع العلامة أبا محمد وأبا الحسن بن هذيل وعلم بن عبد العزيز وطبقتهم، وبالإسكندرية من أبي طاهر السلفي وابن عوف الزهري. قال أبو محمد المنذري: سمع أيضًا محمد بن يوسف بن سعادة وعاشر بن محمد ومخلوف بن جارة، وكان شيخنا ابن المفضل يذكره بكثرة الحفظ والميل إلى تحصيل المعارف. قال الأبار: كان أحد الحفاظ يسرد المتون ويحفظ الأسانيد عن ظهر قلب لا يخل منها بشيء موصوفًا بالدراية والرواية، يغلب عليه الورع والزهد على منهاج السلف يأكل الخشن ويلبس الخشن وربما أذن في المساجد، له تواليف دالة على سعة حفظه مع حظ من النثر والنظم, حدثونا عنه وأجاز لي مروياته, توجه غازيًا فشهد وقعة العقاب التي أفضت إلى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها, فعدم رحمه الله في صفر سنة تسع وستمائة. قلت: وقع لي من مروياته نازلا.

_ 1118- العبر: 5/ 31. شذرات الذهب: 5/ 36, 37. التكملة للمنذري: 2/ الترجمة: 1232. تاريخ الإسلام: 18/ 1/ 344, 345.

ومات بعده في العام شيخ القراء بالأندلس أبو جعفر أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الداني الحصار، والمحدث المفيد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هراة القفصي الشافعي وقفصة بلدة بقرب القيروان، والإمام المحدث الجوال أبو نزار ربيعة بن الحسن بن علي الحضرمي اليمني الذماري الشافعي عن أربع وثمانين سنة، والمقرئ المحدث المسند أبو شجاع زاهر بن رستم البغدادي الشافعي بمكة، ومسند همذان أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن أبي زيد بن المعزم الهمذاني، وإمام العربية أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خروف الحضرمي الإشبيلي، والمحدث المسند أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس الحراني ثم البغدادي بن القبيطي. 1119- 23/17- علي الإسكندراني بن المفضل بن علي بن مفرج بن حاتم بن حسن بن جعفر الحافظ العلامة المفتي شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبي المكارم المقدسي, ثم الإسكندراني المالكي: ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة وتفقه بالثغر على الإمام الصالح ابن بنت معافى وأبي الطاهر بن عوف وعبد السلام بن عتيق السفاقسي وأبي طالب اللخمي وسمع منهم ومن الحافظ السلفي فأكثر عنه وانقطع إليه وتخرج به وبطلبته، وسمع أيضًا من القاضي أبي عبيد نعمة بن زيادة الله الغفاري شيخ معمر حدثه عن عيسى بن أبي ذر الهروي ثم السروي سمع منه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة صحيح البخاري سوى قطعة يسيرة من آخره، وسمع من بدر الخداداذي وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وعبد الله بن بري النحوي وعلي بن هبة الله الكاملي ومحمد بن علي الرحبي وخلق بالثغر والفسطاط والحرمين، وناب في الحكم بالإسكندرية مدة، ودرس بمدرسته ثم تحول إلى القاهرة ودرس بالمدرسة التي أنشأها الصاحب ابن شكر إلى أن مات، وكان من أئمة المذهب العارفين به ومن حفاظ الحديث. له تصانيف مفيدة, رأيت له في سنة ست وثمانين وستمائة كتابًا في الصيام بأسانيده، وكان ذا ورع ودين مع أخلاق رضية ومشاركة في الفضائل. روى عنه الزكيان المنذري والبرزالي والرشيد الآمدي والعلم عبد الحق بن الرصاص والشرف عبد الملك بن نصر الفهري اللغوي والمجد علي بن وهب القشيري المالكي وإسحاق بن بلكويه الصوفي والحسن بن عثمان القابسي محتسب الثغر والجمال محمد بن سليمان الواري ومحمد بن مرتضى بن حاتم والشهاب القوصي والقاضي الشرف أبو حفص

_ 1119- العبر: 5/ 38, 39. دول الإسلام: 2/ 86. البداية والنهاية: 13/ 68. النجوم الزاهرة: 6/ 212. شذرات الذهب: 47، 48.

السبكي والنجيب أحمد بن محمد السفاقسي ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان والمحيي عبد الرحيم بن الدميري وآخرون. ذكره الحافظ المنذري فقال: كان رحمه الله جامعًا لفنون من العلم حتى قال بعض الفضلاء لما مر به على السرير ليدفن: رحمك الله يا أبا الحسن, قد كنت أسقطت عن الناس فروضًا. قال: وتوفي في مستهل شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة ودفن بسفح المقطم. وفيها مات مسند الأندلس أبو القاسم أحمد بن محمد بن أبي المطرف بن جرج الفرضي عن اثنين وسبعين عامًا، عنده سنن النسائي بكماله سماعًا من البطروجي، وشيخ الحنابلة في زمانه ببغداد أبو بكر محمد بن معالي بن غنيمة بن الحلاوي عن ثمانين سنة وله سماع من الكروجي ونحوه. أخبرنا العدل المعمر أبو المحاسن يوسف بن حسن بن القابسي أنا علي بن المفضل الحافظ إجازة وأبو القاسم الصفراوي سماعًا قالا: أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي ثنا محمد بن الفضل بمكة ثنا عبد الله بن جعفر بن محمد بمصر ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن أيوب بن موسى أن عبد الله بن عبيد بن عمير أخبره أن ثابتًا البناني أخبره أن أنس بن مالك قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لبيك بحجة وعمرة معًا". هذا حديث غريب جدًّا من حديث هؤلاء بعضهم عن بعض، وقع لي عاليًا جدًّا في كتاب أحمد بن سلامة عن أحمد بن محمد التيمي: أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر بن خلاد نا محمد بن الفرج نا عبد الله بن بكر السهمي نا حميد عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لبيك بحجة وعمرة". 1120- 24/17- ربيعة بن الحسن بن علي الحافظ المحدث الرحال اللغوي, أبو نزار الحضرمي الصنعاني الذماري الشافعي: ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة وتفقه باليمن وركب البحر إلى جزيرة كيش فسمع بأصبهان وهمذان وبغداد وأتقن الفقه بأصبهان، وسمع القاسم بن الفضل الصيدلاني وأبا الفضل محمد بن سهل المقرئ ورجاء بن حامد المعداني وعبد الله بن علي الطامذي وإسماعيل بن شهريار وعبد الجبار بن الصالحاني ومعمر بن الفاخر وأبا مسعود وعبد الرحيم الحاجي وعدة، وأخذ ببغداد عن ابن الخشاب وشهدة، وبالثغر عن أبي طاهر السلفي، وبدمشق ومصر والحرمين وكتب الكثير.

_ 1120- تاريخ الإسلام: 18/ 1/ 349، 350. النجوم الزاهرة: 6/ 207. شذرات الذهب: 5/ 37. بغية الوعاة: 1/ 566، 567. طبقات السبكي: 5/ 55، 56.

روى عنه الزكيان البرزالي والمنذري والضياء المقدسي وابن خليل الأدمي والتقي اليلداني والشهاب القوصي ومحمد بن النشبي وخلق، قال المنذري: كتبت عنه قطعة صالحة وكانت أصوله أكثرها باليمن، وهو أحد من لقيته ممن يفهم هذا الشأن، وكان عارفًا باللغة معرفة حسنة، كثير التلاوة والتعبد والانفراد. وقال عمر بن الحاجب فيما قرأت بخطه: كان ربيعة إمامًا عالمًا حافظًا ثقة أديبًا شاعرًا حسن الخط ذا دين وورع، ولد بشبام من قرى حضرموت. قال القوصي في معجمه: أنشدنا أبو نزار لنفسه: ببيت لهيا بساتين مزخرفة ... كأنها سرقت من دار رضوان أجرت جداولها ذوب اللجين على ... حصى من الدر مخلوط بعقيان والطير تهتف وفي الأغصان صادحة ... كضاربات مزامير وعيدان وبعد هذا لسان الحال قائلة ... ما أطيب العيش في أمن وإيمان مات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع وستمائة. أخبرنا أحمد بن سلامة عن الحافظ أبي نزار إجازة بمروياته. وأخبرنا إسحاق الوزيري ثنا أبو محمد المنذري أنا أبو نزار الصنعاني أنا رجاء بن حامد بأصبهان ثنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود وعبد الرزاق بن عبد الكريم قالا: أنا محمد بن إببراهيم بن جعفر ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال ثنا يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان على جبل حراء فتحرك فقال: "اسكن حراء, فما عليك إلا نبيّ أو صديق أو شهيد". وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص, رضي الله عنهم. وفي هذه السنة معه توفي جماعة ذكروا مع ابن عات. 1121- 25/17- التُّجِيبي الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان المرسي, محدث تلمسان: أخذ القراءات عن أبي أحمد بن معطي وأبي الحجاج الثغري وأبي عبد الله بن الفرس وسمع منهم ومن أبي محمد بن عبيد الله، ورحل وحج وأطال الغيبة فأكثر عن السلفي والناس، وذكر أن السلفي دعا له بطول العمر وقال له: تكون محدث المغرب إن شاء الله؛ وقد سمع بمكة من علي بن حميد الطرابلسي، وببجاية من الحافظ عبد الحق؛ وأخذوا عنه بسبتة في حياة شيوخه سنة أربع وسبعين، ثم استوطن تلمسان وخرج وصنف وعمل معجم شيوخه في مجلد ورحل إليه المحدثون.

_ 1121- التكملة لابن الأبار: 2/ 588-591. تاريخ الإسلام: 18/ 1/ 406، 407. غاية النهاية: 2/ 164.

قال الأبار في تاريخه: كان عدلًا خيرًا حافظًا للحديث ضابطًا، وغيره أضبط منه، روى عنه أكابر أصحابنا وبعض شيوخنا لعلو سنده وعدالته، وأجاز لي من مروياته. ألف أربعين حديثًا في المواعظ، وأربعين حديثًا في القضاء وفضله، وأربعين حديثًا في الحب لله، وأربعين في الصلاة على رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم, وأشياء سوى ذلك. مات في جمادى الأولى سنة عشر وستمائة عن سبعين سنة. قلت: وفيها توفي تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن ابن عساكر والد العز النسابة عن ثمان وستين سنة وقد خرج لنفسه مشيخة حسنة، وشيخ الأندلس خطيب قرطبة أبو جعفر يحيى بن الحميري واسمه أحمد بن إبراهيم، لقي الكبار ونيف على الثمانين، وشيخ الحنابلة الفخر إسماعيل بن علي غلام ابن المنى ببغداد، والمعمر أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف الدارقزي عن خمس وثمانين سنة، والمسند عبد الجليل بن أبي غالب بن مندويه الأصبهاني نزيل دمشق، ومسند الموصل مهذب الدين علي بن أحمد بن علي بن هبل الطبيب، والمعمرة عين الشمس بنت أحمد بن أبي الفرج الثقفية الأصبهانية عن تسعين سنة، والمفيد محدث أصبهان أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي. تمت الطبقة السابعة عشرة.

الطبقة الثامنة عشرة

الطبقة الثامنة عشرة: وعدتهم ستة وعشرون 1122- 1/18- ابن القرطبي الحافظ المفيد محدث مالقة وخطيبها أبو بكر وأبو محمد عبد الله بن الحسن بن أحمد الأنصاري المالقي: سمع أباه أبا علي وأبا بكر بن الجد وأبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن زرقون وطبقتهم، واختص بالسهيلي ولازمه وتخرج به، وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو مروان بن قزمان وعني بهذا الشأن وكتب العالي والنازل. قال الأبار في ترجمته: كان من أهل المعرفة التامة بصناعة الحديث والبصر بها والإتقان والحفظ لا سيما الرجال والتقدم في ذلك مع المعرفة بالقراءات والمشاركة في العربية وقد نوظر عليه في كتاب سيبويه، ورث براعة الحديث عن أبيه ولم يكن أحد يدانيه في الحفظ والجرح والتعديل إلا أفرادًا من عصره، وقال أبو محمد بن حوط الله: المحدثون بالأندلس ثلاثة: أبو محمد القرطبي, وأبو الربيع بن سالم, وسكت، فكأنه عنى نفسه؛ وكان ابن القرطبي كريم الخلال محببًا إلى الناس معظمًا في نفوس الخاصة والعامة أخذ الناس عنه وانتفعوا به. قال ابن الأبار: فاتني أن ألقاه، توفي بمالقة في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وستمائة. قلت: لم يبلغ ستين سنة ولا أعلم أن عندي شيئًا من طريقه إلا أن يكون بالإجازة. قال ابن الزبير: هو الحافظ أبو محمد القرطبي روى عن أبي القاسم بن دحمان والسهيلي وأبيه وعنهم أخذ القراءات والعربية وأخذ منه خلق يطول تعدادهم، وكان محدثًا حافلًا مفيدًا ضابطًا حافظًا إمامًا في وقته نحويًّا أديبًا لغويًّا كاتبًا شاعرًا متقنًا عارفًا بالقراءات وطرقها فقيهًا مدركًا زاهدًا ورعًا عابدًا عاملًا رحل الناس إليه واعتمدوا إمامته اخترمته المنية قبل التعمير، مولده في ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمسمائة، تصدر للإقراء بمالقة وله نحو من عشرين سنة ورحل إلى غرناطة وإشبيلية وسبتة ومرسية وولي خطابة مالقة، روى عنه المحدث أبو عبد الله بن الطراز وأبو القاسم بن الطيلسان وجماعة، صنف جزءًا في قراءة نافع. قال ابن الزبير: ومن شعر أبي محمد القرطبي:

_ 1122- التكملة الأبارية: 2/ 879-882. التكملة المنذرية: 2/ 1379. بغية الوعاة: 2/ 37. شذرات الذهب: 5/ 48.

سهرت أعين ونامت عيون ... لأمور تكون أو لا تكون فاطرد الهم ما استطعت عن ... النفس فحملانك الهموم جنون إن ربًّا كفاك بالأمس ما كا ... ن سيكفيك في غد ما يكون 1123- 2/18- ابن حوط الله الحافظ الإمام محدث الأندلس, أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأندلسي الأندي: مولده بأندة سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتلا بالسبع على والده وبادر إلى بلنسية فسمع بعض حروف ورش من ابن هذيل. وذلك نصف كتاب الإيجاز ولم يجز له وارتحل إلى مرسية فسمع من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وقيد اللغة والنحو عن ابن حميد وسمع بمالقة من أبي زيد السهيلي، وبغرناطة من عبد المنعم بن الفرس وأبي بكر بن أبي زمنين، وبإشبيلية من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون، وبقرطبة من خلف بن بشكوال، وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله، وبمراكش من أبي العباس أحمد بن مضاء، وأجاز له خلق منهم أبو الطاهر إسماعيل بن عوف الإسكندري وأبو طاهر الخشوعي وطائفة. قال الأبار: اعتنى أبو محمد من صغره إلى كبره بالطلب، روى العالي والنازل وكان إمامًا في هذا الشأن بصيرًا به معروفًا بالإتقان حافظًا لأسماء الرجال، ألف كتابًا في ذكر شيوخ البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي نزع فيه منزع أبي نصر الكلاباذي لكن لم يكمله، وكان كثير الأسفار فتفرقت أصوله، ولو قعد للتصنيف لعظم النفع به، ولم يكن في زمانه أحد أكثر سماعًا منه ومن أخيه المحدث أبي سليمان، وكان له الشفوف على أخيه في العربية والتفنن في غير ذلك، والتميز بإنشاء الخطب وتحبير الرسائل وقرض الشعر. أقرأ بقرطبة القرآن والنحو واستأدبه المنصور صاحب المغرب لبنيه فأقرأهم بمراكش ونال وجاهة متصلة ودنيا عريضة وولي قضاء إشبيلية وقرطبة ومرسية وكان حميد السيرة محببًا إلى الناس جزلًا مهيبًا في الحق على حدة فيه وربما أوقعته فيما يكره، أخذ الناس عنه. توفي بغرناطة وهو يقصد مرسية متوليًا قضاءها ثانيًا, في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة.

_ 1123- تكملة ابن الأبار: 1/ 316-318. تكملة المذري: 3/ الترجمة 1975. العبر: 5/ 82. تاريخ الإسلام: الورقة 3 "أيا صوفيا 3012". شذرات الذهب: 5/ 94.

وأخوه الحافظ المفيد داود بن سليمان جال مع أخيه ببلاد الأندلس وبالغا في طلب العلم والأخذ عن الشيوخ حتى اجتمع لهما ما لم يجتمع لأحد من شيوخهما. أبوهما أبو داود أخذ القراءات السبع عن سبعة شيوخ, وقرأ على محمد بن أحمد الشيباني صاحب خلف بن النحاس بقراءة الحرميين وأبي عمرو. 1124- 3/18- ابن الأثير الإمام العلامة الحافظ فخر العلماء عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري المحدث اللغوي صاحب "التاريخ" و"معرفة الصحابة" و"الأنساب" وغير ذلك، وأخو العلامة مجد الدين صاحب "جامع الأصول" والوزير ضياء الدين نصر الله صاحب كتاب "المثل السائر": مولده بجزيرة ابن عمر سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وسمع من خطيب الموصل أبي الفضل الطوسي ويحيى الثقفي وغيرهما بالموصل، ومن عبد المنعم بن كليب ويعيش بن صدقة وابن سكينة ببغداد، وأبي القاسم بن صصرى وزين الأمناء بدمشق، وروى عنهم في تصانيفه، وحدث بالموصل ودمشق وحلب، روى عنه ابن الدبيثي والقوصي ومجد الدين العقيلي وشرف الدين ابن عساكر وسنقر القضائي وآخرون. وكانت داره مجمع الفضلاء، وكان مكملا في الفضائل علامة نسابة أخباريًّا عارفًا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة مع الأمانة والتواضع والكرم، قدم الشام رسولًا وقد شرع في تاريخ كبير للموصل ولم يتمه، ومدينته جزيرة ابن عمر هي منسوبة إلى الرئيس الأجل عبد العزيز بن عمر البرقعيدي الذي بناها، قاله ابن خلكان، وقيل: أنشأها أوس وكامل ابنا عمر بن أوس التغلبي، نقله ابن المستوفي مؤرخ إربل، وقيل: منسوبة إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي. مات ابن الأثير في أواخر شهر شعبان سنة ثلاثين وستمائة. وفيها توفي جماعة يأتون في ترجمة ابن الحاجب. أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا علي بن أبي الكرم سنة خمس وعشرين وستمائة أنا عبد الله بن أبي نصر أنا جعفر بن محمد القارئ أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو عمرو بن السماك ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان -هو ابن عمر- ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أخبر الفضل بن العباس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لبى حتى رمى جمرة العقبة. هذا حديث صحيح عالٍ.

_ 1124- معجم البلدان: 2/ 79. العبر: 5/ 120، 121. الوافي بالوفيات: 12/ الورقة 188، 189. دول الإسلام: 2/ 102. البداية والنهاية: 13/ 139.

1125- 4/18- ابن خَلفُون الحافظ محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون الإمام المجود أبو بكر الأزدي الأندلسي الأونبي, نزيل إشبيلية: ذكره الحافظ أبو عبد الله الأبار فقال: ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة وسمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر النيار وجماعة, وكان بصيرًا بصناعة الحديث حافظًا للرجال متقنًا، له كتاب سماه "المنتقى" في رجال الحديث في خمسة أسفار، وله كتاب "المفهم في شيوخ البخاري ومسلم" وكتاب في علوم الحديث، وغير ذلك. وولي القضاء ببعض النواحي فشكر في قضائه، أخذ عنه جماعة وكان أهلًا لذلك، مات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وستمائة, رحمه الله تعالى. قال ابن الزبير: اعتنى بالرواية والنقل اعتناءً تامًّا، عكف على ذلك عمره وكان حافظًا للأسانيد والرجال عارفًا بهم سمع من خلق، روى عنه أبو جعفر بن الطباع. 1126- 5/18- العز ابن الحافظ هو الإمام المحدث المفيد الحافظ عز الدين أبو الفتح محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي الصالحي الحنبلي: ولد سنة ست وستين وخمسمائة في أحد الربيعين, ونشأ في صغره باعتناء أبيه في هذا الشأن فارتحل إلى بغداد وهو ابن أربع عشرة سنة فسمع من أبي الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز وطبقتهما وتفقه على أبي الفتح بن المنى، وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر والخضر بن طاوس والفضل بن البانياسي ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر وأبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز، وبأصبهان من أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن الكاغذي ومسعود الجمال وأبي المكارم اللبان، وبمصر من أبي القاسم البوصيري وعدة. روى عنه ابناه تقي الدين أحمد وعز الدين عبد الرحمن والحافظ ضياء الدين والشهاب القوصي والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن محمد والشيخ فخر الدين علي وآخرون. قال ابن النجار: كتب بخطه كثيرًا وسمعنا بقراءته الكثير واستنسخ وحصل الأصول وكان يعيرني ويفيدني عن الشيوخ ويفضل, وكان من أئمة المسلمين حافظًا للحديث متنًا وإسنادًا, عارفًا بمعانيه وغريبه, متقنًا لتراجم المحدثين مع ثقة وديانة وتودد ومروءة. قال الضياء المقدسي: كان رحمه الله فقيهًا حافظًا ذا فنون وكان أحسن الناس قراءة وأسرعهم ثقة

_ 1125- الوافي بالوفيات: 2/ 218. الترجمة 611. طبقات الحفاظ للسيوطي: 492، 493. هدية العارفين: 2/ 114. معجم المؤلفين: 9/ 61. 1126- التكملة لمنذري: 2/ الترجمة: 1051. الوافي بالوفيات: 3/ 266، 267. البداية والنهاية: 13/ 74. النجوم الزاهرة: 5/ 56، 57. شذرات الذهب: 5/ 56، 57.

متقنًا سمحًا جوادًا غزير الدمعة عند القراءة، وكان يتكلم في مسائل الخلاف كلامًا حسنًا ثم ساق له الضياء منامات حسنة دالة على أنه سعيد, رحمه الله. مات في شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة. قال لنا رشيد بن كامل الفقيه: قرأت على أبي العرب القوصي أخبركم العز محمد ابن الحافظ سنة عشر وستمائة بجامع حبر فذكر حديثًا. وتوفي معه في العام مسند الشام العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي المقرئ النحوي الحنفي عن ثلاث وتسعين سنة، والقاضي ثقة الملك أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي بن حسين الرملي المصري الشافعي خطيب جامع الحاكم، ومسند الأندلس أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن أحمد الزهري الإشبيلي راوي صحيح البخاري عن شريح. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا محمد بن عبد الغني الحافظ في كتابه أنا عبد الله بن صابر أنا أبو القاسم النسيب أنا سليم بن أيوب ثنا أبو أحمد الفرضي ثنا الصولي ثنا الغلابي عن عبيد الله ابن عائشة قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له: اتق الله؛ فإن التقوى هي التي لا يقبل غيرها ولا يرحم إلا أهلها ولا يثاب إلا عليها, فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل. 1127- 6/18- الملَّاحي الحافظ الإمام المحدث أبو القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج الغافقي الأندلسي الغرناطي: والملاحة من قرى غرناطة، ولد قبل سنة خمسين وخمسمائة وكان من كبار الحفاظ. قال الأبار: سمع من والده ومن أبي الحسن بن كوثر وأبي خالد بن رفاعة وعبد الحق بن بونة وأبي القاسم بن سمحون وخلق, وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون وأبو زيد السهيلي وأبو طاهر الخشوعي وأبو الطاهر بن عوف الإسكندراني, وكتب عن الكبار والصغار وبالغ عمره في الاستكثار وكان حافظًا للرواة عارفًا بأخبارهم. صنف تاريخًا في علماء إلبيرة، وألف كتاب أنساب الأمم والعرب والعجم وسماه "كتاب الشجرة"، و"الأربعين" حديثًا بلغ فيه الغاية من الاحتفال ويشهد له بحفظ أسماء الرجال، وزاد على من تقدمه، وله استدراك على الحافظ أبي عمر بن عبد البر في

_ 1127- التكملة لابن الأبار: 2/ 609، 610. الوافي بالوفيات: 4/ 68. شذرات الذهب: 5/ 86.

الصحابة وكان مكثرًا عن أبي محمد بن الفرس أخذ الناس عنه وكان أهلًا لذلك، توفي رحمه الله في شعبان سنة تسع عشرة وستمائة. وفيها مات القاضي المحدث مكين الدين أبو طالب أحمد بن عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني الإسكندراني، والمسند أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد الأزجي البناء، والمقرئ مسند القراء أبو محمد عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء البلوي اللبسي عن خمس وثمانين سنة، ومسند الموصل أبو بكر بن عمر بن العويش النيار المقرئ، وشيخ اليونسية الشيخ يونس بن يوسف بن صاعد الشيباني القني والقنية من حساب ماردين. 1128- 7/18- ابن الأنماطي الحافظ البارع مفيد الشام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي المصري الشافعي: مولده في حدود سنة سبعين وخمسمائة وسمع القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وأبا القاسم البوصيري وابن سكينة وأبا الفتح المندائي ومحمد بن عبد المولى اللبني وشجاعًا المدنجي وأبا طاهر الخشوعي وأبا محمد ابن عساكر وحنبل بن عبد الله وكتب بخطه المليح الرشيق ما لا يوصف كثرة. قال ابن النجار: اشتغل من صباه وتفقه وقرأ الأدب وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثم حج سنة إحدى وستمائة فذهب إلى بغداد وكانت له عناية وافرة وحرص تام وجد واجتهاد مع معرفة كاملة وحفظ وحذق ونقد وفصاحة وسرعة قلم واقتدار على النظم والنثر، كان بعيد الشبيه معدوم النظير في وقته كتبت عنه وكتب عني، وقال لي: ولدت في ذي القعدة سنة سبعين. وقال عمر بن الحاجب: كان إمامًا ثقة حافظًا مبرزًا فصيحًا حصل ما لم يحصله غيره وكان سهل العارية يعير إلى البلاد وعنده فقه وأدب, إلى أن قال: وكان نزه السر سألت عنه الحافظ الضياء فقال: حافظ ثقة مفيد إلا أنه كثير الدعابة مع المرد. قلت: روى عنه البرزالي والقوصي والمنذري والكمال الضرير والصدر البكري وولده أبو بكر محمد بن الأنماطي، وقلما روي أنه مات قبل رواج الرواية. قال الشيخ الضياء: بات في عافية وأصبح لا يقدر على الكلام أيامًا, ومات في رجب سنة تسع عشرة وستمائة.

_ 1128- العبر: 5/ 76. دول الإسلام: 2/ 93. البداية والنهاية: 13/ 96. النجوم الزاهرة: 6/ 254. شذرات الذهب: 5/ 84.

أخبرنا محمد بن مكي القرشي ثنا محمد بن هبة الله القاضي أنا إسماعيل بن عبد الله الحافظ بمدينة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أنا أبو القاسم البوصيري "ح" وأنا أحمد بن سلامة عن البوصيري أنا مرشد بن يحيى أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعد ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا إسماعيل بن يعقوب ثنا إسماعيل القاضي ثنا يحيى ثنا زيد بن الحباب أخبرني ابن لهيعة حدثني بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم الحضرمي عن أبي شريح حدثني رويفع الأنصاري أنه سمع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "من قال: اللهم صلِّ على محمد وأنزله المقعد المقرب منك يوم القيامة، وجبت له الشفاعة". 1129- 8/18- الضياء الإمام العالم الحافظ الحجة محدث الشام شيخ السنة ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ثم الدمشقي, الصالحي الحنبلي, صاحب التصانيف النافعة: ولد سنة تسع وستين وخمسمائة. وأجاز له السلفي وشهدة وسمع من أبي المعالي بن صابر وأبي المجد البانياسي وأحمد بن الموازيني وعمر بن علي الجويني ويحيى الثقفي وطبقتهم بدمشق، وأبي القاسم البوصيري وطبقته بمصر، والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهما ببغداد، وأبي جعفر الصيدلاني وطبقته بأصبهان، وعبد الباقي بن عثمان بهمذان والمؤيد الطوسي وطبقته بنيسابور، وعبد المعز بن محمد البزاز بهراة، وأبي المظفر بن السمعاني بمرو؛ ورحل مرتين إلى أصبهان وسمع بها ما لا يوصف كثرة وحصل أصولا كثيرة. ونسخ وصنف وصحح ولين وجرح وعدل وكان المرجوع إليه في هذا الشأن، قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده علمًا وحفظًا وثقة ودينًا، من العلماء الربانيين وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي، كان شديد التحري في الرواية مجتهدًا في العبادة كثير الذكر منقطعًا متواضعًا سهل العارية. رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد، سألت الزكي البرزالي عنه فقال: ثقة جبل حافظ دين. قال ابن النجار: حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقي ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته, وقال الشرف بن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء. قلت: ثنا عنه القاضي تقي الدين وابن الموازيني وابن الفراء والنجم الشعراوي وابن

_ 1129- العبر: 5/ 179. الوافي بالوفيات: 4/ 65، 66. البداية والنهاية: 13/ 169، 170. النجوم الزاهرة: 6/ 354. شذرات الذهب: 5/ 224.

الخباز والتقي بن مؤمن وعثمان النساج وابن الخلال والدشتي وأبو بكر بن عبد الدائم وعيسى السمسار وسالم القاضي وآخرون. وقد استوفيت سيرته وتواليفه في التاريخ الكبير، عاش أربعًا وسبعين سنة, وتوفي إلى رضوان الله في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة. أخبرنا عثمان بن إبراهيم المقرئ أنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الواحد بن القاسم أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم أنا ابن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني ثنا محمود بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان مهينًا في ملكوت السماء، ومن صبر على القوت الشديد صبرًا جميلًا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء". هذا حديث غريب إسناده متصل لين. قال الطبراني: تفرد به البجلي. 1130- 9/18- ابن القطان الحافظ العلامة الناقد قاضي الجماعة, أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم الحميري الكتامي الفاسي, الشهير بابن القطان: سمع أبا عبد الله محمد بن الفخار فأكثر عنه وأبا الحسن بن الفرات وأبا جعفر بن يحيى الخطيب وأبا ذر الخشني وطبقتهم. قال الأبار في ترجمته: كان من أبصر الناس بصناعة الحديث وأحفظهم لأسماء رجاله وأشدهم عناية بالرواية رأس طلبة العلم بمراكش ونال بخدمة السلطان دنيا عظيمة، وله تواليف، حدث ودرس, إلى أن قال: ومات وهو على قضاء سجلماسة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وستمائة. قال ابن مسدي: كان معروفًا بالحفظ والإتقان، ومن أئمة هذا الشأن مصري الأصل مراكشي الدار كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدولة المؤمنة فتمكن من الكتب وبلغ غاية الأمنية، ولي قضاء الجماعة في أثناء تقلب الدولة فنقمت عليه أغراض انتهكت فيها أعراض، إلى أن قال: سمع أبا عبد الله بن زرقون وأبا بكر بن الجد وعدة، عاقت الفتن المدلهمة عن لقائه وقد أجاز لي مروياته قلت: طالعت كتابه المسمى بـ"الوهم والإيهام" الذي وضعه على الأحكام الكبرى لعبد الحق يدل على حفظه وقوة فهمه, لكنه تعنت في أحوال رجال فما أنصف بحيث إنه أخذ يلين هشام بن عروة ونحوه.

_ 1130- التكملة لابن الأبار: 3/ الورقة 80 "مع الغرباء". شذرات الذهب: 5/ 128. الرسالة المستطرفة: 133.

مات عام وفاته المسند أبو نصر أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي نصر أحمد بن هبة الله بن محمد النرسي البيع ببغداد، والمسند أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري الخفاف، وأبو الرضا محمد بن أبي الفتح المبارك بن عبد الرحمن بن عصية الكندي الجدي، وشيخ العربية زين الدين يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي، والخطيب بدر الدين يونس بن محمد بن محمد الفارقي الدمشقي؛ رحمة الله عليهم. 1131- 10/18- أبو موسى الفقيه الحافظ جمال الدين عبد الله ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي الصالحي الحنبلي: ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وسمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي وإسماعيل الجنزوي وأبي طاهر الخشوعي ورحل به أخوه الحافظ عز الدين فسمع من عبد المنعم بن كليب والمبارك بن المعطوش ومسعود الجمال وخليل الراراني وأبي المكارم اللبان وخلق كثير، وبمصر من أبي عبد الله الأرتاحي وابنة سعد الخير، ثم ارتحل ثانيًا إلى العراق فسمع من أبي الفتح المندائي وذويه، ومن منصور الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور، وبالموصل وإربل والحرمين وكتب بخطه شيئًا كثيرًا، وصنف وأفاد وقرأ القرآن على عمه الشيخ العماد, والفقه على الشيخ الموفق والعربية على أبي البقاء الضرير. قرأت بخط ابن الحاجب: سألت الحافظ ضياء الدين عن أبي موسى فقال: حافظ ثقة دين متقن وسألت زكي الدين البرزالي عنه فقال: حافظ دين متميز, وقال الضياء: كانت قراءته سريعة صحيحة مليحة. وقال ابن الحاجب: لم يكن في عصرنا أحد مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة، كان متواضعًا مهيبًا وقورًا جوادًا سمحًا وافر العقل له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة. قرأت بخط الحافظ الضياء: اشتغل بالفقه والحديث وصار علمًا في وقته، رحل ثانيًا ومشى على رجليه كثيرًا وصار قدوة وانتفع الناس بمجالسه التي لم يسبق إلى مثلها. قلت: حدث عنه الضياء والشيخ شمس الدين والشيخ الفخر والشمس بن حازم والشمس بن الواسطي ونصر الله بن عياش ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي وعدة, وآخر من حدث عنه بالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي.

_ 1131- العبر: 5/ 114، 115. البداية والنهاية: 13/ 133. النجوم الزاهرة: 6/ 279. شذرات الذهب: 5/ 131. التكملة للمنذري: 3/ الترجمة 2416.

قال أبو الفتح بن الحاجب: لو اشتغل أبو موسى حق الاشتغال ما سبقه أحد ولكنه تارك, وسمعت أبا عبد الله الحافظ يصف ما قاسى أبو موسى من الشدائد -الجوع والعري- في رحلته بنيسابور وأصبهان. قال أبو المظفر بن الجوزي: كان الجمال ابن الحافظ أحواله مستقيمة حتى خالط الصالح إسماعيل فتغير ومرض في بستان الصالح وفيه مات رحمه الله تعالى. قرأت بخط محمد بن سلام: عقد أبو موسى مجلس التذكير ورغب الناس في حضوره وكان جمَّ الفوائد يطرز مجلسه بالبكاء والخشوع وإظهار الجزع, وسمعت أبا الفرج بن العلاء الفقيه الحنبلي يقول: كان أبو موسى كثير الميل إلى السلاطين. قال الضياء: مات يوم الجمعة خامس رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة. أخبرنا نصر الله بن محمد أبو الفتح الحداد نا عبد الله بن عبد الغني الحافظ في سنة ثمان وعشرين وستمائة أنا خليل بن بدر الراراني أنا الحسن بن أحمد الحداد أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن شعيب ثنا أبو المعافى محمد بن وهب الحراني ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة, سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "رحم الله عبدًا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال أو جاه فاستحله قبل أن يؤخذ وليس ثَمّ دينار ولا درهم, فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته, وإن لم تكن له حسنات وضع من سيئات صاحبه عليه". غريب صالح الإسناد فرد. 1132- 11/18- ابن خليل الحافظ المفيد الإمام الرحال مسند الشام شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الأدمي محدث حلب: مولده سنة خمس وخمسين وخمسمائة وتشاغل بالسبب وصار ابن ثلاثين سنة ثم حبب إليه طلب الحديث فانصبَّ إليه بكليته وكتب ما لا يوصف، فسمع بدمشق من يحيى الثقفي وطبقته وتخرج بالحافظ عبد الغني، وسمع ببغداد من يحيى بن يوش وذاكر بن كامل وأبي منصور بن عبد السلام وأبي الفرج بن كليب، وبأصبهان من خليل بن بدر ومسعود الجمال ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وأبي الفضائل عبد الرحيم الكاغذي وطبقتهم، وبمصر أبا القاسم البوصيري وطبقته؛ وشيوخه نحو خمسمائة نفس في ثلاثة أجزاء سمعتها من صاحبه

_ 1132- العبر: 5/ 201. النجوم الزاهرة: 7/ 22. طبقات الحفاظ للسيوطي: 495، 496 الترجمة 1100. شذرات الذهب: 5/ 243، 244.

أحمد بن محمد الحافظ، وحدثنا عنه أيضًا الحافظ شرف الدين عبد المؤمن ومحمد بن سليمان المعري وشرف الدين محمود التاذفي ومحمد بن جوهر المقرئ وأبو الحسن الغرافي وأيوب ومحمد وإسحاق بنو النحاس والقاضي تاج الدين صالح القوصي وأبو بكر الدشتي وإسماعيل وإبراهيم وعبد الرحمن بنو ابن العجمي والعفيف الآمدي وطاهر بن عبد الله بن العجمي وجماعة سواهم، وآخر من بقي من أصحابه إبراهيم بن العجمي. سئل أبو إسحاق الصريفيني عنه فقال: حافظ ثقة عالم بما يقرأ عليه لا يكاد يفوته اسم رجل. وسئل الحافظ الضياء عنه فقال: حافظ سمع وحصل الكثير وهو صاحب رحلة وتطواف. قال عمر بن الحاجب الحافظ: هو أحد الرحالين بل أوحدهم فضلًا وأوسعهم رحلة نقل بخطه المليح ما لا يدخل تحت الحصر وهو طيب الأخلاق مرضي الطريقة متقن ثقة حافظ. قلت: خرج لنفسه ثمانيات وعوالي وفوائد سمعناها وهو يدخل في شرط الصحيح وقد تفرد بشيء كثير لخراب أصبهان. توفي في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وستمائة عن ثلاث وتسعين سنة. وفيها توفي محدث الإسكندرية المسند أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح بن رواح الأزدي عن أربع وتسعين سنة، والمسند العدل فخر القضاة أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحباب التميمي السعدي المصري عن سبع وثمانين سنة، ومسند بغداد المحدث أبو محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير الأزجي الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو القاسم علي بن سالم بن أبي بكر اليعقوبي الضرير، والفقيه المفتي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي السعادات الدباس الحنبلي سمعا من ابن شاتيل، والمسند أبو منصور مظفر بن عبد الملك بن عتيق الفهري بن القوي، وأخو صاحب الترجمة أبو محمد يونس بن خليل الأدمي في المحرم عن تسع وثمانين سنة، والمحدث العالم مجد الدين محمد بن محمد بن عمر الأسفراييني الصوفي بن الصفار بدمشق. أخبرنا عبد الرحمن وإبراهيم وإسماعيل بنو صالح بن هاشم ومحمد بن سليمان بن معالي وأحمد بن محمد المؤدب وعبد المحسن والقاضي عز الدين عبد العزيز ثنا محمد بن أبي جرادة وإسحاق بن طارق سماعًا قالوا: ثنا يوسف بن خليل الحافظ ثنا خليل بن بدر بأصبهان أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سليمان التيمي عن أنس قال: بلغني أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لمعاذ بن جبل: "من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة".

1133- 12/18- ابن نقطة الحافظ الإمام المتقن محدث العراق معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي, ابن نقطة: ولد سنة نيف وسبعين وخمسمائة وكان أبوه من صلحاء العراق فطلب أبو بكر الحديث وسمع من يحيى بن يوش، وفاته ابن كليب، ثم سمع سنة ستمائة من عبد الوهاب ابن سكينة وابن طبرزذ وأبي الفتح المندائي فمن بعدهم ببغداد، وعفيفة الفارقانية وزاهر بن أحمد وأبي الفخر أسعد بن روح ومحمود بن أحمد المضري وطبقتهم بأصبهان، ومنصور الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور، وعبد القادر الرهاوي بحران، والتاج الكندي وطبقته بدمشق، والافتخار الهاشمي بحلب، وعبد القوي بن الحباب بمصر، ومحمد بن عماد بالثغر، وخلائق. ونسخ الكثير وحصل الأصول وجمع وصنف وبرع في هذا الشأن؛ سئل الحافظ الضياء عنه فقال: حافظ دين ثقة صاحب مروءة وكرم. وقال أبو عبد الله البرزالي: ثقة دين مفيد. وسئل ابن نقطة عن نقطة فقال: هي جارية ربت جد أبي. قلت: روى عنه الزكي المنذري والسيف بن المجد وعبد الكريم بن منصور الأثري والشرف حسين بن إبراهيم الإربلي وعثمان بن الحاجب وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني وعز الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي وابنه الليث ابن نقطة. وهو مصنف كتاب "التقييد في رواة الكتب والمسانيد" وكتاب المستدرك على إكمال أبي نصر بن ماكولا ينبئ بإمامته وحفظه، وكان متقنًا محققًا مليح الخط له سمت ووقار وفيه دين وقناعة قفا أثر والده في الزهد والتقشف ولم ألق أحدًا يروي لي عنه. مات في الثاني والعشرين من صفر سنة تسع وعشرين وستمائة. وفيها توفي أبو القاسم أحمد بن أحمد بن أبي غالب البغدادي الأمير بن الشمذي عنده جزء أبي الجهم، وإمام النظامية أبو المعالي أحمد بن عمر بن أحمد بن بكرون النهرواني, والقاضي شرف الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الشيباني بن الموصلي الحنفي بدمشق عن خمس وثمانين سنة، والإمام المسند أبو علي الحسن بن المبارك بن محمد بن الزبيدي البغدادي الحنفي، وأبو محمد عبد الصمد بن داود بن محمد المصري الغفاري، وأبو محمد عبد الغفار بن شجاع التركماني المحلي الشروطي، وأبو محمد عبد

_ 1133- تكملة المنذري: 3/ الترجمة 2374. العبر: 5/ 117. البداية والنهاية: 13/ 133. الوافي بالوفيات: 3/ 267، 268. النجوم الزاهرة: 6/ 279. شذرات الذهب: 5/ 133، 134.

اللطيف بن عبد الوهاب بن محمد الطبري البغدادي المؤذن، والعلامة موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي الموصلي الأصل عن اثنتين وسبعين سنة، ومسند الوقت أبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسين الدينوري البغدادي الحنبلي الحمامي وله تسعون سنة، ومقرئ الإسكندرية أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي عن تسع وسبعين سنة. حدثني قاسم بن محمد الأندلسي الحافظ أنا أحمد بن إبراهيم الواسطي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الغني ابن نقطة الحافظ سنة ثمان وعشرين ببغداد أخبرتنا عفيفة بنت أحمد أخبرتنا فاطمة أنا أبو بكر بن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني ثنا أحمد بن إبراهيم بن فيل ثنا أبو توبة ثنا الحسن بن أيوب عن عبد الله بن بسر قال: كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة. الحسن لم أعرفه بعد. 1134- 13/18- الدُّبَيثي الإمام الحافظ الثقة المقرئ, مؤرخ العراق أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج الدبيثي ثم الواسطي الشافعي المعدل: ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وسمع من أبي طالب الكتاني وهبة الله بن قسام وعدة بواسط، وتلا بالعشر على خطيب شافيا وابن الباقلاني وسمع ببغداد من ابن شاتيل والقزاز وأبي العلاء بن عقيل وعبد المنعم الفراوي وهذه الطبقة، وقرأ على جماعة وتفقه على أبي الحسن بن البوقي وقرأ الأصول والخلاف والنحو وعني بالحديث وكتب العالي والنازل وصنف تاريخًا كبيرًا لواسط, وتاريخًا لبغداد ذيل به على السمعاني وعمل معجمًا لشيوخه. وكان مشرف الوقف العام ثم إنه استعفي من منصب العدالة وتركه ضجرًا ولزم الرواية والإقراء. قال ابن النجار: سكن بغداد وحدث بتصانيفه وقل أن جمع شيئًا إلا وأكثره على ذهنه، وله معرفة بالحديث والأدب والشعر وهو سخي بكتبه وأصوله صحبته عدة سنين فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة وما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس, رحمه الله. قلت: روى عنه ابن النجار وابن نقطة وزكي الدين البرزالي وعلي بن محمد الكازروني والشيخ عز الدين الفاروثي والشيخ جمال الدين الشريشي وتاج الدين الغرافي وعدة، وبالإجازة القاضي تقي الدين المقدسي وقد سمع منه من شيوخ المحدث أحمد بن طارق الكركي وأبو طالب بن عبد السميع وكانت رحلته في سنة ست

_ 1134- انظر بحث الدكتور بشار عواد معروف عنه في المجلة التاريخية العدد الثاني ص17 وما بعدها، وما صدر به لكتابه ذيل تاريخ مدينة بغداد "منشورات وزارة الإعلام في الجمهورية العراقية - سلسلة كتب التراث رقم 36 دار الحرية للطباعة، بغداد 1974م/ 1394هـ" من ص1-77.

وسبعين وخمسمائة في ربيع الأول. قال ابن النجار: أضر بأخرة وتوفي ثامن ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستمائة, قال: ولقد مات عديم النظير في فنه. قلت: وفيها مات قاضي دمشق شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة الخوي الأصولي الشافعي، والرئيس صفي الدين أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي الدمشقي، وأبو البقاء إسماعيل بن محمد بن يحيى البغدادي المؤدب راوي مسند إسحاق، ومسند شيراز العلامة علاء الدين أبو سعد ثابت بن أحمد بن محمد الخُجندي الأصبهاني عن تسع وثمانين سنة حضر الصحيح على الوقت وبه ختم حديثه، والمسند أبو علي الحسين بن يوسف بن حسن الصنهاجي الشاطبي ثم الإسكندراني وهو أقدم شيخ للدمياطي، والعدل أمين الدين أبو الغنائم سالم ابن الحافظ أبي المواهب حسن بن هبة الله بن صصرى التغلبي الدمشقي عن ستين سنة، والقاضي عبد الحميد بن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان الهمذاني سبط الحافظ أبي العلاء، والمسند أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي ثم المصري, وإمام الربوة أبو محمد عبد العزيز بن بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، وشيخ بغداد المقرئ الإمام عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب البغدادي الناسخ، والمفيد الإمام الأديب شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن عبد الكريم البغدادي الكاتب عن ثمان وخمسين سنة، والشيخ تقي الدين محمد بن طرخان بن أبي الحسن السلمي الدمشقي، والزاهد أبو طالب محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي الدمشقي، ومحتسب دمشق رشيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى بن شجاع القيسي بن الهادي، وفخر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن نصر النوقاني عن ست وثمانين سنة، ومحدث إربل ومؤرخها الأديب الإمام شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن المستوفي، والعلامة الصاحب ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري صاحب المثل السائر. قرأت على علي بن أحمد الهاشمي أنا محمد بن سعيد بن يحيى الحافظ ببغداد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة أنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز بقراءتي أنا المبارك بن عبد المبارك بن عبد الجبار الصيرفي نا أبو القاسم عب الرحمن بن عبيد الله الحرفي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي حدثني حمدون بن أحمد بن سلم ثنا عبيد الله ابن عائشة ثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب, رضي الله عنه: يا أحنف من كثر صخبه قلت هيبته، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه،

ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه. 1135- 14/18- الكلاعي الإمام الحافظ العالم البارع محدث الأندلس وبليغها, أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي البلنسي: ولد سنة خمس وستين وخمسمائة، قال أبو عبد الله الأبار: سمع ببلنسية أبا العطاء بن نذير وأبا الحجاج بن أيوب وارتحل فسمع أبا القاسم بن حبيش وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا عبد الله بن الفخار وأبا محمد بن عبيد الله وأبا محمد بن بونة وأبا الوليد بن رشد وأبا محمد بن الفرس وأبا عبد الله بن عروس وأبا محمد بن جهور ونجبة بن يحيى وخلقًا سواهم، وأجاز له أبو العباس بن مضا وأبو محمد عبد الحق الأزدي صاحب الأحكام وآخرون، وعني أتم عناية بالتقييد والرواية وكان إمامًا في صناعة الحديث بصيرًا به حافظًا حافلًا عارفًا بالجرح والتعديل ذاكرًا للمواليد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك وفي حفظ أسماء الرجال خصوصًا من تأخر زمانه وعاصره، كتب الكثير وكان خطه لا نظير له في الإتقان والضبط مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة فردًا في إنشاء الرسائل مجيدًا في النظم خطيبًا فصيحًا مفوهًا مدركًا حسن السرد والمساق لما يقوله مع الشارة الأنيقة والزي الحسن، وهو كان المتكلم عن الملوك في زمانه في المجالس المبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل، ولي خطابة بلنسية في أوقات. وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة، ألف كتاب "الاكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء" في أربع مجلدات، وله مؤلف حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله، وكتاب "مصباح الظلم" بشبه الشهاب، وكتاب "أخبار البخاري"، وكتاب "الأربعين" وغير ذلك، وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه، انتفعت به في الحديث كل الانتفاع, أخذت عنه كثيرًا. قلت: حدث عنه أبو العباس أحمد بن الغماز قاضي تونس وطائفة. قال ابن مسدي: لم ألق مثله جلالة ونبلا ورئاسة وفضلا وكان إمامًا مبرزًا في فنون من منقول ومعقول ومنثور وموزون جامعًا للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد، أما الأدب فكان ابن بجدته وأبا نجدته, وهو ختام الحفاظ ندب لديوان الإنشاء فاستعفي، أخذ القراءات عن أصحاب ابن هذيل وارتحل واختص بأبي القاسم بن حبيش بمرسية, أكثرت عنه. قال الأبار: كان رحمه الله تعالى أبدًا يحدثنا أن السبعين منتهى عمره رؤيا رآها, وهو

_ 1135- التكملة للمنذري: جـ3 الترجمة: 277. العبر: 5/ 137، 138. النجوم الزاهرة: 6/ 298. شذرات الذهب: 5/ 164. الرسالة المستطرفة: 198.

آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد بكائنة أينشة على ثلاثة فراسخ من مرسية مقبلا غير مدبر في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة, رحمه الله تعالى. قال الحافظ المنذري: توفي شهيدًا بيد العدو قال: وكان مولده بظاهر مرسية في مستهل رمضان سنة خمس وستين، سمع ببلنسية ومرسية وإشبيلية وغرناطة وشاطبة ومالقة وسبتة ودانية، وجمع المجاميع تدل على غزارة علمه وكثرة حفظه ومعرفته بهذا الشأن، كتب إلينا بالإجازة سنة أربع عشرة. قلت: توفي معه في العام المحدث العالم الملك المحسن يمين الدين أحمد ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب عن سبع وخمسين سنة, والزاهد أبو محمد إسحاق بن أحمد بن غانم العلثي القوال المعروف، ومحدث مصر وجيه الدين أبو اليمن بركات بن ظافر ابن عساكر الأنصاري المصري، والفقيه الموفق حمد بن أحمد بن محمد بن صديق الحراني، وأبو طاهر الخليل بن أحمد بن علي الجوسقي الصرصري، والمسند أبو منصور سعيد بن محمد بن ياسين السفار، والإمام ناصح الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن نجم ابن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الإمام الشيخ أبي الفرج بن الشيرازي الحنبلي الأنصاري، وفقيه حران ناصح الدين عبد القادر بن عبد القاهر بن عبد المنعم الحنبلي، والفقيه شرف الدين بن عبد القادر بن أبي عبد الله محمد بن الحسن بن البغدادي المصري الشافعي، وأبو القاسم عبد اللطيف ابن الأديب شاعر العراق محمد بن عبد الله التعاويذي، وخطيب بلنسية أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن خيرة المقرئ، والمسند أبو نزار عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد البغدادي الجمال في عشر التسعين، والمسند أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر بن معالي البغدادي بن كية، والمحدث المؤرخ مسند العراق أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين بن القطيعي عن ثمان وثمانين سنة، والمسند أبو الحسن مرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم الحارثي المصري عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو بكر هبة الله بن عمر بن حسن بن كمال الحلاج عنده هبة الله بن الشبلي، والمعمرة أم عبد الله ياسمين بنت سالم بن علي بن البيطار, سمعت أيضًا من ابن الشبلي. أخبرنا محمد بن جابر أنا أحمد بن محمد بن حسن القاضي بتونس أنا العلامة أبو الربيع بن سالم الحافظ أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحجري أنا محمد بن عبد العزيز بن زغيبة الكلابي أنا أبو العبس أحمد بن عمر العذري أنا أحمد بن الحسن الرازي أنا محمد بن عيسى بن عمرويه أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت: طيبت رسول الله -صلى الله عليه وآله

وسلم- بيدي لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت. وأنبأناه عاليًا أحمد بن هبة الله وزينب بنت عمر عن المؤيد الطوسي أنا محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد أنا ابن عمرويه المذكور. 1136- 15/18- ابن دِحية الكلبي الإمام العلامة الحافظ الكبير, أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن محمد, الملقب بالجميل -بتشديد الياء المفتوحة- ابن فرج بن خلف الأندلسي الداني الأصل السبتي: وكان يكتب عن نفسه: ذو النسبين بين دحية والحسين. قال الأبار: كان يذكر أنه من ولد دحية الكلبي وأنه سبط أبي البسام الحسيني، سمع بالأندلس أبا القاسم بن بشكوال وأبا عبد الله بن المجاهد وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا بكر بن جعفر اللمتوني وأبا القاسم بن حبيش وطبقتهم، وكان بصيرًا بالحديث معنيًّا بتقييده مكبًّا على سماعه حسن الخط معروفًا بالضبط، له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها، ولي قضاء دانية ثم صرف لسيرة نقمت عليه فرحل عنها وحمل بتلمسان عن قاضيها ابن أبي حيون، وحدث بتونس في سنة خمس وتسعين وحج وكتب بالمشرق وبأصبهان وبالعراق ونيسابور. قلت: أدرك أبا جعفر الصيدلاني وأبا الفتح الفراوي والحافظ أبا الفرج بن الجوزي وعاد إلى مصر. قال الأبار: أدب الكامل فنال دنيا عريضة وصنف ودرس وله كتاب "النص المبين في المفاضلة بين أهل صفين" وكتب إلي بالإجازة سنة ثلاث عشرة وستمائة. قلت: وسمع بمصر من البوصيري وطبقته وسمع مسند الإمام أحمد بواسط من الندائي وسمع معجم الطبراني كله من الصيدلاني وحدث في سنة ستمائة بالموطأ وسمعه منه أبو عمرو بن الصلاح وزعم -ولم تدخل في الأذن دعواه- أنه قرأ صحيح مسلم من حفظه على بعض شيوخه وكان معروفًا على كثرة علمه وفضائله بالمجازفة والدعاوى العريضة. قال الحافظ الضياء: لقيته بأصبهان ولم أسمع منه شيئًا ولم يعجبني حاله، كان كثير الوقيعة في الأئمة, أخبرني إبراهيم السنهوري أنه دخل المغرب وأن مشايخ أهل المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. ثم قال الضياء: وقد رأيت منه غير شيء مما يدل على ذلك. وقال القاضي ابن واصل: كان أبو الخطاب مع فرط معرفته وحفظه متهمًا بالمجازفة في النقل فبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أن يعلق شيئًا على كتاب الشهاب فعلق كتابًا تكلم فيه على أسانيده وأراه الكامل، فقال له الكامل بعد أيام: ضاع مني الكتاب فعلق لي مثله،

_ 1136- العبر: 5/ 134، 135. البداية والنهاية: 13/ 144، 145. لسان الميزان: 4/ 292. النجوم الزاهرة: 6/ 295، 296. شذرات الذهب: 5/ 160، 161.

ففعل فجاء متنافيًا للأول فعلم السلطان صحة ما قيل عنه وعزله من دار الحديث, فولى مكانه أخاه الإمام أبا عمرو اللغوي. قال ابن نقطة: كان أبو الخطاب موصوفًا بالمعرفة والفضل لم أره إلا أنه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها، فذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام -ثقة- قال: نزل عندي ابن دحية فجعل يقول: أحفظ صحيح مسلم وجامع الترمذي, فأخذت خمسة أحاديث من الترمذي وخمسة من المسند وخمسة من الموضوعات وجعلتها جزءًا وعرضتها عليه فلم يعرف منها شيئًا. وقال ابن خلكان: قدم إربل فصنف لملكها كتاب المولد ومدحه بقصيدة مطلعها: لولا الوشاة وهم أعداؤنا وهموا, ثم ظهرت القصيدة أنها في ديوان الأسعد بن مماتي, قرأت بخط ابن مسدي: كان والد أبي الخطاب تاجرًا يعرف بالكلبي -بين الباء والفاء- وهو اسم موضع بدانية، كان أبو الخطاب يكتب أولا: الكلبي معًا, إشارة إلى الموضع وإلى النسب وكان علامة زمانه قلت: كان مدلسًا يستعمل "حدثنا" فيما هو إجازة، لم ألق من يحدثني عنه. وسمعنا بإجازته من الحافظ شرف الدين الحنبلي. قرأت موته في ليلة رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة, وعاش نيفًا وثمانين سنة. وفيها مات الجمال أبو حمزة أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر المقدسي عن أربع وستين سنة، والفقيه الملك أبو العباس ابن الخطيب محمد بن أحمد اللخمي العزفي صاحب سبتة، والمسندة أم الحياء زهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر ببغداد، والمعمر أبو الربيع سليمان بن أحمد بن علي الشارعي المقرئ ابن المغربل تلميذ الكيزاني، والفقيه وجيه الدين عبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن التنيسي، والمسند الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن الدمشقي النساج، وخطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري، والشيخ عفيف الدين علي بن عبد الصمد بن محمد بن الرماح المصري النحوي، والمسند الكبير أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغدادي القلانسي، والمسند فخر الدين محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلي، وأبو بكر محمد بن محمد بن أبي المفاخر المأموني المقرئ الضرير بمصر، والمسند أبو الفتح نصر الله بن عبد الرحمن بن مكارم الأنصاري الدمشقي، وقاضي القضاة عماد الدين نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي عن سبعين سنة, رحمة الله عليهم أجمعين. 1137- 16/18- البرزالي الإمام المفيد الحافظ الرحال محدث الشام زكى الدين أبو

_ 1137- العبر: 5/ 151. البداية والنهاية: 13/ 153. النجوم الزاهرة: 6/ 314. شذرات الذهب: 5/ 182. هدية العارفين: 2/ 113.

عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي: ولد تقريبًا في سنة سبع وسبعين وخمسمائة وقدم للحج سنة اثنتين وستمائة فألهم سماع العلم وكتابته، فسمع من الحافظ ابن المفضل وجماعة، وبمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي، وبدمشق من الكندي وطبقته، وبأصبهان من عين الشمس بنت الثقفي والموجودين، وبنيسابور من منصور والمؤيد وزينب، وبهراة من أبي روح عبد المعز البزاز، وبمرو وهمذان وبغداد وحران وإربل والموصل وكتب عمن دب ودرج ونسخ الكثير وعمل المعجم الكبير وخرج لخلق كثير، سكن دمشق وأعقب بها وأمَّ بمسجد فلوس مدة وكان كيسًا متواضعًا بسامًا مفيدًا سهل العارية. قال زكي الدين المنذري: وفي ليلة الرابع عشر من شهر رمضان توفي الحافظ أبو عبد الله البرزالي بحماة وهو في سن الكهولة، وقال: وكتب الكثير وخرج لجماعة وكان يحفظ ويذاكر مذاكرة حسنة، صحبنا مدة بالقاهرة عند شيخنا ابن المفضل وسمعت منه وسمع مني. قلت: روى عنه أبو حامد بن الصابوني وعمر بن يعقوب الإربلي وأبو المجد بن العديم وجمال الدين محمد بن واصل وأبو الفضل ابن عساكر ومحمد بن يوسف الذهبي وأبو علي بن الخلال وغيرهم, وبرزالة قبيلة قليلة. توفي في رمضان المذكور سنة ست وثلاثين وستمائة. وفيها مات الزاهد أبو العباس أحمد بن علي بن محمد القسطلاني ثم المصري عن سبع وسبعين سنة، وأبو المعالي سعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي الدمشقي، والمحدث الرحال أبو الخير بدل بن أبي المعمر التبريزي عن أربع وثمانين سنة، والمسند المقرئ أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني الإسكندراني بدمشق عن تسعين سنة، والطبيب أبو علي حسان بن أبي القاسم بن حسان المهدوي ثم الإسكندراني، وشيخ الإسكندرية الإمام الكبير جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحميد بن إسماعيل الصفراوي المالكي عن اثنتين وتسعين سنة، ومحدث نصيبين الشيخ عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر العدوي، والمسند أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسن بن السباك، وشيخ الحنفية بدمشق العلامة جمال الدين محمود بن أحمد بن عبد السيد البخاري بن الحصري. قرأت على محمد بن يوسف الإربلي حدثكم محمد بن يوسف الحافظ أنا محمد بن محمد بن أبي الرجاء بأصبهان أخبرتنا فاطمة بنت أبي سعد قالت: أنا سعيد بن أبي سعيد العيار, فذكر أحاديث. وأخبرنا أحمد بن هبة الله أنا محمد بن يوسف الحافظ أخبرتنا زينب الشعرية "ح" وأخبرنا أحمد عنها أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها أنا عمر بن مسرور ثنا

محمد بن سليمان الصعلوكي ثنا أبو العباس السراج ثنا أبو كريب ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي قيس الأودي عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "يخرج في آخر الزمان قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الدين مروق السهم من الرّميّة, قتالهم حق على كل مسلم" 1. 1138- 17/18- ابن الرومية الحافظ الناقد أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج بن عبد الله الأموي مولاهم, الأندلسي الإشبيلي الزهري النباتي العشاب, مصنف كتاب "الحافل" الذي ذيل به على كتاب "الكامل" لابن عدي, وكان فقيهًا ظاهريًّا: ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة، وسمع من أبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر بن الجد وأحمد بن جمهور ومحمد بن علي التجيبي وأبي ذر الخشني ثم حج ورحل إلى العراق وسمع من أصحاب الفراوي وأبي الوقت. قال الأبار: كان ظاهريًّا متعصبًا لابن حزم بعد أن كان مالكيًّا وكان بصيرًا بالحديث والرجال، له مجلد مفيد فيه استلحاق على الكامل، وكان له بالنبات والحشائش معرفة فاق بها أهل العصر وجلس في دكان يبيعها، سمع منه جل أصحابنا، قال الحافظ المنذري: لقيته بمصر بعد عوده وحدث بأحاديث من حفظه وجمع مجاميع لم يتفق لي السماع منه. قلت: وكتب عنه ابن نقطة وقال: كان ثقة حافظًا صالحًا. قلت: وله كتاب "التذكرة" في معرفة مشيخته وألف كتاب "المعلم بما زاد البخاري على مسلم". قال ابن فرتون: أفرد بعض تلامذته له سيرة فذكر أنه مات فجأة في سلخ ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستمائة ورثاه غير واحد. قلت: روى عنه أبو بكر الموميائي وأبو إسحاق البلفقي وطائفة. ومات معه ابن الدبيثي وقد مضى, قال ابن الزبير: كان ظاهري المذهب إلا أنه على دين وورع ومعرفة وإيثار, متحرفًا بالصيدلة. 1139- 18/18- ابن الطيلسان الحافظ الإمام محدث الأندلس, أبو القاسم القاسم بن أحمد بن محمد بن سليمان الأنصاري القرطبي: ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة أو

_ 1 رواه البخاري في المناقب باب 25. ومسلم في المسافرين حديث 275. وأبو داود في السنة باب 28. 1138- الوافي بالوفيات: 8/ 45 الترجمة 3451. نفح الطيب: 1/ 634. طبقات الحفاظ: 498 الترجمة 1106. شذرات الذهب: 5/ 184. الرسالة المستطرفة: 145. 1139- بغية الوعاة: 2/ 261 الترجمة 1931. شذرات الذهب: 5/ 215، 216. تاريخ الإسلام للذهبي: "أيا صوفيا 3013" جـ20 الورقة 21. غاية النهاية: 2/ 23 الترجمة 2601.

نحوها، ذكره الأبار فقال: روى عن جده لأمه أبي القاسم بن الشراط وأبي العباس بن مقدام وأبي محمد عبد الحق الخزرجي وأبي الحكم بن حجاج وجماعة من شيوخنا، وأجاز له عبد المنعم بن الفرس وأبو القاسم بن سمجون وشيوخه ينيفون على المائتين تصدَّر للإقراء والإسماع وكان له معرفة بالقراءات والعربية متقدمًا في صناعة الحديث متفننًا، له من المصنفات كتاب "ما ورد من الأمر في شربة الخمر", وكتاب "بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن", وكتاب "الجواهر المفصلات في الأحاديث المسلسلات", وكتاب "غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين", وكتاب "أخبار صلحاء الأندلس". أخذ عنه جماعة من أكابر أصحابنا وكان أهلا لذلك. خرج من قرطبة وقت أخذ الفرنج لها فنزل بمالقة وولي خطابتها إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وستمائة. كتب إلينا ابن هارون من أفريقية أنه سمع من ابن الطيلسان غير شيء من كتاب الوعد والإنجاز في عوالي الحديث وأجاز له ما يجوز له روايته وكتب له: سأل مني فلان أن أجيز له ما رويته وجمعته فأجبته أسمى الله قدره وأعلى ذكره اهتبالا لسؤاله وامتثالا للطاعة التي لا تجب إلا لمثاله فأجزت له ولابنه أحمد بارك الله فيه وأقر به عين أبيه في سنة إحدى وأربعين وستمائة. قلت: وفيها توفي الصدر تاج الدين أحمد ابن القاضي شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق عن إحدى وسبعين سنة، والصدر نجم الدين الحسن بن سالم بن علي بن سلام الدمشقي عن سبع وسبعين سنة، والشيخ حاطب بن عبد الكريم بن أبي علي الحارثى المِزّي، والمحدث المقرئ أبو القاسم سليمان بن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي، والمسند أبو المنصور ظافر بن طاهر بن شحم الإسكندراني المطرز، وشيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه الجويني بدمشق, والقاضي الرفيع الجيلي عبد العزيز بن عبد الواحد الجيلي بدمشق مقتولا, والشيخ قمر بن هلال بن بطاح القطيفي, والنفيس أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي الضرير، والصدر جمال الدين أبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن المحبلي الغساني الإسكندراني عن أربع وسبعين سنة. 1140- 19/18- ابن النجار الحافظ الإمام البارع مؤرخ العصر مفيد العراق محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن النجار البغدادي

_ 1140- العبر: 5/ 180. دول الإسلام: 2/ 113. الوافي بالوفيات: 5/ 9-11. البداية والنهاية: 13/ 169. شذرات الذهب: 5/ 226.

صاحب التصانيف: ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وسمع يحيى بن يوش وعبد المنعم بن كليب وذاكر بن كامل والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهم. وأول شيء سمع وله عشر سنين وأول عنايته بالطلب وهو ابن خمس عشرة سنة، وتلا بالروايات الكثيرة على أبي أحمد ابن سكينة وغيره, وسمع بأصبهان من عين الشمس الثقفية وجماعة، وبنيسابور من المؤيد وزينب، وبهراة من أبي روح، وبدمشق من الكندي، وبمصر من الحافظ ابن المفضل وخلائق، وجمع فأوعى وكتب العالي والنازل وخرج لغير واحد، وجمع تاريخ مدينة السلام وذيل به واستدرك على الخطيب وهو ثلاثمائة جزء، وكان من أعيان الحفاظ الثقات مع الدين والصيانة والنسك والفهم وسعة الرواية، حدث عنه أبو حامد بن الصابوني وأبو العباس الفاروثي وأبو بكر الشريشي وأبو الحسن الغرافي وأبو الحسن بن بلبان وأبو عبد الله بن القزاز الحداني وآخرون، وبالإجازة أبو العباس بن الظاهري وتقي الدين الحنبلي وأبو المعالي بن البالسي. قال ابن الساعي: كانت رحلة ابن النجار سبعًا وعشرين سنة واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ، ألف "كتاب القمر المنير في المسند الكبير" ذكر كل صحابي وما له من الحديث، وكتاب "كنز الإمام في السنن والأحكام" وكتاب "المؤتلف والمختلف" ذيل به على ابن ماكولا, وكتاب "المتفق والمفترق" وكتاب "أنساب المحدثين إلى الآباء والبلدان" وكتاب "العوالي" وكتاب "المعجم" وكتاب "جنة الناظرين في معرفة التابعين" وكتاب "العقد الفائقي" وكتاب "الكمال" في الرجال، وقرأت عليه ذيل التاريخ عمله في ستة عشر مجلدًا وله كتاب "الدرر الثمينة في أخبار المدينة" وكتاب "روضة الأولياء في مسجد إيلياء" وكتاب "نزهة الورى في ذكر أم القرى" وكتاب "الأزهار في أنواع الأشعار" وكتاب "عيون الفوائد" ستة أسفار، وكتاب "مناقب الشافعي", إلى أن قال: أوصى إليّ ووقف كتبه بالنظامية فنفذ إليّ الشرابي لتجهيز جنازته ورثاه جماعة وكان رحمه الله من محاسن الدنيا، توفي في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة, رحمه الله تعالى. أخبرنا علي بن أحمد الحسيني أنا محمد بن محمود الحافظ سنة ثلاث وثلاثين وستمائة أنا عبد المعز بن محمد بهراة "ح" أنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز أن يوسف بن أيوب الزاهد أخبرهم أنا أحمد بن علي الحافظ أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أنا حبيب بن الحسن أنا عبد الله بن أيوب أنا أبو نصر التمار أنا حماد عن علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من كتم علمًا علمه الله, ألجمه الله تعالى بلجام من نار" 1.

_ 1 رواه ابن ماجه في المقدمة باب 24. وأحمد في مسنده "2/ 499، 508".

1141- 20/18- ابن الصلاح الإمام الحافظ المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان ابن المفتي صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي, صاحب كتاب "علوم الحديث": ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وتفقه على والده بشهرزور ثم اشتغل بالموصل مدة، قال القاضي شمس الدين: فبلغني أنه كرر عليه جميع المهذب ولم يطر شاربه، ثم صار معيدًا عند العلامة العماد بن يونس. قلت: وسمع من عبيد الله بن السمين ونصر الله بن سلامة ومحمود بن علي الموصلي وعبد المحسن بن الطوسي وارتحل إلى بغداد فسمع من أبي أحمد ابن سكينة وعمر بن طبرزذ، وبهمذان من أبي الفضل بن المعزم، وبنيسابور من منصور والمؤيد وزينب وطبقتهم، وبمرو من أبي المظفر بن السمعاني وجماعة، وبدمشق من القاضي جمال الدين عبد الصمد بن الحرستاني والشيخ موفق الدين المقدسي والشيخ فخر الدين ابن عساكر، وبحلب من أبي محمد بن علوان، وبحران من الحافظ عبد القادر؛ ودرس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس فلما هدم المعظم سور البلد قدم دمشق ودرس بالرواحية، ثم ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، ثم تدريس الشامية الصغرى، وصنف وأفتى وتخرج به الأصحاب وكان من أعلام الدين. قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وله مشاركة في عدة فنون وكانت فتاواه مسدودة وهو أحد شيوخي الذين انتفعتُ بهم, أقمتُ عنده مدة للاشتغال ولازمته سنة اثنتين وثلاثين، وله إشكالات على الوسيط. قال أبو حفص بن الحاجب في معجمه: إمام ورع وافر العقل حسن السمت متبحر في الأصول والفروع بارع في الطلب حتى صار يضرب به المثل واجتهد في نفسه في الطاعة والعبادة. قلت: وكان سلفيًّا حسن الاعتقاد كافًّا عن تأويل المتكلمين مؤمنًا بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق، وكان وافر الجلالة حسن البزة كثير الهيبة موقرًا عند السلطان والأمراء، تفقه به الأئمة: شمس الدين عبد الرحمن بن نوح وكمال الدين سلار وكمال الدين إسحاق وتقي الدين بن رزين والقاضي وغيرهم. حدث عنه فخر الدين عمر الكرخي ومجد الدين بن المهتار والشيخ تاج الدين عبد الرحمن والشيخ زين الدين الفارقي والقاضي شهاب الدين الجوري والخطيب شرف الدين الفراوي والشهاب محمد بن شرف والصدر محمد بن حسن الأرموي والعماد بن البالسي

_ 1141- العبر: 5/ 177، 178. البداية والنهاية: 13/ 168، 169. النجوم الزاهرة: 6/ 354. شذرات الذهب: 5/ 221. دول الإسلام: 2/ 112.

والشرف محمد ابن الخطيب الآباري وناصر الدين محمد بن المهتار والقاضي أبو العباس أحمد بن علي الجيلي والشهاب أحمد بن العفيف وآخرون. انتقل إلى الله في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وستمائة وكثر التأسف لفقده وحمل نعشه على الرءوس وكان على جنازته هيبة وخشوع فصلوا عليه بجامع دمشق وشيعوه عند باب الفرج ورجع الخلائق لمكان حصار الخوارزمية لدمشق فخرج عشرة من أصحابه مشمرون ودفنوه بمقابر الصوفية وقبره ظاهر يزار وعاش ستا وستين سنة, رحمة الله عليه. وفيها توفي مفتي الحنابلة الإمام تقي الدين أحمد بن محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي عن اثنتين وخمسين سنة، والمسند أبو بكر عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن النحال البغدادي، وخطيب المقادسة شرف الدين عبد الله بن أبي عمر بن قدامة الحنبلي، والمحدث مفيد بغداد أبو منصور عبد الله بن محمد بن أبي محمد بن الوليد البغدادي، والفقيه أبو سليمان عبد الرحمن ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، ومحدث حران المفيد سراج الدين عبد الرحمن بن عمر بن شحانة الحراني، ومحدث الإسكندرية المفيد المتقن أسد الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرب الكندي، والأديب البارع أمين الدين عبد المحسن بن حمود بن المحسن التنوخي الكاتب، والعدل عبد المنعم بن محمد بن محمد بن حمزة بن أبي المضاء بحماة، دمشقي، والعدل ضياء الدين عتيق بن أبي الفضل السلماني، ومسند الوقت أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن منصور بن المقير الأزجي النجار بمصر عن سبع وتسعين سنة، والعلامة علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي شيخ القراء بدمشق، والصدر عز الدين النسابة محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن ابن عساكر، والإمام المحدث تاج الدين أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أبي جعفر القرطبي، ومسند بغداد أبو بكر محمد بن سعيد بن أبي البقاء موفق الدين بن الخازن الصوفي، وظهير الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحباب أبو إبراهيم السعدي المالكي، والإمام فخر الدين محمد بن عمر بن عبد الكريم الحميري بن المالكي الدمشقي، ومفتى الحنابلة الضياء محاسن بن عبد الملك بن علي التنوخي الحموي، والمحدث المفيد أبو العز مفضل بن علي بن عبد الواحد القرشي الشافعي، والعلامة منتخب الدين منتخب بن أبي العز بن رشيد الهمذاني النحوي بدمشق, وأبو غالب نصور بن أحمد بن محمد بن محمد المرانبي بن المعوج, والصاحب شهاب الدين يعقوب بن محمد بن علي الشيباني بن المجاور، وشيخ العربية موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي، وخلق كثير وهي سنة الخوارزمية.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الفزاري المقرئ الخطيب المحدث النحوي ثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الحافظ أخبرتنا أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم الشعرية، وسمعته من زينب الكندية وابن أبي عصرون عنها أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها أنا عبد الغافر بن محمد ثنا بشر بن أحمد ثنا داود بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنا عبد الله بن محمد بن أبي فروة عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة". وقد أخرجه مسلم بإسناد آخر عن بكير بن الأشج عن بسر فقال: عن زينب الثقفية, بدل أبي هريرة. في الحديث دليل على تحريم إتيان المرأة المسجد متطيبة ولو كانت عجوزًا، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه, وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه". رواه النسائي1 ولكن إذا أرادت المرأة أن تطيب بالمسك والعنبر فلتلزم بيتها إلى أن يذهب ريح الطيب. 1142- 21/18- الصَّريفيني الحافظ المتقن العالم تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد بن العراقي الصريفيني الحنبلي, نزيل دمشق: مولده سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وعني بهذا الشأن ورحل فيه إلى خراسان وأصبهان والشام والجزيرة, وصحب الحافظ عبد القادر الرهاوي وتخرج به. وسمع من المؤيد الطوسي وعبد المعز الهروي وعلي بن منصور الثقفي وحنبل بن عبد الله الرصافي وعمر بن طبرزذ وأبي اليمن الكندي وأبي محمد بن الأخضر وطبقتهم؛ روى عنه الحافظ ضياء الدين المقدسي وابن الحلوانية, وأبو المجد بن العديم, والشيخ تاج الدين الفزاري وأخوه, والشيخ زين الدين الفارقي, وأبو علي بن الخلال, والفخر ابن عساكر, وآخرون. قال الحافظ المنذري: كان ثقة حافظًا صالحًا له جموع حسنة لم يتمها. وقال الحافظ عز الدين بن الحاجب: إمام ثبت صدوق واسع الرواية سخي النفس مع القلة سافر الكثير وكتب وأفاد، وكان يرجع إلى فقه وورع، ولي مشيخة دار الحديث بمنبج ثم تركها وسكن حلب فولي مشيخة دار الحديث الشدادية، سألت الشيخ الضياء عنه فقال: إمام حافظ ثقة حسن الصحبة له

_ 1 في كتاب الزينة باب 32. وأبو داود في النكاح باب 49. وأحمد في مسنده "2/ 541". 1142- العبر: 5/ 167. الوافي بالوفيات: 6/ 141. البداية والنهاية: 13/ 163. طبقات الحفاظ: 500، 501 الترجمة 1110. شذرات الذهب: 5/ 209.

معرفة بالفقه. قال ابن الحاجب: قرأ القرآن على والده وعلى الشيخ عوض الصريفيني وتفقه على الشيخ عبد الله بن أحمد التواريخي وقرأ علم الأدب على هبة الله بن عمرو الدوري. مات بدمشق في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وستمائة وله ستون عامًا. وفيها مات مسند العراق أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطي شيخ المستنصرية، ومسندة الشام أم الفضل كريمة بنت المحدث عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشية الزبيرية عن خمس وتسعين سنة، والمسند أبو محمد أغر بن كرم الحربي ويعرف بابن الإسكاف عن ست وثمانين سنة، والمسند أبو القاسم حمزة بن عمر بن عتيق بن أوس الأنصاري الغزال بالإسكندرية، والشيخ ضياء الدين عبد الحق بن خلف بن عبد الحق الدمشقي الحنبلي، والعدل مخلص الدين أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن ابن المسند عبد الواحد بن هلال الأزدي الدمشقي، وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق بن الحنبلي الدمشقي، وأبو الرضا علي بن زيد بن علي بن مفرج الجذامي التسارسي الإسكندراني الخياط، والمعمر المسند أبو التمام علي بن أبي الفخار هبة الله بن محمد الهاشمي وقد جاوز التسعين, والقاضي شمس الدين أبو الفتح عمر بن أسعد بن المنجا التنوخي عن أربع وثمانين سنة، والمحدث الإمام الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن محارب القيسي الغرناطي ثم الإسكندراني بها عن بضع وثمانين سنة, رحمة الله عليهم. أخبرنا محمد بن داود سنة سبعمائة ببيت الآبار ثم بكفر بطنا أنا إبراهيم بن محمد بن الأزهر وعثمان بن عبد الرحمن والحسن بن محمد ويحيى بن علي ومحمد بن محمد بن عمر ومفضل بن علي ومحمد بن حميد وعلي بن يوسف قالوا: أنا المؤيد ابن محمد الطوسي "ح" وأخبرنا ابن داود أنا عتيق بن سلامة أنا أبو القاسم الحافظ "ح" وأنا ابن داود أنا محمد بن أبي جعفر وأحمد بن مميل قالا: أنا محمد بن صدقة "ح" وأنا ابن داود أنا محمد بن علي العسقلاني أنا منصور بن عبد المنعم "ح" وأنبأنا القاسم بن غنيمة أنا المؤيد قالوا: أنا محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد "ح" وأخبرنا ابن داود أنا أبو الحسن السخاوي أنا أبو القاسم الشاطبي ثنا علي بن هذيل أنا سليمان بن نجاح أنا أبو العباس العذري أنا أحمد بن الحسن الرازي قالوا: ثنا ابن عمرويه أنا إبراهيم بن محمد ثنا مسلم بن الحجاج ثنا قتيبة ثنا ليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب, قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله" فذكر الحديث.

1143- 22/18- اللاردي الإمام الحافظ العلامة أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي التجيبي الغرناطي المعروف باللاردي, صاحب التصانيف: روى عن أبيه الإمام أبي بكر وأبي عبد الله بن حميد، مولده سنة ثلاث وستين وخمسمائة، قال أبو عبد الله الأبار: ولي القضاء وصنف، فمن تواليفه كتاب "أنوار المصباح في الجمع بين الكتب الستة الصحاح" وكتاب "مطالع الأنوار في شمائل المختار" وكتاب "النكت الكافية" في الاستدلال على مسائل الخلاف الحديث وكتاب "منهاج العمل في صناعة الجدل" وكتاب "المسالك النورية في المقامات الصوفية"، توفي في حدود سنة ست وأربعين وستمائة, رحمه الله تعالى. 1144- 23/18- المنذري عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد الحافظ الكبير الإمام الثبت شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد المنذري, الشامي ثم المصري: مولده في غرة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وقرأ القرآن وتأدب وتفقه ثم طلب هذا الشأن وبرع فيه، سمع أبا عبد الله الأرتاحي وعبد المجيب بن زهير وإبراهيم بن البتيت وأبا الجود غياث بن فارس والحافظ أبا الحسن المقدسي وتخرج به وصحبه، وسمع بالمدينة النبوية من الحافظ جعفر بن أمورسان، وبدمشق من عمر بن طبرزذ ومحمد بن الرتف والتاج الكندي وطبقتهم، وبحران والإسكندرية والرها وبيت المقدس، وعمل معجمه في مجلد واختصر صحيح مسلم وسنن أبي داود وصنف في المذهب. حدث عنه شيوخنا الدمياطي وابن الظاهري وأبو الحسين اليونيني وأبو عبد الله بن القزاز وإسماعيل بن نصر الله وعلم الدين سنجر الدواداري وقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد والعماد محمد بن الجرائدي وإسحاق بن الوزيري وخلق سواهم. درس بالجامع الظافري بالقاهرة ثم ولي مشيخه الدار الكاملية وانقطع بها ينشر العلم عشرين سنة. قال الشريف عز الدين الحافظ: كان شيخنا زكي الدين عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه عالمًا بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه متبحرًا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله قيمًا بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه إمامًا حجة ثبتًا ورعًا متحريًا فيما يقوله متثبتًا فيما يرويه قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه وانتفعت به انتفاعًا كثيرًا. قلت: وقد قرأ بالسبع على شيخ من أصحاب أبي الجود في حياة أبي الجود، وأول

_ 1143- التكملة لابن الأبار: 2/ 661، 662 الترجمة 1685. الوافي بالوفيات: 4/ 80. العسجد المسبوك: 569. 1144- انظر كتاب "المنذري وكتابه التكملة لوفيات النقلة" للدكتور بشار عواد معروف "مطبعة الآداب بالنجف 1388هـ/ 1968م".

سماعه كان في سنة إحدى وتسعين وكان ذا نسك وتزهد. قال شيخنا عبد المؤمن الحافظ: هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئًا وفارقته معيدًا له في الحديث. قال: وتوفي في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة. قلت: وفيها توفي تحت السيف أمم لا يحصون ببغداد، منهم خليفة الوقت المستعصم بالله، وتوفي بالإسكندرية العلامة المحدث أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي عن ثمان وسبعين سنة، والمحدث المفيد الرحال صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري التيمي الصوفي، والعلامة شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الإربلي اللغوي بدمشق، وخطيب بيت الآبار عماد الدين داود بن عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي، والملك الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل، والصاحب البهاء زهير محمد بن علي المهلبي الشاعر, وأبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان الكفرطابي الدمشقي الرام الزاهد، والمسند أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد الفرسي ابن خطيب القرافة الناسخ، والشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي، والمحدث المفيد شمس الدين علي بن المظفر بن القاسم الربعي النشبي الدمشقي، وأبو حفص عمر بن أبي نصر بن عوة الخزرجي التاجر، والأديب البليغ موفق الدين أبو المعالي القاسم بن هبة الله بن محمد أبي الحديد المدائني، والمقرئ العلامة شعلة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين الموصلي الحنبلي عن ثلاث وثلاثين سنة، والمحدث أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الجرج التلمساني بالإسكندرية، والمسند خطيب مرو الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي الحنبلي، وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي بحلب، والمقرئ المسند المعمر عفيف الدين المرجا بن الحسن بن علي بن هبة الله بن سقير الواسطي التاجر عن خمس وتسعين سنة، والمحدث الفاضل نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن الشقشقة الشيباني الدمشقي الصفار، والعلامة الأديب الزاهد جمال الدين يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الحنبلي الضرير سيد الشعراء، والعلامة الصاحب محيي الدين يوسف ابن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي. أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ أنا عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن حمد سماعًا في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة أنا علي بن الحسين الموصلي إذنا أنا علي بن الحسن بن قاسم أنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق القاضي ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن

الزهري عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا اعتكف يدني إليّ رأسه فأرجّله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان. 1145- 24/18- اليونيني الشيخ الفقيه الحافظ الإمام القدوة, تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي البعلبكي الحنبلي: مولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بيونين ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي صاحب الشيخ عبد القادر، وصحب الشيخ عبد الله اليونيني، وتفقه بالشيخ الموفق وبرع في الخط المنسوب، وسمع من أبي طاهر الخشوعي وأبي التمام القلانسي وحنبل الرصافي والحافظ عبد الغني وأبي اليمن الكندي وغيرهم. روى عنه ابناه الحافظ أبو الحسين والمؤرخ قطب الدين، وأبو عبد الله بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز الأدمي وإبراهيم بن حاتم الزاهد ومحمد بن المحب وعلي بن الشاطبي وأبو عبد الله بن الزراد وعبد الرحيم بن الحبال وأبو إسحاق بن القرشية وخلق سواهم، وكان والده مرخمًا ببعلبك ثم بدمشق فمات ونشأ الفقيه يتيمًا بالكشك مع والدته فأسلمته نشابيا ثم حفظ القرآن وجود الكتابة ثم حفظ الجمع بين الصحيحين للحميدي بكماله, ذكره الحافظ عمر بن الحاجب فأطنب في وصفه فأسهب وأغرب وأعرب فقال: اشتغل بالفقه والحديث إلى أن صار إمامًا حافظًا, إلى أن قال: لم ير في زمانه مثل نفسه في كماله وبراعته. جمع بين علمي الشريعة والحقيقة وكان حسن الخلق والخلق نفاعًا للخلق مطرحًا للتكلف، من جملة محفوظه "الجمع بين الصحيحين للحميدي" وحدثني أنه حفظ صحيح مسلم جميعه وكرر عليه في أربعة أشهر وكان يكرر علي أكثر مسند أحمد من حفظه وأنه كان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد على سبعين حديثًا، وقال ولده قطب الدين: حفظ الجمع بين الصحيحين وحفظ صحيح مسلم في أربعة أشهر وحفظ سورة الأنعام في يوم واحد وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم، وكان الأشرف يحترمه ويعظمه وكذلك أخوه الصالح وقدم في أواخر عمره دمشق فخرج الملك الناصر يوسف إلى زيارته بزاوية الفرنثي وتأدب معه. قلت: كان الشيخ الفقيه كبير القدر يذكر بالكرامات والأحوال, وكان أهل بعلبك يسمعون بقراءته على المشايخ الواردين عليهم كالقزويني والبهاء المقدسي وابن رواحة الحموي، وقد سقت أخباره وأوراده في تاريخ الإسلام، توفي في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة.

_ 1145- البداية والنهاية: 12/ 227-229. الأعلام للزركلي: 6/ 217.

وفيها مات قاضي القضاة صدر الدين أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين يحيى بن هبة الله بن سني الدولة التغلبي الدمشقي الشافعي ببعلبك، والمسند أبو إسحاق إبراهيم بن خليل الأدمي أخو الحافظ شمس الدين شهيدًا تحت السيف بكائنة حلب، والمسند أبو طالب تمام بن أبي بكر بن السروري الدمشقي، والمعظم أبو المفاخر توران شاه ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، والمحدث الحافظ مفيد أهل الصلاحية محب الدين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر المقدسي كهلا، والمسند أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم بن الخشوعي، والمسند عماد الدين عبد المجيد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة الصالحي، والفقيه المسند أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي طالب بن العجمي الحلبي، والمسند الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف أخو العماد استشهد بساوة، والمحدث المفيد فخر الدين محمد بن يوسف الكنجي قتل بجامع دمشق لدبره وفضوله، وضياء الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد القزويني ثم الحلبي بحلب بعد الكائنة بشهرين، والمسند أبو الكرم بن عبد المنعم بن قاسم الأنصاري الأرتاحي بمصر, رحمة الله عليهم. أخبرنا محمد بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز ببعلبك سنة ثلاث وتسعين وستمائة قالا: أنا محمد بن أبي الحسين الفقيه قال: قرأت على بركات بن إبراهيم بدمشق أنا عبد الكريم بن حمزة "ح" وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل في سنة اثنتين وتسعين وستمائة أنا البهاء عبد الرحمن أنا إسماعيل بن علي بقراءتي أنا هبة الله بن أحمد وعبد الكريم قالا: أنا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي أنا أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب أنا أبو القاسم البغوي ثنا شيبان ثنا عمارة ثنا أبو غالب عن أبي أمامة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يوتر بتسع، حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما: {إِذَا زُلْزِلَتِ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} . 1146- 25/18- الرشيد الإمام الحافظ الثقة المجود رشيد الدين, أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري العطار المالكي: ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة، سمع أباه وعمه عبد الرحمن وأبا القاسم البوصيري وإسماعيل بن ياسين وأبا طاهر بن بنان وعلي بن حمزة الكاتب وعبد اللطيف بن أبي سعد والشهاب محمد بن يوسف الغزنوي وابن نجا الواعظ وفاطمة بنت سعد الخير وخلقًا، وبدمشق الكندي وابن الحرستاني وعدة، وبمكة والمدينة والثغر وتخرج بالحافظ ابن

_ 1146- حسن المحاضرة: 1/ 201. هدية العارفين: 2/ 523، 524. كشف الظنون: 347، 693.

المفضل، وألف معجم شيوخه وانتخب وأفاد وتقدم في فن الحديث، وكان ثقة مأمونًا متقنًا حافظًا حسن التخريج، ذكره الشريف عز الدين فقال: كان حافظًا ثبتًا انتهت إليه رياسة الحديث بالديار المصرية ووقف كتبه، صحبته مدة. قلت: روى عنه الدمياطي وابن الظاهري وابن اليونيني وشعبان الإربلي وأبو العباس بن صصرى والقاضي الزين عبد الرحيم الساعاتي وعبد القادر الصعبي وعبد الرحمن بن يعيش السبتي وداود بن يحيى الحريري وخلق سواهم، وقد ولي مشيخة الكاملية ستة أعوام. وتوفي بمصر في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وستمائة. وفيها توفي المحدث الرحال المتقن ضياء الدين أبو جعفر أحمد بن محمد بن صابر القيسي المالكي عن سبع وثلاثين سنة، وأبو الطاهر إسماعيل بن صارم بن علي الكناني الحناط بمصر شنق نفسه، وشيخ الشيوخ الإمام شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الحموي الشافعي، وقاضي القضاة عماد الدين أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني خطيب دمشق، ومحدث دمشق ضياء الدين علي بن محمد بن محمد بن علي بن البالسي غريبًا بمصر وله سبع وخمسون سنة، والمسند أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري البزاز البابشرقي، والمحدث الإمام العالم محيي الدين يحيى بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن سراقة الأنصاري الشاطبي بمصر عن سبعين سنة، وأبو المظفر يوسف بن يعقوب الإربلي الذهبي في عشر الثمانين، والقدوة العارف شيخ الإسكندرية أبو القاسم بن منصور القباري, رحمة الله عليهم. أخبرنا محمد بن محمد بن عبد المنعم الطائي بمنين سنة ست وتسعين وستمائة أنا يحيى بن علي الحافظ بمصر أنا إسماعيل بن صالح أنا محمد بن أحمد الرازي أنا محمد بن الحسين الطفال أنا محمد بن حيوية أنا محمد بن جعفر بن أعين ثنا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور, أو قول الزور". أخرجاه عن محمد بن الوليد عن غندر عن شعبة, وفي هذا الوقت كان عدد كثير من المحدثين والطلبة لهم اعتناء بهذا الشأن وفيهم من يكتب له: الحافظ والإمام, لم أر إيرادهم هنا لقلة بضاعتهم من علم الحديث, فمن أحب الوقوف على أخبارهم فلينظر في تاريخي الكبير.

1147- 26/18- البكري المحدث العالم المفيد الرحال المصنف صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك القرشي التيمي البكري النيسابوري ثم الدمشقي, المحتسب الصوفي سفير الدولة ابن أبي عبد الله ابن شيخ الشيوخ أبي الفتوح: مولده بدمشق سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وسمع بمكة قديمًا من جده لأمه أبي حفص الميانشي، وبدمشق من حنبل وابن طبرزذ، وبنيسابور من المؤيد ابن محمد وزينب الشعرية، وبهراة من أبي روح عبد المعز بن محمد، وبمرو من أبي المظفر بن السمعاني، وبأصبهان من أبي الفتوح محمد بن الجنيد وعين الشمس الثقفية وحفصة بنت حمكا، وببغداد من عبد العزيز بن الأخضر، وبمصر والموصل وهمذان وإربل، وعني بهذا الشأن وعمل أربعي البلدان، وطرق: "من كذب عليّ" , وشرع في عمل تاريخ ذيل لدمشق وغير ذلك. وحدث بالكتب الطوال، سمع منه الشيخ تقي الدين بن الصلاح، وروى عنه الدمياطي والعماد بن البالسي والبدر بن التوزي وأبو الفتح القرشي وأبو عبد الله بن الزراد وتاج الدين أحمد بن مزين والزين أبو بكر المري وخلق سواهم، ولي حسبة دمشق ومشيخة الشيوخ وعظم في دولة المعظم وليس هو بالقوي، ضعفه عمر بن الحاجب فقال: كان إمامًا عالمًا لسنًا فصيحًا مليح الشكل أحد الرحالين إلا أنه كان كثير الدعاوى عنده مداعبة ومجون، داخل الأمراء وجدد مظالم، سألت الحافظ ابن عبد الواحد عنه فقال: بلغني أنه كان يقرأ على الشيوخ, فإذا أتى على كلمة مشكلة تركها ولم يبينها وسألت الزكي البرزالي عنه فقال: كان كثير التخليط. قلت: ثم في الآخر صلح حاله وابتلي بالفالج قبل موته بسنوات ثم تحول في آخر عمره إلى مصر فمات بها في ذي الحجة سنة ست وخمسين وستمائة. أخبرنا أبو بكر بن يوسف المقرئ أنا الحسن بن محمد التيمي أنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر بن شميل ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير, سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إن أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل" رواه البخاري من طريق غندر عن شعبة. تمت الطبقة الثامنة عشرة.

_ 1147- دول الإسلام: 2/ 121. العبر: 5/ 227، 228. الوافي بالوفيات: 12/ 251، 252. ميزان الاعتدال: 1/ 522. النجوم الزاهرة: 7/ 69. شذرات الذهب: 5/ 274.

الطبقة التاسعة عشرة

الطبقة التاسعة عشرة: وعدتهم اثنا عشر رجلًا, رحمهم الله تعالى 1148- 1/19- السيف الإمام الحافظ الأوحد البارع الصالح سيف الدين أبو العباس أحمد بن المجد عيسى ابن الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالح الحنبلي: مولده سنة خمس وستمائة، سمع من جده الكثير ومن أبى اليمن الكندي وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات الملاعي وأحمد بن عبد الله العطار وطبقتهم، وببغداد من الفتح بن عبد السلام وعلي بن نورندان وأبي علي الجواليقي وأصحاب ابن ناصر وأبي الوقت وكتب العالي والنازل. وجمع وصنف وكان ثقة حافظًا ذكيًّا متيقظًا مليح الخط عارفًا بهذا الشأن عاملا بالأثر صاحب عبادة وإنابة وكان تام المروءة أمَّارًا بالمعروف قوالًا بالحق ولو طال عمر لساد أهل زمانه علمًا وعملًا, فرحمه الله ورضي عنه. عاش ثمانيًا وثلاثين سنة ومحاسنه جمة. أخبرنا أحمد بن محمد المؤدب أنا أحمد بن عيسى الحافظ ثنا محمد بن أبي المعالي بن عبدون الصوفي بدمشق وغيره قالوا: أنا أبو بكر الزاغوني أنا أبو القاسم بن البسري ثنا المخلص أبو طاهر ثنا البغوي ثنا أبو نصر التمار والعيش قالا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "حفت الجنة بالمكاره, وحفت النار بالشهوات". هذا حديث صحيح غريب أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن حماد ويرويه أيضًا حماد عن خاله حميد الطويل، وهو ثبت في حميد وثابت. ألف السيف -رحمه الله تعالى- مجلدًا كبيرًا في الرد على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي لإباحته للسماع وفي أماكن من كتاب ابن طاهر في صفوة أهل التصوف، وقد اختصرت هذا الكتاب على مقدار الربع، وانتفعت كثيرًا بتعاليق الحافظ سيف الدين. 1149- 2/19- خالد بن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج الإمام المفيد المحدث الحافظ زين الدين أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي: مولده سنة خمس وثمانين وخمسمائة

_ 1148- العبر: 5/ 174. الوافي بالوفيات: 7/ 273. النجوم الزاهرة: 6/ 353. طبقات الحفاظ: 504. شذرات الذهب: 5/ 217.

بنابلس، ونشأ بدمشق فسمع من أبي محمد القاسم ابن عساكر ومحمد بن الخصيب وحنبل الرصافي وعمر بن طبرزذ وطائفة, وببغداد من أبي محمد بن الأخضر والحسين بن سنيف وعبد العزيز بن منينا وطبقتهم، وكتب ورحل وحصل أصولًا نفيسة ونظر في اللغة وكان ذا إتقان وفهم ومعرفة وعلم وكان ثقة متثبتًا ذا نوادر ومزاح وكان يحفظ جملة كثيرة من الغريب وأسماء الرجال وكناهم وله صورة كبيرة, ينطوي على صدق وزهد وأمانة، ولي مشيخة الحديث بأماكن، وكان أسمر ربعة وبه عرج. حدث عنه الشيخ تاج الدين وأخوه الخطيب شرف الدين والشيخ محيي الدين النووي والشيخ تقي الدين القشيري وأبو عبد الله الملقن والبرهان الذهبي والكمال ابن النحاس وصالح بن عربشاه ومحيي الدين يحيى بن المقدسي وآخرون. توفي في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة. وفيها توفي المحدث الإمام معين الدين إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز القرشي الدمشقي عن ستين سنة، والشيخ نظام الدين عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين بن البانياسي عن بضع وثمانين سنة، والشيخ أبو عمر عبد الرحمن بن أحمد بن ناصر بن طعان الدمشقي الطريفي الصفار، ونجيب الدين أبو العشائر فراس بن علي بن زيد الكناني العسقلاني ثم الدمشقي عن ثمانين سنة، وقاضي القضاة بدر الدين يوسف بن حسن بن علي السنجاري الشافعي بمصر عن خمس وثمانين سنة، والشيخ أبو القاسم الحواري الزاهد شيخ بلاد السواد. أخبرنا محمد بن سلامة المقرئ وإبراهيم بن نمر القرشي قالا: ثنا خالد بن يوسف الحافظ أنا القاسم بن علي سنة تسع وتسعين "ح" وأنبأني المسلم بن محمد وغيره قالوا: ثنا القاسم أنا أبو الدر ياقوت الرومي أنا عبد الله بن محمد الخطيب ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن محمد ثنا طالوت بن عباد أنا فضال بن جبير, سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف؛ غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم, واحفظوا فروجكم". فضال ضعفه أبو حاتم. 1150- 3/19- ابن مسدي الحافظ العلامة الرحال, أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدي الأزدي المهلبي الأندلسي الغرناطي: أحد من عني بهذا الشأن, كتب عن خلق بالأندلس في سنة نيف وعشر، وارتحل بعد العشرين ولحق بحلب أبا محمد بن علوان الأستاذ، وبدمشق أبا القاسم بن صصرى، وبمصر الفخر الفارسي،

وبالثغر محمد بن عباد، وبتونس وتلمسان، وعمل معجمًا في ثلاث مجلدات كبار رأيته وطالعته وعلقت منه كراريس، وله تصانيف كثيرة وتوسع في العلوم وتفنن، وله اليد البيضاء في النظم والنثر ومعرفة بالفقه وغير ذلك وفيه تشيع وبدعة. روى عنه الأمير علم الدين الدواداري ومجد الدين عبد الله بن محمد الطبري وغير واحد وشيخنا الدمياطي في معجمه. حكى لي المحدث عفيف الدين بن المطري أنه سمع التقي المعمري يقول: سألت أبا عبد الله بن النعمان المزالي عن ابن مسدي فقال: ما نقمنا إلا أنه تكلم في أم المؤمنين عائشة, رضي الله عنها. ثم حدثني العفيف أن ابن مسدي كان يداخل الزيدية بمكة فولوه خطابة الحرم فكان ينشئ الخطب في الحال، وأكثر كتبه عند الزيدية ثم أراني عفيف الدين له قصيدة نحوًا من ستمائة بيت ينال فيها من معاوية وذويه، ورأيت بعض الجماعة يضعفونه في الحديث، وأنا قرأت له أوهامًا قليلة في معجمه، وقد خرج لابن الحميري فوهم، خرج له من رابع المحامليات عن شهدة، وهذا خطأ. وممن روى عنه أبو اليمن ابن عساكر وعفيف الدين بن مزروع، وكان شيخنا رضي الدين بن إبراهيم إمام المقام ممن يمتنع الرواية عنه. و"مسدي" بالفتح وياء ساكنة ومنهم من يضمه وينون. قتل ابن مسدي بمكة غيلة وطل دمه في سنة ثلاث وستين وستمائة عن نحو من سبعين سنة. كتب إلي الإمام عبد الله بن محمد بن محمد المكي أنه قرأ على أبي بكر بن مسدي قصيدته هذه: يا ذا الذي لم يزل في ملكه أزلا ... ماذا أقول ولا أحصي الثناء ولا علوت قدرا فما قدر العقول وقد ... عقلتها فيك عن مفهوم قول علا لا هم فينا دليل منك يرشدنا ... إليك لم ننحرف عن حرف من والى فلا طريق إلى تحقيق معرفة ... إلا لمجهلة حيث المجاز فلا حمى منيع فلا يرقى لمعقله ... إلا بسلم تسليم لمن عقلا سبحانك الكل دل الكل منك على ... معنى الخصوص فحسب العلم ما جهلا ظهرت في كل شيء نجتليه كما ... بطنت في كل معنى دق محتملا يا أولًا لا لحد بل لبدأتنا ... يا آخرًا لا انتهاء بل لنا فبلى عرفتني بك إذ عرفتني بي في ... ضرب المثال فلم أضرب لك المثلا حصلت منك على كنز اليقين فما ... يفنى على الدهر بالإنفاق ما حصلا من ضل يحسب أعراضا يعددها ... فحسبي الله لا أبغي به بدلا 1151 ابن سيد الناس الإمام الحافظ العلامة الخطيب أبو بكر محمد بن

أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى ابن سيد الناس اليعمري الأندلسي الإشبيلي, عالم المغرب: ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة, وسمع صحيح البخاري من أبي محمد الزهري صاحب شريح وتلا بحرف نافع على أبي نصر بن عظيمة فيما قيل، وسمع أيضًا من أبي الصبر أيوب الفهري وطبقته، وله إجازة من أهل الشام والعراق، أكبر من أجاز له القاضي جمال الدين أبو القاسم بن الحرستاني وثابت بن مشرف، وجمع وصنف، ذكره القاضي عز الدين الشريف في وفياته فقال: كان أحد حفاظ الحديث المشهورين وفضلائهم المذكورين وبه ختم هذا الشأن بالمغرب، كتب إلينا بالإجازة من تونس، وبها توفي في رجب سنة تسع وخمسين وستمائة, وتوفي والده سنة ثماني عشرة وستمائة. قلت: الحافظ أبو بكر هو جد صاحبنا الحافظ فتح الدين محدث مصر، رأيت لأبي بكر "كتاب بيع أمهات الأولاد" في مجلد يدل على سيلان ذهنه وسعة حفظه وسعة إمامته، وقد كان شيخنا أبو محمد بن هارون مسند المغرب لازم مجلس الخطيب أبي بكر للفقه والنظر وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفسير أحاديث أملاها من صدره وكان ظاهريا علامة. قال ابن الزبير: أجاز له نحوًا من أربعمائة، انتقل إلى حصن القصر ثم إلى طنجة وأقرأ بجامعها وأم وخطب به ثم انتقل إلى بجاية فخطب بجامعها ثم طلب إلى تونس فدرس بها. وكان ظاهري المذهب على طريقة أبي العباس النباتي إلا أن النباتي اشتهر بالورع والفضل التام. كتب إليّ بالإجازة ابنا ابن هارون ثنا أبو بكر اليعمر الحافظ أنا أبو محمد الزهري أنا أبو الحسن بن شريح أنا ابن منظور أنا أبو ذر بالجامع الصحيح عن مشايخه الثلاثة عن الفربري. توفي في العام أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأرتاحي المصري المقرئ الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمحدث الفقيه مدرس الحورية شرف الدين أبو محمد الحسن بن عبد الله ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي عن أربع وخمسين سنة، والمحدث القدوة سيف الدين سعيد بن المطهر الباخرزي شيخ خراسان، والواعظ الإمام جمال الدين عثمان بن مكي بن عثمان بن إبراهيم السعدي الشارعي عن بضع وسبعين سنة، والمسند ضياء الدين محمد بن الحسن بن أبي عبد الله النعال البغدادي بمصر عن أربع وثمانين سنة، والمسند صائن الدين محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين المتيجي الإسكندراني، والقاضي كمال الدين محمد ابن قاضي القضاة عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني المصري الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة، وزكي الدين مكي بن عبد الرزاق بن يحيى الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي، وسلطان الشام الناصر يوسف ابن الملك العزيز محمد بن غازي في أسر هولا شهيدًا.

الأبار العلامة البليغ المنشئ الحافظ المحدث, أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي: ذكرته في الممتع. 1152- 5/19- الرسعني الإمام المحدث الرحال الحافظ المفسر عالم الجزيرة عز الدين أبو محمد عبد الرازق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الجزري: مولده برأس عين سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وسمع ببغداد من عبد العزيز بن منينا وطبقته، وبدمشق من أبي اليمن الكندي وطبقته، وببلده من أبي المجد القزويني؛ وعني بهذا العلم وجمع وصنف تفسيرًا حسنًا رأيته يروي فيه بأسانيده، وصنف كتاب مقتل الشهيد الحسين -عليه السلام- وكان إمامًا متقنًا ذا فنون وأدب. روى عنه ولده العدل شمس الدين محمد والدمياطي في معجمه وغير واحد، وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وتأخر عبد الغني بن عروة المأجن وكان قد سمع منه جزء الأنصاري؛ كانت له حرمة وافرة عند الملك بدر الدين صاحب الموصل. قرأت بخط الحافظ أحمد بن المجد قال: عبد الرازق الرسعني حفظ "المقنع" لجدي وسمع بدمشق وغيرها من الكندي والخضر بن كامل وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي الفتوح بن الجلاجلي ابن قدامة، وببغداد من الداهري وعمر بن كرم. قلت: وسمع أيضًا بحلب من الافتخار عبد المطلب وقدم مرة دمشق رسولا فقرأ عليه جمال الدين محمد بن الصابوني جزءًا, وله شعر رائق، ولي مشيخة دار الحديث بالموصل وكان من أوعية العلم والخير؛ توفي في سنة إحدى وستين وستمائة. وفيها توفي بدمشق الإمام فخر الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رزمان الحنفي راوي نسخة وكيع، والمسند أبو علي الحسن بن علي بن منتصر الفاسي ثم الإسكندراني الكتبي، وشيخ الحرم الخطيب أبو الربيع سليمان بن خليل بن إبراهيم الكناني العسقلاني الأصل وكان مولده قبل موت جده لأمه عمر الميانشي المحدث قبيل الثمانين وخمسمائة، والمفتي جمال الدين عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري ثم الدمشقي الحنبلي، وشيخ القراء تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله بن يحيى الفاشري الشافعي في شوالها، والمسند الكبير أثير الدين عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري القباني الناسخ عن ست وثمانين سنة، والمسند أبو الحسن علي بن إسماعيل بن طلحة المقدسي

_ 1152- ذيل طبقات الحنابلة: "1/ 313"، "2/ 314". شذرات الذهب: 5/ 305، 306. طبقات المفسرين للسيوطي: 19.

ثم الدمشقي الحنبلي، وشيخ القراء بقية السلف كمال الدين علي بن شجاع بن سالم العباسي المصري الضرير عن تسع وثمانين سنة، وشيخ القراء سيف المناظرين علم الدين القاسم بن أحمد بن أبي السداد الأندلسي اللورقي بدمشق عن أربع وثمانين سنة. أخبرنا محمود بن عقيل أنا عبد المؤمن الحافظ قال: قرأت على عبد الرازق بن رزق الله بالموصل أنا محمد بن الحسين أنا محمد بن أسعد أنا أبو محمد البغوي أنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هشيم أنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد, سمعت أبا ذر يقسم قسمًا أن هذه الآية: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث؛ وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة. وقع لنا هذا الحديث في ثاني المحامليات عاليًا بأربع درجات: ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم بهذا. أنشدني محمود بن أبي بكر الفقيه ثنا علي بن عبد العزيز قال: أنشدنا عز الدين عبد الرازق بن رزق الله لنفسه: حفظت لفظًا عظيم الوعظ يوقظ من ... ظمأ لظى وشواظ الحظ والوسن من يكظم الغيظ يظفر بالظلال ومن ... يظعن على الظلم يظلل راكد السفن لا تنظر الظن والفظ الغليظ ولا ... تظهره ظهر ظهور تحظ بالإحن انظر تظاهر من لم ينتظر خلبت ... عظامه ظفر الظلماء والمحن فهذه أربع يا صاح قد حصرت ... ما في القرآن من الظاءات فامتحن 1153- 6/19- ابن الحاجب الحافظ العالم المفيد, علم الطلبة عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي: سمع وقت وفاة ابن ملاعب من هبة الله بن الخضر بن هبة الله بن طاوس وموسى بن عبد الله وموسى بن عبد القادر وابن أبي لقمة وطبقتهم بدمشق، ومن الفتح بن عبد السلام وطبقته ببغداد، ومن عبد القوي بن الحباب ونحوه بمصر، وسمع بالإسكندرية وإربل والموصل وحلب والحرمين، وكتب العالي والنازل وحصل الأصول وعمل المعجم عن ألف ومائة وثمانين شيخًا, وعمل معجم الأماكن التي سمع بها وبالغ في الطلب، وعمل الأربعين المصافحات.

_ 1153- تكملة المنذري: 3/ الترجمة 2481. العبر: 5/ 121. شذرات الذهب: 5/ 137، 138. تاريخ الإسلام للذهبي، الورقة 96، 97 "أيا صوفيا 3012".

قال أبو محمد المنذري: يقال: إنه لم يبلغ أربعين سنة، وكان فهمًا متيقظًا محصلًا جمع مجاميع وكانت له همة جيدة، شرع في تصنيف تاريخ لدمشق مذيلًا على تاريخ ابن عساكر. وذكره السيف بن المجد فقال: خرجه خالي الضياء ثم طلب وسافر، سمع منه الزكي البرزالي وأبو موسى الرعيني والجمال بن الصابوني، وانتقى كثيرًا على المشايخ. قال ابن المجد: رأيت ابن الحاجب حين قدم بغداد صام أول يوم قدمها لما قيل له: الفتح باق، وكان يصوم كثيرًا يستعين به على الطلب، أقام ببغداد أشهرًا لا ونى ولا فتر، كان يسمع ويكتب وكانوا يتعجبون منه ومن كثرة علمه. قرأت بخط الحافظ الضياء: توفي في ثامن عشر من شعبان سنة ثلاثين وستمائة صاحبنا الشاب الحافظ أبو حفص عمر بن الحاجب بدمشق ولم يبلغ الأربعين. قال: وكان دينًا خيرًا ثبتًا متيقظًا قد فهم وجمع. قلت: وممن سمع منه شيخه الحافظ إبراهيم الصريفيني، وكان جده الحاجب منصور بن مسرور حاجب صاحب بصرى أمين الدولة. وفيها توفي القاضي بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد التنوخي المعمري ثم الدمشقي عن خمس وستين سنة، والأجل شمس الدين إسماعيل بن سليمان بن إيداش الدمشقي الحنفي بن السلار عن ثمان وثمانين سنة، عنده الصائن، وبالقدس الزاهد العابد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي صاحب السلفي، وببغداد المسند أبو محمد الحسن ابن الأمير السيد علي بن مرتضى العلوي الحسيني صاحب ابن ناصر، والمسند صفي الدين أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا البغدادي التاجر بمصر وله خمس وسبعون سنة، والمسند أبو القاسم علي ابن العلامة أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي البغدادي الناسخ عن ثمانين إلا سنة، وخطيب بلد أوريولة من الأندلس أبو الحسن علي بن محمد بن يبقى الأنصاري، وقد حج وسمع من السلفي، والملك مظفر الدين كوكبري بن علي التركماني صاحب إربل عن إحدى وثمانين سنة، والإمام المحدث المفيد أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي عن إحدى وعشرين سنة، وكان قد حفظ علوم الحديث للحاكم وحدث عن ابن ملاعب، والمسند أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر بن النحال البغدادي بن الخياط، والأديب شاعر وقته أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن عنين بدمشق، والمسند أبو محمد المعافى بن إسماعيل بن أبي السنان الموصلي الشافعي، والظهير أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله ابن قاضي القضاة أبي عبد الله بن الدامغاني الحنفي الصوفي بحلب عن ثمان وسبعين سنة. أخبرنا محمد بن علي الحافظ في كتابه أنا عمر بن محمد الحافظ أنا عبد السلام بن

عبد الرحمن ابن سكينة أنا محمود فورجة, فذكر حديثًا من جزء لوين. ثم قرأت بخط ابن الحاجب أن مولده في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة, وعاش سبعا وثلاثين سنة. 1154- 7/19- الرُّعَيْني الحافظ الإمام المتقن, أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله الأندلسي المالقي الرندي, نشأ برندة: سمع بمالقة أبا محمد بن القرطبي وأبا العباس بن الخيار، وسمع بحصن أصطبة من إبراهيم بن علي الخولاني وحج وتوسع في الرحلة وسمع بدمشق من أبي محمد بن البن وطبقته فأكثر. ذكره الأبار فقال: كان ضابطًا متقنًا كتب الكثير ثم امتحن في صدره بأسر العدو, فذهب أكثر ما جلب وولي خطابة مالقة، أجاز لي مروياته. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وستمائة عن إحدى وخمسين سنة. قال عمر بن الحاجب: كان محدثًا حافظًا متفننًا أديبًا نبيلًا ساكنًا وقورًا نزهًا وافر العقل محتاطًا في النقل، سألت الضياء الحافظ عنه فقال: حبر عالم متيقظ ما في طلبة زمانه مثله. وقال لي أبو عبد الله البرزالي: ثقة ثبت حدثنا من حفظه: أنا إبراهيم بن علي أنا أبو مروان عبد الرحمن بن قزمان ثنا محمد بن فرج بن الطلاع, فذكر حديثًا من الموطأ. وقال ابن الزبير: إنه أخذ بمكة عن يونس العصار وأقام بتلك البلاد نيفًا وعشرين سنة ثم قدم، وأخذ عنه جلة من كبار أصحابنا، وكان ضابطًا مفيدًا متقنًا عارفًا بالرجال والأسانيد نقادًا فاضلًا، ألف معجمه وألف كتابًا في الصحابة وجلب كثيرًا مما لم يكن وصل المغرب، وكان قدومه في آخر سنة إحدى وثلاثين, أخذ عنه ابن فرتون بسبتة؛ قدم لإمامة الجامع بمالقة فمرض قبل الشروع وتوفي، وأخذ عنه أبو عبد الله الطنحالي وحميد الزاهد، ووقفت على خطه بأخذه عن يوسن الهاشمي. قلت: وتوفي معه المسندون الثقات: أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح بن حسين المخزومي المصري المعدل بدمشق، وأبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد بن الحسين الخزرجي الحراني التاجر بالإسكندرية، والقاضي شرف الدين علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن حبان التجيبي المحلي، وأبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن رشيد البزاز البغدادي، والمقرئ تقي الدين علي بن المبارك بن باسويه الواسطي الشافعي بدمشق، وشيخ الشيوخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن عمويه البكري السهروردي عن ثلاث وتسعين سنة، والشيخ وجيه الدين محمد بن أبي غالب بن زهير بن

_ 1154- التكملة لابن الأبار: 3/ الورقة: 84. تاريخ الإسلام, الورقة: 126 "أيا صوفيا 3012". شذرات الذهب: 5/ 156.

محمد الأصبهاني شعرانة صاحب أبي الوقت، والإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني راوي جزء مأمون، وسيف الدولة محمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأنصاري بدمشق عن ثمانين سنة، وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب ابن الحافظ أبي عبد الله بن منده العبدي بأصبهان تحت السيف في أمم لا يحصون, فمنهم أبو الفتوح محمد بن محمد بن أبي المعالي الوثابي الأصبهاني عن ثمان وسبعين سنة، وأبو القاسم جامع بن إسماعيل بن غانم الصوفي المعروف ببالة، وفيها توفي قاضي القضاة بحلب الإمام العلامة بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شداد الأسدي الشافعي عن ثلاث وتسعين سنة. 1155- 8/19- ابن الجوهري المحدث الحافظ الرحال مفيد الشام, شرف الدين أبو العباس أحمد بن محمود بن إبراهيم بن نبهان الدمشقي: سمع من أبي المجد القزويني والمسلم بن أحمد المازني وطبقتهما بدمشق، وببغداد من عمر بن كرم ومحمد بن أحمد القطيعي وطبقتهما، وبالثغر ابن الصفراوي وطبقته، وجلب معه الشيخ أبا الفضل جعفر بن علي الهمذاني وأكثر بحلب عن ابن خليل؛ وكتب ما لا يوصف كثرة واستنسخ وأنفق ميراثه في طلب هذا الشأن، وكان صدوقًا متقنًا نبيهًا غزير الإفادة نظيف الأجزاء، وكان قليل الضبط، انتفعنا بأجزائه، أدركه الأجل قبل محل الرواية وما أراه حدث بشيء؛ توفي في صفر سنة ثلاث وأربعين وستمائة المشهورة بسنة الخوارزمية. 1156- 9/19- ابن الكماد الحافظ الحجة الواعظ القدوة, أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هارون السبتي, محدث المغرب: مولده في حدود الثمانين وخمسمائة، سمع أبا عبد الله التجيبي وأبا الحجاج ابن الشيخ وأبا ذر الخشني وطبقتهم. قرأت في تاريخ الحافظ ابن الزبير قال: وأبو إسحاق أحفظ من لقيته لحديث رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم, ولقد ذكر لي شيخنا أبو الخطاب بن خليل على جلالته وسنه أنه لم يلق أحدًا أحفظ من ابن الكماد، كان في حفظ الحديث آية من الآيات. قال ابن الذهبي: يعني المتون، قال: ولما قدم الأندلس الواعظ أبو نعيم بن راضية قافلًا من المشرق مرتكبًا في وعظه طرائق تلحينية يركبها على أبيات رقاق أرق من النسيم, ويقرأ بين يديه قراء قد أحكم تدريبهم فاستجابت العامة له, فلما وعظ بإشبيلية وبها ابن الكماد أنكر ذلك وأبدأ فيه وأعاد وحمله ذلك على أن وعظ على المنبر على سنن السلف, وفعله إلى أن مات فحضرت مجالسه

_ 1155- العبر للذهبي: 5/ 175. الوافي بالوفيات: 8/ 167. النجوم الزاهرة: 6/ 354. طبقات الحفاظ: 506. شذرات الذهب: 5/ 218.

وسمعته يسرد أحاديث ويتبعها بفقه وبيان لما يعرض فيها ويورد من الخلاف ما يلائم الحال، وكان عيشه من نفقة الإخوان وهداياهم. توفي سنة ثلاث وستين وستمائة. وقال في صلة الصلة: كان أحفظ أهل زمانه للحديث وأذكرهم للتاريخ والرجال والجرح والتعديل يقوم على الكتب الخمسة قيامًا حسنًا ويتكلم على أسانيدها ومتونها ويستوفي خلاف الفقهاء ويميل إلى الطائفتين وكان فيه إقدام على تغيير المنكر. قلت: من محفوظاته سنن أبي داود، روى عنه أبو جعفر بن الزبير وأبو إسحاق الغافقي وغيرهما, وتوفي معه زين الدين خالد وقد مر. 1157- 10/19- أبو شامة الإمام الحافظ العلامة المجتهد ذو الفنون, شهاب الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي: مولده سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكمل القراءات وهو حدث على الشيخ علم الدين السخاوي، وسمع الصحيح من داود بن ملاعب وأحمد بن عبد الله السلمي وسمع مسند الشافعي من الشيخ موفق الدين المقدسي وسمع بالإسكندرية من عيسى بن عبد العزيز المقرئ وحبب إليه طلب الحديث سنة بضع وثلاثين, فسمع أولًا من كريمة وأبي إسحاق بن الخشوعي وطائفة وأتقن علم اللسان وبرع في القراءات، وعمل شرحًا نفيسًا للشاطبية، واختصر تاريخ دمشق مرتين. وله كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين" و"كتاب الذيل" عليهما وتصانيفه كثيرة مفيدة، ولي مشيخة إقراء بالتربة الأشرفية ومشيخة الحديث بالدار الأشرفية, روى عنه الشيخ أحمد اللبان وبرهان الدين الإسكندراني وشرف الدين الفراوي الخطيب وشهاب الدين الكفري وعلي بن المهيار وولده أبو الهدى أحمد, وكان مع براعته في العلوم متواضعًا تاركًا للتكلف ثقة في النقل كان فوق حاجبه الأيسر شامة كبيرة. توفي في تاسع عشر رمضان سنة خمس وستين وستمائة, رحمه الله تعالى, وفيها توفي الإمام كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر النابلسي الشافعي خطيب دمشق عن ست وثمانين سنة، والقدوة الزاهد أبو محمد إسماعيل بن محمد بن أبي بكر الكوراني، وقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي، والمفتي تاج الدين علي بن أبي العباس أحمد بن علي بن القسطلاني، والشيخ ضياء الدين يوسف بن

_ 1157- البداية والنهاية: 13/ 250، 251. طبقات الشافعية للسبكي: 5/ 61-63. فوات الوفيات: 1/ 252، 253. شذرات الذهب: 5/ 318، 319.

عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي ابن خطيب بيت الآبار عن أربع وثمانين سنة، والشيخ شمس الدين يوسف بن مكتوم بن أحمد التفيسي الحوراني ثم الدمشقي عن إحدى وثمانين سنة. أخبرنا علي بن يوسف المصري أنا عبد الرحمن بن إسماعيل الفقيه سنة خمس وستين وستمائة "ح" وأنا محمد بن علي الواسطي قالا: أنا أبو محمد بن قدامة أنا المبارك بن محمد وأبو الفتح بن البطي قالا: وأنا نصر بن أحمد وأنا أبو محمد البيع ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا محمد بن عمرو الباهلي ثنا أبو ضمرة ثنا حميد عن أنس قال: ما دخل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من سفر فرأى جدر المدينة فكان على دابة إلا حركها تباشرًا بالمدينة. إسناده قوي. 1158- 11/19- النابلسي الإمام الحافظ الأديب مفيد الطلبة, شرف الدين أبو المظفر يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن بن مفرج النابلسي الدمشقي الشافعي: ولد سنة ثلاث وستمائة، وأجاز له من العراق أبو الفتح المندائي وأبو حفص بن طبرزذ وجماعة وطائفة، وسمع الكثير من ابن البن وأبي المجد والمجد القزويني وأبي القاسم بن صصرى وزين الأمناء ونحوهم، وببغداد من عبد السلام الزهري وعمر بن كرم وابن القطيعي وطبقتهم، وبحلب ومصر وكتب الكثير. وجمع وصنف وخطه طريقة حلوة معروفة، خرج لنفسه الموافقات، روى لنا عنه ابن أبي الفتح كتاب "شمائل الزهاد" لابن عقيل, روى عنه الدمياطي والنجم بن الخباز وأبو الحسن بن العطار وأبو الحسن بن البصير وطائفة، وقرأ عليه جملة كثيرة المحدث أبو إسحاق بن الكيال؛ وكان ثقة حافظًا متيقظًا حسن المذاكرة مشهورًا بالحديث حسن الديانة رضي الأخلاق له نظم رائق كثير، ولي مشيخة دار الحديث النورية، توفي في المحرم سنة إحدى وسبعين وستمائة. وفيها توفي أبو البركات أحمد بن عبد الله بن محمد بن النحاس الأنصاري الإسكندراني عن بضع وثمانين سنة، والمحدث المفيد كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل بن أبي المجد الحموي بن الدخميسي بالهند، والعلامة تاج الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن العماد محمد بن يونس الموصلي صاحب "التعجيز"، والخطيب المسند أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم بن علي القيسي المصري خطيب جامع

_ 1158- إيضاح المكنون للبغدادي: 2/ 599. هدية العارفين: 2/ 555. الأعلام للزركلي: 6/ 298.

المقياس، ومفتي بغداد كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضاح الحنبلي، وفقيه المغرب العلامة أبو الحسن علي المتيوي المالكي، والمحدث الرحال شمس الدين محمد بن عبد المنعم بن عماد بن هامل الحراني بدمشق عن ثمان وستين سنة، وخطيب بيت الآبار موفق الدين محمد ابن الخطيب عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي. أخبرنا علي بن إبراهيم الشافعي أنا يوسف بن حسن الحافظ أنا عمر بن كرم أنا نصر بن نصر "ح" وأخبرنا أبو المعالي القرافي أنا عبد الله بن محمد القلانسي بشيراز أنا عبد العزيز بن محمد قالا: أنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن مخلد أنا محمد بن عثمان أنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله -عز وجل- قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنني بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، فلئن سألني عبدي لأعطينه, ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن, يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه". أخرجه البخاري1 عن محمد بن عثمان بن كرامة فوافقناه، وهو من أغرب شيء في الصحيح، ما أتى به سوى ابن كرامة، رواه أيضًا القاضي المحاملي وأبو العباس السراج. 1159- 12/19- ابن الصابوني الإمام المحدث الحافظ مفيد الطلبة جمال الدين أبو حامد محمد ابن الشيخ علم الدين علي بن محمود بن أحمد بن الصابوني المحمودي, شيخ الدار النورية: ولد سنة أربع وستمائة، سمع من القاضي أبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات بن ملاعب وأبي عبد الله بن البناء الصوفي وأبي المحاسن بن السيد، ثم طلب الحديث وبالغ وكتب وجمع وخرج فأخذ عن ابن البن وابن صصرى والموفق عبد اللطيف وابن باقا وعلي بن رحال وعلي بن الجمل وطبقتهم وخرج لغير واحد، وكان صحيح النقل مليح الخط له مجلد مفيد في المؤتلف والمختلف ذيل به على ابن نقطة، وليس هو بالبارع في هذا الشأن، ثم إنه قبل موته بسنة أو سنتين تغير ثم اختلط على ما بلغني؛ قال شيخنا ابن أبي الفتح: اختلط قبل أن يموت بسنة، وكان من كبار العدول.

_ 1 في كتاب الرقاق باب 38. 1159- الوافي: 4/ 188، 189. شذرات الذهب: 5/ 369. مرآة الجنان: 4/ 193.

روى عنه الدمياطي والمزي والبرزالي وقاضي القضاة ابن صصرى وأبو الحسن بن العطار وأبو إسحاق الذهبي وطائفة سواهم وأجاز لي مروياته في سنة ثلاث وسبعين. أنبأنا محمد بن علي أنا عبد الصمد بن محمد أنا طاهر بن سهل سنة خمس وعشرين وخمسمائة أنا محمد بن مكي أنا علي بن محمد الحلبي ثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز ثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن زكريا الطائي ثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا, وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة". تفرد به الطائي ولا أعرفه. توفي في نصف ذي القعدة سنة ثمانين وستمائة ودفن بسفح قاسيون. وفيها توفي شيخ زمانه بالموصل الإمام القدوة موفق الدين أحمد بن يوسف بن حسن الشيباني الكواشي المفسر عن تسعين سنة، وشيخ الأندلس الخطيب أبو جعفر أحمد بن علي بن الطباع الغرناطي المقرئ وقد قارب الثمانين، والمسند أمين الدين القاسم بن أبي بكر بن غنيمة الإربلي راوي الصحيح، والمسند كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي عن بضع وثمانين سنة، وقاضي القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين العامري بن الحموي، وقاضي القضاة نجم الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن هبة الله بن سني الدولة الدمشقي، ومسند العراق شهاب الدين محمد بن يعقوب بن أبي الدثنة عن إحدى وتسعين سنة، ومسند دمشق محيي الدين أبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي الكاتب عن ست وثمانين سنة، وانقرض في هذا الحين عدة من المحدثين بمصر ودمشق وغيرهما ممن كان لهم طلب وتحصيل في الجملة, وقد ذكرتهم في تاريخ الإسلام, وبالله أتأيد. تمت الطبقة التاسعة عشرة.

الطبقة العشرون

الطبقة العشرون: وفيها عشرة رجال 1160- 1/20- ابن العمادية الإمام الحافظ المفيد الرحال, وجيه الدين أبو المظفر منصور بن سليم بن منصور بن فتوح الهمداني الإسكندراني الشافعي, محتسب الثغر: ولد سنة سبع وستمائة، وسمع من محمد بن عماد والصفراوي وجعفر الهمداني وطبقتهم، وفي الرحلة من ابن روزبة والقطيعي وابن الخازن وطبقتهم، وبمصر من علي بن مختار وبابته، وبدمشق من مكرم، وبحماة من ابن رواحة، وبحلب من يعيش النحوي، وبحران من حمد بن صديق، وبمكة من أبي النعمان التبريزي. وصنف المعجم و"الأربعين البلدانية" وتاريخ بلده في مجلدين وغير ذلك، وعني بالحديث وفنونه ورجاله وبالفقه وكان موصوفًا بالديانة والثقة والمروءة، وكان محسنًا إلى الرحالة لين الجانب، كتب عنه الدمياطي وعز الدين الحسيني والقاضي سعد الدين الحارثي وغيرهم ولم يخلف بعده في الثغر مثله, سمعت من أخويه لأمه: أبي القاسم ووجهية. أخبرنا علي بن عبد المحسن الهاشمي في كتابه أنا منصور بن سليم الحافظ بقراءتي أنا علي بن أبي الفخار أنا أحمد بن مقرب أنا طراد ثنا هلال أنا الحسين بن يحيى ثنا أحمد بن المقدام ثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبد قيس لما قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قالوا: يا رسول الله, إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نقدر عليك إلا في الشهر الحرام, الحديث، رواه مسلم من حديث أبي سعيد. توفي في الحادي والعشرين من شوال سنة سبع وسبعين وستمائة. وفيها توفي المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن النشو القرشي الدمشقي عن خمس وستين سنة، والمحدث الصاحب شرف الدين إسماعيل بن أحمد بن علي الشيباني الآمدي المعروف بابن التيتي مؤلف تاريخ آمد، وشيخ القراء رشيد الدين أبو بكر بن أبي الدر المكيني الدمشقي، والفقيه زهير بن عمر بن زهير الحنبلي بزرع عن خمس وثمانين سنة، وشيخ الحنفية قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء

_ 1160- الوافي: 26/ 93. كتاب في تراجم الرجال لابن عبد الهادي: 88 عام 4551، ظاهرية.

الأذرعي عن ثمان وسبعين سنة، والأجل نجم الدين علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن هبة الله بن الشيرازي أحد رواة المسند عن حنبل، والفخر عثمان بن محمد بن الحاجب منصور الأميني بمصر, سمع أخوه من هبة الله بن طاوس وخلق، والشيخ تقي الدين عمر بن يعقوب بن عثمان الإربلي الذهبي الصوفي، والعلامة الأوحد أبو الحسين محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري الأندلسي قاضي غرناطة، والشيخ شرف الدين نصر بن عبد المنعم بن حواري التنوخي الدمشقي الحنفي, رحمة الله عليهم. كتب إلى عمر بن محمد العتبي أنا ابن العمادية بالأربعين البلدانية قراءة أنا أبو بكر بن علي العدل بجدة أنا محمد بن عبد العزيز الخطيب أنا الحافظ أبو محمد المصري "ح" وأنبأنا يحيى بن أبي منصور قالا: أنا زيد بن الحسن أنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو إسحاق البرمكي أنا ابن ماسي ثنا الكجي ثنا الأنصاري حدثني حميد عن أنس أن الربيع عمته لطمت جارية فكسرت سنها, فأمرهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالقصاص. 1161- 2/20- ابن الساعي الإمام المؤرخ البارع تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله البغدادي, خازن كتب المستنصرية وصاحب التصانيف: صحب ابن النجار، وسمع من جماعة وذيل على الكامل لابن الأثير وعمل تاريخًا لشعراء زمانه و"مناقب الخلفاء" و"تاريخ الوزراء" و"تاريخ نساء الخلفاء" و"سيرة الخليفة الناصر" وغير ذلك, وكان يحصل له من الدولة ذهب جيد على عمل هذه التواليف وعمر واشتهر اسمه وعاش اثنتين وثمانين سنة، ومات في رمضان سنة أربع وسبعين وستمائة وما هو من أحلاس الحديث بل عداده في الأخباريين وقد طول الظهير الكازروني ترجمته وسرد تصانيفه وهي كثيرة, وذكر أنه لبس من السهروردي, رحمه الله. وفيها توفي المؤرخ سعد الدين بن تاج الدين عبد الله بن عمر بن علي ابن الشيخ الزاهد محمد بن حمويه الحموي ثم الدمشقي الصوفي وله اثنان وثمانون عامًا، ومسند وقته أبو الفتح عثمان بن هبة الله بن عبد الرحمن بن مكي بن أبي الطاهر بن عوف الزهري المالكي بالإسكندرية وهو خاتمة أصحاب ابن موقا، والمفتي الزاهد ظهير الدين محمود بن عبيد الله بن أحمد الزنجاني الصوفي بدمشق وله سبع وسبعون سنة، والمحدث الإمام مكين الدين أبو الحسن بن عبد العظيم بن أبي الحسن بن أحمد المصري المعروف بابن الحصني عن أربع وسبعين سنة، رحمة الله عليهم.

_ 1161- طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 123. الوافي: 12/ 12، 13.

1162- 3/20- النواوي الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء, محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي, صاحب التصانيف النافعة: مولده في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة وقدم دمشق سنة تسع وأربعين فسكن في الرواحية يتناول خبز المدرسة، فحفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف وقرأ ربع المهذب حفظًا في باقي السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد ثم حج مع أبيه وأقام بالمدينة النبوية شهرًا ونصفًا ومرض أكثر الطريق, فذكر شيخنا أبو الحسن بن العطار أن الشيخ محيي الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسًا على مشايخه شرحًا وتصحيحًا؛ درسين في الوسيط، ودرسًا في المهذب، ودرسًا في الجمع بين الصحيحين، ودرسًا في صحيح مسلم، ودرسًا في اللمع لابن جني، ودرسًا في إصلاح المنطق، ودرسًا في التصريف، ودرسًا في أصول الفقه، ودرسًا في أسماء الرجال، ودرسًا في أصول الدين؛ قال: وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة وبارك الله تعالى في وقتي، وخطر لي أن أشتغل في الطب واشتريت "كتاب القانون" فأظلم قلبي وبقيت أيامًا لا أقدر على الاشتغال فأفقت على نفسي وبعت القانون فأنار قلبي. قلت: سمع من الرضى بن البرهان وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري وزين الدين بن عبد الدائم وعماد الدين عبد الكريم بن الحرستاني وزين الدين خالد بن يوسف وتقي الدين بن أبي اليسر وجمال الدين بن الصيرفي وشمس الدين بن أبي عمر وطبقتهم، وسمع الكتب الستة والمسند والموطأ وشرح السنة للبغوي وسنن الدارقطني وأشياء كثيرة وقرأ الكمال للحافظ عبد الغني على الزين خالد, وشرح في أحاديث الصحيحين على المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي وأخذ الأصول على القاضي التفليسي وتفقه على الكمال إسحاق المغربي وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح وعز الدين عمر بن سعد الإربلي والكمال سلار الإربلي. وقرأ النحو على الشيخ أحمد المصري وغيره وقرأ على ابن مالك كتابًا من تصنيفه ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والأوراد والصيام والذكر والصبر على العيش الخشن في المأكل والملبس ملازمة كلية لا مزيد عليها ملبسه ثوب خام وعمامته شبختانية صغيرة، تخرج به جماعة من العلما منهم الخطيب صدر الدين سليمان الجعفري وشهاب الدين أحمد بن جعوان وشهاب الدين الأربدي وعلاء الدين بن العطار، وحدث عنه ابن أبي الفتح والمزي وابن العطار.

_ 1162- طبقات الشافعية للسبكي: 5/ 167، 168. النجوم الزاهرة: 7/ 676. البداية والنهاية: 13/ 278، 279. شذرات الذهب: 5/ 354-356. مرآة الجنان: 2/ 182، 183.

أخبرنا علي بن إبراهيم ثنا يحيى بن شرف الفقيه أنا خالد بن يوسف "ح" وأجازت لي ست العرب بنت يحيى قالا: أنا أبو اليمن الكندي أنا المبارك بن الحسين أنا علي بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله ثنا شيبان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "من طلب الشهادة صادقًا من قلبه, أعطيها ولو لم تصبه". أخرجه مسلم1 عن شيبان. قال ابن العطار: ذكر لي شيخنا -رحمه الله تعالى- أنه كان لا يضيع له وقتًا لا في ليل ولا في نهار إلا في اشتغال حتى في الطرق, وأنه دام على هذا ست سنين ثم أخذ في التصنيف والإفادة والنصيحة وقول الحق. قلت: مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها كان حافظًا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله رأسًا في معرفة المذهب. قال شيخنا الرشيد بن المعلم: عذلت الشيخ محيي الدين في عدم دخوله الحمام وتضييق العيش في مأكله وملبسه وأحواله، وخوفته من مرض يعطله عن الاشتغال فقال: إن فلانًا صام وعبَد الله حتى اخضر جلده وكان يمنع من أكل الفواكه والخيار ويقول: أخاف أن يرطب جسمي ويجلب النوم، وكان يأكل في اليوم والليلة أكلة ويشرب شربة واحدة عند السحر. قال ابن العطار: كلمته في الفاكهة فقال: دمشق كثيرة الأوقاف وأملاك من تحت الحجر والتصرف لهم لا يجوز إلا على وجه الغبطة لهم، ثم المعاملة فيها على وجه المساقاة وفيها خلاف فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك؟ وقد جمع ابن العطار سيرته في ست كراريس. فمن تصانيفه "شرح صحيح مسلم" و"رياض الصالحين" و"الأذكار" و"الأربعين" و"الإرشاد" في علوم الحديث و"التقريب" مختصرة و"كتاب المبهمات" و"تحرير الألفاظ" للتنبيه و"العمدة في تصحيح التنبيه" و"الإيضاح" في المناسك مجلد، وله ثلاثة مناسك سواه و"التبيان" في آداب حملة القرآن، وفتاواه مجموعة في مجيليد و"الروضة" أربعة أسفار و"شرح المهذب" إلى باب المصراة في أربع مجلدات وشرح قطعة من البخاري وقطعة من الوسيط, وعمل قطعة من الأحكام, وجملة كثيرة من الأسماء واللغات، ومسودة في طبقات الفقهاء، ومن التحقيق في الفقه إلى باب صلاة المسافر. وكان لا يقبل من أحد شيئًا إلا في النادر ممن لا يشتغل عليه, أهدى له فقير إبريقًا فقبله، وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندراني أن يفطر عنده فقال: أحضر الطعام إلى

_ 1 في كتاب الإمارة حديث 156، 157.

هنا ونفطر جملة فأكل من ذلك وكان لونين، وربما جمع الشيخ بعض الأوقات بين إدامين، وكان يواجه الملوك والظلمة بالإنكار ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى، كتب مرة: من عبد الله يحيى النواوي سلام الله ورحمته وبركاته على المولى المحسن ملك الأمراء بدر الدين, أدام الله له الخيرات وتولاه بالحسنات وبلغه من خيرات الدنيا والآخرة كل آماله وبارك له في جميع أحواله آمين، وينهى إلى العلوم الشريفة من أهل الشام في ضيق وضعف حال بسبب قلة الأمطار, وذكر فصلا طويلا وفي طي ذلك ورقة إلى الملك الظاهر فرد جوابها ردًّا عنيفًا مؤلمًا فتنكدت خواطر الجماعة. وله غير رسالة إلى الملك الظاهر في الأمر بالمعروف، وكان شيخنا ابن فرح يشرح على الشيخ في الحديث فقال: نوبة الشيخ محيي الدين قد صار إلى ثلاث مراتب, كل مرتبة لو كانت لشخص لشدت إليه الرحال، العلم والزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. سافر الشيخ فزار بيت المقدس وعاد إلى نوى فمرض عند والده فحضرته المنية فانتقل إلى رحمة الله في الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة وقبره ظاهر يزار. أرخه الشيخ قطب الدين اليونيني وقال: كان أوحد زمانه في العلم والورع والعبادة والتقلل وخشونة العيش واقف الملك الظاهر بدار العدل غير مرة فحكي عن الملك الظاهر أنه قال: أنا أفزع منه. ولي مشيخة دار الحديث قلت: وليها سنة خمس وستين بعد أبي شامة إلى أن مات. وقال الشيخ شمس الدين بن الفخر الحنبلي: كان إمامًا بارعًا حافظًا متقنًا علومًا جمة، وصنف التصانيف الجمة وكان شديد الورع والزهد تاركًا لجميع الرغائب من المأكول إلا ما يأتيه به أبوه من كعك وتين، وكان يلبس الثياب الرثة المرقعة ولا يدخل الحمام وترك الفواكه جميعها ولم يتناول من الجهات درهمًا, رحمه الله تعالى. وفيها توفي شيخ القرّاء كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التيمي الإسكندراني الدمشقي عن ثمانين سنة، والإمام المسند زكي الدين زكي بن حسن بن عمر البيلقاني المتكلم باليمن، وشيخ الأئمة المقرئ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البغدادي الحنبلي، والواعظ البارع نجم الدين علي بن علي بن أسفنديار بن موفق الدين البغدادي بدمشق عاش ستين سنة، والشيخ شمس الدين قاضي القضاة أبو بكر محمد بن العماد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي بمصر عن أربع وسبعين سنة، رحمة الله عليهم. 1163- 4/20- المحب الإمام المحدث المفتي فقيه الحرم, محب الدين أبو العباس

_ 1163- طبقات الشافعية: 5/ 8، 9. شذرات الذهب: 5/ 425، 426. النجوم الزاهرة: 8/ 74، 75.

أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري ثم المكي الشافعي, مصنف "الأحكام الكبرى": ولد سنة خمس عشرة وسمع من أبي الحسن بن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني وعبد الرحمن بن أبي حرمي وجماعة وتفقه ودرس وأفتى وصنف وكان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز. روى عنه الدمياطي من نظمه وأبو الحسن بن العطار وأبو محمد بن البرزالي وآخرون، وكان إمامًا صالحًا زاهدًا كبير الشأن، روى عنه أيضًا ولده قاضي مكة جمال الدين محمد وحفيده الإمام مجد الدين قاضي مكة وكتب إليّ بمروياته. توفي في جمادي الآخرة سنة أربع وسبعين وستمائة. وفيها توفي الإمام الكبير عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر المصطفوي الفاروثي بواسط، وشيخ الشافعية شرف الدين أحمد بن أحمد المقدسي خطيب دمشق، والصدر المؤرخ عز الدين محفوظ بن معتوق بن البزوري عن بضع وستين سنة، وشيخ منين أبو الرجال بن مري الزاهد، والمسند أبو الفهم بن أحمد السلمي، والصدر نجم الدين أبو بكر محمد بن عياش التميمي الجوهري ودفن بمدرسته، رحمة الله عليهم. أنبأنا أحمد بن عبد الله الفقيه أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن بختيار بن المندائي بالمسجد الحرام أنا الحسن بن علي بن السوادي أنا الطريثيثي إجازة أنا داعي ابن مهدي إجازة أنا عبد الرحمن بن محمد الأستراباذي أنا أبو أحمد القطان ثنا جعفر بن أحمد بن بيان ثنا عثمان بن عيسى الطباع ثنا طلحة بن زيد عن زرارة بن أعين عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن جابر قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "أكل الطين يورث النفاق". هذا الحديث ليس بصحيح, يشبه أن يكون موضوعًا تداوله قوم ليسوا بثقات. 1164- 5/20- الأبيوردي الإمام المحدث الحافظ المفيد زين الدين أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي بكر الأبيوردي الصوفي الشافعي, نزيل القاهرة: ولد سنة إحدى وستمائة ظنًّا، وطلب الحديث في كهولته فسمع من كريمة الزبيرية والسخاوي والضياء الحافظ وطبقتهم وأصحاب السلفي وابن عساكر ثم نزل إلى أصحاب البوصيري والخشوعي ثم نزل إلى أصحاب ابن باقا وابن الزبيدي وكتب الكثير وتعب وسوَّد المعجم وقلما روى, عوضه الله بالعفو والمغفرة. قال الشريف في الوفيات: كان حريصًا على التحصيل, صابرًا على كلف الاستفادة

_ 1164- إيضاح المكنون: 2/ 509.

سمعت منه, وكان من أهل الدين والصلاح والعفاف وله فهم وفيه تيقّظ خرج معجمه ووقف أجزاءه وكتبه، وتوفي في حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وستين وستمائة. قلت: روى عنه الدمياطي بيتين من نظمه وقال: توفي بخانقاه سعيد السعداء. وفيها توفي الإمام الزاهد تقي الدين أحمد بن عبد الواحد بن مري الحوراني بالمدينة النبوية عن أربع وثمانين سنة، والمسند زين الدين إسماعيل بن عبد القوي بن عزون الأنصاري، والإمام مجد الدين عبد المجيد بن أبي الفرج الروذراوري اللغوي بدمشق، وشيخ الصعيد الإمام مجد الدين علي بن وهب بن مطيع القشيري المالكي بن دقيق العيد عن خمس وثمانين سنة، وشيخ الشافعية بمصر نصير الدين أبو البركات المبارك بن يحيى بن الطباخ المصري عن ثمانين سنة، ومدرس الحنبلية بدمشق الشيخ تاج الدين مظفر بن عبد الكريم بن نجم بن الحنبلي، رحمة الله عليهم أجمعين. 1165- 6/20- الإسعردي الإمام المحدث الحافظ مفيد القاهرة, تقي الدين أبو القاسم عبيد بن محمد بن عباس بن محمد: مولده بإسعِرد سنة اثنتين وعشرين وستمائة وتحول إلى مصر مع والده، فسمع من علي بن مختار العامري والحسن بن دينار الصائغ ويوسف بن المجتلي وابن المقير وابن رواح وعدة وهبة الله بن محمد بن المقدسي وحمزة الغزال والسبط بالإسكندرية، والرشيد بن مسلمة وطائفة بدمشق، كتب الكثير وبرع في التخريج وأسماء الرجال والعالي والموافقة وانتخب لجماعة, طالعت من عمله مشيخة القاضي ابن الخويي وانتخبت من ذلك أشياء مفيدة، وكان ثقة صالحًا، كان شيخنا ابن الظاهري يثني عليه ويقدمه على سائر الطلبة، سمع منه ابن الظاهري وابن عثمان والحارثي وابنه الإمام شمس الدين والمزي والحلبي والبرزالي واليعمري وابن سامة، توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين وستمائة وله سبعون سنة. وفيها توفي المسند كمال الدين أحمد بن محمد عبد القادر بن النصبي الحلبي بها، وشيخ القراء جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن داود بن ظافر العسقلاني الفاضلي بدمشق عن سبعين سنة، والإمام القدوة مسند الوقت تقي الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي الصالحي الحنبلي، والشيخ الزاهد إبراهيم ابن الشيخ عبد الله بن يونس الأرمني ثم الصالحي، والصاحب المنشئ محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر الجذامي الكاتب، شيخ القراء بالثغر مكين الدين أبو محمد عبد الله بن منصور بن علي اللخمي المعروف بالأسمر، وراوي جامع ابن عيسى أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ترجم بن

_ 1165- حسن المحاضرة: 1/ 201، 202. إيضاح المكنون: 2/ 11، 12. هدية العارفين: 1/ 645.

حازم المازني المصري وله تسعون عامًا، والقاضي عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد ابن الشيخ الأستاذ أبي محمد بن علوان الأسدي الحلبي وله إحدى وسبعون سنة، والمعمر ناصر الدين علي بن محمود بن قرقين ببعلبك عن اثنتين وتسعين سنة، والمسند سيف الدين علي بن الرضى عبد الرحمن بن محمد الحنبلي الصالحي عن خمس وسبعين سنة. 1166- 7/20- الدمياطي شيخنا الإمام العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسابة شيخ المحدثين, شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي الشافعي, صاحب التصانيف: مولده في آخر سنة ثلاث عشرة وستمائة، وتفقه بدمياط وبرع ثم طلب الحديث فارتحل إلى الإسكندرية فسمع بها من علي بن زيد النسارسي وظافر بن شحم ومنصور بن الدباغ وعدة، وبمصر من ابن المقير وعلي بن مختار ويوسف بن المجتلي وطبقتهم، وببغداد من أبي نصر بن العليق وإبراهيم بن الخير وخلق، وبحلب من أبي القاسم بن رواحة وطائفة، وحمل عن ابن خليل -حمل- دابة كتبًا وأجزاء وسمع بحماة من صفية القرشية، وبماردين من عبد الخالق النشتبري، وبحران من عيسى الحناط. وكتب العالي والنازل وجمع فأوعى، وسكن دمشق فأكثر بها عن ابن مسلمة وغيره، ومعجم شيوخه يبلغ ألفًا وثلاثمائة إنسان، وكان صادقًا حافظًا متقنًا جيد العربية غزير اللغة واسع الفقه رأسًا في علم النسب دينًا كيسًا متواضعًا بسامًا محببًا إلى الطلبة مليح الصورة نقي الشيبة كبير القدر، سمعت منه عدة أجزاء منها "السراجيات الخمسة" و"كتاب الخيل" له وكتاب "الصلاة الوسطى" له. سمعت أبا الحجاج الحافظ ما رأيت أحدًا أحفظ منه لهذا الشأن يقول: ما رأيت في الحديث أحفظ من الدمياطي. وقد حدثنا أبو الحسين اليونيني في مشيخته عن الدمياطي وقاضي القضاة علم الدين بن الأخنائي وقاضي القضاة علاء الدين علي القونوي والمحدث أبو الثناء المنبجي، وممن يروي عنه الإمام أبو حيان الأندلسي والإمام أبو الفتح اليعمري والإمام علم الدين البرزالي والإمام قطب الدين عبد الكريم والإمام فخر الدين النويري والإمام تقي الدين السبكي, رحمة الله عليهم أجمعين. توفي فجأة بعد أن قرئ عليه الحديث فأصعد إلى بيته مغشيًّا عليه, فتوفي في ذي القعدة سنة خمس وسبعمائة وكانت جنازته مشهودة؛ ومن علومه القراءات السبع تلا بها على الكمال العباسي الضرير.

_ 1166- الدرر الكامنة لابن حجر: 4/ 253 رقم "2527".

وفيها توفي مفتي البلاد الحلبية قاضي القضاة شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام الدمشقي الشافعي عن ثمانين سنة، ومسند الإسكندرية المعمر المقرئ الأوحد شرف الدين أبو الحسين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف الجذامي المالكي في شعبان عن ست وتسعين سنة، وشيخ القراء بحماة بدر الدين محمد بن أيوب التأذفي الحلبي الحنفي صاحب أبي عبد الله الفاسي عن سبع وسبعين سنة، وخطيب دمشق ومحدثها ونحويها ومقرئها شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفراوي الشافعي عن خمس وسبعين سنة، ومحدث حمص القاضي بدر الدين محمد بن مسعود بن أيوب الحلبي التوزي، ومسندة مصر أم عبد الله زينب بنت سليمان بن إبراهيم بن رحمة, الإسعردية عن بضع وثمانين سنة. أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أنا علي بن أبي الفتح وعلي بن أبي الفضائل وأبو القاسم بن أبي علي وابن أبي حمزة وأبو محمد بن أبي المنصور قالوا: أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا القاسم بن الفضل أنا علي بن محمد الفقيه أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني ثنا محمد بن مسلم بن وارة حدثني عاصم بن يزيد العمري ثنا عبد الله بن عبد العزيز, سمعت ابن شهاب يحدث عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا تحضر الملائكة من اللهو شيئًا إلا ثلاثة: لهو الرجل مع امرأته وإجراء الخيل والنضال". عبد الله هو الليثي مدني ضعفه أبو حاتم. 1167- 8/20- ابن الظاهري شيخنا الإمام المحدث الحافظ الزاهد مفيد الجماعة, جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن قيماز الحلبي مولى الملك الظاهر غازي بن يوسف: مولده في شوال سنة ست وعشرين وستمائة بحلب، سمع من ابن اللتي والإربلي وكريمة وابن رواحة وابن يعيش وصفية الحموية والضياء المقدسي وشعيب الزعفراني ويوسف الساوي والنشتبري وخلق كثير بحلب ودمشق والحرمين ومصر وماردين وحران والإسكندرية وحمص. وجمع أربعي البلدان وكتب شيئًا كثيرًا وخرج لجماعة كثيرة، سمع أولاده منه وأصحابه، وله إجازة من زكريا العلبي وابن روزبة وإسماعيل بن باتكين وطبقتهم، وكان ثقة خيرًا حافظًا سهل العبارة مليح الانتخاب خبيرًا بالموافقات والمصافحات، لا يلحق في جودة الانتقاء وقد تفقه بأبي حنيفة وتلا بالسبع وكان ذا وقار وسكينة وشكل تام ونفس زكية

_ 1167- كشف الظنون: 55. تاريخ الإسلام: الجزء الأخير ص189 "مخطوط".

وكرم وحياء وتعفف وانقطاع قل من رأيت مثله، ما اشتغل بغير الحديث إلى أن مات وشيوخه يبلغون سبعمائة شيخ، نزلت عليه بزاويته بالمفس وأكثرت عنه وانتفعت بأجزائه أحسن الله إليه، سمع منه الحافظ علم الدين أزيد من مائتي جزء وأخذ عنه المزي والحلبي واليعمري والرحالون. توفي في السادس والعشرين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وستمائة, وكان قد جاءته ضربة سيف على عنقه في كائنة حلب ووقع بين القتلى ثم سلم فكان في عنقه ميلة منها, رحمه الله تعالى. وفيها توفي المسند زين الدين أحمد بن عبد الكريم بن غازي الأعلاقي بمصر عن ست وثمانين سنة، والعلامة ضياء الدين جعفر بن محمد بن عبد الرحيم الحسيني الشافعي المصري عن ثمان وسبعين سنة، والقاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان المعري ثم البعلي الشافعي شيخنا عن ثلاث وتسعين سنة، والمحدث الإمام عفيف الدين بن عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري بالمدينة، وقاضي القضاة عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي الحنبلي بمصر عن خمس وستين سنة، والمحدث الإمام ضياء الدين بن عيسى بن يحيى بن أحمد الأنصاري السبتي الصوفي بالقاهرة عن ثلاث وثمانين سنة، والإمام شمس الدين محمد بن حازم بن حامد المقدسي الصالحي الحنبلي عن ست وسبعين سنة، ومفتي مكة أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم الأموي الشافعي عن ثلاث وستين سنة، والفقيه محيي الدين يحيى بن محمد بن عبد الصمد بن العدل السلمي الزيداني المقدسي بها وله أربع وستون سنة، والعدل بدر الدين يوسف بن عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي ثم الصالحي عن سبع وسبعين سنة، والمعمر أبو تغلب بن أحمد بن أبي تغلب الفاروثي التاجر بدمشق عن إحدى وتسعين سنة. قرأت على أحمد بن محمد الحافظ أنا عبد الله بن الحسين أنا أحمد بن محمد الحافظ أنا الحسن بن أحمد أنا أحمد بن عبد الله الحافظ أنا محمد بن يعقوب الأصم في كتابه ثنا عباس الدوري ثنا الأسود بن عامر ثنا هريم بن سفيان عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كانت الحربة تركز مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في أسفاره, فتجعل بين يديه يصلي إليها. 1168- 9/20- ابن دقيق العيد الإمام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ العلامة شيخ

_ 1168- الدرر الكامنة لابن حجر: 4/ 58 رقم "4236".

الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي الصعيدي المالكي والشافعي, صاحب التصانيف: ولد في شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة بقرب ينبع من الحجاز، سمع من ابن المقير لكنه شك في كيفية الأخذ وحدث عن ابن الجميزي وسبط السلفي والحافظ زكي الدين وجماعة قليلة، وبدمشق عن ابن عبد الدائم وأبي البقاء خالد بن يوسف وخرج لنفسه أربعين تساعية. وصنف "شرح العمدة" وكتاب "الإلمام", وعمل "كتاب الإمام في الأحكام" ولو كمل تصنيفه وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدًا، وعمل كتابًا في علوم الحديث، وكان من أذكياء زمانه واسع العلم كثير الكتب مديمًا للسهر مكبًّا على الاشتغال ساكنًا وقورًا ورعًا قل أن ترى العيون مثله. سمعت من لفظه عشرين حديثًا وأملى علينا حديثًا، وله يد طولى في الأصول والمعقول وخبرة بعلل المنقول، ولي قضاء الديار المصرية سنوات إلى أن مات، وكان في أمر الطهارة والمياه في نهاية الوسوسة, رضي الله عنه. روى عنه قاضي القضاة علاء الدين القونوي وقاضي القضاة علم الدين بن الأخنائي والحافظ قطب الدين الحلبي وطائفة سواهم، وتخرج به أئمة. قال الحافظ قطب الدين الحلبي: كان الشيخ تقي الدين إمام أهل زمانه وممن فاق بالعلم والزهد على أقرانه عارفًا بالمذهبين إمامًا في الأصلين حافظًا متقنًا في الحديث وعلومه ويضرب به المثل في ذلك، وكان آية في الحفظ والإتقان والتحري شديد الخوف دائم الذكر لا ينام الليل إلا قليلا ويقطعه فيما بين مطالعة وتلاوة وذكر وتهجد حتى صار السهر له عادة وأوقاته كلها معمورة لم ير في عصره مثله. صنف كتبًا جليلة كمل تسويد كتاب الإمام وبيض منه قطعة، وشرح مقدمة المطرزي في أصول الفقه، وله "الأربعون" في الرواية عن رب العالمين و"الأربعون" لم يذكر فيها إلا عن عالم، وشرح بعض الإلمام شرحًا عظيمًا، وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه لمالك, لم أر في كتب الفقه مثله. عزل نفسه من القضاء غير مرة ثم يسأل ويعاد, وبلغني أن السلطان حسام الدين لما طلع إليه الشيخ قام للقيه وخرج عن مرتبته، وكان كثير الشفقة على المشتغلين كثير البر لهم. سمع ابن الجميزي وابن رواح وأحمد بن محمد بن الحباب والسبط, أتيته بجزء سمعه من ابن رواح والطبقة بخطه فقال: حتى أنظر، ثم عدت إليه فقال: هو بخطي محقق ولكن ما أحقق السماع له ولا أذكره, إلى أن قال قطب الدين: وبلغني أن جده لأمه الشيخ

الإمام المحقق تقي الدين بن المقترح، وكان يشدد في الطهارة ويبالغ، توفي في صفر سنة اثنتين وسبعمائة. وفيها توفي مفتي نابلس شيخنا فخر الدين علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم النابلسي الحنبلي، والمسند عبد الحميد بن أحمد بن خولان البناء بزملكا عن بضع وثمانين سنة، والمسند شرف الدين بقية السلف أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن خواجا إمام الفارسي ثم الدمشقي وله تسع وثمانون سنة، والمسند الأمين بدر الدين أبو علي الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس بن الخلال الدمشقي وله ثلاث وسبعون سنة وشهر، والمحدث العلامة نجم الدين موسى بن إبراهيم بن يحيى الصفراوي الصالحي الحنبلي شيخ العالمية، وشيخ القراء الخطيب برهان الدين إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم الجذامي الإسكندراني الشافعي بدمشق، والمسند المقرئ شمس الدين بن محمد بن قايماز مولى بشر الطحان الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة، ومسند بلاد المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي الأديب عن تسع وتسعين سنة. حدثنا محمد بن علي الحافظ قال: قرأت على أبي الحسن علي بن هبة الله الشافعي أن أبا طاهر السلفي أخبرهم أنا القاسم بن الفضل أنا علي بن محمد أنا إسماعيل الصفار أنا محمد بن عبد الملك أنا يزيد بن هارون أنا عاصم قال: سألت أنسًا: أحرّم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- المدينة؟ قال: نعم، هي حرام حرمها الله ورسوله, لا يختلى خلاها, فمن لم يعمل بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أخرجاه من طرق عن عاصم الأحول. 1169- 10/20- ابن الزبير الإمام الحافظ العلامة شيخ القراء والمحدثين بالأندلس, أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن زبير بن عاصم الثقفي العاصمي الغرناطي النحوي: ولد سنة سبع وعشرين وستمائة وجمع بالسبع على أبي الحسن علي بن محمد الشاري صاحب لابن عبيد الله الحجري وعلى أبي الوليد إسماعيل بن يحيى الأزدي العطار صاحب محمد بن حسنون الحميري، وسمع في سنة خمس وأربعين وبعدها من سعيد بن محمد الحفار وأبي زكريا يحيى بن أبي الغصن وإسحاق بن إبراهيم بن عامر الطوسي -بفتح الطاء- ومحمد بن عبد الرحمن بن جوير البلنسي وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الكماد وخلق كثير، وسمع السنن الكبرى للنسائي من أبي الحسن الشاري بسماعه لجميعه من أبي محمد بن عبيد الله، وعني بهذا الشأن ونظر في الرجال.

_ 1169- الدرر الكامنة لابن حجر: 1/ 54 رقم "232".

وخرج وألف وعمل تاريخًا للأندلسيين ذيل به على الصلة لابن بشكوال، وأفاد الناس في القراءات وعللها ومعرفة طرقها، وأحكم العربية وتصدر مدة وتخرج به الأصحاب، أخذ عنه الإمام أبو حيان النحوي وأبو القاسم محمد بن محمد بن سهل وأبو عبد الله محمد بن القاسم بن رمان وأبو عبد الله بن المرابط النازل ببيت المقدس وصاحبنا أبو القاسم بن عمران الحضرمي السبتي وعدة، ورأيت إجازته بالسبع لابن سهل وقد صدرها بخطبة فائقة الحسن من إنشائه، توفي سنة ثمان وسبعمائة بغرناطة. وفيها توفي بقية المسندين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين السلمي بن الموازيني بدمشق عن أربع وتسعين سنة، والمعمرة المسندة أم عبد الله فاطمة بنت سليمان بن عبد الكريم الأنصاري المقرئ بدمشق وقد اشرفت على التسعين، والمسند جمال الدين أحمد بن إسماعيل بن عبد القوي بن عزون بمصر له سماع في سنة خمس وعشرين وستمائة، ومسند العراق شيخ المستنصرية شرف الدين إسماعيل بن علي بن الطبال الأزجي وله سبع وثمانون سنة ونصف، والمسند جمال الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن حمزة بن الحبوبي الثعلبي بمصر، والإمام محدث القاهرة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة الطائي المقدسي الحنبلي كهلا، وشيخ القراء جمال الدين إبراهيم بن غالي البدوي الحميري بدمشق عن نحو من ستين سنة، والمسند شهاب بن علي المحسني صاحب ابن رواح، والمسند فخر الدين يوسف بن أحمد بن عيسى المشهدي الصوفي كهلا بمصر، وأم عمر خديجة بنت عمر بن أحمد بن أبي جرادة بحماة عن بضع وثمانين سنة. وقد قل من يعتني بالآثار ومعرفتها في هذا الوقت في مشارق الأرض ومغاربها على رأس السبعمائة، أما المشرق وأقاليمه فغلق الباب وانقطع الخطاب والله المستعان، وأما المغرب وما بقي من جزيرة الأندلس فيندر من يعتني بالرواية كما ينبغي فضلا عن الدراية. تمت الطبقة العشرون.

الطبقة الحادية والعشرون

الطبقة الحادية والعشرون: وفيها ثمانية أسماء النواوي النواوي شيخ الإسلام محيي الدين: هو سيد أهل هذه الطبقة وإنما ذكرته في الطبقة العشرين لتقدم موته, رحمة الله تعالى عليه. 1170- 1/21- ابن فرح شيخنا الإمام العالم الحافظ الزاهد شيخ المحدثين, شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فرح بن أحمد اللخمي الإشبيلي الشافعي, نزيل دمشق: ولد سنة أربع وعشرين وستمائة وأسرته الفرنج ثم نجاه الله وحج وسمع بمصر من شيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاري والإمام عز الدين بن عبد السلام وطبقتهما، وبدمشق من ابن عبد الدائم والكرماني وفراس العسقلاني وابن أبي اليسر وخلق سواهم. وعني بهذا الشأن ثم أقبل على تقييد الألفاظ وفهم المتون ومذاهب العلماء، وكانت له حلقة إقراء للحديث وفنونه حضرت مجالسه، ونعم الشيخ كان علمًا وفضلًا ووقارًا وديانة واستحضارًا واستبحارًا وثقة وصدقًا وتعففًا وقصدًا، تخرج به جماعة وكتب الكثير من الفقه والحديث، وانتقل إلى رحمة الله تعالى حميدًا مفيدًا بمنزله في تربة أم الصالح, مبطونًا في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين الملقبة بسنة قازان, إذ أخذ الشام. وفيها توفي خلق عظيم بدمشق, منهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد القوي المقدسي الحنبلي النحوي عن سبعين سنة، والمقرئ الزاهد الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن بن المقير شهيدًا بوقعة قازان بوادي الخزندار وقد جاوز السبعين، والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز اليونيني شهيدًا بالصالحية عن نيف وثمانين سنة، والمعمر أمير الحاج عماد الدين يوسف بن أبي نصر الشقاري الدمشقي المدفون بالنيرب عن تسعين سنة، ومفتي الحنابلة الشيخ التقي عبد الله بن محمد بن جبارة المرداوي بالصالحية، وهدية بنت عبد الحميد بن محمد بن سعد، وإبراهيم بن عنبر المارداتي الأسمر، وأبو حامد بن محمد الحراني مؤذن مسجد جراح، والأمير التواشي المعمر حسام الدين بلال المغيثي الأسود، وقاضي القضاة الشامية إمام الدين عمر بن عبد الرحمن القزويني الشافعي بمصر وقد انجفل إليها؛ وعدم بعد الوقعة قاضي القضاة حسام

_ 1170- شذرات الذهب: 5/ 443، 444. كشف الظنون: 59.

الدين الحسن بن أحمد الرازي ثم الرومي الحنفي، ومات الشيخ عبد الدائم بن أحمد بن ربح المجحي الصالحي، والإخوان علي وعمر ابنا زين الدين أحمد بن عبد الدائم وعبد الرحمن بن عمر بن صومع الديرقانوني والشيخ أحمد بن زيد الحمال الصالحي والعماد عبد الولي بن علي السماقي، ومسند الشام شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد ابن عساكر عن خمس وثمانين سنة، والمؤدب الصالح عيسى بن بركة بن والي الصالحي، والشيخ أحمد بن نوال الرصافي، والشيخ علي بن مطر بن ربح المجحي البقلي والمعمرة صفية بنت عبد الرحمن بن عمرو المناوي الفراء، وزوجها وابن عمها المعمر إبراهيم بن أبي الحسن بن عمرو الفراء، والشيخ أحمد بن محمد بن المجاهد يروي عن ابن صصرى، وخديجة بنت تقي الدين محمد بن محمود بن المراتبي والشمس محمد بن مظفر بن قايماز السقطي، والمسند أبو العباس أحمد بن سليمان بن أحمد الحراني ثم الصالحي راوي الصحيح عن ابن روزبة, والإمام عز الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد الحق بن خلف المعدل، والخطيب الكبير موفق الدين أبو المعالي محمد بن محمد بن الفضل بن حبيش النهراني الحموي وقد قارب الثمانين، ومسندة بعلبك زينب بنت عمر بن كندي الدمشقية، والمحدث اللغوي كمال الدين عبد الله بن علي بن كبار الكركي نقيب السبع, والمحدث مقدم الجيوش علم الدين سنجر التركي الدواداري في عشر الثمانين بحصن الأكراد، والأجلّ مؤيد الدين علي بن إبراهيم بن يحيى ابن خطيب عقربا، وعماد الدين إبراهيم ابن القاضي نجم الدين أحمد بن محمد بن خلف الصالحي الماسح، وموفق الدين محمد بن يوسف المقدسي الحنبلي الشاهد، والعلامة النجم أحمد بن مكي البعلبكي الشيعي، والكاتبة العاملة أمة العزيز خديجة بنت يوسف بن غنيمة البغدادي، والإمام شمس الدين محمد بن سليمان بن حمائل بن غانم المقدسي مدرس العصرونية، والمفتي شهاب الدين أحمد بن محمد بن جعوان الشافعي كهلا، والبدر حسن بن علي بن يوسف بن هود الأندلسي الزاهد الاتحادي في عشر السبعين. والعدل شرف الدين عبد العزيز بن عبد الرحمن بن هلال الأزدي، والشيخ محيي الدين أبو بكر بن عبد الله بن عمر ابن خطيب بيت الآبار، والمفتي شمس الدين محمد ابن الشيخ الفخر البعلبكي، والمعمر الشريف شمس الدين محمد بن هاشم بن البهاء عبد القادر بن عقيل العاسي عن أربع وتسعين سنة، والطيب نجم الدين أحمد بن أبي بكر بن محمد بن حمزة الهمذاني ثم الدمشقي بن الحنبلي. ومدرس القليجية الشيخ بهاء الدين أيوب بن أبي بكر بن النحاس الحنفي عن نيف وثمانين سنة، والمفتي جمال الدين عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الشيباني الباجربقي

الشافعي والد الشيخ الضال، وكبير العدول بهاء الدين محمد بن يوسف ابن الحافظ البرزالي عن ثلاث وستين سنة، وشيخ الأدباء جمال الدين عمر بن إبراهيم بن حسين بن العقيمي عن أربع وتسعين سنة، والمحدث تقي الدين محمد بن سعيد المدني الأسمر بالقاهرة، وشيخنا الحسام آقوش الافتخاري، وزين الدين محمد بن عبد الغني بن عبد الكافي بن الحرستاني الذهبي المعروف بالنحوي وقد نيف على السبعين؛ لأنه حضر على ابن صباح، والقاضي عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة محيي الدين بن الزكي مدرس العزيزية كهلا. والمفتي الكبير شمس الدين محمد بن الصدر سليمان بن أبي العز الحنفي وقد تاب عن والده في الحكم وكان من أبناء التسعين، والشيخ الجمال عبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر المقدسي العلاف، والمسند البقية شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي الصالحي. ومات بتدمر القاضي أبو طالب محمد بن الحسن بن علي بن إسماعيل الغساني التدمري عن سبع وثمانين سنة. ومات بتونس شيخ الوقت أبو محمد عبد الله بن محمد المرجاني الواعظ، ومات بمصر المشايخ المسندون: الصدر زين الدين محمد بن عبد الوهاب بن الحباب السعدي، والشمس محمد بن مكي بن أبي الذكر القرشي الرقام، والمعمر وهبان بن محفوظ الجزري المؤذن، وأبو السعود محمد بن عبد الكريم بن عبد القوي المنذري، وشيخنا المحدث بقية السلف شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي المصري بن الصيرفي. ومات بسبتة المغرب العلامة شيخ الأدب أبو الحكم مالك بن عبد الرحمن بن علي بن المرحل المالقي وله خمس وتسعون سنة. ومات بالقيروان صاحب تاريخها الإمام المحدث المعمر أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري الأسيدي عن أربع وتسعين سنة. فالذين ضبطنا وفاتهم في هذه السنة سنة قازان ملك التتار وأثبتهم في تاريخي الكبير مائة ونيف وتسعون نفسًا ولا نظير لذلك في تاريخي الكبير. أخبرنا أحمد بن فرح الفقيه أنا عبد العزيز بن محمد وأحمد بن عبد الدائم وعبد اللطيف بن الصيقل قالوا: ثنا عبد المنعم بن كليب أنا علي بن بيان أنا محمد بن محمد نا إسماعيل بن محمد الصفار أنا الحسن بن عرفة أنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في

هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} [الأنعام: 65] فقال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إنها كائنة ولم يأت تأويلها". أخرجه الترمذي عن ابن عرفة. 1171- 2/21- علي بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الفقيه الحافظ مفيد الطلبة نجم الدين أبو الحسن ابن القاضي الخطيب جمال الدين الربعي الدمشقي الشافعي: أحد من عني بهذا الشأن وكتب الكثير وخرج وعلق وكان من الأذكياء المعدودين، سمع من ابن عبد الدائم وعمر الكرماني وأصحاب الخشوعي ثم من ابن طبرزذ ثم ابن ملاعب ثم ابن اللتي وكتب العالي والنازل وكان صحيح القراءة مليح الكتابة سريع القلم مات شابًّا طربًا وفي قلبه حسرة من الرحلة إلى مصر, عوضه الله بالمغفرة. مات في ربيع الآخرة سنة اثنتين وسبعين وستمائة، وله ست وعشرون سنة ولو عاش لما تقدمه أحد. وفيها مات زعيم القراء جمال الدين أحمد بن علي المحلي الضرير بالقاهرة كهلا، وكبير الرؤساء مؤيد الدين أسعد بن مظفر بن أسعد بن حمزة بن أسعد بن القلانسي التميمي الدمشقي عن أربع وسبعين سنة. وكبير المحدثين ومسندهم الإمام تقي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة، وكبير الأمراء الأتابك المستعرب فارس الدين أقطاي الصالحي وقد نيف على السبعين بمصر، وكبير المشايخ الاتحادية صدر الدين محمد بن إسحاق بن محمد القونوي بالروم، وكبير الفلاسفة خواجا نصير الدين محمد بن محمد بن حسن الطوسي صاحب الرصد. وكبير المسندين نجيب الدين عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الصيقل الحراني بمصر عن بضع وثمانين سنة، والمسند كمال الدين عبد العزيز بن عبد المنعم ابن خطيب الشام أبي البركات بن عبد الحارثي، وكبير الأصولية القاضي كمال الدين عمر بن بندار بن عمر التفليسي الشافعي بمصر عن سبعين سنة، وكبير الفقراء القدوة عبد الله ابن الشيخ غانم بن علي شيخ الأرض المقدسة، وخاتمة أصحاب البوصيري أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن علان الأنصاري المصري، وكبير الزهاد أبو عبد الله محمد بن سليمان بن محمد المعافري الشاطبي شيخ الإسكندرية، وكبير النحاة العلامة القدوة حجة المغرب جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الأندلسي الجياني الشافعي بدمشق عن نيف وسبعين سنة، وكبير ملوك الإسلام صاحب الأندلس

السلطان المجاهد أبو عبد الله محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر وكانت أيامه ثلاثًا وأربعين سنة، والمسند سيف الدين يحيى ابن الناصح عبد الرحمن بن نجم بن الحنبلي الدمشقي. 1172- 3/21- ابن جعوان الإمام الحافظ المتقن النحوي, شمس الدين محمد بن محمد بن عباس بن أبي بكر بن جعوان بن عبد الله الأنصاري الدمشقي الشافعي: أحد من برع في العربية على ابن مالك ثم عني بالحديث، سمع من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر ومحمد النشي وأحمد بن أبي الخير ويحيى بن الصيرفي وطبقتهم، وبمصر عن عامر القلعي والعز بن الصيقل وطائفة، وكتب وانتخب، وقد قرأ المسند على أبي الغنائم بن علان قراءة عذبة فصيحة لم يأخذوا عليه فيها لحنة واحدة إلا أن يكون سبق لسان, وكان مليح الشكل حسن البزة كيس العشرة ثبتًا فيما يقوله, كتب عنه آحاد الطلبة. توفي قبيل الكهولة في سادس عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وستمائة. وفيها توفي الإمام شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمسند إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد العسقلاني الصالحي أحد رواة المسند، والمحدث الإمام جمال الدين عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يوسف بن حيون الغساني الجزائري، وشيخ القراء العماد الموصلي, وأبو الحسن علي بن يعقوب بن أبي زهران الشافعي عن نيف وستين سنة، والمسند محيي الدين أبو الخطاب عمر بن محمد ابن العلامة أبي سعد بن أبي عصرون التميمي الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة وأشهر، والمفتي شمس الدين محمد بن أحمد بن نعمة بن المقدسي مدرس الشامية، والمسند شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن عمر بن القواس الطائي الدمشقي، والصدر عماد الدين محمد ابن القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن مميل بن الشيرازي الدمشقي صاحب الخط البديع، والمحدث الرحال شمس الدين محمد بن محمد بن حسين بن عبدك الكنجي الصوفي ببيت المقدس، والرشيد محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان العامري الدمشقي، والرئيس محيي الدين يحيى بن علي بن محمد بن سعيد التميمي بن القلانسي عن ست وستين سنة، ومقرئ العراق أبو إسحاق إبراهيم بن جامع القفصي الضرير عن ست وسبعين سنة، والفقيه عباس بن عمر بن عبدان البعلي الحنبلي بالعقيبة، رحمة الله عليهم.

_ 1172- الدرر الكامنة لابن حجر: 2/ 221 رقم "2415".

1173- 4/21- ابن الفوطي العالم البارع المتفنن المحدث المفيد مؤرخ الآفاق مفخر أهل العراق كمال الدين أبو الفضائل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني ابن الفوطي: نسبة إلى جد أبيه لأمه ويعرف أيضًا بابن الصابوني, ينتسب إلى الأمير معن بن زائدة وأصله مروزي، مولده في المحرم سنة اثنتين وأربعين وستمائة ببغداد وأسر في الوقعة وهو حدث ثم صار إلى أستاذه ومعلمه خواجا نصير الطوسي في سنة ستين وستمائة, فأخذ عنه علوم الأوائل ومهر على غيره في الأدب ومهر في التاريخ والشعر وأيام الناس وله النظم والنثر والباع الأطول في ترصيع تراجم الناس, وله ذكاء مفرط وخط منسوب رشيق وفضائل كثيرة. سمع الكثير وعني بهذا الشأن وكتب وجمع وأفاد فلعل أن يكفر به عنه، كتب من التواريخ ما لا يوصف، ومصنفاته وقر بعير، خزن كتب الرصد بضع عشرة سنة فظفر بكتب نفيسة وحصل من التواريخ ما لا مزيد عليه ثم سكن بعد مراغة بغداد وولي خزن كتب المستنصرية فبقي عليها واليًا إلى أن مات وليس في البلاد أكثر من كتب هاتين الخزانتين، وعمل تاريخًا كبيرًا لم يبيضه, ثم عمل آخر دونه في خمسين مجلدًا سماه "مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب" وألف كتاب "درر الأصداف في غرر الأوصاف" وهو كبير جدا ذكر أنه جمعه من ألف كتاب مصنف من التواريخ والدواوين والأنساب والمجاميع, عشرون مجلدًا بيض منها خمسة, وكتاب "المؤتلف والمختلف" رتبه مجدولا، وله كتاب "التواريخ" على الحوادث، وكتاب "حوادث المائة السابعة" وإلى أن مات، وكتاب "الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة" في عدة مجلدات. وقال: مشايخي يبلغون خمسمائة شيخ منهم الصاحب محيي الدين يوسف بن الجوزي. قلت: وسمع بمراغة من مبارك ابن الخليفة المستعصم في سنة ست وستين وستمائة، وسمع ببغداد من محمد بن أبي الدثنة وطبقته وكان يترخص في إثبات ما يرصعه ويبالغ في تقريض المغول وأعوانهم، وبعض الفضلاء تكلم في عدالته وكان ربما يشرب المسكر. وحدثني صاحبنا عفيف الدين بن المطري أنه بلغه أن ابن الفوطي كان يخل بالصلوات ويدخل في بلايا وهو في الجملة أخباري علامة ما هو بدون أبي الفرج الأصفهاني وبينهما اشتراك وخصوص وكان ظريفًا متواضعًا حسن الأخلاق, الله يسامحه. مات في المحرم سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ببغداد عن إحدى وثمانين سنة, كتب إلينا بمروياته.

وفيها توفي قاضي القضاة نجم الدين أحمد بن محمد بن سالم ابن الحافظ أبي المواهب بن صصرى التغلبي الدمشقي الشافعي عن ثمان وستين سنة، والمحدث الإمام اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر محمد بن حامد الأرموي القرافي الصوفي بدمشق عن ست وسبعين سنة، والمعمر علي بن شهاب أحمد بن عسكر القصيري ثم الصالحي الحمال عن بضع وثمانين سنة، والشيخ محمد بن أحمد بن سلامة الموصلي ثم الصالحي القصاص، ومسند الوقت بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن تاج الأمناء ابن عساكر الدمشقي الطبيب عن أربع وتسعين سنة، ومسند الشام شمس الدين أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن الشيرازي المزني في خمس وتسعين سنة، والمعمر تاج الدين أحمد بن علي بن وهب القشيري بن دقيق العيد بقوص وقد سمع بإفادة أخيه كثيرًا من ابن الجميزي وعاش سبعًا وثمانين سنة. 1174- 5/21- - الحارثي الشيخ الإمام الفقيه الحافظ المتقن مفيد الطلبة قاضي القضاة, سعد الدين أبو محمد مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي العراقي المصري الحنبلي: ولد سنة اثنتين وخمسين وستمائة ونشأ في طلب العلم وسمع من ابن البرهان والنجيب الحراني وابن علاق وخلق، وبالثغر من عثمان بن عوف وابن الفرات، وبدمشق من أحمد بن أبي الخير وأبي زكريا بن الصيرفي وطبقتهما، وكتب الكثير وحصل الأصول وتقدم في هذا الشأن وخرج لجماعة وتكلم على الحديث ورجاله وعلى التراجم فأحسن وشفي، وخطه قوي حلو معروف شحذت منه مجلس التميمي فما سمح به وكان عارفًا بمذهبه ثقة متقنًا صينًا مليح الشكل فصيح العبارة وافر التجمل كبير القدر حج غير مرة وشرح بعض السنن لأبي داود ودرس بأماكن وولي القضاء سنتين ونصفًا, وانتقل إلى الله في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وسبعمائة. وفيها مات المعمر الزاهد شيخنا عمر بن عبد البصير السهمي القوصي عن ست وتسعين سنة، والمسند فخر الدين إسماعيل بن نصر الله بن تاج الأمناء ابن عساكر الدمشقي عن اثنتين وثمانين سنة، والمسندة أم محمد فاطمة بنت إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلبكية عن ست وثمانين سنة، وقاضي حماة عز الدين عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحنفي بن العديم عن ثمان وسبعين سنة, وشيخنا القدوة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي نصر بن الدباهي عن أربع وسبعين سنة بدمشق، وشيخنا العارف الإمام عماد الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي ابن

_ 1174- الدرر الكامنة لابن حجر: 4/ 212 رقم "4926".

شيخ الحراميين، والمسند العدل عماد الدين أبو المعالي ابن المحدث ضياء الدين علي بن محمد النابلسي عن ثلاث وسبعين سنة، والزاهد أبو البركات شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلي شيخ مقصورة الحلبيين عن سبع وثمانين سنة، والمنشئ الفاضلي جمال الدين محمد بن الجلال مكرم بن علي الأنصاري المصري عن اثنتين وثمانين سنة، والأديب المحدث الفقيه رشيد الدين, رشيد بن كامل بن رشيد الحرشي الرقي الشافعي وله ست وثمانون سنة، رحمة الله عليهم. أخبرنا مسعود بن أحمد الحافظ أنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب أنا علي بن أحمد أنا محمد بن محمد أنا إسماعيل بن محمد ثنا ابن عرفة ثنا إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئًا من القرآن"، أخرجه الترمذي1 عن الحسن بن عرفة. 1175- 6/21- ابن تيمية الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام علم الزهاد نادرة العصر, تقي الدين أبو العباس أحمد ابن المفتي شهاب الدين عبد الحليم ابن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني أحد الأعلام: ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وقدم مع أهله سنة سبع فسمع من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر والكمال بن عبد وابن الصيرفي وابن أبي الخير وخلق كثير، وعني بالحديث ونسخ الأجزاء ودار على الشيوخ وخرج وانتقى وبرع في الرجال وعلل الحديث وفقهه وفي علوم الإسلام وعلم الكلام وغير ذلك. وكان من بحور العلم ومن الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد والشجعان الكبار والكرماء الأجواد, أثنى عليه الموافق والمخالف وسارت بتصانيفه الركبان لعلها ثلاثمائة مجلد. حدث بدمشق ومصر والثغر، وقد امتحن وأوذي مرات وحبس بقلعة مصر والقاهرة والإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين، وبها توفي في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة في قاعة معتقلًا ثم جهز وأخرج إلى جامع البلد فشهده أمم لا يحصون فحزروا بستين ألفًا ودفن إلى جنب أخيه الإمام شرف الدين عبد الله بمقابر الصوفية, رحمهما الله تعالى ورئيت له منامات حسنة ورثي بعدة قصائد؛ وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لأجلها وهي مغمورة في بحر علمه, فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله، وكل أحد من الأمة فيؤخذ من قوله ويترك فكان ماذا؟

_ 1 في كتاب الطهارة باب 98. 1175- الدرر الكامنة لابن حجر: 1/ 88 رقم "409".

أخبرنا أحمد بن عبد الحليم الحافظ غير مرة ومحمد بن أحمد بن عثمان وابن فرح وابن أبي الفتح وخلق قالوا: أنا أحمد بن عبد الدائم أنا عبد المنعم بن كليب "ح" وأنبأنا أحمد بن سلامة عن ابن كليب أنا علي بن بيان أنا محمد بن محمد أنا إسماعيل بن الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتنتهبه, فيخر بين يديك مشويًّا". وفيها توفي مسند الإسكندرية الإمام أبو إسحاق عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي وله تسعون سنة، ومسند العراق شيخ المستنصرية الواعظ عفيف الدين محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن الأزجي الحنبلي بن الدواليبي عن تسعين سنة أو نحوها، وقاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن بن الحريري الأنصاري الدمشقي الحنفي بمصر، والقاضي العدل جمال الدين يوسف بن مظفر بن أحمد ابن قاضي حران بدمشق عن اثنتين وثمانين سنة، ومفتي العراق العلامة الكبير جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت بن العاقولي الشافعي مدرس المستنصرية عن تسعين سنة وثلاثة أشهر، أفتى منها إحدى وسبعين سنة، والفقيه المعمر جمال الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر الصالحي الحنبلي عن تسع وثمانين سنة, رحمة الله عليهم. 1176- 7/21- المزي شيخنا الإمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام, جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف القضاعي ثم الكلبي الدمشقي الشافعي: ولد بظاهر حلب سنة أربع وخمسين وستمائة ونشأ بالمزة وحفظ القرآن وتفقه قليلا ثم أقبل على هذا الشأن، سمع من أول شيء كتاب الحلية كله على ابن أبي الخير سنة خمس وسبعين ثم أكثر عنه، وسمع المسند والكتب الستة ومعجم الطبراني والأجزاء الطبرزذية والكندية، وسمع صحيح مسلم من الإربلي ورحل سنة ثلاث وثمانين فسمع من العز الحراني وأبي بكر بن الأنماطي وغازي وهذه الطبقة وسمع بالحرمين وحلب وحماة وبعلبك وغير ذلك. ونسخ بخطه المليح المتقن كثيرًا لنفسه ولغيره ونظر في اللغة ومهر فيها وفي التصريف وقرأ العربية، وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها والقائم بأعبائها لم تر العيون مثله.

_ 1176- الدرر الكامنة لابن حجر: 4/ 282 رقم "5241".

عمل كتاب "تهذيب الكمال" في مائتي جزء "وخمسين جزءًا"، وعمل كتاب "الأطراف" في بضعة وثمانين جزءًا، وخرج لنفسه وأملى مجالس وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله، وولي المشيخة بأماكن منها الدار الأشرفية، وكان ثقة حجة كثير العلم حسن الأخلاق كثير السكوت قليل الكلام جدا صادق اللهجة لم تعرف له صبوة، وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شيء مما يقرأ بل يرد في المتن والإسناد ردًّا مفيدًا يتعجب منه فضلاء الجماعة، وكان متواضعًا حليمًا صبورًا مقتصدًا في ملبسه ومأكله كثير المشي في مصالحه، ترافق هو وابن تيمية كثيرًا في سماع الحديث وفي النظر في العلم وكان يقرر طريقة السلف في السنة ويعضد ذلك بمباحث نظرية وقواعد كلامية وجرى بيننا مجادلات ومعارضات في ذلك تركها أسلم وأولى. ومع ذلك فله عمل كثير في المعقول، وما وراء ذلك بحمد الله إلا حسن إسلام وحسبة لله مع أني لم أعلمه ألف في ذلك شيئًا. وقد لزم في وقت صحبة العفيف التلمساني فلما تبين له انحلاله واتحاده تبرأ منه وحط عليه، وكان ذا مروءة وسماحة ويقنع باليسير باذلا لكتبه وفوائده ونفسه، كثير المحاسن ولقد آذاه أبو الحسن بن العطار وسبح وما رأيته يتكلم فيه ولا فيمن آذاه والله يسمح له ويختم له بالخير ولنا آمين. أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه وحدثني عنه الحافظ المجود أبو الحجاج الكلبي أن مسعود بن أبي منصور أنبأهم قال: أنا أبو علي أنا أبو نعيم الحافظ ثنا ابن خلاد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يوسف بن يعقوب الصفار أنا علي بن عثام عن سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: سئل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الوسوسة فقال: "صريح الإيمان". هذا حديث حسن صحيح غريب من الإفراد أخرجه مسلم عن الصفار فوافقناه بعلو، وليس لسعير لا ولعلي ولا للصفار في صحيح مسلم سواه. توفي في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة, رحمه الله تعالى. وإلى هنا انتهى بنا كتاب التذكرة، ولعل فيمن لم نوردهم غفلة أو نسيانًا من هو في رتبة المذكورين علمًا وحفظًا وقد كنت ألفت معجمًا لي يختص بمن طلب هذا الشأن من شيوخي ورفاقي, فاستوعبت من له أدنى عمل وبينت أحوالهم.

شيوخ صاحب التذكرة

شيوخ صاحب التذكرة: 1- ولقد انتفعت وتخرجت بشيخنا الإمام العالم المحدث الحافظ الشهيد أبي

الحسين علي ابن الشيخ الفقيه ببعلبك ولزمته نيفًا وسبعين يومًا وأكثرت عنه، وكان عارفًا بقوانين الرواية حسن الدراية جيد المشاركة في الألفاظ والرجال، وانتقل إلى الله تعالى في رمضان سنة إحدى وسبعمائة عن إحدى وثمانين سنة، روى لنا عن ابن الزبيدي وابن اللتي ومكرم وجعفر وأبي نصر بن الشيرازي وخلق، وكان صاحب رحلة وأصول وأجزاء وكتب ومحاسن. 2- ولزمت الشيخ الإمام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسن علي بن مسعود1 بن نفيس الموصلي وسمعت منه جملة، وكان دينًا خيرًا متصوفًا متعففًا قرأ ما لا يوصف كثرة وحصل أصولا كثيرة كان يجوع ويبتاعها، سمع بمصر والشام وعاش سبعين سنة، مات سنة أربع وسبعمائة وظهر له نصف جزء سمعه من أبي القاسم بن رواحة. 3- وسمعت من مفيد الطلبة المحدث الإمام المتقن اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر2 الأرموي ثم القرافي الصوفي، قرأ الكثير على المشايخ وكان فصيحًا فاضلًا كتب شيئًا كثيرًا وعني بهذا الشأن وبرع في علم اللسان وصنف، روى لنا عن النجيب الحراني والكمال بن عبد، ومات في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة عن بضع وسبعين سنة, رحمه الله تعالى. 4- وسمعت الصحيح بقراءة الإمام العالم الخطيب البليغ النحوي محدث الشام شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع3 الفزاري الشافعي وكان فصيحًا مفوهًا عديم اللحن عذب القراءة له أنسة بالأسماء ومعرفة بالألفاظ ويد في العربية وتواضع وكيس، مات سنة خمس وسبعمائة عن خمس وسبعين سنة رحمه الله تعالى، روى لنا عن السخاوي وجماعة وقرأ الكثير. 5- وسمعت الكثير بقراءة الإمام العالم الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف4 ابن الحافظ زكي الدين البرزالي وبفصاحته وحسن أدائه للحديث, يضرب به المثل مع الفضيلة والإتقان والتواضع وحسن البشر وكثرة الأصول، ولد سنة خمس وستين5 وأجاز له ابن عبد الدائم وطبقته وسمع من الشيخ

_ 1 الدرر الكامنة لابن حجر: 3/ 76 رقم "2929". 2 الدرر الكامنة لابن حجر: 4/ 204 رقم "4892" وقد ذكر ولادته عام 647. 3 الدرر الكامنة لابن حجر: 1/ 56 رقم "234" وقد ذكر ولادته عام 630 في شهر رمضان. 4 الدرر الكامنة لابن حجر: 3/ 143 رقم "3242". 5 أي: بعد الستمائة.

شمس الدين وطبقته. وله في الطلب بضع وخمسون سنة ومعجمه في مجلدات كبار. توفي محرمًا في رابع ذي الحجة الحرام سنة تسع وثلاثين1, رحمه الله تعالى. 6- وسمعت مع الشيخ الإمام الفقيه المحدث النحوي بقية السلف شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي الفتح2 البعلبكي الحنبلي، وكان عالمًا بالفقه والنحو، وله اعتناء بالمعاني والرجال, سمع الكثير وكتب الأجزاء وخرج وأفاد, روى لنا عن الفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وطائفة، توفي سنة تسع وسبعمائة بالقاهرة غريبًا, رحمه الله تعالى. 7- وسمعت مع الإمام المحدث العابد مفيد الجماعة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة3 وكان معنيًّا بهذا الشأن فصيح القراءة كثير الشيوخ واسع الرحلة خيرًا متواضعًا، روى لنا عن ابن عبد الدائم وسمع من أصحاب ابن طبرزذ وهلم جرا، مات في سنة ثمان وسبعمائة عن ست وأربعين سنة, رحمه الله تعالى. 8- وسمعت بمصر وعرفة مع الشيخ الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير4 الحلبي ثم المصري, أحد من جرد العناية ورحل وتعب وحصل وكتب وأخذ عن أصحاب ابن طبرزذ فمن بعدهم, وصنف التصانيف وظهرت فضائله مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم، مولده سنة أربع وتسعين وستمائة وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة, رحمه الله تعالى. 9- وسمعت من الشيخ العلامة الفرضي المحدث الصالح شمس الدين أبي العلاء محمود بن أبي بكر البخاري الحنفي وكان أحد من عني بهذا الشأن ورحل وكتب وألف، سمعت منه ووقف أجزاءه بالخانقاه, سمع من ابن أبي الدثنة وطبقته ببغداد، ومن الفخر وطبقته بدمشق، ومن ابن خطيب المزة بمصر وسمع بالحرمين وبخارى وماردين وخراسان وكان عالمًا متقنًا أنيق الكتابة، مات بماردين سنة سبعمائة عن ست وخمسين سنة, رحمه الله تعالى. 10- وسمعت مع الإمام المفيد المحدث العدل الكبير شمس الدين محمد بن إبراهيم بن غنائم5 المهندس الصالحي الحنفي الشروطي ابن المهندس، وقد سمع الكثير

_ 1 أي: بعد السبعمائة. 2 الدرر الكامنة لابن حجر: 4/ 87 رقم "4349" وقد ذكر ولادته عام 645. 3 الدرر الكامنة لابن حجر: 3/ 302 رقم "3972" وقد ذكر ولادته عام 662. 4 الدرر الكامنة: 2/ 242 رقم "2485". 5 الدرر الكامنة: 3/ 178 رقم "3412".

من أصحاب ابن طبرزذ وكتب العالي والنازل، ثم ارتحل بأخرة إلى مصر ونسخ الكتب الكبار وانتقى على جماعة، سمعنا منه، مولده في سنة خمس وستين وستمائة، ومات في شوال سنة ثلاث وثلاثين, رحمه الله تعالى. 11- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد المقرئ بقية السلف شيخ الحرم فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان1 التوزري ثم المصري المالكي، وكان قارئ الطلبة بمصر دهرًا، قرأ الكتب المطولة وحصل الأصول وتلا بالسبع على ابن وثيق والكمال بن شجاع، سمع من ابن الجميزي والسبط فمن بعدهما حتى إنه أخذ عن ألف شيخ، توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وسبعمائة بمكة عن ثلاث وثمانين سنة, رحمه الله تعالى. 12- وسمعت مع الشيخ العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع فتح الدين أبي الفتح محمد بن محمد ابن سيد الناس اليعمري الأندلسي الأصل المصري صاحب التصانيف، ولد سنة إحدى وسبعين في آخرها وسمع من العز وغازي وخلائق، ولحق بدمشق ابن المجاور ومحمد بن مؤمن وابن الواسطي وكتب بخطه المنسوب كثيرًا, وهو على حاله ثبت فيما ينقله بصير بما يحرره لم أسمع منه شيئًا، توفي فجاءة في شعبان في حادي عشر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة, رحمه الله تعالى. 13- وسمعت الكثير مع الشيخ المحدث العالم المفيد شهاب الدين أبي العباس أحمد بن مظفر2 بن النابلسي سبط الحافظ زين الدين خالد، مولده سنة خمس وسبعين، وسمع من زينب بنت مكي والفخر البعلي وابن بلبان وابن الواسطي والتاج عبد الخالق فمن بعدهم، وأفادني أشياء، وكتبت عنه وشيوخه فوق السبعمائة شيخ، وله حظ من زعارة ونفور من الناس والله يسامحه فعليه مأخذ لذلك لكنه متثبت متقن، مات في دمشق في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة, رحمه الله تعالى. 14- وسمعت مع الشيخ الأديب العلامة البليغ المحدث المفيد علاء الدين علي بن مظفر بن إبراهيم3 الكندي الدمشقي كاتب ابن وداعة، ولد على رأس الأربعين وستمائة وتلا بالسبع على العلم أبي القاسم، وسمع من ابن أبي الحسن وإبراهيم بن خليل وابن عبد الدائم وخلق وكتب الأجزاء وحصل ثم تعانى الإنشاء وخدم وكان قليل الدين متهاونًا

_ 1 الدرر الكامنة: 2/ 273 رقم "2609". 2 الدرر الكامنة: 1/ 186 رقم "799". 3 الدرر الكامنة: 3/ 76 رقم "2931".

بالصلاة، في عقيدته مقال إلا أنه متثبت فيما ينقله, علقت عنه، توفي سنة ست عشرة وسبعمائة, رحمه الله تعالى. 15- وسمعت من الشيخ المحدث المفيد الفاضل نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم1 بن سالم بن ركاب الأنصاري بن الخباز المؤدب المفيد أحد من أفنى عمره في الرواية والكتابة وأخذ عمن دب ودرج وحصل الأصول، روى لنا عن الشيخ الضياء وعبد الحق بن خلف، وخطه رديء سقيم وفهمه بطيء والله يسامحه، مات سنة ثلاث وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة. 16- وسمعت من الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن النضر بن بناء بن الدقوقي المصري, وكان ممن نسخ الكثير وعني بالسماع ولم ينجب، ثنا عن ابن رواح، مات في سنة خمس وتسعين وستمائة وهو في عشر الثمانين, رحمه الله. 17- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد بقية المشايخ ضياء الدين عيسى بن يحيى بن أحمد السبتي، مات في سنة ست وتسعين عن ثلاث وثمانين سنة عني بهذا الشأن مدة مديدة وسمع بقراءته من ابن المجتلي وابن الصفراوي وابن المقير وطبقتهم وليس بالمكثر ولا الماهر, رحمه الله تعالى. 18- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي بن الصيرفي، وكان قد طلب وحمل عن ابن رواح والساوي وابن قميرة، مات في أواخر سنة تسع وتسعين وستمائة. 19- وسمعت من الشيخ العالم المحدث المفتي بقية السلف أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود2 بن العطار الدمشقي الشافعي صاحب الشيخ محيي الدين النواوي وهو الذي استجاز لي ولأبي من ابن الصيرفي وابن أبي الخير وعدة، وكان صاحب معرفة حسنة وأجزاء وأصول، خرجت له معجمًا في مجلد، مات في سنة أربع وعشرين وسبعمائة عن سبعين سنة, مرض بالفالج سنين, رحمه الله. 20- وسمعت من الفقيه البارع المحدث الأديب نجم الدين موسى بن إبراهيم3 الشعراوي الحنبلي الشاهد، وكان قد قرأ الكتب الكبار ودار على الشيوخ ونسخ الفوائد،

_ 1 الدرر الكامنة: 1/ 211 رقم "910" وقد ذكر ولادته عام 629. 2 الدرر الكامنة: 3/ 4 رقم "2639" وقد ذكر ولادته عام 654. 3 الدرر الكامنة 4/ 227 رقم "4988" وقد ذكر ولادته عام 624.

وسمع من الحافظ الضياء وإسماعيل بن ظفر وقرأ على ابن عبد الدائم وابن أبي عمر وكان صاحب نوادر ودعابة وفضائل إلا أنه كان يدمج الإسناد ويهينمه، مات سنة اثنتين وسبعمائة وله ثمان وسبعون سنة. 21- وسمعت من المحدث العالم العدلي المفيد كاتب الحكم شرف الدين يعقوب بن أحمد1 بن الصابوني, روى عن أحمد بن علي الدمشقي والنجيب وابن علاق وابن أبي الخير وخلق، ونسخ الأجزاء وساد في الشروط، مات بمصر في سنة عشرين وسبعمائة عن ست وسبعين سنة, رحمه الله تعالى. 22- وسمعت من قاضي القضاة الإمام القدوة الزاهد المحدث شمس الدين محمد بن مسلم بن مالك2 وسمعت بقراءة جماعة أجزاء, وكان إمامًا في الفقه والنحو من قضاة العدل، توفي في سنة ست وعشرين وسبعمائة عن خمس وستين سنة بالمدينة النبوية, شرفها الله تعالى. 23- وسمعت من الفقيه المحدث الزاهد البركة أبي الحسن علي بن محمد3 التركي الختني الشافعي وقد تفقه وسمع الكثير وكتب الأجزاء، وسمع من الفخر علي وطبقته، ومات كهلا سنة سبع عشرة وسبعمائة, رحمه الله تعالى. 24- وسمعت من الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد4 ابن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية, قدم علينا طالب حديث "و" روى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء حسن القراءة مليح الشكل مهيبًا دينًا صالحًا، وعلى يده أسلم غازان الملك، مات سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة وله ثمان وسبعون سنة, رحمه الله تعالى. 25- وسمعت من الشيخ العالم المحدث الصادق المرتضى شمس الدين محمد بن محمد بن حسن بن نباتة5 المصري، وله عناية تامة بهذا الشأن ومعرفة، كتب الأجزاء وحصل، وروى عنه غازي والعز الحراني وابن خطيب المزة والطبقة، ومحاسنه كثيرة وتواضعه حسن وديانته متينة، ولد سنة ست وستين.

_ 1 الدرر الكامنة: 4/ 267 رقم "5182" وقد ذكر ولادته عام 644. 2 الدرر الكامنة: 4/ 158 رقم "4693" وقد ذكر ولادته عام 662. 3 الدرر الكامنة: 3/ 65 رقم "2878" وقد ذكر ولادته عام 670. 4 الدرر الكامنة: 1/ 45 رقم "181" وقد ذكر ولادته عام 644. 5 الدرر الكامنة: 4/ 108 رقم "4448" وقد ذكر وفاته عام 750.

26- وسمعت من الإمام المحدث الصادق مفيد الجماعة محب الدين عبد الله بن أحمد بن المحب1 المقدسي الحنبلي، ولد سنة اثنتين وثمانين وستمائة، وسمع من ابن البخاري وطبقته ثم طلب بنفسه وكتب الكثير وقرأ العالي والنازل وأفاد الخاصة والعامة, وقد ألقي له المحبة في النفوس لخيره وإخلاصه وصلاحه وفضله، توفي في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبعمائة, رحمه الله تعالى. 27- وسمعت من الشيخ المحدث العالم الرئيس زين الدين عمر بن حسن بن عمر بن حبيب2 الدمشقي نزيل حلب ومحتسبها، ولد سنة ثلاث وستين وستمائة وسمع من ابن بلبان وابن شبيبان وابن البخاري، وفي الرحلة من ابن حمدان والأبرقوهي وكان ذكيًّا كتب وتعب، خرجت له معجمًا عن أزيد من خمسمائة نفس، مات غريبًا بمراغة في سنة ست وعشرين وسبعمائة, رحمه الله. 28- وسمعت من المحدث العالم فخر الدين عثمان بن بلبان3 المقاتلي, سمع الكثير ورحل وكتب وتعب وكان مزجى البضاعة، لكنه له ذكاء وفهم وعناية بالرواية. مات بمصر سنة سبع عشرة وسبعمائة وله اثنتان وأربعون سنة, روى عن عمر بن القواس وجماعة, رحمة الله عليهم. 29- وسمعت من المحدث المفتي الفاضل فخر الدين عبد الرحمن بن محمد بن الفخر4 البعلبكي الحنبلي، سمع من ابن البخاري وابن الواسطي ثم طلب بنفسه وجمع وخرج وقرأ الكثير وقرأ على كراسي عدة، وكان دينًا صينًا عالمًا. مات سنة اثنتين وثلاثين عن بضع وأربعين سنة, رحمه الله تعالى. 30- وسمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي5 السبكي الشافعي صاحب التصانيف، ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة وسمع من ابن الصواف والدمياطي وبدمشق من أبي جعفر بن الموازيني والطبقة "وكان جمَّ الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم، مات سنة ست وخمسين وسبعمائة".

_ 1 الدرر الكامنة: 2/ 150 رقم "2116". 2 الدرر الكامنة: 3/ 94 رقم "3008". 3 الدرر الكامنة: 2/ 266 رقم "2577" وقد ذكر ولادته عام 675. 4 الدرر الكامنة: 2/ 208 رقم "2350" وقد ذكر ولادته عام 685. 5 الدرر الكامنة: 3/ 38 رقم "2781".

31- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث مفيد الطلبة أمين الدين محمد بن إبراهيم بن محمد1 الواني الدمشقي رئيس المؤذنين وابن رئيسهم, سمع من ابن الفراء وأبي الفضل ابن عساكر، وله في طلب الحديث رحلة في سنة سبعمائة، مولده سنة أربع وثمانين وستمائة وتوفي سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. 32- وسمعت من الإمام المفتي المحدث صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي2 العلائي, سمع من القاضي تقي الدين سليمان وطبقته فأكثر وحصل وخرج وصنف. مولده سنة أربع وتسعين وستمائة وتوفي سنة إحدى وستين وسبعمائة, وهو عالم بيت المقدس اليوم. 33- وسمعت من الإمام الفقيه المحدث الزاهد القدوة بهاء الدين أبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل3 المكي الشافعي، قرأ الفقه والقراءات والأصول والنحو وعني بالحديث، ورحل إلى مصر ودمشق وحلب، سمع بيبرس العديمي والدشتي والقاضي، مولده في سنة أربع وتسعين وستمائة سكن مصر4 وله جهات، ثم تزهد وتوحد وتعبد بالثغر5. 34- وسمعت مع الفقيه المفتي المحدث ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير6 البصروي الشافعي، ولد بعد السبعمائة أو فيها وسمع من ابن الشحنة وابن الزراد وطائفة، وله عناية بالرجال والمتون والفقه، خرج وألف وناظر وصنف وفسر وتقدم. 35- وسمعت مع المحدث العالم المفيد تقي الدين محمد ابن شيخنا سعد الدين7 بن سعد, سمع من القاضي وأبيه وأبي بكر بن عبد الدائم وخلق وكتب ورحل وخرج وتميز. 36- وسمعت من الإمام الأوحد الحافظ ذي الفنون شمس الدين محمد بن

_ 1 ما بين الحاجزين مدرج وليس من كلام الذهبي؛ لأنه توفي عام 748. 2 الدرر الكامنة: 3/ 178 رقم "3416". 3 الدرر الكامنة: 2/ 51 رقم "1667". 4 الدرر الكامنة: 2/ 177 رقم "2212" وقد ذكر وفاته عام 777. 5 ما بين القوسين ملحق بعد المؤلف. 6 الدرر الكامنة: 1/ 218 رقم "945" وقد ذكر ولادته عام 703 ووفاته عام 774. 7 الدرر الكامنة: 4/ 175 رقم "4779" وقد ذكر ولادته عام 703 ووفاته عام 759.

أحمد بن عبد الهادي1، ولد سنة خمس أو ست وسبعمائة وسمع من القاضي وابن عبد الدائم والمطعم واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع وتصدى للإفادة والاشتغال في القراءات والحديث والفقه والأصول والنحو، وله توسع في العلوم وذهن سيال، توفي في شهر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة، رحمة الله عليهم أجمعين. تم كتاب التذكرة ويليه الذيول.

_ 1 الدرر الكامنة: 3/ 201 رقم "3521".

الفهرس

الفهرس ... فهرست المحتويات: الطبقة الخامسة عشرة 3 الطبقة السادسة عشرة 58 الطبقة السابعة عشرة 90 الطبقة الثامنة عشرة 127 الطبقة التاسعة عشرة 159 الطبقة العشرون 172 الطبقة الحادية والعشرون 185 شيوخ صاحب التذكرة 194

§1/1